You are on page 1of 154

‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص –المركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين‬

‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وادارة الفرص تصدر عن المركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين وهي‬

‫تعنى في العلوم البينية والدراسات التخصصية في مجال إدارة المخاطر والطوارئ والكوارث وما ينتج‬

‫عنها من فرص ال بد من إدارتها الستدامة جودة الحياة البشرية‪.‬‬

‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وادارة الفرص‬

‫المجلد الرابع‪-‬العدد الثالث عشر آذار‪ /‬مارس ‪2022‬م‬


‫‪Registration number: VR.3373.6360.B‬‬
‫‪Nationales ISSN-Zentrum für Deutschland‬‬
‫‪ISSN (Online) 2629-2572‬‬

‫المركز الديمقراطي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬


‫‪Berlin 10315 GensingerStr: 112‬‬
‫‪Tel: 0049-Code Germany‬‬
‫‪030- 54884375‬‬
‫‪030- 91499898‬‬
‫‪030- 86450098‬‬
‫‪mobiltelefon : 00491742783717 -‬‬
‫‪What's App. 00972599572466‬‬

‫‪2‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص –المركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين‬

‫رئيس المركز الديمقراطي العربي‬


‫أ‪ .‬عمار شرعان‬
‫رئيس التحرير‬
‫أ‪.‬د محمد رمضان األغا‬
‫أستاذ دكتور التنمية المستدامة ‪-‬الجامعة اإلسالمية ‪-‬غزة ‪-‬فلسطين‬
‫نائب رئيس التحرير‬
‫د‪ .‬محمد محمد المغير‬
‫أستاذ مساعد كلية الهندسة التطبيقية والتخطيط العمراني جامعة فلسطين ‪-‬برنامج ماجستير إدارة األزمات‬
‫والكوارث بالجامعة اإلسالمية بغزة‪-‬فلسطين‬
‫مدير التحرير‬
‫د‪ .‬ياسر النحال‬
‫أستاذ مشارك في قسم العلوم البيئية بالجامعة اإلسالمية –غزة‬
‫مدير التحرير المساعد‬
‫د‪ .‬آسيا لفية‬
‫أستاذ التهيئة العمرانية بكلية التهيئة العمرانية‪ ،‬جامعة االخوة منتوري قسنطينة ‪ -1‬الجزائر‬
‫سكرتير التحرير (أمانة التحرير)‬
‫د‪ .‬صباح أحمد أبو شرخ ‪-‬و ازرة التربية والتعليم بغزة ‪-‬باحثة في إدارة األزمات والكوارث‬
‫أعضاء هيئة التحرير‬
‫أ‪ .‬د نظام األشقر‪-‬الجامعة اإلسالمية بغزة‬
‫د‪ .‬صيد أحمد سفيان ‪-‬جامعة باجي بعناية ‪-‬الجزائر‬
‫د‪ .‬زياد أبو هين ‪-‬الجامعة اإلسالمية ‪-‬غزة‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬محمد عوض ‪-‬الجامعة اإلسالمية غزة‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد الرحيم قيناوي أستاذ التخطيط العمراني ‪-‬جامعة األزهر‪-‬مصر‬
‫رئيس الهيئة االستشارية‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد الحليم زيدان‪-‬لبنان‬
‫نائب رئيس الهيئة االستشارية‬
‫د‪ .‬عبد الرزاق الدليمي‪-‬األردن‬
‫أعضاء الهيئة االستشارية‬
‫د‪ .‬سالم أبو عمر‪-‬ماليزيا‬
‫د‪ .‬فلة أبو القمح‪-‬الجزائر‬

‫‪3‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص –المركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين‬

‫د‪ .‬خالد الدهليز‪-‬سلطة عمان‬


‫د‪ .‬عبد الباري مشعل‪-‬أمريكيا‬
‫د‪ .‬فيفان أحمد فؤاد‪-‬مصر‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عز الدين الطيب ‪-‬السودان‬
‫أ‪.‬د الهادي يحيى‪-‬المكسيك‬
‫رئيس الهيئة العلمية‬
‫أ‪.‬د‪ .‬نظام األشقر‪-‬فلسطين‬
‫نائب رئيس الهيئة العلمية‬
‫د‪ .‬زياد أبو هين‪-‬فلسطين‬
‫أعضاء الهيئة العلمية‬
‫د‪ .‬حاتم أبو زايدة ‪-‬فلسطين‬
‫د‪ .‬حسام النجار ‪-‬فلسطين‪.‬‬
‫د‪ .‬ندى مهدي فوزي الجيالوي –العراق‪.‬‬
‫د‪ .‬وصال عبد اهلل –العراق‪.‬‬
‫د‪ .‬أسماء جاسم محمد‪-‬العراق‪.‬‬
‫د‪ .‬بيداء ستار –العراق‪.‬‬
‫أ‪.‬د أزهار عبد اهلل‪-‬العراق‬
‫د‪ .‬راجي يوسف محمود –العراق‬
‫د‪ .‬رفيف عبد الستار عبد الجبار –العراق‬
‫د‪ .‬رعد قاسم صالح العزاوي ‪-‬أربيل‬
‫د‪ .‬سهام كامل محمد ‪-‬العراق‬
‫د‪ .‬هبة الرحمن أحمد –مصر‪.‬‬
‫د‪ .‬علي تايه ‪-‬فلسطين‬
‫د‪ .‬حجاج محمد الحبيب ‪-‬الجزائر‬
‫د‪ .‬ثناء عبد الودود عبد الحافظ ‪-‬العراق‬
‫د‪ .‬يحيى جعفري ‪-‬الجزائر‬
‫د‪ .‬محمد فخرى صويلح ‪-‬الجزائر‬
‫د‪ .‬عبد الفتاح عبد ربه ‪-‬فلسطين‬
‫د‪ .‬هاني البسوس ‪-‬عمان‬
‫د‪ .‬فيفان أحمد فؤاد ‪-‬مصر‬

‫‪4‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص –المركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين‬

‫د‪ .‬خالد الدهليز ‪-‬عمان‬


‫د‪ .‬سميرة ديب ‪-‬الجزائر‬
‫د‪ .‬كمال محفوظ ‪-‬فلسطين‬
‫د‪ .‬نغم علي حسن ‪-‬فلسطين‪.‬‬
‫د‪ .‬سليمة بوشفرة ‪-‬الجزائر‪.‬‬
‫د‪ .‬أمال عبد المنعم ‪-‬مصر‪.‬‬
‫د‪ .‬محمد بشير ‪-‬ماليزيا‬
‫د‪ .‬رائد صالحة ‪-‬فلسطين‬
‫د‪ .‬محمد الكحلوت ‪-‬فلسطين‬
‫د‪ .‬سليمان وافي ‪-‬فلسطين‬
‫د‪ .‬بسام تايه ‪-‬فلسطين‬
‫د‪ .‬مصعب حبيب مرحوم الهاشمي ‪-‬السودان‬
‫رئيس هيئة الجودة‬
‫د‪ .‬محمود عبد الهادي لملوم‪-‬تركيا‬
‫نائب رئيس هيئة الجودة‬
‫د‪ .‬عبد الرزاق الدليمي‪ -‬األردن‬
‫أعضاء هيئة الجودة‬
‫د‪ .‬هاني البسوس‪ -‬عمان‬
‫د‪ .‬عبد الرحيم لحرش‪ -‬الجزائر‬
‫د‪ .‬سميرة ديب‪ -‬الجزائر‬
‫د‪ .‬محمد بشير‪ -‬ماليزيا‬
‫د‪ .‬محمود عبد العاطي‪ -‬البحرين‬
‫د‪ .‬يحيى جعفري‪ -‬الجزائر‬
‫د‪ .‬محمد فخرى صويلح‪ -‬األردن‬
‫د‪ .‬فيفان أحمد فؤاد‪ -‬مصر‬
‫رئيس هيئة التدقيق والمراجعة اللغوية‬
‫د‪ .‬زهرة الثابت ‪ -‬جامعة القيروان‪ -‬تونس‬
‫نائب رئيس هيئة التدقيق والمراجعة اللغوية‬
‫د‪ .‬محمد على عوض ‪ -‬فلسطين‬
‫أعضاء هيئة التدقيق والمراجعة اللغوية‬

‫‪5‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص –المركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين‬

‫د‪ .‬حجاج محمد الحبيب‪ -‬الجزائر‬


‫أ‪ .‬د نظام األشقر‪ -‬فلسطين‬
‫د‪ .‬محمد فوزي السرحي‪ -‬فلسطين‬
‫فؤاد شحيبر‪ -‬فلسطين‬
‫رئيس هيئة االتصال والتواصل‬
‫د‪ .‬عبد الرزاق الدليمي‪ -‬األردن‬
‫نائب رئيس هيئة االتصال والتواصل‬
‫د‪ .‬فيفان أحمد فؤاد‪ -‬مصر‬
‫أعضاء هيئة االتصال والتواصل‬
‫د‪ .‬سالم ابو عمر‪ -‬ماليزيا‬
‫د‪ .‬محمود عبد العاطي‪ -‬البحرين‬
‫د‪ .‬سميرة ديب‪ -‬الجزائر‬
‫د‪ .‬عبد الباري مشعل‪ -‬أمريكيا‬
‫د‪ .‬مصطفى وجيه مصطفى إبراهيم‪ -‬أمريكيا‬
‫د‪ .‬محمود عبد الهادي لملوم‪ -‬تركيا‬
‫أشرف خليل شحادة‪ -‬السويد‬
‫هيئة التنسيق‬
‫د‪ .‬سامر أبو زر‬
‫أ‪ .‬سامي المغير‬
‫أ‪ .‬رمزي أبو علي‬
‫أ‪ .‬بركات الف ار‬
‫أ‪ .‬فهمي األغا‬
‫أ‪ .‬أحمد جندية‬
‫أ‪ .‬عالء الف ار‬
‫أ‪ .‬محمد نعمان الجزار‬

‫‪6‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص –المركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين‬

‫شروط النشر‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫خصيصا للمجلة‪-‬ويمكن أن يكون مستال من رسالة املاجستير أو أطروحة الدكتوراه‬ ‫‪-1‬أن يكون البحث أصيال ومعدًّا‬
‫بشرط أن ًّل يكون قد نشر منها أي أبحاث أو أن تتم إعادة صياغة بنسبة ل تقل عن ‪ %60‬من البحث‪ًّ .‬‬
‫‪-2‬تقبل البحوث واملقالت باللغة العربية مع ضرورة مراعاة الوضوح وسالسة الكتابة وسهولة فهمها واجتناب األخطاء‬
‫النحوية اإلمالئية واللغوية‪ًّ .‬‬
‫‪ًّ -3‬ل تقبل األبحاث التي تزيد فيها نسبة التشابهات البحثية عن ‪ًّ .%15‬‬
‫كليا في أي وسيلة نشر إلكترونية أو ورقية‪ًّ .‬‬ ‫جزئيا أو ً‬
‫‪-4‬أن ل يكون البحث قد نشر ً‬
‫العربية‬
‫ثالثيا‪-‬مكان العمل‪-‬طريق التواصل‪ ،‬الدولة) باللغة ًّ‬ ‫‪-5‬أن يرفق البحث بسيرة ذاتية للباحث تشمل (اسم الباحث ً‬
‫واإلنجليزية أو الفرنسية‪ًّ .‬‬
‫الستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص الصادرة عن املركز الديمقراطي العربي ببرلين وفريق الدراسات‬ ‫ًّ‬ ‫‪ -6‬مجلة الدراسات‬
‫الستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص بفلسطين مجلة متخصصة بالبحوث املتعلقة باملجالت املحددة (إدارة األزمات‪،‬‬
‫املعرفة‪ ،‬التنمية املستدامة‪ ،‬إدارة املعلومات‪ ،‬العلوم‬ ‫إدارة الكوارث البشرية والطبية واملشتركة‪ ،‬إدارة الفرص‪ ،‬إدارة ًّ‬
‫واملأوىًّ‪ ،‬إدارة السياسات والستراتيجيات‪ًّ ،‬‬
‫إدارة‬ ‫البيئة‪ ،‬السالمة والصحة املهنية‪ ،‬القوانين والتشريعات‪ ،‬إدارة املالجئ ًّ‬
‫األحداث والطوارئ‪ ،‬إدارة السيناريوهات‪ ،‬إدارة الحكم الرشيد‪ ،‬إدارة البنية التحتية‪ ،‬إدارة اإلعمار بعد الكوارث‪ ،‬إدارة‬ ‫ًّ‬
‫املخاطر‪ ،‬العلوم البينية‪ ،‬استخالص الدروس والعظات والعبر)‪ًّ .‬‬
‫‪-7‬أن يرسل الباحث البحث املنسق وفق القالب على شكل ملف مايكروسوفت وورد‪ ،‬إلى البريد اإللكتروني‬
‫(‪ًّ )jssdom@democraticac.de‬‬
‫سري من طرف هيئة علمية واستشارية دولية‪ ،‬واألبحاث املرفوضة يبلغ‬ ‫‪-8‬تخضع األبحاث والترجمات إلى تحكيم ّ‬
‫أصحابها مع إبداء األسباب‪ًّ .‬‬
‫ويحول بحثه مباشرة للجنة العلمية الستشارية‪ًّ .‬‬ ‫‪-9‬يبلغ الباحث باستالم البحث ّ‬
‫يخطر أصحاب األبحاث املقبولة للنشر بقرار اللجنة العلمية وبموافقة هيئة التحرير على نشرها‪ًّ .‬‬ ‫‪ًّ -10‬‬
‫ّ‬
‫‪-11‬األبحاث التي ترى اللجنة أنها قابلة للنشر وعلى الباحثين إجراء تعديالت عليها‪ ،‬ويسلم للباحثين قرار املحكم مع‬
‫مرفق خاص بالتعديالت‪ ،‬على الباحث اللتزام باملالحظات وفق مدة تحددها هيئة التحرير‪ًّ .‬‬
‫‪-12‬يستلم كل باحث قام بالنشر شهادة نشر ًّوهي وثيقة رسمية صادرة عن إدارة املركز الديمقراطي العربي وعن إدارة‬
‫املجلة تشهد بنشر املقال العلمي الخاضع للتحكيم ويستلم الباحث شهادته بعد أسبوع كأقص ى حد من تاريخ إصدار‬
‫املجلة‪ًّ .‬‬
‫‪-13‬للمجلة إصدار إلكتروني حصري صادر عن املركز الديمقراطي العربي كما أنها حاصلة على الترميز الدولي ‪ISSN‬‬
‫‪ًّ (Online) 2629-2572‬‬
‫األسبقية في نشر املواد العلمية ضمن أعداد املجلة بحيث إن املعيار األساس ي لقبول النشر ضمن أعداد‬ ‫‪ًّ -14‬ل تراعى ًّ‬
‫ّ‬
‫املجلة هو جودة وأصالة املادة العلمية وسالمة اللغة والعناية بالضوابط املنهجية في البحث العلمي‪ًّ .‬‬
‫اإلجراءات كما هو متعارف‬ ‫فسيحمل الباحث التبعات ًّو ًّ‬ ‫ّ‬ ‫‪-15‬أي تقرير من الهيئة العلمية يما يتعلق بالسرقة العلمية‬
‫عليه في سياسات املجلة العلمية الدولية‪ًّ .‬‬
‫تعبر جميع األفكار املنشورة في املجلة عن آراء أصحابها‪ًّ .‬‬ ‫‪ًّ -16‬‬
‫‪-17‬يخضع ترتيب األبحاث املنشورة إلى أهميتها واملحتوى العلمي‪ًّ .‬‬
‫‪-18‬تعرض املقالت على مدققين ومراجعين لغويين قبل صدورها في أعداد املجلة‪ًّ .‬‬
‫‪-19‬لغات املجلة هي‪ :‬العربية ‪-‬النجليزية‪-‬الفرنسية‪ًّ .‬‬

‫‪7‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص –المركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين‬

‫حالت الترجمة يرجى توضيح السيرة الذاتية لصاحب املقال األصلي وجهة اإلصدار باللغة األصلية‪ًّ .‬‬
‫‪-20‬في ًّ‬
‫كيفية إعداد البحث للنشر‪:‬‬
‫يتوفر قالب موضح فيه نمط التوثيق املعتمد ًّوكيفية كتابة الجداول واألشكال والهوامش‪ًّ .‬‬
‫عنوان جهة الباحث‪:‬‬
‫امللخص التنفيذي ‪-‬باللغة العربية ‪-‬اإلنجليزية أو الفرنسية‪ ،‬ثم الكلمات املفتاحية من (‪ )7-4‬لكمات‪ ،‬ويكتب املخلص‬
‫بجمل قصيرة ومفيدة وواضحة ودقيقة إلى جانب إشكالية البحث الرئيسية واألساليب العلمية واألدوات املستخدمة في‬
‫البحث والنتائج التي توصل إليها الباحث‪ًّ .‬‬
‫‪ -‬تقديم ملخص على شكل مفاهيم يوضح الدراسة البحثية الشاملة ويشمل عنوان الدراسة واملشكلة ويتفرع منها‬
‫األهداف واملنهجية وأهم النتائج والتوصيات التي توصل لها الباحث وأهم املقترحات والنماذج التي يمكن أن تكون‬
‫إضافة علمية جديدة‪ًّ .‬‬
‫آخر ما صدر‬ ‫‪ -‬تحديد مشكلة البحث‪ ،‬وأهدافها وأهميتها‪ ،‬وذكر الدراسات السابقة التي تطرقت للموضوع بما في ذلك ًّ‬
‫في مجال البحث‪ ،‬وتحديد مواصفات فرضية البحث أو أطروحته‪ ،‬ووضع التصور املفاهيمي‪ ،‬وتحديد مؤشراته الرئيسية‪،‬‬
‫ووصف منهجية البحث‪ ،‬وتحليل النتائج والستنتاجات‪ًّ .‬‬
‫مختتما بقائمة بيبليوغرافية‪ ،‬تتضمن أهم املراجع التي استند إليها الباحث وتكتب املراجع‬ ‫ً‬ ‫‪ -‬كما يجب أن يكون البحث‬
‫ً‬
‫نظام جمعية علماء النفس األمريكيين (‪ ،)APA‬وترتب في آخر املقالة أبجديا على شكل نقاط‪ًّ .‬‬
‫وفقا لنظام اإلحالة املرجعية الذي يعتمده املركز الديمقراطي العربي في أسلوب‬ ‫‪ -‬أن يتقيد البحث بمواصفات التوثيق ًًّ‬
‫كتابة الهوامش وعرض املراجع‪ًّ .‬‬
‫‪ -‬تستخدم األرقام املرتفعة عن النص للتوثيق في متن البحث ويذكر الرقم واملرجع املتعلق به في قائمة ًّ‬
‫املراجع‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هجائيا في القائمة وفقأ لآلتي‪:‬‬ ‫ترتيب املراجع‬
‫ً‬
‫أ‪ .‬إذا كان املرجع بحثا في دورية‪ :‬اسم الباحث (الباحثين)‪ ،‬سنة النشر‪ ،‬عنوان البحث‪ ،‬واسم الدورية‪ ،‬رقم املجلد‪ًّ ،‬رقم‬
‫العدد‪ ،‬أرقام الصفحات‪ًّ .‬‬
‫كتابا‪ :‬اسم املؤلف (املؤلفين)‪ ،‬سنة النشر‪ ،‬عنوان الكتاب‪ ،‬اسم الناشر وبلد النشر‪ًّ .‬‬ ‫ب‪ .‬إذا كان املرجع ً‬
‫ج‪ .‬إذا كان املرجع رسالة ماجستير أو أطروحة دكتوراه‪ :‬يكتب اسم صاحب البحث‪ ،‬السنة‪ ،‬العنوان‪ ،‬يكتب رسالة‬
‫ماجستير أو أطروحة دكتوراه بخط مائل‪ ،‬اسم الجامعة‪ًّ .‬‬
‫د‪ .‬إذا كان املرجع نشرة أو إحصائية صادرة عن جهة رسمية‪ :‬يكتب اسم الجهة‪ ،‬سنة النشر‪ ،‬عنوان التقرير‪ ،‬أرقام‬
‫الصفحات‪ ،‬الدولة‪ًّ .‬‬
‫ه‪ .‬إذا كان املرجع مقابلة‪ :‬يكتب اسم الشخص‪ ،‬تاريخ املقابلة‪ ،‬الشخص الذي أجرى املقابلة‪ ،‬املسمى الوظيفي‪ ،‬البلد‬
‫على أن تكتب تحت عنوان مقابالت‪ًّ .‬‬
‫و‪ .‬إذ كان املرجع مجموعة بؤرية‪ :‬يكتب أسماء املجموعة في ملحق‪ ،‬موضوع النقاش في املجموعة‪ ،‬جهة عقد املجموعة‪،‬‬
‫تاريخ عقد املجموعة‪ ،‬املكان‪ ،‬السنة‪ًّ .‬‬
‫ز‪ .‬بالنسبة ملواقع النترنت‪ :‬السم الكامل للكاتب‪“ ،‬عنوان املقال”‪ ،‬رابط املقال‪ ،‬تاريخ النشر‪ ،‬تاريخ دخول املوقع ًّ‬
‫يتراوح عدد كلمات البحث من ‪ 3000‬حتى ‪ 8000‬كلمة وللمجلة أن تنشر بحسب تقديراتها بصورة استثنائية وحسب‬
‫القيمة املعرفية‪ ،‬لبعض البحوث والدارسات التي تتجاوز هذا العدد من الكلمات‪ًّ .‬‬
‫يتم تنسيق الورقة على قياس (‪ ،)A4‬بحيث يكون كالتالي‪ًّ :‬‬
‫هوامش الصفحة‪ :‬تكون كما يلي‪ :‬أعلى ‪ ،02‬أسفل ‪ ،02‬يمين ‪ ،02‬يسار ‪ ،02‬رأس الورقة ‪ ،5‬أسفل الورقة ‪ًّ .1.5‬‬

‫‪8‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص –المركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين‬

‫عنوان املقال‪( :‬نمط الخط‪ ،sakkalmajalla :‬حجم الخط‪Title of the article in English (Police Times New )20 :‬‬
‫‪ًّ ) Taille : 16،Roman‬‬
‫السم الكامل للباحث‪( :‬نمط الخط ‪ ،sakkalmajalla‬حجم الخط‪ )15:‬الدرجة العلمية للباحث (نمط الخط‬
‫‪ ،sakkalmajalla‬حجم الخط‪ )13:‬مؤسسة النتماء كاملة والبلد (نمط الخط ‪ ،sakkalmajalla‬حجم الخط‪ )13:‬البريد‬
‫اإللكتروني للباحث (نمط الخط‪ Times New Roman :‬حجم الخط‪ًّ )12 :‬‬
‫امللخص (باللغة العربية)‪ :‬يشترط في امللخص أن ل يزيد عن ‪ 200‬كلمة ول يقل عن ‪ 150‬كلمة‪( ،‬نمط الخط‬
‫‪ ،sakkalmajalla‬حجم الخط‪ ،14 :‬مائل)‪ًّ .‬‬
‫الكلمات املفتاحية (باللغة العربية)‪ :‬بين ‪ 4‬و ‪ 7‬كلمات‪( ،‬نمط الخط ‪ ،sakkalmajalla‬حجم الخط‪ ،14 :‬مائل)‪ًّ .‬‬
‫)‪Abstract: (in English)(Between 150 words and 200 words,: Times New Roman, Taille : 13, Italics‬‬
‫)‪Key words: (in English) (Between 05 and 08 words,: Times New Roman, Taille : 13, Italics‬‬
‫مقدمة‪( :‬نمط الخط ‪ ،sakkalmajalla‬حجم الخط‪ ،15:‬بين السطور‪ًّ .)1.15 :‬‬ ‫ّ‬
‫املحتوى واملضمون‪( :‬نمط الخط ‪ ،sakkalmajalla‬حجم الخط‪ ،14:‬بين السطور‪ًّ )1.15 :‬‬
‫‪-1‬العنوان الرئيس ي األول‪ :‬نمط الخط غليظ ‪ ،sakkalmajalla‬غليظ‪ ،‬حجم الخط‪ ،17:‬بين السطور‪ًّ 1.15 :‬‬
‫‪-1-1‬العنوان الفرعي األول‪ :‬نمط الخط غليظ ‪ ،sakkalmajalla‬غليظ‪ ،‬حجم الخط‪ ،15:‬بين السطور‪ًّ 1.15 :‬‬
‫‪-2-1‬العنوان الفرعي الثاني‪ :‬نمط الخط غليظ ‪ ،sakkalmajalla‬حجم الخط‪ ،15:‬بين السطور‪ًّ 1.15 :‬‬
‫‪-2‬العنوان الرئيس ي الثاني‪ :‬نمط الخط غليظ ‪ ،sakkalmajalla‬حجم الخط‪ ،17:‬بين السطور‪ًّ 1.15 :‬‬
‫‪ –1-2‬العنوان الفرعي األول‪ :‬املحتوى واملضمون‪ :‬نمط الخط غليظ ‪ ،sakkalmajalla‬حجم الخط‪ ،15:‬بين السطور‪:‬‬
‫‪ًّ 1.15‬‬
‫‪ –2-2‬العنوان الفرعي الثاني‪ :‬املحتوى واملضمون‪ :‬نمط الخط غليظ ‪ ،sakkalmajalla‬حجم الخط‪ ،15:‬بين السطور‪:‬‬
‫الدراسة والتوصيات (نمط الخط ‪ ،sakkalmajalla‬حجم الخط‪ ،15:‬بين السطور‪ًّ )1.15 :‬‬ ‫‪ 1.15‬الخاتمة‪ :‬نتائج ّ‬
‫قائمة املصادر واملراجع‪( :‬نمط الخط ‪ ،sakkalmajalla‬حجم الخط‪ ،13:‬بين السطور‪ :‬مفرد) ًّ‬

‫‪9‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص –المركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين‬

‫تعتمد مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وادارة الفرص في انتقاء محتويات أعدادها المواصفات الشكلية‬
‫والموضوعية للمجالت الدولية المحكمة‪ ،‬وتصدر المجلة بشكل ربع دوري "كل ثالثة أشهر" ولها هيئة تحرير‬
‫تخصصية وهيئة استشارية علمية دولية فاعلة تشرف على عملها‪ ،‬وتستند إلى ميثاق أخالقي لقواعد النشر‬
‫فيها والعالقة بينها وبين الباحثين‪ ،‬كما تستند إلى الئحة داخلية تنظم عمل التحكيم والى الئحة معتمدة‬
‫بالمحكمين في كافة االختصاصات‪.‬‬

‫تتشكل الهيئة الخاصة بالمجلة من مجموعة كبيرة ألفضل األكاديميين ذوي االختصاص من الدول العربية‬
‫واألجنبية حيث التحكيم اختياري المشاركة في تحكيم األبحاث الواردة إلى المجلة‪ ،‬إذ أن المركز الديمقراطي‬
‫العربي للدراسات االستراتيجية والسياسة االقتصادية جهة مجلة إصدار مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث‬
‫وادارة الفرص" بالشراكة مع فريق الدراسات االستراتيجية للكوارث وادارة الفرص بفلسطين‪.‬‬

‫‪Berlin 10315 GensingerStr: 112‬‬


‫‪Tel: 0049-Code Germany‬‬
‫‪030- 54884375‬‬
‫‪030- 91499898‬‬
‫‪030- 86450098‬‬
‫‪mobiltelefon : 00491742783717‬‬

‫‪10‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص –المركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين‬

‫املحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان املقالة‬ ‫الباحث‬ ‫م‬
‫ممكنات التعايش السلمي في املجتمعات غير املستقرة _‬
‫‪ًّ 29-12‬‬ ‫ً‬ ‫أ‪.‬د أزهار عبد هللا حسن ًّ‬ ‫‪1‬‬
‫أنموذجا ًّ‬
‫ًّ‬ ‫راوندا‬
‫املخاطر املتعلقة بالبنية التحتية وإعادة العمار ًّ‬ ‫د‪.‬م هبة الرحمن أحمد ًّ‬
‫‪51-30‬‬ ‫‪2‬‬
‫دراسة حالة العدوان اإلسرائيلي على غزة عام ‪2021‬م‬ ‫د‪.‬م محمد محمد املغير ًّ‬
‫أثر جائحة كورونا على أداء ادارة املوارد البشرية بالتطبيق‬
‫‪ًّ 73-52‬‬ ‫د‪ .‬هند محمد محمد السيد ًّ‬ ‫‪3‬‬
‫على املستشفيات الخاصة ًّ‬
‫د‪ .‬فواز عبدهللا أحمد‬
‫النمذجة الهيدرولوجية لتقييم مخاطر سيول هضبة كريتر ًّ‬
‫‪ًّ 100-74‬‬ ‫باحميش ًّ‬ ‫‪4‬‬
‫(بمديرية صيرة – محافظة عدن – الجمهورية اليمنية)‬
‫د‪ .‬عرفات محمد بن محمد ًّ‬
‫أ‪ .‬تمارا محمد محمود زقوت ًّ‬
‫أ‪.‬د‪ /‬ممدوح عبد العزيز‬
‫القيادة السامة كنهج يؤدي إلى الصمت التنظيمي في بيئة‬
‫‪ًّ 124-101‬‬ ‫رفاعي ًّ‬ ‫‪5‬‬
‫العمل‪ :‬دراسة مفاهيمية‪ًّ .‬‬
‫أ‪.‬م‪ /‬أحمد موس ى أحمد فرج‬
‫هللا ًّ‬
‫برامج املساعدة الجتماعية ومعوقات نجاحها في السودان‬ ‫شامة عوض الكريم عبد‬
‫‪ًّ 139-125‬‬ ‫‪6‬‬
‫مثال‪( :‬برنامج ثمرات) ًّ‬ ‫السالم عثمان ًّ‬
‫واقع إدارة األزمات لدى مؤسسات الحكم املحلي بقطاع غزة‬
‫‪ًّ 154-140‬‬ ‫م‪ .‬رشدي عاطف خلف ًّ‬ ‫‪7‬‬
‫خالل عدوان ‪(2021‬دراسة حالة – بلدية غزة)‬

‫‪11‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)30-12‬‬

‫مجلة الدراسات اإلستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‬


‫‪Journal of Strategic Studies‬‬
‫‪For Disasters and Opportunity Management‬‬

‫ممكنات التعايش السلمي يف املجتمعات غير املستقرة _ راوندا‬


‫أنموذجاً‬
‫‪Possibilities for peaceful coexistence in unstable societies-Rwanda as‬‬
‫‪a model‬‬
‫أ‪.‬د أزهار عبد الله حسن‬
‫‪Prof. Dr. Azhar Abdullah Hasan‬‬
‫كلية العلوم القانونية والسياسية جامعة كركوك‬
‫‪College of Law and Political Science/University of Kirkuk‬‬
‫‪dr.azhar.abdullahh@gmail.com‬‬
‫ً‬
‫أنموذجا‪ ،‬مجلة الدراسات‬
‫ًّ‬ ‫غير املستقرة _ راوندا‬
‫أزهار عبد هللا (‪ :)2022‬ممكنات التعايش السلمي في املجتمعات ًّ‬
‫يوثق هذا البحث كـ‪ :‬حسن‪ًّ ،‬‬
‫الستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬املجلد (‪ ،)4‬العدد (‪ ،)13‬برلين‪ ،‬ص ‪ًّ 30-12‬‬

‫املستخلص‬
‫يعد التعايش السلمي أهم الضرورات اإلنسانية واألخالقية بالذات في املجتمعات القائمة على التعدد والتي تواجه‬
‫مشاكل الختالف الديني والتنوع الثقافي والتباين القيمي‪ ،‬وبهذا يكون فرض وجود نوع من التعايش السلمي وسيلة‬
‫التعامل األمثل والفضل في حالت التعدد والتنوع من خالل النفتاح والتواصل املستديم مع مكونات املجتمع بمظاهرها‬
‫املختلفة مع توافر مجموعة مقومات اساسية كالعدالة والتسامح والحوار التي تستند بدورها الى ممكنات رئيسية‬
‫سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية داخلية تحقق حالة من التوازن الداخلي بين الهويات الفرعية وانتماءاتها‬
‫املختلفة تمهيدا لنضمامها تحت مظلة الهوية الوطنية الشمل‪ ،‬بهدف إتمام عملية التعايش السلمي الناجحة املبنية‬
‫على العتراف باآلخر‪ ،‬بالتالي ينبغي إعادة توجيه النظم الجتماعية والقتصادية والسياسية بل والتعليمية نحو السالم‬
‫والتسامح الذي ل يراد به التوافق بين املجتمعات فحسب بقدر ما هو احترام إنسانية جميع أفراد املجتمع البشري على‬
‫حد سواء‪ ،‬ولتخفيف التوترات العدائية العميقة الجذور بين املكونات ومساعدتها على تجاوز الصراعات املستعصية‬
‫املاضية‪ ،‬وتحمل آلم املاض ي وتسوية خالفاته ولعل ما مرت به الحكومة الرواندية يعد أبرز تجربة رائدة في مسالة‬
‫النتقال من حالة عدم الستقرار الى إدارة فاعلة للتنوع الداخلي العرقي والديني بطريقة ناجحة وتحويله إلى عامل قوة‬
‫والتجاوب الحكومي والشعبي مع املبادرات‬
‫ًّ‬ ‫بعد ان كان محدد ضعف ودمار بالستناد الى تدعيم مسالة التكاتف الداخلي‬
‫التصالحية وبرامج بناء السالم‪ًّ .‬‬
‫الكلمات املفتاحية التعايش السلمي‪ ،‬مقومات التعايش‪ ،‬تجربة راوندا‪ًّ .‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪Peaceful coexistence is the most important human and moral imperative in particular in‬‬
‫‪societies based on pluralism and facing the problems of religious difference, cultural diversity‬‬
‫‪and value disparity, and thus imposing a peaceful coexistence is the best and best way to deal‬‬
‫‪in situations of pluralism and diversity through openness and continuous communication with‬‬
‫‪the components of society in their various manifestations with The availability of a set of basic‬‬
‫‪components such as justice, tolerance and dialogue, which in turn are based on major internal‬‬
‫‪political, economic, social and cultural capabilities that achieve a state of internal balance‬‬
‫‪between sub-identities and their various affiliations in preparation for their joining under the‬‬

‫‪12‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)30-12‬‬

‫‪umbrella of the broader national identity, with the aim of completing the process of successful‬‬
‫‪peaceful coexistence based on recognition of the other. Directing social, economic, political,‬‬
‫‪and even educational systems towards peace and tolerance, which is not only intended to‬‬
‫‪reconcile societies as much as it is to respect the humanity of all members of human society‬‬
‫‪alike, and to reduce the deep-rooted hostile tensions between the components and help them‬‬
‫‪overcome past intractable conflicts, bear the pain of the past and settle its differences Perhaps‬‬
‫‪what m The Rwandan government has proposed it as the most prominent pioneering experience‬‬
‫‪in the matter of moving from a state of instability to an effective management of the internal‬‬
‫‪ethnic and religious diversity in a successful manner and transforming it into a factor of strength‬‬
‫‪after it was identified as weakness and destruction based on strengthening the issue of internal‬‬
‫‪solidarity and the governmental and popular response to the reconciliatory initiatives and peace‬‬
‫‪building programs.‬‬
‫‪Keywords Peaceful coexistence, elements of coexistence, the experience of Rwanda‬‬
‫امللخص املفاهيمي‬
‫تمر ر ر ررر املجتمعر ر ر ررات بالعدي ر ر ر ررد م ر ر ر ررن املتغي ر ر ر ررات السياسر ر ر ررية واألمنير ر ر ررة والقتص ر ر ر ررادية والجتماعير ر ر ررة والتر ر ر رري تر ر ر ررؤثر علر ر ر ررى‬
‫التع ر ررايش ب ر ررين املجتمع ر ررات وخاص ر ررة الت ر ررى تنش ر ررط فيه ر ررا الختالف ر ررات الديني ر ررة والعرقي ر ررة‪ ،‬وتعل ر ررت تل ر ررك الختالف ر ررات ف ر رري‬
‫ش ر رركل التوازن ر ررات الداري ر ررة للدول ر ررة وذل ر ررك م ر ررن منطل ر ررق إدارة مص ر ررير املجتمع ر ررات وتمث ر رريلهم ف ر رري الدول ر ررة بم ر ررا يحق ر ررق له ر ررم‬
‫الض ر ر ر ر ر ررروريات األساس ر ر ر ر ر ررية واألخالقي ر ر ر ر ر ررة‪ ،‬ويمك ر ر ر ر ر ررنهم م ر ر ر ر ر ررن الحص ر ر ر ر ر ررول عل ر ر ر ر ر ررى حق ر ر ر ر ر رروقهم السياس ر ر ر ر ر ررية والجتماعي ر ر ر ر ر ررة‬
‫والقتص ر ر ر ررادية والثقافي ر ر ر ررة والدينير ر ر ر ررة‪ ،‬والتحر ر ر ر ررول مر ر ر ر ررن اإلدارة غير ر ر ر ررر املسر ر ر ر ررتقرة إلر ر ر ر ررى اإلدارة املبنير ر ر ر ررة علر ر ر ر ررى التفاعر ر ر ر ررل‬
‫والتشارك في صناعة القرارات وذلك بالعتماد على الحوار البناء للوصول للتعايش السلمي‪ًّ .‬‬
‫الشكل التالي يوضح امللخص املفاهيمي إلمكانيات التعايش السلمي‬

‫مسارات‬
‫التعايش‬
‫السلمي‬
‫االنتقال إلدارة‬ ‫الضروريات‬
‫فاعلة للتنوع‬ ‫ممكنات‬ ‫االنسانية‬
‫الداخلي‬ ‫التعايش‬ ‫واألخالقية‬
‫السلمي في‬
‫املجتمعات غير‬
‫املستقرة _‬
‫املشاركة‬ ‫ً‬ ‫املجتمعات ذات‬
‫راوندا أنموذجا‬
‫املجتمعية في‬ ‫التنوع الديني‬
‫صناعة‬ ‫_‬ ‫والثقافي‬
‫القرارات‬ ‫املجتمعات‬ ‫والقيمي‬
‫الالمستقرة‬
‫سياسيا‬
‫واجتماعيا‬
‫واقتصاديا‬
‫ًّ‬
‫غير‬
‫والشكل التالي يوضح ملخص للدراسة البحثية وأهم النتائج واملقترحات ملمكنات التعايش السلمي في املجتمعات ًّ‬
‫ً‬
‫نموذجا_ ًّ‬
‫ًّ‬ ‫املستقرة _ راوندا أ‬

‫‪13‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)30-12‬‬

‫ً‬
‫ممكنات التعايش السلمي في املجتمعات غير املستقرة _ راوندا أنموذجا_‬

‫هدفت الدراسة لبيان إمكانيات التعايش السلمي في املجتمعات غير املستقرة‪،‬‬


‫وتحليل تجربة روندا كنموذج لالنتقال ملرحلة التعايش السلمي‪.‬‬ ‫تع رراني املجتمع ررات من التع ررددي ررة الط ررائفي ررة والحزبي ررة والتنوع ال ررديني والثق ررافي‬
‫والقيمي مما ينعكس بشكل مباشر على التعايش السلمي بين الشعوب‪ ،‬وارتفاع‬
‫مؤش ررات الحالة الالمس ررتقرة إلدارة الدولة‪ ،‬وفي ض رروء التغيرات التى طرأت على‬
‫اتبعت الدراسة املنهج الوصفي الذي يصف ممكنات التعايش السلمي واملنهج‬
‫الدول املسر ررتقرة والتحول إلى حالة التعايش الس ررلمي توصر ررلت الباحثة للسر رؤال‬
‫التحليلي لتحليل ظواهر نجاح تجربة راوندا في النتقال لحالة الستقرار‪،‬‬
‫التالي‪ :‬ما هي ممكنات التعايش السلمي في املجتمعات غير املستقرة؟‬
‫والتفاعل املشترك في تبادل الخبرات وصول لستدامة الستقرار‪.‬‬

‫توصلت الدراسة إلى أن التعايش السلمي يتسع مفهومه بما يساهم التوافق في التوجهات والرؤى على الرغم من تنوع وتغير األيديولوجيات واملصالح‪ ،‬وأن عوامل الفرقة‬
‫والختالف الفكري‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫والنقسام يواجهها عوامل الوحدة والتعايش‪ ،‬وأن التعايش السلمي يعتمد على تحقيق العدالة والتسامح والحوار وتجاوز التناقضات‬

‫أوصت الدراسة بالعمل على خلق الوعي الجتماعي والثقافي للمجتمعات بالستثمار األمثل للمكنات التعايش السلمي‪ ،‬والعمل على الدمج الجتماعي والسياس ي‪ ،‬تعزيز تشريع‬
‫دستور جامع ومود للدول الال مستقرة لتشريع قوانين تحمي النسيج الجتماعي‪ ،‬والستعانة بوسائل العالم املتنوعة في تعزيز الروابط السلمية والتعايش اآلمن‪.‬‬

‫تطلعات مستقبلية‪:‬‬
‫الشروع في نبذ كل ما من شأنه تهديد التعايش السلمي وبث الفرقة والنقسامات بين املجتمعات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بناء سياسات قومية تعزز منهجية التعايش السلمي وذلك بإشراك أكبر قدر ممكن من املؤسسات املجتمعية والحقوقية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بالعوامل النسانية املعززة للتعايش السلمي‪.‬‬
‫تسخير وسائل العالم لتوحيد الفهم املشتركة ًّ‬ ‫‪‬‬
‫تشريع أطر عاملية تساهم في تحسين العالقات بين الدول بما يؤثر على الوعي الداخلي للجماعات واملجتمعات واألفراد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪14‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)29-12‬‬

‫‪ .1‬اإلطار العام‪:‬‬
‫‪ 1.1‬املقدمة‬
‫مما لشك فيه ان املجتمعات النسانية تقوم على التنوع والختالف سواء في خصائص الفراد او في الديان والثقافات‬
‫والفكار وهو ما جعل مبدأ التعايش ضرورة للحفاظ على تماسك املجتمعات وامنها الجتماعي مع التمسك بالثوابت‬
‫الدينية والوطنية والجتماعية‪ ،‬وبالرجوع إلى أصل الفطرة تتضح لنا مسألة مهمة للغاية‪ ،‬وهي‪ :‬أن فطرة النسان السوي‬
‫التي خلق عليها ل تحبذ املشاكل أو التباعد بين الشعوب‪ ،‬ألنها تقوم على املحبة والراحة والسعادة‪ ،‬التي ل تتم إل‬
‫بالتعايش السلمي بين الشعوب‪ ،‬فمن الصعوبة بمكان ان يعيش النسان مع نفسه دون ان يختلط مع غيره من افراد‬
‫املجتمعات الخرى ضمن اطار عملية تفاعلية وتكاملية في ان واحد‪ ،‬بالتالي فان التعايش ليس مبدأ حديث او صنيعة‬
‫غربية كما يروج له‪ ،‬فاألديان السماوية باختالفها تضمنت شواهد عديدة تؤكد على مسالة التعايش السلمي‪ ،‬فاإلسالم‬
‫هو دين التعايش السلمي بين الشعوب ولعل اآليات القرآنية دليل على ذلك منها قوله تعالى‪" :‬ينهاكم هللا عن الذين لم‬
‫يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم * ان هللا يحب املقسطين" سورة املمتحنة‪،‬‬
‫ً‬
‫اآلية‪ ،8:‬وقوله تعالى‪" :‬يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" سورة الحجرات‪،‬‬
‫اآلية‪ .13 :‬وهو ما يؤكد أن السالم اراد ان تسري لغة الحب والوئام واللفة بين املسلمين والعالم اجمع على اختالف‬
‫الشكال واللوان والديان والثقافات‪ ،‬وألهمية التعايش فقد قاسمت السنة النبوية هذا الهتمام بتأكيد الرسول (صلى‬
‫هللا عليه وسلم) على احترام الخرين والتسامح معهم والدفاع عنهم بقوله " ل فضل لعربي على اعجمي ‪ ،‬ول اعجمي‬
‫على عربي ول احمر على اسود ول اسود على احمر ال بالتقوى"‪ ،‬كما ان وثيقة املدينة التي وقعها الرسول عليه الصالة‬
‫تعد أول وثيقة سياسية للتعايش‬‫والسالم مع أهالي املدينة بمختلف دياناتهم وأطيافهم الفكرية واختالف قبائلهم‪ّ ،‬‬

‫السلمي في العالم‪( .‬جعفر‪ًّ )2019 ،‬‬


‫ول يقتصر المر على صعيد املجتمعات والديان‪ ،‬فعلى الصعيد الدولي تجلت مسألة التعايش السلمي بشكل واضح‬
‫خالل فترة الحرب الباردة بين املعسكرين عندما عجز كل منهما على حسم الصراع لصالحه‪ ،‬بدأت دعواتهم نحو التعايش‬
‫السلمي والحوار الذي يمثل احد اهم مهارات تعزيز التعايش‪ ،‬بيد ان ذلك لم يحل دون الصراع السلمي الفكري‬
‫والقتصادي والثقافي بينهما‪ ،‬وهو ما سمح بنشوء حالة من الوفاق الدولي (قوجمان‪ ،)2006 ،‬وعلى صعيد املجتمعات‬
‫املتعددة التي شهدت حالة عدم استقرار لم يكن هذا التعدد بمرونة وحراك اجتماعي وفق مبدأ الحقوق وحق املشاركة‬
‫للجميع‪ًّ .‬‬
‫من هنا تنبع اهمية البحث في انه ل وجود لدولة ل تتسم بالتنوع‪ ،‬بالتالي ل مناص من ضرورة العتراف بالتعددية‬
‫املجتمعية وتمكين استحقاقاتها وفق مبدأ التعايش السلمي باعتباره من اهم ضرررورات الحيرراة بشكل عام ‪ ،‬لضمان‬
‫العيش في أمن وسالم وطمأنينة بالذات في املجتمعات املتعددة غير املستقرة كافة‪ ،‬ولعل من بين الدول التي من املمكن‬
‫التوقف عند انجازاتها هي دولة رواندا كنموذج للدراسة بالنظر ملا حققته من ريادة مثالية بسبب نسبة النجاز وسرعته‬
‫في ان واحد‪ ،‬الى جانب النجازات املتحققة في إعادة بناء حالة من العالقات اإلنسانية يسودها التعاون والتسامح في‬
‫املجتمع الرواندي الذي تمكن من إدارة مشاكله وتجاوزها‪ ،‬باإلضافة إلى تجارب سابقة مماثلة في غينيا وجنوب إفريقيا‪..‬‬
‫والتي يمكن ان يسترشد بها ّ‬
‫لحل النزاعات‪ ،‬وعودة الوئام واللحمة الوطنية إلى سابق عهدها‪ًّ .‬‬

‫‪15‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)29-12‬‬

‫‪ 2.1‬مشكلة الدراسة وتساؤالتها‪:‬‬


‫تتحدد إشكالية الدراسة في ان عالم اليوم يشهد ازمة تعايش سلمي تتجلى في عدة مظاهر كغياب الثقة وارتفاع مؤشرات‬
‫قلة الرغبة بالتعايش واندلع حروب مختلفة تحت مسميات عدة كالدين أو الجنس أو العرق أو القومية او اللغة وما‬
‫الى ذلك‪ ،‬بحيث فقدت فيه ثقافة التعايش في معظم املجتمعات وصارت أحادية التفكير والتمسك بالرأي الواحد‬
‫والتعصب له هي أسلوب الحوار في عاملنا اليوم خاصة في ظل التطور التكنولوجي ألدوات واساليب الحروب‪ ،‬ومن اجل‬
‫بحث اشكالية الدراسة نطرح التساؤلت التية‪ًّ :‬‬
‫‪ -‬ماهية التعايش السلمي؟‬
‫‪ -‬ما هي مظاهر التعايش السلمي ومقوماته الساسية؟‬
‫‪ -‬ما هي مسببات ازمة التعايش السلمي في رواندا؟ وما هي جذورها التاريخية؟ ًّ‬
‫‪ -‬ما هي الليات التي اتبعتها رواندا في تحقيق التعايش السلمي؟‬
‫‪ -‬ما هي الثار والنتائج املترتبة على تحقيق التعايش السلمي في رواندا؟ ًّ‬
‫‪ 3.1‬فرضية الدراسة‬
‫تنطلق فرضية البحث التي نحاول إثباتها أو نفيها من انه رغم طابع التعددية والتنوع السائد في تركيبة معظم املجتمعات‬
‫النظمة الحاكمة اكرر من اعتمادها على مبادئ قبول‬
‫القومية والدينية واملترافقة مع سياسات إقصاء اعتمدتها اغلب ًّ‬
‫الخر والتسامح والحوار‪ ،‬فان توافر ممكنات التعايش السلمي في ذات املجتمعات يعد من اهم مرتكزات قبول الخر وهو‬
‫ما انعكس بالنتيجة بشكل او اخر على مسالة المن والستقرار والتقدم والتنمية‪ ،‬وتمثل دولة رواندا نموذج ريادي في‬
‫هذا الخصوص‪ًّ .‬‬
‫وبقصد التعامل مع اشكالية البحث واثبات الفرضية اعاله‪ ،‬تم استخدام منهج التحليل الوصفي في تناول مفهوم‬
‫التعايش والتعايش السلمي مع الشارة الى أبرزًّ مظاهره ومقوماته‪ ،‬فضال عن اعتماد املنهج التحليلي املدعم باملنهج‬
‫التاريخي في تناول ممكنات التعايش السلمي في راوندا‪ًّ .‬‬
‫ولغرض التحقق من صحة الفرضية‪ ،‬قسم البحث باإلضافة للمقدمة إلى مبحثين‪ :‬تناول املبحث الول‪ :‬التعريف‬
‫بالتعايش السلمي ومقوماته‪ ،‬وتضمن مطلبين تناول املطلب الول‪ :‬مفهوم التعايش السلمي ومظاهره‪ ،‬وتناول املطلب‬
‫الثاني‪ :‬مقومات التعايش السلمي‪ ،‬اما املبحث الثاني‪ :‬ممكنات التعايش السلمي في راوندا‪ ،‬تضمن مطلبين تناول املطلب‬
‫الول الخلفية التاريخية لتطور الحالة الرواندية‪ ،‬وتناول املطلب الثاني‪ :‬مرتكزات ارساء التعايش السلمي في راوندا‪،‬‬
‫واخيرا جاءت الخاتمة تضمنت استنتاجات وتوصيات‪ًّ .‬‬
‫ًّ‬
‫ًّ‬
‫‪ .2‬املبحث االول‪ :‬التعريف بالتعايش السلمي ومقوماته‬
‫تعد مفردة التعايش السلمي من املفردات املهمة لتواجد الفراد داخل املجتمعات بالتالي فمن غير املنطقي بحث التعايش‬
‫السلمي باعتباره الرضية املالئمة لحل املشكالت في املجتمعات غير املستقرة دون ان نحدد بدقة الدللة اللغوية‬

‫‪16‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)29-12‬‬

‫والصطالحية ملفهوم التعايش والتعرف على أبر ًّز مظاهره ومقوماته باعتباره املحور الساس في الدراسة‪ ،‬وهو ما سنتناوله‬
‫ًّ‬
‫كالتي‪ًّ :‬‬
‫‪ 1.2‬املطلب االول‪ :‬مفهوم التعايش السلمي ومظاهره‬
‫ان التعايش لغة من تعايشرروا‪ :‬عاشرروا علررى األلفررة واملررودة‪ ،‬وعايشه‪ :‬عرراش معرره‪ ،‬والعيررش معنرراه الحيرراة" (ابن منظور‪،‬‬
‫د‪.‬ت)‪( ،‬بن بيه‪ ،)2018 ،‬ويراد به العيش املشترك بين اقوام يختلفون مذهبا او دينا او بين دول ذات مبادئ مختلفة‪،‬‬
‫وقيل عايشه معايشه أي عاش معه كقولهم عاشره (الزبيدي‪ ،)2004 ،‬والسمة الساسية للتعايش هو عالقتها بكلمة "‬
‫اآلخرين " والعتراف بأن(اآلخرين) موجودو ًّن (ابراهيم‪ ،‬سليمان‪ ،‬و محمد‪ًّ .)2015 ،‬‬
‫اما اصطالحا فيراد بالتعايش شكل من اشكال التعلم للعيش املشترك والقبول بالتنوع‪ ،‬من منطلق كونه ضرب من‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫املشترك الذي يقوم على أساس الثقة والحترام املتبادلين‪ ،‬بطواعية واختيار‪ ،‬والذي يهدف إلى تحقيق أهداف‬ ‫التعاون‬
‫يتفق عليها الطرفان أو األطراف التي ترغب في ُّ‬
‫تقبل بعضها (زاويتي‪ ،)2011 ،‬بمعنى ان التعايش قائم على العيش املشترك‬
‫او العيش املتبادل مع الخرين (محي الدين و ياس‪ ،)2011 ،‬ويمثل اتفر ُ‬
‫راق الطرفين على تنظيم وسررائل العيش فيما بينهما‬
‫وفق قاعدة يحددانها وتمهيد السرربل املؤديررة إليه‪ ،‬فهنرراك فارقررا بيررن أن يعيش اإلنسرران مع نفسرره وبيررن أن يتعايررش مررع‬
‫غيررره‪ ،‬وفي الحالة األخيرة يقرر املرء أن يدخل في عملية تبادلية مررع طرف أو أطراف أخرى تقوم على التوافق حول‬
‫مصالح أو أهداف أو ضرورات مشتركة بما يضمن وجود عالقة إيجابية مع اآلخر فعندما تكون العالقات إيجابية وعلى‬
‫جميع املستويات(الفرد‪ ،‬السرة‪ ،‬املجتمع) مع تنوع مسميات التعايش السلمي‪ /‬املجتمعي‪ /‬التنموي" (السقاف‪،)2017 ،‬‬
‫فإن ذلك سيعزز الكرامة والحرية والستقالل‪ ،‬وعندما تكون العالقات سلبية فإن ذلك سيقوض الكرامة النسانية‬
‫وقيمتنا الذاتية (ابراهيم‪ ،‬سليمان‪ ،‬و محمد‪ًّ .)2015 ،‬‬
‫كما يراد بالتعايش السلمي احساس الفرد باألمان والطمأنينة داخل مجتمعه ويترجم ذلك من خالل واقع حياتي معاش‬
‫ً‬
‫رغم تنوع فئاته واختالفها مما يحقق نوعا من السالم الجتماعي مهيأ بذلك مناخا جيدا لتنمية املجتمع واحترام‬
‫خصوصية الخر واملحافظة على القوانين والعراف والتقاليد ومراعاة مبادئ حقوق النسان (القصاص‪ ،)2015 ،‬ويعرف‬
‫على انه العالقة السليمة بين املجتمعات أو الدول في حين أن التنمية املركزية لكل دولة ‪/‬أو مجتمع تتطلب التعايش‬
‫داخل الدولة ‪/‬أو املجتمع (عبد الكريم و محمد‪ .)2018 ،‬وملصطلح التعايش السلمي معان عدة منها (جعفر ع‪ًّ :)2019 ،.‬‬
‫السياس ي األيديولوجي‪ :‬يتضمن الحد من الصراع أو ترويض الخالف العقائدي بين قوتين أو العمل على احتواء ذلك‬ ‫‪‬‬
‫الصراع بما يفتح مجال لقنوات التصال بين الطرفين املتصارعين‪ًّ .‬‬
‫القتصادي‪ :‬يشير إلى عالقات التعاون بين الحكومات والشعوب فيما له صلة باملسائل القانونية والقتصادية‬ ‫‪‬‬
‫والتجارية من قريب أو بعيد‪.‬‬
‫الديني يراد به ممارسة كل الفرق أو الجماعات ذات العتقادات أو الديانات املختلفة لكافة شعائرها وطقوسها‬ ‫‪‬‬
‫الدينية بكل حرية مهما اختلفت معتقداتها‪.‬‬
‫ويؤكد األخوة العامة ونبذ العصبية العرقية والقبلية وعصبية اللون واللسان‪.‬‬
‫التعايش العرقي واللغوي ًّ‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬التعايش املذهبي‪ :‬مقتضاه تقارب املذاهب وتعارفها واتفاقها وان يسامح بعضها بعضا فيما تختلف حوله‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)29-12‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ًّوأ ًًّ‬
‫خيرا يمكن القول‪ ،‬ان التعايش السلمي انما هو التقارب املتحقق بين املكونات املتعددة دينيا وقوميا دون صراع ودون‬
‫إطار املصلحة العامة والعتماد املتبادل دون الذوبان وفقدان الهوية‬
‫تماسك لكن في ظل تفاعل واحترام متبادل ضمن ًّ‬
‫والشخصية‪ًّ .‬‬
‫وتجمع كل الديان والشرائع السماوية رغم اختالفها في العبادة وطريقة ادائها على ان القيم النسانية والخالق تعد‬
‫اساس التعايش‪ ،‬ومن يخرج عن ما اتفقت عليه الشرائع ل يخرج عن الديان فحسب وانما يخرج على مقتض ى النسانية‬
‫فطر هللا الناس عليها‪ ،‬وهذا يعني ان األديان كلها أتت من أجل خير‬
‫وينسلخ من آدميته ومن الفطرة السليمة التي ًّ‬
‫اإلنسان وسعادته والقيم الدينية في كل حضارة كانت هي األساس للقريم األخالقية السرامية واملبرادئ اإلنسرانية الرفيعررة‪،‬‬
‫وتعد وثيقرة املدينرة أفضرل الرنماذج في تراريخ البشرررية للعريش اإلنساني املشترك‪ ،‬التي أكد فيها النبري محمد (صرلى هللا‬
‫عليه وسلم) على أن يهود (بني عروف‪ ،‬وبنري النجرار‪ ،‬وبنري الحارث‪ ،‬وبني ساعدة‪ ،‬وبني جشم‪ ،‬وبني األوس‪ ،‬وبني ثعلبة)‬
‫مع املؤمنين أمة‪ ،‬لهم دينهم وللمسلمين دينهم‪ ،‬وأن ينفق اليهرود مع املؤمنين ما داموا محراربين‪ ،‬وأن الجرار كرالنفس غرير ُ‬
‫مضرار ول آثرم (مبروك‪ .)2014 ،‬وهكذا نجد ان هذه الوثيقة أكدت على ما يوفر سبل األمن املجتمعري والرتراحم والنصيحة‬
‫وحفظ العهود واملواثيق‪ ،‬ولغير املسلم في مجتمرع املسرلمين مرا للمسلم من حقوق وما عليه من واجبات نحو املجتمع‬
‫لتؤصرل بالتالي للتعرايش املشرترك‪ًّ .‬‬
‫‪ 2.2‬املطلب الثاني‪ :‬مقومات التعايش السلمي‬
‫ان التعايش السلمي مسالة ل تقتصر على العالقات داخل الدول فقط وانما العالقات بين الدول ولهذا يكون للتعايش‬
‫السلمي مظهرين‪ :‬احدهما داخلي يراد به التعايش السلمي فري داخرل املجتمرع بين مختلف الشعوب والعراق والجماعات‬
‫الدينية والعشائر والقبائل من خالل منع كل ما يؤدي إلى اضطراب األمن واختالل السلم وتجدد العداوات‪ ،‬بين طرفين‬
‫او اكرر من الجماعات املختلفة عرقيا ودينيا وطائفيا‪ ،‬التي ل تعيش بتقارب مع بعضها فقط وانما تتعاون وتتفاعل على‬
‫نحو يحقق املصالحة على اساس التسامح والندماج‪ ،‬ليخلق بالتالي نموذج ملجتمع او لدولة مستقرة ولكنها غير مندمجة‪،‬‬
‫ً‬
‫او يخلق في حالت معينة اندماج اجتماعي واقتصادي اكرر عمقا‪ ،‬اما املظهر الخارجي‪ :‬فيراد به التعايش السلمي خارج‬
‫حدود الدولة ويتمثل في العالقة مع املجتمعات والدولًّ الخرى‪ ،‬ويقوم على احتررام عقائد الشعوب وحرياتهم وأموالهم‪ًّ .‬‬
‫ويعد التعايش الداخلي ضرورة ملحة واساس ي للتحقيق التعايش الخارجي والعكس صحيح‪ ،‬بالتالي فان التحولت الدولية‬
‫وما ترافق معها من تنامي املخاطر من شانها ان تهز استقرار املجتمعات اإلنسانية التي تتسم بالتعددية العرقية واملذهبية‬
‫والدينية واستمرار الخيرة في عدم الستقرار من شانها ان يهدد األمن والسالم الدوليين‪ ،‬ونتيجة لذلك فان التعايش‬
‫السلمي هو الساس في ترسيخ روح التحاد والتقارب بين جميع املكونات املجتمعية على الصعيد الداخلي للدول عامة‪،‬‬
‫ووفقا لجملة مقومات تمثل مرتكزات واسس ضرورية لتحقيقه وانجاز اهدافه املرتبطة بدورها باألهداف النسانية‬
‫السامية واملصالح العليا‪ ،‬وتتمثل بالتي‪ًّ :‬‬
‫‪ -‬العدالة ‪ :‬تأتي في صدارة مقومات التعايش السلمي‪ ،‬والعدل عبارة عن األمر املتوسط بين طرفي اإلفراط‬
‫والتفريط وذلك أمر واجب الرعاية في جميع األشياء (العوض ي‪ ،)2013 ،‬من منطلق ّ‬
‫أن اختالل ميزان العدالة‬
‫يجعل األمة ل محالة في حالة عدم استقرار وخالف دائم‪ ،‬وبما ان العدل أساس الحكم فالسلطة القضائية‬
‫ّ‬
‫العادلة‪ ،‬كفيلة بتأمين الناس على أرواحهم وممتلكاتهم وصون عزة نفوسهم‪ ،‬والتعايش السلمي ل يتحقق إل‬
‫ً‬
‫وأريحية املساواة الرحبة‪ ،‬وليس بعيدا عن ظالل العدالة‪ ،‬عليه فان الوفاء بالعهد‬
‫في ظالل العدالة الناجزة‪ًّ ،‬‬

‫‪18‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)29-12‬‬

‫يعد من القيم الضرورية للتعايش السلمي وضمان وضرورة لبقاء الثقة في التعاون بين الناس‪ ،‬كما ّ‬
‫أن العدالة‪،‬‬
‫توفر الضمان الجتماعي للشرائح الضعيفة‪ ،‬فالشعوب التي ل تلتفت لشرائحها الضعيفة من النساء واألطفال‬
‫التحضر‪ ،‬ول تأمن بوائق الحرمان على‬ ‫وأصحاب الحاجات الخاصة‪ ،‬الفقراء واملساكين ل يجدر بها ادعاء ّ‬
‫التعايش السلمي‪ ،‬من تفش ى الجريمة العامة‪ ،‬أو املنظمة‪ ،‬والبغضاء والتربص بين األغنياء والفقراء ‪.‬‬
‫واحترام الختالف‪ ،‬فصاحب الحوار يحترم الختالف‪،‬‬ ‫ًّ‬ ‫‪ -‬الحوار مقوم اساس ومفتاح رئيس ي لحل مشاكل العالم‬
‫فاعتماد وسيلة الحوار لحل املشكالت القائمة يوصل إلى إدراك أن الكثير منها وهمي ل تنبني عليه مصالح‬
‫حقيقية‪ ،‬وبهذه الحلول التوفيقية التي يثمرها الحوار تفقد الكثير من السئلة الجدية مغزاها‪ ،‬وينبغي أن يكون‬
‫الحوار عميقا عمق اإلشكال الذي يعالجه‪ ،‬حوارا يطال جميع املستويات ويتجسد في كافة القطاعات‪ ،‬ينطلق‬
‫ًًّ‬
‫تعقيدا (بن بيه ع‪ًّ .)2018 ،.‬‬ ‫من أبسط مستويات الحياة املجتمعية إلى أكررها‬
‫‪ -‬التسامح‪ :‬أحد مرتكزات التعايش السلمي بين الشعوب واألمم‪ ،‬التسامح يعني العتراف بالتنوع والقدرة على‬
‫التعايش مع اآلخرين في وئام وانسجام‪ ،‬وهو القدرة على اتخاذ موقف عادل وموضوعي تجاه أولئك الذين‬
‫تختلف آراءهم وممارساتهم وأديانهم وأجناسهم عما نحن فيه‪ ،‬يظل التسامح مفتاح تخفيف التوترات العدائية‬
‫بين املجتمعات ومساعدتها على تجاوز النزاعات املستعصية املاضية‪ ،‬ومع أن جذور الصراعات العنيفة يكون‬
‫عميقا في بعض املجتمعات‪ ،‬بالتالي فإن التسامح يساعد الجماعات املتضررة على تحمل آلم املاض ي وتسوية‬
‫خالفاتها‪ ،‬اما التعصب وما ينطوي عليه من عدم مراعاة معتقدات أو ممارسات أو آراء الخرين فيؤدي إلى‬
‫تفريق الجماعات ويخلق شعورا بالنفصال الدائم (عبد الكريم و محمد‪ ،)2018 ،‬وهو بذلك يكون خالفا‬
‫للتسامح الذي في جوهره يقوم على احترام قيم وموروثات اآلخرين‪ ،‬وليست بالضرورة إتباعها‪ ،‬فالتسامح‬
‫ً‬
‫اإلنساني يتريح للبشررية أن تجرري أساليب من التواصل الراقي بكل حيوية‪ ،‬وترري الحوارات البناءة‪ .‬ليس واردا‬
‫لن تخسرر املجتمعات شريئا بسب التسامح الحقيقي‪ ،‬ألن الحق بمقدوره إبراز قوة حججه في ساحة الحوار وفى‬
‫ّ‬
‫إل الصحيح‪ .‬ولتعلم املكونات التي وقعت عليها املظالم‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫أن التسامح‬ ‫آخر املطاف فالحق أحق أن يتبع‪ ،‬ول يصح‬
‫وأن الغلو في العداوة‪ ،‬والشطط في‬ ‫ضرورة حياتيه‪ ،‬بعد تحقيق العدالة‪ ،‬والتعويض العادل وجبر الضرر‪ّ ،‬‬
‫ً‬
‫الخصومة‪ ،‬هما موردان من موارد الهالك‪ ،‬فالبشرية مجبولة على الخطيئة‪ ،‬وهذا ليس تبريرا لوقوع الظلم‪،‬‬
‫ً‬
‫وإنما إقرارا بواقعية الحياة‪ .‬وعلى األفراد والجماعات التحوط لوقوع الظلم‪ ،‬والحتراس منه‪ ،‬والستعداد‬
‫للتصدي له‪ ،‬وإن وقع من حقهم الطبيعي أن ينشدوا العدالة‪ ،‬وبعد القصاص يلزمهم التسامح والتعايش‬
‫ً‬
‫السلمي مع املعتدي‪ ،‬وإل عليهم البحث عن كوكب آخر لعيشوا على سديمه مع املالئكة‪.‬‬

‫‪ .3‬املبحث الثاني‪ :‬ممكنات تعزيز التعايش السلمي في راوندا‬


‫عد التعايش السلمي في راوندا ضرورة مجتمعية ملحة بالنظر ملا خلفته مرحلة ما قبل وبعد البادة الجماعية من عنف‬
‫وتطرف ودمار كثير‪ ،‬ولغرض النتقال من الحروب األهلية والفقر املدقع إلى البناء واإلعمار والتنمية الشاملة‪ ،‬كانت‬
‫بحاجة إلى قيادة واعية ورؤى استراتيجية وتخطيط محكم‪ ،‬لتكون األفضل عبرة وتحول ونجاحا في تسريع نشر ثقافة‬
‫التعايش السلمي بتوفير الليات املناسبة لذلك وجعلها ركيزة أساسية‪ ،‬والتي مثلت ممكنات داخلية داعمة‪ ،‬وهو ما‬
‫سنوضحه كالتي‪ًّ :‬‬
‫ًّ‬
‫ًّ‬

‫‪19‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)29-12‬‬

‫‪ 1.3‬املطلب االول‪ :‬الجذور التاريخية ملسببات ازمة التعايش السلمي‬


‫تقع دولة رواندا في منطقة البحيرات العظمى في الجهة الشرقية من أفريقيا‪ ،‬تحدها من الشمال أوغندا‪ ،‬ومن الجنوب‬
‫بوروندي‪ ،‬ومن الشرق تنزانيا‪ ،‬ومن الغرب الكونغو الديمقراطية‪ ،‬تبلغ مساحتها ‪ 26.3‬ألف كم‪ ²‬فقط‪ ،‬وسكانها ل‬
‫يتجاوزون ‪ 13‬مليون نسمة‪ ،‬عاصمتها (كيغالي)‪ ،‬يتألف مجتمعها من عرقيات؛ ‪ %80‬من الهوتو و‪ %10‬من التوتس ي‪،‬‬
‫والبقية من أقليات من جماعات التوا واألقزام (ذكر هللا‪ .)2020 ،‬ومع ان أبناء التوتس ي يشغلون الطبقات العليا في‬
‫ً‬
‫النظام الجتماعي وأبناء الهوتو الطبقات الدنيا‪ ،‬ال أن املرونة او الحراك الجتماعي كان ممكنا‪ ،‬فالهوتو الذي يقتني‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عددا كبيرا من املاشية أو املال كان يمكن استيعابه في طائفة التوتس ي وكذلك الحال بالنسبة لفقراء التوتس ي (المم‬
‫املتحدة‪ ،‬بال تاريخ)‪ .‬عليه فان التطور التاريخي لزمة التعايش السلمي في رواندا ومسبباتها تقتض ي تناولها وفق مراحل‬
‫عدة‪ ،‬وكالتي‪ًّ :‬‬
‫‪ 1.1.3‬املرحلة االول‪ :‬مرحلة ما قبل االستقالل‬
‫بعد ان فقدت أملانيا خالل الحرب العاملية الولى(‪ )1918-1914‬سيطرتها على رواندا تم وضع اإلقليم تحت اإلدارة‬
‫البلجيكية (‪ ،)1962-1918‬التي عززت سياسات التفرقة العنصرية بجميع أشكالها ومنع املرونة الجتماعية بين ابناءه‪،‬‬
‫ً‬
‫ففي البداية اهتم الستعمار البلجيكي بأقلية التوتس ي من الناحية التعليمية واعتبر ان لهم مواصفات أكرر نبال من‬
‫الهوتو‪ ،‬ومن ثم ثبتت هذه الختالفات عبر إصدار بطاقات هوية لكل رواندي مع إضافة النتماء الثني له في عام ‪،1933‬‬
‫ً‬
‫ممكنا ألي رواندي أن يغير انتمائه العرقي‪ ،‬وباتت هذه الوثيقة الرسمية الوهمية واحدة من أهم العوامل‬ ‫بالتالي لم يعد‬
‫التي استبقت ومهدت الطريق إلى حدوث واحدة من أكرر املجازر التاريخية دموية (علوان‪ ،)2019 ،‬التي ترافقت مع‬
‫عوامل أخرى منها دعم الستعمار السياس ي للهوتو وتحريضهم على املطالبة بحقوقهم السياسية وإزاحة التوتس ي من‬
‫مواقع السلطة والحكم املحلية سيما بعد ولدة نخبة رواندية جديدة في صفوف الهوتو تمثلت برر(حزب حركة انعتاق‬
‫ً‬
‫الهوتو(‪ )PARMEHUTU‬عام ‪ ،1959‬التي يمثل حكم األغلبية مكسبا لها فطالبت بإنهاء سلطة األقلية التوتسية على‬
‫البالد وإعالن الجمهورية وكانت تكتسب الزخم‪ ،‬فبينما قاومت بعض شرائح من مؤسسة التوتس ي عملية التحول‬
‫الديمقراطي وفقدان مزاياها املكتسبة قام هذا الحزب بعدة مجازر للتوتس ي في أثناء ما ّ‬
‫سمي‪ :‬الثورة الجتماعية‬
‫الزراعية‪ ،‬التي آذنت بنهاية سيطرة التوتس ي وتم فيها قتل املئات منهم وتشريد اآللف وإجبارهم على الفرار إلى البلدان‬
‫املجاورة (المم املتحدة‪ .)1994 ،‬األمر الذي نجم عنه عزل امللك في ‪ 1961‬وإبعاده عن البالد‪ ،‬وقيام الجمهورية األولى‬
‫للهوتو في العام ‪ًّ .1962‬‬
‫‪ 2.1.3‬املرحلة الثانية‪ :‬مرحلة ما بعد االستقالل‬
‫بعد حصول رواندا على استقاللها عام ‪ ،1962‬استمرت حلقة جديدة من الصراع والعنف الطائفي عندما بدأ الالجئون‬
‫من التوتس ي ينظمون أنفسهم ويشنون الهجمات على حكومة الهوتو‪ ،‬ووقعت عشرات الهجمات من هذا القبيل خالل‬
‫ّ‬
‫املدة بين ‪ ،1967-1962‬نتج عنها قتل أعداد كبيرة من التوتس ي املدنيين في رواندا لتخلف بدورها موجات جديدة من‬
‫الالجئين (المم املتحدة‪ ،)1994 ،‬إلى أن توجت هذه العتقالت واملجازر عام ‪ 1973‬بانقالب عسكري على يد وزير الدفاع‬
‫جوفينال هابياريمانا‪ ،‬األمر الذي أدخل الدولة في منظومة الحزب الواحد (الحركة الثورية القومية للتنمية) بدعم من‬
‫الجيش واألمن‪ ،‬لتشهد الدولة على اثرها انتخابات من نمط ‪ %99‬لم يشارك فيه سوى الهوتو ولم يكن إل غريغور‬

‫‪20‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)29-12‬‬

‫كايباندا ً‬
‫خيارا لر ًّواندا كأول رئيس مدني يحكمها من جماعة الهوتو (علوان‪ ،)2019 ،‬مع اتفاق للمساعدة العسكرية من‬
‫فرنسا بدءا من ‪ 1975‬ومع ذلك توالت املذابح والعمال العدائية بين القبيلتين ففي أكتوبر‪ 1982‬قام الرئيس الرواندي‬
‫ً‬
‫بإبعاد ‪ 80‬ألف رواندي لجئ من التوتس ي طردهم النظام األوغندي (مناع‪ .)2007 ،‬واتخذ موقفا يتمثل في أن زيادة‬
‫الضغوط السكانية وقلة الفرص القتصادية املتوفرة ل يسمحان باستيعاب أعداد كبيرة من لجئي التوتس ي‪ًّ .‬‬
‫وفي عام ‪ ،1988‬أنشئت الجبهة الوطنية الرواندية من التوتس ي املنفيين في كمبال‪ ،‬بأوغندا‪ ،‬بوصفها حركة سياسية‬
‫وعسكرية ذات أهداف معلنة تتمثل في تأمين عودة الروانديين املنفيين إلى الوطن وإعادة تشكيل الحكومة الرواندية‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫(موشومبا‪ ،)2016 ،‬ومع مطلع أكتوبر عام ‪ ،1990‬شنت الجبهة هجوما كبيرا على ًّرواندا من أوغندا بقوة تضم ‪7 000‬‬
‫مقاتل‪ ،‬شرد على اثره اآللف مما أدى لتفاقم املشاكل العرقية التي اخذت منحى جديد (المم املتحدة‪ًّ . )1994 ،‬‬
‫‪ 3.1.3‬املرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة االبادة الجماعية‬
‫رغم حضور ارادة تحقيق السالم خالل عام ‪ 1993‬من قبل منظمة الوحدة األفريقية وحكومات املنطقة‪ ،‬فضال عن‬
‫أنشاء جلس األمن بعثة األمم املتحدة لتقديم املساعدة إلى رواندا وأنيطت بها ولية تشمل حفظ السالم وتقديم‬
‫ً‬
‫املساعدات اإلنسانية والدعم العام لعملية السالم بغية وضع حدا للصراع بين الحكومة التي كانت في قبضة الهوتو‬
‫آنذاك والجبهة الوطنية الرواندية املعارضة‪ ،‬بيد أن هذه اإلرادة قد تعرضت منذ البداية للتخريب من ِقبل بعض‬
‫األحزاب السياسية الرواندية املشتركة في التفاق‪ ،‬كما تعرضت بعض جوانب التفاق للتأخير في التنفيذ‪ ،‬فضال عن‬
‫انتهاكات حقوق اإلنسان التي انتشرت ورافقتها حالة من التدهور األمني‪ًّ .‬‬
‫وفي ‪ 6‬نيسان‪ 1994‬أشعل مصرع رئيس ي بوروندي ورواندا في حادث سقوط طائرة على إثر هجوم صاروخي جذوة الصراع‬
‫العرقي ليتجلى بصيغة مذابح كثيفة ومنهجية بأوامر من وزراء الحكومة آنذاك‪ ،‬انقلبت غالبية سكان الهوتو على األقلية‬
‫التوتسية بمشاهد انتقام إجرامية وقاسية‪ ،‬وقد أسفر ذلك عن مقتل حوالي مليون رجل وامرأة وطفل خالل ‪ 100‬يوم‬
‫فقط‪ ،‬وتعرض ما يقرب من ‪ % 75‬من سكان التوتس ي لإلبادة والقنص والضرب حتى املوت في أغلب املدن والقرى في‬
‫ُ‬
‫أنحاء رواندا مع عدم وجود مكان للهرب‪ ،‬وقام بهذه الجرائم أغلبية الهوتو حتى الذين كانوا أصدقاء وجيران سابقين‬
‫ُ‬
‫للتوتس ي‪ ،‬وفي الوقت نفسه ق ِت َل أيضا أكرر من ثالثون الف من الهوتو املعتدلين الذين لم يشاركوا أو رفضوا املشاركة‬
‫في هذه اإلبادة الجماعية‪ ،‬ونتيجة لهذه الفظائع؛ لجأ أكرر من ثلث السكان (مليوني ًّرواندي) إلى البلدان املجاورة‬
‫(‪ ،)2019 ،Newey‬ولم تنجوا قوة بعثة تقديم املساعدة الى رواندا اذ تم قتل رئيسة الوزراء أجاثا أويلينغييمانا و‪10‬‬
‫من أفراد حفظ السالم البلجيكيين املخصصين لحمايتها بطريقة بشعة على أيدي الجنود الحكوميين الروًّانديين في‬
‫هجوم على بيتها‪ ،‬وجرى باملثل اغتيال غيرها من زعماء الهوتو املعتدلين‪ ،‬وسحبت بلجيكا بقية أفراد قوتها بعد املذبحة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كما طالبت الدول األخرى سرحب جنودها‪ ،‬لتنخفض بالتالي قروة بعثرة تقديم املساعدة من ‪ 2 165‬فردا إلى‪ًّ 270‬‬
‫فردا‬
‫(موشومبا‪ًّ .)2016 ،‬‬
‫ولعل من مسببات ازمة التعايش السلمي في رواندا الى جانب عدم وجود التزام صارم باملصالحة لدى بعض األطراف‬
‫الرواندية‪ ،‬ال ان تردد املجتمع الدولي في الرد ادى إلى تفاقم املأساة‪ ،‬فقد كانت قدرة األمم املتحدة على الحد من املعاناة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شديدا لعدم استعداد الدول األعضاء لالستجابة لتغير الظروف فيها بتعزيز ولية‬ ‫ًّ‬ ‫البشرية في رواندا مقيدة تقييدا‬
‫البعثة واإلسهام بقوات إضافية‪ ،‬وحتى بعد ان اذنت لقوات تحت قيادة فرنسية بالقيام بمهمة إنسانية في عملية سميت‬

‫‪21‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)29-12‬‬

‫توركواز‪ ،‬ال إنها سمحت للجنود واملسؤولين واملليشيات الضالعين في جريمة القتل الجماعي بالهروب من رواندا من‬
‫خالل املناطق الخاضعة لسيطرتها‪ ،‬واستمرت جرائم القتل في املناطق األخرى حتى ‪ 4‬تموزًّ‪ 1994‬حين سيطرت الجبهة‬
‫ً‬
‫الوطنية الرواندية عسكريا على أراض ي رواندا بأكملها‪ ،‬كما تفكك الجيش‪ ،‬وهربت امليليشيات نحو معسكرات الالجئين‬
‫والدول املجاورة (موشومبا‪ًّ .)2016 ،‬‬
‫ُ‬
‫ومع ان املسبب املباشر لحملة البادة الجماعية وفقا لألمم املتحدة هو إطالق صاروخ اتجاه طائرة الرئيس الرواندي‬
‫(جوفينال هابياريمانا) من قبيلة الهوتو التي تمثل اغلبية السكان ومقتله على أثرها‪ ،‬مما أذن بحرب إبادة جماعية ضد‬
‫قبائل التوتس ي‪ ،‬ال ان هناك اسباب أخرى قد تكون غير مباشرة ساهمت إلى ِ‬
‫حد كبير بهذا العنف‪ ،‬في مقدمتها دعم‬
‫الستعمار السياس ي للهوتو وتحريضهم على املطالبة بحقوقهم السياسية وإزاحة التوتس ي من مواقع السلطة والحكم‬
‫وهاجموهم في منازلهم وأماكن عملهم‪ًّ .‬‬
‫ًّ‬ ‫املحلية‪ ،‬ولتحقيق ذلك انتفض الهوتو على التوتس ي‬
‫عليه تكون سياسات التفرقة والعزل العنصري بجميع أشكالها ومنع املرونة الجتماعية‪ ،‬التي انتهجتها اإلدارة‬
‫ً‬
‫الستعمارية من حيث الهتمام أول بأقلية التوتس ي وأستخدمهم لقمع واستعباد أغلبية الهوتو في بداية األمر‪ ،‬لكن‬
‫التذمر والستياء من قبل الهوتو جعل سياسية البلجيكيين تتغير بعكس ما سبق‪ ،‬اذ أخذت تحرض ضد أقلية التوتس ي‬
‫من خالل نشر مجموعة من األفكار واملفاهيم ضد التوتس ي‪ ،‬هذه الزدواجية بالتعامل مع مكونات املجتمع الرواندي من‬
‫قبل الحتالل البلجيكي جعل سياسة األخيرة قائمة على أساس فرق تسد وجعل املجتمع الرواندي مهيأ للنزاع‬
‫والتخاصم‪ ،‬ومهما يكن فقد تمكنت رواندا اليوم التخلص من اثار البادة الجماعية ومن التدخل الغربي السلبي الذي‬
‫أضر بالبالد (الزبيدي ط‪ًّ .)2019 ،.‬‬
‫‪ 2.3‬املطلب الثاني‪ :‬مرتكزات تعزيز التعايش السلمي في رواندا‬
‫ً‬ ‫بعد أن وضعت اإلبادة الجماعية أوزارها؛ سعت الحكومة الى ّ‬
‫لم شمل املجتمع الذي عانى كثيرا من ويالت اإلبادة‬
‫ً‬
‫الجماعية وباشرت بتولي مهام أساسية في عملية التصالح والتسامح‪ ،‬بدءا من تحقيق العدالة ومن ثم التصالح‪ ،‬كما‬
‫أعادت الحكومة النظر في الحلول املحلية (‪ )Home grown solutions‬املتجذرة في ثقافة الروانديين‪ ،‬والتي يمكن أن‬
‫تسهم في تقديم الحلول الناجعة‪ ،‬وفي إعادة بناء الوطن واملواطن وتمثلت مرتكزات تعزيز التعايش بسلسلة خطوات‬
‫مترابطة كل منها مكملة لألخرى وكالتي (موشومبا‪ًّ :)2016 ،‬‬
‫‪ 1.2.3‬املحاكمات الجماعية‪ ،‬واملحاكم التقليدية تدعى (غا تشاتشا ‪ Rubasha( )Gacaca‬و ‪)2012 ،Bizumuremyi‬‬
‫(‪ :)1‬تم إنشاء محاكم غاتشاتشا بموجب قانون صدر في آذار ‪ ،2001‬إلجراء محاكمات على جرائم اإلبادة الجماعية‬
‫والجرائم ضد اإلنسانية التي ارتكبت في الفترة من ‪ 1‬تشرين األول ‪ 1990‬إلى ‪ 31‬كانون األول ‪ .1994‬وبدأت املرحلة‬
‫التجريبية في ‪ 19‬حزيران ‪ 2002‬وبدأ التنفيذ الكامل في ‪ 24‬حزيران ‪ ،2002‬وكانت ولية هذه املحاكم تتمثل في‪ (:‬الكشف‬
‫عن الحقيقة‪ ،‬تسريع املحاكمات‪ ،‬وضع حد لثقافة اإلفالت من العقاب‪ ،‬التوفيق بين شعب رواندا‪ ،‬إحياء األشكال‬
‫التقليدية للعدالة‪ ،‬إظهار قدرة املجتمعات املحلية على حل مشاكلها الخاصة‪ ،‬حل املشاكل الناجمة عن اإلبادة‬
‫الجماعية)‪ ،‬اما فئات الجرائم التي حددتها املحاكم فهي (‪ًّ :)2017 ،Fombad‬‬

