Professional Documents
Culture Documents
(2) مدخل الى السياسة الافريقية-1
(2) مدخل الى السياسة الافريقية-1
1
-2التوافق المشتت )تقسيم السلطة على عدد كبير من األطراف على أساس تباين النطاقات الجغرافية
لسلطة كل طرف في إطار عام يغلب عليه الطابع الالمركزي(
-3التوافق المقيد ) يحد من سلطة أي طرف مشارك في السلطة على انتهاك سلطة األطراف األخرى(
العقبات الرئيسية التي قد تواجه تقاسم السلطة الشامل
-1االصطدام بعملية التحول الديموقراطي
اتساع التمثيل والمشاركة فى العملية االنتخابية قد يحدث بسبب االحتكام لخياراألغلبية.
-2الطبيعة غير المستدامة لتقاسم السلطة الشامل
قد يلبجأ األطراف الى هدنة لحين ظهورفوارق مؤثرة تسمح للطرف األقوى بالتنصل من االتفاق الذى تم.
-3تحول عملية تقاسم السلطة إلى ساحة جديدة للتنافس بدالً من التعاون
عادة ما تنشأ نزاعات على تفسيراتفاق تقاسم السلطة
-4وجود شعور دائم بالغبن لدى كل المشاركين
لتصور كل طرف أنه األكثر تضحية واألقل نصيبا ً من السلطة.
-5ما تنتجه عملية تقاسم السلطة من تشظي داخل المكونات المشاركة
فعادة ما تحظى عملية تقاسم السلطة بتأييد ذوي التوجهات اإلصالحية والمعتدلة داخل كل كيان مشارك األمر
الذي قد يدفع أصحاب التوجهات المتطرفة لالنشقاق أو التشكيك في نزاهة مؤيدي تقاسم السلطة.
ثانيا ً شركاء الحكم االنتقالي في السودان
يمكن رصد أربعة العبين رئيسيين مشتركين في إدارة المرحلة االنتقالية وهم :
-1القوات المسلحة السودانية
يشهد تاريخ السودان نمطين مختلفين لتدخل المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية
النمط األول:
هو تدخل على خلفية أيديولوجية واضحة تحمل خطة عمل محددة يسعى النظام الجديد لتطبيقها بسرعة
وإحكام من دون انتظار توافق عام بشأنها.
النمط الثاني:
هوتدخل غير أيديولوجي تفرضه الضرورة بهدف إنهاء أوضاع سياسية مضطربة وهوأقصرعمرا ً وال يحمل
مشروعا ً سياسيا ً واضح المعالم وغالبا ً ما يسعى للتوافق مع القوى السياسية والشعبية الفاعلة متقبالً تسليمها
السلطة من حيث المبدأ
2
-2قوات الدعم السريع
بدأت السلطات السودانية في تنظيم المجموعات المسلحة التابعة في دارفور في أواسط عام ۲٠۱۳تحت مظلة
حملت اسم قوات الدعم السريع
وخالل السنوات األولى للتأسيس كانت قوات الدعم السريع تابعة لجهاز االستخبارات واألمن الوطني
وفي ابريل من عام ۲٠۱٦تم إصدار مرسوم رئاسي وضع قوات الدعم السريع تحت المسؤولية المباشرة
لرئاسة الجمهورية.
وفي ظل اتساع حجم ونشاط قوات الدعم السريع دفعت القوات المسلحة السودانية في يناير من عام ۲٠۱۷
إلصدار البرلمان السوداني قانونا ً ينظم عمل قوات الدعم السريع ويضعها تحت مسؤولية القيادة العامة للقوات
المسلحة.
ومنذ إسقاط البشير في ابريل من عام ۲٠۱۹تتمتع قوات الدعم السريع بوضع قوي نسبيا ً حيث تسعى في
تعزيز حضورها السياسي حيث قامت بتسيير قافلة للمساعدات اإلنسانية للمناطق الخاضعة لسيطرة قوات
الحركة الشعبية لتحريرالسودان كذلك تأمين المناطق الحدودية للسيطرة على تدفقات الهجرة غير الشرعية من
مناطق شرق ووسط أفريقيا .
-3قوى إعالن الحرية والتغيير
في ديسمبر من عام ۲۰۱۸وقع على إعالن الحرية والتغيير أربعة مكونات رئيسية:
أ -تجمع المهنيين السودانيين
تضم عددا ً كبيرا ً من النقابات المستقلة غير الرسمية التي تمثل اإلعالميين واألطباء والبيطريين والصيادلة
والمعلمين والمحامين
ب -تحالف قوى اإلجماع الوطني
تأسس عام ۲٠٠۹من سبعة عشر مكونا ً سياسيا ً أبرزهم حزب األمة وعدد من األحزاب الصغيرة التي يغلب
عليها التوجه اليساري
ت -تحالف قوى نداء السودان
تأسس من عدد كبير من األحزاب المتفقة على أهمية التغيير والتحرك نحو حكومة انتقالية
ث -التجمع االتحادي المعارض
يضم عددا ً من األحزاب التي تنتمي للتياراالتحادي العريض.
