You are on page 1of 138

‫منهج إعداد الخدام – مرحلة أولي اعدادي‬ ‫اسم الكتـــــاب‪:‬‬

‫الجزء الثالث ( مايو – أغسطس )‬


‫تقديــــــــــــــم‪ :‬نيافة الحبر الجليل األنبا بافلـــي‬
‫أسقف عام كنائس قطاع المنتزه و شباب اإلسكندرية‬
‫إعــــــــــــــداد‪ :‬أسرة إعداد خدام‬
‫كنيسة القديس العظيم األنبا أثناسيوس الرسولي باإلسكندرية‬
‫كنيسة القديس العظيم األنبا أثناسيوس الرسولي باإلسكندرية‬ ‫النـاشـــــــــــر‪:‬‬
‫تصميم الغالف‪ :‬مارينا صبحي‬
‫الطبعــــــــــــة‪ :‬األولي – ‪2018‬‬
‫قداسة البابا المعظم األنبا تواضروس الثاني‬
‫بابا اإلسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية‬

‫‪+++‬‬
‫‪2‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫نيافة الحبر الجليل األنبا بافلى‬
‫أسقف عام كنائس قطاع المنتزة‬
‫و شباب اإلسكندرية‬

‫‪+++‬‬
‫‪3‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪...‬‬ ‫‪...‬‬
‫‪..‬‬ ‫‪. ....‬‬
‫شهر مايو‬
‫‪.‬‬ ‫‪........‬‬
‫‪..‬‬ ‫‪.................‬‬ ‫‪full stop‬‬

‫‪..‬‬ ‫‪.............‬‬
‫‪..‬‬ ‫‪.......‬‬ ‫‪.‬‬
‫شهر يونيه‬
‫‪..‬‬ ‫‪.........‬‬
‫‪...‬‬ ‫‪.........‬‬

‫‪...‬‬
‫‪..‬‬ ‫‪......‬‬
‫‪...‬‬ ‫‪.....‬‬ ‫شهر يوليو‬
‫‪..‬‬ ‫‪........‬‬

‫‪........ ....‬‬
‫‪..‬‬ ‫‪........ ....‬‬
‫شهر أغسطس‬
‫‪.‬‬ ‫‪...‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪... .‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪4‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪+++‬‬
‫‪5‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫اسم الدرس ‪ :‬نوح البار وبرج بابل – خيمة ومذبح‬

‫اآلية‪" -:‬وأما نوح فوجد نعمه فى عين الرب " (تك‪)8:6‬‬

‫أهداف الدرس‬
‫الهدف المعرفى‪ :‬ان يعرف قصة نوح البار‪.‬‬
‫الهدف المهارى‪ :‬ان يتدرب علي طاعة الرب‪.‬‬
‫الهدف الوجدانى‪ :‬ان يشعر بالثقة في وعود هللا‪.‬‬

‫عناصر الدرس‬
‫‪ -6‬كيف يعلن هللا بر نوح؟‪.‬‬ ‫‪ -1‬نوح ‪.‬‬
‫‪ -7‬الخروج من الفلك‪.‬‬ ‫‪ -2‬مواصفات الفلك وطلب الرب‪.‬‬
‫‪ -8‬خطية نوح‪.‬‬ ‫‪ -3‬الطوفان‪.‬‬
‫‪ -9‬أبناء نوح‪.‬‬ ‫‪ -4‬الحقائق التي يتعامل بها هللا مع نوح‪.‬‬
‫‪ -10‬برج بابل‪.‬‬ ‫‪ -5‬قوس قزح‪.‬‬

‫"وأما نوح فوجد نعمه ىف عني الرب " (تك‪)8:6‬‬


‫‪ +‬اهتمام هللا بالنفس الواحدة ألن العالم كله يمتلىء بالشر‬

‫‪+‬كان نوح رجلا باراا كاملا فى أجياله‬

‫ا‪ -‬بره بالقياس والمقارنه بجيله لكن فى أجيال أخرى يوجد من هو باراا أكثر من نوح‬

‫ب‪ -‬لم يكن بره براا مطلقا بل جزئيا بالمقارنة باألجيال التى هو فيها‬

‫إختلط أوالد هللا بأوالد العالم و كثر الشر فى األرض ماعدا أسرة واحدة وسط هذا الشر هى أسرة نوح لم تحزن قلب‬
‫هللا فلم ينساهم هللا رغم قلة عددهم ‪.‬‬
‫لذلك اختار هللا نوح وطلب منه أن يبنى فلك و أعطاه كل المواصفات وطلب منه‬

‫‪+++‬‬
‫‪6‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ -1‬أن يأخذ ‪ 7‬أزواج من الحيوانات الطاهرة ليقدم منها ذبائح وزوج‬
‫من الحيوانات غير الطاهرة ذكر و أنثى ليكون نسل على وجه األرض‬
‫‪.‬‬
‫‪ -2‬فعلا بدأ نوح فى البناء لمدة ( ‪ ) 100‬سنة تقريبا ا وكان الناس‬
‫يسخرون من نوح وغير مصدقين ورفضوا التوبة ‪.‬‬
‫‪ -3‬وبعد أن كمل بناء الفلك طلب هللا من نوح أن يدخل الفلك هو‬
‫وزوجته و أوالده الثلثة وزوجاتهم وأغلق هللا الباب ليعلن لهم حمايته‬
‫ورعايته بهم ‪ ,‬ثم أنفجرت كل ينابيع الغمر وأغرقت األرض كلها بسيل‬
‫عظيم لمدة ‪ 40‬يوم متواصل ‪ ,‬وماتت جميع الكائنات الحية ‪.‬‬
‫‪ -4‬وبعد حوالى سنة وعشرة أيام تقريبا خرج نوح و أوالده من الفلك ‪ ,‬و أول شئ عمله نوح بنى مذبح وقدم ذبيحة‬
‫شكر هلل ‪.‬‬
‫"وبىن نوح مذحبا للرب ‪ ,‬وأخذ من لك الهبامئ الطاهرة ومن لك الطيور الطاهرة و أصعد حمرقات عىل املذحب" (تك ‪. )20 : 8‬‬
‫"فتنسم الرب راحئة الرضا‪ .‬وقال الرب يف قلبه ‪ <<:‬ال أعود ألعن الرض أيضا من أجل االإنسان‪ ,‬لن تصور قلب االإنسان رشير منذ‬
‫حداثته‪ .‬وال أعود أيضا أميت لك ىح كام فعلت>>" (تك ‪.)21 : 8‬‬
‫‪ -5‬ووعد هللا نوح بأن ال يهلك األرض مرة أخرى وقال له مثل ما قال ألدم أوالا ‪.‬‬
‫"وابرك هللا نوحا وبنيه وقال هلم ‪ << :‬أمثروا و أكثوا واملوا الرض>>"‬
‫إلن الهدف من الطوفان تجديد الخليقة وليس إبادة الخليقة وكانت أول مرة يطلب هللا من اإلنسان أن يأكل اللحوم ‪.‬‬
‫"لك دابة حية تكون لمك طعاما‪ .‬اكلعشب الخرض دفعت اإلىمك امجليع" (تك ‪. )3 : 9‬‬
‫"غري أن محلا حبياته ‪ ,‬دمه ‪ ,‬ال تألكوه" (تك ‪)4 : 9‬‬
‫أولا‪ -:‬الفلك ورموزه‬

‫‪+‬فكر هللا أن يهلك العالم بسبب الخطية‬

‫‪ +‬إختار هللا الفلك من أجل النجاه وهو اختيار رمزى نبوى‬

‫رمز لتجديد الطبيعة البشرية‬ ‫‪‬‬


‫رمز للكنيسة‬ ‫‪‬‬
‫عمل المسيح المعلن لنا‬ ‫‪‬‬
‫رمز المعمودية‬ ‫‪‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪7‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫" إاذ عصت قدميا حني اكنت أانه هللا تنتظر مرة ىف أايم نوح إاذ اكن الفكل يبىن اذلى فيه خلص قليلون أى مثاىن أنفس ابملاء اذلى مثاهل‬
‫خيلصنا حنن الآن أى املعمودية ال إازاةل وخس اجلسد بل سؤال مضري صاحل عن هللا بقيامة يسوع املس يح" (‪ 1‬بط‪)21,20: 3‬‬

‫ثانيا ا‪ :‬مواد الفلك ورموزها‬

‫الماء – الخشب‬
‫الماء ‪ :‬المعمودية‬
‫الخشب ‪ :‬الصليب (خشب السرو )‬

‫ثالثا ا‪ :‬خارج الفلك (رمز الموت )‬


‫الحمامة ‪ :‬ال تعيش على الجيفة ‪ ,‬رمز للحياة الهادئة ‪ ,‬عمل الروح القدس‬
‫الغراب ‪ :‬يعيش على الجيفة ‪ ,‬رمز الخطية‬

‫رابعا ا‪ :‬رموز أبعاد الفلك‬


‫الذي يصنع عمله بتدقيق شديد‬
‫الطول والعرض واألرتفاع ‪ :‬رمز الفضائل المسيحية اإليمان والرجاء والمحبة‬
‫الطول ‪ 300‬ذراع ‪ ( 3* 100 :‬اإليمان الكامل بالثالوث القدوس )‬
‫العرض ‪ 50‬ذراعا ‪:‬‬
‫‪ ‬المحبة‬
‫‪ ‬عمل يوم الخمسين تأسيس الكنيسة المسيحية‬
‫‪ ‬التمتع بالغفران فى سنة إلىوبيل ( الخمسين )‬

‫‪ .‬األرتفاع ‪ 30‬ذراعا ا ‪:‬‬

‫‪ ‬الرجاء فى السماويات‪.‬‬
‫‪ ‬هللا ال يضيع حق أوالده‪.‬‬
‫‪ ( o‬ذراع الكتاب المقدس ثلثة أضعاف الذراع العادي)‬

‫خامسا ا‪ :‬رموز طالء الفلك‬

‫يطيل الفكل من اخلارج وادلاخل ابلقار‪( .‬تك‪)14:6‬‬


‫طلء من الخارج ‪ :‬يشير إلى نقاوة القلب حيث يثمر الخارج سلوك مسيحي‪.‬‬
‫القار من الخارج ‪ :‬محروسين من كل جانب‪.‬‬
‫القار من الخارج ومن الداخل‪ :‬اإلنسان ال يترك ثغرة فى حياته‬

‫‪+++‬‬
‫‪8‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫سادسا ا‪ :‬أبواب ومساكن الفلك‬

‫الباب الجانبي ‪ :‬جنب يسوع (عمل يسوع بالدم)‬


‫الثالث طوابق ‪ :‬تشير إلى السموات المختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬المدينة الثانية‬
‫‪ ‬ثالث رتب الكهنوت‪.‬‬
‫‪ ‬الثمار‪30‬‬
‫سابعا ا‪ :‬ما بداخل الفلك‬

‫‪ +‬دخل إلى الفلك ‪ 8‬أنفس حيث يشير رقم ‪ 8‬إلى الحياة ما بعد الزمان‪ ...‬اليوم الثامن يشير إلى الحياة الجديدة‪.‬‬

‫‪ +‬يشير إلى الراحة األبدية‪.‬‬

‫‪ +‬يشير إلى الخلود‪.‬‬

‫‪ +‬دخل إلى الفلك حيوانات طاهرة ونجسة‪ :‬هذا تقليد ولم تكن هناك وصية بذلك‬

‫‪ +‬هللا يلعن خلص اإلنسان ويبين مدي أناته في أنتظار الخطاة‪.‬‬

‫"هللا اليأخذ البار مع الثمي" (تك‪)23:18‬‬


‫هللا يشهد ألوالده‪:‬‬

‫يشهد لنوح قائلا‪ " :‬إاايك رأيت ابرا دلى يف هذا اجليل " (تك‪.)1:7‬‬ ‫‪-1‬‬
‫يشهد للتلميذ‪" :‬وأنمت طاهرون‪( "....‬يو‪.)10:13‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -3‬بولس الرسول يشهد لتيموثاوس‪.‬‬

‫‪ ‬أفنى كل انسان ولكن نوح كان محفوظا‬

‫"وإان اكن إانساننا اخلارج يفىن فادلاخل يتجدد يوما فيوما " (‪2‬كو‪)16 :4‬‬

‫أولا‪ -:‬حوادث الطوفان‪-:‬‬

‫حدث الطوفان في سنة ‪ 1656‬من تاريخ العالم‪.‬‬

‫‪ -1‬تجميع الحيوانات والطيور‪ -:‬في سبعة أيام‪.‬‬


‫‪ -2‬دخول نوح إلى الفلك‪ :‬في اليوم السابع عشر في الشهر الثاني من السنة الست مائة من حياة نوح‪.‬‬
‫‪ -3‬سقوط األمطار وإنفجار الينابيع = ‪ 40‬يوماا‬

‫‪+++‬‬
‫‪9‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ -4‬تعاظم المياة‪ 150=40+110 -:‬يوما ا‬
‫‪ -5‬ظهور روؤس الجبال‪ -:‬في اليوم األول من الشهر العاشر = ‪ 74‬يوماا‪.‬‬
‫‪ -6‬كشف غطاء الفلك‪ -:‬بعد ‪ 100‬يوم‪.‬‬
‫‪ -7‬إرسال الغراب بعد هذا الحدث‪ -:‬بعد ‪ 40‬يوماا‪.‬‬
‫‪ -8‬إرسال الحمامة األولي‪ 7 -:‬أيام‪.‬‬
‫‪ -9‬إرسال الحمامة الثانية‪ 7 -:‬أيام‪.‬‬
‫رحلة الحمامة الثالثة‪ 7 -:‬أيام‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫الخروج من الفلك‪ -:‬بعد ‪ 57‬يوماا‬ ‫‪-11‬‬
‫الرحلة كلها‪ 371 -:‬يوماا‬ ‫‪-12‬‬

‫ثانيا ا‪ -:‬بعض رموز الطوفان‪-:‬‬


‫‪ ‬أستمر الطوفان أربعون يوماا‬

‫كما صام السيد المسيح وموسي وإيليا أربعون يوماا‬


‫‪ 40 +‬يوما ا تشير إلى‪ :‬الحياة األبدية التي ننالها من خلل المعمودية‪.‬‬
‫‪ -1‬دخول الفلك طاعة باإليمان‪.‬‬
‫( أحيانا ا يسخر الناس من اإلنسان الذي يعيش لربنا لكن اليهتم به )‬
‫‪ -2‬رقم(‪ )7‬يرمز لعمل الكنيسة اليومى فى حياة اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -3‬كان المطر على األرض ‪ 40‬يوما‬
‫‪ +‬لم يكن الطوفان مطراا فقط بل " إانفجرت لك ينابيع الغمر العظمي وإانفتحت طاقات السامء " (تك ‪)11: 7‬‬
‫‪ +‬هللا يستخدم كل الوسائل من أجل إنقاذ أوالده‬

‫‪ +‬بقدر ما يتعاظم الماء ‪" :‬اكن الفكل يسريعىل وجه املياه" (تك ‪)18:7‬‬
‫‪ -4‬أرتفاع الفلك نجاة ألوالد هللا‬

‫‪ " .‬فتغطت مجيع اجلبال الشاخمة الىت حتت لك السامء" (تك ‪)19:7‬‬
‫‪ .‬هلك الذين فى الخارج ( دينونة الذين يرفضون )‪.‬‬

‫‪ - 5‬غلق الباب‪" :‬وأغلق الرب عليه " ( تك ‪)16:7‬‬


‫يذكرنا بالمستعدات فى مثل العذارى الحكيمات والجاهلت‬

‫‪ - 6‬أجاز هللا ريحا ‪ :‬رمز لعمل الروح القدس‬

‫هللا يخلصه بالماء ثم يتذكره بالريح ( هللا يستخدم كل الوسائل من أجل خلص أوالده)‬

‫‪+++‬‬
‫‪10‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫"ذكر هللا نوحا ولك الوحوش ولك الهبامئ الىت معه ىف الفكل وأجاز هللا رحيا عىل الرض فهدأت املياه" ( تك‪)1:8‬‬
‫الماء والريح ‪ :‬هللا يجيز ريحا ا فى المعمودية‬

‫‪ - 7‬اليوم األول من الشهر العاشر‪ :‬يشير إلى استخدام الوصايا‬

‫‪ – 8‬الغراب والحمامة‪:‬‬

‫المعمودية تطرد اإلنسان العتيق (الغراب)‬

‫المعمودية تحتفظ بالروح الوديع النقى (الحمامة)‬

‫الحمامة األولى ‪ :‬اإلنسان الروحى ال يستريح فى الخطية‬

‫الحمامة الثانية ‪ :‬اإلنسان الروحى رمز للسلم‬

‫س‪ :‬لماذا يرمز غصن الزيتون للسالم؟‬

‫‪ .‬ألنه دائم الخضرة ‪ :‬ال تتأثر خضرته بالعواصف‬

‫‪ .‬ألنه ال يفسد من ماء الطوفان ‪ :‬ألن زيته نقى‪.‬‬

‫الحمامة الثالثة ‪ :‬اإلنسان المفدى الذى تمتع ببركة الفلك وصار له نصره بالفلك ويستقر فى أحضان هللا‬

‫‪ – 9‬السنة ‪ : 601‬رمز ليوم الحياة الجديدة ‪ ,‬تجديد الخليقة التى صارت للبشرية ‪.‬‬

‫ملحوظة ‪ :‬يذكر أن مكان الفلك كان فى جبل أراراط فى أرمينيا‬

‫‪ . 1‬بالمعمودية والصليب يصير البركة ‪:‬‬


‫"وابرك هللا نوحا وبنيه وقال هلم أمثروا وأكثوا وأملوا الرض" ( تك ‪)1:9‬‬
‫‪ . 2‬السلطان على الحيوان ‪:‬‬
‫"لتكن خشيتمك ورهبتمك عىل لك حيواانت الرض ولك طيور السامء ‪ (" ...‬تك ‪)2:9‬‬
‫‪ . 3‬السماح بأكل الذبائح ( إشارة ضرورية للفداء والصليب ‪ ,‬لإلفخارستيا فى العهد الجديد )‬
‫"لك دابة حية تكون لمك طعاما" (تك ‪) 3:9‬‬
‫‪ . 4‬منعهم من أكل الدم ‪:‬‬
‫ولكن لماذا؟‬ ‫" غري أن محلا حبياته دمه ال تألكوه " ( تك ‪) 4:9‬‬
‫أ – أسباب سلوكية ‪ :‬يحفظهم من السلوك الوحشى‬
‫ب – أسباب صحية ‪ :‬غير مفيد صحيا‬
‫ج – أسباب روحية ‪ :‬ألن الدم يرمز للفداء والحياة المبذولة التى محل كل إحترام بشرى‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪11‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫هللا يجدد عهده مع نوح من خلل قوس قزح‬
‫نصف دائرة ملونة تحدثها أشعة الشمس عند سقوطها على قطرات المطر‬

‫‪ -1‬قوس قزح فى الكتاب المقدس ‪:‬‬


‫‪ . 1‬فى سفر حزقيال ‪" :‬مكنظر القوس الىت ىف السحاب يوم مطر هكذا منظر‬
‫اللمعان من حوهل ‪( "...‬حز ‪) 28:1‬‬
‫‪ . 2‬فى سفر الرؤيا ‪" :‬مث رأيت مالاك أ آخر قواي انزال من السامء مترسبال بسحابة‬
‫وعىل رأسه قوس قزح" (رؤ ‪) 1:10‬‬

‫‪ -2‬ألوانه السبعة ‪:‬‬


‫تشير إلى كمال الفضائل ‪ ,‬تظهر محبة هللا وإعلناته وأعماله الكثيرة‪.‬عند النظر الى قوس قزح ‪:‬‬
‫‪ . 1‬تضيع مخاوف الغرق‪.‬‬
‫‪ . 2‬تذكر وعد المسيح بالنجاة‪.‬‬

‫‪ -3‬متى خلق قوس قزح؟‬


‫البعض يقولون أنه قبل الطوفان والبعض يقولون أنه بعد الطوفان األرجح ‪ :‬أنه كان موجوداا قبل الطوفان وصار‬
‫علمة عهد بين هللا واإلنسان بعد الطوفان‪.‬‬

‫‪ . 1‬وجد نعمة عند هللا "أما نوح فوجد نعمة فى عينى الرب" (تك ‪) 8:6‬‬
‫‪ . 2‬إعلنات إلهية‬
‫‪ . 3‬األهتمام والعناية من خلل الطيور داخل الفلك‪.‬‬

‫‪ – 1‬بنى مذبحا للرب (تك ‪) 20:8‬‬


‫تقديم الشكر ألن هللا هو األول واآلخر‬

‫‪ – 2‬تقديم ذبائح "أصعد محرقات على المذبح" (تك ‪) 20:8‬‬


‫الذبيحة ترمز لستر هللا على خطايا اإلنسان‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪12‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ +‬شرب الخمر‬
‫‪ +‬أول من إختبر السكر‬
‫‪ +‬ربما لم يكن يعرف فاعلية الخمر‬
‫‪ +‬بر نوح لم يكن بره الشخصى بل عطية من ربنا‬
‫‪ +‬يعطى درساا أن الخمر مستهزئة وال يجب األستهانة باألمور الصغيرة‬
‫‪ +‬السكر يفقد اإلنسان سترته‬
‫‪ +‬كان مستوراا ‪ 600‬سنة وتعرى سنة وأذلته الخطية فى وقت قصير‪.‬‬

‫يـافث‬ ‫حـام‬ ‫سـام‬


‫أوروبا‬ ‫أفريقيا‬ ‫اسيا‬
‫جد األمم‬ ‫المصريين‬ ‫إبراهيم‬

‫خطية حام ‪:‬‬


‫‪ +‬لم يكرم أباه‬
‫‪ +‬كشف عوره أبيه‬
‫‪ +‬لم يسلك بالروح‬
‫‪ +‬قام بإدانه أبيه نوح‬
‫‪ +‬شجع كنعان على السلوك بالشر‬
‫(ضرورة ستر خطايا اآلخرين)‬

‫‪+++‬‬
‫‪13‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫لعن كنعان ‪:‬‬

‫‪" ‬فقال ملعون كنعان عبد العبيد يكون لخواته" ( تك ‪) 25:9‬‬


‫ربما ألنه سخر من جده أكثر من أبيه حام ‪ ...‬ألن هللا بارك حام‪.‬‬

‫سام ‪ :‬بارك هللا سام ألن من نسله ابراهيم والسيد المسيح‪.‬‬

‫يافث ‪ :‬يرمز إلى األممين الذين يؤمنون و يدخلون إلى حظيرة المسيح‪.‬‬
‫"من هؤالء تشعبت الرض" (تك ‪) 19:9‬‬

‫‪ +‬لم يستخدم نوح الكرم الذى غرسه فى شكر ربنا بل فى أخطاء األخرين‪.‬‬

‫‪ +‬ستر خطايا العورة ‪ ,‬هذا ما صنعه إبنى نوح سام ويافث‬


‫"مش يا اىل الوراء وسرتا عورة أبهيام ووهجاهام اىل الوراء" ( تك ‪) 23:9‬‬
‫بذل المجهود فى ستر خطايا اآلخرين‪.‬‬
‫أشهر قديس ستر خطايا اآلخرين هو أبو مقار‬

‫‪ +‬لعن كنعان من الرب ومن نوح "ليكن كنعان عبدا هلم" (تك ‪) 27:9‬‬
‫هذه اآلية يستند إلىها اليهود فى معاملتهم مع الفلسطينين ولكن بعد الصليب انتهت بعبارة " شعب هللا اخملتار ‪.‬‬

‫هــل تعــرف مـن أيــن أتـــت لغـات العــالم ؟؟؟‬


‫بعد الطوفان بوقت طويل فكر الناس فى خطة بها يهربوا من عقاب هللا وهى أنهم‬
‫يبنوا مدينة كبيرة ببرج عالى ‪.‬‬
‫"وقال بعضهم لبعض همل نصنع لبنا (طوب مصنوع من الطين) ونشويه ش يا فاكن هلم‬
‫‪.‬‬ ‫اللنب ماكن احلجر‪ ,‬واكن هلم امحلر (الزفت) ماكن الطني " (تك ‪)3 : 11‬‬
‫ومن هنا بدأت صناعة الطوب ‪.‬‬
‫"وقالوا‪<< :‬همل ننب لنفس نا مدينة وبرجا رأسه ابلسامء‪ .‬ونصنع لنفس نا اسام لئال نتبدد عىل‬
‫وجه الرض>>" (تك ‪. )4 : 11‬‬

‫‪ ‬لكن كان هلل له خطة أخرى بلبل ألسنتهم و أعطاهم لغات مختلفة وكل الذين تكلموا لغة واحدة أرتحلوا معا وهكذا‬
‫أرسلهم هللا ألنحاء األرض كلها ‪ ,‬وكانت األرض إسمها شنعار لكن دعيت فى ما بعد بابل ألن هللا بلبل ألسنتهم‬

‫‪+++‬‬
‫‪14‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫وهذا كان نسل حام ومنه المصريين ‪.‬لم يكن الشر فى المدينة نفسها لكن الشر فى أنهم لم يصدقوا وعد هللا ألبيهم‬
‫نوح‪.‬‬

‫التطبيق‬
‫سفر التكوين األصحاح الحادي عشر‬
‫حأول أن تعرف رقم اآلية ‪:‬‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫أ) وكانتاألرض كلهالسانا ً واحداً ولغة واحدة‪.‬‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫ب) فنزل الربلينظر المدينة والبرجاللذين كانبنوآدم يبنونهما‪.‬‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫ج) لذلكدعي أسمها بابل ألنالرب هناك بلبل لسانكل األرض‪.‬‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫د) هلم ننزل ونبلبل هناكلسانهم حتي اليسمع بعضهملسان بعض‪.‬‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫ه) وقااللرب هوذا شعب واحد ولسانواحد لجميعهم‪.‬‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫و) وقالوا هلم نبنألنفسنا مدينة وبرجا ً رأسه بالسماء‪.‬‬
‫‪ ‬واآلن حل المعادلة الحسابية التإلىة‪:‬‬
‫ج ‪ +‬أ = ‪ ÷ .....‬ب = ‪ + .....‬و = ‪ ÷ .....‬ه = ‪ + .....‬د = ‪........‬‬

‫‪ ‬علي ماذا يدل هذا الرقم في األصحاح السادس من سفر التكوين‪.‬‬


‫أذكر اآلية التي ذكر فيها الذي يمثل هذا الرقم مع ذكر الشاهد‪.‬‬
‫اآلية ‪. ............................................................................................................ :‬‬
‫الشاهد ‪. ........................... :‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪15‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫اسم الدرس ‪ :‬سحابة وجبل – جبل الزيتون – عيد الصعودالمجيد‬

‫الشاهد الكتابي‪( :‬أع‪)14-1:1‬‬

‫اآلية‪ -:‬خير لكم أن أنطلق ألنه إن لم أنطلق ال يأتيكم المعزى (يو ‪)7:16‬‬

‫أهداف الدرس‬
‫الهدف المعرفى‪ :‬ان يعرف كيف صعد السيد المسيح ومتي؟!‬
‫الهدف المهارى‪ :‬ان يتدرب علي طقس الكنسي لعيد الصعود‪.‬‬
‫الهدف الوجدانى‪ :‬ان يشعر بأن صعود الرب تكمله لخطة الخالص‪.‬‬

‫عناصر الدرس‬
‫‪ -7‬الصعود واستعالن المجئ الثاني‪.‬‬ ‫‪ -1‬عيد الصعود‪.‬‬
‫‪ -8‬الصعود وكمال النبوات‪.‬‬ ‫‪ -2‬الطقس الكنسي وخميس الصعود‪.‬‬
‫‪ -9‬المسيح صعد إلي السموات‪.‬‬ ‫‪ -3‬أيقونة الصعود‪.‬‬
‫‪ -10‬أصعدنا معه‪.‬‬ ‫‪ -4‬الصعود تاج األعياد‪.‬‬
‫‪ -11‬فرح السمائيين بالصعود‪.‬‬ ‫‪ -5‬المفهوم الروحي للعيد‪.‬‬
‫‪ -12‬جلس عن يمين اآلب‬ ‫‪ -6‬أخذته سحابة‪.‬‬

‫التمهيد‬
‫"وملا قال هذا إارتفع ومه ينظرون‪ .‬وأخذته حسابة عن أعيهنم‪ .‬و فامي اكنوا يشخصون إاىل السامء و هو منطلق إاذا رجالن قد وقفا هبم‬
‫بلباس أبيض‪ .‬و قاال إاهيا الرجال اجلليليون ما ابلمك واقفني تنظرون إاىل السامء إان يسوع هذا اذلي إارتفع عنمك إاىل السامء س يأيت هكذا كام‬
‫رأيمتوه منطلقا إاىل السامء حينئذ رجعوا إاىل أورشلمي من اجلبل اذلي يدعى جبل الزيتون اذلي هو ابلقرب من أورشلمي"(أع ‪)12-9:1‬‬
‫فإذ قد سبقت السماء حاملة إلى األرض البشارة المفرحة بنزول المسيح إلىها وتجسده وتأنسه‪،‬فاليوم نزف إلى السمائيين‬
‫بشارة فرح وإبتهاج بقيامة الرب من األموات بصعوده إلى السماء‪.‬‬

‫فأى شكر وتسبيح نقدمه لمخلصنا فى هذا اليوم‪،‬الذى أقام طبيعتنا وأصعدنا معه‪،‬ذاك الذى فى صعوده حملنا معه وأجتاز‬
‫السموات ورفع فى المجد‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪16‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ -1‬عيد الصعود‬

‫وعيد الصعود أو خميس الصعود من األعياد السيدية الكبرى‬


‫ويعد مجد األعياد ألن فيه صعد الرب بمجد عظيم إلى السماء أمام تالميذه بعد أن‬
‫أكمل تدبير الفداء والخالص‪ .‬وتحتفل الكنيسة بالعيد حسب أوامر الرسل األطهار‬
‫إذ جاء فى أقوالهم ‪:‬‬

‫"ومن أول يوم الجمعة األولى إحصوا األربعين يوما إلى خامس السبوت ثم‬
‫إصنعوا عيد صعود الرب‪ .‬الذى كمل فيه كل التدبيرات وكل الترتيب وصعد إلى‬
‫هللا اآلب الذى أرسله وهو مزمع أن يجعل أعداءه تحت موطئ قدميه‪".‬‬

‫‪ -2‬الطقس الكنسى وخميس الصعود‪.‬‬

‫فى هذا اليوم يكتمل أربعون يوما ً بعد القيامة لذلك من المحتمل أن يأتى الصعود يوم خميس وتشير القراءات إلى أحداث‬
‫هذا اليوم حيث ظهور المسيح األخير لتالميذه بعد أن ظهر مرات عديدة خالل األربعين المقدسة ‪،‬ثم أخذهم إلى بيت عنيا‬
‫وباركهم‪ ،‬ومن بيت عنيا إلى جبل الزيتون القريب منها وعلى هذا الجبل كان الصعود‪.‬‬

‫‪ -3‬أيقونة الصعود‪.‬‬

‫فى رسم على نسيج ملون من القرن السادس صورة المسيح وحوله المالئكة‪.‬‬
‫فى أسفل الرسم صورة السيدة العذراء وحولها الرسل اإلثنا عشر ربما كان ذلك رمزا للكنيسة‪.‬‬

‫‪ -4‬الصعود تاج األعياد‪.‬‬

‫‪ ‬تنحصر كتابات القديسون األوائل بالتأمالت الروحية حول هذا العيد‪ .‬فقد مدحه القديس إبيفانيوس‬
‫(‪403-320‬م) قائالً‪:‬‬
‫"إن هذا اليوم هو مجد بقية األعياد وشرفها ‪،‬ألن الرب أكمل فى هذا اليوم عمل الراعى العظيم بمحبته للخراف"‪.‬‬
‫‪ ‬ويمدح القديس ساويرس اإلنطاكى (‪536-459‬م) هذا العيد كأجل األعياد إذ يقول ‪:‬‬
‫"إنى احتفل بتقاليد الرسل القديسين التى سلمها لنا أعمدة الكنيسة كميراث أبدى ال يفنى بعد أن تسلموها كل واحد بدوره‬
‫كما يتسلم اإلبن من أبيه ‪ ،‬وهذه تمت على أيديهم وأزهرت فى الكنيسة ومن بين التقاليد التى إستلمناها ما تنادى به‬
‫الكنيسة اليوم لتعلمنا به أن المسيح ألجلنا صعد إلى السموات"‬
‫‪ ‬وفى تأمالت القديس يوحنا ذهبى الفم (‪407-347‬م) عن هذا العيد إذ يشرح نبوة داود النبى ويقول ‪:‬‬
‫"فى صعود المخلص رافقته مواكب المالئكة بالتسابيح وحولهم ضياء عظيم فى نور ومجد ال يوصف ‪،‬وعندئذ هتف‬
‫الروح القدس آمرا القوات السمائية قائال أرفعوا أيها الرؤساء أبوابكم ليدخل ملك المجد"‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪17‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫والسيد المسيح الملك الظافر الممجد فى السماء واألرض ‪،‬فى أحد الشعانين دخل السيد الظافر أورشليم السمائية ‪،‬‬
‫كان فى أحد الشعانين راكبا على جحش واليوم راكب على السحاب ‪،‬‬
‫دخل أوالً وسط تسابيح الشعب واليوم تستقبله المالئكة بالتسابيح‪.‬‬
‫أوالً كانوا يصرخون خلصنا واليوم يهتفون خلصتنا‪.‬‬
‫دخل أوالً هيكل الذبائح و اليوم يدخل بذبيحته المقدسة‪.‬‬
‫أوالً دخل ليتألم واليوم دخل إلى مجده فى السموات‪.‬‬

‫‪ -5‬المفهوم الروحى للعيد‪.‬‬

‫‪ ‬إ ن بركات الكنيسة التى أخذتها فى صعود الرب تملئ قلوب المسيحيين بالرجاء وأفواه المؤمنين‬
‫بالتسبيح والشكر للسيد المسيح الذى غلب بقيامته وصعد فى مجده ‪ ،‬ومن هذه البركات فى هذا العيد‬
‫المجيد ما يتضح‪:‬‬

‫‪ ‬فى صعود السيد المسيح إعالن عن الهوته‪ ،‬فالذى عاش بالجسد معانا على األرض وهو يخفى الهوته ‪ ،‬اليوم‬
‫يتمجد فوق الخليقة كلها‪ ،‬فهو إله بطبيعته أزلى فى جوهره‪،‬والذين ينكرون الهوت المسيح وال يعترفون أن هللا جاء‬
‫فى الجسد بماذا يجاوبون عن صعوده ‪ ،‬فإذ ونحن نعيد اليوم بهذا العيد المجيد نعترف أن يسوع المسيح هو رب‬
‫المجد (فى ‪)11:2‬‬

‫‪ ‬وفى هذا اليوم توجت البشرية إذ أن السيد الذى شارك البشرية فى طبيعتها وأخذ جسدا اليوم صعد بهذا الجسد إلى‬
‫المجد ‪،‬ففى صعوده‬
‫" َح ْي ُث َد َخ َل ي َُسو ُع َك َساب ٍِق لَ ْج ِلنَا‪َ ,‬صائِرا عَ َىل ُرتْ َب ِة َملْ ِِك َصاد ََق‪َ ,‬رئِ َيس َكهَنَ ٍة ا َىل الَب َ ِد" (عب‪)20 :6‬‬
‫ِ‬
‫فاليوم صعد إلى السماء وأصعدنا معه‪.‬‬
‫‪ ‬وبصعود الرب إلى السماء لم نعد نرتبط باألرض لقد أصبحنا سمائيين ‪،‬ألنه صعد إلى السماء وهو يحملنا جميعا فيه‬
‫"اان فهيم و انت يف ليكونوا ممكلني اىل واحد" (يو ‪)23:17‬‬
‫وفيه لم تعد طبيعتنا البشرية ساقطة ألن الرب أصعدها فى هذا اليوم فصارت ذات كرامة بحلول السيد فيها ثم‬ ‫‪‬‬
‫صارت ممجده بعد قيامته وصعوده ‪،‬فالجسد الذى أخذه من السيدة مريم العذراء ومات على الصليب هو ذات‬
‫الجسد الذى قام من األموات وصعد إلى السموات ‪،‬وهو أيضا بذلك يعطى تأكيدا أنه لم يقم روحا ً فقط ‪،‬ولكنه قام‬
‫بجسده أيضً ا وهو الذى رآه التالميذ يرتفع حتى غاب عن أعينهم‪.‬‬
‫فى هذا العيد نبتهج بفرح إذ عاد التالميذ إلى أورشليم بفرح عظيم ‪،‬لقد وهب للكنيسة فى هذا اليوم أن تنال‬ ‫‪‬‬
‫فرحها بصعود الرب إلى السماء ‪،‬ففى هذا العيد المجيد نبتهج ونحن لنا هذا الفرح فى هذا اليوم ‪.‬فلنخرج مع‬
‫التالميذ إلى جبل الزيتون جبل الصالة فى إختالء مع الرب ‪،‬بعيدا عن العالم حينئذ نكون فى مجال جاذبية‬
‫السماء ‪،‬ونثبت أعيننا فى السماء حيث صعد الرب فى مجده ‪،‬ولنرفع قلوبنا نقية ونفوسنا فى إشتياق ونسجد مع‬
‫التالميذ فى الجبل المقدس ‪،‬فنكون مع التالميذ الذين رفع الرب يديه فى هذا اليوم وباركهم ورجعوا بفرح‬
‫عظيم‪.‬آمين‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪18‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫أى سحابة مقدسة تلك التى أخذت السيد المسيح عن أعين التلميذ‪,‬‬
‫أى سحابة تلك التى حجبته عن رؤيتهم ‪! .‬‬
‫لعلها سحابة من‬ ‫كيف تحجبه سحابة وهو "اذلى جعل مسالكه عىل السحاب املاىش عىل أجنحه الرايح" (مز ‪) 3: 104‬‬
‫القوات السماوية من أجناد الشاروبيم والسيرافيم المتوهجون نارا‪.‬‬
‫‪ ‬ولقد ارتبط السحاب بظهور الرب ومجده‪ .‬فقد صار سحاب ثقيل على جبل سيناء عند حلول هللا وحضوره‬
‫وسط الشعب (خر ‪ ,)16: 19‬وكان عمود السحاب يتقدم الشعب فى‬
‫‪,‬‬ ‫مسيرته (خر ‪) 21: 13‬‬
‫‪ ‬إن السحاب وهو المرتفع فى األرض مكانه عن إشارة إلى السماء‬
‫فكان جدير أن يظهر فى صعود الرب إلى السماء وستكون السحب‬
‫هى العلمة التى تظهر فى السماء عند المجئ الثانى للرب "هوذا‬
‫يأىت مع السحاب وستنظره لك عني (رؤ ‪) 7 :1‬‬
‫كذلك جعل الرب أن يكون اختطاف المؤمنين على السحاب‬
‫فإننا نشتاق إلى تلك الساعة التى نتلقى فيها فى السحب لملقاة الرب‪....‬‬

‫‪ -7‬الصعود وإستعالن المجئ الثاني‬

‫‪ ‬تحدث الملكان اللذان ظهرا للتلميذ وقت صعود الرب عن سر مجيئه الثانى‪ ,‬واخيراا أن يسوع انطلق وصعد‬
‫إلى السماء سيأتى فى مجد أبيه‪ ,‬لقد كشف الصعود عن سر مجيئه رجاء الكنيسة الذى تنتظره وهى تسير نحو‬
‫السماء تبشر بموت الرب وتعترف بقيامته من األموات وصعوده إلى السموات‪ ,‬هذا المجئ الذى سبق الرب‬
‫واخبر به تلميذه قائلا ‪:‬‬
‫"وحينئذ يبرصون اإن االإنسان أتيا ىف حساب بقوة كثرية وجمد" (مر‪.) 26 : 13‬‬
‫‪ ‬لقد ارتبط المجئ الثانى للرب بصعوده وهذا ما قاله السيد لتلميذه‬
‫"وإان مضيت وأعددت لمك ماكان أآىت أيضا وأآخذمك ا ىإىل " (يو ‪)3 : 14‬‬
‫وفى صعود الرب نالت الكنيسة قوة صعودها وإرتفاعها ‪ ,‬فتصعد وتأتى إلىه فى مجيئه الثاني حينما يدعوها‬
‫"تعالوا اإىل اي مباريك أآيب"(مت‪)34:25‬‬
‫‪ -8‬الصعود وكمال النبوات‬

‫تنبأ داود النبى عن صعود الرب فى مجده وقال "صعد هللا بهتليل الرب بصوت البوق (املزمار) رتلوا الإلهنا‪ ,‬رتلوا مللكنا رتلوا لن‬
‫الرب هو مكل الرض لكها ‪ ,‬رتلوا قصيدة فاإن الرب مكل عىل لك الشعوب‪ ,‬جلس هللا عىل كرىس جمده" (مز‪, ) 47‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪19‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫وسفر المزامير ملئ بإشارات كثيرة عن صعود الرب (مز ‪( ,) 1 : 97‬مز‪0 : 18‬ا)‪.‬‬
‫حيث راى سلما‬ ‫ويفسر القديس بولس البوشى (القرن ‪ ) 13‬إشارة إلى الصعود فى رؤيا يعقوب (تك ‪) 13 -11 : 28‬‬
‫مرتفع من األرض إلى السماء وملئكة هللا نازلين وصاعدين عليه‪ ,‬والرب فوق أعلى السلم‪ . .‬فقد ارتفع الرب فوق‬
‫فى عله وابتهجت الملئكة بصعوده‪ .‬ويرى أيضا فى قصة الفأس وإلىشع ( ‪2‬مل ‪) 2 -1 : 6‬‬
‫قصة الفأس وإلىشع‬
‫فقد كانت هناك فأس وأثناء القطع بها سقطت فى الماء وغاصت فى القاع فجاء رجل هللا وقطع عوداا والقاها فى الماء‬
‫فى المكان الذى سقطت فيه الفأس عندئذ طفا الحديد على سطح الماء فمد الرجل يده وأخذه‪ ,‬وتأمل القديس بولس‬
‫البوشى فى القصة وقال أن سقوط الحديد يشبه سقوط البشرية التي تثقلت بالخطية وانحدرت متردية وسقطت فى القاع‬
‫ولم تقدر أن تصعد ثانية بسبب ثقل (دينونة) الخطية لكن هللا تحنن عليها وإتحد بجسد طاهر من القديسة مريم العذراء‬
‫وأصعده بغير مانع وأعطى لجنسنا القدرة على الصعود ‪.‬‬
‫نبوة سابقة تخبرنا عن صعود الرب وفيه رجاء‬ ‫وفى صعود النبيان اخنوخ (تك‪ , ) 24 : 5‬وإيليا (‪2‬مل ‪) 11 : 2‬‬
‫لصعودنا معه‪ ,‬ففى صعودهما من األرض إشارة الصعود السيد المسيح ولكن هناك إختلف جوهرى إذ ان أخنوخ‪:‬‬
‫هللا نقله‪.‬وإيليا‪ :‬أرسل الرب مركبة نارية حملته‪ ,‬بينما صعود المسيح أمر فائق للعقل و مملوء مجداا إذ نزل أوالا إلى‬
‫الجحيم وهو يطئ قوات الظلمة إذ جعل أعدائه موطئأ لقدميه‪ ,‬وسبى سبيا ا وصعد إلى السماء ومعه الغنائم‪ ,‬وجلس فى‬
‫عرش مجده (اف ‪) 8 :4‬‬
‫‪ -9‬المسيح صعد إلي السموات‬

‫"تأمل وقرب وقام من الموات وصعد اإىل السموات وجلس عن ميني أبيه"‬
‫قانون اإليمان ‪ .‬في سرد حوادث الصعود القديس لوقا يقول أن السيد فيما هو يبارك‬
‫تلميذه انفرد وأصعد إلى السماء (لو ‪ )51:24‬فالمسيح ارتفع فوق األرض وأجتاز‬
‫السموات فأى قوة تلك التي رفعته فوق جاذبية األرض ‪.‬؟ !وليس فقط جاذبية المادة‬
‫ولكن سلطانها أيضاا فهو بهذا القوة نزل إلى الجحيم بعد أن مات فى مساء الجمعة‬
‫العظيمة وصعد من الجحيم ولم يمسك منه ولهذا القوة نفسها قام من بين األموات‬
‫في اليوم الثالث وبهذة القوة نفسها صعد إلى السموات ال شك أنها قوة الهوتيه‬
‫فبينما السيد هو األزلي ال بداية له في صعوده لكنه أراد فقط ان يصعد جسديا امام‬
‫تلميذه لكي يشاهدوا صعوده فكانت مشيئته ان يرتفع بالجسد الى السماء وهو فيما‬
‫كائن باللهوت لم يفارقها فهو ان كان قد نزل إلىنا على األرض وتجسد وتأنس ومشى على‬
‫األرض وعاش بجسد بشريتنا لكن لم يخل منه مكانا في السماء او على األرض فهو مالئ الكل بلهوته فبعد ان أكمل‬
‫تدبير الفداء صعد ألنه ليس أحد صعد الى السماء اال الذي نزل من السماء ابن اإلنسان الذي هو في السماء (يو‪3‬‬
‫‪ )13:‬وكما أخبر السيد تلميذه عن االمه وموته وقيامته‬
‫بل ذكر‬ ‫أيضا سبق وان أخبرهم عن صعوده اذ قال أهذا يعثمك فان رأيمت ابن االإنسان صاعدا اىل حيث اكن أوال (يو‪)63: 6‬‬
‫السيد ذلك عدة مرات وأيضا في صلته الوداعية الى االب‪:‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪20‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫والان جمدين انت أهيا الاب عند ذاتك ابجملد اذلي اكن يل عندك قبل كون العامل (يو‪)5: 17‬‬
‫والسيد المسيح في اتضاعه كان يجرى اعماله امام تلميذه وقد أشار الى ذلك صراحة حين صار صوت االب فقال لهم‬
‫السيد وقتئذ ان هذا الصوت كان من اجلهم هم وهكذا كانت اعمال السيد ظاهرة لتلميذه فهو في طبيعته كامل في كل‬
‫شيء ولم يكن في حاجه ان يعتمد لكنه تعمد ألجلنا فلم تكن المياه لتطهره بل هو نزل إلى ها ليطهرها ويقدسها وعلى هذا‬
‫المثال صعد الى السماء قدام تلميذه لقد كانت مشيئته ان يصعد ال خفية بل ظاهرا امام تلميذه وليست معنى صعوده‬
‫انا لسماء كانت بدونه لحظة ألنه هو مالئ الكل بلهوته لكنه صعد بجسده واجتاز السموات من اجل خاصته (عب‪4‬‬
‫فان الذى نزل (ولم تخل السماء من الهوته) فوق جميع السموات لكى يمأل الكل في الكل ولذلك قال عنه سفر‬ ‫‪)14:‬‬
‫االعمال هذا رفعه هللا بيمينه رئيسا ومخلصا (اع‪)31 :5‬‬
‫‪ -10‬أصعدنا معه‬
‫واقامنا معه واجلس نا معه يف الساموايت (اف‪)6 :2‬‬
‫في صعود السيد المسيح اصعد البشرية معه اذ كانت قبل ساقطة وتحتاج لمن يصعدها فبدون صعود السيد لم يكن‬
‫ممكنا للطبيعة الترابية ان تصعد الى السماء والذين ليس لهم المسيح وبركات صعوده لن يكون لهم صعود الى السماء‬
‫ألنه كيف يمكن للجسدانيين ان يصيروا روحانيين لو لم يتجسد منهم رب األرواح‬
‫وكام اكن الرتايب هكذا أيضا الرتابيون وكام هو الساموي هكذا أيضا السامويون وكام لبس نا صورة اذلى من الرتاب س نلبس أيضا صورة‬
‫اذلى من السامء (‪1‬كو‪)49-48: 15‬‬
‫ففي تجسد المسيح اخذ طبيعتنا البشرية من العذراء القديسة مريم واتحد بها وفى قيامته تمجدت طبيعتنا فيه وفى‬
‫صعوده اصعدنا معه ألنه حملنا معه‬
‫فبعد ان اتحد الرب بجنسنا واخذ منه جسدا تمجد هذا الجنس فاصعده معه ألنه صعد بهذا الجسد الذى اخذه من وجعله‬
‫اهل ان يصير سماويا اذ اعطى الطبيعة الترابية كرامة ومجدا باتحادها باللهوت وهو بذلك وهب لنا نحن الترابيون‬
‫ان نبلغ رتبة السمائيين ألنه وهو‪ :‬باكورة جنسنا‬
‫لنه الق بذاك اذلى من اجهل اللك وهل اللك وهو ات بأبناء كثريين اىل اجملد ان يمكل رئيس خالصهم ابلآالم الن املقدس و املقدسني‬
‫مجيعهم من واحد فلهذا السبب ال يس تحى ان يدعومه اخوة (عب‪)11-10:2‬‬
‫وبغلبة السيد المسيح على الموت وهب لنا هذه الغلبة ورفع طبيعتنا الساقطة المغلوبة‬
‫"اذ قد تشارك الوالد يف اللحم وادلم أشرتك هو أيضا كذكل فهيام لىك يبيد ابملوت ذاك اذلى هل سلطان املوت (عب‪)14: 2‬‬
‫أي شكر و تسبيح نقدمه للسيد مخلصنا الذ رفع طبيعتنا واصعدنا معه ذاك الذى في صعوده حملنا معه واجتاز‬
‫السموات ورفع في المجد‬
‫‪ -11‬فرح السمائيين بالصعود‬
‫بينما كان التلميذ ينظرون وهم شاخصون بعيونهم في السماء حيث كان صعود الرب وجاءت السحابة واخذته عن‬
‫عيونهم ظهر ملكان بلباس ابيض ومنظرهما بهى تحدثا مع الرسل فاذا كانت الملئكة نزلت من السماء حاملة البشارة‬
‫بالتجسد فقد نزل جبرائيل يبشر ال سيدة العذراء ونزلت اجواق الملئكة تعلن فرح البشرية وقت ميلده ووقت التجربة‬

‫‪+++‬‬
‫‪21‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫جاءته أيضا الملئكة وفى البستان ليلة االمه نزل ملك من السماء وفى قيامة الرب نزلت الملئكة تبشر النسوة و‬
‫الرسل كذلك أيضا في صعود الرب ظهرت الملئكة وظهرت الجنود السمائيين تستقبل ملك الملوك ورب االرباب انه‬
‫اعلن عن ابتهاج السماء بصعود الرب وشركتها مع األرض في الفرح وتقديم السجود للرب الظافر الصاعد الى عله‬
‫واصعدت البشرية معه لتسترد مكانها في السماء وهذا ما جعل الملئكة تفرح وتبتهج فاذا كانت الملئكة تفرح بتوبة‬
‫انسان واحد (لو‪ )7:15‬فكم تكون فرحتها بعودة جنس البشر جميعه ورجوع البشرية الى السماء‬
‫‪ -12‬جلس عن يمين اآلب‬
‫بعد ان تمم السيد المسيح عمل الفداء وصعد إ لى السموات جلس عن يمين ابيه وليس المقصود هنا الجلوس الجسماني‬
‫في المفهوم البشرى فاهلل ليس له يمين او يسار و ليس هو محدود في طبيعته ولكن المعنى في جلوس االبن عن يمين‬
‫ابيه هو انه بعد ان اكمل عمل الفداء اخذ ماله من مجد وكان ذلك المجد مخفى في زمان تجسده‬
‫"اذلى وهو هباء جمده ورمس جوهره وحامل لك الش ياء بلكمة قدرته بعد ما صنع بنفسه تطهريا خلطاايان جلس يف ميني العظمة يف‬
‫العاىل"(عب‪)3: 1‬‬
‫فالسيد بعد ان اجتاز السموات جلس عن يمين ابيه (مر‪ )19: 16‬وهذه هي صورة المجد وكانت غير منظورة للتلميذ‬
‫وقت الصعود‬
‫والرب لم ينقص شيئا بسبب تجسده كذا لم يزد شيئا في صعوده ال هو قل في تجسده وال هو كثر في صعوده فمجده‬
‫لم ينقص حينما اخذ جسدا بشريا وال هو اخذ م جدا ليس له حينما صعد الى السماء فانه أي المسيح جلس عن يمين‬
‫العظمة أي االب وفى هذا الرد على هرطقة اريوس شرح (عب‪ )3: 1‬ألوغسطينوس‬
‫وهذا المفهوم يتضح في صلة المسيح الوداعية انا مجدتك على األرض العمل الذي أعطيتني ألعمل قد اكملته واالن‬
‫مجدني انت أيها االب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالمين (يو‪)5 :17‬‬
‫وفى جلوسه عن يمين االب جلس على عرش مجده (مز‪ )47‬اذ بالعدل والحق اتقن كرسيه فيسوع الذي وضع قليل‬
‫عن الملئكة بتجسده جلس في يمين العظمة في األعالى صائرا أعظم من الملئكة بمقدار ما ورث اسما أفضل منهم‬
‫(عب‪)4, 3 :1‬‬
‫ان السيد دخل الى مجده وقد سبق اشعياء ان تنبأ عن هذا انا الرب هذا أسمي ومجدي ال اعطيه آلخر (اش‪)8 :42‬‬
‫وفى جلوس السيد في مجده اخضع كل شيء تحت قدميه وهو ما شرحه القديس بولس الرسول "وما يه عظمة قدرته حنوان‬
‫حنن املؤمنني حسب معل شدة قوته اذلي معهل يف املس يح اذ أقامه من الموات واجلسه عن ميينه يف الساموايت فوق لك رئاسة‬
‫وسلطان وقوة وس يادة ولك امس يسمى ليس يف هذا ادلهر فقط بل يف املس تقبل أيضا واخضع لك يشء حتت قدميه"(اف‪-19: 1‬‬
‫‪ )22‬وهو ما س بق ان تنبا به داود النىب"قال الرب لرىب اجلس عن مييين حىت اضع اعدائك موطئا لقدميك"(مز‪)1: 110‬‬
‫ورأه دانيال النيب انه "اعطى سلطاان وجمدا وملكوات"(دا‪)13 :7‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪22‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫التطبيق‬
‫‪ ‬سفر أعمال الرسل األصحاح األول ((عدد ‪))15-1‬‬
‫أستخرج الحرف المتكرر في كل أجابة من األجابات التإلىة ثم قم بوضع كل حرف متكرر في الربعات الخاصة‬
‫به لتكتشف اآلية‪.‬‬

‫‪37،35،16‬‬ ‫‪ -1‬ألن يوحنا عمد بالماء وأما أنتم ‪ .......‬بالروح القدس‪.‬‬


‫‪40،34،30،26،23،14،10،9،1‬‬ ‫‪ -2‬هل في هذا الوقت ترد الملك إلى ‪. .......‬‬
‫‪65،60،57،56،50،45،43‬‬
‫‪61،58،54،27،24،11‬‬ ‫‪ -3‬بعد ما أوصى بالروح القدس ‪ .......‬الذين أختارهم‪.‬‬
‫‪52،20،2‬‬ ‫‪ -4‬ولما قال هذا أرتفع وهم ‪. ......‬‬
‫‪59،46،33،25،13،3‬‬ ‫‪ -5‬وتكونون لي شهوداً ‪ ...........‬وفي كل اليهودية‪.‬‬
‫‪49،5‬‬ ‫‪ -6‬أندراوس وفيلبس وتوما ‪ .........‬ومتي‪.‬‬
‫‪62،32،28،4‬‬ ‫‪ -7‬الذ هو بالقرب من أورشليم علي ‪. .......‬‬
‫‪63،51،48،42،29،22‬‬ ‫‪ -8‬موعد اآلب الذي ‪ ......‬مني‪.‬‬

‫‪10 9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪11‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪44 43 42 41 40‬‬ ‫‪39 38 37‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪36‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪62 61 60‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪35‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪34‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪64 65‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪33‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪32‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪50 51 52 53 54‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪31‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪20 21‬‬ ‫‪22 23 24 25 26 27 28 29‬‬

‫‪ +‬اآلية ‪. ...................................................................................................:‬‬

‫‪ +‬الشاهد ‪................... :‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪23‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫اسم الدرس ‪ :‬تداؤس وسمعان الرسوالن ويهوذا األسخريوطى‬

‫اآلية‪" -:‬سالما ً أترك لكم‪ .‬سالمى أُعطيكم ليس كما يعطى العالم أُعطيكم‬
‫أنا ال تضطرب قلوبكم وال ترهب" (يو‪)27:14‬‬

‫أهداف الدرس‬
‫الهدف المعرفى‪ :‬أن يعرف المخدوم سيرة اآلباء الرسل‬
‫الهدف المهارى‪ :‬أن يتدرب المخدوم علي التلمذة والمحبة الكاملة للرب‪.‬‬
‫الهدف الوجدانى‪ :‬أن يشعر بمحبة الرب يسوع والقوة التي يمنحها لتالميذه‪.‬‬

‫عناصر الدرس‬
‫أولا‪ -:‬الغيورين‪-:‬‬
‫‪ -4‬الغيورين في األناجيل‪.‬‬ ‫‪ -1‬حزب الغيورين‪.‬‬
‫‪ -5‬الغيورين والرب يسوع‪.‬‬ ‫‪ -2‬يهوذا تداؤس الرسول وجماعة الغيورين‪.‬‬
‫‪ -6‬المؤامرة الكبرى لليهود‪.‬‬ ‫‪ -3‬الغيورين وإنتظار المسيا‪.‬‬

‫رابعا ا‪ -:‬يهوذا األسخريوطي‬ ‫ثالثا ا‪ -:‬القديس سمعان القانوي‬ ‫ثانيا ا‪ -:‬القديس تداؤس الرسول‬
‫‪ -1‬رجل من قريوط‪.‬‬ ‫‪ -1‬القديس سمعان القانوي‪.‬‬ ‫‪ .1‬القديس تداؤس الرسول‪.‬‬
‫‪ -2‬أختيار الرب ليهوذا‪.‬‬ ‫‪ -2‬دعوة القديس سمعان الغيور‪.‬‬ ‫‪ -2‬حديث السيد المسيح وحيرة الرسول‪.‬‬
‫‪ -3‬الخيانة العظمي‪.‬‬ ‫‪ -3‬كرازة القديس سمعان الرسول‪.‬‬ ‫‪ -3‬كرازة القديس تداؤس الرسول‪.‬‬
‫‪ -4‬أستشهاد القديس سمعان الرسول‪.‬‬ ‫‪ -4‬أستشهاد القديس تداؤس الرسول‪.‬‬

‫أولا‪ -:‬الغيورين‬

‫الغيورون هم حزب من اليهود كانوا متشددين أفرطوا في حماسهم للدفاع عن أمتهم فجنحوا إلى التطرف وقد قادوا‬
‫تمرداا مسلحا ا ضد الرومان الذين كانوا يعتبرونهم وثنين نجسين وتخصص فرع أكثر إعتداالا يعمل نشاط علي حفظ‬
‫كيان اآلمة ويحثون إخوانهم اليهود علي التمسك بدينهم وكانوا يدفعونهم إلى ذلك بالقوة والعنف‪ .‬أما الغيورون‬
‫المتطرفين فقد استباحوا ألنفسهم سفك الدماء واتخذوا سبل القتل واالغتياالت فكانوا يندسون خفية وسط الجموع‬

‫‪+++‬‬
‫‪24‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫ويغتالون أعداءهم سواء من الرومان أو اليهود الذين كانوا يتعاونون مع المستعمر الرومانى ثم يهربون من المكان‬
‫بسرعة وكانوا يستخدمون الخناجر أو سيوف قصيرة يخفونها بين طيات ثيابهم لذلك أطلق عليهم (( حاملي الخنجر ))‬
‫وكانت السلطات الرومانية تعتبرهم ثوار مطلوب القبض عليهم وقتلهم فكانوا يتعقبونهم ويكافئون من يرشد عنهم‪.‬‬
‫وانضم إلىهم حزب الغيورين بعض المتحمسين الغيورين من اليهود الذين كانوا يتوقعون قرب ظهور المسيا المخلص‬
‫وقرب محئ مملكته وقد كان بين تلميذ الرب عدد من هؤالء الغيورين فقد رأوا في شخصه غيوراا متديناا يدافع عن‬
‫بنى جنسه ولكن منهج السيد المسيح وتعإلىمه عن محبة األعداء وطريق السلم الذي صار فيه وهو يقدم محبته للجميع‬
‫دون تمييز إذ هو نفسه كان يقبل أناسا من غير اليهود يونانيين ورومان ويشفي مرضاهم ورفض مبدأ العنف والقتل‬
‫وكان يدعو إلى السلم والمحبة هذا أصابت هؤالء الغيورين بالتشكك والتردد فى األستمرار والسير معه فيحدثنا‬
‫اإلنجيل عن بعض التلميذ الذين كانوا قد تبعوه ورجعوا من وراءه ولم يعودوا يمشون معه (يو‪ )66:6‬وعلي آيه‬
‫األحوال فإن دارسي الكتاب المقدس يعتبرون أن الرسل االربعه المذكورين في نهاية قائمة الرسل األثني عشر وهم‬
‫يعقوب بن حلفى ويهوذا وتداوس وسم علن القانوي ويهوذا األسخريوطي علي األرجح أنهم كانوا من حزب الغيورين ‪.‬‬
‫وفي بعض المخطوطات القديمه بينها محطوطين من اقدم المخطوطات عليها قوانين الرسل كان الرسول تداوس‬
‫الملقب لباوس يسمى يهوذا الغيور وبذلك يكون يهوذا تداوس من المتدينين المتحمسين ولعل هذا يفسر ذلك الحديث‬
‫الساخن الذي دار بين السيد المسيح وتلميذه يهوذا تداوس في ليلة العشاء األخير وسجله القديس يوحنا في إنجيله‬
‫(يو‪.)23-32:14‬‬

