You are on page 1of 66

‫فَتَحََالكَرَيَمََاللَطَيَفَ َ‬

‫فَ‬
‫الصَيَ َ‬
‫فَعَ َلمََ َ‬
‫شَحََ َباكَوَرَ َةَالَعَرَ َيفََبَالمَهَ َمَ َ‬
‫لناظمها الشيخ حممد محاد بن أمحد الشنقيطي‬

‫تأليف‬
‫الدكتور حممد بن عبد اهلل بن محود املقشي‬

‫مركز سفينة للبحوث والدراسات‬


-
‫‪3‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫تقديم‬
‫الشيخ العالمة إبراهيم محمد عبد اهلل الشنقيطي‬
‫﷽‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على خاتم األنبياء والمرسلين‪،‬‬
‫محمد النبي األمي‪ ،‬وعلى آله وصحبه‪ ،‬وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬
‫وبعد‪ :‬فإن كتاب «فتح الكريم اللطيف يف شرح باكورة التعريف بالمهم من‬
‫التصريف» لمؤ ِّلفه النابغة الفهامة الشيخ محمد بن عبد اهلل بن حمود المقشي‪،‬‬
‫كتاب نافع‪ ،‬تبصرة للمبتدي‪ ،‬وتذكرة للمنتهي‪ ،‬يلمس فيه قارئه الدقة يف‬
‫المضمون‪ ،‬والوضوح يف األسلوب‪ ،‬نرجو من اهلل العلي الكريم أن ينفع به‪ ،‬وأن‬
‫يكتب ثوابه لمؤلفه وقارئه‪.‬‬
‫كتبه‬
‫إبراهيم محمد عبد اهلل الشنقيطي‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪4‬‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪5‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫تقديم‬
‫الشيخ الدكتور عبد الواحد الخميسي‬
‫﷽‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالالالم علالالى أشالالري األنبيالالاء والمرسالاللين‪،‬‬
‫سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫أما بعد‪ :‬فقد اطلعت على الشرح المسالالمى بالالال «فالالتح الكالالريم اللطيالالف يف شالالرح‬
‫باكورة التعريف بالمهم من التصريف» لصاحبه الدكتور محمد بن عبد اهلل المقشالالي‪،‬‬
‫فوجدته شرحًا لطيفًا‪ ،‬ورائعًا يف بابه‪ ،‬ويتناسب مالالع مريالالدي اابتالالداء يف تعلالالم علالالم‬
‫الصري‪ ،‬فهو يعطيهم تصور ًا واضحًا عن بعض مواضيع علم الصالالري‪ ،‬وهالالي التالالي‬
‫يحتاج إليها طالب العلم ابتدا ًء‪ ،‬فأسأل اهلل أن ينفع به‪ ،‬ويجزي المؤلف خير الجالالزاء‪،‬‬
‫إنه ولي ذلك ومواه‪ .‬والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬
‫وكتبه‬
‫د‪ /‬عبد الواحد عبد اهلل علي الخميسي‬
‫رئيس قسم اللغة العربية بجامعة اإليمان‬
‫‪26‬جمادى اآلخرة ‪1434‬هال‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪6‬‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪7‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫تقديم‬
‫الشيخ العالمة وليد أحمد محمود‬
‫﷽‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على نبيه الكريم وبعد‪:‬‬
‫فقد اطلعت على ما كتبه فضيلة الشيخ الدكتور‪ /‬محمد بن عبالالد اهلل المقشالالي يف‬
‫شرحه على منظومة «باكورة التعريف بالمهم من التصالالريف»‪ ،‬والالالذي أسالالماه «فالالتح‬
‫الكريم اللطيف يف شرح بالالاكورة التعريالالف»‪ ،‬فألفيتالاله شالالرحًا جلالاليالً يفالالك ألفا هالالا‪،‬‬
‫ويوضح معانيها‪ ،‬من غير تطويل وا حشو وا إخالل‪ ،‬وهو شرح ينتفع به العالم‪ ،‬وا‬
‫يستغني عنه طالب العلم‪.‬‬
‫فأسأل اهلل تعالى أن ينفع به‪ ،‬وأن ينفع بمؤلفه‪.‬‬

‫كتبه‬
‫وليد بن أحمد محمود‬
‫أستاذ األصول واللغة بجامعة اإليمان‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪8‬‬
‫﷽‬
‫[مقدمة الشارح]‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا محمد وعلى إخوانه من‬
‫األنبياء والمرسلين‪ ،‬وعلى آله وأصحابه والتابعين‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫حماد بن أحمد بن سيد الجكني‬
‫فهذا شرح لطيف على منظومة الشيخ محمد ّ‬
‫الشنقيطي يف علم الصري المسماة «باكورة التعريف بالمهم من التصريف»‪،‬‬
‫اقتصرت فيه على ّ‬
‫حل ألفا ها‪ ،‬وبيان مرادها‪ ،‬على وجه لطيف خال عن الحشو‬
‫والتطويل‪ ،‬سميته بال «فتح الكريم اللطيف يف شرح باكورة التعريف بالمه ِّم من‬
‫التصريف»‪.‬‬
‫واهلل أسأل أن ينفع به‪ ،‬وهو حسبي ونعم الوكيل‪.‬‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪9‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫[شرح خطبة الناظم]‬


‫الكريم‬ ‫بكتابه‬ ‫واقتداء‬ ‫باسم اهلل العظيم‪،‬‬ ‫تربكًا‬ ‫النا م‬ ‫قال‬
‫(﷽) أي‪ :‬أنظم؛ إذ كل فاعل يبدأ يف فعله ببسم اهلل يضمر ما‬
‫جعل التسمية مبد ًأ له‪ ،‬كما أن المسافر إذا حل أو ارتحل فقال‪ :‬بسم اهلل كان المعنى‬
‫بسم اهلل أحل‪ ،‬وبسم اهلل أرتحل‪.‬‬
‫و(اهلل) علم للذات الواجب الوجود‪ ،‬و(الرحمن الرحيم) اسمان بنيا للمبالغة‬
‫من رحم‪ ،‬والرحمن ابلغ من الرحيم؛ ألن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى‪.‬‬

‫‪..................................‬‬ ‫أحمد ر ِّبي من لكون صرفا‬


‫(أحمد ربي) الحمد لغة‪ :‬الثناء باللسان على الجميل ااختياري على جهة‬
‫التعظيم‪ ،‬والرب من أسماء اهلل تعالى (من لكون صرفا) أي‪ :‬الذي صري هذا الكون‪،‬‬
‫المتصري فيه بالخلق واإلعدام‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫فهو‬
‫ويف قول النا م‪( :‬من لكون صرفا) ما يسمى برباعة ااستهالل‪ ،‬ومعناها عند‬
‫أهل البالغة أن يذكر المتك ِّلم يف أول كالمه ما يشعر بمقصوده‪ ،‬وهنا قدم النا م هذه‬
‫العبارة يف أول منظومته ليشير هبا إشارة لطيفة إلى ما سيتكلم عنه فيها وهو علم‬
‫الصري‪.‬‬
‫صال ّلى وس ّلم على اللذ شرفا‬ ‫‪..................................‬‬
‫(ص ّلى) المشهور أن الصالة من اهلل تعالى بمعنى الرحمة‪ ،‬ومن المالئكة‬
‫ااستغفار‪ ،‬ومن اآلدمي تضرع ودعاء‪ ،‬واختار الحافظ ابن حجر يف «فتح الباري» أن‬
‫معنى صالة اهلل على نبيه ثناؤه عليه وتعظيمه‪ ،‬وصالة المالئكة وغيرهم عليه طلب‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪10‬‬

‫ذلك له من اهلل تعالى‪.‬‬


‫(وس ّلم) من التسليم بمعنى السالم‪ ،‬قال بعضهم‪ :‬وإثبات الصالة والسالم بعد‬
‫البسملة يف صدر الكتب والرسائل حدث يف زمن واية بني هاشم‪ ،‬ثم مضى العمل‬
‫على استحبابه‪ ،‬ومن العلماء من يختم هبما الكتب أيضًا ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫(على اللذ شرفا) أي‪ :‬على الذي رفع قدره ومنزلته‪ ،‬والشري‪ :‬العلو والرفعة‪ ،‬و‬
‫(اللذ) لغة يف الذي‪.‬‬

‫‪..................................‬‬ ‫وبعد‬ ‫وآله‬ ‫محمد‬


‫(محمد) بدل من (اللذ شرفا)‪ ،‬ومحمد علم على نبينا صلى اهلل عليه وسلم‪،‬‬
‫سماه به جده عبد المطلب إلهامًا من اهلل تعالى بأنه يكثر حمد الخلق له لكثرة خصاله‬
‫السير‪.‬‬
‫الحميدة كما روي يف ِّ‬
‫(وآله) هم على األصح مؤمنو بني هاشم وبني المطلب‪.‬‬
‫(وبعد) أي‪ :‬وبعد ما تقدم من الحمد والصالة والسالم‪ ،‬وهذه الكلمة سواء‬
‫كانت بعد «أما» أم ا‪ ،‬يؤتى هبا لالنتقال من أسلوب إلى آخر‪ ،‬وا يجوز اإلتيان هبا يف‬
‫أول الكالم‪ ،‬ويستحب اإلتيان هبا يف الخطب والمكاتبات اقتداء برسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬وقد عقد البخاري لها بابًا يف صحيحه‪ ،‬وقد اختلف يف أول من قالها‬
‫على ثمانية أقوال جمعها بعضهم يف بيتين‪:‬‬
‫هبا عدّ أقوا ً‬
‫ا وداود أقرب‬ ‫جرى الخلف «أما بعد من كان بادئًا‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬حتفة احلبيب على شرح اخلطيب (‪.)50 /1‬‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪11‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫وقس وسحبان وكعب ويعرب‬


‫ٌّ‬ ‫ويعقوب أيوب الصبور وآدم‬

‫فهاك من تصريف فعل عقد‬ ‫‪..................................‬‬


‫مزر‬ ‫حقًا‬ ‫بالمرء‬ ‫وجهله‬ ‫القدر‬ ‫جليل‬ ‫ف ٌّن‬ ‫فإنه‬
‫(فهاك) هاك‪ :‬اسم فعل أمر بمعنى خذ (من تصريف فعل عقد) شبه نظمه بالعقد‬
‫وخص التصريف بالفعل‬
‫ّ‬ ‫المنظوم من الجوهر والخرز ونحوهما الذي يعلق بالرقبة‪،‬‬
‫يف قوله (من تصريف فعل) لكونه لم يتكلم يف هذه المنظومة إا عن تصريف الفعل‬
‫خاصة‪ ،‬واألصالة يف التصريف إنما هي لألفعال؛ لكثرة تغييرها‪ ،‬وإنما دخل األسماء‬
‫حمالً لها على األفعال‪.‬‬
‫(فإنه) أي‪ :‬علم الصري (فن جليل القدر) أي‪ :‬عظيم المنزلة‪ ،‬فهو من أجل‬
‫العلوم العربية وأعظمها خطر ًا؛ ألنه يجري يف الصميم من األلفاظ العربية‪ ،‬ويجري‬
‫منها مجرى المعيار والميزان‪.‬‬
‫(وجهله بالمرء حقًا مزر) أي‪ :‬أن جهل طالب العلم بعلم الصري يلحق به‬
‫العيب‪ ،‬وينقص من مرتبته‪.‬‬

‫اإلعانة‬ ‫به‬ ‫والرب‬ ‫إليه‬ ‫ذكرت منه ما تمس الحاجة‬


‫بمالا يهالمالّنا مالن التالصالريف»‬ ‫التالعالريف‬ ‫«بالاكالورة‬ ‫سماليته‬
‫(ذكرت منه ما تمس الحاجة إليه) أي‪ :‬أنه ذكر مما يتعلق بتصريف األفعال ما ا‬
‫بدّ منه (والرب به اإلعانة) أي‪ :‬أن اإلعانة تطلب من اهلل سبحانه ا من غيره‪ ،‬فتقديم‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪12‬‬

‫المعمول يف قوله‪( :‬والرب به) يفيد الحصر‪.‬‬


‫(سميته باكورة التعريف) أي‪ :‬أنه سمى نظمه هذا (باكورة التعريف) وباكورة‬
‫الشيء أوله‪ ،‬فهي أول التعريف بعلم الصري؛ ألنه ذكر فيها أهم القواعد التي ابد‬
‫منها لطالب هذا الفن‪( .‬بما يهمنا من التصريف) أي‪ :‬باألهم من علم التصريف؛ ألن‬
‫العلم كثير والعمر قصير فيقدِّ م طالب العلم األهم فاألهم‪ ،‬ولذا قال ابن الوردي‪:‬‬
‫باألهم‬
‫ِّ‬ ‫منه‬ ‫فابدأ‬ ‫والعمر عن تحصيل ك ِّل علم * يقصر‬
‫والتصريف لغةً‪ :‬مطلق التغيير‪ ،‬ومنه تصريف الرياح‪ ،‬أي تغييرها‪ ،‬وتق ّلبها‪.‬‬
‫واصطالحًا‪ :‬علم يبحث فيه عن أحوال أبنية الكلمة العربية‪ ،‬وما لحروفها من أصالة‬
‫وزيادة‪ ،‬وصحة وإعالل ونحو ذلك‪ .‬واألبنية جمع بناء‪ ،‬والبناء والبنية والبنية‪.‬‬
‫والمبنى والوزن والصيغة والهيئة ألفاظ مرتادفة‪ ،‬يقال‪ :‬بنية الكلمة ‪ -‬أي‪ :‬وزهنا‪-‬‬
‫والمراد بالبناء هيئة الكلمة التي يمكن أن يشاركها فيها غيرها‪ ،‬وهذه الهيئة عبارة عن‬
‫عدد حروي الكلمة‪ ،‬وترتيبها‪ ،‬وحركاهتا وسكناهتا‪ ،‬مع اعتبار الحروي الزائدة‬
‫واألصلية‪.‬‬
‫فال «رجل» – مثالً – على هيئة وصفة يمكن أن يشاركه فيها كلمة "عضد"‬
‫ونحوها مما كان على ثالثة أحري أولها مفتوح والثاين منها مضموم‪.‬‬
‫فعلم الصري إنما يبحث فيه عن أحوال أبنية الكلمة التي ليست بإعراب وا‬
‫بناء‪ ،‬وعلم النحو يبحث فيه عن أواخر الكلم من إعراب وبناء‪.‬‬
‫وموضوعه‪ :‬الكلمات العربية من حيث البحث عن صحتها واعتاللها‪ ،‬وأصالتها‬
‫وزيادهتا ونحو ذلك‪ ،‬ويختص باألسماء المتمكنة – المعربة ‪ -‬واألفعال المتصرفة‪،‬‬
‫فالحري بجميع أنواعه‪ ،‬واألسماء المبنية‪ ،‬واألفعال الجامدة ا يجري البحث عنها‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪13‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫يف علم الصري‪.‬‬


‫وواضعه‪ :‬معاذ بن مسلم الهراء ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫وثمرته‪ :‬صون اللسان عن الخطأ يف المفردات العربية‪ ،‬وتأديته إلى فهم اللغة‬
‫الصيغ وتصغيرها والنسبة إليها‪.‬‬
‫الموصلة إلى فهم كتاب اهلل تعالى‪ ،‬وبمعرفته تضبط ِّ‬
‫واستمداده‪ :‬من الكتاب‪ ،‬والسنة‪ ،‬وكالم العرب‪ .‬وحكمه‪ :‬الوجوب الكفائي‪.‬‬
‫مجرد‪ ،‬وأكرم فعل مزيد‪،‬‬
‫ومسائله‪ :‬قضاياه التي تذكر فيه كقولنا‪ :‬ضرب فعل ّ‬
‫بضم العين مضارعه يفعل‪ ،‬إلى غير ذلك‪.‬‬
‫وفعل ِّ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬نسبةً إىل بيع الثياب اهلروية‪.‬‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪14‬‬

‫المجر ِد‬
‫َّ‬
‫باب َأب ِ‬
‫نية‬ ‫ُ ْ‬
‫الصيغ التي يأيت على وزهنا‬
‫األبنية كما تقدم جمع بناء‪ ،‬والمراد بأبنية المجرد ِّ‬
‫الفعل المجرد‪.‬‬
‫وقبل أن نذكر هذه األوزان للمجرد نب ِّين أن الفعل ينقسم إلى مجرد ومزيد‪:‬‬
‫فالمجرد عن الزيادة هو‪ :‬الفعل الذي جميع حروفه أصلية‪ ،‬والحري األصلي‬
‫هو‪ :‬الحري الذي يلزم الكلمة يف جميع تصاريفها‪.‬‬
‫والفعل المزيد هو‪ :‬الذي فيه حري زائد أو أكثر‪.‬‬
‫والحري الزائد هو‪ :‬الحري الذي يسقط يف بعض تصاريف الكلمة مثل األلف‬
‫من «قاتل‪ ،‬ضارب»‪ ،‬والتاء واأللف يف «تقاتل‪ ،‬تغافل»‪ ،‬والهمزة والسين والتاء يف‬
‫«استغفر‪ ،‬استقام»‪.‬‬

