You are on page 1of 15

‫المحاضرة (‪)3‬‬

‫تقاسم السلطة الشامل وأثره على االنتقال السياسي في السودان‬


‫أوالً نموذج تقاسم السلطة الشامل‬
‫يقوم على مشاركة كافة الكيانات والتنظيمات فى السلطة من أجل إكسابها الشرعية‪.‬‬
‫تعد الحكومات االئتالفية في األوضاع االعتيادية التجسيد األكثر شيوعا ً لتقاسم السلطة الشامل‬
‫فى المراحل االنتقالية واألوضاع االستثنائية تشهد تقاسما ً شامالً للسلطة من خالل بناء التحالفات الموسعة‬
‫هناك العديد من المصطلحات التى تصف حالة التقاسم الشامل للسلطة في األوقات االنتقالية واألوضاع‬
‫االستثنائية‬
‫أ‪ -‬مصطلح ديموقراطية اإلجماع‬
‫نموذج يسعى لتأمين أكبر تمثيل لألغلبية الداعمة للحكومة من دون استبعاد أي طرف مؤثر من المشاركة في‬
‫الحكم‪.‬‬
‫ب‪ -‬مصطلح تقاسم السلطة الشامل‬
‫شاع استخدامه في التجربة األفريقية مع تعيين الحكومة الصومالية االنتقالية في عام ‪۲٠٠٤‬‬
‫مزايا تقاسم السلطة الشامل‬
‫‪ -1‬تقييد سلطة الكيانات والتنظيمات األكثر قوة من احتكار ممارسة السلطة في الظروف االنتقالية غير‬
‫المستقرة‪.‬‬
‫‪ -2‬تعزيزالمساواة في الحقوق السياسية بين المكونات االجتماعية المختلفة خاصة في الدول التي تشهد‬
‫مستوى مرتفع من التنوع اإلثني‪.‬‬
‫‪ -3‬تقليل حدة المنافسة السياسية من خالل استبعاد المخرجات األكثر تطرفا ً األمر الذي يحد من فرص‬
‫االنتكاس والعودة لحالة الصراع الداخلي‪.‬‬
‫عيوب تقاسم السلطة الشامل‬
‫‪ -1‬تعقيد العملية السياسية مما يؤثرسلبا ً على كفاءة وسرعة عمليات صنع القرار السياسي‪.‬‬
‫‪ -2‬الفجوة التي تنشأ بين اإلطارالرسمي المعبرعنه في التوافق بين األطراف المشاركة واإلطار غير‬
‫الرسمي المؤسس على عالقات القوة الحقيقية بين هؤالء األطراف مما تفرغ عملية تقاسم السلطة من‬
‫مضمونها‪.‬‬
‫‪ -3‬هو خيارا ً مكلفا ً للغاية من حيث الموارد االقتصادية والوقت‪ ،‬ما قد يعرض المسار االنتقالي لخطر‬
‫االنتكاس‪.‬‬
‫هناك ثالثة أنماط رئيسية للتوافقات المؤسسة لتقاسم السلطة‬
‫‪ -1‬التوافق الشامل (ايقسم المناصب السياسية على جميع المشاركين دون استبعاد أي طرف(‬

‫‪1‬‬
‫‪ -2‬التوافق المشتت )تقسيم السلطة على عدد كبير من األطراف على أساس تباين النطاقات الجغرافية‬
‫لسلطة كل طرف في إطار عام يغلب عليه الطابع الالمركزي(‬
‫‪ -3‬التوافق المقيد ) يحد من سلطة أي طرف مشارك في السلطة على انتهاك سلطة األطراف األخرى(‬
‫العقبات الرئيسية التي قد تواجه تقاسم السلطة الشامل‬
‫‪ -1‬االصطدام بعملية التحول الديموقراطي‬
‫اتساع التمثيل والمشاركة فى العملية االنتخابية قد يحدث بسبب االحتكام لخياراألغلبية‪.‬‬
‫‪ -2‬الطبيعة غير المستدامة لتقاسم السلطة الشامل‬
‫قد يلبجأ األطراف الى هدنة لحين ظهورفوارق مؤثرة تسمح للطرف األقوى بالتنصل من االتفاق الذى تم‪.‬‬
‫‪ -3‬تحول عملية تقاسم السلطة إلى ساحة جديدة للتنافس بدالً من التعاون‬
‫عادة ما تنشأ نزاعات على تفسيراتفاق تقاسم السلطة‬
‫‪ -4‬وجود شعور دائم بالغبن لدى كل المشاركين‬
‫لتصور كل طرف أنه األكثر تضحية واألقل نصيبا ً من السلطة‪.‬‬
‫‪ -5‬ما تنتجه عملية تقاسم السلطة من تشظي داخل المكونات المشاركة‬
‫فعادة ما تحظى عملية تقاسم السلطة بتأييد ذوي التوجهات اإلصالحية والمعتدلة داخل كل كيان مشارك األمر‬
‫الذي قد يدفع أصحاب التوجهات المتطرفة لالنشقاق أو التشكيك في نزاهة مؤيدي تقاسم السلطة‪.‬‬
‫ثانيا ً شركاء الحكم االنتقالي في السودان‬
‫يمكن رصد أربعة العبين رئيسيين مشتركين في إدارة المرحلة االنتقالية وهم ‪:‬‬
‫‪ -1‬القوات المسلحة السودانية‬
‫يشهد تاريخ السودان نمطين مختلفين لتدخل المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية‬
‫النمط األول‪:‬‬
‫هو تدخل على خلفية أيديولوجية واضحة تحمل خطة عمل محددة يسعى النظام الجديد لتطبيقها بسرعة‬
‫وإحكام من دون انتظار توافق عام بشأنها‪.‬‬
‫النمط الثاني‪:‬‬
‫هوتدخل غير أيديولوجي تفرضه الضرورة بهدف إنهاء أوضاع سياسية مضطربة وهوأقصرعمرا ً وال يحمل‬
‫مشروعا ً سياسيا ً واضح المعالم وغالبا ً ما يسعى للتوافق مع القوى السياسية والشعبية الفاعلة متقبالً تسليمها‬