‫كان ينتمي الى حزب الغيورين وكان هناك حزبان الغيورين لهما نفس الهدف لكن يختلفان في األسلوب لتحقيقه فكان‬
‫حزب الغيورين المعتدل وهو حزب يتفق مع جماعة الكتبة والفريسين فيما يخص الغيرة علي العقيدة الدينية وتطبيق‬
‫سريعة موسي والحفاظ عليها منتظرين محي المسيا بل كانوا أكثر غيرة على الشريعة من الكتبه والفريسين أنفسهم‬
‫وهذا الحزب الديني الغيور ال يميل إلى العنف وال يسعى إلى القتل ‪ .‬أما الحزب األخر هو الحزب الغيور ي المتطرف‬
‫قلتلك عليه حزب السيكر‪ .‬وهى كلمة يونانية معناها الخنجر وأطلق علي هذا الحزب حانبى الخنجر أذ كان أعضاؤه‬
‫إرهابيين يمارسون االغتياالت بين الرومان المستعمرين ألرضهم والسيف في آن واحد لمحاربة الرومان واليهود‬
‫المسالمين لهم فقاموا بعمليات هجوم وقتل وتخريب في معسكرات العدو الرومانى وفي أملك اليهود الذين كانوا‬
‫يتواطؤون معه فنشروا الذعر والخوف وأشاعوا االضطراب والهلع ليس بين الرومان فقط لكن أيضا في قلوب اليهود‬
‫من طبقة الكهنوت األرستقراطية واتخذ هذا الحزب كمثال في نضاله ضد العدو الرومانى سلوم فينحاس بن العازار بن‬
‫هارون الكاهن (عد‪..)13-6:25‬‬

‫نشطت حركة الغيورين فقد كانت تنتظر المسيا الذي سيخلص إسرائيل من ذل المستعمر ‪ ,‬ولم يكونوا ينتظرون المسيا‬
‫وهم مكتوفوا األيدي ‪ ,‬بل استعملوا قوتهم وخططهم الهجومية والسياسية لكي يعجلوا بمجيئه ‪ .‬وانتشرت جماعة‬
‫الغيورين في البلد كلها ‪.‬‬

‫يظهر الغيورون في األناجيل ‪ ,‬فتذكر األناجيل حوادث تورط فيها الحزب الغيوري ‪ ,‬مثل ما ذكر عن الجليلين الذين‬
‫خلط بيلطس بدمهم بذبائحهم ‪ .‬فجاء في إنجيل القديس لوقا ‪ " :‬واكن حارضا يف ذكل الوقت قوم خيربونه عن اجلليلني اذلين‬

‫‪+++‬‬
‫‪25‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫خلط بيالطس دهمم بذابحئهم ‪ .‬فأجاب يسوع وقال هلم أتظنون أن هؤالء اجلليلني اكنوا خطاة أكث من لك اجلليلني لهنم اكنوا مثل هذا‬
‫‪ ,‬الك أقول لمك ‪ ,‬بل أن مل تتوبوا جفميعمك هكذا هتلكون " ( لو ‪ . ) 3 – 1 : 13‬وكذلك حادثة أخرى عن جماعة من الجليلين‬
‫كانوا يدكون بعض التحصينات الرومانية ‪ " :‬أو أولئك الثمانية عشر الذين سقطوا عليهم البرج في سلوام وقتلهم‬
‫أتظنون أن هؤالء كانوا مذنبين أكثر من جميع الناس الساكنين في أورشليم ‪ .‬كل أقول لكم ‪ .‬بل إن لم تتوبوا فجميعكم‬
‫كذلك تهلكون ( لو ‪ . ) 5 , 4 : 13‬ويذكر أيضا ا في سفر أعمال الرسل قيام حركتين فاشلتين للغيورين ‪ ,‬ذكرهما في‬
‫خطبته الفريسي العظيم غماالئيل والرابي الشهير ‪ ,‬الحركة األولي قادها يهوذا الجليلي ‪ ,‬وهو فلح من مدينة جماال ‪,‬‬
‫لمعارضته اإلحصاء الذي أمر به اإلمبراطور الروماني أوغسطس سنة ‪ 6‬ميلدية ‪ ,‬وسحق الرومان هذا العصيان‬
‫الجليلي بقسوة بالغة وقتل قائدها وصلب ألفان من رجاله ‪ .‬لكن الحركة السرية ظلت حية سراا ‪ ,‬وتواصلت علي شكل‬
‫هجمات دائمة من الكر والفر أشبه بحرب العصابات التي تسلك اإلرهاب وقطع الطرق ‪ .‬لذلك أطلق علي جماعتهم‬
‫المغتإلىن ‪.‬‬
‫وظلت حركة الغيورين تقود الثورة ضد الرومان ‪ ,‬وكان سفكهم للدماء سببا ا في سرعة خراب أورشليم ‪ .‬وبعد أندالع‬
‫ثورة اليهود الكبري سنة ‪ 66‬ميلدية ‪ ,‬وزحفت جيوش الرومان سنة ‪ 70‬ميلدية ‪ .‬وأبت حامية الغيورين االستسلم‬
‫وتحصنت ف ي قلعة الماساداة ‪ .‬ولكن الحزب انتهي بانتحارهم بعد اتفاقهم على اإلنتحار الجماعي قبل الهجوم األخير‬
‫علي القلعة في ربيع سنة ‪ 73‬ميلدية ‪.‬‬

‫كانت جماعة الغيورين بحزبيها المعتدل والمتطرف متزامنة مع فترة حياة السيد المسيح على األرض ‪ .‬وإن كان‬
‫المسيح معاصراا لهؤالء الغيورين لكنه لم يحدث عنهم صراحة مثلما كان يتحدث علنية عن الفريسين والهيردوسين‬
‫والصدوقيين ‪ .‬وقد نتساءل لماذا لم يشر السيد المسيح إلى هؤالء الغيورين المتحمسين للشريعة ؟ يبدو أن السبب في‬
‫ذلك ألن أحزاب الفريسين وغيرهم كانت أحزاب معترف بيها ومقبولة لدى السلطات الرومانية ‪ ,‬أما حزب الغيورين‬
‫فكان حزبا ا سريا ا يعد مقاوما ا للسلطات وإرهابيا ا وموضع مطاردة من السلطات للقبض علي أفراده ‪ .‬لذلك لم يتحدث‬
‫المسيح عنهم حرصا ا منه لكي ال يعرضهم لخطر هجوم تلك السلطات وكانت هناك بعض التلميحات عن هؤالء‬
‫الغيورين الذين كانوا يتتبعون يسوع ‪ ,‬يقتفون أثر جوالته الكرازية ويسمعون عظاته ‪ ,‬ويرصدون تحركاته معجزاته ‪.‬‬
‫وفي بعض األحيان رأوا فيه ذلك المسيا المنتظر الذي يخلص األمة ‪ .‬فإن الذين جاءوا بعد حادثة إشباع الجموع من‬
‫الخمس خبزات في الجليل ‪ ,‬هؤالء الذين جاءوا ليختطفوا ييسوع ويجعلوه ملكاا ‪ ,‬لم يكونوا سوى جماعة من الغيورين‬
‫‪ " ,‬وأما يسوع فاإذ عمل أهنم مزمعون أن يأتوا وخيتطفوه ليجعلوه ملاك انرصف أيضا اإىل اجلبل وحده " ( يو ‪ . ) 15 : 6‬وفي هذا‬
‫بظهر ذلك األسلوب الذي اتصف به جماعة الغيورين عن الهجوم والخطف وهي جماعة الغيورين التي كانت تنتظر‬
‫المسيا السياسي ‪ ,‬عندما رأت يسوع الذي يعظ " وتبعه مجع كثريا لهنم أبرصوا أآايته اليت اكن يصنعها يف املرىض " ( يو ‪) 2 : 6‬‬
‫ل المسيا السياسي والعسكري ‪ ,‬لذلك‬ ‫‪ ,‬وعندما سمعوا أنه ينادي بملكوت هللا القريب ‪ ,‬ظنت جماعة الغيورين أنه هو فع ا‬
‫عقدوا النية أن ترسل جماعة منهم تختطفه وتنصبه ملكا ا وزعيما ا للحزب ‪ ,‬لكن يسوع إذ علم نيتهم إنصرف علي‬
‫الجليل وحده ‪.‬‬

‫لما كان االنتساب إلى حزب الغيورين يعد جريمة ‪ ,‬إذ يتهم أعضاؤه بمقاومة السلطات الرومانية وعقوبتها الموت ‪,‬‬
‫فكانت المؤامرة الكبرى من هؤالء الذين ناصبوا يسوع العداء ‪ ,‬فل بأس من أن تلصق التهمة بيسوع ‪ ,‬واتحد األعداء‬

‫‪+++‬‬
‫‪26‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫معا حزب الهيردوسيين الذين يسهرون على سلمة الدولة ‪ ,‬وحزب الفريسين الذين يسهرون على سلمة الدين‬
‫اليهود ى ‪ .‬ويحكي القديس لوقا كيف كان تدبير المؤامرة وعن ذلك الشرك الديني السياسي وتلك الشبكة المتقنة في‬
‫خطة شريرة لإليقاع بيسوع ‪ .‬وهكذا كتب عنهم ‪ " :‬فراقبوه وأرسلوا جواسيس يترأون أنهم أبرار لكي يمسكوه بكلمة‬
‫حتي يسلموه إلى حكم الوإلى وسلطانه ‪ ,‬فسألوه قائلين يا معلم نعلم أنك باإلستقامة تتكلم وتعلم وال تقبل الوجوه بل‬
‫بالحق تعلم طريق هللا ‪ .‬أيجوز لنا أن نعطي جزية لقيصر أم ال ‪ .‬فشعر بمكرهم وقال لهم لماذا تجربونني ‪ ,‬أرونني‬
‫ديناراَ ‪ .‬لمن الصورة والكتابة ‪ .‬فأجابوا وقالوا له لقيصر ‪ .‬فقال لهم أعطوا إذاا ما لقيصر لقيصر وما هللا هلل ‪ .‬فلم‬
‫يقدروا أن يمسكوه بكلمة قدام الشعب ‪ ,‬وتعجبوا من جوابه وسكتوا " ( لو ‪ . ) 26 – 20 : 20‬فإن أجاب يسوع أن‬
‫تدفع الجزية لقيصر والرومان األعداء ‪ ,‬كان ذلك سببا ا من حنق الغيورين عليه مما يدفعهم الغتياله ‪.‬‬
‫وإذا أجاب يسوع أن يمتنع عن دفع الجزية بقصير ‪ ,‬كان ذلك بعد إثارة الشعب ضد الرومان ‪ ,‬ويقع تحت طائلة إتهامه‬
‫بأنه ليس فقط من الغيورين المطاردين من السلطات الرومانية ‪ ,‬بل يعد أيضا ا أنه ضد قيصر نفسه لتحريض الشعب‬
‫علي عدم دفع الجزية ‪ ,‬وهي من أخطر التهم وعقابها الموت المحقق ‪.‬‬

‫ثانياا‪ :‬القديس تداؤس الرسول‬

‫ولد فى قيصريه فيلبس من أسره يهوديه متدينه فى الجليل و كان مزارعا و‬


‫إشتغل أيضا ا بالنجاره و هو إبن كليوباس و مريم إبنه عم العذراء مريم و يهوذا‬
‫تداوس هو أخو يعقوب و هو من الرسل اإلثنى عشر و قد ورد األسم فى إنجيل‬
‫متى بأسم لباوس الملقب تداوس‪.‬‬

‫فى ليله خميس العهد إجتمع الرب مع تلميذه ليأكلوا الفصح فكل المظاهر حول‬
‫التلميذ و حديث الرب و وصيت الرب األخيره تؤكد إن األحداث ليست طبيعيه‬
‫و كان هناك شعور بأن هناك شئ خطير سوف يحدث و حول مائده العشاء األخيره و فى هذه الليله الحاسمه تحدث‬
‫السيد المسيح إلى خاصته حديث األسرار وقد أعلن لتلميذه فى صراحه أنه سوف يمضى إلى اآلب وأخذ يؤكد لهم‬
‫هذه الحقيقة التى لم يكونوا يتوقعون أن يسمعوها أبدى يهوذا تداوس دهشته متسائل ماذا حدث ؟!‬
‫"ايس يد ماذا حدث حىت اإنك مزمع أن تُظهر ذاتك لنا و ليس للعامل "(يو‪) 22 :14‬‬
‫و لم يستطع يهوذا تداوس الصمت ذلك التلميذ الذى كان ينتمى إلى حزب الغيورين قبل أن يدعوه السيد للتلمذه فهو‬
‫الممتلئ وطنيه وحماسه كان يدرك فى نفسه أن يسوع قوه سياسيه و هو المسيا المخلص الذى تنتظره األمه لذلك لم‬
‫يستطع أن يفهم لماذا تجرى األمور هكذا ولماذا يحدث هذا وكأنه يريد أن يقول لسنا نحن هم الذين يحتاجون أن تقنعهم‬
‫بأنك هو المسيا ألننا نؤمن بذلك لكن الذى يحتاج أن يعرف ذلك هو العالم لقد حان الوقت إلظهار قوتك وإعلن ذلك‬
‫للعالم و فى أجابه الرب يسوع له إ علن تجلى سره و ذلك السر الذى يبقي بعيدا عن العالم‪.‬‬
‫فاإلجابة ‪ " :‬اإن أحبىن أحد حيفظ الكيم وحيبه أىب وإالىه نأىت وعنده نصنع مزنال‪( ....‬يو‪)31-23:14‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪27‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫بدأت الكرازة فى أورشليم فبشر القديس يهوذا تداوس مع الرسل فى اليهوديه و السامره و الجليل ثم إتجه إلى ادوم‬
‫المجاوره و سار فى بلد العرب وسوريا حاملا كرازته يبشر أهل هذه األماكن ثم إنتقل إلى منطقه مابين النهرين‬
‫وفارس وجاء فى تقليد إنه كرز لبعض الوقت فى أرمينيا مع برثولماوس‪.‬‬

‫بعد أن أتموا الرسوالن تداوس وسمعان القانوى شهادتهما للمسيح بكل تعب و بذلوا جهداا عظيما ا وقد جاهدوا الجهاد‬
‫الحسن وأكملوا السعى وحفظوا اآليمان وشاءت محبه هللا ان ينالوا األكإلىل النورانية التى أعدها هللا لهما وأن ينضموا‬
‫إلى طغمات الشهداء وأن يجلسوا على الكراسي التى أعدها المسيح لرسله اإلثنى عشر وإبتدأ كهنه األصنام ومعهم‬
‫جمهور الوثنين عند دخول الرسوالن إحدى المدن و تسمى سيونير فى فارس وأثاروا الشغب وهيجوا سكان المدينه‬
‫وكان هناك سبعين كاهنا ا لألصنام لكن الرسوالن لم ينزعجا من ذلك وحينما ابتدأ الرسوالن يناديان وسط الجموع‬
‫ويكرزان بأسم يسوع المسيح ثم صلّيا إ نزعجت الشياطين وصرخت بصوت عظيم وهربت من األصنام التى كانت‬
‫تسكنها وخرجت على شكل أ شباح مخيفه وسقطت األصنام فازدات كهنتها خوفاا وغضبا ا وقبضوا على الرسوالن‬
‫وامسكوهما بعنف شديد ‪ ,‬فخاطب القديس تداؤس رفيقه القديس سمعان القانوى قائلا له‪ :‬إني أرى السيد المسيح يدعونا‬
‫وفى شجاعة عظيمة وقف الرسوالن يشهدان للمسيح ورفعا إيديهما و هما يصليان وتجمع األشرار وأخذوا يرجموهما‬
‫بالحجارة وإنهالوا عليهما يضربونهما بعصى غليظة ويرشقوهما بالسهام وإنتهت حياة القديس تداؤس بضربة عنيفة‬
‫من هراوة على رأسه و هكذا إحتمل الرسوالن عذابات شديدة وهما يشهدان للمسيح حتى أسلما روحيهما بين يدي‬
‫المسيح ونالوا األكإلىل التى أعدها الرب لمحبيه‪.‬‬

‫ثالثاا‪ :‬القديس سمعان القانوى‬

‫سمعان أسم يهودى معناه مستمع و هو الصيغة اليونانية لألسم العبرى شمعون‬
‫و لفظ القانوى معناه الغيور‬

‫‪ +‬ال شك إن إنتماء سمعان إلى حزب الغيورين الحزب المتشدد فى حفظ الناموس و الغيرة عليه‬
‫الحزب الذى ينتظر تأسيس مملكة اليهود ويتوقع قرب مجئ المسيا جعله يجد فى يسوع المسيا الروحى والسياسي‬
‫ويدعو الرب سمعان الغيور بعد إنتهاء عظته على الجبل ليصير التلميذ الغيور بالحق‬

‫‪+++‬‬
‫‪28‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫تجول القديس سمعان القانوى فى عدة بلد فى القيروان حضر إلى مصر وغيرها من بلد أفريقيا وفى النوبه وفى‬
‫فارس‬

‫رابعاا‪ :‬يهوذا اإلسخريوطى‬


‫سيظل أسم يهوذا اإلسخريوطى رمزاا ألحقر خيانة في تاريخ البشرية ‪.‬‬
‫إنه التلميذ الذي باع سيده ‪ .‬ونتعجب من مقدار المحبة الوفيرة التى‬
‫اختص بها يسوع هذا التلميذ بل والتحذيرات التى آنذره بها ‪ .‬وهو‬
‫يحأول أن يرده إلى حظيرته ويجذبه للتوبة لكن يهوذا قابل محبة السيد‬
‫بالكراهية ‪ ,‬ويديه الممدودتين بالخير‪ ,‬بالغدر والخيانة ‪ .‬وقد تحير‬
‫الدارسون في هذه الشخصية الغامضة ‪ .‬وكان موضوع السؤال‬
‫ا لمحير هو ‪ :‬ما الذى دفع يهوذا اإلسخريوطى أن يقترف جريمة‬
‫خيانته للسيد المسيح ؟ لم يكن يهوذا بالشخص الساذج ‪ ,‬فقد ينتمى إلى‬
‫منطقة اليهودية التى تميز أهلها بالثقافة والتدين ‪ ,‬ولم يكن من سكان‬
‫الجليل ‪ ,‬مثل بقية الرسل األحد عشر ‪ ,‬صيادى السمك البسطاء ‪ ,‬بل‬
‫كان على قدر من الذكاء يمكنه من إخفاء سرقاته من الصندوق ‪ .‬وكان له من الدهاء ما مكنه من إخفاء عار مؤامرته‬
‫عمن كانوا معه تمام األخفاء ‪ .‬لكنه لم يستطع أن يخفي جريمته عن الرب الذي كشف له خيانته ‪ ,‬وواجهه بها في ليلة‬
‫العشاء االخير أمام الرسل األحد عشر ‪ .‬وساعتها ترك العلية التى كانوا مجتمعين فيها ‪ .‬وما أروع قلم اإلنجيلي يوحنا‬
‫حينما كتب أن يهوذا اإلسخريوطى خرج ليلا ( يو ‪ . ) 30 : 13‬لقد ترك العلية ‪ ,‬التى يجلس فيها المسيح ورسله ‪,‬‬
‫المملوءة باألنوار ‪ ,‬وخرج تصفعه الظلمة ليكمل خيانته ‪ .‬وتنتهى قصته بأن يكره الفضة التى باع بها سيده ‪ ,‬ويكره‬
‫نفسه ‪ ,‬ويندم ‪ .‬ولكن لم يكن ندم التوبة ‪ ,‬وإنما ندم إلى أس فيداه ملطختان بالدم البرئ ليواجه مصيره المظلم ‪ ,‬وقد‬
‫سبقته دينونته إنه ابن الهلك الذى قال عنه السيد المسيح ‪ :‬خير لذلك الرجل لو لم يولد ‪.‬‬

‫ينسب يهوذا اإلسخريوطى إلى مدينة قريوط ( قريوت ) ‪ ,‬وهى مدينة في جنوب اليهودية ( يش ‪ . ) 25 : 15‬وكلمة‬
‫إسخريوطى معناها رجل من قريوط ‪ .‬وقد ذكره القديس يوحنا باسم " هيوذا مسعان االإخسريوطى " ( يو ‪ , ) 71 : 6‬وبذلك‬
‫ينسب عائلته إلى قريوط ‪ .‬ويهوذا اإلسخريوطى هو الوحيد بين الرسل الذي كان من منطقة اليهودية حيث تقع بها‬
‫مدينة قريوط ‪ .‬وقد أشتهرت اليهودية بالقدرة اإلقتصادية ‪.‬ويفسر القديس يوحنا قصد يسوع بقوله ‪:‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪29‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫" لن يسوع من البدء عمل من هو اذلي يسلمه ‪ ....‬أجاهبم يسوع اإلىس أىن أان أخرتتمك ‪ ,‬الثين عرش وواحد منمك ش يطان ! قال عن‬
‫هيوذا ا إالخسريوطى ‪ ,‬لن هذا اكن مزمعا أن يسلمه وهو واحد من ا إالثين عرش " ( يو ‪. ) 71 – 64 : 6‬‬

‫قد نتعجب أن يختار يسوع من بين تلميذه يهوذا اإلسخريوطى ‪ .‬لكن هذا ليس غريبا ‪,‬‬

‫لن الرب يريد أن امجليع خيلصون و إاىل معرفة احلق يقبلون ( ‪ 1‬ىت ‪. ) 4 : 2‬‬

‫فلم يكن إختيار الرب للتلميذ يتوقف على مؤهلتهم الشخصية أو تقواهم ‪,‬‬
‫جفميعهم اكنوا ضعفاء قلييل االإميان ( مت ‪) 31 : 14‬‬

‫‪ ,‬وشكوا فيه ‪ .‬لم يطلب منهم سوى شئ واحد هو أن يتبعوه بإخلص وجدية ‪ ,‬وهو يعمل فيهم ‪ ,‬يغير صفاتهم‬
‫ويمنحهم المعرفة والنصرة ‪ ,‬ويؤهلهم للخدمة وحمل الصليب ‪ .‬وقد سلم الرسل حياتهم بمحبة مخلصة للسيد المسيح ‪,‬‬

‫" فرتكوا لك شئ وتبعوه " ( لو ‪) 11 : 5‬‬


‫‪ ,‬ماعدا يهوذا اإلسخريوطى الذي لم يستطع أن يقدم قلبا ا نقيا ا وحبا ا مخلصا ا للسيد المسيح ‪ .‬فلم يعطه الفرصة أن يعمل‬
‫فيه ‪ .‬فإن نعمة المخلص تلتزم بحريتنا في قبولها ‪ ,‬وهى ال تقتحم حرية اإلنسان ‪ ,‬وتقف على الباب تطلب بإلحاح أن‬
‫يفتح لها ‪ .‬لقد اختار الرب يهوذا مثل باقي الرسل ‪ ,‬ووصغ عليه نعمة التلمذة ‪ .‬لكن يهوذا رفض محبة المسيح المبذولة‬
‫‪ ,‬واحتقر الخدمة ورفض أن يملك الرب على حياته ‪ .‬لقد كان قلبه يحمل شهوة حب المال والمركز العالمى ‪ ,‬وهذه‬
‫طوحت به بعيداا عن الرب وعن إخوته الرسل ‪ .‬لقد كان حاضراا بجسمه مع المسيح ووسط الرسل كواحد من االثني‬
‫عشر ‪ ,‬لكن قلبه وأفكاره كانت بعيدة عنهم ‪ ,‬لقد تصارعت فيه أهواء الشر فغلبته ففشل وسقط من النعمة ‪ ,‬فتملكه الشر‬
‫وسيطر عليه الشيطان ‪ .‬لذلك أعطى يسوع وصفا ا لهذا الخائن منذ البداية ‪ ,‬إذ قال ملمحا ا عنه ‪ :‬وواحد منكم شيطان‬

‫وإن القراءة العابرة لحياة يهوذا قد ي تصور القارئ أن خيانته قد بدأت وقت العشاء األخير ‪ .‬ولكن بالتأمل في االحداث‬
‫‪ ,‬نكشف أن الواقع غير ذلك ‪ ,‬فلم تكن فكرة الخيانة وليدة صدفة أو نتيجة حدث معين ‪ .‬لقد بدأت منذ زمن قبل أن‬
‫يسلمه‪ .‬وحينما نتأمل متى بدأت تراوده فكرة رفض يسوع ‪ ,‬يكشف لنا القديس يوحنا في إنجيله أمراا هاما ا ‪ ,‬أنه بعد أن‬
‫أطعم يسوع الخمسة آالف من خمسة أرغفة الشعير والسمكتين ‪ ,‬على أن الناس‬

‫" مزمعون أن يأتوا وخيتطفوه ليجعلوه ملاك ‪ ,‬فانرصف أيضا اإىل اجلبل وحده " ( يو ‪. ) 15 : 6‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪30‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫وهنا إتضح رفض المسيح أن يكون ملكاا أرضياا لمملكة بالمعنى السياسي المدنى ‪ ,‬وهو ما أعلنه كثيراا قائلا اإن مملكىت‬
‫ليست من هذا العامل ( يو ‪ . ) 36 : 18‬فإبتدا كثير من تلميذه ‪ ,‬وخاصة فئة حزب الغيورين منهم ‪ ,‬يشكون في أنه المسيا‬
‫مخلص األمة من المستعمر الرومانى ‪ .‬ويوضح لنا القديس يوحنا أنه عندما تحدث يسوع عن خبز الحياة ‪ ,‬وأنه هو‬
‫الخبز النازل من السماء أعثر كثيرون من تلميذه " فقال كثيرون من تلميذه ‪ ,‬اإذ مسعوا ‪ :‬اإن هذا الالكم صعب ! من يقدر‬
‫أن يسمعه ؟ " ( يو ‪ . ) 60 : 6‬وابتدأ يوحنا يشير بإصبع اإلتهام إلى يهوذا اإلسخريوطى فيقول إن يسوع أجابهم "‬
‫الالكم اذلي ألكممك به هو روح وحياة ‪ ,‬ولكن منمك قوم ال يؤمنون ‪ .‬لن يسوع من البدء عمل من مه اذلين ال يؤمنون ‪ ,‬ومن هو اذلي‬
‫يسلمه " (يو‪ " . )64 – 63 :6‬من هذا الوقت رجع كثريون من تالميذه اإىل الوراء ‪ ,‬ومل يعودوا ميشون معه ‪ .‬فقال لالثين عرش ‪:‬‬
‫ألعلمك أنمت أيضا تريدون أن متضوا ؟ فأجابه مسعان بطرس ‪ :‬ايرب اإىل من نذهب ؟ الكم احلياة البدية عندك ‪ .....‬أجاهبم يسوع ‪ :‬اإلىس‬
‫أىن أان اخرتتمك ‪ ,‬االثين عرش؟ وواحد منمك ش يطان ! (يو‪)70-66:6‬من المؤكد أن يهوذا منذ ذلك الوقت كان يرغب أن يرجع‬
‫إلى الوراء ‪ ,‬لكن ربما أرجأ اتخاذ قراره هذا لوقت آخر ‪ .‬وهذا يفسر سبب توجيه كلمات السيد عنه ووصفه أن‬
‫شيطان ‪ .‬وهذا هو ما يكتبه القديس يوحنا في ذلك بقوله إن المسيح " قال عن هيوذا مسعان االإخسريوطى ‪ ,‬لن هذا اكن مزمعا‬
‫أن يسلمه " ( يو ‪ . ) 71 : 6‬وهذا يوضح أن فكرة الرجوع إلى الوراء ليست وليدة الصدفة ‪ ,‬أو مرتبطة بأحداث‬
‫األسبوع األخير من حياة السيد المسيح فقط ‪ ,‬بل أن الفكرة راودته منذ زمن سابق ‪ ,‬ثم بدأ يتشبع فكره بها ‪ ,‬فالشهوات‬
‫حبلت وولدت خطية ( يع ‪ . ) 15 : 1‬وفي األسبوع اآلخير‪ ,‬ربما بعد دخول السيد المسيح أورشليم بمجد عظيم ‪ ,‬حتى‬
‫أن المدينة ارتجت كلها ‪ ,‬وهتفت الجموع بمملكة إسرائيل ‪ ,‬ولمعت فكرة أن المسيح سيصير ملكا ا قريبا ا ‪ ,‬ولكن‬
‫تحطمت طموحاته حينما تصادمت مع إعلن المسيح أن مملكته هى روحية في السماء وهنا تملك الشيطان على قلب‬
‫يهوذا ف عقد العزم على أن يبيع سيده‪ ,‬وتقدم في خطواته وقبض الثمن ‪ ,‬ويفيدنا القديس يوحنا في سرده لهذه االحداث‬
‫بأن الشيطان دخل في يهوذا خلل العشاء ليلة خميس العهد فصمم أن يبيع السيد ويقول يوحنا إنه " بعد اللقمة دخله‬
‫الشيطان "‪ .‬لذلك فإن يسوع بادر الخائن بقوله‬
‫" ما أنت تعمهل فأمعهل بأكث رسعة " ( يو ‪. ) 27 : 13‬‬

‫بل إن القديس يوحنا يشير إلى يهوذا ‪ ,‬في ذات الليلة ‪ ,‬حيث غسل السيد أقدام الرسل وبينهم يهوذا اإلسخريوطى ‪,‬‬
‫لكنه أشار إلى أن هذا االغتسال لن يفيد الخاطئ فبعد أن غسل أرجل االثني عشر قال ‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫" وأنمت طاهرون ولكن ليس لكمك ‪ .‬لنه عرف مسلمه ‪ ,‬ذلكل قال ‪ :‬ليست لكمك طاهرين ( يو ‪) 11 , 10 : 13‬‬
‫وقد تنبأ النبي داود عنه فقال ‪ " :‬فأمق أنت عليه رشيرا وليقف ش يطان عن ميينه " ( مز ‪. ) 6 : 109‬‬
‫ل للقبض على يسوع خفية ‪ .‬وهنا لعب يهوذا اإلسخريوطى هذا الدور‬ ‫كانت السلطات اليهودية تسعى أن تجد سبي ا‬
‫الدنئ ‪ ,‬مسهلا لهم القبض عليه ! فعندما علم بأن الكهنة يبحثون عن فرصة لكى يلقوا أيديهم على يسوع ‪ ,‬تقدم إلىهم‬
‫يعرض عليهم خدمته في غاية الخسة والندالة ! وكما يقول لنا البشير لوقا ‪:‬‬

‫" ودخل الش يطان يف هيوذا ‪ ...‬مفيض وتلكم مع رؤساء الكهنة وقواد اجلند كيف يسلمة اإلهىم " ( لو ‪. ) 4 , 3 : 22‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪31‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫وقد تنبأ عنه المزمور " لنه قد انفتح عىل مف الرشير ومف الغش " ( مز ‪.) 2 : 109‬‬
‫والقديس متى في بشارته يكشف عن مدى الخسة في هذا الخائن ‪ ,‬حتى أنه حينما ذهب إلى الكهنة كان يرغب في عقد‬
‫صفقة ‪ .‬فيشرح قصة الظروف المتعلقة بالمساومة بين يهوذا‬
‫اإلسخطريوطى والكهنة ‪ ,‬أكثر المساومات دناءة في التاريخ !‬
‫فقد بدأ يفكر في طريقه يحصل بها على المال ‪ .‬فبعد أن عرض‬
‫على رؤساء الكهنة مساعدته ابتهجوا ووعدوه بالمال " وملا مسعوا‬
‫وكان يطمع‬ ‫فرحوا ‪ ,‬ووعدوه أن يعطوه فضة " ( مر ‪. ) 11 : 14‬‬
‫في مبلغ كبير من المال ‪ ,‬لذلك تقدم إلىهم وقال" ماذا تريدون أن‬
‫تعطوىن وأان أسلمه اإلىمك " ؟ ( مت ‪ . ) 15 : 26‬أما رؤساء‬
‫اليهود فقد " جعلوا هل ثالثني من الفضة " ( مت ‪ , ) 15 : 26‬وهو‬
‫‪ .‬وهم اليدرون أنهم بذلك‬ ‫المبلغ الذي يدفعه اليهودى حسب الشريعة في شراء عبد كما يقضي الناموس (خر‪)32 :21‬‬
‫يحققون النبوءة أن المسيح جاء في صورة عبد ( يف ‪ . ) 7 : 2‬والثلثين من الفضة الثمن الذي تقاضاه يهوذا‬
‫اإلسخريوطى كان أجراا حقيراا ‪ ,‬إذ باع سيده بأبخس األثمان‪ .‬لقد باع يهوذا نفسه للشيطان ‪ ,‬فسهل عليه أن يبيع سيده‬
‫بغدر رهيب في أحقر خيانة ‪ .‬وبادل محبة سيده بالخيانة ‪ ,‬ونعمة سيده بالغدر ‪ .‬فقد أحبه بالمسيح وانتخبة ليكون له‬
‫تلميذا ‪ .‬لذلك كشف السيد المسيح عن تلك الخيانة التى كانت مستترة في نفسه وقت العشاء ‪ ,‬إذ قال الرب ‪ " :‬اذلي يألك‬
‫وهو واحد من اإلنذارات الكثيرة التى كان السيد يحذر بها يهوذا لكى يرجع‬ ‫معى اخلزب رفع عىل عقبه " ( يو ‪, ) 18 : 13‬‬
‫عن طريق الخيانة ‪ ,‬وهكذا عقد يهوذا اإلسخريوطى صفقة اإلثم مع الشيطان وقبض على أجرة الخيانة ! وتحقيقا ا للنبوة‬
‫القديمة عنه " رجل سالمىت اذلي وثقت به أآلك خزبى رفع عىل عقبه " ( مز ‪ . ) 9 : 41‬لقد كانت العلقة بين شهوة اإلقتناء‬
‫وخيانة يسوع علقة وثيقة ‪ ,‬وهى دائما ا علقة مرتبطة ‪ .‬ما أكثر يسيرون في طريق خيانة يسوع سعيا ا وراء حب‬
‫المال أو شهوة جسدية ! فإن يهوذا وإن كان قد حأول أن يخفي جشعه ومحبته إلقتناء المال ‪ ,‬وحأول أن يتستر وراء‬
‫خدمة الفقراء ‪ ,‬لكن القديس يوحنا فضح الخائن إذ قال بأن يهوذا " ( قال هذا ليس لنه اكن يباىل ابلفقراء ‪ .‬بل لنه سارقا ‪,‬‬
‫واكن الصندوق عنده واكن حيمل ما يلقي فيه " ( يو ‪.) 6 : 12‬‬
‫وبعد ما أن أتم يهوذا إتفاق الخيانة لتسليم يسوع ‪ ,‬واإلستعداد إللقاء القبض عليه بصورة سرية ‪ .‬وهو يعلم المكان الذي‬
‫سيتوجه إلىه يسوع والتلميذ بعد العشاء األخير ‪ ,‬فقد أصبح طريق إلقاء القبض عليه خإلىا من العقبات ‪ .‬وما ان تم‬
‫العشاء ‪ ,‬وتركت الجماعة البيت ‪ ,‬وخرج يسوع مع التلميذ إلى جبل الزيتون إلى مكان كان المسيح يتردد عليه‬
‫ومعروف عند يهوذا ‪ ,‬إذ يذكر القديس لوقا ‪ " :‬وخرج وميض اكلعادة اإىل جبل الزيتون ‪ ,‬وتبعه أيضا تالميذه " ( لو ‪) 39 : 22‬‬
‫فهناك في سفح الجبل بستان الزيتون يطلق عليه بستان جثسيمانى ‪ ,‬وهو مقابل المدينة من الجهة الشرقية عبر الوادى‬
‫‪ .‬وبعد ان أنحنى السيد المسيح في البستان ‪,‬في صلته الوداعية ‪ ,‬صار عرقه يتصبب على األرض كقطرات دم ‪,‬‬
‫وكان بالقرب منه بطرس ويعقوب ويوحنا ‪ ,‬وكانوا مثل بقية الرسل نياماا من الحزن ( لو ‪ , ) 45 : 22‬وقد صلي‬

‫‪+++‬‬
‫‪32‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫الرب عنهم وعن البشرية كلها ‪ ,‬وحأول أن يوقظهم عدة مرات ‪ .‬ولكن قد أتت اآلن الساعة التى كثيراا ما سبق أن‬
‫تحدث عنها أمام التلميذ إنها ساعة سلطان الظلمة ( لو ‪ . ) 53 : 22‬وظهرت أنوار من لهيب المشاعل بين أشجار‬
‫الزيتون ‪ ,‬وحشد من الرجال المسلحين يتقدمهم الخائن يهوذا ‪ ,‬وهو يقتربون منه ‪ ,‬وقد أيقظ التلميذ قائلا ‪:‬‬

‫"قد أتت الساعة ! هوذا ابن االإنسان يسمل عىل ايدى خطاة ‪ .‬قوموا لنذهب هوذا اذلي يسلمىن قد اقرتب" ( مر ‪) 42 , 41 : 14‬‬
‫‪ .‬لم يكن الذين ألقوا القبض على يسوع من الجنود الرومان بأمر من السلطة الرومانية ‪ ,‬بل جاءوا بأمر من القادة‬
‫الدينين ورؤساء الكهنة ‪ .‬فكانوا من جنود الهيكل ومعهم بعض جنود الرومان ‪ .‬وقد اعطاهم يهوذا العلمة لكى يمسكوا‬
‫بالشخص الذي يقبله ‪,‬‬

‫"واكن مسلمه قد أعطامه عالمة قائال‪ :‬اذلي أقبهل هوهو ‪ .‬أمسكوه ‪ ,‬وأمضوا به حبرص"(مر‪44:14‬‬

‫التطبيق‬
‫أنجيل معلمنا متي الرسول األصحاح السابع والعشرون‬
‫أكمل اإليات اآلتية ثم أجمع الحرف الرابع من كل أجابة لتحصل علي كلمة السر‬
‫‪ )1‬ال يحل أن نلقيها في الخزانة ألنها ‪. ..........‬‬
‫‪ )2‬حينئذ تم ما قيل ‪ .........‬النبي‪.‬‬
‫‪ )3‬فأوثقوه ومضوا به ودفعوه إلي بيالطس البنطي ‪. ...........‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ )1‬وأعطوها عن حقل الفخاري كما أمرني ‪. ........‬‬
‫‪ )2‬فتشاورا وأشتروا بها حقل الفخاري ‪ .........‬للغرباء‪.‬‬
‫‪ )3‬ال يحل أن ‪ .........‬في الخزانة‪.‬‬
‫‪ .......... )4‬لما رأي يهوذا الذي اسلمه انه قد دين‪.‬‬
‫‪ )5‬ولما كان ‪ ...........‬تشاور الجميع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب‪.‬‬
‫كلمه السر ( ‪.) ........... .....‬‬
‫ثم أكتب اآلية التي ُذكر بها هذة الكلمة وما عالقتها بيهوذا األسخريوطي وهل كانت في وقتها أم ل ‪.......‬؟؟!‬
‫اآلية‪. ........................................................................................................................... :‬‬
‫الشاهد‪. .............................. :‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪33‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫اسم الدرس ‪ :‬قول ال – الحدود‬

‫اآلية‪ -:‬بَلْ لِيَ ُك ْن َكالَ ُم ُك ْم‪ :‬نَ َع ْم نَ َع ْم‪ ،‬الَ الَ‪َ .‬و َما زَ ا َد َعلَى ذلِ َ‬
‫ك فَه َُو ِمنَ‬
‫ير"‪( .‬مت ‪)37 :5‬‬ ‫ال ِّشرِّ ِ‬

‫أهداف الدرس‬
‫الهدف المعرفى‪ :‬ان يعرف المخدوم اهميه الحدود بينه و بين االخر‪.‬‬
‫الهدف المهارى‪ :‬ان يتدرب المخدوم متي يضع الحدود و كيفيه وضعها‪.‬‬
‫الهدف الوجدانى‪ :‬ان يشعر المخدوم انه كائن مستقل يستطيع ان يضع‬
‫حدود بينه و بين االخر‪.‬‬

‫عناصر الدرس‬
‫‪ -3‬كيف نبني الحدود‪" .‬عشر قوانين"‬ ‫‪ -1‬ما هو نطاق حدودي‪.‬‬
‫‪ -2‬مشاكل الحدود‪.‬‬

‫االتمهيد‬

‫تخبرنا غالطية‪2: 6‬‬ ‫الحدود تعرفنا بما هو لى‪ ،‬وما هو ليس لى‪ .‬وهى ترشدنى أين تنتهى حدود"أنا" وتبدأ‬
‫بأننا مس ئولون عن انفس نا‬ ‫حدود اآلخر‪ ،‬وتقودنى إلى األحساس بالخصوصية‪ .‬فمعرفة حدود الخصوصيات‬
‫والاخرين "امحلوا بعضمك‬ ‫والمسئوليات تحررنا‪ ،‬فمثلا نجد أن معرفة أين تبدأ حدود حديقتى وأين تنتهى‪ ،‬يمنحنى‬
‫أثقال بعض‪",‬‬ ‫حرية التصرف فيها‪ ،‬كما يفتح لى تحمل مسئولية حياتى الخاصة العديد من الخيارات‬
‫المختلفة فلو لم أكن أمتلك حياتى‪ ،‬وأختياراتى تصبح البدائل أمامى محدودة جدا‪.‬‬
‫ترينا هذه‬

‫‪+++‬‬
‫‪34‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫تُرينا الية مسئوليتنا تجاه بعضنا البعض‪.‬‬

‫فى الكثير من المرات ما يكون لألخرين "اثقال" كثيرة جداا حتى إنه يصعب حملها‪ .‬وال يكون لديهم‬
‫قدرة كافية‪ ,‬أو موارد أو وعى كاف لحمل هذه األعباء وأثقال األخرين‪ ,‬التى تفوق قدراتهم‪ ,‬المحبة‬
‫المضحية للمسيح‪ .‬فهذا ما قام به المسيح من أجلنا‪ ,‬فقد حمل ما ال نستطيع حمله بأنفسنا‪ ,‬وخلصنا‬
‫وهذا هو معنى أن أكون "مسئول عن"‬
‫ومن جهة أخرى يخبرنا غلطية‪5:6‬‬
‫" لن لك واحد س يحمل محل نفسه"‬
‫فلكل منا مسئولياته الخاصة التى عليه أن يحملها وحده ف "حملنا" المعين نحتاج أن نتحمل مسئوليته‬
‫كل يوم ونواجهه ‪ ,‬فليس هناك من يستطيع أن يحمل عنا أو يقوم عنا بعمل ما هو معين لنا‪.‬‬

‫أن قصة السامرى الصالح هى أصدق مثال على السلوك الصحيح من كل األبعاد‪ .‬وهى مثال جيد على الحدود ومتى‬
‫يجب أن نلحظها ونراعيها‪ ,‬تخيل معى لبرهة كيف كان سيتغير مجرى القصة لو كان السامرى الصالح شخصا بل‬
‫حدود‪.‬‬
‫نحن نعرف القصة كان رجل مسافر من أورشليم إلى أريحا سرقه‬
‫اللصوص وعروه‪ ,‬وضربوه‪ ,‬وتركوه نصف ميت‪ .‬ومر عليه السامرى‬
‫أشفق عليه‪ ,‬فضمد جراحه‪ ,‬وحمله إلى أقرب فندق وأمضى الليلة‬
‫بجواره معتنيا ا به وفى اليوم التالى أعطى السامرى صاحب الفندق‬
‫بعض النقود وقال له "أعتن به ومهما انفقت أكثر فعند رجوعى أوفيك"‬
‫هنا دعنا نخرج قليلا عن القصة ونفترض أن الرجل المصاب قد أفاق‬
‫فى هذا الوقت من القصة وقال‪" :‬ماذا؟ أنت راحل؟"‬
‫ويجاوبه السامرى‪":‬نعم فلدى بعض األعمال فى أريحا ويجب أن‬
‫أذهب"‬
‫فيقول له‪" :‬أال تظن انك انانى؟ انا فى غاية التعب واريد ان يحادثنى احد كيف ستكون ممثلا للمسيح هكذا؟ انك حتى ال‬
‫تسلك مسلكا مسيحيا اذ انك تتركنى على هذه الحالة فى وقت حاجتى‪ ,‬أال يجب ان تنكر ذاتك فى كل الظروف؟"‬
‫فيقول السامرى ‪ ":‬اعتقد انك محق‪ ,‬فمن غير اللئق ان اتركك هنا وحدك يجب ان اعطيك أكثر‪ ,‬سوف اؤجل اعمالى‬
‫لبضعة ايام؟"‬

‫‪+++‬‬
‫‪35‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫وهكذا يبقى معه لمدة ثلثة ايام اخرى‪ ,‬يحادثه ويعمل على اسعاده وارضائه‪ .‬وفى عصر اليوم الثالث يسمعون طرقا‬
‫على الباب ويدخل عليهم رسول يعطى السامرى رسالة من عملئه فى اريحا تقول‪" :‬لقد انتظرناك قدر استطاعتنا‪ .‬ثم‬
‫قررنا بيع الجمال لتاجر اخر‪ ,‬والقافلة الجديدة ستكون بعد ستة اشهر" فيصرخ السامرى فى وجه الرجل الجريح الذى‬
‫اخذ يتعافى ملوحا بالرسالة‪:‬‬
‫"كل هذا بسببك‪ ,‬انظر ماذا فعلت‪ ,‬فانا ال استطيع تسليم بضاعتى االن‪ ,‬وقد يتسبب هذا فى افلس تجارتى ‪ ,‬كيف‬
‫استطعت ان تفعل هذا بى؟"‬
‫تبدو هذه القصة االخيرة مألوفة لغالبيتنا‪ ,‬فربما تحركنا مدفوعين بالتعاطف لمساعدة شخص محتاج ولكن هذا الشخص‬
‫يستغلنا ليأخذ أكثر مما نستطيع ان نعطى فينتهى االمر بالندم والغضب ونخسر شيئا قد نكون فى احتياج إلىه لحياتنا أو‬
‫اننا نطلب أكثر مما يستطيع شخص اخر ونضغط عليه حتى يعطيه لنا فيمنحه لنا على مضض وبدون رغبة ولكن‬
‫على سبيل الرضوخ اللحاحنا ويغتاظ منا لما اخذناه على غير رغبته فل يفرح وال يستفيد اى منا‪.‬‬
‫ولتجنب مثل هذه السيناريوهات يجب علينا ان نراعى ما يقع فى اطار حدودنا وما نحن مسئولون عنه‪.‬‬

‫تنشئ المشاكل التى تصادفنا عندما ال نعرف كيف نبنى حدودا سليمة مع االخر‪ .‬حيث اآلخر له هوية وشخصية منفردة‬
‫عنى وينقسم الناس إلى أربعة أنواع من الشخصيات بناء على مشكلتهم بالنسبة إلى الحدود مع االخر‪:‬‬

‫‪ -1‬الطيعون (قول نعم للشر)‪:‬‬


‫أول ئك الذين ال يعرفون أن يقولوا <<ال>> لكنهم يقولون نعم باستمرار على الجيد والردئ‪ .‬فلو كانوا‬
‫يستجيبون لألمور الجيدة فلن تكون هناك مشكلة‪ ,‬لكنهم يفتحون الباب لألمور الرديئة التى تلحق بهم‬
‫األذى‪ .‬وقد تكون المشكلة بالنسبة لللمذعنين أكبر من هذا‪ .‬فهم ليست لديهم المقدرة فقط على أن يقولوا‬
‫<<ال>> ولكنهم أيضا ليست لديهم المقدرة على رؤية االمور الرديئة‪ .‬فهم ال يستطيعون التمييز بين ماهو‬
‫جيد وماهو ردئ ‪ ,‬فهذا األمر يحتاج إلى مستوى من النضوج الروحى مثال‪ :‬لقد اعتقدت امنا حواء أن‬
‫االكل من شجرة معرفة الخير والشر هو شئ جيد‪.‬‬
‫ومن االسباب التى تجعل اإلنسان يفقد المقدرة على أن يقول ال‪:‬‬
‫‪ -1‬الخوف من جرح مشاعر األخرين‬
‫فهو يريد أال يجرح مشاعر األشخاص االخرين لذلك يستمر دائما فى قول <<نعم>> رغم أنه ال‬
‫تكون لديه إمكانية للعطاء‪.‬‬
‫‪ -2‬الخوف من فقد محبة الناس‬
‫أحيانا عندما يسمع بعض الناس كلمة <<ال>> فانهم يقاطعون اإلنسان الذى قالها وال يتعاملون معه‪,‬‬
‫وهكذا يشعر الشخص بأنه فقد محبة هؤالء الناس وانقطعت علقته بهم وبسبب هذا الشعور يصبح‬
‫اإلنسان غير قادر على قول ال ولذلك يجب أن يراجع نفسه ألنه يعطى ليس بسبب المحبة ولكن بسبب‬
‫الخوف‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪36‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ -3‬الخوف من رد فعل االخر‬
‫أيضا قد يكون رد فعل بعض الناس هو الغضب واالنفعال ‪ ,‬لذلك فأنه يستجيب دائما حتى يتحاشى‬
‫غضبهم ويحيا فى سلم وال يثير م عهم مشاكل‪ .‬فالطاعة هنا سببها الخوف من غضب االخرين‬
‫‪ -4‬الخوف من فقد الصورة الجميلة‬
‫ووربما يعتقد انسان انه اذا قال<<ال>> فسوف يقولون عنه الناس انه ليس انسانا روحانيا أو شخص‬
‫معطاء مثل عند بناء كنيسة قد يطلب من هذا الشخص التبرع فيدفع ليس حبا في العطاء بل سعيا‬
‫وراء مديح الناس وتمجيد الذات‪.‬‬
‫‪ -5‬الشعور بالذنب‬
‫مثل فى لجنة االمتحان يقول زميل الحد الطلبة ان يغششه‪ ,‬فالغش هنا خطأ ولذلك فأنه يشعر بالذنب‬
‫اذا لم يساعد االخرين ومن ثم ضميره يؤنبه على االمور الخاطئة‪.‬فليس كل شعور بالذنب نابعا من‬
‫الروح القدس‪.‬‬

‫‪ -2‬المتجنبون (قول ال للخير) ‪:‬‬


‫وهؤالء هم الذين يقولون <<ال>> لألمور الجيدة فيغلقون امامها أبوابهم‪ ,‬فهم قد يكون لديهم احتياج ومع‬
‫ذلك فهم يرفضون طلب المساعدة من االخرين‪ .‬ولديهم مفهوم خطأ عن اإلستقللية فاإلنسان ال يمكن أن‬
‫يحيا فى استقللية عن العالم المحيط به‪.‬‬
‫فأن اإلنسان الذى يحيا فى عزلة عن االخرين‪ .‬ويمنع نفسه عن مساعدة االخرين تكون لديه مشكلة فى‬
‫الحدود وكأنه ال يستوعب كلمة <<نعم انا موجود هنا لكى اساعدك>> ويرجع ذلك بسبب‬
‫‪ -1‬كبرياء النفس‬
‫‪ -2‬عدم االستحقاق‬
‫فهم يرفضون قبول المساعدة بسبب الشعور بعدم االستحقاق الذى هو ايضا عقدة النقص‪.‬‬

‫‪ -3‬المتسلطون أو المتحكمون ‪:‬‬


‫هؤالء األشخاص هم أصعب االنواع التى لديها مشاكل مع الحدود‪ .‬وأصحاب الشخصيات المسيطرة‬
‫يفتحون ابواب االخرين بالقوة‪ .‬فهم ال يحترمون حدود االخرين‪ .‬ال يقبلون أن تقال لهم <<ال>> ولديهم‬
‫فلسفة عجيبة يبررون بها كلمة <<ال>> فهى تعنى عندهم <<ربما>> وهم يستخدمون اسلوبين للسيطرة‬
‫على االخرين‪.‬‬
‫األسلوب األول هو العدوانية والغضب والصوت العالى والتهديد والعقوبات وهؤالء هم المتحكمون‬
‫العنفاء‪.‬‬
‫يعتبر بطرس الرسول في هذا الموقف مسيطر عدوانى فعندما تحدث السيد المسيح عن موته واالمه اخذه‬
‫بطرس جانبا وبدأ ينتهره ‪ ,‬فما كان من السيد المسيح إال أن انتهر بطرس قائل‪:‬‬
‫"اذهب عىن اي ش يطان لنك ال هتمت مبا هلل لكن مبا للناس" (مر ‪... )33 : 8‬‬
‫لم يستطع بطرس قبول حدود الرب ولكن السيد المسيح واجه انتهاك بطرس لحدوده‪.‬‬
‫واألسلوب الثانى هو الخداع واللعب بالعواطف ويجعلون االخرين يشعرون بالذنب ومن ثم يعملون ما‬
‫يريدونه وهؤالء هم المتحكمون الخادعون‪.‬‬
‫ومثال ذلك احتيال يعقوب بن اسحق على أبيه ليسرق البكورية من أخيه عيسو بمساعدة أمه ‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪37‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫لن يستطيع احد ان يبنى حدودا مع شخص اخر إال بمعونة الهية وبمعونة انسانية ‪ ,‬خصوصا لو كان‬
‫يتعامل مع شخصية متسلطة أو مسيطرة فبدون معونة الهية سوف يتعب أكثر ويتذمر أكثر‪ .‬يمكن لكل‬
‫انسان ان يستمد معونة الهية من الصلوات وعلقته مع هللا ومن خلل الكتاب المقدس والمواظبة على‬
‫ممارسة اسرار الكنيسة ‪ .‬أما المعونة اإلنسانية فتأتى من خلل اب االعتراف والخدام الذين يخدمونك‪.‬‬

‫ان قانون السبب والنتيجة هو قانون اساسى فى الحياة ويطلق عليه الكتاب المقدس " الزرع والحصاد"‬
‫فعندما يخبرنا هللا بأننا سنحصد ما زرعناه‪ ,‬فهو بذلك ال يعاقبنا‪ ,‬فان كنت تدخن فسوف تمرض وعلى‬
‫العكس اذا اكلت اطعمة صحيحة ومارست الرياضة فقد تتعرض المراض طفيفة او لن تمرض‪.‬‬
‫قد ال يحصد بعض الناس ما يزرعونه‪ ,‬ألن هناك اشخاص اخرين يتقدمون ويحصدون لهم الثمر‪ ,‬ففى كل‬
‫مرة تسرف فيها مصروفك فتعطى لك والدتك ماال ةتسمى والدتك قى هذه الحالة بالكفيل او الضامن اخر‬
‫فانت بذلك ال تحصد نتيجة تبذيرك فذلك يجعلك تستمر فى هذا السلوك ويجعلك شخص غير مسئول‪.‬‬
‫يساعد تأسيس حدود شخصية على ايقاف تدخل هذا الكفيل‪ ,‬فالحدوج تجبر الشخص الذى يزرع ان ان‬
‫يحصد ما قد زرعه‪ ,‬فالحدود ال تساعد الشخص غير المسئول فقط بل تجبره على المواجهة وعلى تحمل‬
‫تبعات ما يقوم به من افعال‬

‫فى العديد من االوقات عندما يسمع الناس كلما عن الحدود وتحمل مسئولية حياتهم‪ ,‬يقولون "ذلك انانى‬
‫جدا‪ ,‬اذ يجب ان نحب بعضنا وننكر انفسنا"‬
‫كما يقول السيد المسيح " ان حتبوا بعضمك بعضا كام احببتمك" (غل ‪.)14-13 : 5‬‬
‫تنشأ المشاكل عندما تتشوش حدود المسئولية‪ .‬فيجب ان نحب بعضنا االخر وان نعامل بعضنا البعض‬
‫بنفس الطريقة التى نحب ان يعاملنا بها االخرون ‪ ,‬ال ان يكون احدنا االخر فانا ال استطيع االحساس‬
‫بمشاعرك وال استطيع االيمان لك وال استطيع التصرف لك‪ ,‬فأنت وحدك من تستطيع‪ ,‬فأنت مسئول عن‬
‫نفسك وانا مسئول عن نفسى ‪.‬‬

‫عندما ترى نفسك ضعيفا وال تستطيع تحمل المسئولية وبناء الحدود لنفسك وللخرين فتسأل نفسك ما هى‬
‫القوة التى تجعلنى افعل ذلك؟‬
‫قد ال يكون لديك القوة فى ذاتك ولكن لديك القدرة ان تفعل بعض االشياء‪:‬‬
‫‪ -1‬لديك القدرة على االعتراف بمشكلتك واخطاءك قد ال تستطيع ان تغيرها ولكنك تعترف بها‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪38‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ -2‬لديك القدرة على تقديم ضعفك امام هللا وان تطلب منه العون وتقبل معونته‪.‬‬
‫‪ -3‬لديك القدرة على الطلب من االخرين‪.‬‬
‫فأنت تطلب من هللا ان يوضح لك حدودك فأنت ال تستطيع ان تغير اى شئ خارج حدودك مثل الطقس‬
‫والماضى واالقتصاد وباالخص األشخاص االخرين فنحن ال نستطيع تغيير االخرين ولكن نستطيع ان‬
‫نغير طريقة تعاملنا معهم وهذا قد يدفعهم الى تغيير اسإلىبهم القديمة فى تعامل معنا‪.‬‬

‫هناك قول واحد يتردد عندما يتحدث الناس عن مشاكلهم مع الحدود ‪":‬لكنهم لن يقبلونى ان قلت لهم‬
‫<<ال>>" ‪",‬سيغضبون منى اذا وضعت حدود" ‪" ,‬لن يتكلموا معى لمدة اسبوع اذا قلت لهم حقيقة ما‬
‫أشعر" ‪.‬‬
‫نخشى من أن االخرين لن يحترموا حدودنا ونركز عليهم ونفتقد الوضوح حول انفسنا‪ .‬وتكون المشكلة‬
‫احيانا هى اننا نحكم على حدود االخرين ونقول اشياء مثل‪" :‬كيف استطاع ان يرفض االتيان الى؟‬
‫اطريقته تلك صحيحة انه يتركنى ويبقى وحده"‬
‫"يبدو انه وبعد كل مافعلته لك ال تستطيع ان ترد هذا المعروف البسيط"‬
‫فعندما نحكم على حدود االخرين فسنقع تحت نفس الحكم واذا ادنا حدود االخرين‪ ,‬فلنتوقع ان يدينونا بنفس‬
‫معاييرنا‪.‬‬
‫لذلك نحتاج الحترام حدود االخرين لنن ال احترامهم لنا ونحتاج ان نتعامل مع حدودهم بنفس الطريقة التى‬
‫نريدهم ان يتعاملوا بها مع حدودنا‪.‬‬

‫دعنا نتعرف عليه من خلل قصة "بيشوى" الذى تعلم ان هناك نعمة وبركة كبيرة فى العطاء وليس فى‬
‫انتظار االخذ لكنه لم يجد هذا صحيحا فكثيرا ما شعر بعد تقدير الناس لجهوده اال انه كن دائم االستجابة‬
‫الى طلب يطلب منه وكان بيشوى يعتقد أ ن من المحبة ان يقوم بكل شئ يطلب منه‪ .‬وتحول كل هذا‬
‫الحمل الى عبء نفسى اوصله الى االكتئاب فذهب الى اب اعترافه فسأله "ما المشكلة"‬
‫فأجاب بيشوى " انى شخص محب أكثر من اللزم واننى اعطى أكثر مما استطيع فأصبت باالكتئاب "‬
‫فقال له ابونا "هذا ليس بالتأكيد محبة فالكتاب المقدس يقول ان المحبة الحقيقية تقود الى حالة من الفرح‬
‫فالمحبة تثمر سعادة وليس كأبة "‬
‫فقال بيشوى "ال افهم كيف يمكنك ان تقول ذلك فأنا اقوم بالكثير من اجل الكل وأعطى فكيف تقول اننى‬
‫شخص غير محب"‬
‫فقال ابونا "انا أقول هذا بسبب ثمر اعمالك لماذا ال تقول لى بعض ما تقوم به الجل االخرين"‬
‫وكلما مر الوقت بين بيشوى وابونا اكتشف بيشوى ان الكثير من خدماته للخرين لم يكن الحب دافعها بل‬
‫الخوف الخوف من فقد محبة االخرين والخوف من غضب االخرين‬
‫فنجد ان قانون الدوافع هو الحرية أوال التى تجلب لنا الرضا وتعطيا قلبا فائضا بمحبة االخرين والخدمة‬
‫ثانيا فان كنت تخدم بدافع من الخوف فمحكوم على خدمتك بالفشل‬

