You are on page 1of 53

See discussions, stats, and author profiles for this publication at: https://www.researchgate.

net/publication/349702362

‫اﻟﻬﺮﻣﻨﻴﻮﻃﻴﻘﺎ وﺗﺄوﻳﻞ اﻟﻨﺺ اﻟﻘﺮآﻧﻲ دراﺳﺔ ﻓﻲ )اﻋﺠﺎز اﻟﺒﻴﺎن ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ أم اﻟﻘﺮآن( ﻟﺼﺪر اﻟﺪﻳﻦ‬
‫ه‬672) ‫)اﻟﻘﻮﻧﻮي‬

Article · March 2021

CITATIONS READS

0 661

1 author:

‫د ﻣﻮﻓﻖ ﻣﺠﻴﺪ ﻟﻴﻠﻮ اﻟﺤﻴﺎوي‬.‫م‬.‫أ‬


General Directorate of Education Maysan
48 PUBLICATIONS 0 CITATIONS

SEE PROFILE

All content following this page was uploaded by ‫د ﻣﻮﻓﻖ ﻣﺠﻴﺪ ﻟﻴﻠﻮ اﻟﺤﻴﺎوي‬.‫م‬.‫ أ‬on 03 July 2022.

The user has requested enhancement of the downloaded file.


‫﴿بسم هللا الرحمن الرحيم﴾‬
‫جامعة کردستان‬
‫کلية اللغة واآلداب‬
‫قسم اللغة العربية وآداهبا‬

‫املؤمتر الدويل االفرتاضي للقرآن الکرمي واللغة العربية‬


‫(الدراسات اللغوية واألدبية)‬
‫‪ 01‬و ‪ 00‬مارس ‪0100‬‬
‫إعداد وتقدمي د‪ .‬مجيل جعفري‬

‫كتاب المق االت‬


‫األول‬
‫اإلصدار ّ‬
‫‪ 27‬مارس ‪2222‬‬
‫املجلد األول‪ :‬البحوث العربية‬
‫كتاب المق االت‬
‫«المؤتمر الدولي االفتراضي للقرآن الكريم واللغة العربية‬
‫الدراسات اللغوية واألدبية»‬
‫جامعة كردستان‬
‫قسم اللغة العربية وآدابها‬

‫إعداد وتقدمي‪:‬‬
‫د‪ .‬مجيل جعفري‬

‫املجلد األول‪ :‬البحوث العربية‬

‫الناشراإللكتروني‪:‬‬
‫جامعة كردستان‬
‫رقم اإليداع الدولي (‪:)ISBN‬‬
‫‪............‬‬

‫األول‬
‫اإلصدار ّ‬
‫‪ 27‬مارس ‪2222‬‬
‫رئيس اللجنة العلمية‪:‬‬
‫الدكتورعبدهللا رسول نژاد (األستاذ املشارك)‬

‫عضو هيئة التدريس بقسم اللغة العربية وآدابها‪ ،‬جامعة كردستان‪ ،‬سنندج‪ ،‬إيران‬
‫‪a.rasoulnezhad@uok.ac.ir‬‬

‫رئيس اللجنة التحضيرية‪:‬‬


‫الدكتورجميل جعفري (األستاذ املساعد)‬

‫عضو هيئة التدريس بقسم اللغة العربية وآدابها‪ ،‬جامعة كردستان‪ ،‬سنندج‪ ،‬إيران‬
‫‪j.jafari@uok.ac.ir‬‬

‫املشاركون في إقامة املؤتمر‪:‬‬


‫الف) جامعة مااليا بماليزيا‬
‫‪https://www.um.edu.my‬‬
‫ب) جامعة يونيزا بماليزيا‬
‫‪https://www.unisza.edu.my/index.php?lang=en‬‬
‫ج) جامعة راپرين بإقليم كردستان العراق‬

‫‪https://www.uor.edu.krd/‬‬

‫د) جامعة سوران بإقليم كردستان العراق‬

‫‪https://www.soran.edu.iq/‬‬
‫أعضاء اللجنة العلمية‬
‫الف) جامعة كردستان‪:‬‬
‫الدكتور حمسن پيشوايي علوي (األستاذ املشارك)‬ ‫‪.1‬‬
‫الدكتور حسن سرابز (األستاذ املشارك)‬ ‫‪.2‬‬
‫الدكتور هادي رضوان (األستاذ املشارك)‬ ‫‪.3‬‬
‫الدكتور أمحد هنريات (األستاذ املساعد)‬ ‫‪.4‬‬
‫الدكتور حممد رضا عزيزي پور (األستاذ املساعد)‬ ‫‪.5‬‬
‫الدكتورة شرافت كرميي (األستاذة املساعدة)‬ ‫‪.6‬‬
‫الدكتور يداهلل پشاابدي (األستاذ املساعد)‬ ‫‪.7‬‬
‫الدكتور سيد نويد نقشبندي (األستاذ املساعد)‬ ‫‪.8‬‬
‫ب) اجلامعات اإليرانية األخری‪:‬‬
‫جامعة طهران‬ ‫الدكتور حممد علي آذرشب (األستاذ)‬ ‫‪.1‬‬
‫جامعة طهران‬ ‫الدكتور غالمعباس رضايي هفتادر (األستاذ املشارك)‬ ‫‪.2‬‬
‫جامعة طهران‬ ‫الدكتور شهراير نيازي (األستاذ املشارك)‬ ‫‪.3‬‬
‫جامعة بوعلي مهدان‬ ‫الدكتور صالح الدين عبدي (األستاذ املشارك)‬ ‫‪.4‬‬
‫جامعة بوعلي مهدان‬ ‫الدكتور مهدي مسبوق (األستاذ)‬ ‫‪.5‬‬
‫جامعة بوعلي مهدان‬ ‫الدكتور مرتضی قائمي (األستاذ)‬ ‫‪.6‬‬
‫جامعة اصفهان‬ ‫الدكتور حممد خاقاين (األستاذ)‬ ‫‪.7‬‬
‫جامعة اصفهان‬ ‫الدكتور حسني مريزايي نيا (األستاذ املشارك)‬ ‫‪.8‬‬
‫جامعة رازي كرمانشاه‬ ‫‪ .9‬الدكتور وحيد سبزاين پور (األستاذ)‬
‫جامعة رازي كرمانشاه‬ ‫‪ .11‬الدكتور علي سليمي (األستاذ)‬
‫جامعة رازي كرمانشاه‬ ‫‪ .11‬الدكتور شهراير مهيت (األستاذ املشارك)‬
‫جامعة تربيت مدرس‬ ‫الدكتور فرامرز مريزايي (األستاذ)‬ ‫‪.12‬‬
‫جامعة تربيت مدرس‬ ‫الدكتور خليل پرويين (األستاذ)‬ ‫‪.13‬‬
‫جامعة تربيت مدرس‬ ‫الدكتور كربی روشنفكر (األستاذة املشاركة)‬ ‫‪.14‬‬
‫جامعة تربيت مدرس‬ ‫الدكتور هادي نظري منظّم (األستاذ املشارك)‬ ‫‪.15‬‬
‫جامعة خليج فارس بوشهر‬ ‫‪ .16‬الدكتور رسول بالوي (األستاذ املشارك)‬
‫جامعة خليج فارس بوشهر‬ ‫‪ .17‬الدكتور جماهد غالمي (األستاذ املساعد)‬
‫جامعة الشهيد ابهنر كرمان‬ ‫‪ .18‬الدكتور سعيد شيباين (األستاذ املساعد)‬
‫جامعة الشهيد ابهنر كرمان‬ ‫‪ .19‬الدكتور علي أصغر ايري (األستاذ املساعد)‬
‫جامعة پيام نور فرع سنندج‬ ‫‪ .21‬الدكتور فاروق نعميت (األستاذ املشارك)‬
‫جامعة آزاد إسالمي فرع سنندج‬ ‫‪ .21‬الدكتور مجال أمحدي (األستاذ املساعد)‬
‫جامعة آزاد إسالمي فرع سنندج‬ ‫‪ .22‬الدکتور شريکو ايري (األستاذ املساعد)‬
‫جامعة حمقق اردبيلي‬ ‫‪ .23‬الدكتور مهرداد آقايي (األستاذ املساعد)‬
‫جامعة اإلمام الصادق‬ ‫الدكتور سهيال حمسين نژاد (األستاذة املساعدة)‬ ‫‪.24‬‬
‫جامعة الشهيد هبشيت‬ ‫الدكتور حممد إبراهيم خليفه شوشرتي (األستاذ)‬ ‫‪.25‬‬
‫جامعة الشهيد هبشيت‬ ‫الدكتور حممد رضا خضري (األستاذ املساعد)‬ ‫‪.26‬‬
‫جامعة گيالن‬ ‫الدكتور أكرم روشنفكر (األستاذة املساعدة)‬ ‫‪.27‬‬
‫جامعة آزاد إسالمي فرع كرج‬ ‫‪ .28‬الدكتور سيد إبراهيم آرمن (األستاذ املشارك)‬
‫جامعة الشهيد مدين آذرابجيان‬ ‫‪ .29‬الدكتور حسن إمساعيل زاده ابواين (األستاذ املساعد)‬
‫جامعة يزد‬ ‫‪ .31‬الدکتور حممد علي سلماين مروست (األستاذ املساعد)‬
‫ج) جامعة ماالاي مباليزاي‪:‬‬
‫الدكتور حاج حممد مسان (األستاذ املشارك)‬ ‫‪.1‬‬
‫الدكتور حممد طيب فا (األستاذ املساعد)‬ ‫‪.2‬‬
‫الدكتور أمحد عارفني صفر (األستاذ املساعد)‬ ‫‪.3‬‬
‫الدكتور حممد حسني (األستاذ املساعد)‬ ‫‪.4‬‬
‫الدكتورة لِيلِي حنيفاريزان بنت حسب اهلل (األستاذة املساعدة)‬ ‫‪.5‬‬
‫الدكتور عبداحلليم أمحد (األستاذ املساعد)‬ ‫‪.6‬‬
‫الدكتورة حنان بنت صاحل (األستاذة املساعدة)‬ ‫‪.7‬‬
‫الدكتور سلمان جنيد (األستاذ املساعد)‬ ‫‪.8‬‬
‫د) جامعة سوران إبقليم كردستان العراق‪:‬‬
‫الدكتور فاضل محه سعيد أمني (املدرس)‬ ‫‪.1‬‬
‫الدكتور أمري رفيق عوال (األستاذ)‬ ‫‪.2‬‬
‫الدكتور مجال عزيز أمني (األستاذ املساعد)‬ ‫‪.3‬‬
‫الدكتور حممد فتح اهلل عبداهلل (األستاذ املساعد)‬ ‫‪.4‬‬
‫الدكتور انصح عثمان محد أمني (األستاذ املساعد)‬ ‫‪.5‬‬
‫الدكتور هشام فاحل حامد (األستاذ املساعد)‬ ‫‪.6‬‬
‫الدكتور عبداهلل بريم يونس (األستاذ املساعد)‬ ‫‪.7‬‬
‫الدكتورة جوان عبدالقادر عبداهلل (األستاذة املساعدة)‬ ‫‪.8‬‬
‫الدكتور ريبوار عبداهلل خطاب (املدرس)‬ ‫‪.9‬‬
‫هـ) جامعة راپرين إبقليم كردستان العراق (كلية الرتبية)‪:‬‬
‫الدكتور سامي انجي سوادي (األستاذ املساعد)‬ ‫‪.1‬‬
‫الدكتورة شيماء رشيد حممد (األستاذة املساعدة)‬ ‫‪.2‬‬
‫الدكتور عبدالرمحن عزيز مصطفی (األستاذ املساعد)‬ ‫‪.3‬‬
‫و) جامعة يونيزا مباليزاي (كلية اللغة واالتصاالت)‪:‬‬
‫الدكتور جمدان بن فخر الرازي (املدرس)‬ ‫‪.1‬‬
‫الدكتور ذو األذهان بن عبداحلليم (األستاذ املشارك)‬ ‫‪.2‬‬
‫الدكتور السيد سامل (األستاذ املشارك)‬ ‫‪.3‬‬
‫الدكتورة نور عاشقني بنت عثمان (املدرسة)‬ ‫‪.4‬‬
‫الدكتور حممد عالءالدين بن عثمان (املدرس)‬ ‫‪.5‬‬
‫الدكتور وان عبداحلي بن وان عمر (املدرس)‬ ‫‪.6‬‬
‫الدكتورة سييت سلوی بنت حممد نور (املدرسة)‬ ‫‪.7‬‬
‫الدكتورة سوزاان بنت سليمان (املدرسة)‬ ‫‪.8‬‬
‫الدكتورة نور أذان بنت حممد رواين (املدرسة)‬ ‫‪.9‬‬
‫ز) جامعة السلطان عبداحلليم معظم شاه اإلسالمية العاملية مباليزاي‪:‬‬
‫الدكتور رجب إبراهيم أمحد (األستاذ املشارك)‬
‫ح) جامعة حممد اخلامس مبدينة الرابط (اململکة املغربية)‪:‬‬
‫الدكتور العريب احلضراوي (األستاذ احملاضر)‬
‫ط) جامعة حممد ملني دابغني سطيف ‪ ،0‬اجلزائر‬
‫الدکتورة خدجية مرات (األستاذة احملاضرة)‬
‫***************************************************‬
‫أعضاء اللجنة التحضريية‬
‫الف) جامعة كردستان‬
‫السيد شعيب حممودي (موظف)‬ ‫‪.1‬‬
‫(موظف)‬ ‫السيد صاحل ويسي‬ ‫‪.2‬‬
‫(موظف)‬ ‫السيد علي روحي‬ ‫‪.3‬‬
‫(موظفة)‬ ‫السيدة سلماز مرادي‬ ‫‪.4‬‬
‫السيد مسعود پواييي (موظف)‬ ‫‪.5‬‬
‫السيدة فاطمة نوري پور (موظفة)‬ ‫‪.6‬‬
‫ب) جامعة راپرين‬
‫(موظف)‬ ‫السيد پيشرو محه محه‬ ‫‪.7‬‬
‫السيد حممد عزيز مصطفی (موظف)‬ ‫‪.8‬‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬

‫ق ائمة المق االت حسب الترتيب األبجدي‬


‫العنوان ‪ ...........................................................................................‬الصفحة‬
‫‪ )1‬املؤمتر الدويل االفرتاضي للقرآن الكرمي واللغة العربية (رؤية إحصائية) ‪1 .................. ................................‬‬
‫د‪ .‬مجيل جعفري‬
‫‪ )2‬آليات التضامن اخلطايب يف القرآن الكرمي ‪11 .......................................... ................................‬‬
‫د‪.‬سريوان أنور جميد‬
‫‪ )3‬اإلجتاه القرآين واالسالمي يف "حكاايت طبيب" لنجيب الكيالين ‪11 ..................... ................................‬‬
‫د‪ .‬حممد رضا عزيزي پور‬
‫علي مال‬
‫‪ )4‬أثر القرآن الكرمي يف نسيج األدب العريب املعاصر (مفدي زكرايء أمنوذجا) ‪11 ............................................‬‬
‫د‪ .‬سليم جلول محريط‬
‫‪ )5‬أثر تعهد القرآن الكرمي يف تعليم اللغة العربية ‪41 ....................................... ................................‬‬
‫كلثوم قوماين‬
‫د‪ .‬حيي بن حيي‬
‫‪ )6‬أثر علم التجويد يف بناء الكفاءة اللغوية (قراءة يف أسس البناء وآلياته) ‪41 ............... ................................‬‬
‫هشام زايدي‬
‫‪ )7‬أثر قاعدة "القرآن اسم للنَّظم واملعىن" على املسائل الفقهية (دراسة أصولية تطبيقية يف القرآن الكرمي) ‪87 ..................‬‬
‫د‪ .‬آرام جالل عبدهللا البريخضري‬
‫‪ )8‬االحتجاج ابلقراءات عند النحاة (األمشوين أمنوذجاً) ‪54 ................................ ................................‬‬
‫د‪ .‬حممد اإلمام إبراهيم اإلمام‬
‫د‪ .‬سعيد حممود موسى‬
‫‪ )9‬االحتجاج ابلقرآن الكرمي يف علوم اللغة العربية ‪107.................................... ................................‬‬
‫د‪ .‬أماين عطية السيد علي القطري‬
‫‪ )11‬ادعاء املستشرقني خطأ الصحابة يف كتابة املصحف والرد عليه ‪118..................... ................................‬‬
‫د‪ .‬حممد إبراهيم الشربيين صقر‬
‫‪ )11‬األساليب الروحية واملادية للطغاة يف الرؤية القرآنية (اإلطار والتحدي وآليات املواجهة) ‪118..............................‬‬
‫د‪ .‬مرتضی زارع برمي‬
‫‪ )12‬أَساليب الطلب يف جممع البحرين للشيخ انصيف اليازجي (دراسة داللية) ‪141...........................................‬‬
‫سارة هاشم عبد اليمة الركايب‬
‫‪ )13‬استبدال حروف املعاين يف القرآن ودالالهتا املعنائية ‪188................................ ................................‬‬
‫د‪ .‬عبدهللا رسول نژاد‬
‫فاروق راك‬

‫أ‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬
‫‪ )14‬استخدام تطبيق زابر يف تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها ‪151......................... ................................‬‬
‫د‪ .‬سييت سلوى حممد نور‬
‫د‪ .‬نورعاشقني عثمان‬
‫‪ )15‬االستدالل ابلسياق يف أتويل النص القرآين (فوائده وضوابطه) ‪158...................... ................................‬‬
‫د‪ .‬حممد صالح الدين أمحد فتح الباب‬
‫‪ )16‬االسرتاتيجية التواصلية والتداولية يف القصص القرآين (سورة يوسف أمنوذجا) ‪111........................................‬‬
‫د‪.‬خدجية مرات‬
‫‪ )17‬استشهاد ابن هشام ابلقراءات (كتابه أوضح املسالك إىل ألفية ابن مالك أمنوذجاً) ‪118...................................‬‬
‫د‪ .‬حممد اإلمام إبراهيم اإلمام‬
‫‪ )18‬اإلعجاز القرآين من املنظور البالغي عند ابن أيب اإلصبع املصري يف کتابه «بديع القرآن» ‪141............................‬‬
‫رضوان ابغباين‬
‫انهيد نصيحت‬
‫‪ )19‬أغراض االستفهام يف سورة الرعد (دراسة حتليلية بالغية) ‪180........................... ................................‬‬
‫سکينة حسيين‬
‫‪ )21‬ألفاظ الصداقة يف القران الكرمي (دراسة داللية) ‪171................................... ................................‬‬
‫نور علي الرماحي‬
‫د‪ .‬ضياء غين العبودي‬
‫‪ )21‬البحث الداليل وأثره يف فهم معاين ألفاظ القرآن الكرمي (طائفة خمتارة من مفردات القرآن الكرمي أمنوذجا) ‪154..............‬‬
‫عبدالرؤوف بوكنتوشة‬
‫ّ‬
‫‪ )22‬التأويل اهلرمنيوطيقي للنص القرآين عند نصر حامد أبو زيد ‪101........................ ................................‬‬
‫يعقوب امليايل‬
‫‪ )23‬أتويالت فقهية وكالمية للشيخ حممد ابقر البالكي يف حاشيته على تفسري البيضاوي ‪111..................................‬‬
‫د‪ .‬هادي رضوان‬
‫‪ )24‬جتليات املضامني الدينية يف أشعار إيليا أيب ماضي ‪114................................. ................................‬‬
‫سکينة حسيين‬
‫أمنوذجا) ‪141....................... ................................‬‬
‫ً‬ ‫الصويت وأثره يف الداللة القرآنية (االستفهام‬
‫‪ )25‬التَّحبري َّ‬
‫د‪ .‬منصور حممد أمحد يوسف‬
‫ض ْوِء امل َق َاربَِة التَّ َد ُاولِية ‪141................................... ................................‬‬ ‫ِ‬
‫اخلطاب ال ُق ْر ِآين يف َ‬ ‫يل‬ ‫ِ‬
‫‪ )26‬حتل ُ‬
‫زكية عزوز‬
‫‪ )27‬ختفيف اهلمز يف القرآن الكرمي بني قواعد النحاة واملعطيات الصوتية احلديثة ‪171..........................................‬‬
‫د‪ .‬سامية بوفرورة‬
‫‪ )28‬الرتاكيب العدولية ومقاصدها الداللية يف القرآن الكرمي ‪154............................ ................................‬‬
‫د‪ .‬مربوكة اهلامشي علي البوعيشي‬

‫ب‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬
‫‪ )29‬ترمجة احلجاج يف القرآن الكرمي (دراسة تداولية لرتمجة "حممد محيد هللا" ملعاين سورة األنعام إىل اللغة الفرنسية) ‪111..........‬‬
‫د‪ .‬سهيلة مريبعي‬
‫‪ )31‬ترمجة املصطلح القرآين‪ :‬إشكاالت لغوية و غري لغوية ‪111.............................. ................................‬‬
‫عصام ابدين‬
‫د‪ .‬خليل نصر الدين‬
‫‪ )31‬ترمجة معاين القرآن الكرمي بني األمانة و التحريف (سورة الفاحتة من العربية إىل االسبانية أمنوذجا) ‪111......................‬‬
‫د‪ .‬حساين سهام‬
‫‪ )32‬تطبيق جوجل (‪ (Google‬يف تعليم اللغة العربية وتعلمها عرب اإلنرتنت ‪111................ ................................‬‬
‫د‪ .‬نورعاشقني عثمان‬
‫د‪ .‬سييت سلوى حممد نور‬
‫ِ‬
‫القرآن ال َکر ِمي ‪141.......................... ................................‬‬ ‫ف و التَنکريُ و َجوانِبُهما النَفسيةُ فِی‬
‫‪ )33‬التعري ُ‬
‫سريوان ابابويسي‬
‫السردي للتأريخ يف النَّص القرآين ‪147......................................... ................................‬‬
‫‪ )34‬التَّمثُّل َّ‬
‫دعاء عادل عبد الكرمي آل عزوز‬
‫‪ )35‬التناص القرآين يف مسرحية "فجر وأفول" لـ نورجاي عالش ‪187......................... ................................‬‬
‫سنية بوزيد‬
‫‪ )36‬التناص القرآين ودوره الفاعل يف إثراء دالالت شعر سعيد الصقالوي ‪151............... ................................‬‬
‫کوثر مجري‬
‫د‪.‬رسول بالوي‬
‫د‪ .‬حممد سامل املعشين‬
‫‪ )37‬التواصل يف اخلطاب القرآين (قصة "مرمي العذراء (ع)" أمنوذجاً) ‪405.................... ................................‬‬
‫د‪ .‬سودابه مظ ّفري‬
‫کاوه رحيمي‬
‫‪ )38‬توجيه القراءات القرآنية وأثره يف إثراء الدرس اللغوي ‪411.............................. ................................‬‬
‫د‪ .‬رشيد عموري‬
‫‪ )39‬توظيف القرآن الكرمي يف تعليم النظام الصويت العريب للناطقني بغريها (دراسة ميدانية) ‪414.................................‬‬
‫د‪ .‬يطو ومهي‬
‫‪ )41‬توظيف القرآن الكرمي يف تعليم العربية لغري الناطقني هبا (معرقالت ومقرتحات) ‪415.........................................‬‬
‫د‪ .‬حممد رضا عزيزي پور‬
‫ماجد أمريي‬
‫‪ )41‬توظيف القرآن الکرمي يف عملية تعليم اللغة العربية لغري الناطقني هبا ‪445................. ................................‬‬
‫آرش خالقي مقدم‬
‫‪ )42‬توظيف النص القرآين يف خدمة الدرس النحوي (ابن هشام األنصاري (ت‪841 :‬هـ ) أمنوذجا) ‪441.......................‬‬

‫ج‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬
‫سفيان بوشارب‬
‫رايض بوجزة‬
‫‪ )43‬مجاليات التناص القرآين يف رواية "اي صاحيب السجن" ألمين العتوم (مقاربة سيميائية لعتبة العنوان) ‪470.....................‬‬
‫د‪ .‬شهرية برابري‬
‫د‪ .‬سعاد طويل‬
‫‪ )44‬جهود خطاطي الکرد يف خدمة القرآن الکرمي ‪400..................................... ................................‬‬
‫حممد علي القرەداغي‬
‫‪ )45‬دراسة اخلطاب القرآين على ضوء أسلوبية االنزايح يف سورة األنعام منوذجا ‪411...........................................‬‬
‫د‪ .‬سيد عدانن اشكوري‬
‫آزاده فاضل‬
‫‪ )46‬دراسة حتليلية الحتجاج إبراهيم علی املشرکني (وفق نظرية التواصل اللسانية) ‪410........................................‬‬
‫د‪ .‬سودابه مظ ّفري‬
‫‪ )47‬داللة الفعل املاضي الزمانية اجملازية يف القرآن الكرمي ‪448............................... ................................‬‬
‫علي حسن عبد الرضا الالمي‬
‫‪ )48‬دور القرآن الكرمي يف تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها (مهارة االستماع أمنوذجا) ‪485...................................‬‬
‫د‪ .‬يوسف تغزاوي‬
‫‪ )49‬دور املعينات التقنية يف تسهيل ضبط متشاهبات القرآن (مصحف املثاين اإللكرتوين ملتشاهبات القرآن اللفظي) ‪451.........‬‬
‫مهدي آدم‬
‫د‪ .‬علي ساموه‬
‫‪ )51‬دينامية االنزايح الداليل يف القرآن الكرمي بني إلف االستعمال وعمق الداللة ‪805.........................................‬‬
‫د‪ .‬السيد حممد سامل العوضي‬
‫د‪ .‬رجب إبراهيم أمحد عوض‬
‫‪ )51‬صورة الرجل يف القران الكرمي (دراسة موضوعي ــة) ‪814................................. ................................‬‬
‫د‪ .‬شيماء جنم عبدهللا‬
‫‪ )52‬علم الداللة القرآين (قراءةٌ يف منهج املستعرب الياابين‪ :‬توشيهيكو إيزوتسو) ‪814.........................................‬‬
‫د‪ .‬إلياس بلّيح‬
‫‪ )53‬عوامل اختالف صيغ اجلمع "مجعي السالمة والتكسري" يف املفردات القرآنية ‪841........................................‬‬
‫د‪ .‬علی أکرب فرايت‬
‫د‪ .‬حممد حسن فؤاداين‬
‫‪ )54‬فاعلية التناص القرآين يف التشكيل اجلمايل للنص الشعري اجلزائري املعاصر (قراءة يف مناذج) ‪844.........................‬‬
‫حممد عمارين‬
‫‪ )55‬فتح اتء لفظ الكلمة وإغالقها يف السياق القرآين (دراسة يف أثر رسم املصحف يف الداللة) ‪881...........................‬‬
‫د‪ .‬أمري رفيق عوال املصيفي‬

