Professional Documents
Culture Documents
-1-
اإلمام المهدّي ناصر محمد اليماني
- 26شّو ال 1429 -هـ
2008 - 10 - 27مـ
12:35صباًح ا
( بحسب الّت قويم الّر سمّي ألّم الُق رى )
______________
أهاًل وَس هاًل وَم رحًب ا بالباِح ِث الُم سَت شار ،عَس ى أن تكوَن ِم ن الَّس ابقين األخَي ار ..
له حًال حيث أنه متيمًا بأخته....وعلى هذا قتل زكريا ويحى عليهما وعلى رسولنا الصالة
والسالم...وهذا ما صح نقله .واألن هل تريدنا أن نصدق أن سفاح القربى كان محلًال في زمن
معين دون غيره؟؟طيب إذا كان هذا تشريع الخالق فهل الخالق سبحانه ال يعلم أن شهوة األخ
تجاه أخته أنها ستنتقل تلقائيًا عن طريق الجينات الوراثية وتصبح بعد فترة من الزمن سنة
من سننه في األرض؟؟!! ثم أنه من ناحية أخرى ياعزيزي هل السرقة كانت جائزة يومًا ما ؟؟
طيب القتل؟؟ طيب الزنى؟؟ بالتأكيد ال إلن شرع اهلل ال يتبدل أبدًا فكيف يتبدل عند تزاوج
اإلخوة ؟؟ أخي العزيز ناصر اليماني أنا ال أنفي أنك المهدي المنتظر وكذلك ال أثبت أنك هو
أيضًا...وأنت أيضًا بالتالي ال تتخاطب معنا بصفة المهدي المنتظر حتى يتبين لنا هذا
فنبايعك...أو يتبين لنا عكسه فنحاربك...أو على األقل نقول لك "سالما" ..على كل األحوال
أشكر لك إجتهادك فيما تفعل فبالتأكيد إجتهادك هذا سيوصلنا لمعرفة الحقيقة يومًا ما ..أنار
اهلل قلبك ودربك بنوره الذي ال ينطفئ وأظهر عليك الحجة أو بك.
— انتهى االقتباس
ِب ْس ِم اهلل الَّر حمن الّر حيم ،والّص الة والّس الم على خاتم األنبياِء والُم رَس لين وآله الطِّي بيَن الّط اِه ريَن والَّت ابعيَن
للحّق إلى يوم الِّد ين وبعد ..
أخي (الُم ستشار) ،أهاًل وسهاًل بَش خِص كم الكريم في َم وِق ِع َك (موقع اإلمام ناصر محمد اليماني) َم وِق ع كاّف ة
البشر للِح وار.
ويا أخي إّن ي أراَك لم َت قتِن ع بعُد بالجواِب بالَح ّق على ُس ؤاِل (الفيصل اليماني) في شأن كيف تكاثَر ت ُذ ِّر َّي ة
آدم ،ويا أخي الكريم عليك أن تعلَم ِع لَم الَي قيِن ِب أَّن ي ال ولن أقول على اهلل غير الحّق وما َي نبغي لي أن
ُأ خِط ئ في البيان الحّق للقرآن كما ُأ خِط ُئ في اإلمالء َف ُكن ِم ن الُم وِق نين بأّن الَّت كاُث ر كان ِم ن َح ّو اء وآدم
وال أعلُم بِج نٍس آخَر شاركهم تصديًق ا لقول اهلل تعالىَ{ :ي ا َأ ُّي َه ا الَّناُس اَّتُق وا َر َّب ُكُم اَّلِذ ي َخ َلَق ُكم ِّم ن َّنْف ٍس
َو اِح َد ٍة َو َخ َلَق ِم ْنَه ا َز ْو َج َه ا َو َب َّث ِم ْن ُه َم ا ِرَج ااًل َكِث يًر ا َو ِن َس اًء ۚ َو اَّتُق وا الَّلـَه اَّلِذ ي َت َس اَء ُلوَن ِب ِه َو اَأْلْر َح اَم ۚ ِإ َّن الَّلـَه
َكاَن َع َلْي ُكْم َرِق يًب ا ﴿ }﴾١صدق اهلل العظيم [النساء].
فتدَّبر قول اهلل تعالى{ :اَّلِذ ي َخ َلَق ُكم ِّم ن َّنْف ٍس َو اِح َد ٍة َو َخ َلَق ِم ْنَه ا َز ْو َج َه ا َو َب َّث ِم ْن ُه َم ا ِرَج ااًل َكِث يًر ا َو ِن َس اًء }
فمن أين ِج ئُت م بِج نٍس ثالٍث آلدم وَح ّو اء؟! وأّم ا بالِّن سبة للَّت شريِع فحين يأتي الَّت شريُع والَّت حريُم َف ِم ن َو قِت ها
يكون َش رع اهلل ساري الَم فعوِل وما َم ضى قد َم ضى ،كِم ثال قول اهلل تعالىَ{ :و اَل َت نِك ُح وا َم ا َنَكَح آَباُؤ ُكم
ِّم َن الِّن َس اِء ِإ اَّل َم ا َق ْد َس َلَف ۚ ِإ َّن ُه َكاَن َف اِح َش ًة َو َم ْق ًت ا َو َس اَء َس ِب ياًل ﴿ }﴾٢٢صدق اهلل العظيم [النساء].
وبعد خروج آدم لم يأِت َب عُد الَّت شريع في الَّز واِج ألنه ليس إاَّل آدم وحّو اء ،ولِح كمٍة ِم ن اهلل جاء الَّت شريُع
َبعد أن تكاثروا وِم ن ثّم َح َّر م الّز واج بين األخ وأخِت ه وأَح َّله ألبناء الُع موَم ة ،فكانت تتزَّو ُج البنُت ولَد َع ِّم ها
واسَت مَّر الَّت شريُع في الّز واج ،أّم ا الماضي فلم ُي حاِس بُه م اهلل عليه ِم ن َق بل نزول َت شريِع الَّز واج.
وكما أّن األخت ِم ن الُم َح َّر ماِت فكذلك امرأة األب ِم ن الُم َح َّر ماِت ،ولكَّننا نِج ُد بأّن اهلل لم ُي حاِس ب أو ُي عاِت ب
الذين تزَّو جوا ما نَكَح آباءهم ِم ن قبُل ِم ن الّنساء نظًر ا لَع َد م إقاَم ة الُح ّج ة عليهم لَع َد م ُن زول َت حريم الَّز واج
على األبناء ما نَكَح آباؤهم ِم ن الِّن ساء تصديًق ا لقول اهلل تعالىَ{ :و اَل َت نِك ُح وا َم ا َنَكَح آَباُؤ ُكم ِّم َن الِّن َس اِء ِإ اَّل
َم ا َق ْد َس َلَف ۚ ِإ َّن ُه َكاَن َف اِح َش ًة َو َم ْق ًت ا َو َس اَء َس ِب ياًل ﴿ }﴾٢٢صدق اهلل العظيم.
ُث اَّل
وكذلك اُألخت ِم ن الُم حَّر مات ولكّنه لم ينزل الَّت شريع بتحريِم الّز واج ِم ن األخت إ بعد الَّت كا ر وبعد ُن زوِل
الَّت شريع تَّم َت حريُم الّز واج ِم ن األخت كما تراُه تَّم الّت حريُم على االبن ِم ن الَّز واج بُم طَّلقِة أبيه ،فهل َت بَّي َن لك
الحّق أيها (الُم ستشار)؟ وتفهم الّت شريع بأّن اهلل ال ُي حاِس ُب على الماضي ِم ن قبل نزول َش رِع اهلل ولكَّن
الحساب يكون ِم ن بعد تنزيله تصديًق ا لقول اهلل تعالىَ{ :و اَل َت نِك ُح وا َم ا َنَكَح آَباُؤ ُكم ِّم َن الِّن َس اِء ِإ اَّل َم ا َق ْد
َس َلَف ۚ ِإ َّن ُه َكاَن َف اِح َش ًة َو َم ْق ًت ا َو َس اَء َس ِب ياًل ﴿ }﴾٢٢صدق اهلل العظيم ،فهل َف ِه مَت أُّي ها الُم ستشار؟ فكن ِم ن
أولي األلباب الذين َي تدَّبروَن آيات الكتاب إن كنَت ِم ن أصحاِب الُع قوِل التي ُت فِّر ق بين الحّق والباِط ل
تصديًق ا لقول اهلل تعالىِ{ :ك َت اٌب َأ نَز ْلَناُه ِإ َلْي َك ُم َب اَر ٌك ِّلَي َّد َّبُر وا آَي اِتِه َو ِل َي َت َذ َّكَر ُأ وُلو اَأْلْلَب اِب ﴿ }﴾٢٩صدق اهلل
العظيم [ص].
وإّن ي أُظ ُّن َك ِم ن أولي األلباب ،وُي عَر ُف ذلك ِم ن خالل ِح واِرك الَم ليِء باألَد ِب واألخالِق ،فِن عَم الَّر ُج ل وزاَد ك
اهلل ِع لًم ا ونوًر ا وجعل اهلل فيك خيًر ا كثيًر ا لإلسالم والُم سلمين وفي ُذ ِّر َّي ِت َك أجمعين إَّن رّبي َس ميُع الُّد عاء،
فقد أحَس نَت الَّظ ّن بناصر محمد اليمان وإَّن ك ال ُت َكِّذ ُبه ولكَّن َك لم ُت وِق ن بعُد أّن ه هو المهدّي المنتَظ ر وَت خاُف
ّي
أن ُت َص ِّد َق ني تَس ُّر ًع ا منك وأنا لسُت المهدّي ،وتخاُف أن أكون المهدّي المنتَظ ر الحّق ِم ن رّبك وأنت لم َتُكن
ِم ن الَّس ابقيَن األخيار ،وِم ن ثّم أرُّد عليك أُّي ها (الُم ستشار) وأقول :إذا لم ُت صِّد قوا بأني المهدّي المنتَظ ر
فكيف ُت ريدون إًذ ا أن يكون المهدّي المنتَظ ر وأنتم َت عَلمون بأّن خاتم األنبياء هو محمٌد رسول اهلل صَّلى
اهلل عليه وآله وسَّلم؟ بمعنى أّن المهدّي ال يأتي بكتاٍب جديٍد لُي حاِو َر الناَس به بل بالقرآن العظيم.
ويا أخي (الُم ستشار) إِّن ي ُأ قسُم لَك برّب العاَلمين ما اصَط َف يُت نفسي ِم ن ذاِت نفسي وإّن اهلل أعَلَم ني بأّن ي
المهدّي المنتَظ ر الَح ّق ِم ن ِع نده فكونوا ِم ن الّش اكرين ،فقد َم َّن اهلل عليكم أْن أدركُت م زماَن المهدّي المنتَظ ر
الذي تنتظُر ه اُألَم ُم فجَع لني اهلل في هذه اُألَّم ة ،وأنا لسُت شخًص ا َم غروًر ا وأعوذ باهلل أن أكوَن ِم ن
الَج اهلين ،ولكِّن ي أنِط ُق بالَح ِّق وأدعو الَّناس على َبصيَر ٍة ِم ن رّبي وهي ذاتها بصيرة محمٍد رسول اهلل -
صَّلى اهلل عليه وآله وسَّلم -هذا القرآن العظيم الذي ُأ حاّج كم به فُأ قيُم عليكم الُح َّج ة بالقرآن العظيم
تصديًق ا لقول اهلل تعالىَ{ :و ِإ َّن ُه َلِذ ْكٌر َّلَك َو ِل َق ْو ِم َك ۖ َو َس ْو َف ُت ْس َأ ُلوَن ﴿ }﴾٤٤صدق اهلل العظيم [الزخرف].
ذلك ألَّن القرآَن رسالٌة ِم ن اهلل شاملٌة إلى الّناس كاّف ًة إلى يوِم الِّد ين وُح َّج ُة اهلل على العالمين؛ َم ن
اسَت مَس َك به نَج ا وُه ِد َي إلى ِص راٍط ُم ستقيٍم ،وَم ن زاَغ عنه واستمَس َك ِب ما خالَف ه وهو ِم ن ِع نِد غير اهلل
فهو ليس على كتاب اهلل وال سّنة رسوله الحّق وَغ َو ى وَه َو ى وكأّن ما خَّر ِم ن الّس ماء فَت خَط ُف ه الَّط يُر أو
َت هِو ي به الِّر يُح إلى مكاٍن َس حيٍق ؛ ذلك ألّن القرآَن العظيم هو الَح بُل الذي أَم َر كم اهلل باالعِت صاِم بُم ْح كِم ه يا
َم عَش َر المسلمين تصديًق ا لقول اهلل تعالىَ{ :و اْع َت ِص ُم وا ِب َح ْب ِل الَّلـِه َج ِم يًع ا َو اَل َتَف َّر ُق وا} صدق اهلل العظيم [آل
عمران.]103:
وَبِق َي َم عنا أن َن علَم ما هو بالَّض بط هذا الحبل الذي َن عتِص ُم به ونكُف ر بما خالَف ه ،ثّم َن ِج ُد ه في قول اهلل
تعالىَ{ :ي ا َأ ُّي َه ا الَّناُس َق ْد َج اَء ُكم ُب ْر َهاٌن ِّم ن َّر ِّب ُكْم َو َأ نَز ْلَنا ِإ َلْي ُكْم ُن وًر ا ُّم ِب يًنا ﴿َ ﴾١٧٤ف َأ َّم ا اَّلِذ يَن آَم ُنوا ِب الَّلـِه
َو اْع َت َص ُم وا ِب ِه َف َس ُي ْد ِخ ُلُه ْم ِف ي َرْح َم ٍة ِّم ْن ُه َو َف ْض ٍل َو َي ْه ِد يِه ْم ِإ َلْي ِه ِص َر اًط ا ُّم ْس َت ِق يًم ا ﴿ }﴾١٧٥صدق اهلل العظيم
[النساء].
فتدَّبرواَ{ :و اْع َت ِص ُم وا ِب َح ْب ِل الَّلـِه َج ِم يًع ا َو اَل َتَف َّر ُق وا} ،وِم ن ثَّم عَّلمُكم اهلل بحبِل ه الَم تيِن ذي الُع رَو ِة الُو ثَق ى ال
انِف صاَم لها أَّن ه القرآن العظيم الُّنور الَم حفوظ ِم ن رّبكم إلى الَّناس كاّف ًة الذي أَم َر كم أن تعَت ِص موا به والُكفر
بما خاَلَف ه (ُم ْح َكم القرآن العظيم) ،فاَّت ِب عوني أهِد ُكم ِص راًط ا َس وًّي ا وبيني وبيَنكم ُم ْح َكُم القرآن العظيم ،فهل
أنتم ُم َص ِّد قوَن يا َم عشَر الُم سلمين والَّناس أجمعين فَت عتِص موا بَح بِل اهلل القرآن العظيم؟ تصديًق ا لقول اهلل
تعالىَ{ :ي ا َأ ُّي َه ا الَّناُس َق ْد َج اَء ُكم ُب ْر َهاٌن ِّم ن َّر ِّب ُكْم َو َأ نَز ْلَنا ِإ َلْي ُكْم ُن وًر ا ُّم ِب يًنا ﴿َ ﴾١٧٤ف َأ َّم ا اَّلِذ يَن آَم ُنوا ِب الَّلـِه
َو اْع َت َص ُم وا ِب ِه َف َس ُي ْد ِخ ُلُه ْم ِف ي َرْح َم ٍة ِّم ْن ُه َو َف ْض ٍل َو َي ْه ِد يِه ْم ِإ َلْي ِه ِص َر اًط ا ُّم ْس َت ِق يًم ا ﴿ }﴾١٧٥صدق اهلل العظيم.
وما ُت ريدوَن أن ُأ خاِط َب كم منه؟! هل ِم ن الَّت وراة الُم حَّر َف ة؟ أم ِم ن اإلنجيل الُم حَّر ف؟ أم ِم ن الُّس نة الَّن َب ِو ّي ة
التي لم َي ِع دُكم اهلل بحفظها ِم ن الّت حريف؟! ولكّني أَّت بُع جميع ُس َّنة محمٍد رسول اهلل -صّلى اهلل عليه
وآله وسّلم -إاَّل ما جاَء ُم خاِل ًف ا لُم حَكِم القرآن العظيم فإّن ي َلِم ن أَش ّد الناس ِب ما خالَف القرآن ُكفًر ا ألّن ي
أعلُم ِع لَم الَي قيِن أّن ما خالَف لُم حَكِم القرآن العظيم أّن ه ِم ن عند غير اهلل ورسوله ،وُأ ِح ُق الحَّق ِم ن الُّس َّنة
الَّنبوّي ة وُأ بِط ُل الباِط َل ،فلنحَت ِك م إلى ُم حَكِم القرآن العظيم يا معشر ُع لماء الُم سلمين إن كنتم به ُت ؤمنون
تصديًق ا لقول اهلل تعالىِ{ :ت ْلَك آَي اُت الَّلـِه َن ْت ُلوَها َع َلْي َك ِب اْلَح ِّق ۖ َف ِب َأ ِّي َح ِد يٍث َبْع َد الَّلـِه َو آَي اِتِه ُي ْؤ ِم ُنوَن ﴿}﴾٦
صدق اهلل العظيم [الجاثية] ،وتصديًق ا لقول اهلل تعالىَ{ :ف ِب َأ ِّي َح ِد يٍث َبْع َد ُه ُي ْؤ ِم ُنوَن } صدق اهلل العظيم
[األعراف.]185:
فباهلل عليكم بأِّي حديٍث ُت ريدوَن أن َي أتي المهدّي المنتَظ ر يحاّج كم به؟ أفال َت عِق لون؟! فإن حاَج ْج تكم ِم ن
ِس واُه فَس وَف ُت لِج ُم وني بالباِط ل إلجاًم ا ،ولكّني لن أجَع َل لكم َع َلَّي سلطاًن ا وسوَف أكوُن الُم َه يِم ن على جميع
ُع لماء اُألّم ة بالقرآن العظيم؛ وال أقول بأّن ي سوَف أجاِد ُلهم باآلياِت الُم َت شاِب هات بل بُأ ِّم الكتاب بُم حَكم
القرآن العظيم الذي اَّت َخ ذوه َم هجوًر ا.
ويا عَج بي! تاهلل إّن ي ُأ خاِط ُب بعض الُم جاِد لين بآيٍة ُم حكَم ٍة واِض حٍة َب ِّي نٍة ال َت حتاُج لَت أويٍل ِم ّني وال ِم ن
ِس واي وِم ن ثّم يأتي بروايٍة ُم خاِل فٍة لآلية الُم حَكمة التي أجاِد ُله بها وأنا ال أقول في ابن عباس وجميع
صحابة رسول اهلل إاَّل خيًر ا ،الُم ِه ّم أنه ما وجدُت ه ُم خاِل ًف ا لُم حَكِم القرآن العظيم فإّن ي أكُف ر بالباِط ل لو كان
ُر واُت ه ترليون ترليون ِم ن الُّر واة الُّث قاِت ،وذلك ألّن ي أِث ُق في كالم َر ّبي وُأ َص ِّد ُق ه وُأ كِّذ ُب ما خاَلفُه تصديًق ا
لقول اهلل تعالىَ{ :و َم ْن َأ ْص َد ُق ِم َن الَّلـِه ِق ياًل } صدق اهلل العظيم [النساء .]122:أِل ّن ي أعلُم أّن الُم خاِل ف
لُم حَكِم ه َم وضوٌع َع ن محمٍد رسول اهلل -صَّلى اهلل عليه وآله وسَّلم -وَع ن صحابته األخيارَ ،ف ُكن أّي ها
(الُم ستشار) ِم ن الّس ابقين األخيار إلى المهدّي المنتَظ ر فقد َح َض ر.
وإّن ي اإلمام ناصر محمد اليمانّي فال َأ تغَّنى لكم بالِّش عر وال ُم ساِج ٌع بالَّنثِر َف َكم ُأ َكِّر ر وأقول :يا َم عَش ر الَب َش ر
لقد أدركت الشمس القمر تصديًق ا ألحد أشراط الَّس اعة الُكَب ر وآية الَّت صديق للمهدّي المنتظر َف ُي وَلُد هالل
الّش هر ِم ن قبل االقِت ران فتجَت ِم ع الشمس بالقمر وهو هالاًل في أَّو ِل الشهر َن ذيًر ا للبشر عن ُم رور الكوكب
العاِش ر الذي بسببه سوف َي سِب ُق الّليل الّنهار وُي هِل ك اُهلل به َم ن َي شاُء ِم ن البشر وُي عِّذ ب َم ن يشاء وُي َنِّج ي
األخيار الّس ابقين األنصار َخ ير الَب ِر ّي ة وَص فَو ة البشرّي ة ِم ن بعد الَّت صديق ِم ن قبل الّظ هور ِع ند البيت العتيق
َم هما كانت ذنوبهم غَف ر اهلل لهم وأحَّب هم وقَّر بهم؛ َص َّد قوا حديَث رّبهم وكفروا ِب ما خاَلَف ه (ِم ن عند غير اهلل
ورسوله) ،فإن كنتم َت َر وِن ي ُأَف ِّس ُر القرآن يا معشر علماء األّم ة على هَو اي فأوِق فوِن ي عند حِّد ي إن كنتم
صاِد قيَن بَت فسيٍر هو خيٌر ِم ن تفسيري وأحَس ن تأوياًل ،وأقِس م باهلل الَع لّي العظيم الَب ّر الَّر حيم الذي َخ لَق
الَج َّنة فَو عَد بها األبرار وخلَق الَّنار فَو عَد بها الُكَّف ار َ -ق سًم ا ُم َق َّد ًم ا ِم ن َق ْب ل الِح وار -بأَّن كم ال ولن تستطيعوا
وذلك َأِلّن ي أخاطُب كم بالَح ِّق ِم ن رِّب كم؛ فهل بعد الحَّق إاَّل الَّض الل؟!
وَس الٌم على الُم رَس ِل ين ،والحمُد هلل َرّب العالمين..
أخو (الُم ستشار) وجميع الّس ابقيَن األخَي ار وجميع الُم سلمين؛ اإلمام المهدّي ناصر محمد اليمانّي .
________________
-2-
اإلمام المهدّي ناصر محمد اليماني
- 18ذو القعدة 1429 -هـ
2008 - 11 - 17مـ
01:22صباًح ا
( بحسب الّت قويم الّر سمّي ألّم الُق رى )
_____________
َر ّد المهدّي الُم نَت َظ ر على الُم سَت شار ،وأرجو ِم ن اهلل أن يكوَن ِم ن الّس اِب قيَن األخَي ار ..
ِب ْس ِم اهلل الَّر حمن الَّر حيم ،والَّص الة والَّس الم على النبّي اُألمّي خاتم األنبياء والُم رَس لين وأَح َّب هم وأقَر بُه م إلى
اهلل َر ِّب العاَلمين ُم َح مٍد رسوِل اهلل صّلى اهلل عليه وسّلم وآله األطهار ِم ن الذين طَّه رهم اهلل َت طهيًر ا
والَّت ابعيَن بالَح ِّق إلى يوم الِّد ين ،وبعد ..
ُأ َكِّر ُر الَّت رحيَب بالُم ستشار الباِح ِث عن الحّق ،فإن كنَت ُت ريُد الحّق فُأ قسم لك ولُأل َّم ة بالَح ّق بأّن ي المهدّي
المنتَظ ر الحّق َ ،ح قيٌق ال أقول على اهلل غير الَح ّق ،ولم يجعل اهلل ُح َّج تي بالَق َس ِم وال في الُح ُلِم في الَم ناِم
وال في االسم؛ بل جعل اهلل الُح ّج ة للمهدّي المنتَظ ر الباِل غة على جميع ُع لماِء األّم ة هو الّس لطاُن الُم حَكم
الُم لِج ُم ِم ن القرآن العظيم حتى ال َي ِج دوا في أنُف ِس هم حَر ًج ا ِم َّم ا َق َض يُت بينهم بالحّق وُي َس ِّلموا َت سليًم ا،
وأرجو منك وِم ن جميع علماء اُألّم ة والباحثين عن الحّق َع دم الَّلوِم علينا ِم ن َت طويِل البيان الحّق للقرآن،
فاألمُر ِج ًّد ا عظيٌم واُألَم ُم َت نتِظ ُر للمهدّي الُم نَت ظر ُم نذ آالِف الِّس نيِن ،وِب ما أَّن دعوة ناصر محمد اليمانّي
لُأل َّم ة هي إَّم ا أن تكون ُبشَر ى ُكبَر ى للبشر فُي قِن عُه م أّن ه حًّق ا المهدّي المنتَظ ر بُس لطاِن البياِن الحّق للقرآِن
العظيِم ،وإَّم ا أن يكون ناصر محمد اليماني على َض الٍل ُم بيٍن ِم ن الذين يقولون على اهلل ما ال َي عَلموَن
فأَض ُّلوا اُألَّم ة عن كثيٍر ِم ن الحِّق ِب َق وِل هم ِب الَّظ ِّن اجتهاًد ا ِم نهم برغم أّن اهلل أفتاُه م بأّن الَّظ ّن ال ُي غني ِم ن
الحّق شيًئ ا ،ولذلك ُأ َح ِّر ُم تفسير القرآن اجتهاًد ا منهم َكما حَّر َم ه اهلل ورسوله ،وقال محمٌد رسول اهلل صَّلى
اهلل عليه وآله وسَّلم[ :من قال ال أعلم فقد أفتى] ،بمعنى أَّن اهلل َكَت ب لُه أجًر ا كما لو أفَت ى َنَظ ًر ا ألّن ه اَّتَق ى
اهلل وقال ال أعَلم ِح رًص ا منه أن ال يقوَل على اهلل غيَر الحِّق ،وِم ن ثَّم عليه أن َي جتِه َد باِح ًث ا عن الَم زيِد ِم ن
ِع لِم َر ِّب ه في ِتلَك الَف تَو ى التي اَّت قى اهلل ولم ُي فِت فيها حتى ُي َع ِّلَم ه اُهلل بالَح ّق ،وإذا َع ِل م اهلل أّن هذا
الباحث ال يريد غير الحّق فَح ٌّق على اهلل أن َي هِد يه إلى سبيِل الحّق ،تصديًق ا لوعده الَح ّق في قوله تعالى:
{َو اَّلِذ يَن َج اَهُد وا ِف يَنا َلَنْه ِد َي َّنُه ْم ُس ُب َلَنا ۚ َو ِإ َّن الَّلـَه َلَم َع اْلُم ْح ِس ِن يَن ﴿ }﴾٦٩صدق اهلل العظيم [العنكبوت].