وقد لعبت قوى إعالن الحرية والتغييرالدوراألبرزفي تحريك المشهد االحتجاجي في السودان وصوالً لدخولها
في المفاوضات مع المجلس العسكري االنتقالي والتي أدت في النهاية إلى توقيع اتفاق تقاسم السلطة وتشكيل
حكومة انتقالية مدنية
3
وبقدر ما كان التنوع في تركيب قوى الحرية والتغيير عامالً حاسما ً في تعزيز قدرتها على تمثيل مطالب
وطنية عريضة تحظى بأكبر قدر من اإلجماع ،إال أن هذا التنوع كان سببا ً في إضعاف البنية التنظيمية لهذا
التحالف الموسع وتعريضه للخالفات الداخلية
وقد كانت االنشقاقات في صفوف قوى الحرية والتغيير أحد أسباب التعثر الذي واجهه تقاسم السلطة الشامل
في السودان
-4الحركات والفصائل المسلحة
نتيجة للصراع الطويل الذي خاضته الدولة السودانية في الجنوب كان انتشاربؤرالتوترات والصراع في
مناطق متعددة من البالد أبرزها إقليم دارفورغرب البالد ومناطق النيل األزرق وجنوب كردفان
وعلى الرغم من انتهاج الرئيس البشير سياسات متعددة سعت لتصفية هذه البؤر بالمواجهة العسكرية تارة
وبالمفاوضات السياسية تارة أخرى انتهى حكم البشير من دون إحراز أي تقدم
وقد انضمت العديد من الحركات السودانية المسلحة لقوى إعالن الحرية والتغيير
على هذا األساس شاركت العديد من الفصائل المسلحة في مفاوضات مباشرة مع الحكومة االنتقالية في
السودان التي أفرزت في النهاية اتفاق سالم جوبا الموقع في أكتوبر من عام . ۲٠۲٠
ثالثا ً تطور نموذج تقاسم السلطة الشامل في السودان
منذ سقوط البشير في ابريل من عام ۲٠۱۹إلى أن نموذج تقاسم السلطة قد تم بنائه على مرحلتين
منفصلتين:
أ -تقاسم السلطة المؤسسي
ب -تقاسم السلطة اإلثني
ثم أعقب مرحلتي التأسيس تعرض نموذج تقاسم السلطة لتعثر واضح
-1التقاسم المؤسسى عبر اتفاق أغسطس ۲۰۱۹
عقب سقوط البشيرواإلعالن عن تولي المجلس العسكري االنتقالي السلطة في السودان بدأت عملية تفاوض
شاقة سبقت إطالق المرحلة االنتقالية في السودان حيث تفاوض المجلس العسكري االنتقالي مع أطراف مدنية
عديدة ،كان أهمها الوفد الممثل لقوى الحرية والتغييركذلك تفاوض مع بعض أعضاء هذه القوى بشكل منفرد
لكن التوترات التي تسبب فيها فض اعتصام القيادة العامة للقوات المسلحة من جانب والضغوط الدولية
المتنامية من جانب آخرعجلت بتوصل المجلس العسكري االنتقالي وقوى الحرية والتغيير التفاق لتقاسم
السلطة جسدته الوثيقة الدستورية حيث تم االتى:
فقد قام االتفاق على إقرار فترة انتقالية مطولة تمتد إلى تسعة وثالثين شهرا يقوم الحكم فيها من خالل ثالث
مؤسسات انتقالية هي :المجلس السيادي ومجلس الوزراء والمجلس التشريعي
4
أ -المجلس السيادي
يعد رأس الدولة ورمز وحدتها وسيادتها ويتشكل من أحد عشرعضوا يمثل خمسة أعضاء منهم المجلس
العسكري االنتقالي ويمثل الخمسة اآلخرون قوى الحرية والتغيير بجانب عضو مدني مرجح يتم اختياره
بالتوافق بين الجانبين.
ب -مجلس الوزراء
يتكون من رئيس للوزراء تختاره قوى الحرية والتغيير والذي يتولى تشكيل حكومة ال يتجاوز عدد وزرائها
العشرين وزيرا باستثناء وزيري الدفاع والداخلية اللذين سيختارهما األعضاء العسكريون بالمجلس السيادي .
