You are on page 1of 33

‫مدرسة الشهيد الملك عبداهلل بن الحسين للمشاة‬

‫مواجهة الحملة االعالمية لالرهاب‬


‫إعـــداد‬

‫الرائد هاني محمود مفضي السالم الخوالده‬

‫إشـــراف‬

‫المقدم الركن رعــد عمــر البـــالونه‬


‫محدود‬

‫مواجهة الحملة االعالمية لالرهاب‬


‫الفصل االول‬

‫تمهيـــد‬

‫أدى س قوط النظ ام الش يوعي وانته اء الح رب الب اردة وان دالع ازمة الخليج الثانية ع ام‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ 1990‬وظه ور الوالي ات المتح دة األمريكية كقطب ع المي أوحد يتبع سياسة غ ير متوازنة تج اه‬
‫قض ايا المنطقة عنوانها دعم مطلق إلس رائيل وتجاهل ت ام لحق وق الش عب الفلس طيني الى ظه ور‬
‫حرك ات التح رر الوط ني وظه ور اإلره اب في المنطقة بأش كاله المختلفة ‪ ،‬وذلك ادى الى قي ام‬
‫وس ائل اإلعالم الغربية والص هيونية بشن حمله إعالمية على الع رب والمس لمين وذلك بتص وير‬
‫اإلره اب على انه بض اعة عربية وإ س المية وش رق اوس طية ‪ ،‬واته ام الحرك ات األص ولية‬
‫بالمسؤولية عن األعمال اإلرهابية في المنطقة وفي العالم ‪ ،‬واتهام اإلسالم بانه دين متخلف يعمل‬
‫ضد الحضارة اإلنسانية وحقوقها ويرفض الديمقراطية بكافة أشكالها ‪.‬‬

‫اإلره اب وب اء يه دد األمن والس الم في الع الم ويعرقل كل جه ود التنمية والتق دم على‬ ‫‪.2‬‬
‫الصعيد الوطني أو الدولي وهو جريمة عنيفة تتعدد صورها وأشكالها وتتباين دوافعها وأغراضها‬
‫وت رتكب ب دون تمي يز به دف تق ويض الش رعية وت دمير القيم وتهديد المجتمع ات‪ ،‬بحيث ال يمكن‬
‫قبولها تحت أية دع اوي سياس ية أو عرفية أو ثقافية وال يجب الخلط بين اإلره اب والمقاومة ضد‬
‫االحتالل‪ ،‬إذ ي ؤدي مثل ه ذا الخلط لنت ائج عكس ية‪ ،‬فتج رم أفع ال المقاومة ضد االحتالل وتوصم‬
‫باإلرهاب‪.‬‬

‫واكب االره اب المجتمع ات االنسانية منذ الق دم وحصل تط ور كب ير في وس ائله وأس اليب‬ ‫‪.3‬‬
‫إستخدامة ومع مرور الزمن تحول من إرهاب أشخاص او فئات قليلة الى ارهاب دول مما جعله‬
‫وسيله من وسائل تنفيذ السياسة الخارجية لبعض الدول‪.‬‬

‫نظرا للتنامي المتزايد للقدرات االسالمية ولتشكيلها سدا منيعا امام الحضارة الغربية فلقد‬ ‫‪.4‬‬
‫توجهت السنة الغرب الى اتهام االسالم والمسلمين بإالرهاب ونتيجة لذلك قامت بوضع العديد من‬
‫الدول العربية واالسالمية على قائمة االرهاب وسخروا لذلك وسائل إعالمهم التي تدخر جهدا في‬
‫رسم صورة االسالم والمسلمين في أذهان الغرب والشعوب التي تخضع وتنقاد له بأنهم شياطين‬
‫أشرار يجب مق اومتهم وع دم تمكينهم من النهوض حتى ال يقف وا عائقا أم ام المدنية الغربي ة‪ ,‬فعمد‬
‫_‪_2‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫الغرب الى اغتيال الشخصية العربية االسالمية فصورها بأنها شخصية بربرية ارهابية وجردوها‬
‫من كافة مالمحها النبيلة والمش رقة ال تي تبل ورت من خالل تفاعالها مع قيمها ومب ادئ ال دين‬
‫الح نيف ولم يكتفي ب ذلك بل لجأ الى تخ ريب ال داخل الع ربي االس المي وذلك ب الغزو الثق افي‬
‫والتضليل االعالمي والغزو الفكري وذلك من اجل إعادة تشكيل العقل العربي االسالمي بما يتفق‬
‫وحضارة الغرب‪.‬‬

‫القصــد‬

‫دراسة ظ اهرة االره اب وذلك لمواجهة الحملة االعالمية الغربية لالره اب مع تق ديم‬ ‫‪.5‬‬
‫التواصي ‪.‬‬

‫أهميةـ البحث‬

‫ان واجبنا الش رعي والق ومي ي دعونا الى تفهم ظ اهرة االره اب وج ذورها ودوافع ربطها‬ ‫‪.6‬‬
‫باالسالم والمسلمين وذلك من اجل توعية شعوبنا حتى ال تقع في الشرك الذي نصبه الغرب لهذه‬
‫االمة فمن حق شعوبنا علينا ان نبين لهم سماحة االسالم وزيف االتهامات الغربية ال تي من ورائها‬
‫الصهيونية العالمية‪.‬‬

‫منهجية البحث‬

‫اتبعت في دراس تي المنهج الوص في التحليلي ال ذي يعتمد على الدراسة المنطقية الواقعية‬ ‫‪.7‬‬
‫لمفه وم االره اب مس تندا الى المراجع والكتب والنش رات المت وفرة‪ ,‬والقي ام بعد ذلك بتنقيح‬
‫المعلومات وتحليلها والوصول الى النتيجة المرجوة من هذا البحث‪.‬‬

‫فرضيات البحث‬

‫اعتمدت الفرضيات التالية في بحثي‪:‬‬ ‫‪.8‬‬


‫إن اإلرهاب ظاهره دولية ال ترتبط بفترة زمنية محددة‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫اإلرهاب ال يقتصر على دين أو جنس أو شعب معين‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫عدم وجود إجماع دولي لتحديد مفهوم اإلرهاب والتصدي له‪.‬‬ ‫ج‪.‬‬
‫كيفية التصدي لما يوجهه الغرب من اتهامات لالسالم ‪.‬‬ ‫د‪.‬‬
‫_‪_3‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫هيكلة البحث‬

‫بهدف تحقيق القصد من الدراسة فإني قمت بتقسيمها الى خمسة فصول وكما يلي‪:‬‬ ‫‪.9‬‬
‫الفصل االول ‪ .‬تمهيد ‪,‬القصد ‪ ,‬أهمية البحث ‪ ,‬منهجية البحث ‪,‬هيكلية البحث‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫الفصل الثاني ويشمل ما يلي‪:‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫القسم االول االرهاب بمعانية المختلفة ‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫القسم الثاني تاريخ االرهاب ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫القسم الثالث أنواع االرهاب ‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫الفصل الثالث االرهاب والدين ويشتمل على‪:‬‬ ‫جـ‪.‬‬
‫القسم االول موقف االسالم من االرهاب ‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫القسم الثاني موقف الغرب من االسالم ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫القسم الثالث أسباب ربط االرهاب بالدين ‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫القسم الرابع مواجه الحملة االعالمية االجنبية ضد االسالم ودور وسائل‬ ‫(‪)4‬‬
‫االعالم ‪.‬‬
‫الفصل الرابع ‪ .‬السياسة الدولية المعاصرة بعد احداث ‪ 11‬أيلول ويشتمل على‪:‬‬ ‫د‪.‬‬
‫القسم االول المواقف السياسية والتغيرات في االستراتيجية االمريكية‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫القسم الثاني اثار األحداث في السياسة الخاجية االمريكية‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫القسم الثالث تحليل السياسة الدولية المعاصرة بعد أحداث ‪ 11‬أيلول‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫الفصل الخامس ويشتمل على‪:‬‬ ‫هـ‪.‬‬
‫القسم االول االستنتاجات‬ ‫(‪)1‬‬
‫القسم الثاني الخالصة‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫القسم الثالث التواصي ‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫_‪_4‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫الفصل الثاني‬
‫القسم االول‬
‫االرهاب بمعانيهـ المختلفة‬

‫‪ .10‬اإلرهاب في اللغة‪.‬‬
‫في اللغة العربيةـ‪ .‬كلمة اإلرهاب هي مشتقة من رهب وهي بمعنى خاف وقد‬ ‫أ‪.‬‬
‫وردت الخشية والخوف في القرآن الكريم بعدة معاني منها والرعب(‪.)1‬‬
‫في اللغة اإلنجليزيةـ‪ .‬وهي عب ارة عن االسم (‪ )Terror‬بإض افة (‪)ISM‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫ملحق اً به فيك ون المع نى‪ :‬فزع اً ورعب اً وه والً‪ ،‬ويس تعمل فعلها (‪ )Terrorize‬بمع نى‬
‫يرهب ويفزع‪.‬‬

‫‪ .11‬تعريف اإلرهــاب إن كل من يح اول كتاب ة تقرير عن اإلره اب ال بد أن يواجه معض له‬


