Professional Documents
Culture Documents
جاري الشيعي(عبد األخوة) متحمس جداً هذه األيام ،ال يمر يوم منذ أيام إال وأجده
محتذيا ً بزوج قنادر مع جورابين (والكل أسود غامق) مرتديا ً دشداشته السوداء
ومعتمراً غترته السوداء (ومن تحتهما فانيلته السوداء ولباسه الداخلي األسود -حتماً)
وهو يناقش (الرايح والجاي) بموضوع والية علي وغدير خم ونكول الصحابة عن
تنفيذ وصية نبيهم.
وتتكرر منذ العام 2004هذه المشاهد عليّ وعليه وعلى مجموعة (الرايح والجاي)
القابضة التي قوامها باعة المخضر ،المختار A،مؤذن الجامع ،أبو سليم الجار
المصاب بالكآبة والمنحصرة نشاطاته الالصفية بحضور صالتي الظهر والعصر في
جامع المنطقة ،وثمة متسولون وقمامون ال يسلمون من شبكته اإلعالمية هذه..
الشيعي من هؤالء يمثل مضمون عنوان( حزب الدعوة) وهو يحسب أنه يحسن
صنعاً!
وأنا تعودت منذ سنين أن أغض الطرف عما يكدر خاطري كون غالبه (ما لم يكن
كله) ال يعود عليّ بمردود إيجابي هو من باب " الفعل ورد الفعل" الذي أرتجيه
وقت أناقش من هو متحمس ألفكاره هكذا .مهما أجهدت روحي واستشهدت بآيات
وعلم منطق مع واحدهم فهو كله ال يفلح بغسل تالفيف دماغ تشبعت على مدى
خمس أو ست عقود بفضالت مادة (الهريسيوم) وحمض (القيميك) الناتج عن تحلل
الحمص المسلّح بلحوم القطط والحمير النافقة ! هنا تفشل نظرية نيوتن وال يتحقق
أي مردود من الجهد المبذول .لكن هذه السنة مارست متعة الردة واإلرتداد عن
القرارات الشخصية تلك وقررت العودة لممارسة فعالية ( تصخيم وجوه الجاهلين)A،
فاستعذت باهلل من الشيطان الشرو َكي الرجيم وتوجهت لباب بيت جاري هذا فوجدته
منشغالً بالبث والشرح لمجموعة من طالب اإلعدادية من سكنة الشوارع التي تقع
قريبا ً من بيوتنا.
مختصر ما دار ،وبعيداً عن رطانة آلية ( وما آل لي وألتلوو) تلك ،وصل النقاش
بيننا لمقارنة عقدها هو بين (علي) من جهة وكل من هم محسوبين كمنافسين و/أو
خصوم له طيلة حياته عقب وفاة الرسول .إستخدمت نفس أسلوبه فأوردت حديثا ً
( وأنا أصالً ال أعتبر األحاديث حقيقة واقعة بنسبة ،%100لدي قواعدي الخاصة
لترشيح الغث من السمين من األحاديث وسبق لي تناول هذه الجزئية من قبل لكن
نزلت لمستوى الرجل هنا لنكون على أرضية مشتركة) يمتدح هذا الصحابي وذاك،
ومن ضمنهم معاويه بن أبي سفيان وخالد بن الوليد وكل من دعس على غرور علي
بن أبي طالب ّ
فخز بالوناته وسقاه عصير الحنظل.
أنكر هو صحة األحاديث وقال ما مفاده أ ّنه ال يمكن اإلحتكام لألحاديث فيما القرآن
موجود!
" طيب" ،قلت لنفسي" ها قد أتى الصخل A،بنفسه لمنطقة القتل" .تركت تلك األحاديث
كما هو إشتهى وأعدته للقرآن وأوردت له آية تقول " وأمرهم شورى بينهم" ..هذا
حكم من هللا تعالى يضع خارطة الطريق أمامنا لفض اإلشتباكات وإلتخاذ القرارات
المهمة ،هل نعمل به أم نعمل بنصٍ منسوب للنبي( صدقنا أن النبي قاله أم لم
نصدقه -ال يهم ،ليس هنا بالذات) منقول من قبل المنتفعين من مضمونه وهو يوصي
إلبن عم النبي(!!)؟ نص "حديث متواتر" " يقال" أنّ النبي قد قاله ،والمتواتر (لمن
ال يعرف ماذا يعني هذا التوصيف) هو النص الذي تعودت الناس ترديده عبر
األجيال من دون وجود نص أصلي له في مخطوطة موثقة وممهورة بمهر المؤلف
( تعريف الحديث المتواتر في اللغة :مشتق من التواتر ،بمعنى التتابع وحدد
علماء الحديث أن يكون عدد من رووه كثيراً بحيث "يستحيل" إتفاقهم كلهم على
التواطؤ والكذب بشأنه ) ،ونحن درجنا طيلة أعمارناعلى حفظ وترديد واإلستشهاد
بما قالوا عنه أنه حديث( ومثله كثير كثير) لكن تبين بعد أربعين سنة من تلقيه
( بحالتي الشخصية) أنه ليس بحديث نهائياً ،وأعني مقولة ( الجنة تحت أقدام
األمهات) هو وبضع من ستمائة حديث مفروزة على موقع (الدرر السنيّة) لو تمعنتم
بها لوجدتهم انها تمثل %90مما حفظتم من أحاديث طوال عمر الواحد منكم،
فتأملوا! ما قيمة درجة المتواتر إذن بالقياس لمصداقية كالمه تعالى؟
إضافة لما سبق ،فهم يقولون أن النبي وجه التوصية بوالية علي لمائة ألف من
أوائل المسلمين في بقعة تسمى ( غدير خم) وأطلقه من حنجرة بشرية ما نقل لنا
الصحابة والمؤرخون أيّ شيء عن كونها كانت جهورية تصل بالصوت لهكذا عدد
من الحجيج فأي تبليغ هو هذا بالمقارنة مع التبليغ الذي يحدثه زعيق بائع الرقي
والبطيخ مثالً؟ ال هو جرى داخل قاعة مغلقة وال عشر الجمهور حتى كان ليسمع
كالم النبي المزعوم هنا ،أية توصية هذه إذن؟ هي( حاشا للرسول) مجرد ضرطه
في سوق الصفافير!