‫السلطة من حيث المبدأ‬

‫‪2‬‬
‫‪ -2‬قوات الدعم السريع‬
‫بدأت السلطات السودانية في تنظيم المجموعات المسلحة التابعة في دارفور في أواسط عام ‪ ۲٠۱۳‬تحت مظلة‬
‫حملت اسم قوات الدعم السريع‬
‫وخالل السنوات األولى للتأسيس كانت قوات الدعم السريع تابعة لجهاز االستخبارات واألمن الوطني‬
‫وفي ابريل من عام ‪ ۲٠۱٦‬تم إصدار مرسوم رئاسي وضع قوات الدعم السريع تحت المسؤولية المباشرة‬
‫لرئاسة الجمهورية‪.‬‬
‫وفي ظل اتساع حجم ونشاط قوات الدعم السريع دفعت القوات المسلحة السودانية في يناير من عام ‪۲٠۱۷‬‬
‫إلصدار البرلمان السوداني قانونا ً ينظم عمل قوات الدعم السريع ويضعها تحت مسؤولية القيادة العامة للقوات‬
‫المسلحة‪.‬‬
‫ومنذ إسقاط البشير في ابريل من عام ‪ ۲٠۱۹‬تتمتع قوات الدعم السريع بوضع قوي نسبيا ً حيث تسعى في‬
‫تعزيز حضورها السياسي حيث قامت بتسيير قافلة للمساعدات اإلنسانية للمناطق الخاضعة لسيطرة قوات‬
‫الحركة الشعبية لتحريرالسودان كذلك تأمين المناطق الحدودية للسيطرة على تدفقات الهجرة غير الشرعية من‬
‫مناطق شرق ووسط أفريقيا ‪.‬‬
‫‪ -3‬قوى إعالن الحرية والتغيير‬
‫في ديسمبر من عام ‪ ۲۰۱۸‬وقع على إعالن الحرية والتغيير أربعة مكونات رئيسية‪:‬‬
‫أ‪ -‬تجمع المهنيين السودانيين‬
‫تضم عددا ً كبيرا ً من النقابات المستقلة غير الرسمية التي تمثل اإلعالميين واألطباء والبيطريين والصيادلة‬
‫والمعلمين والمحامين‬
‫ب‪ -‬تحالف قوى اإلجماع الوطني‬
‫تأسس عام ‪ ۲٠٠۹‬من سبعة عشر مكونا ً سياسيا ً أبرزهم حزب األمة وعدد من األحزاب الصغيرة التي يغلب‬
‫عليها التوجه اليساري‬
‫ت‪ -‬تحالف قوى نداء السودان‬
‫تأسس من عدد كبير من األحزاب المتفقة على أهمية التغيير والتحرك نحو حكومة انتقالية‬
‫ث‪ -‬التجمع االتحادي المعارض‬
‫يضم عددا ً من األحزاب التي تنتمي للتياراالتحادي العريض‪.‬‬
‫وقد لعبت قوى إعالن الحرية والتغييرالدوراألبرزفي تحريك المشهد االحتجاجي في السودان وصوالً لدخولها‬
‫في المفاوضات مع المجلس العسكري االنتقالي والتي أدت في النهاية إلى توقيع اتفاق تقاسم السلطة وتشكيل‬
‫حكومة انتقالية مدنية‬

‫‪3‬‬
‫وبقدر ما كان التنوع في تركيب قوى الحرية والتغيير عامالً حاسما ً في تعزيز قدرتها على تمثيل مطالب‬
‫وطنية عريضة تحظى بأكبر قدر من اإلجماع‪ ،‬إال أن هذا التنوع كان سببا ً في إضعاف البنية التنظيمية لهذا‬
‫التحالف الموسع وتعريضه للخالفات الداخلية‬
‫وقد كانت االنشقاقات في صفوف قوى الحرية والتغيير أحد أسباب التعثر الذي واجهه تقاسم السلطة الشامل‬
‫في السودان‬
‫‪ -4‬الحركات والفصائل المسلحة‬
‫نتيجة للصراع الطويل الذي خاضته الدولة السودانية في الجنوب كان انتشاربؤرالتوترات والصراع في‬
‫مناطق متعددة من البالد أبرزها إقليم دارفورغرب البالد ومناطق النيل األزرق وجنوب كردفان‬
‫وعلى الرغم من انتهاج الرئيس البشير سياسات متعددة سعت لتصفية هذه البؤر بالمواجهة العسكرية تارة‬
‫وبالمفاوضات السياسية تارة أخرى انتهى حكم البشير من دون إحراز أي تقدم‬
‫وقد انضمت العديد من الحركات السودانية المسلحة لقوى إعالن الحرية والتغيير‬
‫على هذا األساس شاركت العديد من الفصائل المسلحة في مفاوضات مباشرة مع الحكومة االنتقالية في‬
‫السودان التي أفرزت في النهاية اتفاق سالم جوبا الموقع في أكتوبر من عام ‪. ۲٠۲٠‬‬
‫ثالثا ً تطور نموذج تقاسم السلطة الشامل في السودان‬
‫منذ سقوط البشير في ابريل من عام ‪ ۲٠۱۹‬إلى أن نموذج تقاسم السلطة قد تم بنائه على مرحلتين‬
‫منفصلتين‪:‬‬
‫أ‪ -‬تقاسم السلطة المؤسسي‬
‫ب‪ -‬تقاسم السلطة اإلثني‬
‫ثم أعقب مرحلتي التأسيس تعرض نموذج تقاسم السلطة لتعثر واضح‬
‫‪ -1‬التقاسم المؤسسى عبر اتفاق أغسطس ‪۲۰۱۹‬‬
‫عقب سقوط البشيرواإلعالن عن تولي المجلس العسكري االنتقالي السلطة في السودان بدأت عملية تفاوض‬
‫شاقة سبقت إطالق المرحلة االنتقالية في السودان حيث تفاوض المجلس العسكري االنتقالي مع أطراف مدنية‬
‫عديدة‪ ،‬كان أهمها الوفد الممثل لقوى الحرية والتغييركذلك تفاوض مع بعض أعضاء هذه القوى بشكل منفرد‬
‫لكن التوترات التي تسبب فيها فض اعتصام القيادة العامة للقوات المسلحة من جانب والضغوط الدولية‬