‫)‪ (1‬مصطلح "‪" Gacaca‬مأخوذ من اللغة الوطنية لرواندا(كينيا رواندا)‪ ،‬وتعني باإلنجليزية قص وتنظيف وقطع العشب‪ ،‬وهي لإلشارة إلى السعي لحل الخالفات‪ ،‬وهي‬
‫محاكم "عرفية" لحل النزاعات حول قضايا مثل السرقة والقضايا الزوجية واألرض الحقوق‪ ،‬واألضرار التي لحقت باملمتلكات ويرأسها كبار السن‪ ،‬ويحق ألي مواطن في‬
‫تعزيز الصلح والعدالة‪.‬‬
‫القرية طلب الحديث أمامها‪ ،‬وكانت املحاكمات تهدف إلى ًّ‬

‫‪22‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)29-12‬‬

‫‪ ‬الفئة الولى‪ :‬الذين خططوا أو وجهوا اإلبادة الجماعية‪ًّ .‬‬


‫‪ ‬الفئة الثانية‪ :‬مرتكبو الجرائم بنية القتل أو الذين أدت أفعالهم إلى املوت ًّ‬
‫‪ ‬الفئة الثالثة‪ :‬مرتكبو جرائم أدت إلى اعتداءات جسيمة على شخص‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬الفئة الرابعة‪ :‬الجرائم ضد املمتلكات‪ًّ .‬‬
‫لقد اعتمدت املحاكم استراتيجية تفض ي إلى تحقيق العدالة واملصالحة‪ ،‬وفقا للمنظور الفريقي الذي يرى ان " الهدف‬
‫هو معاجلة النتهاكات وإعادة تحقيق التوازنات واستعادة العالقات املقطوعة ويسعى هذا النوع من العدالة الى إعادة‬
‫تأهيل الضحية واملرتكب على حد سواء؛ املرتكب الذي ينبغي أن يمنح الفرصة إلعادة الندماج في املجتمع الذي أساء‬
‫إليه بجرائمه" (هويسه و مارك ‪ ،)2017 ،‬ومن هذا املنظور يقوم القضاة املنتخبون بالستماع إلى محاكمات املشتبه‬
‫فيهم باإلبادة الجماعية واملتهمين بالجرائم الخرى‪ ،‬والحكم على العديد منهم بالسجن والذين يدانوا بقضاء نصف املدة‬
‫بالسجن والنصف اآلخر بتقديم خدمات اجتماعية‪ ،‬وتخفف محاكم غاتشاتشا أحكامها إذا أعلن الشخص توبته‬
‫والتمس التصالح مع املجتمع‪ ،‬وقد بتت في ‪ 1,200‬مليون قضية من خالل ‪ 12‬محكمة وحوالي ‪100‬ألف قاض ي‪ ،‬وتمت‬
‫إدانة حوالي ‪ %65‬من الجناة ُ‬
‫وحكم عليهم بالسجن لفترات طويلة‪ ،‬بينما حصل‪ %25‬من القضايا على براءة وفي حالت‬
‫عديدة أخرى تم تحويل العديد من أحكام السجن إلى خدمة مجتمعية‪ ،‬مما يسهل إعادة دمج املحتجزين في املجتمع‬
‫فمن اصل ‪ 2500‬محاكمة تم اصدار احكاما بالخدمة املدنية لر‪ 900‬متهم (الشافعي‪ ،)2020 ،‬وهكذا نجد ان الغاية‬
‫الساسية من ذلك هو مساعدة املجتمع على املشاركة في عملية العدالة واملصالحة‪ًّ .‬‬
‫وقد حظي نظام محاكم الغاتشاتشا بدعم من الدول املانحة بشكل خاص‪ ،‬وهو ما اسماه البعض في رواندا بر "العدالة‬
‫املدفوعة من املانحين" بعد فترة أولية من اإلحجام‪ ،‬من منطلق ادراكهم بانه الخيار القل سوءا ملعاجلة الم املاض ي‬
‫من جهة‪ ،‬فضال عن ان العدالة الكالسيكية الجزائية لم تكن قادرة على إدارة وتسوية هذه املشاكل من جهة اخرى‬
‫كونها عدالة ثورية غير معروفة وغير مثالية (إنغيالير‪ ،‬لوك‪ ،‬و مارك‪ .)2017 ،‬في حين غاب املجتمع املدني في راوندا‪ ،‬اذ‬
‫لم يشارك أي عضو في النقاشات ول في العملية التي تم خاللها تحديد تصور نظام محاكم الغاتشاتشا وهذا ليس‬
‫مفاجئا اذ لم يكن املجتمع املدني موجودا أصال خالل حكم نظام هابياريامنا‪ ،‬وان ما كان موجودا كان إضافة من حيث‬
‫الكم وليس النوع بسبب السوابق التاريخية للدكتاتورية (إنغيالير‪ ،‬لوك‪ ،‬و مارك‪ ،)2017 ،‬بعبارة اخرى لم يكن للمجتمع‬
‫املدني في رواندا آنذاك تاريخ يذكر‪ًّ .‬‬
‫‪ 2.2.3‬سلسلة مبادرات كــمبادرة موغاندا‪( :‬هي ممارسة تنبع من الثقافة الرواندية في املساعدة الذاتية والتعاون‪،‬‬
‫وتعني الجتماع على هدف مشترك لتحقيق نتيجة) من خالل إعادة بناء املجتمع الرواندي وتنشئة هوية وطنية مشتركة‬
‫وتعزيز التنمية الجتماعية والقتصادية وتشجيع استخدام الثقافة للتكيف مع برامج التنمية وإثرائها لتلبية احتياجات‬
‫البالد على النحو املتصورًّ في رؤية ‪ ،)2020 ،Ngalim( )2020‬مبادرة أوبوديهي (ممارسة ثقافة العمل الجماعي والدعم‬
‫حل املشكالت داخل املجتمع‪ ،‬يتم من خاللها وعبر اليات دعم حكومية محددة رفع مستويات املعيشة‬ ‫املتبادل من أجل ّ‬
‫ُ‬
‫لألسر الفقيرة من خالل برامج الحماية الجتماعية الحكومية)‪ ،‬مبادرة غيرينكا (هي ممارسة ثقافية قديمة تدار بين األسر‬
‫الفقيرة واحدة اذ يعطي شخص بقرة لشخص آخر‪ ،‬تعبر عن المتنان والحترام وتحسين مستوى معيشتهم وتصف‬
‫بكلمة(ليكن لديك البقرة)‪ ،‬ومبادرة ايتوريرو ربي غيهوغو (هي مدرسة وطنية قديمة من الناحية التاريخية‪ ،‬وتحولت الى‬
‫قناة من خاللها يمكن للدولة أن تنقل رسائل إلى الشعب فيما يتعلق بالثقافة الوطنية في عدة مجالت‪ ،‬مثل اللغة‪،‬‬

‫‪23‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)29-12‬‬

‫والوطنية‪ ،‬والعالقات الجتماعية‪ ،‬والرياضة‪ ،‬والدفاع عن الوطن‪...‬الخ ونتيجة لذلك؛ ّ‬


‫تربى الشباب الروندي على الفهم‬
‫والتعلق بثقافتهم) (موشومبا‪ .)2016 ،‬ويتضح ان ادوات الثقافة التقليدية لرواندا مثلت ممكن داعم وحاضرة في عملية‬
‫املعالجة للمشاكل الداخلية ‪ًّ .‬‬
‫‪ 3.2.3‬وسائل اجتماعية‪ :‬تقوم على فكرة "حديث الضحية أو أقاربه عما حدث‪ ،‬مقابل إقرار الجاني بالعقوبة‪ ،‬وحصوله‬
‫على العفو" عبر جلسات استماع تشبه محاكمات غاتشاتشا‪ ،‬بهدف إشفاء غليل الضحايا وحفظ الذاكرة املجتمعية‬
‫من نسيان هذه األحداث ملنع تكرارها‪ ،‬كما أنشأ البرملان لجنة أسماها " لجنة الوحدة الوطنية واملصالحة"‪ ،‬بموجب‬
‫اتفاقات أروشا للسالم لعام ‪ ،1993‬وتم إنشاؤها بالفعل بموجب القانون رقر ر ررم(‪/12)99/03‬آذار‪ ،1999‬والهدف العام‬
‫منها هو توعية الشعب الروًّاندي باملصالحة والوحدة وتعزيز التسامح والعمل من خالل ثالث برامج رئيسية( التعليم‬
‫املدني‪ ،‬والوساطة في النزاعات‪ ،‬واملبادرات املجتمعية) (‪ ،)2017 ،Fombad‬وفي شباط ‪ 2000‬بدأت العمل بشكل كامل‬
‫وحققت بعض النجاحات في مهامها خاصة ما يتعلق بجلسات "الستماع" ل ر‪ 8‬آلف حالة من الضحايا والجناة‪ ،‬وهو ما‬
‫يؤكد على اهميتها كأحد السبل التي من خاللها " أصبح الروانديون يفهمون ويقدرون قيمة التعايش ويعيشون في وئام‬
‫مع بعضهم البعض وهم يسعون جاهدين لبناء أمة مساملة سوف يتركوها ألطفالهم" (‪ Rubasha‬و ‪،Bizumuremyi‬‬
‫‪ ،)2012‬فضال عن إقامة نصب تذكاري عند مقابر الضحايا‪ ،‬الى جانب فكرة إقرار املتهمين بالذنب وقبول الضحايا العفو‬
‫والصفح‪ ،‬وقد قدمت اللجنة في نهاية عملها مجموعة من التوصيات تم األخذ بها وباتت مفتاح الحل ألزمة البالد الطاحنة‬
‫أبرزها ما يلي (الشافعي‪ًّ :)2020 ،‬‬
‫‪ .1‬اصدار قانون بشأن القمع والتمييز والطائفية‪.‬‬
‫‪ .2‬إلغاء خانة التصنيف العرقي في بطاقات الهوية‪ ،‬وحظر استخدام مسميات الهوتو والتوتس ي‪.‬‬
‫‪ .3‬التعليم والتوظيف وفق املزايا واملؤهالت الشخصية وليس وفق األسس العرقية‪.‬‬
‫‪ .4‬تجريم نشر األفكار النفصالية أو تعزيز الخالفات العرقية بموجب دستور ‪.2003‬‬
‫‪ .5‬مشاركة النساء بنسبة ‪ %30‬في البرملان على األقل‪ ،‬وهي من أعلى النسب في العالم‪.‬‬
‫‪ .6‬دمج القوات العسكرية السابقة للهوتو ومقاتلي الجبهة الوطنية الرواندية السابقين في جيش وطني‪.‬‬
‫تدريجيا حققت هذه املبادرات وما تضمنته من خطط وتوصيات صدى إيجابي في املجتمع‪ ،‬إذ عاد‬ ‫ً‬ ‫عليه‪ ،‬وبشكل‬
‫ّ‬
‫الالجئون إلى بالدهم وتمكنت رواندا من تجاوز ازمة ّ‬
‫تمزق النسيج الجتماعي بخلق هوية جماعية وموحدة بين الروانديين‬
‫الذين عانوا من النقسامات العرقية لفترة طويلة‪ ،‬لتكون هذه املبادرات املحلية أفضل املمارسات في التصدي للتحديات‬
‫الداخلية في رواندا‪ ،‬وتحقيق إنجازات ّ‬
‫مهمة سيما في مسالة التقارب والحوار بين املواطنين وإيجاد الحلول والبدائل‬
‫للمشاكل الداخلية املختلفة‪ًّ .‬‬
‫‪ 4.2.3‬على الصعيد الدولي‪ :‬أنشأ مجلس األمن بموجب القر ًّار رقم‪ 955/‬في ‪ 8‬تشرين الثاني ‪ 1994‬املحكمة الجنائية‬
‫ً‬
‫الدولية لرواندا في أروشا(تنزانيا)‪ ،‬واستنادا للفصل السابع من ميثاق األمم املتحدة باعتبار أن ما يحدث في رواندا من‬
‫أعمال إبادة جماعية يشكل تهديدا للسلم واألمن الدوليين‪ ،‬واقتصر نطاقها الزماني على عام ‪ 1994‬فقط كونه شهد‬
‫عملية اإلبادة الجماعية‪ ،‬كما حددت ذات املادة الختصاص املكاني‪ ،‬ليشمل املجرمين سواء املقيمين في رواندا أو دول‬
‫الجوار للنظر في جميع انتهاكات حقوق اإلنسان الدولية املرتكبة في رواندا خالل ذلك ملحاكمة كبار أعضاء الحكومة‬
‫والقوات املسلحة الذين هربوا إلى خارج الدولة للحيلولة دون الفالت من العقاب (الشافعي‪ ،)2020 ،‬وفي ايار ‪1996‬‬

‫‪24‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)29-12‬‬

‫قدم أول مشتبه في جريمة البادة الجماعية وهو رئيس الوزراء جان كامباندا إلى املحكمة التي أصدرت حكمها بعقوبة‬
‫السجن مدى الحياة عام ‪ ،1998‬وكذلك حكم بالسجن على كل من رئيس أركان الجيش السابق‪ ،‬ووزير الدفاع‪ ،‬فضال‬
‫عن حكمها على ثالثة من أصحاب وسائل اإلعالم املتهمين باستخدام وسائل اإلعالم للتحريض على الكراهية العرقية‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫والقتل الجماعي‪ ،‬لتكون بحلول نيسان ‪ 2007‬قد أصدرت ‪ 27‬حكما على ‪ًّ 33‬‬
‫متهما (المم املتحدة‪ ،)1994 ،‬ووفق بيانات‬
‫األمم املتحدة فإنه وبحلول كانون األول ‪ ،2011‬أكملت املحكمة محاكمة ‪ 80‬متهما من أصل‪( 92‬الشافعي‪ًّ .)2020 ،‬‬
‫ً‬
‫ووفقا ألدبيات ما بعد الصراع ان هناك أربعة عوامل مهمة يمكن أن تشكل دعائم اساسية لستمرار وتعزيز التعايش‬
‫السلمي في بلدان ما بعد الصراع تحديد وهي‪ :‬األمن والنتعاش القتصادي والديمقراطية وبناء الدولة‪ ،‬فيشير عامل‬
‫المن الى عودة الالجئين وامليليشيات وعناصر قوات األمن والشرطة مع نزع السالح الخاص بها وتحويلها إلى شكل آخر‬
‫يخدم املجتمع والسلم األهلي فيه‪ ،‬اما النتعاش القتصادي” ًّفهو إعادة بناء وتحويل القتصاد لتحقيق النمو‬
‫ً‬
‫ارتباطا ً‬
‫واألمن ضرورة‬
‫وثيقا بالنتعاش القتصادي ًّ‬ ‫القتصادي والحد من الفقر‪ ،‬وتشير املمارسات الديمقراطية املرتبطة‬
‫إجراء انتخابات نزيهة وفعالة واستعادة عمل مؤسسات الدولة‪ ،‬ولقد تمكنت راوندا من تحقيق ذلك فعال بعد التعافي‬
‫ً‬
‫من األثر املدمر للخالفات الداخلية‪ ،‬من خالل وضع رؤية لقتصادها في عام ‪ 2020‬شمل ‪ 44‬هدفا في مجالت متنوعة‬
‫الزراعة والسياحة والتعدين؛ ففي مجال الزراعة‪ ،‬أيقنت الدولة أهمية الزراعة‬
‫تعنى بتنمية وتطوير القتصاد وقطاعات ًّ‬
‫في تحقيق األمن الغذائي لسكانها فضال عن تصدير ما يزيد عن الحاجة لتحويله إلى موارد اقتصادية تدعم ميزانية‬
‫فضال عن‬
‫ًّ‬ ‫الدولة‪ ،‬فجلبت الخبراء األجانب‪ ،‬وأنشأت مكتب لنقل املحاصيل وتصديرها‪ ،‬ووفرت األسمدة بأسعار رمزية‪،‬‬
‫توفير قروض ميسرة للمزارعين‪ ،‬إضافة إلى تشكيل (الصندوق املالي للتنمية الزراعية) (الزبيدي ط‪ ،)2019 ،.‬لتحقق‬
‫نمو بنسبة ‪ %5.9‬عام ‪ ،2016‬وتراجع لديها معدل الفقر من ‪%60‬إلى‪، %39‬كما بلغ حجم التجارة لديها ‪ 603‬مليون‬
‫دولر‪ ،‬وقيمة الواردات نحو ‪ 439‬مليون دولر‪ ،‬بينما وصلت الصادرات إلى ‪ 164‬مليون دولر التي اعتمدت بشكل رئيس ي‬
‫على تصدير القهوة والشاي والذهب( (علوان‪ًّ .)2019 ،‬‬
‫فضال عن استثمار راوندا لطبيعتها الخالبة ومتنزهاتها الساحرة وما تملكه من مسطحات مائية ومواطن جبلية كمورد‬
‫ً‬
‫سياحي مهم وداعم للقطاع القتصادي‪ ،‬الى جانب توظيفها للسياحة سياسيا عندما أسست متحف لإلبادة الجماعية‬
‫الذي وثق الجرائم واملذابح ووثق أيضا كيف استطاعت الدولة بعد ذلك من تحقيق املصالحة والعدالة والنهوض وبناء‬
‫الذات‪ ،‬وهو ما جعلها تعطي رسالة للسياح في أن البالد مرت بزمنين سابق(الحرب والدمار) ولحق(زمن التطور‬
‫والزدهار)‪ ،‬وتبعا لذلك بلغت ايرادات السياحة عام ‪ 2016‬بحدود ‪ 400‬مليون دولر أي بنسبة‪ %43‬من إجمال دخل‬
‫املليون في العام ‪2014‬م (ناصيف‪ًّ .)2020 ،‬‬
‫البالد‪ ،‬ووصل عدد السياح عام ‪ 2000‬إلى ‪ 105‬الف سائح و ما يقارب ًّ‬
‫وفي شباط ‪ 2019‬أطلقت رواندا أول قمر صناعي لها إلى الفضاء ويجري التخطيط إلطالق قمر صناعي ثان مخصص‬
‫ألبحاث الفضاء وللمساعدة في جمع البيانات حول موارد املياه والكوارث الطبيعية والزراعة واألرصاد الجوية قريبا‪ ،‬كما‬
‫ً‬
‫حددت هدفا لتصبح أحد أفضل املراكز التكنولوجية في املنطقة مدعومة بنظام حكومة إلكترونية‪ ،‬وتم ايضا إنجاز‬
‫نجاحات باهرة في التعليم من خالل تزويد األطفال الروانديين بأجهزة كمبيوتر محمولة على أساس مبادرة "كمبيوتر‬
‫محمول لكل طفل" وتوفير كابالت اإلنترنت ذات األلياف الضوئية السريعة في جميع أنحاء البالد‪ ،‬لتوفير خدمة إنترنت‬
‫موثوقة وبأسعار معقولة مع إطالق مشروع تجريبي لتقديمه الطالب الروانديون الذين يمكنهم الوصول إلى التعليم عبر‬

‫‪25‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)29-12‬‬

‫اإلنترنت‪ ،‬وقد انعكست هذه اإلنجازات بوضوح على الواقع الذي تمثل بحقيقة انخفاض نسبة األمية عام من‬
‫‪%50‬إلى‪ %25‬عام ‪ ،2016‬مع ارتفاع معدل اللتحاق باملدارس الى حوالي ‪ ٪99‬وهو اآلن من أعلى املعدلت في إفريقيا‬
‫(ناصيف‪ًّ .)2020 ،‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫واقعيا لكيفية النهوض والتقدم من خالل تعلم كيفية بناء املستقبل والستفادة‬ ‫صفوة القول‪ ،‬أن رواندا عدت نموذجا‬
‫من أخطاء املاض ي بإعادة بناءه عبر إحياء تراث العيش املشترك‪ّ ،‬‬
‫ومد جسور الثقة وتعميقها بعيدا عن اإلقصاء والعنف‬
‫مع العتماد على آليات مختلفة تعالج من خاللها الطبيعة التاريخية والجتماعية والقتصادية وتهييئ التربة الفكرية‬
‫والثقافية والتربوية واإلعالمية لتكون مصدرا اساسيا وضروريا في استلهام الدروس واستخالص ال ِعبر‪ًّ .‬‬
‫‪ .4‬الخ ـ ـ ــاتمة‬
‫بات معروفا ان مصطلح التعايش ل يعنى بمجتمع دون اخر‪ ،‬بل هو لكل املجتمعات التي تتكون من انتماءات مختلفة‬
‫اثنية ومذهبية‪ ،‬الى جانب الختالف في التوجهات والرؤى واليديولوجيات واملصالح وبما ان كل دولة هي نموذج مصغر‬
‫أكرر فاكرر‪ ،‬بالتالي فان ترويض الخالفات والتناقضات بين‬
‫لعالم يضم موزاييك من القوميات والشعوب التي تتشابك ًّ‬
‫املكونات املجتمعية واحتواءها يشكل مسالة ضرورية لتحقيق النسجام والتعايش السلمي عبر ممكنات مثلت مقومات‬
‫داعمة تتمتع بها الدولة في تحقيق التعايش السلمي‪ًّ .‬‬
‫‪ 1.4‬االستنتاجات‬
‫‪ ،‬عليه خلص البحث الى جملة استنتاجات تمثلت باآلتي‪ًّ :‬‬
‫‪ ‬أن التعايش السلمي مفهوم يتسم بالتساع والشمولية ويهدف الى بناء حالة من العالقات اإلنسانية يسودها‬
‫التعاون والتفاهم والقضاء على أسباب التوتر وعدم الستقرار في املجتمعات؛ بحيث يكون اداة فاعلة في دعم‬
‫ظل احترام حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫جهود املجتمع من أجل السالم وإقامة العالقات السليمة بين الشعوب واألمم في ّ‬
‫وإقرار الحريات األساسية املنصوص عليها في الديان واملواثيق واملعاهدات الدولية‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬ان عوامل ومسببات الفرقة والنقسام في أي مجتمع يقابلها توجه نحو عوامل الوحدة والتعايش السلمي‪ ،‬بدءا‬
‫من العائلة وحتى املستويات األخرى من املجتمع‪ ،‬من منطلق ان املسؤولية ليست منفردة وإنما هي مسؤولية‬
‫تضامنية ‪-‬تشاركية في سبيل الوصول باي مجتمع غير مستقر إلى األمان والسالم‪.‬‬
‫‪ ‬يستند التعايش السلمي على جملة مقومات ك رر(العدالة‪ ،‬التسامح‪ ،‬الحوار) والتي من خاللها يمكن تجاوز‬
‫الخالفات والتناقضات املوجودة في املجتمع والتحذير من خطورة التشرذم والنقسام الديني والسياس ي القائم‬
‫فيه‪ ،‬عبر التقريب الفكري بين املذاهب املختلفة والتأكيد على أهمية وحدة األديان وان التنوع في املنطق الديني‬
‫واإلنساني ينبغي أن يكون محفزا على العمل اإليجابي والتعارف والتعايش وتعميق التعاون في املشتركات وخلق‬
‫الثقة املتبادلة بين الطراف املتناقضة‪ ،‬وهذا يقتض ي بدوره اعادة بناء مؤسسات الدولة مع توافر الرادة الحرة‬
‫املشتركة‪ ،‬والذي يسهم بدوره في بناء دولة املواطنة على أساس الحقوق والواجبات بعيدا عن التمييز والتفرقة‪.‬‬
‫الحكومة الرواندية من إدارة التنوع الداخلي العرقي والديني بطريقة ناجحة وتحويله إلى عامل قوة بعد‬
‫ًّ‬ ‫‪ ‬تمكنت‬
‫أن كان معوقا ومحددا لتطور املجتمع بمكوناته املختلفة‪.‬‬
‫‪ 2.4‬التوصيات‬
‫‪ -‬ضرورة خلق وعي ثقافي‪-‬اجتماعي لدى أبناء املجتمعات عموما بأهمية استثمار ممكنات التعايش السلمي ألنها‬
‫الخيار الوحيد لالندماج الجتماعي والسياس ي من خالل إبراز قيم الوسطية والعتدال مع ضرورة تدعيم مهارات‬

‫‪26‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)29-12‬‬
‫ً‬
‫التواصل من التعاون والتسامح وترسيخ مبادئ الحوار الديمقراطي واحترام الرأي والرأي اآلخر‪ ،‬بعيدا عن‬
‫ً‬
‫أحادية الرأي والتطرف والتعامل مع األحداث واملشكالت بنظرة واقعية ل مثالية‪ ،‬وصول إلى قناعات مشتركة‬
‫ً‬
‫في مواجهة تلك املشكالت مستقبال‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة وجود دستور جامع وقانون موحد وتشريع قوانين تحمي النسيج املجتمعي لجميع فئات املجتمع على‬
‫أساس املساواة والعدل ل على أساس التفرقة والتمييز بينهم وفي إطار الهوية الوطنية الشاملة مع ايجاد جهات‬
‫رقابية ومحاسبية ضامنه لذلك وداعمة له‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة الستعانة بوسائل اإلعالم املتنوعة وبالذات الرقمية منها بالنظر ملا لها من اهمية كمادة ثقافية تؤثر في‬
‫ميول األفراد ورغباتهم وأفكارهم وعواطفهم‪ ،‬األمر الذي يتطلب العمل الجاد على تقويم وإعادة تأهيل وسائل‬
‫اإلعالم املعاصرة‪ ،‬سيما املليئة باآلفات واألوبئة التي تهدد سالمة كيان الفرد والجماعة سلوكيا وفكريا وضرورة‬
‫ً‬
‫موثوقة من وسائل التثقيف والترويج‪ ،‬فضال عن وسائل‬ ‫النتباه إلى وسائل اإلعالم املرئية منها كونها وسيلة ًّ‬
‫اإلعالم املسموعة واملقروءة األخرىًّ‪.‬‬
‫‪ .5‬املصادر واملراجع‬
‫اوال‪ :‬القران الكريم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬املعاجم‬
‫‪ -‬ابن منظور‪ ،‬أبو الفضل جمال الدين‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬بال تاريخ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الكتب العربية واملترجمة‬
‫‪ ‬الشافعي‪ ،‬بدر حسن (‪ :)2020‬العدالة النتقالية في افريقيا التجارب والدروس‪ ،‬دراسات سياسية‪ ،‬املعهد املصري للدراسات‪،‬‬
‫اسطنبولًّ‪.‬‬
‫‪ ‬إنغيالير‪ ،‬بريت (‪ ،)2017‬محاكم الغاتشاتشا في رواندا‪ ،‬في كتاب‪ :‬العدالة واملصالحة التقليديتان بعد الصراعات العنيفة‬
‫التعلم من التجارب الفريقية‪ ،‬لوك هويسه ومارك سولر‪ ،‬املؤسسة الدولية للديمقراطية والنتخابات‪ ،‬السويد‪.‬‬
‫‪ ‬هويسه‪ ،‬لوك‪ ،)2017( ،‬مقدمة‪ :‬املقاربات القائمة على التقاليد في صنع السالم‪ ،‬والعدالة النتقالية وسياسات املصالحة‪،‬‬
‫في كتاب‪ :‬العدالة واملصالحة التقليديتان بعد الصراعات العنيفة التعلم من التجارب الفريقية‪ ،‬لوك هويسه ومارك سولتر‬
‫‪ ،‬املؤسسة الدولية للديمقراطية والنتخابات‪.‬‬
‫‪ ‬الزبيدي‪ ،‬محمد مرتض ى الحسيني‪ ،)2004(،‬تاج العروس املجلد السابع عشر‪ ،‬تحقيق مصطفى حجازي‪ ،‬املجلس الوطني‬
‫للثقافة والفنون واآلداب‪ًّ ،‬‬
‫الكويت‪.‬‬
‫‪ ‬مبروك‪ ،‬محمد مختار جمعة‪ ،)2014(،‬التعايش السلمي لألًّديان وفقه العيش املشترك ًّ‬
‫نحو منهج التجديد‪ ،‬ط‪ ،1‬سلسلة‬
‫محاضرات المارات ‪ ،-188-‬مركز المارات للدراسات والبحوث الستراتيجية‪ ،‬ابو ظبي‪.‬‬
‫‪ ‬ابراهيم‪ ،‬هاني‪ ،‬سليمان‪ ،‬مريم‪ ،‬محمد‪ ،‬نشو ًّ‬
‫ى‪ ،)2015(،‬دليل مهارات القيادة وبناء السالم‪ ،‬ط‪ ،1‬الجمعية الكويتية لحقوق‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫‪ ‬الطيب‪ ،‬هايدي‪ ،‬تجربة العدالة النتقالية في أفريقيا‪ ،‬ط‪ ،1‬املكتب العربي للمعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بال تاريخ نشر‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬املجالت والدوريات‬
‫‪ -‬عبد الكريم‪ ،‬أغار محمد‪ ،‬محمد‪ ،‬محمد عرفان فير‪ ،‬تعزيز التعايش السلمي والتنمية عن طريق مناهج التربية‬
‫اإلسالمية‪-‬دروس تعليم اللغة العربية ملرحلة األساس أداة فعالة‪ ،‬مأخوذ بتاريخ ‪ ،2018/10/16‬رابط املوقع‪:‬‬
‫‪ًّ http://iisc.psu.ac.th/2017/uploads/speechespapers/2021.pdf‬‬
‫‪ -‬ذكر هللا ‪ ،‬احمد‪ ،)2020(،‬النهضة الرواندية دروس في التنمية والتعايش‪ ،‬العربي الجديد‪ ،‬لندن‪ ،‬رابط املوقع‪:‬‬
‫‪ًّ https://www.alaraby.co.uk/%D8%A7%D‬‬

‫‪27‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)29-12‬‬

‫موجز للبلد‪ ،‬برنامج التوعية املعني باإلبادة الجماعية ضد التوتس ي لعام ‪ 1994‬في رواندا‬ ‫ًّ‬ ‫المم املتحدة‪ ،‬رواندا‪ :‬تاريخ‬ ‫‪-‬‬
‫واألمم املتحدة‪ ،‬رابط املوقع‪:‬‬
‫‪https://www.un.org/ar/preventgenocide/rwanda/historical-background.shtml‬‬
‫المم املتحدة‪ ،‬رواندا‪ :‬تاريخ موجز للبلد‪ ،‬برنامج التوعية املعني باإلبادة الجماعية ضد التوتس ي لعام ‪ 1994‬في رواندا‬ ‫‪-‬‬
‫واألمم املتحدة‪ ،‬المم املتحدة‪ ،‬مأخوذ بتاريخ‪ ، 2020/2/5‬رابط املوقع‪ًّ :‬‬
‫‪https://www.un.org/ar/preventgenocide/rwanda/historical-background.shtml‬‬
‫شافعي‪ ،‬بدر حسن‪ ،)2019(،‬رواندا بعد ربع قرن‪ ..‬من اإلبادة إلى الريادة‪ ،‬رواندا بعد ربع قرن‪ ..‬من اإلبادة إلى الريادة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫املوقع‪:‬‬ ‫رابط‬ ‫ص‪، 3‬‬ ‫بحث‪،‬‬
‫‪https://www.researchgate.net/publication/332259322_rwanda_bd_rb_qrnmn_al‬‬
‫‪abadt_aly_alryadt#fullTextFileContent‬‬
‫الزبيدي‪ ،‬طارق عبد الحافظ‪ ،)2019(،‬دولة رواندا من اإلبادة الجماعية إلى الريادة املثالية‪ ،‬قضايا دولية ‪ ،‬مركز‬ ‫‪-‬‬
‫املستقبل للدراسات الستراتيجية‪ ،‬رابط املوقع‪ًّ http://mcsr.net/news508 :‬‬
‫ق‪ ،)2020(،‬رواندا‪ :‬من الحرب األهلية إلى التنمية الشاملة‪ ،‬قضايا سياسية‪ ،‬مركز حرمون للدراسات‬ ‫‪ -‬ناصيف‪ ،‬طار ًّ‬
‫املوقع‪:‬‬ ‫رابط‬ ‫‪،2020/2/8‬‬ ‫بتاريخ‬ ‫مأخوذ‬ ‫املعاصرة‪،‬‬
‫‪https://www.harmoon.org/reports/%D8%B1%D9%88%D8%A‬‬
‫‪ -‬بن بيه‪ ،‬عبد هللا‪ ،)2018( ،‬مفاهيم املفاتيح‪/‬مفهوم التعايش‪ ،‬مجلة السلم‪ ،‬العدد ‪ ،3‬منتدى تعزيز السلم في املجتمعات‬
‫املسلمة‪ ،‬دبي‪.‬‬
‫‪ -‬بن بيه‪ ،‬عبد هللا‪ ،)2018( ،‬السلم العالمي والخوف من السالم‪ :‬قطع الريق امام التطرف‪ ،‬مجلة السلم‪ ،‬العدد(‪،)3‬‬
‫منتدى تعزيز السلم في املجتمعات املسلمة‪ ،‬مسار للطباعة والنشر‪ ،‬دبي‪.‬‬
‫‪ -‬جعفر‪ ،‬عبد املنعم عبد الجبار علي‪ ،)2019( ،‬السلطة وأثرها في التعايش السلمي مع القليات في الدولة السالمية في‬
‫العهدين النبوي والراشدي‪ ،‬بحث مقدم الى املؤتمر العلمي الدولي الول‪ ،‬نقابة األكاديمين العراقيين‪ /‬مركز التطورًّ‬
‫الستراتيجي األكاديمي تحت عنوان "العلوم النسانية والصرفة رؤية نحو التربية والتعليم املعاصرة"‪ 12-11 ،‬شباط‬
‫‪ ،2019‬جامعة دهوك – العراق‪ ،‬رابط املوقع‪http://proceedings.sriweb.org :‬‬
‫‪ -‬العوض ي‪ ،‬عبد العزيز‪ ،)2013( ،‬القواعد الكبرى للتعايش السلمي من خالل القواعد الكلية‪ ،‬ورقة عمل في ندوة”ًّفقه‬
‫رؤية العالم والعيش فيه ر املذاهب الفقهية والتجارب املعاصرة”‪ ،‬في‪ 9 /6‬ابريل ‪ ،2013‬وزارة األوقاف والشؤون الدينية‪،‬‬
‫عمان‪ًّ https://www.mara.gov.om/nadwa/data/pages/13.pdf .‬‬
‫‪ -‬زاويتي‪ ،‬محمد شكري‪ ،)2011(،‬التعايش بين األديان‪ ،‬كيف وملاذا؟ معا لبناء السالم‪ ،‬رابط املوقع‪:‬‬
‫‪http://www.tfpb.org‬‬
‫‪ -‬القصاص‪ ،‬محمد مهدي‪ ،‬املواطنة والتعايش السلمي ‪3‬مدخل لتحقيق التنمية البشرية دراسة حالة‪ ،‬مجلة جامعة‬
‫التنمية البشرية‪ ،‬العدد ‪ًّ .3‬‬
‫‪ -‬علوان‪ ،‬نور (‪ ،)2019‬رواندا بعد ‪ً 25‬‬
‫عاما من النجاة من مستنقع الحرب والدم‪ ،‬تقارير‪ ،‬نون بوست‪ ،‬صحيفة‬
‫الكترونية‪ ،‬مأخوذ بتاريخ ‪ ،2.21/2/8‬رابط املوقع‪https://www.noonpost.com/content/27238 :‬‬
‫‪ -‬مناع‪ ،‬هيثم‪ :)2007( ،‬اإلبادة الجماعية في رواندا‪ .‬بين املسؤولية املحلية والدولية‪ ،‬مقال‪ ،‬رابط املوقع‪:‬‬
‫‪ًّ https://www.aljazeera.net/opinions/2007/12/6/%D8%A7‬‬
‫‪ -‬محي الدين‪ ،‬واحد عمر‪ ،‬ياس‪ ،‬رشيد عمارة (‪ ،)2011‬التعايش السلمي في العراق ًّ‬
‫الواقع واملستقبل‪ ،‬جامعة السليمانية‪،‬‬
‫العراق‪ًّ .‬‬

‫‪28‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
)29-12(‫برلين ص‬- ‫املركز الديمقراطي العربي‬- ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‬

‫ اللقاء الوطني للتعايش املجتمعي واثره في‬،‫ سبل وآليات تعزيز التعايش املجتمعي‬،)2017( ،‫ سمر بنت محمد‬،‫ السقاف‬-
ًّ :‫ رابط املوقع‬،2018/10/16 ‫ مأخوذ بتاريخ‬،‫ الرياض‬،‫ مركز امللك عبد العزيز للحوار الوطني‬،‫تعزيز اللحمة الوطنية‬
https://docplayer.net/65751374-Sbl-walyt-t%60zyz-lt%60ysh-lmjtm%60y.htm
:‫ رابط املوقع‬،‫ مجلة قراءات افريقية‬،‫من القتتال إلى التعايش‬...‫ قراءة في تحول رواندا‬،)2016( ،‫ يونس‬،‫ موشومبا‬-
https://www.qiraatafrican.com/home/new/%D
‫ املصادر االنكليزية‬:‫خامسا‬
- Ngalim , Bernard Yongabi,( 2020), Upholding the rights to health and a healthy
environment in Africa through enforcing plastic ban regulations, American Journal of
Social and Humanitarian Research, Vol. 1, No.4.
https://www.grnjournals.us/index.php/AJSHR/article/download/194/158/622
- Fombad, Charles Manga,(2017), UPDATE: Transitional Justice in Africa: The
Experience with Truth Commissions, Hauser Global Law School Program, New York
University School of Law.
https://www.nyulawglobal.org/globalex/Africa_Truth_Commissions1.htm
- Rubasha , Herbert & Bizumuremyi , Isaac,( 2012), “Lessons from Rwanda’s National
and International Transitional Justice :The Case to Improve Regional and International
Perspectives of Justice”, A Paper Presented at the Regional Forum on International and
Transitional Justice organized by Avocats Sans Frontières-Uganda Mission and the
Uganda Coalition of the International Criminal Court , Entebbe.
https://issuu.com/avocatssansfrontieres/docs/asf_ucicc_regional_forum_report

- The Telegraph(2019) “From horror to health: How Rwanda rebuilt itself to become one
of Africa’s brightest stars” Available from:
https://www.telegraph.co.uk/global-health/climate-and-people/horror-health-rwanda-rebuilt-
become-one-africas-brightest-stars

1. Board, 2011).
2. Connors, Edward, Planning And ManagingSecurity For Major Special Events:
Guidelines for Law Enforcement, (Alexandria, Virginia: Institute for Law and
Justice, 2007).
3. Gehring, James, Sports Venue Security: Public Policy Options for Sear 4–5
Events, M.Sc. Thesis, Naval Postgraduate School, June 2014.
4. Ohta, Taiasho, Cybersecurity Solutions for Major International Events,
Fujitsu Scientific & Technical Journal, Vol. 54, No.4, (pp.57-65), September
2018.
5. The Ultimate Guide to Conducting a SWOT Analysis, BPLANS,
http://www.bplans.com, Accessed on March 19th 2021.
6. Whelan, Chad & Adam Molnar, Securing Mega-Events: Networks, Strategies
and Tensions, (London, Palgrave Macmillan:2018).
7. Wikipedia, Risk Matrix, https://en.wikipedia.org/wiki/Risk_matrix, Accessed
on March 21st 2021.

ًّ

29 2022 ‫ مارس‬/‫ آذار‬،)13( .‫ ع‬،)4( .‫ م‬،‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)51-30‬‬

‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‬


‫‪Journal of Strategic Studies‬‬
‫‪For Disasters and Opportunity Management‬‬

‫املخاطر املتعلقة بالبنية التحتية وإعادة االعمار‬


‫دراسة حالة العدوان اإلسرائيلي ىلع غزة عام ‪2021‬م‬
‫‪Risks Related to Infrastructure and Reconstruction: A Case Study of‬‬
‫‪Israeli Aggression on Gaza 2021‬‬
‫د‪.‬م‪ .‬محمد محمد املغير‬ ‫د‪.‬م‪ .‬هبة الرحمن أحمد‬
‫‪DR. Eng. Mohammed M. El-‬‬
‫‪DR. Eng. Hebatalrahman Ahmed‬‬
‫‪Mougher‬‬
‫أستاذ مساعد برنامج ماجستير إدارة األزمات‬
‫والكوارث‪-‬أستاذ مساعد كلية الهندسة جامعة‬ ‫استشاري علوم املواد وتطبيقاتها‪-‬مصر‬
‫فلسطين‬
‫‪Assistant Professor- Master Program of‬‬
‫‪Crisis and Disaster Management- Assistant‬‬ ‫‪- Materials Science and Applications‬‬
‫‪Professor-Faculty of Engineering, Palestine‬‬ ‫‪Consultant - Egypt‬‬
‫‪University‬‬
‫‪arch.moh.elmougher@gmail.com‬‬ ‫‪hebatalrahman11@gmail.com‬‬
‫العمار دراسة‬
‫ًّ‬ ‫املخاطر املتعلقة بالبنية التحتية وإعادة‬
‫ًّ‬ ‫يوثق هذا البحث كـ‪ :‬أحمد‪ ،‬هبة الرحمن & املغير‪ ،‬محمد محمد (‪:)2022‬‬
‫حالة العدوان اإلسرائيلي على غزة عام ‪2021‬م‪ ،‬مجلة الدراسات الستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬املجلد (‪ ،)4‬العدد (‪،)13‬‬
‫أملانيا‪ ،‬ص ‪ًّ .51-30‬‬

‫املستخلص‬
‫املخاطر الطبيعية والبشرية والتي يستند إليها املجتمع‬
‫ًّ‬ ‫تعتبر البنية التحتية القطاع األهم في قوة الدولة وصمودها في وجه‬
‫ًّ‬
‫العمار بعد العدوان‬
‫ًّ‬ ‫املخاطر املرتبطة بالبنية التحتية وآليات إعادة‬
‫ًّ‬ ‫لستدامة الحياة البشرية‪ ،‬هدفت الدراسة لتحديد‬
‫عناصر ومدي القابلية للتضر ًّر في البنية التحتية في حالتي الحروب والكوارث‬
‫ًّ‬ ‫السرائيلي على قطاع غزة ‪2021‬م‪ ،‬ودراسة‬
‫الطبيعية‪ ،‬ولتحقيق األهداف اتبعت الدراسة املنهج الوصفي واملنهج التحليلي ومنهج دراسة الحالة‪ ،‬ومنهج تحليل‬
‫التقارير الصادرة عن الجهات الحكومية املختصة أبرزها وزارة األشغال العامة واإلسكان‬ ‫ًّ‬ ‫عبر تحليل‬
‫املخاطر ؛ وذلك ًّ‬
‫ًّ‬
‫مخاطر‬
‫ًّ‬ ‫ووزارة الحكم املحلي‪ .‬توصلت الدراسة إلى أن البنية التحتية القادرة على الصمود لها دورًّ بارزًّ في مواجهة‬
‫غير املرئية بسبب العتداءات العسكرية على‬ ‫ويتوفر مجموعة من األضر ًّار ًّ‬
‫ًّ‬ ‫واملخاطر الطبيعية‪،‬‬
‫ًّ‬ ‫العتداءات العسكرية‬
‫ظهرت آثارها بعد املنخفضات الجوية ويحتاج قطاع عزة للمزيد من الوسائل التقنية الحديثة والتزود بوسائل نقل‬
‫حديثة للتعامل مع الكوارث‪ ،‬وأوصت الدراسة بتحسين أمن وصمود البنى التحتية الحساسة في البلدان النامية يعد‬
‫تعزيز‬
‫العمار في الخطة الوطنية للتنمية مما يساهم في ًّ‬ ‫ًّ‬ ‫ضرورة للتعامل مع الكوارث والتخفيف من حدتها‪ ،‬ودمج خطط‬
‫املخاطر حسب طبيعة عمل كل قطاع من قطاعات‬ ‫ًّ‬ ‫الحماية للبنية التحتية‪ ،‬واعتماد مراجع وطنية خاصة بتقييم وإدارة‬
‫البنية التحتية‪ًّ .‬‬
‫الكلمات الدالة‪ :‬البنية التحتية‪ ،‬املخاطر‪ ،‬قابلية التضرر‪ ،‬إعادة العمار‪ ،‬املخاطر الطبيعية‪ ،‬الحروب‬

‫‪30‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
)51-30(‫برلين ص‬- ‫املركز الديمقراطي العربي‬- ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‬

Abstract
Infrastructure is the most important sector in the strength of the state its works as the main factor
to control natural and human risks and achieve sustainability of human life. In the current study
risks associated with infrastructure and reconstruction were mentioned, the case study is the
mechanisms that happened after the Israeli aggression on the Gaza Strip 2021 AD .The study
concentrates on elements and extent of vulnerability in the infrastructure in case of Wars and
natural disasters. Both the descriptive and the analytical approaches were used, the case study
approach for Gaza war and the risk analysis approach were the main tools in this study. This is
done by analyzing reports issued by the government agencies such as the Ministry of Public
Works and Housing and the Ministry of Local Government. Conclusions and recommendations
at the end of the study emphasize the importance of strong infrastructure in facing the dangers
of military attacks and natural hazards, there is a set of invisible damages due to military attacks
whose effects have appeared after the war, Gaza sector needs more modern technical means
and modern means of transportation to deal with disasters. The study recommended improving
the security and resilience of sensitive infrastructures in developing countries . A strong
infrastructure is a necessity to deal with disasters and mitigate them, the integrated
reconstruction plans must be included in the national development plan, it contributes to
strengthening protection for infrastructure and adopting national references for risk assessment,
the risk management must be done according to the nature of the work of each of the sectors .
Keywords: infrastructure, risks, vulnerability, reconstruction, natural risks, war

31 2022 ‫ مارس‬/‫ آذار‬،)13( .‫ ع‬،)4( .‫ م‬،‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)51-30‬‬

‫امللخص املفاهيمي‬
‫يم ر ر ررر املجتم ر ر ررع الفلسر ر ررطيني بسلس ر ر ررلة م ر ر ررن املتغي ر ر ررات السياسر ر ررية واألمني ر ر ررة والقتص ر ر ررادية والجتماعي ر ر ررة التر ر ررى أث ر ر رررت‬
‫عل ر ر ر ررى مكون ر ر ر ررات املجتم ر ر ر ررع الفلس ر ر ر ررطيني وتس ر ر ر رربب ف ر ر ر رري ض ر ر ر رررر مباش ر ر ر ررر للبني ر ر ر ررة التحتي ر ر ر ررة وزادت ه ر ر ر ررذه الت ر ر ر ررأثيرات عن ر ر ر ررد‬
‫ازدواجي ر ر ررة املخ ر ر رراطر املرتبط ر ر ررة بوق ر ر رروع ع ر ر رردوان عس ر ر رركري عل ر ر ررى قط ر ر رراع غ ر ر ررزة يلي ر ر رره املنخفض ر ر ررات الجوي ر ر ررة‪ ،‬واس ر ر ررتمرار‬
‫تفش ر ر ي وب ر رراء كورون ر ررا مم ر ررا يس ر رراهم ف ر ري زي ر ررادة الض ر ررغط عل ر ررى بني ر ررة تحتي ر ررة متهالك ر ررة لض ر ررعف مص ر ررادر تموي ر ررل مش ر رراريعها‬
‫نتيجة الحصار السرائيلي املفروض على القطاع‪ًّ .‬‬
‫الشكل التالي يوضح امللخص املفاهيمي للمخاطر املتعلقة بالبنية التحتية وإعادة االعمار دراسة حالة العدوان‬
‫اإلسرائيلي على غزة‬
‫االستهداف‬
‫املتكرر للبنية‬
‫التحتية في ظل‬
‫الحصار الخانق‬
‫على القطاع‬
‫عناصر التعامل‬ ‫عناصر البنية‬
‫السريع مع البنية‬ ‫التحتية‬
‫التحتية عند‬ ‫التقليدية‬
‫االزمات‬ ‫املخاطر املتعلقة‬ ‫واملستحدثة‬
‫بالبنية التحتية‬
‫وإعادة االعمار‬
‫دراسة حالة العدوان‬
‫اإلسرائيلي على غزة‬
‫عناصر‬ ‫عام ‪2021‬‬ ‫عناصر الجودة في‬
‫االستدامة في‬ ‫تصميم وتشغيل‬
‫البنية التحتية‬ ‫البنية التحتية‬

‫عناصر تشغيل‬
‫البنية التحتية في‬
‫ظل الكوارث‬

‫ًّ‬
‫املخاطر املتعلقة بالبنية التحتية وإعادة‬
‫ًّ‬ ‫والشكل التالي يوضح ملخص للدراسة البحثية وأهم النتائج واملقترحات‬
‫العمار ‪-‬دراسة حالة العدوان اإلسرائيلي على غزة عام ‪ًّ 2021‬‬
‫ًّ‬

‫‪32‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)51-30‬‬

‫املخاطر املتعلقة بالبنية التحتية وإعادة االعمار ‪-‬دراسة حالة العدوان اإلسرائيلي على غزة عام ‪2021‬‬

‫راطر املرتبطررة بررالبنيررة التحتيررة وآليررات إعررادة‬


‫هرردفررت الرردراس ر ر ر ررة لتحررديررد املخر ًّ‬
‫العمار بعد العدوان السرائيلي على قطاع غزة ‪2021‬م‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫املخاطر املؤدية وظهور‬
‫ًّ‬ ‫املستمر لقطاع غزة تسبب في العديد من‬
‫ًّ‬ ‫إن الستهداف‬
‫املخاطر التي خلفها العدوان على البنية التحتية في ظل ضعف استراتيجية إعادة‬ ‫ًّ‬
‫وعناصر صمود البنية التحتية في ظل اقتراب موسم الشتاء وبالتالي‬ ‫ًّ‬ ‫العمار‬
‫ًّ‬
‫استخدمن الدراسة املنهج الوصفي لوصف أضر ًّار عدوان ‪2021‬م واملنهج‬
‫ظهر التساؤلًّ الرئيس‬
‫الخطر على حياة السكان‪ ،‬وفي ضوء ذلك ًّ‬
‫ًّ‬ ‫املساهمة في زيادة‬
‫دراسة الحالة‪،‬‬
‫التحليلي لتحليل قابلية البنية التحتية للتعرض للضرر‪ ،‬ومنهج ًّ‬ ‫العمار في قطاع غزة؟‬
‫ًّ‬ ‫املخاطر املتعلقة بالبنية التحتية وإعادة‬
‫ًّ‬ ‫التالي‪ :‬ما هي‬
‫املخاطر ‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫املخاطر عبر مصفوفة‬
‫ًّ‬ ‫ومنهج تحليل‬

‫عمر‬
‫معايير الجودة للبني التحتية واملتمثلة في املواصفات القياسية وعوامل السالمة والمان واملعايرة الدورية كفيل بتحقيق ًّ‬
‫ًّ‬ ‫توصلت الدراسة إلى أن التصميم املتوافق مع‬
‫طويل ً‬
‫نسبيا والتقليل من أعمال الصيانة‪ًّ ،‬والبنية التحتية للدفاع املدني وطواقم الستجابة ضعيفة‪ ،‬وضعف املؤشرات الوطنية للتنمية في مجال البنية التحتية‪.‬‬

‫العمار في الخطة‬
‫ًّ‬ ‫املعايير التصميمية والقياسية‪ًّ ،‬ودمج خطط‬
‫ًّ‬ ‫الستثمار في البنى التحتية في اعتباره املخاطر‪ ،‬ويجعل القدرة على الصمود أحد‬
‫ًّ‬ ‫أوصت الدراسة أن يأخذ‬
‫املخاطر حسب طبيعة عمل كل قطاع من قطاعات البنية التحتية‪..‬‬
‫ًّ‬ ‫الوطنية للتنمية‪ًّ ،‬واعتماد مراجع وطنية خاصة بتقييم وإدارة‬

‫تطلعات مستقبلية‪:‬‬
‫القيام بورش عمل تخصصية واستشارة الخبراء لوضع آليات واضحة ومنهجية لقياس الضرر غير املرئي في استهداف البنية التحتية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الشروع في توفير مختبرات لفحص احتفاظ التربة واملياه والبنية التحتية بمصادر الشعاع الناتج عن استهدافها بشكل مباشر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فتح آفاق للتعاون املشترك مع الخبراء من جمهورية مصر ضمن املنحة املصرية إلعادة إعمار قطاع غزة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بناء سياسات وطنية تعزز منهجية صمود البنية التحتية في وجه املتغيرات الناتجة عن استهداف الحتالل للبنية التحتية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تسخير وسائل العالم لتعزيز فهم العالم لزيادة الضرر على األعيان املدنية في قطاع غزة بشكل يهدد املعايير الدنيا للحياة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املخاطر ‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫تشريع أطر عاملية تساهم في تحسين قدرة البنية التحتية على الصمود في وجه‬ ‫‪‬‬

‫‪33‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)51-30‬‬

‫‪ .1‬اإلطار العام للدراسة‬


‫‪ 1.1‬مقدمة‬
‫تعد البنية التحتية في الدولًّ واملؤسسات هي العامل األساس ي في استمرارها في العمل وأداء وظيفتها حيث تشتمل البني التحتية‬
‫على املرافق العامة من الكهرباء واملياه والصرف الصحي وتتنامي لتشمل وسائل التصال والشبكات والشبكة العنكبوتية‬
‫العناصر الحديثة مثل أنظمة الروبوت والذكاء الصطناعي وتكمن أهمية البنية التحتية في انها إحدى‬
‫ًّ‬ ‫(النترنت)‪ ،‬وكذلك‬
‫عناصر مقاومة الزمة والتعامل مع الكارثة أيا كان نوعها ودرجة خطورتها وهي التي تحدد متي ستعود املؤسسة ًّاو الدولة الي‬
‫ًّ‬
‫مزاولة نشاطها في بشكل كلي ًّاو جزئي وما معدل أدائها لوظيفتها في خالل الزمة خاصة في الزمات طويلة األمد الزمني مثل‬
‫حالت الحروب والعمليات اإلرهابية والنزاعات السياسية والعرقية وكذلك الثورات وقد كانت ثورات مطلع اللفية الثالثة في‬
‫خير مثال علي ذلك‪ًّ .‬‬
‫املنطقة العربية ًّ‬
‫تساهم الكوارث الطبيعية والعتداءات املسلحة املتمثلة في العمال العسكرية املسلحة والصراعات الهلية والعرقية والعمال‬
‫اإلرهابية والثورات التي وقعت مؤخرا في املنطقة العربية‪ ،‬وما زالت مشتعلة حتى الن في كثير من املناطق ينتج عنها الكثير من‬
‫الزمات والدمار املؤثرة على البنية التحتية ًّوتهالكها بشكل يؤدي إلى أضرار تستمر لفترات زمنية متتالية‪ ،‬لذا نجد أن هناك‬
‫حاجة إلى النهج القائم على حصر وتقنين املخاطر واألزمات الناتجة عن استهداف البنية التحتية وتدميرها وزيادة الضغوط‬
‫عليها بسبب تهالك وتوقف بعض منها عن العمل‪( .‬عبد الوهاب‪ًّ )2015 ،‬‬
‫تساهم الحروب في ارتفاع هشاشة منظومة البنية التحتية مما يؤثرعلى القدرة على الصمود للمجتمع‪ ،‬وتدني معدل الستجابة‬
‫للمخاطر املستمرة في املجتمعات املعرضة للحروب‪ ،‬وبالتالي التأثير السلبي على جودة الحياة البشرية‪ ،‬وتسعى الدول لتباع‬
‫أفضل السبل التقنية والعلمية في تصميم البنى التحتية وتشغيلها ولذلك فإن الحد من املخاطر املرتبطة في تحسين حالتها‬
‫لتحمل الضغوط الناتجة عن األزمات والكوارث‪ ،‬واتباع الطرق الوقائية لتجنب املخاطر املؤثرة على البينة التحتية‪ ،‬وزيادة‬
‫الجراءات التى تعالج البنية التحتية للحد من مخاطرها‪ El-Mougher( .‬و ‪)2021 ،Mahfuth‬‬
‫تعرض قطاع غزة إلى عدة اعتداءات عسكرية أبرزها كانت في األعوام (‪2008‬م‪2012 ،‬م‪2014 ،‬م‪2021 ،‬م) وما بينها‬
‫من معارك متنوعة ساهمت في استهداف البنية التحتية في قطاع غزة‪ ،‬وخاصة قصف الطرق والشوارع واملفترقات‬
‫الرئيسية؛ مما تسبب في تدهور البنية التحتية وتوقف شبكات الكهرباء واملياه والتصالت واألضرار املرئية ًّ‬
‫وغير املرئية‬
‫التى تعيق استمرار جودة الحياة البشرية للمجتمع‪ ،‬وكان أخطر هذه العتداءات العسكرية على قطاع غزة عام ‪2021‬م‬
‫اغالق الطرق‪.‬‬
‫والذي ظهر فيه الستهداف املباشر للبنية التحتية واغالق واستهداف املفترقات الرئيسية مما تسبب في ًّ‬
‫(املغير‪ًّ )2021 ،‬‬
‫بار عند تصميم‬
‫واملعايير التصميمية والحترازية التي يجب اخذها في العت ًّ‬
‫ًّ‬ ‫العناصر األساسية في البنية التحتية‬
‫ًّ‬ ‫تناو ًّل البحث‬
‫املخاطر لكافة أنواع البنية التحتية ومدي قابليتها للتضررًّ في‬
‫ًّ‬ ‫والختيار بين البدائل‪ًّ ،‬ويتناولًّ مصفوفة‬
‫ًّ‬ ‫وتنفيذ البني التحتية‬
‫واختيار البدائل املالئمة عند التنفيذ‪ًّ ،‬ويتطرقًّ‬
‫ًّ‬ ‫العمار تبدأ من تصميم البني التحتية‬
‫ًّ‬ ‫الزمات والكوارث املختلفة‪ ،‬وآليات إعادة‬
‫ق الصيانة الوقائية والتنبؤية والعالجية ومدي تأثرها بحجم الضر ًّر الواقع وطبيعة البنية التحتية من حيث‬
‫البحث لطر ًّ‬
‫تصميمها وتركيبها وينتهي البحث بمجموعة من الستنتاجات والتوصيات املتعلقة بطرقًّ صيانة واصالح البني التحتية وعالقة‬
‫ذلك بتصميمها‪ًّ .‬‬

‫‪34‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)51-30‬‬

‫‪ 2.1‬مشكلة البحث‬
‫تعرض قطاع في مايو ‪2021‬م إلى استهداف عسكري كبير تسبب في استهداف البنية التحتية‪ ،‬حيث أشار (ابو راس‪ )2021 ،‬إلى‬
‫أن قيمة األضرار للبنية التحتية وصلت إلى ‪ 89‬مليون دولر‪ ،‬وذلك بعد استهداف شبكات الطرق واملياه‪ ،‬وشبكات الصرف‬
‫الصحي‪ ،‬وشبكات تصريف مياه األمطاروأعمدة الكهرباء والنارة‪ ،‬واملرافق العامة الحيوية‪ ،‬مما يتسبب بضغط هائل على البنية‬
‫التحتية لقطاع غزة‪ ،‬كل هذه األضرار تضع صناع القرار في تحديات بارزة تهدد استمرارالحياة بشكلها الطبيعي‪ ،‬وهذا يستدعي‬
‫إلى دراسة املخاطر املترتبة على ذلك لتحسين عمليات التأهيل والعمار لقطاع غزة‪ ،‬إذ يتضح أن الستهداف املستمر لقطاع‬
‫غزة تسبب في العديد من املخاطراملؤدية لتوقف عمليات التنمية وظهرت الثارالسلبية التي خلفها العدوان على البنية التحتية‬
‫وما هي استراتيجية إعادة العمار وعناصر صمود البنية التحتية في ظل اقتراب موسم الشتاء مما يتسبب في فيضانات تساهم‬
‫في زيادة الخطر على حياة السكان‪ ،‬وفي ضوء ذلك ظهر التساؤل الرئيس التالي‪ًّ :‬‬

‫ما هي املخاطر املتعلقة بالبنية التحتية وإعادة االعمار؟‪ ،‬ومنه تفرعت التساؤالت التالية‪:‬‬
‫‪ ‬ما هي قابلية قطاع غزة للتضرر نتيجة عدوان ‪2021‬م؟‬
‫‪ ‬كيف تم قياس قابلية البنية التحتية بقطاع غزة للتضرر بسبب عدوان ‪2021‬م؟ ًّ‬
‫‪ ‬ما هي األضرار الناتجة عن الكوارث في قطاع غزة؟‬
‫‪ ‬كيف يمكن قياس التضرر في البنية التحتية بقطاع غزة نتيجة الكوارث الطبيعية؟ ًّ‬
‫‪ ‬ما هو تقييم جاهزية قطاع غزة للتعامل مع الزمات والكوارث؟ ًّ‬
‫‪ 3.1‬اهداف البحث‬
‫هدفت الدراسة لتحديد املخاطراملرتبطة بالبنية التحتية وآليات إعادة العماربعد العدوان السرائيلي على قطاع غزة ‪2021‬م‪،‬‬
‫ومنه تفرعت األهداف التالية‪ًّ :‬‬
‫‪ ‬تصنيف وحصر عناصر البنية التحتية التقليدية واملستحدثة ًّ‬
‫‪ ‬تحديد معايير الجودة في البنية التحتية ًّ‬
‫‪ ‬دراسة عناصر ومدي القابلية للتضرر في البنية التحتية في حالتي الحروب والكوارث الطبيعية ًّ‬
‫‪ ‬تحديد أهمية صمود البنية التحتية في مجابهة الكوارث ًّ‬
‫‪ 4.1‬منهجية البحث‬
‫استخدمت الدراسة املنهج الوصفي الذي يصف أضرار عدوان ‪2021‬م‪ ،‬واملنهج التحليلي الذي يحلل املخاطر وقابلية البنية‬
‫التحتية للتعرض ملزيد من الضرر‪ ،‬ومنهج دراسة الحالة الذي تم من خالله دراسة العدوان اإلسرائيلي الغاشم على قطاع غزة‬
‫‪2021‬م‪ ،‬وتأثيره على البنية التحتية للقطاع‪ ،‬ومنهج تحليل املخاطر الذي من خالله تم عمل مصفوفة املخاطر لقياس قابلية‬
‫التضرر واليات إعادة العمار‪ًّ .‬‬
‫‪ 5.1‬فروض البحث‬
‫التصميم الجيد للبنية التحتية واتباعها ملعايير الجودة في التنفيذ والتشغيل هو العامل األساس ي في صمود البنية التحتية‬
‫والتقليل من قابليتها للتضرر في األزمات والكوارث بشقيها الطبيعة أو الحروب‪ًّ .‬‬
‫‪ 6.1‬أهمية الدراسة‬

‫‪35‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)51-30‬‬

‫‪ 1.6.1‬أهمية علمية‪ :‬تقديم مرجعية عن عناصر جودة وتشغيل البنية التحتية كأحد أهم عناصر مجابهة املخاطر وسرعة‬
‫التعامل مع الزمات والتخفيف من حدة آثارها‪ًّ .‬‬
‫‪ 2.6.1‬أهمية استراتيجية‪ :‬تتمثل األهمية الستراتيجية في إيجاد الية للتخفيف من حدة الكوارث والحد منها من خالل التحكم‬
‫في قوه وتشغيل البنية في فترة ما قبل الزمة واثناء حدوثها مما يسرع من وتيرة إعادة العمار ًّ‬
‫‪ 3.6.1‬أهمية مجتمعية‪ :‬تقديم تصورات تساهم في العمل على سرعة إعادة العمار في حالة الكوارث وتحقيق جودة الحياة‬
‫ملاليين البشر املعرضين ألخطار الكوارث على مستوي العالم‪ ،‬وهذا من شأنه مساعدة صناع القرار في اتخاذ القرارات املالئمة‬
‫ً‬
‫وفقا لطبيعة الخطر الذي يهدد املجتمع‪ًّ .‬‬
‫‪ 7.1‬حدود الدراسة‬
‫‪ 1.7.1‬الحد املكاني‪ :‬قطاع غزة ًّ‬
‫اإلسرائيلي عام ‪ 2021‬حتى نشر الدراسة‪ًّ .‬‬
‫‪ 2.7.1‬الحد الزماني العدوان ًّ‬
‫‪ 3.7.1‬الحد املوضوعي‪ :‬الحروب والنزاعات املسلحة والعمليات اإلرهابية‪ ،‬والكوارث الطبيعية الناتجة عن التغيرات املناخية‪،‬‬
‫البنية التحتية‪ ،‬الهشاشة‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلطار النظري للدراسة‪:‬‬
‫تساهم الحروب والصراعات العسكرية في استهداف العيان املدينة دون النظر لتأثير ذلك على جودة الحياة البشرية‪ ،‬مما يترك‬
‫آثار تهدد الستقرار املجتمعي وتؤثر على الصمود املجتمعي في وده الظروف الطارئة واملتغيرات السياسية والقتصادية واألمنية‬
‫والجتماعية مما يساهم في زيادة الخطرعلى املجتمع واستمرارالخطر على التجمعات العمرانية‪ ،‬وذلك لوجود أضرار في شبكات‬
‫املياه والصرف الصحي وشبكات الكهرباء والتصالت‪ ،‬مما يتسبب في تعطلها بين الحين واآلخر واتالفها‪ًّ )2018 ،El-Shaikh Ali( .‬‬
‫يختص علم إدارة املخاطر بإعداد دراسات التنبؤ بالظواهر والحوادث التى تدرس سلوك الخطر‪ ،‬وتحليل تأثيراتها املتعددة على‬
‫القطاعات املختلفة‪ ،‬وخاصة بما يتعلق بآليات وقوع الخطر فهم مصارها واألفعال الناتجة عنها‪ ،‬وتعمل املؤسسات الرسمية‬
‫على دراسة املخارط التى ترتبط بالبنية التحتية القائمة وضغوط األزمات والكوارث عليها‪ ،‬واملخاطراملترتبة على عمليات الصيانة‬
‫والتأهيل لها‪ ،‬أثناء الحفريات ومخاطر املواد املستخدمة في أنشائها من مواد كيميائية تؤثر على املوارد البشرية العامة في أعمال‬
‫الصيانة أو إزالة املخاطر الناتجة عن تأثير الكوارث عليها‪( .‬حمزة‪2014 ،‬م)‪ًّ .‬‬
‫‪ 1.2‬أنواع البني التحتية‬
‫تتمثل البنية التحتية في الدول واألنظمة في عدة عناصر أساسية منها العناصر التقليدية املتعارف عليها والعناصر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الحديثة التي بدأت في اخذ مكانها وغالبا ما يجري التعامل حاليا مع هذه املشاريع باعتبارها عناصر حيوية لجودة الحياة‬
‫األمم‬
‫العامة شكل (‪ )1‬عناصر البنية التحتية التقليدية واملستحدثة‪ .‬الستدامة في البنية التحتية تعرف طبقا لبرنامج ًّ‬
‫املتحدة اإلنمائي على انه بناء بنى تحتية قادرة على الصمود‪ ،‬وتحفيز التصنيع الشامل واملستدام وتشجيع البتكار واعتبار‬
‫الستثمار في البنى التحتية املستدامة أساسيا لتحسين املستويات املعيشية للمجتمعات املحلية في جميع أنحاء العالم‪ ،‬وتتمثل‬
‫عناصر البنية التحتية فيما يلي‪( ،)2009 ،Fulmer( :‬منتدى الرياض القتصادي‪2007 ،‬م) ًّ‬

‫‪36‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)51-30‬‬

‫الصرف الصحي‬
‫والنفايات‬
‫املواد ذاتية‬
‫الكهرباء‬
‫االلتئام‬

‫الروبوت‬ ‫الغاز والبترول‬


‫عناصر البنية‬
‫التحتية التقليدية‬
‫واملستحدثة‬

‫الطرق‬
‫الذكاء‬
‫والجسور‬
‫االصطناعي‬
‫واالنفاق‬

‫املياه‬
‫االتصاالت‬
‫والتمديدات‬
‫واالنترنت‬
‫الصحيه‬

‫شكل (‪ )1‬عناصر البنية التحتية‬


‫‪ ‬أنظمة شبكات مياه الشرب والري التي توفر املياه النقية لكافة الكائنات الحية من البشر والطيور والحيوانات‬
‫وكذلك تعد عصب الزراعة إلمداد الدول باحتياجاتها من الغذاء وامداد الصناعات املختلفة بضروريات‬
‫العمليات الصناعية واإلنتاجية والخدمية ًّ‬
‫تحس ن الصحة العامة عن طريق التخلص المن من النفايات اليومية وكذلك‬ ‫‪ ‬أنظمة الصرف الصحي التي ّ‬
‫شبكات الصرف الصناعي وشبكات الصرف الزراعي ويندرج أيضا شبكات التخلص من النفايات الصلبة سواء‬
‫الناتجة عن انشطة الحياة اليومية او األنشطة الصناعية او الزراعية او التعدينية والتي تشكل حمال بيئا‬
‫يسبب اضرار جسيمة على الكائنات الحية ًّ‬
‫‪ ‬التصالت هي العنصر األساس ي في البنية التحتية وتشمل الشبكات األرضية والتصالت السلكية والال سلكية‬
‫ًّوشبكات الهاتف املحمول والشبكة العنكبوتية (النترنت) التي ساعدت في التواصل ما بين كل دول العالم‬
‫وحولت العالم لقرية صغيرة‪،‬‬
‫‪ ‬شبكات الغاز والبترول والتي تعد املصدر الرئيس ي في كثير من الدول إلمداد املنازل واملصانع ووسائل النتقالت‬
‫باحتياجاتها من الطاقة كما انها تعد مصدر إلمداد الكثير من الصناعات باحتياجاتها من الخامات األولية‬
‫والثانوية على حد سواء مثل مصانع البتروكيماويات والدهان ات واللدائن واملنسوجات والصناعات الكيماوية‬
‫وفي أحيان كثيرة تمد هذه املصانع وغيرها بحاجتها من الطاقة الالزمة لستمرار العملية النتاجية‬

‫‪37‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)51-30‬‬

‫‪ ‬الطرق والجسور والكباري التي توفر الوصول إلى شتي املواضع والبقاع سواء داخل الدولة او عن طريق ربطها‬
‫بدول أخري وما يتصل بها من قطارات وعربات ونقط مرور ونقط تموين بالغاز ووحدات شحن للسيارات‬
‫الكهربائية وكذلك نقاط املراقبة بالرادار ووحدات النارة ومراكز الصيانة‪.‬‬
‫‪ ‬محطات الطاقة بكافة أنواعها وما يتصل بها من كابالت وتمديدات ووصالت كمحطات الوقود الحفوري‬
‫واملحطات التي تعمل بالفحم والغاز ومشتقات البترول وأنواع الوقود النظيف مثل الطاقة الكهرومائية‬
‫والنووية والطاقات املتجددة مثل محطات الطاقة الشمسية ومزارع الرياح التي تض يء املنازل وتوفر الطاقة‬
‫للصناعة‪ًّ .‬‬
‫ويرى الباحثان أن هناك بعض العناصر تم استحداثها للبنية التحتية بما يساهم في تحسين صمودها أمام‬
‫املخاطر التى تهدد املجتمعات في إطار التقدم العلمي الحديث فقد تم إضافة عناصر جديدة للبنية التحتية‪،‬‬
‫وتتمثل هذه العناصر فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬النسان اللي (الروبوت) والدور الكبير الذي تلعبه في إنجاز املهام التي قد يصعب تنفيذها من ِق بل البشر‬
‫مثل كشف األلغام وإنقاذ املصابين تحت األنقاض وكذلك التوغل في املناطق الخطرة والوعرة‬
‫‪ ‬أنظمة الذكاء الصطناعي ‪ Artificial intelligent‬تعرف على انها سلوك وخصائص معينة تتسم بهاًّالبرامج‬
‫الحاسوبية ‪ ،‬تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها‪ .‬من أهم هذه الخاصيات القدرة‬
‫علىًّالتعلم والستنتاج ورد الفعل على أوضاع لمًّتبرمج فيًّاآللة‬
‫‪ ‬املواد ذاتية اللتئام ‪ Self-healing‬التي يمكنها اللتحام عند تعرضها للكسر او التمزق تلقائيا‬
‫‪ 2.2‬عناصر الجودة في تصميم وتصنيع البنية التحتية‬
‫تعتبر قدرة البنية التحتية علي الصمود لفترات زمنية طويلة نسبيا ومع حدوث الكثير من الظروف القاسية مثل ما‬
‫يحدث اثناء الحروب والحوادث الطارئة معتمد بشكل كبير علي جودة تصميم وتركيب البني التحتية وبعبارة اكرر وضحا‬
‫بمدي تحقيقها لعناصر الجودة املتمثلة في العناصر املوضحة في شكل (‪ )2‬عناصر الجودة في تصميم وتنفيذ البنية‬
‫التحتية‪( - :‬نصر هللا و أبو زيادة‪( ،)2019 ،‬برغوث‪2013 ،‬م)‪( ،‬مكتب األمم املتحدة لخدمات املشاريع‪ًّ )2020 ،‬‬
‫‪ ‬التصميم والتنفيذ تبعا للمواصفات القياسية العاملية ‪ ISO, ASTM,DIN,BS‬مع الخذ في العتبار املواصفات‬
‫القياسية املحلية لكل دولة التي تراعي ظروفها املناخية والطبيعية وكذلك أكواد التصميم واملعايير الحديثة مثل‬
‫أكواد البناء األخضر ومواصفات ‪ Ashry‬اشري كود‬
‫‪ ‬دقة أجهزة القياس واملعايرة املستعملة في تركيب وتشغيل البنية التحتية‬
‫‪ ‬معايرة األجهزة والخامات وأدوات القياس بشكل دوري وفي جهات معتمدة محليا وعامليا طبقا ملا هو وارد في‬
‫املواصفات العاملية ‪ISO‬‬
‫‪ ‬إيجاد وتطبيق القوانين والتشريعات العاملية الخاصة بمعايير التشغيل‬
‫‪ ‬اعتبار معامالت السالمة واألمان ‪ factors of safety‬املنصوص عليها في أكواد التصميم واملواصفات ضد جميع‬
‫املخاطر القائمة واملحتملة‬
‫‪ ‬مراعاة توافق املواد املستعملة في تنفيذ وصيانة البنية التحتية مع الظروف املناخية والطبيعية للدولة فغالبا ما‬
‫تكون املواد واألنظمة املستوردة من الخارج متوافقة مع ظروف الدول املصدرة لها وغالبا ما يحدث لها اعطال‬
‫وتوقفات لعدم توافقها بيئا ومناخيا مع مواضع تشغيلها‬

‫‪38‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)51-30‬‬

‫توافق املواد‬
‫مع البيئة‬

‫وسائل القياس‬ ‫معامالت‬


‫واملعايرة‬ ‫السالمة والمان‬

‫البنية التحتية‬
‫وعناصر‬
‫جودتها‬
‫املواصفات‬
‫التشريعات‬ ‫القياسية العاملية‬
‫واملحلية‬

‫العتماد‬

‫شكل (‪ )2‬عناصر الجودة في تصميم وتشغيل البنية التحتية‬


‫‪ 3.2‬عناصر الجودة في تشغيل البنية التحتية‬
‫تشغيل البنية التحتية في األحوال العادية وفي أوقات الحروب والكوارث يعتمد علي عدة عوامل وفق ما هو موضح في‬
‫شكل (‪ )3‬حيث يتوقف توافر عناصر الستدامة في البنية التحتية ًًّ‬
‫طبقا لبرنامج األمم املتحدة اإلنمائي على أنه بناء بنى‬
‫تحتية قادرة على الصمود علي املدي الزمني الطويل وتحت ظروف التشغيل الشاقة من حيث كمية وحجم العمل‬
‫األعمال‪ ،‬وتحفيز التصنيع الشامل‬
‫غير املتوقعة في كميات ونوعيات ًّ‬
‫املنوط بها‪ ،‬وأداءها وقدرتها علي استيعاب الزيادة ًّ‬
‫املستويات املعيشية للمجتمعات‬
‫ًّ‬ ‫واملستدام وتشجيع البتكار واعتبار الستثمار في البنى التحتية املستدامة ً ًّ‬
‫أساسا لتحسين‬
‫املحلية في جميع أنحاء العالم‪ ،‬وأن صمود البنية التحتية حيال التعامل مع ًّاألحداث املفاجئة والكوارث يعد العامل األهم في‬
‫مدي استدامتها حيث تتوقف عناصر الستدامة في التعامل مع البنية التحتية في ظل الكارثة على عدة عوامل‪( - :‬األمم‬
‫املتحدة‪ًّ )2017 ،‬‬

‫‪39‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)51-30‬‬

‫طريقة التصال‬

‫شبكةالتصال‬ ‫نوعية الشبكة‬


‫وبنيتها‬

‫نطاق التغطية‬
‫املوقع الجعرافي‬
‫اجهزة التصال‬
‫التحكم في‬
‫نوع املنشآة‬
‫التشغيل‬ ‫برنامج التشغيل‬
‫انظمة التشغيل‬
‫الوسط املحيط‬
‫املعدات‬

‫البداع والبتكار‬
‫ًّ‬
‫شكل (‪ )3‬عناصر تشغيل البنية التحتية في ظل الكوارث‬
‫‪ ‬طبيعة نشاط املنطقة أو التجمع أو املدينة‪ ،‬أو الستعمال الخاص باألرض والذي يحتوي البنية التحتية‪ ،‬فعلي‬
‫سيبل املثال طبيعة الخطر املترتب على البنية التحتية الخاصة باملنطقة التجارية يختلف عن املدنية الصناعية‪.‬‬
‫‪ ‬املوقع الجغرافي ومدي بعده عن بؤرة وقوع الكارثة‪ ،‬وكذلك سرعة وصول طواقم الستجابة الطارئة للحوادث‬
‫واملساعدات الخاصة بإعادة األعمال‪.‬‬
‫‪ ‬الوسط املحيط باملنشاة وموقعه من موضع حدوث الكارثة‪ ،‬وتوافر مصادر خطر بشرية أخرى مثل املنشآت‬
‫الخطرة التى تشكل خطورة وتساهم في انتقال الخطر بالعدوى‪.‬‬
‫‪ ‬طريقة تشغيلها من حيث شبكات التصال وبرامج التشغيل ومدي البتكار في التصميم‪.‬‬
‫‪ ‬شبكات التصال ومدي جودتها تتوقف على بنية الشبكة التى يحدد قدرتها على العمل في ظل الكارثة‪ ،‬ونطاق‬
‫التغطية وهل تقع في بؤرة الكارثة؛ مما يعني أنها مشمولة بنطاق التغطية وطرق التصال األساسية والبديلة‪.‬‬
‫‪ ‬ميكانيكية تشغيل (املنطقة‪ /‬التجمع العمراني‪ /‬املدينة‪ /‬استعمالت األراض ي) وبنيتها التحتية يعتمد على‬
‫معدات التشغيل (‪ )Hardware‬ومعدات ووسائل التصال )‪ًّ ،)Software‬وبرامج التشغيل من حيث العاملين‪،‬‬
‫واملترددين وقدرتهم على الستجابة للكارثة‪ ،‬شكل (‪ )4‬تصنيف عوامل التشغيل عند حدوث الزمة‪ /‬أو الكارثة‪.‬‬
‫عنصرا ًًّ‬
‫هاما وهو يعني ووجود عناصر جديدة‪ ،‬ومميزة في البنية التحتية من أبرزها املواد‬ ‫ًًّ‬ ‫‪ ‬البتكار والبداع يعد‬
‫ذاتية اللتئام السابق اإلشارة إليها التي تعمل على الصيانة الذاتية السريعة‪ ،‬ومنع حدوث الكسور والشروًّخ‬
‫في البنية التحتية‪ ،‬وكذلك تعد أنظمة الذكاء الصطناعي‪ ،‬والروبوت من العوامل الهامة‪ ،‬واملؤثرة في إيجاد بنية‬
‫تحتية مستدامة قادرة على مجابهة الكوارث‪.‬‬