‫د‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬
‫‪ )56‬القرآن الكرمي والبالغة اجلديدة ‪874.................. ................................ ................................‬‬
‫كرمي الطيـب ــي‬
‫‪ )57‬حماورة رب العاملني ألهل الكتاب يف سوريت "البقرة وآل عمران" (دراسة أسلوبية) ‪854....................................‬‬
‫عيسى طاهر جودة عيسى‬
‫حممد جالل شحادة عيسى‬
‫‪ )58‬مداليل اللفظ الفريد يف القرآن (الکلمات الرابعية منوذجاً) ‪701......................... ................................‬‬
‫د‪ .‬عدانن طهماسيب‬
‫علی محزاين‬
‫‪ )59‬مراحل ترمجة معاين القرآن الكرمي إىل اللغة اإلسبانية (من الرتمجة إىل الدراسات الرتمجية) ‪711..............................‬‬
‫مروة السيد‬
‫أمنوذجا) ‪711....................... ................................‬‬
‫ً‬ ‫‪ )61‬املستشرقون وترمجة معاين القرآن الكرمي (جاك بريك‬
‫د‪ .‬أبوبكر يونس علي اخليايل‬
‫مصطفى إدريس أبوعريضة حممد‬
‫‪ )61‬املستشرقون والطعن يف القرآن الكرمي (دراسة نقدية حتليلية) ‪717........................ ................................‬‬
‫صليحة فياليل‬
‫‪ )62‬مظاهر التناص القرآين يف شعر يونس البوسعيدي ‪714.................................. ................................‬‬
‫إهلام سامل زاده‬
‫د‪ .‬رسول بالوي‬
‫د‪ .‬جميب الرمحن‬
‫‪ )63‬املفردة القرآنية عند حممد "أبو القاسم" حاج محد ‪745................................. ................................‬‬
‫زينب عبد العزيز‬
‫‪ )64‬مفهوم الکفر يف القرآن ومشکلة مصداقيته يف الفقه ‪747............................... ................................‬‬
‫د‪ .‬سيد نويد نقشبندي‬
‫‪ )65‬مفهوم النظم القرآين عند مصطفی صادق الرافعي ‪770................................. ................................‬‬
‫د‪ .‬رضوان ابغباين‬
‫د‪ .‬انهيد نصيحت‬
‫‪ )66‬مناهج العلماء القدامى واملعاصرين يف الدراسات الصرفية للقرآن الكرمي ‪778.............................................‬‬
‫حممد املودن‬
‫‪ )67‬املناهج اللغوية ودورها يف استنباط األحكام الشرعية عند األصوليني ‪754................ ................................‬‬
‫د‪ .‬عابدة قرسيف‬
‫د‪ .‬الطيب جدي‬
‫‪ )68‬املنهج اإلشاري يف أتويل النص القرآين ‪510........................................... ................................‬‬
‫حسن بنعباس‬

‫ه‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬
‫‪ )69‬منهجية املستشرق األملاين‪ :‬نولدكه‪ ،‬يف دراسته القرآنية ‪515............................. ................................‬‬
‫مصطفى شرقي‬
‫‪ )71‬مواقع التواصل االجتماعي وأبعادها على الشباب يف معرفة معاين القرآن الكرمي (الفيس بوك أمنوذجا) ‪510.................‬‬
‫د‪ .‬يوسف بکوش‬
‫‪ )71‬النحو القرآين من منظور احملدثني (دراسة يف بواعثه وآفاقه) ‪541......................... ................................‬‬
‫د‪ .‬مجال طاليب قره قشالقي‬
‫‪ )72‬النص الديين عند اهلرمنيوطقيني العرب (رؤية نقدية) ‪541............................... ................................‬‬
‫مزاري بودرابلة‬
‫‪ )73‬نظرات يف منهج التفسري اللغوي (قضااي ورؤى جديدة) ‪584............................ ................................‬‬
‫د‪ .‬حسن منديل حسن العكيلي‬
‫الس ِكي ِنة ِيف الْ ُقر ِ‬
‫آن ال َك ِرِْمي ‪1001 ....................................... ................................‬‬ ‫‪ِ )74‬ه َد ُ ِ‬
‫ْ‬ ‫اايت آايت َّ ْ‬
‫د‪ .‬رمضان خريي إمساعيل محوده‬
‫‪ )75‬اهلرمنيوطيقا احلديثة ودورها يف أتويل القرآن ‪1015 ..................................... ................................‬‬
‫د‪ .‬زهراء علي دخيل‬
‫‪ )76‬اهلرمنيوطيقا وأتويل النص القرآين (دراسة يف "اعجاز البيان يف تفسري أم القرآن" لصدر الدين القونوي (‪481‬ه)) ‪1047 ....‬‬
‫د‪ .‬موفق جميد ليلو احلياوي‬

‫و‬
‫مجيل جعفري‬ ‫املؤمتر الدويل االفرتاضي للقرآن الكرمي واللغة العربية (رؤية إحصائية)‬

‫(‪)1‬‬
‫املؤمتر الدويل االفرتاضي للقرآن الكرمي واللغة العربية‬
‫(رؤية إحصائية)‬
‫‪1‬‬
‫د‪ .‬مجيل جعفري‬
‫األستاذ املساعد بقسم اللغة العربية وآداهبا‪ ,‬كلية اللغة واآلداب‪,‬‬
‫جامعة كردستان‪ ,‬سنندج‪ ,‬إيران‬
‫املقدمة‬
‫قسم اللغة العربية وآداهبا جبامعة کردستان يقع يف منطقة جغرافية تسکنها الشعب الکردي وکما هو مشهور‪ ,‬إهنم مـن قـدمي‬
‫وتفوقـوا علـی غــريهم وألفـوا کثـريا مــن الکتـب وأبــدعوا‬
‫الزمـان ابدروا بـتعلّم لغــة القـرآن واشـتهروا يف هــلا اهنـال وأهنــم قـد ّلقـوا ّ‬
‫فيها طويال‪ .‬فبسبب هله املکانة‪ ,‬قد مشر القسم عن ساعد اجلـد ومل يعـرف التـواين والکسـل وابدر ةقامـة مـؤمترات يف جمـال‬
‫القــرآن ومــا تـ کتــاب العزيــز املنّــان‪ .‬ولقــد إقــيم مـؤمتران وطنيــان مــن قبــل ومـؤمتران هـلا کــان الثالـ مــن نوعــه ولکنــه ــاوز‬
‫احلدود وأصبح مؤمترا دوليا‪.‬‬
‫آيت بـبع‬ ‫أان يف هلا املقال رأيت من املفيد أن آيت بشـيء مـن هـله النشـاطات وأنـوه إلـی املـؤمترين املنعقـدين قـبال وکـلل‬
‫مبياانت إحصائية کي حيصل القارئ علی شيء من املعلومات الدقيقة‪.‬‬

‫سابقة املؤمتر‬
‫کما تقدم يف سطور ماضـية‪ ,‬قسـم اللغـة العربيـة وآداهبـا ابدر ةقامـة مـؤمترين وطنيـني مـن قبـل وأوهلمـا انعقـد يف سـنة ‪1391‬‬
‫هجرية أي ما يوافق سنة ‪ 2111‬ميالدية (أي قبل عشر سنوات تقريبا)‪ .‬وإليکم ملصق املؤمتر يف هله الصورة‪:‬‬

‫‪j.jafari@uok.ac.ir 0‬‬

‫‪0‬‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬

‫الصورة ‪ :0‬ملصق املؤمتر الوطين األول (‪)0100‬‬

‫کما يتني للقارئ‪ ,‬أقيم املؤمتر يف أربعة حماور رئيسة وهي کالتايل‪:‬‬
‫‪ )1‬القرآن الکرمي واألدب العريب‬
‫‪ )2‬القرآن الکرمي والنقد األديب‬
‫‪ )3‬القرآن الکرمي والعلوم البالغية‬
‫‪ )4‬القرآن الکرمي والدراسات اللسانية‬
‫وتفرع کل حمور إلی عدة أقسام فرعية حبي اشتمل کل حمور علی مواضيع جزئية ودقيقة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫امل ـؤمتر الثــاين انعقــد بعــد أربــع ســنوات مــن امل ـؤمتر األول أي يف ســنة ‪ 1394‬أو مــا يوافــق ‪ 2115‬للمــيالد‪ .‬وکمــا أشــري مــن‬
‫قبل‪ ,‬املؤمتر الثاين کان أيضا مؤمترا وطنيا ومل يتعد حدود البلد ودونکم امللصق للاک احلدث العلمي‪:‬‬

‫‪0‬‬
‫مجيل جعفري‬ ‫املؤمتر الدويل االفرتاضي للقرآن الكرمي واللغة العربية (رؤية إحصائية)‬

‫الصورة ‪ :0‬ملصق املؤمتر الوطين الثاين (‪)0102‬‬

‫حماور املؤمتر کما جاءت يف امللصق تشمل ما يلي‪:‬‬


‫دور القرآن الکرمي يف تدوين البالغة والنقد وتوسيع نطاقهما‬ ‫‪)1‬‬
‫مکانة الشواهد القرآنية يف کتب البالغة والنقد‬ ‫‪)2‬‬
‫القرآن الکرمي ونظرية النظم (للجرجاين)‬ ‫‪)3‬‬
‫دراسة اجلوانب البالغية واألدبية للقرآن الکرمي‬ ‫‪)4‬‬
‫التفاسري البالغية للقرآن الکرمي‬ ‫‪)5‬‬
‫نقد وجهة نظر اهلرمنيوطيقيني اه القرآن الکرمي‬ ‫‪)6‬‬
‫حتليل اخلطاب يف القرآن الکرمي‬ ‫‪)7‬‬
‫مجالية القرآن الکرمي علی أساس اآلراء النقدية والبالغية‬ ‫‪)8‬‬
‫فکما اتضح مـن حمـاور املـؤمتر‪ ,‬کـان املـؤمتر الثـاين أکثـر اختصاصـا يف البالغـة والنقـد األديب ابلقيـاس إلـی املـؤمتر األول حيـ‬
‫کــان أکثــر عمومــا ومشــوال للجوانــب املختلفــة الــيت تـرتبط ابلقــرآن الکــرمي‪ .‬املتــدخلني بعثـوا ببحــوث ومقــاالت قيمــة مــن شــتی‬
‫فيــه‬ ‫أرجــاء الــبالد ومهــدوا الطريــق أو ابألحــری حفــزوا القــائمني علــی امل ـؤمتر إلصــدار بيــان هنــائي يف امل ـؤمتر الثــاين حبي ـ‬
‫املصــادقة مــن قبــل األعضــاء علــی ّســيس أمانــة املـؤمتر القــرآين الدائمــة يف جامعــة کردســتان‪ .‬نعــم‪ ,‬إن املشــارکني رأوا اجلامعــة‬
‫وخاصة قسم اللغة العربية وآداهبا ذا طاقة کبرية وشاهدوا األرضية خصبة هلله املبادرة الکبرية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬

‫احلدث األخري‬
‫ـس قســم اللغــة العربيــة بتــاخر إقامــة املـؤمترات القرآنيــة أو مــا يـرتبط هبــا وهلــلا حــاول تثبيــت‬
‫يف الســنة املاضــية أي ‪ ,2121‬أحـ ّ‬
‫أرکان مؤمتر آخر (لکـن هـله املـرة دوليـا ال وطنيـا)‪ .‬لقـد املصـادقة علـی املـؤمتر مـن قبـل اجلهـات املعنيـة ومـا إن أراد القسـم‬
‫ختطيط برانمج شامل له‪ ,‬حتّی أصيب اهنتمع البشري يف أرجاء العامل بوابء کروان وبسبب تفشي اجلائحة‪ ,‬وقـع القسـم أمـام‬
‫خيارين‪ :‬األول ّجيل املؤمتر ملا بعد اجلائحة والثاين إقامة املؤمتر وانتهاز الفرصة وختطّـي التحـ ّدي سحسـن مـا ميکـن‪ .‬واخليـار‬
‫األخري‪ ,‬حصل علی دعم أکثر أعضاء القسم وإهنم مشروا عن ساعد اجلد ومل يعرفوا التواين والکسل يف سبيل القرآن‪.‬‬

‫الصورة ‪ :1‬ملصق املؤمتر الدويل االفرتاضي (‪)0100‬‬

‫امل ـؤمتر الــدويل ال بــد أن يقــام مــن قبــل عــدة جامعــات دوليــة ليتيســر ومســه ابلــدويل والعــاملي فلهــلا جلــاان ــن إلــی اجلامعــات‬
‫اخلارجيــة الــيت توقيــع معاهــدات التفــاهم (‪ )MOU‬بينهــا وبــني جامعــة کردســتان و التوافــق واحلمــد هلل مــع أربعــة منهــا مــن‬
‫خالل إقامة جلسات افرتاضية عن بعد‪.‬‬
‫نسبة املشارکة يف املؤمتر‪:‬‬
‫کمــا هــو واضــح مــن الصــورة الثالثــة‪ ,‬املـؤمتر جــاء ليقــام يف ‪ 12‬حمــورا شــامال لکــل منحــی يـرتبط ابلدراســات اللغويــة واألدبيــة‬
‫للقرآن الکرمي‪ .‬يف البدايـة بعـد إعـالن االسـتکتاب‪ ,‬مل نکـن متـوقعني أن متينـا ملخصـات وحبـوث کثـرية مـن جانـب البـاحثني‬
‫خــارج احلــدود ولکننــا مــن حســن احلــت‪ ,‬فوجأنــا ابســتقبال أســاتلة وابحثــني مــن کثــري مــن الــدول وإلــيکم فيمــا يلــي إحصــاء‬
‫شامال للدول املشارکة ببح أو ملخ ‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫مجيل جعفري‬ ‫املؤمتر الدويل االفرتاضي للقرآن الكرمي واللغة العربية (رؤية إحصائية)‬
‫جدول ‪ :1‬كل األشخاص املشاركني مبلخص أو حبث كامل‬

‫غري معلن‬ ‫مدرس أو ماجستري‬ ‫طالب‬ ‫دکتور‬ ‫کل األشخاص‬


‫‪7‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪163‬‬ ‫‪070‬‬

‫نسبة البلدان املشارکة مبلخص أو حبث کامل‬


‫‪100‬‬
‫‪90‬‬
‫‪80‬‬
‫‪70‬‬
‫‪60‬‬
‫‪50‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪Series 1‬‬
‫‪30‬‬
‫‪20‬‬
‫‪10‬‬
‫‪0‬‬

‫وکمــا هــو واضــح‪ ,‬املش ــارکون داخــل إي ـران اکتس ــبوا الرتبــة األولــی مــن حي ـ املشــارکة‪ .‬و ــدر اإلش ــارة هن ــا إلــی تنوي ــع يف‬
‫اجلامعات اإليرانية کي نقف علی اجلامعات املشارکة ببح أو ملخ داخل إيران وعلی نسـبة مشـارکتها‪ .‬فضيضـاح هـله‬
‫ـدر اإلشـارة‬ ‫املعلومات إليکم ابملبيان التايل حي جند جامعة کردستان يف مقدمة اجلـدول وتليهـا جامعـة طهـران‪ .‬وکـلل‬
‫إلی أن کل اجلامعات املشـارکة داخـل إيـران والـيت جـاءت امسهـا علـی الورقـة البحثيـة تبلـ ‪ 23‬جامعـة وهـلا العـدد يشـري إلـی‬
‫جناح املؤمتر يف هله الظروف الصعبة‪.‬‬
‫نسبة املشارکة داخل إيران‬
‫‪30‬‬
‫‪25‬‬
‫‪20‬‬
‫‪15‬‬
‫‪10‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Series 1‬‬
‫‪0‬‬
‫جامعة شهيد چمران‬
‫جامعة کوثر‬
‫جامعة آزاد يزد‬
‫جامعة دامغان‬

‫جامعة رازي‬
‫جامعة فرهنگيان‬

‫جامعة واليت‬
‫جامعة المصطفی العالمية‬

‫جامعة پيام نور کرمانشاه‬

‫جامعة سيستان وبلوچستان‬


‫جامعة طهران‬

‫جامعة تربيت مدرس‬


‫جامعة آزاد نجف آباد‬

‫جامعة أصفهان‬

‫جامعة لرستان‬
‫جامعة مازندران‬
‫جامعة کردستان‬

‫جامعة إمام خميني‬

‫جامعة خليج فارس‬


‫جامعة الخوارزمي‬
‫جامعة علوم ومعارف القرآن‬

‫جامعة بوعلي سينا‬

‫جامعة عالمة طباطبايي‬

‫‪5‬‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬

‫نسبة امللخصات والبحوث‬


‫اآلن بقــي أن نشــري إلــی نســبة البحــوث املقبولــة واملرفوضــة وإلــی البحــوث الکاملــة املرســلة إل ــی أمانــة امل ـؤمتر (مل تکــن کــل‬
‫امللخصــات املرســلة واملقبولــة‪ ,‬منتهيــة إلــی البح ـ الکامــل فهنــاک الکثــري مــن امللخصــات بقــي ملخصــا ومل يتجــاوز حالتــه‬
‫األولية)‪.‬‬
‫جدول ‪ :1‬نسبة امللخصات والبحوث الكاملة مقبولة منها ومرفوضة‬
‫البحوث املرفوضة هنائيا‬ ‫البحوث املقبولة هنائيا‬ ‫امللخصات اليت مل تنته‬ ‫کل البحوث الکاملة‬ ‫کل امللخصات‬
‫إلی حبث کامل‬
‫‪17‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪145‬‬ ‫‪193‬‬
‫أما ابلنسبة إلی لغة البحوث وامللخصـات فيلـزم التنويـه إلـی أن غالبيـة البحـوث کانـت ابللغـة العربيـة وتقـع الفارسـية يف الرتبـة‬
‫الثانية وأما الکردية واإلجنليزية هلمـا نسـبة قليلـة ابلنسـبة إلـی العربيـة والفارسـية حيـ مل تتجـاوز البحـوث الکرديـة ‪ 2‬وظهـرت‬
‫اإلجنليزية يف أسفل اجلدول حي مل تتجاوز حبثا کامال واحدا‪ .‬واآلن أنيت هبله التفاصيل يف املبيان التايل‪:‬‬
‫امللخصات اإلجنليزية‬ ‫امللخصات الکردية‬ ‫امللخصات الفارسية‬ ‫امللخصات العربية‬ ‫کل امللخصات‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪131‬‬ ‫‪193‬‬

‫نسبة امللخصات‬

‫الملخصات العربية‬
‫الملخصات الفارسية‬
‫الملخصات الکردية‬
‫الملخصات اإلنجليزية‬

‫البحوث اإلجنليزية‬ ‫البحوث الکردية‬ ‫البحوث الفارسية‬ ‫البحوث العربية‬ ‫کل البحوث املقبولة‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪128‬‬

‫نسبة البحوث املقبولة‬

‫البحوث العربية‬
‫البحوث الفارسية‬
‫البحوث الکردية‬
‫البحوث العربية‬

‫‪6‬‬
‫مجيل جعفري‬ ‫املؤمتر الدويل االفرتاضي للقرآن الكرمي واللغة العربية (رؤية إحصائية)‬

‫نسبة مشارکة اجلنسني‬


‫لقــد تب ّقــی شــيء جــدير ابلــلکر وهــو اإلشــارة إلــی النســبة اجلنســية يف املشــارکني‪ .‬يف البدايــة نــود أن نعــرب عــن فرحنــا بســبب‬
‫املشــارکة الرائعــة مــن قبــل النســاء ألن هنــاک مــن يتصــور أن اللغــة العربيــة مــن اهتمــام الرجــال دون النســاء وأغلبيــة البــاحثني‬
‫تتکـ ــون مـ ــن الرجـ ــال‪ .‬لکـ ــن هـ ــلا امل ـ ـؤمتر أثبـ ــت أن للبنـ ــات دورا إجيابيـ ــا وابرزا يف تطـ ــوير العربيـ ــة وعلومهـ ــا‪ .‬علـ ــی أسـ ــاس‬
‫اإلحصــائيات‪ ,‬هنــاک ‪ 51‬ملخصــا کتــب بواســطة النســاء مــن دون مشــارکة الرجــال ومنهــا ‪ 39‬ملخصــا انفــردت بــه النســاء‬
‫أي قامــت بکتابتــه ابحثــة فقــط وکــلل هنــاک ‪ 12‬ملخصــا آخــر‪ ,‬قامــت بکتابتــه ابحثتــان‪ .‬واملفاجــاة هــي أنــه توجــد ‪28‬‬
‫ملخصــا آخــر کتــب ابشـرتاک بــني البــاحثني والباحثــات‪ .‬فعلــی هــلا إمجــايل امللخصــات املکتوبــة بواســطة النســاء منفــردة أو‬
‫مشرتکة مع النساء أو الرجال‪ ,‬يعادل ‪ 79‬ملخصا کامال‪:‬‬
‫إمجايل امللخصات اليت‬ ‫امللخصات املشرتکة بني امللخصات املشرتکة بني‬ ‫امللخصات اليت انفردت‬ ‫کل امللخصات‬
‫شارکت النساء يف کتابتها‬ ‫الرجال والنساء‬ ‫الباحثتني‬ ‫بکتابتها ابحثة فقط‬
‫‪79‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪193‬‬

‫امللخصات‬

‫الملخصات المکتوبة بواسطة‬


‫النساء‬
‫الملخصات المکتوبة باشتراک‬
‫الرجال والنساء‬
‫الملخصات المکتوبة بواسطة‬
‫الرجال‬

‫واحلال هکلا يف البحوث املقبولة‪:‬‬


‫إمجايل البحوث اليت شارکت‬ ‫البحوث املشرتکة بني‬ ‫البحوث املشرتکة بني‬ ‫البحوث اليت انفردت‬ ‫کل البحوث‬
‫النساء يف کتابتها‬ ‫الرجال والنساء‬ ‫الباحثتني‬ ‫بکتابتها ابحثة فقط‬ ‫املقبولة‬
‫‪55‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪128‬‬

‫البحوث املقبولة‬

‫البحوث التي کتبت بواسطة‬


‫النساء‬
‫البحوث التي اشترکت بين‬
‫النساء والرجال‬
‫البحوث التي کتبت بواسطة‬
‫الرجال‬

‫‪7‬‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬

‫إصدار الشهادات‬
‫مبا أن هلا املقال يبقی تلکاراي‪ ,‬من املستحسن أن نزوده بشـيء مـن املسـتندات واألشـياء الـيت ميکـن أن تضـيع مبضـي الـزمن‬
‫وال يبقــی منهــا أثــر يف الــلاکرات‪ .‬هلــلا أريــد أن آيت بــلکر عــابر للشــهادات املصــدرة ل شــخا املشــارکني واحملکمــني مــن‬
‫أعضاء اللجنة العلمية وغريهم‪.‬‬
‫الش ــهادات ال ــيت إص ــدارها يف امل ـ ـؤمتر تش ــمل ش ــهادة قب ــول امللخ ـ ـ ‪ ,‬وش ــهادة العض ــوية يف اللجن ــة العلمي ــة‪ ,‬وش ــهادة‬
‫التحکيم‪ ,‬وشهادة قبول البح الکامل للنشر يف جمموعـة مقـاالت املـؤمتر‪ ,‬وشـهادة املشـارکة يف املـؤمتر وشـهادة احلضـور يف‬
‫جلسـات املـؤمتر االفرتاضـية وعـن بعـد‪ .‬واآلن بعــد إتيـان إحصـاء عـن عـدد الشــهادات املصـدرة أنيت بصـورة لکـل منهـا لتبقــی‬
‫يف ذاکرة املؤمتر‪.‬‬

‫‪ )0‬شـ ــهادة قبـ ــول امللخـ ــص‪ :‬لقـ ــد قامـ ــت‬
‫أمان ـ ــة امل ـ ـؤمتر ةص ـ ــدار ‪ 166‬ش ـ ــهادة قب ـ ــول‬
‫للملخ ـ ـ وإرسـ ــاهلا عـ ــرب الربيـ ــد اإللکـ ــرتوين‬
‫للمشارکني األعزاء وها هي صورة منها‪:‬‬

‫‪ )0‬ش ــهادة العض ــوية يف اللجن ــة العلمي ــة‪:‬‬


‫هــله هــي الش ــهادة الــيت أرس ــلت عــرب اإلميي ــل‬
‫ألعضــاء اللجنــة العلميــة احملرتمــني والــلين کــان‬
‫هل ــم ال ــدور األک ــرب يف إقام ــة املـ ـؤمتر‪ .‬وک ــلل‬
‫قامــت أمان ــة امل ـؤمتر ةص ــدار ‪ 82‬شــهادة م ــن‬
‫هــلا النــوع وإرســاهلا عــرب الربيــد‪ .‬وابملناســبة ال‬
‫يفوتن ـ ــا ال ـ ــلکر أن کثـ ـ ـريا م ـ ــن أعض ـ ــاء اللجن ـ ــة‬
‫العلمية کانوا من البلدان اخلارجيـة‪ .‬وفيمـا يلـي‬
‫إليکم صورة من هله الشهادة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫مجيل جعفري‬ ‫املؤمتر الدويل االفرتاضي للقرآن الكرمي واللغة العربية (رؤية إحصائية)‬

‫‪ )3‬شــهادة التحکــيم‪ :‬أصــدرت شــهادات‬


‫التحکــيم لــبع مــن أعضــاء اللجنــة العلميــة‬
‫وال ــلين ق ــاموا بعملي ــة تقي ــيم املق ــاالت‪ .‬و‬
‫إصــدار وإرســال ‪ 41‬شــهادة مــن هــلا النــوع‬
‫للمح ّکمني األجالء‪.‬‬

‫‪ )4‬ش ـ ــهادة قب ـ ــول البحـ ـ ـث الکام ـ ــل للنش ـ ــر يف‬


‫اجملموعـ ـ ـ ــة‪ :‬ه ـ ـ ــله الش ـ ـ ــهادة أرس ـ ـ ــلت ألص ـ ـ ــحاب‬
‫البحــوث املقبولــة ضــمن التقيــيم موثقــة هلــم أنــه ســيتم‬
‫نش ـ ــر البح ـ ـ ـ يف اهنموعـ ـ ــة‪ .‬و إصـ ـ ــدار وإرسـ ـ ــال‬
‫‪ 128‬ش ــهادة مـ ــن ه ــلا النـ ــوع‪ .‬والص ــورة يف أيسـ ــر‬
‫الشاشة منوذج من هله الشهادة‬

‫‪9‬‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬

‫‪ )2‬شـ ـ ــهادة املشـ ـ ــارکة يف املـ ـ ــؤمتر‪ :‬أرسـ ـ ــلت هـ ـ ــله‬


‫الش ــهادة لک ــل الب ــاحثني املش ــارکني ببحـ ـ يف املـ ـؤمتر‬
‫ولــو مل يتســن هلــم حضــور اجللســات االفرتاضــية‪ .‬وکمــا‬
‫يبـ ــدو‪ ,‬أصـ ــدر ‪ 128‬شـ ــهادة و ‪5‬شـ ــهادات إضـ ــافية‬
‫للمتح ــدثني الرئيس ــني أي ‪ 133‬ش ــهادة يف اهنم ــوع‪.‬‬
‫وفيما ميت دونکم صورة من هله الشهادة‪:‬‬

‫فبهلا اتضح أن الشهادات الصادرة عن أمانة املؤمتر‬


‫الکم الفت لالنتباه ويدل‬
‫تبل ‪ 551‬عددا وهلا ّ‬
‫علی أن جامعة کردستان وخاصة قسم اللغة العربية‬
‫جاد يف طريقه خلدمة القرآن ويواصل املسار اللي‬
‫بدأه منل سنوات وميد يده و کل من يريد التقدم‬
‫يف هلا الدرب املبارک‪.‬‬

‫اخلامتة‪ :‬يف هناية هلا املطاف ال بد من تقدمي االعتلار لکل األخيار واألصدقاء الکرام والباحثني العظام اللين ساعدوان‬
‫مبشارکاهتم القيمة وحبوثهم الشيّقة وهکلا جيب تقدمي الشکر ألولأ األجماد وأخ ابللکر قسم اللغة العربية جبامعة‬
‫کردستان وهکلا أقسام اللغة العربية بکل من جامعات يونيزا‪ ,‬وماالاي‪ ,‬وسوران‪ ,‬وراپرين وکل أعضاء اللجنة العلمية اللين‬
‫رب العاملني‪.‬‬
‫أعانوان بتقييمهم القيم للبحوث واملقاالت‪ .‬وآخر دعواان أن احلمد هلل ّ‬
‫والسالم عليکم ورمحة اهلل وبرکاته‪.‬‬