‫فعالل مالع فعالل ثالم فالعاللال‬ ‫وزن المالجالرد لالديهم فعالال‬


‫والزيادة إما أن تكون تكرير ًا ألصل أو ا‪ ،‬فإن كانت تكرير ًا ألصل فال تختص‬
‫بأحري الزيادة‪ ،‬وإن لم تكن تكرير ًا ألصل فال تكون إا من أحد األحري العشرة‬
‫التي يجمعها قولك‪« :‬سألتمونيها»‪ ،‬وتسمى هذه األحري بأحري الزيادة‪ ،‬ومعنى‬
‫تسميتها بأحري الزيادة أنه ا يزاد لغير التكرير إا منها‪ ،‬وليس المعنى أن هذه‬
‫األحري ا تقع يف الكالم إا زائدة؛ فإهنا قد تقع أصلية نحو «مات‪ ،‬سأل»‪.‬‬
‫قال‪( :‬وزن المجرد‪ ...‬إلخ البيت) ذكر النا م يف هذا البيت أوزان الفعل المجرد‪،‬‬
‫وهي أربعة أوزان‪ ،‬ثالثة منها للماضي الثالثي‪ ،‬وواحد للماضي الرباعي‪.‬‬
‫أما أوزان الثالثي فهي‪:‬‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪15‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫‪« -1‬فعل» بفتح العين مثل‪ :‬ضرب‪ ،‬نصر‪ ،‬دخل‪ ،‬خرج‪ ،‬أكل‪.‬‬
‫‪« -2‬فعل» بكسر العين مثل‪ :‬مرض‪ ،‬فرح‪ ،‬عجل‪ ،‬غلط‪ ،‬فشل‪.‬‬
‫‪« -3‬فعل» بضم العين مثل‪ :‬عظم‪ ،‬كرم‪ ،‬كبر‪ ،‬صغر‪.‬‬

‫دحرج ‪...........................‬‬ ‫الالالرفا‬ ‫كتب مالع عاللم ثالم‬


‫أما وزن الرباعي فهو‪« :‬فعلل» بسكون العين وفتح ما عداها‪ ،‬مثل‪ :‬بعثر‪ ،‬حشرج‪،‬‬
‫هذرم‪ ،‬برطم ‪ ،‬عربد ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ثم شرع النا م يف البيت التالي يف التمثيل لألوزان األربعة المتقدمة فقال‪( :‬كتب‬
‫مع علم ثم رفا دحرج)‪.‬‬
‫فقوله‪( :‬كتب) مثال للوزن األول «فعل» بفتح العين‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬علم) مثال للوزن الثاين «فعل» بكسر العين‪.‬‬
‫وقوله‪ ( :‬ري) مثال للوزن الثالث «فعل» بضم العين‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬دحرج) مثال لوزن الرباعي «فعلل»‪.‬‬

‫‪ .........‬تمثيل بلف قد وفا‬ ‫‪..................................‬‬


‫المحسنات المعنوية‪ ،‬وهو‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ثم قال‪( :‬تمثيل بلف قد وفا) «اللف» و«النشر» من‬
‫ذكر متعدِّ د على التفصيل أو اإلجمال‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬أي‪ :‬عبس وجهه‪ ،‬وانتفخ غضباً‪.‬‬
‫(‪ )2‬أي‪ :‬ساء خلقه‪.‬‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪16‬‬

‫ثم ذكر ما لكل من غير تعيين اعتماد ًا على أن السامع الفطن يرد إلى كل منهما‬
‫(‪)1‬‬

‫ما هو له‪ ،‬فإذا أتى المتكلم بمتعدّ د‪ ،‬وبعده جاء بمتعدّ د آخر يتع ّلق ّ‬
‫كل فرد من أفراده‬
‫بفرد من أفراد السابق بالتفصيل ودون تعيين س ِّمي صنيعه هذا «لفًا ونشر ًا»‪ ،‬فإن كان‬
‫على الرتتيب بأن كان األول لألول والثاين للثاين وهكذا فاللف والنشر على الرتتيب‪،‬‬
‫وإا فعلى غير الرتتيب‪.‬‬
‫وهنا حصل اللف على الرتتيب فالنا م م ّثل لألوزان األربعة المذكورة يف البيت‬
‫السابق على حسب ترتيبها يف ِّ‬
‫الذكر‪ ،‬فبدأ بالتمثيل لفعل بال«كتب»‪ ،‬ثم مثل لفعل بال‬
‫«علم»‪ ،‬ثم مثل لفعل بال « ري»‪ ،‬ثم م ّثل لفعلل بال «دحرج»‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬قد وفا) يقال‪ :‬وفى الشيء يفي أي‪ :‬تم‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫( )‬
‫عّي مُسي ذلك تقسيماً ال لفاً ونشراً‪.‬‬
‫‪ 1‬فإن ن‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪17‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫ِ‬
‫تصريف المضار ِع‬ ‫فصل‪ :‬يف‬

‫‪..................................‬‬ ‫الم ال ّلالزوم تلالالزم‬


‫فالالعل بالالض ِّ‬
‫لما انتهى النا م من الكالم على أوزان الفعل المجرد شرع يف الكالم على‬
‫ّ‬
‫مضارع كل وزن من األوزان األربعة المتقدِّ مة فقال‪( :‬فعل بالض ِّم اللزوم تلزم) أي‪:‬‬
‫أن «فعل» بضم العين تالزم اللزوم‪ ،‬فال يأيت فعلها إا ازمًا‪.‬‬
‫والفعل الالزم هو‪ :‬الذي يلزم فاعله‪ ،‬أي‪ :‬يكتفي به فليس له مفعول نحو‪ :‬قام‬
‫زيد‪ ،‬قعد عمرو‪ ،‬خرج بكر‪ ،‬أو له مفعول ولكن ا يتعدى إليه إا بواسطة حري الجر‬
‫نحو‪ :‬مررت بزيد‪.‬‬
‫والفعل المتعدِّ ي هو‪ :‬الذي يصل إلى المفعول به بغير حري جر نحو‪ :‬ضربت‬
‫زيد ًا‪ ،‬أكرمت عمر ًا‪.‬‬

‫وضالم مالا ضارع منها يالعلالالم‬ ‫‪..................................‬‬


‫‪..................................‬‬ ‫وافتح له من ذات كسر الماضي‬

‫وعالمته‪ :‬أن تتصل به هاء ضمير ا ترجع إلى المصدر‪ ،‬نحو‪ :‬الباب أغلقته‪.‬‬
‫فالضمير ‪ -‬الهاء ‪ -‬مفعول به يرجع إلى الباب وهو غير مصدر‪.‬‬
‫فال «فعل» بضم العين ا يكون إا ازمًا‪ ،‬نحو‪« :‬كرم‪ ،‬شجع‪ ،‬حسن‪ ،‬قبح‪ ،‬قصر‪،‬‬
‫فظع»‪.‬‬
‫قال‪( :‬وضم ما ضارع منها يعلم) أي‪ :‬أن كل فعل على وزن «فعل» يأيت المضارع‬
‫منه دائمًا على وزن «يفعل» بضم العين‪ ،‬نحو‪ :‬كرم يكرم‪ ،‬حسن يحسن‪ ،‬قبح يقبح‪،‬‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪18‬‬

‫قصر يقصر‪ ،‬عظم يعظم‪ ،‬شري يشري‪ ،‬وهكذا‪.‬‬


‫قال‪( :‬وافتح له) أي‪ :‬للمضارع (من ذات كسر الماضي) أي‪ :‬من «فعل» بكسر‬
‫العين‪ ،‬فكل فعل على وزن «فعل» بكسر العين فإن المضارع منه يأيت على وزن‬
‫«يفعل» بفتح العين‪ ،‬نحو‪ :‬فرح يفرح‪ ،‬حزن يحزن‪ ،‬عطش يعطش‪ ،‬شرب يشرب‪،‬‬
‫شبع يشبع‪ ،‬علم يعلم‪ ،‬رضي يرضى‪ ،‬سكر يسكر‪ ،‬غضب يغضب‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫تغلب يف األلوان واألعالراض‬ ‫‪..................................‬‬
‫وري م ٌّخ وورع وفق ومق‬ ‫واكسره في ورث ورم ولي وثق‬

‫وقوله‪( :‬تغلب يف األلوان واألعراض) أي‪ :‬أن صيغة "فعل" بكسر العين الغالب‬
‫عليها أهنا تأيت دا ّل ًة على األلوان واألعراض‪ .‬واألعراض‪ :‬هي الصفات التي ا تالزم‬
‫الذات‪ ،‬بل تأيت وتزول كالمرض‪ ،‬والفرح‪.‬‬
‫مثال ما ّ‬
‫دل على األلوان‪ :‬حمر‪ ،‬سود‪ ،‬خضر‪ ،‬صفر‪.‬‬
‫ومثال ما دل على األعراض‪ :‬فرح‪ ،‬حزن‪ ،‬مرض‪ ،‬برص‪ ،‬جرب‪ ،‬نشط‪ ،‬شبع‪،‬‬
‫عطش‪ ،‬تعب‪.‬‬
‫قال‪( :‬واكسره في "ورث" "ورم"‪ ...‬إلخ البيت) تقدم يف البيت السابق أن‬
‫المضارع من "فعل" بكسر العين األصل فيه أن يأيت مفتوحًا كال"يفرح"‪ ،‬وهناك أفعال‬
‫على وزن "فعل" بكسر العين لم يسمع يف مضارعها إا الكسر الشاذ‪ ،‬وعددها ثالثة‬
‫عشر‪ ،‬ذكر النا م منها ثمانية أفعال‪ ،‬وهي‪" :‬ورث يرث‪ ،‬ورم الجرح يرم‪ ،‬ولي يلي‪،‬‬
‫وثق يثق‪ ،‬وري المخ يري‪ ،‬ورع الرجل يرع‪ ،‬وفق الفرس يفق‪ ،‬ومق يمق"‪ ،‬فهذه‬
‫األفعال الثمانية لم ترد يف اللغة العربية إا بكسر المضارع‪ ،‬مع أن القياس يف‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪19‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫مضارعها الفتح‪.‬‬
‫ومعنى ورم أي‪ :‬انتفخ‪ ،‬ووري ّ‬
‫المخ أي‪ :‬كثر‪ ،‬وورع أي‪ :‬ترك الشبهات خشية‬
‫الوقوع يف الحرام‪ ،‬ووفق الفرس أي‪ :‬حسن‪ ،‬ووفقت أمرك أي‪ :‬وجدته موافقًا‪ ،‬وومق‬
‫أي‪ :‬أحب‪.‬‬

‫وغر وحر وله وهل يبس يئس‬ ‫وجهان منه يف حسب نعم بئس‬
‫قال‪( :‬وجهان منه يف "حسب" "نعم"‪ ...‬إلخ البيت) بعد أن ذكر النا م ما سمع‬
‫فيه الكسر فقط من مضارع "فعل"‪ ،‬شرع يف الكالم على األفعال التي سمع فيها‬
‫الوجهان الفتح المقيس‪ ،‬والكسر الشاذ وهي اثنا عشر فعالً ذكر منها النا م يف هذا‬
‫البيت تسعة وهي‪ :‬حسب يحسب ويحسب‪ ،‬نعم ينعم وينعم‪ ،‬بئس يبأس ويبئس‪،‬‬
‫وغر يوغر ويغر‪ ،‬وحر يوحر ويحر‪ ،‬وله يوله ويله‪ ،‬وهل يوهل ويهل‪ ،‬يبس ييبس‬
‫وييبس‪ ،‬يئس ييأس وييئس"‪.‬‬
‫ومعنى حسب أي‪ :‬ن‪ ،‬ونعم الرجل أي‪ :‬حسنت حاله‪ ،‬وبئس إذا ساءت حاله‪،‬‬
‫ووغر صدره أي‪ :‬توقد غيظًا‪ ،‬ووحر أي‪ :‬امتأل حقد ًا‪ ،‬ووله فهو واله وولهان إذا كاد‬
‫أن يذهب عقله لفقد محبوب من أهل ومال‪ ،‬ووهل عن الشيء نسيه‪ ،‬ويبس الشجر‬
‫ذهبت نداوته – رطوبته‪ ،-‬ويئس إذا انقطع رجاؤه‪.‬‬

‫واو ِّي فالالالا أو ازم مالضالعف‬ ‫يكالسر آتي فالعل المالفتوح يف‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪20‬‬

‫‪..................................‬‬ ‫يف عينه أو امه‬ ‫أو يالائيًا‬


‫( ‪)1‬‬

‫ولما انتهى من الكالم على مضارع "فعل"بضم العين‪ ،‬و"فعل" بكسر العين‪،‬‬
‫انتقل إلى الكالم على مضارع "فعل" بفتح العين فقال‪( :‬يكسر آتي فعل) أي‪:‬‬
‫مضارعها؛ ألن المضارع يطلق عليه "اآلتي" (المفتوح) أي‪ :‬مفتوح العين (يف واو ِّي‬
‫فا أو ازم مضعف أو يائيًا يف عينه أو امه) أي‪ :‬أن "فعل" بفتح العين يكسر عين‬
‫مضارعها‪ ،‬فيقال‪" :‬يفعل" إذا وجد جالب من جوالب الكسر األربعة المذكورة يف‬
‫(‪)2‬‬

‫النظم وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون فاء "فعل" واو ًا ‪ ،‬وإلى ذلك أشار النا م بقوله‪( :‬يف واو ِّي فا)‪ ،‬ومن‬
‫(‪)3‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬هكذا ورد يف النظم "أو ايئِياً" والصواب أن يقول "أو ايئيٍ" ألنه معطوف على جمرور‪ ،‬ولكن ملا‬
‫ذكره الناظم وجه وهو أن يكون قوله‪":‬ايئياً" خرباً لـ"كان" احملذوفها واُسها فيكون التقدير ‪" :‬أو كان‬
‫الفعل ايئياً"‪ ،‬ولكن كان األوىل ما ذكران ألن ما ليس فيه تقدير أوىل مما فيه تقدير‪.‬‬
‫ب الكسر أي‪ :‬الداعي‬ ‫ِ‬ ‫(‪) 2‬‬
‫اجلوالب‪ :‬مجع جالب‪ ،‬واجلالب عند الصرفيّي هو الداعي‪ ،‬فيقال‪ :‬جال م‬
‫إىل الكسر‪.‬‬
‫(‪ )3‬اختار علماء الصرف معياراً وميزاانً صرفياً يقابلون به أصول الكلمات اليت تعرض هلم‪ ،‬فألَّفوا‬
‫امليزان من ثالثة أحرف؛ ألن أكثر كلمات اللغة العربية ثالثي‪ ،‬وجعلوا هذه احلروف الثالثة هي‪:‬‬
‫"فعل" وهي الفاء والعّي والالم‪ ،‬وُسوا احلرف األول املقابل للفاء‪ :‬فاء الكلمة‪ ،‬واحلرف الثاين املقابل‬
‫ب" ‪ -‬مثالً – هو فاء الكلمة‪ ،‬والتاء‬
‫للعّي‪ :‬عّي الكلمة‪ ،‬واحلرف الثالث‪ :‬الم الكلمة‪ ،‬فكاف " َكتَ َ‬
‫عّي الكلمة‪ ،‬والباء الم الكلمة‪ ،‬وهكذا‪ ،‬ويلتزمون شكل امليزان بنفس حركات املوزون وسكناته‬
‫ِ‬
‫ب" على وزن "فَـ َع َل"‪ ،‬و"فَ ِه َم" على وزن "فع َل"‪ ،‬و" َك مرَم" على وزن "فَـعم َل" ن‬
‫وهلم جراً‪.‬‬ ‫فيقولون‪َ " :‬كتَ َ‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪21‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫أمثلته‪" :‬وعد يعد‪ ،‬وجد يجد‪ ،‬وصف يصف‪ ،‬وصل يصل‪ ،‬وعظ يعظ" ‪،‬‬
‫(‪)1‬‬

‫ويشرتطون أن ا تكون امه حرفًا من حروي الحلق ‪ ،‬فإن كانت كذلك فتحت‬
‫(‪)2‬‬

‫عين مضارعه نحو‪" :‬وقع يقع‪ ،‬ودع يدع‪ ،‬وضع يضع"‪.‬‬


‫‪ -2‬أن تكون "فعل" مض ّعفة ازمة‪ ،‬وإلى ذلك أشار النا م بقوله‪( :‬أو ازم‬
‫( ‪)3‬‬

‫مضعف) ومن أمثلته‪" :‬دب يدب‪ّ ،‬فر يفر‪ ،‬خف يخف‪ ،‬ضل يض ّل‪ ،‬حن يحن‪ ،‬قل‬
‫الشيء يقل‪ ،‬طن يطن‪ ،‬أن يئن‪ ،‬رن يرن"‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تكون "فعل" يائية العين‪ ،‬نحو‪" :‬جاء يجيء‪ ،‬قاء يقيء‪ ،‬غاب يغيب‪ ،‬قال يقيل‬
‫قيلولةً‪ ،‬خاب يخيب‪ ،‬زاد يزيد‪ ،‬عاش يعيش‪ ،‬مال يميل"‪.‬‬
‫‪ -4‬أن تكون "فعل" يائية الالم‪ ،‬نحو‪ " :‬أتى يأتي‪ ،‬بكى يبكي‪ ،‬بنى يبني‪ ،‬رمى يرمي‪،‬‬
‫زنى يزني‪ ،‬هذى يهذي‪ ،‬عصى يعصي‪ ،‬جرى يجري"‪ ،‬إا أنه يشرتط أن ا تكون‬
‫عينه حرفًا من حروي الحلق‪ ،‬فإن كانت من حروي الحلق فتحت عين‬
‫المضارع‪ ،‬نحو‪" :‬رأى يرى‪ ،‬رعى يرعى‪ ،‬سعى يسعى‪ ،‬هنى ينهى"‪.‬‬
‫وإلى الجالب الثالث والرابع من جوالب الكسر أشار النا م بقوله‪( :‬أو يائيًا يف‬
‫عينه أو امه)‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬إمنا محذفت الواو يف مجيع هذه األفعال لوقوعها بّي الياء املفتوحة والكسرة‪ ،‬واألصل‬
‫مضارع‬
‫ٍ‬ ‫"ي ِ‬
‫وعد‪...‬إخل"‪ ،‬والقاعدة أن الواو إذا وقعت بينهما فإهنا حتذف‪ ،‬قال ابن مالك‪ :‬فا أم ٍر أو‬‫َ‬
‫من كـ"وعد" احذف ويف كـعدةٍ ذاك اطنرد‪.‬‬
‫(‪ )2‬حروف احللق ستة وهي‪ :‬اهلمزة واهلاء والعّي واحلاء والغّي واخلاء‪.‬‬
‫(‪ )3‬املراد ابملضعَّف هنا مضعَّف الثالثي‪ :‬وهو ما كانت عينه والمه من جنس واحد مثل‪" :‬شدَّ‪ ،‬مدَّ‪،‬‬
‫حن"‪ ،‬فأصلها‪" :‬ش َد َد‪ ،‬م َد َد‪ ،‬حنَ َن"‪.‬‬
‫َّ‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪22‬‬