أَّم ا أن ُي فتي العاِلُم في مسألٍة وهو ال يزال ُم جتِه ًد ا ولم يَت وَّص ل إلى ِع لٍم وُس لطاٍن ُم نيٍر في َش أِن ها فذلك
ُم َح َّر ٌم عليه في كتاب اهلل وُس ّنة رسوله الَح ّق ،أم أَّن كم ال َت عَلمون بأّن االجِت هاَد هو الَب حُث عن الحّق
والَّت مّني للُو صول إلى الحّق وِم ن بعد أن َي هِد َي ُه اهلل إلى سبيل الحّق وِم ن ُث ّم َي دعو إلى الحّق على َبصيرٍة
ِم ن رّبه؟ وكان ُم َح َّم ٌد رسول اهلل -صَّلى اهلل عليه وآله وسَّلم ُ -م جتِه ًد ا يتمَّنى َم عِر َف ة الَح ّق ،وكان َي خلو
بنفِس ه في غاِر ِح راء بحيُث ال َي شَغ ُل َت فكيَر ه أَح ٌد فيتَف َّكر في خلق الّس ماواِت واألرِض ،فعِلَم بأّن اهلل لم
َي خُلقُه ما عَب ًث ا وأّن األمَر َع ظيٌم ولكّنه في حيرٍة ِم ن األمر أُّي الُط رِق ُت ؤِّد ي إلى الحّق :فهل هي طريقُة َق وِم ه
بِع بادِة األصناِم ؟ أم أَّن الحّق في طريق الّنصارى؟ أم أّن الحّق في طريق اليهود؟ أم أّن الحّق في طريق
الَم جوِس الذين َي عُب دوَن الّنار؟ فأصبح ُم حمٌد رسول اهلل -صَّلى اهلل عليه وآله وسَّلم ُ -م حتاًر ا ال َي دري أّي
الُّط ُر ِق ُت ؤِّد ي إلى الحّق فيّت ِب عها ،فأصبَح ضااًّل أمام أربعة ُط رٍق :طريُق قوِم ه ،وطريُق الَم جوس ،وطريُق
الّنصارى ،وطريُق اليهود .فوَج ده اهلل ضااًّل أمام ُم فتَر ِق أربعة طرٍق ال َي علُم أّي ُه م ُت ؤِّد ي إلى الحّق ،فتأَّلم
محمٌد رسول اهلل -صَّلى اهلل عليه وآله وسَّلم -تأُّلًم ا نفِس ًّي ا ألّن ه ُي ريُد الحّق وال َي علُم طريَق الحّق مع َم ن
حتى َي سُلَكها! وِم ن ثّم َهداُه الحّق إليه تصديًق ا للوعِد الحّق في الّلوِح الَم حفوِظ َ{ :و اَّلِذ يَن َج اَهُد وا ِف يَنا
َلَنْه ِد َي َّنُه ْم ُس ُب َلَنا ۚ َو ِإ َّن الَّلـَه َلَم َع اْلُم ْح ِس ِن يَن ﴿ }﴾٦٩صدق اهلل العظيم ،وذلك هو البيان الحّق لقول اهلل تعالى:
{َو َو َج َد َك َض ااًّل َف َه َد ٰى ﴿ }﴾٧صدق اهلل العظيم [الضحى] ،وحَّق َق اهلل له ُأ مِن َي ته فاْص َط فاُه وعَّلَم ه وأرَش َد ُه
إلى ِص راِط العزيِز الحميِد .
إًذ ا ُم حمٌد رسول اهلل -صَّلى اهلل عليه وآله وسَّلم -كان ُم جتهًد ا ،ولكن ليس باجتهاِد البحِث بالقراءة ألنه
أّم ُّي ؛ بل اجتهاٌد فكرٌّي ،ولذلك كان َي خلو بنفسه في غار ِح راء.
وكذلك خليل اهلل إبراهيم كان مجتهًد ا باحًث ا عن الحّق ،وكان َي تفَّكُر في َم َلكوِت الّس ماء واألرض نظًر ا ألّن ه
لم َي قَت ِن ع بعبادِة األوثاِن وأراَد أن َي عُب َد ما هو أسَم ى ِم ن األوثاِن ،فلَّم ا َج َّن عليه الّليُل نظَر إلى كوكٍب قال:
"هذا َر ِّب ي" ،فلما أَف ل قال" :ال ُأ ِح ب اآلفلين" ،وِم ن ثّم رأى الَق َم ر باِزًغ ا قال" :هذا َر ّبي" ،فلّم ا أَف َل قالَ{ :لِئ ن
َّلْم َي ْه ِد ِن ي َر ِّب ي َأَلُكوَن َّن ِم َن اْلَق ْو ِم الَّض اِّليَن } صدق اهلل العظيم [األنعام ،]77:وذلك ألّن ه ُي ريُد الحّق ويتمَّنى
َم عِر فة الطريق التي ُت ؤِّد ي إليه ،ولكّنه ضاٌّل ال َي علُم أّي الطريق ُت ؤِّد ي إلى الحّق ،وِم ن ثّم تأَّلم نفِس ًّي ا فكيف
َي هتدي إلى الّط ريق الحّق ولكنه ضاٌّل عنها؟! فتأَّلَم تأُّلًم ا نفِس ًّي ا وقال" :إّن ي َس قيم" بعد نْظ رِة الَّت فُّكِر في
الُّنجوِم -كواكب الَّس ماء الُم ضيئة والُم نيرة -ولم يقتنع بِع بادِت ها ولذلك تأَّلَم تأُّلًم ا نفِس ًّي ا ُم نيًب ا إلى رِّب ه
وقالَ{ :لِئ ن َّلْم َي ْه ِد ِن ي َر ِّب ي َأَلُكوَن َّن ِم َن اْلَق ْو ِم الَّض اِّليَن } ،وِم ن ثّم جاء َت صديُق الَو عِد ِم ن َرّب العالمين
للباحثيَن عن الحِّق َ{ :و اَّلِذ يَن َج اَهُد وا ِف يَنا َلَنْه ِد َي َّنُه ْم ُس ُب َلَنا ۚ َو ِإ َّن الَّلـَه َلَم َع اْلُم ْح ِس ِن يَن ﴿ }﴾٦٩صدق اهلل
العظيم ،فَه داُه اهلل إلى الحّق واصطفاُه وِم ن ثّم دعا قوَم ُه على َبصيرٍة ِم ن رِّب ه.
وهذا هو الَّت عريُف الحّق لالجِت هاد :هو أن َي جَت ِه َد الباحُث عن الحّق حتى َي هدَي ُه اهلل إليه على َبصيرٍة ِم ن
رِّب ه ،وِم ن ثّم يدعو إلى َس بيِل رِّب ه على َبصيرٍة .
وِم ن ِخ الِل ذلك نظهر بنتيجٍة َح ٍّق وهي :أّن األنبياء كانوا ُم جَت هدين يبحثون عن الحّق بحًث ا ِف كرًّي ا
فَي تمّنوَن أن َي عَلموُه فَي َّت ِب عوُه ،تصديًق ا لقول اهلل تعالىَ{ :و َم ا َأ ْر َس ْلَنا ِم ن َق ْب ِلَك ِم ن َّر ُس وٍل َو اَل َن ِب ٍّي ِإ اَّل ِإ َذ ا
َت َم َّن ٰى َأ ْلَق ى الَّش ْي َط اُن ِف ي ُأ ْم ِن َّي ِت ِه َف َي نَس ُخ الَّلـُه َم ا ُي ْلِق ي الَّش ْي َط اُن ُث َّم ُي ْح ِك ُم الَّلـُه آَي اِتِه ۗ َو الَّلـُه َع ِل يٌم َح ِك يٌم
﴿ }﴾٥٢صدق اهلل العظيم [الحج].
فما هو الَّت َم ِّن ي؟ إَّن ه البحث عن الَح ّق حتى يهديه اهلل إليه فَي صَط فيِه وَي ختارُه ،وِم ن بعِد االصِط فاء َي حُد ُث
شيٌء آَخ ر وهي الَع قيدة لدى الباحثين عن الَح ّق فيما َهداُه م إليه وأْي َق نوا أَّن ه الحّق بال َش ٍّك أو ريٍب ،
فاعتَق دوا أنهم لن َي ُش ُّكوا فيما َع ِل موا ِم ن الَح ّق شيًئ ا ولن َي ِض ّلوا عنه أبًد ا ،وِم ن ثّم يريُد اهلل أن َي عَلُم وا ِع لَم
الَي ِق ين أّن اهلل َي حوُل بين الَم رِء وقلِب ه وعِق يدتهم التي في أنُف ِس هم أّن هم لن َي ضّلوا عن الحّق أبًد ا بعد أن
َهداُه م اهلل إليه ،وهذا َي حُد ُث بعَد الُو صوِل إلى الحقيقِة لجميع الباحثين عن الحّق كِم ثل األنبياء لم
َي حُد ث لهم إاَّل ِم ن بعِد اصِط فاِئ هم وَبعِث هم لَق وِم هم؛ وِم ن ثّم َي حُد ُث في الّنفِس َش ٌّك في شأِن هم ِم ن بعد
اصطفاِئ هم وإرساِل هم ،وِم ن ثّم ُي ْح ِك ُم اهلل لهم آياِت ه لَت طَم ِئّن ُق لوُبهم أَّن هم على ِص راٍط ُم ستقيٍم ،وقال اهلل
تعالىَ{ :و ِإ ْذ َق اَل ِإ ْب َر اِه يُم َر ِّب َأ ِرِن ي َكْي َف ُت ْح ِي ي اْلَم ْو َت ٰى ۖ َق اَل َأ َو َلْم ُتْؤ ِم ن ۖ َق اَل َب َلٰى َو َلٰـ ِك ن ِّلَي ْط َم ِئَّن َق ْلِب ي}
صدق اهلل العظيم [البقرة.]260:
َف ُخ ْذ َأ ْر َبَع ًة ِّم َن الَّط ْي ِر َف ُص ْر ُه َّن ِإ َلْي َك ُث َّم وِم ن ثَّم أْح َكم اهلل له آياِت ه على الواق الحقيق وقال لهَ{ :ق اَل
ّي ِع
َأ َّن الَّلـَه َع ِز يٌز َح ِك يٌم } صدق اهلل العظيم اْج َع ْل َع َلٰى ُكِّل َج َب ٍل ِّم ْن ُه َّن ُج ْز ًء ا ُث َّم اْد ُع ُه َّن َي ْأ ِتيَنَك َس ْع ًي ا ۚ َو اْع َلْم
[البقرة ،]260:وِم ن ثّم عاَد اليقيُن إلى قلِب إبراهيم -عليه الَّص الة والَّس الم -بعَد أن َب َّي َن اهلل له آياِت ه
على الواقِع الحقيقّي .
وكذلك َن بّي اهلل موسى بعد أن بعَث ه اهلل إلى فرعون َر سواًل ،وبدأ دعَو َت ه ُم وِق ًنا أَّن ه على الَح ّق وأَّن ه ال ُي مِك ُن
أن َي ُش َّك فيه شيًئ ا ،وِم ن ثّم أراَد اهلل أن ُي َع ِّلَم ه درًس ا في العقيدة حتى َي ِث َق ،وأراَد اهلل أن ُي عِّلمه أَّن اهلل
َي حوُل بين الَم رِء وقلِب ه ،وكان واِث ًق ا ِم ن نفسه بأّن ه لن َي ُش ّك في أمِره شيًئ ا ،حتى إذا جاء يوم الِّز ينة -
الوعد الذي أعطاُه لفرعون بتَح ِّد ي الَّس َح رة لَي علَم فرعون أنه رسوٌل ِم ن رِّب ه -وكان واِث ًق ا -موسى ِ -م ن
نفِس ه ُكّل الِّث قة أّن ه لن َي ُش ّك في أمِر ه شيًئ ا ،وبعد أن ألَق ى الَّس حَر ة ِح باَلهم وِع صَّي هم َت زعزَع ت الِّث قة وِم ن ثّم
أْح َكم اهلل له آياِت ه على الواِق ع الحقيقّي ليطمِئ ن قلبه أّن ه على الحّق ،وإّن ما يريد اهلل أن ُي عِّلمه درًس ا كما
َع ّلَم األنبياء ِم ن قبِل ه بَع َد م الِّث قِة في أنُف ِس هم ،فَي علموَن أَّن اهلل َي حوُل بين الَم رِء وقلِب ه.
وقال اهلل تعالىَ{ :ق اُلوا َي ا ُم وَس ٰى ِإ َّم ا َأ ن ُت ْلِق َي َو ِإ َّم ا َأ ن َّنُكوَن َأ َّو َل َم ْن َأ ْلَق ٰى ﴿َ ﴾٦٥ق اَل َب ْل َأ ْلُق وا ۖ َف ِإ َذ ا ِح َب اُلُه ْم
َو ِع ِص ُّي ُه ْم ُي َخ َّي ُل ِإ َلْي ِه ِم ن ِس ْح ِر ِه ْم َأ َّن َه ا َت ْس َع ٰى ﴿َ ﴾٦٦ف َأ ْو َج َس ِف ي َنْف ِس ِه ِخ يَف ًة ُّم وَس ٰى ﴿[ }﴾٦٧طه] ،وهنا
َت زعَز عْت ِث قُة موسى في نفِس ه ،وأراَد اهلل أن ُي عِّلَم ُه درًس ا بأّن اهلل َي حوُل بين الَم رِء وقلِب ه ،ثم أْح َكم اهلل له
آياِت ه على الواِق ع الحقيقّي ،وقال تعالىُ{ :ق ْلَنا اَل َتَخ ْف ِإ َّن َك َأ نَت اَأْلْع َلٰى ﴿َ ﴾٦٨و َأ ْلِق َم ا ِف ي َي ِم يِنَك َت ْلَق ْف َم ا
َص َنُع وا ۖ ِإ َّن َم ا َص َنُع وا َكْي ُد َس اِح ٍر ۖ َو اَل ُي ْف ِلُح الَّس اِح ُر َح ْي ُث َأ َت ٰى ﴿ }﴾٦٩صدق اهلل العظيم [طه] ،ثّم اطَم أَّن
قلُب موسى أّن ه على الحّق بعد أن أْح َكم اُهلل له آياِت ه على الواِق ع الحقيقّي .
وِم ن ثّم نأتي إلى خاَت م األنبياء والُم رَس لين ُم َح َّم د رسول اهلل -صَّلى اهلل عليه وآله وسَّلم -بعد أن تمَّنى
الَح ّق فَه داه اهلل إليه وابَت عَث ه ليدعو إلى الحّق فكان واِث ًق ا ِم ن نفِس ه أّن ه لن َي ِض ّل عنه بعد أن َع رَف ه ولن
َي ُش ّك في أمِر ه شيًئ ا ،وأراَد اهلل أن ُي عِّلَم ه درًس ا في العقيدة أّن اهلل َي حوُل بين الَم رِء وقلِب ه ،فشَّكَكه قوُم ه
َأ ْل َل َف َأ َف
في أمِر ه بأّن ه اعَت راُه أحُد آلهِت هم بسوٍء ،ثم جاء قول اهلل تعالىِ { :إ ن ُكنَت ِف ي َش ٍّك ِّم َّم ا نَز َنا ِإ ْي َك اْس ِل
اَّلِذ يَن َي ْق َر ُء وَن اْلِك َت اَب ِم ن َق ْب ِلَك ۚ َلَق ْد َج اَء َك اْلَح ُّق ِم ن َّر ِّب َك َف اَل َتُكوَن َّن ِم َن اْلُم ْم َت ِر يَن ﴿ }﴾٩٤صدق اهلل
َل
العظيم [يونس] ،ولكّن اهلل لم َي تُر ك رسوله أن َي سأل الذين أوتوا الِك تاَب ألَّن ِم نهم َم ن لو سأ ه ألفتاُه بغيِر
الحّق وهو َي علُم أنه الحّق ِم ن َرّب العالمين ،ولذلك لم َي تُر كُه َي سأل الذين أوتوا الكتاب بل َبعَث اهلل إليه
ِج بريل بدعوٍة ِم ن ذي العرِش العظيم لُي حِك َم اهلل له آياِت ه بالحّق على الواِق ع الحقيقّي ،وأَم َر جبريَل أن َي ُم ّر
به على الّنار التي وعَد بها الُكّف ار فَي شَه دهم يتَع ّذ بوَن فيها ،وِم ن ثّم َي عُر ج به إلى الجّنة التي وعَد بها
الُم َّت قيَن ،ثّم إلى ِس درة الُم نتهى للِم عراج وذلك في ليلة اإلسراء والِم عراج بُق درة اهلل ،تصديًق ا لَو عِد اهلل
لنبِّي ه بالحّق في قوله تعالىَ{ :و ِإ َّن ا َع َلٰى َأ ن ُّن ِرَي َك َم ا َن ِع ُد ُه ْم َلَق اِد ُر وَن ﴿ }﴾٩٥صدق اهلل العظيم [المؤمنون].
انتَه ت الُم قِّد مة ُألَع ِّلَم كم ما هو االجتهاد وأَّن ه :البحُث عن الحّق حتى َي هديه اهلل إليه ،وِم ن ثم يدعو إلى
الحّق على بصيرٍة ِم ن رِّب ه ِب علٍم وُه ًد ى ِم ن رّب العالمين وليس بالظّن الذي ال ُي غني ِم ن الحّق شيًئ ا.
وكذلك يعلم األولياء الذين طال َبحُث هم في شأن المهدّي المنتَظ ر حتى عَث روا عليه؛ فقد يأتي في أنفسهم
أّن هم لن َي ُش ّكوا في شأِن ناصر محمد اليماني شيًئ ا بعد أن تبَّي ن لهم أّن ه المهدّي المنتَظ ر الحّق ِم ن رّبهم،
وِم ن ثّم ُي َع ِّلمهم اهلل درًس ا في العقيدة لَي علموا أَّن اهلل َي حوُل بين الَم رِء وقلِب ه ،وِم ن ثّم يقولوا" :يا ُم ثِّب َت
القلوِب ثِّب ت قلوبنا على الّت صديق بالحّق ِم ن عندك يا َم ن َت حوُل بين الَم رِء وقلِب ه وَو عُد ك الحّق وأنت أرَح ُم
الّر احمين".
وأّم ا تكاُث ُر ُذ ِّر َّي ة آَد م فقد جاءت في هذا الَّش أِن آياٌت ُم حَكماٌت بأَّن آَد م خرج ِم ن الَج ّنة قبَل تنزيِل الّش ريَع ة
في الّز واج ،وقال اهلل تعالىُ{ :ق ْلَنا اْه ِب ُط وا ِم ْنَه ا َج ِم يًع ا ۖ َف ِإ َّم ا َي ْأ ِت َي َّن ُكم ِّم ِّن ي ُه ًد ى َف َم ن َت ِب َع ُه َد اَي َف اَل َخ ْو ٌف
َع َلْي ِه ْم َو اَل ُه ْم َي ْح َز ُن وَن ﴿ }﴾٣٨صدق اهلل العظيم [البقرة].
ويا أخي الُم ستشار ،إَّن هذه ِم ن اآليات الواِض حاِت ُت خِب ُر بأّن ُخ روَج آَد م قبل ُن زول الَّت شريِع ،ولم ُي ِح ّل اهلل
لهم الّز واج ِم ن أَخ واِت هم ثّم حَّر م عليهم ذلك؛ بل جاء الَّت شريع بالّت حريِم وعَف ا اهلل عّم ا سلَف ،وإنّم ا ذلك
ابتالٌء ِم ن اهلل لهم ،ولو أّن هم صَب روا على َش هَو ِت هم ُأَلنِز َل إليهم حوًر ا ِع يًنا تكريًم ا ِم ن رّب العاَلمين ،وكان
اإلنسان َع جواًل ،ولكّنهم أتوا أَخ واِت هم فتكاَث رت ُذ رّي ة آَد م ثّم جاء الّت شريع فحَّر م عليهم ذلك ،فَم ن َت ِب َع ُه دى
اهلل فال َخ وٌف عليهم وال هم َي حَز نون.
ثم إّن ي أِج ُد في القرآن العظيم بأّن الَّت كاثر لُذ رَّي ِة آَد م َ -ذ َكرهم واألنثى -كان ِم ن اثنين فقط وليس ِم ن
غيرهم شيًئ ا ،وهذه الفتوى جعلها اهلل واِض حًة وَج ِل ّي ًة في القرآن العظيم بأّن ُذ رّي ة آَد م َم حصوَر ٌة بين
اثنين ،ولم َي خُلق اهلل ِج نًس ا آَخ ر للُم شاركة في الّت كاثر ،وقال اهلل تعالىَ{ :ي ا َأ ُّي َه ا الَّناُس اَّتُق وا َر َّب ُكُم اَّلِذ ي
َخ َلَق ُكم ِّم ن َّنْف ٍس َو اِح َد ٍة َو َخ َلَق ِم ْنَه ا َز ْو َج َه ا َو َب َّث ِم ْن ُه َم ا ِرَج ااًل َكِث يًر ا َو ِن َس اًء } صدق اهلل العظيم [النساء.]1:
فانظر لقول اهللِ{ :م ْن ُه َم ا} بالُم ثّنى ويقصد ِم ن آدم وحّو اء برغم أّن أصل الُّذ ِّر ّي ة هي في َظ ْه ر آَد م ،تصديًق ا
لقول اهلل تعالىِّ{ :م ن َّنْف ٍس َو اِح َد ٍة } وإّن ما َي خُلق اهلل اإلناث ِم ن الُّذ كور وإّن ما اإلناث حرٌث للُب ذور الَب شِر َّي ة،
تصديًق ا لقول اهلل تعالىِ{ :ن َس اُؤ ُكْم َح ْر ٌث َّلُكْم َف ْأ ُت وا َح ْر َث ُكْم َأ َّن ٰى ِش ْئ ُت ْم } صدق اهلل العظيم [البقرة.]223:
وقال الذين يقولون على اهلل غير الحّق بأّن الُم راد ِم ن قوله تعالىَ{ :ف ْأ ُت وا َح ْر َث ُكْم َأ َّن ٰى ِش ْئ ُت ْم } أّن ه ِم ن الُق ُب ل
أو ِم ن الُّد ُبر افتراًء على اهلل بتفسير كالِم ه بالَّر أي واالجِت هاد الذي ال ُي غني ِم ن الحّق شيًئ ا ،ولو بحثوا في
القرآن لَو َج دوا الفتوى بالحّق أّن ه ال َي قِص ُد ذلك وأَّن ه ُم َح َّر ٌم عليهم أن يأتوا َح رَث هم ِم ن الُّد ُبر ،وقال اهلل
تعالىَ{ :و َي ْس َأ ُلوَن َك َع ِن اْلَم ِح يِض ۖ ُق ْل ُه َو َأ ًذ ى َف اْع َت ِز ُلوا الِّن َس اَء ِف ي اْلَم ِح يِض ۖ َو اَل َتْق َر ُبوُه َّن َح َّت ٰى َي ْط ُه ْر َن ۖ
َف ِإ َذ ا َت َط َّه ْر َن َف ْأ ُت وُه َّن ِم ْن َح ْي ُث َأ َم َر ُكُم الَّلـُه ۚ ِإ َّن الَّلـَه ُي ِح ُّب الَّت َّو اِب يَن َو ُي ِح ُّب اْلُم َت َط ِّه ِر يَن ﴿ }﴾٢٢٢صدق اهلل
العظيم [البقرة].
وُه نا بَّي َن اهلل على الرجل أّن ه ال يجوُز له أن يأتي زوجته في ُد ُبرها؛ بل قال تعالىَ{ :ف ْأ ُت وُه َّن ِم ْن َح ْي ُث
َأ َم َر ُكُم الَّلـُه ۚ ِإ َّن الَّلـَه ُي ِح ُّب الَّت َّو اِب يَن َو ُي ِح ُّب اْلُم َت َط ِّه ِر يَن } صدق اهلل العظيم ،و(حيث أَم َر كم اهلل) قد عَّلمكم
به في قوله تعالىِ{ :ن َس اُؤ ُكْم َح ْر ٌث َّلُكْم َف ْأ ُت وا َح ْر َث ُكْم َأ َّن ٰى ِش ْئ ُت ْم } صدق اهلل العظيم .وبقي البيان لقوله
تعالىَ{ :أ َّن ٰى ِش ْئ ُت ْم } ،وفي ذلك حكمٌة بالغٌة ُي دِرُكها أولو األلباب ،إذا أراد أن يستمتع وُي مِّت ع فال ُي باِش رها بل
الُم داَع بة قبل ذلك حتى تتأَّج ج الّر غبة لدى المرأة والرجل وِم ن ثم يأتي َح رَث ه ،وهنا تستمِت ع المرأة بزوجها
أطيَب الُم تَع ة فال ُتَف ِّكر في ِس واه أبًد ا ،أّم ا إذا كان ُي باِش ُر ها كِم ثل الحيوانات فإنها ال َت ستمِت ع بهِ ،م َّم ا ُي ؤِّث ُر
على العالقة ولربما تنَص ِر ُف لِس واه ،وَع َد م الُم داعَب ة والُم العَب ة ِم ن األسباب الّر ئيسة النتشار الفاحشة بين
ُل
المؤمنين الُم تزِّو جين ،وكذلك الُم عاملة في الّز واج فإَّن الرجل حين يرى زوجته فيتبسم لها وُي خالقها بُخ ٍق
حَس ٍن وُي حاِو ل أن يكِس ب ُو َّد ها؛ حتى ال َي جَع َل للّش يطان عليها ُس لطاًن ا فَت نَص ِر ف للُّس وِء والَف حشاِء فُت خاِل ف
اَل ْأ
أمَر رّبها فتأتي له بُب هتاٍن بين يديها وأرُج لها فتِل د له ِم ن غير ُذ رّي ِت ه ،وقال اهلل تعالىَ{ :و َي ِت يَن ِب ُب ْه َت اٍن
َي ْف َت ِريَن ُه َب ْي َن َأ ْي ِد يِه َّن َو َأ ْر ُج ِل ِه َّن } صدق اهلل العظيم [الممتحنة.]12:
فباهلل عليكم أليس األفضل للّر جل أن يتناَز ل عن تكُّب ِر ه وُغ روِره فيكون لطيًف ا مع زوجته ليجَع ل اهلل بينهم
مَو َّد ًة ورحمًة فَي عِص مها بذلك ِم ن الُّس وء والفحشاِء خيًر ا له ِم ن أن َي سَت ِم ّر في تكُّب ره على زوجته فَت ِل د له
ُذ ِّر ّي ًة ليست منه وهو ال َي علم؟ وعلى ُكِّل حاٍل هذه تفاصيُل تأتي في بيانات الِع شرة الّز وجّي ة حين يشاُء
اهلل فُنفِّص لها تفصياًل رحمًة للمؤمنين.