‫‪01‬‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬

‫(‪)84‬‬
‫اهلرمنيوطيقا وأتويل النص القرآين‬
‫(دراسة يف "اعجاز البيان يف تفسري أم القرآن" لصدر الدين القونوي (‪481‬ه))‬
‫احلياوي‪1‬‬ ‫د‪ .‬موفق جميد ليلو‬
‫مدرس دكتور‪ ,‬املديرية العامة لرتبية ميسان‪ ,‬العراق‬
‫ملخص‬
‫حتــاول هــله الدراســة أن يــب علــى تســاؤل إمكانيــة تطبيــق منــاهج التاويــل احلديثــة علــى النصــو املقدســة وأوهلــا القــرآن‬
‫الكرمي‪ ,‬إذ ميثل التاويل الوجه اآلخر للن ‪ ,‬مـن هنـا تنطلـق إشـكالية البحـ الـيت حتـاول اإلجابـة عـن ذلـ يف ضـوء دراسـة‬
‫مفهــوم التاويــل يف القــرآن‪ ,‬ومفهــوم اهلرمنيوطيق ـا أو نظريــة التاويــل يف املنــاهج احلديثــة‪ ,‬وبيــان االخــتالف يف املفهــومني‪ ,‬مــع‬
‫إمكانيــة االســتفادة مــن بعـ املعطيــات لتحليــل النصــو ‪ ّ ,‬حتديــد مالمــح التاويــل عــن صــدر الــدين القونــوي (‪670‬ه)‬
‫ومنهجــه يف ّويــل الــن القــرآين بوصــفه علمــا مــن أعــالم العرفــان وتلميــلا البــن عــريب (‪638‬ه)‪ ,‬وأســتاذا حليــدر اآلملــي‬
‫(‪787‬ه) (وحلقة الوصل بني التصوف والعرفان)‪ ّ ,‬بيان مدى توافق ذل مع نظرايت التاويل احلديثة (اهلرمنيوطيقا)‪ ,‬ملـا‬
‫متتلكه املنظومة الفكريـة العرفانيـة مـن اسـرتاتيجيات تـؤمن بتعدديـة القـراءات واتسـاع التاويـل بسـعة رؤيـة العـارف‪ ,‬مـن خـالل‬
‫استنطاق النصو واالهتداء بنور القرآن والعرفان والربهان‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬القرآن الكرمي ‪ّ -‬ويل – هرمنيوطيقا – صدر الدين القونوي‪.‬‬

‫مقدمة‬
‫منــل بــدء اخلليقــة كانــت (الكلمــة) وكــان (التاويــل) مالزمــا هلــا‪ ,‬بــل كــان الوجــه اآلخــر هلــا‪ ,‬وكث ـريا مــا أدى اىل االخــتالف‬
‫والصراع احياان‪ ,‬وقد وثّق التاريخ االسـالمي اللحظـات االوىل هلـلا الصـراع عنـدما قـب الرسـول األكـرم ( )‪ ,‬وازداد ذلـ‬
‫الص ـراع حــدَّة ب ــني علــي (ع) ومعاويــة تص ــديقا لقولــه ( )‪« :‬أان أقاتــل عل ــى التنزيــل‪ ,‬وعلــي يقات ــل علــى التاويــل» (اب ــن‬
‫أن تل اللحظة شكلت منعطفا يف يريخ الفكر اإلسالمي‪.‬‬ ‫شهرآشوب‪ ,) 008 /3 :0990,‬إال َّ‬
‫مــن هنــا نــدرك أمهيــة التاويــل‪ ,‬والســيما يف الــن القــرآين وخطورتــه علــى املتــاول واملتلقــي؛ ألنــه الكتــاب الــلي َال ََيْتِيـ ِـه‬
‫محيـ مـد}]فصــلت‪ ,[40:‬الــلي يســتوعب برؤيتــه اإلهليــة مــا كــان ومــا‬ ‫ـل ِمـ ْـن َح ِكـ م‬
‫ـيم َِ‬ ‫ِِ‬ ‫اطــل ِمــن ب ـ ِ ِ ِ‬
‫الْبَ ِ ُ ْ َ ْ‬
‫ـني يَ َديْــه َوَال مـ ْـن َخلْفــه تَـ ْن ِزيـ ٌ‬
‫س ــيكون‪ ,‬وه ــي رؤي ــة مسح ــة واس ــعة‪ ,‬تتع ــدد فيه ــا القـ ـراءات م ــن دون أن تتع ــارض‪ ,‬وم ــن دون املس ــاس ابملق ــدس‪ ,‬ويك ــون‬
‫االختالف رمحة‪.‬‬
‫تــروم هــله الدراســة رصــد مفهــوم التاويــل يف املنظــور القــرآين فقــط‪ ,‬اي معــىن التاويــل ابملفه ــوم القــرآين مــن دون استقص ـاء‬
‫املصــطلح يف الفكــر االســالمي كلــه؛ أل ّن مســاحة البح ـ املــوجزة ال تســتوعب ذل ـ ‪ ,‬وهــي ختتلــف عــن بع ـ النظ ـرايت‬

‫‪muaffaqmajeed@gmail.com 0‬‬

‫‪0158‬‬
‫موفق جميد ليلو احلياوي‬ ‫القرآين (دراسة يف إعجاز البيان يف تفسري أم القرآن)‬ ‫اهلرمنيوطيقا وّويل الن‬

‫التاويليــة الــيت ال تقــف عنــد حــد‪ ,‬وال تقـ ِّدس نصــا‪ ,‬بــل كــل النصــو خاضــعة ملشــرط النقــد‪ ,‬مهمــا كــان نوعهــا‪ ,‬فقالــت بــال‬
‫هنائية املعىن‪ ,‬وال مركزيته‪ ,‬من دون ضوابط أو حمددات تقف عندها‪ .‬ومن ّ بيان التاويل يف ضـوء الرؤيـة العرفانيـة الـيت تـرى‬
‫أنــه مــن مقولــة الوجــود اخلــارجي‪ ,‬ولــيس مــن عــامل األلفــال أو املعــاين‪ ,‬فهــو تطــابق بــني عـوامل التاويــل الثالثــة‪ :‬القــرآن واآلفــاق‬
‫واألنفــس‪ ّ .‬بيــان هــلا املفهــوم يف الفكــر الغــريب ومــدى االخــتالف بــني الــرؤيتني‪ ,‬مــع اإلشــارة إىل إمكانيــة تطبيــق املنــاهج‬
‫التاويلية على النصو بكل أشكاهلا‪.‬‬
‫وقد اقتضت طبيعة الدراسة أن تكون يف متهيد وثالثة مباح وخامتة‪ ,‬فبحثت مفهوم التاويل لغـة واصـطالحا‪ ,‬والتاويـل يف‬
‫القرآن الكرمي‪ ّ ,‬عند العرفاء‪ ّ .‬تتبعت تطور املفهوم واختالفه يف املدارس الغربية من خالل أبرز أعالمهـا‪ ّ ,‬مـنهج صـدر‬
‫الدين القونوي يف التاويل وأهم مالحمة‪ ,‬وختمت هله القراءة خبامتة ألهم نتائجها‪.‬‬
‫زل به القلم أو أخطا به الفهم‪ .‬وآخر دعواان أن احلمد رب العاملني‬ ‫وختاما اعتلر عما َّ‬
‫املبحث األول‬
‫التأويل يف القرآن والعرفان‬
‫تتلــف مفهــوم التاويــل ابخــتالف املنــاهج واألعــالم‪ ,‬وهــو مــن أكثــر املفــاهيم غموضــا واختالفــا‪ ,‬وســنحاول أن نقــدم فكــرة‬
‫موجزة عن التاويل لغة واصطالحا‪ ّ ,‬التاويل يف القرآن الكرمي وعن العرفاء‪.‬‬
‫أما التأويل يف اللغةً فقد جاء يف معىن (التاويل)‪« ,‬اهلمزة والواو والالم‪ :‬أصـالن‪ :‬ابتـداء األمـر‪ ,‬وانتهـاؤه‪...‬ومن هـلا البـاب‬
‫ّويل الكالم‪ ,‬وهو عاقبته وما يؤول إليه‪ ,‬وذل قوله تعاىل‪َ :‬ه ْل يَـ ْنظُ ُـرو َن إالَّ َأتْ ِويلَـهُ} [األعـراف‪ ,]53:‬يقـول‪ :‬مـا يـِـؤول‬
‫إليــه يف وقــت بعــثهم ونشــورهم»(ابــن فــارس‪ ،)141-147/1: 1555،‬ومــن ذلـ مــا جــاء يف املفــردات‪« :‬التاويــل مــن‬
‫األوِل‪ ,‬أي‪ :‬الرجــوع إىل األصــل‪ ,‬ومنــه‪ :‬املوئــل للموضــع الــلي يرجــع إليــه‪ ,‬وذلـ هــو رد الشــيء إىل الغايــة املـرادة منــه علمــا‬
‫ـل يَنظُـ ُـرو َن إِالَّ َأتْ ِويلَ ــهُ يَـ ـ ْـو َم ََيِْيت َأتْ ِويلُ ــهُ} [األعـ ـراف‪ ]53:‬أي بيان ــه ال ــلي ه ــو غايت ــه‬‫ك ــان أو فع ــال‪ ...‬ق ــال تع ــاىل‪َ :‬ه ـ ْ‬
‫س ُن َأتْ ِويالً﴾[النسـاء‪ ,]59:‬قيـل أحسـن معـىن وترمجـة‪ ,‬وقيـل‪ :‬أحسـن ثـوااب يف‬ ‫َح َ‬
‫ك َخ ْيـ ٌر َوأ ْ‬ ‫املقصودة منه‪ .‬وقوله تعـاىل‪َ ﴿:‬ذلِ َ‬
‫اآلخــرة‪ .‬واألول‪ :‬السياســية الــيت تراعــي م هلــا‪ ...‬يقــال األول ألنــا وإيـ ِـل علينــا» (الراغــب ‪ .)11 :‬فيمــا يــرى الفــريوز آابدي‬
‫آل إلي ــه أوال ومـ ـ ال‪ :‬رج ــع‪ ,‬وعن ــه‪ :‬ارت ــد‪ ...‬و ّأول الكل ــم ّوي ــال وّول ــه‪ :‬دب ــره وق ــدره وفس ــره‪,‬‬ ‫(‪807‬ه) َّ‬
‫أن التاوي ــل م ــن‪ِ « :‬‬
‫والتاويل عبارة الرؤاي» (الفـريوزآابدي‪ .)774: 1001،‬وهكـلا يتضـح اخـتالف اللغـويني يف حتديـد املفهـوم‪ ,‬فهـو مـرادف‬
‫للتفسري‪ ,‬أو من الرجوع واالرتداد‪ ,‬أو الغاية‪ ,‬أو الرتمجة واملعىن‪ ,‬والسياسة‪ ,‬وهي ا‬
‫معان متقاربة‪.‬‬
‫أمــا التأويــل اصــطالحاً فــلكر صــاحب (التعريفــات)‪« :‬التاويــل‪ :‬صــرف اللفــت عــن معــىن الظــاهر إىل معــىن حيملــه‪ ,‬إذا كــان‬
‫احلي من امليِت﴾[األنعـام ‪ ]95:‬إن أراد بـه إخـراج الطـري‬ ‫ِج َّ‬‫احملتمل اللي يراه موافقا للكتاب والسنة‪ ,‬مثل قوله تعاىل‪ُ :‬يُر ُ‬
‫مــن البيضــة كــان تفس ـريا‪ ,‬وان أراد بــه إخ ـراج املــؤمن مــن الكــافر‪ ,‬أو العــامل مــن اجلاهــل كــان ّويــال» (اجلرج ــاين‪1001،‬‬
‫‪ .)10:‬وقــد اختلــف املفســرون يف حتديــد املصــطلحني حـ تصــل أحيــاان حــد االحتــاد‪ ,‬قــال أبــو عبيــدة (‪019‬ه) «التفســري‬
‫والتاويل مبعـىن واحـد» (معرفـة‪ ,)15/1 :1011،‬وعنـد املاتريـدي (‪333‬ه)‪« :‬التفسـري‪ :‬القطـع علـى َّ‬
‫أن املـراد مـن اللفـت‬
‫هــلا‪ ,‬والشــهادة علــى هللا أنـَّـه عــىن ابللفــت هــلا‪ ,‬فـ َّ‬
‫ـإن قــام دليــل مقطــوع بــه فصــحيح‪ ,‬وإال فتفســري ابلـرأي‪ ,‬وهــو املنهــي عنــه‪,‬‬
‫‪0159‬‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬

‫والتاويــل‪ :‬تــرجيح أحــد احملــتمالت بــدون قطــع» (املاتريــدي‪ ,)174/1: 1581،‬ويفـ ِّـرق بــني التفســري والتاويــل َّ‬
‫سن األول‬
‫الفقهــاء (املاتريــدي‪ .)115/1581:1 ،‬وقــال بعضــهم‪« :‬التاويــل مــا‬ ‫الصــحابة‪ ,‬والثــاين مــن اختصــا‬ ‫مــن اختصــا‬
‫يتعلق ابلدراية‪ ,‬والتفسري ما يتعلق ابلرواية»(الطباطبائي‪.)14/1 :1151 ،‬‬
‫وأمــا الراغــب االصــفهاين فــريى َّ‬
‫أن التفســري «أعـ ُّـم مــن التاويــل‪ ,‬وأكثــر مــا يســتعمل يف األلفــال‪ ,‬والتاويــل يف املعــىن كتاويــل‬
‫ال ــرؤاي‪ ,‬والتاوي ــل يس ــتعمل أكث ــر يف الكت ــب األدبي ــة‪ ,‬والتفس ــري يس ــتعمل فيه ــا ويف غريه ــا‪ ,‬والتاوي ــل يس ــتعمل يف املف ــردات‬
‫واأللفــال‪ ,‬والتاويــل يســتعمل أكثــر مــا يســتعمل يف اجلمــل‪ ,‬فالتفســري أمــا يســتعمل يف غريــب األلفــال كــالبحرية والســائبة‪...‬‬
‫وأما التاويل فإنَّه يستعمل مرة عاما‪ ,‬ومرة خاصا ـو (الكفـر) يسـتعمل يرة يف اجلحـود املطلـق‪ ,‬ويرة يف جحـود البـاري عـَّز‬
‫وجل خاصة‪ ...‬وقيـل‪ :‬التفسـري يتعلـق ابإلتبـاع والسـماع‪ ,‬والتاويـل يتعلـق ابالسـتنباط والنظـر‪ ,‬أو التفسـري بيـان ال حيتمـل إال‬
‫وجهــا واحــدا‪ ,‬والتاويــل توجيــه لفــت متوجــه إىل معــان خمتلفــة إىل واحــد منهــا مــا ظهــر مــن األدلــة» (األصــفهاين‪( ،‬د‪.‬ت)‪:‬‬
‫‪.)170‬‬
‫وجنــد أاب البقــاء الكفــوي حيــاول أن يلــتمس فرقــا بــني مفهــومي التفســري والتاويــل‪ ,‬فــلكر أن امل ـراد هبمــا «كشــف امل ـراد عــن‬
‫املشــكل‪ ...‬وقيــل‪ :‬التاويــل بيــان أحــد حمــتمالت اللفــت‪ ,‬والتفســري‪ :‬بيــان مـراد املــتكلم‪ ,‬ولــلا قيــل التاويــل مــا يتعلــق ابلدرايــة‪,‬‬
‫والتفسري ما يتعلق ابلرواية» (الكفوي‪.)118 :1111 ،‬‬
‫وإمنـا هـو أمـور عينيـة‬ ‫والتاويل كما يرى صـاحب امليـزان «لـيس مـن قبيـل املفـاهيم واملعـاين اللفظيـة حبيـ تـدل األلفـال عليـه‪َّ ,‬‬
‫وحقــائق متعاليــة ســامية ال حتــيط األلفــال املطبوعــة هبــا‪ .‬لقــد أراد هللا س ــبحانه تعــاىل هلــله األم ــور العينيــة اخلارجيــة الرفيعــة‬
‫أن األلفــال هنــا حكــم (األمثــال) الــيت يقــوم بــدور التوضــيح وبيــان‬ ‫الســامية أن تقــرب مــن أذهاننــا بقيــد األلفــال وكســوهتا‪ ,‬و َّ‬
‫املقصود ومبا يناسب فهم السامع للفكر‪ ,‬والقرآن يشـري تصـرحيا وتلوحيـا إىل هـلا املعـىن‪ ,‬إذ يقـول تعـاىل‪﴿ :‬إِ َّان َج َعلْنَـاهُ قُـ ْـرآانً‬
‫يم﴾[الزخرف‪( »]4-3:‬الطباطبائي‪.)15/1 :1151 ،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َعربِياً لَّعلَّ ُكم تَـع ِقلُو َن‪ .‬وإِنَّهُ ِيف أُِم ال ِ‬
‫ْكتَ ِ‬
‫اب لَ َديْـنَا لَ َعلي َحك ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ْ‬
‫أن التفســري هــو البحـ عــن مــدلول اللفــت ومــا‬ ‫ويشــري الشــيخ مصــطفوي اىل الفــرق قــائال‪« :‬والفــرق بــني التفســري والتاويــل‪َّ ,‬‬
‫يقتضيه ظاهر التعبـري أداب والتزامـا وعقـال‪ .‬أمـا التاويـل‪ :‬فهـو تعيـني مرجـع اللفـت واملـراد واملقصـود منـه‪ ,‬وقـد تفـى املـراد علـى‬
‫الناس وال يدل عليه ظاهر اللفت‪ ,‬فهلا حيتاج إىل اال ِطّالع ابملقصـود واملـراد مـن اللفـت»(مصـطفوي‪-150/1: 1005،‬‬
‫‪.)151‬‬
‫والتاويليــة «مصــطلح قــدمي كــان يشــري يف بدايــة اســتخدامه إىل جمموعــة القواعــد واملعــايري النظريــة الــيت جيــب علــى املفســر أن‬
‫يتبعهــا لفهــم الــن الــديين وشــرحه وّويلــه‪ .‬وهــو بــلل تتلــف عــن مصــطلح التفســري(‪ ,)Exegesis‬الــلي يشــري إىل عمليــة‬
‫التاويل ذاهتا» (ابو زيد‪.)181 :1007،‬‬
‫ويشــري الــدكتور نصــر حامــد إىل َّ‬
‫أن هــلا املصــطلح يرتيــا «كــان هــو املصــطلح الســائد واملســتخدم دون حساســية للداللــة‬
‫على شرح وتفسري القرآن الكرمي(‪ ,)0‬يف حني كان مصطلح التفسري أقل تداوال‪ ,‬لكـن مصـطلح التاويـل بـدأ يرتاجـع ابلتـدريج‬

‫‪ 0‬الصواب‪ :‬شرح القرآن الكرمي وتفسريه‪.‬‬

‫‪0161‬‬
‫موفق جميد ليلو احلياوي‬ ‫القرآين (دراسة يف إعجاز البيان يف تفسري أم القرآن)‬ ‫اهلرمنيوطيقا وّويل الن‬

‫ويفقــد داللتــه احملايــدة ويكتســب داللــة ســلبية؛ وذلـ يف ســياق عمليــات التطــور والتحــول االجتمــاعي ومــا يصــاحبها عــادة‬
‫مــن صـراع فكــري وسياســي»(ابــو زيــد‪ .)181 : 1007،‬ومــن هنـا يتبــني َّ‬
‫أن مصــطلح التاويــل أســبق ظهــورا مــن التفســري‪,‬‬
‫وقد كان مستعمال مبعىن التفسري‪ ّ ,‬تطورت داللته حبي أصبح مرتبطا ابلتفسري الباطين أو خمالفة الظاهر‪.‬‬
‫التأويل يف القرآن الكرمي‬
‫وردت لفظة (ّويل) يف القرآن الكرمي يف (سبعة عشر موضعا)(‪ ,)0‬ومـن أهـم اآلايت الـيت اختلـف املفسـرون يف معناهـا قولـه‬
‫ين يف قُـلُــوهبِِ ْم‬ ‫َّ ِ‬ ‫شِ‬ ‫ـات هـ َّـن أ ُُّم ال ِ‬
‫ْكتَـ ِ‬ ‫ْكتـ ِ‬ ‫تعـاىل‪﴿ :‬هــو الَّـ ِـذي أَنـز َل َعلَيـ َ ِ‬
‫ات فَأ ََّمــا الــذ َ‬
‫ـاهبَ ٌ‬ ‫ُخـ ُـر ُمتَ َ‬
‫ـاب َوأ َ‬ ‫ت ُّْحم َك َم ٌ ُ‬
‫آاي ٌ‬ ‫ـاب م ْنــهُ َ‬
‫ـك ال َ َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َُ‬
‫آمنَّا بِ ِـه ُكـل‬ ‫ِ‬ ‫شابهَ ِم ْنهُ ابتِغَاء ال ِْف ْتـنَ ِة وابتِغَاء َأتْ ِويلِ ِه وما يـعلَم َأتْ ِويلَهُ إِالَّ اهلل و َّ ِ‬
‫الراس ُخو َن ِيف الْعل ِْم يَـ ُقولُو َن َ‬ ‫َُ‬ ‫ََ َْ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َزيْ ٌغ فَـيَـتَّبِعُو َن َما تَ َ َ‬
‫اب﴾[آل عمران‪ ,]7:‬فقسمت اآلايت على حمكم ومتشابه‪ ,‬وربطـت مفهـوم التاويـل‬ ‫ِمن ِع ِ‬
‫ند َربِنَا َوَما يَ َّذ َّكر إِالَّ أ ُْولُواْ األلْبَ ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ظاهرا ابلراسخني يف العلم‪ ,‬وميت التاويل يف القرآن الكرمي للتعبري عن معان خمتلفة أشارت إليها كتب التفسري ومنها‪:‬‬
‫‪ -1‬مبعىن امل ل واملرجع‪.‬‬
‫‪ -2‬تعبري الرؤاي‪.‬‬
‫‪ -3‬املعىن الباطن املخالف للظاهر‪ .‬أو معىن من معـاين اآليـة ال يعلمـه إال هللا والراسـخون يف العلـم مـع كونـه خـالف اللفـت‬
‫الظاهر (الطباطبائي‪.)11 /1 :1151،‬‬
‫‪ -4‬األمر العيين اخلارجي اللي يعتمد عليه الكالم‪.‬‬
‫‪ -5‬اخلارج اللي يطابقه اخلرب الصادق كاألمور املشهودة يوم القيامة اليت هي مطابقات أخبار األنبياء والرسل‪.‬‬
‫‪ -6‬بيان حقيقة املراد‪.‬‬
‫ويــرى الشــيخ (جعفــر الســبحاين) أن التاويــل يف القــرآن الكــرمي اســتعمل يف م ـوارد ثالثــة جيمعهــا شــيء واحــد هــو «إرجــاع‬
‫الشيء املبهم من الكالم والعمل والنوم إىل واقعه»(السبحاين‪.)188 :1111،‬‬
‫أن مــن معــاين التاويــل أن يكــون مــن قبيــل «األمــور اخلارجيــة‪ ,‬وال كــل أمــر خــارجي ح ـ يكــون املصــداق‬ ‫ومــن هنــا يتبــني َّ‬
‫املمثَّــل إىل املث ــل والب ــاطن إىل الظ ــاهر»‬
‫اخل ــارجي للخ ــرب ّوي ــال ل ــه ب ــل أم ــر خ ــارجي خمص ــو نس ــبته إىل الك ــالم نس ــبة ِ‬
‫(الطباطبــائي‪ ,)14 /1 : ،‬أي أن التاويــل «عبــارة عــن حقيقــة خارجيــة هلــا واقــع يســتند إليهــا البيــان القــرآين س ـواء أكــان‬
‫حكما أو موعظة وحكمة» (الطباطبائي‪.)114 :1114،‬‬
‫وكل ما جاء من لفت التاويل يعين احلقيقة اخلارجية‪ ,‬ففي قصة موسى واخلضـر(ع) (الطباطبـائي‪)111 /11 :1151 ،‬‬
‫الــيت أســفرت عــن خــرق الســفينة وقتــل الغــالم وإقامــة اجلــدار الــلي يريــد ان يــنق ‪ ,‬وهــي أفعــال أنكرهــا موســى(ع) علــى‬
‫اخلضر(ع)؛ ألنَّه مل يعلم ّويلها‪ ,‬وهـو رجوعهـا اىل عنواهنـا األصـلي وتفسـريها مبـا سـتؤول إليـه مـن نتـائج‪ ,‬مل يكـن ذلـ كلـه‬

‫‪ 0‬املواضع هي‪ :‬آل عمران‪ 7:‬مرتني‪ ,‬النساء‪ ,59:‬األعراف‪ 53:‬مرتني‪ ,‬يونس‪ ,39:‬يوسف‪ ,010 ,011 ,45 ,44 ,37 ,36 ,00 ,6:‬اإلسراء‪,35:‬‬
‫الكهف‪.80 ,78:‬‬