ت -المجلس التشريعي
عضوا ممثلين لكافة المكونات السياسية والمجتمعية في السودان
ً يضم عددًا من األعضاء ال يتجاوز ثالثمائة
على أن تحدد قوى الحرية والتغيير %67من أسماء هؤالء األعضاء من داخل األحزاب والحركات الموقعة
على إعالن الحرية والتغييرمقابل 33%من المقاعد للقوى السياسية من خارج الحرية والتغيير يتولى
األعضاء العسكريون في المجلس السيادي الحق في اختيارهم
وقد حددت الوثيقة الدستورية عددًا من المهام لمؤسسات الحكم االنتقالي تنقسم بين :
أ -مهام تحقيق السالم التي منحت أولوية
• إنهاء الحرب
• تحقيق السالم العادل والشامل
ب -المهام التشريعية والقضائية
• سن التشريعات المنظمة ألداء مهام الفترة االنتقالية
• إنشاء آليات لإلعداد لوضع دستور دائم
• عقد المؤتمر القومي الدستوري قبل نهاية الفترة االنتقالية
• إلغاء القوانين التمييزية والمقيدة للحريات
• محاسبة منتسبي نظام البشير على جرائمهم بحق الشعب السوداني
• اإلصالح القانوني وتطوير المنظومة الحقوقية والعدلية
• تشكيل لجنة تحقيق وطنية مستقلة بدعم إفريقي إلجراء تحقيق في االنتهاكات التي وقعت في الثالث
من يونيو
ت -على الجانب االقتصادي و االجتماعى
• معالجة األزمة االقتصادية
• تحقيق التنمية المستدامة
• وضع برامج إلصالح أجهزة الدولة
• إسناد مهمة إصالح األجهزة العسكرية للمؤسسات العسكرية
• الرعاية االجتماعية وتحقيق التنمية االجتماعية.
5
فضال عن المهام المتعلقة بعالقات السودان الخارجية ث-
وضع سياسة خارجية متوازنة تحقق مصالح السودان •
تبني العالقات الخارجية على أسس االستقاللية والمصالح المشتركة . •
التقاسم اإلثني عبر اتفاق جوبا للسالم في أكتوبر ۲۰۲۰ -2
لم يساهم إنفصال الجنوب فى عام ۲٠۱۱من إنهاء ظاهرة التنوع االثتى الكبير فى السودان فحتى بعد
االنفصال ظل التركيب السكان على قدر كبير من التنوع وكذلك شجع االنفصال أطراف اخرى على التصعيد
مع النظام للحصول على االنفصال وخصوصا ً االقاليم الطرفية.
وفورتوقيع اتفاق تقاسم السلطة بين المجلس العسكرى االنتقالى و قوى اعالن الحربية والتغيير شرعت أجهزة
الحكم االنتقالى فى اجراء مفاوضات مع الحركات والفصائل المسلحة حتى تم توقيع اتفاق جوبا للسالم االمر
الذي منح الفصائل المسلحة خمسة حقائب وزارية من أصل ۲٥حقيبة وكذلك اضافة ثالث اعضاء جدد
ممثلين للحركات والفضائل المسلحة فى المجلس السيادي.
-3التراجع فى اعقاب قرارات اكتوبر 2021م
تصاعدت االزمة تدريجيا بين شركاء الحكم االنتقالى فى السودان منذ ستمبر ۲٠۲۱حيث لجأت االطراف
السودانية المختلفة لمنطق الحشد والحشد المضاد مما ادى الى وقوع مناوشات بين جميع االطراف كشفت عن
مستوى جديد من التأزم.
رابعا ً تقييم نوذج تقاسم السلطة الشامل فى السودان
منذ سقوط نظام البشيرشهدت التجربة السودانية تحول نوعى فى تأسيس نمط هجين من الحكم االنتقالى
المركب يقوم على الشراكة بين المدنيين والعسكرين وكذلك تمثيل مختلف المكونات االثنية فى السودان من
خالل اندماج الفصائل المسلحة فى مؤسسات الحكم االنتقالى.
ويتسم تقاسم السلطة فى السودان بثالث سمات رئيسية هى :
-1الظرفية
اشتراك المؤسسة العسكرية وقوى الحرية والتغير فى الحكم االنتقالى لم يكن نتيجة ترتيبات مسبقة وانما نتيحة
عملية من العوامل الداخلية والخارجية دفعت الجانبين لقبول منطق تقاسم السلطة على الرغم من وجود
تحفظات متعددة لدى كل طرف.
-2السيولة البنيوية
الحالة السودانيه تتكون من مكونين أحدهما مدنى واالخرعسكرى
بالنسبة للبنية العسكرية تشهد تعددية واضحة فى ظل السياسة التى تبناها الرئيس السابق عمرالبشير حيث
افرزهذا الوضع الحالة الخاصة لقوات الدعم السريع االمر الذى انعكس سياسيا ً فى صورة تقاسم داخلى
لحصة المؤسسة العسكرية من المناصب فى هيئات الحكم االنتقالى.