‫كب يرة ‪،‬وهي أنه ال يوجد تعريف مقب ول عالمي اً لإلره اب أو رسم للخط الفاصل بين اإلره اب‬
‫وأعم ال العنف األخ رى أو حق المقاومة المش روع ‪،‬وه ذا ما أك ده بي ان وزراء الخارجية الع رب‬
‫األخ ير ال ذي عقد في ك انون الث اني ‪ 2002‬وط الب بتعريف مح دد لالره اب يم يزه عن حق‬
‫الشعوب في المقاومة ‪،‬ومن أهم التعاريف الواردة لإلرهاب ما يلي‪:‬‬
‫تعريف وزارة الخارجية األمريكية‪ .‬حيث يع رف على أنه "العنف المتعمد‬ ‫أ‪.‬‬
‫ذو ال دوافع السياس ية ضد أه داف غ ير قتاليه من ج انب جماع ات قوميه فرعية أو عمالء‬
‫يعملون في السر"(‪ ،)1‬من خالل هذا التعريف نرى أن الواليات المتحدة ال تهتم بالعنف في‬
‫حد ذاته بقدر اهتمامها بالعواقب السياسية التي يمكن أن تحدثها أعمال عنف معينة‪ ،‬وأن‬
‫التعريف يش مل األعم ال ال تي ترتكبها جماع ات قومية فرعية أو عمالء س ريون ويس تثني‬
‫أي أعم ال ترتكبها الحكوم ات ‪،‬وأن أي عمل عنف ي رتكب ضد ه ذه الحكوم ات من‬
‫المرجح أن يعتبر عمالً إرهابياً‪ ،‬وابتعد هذا التعريف عن التطرق إلى ذكر الدول الراعية‬
‫يزتين أولهما أنها تتمكن من تجنب‬ ‫ذلك فإنها تكتسب م‬ ‫اب في تعريفها ‪ ،‬وب‬ ‫لإلره‬
‫اضطرارها لتوض يح المعايير المستخدمة في وضع بلد ما على قائمة اإلره اب ‪،‬وثانيهما‬
‫أنهما تتمكن من اس تخدام التهديد في وضع بلد على القائمة أو اس تخدام الح افز إلزالة بلد‬
‫ما من القائمة‪.‬‬

‫(‪ )1‬الدكتور احمد يوسف التل ‪ ،‬اإلرهاب في العالمين العربي والغربي‪.‬‬


‫‪ )2(1‬حممد معايل‪،‬تقرير االرهاب السنوي االمريكي ‪،‬جملة دراسات شرق أوسطية ‪،‬عدد ‪ 16‬لعام ‪ ،2001‬ص‪.74‬‬
‫_‪_5‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫تعريف لجنة الخـبراء العـرب في تــونس‪ .‬ع رفت لجنة الخ براء الع رب في‬ ‫ب‪.‬‬
‫ت ونس خالل اجتماعها في ‪ 22‬آب ‪ 89‬اإلره اب بأنه "كل فعل منظم من أفع ال العنف أو‬
‫التهديد به يس بب فزع اً أو رعب اً من خالل أعم ال القتل أو األغتي ال أو حجز الره ائن أو‬
‫اختط اف الط ائرات أو تفج ير المفرقع ات وغيرها مما يخلق حالة من ال رعب والفوضى‬
‫واالضطراب ‪،‬والذي يستهدف تحقيق أهداف سياسية سواء قامت به دولة أو مجموعة من‬
‫األف راد ضد دولة أخ رى أو مجموعة أخ رى من األف راد وذلك من غ ير ح االت الكف اح‬
‫المسلح الوطني المشروع من أجل التحرر والوصول إلى حق تقرير المصير في مواجهة‬
‫كافة أش كال الهيمنة األجنبية أو ق وات اس تعمارية وبص فة خاصة حرك ات التحرير‬
‫المعترف بها من األمم المتحدة ومن المجتمع الدولي والمنظم ات اإلقليمية بحيث تنحصر‬
‫أعمالها في األه داف العس كرية واالقتص ادية للمس تعمر أو المحتل أو العدو وال تك ون‬
‫مخالفة لمب ادئ حق وق اإلنس ان وأن يك ون نض ال الحرك ات التحررية وفق اً ألغ راض‬
‫ومبادئ ميثاق األمم المتحدة وسواه من قرارات أجهزتها ذات الصلة بالموضوع(‪.)2‬‬
‫االرهاب في القانون الدولي‪ .‬يمكن تعريف اإلرهاب بشكل عام "على أنه‬ ‫جـ‪.‬‬
‫استخدام غير شرعي للقوة أوالعنف أو التهديد باستخدامهما بقصد تحقيق أهداف سياسية‬
‫"(‪،)3‬واالره اب في ه ذا االط ار ‪،‬هو ال ذي يتع دى العمل المخ الف للقوان يين الداخلية للدولة‬
‫‪،‬الى كونه مخافا لمبادىء القانون الدولي وقواعده ‪،‬ولهذا فهو يعرف باالرهاب الدولي ‪.‬‬
‫اإلرهاب من منظور إسالمي‪ .‬إن لغة االعتدال والوسطية اإلسالمية توسع‬ ‫هـ‪.‬‬
‫مفه وم األمن ليش مل أمن اإلنس ان ال ذي كرمه اهلل بخالف ة األرض وعمارتها ‪،‬إنه أمن‬
‫ع المي من يخترقه يعد إرهابي اً ويك ون ب ذلك هو "كل ما يع رض أمن األف راد والجماع ات‬
‫اإلنسانية لخطر اإلعتداء في األرواح والممتلكات وحرية المعتقدات واآلراء التي ال تمس‬
‫وحدانية اهلل ‪،‬ومن هنا ج اءت إقامة الح دود في التش ريع ك إجراء رادع لكل إره ابي وال‬
‫يدخل ضمن هذا التصنيف حقوق الشعوب في مقاومة االحتالل والنضال ضد المحتلين‪،‬‬
‫بل إنه حق مش روع أق ره رب الع زه في محكم كتابه بقوله تع الى‪( :‬انف روا خفاف اً وثق االً‬
‫وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل اهلل ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)(‪. )4‬‬

‫القسم الثاني‬

‫‪ )1(2‬أمحد يوسف التل ‪،‬اإلرهاب يف العاملني العريب والغريب‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،1998 ،‬ص‪.15‬‬
‫‪ )2(3‬شفيق املصري ‪،‬مكافحة اإلرهاب يف القانون الدويل ‪،‬جملة شؤون االوسط ‪،‬ص‪. 15‬‬
‫‪ )1(4‬سورة التوبة االية ‪. 41‬‬
‫_‪_6‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫تاريخ اإلرهاب‬

‫‪ .12‬خالل الس نوات األخ يرة ازدادت العملي ات اإلرهابية في جميع أنح اء الع الم وان ك انت‬
‫موج ودة منذ الق دم بل ومنذ ما قبل الت اريخ إال أنها لم تكن على ه ذا النحو من الض راوة والخطر‬
‫الذي اصبح يهدد العالم بأسره إال انه يص عب تحديد الجذور الحقيقية لإلره اب أو بداية اإلره اب‬
‫والعمليات اإلرهابية بشكل عام‪ ،‬فيرى البعض أن أول العمليات اإلرهابية البشرية في التاريخ هي‬
‫عملية القتل ال تي اق دم عليها قابيل بالنس بة ألخيه هابيل وذلك بعد أن زوج آدم عليه الس الم ابنيه‬
‫قربا قربان اً فتقبل من أح دهما ولم‬
‫هابيل وقابي ل‪ ،‬ق ال تع الى‪" :‬واتل عليهم نبأ اب ني ءادم ب الحق إذ َ‬
‫يتقبل من اآلخر ق ال ألقتلنك ق ال إنما يتقبل اهلل من المتقين"(‪ ،)1‬فيما ي رى البعض اآلخر أن عملية‬
‫القتل هذه جريمة جنائية وال يمكن تسميتها عملية إرهابية وان أول العمليات اإلرهابية في التاريخ‬
‫هي تلك العملية المخطط لها والتي قام بها أبناء يعقوب (اسرائيل) عليه السالم وهي قصة يوسف‬
‫عليه الس الم وال تي بينها الق ران الك ريم‪ ،‬ق ال تع الى‪ " :‬لقد ك ان في يوسف واخوته ءآيت‬
‫للسائلين"(‪ ،)2‬حيث يتضح أن هذه العملية هي أول عملية إرهابية في تاريخ البشرية لكونها خططت‬
‫ونف ذت حسب الخطة المرس ومة لها من قبل المخططين‪ ،‬إال إن بعض المراجع تش ير إلى أن أول‬
‫الحركات اإلرهابية كانت من قبل اليهود وذلك في الثلث األول من القرن السابق على ميالد السيد‬
‫المسيح عليه السالم‪.‬‬

‫اإلرهاب في العصور القديمة‬

‫ك ان الحكم ل دى الجماع ات القديمة مطلق ا‪ ،‬فك ان الحك ام يجمع ون بأي ديهم كل الس لطات‬ ‫‪.13‬‬
‫ويقوم ون بتش كيل مح اكم خاصة لمعاقبة الل ذين يخل ون ب الوالء لهم‪ ،‬حيث ك ان العق اب بمنتهى‬
‫القس وة والعنف واإلره اب‪ ،‬وقد ش كلت ع دة مح اكم في روما لمحاكمة مرتك بي ج رائم المس اس‬
‫بالعظمة وك ذلك ج رائم الت آمر على س المة الدولة ومحاربة ال دين واالعت داء على حرية الم واطن‬
‫وجريمة إهانة الش عب الروم اني‪ ،‬وفي عهد الفراعنة ك انت عقوبة اإلخالل ب الوالء يع اقب عليها‬
‫الجاني وأمه واخوته وأوالده(‪.)1‬‬

