You are on page 1of 6

‫كتابات أبو الحق‬

‫ثاني عشر من سابع‬


‫‪2023‬‬

‫خرافة الغدير تنكح نفسها وتطيح بمفهوم التشيع‬

‫جاري الشيعي(عبد األخوة) متحمس جداً هذه األيام‪ ،‬ال يمر يوم منذ أيام إال وأجده‬
‫محتذيا ً بزوج قنادر مع جورابين (والكل أسود غامق) مرتديا ً دشداشته السوداء‬
‫ومعتمراً غترته السوداء (ومن تحتهما فانيلته السوداء ولباسه الداخلي األسود‪ -‬حتماً)‬
‫وهو يناقش (الرايح والجاي) بموضوع والية علي وغدير خم ونكول الصحابة عن‬
‫تنفيذ وصية نبيهم‪.‬‬
‫وتتكرر منذ العام ‪ 2004‬هذه المشاهد عليّ وعليه وعلى مجموعة (الرايح والجاي)‬
‫القابضة التي قوامها باعة المخضر‪ ،‬المختار‪ A،‬مؤذن الجامع‪ ،‬أبو سليم الجار‬
‫المصاب بالكآبة والمنحصرة نشاطاته الالصفية بحضور صالتي الظهر والعصر في‬
‫جامع المنطقة‪ ،‬وثمة متسولون وقمامون ال يسلمون من شبكته اإلعالمية هذه‪..‬‬
‫الشيعي من هؤالء يمثل مضمون عنوان( حزب الدعوة) وهو يحسب أنه يحسن‬
‫صنعاً!‬
‫وأنا تعودت منذ سنين أن أغض الطرف عما يكدر خاطري كون غالبه (ما لم يكن‬
‫كله) ال يعود عليّ بمردود إيجابي هو من باب " الفعل ورد الفعل" الذي أرتجيه‬
‫وقت أناقش من هو متحمس ألفكاره هكذا‪ .‬مهما أجهدت روحي واستشهدت بآيات‬
‫وعلم منطق مع واحدهم فهو كله ال يفلح بغسل تالفيف دماغ تشبعت على مدى‬
‫خمس أو ست عقود بفضالت مادة (الهريسيوم) وحمض (القيميك) الناتج عن تحلل‬
‫الحمص المسلّح بلحوم القطط والحمير النافقة ! هنا تفشل نظرية نيوتن وال يتحقق‬
‫أي مردود من الجهد المبذول‪ .‬لكن هذه السنة مارست متعة الردة واإلرتداد عن‬
‫القرارات الشخصية تلك وقررت العودة لممارسة فعالية ( تصخيم وجوه الجاهلين)‪A،‬‬
‫فاستعذت باهلل من الشيطان الشرو َكي الرجيم وتوجهت لباب بيت جاري هذا فوجدته‬
‫منشغالً بالبث والشرح لمجموعة من طالب اإلعدادية من سكنة الشوارع التي تقع‬
‫قريبا ً من بيوتنا‪.‬‬
‫مختصر ما دار‪ ،‬وبعيداً عن رطانة آلية ( وما آل لي وألتلوو) تلك‪ ،‬وصل النقاش‬
‫بيننا لمقارنة عقدها هو بين (علي) من جهة وكل من هم محسوبين كمنافسين و‪/‬أو‬
‫خصوم له طيلة حياته عقب وفاة الرسول‪ .‬إستخدمت نفس أسلوبه فأوردت حديثا ً‬
‫( وأنا أصالً ال أعتبر األحاديث حقيقة واقعة بنسبة ‪ ،%100‬لدي قواعدي الخاصة‬
‫لترشيح الغث من السمين من األحاديث وسبق لي تناول هذه الجزئية من قبل لكن‬
‫نزلت لمستوى الرجل هنا لنكون على أرضية مشتركة) يمتدح هذا الصحابي وذاك‪،‬‬
‫ومن ضمنهم معاويه بن أبي سفيان وخالد بن الوليد وكل من دعس على غرور علي‬
‫بن أبي طالب ّ‬
‫فخز بالوناته وسقاه عصير الحنظل‪.‬‬
‫أنكر هو صحة األحاديث وقال ما مفاده أ ّنه ال يمكن اإلحتكام لألحاديث فيما القرآن‬