‫المتنامية من جانب آخرعجلت بتوصل المجلس العسكري االنتقالي وقوى الحرية والتغيير التفاق لتقاسم‬
‫السلطة جسدته الوثيقة الدستورية حيث تم االتى‪:‬‬
‫فقد قام االتفاق على إقرار فترة انتقالية مطولة تمتد إلى تسعة وثالثين شهرا يقوم الحكم فيها من خالل ثالث‬
‫مؤسسات انتقالية هي‪ :‬المجلس السيادي ومجلس الوزراء والمجلس التشريعي‬

‫‪4‬‬
‫أ‪ -‬المجلس السيادي‬
‫يعد رأس الدولة ورمز وحدتها وسيادتها ويتشكل من أحد عشرعضوا يمثل خمسة أعضاء منهم المجلس‬
‫العسكري االنتقالي ويمثل الخمسة اآلخرون قوى الحرية والتغيير بجانب عضو مدني مرجح يتم اختياره‬
‫بالتوافق بين الجانبين‪.‬‬
‫ب‪ -‬مجلس الوزراء‬
‫يتكون من رئيس للوزراء تختاره قوى الحرية والتغيير والذي يتولى تشكيل حكومة ال يتجاوز عدد وزرائها‬
‫العشرين وزيرا باستثناء وزيري الدفاع والداخلية اللذين سيختارهما األعضاء العسكريون بالمجلس السيادي ‪.‬‬
‫ت‪ -‬المجلس التشريعي‬
‫عضوا ممثلين لكافة المكونات السياسية والمجتمعية في السودان‬
‫ً‬ ‫يضم عددًا من األعضاء ال يتجاوز ثالثمائة‬
‫على أن تحدد قوى الحرية والتغيير ‪ %67‬من أسماء هؤالء األعضاء من داخل األحزاب والحركات الموقعة‬
‫على إعالن الحرية والتغييرمقابل ‪ 33%‬من المقاعد للقوى السياسية من خارج الحرية والتغيير يتولى‬
‫األعضاء العسكريون في المجلس السيادي الحق في اختيارهم‬
‫وقد حددت الوثيقة الدستورية عددًا من المهام لمؤسسات الحكم االنتقالي تنقسم بين ‪:‬‬
‫أ‪ -‬مهام تحقيق السالم التي منحت أولوية‬
‫• إنهاء الحرب‬
‫• تحقيق السالم العادل والشامل‬
‫ب‪ -‬المهام التشريعية والقضائية‬
‫• سن التشريعات المنظمة ألداء مهام الفترة االنتقالية‬
‫• إنشاء آليات لإلعداد لوضع دستور دائم‬
‫• عقد المؤتمر القومي الدستوري قبل نهاية الفترة االنتقالية‬
‫• إلغاء القوانين التمييزية والمقيدة للحريات‬
‫• محاسبة منتسبي نظام البشير على جرائمهم بحق الشعب السوداني‬
‫• اإلصالح القانوني وتطوير المنظومة الحقوقية والعدلية‬
‫• تشكيل لجنة تحقيق وطنية مستقلة بدعم إفريقي إلجراء تحقيق في االنتهاكات التي وقعت في الثالث‬
‫من يونيو‬
‫ت‪ -‬على الجانب االقتصادي و االجتماعى‬
‫• معالجة األزمة االقتصادية‬
‫• تحقيق التنمية المستدامة‬
‫• وضع برامج إلصالح أجهزة الدولة‬
‫• إسناد مهمة إصالح األجهزة العسكرية للمؤسسات العسكرية‬
‫• الرعاية االجتماعية وتحقيق التنمية االجتماعية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫فضال عن المهام المتعلقة بعالقات السودان الخارجية‬ ‫ث‪-‬‬
‫وضع سياسة خارجية متوازنة تحقق مصالح السودان‬ ‫•‬
‫تبني العالقات الخارجية على أسس االستقاللية والمصالح المشتركة ‪.‬‬ ‫•‬
‫التقاسم اإلثني عبر اتفاق جوبا للسالم في أكتوبر ‪۲۰۲۰‬‬ ‫‪-2‬‬
‫لم يساهم إنفصال الجنوب فى عام ‪ ۲٠۱۱‬من إنهاء ظاهرة التنوع االثتى الكبير فى السودان فحتى بعد‬
‫االنفصال ظل التركيب السكان على قدر كبير من التنوع وكذلك شجع االنفصال أطراف اخرى على التصعيد‬
‫مع النظام للحصول على االنفصال وخصوصا ً االقاليم الطرفية‪.‬‬
‫وفورتوقيع اتفاق تقاسم السلطة بين المجلس العسكرى االنتقالى و قوى اعالن الحربية والتغيير شرعت أجهزة‬
‫الحكم االنتقالى فى اجراء مفاوضات مع الحركات والفصائل المسلحة حتى تم توقيع اتفاق جوبا للسالم االمر‬
‫الذي منح الفصائل المسلحة خمسة حقائب وزارية من أصل ‪ ۲٥‬حقيبة وكذلك اضافة ثالث اعضاء جدد‬
‫ممثلين للحركات والفضائل المسلحة فى المجلس السيادي‪.‬‬
‫‪ -3‬التراجع فى اعقاب قرارات اكتوبر ‪ 2021‬م‬
‫تصاعدت االزمة تدريجيا بين شركاء الحكم االنتقالى فى السودان منذ ستمبر ‪ ۲٠۲۱‬حيث لجأت االطراف‬
‫السودانية المختلفة لمنطق الحشد والحشد المضاد مما ادى الى وقوع مناوشات بين جميع االطراف كشفت عن‬
‫مستوى جديد من التأزم‪.‬‬
‫رابعا ً تقييم نوذج تقاسم السلطة الشامل فى السودان‬
‫منذ سقوط نظام البشيرشهدت التجربة السودانية تحول نوعى فى تأسيس نمط هجين من الحكم االنتقالى‬
‫المركب يقوم على الشراكة بين المدنيين والعسكرين وكذلك تمثيل مختلف المكونات االثنية فى السودان من‬