‫اإلرهاب في العصور الوسطى‬

‫(‪ )1‬القران الكرمي‪ ،‬سورة املائدة‪ ،‬اآلية ‪.27‬‬


‫(‪ )2‬القران الكرمي‪ ،‬سورة يوسف اآلية ‪.7‬‬
‫(‪ )1‬حممد عبد العزيز عبدالرمحن االمساعيل‪ ،‬اإلرهاب واإلرهابيون‪ ،‬ط‪( ،1‬االحساء‪ :‬مطابع احلسيين احلديثة ‪ )1994‬ص ‪.25‬‬
‫_‪_7‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫تطور مفهوم اإلرهاب السياسي في العصور الوسطى نتيجة تطور المجتمعات وظهور‬ ‫‪.14‬‬
‫اإلقط اع وارتب اط األف راد بالس ادة اإلقط اعيين بروابط التبعية والخض وع ومحاولة الس ادة‬
‫اإلقطاعيين توطيد نفوذهم‪ ،‬وكذلك محاولة الملك أو اإلمبراطور االستثارة بالسلطة واالنفراد بها‪،‬‬
‫وتوسع الملوك في تطبيق جرائم الجاللة والتي يعاقب عليها بقسوة وشدة وتتم محاكمة هذه الجرائم‬
‫من قبل مح اكم خاصة تع رف بالمح اكم الملكي ة‪ ،‬وقد ج رت ه ذه المح اكم في التش ريع الروم اني‬
‫واإلنجل يزي والفرنس ي‪ ،‬وقد ك انت مهمتها محاربة أع داء الملك وخاصة رج ال الكنيسة‬
‫واإلقطاعيين‪ ،‬وقد كانت أول حادثة إرهاب سياسي وقعت في عهد اإلمبراطورية الرومانية نتيجة‬
‫االختالف السياسي حيث ق ام الح اكم الروم اني باس تخدام العنف واإلره اب في ي وم انتخاب ات‬
‫الجمعية التريبونية الشعبية ( جمعية قبلية دينية تعنى بأمور الش عب) وتم قتل المرشح لالنتخاب ات‬
‫وثالثة آالف من أعوانه بصورة بشعة تظهر اإلرهاب الروماني في العصور الوسطى(‪.)2‬‬

‫‪ .15‬لم تكن المح اكم اإلرهابية ال تي تع نى بج رائم المل وك في العص ور الوس طى هي وح دها‬
‫التي تمارس اإلرهاب وانما الحروب الرومانية القديمة والقتل والتنكيل الذي م ورس بابشع أنواعه‬
‫ضد الحكام أنفسهم من قبل الشعب وكذلك الحروب التي كانت تخوضها الكنيسة ضد اإلقطاعيين‬
‫وضد الحك ام ك انت خ ير دليل على عمق وتفشي اإلره اب في العص ور الوس طى‪ ،‬فقد ب ارك‬
‫الفاتيك ان االغتي االت السياس ية ال تي ته دف إلى ت دعيم مركز الكنيس ة‪ ،‬وب رز في ه ذا المج ال البابا‬
‫بي وس العاش ر‪ ،‬والبابا جريج وري الث الث عش ر‪ ،‬والبابا سيكس توس الخ امس‪ ،‬وقد خلد البابا‬
‫جريجوري الثالث عشر مذابح عيد القديس بارثو لوميو التي راح ضحيتها كل من حاول الوقوف‬
‫في وجه الكنيس ة‪ ،‬ومنع ت دخلها في ش ؤون الحكم‪ ،‬وما مح اكم التف تيش ال تي نش أت للمعاقبة على‬
‫جرائم الكفر واإللحاد في هذه العصور أال أحد أساليب هذه األعمال اإلرهابية(‪.)3‬‬

‫اإلرهاب في العصر اإلسالمي‬

‫‪ .16‬لم يخلو هذا العصر من المؤامرات والعمليات اإلرهابية شأنه في ذلك شأن باقي العصور‬
‫حيث ك انت العملي ات اإلرهابية والم ؤامرات تخطط يوما بعد ي وم ضد رس ول اهلل ص لى اهلل عليه‬
‫وس لم وأص حابه من قبل الع رب المش ركين واليه ود‪ ،‬فت ارة بالسم وأخ رى بالس حر وك ذلك القتل‬
‫والتعذيب وغير ذلك من األعمال اإلرهابية والتي أبدع اليهود بشكل خاص في تدبيرها ضد األمة‬
‫اإلسالمية ونبيها الصادق األمين صاحب رسالة العدل والسالم‪.‬‬

‫(‪ )2‬نفس املصدر‪ ،‬ص ‪. 23‬‬


‫(‪ )3‬نفس املصدر‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫_‪_8‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫‪ .17‬تعددت الروايات حول وفاة أبو بكر الصديق رضي اهلل عنه‪ ،‬ومن هذه الروايات انه مات‬
‫مس موما‪ ،‬وك ان قد س مه اليه ود في طعام ه‪ ،‬وقد أكل هو والح رث ابن كل ده‪ ،‬فكف الح رث عن‬
‫الطع ام وق ال ألبي بكر أكلنا طعاما مس موما سم س نة‪ ،‬فماتا بعد س نة‪ ،)15‬ولم يكن اليه ود وح دهم‬
‫اإلرهابيون في عصر اإلسالم بل لحقهم النصارى والمجوس والعرب المسلمين أنفسهم‪ ،‬فقد قتل‬
‫الخليفة الث اني عمر بن الخط اب رضي اهلل عنه على يد أبو لؤل ؤة‪ ،‬وبعد ثالثة عشر س نة قتل‬
‫الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي اهلل عنه على يد عصابة عبد اهلل بن سبأ حيث اقتحمت منزله‬
‫في المدينة وذبحته ذبح الشاة أمام أهل بيته وهو يتلو القرآن الكريم والمصحف الشريف بين يديه‪،‬‬
‫ثم وقعت جريمة إرهابية كبرى وهي اغتيال علي بن أبى طالب كرم اهلل وجهه‪ ،‬على يد الخوارج‬
‫ال ذين خطط وا الغتي ال كل من علي بن أبى ط الب خليفة المس لمين‪ ،‬وعم رو بن الع اص ومعاوية‬
‫بن أبى س فيان‪ ،‬وكلف عبد ال رحمن بن ملجم لقتل علي والحج اج بن عبد اهلل من تميم لقتل معاوية‬
‫وعمر بن بكر لقتل عمرو بن العاص وقد نجا معاوية ونجا ابن العاص‪.‬‬

‫‪ .18‬ك ثرة الح وادث اإلرهابية والح روب في الت اريخ اإلس المي ومنها موقعة الجمل ‪ ،‬موقعة‬
‫ص فين‪ ،‬مأس اة ك ربالء‪ ،‬اس تباحة مكة من قبل األم ويين‪ ،‬معركة م رج راه ط‪ ،‬اغتي ال م روان بن‬
‫الحكم من قبل زوجت ه‪ ،‬ث ورة عبد ال رحمن بن معاوية في األن دلس‪ ،‬مذبحة الخن دق في األن دلس‬
‫ومذبحة المماليك في القاهرة(‪.)2‬‬

‫‪ .19‬كان من اشهر هذه الحوادث اإلرهابية في العصر اإلسالمي هو احتالل القرامطة لمكة‬
‫المكرمة س نة ‪930‬م‪ ،‬حيث قتل ح والي ثم انين آلف ح اج بين ش يخ وام رأة وطفل واخذ القرامطة‬
‫الحجر األسود إلى عاصمتهم‪ ،‬وقد أخذت حركة القرامطة شكل منظمة سرية ذات طابع اشتراكي‬
‫قاعدتها االحساء وكان يقودها حمدان قرمط‪ ،‬وقاموا بتفسير القران تفسيرا يتكيف مع مقتضيات‬
‫كل األديان واألجناس ووفقا لمصالحهم‪ ،‬أباحوا سفك دماء خصومهم حتى لو كانوا مسلمين‪ ،‬وقد‬
‫زرع وا ال رعب في أنح اء الع الم اإلس المي وه ددوا الخالفة ح تى ج اء الف اطميون وقض وا على‬
‫ح ركتهم(‪ ،)1‬وفي نهاية الق رن الح ادي عشر الميالدي ق ام الحسن بن الص باح بتأس يس فرقة‬
‫الحشاش ين في بالد ف ارس وال تي ت دين بالم ذهب اإلس ماعيلي االس المي‪ ،‬وك ان ه دف ه ذه الفرقة‬
‫القيام بأعمال القتل واإلرهاب في العالم اإلسالمي‪ ،‬وكانت هذه الفرقة تدفع أفرادها على استعمال‬