‫‪0160‬‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬

‫إال رجوعا إىل املعىن األصـلي واحلقيقـة اخلارجيـة‪ ,‬الـيت تعـين الوجـود واألمـر اخلـارجي الـواقعي‪ ,‬ولـيس املفهـوم منهـا فقـط‪ .‬ويف‬
‫سورة يوسف (ع) اليت بنيت على نسيج من الرؤى وّويالهتا‪.‬‬
‫أن ما ورد مـن مفهـوم التاويـل الـلي جـاءت بـه بعـ آايت القـرآن الكـرمي لـيس اال احلقيقـة اخلارجيـة‪ ,‬ولـيس‬ ‫يتبني َّ‬
‫ومن هنا َّ‬
‫أن القرآ ِن كلَّـه لـه ّويـل‪ ,‬وال تـت ذلـ ابملتشـابه فقـط‪ ,‬بـل يشـمل احملكـم كـلل ‪,‬‬ ‫من مقولة األلفال‪ ,‬وهبلا يتضح أيضا َّ‬
‫املطه ـرين‪ .‬وهــم غــري الراســخني يف العلــم الــلين ذك ـرهتم اآليــة وبــني‬
‫وهــلا التاويــل يعلمــه هللا ومــن مذن لــه هللا ســبحانه مــن َّ‬
‫مطه ار راسخ وال عكس‪.‬‬‫املفهومني عموم وخصو ‪ ,‬فكل َّ‬
‫و َّأما التاويل مبعىن (صرف الكالم عـن ظـاهره) فلـيس مـن معـاين التاويـل الـواردة يف القـرآن‪ ,‬بـل «ال يصـح للمفسـر أن يفسـر‬
‫القــرآن بــه‪ .‬ومل جنــد يف القــرآن آيــة يلزمنــا العقــل والنقــل اىل صــرفها عــن ظهورهــا املســتقر الثابــت‪ ,‬وأمــا الظهــور البــدائي فلــيس‬
‫ظهــورا لــه قيمــة حـ يعــد العــدول عنــه صــرفا للظــاهر عــن ظــاهره» (الســبحاين‪ .)185 :1111،‬ومثــة معــىن آخــر للتاويــل‪,‬‬
‫حتري املصداق املماثل للمصداق املوجـود يف عصـر الـوحي»(السـبحاين‪:1111،‬‬
‫وهو ما يقع يف مقابل التنزيل‪ ,‬واملراد به « ّ‬
‫‪ , )174‬وقد أشارت إليه الرواايت فمن ذل ‪ ,‬قول الرسول ( ) لعلي (ع)‪«:‬تقاتل على ّويـل القـرآن كمـا قاتلـت علـى‬
‫تنزيله»‪ .‬وقوله ( )‪« :‬أان أقاتل على التنزيل‪ ,‬وعلي يقاتل على التاويل»‪ .‬وعـن الصـادق (ع) يف تفسـري الـبطن والظهـر يف‬
‫القــرآن‪« :‬ظهــره تنزيلــه‪ ,‬وبطنــه ّويلــه‪ ,‬منــه مــا مضــى‪ ,‬ومنــه مــا مل يكــن بعــد‪ ,‬جيــري كمــا ــري الشــمس والقمــر» (اجمللســي‪،‬‬
‫‪.)75 /58 ،10 /11 :1571‬‬
‫التأويل العرفاين‬
‫أن القــرآن موجــود واحــد ال اخــتالف فيــه‪ ,‬ولكنَّــه ذو مراتــب‪,‬‬‫تبــىن رؤيــة العرفــاء التاويليــة علــى النظــرة الوجوديــة للقــرآن‪ ,‬أي َّ‬
‫وهــلا جيعــل الق ـراءات التفس ـريية متعــددة تبعــا لــلل ؛ فكــل مرتبــة تقتضــي مرتبــة مــن الفهــم أعمــق منهــا‪ ,‬ال تتعــارض معهــا‪,‬‬
‫وتبقـى مناسـبة للظـاهر العـام الـلي هـو األصـل كمـا يـرى العرفـاء‪ ,‬وأمـا املعـاين الباطنـة فهـي سـوانح ومكاشـفات ذوقيـة ختطـر‬
‫يتحملهــا الــن دون ان تقــدح بظ ـواهره‪ ,‬ودون أن تتعــارض مــع مــا قــال بــه علمــاء الرســوم‪ .‬فــالركيزة‬‫علــى قلــوب أصــحاهبا‪َّ ,‬‬
‫أن للفهـم مراتـب‪ ,‬فـالفهم‬ ‫األساس يف تعدد القراءات هـي «الواقـع ولـيس الفهـم‪ ,‬فـالواقع هـو الـلي ينطـوي علـى مراتـب‪ ,‬ال َّ‬
‫مرتبط ابلواقع‪ ,‬وعلى و أدق مبرتبة الواقع» (التأويل واهلرمنيوطيقا‪.)84 :1011،‬‬
‫َّ‬
‫إن مجي ــع القـ ـراءات عن ــد العرف ــاء تع ـ ُّـد ص ــحيحة‪ -‬ض ــمن الض ـوابط‪ -‬ولك ــن بنس ــبة معين ــة‪ ,‬فك ــل ذوق وقـ ـراءة ختتل ــف ع ــن‬
‫صاحبتها دون أن تعارضها‪ ,‬وكل يفهم ما هو مبرتبته‪ ,‬فإذا ارتقى إىل ما هو أرفع مرتبـة‪ ,‬أصـبح الفهـم السـابق ظـاهرا للبـاطن‬
‫ال ــلي عرف ــه وهك ــلا‪ ,‬وبعب ــارة أوض ــح إن للق ــرآن يف ه ــله النش ــاة ظه ــورا ومرتب ــة ختتل ــف ع ــن املرات ــب األخ ــرى يف النشـ ـ ت‬
‫املختلفــة‪ ,‬والعــارف ال يكتفــي ابلفهــم الظــاهر؛ ألنـَّـه ارتقــى درجــة علــى (علمــاء الرســوم)‪ ,‬وهــله الدرجــة علــى ــو التشــكي‬
‫الوج ــودي‪ ,‬إذ ختتل ــف م ــن ع ــارف إىل آخ ــر؛ ول ــلل ين ــدر أن جن ــد تفسـ ـريين عرف ــانيني يتفق ــان اتفاق ــا كلي ــا؛ الخ ــتالف‬
‫ألن رؤيــة العــارف تس ـتوعب‬ ‫التج ـربتني‪ ,‬واتســاع الرؤيــة وضــيقها ابلنســبة للعــارف‪ ,‬وكلهــا تصــيب الواقــع‪ ,‬ولكــن مبرتبــة مــا؛ َّ‬
‫اجلميع‪ ,‬ولكن ضمن الضوابط امللكورة‪« ,‬إذ االفهام والقراءات تصيب الواقع أمجعهـا– ابفـرتاض صـحة الضـوابط األخـرى‪-‬‬

‫‪0160‬‬
‫موفق جميد ليلو احلياوي‬ ‫القرآين (دراسة يف إعجاز البيان يف تفسري أم القرآن)‬ ‫اهلرمنيوطيقا وّويل الن‬

‫ولكــن غايــة مــا هنــاك أن كــل فهــم أو ق ـراءة تصــيبه يف درجــة أو يف مرتبــة مــن مراتبــه» (التأويــل واهلرمنيوطيقــا ‪:1011 ،‬‬
‫‪.)84‬‬
‫وقد ينقدح يف اللهن إشكال وهو أنَّه‪ :‬إذا كانت كل القراءات تصيب الواقع ولكن بنسبة معينة‪َّ ,‬‬
‫فإن هـلا يسـتدعي ّويـل‬
‫آايت األحكـام ّويـال ابطنـا‪ ,‬كمــا يف الطهـارة القلبيـة والصـيام عــن املعاصـي وغريهـا‪ ,‬فتنتفـي الواجبــات واحملرمـات علـى وفــق‬
‫هلا الفهم؟‬
‫سن الفهم الباطن للن ال يلغي الظاهر‪ ,‬بل يعدَّه أ َّسا لفهمه‪ ,‬واملرتبة األوىل من مراتب الفهـم‪ ,‬فالعـارف‬ ‫وميكن أن جياب‪َّ :‬‬
‫ال يلغي الواجبات أو يقلل من أمهية الظاهر‪َّ ,‬‬
‫وإمنا العبادة هي وسيلته لالرتقـاء‪ ,‬والتقـوى هـي سـبيل املعرفـة والكشـف‪ ,‬و َّأمـا‬
‫هــي أقــرب إىل (تــداعي املعــاين) ال ــيت تنقــدح يف القلــب عنــد تــالوة اآلايت الكرميــة‬ ‫مــن يــرى أن الق ـراءات العرفانيــة لل ــن‬
‫(معرفــة‪ ,)114 -111 /10: 1011 ،‬فــلل أمــر خمــالف لرؤيــة العــارف الــلي يــرى الوجــود ومراتبــه بقلبــه وبصـريته ال‬
‫بعقله وينكشف له منها بقدر ربته الكشفية والشهودية وليس االمر متعلقا بتداعي املعاين‪.‬‬
‫وهله الرؤية الرحبة تنفتح على اآلخر‪ ,‬وتعدد القـراءات‪ ,‬مـع مراعـاة الضـوابط‪ ,‬ومنهـا أن ال يتعـارض مـع الظـواهر‪ ,‬وال تـرج‬
‫عــن حــدود الشـريعة‪ .‬ومــع ذلـ تبقــى التــاويالت العرفانيــة متفاوتــة بــني املفسـرين شــدة وضــعفا‪ ,‬تبعــا لــلوق العــارف وســعة‬
‫ربتــه‪ .‬كمــا تســمح حبريــة القـراءة وتعــددها‪ ,‬ولكــن بعــد أن ميتلـ املفســر أدواتــه ويــتمكن منهــا مراعيــا يف كــل ذلـ القيــود‪,‬‬
‫ـإن مــنهج العرف ــاء يف ّوي ــل النصــو ميث ــل مدرس ــة وا اهــا خاص ــا‪ ,‬يعتم ــد علــى الكش ــف والش ــهود مص ــدرا‬‫ومــع ذل ـ ف ـ َّ‬
‫للمعرفة‪.‬‬
‫أن هـلا اال ـاه ظهــر «علـى أثــر الضـعف الـلي أصــيبت بـه اال اهـات العقليــة واألثريـة‪ ,‬حيـ مل‬ ‫ويشـري بعـ البــاحثني إىل َّ‬
‫يتم تقنني دور العقل وفعاليته يف العمل التفسريي‪ ,‬وال االفادة املقننة من املـاثور واملنقـول يف تقـومي فهـم أفضـل للقـرآن الكـرمي‬
‫ورسـالته‪ ,‬فا ـه بعـ املفسـرين املسـلمني إىل البـاطن و لياتـه جلـرب بعـ الـنق والضـعف الـلي أصـاب هـلين اال ــاهني»‬
‫(مصطفوي‪ .)118 : 1005،‬وهـله دعـوى ال جنـد هلـا يف التـاريخ مـا يربرهـا‪ ,‬ذلـ َّ‬
‫أن هـلا اال ـاه جـاء يف وقـت مبكـر‪,‬‬
‫وقد ّسس على بع املروايت اليت تقول بتعـدد البطـون للـن القـرآين وتعـدد القـراءات‪ ,‬فضـال عـن ظهـور اال ـاه الصـويف‬
‫اللي كان سيدا واقعيا هللا التاويل‪ ,‬إال أنَّه شطح بعيدا يف بع مراحله ورجاالته‪.‬‬
‫أن اللغةِ عاجزة عن الوصـول إىل احلقيقـة الكاملـة‪ ,‬وكمـا يعـرب النفـري‪« :‬كلمـا اتسـعت الرؤيـة ضـاقت العبـارة»‬ ‫والعرفاء يرون َّ‬
‫ـإن لغــة العرفــاء مليأــة ابألس ـرار والرمــوز‪َّ ,‬‬
‫ألن لغــة التواصــل ال تفــي مبعــانيهم‪ ,‬فــابتكروا لغــة‬ ‫(النفــري‪ ,015: 0117 ,‬ولــلا فـ َّ‬
‫بــل خارجــه‪ ,‬املعــىن يستشــعر بــه‬ ‫اصــطالحية للتواصــل‪ ,‬وهــي لغــة مرنــة تتســع ابتســاع الرؤيــة‪« ,‬واملعــىن ال يوجــد يف الــن‬
‫اإلنسان يف قلبه وابطنه‪ ,‬ويف الطبيعة واهنتمع»‪ .‬أساسيات املنهج واخلطاب‪.50:‬ويبقى الكشـف والوجـدان هـو السـبيل إىل‬
‫ـرف)‪( .‬الغ ـ ـزايل‪)0( ،)110/1: 1101 ،‬ويـ ــرى الزركشـ ــي َّ‬
‫أن هـ ــله الـ ــرؤى واملشـ ــاهدات ذوق‬ ‫ذاق عـ ـ ِ‬
‫(مـ ــن ِ‬ ‫املعرفـ ــة؛ َّ‬
‫ألن ِ‬
‫به التجربة العرفانية وليس تفسريا‪ ,‬ألهنم يرون احلقائق وال يلكرون معاين األلفال‪ ,‬قـال‪« :‬فامـا كـالم الصـويف‬ ‫وكشف تفي‬

‫‪ 0‬ينظر‪ :‬والكلمة مشهورة بني الصوفية والعرفاء‪ ,‬ومل يعثر الباح على نسبتها‪.‬‬

‫‪0163‬‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬
‫يف تفســري القــرآن‪ ,‬فقيــل‪ :‬لــيس تفسـريا‪ ,‬وإمنــا هــي معـ ا‬
‫ـان ومواجيــد جيــدوهنا عنــد الــتالوة» (الزركشــي‪,)180/1: 1151 ،‬‬
‫وتل النظرة إىل هله الكتب أفرزت مجلة من التمايزات بني العرفاء وسواهم يلخصها أحد الباحثني بنقاط ثالث‪:‬‬
‫‪ .1‬التمــايز بــني العبــارة واملعــىن مــن منظــور الصــويف‪ ,‬وإهنمــا ال يتمــاثالن وال يعــرب أحــدمها عــن اآلخــر تعب ـريا أمينــا ووافيــا‪ ,‬بــل‬
‫تكــون العبــارة عائقــا أمــام العــارف للوصــول إىل املعــىن يف كثــري مــن األحيــان‪ ,‬ويعـ َّـرب النفــري عــن هــلا التمــايز املشــار إليــه‬
‫ـالق العبــارة وراء ظهــرك‪ ,‬وألـ ِـق املعــىن وراء العبــارة‪ ,‬وألـ ِـق الوجــد وراء املعــىن» (النف ــري‪،‬‬
‫بقولــه‪« :‬وقــال يل‪ :‬إذا جأتــين فـ ِ‬
‫‪.)111 : 1008‬‬
‫‪ .2‬التمــايز بــني العلــم واملعرفــة مــن جهــة نظــر العرفــاء‪ ,‬وعــدمها أم ـرين خمتلفــني ال يلتقيــان مــع بعضــهما‪ ,‬بــل متنــافران يف مــا‬
‫بينهما‪ ...‬ومن هنا يقول البسطامي‪« :‬العارف فوق ما يقول‪ ,‬والعامل دون ما يقول» ( بدوي‪.)144 :1584 ،‬‬
‫‪ .3‬التمـايز بـني العــامل والعـارف يف فهـم العبــارة؛ إذ الع ِـامل يبحـ يف العبــارة عـن املقصـد واملطلــب‪ ,‬والعـارف ال يـرى فيهــا إال‬
‫مضـيعة للحقيقــة؛ َّ‬
‫ألن الكــون مــن منظــور العــارف تــوهم ال تصــح العبـارة عنــه؛ ألنـَّـه ال حقيقــة لــه‪ ,‬واحلــق تقصــر األقـوال‬
‫دونه (مصطفوي‪.)114 -114 :1005 ،‬‬
‫ويف ضــوء تل ـ التمــايزات‪ ,‬فـ َّ‬
‫ـإن التجربــة املوضــوعية وحتكــم العقــل يصــبح يف منــاى عــن التنــاول‪ ,‬وتبقــى التجربــة الشخصــية‬
‫الكشفية اليت تتسع ابتساع معرفة العارف وتضيق مبقدارها‪ ,‬فالتجربة تتشكل بشكل األودية‪ ,‬فاملاء واحد‪ ,‬واألوديـة ختتلـف‬
‫ت أ َْو ِديَةٌ بَِق َد ِرَها﴾ [الرعد‪.]07:‬‬ ‫سالَ ْ‬ ‫َنز َل ِم َن َّ‬
‫الس َماء َماء فَ َ‬ ‫سعة وضيقا‪ ,‬قال تعاىل‪ :‬أ َ‬
‫ألن العـامل علـى حـد تعبـري ابـن عـريب جيـب ّويلـه‪ ,‬فاللغـة اإلشـارية هـي البـديل‬ ‫ومن هنا نرى مـدى اهتمـام العرفـاء ابلتاويـل؛ َّ‬
‫املمك ــن وال ــلي ال ب ـ َّـد من ــه‪ ,‬لنق ــل تل ـ املواج ــد والس ـوانح م ــع احملافظ ــة عل ــى تداولي ــة ه ــله الرم ــوز ب ــني أهله ــا‪ ,‬فه ــو– أي‬
‫العارف‪ -‬يعيش يف جدلية ال ميكن التسليم سحد طرفيها‪( :‬البوح والسرت)‪.‬‬
‫ـإهنم يلجــؤون إىل‬ ‫ألن أكثــر مقــوالهتم مــن عــامل املعــىن واهنــرد‪ ,‬ولــلا فـ َّ‬
‫ومثــة أمــر أخــر وهــو التمثيــل الــلي يلجــا إليــه العرفــاء؛ َّ‬
‫التمثيــل للهبــوط هبــا إىل عــامل احملســوس‪ ,‬وتلـ مســة واضــحة يف كلمــاهتم‪ ,‬بــل تفــي كتــبهم ابلرســوم والــدوائر الــيت يعــربون هبــا‬
‫عن العرش والكرسي والقيامة وساحة احملشر وغريها‪ ,‬كما جند يف كتاابت احلالج وابن عريب واآلملي‪ .‬وللعرفاء نظـرة خاصـة‬
‫ألن (الــدين هــو احلــب)‪ .‬وال بـ َّـد مــن اإلشــارة إىل َّ‬
‫أن هــلا‬ ‫لـ داين تــؤمن ابلوحــدة الضــمنية‪ ,‬فكـ ُّـل األداين تــدعو إىل احلــق؛ َّ‬
‫التفســري يتقـ ّـوم ابلكشــف والشــهود ابلدرجــة األوىل‪ ,‬وهــو مقــدَّم علــى األدلــة العقليــة والنقليــة‪ ,‬إذ يتنقــل العــارف مــن ســاحة‬
‫العقل إىل القلب‪ ,‬الـلي يفـاض عليـه مـن الـلات املقدسـة مـا شـاء هللا مـن علـوم وفتوحـات‪ ,‬ومصـدر املعرفـة عنـدهم «ذوات‬
‫ألهنمـا قاصـران عـن بلـوب احلقيقـة» (مصـطفوي‪ .)114: 1005 ،‬ويبقـى حمـور الكـالم‬ ‫األشخا وليست اللغة والن ‪َّ ,‬‬
‫وقطـب الرحــى فكـرة (وحــدة الوجـود) الــيت ال تـرى موجــودا يف الكـون ســوى احلـق‪ ,‬ومــا عـداه فهــي مظـاهر و ليــات لـه‪ ,‬لــلا‬
‫جند فكرة املراتبية للكون واإلنسان والقرآن‪ ,‬وأهم أقطاهبا ابن عريب‪ ّ ,‬قنَّنها من بعده تالملته ومن يبعهم‪.‬‬
‫املبحث الثاين‬
‫موجز اتريخ اهلرمنيوطيقا يف الفكر الغريب‬

‫‪0164‬‬
‫موفق جميد ليلو احلياوي‬ ‫القرآين (دراسة يف إعجاز البيان يف تفسري أم القرآن)‬ ‫اهلرمنيوطيقا وّويل الن‬

‫ارتــبط مفهــوم التاويــل يف الفكــر الغــريب مبصــطلح اهلرمنيوطيقــا‪ ,‬ولــلا فالبــد مــن دراســة هــلا املصــطلح وجــلوره التارتيــة وأبــرز‬
‫أعالمه يف التاريخ احلدي ‪.‬‬
‫وتشري املصادر اىل ان مصطلح (اهلرمنيوطيقا) (ابرة‪ ,)114-71: 1007 ،‬له اشتقاقان‪:‬‬
‫األول‪ :‬أهنــا مــاخوذة مــن (هــرمس) رســول اآلهلــة اإلغريقيــة أو إلــه النجــوم واحلــدود‪ ,‬الــلي ينقــل رســائل اآلهلــة مــن بعضــهم‬
‫لبعضهم اآلخر‪ ,‬حسب األسـاطري اليواننيـة‪ ,‬ويف الوقـت نفسـه يسـاعد البشـر يف فهـم الرسـائل الرمزيـة لآلهلـة‪ ,‬ويف فهـم كـالم‬
‫كل منهم مع اآلخر‪ ,‬وهرمس هو الرسول اللي يروح ويغدو بني زيوس واآلهلة األخرى‪ ,‬أو بني زيوس والبشر‪.‬‬
‫‪ )to‬وهـو يشـري إىل اهنـال العقلــي‬ ‫(‪nterpret‬‬ ‫الثـاين‪ :‬أهنـا مشـتقة مـن الفعـل اإلغريقـي (‪ ,)hermeneuein‬ومعنـاه أن يـؤول‬
‫املتعلــق بطبيعــة التاويــل للتعب ـريات اإلنســانية‪ (.‬اســكندر‪ ,)11: 1005 ،‬وكمــا يقــال‪« :‬إن الوســيلة ميكــن إن تكــون هــي‬
‫الرسالة»( كوزنز هوي‪.)5: 1008 ،‬‬
‫وعليه يكون معناه اإلظهار والتبيـني والرتمجـة والتفسـري‪ .‬وقـد ذكـر أن أول مـن اسـتخدمه أرسـطو يف ابب منطـق القضـااي مـن‬
‫كتابه (األرغنون)‪ ,‬ويف القـرون الوسـطى اسـتخدم املصـطلح مبعـىن تفسـري وّويـل الكتـاب املقـدس‪ ,‬حيـ يشـري إىل جمموعـة‬
‫من القواعد اليت جيب أن يتبعهـا املفسـر لتفسـري الـن الـديين (الكتـاب املقـدس)‪ ّ ,‬وسـع ليشـمل تفسـري مطلـق النصـو ‪,‬‬
‫وقد طبع أول كتاب ابسم (اهلرمنيوطيقا) عام (‪0654‬م) ومؤلفه (دان هاور)‪.‬‬
‫ومــع ذل ـ فــإن االشــتقاق ال يســعف يف الفهــم الــدقيق هلــلا املصــطلح؛ ألنــه ال ميكــن أن نعـ ِّـرف اهلرمنيوطيقــا سهنــا‪( :‬علــم‬
‫التفســري) أو (علــم التاويــل) كمــا يف بعـ الكتــاابت؛ ألهنــا‪ -‬وإن ظهــرت يف بــداايهتا (يف القــرن الســابع عشــر) كعلــم وا ــاه‬
‫مســتقل يف الفكــر البشــري بصــورة (علــم التفســري) أو (فــن تفســري النصــو )‪ -‬ولكنهــا يف أواخــر القــرن التاســع عشــر والقــرن‬
‫العشرين توسعت حبوثها كثريا حبي ال ميكن هللا التعبري (علـم التفسـري‪ ,‬أو فـن تفسـري النصـو ) أن يكـون دقيقـا وأمينـا يف‬
‫التعبري عن اجلهود والبحوث الكثرية اليت دخلت عامل اهلرمنيوطيقا يف عصران‪ .‬وقـد ـاوز هـلا العلـم يف نظرايتـه احلديثـة جمـال‬
‫الــن الــديين‪ ,‬بــل ــاوز ح ـ الــن إىل تفســري ســائر املواقــف والســلوك اإلنســاين‪ ,‬فكــان هلــا ّثريه ـا يف الكثــري مــن العلــوم‬
‫وجماالت املعرفة‪ ,‬وخاصة العلوم اإلنسانية كالفلسفة والتاريخ وعلم االجتماع والنقد األديب‪ ,‬وغريها‪.‬‬
‫املميزة للهرمسية وأمهها‪:‬‬ ‫ويرى ايكو(‪ )1‬أن الكثري من املقارابت التاويلية املعاصرة ّسست على اخلصائ‬
‫‪ -0‬الن كون مفتوح‪ ,‬ميكن املؤول أن يكتشف داخله سلسلة من الروابط الالهنائية‪.‬‬
‫‪ -0‬اللغة عاجزة عن التعبري عن معىن وحيد‪ ,‬معطى بشكل مسبق (مثل قصدية الكاتب)‪.‬‬
‫‪ -3‬اللغة تعكس عدم انس الفكر‪.‬‬
‫‪ -4‬أن كل ن ال ميكن أن يثبت معىن أحاداي‪.‬‬
‫‪ -5‬الكاتب ال يعرف ما يقوله‪.‬‬

‫‪ 0‬امربتو إيكو(ح‪ Umbert Eco:)0930‬انقد أديب‪ ,‬وروائي ايطايل‪ ,‬درس علم العالمات والرموز وعمل يف جامعة توريـن‪ ,‬وتركزت أحباثه حول علم اجلمال‬
‫والدراسات التاويلية‪ ,‬من أعماله (العمل املفتوح‪ ,‬نظرية السيميائية‪ ,‬فلسفة اللغة‪ ,‬القارئ يف احلكاية‪ ,‬التاويل والتاويل املفرط‪.‬‬

‫‪0165‬‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬

‫‪ -6‬الكلمات ال تقول بل تستحضر الالمقول‪.‬‬


‫‪ -7‬املعىن احلقيقي لن ما هو فراغه‪.‬‬
‫‪ -8‬أن السيموطيقا هي مؤامرة أولأ اللين يعتقدون أن وظيفة اللغة هي التواصل‪.‬‬
‫اهلرمسية هو املتاهة‪ :‬الهنائية التاويل‪ ( .‬بو عزة‪.)80: 1011 ،‬‬ ‫أن املخرج النظري هلله اخلصائ‬
‫وسنقتصر يف هلا املبح على دراسـة ابـرز أعـالم الفكـر التـاويلي الغـريب‪ ,‬ابتـداء بــ(شاليرماخر) وانتهـاء بــ(ايكو)‪ ,‬وبشـكل‬
‫موجز مستعرضني ألهم أفكارهم وآرائهم يف التاويل‪ ,‬ولن نعتمد املدارس أو املناهج؛ ألن التاويل يتداخل معها ومـع غريهـا‪,‬‬
‫بل هناك من األعالم من ارتبط التاويل ابمسه دون ان يصنف على مدرسة أو منهج ما‪.‬‬
‫شاليرماخر(‪1711()0‬ه)‬
‫الديين اللي كان مقتصـرا عليـه سـابقا‬ ‫يعد شاليرماخر أاب اهلرمنيوطيقا‪ ,‬إذ استطاع أن يوسع دائرة التاويل‪ ,‬وينقله من الن‬
‫الدنيوية األدبية الفنية والفلسـفية‪ ,‬فهـو حبـق كـان أاب اهلرمنيوطيقـا كمـا يلقبـه ديلثـي (اسـكندر‪:1005 ،‬‬ ‫إىل قراءة النصو‬
‫‪.) 11‬‬
‫مهمـا ابتعـد زمنيـا‪ ,‬ولـلا فلـيس مثـة اهتمـام كبـري‬ ‫تدور أفكار شاليرماخر حول وضع قوانني ملساعدة املتلقي علـى فهـم الـن‬
‫ابلفهــم؛ ألنــه مـرتبط ابلشــخ نفســه ضــمن ســياق زمــاين‪ .‬وشــاليرماخر جيعــل مــن الــن «وســيطا لغــواي ينقــل فكــر املؤلــف‬
‫إىل القارئ مشريا يف جانبه النفسي إىل الفكر اللايت ملبدعه»‪ .‬وعليه فإن النقد كلما ابتعد زمنيا أصـبح إىل الغمـوض أقـرب‪,‬‬
‫فـنحن حباجــة إىل مجلــة مــن القـوانني والقواعــد الــيت تســاعد علــى فهــم الــن ‪ .‬ويــرى أن لكــل نـ جــانبني‪ :‬موضــوعي متعلــق‬
‫ابللغــة‪ ,‬وهــو املشــرتك الــلي جيعــل عمليــة الفهــم وكنــة‪ ,‬وجانــب ذايت يشــري إىل فكــر املؤلــف ويتجلــى يف اســتخدام املؤلــف‬
‫اخلا للغة‪ ,‬وهـلان اجلانبـان يعكسـان ربـة املؤلـف الـيت يسـعى القـارئ إىل فهمهـا‪ ,‬وللقـارئ أن يبـدأ مـن أيهمـا شـاء لغـواي‬
‫أو نفســيا‪ ,‬ومهمــة التاويــل تتجلــى يف فهــم الــن كمــا فهمــه مؤلفــه‪ .‬وهــلا الفهــم حييــل إىل مفهــوم (الــدائرة التاويليــة) الــلي‬
‫ذكــره (شــاليرماخر)‪ ,‬والــلي يعــين «أنــه لكــي نفهــم العناصــر اجلزئيــة يف الــن ‪ ,‬فانــه البـ َّـد أوال مــن فهــم الــن يف كليتــه‪,‬‬
‫البد أن ينبع هلا الفهم من العناصر اجلزئية املكونة له» (عزام ‪.)111 : 1008،‬‬
‫يف كليته َّ‬ ‫ولفهم الن‬
‫ويتاتى الفهم من خالل تفاعل حلظتني متثالن تكامال ملهمـة اهلرمنيوطيقـا فـاألوىل تـدعى‪ :‬التاويـل النحـوي‪ ,‬والثانيـة‪ :‬التاويـل‬
‫النفسي‪ ,‬فاألوىل هتتم بدراسة اخلطاب مـن خـالل اللغـة وطاقاهتـا وخصائصـها‪ ,‬والثانيـة هتـتم بدراسـة اخلطـاب بوصـفه إبـداعا‬
‫وموهبــة ذاتيــة‪ ,‬وهــلا يتجــدد ابلطبــع يف مجيــع نتــاج املؤلــف ( ابرة‪ )170 :1007،‬وهــو مــا حيقــق فهمــا يفــوق أو يتجــاوز‬
‫مهمــة التاويـل عنــده‪ ,‬إذ تســعى إىل حتقيــق‬ ‫فهـم الكاتــب للاتــه‪ ,‬وهــلا مـا تطمــح إليــه هرمينوطيقــا شـاليرماخر‪ ,‬وفيــه تــتلخ‬
‫منط من الفهم الكامل واألفضل متوسلة مبفاهيم التخمني أو التنبؤ‪.‬‬