‫خالل اندماج الفصائل المسلحة فى مؤسسات الحكم االنتقالى‪.‬‬
‫ويتسم تقاسم السلطة فى السودان بثالث سمات رئيسية هى ‪:‬‬
‫‪ -1‬الظرفية‬
‫اشتراك المؤسسة العسكرية وقوى الحرية والتغير فى الحكم االنتقالى لم يكن نتيجة ترتيبات مسبقة وانما نتيحة‬
‫عملية من العوامل الداخلية والخارجية دفعت الجانبين لقبول منطق تقاسم السلطة على الرغم من وجود‬
‫تحفظات متعددة لدى كل طرف‪.‬‬
‫‪ -2‬السيولة البنيوية‬
‫الحالة السودانيه تتكون من مكونين أحدهما مدنى واالخرعسكرى‬
‫بالنسبة للبنية العسكرية تشهد تعددية واضحة فى ظل السياسة التى تبناها الرئيس السابق عمرالبشير حيث‬
‫افرزهذا الوضع الحالة الخاصة لقوات الدعم السريع االمر الذى انعكس سياسيا ً فى صورة تقاسم داخلى‬
‫لحصة المؤسسة العسكرية من المناصب فى هيئات الحكم االنتقالى‪.‬‬
‫بالنسبة للبنية المدنية المتمثلة فى قوى الحرية والتغيير فبالرغم من االنتظام العديد من االطراف فى عضوتها‬
‫اال انها تجرت عن اى دورفاعل بكفاءة لوجود مظاهر التنافس بينهم‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫وبجانب التفكك الداخلى لدى العسكرين و المدنيين ظهر العب ثالث هو الفصائل والحركات المسلحة التى‬
‫انضمت الى بنية الحكم االنتقالي‪.‬‬
‫وساهمت هذه السيولة البنيوية فى التخفيف من حدة االستقطاب الثنائي بين العسكرين والمدنيين فى العديد من‬
‫المواقف‬
‫ولكن فى الوقت نفسه نالت هذه السيولة من تماسك بنية الحكم االنتقالى‬
‫‪ -3‬االستفادة من الدعم الخارجى‬
‫بعد العزلة الدولية التى فرضت على السودان فى عهد البشيررأت العديد من القوى الدولية فى التغيير‬
‫السياسى فى السودان فرصة كبيرة للعودة من جديد للنشاط فى الساحة السودانية لما تتمتع به السودان من‬
‫اهمية كبيرة فى القارة و فتح هذا الوضع الباب واسعا ً امام التوازنات الداخلية بين شركاء الحكم فى السودان‬
‫بتوجهات القوى الخارجية الكبرى‬
‫خامسا ً تحديات ومحفزات نجاح االنتقال السياسى فى السودان‬
‫‪ -1‬تحديات نجاح االنتقال السياسي‬
‫فرض اتفاق تقاسم السلطة عدد من التحديات التي يمكن ان تحمل تأثيرات سلبية بالغة الخطورة على مستقبل‬
‫العملية االنتقالية فى السودات وتشمل قائمة التحيات‬
‫أ‪ -‬اطالة أمد المرحلة االنتقالية‬
‫حيث اراد المحلى العسكرى اقرار مرحلة انتقالية مختصرة تمتد بين عام وعام ونصف على االكثر فى حين‬
‫أصرت قوى الحرية والتغير فى تبنى مرحلة انتقالية تمتد الربع سنوات قبل اجراء اى انتخابات لضمان‬
‫القضاء الجذرى على نظام االنقاذ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعقيد اجراءات االنتقال السياسي‬
‫التعقيد الشديد فى عملية اختيار اعضاء المجلس التشريعي ادى الى تجاوز نص الوثيقة الدستورية بشأن‬
‫تشكيل المجلس فى مدة ال تتجاوز ‪ ۹٠‬يوم من التوقيع عليها‬
‫ت‪ -‬استمرار عدم شمول اتفاق السالم اثنين من اهم الفصائل المسلحة‪.‬‬
‫بالرغم من الحرصا على تمثيل كافة االطراف المؤثرة فى بنيه الحكم االنتقالى اال انه لم تنضم اثنان من اهم‬
‫الفضائل المسلحة فى السودان والتي تسيطران على مساحات من أقاليم السودان الطرفية جنوب وغربا ً‬
‫ث‪ -‬التداعيات السلبية لتأخر صياغة دستور دائم‬
‫نتيجية لمنح حكومات االقاليم السودانية وخاصه التي كانت مسرحا ً لصراعات مسلحة صالحيات كبرى قد‬
‫يفتح الباب امام تفكك فعلى للدولة السودانية وهذا بسبب عدم صباغة دستور دانم جديد للسودان حتى االن‬
‫ينظم هذه القضية المهمة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -2‬محفزات نجاح االنتقال السياسى‬
‫جاء اقرارتقاسم السلطة فى السودان ليقدم مجموعة من الفرص التى يمكن أن تعزز من قدرة مؤسسات الحكم‬
‫االنتقالي على المضى قدما ً نحونهاية ناجحة للمرحلة االنتقالية وذلك من خالل ‪:‬‬
‫أ‪ -‬انهاء حالة الصراع الممتد‬
‫خاصة فى غرب وجنوب السودان الذى انهك الدولة السودانيه وفتح الباب امام التدخالت الخارجية وانهاء هذا‬
‫الصراع يحسن من فرص السودان فى استقبال االستثمارات الخارجية وتخفيف الضفط على االقتصاد‬
‫السوداني‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعزيز التوافق العام بشأن المرحلة االنتقالية‬