ومقابل اإلجماع الشعبي والحوزوي على صحة قصة الغدير وكما نرى من بث
محموم وتعمية للعيون هذه األيام ،فنحن لم نجد غير هذين العنوانين في معرض
تناقل هذه القصة :
شخص إسمه حبشي بن جناده السلولي (من مصدر إسمه "مجمع الزوائد") .1
أورد نصا ً مقتطعا ً من مجمل الرواية هذه ،وأنا لم أسمع بحبشي من ضمن
الصحابة بل بحبشي كان قاتل حمزه فمن عساه يكون هذا السلولي ( من نسل
إبن سلول ربما ،ما لم يكن له عالقة بالكابريترات!) .
وهناك (البراء بن عازب) في مصدر هو ( صحيح إبن ماجه) ،فهل تتحمل .2
هكذا موضوعة حرجة وحاكمة وحيوية أن ال تجدها في منقوالت كل أولئك
الصحابة مثل سعيد بن جبير وأبو أيوب األنصاري ومعاذ بن جبل وسعد بن
أبي وقاص ومئات العناوين غير هذه لكن حبشي السلولي هذا يتوالها لمفرده؟
النقطة المهمة األخرى التي تقلب الطاولة على رؤوس أعاجم القلوب Aوالضمائر
والعقول هؤالء هي "تخوين" الصحابة (ضمنيا ً وتصريحا ً كذلك) كلهم من خالل
مجرد إختالق هذه الخرافة وذلك بزعم أن الصحابة (وأنا أحكي عن مائة ألف
صحابي ورد تعدادهم هذا بما منقول عن حجة الوداع ونزول النبي بموقع ذلك
الغدير الوهمي وهو في طريق أوبته من الحج ،مائة الف رجل وامرأة هم مجمل
مادة رعيل المسلمين األول) سمعوا توصية النبي بوالية علي المختلقة هذه ولم
يطبقوها عقب وفاته! وفات من فبرك هذه الخرافة ومن تناقلها أنّ هذا التخوين
ينقض نص اآليات التالية:
اآلية التي تقول " ُّم َح َّم ٌد َّر ُ هَّللا
ار ُر َح َما ُء سول ُ ِ ۚ َوا َّلذِينَ َم َع ُه َأشِ َّدا ُء َع َلى ا ْل ُك َّف ِ .1
ض َوا ًنا" ضاًل ِّمنَ هَّللا ِ َو ِر ْ س َّجدًا َي ْب َت ُغونَ َف ْ َب ْي َن ُه ْم ۖ َت َرا ُه ْم ُر َّك ًعا ُ
ار َوا َّلذِينَ س ِابقُونَ اَأْل َّولُونَ مِنَ ا ْل ُم َها ِج ِرينَ َواَأْلن َ
ص ِ واآليات القائلة " َوال َّ .2
ت َت ْج ِري َت ْح َت َها ضوا َع ْن ُه َوَأ َعدَّ َل ُه ْم َج َّنا ٍ ان َّرضِ َي هَّللا ُ َع ْن ُه ْم َو َر ُ س ٍ ا َّت َب ُعوهُم بِِإ ْح َ
اَأْل ْن َها ُر َخالِدِينَ فِي َها َأ َبدًا ۚ ٰ َذلِ َك ا ْل َف ْو ُز ا ْل َعظِ ي ُم "
ومن ثم فهناك الضربة القاضية بثالث آيات متتابعة ( من 8إلى )10من .3
سورة الحشر ونصّهن المعجز يغطي طيفا ً من ثالث درجات متعاقبة هي
(المهاجرون واألنصار والتابعين) ويلجم كل لسان رافضي مجوسي يطعن
بهؤالء! فهي كأنما إستبق هللا تعالى إنطالق ألسنة الشيعة بالطعن في عهود
مقبلة ليضمّن الدفاع عن الصحابة بآيات كهذه منذ األزل وخالل حياة النبي
نفسه ،فينسف تخرصات الشيعة المبغضين نسفا ً كما نسف عجل قوم موسى
من قبل ،التخرصات Aولدت ميتة من خالل مضمون هذه اآليات ،فتأمل!:
ضاًل ِّمنَ ار ِه ْم َوَأ ْم َوالِ ِه ْم َي ْب َت ُغونَ َف ْ اء ا ْل ُم َها ِج ِرينَ ا َّلذِينَ ُأ ْخ ِر ُجوا مِن ِد َي ِ " لِ ْلفُ َق َر ِ .1