ونعود لموضوع الِح وار أُّي ها الُم ستشار ،وإليك أدلة المهدّي المنتَظ ر في الّت كاُث ِر للبشِر ،فإن لم ُت وِق ن بها فْأ ِت نا
بسلطانك أنت بأّن ه يوجُد جنٌس ثالٌث ُأ ِض يَف لكي َي ِت ّم الّت كاثر ،وأّم ا أِد َّلتي الحّق أّن الّت كاثر حصرًّي ا ِم ن
اثنين فقط وهما آَد م وحواء ،والّد ليُل واضٌح وجلٌّي في القرآن العظيم في قول اهلل تعالىَ{ :ي ا َأ ُّي َه ا الَّناُس
اَّتُق وا َر َّب ُكُم اَّلِذ ي َخ َلَق ُكم ِّم ن َّنْف ٍس َو اِح َد ٍة َو َخ َلَق ِم ْنَه ا َز ْو َج َه ا َو َب َّث ِم ْن ُه َم ا ِرَج ااًل َكِث يًر ا َو ِن َس اًء } صدق اهلل
العظيم [النساء ،]1:والَّد ليل في هذه اآلية واضٌح وَج لٌّي أَّن الّذ ّر ّي ة الَب شرّي ة جاءت ِم ن آدم؛ َس واًء الَّذ َكر
واألنثى فجميعهم ِم ن الَّر جل ،تصديًق ا لقول اهلل تعالىَ{ :ي ا َأ ُّي َه ا الَّناُس اَّتُق وا َر َّب ُكُم اَّلِذ ي َخ َلَق ُكم ِّم ن َّنْف ٍس
َو اِح َد ٍة } صدق اهلل العظيم.
وأّم ا الّت كاُث ر فجميع الُّذ كور واإلناث ِم ن آَد م وحواء ،والُب رهان كذلك واضٌح وجلٌّي في نفِس الَم وِض ع في
قوله تعالىَ{ :ي ا َأ ُّي َه ا الَّناُس اَّتُق وا َر َّب ُكُم اَّلِذ ي َخ َلَق ُكم ِّم ن َّنْف ٍس َو اِح َد ٍة َو َخ َلَق ِم ْنَه ا َز ْو َج َه ا َو َب َّث ِم ْن ُه َم ا َج ااًل
ِر
َكِث يًر ا َو ِن َس اًء } صدق اهلل العظيم.
وأنا أفتي بأّن هذه اآلية ِم ن الُم حَكمات الواضحات ،فتدَّبرها هداَك اهلل ولن َت جَد معهم َخ لًق ا آخَر حتى ال
ُي جاِم ع الرجل أخته؛ بل َت جاَم عوا فيما بينهم قبل نزول الّت شريع وهم ال يعَلمون أّن ذلك حراٌم ولم يأِت
الّت شريُع بعد ،حتى إذا جاء الَّت شريع فالذين اَّت َب عوا ُه دى رّبهم فال خوٌف عليهم وال هم َي حَز نون وعفا اهلل
عَّم ا َس لف ،وَض َر بنا لك على ذلك َم ثاًل في زواج االبن ِم ن زوجة أبيه ،فلم ُي ِح ّل اهلل ذلك ِم ن قبُل لهم حتى
إذا جاء الّت شريع بالَّت حريم ووَص ف ذلك أّن ه فاِح شًة وَم قًت ا وساَء سبياًل ثم اَّت َب ع المسلمون شريعة رّبهم
بالحّق تنفيًذ ا ألمره الُم حَكم والذي لم ُي ِح ّله ِم ن قبل ،كما لم ُي ِح ّل ألوالد آدم الزواج ِم ن أخواتهم ولكن بعد
نزول الّت شريع فَم ن تِب َع ُه دى اهلل فال خوٌف عليهم وال هم َي حَز نون ،وقال اهلل تعالىَ{ :و اَل َت نِك ُح وا َم ا َنَكَح
آَباُؤ ُكم ِّم َن الِّن َس اِء ِإ اَّل َم ا َق ْد َس َلَف ۚ ِإ َّن ُه َكاَن َف اِح َش ًة َو َم ْق ًت ا َو َس اَء َس ِب ياًل ﴿ }﴾٢٢صدق اهلل العظيم [النساء].
وليس معنى ذلك أّن اهلل كان قد أحّل لهم بالّز واج ِم ن أخواتهم ،ويا سبحان اهلل! بل أّو ل ما جاء نزول
الّت شريع في الّز واج حَّر م الّز واج ِم ن كاّف ة الَم حاِرم وَب َّي نها لهم ،ثّم يأَت ِم روَن بأمِر رّبهم أو ُي َع ِّذ بهم عذاًبا ُن كًر ا
في نار جهّنم بعد إقامة الُح ّج ة عليهم ،فمثل زوجة األب ِم ن الُح ُر مات ُم نُذ األَز ل في الّت شريع األول
وجميع المحارم ُم َح َّر ٌم ِن كاحهّن ِم ن األزل في الّت شريع األّو ل ،وليس أّن اهلل كان ُي ِح ّل الّز واج بالَم حارم
وِم ن ثّم حَّر مه فيما بعد ،ويا سبحان اهلل! ولكّن الناس كانوا يتزَّو جون ما نَكح آباؤهم ِم ن النساء وَي ظّنون
بأّن ذلك ليس فيه أّي ُح رمٍة حتى جاء بياُن الّت حريم ،ووَص ف هذا الّز واج أّن ه كان فاحشًة وَم قًت ا وساَء
سبياًل وقال اهلل تعالىَ{ :و اَل َت نِك ُح وا َم ا َنَكَح آَباُؤ ُكم ِّم َن الِّن َس اِء ِإ اَّل َم ا َق ْد َس َلَف ۚ ِإ َّن ُه َكاَن َف اِح َش ًة َو َم ْق ًت ا
َو َس اَء َس ِب ياًل ﴿ }﴾٢٢صدق اهلل العظيم.
فما باُلك بِن كاِح األخت؟! وإّن اهلل لم ُي ِح ّل ذلك يوًم ا ما أبًد ا ُم نذ األَز ل األَّو ل ،وإّن ما يأتي الّت شريع لُي بِّي ن
اهلل للناس ما أحَّله اهلل لهم وما حَّر َم ه عليهم وِم ن ثّم يِت ّم االلتزام ،وَم ن أَبى أقاَم اهلل عليه الُح ّج ة وأدَخ له
ناَر جهّن َم َي خُلُد فيها ُم هاًن ا.
ويا أخي الُم ستشار إن كان لديَك ِع لٌم وُس لطاٌن ُم نيٌر بأن الَّت ناُس ل َت َّم ُم ع زاٍت فأنا أعلُم أّن اهلل على ُكِّل
ِب ِج
َش يٍء َق ديٌر ،وخَلق اهلل آَد م بغير أٍب وال ُأ ٍّم ،وخلق اهلل حواء ِم ن غير ُأ ٍّم ،وخَلق اهلل عيسى ِم ن غير أٍب ،
وأشَه د أّن اهلل على كل شيٍء قديٌر ،ولكّني ال ولن أقول على اهلل ما ال أعلم بغير ما وَر د في الكتاب بأّن
الّت كاُث ر للبشر حدث ِم ن آَد م وحواء فتكاثرت ُذ ِّر ّي تهم فيما بينهم ،حتى ولو أنجَب آدم وحواء ترليون رُج اًل
وترليون ُأ نثى؛ فالمشكلة مكانها فهم إخوٌة جميًع ا على ُأ ٍّم وأ ثم تنقضي أعمارهم وهم لم َي ْق َر ب الرجاُل
ٍب
اإلناَث فينتهي َن ْس ل البَش رّي ة أو َي بَع ث اهلل لهم بحوٍر ِع يٍن ِم ن عنده ،وأقول بلى لو لم َي ْق َر بوا أَخ واِت هم
فينتظروا شرَع َر ِّب هم كما وعَد هم؛ تاهلل لُي نِز ل لهم حوًر ا ِع يًنا ِم ن جنة النعيم ولكن اإلنسان كان َع جواًل ،
وعلى ُكّل حاٍل هذه قضيٌة قد مَض ت وانقَض ت وعفا اهلل عنهم فيما سلَف ،والَت زموا بالّت شريع ِم ن رّبهم بعد
أن جاء الّت شريع بَت حريم الزواج ِم ن الَم حارم أجمعين ،وَس الٌم على الُم رَس لين والحمُد هلل رّب العالمين.
وأما االسِت نساخ إن استطاعوا؛ فأقول لك :إَّن الُّذ كور واإلناث جميعهم يأتون في ماء الرجل ،وقال اهلل
تعالىَ{ :و َأ َّن ُه َخ َلَق الَّز ْو َج ْي ِن الَّذ َكَر َو اُأْلنَث ٰى ﴿ِ ﴾٤٥م ن ُّن ْط َف ٍة ِإ َذ ا ُت ْم َن ٰى ﴿ }﴾٤٦صدق اهلل العظيم [النجم].
وأما الِّن ساء فُه ّن َلْس َن إاَّل َح رث تنبُت فيه الُب ذوُر الَب شرَّي ة ،تصديًق ا لقول اهلل تعالىِ{ :ن َس اُؤ ُكْم َح ْر ٌث َّلُكْم
َف ْأ ُت وا َح ْر َث ُكْم َأ َّن ٰى ِش ْئ ُت ْم } صدق اهلل العظيم [البقرة.]223:
وَم عنى َح ْر ٌث لكم أْي :أَّن الُب ذوَر الَب َش ِر ّي ة لدى الّر جل َي خُلق اهلل ِم ن َم نِّي ِه الَّذ كر واُألنثى ،فتَت غّش اُه الُب َو يَض ة
اآلتَي ة ِم ن المرأة فَي نمو بها كما َي نمو ُش قران الّد جاجة في الُب َو يضة.
وَس الٌم على الُم رَس ِل ين ،والحمُد هلل َرّب العالمين.
وإذا كان لَد ى الُم ستشار أو ِس واه أّي اعِت راٍض لبياِن أٍّي ِم ن اآلياِت في هذا البيان فلَي تفَّض ل للِح واِر
َم شكوًر ا.
وَس الٌم على الُم رَس ِل ين ،والحمُد هلل َرّب العالمين ..
أخوكم اإلمام الَم هدّي ؛ ناصر محمد اليمانّي .
________________
-3-
اإلمام المهدّي ناصر محمد اليمانّي
- 19ذو القعدة 1429 -هـ
2008 -11 - 18مـ
12:23صــباًح ا
(بحسب الّت قويم الّر سمّي ألم الُق رى)
ـــــــــــــــــــــــ
َأ بِش ر بالفتوى الَح ّق لكلمِة {بَّث } في القرآن العظيم مع ُم رادفاتها ..
ِب سم اهلل الَّر حمن الَّر حيم ،وسالٌم على الُم رَس لين والحمُد هلل َرّب العالمين وبعد..
أخي الُم ستشار ،حين ال تفهم المعنى لكلمٍة ما في القرآن العظيم؛ فعليك أن تبحث َع ن معناها في مواِض ع
ُأ خرى في القرآن العظيم فتجعل بحثك شاِم اًل ،ولو كانت في َم وضٍع آخَر فليس ذلك قياًس ا الستنباط
ُح كٍم ؛ بل لمعرفة الَم عنى الحقيقّي للكلمِة التي َت جهُل معناها ،وعلى سبيل المثال قال اهلل تعالىَ{ :و َأ َّن
اْلَم َس اِج َد ِل َّلـِه َف اَل َت ْد ُع وا َم َع الَّلـِه َأ َح ًد ا ﴿َ ﴾١٨و َأ َّن ُه َلَّم ا َق اَم َع ْب ُد الَّلـِه َي ْد ُع وُه َكاُد وا َي ُكوُن وَن َع َلْي ِه ِل َب ًد ا ﴿}﴾١٩
صدق اهلل العظيم [الجن] ،والبيان الحّق لهذه اآلية :بأن ُكفار ُق ريٍش حين قام ُم َح مٌد رسول اهلل في
الَم سِج د الحرام يدعو اهلل وحده وكافًر ا بِع بادة األوثان التي نصبوها داخل البيت العتيق فيعبدونها ِم ن
دون اهلل ،وحين رأوا ُم حمًد ا رسول اهلل -صَّلى اهلل عليه وآله وسَّلم -كاِف ًر ا بعبادتها وقام في الَم سِج د
الحرام يدعو اهلل وحده؛ أغَض ب ذلك ُكَّف ار ُق ريش الحاضرين حين قام يدعو اهلل وحده فكادوا أن يكونوا
عليه جميًع ا فَي نَق ُّض ون عليه جميًع ا ناهينُه َع ن عبادة اهلل وحده؛ فيقولون" :أجعل اآللهة إلًه ا واحًد ا؟!"
الُم ِه ّم أّن نا عرفنا أن معنى {َكاُد وا َي ُكوُن وَن َع َلْي ِه ِل َب ًد ا} أْي :كادوا أن يكونوا عليه جميًع ا ،فتبَّي ن لنا المعنى
الحّق لكلمة ِل َب ًد ا أنه يقصد (جميًع ا) ،وبقي السلطان الواِض ح ِم ن القرآن لبرهان المعنى الحّق لكلمة {ِل َب ًد ا}
أَّن ها جميًع ا ،فآتيكم به من ِق ّص ة الُكَّف ار الذين ُي نِف قون أموالهم جميًع ا ضّد اهلل ورسوله ثم تكون عليهم
حسرًة عند رّبهم فُي غَلبون ،وقال اهلل تعالىِ{ :إ َّن اَّلِذ يَن َكَف ُر وا ُي نِف ُق وَن َأ ْم َو اَلُه ْم ِل َي ُص ُّد وا َع ن َس ِب يِل الَّلـِه ۚ
َف َس ُي نِف ُق وَن َه ا ُث َّم َتُكوُن َع َلْي ِه ْم َح ْس َر ًة ُث َّم ُي ْغ َلُب وَن } صدق اهلل العظيم [األنفال.]36:
كمثال الوليد ابن المغيرة الذي أنفق ماله ُكَّله ِل َي ُص َّد عن سبيل اهلل ،فأنفق ماله جميًع ا ثم ُغ ِل ب وُق ِت ل ،ثم
كان ماله الذي أنفقه جميًع ا حسرًة عليه عند ربه وقال اهلل تعالىَ{ :أ َي ْح َس ُب َأ ن َّلن َي ْق ِد َر َع َلْي ِه َأ َح ٌد ﴿﴾٥
اًل ُّل ُل َل
َي ُق و َأ ْه ْكُت َم ا َب ًد ا ﴿ }﴾٦صدق اهلل العظيم [البلد] ،بمعنى أنه أهلك ماله جميًع ا لتجهيز جيٍش جّر اٍر
ضّد اهلل ورسوله فيحسب أْن لن يقِد ر عليه أحٌد ،ثم ُي غَلب ثم يكون عليه ماُله حسرًة عند رِّب ه الذي أنفقه
جميًع ا للصِّد عن الحّق .
ومن خالل البحث فهمنا المعنى الحّق لكلمة (لَب دًا ) التي وردت في القرآن مرتين في قول اهلل تعالى:
{َي ُق وُل َأ ْه َلْكُت َم ااًل ُّلَب ًد ا ﴿ }﴾٦أْي :أنفق ماله جميًع ا لتجهيز الجيش ضّد اهلل وأوليائه ثم يغلبه اهلل ثم
يكون ماله عليه حسرًة عند ربه وقال اهلل تعالىِ{ :إ َّن اَّلِذ يَن َكَف ُر وا ُي نِف ُق وَن َأ ْم َو اَلُه ْم ِل َي ُص ُّد وا َع ن َس ِب يِل الَّلـِه ۚ
ًا ُة ًة ُث ْغ َل َل ُق َن ُث َتُك َف
َس ُي نِف و َه ا َّم وُن َع ْي ِه ْم َح ْس َر َّم ُي ُب وَن } صدق اهلل العظيم ،وكذلك وَر دت كلم (لَب د ) في موضٍٍع
آخر في القرآن العظيم في قول اهلل تعالىَ{ :و َأ َّن اْلَم َس اِج َد ِل َّلـِه َف اَل َت ْد ُع وا َم َع الَّلـِه َأ َح ًد ا ﴿َ ﴾١٨و َأ َّن ُه َلَّم ا َق اَم
َع ْب ُد الَّلـِه َي ْد ُع وُه َكاُد وا َي ُكوُن وَن َع َلْي ِه ِل َب ًد ا ﴿ }﴾١٩صدق اهلل العظيم.
وها نحن خرجنا بنتيجٍة بِّي نٍة مؤّكدٍة أن المعنى لقول اهلل تعالىَ{ :ي ُق وُل َأ ْه َلْكُت َم ااًل ُّلَب ًد ا ﴿ }﴾٦أْي :أهلك
ماله جميًع ا ،وكذلك نجدها هي نفس المعنى في قول اهلل تعالىَ{ :و َأ َّن ُه َلَّم ا َق اَم َع ْب ُد الَّلـِه َي ْد ُع وُه َكاُد وا
َي ُكوُن وَن َع َلْي ِه ِل َب ًد ا ﴿ }﴾١٩صدق اهلل العظيم ،أْي :كادوا أن يكونوا عليه جميًع ا.
ونأتي اآلن للبحث الشامل في القرآن العظيم لكلمِة (بّث ) التي وَر دت في عدة مواضيع في القرآن العظيم
في قول اهلل تعالىَ{ :ق اَل ِإ َّن َم ا َأ ْش ُكو َب ِّث ي َو ُح ْز ِن ي ِإ َلى الَّلـِه َو َأ ْع َلُم ِم َن الَّلـِه َم ا اَل َت ْع َلُم وَن ﴿ }﴾٨٦صدق اهلل
العظيم [يوسف] ،بمعنى أنه يخرج كالمه من لسانه ُم خاِط بًا به رَّبه وليس لسواه بما أصابه ،وأنه لن ييأس
من رحمته عسى اهلل أن يأتيه بيوسف وأخيه جميًع ا ،إنه ال ييأس من رحمة اهلل إال الظالمون ،وعلمنا
المعنى الحّق لكلمة (بَّث ) في هذا الموضع بأنه اإلخراج ،وإنما يقصد يعقوب أن كالَم ه الذي أخرجه لسانه
فسمعوه أنه ليس هذياًن ا منه وليس في ضالله القديم؛ بل يبثه إلى رِّب ه الذي يسمع ويرى ويعلم بحاله
راجًي ا رحمته أن يأتيه بيوسف وأخيه وأنه لن ييأس من رحمته ،برغم أن المعنى واضٌح لكلمة بَّث أنه
اإلخراج في قول اهلل تعالىَ{ :ي ا َأ ُّي َه ا الَّناُس اَّتُق وا َر َّب ُكُم اَّلِذ ي َخ َلَق ُكم ِّم ن َّنْف ٍس َو اِح َد ٍة َو َخ َلَق ِم ْنَه ا َز ْو َج َه ا
َو َب َّث ِم ْن ُه َم ا ِرَج ااًل َكِث يًر ا َو ِن َس اًء } [النساء ،]1:بمعنى اتقوا اهلل رّبكم الذي خلقكم من نفٍس واحدٍة وهو آدم
وخلق منها زوجها وهي حواء ،وأخرج منهما رجاًال كثيًر ا ونساًء ،وتبَّي ن لنا أن البث أنه اإلخراج وقال اهلل
تعالىَ{ :و الَّلـُه َأ ْخ َر َج ُكم ِّم ن ُبُط وِن ُأ َّم َه اِت ُكْم } صدق اهلل العظيم [النحل.]78:
وتبَّي ن لنا بال شٍّك وال ريٍب أَّن (البث) هو اإلخراج ،بمعنى أن المقصود لقوله تعالى {َو َب َّث ِم ْن ُه َم ا ِرَج ااًل َكِث يًر ا
َو ِن َس اًء } أْي :أخرج منهما ُذ ريًة كثيًر ا من النساء والرجال ،وقال اهلل تعالىَ{ :ي ْو َم َي ُكوُن الَّناُس َكاْلَف َر اِش
اْلَم ْب ُث وِث ﴿[ }﴾٤القارعة].
وكذلك آتيك بالُم راِد ف لكلمة البّث في هذا الموضع أنه (النشر) ،وذلك ألن معنى قوله تعالىَ{ :ي ْو َم َي ُكوُن
الَّناُس َكاْلَف َر اِش اْلَم ْب ُث وِث ﴿ }﴾٤أْي :كالجراد المنشور لكثرتهم ،وقال اهلل تعالىَ{ :ي ْخ ُر ُج وَن ِم َن اَأْلْج َد اِث
َكَأ َّن ُه ْم َج َر اٌد ُّم نَت ِش ٌر } صدق اهلل العظيم [القمر.]7:
وها نحن أفتيناك بالحّق لمعنى كلمة بَّث مع مرادفاتها وهي( :بث -نشر -أخرج) ،وأتيناك بآيتين أشد
وضوًح ا بتشبيه الكثرة للّناس يوم البعث كالفراش المبثوث أْي :المنتشر ،وهَّن قول اهلل تعالىَ{ :ي ْو َم َي ُكوُن
الَّناُس َكاْلَف َر اِش اْلَم ْب ُث وِث ﴿َ{ }﴾٤ي ْخ ُر ُج وَن ِم َن اَأْلْج َد اِث َكَأ َّن ُه ْم َج َر اٌد ُّم نَت ِش ٌر } .فعِل منا علم اليقين المعنى
لكلمة (بّث ) أْي :نشر ،ثم أَّكده المعنى الحُّق والبّي ُن لكلمة (المبثوث) أْي :المنشور ،وكذلك من مرادفات البّث
أْي :النثر ،وقال اهلل تعالىِ{ :إ َذ ا َر َأ ْي َت ُه ْم َح ِس ْب َت ُه ْم ُلْؤ ُلًؤ ا َّم نُث وًر ا} صدق اهلل العظيم [اإلنسان .]19:وقال اهلل
تعالى {َو ِإ َذ ا اْلَكَو اِك ُب انَت َث َر ْت ﴿[ }﴾٢اإلنفطار] ،أي انتشرت في الفضاء فتفرقت من بعد أن كان الكوكب
ُم جتِم ًع ا ُكتلًة واحدًة فينفجر فينتشر فينتثر في الفضاء .إذًا معنى انتشرت :مبثوثة في الفضاء .إذًا
المبثوث أْي :المنشور؛ إذًا بّث أْي :نشر.
وبعد البحث الشامل في القرآن العظيم لكلمة (بّث ) التي وردت في قول اهلل تعالىَ{ :و َب َّث ِم ْن ُه َم ا َج ااًل
ِر
َكِث يًر ا َو ِن َس اًء } أْي :أخرج منهما رجااًل كثيًر ا ونساًء َ{ ،و َب َّث ِم ْن ُه َم ا َج ااًل َكِث يًر ا َو ِن َس اًء } أْي :نشر منهما رجااًل
ِر
كثيًر ا ونساًء َ{ ،و َب َّث ِم ْن ُه َم ا ِرَج ااًل َكِث يًر ا َو ِن َس اًء } أْي :نثر منهما رجااًل كثيًر ا ونساًء ،ولربما ظَّن أخي الُم ستشار
أن الحمل كان بادئ الرأي بكلمٍة يقولها األخ ألخته فتحمل ،ولكنك تحتاج إلى سلطاٍن واضٍح وبِّي ٍن من
القرآن حتى ُت قِن ع من ُي جادلك بعلٍم وسلطاٍن فيتبعك أو ُي قِن عك بعلٍم أهدى من علمك فتتبعه ،وما أوردناه
جميًع ا هو ليس إال بحًث ا في كلمٍة واحدٍة من كلمات القرآن وهي (بّث ) وأنه العالم (المبثوث) من ُذ رية آدم
وحواء.
والمهدّي المنتَظ ر ناصر محمد اليمانّي ال يكاد أن يكون عنده من علم النحو شيًئ ا ولكنه ال ينبغي لي أن
أخطئ في ُلغة المعنى ألني ُم لتِز ٌم بالسلطان من ذات القرآن ،ولذلك تجدون بياناتي الحّق للقرآن خاليًة من
الخطأ اللغوي في المعنى للكلمة ولكنها توجد لدَّي أخطاٌء إمالئيٌة ،وِت لك ُبرهاٌن أن ناصر ُم حمد اليمانّي
يتلّق ى البيان الحّق للقرآن بوحي الّت فهيم من الّر حمن الّر حيم؛ فَي ُد ُّلني على البرهان من ذات القرآن،
واألعجب من ذلك أني ال أحفظ القرآن ،وكم وَّج ه الكثير لي هذا السؤال على الماسنجر فيقولون" :وهل
تحفظ القرآن؟" ،فأرّد عليهم بأني أحفظ معناه وبيانه ،وبعض منهم أقول له :له الحمد .فيظن أني أقصد
أني أحفظه.
ولربما يود أحدكم أن يقول" :ولماذا ال تقول كال ال أحفظ القرآن؟" ،ومن ثم أرد عليه وأقول :إن الجاهل
سوف ُي وِّلي ُم دِب ًر ا ولم ُي عِّق ب فيقول" :وتزعم أنك المهدّي المنتَظ ر ثم ال تحفظ القرآن" ،ومن ثم أُر ّد عليه
مرًة أخرى وأقول :بل جعل اهلل عدم حفظي للقرآن معجزًة ُكبرى ،إْذ كيف يستطيع ناصر محمد اليمانّي
أن يستنبط لكم السلطان من ذات القرآن من مواضَع متفرقٍة ،وَم ن َع َّلمه بالدليل والسلطان هنا وهناك
برغم أنه ال يحفظ؟
وسوف أذكر لكم قصًة مع أحد أصدقائي من الذين َي عّز ون علي وُي سّم ى (بدر محمد) وَّج ه إلَّي سؤااًل عن
البيان آليةَ{ :و الَّلـُه َخ َلَق ُكْم َو َم ا َت ْع َم ُلوَن ﴿ }﴾٩٦صدق اهلل العظيم [الصافات] ،فقلت له :وهل هذه آيٌة في
القرآن يقول اهلل فيها:{َو الَّلـُه َخ َلَق ُكْم َو َم ا َت ْع َم ُلوَن ﴿}﴾٩٦؟ ُأ قسم برّب العالمين أني ال أعلم بأن هذه اآلية
في القرآن ،ولكن إذا كانت حًق ا كما تقول أنها آيٌة في القرآن فاعلم علم اليقين أن اهلل يقصد أصنامهم
التي يعبدونها من دون اهلل أنها من خلق اهلل سواء يعملونها من تمٍر أو من ذهٍب أو من حديٍد أو من
حجٍر أو من نحاٍس فهي من خلق اهلل ،وهذا ما تلّق يُت ه بوحي التفهيم إلى القلب من رّب العالمين ،ولكن
كيف لي أن أعلم أن هذا اإللهام من الّر حمن وليس من الشيطان؟ فال بّد لي أن أتأّكد من أن هذه اآلية في
القرآن ،فإذا كانت في القرآن فتأّكْد أخي بدر أن هذا هو تأويلها؛ بأن اهلل يقصد أنه الذي خلقهم وخلق ما
يعملون ويقصد األصنام التي يعملونها مما خلق اهلل من التمر أو من الذهب أو من الحديد أو من النحاس
أو من الفضة أو من الحجر ،وُكّل ذلك من خلق اهلل ،فكيف يعبدون المخلوق ويذرون الخالق الذي خلقهم
وما يعملون من األصنام؟ ومن ثم رَّد علي بدر قال" :وما ُي دريك بأن بيان هذه اآلية هكذا؟ فهو لم يذكر
العبادة فيها بل قال اهلل تعالى:{َو الَّلـُه َخ َلَق ُكْم َو َم ا َت ْع َم ُلوَن ﴿ }﴾٩٦ولم َي ُق ل وما تعبدون ،ومن ثم رَّد يت
عليه وُق لت :إذا كانت موجودًة هذه اآلية في القرآن{َو الَّلـُه َخ َلَق ُكْم َو َم ا َت ْع َم ُلوَن ﴿ }﴾٩٦فاعلم علم اليقين
بأن هذا هو بيانها الحّق قد ألهمني اهلل رّب العالمين.