‫ابدت الكثير من االطراف السودانية واالطراف الدولية المعنية باستقرار السودان على اهمية التوافق العام‬
‫النجاح المرحلة االنتقالية واالتجاه نحو االستقرار‪.‬‬
‫ت‪ -‬تضييق فرص عودة نظام االنقاذ‬
‫التماسك بين كل االطراف التي صنعت التغيير فى السودان يؤدى لمنع أى محاولة من نظام االنقاذ للعودة‬
‫للواجهة مرة اخرى فبالرغم من خروجه من المشهد اال انه مازال يتمتع بوجود قاعده تأييد كامنه فى العديد‬
‫من مناطق السودان‬
‫سادسا ً سيناريوهات المستقبل‬
‫يمكن استشراف مستقبل السودان من خالل ثالث سيناريوهات‬
‫‪ -1‬استعادة نموذج تقاسم السلطة الشامل بوضعه االصلى‬
‫ويعنى هذا السيناريو هو تراجع المؤسسة العسكرية عما اعلنه البرهان والتعجيل بتسليم رئاسة محلس السيادة‬
‫االنتقالي ولكن ال يتمتع هذا السيناريو بفرص كبيرة من النجاح نتيجة لصعوبة اخراج المؤسسة العسكرية من‬
‫المشهد السياسي هذا بجانب االنقسامات الحادة التى تضرب قوى الحرية والتغيير والتي قد تعيق قدرتها على‬
‫تقديم بديل موحد‪.‬‬
‫‪ -2‬ترميم نموذج تقاسم السلطة الشامل بمعالجات جديدة‬
‫وذلك من خالل نجاح الوساطات المتعددة والقائمة على اقامة حكومة تكنوقراط وهى ما تمنح اجراءات‬
‫البرهان التصحيحية الكثير من الشرعية و احتواء غضب قطاعات واسعة من المحتجين‬
‫‪ -3‬انهيارنموذج تقاسم السلطة الشامل‬
‫ويقوم هذا السيناريو على السير فى مسارجديد وهو اسناد رئاسة الحكومة لشخصيه تكنوقراطية وانهاء اى‬
‫دور لالحزاب فى تشكيل الحكومة و مجلس السيادة و استبعاد قوى الحرية والتغير من اى مشاركة فى‬
‫مؤسسات الحكم االنتقالى و وفق ذلك السيناريو ستتحمل المؤسسة العسكرية مدعومة ببعض الفصائل المسلحة‬
‫بدعم الحكومة التكنوقراطية سياسيا ً و اقتصادياً‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المحاضرة (‪)4‬‬
‫مهددات أمن الحدود فى أفريقيا المظاهر واالسباب وسياسة االستجابة ‪0‬‬
‫اوالً االطار النظري والمفاهيمي‪:‬‬
‫‪ -1‬االطار النظري‬
‫بروز النظرية البنائية كطرح بديل يسعى العادة االعتبار للعوامل االجتماعية فى تحليل العالقات الدولية‬
‫وتقوم البنائية على عدد من المقوالت التأسيسية تتضمن‪:‬‬
‫أ‪ -‬رفض مركزية الدولة الوطنية فى العالقات الدولية ومنح االعتبار لمجموعة من الفاعلين االخرين‬
‫كالقوى االجتماعية ه‬
‫ب‪ -‬النظر لبنية النظام الدولى كبنية إجتماعيه تنظمها مجموعة من القيم العامة المنظمة‪.‬‬
‫ت‪ -‬ستمرارية عملية بناء النظام الدولى عبر التفاعالت المستمرة بين مختلف الفاعلين‪.‬‬
‫ث‪ -‬رفض ما قدمته النظريات الوضعية فى العالقات الدولية من محاولة صياغة قوانين عامة حاكمة‬
‫لسلوك الدول في المجال الدولى‪.‬‬
‫وقد تجلى اهتمام المدرسة البنائية بالقضايا االمنية بما فيها أمن الحدود من خالل مجموعة من الكتابات‬
‫المتراكمة عرفت ب‪.‬‬
‫مدرسة كوبنها جن‬
‫التى قامت على انتقاد مفهوم االمن القومى بصورة خاصة كأحد المفاهيم الرئيسيه فى كتابات المدرسة‬
‫الواقعية فى العالقات الدولية ‪.‬‬
‫وذلك من خالل اتجاهين متوازيين هم‪:‬‬
‫أ‪ -‬ظهورمهددات امنية ذات طابع عالمى تتجاوز حدود الدول وتغيرها بسهولة ويسر‬
‫ب‪ -‬ظهور مهددات لألمن تحمل صالت واضحة باالبعاد المحلية وتتصل بصورة أكبر بالجوانب‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫ففى الحالة االفريقية يالحظ ان المناطق الحدودية تشكل نطاقات لتفاعالت ممتدة متعددة االبعاد بين مجموعة‬
‫من الفاعلين الرسمين وغير الرسمين االمر الذى خلق فراغا ً نسبيا ً للسلطة فى هذه المناطق مما فتح باب‬
‫المنافسة على ملء هذا الفراغ متسببا فى مهددات متعددة لألمن‬
‫‪ -2‬االطار المفاهيمي‬
‫هناك صعوبة كبيرة تواجه عملية اصدار تعريف جامع ألمن الحدود‪:‬‬
‫تعريف وزارة االمن الداخلى فى الواليات المتحدة االمريكية‬
‫هو حماية الحدود الدولية من االنتقال غير القانونى لألسلحة والمخدرات وتهريب االشخاص والبضائع من‬
‫خالل تعزيز التجارة والسفر القانونيين بما يحقق امن البالد ورخائها االقتصادى ويعزز من سيادتها الوطنية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫تعريف امن الحدود بوسائلة‬