‫واويهما ا ريب يف انضمامه‬ ‫‪..................................‬‬


‫مضعف إن يتعدى‪............‬‬ ‫كذاك ما جاء لب ِّذ الفخر‪ ،‬أو‬
‫ثم لما انتهى من جوالب كسر مضارع "فعل" بفتح العين‪ ،‬شرع يف الكالم على‬
‫ضم المضارع وهي أربعة أيضًا فقال‪:‬‬
‫جوالب ّ‬
‫(واويهما ا ريب يف انضمامه‪ ،‬كذاك ما جاء لب ِّذ الفخر‪ ،‬أو مضعف إن يتعدى)‪،‬‬
‫أي‪ :‬أن فعل بفتح العين يض ّم عين مضارعها فيقال‪" :‬يفعل" إذا وجد فيها جالب –‬
‫داع‪ -‬من جوالب الضم األربعة المذكورة يف النظم‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون عين "فعل" واو ًا‪ ،‬نحو‪ " :‬قال يقول‪ ،‬ذاب يذوب‪ ،‬فات يفوت‪ ،‬ناء ينوء‪،‬‬
‫جاد يجود‪ ،‬فاز يفوز‪ ،‬خاض يخوض‪ ،‬جاع يجوع‪ ،‬طاي يطوي" ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪ -2‬أن تكون ام "فعل" واو ًا‪ ،‬نحو‪" :‬دعا يدعو‪ ،‬بدا يبدو‪ ،‬زكا يزكو‪ ،‬رشاه يرشوه‪،‬‬
‫صبا يصبو‪ ،‬عفا يعفو‪ ،‬عالدا يعدو‪ ،‬غالزا يغزو‪ ،‬فشا يفشو‪ ،‬هالجا يهجو‪ ،‬هالالفا‬
‫يهالفو" ‪ .‬وإلى هذا الجالالب والذي قبله أشار النا م بقوله‪( :‬واويهما ا ريب يف‬ ‫(‪)2‬‬

‫انضمامه) أي‪ :‬أن "فعل" بفتح العين إذا كانت واو ّية العين أو الالم ا ريب ‪-‬‬
‫أي‪ :‬ا شك ‪ -‬يف ضم عين مضارعها‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تكون "فعل" دالة على الغلبة يف الفخر‪ ،‬نحو‪ :‬صارعني فصرعته فأنا أصرعه‪،‬‬
‫تضاربنا فضربته فأنا أضربه‪ ،‬تناصرنا فنصرته فأنا أنصره"‪ّ ،‬‬
‫فكل فعل قصد به‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬مجيع األمثلة اليت ذمكِرت كـ"قال‪ ،‬ذاب‪ ،‬جاد" األلف فيها منقلبة عن واو‪.‬‬
‫(‪ )2‬مجيع األمثلة اليت ذمكِرت كـ"دعا‪ ،‬بدا‪ ،‬زكا‪ ،‬صبا‪ ،‬فشا‪ ،‬هجا" األلف فيها منقلبة عن واو‪.‬‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪23‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫الدالة على أن اثنين تفاخرا يف أمر فغلب أحدهما اآلخر فيه فإن المضارع منه‬
‫مضموم العين‪ ،‬وهذا هو المراد بقول النا م‪( :‬كذاك ما جاء لب ِّذ الفخر)‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫(لب ِّذ الفخر) أي‪ :‬للغلبة يف المفاخرة‪ ،‬وليس (البذ) لغ ًة يف "البذل" كما يتوهم‪.‬‬
‫أن تكون "فعل" بفتح العين مضعفة متعدية‪ ،‬نحو‪" :‬سب يسب‪ ،‬مد يمد‪ ،‬صب‬
‫فت يفت‪ ،‬حج البيت يحجه‪ ،‬رد يرد‪ ،‬حث يحث‪ ،‬بث الخرب يبثه‪ ،‬ضره يضره‪،‬‬
‫يصب‪ّ ،‬‬
‫زي العروس يزفها"‪ ،‬وإلى هذا الجالب أشار النا م بقوله‪( :‬أو‬ ‫رش يرش‪ّ ،‬‬
‫دك يدّ ك‪ّ ،‬‬
‫مضعف إن يتعدى) أي‪ :‬أن من جوالب ضم مضارع "فعل" بفتح العين أن يأيت‬
‫مضعفًا متعديًا‪.‬‬
‫‪ ..........................‬ورووا‬ ‫‪..................................‬‬
‫‪..................................‬‬ ‫سماعًا الكسر‪ ،‬ويف حب انفرد‬
‫قال‪( :‬ورووا سماعًا الكسر‪ ،‬ويف حب انفرد) تقدم أن القياس يف "فعل" بفتح‬
‫العين المضعفة المتعدية أن يأيت مضارعها مضموم العين‪ ،‬إا أنه ّ‬
‫شذ من ذلك أفعال‪،‬‬
‫والشاذ على قسمين‪:‬‬
‫‪ -1‬ما سمع فيه الضم المقيس‪ ،‬والكسر الشاذ‪ ،‬وهي تسعة أفعال‪ ،‬منها‪" :‬شده يشدّ ه‬
‫ويشدّ ه‪ ،‬نم الحديث ينمه وينمه‪ ،‬شجه يشجه ويش ّجه‪ ،‬بته يبته ويبته"‪ ،‬وهذا هو‬
‫المراد بقول النا م‪( :‬ورووا) أي‪ :‬يف مضارع فعل المضعفة المتعدية (سماعًا‬
‫الكسر) أي‪ :‬مع الضم‪ ،‬وذلك يف األفعال التسعة‪.‬‬
‫‪ -2‬ما لم يسمع فيه إا الكسر الشاذ ا غير‪ ،‬وذلك يف فعل واحد‪ ،‬وهو‪ " :‬حب"‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪24‬‬

‫فمضارعه يحب بكسر الحاء ‪ ،‬وهذا هو المراد بقول النا م‪( :‬ويف حب انفرد)‬ ‫(‪)1‬‬

‫أي‪ :‬انفرد الكسر‪ ،‬ولم يسمع فيه الضم على القياس‪.‬‬


‫وضم ازم سماعًا قد ورد‬ ‫‪..................................‬‬
‫قال‪( :‬وضم ازم سماعًا قد ورد) تقدم أن القياس كسر العين من مضارع فعل ‪-‬‬
‫بفتح العين‪ -‬إذا كانت ازمة كال"فر يفر"‪ ،‬إا أنه شذ من ذلك أفعال سمع فيها ضم‬
‫مضارعها‪ ،‬وهذا الشاذ على قسمين‪:‬‬
‫والضم الشاذ‪ ،‬وهي أفعال كثيرة‪ ،‬منها‪" :‬صد يصد‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬ما سمع فيه الكسر المقيس‪،‬‬
‫ويصد ‪ ،‬خر الحجر يخر ويخر‪ ،‬حدت المرأة تحد وتحد‪ّ ،‬‬
‫شذ يشذ ويشذ‪ ،‬شح‬ ‫(‪)2‬‬

‫يشح ويشح"‪.‬‬
‫‪ -2‬ما سمع فيه الضم الشاذ فقط‪ ،‬وهي أفعال كثيرة أيضًا منها‪" :‬ه ّبت الريح هتب‪،‬‬
‫هم باألمر يهم‪ ،‬مر يمر‪ ،‬شك –أي‪ّ :‬ن ‪ -‬يشك‪ ،‬جن الظالم يجن‪ ،‬رش يرش‪،‬‬
‫طش يطش‪ ،‬ثج يثج"‪.‬‬

‫أو ام ‪........................‬‬ ‫والفتح يف حلق ِّي عين واجب‬


‫ول ّما انتهى النا م من الكالم على جوالب الكسر والضم‪ ،‬شرع يف الكالم على‬
‫جوالب الفتح فقال‪:‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ب"‬‫"ح َّ‬ ‫(‪ )1‬أما مِ‬
‫ب" الرابعي‪ ،‬وليس مضارع َ‬ ‫"أح َّ‬
‫ب" بضم حرف املضارعة ‪ -‬الياء – فهو مضارِعم َ‬ ‫"ُي ُّ‬
‫الثالثي‪.‬‬
‫ك ِمنْهم ي ِ‬
‫صدُّو َن﴾ الزخرف‪.57 :‬‬ ‫ب ابْ من َم ْرََيَ َمثَالً إِذَا قَـ ْومم َ َ‬
‫ض ِر َ‬
‫‪ 2‬وابلوجهّي قرئ قوله تعاىل‪َ ﴿ :‬ول ََّما م‬
‫( )‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪25‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫(والفتح يف حلق ِّي عين واجب أو ام) فذكر أنه يجب فتح عين مضارع "فعل"‬
‫إذا وجد فيها جالب من جوالب الفتح‪ ،‬وهي اثنان‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون عين "فعل" حرفًا من حروي الحلق‪ ،‬ولذا قال النا م‪( :‬والفتح يف‬
‫حلق ِّي عين واجب) أي‪ :‬ويجب فتح عين مضارع "فعل" إذا كانت العين حلقية‪،‬‬
‫فقوله‪( :‬الفتح) مبتدأ‪ ،‬و (واجب) خربه‪ ،‬ومن أمثلة ذلك‪" :‬سأل يسأل‪ ،‬بحث‬
‫يبحث‪ ،‬بعث يبعث‪ ،‬بهت يبهت‪ ،‬لهث يلهث‪ ،‬نحر ينحر‪ ،‬شغر المكان يشغر‪،‬‬
‫هنش ينهش"‪.‬‬

‫‪ -2‬أن تكون ام " فعل" حرفًا من حروي الحلق‪ ،‬ولذا قال النا م‪( :‬أو ام) أي‪:‬‬
‫ويجب فتح عين مضارع "فعل" إذا كانت حلقية الالم كما يجب إذا كانت حلقية‬
‫العين‪ ،‬نحو‪" :‬خشع يخشع‪ ،‬خضع يخضع‪ ،‬بدأ يبدأ‪ ،‬هدأ يهدأ‪ ،‬شرح يشرح‪ ،‬ركع‬
‫يركع‪ ،‬خلع يخلع‪ ،‬رفع يرفع‪ ،‬زرع يزرع‪ ،‬رقع يرقع‪ ،‬نصح ينصح‪ ،‬شرع يف األمر‬
‫يشرع‪ ،‬لعن يلعن‪ ،‬فتح يفتح"‪.‬‬
‫إا أنه يشرتط يف فتح مضارع فعل أن ا يوجد جالب من جوالب الكسر أو‬
‫الضم‪ ،‬ولذا قال النا م‪:‬‬
‫ّ‬

‫‪.........‬إن عدم فيه الجالب‬ ‫‪..................................‬‬


‫أي‪ :‬جالب الكسر والضم‪ ،‬أما إذا وجد جالب من جوالب الكسر أو الضم فإنه‬
‫يغلب ويقدم على جالب الفتح إا فيما استثني سابقًا؛ ألن جالب الفتح أضعف‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪26‬‬

‫الجوالب‪ ،‬نحو‪ :‬د ّع‪ ،‬يقال‪ :‬دعه – أي‪ :‬رماه بعنف – يدعه – بضم العين ‪ ،‬مع أن‬
‫(‪)1‬‬

‫عينالها وامها حلقية‪ ،‬فعينها حالري العين‪ ،‬وامها عين أيضًا؛ ألن أصلها"دعع"‪،‬‬
‫ومع ذلك قدِّ م جالب الضم‪ ،‬وهو كون "فعل" مضعفة متعدية‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك أيضًا‪" :‬بغى" فيقال يف مضارعها‪ " :‬يبغي" بالكسر‪ ،‬مع أنّه وجد‬
‫فيها جالب من جوالب الفتح‪ ،‬وهو كون عين الكلمة حرفًا من حروي الحلق‪ ،‬إا أنه‬
‫عارضه جالب من جوالب الكسر وهو كون الالم يائيًا‪ ،‬فقدِّ م جالب الكسر على‬
‫جالب الفتح‪.‬‬

‫‪..................................‬‬ ‫مع شهرة‪........................‬‬


‫ثم قال‪( :‬مع شهرة) أي‪ :‬ويشرتط أيضًا يف فتح مضارع فعل أن ا توجد شهرة‪،‬‬
‫فإذا اشتهر الفعل عند العرب بالكسر أو الضم فالشهرة مقدمة ومغلبة على جالب‬
‫الفتح؛ ألن الشهرة تقوى على الجالب‪ ،‬ومن أمثلة ذلك‪" :‬قعد‪ ،‬زعم‪ ،‬أخذ‪ ،‬دخل‪،‬‬
‫سعل‪ ،‬نخل" فإن هذه األمثلة القياس فيها فتح عين مضارعها؛ لكون عينها حرفًا من‬
‫حروي الحلق‪ ،‬إا أنه اشتهر يف مضارعها الضم فيقال‪" :‬يقعد‪ ،‬يزعم‪ ،‬يأخذ‪ ،‬يدخل‪،‬‬
‫يسعل‪ ،‬ينخل"‪ .‬ومن أمثلة ذلك أيضًا‪" :‬نفخ‪ ،‬صرخ‪ ،‬بلغ الصبي‪ ،‬طلعت الشمس"‬
‫فإن هذه األمثلة القياس فيها فتح عين مضارعها؛ لكون امها حرفًا من حروي‬
‫الحلق‪ ،‬إا أنه اشتهر يف مضارعها الضم فيقال‪" :‬ينفخ‪ ،‬يصرخ‪ ،‬يبلغ‪ ،‬تطلع"‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك أيضًا‪" :‬شخر – أي‪ :‬صوت من حلقه وأنفه –" فإن القياس فيها‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ِ‬
‫ومنه قوله تعاىل‪﴿ :‬يَـ ْوَم يم َدعُّو َن إ َىل َان ِر َج َهن َ‬
‫َّم َدعناً﴾ الطور‪.13 :‬‬ ‫(‪) 1‬‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪27‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫فتح عين مضارعها؛ لكون عينها حرفًا من حروي الحلق‪ ،‬إا أنه اشتهر يف مضارعها‬
‫الكسر فيقال‪" :‬يشخر"‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك أيضًا‪" :‬رجع‪ ،‬نزع" فإن القياس فيها فتح عين مضارعها؛ لكون‬
‫امها حرفًا من حروي الحلق‪ ،‬إا أنه اشتهر يف مضارعها الكسر فيقال‪ " :‬يرجع‪،‬‬
‫ينزع"‪.‬‬

‫فاكسر أو اضمم منه آت كعتل‬ ‫‪ .........‬وما عن الك ِّل عدل‬


‫قال‪( :‬وما عن الك ِّل عدل فاكسر أو اضمم منه آت كعتل) أي‪ :‬وما خال عن‬
‫جميع الجوالب السابقة‪ ،‬فلم يوجد فيه جالب من جوالب الكسر وا الضم وا‬
‫الفتح‪ ،‬وخال عن الشهرة فلم يشتهر فيه عن العرب بشيء؛ فإنه يجوز يف عين مضارعه‬
‫الكسروالضم‪ ،‬نحو‪ :‬عتل‪ ،‬ولذا قال النا م‪( :‬كعتل) – والعتل‪ :‬الدفع بعنف وقوة –‬
‫فتقول يف مضارعها‪ :‬يعتل ويعتل" ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫وقوله‪( :‬آت) أي‪ :‬مضارع؛ ألن المضارع يطلق عليه "اآلتي" كما قدمنا‪.‬‬

‫الخالصة‪:‬‬
‫للفعل الثالثي المجرد باعتبار مضارعه ستة أبواب‪:‬‬
‫الباب األول‪ :‬فعل يفعل – بضم العين من الماضي والمضارع ‪ ،-‬نحو‪ :‬كرم‬
‫يكرم‪.‬‬
‫الباب الثاين‪ :‬فعل يفعل – بكسر عين الماضي‪ ،‬وفتحها من المضارع –‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬وابلوجهّي – الكسر والضم ‪-‬قرئ قوله تعاىل‪﴿ :‬فَا ْعتِلموهم إِ َىل َس َواء ا ْجلَ ِح ِيم﴾ الدخان‪.47 :‬‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪28‬‬

‫فرح يفرح‪.‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬فعل يفعل – بكسر عين الماضي والمضارع ‪ ،-‬نحو‪ :‬ورث يرث‪.‬‬
‫الباب الرابع‪ :‬فعل يفعل – بفتح عين الماضي وكسرها من المضارع ‪ ،-‬نحو‪:‬‬
‫ضرب يضرب‪.‬‬
‫الباب الخامس‪ :‬فعل يفعل – بفتح عين الماضي وضمها من المضارع ‪ ،-‬نحو‪:‬‬
‫نصر ينصر‪.‬‬
‫الباب السادس‪ :‬فعل يفعل – بفتح عين الماضي والمضارع ‪ ،-‬نحو‪ :‬فتح يفتح‪.‬‬
‫وخالصة ما يتعلق بال"فعل" بفتح العين ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬يكسر عين مضارعها إذا كانت واو ّية الفاء‪ ،‬أو ازمة مض ّعفة‪ ،‬أو يائية العين أو‬
‫الالم‪.‬‬
‫‪ -2‬يضم عين مضارعها إذا كانت واو ّية العين‪ ،‬أو واوية الالم‪ ،‬أو دال ًة على الغلبة‪ ،‬أو‬
‫مض ّعفة متعدية‪.‬‬
‫‪ -3‬يفتح عين مضارعها إذا كانت حلقية العين أو حلقية الالم‪ ،‬وخلت عن جوالب‬
‫والضم‪ ،‬وخلت من شهرة عند العرب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الكسر‬
‫والضم والفتح‪ ،‬ولم تشتهر عند العرب بشيء‪ ،‬فإنه‬
‫ّ‬ ‫‪ -4‬إذا خلت عن جوالب الكسر‬
‫والضم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يجوز يف عين مضارعها الكسر‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪29‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫ثم ل ّما انتهى النا م من الكالم على وزن مضارع الثالثي‪ ،‬انتقل إلى الكالم على‬
‫وزن مضارع الرباعي فقال‪:‬‬