وكّنا في بيٍت ألحد األصدقاء لبدر ولم يكن صديقه موجوًد ا وليس لدينا كتاب القرآن أو قريًب ا منا ،ومن
ثم قام بدر واتصل بشخٍص حافٍظ للقرآن ،وقال له آتنا باآلية لقول اهلل تعالى:{َو الَّلـُه َخ َلَق ُكْم َو َم ا َت ْع َم ُلوَن
َأ اَل َت ْأ ُكُلوَن ﴿َ ﴾٩١م ا َلُكْم اَل َت نِط ُق وَن ﴿﴾٩٦} وكذلك اآلية التي من قبلها ومن بعدهاَ{ :ف َر اَغ ِإ َل آِل َه ِت ْم َف َق اَل
ِه ٰى
َأ َت ْع ُب ُد وَن َم ا َت ْن ِح ُت وَن ﴿َ ﴾٩٥و الَّلـُه ﴿َ ﴾٩٢ف َر اَغ َع َلْي ْم َض ْر ًبا ِب اْلَي ِم ي ﴿َ ﴾٩٣ف َأْق َب ُلوا ِإ َلْي ِه َي ُّف وَن ﴿َ ﴾٩٤ق اَل
ِز ِن ِه
َخ َلَق ُكْم َو َم ا َت ْع َم ُلوَن ﴿َ ﴾٩٦ق اُلوا اْبُنوا َلُه ُبْن َي اًن ا َف َأ ْلُق وُه ِف ي اْلَج ِح يِم ﴿َ ﴾٩٧ف َأ َر اُد وا ِب ِه َكْي ًد ا َف َج َع ْلَناُه ُم
اَأْلْس َف ِل يَن ﴿ }﴾٩٨صدق اهلل العظيم [الصافات].
وعندها اندهش صديقي بدر كيف أني أتيت بتأويلها بالحّق بدقٍة ُم تناهيٍة عن الخطأ ،وقلت له ُأ قسم بمن
خلق اإلنسان من تراب وأنزل الكتاب وأجرى السحاب وهزم األحزاب؛ أني لم أكن أعلم بوجود هذه اآلية
في القرآن العظيم {َو الَّلـُه َخ َلَق ُكْم َو َم ا َت ْع َم ُلوَن ﴿ }﴾٩٦صدق اهلل العظيم ،ومن ثم قال صديقي بدر" :أنا
كذلك لم أكن أعلم في أِّي موضٍع جاءت في القرآن وكذلك ال أعلم ما اآلية التي قبلها وما اآلية التي من
بعدها غير أني متأكٌد أنها في القرآن وقد قرأتها من قبل وسمعتها في الصالة الجهرّي ة وحفظت هذه اآلية
{َو الَّلـُه َخ َلَق ُكْم َو َم ا َت ْع َم ُلوَن ﴿ }﴾٩٦فأردت أن أسألك عنها كيف يخلق اهلل عمل اإلنسان ،ومن ثم جئتني
ببيانها الحّق مع أنك عارضَت ني أنها موجودٌة في القرآن حتى إذا أقسمُت لك برّبي أنها موجودٌة في القرآن
ومن ثم أطرقَت بالتفكير بضع دقائَق وقلَت لي إذا كانت حقًا موجودًة في القرآن فبيانها هو كذا وكذا
وكذا ،فتبَّي َن لي أن بيانك هو الحّق ،لم َت حُص ل عليه من تدّبرك للقرآن بل إلهاٌم ُم باشٌر من الّر حمن الّر حيم".
فسمعُت منه ما شرح صدري وأرجو له التثبيت من اهلل ،وُأ قسم باهلل العظيم برغم أني لم أحفظ غير جزٍء
يسيٍر من ُس َو ر القرآن من الُّس َو ر القصار وقليٍل من اآليات هنا وهناك من أماكَن متفِّر قٍة ،ولكن ِف كري
مشغوٌل به كثيًر ا ،فإذا قرأُت آيًة أو سمعتها في الّص الة الجهرّي ة ولم أفهم َم ْو ِض عًا فيها أقوم بالتفُّكر،
وأقول :يا رِّب ما تقصد بقولك كذا وكذا؟ أريد أن أفهم .وُأ فِّكر وأحياًن ا يطول علَّي التفكير فيها ،وفجأًة
أفهم تأويلها من ذات القرآن فإذا هي واضحٌة وجلّي ٌة أمامي ،ومن ثم أقوم بالبحث عن ذلك الُس لطان
للبيان في القرآن ألتأَّكد أَّن ه إلهاٌم من الّر حمن وليس علًم ا َلُد ِّن ًّي ا من وسوسة الشيطان ،فإذا تذّكرُت اآلية
وأريد بيانها ُأ فِّكر ملًّي ا فأتذَّكر ُس لطانها في القرآن ،غير أني ال أعلم بأِّي سورٍة ،فمن الذي عَّلمني بالسلطان
هنا وهناك في مواضع القرآن؟ إنه الّر حمن بوحي التفهيم وليس وسوسة شيطاٍن رجيٍم ،وحتى أعلم أنها
ليست وسوسة شيطاٍن رجيٍم ؛ ُي عِّلمني بسلطان العلم من مواضَع متفرقٍة في القرآن العظيم وآتيكم بالدليل
من ذات القرآن ،وأتهّر ب كثيًر ا حين يسألني بعض الباحثين عن الحّق فيقول :وهل تحفظ القرآن؟ فإن
قلت له :كال ال أحفظ القرآن؛ فإذا كان من الجاهلين سوف ُي وِّلي ُم دِب ًر ا ولم ُي عِّق ب شيًئ ا ،أما أولو األلباب
فسوف يقولُ" :س بحان اهلل من عَّلمك السلطان الحّق بالبيان للقرآن من هنا وهناك من مواضَع مختلفٍة
وُس َو ٍر متعددٍة حتى يظن من يقرأ بيانك أنك تحفظ القرآن وأنت ال تحفظه! إذًا فتلك كذلك معجزٌة لك
وليس عليك ألن اهلل هو من عَّلمك البيان الحّق فتأتي بالبيان الُم قِن ع من ذات القرآن من مواضَع متفرقٍة
في الكتاب برغم أنك ال تحفظ القرآن كَّله فهذا يدّل على أنك تتلَّق ى البيان الحّق من لُد ن حكيٍم عليم" ،ثم
ال يزيده عدم حفظي للقرآن إال إيمانًا وتثبيتًا؛ أولئك من أولي األلباب ،ولو كان البيان يعلم به ُكُّل من
يحفظ القرآن إذًا آلتاكم بالبيان الحّق للقرآن جميُع الذين يحفظون القرآن ،أفال تعقلون؟
فال ُت ماورني بعدم حفظي للقرآن ،وبرغم أني ال أحفظه فإني ُأ شِه د اهلل وكفى باهلل شهيًد ا إني لست
كالحمار الذي يحمل على ظهره وعاًء مملوًء بحمولة األسفار وهو ال يعلم ما يحمل على ظهره ،ولذلك
أتفَّكر وأتدَّبر للفهم من قبل الحفظ تنفيًذ ا ألمر اهلل ألولي األلباب بتدُّبر الكتاب من قبل الحفظ وقال اهلل
تعالىِ{ :ك َت اٌب َأ نَز ْلَناُه ِإ َلْي َك ُم َب اَر ٌك ِّلَي َّد َّبُر وا آَي اِتِه َو ِل َي َت َذ َّكَر ُأ وُلو اَأْلْلَب اِب ﴿ }﴾٢٩صدق اهلل العظيم [ص].
ويا قوم ،إنما أنزل اهلل القرآن للفائدة؛ فنستفيد منه فُي بِّي ن كثيرًا من األمور ،وإذا كان الُم ستمع للقرآن
يستمعه للحفظ فهو مثل الذي َي نِع ُق بما ال يسمع فهو ال يسمع إال كالًم ا ولكنه ال يفهمه ،فأصبح مثله كمثل
الذي َي نِع ُق بما ال يسمع وقال اهلل تعالىَ{ :و َم َث ُل اَّلِذ يَن َكَف ُر وا َكَم َث ِل اَّلِذ ي َي ْن ِع ُق ِب َم ا اَل َي ْس َم ُع ِإ اَّل ُد َع اًء َو ِن َد اًء ۚ
ُص ٌّم ُب ْكٌم ُع ْم ٌي َف ُه ْم اَل َي ْع ِق ُلوَن ﴿ }﴾١٧١صدق اهلل العظيم [البقرة] ،بمعنى أنهم كاألنعام ،وأنتم تنِع قون
األنعام فَت هرُب منكم برغم أنها ال تفهم الكالم الذي تزجرونها به؛ وإنما هربت بسبب ُد عاءكم ونداءكم
ولكنها لم تفهم من كالمكم شيًئ ا ،وكذلك الذي ال يفهمون القرآن من الذين كفروا ولذلك ُي عِر ضون عنه
ألنهم لو فهموا ما جاء فيه َلعِل موا أنه الحّق من ربهم وقال اهلل تعالىَ{ :ق اُلوا َي ا ُش َع ْي ُب َم ا َنْف َق ُه َكِث يًر ا ِّم َّم ا
َتُق وُل } صدق اهلل العظيم [هود.]91:
إذًا عدم الفهم هو سبب الكفر بكتب رّبهم ألنهم لو استمعوا إليه بإنصاٍت ِل يفهموا أحٌّق هو أم أساطير
األَّو لين ،فبُم جَّر د ما تصغي إليه آذانهم وأبصارهم يجعله اهلل عليهم نوًر ا تنشرح به صدورهم فإذا هم
ُم بِص رون ،ولكن االستكبار عن الحّق واالقتناع على ما هو عليه المرء بغير ُس لطاٍن بِّي ٍن هي الكارثة عليه،
ولذلك هو ليس ُم ستِع ًّد ا لفهم ما تقول ألنه موقٌن أنه على الحّق وال داعي أن يتدَّبر قولك أو يفهم ما
عندك ،وهذا خطٌأ كبيٌر فلَنفِر ض أن الداعية على باطٍل ،فعلينا أن نفهم أواًل ما عنده وما هي ُح جته حتى
يتبَّي ن لنا إن كان على ضالٍل مبيٍن ،ومن ثم نقول له إن اآلية التي ظننَت بيانها كذا وكذا قد أخطأَت
فتعال لُنعِّلمك بالبيان الحّق لها فنفِّص له لك تفصياًل ،وُه نا أخذتم منه سالح علمه الذي كان يستند عليه
ويركُن إليه ،فأصبح بال سالٍح ،وما عليه إال أن يستغفر رِّب ه فيعلم أنه كان على ضالٍل فيتبع الحّق بعد أن
تبَّي ن له أنه الحّق من ربه ،ولو كان الباحث عن الحّق في شأن ناصر محمد اليمانّي يقول" :أنا قد أمَّد ني
اهلل بعقٍل وإذا َأ ذهب عني عقلي رفع عني القلم إال إذا كان ناصر محمد اليمانّي مجنوًن ا فسوف يتبَّي ن لي
جنونه من خالل تدُّبر بيانه ،أو هو على ضالٍل فسوف أفهم ما يستند عليه في دعوته حتى يتحَّد ى
بإقناع علماء األّم ة بأسرها؛ بل ويقسم باهلل قسًم ا ُم قَّد ًم ا َلُي خِر سَّن ألسنتهم بالحّق فُي علن عليهم النصر من
قبل الحوار ،فهو إما أن يكون مجنوًن ا أو على ضالٍل أو واثًق ا ُكل الثقة أنه ينطق بالحّق ويهدي إلى صراٍط
مستقيٍم ،ولذلك لن أحكم على ناصر محمد اليمانّي حتى أفهم ما برأسهَ ،أ ْع َلُم بذلك من خالل بيانه ،ومن
ثم إن كان وسوسة شيطاٍن رجيٍم كمثل الذين اَّد عوا المهدّي ة من قبل فسوف يتبّي ن لي ذلك فأحاول أن
ُأ نِق ذ ناصر محمد اليمانّي لكي يكون لي أجٌر عند َر ِّب ي ألني أنقذته من ضالٍل وأنقذت الجاهلين الذين قد
يصدقونه فيتبعونه ،فُأ بِّي ن له وألتباعه أنه على ضالٍل مبيٍن "؛ أولئك هم أولو األلباب من الُم سلمين والذين
يهُّم هم أمر دينهم ويحرصون أن ال ُي ِض ّل المسلمين أحُد الضالين الُم ضلين.
ولكن لألسف إن الذين ال يعقلون يقولون" :وكيف ُن صِّد ق مهدًّي ا منتظًر ا على النت وراء الجهاز؟ لماذا ال
يظهر لألّم ة إن كان هو المهدّي المنتَظ ر الحّق من رّب العالمين؟" .ومن ثم أرد عليه وأقول :ألست تؤمن
بأن المهدّي المنتَظ ر يظهر عند الركن اليمانّي بين الركن والمقام للمبايعة؟ ومن ثم يقول" :بلى وقال رسول
اهلل صَّلى اهلل عليه وآله وسَّلم[ :المهدي يظهر بين الركن والمقام]" ،ومن ثم أرد عليه وأقول :فهل ترى من
المنطق أن أظهر للّناس بين الركن والمقام وأقول يا أهل مكة إني أنا المهدّي المنتَظ ر ومن ثم أتلَّق ى منهم
الترحيب والتكريم؟! بل سوف ُي هِل كهم اهلل فوًر ا ألنهم سوف يكونون علَّي لَب ًد ا ولن يتفهموا ما عندي نظًر ا
لكثرة المهدِّي ين الُم فتِر ين على اهلل بغير الحّق من وسواس الشياطين ،حتى إذا جاء المهدّي المنتَظ ر الحّق
من رّبهم ُي عرضون عنه ُم باشرًة ،فقد َس ِئ موا بين الحين واآلخر خروج مهدٍّي منتظ جديٍد ،إًذ ا ما هو الحّل
ٍر
لهذه المعضلة؟ إنه الحوار من قبل الظهور ،ومن بعد التصديق أظهر لكم عند البيت العتيق ،وإن أبيتم
وأعرضتم عن الحّق من رّبكم فسوف ُي ظِه ر اهلل المهدّي المنتَظ ر الحّق على كافة البشر في ليلٍة وهم
وأما بالنسبة لماذا اخترُت وسيلة اإلنترنت؟ فأرد عليه وأقول :أدعو للحوار كافة علماء المسلمين وكذلك
الّنصارى واليهود ُألثِب ت لهم شأني بالبيان الحّق للقرآن العظيم حتى يتبّي ن لهم أنه الحّق من رّبهم ،وما
أكثر علماء المسلمين والّنصارى واليهود وجميع العلماء على مختلف الديانات ،أال ترى أن اإلنترنت العالمية
جاءت بقدٍر مقدوٍر ألنها هي الوحيدة التي تصلح لحوار المهدّي المنتَظ ر لكافة ُع لماء البشر وُكُّل عاِل ٍم في
منزله وال يحتاج للسفر من أجل الحوار بل يفتح جهازه فيكتب (موقع ناصر محمد اليماني) ،فإذا هو على
طاولة الحوار العالمية فينظر إلى ما يقوله من يزعم أنه المهدّي المنتَظ ر خليفة اهلل على البشر هل جاء
بالحّق أم كّذ اٌب أشر؟ ومن بعد التدّبر ألٍّي من البيانات ويريد بالرد باالعتراف بالحّق أو اإلنكار ثم ُي سِّج ل
عضويته في (موقع ناصر محمد اليماني) ويضغط ُم باشرًة بالرّد على الموضوع.
وها أنا ذا ُأ صِد ر أمًر ا إلى المشرف على طاولة الحوار بموقعي العالمّي أن يجعل البدء للمشاركة فور
التسجيل وليس االنتظار ،وسبق وأن صدر هذا األمر إليه وقام بتنفيذه ،ولكنه شكى بأن بعض السفهاء من
أبناء الشوارع يأتون بروابَط غيِر مشروعٍة من التي تنشر الفحشاء والمنكر فيجعلون الرابط بموقع ناصر
محمد اليمانّي ،ومن ثم قلت له افعل ما تشاء بتأخير الموافقة على العضوية حتى يتّم الّت حرّي ،ولكن ذلك
مكٌر يا ابن عمر ألنهم ال يريدون أن َي ِت ّم نوُر اهلل ،ولذلك آمرك مرًة أخرى أن تجعل الذي ُي سِّج ل لدينا
عضًو ا جديًد ا أن تسمح له بالمشاركة فور التسجيل ،وأما الراوبط الخليعة فالناس سيعلمون أنها موضوعٌة
من ِق َب ل السفهاء وحين يتّم العثور عليها سوف تقوم أنت أو أنا بحذفها ثم حجب عضوية من فعل ذلك
مباشرًة وحسبنا اهلل عليه ،أيحسب أن لن َي راه أحٌد ؟ ألم يجعل اهلل له عينين؟ وفاقد الشيء ال يعطيه،
وما دام اهلل جعل له َأ ْع ُي ًنا يرى فكذلك اهلل يسمُع ويرى حين يصنع ذلك في الموقع الطاهر من السوء
والفحشاء ،فال يثنيَك عن تنفيذ أمري الُم جرمون وحسبنا اهلل عليهم أجمعين .وسالٌم على الُم رسلين،
والحمُد هلل رّب العالمين.
أتحّد اكم ِل ُت حاّج وني بالقرآن ،وأُّي آيٍة ُت حاّج وني بها فسوف آتيكم ببيانها خيًر ا منكم وأحسَن تفسيًر ا،
تصديًق ا لقول اهلل تعالىَ{ :و اَل َي ْأ ُت وَن َك ِب َم َث ٍل ِإ اَّل ِج ْئ َناَك ِب اْلَح ِّق َو َأ ْح َس َن َتْف ِس يًر ا ﴿ }﴾٣٣صدق اهلل العظيم
[الفرقان].
-4-
اإلمام المهدّي ناصر محمد اليماني
- 19ذو القعدة 1429 -هـ
2008 - 11 - 18مـ
03:22صــباًح ا
(بحسب الّت قويم الّر سمّي ألم الُق رى)
ـــــــــــــــــــــــ
أخي الَكريم الُم ستشار ،ما َن دم َم ن استشار وال خاب َم ن استخار ..
ِب سم اهلل الَّر حمن الَّر حيم ،وسالٌم على الُم رَس لين ،والحمُد هلل َرّب العالمين ،وَبعد..
فما أشَّد وضوح قول اهلل تعالىَ{ :ي ا َأ ُّي َه ا الَّناُس اَّتُق وا َر َّب ُكُم اَّلِذ ي َخ َلَق ُكم ِّم ن َّنْف ٍس َو اِح َد ٍة َو َخ َلَق ِم ْنَه ا
َز ْو َج َه ا َو َب َّث ِم ْن ُه َم ا ِرَج ااًل َكِث يًر ا َو ِن َس اًء } صدق اهلل العظيم [النساء.]1:
والمهدّي الُم نَت َظ ر وكذلك الُم ستشار ِم ن ُذ رية آدم وحواء؛ أتينا ِم ن ذرية آدم وحواء ،فأمُر ك َغ ريٌب ! فال
أدري هل أنا لم أفهم سؤالك جيًد ا؟! أم لماذا َع َّق دت األمور في بيان آيٍة يعلم بمعناها كُّل ذي ِل ساٍن عربٍّي
ألنها ِم ن الواضحات الَب ِّي نات؟ فماذا ُت ريد أن تتوَّص ل إليه بالضبط؟ وقد أفتيناك بالحّق في بيان اآلية ُم ِب يٍن
لناه تفصياًل ،فإذا كنَت َت رى لهذه اآلية بياًن ا آخَر فأِت نا به يا رجل! زادك اهلل ِم ن ِع لمه؛ شرَط أن يكون وفَّص
ليس اإلقناع بالكالم والَّر أي والَّت وُّق ع والَّظ ن ،فهذا ال أقبله وال ُأ ريد من الناس أن يقبلوه ِم ّني بل ِا ْد َر ْأ
الُح َّج ة بالُح َّج ة على ِع لٍم وَبصيرٍة ُم نيرٍة ،أما الَّظ ّن أخي الكريم فاعلم أنه ال ُي غني من الَح ّق شيًئ ا ولن
أَّت ِب َع ه أبًد ا ولن ُأ فتي به أبًد ا ،وَكاَّل وال ولن نخرج إلى موضوٍع آخر حتى نتوَّص ل إلى البيان الحّق لقول اهلل
تعالىَ{ :ي ا َأ ُّي َه ا الَّناُس اَّتُق وا َر َّب ُكُم اَّلِذ ي َخ َلَق ُكم ِّم ن َّنْف ٍس َو اِح َد ٍة َو َخ َلَق ِم ْنَه ا َز ْو َج َه ا َو َب َّث ِم ْن ُه َم ا ِرَج ااًل َكِث يًر ا
َو ِن َس اًء } صدق اهلل العظيم.
فقد أتيناك ببيانها وبقي اآلن أن تأتينا ببيانك ،أو تعترف بالبيان الَح ِّق في شأن هذه اآلية وِم ن ثَّم نخوض
فيما تريد َم هما تريد ،وُت فيد وَت سَت فيد.
-5-
اإلمام المهدّي ناصر محمد اليمانّي
- 23ذو القعدة 1429 -هـ
2008 - 11 - 22مـ
01:22صــباًح ا
(بحسب الّت قويم الّر سمّي ألم الُق رى)
ــــــــــــــــــــــــ
{َج اَء اْلَح ُّق َو َز َه َق اْلَب اِط ُل ۚ ِإ َّن اْلَب اِط َل َكاَن َز ُه وًق ا} ..
ِب سم اهلل الَّر حمن الّر حيم ،والَّص الة والَّس الم على َج ّد ي وآل بيته األطهار األَّو لين واآلخرين والَّت ابعين للحّق
في كل زماٍن وَم كاٍن إلى يوم يقوم الَّناس لرّب العالمين ،وبعد..
قال اهلل تعالىُ{ :ق ْل َهٰـ ِذ ِه َس ِب يِل ي َأ ْد ُع و ِإ َلى الَّلـِه ۚ َع َلٰى َبِص يَر ٍة َأ َن ا َو َم ِن اَّت َب َع ِن ي ۖ َو ُس ْب َح اَن الَّلـِه َو َم ا َأ َن ا ِم َن
اْلُم ْش ِرِك يَن ﴿ }﴾١٠٨صدق اهلل العظيم [يوسف].
ِم ن الَّت اِب ع للحّق النبَّي األمّي والَّناصر له بالَح ّق ُم قتِد ًي ا أثَر ه فأدعو إلى اهلل على بصيرٍة أنا وَم ن اَّت بعني
وسبحان اهلل وما أنا من المشركين ،وسالٌم على الُم رَس لين والحمُد هلل رّب العالمين..
أُّي ها الُم ستشار وَق ريُنه اآلخر ،الَح َذ ر الَح َذ ر! فال تقولوا على اهلل ما ال تعلمون فذلك ِم ن أْم ر الَّش يطان وليس
ِم ن أْم ر الَّر حمن ،فال تَّت ِب عوا خطوات الَّش يطان ،إَّن ما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على اهلل ما ال
تعلمون ِع لم اليقين اإليمانّي الُم ؤَّي د بسلطان الِع لم الواضح والَج لّي من ُم حَكم القرآن ،وقد أفتيتك عن كلمة
(َب ّث ) ِب أنه االنتشار ،وَأ َر دت أن ُت جاِد لني باللغة ،وأنا كذلك أتحَّد ى بالمعنى الُلَغ وّي وأعوذ باهلل أن ُأ خِط ئ
فيه شيًئ ا ،وإَّن ما أخطائي هي إمالئّي ٌة ال ُت ِع يب بيان الحّق َش يًئ ا لِح كَم ٍة إلهّي ة ،وقال تعالىَ{ :و َب َّث ِم ْن ُه َم ا}
[النساء ]1:أْي َ :ن َش ر ِم نهما .فلو أقول لك :وجدُت ُج حَر َن مٍل انتَش رت ِم نه ُأ َّم ٌة ِم ن النملِ .ب معنى :أَّن النمل
كان مجموًع ا في الُج حر .ثم أتيناك بأن كذلك ِم ن ُم رادفات الَب ث هو اإلخراج ببرهاِن ُم ناجاِة يعقوَب ِلَر ِّب ه
حين عاتبوه على َتَذ ُّكر يوسف وعاد ُح زنه ِم ن جديٍد ،وقال إنما َي ُب ّث كلمات الَّش كوى ِل ما أصابه إلى رِّب ه،
ويعلم ِم ن اهلل ما ال يعلمون .وأراك تحاول أن تجعل ِل َب ِّث ُذ رَّي ة آَد م معنى آَخ َر وأَّن ه ليس اإلنجاب ،ولكن آن
األوان أن آتيك بالسلطان الُم لِج م ِب أَّن اهلل يقصد َب ّث الُّذ ِّر َّي ة ِم ن ُص ْلب آَد م .وِل َكي تفهم الَح ّق ؛ فَر ًض ا ُأ وِّج ه
إليك سؤااًل وأقول :يا أخي الُم ستشار َأ فِت ني عن قول اهلل تعالىَ{ :و َم ن َكاَن ِف ي َهٰـ ِذ ِه َأ ْع َم ٰى َف ُه َو ِف ي
اآْل ِخ َر ِة َأ ْع َم ٰى َو َأ َض ُّل َس ِب ياًل ﴿ }﴾٧٢صدق اهلل العظيم [اإلسراء]؟
ولن أنَت ِظ ر الجواب ِم نك ألّن ي ال ُأ ريد إحراجك أو التفاخر عليك ِب ما عَّلمني َر ِّب ي ،وَليس الَع يب إن كنَت ال
تعلم؛ بل العيب أن ال َت طُلب الِع لم ِم ن أهله إن ُو ِج دوا ،تصديًق ا لقول اهلل تعالىَ{ :ف اْس َأ ُلوا َأ ْه َل الِّذ ْكِر ِإ ن
ُكنُت ْم اَل َت ْع َلُم وَن } صدق اهلل العظيم [األنبياء.]7:
وعليك أن تعَلم ِب أَّن اهلل وَض ع لطالب الِع لم ُش روًط ا ذات أهميٍة ُكبرى وذلك حتى ال َي عود إلى قومه بِع لٍم ما
أنزل اهلل به ِم ن سلطاٍن فال يزيدهم إاَّل عًم ى وَض الاًل ،وما هي هذه الشروط؟ وهي :استخدام الَّس مع
واألبصار واألفئدة؛ هل هذا ِع لٌم َم عقوٌل يقبله الَع ْق ل وَي طِم ئّن إليه الَق ْلب؟ فهل هو ُم ؤَّي ٌد بُس لطان الِع ْلم
الَب ِّي ن الواضح؟ أم قوٌل بالظن الذي ال ُي غني من الحّق شيًئ ا؟ فإذا افتقد الُّس لطان فهذا يعني أَّن ه قوٌل على
اهلل ِب الَّظ ن .وأرى األخ الُم ستشار يستوصي بذلك ،ولكن لألسف إَّن ك تأُم ر الناس بالِب ّر وَت نسى نفسك ،وها
أنت تقول على اهلل باِل َّظ ن الذي ال ُي غني ِم ن الحّق شيًئ ا في معنىَ{ :و َب َّث ِم ْن ُه َم ا} وتريد أن تجعل له معنى
َغ ير اإلنجاب ِب ُح َّج ة أَّن هم إخوٌة ،وذلك َح ٌّق ُي راد به باِط ٌل ،ولكني أَّو اًل أِع ُظ جميع األنصار السابقين األخيار
وكذلك جميع الباحثين عن الحقيقة وأقول لهم :لقد نهاُكم اهلل وَح َّذ َر ُكم أن َت َّت ِب عوا ما ليس لكم به علٌم ،
وأَم َر كم باستخدام َس مِع كم وأبصاِركم وأفئدِت كم؛ هل ُس لطان ِع لم الَّد اعية هذا إلى ِع لٍم هو ُم قِِن ٌع ؟ وقال اهلل
تعالىَ{ :و اَل َتْق ُف َم ا َلْي َس َلَك ِب ِه ِع ْلٌم ۚ ِإ َّن الَّس ْم َع َو اْلَب َص َر َو اْلُف َؤ اَد ُكُّل ُأ وَلٰـ ِئَك َكاَن َع ْن ُه َم ْس ُئ واًل ﴿ }﴾٣٦صدق
اهلل العظيم [اإلسراء] .إًذ ا ُح ّج ة اهلل على اإلنسان هي العقل ،وإذا ذهب عقله ُر ِف ع القلم عنه.