‫‪ )15‬االمساعيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 48‬‬


‫(‪ )2‬د‪ .‬امحد يوسف التل‪ ،‬اإلرهاب يف العاملني العريب والغريب‪ ،‬ط ‪( 1‬عمان‪ ،‬دائرة املطبوعات والنشر ‪ )1998‬ص ‪.104-90‬‬
‫(‪ )1‬االمساعيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫_‪_9‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫الحش يش (اصل التس مية) من اجل ارتك اب أعم ال القتل باسم ال دين‪ ،‬وقد ت ركت فرقة الحشاش ين‬
‫آث ارا س يئة في المجتمع الع ربي واإلس المي‪ ،‬ومن األم ور الخط يرة ال تي ق ام بها الحشاش ون‬
‫مح اولتهم قتل ع دد كب ير من خ يرة العلم اء والق ادة واألم راء‪ ،‬وك انت ه ذه الفرقة من اشد الف رق‬
‫العربية عونا للص ليبيين فأص بحت أداة غ ادرة بيد الص ليبيين موجهة ضد الع رب والمس لمين بما‬
‫ع رف عنهم من مغ االة باإلره اب والقتل والت دمير‪ ،‬وظلت ه ذه الطائفة تم ارس إرهابها إلى أن‬
‫قضى عليها القائد المغولي هوالكو(‪.)2‬‬

‫اإلرهاب الغربي‬

‫‪ .20‬تشير األدلة أن بداية عصر اإلره اب الح ديث ك انت ب الغرب وبالتحديد مع بداية الثورات‬
‫األوروبية وباألخص مجريات الثورة الفرنسية وما نتج عنها من مذابح دامية حيث أطلق على تلك‬
‫الف ترة لقب حكم اإلره اب ومن هنا اش تقت كلمة اإلره اب باإلنجليزية والفرنس ية حيث إن حص يلة‬
‫الث ورة الفرنس ية وح دها ك انت قطع راس (‪ )140‬ألف ش خص بالمقص لة وس جن (‪ )300‬ألف‬
‫آخرين‪ ،‬وقد اغتيل نتيجة ذلك كله العديد من ملوك وقادة أوروبا وقادة طبقاتها الحاكمة(‪.)1‬‬

‫‪ .21‬يعت بر ت اريخ الوالي ات المتح دة األمريكية من أب رز الش واهد في الت اريخ البش ري على‬
‫ممارسة اإلرهاب بأبشع صوره‪ ،‬متمثال في إحتالل األرض األمريكية‪ ،‬وطرد أصحابها األصليين‬
‫والش رعيين من أرض هم‪ ،‬وقتل معظمهم بال رحمة وال ه وادة‪ ،‬ومتمثال ك ذلك في ممارسة نظ ام‬
‫العبودية ضد المه اجرين الس ود‪ ،‬وقي ام المنظم ات اإلرهابية ال تي مارست أعم ال اإلره اب‪ ،‬وما‬
‫زالت الواليات المتحدة تمارس اإلرهاب حتى يومنا هذا وبمختلف الوسائل وعلى معظم الدول‪.‬‬

‫القسم الثالث‬
‫أنواع اإلرهاب‬

‫‪ .22‬أن واع اإلره اب متع ددة وتختلف من حيث األس لوب واأله داف ويمكن تص نيف اإلره اب‬
‫إلى األنواع الرئيسية التالية‪:‬‬

‫(‪ )2‬د‪ .‬امحد يوسف التل‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪.102‬‬


‫(‪ )1‬حممد عبد العزيز عبدالرمحن االمساعيل‪ ،‬اإلرهاب واإلرهابيون‪ ،‬ط‪( ،1‬االحساء‪ :‬مطابع احلسيين احلديثة ‪ )1994‬ص ‪.40‬‬
‫_ ‪_ 10‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫إرهـ ــاب األفـ ــراد‪ .‬ويبت دأ في الس طو المس لح‪ ،‬وقطع الطريق وأعم ال الث أر‬ ‫أ‪.‬‬
‫واالنتق ام للش رف‪ ،‬واالختط اف من اجل الفدية أو التهديد ب ه‪ ،‬واالب تزاز وما إلى ذلك من‬
‫األعمال التي يقوم بها أفراد معنيون منحرفون‪ ،‬سواء كانوا منضوين تحت مظلة عصابة‬
‫صغيرة أو يقومون بها وحدهم‪ ،‬ومن إرهاب األفراد أيضا اإلرهاب ضد نظام قائم بهدف‬
‫اإلطاحة به وإ حالل نظ ام آخر محل ه‪ ،‬وينتهي ه ذا الن وع من اإلره اب إما بقي ام النظ ام‬
‫البديل‪ ،‬أو بانتصار النظام القائم على معارضيه‪.‬‬
‫اإلرهاب المؤسسيـ‪ .‬ويتمثل في غياب القوانين واألنظمة التي تحمي العاملين‬ ‫ب‪.‬‬
‫من العق اب‪ ،‬كالفصل التعس في‪ ،‬أو النقل إلى مك ان بعي د‪ ،‬أو الحرم ان من الترقي ة‪ ،‬أو‬
‫الزي ادة الس نوية‪ ،‬أو حق وق نهاية الخدم ة‪ ،‬من تقاعد مكاف أة‪ ،‬فيتح ول الموظف ون الع املون‬
‫إلى عبيد‪ ،‬وتسود سطوة صاحب المؤسسة أو مديرها‪ ،‬سواء كان على صواب أو خطأ‪،‬‬
‫وال يكون للعاملين فيها رأي‪ ،‬وإ نما يكونون أدوات تنفيذية جسدية فقط‪ ،‬ويصير التزييف‬
‫والنف اق وس ائل مش روعة‪ ،‬بل مس تحبة‪ ،‬ويحل الخ وف والقلق على المص ير ويعيش‬
‫العاملون في رعب مستمر وتوتر دائم‪.‬‬
‫إرهاب الجماعات المنظمة (المافيا)‪ .‬ال تدخل أعمال الجريمة المنظمة التي‬ ‫ج ـ‪.‬‬
‫تقوم بها (المافي ا) بضمن دائرة األفراد‪ ،‬الن (المافيا) تعمل وفق تخطيط مبرمج ه ادف‪،‬‬
‫ويق وم على تس ييرها مجموع ات من المتط رفين فكريا وت دعمهم مؤسس ات رأس مالية‬
‫وعس كرية وقانونية واقتص ادية‪ ،‬وينتشر خطرها ليش مل من احي الحي اة كاف ة‪ ،‬وله ذا ع دت‬
‫المافيا دولة داخل الدول ة‪ ،‬بس بب ق وة تأثيره ا‪ ،‬واس تغاللها للع الم بالعمل الس ري لتنفيذ‬
‫مخططاتها‪ ،‬مستعملة المخدرات والجنس‪ ،‬واإلغراء والتهديد والقتل وكل الوسائل سبيال‬
‫للوص ول إلى غايته ا‪ ،‬وأعم ال المافيا كلها ت دخل في دائ رة اإلره اب والعن ف‪ ،‬ألنها تعد‬
‫اإلنسان سلعة‪ ،‬وكما ال قيمة له مطلقا إال بقدر الفائدة المادية التي تجنى من ورائه‪ ،‬ولهذا‬
‫كان بضمن أعمالها اإلرهابية اختطاف أشخاص لبيع أعضائهم الجسدية‪ ،‬كي يستفيد منها‬
‫ث ري هنا أو هن اك‪ ،‬مما يفقد الم واطن إحساسه الكامل ب االمن‪ ،‬ويجعله دائم القلق على‬
‫مصيره ومصير أبنائه(‪.)1‬‬
‫إرهاب الدولة وهو اإلره اب ال ذي تلجأ إليه الث ورات بعد وص ولها إلى الس لطة‬ ‫د‪.‬‬
‫في عملية تص فية آث ار العهد الس ابق وت دمير مرتكزات ه‪ ،‬ومن ثم عملية الص راع بين‬
‫األعض اء ل دى اقتس ام الغن ائم عند النص ر‪ ،‬وينتهي ه ذا الن وع من اإلره اب إما بفشل‬
‫الثورة‪ ،‬أو بتثبيت أقدامها‪.‬‬

‫(‪ )1‬حممد عبد العزيز إمساعيل‪ ،‬اإلرهاب واإلرهابيون‪ ،‬ط ‪(،1‬اإلحساء‪ :‬مطابع احلسني احلديثة ‪1994‬م) ص ‪.78‬‬
‫_ ‪_ 11‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫وهو افدح أنواع اإلرهاب وأعمه خطرا ألنه يشمل الكون‬ ‫(‪)2‬‬
‫اإلرهاب الدولي‬ ‫هـ‪.‬‬
‫بأس ره ش عوبا وحكوم ات‪ ،‬ويتمثل ه ذا اإلره اب في محاولة ف رض ال ذات على اآلخ رين‬
‫ب اإلكراه أو اإلغ راء‪ ،‬واإلره اب ال دولي هو أفع ال اإلره اب المرتكبة من قبل ال دول‬
‫بص ورة مباش رة أو غ ير مباش رة‪ ،‬ويك ون إره اب ال دول مباش را عن دما تق وم الق وات‬
‫المس لحة النظامية لدولة من ال دول بشن هج وم أو هجم ات على دولة أو دول أخ رى أو‬
‫ممتلكاتها‪ ،‬من اجل تحقيق أهداف سياسية معينة ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫الغارة اإلسرائيلية على المفاعل النووي العراقي (‪.)1981‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫الغ ارة اإلس رائيلية على ت ونس ع ام ‪ ،1985‬وال تي اس تهدفت مك اتب‬ ‫(‪)2‬‬
‫منظمة التحرير الفلسطينية‪.‬‬
‫الغارة الجوية األمريكية على ليبيا عام ‪.1986‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫عملية عناقيد الغضب اإلس رائيلية في ع ام ‪1996‬م‪ ،‬وهي المج زرة‬ ‫(‪)4‬‬
‫الوحشية التي نفذتها إسرائيل في جنوب لبنان وذبحت فيها مئات المدنيين العزل‬
‫في قانا ودم رت فيها نس بة كب يرة من بنية جن وب لبن ان األساس ية واعت دت فيها‬
‫على مقر ق وات الط وارئ الدولية التابعة لألمم المتح دة عن دما لجأ إليه األه الي‬
‫المذعورون‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫اإلرهاب والدين‬
‫القسم األول‬
‫موقف اإلسالم من اإلرهاب‬