‫وع ِّمما‬ ‫ثالثة‬ ‫على‬ ‫زاد‬ ‫مضارع الرباع مكسور كما‬


‫مجرد كال"دحرج" فإن المضارع‬ ‫(مضارع الرباع مكسور) أي‪ّ :‬‬
‫أن كل فعل رباعي ّ‬
‫منه يأيت بكسر ما قبل آخره‪ ،‬نحو‪" :‬يدحرج‪ ،‬يزلزل‪ ،‬يحشرج‪ ،‬يربطم‪ ،‬يعربد"‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬مكسور) أي‪ :‬ما قبل آخره‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬كما زاد على ثالثة) أي‪ :‬كما يكسر ما قبل اآلخر من مضارع الثالثي‬
‫المزيد‪ ،‬نحو‪ :‬ينطلق – مضارع الفعل الخماسي انطلق‪ ،-‬يستخرج – مضارع‬
‫السداسي استخرج‪.-‬‬
‫وعمم هذا الحكم‪ ،‬وهو كسر ما قبل اآلخر من مضارع‬
‫وقوله‪( :‬وع ِّمما) أي‪ِّ :‬‬
‫المزيد‪ ،‬لكن هذا التعميم فيه نظر؛ ألن الفعل الثالثي المبدوء بتاء زائدة يفتح ما قبل‬
‫آخره من المضارع كما سيأيت‪ ،‬نحو‪" :‬يتغافل‪ ،‬يتقاتل‪ ،‬يتكلم‪ ،‬يتعلم‪ ،‬يتقدم‪ ،‬يتكلف"‪.‬‬
‫(وعمما) منقلبة عن نون التوكيد المخففة الموقوي عليها؛ ألن‬
‫ِّ‬ ‫واأللف يف قوله‬
‫(وعممن) ولكنه عدل عن ذلك مراعاة للوزن‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫األصل أن يقول‪:‬‬

‫تنبيه‬
‫‪..................................‬‬ ‫تمييزك الياء من الواو بعين‬
‫التنبيه يف اللغة‪ :‬اإليقاظ‪.‬‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪30‬‬

‫ويف ااصطالح هو‪ :‬تعقيب الكالم السابق بذكر جزئية تندرج فيه اندراجًا خفيًا‪،‬‬
‫مفصل لما أجمل قبله ‪.‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫وإن شئنا قلنا يف تعريفه‪ :‬هو كالم ِّ‬
‫وكان األولى أن يع ِّبر النا م بقوله‪" :‬مسألة" بدل قوله‪" :‬تنبيه"؛ ألن هذه‬
‫المسألة التي تكلم عنها النا م يف هذا التنبيه لم يتقدم لها ذكر أصالً‪.‬‬
‫والنا م يف هذه األبيات أراد أن يبين الطريقة التي هبا تعري األلف هل هي‬
‫منقلبة عن واو‪ ،‬أو عن ياء‪ ،‬فقال‪( :‬تمييزك الياء من الواو بعين) أي‪ :‬إذا أردت تمييز‬
‫عين الفعل‪ ،‬هل هي منقلبة عن واو‪ ،‬أو عن ياء كال"قال‪ ،‬باع‪ ،‬طال‪ ،‬خاي‪ ،‬هاب" فأت‬
‫المتحرك كتاء المتك ِّلم‪ ،‬وصله بالفعل الذي تريد تمييز عينه ‪ ،‬ولذا قال‬
‫(‪)2‬‬
‫ِّ‬ ‫بضمير الرفع‬
‫النا م‪:‬‬
‫بوصل ذي الرفع المحرك يبين‬ ‫‪..................................‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬انظر‪ :‬التعريفات للجرجاين (ص‪.)91 :‬‬
‫(‪) 2‬‬
‫أمر الفعل وصلْتَه بتاء املتكلم أو املخاطب‪ ،‬فمهما ظهـر فهـو‬
‫فائدة‪ :‬قال ابن هشام‪" :‬إذا أشكل م‬
‫أصله‪ ،‬أال ترى أنك تقول يف رمى وهدى‪ :‬رميت وهديت‪ ،‬ويف دعا وعفا‪ :‬دعوت وعفوت‪.‬‬
‫وإذا أشكل أمر االسم نظرت إىل تثنيته‪ ،‬فمهما ظهر فيها فهو أصله‪ ،‬أال ترى أنك تقول يف‬
‫الفىت واهلدي‪ :‬الفتيان واهلداين‪ ،‬ويف العصا العصوان‪ ،‬وما أحسن قول الشاطيب [أي‪ :‬يف حرز‬
‫األماين] رمحه هللا تعاىل‪:‬‬
‫رددت إلي ـ ـ ـ ــك الفع ـ ـ ـ ــل ص ـ ـ ـ ــادفت م ـ ـ ـ ــنهالً‬ ‫وتثني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة األُس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء تكش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفها وإن‬

‫قال احلريري رمحه هللا تعاىل‪:‬‬


‫ـف‬
‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ــأحلق ب ـ ـ ـ ـ ـ ــه ء اخلط ـ ـ ـ ـ ـ ــاب وال تق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْ‬ ‫إذا الفع ـ ـ ـ ــل يوم ـ ـ ـ ــا غ ـ ـ ـ ـ نـم عن ـ ـ ـ ــك هج ـ ـ ـ ــا ه‬
‫بي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء وإال فه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو يكت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب ابألل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف‬ ‫فـ ـ ـ ـ ـ ــإن ت ـ ـ ـ ـ ـ ــره ابلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء يوم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاً كتبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــته‬
‫انظر‪ :‬شرح قطر الندى (ص‪.)332-331 :‬‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪31‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫(بوصل ذي الرفع المحرك يبين) أي‪ :‬أنك إذا وصلت بآخر الفعل أحد ضمائر‬
‫الرفع المتحركة فسيظهر عين الفعل‪ ،‬ويتبين هل هو واو أو ياء‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫وقوله‪( :‬بعين) أي‪ :‬الواقعة يف عين الكلمة‪ .‬وقوله‪( :‬يبين) أي‪ :‬يظهر‪.‬‬

‫إن ضم أو كسر ماضي ذاء‬ ‫للفاء‬ ‫عينه‬ ‫ش كل‬ ‫ونقل‬


‫ثم قال‪( :‬ونقل شكل عينه للفاء إن ضم أو كسر ماضي ذاء)‬
‫الشكل‪ :‬الحركة‪ .‬والمراد أن الفعل الماضي الذي عينه مضمومة أو مكسورة إذا‬
‫وصلته بضمير رفع متحرك فإنك تنقل حركة عين الفعل إلى الفاء‪.‬‬
‫مثال ما عينه مكسورة‪" :‬خاي"‪ ،‬فإن أصلها "خوي"‪ ،‬تحرك حري العلة وانفتح‬
‫ما قبله فوجب قلبه ألفًا‪ ،‬فيقال‪" :‬خاي"‪ ،‬فإذا وصلتها بضمير رفع متحرك كالتاء‬
‫فإنك تقول‪" :‬خفت"‪ ،‬واألصل "خوفت"‪ ،‬نقلت حركة الواو إلى الخاء بعد نزع‬
‫حركتها‪ ،‬ثم حذفت الواو التقاء الساكنين – الواو والفاء ‪ -‬فصارت "خفت" على‬
‫وزن "فلت" فبقاء الكسرة على فاء الكلمة دليل على أن عينها ياء‪.‬‬
‫ومثال ما عينه مضمومة‪" :‬طال"فإن أصلها "طول"‪ ،‬تحرك حري العلة وانفتح‬
‫ما قبله فوجب قلبه ألفًا‪ ،‬فيقال‪" :‬طال"‪ ،‬فإذا وصلتها بضمير رفع متحرك كالتاء فإنك‬
‫تقول‪" :‬طلت"‪ ،‬واألصل "طولت"‪ ،‬نقلت حركة الواو إلى الطاء بعد نزع حركتها‪ ،‬ثم‬
‫حذفت الواو التقاء الساكنين – الواو والالم ‪ -‬فصارت "طلت"‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬ذاء) اسم من أسماء اإلشارة للمفرد المذكر‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فن"‪ ،‬وان الفاعلّي كـ"قلنا"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )1‬ضمائر الرفع املتحركة هي‪ :‬ء الفاعل ك‬
‫ـ"ضربت"‪ ،‬ونون النسوة كـ"خ َ‬
‫م‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪32‬‬

‫ينقل ا الشكل على ما أسسوا‬ ‫أما لدى المفتوح فالمجانس‬


‫ثم قال النا م‪( :‬أما لدى المفتوح فالمجانس ينقل ا الشكل على ما أسسوا)‬
‫أي‪ :‬أن عين الفعل الماضي إذا كانت مفتوحة ووصلناه بضمير رفع متحرك‪ ،‬فإن الذي‬
‫ينقل الحركة المجانسة للعين ا حركتها؛ ألن حركتها هي الفتحة‪ ،‬وا فائدة من نقل‬
‫فتحة إلى فتحة‪ ،‬لكن نعطي للفاء حركة مجانسة لحري العين‪ ،‬فإن كان حري العين‬
‫واو ًا أعطينا للفاء الضمة؛ ألهنا تجانس الواو‪ ،‬وإن كان حري العين يا ًء أعطينا للفاء‬
‫الكسرة؛ ألهنا تجانس الياء‪.‬‬
‫مثال ما عينه واو‪" :‬قال" فإن أصلها "قول" تحرك حري العلة وانفتح ما قبله‬
‫فوجب قلبه ألفًا فيقال‪" :‬قال"‪ ،‬فإذا وصلنا هبا ضمير رفع متحرك صارت "قلت"‪،‬‬
‫ووجود الضمة على الفاء دليل على أن األلف منقلبة عن واو‪.‬‬
‫ومثال ما عينه ياء‪" :‬باع" فإن أصلها "بيع" تحرك حري العلة وانفتح ما قبله‬
‫فوجب قلبه ألفًا فيقال‪" :‬باع"‪ ،‬فإذا وصلنا هبا ضمير رفع متحرك صارت "بعت"‬
‫ووجود الكسرة على الفاء دليل على أن األلف منقلبة عن ياء‪.‬‬
‫وقول النا م‪( :‬فالمجانس ينقل) فيه تسامح؛ ألنه ا نقل هنا حقيقة‪ ،‬بخالي ما‬
‫تقدم يف المضموم والمكسور‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬على ما أسسوا) أي‪ :‬على ما أصلوا وقعدوا‪.‬‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪33‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫ِ‬
‫المضار ِع‬ ‫فصل يف‬

‫وافتح ‪............................‬‬ ‫المضارع‬ ‫يبدأ‬ ‫وبال"نأيت"‬


‫ذكر النا م يف هذا الفصل األحري التي يفتتح هبا المضارع‪ ،‬وحركة هذه‬
‫األحري‪ ،‬وحركة الحري الذي قبل اآلخر‪ ،‬فبدأ بما يفتتح به المضارع فقال‪:‬‬
‫(وبال"نأيت" يبدأ المضارع) أي‪ :‬أن الفعل المضارع ابد أن يكون مبدوء ًا‬
‫بحري من األحري األربعة المجموعة يف قولك‪" :‬نأيت" ‪ ،‬نحو‪" :‬نجلس‪ ،‬أجلس‪،‬‬
‫(‪)1‬‬

‫يجلس‪ ،‬تجلس"‪ ،‬وهذه األحري األربعة تسمى أحري المضارعة‪.‬‬


‫ثم شرع النا م يف الكالم على حركة هذه األحري فقال‪:‬‬
‫(وافتح) أي‪ :‬وافتح هذه الحروي إذا كان الفعل ثالثيًا كال"يضرب‪ ،‬تنصر‪،‬‬
‫أفتح"‪ ،‬أو خماسيًا كال"ينطلق‪ ،‬نجتمع‪ ،‬أتعلم"‪ ،‬أو سداسيًا كال"يستخرج‪ ،‬نستغفر"‪.‬‬

‫‪..........‬ويف الرباع ض ٌّم واقع‬ ‫‪..................................‬‬


‫بالتّا ‪..............................‬‬ ‫وما قبيل اآلخر افتح إن بدي‬
‫قال‪( :‬ويف الرباع ض ٌّم واقع) أي‪ :‬وأ ّما مضارع الرباعي فإن حري المضارعة فيه‬
‫يضم عند جميع العرب‪ ،‬فتقول‪" :‬يدحرج‪ ،‬نكرم‪ ،‬تخبر‪ ،‬أسافر‪ ،‬أع ِّلم" وهكذا‪.‬‬
‫ثم لما انتهى من الكالم على حركة حري المضارعة الذي يفتتح به الفعل‬
‫المضارع‪ ،‬شرع يف الكالم على حركة الحري الذي قبل اآلخر فقال‪:‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫"أنيت" و"أنيت"‪.‬‬
‫مع أيضاً يف كلمة م‬ ‫(‪ ) 1‬م‬
‫وُت م‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪34‬‬

‫(وما قبيل اآلخر افتح إن بدي بالتا) أي‪ّ :‬‬


‫أن الفعل الماضي المزيد المبدوء بتاء‬
‫زائدة معتادة الزيادة ‪ -‬وا يكون إا خماسيًا كال"تك ّلم‪ ،‬تقدم‪ ،‬تعلم‪ ،‬تقاتل‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫تغافل"‪ -‬يفتح الحري قبل األخير من مضارعه‪ ،‬فتقول‪" :‬يتكلم‪ ،‬يتقدم‪ ،‬يتعلم‪،‬‬
‫يتقاتل‪ ،‬يتغافل" وهكذا‪.‬‬

‫‪ ......‬وغيره مضى بادي بدي‬ ‫‪..................................‬‬


‫قال‪( :‬وغيره مضى بادي بدي) أي‪ّ :‬‬
‫أن غير المبدوء بالتاء قد مضى الكالم فيه‪،‬‬
‫وذلك يف فصل تصريف المضارع‪.‬‬
‫فغير المبدوء بالتاء إما أن يكون ثالثيًا كال"ضرب‪ ،‬فتح"‪ ،‬وإما أن يكون رباعيًا‬
‫كال"دحرج‪ ،‬بعثر"‪ ،‬وإما أن يكون خماسيًا كال"انطلق‪ ،‬انكسر‪ ،‬اجتمع"‪ ،‬وإما أن يكون‬
‫سداسيًا كال" استغفر"‪.‬‬
‫فإن كان رباعيًا أو خماسيًا أو سداسيًا وجب كسر ما قبل آخره من المضارع‪،‬‬
‫نحو‪" :‬يدحرج‪ ،‬يبعثر‪ ،‬يكرم‪ ،‬يسلم‪ ،‬يسافر‪ ،‬يع ِّلم‪ ،‬يقدِّ م‪ ،‬ينطلق‪ ،‬ينكسر‪ ،‬يجتمع‪،‬‬
‫يستغفر" وهكذا‪.‬‬
‫بتوسع‪ ،‬وبينا‬
‫وإن كان ثالثيًا كال"فتح‪ ،‬ضرب‪ ،‬نصر‪ ،‬كرم"‪ ،‬فقد تقدّ م الكالم عليه ّ‬
‫أنه قد يكون ما قبل اآلخر من مضارعه مفتوحًا كال"يفتح‪ ،‬يفرح‪ ،‬يسأل‪ ،‬يخشع‪،‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪) 1‬‬
‫س الشيء" – مبعىن‪ :‬غيَّبه يف الرمس وهو القرب ‪ -‬فإن‬
‫قولنا‪" :‬معتادة الزايدة" احرتازا من ء "تَـ ْرَم َ‬
‫زايدهتا ليست معتادة ‪ ،‬وإمنا أِميت هبا للتوصل إىل النطق ابلساكن‪ ،‬والذي ينبغي أن يبدأ ابهلمزة ال‬
‫ابلتاء‪ ،‬ولذا يلغز بعضهم فيقول‪ :‬ما هو احلرف الذي ليس هبمزة وصل يتوصل به إىل الساكن‪.‬‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪35‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫يخضع‪ ،‬يخلع"‪.‬‬
‫وقد يكون مكسور ًا كال"يأتي‪ ،‬يبكي‪ ،‬يبني‪ ،‬يرمي‪ ،‬يهذي‪ ،‬يعصي‪ ،‬يجري‪ ،‬يمشي‪،‬‬
‫يزين"‪.‬‬
‫وقد يكون مضمومًا كال"يدعو‪ ،‬يبدو‪ ،‬يزكو‪ ،‬يعفو‪ ،‬يعدو‪ ،‬يغزو‪ ،‬يفشو‪ ،‬يهجو‪،‬‬
‫يهفو"‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬بادي بدي) أي‪ :‬يف بداية األمر‪ ،‬قال ابن األثير‪" :‬البد ّي بالتشديد‪:‬‬
‫األول‪ ،‬ومنه قولهم‪ :‬افعل هذا بادي بدي‪ .‬أي‪ّ :‬أول كل شيء" ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ّ‬
‫وقال الرضي أثناء كالمه على هذه العبارة‪" :‬كثر استعماله حتى استفيد من مجموع‬
‫الكلمتين ما يستفاد من كلمة واحدة‪ ،‬إذ معنى بادي بدي‪ :‬مبتدئًا" ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬انظر‪ :‬النهاية يف غريب األثر (‪.)271 /1‬‬
‫(‪ )2‬انظر‪ :‬شرح الرضي على الكافية (‪.)139 /3‬‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪36‬‬