‫‪40‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)51-30‬‬

‫تصنيف عوامل‬
‫التشغيل‬

‫املعدات‬ ‫التصالت‬ ‫األفراد‬

‫مدربين علي‬
‫تعمل بكفاءة‬ ‫معطلة‬ ‫داخلية‬ ‫خارجية‬
‫مجابهة الطوارئًّ‬

‫تطويرها لتتحمل‬ ‫مؤسسات حكومية‬ ‫غير مدربين علي‬


‫تحتاج لصيانة‬ ‫الدول الصديقة‬
‫مزيد من‬ ‫ى‬
‫أخر ًّ‬ ‫ئ‬
‫مجابهة الطوار ًّ‬
‫الضغوط‪.‬‬
‫مؤسسات قطاع‬
‫تحتاج لتالف‬ ‫املؤسسات الدولية‬
‫خاص‬
‫شكل (‪ )4‬عناصر االستدامة في البنية التحتية‬
‫‪ 4.2‬أنواع الكوارث املؤثرة على البنية التحتية‬
‫يمكننا تصنيف الكوارث املؤثرة على البنية التحتية إلى قسمين رئيسيين وهي‪( -:‬مكتب األمم املتحدة للحد من مخاطر‬
‫الكوارث‪)2015 ،United Nations( ،)2017 ،،‬‬
‫الكوارث الطبيعية التي تفاقمت في اآلونة األخيرة نتيجة التغيرات املناخية وظاهرة الحتباس الحراري ومن‬ ‫‪.I‬‬
‫املتوقع ان تتفاقم في املستقبل القريب مثل الزلزل والبراكين والعاصير والرياح والتصحر والتسونامي (املد‬
‫البحري) والسيول والفيضانات وحرائق الغابات والنخفاضات األرضية والنخفاسات وهجمات الجراد وما‬
‫يماثلها ًّ‬
‫الكوارث من صنع البشر مثل الحروب والعمال اإلرهابية والثورات والنزاعات العرقية وكافة العمال املسلحة‬ ‫‪.II‬‬
‫على الصعيد املحلي والدولي والتي ينجم عنها الحرائق والهدم والحروب الكيماوية والنووية والغازات السامة‬
‫والشعاعات القاتلة واملدمرة والنفجارات وأنواع الحروب البيولوجية ًّ‬
‫‪ 5.2‬عناصر إدارة الكارثة وإعادة االعمار‬
‫تتنوع عناصر إدارة الكارثة وإعادة اإلعمار من خالل العمل الدمج بين مراحل إدارة الكارثة مع مرحلة العمار والتأهيل‬
‫والبناء بشكل أفضل‪( .‬املغير‪ ،‬ابو علي‪ ،‬أبو شرخ‪ ،‬و النجار‪( ،)2020 ،‬املغير‪ ،‬القوة الناعمة في التأهيل واإلعمار بعد‬
‫الحروب‪ًّ )2021 ،،‬‬
‫‪ ‬بناء أماكن اإليواء للسكان املتضررين ًّ‬
‫‪ ‬إدارة الكميات الكبيرة من الحطام‬
‫‪ ‬تحقيق سرعة عودة عناصر اإلنتاج والتصنيع‬
‫‪ ‬خدمة البنى القائمة سلفا وإصالحها‪.‬‬
‫‪ ‬توفير عناصر بني تحتية مالئمة للتعامل السريع مع الكوارث مثل املصابيح الشمسية الخارجية‬

‫‪41‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)51-30‬‬

‫‪ ‬توفير وتجهيز عناصر مبتكرة لتجميع مياه األمطار او نواتج تحطيم السدود والخزانات ًّ‬
‫‪ 6.2‬خصائص البنية التحتية للتعامل الحاسم مع الكوارث‬
‫ولتحقيق التعامل السريع والحاسم مع الكوارث بكافة انواعها سواء الكوارث الناتجة عن الحروب والنزاعات او الكوارث الناتجة‬
‫عن الظواهر الطبيعية يستلزم توافر عدة عناصر في البنية التحتية وهذه العناصر يمكن اضافتها إلى البنية التحتية القائمة‬
‫بالفعل كشكل من اشكال زيادة قدرتها على العمل بكفاءة وزيادة قدرتها علي الصمود في وجه الجوائح وقدرتها الخدمية شكل‬
‫(‪ )5‬يوضح عناصر التعامل السريع مع البنية التحتية عند االزمات والتي تشمل عدة ركائز أساسية‪( - :‬مكتب األمم املتحدة‬
‫للحد من مخاطر الكوارث‪( ،)2017 ،،‬املغير و أبو شاب‪ ،‬مدى مالئمة الخطط التنموية للبلديات مع مبادئ املدن التى نحتاجها‪-‬‬
‫حالة دراسة بلدية خان يونس‪)2019 ،‬‬
‫‪ ‬الربط بين البني التحتية حيث ان الربط بين البني التحتية في الدول او القاليم املتجاورة توفر البديل الفوري‬
‫والعاجل عند تعطل املرفق عن العمل نتيجة الكوارث وتعوض ما قد يشوب اداءه لوظيفته من قصورًّ‬
‫‪ ‬الفصل بين األجزاء يعني الفصل بين أجزاء املرفق بطرق الفصل الهندسية املتعارف عليها مثل املحابس والوصالت‬
‫مما يسهل عزل جزء معين من املرفق عند تعطله واكتشاف خلل في أداء وظيفته مما يسهل عمليات الصيانة‬
‫واإلصالح دونما ان تتأثر بقية أجزاء املرفق مما يسمح لها بالستمرار في اداء وظيفتها بكفاءة ًّ‬
‫‪ ‬الصيانة العالجية حيث يلزم توفير الكوادر الفنية وقطع الغيار ومعدات اإلصالح والصيانة بشكل مستمر وذلك‬
‫للحد من تفاقم الكارثة وسرعة التعامل مع التوقفات والعطال ًّ‬
‫‪ ‬أنظمة تصريف املياه تراكم املياه الناتجة عن الكوارث يعد كارثة بحد ذاته ويؤثر على البنية التحتية بشكل كبير‬
‫خاصة التمديدات الكهربية والتصالت لذا يجب الهتمام بعناصر تصريف املياه وجعلها متناسبة مع حجم الكارثة ًّ‬
‫‪ ‬تدوير وازاله الحطام واملخلفات سرعة إزالة الحطام وإعادة تدويره في إعادة العمار وبناء مساكن اليواء السريع‬
‫يعد عنصرا هما في سرعة التعامل مع الزمة باإلضافة لتحقيق املنفعة‬
‫‪ ‬املصابيح الشمسية واالضاءات البديلة لتوفير مصادر اإلضاءة والتخفيف من آثار الجائحة وزيادة فترات التعامل‬
‫مع الثار السلبية لحوالي ‪ 24‬ساعة‪ًّ .‬‬

‫‪42‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)51-30‬‬

‫الربط بين البني‬ ‫تجميع وتصريف‬


‫التحتية‬ ‫املياه‬

‫الصيانة‬ ‫املصابيح الشمسية‬


‫العالجية‬ ‫واالضاءات البديلة‬

‫الفصل بين‬ ‫عناصرالتعامل‬ ‫تدوير وازاله‬


‫الجزاء‬ ‫السريع‬ ‫الحطام‬

‫شكل (‪ )5‬عناصر التعامل السريع مع البنية التحتية عند االزمات‬


‫‪ .3‬اإلطار العملي للدراسة‪:‬‬
‫لتحقيق اهداف الدراسة عمل الباحثان على دراسة وتحليل التقارير الصادرة عن وزارة الحكم املحلي‪ ،‬ووزارة األشغال العامة‬
‫واإلسكان وحضور ورش عمل عقدتها وزارة الحكم املحلي‪ ،‬ومخرجات اليوم العلمي الذي عقدته جامعة األسراء حول تقييم‬
‫أثرالعدوان اإلسرائيلي مايو ‪ 2021‬على قطاعات الطاقة والبيئة والقتصاد في القطاع غزة يوم الثنين املوافق ‪ 21‬يونيو ‪2021‬م‬
‫بجامعة السراء‪ ،‬وتحلي محويات ورقة أثار العدوان اإلسرائيلي أيار ‪ 2021‬على قطاع الحكم املحلي‪ ،‬تمص تصميم نموذج‬
‫لتقييم التضرر في قطاع غزة نتيجة عدوان ‪ ،2021‬وقابلية تضرر البنية التحتية بقطاع غزة نتيجة عدوان ‪2021‬م‪ ،‬وقابلية‬
‫التضرر نتيجة الكوارث الطبيعية في املنخفضات الجوية ‪2022-2021‬م وأثر استهداف البنية التحتية على زيادة الضرر‪ًّ ،‬وتضرر‬
‫القطاع والبنية التحتية الكوارث الطبيعية‬
‫‪ 1.3‬دراسة قابلية تعرض منطقة الدراسة والبنية التحتية فيها ملزيد من الضرر في االعتداءات العسكرية‪:‬‬
‫‪ 1.1.3‬قياس تأثير املخاطر على الفئات والجهات القابلة للتضرر من العدوان على قطاع غزة‪.‬‬
‫استهدف الحتالل اإلسرائيلي قطاع غزة باعتداءات عسكرية كانت األقوى من حيث التأثير املباشر على البنية التحتية وكثافة‬
‫النيرات لستهداف املنشآت املدنية خالل فترة ‪ 11‬يوم‪ ،‬وهذا كان ً‬
‫سببا لدراسة العدوان وآثاره وأضرار على األعيان املدنية‬
‫ومكونات املجتمع وخاصة تأثيره علي البنية التحتية للقطاع كمثال ملدي تضرر البني التحتية بالحروب والنزاعات املسلحة‬
‫ً‬
‫مثال لتدمير البنية التحتية في الدول التي تتعرض للنزاع املسلح حيث راح ضحيته ‪200‬‬
‫العدوان العسكري على قطاع غزة‪ًّ ،‬‬
‫شهيد حتي الن‪ ،‬واكرر من ‪ 1400‬مصاب بحسب تصريحات الجهات الحكومية بغزة‪ ،‬حيث استهدف القصف املباني السكنية‬
‫والبراج التي يقطنها املدنيين واملدارس واملساجد والطرق واملؤسسات العامة والخدمية‪ ،‬كما تم دراسة الكوارث الطبيعية في‬
‫القطاع كنتيجة حتمية لتبيان ضرر الستهداف وتأثيراتها على البنية التحتية وعالقة الخطراملزدوج بعد استهداف البنية التحتية‬
‫مما يتسبب في زيادة الضرر وارتفاع منسوب الفيضانات‪ًّ ،‬‬

‫‪43‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)51-30‬‬

‫جدول (‪ )1‬التضرر في قطاع غزة نتيجة االعتداءات العسكرية على قطاع غزة ‪2021‬‬
‫القابلية للتضرر‬ ‫نوعية الزمة الناتجة‬
‫الضرر‬ ‫الخدمات‬ ‫عن العدوان على‬
‫املعدات املنشآت‬ ‫االفراد‬
‫املادي‬ ‫املقدمة‬ ‫القطاع‬
‫عالية‬ ‫عالية‬ ‫عالية‬ ‫عالية‬ ‫عالية‬ ‫الحرائق‬ ‫‪1‬‬
‫عالية ًّ‬ ‫عالية‬ ‫عالية‬ ‫عالية‬ ‫عالية‬ ‫النفجارات‬ ‫‪2‬‬
‫استخدمت بشكل محدود ًّ‬ ‫‪ 3‬األسلحة الكيماوية‬
‫لم يثبت استخدامها ًّ‬ ‫الشعة القاتلة‬ ‫‪4‬‬
‫عالية ًّ‬ ‫عالية‬ ‫ضعيفة متوسطة‬ ‫عالية‬ ‫الغازات السامة‬ ‫‪5‬‬
‫عالية ًّ‬ ‫متوسطة‬ ‫متوسطة متوسطة‬ ‫عالية‬ ‫املخلفات الصلبة‬ ‫‪6‬‬
‫لم يثبت استخدامها ًّ‬ ‫‪ 7‬األسلحة البيولوجية‬
‫لم يثبت استخدامها ًّ‬ ‫األسلحة النووية‬ ‫‪8‬‬
‫ويشير جدول (‪ )1‬يوضح املخاطر التي تسبب بها العدوان على القطاع‪ ،‬ومدي الضرر الواقع على الفراد واملعدات واملنشآت‬
‫ًّ‬
‫ومدي تأثر القطاع الخدمي‪ًّ ،‬وحجم الضرر املادي حيث بلغ الضرر نتيجة النفجارات والحرائق الناتجة عن عمليات القذف‬
‫املختلفة القيمة القصوى للتضررًّ‪ ،‬بينما لم يثبت استخدام الشعة القاتلة واألسلحة البيولوجية أ ًّو النووية في العدوان‪ ،‬وقد‬
‫استخدمت األسلحة الكيماوية بشكل محدود وفي أماكن بعينها لذا صعب فصل الضرر الناتج عنها عن الضرر الكلي املتركز في‬
‫النفجارات والحرائق‪ ،‬وخاصة أن الحتالل استهدف املنشآت التجارية والقتصادية في املنطقة الصناعية بمدينة غزة‪،‬‬
‫واستهدف مصنع للمبيدات الزراعية مما ترك أثر وضرر بيئي على البنية الزراعية التحتية‪ ،‬واستهدف ً‬
‫أيضا مجمع‬
‫للدهانات والبويات في محافظة رفح شكل تلوث بيئي وتهديد‪ًّ .‬‬
‫‪ 2.1.3‬قياس تأثير املخاطر على عناصر البنية التحتية املتضررة من العدوان‬
‫عمل الباحثان على تقييم املخاطر وتأثيراتها على النية التحتية في قطاع غزة ومستوى الضرر الناتج عن الستهداف‬
‫العسكري للعديد من املنشآت والعناصر الحيوية‪ ،‬والتى تتطلب فترات زمنية لعالجها أبرزها الستهداف السرائيلي‬
‫للمنطقة الصناعية بمدينة غزة مما تسبب في حرائق استمرت لساعات ممتدة وأثرت على البنية لتحتية الصناعية‬
‫للقطاع‪ ،‬واستهداف مجمع مخازن املبيدات الزراعية في محافظة شمال غزة‪ ،‬والتي أثرت بشكل مباشر على البيئية‬
‫الطبيعية والبنية التحتية الزراعية وهدد الوجود البشري في املكان ويتطلب معالجات بيئية للتخلص من النفايات‬
‫الخطرة الناتجة عن الستهداف‪ ،.‬ويشير جدول (‪ )2‬تأثير العدوان على بعض عناصر البنية التحتية في قطاع غزة‪ ،‬وخاصة‬
‫التي ظهرت بشكل مباشر في شارع الوحدة ومنطقة تل الهوا‪ ،‬وشارع الصناعة وبجوار األونروا لتدمير البنية التحتية‪.‬‬

‫‪44‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)51-30‬‬

‫جدول (‪ )2‬التضرر في البنية التحتية بقطاع غزة نتيجة اجتياح ‪2021‬‬


‫القابلية للتضرر‬ ‫نوعية الزمة الناتجة عن‬
‫الغاز‬ ‫املياه الصرف االتصاالت الطاقة املنشآت الطرق‬ ‫العدوان على القطاع‬
‫والبترول‬ ‫الصناعية‬
‫عالي‬ ‫عالي‬ ‫عالية ًّ‬ ‫عالي‬ ‫ضعيف متوسطة متوسطة‬ ‫الحرائق‬ ‫‪1‬‬
‫عالي ًّ‬ ‫عالي‬ ‫عالية ًّ‬ ‫عالي‬ ‫عالي‬ ‫عالي‬ ‫عالي‬ ‫االنفجارات‬ ‫‪2‬‬
‫استخدمت بشكل محدود ًّ‬ ‫‪ 3‬األسلحة الكيماوية‬
‫لم يثبت استخدامها ًّ‬ ‫االشعة القاتلة‬ ‫‪4‬‬
‫متوسط ًّ‬ ‫عالية ًّ ضعيف‬ ‫متوسط ضعيف ضعيف‬ ‫عالي‬ ‫‪ 5‬الغازات السامة‬
‫ضعيف ًّ‬ ‫ضعيف متوسط عالية ًّ متوسط‬ ‫عالي‬ ‫عالي‬ ‫‪ 6‬املخلفات الصلبة‬
‫لم يثبت استخدامها ًّ‬ ‫األسلحة‬ ‫‪7‬‬
‫البيولوجية‬
‫لم يثبت استخدامها ًّ‬ ‫‪ 8‬األسلحة النووية‬
‫ً‬
‫تضررا من العدوان‪ ،‬حيث تعرضت املياه للتلوث بشكل كبير نتيجة النفجارات‬
‫ًّ‬ ‫يوضح جدول (‪ )2‬ان قطاع املياه هو األكرر‬
‫والغازات السامة واملخلفات الصلبة؛ مما أدي لتعاظم الضرر على الفراد وتفاقم الضرر على املدي البعيد‪ًّ ،‬ألن الكثير من‬
‫القطاعات الخدمية تتأثر بهذا املرفق الهام وابرزها قطاعي الصحة والزراعة والري والصناعة وغيرهما‪ ،‬وكذلك قطاع املنشآت‬
‫الصناعية والتي ما زالت تعاني من أثارها حتى هذه اللحظة‪ ،‬حيث ألحق خسائر فادحة أدت إلى زيادة البطالة وتوقف املنشآت‬
‫الصناعية عن العمل‪ ،‬بينما تأثرقطاع الطاقة والبترول والغازبالحرائق والنفجارات بشكل مؤثرأدي لتعطل الكثيرمن مرافقها‪،‬‬
‫وتأثر قطاع التصالت والصرف الصحي بشكل متوسط ألي محدود بكافة مظاهر العدوان الغاشم‪ .‬ومما سبق يتضح تأثر كل‬
‫من الفراد واملعدات واملرافق بالعدوان بشكل كبير مما ادي لحدوث اثار اقتصادية سيئة على املدي البعيد ووجود خسائر‬
‫مادية جسيمة‪ًّ .‬‬
‫‪ 2.3‬دراسة قابلية تعرض منطقة الدراسة والبنية التحتية ملزيد من الضرر بسبب الكوارث‪:‬‬
‫‪ 1.2.3‬قياس تأثير قابلية تعرض قطاع غزة للتضرر من املخاطر الطبيعية‪.‬‬
‫تعاني قطاع غزة من هشاشة املنظومة القتصادية بسبب الحصار اإلسرائيلي على قطاع غزة؛ مما حولها ملنطقة تعاني‬
‫من ظروف غير مستقرة بسبب زيادة الضغط على البنية التحتية واستهدافها في العدوانات السابقة على القطاع‬
‫(‪2008‬م‪2012 ،‬م‪2014 ،‬م‪2021 ،‬م) وما بينهما من تصعيد عسكري‪ ،‬مما يشكل زيادة من الضغط على البنية التحتية‪،‬‬
‫وعليه رصد الباحثان نتيجة الكوارث السابقة على قطاع غزة والبنية التحتية‪ ،‬ويشير جدول (‪ )3‬قابلية قطاع غزة‬
‫للتضرر نتيجة الكوارث الطبيعية‪ ،‬وقد لحظ الباحثان أن منطقة محيط الجامعات ومجمع الجوازات الحكومي ًّ‬
‫تعرض‬
‫للغرق وخاصة الشارع الشرقي ملدرسة الرمال البتدائية املجاورة ملجمع الجوازات بسبب استهداف املنطقة بالقذائف‬
‫الصاروخية واختراق باطن األرض مما شكل تهديد ألبار حقن ميتاه األمطار الخزان الجوفي وهذا يعتبر ضرر غير مرئي‬
‫يظهر بعد وقوع األمطار ‪ ،‬وحدوث حالت الفيضان مما أعاق تنقل الطلبة وصعوبة خروجهم من املدارس‪ ،‬وقد استجابة‬
‫طواقم بلدية غزة والدفاع املدني لهذه الحادثة‪ ،‬كما وقع انفجار لخطوط الصرف الصحي نتيجة الضرر غير املرئي‪ًّ .‬‬
‫ًّ‬

‫‪45‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)51-30‬‬

‫جدول (‪ )3‬التضرر في قطاع غزة نتيجة املخاطر الطبيعية‬


‫القابلية للتضرر‬ ‫نوعية الزمة الناتجة عن املخاطر‬
‫االفراد املعدات املنشآت الخدمات املقدمة الضرر املادي‬ ‫الطبيعية على القطاع‬
‫ل توجد غابات في قطاع غزة‬ ‫حرائق الغابات‬ ‫‪1‬‬
‫نادرة الوقوع ًّ‬ ‫التسونامي‬ ‫‪2‬‬
‫متوسط ًّ‬ ‫ضعيف‬ ‫ضعيف ضعيف متوسط‬ ‫التصحر‬ ‫‪3‬‬
‫عالي ًّ‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط ضعيف متوسط‬ ‫الرياح والعاصير‬ ‫‪4‬‬
‫ل توجد هجمات ًّ‬ ‫‪ 5‬الهجمات البيولوجية (الجراد)‬
‫نادرة الوقوع ًّ‬ ‫‪ 6‬النخفاسات األرضية (الهبوط)‬
‫ضعيف ًّ‬ ‫ضعيف‬ ‫ضعيف ضعيف ضعيف‬ ‫النهيارات الرضية‬ ‫‪7‬‬
‫متوسط ًّ‬ ‫متوسط‬ ‫ضعيف متوسط ضعيف‬ ‫الفيضانات‬ ‫‪8‬‬
‫نادرة الوقوع ًّ‬ ‫الزلز ًّل‬ ‫‪9‬‬
‫ل يوجد براكين في قطاع غزة ًّ‬ ‫البراكين‬ ‫‪10‬‬
‫متوسط ًّ‬ ‫ضعيف‬ ‫متوسط ضعيف متوسط‬ ‫السيول‬ ‫‪11‬‬
‫يالحظ من جدول (‪ )3‬أن هناك تأثير واضح للمخاطر الطبيعية وذلك بعد لدراسة الكوارث الطبيعية وأثرها على قطاع‬
‫عزة فقد تم رصد وتحليل الضرر الناتج عنها‪ ،‬حيث ظهر في العديد من حوادث الستجابة أن التعامل مع الفيضانات‬
‫في قطاع غزة تكون ردة فعل على سلوك املياه التى تغمر الشوارع وترتفع بصورة كبيرة تعيق حركة املواطنين وتتسرب‬
‫املياه للمنازل مما يؤثر بالضرر املباشر على حياة املواطنين‪ ،‬أو ممتلكاتهم الخاصة مما يتطلب تعويض من الجهات‬
‫الحكومية‪ ،‬إن القابلية ملزيد من الضرر نابع من منع الحتالل تمويل املشاريع الستراتيجية للبنية التحتية بسبب الحصار‬
‫ويشير شكل (‪ )6‬مظاهر تدمير البنية التحتية في‬
‫ًّ‬ ‫والستهداف املباشر لها مما يساهم في زيادة معدل الخطر على املجتمع‪،.‬‬
‫قطاع غزة خالل عدوان ‪2021‬م والذي تسبب في آثار كبيرة على مكونات املجتمع‪ًّ .‬‬

‫ًّ‬ ‫ًّ‬
‫تدمير البنية التحتية في قطاع غزة نتيجة عدوان ‪2021‬م‪ًّ .‬‬
‫مظاهر ًّ‬
‫ًّ‬ ‫شكل (‪)6‬‬
‫‪ 2.1.3‬قياس تأثير قابلية تعرض عناصر البنية التحتية للتضرر من املخاطر الطبيعية‪:‬‬
‫‪ .‬عمل الباحثان على تحليل وقياس ًّودراسة تأثير املخاطر الطبيعية على البنية التحتية في قطاع غزة تم رصد الظواهر‬
‫املختلفة وتأثيرها على عناصر البنية التحتية‪ ،‬كما موضح في جدول (‪ )4‬حيث اثرت النهيارات األرضية الناتجة عن‬
‫العدوان علي كافة أنواع البنية التحتية بشكل كبير ومرتفع بينما تأثر قطاع املياه بشكل متوسط‪ ،‬بينما تأثرت كافة‬
‫القطاعات بالسيول والرياح والعاصير بشكل متوسط ويعد قطاع غزة من املناطق قليلة التعرض للكوارث الطبيعية ًّ‬

‫‪46‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)51-30‬‬

‫جدول (‪ )4‬التضرر في البنية التحتية بقطاع غزة نتيجة الكوارث الطبيعية‬


‫القابلية للتضر ًّر لعناصر البنية التحتية ًّ‬ ‫نوعية الزمة الناتجة عن املخاطر‬
‫ق الغاز والبترول ًّ‬ ‫املياه الصرف التصالت الطاقة ًّ الطر ًّ‬ ‫الطبيعية على القطاع‬
‫ل توجد غابات في قطاع غزة‬ ‫حرائق الغابات‬ ‫‪1‬‬
‫نادر الحدوث ًّ‬ ‫التسونامي‬ ‫‪2‬‬
‫ل تؤثر عمليات التصحر على شبكات البنى التحتية ًّ‬ ‫التصحر‬ ‫‪3‬‬
‫ضعيف ًّ‬ ‫ضعيف متوسط متوسط متوسط متوسط‬ ‫الرياح والعاصير‬ ‫‪4‬‬
‫ل توجد هجمات ًّ‬ ‫الهجمات البيولوجية‬ ‫‪5‬‬
‫(الجراد)‬
‫نادرة الوقوع ًّ‬ ‫النخفاسات األرضية‬ ‫‪6‬‬
‫(الهبوط)‬
‫ضعيف ًّ‬ ‫عالي‬ ‫عالي‬ ‫عالي‬ ‫متوسط عالي‬ ‫النهيارات الرضية‬ ‫‪7‬‬
‫ضعيف ًّ‬ ‫عالي‬ ‫عالي‬ ‫عالي‬ ‫متوسط عالي‬ ‫الفيضانات‬ ‫‪8‬‬
‫نادرة الوقوع ًّ‬ ‫الزلزلًّ‬ ‫‪9‬‬
‫ل يوجد براكين في قطاع غزة ًّ‬ ‫البراكين‬ ‫‪10‬‬
‫ضعيف ًّ‬ ‫متوسط ضعيف عالي‬ ‫متوسط عالي‬ ‫السيول‬ ‫‪11‬‬
‫تأثيرا في النهيارات األرضية والفيضانات والسيول‪ ،‬بينما سجل‬ ‫يالحظ من جدول (‪ )4‬ان قطاع الصرف الصحي والطرق األعلى ً‬
‫التأثير على في قطاع التصالت والطاق في النهيارات األرضية والفيضانات‪ ،‬وقد سجلت تأثير ضعيف على قطاع الغاز والبترول‬
‫في كافة األزمات الناتجة عن املخاطر الطبيعية‪ ،‬وقد ساهم تهالك البنية التحتية بسبب العتداءات العسكرية على قطاع غزة‬
‫في زيادة القابلية للتعرض للضرر‪ ،‬وقد تأثر قطاع الصرف الصحي بشكل مباشر‪ ،‬وقد أثرت الرياح واألعاصير واألمطار على‬
‫أصحاب البيوت املتضررة خالل العدوان في ‪2021‬م‪ًّ .‬‬
‫‪ .4‬تقييم جاهزية قطاع غزة للتعامل مع االجتياح اإلسرائيلي ‪2021‬‬
‫لتقييم مدي ما تم من جاهزية القطاع للتعامل مع املخاطرالطبيعية وتفش ي الوباء‪ ،‬وتقييم مدي الحتياجات األساسية للقطاع‬
‫عناصر التعرض ومراكز اليواء ووسائل النقل والتصال‬
‫ًّ‬ ‫في ضوء التوقع املستمر لعتداءات عسكرية مستقبلية‪ ،‬تم تحديد‬
‫وامكانيات الوصول باعتبارها العناصر األساسية وتم تقييم عناصرها األساسية والفرعية‪ ،‬ويظهر جدول (‪ )5‬تقييم جاهزية‬
‫األزمات والكوارث الناتجة عن مخاطر العتداءات العسكرية أو املخاطر الطبيعية‪ ،‬وعليه تم تقييم ما‬
‫قطاع غزة للتعامل مع ًّ‬
‫األزمة وتم وضع مجموعة من التوصيات واإلجراءات‬
‫قام به الحتالل من محاولت إلعاقة عمليات اإلنقاذ والتعامل السريع مع ًّ‬
‫الحترازية لزيادة كفاءة وقدرة القطاع علي تجاوز املخاطر املستقبلية‬
‫جدول (‪ )5‬تقييم جاهزية قطاع غزة للتعامل مع االزمات والكوارث‬
‫التقييم الوصفي‬ ‫املعلومات الالزمة لتقييم قابلية‬ ‫م عناصر قابلية‬
‫التضرر‬ ‫التضرر‬
‫التعرض ‪ A‬الحاجة للحضور لألماكن الخطرة ترحرتر رراج لرلروجرود طرواقرم الر رردفر رراع املر رردنري والرهريرئ ر ررة‬ ‫‪1‬‬
‫ً‬
‫املحلية والسعاف واحيانا طواقم الشرطة‬
‫تحتاج للوجود في بشكل متفاوت‬ ‫‪ B‬الحاجة للمرور في األماكن الخطرة‬

‫‪47‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)51-30‬‬

‫س ررهل الوصر ررول ها ولكن الحتالل اسر ررتهدف الطرق‬ ‫أماكن إيواء‬ ‫‪A‬‬ ‫‪ 2‬اإلطار املادي‬
‫املؤدية للعديد من مراكز اليواء‪.‬‬ ‫املخ ــابر وطرق‬
‫هناك مناطق وعمائر استهدفت بشكل مباشر بدون‬ ‫ي‬
‫‪ B‬حواجز الحماية ومخارج الطوار ًّ‬ ‫الهروب‬
‫انذار مبكر وتس ر رربب في مقتل العائالت بش ر رركل كامل‬
‫مثل مجزرة شارع الوحدة‬
‫تتوفر ولكن بش ر ر ر ركررل متفرراوت في املبرراني واملنش ر ر ر ررآت‬ ‫‪ C‬املواد املكونة (مثل األبواب‬
‫وفقا للعمر الزمني لتلك املباني‬ ‫ً‬ ‫املقاومة للحرائق واألساسات‬
‫املقاومة للزلزل مثال)‬
‫‪ D‬وج ررود خر رط ر ررة مس ر ر ر ر ر ربر رق ر ررة لر رط رررق حس ر ررب تاريخ انش ر رراء العمارة وتوفر وس ر ررائل الهروب‬
‫جدا‪.‬‬ ‫غالبا الخطط ضعيفة ً‬ ‫واألمان‪ً ،‬‬ ‫الهروب‬
‫رادرا م ر ررا يتم الت ر رردري ر ررب على التخطيط للطوارئ‬ ‫‪ E‬عدد مرات التدريب على الخطة ن ر ر ً‬
‫والخالء‬
‫‪ A‬األماكن الخطرة واملحظورة وعدد تح ر رراول طواقم الس ر ر ر ررتج ر رراب ر ررة الوص ر ر ر ررول للمن ر رراطق‬ ‫املكاتب‬ ‫‪3‬‬
‫املترددين الخطرة ولكن يتم التنس ر ر ر رريق مع البعثر ررة الر رردولير ررة‬ ‫واألماكن‬
‫للصرليب األحمر ووفق تقارير الدفاع املجني أفاد أن‬ ‫املفتوح‬
‫ال رع ر رردي ر ررد م ررن األم ر رراك ررن ال رخ رط رررة رف ررض الح رت ررالل‬ ‫للعموم‬
‫التنسيق لدخولها لالستجابة للحوادث الناتجة عن‬
‫القصف‪.‬‬

‫عمررل الحتالل على اغالق املعررابر ممررا كرران ص ر ر ر رعررب‬ ‫‪ B‬صر ر ر ر ر رع رروب ر ررات وص ر ر ر ر ررول امل رع ررون ر ررات‬ ‫إمكانية‬ ‫‪4‬‬
‫ج ر ًردا على توفير املعون ررات ال رردولي ررة وخ رراص ر ر ر ر ررة املنح‬ ‫الخارجية وقت األزمات‬ ‫الوصول‬
‫املقرردمررة للطرراقررة والبنيررة التحتيررة للقطرراع الصر ر ر ررحي‬ ‫للمنطقة‬
‫والنساني‪.‬‬
‫البنيرة التحتيرة للردفراع املردني وطواقم الس ر ر ر ررتجرابة‬ ‫‪ A‬استعمال وسائل نقل داخل‬ ‫النقل‬ ‫‪5‬‬
‫جدا‪ ،‬خاص ر ر ر ررة في ظل منع توفير املعدات‬ ‫ض ر ر ر ررعيفة ً‬ ‫املكان للمساعدة في اإلخالء‬
‫الس ر ر ر رراس ر ر ر ررية كس ر ر ر رراللم الطوارئ املتحركة ومعدات‬ ‫خاصة للمرض ى وغير القادرين‬
‫النقاذ‪.‬‬ ‫على الحركة‬
‫تتوفر مركبر ررات السر ر ر ر رعر رراف ولكن بص ر ر ر ررورة مهترئر ررة‬ ‫‪ B‬وسائل نقل لستقبال الحالت‬
‫وض ر ررعيفة وتحتاج إلى ص ر رريانة بش ر رركل كبير وتحديث‬ ‫الطارئة‬
‫أسطول السعافات‪.‬‬
‫تتوفر وسر ر ر ر ررائل اتصر ر ر ر ررال ولكنها ليسر ر ر ر ررت باملس ر ر ر ررتوى‬ ‫باملعونة‬ ‫التصال‬ ‫‪ A‬وسائل‬ ‫االتصال‬ ‫‪6‬‬
‫املطلوب وهناك قيود على املؤس ر ر رس ر ر ررات الدولية في‬ ‫الخارجية‬
‫توجيه العانة للفئات املتضررة‪.‬‬
‫تتوفر وسائل لالتصال والتواصل فترة الطوارئ بين‬ ‫‪ B‬وس ر ر ر ررائل اتص ر ر ر ررال بين أفراد فريق‬
‫الفرق املختص ر ر ر ر ر ررة بمر ررا يس ر ر ر ر ر رراهم في تحس ر ر ر ررين زمن‬ ‫الطوارئ وقت التعامل مع األزمة‬

‫‪48‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)51-30‬‬

‫الس ر ر ر ررتجابة والسر ر ر رريطرة على الحوادث الناتجة عن‬


‫الكارثة‪.‬‬
‫تتف رراوت وف ًق را لطبيع ررة الخطر املتواج ررد في املنطقررة‬ ‫‪ c‬وسائل التصال بالعنابر واملواضع‬
‫الخطرة‪.‬‬ ‫الداخلية (التنبيه لحدوث األزمة)‬
‫يوجد تدريب بشكل متفاوت ولكنه يحتاج الى تعزيز‬ ‫‪ D‬مدي تدريب العاملين واملترددين‬
‫بشكل كبير بما يساهم في تحسين الستجابة‬ ‫على وسائل التصال‬
‫‪ .5‬االستنتاجات والتوصيات‪:‬‬
‫‪ 1.5‬االستنتاجات العامة للبنية التحتية‬
‫‪ ‬تلعب البنية التحتية القادرة على الصمود دورا هاما في توفير قدرات مجابهة الزمات والكوارث حيال حدوثها‬
‫والتخفيف من الثار املترتبة عليها ًّ‬
‫‪ ‬أشكال الطاقة املتجددة‪ ،‬وتوافر املياه الصالحة للشرب‪ ،‬وتحقيق التعليم املالئم‪ ،‬والسالمة واألمان‪ ،‬والخدمات‬
‫الجتماعية والقتصادية تعد أهداف للبنية التحتية القوية والحديثة‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬التصميم املتوافق مع معاييرالجودة للبني التحتية واملتمثلة في املواصفات القياسية وعوامل السالمة والمان واملعايرة‬
‫الدورية كفيل بتحقيق عمر طويل ًًّ‬
‫نسبيا والتقليل من أعمال الصيانة والحالل والتجديد ًّ‬
‫‪ ‬البنى التحتية املستدامة ضرورية لالنتعاش بعد حدوث الكوارث‪.‬‬
‫‪ ‬الحروب والنزاعات املسلحة والتغيرات املناخية وما يعقبها من كوارث طبيعية وبيئية يؤثر ًًّ‬
‫سلبا على البنية التحتية‬
‫ومدي قدرتها على أداء ًّوظيفتها‪.‬‬
‫ًًّ‬
‫أساسيا من البنية التحتية ملؤسسات املستقبل‪ًّ .‬‬ ‫‪ ‬العناصر الحديثة مثل أنظمة الذكاء الصطناعي والروبوت تعد جزء‬
‫‪ 2.5‬االستنتاجات والتوصيات الخاصة بالحالة الدراسية‬
‫‪ ‬يتواجد مجموعة من األضرار غير املرئية بسبب العتداءات العسكرية على قطاع غزة ظهرت آثارها بعد املنخفضات‬
‫الجوية مما تسبب في غرق العديد من املناطق التى تم اجراء معالجات لها‪.‬‬
‫‪ ‬جاهزية قطاع عزة للتعامل مع الكوارث يحتاج للمزيد من الوسائل التقنية الحديثة والتزود بوسائل نقل حديثة‬
‫واسطول من الطائرات ووسائل اإلغاثة املتقدمة‪.‬‬
‫‪ ‬تعد التقنيات الحديثة مثل وسائل الذكاء الصطناعي وأنظمة الروبوت هامة واساسية للتعامل مع الزمات املستقبلية‬
‫في القطاع في ضوء التوقع املستمر لزمات مماثلة‬
‫‪ ‬البنية التحتية للدفاع املدني وطواقم الستجابة ضعيفة ويجب استحداث وابتكاروسائل محلية الصنع لدعم قدراتها‬
‫في عمليات النقاذ والغاثة‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة لتعزيز الصمود املجتمعي عبر تحسين عناصر البنية التحتية‪ ،‬والحاجة لتطوير وسائل التقييم لألضرار غير‬
‫املرئية بما يساهم في املعالجات التى تحد من تأثير املخاطر الطبيعية‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف املؤشرات الوطنية للتنمية في مجال البنية التحتية؛ وضعف الهتمام باستراتيجيات تقييم املخاط ًّر وإدارتها‬
‫وتحديد أولوياتها وفق املنهجيات التنموية العاملية‪.‬‬
‫ًّ‬

‫‪49‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)51-30‬‬

‫‪ 3.5‬التوصيات‬
‫‪ ‬السعي لتطبيق أهداف التنمية املستدامة على الصعيد املحلي والدولي وذلك عبر تحسين البنية التحتية الصلبة التى‬
‫تتحمل املرونة ًّوتؤدي وظيفتها في ظل الكوارث واألزمات ًّ‬
‫‪ ‬أن يأخذ الستثمار في البنى التحتية في اعتباره املخاطر‪ ،‬ويجعل األمن والقدرة على الصمود كأحد املعايير التصميمية‬
‫ًّوالقياسية ًّ‬
‫‪ ‬تحسين أمن وصمود البنى التحتية الحساسة في البلدان النامية يعد ضرورة للتعامل مع الكوارث والتخفيف من‬
‫حدتها‪.‬‬
‫‪ ‬دمج خطط العمار في الخطة الوطنية للتنمية مما يساهم في تعزيز الحماية للبنية التحتية‪.‬‬
‫‪ ‬الشروع في إعمار القطاع الصناعي والقتصادي بشكل موازي للبنية التحتية‪.‬‬
‫‪ ‬توجيه البحث العلمي لتوفير معايير ومؤشرات تقييم تتطابق مع املتغيرات املحلية في قطاع غزة‪.‬‬
‫‪ ‬تنظيم التخطيط الرباعي والذي يشمل خطة األمان والوقاية من املخاطروخطة األمن ومراقبة املخاطروخطة اإلخالء‬
‫اآلمن للعاملين واملوارد املادية واألصول الهامة‪ ،‬وخطة الطوارئ واستدامة بيئة عمل آمنة ولئقة‪.‬‬
‫‪ ‬اعتماد مراجع وطنية خاصة بتقييم وإدارة املخاطر حسب طبيعة عمل كل قطاع من قطاعات البنية التحتية‪ًّ .‬‬
‫املراجع‬
‫‪ El-Mougher, M. M., & Mahfuth, K. (2021). Indicators of Risk Assessment and‬‬
‫‪Management in Infrastructure Projects in Palestine. Serbia : International Journal of‬‬
‫‪Disaster Risk Management, 3(1), 23-40. https://doi.org/10.18485/ijdrm.2021.3.1.3.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪El-Shaikh Ali, I. (2018). The role of the Qatari fund on achieving the development‬‬
‫‪priorities in Gaza Strip. Gaza: Master Thesis Unpublished, Islamic University- Gaza.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪Fulmer, J. (2009). What in the world is infrastructure?. PEI Infrastructure Investor‬‬
‫‪(July/August): 30–32.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪Smith, , A. (2020). Inquiry into the Nature and Causes of the Wealth of Nations.‬‬
‫‪London: Ward, Lock and Tyler.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪United Nations. (2015). Sendai Framework for Disaster Risk Reduction 2015-2030.‬‬
‫‪Sendai, Japan,: the Third UN World Conference in Sendai, Japan, on March 18, 2015-‬‬
‫‪United Nations Office for Disaster Risk Reduction.‬‬

‫‪ ‬األمم املتحدة ‪. (2017).‬األهداف العاملية للتنمية املستدامة ‪2030‬الهدف ‪9.‬نيويورك ‪:‬الجمعية العامة لألمم املتحدة‪،‬‬
‫إدارة الشؤون االقتصادية واالجتماعية‪. Retrieved from publications/org.un.www://h‬‬
‫‪ ‬املغير ‪,‬م ‪.‬م ‪. (2021).‬اإلعالم والجبهة الداخلية في معركة سيف القدس ‪.‬برلين ‪:‬مجلة الدراسات العالمية‪ ،‬املجلد )‪،(4‬‬
‫العدد )‪ ،(15‬ص‪185.‬‬
‫‪ ‬املغير ‪,‬م ‪.‬م ‪. (2021).‬القوة الناعمة في التأهيل واإلعمار بعد الحروب‪. ،‬برلين ‪:‬مجلة الدراسات الستراتيجية للكوارث‬
‫وإدارة الفرص‪ ،‬املجلد )‪(3‬العدد )‪ ،(11‬ص ‪12-23.‬‬
‫‪ ‬املغير ‪,‬م ‪.‬م & ‪.,‬أبو شاب ‪,‬م ‪.‬ر ‪ . (2019).‬مدى مالئمة الخطط التنموية للبلديات مع مبادئ املدن التى نحتاجها ‪-‬حالة‬
‫دراسة بلدية خان يونس ‪.‬برلين ‪:‬مجلة التخطيط العمراني واملجالي‪ ،‬املجلد )‪ ،(1‬العدد )‪ ،(2‬املركز الديمقراطي العربي‪.‬‬
‫‪ ‬املغير ‪,‬م ‪.‬م ‪.,‬ابو علي ‪,‬ر ‪.‬ف ‪.,‬أبو شرخ ‪,‬ص ‪.‬أ & ‪.,‬النجار ‪,‬ح ‪.‬م ‪. (2020).‬دور إعادة اإلعمار بعد العتداءات العسكرية في‬
‫تأهيل الجبهة الداخلية في قطاع غزة –فلسطين ‪.‬الجزتائير ‪:‬املجلة الجزائرية لألمن والتنمية‪ ،‬املجلد )‪ ،(9‬العدد ‪(2).‬‬

‫‪50‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)51-30‬‬

‫‪ ‬برغوث ‪,‬غ‪. (2013‬م ‪).‬تقييم مشاريع البنية التحتية املمولة من املنظمات الدولية في قطاع غزة من وجهة نظر الشركاء‬
‫خالل املرحلة ‪(2008-2012‬م ‪).‬غزة ‪:‬رسالة ماجستير غير منشورة الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪.‬‬
‫‪ ‬حمزة ‪,‬ش‪. (2014‬م ‪).‬استدامة البنى التحتية للمدينة العراقية دراسة تحليلية ملدينة بغداد ‪.‬بغداد‪-‬العراق ‪:‬املجلة‬
‫العراقية لهندسة العمارة‪ ،‬املجلد )‪(29‬العدد )‪(3-4‬ص ‪57-58.‬‬
‫‪ ‬عبد الوهاب ‪,‬ح ‪.‬ح ‪. (2015).‬اثر الحتالل اإلسرائيلي على النمو العمراني والبنية التحتية للطرق في قطاع غزة ‪.‬عين‬
‫شمس ‪:‬مجلة البحث العلمي في األداب ‪-‬املجلد ‪ ،16‬العدد السادس عشر الجزء الخامس ‪-‬الرقم املسلسل للعدد ‪5.‬‬
‫‪ ‬مكتب األمم املتحدة لخدمات املشاريع ‪. (2020).‬البنية التحتية الالزمة لبناء السالم "دور البنية التحتية في التغلب على‬
‫املحركات األساسية للهشاشة ‪.‬نيويورك ‪:‬األمم املتحدة‪.‬‬
‫‪ ‬مكتب األمم املتحدة للحد من مخاطر الكوارث‪. (2017). ،‬تمكين املدن من القدرة على الصمود دليل قيادات الحكومات‬
‫املحلية ‪.‬جينيف ‪:‬األمم املتحدة‪.‬‬
‫‪ ‬منتدى الرياض القتصادي‪. (2007‬م ‪).‬تكامل البنية التحتية مطلب أساس للتنمية املستدامة‪. ،‬السعودية ‪:‬الدورة‬
‫الثالثة ملنتدى الرياض القتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬نصر هللا ‪,‬ع ‪.‬أ & ‪.,‬أبو زيادة ‪,‬ز ‪.‬ع ‪. (2019).‬دور البنية التحتية في تحقيق النمو القتصادي في فلسطين ‪.‬فلسطين ‪:‬املؤتمر‬
‫الثاني املحكم لكلية القتصاد والعلوم الجتماعية بعنوان" ‪:‬نحو رؤية شاملة لتعزيز البنية التحتية القتصادية‬
‫بفلسطين"‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪.‬‬

‫‪51‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
)73-53(‫برلين ص‬- ‫املركز الديمقراطي العربي‬- ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‬

‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‬


Journal of Strategic Studies
For Disasters and Opportunity Management
‫أثر جائحة كورونا ىلع أداء ادارة املوارد البشرية بالتطبيق ىلع‬
‫املستشفيات الخاصة‬
Impact of corona pandemic on the Management of Human
Resources on Employees Performance in Private Hospitals
‫ هند محمد محمد السيد‬.‫د‬
Dr. Hind Mohammed Mohammed Alsaid
‫السودان‬-‫جامعة شندي‬
Shendi University -Sudan
Hindmms2@gmail.com

‫املستخلص‬
‫ هدفت الدراسة للتعرف علي أثر جائحة كورونا على‬.‫تناولت الدراسة أثر جائحة كورونا على أداء ادارة املوارد البشرية‬
‫ واستنتجت الدراسة عالقة‬،‫ استخدم الباحث املنهج الوصفي التحليلي ومنهج دراسة الحالة‬،‫اداء ادارة املوارد البشرية‬
‫ ًّأوصت الدراسة بضرورة بوضع مرتبات وأجور تنافسية باملقارنة‬،‫بين أداء املوارد البشرية وجائحة كورونا دعمت جز ً ًّئيا‬
ًّ . .‫مع املستشفيات األخرىًّ ووضع حوافز مادية ومعنوية مناسبة لتشجيع العاملين في ظل جائحة كورونا‬
.‫ أداء العاملين‬،‫ إدارة املوارد البشرية‬:‫الكلمات املفتاحية‬

Abstract
This study dealt with Impact of Applying the Functions of Management Human Resources on
Employees Performance. This study aimed to high light the impact of using human resource
Strategies in developing the Performance in private hospitals, and the study followed all of the
descriptive approach. The study found that the existence of a Relationship between Human
Resource Strategies and Employee partially supported. The study recommended that the study
recommend setting competitive salaries and wages compared to other hospitals
Keywords: Management of Human Resources, Employees Performance.

52 2022 ‫ مارس‬/‫ آذار‬،)13( .‫ ع‬،)4( .‫ م‬،‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)73-53‬‬

‫امللخص املفاهيمي ًّ‬


‫ً ً‬
‫شكلت جائحة كورونا تحديا كبيرًّا على مستوى تقديم الخدمات الطبية في املستشفيات الخاصة على ٍحد السواء‪ ،‬بسبب‬
‫خوف العاملين من انتقال العدوى إليهم بسبب أن أدوت ومعدات الحماية غير متوفرة بشكل كافي فإن ذلك يتطلب‬
‫التخطيط الجيد للموارد البشرية والختيار والتعيين واستقطاب العاملين ًّورفع مستوىًّ دافعية العاملين ًّوتحفيزهم‬
‫وزيادة الجور واملرتبات وتدربيهم باملستشفيات الخاصة بولية الخرطوم بطريق فعالة لتحقيق أهداف هذه املؤسسات‬
‫والعاملين واملستفيدين في آن واحد‪.‬‬
‫الشكل التالي يوضح امللخص املفاهيمي ألثر جائحة كورونا على اداء ادارة املوارد البشرية‬

‫تخطيط املوارد‬
‫البشرية‬

‫االختيار والتعيين‬
‫االحور واملرتبات‬

‫أثر جائحة كورونا‬


‫الحوافز‬ ‫علي إداء إدارة‬ ‫التدريب‬
‫الموارد البشرية‬

‫تقييم االداء‬ ‫االستقطاب‬

‫الفعالية‬

‫ًّ‬
‫املوارد‬
‫والشكل التالي يوضح ملخص للدراسة البحثية وأهم النتائج واملقترحات ألثر جائحة كورونا على أداء أدارة ًّ‬
‫البشرية‪.‬‬

‫‪53‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)73-53‬‬

‫أثر جائحة كورونا على أداء إدارة املوارد البشرية للعاملين باملستشفيات الخاصة والية الخرطوم‬

‫اثر جائحة كورونا علي أداء ادارة املوارد البش ررية‬


‫هدفت الدراسررة التعرف علي ًّ‬
‫في مستشفيات القطاع الخاص ولية الخرطوم‪.‬‬ ‫ألهمية القطاع الصحي وألن العاملين فيه يتعاملون مع املستفيدين من املرض ى‬
‫الذين يأملون أن يتلقوا رعاية وخدمات صحية مميزة وبأسرع وقت في ظل تفش ي‬
‫فايروس كورونا فإن ذلك يتطلب رفع مستوى دافعية العاملين باملستشفيات‬
‫اعتمدت الدراسة على املنهج التحليلي الوصفي‪ ،‬ويقوم هذا املنهج على دراسة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫الخاصة بولية الخرطوم‪ .‬تمثلت مشكلة الدراسة في السؤال التالي‪ :‬ما هو أثر‬
‫الظاهرة كما توجد في الواقع‪ ،‬ويسهم في وصفها وصفا دقيقا يوضح خصائصها‬
‫جائحة كورونا علي أداء إدارة املوارد البشرية؟‬
‫عن طريق جمع املعلومات وتحليلها وتفسيرها‬

‫اهم النتائج‪ :‬اثرت جائحة كورونا على نظام الحوافز باملستشفى من خالل الهتمام وبشكل مستمر ببرامج الحوافز التي تقدمها مثيالتها من املستشفيات في ظل جائحة كورونا‪.‬‬
‫اثرت تداعيات جائحة كرونا على استراتيجيات املوارد البشرية والتنبؤ بهيكل املوارد البشرية كما ونوعا‪ ،‬وزيادة مهام العاملين مما اثر علي الوصف الوظيفي‬

‫لالختيار والتعيين مرنه ًّلستيعاب مزيد‬


‫ًّ‬ ‫حوافز مادية ومعنوية مناسبة لتشجيع العاملين في ظل خطر فايروس كورونا‪ .‬وضع استراتيجية وخطه‬
‫ًّ‬ ‫أهم التوصيات‪ :‬الهتمام بوضع‬
‫من الكوادر الصحية بما يتناسب مع احتياجات جائحة الكورونا‬

‫تطلعات مستقبلية‪:‬‬
‫تطوير التعاون والستفادة من خبرات ادارة املوارد البشرية لتخفيف املشكالت الناتجة عن تأثير جائحة كورونا‬ ‫‪‬‬
‫تشجيع البحث العلمي عن تأثير الزمات والكوارث على اداء ادارة املوارد البشرية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫صياغة اهداف ذكية تسهم في بناء خطط تنموية مستدامة تراعي املتغيرات والزمات الخاصة بإدارة املوارد البشرية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التحول الرقمي إلدارة املوارد البشرية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪54‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)73-53‬‬

‫‪ .1‬اإلطار العام‬
‫‪1.1‬املقدمة‪:‬‬
‫ً ً‬
‫شكلت جائحة كورونا تحديا كبيرًّا على مستوى العالم الذي تغيرت مالمحه وفقا لتأثير هذه الجائحة وبشكل خاص على‬
‫تقديم الخدمات الطبية في املستشفيات الحكومية والخاصة على ٍحد السواء‪ ،‬بسبب خوف العاملين من انتقال العدوى‬
‫إليهم بسبب أن أدوت ومعدات الحماية غير متوفرة بشكل كافي مما جعلهم يتهربون من أداء أعمالهم بحجج واهيه وهذا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الوضع خلق تنمرا واضحا من العاملين تجاه إداراتهم‪ .‬إن املستشفيات السودانية تواجه ضغوطات متنامية وسريعة‬
‫التغير بسبب الديمغرافيا السكانية وأنماط المراض والتحديات التي تواجه قطاع املستشفيات السودانية وهي جزء‬
‫الرسوم‬
‫من التحديات الجتماعية والقتصادية العامة‪ .‬وأهم هذه التحديات هي نقص التمويل والعتماد املتزايد على ًّ‬
‫ي الخدمات الصحية املقدمة في‬
‫التي يدفعها املرض ي‪ .‬ومن هنا ينبغي الرتقاء بمستوى الداء للكوادر البشرية ومستو ًّ‬
‫ً ً‬
‫ًًّ‬
‫وضروريا ألغني عنه‪ .‬ويجب وضع أهداف مدروسة تتكيف‬ ‫املستشفيات الخاصة والعامة إذ أصبح هذا المر مطلبا ملحا‬
‫مع كل التحديات والتغيرات التي تمر بها في الوقت الحاضر أو التغيرات التي قد تحدث في املستقبل وذلك لضمان‬
‫املحافظة علي أعلي مستوى من جودة الخدمات املقدمة للمرض ى‪ًّ .‬‬
‫‪ 2.1‬مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫ألهمية القطاع الصحي وألن العاملين فيه يتعاملون مع املستفيدين من املرض ى الذين يأملون أن يتلقوا رعاية وخدمات‬
‫صحية مميزة وبأسرع وقت في ظل تفش ي فايروس كورونا فإن ذلك يتطلب رفع مستوى دافعية العاملين باملستشفيات‬
‫الخاصة بولية الخرطوم لتحقيق أهداف هذه املؤسسات والعاملين واملستفيدين في آن واحد‪ .‬تمثلت مشكلة الدراسة‬
‫في السؤال التالي‪ًّ :‬‬
‫ما هو أثر جائحة كورونا على أداء إدارة املوارد البشرية؟‬
‫‪ 3.1‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تسعي الدراسة إلى تحقيق األهداف التالية‪ًّ :‬‬
‫‪ ‬التعرف على عمل املستشفيات الخاصة بولية الخرطوم في جانب تطبيق وتنمية وتطوير أداء املوارد البشرية‬
‫ومدى تطبيق وظائف إدارة املوارد البشرية في ظل جائحة كورونا‪.‬‬
‫إبراز أثر استخدام الوظائف الخاصة باملوارد البشرية في تنمية وتطوير أداء املستشفيات الخاصة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬توضيح األثر اإليجابي لستخدام وظائف إدارة املوارد البشرية‪.‬‬
‫‪ 4.1‬أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تكمن أهمية الدراسة في اآلتي‪ًّ :‬‬
‫‪ 4.1.1‬األهمية العلمية‪:‬‬
‫املوارد‬ ‫‪ ‬الدور العلمي الذي يمكن أن تقدمه في تزويد الباحثين بقاعدة بيانات تدعم تطبيق وظائف ًّ‬
‫إدارة ًّ‬
‫البشرية‪.‬‬
‫‪ ‬أن إدارة املوارد البشرية لها دور فاعل وأساس ي في تحقيق الفعالية والكفاية اإلدارية في املستشفيات الخاصة‪.‬‬
‫‪ 4.1.2‬األهمية العملية‪:‬‬

‫‪55‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)73-53‬‬

‫‪ ‬تقييم ودراسة وظائف إدارة املوارد البشرية وأثرها على فعالية أداء العاملين في املستشفيات الخاصة في ظل جائحة‬
‫كورونا‪.‬‬
‫‪ ‬إمكانية الستفادة من نتائج الدراسة في تطوير تطبيق وظائف إدارة املوارد البشرية في املستشفيات الخاصة‪.‬‬
‫‪ 5.1‬فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫تختبر الدراسة الفرضية التالية‪ًّ :‬‬
‫هناك عالقة ذات دللة إحصائية بين جائحة كورونا وأداء ادارة املوارد البشرية للعاملين باملستشفيات الخاصة‪.‬‬
‫‪ 7.1‬منهجية الدراسة‪:‬‬
‫ً‬
‫اعتمدت الدراسررة على املنهج التحليلي واملنهج الوصررفي باعتباره األكرر توافقا مع أهداف الدراسررة امليدانية ًّوإجراءاتها‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ويقوم هذا املنهج على دراس ر ررة الظاهرة كما توجد في الواقع‪ ،‬ويس ر ررهم في وص ر ررفها وص ر ررفا دقيقا يوض ر ررح خص ر ررائص ر ررها عن‬
‫طريق جمع املعلومات وتحليلها وتفسيرها‪.‬‬
‫‪ 8.1‬حدود الدراسة‪:‬‬
‫‪ 1.8.1‬الحدود الزمانية‪2021-2020 :‬م ًّ‬
‫‪ 2.8.1‬الحدود املكانية‪ :‬مستشفيات القطاع الخاص –ولية الخرطوم‪-‬السودان ًّ‬
‫‪ 3.8.1‬الحدود املوضوعية‪ :‬اداء ادارة املوارد البشرية‪ًّ .‬‬
‫‪ 9.1‬الدراسات السابقة‬
‫‪ 1.9.1‬دراسة مسودة (‪2004‬م)‪ ،‬بعنوان‪ :‬أثر تطوير املوارد البشرية الصحية في تحقيق الجودة الشاملة متخذة‬
‫املستشفيات األردنية الخاصة الفترة (‪ )2003-1995‬دراسة حالة‬
‫هدفت الدراسة الي معرفة أثر تطوير املوارد البشرية الصحية في تحقيق الجودة الشاملة في املستشفيات األردنية‬
‫الخاصة‪ .‬استخدمت الدراسة املنهج الوصفي واملنهج التحليلي‪ .‬توصلت الدراسة لنتائج أهمها أنه ل يوجد تعريف محدد‬
‫للجودة أو إدارة الجودة الشاملة وإنما هي وجهات نظر متعددة‪ .‬وأوصت الدراسة بضرورة قيام القطاع الصحي في األردن‬
‫بإنشاء جائزة تقديرية على مستوى الدولة لتحقيق امليزة التنافسية بين املستشفيات‪ ،‬وتعزيز آليات التطوير والتدريب‬
‫في املستشفيات األردنية‪ ،‬وتطوير السياسات واإلجراءات والبرتوكولت اإلدارية والفنية املعززة للجودة والتحسين املستمر‬
‫للعالقات مع املرض ى ومستوى الكفاءة التشغيلية‪( .‬تختلف هذه الدراسة عن دراسة الباحثون في أنها تناولت أثر تطوير‬
‫املوارد البشرية الصحية في تحقيق الجودة الشاملة متخذة املستشفيات األردنية الخاصة‪ ،‬بينما تناولت دراسة الباحث‬
‫أثر جائحة كورونا على أداء إدارة املوارد البشرية)‪.‬‬
‫‪ 2.9.1‬دراسة‪ :‬حمزة (‪2013‬م)‪ ،‬بعنوان‪ :‬أثر تنظيم املوارد البشرية على كفاءة األداء‪ ،‬بديوان الضرائب والية الخرطوم‬
‫معرفة أثر تنظيم املوارد البشرية على كفاءة األداء وكيفية تطوير العمل واملحافظة على الستقرار‬
‫هدفت الدراسة إلى ًّ‬
‫والستمرارية في العمل‪ .‬استخدمت الدراسة املنهج الوصفي ومنهج دراسة الحالة‪ .‬توصلت الدراسة الي أن‬
‫واملواكبة ًّ‬
‫الهيكل التنظيمي الحالي للديوان ل يحقق التكامل بين أنشطة الوحدات والدارات مع إدارة املوارد البشرية‪ .‬ول يوجد‬
‫تنسيق وتكامل بين الدارات وإدارة املوارد البشرية‪ ،‬وأن إدارة املوارد البشرية لها عالقة بتدريب املوظف ورسم سياسة‬
‫املصلحة‪ .‬وأوصت الدراسة بتطوير مناسب للهيكل التنظيمي داخل الديوان ملواجهة النمو السريع والزيادة املضطردة في‬
‫إعادة القوي العاملة والتطورات الجتماعية والقتصادية الجارية في املجتمع وتحديد أهداف كل وحدة تنظيمية‬

‫‪56‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)73-53‬‬

‫وصياغة اختصاصاتها بصورة واضحة‪( .‬تختلف هذه الدراسة عن دراسة الباحث في أنها تناولت أثر تنظيم املوارد‬
‫البشرية على كفاءة األداء‪ ،‬بديوان الضرائب‪ ،‬بينما تناولت دراسة الباحث أثر جائحة كورونا على أداء إدارة املوارد‬
‫البشرية)‪.‬‬
‫‪ 3.9.1‬دراسة‪ :‬لصور (‪2017‬م)‪ ،‬بعنوان‪ :‬التفاعل بين ممارسات إدارة املوارد البشرية وإدارة املعرفة وأثرها في‬
‫متطلبات الجودة الشاملة‪ :‬دراسة على شركات النفط والغاز اليمنية‬
‫هدفت الدراسة إلى الدراسة الي توضيح مفاهيم إدارة املوارد البشرية وإدارة املعرفة وإدارة الجودة الشاملة‪ ،‬والتعرف‬
‫وإدارة املعرفة من وجهة نظر العاملين‪ ،‬استخدمت الدراسة املنهج‬
‫على درجة تطبيق ممارسات إدارة املوارد البشرية ًّ‬
‫الوصفي واملنهج التحليلي‪ .‬خلصت الدراسة إلى أن الشركات تمارس إدارة املوارد البشرية وإدارة املعرفة بشكل جيد‪،‬‬
‫وإدارة الجودة الشاملة‪،‬‬ ‫وتوجد عالقات ارتباطية معنوية قوية ًًّ‬
‫نسبيا بين ممارسات إدارة املوارد البشرية وإدارة املعرفة ًّ‬
‫ًّووجود عالقة تأثير بين ممارسات إدارة املوارد البشرية وإدارة املعرفة مجتمعة وكل من التزام الدارة العليا والتحسين‬
‫الغموض‬
‫ًّ‬ ‫املستمر وتمكين العاملين كمحاور إلدارة الجودة الشاملة‪ .‬أوصت الدراسة بمساعدة قيادة الشركات على إزالة‬
‫حول إدارة املوارد البشرية وإدارة املعرفة وأهمية العالقة بينهما في دعم فلسفة الجودة الشاملة وتالفي أوجه القصور‬
‫التي رافقت التطبيق‪ًّ ،‬ولفت نظر جهات الختصاص من مثل هذه الفلسفات الحديثة‪( .‬تختلف هذه الدراسة عن دراسة‬
‫تناولت التفاعل بين ممارسات إدارة املوارد البشرية وإدارة املعرفة وأثرها في متطلبات الجودة الشاملة‪،‬‬
‫الباحث في أنها ًّ‬
‫بينما تناولت دراسة الباحث أثر جائحة كورونا على أداء إدارة املوارد البشرية)‪.‬‬
‫‪ 4.9.1‬دراسة‪ :‬آدم (‪2018‬م)‪ ،‬بعنوان‪ :‬أثر نظم معلومات املوارد البشرية على أداء املؤسسات الحكومية دراسة حالة‬
‫وزارة تنمية املوارد البشرية‬
‫األساليب والوسائل والبرامج العلمية في مجال إدارة املوارد البشرية من خالل‬
‫هدفت الدراسة إلى معرفة مدي تطبيق ًّ‬
‫استخدام نظم معلومات املوارد البشرية في وزارة تنمية املوارد البشرية‪ ،‬وقد توصلت الدراسة إلى أن تطبيق نظم‬
‫معلومات املوارد البشرية يحسن مستوى ًّ‬
‫األداء‪ًّ ،‬وتساهم نظم معلومات املوارد البشرية بالوزارة على تحقيق الهداف‬
‫والخطط‪ ،‬كما تساعد على النمو والتطور والستجابة ملتغيرات البيئة الداخلية والخارجية وتنظيم النتاج وتحقيق‬
‫الكفاءة والفاعلية‪ .‬أوصت الدراسة بالهتمام بتطبيق جميع وظائف نظم معلومات املوارد البشرية لتحقيق املزيد من‬
‫الكفاءة والفاعلية‪ًّ ،‬وتحديث وتطوير نظم معلومات املوارد البشرية حتى تتسم بالوضوح والدقة والسرعة في عملية‬
‫التخطيط الجيد للموارد البشرية‪ًّ ،‬وتقليل العتماد على العمال الورقية في جمع ومعالجة وخزن واسترجاع املعلومات‪.‬‬
‫(تختلف هذه الدراسة عن دراسة الباحث في أنها تناولت أثر نظم معلومات املوارد البشرية على أداء املؤسسات الحكومية‬
‫دراسة حالة وزارة تنمية املوارد البشرية‪ ،‬بينما تناولت دراسة الباحث أثر جائحة كورونا على أداء إدارة املوارد البشرية)‪ًّ .‬‬
‫‪ 5.9.1‬دراسة‪ :‬موس ي (‪2019‬م)‪ ،‬بعنوان‪ :‬استراتيجية ادارة املوارد البشرية وأثرها في اداء املنظمة الخرطوم‬
‫هدفت الدراسة الي التعرف على املفاهيم والنظم والنظريات الخاصة باستراتيجية املوارد البشرية املتمثلة في التخطيط‬
‫والتطوير ًّوالتعويض واملكافآت ثم التقييم واملتابعة وأثرها على أداء املنظمة‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫ًّوالستقطاب ًّوالتوظيف ًّوالتنمية‬
‫استخدمت الدراسة املنهج الوصفي واملنهج التحليلي توصلت الدراسة الى وجود أثر لستراتيجية إدارة املوارد البشرية‬
‫على اداء الجامعات والكليات الهلية في السودان وعلى أداء العاملين بها بنسب متفاوتة كما يوجد عدم رضا للعاملين‬

‫‪57‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)73-53‬‬

‫بنظام التعويضات وعدم إشراكهم في اتخاذ القر ًّار بالجامعات والكليات الخاصة‪ ،‬ويوجد ضعف في رقابة التعليم العالي‬
‫املوارد البشرية‬
‫على اداء هذه املؤسسات التعليمية الهلية‪ .‬وأوصت الدراسة بأهمية فهم الدارة العليا لستراتيجية إدارة ًّ‬
‫وبنائها‪ ،‬وتمكين العاملين وتعريفهم بأهمية استراتيجية ادارة املوارد البشرية‪ ،‬ومراجعة نظام التعويضات في الجامعات‬
‫والكليات الهلية والعمل على إشراك العاملين في صنع واتخاذ القرار ات‪( .‬تختلف هذه الدراسة عن دراسة الباحث في‬
‫أنها تناولت أثر استراتيجية إدارة املوارد البشرية على أداء املنظمة بالتطبيق على منظمات التعليم العالي الهلي في‬
‫السودان‪ ،‬بينما تناولت دراسة الباحث أثر جائحة كورونا على أداء إدارة املوارد البشرية)‪ًّ .‬‬
‫‪ .2‬اإلطار النظري‬
‫‪ 1.2‬املوارد البشرية‬
‫‪ 1.1.2‬تعريف إدارة املوارد البشرية‪:‬‬
‫تعرف إدارة املوارد البشرية بانها "إحدى الوظائف أو اإلدارات األساسية في املنظمة‪ ،‬ومحور عملها جميع املوارد البشرية‬
‫التي تعمل فيها وكل ما يتعلق بها من أمور وظيفية‪ ،‬كما يمكننا القول ان إدارة املوارد البشرية هي سلسلة القرارات‬
‫الخاصة بالعالقات الوظيفية املؤثرة في فاعلية املنظمة والعاملين فيها" (‪ًّ )Randal, 1995‬‬
‫ً‬
‫عرفها مايكل بول وفقا للثالثة نقاط التالية‪ :‬إنها العملية الخاصة باستيعاب األفراد‪ ،‬إنها العملية الخاصة ًّ‬
‫بتطوير األفراد‬
‫العاملين‪ ،‬إنها العملية الخاصة باملحافظة على األفراد العاملين‪ ،‬وذلك من أجل تحقيق أهداف املنظمة وتحقيق أهدافهم‬
‫الخاصة‪ًّ )Pool,1993( .‬‬
‫يعرفها آخر إدارة املوارد البشرية بأنها تعني الهتمام الكامل والشامل بكل ما يهم املوارد البشرية في املنظمة الدارية‪،‬‬
‫وهي إحدى الروابط الساسية التي تربط املنظمة ببيئتها الجتماعية وتحمل قيم وأخالقيات وفلسفة تلك البيئة كما‬
‫ً‬
‫تؤثر هي على البيئة أيضا بنفس القدر (أبوسن‪2009 ،‬م)‪ .‬من خالل ما تقدم يتبين للباحث أن إدارة املوارد البشرية هي‬
‫عملية خاصة بتطوير‪ ،‬واستيعاب‪ ،‬واملحافظة على العاملين‪ًّ .‬‬
‫‪ 2.1.2‬أهمية إدارة املوارد البشرية ًّ‬
‫استحوذت إدارة املوارد البشرية وعبر مراحل تطورها على أهمية خاصة بالنسبة ملنظمات األعمال وغيرها وهذه األهمية‬
‫نابعة من أهمية الدور الذي تلعبه‪ ،‬وأهمية العنصر البشري ودوره في املنظمات حتى أصبح ل يراود أحد شك أن خلف‬
‫تدريبهم‪،‬‬
‫الفراد‪ ،‬أو ًّ‬
‫كل منظمة ناجحة تقف إدارة موارد بشرية ناجحة في برامجها سواء كانت هذه البرامج في إطار اختيار ًّ‬
‫أو تقويم أدائهم‪ ،‬أو صيانتهم والحتفاظ بهم‪ ،‬أو من ارتباط قوي بين نجاح املنظمة (ل سيما منظمة األعمال) وبين برامج‬
‫ًّ‬ ‫(املوسويًّ‪2004 ،‬م)‪.‬‬ ‫املوارد البشرية‪.‬‬
‫‪ 3.1.2‬أهداف إدارة املوارد البشرية‬
‫ً‬
‫أن أهداف املوارد البشرية هي أهداف املنظمة أيضا‪ ،‬ويؤكد الباحث علي أن إلدارة املوارد البشرية هدفين رئيسيين‬
‫وهما‪ (:‬السالم ‪2012،‬م) ًّ‬
‫‪ ‬العمل على تحقيق سعادة األفراد العاملين باملنظمة اإلدارية‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على تحقيق الكفاية في اإلنتاج‪.‬‬
‫ويمكن بلورة أهداف إدارة املوارد البشرية على النحو التالي‪ًّ :‬‬

‫‪58‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)73-53‬‬

‫‪ ‬الحصول على األفراد األكفاء للعمل في مختلف الوظائف من أجل إنتاج السلع أو الخدمات بأحسن الطرق‬
‫وأقل التكاليف وتحقيق امليزة التنافسية‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬الستفادة القصوىًّ من جهود العاملين في إنتاج السلع والخدمات وفق املعايير الكمية والنوعية املحددة مسبقا‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق انماء وولء العاملين وتنمية عالقات التعاون بينهم والعمل علي زيادة رغبتهم في العمل فيها‪.‬‬
‫‪ ‬تنمية قدرات العاملين من خالل تدريبهم ملواجهة التغيرات املتالحقة في البيئة التنافسية‪.‬‬
‫‪ ‬توفير بيئة عمل جيدة تمكن العاملين من أداء عملهم بصورة جيدة‪ ،‬وتزيد من إنتاجيتهم ومكاسبهم املادية‪.‬‬
‫‪ ‬إيجاد سياسات موضوعية تمنع سوء استخدام العاملين وتفادي املهام التي تعرضهم لحوادث العمل الصناعية‬
‫والمراض املهنية‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص لجميع العاملين في املنظمة من حيث الترقية واألجور والتدريب والتطوير عندما‬
‫يصبحون مؤهلين لذلك‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬يتوقع العاملون أيضا وجود ضمان اجتماعي وصحي جيد‪.‬‬
‫‪ ‬تزويد العاملين بكل البيانات التي يحتاجونها بغرض أداء أعمالهم وتوصيل أراءهم ومقترحاتهم للمسئولين قبل‬
‫اتخاذ قرار معين يؤثر عليهم‪.‬‬
‫‪ ‬الحتفاظ بالسجالت املتعلقة بكل شخص يعمل في املنظمة وبما ينسجم وطبيعة عمله‪ًّ .‬‬
‫‪ 4.1.2‬وظائف إدارة املوارد البشرية‬
‫وتتمثل وظائف إدارة املوارد البشرية في التي )حنفي‪2007 ،‬م) ًّ‬
‫أ‪ /‬تحليل العمل‪ :‬تعني هذه الوظيفة التعرف على األنشطة واملهام املكونة للوظيفة‪ ،‬وتوصيف هذه الوظيفة وتحديد‬
‫املسئوليات امللقاة على عاتقها‪ ،‬وتصميم الوظيفة بشكل مناسب وتحديد مواصفات من يشغلها‪.‬‬
‫ب‪ /‬تخطيط القوي العاملة‪ :‬تعني بتحديد احتياج املنظمة من أنواع واعداد العاملين‪ ،‬ويتطلب هذا تحديد طلب‬
‫املنظمة من العاملين‪ ،‬وتحديد ما هو معروض ومتاح منها‪ ،‬واملقارنة بينهما لتحديد صافي العجز والزيادة في القوي العاملة‬
‫باملنظمة‪ ،‬فهو وسيلة لضمان الحصول علي األفراد الالزمين لسير العمليات النتاجية والتسويقية والدارية املختلفة‬
‫خالل فترة زمنية مستقبلية من كفاءات محددة بأعداد معينة" (زويلف‪1998 ،‬م)‪ ،‬كما أنه يوصف علي أرنه تقرير‬
‫الطلب والعرض (التنبؤ) لتحقيق التنمية والنتاجية املتوازنة (النجار‪1998،‬م)‪ ،‬تنبع أهمية تخطيط القوي العاملة من‬
‫أهمية وظيفة املوارد البشرية للمنظمات‪ ،‬فأي عمل ناجح ل بد وأن يسبق بتخطيط سليم من شأنه أن يساعد علي‬
‫(حسنين ‪2000،‬م)‪ .‬فهو يساعد في تحديد احتياجاتها املستقبلية من القوي البشرية‪ ،‬ومن ثم‬ ‫عباس‪ ،‬سهيلة‬ ‫إنجاحه‬
‫والختناق أو الزيادة في القوي العاملة‪ ،‬كما يساعد املنظمة في‬ ‫يساعد في تخفيض تكلفة النتاج التي تنتج عن النقص ًّ‬
‫ً‬
‫تحديد القوي البشرية التي تتطلب تدريبا أو إعادة تدريب لرفع قدراتها األدائية وحسن استخدامها‪ ،‬يساعد املنظمة‬
‫ً‬
‫أيضا في مواجهة أية تغيرات قد تحدث في بيئتها الداخلية والخارجية كازدياد الهجرة الي خارج الدولة أو الي داخلها‪( .‬درة‪،‬‬
‫الصباغ‪1986،‬م)‬
‫ت‪ /‬االختيار والتعين‪ :‬وتهتم هذه الوظيفة بالبحث عن العاملين في سوق العمل وتصفيتهم من خالل طلبات التوظيف‪،‬‬
‫ً‬
‫والختبارات‪ ،‬واملقابالت الشخصية وغيرها من الساليب‪ ،‬وذلك ضمانا لوضع الفرد املناسب في املكان املناسب‬

‫‪59‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)73-53‬‬

‫ث‪ /‬تصميم هيكل االجور‪ :‬وتهتم هذه الوظيفة بتحديد القيمة والهمية النسبية لكل وظيفة‪ ،‬وتحديد أجرها وتحديد‬
‫درجات أجرية للوظائف‪ ،‬كما تهتم بإدارة سليمة لنظام الجور حتى يتم ضمان مقابل سليم للقيم والهميات املختلفة‬
‫للوظائف‪.‬‬
‫سياسات الجور غير العادلة تكون بمثابة عنصر خطير في مجال عالقات العمل يؤدي الي هبوط معنويات العاملين‬
‫ويخلق حالة من عدم الرضاء ويرفع من معدلت الغياب ودوران العمل ويضر باإلنتاجية (هاشم ‪1996،‬م) ًّ‬
‫ج‪ /‬تصميم أنظمة الحوافز‪ :‬وتعني الوظيفة بمنح مقابل عادل لألداء املتميز ويمكن تحفيز العاملين على أدائهم الفردي‪،‬‬
‫ً‬
‫أو أدائهم الجماعي‪ ،‬فتظهر الحوافز الفردية والجماعية‪ ،‬وأيضا هناك حوافز على أساس أداء املنظمة ككل‪.‬‬
‫ح‪ /‬تصميم أنظمة مزايا وخدمات العاملين‪ :‬تهتم املنظمات بمنح عامليها مزايا عينية مثل املعاشات والتأمينات الخاصة‬
‫باملرض والعجز وبالبطالة‪ ،‬كما تهتم املنظمات بتقديم خدمات للعاملين في شكل خدمات مالية واجتماعية ورياضية‬
‫وقانونية‪ ،‬وقد تمتد الي اإلسكان واملواصالت وغيرها‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫خ‪ /‬تقييم االداء‪ :‬تهتم كل املنظمات تقريبا بتقييم أداء موظفيها‪ ،‬ويتم ذلك من خالل أساليب معينة‪ ،‬وغالبا ما يقوم‬
‫بالتقييم الرؤساء املباشرين بغرض التعرف على الكفاءة العامة للعاملين‪ ،‬وبغرض التعرف على أوجه القصور في هذا‬
‫الداء‪.‬‬
‫ع‪ /‬التدريب‪ :‬تمارس املنظمات أنشطة التدريب بغرض رفع كفاءة ومعارف ومهارات العاملين‪ ،‬وتوجيه اتجاهاتهم نحو‬
‫أنشطة معينة‪ ،‬وعلى الشركة ان تحدد احتياج املرؤوسين للتدريب‪ ،‬وان تستخدم األساليب والطرق املناسبة وأن تقيم‬
‫فعالية التدريب‪.‬‬
‫غ‪ /‬تخطيط املسار الوظيفي‪ :‬تهتم هذه الوظيفة بالتخطيط للتحركات الوظيفية املختلفة للعاملين باملنظمة‪ًّ ،‬وعلى‬
‫األخص فيما يمس النقل والترقية والتدريب‪ ،‬ويحتاج هذا الي التعرف علي نقاط القوة لدي الفرد‪ ،‬ونقاط الضعف‬
‫لديه‪.‬‬
‫‪ 2.2‬األداء‬
‫‪ 1.2.2‬مفهوم األداء‬
‫يختلف املفكرون والكتاب حول مفهوم األداء فيري البعض بانه "يقصد بمفهوم األداء املخرجات أو األهداف التي يسعي‬
‫النظام الي تحقيقها" (عبد املحسن ‪1997 ،‬م)‬
‫مفهوم تقييم األداء هو إيجاد مقياس يمكن من خالله معرفة مدي تحقيق املنظمة لألهداف املخطط لها ومقارنتها‬
‫ً‬
‫باألهداف املحققة ومعرفة وتحديد مواطن النحرافات عما تم التخطيط له مسبقا وتحديد أسباب تلك النحرفات‬
‫وأساليب معالجتها (مرعي‪2001 ،‬م)‪ًّ .‬‬
‫‪ 2.2.2‬العوامل املؤثرة على األداء‬
‫من العوامل املؤثرة على األداء في املؤسسة هي‪ًّ :‬‬
‫‪ ‬تاريخ وثقافة املؤسسة واملفاهيم والقيم الثقافية السائدة‪.‬‬
‫‪ ‬حجم وقطاع املؤسسة‪.‬‬

‫‪60‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)73-53‬‬

‫‪ ‬التوجهات الستراتيجية والقتصادية والثقافية والنسانية للمؤسسة‪ :‬تحدد التوجهات الستراتيجية‬