‫موجود!‬
‫" طيب"‪ ،‬قلت لنفسي" ها قد أتى الصخل‪ A،‬بنفسه لمنطقة القتل"‪ .‬تركت تلك األحاديث‬
‫كما هو إشتهى وأعدته للقرآن وأوردت له آية تقول " وأمرهم شورى بينهم" ‪ ..‬هذا‬
‫حكم من هللا تعالى يضع خارطة الطريق أمامنا لفض اإلشتباكات وإلتخاذ القرارات‬
‫المهمة‪ ،‬هل نعمل به أم نعمل بنصٍ منسوب للنبي( صدقنا أن النبي قاله أم لم‬
‫نصدقه‪ -‬ال يهم‪ ،‬ليس هنا بالذات) منقول من قبل المنتفعين من مضمونه وهو يوصي‬
‫إلبن عم النبي(!!)؟ نص "حديث متواتر" " يقال" أنّ النبي قد قاله‪ ،‬والمتواتر (لمن‬
‫ال يعرف ماذا يعني هذا التوصيف) هو النص الذي تعودت الناس ترديده عبر‬
‫األجيال من دون وجود نص أصلي له في مخطوطة موثقة وممهورة بمهر المؤلف‬
‫( تعريف الحديث المتواتر في اللغة ‪ :‬مشتق من التواتر ‪ ،‬بمعنى التتابع وحدد‬
‫علماء الحديث أن يكون عدد من رووه كثيراً بحيث "يستحيل" إتفاقهم كلهم على‬
‫التواطؤ والكذب بشأنه )‪ ،‬ونحن درجنا طيلة أعمارناعلى حفظ وترديد واإلستشهاد‬
‫بما قالوا عنه أنه حديث( ومثله كثير كثير) لكن تبين بعد أربعين سنة من تلقيه‬
‫( بحالتي الشخصية) أنه ليس بحديث نهائياً‪ ،‬وأعني مقولة ( الجنة تحت أقدام‬
‫األمهات) هو وبضع من ستمائة حديث مفروزة على موقع (الدرر السنيّة) لو تمعنتم‬
‫بها لوجدتهم انها تمثل ‪ %90‬مما حفظتم من أحاديث طوال عمر الواحد منكم‪،‬‬
‫فتأملوا! ما قيمة درجة المتواتر إذن بالقياس لمصداقية كالمه تعالى؟‬
‫إضافة لما سبق‪ ،‬فهم يقولون أن النبي وجه التوصية بوالية علي لمائة ألف من‬
‫أوائل المسلمين في بقعة تسمى ( غدير خم) وأطلقه من حنجرة بشرية ما نقل لنا‬
‫الصحابة والمؤرخون أيّ شيء عن كونها كانت جهورية تصل بالصوت لهكذا عدد‬
‫من الحجيج فأي تبليغ هو هذا بالمقارنة مع التبليغ الذي يحدثه زعيق بائع الرقي‬
‫والبطيخ مثالً؟ ال هو جرى داخل قاعة مغلقة وال عشر الجمهور حتى كان ليسمع‬
‫كالم النبي المزعوم هنا‪ ،‬أية توصية هذه إذن؟ هي( حاشا للرسول) مجرد ضرطه‬
‫في سوق الصفافير!‬
‫ومقابل اإلجماع الشعبي والحوزوي على صحة قصة الغدير وكما نرى من بث‬
‫محموم وتعمية للعيون هذه األيام‪ ،‬فنحن لم نجد غير هذين العنوانين في معرض‬
‫تناقل هذه القصة ‪:‬‬
‫شخص إسمه حبشي بن جناده السلولي (من مصدر إسمه "مجمع الزوائد")‬ ‫‪.1‬‬
‫أورد نصا ً مقتطعا ً من مجمل الرواية هذه‪ ،‬وأنا لم أسمع بحبشي من ضمن‬
‫الصحابة بل بحبشي كان قاتل حمزه فمن عساه يكون هذا السلولي ( من نسل‬
‫إبن سلول ربما ‪ ،‬ما لم يكن له عالقة بالكابريترات!) ‪.‬‬
‫وهناك (البراء بن عازب) في مصدر هو ( صحيح إبن ماجه)‪ ،‬فهل تتحمل‬ ‫‪.2‬‬