‫جه ِ‬
‫ول‬ ‫للم ُ‬
‫فصل فيما ُيبنى َ‬

‫أوله‪..............................‬‬ ‫والفعل إن بني للمفعول ضم‬


‫قال‪( :‬والفعل إن بني للمفعول ض ّم أوله) أي‪ّ :‬‬
‫أن الفعل – سواء كان ثالثيًا أو‬

‫زائد ًا على الثالثي – إذا أردت بناءه للمفعول –أي‪ :‬لما لم ّ‬


‫يسم فاعله – فإنك تضم‬
‫أوله‪ ،‬سواء كان ماضيًا أو مضارعًا‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬ض ّم) فعل أمر‪ ،‬والفاعل ضمير مسترت تقديره (أنت)‪.‬‬
‫مثال الثالثي الماضي‪" :‬ضرب‪ ،‬فتح‪ ،‬سرق‪ ،‬حفظ‪ ،‬فهم‪ ،‬كتب‪ ،‬أخذ‪ ،‬أكل‪،‬‬
‫قتل"‪.‬‬
‫ومثال مضارع الفعل الثالثي‪" :‬يضرب‪ ،‬يفتح‪ ،‬يسرق‪ ،‬يحفظ‪ ،‬يفهم‪ ،‬يكتب‪،‬‬
‫يؤخذ‪ ،‬يؤكل‪ ،‬يقتل"‪.‬‬
‫ومثال الماضي الزائد على الثالثي‪" :‬دحرج‪ ،‬تع ِّلم‪ ،‬تصدِّ ق‪ ،‬انطلق‪ ،‬اجتمع‪،‬‬
‫استخرج"‪.‬‬
‫ومثال مضارع الزائد على الثالثي‪" :‬يدحرج‪ ،‬يبعثر‪ ،‬ينطلق‪ ،‬يجتمع‪ ،‬يستخرج"‪.‬‬

‫كشم‬ ‫بمعتل‬ ‫‪.......‬واكسر‬ ‫‪..................................‬‬


‫قال‪( :‬واكسر بمعتل كشم) أي‪ :‬أن الفعل الماضي الثالثي إذا كان معتل العين‬ ‫( ‪)1‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬الفعــل ينقســم إىل قســمّي‪ :‬صــحي ومعتــل‪ ،‬فالصــحي هــو‪ :‬مــا خــال عــن أحــرف العلــة الثالثــة –‬
‫األلف ‪ ،‬والواو‪ ،‬والياء‪.-‬‬
‫=‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪37‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫كال‪" :‬قال‪ ،‬باع‪ ،‬جاء‪ ،‬كاد"‪ ،‬وركِّب للمفعول فإنه يكسر أوله فيقال‪" :‬قيل‪ ،‬بيع‪،‬‬
‫جيء" ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫وقوله‪( :‬كشم) شم‪ :‬فعل أمر من شام الربق‪ .‬والشيم‪ :‬النظر إلى الربق‪ ،‬ينظر إليه‬
‫أين يقصد وأين يمطر‪ ،‬يقال‪ :‬شام الربق يشيمه شيمًا" ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫والفتح فيه من مضارع أثر‬ ‫وما قبيل آخر الماضي كسر‬


‫وحرر‬
‫ِّ‬ ‫وثالث‬ ‫ألول‬ ‫يف "اختار" و"انقاد" وشبه اكسر‬
‫قال‪( :‬وما قبيل آخر الماضي كسر) أي‪ :‬أن الفعل الماضي إذا بني للمفعول فإنه‬
‫يكسر ما قبل آخره‪ ،‬نحو‪ " :‬كسر‪ ،‬ضرب‪ ،‬فتح‪ ،‬سرق‪ ،‬حفظ‪ ،‬فهم‪ ،‬كتب‪ ،‬أخذ‪ ،‬أكل‪،‬‬
‫=ـــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫واملعتل هو‪ :‬ما كان أحد حروفه األصلية حرفاً من حروف العلة‪ .‬وينقسم إىل مخسة أقسام‪:‬‬
‫األول‪ :‬املثال‪ :‬وهو‪ :‬ما اعتلت فا ه‪ ،‬حنو‪َ :‬و َع َد‪َ ،‬وِرَم‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬األجوف‪ :‬وهو‪ :‬ما اعتلت عينه‪ ،‬حنو‪ :‬ابع‪ ،‬قال‪ ،‬خاف‪ ،‬قام‪ ،‬صام‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬الناقص‪ :‬وهو‪ :‬ما اعتلت المه‪ ،‬حنو‪ :‬رمى‪ ،‬بكى‪ ،‬بغى‪ ،‬رضي‪ ،‬دعا‪.‬‬
‫َوى‪،‬‬
‫الرابــع‪ :‬اللفيــف املقــرون‪ :‬وهــو‪ :‬مــا اعتلــت عينــه والمــه‪ ،‬حنــو‪ :‬طَـ َوى‪َ ،‬رَوى‪َ ،‬هـ َوى‪ ،‬نَ ـ َوى‪ ،‬لـ َ‬
‫َش َوى‪.‬‬

‫اخلامس‪ :‬اللفيف املفروق‪ :‬وهو‪ :‬ما اعتلت فا ه والمه‪ ،‬حنو‪َ :‬و ََف‪َ ،‬وقَى‪َ ،‬و َعى‪َ ،‬وِ َ‬
‫ِل‪.‬‬
‫(‪ )1‬ما ذكره الناظم من كسر فاء الفعل املعتل العّي إذا بمين للمفعول هو األفص ‪ ،‬مع أنـه وـوز الضـم‬
‫صوم"ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫ول‪ ،‬م‬
‫وع‪ ،‬قم َ‬
‫اخلالص – وهي لغة فقعس ودبري – فتقول‪" :‬بم َ‬
‫ت‬
‫رتيْ م‬
‫وع فَا ْش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ََ‬
‫ت َش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبَاابً بمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫لَْي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬ ‫ت‬
‫ت َو َهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْل يَـ ْنـ َفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مع َشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْي اً لَْيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ م‬
‫لَْيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬

‫وووز أيضاً اإلمشام‪ ،‬وهو‪ :‬شوب الضمة بشيء من صوت الكسرة‪.‬‬


‫(‪ )2‬القاموس احمليط (ص‪ ،)1456 :‬إصالح املنطق‪ ،‬البن السكيت (ص‪.)16 :‬‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪38‬‬

‫قتل"‪.‬‬
‫قال‪( :‬والفتح فيه من مضارع أثر) أي‪ :‬ويفتح ما قبل آخره إذا كان مضارعًا‪،‬‬
‫نحو‪" :‬يكسر‪ ،‬يضرب‪ ،‬يفتح‪ ،‬يحفظ‪ ،‬يفهم‪ ،‬يكتب‪ ،‬يؤكل‪ ،‬يقتل"‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬أثر) أي‪ :‬نقل عن العرب‪.‬‬
‫وحرر) أي‪ :‬أنه يف "اختار"‬
‫قال‪( :‬يف "اختار" و"انقاد" وشبه اكسر ألول وثالث ِّ‬
‫و"انقاد" يكسر الحري األول والثالث‪ ،‬فتقول‪" :‬اختير" و"انقيد"‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬وشبه) أي‪ :‬ما أشبههما من كل فعل على وزن "افتعل" أو"انفعل"‪،‬‬
‫معتل العين صحيح الالم‪ ،‬فحكمه كحكمهما بمعنى أنه يكسر أوله وثالثه ‪.‬‬
‫( ‪)1‬‬

‫(وحرر) من التحرير وهو التهذيب‪ ،‬ولعل النا م أراد أن يبين هبذه‬


‫ِّ‬ ‫وقوله‪:‬‬
‫العبارة أن ما لم تتوفر فيه الشروط المتقدمة مما كان على وزن "افتعل" أو"انفعل"‬
‫كال"استوى" فإنه ا يعطى حكمهما‪ ،‬بل هو كغيره مما بدئ هبمزة وصل ليس فيه إا‬ ‫(‪)2‬‬

‫ضم أوله وثالثه كما سيأيت يف البيت التالي‪ ،‬وهو قوله‪:‬‬

‫ثالثه كثان ذي التا ملتزم‬ ‫وما بدي بهمزة الوصل فضم‬


‫(وما بدي بهمزة الوصل فضم ثالثه كثان ذي التا ملتزم) أي‪ :‬أن الفعل الماضي‬
‫المبدوء هبمزة وصل – وا يكون إا خماسيًا أو سداسيًا‪ -‬إذا بني للمفعول‪ ،‬فإنه‬
‫ضم الحري الثالث منه – أي‪ :‬مع األول ‪ ،-‬نحو‪" :‬انطلق‪ ،‬اجتمع‪ ،‬استخرج‪،‬‬
‫يلتزم ّ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬وووز أيضاً الضم اخلالص فتقول‪" :‬ام ْختمور‪ ،‬امنْـ مقود"‪ ،‬وووز أيضاً اإلمشام‪.‬‬
‫(‪ )2‬وحنوه مما اختل فيه شرط من الشروط املتقدمة‪ ،‬وهو هنا صحة الالم‪ ،‬فالالم فيه معتلة‪.‬‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪39‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫استغفر‪ ،‬استنبط"‪.‬‬
‫وكان األولى هو تقديم هذا البيت على البيت الذي قبله؛ إذ ما ذكر يف البيت‬
‫السابق إنما هو استثناء من هذه القاعدة‪ ،‬فكان األولى تقديم ذكر القاعدة‪ ،‬ثم يذكر ما‬
‫يستثنى منها‪ ،‬والذي هو ّ‬
‫كل فعل على وزن "افتعل" أو"انفعل"‪ ،‬معتل العين صحيح‬
‫الالم‪.‬‬
‫ضم الحري الثاين منه–‬ ‫وقوله‪( :‬كثان ذي التا) أي‪ّ :‬‬
‫أن الفعل المبدوء بتاء زائدة ي ّ‬
‫أي‪ :‬مع األول – كال"تعلم‪ ،‬تصدق‪ ،‬تقاتل"‪ ،‬فتقول يف بنائها للمفعول‪" :‬تع ِّلم‪،‬‬
‫تصدِّ ق‪ ،‬تقوتل"‪.‬‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪40‬‬

‫باب يف األمرِ‬
‫‪..................................‬‬ ‫واألمر من أفعل أفعل ‪............‬‬
‫تكلم النا م يف هذا الباب عن كيفية صوغ فعل األمر‪ ،‬وحاصل هذا الباب أن‬
‫الفعل الماضي إما أن يكون على وزن "أفعل" أوا‪ ،‬فإن كان على وزن "أفعل" بفتح‬
‫العين‪ ،‬فيؤتى بفعل األمر منه على وزن "أفعل" بكسر العين‪ ،‬وهذا معنى قول النا م‪:‬‬
‫(واألمر من أفعل أفعل) ومن أمثلة ذلك‪" :‬أكرم‪ ،‬أحسن‪ ،‬أعط‪ ،‬آمن"‪ ،‬فإن ماضي هذه‬
‫األوامر‪" :‬أكرم‪ ،‬أحسن‪ ،‬أعطى‪ ،‬آمن"‪ ،‬فالفرق بين صيغة الماضي واألمر – كما ترى‬
‫يف األمثلة – أن الحري الذي قبل اآلخر مفتوح يف الماضي‪ ،‬ومكسور يف األمر ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫من غيره حري المضارع تفي‬ ‫‪ .........................‬واحذي‬


‫وإن لم يكن الماضي على وزن "أفعل" بأن كان ثالثيًا كال"ضرب"‪ ،‬أو رباعيًا‬
‫ليس على وزن أفعل كال"دحرج"‪ ،‬أو خماسيًا "كالانطلق"‪ ،‬أو سداسيًا كال"استخرج"‪،‬‬
‫فطريقة اإلتيان بفعل األمر منه أن يؤتى بالفعل المضارع مجزومًا بالم األمر‪ ،‬ثم‬
‫يحذي منه ام األمر وحري المضارعة‪ ،‬ثم ينظر إلى الحري الذي كان متصالً‬
‫بحري المضارعة‪ ،‬فإن كان متحركًا فإنك ستحصل على فعل األمر مباشرة‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫"لتدحرج‪ ،‬لتزخري‪ ،‬لتصدِّ ق‪ ،‬لتشارك‪ ،‬لتقاتل‪ ،‬لتتقدم‪ ،‬لتقل‪ ،‬لتصم "‪ ،‬تقول يف األمر‬
‫منها‪" :‬دحرج‪ ،‬زخري‪ ،‬صدِّ ق‪ ،‬شارك‪ ،‬قاتل‪ ،‬تقدم‪ ،‬قل‪ ،‬صم"‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬ومن الفرق بينهما أيضاً أن احلرف األخري يف املاضي مفتوح‪ ،‬ويف األمر ساكن‪ ،‬إال أن ضبط‬
‫احلرف األخري ليس من مباحث علم الصرف‪ ،‬وإمنا هو من مباحث علم اإلعراب‪.‬‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪41‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫وهذا هو المراد بقول النا م‪( :‬واحذي من غيره حري المضارع تفي) أي‪:‬‬
‫واحذي حري المضارعة من غير " أفعل" تفي بما هو واجب عليك‪ .‬وأما إن كان‬
‫الحري المتصل بحري المضارعة ساكنًا‪ ،‬فإنه يؤتى هبمزة وصل يتوصل هبا إلى‬
‫النطق بذلك الساكن‪ ،‬وتكون هذه الهمزة مكسورة إذا كان المضارع مكسور العين‬
‫كال"يضرب"‪ ،‬أو مفتوح العين كال"يذهب‪ ،‬يعلم"‪ ،‬فتقول يف األمر منها‪" :‬اضرب‪،‬‬
‫اذهب‪ ،‬اعلم"‪.‬‬

‫إن فتح اآلتي كذا إن كسرا‬ ‫كسرا‬ ‫هبمز‬ ‫صله‬ ‫وساكنًا‬


‫‪..................................‬‬ ‫واضممه مما ضم أصل ّيًا ‪........‬‬
‫وإلى هذا أشار النا م بقوله‪( :‬وساكنًا صله هبمز كسرا إن فتح اآلتي كذا إن‬
‫كسرا) أي‪ :‬أن الحري الذي يلي حري المضارعة إذا كان ساكنًا فصله هبمزة وصل‬
‫مكسورة إذا كان المضارع مفتوحًا أو مكسور ًا‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬إن فتح اآلتي) أي‪ :‬المضارع‪.‬‬
‫قال‪( :‬واضممه مما ضم أصل ّيًا) أي‪ :‬وض ّم همزة الوصل إذا كانت عين الفعل‬
‫المضارع مضموم ًة بضمة أصلية‪ ،‬مثال ذلك‪" :‬ينصر‪ ،‬يقتل‪ ،‬ينظر‪ ،‬يكتب‪ ،‬يدعو"‪،‬‬
‫فهذه أفعال مضارعة مضمومة العين‪ ،‬فتقول يف فعل األمر منها‪" :‬انصر‪ ،‬اقتل‪ ،‬انظر‪،‬‬
‫اكتب‪ ،‬ادع"‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬مما ضم أصل ّيًا) احرتاز مما لو كانت ضمة عين المضارع ضمة‬
‫عارضة‪ ،‬فإنه يؤتى هبمزة الوصل مكسورة‪ ،‬ألن العارض ضعيف ا يخرج عن‬
‫األصل‪ ،‬فتقول‪" :‬امشوا" بكسر همزة الوصل‪ ،‬مع أن عين الفعل المضارع المسند‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪42‬‬