‫‪+++‬‬
‫‪39‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫طلبت المدرسة من ميرنا وصديقتها تحضير درس سويا ‪ ..‬ولكن صديقتها قامت بتحضيره بشكل سئ ‪..‬‬
‫فأخبرت ميرنا والدها برغبتها فى تحمل مسئولية تحضير الدرس وكان والد ميرنا يشجعها على التحدث‬
‫الى صديقتها‬
‫فقالت له "لكن ان قلت لها اننى اريد ان افعل ذلك فهذا سوف يجرحها وانا اضع مشاعرها فى الحسبان‬
‫وسيكون ذلك قاسيا "‬
‫فقال لها والده " ان هناك فرق بين الجرح واالذى فحين تأكل حلوى فهذا يتسبب فى وجود السوسة ولكن‬
‫هل اكل الحلوى مؤلم ؟ فيمكن الشياء ان تجرحنا دون ان تضرنا بل تكون مفيدة لنا كما يمكن ان تمنحنا‬
‫اشياء اخرى الشعور الطيب لكن من الممكن ان تكون ضارة جدا لنا"‬
‫تحتاج الى تقييم التأثيرات لوضع الحدود وكونك مسئوال تجاه االخرين وهذا ال يعنى بأنك يجب ان تتفادى‬
‫وضع الحدود حتى تجرح الشخص المقابل او لتفادى ردود افعاله الغاضبة‬
‫فاننا نسبب االلم للخرين عندما نختار ما ال يريدونه ونسبب لهم االلم ايضا حين نواجههم بأخطائهم لكن‬
‫ان لم نتشارك ونتصارح مع االخرين بغضبنا من اخطائهم يخلف هذا الكره فى انفسنا فنحتاج الى االمانة‬
‫مع بعضنا فى التعبير عما يجرحنا ويضايقنا‬
‫فنحن نحتاج الى تقييم ما قد تجلبه مواجهتنا للشخص االخر من الم ونحتاج لرؤية كيف هذا االلم مساعد‬
‫للخرين‬

‫لكل فعل رد فعل مساو له فى القوة ومضاد له فى االتجاه‬


‫فيعتبر موقف رد الفعل سلح ذو حدين حيث يجب ان يؤدى الى ايجاد الحدود وعندها يجب ان نستخدمها‬
‫من اجل حريتنا وليس من اجل اتخاذ هذه الحرية لكى ينهش احدنا االخر ‪.‬‬
‫فعند محأولة الخروج من السلبية الى مرحلة بناء الحدود يكون رد الفعل هو أول قرار يتخذه الشخص‬
‫السلبى ‪ ..‬ولكن هذا ال يجب أن يستمر طويل ‪.‬‬
‫فالطفل الصغير عند رفضه للطعام الذى تقدمه له أمه وهو ال يحبه قد يلقى بالطعام كرد فعل يقول به "ال"‬
‫ولكن ليس من الملئم أن يستمر حتى عمر األربعين مثل ‪.‬‬
‫فل تحأول الوصول الى ممارسة حريتك دون السيطرة على مشاعرك وانفعاالتك وردود افعالك‬
‫فاألشخاص الفاعلون يتمتعون بالقدرة على ان يحبوا االخرين كأنفسهم ولديهم القدرة على االحترام‬
‫المتبادل وليس مقابلة الشر بالشر فهم تخطوا مرحلة رد الفعل فى مواقفهم بل يتمتعون بالقدرة على الحب‬
‫والتفاعل ‪.‬‬

‫ما هى علقة الحسد بالحدود؟‬


‫كم مرة استمعنا الى احد ما يتفنن فى التقليل من انجازات االخرين ويجرد افعالهم من كل خير ؟ يحمل كل‬
‫منا بداخل شخصيته اجزاء حسودة لكن تصبح هذه المشاعر مدمرة عندما تؤكد لنا عدم حصولنا على ما‬
‫نريده وتعوقنا عن الشعور بالرضا‬

‫‪+++‬‬
‫‪40‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫اننا ال نقول انه من الخطأ ان نتمنى او نود ان نحوز على اشياء ال نملكها فقد وعد هللا ان يعطينا سؤل‬
‫قلوبنا ‪ ,‬اال ان مشكلة الحسد تكمن فى تمركز اهتمامنا بما هو خارج حدودنا‪ .‬فان توجيه كل تركيزنا على‬
‫ما لدى االخرين فى حين نهمل مسئوليتنا وحدودنا وغاية ما نحصل عليه هنا هو الشعور بعدم الشبع‬
‫والغيرة ‪.‬‬

‫يتميز اإلنسان باالستجابة والمبادرة وكثيرا ما نعانى من مشاكل مع الحدود بسبب تراخينا عن المبادرة‬
‫وهى القدرة التى منحنا اياها هللا حتى نستطيع المسير قدما فى الحياة‬
‫نجد ان الناجحين كانوا أكثر األشخاص فاعلية وحزما وأكثرهم مبادراة وتحفزا اما الضائعون هم من‬
‫كانوا سلبيين وخاملين‬
‫وال تعود السلبية بالنفع الن هللا يكافئ سعينا لكنه لن يقوم بأعمالنا نيابة عنا ولن يقتحم هللا ارادتنا لكنه‬
‫يحترمها ويحترم حدودنا ويريدنا ان نكون فعإلى ن وحازمين وان نفتح االبواب فى حياتنا امام انفسنا‬
‫فحدودنا يمكنها ان تخلق فقط بفعإلىتنا وتحفزنا ورغبتنا وسؤالنا‬

‫ان الحدود خط فاصل يحدد ملكيتنا اين تبدأ واين تنتهى فأنت غير موجود فى الفراغ فأنت موجود فى نطاق‬
‫هللا واالخرين وحدودك تعرفك نطاق االخرين‬
‫يطالبك قانون المكاشفة بوجوب ان تكون حدودك مرئية للخرين وواضحة لهم فى العلقة معهم فأغلب‬
‫مشاكل الحدود بسبب المخاوف فى العلقات فنحن محاصرون بمخاوف الشعور بالذنب او فقدان الحب‬
‫وخسارة االتصال ولن تحل هذه المشاكل اال من خلل علقتنا نفسها‬

‫مثال (الطيع‪/‬الخانع)‬
‫قد استمتع كل من تيم وجاك بممارسة نفس الرياضات واالنشطة والهوايات وكانا يذهبان الى نفس الكنيسة‬
‫ويحبان نفس المطعم ولكن كلهما القيا صعوبة فى قول ال وقد ادركا ذلك فى احدى العطل االسبوعية فكان‬
‫امهم اختيار من اختيارين اما يذهبا للتزحلق ع لى الماء او يذهبا لحفلة موسيقية فاقترح جاك على تيم ان يذهبا‬
‫الى الترزحلق على الماء فوافق تيم ولكن لم يكن اى منهم يحب ذلك بل يفضلن الذهاب الى الحفلة الموسيقية‬
‫لكن كل منهما ظن ان االخر يريد ذلك‬

‫‪ -1‬ما االعراض؟‬
‫يعتبر عدم الرضا احد الخلفات التى تنشأ فى مثل هذه العلقة بسبب ‪-‬سماحنا بحدوث شئ ال نرغب فيه‬
‫‪ -2‬ما الجذور؟‬
‫أتى المذعنون من خلفيات تعلموا فيها ان يتجنبوا قول ال حتى يسعدوا االخرين وعادة يصعب مساعدة‬
‫الطيعين بعضهم البعض‬

‫‪+++‬‬
‫‪41‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ -3‬ما هو الخالف حول الحدود؟‬
‫ينكر األشخاص الطيعون حدودهم بداعى حسن الخلق حتى للمحافظة على السلم‪.‬‬
‫‪ -4‬من المسئول؟‬
‫كل من الطرفين فى علقة الصداقة من هذا النوع يحتاجان االخذ بزمام مسئولية محأولة اسعاد ومجاملة‬
‫الرفيق االخر‬
‫‪ -5‬ما هو المطلوب؟‬
‫يحتاج األشخاص الطيعون الى علقات داعمة مثل المشيرين وجماعات المساندة فخوفهم من ايذاء‬
‫الشخص االخر يجعل االمر صعبا عليهم لوضع الحدود بمفردهم‬
‫‪ -6‬كيف يبدأون ؟‬
‫يمكن البدء بوضع الحدود على االشياء البديهية فيبدأون بما يمكن ان يكونوا صادقين حول االذواق فى‬
‫المطاعم او الوعظات او الموسيقى‬
‫‪ -7‬كيف يضعون الحدود؟‬
‫عندما يتحدث الصديقين الى بعضهم وجها لوجه امكنهما قول الحقيقة والكشف عن انهم يودان البدء بوضع‬
‫الحدود ويلتزمان بتحسين الحدود مع بعضهم البعض‬
‫‪ -8‬وماذا بعد؟‬
‫لربما يلزم على كل من جاك وتيم ان يروا ان اهتماماتهم غير متشابهة وقد يحتاجان للتباعد قليل وعمل‬
‫صداقات جديدة فى مجاالت االنشطة المختلة وتعدد الصداقات ال يعنى خيانة الصديق فقد تساعد الصداقة‬
‫األولى بين الطرفيين االصليين على االحتفاظ بصداقتهم على المدى البعيد‬

‫هل تنكسر عالقة الصداقة بسهولة اذا وضعنا حدود؟‬


‫ان الصداقات ليس بها التزامات خارجية مثل الزواج او العمل فببمجرد مكالمة هاتفية يمكن ان تنتهى العلقة‬
‫لذلك لن تكون هناك مخاطرة كبيرة بفقدان العلقة عند نشوء خلفات خاصة بالحدود‬
‫فاننا ندرك ان الشئ الوحيد الذى يقرب منا اصدقاءنا ليس ادائنا او محبتنا او شعورهم بالذنب لكن المحبة‬
‫الشئ الوحيدالذى يجعلهم يصرفون وقتا معنا ويحيطون بنا وهو الشئ الوحيد الذى ال نستطيع التحكم فيه‬
‫يستطيع اى شخص وفى اى لحظة انهاء الصداقة وكلما دخلنا أكثر وأكثر فى حياة مبنية على المودة نتعلم ان‬
‫نثق فى قيمة المحبة ونتعلم ان روابط الصدداقة الحقيقية ال تنقصم بسهولة ونتعلم ان فى علقات الصداقة‬
‫الصحيحة يمكننا ان نمارس حدودنا ومحدداتنا التى ستعمل على تقوية العلقة وليس االساءة إلىها‬

‫ماذا لو كانت اسرتى هى اقرب اصدقائى ؟‬


‫يقول األشخاص الذين يقومون ببناء حدودهم احيانا "لكن امى (او اب او اختى او اخى ) هى اقرب صديقاتى‬
‫" وال يشعرون بالحاجة الى صداقات الى جانب الوالدين او االقارب‬

‫‪+++‬‬
‫‪42‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫بالقطع يمكن ان يكون افراد اسرنا هم اقرب واعز االصدقاء لكن ان لم نتساءل ونبنى الحدود او نختبر‬
‫االختلفات معهم قد ال نؤسس علقات ناضجة معهم ةان لم يكن لدينا "اصدقاء جيدون قريبون" اخرون غير‬
‫اسرنا فاننا نحتاج اللقاء نظرة فاحصة على تلك العلقات فقد نعانى هنا الخوف من االنفصال واالستقالية‬

‫التطبيق‬
‫‪ -1‬أعطاء عدد من األسئلة لكل مخدوم من األساطير الشائعة حول الحدود وعلي المخدوم أن يفكر فيها جيداً‬
‫ويتم عمل مناقشة بين الخادم والمخدومين‪.‬‬

‫األساطير الشائعة حول الحدود‬


‫‪ ‬هل الحدود تقضى على عالقاتى ؟‬
‫ان الحدود ليست سجنا مغلقا ولكنها سور يمكن فتح وغلق ابوابه فاذا كنت اشعر اننى اطبق الحدود بطريقة‬
‫خاطئة‪ ,‬فيجب ان افتح االبواب مرة اخرى الن الحدود تحمى العلقات ال تدمرها‬
‫لذليجب ان تمتلك الحدود وال تدع الحدود تمتلكك‬
‫ان الحدود تقضى على االخطاء نفسها وهناك مثال من‬
‫الكتاب المقدس يوضح هذا االمر لقد عمل هللا حدا الهل‬
‫نينوى وهو‬
‫"فابتدأ يوانن يدخل املدينة مسرية يوم واحد واندى وقال بعد‬
‫اربعني يوما تنقلب نينوى " (يو ‪)4 : 3‬‬
‫فقدم اهل نينوى توبة فتصالح هللا معهم فان الحدود هى‬
‫حماية للعلقات‬

‫‪ ‬هل بناء الحدود يعتبر أنانية؟‬


‫فى الواقع ان بناء الحدود ليس أنانية‪ ,‬لكنه يساعدنى لكى أخدم‬
‫اآلخر بطريقة أفضل‪ .‬مثل عندما نستقل الطائرة‪ ,‬تأتى المضيفة فى‬
‫بداية االقلع وتعطى بعض التعليمات ومن هذه التعليمات أنه اذا شعر الراكب بأن االكسجين يقل فى الطائرة‪ ,‬فإن‬
‫االقنعة ستنزل بطريقة إلىة‪ ,‬وعلى الراكب أن يضعها بالوضع الذى أشارت به‪.‬فإن كان هناك راكب ومعه ابنه‬
‫الصغير‪ ,‬فهل يضع القناع لنفسه أوال أم يضعه أوال لطفله‪ ,‬لو كنا نفكر بطريقة عاطفية‪ ,‬فإننا نعتقد أنه يجب أن‬
‫يضع البنه أوال حتى ينقذه‪ ,‬ولكن المضيفات يوصين بأن يضع القناع على وجهه أوال ثم بعد ذلك على أبنه‬
‫والسبب فى ذلك أنه اذا انشغل بوضع القناع على وجه ابنه أوال‪ ,‬وقلت نسبة االكسجين فسيغمى عليه وسوف‬
‫يتعرض االبن أيضا للغماء‪ ,‬ولن يستطيع أن يساعده ولكن اذا وضع القناع أوال على نفسه وحافظ على نسبة‬
‫االكسجين لديه‪ ,‬فانه يستطيع ان ينقذ ابنه حتى لو شعر بالتعب لفترة قليلة‪ .‬اذ مثل هذا التصرف ليس من قبيل‬
‫االنانية‪.‬‬

‫‪ ‬هل كل ال هى عصيان وتمرد؟‬

‫‪+++‬‬
‫‪43‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫عندما تكون الحدود ضعيفة فان الطاعة تكون ظاهرية اما القلب فيظل عاصيا والطاعة الظاهرية هى كذب‬
‫فاإلنسان هنا يكذب على نفسه ويكذب على االخرين وعندما نطيع بسبب عدم مقدرتنا على ان نقول ال فطاعتنا لن‬
‫تكون مقبولة امام هللا ‪ ,‬الن هناك تمردا وعصيانا فى الداخل ولكن عندما نقول ال لما هو جيد او لتحمل مسئوليتنا‬
‫فهذا عصيان لوصية هللا واضاعة لفرص عديدة لنمونا وخيرنا‪.‬‬
‫‪ ‬هل الحدود تعنى أننى غاضب ؟‬
‫هنا البد ان نتحدث قليل عن العلقة بين بناء الحدود والغضب خصوصا بالنسبة للنسان المذعن الذى هو ضحية‬
‫للسيطرة فهذا اإلنسان قد يشعر بعد حين انه ضحية للستغلل والسيطرة لذلك يصبح غضوبا النه لم يتعود على‬
‫قول ال لذلك فان المرة األولى التى يقول فيها ال قد يقولها بغضب عظيم الن هذا الغضب كان كامنا بداخله وبدأ‬
‫يظهر ومن المهم ان يتعامل اإلنسان مع هذا الغضب بطريقة صحيحة مثل اذا لم يكن هذا اإلنسان قد تعود على‬
‫بناء الحدود وبدأ فى بنائها فليس هناك مانع ما ان يقدم اعتذارا عن غضبه وليس عن بناء الحدود‪.‬‬
‫وهنا يجب ان نذكر نقطة مهمة عن الغضب ‪ :‬األشخاص ذوو الحدود الناضجة اقل الناس غضبا فى العالم بينما‬
‫من يبدأون العمل فى أقامة حدودهم يفاجأون بـأزدياد غضبهم ويتلشى هذا األحساس مع النمو وتطور الحدود ‪.‬‬

‫‪ ‬هل يمكن ان انجرح اذا بنى االخرون حدودا معى ؟‬


‫عادة م ا انجرح اذ قال االخرون لى <<ال>> واالسباب كثيرة فقد يكون السبب هو ذكريات الطفولة فأشعر‬
‫بالقسوة‪ ,‬وقد يكون السبب اننى اشعر ان كيانى مستمد من هذا الشخص وليس من هللا ومن ثم انجرح واتعب كثيرا‬
‫عندما يقول لى ال وربما ايضا اكون انسانا متسلطا لذلك ال اشعر بالسعادة عندما يقوم شخص اخر ببناء حدود‬
‫معى وقد اكون انسانا ال يتحمل المسئولية فأشعر بالضيق عندما يبنى احدهم حدودا معى‪.‬‬
‫يجب ان نفرق بين عدم ارتياحنا لكلمة ال وبين عدم قبولنا لها‪ .‬اننا جميعا دون استثناء ال نرتاح عندما يقول لنا‬
‫شخص ما كلمة ال وهذا من االمور العادية لك ن هناك فرقا بين شخص ال يرتاح وشخص ال يقبل ويرفض كلمة ال‬
‫ان عدم القبول يجعل هذا الشخص يبذل محأوالت مستميتة لكى يصل الى هدفه بأن يجعل االخر يوافق على ما‬
‫يقوله او ما يطلبه وهذه المحأوالت المستميتة تختلف عن تلك التى يبذلها اإلنسان للدفاع عن الحق‪.‬‬

‫‪ ‬هل تولد الحدود الشعور بالذنب؟‬


‫من االمثلة التى توضح القصد من هذا السؤال ان تكون هناك عائلة جديدة ارادت ان تستقر فى بلدة جديدة فهناك‬
‫ناس من اهل البلدة يقدمون لهم العديد من الخدمات‪ .‬يذهبون معهم للبحث عن سكن وعن عمل فهم يقدمون لهم يد‬
‫العون وهم يساعدنهم لكى تكون هذه العائلة تابعة لهم ومنتمية الى حزبهم ويشعرونهم بأن هذا دين البد ان يوفره‬
‫حينما يطلب منهم ذلك‪.‬‬
‫ولكن اذا ارادت هذه العائلة ان تبنى لها حدودا فى هذه البلدة تقول لهم العائلة التى ساعدتهم " ابعد كل هذا الحب‬
‫وهذه الخدمة تعملون معنا هذا؟" فيشعرنهم بالذنب ومن ثم ال يعرفون هل يقولون ال ام نعم‪.‬‬
‫والسؤال هنا هل هذه المساعدة هى هدية ام دين؟‬
‫هناك فرق بين الهدية والدين ‪ ,‬فالهدية هى ان اعطى ودون ان اتوقع شيئا فى المقابل ‪ ,‬بينما الدين هو ان اعطى‬
‫واتوقع من الطرف االخر ان يرد مقابل هذا العطاء‪ .‬الهدية مقابلها الشعور باالمتنان ولكن الدين مقابله القيام بعمل‬
‫وليس مجرد كلمة شكرا‪.‬‬
‫وهذا ينطبق ايضا على الخلص الذى اعطانا اياه المسيح فهو هدية لذلك نشعر باالمتنان هلل ونسعى لدعوة اخرين‬
‫للتمتع بخلص المسيح ولتذوق الحب الذى ذقناه نحن‪.‬‬
‫والسؤال الذى نطرحه هنا لو كنت مكان االسرة التى تقدم خدماتها‪ ,‬فهل اعطى هدية ام دينا هلى اعطى لكى اخذ‬
‫ام اعطى وانا ال اتوقع شيئا فى المقابل‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪44‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪-2‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪45‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪+++‬‬
‫‪46‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫اسم الدرس ‪ :‬قوة من األعالي – السنة نار‬

‫الشاهد الكتابي‪( :‬أع ‪.)13-1:2‬‬

‫اآلية‪ -:‬لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم و تكونون لي شهوداً في‬
‫أورشليم و في كل اليهودية و السامرة و إلى أقصى األرض (أع‪)8:1‬‬

‫أهداف الدرس‬
‫الهدف المعرفى‪ :‬أن يعرف المخدوم عطية الروح القدس بكنيسة العهد الجديد‪.‬‬
‫الهدف المهارى‪:‬أن يتدرب المخدوم علي إستماع أرشاد الروح القدس بحياته‪.‬‬
‫الهدف الوجدانى‪ :‬ان يشعر المخدوم بقوة عمل الروح القدس‪.‬‬

‫عناصر الدرس‬
‫‪ -5‬الصعود يسبق العنصرة‪.‬‬ ‫‪ -1‬عيد العنصرة‪.‬‬
‫‪ -6‬الروح القدس وعمله في األسرار‪.‬‬ ‫‪ -2‬عيد العنصرة في الطقس الكنسي‪.‬‬
‫‪ -3‬صالة السجدة‪.‬‬
‫‪ -4‬العنصرة في العهد القديم‪.‬‬

‫التمهيد‬
‫ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحده و صار بغته من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفه‬
‫ومل كل البيت حيث كانوا جالسين وظهرت لهم ألسنه كأنها من ألسنه نار و استقرت على كل واحد منهم وامتل‬
‫الجميع من الروح القدس وأبتدأ يتكلمون بألسنه أخرى كما أعطاهم الروح ان ينطقوا (‪)4,1:2‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪47‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ -1‬عيد العنصره‬

‫عيد حلول الروح القدس "العنصره" هو احد األعياد السيديه الكبرى و‬


‫تحتفل به الكنيسه بعد خمسين يوما من عيد القيامه و فيه حل‬
‫الروح القدس على الرسل فى العليه حيث كانوا مجتمعين‬
‫ينتظرون موعد االب حسب وصيه الرب لهم وقد رتب الرسل‬
‫بأنفسهم االحتفال بهذا العيد وجاء في قوانين الرسل ‪" :‬وال تعملوا‬
‫فى يوم الخمسين ألن فيه حل الروح القدس الذى نزل على‬
‫المؤمنين " وكان هذا اليوم له اهميته العظمى فى كنيسه الرسل‬
‫ذاتها فعندما طلب اليهود من القديس بولس ان يمكث قليلا فى أفسس لم يوافقهم "وودعهم قائل ‪ :‬ينبغى عىل لك حال‬
‫ان امعل العيد القادم ىف اورشلمي " (أع ‪ )21:18‬وتكررت ذات الحادثه مره اخرى وذكرت فى رسالته اىل مدينه كورنثوس‬
‫الوىل(‪7 :16‬و‪ ) 8‬كما لم تخل كتابات االباء من شرح الحادثه و استفاضت فالحديث عن الروح القدس امثال‬
‫يوستينوس وأمبروسيوس وغريغوريوس والهدف من حديثنا عن هذا الحدث العظيم هو لكى يدخل بنا فى دائره‬
‫جاذبيه الروح القدس فهو ليس اضافه جديده بقدر ما هو دعوه للتمتع بالمفهوم الروحى للعيد من خلل اكتشاف‬
‫روح هللا الساكن فينا و اثاره الشوق فى نفوسنا للمتلء به ذاك الذى وهبنا بركات الخلص واغنى الكنيسه بسكناه‬
‫فيها و تحن ندعوه قائلين ‪ :‬اهيا املكل السامىئ املعزى روح احلق احلارض ىف لك ماكم و املالئ اللك كزن الصاحلات و معطى احلياه‬
‫همل تفضل و حل فينا و طهران من لك دنسأ إاهيا الصاحل و خلص نفوس نا ‪ .‬أمني‬

‫‪ -2‬عيد العنصره فى الطقس الكنسى‬


‫يحتفل بعيد العنصره فى الصباح فى القداس اإللهى و فى المساء صله السجدة ويتميز قداس أحد العنصره بطقوس‬
‫والحان خاصه به فتعمل دوره القيامه فى باكر قبل قرائه االنجيل و تقال مزامير الساعه السادسه عند تقديم الحمل‬
‫أما مزامير الساعه الثالثه وهى الخاصه بحلول الروح القدس فتقال بعد قراءه اإلبركسيس و تقال بلحن مميز ويقال‬
‫لحن الروح القدس "بى إبنف ما " ومعناها الروح القدس المعزى الذى حل على الرسل فى عيد البنتقسطى فتكلموا‬
‫بألسنه كثيره ‪.‬‬

‫وقد رتبت القراءات بحكمه بالغه فنجد أن ها تدور حول موضوع الروح القدس وتدخلنا فى أفراح هذا العيد وبعد نهايه‬
‫القداس تقال تسبحه خاصه بالروح القدس‪(.‬التاسعه صباحا) و ذلك تشبها بذات الوقت الذى حل فيه الروح القدس‬
‫علي التلميذ إذ كانوا مجتمعين فى العليه و هم ساجدون فى الصله ‪ ,‬وأكراما للمناسبه صارت صله السجده‬
‫منفصله عن قداس أحد العنصره وتقام فى مساء احد العنصره ‪.‬‬

‫(مزمور العش يه ‪)14,12:50‬‬


‫نجد فى هذا المزمور نبوه مباشره عن عمل الروح القدس و صفاته انه روح الفرح و القوه و المعونه لذلك جاء فيه‬
‫"امنحنى بهجت خلصك و بروح رآسى عضدنى "‪..‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪48‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫(يو ‪)44.37:7‬‬
‫هو حديث السيد المسيح فى عيد المظال و فيه دعوه للعطاش إلى البر أن يقبلوا الروح القدس الذى هو نبع الحياه ‪ ,‬ومن‬
‫حى‪.‬‬
‫يقبل ينال األمتلء وتجرى من نفسه أنهار ماء َ‬

‫(يو‪)26:14‬‬
‫‪ +‬هو حديث السيد المسيح الوداعى للتلميذ وقد وعدهم بالروح القدس ‪":‬وأما المعزى الروح القدس الذى سيرسله االب‬
‫بأسمى فهو يعلمكم كل شئ و يذكركم بكل ما قلته لكم "‪,‬وفى نهايه الحديث األشاره لثمار الروح القدس "كل من‬
‫يأتى بثمر ينقيه ألتى بثمر أكثر "‬

‫تحدثت القراءات عن بركه الروح القدس التى انسكبت على الكنيسة فى هذا‬
‫اليوم فيذكر القديس بولس المواهب الروحيه التى اعطاها الروح القدس‬
‫قراءات القداس ‪:‬‬
‫بحلوله و أما من جهه المواهب الروحيه لكل واحد يعطى إظهار الروح‬ ‫البولس ‪1 (:‬كو‪12‬من ‪1‬الى ‪)3‬‬
‫القدس التى ننالها فى سر الميرون وأما أنتم فكلم مسحة من القدوس و‬
‫الكاثوليكون ‪1(:‬يو ‪)20:2‬‬
‫تعلمون كل شئ أما اإل بركسيس فيذكرنا بحادثة انسكاب الروح القدس على‬
‫الرسل فى هذا اليوم ‪.‬‬ ‫االبركسيس‪( :‬اع ‪)21-1:2‬‬

‫(مز‪)6-5:47‬‬
‫فى هذا المزمور أشاره أن الصعود البد أن يسبق العنصره "صعد هللا بتهليل و الرب بصوت البوق ‪,‬ألن الرب ملك‬
‫على جميع االمم "‬

‫(يو‪)26:15‬‬
‫هوحديث السيد المسيح الوداعى للتلميذ وهو أستكمال إلنجيل باكر و فيه ذات الهدف إذ يتحدث عن الروح القدس و‬
‫عمله "و أما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق "‬

‫‪+++‬‬
‫‪49‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ -3‬صالة السجدة‪.‬‬

‫‪ +‬تقام السجده مساء أحد العنصره و يتخللها السجود تشبها بكنيسه الرسل فى اليوم الخمسين حيث كان الرسل القديسين‬
‫مجتمعين بنفس واحده فى الصله وحل عليهم الروح القدس ‪ ,‬والكنيسه إذ تستعيد تذكار هذا اليوم المقدس الذى‬
‫ولدت فيه يجب أن تكون ساجده فاآل ن تتقبل عطيه الروح القدس وهى فى خضوع و خشوع و صله ‪,‬فالروح‬
‫معزى منسحقى القلوب و يعزى المتواضعين ‪,‬كما أنه البد أن يصاحب صله السجده رفع البخور وفيه إشاره‬
‫إلنتشار رائحه الروح القدس الذكيه التى مألت االرض ‪.‬‬

‫‪ +‬وقراءات السجده تذكرنا بالرموز تلك التى جائت فى العهد القديم و التى تشير لذاك اليوم فتتحدث عن خروف الفصح‬
‫والذى فيه ميلد شعب هللا فيرتبط الرمز فى العهد القديم مع تحقيقه فى العهد الجديد "المسيح فصحنا " و الذى‬
‫بواستطيه حل الروح القدس يوم الخمسين وولدت الكنيسه ‪.‬‬

‫كما ان القراءات تحمل لنا صوت الشريعه و الناموس فبجانب انها نزلت فى هذا اليوم تنقل لنا وصفا من جبل سيناء‬
‫حيث كانت "اصوات الرعود و الربوق و اكن جبل سيناء لكه يدخن من اجل ان الرب نزل عليه ابلنار وصعد دخان كدخان‬
‫االتون "(خر ‪. )17,16:19‬‬
‫وكمل الوعد فى ملئ الزمان‬ ‫وبذلك تحقق الرمز فى يوم الخمسين اذ حل الروح القدس فى الريح و النار (اع‪)4-1:2‬‬
‫"لن الناموس مبوىس اعطى اما النعمه و احلق فبيسوع املس يح صار "(يو ‪)17:1‬‬
‫وفى طقس صله السجده تعمل ثلث سجدات األولى و الثانيه فيها تصلى بالخورس الثانى كأستعطاف و تذلل أمام هللا و‬
‫هو ما تعكسه قراءات االنجيل‬

‫‪ -‬في أنجيل السجده األول هو صله السيد المسيح الشفاعيه عن تلميذه و التى تمت بحلول الروح القدس فى يوم‬
‫الخمسين (يو‪)26-1:17‬‬
‫‪ -‬اما صله السج ده الثالثه ف تقام داخل الهيكل حيث يفتح ستر الهيكل علمه المصالحه بين السماء و االرض‬
‫وبها نالت الكنيسه السجود هلل بالروح و الحق لذلك نجد الحديث الذى دار بين المخلص و المراه السامريه عن‬
‫السجود هلل بالروح وعن الماء الحى وفيه إ شاره صريحه عن بركات الروح القدس التى نالتها الكنيسه فى يوم‬
‫الخميس ‪.‬‬

‫‪ -4‬العنصرة في العهد القديم‪.‬‬

‫أحصى لك سبعة أسابيع من وقت شروع المنجل في الزرع وأصنع عيد األسابيع للرب الهك "(تث‪)12,9:16‬‬
‫أمر الرب شعبه في العهد القديم أن يحتفل بعيد العنصره وهو عيد الحصاد أو الجمع (خر‪)22:34‬‬
‫ويسمى أيضا بعيد‬
‫الباكوره (عدد‪ )26:28‬ألن فيه يقدمون من بواكير الحنطه ‪,‬ويسمى أيضا ا عيد األسابيع و أطلقت عليه كلمه عنصره‬

‫‪+++‬‬
‫‪50‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫وهى كلمه عبريه مشتقه من عصريت أى الخمسين ‪,‬ألنه يقع دائما فى اليوم الخمسين لعيد الفصح وكان عيدا‬
‫عظيما عند اليهود وكانوا يعيدونه بفرح عظيم ألنه تذكار قبول موسى الشريعه ‪,‬وكان على كل يهودى ضروره‬
‫الحضور لألحتفال بالعيد فى اورشليم أمام هللا و عليه أن يقدم إلى الكاهن رغيفين من دقيق جديد من وباكوره‬
‫حصاده مع الذبائح و كان يوماا لإلبتهاج والشكر (تث‪)10:16‬‬
‫وقد توافق حلول الروح القدس فى يوم الخمسين لعيد الفصح اليهودى والن عيد الخمسين فى العهد الجديد وقع فى عيد‬
‫االسابيع العبرى لذلك حل محله اذ كان العيد اليهودى رمزا لعيد الخمسين الذى حل فيه الروح القدس على المؤمنين‬
‫و تحقق رمز ذلك العيد و الذى كان يسمى عيد الباكوره عن اليهود صار حقيقه فى يوم الخمسين اذ قدمت كنيسه‬
‫الرسل باكوره كرازتها فأمن ثلثة االف نفس فى ذلك اليوم الذى حل فيه الروح القدس وصار بالحقيقه يوما‬
‫للبتهاج و الفرح ‪.‬‬

‫‪ -5‬الصعود يسبق العنصرة‪.‬‬


‫خري لمك أن أنطلق لنه أن مل أنطلق ال يأتيمك املعزى (يو ‪)7:16‬‬
‫الشك ان الروح القدس لم يكن غريبا على التلميذ فقد صدق أن راوه يحل على‬
‫المسيح بهيأه جسميه وقت عماده من يوحنا فى نهر االردن‪ ,‬كما انهم سمعوا عنه‬
‫كثيرا من السيد المسيح ‪ .‬ويفسر القديس غريغوريوس الناطق باإللهيات حلول‬
‫الروح القدس بان التلميذ بصفه خاصه تقبلوا الروح القدس فى ثلث مناسبات‬
‫فى المره األولى كان ذلك حينما اعطاهم الرب السلطان لعمل المعجزات وخاصه‬
‫أخراج االرواح الشريره ‪" ,‬ولكن ان كنت اان بروح هللا اخرج‬
‫‪ ,‬ثم دعا تلميذه االثنى عشر و اعطاهم سلطانا على‬ ‫الش ياطني"(مت‪)28:122‬‬
‫أرواح نجسه حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض و كل ضعف فى الشعب (مت‬
‫‪ )1:10‬ف فى هذه المره ظهر عمل الروح القدس فى شفاء المرضى و طرد االرواح الشريره وهو ما‬
‫يستوجب عمل ا لروح القدس بذاته ‪ .‬اما المره الثانيه فكانت مساء احد القيامه وهم مجتمعين اذ نفخ فيهم و قال‬
‫"خذوا الروح القدس من غفرمت هل خطاايه غفرت هل ومن امسكمت هل خطاايه امسكت " ( يو‪ . )23,19:20‬ويلحظ فى هذه‬
‫المره ان الروح القدس أعطى مع سلطان الحل و الربط وهى السلطه الك هنوتيه اى انه اعطى لوظيفه ال لقداسه‬
‫شخصيه ‪ .‬اما المره الثالثه فكانت فى يوم الخمسين اى بعد صعود الرب الى السماء و فيها أرسل الروح القدس‬
‫فأنسكب بغزاره على الكنيسه "قوه من الاعاىل "(لو‪ ,)49:24‬و على ذلك كانت نفخه السيد المسيح مساء أحد القيامه‬
‫فعل إلهي كتكريس كهنوتى للرسل اما فى العنصره فكانت حضورا إلهي إذ حل الروح القدس بشخصه ليسكن فى‬
‫المؤمنين لذلك كان من المحتم الصعود يسبق حلول الروح القدس إذ كان الصعود متمما للفداء‪.‬‬

‫وإذ تأملنا المسيره بين الصلب و العنصره فبعد ان اتم المسيح الفداء بموته على الصليب وبهذا أفتدى الكنيسه وقدسها‬
‫بدمه الذكى لتكون بل عيب فمات عنا و قام الجلنا و صعد ليصعدنا وجلس عن يمين االب ليتشفع فينا لقد صالحنا‬
‫مع اآلتي بذبيحه نفسه إذ افتدى الكنيسه بالدم فأغتسلت و ابيضت (رؤ‪ )15:17‬فأصبحت أهلا إلستقبال الروح القدس‬
‫فى يوم الخمسين فى شكل السنه ناريه أ ستقرت على كل واحد بصوره شخصيه و ما ان حل على الرسل حتى‬

‫‪+++‬‬
‫‪51‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫صارو يكرزون و يشهدون بكل جرأه وشجاعه و صنعوا المعجزات وفكان الروح القدس هو العامل فيهم و الناطق‬
‫بالسنتهم و الروح القدس ال يستطيع العالم أن يقبله النه ال يراه وال يعرفه و غير مؤهل له وقد اخبر الرب تلميذه‬
‫عن هذه الحقيقه " و اما انمت فتعرفونه لنه ماكث معمك و يكون فيمك "(يو ‪)17-16:14‬‬

‫‪ -6‬الروح القدس و عمله فى األسرار‪.‬‬

‫ليس من طريق لنوال الطبيعه الجديده و مواهب الروح المقدس ألى بواسطه الكنيسه أى عمل الروح القدس فى أسرار‬
‫الكنيسه السبعه ونوال فاعليه عمله بواسطه الكهنوت ‪ .‬ألن الرسل األطهار استقبلوا عطيه الروح القدس فى صوره‬
‫كنيسه وينابيع الروح القدس ال تنضب النها جسد المسيح و الروح القدس يستقر على جسد المسيح (اف‪ . )23:1‬و‬
‫كما يقول داود النبى " هنر سواقيه تفرح مدينه هللا "(مز‪, )4:46‬فالنهر هو الروح القدس الذى يفرح النفس وهى مسكن‬
‫هللا بواسطه سواقيه المتعدده التى هى اسرار الكنيسه ‪.‬‬

‫ان اكن احد ال يودل من املاء و الروح ال يقدر ان يدخل ملكوت هللا (يو‪.)5,3:3‬‬
‫رسم هللا سر التجسد و نوال الطبيعه و الوالده الجديده ان يناله اإلنسان على طريق سر المعموديه و هكذا يعمل الروح‬
‫القدس من خلل هذا السر "ال بأعمال بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلد الثانى و تجديد‬
‫الروح القدس الذى سكبه بغنى يسوع المسيح مخلصنا (تى‪1(, )6,5:3‬كو‪)13:12‬‬

‫اذلى هو عربون مرياثنا لفداء املقتىن ملدح جمده "(أف ‪)14:1‬‬


‫لقد كانت المسحه فى العهد القديم أهم الطقوس لتكريس الشخص الممسوح للخدمه و المكرس هلل فكان يمسح بها الملوك‬
‫و الكهنه و االنبياء وكان دهن المسحه له اعداد خاص و بذلك كانت أشاره لمسحه الروح القدس و التى ننالها فى‬
‫سر الميرون سر التثبيت حيث تتقدس النفس ويهبها الروح القدس امكانيه القداسه " املولود من اجلسد جسد هو و‬
‫املولود من الروح هوروح " (يو ‪)6:3‬‬
‫"الروح يعني ضعافتنا و الروح نفسه يشفع فينا "(رو ‪(,)26:8‬أف‪)17:2‬‬

‫يقوم الروح القدس حين يستدعيه الكاهن فى صله القداس فيحول الخبز و‬
‫الخمر الى جسد الرب و دمه االقدسين إذ يحل على األسرار و على الكاهن و‬
‫الشعب ليصيرو أهل لنوال السر‬

‫"أمريض أحد بينمك فليدع قسوس الكنيسه فيصلوا عليه و يدهنوه بزيت بأمس الرب‬
‫وصاله الاميان تشفى املريض "(يع ‪)15.14:5‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪52‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫بالصله يحل الروح القدس على الزيت وعلى المريض فيعمل من خلل مسح المريض بهذا الزيت فيعطيه قوه الشفاء‬

‫يعمل الروح القدس عمله التام السرى فى هذا السر أذ يجعل من الزوجين واحد أذ‬
‫ليس بعد اتنين بل واحد "ويكون االثنان جسدا واحدا هذا الرس عظمي ولكنىن أان أقول من‬
‫حنو املس يح و الكنيسه "(أف‪.)32,31:5‬‬

‫هذا السر هو تاج االسرار وقد استودع الرب تلميذه هذا السر الذى هو مفتاح‬
‫كنوز بقيه االسرار ذ منحهم السلطان " ها أان اعطيمك سلطاان "(لو‪ ,)19:10‬وهو سلطان ليمارسوا كافه االسرار ألنهم‬
‫خدامه على االرض "لكنمك ستنالون قوه مىت حل الروح القدس عليمك و تكونون ىل شهودا "(أع‪)8:1‬‬

‫التطبيق‬
‫‪ +‬عمل بحث عن عمل الروح القدس في العهد الجديد وفي العهد القديم‪.‬‬
‫‪ +‬أذكر خمسة رموز للروح القدس؟‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪53‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫اسم الدرس ‪ :‬األصل – أبونا أبراهيم‬

‫الشاهد الكتابي (تك‪)12‬‬

‫اآلية‪ -:‬اذهب من أرضك وعشيرتك ومن بيت أبيك إلى االرض التى‬
‫اريك‪( .‬تك‪)1:12‬‬

‫أهداف الدرس‬
‫الهدف المعرفى‪ :‬أن يعرف الطاعة فى حياة أبونا ابراهيم للرب‪.‬‬
‫الهدف المهارى‪ :‬أن يتدرب أن يغصب نفسه على ترك خطية ما مثل‬
‫الكذب ‪ ...‬موقع سئ ‪ ...‬أصدقاء سوء ‪...‬‬
‫الهدف الوجدانى‪ :‬أن يشعر بالثقة فى وعود هللا ( األمين الصادق) فى‬
‫االرض وفى السماء‪.‬‬

‫عناصر الدرس‬
‫‪ -6‬األمتحان العظيم‪.‬‬ ‫‪ -1‬أبونا أبراهيم‪.‬‬
‫‪ -7‬مالمح إيمان ابونا إبراهيم‪.‬‬ ‫‪-2‬دعوة إبراهيم أبو اآلباء‪.‬‬
‫‪ -8‬أبونا إبراهيم والمذبح‪.‬‬ ‫‪ -3‬تنقالت أبونا إبراهيم‪.‬‬
‫‪ -9‬الميثاق اإللهي مع إبراهيم‬ ‫‪ -4‬زوجات أبونا إبراهيم‪.‬‬
‫‪ -10‬مكانة أبونا إبراهيم أبو اآلباء في الكتاب المقدس‪.‬‬ ‫‪ -5‬األنتظار ‪.‬‬

‫يعتبر عصر البطاركة طريق تمهيدى لدخول هللا مع البشرية في عهود متتإلىة وفي العهد الجديد كان عهد هللا مع‬
‫اإلنسان في شخص السيد المسيح ولكي يهيئ هللا ذهن البشرية للعهد الجديد كان البد أن يكون له شهود يعد هللا البشرية‬
‫من خللهم فيبدأ العهد بدعوة إبراهيم‪.‬‬

‫إبراهيم أبو اآلباء يحمل في داخله أبوة جسدية ألهل الختان كما يحمل أيضاا أبوة روحية لكل من يسلك بإيمانه ويؤمن‬
‫بربنا يسوع المسيح ألنه رأى خلص الرب كما قال عنه السيد المسيح‬
‫"أبومك اإبراهمي هتلل بأن يري بويح فرأى وفرح" (يو‪.)56:8‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪54‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫" فال يدعي اإمسك بعد اإبرام بل يكون اإمسك اإبراهمي " (تك‪.)5:17‬‬ ‫معني أسم إبراهيم ابو اآلباء‬

‫إبرام = األب المكرم أو الرفيع‪.‬‬


‫إبراهيم = أب لجمهور كثير‪.‬‬

‫فضائل إبراهيم أبو اآلباء‪-:‬‬


‫‪ +‬كان كريما ا‬
‫‪ +‬مضيفا ا للغرباء‪.‬‬
‫‪ +‬يتميز بالوفاء واألمانة‪.‬‬
‫‪ +‬شجاعا ا‬
‫أسرة إبراهيم أبو اآلباء‪ :‬إبراهيم بن تارح من نسل سام بن نوح وعاش أبونا إبراهيم حياته األولي مع أبيه تارح‬
‫وأخوتة في أور الكلدانيين‪.‬‬

‫دعوة إبراهيم أبو اآلباء‪-:‬‬


‫في سفر التكوين كانت الدعوة واضحة من حاران إلى أرض كنعان ‪:‬‬
‫" وقال الرب الإبرام اإذهب من أرضك ومن عشريتك ومن بيت أبيك اإىل الرض الىت أريك‪ .....‬واكن اإبرام اإبن‬
‫مخسه وس بعني س نه ملا خرج من حاران" (تك‪)5-1:12‬‬
‫‪ " -:‬فأجعكل أمة عظمية وأابركك وأعظم اإمسك وتكون بركة " (تك‪)2:12‬‬ ‫الدعوة البد أن يكون لها وعدا‬

‫الوعد يجعل أوال د هللا يطيعون الدعوة طاعة كاملة ألن الطاعة الجزئية ربما تسبب عثرات لإلنسان مثل إبراهيم عندما‬
‫أخذ معه لوط إبن أخيه ولم يترك كل عشيرته كما أعمله الرب وذلك من خلل اإلشفاق البشري عليه فكان سببا ا في‬
‫بعض المتاعب إلبونا إبراهيم‪.‬‬
‫‪ +‬والدعوة هي سماع صوت ربنا والخضوع بإيمانه إلرادته والحياة من أجل الرب البد أن تحمل في طياتها وعد بشئ‬
‫ومهما كانت الصعوبات التي تقابلنا فل تعتبر شيئاا بجوار البركة التي نحصل عليها مثلما مع إبراهيم‪:‬‬
‫أترك عشيرتك = تتبارك فيك جميع قبائل األرض (عندما يترك العشيرة الصغيرة هللا يعطيه العشيرة الكبيرة)‪.‬‬
‫أترك أرضك = أبارك مباركيك ‪ ...‬وتكون بركة‪.‬‬
‫لم يكن له نسل = أجعلك أمة عظيمة‪.‬‬

‫من المبادئ الروحية ‪ ....‬أن اهلل ال يكون مديوناً لإلنسان بل يعطي أوالده بال كيل‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪55‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ -‬إعداد شعب خاص هلل‬
‫كان الهدف من أرض الميعاد التى أعطاها هللا إلبراهيم؛ هو أن يعزله عن منطقة العبادة الوثنية التى تربى فيها وسط‬
‫عشيرته‪ ,‬فينشأ نسله فى أرض غريبة وال يختلط مع تقاليد وعبادات هذه األراضى الغريبة‪ ,‬ويعيش يعبد هللا بأسلوبه‬
‫الخاص‪.‬‬
‫وعلى قدر المستطاع أمكن أن يتحقق هذا الهدف‪ ,‬ففى أجيال وعصور متلحقة عاشت األمة اليهودية التى أعطاها هللا‬
‫الناموس والشريعة تعبد هللا فى وسط شعوب وثنية‪ .‬ولو أنه بالرغم من هذا كانت العبادة الوثنية تتسلل أحيا انا‪ ,‬وكان هللا‬
‫يغضب على شعبه ويؤدبه‪ .‬بل سمح أن يدخلوا فى سبى طويل‪ ,‬وقال‪" :‬أَنْ ُقلُ ُ ْ‬
‫مك ا َىل َما َو َر َاء َاب ِبلَ" (أع‪ ,)43 :7‬فرجعوا مرة‬
‫ِ‬
‫أخرى إلى ما بين النهرين وإلى أور الكلدانيين لكى يعرِّ فهم أنهم إن تركوا عبادة هللا فمن الممكن أن يتخلى هللا عنهم‬
‫أيضاا‪ ,‬ويسلمهم أليدى أعدائهم‪ ...‬ولكن كل هذه المراحل التى عبرت كانت إلى أن يأتى المسيح مخلص العالم‪.‬‬
‫كان األمر يتطلب أن يكون هناك جماعة لها نبوات وعبادة تشهد بمجيء المخلص‪ .‬فكانت األمة اليهودية؛ وكانت‬
‫الكتب المقدسة‪ ,‬والممارسات الطقسية‪ ,‬والعبادة اليومية‪ ,‬واألعياد والعادات‪ ,‬والتقاليد‪ ,‬كلها تدور حول عقيدة أساسية‬
‫هى أن هللا سوف يرسل المسيا مخلص العالم‪.‬‬
‫من هذا نعرف أن أرض الميراث أو أرض الميعاد التى هى أرض كنعان لم تكن هى الهدف فى حد ذاتها‪ ,‬لكن كانت‬
‫وسيلة مؤقتة إلعداد الشعب اليهودى‪ ,‬لكى يخرج الخلص من اليهود‪ ,‬وتبدأ الكرازة باإلنجيل وتنطلق من اليهودية إلى‬
‫أقاصى األرض‪.‬‬
‫كما قال السيد المسيح لتلميذه إنهم يشهدون له فى أورشليم واليهودية والسامرة وإلى أقصى األرض "لَ ِكن ى ُ ْمك َستَنَالُ َ‬
‫ون قُ ىوة‬
‫لك الهيودي ى ِة َو ى‬
‫السا ِم َر ِة َوا َىل أَ ْق ََص ا َل ْر ِض" (أع‪ .)8 :1‬وقال للمرأة‬ ‫وح الْقُدُ ُس عَلَ ْي ُ ْمك َوتَكُون َ‬
‫ُون ِيل ُشهُودا ِيف أُ ُورشَ ِل َمي َو ِيف ُ ِ ل‬ ‫َم َىت َح ىل ُّالر ُ‬
‫ِ‬
‫ال َص ه َُو ِم َن الهيود" (يو‪ )22 :4‬أى أن الخلص يبدأ من نسل إبراهيم وإسحاق ويعقوب‪ ,‬ومن نسل‬ ‫السامرية إن "الْخ َ‬
‫داود الملك‪.‬‬
‫كرز باسمه للتوبة فى كل العالم‪ ,‬وال يظل هللا متخصصا ا لشع ٍ‬
‫ب معين ألن ذلك‬ ‫وبعدما يتم الفداء عن طريق نسل داود ي َ‬
‫كان أمرا ا مؤق اتا إلى أن يتم الفداء‪ .‬لكن أصبح الشعب المقصود هو كنيسة المسيح واألرض المستهدَ فة هى أورشليم‬
‫السمائية‪.‬‬

‫‪ ‬سكن أوالا ما بين النهرين في أور الكلدانين‪.‬‬


‫‪ ‬لم يكن إبراهيم يعرف األرض جيداا لذلك توقف في دمشق وتعامل مع البشر وأخذ من هناك إلىعازر الدمشقي‬
‫ولم بعطيه الرب أمراا أن يمكث هناك فترك دمشق ولم يعلم أين يمضي‪.‬‬

‫‪ ‬بعد ذلك أتجه إلى شكيم وهي أول بلد في أرض كنعان ثم إلى الجنوب حيث بيت إيل ثم حدث جوع في‬
‫األرض‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪56‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ ‬ترك إبراهيم هذة األرض من أجل المجاعة وذهب إلى أرض مصر وكذب وقال عن سارة أنها أخته وبعد أن‬
‫تدخل هللا بقوة في حياته عاد إلى كنعان ثم بيت إيل‪.‬‬

‫‪ ‬حدثت مشكلة لوط وإختار لوط الذهاب إلى األردن فذب إبراهيم إلى ارض كنعان‪.‬‬

‫‪ ‬ثم ذهب لكي يرد لوط من السبي وفي اثناء عودته استقبله ملكي صادق ملك شإلىم واعطاه عشراا من كل شئ‬
‫وبارك ملكي صادق إبراهيم ووعده بميراث ارض كنعنان وحسب إيمانه براا‪.‬‬

‫‪ ‬إتخذ إبراهيم هاجر المصرية زوجه له حيث ولدت له إسماعيل ثم تغير إسمه من إبرام إلى إبراهيم وكان يبلغ‬
‫من العمر ‪ 99‬سنة ووضع له الرب شريعة الختان وايضا تغير إسم ساراى إلى سارة وكشف له الرب أنه‬
‫بسارة يدعي له نسلا‪.‬‬

‫‪ -‬تتبارك فيك جميع قبائل األرض‬

‫ثم صار كلم الرب إلبراهيم قائلا‪َ " :‬ال ََت َْف َاي َأ ْب َرا ُم‪ .‬أَانَ ُت ْر ٌس َ َكل‪ .‬أَ ْج ُركَ كَثِ ٌري ِجدلا" (تك‪ .)1 :15‬وقال له‪ْ :‬‬
‫"ارف َ ْع َع ْين َ ْي َك َوان ُْظ ْر‬
‫رشقا َوغَ ْراب‪َ .‬ل ىن مجَ ِ ي َع ا َل ْر ِض ال ى ِيت أَن َْت تَ َرى َ َكل أُع ِْطهيَا َو ِلن َ ْس ِ َ‬
‫كل ا َىل ا َلب َ ِد‪َ .‬وأَ ْج َع ُل ن َ ْس َ َ‬
‫كل‬ ‫ِم َن الْ َم ْو ِضع ِ ى ِاذلي أَن َْت ِفي ِه ِ َِشاال َو َجنُواب َو َ ْ‬
‫ِ‬
‫كل أَيْضا يُ َعدُّ‪ .‬قُ ِم ا ْم ِش ِيف ا َل ْر ِض ُطولَهَا َو َع ْرضَ هَا َل ِ لين َ َكل أُع ِْطهيَا"‬ ‫اب ا َل ْر ِض فَن َ ْس ُ َ‬ ‫كَ ُ َرت ِاب ا َل ْر ِض َح ىىت ا َذا ْاس َت َطا َع أَ َح ٌد أَ ْن ي َ ُع ىد تُ َر َ‬
‫ِ‬
‫(تك‪)17 -14 :13‬‬
‫ِيك ا َىل ا َل ْر ِض ال ى ِيت‬
‫وأنا يا إبراهيم سأحقق الوعد الذى قلته لك يوم أن قلت لك "ا ْذه َْب ِم ْن أَ ْر ِض َك َو ِم ْن ع َِش َريتِ َك و ِم ْن بَي ِْت أَب َ‬
‫َِ ِ ِ ِ‬
‫يك َمجي ُع قَبَائلِ ا َل ْر ِض"‬‫يك َوالَ ِعنَ َك أَلْ َعنُهُ‪َ .‬وتَتَبَ َاركُ ف َ‬
‫ون بَ َركَة‪َ .‬وأُ َاب ِركُ ُمبَا ِر ِك َ‬ ‫كل أُ ىمة َع ِظميَة َوأُ َاب ِركَ َك َوأُ َع ِلظ َم ْ َ‬
‫امس َك َوتَكُ َ‬ ‫يك فَأَ ْج َع َ َ‬
‫أُ ِر َ‬
‫(تك‪.)3-1 :12‬‬
‫أنت يا إبراهيم سوف تأخذ بركة ال يستطيع عقل فى الوجود أن يتصورها‪ ,‬فمن نسلك سوف يأتى مخلص العالم كله‪.‬‬
‫من نسلك سيأتى ملك الملوك ورب األرباب‪ ,‬من نسلك سوف يأتى الذى تخضع له كل شعوب المسكونة وتتعبد له كل‬
‫قبائل األرض‪ .‬من أجل ذلك قال له وتتبارك فيك جميع قبائل األرض‪.‬‬
‫‪ -‬هلم ورائى ‪...‬‬
‫لقد كان كل ما يشغل إبراهيم هو ذلك الوعد الذى أعطاه هللا آلدم وحواء أن نسل المرأة يسحق رأس الحية"فَقَا َل ىالر ُّب‬
‫االإهل لِلْ َحيى ِة ‪َ ...‬وأَضَ ُع عَ َد َاوة ب َ ْينَ ِك َوب َ ْ َني الْ َم ْرأَ ِة َوب َ ْ َني ن َ ْس ِ ِ‬
‫كل َون َ ْس ِلهَا‪ .‬ه َُو ي َْس َح ُق َرأْ َس ِك َوأَن ْ ِت ت َ ْس َح ِق َني َع ِقبَهُ" (تك‪.)15 ,14 :3‬‬
‫نتصور أن هللا قال إلبراهيم‪ :‬إن كنت يا إبراهيم مشغوالا باألمور السمائية‪ ,‬وإن كان يشغلك خلص البشرية‪ ,‬وإن كنت‬
‫راض عن حالة اإلنسان الخاطئة‪ ..‬وإذ أراك تتأمل فى حالة الموت الذى دخل إلى العالم‪ ,‬كما أراك تشعر بتفاهة‬ ‫ٍ‬ ‫غير‬
‫هذه األرض وكل ما فيها‪ ,‬ألن األرض بدون هللا ال تساوى شي ائا‪ .‬أنا أراك ترقب مصير اإلنسان المظلم الكئيب‪ ,‬وكيف‬
‫أن الموت الذى دخل إلى العالم ال يمكن أن يتناسب مع حب هللا للبشرية‪ ..‬أنا أراك تبحث وتفتش‪ ,‬فهيا بنا يا إبراهيم‬
‫لنعمل معا ا‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪57‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫هلم لتدخل معى فى عهد‪ ,‬تعال لنبدأ الطريق معا ا؛ فبدايته هى خروجك من أور الكلدانيين‪ ,‬ونهايته هى الوصول إلى‬
‫أورشليم السمائية‪ .‬أنا الذى سوف أذلل أمامك كل الصعاب‪ ,‬سوف أحطم المتاريس‪ ,‬سوف أفك القيود‪ ,‬سوف أحرر‬
‫"أَانَ أَانَ ىالر ُّب َولَي َْس غَ ْ ِريي ُم َخ ِل ل ٌص" (اإش‪.)11 :43‬‬
‫اخرج يا إبراهيم‪ ,‬اخرج لكى تستطيع أن تخرج من القبر ولكى تستطيع أن تخرج من الموت‪ ,‬وتستطيع أن تخرج من‬
‫األسر‪ .‬اخرج إلى الحرية‪ ,‬اخرج إلى الحياة‪ ...‬وجاء السيد المسيح يقول يأتون من المشارق والمغارب ويتكئون فى‬
‫الس َم َاو ِات"‬
‫وت ى‬‫وب ِيف َملَكُ ِ‬ ‫ُون ِم َن الْ َمشَ ا ِر ِق َوالْ َمغَا ِر ِب َويَتى ِكئ َ‬
‫ُون َم َع ا ْبرا ِه َمي َوا ْحس َاق َوي َ ْعقُ َ‬ ‫حضن إبراهيم "ا ىن كَثِ ِري َين َس َيأْت َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(مت‪ .)11 :8‬يا للعظمة‪ ,‬لقد أصبح الفردوس هو حضن إبراهيم‪ ,‬والفردوس يسمونه أحيا انا األحضان اإلبراهيمية !!‬

‫ســــــارة‬ ‫هــــــاجـــر‬ ‫م‬

‫ترمز إلى كنيسة العهد الجديد‬ ‫(‪ )1‬ترمز إلى األمة اليهودية التي رفضت السيد المسيح‬
‫ولدت حسب اإليمان بالروح‬ ‫(‪ )2‬ولدت حسب الجسد‬
‫أنجبت إبناا‬ ‫(‪ )3‬أنجبت عبداا‬

‫الحرة‬ ‫(‪ )4‬العبدة‬

‫ترمز إلى أورشليم‬ ‫(‪ )5‬ترمز إلى سيناء‬

‫تمثل الحكمة اإللهية‬ ‫(‪ )6‬تمثل الحكمة الزمنية‬

‫إفتقد هللا سارة فحبلت وولد إبنا إلبراهيم في شيخوخته وكان عمر ‪ 100‬سنة‪.‬‬
‫هنلحظ هنا أن ابونا إبراهيم خرج من حاران وكان يبلع من العمر ‪ 75‬سنة‬
‫وأعطاه هللا نسلا كان يبلغ من العمر ‪100‬‬
‫إذا لكي يتحقق الوعد البد من اإلنتظار بال حدود كما إنتظر ابونا إبراهيم‬
‫حوإلى ‪ 25‬عاما‪.‬‬
‫وال ننسي أن في دعوة إبراهيم ثلث أمور هامة ‪-:‬‬
‫‪ -1‬أنه ال يعلم األرض‪.‬‬
‫‪ -2‬كان يبلغ من العمر ‪ 75‬سنة‪.‬‬
‫‪ -3‬لك يكن له نسل‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪58‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫ولكن يترك األرض = يقبل الزهد الجسدي‬
‫يترك العشيرة = تعني األرتباطات البشرية والحياة السابقة من الخطايا‪.‬‬
‫يترك أبيك أبيه = كل ما في العالم (أنسي شعبك وبيت أبيك ‪.) ....‬‬
‫لــــكي يتـــحــول اإلنسان مــن األرضـــــيــات إلى الــسـمـائـيـات‬