‫هكذا موضوعة حرجة وحاكمة وحيوية أن ال تجدها في منقوالت كل أولئك‬
‫الصحابة مثل سعيد بن جبير وأبو أيوب األنصاري ومعاذ بن جبل وسعد بن‬
‫أبي وقاص ومئات العناوين غير هذه لكن حبشي السلولي هذا يتوالها لمفرده؟‬
‫النقطة المهمة األخرى التي تقلب الطاولة على رؤوس أعاجم القلوب‪ A‬والضمائر‬
‫والعقول هؤالء هي "تخوين" الصحابة (ضمنيا ً وتصريحا ً كذلك) كلهم من خالل‬
‫مجرد إختالق هذه الخرافة وذلك بزعم أن الصحابة (وأنا أحكي عن مائة ألف‬
‫صحابي ورد تعدادهم هذا بما منقول عن حجة الوداع ونزول النبي بموقع ذلك‬
‫الغدير الوهمي وهو في طريق أوبته من الحج‪ ،‬مائة الف رجل وامرأة هم مجمل‬
‫مادة رعيل المسلمين األول) سمعوا توصية النبي بوالية علي المختلقة هذه ولم‬
‫يطبقوها عقب وفاته! وفات من فبرك هذه الخرافة ومن تناقلها أنّ هذا التخوين‬
‫ينقض نص اآليات التالية‪:‬‬
‫اآلية التي تقول " ُّم َح َّم ٌد َّر ُ هَّللا‬
‫ار ُر َح َما ُء‬ ‫سول ُ ِ ۚ َوا َّلذِينَ َم َع ُه َأشِ َّدا ُء َع َلى ا ْل ُك َّف ِ‬ ‫‪.1‬‬
‫ض َوا ًنا"‬ ‫ضاًل ِّمنَ هَّللا ِ َو ِر ْ‬ ‫س َّجدًا َي ْب َت ُغونَ َف ْ‬ ‫َب ْي َن ُه ْم ۖ َت َرا ُه ْم ُر َّك ًعا ُ‬
‫ار َوا َّلذِينَ‬ ‫س ِابقُونَ اَأْل َّولُونَ مِنَ ا ْل ُم َها ِج ِرينَ َواَأْلن َ‬
‫ص ِ‬ ‫واآليات القائلة " َوال َّ‬ ‫‪.2‬‬
‫ت َت ْج ِري َت ْح َت َها‬ ‫ضوا َع ْن ُه َوَأ َعدَّ َل ُه ْم َج َّنا ٍ‬ ‫ان َّرضِ َي هَّللا ُ َع ْن ُه ْم َو َر ُ‬ ‫س ٍ‬ ‫ا َّت َب ُعوهُم بِِإ ْح َ‬
‫اَأْل ْن َها ُر َخالِدِينَ فِي َها َأ َبدًا ۚ ٰ َذلِ َك ا ْل َف ْو ُز ا ْل َعظِ ي ُم "‬
‫ومن ثم فهناك الضربة القاضية بثالث آيات متتابعة ( من ‪ 8‬إلى ‪ )10‬من‬ ‫‪.3‬‬
‫سورة الحشر ونصّهن المعجز يغطي طيفا ً من ثالث درجات متعاقبة هي‬
‫(المهاجرون واألنصار والتابعين) ويلجم كل لسان رافضي مجوسي يطعن‬
‫بهؤالء! فهي كأنما إستبق هللا تعالى إنطالق ألسنة الشيعة بالطعن في عهود‬
‫مقبلة ليضمّن الدفاع عن الصحابة بآيات كهذه منذ األزل وخالل حياة النبي‬
‫نفسه‪ ،‬فينسف تخرصات الشيعة المبغضين نسفا ً كما نسف عجل قوم موسى‬
‫من قبل‪ ،‬التخرصات‪ A‬ولدت ميتة من خالل مضمون هذه اآليات‪ ،‬فتأمل!‪:‬‬
‫ضاًل ِّمنَ‬ ‫ار ِه ْم َوَأ ْم َوالِ ِه ْم َي ْب َت ُغونَ َف ْ‬ ‫اء ا ْل ُم َها ِج ِرينَ ا َّلذِينَ ُأ ْخ ِر ُجوا مِن ِد َي ِ‬ ‫" لِ ْلفُ َق َر ِ‬ ‫‪.1‬‬
‫الصا ِدقُونَ (‪)8‬‬ ‫سو َل ُه ۚ ُأو ٰ َلِئ َك ُه ُم َّ‬ ‫ص ُرونَ هَّللا َ َو َر ُ‬ ‫ض َوا ًنا َو َين ُ‬ ‫هَّللا ِ َو ِر ْ‬
‫ار َواِإْلي َمانَ مِن َق ْبلِ ِه ْم ُي ِح ُّبونَ َمنْ ه َ‬