‫للمؤسسة مجال معايير أنظمة التقييم لن كل منها يتطلب القدرات الكافية لديهم للتطوير املستقبلي‬
‫للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬أسلوب اإلدارة العامة السائد‪ :‬وتأخذ في الحسبان أولويات املؤسسة ويناسب مدي الحركية املتبعة في املمارسة‬
‫اإلدارية من مرونة أو تجديد أو ركود‪.‬‬
‫‪ ‬أسلوب إدارة املوارد البشرية السائد‪ :‬إذ أن املؤسسات التي ل توجد فيها أسس إدارة املوارد البشرية يكون فيها‬
‫ً‬
‫نظام التقييم مختلفا ول يعبر عن التطور الحاصل في عالم اإلدارة الحديثة‪.‬‬
‫‪ ‬طبيعة العالقات الجتماعية القائمة‪ :‬البيئة املحيطة مثل النقابات‪ ،‬الدولة‪ ،‬الزبائن‪ ،‬املوردين‪.‬‬
‫‪ 3.2‬الفاعلية‬
‫‪ 1.3.2‬مفهوم الفعالية‬
‫وتعرف الفعالية بكل بساطة بانها أداء األعمال الصحيحة لذلك ل بد لنا منًّمعرفة األعمال الصحيحة وتحديدها‬
‫وتعريفها لنتمكن من أدائها‪ .‬يعرف الكثيرين الفاعلية بأنها اإلنتاج! بما يعني أن فاعلية إنسان ما تقاس بمقياس واحد‪،‬‬
‫هو مدى إنتاج هذا اإلنسان والصحيح أنه ليست هذه هي الفاعلية ( ‪ )Effectiveness‬إن تعريف الفاعلية في كتب‬
‫اإلدارة ش ي آخر اسمه الكفاءة ‪ .‬وهي الحصول على أكبر املخرجات من أقل املدخالت وتعريف الفاعلية اإلدارية نسبي‬
‫يختلف باختالف تصور ّ‬
‫املقيم لها‪( .‬املنيف‪1983 ،‬م) ًّ‬

‫‪ 2.3.2‬قياس الفعالية‬
‫بالرغم من أن أبعاد الفاعلية و العالقات املتداخلة بينها ليسررت واضررحة بصررورة جلية حتى اآلن إل انه تم التفاق على‬
‫بعررد واحررد و هو الوقررت ‪ ،‬حيررث أن الختبررار النهررائي للفعرراليررة التنظيميررة يتمثررل فيمررا إذا كررانررت املنظمررة قررادرة على أن‬
‫تدعم بقاءها بصفة مستمرة في البيئة ‪ ،‬حيث يقول جيزون ‪ Jason‬إن املقياس األخير لفاعلية التنظيم هو عامل الوقت‬
‫حيث في املدى القصير تتضمن املؤشرات املمكنة ما يلي‪( -‬جاكسونًّ‪1988 ،‬م)‪ًّ :‬‬
‫‪-1‬اإلنتاج‪ :‬و يعكس قدرة املنظمة على اإلنتاج (مهما كان ذلك) بالكمية و النوعية التي تتطلبها البيئة‪ًّ .‬‬
‫‪-2‬الكفاءة ‪ :‬و يمكن تعريفها كنسر رربة املخرجات للمدخالت‪ ،‬و تسر ررتخدم فيها عدة مقاييس مثل تكلفة الوحدة املنتجة و‬
‫العائد على رأس املال و معدل الض ر ر ر ررياع من املواد و الخامات و كذلك الوقت الضر ر ر ررائع و ما ش ر ر ررابه ذلك من مؤشر ر ر ررات‬
‫الكفاءة‪.‬‬
‫‪-3‬الرضا‪ :‬يتطلب إدراك املنظمة كنظام اجتماعي الهتمام باملنافع التي يحصل عليها عضو املنظمة و املنافع التي يمكن‬
‫أن تعود على عمالئها‪ ،‬و يسمى هذا املعيار الرضا و تتضمن مقاييسه معدل الغياب و التأخر و الشكاوى‪ًّ .‬‬
‫‪ 4.2‬الكفاءة‬
‫‪ 1.4.2‬مفهوم الكفاءة‬
‫نظر اإلدارة‪" :‬فهي النظررام القررادر على تخفيض تكرراليف املوارد الالزمررة إلنجر ًّراز األهررداف املحررددة‬
‫أمررا الكفرراءة من وجهررة ًّ‬
‫واملرغوبة دون التض ر ر ر ررحية بمخرجات النظام "‪ .‬بمعني أنها القدرة على أداء األشر ر ر ررياء بطريقة صر ر ر ررحيحة‪ ،‬ومن ثمة فهي‬
‫تعتم ررد على مفهوم امل رردخالت واملخرج ررات ف ررالنظ ررام الكفء هو ال ررذي يتمكن من تحقيق مخرج ررات تفوق امل رردخالت‬
‫املستخدمة (ادريس‪2002 ،‬م)‪ًّ .‬‬

‫‪61‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)73-53‬‬

‫‪ 2.4.2‬قياس الكفاءة‬
‫هناك العديد من املؤشرات واملعايير املستعملة في هذا الخصوص منها‪ًّ :‬‬
‫أ‪ -‬مؤشرات " معايير " مباشرة‪:‬‬
‫تتضمن هذه املعايير قياس عمليات املنظمة من خالل مقارنة املخرجات " السلع والخدمات" باملدخالت "املوارد‬
‫املستخدمة" خالل مدة زمنية معينة وتشمل ما يلي‪ًّ :‬‬
‫تعجز مثل هذه املؤشرات عن توفير‬
‫املقاييس الكلية للكفاءة‪ ،‬املقاييس الجزئية للكفاءة‪ ،‬املقاييس النوعية للكفاءة‪ ،‬وقد ًّ‬
‫املقاييس الدقيقة خصوصا في بعض النشطة الخدمية التي يتعذر فيها استخدام مثل هذه املقاييس‪ًّ .‬‬
‫ب‪ -‬مؤشرات " معايير" غير مباشرة‪:‬‬
‫تعاني املعايير املباشرة من القصور في قياس الكفاءة في بعض املنظمات لألسباب التية‪ًّ :‬‬
‫‪ ‬عرردم دقررة البيررانررات املتعلقررة برراملرردخالت واملخرجررات برراملقررارنررة مع متطلبررات تحقيق سر ر ر ربررل القيرراس املطلوبررة‬
‫للكفاءة‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬عدم دقة املقارنات التي تعد محور قياس الكفاءة‪ ،‬وكذلك ص ر ررعوبة إجرائها بين الوحدات واألقسر ر ررام املختلفة‬
‫للمنظمة‪.‬‬
‫لذلك فان القياسر ر ر ررات غير املباشر ر ر رررة تعد في بعض املجالت طريقا أفضر ر ر ررل في قياس الكفاءة‪ ،‬وذلك عن طريق قياس‬
‫الرغبة في العمل‪ ،‬والتعرف على درجات رضررا الفراد العاملين‪ ،‬والروح املعنوية‪ ،‬هذا إضررافة إلى دراسررة وتحليل إمكانية‬
‫الستثمار الرشيد للموارد البشرية واملادية واملالية واملعلومات املتاحة (الشماع‪2000،‬م) ًّ‬
‫‪ .3‬اإلطار العملي ومنهج الدراسة‪:‬‬
‫يحتويًّ هذا الفصل على تحليل البيانات املتعلقة بمعدل الستبانة والتحليل العلمي ملتغيرات الدراسة وباإلضافة الى‬
‫درجة اعتمادية متغيرات الدراسة وتعديل فرضيات الدراسة وبجانب الحصاء الوصفي‪ ،‬واملتوسطات‪ ،‬والنحراف‬
‫املعياريًّ ملتغيرات الدراسة ثم تحليل الفرضيات‪ًّ .‬‬
‫‪ 1.3‬معدل االستجابة‪:‬‬
‫تم توزيع عدد (‪ )80‬استبيان بمساعدة مقدرة ومشكورة تمكن الباحث من استالم ردود املبحوثين في فترة وجيزة‪ .‬الجدول‬
‫التالي يوضح معدل الستجابة للمبحوثين‪ًّ .‬‬
‫جدول (‪ )3/1‬معدل استجابة املبحوثين (حجم العينة =‪)77‬‬
‫الـنسـبـة ‪%‬‬ ‫ال ـعـدد‬ ‫الـبـي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫‪%100‬‬ ‫‪80‬‬ ‫الستبانات املوزعة‬
‫‪%96.3‬‬ ‫‪77‬‬ ‫الستبانات املستردة‬
‫‪%3.7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الستبانات التي لم ترد‬
‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الستبانات الغير صالحة للتحليل‬
‫‪%96.3‬‬ ‫‪77‬‬ ‫الستبانات الصالحة للتحليل‬
‫املصدر‪ :‬إعداد الباحث من بيانات الدراسة امليدانية ‪2021‬م‬

‫‪62‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)73-53‬‬

‫يالحظ من الجدول أن عدد الستبيانات املستردة يساوي (‪ )77‬استبيان بنسبة (‪ )%96.3‬من إجمالي الستبيانات‬
‫املوزعة‪ ،‬الستبيانات التي لم ترد )‪ (3‬استبيان بنسبة (‪ .)%3.7‬بينما يبلغ عدد الستبيانات الغير صالحة للتحليل (‪)0‬‬
‫استبيان بنسبة (‪ .)%0‬أما عدد الستبيانات الصالحة للتحليل فيساوي (‪ )77‬استبيان بنسبة (‪ )%96.3‬من إجمالي‬
‫الستبيانات املوزعة وهي نسبة تعتبر كبيرة في البحوث التي تعتمد على قوائم األسئلة أو الستبيانات وتعكس مدى‬
‫استجابة املبحوثين ومدى وضوح عبارات الستبيان املستخدمة في جمع بيانات الدراسة امليدانية‪ًّ .‬‬
‫‪ 2.3‬التحليل العملي‪:‬‬
‫أخضعت بيانات الستبيان للتحليل العاملي بغرض فهم الختالفات بين مجموعة كبيرة من متغيرات الستجابة‪ .‬حيث‬
‫أن التحليل العاملي يستعمل متغيرات معيارية لتوزع عليها بنود املتغيرات بحسب انحرافاتها عن الوسط الحسابي وتكون‬
‫العالقات بين املتغيرات داخل العامل الواحد أقوى من العالقة مع املتغيرات في العوامل األخرى (زغلول‪ .)2003 ،‬تستند‬
‫متغيرات هذه الدراسة بواسطة التحليل العاملي على الفتراضات التي تقدمت بها دراسة (‪ )Hair et al 2010‬كشروط‬
‫لقبول نتائجها وهي ‪ًّ :‬‬
‫‪ ‬وجود عدد كافي من الرتباطات ذات دللة إحصائية في املصفوفة ًّ‬
‫‪ ‬أل تقل قيمة (‪ )KMO‬عن (‪ًّ )0.6‬‬
‫اختبار (‪ )Bartlett's‬عن (‪ًّ )0,05‬‬
‫ًّ‬ ‫‪ ‬أل يقل‬
‫‪ ‬أن تكون قيم الشتراكيات األولية (‪ )Cummunalities‬للبنود أكرر من (‪ًّ )0,50‬‬
‫‪ ‬أل يقل تشبع ( ‪ )Loading‬العامل عن (‪ .)0,50‬مع مراعاة عدم وجود قيم متقاطعة تزيد عن (‪ )0,50‬في العوامل‬
‫األخرى‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬أل تقل قيم الجذور الكامنة ( ‪ )Eigen values‬عن الواحد‬
‫‪ 1.2.3‬التحليل العاملي للمتغير املستقل استراتيجيات إدارة املوارد البشرية‪:‬‬
‫أجري التحليل العاملي لعدد (‪ )35‬عبارة تستخدم لقياس استراتيجيات إدارة املوارد البشرية يعرض ملخص نتائج‬
‫التحليل للعاملين الذي أجري على املتغير املستقل (استراتيجيات إدارة املوارد البشرية)‪ًّ .‬‬
‫في الختبار األول من التحليل العاملي وجدت عبارات لها قيم الشتراكيات األولية (‪ )Cummunalities‬أقل من (‪)0,50‬‬
‫تم استبعادها‪ًّ .‬‬
‫جاءت املصفوفة في (‪ )7‬أعمدة‪ ،‬اشتمل النموذج األول علي (‪ )10‬عبارات شكلت الجور واملرتبات‪ ،‬اشتمل النموذج‬
‫الثاني علي (‪ )6‬عبارات شكلت تخطيط املوارد البشرية ‪ ،‬اشتمل النموذج الثالث علي (‪)5‬عبارات شكلت التدريب ‪،‬‬
‫اشتمل النموذج الرابع علي (‪)4‬عبارات شكلت تقييم الداء‪ ،‬اشتمل النموذج الخامس علي (‪)3‬عبارات شكلت الختيار‬
‫والتعيين‪ ،‬اشتمل النموذج السادس علي (‪ )2‬عبارة شكلت الستقطاب‪ ،‬اشتمل النموذج السابع علي (‪ )2‬عبارة شكلت‬
‫الحوافز‪ًّ .‬‬

‫‪63‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)73-53‬‬

‫جدول (‪ )2/3‬التحليل العاملي للمتغير املستقل استراتيجيات إدارة املوارد البشرية‪:‬‬


‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الجور واملرتبات‬
‫‪0.011‬‬ ‫‪0.027‬‬ ‫‪0.210‬‬ ‫‪0.195‬‬ ‫‪0.294‬‬ ‫‪0.191‬‬ ‫اثرت جائحة كورونا على نظام الحوافز ‪0.824‬‬
‫باملستشفى ًّ‬
‫‪0.010‬‬ ‫‪-0.009‬‬ ‫‪0.114‬‬ ‫‪0.223‬‬ ‫‪0.277‬‬ ‫‪0.075‬‬ ‫تتابع املستشفى باهتمام وبشكل مستمر ‪0.808‬‬
‫برامج الحوافز التي تقدمها مثيالتها من‬
‫املستشفيات في ظل جائحة كورونا‬
‫‪0.147‬‬ ‫‪0.196‬‬ ‫‪0.088‬‬ ‫‪0.111‬‬ ‫‪0.125‬‬ ‫‪0.204‬‬ ‫ادي الستقرار في الجور واملرتبات في ‪0.780‬‬
‫املستشفى الى رضا العاملين‬
‫‪0.097‬‬ ‫‪0.163‬‬ ‫‪0.203‬‬ ‫‪0.294‬‬ ‫‪0.202‬‬ ‫‪0.185‬‬ ‫‪0.742‬‬ ‫تمت مراجعة خطة الحوافز في املستشفى‬
‫استنادا على تداعيات جائحة كورونا‬
‫‪0.050‬‬ ‫‪0.215‬‬ ‫‪0.014‬‬ ‫‪0.238‬‬ ‫‪0.116‬‬ ‫‪0.219‬‬ ‫‪0.683‬‬ ‫تقدم املستشفى اجور ومرتبات تنافسية‬
‫مقارنه مع املستشفيات الخرىًّ‬
‫‪-0.164‬‬ ‫‪0.379‬‬ ‫‪0.030‬‬ ‫‪0.027‬‬ ‫‪0.293‬‬ ‫‪0.274‬‬ ‫‪0.657‬‬ ‫تقدم املستشفى للعاملين اجور ومرتبات‬
‫مجزية‬
‫‪0.432‬‬ ‫‪0.218‬‬ ‫‪0.031‬‬ ‫‪0.276‬‬ ‫‪-0.138‬‬ ‫‪0.161‬‬ ‫‪0.640‬‬ ‫ادي وجود الضمان الجتماعي الى رضا‬
‫العاملين باملستشفى‬
‫‪-0.034‬‬ ‫‪-0.040‬‬ ‫‪0.401‬‬ ‫‪-0.194‬‬ ‫‪0.290‬‬ ‫‪0.124‬‬ ‫‪0.605‬‬ ‫تمنح الحوافز في املستشفى استنادا الى‬
‫نتائج تقييم اداء العاملين‬
‫‪-0.022‬‬ ‫‪0.056‬‬ ‫‪0.354‬‬ ‫‪0.471‬‬ ‫‪0.269‬‬ ‫‪0.207‬‬ ‫‪0.535‬‬ ‫النظام الداري (نظم‪ ،‬لوائح‪ ،‬قوانين)‬
‫باملستشفى مرض ي للعاملين‬
‫‪0.253‬‬ ‫‪0.356‬‬ ‫‪-0.013‬‬ ‫‪0.153‬‬ ‫‪0.202‬‬ ‫‪0.215‬‬ ‫‪0.535‬‬ ‫ساهمت زيادة املرتبات والجور التي‬
‫تدفعها املستشفى في تقليل معدل دوران‬
‫العمل في ظل جائحة كورونا ًّ‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫تخطيط املوارد البشرية‬
‫‪0.145‬‬ ‫‪0.111‬‬ ‫‪0.215‬‬ ‫‪0.036‬‬ ‫‪0.030‬‬ ‫‪0.787‬‬ ‫‪0.281‬‬ ‫اثرت تداعيات جائحة كرونا على‬
‫استراتيجيات املوارد البشرية ًّ‬
‫‪-0.009‬‬ ‫‪0.106‬‬ ‫‪0.116‬‬ ‫‪0.252‬‬ ‫‪0.276‬‬ ‫‪0.744‬‬ ‫‪0.263‬‬ ‫شارك العاملين في تعديل خطة املوارد‬
‫البشرية في ظل جائحة كورنا ًّ‬
‫‪-0.135‬‬ ‫‪0.183‬‬ ‫‪0.207‬‬ ‫‪0.251‬‬ ‫‪0.228‬‬ ‫‪0.735‬‬ ‫‪0.172‬‬ ‫توجد خطة استراتيجية للموارد البشرية‬
‫في املستشفى‬
‫‪0.039‬‬ ‫‪0.151‬‬ ‫‪0.290‬‬ ‫‪0.149‬‬ ‫‪0.266‬‬ ‫‪0.726‬‬ ‫‪0.303‬‬ ‫تعطي ادارة املستشفى تخطيط املوارد‬
‫البشرية الحجم الذي يناسبه من‬
‫الهمية في تخطيطها الستراتيجي‬
‫‪0.375‬‬ ‫‪-0.100‬‬ ‫‪0.244‬‬ ‫‪-0.129‬‬ ‫‪0.189‬‬ ‫‪0.653‬‬ ‫‪0.065‬‬ ‫اثرت تداعيات جائحة كورونا على التبوء‬
‫بهيكل املوارد البشرية كما ونوعا ًّ‬

‫‪64‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)73-53‬‬

‫‪0.091‬‬ ‫‪0.354‬‬ ‫‪0.219‬‬ ‫‪0.436‬‬ ‫‪0.246‬‬ ‫‪0.504‬‬ ‫‪0.227‬‬ ‫ادت كورونا الي زيادة مهام العاملين مما‬
‫أثر على الوصف الوظيفي ًّ‬
‫ًّ‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫التدريب‬
‫‪0.105‬‬ ‫‪0.162‬‬ ‫‪0.052‬‬ ‫‪0.301‬‬ ‫‪0.763‬‬ ‫‪0.208‬‬ ‫‪0.246‬‬ ‫تم اخضاع العاملين لدورات تدريبية‬
‫وفقا ملتطلبات التعامل مع جائحة كورونا ًّ‬
‫‪0.127‬‬ ‫‪0.171‬‬ ‫‪0.386‬‬ ‫‪-0.032‬‬ ‫‪0.755‬‬ ‫‪0.050‬‬ ‫‪0.208‬‬ ‫يتم تحديد الحتياجات التدريبية في‬
‫املستشفى وفقا لحتياجات كرونا‬
‫‪0.033‬‬ ‫‪0.290‬‬ ‫‪0.117‬‬ ‫‪0.306‬‬ ‫‪0.750‬‬ ‫‪0.117‬‬ ‫‪0.240‬‬ ‫يوجد لدى املستشفى خطة تدريبية مرنة‬
‫تتوافق مع الكوارث الصحية ًّ‬
‫‪0.091‬‬ ‫‪0.004‬‬ ‫‪0.051‬‬ ‫‪0.199‬‬ ‫‪0.747‬‬ ‫‪0.298‬‬ ‫‪0.206‬‬ ‫تتابع ادارة التدريب عملية تنفيذ التدريب‬
‫‪0.098‬‬ ‫‪0.018‬‬ ‫‪0.046‬‬ ‫‪0.190‬‬ ‫‪0.694‬‬ ‫‪0.423‬‬ ‫‪0.330‬‬ ‫تقوم املستشفى بقياس العائد من‬
‫التدريب‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫تقييم الداء‬
‫‪-0.026‬‬ ‫‪0.074‬‬ ‫‪0.017‬‬ ‫‪0.764‬‬ ‫‪0.139‬‬ ‫‪-0.009‬‬ ‫‪0.094‬‬ ‫تسود روح املساءلة وتحمل املسؤولية‬
‫بين العاملين باملستشفى‬
‫‪-0.033‬‬ ‫‪0.161‬‬ ‫‪0.039‬‬ ‫‪0.668‬‬ ‫‪0.161‬‬ ‫‪0.274‬‬ ‫‪0.331‬‬ ‫تتوفر باملستشفى انظمة عمل ألداء‬
‫العمال في املستشفى‬
‫‪0.102‬‬ ‫‪0.141‬‬ ‫‪0.174‬‬ ‫‪0.622‬‬ ‫‪0.351‬‬ ‫‪0.149‬‬ ‫‪0.395‬‬ ‫ترقية العاملين باملستشفى تتم وفق‬
‫عملية تقييم الداء‬
‫‪0.038‬‬ ‫‪0.032‬‬ ‫‪0.149‬‬ ‫‪0.564‬‬ ‫‪0.225‬‬ ‫‪0.284‬‬ ‫‪0.481‬‬ ‫يوجد نظام دقيق وعادل لتقييم العاملين‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الختيار والتعيين‬
‫‪-0.002‬‬ ‫‪0.118‬‬ ‫‪0.802‬‬ ‫‪0.150‬‬ ‫‪0.084‬‬ ‫‪0.350‬‬ ‫‪0.195‬‬ ‫يقوم التعيين على اختيار الشخص‬
‫املناسب في املكان املناسب‬
‫‪0.170‬‬ ‫‪0.208‬‬ ‫‪0.725‬‬ ‫‪-0.016‬‬ ‫‪0.173‬‬ ‫‪0.133‬‬ ‫‪0.038‬‬ ‫ادت تداعيات جائحة كورونا الي التوسع‬
‫في اختيار وتعيين مزيد من الكوادر‬
‫الصحية ًّ‬
‫‪0.090‬‬ ‫‪0.078‬‬ ‫‪0.710‬‬ ‫‪0.178‬‬ ‫‪0.054‬‬ ‫‪0.297‬‬ ‫تتم عملية الختبار والتعيين وفق املعايير ‪0.261‬‬
‫التي تحددها الوظيفة لشاغلها‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الستقطاب‬
‫‪0.200‬‬ ‫‪0.783‬‬ ‫‪0.180‬‬ ‫‪0.190‬‬ ‫‪0.132‬‬ ‫‪0.109‬‬ ‫‪0.234‬‬ ‫استندت استراتيجية استقطاب العاملين‬
‫للعمل في املستشفيات املبحوثة في ظل‬
‫الجائحة على القيام بمسؤوليتهم تجاه‬
‫املجتمع ًّ‬
‫‪-0.050‬‬ ‫‪0.715‬‬ ‫‪0.322‬‬ ‫‪0.111‬‬ ‫‪0.247‬‬ ‫‪0.171‬‬ ‫‪0.288‬‬ ‫أدي وجود الضمان الجتماعي الى رضا‬
‫العاملين باملستشفى‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الحوافز‬

‫‪65‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)73-53‬‬

‫‪0.791‬‬ ‫‪0.038‬‬ ‫‪0.042‬‬ ‫‪-0.127‬‬ ‫‪0.151‬‬ ‫‪0.021‬‬ ‫‪0.170‬‬ ‫ي كلما‬


‫تزداد حوجة الفرد للحافز املعنو ًّ‬
‫زاد مستواه الخطر‬
‫‪0.606‬‬ ‫‪0.159‬‬ ‫‪0.407‬‬ ‫‪0.288‬‬ ‫‪0.136‬‬ ‫‪0.199‬‬ ‫‪-0.074‬‬ ‫ادت جائحة كرونا الي زيادة الحوافز‬
‫املادية للعاملين مقارنة مع املستشفيات‬
‫األخرىًّ ًّ‬
‫‪74.909‬‬ ‫‪Cumulative %‬‬
‫‪0.878‬‬ ‫‪Kaiser-Meyer-Olkin Measure of‬‬
‫‪Sampling Adequacy.‬‬
‫‪2013.380‬‬ ‫‪Bartlett’s Test of‬‬
‫املصدر‪ :‬إعداد الباحث من بيانات الدراسة امليدانية ‪2021‬‬
‫جدول (‪ )3/5‬التحليل العاملي للمتغير التابع (االداء) ‪:‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الفعالية‬
‫‪0.162‬‬ ‫‪0.904‬‬ ‫توفر املوارد البشرية الكفؤة يساعد على تميز الخدمات وجودتها‬
‫‪0.264‬‬ ‫‪0.890‬‬ ‫يحقق املستشفى اهدافه املخطط انجازها‬
‫‪0.210‬‬ ‫‪0.869‬‬ ‫توجد اهداف واضحة وقابلة للقياس باملستشفى‬
‫‪0.163‬‬ ‫‪0.834‬‬ ‫تدعم الدارة العليا السياسات والنظم التي تحقق الهداف الستراتيجية‬
‫‪0.243‬‬ ‫‪0.773‬‬ ‫يحقق املستشفى نسبة عالية من الرباح‬
‫‪0.291‬‬ ‫‪0.770‬‬ ‫يتم تقييم الهداف باستمرار‬
‫الكفاءة‬
‫‪0.826‬‬ ‫‪0.074‬‬ ‫يوجد برنامج تحسين مستمر للخدمات باملستشفى‬
‫‪0.732‬‬ ‫‪0.246‬‬ ‫تتيح ادارة املستشفى نظم اتصال تفاعلي بين الدارة والعاملين‬
‫‪0.553‬‬ ‫‪0.476‬‬ ‫يقوم املستشفى بالستخدام المثل ملوارده املتاحة‬
‫‪70.841‬‬ ‫‪Cumulative %‬‬
‫‪0. 907‬‬ ‫‪Kaiser-Meyer-Olkin Measure of Sampling Adequacy.‬‬
‫‪440.355‬‬ ‫‪Bartlett’s Test of‬‬
‫املصدر‪ :‬إعداد الباحث من بيانات الدراسة امليدانية ‪ًّ 2021‬‬
‫‪ 3.3‬االعتمادية‪:‬‬
‫اختبار أسئلة الستبانة بالعتماد على مقياس العتمادية حيث يوضح الجدول أدناه أن‬
‫ًّ‬ ‫للتأكد من درجة العتمادية تم‬
‫معامل العتمادية (كرونباخ ألفا) كان بدرجة عالية من العتمادية حيث بلغ معامل العتمادية بالنسبة للعبارات املكونة‬
‫ملتغيرات املستقل الجورًّ واملرتبات (‪ ،)0.930‬تخطيط املوارد البشرية (‪ ،)0.904‬التدريب (‪ ،)0.916‬تقييم الداء (‪،)0.830‬‬
‫الختيار والتعيين (‪ ،)0.827‬الستقطاب (‪ ،)0.801‬الحوافز (‪ ،)0.513‬اما املتغير الوسيط الدافعية (‪ ،)0.832‬أما ملتغيرات‬
‫التابع الفعالية(‪ ،)0.935‬الكفاءة (‪.)0.634‬‬

‫‪66‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)73-53‬‬

‫جدول (‪ )3/3‬يوضح درجة االعتمادية ملتغيرات الدراسة‬


‫‪Cronbach’s alpha‬‬ ‫عدد العبارات‬ ‫املتغير‬
‫‪0.930‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الجور واملرتبات‬
‫‪0.904‬‬ ‫‪6‬‬ ‫تخطيط املوارد البشرية‬
‫املتغير املستقل‬
‫‪0.916‬‬ ‫‪5‬‬ ‫التدريب‬
‫‪0.830‬‬ ‫‪4‬‬ ‫تقييم الداء‬
‫‪0.827‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الختيار والتعيين‬
‫‪0. 801‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الستقطاب‬
‫‪0. 513‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الحوافز‬
‫‪0.935‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الفعالية‬ ‫املتغير التابع‬
‫‪0.634‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الكفاءة‬
‫املصدر‪ :‬إعداد الباحث من بيانات الدراسة امليدانية ‪ًّ 2021‬‬
‫‪ 4.3‬املتوسطات واالنحرافات املعيارية‪:‬‬
‫الجدول أدناه يوضح الوسط الحسابي والنحراف املعياري ألبعاد املتغير املستقل (الجور واملرتبات ًّوتخطيط املوارد‬
‫األداء ًّوالختيار والتعيين ًّوالستقطاب ًّوالحوافز ًّوالدافعية‪ًّ ،‬والفعالية ًّوالكفاءة)‪ .‬يالحظ من‬
‫البشرية ًّوالتدريب ًّوتقييم ًّ‬
‫الجدول أن الوسط الحسابي الجور واملرتبات (وسط حسابي = ‪ًّ ،2.96‬وانحراف معياري= ‪ ،).97‬يليه الوسط الحسابي‬
‫تخطيط املوارد البشرية (وسط حسابي = ‪ ،2.77‬انحراف معياري= ‪ )1‬يليه الوسط الحسابي التدريب (وسط حسابي =‬
‫األداء (وسط حسابي = ‪ ،2.64‬انحراف معياري= ‪ ،).98‬يليه‬
‫‪ ،2.99‬انحراف معياري= ‪ ،)1‬يليه الوسط الحسابي تقييم ًّ‬
‫الوسط الحسابي الختيار والتعيين (وسط حسابي = ‪ ،2.16‬انحراف معياري= ‪ ،).95‬يليه الوسط الحسابي الستقطاب‬
‫(وسط حسابي = ‪ ،2.34‬انحراف معياري= ‪ ،)1‬يليه الوسط الحسابي الحوافز (وسط حسابي = ‪ ،1.99‬انحراف معياري=‬
‫‪ ،).92‬ويالحظ أن جميع هذه األوساط الحسابية تقل عن الوسط الفرض ي املستخدم في برنامج التحليل اإلحصائي ‪SPSS‬‬
‫ومن جانب آخر ومن ذات الجدول يتضح أن الوسط الحسابي والنحراف املعياري للمتغير الوسيط الدافعية هو (الوسط‬
‫حسابي = ‪ ،2.26‬النحراف معياري= ‪ ،).90‬أما املتغير التابع يالحظ ان الوسط الحسابي للفعالية (الوسط الحسابي‬
‫=‪ ، 2.67‬النحراف املعياريًّ=‪ ،).95‬والكفاءة (الوسط الحسابي =‪ ،2.19‬النحراف املعياريًّ=‪ًّ .).81‬‬
‫جدول (‪ )4/3‬يوضح املتوسطات الحسابية واالنحرافات املعيارية ملتغيرات الدراسة‬
‫االنحراف املعياري‬ ‫الوسط الحسابي‬ ‫نوع املتغير‬ ‫اسم املتغير‬
‫‪.97‬‬ ‫‪2.96‬‬ ‫مستقل‬ ‫االجور واملرتبات‬
‫‪1‬‬ ‫‪2.77‬‬ ‫مستقل‬ ‫تخطيط املوارد البشرية‬
‫‪1‬‬ ‫‪2.99‬‬ ‫مستقل‬ ‫التدريب‬
‫‪.98‬‬ ‫‪2.64‬‬ ‫مستقل‬ ‫تقييم االداء‬
‫‪.95‬‬ ‫‪2.16‬‬ ‫مستقل‬ ‫االختيار والتعيين‬

‫‪67‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)73-53‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪2.34‬‬ ‫مستقل‬ ‫االستقطاب‬


‫‪.93‬‬ ‫‪1.99‬‬ ‫مستقل‬ ‫الحوافز‬
‫‪.90‬‬ ‫‪2.26‬‬ ‫وسيط‬ ‫الدافعية‬
‫‪.95‬‬ ‫‪2.67‬‬ ‫تابع‬ ‫الفعالية‬
‫‪.80‬‬ ‫‪2.19‬‬ ‫تابع‬ ‫الكفاءة‬
‫املصدر إعداد الباحث من بيانات الدراسة امليدانية (‪)2021‬‬
‫‪ 5.3‬االرتباطات بين متغيرات الدراسة‪:‬‬
‫أجري تحليل الرتباطات على بيانات الدراسة امليدانية للوقوف على الصورة املبدئية لالرتباطات البينية بين متغيرات‬
‫الدراسة‪ .‬الجدول أدناه يوضح الرتباطات بين متغيرات الدراسة‪ًّ .‬‬
‫جدول (‪ )5/3‬يوضح االرتباطات بين متغيرات الدراسة‪Person's Correlation Coefficient for All :‬‬
‫‪Variable‬‬
‫الكفاءة‬ ‫الفعالية‬ ‫الستقطاب الحوافز‬ ‫الختيار‬ ‫تقييم‬ ‫التدريب‬ ‫تخطيط‬ ‫الجور‬ ‫املتغيرات‬
‫والتعيين‬ ‫الداء‬ ‫املوارد‬ ‫واملرتبات‬
‫البشرية‬
‫‪1‬‬ ‫الجور‬
‫واملرتبات‬
‫‪1‬‬ ‫تخطيط‬
‫)**(‪.624‬‬ ‫املوارد‬
‫البشرية‬
‫‪1‬‬ ‫)**(‪.617‬‬ ‫)**(‪.634‬‬ ‫التدريب‬
‫‪1‬‬ ‫تقييم‬
‫)**(‪.612‬‬ ‫)**(‪.571‬‬ ‫)**(‪.696‬‬
‫الداء‬
‫‪1‬‬ ‫الختيار‬
‫)**(‪.405‬‬ ‫)**(‪.440‬‬ ‫)**(‪.618‬‬ ‫)**(‪.489‬‬
‫والتعيين‬
‫‪1‬‬ ‫)**(‪.496‬‬ ‫)**(‪.470‬‬ ‫)**(‪.508‬‬ ‫)**(‪.502‬‬ ‫)**(‪.584‬‬ ‫الستقطاب‬
‫‪1‬‬ ‫)**(‪.316‬‬ ‫)**(‪.368‬‬ ‫)**(‪.223‬‬ ‫)**(‪.337‬‬ ‫)**(‪.353‬‬ ‫)**(‪.295‬‬ ‫الحوافز‬
‫)**(‪.266‬‬ ‫)**(‪.428‬‬ ‫)**(‪.283‬‬ ‫)**(‪.595‬‬ ‫)**(‪.411‬‬ ‫)**(‪.382‬‬ ‫)**(‪.432‬‬ ‫الدافعية‬
‫‪1‬‬ ‫)**(‪.125‬‬ ‫)**(‪.544‬‬ ‫)**(‪.437‬‬ ‫)**(‪.639‬‬ ‫)**(‪.659‬‬ ‫)**(‪.656‬‬ ‫)**(‪.612‬‬ ‫الفعالية‬
‫‪1‬‬ ‫)**(‪.567‬‬ ‫)**(‪.216‬‬ ‫)**(‪.415‬‬ ‫)**(‪.474‬‬ ‫)**(‪.548‬‬ ‫)**(‪.473‬‬ ‫)**(‪.429‬‬ ‫)**(‪.576‬‬ ‫الكفاءة‬
‫املصدر إعداد الباحث من بيانات الدراسة امليدانية (‪)2021‬‬
‫من الجدول اعاله نجد أن بعد تخطيط املوارد البشرية يرتبط ارتباط إيجابي معنوي مع األجور واملرتبات حيث كانت‬
‫قيمة ( الرتباط =‪).624‬؛ والتدريب يرتبط ارتباط ايجابي معنوي مع األجور واملرتبات؛ حيث كانت قيمة (الرتباط=‪،).634‬‬
‫ًّوالتدريب يرتبط ارتباط ايجابي معنوي مع تخطيط املوارد البشرية حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ ،).617‬وتقييم األداء‬
‫يرتبط ارتباط ايجابي معنوي مع األجور واملرتبات حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ ،).696‬وتقييم األداء يرتبط ارتباط‬
‫ايجابي معنوي مع تخطيط املوارد البشرية حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ ،).571‬وتقييم األداء يرتبط ارتباط ايجابي‬
‫معنوي مع التدريب حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ ،).612‬والختيار والتعيين يرتبط ارتباط ايجابي معنوي مع األجور‬
‫واملرتبات حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ ،).489‬ونجد أن الختيار والتعيين يرتبط ارتباط ايجابي معنوي مع تخطيط‬

‫‪68‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)73-53‬‬

‫املوارد البشرية؛ حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ ،).618‬والختيار والتعيين يرتبط ارتباط ايجابي معنوي مع التدريب؛‬
‫حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ ،).440‬والختيار والتعيين يرتبط ارتباط ايجابي معنوي مع تقييم األداء؛ حيث كانت قيمة‬
‫(الرتباط = ‪ًّ ،).405‬والستقطاب يرتبط ارتباط ايجابي معنوي مع األجور واملرتبات؛ حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪،).584‬‬
‫والستقطاب يرتبط ارتباط ايجابي معنوي مع تخطيط املوارد البشرية؛ حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ ،).502‬ويرتبط‬
‫الستقطاب يرتبط ارتباط ايجابي معنوي مع‬ ‫ارتباط ايجابي معنوي مع التدريب حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ ،).508‬و ًّ‬
‫تقييم األداء؛ حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ ،).470‬والستقطاب يرتبط ارتباط ايجابي معنوي مع الختيار والتعيين؛‬
‫حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ ،).496‬والحوافز ترتبط ارتباط ضعيف مع األجور واملرتبات حيث كانت قيمة (الرتباط‬
‫= ‪ ،).292‬والحوافز ترتبط ارتباط ضعيف مع تخطيط املوارد البشرية حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ ،).353‬والحوافز‬
‫ترتبط ارتباط ضعيف مع التدريب حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ ،).337‬والحوافز ترتبط ارتباط ضعيف مع الختيار‬
‫والتعيين حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ ،).368‬والحوافز ترتبط ارتباط ضعيف مع الستقطاب؛ حيث كانت قيمة‬
‫(الرتباط = ‪ًّ ،).316‬والدافعية ترتبط ارتباط ايجابي مع الجور واملرتبات حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ ،).432‬والدافعية‬
‫ترتبط ارتباط مع تخطيط املوارد البشري؛ حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ ،).382‬والدافعية ترتبط ًّارتباط ايجابي مع‬
‫التدريب؛ حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ ،).411‬والدافعية ترتبط ارتباط ايجابي مع تقييم األداء حيث كانت قيمة‬
‫(الرتباط = ‪ًّ ،).595‬والفعالية ترتبط ارتباط ايجابي مع الجور واملرتبات؛ حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ ،).612‬والفعالية‬
‫ترتبط ارتباط ايجابي مع تخطيط املوارد البشرية؛ حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ ،).656‬والفعالية ترتبط ارتباط ايجابي‬
‫مع التدريب؛ حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ ،).659‬والفعالية ترتبط ارتباط ايجابي مع تقييم الداء؛ حيث كانت قيمة‬
‫(الرتباط = ‪ًّ ،).539‬والفعالية ترتبط ارتباط ايجابي مع الختيار والتعيين؛ حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ ،).437‬والفعالية‬
‫ترتبط ارتباط ايجابي مع الستقطاب حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ ،).544‬والفعالية ترتبط ارتباط ضعيف مع الحوافز‬
‫حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ ،) .125‬والفعالية ترتبط ارتباط ايجابي مع الدافعية؛ حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪،).550‬‬
‫ًّوالكفاءة ترتبط ارتباط ايجابي مع األجور واملرتبات حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ ،).576‬والكفاءة ترتبط ارتباط ايجابي‬
‫مع تخطيط املوارد البشرية؛ حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ ،).429‬والكفاءة ترتبط ارتباط ايجابي مع التدريب؛ حيث‬
‫كانت قيمة (الرتباط = ‪ ،).473‬والكفاءة ترتبط ارتباط ايجابي مع تقييم األداء حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪،).548‬‬
‫ًّوالكفاءة ترتبط ارتباط ايجابي مع الختيار والتعيين؛ حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ ،).474‬والكفاءة ترتبط ارتباط ايجابي‬
‫مع الستقطاب؛ حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ ،).415‬والكفاءة ترتبط ارتباط ضعيف مع الحوافز؛ حيث كانت قيمة‬
‫(الرتباط = ‪ًّ ،).216‬والكفاءة ترتبط ارتباط ايجابي مع الفعالية حيث كانت قيمة (الرتباط = ‪ًّ . ).567‬‬
‫‪ 6.3‬اختبار عالقة مكونات استراتيجيات املوارد البشرية وأداء العاملين‪:‬‬
‫الجدول التالي يوضح النحدار ملكونات استراتيجيات املوارد البشرية وأداء العاملين‪ ،‬لقد تم استخدام ‪(Beta‬‬
‫)‪ coefficient‬اختبار تحليل النحدار املتعدد والذي يهدف الى التعرف على تأثير أبعاد استراتيجيات املوارد البشرية على‬
‫(أداء العاملين)‪ .‬تم العتماد على معامل (‪ )Beta‬ملعرفة التغير املتوقع في املتغير التابع بسبب التغير الحاصل في وحدة‬
‫واحدة من املتغير املستقل ‪ ،‬كما تم العتماد على(‪ )R²‬للتعرف على قدرة النموذج على تفسير العالقة بين املتغيرات‬
‫املستقلة واملتغير التابع ‪ ،‬باإلضافة إلى استخدام اختبار ‪ F‬لتعرف على معنوية نموذج النحدار ‪.‬وقد تم العتماد على‬
‫مستوى الدللة ‪ 0.05‬للحكم على مدى معنوية التأثير‪ ،‬حيث تم مقارنة مستوى املعنوية املحتسب مع قيمة مستوى‬
‫الدللة املعتمد‪ ،‬وتعد التأثيرات ذات دللة احصائية اذا كانت قيمة مستوى الدللة املحتسب أصغر من مستوى الدللة‬
‫املعتمدة (‪ )0.05‬والعكس صحيح ومن خالل تحليل النحدار تم التوصل على انه ل توجد عالقة بين الجور واملرتبات‬
‫و الفعالية حيث بلغت بيتا (‪ )0.035‬مستوى املعنوية (‪ ،)0.770‬وتوجد عالقة بين تخطيط املوارد البشرية و الفعالية‬
‫حيث بلغت بيتا (‪ )0.314‬مستوى املعنوية (‪ ،)0.007‬وتوجد عالقة بين التدريب والفعالية حيث بلغت بيتا (‪)0.282‬‬

‫‪69‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)73-53‬‬

‫مستوى املعنوية (‪ ،)0.010‬وتوجد عالقة بين تقييم األداء والفعالية حيث بلغت بيتا (‪ )0.227‬مستوى املعنوية (‪،)0.041‬‬
‫ول توجد عالقة بين الختيار والتعيين و الفعالية حيث بلغت بيتا (‪ )-0.006‬مستوى املعنوية (‪ ،)0.948‬ول توجد عالقة‬
‫بين الستقطاب و الفعالية حيث بلغت بيتا (‪ )0.182‬مستوى املعنوية (‪ ،)0.063‬وتوجد عالقة بين الحوافز و الفعالية‬
‫حيث بلغت بيتا (‪ )-0.200‬مستوى املعنوية (‪ )0.016‬ترتبط الفعالية بتخطيط املوارد البشرية والتدريب وتقييم الداء‬
‫والحوافز ‪ .‬كما موضح في الجدول أدناه ًّ‬
‫جدول (‪ )6/3‬يوضح العالقة بين أبعاد استراتيجيات املوارد البشرية والفعالية‬
‫‪Sig‬‬ ‫الفعالية‬ ‫املتغير املستقل‬
‫‪0.770‬‬ ‫‪.035‬‬ ‫الجور واملرتبات‬
‫‪0.007‬‬ ‫‪.314‬‬ ‫تخطيط املوارد البشرية‬
‫‪0.010‬‬ ‫‪.282‬‬ ‫التدريب‬
‫‪0.041‬‬ ‫‪.227‬‬ ‫تقييم الداء‬
‫‪0.948‬‬ ‫‪.006‬‬ ‫الختيار والتعيين‬
‫‪0.063‬‬ ‫‪.182‬‬ ‫الستقطاب‬
‫‪0.016‬‬ ‫‪.200‬‬ ‫الحوافز‬
‫‪.630‬‬ ‫‪R²‬‬
‫**‪.590‬‬ ‫‪Adjusted R²‬‬
‫‪.630‬‬ ‫‪∆ R²‬‬
‫‪16.756‬‬ ‫‪F change‬‬
‫‪Note: Level of significant: *p<0.10, **p<0.05,***p<0‬‬
‫املصدر إعداد الباحث من بيانات الدراسة امليدانية (‪)2021‬‬
‫جدول (‪ )7/3‬يوضح العالقة بين أبعاد استراتيجيات املوارد البشرية والكفاءة‪:‬‬
‫‪Sig‬‬ ‫الكفاءة‬ ‫املتغير املستقل‬
‫‪0.068‬‬ ‫‪.276‬‬ ‫الجور واملرتبات‬
‫‪0.450‬‬ ‫‪.107‬‬ ‫تخطيط املوارد البشرية‬
‫‪0.489‬‬ ‫‪.093‬‬ ‫التدريب‬
‫‪0.069‬‬ ‫‪.251‬‬ ‫تقييم الداء‬
‫‪0.038‬‬ ‫‪.260‬‬ ‫الختيار والتعيين‬
‫‪0.871‬‬ ‫‪.020‬‬ ‫الستقطاب‬
‫‪0.849‬‬ ‫‪.019‬‬ ‫الحوافز‬
‫‪.421‬‬ ‫‪R²‬‬
‫*‪.363‬‬ ‫‪Adjusted R²‬‬
‫‪.421‬‬ ‫‪∆ R²‬‬
‫‪7.176‬‬ ‫‪F change‬‬
‫‪Note: Level of significant: *p<0.10, **p<0.05,***p<0‬‬
‫املصدر إعداد الباحث من بيانات الدراسة امليدانية (‪)2021‬‬
‫من خالل الجدول اعاله لقد تم التوصل لتحليل النحدار على أنه ل توجد عالقة بين الجور واملرتبات والكفاءة حيث‬
‫بلغت بيتا (‪ ).276‬مستوى املعنوية (‪)0.068‬؛ حيث ترتبط الجور واملرتبات بشكل مباشر علي الكفاءة في اداء األعمال‪،‬‬

‫‪70‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)73-53‬‬

‫ول توجد عالقة بين تخطيط املوارد البشرية ًّوالكفاءة حيث بلغت بيتا (‪ ).107‬مستوى املعنوية (‪ ،)0.450‬ول توجد‬
‫عالقة بين التدريب ًّوالكفاءة حيث بلغت بيتا (‪ ).093‬مستوى املعنوية (‪ ،)0.489‬ول توجد عالقة بين تقييم الداء‬
‫ًّوالفعالية حيث بلغت بيتا (‪ ).251‬مستوى املعنوية (‪ًّ ،)0.069‬وتوجد عالقة بين الختيار والتعيين و الكفاءة حيث بلغت‬
‫بيتا (‪ ).260‬مستوى املعنوية (‪ )0.038‬عملية الختيار والتعيين التي تتم بصورة سليمة ينتج عنها كفاءة عالية من خالل‬
‫وضع الشخص املناسب في املكان املناسب‪ ،‬ول توجد عالقة بين الستقطاب ًّوالكفاءة حيث بلغت بيتا (‪ ).020‬مستوى‬
‫املعنوية (‪ ،)0.871‬ول توجد عالقة بين الحوافز و الكفاءة حيث بلغت بيتا (‪ ).019‬مستوى املعنوية (‪ .)0.849‬ترتبط‬
‫الكفاءة باألجور واملرتبات والختيار والتعيين بينما ترتبط الفعالية بتخطيط املوارد البشرية والتدريب وتقييم الداء‬
‫والحوافز‪ًّ .‬‬
‫‪ .4‬االستنتاجات والتوصيات ًّ‬
‫‪ 1.4‬النتائج‬
‫من خالل الدراسة امليدانية توصل الباحث إلى النتائج اآلتية‪ًّ :‬‬
‫‪ ‬اثرت جائحة كورونا على نظام الحوافز باملستشفى من خالل الهتمام وبشكل مستمر ببرامج الحوافز التي‬
‫تقدمها مثيالتها من املستشفيات في ظل جائحة كورونا‪ .‬مما يحقق درجة اعلي من الفعالية في الداء‪ .‬لم‬
‫تتفق النتيجة مع نتائج الدراسات السابقة‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬ساهمت زيادة املرتبات والجور التي تدفعها املستشفى في تقليل معدل دوران العمل في ظل جائحة كورونا‪.‬‬
‫الذي بدوره ادى الي الستقرار الوظيفي وزيادة الكفاءة في الداء واتفقت مع دراسة موس ي‪.‬‬
‫‪ ‬اثرت تداعيات جائحة كرونا على استراتيجيات املوارد البشرية والتنبؤ بهيكل املوارد البشرية كما ًّونوعا‪ ،‬وزيادة‬
‫أثر على الوصف الوظيفي وعلى فعالية اداء ادارة املوارد البشرية حيت اتفقت مع دراسة‬ ‫مهام العاملين مما ًّ‬
‫ادم‪.‬‬
‫‪ ‬تم اخضاع العاملين لدورات تدريبية وفقا ملتطلبات التعامل مع جائحة كورونا‪ .‬يتم تحديد الحتياجات‬
‫التدريبية في املستشفى وفقا لحتياجات كرونا‪ .‬بشكل يؤثر على فعالية ادائهم‪ .‬واتفقت مع دراسة حمزة‪.‬‬
‫‪ ‬ترقية العاملين باملستشفى تتم وفق عملية تقييم الداء ويوجد نظام دقيق وعادل لتقييم العاملين‪.‬‬
‫‪ ‬ادت تداعيات جائحة كورونا الي التوسع في اختيار وتعيين مزيد من الكوادر الصحية التي تتم عملية الختبار‬
‫والتعيين لها وفق املعايير التي تحددها الوظيفة لشاغلها‪ .‬لم تتفق النتيجة مع نتائج الدراسات السابقة‪.‬‬
‫‪ ‬استندت استراتيجية استقطاب العاملين للعمل في املستشفيات املبحوثة في ظل الجائحة على القيام‬
‫بمسؤوليتهم تجاه املجتمع‪ .‬لم تتفق النتيجة مع نتائج الدراسات السابقة‪.‬‬
‫‪ ‬تزداد حاجة الفرد للحافز املعنويًّ كلما زاد مستواه الخطر‪ .‬وكذلك زادت الحوافز املادية للعاملين مقارنة مع‬
‫املستشفيات األخرىًّ؛ مما يزيد من كفاءة املوارد البشرية‪ .‬لم تتفق النتيجة مع نتائج الدراسات السابقة‪.‬‬
‫‪ 2.4‬التوصيات‬
‫ً‬
‫بناءا على النتائج التي تم التوصل اليها يوص ى الباحث باآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬وضع مرتبات وأجور تنافسية باملقارنة مع املستشفيات األخرىًّ في ظل جائحة كورونا‪.‬‬
‫حوافز مادية ومعنوية مناسبة لتشجيع العاملين في ظل خطر فايروس كورونا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫‪ ‬الهتمام بوضع‬
‫لالختيار والتعيين مرنه لستيعاب مزيد من الكوادر الصحية بما يتناسب مع احتياجات‬
‫ًّ‬ ‫‪ ‬وضع استراتيجية وخطه‬
‫جائحة الكورونا‪.‬‬

‫‪71‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)73-53‬‬

‫‪ ‬يجب القيام بدورات تدريبية وفقا ملتطلبات التعامل مع جائحة كورونا‪.‬‬


‫‪ ‬التركيز على املسؤولية املجتمعية في استقطاب املوارد البشرية لتقليل من ًّ‬
‫تأثير جائحة كورونا‪.‬‬
‫‪ / ‬العمل على تقليل معدل الدوران الوظيفي من خالل أجور عادلة ومناسبة تراعي الكفاءة والخبرة والحتفاظ‬
‫بالعاملين‪.‬‬
‫‪ ‬مراعاة الجانب املعنوي للعاملين وتخوفهم من العدوي بفيروس كرونا وتعزير جانب الحماية لهم‪.‬‬
‫‪.5‬تطلعات مستقبلية‪:‬‬
‫‪ ‬تطوير التعاون والستفادة من خبرات ادارة املوارد البشرية لتخفيف املشكالت الناتجة عن ًّ‬
‫تأثير جائحة كورونا ًّ‬
‫‪ ‬تشجيع البحث العلمي عن تأثير الزمات والكوارث على اداء ادارة املوارد البشرية‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬صياغة اهداف ذكية تسهم في بناء خطط تنموية مستدامة تراعي املتغيرات والزمات الخاصة بإدارة املوارد البشرية‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬تعزيز الحوافز املادية واملعنوية لتوفير املوارد البشرية الكفؤة التي تساعد علي تميز الخدمات وجودتها ًّ‬
‫‪.6‬املراجع‪:‬‬
‫ً‬
‫اوال‪ :‬املراجع العربية‪:‬‬
‫‪ ‬حمزة‪ ،‬عبد الهادي السماني عثمان (‪2013‬م)‪ :‬أثر تنظيم املوارد البشرية على كفاءة األداء‪ ،‬بديوان الضرائب ولية‬
‫الخرطوم‪ ،‬مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في الدارة العامة‪ ،‬جامعة الخرطوم‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬مسودة‪ ،‬مازن (‪2004‬م)‪ :‬أثر تطوير املوارد البشرية الصحية في تحقيق الجودة الشاملة متخذة املستشفيات األردنية‬
‫الخاصة الفترة (‪ )2003-1995‬دراسة حالة‪ ،‬مقدمة لنيل درجة الدكتوراه من جامعة السودان‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬لصور‪ ،‬نضال محسن أحمد (‪ :)2017‬التفاعل بين ممارسات إدارة املوارد البشرية وإدارة املعرفة وأثرها في متطلبات‬
‫الجودة الشاملة‪ :‬دراسة على شركات النفط والغاز اليمنية" رسالة دكتوراه غير منشورة قسم إدارة العمال كلية‬
‫الدراسات التجارية جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬أدم‪ ،‬عباس آدم (‪ :)2018‬أثر نظم معلومات املوارد البشرية على أداء املؤسسات الحكومية دراسة حالة وزارة تنمية‬
‫املوارد البشرية رسالة دكتوراه إدارة عامة غير منشورة جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا الخرطوم‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬موس ي‪ ،‬حامد حمد هللا (‪2019‬م)‪ :‬استراتيجية ادارة املوارد البشرية وأثرها في اداء املنظمة الخرطوم ‪-‬جامعة السودان‬
‫‪-‬كلية التجارة‪-‬رسالة دكتوراه ادارة أعمال غير منشورة‪.‬‬
‫‪ ‬أبوسن‪ ،‬أحمد أبراهيم (‪2009‬م)‪ :‬إدارة املوارد البشرية‪ ،‬شركة مطابع السودان للعملة املحدودة‪ ،‬الخرطوم‪ ،‬ط‪ًّ .3‬‬
‫‪ ‬املوسوي‪ ،‬سنان‪2004( ،‬م)‪ ،‬إدارة املوارد البشرية وتأثيرات العوملة عليها‪ ،‬دار مجدلوي للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬الردن‪.‬‬
‫‪ ‬السالم‪ ،‬مؤيد سعيد (‪2012‬م)‪ :‬إدارة املوارد البشرية – مدخل استراتيجي تكاملي‪( ،‬الردن ثراء للنشر والتوزيع‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬حنفي‪ ،‬عبد الغفار (‪2007‬م)‪ :‬السلوك التنظيمي وإدارة املوارد البشرية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬السكندرية‪ ،‬مصر‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬زويلف‪ ،‬مهدي حسن (‪1998‬م)‪ :‬إدارة الفراد‪ ،‬مدخل كمي‪ ،‬دار مجدلوي للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬الردن‪ ،‬ط ‪ًّ .3‬‬
‫‪ ‬النجار‪ ،‬فريد (‪1998‬م)‪ ،‬إدارة املوارد وظائف الفراد وتنمية املوارد البشرية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬السكندرية‪،‬‬
‫مصر‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬عباس‪ ،‬سهيلة محمد ‪-‬وعلي حسنين علي‪2000( ،‬م)‪ :‬إدارة املوارد البشرية‪ ،‬دار وائل للطباعة والنشر‪ ،‬الردن‪ ،‬ط ‪ًّ .1‬‬
‫‪ ‬درة‪ ،‬عبد الباري – وزهير الصباغ‪1986( ،‬م) إدارة القوي البشرية‪-‬منحني نظمي‪ ،‬دار ًّ‬
‫الندوة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬هاشم‪ ،‬زكي محمود‪1996( ،‬م) إدارة املوارد البشرية‪ ،‬ذات السالسل‪ ،‬الكويت ط ‪ًّ .2‬‬
‫‪ ‬عبد املحسن‪ ،‬توفيق محمد (‪1997‬م)‪ ،‬تقييم األداء‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ًّ .‬‬

‫‪72‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)73-53‬‬

‫‪ ‬مرعي‪ ،‬محمد(‪2001‬م)‪ :‬دليل نظام التقييم في املؤسسات والدارات‪ ،‬دار الرضا للنشر‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬املنيف‪ ،‬إبراهيم عبد هللا (‪1983‬م)‪ :‬اإلدارة‪ :‬املفاهيم ر األسس ر املهام( الرياض‪ :‬دار العلوم للطباعة والنشر‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬جاكسون‪ ،‬جون و اخرون (‪1988‬م)‪ :‬نظرية التنظيم منظور كلي لإلدارة ‪ ،‬ترجمة خالد حسن زروق ‪ ،‬مراجعة حامد‬
‫سوادي عطية ‪ ،‬معهد الدارة العامة ‪ ،‬السعودية‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬ادريس‪ ،‬ثابت عبد الرحمان (‪2002‬م)‪ :‬كفاءة وجودة الخدمات اللوجستية‪ ،‬الدار الجامعية اإلسكندرية‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬الشماع‪ ،‬خليل محمد ومحسن‪ ،‬خيضر كاظم حمود (‪2000‬م)‪ :‬نظرية املنظمة‪ ،‬دار املسيرة‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬المراجع األجنبية‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪Randal, Schuler. S, (1995) Managing Human Resources, Fifthed West Publishing‬‬
‫‪Company, New York,‬‬
‫‪‬‬ ‫‪Pool, (1993), Michael, Human Resource Management in an International Perspective,‬‬
‫‪the International Journal of Human Resource Management, Vol.1.‬‬

‫‪73‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬

‫مجلة الدراسات اإلستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‬


‫‪Journal of Strategic Studies‬‬
‫‪For Disasters and Opportunity Management‬‬

‫النمذجة الهيدرولوجية لتقييم مخاطر سيول هضبة كريتر‬


‫(بمديرية صيرة – محافظة عدن – الجمهورية اليمنية)‬
‫‪Hydrological Modeling for the Assessment‬‬
‫‪of the Flood Hazards of the Crater Plateau‬‬
‫)‪(Sira District – Aden Governorate – Republic of Yemen‬‬
‫د‪ .‬عرفات محمد بن محمد‬ ‫د‪ .‬فواز عبدالله أحمد باحميش‬
‫‪Dr. Arafat Mohammed Bin Mohammed‬‬ ‫‪Dr. Fawaz Abdullah Ahmed Bahumaish‬‬
‫أستاذ مشارك بقسم الجغرافيا‪ ،‬كلية‬ ‫أستاذ مساعد بقسم الجغرافيا‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب – جامعة عدن‬ ‫التربية – جامعة عدن‬
‫‪RS & GIS in Natural Resources Associate‬‬ ‫‪Professor of Geomorphology Assistant GIS & RS‬‬
‫‪Professor‬‬ ‫‪Faculty of Education – Department of geography‬‬
‫‪Faculty of Arts – Department of geography‬‬ ‫‪Deputy Director of Center of Environmental‬‬
‫‪University of Aden‬‬ ‫‪Studies & Sciences – University of Aden‬‬
‫‪Arafat.alaseri@adn-univ.net‬‬ ‫‪emanaden1971@yahoo.com‬‬
‫مخاطر سيولًّ‬
‫ًّ‬ ‫يوثق هذا البحث كـ‪ :‬جواد‪ ،‬باحميش‪ ،‬فواز عبد هللا & بن محمد‪ ،‬عرفات محمد (‪ :)2022‬النمذجة الهيدرولوجية لتقييم‬
‫كريتر (بمديرية صيرةًّ– محافظة عدنًّ– الجمهورية اليمنية)‪ ،‬مجلة الدراسات الستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬املجلد (‪،)4‬‬
‫هضبة ًّ‬
‫العدد (‪ ،)13‬أملانيا‪ ،‬ص ‪101-76‬‬
‫املستخلص‬
‫بالنظر‬
‫ًّ‬ ‫األخطار الطبيعية املتمثلة بالسيولًّ إحدى أهم املشكالت البيئية التي ًّ‬
‫تؤثر في السكان واملناطق العمرانية‪،‬‬ ‫ًّ‬ ‫تشكل‬
‫خسائر بشرية واقتصادية‪ ،‬والزيادة في تكلفة النفقات؛ إذ عرفت مديرية صيرة في السنوات األخيرة‬ ‫ًّ‬ ‫ملا يترتب عليها من‬
‫حالت من السيولًّ الفيضانية‪ ،‬الناجمة عن التساقطات الغزيرة للمطر؛ لذلك كان هدف هذه الدراسة تقييم مخاط ًّر‬
‫يتر بمديرية صيرة محافظة عدن الجمهورية اليمنية؛ وذلك بالستعانة بالنمذجة الهيدروًّلوجية‬ ‫السيولًّ في هضبة كر ًّ‬
‫ً‬
‫األمر تدخ ًّال‬
‫األودية الثالثة ملديرية صيرة يتطلب ذلك ًّ‬ ‫(‪ )WMS‬وبنظم املعلومات الجغرافية (‪ ،)GIS‬وبسبب اختراق هذه ًّ‬
‫مخاطر السيولًّ لهذه األودية وتهذيبها وحماية مديرية صيرة من السيول‪ ،‬توصلت الدراسة إلى أن‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬
‫هيدرولوجيا لدرء‬
‫يتر الثالثة‪ :‬الخساف‪ ،‬والطويلة‪ ،‬والعيدروس‪ ،‬تخترقًّ املناطق العمرانية في مديرية صيرة‪ ،‬فقد‬ ‫أودية أحواض هضبة كر ًّ‬
‫ًًّ‬
‫مباشرا على‬ ‫ً‬
‫توسعت املديرية عمرانيا وجاء هذا التوسع على حساب مجاريًّ األودية الثالثة‪ ،‬وتشكل هذه األودية تهديدا‬
‫املمتلكات واألرواح؛ لكونًّ املنشآت املتمثلة في ممرات السيولًّ والسدود والصهاريج لن تستطيع تحمل كمية تدفق الذروة‬
‫مخاطر السيولًّ‪ًّ .‬‬
‫ًّ‬ ‫تدابير للتخفيف من‬
‫األمر الذي يوجب وضع ًّ‬ ‫لألحواض الثالثة؛ ًّ‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬النموذج الهيدرولوجي‪ ،‬تقييم مخاطر السيول‪ ،‬أحواض هضبة كريتر‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪The natural hazards represented by floods constitute one of the most important‬‬
‫‪environmental problems that affect the population and urban areas, given the human‬‬
‫‪and economic losses that result from them and the increase in the cost of expenditures.‬‬
‫‪To assess the flood risk in Crater Plateau, Sira District, Aden Governorate, Republic of‬‬

‫‪74‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬
‫‪Yemen, using hydrological modeling (WMS) and geographic information systems (GIS),‬‬
‫‪Because of the penetration of these three medicines into the Sira district, a hydrological‬‬
‫‪intervention is required to ward off the dangers of torrential rains in these valleys,‬‬
‫‪refining them and protecting the Sira District from torrential rains. The study concluded‬‬
‫‪that the medicines of the three Crater plateau basins, Khassaf, Tawila, and Aidaros,‬‬
‫‪penetrate the urban areas of Sira district. It carries the peak flow quantity of the three‬‬
‫‪basins, which leads to the development of measures to mitigate the risks of floods.‬‬
‫‪Keywords: Hydrology Model (WMS), Flood Risk Assessment, Crater Plateau Basins.‬‬
‫امللخص املفاهيمي‬
‫تعرضت مديرية صيرة مثل باقي مديريات محافظة عدن في مدة الوحدة اليمنية إلى تحديات عديدة في التنمية العمرانية‪،‬‬
‫ً‬
‫نموذجا للمديريات‬ ‫وقد كان أبرز التحديات هو التوسعات العمرانية على حساب مجاري األودية‪ ،‬وتعد مديرية صيرة‬
‫ً‬
‫تعقيدا ألن أودية الخساف والطويلة والعيدروس‬ ‫التي توسعت عمرانيا على مجاري األودية الطبيعية بل إن األمر يزداد‬
‫بدءا من أعالي هضبة كريتر صوب البحر مخترقة الحي السكني باملديرية‪ ،‬وتعرضت هذه املجاري إلى‬ ‫تخترق املديرية ً‬
‫تعديات كبيرة بفعل البناء العشوائي؛ األمر الذي يهدد املديرية بمخاطر سيول محتملة‪.‬‬
‫الشكل اآلتي يوضح امللخص املفاهيمي للنمذجة الهيدرولوجية لتقييم مخاطر سيول هضبة كريتر (بمديرية صيرة‬
‫– محافظة عدن – الجمهورية اليمنية)‬

‫تحليل كمية‬
‫األمطار لفترات‬
‫اآللية املقترحة‬ ‫تحليل‬
‫رجوع مختلفة‬
‫لدرء مخاطر‬ ‫الخصائص‬
‫سيول هضبة‬ ‫املورفومترية‬
‫كريتر‬ ‫لهضبة كريتر‬
‫النمذجة‬
‫تقييم مخاطر‬ ‫الهيدرولوجية لتقييم‬
‫املجموعة‬
‫السيول ألودية‬ ‫مخاطر سيول هضبة‬
‫الهيدرولوجية‬
‫أحواض هضبة‬ ‫كريتر (بمديرية صيرة‬ ‫للتربة‬
‫كريتر‬ ‫– محافظة عدن –‬
‫الجمهورية اليمنية)‬
‫تقدير حجم‬
‫وأقص ى تدفق‬
‫استعماالت‬
‫وزمن وصول‬
‫األرض‬
‫ألقص ى تدفق‬
‫للسيول‬ ‫حساب رقم‬
‫املنحى‬

‫الشكل اآلتي يوضح ملخص للدراسة البحثية وأهم النتائج واملقترحات للنمذجة الهيدرولوجية لتقييم مخاطر‬
‫سيول هضبة كريتر (بمديرية صيرة – محافظة عدن – الجمهورية اليمنية)‬

‫‪75‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬

‫النمذجة الهيدرولوجية لتقييم مخاطر سيول هضبة كريتر (بمديرية صيرة – محافظة عدن – الجمهورية اليمنية)‬

‫واآلثار التي‬
‫ًّ‬ ‫مخاطر السيولًّ على مديرية صيرة‬
‫ًّ‬ ‫تهدف الدراسة التعرف إلى مدى‬
‫تخلفها وسبل إدارتها بإيجاد الحلولًّ واملعالجات من منظورًّ جغرافي شامل‬ ‫أخطار السيولًّ على مديرية صيرة بوصفها مشكلة جغرافية‬ ‫ًّ‬ ‫ظاهرة‬
‫مخاطر السيولًّ‬
‫ًّ‬ ‫جيومورفولوجية من أبعادها الطبيعية والبيئية‪ ،‬واستحالة دفع‬
‫اعتمد البحث على منهج التحليل املكاني الذي يعتمد على األساليب الكمية في‬ ‫الخسائر التي تنجم‬
‫ًّ‬ ‫ًّأو منع حدوثها‪ ،‬والعمل على الحد من تأثيراتها‪ ،‬والتقليل من‬
‫عنها‪.‬‬
‫نشأة الظاهرات وتطورها وربط بعضها البعض باستخدام النمذجة‬
‫الهيدرولوجية‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫هيدروليكيا لضبط هذه األودية وتهذيبها‪ ،‬مع التحكم في الجريان السيلي لها‪ ،‬وقد اقترحت مجموعة‬ ‫تدخال‬
‫ًّ‬ ‫األمر‬ ‫مخاطر سيولًّ أودية هضبة ًّ‬
‫كريتر يتطلب هذا ًّ‬ ‫ًّ‬ ‫أهم النتائج‪ :‬لدرء‬
‫مخاطر السيولًّ‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫من الحلولًّ التي تالئم طبيعة املنطقة لحماية املنشآت من‬

‫أهم التوصيات‪ :‬املحافظة والحماية ملجاريًّ األودية وإزاله جميع التعديات والعوائق املوجودة في حرمها‪ ،‬عن طريق تصفية مجاريًّ السيولًّ ومصارفها وإنشاء مصارف جديدة‬
‫األمطار إلى البحر‪ ،‬وبناء سدود جديدة في منطقة العيدروس والخساف‬ ‫ًّ‬ ‫لتصريف مياه‬

‫تطلعات مستقبلية‪:‬‬
‫ُ‬
‫‪ ‬الهتمام باستخدام التقنيات الحديثة املتمثلة في أنظمة النمذجة الهيدرولوجية ونظم املعلومات الجغرافية والستشعار عن بعد‪.‬‬
‫إعداد خرائط رقمية بالعتماد على صور األقمار الصناعية تبين فيها املناطقة املهددة بمخاطر السيول‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مكافحة السكن العشوائي في مديرية صيرة وخاصة في أعالي هضبة كريتر وفي مجاري األودية وقنواتها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مطار إلى البحر‪ ،‬وبناء سدود جديدة‪.‬‬
‫األ ًّ‬
‫إنشاء مصارف جديدة لتصريف مياه ًّ‬ ‫‪‬‬

‫‪76‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬

‫‪ .1‬اإلطار العام‪:‬‬
‫‪ .1.1‬املقدمة‪:‬‬
‫األخطار الفجائية التي قد‬ ‫تعد دراسة أخطار السيول والفيضانات ًّ‬
‫اآلن محط اهتمام كثير من الجغرافيين؛ لكونها من ًّ‬
‫تؤدي إلى كوارث تؤثر في البيئة واإلنسان (بكري‪2005 ،‬م‪ ،‬ص‪)2‬؛ لذلك تع ًُّّد السيول والفيضانات أحد ًّ‬
‫األخطار الطبيعية‬
‫ًًّ‬
‫شيوعا في البيئات الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية‪ ،‬وقد أولتها املنظمات الدولية واإلقليمية في الوقت‬ ‫واألكرر‬
‫األمطار‪ ،‬وتحاول كثير من‬
‫وافرا من الهتمام؛ نتيجة التغيرات املناخية العاملية املؤثرة في نظام هطول ًّ‬ ‫الحاضر ًًّ‬
‫نصيبا ًًّ‬
‫والستراتيجيات والبرامج؛ ملواجهة السيول والفيضانات‪ ،‬والحد منها وتقليل الخسائر البشرية‬
‫دول العالم وضع الخطط ًّ‬
‫واملادية التي يمكن أن تنتج عنها (الحميدي‪2013 ،‬م‪ ،‬ص ص‪ًّ .)430-409‬‬
‫تنتج السيول بسبب هطول األمطار الغزيرة التي أدت إلى زيادة في كمية املياه في أحواض التصريف‪ ،‬إضافة إلى تغيرات‬
‫استعمالت األرض في أحواض التصريف؛ نتيجة لألنشطة البشرية والتطبيقات الهندسية املختلفة؛ مما ساعد في زيادة‬
‫حجم السيولًّ وتكرارها‪ ،‬وهناك حاجة ملحة ًّإليجاد طرائق ونماذج للتفسير والفهم للعوامل التي تسبب جميع هذه‬
‫املشكالت‪ ،‬ومن ثم العمل على تخفيف اآلثار املدمرة للفيضانات‪ ،‬التي زادت في السنوات األخيرة ( ‪Pradhan & Lee,2010,‬‬
‫‪ًّ .)pp747-759‬‬
‫ً‬
‫رئيسيا في السيول وهي شبكات التصريف املائي‪ ،‬ورتب املجاري املائية‪ ،‬وفقدان املياه‪،‬‬ ‫هناك عوامل أخرى تؤثر ً‬
‫تأثيرا‬
‫والعمليات التي تربط اإلنسان بالبيئة‪ ،‬وخصائص هطول األمطار وخصائص أحواض التصريف املائي‪ ،‬ودراسة خصائص‬
‫أحواض التصريف الرئيسة والفرعية في مناطق مختلفة من العالم باستخدام الطرق التقليدية (عواودة‪2021 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫ص‪ًّ .)270-231‬‬
‫وقد أصبح استخدام البرامج الهيدرولوجية املناسبة الخيار املفضل لتوليد النماذج الهيدرولوجية‪ ،‬والنمذجة‬
‫درولوجية وموارد‬
‫الهيدرولوجية هي تقنية قوية لفحص النظام الهيدرولوجي وتخطيط نهج اإلدارة املتكاملة لألنظمة الهي ًّ‬
‫املياه وتطويرها‪ ،‬وتزايد التقدم في القوة الحاسوبية وتوافر البيانات املكانية ذات الدقة الدقيقة املتزايدة‪ ،‬ويمكن ً‬
‫أيضا‬
‫وصف خصائص مستجمعات املياه بدقة عند تحديد استجابة الجريان السطحي ملدخالت هطول األمطار (الضبيخي‪،‬‬
‫‪2020‬م‪ ،‬ص ص‪ًّ .)102-71‬‬
‫مخاطر السيول في هضبة كريتر بمديرية صيرة محافظة عدن الجمهورية اليمنية‪ ،‬وذلك‬
‫ًّ‬ ‫تهدف هذه الدراسة إلى تقييم‬
‫األ ًّودية الثالثة‬
‫بالستعانة بالنمذجة الهيدرولوجية (‪ )WMS‬وبنظم املعلومات الجغرافية (‪ ،)GIS‬وبسبب اختراق هذه ًّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هيدرولوجيا؛ لدرء مخاطر سيول هذه األودية وتهذيبها وحماية مديرية صيرة منه‪ًّ .‬‬ ‫ملديرية صيرة يتطلب ذلك األمر تدخال‬
‫‪ .2.1‬مشكلة الدراسة وتساؤالتها‪:‬‬
‫تعرضت مديرية صيرة مثلها مثل باقي مديريات محافظة عدن في السنوات املاضية ًّألخطار طبيعية متمثلة بالسيول‬
‫كغيرها من باقي مناطق العالم على سبيل املثال ل الحصر (‪1967‬م‪1993 ،‬م‪2008 ،‬م)‪ ،‬وفي السنوات الالحقة لوحظ‬
‫تكرار عملية‬
‫فالحظ الباحثان ًّ‬ ‫ًًّ‬
‫متالحقا ول تكون بينه فترات زمنية مثلها مثل السنوات املاضية؛ ًّ‬ ‫تكرار الدورة املطرية‬
‫ًًّ‬
‫متالحقا من عام (‪2017‬م‪2018 ،‬م‪2019 ،‬م‪2020 ،‬م)‪ ،‬وتعد كارثة ‪ 21‬أبريل ‪2020‬م شاهد عيان‬ ‫األمطار بشكل‬
‫سقوط ًّ‬
‫على هذه املخاطر البيئية‪ ،‬التي ضربت مديرية صيرة؛ لذلك كان ًّل بدًّ من دراسة ظاهرة أخطار السيول على مديرية‬

‫‪77‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬

‫صيرة بوصفها مشكلة جغرافية جيومورفولوجية من أبعادها الطبيعية والبيئية‪ ،‬ويرى الباحثان أنه من املستحيل دفع‬
‫مخاطر السيولًّ أو منع حدوثها‪ ،‬ولكن باإلمكان العمل على الحد من تأثيراتها والتقليل من الخسائر التي تنجم عنها؛ وذلك‬
‫بإجراء التحليل الهيدرولوجي لخصائص أودية منطقة الدراسة‪ ،‬وقد تم لخصت مشكلة الدراسة في التساؤلت اآلتية‪ًّ :‬‬
‫‪ ‬هل تتعرض مديرية صيرة إلى أخطار السيو ًّل؟‬
‫‪ ‬ما مدى كفاءة النمذجة الهيدرولوجية في التعرف إلى الخصائص املورفومترية ألحواض التصريف في منطقة‬
‫الدراسة؟ وهل الخصائص املورفومترية ذات أثر في تكون السيولًّ؟‬
‫‪ ‬ما مدى أثر التعديات املوجودة في حرم األودية على زيادة مخاطر السيول في منطقة الدراسة؟ ًّوما ًّ‬
‫اإلجراءات التي‬
‫يمكن اتخاذها ملواجهة أخطار السيول في منطقة الدراسة؟ ًّ‬
‫‪ .3.1‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫واآلثار التي تخلفها وسبل إدارتها بإيجاد الحلولًّ‬
‫ًّ‬ ‫أخطار السيول على مديرية صيرة‬
‫ًّ‬ ‫هدف الدراسة التعرف إلى مدى‬
‫واملعالجات من منظور جغرافي شامل‪ ،‬ولتحقيق هذا الهدف األساس تنبثق لدينا عدد من األهداف الفرعية وهي كاآلتي‪ًّ :‬‬
‫‪ ‬التعرف إلى الخصائص املورفومترية والهيدرولوجية ًّألحواض التصريف في منطقة الدراسة باستخدام النمذجة‬
‫الهيدرولوجية (‪ )WMS‬ونموذج الرتفاع الرقمي (‪.)DEM‬‬
‫‪ ‬حساب منحنى الهيدروجراف وتقدير أحجام السيول وتدفق الذروة وزمن وصول السيول ألحواض التصريف‪.‬‬
‫مخاطر السيول سواء أكانت‬
‫ًّ‬ ‫‪ ‬اقتراح بعض الوسائل التي يمكن أن تساعد في التوصل إلى حلول للحد من مشكلة‬
‫على الجانب الطبيعي أم البشري بمنطقة الدراسة‪.‬‬
‫‪ .4.1‬أهمية الدراسة‪:‬‬
‫‪ .1‬تعمل على إبر ًّاز دور الجغرافيا في إيجاد الحلول املناسبة ملشكالت مخاطر السيول ومعرفة مسبباتها‪ًّ ،‬وآثارها‪،‬‬
‫وكيفية مواجهتها‪.‬‬
‫‪ .2‬تعمل على وضع تحليل علمي للعالقة بين مجاري األودية من جهة والواقع الحالي للنطاق العمراني‪.‬‬
‫‪ .3‬تضيف هذه الدراسة كمًّا معرفيًّا علميًّا لدارس ي موض ًّوعات مخاطر السيول‪.‬‬
‫تسفر هذه الدراسة عن نتائج وتوصيات تفيد صناع القرار واملهتمين بالتخطيط والتنمية ومواجهة مخاطر‬
‫ًّ‬ ‫‪.4‬‬
‫السيول في منطقة الدراسة‪.‬‬
‫‪ .5.1‬منهجية الدراسة‪:‬‬
‫اعتمدت الدراسة على منهج التحليل املكاني (‪ ،)Spatial Analysis‬الذي يعتمد على األساليب الكمية في نشأة‬
‫الظواهر وتطورها وربط بعضها ببعض باستخدام النمذجة الهيدرولوجية (‪ )WMS‬في حساب منحنى الهيدروجراف‬
‫وتقدير أحجام السيول ألحواض التصريف وتحديد مسارات األودية وحساب الخصائص املورفومترية ألحواض‬
‫ً‬
‫اعتمادا على طريقة (‪ًّ .)Scs Unit Hydrograph‬‬ ‫التصريف‪ ،‬وزمن وصول السيول ومعدلت تدفقها؛‬
‫ًّ‬
‫‪ .6.1‬حدود الدراسة‪:‬‬
‫‪ .1.6.1‬الحدود الزمانية‪ :‬غطت هذه الدراسة أخطار السيول املؤثرة في مديرية صيرة للمدة املمتدة من ‪– 1980‬‬
‫‪2020‬م‪ًّ .‬‬

‫‪78‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬

‫‪ .2.6.1‬الحدود املوضوعية‪ :‬حدود هذا البحث املوضوعية هي دراسة ظاهرة محددة تمثلت في تقييم مخاطر سيولًّ‬
‫هضبة كريتر‪ًّ .‬‬
‫‪ .3.6.1‬الحدود املكانية‪ :‬تقع منطقة الدراسة بمديرية صيرة محافظة عدن في الجمهورية اليمنية‪ًّ ،‬وتمتد منطقة‬
‫ً‬
‫رمال وخطري طرول ‪′50 - 45⁰ ″00 ′10‬‬ ‫الدراسة (هضبة كريتر) بين دائرتي عررض ‪ 12⁰ ″45 ′60 - 12⁰″47 ′30‬ش ًّ‬
‫ً‬
‫كريتر مع سالسل تالل شمسان ومجاري األودية والحي السكني والسهول الساحلية‬
‫شرقا‪ًّ ،‬وتكون هضبة ًّ‬
‫‪ًّ 45⁰ ″20‬‬
‫الضيقة سطح مديرية صيرة‪ ،‬وهي تشغل الجزء املقعر من فوهة بركان عدن املنطفئ‪ ،‬وتقسمه من منطقة السيلة على‬
‫أجزاء (لجنة الجغرافية العدنية‪1932 ،‬م‪ ،‬ص‪ ،)32‬يحدها من الشرق تل التعكر‪ ،‬ومن الغرب تل العيدر ًّوس‪ ،‬ومن‬
‫الشمال تل شمسان‪ ،‬ومن الجنوب الحي السكني والخليج األمامي (امليناء القديم)‪ ،‬شكل (‪ )1‬يبين موقع منطقة الدراسة‪ًّ .‬‬

‫ًّ‬
‫شكل (‪ )1‬خريطة موقع منطقة الدراسة من الجمهورية اليمنية ومحافظة عدن ومديرية صيرة‪ًّ .‬‬
‫‪ .7.1‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫تعددت الدراسات الجيومورفولوجية التي ناقشت آثار مخاطر السيول والفيضانات واملشكالت الناجمة عنها في الوطن‬
‫العربي والعالم في حين أن هذه الدراسات ما زالت قليلة على مستوى محافظة عدن وشبه جزيرة عدن خاصة‪ ،‬ومن‬
‫بين هذه الدراسات ما يأتي‪ًّ :‬‬