بالنسبة للبنية المدنية المتمثلة فى قوى الحرية والتغيير فبالرغم من االنتظام العديد من االطراف فى عضوتها
اال انها تجرت عن اى دورفاعل بكفاءة لوجود مظاهر التنافس بينهم.
6
وبجانب التفكك الداخلى لدى العسكرين و المدنيين ظهر العب ثالث هو الفصائل والحركات المسلحة التى
انضمت الى بنية الحكم االنتقالي.
وساهمت هذه السيولة البنيوية فى التخفيف من حدة االستقطاب الثنائي بين العسكرين والمدنيين فى العديد من
المواقف
ولكن فى الوقت نفسه نالت هذه السيولة من تماسك بنية الحكم االنتقالى
-3االستفادة من الدعم الخارجى
بعد العزلة الدولية التى فرضت على السودان فى عهد البشيررأت العديد من القوى الدولية فى التغيير
السياسى فى السودان فرصة كبيرة للعودة من جديد للنشاط فى الساحة السودانية لما تتمتع به السودان من
اهمية كبيرة فى القارة و فتح هذا الوضع الباب واسعا ً امام التوازنات الداخلية بين شركاء الحكم فى السودان
بتوجهات القوى الخارجية الكبرى
خامسا ً تحديات ومحفزات نجاح االنتقال السياسى فى السودان
-1تحديات نجاح االنتقال السياسي
فرض اتفاق تقاسم السلطة عدد من التحديات التي يمكن ان تحمل تأثيرات سلبية بالغة الخطورة على مستقبل
العملية االنتقالية فى السودات وتشمل قائمة التحيات
أ -اطالة أمد المرحلة االنتقالية
حيث اراد المحلى العسكرى اقرار مرحلة انتقالية مختصرة تمتد بين عام وعام ونصف على االكثر فى حين
أصرت قوى الحرية والتغير فى تبنى مرحلة انتقالية تمتد الربع سنوات قبل اجراء اى انتخابات لضمان
القضاء الجذرى على نظام االنقاذ.
ب -تعقيد اجراءات االنتقال السياسي
التعقيد الشديد فى عملية اختيار اعضاء المجلس التشريعي ادى الى تجاوز نص الوثيقة الدستورية بشأن
تشكيل المجلس فى مدة ال تتجاوز ۹٠يوم من التوقيع عليها
ت -استمرار عدم شمول اتفاق السالم اثنين من اهم الفصائل المسلحة.
بالرغم من الحرصا على تمثيل كافة االطراف المؤثرة فى بنيه الحكم االنتقالى اال انه لم تنضم اثنان من اهم
الفضائل المسلحة فى السودان والتي تسيطران على مساحات من أقاليم السودان الطرفية جنوب وغربا ً
ث -التداعيات السلبية لتأخر صياغة دستور دائم
نتيجية لمنح حكومات االقاليم السودانية وخاصه التي كانت مسرحا ً لصراعات مسلحة صالحيات كبرى قد
يفتح الباب امام تفكك فعلى للدولة السودانية وهذا بسبب عدم صباغة دستور دانم جديد للسودان حتى االن
ينظم هذه القضية المهمة.
7
-2محفزات نجاح االنتقال السياسى
جاء اقرارتقاسم السلطة فى السودان ليقدم مجموعة من الفرص التى يمكن أن تعزز من قدرة مؤسسات الحكم
االنتقالي على المضى قدما ً نحونهاية ناجحة للمرحلة االنتقالية وذلك من خالل :
أ -انهاء حالة الصراع الممتد
خاصة فى غرب وجنوب السودان الذى انهك الدولة السودانيه وفتح الباب امام التدخالت الخارجية وانهاء هذا
الصراع يحسن من فرص السودان فى استقبال االستثمارات الخارجية وتخفيف الضفط على االقتصاد
السوداني.
ب -تعزيز التوافق العام بشأن المرحلة االنتقالية
ابدت الكثير من االطراف السودانية واالطراف الدولية المعنية باستقرار السودان على اهمية التوافق العام
النجاح المرحلة االنتقالية واالتجاه نحو االستقرار.
ت -تضييق فرص عودة نظام االنقاذ
التماسك بين كل االطراف التي صنعت التغيير فى السودان يؤدى لمنع أى محاولة من نظام االنقاذ للعودة
للواجهة مرة اخرى فبالرغم من خروجه من المشهد اال انه مازال يتمتع بوجود قاعده تأييد كامنه فى العديد
من مناطق السودان
سادسا ً سيناريوهات المستقبل
يمكن استشراف مستقبل السودان من خالل ثالث سيناريوهات
-1استعادة نموذج تقاسم السلطة الشامل بوضعه االصلى
ويعنى هذا السيناريو هو تراجع المؤسسة العسكرية عما اعلنه البرهان والتعجيل بتسليم رئاسة محلس السيادة
االنتقالي ولكن ال يتمتع هذا السيناريو بفرص كبيرة من النجاح نتيجة لصعوبة اخراج المؤسسة العسكرية من
المشهد السياسي هذا بجانب االنقسامات الحادة التى تضرب قوى الحرية والتغيير والتي قد تعيق قدرتها على
تقديم بديل موحد.