‫وجاء وقت اإلمتحان العظيم (تك ‪)22‬‬


‫حيث يذهب ابونا إبراهيم إلى جبل المريا لكي يصعد إبنه محرقة وعندما‬
‫نجح في أختبار اإليمان يأمره الرب أن ال يمس إبنه وال يصنع به شراا بل‬
‫يرفع عينيه لكي يجد كبشاا موثقا ا بقرنيه لكي يقدمة عوضاا عن إبنه‪.‬‬

‫وكان أبونا إبراهيم يعرف أن هللا عادل "حاشا كل ‪ .......‬أداين مل الارض ال يصنع عدال" (تك‪.)25:18‬‬
‫ويدرك أن هللا أمين "أىن قد شعرت ألكم املويل وأان تراب ورماد " (تك‪.)27:18‬‬
‫ويدرك أيضاا رحمه هللا " أان ايضا علمت أنك بسالمة قلبك فعلت هذا وأان أيضا أمسكتك عن أن َتطئ اإىل" (ت‪)6:20‬‬
‫وكان إبراهم يقدم شفاعه من أجل الخطاة في سدوم وعمورة‪.‬‬
‫وقدم العشور لملكي صادق ملك شالم وباركه ملكي صادق قائلا ‪ " -:‬مبارك أبرام من هللا العيل‪("...‬تك‪.)19:14‬‬
‫مارس الختان كعلمه للعهد‪ .‬وقدم إبنه ذبيحة بالنية‪.‬‬
‫كان إبراهيم يقيم مذبحاا للرب في المكان الذي يسكن فيه " فبين هنا مذحبا للرب ودعا ابمس الرب " (تك‪)7:12‬‬
‫‪ ‬مرحلة أعلى فى إيمان إبراهيم‬
‫بعدما ُودل اإحساق؛ هذا الابن اذلى طاملا انتظره اإبراهمي لك هذه الس نني قال هل هللا‪ُ " :‬خ ِذ ابْنَ َك َو ِحي َدكَ ى ِاذلي ُ ِحتبُّ ُه ا ْحس ََاق َوا ْذه َْب ا َىل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أَ ْر ِض الْ ُم ِر ىاي َوأَ ْص ِعدْ ُه ُهنَاكَ ُم ْح َرقَة عَ َىل أَ َح ِد الْجِ َبالِ ى ِاذلي أقول َ َكل" (تك‪ ..)2 :22‬كيف ذكل؟ اإلىس هذا اذلى قال الرب هل عنه أن‬
‫نسكل س يكون كنجوم السامء؟!!‪ ..‬قد يفرتض البعض أن اإبراهمي رمبا اكن يعرف أنه اإن ذحب اإحساق‪ ,‬سوف يعطيه هللا ابنا أآخر بدال من‬
‫اإحساق يمت به الوعد‪..‬‬
‫الك‪ ..‬فلننظر هذا التحدى‪ ,‬لقد قال هل هللا‪َ " :‬ولَ ِك ْن َعهْ ِدي أُ ِقمي ُ ُه َم َع ِا ْحس ََاق ى ِاذلي ت ِ َُِل ُه َ َكل َس َار ُة ِيف َه َذا الْ َوقْ ِت ِيف ى‬
‫الس نَ ِة الآتِ َي ِة"‬
‫(تك‪َ " .)21 :17‬لن ى ُه ابِ ْحس ََاق يُدْ َعى َ َكل ن َ ْس ٌل" (تك‪.)12 :21‬‬
‫ِ‬

‫‪+++‬‬
‫‪59‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫اكن من املفرتض أن يقول اإبراهمي هلل‪ :‬اي رب اإن لك مثرة اإمياىن اكنت نتيجهتا اإحساق هذا‪ ,‬فهل أذحب لك مثرة االإميان؟!!‪ ..‬فاإحساق هو المثرة‬
‫الىت حصلت علهيا مكاكفأة ل إالميان الول‪ ..‬فيقول هل الرب‪ :‬ال اي اإبراهمي‪ ..‬اإن كنت أنت تقدم مثرة اإميانك الول كتقدمة‪ ,‬سوف يتودل مهنا‬
‫مثرة أقوى مهنا‪ .‬فهكذا أوحض الس يد املس يح "اَلْ َح ىق الْ َح ىق أقول لَ ُ ْمك‪ :‬ا ْن ل َ ْم تَقَ ْع َحبى ُة الْ ِح ْن َط ِة ِيف ا َل ْر ِض َوتَ ُم ْت فَهِ َيي تَ ْبقَى َو ْح َدهَا‪َ .‬ولَ ِك ْن‬
‫ِ‬
‫تعطى مثرة أقوى‪..‬‬ ‫ا ْن َمات َْت تَأْ ِيت ِبث َ َم ٍر كَثِ ٍري" (يو‪ .)24 :12‬قال هل اذحب ىل اإحساق وأنت سوف تُرفع دلرجة أعىل و َ‬
‫ِ‬
‫ووافق اإبراهمي وتق ىوى ىف االإميان‪ ,‬وهكذا يقول عنه الكتاب‪" :‬فَبَكى َر ابْ َرا ِه ُمي َصبَاحا َوشَ ىد عَ َىل ِمحَا ِر ِه َوأَ َخ َذ اثْنَ ْ ِني ِم ْن ِغلْ َمانِ ِه َم َع ُه َوا ْحس ََاق‬
‫َ ِ‬
‫هللا" (تك‪ ...)3 :22‬وتساءل اإبراهمي ماىه هذه المثرة القوى؟ ِ قال هل‬ ‫ابْنَ ُه َوشَ قى َق َح َطبا ِل ُم ْح َرقَ ٍة َوقَا َم َو َذه ََب ا َىل الْ َم ْو ِضع ِ ى ِاذلي قَا َل ُهل ُ‬
‫ِ‬
‫هللا‪ :‬لو قررت فعليا أن تذحب اإحساق‪ ,‬أعطيك الس يد املس يح نفسه من نسل اإحساق!!‪..‬‬
‫من أجل ذكل عندما أمسك اإبراهمي السكني لىك يذحب ابنه‪ ,‬قال هل هللا عبارة جعيبة‬
‫جدا قال هل " ِب َذ ِايت أَ ْق َس ْم ُت يَقُو ُل ىالر ُّب أَ ِ لين ِم ْن أَ ْجلِ أَن َىك ف َ َعلْ َت َه َذا ا َل ْم َر َول َ ْم تُ ْم ِس ِك‬
‫الس َما ِء َو َاك ىلرمْلِ ى ِاذلي عَ َىل‬ ‫كل تَ ْك ِثريا كَ ُن ُجو ِم ى‬ ‫ابْنَ َك َو ِحيدَكَ ‪ .‬أُ َاب ِر ُك َك ُمبَ َاركَة َوأكث ن َ ْس َ َ‬
‫كل َ ِمجي ُع أُ َم ِم ا َل ْر ِض ِم ْن أَ ْجلِ‬ ‫كل َاب َب أَعْدَائِ ِه‪َ .‬ويَتَبَ َاركُ ِيف ن َ ْس ِ َ‬
‫شَ ا ِط ِئ الْ َب ْح ِر َويَ ِر ُث ن َ ْس ُ َ‬
‫أَن َىك َ ِمس ْع َت لِقَ ْو ِيل" (تك‪.)18-16 :22‬‬

‫كان ابرام يرتبط بالمذبح أرتباطا ا كام ا‬


‫ل ألنه ‪-:‬‬
‫‪ -3‬رمز لعهود هللا‪.‬‬ ‫‪ -1‬رمز لحياة الشركة مع هللا‪.‬‬
‫‪ -3‬رمز لحياة العبادة والصلة‬

‫بعد أن رفض إبرام المكافأة البشرية من غنيمة الحرب وقدم العشور لملكي صادق أعلن له الرب ممكأفاة إلهية من‬
‫خلل الوعد " ال َتف اي اإبرام ‪ .‬أان ترس كل" (تك‪ )1:15‬والعطاء اإللهي أغني من العطاء البشري‪.‬‬

‫‪ ‬هللا يحدد إعلناته بترتيب إلهي فيختار الوسيلة المناسبة في الوقت المناسب‪.‬‬
‫‪ ‬يوجد إرتباط بين إبرام والرب فيقول "ال تخف " ‪.‬‬
‫‪ ‬إبرام يطلب علمه " أهيا الس يد الرب مباذا أعمل أين أرهثا" (تك‪ .)8:15‬وطلب العلمة ليس من أجل الشك بل من‬
‫أجل الدالة التي له مع هللا وعلقه الحب بينهما‪ .‬ما هي العلمة؟!‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪60‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫"خذ يل جعةل ثلثية وعزنة ثالثية وكبشا ثالثيا وميامة وحاممة فأخذ هذة‬
‫لكها وشقها من الوسط وجعل شق لك واحد مقابل صاحبه وأما‬
‫الطري فمل يشقه " (تك‪.)10-9:15‬‬
‫تفسير العالمة‪-:‬‬
‫العجلة = تشير إلى الجسديين لذلك يشقون ألن الجسد‬
‫يعمل فيهم‪.‬‬
‫العنزة = تشير إلى المؤمنين بالثالوث نصفهم من أوالد‬
‫إبراهيم حسب الجسد والنصف األخر من األمم‪.‬‬
‫الكبش = يشير إلى الذين يأتن من األمم‪.‬‬
‫إلىمامة والحمامة = تشيران إلى حياة الطهارة والبساطة‪.‬‬

‫أوال‪ -:‬العهد القديم‪.‬‬


‫‪ -1‬من ألقاب الرب أنه أبو إبراهيم " هكذا نقول لبين ارسائيل هيوه اإهل أآابئمك اإهل اإبراهمي" (خر‪)15:3‬‬
‫‪ -2‬هللا يظهر إلبراهيم‪.‬‬
‫‪ -3‬الرب يختار إبراهيم " أنت هو الرب االإهل اذلي أخرتت اإبرام " (حن‪.)7:9‬‬
‫‪ -4‬دعي إبراهيم خليل هللا " ألست أنت اإلهنا اذلي طردت ساكن هذة الرض‪ ...........‬وأعطيهتا لنسل اإبراهمي خليكل اإىل البد"‬
‫(‪2‬أخ ‪)7:20‬‬

‫ثانيا‪ -:‬العهد الجديد‪.‬‬


‫‪ -1‬دعي إبراهيم أباا للمسيح " كتاب ميالد يسوع املس يح اإبن داود اإبن اإبراهمي" (مت‪.)1:1‬‬
‫‪ -2‬إبراهيم يري يومه فيفرح " أبومك اإبراهمي هتلل بأن يري يويم فرأي وفرح" (يو‪.)56:8‬‬
‫‪ -3‬إبراهيم مثال للتبرير باإليمان " فأمن اإبراهمي ابهلل حفسب هل برا " (رو ‪..)18:4‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪61‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫التطبيق‬
‫سفر التكوين األصحاح الثاني عشر‬

‫جمع الحروف الزائدة وأحصل علي الكلمة التي غيرت في حياه أبينا إبراهيم‪.‬‬

‫الحرف الزائد‬ ‫الكلمه التي بها حرف زائد صحيحة‬

‫"‬ ‫"‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -1‬فذهب إبرام كما قال له الرب وذهب معه لوطا‪.‬‬

‫"‬ ‫"‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -2‬فبني هناك مذابحا للرب الذي ظهر له‪.‬‬

‫"‬ ‫"‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -3‬ثم أرتحل إبرام ارتحاالا متوإلىا ا نحو الجنوبة‪.‬‬

‫"‬ ‫"‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -4‬ثم نقل من هناك إلى الجبل شرقي بيتإليل‪.‬‬

‫"‬ ‫"‬ ‫)‬ ‫‪ -5‬وكان إبرام ابن خمسة وسبعين سنه لما خرج من حارعان‪( .‬‬

‫"‬ ‫"‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -6‬وإجتاز إبرام في األرض إلى مكان طشكيم‪.‬‬

‫أجب علي األسئلة التإلى ه من خلل الكلمات صحيحة "أي بدون الحرف الزائد"‪ ....‬وأعرف خط سير رحله أبينا‬
‫إبراهيم في اإلصحاح ‪. 12‬‬

‫‪ -1‬إين كان يعيش ابينا إبراهيم ؟‬

‫‪ -2‬أبينا إبراهيم أخذ معه إمراءته ومن معهم؟‬

‫‪ -3‬أول مكان إجتاز إلىه إبينا إبراهيم؟‬

‫‪ -4‬ماذا عمل في هذا المكان بعد وعد الرب له؟‬

‫‪ -5‬إلى إين أنتقل من هناك؟‬

‫‪ -6‬إلى إين ارتحل ابينا إبراهيم ارتحاال متواليا؟‬

‫‪+++‬‬
‫‪62‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫اسم الدرس ‪ :‬آخر الكل – التواضع‬

‫اآلية‪ " -:‬إن ابن األنسان لم يأتي ليٌخَ دم بل ليخ ْدم " (مت‪)28:20‬‬
‫‪0‬‬
‫أهداف الدرس‬
‫الهدف المعرفى‪ :‬ان يعرف بركات التواضع‪.‬‬
‫الهدف المهارى‪ :‬يتدرب أن يعيش متواضع وآخر الكل‪.‬‬
‫الهدف الوجدانى‪ :‬ان يشعر ببركات التواضع في حياته‪.‬‬

‫عناصر الدرس‬
‫‪ -1‬التواضع‪.‬‬
‫‪ -2‬بطرس يعترض‪.‬‬
‫‪ -3‬النصيب‪.‬‬
‫‪ -4‬المسيح يسأل ويجيب‪.‬‬

‫لقد اراد رب المجد ان يعطي درساا عمليا ا للتلميذ في تواضع فخلع ثيابه وغسل ارجلهم‬

‫‪+‬يقول القديس البابا البطريرك كيرلس الكبير في شرحه وتفسيره للصحاح الثالث عشر ألنجيل القديس يوحنا يسعى‬
‫المخلص ان يستأصل رذيل االكبرياء من افكارنا التي هي اردأ كل الضعفات البشريه والتي تستحق مقتاا كاملا وشديداا‬
‫من الجميع ‪ .‬فالرب يعرف انه ال يوجد ما يؤذي نفس اإلنسان ويجرحها مثل هذا المرض البغيض والكريه ‪.......‬لذلك‬
‫كان التلميذ القديسين في حاجه إلى طبع رذين وخاضع إلى الذهن ويعتبر المجد الفارغ امراا ال ينبغي ألحد ان يشتهيه‬
‫‪ .‬فقد كانوا يملكون بذور هذا الضعف المحزن بدرجه غير قليله ‪ .‬وكان يمكن ان ينزلقوا بسهوله إلى الخضوع له ‪ .‬لو‬
‫لم ينالوا معونه كبيره ‪ .‬فذلك المجد الباطل الخبيث يوجه دائما ا ضرباته ضد أولئك الذين يشغلون أي مركز بارز‬
‫‪.....‬لذلك كان الرسل القديسون في حاجه اكيده ان يجدوا في المسيح نموذجا ا لطبع متواضع وعندما يكون رب الكل‬
‫مثاالا وصوره لهم فيمكنهم هم انفسهم ايضا ا ان يشكلوا قلوبهم بحسب المشيئة اإللهيه‪ .‬لذلك اراد ان يعلمهم بوضوح ان‬
‫كل واحد ينبغي ان يعتبر نفسه اقل في الكرامه من الباقين ‪ .‬لدرجة انه يشعر بالتزامه ان يقوم بدور الخادم ‪ .‬وقد‬
‫علمهم هذا بغسل أقدام االخوة ‪ .‬وبأتزاره بمنشفة لكي يمارس هذا العمل ‪ .‬فكم هو وضع حقير‬

‫‪+++‬‬
‫‪63‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪" +‬خلع ثيابه وأخذ منشفة وأتزر هبا " [ يو ‪] 4 : 13‬‬
‫"كان العبد الذى يعمل في المنزل هو الذي يقوم بغسل أرجل‬
‫القادمين وإذا كان بيت فقير وليس فيه عبد للخدمة ‪ .‬فإن أقل‬
‫شخص في األسرة هو الذي يقوم بغسل األرجل ‪ " .‬لذلك‬
‫فوجئ التلميذ بالسيد المسيح يخلع ثيابه ويتئزر بمنشفة ويقوم‬
‫بدور العبد في غسل ارجلهم‬

‫‪ +‬وهذا يدل علي عمق محبته للتلميذ فبالرغم من ضيق الوقت‬


‫حيث إقترب جدا الموعد الذي سبق وحدده لموته وقيامته‬
‫وصعوده ‪ .‬وخاصة بعد ان إستسلم يهوذا لغوايه الشيطان وإتفاقه‬
‫مع رؤساء الكهنه على تسليمه لهم ‪.‬‬

‫ودون ان يساعده احد‬ ‫‪+‬حقاا انه قام بدور الخادم تطبيقاا لقوله " اإن ابن االإنسان مل يأيت ليٌخَدم بل ليخدْ م " [مت ‪] 28 : 20‬‬
‫قام بغسل ارجل التلميذ‪ .‬ال وجوههم وال حتي ايديهم بل ارجلهم ولم يكن وقتها االحذيه المعروفة لدينا األن بل كانت‬
‫عباره عن احذيه مثل السيور تربط بحزام من الجلد ‪ .‬فتكون االرجل مملوءة باألتربة ألن الشوارع واألزقه اغلبها‬
‫ترابية في ذلك الوقت يمكننا ندرك كيف كانت االقدام متسخه ‪ .‬وكيف تكون رائحتها خاصة في وقت الحر أو مع السير‬
‫لمسافات طويله ‪ .‬لهذا كان غسل األقدام من عمل العبيد أو أقل الحاضرين كرامة ‪.‬‬

‫‪ +‬ثم قام الرب بعملية غسل األرجل بكل جزئياتها ‪ .‬فالرب امسك باإلبريق الذي به يفوق قدرة اإلنسان علي األستيعاب‬
‫‪ .‬فهذا هو إبن هللا "اإلله المتجسد " " ابن هللا _ هللا الظاهر يف اجلسد " [اىت ‪ ] 16 : 3‬منحنيا علي ارجل أناس بسطاء ‪.‬‬
‫عاميون ‪ .‬جهلء ‪ .‬ملوثه بالوسخ والتراب ‪ .‬يقوم بغسلها وتنشيفها ‪.‬إلىس هو الذي أخلي ذاته وأخذ شكل العبد ‪ .‬إلىس‬
‫هو صميم رسالته ان يخدم ‪ .‬إلىس هو " اذلي أَ َحب خاصته اذلين يف العامل أحهبم اإىل املنهتيى " [ يو ‪] 1 : 13‬‬
‫‪ +‬صعب علي اإلنسان ان يغسل انسانا ا ‪ .‬وعسير جداا أن يغسل رجلى خادمه ‪ .‬ومستحيل ان يغسل رجلى عبد له ‪.‬‬
‫ولكن هللا العظيم في اتضاعه والعظيم في محبته يقول في سفر حزقيال النبي مخاطبا ا اورشليم [ والنفس البشريه الملوثه‬
‫بالخطيه ]‬

‫" مفررت بك ورأيتك مدوسة ‪ .....‬حفممتك ابملاء ‪ ,‬وغسلت عنك دماءك "[ حز ‪]8,9 :16‬‬
‫‪ " +‬أنظر كيف بين السيد المسيح الطريقه المتذللة ‪ .‬ليس بغسل أقدامهم فقط ‪ .‬لكنه أوضحها بطبيعه اخرى إذ نهض‬
‫بعد إتكائهم كلهم وغسل ارجلهم على بسيط ذات غسلها ‪ .‬لكنه غسلها بعد خلع ثيابه ‪ .‬وما وقف عند هذا الحد ‪ .‬لكنه‬
‫يتزر بإزار وما اكتفى بهذا لكنه مأل هو المغسل ‪.‬ولم يأمر أخر أن يمأله ‪ .‬لكن عمل هو أعمال الغسل كلها ‪ .‬إذا يرينا‬
‫بهذه األعمال كلها أن نعمل أعمالنا بكافة نشاطنا‬

‫‪+++‬‬
‫‪64‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫" جفاء اىل مسعان بطرس ‪ .‬فقال هل ذاك ايس يد ‪ ,‬أنت تغسيل رجيل أجاب يسوع وقال هل ‪ :‬لست تعمل انت الآن ما اان اصنع ولكنك‬
‫س تفهم فامي بعد قال هل بطرس لن تغسل رجيل ابدا أجابه يسوع ان كنت ال اغسكل فليس كل معي نصيب قال هل مسعان بطرس ايس يد‬
‫‪ ,‬ليس رجيل بل ايضا يدى ورأىس "[يو ‪]9 -6 : 13‬‬
‫‪ +‬يرى القديس يوحنا ذهبي الفم ان السيد المسيح ابتدأ بيهوذا ‪ .‬والذي لم يمانع ‪ .‬لعل قلبه يتحرك ويراجع نفسه أما‬
‫ا لقديس أغسطينوس فيرى أن الرب إبتدأ بالقديس بطرس الذي ابدى إحتجاجه بإنفعال وإستنكار ألنه نظر الى االجراء‬
‫وكأنه أمتهان للسيد والمعلم ان يغسل رجلى تلميذ ‪ .‬لذلك رفض ان يمد رجليه لألغتسال ‪ .‬وهنا رد عليه السيد المسيح‬
‫رد هام للغايه النه يكشف ابعاداا عميقه لمفهوم غسل االرجل‬

‫" لست تعلم انت االن ما انا اصنع ولكنك ستفهم فيما بعد "أي ان االمر يتعدى غسل االرجل بالنسبه للتلميذ أو مجرد‬
‫اتضاع من جهة الرب ‪ .‬ولكن يتعدى إلى شئ أخر‪ .‬وبالرغم من ذلك إذداد تصميم بطرس على الرفض القاطع‬
‫واألبدي "ابدا" النه لم يفهم بعد ما يقصده معلمه مما جعله يبوح قليل له بالسر موضحا ا مدى خطورة التسرع في‬
‫الكلم بالرفض فهذا يعني الحرمان من نصيبه مع الرب في الحياة االبدية ‪ .‬وبذلك يبدأ الوضوح من المفهوم السري‬
‫لغسل ارجل التلميذ نوعا ا ما ‪ .‬فهو من جهة بطرس عمل إهانه للمعلم ال يجوز ان يتم مع تلميذ أما من وجهة الرب‬
‫فهو عمل تأهيلي لنوال نصيب معه ‪ .‬وعمل سماوي يتعلق بخدمة الخلص المزمع ان يتممه قي اورشليم حاالا‪.‬‬

‫ولبطرس المعذرة في فهم فاعلية هذه الخدمة ‪ .‬طالما يرى المسيح واقف واإلبريق في يده والمنشفه بإلىد االخرى يخدم‬
‫العبد وألنه لم يأخذ بعد قوة من االعإلى لبدء أرسإلىته وفهم رسالته ‪ .‬ولمن بعدما قام المسيح من االموات واستعلن‬
‫الهوته بقوة ونفخ في وجوه تلميذه واعطاهم سلطان الروح القدس قائلا لهم‬

‫حينئذ ادرك بطرس وبطرس بالذات انه نال بغسل ارجلهم تقديسا مسبقا بيد‬ ‫"كام ارسلين الاب ارسلمك اان " [ يو ‪]21 :20‬‬
‫المعلم إعداداا وتجهيزاا للكرازة بقيامة المسيح من االموات متمماا سر الفداء للبشريه كلها ‪ .‬وفهم بطرس حينئذ كلم‬
‫الرب له " اإن كنت ال أغسكل فليس كل معي نصيب " [ يو ‪] 8 :13‬‬
‫‪ +‬ويقول القديس كيرلس األسكندري " إن طبيعة بطرس الناريه والمندفه ‪....‬يطرح جانياا درس التواضع والمحبه‬
‫العظيميين جداا " ‪ .‬وقد أنزعج بشدة من عمل الرب الذي يصعب علي ايملنه ان يقبله ‪ .‬فقد قان بعمل يقوم به أصغر‬
‫الخدام ‪ .‬ويمارسه هو عن طيب خاطر بل وعن قصد ليقدم نموذجا ا ومثا ا‬
‫ال‬

‫لتواضع الطبع لذلك فإ ن التلميذ الملهم إنزعج وإضطرب من هذا االمر ‪ .‬وكان رفضه هو نتيجه طبيعيه لتقواه المعتاده‬
‫وخشوعه ‪ .‬واكتر من ذلك لم يكن قد فهم سبب هذا العمل ‪ ....‬لذلك فإن المخلص وضع امامه في الحال مقدار الخساره‬
‫التي سيعانيها نتيجة لرفضه قائل مايلي " إن كنت ال أغسلك فليس لك معي نصيب "‬

‫‪+++‬‬
‫‪65‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫أي ينال الشخص (بطرس) نصيباا شخصياا مع المسيح تأكيداا لقول الرب " لن من هو أكرب ‪ :‬اذلي يتكئ ام اذلي خيدم ؟‬
‫اإلىس اذلي يتكئ ؟ ولكين اان بينمك اكذلي خيدم ‪ .‬أنمت اذلين ثبتوا معي يف جتاريب ‪ ,‬واان أجعل لمك كام جعل يل أيب ملكوات ‪ ,‬لتألكوا‬
‫وترشبوا عيل مائديت يف ملكويت ‪,‬وجتلسوا عيل كرايس تدينون أس باط إارسائيل االثىن عرش " [ لو ‪] 30-27 :22‬‬
‫أي أن تقديس ارجل التلميذ ألستعدا د التبشير بإنجيل السلم سيعطيهم حقنوال أنصبة في الدهر األتي وشركة في‬
‫دينونة الكنيسه لصورتها القديمه والجديدة والمعبر عنها باألسباط األثنى عشر ‪.‬‬

‫عندما إمتأل زكريا الكاهن أبو يوحنا المعمدان من الروح القدس وتنبأ| عن يوحنا قائلا "وأنت أهيا الصىب نىب العىل تدعى ‪,‬‬
‫لنك تتقدم أمام وجه الرب لتعد طرقه ‪ .‬لتعطي شعبه معرفة اخلالص مبغفرة خطاايمه ‪ ....‬ليضئ عىل اجلالسني يف الظلمة وظالل املوت‬
‫‪ ,‬لِك هيدي أقدامنا يف طريق السالم "[لو ‪)79-76:1‬‬
‫‪+‬هللا وحده هو الذي يتولى هداية اقدام المبشرين باألنجيل ‪ .‬وهكذا تبدو أقدام المبشرين وكأنها ذات إمتياز وكرامة‬
‫وقداسة وبركة فتحتاج فعل الى تقديس خاص "وكيف يكرزون اإن مل يُرسلوا كام هو مكتوب ‪:‬ما أمجل أقدام املبرشين ابلسالم‬
‫املبرشين ابخلريات " [ رو ‪)15:10‬‬
‫قيام الرب بغسل رجليه فصرخ " ايس يد ‪ ,‬ليس رجىل فقط بل‬ ‫‪ +‬أستدرك بطرس انه كان خاطئا ا في تصميمه علي عدم‬
‫ايضا يدى ورأيس "[ يو ‪]9 : 13‬‬
‫‪ +‬يقول القديس كيرلس االسكندري " هذا الذي اظهر فيما سبق مقاومته الشديده لما كان يفعله المسيح ةوالذي‬
‫رفض بشدة ان تغسل قدماه ‪ .‬يقدم االن ليس قدميه فقط بل ايضا ا يديه ورأسه ‪ .‬ألنه يقول‪ .‬إن كان رفض الموافقه على‬
‫رغبتك وعلى قصدك الذي رتبت ‪ .‬من جهة غسل رجلي ‪.‬ينتج عنه سقوطي عن الشركة معك ‪ .‬وحرماني من البركات‬
‫التي هي موضع رجائي ‪ .‬إذن فأني اقدم لك األخرى أيضا ا لكي ال اجلب علي نفسي مثل هذه الخساره المرعبة ‪.‬‬
‫فأسرع في الحال وغير موقفه لكي يخضع لمشيئة سيده الصالحه ‪.‬‬

‫‪ +‬فلما كان قد غسل ارجلهم واخذ ثيابه واتكأ ايضا قال لهم أتفهمون ما قد صنعت بكم ؟‬

‫‪ +‬انتم تدعونني معلما وسيدا وحسنا تقولون الني انا كذلك‬

‫‪ +‬فإن كنت وانا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم فأنتم يجب عليكم ان يغسل بعضكم ارجل بعض ‪.‬‬

‫‪+‬ألني اعطيتكم مثاال حتى كما صنعت انا بكم تصنعون انتم ايضا‪.‬‬

‫‪+‬اإن علممت هذا فطوابمك اإن معلتوه [ يو ‪12 :13‬ـ ‪]17‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪66‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪+‬يقول القديس كيرلس األسكندرى ‪:‬يشرح الرب الهدف األن مما فعله ويقول انه قد وضع هذا المثال للتواضع الذي‬
‫يفوق الوصف ‪ .‬من اجل الفائده المأخوذه منه لنا ففي مثل هذا العمل يمكن ألي واحد ان يرى عظمة تواضعه التي‬
‫المثيل لها "ويضيف " ‪ .‬لذلك فإن ربنا يسوع المسيح اضطر وهو يعطي درس التواضع لتلميذه أو بالحرى لكل‬
‫سكان االرض بواستطهم أن يقول ‪ :‬كما غسلت ارجلكم فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض ‪ .‬بل بالحرى‬
‫أن يبرزبوضوح سلطانه الخاص كسيد لهم يطيعونه ‪ .‬وإن كان ذلك الذي هو بالطبيعه رب رب يقوم بعمل عبد فكيف‬
‫يرفض من هو عبد ان يعمل اي عمل من االعمال الخاصه بوضعه‬

‫‪ +‬إن إتجاه المسيح التعليمي للتلميذ فيما يخص غسل األرجل دقيق للغايه ويحتاج إلى الفهم العميق لمقاصده العميقه‬

‫‪+‬لقد قام السيد المسيح بهذه الخدمه الجليله لألتي ‪:‬‬

‫‪1‬ـ لكي يعلمنا األتضاع بأسلوب عملي ويحضر في ذاكرة التلميذ وال ينسى فهو كان قد سبق وقال لهم " اإذا أراد احدا‬
‫أن يكون اكمال أوال فيكون أخر اللك وخادما لللك " [ مر ‪ ] 35 : 9‬فالجميع يظنون ان السيد له كرامه‪ .‬لكن انا أقول لكم‬
‫ان الكبير هو الذي يخدم الصغير ‪ .‬هذا المفهوم كان جديدا علي االذهان لكن السيد المسيح سلمه ألبائنا الرسل ‪ .‬وصار‬
‫هذا منهج الخدام في الخدمه فقد اوضح لهم ‪ " :‬أنتم تقولون لي المعلم والسيد وانا غسلت اقدامكم فتفعلون انتم ذلك‬
‫تذهبون وتخدمون الجموع وتغسلون اقدامهم "‬

‫‪2‬ـ" األقوى الذي يتضح لنا في غسل السيد المسيح ارجل تلميذه عندما جاء الى سمعان بطرس إعترض مستكثرااذلك‬
‫قائلا ‪ " :‬ياسيد انت تغسل رجلى ؟" ال يكون ذلك وهذا يوضح لنا ان القديس بطرس لم يكن رئيسا ا للتلميذ كمل يقول‬
‫اخواتنا الكاثوليك فإذا كان ذلك لكان السيد المسيح بدأ به أوالا‪ .‬ثم بعد ذلك الباقين ولكن الكتاب المقدس يوضح انه ‪ :‬لما‬
‫اتى دور بطرس ليغس له المسيح اقدامه ‪.‬سأل بأستغراب ‪ :‬ماذا ستفعل ياسيد ‪ .‬انت تغسل قدامنا "؟؟ فكان رد السيد‬
‫المسيح ‪ :‬إن لم أغسلك ليس لك معي نصيب ‪ .‬فقال بطرس ‪ :‬ياسيد ليس رجلي فقط بل يدي ورأسي‪ .‬إذا رتب أن تقام‬
‫ثلث مرات في السنه اغابي خاصة بين االسقف وكهنته علي ان يقوم االسقف بنفسه لغسل ارجلهم ‪.‬‬

‫‪ +‬القديس يوحنا الذهبي الفم ‪ ( :‬غسل الجالس علي الشاروبيم ارجل تلميذه وانت يا إنسان أرضي رماد وغبار‬
‫وتراب أتتعإلى وتتفرع ترفعا ا عظيما ا ؟)‬

‫‪ " +‬اإن علممت هذا فطوابمك اإن معلتوه " [ يو ‪ ُ]17:13‬بما ان الرب علمهم واعطاهم هذا الطقس وهذه الخدمه كتعليم سامي‬
‫مدعما ا بمثاالا عمليا ا ‪ .‬فإنه ينبغي عليهم أن يعلموا بهذا التعليم مقتدين بهذا المثال ‪ .‬لينالوا السعاده والبركه ‪.‬‬

‫‪ +‬واصبح هذا الطقس وهذه الخدمه ( طقس وخدمة غسل االرجل ) إحدى قداسات اللقان الثلثه التي تقوم بصنعها‬
‫الكنيسه في يوم خميس العهد من اسبوع االالم كما ايضا ا في عيد االباء الرسل وعيد الغطاس‬

‫‪ +‬جاء في الطلبه التي يقولها الكاهن في لقان خميس العهد ‪-: .‬‬
‫ـ يامن إشتد بمنديل كعبد وستر كل عراء ادم وانعم علينا بلباس البنوة اإللهية ‪ ...‬نطلب إلىك ايها المسيح اسمعنا‬
‫وارحمنا ‪.‬‬

‫ـ يا الذي من اجل محبته للبشر صار انسانا ا وبمحبته لنا إشتد بمنديل وغسل أدناس خطايانا ‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪67‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫ـ يا من اعد لنا طريق الحياه بواسطة غسل ارجل رسله المختارين األطهار ‪ .‬نسألك أيها المسيح الهنا أن تسمعنا‬
‫وترحمنا وأصبح طقس غسل االرجل من الطقوس الثابته قي الكنيسه انه منهج وضعه السيد المسيح وعاشه األباء‬
‫الرسل وسلموه لنا محفوظا ا وهذا ماجعل القديس بولس يقول ألهل أفسس‬

‫" حاذين أرجلمك بأس تعداد اإجنيل السالم ‪ [ " .‬اف ‪] 6:15‬‬
‫أنا غسلت أقدامكم معلما وربا فيجب عليكم أن يغسل بعضكم أقدام بعض ‪ ...‬مثل ما صنعت بكم ‪ .‬وكما صنعت بكم‬
‫أصنعوا أنتم أيضا ببعضكم بعضا ‪) ......‬‬

‫يقوم المخدوم بإختيار األفكار الصحيحة " الذي يريد أن يكون خادم لرب المجد بها"‬ ‫التطبيق‬

‫‪+++‬‬
‫‪68‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫اسم الدرس ‪ :‬عصر اآلباء الرسل – بداية الكنيسة‬

‫اآلية‪" -:‬انتخبوا أيها اإلخوة سبعة رجال منكم‪ ,‬مشهو ادا لهم‪ ,‬مملوءين من الروح‬
‫القدس والحكمة‪ ,‬فنقيمهم على هذه الحاجة" (أع ‪(3 :6‬‬

‫أهداف الدرس‬
‫الهدف المعرفى‪ :‬أن يعرف المخدوم أن كنيستنا مكلمه ألبائنا الرسل‬
‫الهدف المهارى‪ :‬ان يتدرب المخدوم علي أعمال أبائنا الرسل في الخدمة‬
‫الهدف الوجدانى‪ :‬ان يشعر المخدوم بأرتباط كنيستنا بأبائنا الرسل‪.‬‬

‫عناصر الدرس‬
‫العصر الرسولي ‪100-34‬م‬
‫ثانياا‪ -:‬األحداث خارج أورشليم‪.‬‬ ‫أوالا‪ -:‬األحداث داخل أورشليم‪.‬‬
‫‪ -1‬مارمرقس وتأسيس كنيسة اإلسكندرية‬ ‫‪ -1‬ما هي اهم احداث هذا العصر؟‬
‫‪ -2‬إستشهاد بولس وبطرس الرسولين عام‪67‬م‪.‬‬ ‫‪ -2‬بين القيامة و الصعود‪.‬‬
‫‪ -3‬نياحة القديس يوحنا الحبيب عام ‪100‬م‬ ‫‪ -3‬بين الصعود و حلول الروح القدس‪.‬‬
‫‪ -4‬أشهر الكنائس الرسولية فى العصر الرسولى‬ ‫‪ -4‬امتداد الكرازة ‪.‬‬
‫‪ -5‬إسطفانوس أول شهيد‪.‬‬
‫‪ -6‬اهتداء شاول الطرسوسي‪.‬‬
‫‪ -7‬حبس بطرس الرسول‪.‬‬
‫‪ -8‬نياحة العدرا مريم‪.‬‬
‫‪ -9‬مشكلة التهود‪.‬‬
‫‪ -10‬إستشهاد يعقوب الصغير‪.‬‬
‫‪ -11‬خراب أورشليم ‪70‬م‬

‫يبدأ العصر الرسولى بقصة تأسيس الكنيسة فى يوم الخمسين يوم حلول الروح القدس على التلميذ المجتمعين فى‬
‫العلية ببيت مارمرقس ‪ ,‬وينتهى بنياحة القديس يوحنا الحبيب عام ‪100‬م ‪ ..‬وهو أخر من عاش على األرض من اآلباء‬
‫الرسل ‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪69‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ -1‬ما هى أهم أحداث هذا العصر؟‬
‫اختار الرب يسوع تلميذه االثنى عشر والرسل السبعين فى بداية خدمته الجهارية على االرض معه وتتلمذوا على‬
‫يديه وسمعوا تعالي مه ونظروا معجزاته ‪ ,‬وأرسلهم الرب يسوع للخدمة وعادوا وأخبروه بكل ما فعلوه ‪ ,‬وكانوا شهود‬
‫عيان لكل ما قاله ‪ ,‬وما علم به ‪ ,‬وما فعله الرب يسوع ‪ ..‬وعايشوا أحداث صلبه وقيامته وصعوده‪ .‬وقد كان اآلياء‬
‫الرسل هم أعمدة الكنيسة التى ولدت ككيان محدد المعالم منذ يوم الخمسين أو يوم حلول الروح القدس‪.‬‬

‫‪ -2‬بين القيامة والصعود‬


‫‪:‬‬
‫بعد قيامة الرب يسوع من بين األموات فى اليوم الثالث قضى الرب ‪ 40‬يوما أخرى على االرض قبل صعوده‪ .‬وكان‬
‫أهم ما يميز هذه الفترة هو ظهور الرب يسوع مرات عديدة لتلميذه أستغرقت أوقات طويلة مثل ظهور الرب لتلميذى‬
‫عمواس فى طريقهم من أورشليم الى عمواس ‪ ,‬وهى رحلة تستغرق أكثر من ساعتين مشيا على األقدام ‪ ,‬وخلل هذه‬
‫الرحلة "ابتدأ من موسى ومن جميع األنبياء يفسر لهم األمور المختصة بملكوت السموات " (لوقا ‪)27-13:24‬‬

‫وايضا ظهوره لتلميذه على بحيرة طبرية فى (يو ‪ ) 4,5 : 21‬اذ مكث معهم من الصباح حتى ما بعد الغذاء ‪.‬‬

‫وكان لهذه الظهورات اثارا هامة ‪:‬‬

‫‪ . 1‬أكدت لهم حقيقة قيامة الرب من بين األموات بما ال يدع مجاال للشك ألن الكرازة بالقيامة كانت هى الكرازة‬
‫بلهوت السيد المسيح الذى له القوة أن يقوم من بين األموات ‪.‬‬
‫‪ . 2‬هذه الظهورات مألت قلوب األباء الرسل فرحا وعزاء(يو‪ )20 : 20‬وفى نهاية هذه الفترة أوصى الرب يسوع‬
‫تلميذه أال يبرحوا أورشليم الل أن ينالوا مو عد اآلب ( الروح القدس ) وذلك رغم تواجدهم مع الرب يسوع كل هذه‬
‫السنوات ‪.‬‬
‫‪ . 3‬كانت هذه الفترة فترة تمهيدية ألعمال الخدمة والكرازة ‪ ,‬فيها سلم الرب يسوع لتلميذه كل االمور المختصة‬
‫بالكنيسة التى سيأتمنهم عليها اذ علمهم الكثير من المعلومات التى ما كانوا يحتملونها قبل ذلك (يو ‪ , 25:16‬أع ‪) 3:1‬‬
‫=‬

‫‪ -‬فى هذه الفترة اجتمع اآلباء الرسل فى العلية الموجودة بمنزل معلمنا مارمرقس الرسول ‪ ,‬وكانوا هناك‬
‫يواظبون بنفس واحدة على الصلة والطلبة‪ ,‬وفى هذه الفترة كان البد أن يختاروا تلميذا خلفا ليهوذا الخائن ‪,‬‬
‫واشترطوا أن يكون أحد الذين اجتمعوا معهم كل الزمان منذ معمودية يوحنا الى ذلك الوقت (بعد قيامة وصعود‬
‫الرب) حتى يك ون شاهدا معهم بقيامة الرب المجيدة التى هى حجر األساسا فى العمل الكرازى الجديد ‪..‬‬

‫فصلوا وطلبوا الى الرب أن يظهر اختياره ألحد االثنين يسطس ومتياس ‪ ,‬ثم ألقوا قرعة فوقعت على متياس‬
‫(أع ‪ ) 26_15 : 1‬فصار واحدا من االثنى عشر ‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪70‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫فى يوم الخمسين من قيامة الرب يسوع عام (‪ 34‬م) حل الروح القدس على التلميذ المجتمعين بالعلية فى وقت الساعة‬
‫الثالثة بالتوقيت العبرى ( التاسعة صباحا بتوقيتنا ) ‪ ,‬وقد صاحب حلول الروح القدس على الرسل والتلميذ ثلثة‬
‫مظاهر ‪:‬‬

‫‪ . 1‬صوت هبوب ريح عاصفة ‪ ..‬والريح فى الكتاب المقدس فى العهد القديم ترمز للقوة الروحية ( ‪1‬مل ‪, )11:19‬‬
‫وهى ايضا رمز للعمل الغير منظور الذى للروح القدس (فالريح نشعر بها ولكننا ال نراها )‪.‬‬

‫‪ 2‬ظهور ألسنة من نار منقسمة على رؤسهم ‪ :‬والنار كانت علمة لحضور هللا فى العهد القديم(عند بنى اسرائيل ) فقد‬
‫حل هللا على جبل سناء بالنار (خر‪ .. )18:19‬والنار تشير ايضا الى عمل التطهير الذى للروح القدس (أش ‪)7-6:6‬‬

‫‪ . 3‬التكلم بألسنة مختلفة ‪ ,‬وكان هذا ليفهم الجميع كلمة الرب ‪,‬وهو بمثابة تصويب لما حدث قديما عند برج بابل‬
‫عندما بلبل الرب لسان الناس األشرار (تك ‪ . ) 9_1 : 11‬ووقف معلمنا بطرس الرسول وألقى عظة تكلم فيها أن‬
‫الرب يسوع الذى قتله اليهود كان هو نفسه المسيا الذى تنبأ داود النبى عنه ‪ ,‬وتكلم أيضا عن قيامة الرب يسوع من‬
‫االموات وفدائه الذى صنعه للبشرية ‪ .‬وبنهاية هذه العظة آمن ثلثة آالف نفس ‪ ,‬واعتمدوا على اسم الرب يسوع‬
‫وانضموا للكنيسة ( أع‪.)42-14:2‬‬

‫وقد كان يوم الخمسين موافقا لعيد يهودى يجتمع فيه اليهود من كل العالم فى اورشليم ليحتفلوا بعيد الحصاد ‪ ,‬ويعرف‬
‫أيضا بعيد أوائل الثمار أو عيد الخمسين ألنه يقع فى اليوم الخمسين من عيد الفصح ‪ ..‬وكانوا يحتفلون به كعيد ألوائل‬
‫الثمار الزراعية ‪.‬‬

‫وعيد الحصاد عند اليهود كان هو اليوم الذى يحتفلون فيه بتذكار استلم موسى النبى للشريعة فى سيناء فى اليوم‬
‫الخمسين من خروجهم من أرض مصر ‪.‬‬

‫لذلك كان هذا العيد أكثر ملئمة لتأسيس الكنيسة المسيحية ألنه ‪:‬‬

‫‪ . 1‬كان عيد ألوائل الثمار الزراعية ‪ ,‬فأصبح عيد ألوائل الثمارالخلصية (آمن ‪ 3000‬نفس ) ‪ ,‬ونال المؤمنين من‬
‫ثمار الروح القدس التى تكلم عنها بولس الرسول (غل ‪)22:5‬‬

‫‪ . 2‬كما أنهم كانوا يحتفلون باستلم الشريعة المكتوبة ‪ ,‬فصار عيد استلم فيه المؤمنين الروح القدس الذى كتبتبه‬
‫وصايا هللا على ألواح قلوبهم اللحمية ( ‪2‬كو ‪) 3: 3‬‬

‫‪ . 3‬كان هذا العيد تحضره جموع اليهود من كل مكان (أع ‪ , )11_8 :2‬فكان ايمان هؤالء الحاضرين هو بذرة‬
‫انتشار المسيحية فى تلك البلدان حتى قبل وصول اآلباء الرسل إلىها ‪ ,‬وهذا يفسر وجود عدد كبير من المؤمنين فى‬
‫روما حتى قبل أن يكتب لها معلمنا بولس رسالته (رو ‪. )8:1‬‬

‫‪ -4‬امتداد الكرازة ‪:‬‬

‫بدأ عدد المؤمنين يتزايد بعمل الرب وخدمة اآلباء الرسل ‪ ,‬فاختار اآلباء الرسل عدد من الكهنة وسبعة شمامسة للعناية‬
‫بالفقراء‪ ,‬وقفز عدد المؤمنين من ثلثة آالف الى خمسة آالف (أع ‪ ) 4: 4‬أما عوامل النمو فكانت الكرازة باالنجيل ‪,‬‬
‫وعمل المعجزات باسم الرب يسوع ‪ ,‬وحياة المؤمنين العجيبة فى ايمانها ‪ ,‬وحبها لكل فضيلة ‪..‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪71‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫وكانت يد هللا واضحة وقوية فى الخدمة فكان " مؤمنون ينضمون للرب أكثر جماهير من رجال ونساء " (أع ‪)14:5‬‬
‫‪ ,‬وكانت كلمة هللا تنمو وعدد التلميذ يتكاثر جدا فى أورشليم وجمهور كثير من الكهنة يطيعون االيمان " (أع ‪. )7:6‬‬

‫وكان نتيجة هذا النجاح والتوفيق فى الخدمة هو سلسلة طويلة ومريرة من المؤامرات واالضطهادات مرت بها الكنيسة‬
‫والمؤمنون ‪...‬‬
‫‪ -5‬اسطفانوس أول شهيد (‪36‬م)‬

‫كان اسطفانوس أحد الشمامسة السبعة رجل مملوءا ايمانا وقوة ‪ ,‬وكان يصنع عجائب‬
‫ومعجزات ‪ ,‬وقد آثارت شخصيته حسد اليهود إلىونانيين ‪ ,‬وفى المجمع حكموا عليه‬
‫بالموت رجما بعدما تكلم فى حديث طويل عن شخص الر يسوع وتاريخ األمة‬
‫اليهودية ‪ ..‬لقد كانت كلماته مقنعة تحمل معها الدليل والبرهان ان الرب يسوع هو‬
‫المسيا المنتظر ‪ ,‬ولكنها لم تجد سبيل الى قلوب اليهود القاسية فأخرجوه خارج المدينة‬
‫ورجموه‪ ,‬فأسلم روحه الطاهرة وهو يصلى من أجل قاتليه أن ال يقيم الرب عليهم‬
‫خطية قتله ‪ ..‬وكان وجهه يتألأل بنور سماوى ‪ ,‬ورأى مجد هللا والرب يسوع قائما عن‬
‫يمين العظمة ‪ ,‬وقد كان استشهاده سنة ‪ 36‬أو ‪37‬م (‘أع‪.)7-6‬‬

‫‪ -6‬اهتداء شاول الطرسوسى ‪37‬م‬

‫لعل من أعظم البركات التى نتجت عن اضطهاد الكنيسة األولى هى ايمان شأول الطرسوسى حوالى عام ‪37‬م ‪ ..‬ذلك‬
‫الرجل الذى كانت الغيرة تعمل فيه بدوافع ومفاهيم فريسية خاطئة ‪ ,‬فكان يضطهد كنيسة هللا بافراط ويتلفها (غل‬
‫‪ , )13:1‬وفى احدى حملته االنتقامية وعند بوابات دمشق التقى شأول بقائد هؤالء المسيحيين ورئيس خلصهم ‪..‬‬
‫وكانت معركة غير دموية وغيرمتكافئة سقط فيها شأول مستسلما ‪ ,‬وقال "ماذا تريد يا رب أن أفعل" (أع ‪)18_1 :9‬‬
‫‪,‬وبعد هذا اللقاء الخلصى ظل شأول ثلثة أيام ال يبصر ‪ ,‬وبقى صائما الى أن أرسل الرب له حنانيا أحد السبعين‬
‫رسوال ليضع يديه عليه فتسقط من عينيه شئ كأنه قشور فأبصر ‪ ,‬وللوقت قام واعتمد وامتل من الروح القدس ‪..‬‬

‫ولم ينس بولس هذه المعركة زلم ينس أن الرب يسوع أسره يوما ‪ ..‬ذلك األسر العجيب الذى عتقه وحرره ‪ ..‬وأصبح‬
‫شأول بولس الرسول ‪ ..‬رسول األمم العظيم ‪..‬‬

‫أعظم من تعب من أجل الرب ‪ ..‬خرج فى ثلث رحلت تبشيرية جال فيهم جهات العالم المعروفة ‪ ..‬وكتب ‪ 14‬رسالة‬
‫فى كتاب العهدالجديد تشرح االيمان المسيحى‬

‫‪ -7‬حبس بطرس الرسول ‪:‬‬

‫لما رأى هيرودس أن ذلك يرضى اليهود حكم على بطرس الرسول بالسجن ‪ ,‬ولكن هللا أرسل ملكه وفتح أبواب‬
‫السجن وأطلق بطرس اذ كانت الكنيسة تصلى بلجاجة وبل انقطاع الى هللا من أجل بطرس (أع ‪ , )12‬ورغم هذا‬
‫االضطهاد لم يترك هللا كنيسته التى وثقت أنه حاميها ‪ ,‬فما لبث أن مات هيرودس ميتة شنيعة اذ أبدى الحاضرون فى‬
‫احدى االحتفاالت اعجابهم به قائلين هذا وجه اله ال وجه انسان ‪ ,‬وفى نفس اللحظة أظهر هللا اقتداره اذ "ضربه ملك‬
‫الرب وصار الدود يأكله ومات ألنه لم يعط المجد هلل "(أع ‪. )22_20 : 12‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪72‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ -8‬نياحة العذراء القديسة مريم (‪ 48‬م تقريبا)‬

‫وقد قضت أمنا العذراء أربعة عشر سنة فى بيت يوحنا الحبيب بعد صلب ربنا يسوع ‪ ,‬وبعد أن قاست اضطهادات‬
‫كثيرة من اليهود سلمت روحها الطاهرة بيد ابنها الذى حضر وأصعدها للمساكن العلوية ‪ ..‬أما الجسد فكفنه اآلباء‬
‫الرسل ليضعوه فى القبر ‪ ,‬وفى الطريق اعترض أحد اليهود التابوت ‪ ,‬فانفصلت يديه من جسمه وبقيتا معلقتين بالنعش‬
‫حتى ندم باكيا ‪ ,‬وبصلوات الرسل القديسين عادتا كما كانت فآمن بالرب يسوع ‪..‬‬

‫أما توما الرسول فلم يكن موجودا ‪ ,‬ولما عاد طلب أن يرى جسد السيدة العذراء لكى يصدق ‪ ,‬فلما فتحوا القبر لم‬
‫يجدزا الجسد فدهشوا ‪ ..‬فعرفهم توما أنه شاهد الجسد مع الملئكة صاعدين به ‪ ,‬وأن أحد الملئكة قال له ‪ :‬أسرع‬
‫وقبل جسد العذراء فقبله ‪ .‬وقد وعد الرب تلميذه أن يريها لهم فى الجسد مرة أخرى ‪ ,‬وقد ظلوا منتظرين هذا الوعد‬
‫الى اليوم ‪ 16‬من شهر مسرى ‪ ,‬وهو العيد الذى تعيد له الكنيسة لتذكار اظهار جسدها الطاهر للتلميذ ‪.‬‬

‫وقد عاشت أمنا العذراء ‪ 60‬سنة ‪ 12 ..‬سنة فى الهيكل ‪ 34 ,‬سنة فى بيت يوسف ( الى صلب الرب)‪ 14 ,‬سنة فى‬
‫بيت معلمنا يوحنا الحبيب ‪.‬‬

‫‪ -9‬مشكلة التهود وانعقاد مجمع أورشليم (‪50‬م )‬


‫انبثقت المسيحية من اليهودية بعد أن أكمل الرب يسوع فى شخصه الناموس القديم ‪ ..‬أصر العديد من اليهود‬
‫المنتصرين على االحتفاظ بعاداتهم اليهودية ‪ ,‬ولكن بوصول بشرى الخلص الى االمم وقبولهم االيمان ظهرت فى‬
‫الكنيسة األولى ثلث وجهات نظر بين اليهود المنتصرين فيما يخص بااللتزام بالناموس ‪..‬‬

‫ففريق رأى أن ناموس (الختان) ملزم لجميع المسيحيين بل استثناء ‪,‬فاالمم يحب أن يتهودوا أوال ثم يتنصروا ‪..‬‬

‫وفريق ثانى نادى بأن الخلص هو بدم المسيح وحده وليس بحفظ الناموس (الختان) ‪..‬‬

‫وفريق ثالث أن الناموس ملزم لليهود المنتصرين فقط ‪.‬‬

‫ونتيجة لذلك عقد اآلباء الرسل مجمعا فى مدينة أورشليم _ وكان هذا أول مجمع كنسى يعقد _ وفى المجمع تحدث‬
‫معلمنا بطرس وبعده برنابا ثم بولس الرسول ‪ ..‬وأخيرا يعقوب أخو الرب أسقف أورشليم ‪..‬‬

‫وكانت المباحثات كثيرة لكن الروح القدس كان حاضرا‪ ,‬فصدر قرار المجمع باسمه متحدا مع الكنيسة "ألنه قد رأى‬
‫الروح القدس ونحن ‪("...‬أع‪ )28:15‬وكان مضمون‬

‫القرار أنه لم يلزم األمم بالتهود ‪ ,‬ولكنه أوصى باالمتناع عن ما ذبح لألصنام وعن الدم والمخنوق والزنا (وهى بعض‬
‫الضوايط التى وردت فى الناموس)‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪73‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ -10‬استشهاد يعقوب الصغير (‪62‬م)‬

‫لم تشف حوادث القتل والسجن والتعذيب غليل اليهود من اخوتهم الذين آمنوا بالمسيح ‪,‬ففى سنة ‪62‬م قام حنان رئيس‬
‫كهنة اليهود ‪ ,‬وقدم القديس يعقوب الصغير (اخو الرب) أسقف أورشليم الى المحاكمة أمام مجمع السنهدريم ‪ ,‬وحكم‬
‫عليه بالموت بحجة ارتكابه تعديات ضد الناموس ‪ ,‬ونفذ فيه حكم الموت رميا بالحجارة ‪..‬‬

‫هذا على الرغم من الشهادة الحسنة التى نالها القديس يعقوب من جميع اليهود بسبب قداسته وتقواه حتى أن يوسيفوس‬
‫المؤرخ اليهود ى يسجل أن خراب أورشليم كان انتقاما الهيا لمقتل ذلك البار ‪.‬‬

‫الشك أن االضطهاد الذى أثارته اليهودية على المسيحيين كان أمرا مؤلما ‪ ,‬ولكننا نؤمن أن للضطهاد بركاته وثماره‬
‫‪ ,‬وفى اختصار شديد يلخص سفر األعمال هذه البركات قائل "والذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة "(أع ‪)4:8‬‬
‫فالمسيحية هى دائما ديانة الصليب تظهر أصالتها وسط الضيقات وتزدهر بالضغطات ‪..‬‬

‫المسيحية ليست ديانة ا لسيف بل ديانة الروح والوداعة والحق ‪ ..‬لقد اثبتت األحداث أن االضطهاد دائما كان بركة‬
‫لكنيسة المسيح ‪ ,‬فأمتدت الخدمة الى السامرة وكل اليهودية ومنها الى أقصى األرض‪.‬‬

‫‪ -11‬خراب مدينة أورشليم (‪70‬م)‬


‫كانت أورشليم هى أهم مدينة‬
‫فى اليهودية ‪ ,‬وذلك نظرا لوجود الهيكل بها ‪ ..‬وقد ظلت اتجاه أنظار‬
‫اليهود فى كل العالم ‪ ..‬يتجهون جهتها أثناء الصلة ويرسلون إلىها تقدماتهم‬
‫ويحجون إلىها ويقدمون ذبائحهم فى هيكلها ويحفظون لها كل والئهم ‪.‬‬

‫كان خراب مدينة أورشليم هو مثال مصغر ألحداث الدينونة األخيرة‬


‫ونهاية العالم ‪ ..‬فالفترة التى سبقت خراب أورشليم كانت أسوأ فترات‬
‫التاريخ القديم فقد امتألت بأحداث الرذيلة والفساد والكوارث كما أنبأ ربنا‬
‫يسوع المسيح (مت ‪. ) 2,1 :24‬‬

‫وظهرت وحدثت عدة ظواهر وأحداث عجيبة قبيل خراب أورشليم فى السماء وعلى األرض سجلها يوسيفوس المؤرخ‬
‫اليهود ى المعاصر ‪ ..‬منها أنه ظهر فوق مدينة أورشليم ولمدة سنة كاملة نجم مذنب يشبه السيف ‪..‬‬

‫والباب الشرقى الداخلى الضخم للهيكل اليهودى المصنوع من النحاس‪ ,‬والذى كان يحكم اغلقه‪ ,‬ويقوم على غلقه‬
‫‪20‬رجل بصعوبة شوهد ينفتح من تلقاء ذاته أثناء الليل ‪..‬‬

‫صاحب ذلك ازد ياد الفساد االخلقى و االجتماعى ‪ ,‬وظهرت جماعة من السفاحين عرفوا (بحملة الخناجر) كانوا على‬
‫استعداد الرتكاب أى جريمة مقابل اى شىء‪ ..‬وظهر العديد من األنبياء والمسحاء الكذبة ‪..‬‬

‫وأخيرا اندلعت ثورة يهودية منظمة ضد الرومان ‪,‬وكان نتيجتها أن حوصرت مدينة اورشليم ‪ ,‬وظهرت المجاعة‬
‫نتيجة الحكام الحصار عليها ‪,‬وكانت المجاعة تحصد آالف اليهودكل يوم حتى يذكر يوسيفوس المؤرخ أن اضطرت‬
‫امرأه يهودية أن تشوى طفلها وتأكله‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪74‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫بعد ثلثة أشهر هاجم الرومان حصن أنطونيا ‪,‬ودخلوا مدينة أورشليمفى ‪ 17‬يوليو‪70‬م‪ ,‬وتجمهر اليهود حول الهيكل‬
‫فذبح الرومان آالف اليهود على مذبح المحرقة‪,‬وهدموا الهيكل ‪..‬‬

‫ويذكر يوسفيوس أن هذة األحداث لقى فيها (‪ )1100000‬مليون ومائة ألف يهودى حتفهم منهم ‪ 11‬ألف هلكوا جوعا‬
‫‪ 97 ,‬ألفا أسروا ولم يترك فى المدينة حجرعلى حجر‪ ,‬ولم تعد األرض ترى اذ كانت مغطاة بأكوام من جثث القتلى ‪.‬‬

‫وقد اعترف جميع اليهود على لسان يوسيفوس المؤرخ أن كارثة اليهود كانت هى قصاص الهى ألن جيلهم كان أكثر‬
‫شرامن أولئك الذين حلت عليهم النقمات فى سالف الزمان‪.‬‬