‫‪0‬شاليرماخر‪ :‬فردري دانييل ارنست(‪0834-0768‬م) الهويت رومانسي أملاين‪ ,‬ولد يف فروكالف‪ ,‬درس يف جامعة هال‪ ,‬اجتاز االمتحان الالهويت يف برلني‬
‫ورسم قسا‪ .‬انتخب عضوا يف أكادميية العلوم الربوسية سنة ‪ 0800‬م‪ ,‬له‪ :‬اإلميان املسيحي طبقا ملبادئ الكنيسة اإلجنيلية‪ ,‬واجلدل‪ ,‬واألخالق الفلسفية‪ ,‬ودروس‬
‫يف علم اجلمال‪ ,‬مراسالته طبعت يف أربعة جملدات‪ .‬ينظر‪ :‬معجم الفالسفة‪.397 -396 :‬‬

‫‪0166‬‬
‫موفق جميد ليلو احلياوي‬ ‫القرآين (دراسة يف إعجاز البيان يف تفسري أم القرآن)‬ ‫اهلرمنيوطيقا وّويل الن‬

‫ديلثي(‪1511( )0‬م) وجتربة احلياة‬


‫أفــاد ديلثــي مــن منجـزات شــاليرماخر يف التاويــل‪ ,‬فحــاول أن يقــدم التاويــل علمــا‪ ,‬مركــزا علــى الفهــم‪ ,‬والفهــم عنــده نــوع مــن‬
‫احلوار بني ربة القارئ اللاتية والتجربة املوضوعية املتجلية يف األدب‪ ,‬من خالل الوسيط املشرتك بينهما‪ ,‬والـلي هـو ربـة‬
‫احلياة(عزام ‪.)114 :1008 ،‬‬
‫واملعــىن عنــد ديلثــي لــيس اثبتــا‪ ,‬بــل يقــوم علــى جمموعــة مــن العالقــات الــيت تبــدأ ابهلجــرة اللاتيــة يف حلظــة معينــة مــن التــاريخ‪,‬‬
‫وحتــدد املعــىن الــلي يفهمــه مــن العمــل يف هــله اللحظــة مــن الــزمن‪ .‬وكلمــا تغــريت ربتنــا– وهــلا الشــيء وارد– فإهنــا تغــري‬
‫فهمنا للعمل األديب ومـن َّّ املعـىن(ابـو زيـد‪ ،‬اشـكاليات ‪ .)11 :1007‬وعليـه فـان املعـىن لـيس موضـوعيا وال ذاتيـا‪ ,‬وإمنـا‬
‫هــو يف حالــة تغــري مســتمر‪ ,‬وهــو يــرى أن ميــدان علــم اهلرمنيوطيقــا العلــوم اإلنســانية والطبيعيــة‪ ,‬ولــلا فقــد انطلــق مــن فلســفة‬
‫احلياة‪ ,‬أي ذلـ اال ـاه الفلسـفي الـلي يؤكـد علـى أن احلقيقـة هـي احليـاة أو تـدرك ابلتجربـة احليـة‪ ,‬وقـد تعـين احليـاة فلسـفة‬
‫السلوك يف احلياة وتبح واجبات اإلنسان يف احلياة وأهدافه وأغراضه(بومدين‪.)54 :1007 ،‬‬
‫ويف حماول ــة ديلث ــي توس ــيع اهلرمنيوطيق ــا كان ــه يرم ــي م ــن وراء ذل ـ حتري ــر اهلرمنيوطيق ــا م ــن النظ ــرة التارتي ــة والنزع ــة النفس ــية‬
‫الســيكولوجية الــيت كانــت ســائدة يف أملانيــا يف القــرن التاســع عشــر‪ ,‬ضــمن مشــروع أوســع هــو نقــد العقــل التــارتي‪ ,‬ذلـ َّ‬
‫أن‬
‫فإن غاية األحباث اإلنسانية هي أن تفهم تعبريات احلياة‬ ‫غاية العلوم الصحيحة هو التفسري‪ ,‬الشرح‪َّ ,‬‬
‫وبنــاء علــى ذلـ فــإن مهمــة اهلرمنيوطيقــا هــي إعــادة احلــدث األصــلي الــلي إنتــاج األثــر فيــه‪ ,‬عنــد ذلـ مل يعــد ابإلمكــان‬
‫كاف على أنه تعوي لتجربة غريبة من خـالل ربـة ذاتيـة‪ ,‬مـا يعـاد حتققـه لـيس حالـة نفسـية‪ ,‬وإمنـا إجيـاد‬ ‫فهم األثر بشكل ا‬
‫الالحق ملوضعة روحية أي جيب علـى مفسـر تعبـري اثبـت‬ ‫إنتاج ما‪ ,‬فالفهم ال يتحدد يف املشاركة العاطفية‪ ,‬وإمنا يف التكوين َّ‬
‫عــن احليــاة‪ .‬فمقولــة‪ « :‬ــن نفســر‪ ,‬نشــرح الطبيعــة‪ ,‬أمــا حيــاة الــنفس فينبغــي ان نفهمهــا» (ابرة‪ )177 :1007،‬متثــل‬
‫البيان التاسيسي هلرمنيوطيقا ديلثي‪.‬‬
‫هوسرل(‪1517()1‬م)‬
‫قطــب مــن أقطــاب الفكــر األملــاين ومؤســس الظاهراتيــة (الفينومينولوجيــا)(‪ ,)3‬ذل ـ املــلهب الــلي يــرى أن املعرفــة احلقيقيــة‬
‫للعــامل؛ ال تتــاتى مــن حماولــة حتليــل األشــياء كمــا هــي خــارج الــلات‪ ,‬وإمنــا بتحليــل الــلات نفســها‪ ,‬وهــي تقــوم ابلتعــرف علــى‬

‫‪0‬ويلهلم ديلثي‪ :‬فيلسوف أملاين(‪ 0900-0833‬م) تردد على كلية الالهوت‪ ,‬ودرس يف جامعة برلني‪ ,‬انل الدبلوم يف الرابعة والعشرين‪ ,‬وغدا بعد عامني أستاذا‬
‫يف جامعة ابل بسويسرا‪ ,‬كان يقول‪ :‬إن احلياة هي اجللر األعمق لكل تصور عن العامل‪ ,‬له من املؤلفات‪ :‬حياة شاليرماخر‪ ,‬مدخل إىل دراسة العلوم اإلنسانية‪,‬‬
‫ماهية الفلسفة‪ ,‬نظرية تصورات العامل‪ .‬ينظر‪ :‬معجم الفالسفة‪. 315-314 :‬‬
‫‪ 0‬ادموند هوسرل (‪ :) 0938-‬فيلسوف أملاين يهودي‪ ,‬مؤسس الظاهراتية بوصفها طريقة لوصف الظواهر وحتليلهـا‪ ,‬حاول اجلمع بني التجريبية اليت تعتمد على‬
‫املالحظة‪ ,‬وبني العقالنية اليت تعتمد على إدراك السبب والنظرية‪ ,‬انتقد نظرايت القياس املعرفية‪ ,‬ودعا إىل الظاهرة بوصفها طريقا مباشرا للوصول إىل املعرفة‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬معجم الفالسفة‪.700 :‬‬
‫‪ 3‬الفينومينولوجيا أو الفلسفة الظاهراتية‪ :‬جمموعة من اال اهات الفكرية يف جمال البح الفلسفي والسوسيولوجي والفن انطالقا من أعمال هوسرل‪ ,‬وهي كلمة‬
‫مشتقة من اللفت اإلغريقي الدال على الظهور‪ ,‬ومرادها اكتشاف الظواهر اليت تسلم هبا العلوم الطبيعية وغريها‪ ,‬واليت عل من دعاوى املعرفة هله أمورا وكنة‬

‫‪0167‬‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬

‫العامل‪ ,‬أي بتحليل الوعي‪ ,‬وقد استبطن األشياء فتحولت إىل (ظواهر‪)phenomena :‬؛ ذل أن الوعي ال يكـون مسـتقال‪,‬‬
‫وإمنا هو دائما (وعي بشيء ما) بشرط ريده من أية تصورات قبلية(عزام‪.)111: 1008،‬‬
‫وقــد أضــحت الفينومينولوجيــا علــى يــده «وارســة فكريــة هلــا حــدودها وإطارهــا ملفاهيمهــا‪ ,‬بــل ارتقــى هبــا إىل حــد بلغــت فيــه‬
‫مرتبــه الفكــر النس ــقي الــلي حيل ــل أدواتــه اإلجرائيــة يف دراس ــة األشــياء خللف ــه مــن بعــده م ــن الفالس ــفة املوج ــودين» إىل أن‬
‫اسـتوت الفينومينولوجيـا منهجـا وفلسـفة يف املعـىن تفيـد «دراسـة الظـواهر املتجليـة ألول وهلـة إىل الـوعي‪ ,‬واملقدمـة كمـا هــي‬
‫قصد حتليلها وتتبع خصائصها من خالل ما يعرف بقاعدة التوجه و األشياء نفسها بعيدا عـن األحكـام اللاتيـة أو النظـرة‬
‫املســبقة الــيت مــن شــاهنا أن حتــول دون بلــوب حقيقــة األشــياء» (ابرة‪ .)154 :1007 ،‬وإذا كانــت الفينومينولوجيــا تعــاجل‬
‫مسالة (فهم الوجود)‪ ,‬فإن اهلرمنيوطيقا تعاجل (وجود الفهم)‪.‬‬
‫هيدغر(‪1584()1‬م) والتجربة الوجودية‬
‫يعــد هيــدغر زعــيم الفلســفة الوجوديــة‪ ,‬وكــان نتاجــه امتــدادا لنتــاج مــن قبلــه‪ ,‬إال إنــه أقــام ّويلــه علــى أســس فلســفية‪ ,‬متــاثرا‬
‫سفكـ ـ ـ ــار هوسـ ـ ـ ــرل‪ .‬والـ ـ ـ ــن األديب عنـ ـ ـ ــد هيـ ـ ـ ــدغر «لـ ـ ـ ــيس تعب ـ ـ ـ ـريا عـ ـ ـ ــن حقيقـ ـ ـ ــة ذاتيـ ـ ـ ــة للكاتـ ـ ـ ــب‪ ,‬وإمن ـ ـ ـ ــا ه ـ ـ ـ ــو رب ـ ـ ـ ــة‬
‫رب ــة وجودي ــة تتج ــاوز اللاتي ــة واملوض ــوعية منطلق ــا م ــن الكينون ــة‬ ‫وجوديــة»(عـ ـزام‪ ,)115 :1008،‬وهب ــلا يص ــبح ال ــن‬
‫«اجلــوهر والتاويــل األديب عنــده لــيس فعاليــة بش ـرية والشــيء تفعلــه‪ ,‬وإمنــا هــو شــيء علينــا أن ندعــه حيصــل‪ ,‬فنفــتح نفوســنا‬
‫بصــورة ســلبيه متحينــني لــه أن يســتنطقنا‪ ,‬وهــلا مــا يــدعى ب ــ(علم الظــاهرات التــاويلي ‪ ( »)hermeneutic‬الرويلــي‬ ‫للــن‬
‫والبازعي‪.)51 :1001 ،‬‬
‫ويرى بعضهم أنـه علـى الـرغم مـن أن عـرض هيـدغر يف معاجلتـه للوجـود )‪ )Dasin‬هـو عـرض ظـاهري (‪)phenomenology‬‬
‫فينومينولــوجي‪ .‬إال إنــه يف النهايــة طــرح هرمنيــوطيقي‪ ,‬أوال الن هدفــه حتديــد املعــىن‪ ,‬واثنيــا‪ :‬ألن هــلا املعــىن يقتضــي أن يبينــه‬
‫ويربزه التاويل‪ ,‬فلم يعد الفهم جمرد بنية معرفيـة‪ ,‬بـل واحـدة مـن بـىن الوجـود األساسـية ‪ ,‬فاألشـياء ال تظهـر جمـردة بـل مفسـرة‬
‫بوصفها أشياء تقوم هبله الوظيفة أو تل ‪ .‬إ ّن مثة معىن وجوداي مزروعا يف األشياء‪ ,‬وهلا املعىن هو بنية هرمنيوطيقيـة سـابقة‬
‫لكــل تعبــري لغــوي أو تفســري اجتهــادي‪ ,‬فهنــاك مــا هــو قــائم (قبــل)‪ ,‬أي مــا هــو قــابع وراء التعبــري اللغــوي يف خــربة القــيم‬
‫اإلنسانية (التأويل واهلرمنيوطيقا‪.)41- 41 :1011،‬‬
‫وإذا كــان اهتمــام اهلرمنيــوطيقيني قبلــه بسـؤال‪ :‬كيــف نفهــم النصــو ؟ فــإن ا ــاه هيــدغر يعــود إىل الــوراء خطــوة ليقــدم سـؤاال‬
‫آخــر ويعــدُّه أهــم‪ ,‬وهــو سـؤال الكينونــة (الــدزاين) يف عملــه املهــم (الكينونــة والزمــان ‪ 0907‬م)‪ .‬وهــله الكلمــة ال تشــري إىل‬

‫هللا السبب‪ ,‬وحتاول ان تصف كيف يتعني أن يبدو العامل ابلنسبة للراصد البسيط‪ ,‬شرط أن يكون هلا الراصد جمردا من كافة املسلمات املسبقة‪ ,‬يقول هوسرل‪:‬‬
‫أن الفينومينولوجيا تعود إىل األشياء نفسها ‪ .‬ينظر‪ :‬موسوعة النظرية الثقافية‪.486-480 :‬‬
‫س على يد هوسرل وّثر بنيتشه‪ ,‬وع ِرف بوجوديته امللحدة البارزة‪ ,‬أثّر‬ ‫مارتن هيدغر(‪0976‬م)‪ :‬مفكر أملاين‪ ,‬اشتغل مبيادين الظاهراتية والتاويلية والالهوتية‪ِ ,‬د ِر ِ‬
‫‪0‬‬

‫يف منهجيات النقد احلديثة السيما يف ميدان النقد التفكيكي‪ ,‬من كتبه‪ :‬ما هي امليتافيزيقا‪ ,‬مقدمة يف امليتافيزيقا‪ ,‬مشكلة امليتافيزيقا‪ ,‬الفلسفة يف القرن العشرين‪,‬‬
‫فلسفة الفن واجلمال‪ ,‬جوهر األسباب‪,‬الطريق إىل اللغة‪ .‬ينظر‪ :‬معجم الفالسفة‪.694:‬‬

‫‪0168‬‬
‫موفق جميد ليلو احلياوي‬ ‫القرآين (دراسة يف إعجاز البيان يف تفسري أم القرآن)‬ ‫اهلرمنيوطيقا وّويل الن‬

‫كينونـة أو كينـونتني‪ ,‬أو أيَّـة كينونـة خاصـة‪ ,‬بـل ببسـاطة تشـري إىل مفهـوم (الكـون هنـاك ‪ )being there‬يف العـامل (جاسـرب ‪،‬‬
‫‪.)114 :1008‬‬
‫غادامري(‪1001()1‬م) والبحث عن احلقيقة‬
‫استطاع غادامر أن حيول كلمات أسـتاذه هيـدغر إىل نظـرايت ّويليـة‪ ,‬يف عملـه األكـرب (احلقيقـة واملـنهج) حـ عـد مؤسسـا‬
‫للهرمنيوطيقا الفلسفية املعاصرة‪ ,‬ويرى أن اهلرمنيوطيقا «أمنا هي فعل فلسفي نواته‪ :‬كيف تيسر عملية الفهم وتكـون وكنـة؟‬
‫ّ ما هو الفهم؟»‪ ,‬فالفهم عنـد غـادامر فعـل يرتـي يفهـم مـن خـالل سـياق العصـر‪ ,‬ويـرتبط ابحلاضـر‪ ,‬وال وجـود لـه خـارج‬
‫التــاريخ‪ ,‬وأن املفســر لــه فهــم خــا تــت بعصــره جيــب أن ال ينف ـ عنــه ليقــدم تفســري الــن وفقــا لفهــم العصــر الســابق‬
‫(دراسات يف تفسري النص القرآين‪.)11 :1010 ،‬‬
‫إن هرمنيوطيقا غادامري هي حماولة لفهم العلوم اإلنسانية بصرف النظر عن املـنهج‪ ,‬ولفهـم عالقتهـا بتجربتنـا الكليـة يف العـامل‬
‫(أبــو زيــد ‪ .)1 :1007‬ووــا تقــدم يتضــح اهتمــام غــادامر ابلفهــم‪ ,‬وجعلــه القنــاة الــيت ميــر منهــا كــل أن ـواع التفكــري‪ ,‬فهــو‬
‫يلخ ـ دور اهلرمنيوطيقــا يف تقــدمي فلســفة عــن الفهــم‪ ,‬بــل أن الفهــم وشــروطه هــي املوضــوع ال ـرئيس للهرمنيوطيقــا‪ .‬وترتكــز‬
‫أفكارها ابلدرجة األوىل علـى مسـالتني‪« :‬نقـد لغـوي للمـنهج ورواده‪ :‬ديكـارت وكانـت وديلثـي‪ .‬والبحـ عـن احلقيقـة بعيـدا‬
‫عــن الظــالم‪ ,‬وهــو مــنهج أفالطــون وأرســطو وهيــدغر وغــادامر نفســه» وال يــرى أن فهــم النصــو هــو البح ـ عــن قصــد‬
‫املؤلــف (وإمنــا الــوعي اهلرمنيــوطيقي ذو طــابع يرتــي)‪ ,‬فــنحن نعــيش يف أثــري يرتــي ال ميكــن االنفكــاك عنــه مـن جهــة‪ ,‬وهــو‬
‫لــيس جســما مغلقــا ومعينــا اثبتــا مــن النصــو الــيت حيفــت التــاريخ مبعــزل عنهــا‪ ,‬وإمنــا تيــار صــريورة هنــر ال ينتهــي‪ ,‬فهــو ال‬
‫ينتسب لنا‪ ,‬بل ن ننتسب إليه (اسكندر‪ ،)14 :1005،‬إن هرمنيوطيقا غادامري تبني ّ‬
‫تورط املفسر عرب أفقـه التـارتي–‬
‫الثقايف يف الفهم‪ ,‬وللا فإن التفسري ليس إعادة تركيب للمعىن‪ ,‬بل إنتاج له أيضا(التأويل اهلرمنيوطيقا‪.)48 :1011،‬‬
‫جاك دريدا(‪1001()1‬م)‬
‫يشـكل جــاك دريــدا ظــاهرة شاخصــة يف عــامل التاويــل املعاصــر وثلـة ابلتاويــل الالمتنــاهي‪ ,‬وهــو صــاحب مقولــة التفكيـ الــيت‬
‫أسســت ملفــاهيم جديــدة يف الفلســفة والنقــد‪ .‬والتفكي ـ يقــوم علــى أســاس االخــتالف واملغــايرة ال االنســجام‪ ,‬فــالن يف‬
‫ّ‬
‫تصور (دريدا) آلية تشتيت تنتج سلسلة من احلاالت الالمتناهية‪ ,‬ويرتتب على هلا الالتناهي غياب آلية حـدود تقيـد هـله‬
‫ويتشــظى علــى أثــره؛ ألن كــل دال حييــل إىل آخــر‪ ,‬أو‬ ‫املمارســة النصــية(بــوعزة‪ .)41 :1011،‬والتشــتيت يصــيب الــن‬
‫يشــرخان جســد الــن‬ ‫علــى حــد تعبــري دريــدا‪« :‬التشــتيت تعــدد توليــدي وغــري قابــل لالخت ـزال‪ ,‬اإلضــافة وشــعب الــنق‬

‫‪ 0‬هانز جورج غادامر(‪0110‬م)‪ :‬مفكر أملاين‪ ,‬اشت ِهرت على يديه الدراسات التاويلية‪ّ ,‬ثر هبوسرل وهيدجر‪ ,‬له ّثري واضح يف فلسفة القرن العشرين يف ميادين‬
‫علم االجتماع واجلمال والالهوت والنقد األديب‪ ,‬من كتبه‪ :‬احلقيقة واملنهج‪ ,‬الفلسفة التاويلية‪ ,‬احلوار واجلدل‪ ,‬عمر العلم‪.‬ينظر‪ :‬معجم الفالسفة‪.403 :‬‬
‫‪ 0‬جاك دريدا (‪0114‬م) ‪ :‬مفكر وانقد فرنسي‪ ,‬نقد الفلسفة الغربية اليت حتيط مبيادين األدب واللغوايت والتحليل النفسي‪ ,‬استند منهجه التفكيكي على رف‬
‫البح عن احلقيقة‪ ,‬أو رف البح عن املصدر الغييب النهائي للمعىن اللي ميّز مسرية الفلسفة الغربية‪ ,‬من كتبه‪ :‬علم الكتابة‪ ,‬هوامش الفلسفة‪ ,‬مواقع‪,‬‬
‫حقيقة يف صورة‪ ,‬اخرتاعات الروح‪ ,‬أطياف ماركس‪ :‬دولة الدين‪ .‬الكتابة واالختالف‪ ,‬صيدلية افالطون‪ .‬ينظر‪ :‬معجم الفالسفة‪.083:‬‬

‫‪0169‬‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬

‫ومينع ــان ش ــكلنته النهائي ــة االنغالقي ــة‪ ,‬أو عل ــى األق ــل مينع ــان التص ــنيف امل ــتخم ملواض ــيعه وملدلول ــه وإلرادة قول ــه وقص ــديته»(‬
‫دريدا‪.)14 :1551 ،‬‬
‫والتفكيـ ال يعــين مطلقــا اهلــدم‪ ,‬ففكــرة اهلــدم اســتعملها هيــدغر يف تفكيـ النســق الفلســفي اإلغريقــي‪ ,‬بــل يتضــمن أيضــا‬
‫فعــل البنــاء‪« ,‬البنــاء بــنمط خمتلــف‪ ...‬فهــو تفكي ـ وحــدة اثبتــة إىل عناصــرها ووحــداهتا املؤسســة هلــا ملعرفــة بنيتهــا وملراجعــة‬
‫وظيفتها فالتفكي يقتضي التعدد والتشتت ةزاحة مركزية (‪ )decentrement‬توزع املراكز» (الزين‪.)175 :1001 ،‬‬
‫التفكي احملورية‪:‬‬ ‫أهم خصائ‬ ‫وميكن أن نلخ‬
‫غموض اللغة وعدم ثباهتا وضياع اليقني‪ ,‬وهله مسات غالبة يف اللغة‪.‬‬
‫عدم وجود منهج حتليلي فلسفي أو نقدي يعرض نفسه على الن ‪.‬‬
‫التحليل والتفسري يف التفكي عمليه مفتوحة وحرة‪ ,‬حبي ال وجود ملعـىن واحـد‪ ,‬بـل هنـاك دائمـا انفتـاح علـى االحتمـاالت‬
‫وتعددية املعىن(األمحر‪.)111: 1010 ،‬‬
‫ول ــلا ف ــان التفكيكي ــة كم ــا ي ــرى بعض ــهم «تعم ــل م ــن داخ ــل ال ــن ‪ ,‬تبح ـ ـ ع ــن األث ــر‪ ,‬وتس ــتخرج م ــن ج ــوف ال ــن‬
‫السيكولوجية املختفية فيه‪ ,‬واليت تتحرك داخله كالسراب ‪ ...‬وهي فضال عن ذلـ قـراءة حـرة‪ ,‬لكنهـا نظاميـة وجـادة‪ ,‬وفيـة‬
‫يتوحــد القــدمي املــوروث وكــل معطياتــه‪ ,‬مــع اجلديــد املبتكــر وكــل موحياتــه‪ ,‬مــن خــالل مفهــوم الســياق حيـ يكــون التحــول»‬
‫(الغذامي ‪.)48 :1004 ،‬‬
‫ألن «النصــو نفســها تفك ـ نفــس املعــىن الــلي تـ ِّ‬
‫ـروج لــه أو تتضــمنه‪,‬‬ ‫والتاويــل التفكيكــي قــد ميارســه املــرء بــال وعــي؛ َّ‬
‫ستلعب الكلمات والنصو بكـل معـىن تسـعى أنـت لفرضـه عليهـا‪ ,‬التفكيـ هـو اإلدراك األقصـى للقـول املـاثور‪ :‬ـن ال‬
‫نقــول أبــدا مــا نعــين‪ ,‬وال نعــين أبــدا مــا نقــول»( جاســرب‪ .)147 :1008 ،‬ويبقــى التفكي ـ مــن أخطــر املنــاهج التاويليــة؛‬
‫كونــه يقــوم علــى االخــتالف وإرجــاء املعــىن أو ّجيلــه‪ ,‬فلــيس هنــاك حضــور للمعــىن‪ ,‬يضــاف إىل ذلـ القــول بعــدم التمركــز‬
‫حول العقل‪« ,‬فليست هناك بؤرة مركزية يتمحور حوهلا هلا املعىن‪ ,‬ولكن هناك دائما لعـب للـدوال‪ ,‬وانـزايح للمعـىن نتيجـة‬
‫لــلل ‪ ,‬ومــن َّّ تنتفــي قابليــة (اللعــب احلــر للمــدلوالت داخــل نســق اللغــة) للتفســري النهــائي» (محــودة‪.)111 :1557،‬‬
‫ولــلا فــان التاويــل التفكيكــي ّويــل ال متنــاها ومعــىن ذل ـ أن كــل األفكــار صــحيحة ح ـ لــو تناقضــت فيمــا بينهــا‪ ,‬وكــل‬
‫مــع املبــادئ املؤسســة للعقالنيــة الغربيــة‪ ,‬وقــد‬ ‫اإلحــاالت وكنــة حـ لــو أدت إىل إنتــاج مــدلوالت عبثيــة‪ ,‬وهــلا أمــر يتنــاق‬
‫يــؤدي إىل تــدمريها‪ .‬إال أن هــله (الالهنائيــة) – كمــا يــرى روريت‪ -‬متعلقــة ابلســياق «فــان التفكيكيــة تــربز أن الداللــة مرتبطــة‬
‫ابلســياق‪ -‬فهــي نتــاج عالقــات داخــل الــن أو بــني النصــو – إال أن الســياق نفســه غــري حمــدود‪ .‬فهنــاك دائمــا إمكــاانت‬
‫س ــياقية ميك ــن إض ــافتها‪ ,‬حبيـ ـ إن الش ــيء الوحي ــد ال ــلي ال نس ــتطيع القي ــام ب ــه ه ــو رس ــم ح ــدود م ــا» (إيك ــو‪1001 ،‬‬
‫‪.)187:‬‬

‫‪0171‬‬
‫موفق جميد ليلو احلياوي‬ ‫القرآين (دراسة يف إعجاز البيان يف تفسري أم القرآن)‬ ‫اهلرمنيوطيقا وّويل الن‬