-2ترميم نموذج تقاسم السلطة الشامل بمعالجات جديدة
وذلك من خالل نجاح الوساطات المتعددة والقائمة على اقامة حكومة تكنوقراط وهى ما تمنح اجراءات
البرهان التصحيحية الكثير من الشرعية و احتواء غضب قطاعات واسعة من المحتجين
-3انهيارنموذج تقاسم السلطة الشامل
ويقوم هذا السيناريو على السير فى مسارجديد وهو اسناد رئاسة الحكومة لشخصيه تكنوقراطية وانهاء اى
دور لالحزاب فى تشكيل الحكومة و مجلس السيادة و استبعاد قوى الحرية والتغير من اى مشاركة فى
مؤسسات الحكم االنتقالى و وفق ذلك السيناريو ستتحمل المؤسسة العسكرية مدعومة ببعض الفصائل المسلحة
بدعم الحكومة التكنوقراطية سياسيا ً و اقتصادياً.
8
المحاضرة ()4
مهددات أمن الحدود فى أفريقيا المظاهر واالسباب وسياسة االستجابة 0
اوالً االطار النظري والمفاهيمي:
-1االطار النظري
بروز النظرية البنائية كطرح بديل يسعى العادة االعتبار للعوامل االجتماعية فى تحليل العالقات الدولية
وتقوم البنائية على عدد من المقوالت التأسيسية تتضمن:
أ -رفض مركزية الدولة الوطنية فى العالقات الدولية ومنح االعتبار لمجموعة من الفاعلين االخرين
كالقوى االجتماعية ه
ب -النظر لبنية النظام الدولى كبنية إجتماعيه تنظمها مجموعة من القيم العامة المنظمة.
ت -ستمرارية عملية بناء النظام الدولى عبر التفاعالت المستمرة بين مختلف الفاعلين.
ث -رفض ما قدمته النظريات الوضعية فى العالقات الدولية من محاولة صياغة قوانين عامة حاكمة
لسلوك الدول في المجال الدولى.
وقد تجلى اهتمام المدرسة البنائية بالقضايا االمنية بما فيها أمن الحدود من خالل مجموعة من الكتابات
المتراكمة عرفت ب.
مدرسة كوبنها جن
التى قامت على انتقاد مفهوم االمن القومى بصورة خاصة كأحد المفاهيم الرئيسيه فى كتابات المدرسة
الواقعية فى العالقات الدولية .
وذلك من خالل اتجاهين متوازيين هم:
أ -ظهورمهددات امنية ذات طابع عالمى تتجاوز حدود الدول وتغيرها بسهولة ويسر
ب -ظهور مهددات لألمن تحمل صالت واضحة باالبعاد المحلية وتتصل بصورة أكبر بالجوانب
االجتماعية.
ففى الحالة االفريقية يالحظ ان المناطق الحدودية تشكل نطاقات لتفاعالت ممتدة متعددة االبعاد بين مجموعة
من الفاعلين الرسمين وغير الرسمين االمر الذى خلق فراغا ً نسبيا ً للسلطة فى هذه المناطق مما فتح باب
المنافسة على ملء هذا الفراغ متسببا فى مهددات متعددة لألمن
-2االطار المفاهيمي
هناك صعوبة كبيرة تواجه عملية اصدار تعريف جامع ألمن الحدود:
تعريف وزارة االمن الداخلى فى الواليات المتحدة االمريكية
هو حماية الحدود الدولية من االنتقال غير القانونى لألسلحة والمخدرات وتهريب االشخاص والبضائع من
خالل تعزيز التجارة والسفر القانونيين بما يحقق امن البالد ورخائها االقتصادى ويعزز من سيادتها الوطنية.
9
تعريف امن الحدود بوسائلة
هو تلك العملية المتضمنة نشر االفراد والتقنيات والبنية التحتية بما يضمن بقاء الحدود محمية من كل
المهددات المحتملة.
ويتقاطع مفهوم أمن الحدود مع عدد مفاهيم منها -:
أ -مفهوم ادارة الحدود
يقصد به اآلليات التى يمكن من خاللها تحقيق التوازن بين غايتين متناقضتين ظاهريا ً هما تيسير انتقال االفراد
و البضائع بين الدول بالطرق المشروعة والحد من دخول اى منها بغير هذه الطرق.