الصا ِدقُونَ ()8 سو َل ُه ۚ ُأو ٰ َلِئ َك ُه ُم َّ ص ُرونَ هَّللا َ َو َر ُ ض َوا ًنا َو َين ُ هَّللا ِ َو ِر ْ
ار َواِإْلي َمانَ مِن َق ْبلِ ِه ْم ُي ِح ُّبونَ َمنْ ه َ
َاج َر ِإ َل ْي ِه ْم َواَل َي ِجدُونَ َ .2وا َّلذِينَ َت َب َّو ُءوا الدَّ َ
ص ٌة ۚ
صا َ اج ًة ِّم َّما ُأو ُتوا َو ُيْؤ ِث ُرونَ َع َل ٰى َأنفُسِ ِه ْم َو َل ْو َكانَ ِب ِه ْم َخ َ ُور ِه ْم َح َ
صد ِ فِي ُ
ش َّح َن ْفسِ ِه َفُأو ٰ َلِئ َك ُه ُم ا ْل ُم ْفلِ ُحونَ )9(
وق ُ َو َمن ُي َ
س َبقُو َنا َوا َّلذِينَ َجا ُءوا مِن َب ْع ِد ِه ْم َيقُولُونَ َر َّب َنا ْ
اغف ِْر َل َنا َوِإِل ْخ َوا ِن َنا ا َّلذِينَ َ .3
وف َّرحِي ٌم (." )10 وب َنا غِ اًّل ِّل َّلذِينَ آ َم ُنوا َر َّب َنا ِإ َّن َك َر ُء ٌ
ان َواَل َت ْج َعلْ فِي قُلُ ِ ِباِإْلي َم ِ
فأولئك الصحابة الذين يطعن الشيعة بنزاهتهم وبإلتزامهم الديني واألخالقي هم
موصوفون بالمجمل بما يلي (وهذا الشرح مقصود ألعاجم األلسنة والقلوب من
الشيعة الذين ال يقاربون كتاب هللا ،وإن حصل وقرأوه فهم ال يفهموه ،وإن حصل
وفهموا معانيه فهم يعرضون عن تقبل كالم هللا ألنهم حمر مستنفرة ال أكثر!):
راضون عن ربهم مرضيّ عنهم من قبله تعالى ،فماذا هناك بعد رضا هللا من .1
كمال واكتمال؟
هم الصادقون ،ب(أل)التعريف التي تعني التخصيص ،ليس فقط أنهم .2
"صادقين" فحسب!
مفلحون ،من حيث أنهم قد وُ قوا من شح النفس وأنهم يحبون من هاجر إليهم .3
حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم .فكم صفةً وال يجدون في صدورهم
حسنة وسمهم بها هللا تعالى هنا قبالة صفة منفردة كلقب (الصادق) منحها
الشيعة لجعفر ،و(الكاظم) منحوها لموسى بن جعفر /مثالً؟ فهؤالء الصحابة
ً
مرتبة من أي إمام من أئمة الشيعة ألن أولئك األئمة كما إذن هم أعلى
يسمونهم لم يتمتع واحدهم بأكثر من صفة واحدة حسنة فحسب ،بفرض أنه
تمتع بها فعلياً :هذه تشريفات بشرية قابلة للطعن والتشكيك ،وتلك أوسمة
سماوية معصومة من المبالغة والزيف ،فتدبر أمرك وقت تسمعهم يرددونها!
خالصة القول :من يؤمن بخرافة الغدير فهو ناقض لكتاب هللا مكذب له
معترض على ما يحتويه ،ال عالقة له باإلسالم وال بالتوحيد ،اليهودي
والمسيحي أقرب هلل منه ..أنت إما أن تصدق بكذبة الغدير فتوقع وثيقة
إرتدادك عن اإلسالم أو أن تصدق بكتاب هللا فتبصق على فرية الغدير
وترميها بأقرب سلطانية مرحاض ،حيث تنتمي ،وحيث هي مصدريتها...
جفت األقالم ورفعت الصحف! جفت األقالم هنا ال الصحف ،فال كالم آخر
ُ
حررت هنا يتقبل التعديل أو التراجع A،إنها وثيقة يمكن إضافته وال جزء مما
تلطم وجه كل رافضي مجوسي مستتراً كان أم معلن.