‫بول ريكور(‪1004()0‬م)‬
‫أن التاويــل‪ :‬نشــاط فكــري يقــوم علــى أســاس تفكيـ رمــوز املعــىن املختفــي يف املعــىن الظــاهري‪ ,‬والكشــف عــن‬ ‫يــرى ريكــور َّ‬
‫مســتوى الداللــة الضــمنية يف الــدالالت اللفظيــة‪ ,‬ويشــري إىل أن وظيفــة اهلرمنيوطيقــا هــي توضــيح اللغــة وخباصــة املكتوبــة يف‬
‫امليدان األول هلا (دراسات يف تفسري النص القرآين‪)11: 1010 ،‬‬
‫لقــد أصــبحت نظريــة التاويــل (اهلرمنيوطيقــا) عنــد ريكــور منهجــا لتفســري النصــو أو نظريــة للتفســري‪ ,‬ومل تعــد قائمــة علــى‬
‫أساس فلسفي‪ ,‬وكان تركيزها منصبا على الرموز وحتليلها‪ ,‬وهو مييز بني طريقتني من التعامل معها‪:‬‬
‫«األوىل‪ :‬هي التعامل مع الرمز ابعتباره انفلة نطل منها على عامل من املعـىن‪ ,‬والرمـز يف هـله احلالـة وسـيط شـفاف يـنم عمـا‬
‫وراءه‪ ...‬والطريقة الثانية‪ ... :‬وهي التعامل مع الرمز ابعتباره حقيقـة زائفـة ال جيـب الوثـوق هبـا‪ ,‬بـل جيـب إزالتهـا وصـوال إىل‬
‫ـف عـن املعـىن‪ ,‬بـل تفيـه ويطـرح بـدال منـه معـىن‬ ‫املعىن املختفـي وراءهـا(‪ .(Dymystification‬إن الرمـز يف هـله احلالـة ال يش ُّ‬
‫زائفــا‪ ,‬ومهمــة التفســري هــي إزالــة املعــىن الزائــف الســطحي‪ ,‬وصــوال إىل املعــىن البــاطن الصــحيح» وإذا كانــت ّويليــة ريكــور‬
‫تتمحــور حــول تفكي ـ الرمــوز‪ ,‬فــإن الرمــز كمــا ي ـراه هــو «أي بنيــة مــن الداللــة يــدل فيهــا املعــىن احلــريف واألويل واملباشــر‪-‬‬
‫ابإلضــافة إىل ذلـ ‪ -‬علــى معــىن اثنــوي جمــازي غــري مباشــر‪ ,‬ال ميكــن الوصــول إليــه إال مــن خــالل املعــىن األول»( أبــو زيــد‪،‬‬
‫‪.)11 :1007‬‬
‫ادا السيمياء علما شكليا معنيا بتحليل العالقات اللغوية‪ ,‬يف حـني أن علـم الداللـة‬ ‫وهو يفرق بني السيمياء وعلم الداللة‪ ,‬ع ّ‬
‫معــين بتحليــل اجلملــة‪ -‬الوحــدة الرئيســة للخطــاب‪ -‬لــلا فــان الســيمياء تعــود لدراســة اللغــة بوصــفها نظامــا جمــردا‪ ,‬ويهــتم علــم‬
‫الدالل ــة ابخلط ــاب ال ــلي يش ــكل الواقع ــة الرئيس ــة للمع ــىن(اسـ ــكندر‪ ,)11: 1005 ،‬وبتعب ــري ريك ــور فالعالم ــة موض ــوع‬
‫السـ ــيمياء «شـ ــيء افرتاضـ ــي‪ ,‬والشـ ــيء الفعلـ ــي احلقيقـ ــي الوحيـ ــد هـ ــو اجلمل ـ ــة؛ ألهنـ ــا احلـ ــدث الفعلـ ــي يف حلظـ ــة الـ ــتكلم»‬
‫(ريكور‪.)11-11: 1004،‬‬
‫وأهــم مــا أفرزتــه نظريتــه أهنــا جعلــت «املعــىن املوضــوعي للــن منقطعــا عــن املقاصــد اللاتيــة للمؤلــف‪ ,‬وبــلل يصــبح تعــدد‬
‫التفاســري أمـرا مقبــوال‪ ,‬فــاملعىن ال يشــكل رؤيــة املؤلــف للعــامل فحســب‪ ,‬وإمنــا أيضــا حبســب داللتــه وأمهيــة (‪ )significance‬يف‬
‫رؤية القارئ للعامل» (اسكندر‪.)11 :1005 ،‬‬
‫هريش(‪ )1‬وقصد املؤلف‬

‫‪0‬بول ريكور(‪ 0115 -0903‬م)‪ :‬فيلسوف فرنسي‪ ,‬ولد يف فاالنس‪ ,‬وهو ميثل حماولة أصيلة تستلهم الوجودية والفينومينولوجيا‪ ,‬وتريد‪ -‬فضال عن التيارات البنيوية‬
‫والعقالنية‪ ,-‬أن حتصر نفسها مبسالة التاويل‪ ,‬ويرى أن الشر ميت للعامل من جراء عدم تطابق اإلنسان مع ذاته على خمتلف مستوايت املعرفة والفعل والعاطفة‪.‬‬
‫من كتبه‪ :‬يف التاويل‪ ,‬صراع التاويالت‪ ,‬االستعارة احلية‪ ,‬الزمان والسرد‪ ,‬حماولة يف فكر فرويد‪ .‬ينظر‪ :‬معجم الفالسفة‪.338:‬‬
‫‪ 0‬هريش‪ :‬أستاذ جامعي يف الرتبية واإلنسانيات ومعروف يف األدب الثقايف ولد ‪ 0908‬م‪ ,‬ينتمي إىل إحدى القوميات األمريكية وهو كاتب ومفكر‪ ,‬بدأ دراسته‬
‫بدراسة القصائد الرومانسية‪ ,‬من مؤلفاته‪ :‬تقييم الكلمات‪ ,0961‬الرباءة والتجربة‪ ,0964‬شرعية التفقسري‪ ,0967‬أهداف التفسري‪ .0976‬ينظر على شبكة‬
‫االنرتنت‪WWW.en.wikiped.org :‬‬

‫‪0170‬‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬

‫الفكــرة املركزيــة لتاويليــة هــريش تــدور حــول كــون املعــىن هــو مــا قصــده املؤلــف‪ ,‬لكنــه يستعصــي علــى التحديــد‪ ,‬إذا مل ي ـرتبط‬
‫بقصد املؤلف‪ ,‬وهو يرمي إليه مستعينا بلل آبليات وإحاالت وسياقات وغري ذل ‪.‬‬
‫وهــو بــلل يرتــد علــى املــلاهب البنيويــة الــيت أمهلــت املبــدع إمهــاال يمــا‪ ,‬وركــزت علــى الــن أو املتلقــي‪ ,‬ويــدافع عــن حــق‬
‫املؤلــف الــلي أمهلــه (ديلثــي) حلســاب التجربــة احليــة‪ ,‬وأمهلــه (هيــدغر) حلســاب ربــة الوجــود‪ ,‬وأمهلتــه البنيــة حلســاب ربــة‬
‫الن (عزام‪ ،)111: 1008 ،‬ونظرايت التلقي حلساب املتلقي‪ ّ .‬انه مييز بني مفهومني‪:‬‬
‫املعىن‪ :‬وهو اثبت عنده‪ ,‬ونظرايت التاويل هي اليت هتدف إىل الوصول إليه‪.‬‬
‫املغزى‪ :‬وهو يتغري حبسب املفسرين‪ ,‬والنقد األديب هو من يهدف إىل الوصول إليه(انصف‪.)10 :1544،‬‬
‫واملعىن عنده هو ما ميثله ن ما‪ ,‬وما يعنيه املؤلف ابستعماله ملتوالية من األدلة اخلاصة ‪,‬أما الداللة فهـي العالقـة بـني املعـىن‬
‫والشخ ‪ ,‬أو املفهوم والوضع أو أي شيء ميكن ختيله‪.‬‬
‫فاملعىن اثبت غري متغـري‪ ,‬واملتغـري هـو الداللـة الـيت مينحهـا املـؤول للـن حبسـب مقاصـده‪ ,‬وهبـلا يصـبح املعـىن موضـوع الفهـم‬
‫والتاويل‪ ,‬بينما الداللة هي موضوع احلكم والنقد‪ ,‬وهله الدالالت مهما اختلفت فاهنا ال تتعارض الشرتاكها يف املقاصد‪.‬‬
‫وحيدد هريش فرقا آخر بني املعىن واملغزى «من خالل االحتماالت العديدة الـيت يعيِّنهـا الـن ‪ ,‬وهـو مـا ينبغـي أن يركـز عليـه‬
‫للقارئ أو الناقد األديب»( عزام‪.)111 :1008 ،‬‬ ‫التاويل‪ ,‬بينما يرتك مغزى الن‬
‫(‪)1‬‬
‫هابرماز‬
‫يع ــد هابرم ــاز م ــن أقط ــاب اهلرمنيوطيق ــا النقدي ــة‪ ,‬وه ــو ص ــاحب املن ــاظرة الش ــهرية م ــع (غ ــادامر) ال ــيت أظه ــرت التب ــاين ب ــني‬
‫اهلرمنيوطيقا النقدية والفلسفية‪.‬‬
‫لقد كان (غادامر) يـرى أن كـل حتليـل يتـاثر مبسـبقات قبليـة وإرهاصـات تـؤدي إىل حتريـف وانـزالق عـن املوضـوعية يف احلقـل‬
‫االجتماعي‪ ,‬يف حني يرى (هابرمـاز)‪ -‬كمـا يـرى (شـاليرماخر)‪ -‬أن املنظـر االجتمـاعي قـادر علـى فهـم الفاعـل االجتمـاعي‬
‫أفضل وا يفهم هلا الفاعل نفسه‪ .‬فاملوضوعية ميكن أن تتحقق ابقرتاح نظرية اجتماعية شاملة يف املعرفـة‪ ,‬تقـوم علـى الفعـل‬
‫(التواصلي) ألقسام النظرية االجتماعية الشاملة‪.‬‬
‫إن أهــم مــا اتكــا عليــه (هابرمــاز) هــو نقــده ملفهــوم احل ـوار عنــد (غــادامر)‪ ,‬ففــي احل ـوار إمكانيــة أن يتجــاوز كــالم كــل مــن‬
‫املتحـاورين اآلخــر دون وعــي كـل منهمــا بــلل ‪ ,‬وإن هــلا التواصـل الزائــف يف اتفاقــات ميكـن أن يتوصــل إليهــا متحــاوران يف‬
‫حـوار حــر ختضــع يف الواقــع الكراهــات األعـراف والتقاليــد الــيت ال يــدركها املتحــاوران‪ ,‬إذ أن هــله االكراهــات العشـرية تكــون‬
‫مستبطنه اللغة اليت تشكل أساس احلوار‪ ,‬للا فان املتحاورين غالبا ما يكوانن خمدوعني وخمدرين يف لعبة احلـوار الـيت تـتحكم‬

‫‪0‬‬
‫وطور الدراسات املاركسية‪ ,‬وكانت لديه‬
‫يورغن هابرماز(ح‪0909‬م)‪ :‬مفكر اجتماعي أملاين‪ ,‬من أسرة يهودية‪ ,‬قاد أفكار مدرسة فرانكفورت للنقد االجتماعي‪ّ ,‬‬
‫مالحظات خاصة حول نظرية االتصال االجتماعي‪ ,‬ع ِرفت نظريت ه بـ( النظرية النقدية)‪ ,‬من كتبه‪ :‬احلداثة واخلطاب السياسي‪ ,‬القول الفلسفي للحداثة‪ ,‬التقنية‬
‫والعلم وااليدولوجيا)‪ .‬ينظر‪ :‬معجم الفالسفة‪.687:‬‬

‫‪0170‬‬
‫موفق جميد ليلو احلياوي‬ ‫القرآين (دراسة يف إعجاز البيان يف تفسري أم القرآن)‬ ‫اهلرمنيوطيقا وّويل الن‬

‫خلـل احلـوار‬ ‫هبا مـن غـري أن يشـعرا بـلل وسـيكون املراقـب اخلـارجي املشـرتك يف لعبـة احلـوار الوحيـد ميكنـه مـن أن يشـخ‬
‫وحيدد (االتفاق الومهي)( اسكندر‪.)11-11: 1005 ،‬‬
‫امربتو ايكو‬
‫تنبين ّويلية ايكو على سيميائية بورس‪ ,‬ومفهـوم التاويـل عنـده «هـو شـرح كيـف أن هـله الكلمـات حتيـل– يف ذاهتـا‪ -‬علـى‬
‫أشــياء خمتلفــة (ولــيس علــى أشــياء أخــرى)» (إيكــو‪ ،)11 :1001 ،‬وهــله التاويليــة ليســت مفتوحــة أو اعتباطيــة‪ ,‬بــل هــي‬
‫حمكومــة جبملــة مــن الشــروط والقـوانني‪ ,‬الــيت تعــد التاويــل نشــاطا ســيميائيا حمكومــا هبــا‪ ,‬عــل منــه ّويــال متناهيــا‪ ,‬وميكــن أن‬
‫نلخ تل القوانني بنقاط‪:‬‬
‫قـ ـراءة منس ــجمة‪ ,‬ويب ــىن االقتص ــاد‬ ‫االقتص ــاد التش ــاكلي‪ :‬إي جمموع ــة م ــن املق ــوالت الداللي ــة ال ــيت متكنن ــا م ــن قـ ـراءة ال ــن‬
‫التشاكلي على مبدأين‪:‬‬
‫القيود اليت يفرضها الن على املؤول‪.‬‬
‫كل ن ّ قابل للتاويل بطرائق متعددة‪ ,‬ولكن ابخلضوع إىل قواعد حمددة بشكل جيد وليس إىل مفهوم الالهنائية‪.‬‬ ‫َّ‬
‫إن َّ‬
‫قصــدية الــن ‪ :‬أي أن أي فعــل للقـراءة هــو تعاقــد مركــب بــني قــدرة القــارئ ونــوع القــدرة الــيت يســلم هبــا نـ معــني كــي يقـرأ‬
‫بطريقــة اقتصــادية‪ ,‬إذ تقــوم ّويليــة ايكــو علــى قصــد الــن ال املؤلــف مــع ديناميــة جدليــة ملفهــوم قصــدية القــارئ مرتبطــة مــع‬
‫سابقتها مبا يسمى (التعاضد النصي)‪.‬‬
‫املعىن احلريف‪ :‬وا يثريه ايكو يف نظرته للتاويل هو أن كل رسالة الش أن تتضمن معىن حرفيا‪ ,‬وهـو مـا يفهـم منهـا دون أي‬
‫جمهود (ّويلي)‪ ,‬وعليه فان مثة اختالفا بني ّويلية ايكو املتناهية احملكومة بقواعد وضوابط‪ ,‬وبني التاويلية الالمتناهية‪ ,‬وهو‬
‫املميزة للهرمسية اليت ترى ال هنائية التاويـل (بـو عـزة‪1011 ،‬‬ ‫يرى أن املقارابت التاويلية املعاصرة ّسست على اخلصائ‬
‫مــن خــالل‬ ‫هــي قـراءة خاطأــة ‪ ,‬ألن الوجــود احلقيقــي للــن‬ ‫‪ .)88 -81:‬وهــو يفــرتض ان القـراءة الوحيــدة اجلديــة للــن‬
‫إاثرته لسلسلة من القراءات واألجوبة اليت تثري الن ‪ ,‬فليست مثة أحادية للن (إيكو‪.)11 : 1001،‬‬
‫نقد وتقومي لرؤيتني‬
‫بعد هلا العـرض السـريع ملفهـوم التاويـل بـني رؤيتـني‪ :‬القـرآن الكـرمي والعرفـاء مـن جهـة‪ ,‬والفكـر الغـريب مـن جهـة أخـرى البـد‬
‫من الوقوف على الفوارق بينهما‪ ,‬وأول ما يصادفنا هنا هو َّ‬
‫أن الرؤية القرآنية والعرفانيـة كـلل تنظـر إىل التاويـل بوصـفه مـن‬
‫مقولة الوجود اخلارجي او احلقيقي فتاويل الواقعة حصوهلا يف اخلارج أي أ ّن موضوع التاويل هو الوجود اخلارجي‪.‬‬
‫ّأما الرؤية الغربية فتتعامل مع التاويل على انه من مقولة املفاهيم واملعاين فموضـوعها الـن تنطلـق منـه وإليـه تعـود‪ .‬مـن دون‬
‫أن يكون هناك اهتمام ابملدلول اخلارجي أو احلقيقـة اخلارجيـة‪ .‬وبنـاء علـى تلـ الرؤيـة فـإ ّن مصـطلح التاويـل – أذا أردان أن‬
‫نؤصــل لــه قرآنيــا‪ ,‬فإنـّـه ال ينطبــق علــى املنــاهج الغربيــة‪ ,‬واألفضــل أن يــرتجم املصــطلح ابلتفســري أو تعــدد القـراءات‪ ,‬ويف ضــوء‬
‫ذل سيكون (التفسري أو التعدد) شامال لكل النصو مع اخـتالف درجـات القـراءة وعـددها‪ ,‬اال إذا أريـد ابلتاويـل معـىن‬
‫من املعاين اللغوية‪.‬‬
‫القرآين مبثل هله املناهج؟‬ ‫وهنا ينقدح السؤال‪ :‬هل ميكن أن يقرأ الن‬

‫‪0173‬‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬

‫رمبا ميكن لبع البـاحثني أن يتـلرع حبجـة أ ّن القـرآن فـوق الزمكـان‪ ,‬بقطـع النظـر عـن مالبسـات التـاريخ‪ ,‬اال إ ّن هـلا األمـر‬
‫ال يعــين ال يــدعو اىل زعزعــة الثوابــت بتطويــع الــن إىل منطلقــات تل ـ املنــاهج ‪ ,‬فــال ميكــن أن يــدرس الــن وفــق مــوت‬
‫املؤلـف‪ ,‬أو المركزيـة املعـىن‪ ,‬أو اقتطـاع نـ مـن سـياقه التـارتي‪ ,‬فتغـدو تفسـرياهتم اشـبه ابلتفسـريات اللوقيـة أو االنطباعيــة‬
‫اليت تفتقر اىل وسائل اإلقناع‪ ,‬فالتفسري العرفاين اللي يقوم على الكشف فقط‪ ,‬تفسري ذوقي حيتاج إىل مؤيدات مـن الـن‬
‫وخارجــه‪ .‬فثمــة ثوابــت وســنن قرآنيــة مل تســبق إليهــا عقــول البشــر‪ ,‬ولــلا أشــارت اآلايت إىل أ ّن التاويــل حــق التاويــل مــن‬
‫خمتصات الراسخني يف العلم دون غريهم‪.‬‬
‫ّأمــا القـراءة فهــي ليســت حكـرا علــى أحــد‪ ,‬ولكــن بعــد امــتالك األدوات والشـرائط الالزمــة وهــي بعــد ذلـ كلــه ال ترقــى إىل‬
‫عنوان (التاويل)‪ ,‬وهو ما تلق لبسا لدى القارئ‪.‬‬
‫فشاليرماخر يقـول بتـاثر املؤلـف بثقافـة عصـره وهـلا مـا ال ميكـن ان جيـري علـى نـ مقـدس يـؤثر وال يتـاثر صـادر مـن احلـق‬
‫سبحانه‪ .‬وديلثي يقول ابجلانب النفسي للن أو يركز على نفسية املبدع‪ .‬وهيـدغر يـرى أن الـن يعـرب عـن نفسـه فـالوجود‬
‫هو املتحكم ابلفهم‪ ,‬وغادامري يفصل الن عن ذات املبدع كي يتقوم الن بلاته وهو ادعاء ال ينه به الـدليل‪ .‬وهكـلا‬
‫بقية النظرايت واملناهج الـيت بنيـت علـى مبـان فلسـفية واجتماعيـة ونفسـية – وهـي مجيعهـا‪ -‬ال تفـي بدراسـة الـن املقـدس‬
‫اللي امتاز خبصوصيات مل تتوفر يف غريه‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬منهج صدر الدين القونوي(‪ )0‬يف أتويل النص القرآين يف كتابه (اعجاز البيان يف تفسري أم القرآن)‬
‫قدَّم القونوي يف كتابه (اعجاز البيان يف تفسـري أم القـرآن) مـا ميكـن أن نعـ ّده رؤيـة شـبه متكاملـة يف ّسـيس لنظريـة ّويليـة‬
‫إسالمية على خطى أستاذه ابن عريب‪ ,‬اال أنـه رّكـز علـى إثبـات حقانيـة التفسـري الـلوقي مـن خـالل مقـدمات متهيديـة تؤيـده‬
‫وتــربره‪ ,‬مــع تفصــيل واف وســرد ألدلــة القــوم وعــدم االكتفــاء ابلسـوانح واملكاشــفات‪ ,‬بــل أيـَّـد ذل ـ مبؤيـدات عقليــة ولغويــة‬
‫وروائيــة ليعــزز نظريتــه‪ ,‬ومــن هنــا فــإن تتبــع كــل مالحظاتــه ومقدماتــه رمبــا ال تتســع لــه هــله الدراســة املــوجزة‪ ,‬لصــعوبة العبــارة‬

‫‪ 0‬صدر الدين القونوي (‪1105‬م ‪ 481 -‬هـ‪1181/‬م)‪ ,‬هو حممد صدر الدين أبو املعايل بن إسحاق بن حممد بن يوسف بن على‪ ,‬الشهري ابلقونوي‪ ,‬وكان‬
‫أبوه اسحاق من أشراف السالجقة‪ ,‬ولد يف حمافظة مالطية يف آانضول سنة ‪ 616‬هـ ‪0019 -‬م‪ ,‬نشا صدر الدين يف أسرة غنية تبدو عليه آاثر الثراء‪ ,‬وكانت‬
‫وفاته ‪ 670‬هـ ‪0074‬م‪ ,‬وأوصى أن يدفن يف احلارة الصاحلية جبانب حمي الدين بن عريب يف دمشق‪ ,‬ولكن مل يتمكن ذل ‪ .‬وهو صويف تركي‪ ,‬وأحد تالميل حمي‬
‫يف‬ ‫املخطوطات‪ ,‬من مؤلفاته‪ :‬تبصرة املبتدئ وتلكرة املنتهي‪ ,‬فكوك النصو‬ ‫الدين بن عريب‪ ,‬له مؤلفات كثرية أ غلبها عن حمي الدين بن عريب وقد بقيت بع‬
‫للشيخ األكرب‪ ,‬التجليات‪ ,‬النفحات وغريها‪ ,‬عندما تويف أبوه حواىل ‪ 605‬هـ وهو صغري‪ ,‬تزوجت أمه سستاذه ابن عريب على ما‬ ‫مستندات حكم الفصو‬
‫يروى‪ ,‬وكان عمره يرتاوح بني احلادية أو الثانية عشر حينما تتلمل عليه وذهب معه إىل دمشق ومل يفارقه إىل أن توىف ابن عريب‪ ,‬ظل بعده يف دمشق وشكل حلقة‬
‫تدريسية لفرتة ّ انتقل منها إىل حلب سنة ‪ 641‬هـ ‪0040 /‬م‪ ,‬ومنها خرج مسافرا إىل احلجاز ألداء فريضة احلج‪ ّ ,‬ذهب إىل مصر وظل هبا مدة‪ ,‬والتقى‬
‫مبصر اببن سبعني اللي كان يقول بوحدة الوجود‪ .‬كانت تربطه جبالل الدين الرومي رابطة قوية‪ ,‬وأوصى الرومي سن يصلى القونوي على جنازته بعد وفاته من بني‬
‫علماء قونية‪ .‬ينظر‪( :‬القونوي‪ :0409,‬املقدمة)‪.‬‬

‫‪0174‬‬
‫موفق جميد ليلو احلياوي‬ ‫القرآين (دراسة يف إعجاز البيان يف تفسري أم القرآن)‬ ‫اهلرمنيوطيقا وّويل الن‬

‫واحتياجها اىل الشرح والتفسري‪ ,‬فضال عن اصـطالحات القـوم الـيت ال تفـي هبـا اللغـة‪ ,‬ومـع ذلـ فإننـا سـنوجز أهـم مفاصـل‬
‫النظرية التاويلية واخلصائ املنهجية هلا ‪.‬‬
‫ولعل من أهم مساهتا‪ -‬وساستعمل تعبريات املؤلف‪ -‬حفاظا على دقة املعىن وأمانته‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلجياز‬
‫اعتمــاد اإلشــارة واإلميــاء واجلمــع بــني لســاين الكــتم واإلفشــاء بعــد اإلعـراض عــن البســط واإلطالــة‪ ,‬فهــو كتــاب مــوجز اعتمــد‬
‫أن الـن القــرآين ال تسـتوعبه اهنلــدات‪,‬‬ ‫أسـلوب اإلشـارة مبــا يناسـب املقــام‪ .‬فـالقونوي مل يفصــل القـول يف كتابــه هـلا إلميانــه َّ‬
‫أن الفاحتــة– كمــا هــو معلــوم– جامعــة لعلــوم القــرآن الكــرمي‪,‬‬‫وال تنفــد كلمــات الــرمحن مهمــا كتــب املفســرون‪ ,‬فضــال عــن َّ‬
‫فــالكالم فيهــا كــالم مــوجز مبــا يســمح لــه املقــام بلســان اإلشــارة االميــاء‪ .‬وهــو يعمــد اىل بيــان التفســري اللغــوي او لســان اهــل‬
‫الظاهر ّ ينتقل اىل لسان أهل الباطن‪.‬‬
‫‪ -0‬التحديد والتعريف‬
‫على الـرغم مـن موقـف القونـوي الصـريح بعـدم إمكانيـة تعريـف العلـم؛ ألنَّـه «عـني النـور ال يـدرك شـيء اال بـه وال يوجـد أمـر‬
‫املعرف أن يكون أجلى من املع َّـرف وسـابق عليـه‪ ,‬ومـا مثـة مـا هـو أجلـى‬‫بدونه‪ ,‬ولشدة ظهوره ال ميكن تعريفه‪ ,‬اذ من شرط ِّ‬
‫من العلم وال سابق عليه اال غيب السموات اللات‪ ,‬اللي ال حييط به علم أحد غري احلق» (القونوي‪.)15 :1115،‬‬
‫سن املعــرف للعلــم «إمــا جاهــل بسـ ِّـره‪ ,‬وإمــا عــارف‬ ‫أن القونــوي ميت علــى تعريــف العلــم ِّ‬
‫ويوضــحه بعــد ذلـ مــربرا ذلـ َّ‬ ‫غــري َّ‬
‫يقصد التنبيه على مرتبته من حي بع صفاته ال التعريف التام له‪ ,‬وهللا التعريف التنبيهي سر وهو كـون املعـرف العـارف‬
‫َّإمنا يعرف حبكم من أحكام العلم وصـفة مـن صـفاته حكمـا آخـر أو صـفة أخـرى مـن أحكـام العلـم أيضـا وصـفاته‪ ,‬فيكـون‬
‫القدر احلاصل من املعرفة ابلعلم َّإمنـا حصـل بـه ال بغـريه فيكـون الشـيء هـو املع ِّـرف نفسـه‪ ,‬ولكـن ال مـن حيـ أحديتـه‪ ,‬بـل‬
‫من حي نسـبه‪ ,‬وهـلا هـو س ّـر األدلـة والتعريفـات والتـاثريات كلهـا علـى اخـتالف مراتبهـا ومتعلقاهتـا» (القونـوي‪:1115،‬‬
‫‪ .)40‬ومثله تعريف الربزت األول والصورة وغريها من التعريفات (القونوي‪.)11 :1115،‬‬
‫ومــن هنــا فـ َّ‬
‫ـإن التعريــف‪ -‬يف ضــوء تلـ الرؤيــة‪ -‬ال يكــون يمــا أو حقيقيــا كمــا يســمى‪ ,‬بــل يبقــى تعريفــا تنبيهيــا فقــط‪ ,‬يبــني‬
‫بع الصفات من حي نسبه‪ ,‬ويبقى التعريف فقريا ال يعرب عن كل حيثيـات املع َّـرف‪ ,‬ومـع ذلـ فـنحن تـاج اليـه للتنبيـه‬
‫أن العلــم‬‫وبيــان جهــة مــا‪ .‬وبنــاء علــى ذل ـ جنــد أن تعريــف القونــوي للعلــم رمبــا زاد املعـ َّـرف غموضــا‪ ,‬اذ يقــول‪« :‬عرفــت َّ‬
‫الصــحيح– الــلي هــو النــور الكاشــف ل شــياء عنــد احملققــني مــن أهــل هللا وخاصــته‪ -‬عبــارة عــن ـ اّـل إهلــي يف حضــرة نــور‬
‫ذاته‪ ,‬وقبول املتجلى لـه ذلـ العلـم هـو بصـفة وحدتـه بعـد سـقوط أحكـام نسـب الكثـرة واالعتبـارات الكونيـة عنـه كمـا م َّـر‪,‬‬
‫وعلــى ــو مــا يــرد ذلـ حبكــم عينــه الثابتــة يف علــم ربــه أزال مــن الوجــه الــلي ال واســطة بينــه وبــني موجــده؛ ألنـَّـه يف حضــرة‬
‫علمه ما برح» (القونوي‪ .)41 :1115،‬فالعلم وهيب وهو نور يقلفه هللا يف قلب من يشاء‪ ,‬وليس كسبيا‪.‬‬
‫والتعريـف– كمـا ذكـران‪ -‬ال يـزال حمتاجــا اىل الفـ والتوضـيح‪ ,‬وهكـلا يف بقيـة التعريفــات واملصـطلحات الـيت يوردهـا‪ ,‬وهــله‬
‫مسة املصطلح الصويف اللي ال يستعني مبعجم اللغة بـل يبـين لـه معجمـا خاصـا ودالالت عرفانيـة تكتسـب امهيتهـا مـن عمـق‬
‫التجربة وقوهتا للعارف وختتلف وتتفاوت بقدره ال بقدرها‪.‬‬