ب -مفهوم ضبط الحدود
يعنى كل انشطة السلطات المخولة باالتساق مع القانون المحلي والدولي والتى يتم القيام بها على الحدود
الدولية والتي تشكل استجابة ألى محاولة لعبور الحدود او فرض بهديد على مناطق جوارها مباشرة
ثانيا ً اتجاهات االدبيات فى دراسة أمن الحدود االفريقية.
النسبة الغالبة من دراسات الحدود فى القارة االفريقية اعتمدت على المداخل المرتبطة بالقانون الدولى
والتنظيم الدولى من دون االشتباك المباشر مع سياسات ادارة الحدود وضبطها التى يتم تبنيها فى القارة
األفريقية على المستوى الوطنى واالقليمى
ولكن العديد من التطورات على ارض الواقع قادت الدراسات االكاديمية لتطورات ضرورية منحت فى
النهاية الدراسات المتعلقة بأمن الحدود فى افريقيا مكانتها الطبيعية ومنها :
-1كتاب ايان براونلى وايان برنر
تبنى مقاربة شاملة اعتمدت على تتبع كل الحدود الدوليه التى تربط اى دولتين افريقيتين ورصد واقعها
الجغرافي واالسانيد القانونية المنظمة لها وواقعها القائم من حيث عمليات الترسيم والتعيين.
-2كتاب جيفرى هربست
تناول العالقة بين الحدود وازمة الدولة االفريقيه وكيف لعبت الحدود بطبيعتها المصطنعة المتصلة بالمصالح
االستعمارية دورا سلبيا فى فشل عمليات اكتمال اركان الدولة االفريقية.
-3كتاب بول نيوجنت وانتونى اسيواجو
ركز على الربط بين ادوارالفاعلين الرسمين و غير الرسميين فيما يتعلق بالحدود االفريقيه على النحو الذي
ادت فيه العديد من التفاعالت االجتماعية وصعود الفاعلين من دون الدولة إلى فقدان الحدود الدولية مساحة
كبيرة من دورها في الفصل بين نطاقات الـ السيادة وتنظيم العبور من احدهما لالخر
10
ثالثا مظاهر تهديد أمن الحدود فى أفريقيا
صدرمنتدى ميونخ لألمن تقرير حمل اسم االمن العابر للحدود وأشار التقرير الى انتشار ظاهرة الدوائر
السائلة فى القارة االفريقيه والتى تضم اقاليم اكثر من دولة تعجز الحدود الفاصلة بينها عن القيام بأى ادوار
فعالة وهى الظاهرة االخذة فى االنتشار فى السنوات االخيرة.
و يمكن تقييم واقع مهددات امن الحدود فى الدول االفريقيه فى الوقت الراهن على النحو التالى:
-1انتشار ظاهرة االرهاب العابر للحدود فى افريقيا
وتشير هذه الظافرة الى :
أ -ما أصبحت تتمتع به التنظيمات االرهابية فى أفريقيا من سهولة نسبية فى تقديم كافه صور الدعم
المتبادل
ب -ما أصبح يميز األرهاب من افريقيا من انفتاحه على مصادر خارجية للدعم عبر شبكات االرهاب
الدولى.
و قد ارتفعت أهمية تنظيمات االرهاب في أفريقيا فى السنوات االخيرة نتيجة ما لحق يتنظيمات االرهاب فى
الشرق األوسط من هزائم متتاليه األمر الذى ساهم فى تحول بؤرتى الساحل االفريقى والقرن االفريقى
لدائرتين أساسيتيين لنشاط التنظيمات االرهابية الدولية.
وفى ظل تآكل القدرات االمنية للحدود فى القارة االفريقيه ظهرت ثالث انماط مستجدة ميزت الظاهرة
االرهابية فى افريقيا وهم:
أ -التغيير المستجد فى المسارات الجغرافية التى يتم نقل الدعم بالمال والسالح عبرها من خارج القارة
الى ساحات نشاط االرهاب فى افريقيا.
ب -امكانيه تبادل الدعم بين التنظيمات االرهابية الناشطة فى افريقيا بقدر من السهولة استغالالً لسيولة
الحدود
ت -استعقبل ساحات نشاط التنظيمات االرهابية فى افريقيا اعداد متزايدة من المقاتلين سواء القادمين من
مناطق خارجية كالشرق االوسط او المنتقلين بين الدول االفريقيه وبعضها البعض
-2التطور الكمى والنوعى فى التدفقات غير المشروعة لالسلحة عبر الحدود
تحولت القارة االفريقيه فى العقد االخير الى واحدة من اهم مناطق التجارة الغير مشروعة لالسلحة فى العالم
وذلك نتيجة لتعدد بؤر الصراع فيها
من بين مظاهر التطور الكبيرة التى شهدتها القارة االفريقيمه عموما ً واقليم الساحل االفريقى بصورة خاصة
التطور النوعى فى االسلحة التى تستخدمها التنظيمات االرهابيه والتى جاء ليعض خسائرهذه التنظيمات
خالل السنوات الماضية
ويأتى استخدام التنظيمات االرهابية فى الساحل للطائرات بدون طيار مكمالً لتطورات متالحقة فى مستوى
تسليح هذه الجماعات
11
وفي ظل استقرار اضطراب االوضاع فى االقليم يظل من المتوقع استقرار تدفق شحنات االسلحه الثقيلة
والمتوسطة والخفيفة لصالح التنظيمات االرهابية فى الساحل االفريقي.