‫هو تلك العملية المتضمنة نشر االفراد والتقنيات والبنية التحتية بما يضمن بقاء الحدود محمية من كل‬
‫المهددات المحتملة‪.‬‬
‫ويتقاطع مفهوم أمن الحدود مع عدد مفاهيم منها ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬مفهوم ادارة الحدود‬
‫يقصد به اآلليات التى يمكن من خاللها تحقيق التوازن بين غايتين متناقضتين ظاهريا ً هما تيسير انتقال االفراد‬
‫و البضائع بين الدول بالطرق المشروعة والحد من دخول اى منها بغير هذه الطرق‪.‬‬
‫ب‪ -‬مفهوم ضبط الحدود‬
‫يعنى كل انشطة السلطات المخولة باالتساق مع القانون المحلي والدولي والتى يتم القيام بها على الحدود‬
‫الدولية والتي تشكل استجابة ألى محاولة لعبور الحدود او فرض بهديد على مناطق جوارها مباشرة‬
‫ثانيا ً اتجاهات االدبيات فى دراسة أمن الحدود االفريقية‪.‬‬
‫النسبة الغالبة من دراسات الحدود فى القارة االفريقية اعتمدت على المداخل المرتبطة بالقانون الدولى‬
‫والتنظيم الدولى من دون االشتباك المباشر مع سياسات ادارة الحدود وضبطها التى يتم تبنيها فى القارة‬
‫األفريقية على المستوى الوطنى واالقليمى‬
‫ولكن العديد من التطورات على ارض الواقع قادت الدراسات االكاديمية لتطورات ضرورية منحت فى‬
‫النهاية الدراسات المتعلقة بأمن الحدود فى افريقيا مكانتها الطبيعية ومنها ‪:‬‬
‫‪ -1‬كتاب ايان براونلى وايان برنر‬
‫تبنى مقاربة شاملة اعتمدت على تتبع كل الحدود الدوليه التى تربط اى دولتين افريقيتين ورصد واقعها‬
‫الجغرافي واالسانيد القانونية المنظمة لها وواقعها القائم من حيث عمليات الترسيم والتعيين‪.‬‬
‫‪ -2‬كتاب جيفرى هربست‬
‫تناول العالقة بين الحدود وازمة الدولة االفريقيه وكيف لعبت الحدود بطبيعتها المصطنعة المتصلة بالمصالح‬
‫االستعمارية دورا سلبيا فى فشل عمليات اكتمال اركان الدولة االفريقية‪.‬‬
‫‪ -3‬كتاب بول نيوجنت وانتونى اسيواجو‬
‫ركز على الربط بين ادوارالفاعلين الرسمين و غير الرسميين فيما يتعلق بالحدود االفريقيه على النحو الذي‬
‫ادت فيه العديد من التفاعالت االجتماعية وصعود الفاعلين من دون الدولة إلى فقدان الحدود الدولية مساحة‬
‫كبيرة من دورها في الفصل بين نطاقات الـ السيادة وتنظيم العبور من احدهما لالخر‬

‫‪10‬‬
‫ثالثا مظاهر تهديد أمن الحدود فى أفريقيا‬
‫صدرمنتدى ميونخ لألمن تقرير حمل اسم االمن العابر للحدود وأشار التقرير الى انتشار ظاهرة الدوائر‬
‫السائلة فى القارة االفريقيه والتى تضم اقاليم اكثر من دولة تعجز الحدود الفاصلة بينها عن القيام بأى ادوار‬
‫فعالة وهى الظاهرة االخذة فى االنتشار فى السنوات االخيرة‪.‬‬
‫و يمكن تقييم واقع مهددات امن الحدود فى الدول االفريقيه فى الوقت الراهن على النحو التالى‪:‬‬
‫‪ -1‬انتشار ظاهرة االرهاب العابر للحدود فى افريقيا‬
‫وتشير هذه الظافرة الى ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما أصبحت تتمتع به التنظيمات االرهابية فى أفريقيا من سهولة نسبية فى تقديم كافه صور الدعم‬
‫المتبادل‬
‫ب‪ -‬ما أصبح يميز األرهاب من افريقيا من انفتاحه على مصادر خارجية للدعم عبر شبكات االرهاب‬
‫الدولى‪.‬‬
‫و قد ارتفعت أهمية تنظيمات االرهاب في أفريقيا فى السنوات االخيرة نتيجة ما لحق يتنظيمات االرهاب فى‬
‫الشرق األوسط من هزائم متتاليه األمر الذى ساهم فى تحول بؤرتى الساحل االفريقى والقرن االفريقى‬
‫لدائرتين أساسيتيين لنشاط التنظيمات االرهابية الدولية‪.‬‬
‫وفى ظل تآكل القدرات االمنية للحدود فى القارة االفريقيه ظهرت ثالث انماط مستجدة ميزت الظاهرة‬
‫االرهابية فى افريقيا وهم‪:‬‬
‫أ‪ -‬التغيير المستجد فى المسارات الجغرافية التى يتم نقل الدعم بالمال والسالح عبرها من خارج القارة‬
‫الى ساحات نشاط االرهاب فى افريقيا‪.‬‬
‫ب‪ -‬امكانيه تبادل الدعم بين التنظيمات االرهابية الناشطة فى افريقيا بقدر من السهولة استغالالً لسيولة‬
‫الحدود‬
‫ت‪ -‬استعقبل ساحات نشاط التنظيمات االرهابية فى افريقيا اعداد متزايدة من المقاتلين سواء القادمين من‬
‫مناطق خارجية كالشرق االوسط او المنتقلين بين الدول االفريقيه وبعضها البعض‬