‫وبهذا شهد المؤرخ عن صدق نب وة و ألوهية السيد المسيح إذ رفضه هؤالء اليهود الجاحدون‪ ,‬فعانوا البؤس والشقاء فى‬
‫ملء بشاعتهم‪.‬وال شك أن لخراب أورشليم كان له أثره على الكنيسة األولى ‪:‬‬

‫‪ -1‬فهم المسيحيون األوائل أن كلمات الرب عن نهاية العالم وخراب الهيكل كانت نبوة لحدثين متشابهين‪ ..‬أحدهما تم‬
‫و اآلخر (نهاية العالم) ينتظرونه بالصبر ‪,‬فقد كانوا يتوقعون مجىء سريع للرب يسوع ولكنهم فهموا أنه كان يقصد‬
‫خراب أورشليم‪.‬‬

‫‪ -2‬كان لخراب الهيكل أثره فى تغيير مفاهيم اليهود المتمسكين بفكرة التهود‪ ,‬فبخراب الهيكل بدأ التقارب بين اليهود‬
‫المتنصرين واألمم القابلين لإليمان المسيحى‪.‬‬

‫‪ -3‬ساعدت هذة األحداث على بداية تنظيم الكنيسة ونظام عبادتها‪ ,‬وذلك بعد خراب الهيكل ‪.‬‬

‫‪ -4‬بدأت نهضة يهودية قادت حربا تعليمية شرسة ضد المسيحية ‪,‬وبهذا بدأت تنتهى فكرة التهود التى كانت تسيطر‬
‫على اليهود المتنصرين‪.‬‬

‫‪ -1‬القديس مارمرقس وتأسيس كنيسة اإلسكندرية (‪60‬م)‬

‫مارمرقس هو يوحنا الملقب (مرقس) ‪ ..‬يهوديا من سبط الوى ‪ ..‬ولد فى القيروان‬


‫بالخمس مدن الغربية بليبيا ‪ ,‬وانتقلت أسرته إلى أورشليم ‪ ..‬وقد عاصر السيد المسيح‬
‫بالجسد ورآه وجالسه‪ ,‬وعاش معه إذ كان من ضمن السبعين رسوال‪ ,‬لذلك تلقبه الكنيسة‬
‫(بناظر اإلله اإلنجيلى مرقس الرسول) ويذكر عنه التقليد المسيحى أنه هوالشاب الذى‬
‫ترك إذاره وهرب عريانا أثناء القبض على الرب يسوع (مر‪)52,51:14‬‬

‫كان بيت والدته مريم من أشهر البيوت فى تاريخ المسيحية‪ ,‬فقد صنع فيه الرب الفصح‬
‫األخير‪ ,‬وأسس سر اإلفخارستيا وفيه يظهر الرب يسوع لتلميذه بعد القيامة‪ ..‬وهناك‬
‫حل الروح القدس على التلميذ ‪ ,‬لذلك يعد بيت مارمرقس هو أول كنيسة فى العالم‬

‫اشترك معلمنا مرقس الرسول مع بولس وبرنابا فى رحلتهما التبشيرية األولى ‪,‬ولكنه فارقهما قبل نهاية الرحله وعاد‬
‫إلى أورشليم (أع‪ .. )13:13‬واعترض بولس الرسول على اصطحابه فى خدمته مرة أخرى فمضى مرقس إلى‬

‫‪+++‬‬
‫‪75‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫الخمس مدن الغربية ومصر وأسس كنيسة اإلسكندرية ‪ ..‬وبعدها عاد معلمنا بولس واستعان به فى الخدمة فى أوروبا‬
‫واستعان به فى الخدمة فى كنيسة روما‪.‬‬

‫ال شك أن بولس ومرقس قد اختلفا وفارقا بعضهما البعض ‪ ..‬ولكن الرب استخدم كليهما ‪ ..‬وايضا راجع معلمنا بولس‬
‫قراره بعدم الخدمة مع مارمرقس ‪,‬وعاد ليقول "خذ مرقس وأحضره معك ألنه نافع لى للخدمة"(‪2‬تى‪)11:4‬‬

‫لذلك إن اختلفت مع اخرين فى الخدمة ‪..‬فل تنسى أنهم قد يكونوا نافعين فى الخدمة‪ ,‬فالرب يستخدم الجميع من أجل‬
‫مجد اسمه وانتشار كلمته‪.‬‬

‫‪ -‬تأسيس الكنيسة القبطية‬

‫دخل مارمرقس اإلسكندرية من الناحية الغربية قادما من الخمس مدن حوالى عام ‪60‬م وكان حذاءه قد تمزق‪ ,‬فقصد‬
‫إنيانوس اإلسكافى الذى جرحت يده وصرخ أيها اإلله الواحد‪ ,‬فتفل مارمرقس فى الطين ووضع على يده وصرخ أيها‬
‫اإلله الواحد الذى استغاث به إنيانوس ‪ ..‬ومن هذا المدخل شرح مارمرقس سر التجسد والفداء فآمن إنيانوس وأهل بيته‬
‫واعتمد ‪..‬‬

‫وامتدت الخدمة فرسم مارمرقس إنيانوس أسقفا معه ثلثة قسوس وسبعة شمامسة للخدمة ‪ ..‬وصار إنيانوس فيما بعد‬
‫هو البطريرك الثانى على الكرازة المرقسية ‪.‬‬

‫ا متدت الخدمة واتسعت فإزداد غضب الوثنيين فسافر مارمرقس إلى الخمس المدن الغربية ومنها إلى روما لمساعدة‬
‫بولس الرسول ثم عاد إلى اإلسكندرية ‪ ..‬وحدث بينما هو يصلى فى عيد القيامة أن هجم الوثنيين على الكنيسة وقبضوا‬
‫عليه وسحلوه فى شوارع المدينة‪ ,‬وألقوه فى السجن فظهر له الرب يسوع ليقويه ‪ ..‬وفى اليوم التالى أعادوا الكرة‬
‫وجروه فى كل شوارع المدينة حتى سلم روحه الطاهرة ومات عام ‪68‬م‪..‬‬

‫حأول الوثنين حرق جسده ولكن الرب أنزل أمطارا غزيرة فأطفأت النيران وأخذ المؤمنون جسده وكفنوه ودفنوه ‪..‬‬

‫وفى القرن التاسع ‪827‬م سرق بعض البحارة ج سده وأخذوه إلى مدينة البندقية بينما بقيت الرأس فى اإلسكندرية فى‬
‫الكنيسة المرقسية ‪..‬‬

‫وفى عهد قداسة البابا كيرلس السادس عاد جسد مارمرقس إلى مصر ليبقى حيث خدم‪ ,‬وكرز‪ ,‬واستشهد‪ .‬وتعيد له‬
‫الكنيسة القبطية فى ‪ 8‬مايو الموافق أخر برمودة من كل عام ‪.‬‬

‫خدمة القديس مارمرقس وكرازته فى االسكندرية‬

‫‪ +‬كتب القديس مارمرقس الرسول انجيله ووجه الى الرومان ‪,‬وتركه كشاهد للعالم أجمع‬

‫‪+‬كما وضع القديس مارمرقس صلوات القداس المعروف اليوم (بالقداس الكيرلسى)‪ ,‬وسلمها للكنيسة فى االسكندرية‬
‫‪(,‬ويسمى بالقداس الكيرلسى ألن القديس كيرلس الكبير البابا ‪ 24‬هو أول من دونه كتابة ‪ ,‬وأضاف إلىه بعض‬
‫الصلوات)‪.‬‬

‫‪+‬رسم القديس مارمرقس للكنيسة فى االسكبدرية أسقفا وثلث كهنة وسبعة شمامشة‪.‬‬

‫‪ +‬أسس القديس مارمرقس مدرسة االسكندرية اللهوتية‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪76‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫مدرسة االسكندرية الالهوتية‬

‫عندما دخل القديس مارمرقس الى االسكندرية كانت هناك مدرسة االسكندرية الوثنية وهى مركز ثقافى ضخم ‪,‬‬
‫واعتبرت االسكندرية هى المدينة الثانية فى االمبراطورية الرومانية بعد روما ‪ ,‬وذلك بسبب شهرتها الثقافية والعلمية‬
‫‪ ,‬وبسبب وجود مكتبة االسكندرية العظيمة بها ‪.‬‬

‫كان على القديس مارمرقس أن يقاوم الفكر بالفكر فأسس المدرسة اللهوتية لتثبيت المؤمنين فى الدين الجديد ‪ ,‬ولتقف‬
‫أمام المدرسة الوثنية وتقاوم كبارها وأفكارها وترد عليها ‪.‬‬

‫بفضل خدمة وروحانية معلمى هذه المدرسة استطاعت أن تجذب إلىها فلسفة المدرسة الوثنية وتهديهم الى االيمان‬
‫المسيحى ‪ ,‬بل وأصبحت هذه المدرسة هى أكبر مركز دراسى الهوتى مسيحى فى العالم كله شرقا وغربا لمدة عدة‬
‫قرون ‪.‬‬

‫لقد قدمت هذه المدرسة للكنيسة فى مصر وخارجها علماء وفلسفة اشتركوا فى العمل الكرازى المسكونى ‪ ..‬كما ظهر‬
‫منها العديد من اآلباء المدافعين الذين كتبوا مفندين أفكارالفلسفة الوثنيين وردوا عليها شارحين االيمان المسيحى‬
‫المستقيم ‪ ..‬وتاركين تراثا عميقا وقويا نافعا للكنيسة كلها من شرقها الى غربها حتى يومنا هذا‪.‬‬

‫‪ -2‬استشهاد بطرس وبولس الرسولين عام (‪67‬م)‬

‫خدم معلمنا بطرس كرسوال للختان (اليهود)‪ ,‬وخدم معلمنا بولس‬


‫كرسول لألمم ‪ ,‬وتعبا وكرزا فى البيوت والمدارس ‪,‬وفى بيوت الوالة‬
‫والحكام‪ ,‬وفى االسواق والطرقات والساحات وعند شؤاطئ‬
‫االنهار‪..‬وكانت كرازتهم بل فتور ‪,‬وبل هدوء ليل ونهارا فى وقت‬
‫مناسب وغير مناسب‪ ,‬فلقد كانت غيرتهم شديدة ‪.‬‬

‫كان معلمنا بطرس صيادا نظره الرب وأحبه ودعاه للخدمة ‪,‬وكان هو‬
‫أحد الثلثة الذين نظروا تجلى الرب ‪ ,‬وعاين اقامة ابنه يايرس‪ ,‬والذين‬
‫اصطحبهم معه فى جثسيمانى كان بطرس ذا حب جزيل للرب يسوع‬
‫ولكنه كان مندفعا‪ ,‬فكان هو أول من اعترف بلهوت السيد المسيح‪ ,‬وأول من خدم فى يوم حلول الروح القدس‪ ,‬ولكنه‬
‫أيضا كان التلميذ الذى أنكر‪,‬ولكنه تاب برجاء وقبل الرب توبته ودعاء للخدمة بعد قيامته‪.‬‬

‫وقد فتح الرب باب االيمان لألمم على يديه فى شخص كيرنيليوس قائد المائة (أع‪,)10‬‬

‫ومع ذلك ظل ميدان العمل األساسى له هو الخدمة بين اليهود ‪ ..‬كرز فى آسيا الصغرى‪ ,‬وانطاكية‪ ,‬وغلطية ‪,‬وبنطس‬
‫‪,‬وكبادوكية‪ ,‬وبيثينية ‪ ..‬وأنهى حياته فى روما اذ حكم عليه نيرون الطاغية بصلبه ‪,‬ولكنه طلب أن يصلب منكس‬
‫الرأس‪ ,‬واستشهد على اسم ربنا يسوع‪.‬‬

‫أما معلمنا بولس الرسول فقد بدأ حياته يهوديا متعصبا (فريسيا) مضطهدا للمسيحية‪,‬ولكن الرب يسوع ظهر له فى‬
‫طريق اضطهاده وقبل االيمان واعتمد‪ ,‬وتحول من مضطهد الى كارز‪,‬فامضى ثلث سنوات فى الصحراء العربية‬
‫(‪ 40_37‬م) بهدف دراسة الناموس فى ضوء بركات العهد الجديد ‪ ..‬وصار أكبر كارز لألمم والوثنيين ‪ ..‬وقد قبل‬
‫الكثير من الحقائق االيمانية بواسطة اعلنات الهية (غل‪ )12,11 :1‬من سنة ‪40‬م الى سنة ‪67‬م قام بثلث رحلت‬

‫‪+++‬‬
‫‪77‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫تبشيرية كبيرة كرز فيها فى كل جهات العالم المعروف وقتها ‪ ..‬وزار أورشليم ‪ 5‬مرات‪ ,‬وأمضى أكثر من ‪ 4‬سنوات‬
‫أسيرأ فى روما ‪ ..‬وأخيرا حكم عليه نيرون بالموت ‪,‬وقطعت رأسه الطاهرة على اسم الرب يسوع عام ‪67‬م ‪.‬وتعيد‬
‫الكنيسة للقديسين بطرس وبولس فى عيد الرسل من كل عام (‪5‬أبيب _‪ 12‬يوليو )من كل عام ‪.‬‬

‫‪ -3‬نياحة القديس يوحنا الحبيب (‪100‬م)‬

‫هو ابن زبدى ‪ ..‬شقيق يعقوب الكبير ‪ ..‬وهو الرسول الذى احتفظ فى قلبه بمحبة البتوليه ‪,‬وقد كان هو الوحيد بين‬
‫التلميذ الذى تبع يسوع حتى الصليب ‪ ..‬وقد كان يوحنا واحدا من التلميذ المقربين للرب يسوع ‪,‬ويطلق على نفسه‬
‫التلميذ الذى كان يسوع يحبه ‪ ..‬حضر معه احداثا هامة وسجل لنا خطاب الرب يسوع الرائع وصلته الوداعية‬
‫(يو‪ .. )17‬سبق الى القبر فى اليوم األول من القيامة‪ ,‬وهو الوحيد الذى تعرف على الرب عندما ظهر لتلميذه على‬
‫بحيرة طبرية ‪..‬‬

‫بقى ملزما للخدمة فى أورشليم لحين نياحة العذراء مريم وبعدها تابع الخدمة والعمل الكرازى الذى بدأه بولس‬
‫الرسول فى آسيا الصغرى ‪ ..‬وبسبب خدمته قبض عليه االمبراطور دومتيان وحكم عليه بالنفى الى جزيرة بطمس‬
‫وفيها كتب سفر الرؤيا ‪ ,‬وبعدها أفرج عنه وعاد الى كنيسته ‪ ,‬وتنيح بسلم عام ‪100‬م ‪ ..‬وكان أخر من عاش من‬
‫اآلباء الرسل على األرض‪ ,‬وبنياحته انتهى العصر الرسولى‪.‬‬

‫‪ -4‬أشهر الكنائس الرسولية فى العصر الرسولى‪:‬‬

‫تميزت أربعة كنائس فى العصر الرسولى بشهرة واسعة‪ ,‬وذلك بسبب تأسيس الرسل لها أو لشهرة المدينة الموجودة‬
‫بها الثقافية أو مكانتها السياسية‪.‬‬

‫ولكننا البد أن نلحظ أن هذه الشهرة لم تنطوى على أى نوع من الرئاسة الكنسية‪ ,‬وهذه الكنائس هى ‪:‬‬

‫‪ . 1‬كنيسة أورشليم‬

‫وهى أشهر الكنائش فى المسيحية ألنها الكنيسة التى أقيمت فى المدينة التى شهدت حياة وخدمة وصلب الرب يسوع‬
‫وقيامته ‪ ..‬وكانت فيها أول كنيسة مسيحية وهى العلية الموجودة ببيت مريم والدة مارمرقس الرسول ‪.‬‬

‫وهى أول كنيسة عانت من االضطهاد اليهودى ‪ ..‬ولكن اآلباء الرسل كانوا يعتبرونها الكنيسة األم التى تشرف على‬
‫العمل والنشاط الكرازى ‪..‬‬

‫كان القديس يعقوب الصغير هو أسقفها األول خلفه سمعان بن كلوبا الذى خرج بالمسيحيين منها قبل خراب مدينة‬
‫أورشليم ‪.‬‬

‫فقدت هذه الكنيسة شهرتها بعد خراب أورشليم واستعادتها فى القرن الرابع بقدوم الملكة هيلنة التى أسست فيها‬
‫كنائس عديدة فى كل المناطق التى عاش فيها الرب يسوع‪.‬‬

‫‪ . 2‬كنيسة أنطاكية‬

‫وتعتبر أنطاكية المدينة الثالثة فى االمبراطورية الرومانية بعد روما واالسكندرية‪ ,‬وذلك لموقعها الجغرافى المتميز بين‬
‫الشرق والغرب ‪..‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪78‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫تعتبر كنيسة أنطاكية هى الكنيسة األممية األولى ‪ ,‬وقد أسسهابولس برنابا ‪ ..‬وفيها عرف المؤمنون أوال باسم مسيحيين‬

‫وكانت نقطة انطلق معلمنا بولس فى رحلته التبشيرية الثلثة ‪,‬فهى باب فلسطين المفتوح على العالم إلىونانى‬
‫والرومانى ‪.‬‬

‫‪ . 3‬كنيسة السكندرية‬

‫كانت االسكندرية المدينة الثانية بعد روما اذ تعتبر العاصمة الثقافية للمبراطورية الرومانية ‪ ..‬وصل االيمان لها‬
‫مبكرا قبل كرازة مرقس الرسول اذ كان من بين من‬

‫شهدوا يوم الخمسين بعض من سكان مصر ‪ .‬ولكن تأسيس كنيستها بصفة منظمة ينسب الى القديس مارمرقس‬
‫الرسول ‪.‬‬

‫‪ . 4‬كنيسة روما‬

‫كانت روما هى المدينة األولى فى العالم بصفتها عاصمة االمبراطورية الرومانية ‪ ,‬واسس كنيستها بولس الرسول ‪..‬‬
‫ولكن االيمان المسيحى كان قد وصل إلىها قبل ذلك بواسطة من حضر يوم الخمسين ‪.‬‬

‫وبنهاية العصر الرسولى‬

‫‪ -1‬كان التلميذ قد كرزوا فى المسكونة كلها‪ ,‬وانتشرت المسيحية فى العالم المعروف كله‪.‬‬

‫‪ -2‬دون الكتاب المقدس بأكمله ‪.‬‬

‫‪ -3‬استشهد كل اآلباء الرسل والتلميذ وأخر الكل تنيح القديس يوحنا الحبيب ‪.‬‬

‫‪ -4‬تأسست ‪ 4‬كنائس رسولية كبرى فى العالم المسيحى ونالت شهرة خاصة‪ ,‬وهى (كنيسة أورشليم – كنيسة أنطاكية –‬
‫كنيسة االسكندرية – كنيسة روما)‪.‬‬

‫التطبيق‬
‫يقوم الخادم بطرح بعض األسئلة علي المخدومين ويقوم بعمل مناقشة ألجابات هذة األسئلة‬

‫" توجد أجابات مساعدة للخادم"‬

‫‪ -1‬هل تقدر مواهب زملئك اآلخرين فى الخدمة ؟ أم ترى نفسك أنت الوحيد الذى تفهم ‪ ..‬وتدرك ‪ ..‬وتصلح ‪..‬‬
‫وتفعل ‪ ,‬وعلى الكل أال يعمل ‪..‬‬
‫‪ ‬فان كانت لك مواهب ‪ ,‬فثق أن غيرك أيضا يصلح للخدمة _ ربما فى مجال آخر _ ‪,‬ولديه مواهب وقدرات‬
‫يمكنها أن تكمل عملك وخدمتك ‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪79‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ -2‬هل كل ما هو قديم غير نافع للخدمة؟‬

‫‪ ‬فاآلباء الرسل رغم عدم ارتباطهم باليهودية اال أنهم رأوا أن بعض هذه الضوابط نافع لحفظ روحانية الكنيسة‬
‫الناشئة ‪ ,‬فهل تحتفظ بما يسلمه لك الخدام األقدم منك ؟أم تراهم رجعيون ال يصلحون !! احذر من ذلك لئل‬
‫تخسر بركة التسليم ‪.‬‬
‫فى المجمع أيضا أسندت الكنيسة الى معلمنا بطرس الخدمة بين اليهود ‪ ,‬فأصبح (رسول الختان)‪ ,‬والى معلمنا بولس‬
‫الخدمة بين األمم فصار (رسول األمم) ‪.‬‬
‫فرغم اختلف مواهب االثنين اال أن لكل منهم أعطيت موهبة تصلح للخدمة فى مجال معين ‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪80‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪+++‬‬
‫‪81‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫اسم الدرس ‪ :‬الشفاعة‬

‫اآلية‪" -:‬إن أخطأ أحد‪ ،‬فلنا شفيع عند اآلب‪ ،‬يسوع المسيح البار‪ .‬وهو ك ّفارة‬
‫لخطايانا‪ .‬ليس لخطايانا فقط‪ ،‬بل لخطايا كل العالم أيضا" (‪1‬يو‪1:2‬‬

‫أهداف الدرس‬
‫الهدف المعرفى‪ :‬أن يعرف المخدوم شفاعة الرب يسوع وشفاعة القديسين‬
‫الهدف المهارى‪ :‬ان يتدرب المخدوم علي اتخاذ القديسين شفعاء له‬
‫الهدف الوجدانى‪ :‬ان يشعر المخدوم بأهمية الشفاعة‪.‬‬

‫عناصر الدرس‬
‫‪ -5‬أنواع الشفاعة‬ ‫‪ -1‬معني كلمة الشفاعة‪.‬‬
‫‪ -6‬أمثلة للشفاعة‬ ‫‪ -2‬كنيسة األحياء‪.‬‬
‫‪ -7‬الشفاعة في الكتاب المقدس‪.‬‬ ‫‪ -3‬شفاعة الروح القدس‪.‬‬
‫‪ -4‬هل يستجيب هللا لشفاعة العذراء والقديسين‪.‬‬

‫إلىس هناك تناقض عندما نتشفع بالقديسين والسيدة العذراء وغيرهم‪ ,‬ولنا شفيع واحد هو المسيح (‪1‬تي‪)1:2‬؟ !‬
‫و ما هي إثباتات شفاعة األموات في األحياء؟ وشفاعة الملئكة؟‬
‫الشفاعة هي التوسل أو الصلة من أجل اآلخرين‪ ,‬وهي ال تنبعث من مجرد العاطفة أو المنفعة‪ ,‬بل عن إدراك واع بأن‬
‫علقة هللا باإلنسان ليست علقة فردية فحسب‪ ,‬بل واجتماعية أيضاا‪ ,‬فهي تمتد إلى علقة اإلنسان باإلنسان‬
‫ومن العجيب أن تنكر بعض طوائف البروتستانت شفاعة القديسين متعللة بأن التشفع بالقديسين وظيفة هامة من وظائفه‬
‫وهي التوسط بين اآلب والجنس البشري استناداا إلى ذبيحته الكفارية على عود الصليب‪ .‬كما تستكثر على كنيستنا العظيمة‬
‫أن تطلب توسلت القديسين من أجلها باعتبار أنهم أموات غير قادرين على تلبية هذا النداء‬
‫وتعود هذه االعتراضات إلى عدم فهم واضح لماهية الشفاعة ومعناها اللغوي وأهميتها‪ ,‬كذلك تعود إلى عدم فهم لماهية‬
‫الكنيسة وارتباط أعضائها جميعا ا بالرأس الواحد ربنا يسوع المسيح‪ .‬وحينما تتحدث مع بعض المعترضين تجد أنهم غير‬
‫مدركين جيداا لمعنى الشفاعة في الكنيسة األرثوذكسية‬

‫‪ -1‬معنى كلمة الشفاعة‬


‫تذكر كلمة الشفاعة مرات عديدة في العهدين القديم والجديد‪ ,‬وقد ترجمت الكلمات العبرية واليونانية الدالة عليها إلى‬
‫العديد من الكلمات التي توضح المعنى‬

‫‪+++‬‬
‫‪82‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫ففي العهد القديم تدل عليها كلمة ‪(( egp‬بغى) العبرية والتي تعطى معنى قريب من المعنى العربي للكلمة بمعنى‪" :‬أراد‬
‫الشيء وطلبه وألح فيه"‪" ,‬يقدم التماسا بغرض قبوله"‪" ,‬يتوسط"‬
‫وقد ترجمت هذه الكلمة إلى "يلح" في (راعوث ‪ ,16 :1‬إرميا ‪ ,)16 :7‬و"يلتمس" في (تك ‪ ,8 :23‬أي ‪,)15 :21‬‬
‫و«يتوسل» في (إرميا ‪ ,)18 :27‬و"يتضرع" (إرميا ‪11 :15‬‬
‫أما في العهد الجديد فقد دلت عليها الكلمة اليونانية ‪( entugcanw‬انتيج خانو) بمعنى "يلتمس أو يتوسل" (أع ‪:25‬‬
‫‪ ,24‬رو ‪ 26 :8‬و‪ 27‬و‪ ,2 :11 ,34‬عب ‪ ,)25 :7‬كما ترجمت إلى كلمة صلة في (‪ 1‬تي ‪ ,)5 :4‬ابتهاالت في ( ‪1‬‬
‫تي ‪) 1 :2‬‬
‫ويتضح أن الشفاعة مقبولة بل مطلوبة من رجال هللا األنبياء والقديسين من أجل سكان الشعوب التي يعيشون بينهم ومن‬
‫أجل شفاء آخرين أو التوسل من أجل عدم هلكهم‬

‫‪ -2‬كنيسة األحياء‬

‫ومن الضروري حينما نتحدث عن الكنيسة أن ال نتحدث عنها بصورة أحياء وأموات‪ ,‬فمن الخطأ أن نعتقد أن الذين‬
‫يعيشون اآلن من أعضاء الكنيسة هم األحياء بينما المنتقلين من اآلباء والقديسين هم أموات حيث أن هذا مخالف لتعإلىم‬
‫الكتاب المقدس نفسه حينما يقول‪ ":‬أنا اله إبراهيم واله اسحق واله يعقوب‪ ,‬ليس هللا اله أموات بل اله أحياء" (مت ‪:22‬‬
‫‪" .)32‬ليس هو اله أموات بل اله أحياء‪ .‬فأنتم إذا تضلون كثيراا" (مرقس ‪" ,)27 :12‬وليس هو اله أموات بل اله أحياء‬
‫ألن الجميع عنده أحياء" (لوقا ‪)38 :20‬‬
‫فمن الضروري أن نتحدث عن الكنيسة باعتبارها كنيسة واحدة‪ ,‬جسد المسيح الحي‪ ,‬بقسميها الكنيسة المنتصرة وتشمل‬
‫المنتقلين الذين أكملوا جهادهم على األرض وهم اآلن أحياء بأرواحهم في الفردوس‪ ,‬والكنيسة المجاهدة وتشملنا نحن‬
‫الذين نجاهد من أجل أن نكمل سعينا بخوف ورعدة‬
‫ولذا فإننا ال نجد أي وجاهة في اعتراض البروتستانت بأنه ال يجوز أن نطلب توسلت وشفاعة األموات من أجلنا وأن‬
‫الشفاعة قاصرة على األحياء فقط ألنه إن كنا نطلب صلوات المجاهدين الذين يتعرضون للتجارب والضيقات واآلالم‬
‫من أخوتنا على األرض فكم باألولى أن نطلب صلوات الذين انتصروا واقتربوا أكثر من هللا‬
‫الحقيقة أن هناك فارقا ا أساسيا ا كبيراا بين شفاعة المسيح وشفاعة القديسين‪ :‬فشفاعة المسيح شفاعة كفارية‪..‬‬
‫أي أنه يشفع في مغفرة خطايانا بإعتباره الكفارة التي نا َبت عنا في دَ فع ثمن الخطية‪ .‬وهكذا يقف وسيطا ا بين هللا والناس‪.‬‬
‫بل هو الوسيط الوحيد؛ أي أنه أعطى اآلب حقه في العدل اإللهي‪ ,‬واعطى الناس المغفرة‪ ,‬بأن مات عنهم‪ ,‬كفّارة عن‬
‫خطاياهم‪.‬‬
‫وهذا هو المعنى الذي يقصده القديس يوحنا الرسول‪ .‬فهو يقول‪" :‬اإن أخطأ أحد‪ ,‬فلنا شفيع عند الآب‪ ,‬يسوع املس يح البار‪ .‬وهو‬
‫كفلارة خلطاايان‪ .‬ليس خلطاايان فقط‪ ,‬بل خلطااي لك العامل أيضا" (‪1‬يو‪)1:2‬‬

‫هنا تبدو الشفاعة الكفارية واضحة‪ .‬فهي شفاعة في اإلنسان الخاطئ "إن أخطأ أحد"‪ ,‬وهذا الخاطئ يحتاج إلى كفارة‪.‬‬
‫ونفس المعنى هو الذي قاله بولس الرسول‪ ,‬ونجده عندما نكمل اآلية‪" :‬وسيط واحد بين هللا والناس‪ ,‬اإلنسان يسوع‬
‫المسيح‪ ,‬الذي بذل نفسه فدية ألجل الجميع" (‪1‬تي‪) 5:2‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪83‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫هذا النوع من الشفاعة ال نقاش فيه مطلقا ا‪ .‬إنه خاص بالمسيح وحده‪ ,‬أما شفاعة القديسين في البشر‪ ,‬فل علقة لها بالكفارة‬
‫وال بالفداء‬
‫‪ -‬شفاعة القديسين فينا هي مجرد صلة من أجلنا ولذلك فهي شفاعة توسلية غير شفاعة المسيح الكفارية‪.‬‬
‫والكتاب يوافق عليها‪ ,‬إذ يقول‪" :‬صلوا بعضكم ألجل بعض" (يع‪ ,)16:5‬والقديسيون أنفسهم كانوا يطلبون صلوات‬
‫الناس عنهم‪ .‬فالقديس بولس يقول ألهل تسالونيكي‪" :‬صلوا ألجلنا" (‪2‬تس‪ .)1:3‬ويطلب نفس الطلبة من العبرانيين‬
‫(عب‪ ,)18:13‬وهنا كذلك (أف‪ ...)18:6‬إلخ‬
‫فإن كان القديسون يطلبون صلواتنا‪ ,‬أفل نطلب نحن صلواتهم؟!‬
‫وإن كنا نطلب الصلة ألجلنا من البشر األحياء‪ ,‬الذين ال يزالون في فترة الجهاد "تحت اآلالم مثلنا"‪ ,‬أفل نطلبها من‬
‫القديسين الذي أكملوا جهادهم‪ ,‬وإنتقلوا إلى الفردوس‪ ,‬يحيون فيها مع المسيح‪..‬؟ !‬
‫وإن كنا نطلب صلوات البشر‪ ,‬هل كثير أن نطلب صلوات الملئكة؟‬

‫‪ -3‬شفاعة الروح‬
‫القدس‬
‫القدس "المعزي اآلخر" (يو ‪16 :14‬و ‪ 13 :16 ,26 :15 ,17‬و‪ )14‬يشفع في المؤمنين كما نقرأ في رسالة‬ ‫فالروح‬
‫رومية‪":‬وكذلك الروح أيضا ا يعين ضعفاتنا‪ ,‬ألننا لسنا نعلم ما نصلي ألجله كما ينبغي‪ ,‬ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات‬
‫ال ينطق بها‪ .‬ولكن الذي يفحص القلوب يعلم ما هو اهتمام الروح‪ ,‬ألنه بحسب مشيئة هللا يشفع في القديسين" (رومية ‪:8‬‬
‫‪ .)27 ,26‬وهنا نلحظ عمل الروح القدس القوي في حياة المسيحي حينما ترتفع أناته المقدسة والمركزة فينا في الوقت‬
‫الذي نكون فيه قد فقدنا القدرة على معرفة ما نصلي من أجله‬

‫‪ -4‬هل يستجيب هللا لشفاعة العذراء والقديسين؟‬


‫يحتوي العهدين القديم والجديد على العشرات من المواضع التي تتحدث‬
‫عن قبول هللا لشفاعة قديسيه وأنبيائه والسيدة العذراء وسوف نذكر هنا‬
‫مثاالا واحداا ويمكن الرجوع إلى عشرات من هذه األمثلة في الكتاب‬
‫المقدس‬
‫‪ -‬استجاب هللا لشفاعة السيدة العذراء في عرس قانا الجليل رغم أن‬
‫ساعته لم تكن قد جاءت بعد «وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا‬
‫الجليل وكانت أم يسوع هناك‪ .‬ودعي أيضا يسوع وتلميذه إلى العرس‪ .‬ولما فرغت الخمر قالت أم يسوع له ليس لهم‬
‫خمر‪ .‬قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة‪.‬لم تأت ساعتي بعد‪ .‬قالت أمه للخدام مهما قال لكم فافعلوه‪ .‬وكانت ستة أجران‬
‫من حجارة موضوعة هناك حسب تطهير اليهود يسع كل واحد مطرين أو ثلثة‪ .‬قال لهم يسوع املوا الجران ماء‪.‬مفلوها‬
‫اإىل فوق‪ .‬مث قال هلم اس تقوا الآن وقدموا اإىل رئيس املتاكإ‪.‬فقدموا» (يو ‪) 8 – 1 :2‬‬
‫أية شفاعة أعظم‪ ,‬وأية استجابة أسرع من هذه‪ ,‬إن كانت السيدة العذراء قد توسلت من أجل أصحاب الحفل في أمورهم‬
‫المادية واستجاب لها الرب‪ ,‬إلىس باألولى أن نطلب شفاعتها من أجلنا لكي تطلب من ابنها الحبيب من أجل حياتنا‬
‫الروحية والجسدية‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪84‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫وكما سبق ال نستطيع أن ننكر شفاعة العذراء من أجلنا بدعوى إنها انتقلت اآلن فمازالت العذراء عضو في الكنيسة‬
‫وجسد المسيح تشفع في أبنائها المحتاجين إلى صلواتها وطلباتها وتوسلتها من أجلهم أمام عرش النعمة‪ .‬ولعل وجودها‬
‫الدائم معنا من خلل ظهوراتها المتكررة في كل مكان في العالم ‪ -‬والتي ال يستطيع أحد إنكارها بعد أن رأيناها بعيوننا‬
‫‪ -‬والمعجزات الكثيرة التي تقوم بها هو خير دليل على اهتمامها بنا‬
‫ولكننا ينبغي أن نعلم أننا حينما نطلب شفاعة العذراء والملئكة وتوسلت وصلوات القديسين من أجلنا فإننا ال نقدم لهم‬
‫الصلة أو العبادة‪ ,‬فالعبادة والصلة ال تقدم إال هلل الواحد المثلث األقانيم‪ .‬وإنما نحن نطلب منهم كأحباء لنا‪ ,‬مثلما يطلب‬
‫الطفل الصغير من أمه أن تطلب من أبيه من أجله‪ ,‬رغم أن األب يحب االبن ويفرح بتلبية جميع طلباته إن كانت في‬
‫صالحه‪.‬‬
‫وال يعني طلبنا لتوسلت القديسين من أجلنا أن نمتنع نحن عن الصلة أمام هللا من أجل أن يستجيب طلباتنا‪ ,‬فلبد أن‬
‫نصلي بلجاجة‪ ,‬ويدعمنا في هذه الصلة أعضاء جسد المسيح من القديسين الذين ارضوا هللا بمحبتهم‪ .‬فاهلل يحبنا ويريد‬
‫أن نقرع ونطلب ونسأل‪ ,‬ليفتح ويعطي ويجيب جميع ما نطلب‪ ,‬بل وأكثر مما نطلب حسب غناه‪ ,‬حسب مشيئته الصالحة‬

‫‪ -5‬أنواع الشفاعة‬
‫أوال‪ -:‬الشفاعه الكفاريه‪:‬‬
‫التي من الرب وحده "النه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين هللا والناس اإلنسان يسوع المسيح" (‪1‬تي‪)5 :2‬‬
‫"لذلك اقسم له بين االعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه واحصي مع اثمة وهو حمل خطية‬
‫كثيرين وشفع في المذنبين" (إش‪)12 :53‬‬
‫"فراى انه ليس انسان وتحير من انه ليس شفيع فخلصت ذراعه لنفسه وبره هو عضده" (اش‪)16 :59‬‬
‫"يا أوالدي اكتب إلىكم هذا لكي ال تخطئوا وان اخطا احد فلنا شفيع عند االب يسوع المسيح البار" (‪1‬يو‪)1 :2‬‬
‫"الذي قدمه هللا كفارة بااليمان بدمه الظهار بره من اجل الصفح عن الخطايا السالفة بامهال هللا" (رو‪)25 :3‬‬
‫"الذي اسلم من اجل خطايانا واقيم الجل تبريرنا" (رو‪)25 :4‬‬
‫"من اجل ذلك كانما بانسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ‬
‫اخطا الجميع" (رو‪)12 :5‬‬
‫ثانيا‪ -:‬الشفاعه التوسليه ‪:‬‬
‫وهي صلة القديسين من اجلنا‪.‬‬

‫‪ -6‬أمثلة للشفاعة‬

‫* إن هللا يطلب من الناس شفاعة األبرار فيهم‪:‬‬


‫‪ -‬فقد قبلها من أبونا إبراهيم عندما أخطأ أبيمالك الملك (تك‪)7-1:20‬‬
‫‪ -‬وإشترط شفاعة أيوب في أصحابه (أي‪) 8 ,7:42‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪85‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ -‬وال ننسى قصة شفاعة ابراهيم في سادوم عندما "تفاوض" مع هللا لئل يهلك المدينة‪..‬‬
‫‪ -‬وكذلك توجد شفاعة موسى في الشعب (خر‪14-7:32‬‬
‫‪ -‬وقد تشفع داود النبي بعد موته في سليمان (‪1‬مل‪ ,)13 ,12:11‬ويربعان (‪1‬مل‪..)34 ,32 ,31:11‬‬
‫إن كانت هكذا مكانة داود عند الرب‪ ,‬فمن باألكثر تكون مكانة العذراء‪ ,‬والملئكة ومكانة يوحنا المعمدان أعظم َمن‬
‫ولدته النساء‪ ..‬وكم تكون مكانة الشهداء‪ ...‬لقد كان هللا يرحم أحياناا الناس من أجل قديسيه حتى دون أن يصلّوا كما رأينا‬
‫في بعض األمثلة ! فكم باألولى إن صلوا ألحد؟‬
‫وإن كانت الشفاعة ‪-‬وهي صلة‪ -‬تعتبر وساطة‪ ,‬وإن كانت كل وساطة غير مقبولة‪ ,‬تكون إذن كل صلة إنسان من أجل‬
‫إنسان آخر هي أيضا ا وساطة مرفوضة إذ لنا وسيط واحد‪!..‬‬
‫وبرفض وساطات الصلة‪ ,‬يكون الرسول إذن قد أخطأ (حاشا) حينما قال "صلوا بعضكم ألجل بعض" (يع‪ ,)16:5‬على‬
‫إعتبار أن العلقة بين اإلنسان وهللا‪ ,‬علقة مباشرة‪ ,‬وهي في ظل الحب اإللهي ال تحتاج إلى صلة من أحد‪ !..‬وبالتإلى‬
‫تكون كل الصلوات من أجل اآلخرين التي وردت في الكتاب ال معنى لها وضد الحب اإللهي‬
‫إن صلوات البشر بعضهم ألجل بعض (منتقلين ومجاهدين) دليل على المحبة المتبادلة بين البشر‪ ,‬ودليل على إيمان‬
‫البشر األحياء بأن الذين إنتقلوا ما يزالون أحياء يقبل هللا صلواتهم‪ ,‬دليل على إكرام هللا لقديسيه‪.‬‬
‫من أجل هذا سمح هللا بهذه الشفاعات‪ ,‬لفائدة البشر‪ .‬وهذه الشفاعة أقامت جسراا ممتداا بين سكان السماء وسكان األرض‪.‬‬
‫ولم تعد السماء شيئا ا مجهوالا مخيفا ا في نظر الناس‪ .‬وأصبح للناس إيمان باألرواح وعملها ومحبتها‬

‫‪ -7‬الشفاعة في الكتاب المقدس‬

‫‪ .1‬صله ابيمالك كانت قويه عندما كانت مصحوبه بصلة ابراهيم إلى هللا والقصه مسروده في سفر التكوين االصحاح‬
‫(‪ )20‬فقال هللا البيمالك في الحلم "انا ايضا علمت انك بسلمة قلبك فعلت هذا وانا ايضا امسكتك عن ان تخطئ إلى لذلك‬
‫لم ادعك تمسها فاالن رد امراة الرجل فانه نبي فيصلي الجلك فتحيا ‪ ..........‬فصلى ابراهيم الى هللا فشفى هللا ابيمالك‬
‫وامراته وجواريه‬
‫‪ .‬شفاعة ابراهيم من اجل سدوم وعموره التي يسكن فيها لوط اخيه وفي التكوين ( ‪ ) 18‬نقرأ "فتقدم ابراهيم وقال افتهلك‬
‫البار مع االثيم عسى ان يكون خمسون بارا في المدينة افتهلك المكان وال تصفح عنه من اجل الخمسين بارا الذين فيه‬
‫حاشا لك ان تفعل مثل هذا االمر ان تميت البار مع االثيم فيكون البار كاالثيم حاشا لك اديان كل االرض ال يصنع عدال‬
‫فقال الرب ان وجدت في سدوم خمسين بارا في المدينة فاني اصفح عن المكان كله من اجلهم‪ ....‬فقال ال يسخط المولى‬
‫فاتكلم هذه المرة فقط عسى ان يوجد هناك عشرة فقال ال اهلك من اجل العشرة وذهب الرب عندما فرغ من الكلم مع‬
‫ابراهيم ورجع ابراهيم الى مكانه" (تك ‪) 18‬‬
‫رفض الرب صلة اصحاب ايوب بسبب انها لم تكن مصحوبه بصلة أيوب (اي‪ ) 8 :42‬وقبولها بعد ذلك "واالن فخذوا‬
‫النفسكم سبعة ثيران وسبعة كباش واذهبوا الى عبدي ايوب واصعدوا محرقة الجل انفسكم وعبدي ايوب يصلي من‬
‫اجلكم الني ارفع وجهه لئل اصنع معكم حسب حماقتكم النكم لم تقولوا في الصواب كعبدي ايوب فذهب إلىفاز التيماني‬

‫‪+++‬‬
‫‪86‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫وبلدد الشوحي وصوفر النعماتي وفعلوا كما قال الرب لهم ورفع الرب وجه ايوب ورد الرب سبي ايوب لما صلى الجل‬
‫اصحابه وزاد الرب على كل ما كان اليوب ضعفا"‬
‫‪ .‬تشفع موسي بابراهيم واسحق (خر ‪)13-11 :32‬‬
‫‪.5‬و صلى اسحق الى الرب الجل امراته النها كانت عاقرا فاستجاب له الرب فحبلت رفقة امراته (تك‪)21:25‬‬
‫‪ .6‬تشفع سليمان بداود ابيه في السماء (‪2‬أي ‪ )42 :6‬وقال "واالن قم ايها الرب اإلله الى راحتك انت وتابوت عزك‬
‫كهنتك ايها الرب اإلله يلبسون الخلص واتقياؤك يبتهجون بالخير ايها الرب اإلله ال ترد وجه مسيحك اذكر مراحم داود‬
‫عبدك"‬
‫‪ .7‬قبول الرب صله داود من اجل ان التنقسم المملكه في ايام سليمان (‪1‬مل‪" )13-11:11‬فقال الرب لسليمان من اجل‬
‫ان ذلك عندك ولم تحفظ عهدي وفرائضي التي اوصيتك بها فاني امزق المملكة عنك تمزيقا واعطيها لعبدك اال اني ال‬
‫افعل ذلك في ايامك من اجل داود ابيك بل من يد ابنك امزقها على اني ال امزق منك المملكة كلها بل اعطي سبطا واحدا‬
‫البنك الجل داود عبدي والجل اورشليم التي اخترتها"‬
‫‪ .8‬اقامة الميت اكراما إللىشع النبي بمجرد لمس الميت لعظامه (‪2‬مل‪" )20 :13‬ومات إلىشع فدفنوه‪ ...‬وفيما كانوا‬
‫يدفنون رجل اذا بهم قد راوا الغزاة فطرحوا الرجل في قبر إلىشع فلما نزل الرجل ومس عظام إلىشع عاش وقام على‬
‫رجليه‪ ....‬فحن الرب عليهم ورحمهم والتفت إلىهم الجل عهده مع ابراهيم واسحق ويعقوب ولم يشا ان يستاصلهم ولم‬
‫يطرحهم عن وجهه حتى االن‬
‫‪ .9‬لقد دعي الرب نفسه "اله ابراهيم" (تك‪" )42 :31‬لوال ان اله ابي اله ابراهيم وهيبة اسحق كان معي لكنت االن قد‬
‫صرفتني فارغا مشقتي وتعب يدي قد نظر هللا فوبخك البارحة" وفال ايضا "فظهر له الرب في تلك الليلة وقال انا اله‬
‫ابراهيم ابيك ال تخف الني معك واباركك وأكثر نسلك من اجل ابراهيم عبدي (تك‪ + )24 :26‬وهوذا الرب واقف عليها‬
‫فقال انا الرب اله ابراهيم ابيك واله اسحق االرض التي انت مضطجع عليها اعطيها لك ولنسلك" (التكوين ‪)13 :28‬‬
‫وايضا "ثم قال انا اله ابيك اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب فغطى موسى وجهه النه خاف ان ينظر الى هللا (الخروج‬
‫‪ + )6 :3‬وقال هللا ايضا لموسى هكذا تقول لبني اسرائيل يهوه اله ابائكم اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب ارسلني‬
‫إلىكم هذا اسمي الى االبد وهذا ذكري الى دور فدور" (خر‪)15 :3‬‬
‫‪ .10‬تشفع موسي من اجل برص أخته فشفاها الرب "فقال هرون لموسى اسالك يا سيدي ال تجعل علينا الخطية التي‬
‫حمقنا واخطانا بها فل تكن كالميت الذي يكون عند خروجه من رحم امه قد اكل نصف لحمه فصرخ موسى الى الرب‬
‫قائل اللهم اشفها فقال الرب لموسى ولو بصق ابوها بصقا في وجهها اما كانت تخجل سبعة ايام تحجز سبعة ايام خارج‬
‫المحلة وبعد ذلك ترجع فحجزت مريم خارج المحلة سبعة ايام ولم يرتحل الشعب حتى ارجعت مريم"(عدد‪)15-11:12‬‬
‫‪ .11‬تشفع موسى للرب من اجل الشعب الجل انه قد عبد العجل الذهب "فرجع موسى الى الرب وقال اه قد اخطا هذا‬
‫الشعب خطية عظيمة وصنعوا النفسهم الهة من ذهب واالن ان غفرت خطيتهم واال فامحني من كتابك الذي كتبت فقال‬
‫الرب لموسى من اخطا إلى امحوه من كتابي واالن اذهب اهد الشعب الى حيث كلمتك هوذا ملكي يسير امامك ولكن‬
‫في يوم افتقادي افتقد فيهم خطيتهم فضرب الرب الشعب النهم صنعوا العجل الذي صنعه هرون" (خر‪)31 :33‬‬
‫‪ .12‬الملئكه تشفع من أجل سلمة العالم‪" :‬فاجاب ملك الرب وقال يا رب الجنود الى متى انت ال ترحم اورشليم ومدن‬
‫يهوذا التي غضبت عليها هذه السبعين سنة فاجاب الرب الملك الذي كلمني بكلم طيب وكلم تعزية فقال لي الملك‬
‫الذي كلمني ناد قائل هكذا قال رب الجنود غرت على اورشليم وعلى صهيون غيرة عظيمة" (زك‪12:1‬و‪ )13‬فنجد ان‬
‫خلص اورشإلىم كان نتيجة لصلة الملئكة‬

‫‪+++‬‬
‫‪87‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ .13‬تصريح الهي بان القديسين يقفون امام الرب للشفعه ولكثرة شرور هذا الشعب فان الرب لن يسمع لصلواتهم "ثم‬
‫قال الرب لي وان وقف موسى وصموئيل امامي ال تكون نفسي نحو هذا الشعب اطرحهم من امامي فيخرجوا" (ار‪:15‬‬
‫‪.)1‬‬
‫‪" .14‬اكن ايليا انساان حتت الاالم مثلنا وصىل صالة ان ال متطر فمل متطر عىل الارض ثالث س نني وس تة اشهر مث صىل ايضا فاعطت‬
‫السامء مطرا واخرجت الارض مثرها" (يعقوب ‪17 :5‬‬
‫"لعل الرب الهك يسمع مجيع الكم ربشاىق اذلي ارسهل مكل اشور س يده ليعري االإهل احلي فيوخب عىل الالكم اذلي مسعه الرب الهك فارفع‬
‫صالة من اجل البقية املوجودة" (‪2‬مل‪ )4 :19‬وايضا قال الرب الرميا "وانت فال تصل الجل هذا الشعب وال ترفع الجلهم دعاء‬
‫وال صالة الين ال امسع يف وقت رصاخهم اإىل من قبل بليهتم" (اإر‪)14 :11‬‬

‫‪ -1‬الصله من اجل القديسين في العهد الجديد‬


‫•مصلين بكل صلة وطلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة الجل جميع القديسين (أف‪:6‬‬
‫‪)18‬‬
‫• وصلة االيمان تشفي المريض والرب يقيمه وان كان قد فعل خطية تغفر له (يع‪)15 :5‬‬
‫• فاطلب أول كل شيء ان تقام طلبات وصلوات وابتهاالت وتشكرات الجل جميع الناس (‪1‬تي‪)1 :2‬‬
‫• ولما اخذ السفر خرت االربعة الحيوانات واالربعة والعشرون شيخا امام الخروف ولهم كل واحد قيثارات وجامات‬
‫من ذهب مملوة بخورا هي صلوات القديسين (رؤ‪8 :5‬‬
‫• وجاء ملك اخر ووقف عند المذبح ومعه مبخرة من ذهب واعطي بخورا كثيرا لكي يقدمه مع صلوات القديسين‬
‫جميعهم على مذبح الذهب الذي امام العرش (رؤ‪.)3 :8‬‬
‫•فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملك امام هللا (رؤ ‪.)4 :8‬‬
‫• فاخرج بطرس الجميع خارجا وجثا على ركبتيه وصلى ثم التفت الى الجسد وقال يا طابيثا قومي ففتحت عينيها ولما‬
‫ابصرت بطرس جلست (أع ‪.)40 :9‬‬
‫• فحدث ان ابا بوبليوس كان مضطجعا معترى بحمى وسحج فدخل إلىه بولس وصلى ووضع يديه عليه فشفاه (أع ‪8 :28‬‬

‫• ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم يا رب ال تقم لهم هذه الخطية واذ قال هذا رقد (أع‪.)60 :7‬‬
‫• من اجل ذلك نحن ايضا منذ يوم سمعنا لم نزل مصلين وطالبين الجلكم ان تمتلئوا من معرفة مشيئته في كل حكمة‬
‫وفهم روحي (كو‪.)9 :1‬‬
‫• من اجل ذلك نحن ايضا نشكر هللا بل انقطاع النكم اذ تسلمتم منا كلمة خبر من هللا قبلتموها ال ككلمة اناس بل كما هي‬
‫بالحقيقة ككلمة هللا التي تعمل ايضا فيكم انتم المؤمنين (‪1‬تس‪)13 :2‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪88‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ -2‬بخصوص شفاعة القديسون بعد إنتقالهم‪:‬‬
‫من الضروري حينما نتحدث عن الكنيسة أن ال نتحدث عنها بصورة أحياء وأموات‪ ,‬فمن الخطأ أن نعتقد أن الذين‬
‫يعيشون اآلن من أعضاء الكنيسة هم األحياء بينما المنتقلين من اآلباء والقديسين هم أموات حيث أن هذا مخالف لتعإلىم‬
‫الكتاب نفسه حينما يقول‪ ":‬أنا اله إبراهيم واله اسحق واله يعقوب‪ ,‬ليس هللا اله أموات بل اله أحياء" (مت ‪.)32 :22‬‬
‫"ليس هو اله أموات بل اله أحياء‪ .‬فأنتم إذا تضلون كثيراا" (مرقس ‪" ,)27 :12‬وليس هو اله أموات بل اله أحياء ألن‬
‫الجميع عنده أحياء" (لوقا ‪ .)38 :20‬فمن الضروري أن نتحدث عن الكنيسة باعتبارها كنيسة واحدة‪ ,‬جسد المسيح‬
‫الحي‪ ,‬بقسميها الكنيسة المنتصرة وتشمل المنتقلين الذين أكملوا جهادهم على األرض وهم اآلن أحياء بأرواحهم في‬
‫الفردوس‪ ,‬والكنيسة المجاهدة وتشملنا نحن الذين نجاهد من أجل أن نكمل سعينا بخوف ورعدة‪ .‬وقد ظهر مع "موسى‬
‫وإيليا" في جبل التجلى فى لوقا ‪ 31-29:9‬وتكلما معه‬

‫التطبيق‬
‫يقوم الخادم‪/‬مة بتقسيم المخدومين إلي مجموعات وإعطاء لكل مجموعة كتاب مقدس وعليهم البحث عن الشفاعة في‬
‫الكتاب المقدس ويمكن مساعدتهم بإعطائهم بعض الشواهد‪.‬‬
‫‪ ++‬شواهد للمساعدة ‪++‬‬
‫* حتى عظام القديسين‪ ,‬أو بعض آثارهم‪ ,‬فيها قوة إلهية ويمكن أن يصدر عنها معجزات‪2( :‬مل‪21 ,20:13‬؛ أع‪,15:5‬‬
‫‪16‬؛ ‪)12 ,11:19‬‬
‫* هللا إله أحياء وليس إله أموت‪( :‬مت‪32:22‬؛ لو‪.)31-29:9‬‬
‫* القديسون لهم دالة عند هللا أيضا ا بعد إنتقالهم للسماء‪( :‬تك‪11:25‬؛ ‪5:26‬؛ خر‪13-11:32‬؛ تث‪9:7‬؛ ‪1‬مل‪-11:11‬‬
‫‪13‬؛ ‪34-31‬؛ ‪2‬مل‪23:13‬؛ ‪34:19‬؛ ‪2‬أخ‪42:6‬‬
‫* الصلة بيننا وبين القديسين ال تنقطع بعد إنتقالهم للسماء‪ ,‬ألنهم لم ينفصلوا عن جسد المسيح‪2( :‬تي‪18-16:1‬؛‬
‫لو‪)38 ,37:20‬‬
‫* القديسون الذين إنتقلوا والملئكة في السماء يعرفون أحوالنا على األرض‪1( :‬صم‪16:28‬؛ ‪2‬أخ‪15-12:21‬؛ لو‪,7:15‬‬
‫‪10‬؛ ‪29:16‬؛ ‪1‬كو‪12:13‬؛ رؤ‪)11-9:6‬‬
‫* الملئكة يعرفون صلواتنا‪ ,‬ألنهم يحملونها إلى عرش هللا‪( :‬مت‪10:18‬؛ أع‪4:10‬؛ رؤ ‪ 8:5‬؛ ‪.) 4,3:8‬‬
‫* الملئكة يساعدوننا في جهادنا حتى نرث الخلص‪( :‬تك‪9:16‬؛ ‪7:24‬؛ ‪2 ,1:32‬؛ ‪16:48‬؛ خر‪20 ,19:14‬؛‬
‫مز‪7:34‬؛ زك‪2 ,1:3‬؛ عب‪14,13:1‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪89‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫اسم الدرس ‪ :‬بطرس الرسول – الصفا – منكس الرأس‬

‫اآلية‪ " -:‬أنت بطرس وعل هذة الصخرة أبني كنيستي" ( مت ‪)18 : 16‬‬

‫أهداف الدرس‬
‫الهدف المعرفى‪ :‬أن يعرف من هو بطرس الرسول‪.‬‬
‫الهدف المهارى‪ :‬أن يتدرب علي الرجوع إلي هللا وتقديم توبة حقيقية كما‬
‫فعل بطرس الرسول‪.‬‬
‫الهدف الوجدانى‪ :‬أن يشعر بإيمان بطرس وحبه للسيد المسيح‪.‬‬

‫عناصر الدرس‬
‫‪ -6‬نظرة الرب ودموع التوبة‪.‬‬ ‫‪ -1‬اول لقاء وأسم جديد‬
‫‪ -7‬وظهر لبطرس‪.‬‬ ‫‪ -2‬لماذا شككت ‪ .‬؟‬
‫‪ -8‬كرازة القديس بطرس الرسول‪.‬‬ ‫‪ -3‬علي هذة الصخرة إبني بيعتي‪.‬‬
‫‪ -9‬إستشهاد القديس بطرس الرسول‪.‬‬ ‫‪ - 4‬علي جبل التجلي‪.‬‬
‫‪ -5‬شاهد آلالم المسيح‪.‬‬

‫القديس بطرس الرسول‬


‫‪ -1‬أول لقاء وأسم جديد‬

‫كان أندراوس أخو سمعان بطرس واحد من االثنين اللذان سمعا يوحنا وتبعاه هذا وجد أوال اخاه سمعان فقال له قد وجدنا‬
‫مسيا الذي تفسيره المسيح فجاء به إلى يسوع وقال ‪:‬‬
‫انت مسعان بن يوان انت تدعى صفا اذلي تفسريه بطرس (يو‪)42:1‬‬
‫كان بطرس وأند راوس من تالميذ يوحنا المعمدان وبعد أن تقابل أندراوس مع المسيح وآتى بأخيه سمعان بطرس إلى‬
‫المسيح وكانت مفاجأه له أن يدعوه باسمه ويمنحه اسما جديدا هو "بطرس"‪.‬‬
‫لقد كان أول لقاء عجيبا ً وتاريخيا َ فى حياة بطرس إذ تغير فيه أسمه وحفرت تلك المقابله فى أعماقه نبعا َ من المحبة‬
‫لسيده واإلرتباط به إنها المقابله األولى التى نتقابل فيها مع المسيح فيدعونا ليغير طبيعتنا وتظل ذكرياتها فى حياتنا لذيذة‬
‫وتترك فى داخلنا إنطباعات ال ننساها‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪90‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ -2‬لماذا شككت ؟!‬
‫( مت ‪) 33-28 14‬‬
‫كانت السفينة التى تحمل التالميذ فى بحر الجليل و هم فى طريقهم الى العبر و قد صارت فى وسط البحر معزبة من‬
‫االمواج و تصدمها الرياح الشديدة و طوال ليله قاسيه يحأول فيها التالميذ ان ينقذوا حياتهم من هذا النوء المفاجئ و‬
‫لكنهم فشلوا بسبب هيجان البحر و الريح المضادة و فى الهزيع الرابع من الليل رأوا يسوع اتيا و هو يسير فوق االمواج‬
‫فى وسط الرياح الثائرة فلما ابصروه اضطربوا و لم يصدقوا و ظنوه خياال و من شدة خوفهم صرخوا و للوقت كلمهم‬
‫يسوع قائال ‪:‬‬
‫" تشجعوا أنا هو ال تخافوا " فأجابه بطرس " يا سيد ان كنت انت هو فمرنى ان اتى إلىك على الماء " فأجابه الرب الى‬
‫طلبه و دعاة ان ينزل الى الماء فنزل من السفينة الى الماء و مشى على االمواج لكنه تطلع الى البحر و الريح فابتدأ‬
‫يغرق لقد تحول ت عيناه عن المسيح الى العواصف فساورته الشكوك و دخله الخوف فاهتز ايمانه لقد مشى فوق االمواج‬
‫بقوة ايمانه فى المسيح و ثقته فى كلمته ان يأتى ايه و لكنه حين اهتز ايمانه ابتدأ يغرق فصرخ مستغيث فمد يسوع يده و‬
‫أمسك به و جذبه ثانية ليمشي فوق الماء ثم عاتبه فى رقة و محبة قائال له لماذا شككت ثم سارا على الماء و دخال معا‬
‫الى السفينه و ما اجمل تلك اللحظات التى كانت يد يسوع ماسكة بيد تلميذه و هما يسيران فوق الماء فلم يعد بطرس يعبأ‬
‫بما يحيط به من صوت الرياح المخيف و هيجان البحر و ثورة االمواج انه فى طمأنينه الن اله الطبيعة ماسكا بيده‬