‫‪0175‬‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬

‫ولننظر اىل تعريف الغيب املطلق وهو– كما يرى القونوي‪« -‬إشارة اىل ذات احلق سبحانه وتعاىل وهويتـه مـن حيـ بطونـه‬
‫وإطالقه وعدم اإلحاطة بكنهه وتقدمه على األشـياء وإحاطتـه هبـا وهـو بعينـه النـور احملـ والوجـود البحـت‪ ,‬واملنعـوت مبقـام‬
‫العزة والغىن»(القونوي‪ .)15 :1115،‬فالتعريف يلجا اليه يف احيان قليلـة لبيـان الشـيء‪ ,‬ولكنـه يبقـى عـاجزا وغـري يم يف‬
‫أحيان كثرية‪ ,‬وكلا يف بيان مصطلحات العلم وحتديدها‪.‬‬
‫‪ -3‬االكتفاء ابلتأويل اخلاص للقونوي‬
‫مل يعتمد القونوي يف هلا التفسري على آراء غريه من العرفـاء واملفسـرين‪ ,‬ومل تلـط بينهـا بـل كـان مكتفيـا ابلتـاويالت اخلاصـة‬
‫(اهلبــات اإلهليــة اللاتيــة عــن آاثر الصــفات املكتس ــبة والع ـواري)‪ ,‬وهــلا يعــين أنَّـه اشــتغل علــى التاويــل فقــط الــلي يع ــرض‬
‫للعــارف يف مكاشــافاته‪ ,‬فهــي ربــة فرديــة وفريــدة ال تشــرتك مــع كــالم أهــل الظــاهر‪ .‬ولكــل عــارف ربتــه وقراءتــه الــيت ال‬
‫تتعــارض مــع غــريه مــن العرفــاء بــل تكــون يف طوهلــا ال عرضــها‪ ,‬أي أهنــا ال تتقــاطع مــع غريهــا نعــم رمبــا يكــون بــني الق ـراءات‬
‫تقارب وتفاوت بقدر عمق التجربة العرفانية و لياهتا‪( .‬القونوي‪.)115 :1115،‬‬
‫وهــو بــال ش ـ مل ميــزج بــني كالمــه وأقاويــل املفس ـرين وال النــاقلني املتفك ـرين وغــري املتفك ـرين غــري مــا يوجبــه حكــم اللســان‬
‫ويستدعيه من حي االرتباط الثابت بني األلفال واملعاين اليت هي قوالب هلا وظروف ومغان‪( .‬القونوي‪.)11 :1115،‬‬
‫مناذج من أتويالته‬
‫خفاء األلف يف البسملة‬
‫يـربط القونــوي بــني اخلفــاء االمالئــي لرســم االلــف يف البســملة يف (بســم‪ ,‬هللا‪ ,‬الــرمحن) وبــني اخلفــاء (الوجــودي) أو الظهــوري‬
‫يقــول‪(( :‬وخفــي االلــف‪ -‬الــلي هــو مظهــر الواحــد‪ -‬بــني البــاء والســني تعريفــا بسـ ِّـر املعيــة‪ ,‬وسـراين حكــم اجلمــع ابألحديــة‪,‬‬
‫وكلل خفي يف وسط االسـم (هللا) واالسـم (الـرمحن) اللـلين مهـا األصـالن لبـاقي األمسـاء وقـد عرفتـ بسـر الوسـط فـافهم‪,‬‬
‫وخفي أيضا هو ابعتبار آخر يف املراتب الثالثة املقابلة هلله الثالث امللكورة املختصة ابلعبوديـة التامـة وهـي املقابلـة للربوبيـة‬
‫التامة ‪ ,‬وهي الياء الساكنة يف السني وامليم واجليم ليعلم سراين لي احلـق يف كـل حقيقيـة ومرتبـة سـراين الواحـد يف املراتـب‬
‫العددية املظهر ل عداد‪( ))...‬القونوي‪.)111 :1115،‬‬
‫فاخلفاء عنده ال يتعلق بعلة امالئية او صورية وامنا هي تشخصات وصور للعامل التكويين وخفاء ملظهر الوجود الواحد‪.‬‬
‫ومثــة أمــر البـ َّـد مــن االلتفــات اليــه يف ّويــالت القونــوي وهــي مســة ونظريــة ويــزة للتصــوف‪ ,‬فهنــاك ثالثــة ع ـوامل متوازيــة عــامل‬
‫التكــوين أو الوجــود‪ ,‬أو العــامل اخلــارجي‪ ,‬واالنســان‪ ,‬والقــرآن‪ ,‬فثمــة متقــابالت بــني هــله الع ـوامل ينطبــق منهــا الصــوفية لبنــاء‬
‫عوامله‪( .‬القونوي‪)51 :1115،‬‬
‫أتويل ((وعنده مفاتح الغيب‪))...‬‬
‫قال ‪(( :‬فإ َّن متعلق النفي يف قوله سبحانه ((وعنده‪ ))...‬إَّمنـا هـو نفـي أن يعـرف جمموعهـا غـري احلـق‪ ,‬وأن تعـرف مـن كوهنـا‬
‫مفاتيح الغيب‪ ,‬وأن تعرف اال بتعريفه سبحانه وتعليمه‪.‬‬
‫فاما كون املفاتيح ال تعلم نفسها وال يعرف بعضها بعضا وال تعرف مـن هـي مفاتيحـه ال تعـرف بتعريفـه دون كسـب وقصـد‬
‫فيه)) (القونوي‪)115 :1115،‬‬ ‫فلل ال ن‬

‫‪0176‬‬
‫موفق جميد ليلو احلياوي‬ ‫القرآين (دراسة يف إعجاز البيان يف تفسري أم القرآن)‬ ‫اهلرمنيوطيقا وّويل الن‬

‫عليـه اآليـة‬ ‫يرى القونوي أن النفي يف اآليـة متعلـق ابهنمـوع‪ ,‬او معرفـة كوهنـا مفـاتيح أو ال تعـرف اال بتعريفـه ‪ ,‬هـلا مـا تـن‬
‫الكرمية – حسب ما يرى القونوي‪ -‬وأما ما عداه فال ن فيه‪ .‬وهبـلا فإنـه يوسـع دائـرة التاويـل للـن ويفـتح وجوهـا أخـرى‬
‫وأبوااب رمبا مل يشـر اليهـا املفسـرون‪ ,‬فمـا املفتـاح الـلي يشـري اليـه القونـوي؟ ومـا مصـاديقه؟ وهـل ميكـن معرفـة بعـ املفـاتيح؟‬
‫وما مساحة هله املعرفة؟‬
‫هله األسألة وغريها رمبا ترد على االذهان‪ ,‬وقد أشار القونوي يف جممل كالمه اىل ذل يقول‪ (( :‬ومـن اطلـع علـى بعـ‬
‫اسـرارها عــرف أن املتعــلر هــو معرفتهــا مــن كوهنــا مفــاتيح أ ِول مطلــق الغيــب‪ ,‬ابعتبــار فتحهــا االول ال مــن حيـ حقائقهــا؛‬
‫ـإن املفتاحيــة نعــت زائــد علــى حقيقتهــا تعــرف مبشــاهدة فتحهــا ومشــاهدة كيفيــة الفــتح االول ال يعلمــه غــري احلــق؛ لتقدمــه‬ ‫فـ َّ‬
‫ابلــلات علــى كــل شيء‪...‬وأيضــا معــىن املفتاحيــة نســبة بــني احلقيقــة املنعوتــة هبــا وبــني الغيــب الــلي بفتحــه تثبــت هــه النســبة‬
‫والصـفة للحقيقـة املنعوتـة ابملفتاحيــة وحتقـق النسـبة بــني االمـرين يتوقـف علـى معرفــة ذينـ األمـرين وأحــد األمـرين هـو الغيــب‬
‫االهلي اللايت وال خالف يف استحالة معرفة ذاتـه سـبحانه مـن حيـ حقيقتهـا ال ابعتبـار اسـم او حكـم او نسـبة او مرتبـة))‬
‫(القونوي‪. )115 :1115،‬‬
‫موجـه ألهــل املعرفــة يقــول‪(( :‬إ َّن قبلـةِ خمــاطبيت هــله ابلقصــد األ َّول هــم احمل ِّققــون مــن أهــل‬ ‫‪َّ -4‬‬
‫إن هــلا الكتــاب يف حقيقتــه َّ‬
‫احلق واحملبّون هلم واملؤمنون سحواهلم من أهل القلوب املنورة الصافية والفطرة السليمة‪( ))...‬القونوي‪.)17 :1115،‬‬ ‫ِّ‬
‫‪ -5‬مل يعتمـ ــد علـ ــى احلجـ ــج الشـ ــرعية أو األدلـ ــة النظريـ ــة إال‪ّ :‬نيس ـ ـا للمحجـ ــوبني وتسـ ــكينا للضـ ــعفاء املـ ــرتددين وت ـ ــلكرة‬
‫للمشــاركني‪ .‬ولضجيــاز وابتعــادا عــن اجلــدل يف كتــاب هللا تعــاىل‪ .‬وســريا علــى دأب احلكمــاء األوائــل؛ وأل َّن اخلطــاب هنــا هــو‬
‫ألهل التحقيق واملؤمنني به‪.‬‬
‫‪ -6‬تقدمي مقدمات وأصول وقواعد كلية يف العلم للوقوف على األسباب واملبادئ والعلل‪.‬‬
‫‪ -7‬كــل قاعــدة تشــتمل علــى مســائل ميكــن الربهنــة عليهــا ابحلجــج الشــرعية أو األدلــة النظريــة أو الرباهــني اللوقيــة الكشــفية‬
‫وهو أمهها‪.‬‬
‫‪ -8‬إ َّن املكاشــفات واألدلــة العرفانيــة ال اعـرتاض عليهــا عنــد أهــل الــلوق‪ ,‬علــى خــالف أهــل النظــر والعقــل فـإ ّهن ِم يتهــافتون‬
‫موجه ألهل املعرفة واملكاشـفات‪ ,‬فـال‬ ‫بينهم‪ .‬وهلا جيعلها أكثر قبوال‪ ,‬وخاصة أننا أشران اىل أن الكتاب– كما يرى مؤلفه‪َّ -‬‬
‫حاجة اىل سرد األدلة وتسويد الصفحات مبا ال طائل منه‪ ,‬بل يكفي أن يقول العارف ويرى ليكـون ذلـ كشـفا وحجـة ال‬
‫عرف)‪.‬‬
‫ذاق ِ‬‫أن (من ِ‬ ‫يطلب بعدها حجة‪ ,‬ذل َّ‬
‫‪ -9‬تعدد وجوه املعرفـة مـن حيـ كـل عـارف يطلـب صـفة خاصـة وجهـة الزمـة‪ .‬فليسـت الوجـوه املتعـددة للمعرفـة اال بقـدر‬
‫عمــق التجربــة واتســاع الرؤيــة وطــي الســال لســفره‪ ,‬ومــن هنــا فــال جيــوز ملــن هــو مبرتبــة أعلــى أن يســقط مــن دونــه؛ ألنَّــه‬
‫سيسقطه مـن فوقـه أيضـا كمـا يـروى‪ ,‬بـل لكـل معرفتـه وجهتـه الـيت ينظـر اليهـا‪ ,‬وبعبـارة أيسـر كـل ينظـر مبنظـاره ورؤيتـه‪ .‬ولـلا‬
‫فإ ِن عامل العبارة عند العارفني رمبا يضيق ابلنسبة اىل سعة حضرة احلقائق‪ ,‬واملعاين العبارات ال تفـي بتشـخي مـا يف البـاطن‬
‫على ما هو عليه‪ ,‬بل يبقى املعىن مشككا – ابملعىن املنطقي‪ -‬حبي تتحقق درجة منه لعارف دون آخر ‪ ,‬ومـن جهـة دون‬
‫أخرى‪.‬‬

‫‪0177‬‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬

‫‪ .10‬االستشهاد ابلشعر الصويف واجملازي على حنو احلقيقة الصوفية ال اجملاز‪.‬‬


‫ففي مقام ّويل رواية النوافل املعروفة ((كنت مسعه وبصره)) يستشهد ببيت مشهور أليب نواس يقول فيه‪:‬‬
‫فصرت أرى دهري وليس يراين‬ ‫تسرتت عن دهري بظل جناحه‬
‫وأين مكاين؟ ما درين مكاين‬ ‫فلو تسال األايم ما امسي؟ ملا درت‬
‫ومنه أيضا أبيات رابعة املشهورة (القونوي‪ .)111 :1115،‬وأبيات البن عريب وغريه‪.‬‬
‫‪ .11‬النحو الصويف واللغة‬
‫النحــو ومصــطلحاته عنــد العرفــاء يكتســب دالالت ذوقيــة جديــدة ‪ ,‬ختتلــف عــن معناهــا االصــطالحي يف العلــم‪ ,‬وقــد ألــف‬
‫الصوفية والعرفـاء يف ذلـ كتبـا منهـا ـو القلـوب الكبـري والصـغري (للقشـريي) وغريهـا‪ .‬بـل وكـل مكـوانت الكـالم مـن الـنقط‬
‫القرآين (القونوي‪)70 :1115،‬‬ ‫واحلركات واحلروف والكلمات واجلمل واالعراب يف الن‬
‫فمن ذل سر الرتاكيـب السـتة يف العربيـة يقول‪((:‬هـله الرتاكيـب مشـهورة عنـد النحـويني‪ ,‬وقـد اتفقـوا يف افـادة تـركيبني منهـا‬
‫واختلفوا يف الواحد يف بع الصور‪ ,‬واتفقوا يف عرو الفائدة من الثالثة الباقية‪:‬‬
‫فاملتفق عليه‪ :‬تركيب االسم مع االسم‪ ,‬ومع الفعل‪ .‬واملختلف عليه يف بعـ الصـور‪ :‬االسـم مـع احلـرف يف النـداء‪ .‬والعـاري‬
‫من الفائدة هو تركيب الفعل مع الفعل‪ ,‬ومع احلرف‪ ,‬وتركيب احلرف مع احلرف‪...‬‬
‫اعلم أن االسم يف التحقيق هـو التجلـي املظهـر لعـني املمكـن الثابتـة يف العلـم‪ ,‬ولكـن مـن حيـ تعـني ذلـ التجلـي املنبعـ‬
‫من الغيب املطلق يف مرتبة هله العني اليت هي مظهـره ومعيِّنتـه‪ .‬فـالعني املمكنـة الـيت هـي املظهـر اسـم للتجلـي املتعـني بـه ويف‬
‫مرتبته والتجلي من تعينه‪ ,‬اسم دال على الغيب املطلق غري املتعني‪.‬‬
‫والتسمية عبارة عن نفس داللة االسم على األصل اللي تعني منه ودل عليه‪... ,‬‬
‫واحلرف هو عني العني الثابتة من حي انفراها ‪ ,‬ح عن أحكامها وتوابعها‪.‬‬
‫والفعل هو نسبة التاثري وارتباط احلكم اإلجيادي الثابت بني احلق ال من حي هو لنفسه‪ ,‬بل هو من كونه موجدا‪ ,‬وبـني‬
‫العني ال من كوهنا عينا فحسب‪ ,‬بل من كوهنا موجدة للحق وقابلة حكـم إجيـاده وأثـره ابسـتعدادها املقتضـي تـرجيح اجيادهـا‬
‫]دون غريه ــا م ــن املمكن ــات ال ــيت مل يتعل ــق العل ــم ةجياده ــا[ يف دائ ــرة الظه ــور املن ــتقش احلك ــم يف ذات القل ــم األعل ــى))‬
‫(القونوي‪.)81 :1115،‬‬
‫الطويـل‪ ,‬يتضـح للقـارئ مـدى االتسـاع الـداليل يف القـراءة العرفانيـة‪ ,‬والـدالالت اجلديـدة الـيت تسـبغها‬ ‫من خـالل هـلا الـن‬
‫قراءة القونوي على النحـو وأبوابـه ومتعلقاتـه‪ ,‬وكلهـا مـن عـامل املعـىن‪ ,‬وهـي ختتلـف كليـا عـن القـراءة االصـطالحية للنحـو‪ ,‬بـل‬
‫تق ــوم عل ــى القطيع ــة ب ــني اللف ــت واملع ــىن‪ ,‬نع ــم رمب ــا اس ــتعان الع ــارف ابملص ــطلح لض ــيق اللغ ــة ولتوظيفه ــا يف خدم ــة مدركات ــه‬
‫ومكاشــفاته‪ .‬وال يقتصــر األمــر علــى أبـواب النحــو‪ ,‬بــل حـ احلركــات هلــا داللتهــا العرفانيــة الــيت تنطــوي علــى عـوامل خفيــة ال‬
‫يناهلــا اال مــن ذاق املعرفــة وتشــرب‪ ,‬يقــول يف ّويــل معــىن احلركــات يف العربيــة مــن خــالل دالالهتــا العرفانيــة ‪(( :‬واالع ـراب‪:‬‬
‫الرفع والن واجلر والتنوين والسكون احلي والسادسة السلبية ‪ :‬السكون امليت ‪ ,‬وحلف احلرف القائم مقام االعراب‪.‬‬
‫فالرفع للمرتبة الروحانية ‪.‬‬

‫‪0178‬‬
‫موفق جميد ليلو احلياوي‬ ‫القرآين (دراسة يف إعجاز البيان يف تفسري أم القرآن)‬ ‫اهلرمنيوطيقا وّويل الن‬

‫والنصب واجلر للصورة الظاهرة والطبيعية ‪.‬‬


‫حبضــرة اجلمــع العــام احلكــم علــى األشــياء ‪ ,‬فهــو أمــر معقــول اثبــت‬ ‫والســكون احلــي للحكــم األحــدي اإلهلــي األول املخــت‬
‫يرى أثره وال يشهد عينه‪...,‬‬
‫والسكون امليت كاملوت واجلمود والتحليل والفناء و و ذل )) (القونوي‪.)71 :1115،‬‬
‫يـوازي عــامل التكــوين ويقابلــه‬ ‫ومــن ذلـ أيضــا مــا يــدخل يف حســاب احلــروف أو اجلمــل‪ ,‬فـاحلروف عنــد العرفــاء عــامل خــا‬
‫وكل حرف له معىن وداللة وحساب يف عامل احلروف‪( .‬القونوي‪.)78 :1115،‬‬
‫ومن بني األمور املتعلقة ابللغة واحلروف قصدية الرتتيب القرآين إذ يرى القونـوي َّ‬
‫أن الرتتيـب القصـدي يشـمل كـل حـرف ‪,‬‬
‫فقــد وضــع كــل شــيء برتتيــب مقــدر ‪ ,‬وهــو ال تتلــف بــلل مــع املفسـرين اال مــن خــالل بيــان ّويالتــه واخــتالف دالالتــه‪,‬‬
‫ففكـرة القصـدية يف االسـتعمال القــرآين اثبتـة لـدى العلمـاء واملفسـرين اال مـا نـدر‪ ,‬فهـو يقــول ‪ (( :‬ولـوال مهـم اخللـق وعقــوهلم‬
‫متجــه لبعــد‬
‫تضــعف وتعجــز عــن الرتقــي اىل ذروة ه ـلا الــلوق ‪,‬وخــرق حجبــه والتنــزه يف رايض نتائجــه وكماالتــه ‪ ,‬وطبــاعهم ّ‬
‫املناسبة ‪ ,‬ألظهرت مـع عجـزي وضـعفي– مـن أسـراره مـا يبهـر العقـول واألذهـان والبصـائر واألفكـار‪ ,‬ولكـن (( مـا يفـتح هللا‬
‫من رمحة فال وس هلا وما ميس فال مرسل له من بعده وهو العزيز احلكيم )) (القونوي‪)115 :1115‬‬
‫ويف مقــام البحـ اللغــوي واالشــتقاق جنــد القونــوي يــربع يف عــرض آراء اللغــويني والصــرفيني يف اشــتقاق اســم الــلات االهليــة‬
‫(لفت اجلاللة هللا)أو القول سنه علـم يف تفصـيل واسـتدالل طـويلني ال يتسـع هلمـا املقـام مـع مناقشـة دقيقـة وتفصـيلية للوجـود‬
‫من وجهة نظر لغوية ومرة ذوقية ومرة نظرية مـع االشـارة اىل أهـم خصـائ لفـت اجلاللـة يف اللغـة لينتهـي بـلل اىل أن هـلا‬
‫االسم املقدس ليس علمـا للـلات االهليـة بـل ال ميكـن أن يكـون للاتـه علمـا علـى ـو املطابقـة التامـة‪ ,‬ألن العلـم موضـوع ملـا‬
‫هو معلوم واخللق احملدودون ال يعلمون احلق مـن حيـ ذاتـه‪ ,‬واخلالصـة أن لفـت اجلاللـة هللا لـيس علمـا للـلات اإلهليـة علـى‬
‫و الداللـة املطابقـة ذوقـا ونظـرا ولغـة‪ ,‬وهـلا خمـالف لكثـري مـن املفسـرين‪ ,‬بـل رمبـا امجـاعهم‪( .‬القونـوي‪-118 :1115 ،‬‬
‫ال توجد يف غريه يف العربية‪( .‬القونوي‪)141 :1115،‬‬ ‫‪ .)144‬وهللا االسم خوا‬
‫اخلامتة‬
‫البد هلله القراءة أن تقف على أهم الثمرات اليت أينعتها وتتلخ مبا يلي‪:‬‬ ‫يف هناية املطاف َّ‬
‫‪ .0‬التاويــل يف القــرآن مــن مقولــة الوجــود اخلــارجي‪ ,‬فتاويــل الكــالم هــو وقوعــه يف اخلــارج ‪ ,‬وعنــد العرفــاء هــو املطابقــة‬
‫بين ــه وب ــني ع ــاملي األنف ــس واألف ــاق ول ــيس تفس ـريا للف ــت أو بي ــان املص ــداق فق ــط‪ّ .‬أم ــا التاوي ــل الغ ــريب اب اهات ــه‬
‫املختلفة فهو من مقولة اللفت واملفهوم‪ .‬والقونـوي أيضـا وـن يقـول بتـوازي العـامل أو املطابقـة (القونـوي‪:1115،‬‬
‫‪ ,)51‬فـالقرآن الكــرمي كلــه لــه ّويــل ولـيس املتشــابه وحــده‪ .‬وهــو مــن خمتصـات الراســخني يف العلــم‪ ,‬وأمــا العلمــاء‬
‫مــن يبعــيهم فهــم يعلمــون ّويلــه‪ ,‬ولكــن كــل حبســب مرتبتــه‪ .‬فشــرط التاويــل أن يتخلــق اإلنســان ابلتقــوى وهــي‬
‫س ــهُ إَِّال ال ُْمطَ َّه ـ ُـرو َن} [الواقع ــة‪ .]79:‬وق ــد أش ــار‬ ‫وس ــيلته لتحص ــيل املع ــاين الباطن ــة للقـ ـران؛ ألنَّــه كت ــاب َّ‬
‫{ال ميََ ُّ‬
‫القونوي تفصيال اىل وسائل حتصيل العلم اللوقي يف حبوثه التمهيدية يف تفسري (القونوي‪)37 :0409,‬‬

‫‪0179‬‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬

‫‪ .0‬تنبين نظرية العرفاء على رؤية مراتبية القرآن وأنَّه موجود واحد له عدة مراتب‪ ,‬فالتفسري تت ابلظـاهر‪ ,‬والتاويـل‬
‫لبواطن القرآن‪ ,‬ويعين الوقوف على مرتبة دون أخرى‪ .‬وهله التاويالت عموديـة ال أفقيـة‪ ,‬أي َّأهنـا ال تتعـارض أو‬
‫تتصادم بني الشريعة والطريقة واحلقيقة‪ ,‬بل كل مرتبة أعلى وا قبلها ومبتنية عليهـا‪ ,‬خبـالف مفهـوم التاويـل الـلي‬
‫يؤمن بتعدد القراءات األفقية واليت قد تتعارض مع بعضها‪.‬‬
‫‪ .3‬وحــدة الوجــود هــي الفكــرة املركزيــة الــيت تــدور حوهلــا ّويــالت العرفــاء وآراؤهــم يف العقيــدة ‪ ,‬وال تعــين االحتــاد أو‬
‫وإمنا تعين كون املوجودات كلهـا جمـال ومظـاهر للحـق سـبحانه‪ ,‬فلـيس يف الوجـود إال هـو وأمسـاؤه وصـفاته‬ ‫احللول َّ‬
‫وأفعاله‪.‬‬
‫‪ .4‬اختالف املوضوع بني الرؤيتني القرآنيـة والغربيـة عـل مـن العسـري تطبيـق املنـاهج التاويليـة البشـرية وجعلهـا صـاحلة‬
‫لقـراءة الــن القــرآين ملــا حتويــه مــن ثغـرات ‪.‬وأمــا فالتفســري فــال مشــاحة فيــه بعــد ان ميتلـ املفســر أدوات التفســري‬
‫املختلفة‪ .‬إال إن هلا ال يعين عـدم امكانيـة االفـادة مـن بعـ املقـوالت الغربيـة يف فهـم الـن القـرآين او املقـدس‬
‫بشكل عام‪.‬‬
‫‪ .5‬يــؤمن القونــوي سن التاويــل مــن مقولــة الوجــود اخلــارجي‪ ,‬فتاويــل القــرآن هــو املطابقــة بينــه وبــني عــاملي األنفــس‬
‫واألفاق وليس تفسريا للفت أو بيان املصداق فقط‪ .‬وما يظهره من ّويالت عرفانية ليست اال مكاشفات‪.‬‬
‫أن األخــري كــان يطــرح أفكــاره يف كتبــه‪ ,‬والســيما‬ ‫‪ .6‬تفســري القونــوي هــو بلــورة لنظريــة ابــن عــريب يف التاويــل‪ ,‬ذل ـ َّ‬
‫الفتوحــات والفصــو ومل يعــرف البــن عــريب تفســري مطبــوع صــحيح النســبة إليــه بــني أيــدينا(‪ .)0‬وهــلا ال يعــين َّ‬
‫أن‬
‫جسد النظرية يف تفسري تطبيقي تضمن أفكـار ابـن عـريب‬ ‫القونوي مل يضف شيأا جديدا للمنظومة العرفانية‪َّ ,‬‬
‫وإمنا َّ‬
‫يف ضـوء الرؤيــة القرآنيــة مــع االســتناد يف كــل ذلـ إىل النقـل والعقــل والكشــف‪ ,‬فــالقونوي مل يكــن ســوى (نســخة‬
‫معدلة) عن ابن عريب‪.‬‬
‫سـهُ إَِّال‬ ‫‪ .7‬شرط التاويل أن يتخلق اإلنسان التقوى فهـي وسـيلته لتحصـيل املعـاين الباطنـة للقـران؛ ألنَّـه كتـاب َّ‬
‫{ال ميََ ُّ‬
‫َّرو َن} [الواقعة‪.]79:‬‬
‫ال ُْمطَه ُ‬
‫‪ .8‬فكر القونوي فكر توفيقي استطاع اجلمع بني النقل والعقل والكشـف‪ ,‬أو القـرآن والربهـان والعرفـان‪ .‬ورمبـا كانـت‬
‫ن ـواة ملدرســة احلكمــة املتعاليــة لصــدر الــدين الش ـريازي‪ ,‬وكــان القونــوي أكثــر إب ـرازا هلــله األفكــار بعــد أن اســتطاع‬
‫اجلمع يف منهجه بني النقل والعقل والكشف‪.‬‬
‫‪ .9‬تشــكل اللغــة آليــة فعالــة عنــد القونــوي‪ ,‬فهــو يلجــا إىل االشــتقاق والتشــبيه يف الكثــري مــن املواضــع لتقريــب الفكــرة‬
‫والتعبري عما تنوء به لغة التصريح ‪.‬‬