‫‪ .23‬القتل هو إزه اق ال روح ال تي ح رم اهلل إال ب الحق‪ ،‬وهو أعلى درج ات اإلره اب ويعت بر‬
‫جريمة كبرى في نظر الشرائع السماوية والوضعية‪ ،‬إذا كان عدوانا أو نتيجة عدوان‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫"من قتل نفسا بغ ير نفس أو فس اد في األرض فكأنما قتل الن اس جميع ا‪ ،‬ومن أحياها فكأنما أحيا‬
‫الناس جميعا"(‪ ،)1‬وفي مجال تحريم االنتحار‪ ،‬قال تعالي‪" :‬وال تقتلوا أنفسكم إن اهلل بكم رحيما"(‪،)2‬‬

‫(‪ )2‬لواء د‪.‬حممد فتحي عيد‪ ،‬واقع االرهاب يف الوطن العريب‪ ،‬ط ‪(1‬الرياض‪ :‬اكادميية نايف العربية للعلوم االمنية ‪ )1999‬ص ‪.41‬‬
‫(‪ )1‬القران الكرمي‪ ،‬سورة املائدة‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫(‪ )2‬القران الكرمي‪ ،‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪.29‬‬
‫_ ‪_ 12‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫فاإلرهاب الذي هو في حقيقته اعتداء موجه ضد األبرياء من النساء واألطفال والرجال أو التهديد‬
‫به ذا االعت داء أو أية وس يلة أخ رى من وس ائل اإلزع اج‪ ،‬وإ قالق راحة االخ رين‪ ،‬وس لبهم أمنهم‬
‫وطمأنينتهم‪ ،‬مرفوض وال يجوز في نظر اإلسالم اإلقدام عليه وال المساومة فيه‪ ،‬وال التخطيط له‪،‬‬
‫ال من حكوم ات وال من أف راد وال من مؤسس ات أو جماع ات مهما ك ان اس مها أو ص فتها‪ ،‬وهو‬
‫يعرض األمالك للتدمير‪ ،‬ويحول دون تقدم العمران أو التنمية الضرورية لتامين غذاء ومصالح‬
‫األفراد والجماعات‪ ،‬والجريمة التي فيها اعتداء مباشر على المجتمع‪ ،‬فان اإلسالم ينظر إلى آثار‬
‫تلك الجريمة ويع اقب على مثل ه ذه الج رائم عقابا ش ديدا يتناسب مع ما تحدثه تلك الجريمة من‬
‫إف زاع اآلم نين وت رويعهم‪ ،‬وقد فرضت الش ريعة اإلس المية لجريمة اإلره اب أربع عقوب ات هي‬
‫القتل‪ ،‬والقتل مع الصلب‪ ،‬والقطع‪ ،‬والنفي‪ ،‬وتجب عقوبة القتل على قاطع الطريق إذا قتل‪ ،‬وتجب‬
‫عقوبة القطع على قاطع الطرق إذا اخذ المال ولم يقتل‪ ،‬وتجب عقوبة النفي على قاطع الطريق إذا‬
‫أخ اف الن اس ولم يأخذ م اال ولم يقتل أح دا‪ ،‬وتجب عقوبة القتل على جريمة البغي الموجهة ضد‬
‫نظ ام الحكم والق ائمين ب أمره‪ ،‬وقد تش ددت فيها الش ريعة الن التس اهل فيها ي ؤدي إلى الفتنة‬
‫واالض طرابات وع دم االس تقرار‪ ،‬وه ذا ب دوره ي ؤدي إلى ت أخير الجماعة وانحالله ا‪ ،‬وال شك أن‬
‫عقوبة القتل اق در العقوب ات على ص رف الن اس عن ه ذه الجريمة ال تي ي دفع إليها الطمع وحب‬
‫االس تعالء‪ ،‬ومعظم ال دول الي وم تع اقب على البغي باإلع دام‪ ،‬وهو نفس العقوبة المق ررة له ذه‬
‫الجريمة في الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ .24‬لقد ك رم اهلل األمة العربية باإلس الم ال ذي أنق ذها من الض اللة إلى اله دى‪ ،‬ومن التن ازع‬
‫والتب اغض إلى المحبة والتس امح‪ ،‬وجعل بينهما م ودة ورحم ة‪ ،‬كما جعل دس تورها األمر‬
‫ب المعروف والنهي عن المنك ر‪ ،‬دون غلظة أو إك راه‪ ،‬ق ال س بحانه وتع الى مخاطبا رس ول اله دى‬
‫صلى اهلل عليه وسلم "ال إكراه في الدين"‪" ،‬وجادلهم بالتي هي احسن"‪ ،‬وقال النبي صلى اهلل عليه‬
‫وس لم " الراحم ون ي رحمهم اهلل"‪ ،‬ه ذه هي أخالق المس لمين ال ذين خ اطبهم اهلل في الق ران الك ريم‬
‫بقوله‪" :‬كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر"(‪ ،)1‬وأوصى الخليفة‬
‫أبو بكر الص ديق رضي اهلل عنه القائد أس امة بن زيد عند مغ ادرة مكة المكرمة لفتح بالد الش ام‬
‫قائال‪ " :‬ال تحزنوا وال تغدروا‪ ،‬وال تغلوا وال تمثلوا‪ ،‬وال تقتلوا طفال وال شيخا كبيرا وال امرأة‪،‬‬
‫وال تعرق وا نخال وال تحرق وه‪ ،‬وال تقطع وا ش جرة مثم رة‪ ،‬وال ت ذبحوا ش اة وال بق رة وال بع يرا إال‬
‫لمأكل‪ ،‬وال تقتلوا راهبا في صومعته‪.‬‬

‫(‪ )1‬القران الكرمي‪ ،‬سورة البقرة اآلية ‪.110‬‬


‫_ ‪_ 13‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫‪ .25‬اسم اإلس الم مش تق من الس الم‪ ،‬فاإلس الم دين المحبة والتع اون واالطمئن ان والعدالة‬
‫واألخ وة والمس اواة‪ ،‬دين االنقي اد والطاعة هلل خ الق الس ماوات واألرض‪ ،‬وكلمة اإلس الم تع ني‬
‫التس ليم واالطمئن ان‪ ،‬وله ذا ذكرها الق ران الك ريم مع ما يش تق منها في مناس بات مختلف ة‪ ،‬بمعانيها‬
‫المختلفة بحسب المواقف والمناس بات ولكنها تصب في المع نى األساسي لها وهو ص فاء القلب‪،‬‬
‫وتع اون اإلنس ان‪ ،‬وه دوء الب ال‪ ،‬وطمأنينة النفس‪ ،‬يس تخلص من ه ذا كله أن المس لمين وض عوا‬
‫ألنفس هم قواعد نبيلة ك ان ه دفها إحالل الس الم والمحبة بين الن اس جميع ا‪ ،‬وإ ذا ك انوا قد فش لوا في‬
‫تط بيق ه ذه المب ادئ ف ذلك الن الظ روف ح الت دون س يرهم على طريق اإلس الم الص حيح‪ ،‬فقد‬
‫حرص وا على إحالل الس الم والوف اق بين انفس هم‪ ،‬وبينهم وبين من يعيش معهم ويختلف عنهم‬
‫ب الجنس أو اللغة أو ال دين والم ذهب‪ ،‬ومن واجب الع رب والمس لمين إزالة ما ب ني من أس وار‬
‫الكراهية بينهم‪.‬‬