‫‪ -3‬على هذه الصخرة أبنى بيعتى‬

‫" أنت بطرس وعيل هذة الصخرة أبين كنيس يت" ( مت ‪)18 : 16‬‬
‫لقد كانت قيصرية فيلبس مدينة لها الصبغة الوثنية تنتشر فيها المعابد الوثنية و يتوسط المدينه الهيكل الفخم الذي بناه‬
‫هيرودس الكبير تكريما لالمبراطور‬
‫و بينما كان السيد المسيح يسير مع تالميذه فى طرقات المدينه وسط حشد من آلهة االمم و أراد ان يلفت نظر تالميذه الى‬
‫الوهيته فسألهم ماذا يقول الناس عنه ؟ و اجابه التالميذ ان الناس مختلفون فى الراى منهم من يعتقدون انه احد االنبياء‬
‫العظام قد قام فهو اما ايليا او ا رميا او اى نبى اخر و بعضهم يظن انه يوحنا المعمدان قد قام لكن المسيح اذ كان يهتم‬
‫بايمان تالميذه على وجه الخصوص لذلك سألهم عن ايمانهم هم فيه ‪ " :‬و انتم من تقولون انى انا ؟! " ما هو ايمانكم‬
‫الذى سوف تحملونه و تخبرون به العالم فتكرزون باالنجيل للخليقة فتقدم بطرس كعادته يعلن ايمان التالميذ فى والء و‬
‫اخالص و يشهد اللوهيته قائال انت هو المسيح بن هللا الحى‬
‫و أجاب الرب طوباك يا سمعان بن يونا ان لحما و دما لم يعلن لك لكن ابى الذى فى السموات انت بطرس و على هذه‬
‫الصخرة ابنى كنيستى و ابواب الجحيم لن تقوى عليها‬
‫و اضاف الرب فى حديثه مع بطرس قائال ‪:‬‬
‫" أعطيك مفاتيح ملكوت السموات فلك ما تربطه عىل الارض يكون مربوطا ىف السموات و لك ما حتهل عىل الارض‬
‫يكون حملوال ىف السموات " ( مت ‪) 19-17 : 16‬‬
‫و نالحظ انها مرتبطة بسلطان الحل و الربط و يظن البعض خطأ ان تلك العطيه انفرد بها هذا الرسول لكن فى الحقيقة‬
‫انها أعطيت للكنيسة فقد اعطيت لبطرس كما أعطيت للرسل ايضا الن الرب قال للرسل‪:‬‬
‫" احلق أقول لمك لك ما تربطونه عىل الارض يكون مربوطا ىف السامء و لك ما حتلونه عىل الارض يكون حملوال‬
‫ىف السامء " ( مت ‪) 18 : 18‬‬
‫و قد أكد الرب لرسله سلطان الحل و الربط بعد قيامته اذ‬
‫" نفخ و قال هلم اقبلوا الروح القدس من غفرمت خطاايه تغفر هل و من امسكمت خطاايه أمسكت " ( يو ‪) 23 , 22 : 20‬‬
‫و الكنيسة تعيد بتذكار اعتراف بطرس فى اليوم الثامن من شهر مسرى‬

‫‪+++‬‬
‫‪91‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ -4‬على جبل التجلى‬
‫( مت ‪ , 1 : 17‬مر ‪ , 2 : 9‬لو ‪) 28 : 9‬‬
‫حينما نتتبع حياة بطرس فى البشائر االربعة نجده األكثر حماسا و اندفاعا عن بقية الرسل سواء فى الحديث او االفعال و‬
‫فكون بطرس مع يعقوب و يوحنا دائرة الثالثة الضيقة و الذين‬
‫لكن من اجل صالح نيته و محبته و طيبته نال ثقة الرب ّ‬
‫سمح لهم وحدهم ان يصحبوا المسيح فى ثالث حوادث هامه وهى ‪:‬‬

‫األولى ‪ :‬اقامة ابنة يايرس‬


‫و الثانية‪ :‬هى ذلك المشهد المجيد للتجلي على جبل طابور حيث ظهر مجد المسيح فوق الجبل (مر‪) 2 : 9‬‬
‫فتغيرت هيئته قدامهم و أضاء وجهه اعظم من الشمس حتى انهم لم يحتملوا شدة النور فسقطوا على وجوههم امام هذا‬
‫المجد اإللهى الذي ظهر بأكثر اشراق ثم رأوا موسى و ايليا يتحدثان معه ان القديس بطرس طلب من الرب فى تلك‬
‫الساعة قائال ‪ " :‬يا معلم جيد ان نكون ههنا " لقد اخذته دهشة من بهاء المنظر و ظل هذا المنظر منطبعا فى ذاكرة‬
‫القديس بطرس طوال حياته و بعد أكثر من ثالثين سنه كتب و هو يصف الحادثة ماثله امامة و يقول ‪ " :‬ألننا لم نتبع‬
‫خرافات مصنعه اذ عرفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح و مجيئه بل قد كنا معاينين عظمته ألنه اخذ من هللا اآلب كرامة و‬
‫مجدا اذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد األسنى‬
‫هذا هو ابىن احلبيب اذلى أان رسرت به وحنن مسعنا هذا الصوت مقبال من السامء اذ كنا معه ىف اجلبل املقدس " (‪2‬بط‪.)18-16:1‬‬
‫اما الحادثة الثالثة فهى فى بستان جثيمانى ( مت ‪ ) 37 : 26‬حيث كان التالميذ الثالثة بالقرب من المسيح وقت ان‬
‫كان يصلى فى البستان ليلة آالمه‪.‬‬

‫‪ -5‬شاهد آللم المسيح‬


‫‪ +‬عهد السيد المسيح الى بطرس مع يوحنا بمسئولية اعداد العشاء االخير قائال لهما ‪:‬‬
‫" اذهبا و أعدا لنا الفصح لنألك ‪ ( " .‬لو ‪) 8 : 22‬‬
‫وفى هذه الليله قام المسيح عن العشاء وخلع ثيابه وأخذ منشفة واتزر بها ثم صب ماء فى يغسل وابتدأ يغل أرجل تالميذه‬
‫جاء المسيح الى سمعان بطرس ليغسل رجليه لكن بطرس امتنع و قال و هو فى دهشه " يا سيد انت تغسل رجلى " ان‬
‫امتناع بطرس عن ان يغسل المسيح رجليه يظهر مكانة المسيح فى نفسه فكيف يقبل بطرس منه ان يغسل رجليه و هو‬
‫السيد و اإلله كيف يمد السيد يديه و يمسك برجليه ليغسلهما و لم يفهم التالميذ ذلك لذلك قال الرب لبطرس " انك س تفهم‬
‫فامي بعد " ( يو ‪ ) 7 : 13‬و اعلن له ان كنت ال اغسلك فليس لك معى نصيب الن الذى ال يغتسل بالمعمودية ليس له‬
‫نصيب الن من ال يعتمد من الماء و الروح ال يدخ ملكوت هللا ( يو ‪ ) 5 : 3‬عندئذ تحول بطرس من النقيض الى‬
‫النقيض قائال ‪ " :‬اي س يد ليس رجيل فقط بل ايضا يدى و رأىس "‬
‫‪ +‬لقد كا مندفعا و متسرعا فى رفضه و لكننا نقدم الشكر له الن بسببه وصل إلىنا هذا الحديث الذى فتح ذهن الكنيسة و‬
‫مألها شوقا لهذا االغتسال فالذى لم يغتسل ليس له مكان على مائدة الرب فى العليه بين تالميذه‬
‫و كان بطرس مع يعقوب و يوحنا هم الذين صحبهم المسيح معه فى بستان جثيمانى و قد عاتبه الرب بكلمات رقيقة لكى‬
‫يعلمه انه فى احتياج شديد للصاله و السهر و فى تلك الليله فعندما رأى الخائن و قد اتى و معه جمع كثير بسيوف و‬
‫عصى للقبض على يسوع فى البستان و بعد ان اشار الخائن الدنئ الى المخلص بقبلة الخيانه فاسرع سمعان بطرس‬
‫التلميذ الوفى و استل سيفه و رفع السيف و هوى به على عبد رئيس الكهنه فقطع اذنه إلىمنى دفاعا عن سيده‬

‫‪+++‬‬
‫‪92‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ -6‬نظرة الرب ودموع التوبة‬

‫فى تلك الساعات التى وقف فيها المسيح يحاكم فى دار رئيس الكهنه و كان بطرس يتبعه من بعيد و لم يسمحوا له‬
‫بالدخول مع يوحنا و وقف وحيدا فى ريبة و توجس و قلبه يلتهب فى داخله خوفا على مصير سيده مر بعض الوقت ثم‬
‫طال انتظاره فجلس خارجا فى الدار عيناه مثبتتان على الباب فى انتظار ان ينفتح و يخرج منه سيده و قد امتأل قلبه‬
‫بالخوف و لهفة على سيده ففاجأته جارية بذلك السؤال ‪ " :‬انت كنت مع يسوع اجللييل " فأنكر قدام احلارضين قائال ‪ " :‬لست‬
‫أدرى ما تقولني " ( مت ‪ ) 69 : 26‬و لم تمض لحظات على انكاره األول حتى كان ابليس له بالمرصاد فقد ترك بطرس‬
‫المكان و خرج الى الدهليز فرأته جارية اخرى و قالت للجالسين هناك و هذا كان مع يسوع الناصري فأنكر فى هذه‬
‫المرة بقسم أنى لست اعرف الرجل و ذهب ناحية النار التى اضرمها الخدام فوقف بينهم يصطلى و قد مرت ساعة‬
‫بعدها جاء قوم و قالوا له حقا انت ايضا منهم فان لغتك تظهرك فابتدأ حينئذ يلعن و يحلف انه ال يعرف الرجل و ما ان‬
‫انكر بطرس سيده و قد خانته شجاعته للمرة الثالثة و فى الحال بينما هو يتكلم صاح الديك للمرة الثانية فتذكر بطرس‬
‫كالم الرب له قبل ان يصيح الديك مرتين تنكرنى ثالث مرات فلما تفكر به خرج الى خارج متعثرا تحت ثقل خطيئته‬
‫يمأله إلى أس و الحزن و بكى بكاء مرا و يضيف القديس لوقا فى تسجيله للحادثة انه فى تلك اللحظه التى صاح فيها الديك‬
‫للمرة الثانية " ان التفت يسوع و نظر الى بطرس " لقد كان الرب خارجا من دار قيافا مقيدا بعد ان ضربوه و أهانوه و‬
‫خرج يدفعه الخدام و الجند فى استهزاء امامهم فى الدهليز الذى يصل بين دار رئيس الكهنه و مجمع السنهدريم و ان‬
‫الرب و هو فى طريقه التفت و نظر الى بطرس بينما كان التلميذ فى حزن و ضميره كان يبكته بشده كانت عينا الحنان‬
‫تالحقه فوقعتا عيناه على عينى الرب فخ رج يعتصره االسف العميق الممزوج بمرارة السقوط و الندم يسحق قلبه‬
‫فانهمرت دموعه فى بكاء مر صياح الديك ايقظه و سحقه بالندم لكن سريعا احتضنته نظرة الرب فانتشلته من إلىأس‪..‬‬

‫‪ -7‬وظهر لبطرس‬
‫( لو ‪) 35-13 : 24‬‬
‫و ما ان سمع بطرس و يوحنا نبأ القيامة من المريمات حتى جريا سريعا نحو القبر فوجداه فارغا لم يحتمل بطرس اى‬
‫ابطاء او تمل بل اندفع الى داخل القبر و شاهد االكفان بترتيبها كأن الجسد الذى كان ملفوفا بها قد انسحب منها بخفة‬
‫دون ان تتحرك من ترتيبها اما المنديل الذى كان على رأسه فوجده ملفوفا فآمن لوقته بقيامة الرب و التى اشرقت فى‬
‫نفسه برجاء جديد لكل خاطئ يتوب و يصير شاهد آالم الرب هو نفسه شاهد قيامته و من المؤكد ان القديس بطرس راى‬
‫الرب بعد قيامته مرات كثيرة و شارك عديدين فى رؤيته للرب فقد ظهر الرب ألكثر من خمسمائه اخ معا و كان‬
‫بط رس ايضا بين التالميذ عشية احد القيامة و االحد التالى له حينما ظهر الرب و دخل العليه و االبواب مغلقة و على‬
‫بحر الجليل حيث ظهر الرب لتالميذه بعد قيامته و عرفه يوحنا اما بطرس فقد القى بنفسه فى البحر بعد ان أقر بثوبه‬
‫بينما جذب بطرس الشبكة الى الشاطئ و شارك فى طهى السمك على نار الفحم و بعد ما انتهوا من الغداء دار ذلك‬
‫الحديث الودى المملوء بالحب بين المسيح و تلميذه بطرس و هناك سأله الرب عن محبته ثالث مرات مقابل انكاره‬
‫ثالث مرات حيث قال له الرب " يا سمعان بن يونا ا تحبنى " لقد دعاه بن يونا وهى نفس الكلمة التى دعاه بها و كأنه‬
‫يؤكد له قبول توبته و يجدد له دعوته للخدمة لذا قال له " ارعى غنمى " و كان ذلك على ثالث مرات و ها هو يؤكد‬
‫السؤال عن محبة بطرس له ففى هذا اللقاء ختم الرب على توبته و فى هذا اللقاء ايضا جدد له الرب العهد بالرعاية و‬
‫سمع منه بطرس النبوه عن استشهاده‬
‫و لكن كان هناك ظهور للرب بصفة خاصة لبطرس و الذى كتب عنه القديس لوقا " و ظهر لبطرس " و الذى تناقله‬
‫التالميذ " و مه يقولون ان الرب قام ابحلقيقة و ظهر لسمعان " ( لو ‪.) 34 : 24‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪93‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ -8‬كرازة القديس بطرس الرسول‬

‫بدأت كرازة الرسل فى اورشليم مكان الصلب و القيامة و هى جديرة ان تكون نواة الكنيسة األولى و امتدت الكرازة الى‬
‫المدن الساحلية فى فلسطين فى لدة و فى يافا و قيصريه على الساحل و انشئت الكنائس فى اليهودية و السامرة و الجليل‬
‫و زار انطاكيه و كورونثوس بإلى ونان كما كرز فى بنطس و غالطيه و بينيثية و كبدوكية و آسيا و عمل على نشر‬
‫المسيحية فى روما‬

‫‪ -9‬أستشهاد القديس بطرس الرسول‬

‫‪ +‬بقدر ما كانت الضيقة شديدة و حرب الشيطان التى تعصف بالكنيسه فى روما هوجاء كانت الكنيسة تنمو و تزداد فى‬
‫العدد و النعمة فآمن كثير من الرجال و النساء فى روما و كان من بينهم رجال و نساء من القصر و من جنود‬
‫االمبراطور مما زاد فى ثورة الحكام و غضب االمبراطور و ما ان سمع القديس بطرس حتى اسرع بالمجئ الى روما‬
‫ترافقه زوجته و ابنته لتثبيت االيمان فكان يقضى طوال اليوم يتردد بين المسجونين و كانت نفوس المسجونين تتقوى‬
‫وتتشجع بااليمان‬

‫‪ +‬استشهاد بلوتيال‬
‫كان المسيح كثيرا ما يستريح فى بيتها فى كفر ناحوم و ذات يوم شفى‬
‫امها من حمى و بعد يوم الخمسين انضمت بلوتيال لجماعة القديسات‬
‫الالتى كن يخدمن الرب وصارت واحدة من أعضاء الكنيسه البارزين‬
‫و قد صحبت زوجها القديس بطرس لخدمة الكنائس تجول معه من مكان‬
‫الخر و فى روما حيث بدأت الخدمة تنتعش كان اسم بلوتيال زوجة‬
‫بطرس الرسول يتردد فى كافة األوساط من عامة الشعب حتى نساء‬
‫القصر فقد كانت تتقدم فى خدمتها و شجاعتها و نسيت راحة جسدها‬
‫‪ +‬بسبب خدمة زوجة بطرس و كرازتها آمن كثير من النساء و تغيرت‬
‫حياتهن و سلكن فى الفضيلة و بدأ اسم بلوتيال يذاع فى كل مكان حتى اثار حفيظة الحكام و دفعوا بجواسيس يتعقبون‬
‫القديسه الى ان القوا القبض عليها و وقفت امام الحكام الذين حكموا عليها باقسى انواع االهانه و الموت و دفعها الجنود‬
‫الشرسون امامهم الى ساحة االستشهاد و كان القديس بطرس يتبع زوجته و ان بطرس حينما رأى زوجته تساق الى‬
‫الموت و حكم عليها بالصلب فرح بذلك و ظل يرافقها و يشجعها و كان يعزيها بما ينتظرها من المجد فى السماء و فى‬
‫شجاعة نادرة تقدمت بلوتيال و رفعت ي ديها بالصالة ثم ودعت الكنيسة المجتمعة حولها بتحية السالم المقدسه و قام‬
‫الجنود برفعها على الصليب‬
‫و ذات يوم رأى القديس بطرس فى رؤيا و قد ظهر السيد المسيح له و اعلمه ان حياته اوشكت ان تنتهى و ان اكليل البر‬
‫ينتظرة فاسرع الرسول و كتب الى أوالدة يعرفهم بذلك و كانت االخبار قد وصلت الى االمبراطور ان القديس بطرس‬
‫على رأس الكنيسة فأرسل الجنود يفتشون عنه اذ كانت المؤامره مدبرة لقتل القديس بطرس و قد عرفوا ان القديس‬
‫يجتمع مع بعض االخوة فباغتهم الجنود و قبضوا عليهم واضعين فى ايديهم القيود و لكن بعض االخوة تمكنوا من‬
‫اختطاف بطرس و حملوه بعيدا عن اعين الجنود فى مكان امين و حأول الرسول لكى يظهر نفسه امام الجنود و لكن‬
‫اصدقاءه صاروا يرجونه و يتوسلون إلىه بدموع ان يترك روما و ينجو الن حياته كانت غإلىة جدا فى نظر الكنيسه و‬
‫امام توسالتهم رحل الرسول مسرعا قبل ان ينتهى الليل و مع ظلمة الليل سار القديس بطرس يرافقه احد الشمامسة‬
‫ليغادر روما لكن حدثت له رؤيا لتحثه على الرجوع الى روما و االستشهاد و اذ كان بطرس عند باب مدينة روما بينما‬
‫كان خارجا اذ رأى السيد و هو داخال الى روما حامال صليبه فسأله بطرس فى دهشة الى اين انت ذاهب يا سيدى ؟!‬
‫فأ جاب الرب " انى ذاهب الى روما ألصلب ‪ .‬فقال له بطرس ‪ :‬أتصلب ثانية ؟! فأجابه الرب ‪ " :‬نعم يا بطرس سأصلب‬

‫‪+++‬‬
‫‪94‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫ثانية " و عندئذ أدرك الرسول ارادة سيده و فهم كلماته الرقيقة فأسرع عائدا الى روما و تقابل مع االخوة و اخبرهم‬
‫بالرؤيا و سرعان ما داهم الجنود المكان فقبض عليه و سجن و هناك تقابل مع الرسول يوحنا الذى كان قد سبقه الى‬
‫السجن فتعزيا بااليمان و النعمة ثم عاد مرة ثانية ليقف امام نيرون الذى حكم عليه بالموت‬
‫و تقدم فى سرعة و شوق الى الصليب الذى اعد له و تقدم الى صالبيه يطلب منهم ان يصلبوه و رأسه منكسا الى أسفل‬
‫قائال انن ى ال أستحق ان أصلب كسيدى و قبل ان يرفع على الصليب توجه بكلمات هادئة يشجع أوالده الذين حولة‬
‫و هكذا صلب القديس بطرس يداه مبسوطتان و رأسه منكس الى أسفل و ظل فى مناجاة الصليب و هو لم يكف عن‬
‫الصاله و كانت الجموع حوله ترهف السمع لما كان يقوله و ما ان ختم صالته حتى صرخت الجموع قائلة آمين عندئذ‬
‫أسلم روحه الطاهرة بيد الرب‬

‫التطبيق‬
‫‪ -1‬تقسيم المخدومين إلى مجموعات و إعطاء لكل مجموعة من‬
‫المخدومين مجمعومة من مربعات البازل فعلي كل مجموعة الكتابة‬
‫علي مربعات البازل وتجميعها وعمل خريطة كبيرة عليها رحالت‬
‫بطرس الرسول التبشيرية ‪.‬‬

‫‪ -2‬يقوم المخدوم بقراءة األصحاح الثالث من سفر أعمال الرسل‬


‫ويقوم بالبحث عن الكلمات الناقصة في اآليات وعليه أن ياخذ الحرف الثاني من كل كلمة ويضعة في المربع‬
‫المخصص له لتكوين كلمة السر‪.‬‬
‫ثم يقوم بالبحث عنها في األصحاح وعليه كتابه اآلية كاملة ‪.‬‬
‫" ‪" 9‬‬ ‫فوقف بطرس مع األحد عشر و ‪ .......‬صوته‬ ‫‪-1‬‬
‫" ‪"7–2‬‬ ‫ألن هؤالء ليسوا سكاري كما أنتم تظنون النها الساعه الثالثه ‪......‬‬ ‫‪-2‬‬
‫"‪"8–6–3‬‬ ‫و يكون كل من يدعو ‪ .....‬الرب يخلص‬ ‫‪-3‬‬
‫" ‪" 5‬‬ ‫فيسوع هذا اقامه هللا و نحن جميعا ‪ ......‬لذلك‬ ‫‪-4‬‬
‫و باقوال اخر ‪ ......‬كان يشهد لهم و يعظمهم قائل اخلصوا من هذا الجيل الملتوي " ‪" 4 – 1‬‬ ‫‪-5‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫كلمة السر ‪-:‬‬


‫اآليه‪. ...................................................................... -:‬‬
‫الشاهد ‪:‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪95‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫اسم الدرس ‪ :‬أبونا أسحق‬

‫اآلية‪َ " -:‬والَ تَ ْفتَ ِكرُوا أَ ْن َتقُولُوا فِي أَ ْنفُ ِس ُك ْم‪ :‬لَنَا إِبْرا ِهي ُم أَبًا‪ .‬ألَنِّي أَقُو ُل‬
‫ار ِة أَوْ الَدًا ِإلبْرا ِهي َم (مت‪.)9:3‬‬ ‫لَ ُك ْم ‪:‬إِ َّن هللاَ قَا ِد ٌر أَ ْن يُقِي َم ِم ْن ه ِذ ِه ْال ِح َج َ‬

‫أهداف الدرس‬
‫الهدف المعرفى‪ :‬أن يعرف المخدوم أن هللا يفي بوعوده‪.‬‬
‫الهدف المهارى‪ :‬أن يتدرب المخدوم علي الطاعة الكاملة لمشيئة هللا‪.‬‬
‫الهدف الوجدانى‪ :‬أن يشعر المخدوم بقوة عمل هللا في حياة أوالده‪.‬‬

‫عناصر الدرس‬
‫‪ -5‬حياة أبونا أسحق‪.‬‬ ‫‪ -1‬الوعد بوالدة أبونا أسحق‪.‬‬
‫‪ -6‬حسد العالم وحسد الفلسطينين‬ ‫‪ -2‬قوة وصدق مواعيد ربنا ‪.‬‬
‫‪ -7‬صرفهم أبونا أسحق‪.‬‬ ‫‪ -3‬طاعة أبونا أسحق ألبيه‬
‫‪ -4‬جبل المرايا‪.‬‬

‫واكنت والدة احسق حتقيقا لوعد هللا (تك‪)3 :21 :‬‬


‫‪ +‬هللا قادر ان يقيم من هذه الحجارة أوالدا إلبراهيم (مت‪ )9 :3 :‬أنجب رحم سارة المتحجر ابنا يستطيع هللا ان يقيم‬
‫من الرحم المتحجر أوال دا في الطاعة في التكريس ألنه ليست هناك استحالة ان ينجب هللا من األشرار أناسا ابرار‬
‫وينجب من الخدمة المتحجرة خدمة مثمرة الفرق بين االثنين هو الوعد‪.‬‬

‫‪ +‬مواعيد ربنا من أكثر األشياء التي تساعد اإلنسان الروحي في حياته من الممكن ان نكون مغلوبين من خطية ما لكن‬
‫رافضين لها (حجر العثرة المرفوض منا هللا يقيم منه ثمرا) واختتن اسحق في اليوم الثامن (تك‪ )4: 21 :‬بالرغم من‬
‫انه ابن مواعيد ال يتكل اإلنسان على انه ابن مواعيد بل البد من اإلختتان اي المعمودية‬
‫فكرب الودل وفطم وصنع اإبراهمي ولمية عظمية يوم فطام اإحساق (تك ‪)8 :21‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪96‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫رمز الوعد‬ ‫‪ ‬الميلد‬
‫رمز للحياة الجديدة‬ ‫‪ ‬الختان‬
‫رمز للفطام عن العالم‬ ‫‪ ‬الفطام‬
‫كلها موضوعات تدعونا للفرح (تأمل اعمال هللا المفرحة في حياتك في الميلد‪ ,‬في المعمودية‪ ,‬في تدبير التوبة‬
‫‪ +‬كانت والدة إسماعيل بحسب الجسد بفعل بشرى‬
‫‪ +‬كانت والدة اسحق بحسب الروح ثمرة الوعد‬

‫‪ +‬تهتم الكنيسة بقصة ذبح اسحق في خميس العهد الرتباط ذبيحة اسحق بذبيحة المسيح‬
‫‪ ‬لم تكن ذبيحة اسحق يأسا بل رجاء‬
‫‪ ‬لم تكن ذبيحة اسحق خوفا بل حبا‬
‫هللا لم يترك إبراهيم يتمم الذبيحة من اجل اعلن رفض هللا للذبائح البشرية‬

‫‪ +‬معنى جبل المرايا‪ :‬الرب راء ويقال ان ذلك المكان هو مكان صليب‬
‫المسيح‬
‫‪ +‬الحطب يشير الى الصليب‬
‫شق الحطب يشير الى كشف الرموز واإلعلنات‬
‫‪ ‬الغلمان يشيروا الى الشعب اليهودي‬
‫‪ ‬االتان يشير الى المجمع اليهودي‬
‫‪ ‬الكبش يشير الى المسيح‬
‫الشعب اليهود ي ظل في مكانه أسفل الجبل ولم يرى فداء المسيح‬

‫واالن علمت ليس معناه ان هللا لم يكن يعلم‬ ‫هللا يقول "الان علمت أنك خائف هللا فمل متسك ابنك وحيدك عىن"(تك‪)12: 22‬‬
‫ولكنه اعلن معرفة هللا أي ما كان مخفيا يصير معروفا للبشر أي هللا يعلن طاعة إبراهيم ويجدد وعده إلبراهيم أيضا‬
‫‪ +‬كان موقف اسحق من الذبيحة هو الطاعة والتسليم اسحق يرمز الى المسيح الذي حمل خشبة الصليب‬
‫‪ +‬طاعة اسحق ألبيه هكذا أحب هللا العالم حتى بذل ابنه الوحيد لم يشفق هللا االب على ابنه‬
‫‪ +‬طوب إبراهيم لتقديم الذبيحة وكان اسحق أيضا مطوبا بنفس المقدار من اجل طاعته الغير محدودة ومن اجل محبته‬
‫ألبيه‬

‫‪+++‬‬
‫‪97‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ +‬ال يأخذ أسحق زوجة من الغريبات‬
‫‪ +‬ال يذهب أسحق إلى اور لكي يتخذ له زوجة لئل يظل هناك وال يعود لذلك يرسل إبراهيم إلىعازر ليحضر له زوجة‬
‫وضع إلى عازر الدمشقي يده تحت فخذ إبراهيم وحلف (تك ‪)9 :24‬‬
‫‪ +‬يؤمن إبراهيم ان هللا يعطي اسحق زوجة‬
‫‪ +‬لقاء المؤمنين للزواج عند البئر أي عند المعمودية أي عند االيمان بالمسيح‬
‫عند اللقاء مع رفقة يظهر لطفها وخدمتها بجوار جمالها‬
‫رفقة بنت بتوئيل بن ميكا‬
‫‪ ‬معني رفقه مرتبك‬
‫‪ ‬معني بتوئيل رجل هللا‬
‫‪ ‬معني ميكا مشورة‬
‫‪ +‬أعطيت رفقة حلق وسوار من الذهب السوار يشير إلى االعمال الطيبة‬
‫تؤمن رفقة بخدمة الميل الثاني ألنها قالت إللى عازر "ولما فرغت من سقيه استقي لجمالك أيضا حتى تفرغ من الشرب"‬
‫(تك ‪ )29 :24‬اإلنسان الذي يؤمن بخدمة وفكر الميل الثاني هللا يستخدمه‬
‫‪ +‬يتميز البان بطيبة قلب ألنه يقول إللىعازر ادخل يا مبارك الرب لماذا تقف خارجا (تك ‪)31 :24‬‬
‫يظهر نجاح مهمة إلىعازر ألنه دخل إلى البيت (تك ‪)33 :24‬‬
‫‪ +‬أنطلقت رفقة لكي ترتبط بإسحق تشير إلى كنيسة العهد الجديد التي تركت العالم الوثني لكي ترتبط باهلل المخلص‬
‫(الذي يرتبط بالكنيسة ال يهتم بالمال بقدر االرتباط باهلل)‬
‫‪ +‬تزوج اسحق وهو ففي سن األربعين (تك ‪ )20 :25‬أنجب اسحق بعد عشرين سنة‬
‫‪ +‬يبدأ الصراع من البطن يعقوب هو إسرائيل وعيسو هو ادوم يحدثنا الكتاب المقدس عن صراع شديد بين إسرائيل‬
‫وادوم بين الخير والشر في بطنك اثنان ومن احشائك يفترق شعبان شعب يقوي على شعب وكبير يستعبد للصغير‬
‫الطفلن يرمزان إلى اإلنسان الروحي واإلنسان الجسداني‬

‫األكبر البكر الجسدي الذي يعتمد على الذراع البشري يخسر البركة‬
‫األصغر يعقوب يرمز الى كنيسة العهد الجديد التي تنال البركة‬

‫‪ +‬يتعرض اسحق إلى تجربة مثل تجربة إبراهيم في امر زوجته يكذب اسحق ويقول عن رفقه انها اخته (تك ‪)7 :26‬‬
‫ويظهر الرب ألسحق ويقول له ال تنزل إلى مصر وتغرب في هذه األرض أكثر نسلك كنجوم السماء (تك ‪)4 :26‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪98‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ +‬إبراهيم لم ينتظر ويسمع صوت ربنا بل نزل إلى مصر ولكن اسحق سمع صوت ربنا عند حدوث الجوع وانتظر‬
‫في جرار الن كلم هللا كان واضحا معطيا إياه مواعيد كان الوعد ألسحق أكثر نسلك كنجوم السماء لكن الوعد‬
‫إلبراهيم أكثر نسلك كنجوم السماء نسل اسحق (أوالد هللا) ورمل البحر نسل إسماعيل (االرضيين)‬
‫‪ +‬خطية الخوف تدخل اإلنسان في خطايا وليدة مثل الكذب لذلك لن يقل اسحق ان رفقه هي زوجته بل اخته ولذلك‬
‫دخل في مشكلة اخري لكن هللا أنقذه فجعل ابيمالك يفطن إلى هذا االمر ولن يسئ إلى اسحق وزوجته‬
‫‪ +‬نال اسحق مواعيد ابيه البركة واالبناء (تك ‪)24 :26‬‬
‫‪ +‬هللا يقيم عهدا بين اسحق وابيمالك واحزات وفيكول (تك ‪)28 :26‬‬
‫‪ +‬يتضح في حياة اسحق ارتباطه بالوعد ربنا يكون معه في المجاعة يسنده في عدم الذهاب إلى مصر أيضا يسنده مع‬
‫ابيمالك لكي يحافظ على زوجته‬
‫‪ +‬أوالد هللا يتعرضون إلى ضعفات كثيرة لكن من أقوى األشياء التي تسندهم هي االرتباط بالمواعيد اإللهية وذلك‬
‫يظهر قوة كلمة ربنا في حياتنا‬
‫‪ +‬إ جعل لك في كل يوم وعدا من الكتاب المقدس والوعود التي تقرأها ال تضعها على انها وعود لألخرين بل هي لنا‬
‫شخصيا مثل االرتباط بالوعود اإللهية الن الذي يسند اإلنسان المكرس قلبيا هلل هو التأمل في وعود هللا له حتى انه‬
‫عندما يواجه أي مشكلة او تجربة فان وعود هللا تكون بمثابة تعزية له‬

‫يحتوي سفر المزامير على المواعيد المتعددة التي تساعد االنسان في كل من ظروف حياته‬
‫(الحزن‪ .‬الفرح القلبي‪ .‬الساقط‪ .‬المنتصر‪ .‬الخاطئ‪ .‬التائب‪ .‬الذي يعيش في سالم مع االخرين‪ .‬الذي‬
‫يوجد له اشخاص معادين)‬
‫هذه المواعيد ترتبط باحتياجاتنا اليومية‬

‫‪ +‬إ جعل لك في كل يوم او كل فترة وعد ترتبط به سواء سفر المزامير او الكتاب المقدس‬
‫لم يتردد الكتاب المقدس في اظهار ضعف رفقة التي كانت تحب يعقوب أكثر من أخيه ألنه أحيانا يستخدم هللا ضعف‬
‫البشر إلكمال قصده كما في قصة يونان‪ ,‬خيانة يهوذا ألنه ربما ان لم تكن رفقه قد اخذت هذا الموقف كان هللا قد‬
‫اعطي يعقوب البركة بطريقة أخرى‬
‫‪ +‬الكتاب المقدس امين في ذكر ضعفات القديسين مثل (إبراهيم‪-‬سارة‪-‬اسحق‪-‬رفقة) وهذا يعطينا روح الرجاء ألنه كان‬
‫لنا بعض ا لضعفات فان هللا قادر ان يحتمل هذه الضعفات‪ .‬ال نتمثل بهذه الضعفات بل نقول ال تستكبر بل خف هللا‬

‫يقول الكتاب عن اسحق " فكان له مواش من البقر وعبيد كثيرون فحسده الفلسطينيون (تك ‪)14 :26‬‬
‫هذه طبيعة اهل العالم ان محبتهم وصداقتهم الحميمة ال يكون أساسها المسيح لذلك اختلفوا على بئر ماء (تك ‪)20 :26‬‬
‫وقال الفلسطينيون إلسحق "اذهب من عندنا ألنك صرت اقوى منا جدا" (تك ‪)16 :26‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪99‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫االب الحكيم يربط أوالده بشخص المسيح وليس بالعطايا المادية الن العالم غير ثابت‬
‫هللا ال تعامل مع اإلنسان من خلل ضعفه فلم يقل إلسحق انت كذبت بل يتعامل معه بطريقة أخرى او يبارك زرعه‬
‫فيحصد مئة ضعف (تك ‪ )12 :26‬معاملت هللا مع اإلنسان فيها حب دائم بينما العالم متغلب‬
‫لذلك يتعامل مع هللا في كل مراحل الحياة‪ ,‬وكن حريصا من العالم في كل مراحل الحياة‬
‫من الناحية الرمزية‬

‫حفر اإلباء الرسل االيمان مثل ابار العبادة في الكنيسة‪ ,‬تراث الكنيسة وهذه االبار فيها تعزية بينما يحأول العالم ان‬
‫يطمر هذه االبار‬
‫كان اسحق حكيما ألنه لم يقاوم الشر بالشر فعندما طمر الفلسطينيون االبار التي له نجده حفر ابارا أخرى ويدعوها‬
‫بالسماء التي دعاها ابوه (تك ‪)22-18 :26‬‬
‫‪ ‬معنى بئر عسق خصام‬
‫‪ ‬معني بئر سطنة نزاع‬
‫‪ ‬معني بئر رحوبوت األماكن الرحبة‬
‫وهذا يشير إلى اإلنسان الذي يترك الخصام والنزاع ويذهب إلى األماكن الرحبة يتمتع بفضيلة اتساع القلب والفكر‬
‫‪ +‬بالرغم من ان ابيمالك اختلف مع اسحق لكنه يدعوه مبارك الرب (تك ‪ )29 :26‬ثم سأله ان يقطع معه عهدا وهذا‬
‫يؤكد ان العالم متقلب (في وقت يقولون له اخرج من بيننا‪ ,‬وفي وقت اخر يقولون له مبارك الرب)‬
‫‪ +‬أوالد هللا ال يضعون سلمهم في ايدي الناس يقول القديس توما الكبير (ال تضع سلمك في افواه الناس) بل يضعون‬
‫قلبهم وفكرهم بين يد هللا الذي هو هو أمس واليوم والى االبد فيتمتعون بالسلم الدائم‬
‫‪ +‬إذا كان ابيمالك متقلبا فان اسحق له مبادئ واضحة يسلك بالحكمة وال يتعامل مع الشر فالكتاب المقدس يقول "ال‬
‫تحسد الظالم وال تختر شيء من طرقه" (أم ‪)31 :3‬‬
‫‪ +‬فإ ن كان العالم ليس له منهج واضح بل يسلك في كل يوم بطريقة مختلفة فان أوالد هللا يسلكون بما يتفق مع المنهج‬
‫الروحي بحكمة ويصنعون سلما‬

‫‪ +‬يقول الكتاب المقدس "فصنع لهم ضيافة فاكلوا وشربوا‪ ...‬وصرفهم‬


‫اسحق فمضوا من عنده بسلم"‪ ,‬أبينا أسحق يطعمهم ويصالحهم ثم‬
‫يصرفهم ال يستقبلهم عنده لئل تكون النتيجة ان يؤثروا على مبادئه‬
‫‪ +‬من مشاكل مجتمعنا اننا نصنع ضيافة ثم نستبقيهم في الدار فيفسدون‬
‫الزرع ونحن نقول انهم يتمتعون بطيبة قلب البد من الحكمة في التعامل‬
‫مع الكنعانيين ان استبقاء الكنعانيين هو نوع من عبادة السيدين‬
‫"ال يقدر خادم ان خيدم س يدين (لو ‪)13 :16‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪100‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ +‬ألن الخلطة الغير نقية مع الكنعانيين تؤدي إلى انهم يفسدون األرض أي يضيعون المبادئ‪ .‬ينبغي ان نعيش في‬
‫حكمة السلوك في معاملتنا مع االخرين‬

‫التطبيق‬
‫سفر التكوين األصحاح الرابع والعشرون‬
‫ويقوم بالبحث عن الكلمات الناقصة في اآليات وعليه أن ياخذ الحرف األول من كل كلمة ويضعه في المربع‬
‫المخصص له لتكوين كلمة السر‪.‬‬
‫"‪"3‬‬ ‫وأن لم تشإ المراة أن تتبعك تبرأت من ‪ ........‬هذا أما إبني فل ترجع به إلي هناك ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫" ‪" 15 – 7‬‬ ‫وأناخ الجمال خارج المدينة عند ‪ ........‬الماء وقت المساء وقت خروج المستقيات ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫" ‪" 12‬‬ ‫فقال " أنا ‪ .......‬إبراهيم والرب قد بارك موالي جدا فصار عظيماا‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫" ‪" 11 – 6‬‬ ‫والرجل ‪ .......‬فيها صامتا ا ليعلم أأنجح الرب طريقة أم ال!‬ ‫‪-4‬‬
‫" ‪" 13 – 5‬‬ ‫فركض العبد للقائها وقال (( أسقيني ‪ .........‬ماء من جريك ))‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫"‪"8–4–1‬‬ ‫وقال مبارك ‪ .......‬إله سيدي إبراهيم الذي لم يمنع لطفة وحقه عن سيدي‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫"‪"2‬‬ ‫فقال العبد ((هو ‪ )) ......‬فأخذت الرقع وتغطت‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫" ‪" 10‬‬ ‫وكان عندما سمع عبد إبراهيم ‪ .....‬إنه سجد للرب إلي األرض‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫"‪"9‬‬ ‫فدعوا ‪ ..........‬وقالوا لها هل تذهبين مع هذا الرجل؟ فقالت أذهب‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫‪ .........‬سيدي قائلا ال تأخذ زوجه إبني من بنات الكنعانين الذين أنا ساكن في أرضهم ‪"14 " .‬‬ ‫‪-10‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫كلمة السر ‪. ................ -:‬‬


‫يقوم الخادم بعمل مناقشة مع المخدومين عن ما يعرفونه عن كلمه السر‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪101‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫اسم الدرس ‪ :‬كيفية التعامل مع الجنس اآلخر‪.‬‬

‫اآلية‪ " -:‬وادين بعضكم بعضا ً بالمحبة األخوية مقدمين بعضكم بعضا ً فى‬
‫الكرامة " ( رو ‪.)10 : 12‬‬

‫أهداف الدرس‬
‫الهدف المعرفى‪ :‬أن يعرف كيف يتعامل مع الجنس اآلخر‪.‬‬
‫الهدف المهارى‪ :‬أن يتدرب علي تحقيق صداقة سليمة‪.‬‬
‫الهدف الوجدانى‪ :‬أن يشعر بأهمية أبعاد التعامل مع الجنس اآلخر‪.‬‬

‫عناصر الدرس‬
‫أبعاد التعامل بين الجنسين‪-:‬‬
‫‪ -1‬مجاالت التعارف بين الجنسين‪.‬‬
‫‪ -2‬مزايا التعامل بين الجنسين‪.‬‬
‫‪ -3‬خصائص التعامل بين الجنسين‪.‬‬

‫االتمهيد‬

‫من الطبيعى جداً ان نجد اآلن التعامل بين الشاب و الفتاة فى مجاالت مختلفة و أصبح أمر ضرورى تفرضه ظروف‬
‫الحياة وصارهذا ألن المرأة بدأت أن تأخذ حقها فى العمل و التعليم و السياسة ‪ ...‬إلخ و أصبح وجودها ال غنى عنه فى‬
‫المجتمع لذلك أصبح هذا االختالط أمراً طبيعيا ً فى مجتمعنا بل أيضا ً ُوجد أنه أمر صحى لنفسية الفتيان و الفتيات ونضجهم‬
‫المعنوى واالجتماعى نضجا ً اجتماعيا ً سليما ً و ليس معنى االختالط وجود رغبة حسية مرفوضة و لكنه هو أمر صحى‬
‫يترجم الميل "الطاهر" الذى خلقه هللا فى الفتى والفتاة فصفات الولد غير صفات البنت لذلك يميل كل منهما لآلخر ألنه‬
‫يشعر أنه يوجد فى اآلخر ما ينقصه وما يحتاج إليه من الصفات تكمله وتكمل شخصيته وهذا الميل خلقه هللا لكى ينظر‬
‫ت فى ذهنه قط أن يفصل‬ ‫اإلنسان للجنس اآلخر نظرة روحية نظرة لشخصه والصفات التى تنقصه و نالحظ أن هللا لم يأ ِ‬
‫بين الرجل و المرأة أو يفصل بينهما إنما جعلهما معا ً فى إطار شركة األسرة الواحدة فمنذ البدء جعل هللا الرجل و المرأة‬
‫فى أعمال مشتركة معا ً يتعاونان معا ً و يتفاهمان معا ً مثلما قال ألدم و حواء " تسلطوا على األرض و ما عليها و‬
‫أخضعوها " و لم يقل ألحدهما فقط أخضعها أو أخضعيها فالعمل هنا يكتمل بكليهما معا و ليس بإنفصال بينهما و أكمل هللا‬
‫و قال أنه رأى أنه حسن أن ينشأ الحب والتفاهم فى األرض وتكون حياة اإلنسان أفضل من خالل هذا التعامل‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪102‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫و يجب أن نعلم جيداً أن التعامل بين الجنسين سوف يتم فى وقت ما ومكان ما وسوف تفرضه الظروف علي أوالدنا فال‬
‫يصح أبداً أن نترك أوالدنا لهذه ال مشاعر و هذه الميول دون وعى و نتركهم يجربون بعواطفهم و يقعون ويصبح أوالدنا‬
‫فريسة ألى شعور أو إنفعال عاطفى يأتيهم و نحن نقف من بعيد موقف المتفرجين والمستغربين مما يفعلون و كأننا ال يد‬
‫لنا بالموضوع ولسنا نحن المسؤلين عن تلك الكارثة بسبب قصورنا وإهمالنا ألهمية هذا الموضوع فى تربيتنا لهم و الذى‬
‫يعتبر أهم موضوع لحياتهم فى تلك اللحظة بل و أخطرها فعلى الرغم من ذلك نستنكف الحديث مع اوالدنا عن هذا‬
‫الموضوع ‪...‬فنحن أن لم نوعهم نصبح مسؤلين أمام هللا وعلى النقيض إذا أحسنا شرحه ألوالدنا بروح هللا و بفهم لقصد هللا‬
‫من هذه الطبيعة و هذه الميول يعيش أوالدنا بطهارة ونقاوة مهما واجهوا من إغراءات تعصف بأى أحد إال أوالد المسيح‬
‫الثابتين فيه و الفاهمين الغرض المقدس من حياتهم فيتقدمون وينجحون فى حياتهم الروحية والدراسية واألجتماعية‬
‫والزوجية فيما بعد بمنتهى البساطة والهدوء وعمل روح هللا فيهم فها نحن إلى اآلن نسمع صوت المسيح " فمن هو الوكيل‬
‫األمين الحكيم الذى يقيمه سيده على عبيده ليعطيهم العلوفة فى حينها‪ ...‬طوبى لذلك العبد الذى إذا جاء سيده يجده يفعل‬
‫هكذا"‬

‫أبعاد التعامل بين الجنسين‪:‬‬

‫التعامل بين الجنسين يبدأ بالتعارف بينهما و عندما يحدث هذا التعارف يجب أال يكون بتصنع أو إفتعال ليحدث هذا‬
‫التعارف و يجب أن يكون فى ظروف الحياة العادية التى تؤدى إلى هذا التعامل‪.‬‬
‫هذا التعامل يحدث فى مجال العائلة أو الكنيسة أو الدراسة أو فى محيط األصدقاء أو الجيران أى يكون بمراعاة و‬
‫تحت قيادة من هم أناس روحيين و قلبهم مملوء بالحب و التفاهم و ليس من يفترضون سوء النية فى أوالدهم سواء‬
‫الخدمة او البيت‪.‬‬

‫أوال تعارف عائلي‪-:‬‬

‫نتعامل مع بعضنا البعض منذ كنا أطفال فى محيط العائلة الواحدة ويكون هذا التعارف بسيطا ا سهلا غير مصحوب‬
‫بمعاناة شديدة ولكنه تعارف بسيط نقى ألنه كان بنظرة طاهرة نقية للجنس اآلخر كما يريد هللا وبدون ميول شهوانية‬
‫وهذا الميل أو التعارف طبيعى نقى خلقه هللا من أجل التكامل بين أعضاء الجنس البشرى و ليس من أجل أي شي‬
‫آخر‪.‬‬

‫ثانيا تعارف كنسي‪-:‬‬

‫يتم مثلا داخل الكنيسة التعارف او االختلط بين الجنسين فى احضان هللا وداخل أقدس مكان لذلك نشعر فى هذا‬
‫التعامل بروح هللا بداخلنا وقدسية الشخص الذى أتعامل معه وقيمته أنه مدشن بالميرون وأصبح " قدسا ا للرب " وأن‬
‫قيمته هو دم المسيح نفسه المدفوع فيه فل يصح أن أن ظر لآلخر على أنه موضوع للتعلق العاطفى ألن هذا ليس‬

‫‪+++‬‬
‫‪103‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫غرض هللا من هذه الطبيعة فى هذا السن بل يعد التعارف فى هذا السن بموجب المحبة األخوية العامة التى أوصانا بها‬
‫ربنا يسوع المسيح فى كتابه المقدس ألن هذا هو عامود المسيحية و أساسها المحبة التى من المسيح لنا و منا نحن‬
‫إلخوتنا فى البشرية فتيان أو فتيات ومن ينظر ألخيه أو أخته من الجنس اآلخر بنظرة أخرى عاطفية لشخص بعينه‬
‫يكون قد أهان الميل المقدس الذى من هللا و الذى يكون غرضه المحبة االخوية والتكامل فى الصفات التى نتعلمها من‬
‫بعضنا البعض فى المسيح يسوع ثم فى الوقت المناسب بعد تكميل الدراسة والتخرج و العمل بعد اكتمال نمونا على‬
‫كل النواحى نصبح مؤهلين ومن خلل هذا التعارف على اختيار الشريك المناسب للحياة إن لم يكن غرض هللا منا هو‬
‫الرهبنة أو البتولية‪.‬‬

‫ثالثا تعارف فى مجال الدراسة‪-:‬‬

‫ينبغى على الشباب ان يعى حدود العلقة بين الجنسين فى مجاالت الدراسة وأن يفهموا أنه كلما بدأ التعارف جماعيا ا‬
‫واستمر جماعيا ا كلما تحققت األهداف المن شودة فى التعامل وأن ال تتحول العلقة بمرور الوقت إلى علقة خاصة‬
‫ينحصر فيها طالب مع طالبة منفصلين عن بقية المجموعة ينبغى أيضاا أن يكون محدوداا فى نطاق الحياة الدراسية فقط‬
‫دون أن يتطور إلى مقابلت خارج المدرسة و الجامعة‪ .‬ويجب أيضا ا علي الشاب ان ال يغامر بإختيار شريك الحياة‬
‫قبل أن تتوافر لديه الظروف المناسبة لتكوين أسرة و الظروف هى أن يكمل نضوج اإلنسان اجتماعيا وعاطفيا وعقليا‬
‫وروحيا وماديا ‪ .‬ففى هذا السن نحن نتحول من الطفولة للشباب و تتغير شخصيتنا وطبيعتنا و طريقة تفكيرنا و ننمو‬
‫اجتماعيا ا بحيث معاملتنا مع الناس و اختلطنا بهم و يكتمل هذا النضوج عندما يكون اإلنسان اتخذ الكثير من الخبرات‬
‫لكى يستطيع أن يختار اإلنسان أو اإلنسانة التى (الذى) يستطيع أن يكمل معه حياته بفرح وسعادة ويستطيع فى النهاية‬
‫أن يوصله إلى الملكوت‪.‬‬
‫لذلك التفكير فى اإلرتباط فى هذا الوقت يُعتبر نوع من اللهو وعدم النضج عاطفيا ا‬
‫واهدار للطاقة العاطفية التى أعطاها هللا له ليتحد بإنسان واحد فقط‪،‬‬

‫فبالتعلق العاطفى المتكرر هذا ال يشعر اإلنسان بمحبة حقيقية عاطفية ناحية اإلنسان الذى يريد هللا له أن يكمل حياته‬
‫معه بل يكون مثله مثل كثيرين غيره و تكون حياتهما بل سعادة أو فرح حقيقى روحى بل كلها آالم بسبب "لعب" أحد‬
‫الطرفين فى صغره و عدم اتزانه فى التعامل مع اآلخر‪ .‬و االرتباط السابق آلوانه يصيب اإلنسان باإلحباط كثيراا‪..‬‬

‫رابعا تعارف فى محيط الجيران واألصدقاء‪-:‬‬

‫كلما تعارف الجنسين فى النور و داخل نطاق األسرة وتحت نظر وسمع األهالى بمشاعرمقبولة هلل وبدون هدف سابق‬
‫آلوانه كلما ساعد ذلك على التعامل السليم بين الجنسين المؤدى إلى توازن الشخصية و تكاملها‪.‬‬

‫إ ن التعرف على شخص لم أكن أعرفه من قبل هو ثروة فى حد ذاته سواء كان هذا الشخص من نفس الجنس أو‬
‫الجنس اآلخر ذلك ألن هذا الشخص هو قيمة ال تدر بثمن تضاف إلىَّ ‪ .‬فالشخص الجديد هو إضافة لحياتى إنه يشغل‬
‫حيزاا من فكري وإرادتي وعاطفتي سواء كان هذا الشخص من نفس الجنس أو الجنس اآلخر‪ .‬الشخص اآلخر أيضا ا‬
‫يضيف إلىَّ هو أيضاا خلصة فكره فيغنى هو أيضا ا فكرى بآرائه الجيدة و يطلق عنان عاطفتى بآرائه الجيدة و يطلق‬
‫عاطفتى من إهتمامى بنفسى إلى اإلهتمام باإلخرين من الجنسين فأتعلم المحبة األخوية المسيحية الباذلة و تفضل الغير‬
‫دائما ا ببذل و محبة‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪104‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫التعامل مع اآلخرين عموما إذا ُيمثل فوائد انسانية أدبية أخالقية متبادلة ‪..‬‬
‫" وادين بعضمك بعضا ابحملبة الخوية مقدمني بعضمك بعضا ىف الكرامة " ( رو ‪.)10 : 12‬‬

‫مزايا التعامل مع الجنس اآلخر "بطهارة" ‪-:‬‬

‫‪ -‬يفهم كل منا طبيعة اآلخر و يعرف إسلوب تفكير اآلخر و طريقة تفاعله للظروف واألحداث ونستفيد من هذه‬
‫الطريقة وندرك اإلختلفات الموجودة باآلخر فى طريقة التعامل‪.‬‬
‫‪ -‬من التعامل مع اآلخرين ‪ -‬بدون تصنع للمواقف بل تعامل بتلقائية و كما تستلزمنا المواقف للتعامل – تتكامل‬
‫شخصية الفتى والفتاة وعن طريق ت علم كل منهما الصفات الناقصة فيه من اآلخر وبذلك نصبح كلنا متحابين مع بعضنا‬
‫ونكمل كل منا نقائص اآلخر فنصبح جسد واحد فى المسيح يسوع ربنا‪ ,‬فعلى سبيل المثال يمكن للولد أن يتعلم الهدوء‬
‫فى التصرف وعدم التسرع من الفتاة والفتاة يمكنها ان تتعلم القدرة على القيادة والثبات فى بعض انفعاالتنا من الفتى‬
‫وهكذا‪....‬‬
‫‪ -‬التعامل السليم بين الجنسين يجعل عقلنا منفتح للكل بكل طهارة ومحبة أخوية ونستطيع أن نسمع اآلخر باحترام‬
‫ومحبة وبالتالى تنضج شخصيتنا أكثر فأكثر‪ ..‬وبالطبع هذا التعامل يكون للناس عموما ا من الجنسين وليس بشخص‬
‫واحد من الجنس اآلخر وإال ُيعتبر تعامل مريض يهدم الشخصية و ُيعطل نموها و نضجها ألننى إنفتحت على شخص‬
‫واحد فقط و بطريقة غير صحيحة بدالا من أن أنفتح على كل المجتمع و أتعلم الصفات الجيدة من الكل وبذلك ال أتعلم‬
‫وتكون شخصيتى مريضة فى النهاية إذا إستمريت فى هذا التعامل االنفرادى و الذى أيضا ا يؤدى إلى أخطاء صعبة‪.‬‬
‫فالتعامل يكون للكل و بدون مشاعر خاصة ألحد معين من الجنس اآلخر ويكون تعامل بدون خصوصيات أو مشاعر‬
‫وال يكون حديث لمجرد الحديث أى بل هدف منه فهذا يدمر الشخصيات التى تتعامل بهذا الشكل فأنا أحب الكل‬
‫وأحترم الكل دون تمييز بين الجنسين فى المشاعر أو المعاملة و بهذا تنمو لدينا طاقة الحب للجميع ونجد أنفسنا محبين‬
‫للكل‪.‬‬
‫هللا‪ .‬أَ ْك ِر ُموا الْ َم ِ َ‬
‫كل" (‪1‬بط‪)17:2‬‬ ‫َ"أ ْك ِر ُموا الْ َج ِمي َع‪ .‬أَ ِحبُّوا االخ َْوةَ‪ .‬خَافُوا َ‬
‫ِ‬
‫‪ -‬التعامل مع الكل بمحبة أخوية ينمى لدينا روح الشركة فى الخدمة والعبادة ويخرج الفرد من إهتماماته بإحتياجاته‬
‫إلى إهتماماته بإحتياجات اآلخرين وتلبيتها فيصبح كالمسيح "جيول يصنع خريا" (أع‪)38:10‬‬
‫ويكون فى بذل دائم وخدمة ألوالد المسيح و يعيشون حياة الشركة سويا ا مثل اإلتفاق على حضور القداسات وحضور‬
‫إجتماع لسماع كلمة هللا أو اإلتفاق على عمل خدمة ما للمحتاجين سوياا‪.‬‬
‫‪ -‬عندما يشترك الشباب و الشابات فى عمل ما يعرفون كيفية التصرف بإحترام و مودة دون ميول غير صحيحة‪.‬‬

‫فكما قلنا ال يجب أن ننحصر فى شخص واحد محدد ذلك ألن اإلنفراد أو اإلنعزال يجعلن الفرد ال‬
‫‪ -1‬تعامل‬
‫يستفيد بميزة الوجود فى الجماعة‪ ,‬ألنه بذلك يفصل نفسه عن الفكر الجماعى و محبة إخوته فى‬ ‫جماعي‬
‫المسيح و حياة الشركة مع اآلخرين و هنا نعنى أن اإلنفراد ال يكون فقط بين الجنسين المختلفين بل‬
‫حتى لو كانا شخصين من نفس الجنس ال يجب أن ينعزال عن الجماعة إذا وجدت و ذلك ألنهما يمنعان نفسيهما من‬

‫‪+++‬‬
‫‪105‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫نعمة المشاركة و الحب الجماعى بين أعضاء جسد المسيح أى إخوته المؤمنون‪ ...‬ينبغى أن تكون الصداقة متساوية‬
‫مع الكل قدر اإلمكان و أن يتعامل الفرد مع الكل قدر اإلمكان و الهدايا أيضاا يجب أن تكون جماعية و ليس لشخص‬
‫معين أو محدد‪.‬‬

‫ينبغى أن يقوم التعامل بين الجنسين على اإلحترام المتبادل لشخص اآلخر و هذا يلزم الشباب‬ ‫‪ -2‬تعامل‬
‫وقور‬
‫والفتيات بالسلوك بوقار خاص فال يكون الشاب كثير الهزل و التهريج ألن ذلك يفسد الصداقة‬
‫ويجعل مستواها هابطاا‪ ,‬و ال يجب أن تلفت الفتاة نظر الشباب بمشيتها غير اللئقة أو إسلوبها‬
‫الذى يعطى إنطباعا ا غير محبوب عنها ألن ذلك فيه إهانة لهيكل هللا الذى هو تلك الفتاة بكل ما فيها من جسد وعقل و‬
‫شخصية ثانيا ا من الممكن جداا أن تعثر هذه الفتاة بعض الشباب باسلوبها و ربما ينظر إلىها البعض من الشباب نظرة‬
‫حسية جسدية رديئة تقلل من قيمتها كإنسانة و كشخص له عقل و مشاعر و روح و له إحترامه إذ أن الشاب نظر إلىها‬
‫نظرة جسدية حسية ومن الممكن بهذا أن يندفع الشباب إلى بعض التجاوزات غير المقبولة‪ ...‬أيضا ا الشباب يجب أن‬
‫يمتنعوا عن بعض األمور التى تسئ إلى الصداقة النقية مثل مد األيدى فى الهزار و بمثل هذه التصرفات غير المقبولة‬
‫تتحول الصداقة التى بدأت بطريقة سليمة إلى علقة غير ناضجة و غير مسئولة تفسد على الشباب حياتهم و تضعف‬
‫روحياتهم و تعطل نموهم العاطفى و اإلجتماعى‪...‬‬
‫فالمسيحية تتسم بالجدية والوقار بينما تضعف وتفتر هذه الحياة إذا ضاع منها الجدية والوقار فتعامل اإلنسان‬
‫المسيحى بوقار وجدية مع الناس عموما ا و مع الجنس اآلخر خصوصاا‪.‬‬

‫إن إسلوب التعامل بين الجنسين يختلف عن التعامل نفس الجنس‪ .‬فاألصدقاء من نفس الجنس‬ ‫‪ -3‬تعامل‬
‫في حدود‬
‫يمكن أن يتحدثا كما يشاءون فى مختلف المواضيع و المجاالت و فى األمور العامة و الخاصة‬
‫ويمكنهما أن يمتزج الحديث بينهما ببعض الفكاهات و الضحك دون توقف‪ .‬أما مع الجنس اآلخر‬
‫فالوضع يختلف ذلك ألن اإلختالف الجنسى بينهما يجعل هناك بعض التحفظ فى التصرفات و الكالم و التى من شأنها‬
‫إثارة مشاعر غير مرغوب فيها و غير صحيحة‪ ..‬فيجب على الشباب من الجنسين أن يلتقى فى حضور العائلة‪ ،‬محيط‬
‫األصدقاء ( يفضل وجود مشرف)‪ ،‬فى المجال الدراسى و قد يتطرق الحديث بين الفتى و الفتاة لألمور العامة و‬
‫المشتركة بينهما كالدراسة و الخدمة ‪ ...‬إلخ ولكن ال يجب أن يكون الحديث فى األمور الخاصة مما يؤدى إلى تولد‬
‫مشاعر غير مرغوب فيها و التى بدورها تؤدى إلى علقة خاصة غير ناضجة و غير مسئولة أو هادفة ‪..‬‬