ولُر َبما َي وُّد األخ الُم ستشار أن ُي قاطعني فيقول" :مهاًل ال تسأل ثم تأتي بالجواب فدعني ُأ ثِب ت لك ِع لمي
فُأ جيبك عن سؤالك عن بيان قول اهلل تعالىَ{ :و َم ن َكاَن ِف ي َهٰـ ِذ ِه َأ ْع َم َف ُه َو ِف ي اآْل ِخ َر ِة َأ ْع َم َو َأ َض ُّل
ٰى ٰى
َس ِب ياًل ﴿ }﴾٧٢صدق اهلل العظيم .فيقصد اهلل ِب أَّن َم ن كان في هذه الدنيا أعَم ى فهو في اآلخرة أعَم ى
وأضُّل سبيًال" ،ومن ثم أرّد عليك وأقول :اللهم َن َع م وهذه آيٌة ُم حَكمٌة واضحٌة َب ِّي نٌة وَلكّني سوف ُأ َو ِّج ه لك
سؤااًل آخَر هاًّم ا للغاية وأقول لك :أفتني عن بيان قول اهلل تعالىَ{ :ق اَل َر ِّب ِلَم َح َش ْر َت ِن ي َأ ْع َم ٰى َو َق ْد ُكنُت
َبِص يًر ا ﴿ }﴾١٢٥صدق اهلل العظيم [طه]؟ وهنا يتوَّق ف التفكير ويقول الُم نافقون والذين في قلوبهم َم رٌض
والذين ال يعلمون :إَّن في القرآن تناُق ًض ا ،فكيف أَّن ه يقول في آيٍة في القرآنَ{ :و َم ن َكاَن ِف ي َهٰـ ِذ ِه َأ ْع َم ٰى
َف ُه َو ِف ي اآْل ِخ َر ِة َأ ْع َم ٰى َو َأ َض ُّل َس ِب ياًل ﴿ }﴾٧٢صدق اهلل العظيم ،ومن ثم يقول في َم وضٍع آَخ ر في القرآن:
{َق اَل َر ِّب ِلَم َح َش ْر َت ِن ي َأ ْع َم ٰى َو َق ْد ُكنُت َبِص يًر ا ﴿ }﴾١٢٥صدق اهلل العظيم؟! وُه نا يتوَّق ف العاِل م الذي ُي ريد
أن يفهم ما يحمل في قلبه ِم ن آيات القرآن حتى ال يكون كالِح مار َي حِم ل األسفار في وعاٍء وال يعَلم ما
يحمل على َظ هره؛ بل يرى أّن عليه أن يهتّم بالتدُّبر ِم ن قبل الِح فظ كما أَم ر اهلل بذلك في قول اهلل تعالى:
{ِك َت اٌب َأ نَز ْلَناُه ِإ َلْي َك ُم َب اَر ٌك ِّلَي َّد َّبُر وا آَي اِتِه َو ِل َي َت َذ َّكَر ُأ وُلو اَأْلْلَب اِب ﴿ }﴾٢٩صدق اهلل العظيم [ص].
وإذا كان طالُب علٍم ُي ريد أن يفهم؛ وِم ن ثم يذَهب العاِل م على سبيل المثال إلى تفسير ابن كثير ُي ريد أن
يفهم المقصود ِم ن قول اهلل تعالىَ{ :ق اَل َر ِّب ِلَم َح َش ْر َت ِن ي َأ ْع َم ٰى َو َق ْد ُكنُت َبِص يًر ا ﴿ }﴾١٢٥صدق اهلل
العظيم ،وِم ن ثّم يذَهب بهذا التفسير فُي َع ِّلم به الّناَس ِم ن على ِم نَب ر الُخ طبة دوَن ما يستخدُم عقله؛ هل فعاًل
هذا هو المقصود؟ وإذا كان ِم ن أولي األلباب الذين يتفَّكرون فسوف يبحث في الُّس لطان الذي أتى به ابُن
كثيٍر لإلقناع بتفسيره ،وهل هو سلطاٌن َم نطقٌّي يقبله البصر الذي ال يعمى ،ما لم؛ َي ذَهب حتى ال ُي َع ِّلم
الُم سلمين بيان القرآن وأمور دينهم بغير الحّق ،فهو يحرص على أنه ال يقول على اهلل ما ال يعَلم ،وكذلك
ال يَّت ِب ع ما ليس له به علٌم ،ويتَذ َّكر ِب أَّن اهلل نهاه عن ذلك وسوف يسأله عن سمعه وبصره وفؤاده؛ هل
يطمئن لهذا الِع لم حتى َي َّت ِب عه فُي عِّلم به الناس؟ فإذا بحث ولم َي ِج د ما يطمِئ ن إليه قلبه فُه نا يوحي إليه
الُم َع ِّلم الذي أحاط ِب ُكِّل شيٍء ِع لًم اَ ،ف ُي وحي إليه ِب وحي الَّت فهيم َف ُي َع ِّلمه بالَح ّق ،ألنه َع ِلَم أَّن عبده هذا َي َّت قي
رَّبه أن ال يقول عليه إاَّل الحّق وال ُي ريد أن يقول على اهلل غير الَح ّق وأصبح َح ًّق ا على اهلل الَح ّق أن ُي َع ِّلَم ه
فيهديه إلى الطريق الَح ّق ،تصديًق ا لوعده بالحّق في قوله تعالىَ{ :و اَّلِذ يَن َج اَهُد وا ِف يَنا َلَنْه ِد َي َّنُه ْم ُس ُب َلَنا ۚ
َو ِإ َّن الَّلـَه َلَم َع اْلُم ْح ِس ِن يَن ﴿ }﴾٦٩صدق اهلل العظيم [العنكبوت] ،وَس َب ب أن اهلل َع َّلمه بوحي الَّت فهيم بالحّق
بِع لٍم وسلطاٍن منيٍر هو ألنه اَّتَق ى اَهلل فأَبى أن َي َّت ِب ع ما ليس له به ِم ن ِع لٍم ُم قِن ٍع لُي عِّلم ِب ه اُألّم ة ،ولذلك
عَّلمه اهلل ،تصديًق ا لوعد اهلل بالحّق في قوله تعالىَ{ :و اَّتُق وا الَّلـَه ۖ َو ُي َع ِّلُم ُكُم الَّلـُه ۗ َو الَّلـُه ِب ُكِّل َش ْي ٍء َع ِل يٌم }
صدق اهلل العظيم [البقرة .]282:وسوف نذهب لننُظ ر ما يقول اإلمام ابن تيمية:
وقوف بين يدي اهلل .فإذا خرج من قبره شخص بصره ،فرأى كل شيء ،رأى البعث أنه بعث،
إنه وقف بين يدي اهلل ،ورأى الحساب هذا معنى قوله {َف َب َص ُر َك اْلَي ْو َم َح ِد يٌد } يعني ال يطرف
بصره حتى ُي عاين جميع ما كان ُي كذب به من أمر البعث ،فذلك قول اهلل -عز وجلَ{ -لَق ْد
ُكْنَت ِف ي َغ ْف َلٍة ِم ْن َه َذ ا َف َكَش ْف َنا َع ْنَك ِغ َط اَء َك َف َب َص ُر َك اْلَي ْو َم َح ِد يٌد } كان في غفلة ،ثم بعد ذلك
لما ُبعث صار بصره حديدا ،فصار ُي عاين جميع ما ُي كذب به من أمر البعث ،فزال
اإلشكال.المثال الثاني والعشرون ،هذا وإن كان قصير لكن فيه بحث سيتم بحثه -إن
شاءاهلل ،-فيه كالم لعَّلنا نقف على المثال الثاني والعشرين ،وهو آخر األمثلة التي ذكرها
اإلمام -رحمه اهلل-
— انتهى االقتباس
ومن ثَّم نأتي اآلن ِلَم ن ينطق بالحّق (اإلمام المهدّي ) بوحي الَّت فهيم ِم ن َلُد ن َح كيٍم َع ليمَ{ :ق اَل اْه ِب َط ا ِم ْنَه ا
َج ِم يًع ا ۖ َبْع ُض ُكْم ِل َب ْع ٍض َع ُد ٌّو ۖ َف ِإ َّم ا َي ْأ ِت َي َّن ُكم ِّم ِّن ي ُه ًد ى َف َم ِن اَّت َب َع ُه َد اَي َف اَل َي ِض ُّل َو اَل َي ْش َق ٰى ﴿َ ﴾١٢٣و َم ْن
َأ ْع َر َض َع ن ِذ ْكِر ي َف ِإ َّن َلُه َم ِع يَش ًة َض نًكا َو َن ْح ُش ُر ُه َي ْو َم اْلِق َي اَم ِة َأ ْع َم ٰى ﴿َ ﴾١٢٤ق اَل َر ِّب ِلَم َح َش ْر َت ِن ي َأ ْع َم ٰى َو َق ْد
ُكنُت َبِص يًر ا ﴿َ ﴾١٢٥ق اَل َكَٰذ ِلَك َأ َت ْت َك آَي اُت َنا َف َن ِس يَت َه ا ۖ َو َكَٰذ ِلَك اْلَي ْو َم ُت نَس ﴿َ ﴾١٢٦و َكَٰذ ِلَك َن ْج ِز ي َم ْن َأ ْس َر َف
ٰى
َو َلْم ُي ْؤ ِم ن ِب آَي اِت َر ِّب ِه ۚ َو َلَع َذ اُب اآْل ِخ َر ِة َأ َش ُّد َو َأ ْب َق ٰى ﴿ }﴾١٢٧صدق اهلل العظيم [طه].
ويا قوم لقد خَلَق نا اهلل كَنفٍس واحدٍة يوم َخ َلق اهلل أبانا آَد م من التراب وخَلَق نا معه (مرحلة َخ ْلقنا األولى
قبل الدخول في بطون أمهاتنا) وقال اهلل تعالىُ{ :ه َو َأ ْع َلُم ِب ُكْم ِإ ْذ َأ نَش َأ ُكم ِّم َن اَأْلْر ِض َو ِإ ْذ َأ نُت ْم َأ ِج َّن ٌة ِف ي
ُبُط وِن ُأ َّم َه اِت ُكْم } صدق اهلل العظيم [النجم ،]32:بمعنى أَّن الَب َش ر كانوا موجودين في ُص ْلب أبينا آَد م عليه
الّص الة والّس الم ،ومن ثَّم أنطَق نا اهلل ،فنَط ْق نا جميًع ا ِم ن الُّظ هور ِم ن َظ ْه ر أبينا آدم ،ومن ثَّم أَخ ذ اهلل
الِم يثاق من الَب َش ر أجمعين وأعطيناه الِم يثاق فشهدنا بالحّق وقال اهلل تعالىَ{ :و ِإ ْذ َأ َخ َذ َرُّبَك ِم ن َبِن ي آَد َم
ِم ن ُظ ُه وِرِه ْم ُذ ِّر َّي َت ُه ْم َو َأ ْش َه َد ُه ْم َع َلٰى َأ نُف ِس ِه ْم َأ َلْس ُت ِب َر ِّب ُكْم ۖ َق اُلوا َب َلٰى ۛ َش ِه ْد َن ا ۛ َأ ن َتُق وُلوا َي ْو َم اْلِق َي اَم ِة ِإ َّن ا ُكَّنا
َع ْن َهٰـ َذ ا َغ اِف ِل يَن ﴿َ ﴾١٧٢أ ْو َتُق وُلوا ِإ َّن َم ا َأ ْش َر َك آَباُؤ َن ا ِم ن َق ْب ُل َو ُكَّنا ُذ ِّر َّي ًة ِّم ن َبْع ِد ِه ْم ۖ َأَف ُت ْه ِل ُكَنا ِب َم ا َف َع َل
اْلُم ْب ِط ُلوَن ﴿ }﴾١٧٣صدق اهلل العظيم [األعراف].
وهنا كان اإلنسان الَم َنوّي َبصيًر ا َي وم أنطَق هم اهلل من الُّظ هور فأبَص روا وسألهم اهللَ{ :أ َلْس ُت ِب َر ِّب ُكْم ۖ َق اُلوا
َب َلٰى ۛ َش ِه ْد َن ا ۛ َأ ن َتُق وُلوا َي ْو َم اْلِق َي اَم ِة ِإ َّن ا ُكَّنا َع ْن َهٰـ َذ ا َغ اِف ِل يَن ﴿َ ﴾١٧٢أ ْو َتُق وُلوا ِإ َّن َم ا َأ ْش َر َك آَباُؤ َن ا ِم ن َق ْب ُل َو ُكَّنا
ُذ ِّر َّي ًة ِّم ن َبْع ِد ِه ْم ۖ َأَف ُت ْه ِل ُكَنا ِب َم ا َف َع َل اْلُم ْب ِط ُلوَن ﴿ }﴾١٧٣صدق اهلل العظيم ،وكان اإلنسان ُم بِص ًر ا في الَّز َم ن
األَز لّي الَق ديم لمرحلة خلقنا األَّو ل مع أبينا آدم ،وَأ نطَق نا اهلل وَن َط قنا ِم ن الُّظ هور وَش ِه دنا بالحّق " :ال إله إال
اهلل وحده ال شريك له" ،ثم َأ شهَد نا اهلل على أنفسنا ،ولكننا ال نتَّذ كر الَع َه د هذا إاَّل يوم القيامة؛ يوم َت ِل ين
الَّذ اِك رة فيَت َذ َّكر اإلنسان ُكّل شيٍء حتى ذكر هذا العهد األزلي ،ولذلك قال الذي َنَكث عهده في هذه الحياة
الُّد نيا؛ قالَ{ :ق اَل اْه ِب َط ا ِم ْنَه ا َج ِم يًع ا ۖ َبْع ُض ُكْم ِل َب ْع ٍض َع ُد ٌّو ۖ َف ِإ َّم ا َي ْأ ِت َي َّن ُكم ِّم ِّن ي ُه ًد ى َف َم اَّت َب َع ُه َد اَي َف اَل َي ِض ُّل
ِن
َو اَل َي ْش َق ٰى ﴿َ ﴾١٢٣و َم ْن َأ ْع َر َض َع ن ِذ ْكِر ي َف ِإ َّن َلُه َم ِع يَش ًة َض نًكا َو َن ْح ُش ُر ُه َي ْو َم اْلِق َي اَم ِة َأ ْع َم ٰى ﴿َ ﴾١٢٤ق اَل َر ِّب
ِلَم َح َش ْر َت ِن ي َأ ْع َم ٰى َو َق ْد ُكنُت َبِص يًر ا ﴿َ ﴾١٢٥ق اَل َكَٰذ ِلَك َأ َت ْت َك آَي اُت َنا َف َن ِس يَت َه ا ۖ َو َكَٰذ ِلَك اْلَي ْو َم ُت نَس ٰى ﴿﴾١٢٦
َو َكَٰذ ِلَك َن ْج ِز ي َم ْن َأ ْس َر َف َو َلْم ُي ْؤ ِم ن ِب آَي اِت َر ِّب ِه ۚ َو َلَع َذ اُب اآْل ِخ َر ِة َأ َش ُّد َو َأ ْب َق ٰى ﴿ }﴾١٢٧صدق اهلل العظيم
[طه].
إًذ ا ،الُّذ ِّر َّي ة هي ُكَّلها ُخ ِل َق ت يوم َخ َلق اهلل أبانا آَد م ،وِم نه َت َّم َب ّث الُّذ ِّر َّي ة ِم ن َن فٍس واِح دٍة ِرجااًل َكثيًر ا
وِن ساًء ،وإنما ُأ دِخ ل َكِب ذرٍة في َح رث ُأ ّم ه وَلِك ن أساس الَب ّث هو ِم ن أبينا آدم فبَّث ِم نهما ِرجااًل كثيًر ا وِن ساًء ،
وذلك ألَّن جميعنا (َذ َكرنا واألنثى) موجودون في الُّظ هور.
وال يزال لدينا َبراهيُن كثيرٌة وكبيرٌة وداحضٌة للَج َد ل ،فهل أيَق ْنَت أن الَب َّث هو انتشار الُّذ ِّر َّي ة ِم ن الَّظ هر
األصلّي ِرجااًل َكثيًر ا وِن ساًء ؟
وأما قولك" :إن اهلل خلق بشرًا قبل أبينا آدم حتى يكون التجامع مع قوٍم آخرين بادئ الرأي" .فنقولَ :ح ٌق
ُي راُد به باطل أْي :كيف ُي جاِم ع الَّر ُج ل أخته؟ وهذا َح ٌق ُي راُد ِب ه باطٌل ما أنَز ل اهلل ِب ه ِم ن ُس لطاٍن ولم أجد
له أَّي ُبرهاٍن في القرآن ،فإن كان لديك ُبرهاٌن فْأ ِت به إن كنت من الَّص اِد قين.
تاهلل لقد ظننُت ك ِم ن األخيار الَّس ابقين األنصار أخي الُم ستشار وال يزال َظ ّني فيك َح َس ًنا ،وال ُأ ريدك أن
تقتنع بغير سلطاٍن وال أريدك أن تجادلني بغير سلطاٍن ِج دااًل َع قيًم ا ،فكم آتيُت ك من البراهين لحقيقة الَب ّث
أَّن ه ليس إرسااًل تلفزيونًّي ا أو َذ بَذ بَة راديو! بل َب ّث الُّذ ِّر َّي ة (ِرجااًل كثيًر ا ونساًء ) بالَّت جاُن س الِج نسي أو خروج
الحيوان الَم َنوّي َش رط أن ُي مَنى ِب َلَّذ ٍة ِم ن اإلنسان ولو لم يُكن ُم باَش َر ًة في الَّر ِح م ،فليس ذلك شرًط ا بل
الَّش رط أن ُي مَنى ِب َلَّذ ة.
وسالٌم على الُم رُس لين ،والحمُد هلل رّب العالمين ..
َكَت ب البيان شخصًّي ا اإلماُم المهدّي ؛ ناصر محمد اليمانّي .
___________________
بن تيمية و المفسرين و بين تفسير ناصر محمد اليماني في هذه االية
-6-
اإلمام المهدّي ناصر محّم د اليمانّي
1429 - 11 - 24هـ
2008 - 11 - 23مـ
02:48صــباًح ا
(بحسب التقويم الرسمي ألّم القرى)
ـــــــــــــــــــــــ
إلى الَّش اِه د والُم ستشار الُم حتار الذين ال يأتون بسلطان الِع لم في الحوار ..
ِب سم اهلل الَّر حمن الَّر حيم ،وسالٌم على الُم رَس لين والحمُد هلل رّب العالمين وبعد..
أُّي ها االثنان اللذان ُي جاِد الن بغير علٍم وال ُس لطان ،فال تَّت ِب عوا خطواِت الشيطان فتقوال على اهلل ما ال
َت علمان ،ولقد سبقت لي وَلُكم وِل ُكّل إنساٍن نشأٌة أولى َق بل أن يُد خل َرِح م ُأ ّم ه تصديًق ا لقول اهلل تعالى:
َأ َل َأ {ُه َو َأ ْع َلُم ِب ُكْم ِإ ْذ َأ نَش َأ ُكم ِّم َن اَأْلْر ِض َو ِإ ْذ َأ نُت ْم َأ ِج َّن ٌة ِف ي ُبُط و ُأ َّم َه اِت ُكْم ۖ َف اَل
ُت َز ُّكوا نُف َس ُكْم ۖ ُه َو ْع ُم ِب َم ِن ِن
اَّتَق ٰى } صدق اهلل العظيم [النجم.]32:
فتدَّبروا قوله تعالىُ{ :ه َو َأ ْع َلُم ِب ُكْم ِإ ْذ َأ نَش َأ ُكم ِّم َن اَأْلْر ِض َو ِإ ْذ َأ نُت ْم َأ ِج َّن ٌة ِف ي ُبُط وِن ُأ َّم َه اِت ُكْم } ،بمعنى أَّن َلنا
نشأًة أولى ِم ن قبل أن َن دُخ ل ُبطون ُأ َّم هاتنا ،وتلك الَّنشأة األولى في َظ هر أبينا آدم تصديًق ا لقول اهلل
تعالىَ{ :و َلَق ْد َخ َلْق َناُكْم ُث َّم َص َّو ْر َن اُكْم ُث َّم ُق ْلَنا ِل ْلَم اَل ِئ َكِة اْس ُج ُد وا آِل َد َم َف َس َج ُد وا ِإ اَّل ِإ ْبِل يَس َلْم َي ُكن ِّم َن
الَّس اِج ِد يَن ﴿[ }﴾١١األعراف].
ثم َأ خذ ِم َّنا الِم يثاق الَغ ليظ ،قال اهلل تعالىَ{ :و ِإ ْذ َأ َخ َذ َرُّبَك ِم ن َبِن ي آَد َم ِم ن ُظ ُه وِرِه ْم ُذ ِّر َّي َت ُه ْم َو َأ ْش َه َد ُه ْم
َع َلٰى َأ نُف ِس ِه ْم َأ َلْس ُت ِب َر ِّب ُكْم ۖ َق اُلوا َب َلٰى ۛ َش ِه ْد َن ا ۛ َأ ن َتُق وُلوا َي ْو َم اْلِق َي اَم ِة ِإ َّن ا ُكَّنا َع ْن َهٰـ َذ ا َغ اِف ِل يَن ﴿َ ﴾١٧٢أ ْو
َتُق وُلوا ِإ َّن َم ا َأ ْش َر َك آَباُؤ َن ا ِم ن َق ْب ُل َو ُكَّنا ُذ ِّر َّي ًة ِّم ن َبْع ِد ِه ْم ۖ َأَف ُت ْه ِل ُكَنا ِب َم ا َف َع َل اْلُم ْب ِط ُلوَن ﴿َ ﴾١٧٣و َكَٰذ ِلَك ُنَف ِّص ُل
اآْل َي اِت َو َلَع َّلُه ْم َي ْر ِج ُع وَن ﴿ }﴾١٧٤صدق اهلل العظيم [األعراف].
ونسي آدم َع هده وَن سينا وقال اهلل تعالىَ{ :و َلَق ْد َع ِه ْد َن ا ِإ َلٰى آَد َم ِم ن َق ْب ُل َف َن ِس َي َو َلْم َن ِج ْد َلُه َع ْز ًم ا ﴿}﴾١١٥
[طه].
وقال تعالىُ{ :ق ْلَنا اْه ِب ُط وا ِم ْنَه ا َج ِم يًع ا ۖ َف ِإ َّم ا َي ْأ ِت َي َّن ُكم ِّم ِّن ي ُه ًد ى َف َم ن َت ِب َع ُه َد اَي َف اَل َخ ْو ٌف َع َلْي ِه ْم َو اَل ُه ْم
َي ْح َز ُن وَن ﴿[ }﴾٣٨البقرة].
وقال تعالىَ{ :ق اَل اْه ِب َط ا ِم ْنَه ا َج ِم يًع ا ۖ َبْع ُض ُكْم ِل َب ْع ٍض َع ُد ٌّو ۖ َف ِإ َّم ا َي ْأ ِت َي َّن ُكم ِّم ِّن ي ُه ًد ى َف َم اَّت َب َع ُه َد اَي َف اَل
ِن
َي ِض ُّل َو اَل َي ْش َق ٰى ﴿َ ﴾١٢٣و َم ْن َأ ْع َر َض َع ن ِذ ْكِر ي َف ِإ َّن َلُه َم ِع يَش ًة َض نًكا َو َن ْح ُش ُر ُه َي ْو َم اْلِق َي اَم ِة َأ ْع َم ٰى ﴿﴾١٢٤
ْل َٰذ َل َٰذ َل
َق ا َر ِّب ِلَم َح َش ْر َت ِن ي َأ ْع َم ٰى َو َق ْد ُكنُت َبِص يًر ا ﴿َ ﴾١٢٥ق ا َك ِلَك َأ َت ْت َك آَي اُت َنا َف َن ِس يَت َه ا ۖ َو َك ِلَك ا َي ْو َم ُت نَس ٰى
﴿َ ﴾١٢٦و َكَٰذ ِلَك َن ْج ِز ي َم ْن َأ ْس َر َف َو َلْم ُي ْؤ ِم ن ِب آَي اِت َر ِّب ِه ۚ َو َلَع َذ اُب اآْل ِخ َر ِة َأ َش ُّد َو َأ ْب َق ٰى ﴿ }﴾١٢٧صدق اهلل
العظيم [طه].
فإذا لم ُت وِق نوا بالبيان الَح ّق للقرآن فكيف إًذ ا سوف تعلمون قول اهلل تعالىَ{ :و َم ْن َأ ْع َر َض َع ن ِذ ْكِر ي َف ِإ َّن
َلُه َم ِع يَش ًة َض نًكا َو َن ْح ُش ُر ُه َي ْو َم اْلِق َي اَم ِة َأ ْع َم ٰى ﴿َ ﴾١٢٤ق اَل َر ِّب ِلَم َح َش ْر َت ِن ي َأ ْع َم ٰى َو َق ْد ُكنُت َبِص يًر ا ﴿}﴾١٢٥؟
فإن ُق لتم "أْي :بصيًر ا في الُّد نيا" .ومن ثم نرد عليكم :كَّاَل بل هو أعمى في الُّد نيا تصديًق ا لقول اهلل تعالى:
{َو َم ن َكاَن ِف ي َهٰـ ِذ ِه َأ ْع َم ٰى َف ُه َو ِف ي اآْل ِخ َر ِة َأ ْع َم ٰى َو َأ َض ُّل َس ِب ياًل ﴿ }﴾٧٢صدق اهلل العظيم [اإلسراء].