‫‪79‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬

‫‪ .1.7.1‬الدراسات املحلية‪:‬‬
‫‪ .1.1.7.1‬بحث (العمري‪2011 ،‬م‪ ،‬ص ص‪" )418-405‬تحليل الخصائص املورفومترية والهيدرولوجية ألحواض‬
‫التصريف في منطقة كريتر‪ -‬عدن باستخدام نظم املعلومات الجغرافية"‪.‬‬
‫هدف البحث دراسة تحليل الخصائص املورفومترية والهيدرولوجية ألنظمة وشبكة التصريف ملجموعة من أحواض‬
‫التصريف املوجودة في منطقة كريتر – عدن‪ ،‬وقد استعانت بالنموذج الرقمي للتضرس (‪ )DEM‬املشتق من البيانات‬
‫الرادارية‪ ،‬الذي يعد أحد املصادر الرقمية املهمة املستخدمة في أنظمة املعلومات الجغرافية‪ .‬واستخدم النموذج الرقمي‬
‫للتضرس في البحث الحالي بوصفه معطيات إدخال إلى برمجيات أنظمة املعلومات الجغرافية من مكاملة بعضها البعض؛‬
‫إلعداد خريطة شبكة تصريف لألحواض املوجودة في منطقة الدراسة‪ ،‬واستقراء بعض الخواص الجيومورفولوجية‬
‫والهيدرولوجية‪ .‬توصل البحث من التحليل املورفومتري ألحواض التصريف في منطقة الدراسة إلى تحديد الخصائص‬
‫الهندسية لهذه األحواض عل صورة معطيات رقمية ممثلة بحوض الطويلة والخساف والعيدروس ومن التحليل‬
‫الهبسومتري لألحواض تبين أن األحواض الثالثة ما زالت في مرحلة الشباب الذي يتميز بارتفاع نسبة (‪ )Erosion‬أكرر‬
‫كبيرا ًّوهذا يدل دللة واضحة على‬ ‫ً‬
‫ارتفاعا ًًّ‬ ‫من الترسب‪ ،‬إضافة إلى أن نسبة التضرس وجدت مرتفعة في ًّوادي الطويلة‬
‫أن هذا الوادي يمر بمنطقة شديدة التضرس‪ ،‬ومن ثم يدل هذا على زيادة نسبة حمولة الرواسب املنقولة للمياه‬
‫الجارية فيه والتي تصب في خزانات (كرفانات) الصهاريج‪ًّ .‬‬
‫‪ .2.1.7.1‬بحث (‪2002 ،Othman‬م‪"Frequency of Severest Flood producing . )175-186 pp ،‬‬
‫"‪storm in Aden‬‬
‫هدف البحث تحليل التردد للعواصف الشديدة املسببة للسيولًّ؛ ملعرفة التكرار املحتمل للسيول املدمرة‪ ،‬التي تمسح‬
‫ً‬
‫عموما ‪ -‬كلما زادت ندرتها‪ ،‬وتوصل البحث إلى وجود عالقة‬ ‫املنطقة أ ًًّ‬
‫حيانا كما في عام ‪1993‬م‪ًّ ،‬وتزداد شدة العاصفة ‪-‬‬
‫تجريبية بين كمية املطر ومدى زمن التردد ملعامل النحراف املضبوط‪ ،‬إضافة إلى تطوير نظام التحذير واملراقبة للطقس‪ًّ .‬‬
‫‪ .3.1.7.1‬تقرير (عقبة وآخرين‪2002 ،‬م‪ ،‬ص ص‪" )5-1‬تقييم الوضعية الراهنة ملنظومة السيطرة والتصريف ملياه‬
‫األمطار والسيول في مدينة عدن (التقرير األولي) "‪.‬‬
‫التقرير إلى إيضاح الوضعية الراهنة لهذه املنظومة وما رافق هذه املنظومة واقتصار وظيفة هذه املنظومة على‬
‫ًّ‬ ‫هدف‬
‫األمطار وإغفال وظائفها األخرىًّ‪ ،‬وهي حماية املدينة من أضر ًّار السيول‪ ،‬توصل التقرير أن الوضعية الراهنة‬
‫ًّ‬ ‫خزن مياه‬
‫سواء أكان في مساقط السيول على املنحدرات الجبلية أم في محاور‬‫ً‬ ‫للمنظومة حرجة؛ نتيجة لسوء استخدام األراض ي‬
‫السائالت الرئيسة في الحي السكني‪ًّ .‬‬
‫‪ .2.7.1‬الدراسات العربية‪:‬‬
‫‪ .1.2.7.1‬بحث (عواودة‪2021 ،‬م‪ ،‬ص ص‪ " )270-231‬النمذجة املكانية ألخطار السيول في حوض وادي املخروق‬
‫شمال مدينة القريات‪ ،‬اململكة العربية السعودية"‪.‬‬
‫هدف البحث دراسة تحليل الخصائص الهيدرومورفومترية‪ ،‬وتقدير أحجام السيول لحوض وادي املخروق‪ ،‬وتحديد‬
‫املناطق العمرانية والزراعية‪ ،‬واملخاطر التي تهدد سكة قطار مسار الشمال الواقعة في حرم وادي املخروق‪ ،‬وروافده‬
‫ومصباته املعرضة ملخاطر السيول‪ .‬وتوصل البحث إلى أن حوض وادي املخروق تبلغ املساحة التي تتعرض للغمر في‬
‫منفد مجمع الحديثة حوالي ‪ ،%14‬واملنشآت القائمة واملتمثلة في العبارات والجسور ل تستطيع تمرير تدفقات الذروة‬

‫‪80‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬

‫لحوض وادي املخروق؛ األمر الذي يؤدي إلى زيادة مخاطر السيول‪ًّ .‬‬
‫‪ .2.2.7.1‬بحث (الضبيحي‪2020 ،‬م‪ ،‬ص ص‪" )104-71‬تقدير مخاطر السيول وتخفيف حدتها لواديي الصعيد‬
‫ً‬
‫استنادا على نظم املعلومات الجغرافية (‪)GIS‬‬ ‫واملحبس بمدينة العمار منطقة القصيم اململكة العربية السعودية‬
‫والنمذجة الهيدرولوجية(‪." )WMS‬‬
‫هدف البحث تقييم مخاطر السيول وتخفيف حدتها لواديي الصعيد واملحبس بمدينة العمار منطقة القصيم اململكة‬
‫العربية السعودية؛ وذلك بالستعانة بالنمذجة الهيدرولوجية (‪ )WMS‬لتقدير حساب كميات مياه السيول ومعدلت‬
‫ًًّ‬
‫اعتمادا على طريقة (‪ ،)SCS Unit Hydrograph‬وبالستعانة بنظم املعلومات الجغرافية (‪ )GIS‬إلنتاج‬ ‫تدفقها‪:‬‬
‫خرائط التربة والجيولوجيا واملجموعة الهيدرولوجية واملناطق العمرانية ورصدها لبيان تأثير املخاطر في مدينة العمار‪،‬‬
‫األمطار ملحطة أرصاد فيضة السر (‪ )D118‬لفترات رجوع مختلفة‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫وقد حلل وقدر عمق‬
‫(‪ 2‬و ‪ 3‬و ‪ 5‬و ‪ 10‬و ‪ 20‬و ‪ 25‬و ‪ 50‬و ‪ 100‬سنة) باستخدام برنامج التحليل اإلحصائي ‪ ،Hyfran‬واستعين ببرنامج‬
‫ومخاطرها‪ ،‬توصل البحث إلى‬
‫ًّ‬ ‫(‪ )Hydraulic Toolbox‬عند اقتراح آلية؛ للحماية ًّوالتخفيف من حدة السيولًّ‬
‫اختراق أودية الصعيد واملحبس للكتلة العمرانية ملدينة العمار من الغرب إلى الشرق والشمال الشرقي؛ إذ توسعت‬
‫املدينة عمر ًًّ‬
‫انيا وتعدت على معظم املجاري املائية لهذه األودية واتضح من نتائج الدراسة أن أحجام السيول لواديي‬
‫الصعيد واملحبس تتراوح من ‪336655.8‬م‪ 3‬إلى ‪582394.5‬م‪ 3‬وتتراوح قيم التدفق لهما من ‪14.09‬م‪/3‬ثانية إلى‬
‫األمر الذي يتطلب وضع‬ ‫ًًّ‬
‫مباشرا على األرواح واملمتلكات ًّ‬ ‫ًًّ‬
‫تهديدا‬ ‫‪ 20.72‬م‪/3‬ثانية‪ ،‬وتشكل هذه ًّ‬
‫األودية بوضعها الحالي‬
‫تدابير للتخفيف من مخاطر السيول لها‪ًّ .‬‬
‫‪ .3.2.7.1‬بحث (العكام‪2016 ،‬م‪ ،‬ص ص‪" )1544-1536‬تقدير مخاطر الجريان السطحي لستة أحواض في‬
‫الهضبة الغربية"‪.‬‬
‫هدف البحث دراسة مخاطر السيول في ستة أحواض مائية تقع في الجزء الشرقي من الهضبة الغربية‪ ،‬وتوصل البحث‬
‫إلى التحديد املكاني لدرجة هذه املخاطر عن طريق دراسة بعض املعامالت الهيدرولوجية ألحواض منطقة الدراسة ذات‬
‫الصلة املباشرة بعمليات الجريان السيلي وحدوث مخاطر السيول على سطح األحواض‪ًّ .‬‬
‫‪ .4.2.7.1‬بحث (الودعاني‪2014 ،‬م‪ ،‬ص ص‪" )89-15‬مخاطر السيول في منطقة جازان جنوب غربي اململكة‬
‫العربية السعودية (منظور جيومورفولوجي)"‪.‬‬
‫هدف البحث ًّّ‬
‫عد السيول من أهم املشكالت البيئية في منطقة جازان‪ ،‬وأبرز البحث أثر الخصائص الجيولوجية‬
‫إظهار املشكالت‬
‫والطبوغرافية واملناخية في هذه املشكلة في منطقة جازان‪ ،‬وتأثيرها في الوسط البيئي‪ ،‬وتوصل البحث إلى ًّ‬
‫واآلبار وبطون األودية وجوانبها‪ ،‬وختمت‬
‫ًّ‬ ‫الناجمة عن حدوث السيول بمنطقة الدراسة وأثرها في املباني والزراعية والطرق‬
‫أخطار السيول‪ًّ .‬‬
‫ًّ‬ ‫الدراسة ببيان بعض الطرق والوسائل ملواجهة‬
‫‪ .3.7.1‬الدراسات األجنبية‪:‬‬
‫‪ .1.3.7.1‬بحث (‪ )1-20 pp ,2021 ,Sidek , et al‬بعنوان " النمذجة الهيدرولوجية – الهيدروليكية عالية الدقة‬
‫للفيضانات الحضرية باستخدام نمذجة مستجمعات املياه املتكاملة"‪ًّ .‬‬

‫‪81‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬

‫هذف البحث محاكاة الفيضانات الحضرية باستعمال نموذج مستجمعات املياه املتكاملة دراسة حالة‪ ،‬وصممت‬
‫استجابة مستجمعات املياه لألمطار ً‬
‫نظرا لقدرته على توقع الجريان السطحي على املدى الطويل‪ ،‬واستعملت البيانات‬
‫الرادارية عالية الدقة (‪ )DTM‬من أجل استخراج نمودج التضاريس‪ ،‬إضافة إلى استعمال نموذج املعاير ملعرفة فعالية‬
‫البرك اإلقليمية املوجودة للخفيف من الفيضان أما فيضانات ‪ 100‬عام فالحظ انخفاض في املناطق املعمورة‪ ،‬توصل‬
‫البحث إلى أن كال املعيارين لهما تأثير كبير على حجم الفيضانات الحضرية من حيث عمق الفيضان ومداها‪ ،‬وكذا‬
‫معرفة التأثر بالفيضانات الحضرية تساعد على تخطيط اإلدارة املستدامة ألجل التعامل مع قضايا الفيضانات‬
‫الحضرية‪ًّ .‬‬
‫‪ .2.3.7.1‬بحث (‪ )1-15 pp ,2020 ,Shrestha, Kawasaki‬بعنوان "التحليل الكمي ملخاطر الفيضانات مع‬
‫تقييم فعالية السد للسيطرة على الفيضان‪ :‬حالة حوض نهر باغو في ميانمار"‪ًّ .‬‬
‫هدف البحث كان دراسة التقييم الكمي ملخاطر الفيضانات وتشغيل السد للوقاية من الفيضانات وحسبت خصائص‬
‫الفيضان باستعمال النموذج الهيدرولوجي لجريان األمطار والسيول‪ ،‬وتوصل البحث إلى تقدير أضرار السيول بالتركيز‬
‫واألصول والقطاعات الزراعية‪ ،‬وأظهرت أن تشغيل السد أفاد في السيطرة‬
‫ًّ‬ ‫على األضرار التي لحقت باملباني السكنية‬
‫على السيول التي تضرب منطقة الدراسة؛ إذ قلل من مساحة السيول بنحو ‪ %10‬وأضرار السيول للمباني واألصول‬
‫والقطاعات الزراعية بنحو ‪ %10‬و ‪ %40‬و ‪ %60‬على التوالي‪ًّ .‬‬
‫‪ .3.3.7.1‬بحث (‪ )pp.1-32 ,2019 ,Abdelkarim ,Gaber‬بعنوان "تقييم مخاطر الفيضانات لحوض وادي‬
‫نعمان‪ ،‬مكة املكرمة‪ ،‬اململكة العربية السعودية (خالل الفترة ‪2019-1988‬م) استنادا إلى التكامل ما بين‬
‫الجيوماتكس والنمذجة الهيدروليكية‪ :‬دراسة حالة"‪ًّ .‬‬
‫هدف البحث تقييم التأثير الفعال للفيضانات املفاجئة لحوض وادي نعمان في املناطق الحضرية شرق مدينة مكة‬
‫املكرمة في املدة ‪2019-1988‬م التي تتعرض لسيول متكررة‪ ،‬بالعتماد على نهج متكامل للجيوماتكس والنمذجة‬
‫الهيدروليكية؛ وذلك بإنتاج خريطة املناطق العمرانية املعرضة للغمر بمياه الفيضان في املدة ‪2019-1988‬م وتحليلها‪،‬‬
‫ًًّ‬
‫استنادا إلى خريطة مصفوفة املخاطر‪ ،‬وتقديم خريطة تدابير وبدائل‬ ‫مخاطر فيضان وادي نعمان‬
‫ًّ‬ ‫وتقديم خريطة‬
‫الحماية املقترحة ملنطقة الدراسة‪ ،‬توصل البحث إلى أن يجب الحفاظ على مرافق تصريف الفيضانات الحالية وإنشاء‬
‫مرافق صرف جديدة لحماية األرواح واملمتلكات والبنية التحتية‪ًّ .‬‬
‫‪ .4.3.7.1‬بحث (‪ )141-165 pp ,2019 , Eizeldin, Almasalmeh‬بعنوان "التحليل الكمي‬
‫الجيومورفولوجي ملستجمعات املياه وانعكاساتها الهيدرولوجية باستخدام نظم املعلومات الجغرافية (دراسة حالة‬
‫لحوض وادي بيلي ‪ -‬مصر)"‪.‬‬
‫هدف البحث التحليل العددي للخصائص الجيومورفولوجية لحوض بيلي وأحواضه الفرعية باشتقاق أكرر من ‪80‬‬
‫معلمة شكلية من جميع الجوانب وتقييم آثارها الهيدرولوجية؛ لتطوير فهم عميق لالختالفات الرئيسة وأوجه التشابه‬
‫مع املناطق األخرى من حيث عمليات توليد التدفق‪ ،‬توصل البحث إلى أن التمثيل الخرائطي يشير إلى وجود حالة‬
‫مستقرة في عمليات التآكل والنقل داخل شبكة التصريف واملنحدرات‪ ،‬إضافة إلى أن كثافة التصريف تكون في ًّ‬
‫األحواض‬ ‫ًّ‬
‫يشير إلى أن السطح ذو نفاذية منخفضة‪ ،‬إلى جانب أن هذا البحث أوجد قاعدة‬
‫الفرعية من معتدلة إلى عالية‪ ،‬وهذا ًّ‬

‫‪82‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬

‫بيانات مورفومترية يمكن استعمالها في اإلدارة املستدامة ملوارد املياه وتطبيقات التخطيط املستقبلية لحصاد مياه‬
‫األمطار وتقييم مخاطر الفيضانات املفاجئة‪ًّ .‬‬
‫التعقيب على الدراسات السابقة‪:‬‬
‫مخاطر الفيضانات‬
‫ًّ‬ ‫تتناول الدراسات تأثير الفيضانات واألخرى تأثير السيولًّ‪ًّ ،‬وتطرقت إلى البرامج التي تستعمل لدراسة‬
‫والسيولًّ؛ لكن لم يتطرق لدراسة تقييم مخاطر السيول لذلك فإن هذه ًّ‬
‫الورقة جاءت لتظهر الوسائل التي تستعمل‬
‫لتقييم املناطق التي تحتاج درء مخاطر السيول عنها‪ًّ .‬‬

‫‪ .2‬اإلطار العملي وإجراءات الدراسة‪:‬‬


‫‪ .1.2‬اإلطار العملي‪:‬‬
‫‪ .1.1.2‬مصادر الدراسة‪:‬‬
‫اعتمد البحث على مجموعة من البرامج‪ ،‬ومنها‪ًّ :‬‬
‫برنامج (‪ )WMS V.11‬واستعمل من اجل اشتقاق األودية واألحواض والخصائص املورفومترية واستخراج‬
‫الهيدروجرافات ملياه السيول‪ ،‬ووظف (‪ )Arc Gis V.10.8‬في إنتاج خرائط التربة والجيولوجيا ألحواض التصريف‪،‬‬
‫التي تعد املدخالت األساس لتشغيل النموذج الهيدرولوجي‪ ،‬وتحصل على خرائط استعمالت األرض عن طريق تصنيف‬
‫املرئيات الفضائية )‪ (Landsat8‬بواسطة برنامج )‪ ،)ENVI V.5.1‬واستعمل برنامج (‪)Global Mapper V.20‬‬
‫من أجل تحويل نموذج الرتفاعات الرقمية (‪ )Dem‬إلى صيغة يتعامل معها برنامج (‪ ،)WMS‬وحسبت خصائص‬
‫األمطار (‪ )Rainfall Depth‬ومنحنيات الشدة املطرية (‪ )Idf Curve‬ألحواض هضبة كريتر في مدد رجوع مختلفة‬
‫باستعمال برنامج (‪ًّ .)Hyfran Plus‬‬
‫‪ .2.1.2‬البرامج املستخدمة في الدراسة‪ًّ :‬‬
‫ُجمعت البيانات من مصادر عديدة من أجل رصد التغيرات في األودية والشعاب في منطقة الدراسة والجدول(‪ )1‬يوضح‬
‫نوعية البيانات املستخدمة في هذه الدراسة ومصادرها‪ .‬نموذج الرتفاع الرقمي تم الحصول عليه من موقع السكا‬
‫املرئية الفضائية ‪ Landsat8/OLI‬بدقة مكانية تصل ‪15‬مترا‬ ‫املجاني للمرئيات الرادارية وبدقة مكانة ‪ 12.5‬متر ًّ‬
‫إضافة الى الخرائط الورقية كالطبوغرافية والجيولوجية وبيانات المطار التي تم الحصول عليها من مصادر متعددة‪ًّ .‬‬
‫جدول (‪ )1‬البيانات املستخدمة في هذه الدراسة ومصادرها‪ًّ .‬‬

‫جهات الحصول عليها‬ ‫مصادر البيانات‬ ‫م‬


‫موقع (‪ )Vertex‬التابع لوكالة الفضاء الكندية (االسكا)‬ ‫نموذج الرتفاع الرقمي‪ Dem‬بدقة ‪12.50‬م‬ ‫‪1‬‬
‫موقع املساحة الجيولوجية األمريكية (‪)USGS‬‬ ‫املرئية الفضائية ‪ Landsat8/OLI‬لعام ‪2021‬م‬ ‫‪2‬‬
‫وزارة اإلنشاءات عدن ًّ‬ ‫الخريطة الطبوغرافية بمقياس ‪50000/1‬‬ ‫‪3‬‬
‫ى‬
‫من كتاب التطور الجيولوجي لبراكين عدن وعدن الصغر ًّ‬ ‫الخريطة الجيولوجية لشبه جزيرة عدن ًّ‬ ‫‪4‬‬
‫(كوكس‪ ،‬كيت جوردن‪ ،‬وآخرون‪ )1992 ،‬بتصرف ًّ‬
‫الهيئة العامة للطيران املدني واألرصاد الجوي (مطار عدن‬ ‫بيانات األمطار ًّ‬ ‫‪5‬‬
‫الدولي) ًّ‬
‫ًّ‬

‫‪83‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬

‫‪ .2.2‬إجراءات الدراسة‪:‬‬
‫ًُّعرضت إجراءات الدراسة ومعالجة البيانات لتشغيل النموذج الهيدرولوجي (‪ )HEC-1‬واملستعمل حسابات‬
‫هيدروجرافات مياه السيول التي أجريت على منطقة الدراسة على النحو اآلتي‪ًّ :‬‬
‫‪ ‬جرىًّ اشتقاق األودية واألحواض ورسمها ببرنامج (نمذجة األحواض املائية – ‪Watershed Modling System‬‬
‫– ‪(WMS‬؛ إذ حدد البرنامج اتجاهات الجريان واملسارات لألودية؛ بالعتماد على نموذج الرتفاع الرقمي‪ ،‬وقورنت‬
‫نتائج مسارات األودية املشتقة من نموذج الرتفاع الرقمي بمسارات األودية للخرائط الطبوغرافية واملرئيات‬
‫الفضائية‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ ‬طبق النموذج الهيدرولوجي ضمن برنامج نظام النمذجة األحواض املائية لقدرته في حساب منحى الهيدروجراف‬
‫طبقا ألحواض التصريف السهلة واملعقدة‪ ،‬ومن مخرجات هذا النموذج استنتج هيدروجراف‬ ‫بطرق متعددة ً‬

‫السيول ألحواض التصريف املختلفة‪ ،‬وحددت شبكة األودية املؤثرة ألحواض هضبة كريتر‪.‬‬
‫‪US Department of ( ،)SCS - Soil Conservation Service‬‬ ‫‪ ‬استعملت طريقة (خدمة حفظ التربة –‬
‫‪ )Agriculture, 1985‬من أجل حساب زمن التأخير والتركيز لألمطار لألزمنة التكرارية املختلفة (‪،10 ،5 ،3 ،2‬‬
‫‪ 100 ،50 ،25 ،20‬سنة)‪.‬‬
‫كان من الضروري استعمال معادلت رياضية لتتم إجراءات الدراسة حتى يظهر لنا فواقد املطر واملطر الكلي‬
‫املتساقط وحساب رقم املنحنى والتصريف األعظم (م‪/3‬ث)‪ ،‬فقد استعملت معادلة ( ‪Ponce & Hawkins‬‬
‫‪ )1996‬لحساب زمن التركيز وهو الزمن الالزم لتجمع مياه األمطار املتساقطة على سطح الحوض حتى النقطة املطلوب‬
‫حساب التدفق عندها عن طريق املعادلة رقم (‪ًّ :)1‬‬
‫𝟕𝟕‪𝐋𝟎.‬‬
‫) ‪ًّ )1( 𝐭 𝐜 = 0.019 (𝐒0.385‬‬
‫انحدار سطح الحوض )‪ًّ .)%‬‬
‫ًّ‬ ‫املسار الحرج للمياه (كم)‪= S ،‬‬ ‫ًّ‬ ‫التركيز (دقيقة)‪ = L ،‬طو ًّل‬
‫ًّ‬ ‫حيث‪ = tc :‬زمن‬
‫وحسب زمن التأخير باستعمال معادلة ‪ SCS Method‬وهو الزمن الذي ينقض ي بين حدوث وحدة من املطر‬
‫وحدوث وحدة من الجريان عن طريق املعادلة رقم (‪ًّ :)2‬‬
‫‪)2( TLAC = L0.8 (sr+1)0.7‬‬
‫ًّ‬ ‫‪1900√Y‬‬
‫حيث‪ = TLAC :‬زمن التأخير (ساعة)‪ = L ،‬أطول مسار للمياه (قدم)‪ = sr ،‬أقص ى جهد ًّ‬
‫لرطوبة الت ًّربة ‪Maximum‬‬
‫)‪ )retention‬ويحسب من معامل املنحنى‪ = Y ،‬النحدار العام للحوض (نسبة ‪ًّ .)%‬‬
‫املطر أو السيل املباشر في الحوض لستنتاج الكمية الكلية للسيول عند قيمة املطر الفعلية عن طريق‬ ‫ًّوحسب عمق ًّ‬
‫قدرت كمية املياه في املنطقة قبل حدوث السيل مثل الرشح واألمطار العالقة على النبات‬ ‫املعادلت (‪ ،)5-3‬وقد ًّ‬
‫باستعمال املعادلة رقم (‪ ،)4‬ويمكن تبسيط املعادلة (‪ )2‬كما هو مبين في املعادلة (‪ًّ :)5‬‬
‫(‪ًّ )3‬‬ ‫((‪Q = )P- Ia(2(/))P -Ia +S‬‬
‫(‪ًّ )4‬‬ ‫‪Ia =0.2Sr‬‬
‫(‪ًّ )5‬‬ ‫))‪Q = ))P -0.2 Sr(2(/))P+0.8Sr‬‬
‫األمطار لفترات تکرار مختلفة (سم)‪ = Sr ،‬أقص ى جهد لرطوبة الترب‪= Ia ،‬‬ ‫حيث‪ = Q :‬السيل املباشر (سم)‪ًّ = P ،‬‬
‫كمية املياه قبل حدوث السيل‪ ،‬مثل الترشيح واألمطار العالقة على النبات‪ًّ .‬‬

‫‪84‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬

‫لرطوبة التربة حيث إن ‪ CN‬تمثل رقم املنحنى في طريقة (‪Soil Conservation - SCS‬‬
‫ًّوحسب أقص ى جهد ًّ‬
‫‪ )Services‬وهذا املعامل يعتمد على طبيعة التربة واستخدامات األراض ي وذلك باستخدام املعادلة رقم (‪ًّ :)6‬‬
‫(‪ًّ )6‬‬ ‫‪S = )1000/CN( - 10‬‬
‫وحسب التصريف األعظم (م‪ /3‬ث) لكل حوض وذلك للفترات التكرارية املختلفة؛ وذلك باستعمال املعادلة (‪ًّ :)7‬‬
‫(‪ًّ )7‬‬ ‫(‪qp = QA 0.208/)Tp‬‬
‫حيث‪ = qp :‬التصريف األعظم (م‪ /3‬ث)‪ = A ،‬املساحة بالكيلومتر مربع‪ = Tp ،‬الزمن إلى التصريف األعظم (م‪/3‬‬
‫ث)‪ًّ ،‬‬
‫‪ = Q‬مقدار الجريان السطحي (ملم)‪ًّ .‬‬
‫وتم حساب الزمن إلى التصريف األعظم باستعمال املعادلة رقم (‪ًّ :)8‬‬
‫(‪ًّ )8‬‬ ‫‪Tp = t/2 + TLAC‬‬
‫حيث‪ = Tp :‬الزمن إلى ذروة التدفق (ساعة)‪ =t ،‬مدة العاصفة التصميمية‪ = TLAC ،‬زمن التأخير (ساعة)‪ًّ .‬‬

‫‪ .3.2‬النتائج وتحليلها‪:‬‬
‫‪ .1.3.2‬تحليل كمية األمطار لفترات رجوع مختلفة‪:‬‬
‫يع ًُّّد التحديد الدقيق لكميات األمطار التي هطلت على الحوض املائي‪ ،‬من أهم العوامل التي تساعد على حساب السيول‬
‫ًُّّ‬
‫ويعد األساس الصحيح لإلحصائيات املائية احتمالت تكرار السيو ًّل (عبدالكريم‪،‬‬ ‫املتجمعة من تلك املطار بدقة‬
‫‪2018‬م‪،‬ص ص‪ ،)47-1‬ويشير الجدول (‪ )2‬إلى كميات األمطار السنوية القصوى ملحطة األرصاد بمطار عدن الدولي؛‬
‫لكونها أقرب محطة قياس أمطار ملنطقة الدراسة‪ ،‬تغطي املدة من ‪1980‬م – ‪2020‬م أي‪ :‬نحو ‪ 40‬سنة‪ ،‬وباستعمال‬
‫برنامج التحليل اإلحصائي (‪ ،)Hyfran Plus‬تم تحديد عمق املطر لفترات تكرار زمنية مختلفة (‪،20 ،10 ،5 ،3 ،2‬‬
‫‪ 100 ،50 ،25‬سنة)‪ ،‬ويشير الجدولًّ(‪ )3‬إلى التوزيع اإلحصائي لعمق األمطار لألزمنة التكرارية املختلفة باستخدام‬
‫نماذج رياضية مختلفة مثل ‪(Normal, Log-Normal, Log-Pearson Type III, Pearson Type III,‬‬
‫‪ ،)Gumbel, Exponential‬في حين يشير الجدول (‪ )4‬عمق األمطار لفترات تكرار مختلفة باستخدام نموذج ‪Log-‬‬
‫‪Normal‬الرياض ي‪ ،‬واتضح أن نموذج ‪ Log-Normal‬هو التوزيع األنسب حيث يعطي تمثيل وتوقعات لبيانات المطار‬
‫بشكل متقارب‪ ،‬والشكل (‪ )2‬منحنى عمق األمطار لفترات تكرار مختلفة باستخدام نموذج‪ Log-Normal‬الرياض ي‪.‬‬
‫جدول (‪ )2‬كميات األمطار السنوية القصوى املأخوذة من بيانات محطة أرصاد مطار عدن‪.‬‬
‫األمطار السنوي القصوى (‪)mm‬‬ ‫السنة‬ ‫األمطار السنوي القصوى (‪)mm‬‬ ‫السنة‬
‫‪13.9‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪1980‬‬
‫‪57.1‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪1981‬‬
‫‪29.9‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪1982‬‬
‫‪39.7‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪146‬‬ ‫‪1983‬‬
‫‪92.5‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪6.1‬‬ ‫‪1984‬‬
‫‪29.6‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪6.1‬‬ ‫‪1985‬‬
‫‪16.2‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪11.9‬‬ ‫‪1986‬‬
‫‪16.6‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪124‬‬ ‫‪1987‬‬
‫‪30.2‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪1988‬‬
‫‪121‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪97.5‬‬ ‫‪1989‬‬
‫‪9.62‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪13.2‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪18.3‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1991‬‬

‫‪85‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪33.4‬‬ ‫‪1992‬‬


‫‪33.4‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪567‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪20.5‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪23.6‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪115‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪17.4‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪21.2‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪27.6‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪77‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪23.4‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪125‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪29.2‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪3.1‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪567‬‬ ‫القيمة العظمى (‪)Maximum‬‬
‫‪59.2‬‬ ‫القيمة املتوسطة (‪)Mean‬‬
‫‪1‬‬ ‫القيمة الصغرى (‪)Minimum‬‬
‫‪92‬‬ ‫االنحراف املعياري (‪)Standard deviation‬‬
‫املصدر‪ :‬بيانات نشرة األمطار السنوية ملحطة أرصاد مطار عدن‪.‬‬
‫جدول(‪ )3‬التوزيع اإلحصائي لعدد من النماذج الرياضية التي تحسب العمق املطري عند األزمنة التكرارية‬
‫املختلفة‪.‬‬
‫عمق املطر التصميمي لألزمنة التكرارية املختلفة (‪)mm‬‬
‫التوزيع اإلحصائي‬
‫‪100‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪273‬‬ ‫‪248‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪210‬‬ ‫‪177‬‬ ‫‪137‬‬ ‫‪98.8‬‬ ‫‪59.2‬‬ ‫‪Normal‬‬
‫‪533‬‬ ‫‪380‬‬ ‫‪261‬‬ ‫‪229‬‬ ‫‪146‬‬ ‫‪84.4‬‬ ‫‪50.7‬‬ ‫‪29.7‬‬ ‫‪Log-Normal‬‬
‫‪413‬‬ ‫‪315‬‬ ‫‪231‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪139‬‬ ‫‪85.2‬‬ ‫‪53.1‬‬ ‫‪31.4‬‬ ‫‪Log-Person Type III‬‬
‫‪383‬‬ ‫‪321‬‬ ‫‪260‬‬ ‫‪241‬‬ ‫‪181‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪81.1‬‬ ‫‪47.1‬‬ ‫‪Person Type III‬‬
‫‪212‬‬ ‫‪184‬‬ ‫‪157‬‬ ‫‪148‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪89.9‬‬ ‫‪66.4‬‬ ‫‪45.3‬‬ ‫‪Gumbel‬‬
‫‪273‬‬ ‫‪248‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪210‬‬ ‫‪177‬‬ ‫‪137‬‬ ‫‪98.8‬‬ ‫‪59.2‬‬ ‫‪Exponential‬‬
‫املصدر‪ :‬التحليل اإلحصائي عن طريق برنامج ‪.Hyfran Plus‬‬
‫جدول (‪ )4‬عمق األمطار لفترات تكرار مختلفة باستخدام نموذج‪ Log-Normal‬الرياض ي‪.‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫فترات تكرارية‬
‫‪533‬‬ ‫‪380‬‬ ‫‪261‬‬ ‫‪229‬‬ ‫‪146‬‬ ‫‪84.4‬‬ ‫‪50.7‬‬ ‫‪29.7‬‬ ‫مديرية صيرة‬
‫املصدر‪ :‬التحليل اإلحصائي لطريقة ‪ Log-Normal‬عن طريق برنامج ‪.Hyfran Plus‬‬

‫‪86‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬

‫شكل (‪ )2‬منحنى عمق األمطار لفترات تكرار مختلفة باستخدام نموذج ‪ Log-Normal‬الرياض ي‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬التحليل اإلحصائي بطريقة ‪ Log-Normal‬عن طريق برنامج ‪.Hyfran Plus‬‬
‫‪ .2.3.2‬تحليل الخصائص املورفومترية ألحواض هضبة كريتر من برنامج نظام نمذجة األحواض املائية‬
‫(‪:)WMS‬‬
‫من تحليل بيانات الجدول (‪ )5‬واألشكال (‪ )4 ،3‬يتضح أن مديرية صيرة ًّ‬
‫تتأثر بثالثة أحواض رئيسة‪ ،‬وهي الخساف‪،‬‬
‫والطويلة‪ ،‬والعيدروس‪ ،‬يمتد وادي الخساف بطول يصل إلى ‪ 2.97‬كم ويصل مساحته نحو ‪ 2.92‬كم‪ ،2‬وانحدار‬
‫نحو ‪ ،1.21‬وينقل هذا‬ ‫حوض الوادي بلغ نحو ‪0.334‬م‪/‬م وبلغ معامل شكل الحوض نحو ‪ 3.01‬ومعامل النعطاف ًّ‬
‫ً‬
‫الحوض مياه األمطار من أعالي منطقة الكسارات في الجهة الشرقية مخترقا الحي السكني حتى الخليج األمامي (امليناء‬
‫القديم) في الجنوب‪ ،‬يمتد وادي الطويلة بطول يصل إلى ‪ 2.95‬كم‪ ،‬وتصل مساحته نحو ‪ 3.11‬كم‪ ،2‬وانحدار حوض‬
‫الوادي بلغ حوالي ‪0.37‬م‪/‬م‪ ،‬وبلغ معامل شكل الحوض نحو ‪ 2.80‬ومعامل النعطاف حوالي ‪ ،1.01‬وينقل هذا‬
‫ً‬
‫الحوض مياه األمطار من أعالي منطقة هضبة كريتر في الجهة الشمالية مخترقا الحي السكني حتى الخليج األمامي (امليناء‬
‫القديم) في الجنوب‪ ،‬يمتد وادي العيدروس بطول يصل إلى ‪ 1.16‬كم‪ ،‬وتصل مساحته نحو ‪ 0.59578‬كم‪ ،2‬وانحدار‬
‫نحو ‪ ،0.84‬وينقل هذا‬
‫حوض الوادي بلغ نحو ‪0.271‬م‪/‬م وبلغ معامل شكل الحوض نحو ‪ ،2.25‬ومعامل النعطاف ًّ‬
‫ً‬
‫الحوض مياه األمطار من أعالي منطقة شعب العيدروس في الجهة الغربية مخترقا الحي السكني حتى الخليج األمامي‬
‫(امليناء القديم) في الجنوب‪ًّ .‬‬
‫جدول (‪ )5‬الخصائص املورفومترية ألحواض التصريف املؤثرة في مديرية صيرة‪.‬‬
‫وادي‬ ‫وادي‬ ‫وادي‬
‫‪Morphometric Properties‬‬ ‫املعامالت املورفومترية‬ ‫الوحدات‬
‫الخساف‬ ‫الطويلة‬ ‫العيدروس‬
‫‪Basin Area‬‬ ‫مساحة الحوض‬ ‫‪2.9223‬‬ ‫‪3.11‬‬ ‫‪0.59578‬‬ ‫‪Km2‬‬
‫‪Average Overland Flow‬‬ ‫معدل طول التدفق‬
‫‪166.666 179.029‬‬ ‫‪206.193‬‬ ‫‪m‬‬
‫‪Length‬‬ ‫السطحي‬

‫‪87‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬

‫‪Basin slope‬‬ ‫انحدار الحوض‬ ‫‪0.334‬‬ ‫‪0.366‬‬ ‫‪0.271‬‬ ‫‪m/m‬‬


‫طول الحوض‬ ‫‪2950.90‬‬
‫‪Basin Length‬‬ ‫‪2968.08‬‬ ‫‪1158.1909‬‬ ‫‪m‬‬
‫‪02‬‬
‫محيط الحوض‬ ‫‪11263.4‬‬
‫‪Basin Permeter‬‬ ‫‪11339.6‬‬ ‫‪4299.1657‬‬ ‫‪m‬‬
‫‪83‬‬
‫‪Shape Factor‬‬ ‫معامل الشكل‬ ‫‪3.01454‬‬ ‫‪2.79994‬‬ ‫‪2.251508‬‬
‫معامل االنعطاف‬ ‫‪1.00559‬‬
‫‪Sinuosity Factor‬‬ ‫‪1.20636‬‬ ‫‪0.840384‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Basin length along main‬‬
‫‪channel from outlet to‬‬ ‫‪ 3949.16 3463.12 1367.779‬أطول مسار في الحوض‬ ‫‪m‬‬
‫‪6‬‬
‫‪boundary upstream‬‬
‫‪Basin slope along main channel‬‬
‫‪from outlet to upstream‬‬ ‫أكبر انحدار في الحوض‬ ‫‪0.121‬‬ ‫‪0.138‬‬ ‫‪0.131‬‬ ‫‪m/m‬‬
‫‪boundary‬‬
‫‪Length along main channel‬‬
‫‪from outlet to point opposite‬‬ ‫‪ 1854.04 1936.71 764.226‬الطول األقص ى للمجرى‬ ‫‪m‬‬
‫‪8‬‬
‫‪centroid‬‬
‫‪Slope along main channel from‬‬ ‫االنحدار األقص ى‬
‫‪0.047‬‬ ‫‪0.058‬‬ ‫‪0.026‬‬ ‫‪m‬‬
‫‪outlet t point opposite centroid‬‬ ‫للمجرى‬
‫متوسط طول أقص ى‬ ‫‪2967.41‬‬
‫‪Max. flow(water course) length‬‬ ‫‪3580.60‬‬ ‫‪973.325‬‬ ‫‪m‬‬
‫تدفق‬ ‫‪6‬‬
‫)‪Max. flow(water course‬‬ ‫متوسط انحدار أقص ى‬
‫‪0.082‬‬ ‫‪0.073‬‬ ‫‪0.041‬‬ ‫‪m/m‬‬
‫‪average slope‬‬ ‫تدفق‬
‫املصدر‪ :‬برنامج نظام نمذجة األحواض املائية (‪.)WMS‬‬

‫شكل (‪ )3‬خريطة أحواض التصريف ورتب أودية منطقة الدراسة‪.‬‬


‫املصدر‪ :‬برنامج نظام نمذجة األحواض املائية (‪.)WMS‬‬

‫‪88‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬

‫شكل (‪ )4‬خريطة خطوط الكنتور ونموذج االرتفاع الرقمي ألحواض منطقة الدراسة‪.‬‬
‫ً‬
‫اعتمادا على نموذج االرتفاع الرقمي (‪ )DEM‬بدقة ‪12.5‬م‪.‬‬ ‫املصدر‪ :‬برنامج نظام نمذجة األحواض املائية (‪)WMS‬‬
‫‪ .3.3.2‬املجموعة الهيدرولوجية لتربة داخل برنامج نظام نمذجة األحواض املائية (‪ًّ :)WMS‬‬
‫لتحديد املجموعة الهيدرولوجية للتربة تم اعتماد على خصائص الخرائط الجيولوجية ألحواض منطقة الدراسة شكل‬
‫(‪ ،)5‬وتتألف أحواض منطقة الدراسة من (غرين‪ ،‬وبازلت‪ ،‬وتراكيت‪ ،‬وبازلت تراكيت‪ ،‬واندسيت وتراكيت مسيالت غير‬
‫منتظمة‪ ،‬وأندسيت وتراكيت مسيالت منتظمة‪ ،‬وطبقات حجر الخفاف ‪ -‬وبوميس‪ ،‬ورهص بركاني‪ ،‬ورهص باب عدن)‪،‬‬
‫وتتمثل أحواض تصريف أودية هضبة كريتر في املجموعات الهيدرولوجية للتربة (‪)B,C,D‬؛ إذ تمثل املجموعة‬
‫الهيدرولوجية للتربة (‪ )B‬مساحة قدرها ‪2.18‬كم‪ 2‬بنسبة ‪ ،%29.58‬في حين تمثل املجموعة الهيدرولوجية للتربة‬
‫(‪ )C‬مساحة قدرها ‪1.78‬كم‪ 2‬بنسبة ‪ ،%24.15‬في حين تمثل املجموعة الهيدرولوجية للتربة (‪ )D‬مساحة قدرها‬
‫‪ 3.41‬كم‪ 2‬بنسبة ‪ ،%46.27‬شكل(‪ ،)6‬والجدول (‪ )6‬يوضح الطريقة التي اعتمد عليها في املجموعات الهيدرولوجية‬
‫للتربة بحسب طريقة (‪ًّ .)SCS‬‬
‫جدول (‪ )6‬املجموعات الهيدورلوجية للتربة بحسب طريقة (‪ًّ .)SCS‬‬
‫صفات التربة‬ ‫املجموعات الهيدورلوجية للتربة‬
‫ً‬
‫طبقة رملية عميقة مع كمية قليلة جدا من الطين والغرين‪.‬‬ ‫‪A‬‬
‫طبقة رملية أقل عمق من صنف ‪ A‬مع معدل ارتشاح متوسط بعد ترطب التربة‪ًّ .‬‬ ‫‪B‬‬
‫ل‬ ‫ن‬
‫طبقة طينية محددة العمق مع معدل ارتشاح دو الوسط قبل وصو التربة إلى حالة‬
‫‪C‬‬
‫التشبع‪ًّ .‬‬
‫طبقة طينية ذات نسبة انتفاخ عالية مع وجود طبقة ضحلة مع التربة الناعمة الغرينية في‬
‫‪D‬‬
‫السطح‪ًّ .‬‬
‫املصدر‪( :‬عواودة‪2021 ،‬م‪ ،‬ص‪.)247‬‬

‫‪89‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬

‫شكل (‪ )5‬خريطة جيولوجية أحواض منطقة الدراسة‪ .‬املصدر‪( :‬كوكس وآخرون‪1992 ،‬م‪ ،‬ص‪ )78‬بتصرف‪.‬‬

‫شكل (‪ )6‬خريطة املجموعة الهيدرولوجية لتربة أحواض منطقة الدراسة‪ .‬املصدر‪ :‬برنامج نظام نمذجة األحواض املائية (‪.)WMS‬‬
‫‪ .4.3.2‬استعماالت األرض داخل برنامج نظام نمذجة األحواض املائية (‪ًّ :)WMS‬‬
‫تم الحصول على استعمالت األرض بتصنيف املرئيات الفضائية ‪ Landsat8‬لعام ‪2021‬م بواسطة برنامج‬
‫(‪ ،)EnviV.5.1‬وتتألف منطقة الدراسة من ستة أنواع لستعمالت األرض‪ ،‬في املرتبة األولى املناطق العمرانية (أشكال‬

‫‪90‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬

‫عمرانية)‪ًّ ،‬واملرتبة الثانية الكسارة‪( 1‬الكسارات)‪ًّ ،‬واملرتبة الثالثة النباتات (الحدائق)‪ًّ ،‬واملرتبة الرابعة الصهاريج‬
‫(الكرفانات أو خزانات املياه)‪ًّ ،‬واملرتبة الخامسة املقبرة‪ًّ ،‬واملرتبة السادسة املناطق الجرداء (التكشفات الصخرية)‪،‬‬
‫الشكل رقم (‪ًّ .)7‬‬

‫شكل (‪ )7‬خريطة استعماالت األرض ملنطقة الدراسة‪ .‬املصدر‪ :‬املرئيات الفضائية ‪ Landsat8‬لعام ‪2021‬م‪.‬‬
‫‪ .5.3.2‬حساب رقم املنحى‪:‬‬
‫األرض‪،‬‬
‫استعملت طريقة رقم املنحى ((‪ )Curve Number )CN‬لتقدير كميات املياه املفقودة بالتسرب لباطن ًّ‬
‫وتعتمد هذه الطريقة على عناصر (الحالة السابقة لرطوبة التربة‪ًّ ،‬وغطاءات األرض‪ًّ ،‬والجريان السطحي) ‪(Ritzema,‬‬
‫صفر إلى ‪ ،100‬وتعبر عن الستجابة املائية ملكونات غطاءات األرض في أحواض‬
‫)‪ 1994, pp1-1124‬وتتراوح قيمتها بين ًّ‬
‫التصريف‪ ،‬وعن مقدار صماتة السطح‪ ،‬فكلما اتجهت القيم ناحية ‪ 100‬كانت األسطح أقل صماتة ‪(Ponce,‬‬
‫)‪ ،Hawkins, 1996, pp9-20‬وتنوعت قيم رقم املنحى في أحواض هضبة ًّ‬
‫كريتر ما بين ‪ 95 – 68‬شكل (‪ًّ .)8‬‬

‫شكل (‪ )8‬خريطة رقم املنحى (‪ )Curve Number‬ملنطقة الدراسة‪ .‬املصدر‪ :‬برنامج نظام نمذجة األحواض املائية (‪.)WMS‬‬

‫ُ‬
‫‪ 1‬الكسارة‪ :‬هي عبارة عن مناطق تكسر التالل وتستخرج الصخور منه؛ لتطحن ويستخرج الحص ى والرمل الذي يستعمل في ًّ‬
‫مواد البناء‪.‬‬

‫‪91‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬

‫‪ .6.3.2‬تقدير حجم وأقص ى تدفق وزمن وصول ألقص ى تدفق للسيول‪:‬‬


‫ً‬
‫تم تطبيق النموذج الهيدرولوجي (‪ )HEC-HMS‬لقدرته في حساب منحى الهيدروجراف بطرق متعددة طبقا لحواض‬
‫التصريف السهلة واملعقدة‪ ،‬وذلك بالطرق الطبيعية أو الصطناعية (‪،)Radmanesh, et al, 2006, pp85-99‬‬
‫تم استعمال عاصفة تصميمية بمدة زمنية ‪ 24‬ساعة‪ ،‬واستعمال توزيع )‪ )SCS TYPE II‬واستعمال طريقة ‪SCS‬‬
‫لحساب زمن التأخير والتركيز‪ ،‬وذلك لألزمنة التكرارية املختلفة (‪ 100 ،50 ،25 ،20 ،10 ،5 ،2‬سنة)‪ًّ ،‬واستنتجت‬
‫مخرجات النموذج الهيدرولوجي (‪ )WMS‬لستنتاج هيدروجراف مياه السيول ألحواض التصريف املختلفة‪ ،‬وقد تبين‬
‫من تحليل أن حجم السيول يتباين من حوض تصريف آلخر؛ إذ يتراوح حجم السيول من (‪280833.3‬م‪ )3‬في وادي‬
‫العيدروس و (‪1376541.5‬م‪ )3‬في وادي الخساف إلى (‪1465420.1‬م‪ )3‬في وادي الطويلة وذلك في مدة الرجوع ‪100‬سنة‪،‬‬
‫في حين تتباين قيم التدفق األقص ى لسيول أحواض هضبة كريتر املؤثرة في منطقة الدراسة؛ ً‬
‫نظرا لتباين حجم األمطار‬
‫املتساقطة على مساحة التصريف لكل حوض‪ ،‬ويتباين حجم السيول التي يصرفها كل حوض؛ وعليه نجد أن قيم‬
‫التدفق األقص ى للسيول بمنطقة الدراسة تتراوح من (‪63.12‬م‪/3‬ث) في وادي العيدروس و (‪228.99‬م‪/3‬ث) في وادي‬
‫الخساف إلى (‪258.61‬م‪/3‬ث) في وادي الطويلة وذلك في مدة الرجوع ‪100‬سنة‪ ،‬إضافة إلى تبين أن زمن الوصول إلى‬
‫أقص ى تدفق يتراوح من (‪ 720‬دقيقة) في وادي العيدروس و (‪ 735‬دقيقة) في وادي الخساف إلى (‪ 735‬دقيقة) في وادي‬
‫الطويلة وذلك في مدة الرجوع ‪100‬سنة‪ ،‬جدول (‪ )6‬وأشكال (‪ًّ .)11 ،10 ،9‬‬
‫جدول (‪ )6‬يوضح البيانات الهيدرولوجية املتحصل عليها من نموذج ‪ HEC-1‬لألزمنة التكرارية املختلفة‪.‬‬
‫وادي العيدروس ًّ‬ ‫وادي الطويلة ًّ‬ ‫وادي االخساف ًّ‬
‫زمن‬ ‫أقص ى‬ ‫زمن‬ ‫أقص ى‬ ‫زمن‬ ‫أقص ى‬
‫حجم السيول‬ ‫حجم السيول‬ ‫حجم السيول‬ ‫الفترات ًّ‬
‫الوصول‬ ‫الوصول تصريف‬ ‫تصريف‬ ‫الوصول‬ ‫تصريف‬
‫(م‪ًّ )3‬‬ ‫(م‪ًّ )3‬‬ ‫(م‪ًّ )3‬‬
‫(دقيقة) ًّ‬ ‫(دقيقة) ًّ (م‪/3‬ث) ًّ‬ ‫(م‪/3‬ث) ًّ‬ ‫(دقيقة) ًّ‬ ‫(م‪/3‬ث) ًّ‬
‫‪720‬‬ ‫‪2755.3‬‬ ‫‪0.41‬‬ ‫‪735‬‬ ‫‪14379.3‬‬ ‫‪1.81‬‬ ‫‪750‬‬ ‫‪13500.9‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪720‬‬ ‫‪9773.1‬‬ ‫‪2.11‬‬ ‫‪735‬‬ ‫‪50986.3‬‬ ‫‪8,92‬‬ ‫‪735‬‬ ‫‪47880.9‬‬ ‫‪7.59‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪720‬‬ ‫‪24966‬‬ ‫‪5.87‬‬ ‫‪735‬‬ ‫‪129233.7‬‬ ‫‪24.20‬‬ ‫‪735‬‬ ‫‪121375.8‬‬ ‫‪20.98‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪720‬‬ ‫‪56830.5‬‬ ‫‪13.53‬‬ ‫‪735‬‬ ‫‪348056.1‬‬ ‫‪65.30‬‬ ‫‪735‬‬ ‫‪278479.8‬‬ ‫‪48.88‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪720‬‬ ‫‪103318.7‬‬ ‫‪24.27‬‬ ‫‪735‬‬ ‫‪539086.5‬‬ ‫‪99.76‬‬ ‫‪735‬‬ ‫‪506369.7‬‬ ‫‪87.86‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪720‬‬ ‫‪121671.5‬‬ ‫‪28.41‬‬ ‫‪735‬‬ ‫‪634849.2‬‬ ‫‪116.69‬‬ ‫‪735‬‬ ‫‪596328.8‬‬ ‫‪102.89‬‬ ‫‪25‬‬
‫‪720‬‬ ‫‪190849.9‬‬ ‫‪43.70‬‬ ‫‪735‬‬ ‫‪995873.9‬‬ ‫‪179.20‬‬ ‫‪735‬‬ ‫‪935464.9‬‬ ‫‪158.42‬‬ ‫‪50‬‬
‫‪720‬‬ ‫‪280833.3‬‬ ‫‪63.12‬‬ ‫‪735‬‬ ‫‪1465420.1‬‬ ‫‪258.61‬‬ ‫‪735‬‬ ‫‪1376541.5‬‬ ‫‪228.99‬‬ ‫‪100‬‬
‫املصدر‪ :‬برنامج نظام نمذجة األحواض املائية (‪.)WMS‬‬

‫شكل (‪ )10‬هيدروجراف تدفق السيول لحوض وادي الخساف لفترات تكرار زمنية (‪ 100 ،50 ،25 ،20 ،10 ،5 ،2‬سنة)‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬برنامج نظام نمذجة األحواض املائية (‪.)WMS‬‬

‫‪92‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬

‫شكل (‪ )11‬هيدروجراف تدفق السيول لحوض وادي الطويلة لفترات تكرار زمنية (‪ 100 ،50 ،25 ،20 ،10 ،5 ،2‬سنة)‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬برنامج نظام نمذجة األحواض املائية (‪.)WMS‬‬

‫شكل (‪ )12‬هيدروجراف تدفق السيول لحوض وادي العيدروس لفترات تكرار زمنية (‪ 100 ،50 ،25 ،20 ،10 ،5 ،2‬سنة)‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬برنامج نظام نمذجة األحواض املائية (‪.)WMS‬‬
‫‪ .7.3.2‬تقييم مخاطر السيول ألودية أحواض هضبة كريتر‪:‬‬
‫كشفت الدراسة امليدانية أن املناطق العمرانية املعرضة للغمر نتيجة السيول املنحدرة من هضبة كريتر هي الحي السكني‬
‫(املناطق املنبسطة)؛ إذ تتعرض هذه املناطق لكمية سيول كبيرة قادمة من الهضبة تعمل على إغراق هذه املناطق؛‬
‫وذلك بسبب أنه لم ُيراعى عند إنشاء املناطق العمرانية تأثير مياه سيول هضبة كريتر لذلك ظهر البناء العشوائي‪،‬‬
‫والذي جاء على حساب منافذ مجاري السيول املوجودة في أعالي التالل هضبة كريتر وكذا في حرم الصهاريج (كرفات‬
‫حفظ املاء)‪ ،‬والتي تعد خط الدفاع األولي لحماية املديرية من كوارث سيول هضبة كريتر؛ لذلك أصبحت هذه الصهاريج‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫في حالة يرثى لها وتحتاج تدخال عاجال لصيانتها من أجل أن تؤذي وظيفتها الحيوية وهو حماية املديرية من كمية السيول‬
‫املنحدرة؛ إذ تعمل على التقليل من قوتها التدميرية‪ ،‬فعلية ل بد من إيجاد بدائل وحلول لدرء أخطار السيول على‬
‫مديرية صيرة والشكل رقم(‪ )15 ،14 ،13 ،12‬يوضح جانب من كارثة سيول ‪/21‬أبريل‪2020/‬م‪ًّ .‬‬

‫‪93‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬

‫ًّ‬ ‫ًّ‬
‫شكل (‪ )12‬مالمح الزيارة امليدانية في أثناء كارثة سيول ‪/21‬أبريل‪2020/‬م على مديرية صيرة‪.‬‬
‫امتالء صهريج باليفر الدائري بمياه السيول وفيضانه ليعمل على تدمير البيوت التي بنيت في مجراه‬
‫ًّ‬
‫املصدر‪ :‬تصوير الباحث األول في اليوم األول من كارثة السيول التي ضربت مديرية صيرة ‪2020/4/21‬م يوم الثالثاء ‪ً 1.30‬‬
‫ظهرا‪.‬‬

‫شكل (‪ )13‬مالمح الزيارة امليدانية في أثناء كارثة سيول ‪/21‬أبريل‪2020/‬م على مديرية صيرة‬
‫مياه السيول تغزو الشوارع وتنشر األوحال الطينية وتجرف السيارات وتهدم املناطق العمرانية خاصة في‬
‫املناطق العشوائية الواقعة في مجرى هذه السيول من مديرية صيرة‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬تصوير الباحث األول في اليوم األول على كارثة السيول التي ضربت مديرية صيرة ‪2020/4/21‬م يوم الثالثاء ‪ً 1‬‬
‫ظهرا‪.‬‬

‫‪94‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬

‫شكل (‪ )14‬مالمح الزيارة امليدانية في أثناء كارثة سيول ‪/21‬أبريل‪2020/‬م على مديرية صيرة‪.‬‬
‫السيول وهي تحاصر املنازل السكنية في منطقة القطيع وجريان السيول من مجرى سائلة منطقة الطويلة‬
‫املصدر‪ :‬تصوير الباحث األول في اليوم األول على كارثة السيول التي ضربت مديرية صيرة ‪2020/4/21‬م يوم الثالثاء ‪4‬‬
‫ً‬
‫عصرا‪.‬‬

‫شكل (‪ )15‬مالمح الزيارة امليدانية في أثناء كارثة سيول ‪/23‬أبريل‪2020/‬م على مديرية صيرة‪.‬‬
‫امتالء صهاريج الطويلة (الكرفانات) بمياه السيول لليوم الثالث وبقاء املياه ملدة عشرة أيام‪.‬‬
‫ً‬
‫عصرا‪.‬‬ ‫املصدر‪ :‬تصوير الباحث األول في اليوم الثالث من كارثة السيول التي ضربت مديرية صيرة ‪2020/4/23‬م يوم الخميس ‪3‬‬
‫‪ .8.3.2‬اآللية املقترحة لدرء مخاطر سيول هضبة كريتر على الحي السكني ملديرية صيرة‪:‬‬
‫بناء على دراسة الوضع القائم ألودية أحواض هضبة كريتر‪ ،‬التي تهاجم مديرية صيرة؛ إذ تعرضت هذه املديرية للسيول‬
‫املتكررة (‪2017‬م‪2018 ،‬م‪2019 ،‬م‪2020 ،‬م)‪ ،‬وبسبب اختراق هذه األودية ملديرية صيرة؛ وألن درء مخاطر السيول‬
‫يحتاج اقتراح حلول تالئم طبيعة املوقع مع حماية مديرية صيرة من السيول واملنشآت املقترحة‪.‬‬
‫ًّوالحلول املقترحة لدرء السيولًّ‪ ،‬وهي‪ :‬بناء سدود في وادي العيدروس والخساف‪ ،‬وصيانة السدود املوج ًّودة في وادي‬
‫الطويلة عن طريق تصفية هذه السدود من األوحال‪ ،‬التي تبقى بعد تبخر املياه واألحجار‪ ،‬التي تجرف مع حركة املياه‬
‫من أعالي التالل صوب الهضبة الشكل (‪ ،)16‬إضافة إلى بناء مخفضات تدفق السيل وحجز الصخور في وادي العيدروس‬
‫للتقليل من األضرار ًّ‬
‫الناجمة عن السيولًّ الشكل (‪ ،)17‬وصيانة قنوات صهاريج الطويلة الشكل (‪ ،)18‬والقنوات واملجاري املنتشرة بين أحياء‬
‫املديرية الشكل (‪ )19‬وهذه الحلول من أجل التقليل من سرعة التدفق القصوى والدنيا للسيول التي تصيب مديرية‬
‫صيرة‪ًّ .‬‬

‫‪95‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬

‫ًّ‬
‫شكل (‪ )16‬أحد السدود في هضبة كريتر وخلفة املياه املحتجزة بعد سقوط األمطار‪ًّ .‬‬
‫املصدر‪ :‬تصوير الباحث األول في ‪2020/3/15‬م بعد املطر الذي سقط على محافظة عدن ومديرية صيرة‪.‬‬

‫شكل (‪ )17‬املخفضات املقترحة في مصب وادي العيدروس‪.‬‬


‫املصدر‪ :‬من عمل الباحث األول‪.‬‬

‫‪96‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬

‫شكل (‪ )18‬قنوات صهاريج الطويلة‪ .‬املصدر‪ :‬تصوير الباحث األول في اليوم الثالث على كارثة السيول التي ضربت‬
‫ً‬
‫عصرا‪.‬‬ ‫مديرية صيرة ‪2020/4/23‬م يوم الخميس ‪3‬‬

‫شكل (‪ )19‬القنوات واملجاري املنتشرة بين أحياء املديرية‪ ،‬املصدر‪ :‬تصوير الباحث األول في ‪2021/4/15‬م‪.‬‬

‫‪ .3‬النتائج والتوصيات‪:‬‬
‫‪ .1.3‬النتائج‪:‬‬
‫ُّ‬
‫‪ ‬يخترق مديرية صيرة ثالثة أودية رئيسة‪ ،‬ويعد وادي الخساف أكبر ٍ‬
‫واد في مديرية صيرة؛ فهو يخترق العمران بطول‬
‫يصل إلى ‪ 2.97‬كم‪ ،‬وتصل مساحته نحو ‪ 2.92‬كم‪ ،2‬وانحدار حوض الوادي بلغ نحو ‪0.334‬م‪/‬م‪ ،‬وينقل هذا‬
‫ً‬
‫الحوض مياه األمطار من أعالي منطقة الكسارات في الجهة الشرقية مخترقا الحي السكني حتى الخليج األمامي‬
‫(امليناء القديم) في الجنوب‪ًّ ،‬‬
‫‪ ‬في حين يخترق وادي الطويلة العمران بطول يصل إلى ‪ 2.95‬كم‪ ،‬وتصل مساحته نحو ‪ 3.11‬كم‪ ،2‬وانحدار حوض‬
‫الوادي بلغ نحو ‪0.37‬م‪/‬م‪ ،‬وينقل هذا الحوض مياه األمطار من أعالي منطقة هضبة كريتر في الجهة الشمالية‬
‫مخترقا الحي السكني حتى الخليج األمامي (امليناء القديم) في الجنوب‪ ،‬ويخترق وادي العيدروس العمران بطول‬‫ً‬
‫يصل إلى ‪ 1.16‬كم‪ ،‬وتصل مساحته نحو ‪ 0.59578‬كم‪ ،2‬وانحدار حوض الوادي بلغ نحو ‪0.271‬م‪/‬م‪ ،‬وينقل‬
‫ً‬
‫الغربية مخترقا الحي السكني حتى الخليج‬
‫هذا الحوض مياه األمطار من أعالي منطقة شعب العيدروس في الجهة ًّ‬
‫األمامي (امليناء القديم) في الجنوب‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬تتألف أحواض منطقة الدراسة من (غرين‪ ،‬وبازلت‪ ،‬وتراكيت‪ ،‬وبازلت تراكيت‪ ،‬وأندسيت وتراكيت مسيالت غير‬
‫منتظمة‪ ،‬وأندسيت وتراكيت مسيالت منتظمة‪ ،‬وطبقات حجر الخفاف ‪ -‬بوميس‪ ،‬ورهص بركاني‪ ،‬ورهص باب‬
‫عدن)‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬تمثل أحواض تصريف أودية هضبة كريتر في املجموعات الهيدرولوجية للتربة (‪)B,C,D‬؛ إذ تمثل املجموعة‬
‫الهيدرولوجية للتربة (‪ )B‬مساحة قدرها ‪2.18‬كم‪ 2‬بنسبة ‪ ،%29.58‬في حين تمثل املجموعة الهيدرولوجية للتربة‬

‫‪97‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬

‫(‪ )C‬مساحة قدرها ‪1.78‬كم‪ 2‬بنسبة ‪ ،%24.15‬في حين تمثل املجموعة الهيدرولوجية للتربة (‪ )D‬مساحة قدرها‬
‫‪ 3.41‬كم‪ 2‬بنسبة ‪ًّ .%46.27‬‬
‫‪ ‬تتألف منطقة الدراسة من ستة أنواع لستعمالت األرض‪ ،‬املناطق العمرانية (أشكال عمرانية)‪ ،‬والكسارة‪،‬‬
‫والنباتات (الحدائق)‪ ،‬والصهاريج‪ ،‬واملقبرة‪ ،‬واملناطق الجرداء (التكشفات الصخرية)‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬تبين من تحليل هيدروجراف مياه السيول ألحواض التصريف املختلفة أن حجم السيول (‪280833.3‬م‪ )3‬في وادي‬
‫العيدروس و (‪1376541.5‬م‪ )3‬في وادي الخساف و(‪1465420.1‬م‪ )3‬في وادي الطويلة‪ ،‬وتتراوح قيم التدفق األقص ى‬
‫لسيول أحواض هضبة كريتر من (‪63.12‬م‪/3‬ث) في وادي العيدروس و (‪228.99‬م‪/3‬ث) في وادي الخساف إلى‬
‫(‪258.61‬م‪/‬ث‪ )3‬في وادي الطويلة‪ًّ .‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬لدرء مخاطر سيول أودية هضبة كريتر يتطلب هذا األمر تدخال هيدروليكيا لضبط وتهذيب هذه األودية‪ ،‬مع التحكم‬
‫في الجريان السيلي لها‪ ،‬وقد اقترحت مجموعة من الحلول التي تالئم طبيعة املنطقة لحماية املنشآت من مخاطر‬
‫السيول‪ًّ .‬‬
‫‪ .2.3‬التوصيات‪:‬‬
‫‪ ‬املحافظة والحماية ملجاري األودية وإزالة جميع التعديات والعوائق املوجودة في حرمها‪ ،‬عن طريق تصفية مجاريًّ‬
‫األمطار إلى البحر‪ ،‬وبناء سدود جديدة في منطقة‬
‫ًّ‬ ‫السيول ومصارفها‪ ،‬وإنشاء مصارف جديدة لتصريف مياه‬
‫العيدروس والخساف‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬الستفادة من مجموعات البيانات املتزايدة لتحسين التنبؤات والنمذجة الهيدرولوجية ملخاطر السيول؛ األمر الذي‬
‫يوفر وسائل لرصد متغيرات الحالة الهيدرولوجية عن طريق إنشاء نظام اإلنذار املبكر‪ ،‬وإجراء البحوث والدراسات‬
‫التي تفيد الباحثين وأصحاب القرار في التعرف إلى أساليب للوقاية من مخاطر السيول وإدارة مرافق البنية التحتية‪،‬‬
‫ولقد أثبت هذه التقنيات عند دمجها مع برامج نظم املعلومات الجغرافية والستشعار عن ُبعد فعاليته الكبيرة في‬
‫تحديد املناطق املعرضة ملخاطر السيول واإلسهام في إدارة البنية التحتية‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬عمل حواجز ترابية على مداخل القنوات لتوجيه املياه على املسار املحدد واملقترح للقنوات املفتوحة وخاصة التي‬
‫تخترق العمران‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬عمل مخفضات تدفق السيل وحجز الصخور في وادي العيدروس لتعمل على تهدئة املياه املنحدرة من أعلى الوادي‬
‫من أجل التقليل من األضرار الناجمة عن السيولًّ‪.‬‬
‫‪ .4‬املراجع‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬املراجع العربية‪:‬‬
‫‪ .1‬عبدالكريم‪ ،‬أشرف أحمد علي (‪2018‬م)‪"،‬أثر التغيرات املناخية والتوسعات العمرانية على زيادة مخاطر السيول‪ :‬قرية حجازة‬
‫– محافظة قنا – نموذج باستخدام النمذجة الهيدرولوجية والهيدروليكية (‪ )WMS – HEC& RAS‬ونظم املعلومات‬
‫الجغرافية والستشعار عن بعد"‪ .‬املؤتمر الدولي األول للمجموعة املناخية املصرية (املناخ والبيئة – مصر – إفريقيا والعالم)‪،‬‬
‫جمهورية مصر العربية‪ ،‬خالل الفترة من ‪ 15-13‬أكتوبر‪ ،‬ص ص‪.47-1‬‬
‫‪ .2‬عقبة‪ ،‬معروف إبراهيم‪ ،‬عبادي‪ ،‬عصام محمد‪ ،‬مهدي‪ ،‬أحمد علي (‪2003‬م)‪ ،‬تقرير "تقييم الوضعية الراهنة ملنظومة‬
‫األمطار والسيول في مدينة عدن (التقرير األولي)‪ ،‬تقرير غير منشور‪ ،‬الجمهورية اليمنية‪ ،‬عدن‪،‬‬
‫ًّ‬ ‫السيطرة والتصريف ملياه‬
‫ص ص‪.5-1‬‬

‫‪98‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)100-74‬‬

‫‪ .3‬بكري‪ ،‬إبراهيم سيد صابر (‪2005‬م)‪" ،‬السيول وأخطارها على ساحل البحر األحمر فيما بين واديي األسيود وفالق الوعر –‬
‫دراسة جيومورفولوجية تطبيقية"‪ .‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية اآلداب جامعة عين شمس‪ ،‬جمهورية مصر العربية‪،‬‬
‫ص‪.2‬‬
‫‪ .4‬الضبيخي‪ ،‬مها عبدهللا محمد (‪2020‬م)‪" ،‬تقييم مخاطر السيول وتخفيف حدتها لواديي الصعيد واملحبس‪ ،‬بمنطقة‬
‫ًًّ‬
‫استنادا إلى نظم املعلومات الجغرافية (‪ )GIS‬والنمذجة الهيدرولوجية (‪ ،)WMS‬املجلة‬ ‫القصيم‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫املصرية للتغير البيئي‪ ،‬املجلد الثاني عشر (‪ )2‬أكتوبر‪ ،‬ص ص ‪.102-71‬‬
‫‪ .5‬العكام‪ ،‬إسحاق صالح‪ ،‬ومحمد‪ ،‬جميلة فاخر (‪2016‬م)‪" ،‬تقدير مخاطر الجريان السطحي لستة أحواض في الهضبة‬
‫الغربية"‪( ،‬مجلة كلية التربية للبنات)‪ ،‬الجمهورية العراقية‪ ،‬مج‪ ،27‬ع‪ ،5‬ص ص‪.1544-1536‬‬
‫‪ .6‬العمري‪ ،‬عبداملحسن صالح (‪2011‬م)‪ ،‬تحليل الخصائص املورفومترية والهيدرولوجية ألحواض التصريف في منطقة كريتر‪-‬‬
‫عدن باستخدام نظم املعلومات الجغرافية‪ ،‬بحث منشور في كتاب الندوة العلمية عدن بوابو اليمن الحضارية‪ ،‬جامعة‬
‫عدن‪ ،‬الجمهورية اليمنية‪ 19-18 ،‬يناير ‪2011‬م‪ ،‬ص ص ‪ًّ .418 –ًّ405‬‬
‫‪ .7‬عواودة‪ ،‬محسن محمد علي (‪2021‬م)‪ " ،‬النمذجة املكانية ألخطار السيول في حوض وادي املخروق شمال مدينة القريات‪،‬‬
‫اململكة العربية السعودية"‪ ،‬مجلة الخليج العربي املجلد (‪ )49‬العدد (األول) آذار‪ ،‬ص ص ‪.270-231‬‬
‫‪ .8‬فهد الحميدي‪ ،‬فدوى (‪2013‬م)‪" ،‬مخاطر السيول والفيضانات في الرياض" ورقة علمية مقدمة إلى املؤتمر السعودي الدولي‬
‫األولًّ إلدارة األزمات والكوارث – جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالميةًّ– الرياض – اململكة العربية السعودية – ص‬
‫ص‪ًّ .430-409‬‬
‫‪ .9‬كوكس‪ ،‬كيت جوردن‪ ،‬وآخرون‪ ،‬تعريب باحاج‪ ،‬أحمد سعيد (‪1992‬م)‪ ،‬التطور الجيولوجي لبراكين عدن وعدن الصغرى‬
‫– الجمهورية اليمنية‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث اليمني‪ ،‬ص‪.78‬‬
‫‪ .10‬لجنة الجغرافية العدنية‪1932 ،‬م‪ ،‬جغرافية عدن وبالد العرب‪ ،‬دار النشر مطبعة النيل املسيحية‪ ،‬جمهورية مصر العربية‪،‬‬
‫ص‪.32‬‬
‫‪ .11‬الودعاني‪ ،‬إدريس علي سلمان (‪2014‬م)‪" ،‬مخاطر السيول في منطقة جازان جنوب غربي اململكة العربية السعودية (منظور‬
‫جيومورفولوجي)"‪( ،‬مجلة جامعة جازان – فرع العلوم اإلنسانية)‪ ،‬مج‪ ،3‬ع‪ ،1‬ص ص‪.89-15‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬املراجع األجنبية‪:‬‬
‫‪12. Abdelkarim, Ashraf, Gaber, Ahmed Fawzy Dahy, (2019)"Flood Risk Assessment of Wadi‬‬
‫‪Nu'man Basin Mecca, Saudi Arabia (During the Period, 1988-2019) Based on the‬‬
‫‪Integration of Geomatics and Hydraulic Modeling: A Case Study", MDPI, Water Vol. 11,‬‬
‫‪pp.1-32. doi: 10.3390/w11091887.‬‬
‫‪13. Eizeldin, Mohamed Abdelhamid, Almasalmeh, Omar, (2019) "Quantitative Analysis of‬‬
‫‪Watershed Geomorphology and its Hydrological Implications Using GIS: Case Study of‬‬
‫‪Billi Drainage Basin, Egypt", International Water Technology Association Journal, vol. 9,‬‬
‫‪No.4, pp 141-165‬‬
‫‪14. Othman, Zaki Mohammed, (2002) "Frequency of Severest Flood producing storm in Aden",‬‬
‫‪(Journal of Aden University of Natural and Applied Sciences), vol. 6, No.1, pp 175-186.‬‬
‫‪15. Ponce, V, Hawkins, R, (1996), "Runoff Curve Number: Has It Reached Maturity", Journal‬‬
‫‪of Hydrologic Engineering, Vol. 1, pp. 9-20. doi. Org/ 10.1061/ (ASCE) 1084-0699, 1:1‬‬
‫‪(11).‬‬
‫‪16. Pradhan, B., & Lee, S. (2010), Landslide susceptibility assessment and factor effect‬‬
‫‪analysis: back-propagation arti-ficial neural networks and their comparison with frequency‬‬
‫‪ratio and bivariate logistic regression modelling. Environmental Modelling & Software,‬‬
‫‪Volume 6, pp 747-759‬‬

‫‪99‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
)100-74(‫برلين ص‬- ‫املركز الديمقراطي العربي‬- ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‬

17. Radmanesh F, Hemat JP, et al, (2006), "Calibration and Assessment of HEC-1 Model in
Roodzard Watershed". In: 17 th International Conference of River Engineering. University
of Shahid Chamran. Ahva. pp 85-99.
18. Ritzema, Henk, (1994), "Drainage Principles and Application", International Institute for
Land Reclamation and Improvement (ILRI), Publication 16, second revised edition, pp 1-
1124.
19. Shrestha, Badri Bhkta, Kawasaki, Akiyuki, (2020) "Quantitative Assessment of Flood Risk
with Evaluation of the Effectiveness of dam Operation for Flood Control: A Case of the
Bago River Basin of Myanmar", International Journal of Disaster Risk Reduction, 50,
101707, pp 1-15.
20. Sidek, Lariyah Mohd, et al, (2021) "High-Resolution Hydrological-Hydraulic Modeling of
Urban Floods Using InfoWorks ICM", (MDPI) Journal Sustainability, 13, 10259, pp 1-20.
21. US Department of Agriculture, (1985), "National Engineering Handbook", USDA–SCS
(Soil Conservation Services), Section 4: Hydrology, Washington DC.