‫َاج َر ِإ َل ْي ِه ْم َواَل َي ِجدُونَ‬ ‫‪َ .2‬وا َّلذِينَ َت َب َّو ُءوا الدَّ َ‬
‫ص ٌة ۚ‬
‫صا َ‬ ‫اج ًة ِّم َّما ُأو ُتوا َو ُيْؤ ِث ُرونَ َع َل ٰى َأنفُسِ ِه ْم َو َل ْو َكانَ ِب ِه ْم َخ َ‬ ‫ُور ِه ْم َح َ‬
‫صد ِ‬ ‫فِي ُ‬
‫ش َّح َن ْفسِ ِه َفُأو ٰ َلِئ َك ُه ُم ا ْل ُم ْفلِ ُحونَ ‪)9( ‬‬
‫وق ُ‬ ‫َو َمن ُي َ‬
‫س َبقُو َنا‬ ‫َوا َّلذِينَ َجا ُءوا مِن َب ْع ِد ِه ْم َيقُولُونَ َر َّب َنا ْ‬
‫اغف ِْر َل َنا َوِإِل ْخ َوا ِن َنا ا َّلذِينَ َ‬ ‫‪.3‬‬
‫وف َّرحِي ٌم (‪." )10‬‬ ‫وب َنا غِ اًّل ِّل َّلذِينَ آ َم ُنوا َر َّب َنا ِإ َّن َك َر ُء ٌ‬
‫ان َواَل َت ْج َعلْ فِي قُلُ ِ‬ ‫ِباِإْلي َم ِ‬
‫فأولئك الصحابة الذين يطعن الشيعة بنزاهتهم وبإلتزامهم الديني واألخالقي هم‬
‫موصوفون بالمجمل بما يلي (وهذا الشرح مقصود ألعاجم األلسنة والقلوب من‬
‫الشيعة الذين ال يقاربون كتاب هللا‪ ،‬وإن حصل وقرأوه فهم ال يفهموه‪ ،‬وإن حصل‬
‫وفهموا معانيه فهم يعرضون عن تقبل كالم هللا ألنهم حمر مستنفرة ال أكثر!)‪:‬‬
‫راضون عن ربهم مرضيّ عنهم من قبله تعالى‪ ،‬فماذا هناك بعد رضا هللا من‬ ‫‪.1‬‬
‫كمال واكتمال؟‬
‫هم الصادقون‪ ،‬ب(أل)التعريف التي تعني التخصيص‪ ،‬ليس فقط أنهم‬ ‫‪.2‬‬
‫"صادقين" فحسب!‬
‫مفلحون‪ ،‬من حيث أنهم قد وُ قوا من شح النفس وأنهم يحبون من هاجر إليهم‬ ‫‪.3‬‬
‫حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم‪ .‬فكم صفة‬‫ً‬ ‫وال يجدون في صدورهم‬
‫حسنة وسمهم بها هللا تعالى هنا قبالة صفة منفردة كلقب (الصادق) منحها‬
‫الشيعة لجعفر‪ ،‬و(الكاظم) منحوها لموسى بن جعفر‪ /‬مثالً؟ فهؤالء الصحابة‬
‫ً‬
‫مرتبة من أي إمام من أئمة الشيعة ألن أولئك األئمة كما‬ ‫إذن هم أعلى‬
‫يسمونهم لم يتمتع واحدهم بأكثر من صفة واحدة حسنة فحسب‪ ،‬بفرض أنه‬
‫تمتع بها فعلياً‪ :‬هذه تشريفات بشرية قابلة للطعن والتشكيك‪ ،‬وتلك أوسمة‬
‫سماوية معصومة من المبالغة والزيف‪ ،‬فتدبر أمرك وقت تسمعهم يرددونها!‬

‫خالصة القول‪ :‬من يؤمن بخرافة الغدير فهو ناقض لكتاب هللا مكذب له‬
‫معترض على ما يحتويه‪ ،‬ال عالقة له باإلسالم وال بالتوحيد‪ ،‬اليهودي‬
‫والمسيحي أقرب هلل منه‪ ..‬أنت إما أن تصدق بكذبة الغدير فتوقع وثيقة‬
‫إرتدادك عن اإلسالم أو أن تصدق بكتاب هللا فتبصق على فرية الغدير‬
‫وترميها بأقرب سلطانية مرحاض‪ ،‬حيث تنتمي‪ ،‬وحيث هي مصدريتها‪...‬‬
‫جفت األقالم ورفعت الصحف! جفت األقالم هنا ال الصحف‪ ،‬فال كالم آخر‬
‫ُ‬
‫حررت هنا يتقبل التعديل أو التراجع‪ A،‬إنها وثيقة‬ ‫يمكن إضافته وال جزء مما‬
‫تلطم وجه كل رافضي مجوسي مستتراً كان أم معلن‪.‬‬

You might also like