فكونا ِم ن الِّر جال الذين أوَف وا ِب َع هد َر ِّب هم ولم ُي شِر كوا به شيًئ ا تصديًق ا لقول اهلل تعالىِّ{ :م َن اْلُم ْؤ ِم ِن يَن
ِرَج اٌل َص َد ُق وا َم ا َع اَهُد وا الَّلـَه َع َلْي ِه ۖ َف ِم ْن ُه م َّم ن َق َض ٰى َن ْح َب ُه َو ِم ْن ُه م َّم ن َي نَت ِظ ُر ۖ َو َم ا َب َّد ُلوا َت ْب ِد ياًل ﴿}﴾٢٣
صدق اهلل العظيم [األحزاب].
ويا أخي الُم ستشار ،اَّت ِق اهلل وال َت فتِر علينا بغير الحّق ،وأنا لم ُأ َغ ِّي ر فتواي بالحّق فأَّت بع هواك ،وسبَق ت
الفتوى في الَب ِّث بأَّن ها انتشار الُّذ رَّي ة في الُّظ هور ِم ن َظ ْه ر أبينا آدم ،واإلنسان الَّذ كر هو الذي َي حِم ل الُّذ رية
ألبيه ،وأما األنثى فَت حِم ل ُذ رِّي ة الِّص هر تصديًق ا لقول اهلل تعالىَ{ :و ُه َو اَّلِذ ي َخ َلَق ِم َن اْلَم اِء َب َش ًر ا َف َج َع َلُه
َن َس ًب ا َو ِص ْه ًر ا} صدق اهلل العظيم [الفرقان ،]54:فأّم ا الَّنسب فهو الَّذ كر حاِم ل الُّذ رَّي ة ،وأما الِّص هر فيقصد
اُألنثى فهي َت حِم ل ُذ رَّي ة الِّص هر.
ويا أُّي ها الَّش اِه د والُم ستشار ،كونا ِم ن األنصار الَّس ابقين األخيار خيِر الَب رّي ة وَص فوة الَب شرّي ة الذين صَّد قوا
بالبيان الحّق للقرآن في َع صر الحوار ِم ن َق بل الظهور ببأٍس شديٍد من َرّب العالمين ،واعلما ِع لم اليقين بأَّن
الشمس سوف ُت دِرك القمر في هالل شهر ذي الحّج ة 1429هـ في أَّو ل الَّش هر تصديًق ا ألحد أشراط الساعة
الُكَب ر وآية الَّت صديق للمهدّي الُم نتظر؛ آية َكونية ظاهرة وباِه رة أِل ولي الِع لم ِم نكم في جريان الشمس
والقمر.
وُأ عِل ن للبشر ُأ نثاهم والَّذ كر في البوادي والَح َض ر ِب أَّن ُغ َّر ة ذي الحّج ة الشرعّي ة لعام 1429يوم الُج معة
الُم باركة بإذن اهلل ،والوقوف بعرفة يوم السبت ،واألحد يوم الَّنحر بالقول الحّق أِل ّن ي أعَلم ِم ن اهلل ما ال
تعلمون ولم أَّت ِب ع ُع لماء الَف َلك وأنتم على ذلك َلِم ن الشاهدين ،فلو اتبعتهم لُق لت لكم كمثل قولهم أَّن
المملكة العربية السعودّي ة ال ينبغي لهم أن يشهدوا رؤية ِه الل ذي الحّج ة لعام 1429هـ بعد غروب شمس
الجمعة نظًر ا لغياب الَق َم ر ِم ن قبل االقتران وِم ن َق ْب ل الميالد ،وبرغم أّن ي ُأ َص ِّد ق ِع لمهم ولكنهم ال يعلمون
بأَّن الَب َش ر دخلوا في َع ْص ر أشراط الساعة الُكَب ر وأَّن الشمس أدرَكت القمر َف ُي وَلد الِه الل ِم ن قبل االقتران
والشمس إلى الشرق منه فُي دِرك وَي تجاوز وُه م ال يعلمون.
وسالٌم على الُم رَس لين ،والحمُد هلل َرّب العالمين ..
أخوكم في دين اهلل الذليل عليكم والعزيز على أعداِئ كم
اإلمام المهدي ناصر محمد اليماني.
__________
َن…دُخ ل ُبطون ُأ َّم هاتنا | كيف هذا و متى و اين ؟!! يجيب االمام المهدي
-7-
اإلمام المهدّي ناصر محمد اليماني
- 24ذو القعدة 1429 -هـ
2008 - 11 - 23مـ
11:14مسـاًء
(بحسب الّت قويم الّر سمّي ألّم الُق رى)
_____________
{َو ِم َن الَّناِس َم ن ُي َج اِد ُل ِف ي الَّلـِه ِب َغ ْي ِر ِع ْلٍم َو َي َّت ِب ُع ُكَّل َش ْي َط اٍن َّم ِريٍد } صدق اهلل العظيم ..
أعوُذ باهلل الّس ميع العليم ِم ن الشيطان الّر جيمِ ،ب ْس ِم اهلل الّر حمن الّر حيمَ{:و ِم َن الَّناِس َم ن ُي َج اِد ُل ِف ي الَّلـِه
ِب َغ ْي ِر ِع ْلٍم َو َي َّت ِب ُع ُكَّل َش ْي َط اٍن َّم ِريٍد ﴿ُ ﴾٣كِت َب َع َلْي ِه َأ َّن ُه َم ن َت َو اَّل ُه َف َأ َّن ُه ُي ِض ُّلُه َو َي ْه ِد يِه ِإ َلٰى َع َذ اِب الَّس ِع يِر ﴿}﴾٤
صدق اهلل العظيم [الحج] ،وَس الٌم على الُم رَس ِل ين والحمُد هلل رّب العاَلمين وبعد ..
أّي ها الّش اِه ُد والُم ستشار لكّل َد عوى ُبرهاٌن وُس لطاٌن بِّي ٌن ،وبما أّن كم تَّد عوَن بأّن الّت ناسل للبشرّي ة في العهِد
القديِم كان في حرٍث آخَر وليس في أزواٍج ِم نهم ِم ن أنفسهمُ ،ق ل هاتوا ُبرهاَن كم إن كنتم َص اِد قين؟ وذلك
ألّن ي ال أجُد في القرآن ما تَّد ُع ون؛ وإذا تعلمون بُس لطاِن كم على َد عَو اُكم فْأ توا به فِل كّل َد عَو ى ُبرهان ،وال
ُت جاِد لوا في آياِت اهلل بغيِر سلطاٍن أتاكم ،فإن َف علُت م فقد خالفُت م أمَر الّر حمن واّت بعُت م أمَر الّش يطان ِب َق وِل كم
على اهلل ما ال َت علمون ،ذلك ألّن اهلل قال بأّن أزواَج نا ِم ن ذاِت أنفسنا وليس ِم ن خلٍق آخر ،إاّل الذين َغ َّي روا
خلَق اهلل فنَكحوا إناث الشياطين ِم ن شياطين البشر فاسَت كثروا ِم نهم َخ لًق ا كثيًر ا ِم ن البشر ،تصديًق ا لقول
اهلل تعالىِ{ :إ ن َي ْد ُع وَن ِم ن ُد وِنِه ِإ اَّل ِإ َن اًث ا َو ِإ ن َي ْد ُع وَن ِإ اَّل َش ْي َط اًن ا َّم ِر يًد ا ﴿َّ ﴾١١٧لَع َن ُه الَّلـُه ۘ َو َق اَل َأَلَّت ِخ َذ َّن ِم ْن
ِع َب اِد َك َن ِص يًب ا َّم ْف ُر وًض ا ﴿َ ﴾١١٨و ُأَلِض َّلَّنُه ْم َو ُأَلَم ِّن َي َّنُه ْم َو آَل ُم َر َّن ُه ْم َف َلُي َب ِّت ُكَّن آَذ اَن اَأْلْن َع اِم َو آَل ُم َر َّن ُه ْم َف َلُي َغ ِّي ُر َّن َخ ْلَق
الَّلـِه ۚ َو َم ن َي َّت ِخ ِذ الَّش ْي َط اَن َو ِل ًّي ا ِّم ن ُد وِن الَّلـِه َف َق ْد َخ ِس َر ُخ ْس َر اًن ا ُّم ِب يًنا ﴿َ ﴾١١٩ي ِع ُد ُه ْم َو ُي َم ِّن يِه ْم ۖ َو َم ا َي ِع ُد ُه ُم
الَّش ْي َط اُن ِإ اَّل ُغ ُر وًر ا ﴿ }﴾١٢٠صدق اهلل العظيم [النساء].
أولئك الذين غَّي روا َخ لَق اهلل ِم ن شياطين البشر ِم ن الذين َي عُب دون الّط اغوت ِم ن دون اهلل وهم َي عَلمون،
وُي مِِّن يهم وَي ِع ُد هم وما َي ِع ُد هم الشيطان إال ُغ روًر ا ،وأَم َر هم أن ُي غِّي روا َخ لق اهلل فَت َغ َّش وا إناث الشياطين ِم ن
الجّن فاستكَث روا ِم نهم َخ لًق ا كثيًر ا آباؤهم ِم ن شياطين الَب شر وأّم هاُت هم ِم ن إناث الّش ياطين فاستكَث روا ِم ن
ُذ ِّر ّي ات البشر خلًق ا كثيًر ا ليكونوا ِم ن جيش الّط اغوت كما أفَت يناكم بأّن أّم هاِت هم ِم ن الجّن وآباءهم ِم ن
اإلنس وقال اهلل تعالىَ{ :و َي ْو َم َي ْح ُش ُر ُه ْم َج ِم يًع ا َي ا َم ْع َش َر اْلِج ِّن َق ِد اْس َت ْكَث ْر ُت م ِّم َن اِإْل نِس ۖ َو َق اَل َأ ْو ِل َي اُؤ ُه م
َو َب َلْغ َنا َأ َج َلَنا اَّلِذ ي َأ َّج ْلَت َلَنا ۚ َق اَل الَّناُر َم ْث َو اُكْم َخ اِلِد يَن ِف يَه ا ِإ اَّل َم ا َش اَء
ِّم َن اِإْل نِس َر َّبَنا اْس َت ْم َت َع َبْع ُض َنا ِبَب ْع ٍض
الَّلـُه ۗ ِإ َّن َرَّبَك َح ِك يٌم َع ِل يٌم ﴿ }﴾١٢٨صدق اهلل العظيم [األنعام].
كما أفَت يُت كم باألمس؛ إّن ي أرى ِج دالُكم حًّق ا ُي راُد به باِط ل ،وأقِص ُد ِج َد الكم ( إذ كيف َت ِح ّل األخت ألخيها
فال ُبّد ِم ن إناٍث ِم ن غير ُذ رّي ة آدم ) ،فهل ُت ريدون تغيير خلِق اهلل كما َي فعل شياطين البشر الذين أطاعوا
الّط اغوت فغّي روا خلَق اهلل فنَكحوا إناًث ا لم َي خُلقهَّن اهلل ِم ن أنفِس هم وغَّي روا َخ لَق اهلل تنفيًذ ا ألمر
الشيطان؟ ولو أّن كم لم ُت فِص حوا بذلك وكأّن كم ِم ن شياطين البشر أو تتخَّب ُط كم ُم سوُس الشياطين فُي وحوَن
إليكم أن ُت جاِد لوا الحّق بالباِط ل الذي ما أنَز ل اهلل به ِم ن سلطان ،وأّم ا ُح َّج تكم إذ كيف ُي جامع األخ أخَت ه؟
فهذا حٌق ُي راد به باطٌل وقد جاء الّت شريع الحّق وحّر َم ذلك ،وحدَث ذلك قبل نزول الّت شريع وليس عليهم
في ذلك شيٌء حتى يأتي الّت حريم ،وما كان اهلل ِل ُي حاِس َب هم على ذلك ما لم يبعث إليهم رسواًل ُي حّل لهم ما
أحّله اهلل وُي حِّر م عليهم ما حَّر م اهلل ،وعفا اهلل عَّم ا سلَف وَم ن لم يُت ب فأولئك هم الّظ المون ،وقال اهلل
تعالىَ{ :و َم ا ُكَّنا ُم َع ِّذ ِب يَن َح َّت ٰى َن ْب َع َث َر ُس واًل } صدق اهلل العظيم [اإلسراء.]15:
ولم أِج د األزواج أتت إلينا ِم ن خلٍق آخَر ،فال تفتروا على اهلل الَكِذ َب ،وقد أفتاكم اهلل في ُم حكم كتابه أّن
أزواجكم من أنفسكم ِم ن البداية وليس ِم ن َخ لٍق آخَر ،وقال اهلل تعالىَ{ :و ِم ْن آَي اِتِه َأ ْن َخ َلَق َلُكم ِّم ْن
َأ نُف ِس ُكْم َأ ْز َو اًج ا ِّلَت ْس ُكُنوا ِإ َلْي َه ا َو َج َع َل َب ْي َن ُكم َّم َو َّد ًة َو َرْح َم ًة ۚ ِإ َّن ِف ي َٰذ ِلَك آَل َي اٍت ِّلَق ْو ٍم َي َت َف َّكُر وَن ﴿ }﴾٢١صدق
اهلل العظيم [الروم].
فِم ن أين ِج ئُت م ألوالِد آدَم بإناٍث ِم ن غير ُذ رّي ة آدم؟ وَلم آُخ ذ بالي (لحكمٍة إلهّي ٍة ) ِلَم ا كنتم تريدون إثباته!
وظننُت أنكم تريدون المعنى الحّق لكلمةَ{ :ب َّث ِم ْن ُه َم ا ِرَج ااًل َكِث يًر ا َو ِن َس اًء } ،أْي :بّث ِم ن ُذ رّي ة آدم وحواء
رجااًل كثيًر ا ونساًء فجعل اهلل لنا أزواًج ا ِم ن أنفسنا وليس ِم ن ُذ ّر ّي ات الشياطين ،ولرّبما تقوالن" :ولكننا لم
نقِص د إناث الجّن " ،أقول :نعم لم ُت فصحوا بذلك إًذ ا الْكُت ِش ف أمُر كم وما تريدون ،ولكن لرّبما ذلك بغير
قصٍد منكم ،ولذلك ال أريد أن أحُكَم عليكم بُظ لٍم بغيِر الحّق ،والمطلوب منكم أن تأتوا ببرهاٍن ُم بيٍن كيف
كان الَّت ناُس ل لُذ رّي ة آدم األولى ،فال أجد في الكتاب! وليس معنى ذلك أّن ي لم ُأ فِت كم كيف كان الّت ناسل؛ بل
أفَت يُت كم بالحّق بأّن ي لم أجد أزواًج ا لنا ِم ن غير أنفسنا ،وقال اهلل تعالىَ{ :و الَّلـُه َج َع َل َلُكم ِّم ْن َأ نُف ِس ُكْم
َأ ْز َو اًج ا َو َج َع َل َلُكم ِّم ْن َأ ْز َو اِج ُكم َبِن يَن َو َح َف َد ًة َو َر َز َق ُكم ِّم َن الَّط ِّي َب اِت ۚ َأَف ِب اْلَب اِط ِل ُي ْؤ ِم ُنوَن َو ِب ِنْع َم ِت الَّلـِه ُه ْم
َي ْكُف ُر وَن ﴿ }﴾٧٢صدق اهلل العظيم [النحل].
فاّت قوا اهلل ،تاهلل لقد أصبحُت في شٍّك ِم ن أمركم ،غير أّن ي ال أريد أن أظِلَم كم إن كنتم ال تريدون غير
الحّق ،ولذلك سوف ُأ رِج ُئ الُح كَم عليكم فهذا ِج داُل قوٍم ُي ريدون لفَت االنتباه إلى إناٍث ِم ن َخ لٍق آخَر تَّم
الَّت زاُو ج بينهم باِد ئ الّر أي حتى ال َي نِك ح أوالُد آدم أَخ واِت هم ،وقد يراه الباحث شيًئ ا منطقًّي ا فال ُبّد ِم ن إناٍث
ِم ن َخ لٍق آخَر ؛ فكيف يتزّو ُج األخ أخَت ه؟ وِم ن ثّم أرّد عليكم بالحّق وأقول :تاهلل لوال جاء الّش رُع وحّر َم
ذلك لكان األمر شيًئ ا طبيعًّي ا أن ينِك ح األخ أخته فُي نِج ب منها ُذ ّر ّي ته ،ولكن نظًر ا ألّن الَّش رع جاء ِم ن أّو ل
مّر ٍة بَت حريم ذلك وعفا اهلل عّم ا سلَف ولم يِص ْف هم اهلل بأوالد ِزنى كما يقول أحُد الُم مَت رين ويتلَّف ُظ على
اإلمام المهدّي بإثٍم كبيٍر.
ويا معشر األنصار؛ َلِئْن أقام هؤالء على إمامكم الُح ّج ة فإّي اكم أن تّت ِب عوني ما لم تِج دوا إمامكم هو
الُم هيِم ن بالبيان الحّق للقرآن العظيم ،وأّم ا موضوع هؤالء فإن تدَّبرتم ردودهم فسوف تستنِت ُج ون ما
يريدون أن يقولوه فيتوَّص لون إليه بوسوسٍة ِم ن الشيطان وليس بتفهيٍم ِم ن الّر حمن ،وِم ن ثّم يقولون :إًذ ا
يا ناصر اليماني أنت لم تأِت بالبرهان كيف تّم الّت زاُو ج بين أبناء آدم ،فإن قلَت :أنَج بوا ِم ن أَخ واِت هم
أوالَد هم فأصبحوا ِع يال عٍّم وِم ن ثم تزَّو َج ت البنُت ولَد عّم ها ،وِم ن ثّم نقول لك :وكيف يجوز أن ينِك ح
األخ أخته؟ وِم ن ثِم أرّد عليكم وأقول :بسبب أنهم ال يعلمون أن ذلك محَّر ٌم عليهم بسبب عدم وجود
الّت شريع؛ بل وعَد هم اهلل بالّش ريعة والمنهاج ِم ن بعد خروجهم إلى حيث أنتم ،وقال اهلل تعالىَ{ :ي ا َبِن ي
آَد َم ِإ َّم ا َي ْأ ِت َي َّن ُكْم ُر ُس ٌل ِّم نُكْم َي ُق ُّص وَن َع َلْي ُكْم آَي اِت ي ۙ َف َم ِن اَّتَق ٰى َو َأ ْص َلَح َف اَل َخ ْو ٌف َع َلْي ِه ْم َو اَل ُه ْم َي ْح َز ُن وَن
﴿ }﴾٣٥صدق اهلل العظيم [األعراف].
ونحن نعلم بأّن آدم ليس برسوٍل بل نبٌّي ولكّن الَم نَه ج ال يأتي به األنبياء؛ بل يأتي به الُر سل ،وإّن ما ُي ورث
األنبياء ِع لَم ُكتِب الُم رَس ليَن وكّل رسوٍل نبٌّي وليس كل نبٍّي رسواًل ،ولكن آدم َي علم َم نهج العبودّي ة لرّبه كما
عَّلمه اهلل ولكّنه لم َي بعثه بالَّت شريع؛ بل الّر ُس ل جاءت ِم ن ُذ رية آدم ،تصديًق ا لقول اهلل تعالىَ{ :ي ا َبِن ي آَد َم
ِإ َّم ا َي ْأ ِت َي َّن ُكْم ُر ُس ٌل ِّم نُكْم َي ُق ُّص وَن َع َلْي ُكْم آَي اِت ي ۙ َف َم ِن اَّتَق ٰى َو َأ ْص َلَح َف اَل َخ ْو ٌف َع َلْي ِه ْم َو اَل ُه ْم َي ْح َز ُن وَن ﴿}﴾٣٥
صدق اهلل العظيم ،ولن ُي حاسب أوالد آدم األّو لين بسبب ِن كاحهم ألَخ واتهم ،تصديًق ا لقول اهلل تعالىَ{ :و َم ا
ُكَّنا ُم َع ِّذ ِب يَن َح َّت ٰى َن ْب َع َث َر ُس واًل } صدق اهلل العظيم [اإلسراء.]15:
وذلك ألّن لهم ُح جًة على رّبهم إن لم يبعث إليهم رسواًل لُي حِّر م عليهم ذلك ،فإن َث بَت أّن اهلل ابتَع َث إليهم
رسواًل لُي بِّي ن لهم الّت شريع في الّز واج وِم ن ثّم َع صوا أمَر رّبهم فهنا قاَم ت على هابيل وقابيل الُح ّج ة
فُي عِّذ بهم اهلل بسبب ِن كاَح هم ألخواتهم ،وأّم ا إذا ثبَت أّن هم نَكحوا أَخ واتهم ِم ن قبل َم بعِث الُّر ُس ل إليهم فال
ُح ّج ة هلل عليهم؛ بل الُح ّج ة لهم على اهلل بسبب عَد م بعِث الّر سول الذي َي نهاهم عن ذلك ،وقال اهلل تعالى:
{َو َم ا ُن ْر ِس ُل اْلُم ْر َس ِل يَن ِإ اَّل ُم َب ِّش ِريَن َو ُم نِذ ِريَن ۖ َف َم ْن آَم َن َو َأ ْص َلَح َف اَل َخ ْو ٌف َع َلْي ِه ْم َو اَل ُه ْم َي ْح َز ُن وَن ﴿}﴾٤٨
[األنعام].
إًذ ا الُر سل هم ُح ّج ة اهلل على الناس ،وقبل َم بَع ِث هم فال ُح ّج ة هلل عليهم ،تصديًق ا لقول اهلل تعالىُّ{ :ر ُس اًل
ُّم َب ِّش ِر يَن َو ُم نِذ ِريَن ِل َئ اَّل َي ُكوَن ِل لَّناِس َع َلى الَّلـِه ُح َّج ٌة َبْع َد الُّر ُس ِل ۚ َو َكاَن الَّلـُه َع ِز يًز ا َح ِك يًم ا ﴿ }﴾١٦٥صدق اهلل
العظيم [النساء].
أفال تَر ْو َن بأّن ألوالد آدم ُح ّج ًة على رّبهم َلِئ ن حاَس بهم على ِن كاح أَخ واتهم باِد ئ األمر نظًر ا لَع دم ُو جود
َش رٍع ُي حِّر م ذلك عليهم؟ وِم ن بعد الّت حريم فَم ن اَّت بع الحّق فال خوٌف عليهم وال هم يحزنون ،تصديًق ا لقول
اهلل تعالىَ{ :و َم ا ُن ْر ِس ُل اْلُم ْر َس ِل يَن ِإ اَّل ُم َب ِّش ِر يَن َو ُم نِذ ِريَن ۖ َف َم ْن آَم َن َو َأ ْص َلَح َف اَل َخ ْو ٌف َع َلْي ِه ْم َو اَل ُه ْم َي ْح َز ُن وَن
﴿ }﴾٤٨صدق اهلل العظيم.
وأراكم ُت طالبون بسلطان الفتوى بالحّق كيف تَّم الّت ناُس ل ،فأرُّد عليكم وأقول :إّن كم ُت جادلون بذات الُس لطان
الُم حَكم الواِض ح والبِّي ن في هذا الشأن وهو قول اهلل تعالىَ{ :ي ا َأ ُّي َه ا الَّناُس اَّتُق وا َر َّب ُكُم اَّلِذ ي َخ َلَق ُكم ِّم ن
َّنْف ٍس َو اِح َد ٍة َو َخ َلَق ِم ْنَه ا َز ْو َج َه ا َو َب َّث ِم ْن ُه َم ا ِرَج ااًل َكِث يًر ا َو ِن َس اًء } صدق اهلل العظيم [النساء.]1:
فقد بَّي ن اهلل لكم في هذه اآلية الُم حَكمة بأّن الّت ناُس ل لم يَت جاَو ز الَّذ كر واألنثى ِم ن أوالد آدم إال الذين
غَّي روا َخ لق اهلل ،كما تريدون إثباَت تلك الّش ريعة الباِط لة بتغيير خلق اهلل بأن الُبّد ِم ن إناٍث ِم ن غير ُذ رية
آدم حتى يِت ّم الّت ناُس ل باِد ئ األمر بينهم ،وهذا ما تبَّي ن لي ِم ن ردودكم وهو ما ُت ريدون الَّت وُّص ل إليه،
ولكّني ُأ كِّر ر :ال أريد أن أفتي بأّن كم ِم ن شياطين البشر حتى ُت عِر ضوا عن ِذ كر الّر حمن فَت َّت بعوا ما لم ُي نزل
اهلل به ِم ن ُس لطان بُح ّج ة أنه كيف ينِك ح األخ أخته؟ وقد أفتيناكم بآياٍت ُم حكماٍت بِّي ناٍت أنُه :ال ُح ّج ة هلل
على هابيل وقابيل بسبب نكاح أَخ واتهم نظًر ا ألنهم لم يأتوا بعُد -رُس ٌل منهم -بَش رِع رّبهم ،وأخَب ركم اهلل
بذلك أنه ال ُح ّج ة له عليهم ولن ُي حاِس َب هم على ذلك ،تصديًق ا لقول اهلل تعالىُّ{ :ر ُس اًل ُّم َب ِّش يَن َو ُم نِذ يَن ِل َئ اَّل
ِر ِر
َي ُكوَن ِل لَّناِس َع َلى الَّلـِه ُح َّج ٌة َبْع َد الُّر ُس ِل ۚ َو َكاَن الَّلـُه َع ِز يًز ا َح ِك يًم ا ﴿ }﴾١٦٥صدق اهلل العظيم .أفال َت َر ون أّن ه
ال تثريَب عليهم وال ِح ساب؟ نظًر ا لعَد م إقامة الُح ّج ة لرِّب هم عليهم بسبب أّن ه لم يأِت هم رسوٌل حَّر م عليهم
ذلك فَع صوا أمر رّبهم.