‫‪ .26‬اإلس الم لم يش رع الح رب والجه اد إال دفاعا عن النفس‪ ،‬وص دا لهج وم األع داء وطلبا‬
‫لتحرير المكان أو اإلنسان من المحتلين والمستغلين والمستعمرين فقال تعالى‪" :‬وقاتلوا في سبيل‬
‫اهلل الذين يقاتلونكم وال تعتدوا إن اهلل ال يحب المعتدين"(‪ ،)3‬اال ان هناك الكثير من المفتريات توجه‬
‫إلى اإلس الم واإلس الم منها ب ريء‪ ،‬ومن بين ه ذه المفتري ات الق ول ب ان اإلس الم لم يتحقق إال بحد‬
‫السيف‪ ،‬وهو الدين الذي يدعو إلى العنف واإلرهاب‪ ،‬ويقاوم دعوة السالم‪ ،‬علما بان اإلسالم هو‬
‫اك ثر األدي ان دع وة إلى الس الم‪ ،‬وحثا عليه وتحببا في ه‪ ،‬ويكفي بالت دليل على ذلك أن اهلل تب ارك‬
‫وتع الى جعل من بين أس مائه اسم (الس الم) للت ذكير بأنه مص در الس الم‪ ،‬وال داعي إلى الس الم‪،‬‬
‫والمحبب في السالم‪ ،‬والحرب في اإلسالم ال تقوم شرعا إال لدفع العدوان أو استرداد المغصوب‬
‫من األرض‪ ،‬أو إنق اذ المهض وم من الض عفاء‪ ،‬أو إزالة عوائق الفس اد من الطريق وتحقيق الحرية‬
‫الدينية لجميع الناس على السواء‪.‬‬

‫القسم الثاني‬
‫موقف الغرب من اإلسالم‬

‫نظرتهم للدين اإلسالمي‬

‫‪.190‬‬ ‫(‪ )3‬القران الكرمي‪ ،‬سورة البقرة اآلية‬


‫_ ‪_ 14‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫‪ .27‬إن الغرب بنظرته إلى اإلسالم ال ينظر إليه من زاوية دينية بل ينظر إليه كحضارة تنافس‬
‫حض ارته فينظ رون إلى اإلس الم على أنه الع دو ال ذي يجب مواجهته حيث أن هن اك تعارض اً‬
‫وتناقض اً بين الحض ارتين وحيث المص الح االس تراتيجية للق وى الغربية في الش رق األوسط‬
‫وخصوصاً المنطقة العربية‪.‬‬

‫‪ .28‬إن الخطر اإلس المي هو الخطر الق ادم ال ذي لن ينتهي ص راعهم معه إال بالمحافظة على‬
‫التف وق االقتص ادي والعس كري والحد من ظ اهرة الص حوة اإلس المية ال تي تناسب ركائزها بين‬
‫حقوق المسلمين في مشارق األرض ومغاربها هذه الصحوة التي تجعل المسلمين يتوجهون نحو‬
‫اإلس الم كمص در للهوية واالس تقرار والش رعية والق وة واألمل ‪ ،‬ه ذه الص حوة ال تي تجسد قب ول‬
‫الحداثة ورفض الثقافة الغربية والعودة إلى اإلسالم كدليل حياة في العالم الحديث‪.‬‬

‫كيف تعمل اآللة اإلعالميةـ الغربية لنشر الخوف من اإلسالم‬

‫‪ .29‬الجهــاد في أمريكيا ‪ .‬هو عب ارة عن برن امج تلفزي وني أم ريكي وث ائقي يه دف لتش ويه‬
‫بث الفيلم في جميع أنح اء الوالي ات المتح دة‬
‫اإلس الم وتص وير المس لمين على أنهم إره ابيون وقد ّ‬
‫األمريكية في نهاية ع ام ‪1994‬م بعد ح ادث تفج ير المركز التج اري الع المي في ش هر ش باط من‬
‫نفس الع ام وي دور ه ذا الفيلم ح ول من أس ماهم باإلره ابيين المس لمين ال ذين يعمل ون داخل أمريكا‬
‫وه ذا الفيلم يص ور مش اهد لبعض المنظم ات اإلس المية الرئيسة على أن لها عالق ات مع متش ددين‬
‫ي دعون لشن هجم ات على أه داف يعتبرونها مناهضة لإلس الم والفيلم بمجمله ج زء من الحملة‬
‫المسعورة التي تعمد إلى تشويه اإلسالم عقيدةً ومؤمنين وتحويله إلى مجرد رابطة إرهابية ‪ ،‬وه ذا‬
‫الفيلم في حقيقة األمر أذكى نزعة معادية للمس لمين في الوالي ات المتح دة وس اهم في إش اعة من اخ‬
‫من ع دم الثقة بالمس لمين والنتيجة النهائية تع رض الع رب والمس لمين لج رائم الكراهية ‪ ,‬وأس لوب‬
‫الربط الذي يبينه هذا الفيلم بين اإلسالم واإلرهاب نلخصه كما يلي‪- :‬‬
‫الجماعات المتطرفة اإلسالمية تقوم باالغتيال‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫االغتيال والقتل إرهاب‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫الجماعات اإلسالمية هي جزء من اإلسالم‪.‬‬ ‫جـ‪.‬‬
‫النتيجة اإلسالم إرهاب‪.‬‬ ‫د‪.‬‬

‫‪ .30‬تشويهـ الشخصية العربيةـ اإلسالمية‪:‬‬

‫_ ‪_ 15‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫لقد عم دت وس ائل اإلعالم الغربية إلى تش ويه الشخص ية العربية اإلس المية‬ ‫أ‪.‬‬
‫بأساليب وأشكال عديدة ولنتعرف على ذلك يجب الوقوف قليالً عند اراد بعض كتابهم عن‬
‫اإلسالم والعرب‪.‬‬
‫كتب "ايمبت تيري ل" وهو معلق سياسي أم ريكي مرم وق ‪ ،‬كتب مق االً في مجلة‬ ‫ب‪.‬‬
‫هاربر وهي مجلة النخبة من المثقفين األمريكيين كان من ضمن ما جاء فيه عن العرب ‪:‬‬
‫(العرب ليسوا مثل سكان فيالدلفيا والهم مثل الفرنسيين وال مثل اإلسرائيليين ‪ ...‬العرب‬
‫مهووس ون ديني اً يكرس ون حي اتهم ل دين مح ارب مع ٍاد للغ رب ومن أفض الهم علينا كلمت‬
‫(الحشاش ين) ( والجه اد) ‪ .‬هات ان الكلمت ان األولى تع ني باإلنجليزية االغتي ال والثانية‬
‫تكتب كما في نطقها الع ربي وعلى ه ذه األرض ليس هن اك إال الص ينيون وال روس‬
‫ٍ‬
‫حماس ديني‬ ‫ينغمسون أكثر من العرب في مذابح دامية متبادلة والعرب يفعلون ذلك عن‬
‫وأياً كان السبب فإن العربي يخرج سكينة بلده ‪ ،‬وعندما يفرغ من ارتكاب المذبحة ‪ ،‬فإنه‬
‫يعتقد أنه أص بح أق رب إلى اهلل )(‪ .)1‬نس تنتج مما س بق بأنه يربط اإلره اب باإلس الم من‬
‫خالل هذه المعادلة ‪- :‬‬
‫(‪ )1‬الجهاد ‪ ...‬نوع من القتل واالغتيال ‪.‬‬
‫(‪ )2‬القتل واالغتيال ‪ ...‬إرهاب‪.‬‬
‫(‪ )3‬الجهاد ‪ ...‬هو إرهاب‪.‬‬
‫(‪ )4‬اإلسالم ‪ ...‬إرهاب‪.‬‬
‫(‪ )5‬الشعوب العربية اإلسالمية ‪ ...‬هم مسلمون ‪.‬‬
‫(‪ )6‬الشعوب العربية اإلسالمية … إرهابيون‪.‬‬

‫اإلسالم هو العدو الجديد للغرب من وجهة نظر غربية‬

‫‪ .31‬ريتش ارد كون دون مؤلف "مرشح من متش وريا" ص رح بنا يلي‪" :‬اآلن وقد ن ام الش يوعيون‬
‫يت وجب علينا اخ تراع تهديد رهيب ليحل محل اإلتح اد الس وفياتي"(‪ .)2‬فهو ي رى أن الع دو الجديد‬
‫الذي يتوجب البحث عنه هو اإلسالم‪.‬‬

‫‪ .32‬كاتب آخر هو "دانيل بايبس" مدير معهد األبحاث السياسية الخارجية في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية نشر مقاالً بعنوان المسلمون قادمون في كتاب حرب العالمين األولى جاء فيه "الغربي ون‬
‫(‬

‫(‬

‫_ ‪_ 16‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫في النهاية ي ترقبون وحش اً أس طورياً واح داً هو اإلس الم " ليس ذلك في الح روب فقط وإ نما في‬
‫الهج رات ال تي ته دد بنية وثقافة المجتمع ات الغربية فهو يق ول "إن مجتمع ات أوروبا الغربية غ ير‬
‫مهي أة له ذه الهج رات الض خمة من سر الوج وه ال ذين يطبخ ون أطعمة غريبة ويح افظون على‬
‫مقاييس مختلفة للصحة والحياة"(‪. )3‬‬

‫‪ .33‬بق راءة تحليلية متأنية للعب ارات الس ابقة وللمق ال نجد أن الك اتب يعمد إلى ف رز وتص نيف‬
‫المس لمين باعتب ارهم مغ ايرين وأنهم ال ين دمجون مع الغ رب بل يري دون أن يخض عوا الغ رب‬
‫لمعاييرهم ‪ ،‬كما وأنه يخشى من تنافي قوة المسلمين في الغرب بسبب هجرتهم إلى الغرب األمر‬
‫الذي يؤدي في النهاية إلى تخريب الحضارة الغربية‪.‬‬