100 2022 ‫ مارس‬/‫ آذار‬،)13( .‫ ع‬،)4( .‫ م‬،‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)124-101‬‬

‫مجلة الدراسات اإلستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‬


‫‪Journal of Strategic Studies‬‬
‫‪For Disasters and Opportunity Management‬‬

‫القيادة السامة كنهج يؤدي إلى الصمت التنظيمي في بيئة‬


‫العمل‪ :‬دراسة مفاهيمية‪.‬‬
‫‪toxic leadership as an approach that leads to organizational‬‬
‫‪silence in the work environment: A conceptual study‬‬
‫أ‪.‬م‪ /‬أحمد موسى أحمد‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬ممدوح عبد العزيز‬ ‫تمارا محمد محمود‬
‫فرج هللا‬ ‫رفاعي‬ ‫زقوت‬
‫‪Ahmed Mousa‬‬ ‫‪Mamdouh Abdelaziz‬‬ ‫‪Tamara Mohamed‬‬
‫‪Farajallah‬‬ ‫‪Refaiy‬‬ ‫‪Mahmoud Zakout‬‬
‫أستاذ إدارة األعمال ‪-‬قسم‬ ‫أستاذ إدارة األعمال‪-‬قسم‬ ‫باحثة دكتوراه‪ -‬إدارة‬
‫إدارة األعمال‪-‬جامعة‬ ‫إدارة األعمال‪-‬كلية التجارة‬ ‫األعمال‪-‬جامعة عين‬
‫األقصى‪-‬فلسطين‬ ‫جامعة عين شمس‬ ‫شمس‬
‫‪afarajallabbh@alaqsa.edu.ps‬‬ ‫‪dr.mrefaei@gmail.com‬‬ ‫‪Tamarazak929@gmail.com‬‬
‫يوثق هذا البحث كـ‪ :‬زقوت‪ ،‬تمارا محمد محمود & رفاعي‪ ،‬ممدوح عبد العزيز & فرج هللا‪ ،‬أحمد موس ى أحمد (‪ :)2022‬القيادة‬
‫السامة كنهج يؤدي إلى الصمت التنظيمي في بيئة العمل‪ :‬دراسة مفاهيمية‪ ،‬مجلة الدراسات الستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪،‬‬
‫املجلد (‪ ،)4‬العدد (‪ ،)13‬أملانيا‪ ،‬ص ‪135-101‬‬
‫املستخلص‬
‫هدفت الورقة البحثية إلى بيان القيادة السامة كنهج يؤدي إلى تحقيق الصمت التنظيمي‪ ،‬ومعرفة سلوكيات وأشكال‬
‫القيادة السامة التي تؤدي إلى الصمت التنظيمي‪ ،‬وتحديد تأثير خصائص القيادة السامة في كل من األفراد واملنظمة‬
‫ً‬
‫معا‪ ،‬ولتحقيق أهداف البحث اتبع الباحثون أسلوب املنهج الستقرائي حيث أنه معروف باألسلوب املكتبي‪ ،‬وذلك‬
‫باإلطار املفاهيمي للبحث‪ ،‬ودراستها وتحليلها‪ ،‬وتوصلت‬
‫ًّ‬ ‫من خالل املسح والطالع على األدبيات الحديثة املتعلقة‬
‫الورقة البحثية إلى عدة استنتاجات أهمها أن الصمت التنظيمي ما هو إل نتيجة حتمية لوجود القيادة السامة في‬
‫املنظمة‪ ،‬وتم التوصل إلى األشكال والسلوكيات املتعددة الخاصة بالقيادة السامة‪ ،‬وتحديد مؤشرات لقياس القيادة‬
‫السامة من قبل املرؤوسين ورؤساء العمل لتسهيل مهمة التعرف على وجودها‪ ،‬كذلك تم عمل إطارتحليلي للدراسات‬
‫السابقة واستخالص املخاطر التي تنتج عن وجود القيادة السامة في البيئة التنظيمية‪ ،‬والستراتيجيات التي تحد‬
‫من آثار القيادة السامة في املنظمة‪ ،‬واملفاهيم األساسية التي يجب إدراكها للتخلص منها‪ ،‬كذلك تم تحقيق هدف‬
‫ً‬
‫الدراسة في استنتاج تأثير أشكال القيادة السامة في التزام الفرد أشكال متعددة من الصمت التنظيمي‪ ،‬وأوصت‬
‫الدراسة بأهمية الكشف املبكر عن سلوكيات القيادة السامة في مراحل الختيار والتعيين‪ ،‬والعمل على الكشف‬
‫الثانوي من خالل تقييم ‪ 360‬درجة‪ًّ ،‬وذلك للتخلص من القيادة السامة والحد من ظاهرة الصمت التنظيمي في‬
‫بيئة العمل‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬القيادة السامة‪ ،‬املثلث السام‪ ،‬الصمت التنظيمي‪.‬‬

‫‪101‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
)124-101(‫برلين ص‬- ‫املركز الديمقراطي العربي‬- ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‬

Abstract
The research paper aimed to explore the Toxic leadership as an approach that leads
to organizational silence, to know the behaviors , forms of toxic leadership that lead
to organizational silence, Determine the effect of toxic leadership characteristics on
both individuals and the organization. To achieve the objectives of the research, the
researchers followed the inductive method, as known as the surveying and reviewing
recent literature related to the conceptual framework of research, studying and
analyzing it, and the research paper reached several conclusions, the most important
of which is that organizational silence is what except as consequence of toxic
leadership in the organization, the multiple forms and behaviors of toxic leadership
were reached, and indicators for measuring toxic leadership by subordinates and
bosses were identified to facilitate the task of identifying its presence, the strategies
that limit the effects of toxic leadership in the organization, and the basic concepts
that must be realized to get rid of them, as well as the goal of the study was achieved
in deducing the effect of toxic leadership forms on the individual’s commitment to
multiple forms of organizational silence. The study recommended the importance of
early detection of toxic leadership behaviors in the selection and appointment stages,
work on secondary detection through a 360-degree evaluation,to eliminate toxic
leadership and reduce the phenomenon of organizational silence in the work
environment.
Keywords: Toxic Leadership, Toxic Triangle, organizational Silence.
‫امللخص املفاهيمي‬
‫ حيث أنه من املعروف أن القيادة هي محور تأثير إيجابي عادة‬،‫تعد القيادة السامة من القضايا الشائكة والعصرية‬
‫ فقد أثير الجدل في اآلونة األخيرة بسبب وجود مفهوم القيادة السامة التي تتناقض‬،‫ما يساهم في التطوير املؤسس ي‬
‫ حيث أن القيادة السامة تشير إلى عدة سلوكيات سامة ينتهجها القائد السام‬،‫مع املفهوم العام للقيادة في املضمون‬
‫لها الدور في عدة نتائج سلبية في العمل خاصة أنها تؤدي إلى الصمت التنظيمي‬
‫الشكل التالي يوضح امللخص املفاهيمي يمكن زيادة عدد الدوائر املنبثقة عن الشكل‬

102 2022 ‫ مارس‬/‫ آذار‬،)13( .‫ ع‬،)4( .‫ م‬،‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)124-101‬‬

‫اإلطار العام‬
‫للدراسة‬

‫أشكال‬
‫الصمت‬ ‫القيادة السامة‬ ‫القيادة السامة‬
‫التنظيمي‬ ‫كنهج يؤدي إلى‬
‫الصمت التنظيمي‬
‫في بيئة العمل‪:‬‬
‫دراسة مفاهيمية‬

‫أشكال القيادة‬
‫املثلث السام‬
‫السامة‬

‫ًّ‬
‫شكل (‪ )1‬يوضح ملخص للدراسة البحثية وأهم النتائج واملقترحات‬
‫ًّ‬
‫ًّ‬

‫‪103‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)124-101‬‬

‫القيادة السامة كنهج يؤدي إلى الصمت التنظيمي في بيئة العمل‪ :‬دراسة مفاهيمية‬

‫تس ررليط الض رروء حول مفاهيم القيادة الس ررامة‪ ،‬وس ررلوكياتها الس ررلبية‪ ،‬وتأثيرها‬
‫على بيئة العمل األمر الذي قد يؤدي إلى ظهور مناخ من الصمت التنظيمي‪.‬‬ ‫حرراجررة املنظمررات العربيررة للقيررادة اإليجررابيررة املؤثرة‪ ،‬خرراص ر ر ر ررة في ظررل املتغيرات‬
‫العاملية املتس ر ر ررارعة‪ ،‬لتحقيق امليزة التنافس ر ر ررية املس ر ر ررتدامة‪ ،‬ووجود التجاوزات‬
‫التي تظهر في بعض املنظمات من القيادة السر ر ر ررامة والتي تحتاج إلى إعادة النظر‬
‫اعتمدت الدراسة على الدراسة النظرية باألسلوب املكتبي في البحث‪ًّ ،‬ومسح‬
‫في هذه القيادة‪ ،‬خاصة أنها تعوق املشاركة الفعالة لدى املوظفين‪ ،‬ما قد يؤدي‬
‫األدبيات والدراسات ذات الصلة باملوضوع وتحليلها بشكل منهجي‪ ،‬حيث تقترح‬
‫إلى الصمت التنظيمي‪.‬‬
‫تساؤل حول القيادة السامة كنهج يؤدي إلى الصمت التنظيمي في بيئة العمل‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫شخصا بارعا‪ ،‬رائع في الترويج‬
‫ًّ‬ ‫توصلت الدراسة إلى أن سلوكيات القيادة السامة‪ ،‬وممارساتها تؤدي إلى الصمت التنظيمي في بيئة العمل‪ ،‬وأن القائد السام يرىًّ نفسه‬
‫الذاتي ومتالعب ًّومخادع‪ًّ ،‬ويقوم بإلقاء اللوم في حال الفشل‪ ،‬ويأخذ الفضل في نجاح اآلخرين‬

‫بتطوير أنظمة إدارة املوارد البشرية الخاصة بعملية الختيار‪ ،‬والتعيين‪ ،‬والتدريب‪ ،‬والتقييم‪ ،‬وتأهيل أفراد ليس لديهم أدنى خصائص سامة‪ ،‬والتدريب على‬
‫ًّ‬ ‫أوصت الدراسة‬
‫أخالقيات العمل‪ ،‬وتعزيز الثقافة التنظيمية‪ ،‬واملراجعات الدورية الشاملة لسلوكيات القادة في جميع مستوياتهم الوظيفية‪ ،‬وتشجيع الفكر اإلبداعي ونشر املعرفة باملناخ‬
‫التنظيمي والسلوك الذي يؤدي إلى تنمية الخصائص السامة‪.‬‬

‫تطلعات مستقبلية‪:‬‬
‫تتطلع الدراسة إلى تحديد مفهوم أكرر شمولية للقيادة السامة من خالل التعرف على السلوكيات‪ ،‬واملؤشرات التي تدل على وجودها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫محاكاة التجارب العاملية في إتباع استراتيجيات فعالة تعمل على اقتالع الفكر السام من املنظمات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعميم الفكر اإليجابي في املنظمات العربية‪ ،‬والتشبث بمعايير الجودة املرتفعة في اختيار األفراد‪ ،‬على أساس أنهم القادة املستقبليين للمنظمة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ًّ‬ ‫‪.‬‬
‫ًّ‬

‫‪104‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)124-101‬‬

‫‪ .1‬اإلطار العام‬
‫‪ 1.1‬امل ـقـدمــة‪:‬‬
‫واآلثار‬
‫ًّ‬ ‫لوحظ في اآلونة األخيرة الهتمام املتزايد من قبل الباحثين فيما يتعلق بسلوكيات القيادة السامة في بيئة العمل‪،‬‬
‫ً‬
‫تشير القيادة السامة إلى القادة الذين لديهم‬
‫معا)‪ ، (Saqib & Arif, 2017‬حيث ًّ‬ ‫الضارة التي تقع على الفرد واملنظمة ًّ‬
‫يتسببونًّ في إلحاق الضررًّ باألتباع في بيئة العمل من‬ ‫أخالقيات وخصائص فردية مختلة وضارة‪،‬‬
‫املرؤوسين)‪ ،(Armitage,2015‬واملمارسات التي تتسبب في فشل مهام املوظف‪ ،‬حتى أنه يميل إلى ترك املنظمة‪ًّ ،‬وبالتالي‬
‫تفقد املنظمة األشخاص املوهوبين وتحتفظ باألشخاص الفاشلين فقط‪ ،‬مما يكلف املنظمة الكثير‪ ،‬لذلك تحتاج‬
‫والتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم)‪ ،(Reyhanoglu & Akin2020‬ويؤكد العديد‬
‫ًّ‬ ‫املنظمة إلى تشجيع األفراد على التفاعل‬
‫تدمير املوظف‪ ،‬وزيادة‬
‫ًّ‬ ‫من الباحثين أن القيادة السامة تؤدي إلى العديد من التأثيرات السلبية في املنظمة‪ ،‬تتمثل في‬
‫مستويات الضغط النفس ي‪ ،‬انعدام الرفاهية لدى األفراد‪ ،‬انخفاض صوت املوظف‪ ،‬عدم املشاركة‪ ،‬انعدام الثقة‪،‬‬
‫والرغبة في النسحاب‪ ،‬دوران العمل‪ ،‬والصمت التنظيمي‪ (Song et al ,(2017‬في ضوء هذا بدأ الباحثونًّ بالبحث‬
‫ومناقشة ديناميكيات السلوكيات القيادية السامة ‪ ،‬املدمرة ‪ ،‬الضارة‪ ،‬النرجسية)‪ ،(Milosevic.et al, 2020‬ويعرف‬
‫الصمت التنظيمي بنقص التواصل لدى املوظف‪ ،‬حيث يلتزم الصمت ويحاول قدر اإلمكان تجنب املناقشة أو إبداء‬
‫الرأي‪ ،‬وقد يعزى السبب في كثير من األحيان إلى أسلوب القيادة‪ ،‬التي تعد من أهم السوابق واملؤشرات لحدوث ظاهرة‬
‫يعبر عن آرائه‪ ،‬وأفكاره ألنه‬
‫الصمت التنظيمي في بيئة العمل)‪ ،(Aslan et al, 2021‬في الحقيقة ًّل يستطيع املوظف أن ًّ‬
‫يأخذ في الحسبان املشكالت التي قد تقع عليه بسبب إبداء رأيه‪ ،‬وينشأ في داخله الخوف من ردود الفعل السلبية من‬
‫بعض القادة والزمالء)‪ًّ .(Kim& Ko,2021‬‬
‫ً‬
‫عقليا‬ ‫أصبحت املنظمات في حاجة ماسة إلى قيادة فعالة وبناءة تساهم في خلق بيئة عمل فعالة‪ ،‬وتدعم الناس‬
‫ً‬
‫وعاطفيا‪ ،‬وتشجعهم على األداء الفعال‪ ،‬وتدعم مشاركتهم‪ ،‬في الواقع ممارسات القيادة مسؤولة عن خلق املناخ الذي‬
‫وتؤثر على‬
‫وتدمر املوظفين ًّ‬
‫ًّ‬ ‫يشجع الصوت‪ ،‬أما القيادة السامة فهي محبطة ومدمرة‪ ،‬تشجع على بيئة العمل السامة‪،‬‬
‫التزامهم التنظيمي على نحو سلبي‪ ،‬مما يضعف األداء الوظيفي‪ ،‬ويعززًّ ظاهرة الصمت التنظيمي‪ ،‬فالقيادة السامة تشير‬
‫انتشار العديد من املخاوف‬
‫ًّ‬ ‫إلى القادة املنحرفين واملتالعبين‪ ،‬تمتلك ممارسات عدائية متعمدة ومنهجية‪ ،‬وهذا يؤدي إلى‬
‫لدى األفراد‪ ،‬ومثال على ذلك الخوف من مناقشة القضايا التي تتعلق بقرارات مهمة في املنظمة‪ ،‬وتجنب إبداء الرأي‬
‫ً‬
‫خوفا من إثارة مشاكل مع القيادة السامة‪ ،‬لذلك فإن الدراسة تناولت أهم املفاهيم‪ ،‬والنقاط التي توضح نهج القيادة‬
‫السامة‪ ،‬وسلوكياتها التي تؤدي إلى خلق ظاهرة الصمت التنظيمي في بيئة العمل‪.‬‬
‫‪ 2.1‬املشكلة البحثية وتساؤالتها‪:‬‬
‫تدورًّ مشكلة الدراسة حولًّ العديد من السلوكيات السامة التي ينتهجها بعض القادة‪ ،‬والتي تؤدي إلى تدهور املنظمات‪،‬‬
‫والضرر في بيئة العمل؛ مما يؤدي إلى تفش ي مناخ الصمت التنظيمي‪ ،‬الذي يعكس حجب املعلومات وعدم مناقشة‬
‫اآلراء‪ ،‬والقضايا املهمة في املنظمة‪ ،‬األمر الذي ينعكس على املنظمات بالفشل التنظيمي‪ ،‬وعدم مواكبة التغيرات‬
‫املتسارعة في بيئة العمل؛ بسبب عدم كفاءة القيادة في حل املشكالت والصراع الداخلي املمنهج داخل بيئة العمل‪ًّ .‬‬
‫‪ 3.1‬تساؤالت الدراسة‪:‬‬

‫‪105‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)124-101‬‬

‫هل يؤدي نهج القيادة السامة إلى الصمت التنظيمي في بيئة العمل؟‬
‫‪ 4.1‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫‪ ‬التعرف على السلوكيات واألشكال املختلفة للقيادة السامة‪ًّ .‬‬
‫تنتشر القيادة السامة في بيئة العمل عن طريق املثلث السام‪ًّ .‬‬
‫ًّ‬ ‫‪ ‬كيف‬
‫ً‬
‫معا‪ًّ .‬‬
‫تأثير خصائص القيادة السامة في كل من األفراد واملنظمة ًّ‬ ‫‪ ‬معرفة ًّ‬
‫‪ ‬التعرف على مفاهيم الصمت التنظيمي وأشكاله‪ ،‬والعوامل التي تؤدي إلى ظهوره‪ ،‬ومراحل ظهوره‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬التعرف على القيادة السامة كنهج يؤدي إلى ظهور الصمت التنظيمي في بيئة العمل‪.‬‬
‫‪ 5.1‬أهـمـيـة الــدراس ــة‪:‬‬
‫‪ 1.5.1‬األهمية العلمية‪:‬‬
‫يعد مفهوم القيادة السامة فكر حديث في األدبيات اإلدارية الحديثة‪ ،‬ألنه من الطبيعي أن تمتلك القيادة التأثير اإليجابي‪،‬‬
‫والسلوك املحفز على اإلبداع‪ ،‬إل أن األدوار اختلفت في هذا النمط‪ ،‬وأصبح هناك مؤشرات خطرة على املنظمة واملجتمع‪،‬‬
‫بسبب خرق هذه القيادة للسلوك املعتاد‪ ،‬وإتباعها نهج سلبي مدمر‪ ،‬ومتسلط‪ ،‬ويؤدي إلى ردود فعل سلبية من املوظفين‪،‬‬
‫خاصة عندما يقرر الفرد التزام الصمت تجاه املنظمة‪ًّ .‬‬
‫‪ 2.5.1‬األهمية التطبيقية‪:‬‬
‫‪ ‬يعزز البحث فهم السلوكيات السامة للقيادة السامة‪ ،‬والتي تنم عن توافر مؤشرات هذه القيادة في املنظمة‪،‬‬
‫مما يسهل عملية فهم أوسع للقيادة السامة‪ ،‬وسلوكياتها‪ ،‬وكيفية انتشارها في املنظمة‪.‬‬
‫‪ ‬يساهم البحث في التوصل إلى توصيات تساعد املنظمات من الحد من سلوكيات القيادة السامة‪ ،‬والتقليل‬
‫من ظاهرة الصمت التنظيمي‪ ،‬التي تعد مؤشر خطير في املنظمة‪ًّ .‬‬
‫‪ 6.1‬منهجية الدراسة‪:‬‬
‫تم العتماد على األسلوب املكتبي في البحث الذي تمثل في املنهج الوصفي ملوضوع القيادة السامة‪ ،‬والصمت التنظيمي‪،‬‬
‫من خالل املسح والطالع على األدبيات الحديثة املتعلقة باإلطار املفاهيمي للبحث‪ ،‬ودراستها وتحليلها بأسلوب أكاديمي‪،‬‬
‫بهدف شمولية اإلملام باملوضوع‪ ،‬ونشره بقدر أكبر بين الباحثين واملتخصصين في املجال‪ ،‬بغية التوصل إلى أساليب للحد‬
‫منه باملنظمات العربية‪ ،‬وتحويله من تهديد إلى فرصة تدفع بأخذ الحيطة والحذر منه‪ ،‬كما تم تناول املكونات الفكرية‬
‫بالنقد والتحليل‪ ،‬وتحديد انعكاساته على املنظمة واألفراد واملجتمع‪ًّ .‬‬
‫‪ .2‬اإلطار النظري‬
‫‪ 1.2‬القيادة السامة‪:‬‬
‫تشير القيادة السامة إلى العمليات السلوكية التي يقوم بها األشخاص الذين يشغلونًّ مناصب عليا في املنظمة والتي‬
‫ًّ‬
‫ً‬
‫التدمير واإلضر ًّار باألفراد واملؤسسات معا‪ ،‬وللتوصل ملفهوم أوضح فيما يتعلق بالقيادة السامة ‪ ،‬يجب أن‬
‫ًّ‬ ‫تتسبب في‬
‫يتم تحديد سلوكياتها‪ ،‬وفهم أنواعها وخصائصها السلبية التي تؤدي إلى اتخاذها لقرارات وأفعال ضارة ومدمرة في‬
‫املنظمة)‪ ،(Lipman, 2010‬إن القيادة السامة نفسها كمفهوم متناقض ومثير للجدل‪ ،‬ألنه من املفترض أن مفهوم‬
‫يعبر عن خطورة هذه القيادة السيئة)‪،(Dagless, 2018‬‬
‫القيادة له دللت إيجابية‪ ،‬بينما القيادة السامة كمفهوم ًّ‬

‫‪106‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)124-101‬‬

‫دمر روح‬
‫تؤثر على املنظمة‪ ،‬وتضعف الروح املعنوية لدى األفراد‪ ،‬ت ًّ‬
‫وتظهر في شكل سلوكيات سلبية من قبل القادة ًّ‬
‫ًّ‬
‫غير مستقرة‪،‬‬ ‫التعاونًّ الجماعي‪ ،‬دائمة السعي ًّ‬
‫نحو تحقيق األهداف الشخصية‪ ،‬إن القيادة السامة تجعل األنظمة ًّ‬
‫وتؤدي إلى مغادرة املوهوبين‪ ،‬وتحتفظ بأصحاب األداء الهامش ي)‪ًّ .(Kusy& Holloway, 2009‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫متدادا للقيادة غير األخالقية‪ ،‬ويظهر القائد السر ر ررام ويزدهر من خالل‬
‫ًّ‬ ‫وتتصر ر ررف أيضر ر ررا بأنها تتس ر رربب باأللم‪ ،‬فهي تعتبر ا‬
‫قاس‪ُ ،‬ومخادع‬ ‫ُ‬
‫التالعب‪ ،‬وعرض نفس رره بص ررورة مخادعة‪ ،‬يظهر نفس رره على أنه قائد رائع‪ ،‬عدا أنه يتس ررم بأنه محبط‪ٍ ،‬‬
‫ً‬
‫ومهين يتالعب باآلخرين‪ ،‬يمتلك قوة تدميرية‪ ،‬فضال عن امتالكه لخصائص نرجسية (زقوت‪ ،‬ورفاعي‪ًّ .)2022 ،‬‬
‫يرى الباحثونًّ أن القيادة السر ررامة تتضر ررمن سر ررلوكيات مدمرة‪ ،‬تحترف التالعب والخداع‪ ،‬وتملي القرارات الصر ررارمة غير‬
‫قابلة للجدال‪ ،‬وترى نفسررها هذه القيادة فوق الجميع‪ ،‬ولديها طموح أناني أنها تسررتحق األفضررل‪ ،‬على حسرراب املصررلحة‬
‫العامة للمنظمة‪ًّ .‬‬
‫التعريف اإلجرائي‪ :‬القيادة الس ررامة تش ررير إلى القيادة التي تسر ر يء اس ررتخدام الس ررلطة‪ ،‬وتنتهج س ررلوكيات س ررلبية بش رركل‬
‫ً‬
‫ممنهج تتعمد من خاللها إلحاق الذى باملرؤوسين واملنظمة معا‪.‬‬
‫‪ 1.1.2‬سلوكيات القيادة السامة‪Toxic Leadership behaviors :‬‬
‫عزيز‬
‫تتض ررمن القيادة الس ررامة حالة من الس ررلبية تنبع من س ررخرية القادة من موظفيهم في مكان العمل‪ ،‬تعمل على ت ًّ‬
‫ً‬
‫ردمير روح التعرراونًّ في بيئررة العمررل ‪ ،‬وتتس ر ر ر ربررب عمر ًّ‬
‫ردا في أض ر ر ر رر ًّار نفس ر ر ر ريررة وجس ر ر ر ررديررة‬ ‫النقس ر ر ر ررام الجمرراعي‪ ،‬تعمررل على تر ًّ‬
‫للمرؤوس ر ر ر ررين)‪ ،(Pelletier, 2010‬من منطلق أنها قيادة ظاملة ومتالعبة‪ ،‬تقوم بتكتيكات خبيثة تضر ر ر ر ًّرر باملنظمة بسر ر ر ر ربب‬
‫ول تسرتجيب لرغباتهم‪ ،‬ول تهتم‬
‫سرلوكها الهدام‪ ،‬تروج القيادة السرامة أليديولوجية الكراهية حيث تتالعب باملرؤوسرين ًّ‬
‫بتلبية احتياجاتهم‪ ،‬تعتمد في أسر ر ر ررلوبها على التخويف‪ ،‬اإلذعان‪ ،‬والتنمر‪ ،‬لديها الثقة املفرطة بالنفس‪ًّ ،‬والذي يتحولًّ‬
‫غير أخالقي ررة عن رردم ررا تراه ررا‬
‫في معظم الح ررالت إلى نرجس ر ر ر ري ررة مفرط ررة وإعج رراب ب ررال ررذات‪ ،‬تتعم ررد النخراط في قرارات ًّ‬
‫ضر رررورية)‪ ،(Singh, Sengupta& Dev, 2018‬يتس ررم تركيزهم على املدى القص ر ًّرير باإلنجازات املرئية‪ ،‬وتتسر ررلق الس ررلم من‬
‫خالل سر ررحق اآلخرين‪ ،‬ل يوجد لدى القيادة السر ررامة أس ر ررباب منطقية إلتخاذ بعض القرارات‪ ،‬ويعتبر القادة الس ر ررامون‬
‫بارعونًّ في انتهاك القواعد املعمولًّ بها لتحقيق مكاسررب شررخصررية‪ ،‬وينتهي بهم ًّ‬
‫األمر بإلحاق أض رر ًّار جسرريمة باملرؤوسررين‬
‫واملؤسسة )‪ًّ .(Milosevic, Maric& Lončar, 2020‬‬
‫يدخل وصف القيادة السامة في أشكال وأحجام مختلفة من السمية‪ ،‬تشتمل على مجموعة واسعة من السلوكيات‬
‫ً‬
‫الس ر ر ر ررلبية‪ ،‬ويمكن تمييزها بدرجات متفاوتة من الش ر ر ر رردة‪ ،‬التعمد‪ ،‬والتأثير‪ ،‬هي بناء متعدد األبعاد يش ر ر ر ررتمل على مزيجا‬
‫ً‬
‫واسر ر ررعا من السر ر ررلوكيات املدمرة‪ ،‬يراها البعض سر ر ررلوك إداري من قبل القائد يمكن أن يضر ر ررر أو يلحق األذى باملنظمة‪،‬‬
‫واألتباع‪ ،‬وذلك يتم من خالل تش ر ررجيع األتباع على متابعة القائد الس ر ررام لتحقيق غاياته الش ر ررخص ر ررية التي تتعارض مع‬
‫أه ر ررداف امل رن رظ رم ر ررة‪ ،‬واس ر ر ر ر رت رخ ر رردام أس ر ر ر ر رلرروب ق ري ر ررادي ي رن رطرروي ع رلررى ال رت ر ررأث ريررر الض ر ر ر ر ر ررار ب رغررض ال رن رظررر عررن م ربررررات ه ر ررذا‬
‫السلوك)‪ ،(Magwenzi, 2018‬ويظهر الجدول (‪ )1‬السلوكيات الضارة ونظريات القيادة املرتبطة بها‪.‬‬

‫‪107‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)124-101‬‬

‫جدول رقم (‪ :)1‬سلوكيات القيادة السامة حسب النظريات املرتبطة بها‪.‬‬


‫الطغيان‬ ‫اإلشراف‬
‫السام ًّ‬ ‫التدمير ًّ التنمر ًّ‬ ‫السلوك السام ًّ‬
‫التعسفي‪/‬املس يء ًّ املصغر ًّ‬
‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫التحقير والتهميش ًّ‬
‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫السخرية والستهزاء ًّ‬
‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫اإلقصاء الجتماعي ًّ‬
‫‪X‬‬ ‫النبذ والحرمان ًّ‬
‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫تحريض املوظف على زمالءه ًّ‬
‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫املحسوبية ًّ‬
‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫املضايقات الجسدية ًّ‬
‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫التقلبات العاطفية ًّ‬
‫‪X‬‬ ‫اإلكراه ًّ‬
‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫العدوان الجسدي ًّ‬
‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫تهديد األمن الوظيفي ًّ‬
‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫إجبار الناس على األعباء ًّ‬
‫‪X‬‬ ‫الخداع ًّ‬
‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫الكذب ًّ‬
‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫لوم اآلخرين ًّ‬
‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫أخذ الفضل في عمل الغير ًّ‬
‫‪X‬‬ ‫شحن األعضاء ضد بعض ًّ‬
‫تجاهل األفكار ًّ‬
‫‪X‬‬ ‫فك الرتباط ًّ‬
‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫خنق املعارضة ًّ‬
‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫تقديم أجندات سامة على أنها نبيلة ًّ‬
‫املصدر‪ :‬الباحثون بالستناد إلى )‪(Pelletier, 2010‬‬
‫ً‬
‫يوض ــح الجدول الس ــابق أن القيادة الس ررامة وفقا للدراس ررات واملراجع لديها الش ررمولية األوس ررع ملفاهيم وأنواع القيادة‬
‫الس ررلبية من حيث الس ررلوكيات الس ررامة‪ ،‬وأظهر الجدول أن أكبر نس رربة س ررلوكيات س ررلبية كانت نابعة من وجود القيادة‬
‫السامة‪ًّ .‬‬
‫ًّ‬

‫‪108‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)124-101‬‬

‫‪ 2.1.2‬أشكال القيادة السامة‪Toxic Leadership Forms :‬‬


‫الشكل التالي‪ :‬يوضح اإلطار املفاهيمي ألشكال القيادة السامة ًّ‬
‫أشكال القيادة السامة‬

‫القيادة‬ ‫اإلشراف‬ ‫الطغيان‬


‫الستبدادية يميل‬ ‫القيادة النرجسية‬ ‫التعسفي يشير‬ ‫الصغير ويشير‬
‫الج رران ررب املظلم‬
‫القائد إلى فرط‬ ‫يشير إلى القائد‬ ‫إلى القائد‬ ‫إلى القائد‬
‫ال ر ر ركر ر ررارير ر ررزي ر ر رمر ر رري‬
‫استخدام‬ ‫األناني‪ ،‬يفرط في‬ ‫العدائي‪ ،‬لديه‬ ‫املتسلط‪ ،‬الذي‬
‫ويشر ر ر ر ر ر رير ر ررر إل ر ر ررى‬
‫السلطة‪ ،‬يتحكم‬ ‫تعظيم الذات‪،‬‬ ‫سلوكيات‬ ‫يميل إلى‬
‫القررائررد املؤثر ذو‬
‫في كافة‬ ‫ولديه سلوكيات‬ ‫عدائية مفرطة‪،‬‬ ‫التعسف‪،‬‬
‫التأثير السلبي‪.‬‬
‫اإلجراءات‪ ،‬وعلى‬ ‫سامة مدمرة‬ ‫ويتعمد اإليذاء‬ ‫والتقيليل من‬
‫الجميع المتثال‬ ‫النفس ي‬ ‫اآلخرين‬
‫ًّ‬ ‫الشكل رقم(‪ :)2‬يوضح اإلطار املفاهيمي ألشكال القيادة السامة‪ ،‬املصدر‪ :‬من إعداد الباحثون‪ .‬لقراراته‬
‫على الرغم من قصررور الباحثين في التوصررل إلى مفهوم محدد وواضررح يشررير إلى القيادة السررامة‪ ،‬إل أن القيادة السررامة‬
‫تتخذ أشكال تنم عنها وتشير إلى وجودها في املنظمة كالتالي‪ًّ :‬‬
‫‪ 1.2.1.2‬الجانب املظلم الكاريزمي (‪:)The ‘Dark Side” of Charisma‬‬
‫بدأ الباحثونًّ في التحقيق في الجانب املظلم للقيادة الكاريزمية التي تمثل القيادة الكاريزمية أظهرت الدراسر ررات عناص ر ًّرر‬
‫أكرر رس ر ر ر ررمية وأقل مرونة‪ ،‬يقوض‬
‫تأثير إيجابي وسر ر ر ررلبي على املنظمة واملتابعين‪ ،‬فالقائد الكاريزمي ًّ‬
‫هذه القيادة التي لها ًّ‬
‫السلطة ويستغل التسلسل الهرمي في عملية التصال‪ ،‬لذلك اعتبره الباحثون شكل مدمر من أشكال القيادة السلبية‪ًّ .‬‬
‫‪ 2.2.1.2‬الطغيان الصغير (‪ًّ :)Petty Tyranny‬‬
‫قام آشررفورث (‪1994‬؛‪ )1997‬بمحاولة أولية لدراسررة القيادة السررلبية‪ ،‬وتقديمها تحت اسررم "الطغيان الصررغير"‪ ،‬الذي‬
‫يعرف ميل الشر ررخص للسر رريطرة على اآلخرين‪ ،‬ويتضر ررمن سر ررلوكيات مثل‪ ،‬التعسر ررف‪ ،‬الترويج الذاتي‪ ،‬التقليل من ش ر رأن‬
‫غير مض ر ر ررمون‪ ،‬لذلك يعد شر ر رركل الطغيان الصر ر ر ًّ‬
‫رغير‬ ‫اإلجبار في حل النزاع‪ ،‬يتخذ إجراءات عقاب ًّ‬
‫ًّ‬ ‫اآلخرين‪ ،‬يتبع أسر ر ررلوب‬
‫عناصر‬
‫ًّ‬ ‫يفتقر إلى العديد من‬
‫ًّ‬ ‫أكبر من "الجانب املظلم" للكاريزما‪ ،‬لكنه ًّل يزال‬
‫يتداخل بناءه مع القيادة السامة إلى حد ًّ‬
‫القيادة السامة‪ًّ .‬‬
‫‪ 3.2.1.2‬اإلشراف التعسفي (‪:)Abusive Supervision‬‬
‫ً‬
‫مول من‬
‫وأكرر شر ر ًّ‬
‫تم التوص ررل إلى مص ررطلح اإلشر رراف التعس ررفي‪ ،‬ويعتبر هو املص ررطلح األقرب إلى مفهوم القيادة الس ررامة ًّ‬
‫الطغيران الصر ر ر ررغير‪ ،‬واملعروف برالتعرض للعرداء والعنف املتعمرد واملس ر ر ر رتردام‪ ،‬املحمرل برالسر ر ر ررلوك العردائي‪ ،‬براس ر ر ر ررتثنراء‬
‫أكرر صلة بالقيادة السامة‪ ،‬ألنها تشمل السلوك العدائي‪ًّ .‬‬
‫ويبدو اإلشراف التعسفي ًّ‬
‫ًّ‬ ‫التصال الجسدي‪،‬‬
‫ًّ‬

‫‪109‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)124-101‬‬

‫‪ 4.2.1.2‬القيادة النرجسية (‪ًّ :)Narcissistic Leadership‬‬


‫هو النرجسية‪ ،‬اختلف الباحثونًّ حولًّ ماهية القيادة النرجسية‬
‫لكثير من القيادة على وجه الخصوص ًّ‬
‫املرض الحقيقي ًّ‬
‫وكيف ينبغي قياسرها‪ ،‬تم تقسريم األبحاث النظرية حولًّ هذا املوضروع بين أولئك الذين رأوا القيادة النرجسرية إيجابية‬
‫يعتبر بعض املؤلفين القيادة النرجسررية قيادة متميزة‪ ،‬بينما تصررورًّ آخرون‬
‫محتملة‪ ،‬وأولئك الذين إعتبروها ضررارة‪ ،‬كما ًّ‬
‫القيادة النرجس ر ررية على أنها متداخلة مع بنيات القيادة الراس ر ررخة‪ ،‬مثل القيادة الكاريزمية‪ ،‬تش ر ر ًّرير النرجس ر ررية إلى القادة‬
‫الس ررامين الذين يعانوا من اإلهتمام بالذات املفرط‪ ،‬ويظهرون س ررمات نرجس ررية‪ ،‬والنرجس ررية ص ررفة مرتبطة بالس ررلوك‬
‫التمييز بين النرجسر ر ر ررية اإليجابية واملدمرة‪ ،‬وكيف يمكن للميولًّ النرجسر ر ر ررية في‬
‫ًّ‬ ‫الس ر ر ر ررام على وجه التحديد‪ ،‬كما يجب‬
‫القيادة أن يكونًّ لها ًّ‬
‫آثار سلبية على املرؤوسين ومناخ مكان العمل‪ًّ .‬‬
‫‪ 5.2.1.2‬القيادة االستبدادية (‪:)Authoritarian Leadership‬‬
‫تؤكد القيادة الس ر ر ررتبدادية على رغبة القائد في التحكم والس ر ر رريطرة‪ ،‬والس ر ر ررلطة املطلقة‪ ،‬حيث يجب أن يطيعه الناس‬
‫دونًّ جدال‪ ،‬بما يتفق مع القيادة السامة في كيفية إدارة األمور‪ ،‬والسيطرة على كافة التفاصيل )‪ًّ .(Schmidt, 2008‬‬
‫‪ 3.1.2‬املثلث السام (‪:)Toxic triangle‬‬

‫القائد السام‬
‫الكاريزما‬
‫قوة الشخصية‬
‫النرجسية‬
‫تجارب سلبية‬
‫أيديولوجية‬
‫الكراهية‬

‫حساسية األتباع‬ ‫البيئة المواتية‬


‫عدم االستقرار‬
‫المتطابقون‬ ‫المتواطئون‬ ‫التهديد المحدق‬
‫الالمباالة‬ ‫الطموح‬
‫قيم ثقافية‬
‫قيم ذاتية‬ ‫المماثل‬
‫منخفضة‬ ‫القيم السيئة‬
‫انعدام الضوابط والتوازن‬
‫انعدام النضج‬ ‫فشل الكفاءة التنظيمية‬

‫الشكل (‪ )3‬يوضح املثلث السام‪ ،‬املصدر‪ :‬الباحثون بالستناد إلى (‪ًّ )Padilla et al, 2007‬‬
‫يوضح الشكل السابق ثالث خصائص للقيادة السامة في ظل املثلث السام‪ًّ :‬‬
‫أوال‪ :‬أنها قيادة تفتقر إلى الهتمام الحقيقي باملرؤوس ررين‪ ،‬وأفعالها تش ررير إلى "أنظ ًّر إلى" وليس" كيف يمكنني املس رراعدة"‪،‬‬
‫فهي قيادة متنمرة‪ ،‬تتعمد التخويف‪ ،‬وترى القيادة السررامة أن املرؤوسررين مجرد موارد يمكنها اسررتبدالها والتخلص منها‬
‫واستخدام غيرها بالطريقة التي يرونها مناسبة‪ًّ .‬‬

‫‪110‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)124-101‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬األتباع املرؤوس ر ر ر ررين‪ ،‬فهم أش ر ر ر ررخاص أكرر حس ر ر ر رراس ر ر ر ررية في ظل القيادة الس ر ر ر ررامة‪ ،‬مطابقين لها في كلماتهم‪ ،‬لديهم‬
‫ً‬
‫احتياجات وهم بحاجة إلى إشباع تلك الحتياجات بالتالي يميلون إلى تدني احترام الذات‪ ،‬قد يكون لديهم أيضا ضعف‬
‫ً‬
‫في النضر ر ر ررج العاطفي‪ ،‬لذا يسر ر ر ررهل التأثير عليهم من قبل القائد السر ر ر ررام‪ ،‬ومن املحتمل أيضر ر ر ررا أن يمتلكون نفس ًّوجهات‬
‫ً‬
‫النظر مع القائد السررام‪ ،‬مما يجعل اإلتحاد أكرر احتمال بين التابع الضررعيف والقيادة السررامة‪ ،‬القائد السررام يفتقر إلى‬
‫العالقات الش ر ر ر ررخص ر ر ر ررية‪ ،‬واملهارات لديه نزعة في التأثر الس ر ر ر ررلبي على مناخ املنظمة‪ ،‬فهي كقيادة تدعم النزاع‪ ،‬وتسر ر ر ر ر يء‬
‫استخدام السلطة والقوة‪ًّ .‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬بيئة العمل‪ ،‬القيادة السر ررامة أو املدمرة تعمل بشر رركل أفضر ررل في ظل بيئة مواتية لهم‪ ،‬بيئة غير مسر ررتقرة بطبيعتها‬
‫تشكل تهديدات فردية ومتعددة للمرؤوسين‪ ،‬وتهدد بشكل مباشر القيم الثقافية‪ ،‬بيئة تفتقر إلى الضوابط‪ ،‬ويكون فيها‬
‫األفراد أكرر عرضة لإلصابة‪ ،‬يحتاج القائد السام أن يكون لديه استعداد للخصائص السامة‪ ،‬وفي وجود أتباع ساذجة‬
‫يتعزز املوقف‪ ،‬مع توافر البيئة غير املستقرة )‪ًّ . (Winn & Dykes, 2019‬‬
‫ً‬
‫يرى الباحثون أن القيادة الســامة تأتي في قمة املثلث الســام وفقا ألهمية دور القيادة في ت ــجيع العمل الســام من‬
‫قبل األتباع‪ ،‬وفي ظل وجود بيئة عمل مواتية ت ــجع ازدهار القيادة الس ــامة‪ ،‬وعلى هذا النحو في حال وجود أتباع‬
‫يتمتعون بــأخالقيــات وقيم تتنــافى مع أخالقيــات القيــادة الس ـ ـ ـ ــامــة ف ـ ن هــذا يمنع وجودهــا‪ ،‬كمــا أن تعزيز ثقــافــة‬
‫املنظمة‪ ،‬وتميزها ببيئة مس ــتقرة وآمنة يمنع انتش ــار الس ــمية في مكان العمل‪ ،‬ويقوض نمو القيادة الس ــامة في بيئة‬
‫العمل‪ ،‬مما يحد ويقلص من ازدهارها في املنظمة‪.‬‬
‫‪ 4.1.2‬مؤشرات تدل على القائد السام‪How to Identify a Toxic Leader:‬‬
‫تشير إلى وجود قائد سام‪ًّ :‬‬
‫وفقا لر (‪ ، )Winn, & Dykes 2019‬هناك بعض الخطوط العريضة التي ًّ‬ ‫ظهر ً‬
‫ول يحترم مصالح اآلخرين‪ًّ .‬‬ ‫‪ ‬تجاهل املالحظات‪ .‬يستمع فقط ملن هم في الخطوط األمامية‪ًّ ،‬ل يتقبل التعليقات‪ًّ ،‬‬
‫‪ ‬الترويج الذاتي املفرط‪ ،‬ويهتم ملصالحه الذاتية‪ ،‬يمتلك نرجسية ًّل حدود لها‪ ،‬وهدفهم األساس ي ه ًّو تحقيق‬
‫املصالح الشخصية‪ًّ .‬‬
‫أكرر من وجود قائد يقوض القواعد واإلجراءات‪ ،‬لتحقيق مصالحه الشخصية‪ًّ .‬‬ ‫‪ ‬الكذب‪ًّ ،‬ل ش يء ًّ‬
‫يدمر ًّ‬
‫الفتقار إلى الفلسفة األخالقية‪ :‬تتطلب عملية القيادة األخالق إلرشادهم إلى قرارات عادلة‪ ،‬يجب أن يتسم‬ ‫ًّ‬ ‫‪‬‬
‫القائد بالعدل والحكمة والتعاطف واإلنسانية‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬مكافأة عديمي الكفاءة وانعدام املساءلة‪ :‬القيادة السيئة ترفض رؤية األشخاص األكفاء‪ًّ .‬‬
‫غالبا ما يحيط القادة السيئو ًّن أنفسهم بمجموعة صغيرة من الناس يستجيبو ًّن بقو ًّل نعم‪،‬‬ ‫‪ ‬النقسام‪ً :‬‬
‫ومشاعر الستياء‪ًّ .‬‬
‫ًّ‬ ‫مما يتسبب في توليد النقسام املؤسس ي‪،‬‬
‫نشر الكراهية‪ًّ .‬‬ ‫أكرر عدوانية‪ ،‬ويهدد الضحية بشكل ممنهج‪ ،‬ويهاجمها‪ ،‬يعمل على ًّ‬ ‫التنمر واملضايقة‪ :‬يصبح القائد ًّ‬
‫ًّ‬ ‫‪‬‬
‫يوضح الجدول التالي مؤشرات قياس القيادة السامة من قبل املرؤوسين ورؤساء العمل‪ًّ .‬‬
‫ًّ‬
‫ًّ‬
‫ًّ‬
‫ًّ‬
‫ًّ‬

‫‪111‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)124-101‬‬

‫جدول رقم (‪ :)2‬يوضح مؤشرات قياس القيادة السامة‪.‬‬


‫مؤشرات وجود القيادة السامة من قبل املرؤوسين ًّ مؤشرات القيادة السامة من قبل رؤساء العمل ًّ‬ ‫م ًّ‬
‫تجاهل املرؤوسين‪ ،‬والالمبالة لتلبية اهتماماتهم‪ ًّ .‬الهتمررام بتلبيررة متطلبررات رؤس ر ر ر رراء العمررل‪ ،‬والتظرراهر ر‬ ‫‪ًّ 1‬‬
‫بالكفاءة واإلخالص بالعمل‪ًّ .‬‬
‫أخذ الفضل في نجاح اآلخرين ونسبه ألنفسهم‪ ًّ .‬براعة في الترويج للذات وإظهار أن الفض ر ر ررل بالنجاح‬ ‫‪ًّ 2‬‬
‫يعود لشخصه‪ًّ .‬‬
‫الكذب على اإلدارة العليا في حال النزاع‪ ،‬والتالعب في‬ ‫الكذب والتالعب على املرؤوسين‪ ،‬وإثارة الفتن‪ًّ .‬‬ ‫‪ًّ 3‬‬
‫إخفاء املعلومات املهمة‪ ،‬وإثارة معلومات مضللة‪ًّ .‬‬
‫عدم النزاهة واإلنص ر رراف‪ ،‬ل يتعامل مع املرؤوسر ر ررين تقديم أنفسهم على أنهم منصفون وعادلون‪ًّ .‬‬ ‫‪ًّ 4‬‬
‫بشكل عادل‪ًّ .‬‬
‫مكافأة املرؤوسين عديمي الكفاءة‪ ،‬وهذا يتوافق مع تقدر األفراد ض ر ر ررعيفي الكفاءة‪ ،‬وإبرازهم أمام اإلدارة‬ ‫‪ًّ 5‬‬
‫املررؤشر ر ر ررر الس ر ر ر ررابررق ح رير ررث عر رردم ال رترروزيررع ال رعر ررادل الرعرلرير ررا عرلررى أنرهررم األجر رردر‪ ،‬مرمر ررا يررؤدي إلررى ضر ر ر رعررف‬
‫املستوى العام لألداء التنظيمي‪ًّ .‬‬ ‫للمكافآت‪ًّ .‬‬
‫تشرركيل التحالفات‪ ،‬والتكتالت في العمل مع األتباع التس ر رربب في ض ر ررعف عام في املنظمة حيث أن القائد‬ ‫‪ًّ 6‬‬
‫املرروالريريررن‪ ،‬وإقص ر ر ر رراء األتربر رراع غريررر املرترطر ررابرقريررن مررع السر ر ررام يعزز النقسر ر ررام في فريق العمل مما يؤدي إلى‬
‫عدم تحقيق األهداف التنظيمية‪ًّ .‬‬ ‫أخالقياتهم السامة‪ًّ .‬‬
‫الر رتر رنر رم ررر‪ ،‬الر رعر رردائر رير ررة‪ ،‬اإلذلل‪ ،‬عر رردم الر رتر رقر رردي ررر‪ ،‬يمكن قياس هذه السرلوكيات من خالل تقييم األداء‬ ‫‪ًّ 7‬‬
‫لألفراد في مختلف األقسر ررام‪ ،‬األداء الضر ررعيف يشر ررير‬ ‫سلوكيات عدائية‪ ،‬تحريض ضد زمالء العمل ًّ‬
‫إلى عدم رض ر ررا األفراد عن س ر ررلوكيات القائد الس ر ررام‪،‬‬
‫وينم عن عدم التواصل بين القادة واملرؤوسين‪ًّ .‬‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثون‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ 5.1.2‬تأثير خصائص القيادة السامة في األفراد واملنظمة معا‪:‬‬
‫قد حدد الباحثون تأثيرات مختلفة من وجود القيادة السامة في مكان العمل‪ ،‬منها التأثير على األتباع واملنظمة بشكل‬
‫عام‪ ،‬وبعض اآلثار الضارة التي تقع على األتباع تتضمن انخفاض الرضا الوظيفي‪ًّ ،‬واألداء الوظيفي‪ ،‬وضعف اللتزام‬
‫التنظيمي خاصة اللتزام العاطفي )‪ ،(Garcia, 2020‬كما ينتج عنها بيئة عمل سامة وتتضمن بيئة العمل السامة‬
‫كالتالي‪ًّ -:‬‬
‫‪ ‬بيئــة العمــل‪ :‬هي البيئررة التي يحرردث فيهررا التفرراعررل بين املرؤوس ر ر ر ررين واملنظمررة وتحررديررد عالقتهم داخررل العمررل‪ ،‬يقر‬
‫ً‬
‫الباحثون أن بيئة العمل السامة تنتج عن منظمة سامة‪ ،‬تظهر بها أعراض التسمم ويشعر بها املرؤوسين‪ ،‬غالبا ما‬
‫تكون مليئة بالفظاظة‪ ،‬والخوف‪ ،‬والنرجسية‪ ،‬مما يؤدي إلى مناخ غير فعال للتواصل‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ ‬السـ ــلوك املنحرف في مكان العمل‪ :‬ويعود إلى انتشر ررار السر ررمية في املنظمة‪ ،‬وأصر رربحت أكرر وضر رروحا وعمقا في‬
‫ً‬
‫البيئة‪ ،‬حيث تلعب دورا الثقافة في أنماط السلوك التي يمكن مالحظتها‪ ،‬مثل املواقف املختلة التي يبدو عليها‬
‫النحراف‪ ،‬وتتجلى املواد الس ر ررامة في بيئة العمل‪ ،‬والعالقات الش ر ررخص ر ررية‪ ،‬والس ر ررلوكيات في جميع املس ر ررتويات‬
‫التنظيمية‪ ،‬مما يجعل بيئة العمل بأكملها بيئة س ر ررامة‪ ،‬ويمكن أن تتطور الس ر ررمية من التأثير الس ر ررلبي املتراكم‬
‫ألنماط السلوك الضارة بشكل خاص على مدى فترة زمنية متواصلة من الزمن‪.‬‬

‫‪112‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)124-101‬‬

‫‪ ‬السـ ـ ـ ــلوكيــات املختلــة في مكــان العمــل‪ :‬هي سر ر ر ررلوك سر ر ر ررلبي معررادي للمجتمع‪ ،‬بيئررة عمررل غير متوازنررة‪ ،‬تنتهررك‬
‫األخالقيات‪ ،‬هي س ر ررلوكيات تطوعية تخترق القوانين‪ ،‬والقواعد التنظيمية الهامة وبذلك تهدد رفاهية املنظمة‬
‫وأعضائها )‪.(Carlock, 2013‬‬
‫ً‬
‫مما س ر ر رربق يمكن اإلحاطة بأثر خص ر ر ررائص القيادة الس ر ر ررامة في املنظمة املتمثلة ببيئة العمل‪ ،‬واألفراد معا حيث أن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تأثير خصائص القيادة السامة يأخذ حيزا واسعا‪ ،‬قد تصل إلى التأثير على املجتمع وأخالقياته‪ ،‬فهي تؤدي بالنسبة‬
‫لألفراد مزيررد من انخفرراض الرض ر ر ر ر ررا الوظيفي‪ ،‬وانعرردام األمرران‪ ،‬وترويع األفراد‪ ،‬وجعلهم في حررالررة تررأهررب مس ر ر ر ررتمرة‬
‫ملواجهة السلوكيات السامة وأخذ الحيطة والحذر من هذا القائد السام الذي يتعمد التهديد واإلذعان‪ ،‬مما يؤدي‬
‫إلى مزيد من إهدار املوارد النفس ر ر ررية والبش ر ر رررية في املنظمة‪ ،‬ويتطور األمر إلى خلق بيئة عمل غير متوازنة تتجرد من‬
‫ً‬
‫األخالقيات‪ ،‬مليئة بالفظاظة والنرجس ر ر ر ررية‪ ،‬والتهديد‪ ،‬التواص ر ر ر ررل بين القائد واملرؤوس ر ر ر ررين يكاد يكون معدوما‪ ،‬وغير‬
‫ً‬
‫فعال‪ ،‬تتعزز الس ر ررلوكيات املنحرفة في مكان العمل‪ ،‬وتكون أكرر عمقا في ظل بيئة غير مس ر ررتقرة‪ ،‬تعاني من خلل في‬
‫القيم وأنماط السر ررلوك ناتجة عن تأثير القيادة السر ررامة في األتباع سر ررواء املتواطئون الذين يميلون إلى التكيف مع‬
‫القيادة السررامة‪ ،‬أو املتطابقون الذين يمتلكون خصررائص وسررلوكيات مماثلة للقيادة السررامة‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى‬
‫ً‬
‫خلق اتجاهات معادية للمجتمع تنتهك األخالقيات ًّوتخترق القوانين‪ ،‬وتدمر املنظمة واألفراد معا‪ًّ .‬‬
‫ً‬
‫الشكل التالي يوضح أثر خصائص القيادة السامة على املنظمة واألفراد معا‪ًّ .‬‬
‫‪ -‬األفراد المرؤوسين‬
‫‪ -‬انخفاض الروح المعنوية‬
‫‪ -‬انهيار الصحة الجسدية والنفسية‬ ‫القيادة السامة تؤثر على‬
‫‪ -‬االنسحاب العاطفي والجسدي‬ ‫المنظمة كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬اليأس‪ ،‬اإلحباط‪ ،‬التشاؤم‪.‬‬ ‫‪-‬المرؤوسين‬
‫‪ -‬نتائج األعمال‬ ‫‪ -‬اال نجذاب للسلوكيات السامة‬ ‫‪-‬مكان العمل‬
‫‪ -‬هروب العمالة الكفء‪،‬‬ ‫‪ -‬تدمير روح الفريق‬ ‫‪-‬بيئة العمل‬
‫واالحتفاظ بالمؤيدين فقط‬ ‫التنظيمية‬ ‫‪-‬النواحي‬
‫للقيادة السامة‪.‬‬ ‫السلبية‬
‫‪ -‬انخفاض في األداء‬ ‫‪-‬المجتمع ككل‬
‫المنظمة وكان لها النصيب األكبر من النواحي التنظيمية‬
‫العام للمنظمة‬
‫السلبية‪:‬‬
‫‪ -‬ضعف األداء المالي‬
‫‪-‬عدم الرضا‪ ،‬الغياب‪ ،‬دوران العمل‬
‫بسبب عدم كفاءة هذه‬
‫‪-‬انخفاض االلتزام التنظيمي‪.‬‬
‫حل‬ ‫على‬ ‫القيادة‬
‫‪ -‬الصراع الدائم واثارة القلق‬
‫المشكالت وتحقيق الميزة‬
‫‪ -‬عدم تحقيق الكفاءة التنظيمية‪ ،‬وانخفاض‪.‬‬
‫التنافسية‬
‫‪ -‬األداء التنظيمي‪ ،‬وتدهور حال المنظمة‪ ،‬حتى اال ندثار‪.‬‬
‫ً‬
‫الشكل (‪ )4‬أثر خصائص القيادة السامة في األفراد واملنظمة معا‪ ،‬املصدر‪( :‬زقوت‪ ،‬ورفاعي‪)2022:‬‬

‫‪113‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)124-101‬‬

‫‪ 2.2‬الصمت التنظيمي‪Organizational Silence :‬‬


‫‪ 1.2.2‬مفهوم الصمت التنظيمي‪Organizational Silence Concepts :‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يعتبر الص ررمت التنظيمي تحديا حقيقيا يواجه املنظمات‪ ،‬خاص ررة أنه يكلفها الكثير‪ ،‬وبص ررفة خاص ررة أنه يتعلق بكفاءة‬
‫ص ر ر ررنع القرارات‪ ،‬والتش ر ر ررارك الفعال باملنظمة‪ ،‬وهذا ما تتعرض له املنظمة في ظل وجود الصر ر ررمت التنظيمي‪ ،‬حيث أنه‬
‫يشير إلى تعمد التجاهل والالمبالة من قبل املرؤوسين في عملية املشاركة وصنع القرارات‪ًّ .‬‬
‫يس ر ر ررعى قادة املنظمات باس ر ر ررتمرار إلى التقليل من الص ر ر ررمت التنظيمي‪ ،‬ألن الص ر ر ررمت ظاهرة جماعية تدل على قمع آراء‬
‫املوظفين واهتمرامراتهم بشر ر ر ررأن املش ر ر ر رراكرل املحتملرة النراش ر ر ر رئرة في املنظمرة‪ًّ ،‬ووجود القوى التنظيميرة التي تتسر ر ر ر ربرب بهرذه‬
‫الظاهرة‪ ،‬عندما يرغب األفراد في التزام الصر ررمت بش ر ررأن مش ر رركلة تنظيمية يتم التعبير عنها أنها مش ر رركلة جماعية وهو ما‬
‫يس ر ررمى بالص ر ررمت التنظيمي‪ ،‬ويش ر رركل عقبة في نهاية املطاف أمام قنوات التواص ر ر ررل الداخلي في املنظمة‪ ،‬وعائق أكبر في‬
‫وجه التغيير التنظيمي والبتكار‪ ،‬ويش ر ررير الص ر ررمت التنظيمي إلى فش ر ر ررل التواص ر ر ررل التص ر رراعدي‪ ،‬حيث ليعبر األفراد عن‬
‫أفكارهم وأسر ر ررئلتهم ومعلوماتهم‪ ،‬ويتخذوا موقف الصر ر ررمت حيال املشر ر رراكل املتعلقة باملنظمة التي ينتموا إليها &‪(Kim‬‬
‫)‪ًّ .Ko, 2021‬‬
‫‪ 2.2.2‬أشكال الصمت التنظيمي (‪(Gabel, 2020) :)Organizational Silence types‬‬

‫‪ ‬ص ـ ــمت القبول‪ :‬وهو سر ررلوك يشر ررير إلى انخراط الش ر ررخص في سر ررلوك الصر ررمت التنظيمي‪ ،‬ويمتنع الفرد عن‬
‫املشر ر رراركة منه بدافع حماية نفسر ر رره من العواقب الس ر ر ررلبية‪ ،‬ويحتفظ املوظف بآرائه لنفس ر ر رره نتيجة ض ر ر ررعف‬
‫الكفاءة الذاتية في إحداث تغيير‪ ،‬فهو س ررلوك س ررلبي يش ررير إلى عدم اهتمام األفراد بتغيير الظروف التنظيمية‪،‬‬
‫حيث تكون املنظمة في حاجة ماس ر ر ر ررة إلى ص ر ر ر رروت املوظف‪ ،‬وهو يمتنع عن اكتش ر ر ر رراف البدائل والخيارات لحل‬
‫املشكالت‪.‬‬
‫‪ ‬الصمت الهادئ‪ :‬يستخدمه األفراد بدافع الخوف من رؤسائهم‪ ،‬وزمالئهم والخوف من احتمالية املواجهة‪،‬‬
‫يعود‬
‫والرفض‪ ،‬يقوم األفراد بحجب معلومات حاسررمة ومهمة بسرربب الخوف من عواقب إبداء الرأي عادة ما ًّ‬
‫الصمت الهادئ إلى وجود بيئة عمل غير عادلة‪.‬‬
‫‪ ‬الصـمت االنتهازي‪ :‬وهو شرركل من أشرركال الصررمت املسررتخدم لتحقيق منفعة‪ ،‬أو فائدة يقوم الفرد بتقديم‬
‫معلومررات معينررة غير كرراملررة ومضر ر ر ررللررة‪ ،‬وفي محرراولررة لتض ر ر ر ررليررل وإخفرراء أو إربرراك اآلخرين‪ ،‬قررائم على األنررانيررة في‬
‫تحقيق أهداف شررخصررية‪ ،‬ويعمل الصررمت النتهازي فرصررة لتشرركيل تحالفات‪ ،‬ويؤثر على تخصرريص املوارد أو‬
‫ً‬
‫املهام‪ ،‬ويقوم الفرد بحجب املعلومات ويبقى صامتا‪.‬‬
‫‪ ‬الص ــمت اإلجتماعي‪ :‬وهو س ررلوكيات تطوعية تهدف إلى حماية املنظمة‪ ،‬وتعرف باإليثار والتض ررحية لحماية‬
‫ً‬
‫املنظمة‪ ،‬هو شكل استباقي من أنواع الصمت‪ ،‬حيث يوجد الوعي بالبدائل لكنه يفضل البقاء صامتا‪ًّ ،‬ويعرف‬
‫بحجب املعلومات التي تكون ضارة باملنظمة‪ ،‬لكن مثل هذا الصمت يشكل عواقب نفسية مرهقة للموظفين‪.‬‬

‫‪114‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)124-101‬‬

‫‪ 3.2.2‬عوامل الصمت التنظيمي‪(Panahi et al,2012) :‬‬


‫‪ ‬س ـ ـ ـ ــلوكيات اإلدارة العليا‪ :‬عندما تعتقد اإلدارة أن املوظفين فاش ر ر ر ررلون‪ ،‬وغير جديروا بالثقة‪ ،‬يقوض من‬
‫التواصل معهم‪ ،‬ويحد من فرصة تعلمهم من أخطائهم‪ ،‬مما يولد لديهم شعور متبادل بعدم الثقة برؤسائهم‪،‬‬
‫ويخلق قلق من التعبير عن أفكارهم واتجاهاتهم‪ ،‬ويعزز الخوف من ردود أفعال سر ر ر ررلبية تجاه مقترحاتهم‪ ،‬مما‬
‫يجعلهم يلتزمون الصمت باملنظمة‪.‬‬
‫‪ ‬س ـ ـ ــلوكيات املش ـ ـ ــرف‪ :‬حيث يفض ر ر ررل األفراد التفاعل مع أولئك اللذين لديهم نفس املواقف ويؤكدون على‬
‫القيم املشر ررتركة‪ ،‬يحدث الصر ررمت ألسر ررباب تعود لعدم توافر فرص مناسر رربة للموظف في الحكم على القضر ررايا‬
‫التنظيميررة املختلفررة‪ ،‬وألن اسر ر ر ررتقرار املوظف يعتمررد على التفرراعررل والتررأثير في عمليررة صر ر ر ررنع القرار‪ ،‬عنرردمررا ل‬
‫يس ررتطيع املوظف التعبير عن وجهة نظره املتعلقة بموقف معين وتبادل اآلراء مع رئيس رره املباش ررر‪ ،‬يتولد لديه‬
‫عدم الرغبة في املشاركة ناتجة عن الصمت التنظيمي‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬فرص التواص ـ ـ ـ ــل‪ :‬وهي مهمة جدا‪ ،‬وأن تتاح للموظف فرصر ر ر ررة تبادل املعلومات‪ ،‬والتأثير في عملية ص ر ر ر ررنع‬
‫القرار‪ ،‬بسر رربب القرارات املركزية التي تتخذها اإلدارة يحدث الصر ررمت التنظيمي‪ ،‬وعدم منح الفرصر ررة للتغذية‬
‫العكسية‪ًّ ،‬أو التواصل من أسفل إلى أعلى مما يعزز الصمت التنظيمي‪.‬‬
‫‪ ‬االنتماء التنظيمي‪ :‬وهو عامل مهم لدعم ش ر ررعور املوظف بالس ر ررتقرار والتش ر ررارك بالقيم واملعايير واألهداف‬
‫التنظيمية‪ ،‬في حال فقد املوظف الش ررعور بالولء التنظيمي مما يتولد لديه ش ررعور بالص ررمت‪ ،‬ناجم عن عدم‬
‫اإليمان باملعايير والقيم التنظيمية‪.‬‬
‫‪ 4.2.2‬مراحل الصمت التنظيمي تم تحديدها بأربع مراحل كالتالي‪( :‬الختاتنة‪.)2009 ،‬‬
‫‪ .1‬املرحلة األولى‪ :‬وتس ررمى مرحلة السر ررتغراق والشر ررمول‪ ،‬وهي حالة من الفرح تص ررطدم بعدم حدوث توافق بين ما‬
‫ه ًّو متوقع‪ ،‬وما يحدث بالفعل‪ ،‬تؤدي إلى تبلورًّ ظاهرة الصمت التنظيمي‪.‬‬
‫‪ .2‬املرحلــة الثــانيــة‪ :‬تعرف بمرحلررة الكس ر ر ر رراد‪ ،‬وهي تشر ر ر ر ًّرير إلى انخفرراض في مسر ر ر ررتويررات الرض ر ر ر ررا الوظيفي‪ًّ ،‬والكفراءة‬
‫التنظيمية‪ ،‬وتنخفض لديه الستثارة التي كانت من قبل‪.‬‬
‫‪ .3‬املرحلة الثالثة‪ :‬وهي مرحلة النفصر ر ر ررال يتم فيها إدراك ما يحدث‪ ،‬وتبدأ السر ر ر ررتجابة ملا يدركه الفرد‪ ،‬وحدوث‬
‫يؤثر على الصر ر ر ررحة النفس ر ر ررية‬
‫األمر الذي ًّ‬
‫النسر ر ر ررحاب النفسر ر ر ر ر ي‪ ،‬وزيادة الض ر ر ر ررغط الذي يؤدي إلى التعب املزمن‪ًّ ،‬‬
‫والجسدية‪ ،‬وحدوث ظاهرة الصمت التنظيمي‪.‬‬
‫‪ .4‬املرحلــة الرابعــة‪ :‬تعرف بمرحلررة التص ر ر ر ررال‪ ،‬وهي أعلى مراحررل الص ر ر ر رمررت التنظيمي‪ ،‬يحرردث تخبط في التفكير‪،‬‬
‫وشكوك بالقدرات الذاتية‪ ،‬وشعورًّ بالتدمير‪ ،‬واإلحباط يؤدي إلى ًّ‬
‫تفكير متواصل بمغادرة العمل‪ًّ .‬‬

‫‪115‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)124-101‬‬

‫‪ .3‬الدراسات السابقة‬
‫‪ 1.3‬الدراسات السابقة التي تتعلق بالقيادة السامة‪ ،‬والصمت التنظيمي‪.‬‬
‫أما بالنسبة لتطور الصمت في بيئة العمل‪ ،‬أشارت الدراسة التي أجراها )‪ ،(Aslan et al, 2021‬وكان الهدف‬ ‫أ‪-‬‬
‫تؤثر على‬
‫منها تحديد سلوكيات الصمت التنظيمي‪ ،‬وفحص العوامل البيئية والديموغرافية‪ ،‬واملهنية التي قد ًّ‬
‫الصمت التنظيمي‪ ،‬وكشفت الدراسة عن العوامل التي تؤثر في الصمت التنظيمي من الهياكل التنظيمية‪،‬‬
‫والسياسات واإلجراءات‪ ،‬وفريق العمل والبيئة‪ .‬أظهرت النتائج أن هناك ارتباط سلبي بين بيئة العمل والصمت‬
‫التنظيمي‪ ،‬وأن تأثير البيئة واملمارسات اإلدارية يشكل ظاهرة الصمت التنظيمي من خالل تأثيره على القدرة‬
‫على التعبير واآلراء بشكل علني‪ ،‬وكانت النتيجة األساسية للدراسة أن البيئة التنظيمية عامل مهم في قدرة‬
‫التعبير وطرح األفكار‪ ،‬وأن وجود بيئة عمل إيجابية يساعد في الحد من الصمت التنظيمي‪ًّ .‬‬
‫ًّ‬
‫ب‪ -‬كمررا أكررد (أبو الرردهررب‪ )2021 :‬على أن وجود ظرراهرة الص ر ر ر رمررت التنظيمي في مكرران العمررل تعررد نتيجررة حتميررة‬
‫لوجود القيررادة السر ر ر ررامررة‪ ،‬حيررث يتعمررد املوظف إخفرراء املعلومررات واألفكررار وحجبهررا بطريقررة أو بررأخرى‪ ،‬ويعود‬
‫بالعزلة والتهديدات‬
‫ذلك لحالة اليأس واإلحباط التي يعاني منها في ظل وجود القيادة السامة‪ ،‬وشعوره الدائم ًّ‬
‫الخارجية املس ر ر ر ررتمرة األمر الذي يجعل منه ش ر ر ر ررخص غير مبالي بتحقيق نتائج مبهرة في العمل‪ ،‬وغير قادر على‬
‫اإلبداع أو الس ررتعداد لتقديم املبادرات التي تحقق األهداف التنظيمية‪ .‬وأوص ررت الدراس ررة بأهمية نش ررر ثقافة‬
‫التواص ررل‪ ،‬وس ررياس ررة الباب املفتوح‪ ،‬وتش ررجيع عرض األفكار بحرية‪ ،‬وتدريب املس ررؤولين على إتباع الس ررياس ررات‬
‫والقوانين لتعزيز بيئة عمل إيجابية تحد من ظاهرة الصمت التنظيمي‪ًّ .‬‬
‫ت‪ -‬وأش ر ر ر ررارت دراس ر ر ر ررة )‪ (Bagheri, 2012‬أن الص ر ر ر ررمت التنظيمي يتطور باملنظمة من خالل عدة عوامل أهمها‬
‫خص ر ر ررائص اإلدارة العليا‪ ،‬والخصر ر ررائص التنظيمية‪ ،‬الهياكل‪ ،‬واملمارس ر ر ررات التنظيمية‪ ،‬والخصر ر ررائص البيئية‪،‬‬
‫املعتقدات اإلدارية‪ ،‬وخوف اإلدارة من ردود الفعل السلبية‪ًّ .‬‬
‫ث‪ -‬وأش ر ررار)‪ (Zare & Sepahvand, 2019‬في دراس ر ررته التي أجراها على مجموعة من العاملين في جامعة آزاد‪،‬‬
‫والهدف من الدراس ررة هو فحص العالقة بين القيادة الس ررامة والص ررمت التنظيمي‪ ،‬وأش ررارت النتائج إلى وجود‬
‫عالقة إيجابية بين القيادة الس ر ر ررامة والص ر ر ررمت التنظيمي‪ ،‬ويعزى ذلك إلى وجود قائد س ر ر ر ررام نتج عنه منظمة‬
‫يسودها الخوف من هذا القائد؛ مما يؤدي إلى ردود فعل سلبية من املوظفين تجاه املنظمة‪ ،‬وتحدث زيادة في‬
‫مسر ر ر ررتويات الص ر ر ررمت التنظيمي‪ ،‬وعندما يتحدث املوظف عن مقترح أو مش ر ر ر رركلة محتملة فإنه يواجه رد فعل‬
‫ً‬
‫رامتا‪ ،‬وتص رربح الس ررلوكيات التنظيمية للقائد هي نفس ررها‬
‫سر ررلبي من القائد أو املشر رررف يجعله يفضر ررل البقاء صر ر ًّ‬
‫العوامل السامة التي تتسبب في عدم الثقة‪ ،‬ويجد األشخاص أنفسهم متشككين في قائدهم‪ ،‬فاألفضل له أن‬
‫يص ر ر ررمت أو بمعنى آخر أنه يرى ذلك األفض ر ر ررل لحماية نفس ر ر رره‪ ،‬وعندما يكون املش ر ر رررف املسر ر ر ر يء يتحدث فقط‬
‫البتعاد عنه ويختار التزام الصمت‪.‬‬
‫بألفاظ القمع واإلهانة يفضل املوظف ًّ‬

‫‪116‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)124-101‬‬

‫ج‪ -‬يرىًّ)‪ (Adeoye& Ayeni, 2020‬أنه كلما ازدادت الس ر ر ررلوكيات الس ر ر ررامة للقائد السر ر ر ررام كلما أدى ذلك إلى‬
‫ارتفاع مسررتويات الصررمت التنظيمي‪ ،‬وذلك لقدرة القيادة السررامة على خلق بيئة عمل سررامة‪ ،‬تؤدي إلى عدم‬
‫التش ررجيع على التحدث وتقديم اآلراء؛ مما يحد من قدرة املوظف على التعبير‪ ،‬وكلما زادت مس ررتويات القيادة‬
‫ً‬
‫رامتا‪ ،‬وارتفعت ردود الفعل السر رلبية‬
‫الس ررامة في الس ررلوكيات الس ررلبية كلما ارتفعت رغبة املوظف في البقاء ص ر ًّ‬
‫تجاه املنظمة‪ ،‬منها زيادة نواياه نحو ترك العمل ومغادرة املنظمة؛ لذا ش ر ر ررجعت الدراس ر ر ررة على ض ر ر رررورة نش ر ر ررر‬
‫والبتكار من خالل توسيع آفاق القيادة وتطويرها‪ًّ .‬‬
‫ثقافة التشجيع على نشر املعرفة ًّ‬
‫ح‪ -‬وأش ررار)‪ (Saqib& Arif, 2017‬إلى أن س ررلوكيات القيادة الس ررامة هي س ررلوكيات مدمرة للعواطف‪ ،‬يميل‬
‫القائد السر ررام إلى تبني س ررلوكيات س ررامة بالتالي يفض ررل األفراد إبعاد أنفس ررهم عن التواصر ررل املباشر ررر ومواجهة‬
‫هذا القائد الس ررام‪ ،‬على أس رراس أنه مص رردر للقلق والتوتر واإلرهاق‪ ،‬ويرى العلماء أن هذا القائد الس ررام يؤدي‬
‫إلى إس ر ر ر ركررات املوظفين داخررل املنظمررة؛ لررذا فررإن وجود القيررادة السر ر ر ر ررامررة يعزز ظرراهرة الصر ر ر ر رمررت التنظيمي في‬
‫املنظمة‪ًّ .‬‬
‫في ضـ ـ ـ ــوء مـا سـ ـ ـ ــبق يرى البرراحثو ًّن أن نهج القيررادة السر ر ر ررامررة يؤدي إلى الص ر ر ر رمررت التنظيمي في بيئررة العمررل‪ ،‬من خالل‬
‫السررلوكيات العدائية التي ينتهجها القائد السررام يخلق مناخ تنظيمي قائم على قمع اإلبداع‪ ،‬إهمال األفكار واملقترحات‪،‬‬
‫بالتالي يخلق مناخ يعمل على إسر رركات الفرد‪ ،‬وتوخي الحذر عند مناقشر ررة القضر ررايا املهمة في العمل‪ ،‬مما يجعله يفض ر رل‬
‫ً‬
‫البقاء صامتا كي يحمي نفسه من ردود األفعال السلبية املحتملة من القائد السام‪ًّ .‬‬
‫‪ 2.3‬اإلطار التحليلي للدراسات السابقة‪:‬‬
‫بعد تحليل الباحثون للدراس ررات الس ررابقة وربطها باإلطار النظري اس ررتنبطت الدراس ررة العديد من الس ررتراتيجيات للحد‬
‫ً‬
‫من اآلثار السلبية للقيادة السامة وصول للمفاهيم الواجب ادراكها لعالج هذه الظاهرة ًّ‬
‫جدول رقم(‪ :)3‬يوضح اإلطار التحليلي والتطبيقي للدراسات السابقة‪:‬‬
‫املفاهيم الواجب إدراكها‬ ‫استراتيجيات مقترحة للحد من‬ ‫مخاطر القيادة السامة في بيئة العمل ًّ‬ ‫م ًّ‬
‫لعالج القيادة السامة ًّ‬‫ًّ‬ ‫اآلثار السلبية للقيادة السامة ًّ‬
‫نشر مفاهيم أخالقيات العمل‪ًّ .‬‬ ‫على املنظمات أن تسعى جاهدة‬ ‫وجود القيادة السامة في املنظمة يؤثر‬ ‫دراسة‬
‫تعزيز الثقافة التنظيمية‪ًّ .‬‬ ‫لتعزيز ثقافتها التنظيمية ونشرها‬ ‫بشكل عام أدائها التنظيمي‪ ،‬وعملية‬ ‫رقم(‪ًّ )1‬‬
‫دعم التعلم التنظيمي‪ًّ .‬‬ ‫بين أفراد العمل‪ ،‬وتعزيز أخالقيات‬ ‫تحقيق األهداف‪ ،‬خاصة أنها تسيطر‬
‫تقديم املساعي واملبادرات‬ ‫العمل‪ ،‬ودعم التعلم التنظيمي‬ ‫على قواعد وإجراءات العمل‪ ،‬وجود‬
‫الستباقية‪ ،‬ومكافأة األفراد‬ ‫الذي يدعم باألساس العمل ضمن‬ ‫هذه القيادة تنتهك األعراف والقواعد‬
‫على السلوكيات التطوعية‪ًّ .‬‬ ‫قواعد وأسس تنظيمية سليمة‪ًّ .‬‬ ‫املعمول بها‪ ،‬تدمر ثقافة املنظمة‪،‬‬
‫وتدمر أخالقيات العمل‪ًّ .‬‬
‫تشجيع سلوكيات املواطنة‬ ‫على اإلدارة العليا أن تسعى‬ ‫تعمل القيادة السامة من خالل‬ ‫دراسة‬
‫التنظيمية‪ًّ .‬وتشجيع فرق‬ ‫السلوكيات التي تنتهجها إلى الحد من جاهدة نحو تفعيل املشاركة‪،‬‬ ‫رقم(‪ًّ )2‬‬
‫العمل ذاتية اإلدارة‪ ،‬لتحقيق‬ ‫اإلبداع‪ ،‬مزيد من العزلة‪ ،‬الشعور وتشجيع البتكار‪ ،‬ونشر املعرفة‪،‬‬
‫ً‬
‫مزيد من الستقاللية في اتخاذ‬ ‫الدائم بالتهديد‪ ،‬تخلق أشخاصا غير ومتابعة نتائج األعمال‪ ،‬من خالل‬
‫القرارات‪ ،‬وتفعيل سياسة‬ ‫مبالين‪ ،‬ول يسعون لتقديم الجهود آليات تقييم الداء بشكل دوري‪ًّ .‬‬
‫الباب املفتوح‪ًّ .‬‬ ‫لتحقيق األهداف التنظيمية ًّ‬

‫‪117‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)124-101‬‬

‫الصمت التنظيمي يعود لسبب أو آلخر على املنظمات البحث في سبل إطالق الصافرة عند الضرورة‪ًّ .‬‬ ‫دراسة‬
‫لوجود قيادة سامة‪ ،‬وسلوكيات تدريب القيادة على اإليجابيات‪ ،‬نشر فكر التمكين والتفويض‪ًّ .‬‬ ‫رقم(‪ًّ )3‬‬
‫نشر الفكر اإليجابي‪ًّ .‬‬ ‫مختلة‪ ،‬تعمل على خلق مناخ من وتشجيع األفراد على التحدث‪ًّ .‬‬
‫اإلذعان‪ ،‬يستدعي التزام الصمت‬
‫بهدف الحماية الذاتية‪ًّ .‬‬
‫القيادة السامة وجودها يعزز من من الواجب أن تعمل املنظمة على نشر قيم ومعايير األداء‬ ‫دراسة‬
‫وجود بيئة عمل سامة‪ ،‬يسودها تدريب األفراد لحماية أنفسهم من والسلوك املعمول بها‪ ،‬ويتم‬ ‫رقم(‪ًّ )4‬‬
‫الخوف والذعر‪ ،‬يعيش فيها الفرد حالة السلوكيات السامة‪ ،‬وتعريفهم ذلك من خالل كتيب‬
‫من عدم الستقرار‪ ،‬عدم الثقة‪ ،‬لديه بهذه السلوكيات‪ ،‬ومدى تكرارها‪ ،‬للسياسات التنظيمية‪ًّ .‬‬
‫دائما شك في نوايا ذوي املناصب األعلى كي يتم التمييز بين ما ه ًّو سام تدريب املرؤوسين على لوائح‬
‫العمل وضرورة معرفتها‪،‬‬ ‫وماهوا ضغط عمل‪ًّ .‬‬
‫ًّ‬ ‫منه‪ ،‬تنتهك هذه القيادة العالقة مع‬
‫لتحديد الحقوق والواجبات‪ًّ .‬‬ ‫املرؤوس‪ ،‬وتتعمد اإلساءة اللفظية‬
‫املهينة‪ًّ .‬‬
‫كلما تعزز وجود قيادة سامة‪ ،‬كلما على املنظمات أن تسعى جاهدة العمل على إدراك مفهوم‬ ‫دراسة‬
‫ارتفعت مستويات الصمت التنظيمي‪ ،‬نحو تدريب وتطوير القيادات‪ ،‬القيادة التحويلية‪ ،‬والقيادة‬ ‫رقم(‪ًّ )5‬‬
‫وزاد األفراد عجز وضعف في القدرة واألخذ بيدها للخروج من مأزق األصيلة‪ ،‬والسعي لتوفير‬
‫على التعبير عن آرائهم‪ ،‬مما يؤدي إلى السلوكيات السامة‪ ،‬والعمل على متطلبات القيادة بنشر التعلم‬
‫مزيد من السلوكيات املضادة توسيع آفاقها نحو التجديد التنظيمي‪ ،‬وأخالقيات العمل‪ًّ .‬‬
‫لإلنتاجية‪ ،‬تتمثل في غياب متكرر‪ ،‬والبتكار‪ًّ .‬‬
‫ونوايا لترك العمل‪ًّ .‬‬
‫القيادة السامة تعمل على تدمير الحث باستمرار على اإلتمام باملورد الهتمام برأس املال النفس ي‪،‬‬ ‫دراسة‬
‫الجوانب اإلنسانية‪ ،‬تدمير العواطف‪ ،‬النفس ي‪ ،‬وتعزيز الرفاهية‪ ،‬خلق وإدراك مفهوم العمل‬ ‫رقم(‪ًّ )6‬‬
‫الفرصة للتواصل الفعال بين فرق الجماعي‪ ،‬العمل على تحقيق‬ ‫إرهاق األفراد‪ ،‬وانعدام الرفاهية‪ًّ .‬‬
‫العمل‪ ،‬وتعزيز بناء فريق العمل ًّ الرفاهية‪ ،‬تفعيل قنوات‬
‫التواصل بحرية ودون تردد‪ًّ .‬‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثون‪.‬‬
‫‪ .4‬القيادة السامة كنهج يؤدي إلى تحقيق الصمت التنظيمي‪ًّ :‬‬
‫ً‬
‫تعددت أشكال القيادة السامة التي تؤدي إلى تدمير األفراد واملنظمة معا‪ ،‬وتحقق الصمت التنظيمي كظاهرة سلبية‬
‫ناتجة عن السلوكيات التي تنتهجها القيادة السامة‪ ،‬من خالل األشكال التي تظهر فيها هذه السلوكيات‪ ،‬وهي القائد‬
‫الكاريزمي‪ًّ ،‬والطغيان الصغير واإلشراف التعسفي والنرجسية ًّوالقيادة الستبدادية‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى ظهور الصمت‬
‫التنظيمي في أشكاله صمت القبول‪ًّ ،‬والصمت الهادئ ًّوالصمت النتهازيًّ ًّوالصمت الجتماعي‪ ،‬وهذه األشكال مرتبطة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ارتباطا وثيقا ببعضها البعض من حيث األثر والتأثير وذلك وفق ما ورد في جدول رقم (‪ًّ )4‬‬

‫‪118‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)124-101‬‬

‫جدول رقم (‪ :)4‬يوضح عالقة األثر بين أشكال القيادة السامة وأشكال الصمت التنظيمي‪.‬‬
‫أشكال الصمت التنظيمي‬ ‫األثر والتأثير‬ ‫أشكال القيادة السامة‬
‫صمت القبول‪ ،‬حيث يقوم الفرد بحجب‬ ‫ذو شخصية قوية مؤثرة ًّ‬ ‫القائد الكاريزمي‬
‫املعلومات نتيجة عدم إيمانه بكفاءته الذاتية‬
‫في ظل وجود قائد كاريزمي‬
‫ينتهج نمط من أنماط السلوكيات الصمت الهادئ ويقرر حجب املعلومات‬ ‫الطغيان الصغير‬
‫ً‬
‫وإخفاءها لحماية نفسه خوفا من‬ ‫العدائية ًّ‬
‫السلوكيات العدائية‪.‬‬
‫القائد لديه ميل لتعظيم ذاته‪ ،‬وبارع في الصمت اإلنتهازي‪ ،‬يقوم الفرد بالتزام‬ ‫القيادة النرجسية‬
‫الصمت وحجب املعلومات وتشويهها أو‬ ‫الترويج لنجاحه‪ًّ .‬‬
‫إيصالها بشكل مضلل‪ ،‬حتى ل يستفيد‬
‫القائد في أخذ الفضل لنفسه في حال‬
‫النجاح‪.‬‬
‫سلوكيات عدائية مهينة‪ ،‬وإيذاء لفظي الصمت اإلجتماعي يفضل الفرد عدم‬ ‫اإلشراف التعسفي‬
‫مشاركة املعلومات‪ ،‬يحاول أن يتجنب أي‬ ‫مس يء‪ًّ .‬‬
‫مواجهة في العمل‪ ،‬وتقديم الطاعة للقائد‬
‫يفرط في استخدام سلطته‪ ،‬يتحكم في الستبدادي والمتثال مع قراراته دون نقاش‪.‬‬ ‫القيادة الستبدادية‬
‫كافة األمور‪ ،‬واإلجراءات‪ًّ .‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثون‪.‬‬


‫يوضح الجدول السابق عالقة أثر القيادة السامة السلبي‪ ،‬والسلوكيات التي تنتهجها‪ ،‬والتي تعمل على خلق الصمت‬
‫التنظيمي بأشكاله املختلفة؛ مما يقوض اإلبداع ويدمر األفكار التي تمتلك الحداثة‪ ،‬األمر الذي يأخذ املنظمة إلى مستوى‬
‫متدني من األداء والفعالية‪ ،‬إن وجود القيادة السامة يخلق مناخ تنظيمي قائم على الخوف واإلذعان‪ًّ ،‬ويقمع األفكا ًّر‬
‫ً‬
‫صامتا وإقصاء نفسه عن أي مواجهة محتملة بينه وبين املشرف بدافع حماية‬ ‫ًّ‬ ‫واإلبداع؛ لذا يفضل املوظف البقاء‬
‫انتشار الصمت التنظيمي باملنظمة‪ًّ .‬‬
‫ًّ‬ ‫نفسه؛ مما يؤدي إلى‬
‫‪ 1.4‬مناقشة النتائج‬
‫ً‬
‫‪ ‬توصلت الدراسة إلى عدة مفاهيم متعلقة بالقيادة السامة‪ ،‬تحديدا أن بعض الباحثين قد واجهوا صعوبات‬
‫تشير إلى‬
‫في تحديد مفهوم واضح للقيادة السامة‪ ،‬وتم التوصل إلى تعريف إجرائي للقيادة السامة حيث أنها ًّ‬
‫القيادة التي تس يء استخدام السلطة‪ ،‬وتنتهج سلوكيات سلبية بشكل ممنهج تتعمد من خاللها إلحاق األذى‬
‫ً‬
‫باملرؤوسين واملنظمة معا‪.‬‬