-3تهريب المهاجرين غير الشرعيين واالتجار بالبشر
القارة االفريقية تأتى فى صدارة قارات العالم من حيث تدفقات المهاجرين العابرة للحدود داخل القارة
وهناك مسارات متنوعة لحركة المهاجرين غير الشرعين و هى:
أ -يمتد من اقصى شرق القارة الى اقصى غربها
ب -يمتد رأسأ من جنوب القارة فى اتجاه شمالها
ت -يمتد من القرن االفريقى الى جنوب القارة
ث -مسار خارجى بأتى بالمهاجرين غير الشرعين من دول شرق وجنوب اسيا فى اتجاه دول الساحل
الشرقى االفريقى.
ومن بين االسباب المفسرة للتدفقات المتزايدة من الالجئين االفارقه العابرين للحدود االفريقية :
أ -خروج نسبة كبيرة من هؤالء الالجئيىن من مناطق الصراعات التى تفقد فيها الدولة السيطرة على
مساحات كبيرة من اقليمها
ب -الوضع السيىء الذى تعانى منه ثالثه من اكبر اربع يول افريقية سكانا ً وهم نيجيريا -اثيوبيا -
الكونغو التعقيراطيه
-4تهريب الخامات والسلع عبر الحدود
اسفر ضعف الجنود الدولية األفريقية عين فرض تحديات ملحة لألمن االقتصادي لعدد كبير من دول القارة
حيث تنتشر فى مناطق الصراعات فى القارة االفريقية ظاهرة التعدين غير النظامى والتى تستغل غياب
الدولة عن العديد من المناطق التى تتمنع بثروات معدنية كبيرة مثل الذهب -القحم
كما يعد تهريب السلع والخامات والمعادن مصدرا ً لتمويل االرهاب العابر للحدود
-5اتساع نشاط شبكات الجريمة المنظمة العابر للحدود ت
تحولت العديد من مناطق القارة االفريقية الى ساحه لعب مفتوحه للعديد من التنظيمات االجرامية التى
استفادت من تردى األوضاع االمنيه والسياسية فى الدول االفريقية وكذلك التطور التقنى الهائل حيث يبرز
الساحل االفريقى كمركز النتشار عمليات غسيل األموال وتهريب البشر والتجارة باالعضاء البشرية وتهريب
المخدرات
و تلعب الجماعات الرعوية دور اساسى فى عمليات التهريب بين بلدان الساحل األفريقى نظرا ً لحركتها
الطبيعية العابرة للحدود.
رابعا ً أسباب تصاعد مشكالت أمن الحدود فى أفريقيا.
الحدود األفريقية تعانى من ضعف وهشاشة و يمكن ارجاع هذا الضعف لعدد من االسباب المتنوعة بعضها
بنيوى يتعلق بطبيعة الحدود الدولية فى القارة األفريقية واالخر وظيفى يتعلق بطريقة ادارة الدول االفريقية
لقضية امن الحدود.
12
-1الميراث االستعمارى وطبيعة الحدود االفريقية
تعد القارة االفريقية أكبر قارات العالم من حيث الحدود السياسية وذلك نتيجة تفتت أقاليم القارة بين عدد كبير
من القوى االستعمارية المتنافسة كما تشهد الدول االفريقية ظاهرة تعدد دول الجوار كما تنتشر ظاهرة الدول
بداخل دول فضالً عن الدول التى يعانى اقليمها من تشوه هندسى ويضاف الى ذلك انتشار الدول الحبيسة التى
يتحول سعيها الدائم للوصول الى المنافذ البحرية الدولية الى مصدر للتوترات الحدودية
-2ازدواجية نطاقات السيادة فى القارة االفريقية
ظهرت مساحات كبيرة من االختالف بين الحدود الموضوعة للمستعمرات االوروبية والتي ورثتها الدول
المستقلة و بين مساحات انتشار السلطة القبلية فى العديد من الدول االفريقية و هو ما انتج ازدواجية واضحة
فى مفهوم السيادة فى الدول االفريقية.
وتتفاقم هذه المشكلة عندما تنتشر جماعة اثنية عبر اقاليم أكثر من دولة افريقية بحيث يعتبر أفراد الجماعة
حركتهم عبر الحدود الدولية حركة طبيعية داخل ارضهم.