‫‪ -2‬التطور الكمى والنوعى فى التدفقات غير المشروعة لالسلحة عبر الحدود‬
‫تحولت القارة االفريقيه فى العقد االخير الى واحدة من اهم مناطق التجارة الغير مشروعة لالسلحة فى العالم‬
‫وذلك نتيجة لتعدد بؤر الصراع فيها‬
‫من بين مظاهر التطور الكبيرة التى شهدتها القارة االفريقيمه عموما ً واقليم الساحل االفريقى بصورة خاصة‬
‫التطور النوعى فى االسلحة التى تستخدمها التنظيمات االرهابيه والتى جاء ليعض خسائرهذه التنظيمات‬
‫خالل السنوات الماضية‬
‫ويأتى استخدام التنظيمات االرهابية فى الساحل للطائرات بدون طيار مكمالً لتطورات متالحقة فى مستوى‬
‫تسليح هذه الجماعات‬

‫‪11‬‬
‫وفي ظل استقرار اضطراب االوضاع فى االقليم يظل من المتوقع استقرار تدفق شحنات االسلحه الثقيلة‬
‫والمتوسطة والخفيفة لصالح التنظيمات االرهابية فى الساحل االفريقي‪.‬‬
‫‪ -3‬تهريب المهاجرين غير الشرعيين واالتجار بالبشر‬
‫القارة االفريقية تأتى فى صدارة قارات العالم من حيث تدفقات المهاجرين العابرة للحدود داخل القارة‬
‫وهناك مسارات متنوعة لحركة المهاجرين غير الشرعين و هى‪:‬‬
‫أ‪ -‬يمتد من اقصى شرق القارة الى اقصى غربها‬
‫ب‪ -‬يمتد رأسأ من جنوب القارة فى اتجاه شمالها‬
‫ت‪ -‬يمتد من القرن االفريقى الى جنوب القارة‬
‫ث‪ -‬مسار خارجى بأتى بالمهاجرين غير الشرعين من دول شرق وجنوب اسيا فى اتجاه دول الساحل‬
‫الشرقى االفريقى‪.‬‬
‫ومن بين االسباب المفسرة للتدفقات المتزايدة من الالجئين االفارقه العابرين للحدود االفريقية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬خروج نسبة كبيرة من هؤالء الالجئيىن من مناطق الصراعات التى تفقد فيها الدولة السيطرة على‬
‫مساحات كبيرة من اقليمها‬
‫ب‪ -‬الوضع السيىء الذى تعانى منه ثالثه من اكبر اربع يول افريقية سكانا ً وهم نيجيريا ‪ -‬اثيوبيا ‪-‬‬
‫الكونغو التعقيراطيه‬
‫‪ -4‬تهريب الخامات والسلع عبر الحدود‬
‫اسفر ضعف الجنود الدولية األفريقية عين فرض تحديات ملحة لألمن االقتصادي لعدد كبير من دول القارة‬
‫حيث تنتشر فى مناطق الصراعات فى القارة االفريقية ظاهرة التعدين غير النظامى والتى تستغل غياب‬
‫الدولة عن العديد من المناطق التى تتمنع بثروات معدنية كبيرة مثل الذهب ‪ -‬القحم‬
‫كما يعد تهريب السلع والخامات والمعادن مصدرا ً لتمويل االرهاب العابر للحدود‬
‫‪ -5‬اتساع نشاط شبكات الجريمة المنظمة العابر للحدود ت‬
‫تحولت العديد من مناطق القارة االفريقية الى ساحه لعب مفتوحه للعديد من التنظيمات االجرامية التى‬
‫استفادت من تردى األوضاع االمنيه والسياسية فى الدول االفريقية وكذلك التطور التقنى الهائل حيث يبرز‬
‫الساحل االفريقى كمركز النتشار عمليات غسيل األموال وتهريب البشر والتجارة باالعضاء البشرية وتهريب‬
‫المخدرات‬
‫و تلعب الجماعات الرعوية دور اساسى فى عمليات التهريب بين بلدان الساحل األفريقى نظرا ً لحركتها‬
‫الطبيعية العابرة للحدود‪.‬‬
‫رابعا ً أسباب تصاعد مشكالت أمن الحدود فى أفريقيا‪.‬‬
‫الحدود األفريقية تعانى من ضعف وهشاشة و يمكن ارجاع هذا الضعف لعدد من االسباب المتنوعة بعضها‬
‫بنيوى يتعلق بطبيعة الحدود الدولية فى القارة األفريقية واالخر وظيفى يتعلق بطريقة ادارة الدول االفريقية‬
‫لقضية امن الحدود‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -1‬الميراث االستعمارى وطبيعة الحدود االفريقية‬
‫تعد القارة االفريقية أكبر قارات العالم من حيث الحدود السياسية وذلك نتيجة تفتت أقاليم القارة بين عدد كبير‬
‫من القوى االستعمارية المتنافسة كما تشهد الدول االفريقية ظاهرة تعدد دول الجوار كما تنتشر ظاهرة الدول‬
‫بداخل دول فضالً عن الدول التى يعانى اقليمها من تشوه هندسى ويضاف الى ذلك انتشار الدول الحبيسة التى‬
‫يتحول سعيها الدائم للوصول الى المنافذ البحرية الدولية الى مصدر للتوترات الحدودية‬
‫‪ -2‬ازدواجية نطاقات السيادة فى القارة االفريقية‬
‫ظهرت مساحات كبيرة من االختالف بين الحدود الموضوعة للمستعمرات االوروبية والتي ورثتها الدول‬
‫المستقلة و بين مساحات انتشار السلطة القبلية فى العديد من الدول االفريقية و هو ما انتج ازدواجية واضحة‬
‫فى مفهوم السيادة فى الدول االفريقية‪.‬‬
