Professional Documents
Culture Documents
الترجمة التقنية والعلمية-1
الترجمة التقنية والعلمية-1
2
إلى غير ذلك من مصادر الطاقة) .مما يعني أن ما كان يبدو مفهوما بسيطا في البداية
تحول مع مرور الزمن إلى مجموعة من المفاه يم المتقاربة و المتجاورة و المتمايزة في
الوقت ذاته .و عليه يحتل المفهوم مكانة أساسية في عملية التعلم و في اكتساب المعارف،
لكون ه يشكل الوحدة القاعدية للداللة و بالتاي هو المكون األساسي في المعرفة.
فالشيء ) (L’objetهو أصال مادة ندركها بواسطة حواسنا (النظر ،السمع ،اللمس،
الذوق و الشم) ،لكن ما يحدث لألشياء له عالقة بالسبب و النتيجة ،و الحدث يأتي من
خالل التفاعل بين المادة والطاقة .يدرك المتعلم في البداية مفهوم اإلنسان مثال و كل ما
يرتبط به ،لكن عندما تتعمق معرفته باإلنسان يعرف أن هناك اختالفات جغرافية و تاريخية
و سياسية و عقائدية ،هذا باإلضافة إلى اللون و الجنس ،مما يجعل فضوله يكبر و معارفه
تتسع و مقارنته لإلنسان مع الحيوان أيضا تأخذ منحى آخر.
يتضمن التفكير البشري و بشكل ضمني المعرفة و االستعداد لتوظيف تلك المعرفة
للتجاوب مع األحداث و التوقع بحدوث نتائجها و االحتياط مسبقا لمواجهتها ،فالمعرفة هي
مجموعة من الوقائع و المبادئ و الدالالت و المفاهيم و العالقات التي يملكها الفرد في
سبيل الق يام بنشاط معين ,فعناصر المعرفة يتم تصورها لغويا بواسطة الرموز حيث تسمح
بالتعبير عن العالم و بالتالي فهمه ،و بمعنى آخر لفهم تجربة علمية معينة ال بد من بلوغ
الشبكة المفاهيمية و إدراك المخطط البياني لهذه التجربة ،و يتمثل التعلم في إقامة العالقة
بين ما اكتسبه الفرد من معارف جديدة مع تلك التي اكتسبها مسبقا ،و بإحاطته بالمفاهيم
بشكل دقيق يمكنه امتالك رؤية شاملة ،و أيضا عليه قبل ذلك الفهم و إدراك المفاهيم
األساسية في علم ما و إتقان عملية بناء المعارف و كذلك تنظيمها و بالتالي الحفاظ على
المعلومة و استنباطها لتوظيفها في الترجمة العلمية و التقنية .و في هذا السياق ال بد من
التركيز على تعلم المفاهيم و على العالقات المنطقية و الدالالت المختلفة التي تجمع بينها.
- II -المفاهيم األساسية للميادين العلمية:
تقودنا معرفة العالم إلى المفاهيم ،و من يملك هذه المفاهيم سيبلغ المعرفة ،لكن صعوبة
ترجمة هذه المعارف العلمية و التقنية تجعل المترجم يواجه صعوبات جمة و منها تعقيد
النصوص العلمية و التقنية ،و عليه اإلقدام على العمل و بسرعة فائقة ،فالكلمات محسوبة
و الوقت كذلك ،فيجابه النصوص بشكل جاد بعد أن كون لنفسه "ذخيرة حربية" تتمثل
في المفردات و المعاجم و القواميس و بنك للمصطلحات و موسوعات و مؤلفات متنوعة.
و بإمكانه أن يستفيد كثيرا من هذه الذخيرة لكن بعد جهد جهيد ،فيبحث كثرا و يطالع
الكتب و المراجع و يض حي بأشياء كثيرة و يتعب كثيرا بتجريبه لطرق عمل مختلفة
ومتنوعة و إقدامه على اختبار عدة تقنيات في الترجمة للوصول إلى عمل متقن .و عليه
تحليل المعطيات و المفاهيم و وصفها و من ثمة تأويلها بالوقوف على العالقات القائمة
3
بين األشياء و أيضا فحص طبيعتها و مميزاتها الجوهرية مثل (الشكل ،اللون ،الحجم،
الوزن ،المادة المكونة لها )...،و النظر إلى المميزات الخارجية مثل (الوظيفة ،األصل
الجغرافي و وجهتها و تحديد مكانها و المبتكر لها و المستفيد منها و الغاية منها)...،
وتحديد مسارها ،أي بدايتها ،و نهايتها و الحدث و أسبابه و تأثيراته ،حيث أن لكل ميدان
علمي بنيته و أدواته و موضوعاته و نشاطاته و أحداثه .و كل علم يمتلك أسئلته القاعدية
التي ال بد من اإلجابة عليها( ،مثال في البيولوجيات نجد الخاليا و حيويتها و في علم
الفلك نجد النجوم و عددها و مميزاتها ،إلى أخره ).و كل علم يخضع للتصنيف و التنظيم
) ، (Taxonomieو في كل تصنيف نجد مفاهيم أساسية ،و عليه ال بد للمترجم أن يتعلم
المصطلحات و المفاهيم ،و التساؤل عن معناها و دالالتها.