‫ماذا يفعل الغرب الحتواء العالم اإلسالمي‬

‫‪ .34‬اإلجابة على ه ذا الس ؤال تكمن في ت وجيههم تهمة اإلره اب إلى المس لمين ومحاولة‬
‫إلص اقها بهم بش تى الوس ائل ح تى وهم يعرف ون بحقيقة أنفس هم أن كث يراً من العملي ات اإلرهابية‬
‫نف ذت على أي دي جه ات ص هيونية ومتطرفة غربية ف يرى الغ رب وعلى رأسه أمريكيا أن احت واء‬
‫الخطر اإلسالمي يتم من خالل ما يلي‪- :‬‬
‫إضفاء الشرعية الدولية على كل فعل وعمل يقوم به الغرب ضد األمة اإلسالمية‬ ‫أ‪.‬‬
‫ومن شأنه أن يدعم المصالح الغربية واألمريكية‪.‬‬
‫ت دمير كل ق وة عربية تظهر أو تح اول الظه ور متحدية الهيمنة الغربية وته دد‬ ‫ب‪.‬‬
‫مصالح الغرب في الشرق األوسط‪.‬‬
‫السيطرة على األمر الدولي وقراراته‪.‬‬ ‫جـ‪.‬‬
‫وضع حد التساع القوة العسكرية للدول اإلسالمية وذلك باستغالل الخالفات التي‬ ‫د‪.‬‬
‫تقع في الدول اإلسالمية ودعم األقليات على تكوين دويالتها الخاصة خصوص اً تلك التي‬
‫تبدي تعاطفاً مع القيم والمصالح الغربية‪.‬‬
‫تحالف الدول الغربية مع بعضها البعض للوقوف أمام غزة التيار اإلسالمي‬ ‫هـ‪.‬‬
‫لبالدهم وتط وير ال دفاع االس تراتيجي واس تخدامه ضد أي دولة عربية إس المية ت رى أنها‬
‫تبني قوة عسكرية على مبدأ الجهاد‪.‬‬

‫(‬

‫_ ‪_ 17‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫القسم الثالث‬
‫أسباب ربط اإلرهاب بالدين اإلسالمي‬

‫‪ .35‬لقد ازدادت ح دة الص راع بين اإلس الم والغ رب إلى الحد ال ذي جعل الع رب يس ّمون‬
‫اإلسالم باإلرهاب وكان لهذه النظرة أسبابها ودافعها وتمثلت بما يلي‪:‬‬
‫إن المد اإلس المي ال ذي وص فه الغ رب "ب الهالل اإلس المي" قد يش كل أك بر كتلة‬ ‫أ‪.‬‬
‫اقتص ادية وذلك بامت داده ع بر ش مال إفريقيا والش رق األوسط باس تثناء الخليل ش امالً دول‬
‫الخليج العربي وإ يران وباكستان وبعض الدول اإلسالمية الوليدة في آسيا الوسطى حتى‬
‫الص ين ‪ ،‬ه ذه ال دول ال تي جمعها ال دين اإلس المي على إحس ٍ‬
‫اس موحد باالمتع اض من‬
‫الغرب‪.‬‬
‫معارضة المس لمين للسياسة األمريكية في الش رق األوسط تج اه قض ية األمة‬ ‫ب‪.‬‬
‫اإلس المية مع إس رائيل ‪ ،‬ه ذه السياسة ال تي تكيل بمكي الين فهي تن ادي من جهة برف اه‬
‫حد للنشاطات اإلرهابية ‪ .‬ومعرف أن رفاه إسرائيل لن‬ ‫إسرائيل ومن جهة أخرى بوضع ٍ‬
‫يكون إال بممارستها اإلرهاب بكافة أنواعه ضد الفلسطينيين ‪.‬‬
‫اعتقاد الغرب بأن اإلسالم حركة سياسية لها قاعدة تحتية قوية ن هذه الحركة لها‬ ‫جـ‪.‬‬
‫طموح ات تدميرية ضد الغ رب فاإلس الم بنظ رهم يحقد على الغ رب وحق ده يع ود لج ذور‬
‫تاريخية تمتد إلى مرحلة حروب الفرنجية‪.‬‬
‫س قوط الش يوعية‪ .‬فبس قوط الش يوعية زال ع دواً مش تركاً لكل من الغ رب‬ ‫د‪.‬‬
‫واإلس الم فأص بح كل منهما ي رقب اآلخر وبنظر إليه على أن الع دو المحتمل في الغد‬
‫القريب ‪.‬‬

‫تدخل الغرب في الصراعات داخل العالم اإلسالمي بسبب تفوقه العسكري‬ ‫هـ‪.‬‬
‫واالقتصادي ولّد حالة شديدة من االستياء بين المسلمين والغرب‪.‬‬

‫_ ‪_ 18‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫القسم الرابع‬
‫مواجهة الحملة اإلعالمية األجنبية ضد االسالم ودور وسائل اإلعالم‬

‫‪ .36‬لمواجهة الحملة اإلعالمية األجنبية ضد اإلسالم يجب العمل على‪:‬‬


‫خلع رداء الحض ارة الغربية الزائف والع ودة إلى رداء الحض ارة اإلس المية‬ ‫أ‪.‬‬
‫السابغ الطاهر المطهر‪.‬‬
‫إيجاد المخططات العربية الشاملة للمجابهة على النحو المطلوب ‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫تفعيل عنصر العقيدة وهو عنصر التحصين والوعي والقوة والمنعة ومصدر‬ ‫جـ‪.‬‬
‫المعنويات وخزان اإلرادة لدى األمة‬
‫محاربة انج ذاب المس لمين للغ رب ‪ ،‬حيث تجد أن الكث ير يط الب ب الهجرة إلى‬ ‫د‪.‬‬
‫المجتمع ات الغربية ومعنى هذا أننا أص بنا بالجاذبية الغربية ف تركت فينا قابلية االس تعمار‬
‫وقابلية الهزيمة ال تي ق ذفت بنا في متاه ات الهزيمة الحض ارية عن دما تخلينا عن قيمنا‬
‫ومبادئنا وكامل رم وز حض ارتنا العظيمة أم ام انبهارنا األرعن بحض ارة الغ رب وما‬
‫تحمله من جراثيم قاتلة كاإليدز‪..‬‬
‫إعادة الوعي لألمة من خالل كشف أساليب الغرب في غزوه الثقافي وفي‬ ‫هـ‪.‬‬
‫التضليل اإلعالمي وفي دعاياته وإ شاعاته وأهدافه من تشويه الصورة العربية اإلسالمية‪.‬‬
‫ام العظمة الغرية أي فك ارتباطنا بقيم‬ ‫تفريغ عقولنا من كل ما أخذته من أوه‬ ‫و‪.‬‬
‫الغرب‪.‬‬
‫إعادة تعبئة العقول بحقائق العظمة اإلسالمية أي إعادة ارتباطنا بقيمنا ‪.‬‬ ‫ز‪.‬‬
‫مالحقة ما ينشر ويذاع ضد العرب والرد عليه ‪.‬‬ ‫ح‪.‬‬
‫كشف أس اليب اإلعالم الغ ربي في الك ذب والتع تيم والخ داع والتض ليل وع دم‬ ‫ط‪.‬‬
‫اإلعتم اد على وس ائل اإلعالم الغ ربي كمص ادر أخب ار ووك االت انب اء كمص در لألخب ار‬
‫الصحيحة‪.‬‬
‫اس تخدام الض غوط العربية اإلس المية الستص دار الق درات في الغ رب إليق اف‬ ‫ي‪.‬‬
‫الحمالت ضد اإلسالم‪.‬‬

‫‪ .37‬ولتفعيل دور اإلعالم اإلس المي لمواجهة الحملة الغربية على االمة االس المية والعربية‬
‫علينا القيام بما يلي‪:‬‬
‫_ ‪_ 19‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫زيادة القدرة اإلعالمية العربية اإلسالمية باألجهزة والكفاءات البشرية‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬


‫وضع اس تراتيجية إعالمية عربية إس المية واح دة من أجل التص دي للسياسة‬ ‫ب‪.‬‬
‫ورة الحقيقية‬ ‫ديم الص‬ ‫الم وتق‬ ‫اإلعالمية الغربية وتنفيذ ادعاءاتها الكاذبة ضد اإلس‬
‫للشخصية اإلسالمية‪.‬‬
‫أيجاد محطة تلفزيونية عربية إسالمية واحدة على مستوى عالمي وعلى نسق‬ ‫جـ‪.‬‬
‫شبكة (‪ ) CNN‬قادرة على إيصال برامجها وتغطياتها إلى كل موقع العالم ‪.‬‬
‫الحي اد والص دق واالمانة في نقل االخب ار واالح داث اليج اد الثقة بين المش اهدين‬ ‫د‪.‬‬
‫ووسائل االعالم االسالمية والعربية‪.‬‬

‫الفصل الرابع‬
‫السياسة الدولية المعاصرة بعد أحداث ‪ 11‬أيلول‬
‫القسم االول‬
‫المواقف السياسية والتغيرات في االستراتيجيةـ االمريكيةـ‬