‫إلى واو الجماعة مضمومة "يمشون"‪ ،‬ولك ّن هذه الضمة عارضة ألجل واو‬
‫الجماعة‪.‬‬

‫حذي لها من كل ومر وسل وخذ‬ ‫‪.............................‬وشذ‬


‫وقوله‪( :‬وشذ حذي لها من كل ومر وسل وخذ) أي‪ّ :‬‬
‫وشذ حذي همزة الوصل‬
‫يف أفعال محصورة‪ ،‬وهي‪ " :‬كل‪ ،‬مر‪ ،‬سل‪ ،‬خذ"‪ ،‬مع أن األصل إثباهتا؛ ألن الحري‬
‫المتصل بحري المضارعة ساكن‪ ،‬والقياس يف أمثالها إثبات همزة الوصل‪ ،‬فاألصل‬
‫أن يقال‪" :‬اأكل‪ ،‬اأمر‪ ،‬اسأل‪ ،‬اأخذ‪ ،" ،‬إا أن العرب لما حذفت هذا الساكن المتصل‬
‫بح ري المضارعة‪ ،‬استغنوا عن اإلتيان هبمزة الوصل؛ ألهنا كانت مجتلبة للتوصل‬
‫إلى النطق بالساكن وقد زال‪ ،‬فحذفوها‪ ،‬فصارت "كل‪ ،‬مر‪ ،‬سل‪ ،‬خذ"‪.‬‬
‫إا أنه ا يلتزم حذي همزة "أمر‪ ،‬سأل" إا عند اابتداء بالكلمة‪ ،‬فإن كانت‬
‫مسبوقة بحري عاطف لم يلتزموا حذفها‪ ،‬بل األكثر استعما ً‬
‫ا يف هاتين الكلمتين‬
‫حينئذ إعادة الهمزة‪ ،‬نحو قوله تعالى‪﴿ :‬وأمر أهلك بالصالة﴾‪﴿ ،‬فاسألوا أهل‬
‫ِّ‬
‫الذكر﴾‪.‬‬
‫وأما "خذ‪ ،‬كل" فتتميمهما بعد العاطف نادر‪.‬‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪43‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬
‫ِ‬
‫المفعول‬ ‫ِ‬
‫الفاعل واس ِم‬ ‫باب يف اس ِم‬
‫له اسم فاعل كال"زيد سهل"‬ ‫فعيل فعل‬ ‫بالضم‬
‫ِّ‬ ‫فعل‬
‫كأفعل فعالن إن كان لزم‬ ‫أدم‬ ‫الكسر‬ ‫لفعل‬ ‫وفعل‬
‫بالضم فعيل فعل له اسم فاعل كزيد سهل) أي‪ّ :‬‬
‫أن كل فعل‬ ‫ِّ‬ ‫قال النا م‪( :‬فعل‬
‫على وزن "فعل" فقياس اسم فاعله أن يأيت على وزن "فعيل" أو على وزن "فعل"‪،‬‬
‫وما خرج عن هذين الوزنين فهو شاذ يحفظ وا يقاس عليه‪.‬‬
‫فمن أمثلة ما أتى على وزن "فعيل"‪" :‬كرم فهو كريم‪ ،‬نبل فهو نبيل‪ ،‬قبح فهو‬
‫قبيح‪ ،‬قصر فهو قصير‪ ،‬عظم فهو عظيم‪ ،‬شري فهو شريف‪ ،‬سمن فهو سمين"‪.‬‬
‫ومن أمثلة ما جاء على وزن"فعل"‪" :‬سهل فهو سهل‪ ،‬صعب فهو صعب"‪.‬‬
‫وقول النا م‪( :‬زيد سهل) مبتدأ وخرب‪.‬‬
‫قال‪( :‬وفعل لفعل الكسر أدم كأفعل فعالن إن كان لزم) أي‪ّ :‬‬
‫أن كل فعل ازم‬
‫على وزن "فعل" بكسر العين‪ ،‬فإن اسم الفاعل يأيت منه على وزن "فعل" وهو‬
‫الغالب كال"فرح فهو فرح‪ ،‬بطر فهو بطر"‪ ،‬أو على وزن "أفعل" إذا كان دا ًّ‬
‫ا على لون‬
‫كال"خضر فهو أخضر‪ ،‬حمر فهو أحمر‪ ،‬سود فهو أسود"‪ ،‬أو على وزن "فعالن"‬
‫كال"شبع فهو شبعان‪ ،‬عطش فهو عطشان‪ ،‬سكر فهو سكران"‪ ،‬وربما اجتمعت‬
‫األوزان الثالثة كال"شعث فهو شعث وأشعث وشعثان"‪ ،‬ولذا قال بعضهم‪ :‬وربما‬
‫اجتمعن نحو شعث ونحو شعثان ونحو األشعث‬
‫ومعنى قوله‪( :‬وفعل لفعل الكسر أدم) أي‪ :‬واسم الفاعل الذي على وزن "فعل"‬
‫يؤتى به دائمًا لال"فعل" بكسر العين‪ .‬وقوله‪( :‬أدم) فعل أمر من أدام‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬إن كان لزم) أي‪ :‬بشرط أن يكون "فعل" بكسر العين ازمًا ا متعديًا‪.‬‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪44‬‬

‫المكسور إن عدِّ ي‪...............‬‬ ‫وفاعل لفعل المفتوح والال‬


‫قال‪( :‬وفاعل لفعل المفتوح والالمكسور إن عدِّ ي) أي‪ّ :‬‬
‫أن كل فعل على وزن‬
‫"فعل" بفتح العين ‪ -‬سواء كانت ازمة كال"ذهب" أو متعديةكال"ضرب‪ ،‬كتب"‪ ،-‬أو‬
‫على وزن "فعل" بكسر العين بشرط أن تكون متعدية كال"حفظ‪ ،‬فهم"‪ ،‬فإن اسم‬
‫الفاعل يأيت منها على وزن"فاعل"‪ ،‬نحو‪ :‬ذهب فهو ذاهب‪ ،‬ضرب فهو ضارب‪ ،‬كتب‬
‫فهو كاتب‪ ،‬حفظ فهو حافظ‪ ،‬فهم فهو فاهم"‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬إن عدِّ ي) أي‪ :‬بشرط أن يكون "فعل" بكسر العين متعديًا‪ ،‬أما إن كان‬
‫ازمًا فقد تقدم يف البيت السابق أن اسم الفاعل منه على وزن"فعل‪ ،‬أو"أفعل"‪ ،‬أو‬
‫"فعالن"‪.‬‬

‫‪ ..................‬لغير ذا نقل‬ ‫‪..................................‬‬


‫أوله‪ ،‬واكسر لتالي ما ختم‬ ‫زنة ما ضارع مع ميم تضم‬
‫وبعد أن ذكر النا م صيغة اسم الفاعل من الفعل الثالثي‪ ،‬ذكر أنه يأيت من غير‬
‫الثالثي فقال‪( :‬لغير ذا نقل) أي‪ :‬لغير الثالثي‪.‬‬
‫معناه أن اسم الفاعل يأيت من غير الثالثي على وزن مضارعه‪ ،‬إا أن حري‬
‫المضارعة يبدل ميمًا مضمومة‪ ،‬ويكسر ما قبل آخره‪ ،‬نحو‪" :‬أكرم يكرم فهو مكرم‪،‬‬
‫انطلق ينطلق فهو منطلق‪ ،‬استخرج يستخرج فهو مستخرج"‪ ،‬ولذا قال النا م‪( :‬زنة‬
‫ما ضارع مع ميم تضم أوله‪ ،‬واكسر لتالي ما ختم)‪.‬‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪45‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫فقوله‪( :‬زنة ما ضارع) أي‪ :‬على وزن المضارع‪ .‬وقوله‪( :‬مع ميم تضم) أي‪:‬‬
‫يبدل حري المضارعة ميمًا مضمومة‪ .‬وقوله‪ّ ( :‬أوله) أي‪ :‬أن الميم تكون يف ّأوله‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬واكسر لتالي ما ختم) أي‪ :‬واكسر الحري الذي قبل األخير‪.‬‬

‫والوزن ذا من الثالثي مطرد‬ ‫ترد‬ ‫فمفعول‬ ‫فتحته‬ ‫وإن‬


‫ولما انتهى النا م من الكالم على اسم الفاعل‪ ،‬شرع يف الكالم على اسم‬
‫المفعول من الفعل الثالثي ومن غيره‪ ،‬فبدأ بالكالم عن صوغه من غير الثالثي فقال‪:‬‬
‫(وإن فتحته فمفعول ترد) أي‪ :‬وإن أردت اسم المفعول من الفعل الزائد على‬
‫الثالثي فافتح الحري الذي قبل األخير من اسم فاعله‪ ،‬نحو‪" :‬مكرم‪ ،‬منطلق‪،‬‬
‫مستخرج‪ ،‬مستنبط" وهكذا‪.‬‬
‫ثم ذكر اسم المفعول من الثالثي‪ ،‬فقال‪( :‬والوزن ذا) أي‪ :‬وزن "مفعول" (من‬
‫الثالثي مطرد) أي‪ :‬هو قياس اسم المفعول من الثالثي مطلقًا‪ ،‬فكل فعل ثالثي سواء‬
‫كان على وزن"فعل" بضم العين‪ ،‬أو على وزن "فعل" بكسر العين‪ ،‬أو على وزن‬
‫"فعل" بفتح العين فإنه يؤتى باسم المفعول منه على وزن "مفعول"‪ ،‬نحو‪" :‬‬
‫مشروب‪ ،‬مأكول‪ ،‬مضروب‪ ،‬مسروق‪ ،‬مقتول"‪.‬‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪46‬‬

‫باب يف المصادر‬
‫اذكر‬ ‫له‬ ‫فعول ًة‬ ‫فعال ًة‬ ‫من فعل المضموم قيس المصدر‬
‫المصادر على قسمين‪ :‬سماعي‪ ،‬وقياسي‪.‬‬
‫والسماعي منه ا أكثر من القياسي‪ ،‬إا أن النا م لم يتكلم عليه‪ ،‬بل اقتصر على‬
‫القياسي منها‪ ،‬وبدأ بالكالم عن مصدر "فعل" بضم العين‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫(من فعل المضموم قيس المصدر فعال ًة فعول ًة له اذكر) أي‪ :‬أن كل فعل على‬
‫وزن "فعل" بضم العين فقياس المصدر منه أن يأيت على وزن "فعالة" أو فعولة‪،‬‬
‫نحو‪ " :‬ري رافة‪ ،‬فصح فصاحة‪ ،‬شجع شجاعة‪ ،‬سهل سهولة‪ ،‬صعب صعوبة"‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬قيس) أي‪ :‬قياس‪ ،‬و (فعالة وفعولة) يف قول النا م مفعول به لقوله‪:‬‬
‫(اذكر) أي‪ :‬اذكر لال"فعل" فعال ًة وفعولةً‪.‬‬

‫حصل‬ ‫لواقع‬ ‫ف عل‬ ‫قياسه‬ ‫وفعل المكسور ازمًا فعل‬


‫فعل ‪............................‬‬ ‫وفعل المفتوح منه المصدر‬
‫قال‪( :‬وفعل المكسور ازمًا فعل) أي‪ّ :‬‬
‫أن كل فعل ازم على وزن "فعل" بكسر‬
‫العين فقياس المصدر منه أن يأيت على وزن "فعل"‪ ،‬نحو‪" :‬فرح فرحًا‪ ،‬بطر بطر ًا‪،‬‬
‫غضب غضبًا‪ ،‬عطش عطشًا" وهكذا‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬وفعل المكسور) أي‪ :‬مكسور العين (ازمًا) أي‪ :‬بشرط أن يكون‬
‫ازمًا‪.‬‬
‫أما المتعدي فقياس المصدر منه أن يأيت على وزن "فعل" بسكون العين‪ ،‬ولذا‬
‫قال النا م‪( :‬قياسه فعل لواقع حصل) نحو‪" :‬فهم فهمًا‪ ،‬ثلم ثلمًا"‪.‬‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪47‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫وقوله‪( " :‬لواقع) أي‪ :‬للفعل المتعدي‪ ،‬ألن المتعدي يطلق عليه لفظ "الواقع"؛‬
‫لوقوعه على المفعول به‪.‬‬
‫قال‪( :‬وفعل المفتوح منه المصدر فعل) أي‪ :‬وكل فعل على وزن "فعل" بفتح‬
‫العين إذا كان متعديًا‪ ،‬فقياس المصدر منه أن يأيت على وزن "فعل" بسكون العين‪،‬‬
‫نحو‪" :‬ضرب ضربًا‪ ،‬فتح فتحًا‪ ،‬بحث بحثًا‪ ،‬بعث بعثًا"‪.‬‬

‫‪ ......‬فعول يف لزوم يذكر‬ ‫‪..................................‬‬


‫مثل صراخ‪ ،‬فعالن انتقال‬ ‫وفعال‬ ‫كدبيب‪،‬‬ ‫فعيل‬ ‫وجا‬
‫وأما إن كان ازمًا فقياس المصدر منه أن يأيت على وزن "فعول"‪ ،‬نحو‪" :‬قعد‬
‫قعود ًا‪ ،‬جلس جلوسًا‪ ،‬دخل دخو ً‬
‫ا‪ ،‬خضع خضوعًا"‪ ،‬ولذا قال النا م‪:‬‬
‫(فعول يف لزوم يذكر)‪ ،‬إا أنه قد سمع كثير ًا يف "فعل" الالزمة مفتوحة العين‬
‫مجيء المصدر منها على وزن "فعيل" إذا دلت على السير‪ ،‬نحو‪" :‬رحل رحيالً"‪ ،‬أو‬
‫على وزن"فعال" إن كانت دالة على صوت‪ ،‬نحو‪" :‬دعا دعا ًء"‪ ،‬أو على وزن‬
‫"فعالن" إن كانت دالة على الحركة وااضطراب‪ ،‬نحو‪" :‬دار دورانًا"‪ ،‬ولذا قال‬
‫النا م‪:‬‬
‫(وجا فعيل كدبيب‪ ،‬وفعال مثل صراخ‪ ،‬فعالن انتقال) أي‪ :‬وجاء المصدر‬
‫لال"فعل" الالزمة على وزن "فعيل"‪ ،‬نحو‪" :‬دب دبيبًا"‪ ،‬وعلى وزن"فعال" كال"صرخ‬
‫صراخًا"‪ ،‬وعلى وزن "فعالن" إن كانت "فعل" دالة على اانتقال والحركة‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫"فاض فيضانًا‪ ،‬جرى جريانًا‪ ،‬غلى غليانًا"‪.‬‬
‫وكذا سمع مجيء المصدر من "فعل" الالزمة على وزن "فعالة" إن كانت دالة‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪48‬‬

‫على حرفة أو واية نحو‪" :‬كتب كتابة‪ ،‬صنع صناعة‪ ،‬خاط خياطة‪ ،‬درس دراسة‪ ،‬ولي‬
‫واية"‪ ،‬وسمع أيضًا مجيء المصدر من "فعل" الالزمة على وزن "فعال"إن كانت‬
‫دالة على مرض‪ ،‬نحو‪ " :‬سعل سعا ً‬
‫ا‪ ،‬زكم زكامًا‪ ،‬صدع صداعًا"‪.‬‬
‫‪..................................‬‬ ‫كخلسة‬ ‫لمرة‬ ‫وفعلة‬
‫(وفعلة لمرة كخلسة) أي‪ :‬أن اسم المرة من الفعل الثالثي مطلقًا سواء كان‬
‫ازمًا أو متعديًا يكون على وزن "فعلة"‪ ،‬نحو‪" :‬جلس جلسة‪ ،‬أكل أكلة‪ ،‬قعد‬
‫قعدة"‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬كخلسة) من ااختالس‪ :‬وهو أخذ الشئ بسرعة‪ ،‬والخلسة‪ :‬المرة‬
‫الواحدة من ااختالس‪.‬‬
‫لكن يشرتط فيما تقدم أن ا يكون المصدر مبنيًا على التاء‪ ،‬فإذا كان مبنيًا على‬
‫التاء كال"رحمة‪ ،‬نفخة" فال يدل على المرة‪ ،‬وإذا أريدت المرة منه وصف بالوحدة‬
‫فيقال‪" :‬رحم رحمة واحدة‪ ،‬نفخ نفخة واحدة"‪.‬‬
‫وأما صوغ المرة من غير الفعل الثالثي فيكون بزيادة تاء يف آخره‪ ،‬نحو‪ :‬انطلق‬
‫انطالقة‪ ،‬استخرج استخراجة"‪.‬‬

‫كخلسة‬ ‫لهيئة‬ ‫وفعلة‬ ‫‪..................................‬‬


‫قال‪( :‬وفعلة لهيئة كخلسة) أي‪ :‬أن الهيئة تصاغ من الفعل الثالثي مطلقًا على‬
‫وزن "فعلة"‪ ،‬نحو‪" :‬فأحسنوا القتلة‪ ،‬فأحسنوا الذبحة‪ ،‬جلس جلسة المتك ّبر‪ ،‬قعد‬
‫قعدة األعرابي‪ ،‬مات ميتة حسنة"‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬كخلسة) أي‪ :‬كهيئة من يريد ااختالس‪.‬‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪49‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫وا يبنى من غير الثالثي مصدر للهيئة‪.‬‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪50‬‬

‫ِ‬
‫مصادر غيرِ الثالثي‬ ‫فصل يف‬

‫ثالثه فاكسر‪ ،‬وما بعد امدد‬ ‫الثالثي بوصل إن بدي‬‫ِّ‬ ‫غير‬


‫وعوض تاء غالبًا منها ألف‬ ‫والعين من معت ِّله حتمًا حذي‬
‫قال النا م‪( :‬غير الثالثي بوصل إن بدي‪ ،‬ثالثه فاكسر‪ ،‬وما بعد امدد) أي‪ّ :‬‬
‫أن‬ ‫ِّ‬
‫غير الثالثي من األفعال إن بدئ هبمزة وصل – وا يكون إا خماسيًا أو سداسيًا‪،-‬‬
‫فقياس المصدر منه أن يكسر حرفه الثالث‪ ،‬ويزاد قبل آخره ألف‪ ،‬نحو‪" :‬انطلق‬
‫انطالقًا‪ ،‬اقتدر اقتدار ًا‪ ،‬استغفر استغفار ًا‪ ،‬استنبط استنباطًا"‪.‬‬
‫فقوله‪( :‬ثالثه) مفعول به للفعل الذي بعده (فاكسر) أي‪ :‬فاكسر ثالثه‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬وما بعد امدد) أي‪ :‬وامدد ما قبل األخير‪.‬‬
‫ولكن يشرتط فيما تقدم أن تكون العين صحيحة‪ ،‬فإذا كانت معتلة فقياس‬
‫المصدر منه أن تحذي عينه‪ ،‬ويعوض عنها تاء‪ ،‬ولذا قال النا م‪( :‬والعين من معت ِّله‬
‫حتمًا حذي‪ ،‬وعوض تاء غالبًا منها ألف) نحو‪" :‬استبان استبانة‪ ،‬استقام استقامة‪،‬‬
‫استعاذ استعاذة"‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬وعوض تاء) أي‪ :‬وتعويض تاء‪ .‬وقوله‪( :‬غالبًا) معناه أن هذه التاء‬
‫الغالب ذكرها‪ ،‬ومن غير الغالب حذفها‪ ،‬ويكثر ذلك – أي‪ :‬الحذي ‪ -‬مع اإلضافة‪،‬‬
‫نحو‪" :‬إقام الصالة‪ ،‬استنار البدر"‪ ،‬وأصلهما‪" :‬إقامة الصالة‪ ،‬استنارة البدر"‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫(ألف) أي‪ :‬وجد وعري‪.‬‬