كذلك تعتبر الكثير من الجماعات االفريقيه انها تتمتع بسيادة شبه مطلقه على ارض الجماعة.
وتجسد محصلة هذا الوضع المعقد فى ظهور خرائط متعددة للحدود فى أفريقيا بعضها رسمى معترف به
دوليا ً واالخر غير رسمى
-3االثار المختلطة للتقدم فى مسيرة التكامل القارى و االقليمى الفرعى فى أفريقيا.
تأسست منظمة الوحدة االفريقية كتنظيم قارى يسعى الى تحقيق اعلى مسنوبيت االندماج والتكامل بين دول
القارة
كما نشأت تنظيمات اخرى مثل المجموعة االقتصادية لدول غرب أفريقيا و جماعة تنمية الجنوب االفريقى
وكذلك السوق المشتركة لشرق وجنوب افريقيا و غيرها
في الوقت الذى ال يمكن فيه اغفال الدورااليجابي للعديد من هذه التنظيمات فى تعزيز العمل االفريقى
المشترك
يبقى اإلشارة إلى ان هذا التمدد انما جاء خصما من سيادة الدولة الوطنية فى أفريقيا.
-4مشكالت تنظيم الحدود البرية المشتركة
فى العديد من الحاالت ال توجد حدود دولية معنية متفق عليها ومعترف بها من الدول المتجاورة ويرجع هذا
االمر الى السياسات االستعمارية التى كانت تتعامل مع الحدود بين مستعمراتها المتصلة باعتبارها حدود
ادارية يتكرر تغيرها وتعديلها
كما تنتشر الحدود غير المخططة على ارض الواقع فى القارة االفريقية وتلك التى تم تخطيطها بصورة معيبة
13
-5العجز عن مواجهة مهددات امن الحدود البحرية
فى ظل محدودية القدرات والخبرات و تعدد مصادر التهديد تحولت الكثير من السواحل االفريقية الى مراكز
عالمية رئيسية الستقبال التدفقات غير المشروعة مثل تهريب البشر والسلع والبضائع واالموال والمخدرات.
خامسا ً السياسات االفريقية لالستجابة لمشكالت أمن الحدود
يمكن تقسيم االستجابة االفريقية لمشكالت أمن الحدود لعدد من المستويات هى -:
-1المستوى القارى
تم اصدار نسخة مطورة من مسودة استراتيجية االتحاد االفريقى لالدارة المتكاملة للحدود فى عام ۲٠۲٠
وتقوم االستراتيجيه على خمس ركائز رئيسية يمثل كل منها هدفا ً مستقالً وهى :
أ -تعزير قدرات حوكمة الحدود
ب -الوقاية من النزاعات وحلها ومجابهة التهديدات العابرة للحدود
ت -تيسير الحركة والهجرة والتجارة الحرة
ث -االدارة التعاونية للحدود
ج -تنمية المناطق الحدودية وتعزير المشاركة المجتمعية
-2المستوى االقليمي
تبرز تجربتى الهيئه الحكومية للتنمية ( ايجاد) ومجموعة التنمية لدول الجنوب االفريقى (سادك) لتقدم
استجابات سريعة ومباشرة لمعالجة تهديدات أمن الحدود تمثلت في
• الهيئة الحكومية للتنمية ( ايجاد) ا
اطلقت مشروعا ً حمل اسم مهددات االمن االقليمي وشبكات الجريمة فى منطقة ايجاد
ومع تقدم جهود منظمة ايجاد فى معالجة امن الحدود بدأت المنظمة في توجيه االهتمام لألبعاد االجتماعية
واالقتصادية المتسببة فى ضعف قدرة دول المنظمة على التحكم فى حدودها الدولية وادارتها على نحو كفء.
• مجموعة التنمية لدول الجنوب االفريقى (سادك)
وتستهدف دول تجمع سادك من تحقيق عدد من األهداف تتمثل فى
أ -تحسين عملية ادارة الحدود
ب -ازالة اى مظهر للتنافس او تضارب االختصاصات بين هيئات إدارة الحدود فى دول التجمع
ت -تيسير التجارة والنقل والسياحة وتدفقات رؤوس االموال العابرة للحدود.
ث -تعزيز كفاءة ادارة الحدود.
-3مستوى الترتيبات الوطنية الخاصة بالدول االفريقية ت
تظهر خطوات رئيسية اتخذتها الدول االفريقية لتأمين حدودها و تضمنت عدة اجراءات هى :
أ -تعديل اولويات االنفاق على القطاع االمنى
ب -تطوير البنية المؤسسية لمراقبة الحدود
14
ت -تعزيز قدرات المقرات الحدودية ونقاط المراقبة
ث -امداد قوات تأمين الحدود بأسلحة وتقنيات متطورة
ج -الترتيبات الثنائية والثالثية لالدارة المشتركة للحدود
15