‫‪119‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)124-101‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ ‬اس ررتعرض ررت الدراس ررة بعض الس ررلوكيات للقيادة الس ررامة أهمها أنه يرى نفس رره ش ررخص ررا بارعا‪ ،‬رائع في الترويج‬
‫الذاتي‪ ،‬متالعب‪ ،‬مخادع‪ ،‬يقوم بإلقاء اللوم في حال الفشل‪ ،‬ويأخذ الفضل في نجاح اآلخرين‪.‬‬
‫‪ ‬التوص ر ررل إلى مواص ر ررفات القائد الس ر ررام‪ ،‬وأهمها أنه يمتلك خص ر ررائص نرجس ر ررية‪ ،‬لديه طموح أناني‪ًّ ،‬‬
‫يركز على‬
‫اإلنجازات قصيرة املدى‪ ،‬ولديه فرط الهتمام بالذات‪ ،‬نوبات غضب متكررة‪ ،‬ويمتلك ثقة بالنفس عالية‪.‬‬
‫‪ ‬توص ر ررلت الورقة البحثية إلى ش ر ررمولية س ر ررلوكيات القيادة الس ر ررامة املتكررة لدى القائد الس ر ررام‪ ،‬وهذا حس ر ررب‬
‫نظريات القيادة الس ر ر ررلبية التي وض ر ر ررحها الجدول رقم(‪ ،)1‬حيث كانت السر ر ررلوكيات الس ر ر ررلبية املدمرة متعددة‪،‬‬
‫وكان للقيادة السامة البعد األكبر من هذه السلوكيات‪.‬‬
‫‪ ‬نسررتنتج من الورقة البحثية أشرركال متعددة للقيادة السررامة تتراوح وتختلف في الشرردة ودرجات السررمية‪ ،‬منها‬
‫القيادة املظلمة‪ ،‬الطغيان املصر ر ررغر‪ ،‬اإلشر ر رراف التعس ر ررفي‪ ،‬القيادة النرجسر ر ررية‪ ،‬القيادة الس ر ررتبدادية‪ ،‬وهو ما‬
‫اإلطار املفاهيمي ألشكال القيادة السامة‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫يوضحه الشكل رقم(‪)2‬‬
‫‪ ‬توضر ررح الورقة البحثية عملية نشر ررر السر ررمية في مكان العمل من خالل املثلث السر ررام‪ ،‬حيث أنه يترأس القمة‬
‫القائد الس ر ر ررام‪ ،‬وهو بحاجة إلى األتباع املتواطئين‪ ،‬وبيئة عمل غير مس ر ر ررتقرة لتعزيز وجوده‪ ،‬ويوض ر ر ررح الش ر ر ركل‬
‫رقم(‪ )3‬املثلث الس ر ررام‪ ،‬وتض ر ررمن البند الرابع كيفية الحد من هذه الس ر ررمية‪ ،‬ومواجهتها من خالل تعزيز وجود‬
‫مرؤوسين يتمتعون بأخالقيات العمل‪ ،‬وتفعيل بيئة عمل آمنة ومستقرة للحد من انتشار القيادة السامة‪.‬‬
‫‪ ‬توص ر ر ررلت الدراس ر ر ررة إلى س ر ر رربع مؤش ر ر ررات مهمة لتحديد ما إذا كانت املنظمة محاطة بقائد س ر ر ررام‪ ،‬أو قائد لديه‬
‫اس ررتعداد للخص ررائص الس ررامة‪ ،‬بالتالي محاولة فهم هذه املؤش ررات يس رراعد املنظمة على اتخاذ التدابير الالزمة‬
‫للتخلص من هذا النمط القيادي‪ ،‬واقتالعه قبل أن تنتقل السمية إلى جميع أنحاء املنظمة‪ ،‬ويوضح الجدول‬
‫رقم(‪ )2‬مؤشرات قياس القيادة السامة من قبل املرؤوسين ورؤساء العمل‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬توص ررلت الدراس ررة إلى تأثير خص ررائص القيادة الس ررامة في األفراد واملنظمة معا‪ ،‬أهمها أنها قادرة على خلق بيئة‬
‫عمل س ر ر ر ررامة‪ ،‬مرهقة‪ ،‬تنتهك القواعد التنظيمية املعتادة‪ ،‬بسر ر ر رربب وجود النحراف التنظيمي‪ ،‬والسر ر ر ررلوكيات‬
‫ً‬
‫املختلة‪ ،‬والنتائج السلبية املحتملة على كل من األفراد واملنظمة معا‪ ،‬وهذا ما يوضحه الشكل رقم(‪.)4‬‬
‫‪ ‬أوضررحت الدراسررة عدة أشرركال مختلفة للصررمت التنظيمي‪ ،‬قائمة على أسرراس املخاوف واألسررباب التي تجعل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املوظف يتخذ موقفا من الصمت‪ ،‬منها صمت القبول املبني على حماية النفس‪ ،‬الصمت الهادئ أساسا قائم‬
‫على فكرة الدفاع عن الذات‪ ،‬الصر ر ررمت النتهازي لتحقيق مكاسر ر ررب شر ر ررخصر ر ررية‪ ،‬والصر ر ررمت اإليجابي قائم على‬
‫الخوف من إشاعة أخبار تدمر سمعة املنظمة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬أوض ر ررحت الدراس ر ررة عدة مراحل يمر بها الفرد وص ر ررول إلى الص ر ررمت التنظيمي‪ ،‬حيث أنه ل يحدث فجأة بل هو‬
‫عدة مواقف س ر ررلبية تراكمت أدت إلى الص ر ررمت التنظيمي‪ ،‬أهمها ش ر ررعوره بالنغماس في الص ر ررمت‪ ،‬وانخفاض‬
‫الرض ر ر ر ر ررا الوظيفي‪ ،‬وض ر ر ر ررعف الكفرراءة الررذاتيررة‪ ،‬وعرردم قرردرترره على تحقيق متطلبررات النجرراح‪ ،‬من ثم التخبط‬
‫ً‬
‫واإلحباط‪ ،‬وصول إلى فقدان األمل والرغبة في ترك ومغادرة مكان العمل‪.‬‬
‫‪ ‬تناولت الورقة البحثية الدراسات السابقة في التحليل والتطبيق‪ ،‬من حيث عالقة ًّ‬
‫األثر للقيادة السامة في‬
‫مخاطر القيادة السامة على البيئة التنظيمية من خالل‬
‫ًّ‬ ‫الصمت التنظيمي‪ ،‬وأوضحت الورقة البحثية‬

‫‪120‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)124-101‬‬

‫آثار القيادة السامة‪ ،‬واملفاهيم التي‬


‫السلوكيات السامة التي تنتهجها‪ ،‬والستراتيجيات التي تعمل على الحد من ًّ‬
‫ً‬
‫مستقبال‪ ،‬وذلك ما يوضحه جدولًّ‬
‫ًّ‬ ‫يجب إدراكها والعمل بها كي تتجنب املنظمات الوقوع في قيادات سامة‬
‫اإلطار التحليلي والتطبيقي للدراسات السابقة‪ًّ .‬‬
‫ًّ‬ ‫رقم(‪)3‬‬
‫‪ ‬ولتحقيق أهداف الدراسر ررة تم التوصر ررل إلى تفسر ررير كيفية حدوث ظاهرة الصر ررمت التنظيمي من خالل القيادة‬
‫الس ر ررامة‪ ،‬وهذا ما يوض ر ررحه جدولًّ رقم (‪ ،)4‬وهي عالقة ًّ‬
‫األثر بين أش ر رركال القيادة الس ر ررامة وأش ر رركال الص ر ررمت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫التنظيمي‪ ،‬حيث أن أشر ر ر رركال القيادة السر ر ر ررامة ترتبط ارتباطا وثيقا في ظهور أشر ر ر رركال الصر ر ر ررمت التنظيمي التي‬
‫ً‬
‫يتخذها األفراد كرد فعل على السلوكيات التي تتبعها القيادة السامة‪ ،‬عمليا تقوم القيادة السامة بسلوكيات‬
‫سلبية عدائية لفظية وجسدية‪ ،‬تؤدي إلى نشر مناخ من الخوف في بيئة العمل‪ ،‬تؤكد على فقدان الثقة بهذه‬
‫القيادة‪ ،‬تقمع املوظف في حال قدم أفكار جديدة‪ ،‬أو أثار جدل حول قض ر ر ر ررايا مهمة في املنظمة‪ ،‬تتبع القيادة‬
‫ً‬
‫سر ر ر ررلوكيات مهينة‪ ،‬بالتالي املوظف يقوم بإقص ر ر ر رراء نفسر ر ر رره عن مواجهة القيادة‪ ،‬ويحاول جاهدا أن يخفي أي‬
‫معلومات ألنه وصر ررل إلى درجة عالية من الالمبالة‪ ،‬وفقد ثقته في كفاءته على إحداث تغيير‪ ،‬وأصر رربح يفضر ررل‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫البقاء صامتا‪ ،‬حتي يزداد األمر سوءا ويصبح الصمت التنظيمي سلوكا جماعيا في املنظمة‪ًّ .‬‬
‫‪ 4‬االستنتاجات والتوصيات‬
‫‪ 1.4‬االستنتاجات‪:‬‬
‫‪ ‬القيادة السامة هي التي تس يء استخدام السلطة بانتهاجها سلوكيات سلبية تؤثر ً‬
‫سلبا على سلوك املؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬الصمت التنظيمي هو رد فعل سلبي للموظف تجاه املنظمة ناتج عن سلوكيات سلبية قللت من رغبته في‬
‫املشاركة‪ ،‬والتواصل مع مدراءه‪.‬‬
‫‪ ‬يعتقد القائد السم أنه على حق وعلى صواب وأن ما يقوم به لصالح املنظمة‪ ،‬وهو غير مدرك لقيمة التدمير‬
‫النفس ي للموارد البشرية وقتل البداع لدى العاملين‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة لستخدام وسائل وأدوات للكشف املبكر للقيادة السامة أو السلوك السام للعاملين‪.‬‬
‫‪ ‬القيادة السامة تؤثر ً‬
‫سلبا على املناخ التنظيمي مما يعيق تقدم املنظمة وارتقائها وتراجع مؤشراتها التنموية‬
‫والتطويرية‪.‬‬
‫‪ ‬تنوع أشكال وأنماط الصمت التنظيمي بسبب سلوكيات القيادة السامة مما يعزز الالمبالة للعاملين في املنظمة‬
‫ويقلل من فرص التقدم الوظيفي‪.‬‬
‫‪ ‬البحث عن استراتيجياته ملعالجة ظاهرة القيادة السامة وظاهرة الصمت التنظيمي ملا له عالقة ترابطية في‬
‫تدمير قدرات املؤسسة وتراجع قوتها أمام العاملين‪.‬‬
‫ًّ‬

‫‪121‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)124-101‬‬

‫‪ 2.4‬التوصيات‪:‬‬
‫في ضر ر رروء ما سر ر رربق توصر ر ررلت الدراسر ر ررة إلى عدة توصر ر رريات للتقليل من مسر ر ررتويات الصر ر ررمت التنظيمي‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫التخلص من وجود القيادة السامة التي تقوض الفكر واإلبداع وتعيق عملية نشر التعلم واملعرفة في املنظمة‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز أخالقيات العمل كي يفهم كل شخص في جميع املستويات التنظيمية الفرق بين السلوك األخالقي‪ ،‬وغير‬
‫األخالقي‪ ،‬وتوعية األفراد حول حقوقهم الوظيفية وواجباتهم‪ ،‬يؤدي إلى أن يقوم الفرد بما له وما عليه تجاه‬
‫العمل‪ ،‬من خالل نشر كتيب يتضمن الحقوق والواجبات‪ ،‬والسياسات التنظيمية املتبعة‪ ،‬والقواعد‬
‫واإلجراءات املعمول بها‪.‬‬
‫الختيار والتعيين ًّوالتدريب والتقييم؛ للكشف عن‬
‫ًّ‬ ‫‪ ‬العمل على تطوير إدارة املوارد البشرية من حيث أساليب‬
‫ً‬
‫أي سلوكيات سامة في العمل مبكرا‪ ،‬وتعيين أشخاص يتم اختبارهم على أساس تقييم السلوكيات السامة‪،‬‬
‫والعمل على اختيار القيادات واملناصب العليا يحتاج إلى مزيد من العدالة والشفافية والنزاهة‪ ،‬لختيار قيادة‬
‫قادرة أن ترفع من املستوى التنظيمي‪ ،‬وتشجع األفراد على العمل‪ ،‬وإبداء آرائهم‪ ،‬وتقديم مقترحاتهم بحرية‬
‫ودون خوف‪.‬‬
‫‪ ‬يقع على اإلدارة العليا مسؤولية البحث في سلوكيات القيادة السامة‪ ،‬والتحقق منها من خالل تقييم ‪360‬‬
‫درجة؛ من خالل كل من يتعامل مع القائد من مرؤوسين وعمالء‪ ،‬وقيادات‪ ،‬وموردين‪ ،‬بالتالي عند التحقق‬
‫من وجود سلوكيات سامة على اإلدارة العليا أن تباشر بعمل ورشات تدريبية لتحسين سلوكياتهم‪ ،‬وتشجيعهم‬
‫التفكير اإليجابي‪ ،‬والعمل ضمن جماعة‪ ،‬ومشاركة القرارات وتمكين األفراد ومنحهم مزيد من التفويض‬
‫ًّ‬ ‫على‬
‫والستقاللية للتخلص من السلوكيات السامة وعمل تقييمات أداء بشكل دوري يساعد في الكشف عن مدى‬
‫تحسن سلوكياتهم‪ ،‬وفي حال عدم ثبوت أي تحسن يفضل أن يتم اقتالع هذه القيادة السامة كي ل تفسد‬
‫بسميتها األتباع واملنظمة‪.‬‬
‫‪ ‬فتح باب النقاش والحوار بين جميع األطراف‪ ،‬وتشجيع تبادل املعلومات‪ ،‬وتقديم املكافآت التقديرية على‬
‫بحرية‬
‫اإلنجازات‪ ،‬واملشاركة الفعالة‪ ،‬وتفعيل سياسة الباب املفتوح‪ ،‬وتشجيع التواصل مع اإلدارة العليا لإلبالغ ًّ‬
‫ودون خوف عن أي نوع من أنواع اإلساءة‪ ،‬أو أي انتهاك للقواعد والسياسات التنظيمية‪ ،‬مما يجعل باب‬
‫املسائلة مفتوح بشكل متواصل‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير وسائل وآليات التواصل بحيث تصبح أكرر فعالية بين اإلدارة العليا وجميع املوظفين في جميع املستويات‬
‫التنظيمية‪ ،‬سواء تواصل أفقي أو رأس ي من أعلى إلى أسفل‪ ،‬ومن أسفل إلى أعلى‪ ،‬ومراعاة عدم إعاقة هذا‬
‫التواصل‪.‬‬
‫‪ ‬نشر ثقافة املشاركة في عملية صنع القرار‪ ،‬وعقد دورات تدريبية للتشجيع على طرح األفكار الجديدة واإلبداع‬
‫للتخلص من الصمت التنظيمي‪ ،‬وتدريب القيادة على تقبل األفكار الجديدة‪ ،‬واستغالل املواهب‪ ،‬والهتمام‬
‫باملوارد البشرية في املنظمة‪.‬‬

‫‪122‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
)124-101(‫برلين ص‬- ‫املركز الديمقراطي العربي‬- ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‬

‫ حتى يتم فتح املجال لتغيير‬،‫ والترقية‬،‫ النزاهة في عملية التعيين‬،‫ فتح املجال للترقيات على أساس الكفاءة‬
‫ وأن هناك فترة صالحية لهذه القيادة ومتطلبات‬،‫ التخلص من فكرة أن القائد يبقى لألبد‬،‫القيادة في أي وقت‬
.‫تستدعي تغييره كل فترة‬
‫ مما يشجع األفراد على املشاركة والتخلص‬،‫ تقديم املكافآت املادية واملعنوية للتشجيع على البتكار واإلبداع‬
ً
.‫لتطوير واستدامة املنظمة‬
ًّ ‫ وتدريبهم على أهمية ذلك‬،‫إصدار الصوت‬
ًّ ‫ والتشجيع على‬،‫من فكرة البقاء صامتا‬
‫ عدم‬،‫ تشجيع الرفاهية التنظيمية ًّوالسعي الحثيث إلى تقليل أعباء العمل بما يتناسب مع متطلبات الوظيفة‬
ً
،‫ وتلبية اهتماماتهم للتفرغ لإلبداع ًّوالبتكار‬،‫إهمال حقوق العاملين والستماع دائما ملتطلباتهم واحتياجاتهم‬
ً
.‫واملض ي قدما نحو تحقيق امليزة التنافسية املستدامة‬
:‫املراجع العربية‬
‫ مجلة‬،"‫ سلوكياتها والوقاية منها في بيئة العمل‬:‫ "واقع القيادة السامة‬:)2022( ‫ ممدوح عبد العزيز رفاعي‬،‫ تمارا محمد زقوت‬-
ًّ .126 -106‫ ص‬،‫ العدد الخامس عشر‬-‫ أملانيا‬،‫برلين‬-‫ املركز الديمقراطي العربي‬-‫تنمية املوارد البشرية للدراسات واألبحاث‬
،"‫األردنية‬
ًّ ‫ "أثر الصمت التنظيمي على الثقة التنظيمية لدى العاملين في املؤسسات العامة‬:)2009( ‫ رامي محمد عبد ربه الختاتنة‬-
ًّ .‫ جامعة مؤتة‬،‫ األردن‬،‫ كلية الدراسات العليا‬،‫رسالة ماجستير منشورة‬
‫ الدورًّ الوسيط للتنمر في مكان العمل والتهكم‬:‫ "أثر القيادة السامة على صمت العاملين‬:)2021( ‫ محمد صبحي أبو الدهب‬-
ًّ .32-3‫ ص‬،4‫ ع‬،44‫ مج‬،‫ املجلة العربية لإلدارة‬،‫التنظيمي دراسة ميدانية‬
:‫املراجع األجنبية‬
- Adeoye, S. O., & Ayeni, O. U. E. P. D. (2020). Toxic Leadership and Organisational
Silence: An Appraisal of Selected Faith-Based Organisations in Ogun State, Nigeria,
Journal of Resources Development and Managemen, Vol 67, pp37-47.
- Armitage, A. (2015). The dark side: The poetics of toxic leadership. Advances in
Developing Human Resources, 17(3), pp376-390.
- Aslan, S. K., Yalçın, B., Göktepe, N., Türkmen, E., Canbolat, S., Bakoğlu, N., & Serbest,
Ş. (2021). Effects of demographic, occupational, and practice environment variables on
organizational silence among nurse managers. International Nursing Review, pp1-7.
- Bagheri, G., Zarei, R., & Aeen, M. N. (2012). Organizational silence (basic concepts and
its development factors). Ideal Type of management, 1(1), pp47-58.
- Carlock, D. H. (2013). Beyond bullying: A holistic exploration of the organizational toxicity
phenomenon (Doctoral dissertation, Pepperdine University).
- Dagless, J. W. (2018). Toxic leadership in the military. In The leadership hubris
epidemic (pp. 93-135). Palgrave Macmillan, Cham.
- Gabel, J. (2020). The Correlation Between Employee Silence and Psychological Needs
Within the Public Sector (Doctoral dissertation, Grand Canyon University).
- Garcia, K. (2020). Toxic Leadership in Hr (Doctoral dissertation, Creighton University).
- Kim, J., & Ko, S. (2021). The effect of university organizational culture on organizational
silence and faculty–student interaction. Management Science Letters, 11(7), 2151-2162.
- Lipman-Blumen, J. (2010). Toxic leadership: A conceptual framework. In Handbook of top
management teams (pp. 214-220). Palgrave Macmillan, London.
- Magwenzi, B. V. (2018). The toxic triangle: Exploring toxic leadership in nursing
administration-a phenomenological study. AT Still University of Health Sciences.

123 2022 ‫ مارس‬/‫ آذار‬،)13( .‫ ع‬،)4( .‫ م‬،‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‬
)124-101(‫برلين ص‬- ‫املركز الديمقراطي العربي‬- ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‬

- Milosevic, I., Maric, S., & Lončar, D. (2020). Defeating the toxic boss: the nature of toxic
leadership and the role of followers. Journal of Leadership & Organizational
Studies, 27(2), 117-137.
- Panahi, B., Veiseh, S., Divkhar, S., & Kamari, F. (2012). An empirical analysis on
influencing factors on organizational silence and its relationship with employee’s
organizational commitment. Management Science Letters, 2(3), 735-744.
- Pelletier, K. L. (2010). Leader toxicity: An empirical investigation of toxic behavior and
rhetoric. Leadership, 6(4), 373-389.
- Reyhanoglu, M., & Akin, O. (2020). Impact of toxic leadership on the intention to leave: a
research on permanent and contracted hospital employees. Journal of Economic and
Administrative Sciences.
- Saqib, A., & Arif, M. (2017). Employee Silence as a Mediator in the Relationship between
Toxic Leadership Behavior and Organizational Performance. Journal of Managerial
Sciences, 11.
- Schmidt, A. A. (2008). Development and validation of the toxic leadership scale. University
of Maryland, College Park.
- Singh, N., Sengupta, S., & Dev, S. (2018). Toxic leadership: The most menacing form of
leadership. Dark sides of organizational behavior and leadership, pp147-164.
- Song, B., Qian, J., Wang, B., Yang, M., & Zhai, A. (2017). Are you hiding from your boss?
Leader's destructive personality and employee silence. Social Behavior and Personality: an
international journal, 45(7), 1167-1174.
- Winn, G. L., & Dykes, A. C. (2019). Identifying toxic leadership and building worker
resilience. Professional Safety, 64(03), pp 38-45.
- Zare, F., & Sepahvand, R. (2019). Examination of the role of toxic leadership style on
organizational trauma by considering the role of mediator of organizational silence. Journal
of New Approaches in Educational Administration, 10(37), 189-216.

124 2022 ‫ مارس‬/‫ آذار‬،)13( .‫ ع‬،)4( .‫ م‬،‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)139-125‬‬

‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‬


‫‪Journal of Strategic Studies‬‬
‫‪For Disasters and Opportunity Management‬‬

‫برامج المساعدة االجتماعية ومعوقات نجاحها في السودان مثال‪:‬‬


‫(برنامج ثمرات)‬
‫‪Social Assistance programs and impediment to their success in‬‬
‫‪Sudan‬‬
‫)‪(Thamarat program example‬‬
‫شامة عوض الكريم عبد السالم عثمان‬
‫‪SHAMA AWADALKREM ABDALSLAM OSMAN‬‬
‫محاضر بقسم االجتماع واألنثروبولوجيا والخدمة االجتماعية جامعة النيلين‪ -‬السودان‬
‫‪Lecturer at the Department of Sociology, Anthropology and Social work, University of‬‬
‫‪Neelain- Sudan‬‬
‫‪Shamaawad991@gmail.com‬‬
‫يوثق هذا البحث ك ـ ـ ـ ـ ــ‪ :‬عثمان‪ ،‬ش ررامة عوض الكريم عبد الس ررالم (‪ :)2022‬برامج املس رراعدة الجتماعية ومعوقات نجاحها في الس ررودان‬
‫مثال‪( :‬برنامج ثمرات)‪ ،‬مجلة الدراسات الستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬املجلد (‪ ،)4‬العدد (‪ ،)13‬أملانيا‪ ،‬ص ‪139-125‬‬
‫امللخص‬
‫تتناول الدراسة برامج املساعدة الجتماعية ومعوقات نجاحها في السودان‪ ،‬بالتركيز على برنامج الدعم النقدي املباشر‬
‫املعروف باسم ثمرات‪ ،‬من خالل البحث عن الشروط والظروف التي من املمكن ان تحقق فيها تلك البرامج أهدافها‪.‬‬
‫وقد اعتمدت الدراسة على املنهج الوصفي التحليلي لوصف البرامج الخاصة باملساعدة الجتماعية ماهيتها وأهدافها‬
‫والظروف التي يمكن أن تنجح بها‪ .‬وتحليل السياق الجتماعي والقتصادي للدولة السودانية‪ ،‬بهدف البحث عن مدى‬
‫مالئمة برامج املساعدة الجتماعية التي تبتها الحكومة السودانية ملجابهة التدهور القتصادي‪ .‬وعن اهم النتائج التي‬
‫توصلت لها الدراسة‪ ،‬ان مشكالت التضخم وعدم فاعلية السوق في توفير السلع الستهالكية من أهم املعوقات التي قد‬
‫تواجه برنامج ثمرات في تحقيق أهدافه‪ .‬وقد أوصت الدراسة بعمل دراسات بحثية قبلية‪ ،‬تقس احتياجات واولويات‬
‫املواطنين حتى يتم اختيار نوع التدخل املناسب‪ ،‬ومحاولة اإلفادة من التجارب الدولية في مجال التصدي للمخاطر‬
‫الجتماعية والقتصادية‪ًّ .‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬برامج‪ ،‬املساعدة الجتماعية‪ ،‬معوقات‪ ،‬ثمرات‪ ،‬السودان ًّ‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The study shed light on the social assistance programs and its impediment in Sudan,‬‬
‫‪focused mainly on the direct cash support program (Thamarat) through search and‬‬
‫‪conditions in which these programs could achieve its objectives. The study has used the‬‬
‫‪descriptive analytical approach in order to describe the programs that relate to social‬‬
‫‪support, additionally to analyzing the socioeconomic situation in the Sudan and the‬‬
‫‪appropriateness of these programmes in tackling the economic deterioration. The study‬‬
‫‪found out that inflation and market failure in delivering good and services were on of‬‬
‫‪the major obstacles that impedes Thamarat program from achieving its goals. The study‬‬
‫‪recommended that pre- research study should be conducted in order to measure the‬‬
‫‪citizens` basic needs and prioropriate international experiences risks.‬‬

‫‪125‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)139-125‬‬

‫‪Keywords: programmes, social assistance, impediments, Thamarat, Sudan.‬‬


‫امللخص املفاهيمي‪:‬‬
‫يواجه السودان كغيره من الدول النامية حالة من عدم الستقرار السياس ي والجتماعي والقتصادي‪ ،‬خاصة مع األحداث‬
‫السياسية التي شهدتها البالد منذ ثورة ديسمبر للعام ‪ ،2018‬وتولى حكومة انتقالية إدارة شؤون البالد‪ ،‬والتي بدورها‬
‫تواجهها الكثير من املشكالت التي تحول دون تحقيق الستقرار القتصادي والجتماعي والسياس ي في البالد‪ ،‬وتحاول‬
‫حكومة الفترة النتقالية تقديم املساعدات الجتماعية ملحاولة تدارك حالة النهيار التي لحقت بالبالد‪ ،‬ومن ضمن تلك‬
‫املحاولت برنامج الدعم النقدي املعروف بثمرات‪ًّ .‬‬
‫الشكل التالي يوضح امللخص املفاهيمي لبرامج املساعدة االجتماعية ومعوقات نجاحها في السودان مثال‪( :‬برنامج‬
‫ثمرات)‬

‫ماهية برامج‬
‫املساعدة‬
‫الجتماعية‬

‫السياق الجتماعي‬
‫شروط نجاح‬
‫والقتصادي‬
‫برامج املساعدة‬
‫للمجتمع‬
‫الجتماعية‬
‫السوداني‬

‫برامج املساعدة‬
‫االجتماعية ومعوقات‬
‫نجاحها في السودان‬
‫املنهجية التي‬
‫يجب أتباعها‬
‫التجارب الدولية‬
‫لتحديد برنامج‬
‫التي يمكن اإلفادة‬
‫املساعدة‬
‫منها‬
‫الجتماعية‬
‫املناسب‬
‫معوقات نجاح‬
‫برامج الدعم‬
‫النقدي املباشر في‬
‫السودان‬

‫الشكل التالي يوضح ملخص للدراسة البحثية برامج املساعدة الجتماعية ومعوقات نجاحها في السودان مثال‪:‬‬
‫(برنامج ثمرات)‬

‫‪126‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)139-125‬‬

‫برامج املساعدة االجتماعية ومعوقات نجاحها في السودان مثال‪( :‬برنامج ثمرات)‬


‫ًّ‬
‫هدفت الدراسة للتعرف على املعوقات التي تحو ًّل دو ًّن تحقيق أهداف برامج‬
‫املساعدة الجتماعية‪ ،‬ووضع مجموعة من الضوابط والشروط لنجاح البرنامج‬ ‫والطالع‬
‫ًّ‬ ‫من خالل تحليل السياق الجتماعي والقتصادي للدولة السودانية‪،‬‬
‫يظهر أن برامج املساعدة‬
‫على برامج املساعدة الجتماعية بمختلف أنواعها‪ًّ ،‬‬
‫غير‬
‫ملباشر ًّ‬
‫الجتماعية التي تبنتها الحكومة السودانية املتمثلة في الدعم النقدي ا ًّ‬
‫اعتمدت الباحثة على املنهج الوصفي والتحليلي‪ ،‬لوصف البرامج الخاصة‬
‫أثار التدهورًّ القتصادي‪ًّ ،‬ل‬
‫املشروط املعروف باسم ثمرات‪ ،‬للتخفيف من ًّ‬
‫باملساعدة الجتماعية ماهيتها وأهدافها والظروف التي يمكن أن تنجح بها‪.‬‬
‫يمكن أن ينجح في ظل دولًّ تعاني من معدلت عالية من التضخم‪.‬‬
‫وتحليل السياق الجتماعي والقتصادي للدولة السودانية‪.‬‬

‫توصلت الدراسة إلى أن برنامج الدعم النقدي املباشر (ثمرات)‪ًّ ،‬ل يمكن أن يحقق أهدافه املتمثلة في زيادة القدرة الشرائية‪ ،‬ومواصلة التالميذ تعليمهم‪ ،‬حيث ان املبلغ‬
‫املمنوح عن طريق ثمرات ًّل يمكنه أن يزيد من القدرة الشرائية في ظل معدلت التضخم املرتفعة‪ ،‬وعدم استقر ًّار السلع الستهالكية‪ ،‬مع ندرتها في األسواق‪.‬‬

‫ً‬
‫دير‬
‫أول على طبيعة السياق الجتماعي والقتصادي والثقافي للمجتمع‪ ،‬وتحديد وتق ًّ‬
‫أوصت الدراسة على أنه يجب عند وضع أي من برامج املساعدة الجتماعية الوقوف ًّ‬
‫الحتياجات والوليات‪ ،‬ووضع أهداف يكونًّ من املمكن تحقيقها‪ ،‬من أجل ضمان نجاح البرنامج الذي سوف يتم العمل به‪.‬‬

‫تطلعات مستقبلية‪:‬‬
‫قيام مشروعات تعتمد على الصناعات التحويلية لتشجيع املنتجات املحلية وإنعاش األسواق واجتذاب األيدي العاملة خاصة تلك التي ًّل تتمتع بمهارات عالية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫برنامج النقد مقابل العمل‪ ،‬قد يكونًّ له دورًّ فاعل في تأسيس ًّأو إعادة تأهيل البنية التحتية للمدارس‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الستفادة من جهود املنظمات الطوعية وبرامج املسؤولية الجتماعية لتهيئة البنية التحتية للمدارس‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ومرتبطا بأهدافه‪ ،‬حيث يصبح شرط الحصولًّ على الدعم النقدي ًّ‬
‫هو مواظبة التالميذ الحضورًّ إلى املدارس‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫ًّ‬
‫مشروطا‬ ‫من املمكن أن يكونًّ برنامج الدعم النقدي‬ ‫‪‬‬
‫واختيار البرامج التي تستهدف إزالة هذه العوائق مثل‬
‫ًّ‬ ‫العتبار األسباب الثقافية والجتماعية املعيقة لوصولًّ األطفال إلى التعليم‪،‬‬
‫ًّ‬ ‫البرامج التي تستهدف تعليم التالميذ يجب أن تأخذ في‬ ‫‪‬‬
‫الورش واملحاضرات التوعية والرسائل املجتمعية وغيرها من البرامج‪.‬‬

‫‪127‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)139-125‬‬

‫‪ .1‬اإلطار العام‪:‬‬
‫‪ 1.1‬مقدمة‪:‬‬
‫في الثامن من سبتمبر للعام ‪2019‬م تسلمت حكومة انتقالية شؤون حكم البالد‪ ،‬وتتمثل أهم أهداف هذه الحكومة‬
‫النتقالية واولوياتها في معالجة الزمة القتصادية وتدهور األوضاع اإلنسانية‪ ،‬التي كانت من اهم األسباب املؤدية إلى‬
‫ثورة ديسمبر للعام ‪ ،2018‬ولتحقيق هذا الهدف‪ ،‬تم التصديق على مجموعة من اإلجراءات منها سياسة التحرير‬
‫القتصادي‪ ،‬ويتوازى هذا الجراء مع زيادة مرتبات العاملين بالدولة وتقديم الدعم النقدي املباشر لألسر بخلفية جعل‬
‫السلع الستهالكية في حالة وفرة مع إمكانية قدرة املواطنين على شرائها كواحدة من اليات الحماية التي توفرها الدولة‬
‫للمواطنين لتجنب وقوعهم في الفقر‪.‬‬
‫ويعد الدعم والعانات الحكومية بكافة أنواعها من أدوات السياسية اإلنفاقية التي تلجأ إليها حكومات الدول النامية‪.‬‬
‫لتقليل التفاوت في توزيع الدخول ومساعدة األفراد والسر الفقيرة على توفير احتياجاتها األساسية من السلع والخدمات‪.‬‬
‫وألن معاناة األسر الفقيرة ل تكون فقط بسبب انخفاض الدخل أو عدم التمكن من اشباع الحاجات الضرورية‪ ،‬ولكن‬
‫ً‬
‫تكون ايضا بسبب حرمانهم من احتياجاتهم األساسية كبشر من رعاية صحية ومستوي مناسب من التعليم ومسكن‬
‫الكبيرة بين الفقراء‪ ،‬قد يكون بعضهم بدو رحل وقد يكون الخرون عمال مزارع‬
‫ًّ‬ ‫لئق وبيئة نظيفة‪ .‬الخ‪ .‬إضافة للفروق‬
‫أو يعيشون في مجتمعات يغلب عليها الشكل الحضري واملتمدن أو يعيشون في أرياف‪ ،‬وبعضهم الخر قد يعيش في مناطق‬
‫ً‬
‫عرضة للكوارث الطبيعية والبعض الخر قد يكون لجئا‪ ،‬في حين يعاني اخرون من إعاقة (إدارة الشؤون القتصادية‬
‫لألمم املتحدة‪ .)2007،‬وبهذا تشكل األسباب املختلفة للضعف‪/‬املخاطر وطبيعة السياق الجتماعي والقتصادي‬
‫للمجتمع‪ ،‬واحدة من معايير اختيار السياسية الجتماعية املناسبة وبما تحتويه من برامج حماية اجتماعية‪ .‬وعليه‬
‫فالدراسة تناقش على خلفية الظروف الجتماعية واإلنسانية والقتصادية املتدهورة التي يعاني منها املجتمع السوداني‬
‫دور برامج املساعدة الجتماعية في إعانة املواطن السوداني في توفير مستوي عيش لئق له وألسرته‪ ،‬مع البحث عن اهم‬
‫املعوقات التي من املمكن ان تقلل من إمكانية تحقيق برامج املساعدة الجتماعية من أن تحقق أهدافه‪ ،‬وذلك بالستناد‬
‫إلى واقع الظروف والحالت التي تكون فيها البرامج أعاله فاعله في تحقيق أهدافها‪ًّ .‬‬
‫‪ 2.1‬مشكلة الدراسة وتساؤالتها‪:‬‬

‫يعاني السودان من تردى أوضاعه القتصادية التي كانت من األسباب الرئيسية التي أدت إلى إندلع ثورة ديسمبر للعام‬
‫ً‬
‫‪ ،2018‬والتي بموجبها تم إسقاط حكومة عمر حسن البشير‪ ،‬وتكونت خلفا لها حكومة تدير فترة تحول انتقالي ديمقراطي‪،‬‬
‫والتي تحاول بدورها معالجة األوضاع القتصادية‪ ،‬خاصة أن معدلت التضخم القتصادي قد بلغت أعلى مستوياتها‪،‬‬
‫مما أثر على معاش األسر السودانية خاصة األسر ذوات الدخل املنخفض‪ .‬وللتخفيف من هذه األزمات‪ ،‬تم تصميم‬
‫برنامج دعم نقدي محدد القيمة يقدم لألسر السودانية الهدف منه زيادة القدرة الشرائية‪ ،‬وضمان عدم إنقطاع‬
‫التالميذ عن تعليمهم‪ .‬ويثير هذا البرنامج واألهداف التي وضعت له العديد من التساؤلت‪ ،‬والتي في مجملها تمثل إشكالية‬
‫هذا البحث‪ ،‬وهذه التساؤلت هي‪ًّ :‬‬
‫كيف يمكن أن يزيد برنامج الدعم النقدي من القدرة الشرائية مع انخفاض قيمة العملة الوطنية بسبب التضخم‬ ‫‪-‬‬
‫القتصادي؟ ًّ‬

‫‪128‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)139-125‬‬

‫كيف يمكن لبرنامج الدعم النقدي أن يزيد من القدرة الشرائية مع الرتفاع املستمر في أسعار السلع الستهالكية؟ ًّ‬ ‫‪-‬‬
‫كيف يمكن لبرنامج الدعم النقدي أن يزيد من القدرة الشرائية مع عدم وجود آلية لضبط أسعار السلع وتحكم‬ ‫‪-‬‬
‫التجار وحدهم في تحديد األسعار؟ ًّ‬
‫انهيار البنية التحتية للمدارس وعدم توفرها في بعض‬
‫كيف يمكن أن نضمن مواصلة التالميذ تعليمهم في ظل ًّ‬ ‫‪-‬‬
‫املناطق؟ ًّ‬
‫هل املشكالت املرتبطة بانقطاع التالميذ عن تعليمهم في السودان يمكن حلها فقط من خالل اعطاء رب األسرة‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫دعما نقديا بشكل شهري؟ ًّ‬
‫‪ 3.1‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫انطالقا من التساؤلت املطروحة أعاله‪ ،‬ومع قيام الدولة بتبني برنامج ثمرات لتوفير الحماية لطبقة الفقراء‪ ،‬فأن الهدف‬
‫األساس ي للورقة هو التعرف على مجموعة العقبات أو املعوقات التي من املمكن أن تحول دون تحقيق أهداف برامج‬
‫ًّ‬
‫ثمرات‪ ،‬وذلك من خالل محاولة وضع مجموعة من الضوابط والشروط التي يجب أن تتوافر حتى يكون نوع التدخل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مناسبا وقادرا على تحقيق أهدافه‪ًّ .‬‬
‫‪ 4.1‬أهمي ــة الدراسة‪:‬‬
‫تكسب الدراسة أهميتها من الناحية العلمية‪ ،‬على أنها تعرض بشكل كامل ومختصر برامج املساعدة الجتماعية بمختلف‬
‫أشكالها‪ ،‬باعتبارها واحدة من برامج الحماية الجتماعية‪ ،‬التي تتعامل مع مختلف املخاطر الجتماعية‪ ،‬وهو ما يفيد‬
‫الدارسين والباحثين في هذا الحقل‪ ،‬لالستفادة من املفاهيم واملصطلحات املطروحة‪ .‬ومن الناحية العملية فأن الدراسة‬
‫تفيد الجهات ذات الختصاص املخول لها تنفيذ برامج الحماية الجتماعية بمختلف األشكال التي تقدمها‪ ،‬من خالل‬
‫الدولة‪ ،‬والطرق‬
‫املالحظات التي تقدمها الباحثة عن مناطق القصور لبرامج املساعدة الجتماعية التي تم تصميها من قبل ًّ‬
‫والبرامج البديلة التي من املمكن ان تصاحب هذه البرامج من أجل تحقيق أهدافها‪ ،‬وذلك من خالل عرض بعض‬
‫التجارب الدولية لبرامج املساعدة الجتماعية ومحاولة اإلفادة منها بما يتالءم مع طبيعة السياق الجتماعي والقتصادي‬
‫للمجتمع السوداني‪ ،‬خاصة ان برنامج الدعم النقدي املباشر في مرحلة التجريب‪ًّ .‬‬
‫‪ 5.1‬منهـ ــج الدراسة‪:‬‬
‫تعتمد الدراسة على املنهج الوصفي والتحليلي‪ ،‬لوصف البرامج الخاصة باملساعدة الجتماعية ماهيتها وأهدافها‬
‫والظروف التي يمكن أن تنجح بها‪ .‬وتحليل السياق الجتماعي والقتصادي للدولة السودانية‪ ،‬بهدف البحث عن مدى‬
‫مالئمة برامج املساعدة الجتماعية التي تبتها الحكومة السودانية ملجابهة التدهور القتصادي‪ًّ .‬‬
‫‪ .2‬برامج املساعدة االجتماعية للحكومة السودانية‪:‬‬
‫تسلمت حكومة الفترة النتقالية شؤون إدارة حكم البالد تحت ظروف اقتصادية واجتماعية وصحية متردية‪ ،‬وما زالت‬
‫هذه الظروف قائمة حتى الن بوتيرة سريعة من التدهور‪ ،‬مما أوجب إنشاء برامج من الحماية الجتماعية وشبكات‬
‫لألمان الجتماعي من شأنها ان تحفظ للمواطن كفاف معيشته له وألسرته‪ ،‬وكان من ضمن هذه البرامج التي تم وضعها‬
‫ً‬
‫وفقا لسياسات تحرير السوق التي جاء بها وزير املالية السابق إبراهيم البدوي‪ ،‬لجعل املنتجات الستهالكية داخل‬
‫ً‬
‫ًّ‬
‫مفروقا‬ ‫امرا‬
‫األسواق في حالة من الوفرة مع عدم التدخل في أسعار هذه السلع واملنتجات مما يجعل من زيادة األسعار ًّ‬

‫‪129‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)139-125‬‬

‫منه‪ ،‬خاصة مع رفع الدعم منها‪ ،‬وملجابهة هذا المر تم وضع هيكلية جديدة لرواتب العاملين في الدولة تبلغ نسبة زيادتها‬
‫‪ًّ .%569‬‬
‫هذا وباإلضافة ولحماية املواطنين من غالء األسواق ورفع الدعم عن السلع الستهالكية وكواحدة من برامج املساعدة‬
‫الجتماعية تم وضع برنامج الدعم النقدي املباشر غير املشروط حيث يتحصل على الدعم النقدي ‪ %80‬من السودانيين‪.‬‬
‫ويتم تقديم الدعم لرب السرة وفقا لعدد أفراد أسرته ويبلغ حوالي خمسة دولر في الشهر للفرد الواحد‪ .‬هدف املشروع‬
‫زيادة القدرة الشرائية للفرد كما أنه يساعد على استمرار التالميذ في مقاعد الدراسة‪ .‬ويتم التمويل من الحكومة‬
‫السودانية والشركاء بدعم فني وتقني من برنامج األغذية العالمي والبنك الدولي‪ .‬وهذا البرنامج في مراحل التجربة الولي‬
‫حيث سوف يتم التجريب من الوحدة اإلدارية لسوبا غرب في محلية الخرطوم‪ ،‬ثم ينتقل إلى أربع وحدات إدارية هي‬
‫إدارية البقعة بمحلية أم بدة‪ ،‬والنصر بمحلية جبل اولياء وإداريتي سوبا وام ضوء بان بمحلية شرق النيل (الهادي‪،‬‬
‫‪ًّ .)2021‬‬
‫ويعتبر برنامج الدعم النقدي برنامج رائد في مجال الحد من الفقر‪ .‬وقد عرفت هذه البرامج بأنها أدوات فعالة في‬
‫ً‬
‫استئصال الفقر نظرا لقدرتها على الحد من مظاهر التفاوت القتصادي وكسر حلقة توارث الفقر عبر األجيال‪ ،‬وغيرها‬
‫ً‬
‫من األهداف التي يتميز بها كل برنامج‪ ،‬والظروف التي تعمل بها‪ ،‬وتحاول الباحثة في هذه الورقة البحث أول عن ماهية‬
‫تلك البرامج والظروف املالئمة التي تعمل بها‪ ،‬ثم محاولة الوقوق على توفر تلك الظروف ومدى مالءمتها للشأن السوداني‪ًّ .‬‬
‫‪ .3‬تعريف برامج املساعدة االجتماعية‪:‬‬
‫برامج املساعدة الجتماعية‪ ،‬هي إحدى وسيلتي الضمان الجتماعي التي يحصل بمقتضاها األشخاص‪ ،‬في حالت خاصة‬
‫وبشروط معينة على مبالغ نقدية و‪/‬أو خدمات عينية تقدر بحسب حاجتهم‪ ،‬ول يدفعون نظيرها اشتراكات خاصة‪ .‬وقد‬
‫ً‬
‫ظهرت هذه البرامج تكميال لبرنامج التأمين الجتماعي الذي يعتبر الوسيلة الثانية للضمان الجتماعي‪ ،‬فعندما أستقر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫العمل به في دول كثيرة ظهر أن هناك قطاعا كبيرا من السكان لم يستفيدوا منه‪ ،‬ذلك ألن هذا البرنامج يعتمد على‬
‫تمويلها عادة من الشتراكات من قبل العمال واملخدمين لهم‪ ،‬وفي بعض األنظمة تدعم الدولة حصة املخدم لتشجيع‬
‫التغطية‪ .‬يحدد الستحقاق ومستوي املنافع بالسجل الوظيفي التاريخي للمنتفع‪ ،‬كما يتم تعويض املنتفع عن الدخل‬
‫املفقود في حالة تعرضه ألي من األخطار املؤمن عليها‪ ،‬وتسدد هذه املنافع بصرف النظر عن هل املنتفع في حاجه لها أم‬
‫ل ألنها منافع محددة بالقانون (علي‪ .)2013 ،‬وبالتالي فلعامليين النظاميين هم من يستفيدون من خدمات التأمين‬
‫الجتماعي التي تغطي املخاطر الجتماعية مثل‪( :‬تأمين إصابات العمل وأمراض املهنة‪ ،‬تأمين الشيخوخة والعجز والوفاة‪،‬‬
‫التأمين الصحي الجتماعي‪ ،‬تأمين المومة‪ ،‬تأمين البطالة)‪ًّ .‬‬
‫ولعتماد نظام التأمين الجتماعي على الشتراكات التي تقتض ي ثبات عنصر األجر بصفة دورية‪ ،‬فأن هذا النظام يستبعد‬
‫عدد من الفئات فئات ل تتعامل باألجور الدورية املنتظمة وذلك مثل ذوي املهن الحرة وأصحاب الحرف‪ ،‬واملشتغلين‬
‫ً‬
‫لحسابهم‪ ،‬أصحاب األعمال‪ ،‬ومنهم ايضا فئات ل تحصل على دخولها إل بصورة موسمية وذلك مثل املزارعين‪ ،‬العمال‬
‫املوسميين‪ ،‬وهذه الفئات ل تستطيع أن تستوفي التزاماته القانونية في سداد الشتراكات الدورية‪ ،‬وقد تتعرض للعوارض‬
‫الجتماعية التي تفقدها للدخل في زمن عملها املوسمي‪ ،‬فيفقد النظام مصادر التمويل ملقابلة املصروفات التأمينية‪.‬‬

‫‪130‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)139-125‬‬

‫ولهذا عمدت بعض الدول إلى تبني أسلوب املساعدات الجتماعية الذي عم انتشاره وخاصة إنه أسلوب ل يقوم على‬
‫جمع الشتراكات‪ ،‬كما في التأمين الجتماعي (محمد‪ .)2015 ،‬وتختلف أشكال برامج املساعدة الجتماعية‪ ،‬ومنها‪ًّ :‬‬
‫‪ 1.3‬برامج الدعم العيني‪:‬‬
‫هو من احدى الطرق التي تستخدمها حكومات الدول عندما يعاني اقتصادها من ظاهرة التضخم التي تقلل من القيمة‬
‫الحقيقة لعملتها الوطنية‪ .‬وتأخذ برامج الدعم العيني أحد ثالث أشكال هي (محمود‪ًّ :)2019 ،‬‬
‫‪ -‬برامج دعم الغذاء‪ :‬ويتم تقسيمها إلى أربع أنواع رئيسية هي دعم البطاقات التموينية والتي تتضمن توزيع حجم‬
‫معين من السلع بأسعار تقل عن األسعار السائدة في األسواق‪ ،‬ويتناسب حجم هذه السلع مع عدد افراد‬
‫السرة‪ .‬وأيضا كوبونات الغذاء حيث تحصل الفئة املستهدفة على كوبونات ذات قيمة نقدية محددة تمكنها‬
‫من الحصول على مجموعة من السلع باألسعار السائدة في السوق‪ .‬إضافة إلى كل برامج التغذية املكملة وتأخذ‬
‫شكل وجبات مدرسية واغذية لألطفال وتستهدف فئات بعينها من تالميذ املدارس واألطفال الرضع والمهات‬
‫في فترة الحمل‪ .‬ودعم أسعار الغذاء ًّوالذي يهدف إلى توفير السلع لكل فئات املجتمع بأسعار مناسبة وبكميات‬
‫كبيرة وبأسعار اقل من األسعار السائدة في السوق‪ًّ .‬‬
‫‪ -‬برامج دعم الطاقة‪ :‬حيث يتم دعم أسعار الطاقة من قبل الحكومة وتسعيرها بأقل من تكلفة اإلنتاج للطبقات‬
‫الفقيرة‪.‬‬
‫‪ -‬برامج دعم اإلسكان‪ :‬وقد تكون إما في شكل تخفيض الفائدة على قروض اإلسكان أو تخفيض مستوي‬
‫اإليجارات‪ .‬أو قد تأخذ شكل دعم مباشر للمساكن التي توفرها الحكومة أو دعم لصيانة املساكن التي تقيمها‬
‫الحكومة‪.‬‬
‫‪ 2.3‬برامج الدعم النقدي أو التحويالت النقدية‪:‬‬
‫ل يوجد مخطط محدد لبرامج التحويالت النقدية‪ .‬فالسياقات املختلفة قد تتطلب أنماط مختلفة من املساعدة النقدية‪.‬‬
‫ُ‬
‫وستحدد التقييمات الحتياجات والولويات وإن كانت التحويالت النقدية مناسبة لتلبية تلك الحتياجات‪ .‬وقد تعتمد‬
‫أنماط مختلفة من التحويالت النقدية استجابة لكارثة أو نزاع أو حالت طوارئ‪ .‬ويمكن لهذه التحويالت النقدية أن‬
‫تكون (مشروطة أو غير مشروطة‪ ،‬دفعات ملرة واحدة أو متكررة‪ ،‬مقدمة بشكل شامل أو مستهدفة ملجموعات محددة‪،‬‬
‫هبات نقدية أو قسائم‪ .‬وفيما يلي عرض عام عن األنواع املختلفة لبرنامج الدعم النقدي (الحركة الدولية لجمعيات‬
‫الصليب األحمر والهالل األحمر‪:)2007 ،‬‬
‫‪ -‬التحويالت النقدية غير املشروطة‪ :‬تقدم التحويالت النقدية غير املشروطة من دون شروط حول كيفية‬
‫استخدام األموال‪ .‬لكن يفترض في حال كان قد جرى تحديد الحاجات األساسية من خالل التقييم‪ ،‬بأن‬
‫تستخدم تلبية لهذه الحاجات‪ .‬ومن ثم تحديد سبل العيش أو األنشطة اإلنتاجية كحاجة‪ ،‬فأن النقود املو ًّزعة‬
‫ستستخدم لذلك‪ .‬وتستخدم التحويالت النقدية غير املشروطة غالبا فورا في بداية حالة الطوارئ‪ًّ .‬‬
‫‪ -‬التحويالت النقدية املشروطة‪ :‬تقدم التحويالت النقدية املشروطة مقابل قيام املستلمين بش يء ما (مثل‬
‫مواظبة التالميذ حضور املدارس‪ ،‬او إعادة بناء منازلهم‪ًّ ،‬زرع البذور‪ ،‬حراثة األرض‪ ،‬تعزيز‪ /‬تحديد سبل‬
‫العيش)‪ًّ .‬‬

‫‪131‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)139-125‬‬

‫‪ -‬قسائم السلع أو النقود‪ :‬تشترط قسائم السلع السلعة (وكميتها‪ /‬وزنها) أو الخدمة التي يمكن للمستلم أن‬
‫يستبدلها بها‪ .‬أما القسائم النقدية فهي ذات قيمة محددة يمكن أن تحدد خدمة وسلعة ما أو مجموعة من‬
‫السلع التي باإلمكان استبدالها بها‪ .‬وبمحض الختيار‪ ،‬يمكن للقسيمة أن تعطى املستلم حرية اختيار ما‬
‫سيشتريه بقسيمته‪ .‬وتوجد أيضا قسائم موحدة (لها قيمة نقدية وسلعية)‪ .‬ويمكن استبدال القسائم في‬
‫محالت تجارية يجرى اختيارها مسبقا‪ ،‬مع تجار‪ /‬مقدمي خدمات محددين أو في معارض منظمة خصيصا‬
‫لهذه الغاية‪ًّ .‬‬
‫‪ -‬النقود مقابل العمل‪ :‬دفع األموال مقابل العمل على برامج مجتمعية أو عامة ستحسن أو تعيد تأهيل خدمات‬
‫تأهيل خدمات املجتمع او بنيته التحتية‪ .‬وينبغي ان تغطي الحور الحاجات األساسية‪ ،‬لكنها تقل قليال عن‬
‫مستويات السوق تجنبا للتنافس مع سوق العمل‪ًّ .‬‬
‫‪ -‬تحويالت املساعدات الجتماعية‪ :‬هي تحويالت نقدية متكررة‪ ،‬غير مشروطة‪ ،‬ومتوقعة تقدم لألسر الضعيفة‬
‫أو املعدمة ملدة أطول أو ألشخاص محددين (مثل العجزة أو أصحاب اإلعاقة)‪ًّ .‬‬
‫"برامج‬
‫وتمثل برامج الدعم النقدي بكافة أشكاله مكونا من مكونات سياسات املساعدة الجتماعية الرامية إلى وضع ًّ‬
‫ً‬
‫شبكات األمان الجتماعي" أو "برامج الرعاية الجتماعية"‪ .‬وتمثل سياسات املساعدة الجتماعية مكونا مكمال للتأمين‬
‫ً‬
‫الجتماعي (مثال للتأمين الصحي‪ ،‬وإعانات البطالة‪ ،‬واملعاشات التقاعدية‪ ،‬وما إلى ذلك) في أنظمة الحماية الجتماعية‪،‬‬
‫ويمكن لبرامج التحويالت النقدية‪ ،‬بوصفها مخططات للمساعدة الجتماعية‪ ،‬أن تسهم في إعمال الحق في الضمان‬
‫الجتماعي والحق في التمتع بمستوي معيش ي لئق (الجمعية العامة لألمم املتحدة‪ .)2009 ،‬وجميع صور الضمان‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الجتماعي بات حقا اصيال من حقوق النسان‪ًّ .‬‬
‫وباختالف األنواع التي تحويها برامج الدعم النقدي‪ ،‬فأن لكل برنامج ظروفه الخاصة التي يمكن من خاللها ان يحقق‬
‫األهداف التي وضع من أجلها‪ .‬وقد كان ملنظمات العمل الطوعي دور كبير في صياغة مجموعة من الظروف التي تتالءم‬
‫مع كل نوع من أنواع الدعم النقدي ومنها الحركة الدولية لجمعيات الصليب األحمر والهالل األحمر التي قدمت مبادئ‬
‫توجيهية لوضع برامج خاصة بالتحويالت النقدية‪ ،‬وقد قدم الدليل مجموعة من التوصيات عن أي نوع من أنواع الدعم‬
‫النقدي والظروف املناسبة التي يمكن تطبيقه عليها‪ ،‬والجدول أدناه يوضح ذلك‪ًّ :‬‬

‫‪132‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)139-125‬‬

‫تحويالت املساعدات‬ ‫قسائم السلع أو‬ ‫التحويالت النقدية‬ ‫التحويالت النقدية‬


‫النقود مقابل العمل‬
‫الجتماعية‬ ‫النقود‬ ‫املشروطة‬ ‫غير املشروطة‬
‫الفقراء‬ ‫• كان‬ ‫• وجود إمداد شحيح‬ ‫• الحاجة إلى أعمال‬ ‫• وجود سلوك أو‬ ‫• كانت السلع التي‬
‫املدقعين بحاجة إلى‬ ‫لسلعة معينة ًّأو‬ ‫عامة ًّأو مجتمعية‬ ‫مواقف معينة براد‬ ‫الناس‬ ‫يحتاجها‬
‫للمساعدة املتكررًّة‬ ‫عدد من السلع‬ ‫خاصة‪.‬‬ ‫تغيرها (مثل ل‬ ‫متوفرة في السوقًّ‬
‫ًّأو املتواصلة‪.‬‬ ‫(يمكن للقسائم أن‬ ‫توفير‬
‫ًّ‬ ‫• إمكانية‬ ‫تلتحق الفتيات في‬ ‫غير قادرين‬
‫لكنهم ًّ‬
‫• كانت أنظمة الرعاية‬ ‫تضمن حصولًّ الكل‬ ‫واإلشراف‬
‫ًّ‬ ‫التجهيزات‬ ‫بعض البلدان‬ ‫على ابتياعها‪.‬‬
‫الجتماعية‬ ‫على حصة عادلة‪.‬‬ ‫األعمال‬ ‫على‬ ‫باملدارس وهو شرط‬ ‫خطر التضخم‬ ‫ًّ‬ ‫• كان‬
‫من شروط برامج‬ ‫ً‬
‫الحكومية موجودة‬ ‫خطر للتضخم‬ ‫• وجود ًّ‬ ‫املجتمعية‪.‬‬ ‫منخفضا‪.‬‬
‫ًّ‬
‫ًّأو مخطط لها‪.‬‬ ‫و‪ًّ /‬أو وجود قلق أمني‬ ‫• وجود قدرة لدى‬ ‫التحويالت النقدية)‬ ‫يعتبر‬
‫ًّ‬ ‫• كان األمن‬
‫يخص‬ ‫فيما‬ ‫ً‬
‫املجتمع على القيام‬ ‫مقبول‪.‬‬
‫ًّ‬
‫التحويالت النقدية‪.‬‬ ‫بالعمل‪.‬‬
‫• وجود هدف معين‬ ‫• وجود قدرة على‬
‫محدد مثل تحسين‬ ‫على‬ ‫املحافظة‬
‫التغذية ًّأو النتاج‬ ‫األصولًّ املختلفة‪.‬‬
‫الزراعي‪.‬‬
‫• حاجة التجارة إلى إلى‬
‫سلعة محددة مثل‬
‫املواش ي‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫ً‬
‫املصدر‪ :‬أعداد الباحثة استنادا إلى‪ :‬الحركة الدولية لجمعيات الصليب األحمر والهالل األحمر (‪ .)2007‬مبادئ توجيهية لوضع برامج‬
‫خاصة بالتحويالت النقدية‪ .‬سويسرا‪ :‬جمعية الصليب األحمر والهالل االحمر‪.‬‬
‫ً‬
‫وايضا من املنظمات التي قامت بوضع دليل توجيهي لبرامج الدعم النقدي والحالت املالئمة لكل برنامج هي منظمة‬
‫‪ MERSY CORPS‬والجدول التالي يوضح تلك الحالت‪ًّ :‬‬
‫عادة ما تكونًّ برامج التحويالت النقدية غير مالئمة في الحالت‬ ‫عادة ما تكونًّ برامج التحويالت النقدية مالئمة في الحالت ًّ‬
‫التالية‪ًّ :‬‬ ‫التالية‪:‬‬
‫ل توجد أسواق فعالها أو يسهل الوصولًّ إليها ‪.‬وفي هذه الحالة‪ ،‬قد ًّ‬ ‫سوقًّ فعال للسلع والخدمات األساسية املوجود قبل حالة الطوارئًّ‪.‬‬
‫عادل ً‬
‫تماما‪ ،‬طاملا كان ً‬ ‫ً‬ ‫سوقا ً‬ ‫وفي حين أنه قد ل يكو ًّن ً‬
‫يكو ًّن توزيع السلع الغذائية وغير الغذائية أكرر مالءمة حتى يمكن‬ ‫قادرا‬ ‫مثاليا أو ًّ‬
‫استعادة األسواق‪.‬‬ ‫على تلبية الطلب‪ ،‬فسيعمل لصالح أغراض استجابة برامج‬
‫التحويالت النقدية األولية‪ًّ .‬‬
‫تقلص طرقًّ اإلمداد أو قطعها وعدم قدرة التجار على توفير ما ًّ‬ ‫صدمة أدت إلى انخفاض في مصادر الغذاء والدخل والنتيجة هي أن‬
‫الناس لم يعودوا قادرين على تلبية احتياجاتهم األساسية أو اعتماد يكفي من عرض السلع لتلبية الطلب املحلي‪.‬‬
‫استراتيجيات مواجهة قصيرة األجل والتي تدمر سبل العيش و‪/‬أو‬
‫األصولًّ و‪/‬أو الكرامة لديهم على املدى البعيد‪ًّ .‬‬
‫ً‬
‫توفر اإلمدادات الغذائية الكافية و‪/‬أو السلع األساسية محليا أو ًّ وجود نقص غذائي في األسواق املحلية ‪.‬في هذه الحالة‪ ،‬قد يلزم ًّ‬
‫توجيه توزيع الغذاء حتى تتعافى األسواق املحلية ومخزون السلع‪ .‬في‬ ‫ً‬
‫إقليميا لتلبية الحتياجات الفورية‪.‬‬
‫ئ الحادة‪ ،‬قد يلزم توفير مواد اإلغاثة املنقذة للحياة‬ ‫حالت الطوار ًّ‬
‫والعينية‪.‬‬
‫يعمل السكان املستهدفونًّ في مجتمع قائم على عدم استخدام‬ ‫الوصولًّ الفعلي إلى األسواق مع توفر سبل األمان لذلك‪ًّ .‬‬
‫النقد (على سبيل املثال‪ ،‬نظام املقايضة( ‪.‬‬
‫ى عدم الستقرار السياس ي و‪/‬أو الفساد وتأثيره هو أن هذه‬ ‫ُيستخدم النقد من جانب السكان املستهدفين‪ ،‬ويمكن تسليمه مستو ًّ‬
‫التحويالت النقدية يمكن أن تتسبب في تفاقم العنف أو تعريض‬ ‫بأمان وفعالية‪.‬‬
‫املستفيدين للخطر أو عدم التعقب بشفافية‪ًّ .‬‬
‫املصدر‪ :‬ميرس ي قروب (لم يتم ذكر التاريخ)‪ .‬دليل برامج التحويالت النقدية‪ ،‬لم يتم ذكر الدولة‪ :‬منظمة ميرس ي قروب‪.‬‬

‫‪133‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)139-125‬‬
‫ً‬
‫ومن خالل العرض السابق‪ ،‬نجد ان آليات املساعدة الجتماعية ل توضع اعتباطا‪ ،‬إنما لها محددات ومنهج معين من‬
‫ً‬
‫خالله يتم اختيار اآللية املناسبة وليس شرطا ان يتم اختيار برنامج واحد‪ ،‬فمن املمكن ان تتم املزاوجة بين أكرر من‬
‫برنامج طاملا أنه وضع بناء على تقدير الحتياجات والمكانيات‪ ،‬وتحاول الباحثة الوقوف على برامج املساعدة الجتماعية‬
‫التي تم وضعها من قبل الحكومة السودانية املتمثلة في برنامج ثمرات وعرض مدى توفر هذه الظروف والشروط السابقة‬
‫الذكر مع هذا البرنامج‪.‬‬
‫‪ .5‬تحليل برامج املساعدة االجتماعية ومعوقات نجاحها في السودان‪:‬‬
‫لتحقيق أهداف الدراسة عملت الباحثة على تحليل محتوى برامج املساعدات الجتماعية في السودان ودراسة مدى‬
‫مالئمتها لالحتياجات املجتمعية وبما يتوافق مع املعايير الدولية لتوزيع املساعدات للفئات الهشة‪ًّ .‬‬
‫في العرض السابق عن برنامج الدعم النقدي او ما يعرف بالتحويالت النقدية‪ ،‬أوضحنا أن له ظروف معينة يكون فيها‬
‫ً‬
‫هو الخيار األنسب من ضمن خيارات املساعدة الجتماعية األخرى‪ ،‬فهو يتالءم مع الحالت التي يكون فيها السوق فعال‬
‫ً‬
‫قادرا على توفير كل الحتياجات لكن الناس غير قادرين على ابتياعها‪ ،‬وهو عكس ما يحدث في الشأن السوداني‪ ،‬فأن‬
‫البالد تمر بحالة من الندرة في كثير من السلع الستهالكية واألدوية املنقذة للحياة‪ ،‬إضافة لألزمات املستمرة في املحروقات‬
‫وعدم توفرها‪ ،‬فتصبح واحدة من الظروف التي يعمل بها برنامج الدعم النقدي غير متوفرة‪ .‬أضافة إلى أن هذا البرنامج‬
‫يتالءم مع الدول التي تعاني من نسب تضخم منخفضة ولديها القدرة على التحكم في السوق والسعار‪ ،‬والسودان يعاني‬
‫ً‬
‫من نسب تضخم مرتفعة جدا وهي إحدى أعلى معدلت التضخم في العالم‪ ،‬وهو ما أوضحه الجهاز املركزي لإلحصاء أن‬
‫التضخم السنوي تسارع إلى ‪ %254.23‬في شهر نوفمبر للعام ‪ 2020‬مقابل ‪ %229.85‬للشهر أكتوبر (التضخم في السودان‪،‬‬
‫‪ًّ .)2021‬‬
‫ومع األوضاع القتصادية املتدهورة التي يمر بها السودان يمكن ان يكون خيار برنامج الدعم العيني او السلعي هو‬
‫الخيار األفضل‪ ،‬خاصة ان هذا النوع من البرامج يتعامل مع الحالت التي يكون فيها السوق غير قادر على توفير احتياجات‬
‫املجتمع من السلع الستهالكية اليومية‪ .‬وفي هذا يمكن الستفادة أيضا من مشاريع السلع التحويلية خاصة ان السودان‬
‫من الدول التي تتوافر فيها املناطق الزراعية والرروات الحيوانية غير املستقلة بالشكل األمثل‪ًّ .‬‬
‫في دراسة قامت بها وزارة الزراعة والرروة الحيوانية لقري بغرب أم درمان‪ ،‬واشتملت الدراسة على أربعة قري (أم‬
‫حروت‪ ،‬فتاشه‪ ،‬ود عبده‪ ،‬ود عمر) وأغلب املجموعات القبلية بمنطقة الدراسة هم من الجموعيه ‪ %50‬وتتساوي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الغربان والحسانية بنسبة ‪ %24.5‬لكال‪ .‬وعن طبيعة النظام القتصادي ألهالي املنطقة من املالحظ انها منتجة زراعيا‬
‫وتمتلك ثروة حيوانية‪ ،‬فمن حيث امتالك األراض ي الزراعية ‪ %53.5‬يمتلكون أكرر من أربع فدان‪ ،‬بينما نسبة ‪%31.7‬‬
‫يمتلكون من ‪ 2 -1‬فدان‪ ،‬ونسبة ‪ %12.9‬يمتلكون من ‪ 4 -3‬فدان‪ ،‬ونسبة ‪ %2.0‬يمتلكون أكرر من فدان‪ .‬بينما في الرروة‬
‫الحيوانية فأن متوسط امتالك السرة للحيوان يأتي من الضأن بنسبة ‪ ،13‬ومن املاعز ‪ 7‬ومن الجمال ‪ 6‬ومن الحمير ‪2‬‬
‫ومن الدجاج ‪ .6‬ولكن بالرغم من طبيعة هذه الرروة املمتلكة ال انهم ًّل يعتمدون عليها كمصدر أساس ي للدخل‪ ،‬حيث‬
‫أن النسب األعلى للمهنة األساسية لرب األسرة كانت ‪ %56.1‬يمتهنون األعمال الحرة‪ ،‬وهي نسبة كبيرة مقارنة لعتماد‬
‫رب السرة على الزراعة والرروة الحيوانية كمهن أساسية‪ ،‬حيث تمثل الزراعة نسبة ‪ %28.6‬كمهنة أساسية لرب‬
‫األسرة‪ ،‬بينما الرروة الحيوانية فهي تمثل نسبة ‪ %7.1‬وقد وربما قد يرجع هذا لعدد من األسباب‪ ،‬من األسباب ما‬

‫‪134‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)139-125‬‬

‫تطرقت لها الدراسة‪ ،‬مثل عدم توفر املراعي حيث ان نسبة ‪ %63.9‬يعتقدون بهذا األمر وهو ما يطر الراعي لشراء عليقة‬
‫الحيوان من األسواق (السودان‪ ،‬وزارة الزراعة والرروة الحيوانية‪ .)2020 ،‬وهنالك من األسباب هو من باب املالحظة‪،‬‬
‫من خالل مشاركتي في مسح واحدة من املناطق التي تشتملها الدراسة‪ ،‬ومن هذه األسباب‪ ،‬ان املناطق التي تغطيها‬
‫الدراسة‪ ،‬كل منها تحتوي على أسر هم في األصل يشتركون في القرابة والنسب‪ ،‬أم يشتركون في القبيلة التي ينتمون إليها‪،‬‬
‫وكل واحدة من أسر مناطق الدراسة‪ ،‬تمتلك زراعتها الخاصة وحيواناتها الخاصة‪ ،‬أي أنهم مع بعضهم البعض ل‬
‫يحتاجون للمتاجرة باملنتجات الزراعية والحيوانية‪ ،‬أضف إلى ذلك عدم توفر األسواق في مناطق الدراسة‪ ،‬فبالتالي‬
‫تصبح بعض املنتجات الحيوانية مثل اللبن هي لالستهالك الشخص ي فقط‪ ،‬إضافة لبيع بعض الحيوانات الذي ينشط‬
‫بيعه في مواسم الضاحي‪ًّ .‬‬
‫ان منطقة مثل قرى غرب امدرمان‪ ،‬تتوافر فيها كثير من املنتجات الزراعية والرروة الحيوانية مع عدم الستثمار فيها‬
‫للدخل أو تحقيق الربح ال على مستوى الستهالك الشخص ي‪ ،‬من املمكن ان تلعب فيها مشاريع الصناعات التحويلية‬
‫ً‬
‫دورا في خلق سوق لهذه املنتجات مثل مصانع تعليب الفواكه والخضروات وتجفيفها ومثل مشتقات اللبان وغيرها‬
‫من المثلة‪ ،‬وذلك من خالل تقديم بعض التسهيالت للشركات الخاصة لالستثمار في هذه املناطق‪ ،‬فهذه الخطوة ل‬
‫تعود فيها الفائدة ألصحاب املصانع وأهالي املنطقة لزيادة دخلهم فقط‪ ،‬وإنما قد تحل بعض املشاكل األخرى التي يعاني‬
‫ً‬
‫منها السودان بشكل متزايد‪ ،‬مثل مشكلة البطالة‪ ،‬فعند بناء املصانع تأتي الحوجه أول لأليدي العاملة في عملية النشاء‬
‫والتصميم‪ ،‬وهنالك كثير من التجارب الناجحة التي استفادت من العمالة الريفية وربطها بأهداف خفض معدلت الفقر‬
‫للسكان األكرر حوجه‪ ،‬من هذه البرامج قانون العمالة الريفية الوطني للمهاتما غاندي في الهند الذي صمم على أنه‬
‫برنامج عمالة عام‪ ،‬إذ يوفر ما ل يقل عن ‪ 100‬يوم من العمالة مضمونة الجر في السنة املالية لكل أسرة معيشية ريفية‬
‫يتطوع أفرادها البالغون إلنجاز عمل يدوي ل يتطلب أي مهارات‪ ،‬ويمثل القانون استثمارا هائال في إعادة تأهيل رأس‬
‫املال الطبيعي املتصل بالحد من الفقر‪ .‬وهو جزء من برنامج التنمية املستدامة الوسع نطاقا الذي يشمل خطة العمل‬
‫لدراسة أجراها مركز العلوم والبيئة في عام ‪ ،2009‬تمكن البرنامج من زيادة‬
‫الوطنية بشأن تغير املناخ (‪ )2008‬ووفقا ًّ‬
‫توافر املياه وتحسين اإلنتاج الزراعي من خالل تسهيل الستفادة من الري‪ .‬وأفض ي البرنامج أيضا إلى زيادة تنوع املحاصيل‬
‫ومكن املزارعين من التحول من محصول واحد إلى محصولين‪ .‬وتنفذ حاليا في جنوب افريقيا أيضا برامج مماثلة وان‬
‫كانت على نطاق أضيق (مكتب العمل الدولي‪ًّ .)2013 ،‬‬
‫ومن ضمن برامج العمالة أيضا برنامج شبكة األمان اإلنتاجية في اثيوبيا وكانت الخطوة الولي في البرامج تنفيذ مشاريع‬
‫ً‬
‫أشغال عامة كثيفة العمالة لتمكين مجموعات كبيرة من الناس من كسب والتخفيف من انعدام امنهم الغذائي‪ .‬وتاليا‪،‬‬
‫حددت السر املعيشية املعرضة للخطر وقدمت لها منح‪ .‬وانطوت الشغال العامة بشكل رئيس ي على تشييد الطرق ونظم‬
‫املياه‪ .‬وأنش ئ نظام مرن لدفع الرواتب يضمن عدم بقاء األسر املعيشية التي تفتقر إلى األمن الغذائي دون مال في فترات‬
‫العوز الشديد‪ .‬وقد أثبت النظام فاعليته في استهداف املستفيدين وتحقيق كفاءة التكاليف اإلدارية‪ ،‬إذ استخدم‬
‫املنظومات الحكومية القائمة وبالتالي حقق وفورات حجم‪ .‬واستفاد من البرنامج أكرر من ‪ 7,6‬ماليين من الفقراء في‬
‫لألمن الغذائي‪ ،‬واشتمل على زهاء ‪ 200‬مليون يوم عمل‬
‫املناطق الريفية‪ ،‬هم في الغالب ممن يعانون من انعدام مزمن ًّ‬
‫مدفوع الجر‪ .‬واستخدم املستفيدون من املشروع التحويالت النقدية لالستثمار في املدخالت الزراعية واملاشية‪ ،‬فأخذت‬

‫‪135‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)139-125‬‬

‫قواعد األصول الفردية تنمو‪ ،‬رغم عدم انتظام تواتر التحويالت بشكل عام‪ .‬وعملت مشاريع مجتمعية أخري على‬
‫التصدي لبعض األسباب الجزرية لنعدام المن الغذائي عن طريق إعادة تأهيل األراض ي التي تعاني من تدهور شديد‬
‫وإنشاء أصول مجتمعية إنتاجية‪ ،‬مثل املدرجات الزراعية والطرق الفرعية ونظم الري الضيقة النطاق‪ .‬ونتيجة لذلك‪،‬‬
‫ذادت اإلنتاجية الزراعية وتحسن المن الغذائي لألسر املعيشية املشاركة (أمانة الونكتاد‪ًّ .)2014 ،‬‬
‫ان البرامج التي تعتمد في الغالب على خلق فرص العمل هي ما تحقق في العادة تنمية مستدامة وتشجع على اإلنتاج‪،‬‬
‫ى تقرير التنمية القتصادية في أفريقيا‬
‫بعكس البرامج والستراتيجيات التي يكون فيها الستهالك هو السمة العامة‪ ،‬وير ًّ‬
‫الونكتاد أن استراتيجية النمو القائم على الستهالك تؤدي في أحيان كثيرة إلى إفراط في العتماد على السلع الستهالكية‬
‫املستوردة‪ ،‬ما يؤثر في ّ‬
‫تطورًّ الصناعات املحلية وبقائها‪ ،‬وفي بناء القدرات اإلنتاجية وخلق فرص العمل‪ .‬وعالوة على ذلك‪،‬‬
‫تؤدي هذه الستراتيجية في نﻬاية املطاف إلى أزمة في ميزان املدفوعات تخلف في العادة آثارا سلبية وخيمة في النمو‬
‫ُ‬
‫والتوظيف وفي هذا الصدد‪ ،‬ينبغي للبلدان النامية أن تنتهج استراتيجية نمو توازنًّ بين املساهمة النسبية لكل من‬
‫الستهالك والستثمار في عملية النمو (أمانة الونكتاد‪ًّ .)2014 ،‬‬
‫وتوجد الكثير من التجارب الدولية الناجحة في مجال خلق فرص العمل وتوليد الدخل‪ ،‬منها ما أطلقته حكومة رواندا‬
‫في عام ‪ ٢٠٠٦‬برنامج" بقرة لكل أسرة فقيرة" ‪ ،‬املعروف ً‬
‫أيضا باسم برنامج جيرينكا‪ ،‬وقد ُوضع البرنامج استجابة ملعدل‬
‫ً‬
‫مرتفعا بصورة مفزعة‪ ،‬ولتسريع الحد من الفقر والتشجيع على تربية املاشية وزراعة‬ ‫سوء التغذية بين األطفال الذي كان‬
‫املحاصيل‪ .‬ويستند البرنامج إلى طرح مفاده أن تقديم بقرة حلوب إلى األسر املعيشية الفقيرة يساعدها على تحسين سبل‬
‫معيشتها عن طريق ّاتباع نظام غذائي أفضل من الناحية التغذوية وأكرر ً‬
‫توازنا بتناولًّ الحليب وزيادة اإلنتاج الزراعي ً‬
‫نظرا‬
‫لتحسن خصوبة التربة‪ ،‬وزيادة الدخل عن طريق تسويق منتجات األلبان‪ُ .‬وينفذ البرنامج بتمويل من حكومة رواندا‬
‫ومنظمات غير حكومية ومواطنين‪ .‬ومعيار األهلية لالستفادة من البرنامج أن يكونًّ الشخص مز ً‬
‫ارعا ً‬
‫فقيرا ل يطيق شراء‬
‫بقرة‪ ،‬لكن ليس ً‬
‫فقيرا إلى درجة أن يكو ًّن غير حائز ألرض‪ ،‬إذ يجب أن يكو ًّن املستفيدون قادرين على إنتاج العلف ألبقارهم‪.‬‬
‫تدريبا في تربية املواش ي‪ُ .‬ويعطى أولًّ مولود أنثى إلى مستفيد‬
‫إذ يحصل كل مزارع يقع عليه الختيار على بقرة حامل‪ ،‬ويتلقى ً‬
‫آخر مؤهل في المجتمع املحلي‪ ،‬يعطي بدوره أولًّ مولود أنثى إلى شخص آخر‪ .‬وفي حالة كان املولود ً‬
‫ذكرا‪ ،‬يمكن للمستفيد‬
‫أن يبيعه ويستخدم املال لشراء بقرة بكر لغايات التناسل‪ .‬وينسق مجلس رواندا للزراعة التدريب ذا الصلة‪ .‬ويتضمن ذلك‬
‫ُ‬
‫حلقات عمل في مجال تغذية العجولًّ وتنظيفها‪ .‬وتقدم املستلزمات للمستفيدين ملساعدتﻬم على العتناء بأبقارهم‪.‬‬
‫والهدف أن تكتسب األسر الفقيرة ما يلزمها من مهارات في تربية الحيوانات لتعتني بمواشيها‪ ،‬بدعم من أخصائيين بيطريين‬
‫(أمانة الونكتاد‪ًّ .)2014 ،‬‬
‫وبحلول تشرين األول‪ /‬أكتوبر ‪ ،2013‬كانت أكرر من ‪ 180.000‬أسرة معيشية قد حصلت على أبقار‪ًّ ،‬وحدثت ‪35000‬‬
‫ولدة إلناث‪ ،‬وبحسب التقديرات استفاد من البرنامج حتى الن أكرر من أربع في املائة من السر املعيشية في البلد‪ .‬ويتوقع‬
‫أن يبلغ املجموع التراكمي للمستفيدين من البرنامج ‪ 350.000‬بحلول عام ‪ .2007‬وقد أحدث برنامج جيرينكا تغييرات‬
‫كبيرة في حياة الروانديين الفقراء‪ ،‬بشكل أساس ي عن طريق زيادة اإلنتاج الزراعي‪ ،‬ولسيما منتجات اللبان‪ .‬فقد زاد‬
‫اإلنتاج الوطني من الحليب بنسبة ‪ %10‬في الفترة ما بين ‪2009‬و ‪ .2011‬وكان بمقدور معظم املستفيدين إنتاج ما يكفي‬
‫من الحليب لتلبية احتياجات السوق املحلي والحصول على دخل إضافي (أمانة الونكتاد‪ًّ .)2014 ،‬‬