‫‪ 0‬هناك تفسريان حيمالن اسم ابن عريب األول تفسري ابن عريب‪ ,‬وهو يف احلقيقة لعبد الـرزاق القاشـاين والثـاين (رمحـة مـن الـرمحن)‪ ,‬وهـو تفسـري جممـوع حملمـود حممـود‬
‫الغراب مجعه يف ثالث وعشرين سنة من كتب ابن عريب‪ ,‬وكال التفسريين كما يظهر ليسا من ّليف ابن عريب‪.‬‬

‫‪0181‬‬
‫موفق جميد ليلو احلياوي‬ ‫القرآين (دراسة يف إعجاز البيان يف تفسري أم القرآن)‬ ‫اهلرمنيوطيقا وّويل الن‬

‫‪ .01‬كــان القونــوي كثــري االستشــهاد بكــالم األعــالم والشــعر أحيــاان لتاييــد فرضــية او فكــرة معينــة‪ ,‬والســيما ابــن عــريب‬
‫وابن الفارض‪.‬‬
‫‪ .00‬للعدد عند القونـوي إشـارة قصـدية‪ ,‬وليسـت اعتباطيـة أو داللـة علـى الكثـرة واملبالغـة علـى املشـهور عنـد املفسـرين‬
‫واألعالم‪ .‬وهو مييل إىل احلساابت اهلندسية الدقيقة يف قراءته ل عداد وقصديتها يف املوروث الديين كتااب وسنة‪.‬‬
‫‪ .00‬اعتمــاده علــى املعــىن اللغــوي ّ الربهــاين ّ الكشــفي يف التفســري لضقنــاع وإي ـراد يف احلجــة‪ ,‬وهــو صــاحب جــدل‬
‫وحماجة عقلية‪.‬‬
‫‪ .03‬تركت نظرية القونوي أثرها يف التفسري والسيما تفاسري اإلمامية (وعلى وجه اخلصـو العرفـانيني‪ ,‬كتفسـري صـدر‬
‫املتاهلني وامليزان وكتاابت اإلمام اخلميين‪.‬‬
‫سن اهنــاز مرتبــة ووجهــا للحقيقــة ولــيس ضــدا أو نقيضــا هلــا‪ ,‬وهــي نظريــة تــرددت يف كتــب العرفــاء‬‫‪ .04‬يــؤمن القونــوي َّ‬
‫قبلــه جنــدها عــن القاشــاين وابــن عــريب مــن قبلــه فاهنــاز ابطــن احلقيقــة أو وجهــا آخــر مــن وجوههــا؛ أل َّن األلفــال‬
‫النظـر عـن نـوع امليـزان‬ ‫وضعت للمعاين اهنردة املطلقة ألغراضها أو اهلدف منهـا‪ ,‬فـامليزان لكـل مـا يـوزن بـه بغـ‬
‫حسيا كان أو جمردا‪ ,‬وهكلا بقية األلفال وتسمى هله النظرية يف كلماهتم بـ (روح املعىن)‪.‬‬
‫‪ .05‬ميك ــن أن تك ــون نظري ــة القون ــوي يف التاوي ــل نظري ــة لفه ــم ال ــن الق ــرآين؛ َّ‬
‫ألهن ــا وض ــعت ش ــروطا وقي ــودا للتاوي ــل‬
‫وخصصــته‪ ,‬ولــيس لكــل شــخ أن يتصــدى لتفســري الــن القــرآين مــا مل يستحصــل أســباب الرســوت ومــن أمههــا‬
‫التقوى بعد استحصال العلوم النقلية والعقلية‪.‬‬
‫أن أكثـر‬‫‪ .06‬ليس للقونوي معجم اصطالحي خا به‪ ,‬ومل ينفرد ابصطالحات فنية عرفانية خاصة‪ ,‬بل ميكن اجلـزم َّ‬
‫مصطلحاته هي ملن سبقه من العرفاء السابقني‪ ,‬والسـيما ابـن عـريب والقاشـاين وغريمهـا‪ ,‬ولكـن رمبـا أعطـى تفسـريا‬
‫جديدا لبع املصطلحات فقد ّثر كثريا اببن عريب فكرا واصطالحا‪ ,‬ومل ُّ‬
‫يشل عنه إال ما ندر‪.‬‬

‫املصادر واملراجع‬
‫اب ــن شهرآش ــوب‪ ,‬أب ــو جعف ــر حمم ــد ب ــن عل ــي الس ــروي املازن ــدراين (‪588‬ه)‪ ,‬مناق ــب آل أيب طال ــب‪ ,‬ت ــح‪ :‬د‪ .‬يوس ــف‬
‫البقاعي‪ ,‬دار األضواء‪ -‬بريوت‪ ,‬ط‪0400 ,0‬ه‪0990 -‬م‪.‬‬
‫ابن عريب الشيخ حمي الدين ‪ ,‬ترمجان األشواق‪ ،‬دار صادر‪ -‬بريوت‪ ,‬ط‪0113 ,3‬م‪.‬‬
‫ابــن فــارس‪ ,‬أبــو احلســني أمحــد بــن زك ـراي الـرازي (‪395‬ه) معجــم مقــاييس اللغـة‪ ,‬وضــع حواشــيه إبـراهيم مشــس الــدين‪ ,‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ -‬بريوت‪ ,‬ط‪0,0401‬هـ‪0999-‬م‪.‬‬
‫ابن منظور‪ ,‬العالمة أبو الفضل حممد بن مكرم األفريقي املصري(‪700‬ه)‪ ,‬لسان العرب‪ ,‬دار صادر‪ -‬بريوت‪0956 ,‬م‪.‬‬
‫ابو السعود عطيـات‪ ,‬فن الفهم حبث يف أتصيل املفهوم عند فيكو وهردر وشاليرماخر ودلتـاي‪ ,‬جملـة فصـول‪ ,‬العـدد‪76‬‬
‫خريف ‪.0119‬‬

‫‪0180‬‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬

‫أب ــو زي ــد د‪.‬نص ــر حام ــد‪ ,‬إش ــكاليات القـ ـراءة وآلي ــات التأوي ــل‪ ,‬املرك ــز الثق ــايف الع ــريب‪ ,‬ال ــدار البيض ــاء‪ -‬املغ ــرب‪ ,‬ط‪,8‬‬
‫‪0118‬م‪.‬‬
‫أبو زيد د‪.‬نصر حامد‪ ,‬اخلطاب والتأويل‪ :‬املركز الثقايف العريب الدار البيضاء املغرب‪ ,‬ط‪0118 ,3‬م‪.‬‬
‫األمحر‪ ,‬فيصل‪ /‬معجم السيمياء‪ , :‬منشورات االختالف‪ -‬اجلزائر‪ ,‬ط‪0101 ,0‬م‪.‬‬
‫إدج ــار و س ــيد جوي ـ ‪ ,‬أن ــدرو و وبي ــرت‪ ,‬موس ــوعة النظري ــة الثقافي ــة‪-‬املف ــاهيم واملص ــطلحات األساس ــية‪ ,‬ترمج ــة‪ :‬هن ــاء‬
‫اجلوهري‪ ,‬مراجعة وتقدمي وتعليق‪ :‬حممد اجلوهري‪ ,‬املركز القومي للرتمجة‪ ,‬القاهرة‪ ,‬ط‪0119 ,0‬م‪.‬‬
‫اسكندر‪ /‬د‪.‬يوسف‪ ,‬هرمنيوطيقا الشعر العريب‪ ،‬دار الشؤون الثقافية‪ -‬بغداد‪ ,‬ط‪0119 ,0‬م‪.‬‬
‫األصفهاين‪ ,‬الراغب (‪510‬ه)‪ ,‬املفردات يف غريب القرآن‪ ،‬حتـ‪ :‬حممد سيد كيالين دار املعرفة‪ -‬بريوت‪.‬‬
‫ايكــو‪ ,‬أمربتــو‪ ,‬التأويــل بــني الســيميائيات والتفكيكيــة‪ ,‬ترمجــة‪ :‬ســعيد بنكـراد ‪ ,‬املركــز الثقــايف العــريب بــريوت‪ -‬لبنــان‪ ,‬الــدار‬
‫البيضاء املغرب‪ ,‬ط‪0114 ,0‬م‪.‬‬
‫ابرة‪ ,‬عبد الغين‪ ,‬اهلرمنيوطيقا والفلسفة‪ -‬حنو مشروع عقل أتويلي‪ ,‬منشورات االختالف‪ -‬اجلزائر‪ ,‬ط‪0118, 0‬م‪.‬‬
‫بدوي‪ ،‬د‪.‬عبد الرمحن‪ ,‬شطحات الصوفية‪ , :‬وكالة املطبوعات‪ -‬الكويت‪ ,‬ط‪0976 ,0‬م‪.‬‬
‫بــو عبــد هللا‪ ,‬احلبيــب‪ ،‬مفهــوم اهلرمنيوطيقــا األصــول الغربيــة والثقافــة العربيــة‪ ,‬جملــة الفكــر العــريب املعاصــر‪ ,‬العــدد ‪-041‬‬
‫‪.0117 ,040‬‬
‫بوزيــد‪ ،‬بومــدين‪ ,‬الفهــم والــنص‪ -‬دراســة يف املــنهج التــأويلي عنــد شــلريماخر وديلتــاي‪ ,‬منشــورات االخــتالف اجلزائــر‪,‬‬
‫ط‪0118 ,0‬م‪.‬‬
‫بوعزة‪ ,‬حممد‪ ,‬اسرتاتيجية التأويل‪ -‬من النصية إىل التفكيكية‪ ,‬منشورات االختالف‪ -‬اجلزائر‪ ,‬ط‪0100 ,0‬م‪.‬‬
‫التأويل واهلرمنيوطيقا‪ -‬دراسات يف آليات القراءة والتفسـري‪ ,‬جمموعـة ابحثـني‪ ,‬مركـز احلضـارة لتنميـة الفكـر اإلسـالمي ‪-‬‬
‫بريوت‪ ,‬ط‪0100 ,0‬م‪.‬‬
‫جاسرب‪ ,‬دايفيد ‪ ,‬مقدمة يف اهلرمنيوطيقا‪ ,‬تر‪ :‬وجيه قانصو‪ ,‬منشورات االختالف‪ -‬اجلزائر‪ ,‬ط‪0117 ,0‬م‪.‬‬
‫اجلرجاين‪ ,‬الشريف علي بن حممد (‪806‬ه)‪ ,‬التعريفات‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪ -‬بريوت‪ ,‬ط‪0113 ,0‬م‪.‬‬
‫محودة‪ ,‬عبد العزيز‪ ,‬املرااي احملدبة من البنيوية إىل التفكيك‪ ,‬عامل املعرفة‪ -‬الكويت‪0998 ,‬م‪.‬‬
‫اخلوارزمي‪ ,‬املوفق بن امحد بن حممد املكـي (‪568‬ه)‪ ,‬مناقـب آل أيب طالـب‪ ,‬حتــ‪ :‬الشـيخ مالـ احملمـودي‪ ,‬مؤسسـة سـيد‬
‫الشهداء (ع) ومؤسسة النشر اإلسالمي التابعة جلماعة املدرسني بقم املشرفة‪ ,‬ط‪.0‬‬
‫دراسات يف تفسري النص القرآين‪ ،‬جمموعة من املؤلفني‪ ,‬مركز احلضارة لتنمية الفكر اإلسالمي‪ -‬بريوت‪ ,‬ط‪0101 ,0‬م‪.‬‬
‫دريدا ‪ ،‬جاك‪ ,‬مواقع– حوارات مع جاك دريدا‪ ,‬تر‪ :‬فريد الزاهي‪ ,‬دار توبقال للنشر‪ -‬الدار البيضاء‪ ,‬ط‪0990 ,0‬م‪.‬‬
‫اللهيب‪ ,‬د‪.‬حممد حسني‪ ,‬التفسري واملفسرون‪ ,‬دار الكتب احلديثة‪ -‬بريوت‪ ,‬ط‪0366 ,0‬ه‪0976 -‬م‪.‬‬
‫الرويلي والبازعي‪ ,‬د‪.‬ميجان و د‪.‬سعد‪ ,‬دليل الناقد األديب‪ ,‬املركز الثقايف العريب الدار البيضاء‪ -‬املغرب‪ ,‬ط‪0110 ,3‬م‪.‬‬
‫ريكور‪ ,‬بول ‪ ,‬نظرية التأويل‪ ،‬تر‪ :‬سعيد الغامني‪ ,‬املركز الثقايف العريب‪ ,‬الدار البيضاء‪ -‬املغرب‪ ,‬ط‪0116 ,0‬م‪.‬‬
‫‪0180‬‬
‫موفق جميد ليلو احلياوي‬ ‫القرآين (دراسة يف إعجاز البيان يف تفسري أم القرآن)‬ ‫اهلرمنيوطيقا وّويل الن‬

‫الزركشي‪ ,‬أبو عبد هللا حممد بن هبادر بن عبد هللا‪ ,‬الربهان يف علوم القرآن‪ ,‬حتـ‪ :‬حممـد أبـو الفضـل إبـراهيم‪ ,‬دار املعرفـة‬
‫‪ -‬بريوت ‪0390 ,‬ه‪.‬‬
‫ال ـزين‪ ,‬حممــد شــوقي أتويــالت‪ ،‬وتفكيكــات‪ -‬فصــول يف الفكــر العــريب املعاصــر‪ ،‬املركــز الثقــايف العــريب‪ ,‬الــدار البيضــاء‪-‬‬
‫املغرب‪ ,‬ط‪0110 ,0‬م‪.‬‬
‫السبحاين‪ ,‬الشيخ جعفر‪ ,‬املناهج التفسريية‪ ,‬مؤسسة اإلمام الصادق‪ -‬إيران‪ ,‬ط‪4,0430‬ه‪.‬‬
‫الس ــيوطي‪ ,‬ج ــالل ال ــدين (‪900‬ه)‪ ,‬اإلتق ــان يف عل ــوم الق ــرآن‪ ,‬ض ــبطه وص ــححه وخ ــرج آايت ــه‪ :‬حمم ــد س ــامل هاش ــم‪ ,‬دار‬
‫الكتب العلمية بريوت ط‪0117 ,0‬م‪.‬‬
‫صليبا‪ ,‬د‪ .‬مجيل ‪ ,‬املعجم الفلسفي‪ ,‬منشورات ذوي القرى‪ -‬قم‪ ,‬مط سليمانزاده‪ ,‬ط‪0385 ,0‬ه‪.‬‬
‫الطباطبــائي‪ ,‬الســيد حممــد حســني‪ ,‬املي ـزان يف تفســري القــرآن‪ ,‬منشــورات مؤسســة األعلمــي للمطبوعــات‪ ,‬بــريوت‪ -‬لبنــان‪,‬‬
‫ط‪0390 ,3‬ه‪.‬‬
‫الطباطبــائي‪ ,‬الســيد حممــد حسني‪ ,‬ـ مق ـاالت أتسيســية يف الفكــر اإلســالمي‪ ,‬تر‪:‬خالــد توفيــق‪ ,‬مؤسســة أم القــرى للتحقيــق‬
‫والنشر‪ ,‬قم– إيران‪ ,‬ط‪0405 ,0‬ه‪.‬‬
‫طرابيشي‪ ,‬جورج‪ ,‬معجم الفالسفة‪ ،‬دار الطليعة‪ -‬بريوت‪ ,‬ط‪0116 ,3‬م‪.‬‬
‫عزام‪ ,‬حممد ‪ ,‬التلقي والتأويل‪ -‬بيان سلطة القارئ يف األدب‪ ،‬السويد‪ ,‬نشر وتوزيع دار الينابيع – ط‪0117 ,0‬م‪.‬‬
‫الغلامي‪ ,‬د‪.‬عبد هللا‪ ,‬اخلطيئة والتكفري– من البنيوية إىل التشرحيية‪ ،‬نظرية وتطبيق‪ ،‬املركـز الثقـايف العـريب‪ ,‬الـدار البيضـاء‪-‬‬
‫املغرب‪ ,‬ط‪0116 ,6‬م‪.‬‬
‫الغزايل‪ ,‬أبو حامد حممد بن حممد (‪515‬ه)‪ ,‬إحياء علوم الدين‪ ,‬دار املعرفة– بريوت‪0410,‬ه‪.‬‬
‫الفريوزآابدي‪ ,‬العالمة اللغوي جمد الدين حممد بن يعقوب (‪807‬ه)‪ ,‬القاموس احمليط‪ ,‬دار إحيـاء الـرتاث العـريب‪ -‬بـريوت‪,‬‬
‫ط‪0113 ,0‬م‪.‬‬
‫قراءات معاصرة يف النص القرآين‪ ،‬جمموعة ابحثني‪ ,‬مركز احلضارة – بريوت ‪ ,‬ط‪0100 ,0‬م‪.‬‬
‫القونــوي‪ ،‬صــدر الــدين(‪481‬ه)‪ ،‬اعجــاز البيــان يف تفســري أم القــرآن‪ ،‬قدمــه وصــححه‪ :‬االســتاذ الســيد جــالل الــدين‬
‫االشتياين‪ ,‬مؤسسة بوستان كتاب‪ ,‬قم ‪ ,‬ط‪0403 ,0‬ه‪.‬‬
‫(قــده)‪ ,‬التفســري الصــايف‪ ,‬مــط‪ :‬مؤسســة اهلــادي ‪ -‬قــم املقدســة‪ ,‬مكتبــة الصــدر‪ -‬طهـران‪,‬‬ ‫الكاشــاين‪ ,‬املــوىل حمســن الفــي‬
‫ط‪0406 ,0‬ه‪.‬‬
‫الكف ــوي‪ ,‬أب ــو البق ــاء أي ــوب ب ــن موس ــى احلس ــيين القرمي ــي (ت‪0194‬ه)‪ ,‬الكلي ــات‪ -‬معج ــم يف املص ــطلحات والف ــروق‬
‫اللغوية‪ ,‬حتـ‪ :‬د‪.‬عدانن درويش وحممد املصرى‪ ,‬منشورات ذوي القرى‪ -‬قم‪ ,‬مط‪ :‬سليمانزادة‪ ,‬ط‪0433 ,0‬ه‪.‬‬
‫كوزنز هوي‪ ،‬ديفيد احللقة النقدية‪ ,‬تر‪ :‬خالدة حامد‪ ,‬منشورات اجلمل– أملانيا‪0117 ,‬م‪.‬‬
‫املاتريدي‪ ,‬أبـو منصـور بـن حممـد السـمرقندي(‪333‬ه) أتويـالت أهـل السـنة املسـمى بــ(تفسري املاتريـدي)‪ ،‬حتــ‪ :‬د‪.‬إبـراهيم‬
‫عوضني والسيد عوضني‪ ,‬اجلمهورية العربية املتحدة‪ ,‬إصدار حممد توفيق‪ ,‬القاهرة‪0970 ,‬م‪.‬‬
‫‪0183‬‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬

‫اهنلسي‪ ,‬العلم العالمـة احلجـة فخـر األمـة املـوىل الشـيخ حممـد ابقـر (‪0000‬هــ)‪ ،‬حبـار األنـوار اجلامعـة لـدرر أخبـار األئمـة‬
‫األطهار‪ ,‬ط‪ ,0‬مؤسسة الوفاء‪ ,‬بريوت‪ -‬لبنان‪0413,‬هـ‪0983-‬م‪.‬‬
‫املص ــطفوي‪ ,‬احملق ــق العالم ــة (‪0406‬ه)‪ ,‬التحقي ــق يف كلم ــات الق ــرآن الك ــرمي‪ ,‬دار الكت ــب العلمي ــة ‪ -‬ب ــريوت ‪ ,‬ط‪,3‬‬
‫‪0101‬م‪.‬‬
‫مصطفوي‪ ،‬حممد‪ ,‬أساسيات املنهج واخلطاب‪ ,‬مركز احلضارة لتنمية الفكر اإلسالمي بريوت‪0119 ,‬م‪.‬‬
‫معرفــة‪ ,‬العالمــة حممــد هــادي ‪ ,‬التمهيــد يف علــوم القــرآن‪ ،‬مؤسســة التمهيــد‪ ,‬مــط‪ :‬ســتارة‪ ,‬قــم– إي ـران‪ ,‬ط‪0430 ,3‬ه‪-‬‬
‫‪0100‬م‪.‬‬
‫انصف‪ ,‬د‪.‬مصطفى‪ ,‬مسؤولية التأويل‪ ,‬دار السالم‪ -‬القاهرة‪ ,‬ط‪0965 ,0‬م‪.‬‬
‫النفري‪ ,‬حممد بن عبـد اجلبـار (ت بعـد‪354‬ه)‪ ,‬األعمـال الصـوفية‪ ,‬راجعهـا وقـدم هلـا‪ :‬سـعيد الغـامني‪ ,‬منشـورات اجلمـل‪-‬‬
‫أملانيا‪ ,‬ط‪0117 ,0‬م‪.‬‬

‫‪0184‬‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬

‫ق ائمة أسماء الباحثين على أساس ترتيب أبجدي‬


‫سفيان بوشارب ‪441....................................‬‬ ‫أبوبكر يونس علي اخليايل ‪711 ..........................‬‬
‫سکينة حسيين ‪114 ،180 .............................‬‬ ‫آرام جالل عبدهللا البريخضري ‪87 ........................‬‬
‫سليم جلول محريط ‪11 ..................................‬‬ ‫آرش خالقي مقدم ‪445 .................................‬‬
‫سنية بوزيد ‪187........................................‬‬ ‫آزاده فاضل ‪411 ......................................‬‬
‫سهيلة مريبعي ‪111......................................‬‬ ‫السيد حممد سامل العوضي ‪805 ..........................‬‬
‫سودابه مظفري ‪410 ،405 ............................‬‬ ‫الطيب جدي ‪754 .....................................‬‬
‫سييت سلوى حممد نور ‪111 ،151 ......................‬‬ ‫إهلام سامل زاده ‪714 .....................................‬‬
‫سيد عدانن اشكوري ‪411...............................‬‬ ‫إلياس بليح ‪814 .......................................‬‬
‫سيد نويد نقشبندي ‪747................................‬‬ ‫أماين عطية السيد علي القطري ‪107 .....................‬‬
‫سريوان أنور جميد ‪11 ...................................‬‬ ‫أمري رفيق عوال املصيفي ‪881 ............................‬‬
‫سريوان ابابويسي ‪141...................................‬‬ ‫مجال طاليب قره قشالقي ‪541 ...........................‬‬
‫شهرية برابري ‪470......................................‬‬ ‫مجيل جعفري ‪1 .........................................‬‬
‫شيماء جنم عبدهللا ‪814..................................‬‬ ‫حساين سهام ‪111 .....................................‬‬
‫صليحة فياليل ‪717.....................................‬‬ ‫حسن بنعباس ‪510 .....................................‬‬
‫ضياء غين العبودي ‪171.................................‬‬ ‫حسن منديل حسن العكيلي ‪584 .......................‬‬
‫عابدة قرسيف ‪754.....................................‬‬ ‫خدجية مرات ‪111 ......................................‬‬
‫عبدالرؤوف بوكنتوشة ‪154...............................‬‬ ‫خليل نصر الدين ‪111 ..................................‬‬
‫عبدهللا رسول نژاد ‪188..................................‬‬ ‫دعاء عادل عبد الكرمي آل عزوز ‪147 ...................‬‬
‫عدانن طهماسيب ‪701...................................‬‬ ‫رجب إبراهيم أمحد عوض ‪805 ..........................‬‬
‫عصام ابدين ‪111.......................................‬‬ ‫رسول بالوي ‪714 ،151 ...............................‬‬
‫علی أکرب فرايت ‪841....................................‬‬ ‫رشيد عموري ‪411 .....................................‬‬
‫علي حسن عبد الرضا الالمي ‪448.......................‬‬ ‫رضوان ابغباين ‪770 ،141 .............................‬‬
‫علی محزاين ‪701.......................................‬‬ ‫رمضان خريي إْساعيل محوده ‪1001 .....................‬‬
‫علي ساموه ‪451........................................‬‬ ‫رايض بوجزة ‪441 ......................................‬‬
‫علي مال ‪11 ...........................................‬‬ ‫زكية عزوز ‪141 ........................................‬‬
‫عيسى طاهر جودة عيسى ‪854..........................‬‬ ‫زهراء علي دخيل ‪1015 ................................‬‬
‫فاروق راك ‪188........................................‬‬ ‫زينب عبد العزيز ‪745 ..................................‬‬
‫كرمي الطيـب ــي ‪874......................................‬‬ ‫سارة هاشم عبد اليمة الركايب ‪141 .......................‬‬
‫كلثوم قوماين ‪41 .......................................‬‬ ‫سامية بوفرورة ‪171 .....................................‬‬
‫کاوه رحيمي ‪405.......................................‬‬ ‫سعاد طويل ‪470 .......................................‬‬
‫کوثر مجري ‪151........................................‬‬ ‫سعيد حممود موسى ‪54 ..................................‬‬

‫‪0185‬‬
‫جامعة كردستان‪ 00-01 ,‬مارس ‪0100‬‬ ‫البحوث املنشورة يف املؤمتر الدويل للقرآن الكرمي واللغة العربية‬
‫مصطفى إدريس أبوعريضة حممد ‪711.....................‬‬ ‫ماجد أمريي ‪415 .......................................‬‬
‫مصطفى شرقي ‪515....................................‬‬ ‫مربوكة اهلامشي علي البوعيشي ‪154 ......................‬‬
‫منصور حممد أمحد يوسف ‪141...........................‬‬ ‫جميب الرمحن ‪714 ......................................‬‬
‫مهدي آدم ‪451........................................‬‬ ‫حممد إبراهيم الشربيين صقر ‪118 ........................‬‬
‫موفق جميد ليلو احلياوي ‪1047 ..........................‬‬ ‫حممد اإلمام إبراهيم اإلمام ‪118 ،54 .....................‬‬
‫انهيد نصيحت ‪770 ،141 ............................‬‬ ‫حممد املودن ‪778 .......................................‬‬
‫نور علي الرماحي ‪171..................................‬‬ ‫حممد جالل شحادة عيسى ‪854 .........................‬‬
‫نورعاشقني عثمان ‪111 ،151 ..........................‬‬ ‫حممد حسن فؤاداين ‪841 ...............................‬‬
‫هادي رضوان ‪111......................................‬‬ ‫حممد رضا عزيزي پور ‪415 ،11 .........................‬‬
‫هشام زايدي ‪41 ........................................‬‬ ‫حممد سامل املعشين ‪151 .................................‬‬
‫حيي بن حيي ‪41 .........................................‬‬ ‫حممد صالح الدين أمحد فتح الباب ‪158 .................‬‬
‫يطو ومهي ‪414.........................................‬‬ ‫حممد علي القرەداغي ‪400 ..............................‬‬
‫يعقوب امليايل ‪101......................................‬‬ ‫حممد عمارين ‪844 ......................................‬‬
‫يوسف بکوش ‪510.....................................‬‬ ‫مرتضی زارع برمي ‪118 .................................‬‬
‫يوسف تغزاوي ‪485.....................................‬‬ ‫مروة السيد ‪711 .......................................‬‬
‫مزاري بودرابلة ‪541 ....................................‬‬

‫‪0186‬‬

‫‪View publication stats‬‬

You might also like