- III -األسئلة الجوهرية لفهم المصطلحات العلمية و التقنية:
يمكننا أن نصل إلى فهم جيد و أعمق للعلوم و التقنيات ،لكن بطرح مجموعة من األسئلة
التي تتمثل في ست ( ) 06أسئلة أساسية و هي (من؟ ماذا؟ أين؟ متى؟ كيف؟ و لماذا؟)،
فاإلجابة عن هذه األسئلة الست هي التي تقودنا إلى حيازة معارف صحيحة و دقيقة.
و تقع ثالثة أسئلة في صمي م البحث العلمي و هي :ماذا؟ و كيف؟ و لماذا؟
- 1-يطرح سؤال (ماذا؟) على المستوى التجريبي حيث يستدعي الوصف الذي يسمح
بمعرفة الموضوع و الحصول على العناصر األساسية للتحليل.
.- 2-يسمح سؤال (كيف؟) بالتعرف على الكيفية التي وق ع بها الحدث و بأي وسيلة تم
ذلك.
- 3-و يسمح السؤال (لماذا؟) بمعرفة األسباب و األهداف القائمة وراء ذلك الحدث الذي
نتحدث عنه.
- 4-و يدفعنا سؤال (من؟) إلى التعرف على الشخص ،الشيء أو الخدمة محل الحديث ،مما
يجعلنا ندرك خصائصها الجوهرية و الخصائص الخارجية.
( - 5-أين؟) تحدد مكان تواجد الشيء أو مكان إنتاجه ،كما تحدد وجهته.
( - 6-متى؟) أي في أي لحظة أو في أي زمن وقع الحدث و المدة التي يستغرقها هذا
الحدث .و باإلجابة عن هذه األسئلة يتمكن المترجم من مسايرة البحث العلمي و مختلف
االبتكارات و النصوص العلمية للقيام بعمله ،ألن "عادة ما تكون النصوص العلمية مكتوبة
من قبل الخبراء في جميع أنحاء العالم وتحتوي على نتائج الدراسة المهمة ونتائج
التحقيقات والبحث العلمي .يتم كتابة النصوص العلمية باستخدام لغة علمية وغالبًا ما
4
تحتوي على العديد من المصطلحات الميدانية المحددة" .و في هذا السياق "يتحمل
المترجمين المتخصصين في الترجمة العلمية مسؤولية كبيرة حول دقة و موثوقية
النصوص المترجمة ،حيث أن قراءة األعمال العلمية غالبًا ما تستمر لعدة سنوات بعد
نشرها وكذلك المقتطفات واالقتباسات العلمية وتستخدم في إجراء مزيد من األعمال من
قبل الباحثين اآلخرين والمؤسسات أو المعاهد البحثية في الدول األخرى".
يقول خبراء الترجمة التقنية إن األجدى عند القيام بتلك الترجمة هو استخدام الترجمة
الحرفية قدر اإلمكان بالنسبة للمصطلحات ،غير أن ما يحيط بالمصطلح من ترجمة يمكن
أن يعبر عنه بالمعاني ذات الصلة قدر المستطاع ،وكذلك في حالة وجود بعض األلفاظ التي
ال يوجد ما يقابلها في اللغة العربية ،ومن ثم استخدام أقرب األلفاظ ،وذلك لتوضيح
الصورة ،وتحقيق الفائدة .و لهذه األسباب على المترجم أن يملك الكفاءة اللغوية و المعرفة
العلمية – كما سبق و أن أشرنا -و اإللمام بالمصطلحات و كيفية استعمال اإلعالم اآللي
بمختلف التطبيقات المرتبطة بهذا الميدان و عليه االستعانة بأصحاب الخبرة في هذه
العلوم و عليه أيضا عدم التسرع في نشر ما قام به من أعمال ترجمية قبل استشارة
الباحثين في هذا الموضوع.
المراجع:اضغط هنا
- 1-الترجمة التقنية والعلمية | مكتب أبو غزالة للترجمة عمان االردنagatotranslate.com › translation › technical-translation
- 6- Traduction scientifique : définition et applications www.i pac -traductions.com › Le blog d’IPAC
5