‫‪136‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)139-125‬‬
‫ً‬
‫ان برامج املساعدة الجتماعية التي تحقق أهدافها مثل برنامج "جيرينكا لحكومة رواندا" املشار إليه سابقا‪ ،‬لم تكن‬
‫لتحقق أهدافها لول أن البرنامج قد قام على الحتياجات والوليات األساسية للمجتمع "مشكالت سوء التغذية املرتفعة‬
‫ً‬
‫وسط األطفال واملعاناة من الفقر" وقد تم وضع البرنامج بما يحقق املساهمة في عالج هذين األمرين معا وقد نجح في‬
‫ً‬
‫ذلك‪ ،‬ويجب على الحكومة السودانية واألجهزة القائمة على تنفيذ مثل هذه البرامج ان تقف أول على الحتياجات‬
‫ول يجب بالضرورة ان يتم توحيد شكل برامج‬
‫األساسية للمجتمع واملشكالت امللحة التي تحتاج للتدخالت العاجلة‪ًّ ،‬‬
‫املساعدة الجتماعية على كافة مناطق السودان‪ ،‬فبين كل منطقة واألخرى شكل مختلف من املشكالت والحتياجات‬
‫امللحة ويمكن لكل منطقة ان يكون لها شكل تدخل مختلف‪.‬‬
‫نذكر ان برنامج الدعم النقدي كان من ضمن أهدافه انه يسعى إلى مواصلة التالميذ تعليمهم من خالل تقديم النقد‬
‫ً‬
‫لرب األسرة‪ ،‬علما ان املشكالت التي تقف وراء انقطاع التالميذ عن تعليمهم ل ترجع الى أسباب تتعلق بالعامل املادي‬
‫ً‬
‫فقط‪ ،‬مثال في قري غرب أم درمان واحدة من املشاكل األساسية التي لم تتطرق لها الدراسة وإنما كانت نتيجة مالحظة‬
‫شخصية‪ ،‬هي بعد املسافة بين القرية واملكان الذي توجد فيه املدرسة‪ ،‬وهذه املشكلة ليست فقط في منطقة قري غرب‬
‫أم درمان وانما هي مشكلة تعاني منها أغلب مناطق السودان‪ .‬ففي التقرير القطري حول األطفال خارج املدرسة الذي‬
‫ً‬
‫قامت باإلشراف عليه منظمة اليونيسف في كال من (نهر النيل والبحر األحمر وشمال كردفان وجنوب كردفان وشمال‬
‫ً‬
‫دارفور وجنوب دارفور) ووفقا ألولياء األمور والقائمين على الرعاية‪ ،‬فأن املسافة التي تبعدها املدرسة تأتي في قمة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫التحديات أو الختناقات التي تواجه األطفال وتشكل عائقا رئيسيا في طريق التعليم في السودان (اليونيسف‪.)2014 ،‬‬
‫ً‬
‫وفي هذا األمر نذكر حادثة أطفال املناصير التي لقى فيها ‪ 24‬طفال مصرعهم نتيجة غرق مركب كان يقلهم للذهاب‬
‫للمدرسة نتيجة لبعد املسافة بين املدرسة وبعض املناطق‪ ،‬إضافة لعدم توفر الطرق والجسور في األماكن التي تغمرها‬
‫املياه في مواسم هطول األمطار‪ .‬ان املشكالت املرتبطة بانقطاع التالميذ عن تعليمهم تحتاج لخطط تأهيلية يتشارك‬
‫فيها كل من الدولة ومؤسسات املجتمع املدني واملنظمات الطوعية الوطنية والدولية من أجل بناء او إعادة تأهيل‬
‫اثيوبيا‬
‫األمان اإلنتاجية في ًّ‬
‫املدراس املوجودة‪ ،‬ومن املمكن الستفادة كذلك من برنامج املهاتما غاندي وبرنامج شبكة ًّ‬
‫ً‬
‫الذي تم اإلشارة إليه سابقا‪ًّ .‬‬
‫ومن ضمن األسباب املالحظة أيضا املرتبطة بانخفاض معدلت التعليم في قرى غرب أم درمان‪ ،‬هي استخدام األطفال‬
‫ألعمال جلب املياه‪ ،‬التي تعتبر غير متوفرة داخل املنازل‪ ،‬حيث يتم العتماد على اآلبار بنسبة ‪ %93.6‬ولم تشر الدراسة‬
‫إلى استخدام األطفال في هذه العمال‪ ،‬وانما كانت مالحظة شخصية‪ .‬ومن ضمن األسباب املالحظة أيضا بشكل شخص ي‬
‫ولم تتطرق لها محاور الدراسة فيما يتعلق بجانب التعليم‪ ،‬انه يتم خروج البنات بالتحديد من املدارس بواسطة الهل‬
‫من أجل الزواج‪ ،‬حيث انه من املالحظ كررة زواج الطفالت في هذه املنطقة‪ ،‬وانقطاعهم من التعليم بسبب هذا األمر‪،‬‬
‫فبالتالي يصبح الدعم النقدي غير املشروط غير مجدي للتعامل مع بعض املشاكل املرتبطة بعدم مواصلة التالميذ‬
‫لتعليمهم‪ ،‬خاصة إذا كان هدف البرنامج تعديل اتجاهات أو تصورات معينة‪ ،‬فمن األفضل أن يكونًّ شكل الدعم‬
‫ً‬
‫النقدي مشروطا بأهداف مراد تحقيقها من خالل التعليم‪ ،‬ونذكر هنا تجربة ولية البحر األحمر في سبيل تطوير التعليم‬
‫من خالل (تجربة الطعام مقابل الغذاء) التي ساهمت في عالج مشكالت عزوف التالميذ عن التعليم بسبب الفقر‪ .‬فقد‬
‫املدارس البتدائية من ‪ 328‬مدرسة في العام ‪ 2005‬إلى ‪ 471‬مدرسة في العام ‪ ،2010‬وقد زاد‬
‫كان لها األثر في زيادة عدد ًّ‬

‫‪137‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)139-125‬‬

‫عدد التالميذ في مرحلة األساس من ‪ 71.595‬في العام ‪ 2005‬إلى ‪ 113.712‬تلميذ في العام ‪ .2010‬وبالنسبة لتالميذ‬
‫مرحلة الثانوي فقد زاد العدد من ‪ 12467‬في العام ‪ 2006‬إلى ‪ 15251‬في العام ‪ .2010‬وبالنسبة ألعداد املعلمين فقد‬
‫زاد عددهم من ‪ 777‬في العام ‪ 2006‬إلى ‪ 1034‬معلم في العام ‪( 2010‬السودان‪ ،‬وزارة التربية والتعليم‪ًّ .)2010 ،‬‬
‫بالرغم من نجاح تجربة الغذاء مقابل التعليم املطبقة في البحر األحمر على املدى األفقي في زيادة أعداد املترددين على‬
‫املدارس إل أنها تنطوي على خطورة إدمان املجتمع البسيط على وسيلة التأليف املادي دون إدراك منه للغاية املعنوية‬
‫النبيلة لهدف البرنامج‪ ،‬إضافة أن اعتماد األسرة على ما يجلبه األبناء من مؤن غذائية قد تؤدي إلى نمط من التربية‬
‫ً‬
‫اإلتكالية بالنسبة لرب األسرة‪ ،‬حيث يمكن ان يولد لدى الطفل إحساسا بأنه أجير وهذا يأتي خصما على فلسفة األلفة‬
‫املفترضة بين الطفل وقدسية التعليم‪ .‬لذلك يجب التعامل مع هذه البرامج على أنها برامج إسعافيه واستثنائه ًّل يمكن‬
‫ً‬
‫الرهان عليها طويال‪ .‬وقد عرضت الباحثة هذه التجربة وغيرها من التجارب السابقة الذكر في مجال املساعدة الجتماعية‬
‫حتى يمكن اإلفادة منها ومحاولة إعادة تصميها بالشكل الذي يتالءم مع طبيعة املشكالت اإلنسانية والجتماعية‬
‫ً‬
‫والقتصادية التي يعاني منها املجتمع السوداني‪ .‬وهذا األمر ل يتم ال من خالل دراسات استطالعية أول تقدر الحتياجات‬
‫والوليات ومن بعدها يتم اختيار البرنامج الذي يحقق تطلعات املجتمع‪ًّ .‬‬
‫‪ .5‬الخالصة‪:‬‬
‫برنامج ثمرات كآلية ملحاولة معالجة انقطاع التالميذ عن تعليمهم‪ ،‬وزيادة القدرة الشرائية للمواطنين‪ ،‬وحده ل يكفي‪،‬‬
‫حيث أن املشكالت املرتبطة بهذه األهداف ل تتوقف على املشكالت املالية فقط‪ ،‬فهنالك املشكالت الثقافية‬
‫والجتماعية املرتبطة بانقطاع التالميذ عن تعليمهم‪ ،‬واملشكالت املرتبطة بعدم توفر املدارس أو بعدها الجغرافي عن‬
‫مساكن الطالب مع عدم توفر الوسيلة األمنة للتنقل‪ ،‬أو انهيار البنية التحتية للمدارس في بعض املناطق‪ًّ .‬‬
‫‪ 5.1‬نتائج الدراسة‪:‬‬
‫تعاني األسواق السودانية من ضعف قدرتها على تلبية احتياجات املواطنين من بعض السلع الستهالكية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وهذا المر من الحالت التي تعيق أهداف برنامج ثمرات‪ًّ .‬‬
‫النسب املرتفعة من التضخم الذي يعاني منه السودان من الظروف التي ل ينجح فيها برنامج الدعم النقدي‬ ‫‪-‬‬
‫غير املشروط‪ ،‬خاصة مع عدم قدرة الدولة في التحكم بأسعار األسواق‪ًّ .‬‬
‫تلعب بعض املشكالت الجتماعية واملوروثات الثقافية دورا في عدم مواصلة التلميذات تعليمهم منها الزواج‬ ‫‪-‬‬
‫املبكر للطفالت مما يحرمهم من مواصلة تعليمهم‪ ،‬وهذا يستوجب نوع اخر من البرامج يهدف إلى تعديل مثل‬
‫هذه التجاهات‪ًّ .‬‬
‫مشكالت عدم توفر املياه والقنوات املوصلة لها للمنازل دورا في تجنيد األطفال لالشتغال في أعمال جلب‬ ‫‪-‬‬
‫املياه‪ ،‬مما يستدعي قطع مسافات بعيدة للحصول عليها‪ ،‬وهو من األسباب التي تحرم األطفال الذهاب‬
‫للمدارس‪ًّ .‬‬
‫برنامج الدعم النقدي وحده ل يكفي لتحقيق أهداف مواصلة التالميذ تعليهم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 5.2‬التوصي ـ ــات‪:‬‬
‫‪ -‬تشجيع املنتجات املحلية وإنعاش األسواق واجتذاب األيدي العاملة خاصة تلك التي ل تتمتع بمهارات عالية‬
‫وذلك لدور مشروعات الصناعات التحويلية في تقليل مستويات الفقر والبطالة والحصول على املال مقابل‬
‫العمل مما يعزز العتماد على الذات‪ًّ .‬‬

‫‪138‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)139-125‬‬

‫يساهم برنامج النقد مقابل العمل بشكل فاعل في تأسيس أو إعادة تأهيل البنية التحتية للمدارس‪ًّ ،‬وتوفير‬ ‫‪-‬‬
‫فرص عمل للشباب والشابات‪ًّ .‬‬
‫الستفادة من جهود املنظمات الطوعية وبرامج املسؤولية الجتماعية وتوجيهها لتهيئة البنية التحتية للمدارس‪ًّ .‬‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬
‫يجب الوقوف أول على طبيعة السياق الجتماعي والقتصادي للمجتمع‪ ،‬وتحديد وتقدير الحتياجات ومن ثم‬ ‫‪-‬‬
‫اختيار البرنامج املناسب وذلك عند وضع أي من برامج الحماية الجتماعية‪ًّ .‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ضروري أن املمكن أن يكون برنامج الدعم النقدي مشروطا ومرتبطا بأهدافه‪ ،‬حيث يصبح شرط الحصول‬ ‫‪-‬‬
‫مواظبة التالميذ الحضور إلى املدارس‪ًّ .‬‬ ‫على الدعم النقدي هو ًّ‬
‫يجب أن تأخذ في العتبار البرامج التي تستهدف تعليم التالميذ األسباب الثقافية والجتماعية املعيقة لوصول‬ ‫‪-‬‬
‫األطفال إلى التعليم‪ ،‬واختيار البرامج التي تستهدف إزالة هذه العوائق مثل الورش واملحاضرات التوعية‬
‫والرسائل املجتمعية وغيرها من البرامج‪ًّ .‬‬
‫املراجـع‪:‬‬

‫إدارة الشؤون القتصادية والجتماعية لألمم املتحدة (‪ .)2007‬السياسة الجتماعية‪ .‬الوليات املتحدة األمريكية‪ :‬األمم‬ ‫‪-‬‬
‫املتحدة‪.‬‬
‫أمانة الونكتاد (‪ .)2014‬برامج اإلدماج الجتماعي والنمو الشامل للجميع في البلدان النامية‪ .‬ورقة بحثية نشرت في‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫مؤتمر األمم املتحدة للتجارة والتنمية (ص ‪ ،)12-5‬جنيف‪ :‬األمم املتحدة‪ًّ .‬‬
‫الجمعية العامة لألمم املتحدة (‪ .)2009‬تعزيز وحماية حقوق النسان املدنية والسياسية والقتصادية ًّوالجتماعية‬ ‫‪-‬‬
‫والثقافية بما في ذلك الحق في التنمية‪ .‬الوليات املتحدة األمريكية‪ :‬األمم املتحدة‪.‬‬
‫الحركة الدولية لجمعيات الصليب األحمر والهالل األحمر (‪ .)2007‬مبادئ توجيهية لوضع برامج خاصة بالتحويالت‬ ‫‪-‬‬
‫النقدية‪ .‬سويسرا‪ :‬جمعية الصليب األحمر والهالل الحمر‪.‬‬
‫محمد‪ ،‬خالد (‪ .)2015‬مفاهيم في الحماية الجتماعية‪ ،‬الخرطوم‪ :‬املكتبة الوطنية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫علي‪ ،‬كمال (‪ .)2013‬حوكمة نظم التأمين الجتماعي‪ ،‬الخرطوم‪ :‬املركز العربي للتأمينات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الهادي‪ ،‬مريم‪ .)2021( ،‬برنامج الدعم األسري ثمرات‪ ،‬موقع سونا لألخبار متاح على الرابط اإللكتروني‪suna.sd.net :‬‬ ‫‪-‬‬
‫مكتب العمل الدولي (‪ .)2013‬التنمية املستدامة والعمل الالئق والوظائف الخضراء‪ .‬ورقة بحثية نشرت في‪ :‬مؤتمر‬ ‫‪-‬‬
‫العمل الدولي‪( ،‬ص‪ ،)35‬جنيف‪ :‬منظمة العمل الدولية‪.‬‬
‫محمود‪ ،‬مها‪ )2019( ،‬نظام الدعم النقدي املشروط وعدالة توزيع الدخول‪ .‬مجلة كلية التجارة للبحوث العلمية‪56 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫(‪ ،)3‬ص ‪ .157‬متاح على الرابط التالي‪acjalexu.journals.ekb.eg :‬‬
‫ميرس ي قروب (لم يتم ذكر التاريخ)‪ .‬دليل برامج التحويالت النقدية‪ ،‬لم يتم ذكر الدولة‪ :‬منظمة ميرس ي قروب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫السودان‪ ،‬وزارة التربية والتعليم (‪ .)2010‬تقرير عن تجربة الطعام مقابل التعليم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫السودان‪ ،‬وزارة الزراعة والرروة الحيوانية (‪ .)2020‬نتائج دراسة مسح األحوال القتصادية والجتماعية والبيئة لقرى‬ ‫‪-‬‬
‫البرنامج الخاص باألمن الغذائي بغرب أم درمان‪.‬‬
‫التضخم في السودان (‪ ،)2021‬تم السترجاع من الرابط‪www.Aljazeera.com :‬‬ ‫‪-‬‬
‫اليونيسيف (‪ .)2014‬التقرير القطري لليونيسف حول األطفال خارج املدرسة‪ ،‬تم السترجاع من الرابط‬ ‫‪-‬‬
‫‪https://www.unicef.org‬‬
‫ًّ‬
‫ًّ‬
‫‪.‬‬

‫‪139‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)155-140‬‬

‫مجلة الدراسات اإلستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‬


‫‪Journal of Strategic Studies‬‬
‫‪For Disasters and Opportunity Management‬‬

‫واقع إدارة األزمات لدى مؤسسات الحكم المحلي بقطاع غزة خالل‬
‫عدوان ‪(2021‬دراسة حالة – بلدية غزة)‬
‫‪The reality of crisis management among local government‬‬
‫‪institutions in the Gaza Strip during the 2021 war (Case Study -‬‬
‫)‪Gaza Municipality‬‬
‫م‪ .‬رشدي عاطف خلف‬
‫‪Eng. Rushdi A. Khalaf‬‬
‫ماجستير إدارة األزمات والكوارث‪ ،‬بلدية غزة‪ ،‬غزة‪ ،‬فلسطين‬
‫‪Master of Crisis and Disaster Management, Gaza Municipality, Gaza, Palestine‬‬
‫‪rushdi.a.khalaf@hotmail.com‬‬
‫يوثق هذا البحث ك ـ ـ ـ ـ ــ‪ :‬خلف‪ ،‬رش رردي عاطف (‪ :)2022‬واقع إدارة األزمات لدى مؤس رس ررات الحكم املحلي بقطاع غزة خالل عدوان‬
‫‪(2021‬دراسر ر ر ررة حالة ًّ– بلدية غزة)‪ ،‬مجلة الدراسر ر ر ررات السر ر ر ررتراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬املجلد (‪ ،)4‬العدد (‪ ،)13‬أملانيا‪ ،‬ص‬
‫‪154-140‬‬
‫املستخلص‬
‫ئيسيا في البنية العامة للدول الحديثة‪ ،‬باإلضافة الى كونها ركيزة أساسية‬ ‫عصبا ر ً‬
‫تعتبر مؤسسات الحكم املحلي ً‬
‫ملمارسة العملية السياسية على الصعيد املحلي للمجتمع‪ًّ .‬وتكمن أهمية هذه الدراسة في أنها تختص بتوضيح دور‬
‫البلديات في إدارة أزمات كوارث الحروب وتحقيق الكتفاء الذاتي‪ ،‬كما وأنها تأتي في ظل الستفادة من اإلمكانيات‬
‫واملوارد املتاحة قدر املستطاع‪ ،‬و أنها تطرق الى ضرورة وجود لجان ومختصون في إدارة أزمات وكوارث الحروب‪،‬‬
‫سواء للمخططين أو متخذي القرار وكذلك املسئولين عن اإلدارات واملؤسسات الخدماتية‪ ،‬بهدف الوصول للمعرفة‬
‫الالزمة والستعداد الجيد لحالت الطوارئ املماثلة واألشد قصوة من ذلك على مختلف أنواعها وأشكالها وذلك قبل‬
‫حدوثها لتجنب أكبر قدر ممكن من األثار الجانبية للمخاطر واألضرار التي قد تنجم عنها‪ًّ ،‬وأوصت الدراسة بضروًّرة‬
‫ُ‬
‫وضع سياسة عامة متفق عليها لدى الحكومات والجهات املختصة في سبيل دعم البلديات بكافة املقدرات‬
‫واإلمكانيات الالزمة لها‪ .‬كذلك األمر ضرورة تفعيل دور املختصين في مجال إدارة األزمات والكوارث في بلدية غزة‬
‫ًّودمجهم مع لجان الطوارئ التي يتم تشكيلها ً‬
‫بناء على الخبرات العملية وليست العلمية‪ًّ .‬‬
‫الكلمات املفتاحية ‪ :‬املؤسسات الخدماتية‪ ،‬البلدية‪ ،‬إدارة األزمات والكوارث‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪Local government institutions are considered a major nerve in the general structure‬‬
‫‪of modern states, in addition to being a basic pillar for practicing the political‬‬
‫‪process at the local level of society. The importance of this study lies in the fact that‬‬
‫‪it is concerned with clarifying the role of municipalities in managing crises and war‬‬
‫‪disasters and achieving self-sufficiency. The decision, as well as those responsible‬‬
‫‪for administrations and service institutions, in order to reach the necessary‬‬
‫‪knowledge and prepare well for similar and most severe emergencies of all kinds and‬‬
‫‪forms, before they occur to avoid as much side effects as possible from the risks and‬‬

‫‪140‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)155-140‬‬

‫‪damages that may result from them, and the study recommended the need to develop‬‬
‫‪an agreed public policy Governments and the competent authorities have in order to‬‬
‫‪support the municipalities with all the capabilities and capabilities necessary for‬‬
‫‪them. It is also necessary to activate the role of specialists in the field of crisis and‬‬
‫‪disaster management in the Gaza municipality and to integrate them with the‬‬
‫‪emergency committees that are formed based on practical and not scientific‬‬
‫‪experiences.‬‬
‫‪Keywords: Keywords: Service institutions, Municipality, Crisis & Disaster‬‬
‫‪Management.‬‬
‫امللخص املفاهيمي‬
‫تعر ر ر رراني كافر ر ر ررة املؤسسر ر ر ررات الخدماتير ر ر ررة فر ر ر رري قطر ر ر رراع غر ر ر ررزة مر ر ر ررن ضر ر ر ررعف واضر ر ر ررح فر ر ر رري لجر ر ر رران الطر ر ر رروارئ والكفر ر ر رراءات‬
‫املوجر ر ررودة حير ر ررث أن املش ر ر رركلة تكم ر ر ررن ف ر ر رري ض ر ر ررعف تأهي ر ر ررل ه ر ر ررذه اللج ر ر رران وتزوي ر ر رردها باإلمكان ر ر ررات املادي ر ر ررة والتقني ر ر ررة‬
‫ُ‬
‫الكافي ر ر ر ررة بحي ر ر ر ررث تعتم ر ر ر ررد ف ر ر ر رري تق ر ر ر ررديم خ ر ر ر رردماتها عل ر ر ر ررى الخبر ر ر ر ررات الس ر ر ر ررابقة وامل ر ر ر رروارد املتاح ر ر ر ررة له ر ر ر ررم‪ ،‬وإن ه ر ر ر ررذه‬
‫املؤسس ر ر ر ررات يج ر ر ر ررب أن ُيبن ر ر ر ررى ل ر ر ر ررديها ف ر ر ر رررق ُمختص ر ر ر ررة ُومدرب ر ر ر ررة ف ر ر ر رري مج ر ر ر ررال إدارة األزم ر ر ر ررات والك ر ر ر رروارث ومواجه ر ر ر ررة‬
‫التحر ر رردي ات بش ر ر ررتى أنواعهر ر ررا‪ ،‬وتتن ر ر رروع تلر ر ررك املخ ر ر رراطر مر ر ررا بر ر ررين بيئي ر ر ررة وسياسر ر ررية وصر ر ررناعية وغيرهر ر ررا الكثير ر ررر مر ر ررن‬
‫املخ ر ر رراطر املختلف ر ر ررة‪ ،‬وم ر ر ررا ين ر ر ررتج ع ر ر ررن ه ر ر ررذه املخ ر ر رراطر م ر ر ررن أض ر ر ررار وآث ر ر ررار جانبي ر ر ررة أخ ر ر رررى‪ .‬تع ر ر رررض قط ر ر رراع غ ر ر ررزة إل ر ر ررى‬
‫العتر ر ررداءات العسر ر رركرية املتك ر ر ررررة والتر ر رري ن ر ر ررتج عنهر ر ررا العدي ر ر ررد مر ر ررن املخلف ر ر ررات منهر ر ررا النفاي ر ر ررات الطبير ر ررة والعسر ر رركرية‬
‫ُ‬
‫واألبني ر ر ررة املقص ر ر رروفة والبني ر ر ررة التحتي ر ر ررة امل ر ر رردمرة‪ ،‬مم ر ر ررا تراكم ر ر ررت بص ر ر ررورة غي ر ر ررر اعتيادي ر ر ررة وخاص ر ر ررة أثن ر ر رراء العت ر ر ررداء‬
‫العس ر رركري ‪2014‬م ال ر ررذي اعتب ر ررره املختص ر ررون األعن ر ررف‪ ،‬وف ر رري ه ر ررذه الدراس ر ررة ت ر ررم التركي ر ررز عل ر ررى الع ر رردوان العس ر رركري‬
‫وسبل إدارة األزمة‪ًّ .‬‬ ‫األخير للعام ‪2021‬م‪ ،‬واإلجراءات الخاصة بالوقاية وحماية العاملين ُ‬
‫الشكل التالي يوضح امللخص املفاهيمي آللية إدارة أزمة عدوان ‪2021‬م من قبل بلدية غزة‬

‫‪141‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)155-140‬‬

‫ًّ‬
‫تدريب العاملين‬
‫ًّ‬
‫على كيفية‬
‫التعامل مع‬ ‫ارتداء معدات‬
‫ًّ‬
‫توفير الخدمات‬ ‫املخاطر‬ ‫السالمة‬ ‫ًّ‬
‫األساسية‬ ‫ال خصية أثناء‬
‫للمجتمع‬ ‫ًّ‬
‫التعامل مع‬
‫المحلي‬ ‫ًّ‬
‫املخلفات‬
‫ًّ‬

‫توفير وسائل‬
‫توفير الحماية‬ ‫النقل والتحرك‬
‫للعاملين خالل‬ ‫خالل فترة‬
‫فترة العدوان‬ ‫لجنة‬ ‫العدوان‬
‫الطوارئ‬
‫ًّ‬
‫ًّ‬
‫التنسيق مع‬
‫نقل وترحيل‬
‫النفايات بالتنسيق‬ ‫الجهات العاملة‬
‫ً‬
‫ميدانيا في سبيل‬
‫مع الجهات‬
‫ال ُمختصة لحماية‬ ‫إزالة آثار الدمار‬
‫العاملين‬ ‫ً‬
‫أوليا‬
‫ًّ‬
‫التنسيق مع‬
‫ُ‬ ‫معالجة خطوط‬ ‫ًّ‬
‫الجهات املختصة‬
‫املياه والشوارع‬
‫لتوفير اإلمكانيات‬ ‫ًّ‬
‫املتضررة بشكل‬
‫املادية الالزمة‬ ‫ًّ‬
‫أولي وعاجل‬
‫إلزالة آثار العدوان‬
‫ًّ‬
‫ًّ‬
‫ُ‬
‫والشكل التالي يوضح ملخص للدراسة البحثية وأهم النتائج واملقترحات آلليات إدارة األزمات والكوارث في بلدية‬
‫غزة أثناء العتداء العسكري اإلسرائيلي على قطاع غزة للعام الحالي ‪2021‬م‪ًّ .‬‬

‫‪142‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)155-140‬‬

‫واقع إدارة األزمات لدى مؤسسات الحكم املحلي بقطاع غزة خالل عدوان ‪(2021‬دراسة حالة – بلدية غزة)‬

‫ًّ‬
‫هرردفررت الرردراسر ر ر ر ررة إلي توضر ر ر رريح وإظهررار دور بلررديررات القطرراع في تقررديم الخرردمررات‬
‫للمجتمع في ظل الحروب ودورها في إدارة أزمة العدوان اإلسرائيلي للعام ‪2021‬م‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫من خالل طبيعة عمل الباحث واسر ً‬
‫رتنادا للمالحظة املباشرررة أثناء العمل حول آليات‬
‫ًّ‬ ‫تع ررام ررل بل رردي ررة غزة في إدارة أزم ررات وكوارث الحروب وآلي ررات التع ررام ررل مع الع رردوان‬
‫ًّ اتبع الباحث املنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬ومنهجية تحليل املحتوى بغرض جمع البيانات‬ ‫اإلسر ر ررائيلي للعام ‪2021‬م للخروج من األزمة‪ ،‬وكيف تؤثر املتغيرات واملوارد البشر ر ررية‬
‫ُ‬ ‫في إنجاح إدارة الطوارئ في تلك املؤسسات؟‬
‫وتحليلها وتحليل بياناتها وبيان العالقة بين مكوناتها واآلراء التي تطرح من حولها‪،‬‬
‫ًّ وتحديد مواطن القوة والضعف في تخطيط وتنمية املوارد البشرية‪.‬‬

‫توصلت الدراسة الى أن بلدية غزة استطاعت إثبات جدارتها في مواجهة العدوان العسكري للعام ‪2021‬م‪ ،‬وذلك من خالل وجود لجنة طوارئ وكوادر فعالة وعاملة على أرض الواقع‪،‬‬
‫كما استطاعت أن تلبي احتياجات املواطنين داخل املدينة‪ ،‬من خالل تقديم أقص ى خدماتها بأفضل جودة ممكنة‪.‬‬

‫أوصت الدراسة بزيادة توعية العاملين بأخطار التعامل مع الحروب‪ ،‬وتوفير الوسائل واألدوات املناسبة التي تقلل من مخاطرها‪ ،‬كما أوصت بضع سياسة عامة متفق عليها لدى الحكومات‬
‫ُ‬
‫والجهات املختصة في سبيل دعم البلديات بكافة املقدرات واإلمكانيات الالزمة لها‪.‬‬

‫تطلعات مستقبلية‪:‬‬
‫ُ‬
‫‪ ‬يجب وضع سياسة عامة متفق عليها لدى الحكومات والجهات املختصة في سبيل دعم البلديات بكافة املقدرات واإلمكانيات الالزمة لها‪.‬‬
‫تشكيل لجنة وطنية عليا للتعامل مع الحروب ومخاطرها مكونة من (وزارة الصحة الفلسطينية‪ ،‬وزارة الحكم املحلي‪ ،‬وزارة األشغال العامة ًّواإلسكان‪ ،‬وزارة الداخلية)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إنشاء وحدة مختصة إلدارة األزمات والكوارث‪..‬‬ ‫‪‬‬
‫عقد العديد من الدورات التدريبية الالزمة في مجال مواجهة األزمات والكوارث‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫عمل سيناريوهات مشابهة ومتطورة لنماذج عدوان ‪ ،2021‬وعمل الدراسات الالزمة للخروج منها مستقبال‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ُ‬
‫تفعيل املركز الوطني إلدارة األزمات والكوارث‪ ،‬واملشكل في مارس ‪2017‬م بقرار من مجلس الوزراء الفلسطيني؛ واعتباره كمظلة وطنية إلعداد وتطوير إدارة حالت الطوارئ واألزمات بطرق علمية‬ ‫‪‬‬
‫ّ‬
‫فعالة‪.‬‬

‫‪143‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)154-151‬‬

‫‪ .1‬اإلطار العام‪:‬‬
‫‪ 1.1‬مقدمة‪:‬‬
‫ل يوجد أي مكان في هذا العالم ُمحصن ً‬
‫تماما من حدوث أزمة أو كارثة‪ ،‬حتى وإن كان قد نجا من تلك املخاطر واألهوال‬
‫لسنوات عديدة‪ ،‬فإن تلك األماكن تظل فوق بركان من األزمات والكوارث ل تعلم متى يمكن أن يثور (الدخيل هللا‪،2008،‬‬
‫ص‪ًّ .)4‬‬
‫أزمات وكوارث‪ ،‬وكذلك الحصار املفروض منذ أكرر من ‪10‬‬‫ٍ‬ ‫إن األحداث التي مر بها قطاع غزة في اآلونة األخيرة من‬
‫خصو ً‬
‫صا على‬ ‫ًّ‬ ‫سنوات‪ ،‬والذي له األثر الكبير على كافة مناحي الحياة واملؤسسات العاملة في القطاع بدرجات متفاوتة و‬
‫ً‬
‫وخصوصا البلديات بما يزيد عن طاقتها بهذه األزمات‬ ‫القطاع الخدماتي حيث تأثرت كافة املؤسسات الخدماتية‬
‫ً‬
‫وخصوصا بعد معايشة أربعة حروب مدمرة خالل ما يقارب ‪ 10‬سنوات ‪ ،‬أدت للدمار الكامل للبنية التحتية‬ ‫والكوارث‪،‬‬
‫في بعض املناطق‪ ،‬والدمار الجزئي في مناطق أخرى‪ ،‬بخالف تدمير املنازل والطرق واملؤسسات واملرافق العامة واألراض ي‬
‫الزراعية واملعالم الدينية وخسارة األرواح‪ ،‬وإصابة العديد من الناس بجراح مختلفة ومتفاوتة وتعطيل كافة مناحي‬
‫الحياة العامة (إعداد الباحث)‪ًّ .‬‬
‫كذلك األمر وقد شهد قطاع غزة أزمات وكوارث من نوع آخر أل وهي الطبيعية والتي تمثلت في املنخفضات الجوية‪ ،‬حيث‬
‫بشكل كبير في تدمير األراض ي الزراعية‪ ،‬وتدمير بعض البيوت وتهجير‬
‫ٍ‬ ‫منخفض " أليكسا" في العام ‪ ،2013‬والذي أثر‬
‫أهلها‪ ،‬وغرق األحياء السكنية وبعض املناطق املتفرقة في مختلف محافظات قطاع غزة‪ ،‬وكذلك األمر منخفض "هدى"‬
‫عدة أشهر من انتهاء الحرب على القطاع عام ‪ ،2014‬والتي أدت إلى دمار شديد في كافة‬
‫في العام ‪ ،2015‬والذي أتى بعد ِ‬
‫مناحي الحياة العامة في غزة‪ ،‬وكان غالبية من تأثرت بيوتهم خالل الحرب سواء بالهدم الكلي أو الجزئي هم من تعرض‬
‫للضرر األكبر في ذلك املنخفض الجوي (بكير‪ ،2016،‬ص‪ًّ .)18‬‬
‫من املؤكد لدى الجميع أن البلديات هي أهم املؤسسات الخدماتية املوجودة والتي تعمل ويجب أن تعمل في كافة‬
‫الظروف وحالت الطوارئ وعلى اختالف أنواعها وأشكالها ‪ ،‬حيث أن البلديات في قطاع غزة تعمل بكامل طاقتها‬
‫وامكانياتها التشغيلية أثناء الطوارئ‪ ،‬لكن ذلك املجهود واألداء ل يكون بالشكل املطلوب على الرغم من تكرار نفس‬
‫األزمات التي تم ذكرها من "حروب و منخفضات وغيرها ‪ ، "...‬ولذلك يجب حل تلك املعوقات التي تؤثر على خدمات‬
‫البلديات وكفاءتها ‪ ،‬وسوف نركز في هذه الدراسة على معرفة مدى كفاءة إدارة الزمة لدى بلدية غزة في الحرب األخيرة‬
‫ً‬
‫خصوصا وإبراز دورها‬ ‫ً‬
‫عموما والبلديات‬ ‫للعام ‪2021‬م‪ ،‬ووضع استراتيجيات بهدف الرتقاء بأداء املؤسسات الخدماتية‬
‫في معالجة مشاكل املواطنين وذلك باستخدام كافة األساليب والتطبيقات العلمية املتطورة والتي تسهم في توفير الوقت‬
‫والجهد واملساعدة في اتخاذ والوصول للقرارات السليمة‪ًّ .‬‬
‫تعد البلديات من أهم وأكبر املؤسسات الخدماتية في فلسطين بصفة عامة‪ ،‬وفي قطاع غزة بصفة خاصة‪ ،‬حيث أنها‬
‫ليست بمنأى عن األحداث الجارية واألزمات املتتالية في قطاع غزة‪ ،‬وتقع عليها مسؤوليات وأعباء إدارية وخدمية رئيسية‬
‫تطال مختلف مجالت الحياة املجتمعية‪ .‬وذلك بسبب ارتباطها باألوضاع السياسية القائمة على مر السنين‪ ،‬حيث‬
‫شهدت فلسطين خالل القرن التاسع عشر وهو القرن األخير من عمر اإلمبراطورية العثمانية تحولت جذرية‪ ،‬شملت‬
‫مجالت الحياة القتصادية والسياسية والجتماعية‪ ،‬فقد بدأت الدولة العثمانية سياسة اإلصالحات في كل الوليات‬

‫‪144‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)154-151‬‬

‫وكان لسياسة التحديث على النمط األوروبي بالغ األثر في نمط اإلدارة ومؤسسات الحكم القائمة في فلسطين‪ ،‬و تعتبر‬
‫ً‬
‫رئيسيا في البنية العامة للدول الحديثة‪ ،‬باإلضافة الى كونها ركيزة أساسية ملمارسة‬ ‫ً‬
‫عصبا‬ ‫مؤسسات الحكم املحلي‬
‫العملية السياسية على الصعيد املحلي للمجتمع‪( .‬الهيئات املحلية الفلسطينية ‪1997‬م)‪ًّ .‬‬
‫‪ 2.1‬املشكلة البحثية وتساؤالتها‪:‬‬
‫ً‬
‫واستنادا للمالحظة املباشرة فإن العديد من البلديات‬ ‫من خالل طبيعة عمل الباحث ضمن إطار املؤسسات الخدماتية‬
‫ل يوجد بها لجان طوارئ مختصة خاصة في مجال التعامل مع كوارث الحروب واألزمات والكوارث األخرى‪ ،‬مع األخذ‬
‫بالحسبان أن بلديات قطاع غزة عملت بكافة طواقمها وطاقاتها التشغيلية لتلبية احتياجات املواطنين وتقديم خدماتها‬
‫يوما متواصلة‪ ،‬على الرغم من أنها تعيش أزمة لم تعايشها من قبل في‬ ‫لهم في ظل استمرار العدوان السرائيلي ملدة ‪ً 11‬‬
‫شتى املجالت‪ًّ .‬‬
‫وبالتالي ف ن مشكلة الدراسة تتمثل في السؤال عن قدرة ودور بلديات قطاع غزة في إدارة أزمات وكوارث الحروب‬
‫وآليات التعامل معها للخروج من األزمة‪ ،‬وكيف تؤثر املتغيرات واملوارد البشرية في إنجاح إدارة األزمات والكوارث‬
‫في تلك املؤسسات؟‬
‫‪ 3.1‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫هدفت الدراسة لتقييم الوضع الحالي وبيان الصعوبات التي تواجه تطبيق اإلدارة املتكاملة ملؤسسات الحكم املحلي في‬
‫مواجهة العدوان العسكري على قطاع غزة للعام ‪2021‬م‪ ،‬ومنه تفرعت األهداف التالية‪ًّ :‬‬
‫توضيح وإظهار دور بلديات القطاع في تقديم الخدمات للمجتمع في ظل ًّ‬
‫الحروب‪ًّ .‬‬ ‫‪‬‬
‫التعرف على املعوقات املوجودة والتي تحول دون تقديم البلديات للخدمات املطلوبة منها‪ًّ .‬‬ ‫‪‬‬
‫ُ‬
‫التأكد من استعداد البلديات للتصدي ومحاولة تقليل آثار أو منع األزمة أو الكارثة املستقبلية‪ًّ .‬‬ ‫‪‬‬
‫تقديم توص ر ر ر رريات ومقترحات تفعل دور بلديات قطاع غزة في بناء برامج وتش ر ر ر رركيل لجان فعلية وفعالة إلدارة‬ ‫‪‬‬
‫األزمات والكوارث املستقبلية‪ًّ .‬‬
‫‪ 4.1‬أهمية الدراسة‪:‬‬
‫‪ ‬تكمن أهمية تكمن أهمية الدراسررة في أنها تسرراهم في خلق دراسررة حقيقية تسرراعد صررناع القرار في مؤس رسررات‬
‫ً‬
‫وخصوصا بلدية غزة‪ًّ .‬‬ ‫الحكم املحلي‬
‫‪ ‬رفد املكتبة املحلية بالدراس ررات التخص رص ررية التي تس رراهم في تعزيز البحث العملي في القض ررايا ذات التأثير على‬
‫املجتمع املحلي‪.‬‬
‫‪ ‬أثر الحروب واألزمات والكوارث الطبيعية واملفتعلة على خدمات البلديات املقدمة للمواطن‪.‬‬
‫‪ ‬التعرف والكش ر ر ر ررف عن مرردى مالءمررة اإلمكررانيررات املترراحررة من الطواقم البش ر ر ر ررريررة والخبرات العلميررة في إدارة‬
‫غزة‪ًّ .‬‬
‫األزمات والكوارث في ظل واقع قطاع ًّ‬
‫‪ ‬تقديم توصيات ومقترحات لتطوير الستراتيجيات التي تهدف لتنمية القطاع الخدماتي‪ًّ .‬‬
‫‪ 1.4.1‬األهمية العلمية‪:‬‬
‫ُتضفي الدراسة أهمية وإضافة علمية جديدة لألبحاث والدراسات العلمية املوجودة والتعرف على ُسبل إدارة الطوارئ‬
‫ً‬
‫خصوصا‬ ‫في بلديات قطاع غزة وماهي اإلمكانيات املتاحة لها‪ ،‬كذلك األمر توضيح الصعوبات واملشاكل التي تواجه عملها‬

‫‪145‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)154-151‬‬

‫في ظل ظروف الحروب والعتداءات العسكرية ومدى تضرر البنية التحتية والبنايات وطرق ُمعالجتها بشكل عاجل‬
‫وفوري‪ًّ .‬‬
‫‪ 2.4.1‬األهمية التطبيقية‪ًّ :‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫خصوصا في ظل الوضع السياس ي والحصار‬ ‫تضفي الدراسة أهمية تطبيقية جيدة للبلديات األخرى داخل قطاع غزة‬
‫ُ‬
‫املفروض على قطاع غزة واإلمكانيات املتاحة للبلديات والقطاعات العاملة في قطاع غزة‪ ،‬كما تفرض عليها خلق ُسبل‬
‫ُ‬
‫جديدة للتعامل مع الكوارث املستقبلية باختالف أنواعها واجراءاتها‪.‬‬
‫‪ 5.1‬منهجية الدراسة‪:‬‬
‫اتبع الباحث املنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬ومنهجية تحليل املحتوىًّ‪ ،‬بغرض جمع البيانات وتحليلها ووصف الظاهرة املتعلقة‬
‫ُ‬
‫بموضوع الدراسة وتحليل بياناتها وبيان العالقة بين مكوناتها واآلراء التي تطرح من حولها والعمليات التي تتضمنها واآلثار‬
‫ُ‬
‫التي تحدثها‪ ،‬وتحديد مواطن القوة والضعف في تخطيط وتنمية املوارد البشرية‪ ،‬ومن ثم استخالص النتائج وتقييمها‬
‫للخروج بتوصيات واضحة وعملية لتطوير دور الهيئات املحلية في إدارة األزمات والكوارث والحروب‪ًّ .‬‬
‫‪ 6.1‬حدود الدراسة‪:‬‬
‫‪ 1.6.1‬الحدود الزمانية‪ :‬الفترة الواقعة خالل العام ‪ ،2021‬حيث الحرب األخيرة على قطاع غزة‪ًّ .‬‬
‫‪ 2.6.1‬الحدود املكانية‪ :‬بلديات قطاع غزة "بلدية غزة"‪ًّ .‬‬
‫‪ 3.6.1‬الحدود املوضوعية‪ :‬واقع إدارة األزمات لدى مؤسسات الحكم املحلي بقطاع غزة خالل عدوان ‪2021‬م‪،‬‬
‫دراسة حالة – بلدية غزة‪ًّ .‬‬
‫‪ 7.1‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫‪ 1.7.1‬دراسة بكير (‪ )2016‬بعنوان‪ :‬معوقات أداء بلديات قطاع غزة الكبرى لخدماتها أثناء حاالت الطوارئ‪.‬‬
‫هدفت الدراسة للتعرف على أهم املعوقات التي تواجه بلديات قطاع غزة الكبرى‪ ،‬خالل تقديم خدماتها للمواطنين في‬
‫أثناء الطوارئ‪ ،‬وذلك من خالل تقييم مدى توفر متطلبات وامكانيات ادارة الطوارئ في البلديات‪ ،‬حيث تم استخدام‬
‫املنهج الوصفي التحليلي ‪ ،‬وتم جمع البيانات من خالل الستبيان‪ ،‬حيث أن مجتمع الدراسة املستهدف كان من‬
‫األشخاص ذوي السلطات اإلشراقية والتشريعية في اإلدارات العاملة أثناء حالت الطوارئ في البلديات‪ ،‬حيث تم معالجة‬
‫للحصول على النتائج‬
‫ًّ‬ ‫البيانات الناتجة من الستبيان من خالل عمليات ال ‪ Correlation‬وتطبيقات برنامج ‪SPSS‬‬
‫الالزمة للدراسة‪ًّ .‬‬
‫وعرضت الدراسة بعض املفاهيم الرئيسية كمفهوم (حالة الطوارئ‪ ،‬وإدارة الطوارئ‪ ،‬والتعريف باألزمة والكارثة‪ ،‬الخ)‪،‬‬
‫كما أوضحت دور البلديات في إدارة حالت الطوارئ سواء في املنخفضات الجوية أو الحروب وغيرها من األزمات والكوارث‬
‫التي تواجه قطاع غزة‪ ،‬وخلصت الدراسة الى عدم وجود خطة طوارئ محدثة وعدم وجود خبرات قيادية وكذلك عدم‬
‫وجود التنسيق بدرجة كافية‪ ،‬مما يؤدي لوجود عائق وتحديات خالل تقديم خدماتها للجمهور أثناء حالت الطوارئ‬
‫مما يعكس عدم اهتمام تلك املؤسسات الخدماتية بعمليات التخطيط العلمي املطلوب‪ ،‬والفتقار والعجز في تخطيط‬
‫وتحليل البيئة الداخلية والخارجية التي تنبئ باملخاطر املستقبلية‪ًّ .‬‬
‫‪ 2.7.1‬دراسة أبو زايد (‪ )2013‬بعنوان‪ :‬متطلبات إدارة الكوارث ومستوى نجاحها في قطاع غزة (دور وزارة الداخلية‬
‫الفلسطينية في مواجهة منخفض أليسكا ديسمبر ‪2013‬م)‪.‬‬

‫‪146‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)154-151‬‬

‫تناولت هذه الدراسة التعرف على أهم متطلبات إدارة الكوارث ومستوى نجاحها في قطاع غزة ودور وزارة الداخلية‬
‫واألمن الوطني في مواجهة الكوارث‪ ،‬وتتضمن هذه املتطلبات‪ :‬القيادة الفاعلة‪ ،‬والدعم اللوجستي واملخصصات املالية‪،‬‬
‫ومستوى املشاركة املجتمعية‪ ،‬والتنبؤ والتخطيط وبناء فرقًّ العمل والكوادر املؤهلة‪ ،‬واإلعالم‪ ،‬واتخاذ القرار التعاوني‪.‬‬
‫كما واستعرضت الدراسة بعض الحالت واألمثلة الواقعية للكوارث الطبيعية والغير طبيعية مع توثيق تواريخها والخسائر‬
‫البشرية واملادية فيها‪ ،‬وخلصت هذه الدراسة الى وجود موافقة متوسطة لدى املبحوثين على توفر متطلبات الكوارث‬
‫ً‬
‫نجاحا بنسبة متوسطة في مواجهة الكوارث‬ ‫بمتوسط حسابي ‪ ،%60.72‬وحققت وزارة الداخلية الفلسطينية بغزة‬
‫بمتوسط حسابي يساوي ‪ًّ ،%65.58‬ووجود عالقة طردية ذات دللة إحصائية عند مستوى دللة (‪ )0.5 ≥ α‬بين توفر‬
‫متطلبات إدارة الكوارث ومستوى النجاح في إدارتها بمتوسط حسابي نسبي يساوي ‪ .%60.72‬وأوصت بتأسيس وحدة‬
‫مستقلة متخصصة إلدارة الكوارث‪ًّ ،‬ووضع الخطط والدراسات الالزمة لها‪ًّ ،‬والعمل على دعم وتنفيذ دراسات وأبحاث‬
‫تتعلق بالكوارث التي تقع في قطاع غزة والستفادة من نتائجها‪.‬‬
‫‪ 3.7.1‬دراسة (‪ )2007‬بعنوان‪ :‬حماية سمعة املنظمة خالل األزمة‪ :‬تطوير وتطبيق نظرية االتصاالت أزمة املواقف‪.‬‬
‫‪Protecting Organization Reputations During a Crisis: The Development and Application of‬‬
‫‪Situational Crisis Communication Theory‬‬
‫ُ‬
‫خلصت الدراسة لتوضيح مدى استفادة مدير األزمة من فهم كيفية استخدام التصال باألزمات لحماية ما يسمى أصول‬
‫السمعة أثناء األزمات‪ ،‬كما تطرق الباحث للحديث عن نظرية التصالت وأزمة املواجهة )‪ (SCCT‬حيث قدم إطارا لفهم‬
‫هذه الديناميكية والتي توفر آلية لتوقع كيف سيكون رد فعل أصحاب املصلحة على األزمة من حيث التهديد بالسمعة‬
‫الذي تمثله األزمة‪ ،‬وعالوة على ذلك كيف سيكون رد فعل الناس على استراتيجيات الستجابة لألزمة املستخدمة إلدارة‬
‫األزمة من بحثها التجريبي‪ ،‬وظهرت مجموعة من املبادئ التوجيهية لالتصالت القائمة على األدلة‪ ،‬حيث تتم مناقشة‬
‫ً‬
‫األزمات‪ًّ .‬‬
‫تطوير ‪ SCCT‬جنبا إلى جنب مع عرض مبادئه التوجيهية للتواصل مع ًّ‬
‫‪ 4.7.1‬دراسة (‪ ،)Wendy, 2008‬بعنوان‪" :‬جهوزية الجامعة للكوارث‪ :‬أسلوب الشبكة"‬
‫‪Making Connections: A Network Approach to University Disaster Preparedness.‬‬
‫هدف الدراسة يتمحور في اختبار شبكات الستجابة لحالت الطوارئ في الجامعة‪ ،‬حيث حدد الباحث املنظمات من‬
‫ثالثة قطاعات مختلفة حسب الستجابة للكارثة وهي‪ :‬الصحة العامة‪ ،‬األمن العام‪ ،‬االتصاالت‪ ،‬آلية استخدام‬
‫املنظمات للموارد املتاحة في املاض ي‪ ،‬وكيفية تواصلها مع بعضها البعض أثناء الكوارث‪.‬‬
‫كما أجرى الباحث عدة مقابالت على شكل هيكلية (‪ ،)Semi-Structured interviews‬مع ‪ 30‬وحدة لدراسة وتقييم‬
‫خبراتهم السابقة في التعامل مع الكوارث‪ ،‬وجهات اتصالهم الرسمية وغير الرسمية في الجامعة‪ ،‬وقدراتهم لالستجابة‬
‫لكوارث مستقبلية محتملة متفاوتة الخطورة‪ ،‬كما تطرق للحديث عن درجة الترابط بين الوحدات حيث تم تحديدها‬
‫بواسطة (‪ )Network Analysis‬بهدف توضيح هيئة العالقات القائمة‪ ،‬توصلت الدراسة بإمكانية تقوية شبكات‬
‫التصال في كافة قطاعات الستجابة للكوارث ًّوأهمية وجود مركزية للتعامل مع الكوارث‪ .‬وأوصت رفع درجة التواصل‬
‫بين الفئات العاملة في الكوارث‪ ،‬زيادة التنسيق بين كافة الفئات العاملة في الكوارث‪ًّ .‬‬
‫‪ .2‬اإلطار النظري‪:‬‬
‫خصوصا عندما يكون األمر ُمتعلق‬
‫ً‬ ‫تعتبر إدارة ا ًّألزمات كوارث الحروب من القضايا الهامة والتي يجب أخذها بالحسبان‬
‫بتعامل البلديات ومؤسسات الحكم املحلي مع هذه الكوارث وطرق حماية العاملين من مخاطرها بهدف استدامة تقديم‬
‫ُ‬
‫الخدمات وتطبيق معايير جودة الحقوق الخدماتية املقدمة للمجتمع وضمان استمراريتها خالل وقت األزمة‪ًّ .‬‬

‫‪147‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)154-151‬‬

‫‪ 1.2‬مفاهيم ومصطلحات‪:‬‬
‫‪ 1.1.2‬تعريف املؤسسات الخدماتية‪ :‬هي عبارة عن كل مؤسسة تهدف لتقديم خدمة للجمهور باختالف نوع تلك‬
‫الخدمة املقدمة سواء في املجال املالي أو السياس ي أو الزراعي أو الصحي أو أي نوع آخر يستفيد منه أفراد املجتمع املحلي‪ًّ .‬‬
‫الفتراضات الرئيسية التي يقوم عليها‬ ‫تأثيرا ً‬
‫ماديا على النظام كله كما أنه يهدد ًّ‬ ‫‪ 2.1.2‬تعريف األزمات‪ :‬هي خلل يؤثر ً‬
‫هذا النظام‪ ،‬وعليه يتطلب وجود شرطين على األقل لتسمى أزمة وذلك على النحو التالي‪( :‬الحدراوي‪2010 ،‬م)‪ًّ .‬‬
‫‪ 3.1.2‬تعريف إدارة األزمة‪ :‬هي التحكم في ضغط ومسار واتجاه األزمة ذاتها‪ ،‬حيث أنها تكون إدارة علمية تبنى على‬
‫البحث والحصول على املعلومات واملعرفة واستخدام ما هو مناسب للوصول للقرار املناسب‪ ،‬وتبنى كذلك األمر على‬
‫التخطيط والرقابة والبعد عن الرتجالية والعشوائية‪ًّ .‬‬
‫‪ 2.2‬نشأة البلديات وتطورها‪:‬‬
‫تعتبر البلديات من أهم القطاعات الخدماتية املوجودة في فلسطين وبالتحديد في قطاع غزة‪ ،‬حيث أنها تواكب كل ما‬
‫ً‬
‫ارتباطا ً‬
‫وثيقا بالظروف الراهنة ً‬
‫سواء كانت‬ ‫يمر به قطاع غزة من أزمات وكوارث طبيعية أو بفعل النسان‪ ،‬فهي مرتبطة‬
‫هذه الظروف سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية وغيرها من الظروف‪ًّ .‬‬
‫‪ 3.2‬الهدف من إنشاء البلديات‪:‬‬
‫‪ 1.3.2‬الهدف السياس ي‪ :‬حيث تعتبر الركيزة األساسية ملمارسة العملية السياسية على الصعيد املحلي للمجتمع‪ ،‬وتم‬
‫اخضاعها للحكم املحلي بهدف الحول دون انفصالها كمؤسسات رسمية منفصلة بأهدافها ونشاطاتها ونطاق التمثيل‬
‫السكاني عن سياق السلطة املركزية‪ ،‬وهي تحقق الديمقراطية في إدارة املناطق التي تعمل على خدمتها‪ ،‬كما أنها الدرع‬
‫أمام األزمات السياسية التي تمر بالبالد مثل الحروب والثورات واألزمات األخرى‪ًّ .‬‬
‫‪2.3.2‬الهدف االجتماعي‪ :‬يتمثل بوجود عالقة قوية ما بين املواطن واملؤسسة الخدماتية‪ ،‬كما أنه يرفع بعض‬
‫املسؤوليات عن الجهات الحكومية األخرى بحيث تقوم البلدية بمتابعتها "تنظيم املباني‪ ،‬والحرف‪ ،‬والبنية التحتية‪،‬‬
‫غالبا بحيث يستطيعون تحديد مشاكل املواطن‬ ‫وغيرها"‪ ،‬كما يعتبر أعضاء املجلس البلدي املنتخب هم من عامة الناس ً‬
‫الرئيسية وتكريس الجهود بهدف إيجاد الحلول لها‪ًّ .‬‬
‫‪ 3.3.2‬الهدف االقتصادي‪ :‬يتمثل بإنعاش الحرف وترخيصها ومتابعتها‪ ،‬وانشاء املباني الستثمارية التي تدعم ميزانية‬
‫البلدية‪ ،‬كذلك األمر تنمية املجتمع املحلي وتحقيق الكفاءة اإلدارية والكتفاء الذاتي‪ًّ .‬‬
‫‪ 4.2‬املشاكل واملعوقات التي تواجه بلدية غزة والبلديات األخرى‪:‬‬
‫يوجد العديد من املشاكل التي تواجه مؤسسات الحكم املحلي وفي هذه الدراسة "البلديات" وذلك على النحو التالي‪ًّ :‬‬
‫‪ -‬االحتالل االسرائيلي‪ :‬بدوره أدى الى تدهور الوضع القتصادي وأثر على كافة مناحي الحياة في قطاع غزة‪ ،‬حيث يمنع‬
‫استيراد مستلزمات البلديات من آليات وأجهزة ومضخات وغيرها من املوارد التشغيلية الالزمة والتي تنذر بالكوارث‬
‫البيئية والضرر على املجتمع الغزي‪ ،‬وكذلك الحروب املتتالية على قطاع غزة حيث يتم تدمير البنية التحتية واملباني‬
‫السكنية واملنشآت الخدماتية وإلحاق الضررًّ بغيرها‪ًّ .‬‬

‫‪148‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)154-151‬‬

‫‪ -‬الدول املانحة‪ :‬إن غالبية الدول توقفت عن تقديم املنح واملساعدات الخارجية للمؤسسات الخدماتية وصندوق‬
‫اقراض البلديات‪ ،‬وهذا بدوره أثر بشكل واضح على أداء البلديات وخدماتها املقدمة‪ ،‬كما أثر على املشاريع الحيوية التي‬
‫ما كانت ال لترقى بمدن القطاع حيث توقفت غالبية هذه املشاريع‪ًّ .‬‬
‫سلبا على أداء البلديات‪ ،‬حيث يصبح‬ ‫‪ -‬الخبرات والكفاءات املتاحة‪ :‬حيث أن قلة الكفاءات والخبرات املوجودة تؤثر ً‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫معتمدا على الخبرات املكتسبة من األزمات السابقة وعدم وجود خطط تطويرية لألزمات املستقبلية‪ًّ .‬‬ ‫األمر‬
‫‪ 5.2‬توزيع البلديات وتصنيفاتها‪:‬‬
‫يوجد في قطاع غزة عدة بلديات تقدر بعدد ‪ 25‬بلدية ما بين بلديات كبرى وبلديات صغرى‪ ،‬حيث تم تصنيف هذه‬
‫البلديات إلى خمسة تصنيفات موزعة على محافظات القطاع ً‬
‫بدءا من شمال قطاع غزة وحتى الجنوب‪ًّ .‬‬
‫ويرمز لهذه التصنيفات باألحرف اإلنجليزية على النحو‪ ،A, B, C, D, E)( :‬وتصنف هذه البلديات ً‬
‫بناء على عدة معايير‬
‫ً‬
‫مؤشرا‪ ،‬تم إقرارها من قبل صندوق تطوير‬ ‫تتضمن امتالكها ألدوات معززة لألداء‪ ،‬ويقاس هذا األداء ً‬
‫بناء على ستة عشر‬
‫وإقراض البلديات‪ ،‬لتعكس األداء الفعلي لكل بلدية على حدا في مجال ممارسات اإلدارة الرشيدة‪ ،‬وذلك حسب‬
‫التفصيل في الجدول التالي‪ًّ :‬‬
‫املرتية ًّ‬ ‫املؤشر ًّ‬ ‫رقم املؤشر ًّ‬

‫تدقيق خارجي تام لعام السابق لعملية التقييم ًّ‬ ‫‪ًّ 1‬‬
‫فائض في امليزانية التشغيلية ألخر عامين قبل عملية التقييم بنسبة ‪ %15‬على األقل ًّ‬ ‫‪2‬‬
‫‪Rank A‬‬
‫وجود نظام إدارة مالية متكامل معتمد ًّ‬ ‫‪ًّ 3‬‬
‫تسجيل األصول الثابتة ًّ‬ ‫‪ًّ 4‬‬
‫وجود دليل تشغيل وصيانة ًّ‬ ‫‪5‬‬
‫‪Rank B‬‬
‫فائض في امليزانية التشغيلية للعام الذي يسبق عملية التقييم ًّ‬ ‫‪ًّ 6‬‬
‫تدقيق خارجي ألخر عامين قبل عملية التقييم ًّ‬ ‫‪ًّ 7‬‬
‫وجود دليل إجراءات مالي ومحاسبي لدى البلدية ًّ‬ ‫‪8‬‬
‫‪Rank C‬‬
‫وجود خطة تنموية إستراتيجية لدى البلدية ًّ‬ ‫‪ًّ 9‬‬
‫تسليم امليزانية واملوازنة التطويرية ومصادقتها من وزارة الحكم املحلي حسب نماذج‬ ‫‪ًّ 10‬‬
‫‪Rank D‬‬
‫الوزارة للعام الذي يسبق عملية التقييم ًّ‬
‫تسليم املوازنة التشغيلية ومصادقتها من وزارة الحكم املحلي حسب نماذج الوزارة‬ ‫‪11‬‬
‫‪Rank E‬‬
‫للعام الذي يسبق عملية التقييم ًّ‬
‫‪Rank F‬‬ ‫عدم تصديق املوازنة من وزارة الحكم املحلي للعام الذي يسبق عملية التقييم ًّ‬ ‫‪12‬‬
‫‪ 6.2‬الفئات األكثر عرضة ملخاطر الحروب‪:‬‬
‫‪ -‬العاملون في املؤسسات الخدماتية‪ :‬من الهيئات املحلية والبلديات والفنيين والكوادر البشرية املساندة لهم‪ًّ .‬‬
‫‪ -‬عمال النظافة‪ :‬والذين يمارسون نشاطات (جمع ونقل النفايات‪ ،‬ومتداولي هذه النفايات أثناء مراحل املعالجة‬
‫والتخلص منها)‪ًّ .‬‬
‫‪ -‬املرض ى داخل املنازل واملؤسسات الصحية‪ًّ .‬‬

‫‪149‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)154-151‬‬

‫‪ -‬عامة أفراد املجتمع املحلي‪ًّ .‬‬


‫‪ 1.6.2‬املخاطر التي تواجه طواقم البلدية‪ :‬يعتبر موظفو بلدية غزة أهم مقدمي الخدمات األساسية في املؤسسات إذ‬
‫أنهم يواجهون العديد من املخاطر التي يتعرضون لها خالل فترات العدوان والحروب‪ ،‬إذ أنه ل بد أن يعوا كافة املخاطر‬
‫ومصادرها داخل الفراغات التي يعملون بها‪ ،‬وكيفية التعامل معها ومع اآلثار السلبية الناتجة عنها‪ًّ .‬‬
‫‪ 2.6.2‬املخاطر التي تواجه طواقم عمال النظافة‪ :‬هي الفئة التي تتعامل بشكل مباشر مع املخلفات والنفايات‪ ،‬فهم‬
‫يعتبرون أكرر الفئات عرضة للمخاطر التي تنتج عند جمع املخلفات في ظل الوضع األمني الغير ُمستقر وعنجهية الحتالل‬
‫التي ل تفرق بين مدني أو عسكري أو موظف خدماتي أو طبيب أو ُمسعف‪ًّ .‬‬
‫‪ .3‬اإلطار العملي ومنهج الدراسة‪ًّ :‬‬
‫اعتمد الباحث على استخدام املنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬ومنهجية تحليل املحتوى‪ ،‬بغرض جمع البيانات وتحليلها ووصف‬
‫ُ‬
‫الظاهرة املتعلقة بموضوع الدراسة وتحليل بياناتها وبيان العالقة بين مكوناتها واآلراء التي تطرح من حولها والعمليات‬
‫ُ‬
‫التي تتضمنها واآلثار التي تحدثها‪ ،‬وتحديد مواطن القوة والضعف في تخطيط وتنمية املوارد البشرية لديها‪ ،‬ومن ثم‬
‫استخالص النتائج وتقييمها للخروج بتوصيات واضحة وعملية لتطوير دور الهيئات املحلية في إدارة األزمات والكوارث‬
‫والحروب‪ًّ .‬‬
‫‪1.3‬مجتمع وعينة الدراسة‪:‬‬
‫‪ 1.1.3‬مجتمع الدراسة‪ :‬وهم الفئات التي تعرضت للعدوان اإلسرائيلي ضمن حرب ‪ ،2021‬أي كافة سكان قطاع غزة‬
‫ولكن في هذه الدراسة فإن مجتمع الدراسة األصلي يتثمل باملوظفين واملوظفات العاملين في بلدية غزة والتي تتمثل‬
‫بنموذج دراسة الحالة‪ًّ .‬‬
‫‪ 2.1.3‬عينة الدراسة‪ً :‬‬
‫نظرا لكبر مجتمع الدراسة فقد تم تحديد عينة الدراسة لتشمل الفئات العاملة واملختلطة في‬
‫لجان إدارة األزمات والهيئات املختصة في بلدية غزة العاملة على أرض امليدان (مدراء عامون‪ ،‬مشرفين ميدانيين‪ ،‬رؤساء‬
‫أقسام‪ ،‬إداريين‪ ،‬مهندسين مشاريع)‪ ،‬وكذلك ذوي الهتمام بالدراسة موضوع البحث‪ًّ .‬‬
‫‪ 3.1.3‬العينة االستطالعية‪ :‬تكونت من ‪ 10‬أفراد من األشخاص العاملين في بلدية غزة‪ ،‬وتم اختيارهم بالطريقة‬
‫العشوائية البسيطة على أن يتم استثنائهم من العينة الفعلية‪ ،‬وتم تطبيق األدوات املستخدمة في هذه الدراسة على‬
‫هذه العينة بهدف التحقق من صالحية األدوات للتطبيق على أفراد العينة الكلية‪ ،‬وذلك من خالل حساب صدقها‬
‫وثباتها بالطرق اإلحصائية املالئمة‪ًّ .‬‬
‫‪ 4.1.3‬العينة الفعلية‪ :‬تكونت عينة الدراسة من (‪ )30‬موظف وموظفة من العاملين في بلدية غرزة وذلك للعام الدراس ي‬
‫‪2021-2020‬م‪ ،‬وهذا ما توضحه الجداول في منهجية ونتائج الدراسة‪ ،‬والتي تبين تقسيم أفراد عينة الدراسة حسب‬
‫متغيرات الدراسة (النوع‪ ،‬السن‪ ،‬املؤهل العلمي‪ ،‬الوصف الوظيفي)‪ًّ .‬‬
‫‪2.3‬أدوات الدراسة‪:‬‬
‫اعتمدت الدراسة على أداتين رئيسيتين وهما‪:‬‬
‫‪ 1.2.3‬البيانات األولية‪ :‬والتي تمثلت باختيار الستبانة كأداة رئيسية في هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪150‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)154-151‬‬

‫االستبانة‪ :‬تتمثل في توزيع نموذج الستبانة الخاصة بالدراسة وموضوع البحث‪ ،‬مع بعض املسؤولين والخبراء‬
‫واملختصين والعاملين والشخصيات العتبارية داخل املجتمع ومن ثم تحليل النتائج والحصائيات‪.‬‬
‫ُ‬
‫املالحظة‪ :‬وهي متمثلة بالزيارات امليدانية ومالحظة اإلجراءات املتبعة‪.‬‬
‫‪ 2.2.3‬البيانات الثانوية‪ :‬من خالل جمع املعلومات والبيانات الثانوية من الكتب العلمية واألبحاث املحكمة واملجالت‬
‫العلمية في مجال الدراسة واملجالت القريبة منها‪ ،‬ومن خالل مواقع النترنت ذات العالقة بموضوع الدراسة بهدف‬
‫التعرف على سبل وأساليب اإلدارة واتخاذ القرار السليم عند التعرض ألحداث طارئة‪ًّ .‬‬
‫املعالجة اإلحصائية للدراسة تتثمل في تحليل البيانات التي تم تجميعها ونتائج الستبيانات والحصائيات الناتجة عنها‬
‫ومراجعة الدراسات السابقة‪ ،‬ليتم تطبيق األدوات واألساليب اإلحصائية الالزمة ملوضوع هذه الدراسة بالشكل املناسب‪،‬‬
‫ووضع التقرير والنتائج السليمة معتمدين على ذلك باستخدام تطبيق الحزمة اإلحصائية للعلوم الجتماعية‬
‫ُ‬
‫)‪ Statistical Package for the Social Sciences (SPSS‬ومن األساليب املستخدمة‪ًّ :‬‬
‫‪ ‬حساب التكرارات والنسب املئوية للتعرف على الصفات الشخصية ملفردات الدراسة وتحديد الستجابة‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬املتوسط الحسابي ‪ Mean‬ملعرفة مدى ارتفاع أو انخفاض استجابة األفراد عن كل عبارة من عبارات متغيرات‬
‫الدراسة األساسية‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬معامالت الصدق للمقياس‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬اختبار ألفا كرونباخ لتأكيد ثبات فقرات الستبانة‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬معامل ارتباط بيرسون لقياس صدق الفقرات‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬معادلة سيبرمان براون لقياس صدق الفقرات‪ًّ .‬‬
‫‪ .4‬النتائج‬
‫‪ ‬مدى العالقة بين وزارة الحكم املحلي وبلدية غزة واملساهمة في مواجهة العدوان اإلسرائيلي خالل معركة‬
‫سيف القدس ‪2021‬‬
‫ُ‬
‫‪ .1‬تبين أن (‪ )%46.7‬من أفراد العينة أفادو بأنهم موافقون بشدة على وجود التأثير السلبي لإلمكانيات ًّ‬
‫املتاحة‬
‫على املؤسسة‪.‬‬
‫‪ .2‬تبين أن (‪ )%53.3‬من أفراد العينة موافقون بشدة على تأثير فترة العدوان اإلسرائيلي على الخدمات املقدمة‬
‫من قبل البلدية‪.‬‬
‫‪ .3‬تبين أن (‪ )%36.7‬من أفراد العينة غير موافقون على تأثير الدعم اللوجستي من قبل وزارة الحكم املحلي على‬
‫أداء البلدية خالل فترة العدوان اإلسرائيلي‪.‬‬
‫‪ .4‬تبين أن (‪ )%33‬من أفراد العينة موافقون على مدى التنسيق من قبل الوزارة مع الصليب األحمر والجهات‬
‫الدولية لحماية طواقم البلديات‪.‬‬
‫‪ ‬مدى تأثير وجود لجنة طوارئ في مواجهة ازمة حرب ‪2021‬‬
‫الطوارئ ساهمت في تحديد األهداف‬ ‫ًّ‬ ‫‪ .1‬تبين أن (‪ )%43.3‬من أفراد العينة موافقون على أن لجنة‬
‫والستراتيجيات خالل فترة العدوان اإلسرائيلي‪ًّ .‬‬
‫‪ .2‬تبين أن (‪ )%40‬من أفراد العينة موافقون على أن لجنة الطوارئ في بلدية غزة استطاعت أن تضع خطط‬
‫ً‬
‫لحصر األضرار أول بأول‪.‬‬

‫‪151‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)154-151‬‬

‫‪ .3‬تبين أن (‪ )%33.3‬من أفراد العينة محايدون على أن لجنة الطوارئ في بلدية غزة احتوت على كوادر فعالة‬
‫وخبرات علمية وعملية في مجال إدارة األزمات والكوارث‪.‬‬
‫‪ ‬مدى جودة استمرارية تقديم الخدمة خالل فترة حرب ‪2021‬‬
‫ُ‬
‫‪ .1‬تبين أن (‪ )%40‬من أفراد العينة موافقون بشدة على أن طواقم بلدية غزة استطاعت أن تقدم الخدمة‬
‫ُ‬
‫للمواطنين بأفضل جودة وقدر املستطاع خالل العدوان اإلسرائيلي‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ .2‬تبين أن (‪ )%53.3‬من أفراد العينة موافقون بشدة على تأثير العدوان اإلسرائيلي على جودة الخدمات املقدمة‬
‫خالل فترة األزمة‪.‬‬
‫‪ .3‬تبين أن (‪ )%60‬من أفراد العينة موافقون بشدة على أن ممتلكات وآليات ومعدات البلدية تضررت بشكل‬
‫ُ‬
‫واضح وأثرت على الخدمات املقدمة للمواطنين خالل فترة األزمة‪.‬‬
‫‪ .4‬تبين أن (‪ )%66.7‬موافقون بشدة على تضرر شبكات الصرف الصحي نتيجة قصف البنية التحتية بشكل‬
‫مباشر‪.‬‬
‫‪ ‬أثر الخدمات املقدمة على املجتمع‬
‫ُ‬
‫‪ .1‬تبين أن (‪ )%40‬من أفراد العينة موافقون وراضون على مستوى الخدمات املقدمة من قبل بلدية غزة خالل‬
‫فترة العدوان اإلسرائيلي‪.‬‬
‫‪ .2‬تبين أن (‪ )%50‬من أفراد العينة موافقون وراضون على عمليات الصيانة األولية للبنية التحتية خالل فترة‬
‫العدوان اإلسرائيلي وأثر ذلك على املجتمع‪.‬‬
‫‪ .3‬تبين أن (‪ )%66.7‬من أفراد العينة موافقون وراضون على عمليات جمع وترحيل النفايات وأداء البلدية‬
‫خالل فترة العدوان اإلسرائيلي‪.‬‬
‫‪ 5‬مناقشة النتائج‪:‬‬
‫‪ 1.5‬االستنتاجات‪:‬‬
‫تم في هذه الدراسة وبناء على األهداف ومعطياتها لتحديد واقع إدارة األزمات لدى مؤسسات الحكم املحلي في قطاع‬
‫غزة خالل العدوان ‪ ،2021‬واختيار بلدية غزة كدراسة حالة لهذه املؤسسات‪ ،‬فإن املعايير والستبيانات واملالحظة تم‬
‫إجراءها واعتمادها لتحديد مدى جهوزية بلدية غزة وكفاءتها في إدارة أزمة العدوان الصهيوني عام ‪2021‬م‪ًّ .‬‬
‫ومن خالل الفرضيات واألهداف التي تم وضعها واختيارها للدراسة وعمليات التحليل اإلحصائي تبين التالي‪ًّ :‬‬
‫‪ ‬استطاعت بلدية غزة إثبات جدارتها في مواجهة أزمة حرب ‪ ،2021‬وذلك من خالل وجود لجنة طوارئ وكوادر‬
‫فعالة وعاملة على أرض الواقع‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬استطاعت بلدية غزة أن تلبي احتياجات املواطنين داخل مدينة غزة خالل فترة الحرب‪ ،‬وذلك من خالل تقديم‬
‫أقص ى خدماتها بأفضل جودة ممكنة في ظل الظروف الصعبة‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬ساند املواطنين البلدية وقدروا جهودها وما بذلته طواقمها في سبيل خدمة املواطنين خالل فترة الحرب‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬ان لوزارة الحكم املحلي الدور امللموس في التنسيق بين البلديات من خالل وجود لجنة طوارئ مشتركة بين كافة‬
‫بلديات قطاع غزة‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬قامت وزارة الحكم املحلي وبلدية غزة بالتنسيق مع الجهات الدولية والصليب األحمر في سبيل حماية طواقم‬
‫البلدية خالل فترة الحرب‪ًّ .‬‬

‫‪152‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)154-151‬‬

‫ً‬
‫وبشريا ً‬
‫وماليا مما أجهدها خالل فترة العدوان‪ًّ .‬‬ ‫‪ ‬عانت البلدية من قلة املوارد املتاحة ً‬
‫ماديا‬
‫نتيجة لنقص املوارد الالزمة لها‪ًّ .‬‬‫‪ ‬قامت بلدية غزة بتوجيه عدة إنذارات للجهات الدولية بتوقف خدماتها ً‬
‫ً‬
‫‪ ‬عملت البلدية على مواجهة آثار العدوان اإلسرائيلي أول بأول‪ ،‬وإزالة آثار الدمار وشق الطرقات‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬قامت بلدية غزة بوضع خطط عملية لحصر األضرار ورفع التقارير األولية‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬تم تشكيل فرق مختصة ومختلفة ومتعددة املجالت بهدف مواجهة العدوان وايصال الخدمات األساسية‬
‫للمواطنين في شتى مناطق املدينة‪ًّ .‬‬
‫‪ 2.5‬التوصيات‪ًّ :‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫تبعا للنتائج التي خلصت إليها الدراسة‪ ،‬فان الباحثة استخلصت عدة توصيات على أمل أن يكون لها دور مهم وفعال‬
‫في توضيح أهمية وضرورة دعم البلديات ومؤسسات الحكم املحلي‪ ،‬كذلك أهمية التطور والتكنولوجيا العلمية في اتخاذ‬
‫القرار‪ ،‬ومدى املساهمة في رفع درجة الجهوزية والستعداد ملواجهة األزمات والكوارث ووضع أسوأ الحتمالت واملتغيرات‬
‫املحيطة‪ ،‬ومن هذه التوصيات نذكر التالي‪ًّ :‬‬
‫ُ‬
‫‪ ‬يجب وضع سياسة عامة متفق عليها لدى الحكومات والجهات املختصة في سبيل دعم البلديات بكافة املقدرات‬
‫واإلمكانيات الالزمة لها‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬الهتمام من قبل جهات الختصاص بتطوير هذه الدراسة ومعالجة العررات والفجوات التي تم ذكرها‪ ،‬والعمل‬
‫على تطوير هذا الجهد ليشمل كافة املجالت املهمة في قطاع غزة‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬العمل على تفعيل املركز الوطني إلدارة األزمات والكوارث‪ ،‬والذي تم تشكيله في مارس ‪2017‬م بقرار من مجلس‬
‫الوزراء الفلسطيني؛ واعتباره كمظلة وطنية إلعداد وتطوير إدارة حالت الطوارئ واألزمات بطرق علمية ّ‬
‫فعالة‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬تفعيل دور املختصين في مجال إدارة األزمات والكوارث في بلدية غزة والبلديات األخرى ودمجهم مع لجان الطوارئ‬
‫التي يتم تشكيلها ً‬
‫بناء على الخبرات العملية وليست العلمية‪ًّ .‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬دعم وإجراء الدراسات العلمية املتخصصة في إدارة ومواجهة األزمات والكوارث ُمستقبال‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬توصيل كافة مخرجات الدراسة البحثية إلى أصحاب القرار واملسؤولين عن ملف البلديات‪ ،‬بهدف تعزيز ورفع‬
‫مستوى املعرفة واتخاذ القرار‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬دعم وزارة الحكم املحلي للبلديات وتشكيل لجنة طوارئ مختصة لديهم ملتابعة أمور البلديات‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬توضيح التعليمات اإلدارية الالزمة لفرق اإلغاثة وتحديد آليات التعامل مع األزمات والكوارث‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬عقد العديد من الدورات التدريبية الالزمة في مجال مواجهة األزمات والكوارث‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬توفير اإلمكانيات املطلوبة من قبل اإلدارات وتعزيز دور املوظف في مكانه ووجود بدائل في حال تم طلب أفراد‬
‫بشرية من اإلدارات في ظل حدوث أزمة أو كارثة‪ًّ .‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬عمل سيناريوهات مشابهة ومتطورة لنماذج حرب ‪ ،2021‬وعمل الدراسات الالزمة للخروج منها مستقبال‪ًّ .‬‬
‫‪ .6‬املراجع‪:‬‬
‫‪ 6.1‬املراجع العربية‬

‫‪153‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬
‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص ‪-‬املركز الديمقراطي العربي ‪-‬برلين ص(‪)154-151‬‬

‫‪ ‬أحمد الرمالوي‪ .)2020( .‬إدارة اإلخالء واإليواء في املستشفيات الحكومية‪-‬دراسة حالة مجمع الشفاء الطبي‪ .‬غزة‪ ،‬فلسطين‪:‬‬
‫الجامعة اإلسالمية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬رشدي خلف‪ .)2020( .‬استخدام أنظمة املعلومات الجغرافية في تحديد أماكن الحجر الصحي في ظل تفش ي األوبئة‪ًّ -‬‬
‫دراسة‬
‫حالة‪ :‬جائحة كورونا– قطاع غزة‪ .‬فلسطين‪ :‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬عمر حسين الصديق بوشعالة‪ .)2020 ،3 30( .‬ادارة الزمات واساليب مواجهتها‪ .‬املوسوعة الجزائرية للدراسات السياسية‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬مركز املعلومات الوطني الفلسطيني‪ .)2020( .‬التعداد السكاني في قطاع غزة (مخيمات القطاع)‪ .‬غزة‪ ،‬فلسطين‪ :‬مركز‬
‫املعلومات الفلسطيني‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬موقع وزارة الحكم املحلي الفلسطيني‪ ،‬غزة‪ًّ http://molg.ps/ar/ . :‬‬
‫‪ ‬موقع وزارة الحكم املحلي الفلسطيني‪ ،‬رام هللا‪ًّ https://www.molg.pna.ps/. :‬‬
‫‪ ‬موقع بلدية غزة‪ ،‬قطاع غزة‪ًّ https://gaza-city.org/ . :‬‬
‫‪ ‬موقع مجلة معرفة للدراسات ‪ًّ https://search.emarefa.net .‬‬
‫‪ ‬املركز الفلسطيني ألبحاث السياسات والدراسات الستراتيجية‪ .)2018( .‬األوضاع املعيشية في قطاع غزة‪ .‬فلسطين‪ :‬املركز‬
‫الفلسطيني ألبحاث السياسات والدراسات الستراتيجية‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬وزارة الداخلية واألمن الوطني‪ .)2017( .‬التعداد السكاني‪ .‬تم السترداد من وزارة الداخلية واألمن الوطني‪:‬‬
‫‪ًّ https://moi.gov.ps .‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬ناصر الصوير‪ .)2016 ،8 28( .‬تاريخ ونشأة البلديات الفلسطينية‪ .‬تم السترداد من وكالة أنباء سما الخبارية‪:‬‬
‫‪ًّ https://samanews.ps/ar/post/279419 .‬‬
‫‪ ‬مليس عفانة‪ .) 2010( .‬التنمية املستدامة‪ .‬تأليف عفانة‪ ،‬استراتيجيات التنمية املستدامة (صفحة ‪ًّ .)16‬‬
‫‪ ‬كرار الخفاجي‪ .)2010( .‬أسباب نشوء األزمات ًّوإدارتها‪ .‬جامعة الكوفة‪ ،‬كلية اإلدارة والقتصاد‪:‬‬
‫‪ًّ https://www.iasj.net/iasj/download/a637550bc5b48960.‬‬
‫‪ ‬أحمد ماهر‪" ،‬إدارة األزمات"‪ ،‬دار الجامعية للنشر والتوزيع‪ًّ .٢٠١٠ ،‬‬
‫‪ ‬ادريس أبوبكر‪ .)2009 ،3 16( .‬الكوارث‪ :‬ما هي؟ ما خبرها؟ وكيف يمكن التعامل معها؟ تم السترداد من املركز الدولي‬
‫لألبحاث والدراسات‪ًّ https://medadcenter.com/readings/87. :‬‬
‫‪ ‬سالم القدوة‪ .)2008( .‬اإليواء العاجل للمتضررين من الحروب والزلزل ‪ -‬قطاع غزة كحالة دراسية‪ .‬الجامعة السالمية‪،‬‬
‫صفحة ‪ًّ .7‬‬
‫‪ ‬محررسن الخررضيرىًّ‪" ،‬إدارة األزم ررات "‪ ،‬مررنهج اقت ررصادي إداري لحررل األزمررات عل ررى مررستوى القت ررصاد القررومى‪ ،‬والوح رردة‬
‫القتصادية‪ ،‬مكتبة الكتب العربية‪ًّ ٢٠٠٣ ،‬‬
‫‪ ‬قوانين الهيئات املحلية الفلسطينية ‪1997‬م‪ًّ .‬‬
‫‪ ‬محسن أحمد الخضيري‪ .)1990( .‬إدارة األزمة‪ .‬تأليف محسن أحمد الخضيري‪ ،‬إدارة األزمة (صفحة ‪ .)53‬القاهرة‪ :‬مكتبة ًّ‬
‫‪6.2‬املراجع األجنبية‪ًّ :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪Getty research Institute: The concept of accommodation. Los Angeles, California, (2019).‬‬
‫‪‬‬ ‫‪Palestinian Central Bureau of Statistics: Age Groups Palestine, 2017.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪Laurence Barton, Crisis in Organization Managing & Communicating in the heat of chaos,‬‬
‫‪south western, U.S.A.., 1993, P.2.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪Mark Hunter, et. Al., "the New Rule for Crisis Management". Harvard Business Review,‬‬
‫‪2016, P-P. 8-9.‬‬

‫‪154‬‬ ‫مجلة الدراسات االستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص‪ ،‬م‪ ،)4( .‬ع‪ ،)13( .‬آذار‪ /‬مارس ‪2022‬‬

You might also like