‫وتتفاقم هذه المشكلة عندما تنتشر جماعة اثنية عبر اقاليم أكثر من دولة افريقية بحيث يعتبر أفراد الجماعة‬
‫حركتهم عبر الحدود الدولية حركة طبيعية داخل ارضهم‪.‬‬
‫كذلك تعتبر الكثير من الجماعات االفريقيه انها تتمتع بسيادة شبه مطلقه على ارض الجماعة‪.‬‬
‫وتجسد محصلة هذا الوضع المعقد فى ظهور خرائط متعددة للحدود فى أفريقيا بعضها رسمى معترف به‬
‫دوليا ً واالخر غير رسمى‬
‫‪ -3‬االثار المختلطة للتقدم فى مسيرة التكامل القارى و االقليمى الفرعى فى أفريقيا‪.‬‬
‫تأسست منظمة الوحدة االفريقية كتنظيم قارى يسعى الى تحقيق اعلى مسنوبيت االندماج والتكامل بين دول‬
‫القارة‬
‫كما نشأت تنظيمات اخرى مثل المجموعة االقتصادية لدول غرب أفريقيا و جماعة تنمية الجنوب االفريقى‬
‫وكذلك السوق المشتركة لشرق وجنوب افريقيا و غيرها‬
‫في الوقت الذى ال يمكن فيه اغفال الدورااليجابي للعديد من هذه التنظيمات فى تعزيز العمل االفريقى‬
‫المشترك‬
‫يبقى اإلشارة إلى ان هذا التمدد انما جاء خصما من سيادة الدولة الوطنية فى أفريقيا‪.‬‬
‫‪ -4‬مشكالت تنظيم الحدود البرية المشتركة‬
‫فى العديد من الحاالت ال توجد حدود دولية معنية متفق عليها ومعترف بها من الدول المتجاورة ويرجع هذا‬
‫االمر الى السياسات االستعمارية التى كانت تتعامل مع الحدود بين مستعمراتها المتصلة باعتبارها حدود‬
‫ادارية يتكرر تغيرها وتعديلها‬
‫كما تنتشر الحدود غير المخططة على ارض الواقع فى القارة االفريقية وتلك التى تم تخطيطها بصورة معيبة‬

‫‪13‬‬
‫‪ -5‬العجز عن مواجهة مهددات امن الحدود البحرية‬
‫فى ظل محدودية القدرات والخبرات و تعدد مصادر التهديد تحولت الكثير من السواحل االفريقية الى مراكز‬
‫عالمية رئيسية الستقبال التدفقات غير المشروعة مثل تهريب البشر والسلع والبضائع واالموال والمخدرات‪.‬‬
‫خامسا ً السياسات االفريقية لالستجابة لمشكالت أمن الحدود‬
‫يمكن تقسيم االستجابة االفريقية لمشكالت أمن الحدود لعدد من المستويات هى ‪-:‬‬
‫‪ -1‬المستوى القارى‬
‫تم اصدار نسخة مطورة من مسودة استراتيجية االتحاد االفريقى لالدارة المتكاملة للحدود فى عام ‪۲٠۲٠‬‬
‫وتقوم االستراتيجيه على خمس ركائز رئيسية يمثل كل منها هدفا ً مستقالً وهى ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعزير قدرات حوكمة الحدود‬
‫ب‪ -‬الوقاية من النزاعات وحلها ومجابهة التهديدات العابرة للحدود‬
‫ت‪ -‬تيسير الحركة والهجرة والتجارة الحرة‬
‫ث‪ -‬االدارة التعاونية للحدود‬
‫ج‪ -‬تنمية المناطق الحدودية وتعزير المشاركة المجتمعية‬
‫‪ -2‬المستوى االقليمي‬
‫تبرز تجربتى الهيئه الحكومية للتنمية ( ايجاد) ومجموعة التنمية لدول الجنوب االفريقى (سادك) لتقدم‬
‫استجابات سريعة ومباشرة لمعالجة تهديدات أمن الحدود تمثلت في‬
‫• الهيئة الحكومية للتنمية ( ايجاد) ا‬
‫اطلقت مشروعا ً حمل اسم مهددات االمن االقليمي وشبكات الجريمة فى منطقة ايجاد‬
‫ومع تقدم جهود منظمة ايجاد فى معالجة امن الحدود بدأت المنظمة في توجيه االهتمام لألبعاد االجتماعية‬
‫واالقتصادية المتسببة فى ضعف قدرة دول المنظمة على التحكم فى حدودها الدولية وادارتها على نحو كفء‪.‬‬
‫• مجموعة التنمية لدول الجنوب االفريقى (سادك)‬
‫وتستهدف دول تجمع سادك من تحقيق عدد من األهداف تتمثل فى‬
‫أ‪ -‬تحسين عملية ادارة الحدود‬
‫ب‪ -‬ازالة اى مظهر للتنافس او تضارب االختصاصات بين هيئات إدارة الحدود فى دول التجمع‬
‫ت‪ -‬تيسير التجارة والنقل والسياحة وتدفقات رؤوس االموال العابرة للحدود‪.‬‬
‫ث‪ -‬تعزيز كفاءة ادارة الحدود‪.‬‬
‫‪ -3‬مستوى الترتيبات الوطنية الخاصة بالدول االفريقية ت‬
‫تظهر خطوات رئيسية اتخذتها الدول االفريقية لتأمين حدودها و تضمنت عدة اجراءات هى ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعديل اولويات االنفاق على القطاع االمنى‬
‫ب‪ -‬تطوير البنية المؤسسية لمراقبة الحدود‬
‫‪14‬‬
‫ت‪ -‬تعزيز قدرات المقرات الحدودية ونقاط المراقبة‬
‫ث‪ -‬امداد قوات تأمين الحدود بأسلحة وتقنيات متطورة‬
‫ج‪ -‬الترتيبات الثنائية والثالثية لالدارة المشتركة للحدود‬

‫‪15‬‬

You might also like