‫ينبغى أن نراعى و نحترم العادات و التقاليد اإلجتماعية ألنه ال يمكننا أن نفصل أنفسنا عن مجتمع‬ ‫‪ -4‬تعامل‬
‫نشأنا فيه و نعيش فيه حتى لو كان هناك بعض القيود التى يفرضها المجتمع و لكننا على أية حال‬ ‫حسب‬
‫العادات‬
‫نحترمها ونحأول بالحوار و التفاهم تطويرها‪ ...‬بشرط أال ينحرف هذا التطبيق للعادات و التقاليد‬
‫والتقاليد‬
‫نحو التزمت و اإلنغلق و ال ينحرف نحو االباحية و اإلنفلت علينا إذاا أن نبدأ طريق التقارب بين‬
‫الجنسين بأسلوب تدريجى‪ ،‬على أسس تربوية روحية سليمة يمكن من خاللها التعامل سويا‬
‫حسب ما ي ناسب روحياتنا و مجتمعنا فى توازن و تعقل و حكمة دون أن ننحاز للتزمت الشرقى أو ننجرف لإلنفالت‬
‫الغربى‪.‬‬
‫و اإلنسان المسيحى المعاصر يستطيع أن يجمع بين الفكر اإلجتماعى اإلنسانى الراقى مع الرؤية المسيحية النقية فى‬
‫آن واحد بما ال يخالف عقيدتنا و عمل الروح القدس فينا و فى نفس الوقت دون إنغلق و تزمت‪ ,‬فهو يحترم الجنس‬ ‫ٍ‬
‫اآلخر و ينظر إلىه نظرة تقدير لشخصه و توقير لقيمته اإلنسانية و يتعامل معه بمحبة أخوية بتضحية و بذل‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪106‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫كثيراا ما يبدأ التعامل بين الجنسين فى إطار جماعى وقور محدود و بشكل مقبول إجتماعيا ا و مع‬ ‫‪ -5‬تعامل‬
‫ذلك يمكن أن يتطور األمر إلى تعلق عاطفى خاص و يحدث التعلق بسبب "اإلعجاب" و عندما‬ ‫عقالني ل‬
‫ا‬
‫يكون اإلعجاب متبادال بين شاب و فتاة فإنه سرعان ما يتحول إلى " حب خاص " و فى هذا‬ ‫عاطفي‬
‫الحب نج د أن العاطفة تستولى على العقل و تطغى عليه و إذا بكل منهما يرى فى اآلخر الصفات‬
‫الجيدة فقط و تختفى من أمامه كل العيوب فالعاطفة ال يجب أن يكون لها وجود فى مثل هذا التعامل ألنها تعطل نمو‬
‫الشخصية و تجعلها غير ناضجة مع مرور الوقت و اذا تغلبت العاطفة على العقل تصبح عمياء ال ترى سوى الشكل‬
‫الخارجى و ال تقدر أن ترى الشخص من داخله و تقرر هل هو الشخص المناسب لإلرتباط أم ال!! كما أنها التراعى‬
‫الوقت المناسب لإلرتباط و التعطى فرصة للنضج النفسى و الروحى و ال تهتم برأى من هم أكثر خبرة‪.‬‬
‫هنا نجد الشاب و الفتاة ينظر كل منهما إلى اآلخر بعين اإلستحسان و كثيراا ما نسمع عبارات مثل " أن هذا الشخص‬
‫أو هذه اإلنسانة فى غاية اللباقة ‪..‬وال أرى فيه عيوبا ا و هو أو هى تناسبنى تماماا ‪ ...‬لقد وجدت أخيراا شريك حياتى‬
‫المنشود" ‪ ..‬كلمات كلها عاطفة‪ ,‬فالميول الشديدة العاطفية تظهر فيها و التى بالطبع تلغى العقل و تقيد التفكير و تخفى‬
‫أحيانا ا الكثير من العيوب الواضحة و التى يستطيع الكثيرون إكتشافها بسهولة‪ ...‬أن الشاب أو الفتاة المندفع وراء‬
‫عواطفه الجارفة هو فى الواقع يمر بحالة من التوهان إذ نجده غارقا ا فى خياله يرى الشخص الذى أثار أعجابه‬
‫شخصا ا مثإلىا ا خإلىا ا تماماا من العيوب و هنا نحن أمام حقيقة أساسية و هى‪..‬‬
‫تعقل ويتركون العاطفة تتحكم فيهم قبل أن‬
‫ٍ‬ ‫ليست العاطفة خاطئة فى حد ذاتها و لكن الشباب يندفعون وراءها بل‬
‫يحدث النضج الكامل الكافى لشخصيته‪ ,‬و قبل أن يحدث التكامل و التوازن بين العقل و العاطفة أى قبل أن يصل إلى‬
‫النضج النفسى الذى يؤهل اإلنسان لإلرتباط و لصنع القرارت المناسبة لحياته و سليمة و يضع خطة سليمة لحياته و‬
‫يكون رؤية واضحة لمستقبله‪ ,‬لذلك نجد مثل هذا اإلنسان المتسرع فى قراراته و فى حياته متخبطا ا فى حياته غير‬
‫سعيد فيها و مستقبله أصبح غامض غير مشرق فهو بذلك قضى على الفرح فى حياته و عاش حياة فيها إكتئاب و‬
‫حزن و مستقبل غير واضح المعالم‪.‬‬
‫أى أن التعامل بين الجنسين ينبغى أن يخضع للعقل و التفكير المتروى ال إلى العاطفة المندفعة غير الناضجة خصوصا ا‬
‫و أن لدينا إمكانية طبيعية للتعلق العاطفى بالجنس اآلخر‪.‬‬

‫نحن كمسيحيين نخضع لعمل روح هللا الساكن فينا و الروح القدس يجدد طبيعة اإلنسان و يثمر فيه‬ ‫‪ -6‬تعامل‬
‫ثمار القداسة ولذلك الروح القدس يعطى لإلنسان رؤية نقية لكل شئ ويكون له فكر مستنير منفتح‬ ‫مسيحي‬
‫غير متزمت فالمسيحى إذاا يتعامل مع الجنس اآلخر ببساطة و تلقائية‪ ,‬تماما ا مثلما يتعامل مع باقى‬ ‫روحاني‬
‫الناس وينظر إلىه كشخص له قيمته اإلنسان ية‪ ,‬شخص حر‪ ,‬شخص مهم لذاته أى أن قيمته كائنة فيه‬
‫و شخصيته و طباعه و عقليته و أنه إبن للمسيح بالتبنى فى المعمودية أى أن قيمة اإلنسان فى حضوره و ليس فى‬
‫مظهره الخارجى فهو فى نظره كيان شخصى متكامل لذلك الذى ُيفكر فكرا مسيحيا أى بروح هللا العامل فيه ال يفكر‬
‫فكراا جسديا ا حسيا ا بل روحانيا ا طاهراا نقيا ا و بالطبع تعامله مع الجنس اآلخر يكون بناءاا على هذا الفكر النقى الطاهر‬
‫حسب توجيه الروح القدس للقلب و المشاعر و الفكر و الجسد و ليس تفكيراا حيوانياا حسياا‪.‬‬
‫و ما يميز النظرة المسيحية للجنس اآلخر‪-:‬‬
‫‪ -‬النظرة البسيطة ‪ :‬حيث نجد أن ما يلفت النظر فى اإلنسان المسيحى هو أنه ال ينظر إلى الشخص اآلخر كجسد بل‬
‫ككيان شخصى و أنسان إبن هلل مدشن (مخصص) هلل فى المعمودية و له عقل و شخصية و رورح يحترمها و يوقرها‬
‫فيتغلب فكر الم سيح فيه على فكر العالم و الشيطان فيسود اللقاء و الحديث الهدوء و الوقار و روح هللا و يكون لقاء‬
‫غير متكلف فيه يرى كل منهما وجه المسيح المشرق فى اآلخر‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪107‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫فل يوجد فيه تحسب أو تخوف من أحد أن يراهم كأصدقاء واقفون بمجموعة مع بعضهم البعض‬ ‫‪ -7‬تعامل‬
‫بمحبة حقيقية مسيحية كمثل محبة الرسل بعضهم لبعض فيكتسبان السلم الداخلى والعفة والنقاوة‬ ‫هادئ بال‬
‫توتر‬
‫فى داخلهم وذلك ألن المجموعة الواقفة يحكمها روح هللا فل ينحرف أحدهم عن الطريق المستقيم‬
‫فى التعامل الذى يكون فيه استقامة وطهارة المشاعر‪.‬‬
‫‪ -‬حديث ال يحمل معانى سيئة‪ :‬فالمرح وقور والدعابة لطيفة هادئة والضحك فيها حتى يكون مصحوباا بسلم داخلى‬
‫وعفة داخلية و يكون فيه نقاوة الروح القدس الساكن فيهم فل تكون الكلمات مصطنعة أو متكلفة أو سوقية إنما ينبغى‬
‫أ ن نتعلم فن الحديث الراقى مع الجميع و ليس فقط مع الجنس اآلخر‪.‬‬
‫‪ -‬لقاءات عادية بال تصنع وتكون طبيعية‪ :‬فل نتحايل حتى يتم اللقاء بل نترك ظروف الحياة العادية تأتينا اللقاء بل‬
‫إعداد مسبق‪ ..‬فمن المؤشرات السلبية التى تدعونا للتوقف ومراجعة أنفسنا أن يكون هناك تحايل لخلق لقاء مع‬
‫الشخص الذى من الجنس اآلخر بغرض اإلستمتاع بتبادل العاطفة معه‪..‬فل نسعى فى علقاتنا الجماعية بين الجنسين‬
‫للتعرف على شخص معين أثار اإلعجاب وال نفرض أنفسنا أو نتطفل فل يليق بى كإبن هلل ومخلوق على صورته أن‬
‫أفرض نفسى على اآلخر أو أتطفل عليه كما أن قيمتى بشخص اآلخر يدفع إلحترام قيمته ارادته وحريته فى إختيار‬
‫من يريد التعامل معهم وال أقتحم خصوصيته لذلك يجب أن يكون التعارف من تلقاء نفسه‪.‬‬
‫‪ -‬الكلمات و المجامالت ينبغى أن تتناسب مع نوعية و درجة الصداقة‪ :‬فعلى سبيل المثال لنوعية الصداقة يوجد بعض‬
‫الكلمات التى يمكن أن أقولها لصديقى من نفس الجنس و ال يصح قولها للجنس اآلخر مثل أن أقول لصديقى أو‬
‫صديقتى من نفس الجنس أننى كنت أفكر فيه كثيراا فى هذا اليوم فهى كلمة مقبولة للصديق من نفس الجنس و غير‬
‫مقبولة لصديق من الجنس اآلخر لعلها تحمل معانى مختلفة للشخص الذى يسمعها فيجب أن نلتزم بحدود معينة فى‬
‫صداقتنا و كلمنا‪.‬‬
‫و بالنسبة لدرجة الصداقة فيمكن مثلا أن يقطع صديق لصديقته الجديدة تذكرة الركوب فمن الممكن أيضاا أن تتخذ هذه‬
‫التصرفات بطريقة سلبية أو بمعنى غير مقصود من الشخص عكس رد الفعل الذى يمكن أن تأخذه صديقة قديمة لهذا‬
‫الشخص فيجي أن نراعى درجة الصداقة التى بيننا و بين الشخص الذى نتعامل معه فى تصرفاتنا لئل نفهم بطريقة‬
‫خاطئة أو على األقل حتى ال تؤثر فينا هذه التصرفات التى بدون حساب‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن أعرف فى تعاملى مع غيرى أنه ليس أقل منى فى شئ‪ :‬فاهلل لم يميز الرجل على المرأة بل قال عن المرأة‬
‫أنها نظير آدم و ليست أقل منه فى شئ‪.‬‬
‫ون أ آ َد ُم َو ْح َد ُه‪ ,‬فَأَ ْصنَ َع َ ُهل ُم ِعينا ن َِظ َريه"(تك‪)18:2‬‬
‫َوقَا َل ىالر ُّب االإهل‪" :‬لَي َْس َجيلِدا أَ ْن يَكُ َ‬

‫‪ -‬ال نتظاهر بما ليس فينا أمام اآلخر و ال نحأول أن نلفت األنظار و نستحوذ على إعجاب اآلخر‪ :‬فالمسيحية لم تعلمنا‬
‫الرياء و النفاق بل تعلمنا اإلتضاع‬
‫الرش‪ُ ,‬ملْ َت ِص ِق َني ابِ لْخ ْ َِري "(رو‪)9:12‬‬
‫"اَلْ َم َحبى ُة فَلْ َتكُ ْن ِب َال ِر َاي ٍء‪ .‬كُونُوا َاك ِر ِه َني ى ى‬
‫والجهاد أن نصلح أنفسنا و نكتسب الصفات التى ليست فينا نجاهد قدر الطاقة – حتى الدم كما قال معلمنا بولس‬
‫الرسول – أن نصبح كاملين فى المسيح يسوع إلهنا بدالا من أن ننافق الناس‪" .‬الْ َم َحبى ُة تَتَأَ ىىن َوتَ ْرفُ ُق‪ .‬الْ َم َحبى ُة الَ َ ْحت ِسدُ ‪ .‬الْ َم َح ىب ُة‬
‫الَ تَتَفَاخ َُر‪َ ,‬والَ تَنْتَ ِفخُ ( "(‪1‬كو‪)4:13‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪108‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫فل يليق بالشباب التمادى فى عبارات التهريج و اإلستلطاف كى يعجب اآلخرين أو الجنس اآلخر فهو بذلك يهين‬
‫منظره أمام و يهين صورة أبناء هللا أمام المجتمع و من الممكن أن يأخذ اآلخرون فكرة سيئة عن المسيحية بسببه‪.‬‬
‫كذلك أيضا ا الفتيات ال يصح أن يكشفن أجسادهن بملبس غير الئقة أو يتزين بزينة خارجة عن مفهوم الزينة المسيحية‬
‫فيكشفن جسد المسيح مرة أخرى مثلما فعل الجنود فيه على الصليب عندما وضع نفسه من أجلنا حاملا عار و عري‬
‫الخطية على الصليب مرة أخرى على الصليب فل يصح أن نهين جسد المسيح مرة أخرى بملبسنا الضيقة التى تكشفه‬
‫و تعثر اآلخرين أو الملبس العارية او المكشوفة‪.‬‬
‫الخالصة‪..‬‬
‫أن التعامل المسيحى بين الجنسين هو تعامل نقى يتطلب النية الخالصة وسلمة القصد ونقاوة الضمير والخدمة والمحبة‬
‫للكل وليس لفرد معين بل مقابل واألخوة النقية والحكمة فى الكلم ( نوع الكلم والهدف منه )‪.‬‬

‫<< التطبيق >>‬

‫يقوم كل مخدوم بكتابة من خمسة إلى عشرة نقاط يصف فيها الجنس اآلخر كيف يراه ويفهمه ويقوم‬
‫الخادم‪ /‬الخادمة بعمل مناقشة هذة الصفات مع المخدومين‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪109‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪+++‬‬
‫‪110‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫اسم الدرس ‪ :‬هل إله العهد القديم إله دماء‬

‫ُوس؟ اِ ْذبَحْ هللِ َح ْمدًا‪َ ،‬وأَوْ ِ‬


‫ف‬ ‫ان‪ ،‬أَوْ أَ ْش َربُ َد َم التُّي ِ‬ ‫اآلية‪ -:‬هَلْ آ ُك ُل لَحْ َم الثِّ َ‬
‫ير ِ‬
‫وركَ ‪( .‬مز‪)14-13:50‬‬ ‫ْال َعلِ َّ‬
‫ي نُ ُذ َ‬

‫أهداف الدرس‬
‫الهدف المعرفى‪ :‬أن يعرف المخدوم أن هللا واحد ال يتغير وال يُسر بالدماء‪.‬‬
‫الهدف المهارى‪ :‬أن يتدرب المخدوم علي أن يفحص كل األمور حتي يصل‬
‫إلي األسباب المؤدية إلي النتائج‪.‬‬
‫الهدف الوجدانى‪ :‬أن يشعر المخدوم بأهمية التوبة وإتمام الوصية وأيضً ا‬
‫صحة الكتاب المقدس‬

‫عناصر الدرس‬
‫‪ -5‬الرد المختصر علي أهم االفتراءات‪.‬‬ ‫‪ -1‬هل إله العهد القديم إله دماء؟‬
‫‪ -6‬الشر يأكل نفسه‪.‬‬ ‫‪ -2‬هل هللا في العهد القديم يطلب ذبائح بشرية؟‬
‫‪ -3‬ديانات الشعوب المحيطة‪.‬‬
‫‪ -4‬هللا في العهد القديم ليس عنصريا ً‪.‬‬

‫ماركيون ‪:‬‬
‫أول من ابتدى يقول أن اله العهد القديم قاس هو ماركيون سنة (‪ 139‬م) وهو ابن اسقف من بنطس ‪.‬‬

‫وعلى أغلب الظن أنه تأثر من التعليم الغنوسى الذى يقول أنه يوجد ألهين للكون أحدهما شرير واالخر خير ‪.‬‬

‫ويعتبر ماركيون أحد أكثر الهراطقة الذين سببوا متاعب للكنيسة فى بداية عهدها وطردوا من الكنيسة (‪144‬م ) ‪.‬‬

‫الدكتور منقذ بن محمود ‪:‬‬


‫وفى العصر الحديث ظهرت مئات الكتب التى تهاجم العهد القديم ومنها على سبيل المثال ‪_:‬‬

‫كتاب " هل العهد القديم كلمة هللا " للدكتور منقذ بن محمود السقار‬

‫( داعية أسلمى سعودى _ حاصل على دكتوراة فى مقارنة األديان )‬

‫‪+++‬‬
‫‪111‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫وهو يهاجم بشدة كثير من القصص فى العهد القديم قائآل ‪:‬‬

‫( ما فائدة تخليد هذه القصص تنسب الى هللا و أى خير أو هدى تتعلمة البشرية منه )‪.‬‬

‫الدكتور مصطفى محمود ‪:‬‬


‫وفى مصر ظهر الدكتور مصطفى محمود وهو مفكر وطبيب وكاتب وأديب ‪,‬ألف ‪ 89‬كتابا وقدم ‪ 400‬حلقه من‬
‫برنامجه الشهير (العلم وااليمان )ومن بين الكتب اللى كتبها (التوراة) ‪ 1987‬م‪.‬‬

‫يقول فيه ‪ "_:‬الصورة التى صورتها التوراة هلل صورة مليئة بالتشويش والتناقض وسوء الفهم ‪ ...‬فهو فى معظم‬
‫صفحات الكتاب اله ندمان يفعل الفعل ثم يلبث أن يدرك أنه ندم عليه" ‪.‬‬

‫‪ -1‬هل إله العهد القديم إله دماء ؟؟‬

‫ات َوا ىذل َابئِ ِح َ َمَك ابِ ْس تِ َماعِ َص ْو ِت ىالرب؟ ه َُو َذا ْ‬
‫الاس تِ َما ُع أَفْضَ ُل ِم َن ا ىذلبِي َحة‪1( .‬مص‬ ‫رس ُة ىالر ِب ِابلْ ُم ْح َرقَ ِ‬
‫َصوئِي ُل ‪:‬ه ْل َم َ ى‬ ‫‪ ‬فَقَا َل َ ُ‬
‫‪.) 22:15‬‬
‫رش ُب َد َم الت ُي ِوس ؟ ِا ْذب َ ْح ِهلل محَ ْ دا‪َ ,‬وأَ ْو ِف الْ َع ِ ىيل ن ُ ُذ َوركَ ‪( .‬مز ‪.) 19 - 16:51‬‬ ‫لك لَ ْح َم َ‬
‫الثري ِان‪ ,‬أَ ْو أَ ْ َ‬ ‫‪َ ‬ه ْل أ آ ُ ُ‬
‫وف ْال ِكبَ ِاش‪ ,‬بِ ِرب َ َو ِات أَهنْ َا ِر‬ ‫قات‪ِ ,‬ب ُع ُجول أَبْنَا ِء َس نَ ٍة؟ َه ْل ي َُرس ىالرب بِألُ ِ‬‫‪َِ ِ ‬ب أَتَقَ ىد ُم ا َىل ىالر ِب َوأَ ْحن َِين ِلال ِهل الْ َع ِ ِيل؟ َه ْل أَتَقَ ىد ُم ِب ُم ْح َر ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُوصالِ ٌح‪َ ,‬و َما َذا ي َ ْطلُ ُب ُه‬
‫َزيْ ٍت؟ َه ْل أُعْطى بِ ْك ِري َع ْن َم ْع ِص َي ِيت‪ ,‬ثَ َم َر َة َج َس ِدي َع ْن َخ ِطيى ِة ن َ ْف ِِس؟ قَدْ أَخ َ َْربكَ أَهيَا االإنسان َما ه َ‬
‫ِمنْ َك ىالرب ‪ ,‬االى أَ ْن ت َْصنَع الْ َحق َو ُ ِحتب ىالر ْمحَة ‪( .‬ميخا ‪) 8 - 6:6‬‬
‫ِ‬
‫كان هللا يريد ماهو أعمق …‪ .‬توبة الشخص و أحساسة بخطيتة ‪.‬‬

‫‪ -2‬هل هللا في العهد القديم يطلب ذبائح بشرية ؟‬

‫أي دارس للعهد القديم يعرف أن هللا يرفض تماما الذبائح البشرية ‪....‬‬

‫عندما قال ألبراهيم ‪َ " :‬ال ت َ ُمد يَدَكَ ا َىل الْ ُغ َال ِم َوالَ ت َ ْفعل ِب ِه شَ يْئا‪ ,‬لىن ال آ َن عَ ِل ْم ُت أَنك خَائِ ٌف َ‬
‫هللا‪ ,‬ف َ َ ْمل تُ ْم ِس ِك ابْنَ َك َو ِحيدَكَ َع ِ لين"‬
‫ِ‬
‫ف َ َرف َ َع ا ْب َرا ِه ُمي َع ْين َ ْي ِه َون ََظ َر َوا َذا كَبْ ٌش َو َر َاء ُه ُم ْم َساك ِيف الْغَاب َ ِة ِبقَ ْرن َ ْي ِه ‪ ,‬ف َ َذه ََب ا ْب َرا ِه ُمي َوأَ َخ َذ ْالكَبْ َش َوأَ ْص َع َد ُه ُم ْحرقة ِع َوضا َعن ابْنِ ِه "‪(.‬تك‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪)13,12:22‬‬
‫الرب اله َُك ن َِصيبا فَ َال ت َ ْست َ ْب ِق ِمهنْ َا‬
‫يك ُّ‬ ‫وب ا ِليت ي ُ ْع ِط َ‬ ‫‪ .1‬و هناك أمثلة يسردها نقاد الكتاب‪َ " ....‬وأَما ُمدُ ُن ه ُؤالَ ِء الشُّ ُع ِ‬
‫َِ‬
‫الرب اله َُك " (تث‬ ‫ن َ َس َمة َما‪ ,‬ب َ ْل ُ َحت ل ِر ُمهَا َ ْحت ِرميا‪ :‬الْ ِحثِ ل ِيل َني َوا َل ُم ِور ِي ل َني َوالْكَنْ َعا ِن ِيل َني َوالْ ِف ِر ِلز ِي ل َني َوالْ ِح لو ِي ل َني َوإالى ُب ِ‬
‫وس ِيل َني‪َ ,‬مَك أَ َم َركَ ُّ‬
‫ِ‬
‫‪) 17,16:20‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪112‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫رص فَال آ َن ا ْذ ْ‬
‫هب‬ ‫‪" +‬هكَ َذا يَقُو ُل َر ُّب الْ ُجنُو ِد ‪ :‬ا ِ لين قَ ِد افْتَقَدْ ُت َما َ ِمع َل َ َمعاإلى ُق ِاب ْ َ‬
‫رسائِي َل ِح َني َوقَ َف َ ُهل ِيف الط ِر ِيق ِع ْن َد ُص ُعو ِد ِه ِم ْن ِم ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ارض ْب َ َمعاإلى َق‪َ ,‬و َح ل ِر ُموا ُلك َما َ ُهل َوالَ ت َ ْع ُف َعهنْ ُ ْم بَلِ ا ْق ُت ْل َر ُجال َوا ْم َرأَة‪ِ ,‬ط ْفال َو َر ِضيعا‪ ,‬بَقَرا َوغَنَما‪ ,‬مجَ َال َو ِمحَارا"‪1 ( .‬مص ‪)3,2:15‬‬ ‫َو ْ ِ‬

‫‪ -3‬ديانات الشعوب المحيطة‪:‬‬

‫‪ _1‬كنعان‪:‬‬

‫كتب البروفسور‪-: Unger‬‬

‫أن الجوانب الشهوانية لهذة العبادة ‪ ,‬البد أنها قد أنحدرت إلى أقصى حدود القذارة و األنحطاط األجتماعى‪ ...‬فطقوس‬
‫العبادة الكنعانية كانت همجية و تحمل فى طياتها طاب الفلتان الكلى مثل ‪( :‬الزنى المقدس وتقريب األطفال كذبائح‬
‫وعبادة األفاعى) "‬

‫أيضا أظهرت التنقيبات أن األطفال من سن ‪ 3‬شهور إلى ‪ 12‬شهراا كانوا يحرقون على المذابح و خلل عملية تشييد‬
‫أحد البيو ت كانوا يطرحون أحياء داخل الحيطان أو األساسات و كأنهم قطعة من الحجارة وذلك أللتماسهم البركة و‬
‫النجاح من قبل اإللهة‪.‬‬

‫‪ _2‬الحثيون ‪:‬‬

‫كان مسموح لهم أن يمارسوا الزنا َمع حصان أو مع بغل‬

‫‪ _3‬العمإلىق ‪:‬‬

‫سكنوا سورية و كانوا قبلا فى جنوب فلسطين وحدود مصر و كانوا هناك عند مجئ العبرانين إلى مصر‪.‬‬

‫وجك من مص َر ‪( ".‬اصم‪)2:15‬‬ ‫بك َع َمإلىق فى َّ‬


‫الطريق عندَ خر َ‬ ‫"اذكر َما َف َعلَه َ‬

‫لماذا طلب هللا من شأول الملك أن يحرم عمإلىق‪:‬‬

‫‪ .1‬هللا قاض عادل "قدوس"‬

‫‪ ‬عملوا شراا ضد شعب يعبر فقط‬


‫‪ .2‬هذا الشعب محب للدماء‬

‫‪ ‬ورد هذا فى ( سفر العدد ‪ ,‬القضاة ‪ ,‬صموئيل األول)‬


‫‪ .3‬هللا يعاقب الشر وهذا ليس ضد العدل‬

‫‪ ‬عاقب هللا العالم كله وهذا ليس ضد العدل‪.‬‬


‫‪ ‬عاقب سدوم و عمورة ‪.‬‬
‫‪ ‬عاقب عمإلىق ‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪113‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫بالطوفان‪.‬‬
‫ليس عنصريا ‪:‬‬ ‫العالم القديم‬ ‫‪ -4‬هللا فى‬
‫عاقب العهد‬

‫‪ +‬عندما نرى هللا فى العهد القديم يساعد إسرائيل على النصرة على بعض الشعوب ‪.‬‬

‫ألن هذه الشعوب خاطئة ‪ ,‬وفى هذا الوقت تستوجب القضاء وليس غريبا أن نجد القضاء يتم على إسرائيل أنهم‬
‫ينهزموا أمام شعوب أخرى و أيضا يتم سبيهم إلى أماكن بعيدة ‪.‬‬

‫كل َاب ِب َل َع ْب ِدي‪َ ,‬و أَضَ ع كُ ْر ِس يى ُه ف َ ْو َق ه ِذ ِه الْ ِح َج َار ِة‬ ‫َوقل لَهم ‪ :‬هكَذا قَا َل َرب الْ ُجنُو ِد ا ُهل ا ْ َ‬
‫رس ائِي َل ‪ :‬هأن َذا أُ ْر ِس ُل َوأ آ ُخ ُذ ن ُبوخ َْذ َرأ آ ى َ‬
‫رص َم ِ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ال ى ِيت َط َم ْرهتُ َا فَ ُيب ِْسطُ ِدي َبا َج ُه عَلَهيْ َا‪" .‬‬
‫كل َاب ِبلَ‪َ ,‬وأ آ ِيت هبِ ِ ْم عَ َىل ه ِذ ِه ال َر ِض َوعَ َىل ُلك‬ ‫هأ َن َذا أرسل َفآخذ ك َّل َع َشائر الش َمال‪َ ,‬يقول الرَّب‪َ ,‬وا َىل ن َ ُبوخ َْذ َر ى َ‬
‫ارص عَب ِدي َم ِ ِ‬
‫ِ‬
‫وب َح َوإالهىَا‪ ,‬فَأ ُحر ُمهُ ْم َوأَ ْج َعلُهُ ْم َدهَشا َو َص ِفريا َو ِخ َراب أَب َ ِديىة ‪( " .‬ار ‪)9:25‬‬
‫ُس ىاكهنِ َا َوعَ َىل ُلك ه ِذ ِه الش ُع ِ‬
‫كل َاب ِب َل َع ْب ِدي‪َ ,‬وأَع َْط ْيتُ ُه أَيْضا َح َي َو َان الْ َح ْقلِ ِل َي ْخ ِد َمه ‪ (".‬ار ‪) 6:27‬‬ ‫لك ه ِذ ِه ال َر ِاِض ِل َي ِد ن َ ُبوخ َْذانَ ى َ‬
‫رص َم ِ ِ‬ ‫َ"وال آ َن قَدْ َدفَ ْع ُت ُ ى‬
‫فاهلل يستخدم القوى المتاحة فى تلك األيام لتأديب شعبه و الشعوب األخرى‬

‫‪- 1‬اليهود ليسوا أفضل وهم أثمة‬

‫وب‬‫َكل ه ِذ ِه ال َر َض ‪َ .‬ول َجلِ ا ْ ِمث ه ُؤالَ ِء الش ُع ِ‬ ‫الَ تَقُ ْل ِيف قَلْب َِك ِح َني ي َ ْن ِف ِهي ِم ىالرب اله َُك ِم ْن أَ َما ِم َك قَائِال ‪ :‬ل َجلِ بِري أَ ْد َخل َ ِين ىالرب لن ت ِ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كل أَ ْرضَ هُ ْم‪ ,‬ب َ ْل ل َجلِ ا ْ ِمث أولئِ َك الش ُع ِ‬
‫وب ي َ ْط ُرد ُ ُُمه ىالرب اله َُك ِم ْن‬ ‫َاةل قَلْب َِك تَدْ ُخ ُل لتَ ْمتَ ِ َ‬ ‫ي َ ْط ُرد ُ ُُمه ىالرب ِم ْن أَ َما ِم َك ‪ 5 .‬لَي َْس ل َجلِ بِركَ َوعَد َ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وب ‪( .‬تث ‪) 5,4:9‬‬ ‫ِك ي َ ِف َي ابِ لْ َ َ‬
‫الك ِم ى ِاذلي أَ ْق َس َم ىالرب عَلَ ْي ِه ل آ َابئِ َك ا ْب َرا ِه َمي َوا ْحس ََاق َوي َ ْعقُ َ‬ ‫أَ َما ِم َك‪َ ,‬و لِ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ _2‬أنتشروا فى كل مكان بعبادتهم الخاطئة‬

‫لك ََش ََر ٍة خ ْ َ‬


‫َرض َاء ‪( .‬تث ‪)2:12‬‬ ‫ون َ ِمجي َع ا َل َما ِك ِن َح ْي ُث َع َبد َِت ال َم ُم ِاليت تَ ِرثُوهنَ َا أ آ ِلهَهتَ َا عَ َىل الْجِ َبالِ الشا ِم َخ ِة َوعَ َىل التِل َاللِ ‪َ ,‬و َ ْحتتَ ُ ِ ل‬
‫ُ َْت ِرب ُ َ‬
‫‪ -5‬الرد المختصر علي أهم االفتراءات ‪:‬‬

‫‪ -1‬الصورة البربرية الوحشية ‪-:‬‬


‫وكأن اليهود فقط قد انفردوا بها‪ ,‬وكأن المجتمعات األخرى كانت أكثر إنسانية‪ ,‬هذه الصورة ال تمثل الحقيقة‪ ,‬وتلك‬
‫الممارسات البشعة كانت سمة العصر الذي عاش فيه موسى ويشوع‪ ,‬وحتى في الحروب التي نشبت بين اليهود‬
‫وبعضهم البعض فقد برزت فيها تلك الصورة البشعة وسلك اليهود تجاه بعضهم البعض حروب اإلبادة والحرق‬
‫وقتل الحيوانات‬

‫‪ -2‬لم تبح الشريعة الربانية القتل واإلبادة إباحة ُمطلقة‪ ,‬وجاءت الوصية واضحة وصريحة " ال تقتل" (خر ‪:20‬‬
‫‪ )13‬هذه الحروب حالة استثنائية بهدف معاقبة األشرار الذين توغلوا في الشرور والجرائم واآلثام‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪114‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ -3‬قال موسى عن الرب " الرب رجل الحرب" (خر ‪ )3 :15‬لكيما يرفع من معنويات أولئك الذين خرجوا من توهم‬
‫من تحت نير العبودية بعد أن تثقَّلوا بها لمئات السنين‪,‬‬

‫‪ -4‬أحدي االستشهادات للرد على قسوة اليهود وإلههم " أحرقوا حتى بنيهم وبناتهم بالنار" (تث ‪ )31 :12‬وكأن‬
‫اليهود هم الذين سيحرقون أبناء وبنات الكنعانيين‪ ,‬وهذا ضد الحقيقة فهذه العبارة استقطعت من سياقها لتوهم القارئ‬
‫بقسوة إله اليهود‪ ,‬والحقيقة إن هؤالء األمم هم الذين قد أحرقوا أوالدهم كذبائح بشرية لهذه األصنام فجاء النص‬
‫كاآلتي " ال تعمل هكذا للرب إلهك ألنهم قد عملوا آللهتهم كل رجس لدى الرب مما يكرهه إذ أحرقوا حتى بنيهم‬
‫وبناتهم بالنار آللهتهم" (تث ‪.)31 :12‬‬

‫‪ -5‬هللا القدوس يرفض رفضا باتا الخطية بجميع صورها‪ ،‬وبكل ما يتعلق ويرتبط بها‪ ،‬ولذلك أتخذ موق افا ا‬
‫حادا أمام‬
‫المدن التي تفاقم شرها مثل أريحا‪ ,‬فأمر بتحريم المدينة وكل ما فيها‪ ,‬أي قتل كل ذي جسد من إنسان‬
‫وحيوان‪ ,‬فتلك الحيوانات التي خدمت المعابد الوثنية وخدمت األشرار أمر هللا بإهلكها تعبيرا ا عن الصورة البشعة‬
‫للخطية‪ .‬ويقول "ف‪ .‬ب‪ .‬ماير" عن تحريم المدينة وكل ما فيها " لعل هللا قصد بهذا اإلجراء حفظ بني إسرائيل من‬
‫التجربة التي كان ال بد لهم من الوقوع فيها لو أنهم أطلقوا العنان لشهواتهم في غنائم المدينة‪ .‬أما حرمانهم منها فكان‬
‫(‬
‫القصد منه تقوية أخلقهم وتهذيب إيمانهم"‬
‫والحقيقة أن الصورة المؤلمة البشعة من قتل وحرب ودمار لإلنسان والحيوان والبيئة لم يصنعها هللا قط‪ ،‬إنما هي‬
‫كقاض عادل يوقع الجزاء بقدر الخطأ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫من ثمار الخطية‪ ،‬وهللا فقط أظهرها‪ ,‬وهو يقف هنا‬
‫وجاء في معجم الالهوت الكتابي " الح ِْرم‪ :‬حرم ‪ Anatheme‬أن األصل السامي الذي يشتق منه لفظ حرم‪ ,‬يعني "‬
‫التنحية جانباا" و"يحظر استعماله الدنيوي"‪ ..‬إن إسرائيل‪ ..‬يوقع على الغنيمة حرماا‪ ,‬أي أنه يزهد في أن يخص ذاته‬
‫بنذر أن يكرّ سها ليهوه (عد ‪ ,3 - 2 :21‬يش ‪ )6‬ويترتب على هذا التكريس اإلجهاز على الغنيمة‬ ‫باالنتفاع بها‪ ,‬ويتعهد ٍ‬
‫ا‬
‫إجهازا تاماا‪ ,‬سواء كانت من الكائنات الحيَّة أو من األشياء المادية على السواء‪ ,‬وعدم تنفيذ هذا التكريس يستوجب‬
‫العقاب (‪ 1‬صم ‪ )15‬وكذلك انتهاك حرمته يجلب الهزيمة (يش ‪ )7‬ويبدو أن التطبيق في الحياة العملية‪ ,‬كان نادرا ا‬
‫احتلال (يش ‪ ,13 :24‬قض ‪ ..)35 - 27 :1‬بل أن بعض تلك المدن‬ ‫ا‬ ‫للغاية‪ .‬فمعظم المدن الكنعانية قد احتلها إسرائيل‬
‫(‬
‫قد أبرمت مع إسرائيل معاهدات‪ ,‬كجبعون (يش ‪"..)9‬‬
‫محرم ‪ -‬حرام"‪ :‬وهي بنفس اللفظ في العبرية‪ ,‬وحرَّ م الشيء جعله حراماا‪,‬‬‫َّ‬ ‫حرم ‪-‬‬
‫وجاء في دائرة المعارف الكتابية " َّ‬
‫وهو نقيض الحلل‪ .‬وهي في العبرية مشتقة من أصل يعني "الفرز" أو "الفصل" أو "القطع" وتستخدم في الكتاب‬
‫المقدَّس أحيا انا بمعنى " قدَّس " أو " خصَّص " لغرض معين‪ ,‬فل يجوز استخدامه في غير ما خصص له‪{ .‬أما كل‬
‫محرم هو قد‬
‫َّ‬ ‫يحرمه إنسان للرب من كل ما له من الناس والبهائم ومن حقول ملكه فال ُيباع وال ُيفك‪ .‬أن كل‬ ‫محرم ّ‬
‫َّ‬
‫أقداس للرب} (ال ‪ ..)28 :27‬وكان كل ما ينال من الطبيعة الفريدة للديانة اليهودية‪ ،‬ويغوي الشعب لالنحراف عن‬
‫حرما " مثل األصنام (تث ‪ )26 :7‬ومن يعبد األصنام أو يذبح لها (خر ‪ )20 :22‬وأهل المدن‬ ‫طريق الرب يعتبر " ُم َّ‬
‫محرمة‪ ،‬فكان على إسرائيل‬ ‫َّ‬ ‫من الوثنيين (تث ‪ )18 - 13 :13‬لذلك كانت مدن الكنعانيين الذين يعبدون البعل‪ ،‬مدنا‬
‫القضاء عليها تماما بمن فيها وما فيها‪ ,‬حتى ال يتعلَّموا أن يعملوا جميع أرجاسهم ويخطئوا إلى الرب (تث ‪16 :20‬‬
‫‪ )18 -‬وقد قدَّس يشوع ما أخذه من أريحا من الفضة والذهب وآنية النحاس والحديد للرب‪ .‬فجعلها في خزانة " بيت‬
‫الرب" (يش ‪.)24 :6‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪115‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫محرم في إسرائيل} (عد ‪ ,14 :18‬خر ‪ )29 :44‬وقد أمر الرب شأول الملك‪{ :‬اآلن‬ ‫َّ‬ ‫وكان من نصيب هارون {كل‬
‫وحرموا كل ما له وال تعف عنهم بل أقتل رجال وامرأة‪ .‬طفال ورضيعا‪ .‬بقرا وغنما‪ .‬حمال‬
‫َّ‬ ‫أذهب وأضرب عمإلىق‬
‫وحمارا} (‪ 1‬صم ‪ )13 :15‬ولكن {عفا شأول والشعب عن أجاج وعن خيار الغنم والبقر وال ُّثنيان والخراف‪1( }..‬‬
‫صم ‪ )9 :15‬وبرَّ ر شأول هذا العصيان والتمرد على الرب بأن الشعب أخذ {من الغنيمة غنما وبقرا أوائل الحرام‬
‫ألجل الذبح للرب} (‪ 1‬صم ‪ )21 :15‬فكان جواب صموئيل الجازم‪{ :‬هوذا االستماع أفضل من الذبيحة‪ .‬واإلصغاء‬
‫أفضل من شحم الكباش} (‪ 1‬صم ‪ )22 :15‬وقال الرب آلخاب ملك إسرائيل بعد أن عفا عن بنهدد ملك إبرام‪{ :‬ألنك‬
‫أفلتَّ من يدك رجال قد حرمته تكون نفسك بدل نفسه} (‪ 1‬مل ‪(")42 :20‬‬
‫َّ‬
‫"وهناك نذر " الحرم " أي‪ :‬تقويض كل مدينة تسقط في يد العدو ا‬
‫بدال من نهبها‪ ,‬فمن الغرابة كل الغرابة أن قبائل‬
‫معدَ مة تؤثر الحرمان مما غنمته على التلذذ والتنعم به‪ .‬ولكن هذه الغرابة تزول متى عرفنا‪ ,‬بفضل االكتشافات الحديثة‬
‫عرف بدؤه‪ ,‬وما وجد من آثار حريقة من أنقاض مدينة‬ ‫أن " الحرم " تقليد طقسي دارج في كل مكان من عه ٍد ال ي َ‬
‫أريحا‪ ,‬أالَّ يكون نتيجة تدمير المدينة على يد يشوع بن نون" ‪.‬‬
‫(‬

‫‪ -5‬الذين كتبوا األسفار المقدَّسة هم رجال هللا القديسون مسوقين من الروح القدس‪ ,‬ولم يذكر أحد منهم غير‬
‫الحقيقة‪ ,‬فالحكم بإبادة األمم هو حكم إلهي‪ ،‬وقد اختار هللا شعبه ليكون أداة لتنفيذ الحكم ليتعلَّم الدرس وال يفعل الشر‬
‫فيتعرض لما تعرضوا له‪ ،‬فكل ما دوّ ن في الكتاب هو صادق وأمين وصحيح‪ ,‬والكاتب لم يغير الحقيقة‬ ‫َّ‬ ‫مثل هؤالء‬
‫ولم يحد عنها قط‪ ,‬بل أن األمر واضح وضوح الشمس‪ ,‬فإن هللا يحذر ويحذر ويحذر ثم يعاقب‪.‬‬

‫‪ -6‬الشر يأكل نفسه‪-:‬‬

‫قاض‬
‫ٍ‬ ‫‪ -1‬هللا كامل في ذاته متكامل في صفاته‪ ،‬كامل في رحمته وكامل في عدله‪ ،‬هو محب وحنون وشفوق وهو أيضًا‬
‫عادل يجازي كل واحد بحسب أعماله ومخوف هو الوقوع في يديه‪ .‬هللا يطيل أناته جدًا جدًا ولكن ال بُد أن يقتصَّ من‬
‫األشرار‪ ،‬فذلك من مقتضيات عدله ‪ ....‬تص َّور لو أن القضاة في مدينة كبيرة ميَّعوا األمور وغلَّبوا الرحمة على العدل‪،‬‬
‫فكفوا عن توقيع أية عقوبات على المخالفين واللصوص والمجرمين وتجار المخدرات‪ ،‬تُرى هل تَرى هذه المدينة أمنًا‬
‫وال أمانًا؟!‬
‫‪ -2‬تو َّغلت شعوب كنعان في الشر‪ ،‬حتى صعدت شرورها إلى السماء‪ ،‬وأطال هللا آناته عليها كثيرً ا كثيرً ا ولمئات‬
‫السنين‪ ،‬وقد أخبر هللا إبراهيم بأن نسله سيتغرب لمدة أربعمائة عام‪ ..‬لماذا؟ " ألن ذنب األموريين ليس إلى اآلن ا‬
‫كامال"‬
‫(تك ‪)16 :15‬‬
‫‪ -‬فقدموا أطفالهم ذبائح بشرية لإلله ُمولك واإللهة عشتاروت‪،‬‬
‫‪ -‬ومارست كاهنات المعابد الزنا والعهارة كطقس من طقوس العبادة الدنسة‪،‬‬
‫‪ -‬وتو َّغلوا في السحر والعرافة واالتصال باألرواح الشريرة‪،‬‬

‫وجاء يشوع يحمل سيف العدل اإللهي‪ ،‬جاء يحمل األمر اإللهي " ح ّرموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل‬
‫وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف‪ ..‬وأحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها" (يش ‪ )24 ،21 :6‬ونفذ يشوع‬
‫ق نسمة‪ .‬وأحرق حاصور بالنار‪ .‬فأخذ يشوع‬‫وشعبه األمر اإللهي " ضربوا كل نفس بها بحد السيف‪ .‬ح ّرموهم‪ .‬ولم تب َ‬

‫‪+++‬‬
‫‪116‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫كل مدن أول ئك الملوك وجميع ملوكها وضربهم بحد السيف‪ .‬ح َّرموهم كما أمر موسى عبد الرب" (يش ‪،11 :11‬‬
‫‪ ..)12‬حقاا ما أبشع هذه الصورة؟!‬
‫‪ -3‬وصلت شعوب كنعان إلى مرحلة الالعودة‪ ،‬ولو كان لديها أدنى استعداد للتوبة ألرسل هللا إلىها يونانًا ولو في إحدى‬
‫هذه المدن عشرة أبرار لنجت من الهالك والدمار‪...‬‬
‫‪ -4‬استشرى شر هذه الشعوب مثل السرطان‪ ،‬وصاروا مصدر خطر على العالم كله‪ ،‬فكان ل بُد من استئصالهم‪ ،‬كما‬
‫عضوا يُه ّدد الجسم يصير‬
‫ً‬ ‫يُستأصل العضو ال ُمصاب بالسرطان لكيما ينجو الجسد كله‪ ،‬وهل الطبيب الذي يستأصل‬
‫ُمجر ًما‪..‬؟!! لقد أراد هللا أن يقتني له شعبًا مق َّدسًا‪ ،‬لكي ل يعلموكم أن تعملوا جميع أرجاسهم التي عملوا آللهتهم‬
‫فتخطئوا إلى الرب إلهكم" (تث ‪ )18 :20‬فأنه " بسبب هذه األرجاس الرب إلهك طاردهم من أمامك" (تث ‪.)12 :18‬‬
‫وجاء في " التفسير التطبيقي"‪" :‬لماذا طلب هللا من بني إسرائيل أن يُد ّمروا كل شخص وكل شيء في أريحا؟ لقد كان‬
‫هللا يوقع دينونة صارمة على شر الكنعانيين‪ 0‬وهذه هي الدينونة‪ ،‬أو هذا التحريم‪ ،‬كانت تستلزم عادة تدمير كل شيء)‬
‫فبسبب ممارساتهم الشريرة ووثنيتهم كان الكنعانيون حص ًنا للتمرد على هللا‪ ،‬فكان ال بُد من إزالة هذا التهديد للحياة‬
‫القويمة‪ ،‬ألنه إذا لم يستبعد‪ ،‬فالبد أن يسري في بني إسرائيل كما يسري السرطان"‬
‫الخلقي الذي ساد على شعوب‬ ‫ويقول " القمص مكسيموس وصفي"‪" :‬ووسط هذه المعبودات الوثنية وذلك االنحالل ُ‬
‫األرض أمر هللا يشوع بضرورة تطهير األرض وأن يُبيد هذه الشعوب وأن يحرق مدنها بالنار بسبب ما وصلت إلىه‬
‫من الفساد حيث انتهت إلى نقطة الالعودة ول يمكن إصالحها وقد صارت خط ارا على الشعب اإلسرائيلي بسبب‬
‫صنوف التوحش والرذيلة التي سادت عبادتها‪ ،‬وبعد أن قضى الشعب أربعين سنة في البرية يتدرب على القداسة‬
‫والسير مع هللا‪ ،‬كان ال بُد أن يقضي هللا أوال على هذه الشعوب حتى يسكن شعبه النقي أرضًا نقية بعيدًا عن االختالط‬
‫بسكان األرض المنحلين واألشرار"‬
‫بل أن الخالص من هذه الشعوب التي استشرت في الشر كان خير للبشرية ككل‪ ..‬لماذا‪..‬؟ ألن هذه الشعوب عاشت في‬
‫منطقة إستراتيجية‪ ،‬ونقلت شرورها للعالم كله من خالل التجار والمسافرين‪ ،‬حتى صارت األرض كلها ُمهددة بالهالك‪،‬‬
‫ويقول "القمص تادرس يعقوب"‪" :‬ما حدث لم يكن لصالحشعب إسرائيل وحده‪ ،‬وإنما في الحقيقة هو لصالح البشرية‬
‫ً‬
‫مركزا ها ًما للتجارة‪ ،‬وكان التجار يحملون في أسفارهم مع معامالتهم التجارية الفساد‬ ‫عامة‪ ،‬فإن هذه المنطقة كانت‬
‫وكأنه " الموت األسود " ليتحرك في كل اتجاه العالم المعروف حينذاك‪ .‬لقد أراد الرب أن يعطي البشرية درسًا‪ ،‬وأن‬
‫يحمي العالم من هذا الوباء‪ .‬هذا ومن جانب آخر إذ كان هللا يعد الشعب اليهودي ليكون خميرة للعالم في الشهادة له‪،‬‬
‫أمر بإبادة كل فساد حولهم حتى ينشأوا في جو نقي"‬
‫‪ -5‬هللا هو الذي منح الحياة للبشر والحيوانات ‪ ،‬وهو الوحيد الذي له حق استردادها متى شاء‪،‬وقد شاءت حكمته أن‬
‫يكشف عن بشاعة الخطية بتكثيف لحظات الموت من خالل الكوارث أو الحروب لكيما يتعظ اإلنسان ويتوب عن شره‪.‬‬
‫حكم على أريحا بالدمار الشامل لكيما تكون عبرة لكل مدينة عاصية‪ ،‬وأيضًا حدث هذا مع بابل التي صارت عبرة لكل‬
‫مدينة شريرة‪ ،‬ومن جانب آخر جعل نينوى عبرة لكل مدينة تائبة‪.‬‬
‫ويقول " القس أمونيوس ميخائيل"‪" :‬هللا لم يكن ظال ًما في معاقبة هذه الشعوب المعاندة‪ ،‬ألنه منحها الفرصة للتوبة‬
‫مئات السنين ولم تتب‪ ..‬كما أن وجودهم كان يشكل خطرًا روحيًا واجتماعيًا على العالم كله‪ .‬هذه إلى جانب أنهم كانوا في‬
‫موقف عداء مع هللا ذاته {للرب حرب مع عمإلىق} (خر ‪ )16 :17‬وهللا يختار الوسيلة التي ينفذ بها أحكامه‪:‬‬
‫‪ -1‬إما ينفذها بنفسه كما حدث في الطوفان‪ ،‬وسدوم وعمورة‪.‬‬
‫‪ -2‬أو يستخدم الطبيعة (الزالزل واألوبئة والمجاعات)‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪117‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ -3‬أو يستخدم الناس (بأن يقتل بعضهم بعضًا في الحروب)‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يكون العقاب جزئيًا أو مؤق ًتا (بالسبي أو الضربات)‪.‬‬

‫‪ -6‬ل يمكن اتهام هللا بالمحاباة والعنصرية ‪ ،‬فقد قضت الشريعة بقتل الزاني والزانية‪ ،‬وقتل هللا الذين زنوا مع بنات‬
‫موآب بالوباء وكان عددهم أربعة وعشرين ألفًا‪ ،‬وهذا فعله هللا مع األمم بالتمام والكمال‪ ،‬فاهلل القدوس وال يقبل الشر‪ ،‬فقد‬
‫حكم على المالئكة ذو الجمال والبهاء ألنهم سقطوا في الكبرياء‪ ،‬و قد حكم هللا على آدم وهو الذي جبله على صورته‬
‫ومثاله‪ ،‬ألنه لم يحفظ الوصية‪ ،‬فاهلل ليس لديه محاباة وال تغيير وال ظل دوران‪.‬‬

‫لقد كان قلب اإلنسان غليظًا يعيش بروح العبودية فكان يلزمه التأديب الصارم‪ ،‬أما نحن اآلن في عصر النعمة‪ ،‬وقد‬
‫استنار ذهن اإلنسان بمعرفة الروح القدس‪ ،‬وأيقن أن نهاية الشر هي الهالك والدمار والموت األبدي‪ ،‬ولك يا صديقي أن‬
‫تتأمل وتقارن بين نزول هللا على جبل سيناء في العهد القديم وكيف كان الجبل يدخن ويضطرم بالنار وصوت بوق‬
‫شديد‪ ..‬إلخ وبين تجسد هللا كطفل وديع بسيط في مزود في العهد الجديد‪.‬‬

‫التطبيق‬

‫يقوم المخدوم بالبحث عن بعض األشياء عن الشعوب الكنعانية‬


‫‪ -1‬أسباب الحروب‪.‬‬
‫‪ -2‬الحياة الدينية لهم‪.‬‬
‫‪ -3‬الحياة األجتماعية لهم‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪118‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫اسم الدرس ‪:‬ختم الباب ُمصان‪ -‬دوام بتولية السيدة العذراء‬

‫اآلية‪ -:‬هوذا العذراء تحمل وتلد ابنا ويدعون اسمة عمانوئيل الذي تفسيره‬
‫هللا معنا(مت‪)23:1‬‬

‫أهداف الدرس‬
‫الهدف المعرفى‪ :‬ان يعرف تواضع العذراء وطهارتها وبتوليتها‪.‬‬
‫الهدف المهارى‪ :‬ان يتدرب المخدوم علي التواضع‪.‬‬
‫الهدف الوجدانى‪ :‬ان يشعر المخدوم بأهميه التواضع في حياتنا‪.‬‬

‫عناصر الدرس‬
‫‪ -1‬البتولية قبل الوالدة‪.‬‬
‫‪ -2‬البتولية في الوالدة‪.‬‬
‫‪ -3‬البتولية بعد الوالدة‪.‬‬
‫‪ -4‬البرهان الالهوتي‪.‬‬

‫التمهيد‬
‫رجيا أ ّن القديسة‬
‫معا”‪ .‬وهي‪ ،‬بحسب إيماننا المسيحي‪“ ،‬الدائمة البتوليّة”‪ .‬ويؤّكد اللهوت والليتو ّ‬
‫مريم العذراء هي “ ّأم وبتول ا‬
‫مريم هي بتول قبل الوالدة وفي الوالدة وبعد الوالدة‪ .‬أي إنّها حبلت ربنا يسوع المسيح دون زرع بشر‪ :‬تلك هي بتوليّة القديسة‬
‫ثم إنّها ولدت ربنا يسوع وبقيت بتوالا‪ :‬تلك هي البتولية في الوالدة؛ وبعد أن ولدت ربنا‬
‫مريم قبل والدتها البنها ربنا يسوع؛ ّ‬
‫يسوع لم تعرف رجل‪ :‬تلك هي البتوليّة بعد الوالدة‪ .‬إ ّن ما تكرز به المسيحيّة قد يبّدو مناقض ا للعقل‪ .‬ولكن ليس من أمر‬
‫يغيرها اآلن في الحبل بالرب ووالدة ربنا يسوع‪،‬‬
‫يستحيل على اهلل ‪.‬فالذي في البدء وضع نواميس الحبل والوالدة لدى البشر ّ‬
‫كل النساء ‪:‬البتوليّة واألمومة‪.‬‬
‫تعتز بهما ّ‬
‫جامعا في ّأمه أروع مفخرتين ّ‬
‫ا‬

‫‪+++‬‬
‫‪119‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫كان حبل السيدة العذراء بالسيّد المسيح حبالا بتوليّاا‪ .‬وفي ذلك تناغم مع إيماننا المسيحي الذي يشهد أنّ الذي حبلت به‬
‫سد‪ .‬ث ّم إنّ بتوليّة القديسمة‬
‫القديسة مريم هو ابن هللا‪ .‬فهناك انسجام بين بتوليّة القديسة العذراء مريم وعقيدة التج ّ‬
‫مريم العذراء ليست بتوليّة في جسدها وحسب‪ ،‬بل هي اتّحاد ك ّل كيانها باهلل‪.‬‬

‫سد‬
‫اإلنسجام بين بتوليّة السيدة العذراء والتج ّ‬

‫إنّ هللا إلهنا حقيقة رائعة‪ ,‬وأعماله عظمة وجلل‪ .‬وهذا ما تجلّى في ما صنعه هللا في القديسة مريم من عظائم‪ .‬ففيها‬
‫ّ‬
‫ويتخطى قوانين الطبيعة البشريّة وحدودها‪ .‬فإنّ من وضع النواميس لتكوين‬ ‫يسمو هللا المنطق البشري ومقاييسه‬
‫الطبيعة البشريّة وتطويرها قد وضع لذاته نواميس جديدة أروع من األولى‪ .‬من العبث محأولة طرح األسئلة حول هذه‬
‫النواميس الجديدة في حين ال تزال النواميس األولى جيّدة وصالحة‪ .‬إنّ محأولة كهذه ال ينتج منها سوى التخبّط في لجج‬
‫الضباب‪ ,‬وهي إلى ذلك امتهان لقدرة هللا الذي خلق من العدم هذا الكون الفائق الجمال‪ .‬وعلى كل من األسئلة التإلىة‪:‬‬
‫لماذا؟ من أين؟ كيف؟ ليس سوى جواب واحد‪ :‬هذا هو عمل هللا الذي تجلّى لنا في شخص يسوع المسيح الذي نؤمن‬
‫أ ّنه كلمة هللا وإبن هللا المتجسّد‪.‬‬

‫ك ّل ما يصنعه هللا هو آية في الروعة والكمال‪ .‬فلقد حدّد في ناموس الخليقة األول أن ليس من امرأة يمكن‬
‫أن تجمع في ذاتها بين البتوليّة واألمومة‪ .‬ولكنه في ناموس الخليقة الجديدة صنع القديسة مريم أمّه ووهبها سمات إلهيّة‬
‫أمكنتها من أن تجمع بين كلتا المفخرتين‪ .‬في الناموس األول حدّد أ ّنه ال يمكن أي ّ كائن بشري أن يولد دون علقة‬
‫جسديّة بين رجل وامرأة‪ ,‬وفي الناموس الثاني جعل الحبل به في أحشاء فتاة من بني جنسنا دون زواج‪ .‬هو مجده‬
‫اإللهي قد سكبه على أمّه ليمأل به بواسطتها البشريّة كلها‪.‬‬

‫إنّ موضوع الحبل بربّنا يسوع المسيح البتولي في وأحشاء مريم العذراء هو لديانتنا المسيحية ها ّم ج ّداا لم‬
‫بحيث وقفت الكنيسة ذاتها وج ّندت ك ّل الفلسفات البشريّة والشعر والفنّ إلبراز مدلوالته الرائعة‪ ,‬ولم تك ّل في العمل‬
‫على تفسير أبعاده العميقة‪ .‬لقد أنشدت لهذه الحقيقة الرائعة مؤ ّكدة أنّ هذا الحبل البتولي ليس اختراعا ا وال وسيلة للح ّط‬
‫ل إله ّايا به يت ّم التعرّ ف إلى شخص‬ ‫من كرامة الزواج‪ .‬فالمسيحيّة تعتبر الزواج مقدّساا يوحي به اإلنسان بذاته‪ ,‬وسبي ا‬
‫صة لتظهر بجلء ك ّل معاني التجسّد‪.‬‬ ‫ويتكوّ ن كائن بشري جديد‪ .‬ولكن كان البد أن يت ّم الحبل بالمسيح بطريقة خا ّ‬

‫‪ +‬قيّض لطبيعة المسيح البشريّة أن تكون مصدرا ا ومنشأ إلحياء البشريّة على صورة جديدة سماويّة‪ ,‬كان ال ب ّد‬
‫لها أن تتكوّ ن بشكل جديد ويكون لها مصدر سماوي‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪120‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ +‬وهكذا كان ال ب ّد للمسيح أن يأتي إلى هذا العالم بطبيعة بشريّة لم يستم ّدها من أيّ مصدر أرضي بل من‬
‫ا‬
‫وأبعادا مغايرة لما تتضمّنه أيّ والدة بشريّة أخرى‪.‬‬ ‫مصدر إلهي يفوق طبيعة البشر‪ ,‬أل ّنها تحمل في ذاتها معاني‬
‫فالمعنى األول لعقيدة الحبل البتولي بيسوع هو اإذا أنّ هناك انقطاعاا مع تاريخ اإلنسان الخاطئ وإعل انا أنّ خلص‬
‫ا‬
‫جديدا برمّته‪ ,‬أكثر إبداعاا‬ ‫بتدخل مباشر من قبل هللا‪ .‬كان ال بد للمسيح أن يمنح العالم شيئا ا‬
‫ّ‬ ‫اإلنسان وتجديده يتحقّقان‬
‫وأكثر روعة من أيّ شيء آخر في تاريخ البشريّة كلّها‪ ,‬أعني الفداء‪ .‬ففيه قيّض للبشرية كلّها أن تخلَق من جديد‪ .‬وهذا‬
‫ما يعنيه بولس الرسول في المقارنة التي يقيمها بين اإلنسان األول الذي تكوّ ن من األرض‪ ,‬من التراب‪ ,‬واإلنسان‬
‫الثاني الذي أتى من السماء‪.‬‬