‫علم‬ ‫آخر‬ ‫قبيل‬ ‫لما‬ ‫ض ٌّم‬ ‫وما بدي بالتاء إن صح لزم‬


‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪51‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫‪..................................‬‬ ‫واكسره من معت ِّله‪.............‬‬


‫قال‪( :‬وما بدي بالتاء إن صح لزم ض ٌّم لما قبيل آخر علم) أي‪ّ :‬‬
‫أن كل فعل مبدوء‬
‫بتاء زائدة – وا يكون إا خماسيًا – فقياس المصدر منه أن يضم ما قبل آخره‪،‬‬
‫بشرط أن يكون صحيح الالم‪ ،‬ولذا قال النا م‪( :‬إن صح) أي‪ :‬إن كان صحيح الالم‪،‬‬
‫نحو‪" :‬تدحرج تدحرجًا‪ ،‬تعلم تعلمًا‪ ،‬تكلم تكلمًا‪ ،‬تشيطن تشيطنًا‪ ،‬تكلف تكلفًا‪،‬‬
‫تكرم تكرمًا‪ ،‬تفهم تفهمًا"‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫أما إن كان معتل الالم‪ ،‬نحو‪" :‬توانى‪ ،‬تو ّلى‪ ،‬تدلى"‪ ،‬فقياس المصدر منه أن‬
‫يكسر ما قبل آخره‪ ،‬ولذا قال النا م (واكسره من معت ِّله) فتقول‪" :‬توانيًا‪ ،‬تو ِّليًا‪،‬‬
‫تد ِّليًا"‪.‬‬
‫كال"حوقال"‬ ‫فعللة‬ ‫مصدره‬ ‫‪...........................‬وفعلال‬
‫‪..................................‬‬ ‫وفعل المصدر تفعيل‪.........‬‬
‫قال‪( :‬وفعلال مصدره فعللة كحوقال) أي‪ّ :‬‬
‫أن كل فعل على وزن "فعلل" وما‬
‫ألحق به كال"فوعل" فقياس المصدر منه أن يأيت على وزن "فعللة"‪ ،‬نحو‪" :‬دحرج‬
‫دحرجة‪ ،‬وسوس وسوسة‪ ،‬زلزل زلزلة‪ ،‬حوقل حوقلة"‪.‬‬
‫وذكر بعضهم أن الفعالل أيضًا مصدر مقيس لال"فعلل"‪ ،‬وهو اهر كالم ابن‬
‫مالك يف التسهيل ‪ ،‬فتقول‪" :‬دحرج دحراجًا‪ ،‬وسوس وسواسًا‪ ،‬زلزل زلزا ً‬
‫ا"‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬أما يف األلفية فذكر أنه غري مقيس حيث قال‪:‬‬
‫اج َع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْل َم ِقيس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاً َ نِي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاً ال أ ََّوال‬
‫َو ْ‬ ‫فِ ْع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالَل أ َْو فَـ ْعلَلَ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة لَِف ْعلَ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالَ‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪52‬‬

‫قال‪( :‬وفعل المصدر تفعيل) أي‪ :‬أن كل فعل على وزن "فعل" فقياس مصدره‬
‫أن يأيت على وزن "تفعيل" بشرط أن يكون صحيح الالم‪ ،‬نحو‪" :‬كلم تكليمًا‪ ،‬علم‬
‫تعليمًا‪ ،‬عظم تعظيمًا‪ ،‬ذكر تذكير ًا"‪.‬‬
‫أما إن كان معتل الالم فقياس مصدره أن يأيت على وزن "تفعلة"‪ ،‬ولذا قال‬
‫النا م‪:‬‬
‫خذا‬ ‫له‬ ‫تفعل ًة‬ ‫يعتلل‬ ‫إن‬ ‫‪ ..............................‬وذا‬
‫والمفاعله‬ ‫الفعال‬ ‫لفاعل‬ ‫وجاء تفعال لدى الكثرة له‬
‫(وذا) أي‪ :‬و"فعل" (إن يعتلل) أي‪ :‬إن يكن معتل الالم (تفعل ًة له خذا) أي‪ :‬خذ‬
‫له مصدر ًا على وزن "تفعلة"‪ ،‬نحو‪" :‬زكى تزكية‪ ،‬ربى تربية‪ ،‬نمى تنمية‪ ،‬وفى توفية‪،‬‬
‫غطى تغطية"‪.‬‬
‫قال‪( :‬وجاء تفعال لدى الكثرة له) أي‪ :‬أن "فعل" ربما جاء مصدرها على وزن‬
‫"تفعال" للدالة على الكثرة‪ ،‬نحو‪" :‬طوي تطوافًا‪ ،‬سير تسيار ًا" ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫قال‪( :‬لفاعل الفعال والمفاعله) هذا الشطر من ألفية ابن مالك‪ ،‬والمراد أن ّ‬
‫كل‬
‫فعل على وزن "فاعل" فقياس المصدر منه أن يأيت على وزن "مفاعلة" اتفاقًا‪ ،‬وعلى‬
‫وزن "فعال" على الصحيح‪ ،‬نحو‪" :‬ضارب ضرابًا ومضاربة‪ ،‬خاصم خصامًا‬
‫ومخاصمة‪ ،‬قاتل قتا ً‬
‫ا ومقاتلة"‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬فائدة‪ :‬كل مصدر جاء على وزن تَفعال‪ ،‬فهو بفت التاء إال "تِبيان"وتِلقاء" ‪.‬‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪53‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫والم ْف ِع ِل‬
‫الم ْف َع ِل َ‬
‫ِ‬
‫فصل يف بناء َ‬

‫فمنه مفعل بفتح قد وسم‬ ‫ما لم يكن كسر آلتيه لزم‬


‫عقد النا م هذا الفصل يف بناء المفعل – بفتح العين – والمفعل – بكسر العين‪-‬‬
‫‪ ،‬الذي يقال له‪" :‬المصدر الميمي" لكونه مبدوء ًا بميم زائدة‪.‬‬
‫قال‪( :‬ما لم يكن كسر آلتيه لزم فمنه مفعل بفتح قد وسم) أي‪ّ :‬‬
‫أن الفعل الذي ا‬
‫يجب كسر عين مضارعه كال "ذهب" فإنه يؤتى بالمفعل منه بالفتح دا ً‬
‫ا على المصدر‬
‫والمكان والزمان‪ ،‬ويفرق بينها بالقرائن‪ ،‬فتقول‪" :‬ذهب زيد مذهبًا حسنًا – أي‪:‬‬
‫ذهابًا حسنًا‪ ،-‬وهذا مذهب زيد – أي‪ :‬مكان ذهابه‪ -‬ورمضان مذهب زيد –أي‪:‬‬
‫زمان ذهابه"‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬آلتيه) أي‪ :‬لمضارعه‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬وسم) أي‪ :‬علم‪.‬‬

‫أطلقا‬ ‫ففتحًا‬ ‫بمعتل‬ ‫إ ّ‬


‫ا‬ ‫واوي فاء مطلقًا‬
‫ِّ‬ ‫واكسره من‬
‫واوي فاء مطلقًا) أي‪ :‬واكسر "المفعل" من كل فعل ثالثي‬
‫ِّ‬ ‫قال‪( :‬واكسره من‬
‫واوي الفاء سواء كسرت عين مضارعه كال"وعد يعد" أو ا كال"وقع يقع"‪ ،‬فتقول‪:‬‬
‫"وعد زيد موعد ًا حسنًا – أي‪ :‬وعد ًا‪ -‬وهذا موعد زيد – أي‪ :‬مكان وعده –‬
‫ورمضان موعد زيد –أي‪ :‬زمان وعده – ومنه قوله تعالى‪﴿ :‬قال موعدكم يوم‬
‫الزينة﴾‪.‬‬
‫ِّ‬
‫قال‪( :‬إ ّ‬
‫ا بمعتل ففتحًا أطلقا) أي‪ :‬إا إذا كان معتل الالم فيجاء بالمفعل منه‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪54‬‬

‫بالفتح مطلقًا‪ - ،‬أي‪ :‬سواء كان واوي الفاء أو ا‪ ،-‬دا ً‬


‫ا على المصدر والمكان‬
‫والزمان‪.‬‬
‫فرق‬
‫مثال واوي الفاء‪" :‬وقى"فتقول‪" :‬موقى " للمصدر والزمان والمكان‪ ،‬وي ّ‬
‫بينها بالقرائن‪.‬‬
‫ومثال ما ليس واوي الفاء‪" :‬رمى" فتقول‪" :‬مرمى" للمصدر والزمان والمكان‪،‬‬
‫فرق بينها أيضًا بالقرائن‪.‬‬
‫وي ّ‬

‫يفتح يف المصدر دون زور‬ ‫وغير ما مر من المكسور‬


‫وما سوى هذا شذوذه استبان‬ ‫واكسره من ري الزمان والمكان‬
‫قال‪( :‬وغير ما مر) أي‪ :‬وغير ما تقدم من واوي الفاء‪ ،‬ومعتل الالم (من‬
‫المكسور) أي‪ :‬مما تكسر عين مضارعه كال"ضرب يضرب" (يفتح يف المصدر) أي‪:‬‬
‫أنه يؤتى بالمفعل منه بالفتح دا ً‬
‫ا على المصدر فتقول‪" :‬ضرب زيد مضربًا حسنًا –‬
‫أي‪ :‬ضربًا ‪.-‬‬
‫وقوله‪( :‬دون زور) أي‪ :‬دون كذب‪.‬‬
‫قال‪( :‬واكسره من ري الزمان والمكان) أي‪ :‬ويؤتى بالمفعل منه بالكسر دا ً‬
‫ا‬
‫على الزمان والمكان‪ ،‬فتقول‪" :‬رمضان مضرب زيد –أي‪ :‬زمان ضربه‪ -‬وهذا‬
‫مضرب زيد – أي‪ :‬مكان ضربه‪.-‬‬
‫قال‪( :‬وما سوى هذا شذوذه استبان) أي‪ :‬وما خرج عن القواعد السابقة فإنه شاذ‬
‫يحفظ وا يقاس عليه‪ ،‬نحو‪" :‬عصى" فالقياس هو الفتح يف المصدر الميمي؛ ألنه‬
‫معتل الالم‪ ،‬فيقال‪ :‬معصية –بفتح الصاد ‪ ،-‬ولكن لم يسمع إا الكسر شذوذ ًا ‪-‬‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪55‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫معصية ‪.-‬‬
‫ومثل‪" :‬سجد" فالقياس فيها هو الفتح‪" :‬مسجد"؛ لكون فائها ليست واو ًا‪،‬‬
‫وامها ليست معتلة‪ ،‬ومضارعها ليس مكسور العين‪ ،‬ولكن لم يسمع فيها إا الكسر‪.‬‬

‫ومخرج‬ ‫ومدخل‬ ‫كمكرم‬ ‫يجي‬ ‫كمفعل‬ ‫الثالثي‬


‫ِّ‬ ‫غير‬
‫ولما انتهى النا م من الكالم على المصدر الميمي من الفعل الثالثي‪ ،‬ذكر أنه‬
‫يجيء من غير الثالثي فقال‪:‬‬
‫الثالثي كمفعل يجي كمكرم ومدخل ومخرج) أي‪ :‬أنه إذا أريد المصدر‬
‫ِّ‬ ‫(غير‬
‫الميمي من الفعل الزائد على الثالثي فإنه يؤتى به على وزن اسم مفعوله‪ ،‬فال"أكرم" ‪-‬‬
‫مثالً‪ -‬اسم المفعول منه "مكرم"‪ ،‬و"أدخل" اسم المفعول منه "مدخل"‪ ،‬و"أخرج"‬
‫اسم المفعول منه "مخرج"‪ ،‬و"مكرم" و"مدخل" و"مخرج" صالحة للمصدر‬
‫والمكان والزمان‪ ،‬ويفرق بينها بالقرائن‪.‬‬
‫وقول النا م‪( :‬كمفعل يجي) صوابه أن يقول‪" :‬كالاسم مفعوله"؛ ألن بعضها ا‬
‫تكون على وزن "مفعل"‪ ،‬نحو‪" :‬مستخرج" فإهنا على وزن "مستفعل"‪.‬‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪56‬‬

‫ِ‬
‫األرض‬ ‫فصل يف بِناء اس ِم‬

‫لكثرة يف األرض قيسًا تاتي‬ ‫مفعاة‬ ‫مع‬ ‫بالفتح‬ ‫مفعلة‬


‫قال النا م‪( :‬مفعلة بالفتح مع مفعاة لكثرة يف األرض قيسًا تاتي) أي‪ :‬أنه يصاغ‬
‫من اسم ما كثر من أسماء األعيان اسم على وزن "مفعلة" بالفتح‪ ،‬وصفًا لألرض‪،‬‬
‫للدالة على كثرة ذلك الشيء فيها‪ ،‬نحو‪" :‬أرض مأسدة" – أي‪ :‬كثيرة األسود ‪،-‬‬
‫"أرض مسبعة" – أي‪ :‬كثيرة السبع‪ " -‬أرض مذأبة" – أي‪ :‬كثيرة الذئاب ‪.-‬‬
‫وا تصاغ المفعلة إا من اسم ثالثي سواء كان مجرد ًا كال"أسد"‪ ،‬أو مزيد ًا لكن‬
‫( ‪)1‬‬

‫بحذي الحري الزائد منه كال"أفعى"‪ ،‬يقال‪" :‬أرض مفعاة" أي‪ :‬كثيرة األفاعي‪ .‬ولذا‬
‫قال النا م‪( :‬مع مفعاة)‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬قيسًا) أي‪ :‬قياسًا‪ ،‬فمعنى البيت‪ :‬أن "مفعلة" تأيت وزنًا قياسًا لما كثر‬
‫يف األرض‪.‬‬
‫غير الثالثي نادر ًا به اجعله‬ ‫له‬ ‫بالضم‬
‫ِّ‬ ‫مفعلة‬ ‫وأفعلت‬
‫بالضم له) أي‪ :‬أنه قد يصاغ من ااسم فعل على وزن‬
‫ِّ‬ ‫ثم قال‪( :‬وأفعلت مفعلة‬
‫"أفعل" ثم يؤتى بالوصف منه على وزن "مفعلة" بكسر العين‪ ،‬وصفًا لألرض‬
‫للدالة على ما كثر فيها‪ ،‬نحو‪" :‬أعشبت األرض فهي معشبة" أي‪ :‬كثر عشبها‪.‬‬
‫(بالضم) أي‪ :‬ضم الميم‪ .‬وقوله‪( :‬له) أي‪ :‬لما كثر يف األرض‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وقوله‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬قال سيبويه‪" :‬ومل وي وا بنظري هذا فيما جاوز ثالثة أحرف من حنو الضفدع والثعلب؛ كراهية أن‬
‫يثقل عليهم‪ ،‬وألهنم قد يستغنون أبن يقولوا‪" :‬كثرية الثعالب" وحنو ذلك‪ ،‬وإمنا اختصوا هبا بنات‬
‫الثالثة خلفتها"‪ .‬انظر‪ :‬كتاب سيبويه (‪.)94/4‬‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪57‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫ثم قال‪( :‬غير الثالثي نادر ًا به اجعله) تقدم أن صوغ المفعلة ا يكون إا من اسم‬
‫ثالثي‪ ،‬وذكر النا م هنا أنه قد تصاغ نادر ًا من غير الثالثي – أي‪ :‬من اسم رباعي‬
‫األصول‪ ،-‬نحو‪" :‬أرض مثعلبة" –أي‪ :‬كثيرة الثعالب ‪" ،-‬أرض معقربة" – أي‪:‬‬
‫كثيرة العقارب –‪ ،‬وهي بفتح العين على مذهب سيبويه‪ ،‬وبكسرها على مذهب غيره‪.‬‬
‫قال سيبويه‪" :‬ولو قلت من بنات األربعة على قولك‪" :‬مأسدة" لقلت‪:‬‬
‫"مثعلبة"؛ ألن ما جاوز الثالثة يكون نظير المفعل منه بمنزلة المفعول وقالوا‪" :‬أرض‬
‫مثعلبة ومعقربة" ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫وقال الزبيدي‪" :‬وأرض معقربة" بكسر الراء" ‪.‬‬


‫(‪)2‬‬

‫وقال الفيومي‪" :‬وأرض "معقربة" اسم فاعل ذات عقارب‪ ،‬كما يقال‪ :‬مثعلبة‬
‫ومضفدعة ونحو ذلك" ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬انظر‪ :‬كتاب سيبويه (‪.)94/4‬‬

‫(‪ )2‬انظر‪ :‬ج العروس من جواهر القاموس (‪.)425 /3‬‬


‫(‪ )3‬انظر‪ :‬املصباح املنري (ص‪.)218 :‬‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪58‬‬

‫ناء ِ‬
‫اآللة‬ ‫فصل يف بِ ِ‬

‫مفعال او مفعلة له اطرد‬ ‫ورد‬ ‫مفعل‬ ‫اآللة‬ ‫ولبنا‬


‫‪..................................‬‬ ‫ضم يف مدق منصل‬
‫ٌّ‬ ‫وشذ‬
‫عقد النا م هذا الفصل للكالم على بناء اآللة من الفعل الذي يعمل هبا‪ ،‬واآللة‬
‫هي الواسطة بين الفاعل والمفعول‪.‬‬
‫قال‪( :‬ولبنا اآللة مفعل ورد مفعال او مفعلة) أي‪ :‬أن اآللة تصاغ من الفعل‬
‫الذي يعمل هبا على وزن "مفعل"‪ ،‬نحو‪" :‬مخيط‪ ،‬معزي‪ ،‬محلب‪ ،‬مبرد‪ ،‬مشرط"‪ ،‬أو‬
‫على وزن "مفعال"‪ ،‬نحو‪" :‬مقراض‪ ،‬مفتاح‪ ،‬مسواك‪ ،‬مسمار‪ ،‬مسبار"‪ ،‬أو على وزن‬
‫"مفعلة"‪ ،‬نحو‪ :‬مخدة‪ ،‬مكنسة‪ ،‬مقرعة‪ ،‬مسطرة‪ ،‬مصفاة"‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬له اطرد) أي‪ :‬أن اسم اآللة يأيت من هذه األوزان الثالثة قياسًا مطرد ًا‪ .‬إا أن‬
‫ضم يف مدق)‬
‫هناك أسماء خرجت عن هذا القياس‪ ،‬وأشار إليها النا م بقوله‪( :‬وشذ ٌّ‬
‫وهو‪ :‬اآللة التي يدق هبا األشياء‪ .‬و(منصل) وهو‪ :‬من أسماء السيف‪.‬‬