فليسَت مّر الِح وار بين المهدّي المنتَظ ر والُم ستشار وشاهدُه إن لم يكن هو ،وظننُت فيك الخير ألنه أعجَب ني
قولك باِد ئ الّر أي ،حتى تبَّي ن لي ما ُت ريد أن ُت فتي به وهو وجود حرٍث آخَر ذَر أ اهلل فيه ُذ ّر ّي ة آدم األولى،
ولكّني أعلُم بأّن هذا الَح رث الذي تريد البرهان له بتغيير َخ لق اهلل حرٌث خبيٌث ال َي خُر ج نباته إال نَكدا،
وإذا قيل له اَّت ِق اهلل أخَذ ته الِع ّز ة باإلثم بعدما تبَّي ن له الحّق فال يّت ِخ ذه سبيال؛ أولئك ُذ ّر ّي ات قوٍم ُي عجبك
قولهم في الحياة الدنيا وهم ِم ن ألّد الِخ صام هلل رّب العالمين تصديًق ا لقول اهلل تعالىَ{ :و ِم َن الَّناِس َم ن
َم ا ِف ي َق ْلِب ِه َو ُه َو َأ َلُّد اْلِخ َص اِم ﴿َ ﴾٢٠٤و ِإ َذ ا َت َو َّلٰى َس َع ٰى ِف ي َّل َل ْل ُل
ُي ْع ِج ُب َك َق ْو ُه ِف ي ا َح َي اِة الُّد ْن َي ا َو ُي ْش ِه ُد ال ـَه َع ٰى
اَل ُي ِح ُّب اْلَف َس اَد ﴿َ ﴾٢٠٥و ِإ َذ ا ِق يَل َلُه اَّت ِق الَّلـَه َأ َخ َذ ْت ُه اْلِع َّز ُة اَأْلْر ِض ِل ُي ْف ِس َد ِف يَه ا َو ُي ْه ِلَك اْلَح ْر َث َو الَّن ْس َل ۗ َو الَّلـُه
ِب اِإْل ْث ِم ۚ َف َح ْس ُب ُه َج َه َّن ُم ۚ َو َلِب ْئ َس اْلِم َه اُد ﴿ }﴾٢٠٦صدق اهلل العظيم [البقرة].
ولن ُت فِل تا ِم ن الحّق ،فإن كنتم ِم ن الذين يريدون الحّق فاّت بعوا الحّق بعدما تبّي ن لكم أّن ه الحّق وقد فّص لناه
تفصياًل .ولرّبما يَو ُّد الُم ستشار أو الّش اهد أن ُي قاِط عني فيقول" :يا ناصر محمد اليماني ،إنك تفتي بأّن الذي
لم ُي صِّد قك فيّت بعك بأنه شيطاٌن مريٌد " ،وِم ن ثّم أرّد عليه وأقول :أعوذ باهلل أن أكون ِم ن الجاهلين،
وبيني وبين الناس كتاُب اهلل وسنة رسوله ،فَم ن َغ لبُت ه بكتاب اهلل وسنة رسوله ثّم لم يّت ِب ع الحّق وهو
ُي ؤِم ُن به وليس ِم ن الكافرين ثّم ال يّت خذه سبياًل وُي جاِد ل بالباطل ليدَح ض به الحّق فقد تبَّي ن لي شأنه
ولن أظلم أحًد ا بإذن اهلل ،فالذين يريدون الحّق سوف ُي بِّي نهم اهلل لي بالحّق ،ولربما ُي جاِد لوني باِد ئ األمر
جداًل كبيًر ا حتى إذا حصحَص لهم الحّق اَّتَق وا اهلل ،فإن كان الُم ستشار والشاهد حًّق ا ِم ن الباحثين عن
الحّق فسوف يّت بعون الحّق إن تبَّي ن لهم أنه الحّق فسوف يّت بعونه ولن تأخذهم العّز ة باإلثم بعدما تبَّي ن
لهم الحّق من رّبهم ،وأما آخرون فلن يزيدهم البيان الحّق إاّل رجًس ا إلى رجِس هم ألّن ه تبَّي ن لهم أّن ه الحّق
ِم ن رّبهم ويريدون أن ُي طفئوا نور اهلل بأفواِه هم ،اللهم إن كان الُم ستشار وشاهده يريدون الحّق فاهِد هم
إليه ،وإن كان ناصر محمد اليماني على الباطل وهم على الحّق فاجعل لهم الُح ّج ة على ناصر محمد
اليماني ،اللهم إني عبدك وخليفتك بالحّق ُأ جاِد ل الناس بالقرآن العظيم ُح ّج تك على محمٍد رسول اهلل إن
لم ُي بّلغ برسالتك؛ وحّج تك وُح ّج ة رسولك على قوِم ه ِم ن بعد الّت بليغ فيكون عليهم شهيًد ا؛ وُح ّج ة قومه
وُح ّج تهم على الناس ِم ن بعد الّت بليغ فجعلَت هم ُش هداء بالحّق ،وإن لم يفعلوا فما بَّلغوا رسالة رّبهم للناس
إن اَّت خذوه مهجوًر ا ،تصديًق ا لقولك الحّق َ{ :و ِإ َّن ُه َلِذ ْكٌر َّلَك َو ِل َق ْو ِم َك ۖ َو َس ْو َف ُت ْس َأ ُلوَن ﴿ }﴾٤٤صدق اهلل
العظيم [الزخرف] ،فإن لم يفعل ُم حمٌد رسول اهلل ولم ُي بِّلغ به قوَم ه فِح ساُبه على رِّب ه ولن يِج َد له ِم ن
دون اهلل ولًّي ا وال نصيًر ا ،وإن بَّلغ به قومه فقد جعل اهلل الِّذ كر ُح ّج ته عليهم وُح ّج ة رسوله ،وجعل
رسولهم عليهم شهيًد ا ِم ن بعد الّت بليغ لهم لُي بِّلغوا برسالة رّبهم إلى الناس أجمعين ،فإن لم يفعل قوُم ه كان
على اهلل حسابهم ولن َي جدوا لهم ِم ن دون اهلل ولًّي ا وال نصيًر ا ،وإن فعلوا وبَّلغوا رسالة رّبهم إلى الناس
فسوف يجعل اهلل الِّذ كر ُح ّج ته على الناس وُح ّج تهم على الناس ،ويجعل قومه ُش هداء بالحّق أنهم بَّلغوا
برسالة رّبهم ِذ كر العالمين لَم ن شاء منهم أن يستقيم ،تصديًق ا لقول اهلل تعالىَ{ :و َكَٰذ ِلَك َج َع ْلَناُكْم ُأ َّم ًة َو َس ًط ا
ِّلَت ُكوُن وا ُش َه َد اَء َع َلى الَّناِس َو َي ُكوَن الَّر ُس وُل َع َلْي ُكْم َش ِه يًد ا} صدق اهلل العظيم [البقرة.]143:
اللهم قد عّلمَت عبَد ك البيان الحّق وإني َأ شَه ُد أنه لم ُي عِّلمني ِس واَك وبَّلغُت هم بكثيٍر ِم ن البيان الحّق للقرآن
وال أزاُل ُأ فِّص ل لهم تفصياًل ِم ن ُم حَكم كتابك ،اللهم إن ُكنَت تعلم أّن عبدك يدعو إليك على بصيرة الحّق
ّف
القرآن العظيم فاجعل لعبدك الُح ّج ة على كا ة علماء األّم ة ،وإن كان ناصر محمد اليماني على ضالٍل
فاجعل لهم الُح ّج ة على ناصر محمد اليماني والُح كم لك إلهي وأنت خيُر الحاكمين.
ويا أّي ها الُم ستشار وشاهده -إن لم تكونا واحًد ا -إّن ي أدعوكما إلى كتاب اهلل القرآن العظيم وسّنة محمٍد
رسول اهلل صَّلى اهلل عليه وآله وسَّلم التي ال ُت خاِل ف لمحَكم كتابه في شيٍء ،وَم ن استمسك بكتاب اهلل
وسّنة رسوله الحّق فقد ُه ِد ي إلى صراٍط مستقيٍم والُح كم هلل وهو أسرع الحاسبين.
وأراكم تقولون بأّن كم أعجزتم ناصر محمد اليماني ،وها أنا ذا ُأ شِه ُد اهلل وكفى باهلل شهيًد ا بأّن ه إذا غلَب ني
عالٌم ُي حاورني بالقرآن العظيم؛ فَم ن اّت بَع ناصر محمد اليماني ِم ن بعد ذلك فإّن ه ِم ن الذين يستمسكون
بأئمتهم وُي جاِد لون عنهم بغير الحّق حتى ولو تبَّي ن لهم أّن إمامهم كان ِم ن الّض الين؛ حتى ولو كان منهم
ناصر محمد اليماني إذا أتاكم عاِلٌم آخُر بعلٍم أهدى ِم ن ِع لم ناصر محمد اليماني فقد تبَّي ن لكم بأّن ي لسُت
إماَم حٍق َأ هدي بالحّق إلى صراٍط مستقيٍم ما ُد متم وَج دتم أحًد ا غلبني بعلٍم وسلطاٍن منيٍر هو أهدى ِم ن
ِع لمي وأقَو م قياًل وأحَس ن تفسيًر ا ،فقد أَّي دكم اهلل بعقوٍل فاستخِد موها وال تَّت بعوا ما ليس لكم به ِع لٌم
كِع لم الُم ستشار والّش اهد الذين لم يأتوا حتى بدليٍل واحٍد فقط ِم ن ُم حَكم القرآن العظيم أّن ُذ رّي ة آدم
األولى تّم إنجابهم ِم ن إناث خلٍق آخرُ ،ق ل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.
وَس الٌم على الُم رَس ِل ين ،والحمُد هلل رّب العالمين.
أخو المسلمين؛ اإلمام المهدّي ناصر محمد اليماني.
{َو ِم َن الَّناِس َم ن ُي ْع ِج ُب َك َق ْو ُلُه ِف ي اْلَح َي اِة الُّد ْن َي ا َو ُي ْش ِه ُد الَّلـَه َع َلٰى َم ا ِف ي َق ْلِب ِه } صدق اهلل العظيم
[البقرة.]204:
___________________
-8-
اإلمام المهدّي ناصر محمد اليماني
- 25ذو القعدة 1429 -هـ
2008 - 11 - 24مـ
10:46مساًء
(بحسب الّت قويم الّر سمّي ألّم الُق رى)
________________
{ُق ْل َكَف ٰى ِب الَّلـِه َش ِه يًد ا َب ْي ِن ي َو َب ْي َن ُكْم ۚ ِإ َّن ُه َكاَن ِب ِع َب اِد ِه َخ ِب يًر ا َبِص يًر ا } صدق اهلل العظيم ..
أَع وُذ باهلل الّس ميِع العليِم ِم ن الَّش يطان الَّر جيم ِب سِم اهلل الَّر حمن الَّر حيم ،قال اهلل تعالىَ{ :و ِم َن الَّناِس َم ن
َل ُّل اَّل َل َّل ْل َّل ُل
ُي َج اِد ِف ي ال ـِه ِب َغ ْي ِر ِع ٍم َو َي َّت ِب ُع ُك َش ْي َط اٍن َّم ِر يٍد ﴿ُ ﴾٣كِت َب َع ْي ِه َأ َّن ُه َم ن َت َو ُه َف َأ َّن ُه ُي ِض ُه َو َي ْه ِد يِه ِإ ٰى
َع َذ اِب الَّس ِع يِر ﴿ }﴾٤صدق اهلل العظيم [الحج].
وقال تعالىَ{ :و ِإ َّن الَّش َي اِط يَن َلُي وُح وَن ِإ َلٰى َأ ْو ِل َي اِئ ِه ْم ِل ُي َج اِد ُلوُكْم ۖ َو ِإ ْن َأ َط ْع ُت ُم وُه ْم ِإ َّنُكْم َلُم ْش ِرُكوَن }
[األنعام.]121:
وقال تعالىَ{ :و اَل َت َّت ِب ُع وا ُخ ُط َو اِت الَّش ْي َط اِن ۚ ِإ َّن ُه َلُكْم َع ُد ٌّو ُّم ِب يٌن ﴿ِ ﴾١٦٨إ َّن َم ا َي ْأ ُم ُر ُكم ِب الُّس وِء َو اْلَف ْح َش اِء َو َأ ن
َتُق وُلوا َع َلى الَّلـِه َم ا اَل َت ْع َلُم وَن ﴿}﴾١٦٩صدق اهلل العظيم [البقرة].
ويا َم عَش ر األنصار الَّس ابقين األخيار تعالوا ُألَع ِّلمكم كيف ُت َم ِّي زوَن بين الَّد اعي إلى الِّص راط الُم سَت قيم ِب َو حي
الَّت فهيم الستنباِط ُس لطاِن الِع لم ِم ن ُم حَكم القرآن الَع ظيم ِل ُي ْد ِح ض به الباطل فيدمغه فإذا هو زاهٌق
فُي َه يِم ن عليه بُس لطاِن الِع لِم ِم ن كتاب اهلل القرآن العظيم بالُح ّج ِة الَّد احضِة ِم ن ُم حَكم القرآن العظيم
فَت جدونه ُي جاِد ل ِب علٍم وهًد ى ِم ن الكتاب الُم ِن ير على بصيرٍة ِم ن رّبه ،فذلك ال يَّت ِب ع ُخ طوات الشيطان
فُي جاِد ل في آيات اهلل بغير ِع لٍم وال ُه ًد ى وال كتاٍب ُم نيٍر ،وأنا اإلمام المهدّي آمنُت باهلل وحده ال شريك له
وآمنُت أَّن ُم حمًد ا عبُد ه ورسوله وآمنُت بأّن ي المهدّي المنتَظ ر عبده وخليفته الَح ّق وأحكُم بالحّق وال أقول
على اهلل غير الحّق ِم ن الكتاب تصديًق ا لقوله الَح ّق َ{ :و ِب اْلَح ِّق َأ نَز ْلَناُه َو ِب اْلَح ِّق َنَز َل } صدق اهلل العظيم
[اإلسراء.]105:
وعَّلَم ني َر ِّب ي أن أرَّد على الُم ستشار وَم ن واالُه ِم ن الذين ُي جاِد لون في آيات اهلل بغير ُس لطاٍن أتاُه م
فُأ َع ِّلمهم ِب َر ّد اهلل عليهم وعلى أمثالهم؛ وقال لي ما قاله لجِّد ي ِم ن َق ْب ل أن يقول لهمُ{ :ق ْل َه ْل ِع نَد ُكم ِّم ْن
ِع ْلٍم َف ُت ْخ ِرُج وُه َلَنا ۖ ِإ ن َت َّت ِب ُع وَن ِإ اَّل الَّظ َّن َو ِإ ْن َأ نُت ْم ِإ اَّل َتْخ ُر ُص وَن }صدق اهلل العظيم [األنعام.]148:
وأّم ا بالنسبة أِل خِذ الُّذ رّي ة ِم ن الُّظ هور فقد أخَذ ها اهلل ِم ن َظ ْه ر أبي الُّذ رَّي ة (آَد م) عليه الَّص الة والَّس الم بعد
أن َع َّلمه بكاّف ة أسماء الُخ َلَف اء ِم ن ُذ رَّي ته وِم ن ثَّم أَخ ذ بُق درِت ه تعالى كاَّف ة ُذ رَّي ة آدم ِم ن ظُه وِرهم والمالئكة
َي نُظ رون ،ولم يأخذ إاَّل ذات األنفس الَح َّي ة ِم ن التي سوف َي ذَر ُأ ها في األرحام في قَد ِره الَم علوم ،ثّم
اصطفى ِم ن بينهم ُخ لفاء اهلل في األرض ،وكان ذلك الحَد ث بُق درة اهلل على َم شهٍد ِم ن كاّف ة المالئكة
فَع رَض هم على المالئكة وقال تعالىُ{ :ث َّم َع َر َض ُه ْم َع َلى اْلَم اَل ِئ َكِة َف َق اَل َأ نِب ُئ وِن ي ِب َأ ْس َم اِء َهٰـ ُؤ اَل ِء ِإ ن ُكنُت ْم
َص اِد ِق يَن } صدق اهلل العظيم [البقرة.]31:
وَت ِج دون في هذا الَكالم الذي ُي خاِط ب اهلل به مالئكته بإقاَم ة الُح َّج ة عليهم وقواًل غليًظ ا وُم ِه يًنا وهو قوله
تعالىِ{ :إ ن ُكنُت ْم َص اِد ِق يَن } ،وذلك بسبب اعِت راِض هم على رِّب هم في شأن اصطفاء خليفته ِم ن الَب َش ر بقولهم:
{َأ َت ْج َع ُل ِف يَه ا َم ن ُي ْف ِس ُد ِف يَه ا َو َي ْس ِف ُك الِّد َم اَء } [البقرة .]30:ولكّن الّت حِّد ي ِم ن اهلل بإقامة الُح َّج ة على
مالئكِت ه كان خاِرًج ا عن الخليفة األَّو ل آدم الذي اَّت بَع نصيحة الشيطان فأَكل ِم ن الَّش جرة؛ وعصى آدُم رَّبه
وغوى ،ولذلك َت ِج دوَن الَّت حِّد ي خارًج ا عن ِن طاِق آَد م خليفة اهلل األَّو ل؛ بل الّت حدي كان في نطاق الُّذ رَّي ة
ِم َّم ن اصطفاهم اهلل وَع رَض هم على المالئكة وقال لهمَ{ :أ نِب ُئ وِن ي ِب َأ ْس َم اِء َهٰـ ُؤ اَل ِء ِإ ن ُكنُت ْم َص اِد ِق يَن } تصديًق ا
لقول اهلل تعالىَ{ :و َع َّلَم آَد َم اَأْلْس َم اَء ُكَّلَه ا ُث َّم َع َر َض ُه ْم َع َلى اْلَم اَل ِئ َكِة َف َق اَل َأ نِب ُئ وِن ي ِب َأ ْس َم اِء َهٰـ ُؤ اَل ِء ِإ ن ُكنُت ْم
َص اِد ِق يَن ﴿ }﴾٣١صدق اهلل العظيم [البقرة] ،وذلك بعَد أن أَخ َذ الُّذ ِّر َّي َة البَش رَّي َة ِم ن الُّظ هور ِم ن الَّظ هر األْص ل
(أبي البَش رّي ة آدم عليه الّص الة والّس الم) وذلك َي دُخ ل في ِع لِم الُّر و بُق درِة اهلل ،وما أوِت يُت م ِم ن الِع لِم إاَّل
ِح
قلياًل ،فأنَط قهم بُق درِت ه ونَط قوا بالحّق بُق درة اهلل إاَّل واحًد ا ِم ن الُخ لفاِء لم يُكن موجوًد ا في ُذ ِّر َّي ة آدم؛ بل
مثله كمثل آَد م ويريد اهلل أن َي جَع له ُبرهاًن ا ُم ِب يًنا للُم مَت رين بغير الحّق ِم ن الذين سوف ُي جاِد لون في
الِم يثاِق األَز ِل ّي فيقولون" :وكيف تنِط ق ُذ رَّي ٌة ال تزاُل في الُّظ هور فَت نِط ق بكلمة الّت وحيد فَت شهُد هلل
بالوحدانّي ة والعبودّي ة له وحده ال شريَك له وهي لم َت عَلم ولم تتَع َّلم ،وما ُي دريهم بذلك ما لم َي كُب روا
وَي عِق لوا ثّم يبعث اهلل إليهم رسواًل لُي عِّلمهم بذلك؟ بل إَّن هذا ُم خاِل ٌف للعقِل !" وحتى ُي خِر َس اُهلل بالحّق
ألِس نَة الُم مَت رين الذين ُي جاِد لوَن في آيات اهلل وُق دراِت ه بغير ِع لٍم وال ُه ًد ى وال كتاٍب ُم نيٍر ،ولذلك َأ َّخ َر اُهلل
خلَق أحد الُخ َلَف اء فَلم َي خُلقه في ُذ رَّي ة آَد م ولم يُكن موجوًد ا بين الخلفاء ِم ن الذين عَر َض هم على المالئكة،
والِح كمة ِم ن ذلك لَي جعله اهلل الُب رهان للعهِد األَز لّي على الواِق ع الحقيقّي أمام البشر وقالواَ{ :ي ا ُأ ْخ َت
َهاُر وَن َم ا َكاَن َأ ُبوِك اْم َر َأ َس ْو ٍء َو َم ا َكاَن ْت ُأ ُّم ِك َبِغ ًّي ا ﴿َ ﴾٢٨ف َأ َش اَر ْت ِإ َلْي ِه ۖ َق اُلوا َكْي َف ُن َكِّلُم َم ن َكاَن ِف ي اْلَم ْه ِد
َص ِب ًّي ا ﴿[ }﴾٢٩مريم].
وِم ن ثّم جاء ُبرهان الُم عِج زة ِم ن َرّب العاَلمين الذي أنَط ق اإلنسان المَنوّي بالَع ْه د األَز لّي فأنطقه بالَح ّق كما
أنَط ق َم ن كان في الَم ْه ِد َص بًّي ا برغم أَّن ذلك يستحيُل في نظر الَع قل الَب َش رّي أن ينِط َق طفٌل َح ديث الوالدة
بالكالم وشهادة الحّق ولذلك قالواَ{ :كْي َف ُن َكِّلُم َم ن َكاَن ِف ي اْلَم ْه ِد َص ِب ًّي ا} ،فأراهم اهلل ُبرهان ُق درته كما أرى
المالئكُة ِم ن َق ْب ل يوم أنَط ق الُّذ ِّر َّي ة ِب كلمة الّت وحيد وكذلك أنَط ق الذي كان غائًب ا وهو في المهد َص بًّي ا وقال
اهلل تعالىَ{ :ف َأ َت ْت ِب ِه َق ْو َم َه ا َت ْح ِم ُلُه ۖ َق اُلوا َي ا َم ْر َي ُم َلَق ْد ِج ْئ ِت َش ْي ًئ ا َف ِر ًّي ا ﴿َ ﴾٢٧ي ا ُأ ْخ َت َهاُر وَن َم ا َكاَن َأ ُبوِك
اْم َر َأ َس ْو ٍء َو َم ا َكاَن ْت ُأ ُّم ِك َبِغ ًّي ا ﴿َ ﴾٢٨ف َأ َش اَر ْت ِإ َلْي ِه ۖ َق اُلوا َكْي َف ُن َكِّلُم َم ن َكاَن ِف ي اْلَم ْه ِد َص ِب ًّي ا ﴿َ ﴾٢٩ق اَل ِإ ِّن ي
َع ْب ُد الَّلـِه آَت اِن َي اْلِك َت اَب َو َج َع َلِن ي َن ِب ًّي ا ﴿َ ﴾٣٠و َج َع َلِن ي ُم َب اَر ًكا َأ ْي َن َم ا ُكنُت َو َأ ْو َص اِن ي ِب الَّص اَل ِة َو الَّز َكاِة َم ا ُد ْم ُت
َح ًّي ا ﴿َ ﴾٣١و َبًّر ا ِب َو اِل َد ِت ي َو َلْم َي ْج َع ْلِن ي َج َّب اًر ا َش ِق ًّي ا ﴿َ ﴾٣٢و الَّس اَل ُم َع َلَّي َي ْو َم ُو ِل دُّت َو َي ْو َم َأ ُم وُت َو َي ْو َم ُأ ْبَع ُث
َح ًّي ا ﴿َٰ ﴾٣٣ذ ِلَك ِع يَس ى اْبُن َم ْر َي َم ۚ َق ْو َل اْلَح ِّق اَّلِذ ي ِف يِه َي ْم َت ُر وَن ﴿َ ﴾٣٤م ا َكاَن ِل َّلـِه َأ ن َي َّت ِخ َذ ِم ن َو َلٍد ۖ
ُس ْب َح اَن ُه ۚ ِإ َذ ا َق َض ٰى َأ ْم ًر ا َف ِإ َّن َم ا َي ُق وُل َلُه ُكن َف َي ُكوُن ﴿}﴾٣٥صدق اهلل العظيم [مريم].
واآلن َت بَّي ن لك الَح ِّق أُّي ها الُم ستشار إن كنت تريد الحّق أَّن الذي أنطق ُذ ِّر َّي ة آَد م فَش ِه دوا بالحّق إّن ما كان
بُق درة اهلل (ُكن فيكون).
وأنا لم ُأ فِت في شأَن ك بعُد بأَّن ك ِم ن شياطين البشر ،واآلن ُأ صِد ُر فيك هذه الفتوى الَح ّق بأنه يوجد فيك
َم ُّس الَغ فلة (شيطاٌن رجيٌم ) فَي ُص َّد ك َع ن الحّق إلى غير الَح ّق وتحسُب أَّن ك على الَح ِّق ،ولن يتبَّي ن لك ذلك
أَّن ه َم ن كان َي ُص َّد ك َع ن الحّق ويأُم رك أن تقول على اهلل ما لم تعلم إاَّل يوم لقاء رّبك فيقولَ" :ر ِّب ي ما
أطغيته ولكن كان في ضالٍل بعيد" ،ثم يتبَّي ن لك قرينك الشيطان فينطق ِض ّد ك ِب َم نِط ق لسانك ألنه يسُكن
فيك ،وِم ن ثَّم تكرهه ُكرًها َش ديًد ا وهو في َج سدك ال ُي فاِرقك وأنتم في العذاب ُم شتِر كون في جسٍد واحٍد
وال ُي فاِرقك وأنت تكرهه ُكرًها شديًد ا وتتمّنى لو أّن بينك وبينه ُبعد الَم شِر قين فِب ئَس القرين تصديًق ا لقول
َل َف َل َق َل
اهلل تعالىَ{ :و َم ن َي ْع ُش َع ن ِذ ْكِر الَّر ْح َم ٰـ ِن ُنَق ِّي ْض ُه َش ْي َط اًن ا ُه َو ُه ِر يٌن ﴿َ ﴾٣٦و ِإ َّن ُه ْم َي ُص ُّد وَن ُه ْم َع ِن
الَّس ِب يِل َو َي ْح َس ُب وَن َأ َّن ُه م ُّم ْه َت ُد وَن ﴿َ ﴾٣٧ح َّت ٰى ِإ َذ ا َج اَء َن ا َق اَل َي ا َلْي َت َب ْي ِن ي َو َب ْي َنَك ُبْع َد اْلَم ْش ِر َق ْي ِن َف ِب ْئ َس
اْلَق ِريُن ﴿ }﴾٣٨صدق اهلل العظيم [الزخرف].
وُأ قِس ُم ِب َر ّب العالمين أّن ي لم أظلمك شيًئ ا ،وأعلُم أَّن هذا الشيطان الذي يسُكنك هو َم ن ُي وحي إليك ِب هذا
الَج َد ل العقيِم وأنت ال تعَلم أنه َم ن ُي وسوس لك بذلك ولكّني علمُت بهدفه وما ُي ريد التوُّص ل إليه وهو
إقناع اآلخرين بأنه ُت وجد حروٌث ِل ُذ رَّي اِت البشر ِم ن غير ُذ رَّي ة آَد م بُح جة أن هابيل وقابيل كيف يتَز َّو جون
ِم ن أَخ واِت هم! وقد عَّلَم ني َر ِّب ي ما يريده شيطانك بالّض بط واهلل على ما أقول شهيٌد ووكيٌل ،وذلك تمهيٌد
ِم ن َم ْكر الشياطين إلقناع الَب َش ر بيأجوج ومأجوج إَّن ما هم إخوتهم ،ولكّني أعَلم أَّن هم إخوان الشياطين
وأولياؤهم نَب توا في ُح روٍث َخ بيثٍة ال يخرج نباتها إاَّل َن ِك ًد ا ،وَي عُب دون الَّط اغوت ِم ن دون اهلل ويريدون أن
ُي ِض ّلوا الناس أجمعين عن الِّص راط المستقيمِ ،ب غِّض النظر هل تعلُم بذلك أَّن ه ِم ن أْم ر الشيطان لك أن
ُت جادلني بغير علٍم وتقول على اهلل ما لم تعَلم ،فالمهم أّن ي علمُت أّن ه ِم ن إلهام الشيطان وليس ِم ن الَّر حمن
ألّن ه َي فتقُد لسلطان الِع لم ِم ن الِك تاب.