‫“فاالإنسان الول‪ ,‬أآدم‪ ,‬حسب قوهل‪ ,‬مل يكن إاالل نفسا حيلة‪ ,‬أ لما االإنسان الثاين‪ ,‬يسوع املس يح‪ ,‬فهو روح حييي” (‪ 1‬كو ‪-45 :15‬‬
‫‪.)48‬‬

‫‪ +‬ينتج من ذلك أنّ ك ّل بشريّة المسيح كان ال ب ّد لها أن تكون خليقة جديدة‪ ,‬وأن تكون برمّتها عمل هللا دون سواه‪.‬‬
‫وعليه ينطبق ما يقوله يوح ّنا اإلنجيلي عن المدعوّ ين لميراث الملكوت‪:‬‬

‫“هو اذلي مل يودل من دم‪ ,‬وال من مشيئة جسد‪ ,‬وال من مشيئة رجل‪ ,‬بل من هللا” (يو ‪.)13 :1‬‬

‫‪ +‬إنّ المسيحيّة‪ ,‬بتأكيدها حبل القديسة مريم البتولي‪ ,‬تهدف أوالا إلى إعلن إيمانها بأنّ ربنا يسوع المسيح هو أوالا‬
‫وآخرا ا “ابن هللا”‪ .‬هذا ما يعنيه القول األول من قانون اإليمان‪“ :‬وتجسّد من الروح القدس‪”.‬أمّا القول الثاني "ومن مريم‬
‫العذراء" فيؤ ّكد الدور الذي تحتلّه البشريّة في سرّ التج ّسد‪ .‬فذكر بتوليّة القديسة مريم العذراء في قانون اإليمان هو‬
‫لإلشارة إلى أنّ الدور الذي أدّته البشريّة في التجسّد هو قبول عطيّة هللا وليس أكثر‪ .‬فباسّم البشريّة قبلته القديسة مريم‬
‫العذراء دعوة هللا‬
‫وقالت‪:‬‬
‫الرب‪ ,‬فليكن يل حبسب قوكل” (لوقا ‪.)38 :1‬‬
‫“ها أان ذا أمة ل‬
‫فقانون اإليمان يؤ ّكد إذن أمرين‪ :‬أولا إنّ حياة المسيح على األرض لم تستم ّد معينها إلّ من هللا وحده‪ ،‬وثانياا‬
‫إنّ القديسة مريم العذراء أسهمت في هذا الحدث بقبولها عطيّة هللا‪.‬‬

‫أن الحديث عن هذا الموضوع ال يمكن أن‬ ‫كانت بتوليّة أ ّم هللا وال تزال موضوع فخر ومجد لدى المسيحيّين‪ ،‬مع العلم ّ‬
‫إن تجسّد كلمة هللا في أحشاء مريم العذراء يضفي على كل األحداث التي ارتبط فيها‬ ‫يكون إالّ بمنتهى التحفّظ والدقة‪ّ .‬‬
‫إن حبل القديسة مريم البتول بالسيّد المسيح هو على هذا القدر من التألّق بحيث‬ ‫مصير مريم العذراء بمصير ابنها إلهيًّا‪ّ .‬‬
‫يشعر المرء بحاجة إلى لغة المالئكة للتح ّدث عنه‪ .‬وكم هي مؤسفة رؤية رجال الالهوت يعالجون موضوعا ً دقيقا ً كهذا‬
‫تغذى بروح اإلنجيل ‪.‬يؤ ّكد التقليد المسيحي ابتداء من القرن الرابع‪ ،‬وال سيّما مع‬‫بفكر ّ‬
‫ٍ‬ ‫بأسلوب بيولوجي فجّ ال يليق‬
‫أن ابن هللا خرج من أحشاء القديسة مريم كما دخلها‪ :‬في مجد األلوهة وبهاء سرّ ها‪ ،‬وقد حُفظت‬ ‫الق ّديس أمبروسيوس‪ّ ،‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪121‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫فإن بتوالً‬
‫ستغرب‪ّ :‬‬
‫َ‬ ‫َجب عظيم ُم‬ ‫سالمة بتولية العذراء ‪.‬هذا ما ترنّم به الليتورجيا البيزنطيّة بذهول وابتهاج ‪:‬لقد ت ّم اليوم ع َ‬
‫ال والطفل يولد دون‬ ‫ال ومن اآلب ال ينفصل‪ .‬اإلله الكلّ ّي الكمال يصير طف ً‬ ‫تلد وتبقى عذراء كما كانت‪ .‬الكلمة يصير طف ً‬
‫أن يزيل بتوليّة أ ّمه ”وفي هذا يهتف الق ّديس غريغوريوس“ ‪:‬يا لَ ْلمعجزة الرائعة‪ :‬العذراء تصير أ ًّما وتبقى عذراء‪ .‬ال‬
‫أن الذي صار إنسانا ً لينقذ البشريّة من‬ ‫البتوليّة حالت دون الوالدة وال الوالدة أزالت البتوليّة‪ .‬ولقد كان من المالئم ّ‬
‫الفساد‪ ،‬يستهلّ عمله بتلك التي ولدته فيحفظها ‪“.‬ث ّم يتابع قائال “ هذا ما سبق موسى فرآه في النار التي ألهبت العلّيقة دون‬
‫أن العلّيقة كانت ملتهبة لم تحترق‪ ،‬كذلك ولدت البتول النور دون أن يعتريها الفساد‪”.‬‬ ‫أن تحرقها‪ .‬فكما ّ‬

‫وعلى النحو نفسه قال القدّيس إيرونيموس‪ ،‬وهو من أعاظم من كتب في تفسير الكتاب المقدّس‪:‬‬

‫“مرمي يه أ لم وبتول‪ :‬بتول قبل الوالدة وبتول بعد الوالدة‪ .‬ادلهشة تغمرين ‪:‬كيف من هو بتول يودل من البتول؟ وكيف بعد والدته تبقى‬
‫أ لمه بتوال؟ أتريد أن تعرف كيف ودل من عذراء وبقيت أ لمه عذراء بعد الوالدة؟ عندما دخل يسوع عىل تالميذه من بعد قيامته “اكنت‬
‫البواب مغلقة” (يو ‪.)19 :20‬‬

‫أن الرب يسوع ُولد من عذراء وبقيت أ ّمه‬ ‫‪ +‬ال تعرف كيف حدث ذلك لكنّك تقول‪ :‬هذه قدرة هللا‪ .‬وكذلك عندما تعلم ّ‬
‫عذراء بعد الوالدة قل‪ :‬هذا عمل قدرة هللا ‪ “.‬ل ّما خرج الطفل اإللهي من أحشاء أ ّمه لم ينتزع عنها صفاء‬
‫مشاعرها البتوليّة‪ ،‬بل بالحريّ أضفى على قواها الحياتية مزيداً من الفخر والبهجة‪ ،‬وعلى معنى أمومتها مزيداً من‬
‫الجالل والعظمة‪ .‬لقد اجتمعت في القديسة مريم مشاعر البتوليّة ومشاعر األمومة‪.‬‬

‫‪ +‬والكائن البشري هو‪ ،‬بحسب بولس الرسول‪ ،‬جسد ونفسه وروح‪ .‬فالجسد هو مجموعة األعضاء الطبيعيّة والخاليا‬
‫الحيّة التي هي جزء من ما ّدة هذا الكون ‪.‬والنفس هي مجموعة القوى من عقل وإرادة ومخيّلة ومشاعر‪ .‬وفي عمق‬
‫الجسد والنفس هناك عنصر ثالث يدعوه بولس الرسول “الروح” (رو ‪ ،)16 :8‬ويعني بها نقطة التالقي مع الكون‬
‫ونقطة االختبار الشخصي لعمق كياننا الباطني الذي به ندخل في شركة مع غير المنظور‪..‬‬

‫إنّ الكنيسة بتأكيدها بتوليّة القديسة مريم العذراء حتّى بعد ولدتها ابنها ربنا يسوع‪ ،‬تعلن عن اعتقادها أنّ القديسة مريم‬
‫ي رجل ل قبل ولدتها لرب المجد يسوع ول بعدها‪ ،‬وأنّه لم يكن لها أولد غير ربنا‬ ‫العذراء لم يكن لها عالقة جسدية مع أ ّ‬
‫خاص القدّيس إيرونيموس والقدّيس‬‫ّ‬ ‫يسوع‪ .‬تلك الحقيقة دافع عنها آباء الكنيسة‪ ،‬منذ ما قبل مجمع أفسس‪ ،‬وبنوع‬
‫أمبروسيوس في الغرب وقبلهما أوريجانيس في الشرق‪ .‬وقد أجاب هؤلء على بعض اعتراضات وردت من تفسير‬
‫خاطئ لبعض نصوص العهد الجديد وأوضحوا معنى هذه الحقيقة على صعيد العقائد‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪122‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫(مىت ‪ ,)25 :1‬فودلت ابهنا البكر (لو ‪ )7 :2‬ورد في إنجيل متّى أنّ يوسف‪ ،‬بعد أن تراءى له مالك الرب وقال له أل‬ ‫“حىت ودلت ابهنا” ل‬
‫يخاف من أن يأخذ امرأته القديسة مريم ألنّ الذي حبل به فيها إنّما هو من الروح القدس ”مللا هنض من النوم‪ ,‬فعل كام أمره مالك‬
‫حىت ودلت ابهنا فس لماه يسوع” ل‬
‫(مىت ‪(25 -24 :1‬‬ ‫الرب‪ ,‬فأخذ امرأته ومل يعرفها ل‬
‫ل‬

‫أن يوسف عرف القديسة مريم بعد‬ ‫‪ +‬قد يعترض البعض‪ :‬فقول اإلنجيل “ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر” يعني ّ‬
‫ذلك ‪.‬على هذا االعتراض نجيب مع التقليد الكنسي‪ :‬استنادًا إلى مقاطع أخرى من الكتاب المق ّدس‪ ،‬هذا التعبير هو‬
‫توضيح فقط لما حدث قبل والدة ربنا يسوع المسيح‪ ،‬أي أ ّن يوسف لم يعرف القديسة مريم قبل والدتها لربنا يسوع ّ‬
‫وأن‬
‫ولكن هذا التعبير ال يعني مطلقًا أنّه عرف القديسة مريم بعد ذلك‪ .‬ولنا مثل على هذا‬ ‫ّ‬ ‫ربنا يسوع إذن ُولد بشكل بتولي‪.‬‬
‫حىت ماتت" (‪2‬مص ‪ )6:23‬فهل يعني ذلك ّ‬
‫أن القديسة مريم العذراء‬ ‫التعبير قول الكتاب المق ّدس ّ‬
‫إن "مياكل ابنة شأول مل تِل ودلا ل‬
‫ولدت ولدًا بعد موتها؟‬

‫أن له إخوة أصغر منه‪ .‬فالبكر‪ ،‬في مصطلح‬ ‫‪ +‬أ ّما لقب "البكر" الذي يُطلَق على ربنا يسوع المسيح (لو ‪ )7 :2‬فال يعني ّ‬
‫الناس ومصطلح الكتاب المق ّدس‪ ،‬هو الولد الذي لم يولد قبله آخر‪ ،‬سواء ُولد بعده غيره أم لم يولد‪ .‬ولذلك يس ّميه‬
‫أن الكتاب المق ّدس واليهود كانوا يحرصون شديد‬ ‫الكتاب تارة البكر وأخرى "فاتح رحم" على ح ّد سواء‪ .‬فضالً عن ّ‬
‫ألن الناموس الموسوي كان‬ ‫الحرص على االحتفاظ بهذه التسمية “لفاتح الرّ حم”‪ ،‬حتى وإن لم يعقبه أخ أو إخوة‪ّ ،‬‬
‫إن كل ذكر فاتح رحم (أي بكر) يكون مق َّدسا للرب”‪ ،‬وال ب ّد من تقدمته للربّ‬ ‫يفرض عليه واجبات خاصة تجاه هللا‪ّ “ :‬‬
‫(لو ‪ .)23 -22 :2‬ولذلك كان من الواجب أن يخضع ربنا يسوع المسيح لهذا الناموس فيق ّدمه أبواه للرب ويفتدياه‬
‫بزوجي يمام أو فرخي حمام بحسب الشريعة‬

‫أم يسوع وأخواته‬

‫يتكلّم العهد الجديد في مقاطع عدّة على إخوة يسوع وأخواته (متّى ‪46 :12‬؛ ‪55 :13‬؛ مر ‪: 6‬‬

‫سع‬‫‪3‬؛ لو‪: 198‬؛ يو ‪12 :2‬؛ ‪5 -3 :7‬؛ أع ‪14 :1‬؛ غال ‪ .)19 :1‬إنّ لفظتي “أخ” و”أخت ”مستعملتان هنا من باب التو ّ‬
‫على حسب العادة عند اليهود‪ .‬فالكتاب المقدّس يدعو إخوة إبراهيم وابن أخيه لوطا ا (تك ‪8 :13‬؛ ‪ ،)14 :14‬ولبان وابن‬
‫أخيه يعقوب (تك ‪ )15 :29‬وابني هرون وابني عمه ع ّزيئيل (أح ‪ ،)4 :10‬وكذلك بنات ألعازر وأبناء أخيه قيش (أح ‪:23‬‬
‫‪ .)22‬ث ّم إنّ “إخوة يسوع” يذكر لنا اإلنجيل أسماءهم‪ ،‬وهم‪ :‬يعقوب وسمعان ويهوذا (متّى ‪ .)55 :13‬والدليل على أنّ هؤلء‬
‫ليسوا إخوة بالطبيعة لرب المجد يسوع ول أولداا من ث ّم للقديسة مريم والدة ربنا يسوع‪ ،‬هو أنّ اإلنجيل يذكر لنا أ ّمهم‪ ،‬وهي‬
‫مريم زوجة كليوبا (متّى ‪“ 56 :27‬مريم أ ّم يعقوب) التي يدعوها اإلنجيل أيضا “مريم أخت العذراء مريم أ ّم ربنا يسوع‬ ‫ٍ‬
‫المسيح ” وفي هذه الجملة األخيرة أيضا ا يجب أن تؤخذ لفظة “أخت ”بالمعنى الواسع‪ ،‬فإنّه ل يُعقَل أن تدعى فتاتان بالسم‬
‫عينه في العائلة ‪.‬ث ّم إنّ ربنا يسوع وحده يدعى “ابن القديسة مريم العذراء” (مر ‪ .)3 :6‬وأخيراا نراه وهو على الصليب‬
‫يوصي الرسول يوحنّا بالقديسة مريم أ ّمه‪ ،‬األمر الذي ل يُفهَم لو كان لها أولد غير ربنا يسوع‪ .‬وقول ربنا يسوع‪“ :‬هوذا‬
‫ابنك” ينفي أن يكون لها غيره‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪123‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫فإخوة ربنا يسوع‪ ،‬بحسب رأي ايرونيموس ومعظم التقليد الكنسي من بعده‪ ،‬هم إذن أقارب أدنون لربنا يسوع‪ ،‬أولد مريم‬
‫نسيبة القديسة مريم العذراء‪.‬‬

‫هناك برهان لهوتي يستند إلىه إيرونيموس وأمبروسيوس وأوريجانيس‪ ،‬لتأكيد بتوليّة مريم العذراء بعد ولدة يسوع‪.‬‬
‫فيقولون‪ :‬هل يُعقَل أنّ التي حملت في أحشائها ابن هللا‪ ،‬األقنوم الثاني من الثالوث األقدس‪ ،‬دون مباشرة رجل بل بقدرة الروح‬
‫القدس‪ ،‬أن تراودها‪ ،‬بعد ذلك الختبار الديني الفريد‪ ،‬إرادة العيش كسائر النساء ورغبة إنجاب أولد آخرين؟ إنّ هللا قد امتلك‬
‫كل كيان مريم العذراء‪ ،‬فال ب ّد أن تكون قد ك ّرست هلل ذاتها بك ّل قوى جسدها ونفسها وروحها‪ .‬إنّ الذين يختبرون هللا في‬
‫صة فيظهر لهم المسيح كما ظهر لبولس الرسول أو تظهر لهم مريم العذراء كما ظهرت لبرناديت في لورد‬ ‫اختبارات روحيّة خا ّ‬
‫ي رغبة في الزواج‪ ،‬بل يسلكون طريق البتوليّة‪.‬‬ ‫بعمق‪ ،‬ل يعودون يشعرون بأ ّ‬
‫ٍ‬ ‫ساك الذين يختبرون التّحاد باهلل‬ ‫وغيرها‪ ،‬أو الن ّ‬
‫ي يمكننا تأكيد بتوليّة مريم العذراء بعد ولدتها يسوع وعلى أثر هذا التّحاد العميق باهلل وهذا الختبار الفريد في‬‫فكم بالحر ّ‬
‫تاريخ البشر لقدرة هللا تمألها وتبذر في أحشائها الحياة البشريّة؟‬

‫التطبيق‬
‫‪ -1‬يقوم المخدوم بعمل بحث في الكتاب المقدس عن النبوات التي تؤكد دوام بتولية السيدة العذراء‪.‬‬

‫‪ -2‬يقوم المخدوم بالبحث عن النبي سمعان الشيخ والبحث عن سبب تسبحته ‪:‬‬

‫" الن اي س يدي تُطلق عبدك بسالم حسب قوكل لن عيين قد أبرصات خالصك اذلي أعددته قدام مجيع‬
‫الشعوب نورا جتىل للمم وجمدا لشعبك إارسائيل‪".‬‬
‫(أنجيل معلمنا لوقا األصحاح الثاني)‬

‫‪+++‬‬
‫‪124‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫اسم الدرس ‪ :‬ابونا يعقوب‬

‫اآلية‪ -:‬ال أطلقك إن لم تباركني (تك‪)26:32‬‬

‫أهداف الدرس‬
‫الهدف المعرفى‪ :‬أن يعرف المخدوم شخصية أبينا يعقوب‪.‬‬
‫الهدف المهارى‪ :‬أن يتدرب المخدوم علي الجهاد لنوال البركة‪.‬‬
‫الهدف الوجدانى‪ :‬أن يشعر المخدوم بأهمية البركة التي يعطيها هللا‬
‫لإلنسان مثارنة بشهوات العالم الزائلة‪.‬‬

‫عناصر الدرس‬
‫‪ -6‬هللا يحذر البان وعهدًا جديدًا‪.‬‬ ‫‪ -1‬صراع يعقوب وعيسو‪.‬‬
‫‪ -7‬لقاء األخوين‪.‬‬ ‫‪ -2‬حلم أبونا يعقوب‪.‬‬
‫‪ -8‬مالمح صالة أبونا يعقوب‪.‬‬ ‫‪ -3‬اللقاء األول براحيل‪.‬‬
‫‪ -9‬يعقوب مع هللا‪.‬‬ ‫‪ -4‬البان يخدع أبونا يعقوب‪.‬‬
‫‪ -10‬موكب اللقاء‪.‬‬ ‫‪-5‬هروب أبونا يعقوب‪.‬‬

‫التمهيد‬

‫تميزت حياة يعقوب بصراعات كثيره‬

‫في األحشاء ‪ -:‬صراع مع عيسو‬

‫في مرحلة الشباب‬


‫‪ ‬صراع مع عيسو بسبب البكوريه‬
‫‪ ‬صراع مع خاله البان‬
‫‪ ‬صراع مع الزوجتين لكي يرضيهما‬
‫و اخيرا الصراع مع هللا‬

‫‪+++‬‬
‫‪125‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫(( قراءة اإلصحاح ‪ 28‬من سفر التكوين مع المخدومين ))‬

‫‪ +‬يعقوب ‪ :‬اي عقب كان ممسكا بعقب اخيه‬

‫‪ +‬كان يعقوب وديعا ا لذلك كانت رفقة تحبه أكثر وتشتهي أن تكون له البكورية‬

‫‪ +‬كانت البكورية هي أثمن عطية يمكن أن تعطي وان كاهن العائلة متقدم األسرة وهو الذي يهب هذة البركة ولكن‬
‫عيسو فقد هذة البركة من أجل شهوة الطعام‬

‫أمعلو ال للطعام البائد بل للطعام البايق للحياة الابدية (يو‪)27:6‬‬


‫‪ -‬يذهب يعقوب إلى البان خاله‪-:‬‬

‫هرب يعقوب من وجه اخيه عيسو لكي يختار له زوجه من بنات البان‬

‫" مق اإذهب اإىل فدان أرام اإىل بيت بتوئيل ايب امك وخذ لنفسك زوجه من هناك من بنات الابن أيخ امك " (تك‪)2:28‬‬
‫و إمتدت األيام التي أقام فيها هناك إلى ‪ 40‬سنة‬

‫هللا يستخدم ذهاب يعقوب لكي يتزوج يعقوب ليئة و راحيل و يكون منهما رؤساء االسباط الذين يبني عليهما تاريخ‬
‫العهد القديم‬

‫" و رأي حلام و إاذا سمل منصوبة عيل الرض و رأسها ميس السامء " ( تك‪) 12:28‬‬
‫"و اخذ من جحارة املاكن ووضعة حتت راسه فأضطجع يف ذكل املاكن " (تك ‪)11:28‬‬

‫كان الحجر هو الوسادة اي ان المسيح وسادتنا في وقت الضيق‬

‫وفى الطريق انفتحت السماوات ليرى يعقوب سلما رأسه فى السماء ومالئكة هللا‬
‫صاعدون ونازلون عليه والرب واقف عليه‪.‬‬
‫واذ استيقظ من نومه مسح الحجر الذى كان مستندا عليه ليكون عمودا فى بيت هللا‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪126‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫السلم = يرمز إلى الصليب الخشبي " من خلل االيمان يرتفع اإلنسان إلى السماء "‬ ‫‪‬‬
‫الحجر = يرمز إلى المسيح‬ ‫‪‬‬
‫النازلون = يرمزون إلى األمم أو الملئكه الذين سقطوا‬ ‫‪‬‬
‫و الصاعدون = يرمزون للذين يتمتعون ببنوة هللا الحقيقيه‬ ‫‪‬‬

‫هناك بعض الذين يصعدون و البعض اآلخر يسقطون و هذه دعوه من هللا لكي يكون يعقوب من‬

‫من معاملت هللا مع يعقوب أنه يصل إلى ارض بني المشرق و يجد القطعان و يحتاجوا أن يدحرجو الحجر عن البئر‬
‫ثم يلتقي براحيل‬

‫‪ +‬عندما ابصر يعقوب راحيل بنت البان خاله يقول الكتاب‬

‫" أن يعقوب تقدم و دحرج احلجر " (تك‪)10:29‬‬


‫‪ +‬رؤية راحيل جعلته يسرع في الطريق‬

‫القطعان الموجوده عند البئر و تنتظر السقي تشير إلى الغالم الذي‬ ‫‪‬‬
‫ينتظر المسيح القائم‬
‫رفع الحجر عن البئر يشير إلى رفع الحجر عن القبر و وجود المسيح القائم‬ ‫‪‬‬
‫رفع الحجر يشير إلى كشف سر المعموديه‬ ‫‪‬‬
‫صوت يعقوب إلى الرعاه قبل رفع الحجر يشير إلى حديث هللا مع العالم من خلل الكتب لكي يهيى للمعموديه‬ ‫‪‬‬

‫‪ +‬أعلن يعقوب ذاته لراحيل و دخل معاها إلى بيت ابيها و اقام عنده شهر هذا يشير إلى حياة الشركه طوال ايام‬
‫الغربه‪ ....‬بعد انتهاء الشهر بدء يعقوب في خدمة البان خاله و تعرف علي ليئه و راحيل‬

‫‪ +‬يعقوب في بيت البان يرمز إلى السيد المسيح الذي جاء ليخدم البشرية كان ضيفا و لكنه بذل ذاته خادما ‪ ...‬بدت‬
‫خدمة يعقوب في عينيه أنها قليلة بسبب محبتة لراحيل‪..‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪127‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫" واكن يف املساء أنه أخذ ليئة اإبنته وأىت هبا اإلىه ‪ ...,‬وأعطاه ليئة زوجه (تك ‪)23 :29‬‬
‫أل ن يعقوب اخذ البكوريه بخداع لذلك الكيل الذي كال به يكال له و يعقوب من أكثر الشخصيات في الكتاب المقدس‬
‫التي خدعت‬

‫‪ ‬رفض ليئه = تشير إلى اليهود كنيسه العهد القديم‬


‫‪ ‬قبول راحيل = تشير إلى االمم‬

‫كما وحد يعقوب بينهما و صار منهم انسانا واحداا هكذا المسيح يربط األثنين (اليهود و االمم )‬

‫كان يعقوب متغربا عن كنعان مدة ‪ 40‬سنه لكن قلبه لم ينسي كنعان‬
‫‪ .....‬هل يقربني هللا ثانيه رغم غربتي عنه مده طويله ؟‬

‫برغم الضغوط التي صادفته من البان وأوال ده لكن الضيقه جعلته يفكر في العوده لكنعان و يظهر وفاء الزوجتين له‬

‫‪ -‬يعقوب يرمز للسيد المسيح‬


‫‪ ‬و عودته بالزوجتين يرمز إلى العهد الجديد و القديم‬
‫‪ ‬البان يرمز إلى العالم الذي يحرمنا من كنعان‬
‫‪ ‬كان البان يجز الغنم و في أثناء ذلك عبر يعقوب النهر و قاد الغنم إلى كنعان و لم يشعر البان بهروب يعقوب‬
‫إال في اليوم الثالث إشاره إلى قيامة السيد المسيح في اليوم الثالث‪.‬‬

‫"وأآىت هللا اإىل الابن الرايم يف حمل الليل وقال هل أحرتز من أن تلكم يعقوب خبري أو شهر " (تك ‪)24:31‬‬
‫ألن هللا في معاملته مع أوالده يحافظ عليهم مهما كانت مملكة الشيطان القويه‬

‫‪ -‬قطع يعقوب عهداا جديداا مع البان خاله‪.‬‬

‫سمي العهد‬

‫‪ ‬يجرسهدوثا ( بلغة البان ) و معناها رجمة الشهاده تشير إلى المسيح‬


‫‪ ‬جلعيد ( بلغة يعقوب ) أي العبريه‬

‫المصفاه معناها برج المراقبة‬


‫ثم بعد ذلك كان االفتراق احدهما يذهب إلى حاران و االخر يذهب إلى كنعان‬

‫‪+++‬‬
‫‪128‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫اكن يعقوب متشكاك يف نوااي عيسو و لكن ما يغرية وأنه "القاه مالئكة هللا" (تك‪)1:32‬‬
‫وقال يعقوب إذ رآهم ‪ ":‬هذا جيش هللا " (تك‪)2:32‬‬ ‫وسمي ذلك المكان محنايم أي معسكرين‬

‫يعقوب يري جيشا ا منظوراا من الملئكة الغير منظورة‪ .‬ما يراه في الخفاء يختبره علنية وفي ذلك يعلمنا أن ندرك‬
‫المواعيد اإللهيه في حيانتا اليومية‬

‫( تك‪) 8-3:32‬‬ ‫أرسل أبونا يعقوب إلى عيسو‪-:‬‬

‫أرسل يعقوب رس ا‬
‫ل لعيسو في أرض سعير معناها كثر الشعر‬

‫وعندما أرسل رسلا للمصالحة كان صانعا ا سلم وحكيم‪.‬‬

‫تشير إلى‬ ‫الصالة‬


‫العلقة الشخصية‬ ‫يا إله أبي أبراهيم‬
‫يذكر هللا بوعوده‬ ‫الذي قال لي أرجع إلى أرضك وإلى عشيرتك فأحسن‬
‫إلىك‬
‫الشعور بالضعف أمام هللا‬ ‫صغير أنا عن جميع ألطافك‬
‫فإني بعصاي عبرت هذا األردن واألن قد صرت جيشين يتذكر عمل هللا معه‬
‫يطلب النجاة‬ ‫نجني من يد أخي من يد عيسو‬

‫‪ +‬صراع يعقوب يؤكد أن ملكوت هللا يغصب والغاصبون يخاطفونه ‪ .‬صراع‬


‫يعقوب يؤكد علي الجهاد ‪.‬‬

‫‪ +‬يظهر الملك كأنه مهزوما ا ولكنه يبارك اإلنسان‪ ...‬المهزوم يبارك الهازم ‪..‬‬

‫‪ +‬المسيح هو المهزوم في نظر الناس لكنه يبارك البشرية التي هزمته ألن في‬
‫الصليب يظهر المسيح وكأنه مهزوما ا ولكن في حقيقته يبارك البشرية‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪129‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫‪ +‬ثم يتغير إسم يعقوب إلى إسرائيل (تك ‪)28:32‬‬

‫‪ +‬سمي يعقوب المكان فنيئيل ومعناه وجه الرب‪.‬‬

‫‪ +‬يحسب يعقوب نفسه مغبوطا ا ألنه يري هللا وجهاا لوجه‪.‬‬

‫يعقوب يقدم صلة ثم يقدم هدية‪.‬‬

‫‪ +‬هللا يهيئ قلب عيسو ويدخل فيه مشاعر االخوة والحنين‪.‬‬

‫‪ +‬كان يعقوب هو المتقدم ويشير هذا‪ -:‬إلى البذل واإلخلص ثم وضع الجاريتين وأوالدهم ثم ليئة وأوالدها ثم راحيل‬
‫وأوالدها‪.‬‬

‫كان اللقاء عبارة سجود سبع مرات علي األرض وهذا يشير إلى اإلتضاع وهذا إشارة لشخص السيد المسيح في‬
‫إتضاعه ووضع نفسه في مقدمة اآللم‪.‬‬

‫" فنصب يعقوب معودا يف املاكن ‪ ..‬وسكب عليه سكيبا وصب عليه زيتا" (تك‪.)14:35‬‬
‫‪ ‬العمود إشارة إلى السيد المسيح ‪.‬‬
‫‪ ‬السكيب إشارة إلى اآلالم التي أعطت فرحاا‪.‬‬
‫‪ ‬المسحة أشارة إلى المسيح هو المخلص الذي جاء لكي يخلص العالم‬

‫ثم التقي يعقوب بإسحاق أبيه‬

‫‪+++‬‬
‫‪130‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫التطبيق‬
‫سفر التكوين األصحاح التاسع والعشرون والثالثون‬
‫أبحث عن أسماء بنو ابينا يعقوب في األصحاح ‪ 30 ، 29‬من سفر التكوين‪.‬‬
‫وأشطب هذة األسماء من الجدول بشكل طولي ‪ / I‬أو عرضي ــــــــــــــــــــــــ بحيث يتبقي معك‪/‬ي عدد من الحروف‬
‫هذة كلمه السر‪.‬‬

‫ن‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ر‬


‫ف‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ذ‬ ‫ا‬ ‫ش‬
‫ت‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ن‬
‫ا‬ ‫س‬ ‫ئ‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ب‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ي‬
‫ه‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ا‬
‫ن‬ ‫ز‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ي‬
‫د‬ ‫س‬ ‫أ‬ ‫ش‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ن‬

‫ملحوظة ‪ :‬يوجد ابن آخر ليعقوب ولكن ُذكر اسمه في األصحاح الخامس والثالثون من سفر التكوين‪.‬‬
‫كلمة السر‬
‫( ‪) ........‬‬
‫إين ذكر هذا األسم ؟! ومن القائل ولمن ؟! وما عالقته بأبينا يعقوب ؟!‬

‫‪+++‬‬
‫‪131‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫اسم الدرس ‪ :‬تقديس الحاضر – خالص الحاضر – مذاقة األبدية‬

‫ع ْال َم ِسي ُح ه َُو ه َُو أَ ْمسًا َو ْاليَوْ َم َوإِلَى األَبَ ِد‪( ".‬عبرانين‪)8:13‬‬
‫اآلية‪" -:‬يَسُو ُ‬

‫أهداف الدرس‬
‫الهدف المعرفى‪ :‬أن يعرف كيف يقدس الحاضر ليتذوق األبدية علي األرض‪.‬‬
‫الهدف المهارى‪ :‬أن يتدرب عل النظر للمستقبل ووضع أهداف بعيدة المدى‬
‫الهدف الوجدانى‪ :‬أن يشعر بمذاقة األبدية وحياة النصرة والقداسة‬

‫عناصر الدرس‬
‫‪ -4‬ليست فكرة أبيقورية‪.‬‬ ‫‪ -1‬تقديس الحاضر‪.‬‬
‫‪ -5‬مذاقة األبدية‪.‬‬ ‫‪ -2‬ماذا يعني المستقبل لنا؟!‪.‬‬
‫‪ -6‬خالص الحاضر‪.‬‬ ‫‪ -3‬قدسوا الحاضر‪.‬‬

‫‪ +‬ما بين التفكير فى الماضى واألرق بسبب ما فيه من مرارة وفشل وما يصاحبه من ندم وما يترتب عليه من صغر‬
‫نفس وشك فى المصداقية وبين القلق على الغد وعدم التأكد من النجاح فيه واالستمتاع به وإصابة األهداف وتحقيق‬
‫اآلمال وإدراك الطموحات لذلك يضيع الحاضر‪.‬‬

‫مر وأفلت منا بكل ما فيه وتحول الى ذكرى‪ .‬والغد كذالك ال نملكه وال‬
‫‪ +‬يضيع الحاضر وهو األهم إذ نملكه فاألمس َ‬
‫نعرفه إذا هو فى يد هللا‪.‬‬

‫‪ +‬فيتحول األمس إلى ذكرى وخبره تفيدنا فى الحاضر وليصبح الغد مشرقا ا وأمنية جميلة وثقة فى أن هللا يرتب لنا فيه‬
‫الخير‪ ,‬والحديث هنا عن الحاضر أنه إلىقين اذ كان هناك يقين غير هللا‪ ,‬فاألمس قد مر بكل ما فيه‪ ,‬إذ كان خيراا وإن‬
‫كان شراا‪ ,‬إن كان كسباا وإن كان خسارة‪ ,‬لم يعد سوى ذكرى إن كنا قد أخطأنا فيه فقد غفر لنا هللا الماضى‪ ,‬إبتلعه بكل‬
‫ما فيه من شر ومن خيانة من ضعف أسدل عليه ستارة وصار وكأنه لم يكن‪,‬ألم نتب عنه؟؟؟؟ ألم نعترف به إذاا فهو‬
‫غير باق‪ ,‬غير قائم وال سلطان له‪ ,‬ألم يقل القديس يوحنا سابا المعروف بالشيخ الروحانى "أن التوبة تحول الزناة إلى‬
‫بتوليين؟؟!!!‪ ,‬أى كأنهم لم يخطئوا أصلا" (همل نتحاجج يقول الرب اإن اكنت خطاايمك اكلقرمز تبيض اكلثلج‪ ,‬اإن اكنت محراء‬
‫اكدلودى تصري اكلصوف) (أشعياء ‪.)18:1‬‬
‫إننا ال نستطيع أن نسترجع الماضى‪ ,‬وبالتالى فنحن ال نقدر أن نصلحه‪ ,‬أو نعدله‪ ,‬لقد خرج من أيدينا وصار فى ضمير‬
‫الزمن!!‪ ...‬ولكننا نستطيع أن نجعل اليوم أفضل منه‪....‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪132‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫وفى محاسبة النفس والتى أعتدنا فيها أن نقيم الماضى ونستخلص منه الخبرة‪ ,‬ونندم على ما صدر عنا فيه‪ ,‬إنما نبغى‬
‫من وراء ذلك أن نجعل الحاضر أفضل من الماضى‪ ,‬ومن هنا فإن محاسبة النفس متى كانت إيجابيه فهى ال تقتصر‬
‫على الندم‪ ,‬وإنما هى مزيج بين الملمة والرجاء‪ ,‬الملمة على جهلنا وضعفنا وهفواتنا‪ ,‬والرجاء فى تحسين الحاضر‪.‬‬

‫المهم أنك حى اليوم‪...‬نفسك حية‪ ...‬سليمة‪ ,‬أشرق عليك صباح جديد‪ ...‬وهبت يوما ا جديداا وأملا جديداا‪ ,‬تخيل أنك‬
‫إستيقظت فى الصباح لتجد هللا مثل أب حنون يضع فى يدك نفقة اليوم (مصروف اليوم) لتستطيع المواصلة‪ ,‬ولكنه هنا‬
‫يضع ليس بعض الجنيهات ‪ .‬وإنما وحدة زمنية كاملة‪ ,‬أربع وعشرين ساعة كاملة‪ ,‬لتحقق فيها مالم تستطع تحقيقه فى‬
‫يه َج ِدي َدةٌ ِيف‬ ‫هذا في َقلبي‪ ,‬من أَجل ذل َك أَرجو‪22 :‬ان ى ُه ِم ْن ا ْح َساانَ ِت ىالر ِ لب أَنىنَا ل َ ْم ن َ ْف َن‪َ ,‬ل ىن َم َر ِ َ‬
‫امح ُه الَ تَ ُزو ُل‪َ ِ 23 .‬‬ ‫األمس‪21 :‬أ َر ِّدد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لك َصبَاحٍ‪ .‬كَثِ َريةٌ أَ َمانَتُ َ‬
‫ك (مراىث أرميا ‪)23-21:3‬وكأنها إعادة خلقه يومية‪.‬‬ ‫ُ ِل‬
‫وفى أمثالهم يقول اليهود (ثلثة ال يمكن إستعادتها‪:‬سهم إنطلق وكلمة خرجت وفرصة ضاعت) غير أنه من الرائع أن‬
‫نكون راضيين عن األمس‪ ,‬غير نادمين‪ ....‬فإن كنا قد أصبنا أو أخفقنا‪ ,‬فإن هللا يحول النتائج إلى خيرنا دائماا‪ ,‬مهما‬
‫كانت األسباب والدوافع ومهما كانت األعراض والنتائج‪ .‬فى األمس أنجزنا خيرا‪ ..‬واليوم يتضاعف الخير‪ .....‬ومع ذلك‬
‫يجب أال يفصل اإلنسان نفسه عن ماضية‪ ,‬فإننا نتعلم من الماضى بل من الضرورى أن تكون هناك خطوطاا عريضه‬
‫تربط بين الماضى والحاضر والمستقبل‪ ,‬مثل اإليمان والقومية والمبادىء اإلنسانية‪ ,‬فإننا نتحدث هنا عن تنقية الحاضر‬
‫واألمانة فيه واالستمتاع به‪ .‬أو ربما أخفقنا فى األمس واليوم نتدارك اإلخفاق‪.‬‬

‫هل هو مصدر قلق؟ ينتزعنا من بهجة الحاضر ويؤرقنا؟؟!!‪ ,‬إننا ال نملك تحديد شكل المستقبل وحجمه‪ ,‬بقدر ما نملك‬
‫الحاضر وجعله أكثر ملئمة وأكثر نفعا ا وبهجة فالحياة تحتاج إلى تفهم وتقبل وتعايش‪.‬‬

‫‪+‬هناك مثل يهودى يقول "ال تقلق على شرور الغد ألنك ال تعلم ما يلده لك اليوم فقد ال تكون غداا على قيد الحياة‪ ,‬وبذلك‬
‫تكون قد أقلقت نفسك على عالم ليس لك"‬

‫فعندما يؤرقك التفكير فى المستقبل‪ ,‬وكيف تضمن فيه النجاح والراحة‪ ,‬أهتف فى أعماقك على الفور قائلا‪" :‬ضامنى هو‬
‫الرب" فإن كثرة األموال ووفرة القوة الجسدية ال تضمن لنا سعادة الغد‪ ,‬وكذلك وعود الرؤساء وصكوك األقوياء‪ ,‬ال‬
‫تضمن لنا خيراا نبتغيه أو استقراراا ننشده‪,‬‬

‫"‪3‬الَ تَتى ِلكُوا عَ َىل ُّالر َؤ َسا ِء‪َ ,‬والَ عَ َىل ابْ ِن أ آ َد َم َح ْي ُث الَ َخ َال َص ِعنْ َد ُه‪َْ َ 4 .‬ت ُر ُج ُرو ُح ُه فَيَ ُعو ُد ا َىل تُ َرا ِب ِه‪( ".‬مزمور‪)4-3:146‬‬
‫ِ‬
‫‪ +‬ومن يشقى اليوم فى سبيل اكتناز المال لينعم به فى الغد فإنه من المنطقى أنه سيشقى فى الغد بذات الدافع‪ ,‬ويظل‬
‫يلهث بل حدود‪ ,‬وكأنه يسعى فى إثر سراب مغرى ال يتغير ومن يضع على هللا رجاؤه ويجعل فيه ثقته‪ ،‬فإن هللا فى‬
‫المقابل يهتم به ويقيم من ذاته ضامنا وكفيال له‪ ،‬هذا يصرح هللا بفمه الطاهر‬

‫"‪8‬ي َُسو ُع الْ َم ِس ُيح ه َُو ه َُو أَمْسا َواليوم َوا َىل ا َلب َ ِد‪( ".‬عربانني‪)8:13‬‬
‫ِ‬
‫"لنه تعلق ىب فأجنيه" (مزمور‪)14:91‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪133‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫وهكذا نؤمن بأن هللا قادر أن يجعل من المستقبل حياة مشرقة مبهجه مثمره‪ ,‬أشياء كثيره تخص الغد‪ ,‬ربما لو عرفناها‬
‫اليوم لفقدنا سلمنا واغتممنا‪ ,‬ولكن لنحيا كل يوم بيومه أمر اليوم بيومه (مز‪ )4:3‬فليس من المناسب أن توزع طاقاتنا‬
‫ما بين ندم على األمس والقلق على الغد‪ ,‬بل ليمضى األمس حلما ا وذكرى‪ ,‬وليصبح الغد أملا مشرقاا‪ ,‬لئل نبدد القدرة‬
‫على اإلبداع فى الحاضر‪ ,‬يقول بعض الحكماء (التندم على األمس وال تقلق على الغد‪ ,‬لئل يضيع من بين يديك جمال‬
‫الحاضر) وفى صياغة مسيحية يمكن القول "ال تندم على األمس وال تقلق على الغد بل أهتم بساعتك لخلصك)‬

‫إننا نملك اليوم‪...‬نملك أن نعمل فيه‪ ,‬أن نقدسه فاليوم هو مسؤليتنا‪ ...‬ونحن سندان عن اليوم‪ ....‬فإذا عشنا اليوم كما يلي‪,‬‬
‫فإن ذلك يضمن لنا تقديس العمر كله‪ ,‬فالحياة كلها ع باره عن وحدات والوحدة الواحده هى اليوم ‪ ,‬فهل يمكن أن نفصل‬
‫اليوم عن األمس؟؟؟ وعن الغد أيضاا؟؟؟ ثم نحياه كوحدة واحدة مستقله‪ ....‬نحياه كله – ملء اليوم – فى قداسة‬
‫وفرح؟؟؟!!‬

‫هل يمكننى أن نستخلص اليوم من الماضى ومن المستقبل ونحوله الى وحده فعالة؟؟!!‬
‫نفرح به فى كل خبزة نأكلها‬
‫وبكل كوب ماء نشربه‬
‫بكل شخص طيب نتقابل معه‬
‫بكل عمل رائع ننجزه‬
‫بكل معلومة مفيدة نحصلها‬
‫بكل ليلة هادئة ننامها‬

‫يقول السائح الروسى (كانت األشجار واألعشاب والطيور واألرض والهواء والنور‪....‬كانت كلها تقول لى أنها وجدت‬
‫من أجل اإلنسان وأنها تشهد بمحبة هللا لإلنسان‪ .....‬كل شىء كان يصلى ويرنم هلل مجداا)‬

‫وكما أن للحياة نفسها هدف أسمى فإن لها أيضاا أهداف مرحلية‪ ,‬ومع مراعاة الهدف األسمى فى جميع المراحل‪ ,‬فإننا‬
‫يجب أن نحيا كل مرحلة‪...‬حاضرها‪.....‬ملء حاضرها‪.‬‬

‫فنحن نستمتع بالدراسة فى الوقت الذى نعتبر فيه الدراسة هدفا َ مرحلياَ فى حياتنا وذلك دون أن نحزن ونكتئب ونحن‬
‫ندرس‬
‫أملا فى راحة ننتظرها بعد الدراسة‪( .‬أى فى مرحلة العمل) وهكذا يجب أن نفرح ونسر ونستمتع ونحن فى العمل‪ ,‬ثم‬
‫ونحن فى الخدمة‪...‬إلخز‬

‫ومما هو جدير بالملحظة‪ ,‬أن االستمتاع بالعمل‪ ,‬له دور كبير فى نجاح هذا العمل‪ ,‬إذ أن األستمتاع يعنى اإلقتناع‬
‫بالعمل والرضى عنه ومحبته‪ ,‬مما يؤدى إلى ثمر متكاثر ونجاح أكيد‪ ....‬فإن محبة المادة العلمية والمعلومات عموما ا‬
‫تجعل من الدراسة عملا سهلا ومتعة كبيرة‪.....‬‬

‫وهكذا العمل‪....‬وهكذا تربية األطفال‪.....‬وهكذا جميع نواحى الحياة المختلفة‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪134‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫فاألبيقورية تعتمد فلسفتها على رفض فكرة الخلود ونبذ التعليم عن الحياة األخرى‪ ,‬ومن هنا فهى تدعو إلى ملء الكأس‬
‫من الذى قدر المستطاع فى الوقت الراهن ولكن الفكرة هنا‪ ...‬قائمة على األساس تقديس الحاضر‪ ...‬تقديس اليوم‪ -‬كل‬
‫يوم‪.‬‬

‫كل اليوم‪.....‬يوما ا بيوم‬

‫كذلك فأن األبيقورية متشائمة‪ ,‬تتوقع فى الغد شراا وفقراا وحرباا‪ ,‬ولكننا هنا نقدس الغد عن طريق تقديس الحاضر‬
‫لتصبح حصيلة األيام التى قدسناها وكرسناها (أى عشناها فى قداسة وبر) حياة مقدسة مثمرة‪,‬فالسعادة كمن ال فى‬
‫تعاطى اللذات ولكن فى قمع الشهوات‬

‫ولكننا نحن نرغب فى مذاقة األبدية‬


‫فإنه وحتى الحياة األبدية التى نرجوها‪ ,‬ونحيا هنا مستعدين لها‪ ,‬ومتشوقين إلىها‪ ,‬ليست حياة مستقبلية بعيدة فحسب‪,‬‬
‫وإنما هى حياة نحياها هنا‪ ,‬أو هكذا يجب أن يكون‪ ,‬فإنها حاضر ملموس ومستقبل أكيد‪ ,‬فمذاقتها تبدأ من هنا‪ ,‬ولن نبدأ‬
‫فى التعرف عليها‪ ,‬فاهلل هو القاسم المشترك هنا وهناك‪ ,‬حيث أن تعبيرى ليأت ملكوتك (متى ‪ )10:6‬وها ملكوت هللا‬
‫داخلكم (لوقا ‪ ) 21:17‬والتعبيرين تصريح شخصى من هللا نفسه يؤكدان أن معنى الحياة األبدية‪ ,‬هو أن يكون هلل مركز‬
‫حياتنا‪ ,‬ومحور إهتمامنا‪ ,‬فيه تجتمع كافة اشتياقاتنا ‪ ,‬وإن كانت الحياة األبدية هى كتاب‪ ,‬فإن الحياة الحاضرة هى مقدمة‬
‫هذا الكتاب‪ ,‬إن هناك خيطا قرمزياا يربط جميع الخليقة‪ ,‬كما ربط بين جميع مراحل الخلص فى العهد القديم‪ ,,,,,‬وإلى‬
‫األبد‪ ,‬وهو الخلص والمكافأة والحياة مع هللا‪ ,‬فإنه ليس من اللئق فى شىء أن نقضى الوقت فى كآبة وحزن‪ ,‬وأرق‪,‬‬
‫فهل نكتئب اليوم فى إنتظار الخير غداا‪ ,‬كل‪ ,‬فاليوم ؟أجمل وأفضل‪ ...‬والذى ال يستطيع االستمتاع باليوم‪ ,‬قد ال يستطيع‬
‫اإلستمتاع بالغد‪ ,‬فإن روح الحياة وجمالها وإبداعها‪ ,‬يكمن فى السويعات القليلة التى نحياها اآلن‪ ,‬فإن ضاعت‪ ,‬فقد ضاع‬
‫العمر كله‪...‬‬

‫أقرأ ما كتبه أحد الفضلء‪/‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪135‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫هل يمكن أن نقتطع اليوم من كل من األمس ومن الغد‪ ,‬وكأن الحياة تتركز فى هذا اليوم‪ ,‬وكأنك تعيش يوما ا واحداا‪,‬‬
‫وليكن يوما ا مثإلىا ا إذن‪ ,‬فل تجعل اليوم تذييلا لألمس وال مقدمة للغد‪ ...‬بل اسعى بكل قوتك لتخلص اليوم‪ ...‬إسعى‬
‫لتخلص اآلن‪...‬‬

‫‪ +‬إنك مطالب باليوم‪ ,‬مسئول عن هذا اليوم‪ ...‬ستدان عنه كما ستدان عن كل يوم‪,‬‬

‫فالذى يوجد فيه اإلنسان ففيه يؤخذ وبه يدان وإن حدثتك أفكارك بأن تستريح اليوم على أن تصلى فى الغد‪ ,‬فل تطعها‪...‬‬
‫بل صل اآلن‪ ,‬ألن من ال يصلى اليوم‪ -‬فى القليل المتاح‪ -‬فكيف يضمن أن يصلى فى الغد‪.....‬فى الكثير غير‬
‫المضمون!!!!؟‬

‫(شيخ حدثته أفكاره من جهة الصوم قائلة "كل اليوم وتنسك غداا فأجابها قائلا‪ :‬كل إن هذا لن يحدث‪...‬بل أتنسك اليوم‬
‫ولتكن مشيئة هللا غداا" وتقول األم سارة "الذى ال يعطى صدقة من فلس واحد ال يقدر أن يعطى من المئة دينار"‬

‫‪ +‬هكذا عندما توغر إلىك األفكار‪ ,‬بأنه من الممكن أن تكون فى الغد أفضل حاالا من اليوم‪ ,‬فل تصدقها وال تطعها‪ ,‬فقد‬
‫زينت لك ذلك باألمس ولم يكن سوى محض ادعاء وفى كثير من األحيان تكون المسافة بين شدة االشتياق (إلى أى عمل‬
‫روحى) وضياع نفس االشتياق‪ ,‬مجرد ثوان!! شعرة‪...‬خط رفيع‪...‬بحيث إذا مرت بضع دقائق أو بعض الوقت‪ ,‬وعاد‬
‫اإلنسان لإلمساك باإلشتياق والدخول به إلى حيز العمل‪ ,‬ليصبح فعلا قائما ا وثمراا وتعزية‪ ,‬فل يجده‪ ...‬بل قد يدفع نفسه‬
‫دفعا ا فل يجد الرغبة – مجرد الرغبة‬
‫‪...‬نسبة من الرغبة‪.‬‬

‫إعمل اليوم ‪....‬بقدر قوتك إعمل‪ ....‬مادامت لك القدرة على العمل‪ ,‬يأتى وقت حين ال تقدر أن تعمل‪ ,‬وبينما لديك اليوم‬
‫قدرة ع لى العطاء والجهاد‪ ,‬فى حين تفتقر إلى الرغبة فقد ينقلب الوضع فى الغد‪ ,‬بحيث تصبح لك الرغبة فى العمل‬
‫بينما تكون قد فقدت القدرة على العمل!!! فإنتبه‪,‬‬

‫(ينبغى أن أمعل مادام هنار‪ .‬يأىت ليل حني ال يس تطع أحد أن يعمل (يوحنا‪,)4:9‬‬
‫أراد إنسان موسر‪ ,‬أن يعلم أوالده النشاط‪ ,‬فقال لهم "هل تعلمون كيف صرت غنياا؟؟ إن سمعتم مشورتى إستغنيتم‬
‫مثلى" فسألوه عنها فقال لهم‪ :‬فى كل سنة يوجد يوم من أيامها‪ ,‬كل من عمل فيه بإجتهاد استغنى‪ ,‬إال أنه بسبب‬
‫شيخوختى قد نسيت أى يوم هو‪ ,‬فل تتوانوا أنتم فى العمل كل يوم‪ ,‬لئل يفوتكم العمل فى ذلك اليوم المبارك‪ ,‬فيضيع‬
‫تعبكم فى السنة كلها‪ ,‬وهكذا نحن أيضا ا لسنا نعرف يوم وفاتنا‪ ,‬فإن توانينا فاتانا مقصدنا وضاع كل تعبنا‪ ,‬وإن إجتهدنا‬
‫إلى اآلخر وجدنا ملكوت السموت‪ ,‬ومن هنا أيضا ا تأتى النصيحة الغإلىة لمعلمنا بولس الرسول‬

‫"مفتدين الوقت" (أفسس‪)16:5‬‬


‫حيث يعنى إفتداء الوقت‪ :‬استبداله بشىء من الصلة‪ ,‬بخدمة‪...‬بعمل المحبة‪ -‬بالمطالعة فى الكتب اإللهية‪ ,‬وبذلك تقدسه‪,‬‬
‫فيصبح للوقت قيمة‪ ,‬وبهذا يمكن أن يحسب العمر‪ ,‬بما نقتضيه من وقت جميل‪ ,‬مثمر وفعال ومؤثر‪ ,‬وكما أن هناك‬
‫شخصا ا عاش على األرض ومات دون أن يترك أية آثار أو بصمات‪ ,‬فإننا نجد فى المقابل شخصاا مثل يوحنا المعمدان‪,‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪136‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫خدم لمدة ستة أشهر فقط‪ ,‬ولكن أنظر كم تساوى من سنوات‪ ,‬وبنفس القياس يمكن أن تحسب لشخص آخر ‪ 50‬سنة فى‬
‫صفر فتصبح المحصلة صفراا!!! إنه خداع شياطين‬
‫‪...‬الذين يدفعونك إلى التفكير فى الماضى‪ ,‬والندم عليه وتبديد الوقت والجهد فى ملمة كاذبة‪ ,‬وعندما تستريح من‬
‫التفكير قليلا فى الماضى‪ ,‬يستدرجك للتفكير فى المستقبل‪ ,‬ولكن بكثير من القلقل‪ ,‬إن هناك الكثير لنعمله اليوم‪...‬هناك‬
‫الكثير لنستمتع به اليوم ‪ ,‬إن الحياة أجمل وأروع من أن نفقدها فى الملمة الباطلة أو القلق المدمر حتى إن االباء شيوخ‬
‫الرهبنة وكبار النساك‪ ,‬إتسمت حياتهم بالبهجة والفرح‪ ,‬ولم يكونوا ولم يسلموا أنفسهم إلى ضمير مريض غير سوى‪,‬‬
‫عل الرغم من السجود المتواتر فى مئات الميطانيات‪ ,‬وساعات الصلة والتسبيح والصوم الطويل وضبط النفس‬
‫والحواس‪ ,‬يقول القديس األنبا أبوللو"لماذا نجاهد وو جوهنا عابسة؟!! ألسنا ورثة الحياة األبدية؟ إتركو العبوث والوجوم‬
‫للوثنيين والعويل للخطاه‪ ,‬أما األبرار والقديسون فحرى بهم أن يمرحوا ويبتسموا ألنهم يستمتعون بالرحيات"‬

‫أنظروا أية استنارة تلك التى لهذا األب‪ ,‬لقد كان هذا القديس دائم البشاشة‪ ,‬حيث اجتذب كثيرين إلى الحياة النسكية كحياة‬
‫مفرحة فى الداخل ومشبعة للقلب بالرب نفسه‬

‫وختام األمر كله‪:‬‬

‫ليكن يومك أفضل من األمس وغدك أفضل من اليوم‬

‫فنحن فى يد هللا يسير بجانبنا‪ ,‬وليس علينا سوى أن نواكبه‪ ,‬دون تطلع للوراء أو نظر إلى المستقبل‪....‬مثل الطفل الذى‬
‫ال يعنيه المستقبل فى شىء وال يفكر فى الماضى ولكن حسبه فقط أنه مع أمه‪...‬يستمتع بحنانها ويرعى فى حمايتها‪.‬‬
‫فاللحظة الحاضرة فقط‪ ,‬تستحق االهتمام‪ ,‬إذ تحوى كنوزاا ثمينة‪ ,‬وكما أن الخيال قد يسلبك سعادتك ويسمم سلمك‪,‬‬
‫ويحرك آالم الماضى فيحييها فيك ويضاعف من مرارتها‪ ,‬كذلك فإن المستقبل هو فى يد هللا‪ ,‬وليس من اإلنصاف أن‬
‫نجمع كل اإلحتماالت السيئة فى (سلة واحدة)‬

‫ونتخيل كل حجارة الطريق قد جمعت فى كومة كبيرة لتسده فتصيب الناظر والسائر بالعجز والقنوط‪ ,‬إن قليل من‬
‫الجهد اليومى يمنع ذلك ويمكننا من المرور يوما ا فيوماا‪.‬‬

‫التطبيق‬
‫يقوم الخادم بتوزيع هذة الصلة علي المخدومين ويقوم باإلتفاق معهم علي أنهم يرددوا هذة الصلة كل يوم ‪.‬‬

‫ياربى يسوع المسيح ارحمنى انا الخاطى ‪ .......‬ياربى يسوع المسيح خلصنى انا الخاطي‬
‫ياربى يسوع المسيح اعنى انا الخاطى ‪ ..........‬ياربى يسوع المسيح قوينى انا الخاطى‬
‫ياربى يسوع المسيح طهرنى انا الخاطي ‪ .......‬ياربى يسوع المسيح نقينى انا الخاطى‬
‫ياربى يسوع المسيح سامحنى انا الخاطى ‪ ......‬ياربى يسوع المسيح نجنى انا الخاطى‬
‫ياربى يسوع المسيح غفر لى ذنوبى انا الخاطى ‪ ......‬ياربى يسوع المسيح افدى نفسى من يد الهاوية انا الخاطي‬

‫‪+++‬‬
‫‪137‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬
‫املراجع‬
‫‪ -1‬الكتاب املقدس‪.‬‬
‫‪ -2‬س نكسار الكنيسة القبطية‪.‬‬
‫‪ -3‬كتاب اخلدمة الروحية اجلزء الول – ملثلث الرحامت املتنيح البااب ش نودة الثالث‪.‬‬
‫‪ -4‬مقاالت – ملثلث الرحامت املتنيح قداسة البااب ش نودة الثالث‪.‬‬
‫‪ -5‬كتاب الهوت مقارن – ملثلث الرحامت املتنيح قداسة البااب ش نودة الثالث‬
‫‪ -6‬مفتاح العهد اجلديد ‪ -‬لقداسة البااب توارضوس الثاين‪.‬‬
‫‪ -7‬كتاب الرسل االثين عرش – القمص مكس ميوس وصفي‪.‬‬
‫‪ -8‬العياد الس يدية ‪ -‬القمص مكس ميوس وصفى‪.‬‬
‫‪ -9‬كتاب اإمياننا القدس – النبا يؤأنس أسقف الغربية املتنيح‪.‬‬
‫‪ -10‬مذكرات خشصيات كتابية – نيافة احلرب اجلليل املطران النبا ابخوميوس‪ ...‬معهد الكتاب املقدس‬
‫بدمهنور‪.‬‬
‫‪ -11‬مهنج اإعداد خدام الس نة الويل ‪ -‬النبا رفائيل‪.‬‬
‫‪ -12‬مهنج اإعداد خدام الس نة الثانية ‪ -‬النبا رفائيل‪.‬‬
‫‪ -13‬كتاب املس يح مش هتيى الجيال – النبا بيشوي‪.‬‬
‫‪ -14‬حمارضة هل اإهل العهد القدمي اإهل دماء – النبا ابفيل‬
‫‪ -15‬كتاب قصص قصرية – للقمص اتدرس يعقوب ملطي‪.‬‬
‫‪ -16‬تفسري الكتاب املقدس ‪ -‬القس أنطونيوس فكري‪.‬‬
‫‪ -17‬كتاب هل اإهل العهد القدمي اإهل جزار وعنرصي وهل رشيعته رشيعة الغاب؟‪.‬‬
‫‪ -18‬مهنج املرحةل العدادية (أسقفية الش باب)‪.‬‬
‫‪ -19‬مهنج ‪ 120‬درس اعداد خدام مطرانية البحرية‪.‬‬
‫‪ -20‬مذكرات معهد الاكروز لِلراسات الكتابية كنيسة الس يدة العذراء بعزبة النخل‪.‬‬
‫‪ -21‬اإعداد التالميذ للخدمة ‪ -‬دايكون يوسف جنيب‪.‬‬

‫‪+++‬‬
‫‪138‬‬ ‫منهج إعداد الخدام مرحلة أولي إعدادي – الجزء الثالث‬

You might also like