‫مكحلة مدهن ومسعط منخل‬ ‫‪..................................‬‬


‫و(مكحلة) وهي‪ :‬الوعاء الذي يجعل فيه الكحل‪.‬‬
‫و(مدهن) وهو‪ :‬اآللة التي يجعل فيها الدهن‪.‬‬
‫(ومسعط) وهو‪ :‬اآللة التي يسعط هبا المريض – أي‪ :‬يوضع هبا الدواء يف أنفه‪.‬‬
‫و(منخل) وهو‪ :‬اآللة التي ينخل هبا‪.‬‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪59‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫فهذه األلفاظ لم تسمع إا على الشذوذ – أعني‪ :‬بضم الميم والعين – مع أن‬
‫(‪)1‬‬

‫القياس كما تقدم هو كسر الميم دائمًا‪ ،‬وفتح العين‪.‬‬


‫ومحل لزوم الضم الشاذ عند إطالق ااسم عليها من غير مالحظة المعنى كأهنا‬
‫أسماء آلات مخصوصة‪.‬‬
‫أما إذا أريد هبا ااشتقاق والعمل بأن لوحظ فيها المعنى فال يجب فيها التزام‬
‫الضم‪ ،‬بل يجوز أن يؤتى هب ّن على القياس‪ ،‬وإلى هذا أشار النا م بقوله‪:‬‬

‫مكمله‬ ‫العلي‬
‫ِّ‬ ‫هلل‬ ‫والحمد‬ ‫ومن نوى العمل جاز القيس له‬
‫الكمله‬ ‫والتابعين‬ ‫وصحبه‬ ‫ثم صالته على من أرسله‬
‫(ومن نوى العمل جاز القيس له) أي‪ :‬ومن نوى يف األلفاظ السابقة ااشتقاق‬
‫والشروع يف العمل فإنه يجوز كسر الميم على القياس‪ ،‬فتقول‪ :‬دققته بالمدق‪ ،‬كحلته‬
‫بمكحلتي‪ ،‬نخلته بمنخلي‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬القيس) أي‪ :‬القياس‪.‬‬
‫العلي مكمله) أي‪ :‬والحمد هلل الذي أعان على إكمال هذا‬
‫ِّ‬ ‫قال‪( :‬والحمد هلل‬
‫النظم‪.‬‬
‫(ثم صالته على من أرسله) وهو نبينا محمد صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫(وصحبه) جمع صاحب‪ ،‬وهو من لقي النبي صلى اهلل عليه وسلم مؤمنًا به‬
‫ومات على ذلك‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪) 1‬‬
‫"م مدق" فهو بضم احلرف األول والثاين‪.‬‬
‫عدا م‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪60‬‬

‫(والتابعين) جمع تابعي‪ ،‬وهو‪ :‬من لقي صحابيًا يف حالة اإليمان‪ ،‬ومات على‬
‫ذلك‪.‬‬
‫(الكمله) أي‪ :‬جمع كامل‪ ،‬والكامل هو الذي كمل يف أخالقه وصفاته‪،‬‬
‫والكمله صفة للصحابة والتابعين‪.‬‬

‫الزلل‬ ‫وغفر‬ ‫حسنى‬ ‫خاتمة‬ ‫العلي‬ ‫وأسأل‬ ‫"زان"‬ ‫عدد ه‬


‫قال‪( :‬عدده "زان") أي‪ :‬أن هذا النظم عدد أبياته ثمانية وخمسون بيتًا؛ ألن‬
‫حري الزاء يف حساب حروي الجمل سبعة‪ ،‬وحري األلف واحد‪ ،‬وحري النون‬
‫(‪)1‬‬

‫خمسون‪.‬‬
‫قال‪( :‬وأسأل العلي خاتمة حسنى) خاتمة كل شيء آخره‪ ،‬والخاتمة الحسنة هي‬
‫التي يوفق صاحبها للنطق بكلمة الشهادة (وغفر الزلل) الغفر بفتح الغين هو‪ :‬السرت‪،‬‬
‫والزلل‪ :‬أي‪ :‬الخطأ‪ ،‬والعدول عن سنن الصواب من قولك‪ :‬زلت قدمه‪ .‬أي‪ :‬زلقت‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪) 1‬‬
‫ضع فيها أحرف اهلجاء العربية مقابل األرقام‪ ،‬مبعىن أن أيخذ‬ ‫اب اجلم َّمل طريقة حسابية تمو َ‬ ‫حس م‬‫َ‬
‫احلرف اهلجائي القيمة احلسابية للعدد الذي يقابله وفق جدول معلوم‪ .‬ويقوم حساب اجلم َّمل على‬
‫ضظَغ"‪ .‬وجمموعها مثانية‬ ‫هوز‪ ،‬ح ِطني‪َ ،‬كلَ مم ْن‪َ ،‬س ْع َفص‪ ،‬قَـ َر َش ْ‬
‫ت‪ ،‬ثَ َخذْ‪َ ،‬‬ ‫احلروف األجبدية‪ ،‬وهي‪ْ " :‬أجبَ ْد‪َّ ،‬‬
‫وعشرون حرفًا؛ تسعة منها لآلحاد‪ ،‬وتسعة للعشرات‪ ،‬و تسعة للم ات‪ ،‬وحرف لأللْف‪ .‬وتستعمل‬
‫احلروف األجبدية يف حساب اجلمل على الوضع التاِل‪ :‬أ ‪ ،1‬ب ‪ ، 2‬ج ‪ ،3‬د ‪ ،4‬هـ ‪ ،5‬و‪ ،6‬ز‬
‫‪ ،7‬ح ‪ ،8‬ط ‪ ،9‬ي ‪ ،10‬ك ‪ ،20‬ل ‪ ،30‬م ‪ 40‬ن‪ ،50،‬س ‪ ،60‬ع ‪ ،70‬ف ‪ ،80‬ص ‪،90‬‬
‫ق ‪ ،100‬ر ‪ ،200‬ش ‪ ،300‬ت ‪ ،400‬ث ‪ ،500‬خ ‪ ،600‬ذ ‪ ،700‬ض ‪ ،800‬ظ ‪،900‬‬
‫غ ‪.1000‬‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪61‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫تم هذا الشرح المبارك أسأل اهلل تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم‪ ،‬موجبًا‬
‫للفوز لديه‪ ،‬وأن يعم النفع به‪.‬‬
‫وقد راعينا فيه جانب التوسط؛ ألن النظم مختصر‪ ،‬فاألليق بشارحه أن يحذو‬
‫حذوه‪ ،‬وا يتعدى ممشاه‪.‬‬
‫ونسأل اهلل تعالى أن يوفقنا لصالح األعمال‪ ،‬ويجمعنا على العلم ونشره يف كل‬
‫حال بمنّه وكرمه‪ ،‬والحمد هلل وحده‪ ،‬وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه‬
‫وسلم تسليمًا كثير ًا إلى يوم الدين‪.‬‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪62‬‬

‫﷽‬
‫نظم باكورة التعريف باملهم من التصريف‬

‫أحمد ر ِّبي من لكون صرفا * صال ّلى وس ّلم على اللذ شرفا‬ ‫‪1‬‬
‫تصريف فعل عقد‬ ‫محمالالالالالد وآلالالالالاله وبعالالالالالالد * فهاك من‬ ‫‪2‬‬
‫فالإناله فالالن جالالليالالل القالالالالدر * وجهالله بالمالرء حقالًا مزر‬ ‫‪3‬‬
‫ذكرت منه ما تمس الحاجة * إلاليه والالالرب باله اإلعالالانالالة‬ ‫‪4‬‬
‫التالعالريف * بمالا يهالمنا مالن التالصالريف‬ ‫بالاكالورة‬ ‫سماليته‬ ‫‪5‬‬
‫المجرد‬
‫َّ‬ ‫باب أبنية‬
‫وزن المالجالرد لالديهم فعالال * فعالل مالع فعالل ثالم فالعاللال‬ ‫‪6‬‬
‫كتب مالع عاللم ثالم الالالرفا * دحرج تمثيل بلف قد وفا‬ ‫‪7‬‬
‫ِ‬
‫تصريف المضار ِع‬ ‫فصل يف‬
‫الم ال ّلالزوم تلالالزم * وضالم مالا ضارع منها يالعلالالم‬
‫فالالعل بالالض ِّ‬ ‫‪8‬‬
‫وافتح له من ذات كسر الماضي * تغلب يف األلوان واألعالراض‬ ‫‪9‬‬
‫واكسره في ورث ورم ولي وثق * وري مخ وورع وفق ومق‬ ‫‪10‬‬
‫بئس * وغر وحر وله وهل يبس يئس‬ ‫وجهان منه يف حسب نعم‬ ‫‪11‬‬
‫يكالسر آتي فالعل المالفتوح يف * واو ِّي فالالالا أو ازم مالضالعف‬ ‫‪12‬‬
‫ا ريب يف انضمامه‬ ‫امه‪ * ،‬واويهما‬ ‫أو يالائيًا يف عينه أو‬ ‫‪13‬‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪63‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫إن يتعالدى‪ ،‬ورووا‬ ‫كذاك ما جاء لب ِّذ الفخر‪ ،‬أو * مضعف‬ ‫‪14‬‬
‫سماعًا الكسر‪ ،‬ويف حب انفرد * وضم ازم سماعالًا قالد ورد‬ ‫‪15‬‬
‫الجالالب‬ ‫والفتح يف حلق ِّي عين واجب * أو ام ان عالدم فيه‬ ‫‪16‬‬
‫مع شهرة‪ ،‬وما عن الك ِّل عدل * فاكسر أو اضمم منه آت كعتل‬ ‫‪17‬‬
‫الممالا‬
‫ثالالثالة وع ِّ‬ ‫عاللى‬ ‫كما * زاد‬ ‫الرباع مكسور‬ ‫مضارع‬ ‫‪18‬‬
‫تنبيه‬
‫تمييزك الياء من الواو بعين * بوصل ذي الرفع المحرك يبين‬ ‫‪19‬‬
‫ماضي ذاء‬ ‫للفالاء * إن ضم أو كسر‬ ‫عينه‬ ‫ونقل شكل‬ ‫‪20‬‬
‫لدى المفتوح فالمجانس * ينقل ا الشكل على ما أسسوا‬ ‫أما‬ ‫‪21‬‬
‫ِ‬
‫المضار ِع‬ ‫فصل يف‬
‫المضارع * وافتح‪ ،‬ويف الرباع ض ٌّم واقع‬ ‫يبدأ‬ ‫وبال"نأيت"‬ ‫‪22‬‬
‫وما قبيل اآلخر افتح إن بدي * بالتا‪ ،‬وغيره مضى بادي بدي‬ ‫‪23‬‬
‫جه ِ‬
‫ول‬ ‫للم ُ‬
‫فصل فيما ُيبنى َ‬
‫والفعل إن بني للمفعول ض ّم * أوله‪ ،‬واكسر بمالالعتل كالالالالشم‬ ‫‪24‬‬
‫وما قبيل آخر الماضي كسر * والفتح فاليه من مالضارع أثالر‬ ‫‪25‬‬
‫يف"اختار"و"انقاد وشبه اكسر * ألول وثالالالث وحالالالالالالالالالالالال ِّرر‬ ‫‪26‬‬
‫وما بدي بهمزة الوصل فضم * ثالالالثه كالالالثان ذي التا ماللالتزم‬ ‫‪27‬‬
‫باب يف األمرِ‬

‫واألمر من أفعل أفعل واحذي * من غيره حري المضارع تفي‬ ‫‪28‬‬


‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪64‬‬

‫وساكالنًا صالله هبالمز كالسرا * إن فالتح اآلتي كالذا إن كالسرا‬ ‫‪29‬‬


‫واضممه مما ضم أصل ّيًا وشذ * حذي لها من كل ومر وسل وخذ‬ ‫‪30‬‬
‫ِ‬
‫المفعول‬ ‫ِ‬
‫الفاعل واس ِم‬ ‫باب يف اس ِم‬
‫فالعل * لالاله اسالم فالاعل كال زيد سهالالالالل‬ ‫فالعيل‬ ‫بالالضم‬
‫ِّ‬ ‫فعل‬ ‫‪31‬‬
‫أدم * كالأفعل فالعالن إن كالان لالالزم‬ ‫الكالسر‬ ‫لفالعل‬ ‫وفالعل‬ ‫‪32‬‬
‫‪ 33‬وفالاعالل لفالعل المالفتوح والال * المكسور إن عدِّ ي‪ ،‬لغير ذا نقل‬
‫تضم * ّأولاله ‪ ،‬واكالسر لتالالي ما ختم‬ ‫زنة ما ضارع مع ميم‬ ‫‪34‬‬
‫فالمفالعول تالالرد * والوزن ذا من الثالثي مطرد‬ ‫وإن فالتحته‬ ‫‪35‬‬

‫باب يف المصادر‬
‫اذكالالر‬ ‫لالاله‬ ‫من فعل المضموم قيس المصدر * فالعال ًة فالعول ًة‬ ‫‪36‬‬
‫ازمًا فعالل * قياسه فالعل لالواقع حصالالل‬ ‫‪ 37‬وفعالل المكسور‬
‫يف لزوم يذكر‬ ‫فعول‬ ‫منه المصدر * فعل‪،‬‬ ‫‪ 38‬وفعل المفتوح‬
‫فعالن انتقال‬ ‫وفعال * مثل صراخ‬ ‫وجا فعيالالل كدبيب‬ ‫‪39‬‬
‫لالالهيئة كالالخلسة‬ ‫كالخلسالالة * وفعالاللة‬ ‫وفعالاللة لالالمرة‬ ‫‪40‬‬
‫ِ‬
‫مصادر غيرِ الثالثي‬ ‫فصل يف‬
‫بعد امالدد‬ ‫فاكسر وما‬
‫الثالثي بوصل إن بدي * ثالثه‬
‫ِّ‬ ‫غير‬ ‫‪41‬‬
‫والعين من معت ِّله حتمًا حذي * وعوض تاء غالبًا منها ألف‬ ‫‪42‬‬
‫صح لزم * ض ٌّم لمالالالا قبيالالالل آخر عالاللم‬ ‫وما بدي بالتاء إن‬ ‫‪43‬‬
‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫‪65‬‬ ‫فتح الكريم اللطيف‬

‫واكالسره من معتال ِّله‪ ،‬وفعاللال * مصالالدره فعالالللة كالالال"حوقال"‬ ‫‪44‬‬


‫وفعل المالصدر تفعيالل‪ ،‬وذا * إن يعتالاللل تفعالالالل ًة له خالالذا‬ ‫‪45‬‬
‫والمفالاعالله‬ ‫الفعالال‬ ‫وجاء تفعالال لالالدى الكثرة له * لفاعالل‬ ‫‪46‬‬
‫فصل يف بناء المفعل والمفعل‬
‫ما لالم يكن كالسر آلتيه لالزم * فالمنه مفالعل بفتالح قالد وسم‬ ‫‪47‬‬
‫واوي فاء مطلقًا * إ ّ‬
‫ا بمعتالل ففتحالالًا أطالالالاللقا‬ ‫ِّ‬ ‫واكسره من‬ ‫‪48‬‬
‫يف المصدر دون زور‬ ‫وغير مالا مر مالن المكالسور * يفتح‬ ‫‪49‬‬
‫واكسره من ري الزمان والمكان * وما سوى هذا شذوذه استبان‬ ‫‪50‬‬
‫الثالالثي كمفالعل يالالالالجي * كمكالالرم ومالالدخل ومالالخرج‬
‫ِّ‬ ‫غير‬ ‫‪51‬‬
‫ض‬‫فصل يف بِناء اس ِم األر ِ‬

‫مفعاة * لكثرة يف األرض قيسًا تاتي‬ ‫مالفعلة بالفتالح مالالع‬ ‫‪52‬‬


‫لاله * غالير الثالثي نادر ًا به اجعله‬ ‫بالالضم‬
‫ِّ‬ ‫وأفعالاللت مالفعلة‬ ‫‪53‬‬
‫ناء ِ‬
‫اآللة‬ ‫فصل يف بِ ِ‬

‫ورد * مفعالالال او مفعالاللة له اطالرد‬ ‫ولبنا اآللالالة مفعالالالل‬ ‫‪54‬‬


‫ضم يف مالدق منصالالل * مكحاللة مدهن ومسعط منخل‬
‫ٌّ‬ ‫وشالذ‬ ‫‪55‬‬
‫العالاللي مكمالالالله‬
‫ِّ‬ ‫ومن نوى العمل جاز القيس له * والالالحمالد هلل‬ ‫‪56‬‬
‫ثم صالالالالالته على من أرسالله * وصحبه والتالالابعين الكالمالالالله‬ ‫‪57‬‬
‫عدده "زان" وأسالالالالأل العلي * خاتمالال ًة حسنى وغفالالر الزلالل‬ ‫‪58‬‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬
‫شرح باكورة التعريف‬ ‫‪66‬‬

‫مـــــــــوقــــع الــتَّفــــريــــــــغ‬
‫للدروس العلميَّة والبحوث ال َّ‬
‫شرعيَّة‬
‫‪www.attafreegh.com‬‬

You might also like