ويا أُّي ها الُم ستشار إّن ي أنصحك نصيحًة لوجه اهلل الَكريم أن ال تأخذك الِع َّز ة باإلثم ،وأُق سم باهلل العظيم
وِم نه الَّت ثبيت لو كنُت مكانك لما استمَّر يُت في اّت باع الباطل بعدما تبَّي ن لي الَح ّق أِل َّن ُه َم ن ُي نقذني ِم ن
بأس اهلل الشديد وعذابه الخالد؟ فانُظ ر إلى ُم صيبة وَم صير الشيطان إبليس بسبب الّت كُّب ر؛ َغ ِض ب اهلل
عليه ولعنه إلى يوم الِّد ين ،ولو أنه قالَ" :ر ِّب اغفر لي" َأَلجاَبه اهلل ووَج د اهلل َغ فوًر ا َر حيًم ا ،ولكنه قال
"رِّب أِّخ رني" فكذلك أجابه اهلل ولعنه وَأ عَّد له وِلَم ن اَّت بعه عذاب جهَّنم موِع د جنود إبليس أجمعين ،وأنت
تنصحني أن أَّت ِب عك! وُأ قِس م باهلل الَع لّي العظيم ومنه الَّت ثبيت لو ُكنت أعلم بأّن الحّق معك لكنُت ِم ن أَّو ل
الَّت ابعين وأنصُر ك بُكّل ما أوتيُت ِم ن قوٍة وأفتديَك بنفسي فال أعصي لك أمًر ا طاعًة وخضوًع ا وسجوًد ا هلل
الذي أمر بطاعة الذين ُي ؤتيهم ِع لم الِك تاب وذلك لو وجدُت بأن اهلل جعلك الُم هيِم ن على ناصر محمد
اليمانّي ،وأِل َّن الَح ّق مع ناصر محمد اليمانّي جعله اهلل ُم هيِم ًنا عليك وعلى كاّف ة ُع لماء األّم ة ،وال أزال ُأ فتي
األنصار في شأن الَم هدّي الُم نَت َظ ر الَح ّق ِم ن َر ّبهم وأقول لهم :إّن اهلل ُي ؤتي الَم هدّي الُم نَت َظ ر الَح ّق ِم ن رّبكم
ِع لم الِك تاب فيجعله اهلل الُم ِه يِم ن على كافة ُع لماء اُألَّم ة فال ُي جادله عاِل م ِم ن القرآن إاَّل َغ لَب ه ِب الَح ّق حتى
ُي َس ِّلم للحّق تسليًم ا أو تأخذه العّز ة باإلثم وحسبه جهنم وساءت مصيًر ا .وأرجو ِم ن اهلل أن ال يزيدك البيان
الحّق ِرجًس ا إلى ِرجِس ك فتأخذك العّز ة باإلثم بعدما تبَّي ن لك أنه الحّق من ربك ،فاَّت ِق اهلل واَّت بعني أهِد ك
إلى صراط العزيز الَح ميد إّن َر ِّب ي على صراٍط ُم ستقيٍم ،وال َت َّت ِب ع من ال ُي غني عنك ِم ن اهلل شيًئ ا إّن ي لك
ناصٌح أميٌن ،وحتى تتأكد ِم ن فتواي في شأَن ك ِب الحّق أن تذهب إلى شيٍخ يتلو آيات القرآن لشفاء
الَم رضى وإحراق الشياطين بنور القرآن ِل كي يتلو عليك َق ْد َر ساعٍة كاملٍة وسوف يتبَّي ن لك أّن ي لم أظلمك
شيًئ ا واهلل على ما أقول شهيٌد ووكيٌل .
يا أُّي ها الَّناس ،اَّت قوا اهلل َح ّق ُت قاِت ه وَص ِّد قوا بالَح ّق إن ُكنتم تريدون الَح ّق فما بعد الَح ّق إاَّل الضالل ،وُأ قسُم
لكم ِب َم ن خلقكم وأَخ َذ منكم ميثاًق ا غليًظ ا إّن ي أنا المهدّي المنتَظ ر الحّق ِم ن رّبكم وإَّي اكم ُث َّم إَّي اكم ُث َّم
إَّي اكم أن ُت َز ُّكوني بالَّت صديق بغير ِع لٍم وال ُه دًى وال ِك َت اٍب ُم قِن ٍع بالَح ّق نظًر ا ألّن ي أقَس مُت لكم أّن ي المهدّي
المنتَظ ر الَح ّق ِم ن َر ِّب كم وِم ن أجل الَق َس م صَّد قُت م ناصر محمد اليماني إًذ ا فأنتم جاهلون تصديًق ا لقول اهلل
تعالىُ{ :ه َو َأ ْع َلُم ِب ُكْم ِإ ْذ َأ نَش َأ ُكم ِّم َن اَأْلْر ِض َو ِإ ْذ َأ نُت ْم َأ ِج َّن ٌة ِف ي ُبُط وِن ُأ َّم َه اِت ُكْم ۖ َف اَل ُت َز ُّكوا َأ نُف َس ُكْم ۖ ُه َو َأ ْع َلُم
ِب َم ِن اَّتَق ٰى } صدق اهلل العظيم [النجم.]23:
فليس هذا أمًر ا ُي َص َّد ُق ِب الَق َس م وال باالسم؛ بل باِل علم ،فال َت َّت ِب عوا ما ليس لكم به علٌم ِم ن رّبكم إن كنتم
ُت عِق لون ،وعن َس معكم وأبصاركم وأفِئ دتكم سوف ُت سألون.
وإني أرى َم ن ُي َس ِّم ي َن فسه الَّش اِه د ُي ناديني بالَكَّذ اب! وأُر ّد عليه وأفتيه بأَّن ه لم ُي َكِّذ ب حديثي بل َكَّذ ب
بكالم اهلل َرّب العالمين وَي صِد ُف عن آياته بغير الَح ّق تصديًق ا لقول اهلل تعالىَ{ :ق ْد َن ْع َلُم ِإ َّن ُه َلَي ْح ُز ُن َك اَّلِذ ي
َي ُق وُلوَن ۖ َف ِإ َّن ُه ْم اَل ُي َكِّذ ُبوَن َك َو َلٰـ ِك َّن الَّظ اِلِم يَن ِب آَي اِت الَّلـِه َي ْج َح ُد وَن ﴿ }﴾٣٣صدق اهلل العظيم [األنعام].
"اللهم إِّن ي عبدك أعُب د ُر ضوان نفسك حتى تكون أنت راضًي ا في نفسك رغبًة ِم ّني بُح ِّب ك وُق ربك وليس
طمًع ا في الَع طاِء ِم ن ُم لِك ك ،بل ذلك وسيلٌة لتحقيق الغاية أن تغفر للذين ال يعلمون فُت ريهم الحّق حًّق ا
وترزقهم اِّت باَع ه ِم ن الناس أجمعين إاَّل الذين لو تبَّي ن لهم بأّن ي اإلمام المهدّي الحّق ِم ن رّبهم الذي ُي َع ِّلم
الناس بالبيان الحّق للقرآن حتى يتبَّي ن لهم أَّن ه الَح ّق ُث م يكونون للَح ّق َلِم ن الكارهين وُي ريدون أن ُي طِف ئوا
نوَر اهلل بأفواههم ،اللهم إني ال أدعوك أن َت غِف ر لُه م شيًئ ا فإن شئَت َع َّذ بَت هم وإن شئَت هديَت هم ،وإَّن ما أريُد
أن تهدي بعبدك ما دونهم ِم ن الناس أجمعين وِم ن كاّف ة اُألَم م أمثالهم ِم ن البعوضة فما فوَق ها تصديًق ا
لَو عدك الحّق في الكتابِ{ :إ َّن الَّلـَه اَل َي ْس َت ْح ِي ي َأ ن َي ْض ِر َب َم َث اًل َّم ا َبُع وَض ًة َف َم ا َف ْو َق َه ا ۚ َف َأ َّم ا اَّلِذ يَن آَم ُنوا
َف َي ْع َلُم وَن َأ َّن ُه اْلَح ُّق ِم ن َّر ِّب ِه ْم ۖ َو َأ َّم ا اَّلِذ يَن َكَف ُر وا َف َي ُق وُلوَن َم اَذ ا َأ َر اَد الَّلـُه ِب َه ٰـ َذ ا َم َث اًل ۘ ُي ِض ُّل ِب ِه َكِث يًر ا َو َي ْه ِد ي ِب ِه
َكِث يًر ا ۚ َو َم ا ُي ِض ُّل ِب ِه ِإ اَّل اْلَف اِس ِق يَن ﴿ ﴾٢٦اَّلِذ يَن َي نُق ُض وَن َع ْه َد الَّلـِه ِم ن َبْع ِد ِم يَث اِق ِه َو َي ْق َط ُع وَن َم ا َأ َم َر الَّلـُه ِب ِه
َأ ن ُي وَص َل َو ُي ْف ِس ُد وَن ِف ي اَأْلْر ِض ۚ ُأ وَلٰـ ِئَك ُه ُم اْلَخ اِس ُر وَن ﴿ }﴾٢٧صدق اهلل العظيم [البقرة]".
وفي هذا الموِض ع َت ِج دون شأن اإلمام المهدّي الحّق ِم ن َر ّبكم الذي يهدي اهلل به الناس أجمعين ما دون
الشياطين الذين لو تبَّي ن لهم أنه البيان الحّق ِم ن رّبهم َلما زادهم إاَّل ِرجًس ا إلى ِرجِس هم ولَج اَد لوا بالباطل
لَي دَح ضوا به الَح ّق وهم يعلمون أّن ي اإلمام المهدّي الحّق ِم ن رّبهم ،وَح سبي اهلل عليهم أجمعين وَس الُم
على الُم رَس لين والحمُد هلل َرّب العالمين.
وأراك تقول أُّي ها الَّش اهد أو الُم ستشار بأّن ي ُأ طالبكم بسلطان َب ِّي ٍن وأنتم َم ن تطالبوني ِب ُس لطاٍن فكيف يكون
العكس ،وكأّن ي َأ فتيت بأنُه يوَج د حرٌث آخُر َذ َر أ اهلل فيه ُذ رّي ة أوالد آدم حتى تطالبوني بسلطان العلم!
وأعوذ باهلل أن أفتري على اهلل بغير الحّق ؛ بل أنتم َم ن أفتى بذلك ِب ُح َّج ة أنه ال يجوز ألوالد آَد م أن
يتزَّو جوا بأخواتهم وتريدون أن ُت قِن عوا الناس أنه ُي وَج د حرٌث آخُر َذ َر أ اهلل فيه ُذ رَّي ة أوالد آَد م ولذلك
طالبتكم بالفتوى الحّق ِم ن رّبكم ِم ن ُم حَكم الكتاب ،ما لم؛ فأنتم تقولون على اهلل ما ال تعلمون فاَّت بعتم
أْم ر الشيطان وعَص يُت م أْم ر الرحمن ،وأَّم ا ناصر محمد اليماني فقد أقام عليكم الُح َّج ة والُب رهان بالَح ّق أّن
حرَث كم ِم نُكم ُم نذ أن َخ َلق اهلل أباكم آَد م تصديًق ا لقول اهلل تعالىَ{ :ي ا َأ ُّي َه ا الَّناُس اَّتُق وا َر َّب ُكُم اَّلِذ ي َخ َلَق ُكم
ِّم ن َّنْف ٍس َو اِح َد ٍة َو َخ َلَق ِم ْنَه ا َز ْو َج َه ا َو َب َّث ِم ْن ُه َم ا ِرَج ااًل َكِث يًر ا َو ِن َس اًء } صدق اهلل العظيم [النساء.]1:
وهذه ِم ن اآليات الُم حَكمات أنه لم يأِت بأزواٍج ِم ن غير ُذ ِّر َّي ة آَد م ُم نذ األَز ل الَق ديم وجاء الَّش رع وَح َّر م
الزواج بالمحارم وَم ن اَّت قى وأصلح فال خوٌف عليهم وال ُه م يحَز نون ،وأنا لم أِج د في الكتاب أّن أزواج
البَش ر ُم نذ األَز ل األَّو ل في الحياة خلقُه َّن اهلل ِم ن غير أنفسنا تصديًق ا لقول اهلل تعالىَ{ :و ِم ْن آَي اِتِه َأ ْن َخ َلَق
َلُكم ِّم ْن َأ نُف ِس ُكْم َأ ْز َو اًج ا ِّلَت ْس ُكُنوا ِإ َلْي َه ا َو َج َع َل َب ْي َن ُكم َّم َو َّد ًة َو َرْح َم ًة ۚ ِإ َّن ِف ي َٰذ ِلَك آَل َي اٍت ِّلَق ْو ٍم َي َت َف َّكُر وَن ﴿}﴾٢١
صدق اهلل العظيم [الروم].
وأّم ا زواج الَم حارم فأنا ُأ َح ِّر مه كما حَّر مه اهلل وُر سله ُم نذ أَّو ل تشريٍع أَت ى ِم ن َرّب العالمين وَلم يحُد ث ما
ُتَف ِّن دوَن فيه إاَّل بين الُّذ ِّر َّي ة األولى آلَد مُ ،ث م جاء الَّش ْر ع وَح َّر م ذلك وال يزال ُم حَّر ًم ا إلى يوم الِّد ين ،فإن
ُكنتم تعَلموَن بأَّن اهلل َخ َلق حرًث ا آخَر َي ذرُأ فيه ُذ ِّر َّي ة هابيل وقابيل فأقول لكم ما قاله اهلل ألمثالكمُ{ :ق ْل
َه ْل ِع نَد ُكم ِّم ْن ِع ْلٍم َف ُت ْخ ِر ُج وُه َلَنا ۖ ِإ ن َت َّت ِب ُع وَن ِإ اَّل الَّظ َّن َو ِإ ْن َأ نُت ْم ِإ اَّل َتْخ ُر ُص وَن } صدق اهلل العظيم
[األنعام.]148:
وَس الٌم على الُم رَس لين ،والحمُد هلل َرّب العالمين ..
اإلمام المهدّي ؛ ناصر محمد اليماني.
____________
-9-
اإلمام المهدّي ناصر محّم د اليمانّي
1429 - 11 - 26هـ
2008 - 11 - 25مـ
02:18صباًح ا
(بحسب التقويم الرسمّي ُألّم القرى)
ـــــــــــــــــــــ
الَّر ُد الُم خَت َص ر على الُم ستشار ِم ن الَم هدّي الُم نتَظ ر ..
بسم اهلل الرحمن الرحيم ،وسالٌم على الُم رَس لين ،والحمُد هلل َرّب العالمين وَبعد..
يا أُّي ها الُم ستشار ،إِّن ي أنا الَم هدّي الُم نَت َظ ر الَح ّق ِم ن َر ّبك ،ولن ُي جادلني عاِلٌم ِم ن القرآن إاَّل غلبُت ه بالَح ّق وما
َبعد الَح ّق إاَّل الَّض الل ،وُأ فتي بالَح ّق بأني لم أِج د في الكتاب َح رًث ا للبشر ِم ن غير أنفسهم َي ْذ َر ُؤ هم فيه
تصديًق ا لُم حَكم القرآن العظيم في هذا الشأن في قول اهلل تعالىَ{ :ج َع َل َلُكم ِّم ْن َأ نُف ِس ُكْم َأ ْز َو اًج ا َو ِم َن
اَأْلْن َع اِم َأ ْز َو اًج ا ۖ َي ْذ َر ُؤ ُكْم ِف يِه } صدق اهلل العظيم [الشورى.]11:
والَّس الم على َم ن اَّت بع الُه دى ،وسالٌم على الُم رَس لين والحمُد هلل َرّب العالمين ،فإن َكذبت فالُح كم هلل وهو
أسرع الحاسبين.
اإلمام المهدّي ناصر محمد اليماني .
____________
- 10 -
اإلمام المهدّي ناصر محمد اليماني
- 26ذو القعدة 1429 -هـ
2008 - 11 - 25مـ
09:02مساًء
(بحسب الّت قويم الّر سمّي ألّم الُق رى)
_______________
إلى الُم ستشارَ ،ن نتِظ ر وَن رى أُّي نا يقوُل على اهلل غير الَح ّق ..
أعوذ باهلل العظيم ِم ن الشيطان الرجيمِ ،ب ْس ِم اهلل الّر حمن الّر حيم {ُق ْل َه ْل ِع نَد ُكم ِّم ْن ِع ْلٍم َف ُت ْخ ِر ُج وُه َلَنا ۖ
ِإ ن َت َّت ِب ُع وَن ِإ اَّل الَّظ َّن َو ِإ ْن َأ نُت ْم ِإ اَّل َتْخ ُر ُص وَن } صدق اهلل العظيم [األنعام.]148:
أُّي ها الُم ستشار تاهلل إّن ي أعلُم ما تريد أن تتوَّص ل إليه ،وأراَك تقول ِب أّن ك لم َتُق ل شيًئ ا َبعد وأّن الشاهد -
والذي أراه هو أنت ذاُت ك -قد بدأ بالَّت وضيِح ،وكذلك ُأ ريدك أن تقول ما عندك ما ُد مَت تراني أقول على
اهلل ما َلم أعلم ،إًذ ا آِت ني ِب ِع لٍم هو أهدى ِم ن ِع لمي وأْق َو ُم قياًل وأحَس ُن تأوياًل إن ُكنَت ِم ن الّص ادقين.
وأرجو ِم ن كاّف ة األنصار أن َي تركوا الِح واَر َح صرًّي ا بين َم ن ُي َس ّم ي نفسه (الُم ستشار) وكذلك (الشاهد) وبين
المهدّي المنتَظ ر لكي يتبَّي َن للباحثين عن الحقيقة أُّي نا كّذ اٌب أِش ر ،لذلك أريدك أن تقول ما لديك في بياٍن
واحٍد عاِج اًل َغ ير آِج ٍل لكي يأتيك َر ٌد ُي خِر س لسانك بالحّق َش رٌط علّي أن ُأ لِج َم ك ِم ن ُم حَكم القرآن
بالُب رهان الذي يتبَّي ن للعاِل م والجاهل بإذن اهلل الُم َع ِل م.
وَس الٌم على الُم رَس لين ،والحمُد هلل َرّب العالمين..
اإلمام المهدّي ؛ ناصر محمد اليمانّي .
____________
- 11 -
اإلمام المهدّي ناصر محمد اليمانّي
- 28ذو القعدة 1429 -هـ
2008 - 11 - 27مـ
02:26صــباًح ا
(بحسب الّت قويم الّر سمّي ألم الُق رى)
ــــــــــــــــــــــــ
َت عقيُب اإلمام :حقيقُة العضِو الشاهِد وَق بيلِه الُم ستشار ..
أولئك َم ن ُي ريد إثباَت هم الَّش اهُد وقبيُله الُم ستشار الذي أعَج َب ني قوله باِد ئ الَّر أي ثم َت بَّي ن لي أنه ِم ن الذين
قال اهلل عنهمَ{ :و ِم َن الَّناِس َم ن ُي ْع ِج ُب َك َق ْو ُلُه ِف ي اْلَح َي اِة الُّد ْن َي ا َو ُي ْش ِه ُد الَّلـَه َع َلٰى َم ا ِف ي َق ْلِب ِه َو ُه َو َأ َلُّد
اْلِخ َص اِم ﴿َ ﴾٢٠٤و ِإ َذ ا َت َو َّلٰى َس َع ٰى ِف ي اَأْلْر ِض ِل ُي ْف ِس َد ِف يَه ا َو ُي ْه ِلَك اْلَح ْر َث َو الَّن ْس َل ۗ َو الَّلـُه اَل ُي ِح ُّب اْلَف َس اَد
﴿َ ﴾٢٠٥و ِإ َذ ا ِق يَل َلُه اَّت ِق الَّلـَه َأ َخ َذ ْت ُه اْلِع َّز ُة ِب اِإْل ْث ِم ۚ َف َح ْس ُب ُه َج َه َّن ُم ۚ َو َلِب ْئ َس اْلِم َه اُد ﴿ }﴾٢٠٦صدق اهلل العظيم
[البقرة].
ويقول الُم ستشار أَّن ي أفتي ِب َغ ير ِع لٍم ،وُأ عوُذ باهلل أن أكون ِم ن الجاهلين أمثاله وَق بيله الَّش اِه د؛ بل هم
الذين يقولون على اهلل غير الحّق فُي َح ِّر فون الكالم عن مواِض عه بالبيان الباِط ل كمثل قولهم( :إن آدم
وحواء أنجبوا خلًق ا كثيًر ا وهم في الجنة) ولكن اهلل يقول في القرآن غير ذلك؛ بأَّن ه قال اهلل تعالى بأَّن ها ال
َت ِز ر واِزَر ٌة ِو زر ُأ خرى ،وما َذ ْن ب أوالد آدم حتى َي ِت ّم إخراجهم ِم ن الَج َّنة وُه م َلم يقربوا الشجرة ولم يأكلوا
منها؟! وذلك ألنهم ليسوا موجودين وال يزالون في َظ ْه ر أبينا آَد م ،واللذان أَكال ِم ن الشجرة هما آدم وحواء
تصديًق ا للشيطان أَّن ها شجرة الُخ ْلد وُم لٌك ال َي بَلى وقال اهلل تعالىَ{ :و ُق ْلَنا َي ا آَد ُم اْس ُكْن َأ نَت َو َز ْو ُج َك اْلَج َّن َة
َو ُكاَل ِم ْنَه ا َر َغ ًد ا َح ْي ُث ِش ْئ ُت َم ا َو اَل َتْق َر َبا َهٰـ ِذ ِه الَّش َج َر َة َف َت ُكوَن ا ِم َن الَّظ اِلِم يَن ﴿ }﴾٣٥صدق اهلل العظيم
[البقرة] ،فتدَّبروا قول اهلل تعالىَ{ :ف َت ُكوَن ا ِم َن الَّظ اِلِم يَن } صدق اهلل العظيم ،والخطاب ُم َو َّج ٌه الثنين بال
ُذ رّي ٍة معهم وهم آدم وحواء وقال اهلل تعالىَ{ :و اَل َتْق َر َبا َهٰـ ِذ ِه الَّش َج َر َة َف َت ُكوَن ا ِم َن الَّظ اِلِم يَن } ،فانظر إنه
للمثنى وال ُذ ِّر َّي ة معهم.
وكذلك ِخ طاب الشيطانَ{ :و َق اَل َم ا َن َه اُكَم ا َر ُّب ُكَم ا َع ْن َهٰـ ِذ ِه الَّش َج َر ِة ِإ اَّل َأ ن َتُكوَن ا َم َلَكْي ِن َأ ْو َتُكوَن ا ِم َن
اْلَخ اِلِد يَن } صدق اهلل العظيم [األعراف ،]20:وكذلك بعد أن أَكال ِم نها قال اهلل تعالىَ{ :ف َد اَّل ُه َم ا ِب ُغ ُر وٍر ۚ َف َلَّم ا
َذ اَق ا الَّش َج َر َة } صدق اهلل العظيم [األعراف ،]22:ونجد الخطاب موَّج ًه ا الثنين وُه ما آَد م وحواء وال وجود
لذرَّي تهم معهم فال يزالون في َظ ْه ر أبيهم آدم ،وَت ّم طرد آدم وحواء إلى حيث الَب َش ر اليوم ،ولم ُي نِج ب آَد م
وحواء ُذ رَّي َت هم إاَّل ِم ن حيث أنتم ،بل َخ رج آدم وُه م في ُص لبه .وأَّم ا األْم ر فصَد ر على اثنين فقط وهما
آدم وحواء ،وأَّم ا الُذ رَّي ة البَش رَّي ة فهي موجودٌة في ُص لب آَد م وقال اهلل تعالىَ{ :ق اَل اْه ِب َط ا ِم ْنَه ا َج ِم يًع ا ۖ
َبْع ُض ُكْم ِل َب ْع ٍض َع ُد ٌّو ۖ َف ِإ َّم ا َي ْأ ِت َي َّن ُكم ِّم ِّن ي ُه ًد ى َف َم ِن اَّت َب َع ُه َد اَي َف اَل َي ِض ُّل َو اَل َي ْش َق ٰى ﴿َ ﴾١٢٣و َم ْن َأ ْع َر َض َع ن
ِذ ْكِر ي َف ِإ َّن َلُه َم ِع يَش ًة َض نًكا َو َن ْح ُش ُر ُه َي ْو َم اْلِق َي اَم ِة َأ ْع َم ٰى ﴿َ ﴾١٢٤ق اَل َر ِّب ِلَم َح َش ْر َت ِن ي َأ ْع َم ٰى َو َق ْد ُكنُت َبِص يًر ا
﴿َ ﴾١٢٥ق اَل َكَٰذ ِلَك َأ َت ْت َك آَي اُت َنا َف َن ِس يَت َه ا ۖ َو َكَٰذ ِلَك اْلَي ْو َم ُت نَس ٰى ﴿ }﴾١٢٦صدق اهلل العظيم [طه].
وكما قلنا بأن الُه بوط خطابه موَّج ٌه الثنين وُه م آدم وحواء ،وأما الُذ رَّي ة فال تزال في ظهر أبينا آدم ولذلك
ال ِع لم لُذ رَّي ته ِب ما َح َد ث ِم ن إبليس أَّن ه كان َس َب ب إخراج آَد م وَح َّو اء ِم ن الَج َّنة إاَّل ِم ن أخبار الُكُت ب
السماوَّي ة ولذلك قال اهلل تعالىَ{ :ي ا َبِن ي آَد َم اَل َي ْف ِت َنَّن ُكُم الَّش ْي َط اُن َكَم ا َأ ْخ َر َج َأ َبَو ْي ُكم ِّم َن اْلَج َّن ِة َي نِز ُع َع ْن ُه َم ا
ِل َب اَس ُه َم ا ِل ُي َي ُه َم ا َس ْو آِت َم ا ۗ ِإ َّن ُه َي َر اُكْم ُه َو َو َق ِب يُلُه ِم ْن َح ْي ُث اَل َت َر ْو َن ُه ْم ۗ ِإ َّن ا َج َع ْلَنا الَّش َي اِط يَن َأ ْو ِل َي اَء ِل َّلِذ يَن اَل
ِه ِر
ُي ْؤ ِم ُنوَن ﴿ }﴾٢٧صدق اهلل العظيم [األعراف] ،وهذه اآلية َج لَّي ٌة وواِض حٌة تؤِّكد أن أمر الخروج صَد ر آلدم
وحواء وال تزال الُّذ ِّر َّي ة في ُص لب آَد م ولذلك قال اهلل تعالىَ{ :ي ا َبِن ي آَد َم اَل َي ْف ِت َنَّن ُكُم الَّش ْي َط اُن َكَم ا َأ ْخ َر َج
َأ َبَو ْي ُكم ِّم َن اْلَج َّن ِة } صدق اهلل العظيم.
" .الخبيثات حور المسيح الدجال في جنة الفتنة لمن تبعه منكم "