‫‪ .38‬أبعاد تأثير األحداث على الساحتين العربية واإلسالمية ‪ 0‬ليس من شك أن اآلث ار‬
‫ال تي ت رتبت عن ه ذه العملية على الس احتين العربية واإلس المية هي ذات طبيعة وأبع اد خاصة‬
‫نظراً لالتهامات الظالمة التي دأب اإلعالم اإلسرائيلي والغربي هواألمريكي على توجيهها للدين‬
‫اإلس المي الح نيف من ناحية وللمجتمع ات العربية واإلس المية من ناحية أخ رى ونوضح ه ذه‬
‫المواقف في األبعاد التالية‪:‬‬
‫البعد األول ‪ 0‬ويتمثل البعد األول في اف تراض أن ال دول العربية واإلس المية‬ ‫أ‪0‬‬
‫هي المص در الرئيسي ال ذي يمد المقاومة الفلس طينية بالم ال والس الح وان تلك الفص ائل‬
‫ليست في نظر إس رائيل وال دول الغربية أال منظم ات إرهابية ه دفها القتل والتخ ريب‬
‫وليس ممارسة حقها المشروع في مقاومة االحتالل األجنبي لألراضي الفلسطينية ‪0‬‬
‫البعد الث ــاني ‪ 0‬الترك يز الص هيوني الغ ربي الش ديد والظ الم على اإلره اب‬ ‫ب‪.‬‬
‫والعنف وهم في سبيل تكريس هذه الفكرة البشعة والمضللة عن اإلسالم ال يتورعون عن‬
‫ارتك اب اك بر الكب ائر والموبق ات ال تي عرفتها اإلنس انية ع بر تاريخها الطويل وإ لص اقها‬
‫_ ‪_ 20‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫زوراً وبهتاناً بأبناء اإلسالم الذي نهى بنصوص قرآنية صريحة عن قتل النفس التي حرم‬
‫اهلل إال بالحق‪.‬‬
‫البعد الثالث ‪ 0‬فتمتد جذوره لقرون عديدة حين ألهبت الدعاوى الصليبية‬ ‫جـ‪.‬‬
‫مشاعر العامة والخاصة في أوروبا ضد الشرق اإلسالمي فقامت الحروب الصليبية التي‬
‫امت دت لعق ود طويلة انتهت بهزيمة الص ليبيين على يد ص الح ال دين األي وبي ذلك القائد‬
‫المس لم ال ذي ض رب للغ رب افضل األمثلة في أس لوب التعامل مع الع دو خالل الح رب‬
‫والسالم كما اظهر مدى سماحة اإلسالم خالف اً لألفكار المسبقة والخاطئة التي جاءوا بها‬
‫عنه كما يمتد هذا البعد الى زمن الفتح اإلسالمي لمدنية القدس حيث المعاملة الحسنة التي‬
‫لقيها سكانها المسيحيون على أيدي المسلمين ورفض الخليفة عمر بن الخطاب رضي اهلل‬
‫عنه الص الة في كنيسة القيامة خوف اً من أن يتخذ المس لمون ذلك حجة لالس تيالء عليها‬
‫وتحويلها الى مس جد ويب دو انه عز على رج ال ال دين المس يحي ومل وك الغ رب الص ليبي‬
‫آن ذاك أن ي روا س ماحة ال دين اإلس المي وعدله ورحمته على الع المين دون أن يح اولوا‬
‫تش ويه ص ورته ووص فه ب العنف والدموية واعتب ار أن الفتوح ات اإلس المية قد تمت بحد‬
‫السيف يبدو أن ذلك االتجاه مازال قائم اً لدى شعوب أمريكا ودول أوروبا ويزداد في هذه‬
‫األيام حدة‪0‬‬
‫البعد الرابع ‪ 0‬فيمثل كما يب دو في أن ثمة قناعة تش كلت أو هي في طريقها‬ ‫د‪.‬‬
‫للتشكل لدى أمريكا والغرب وبتحريض ودعم من الصهيونية العالمية مؤداها إن اإلسالم‬
‫أص بح بعد تفكك االتح اد الس وفيتي وان دحار الش يوعية الع دو الرئيسي ال ذي ينبغي على‬
‫الغ رب توجيه كافة أس لحته السياس ية واالقتص ادية والحربية المت وافرة لديه نح وه ‪ 0‬وفي‬
‫ض وء ه ذا الجو المحم وم ال ذي يس ود أمريكا وال دول الغربية حاليا فمن المتوقع أن ال‬
‫تقتصر األعم ال االنتقامية على أفغانس تان والع راق وح دهما وإ نما قد تط ال مواقع في‬
‫بلدان عربية وإ سالمية أخرى والدليل هو العدوان على العراق وتدمير ذلك البلد العربي‬
‫اإلسالمي والتهديدات ضد دول اخرى‪0‬‬

‫‪ .39‬المواقف العشـ ــوائيةـ ‪ 0‬ال ج دال في أن الض ربة ك انت قاس ية ومؤلمة وأنها ألحقت‬
‫الض رر الف ادح ب آالف من األمريك يين األبري اء وأن التع اطف مع أسر الض حايا ومع اإلدارة‬
‫األمريكية قد بلغ درجة ف اقت كل التص ورات الس يما إذا ما أدرجنا فيه تع اطف ال دول ال تي ك انت‬
‫معادية بطبيعتها وبتكوينها السياسي والفك ري للوالي ات المتح دة ‪ ،‬لكن المواقف العش وائية‬
‫ال تي أعقبت الض ربة وما ص در ويص در عن أرك ان اإلدارة األمريكية من تهدي دات وإ ن ذارات من‬

‫_ ‪_ 21‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫حشد غير مسبوق للقوة األمريكية وللقوات الحليفة ضد مجهول لم تتحدد مالمحه بعد من شأنها أن‬
‫تقلل من ه ذا التع اطف اإلدارة األمريكية تريد أن تس تفيد من الهيمنة على األنظمة وعلى الش عوب‬
‫أن تأخذ تفويض اً دولي اً نهائي اً ب إنزال العق اب أو باألصح االنتق ام ممن ت راهم من دول الع الم ال تي‬
‫ت رفض االنض واء تحت المظلة الدولية ال تي ترعاها أو تق اوم التس ليم بكل الش روط وااللتزام ات‬
‫التي يفرضها القطب الواحد أياً كان حظها من الخطأ أوالصواب ‪.‬‬

‫‪ .40‬المواقف العربيةـ ‪ 0‬ت أثر الع الم الع ربي بش كل مباشر بأح داث الح ادي عشر من أيل ول‬
‫‪2001‬م سياس ياً وأمني اً وم ازالت إف رازات ه ذه األح داث تلقي بت داعياتها عليه فض الً من أن‬
‫المستقبل يحمل في طيا ته العديد من االحتماالت والمخاطر وبشكل عام يمكن بيان هذا األمر على‬
‫أكثر من مستوى كاآلتي ‪:‬‬
‫على مستوىـ العالقات العربيةـ األمريكيةـ ‪0‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫وقعت أحداث ‪ 11‬أيلول بينما كانت العالقات بين العرب وأمريكا تشهد‬ ‫(‪)1‬‬
‫بعض مظاهر التوتر وعدم االستقرار بسبب الموقف األمريكي المنحاز إلسرائيل‬
‫وال ذي لم يتح رك إلثنائها عن المضي في سياس اتها العدوانية ضد الفلس طينيين ثم‬
‫ج اءت ه ذه األح داث وما تليها من تط ورات لتض يف أس باباً أخ رى للت وتر بين‬
‫الع رب وأمريكا أن القائمة ال تي نش رتها جه ات التحقيق األمريكية للمتهمين في‬
‫الحادث معظمها من العرب إضافة إلى بعض المسلمين من جنسيات غير عربية‬
‫‪0‬‬
‫أن قائمة الدول التي ترى واش نطن أنها ت رعى اإلره اب تضم ع دة دول‬ ‫(‪)2‬‬
‫عربية ( سوريا والسودان وليبيا والعراق ) وتضم قائمة المنظمات التي تمارس‬
‫اإلرهاب من وجهة نظر واشنطن العديد من المنظمات العربية واإلسالمية على‬
‫رأس ها ح زب اهلل في لبن ان ومنظمتا الجه اد اإلس المي وحم اس في فلس طين‬
‫وغيرها وهن اك العديد من األص وات داخل أمريكا ت دعو إلى معاقبة كل من له‬
‫ص لة باإلره اب وفق الرؤية األمريكية ول ذلك يق ول المس ؤولون األمريكي ون أن‬
‫الحرب ستكون طويلة وممتدة ‪.‬‬
‫على الرغم من أن الواليات المتحدة قد أعلنت أنها تتفهم حدود ما يمكن‬ ‫(‪)3‬‬
‫أن تقوم به بعض الدول العربية في مساندة " التحالف ضد اإلرهاب " فان مواقف‬
‫ه ذه ال دول س يكون لها تأثيرها على عالقاتها مع واش نطن خالل الف ترة القادمة‬
‫وخاصة أن ال رئيس األم ريكي أكد انه "من ليس مع التح الف فهو مع اإلره اب "‬

‫_ ‪_ 22‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫وهذا معناه أن الدول العربية التي عارضت التحالف أو رفضت المساهمة فيه في‬
‫" صف اإلرهاب " وفق المنظور األمريكي ‪0‬‬
‫‪ 0‬غي اب الموقف الع ربي الموحد ‪ 0‬ومما يزيد من عمق المش كلة ال تي تواجه‬ ‫ب‬
‫الع الم الع ربي هو ع دم وج ود موقف موحد ‪ ،‬وهنا يمكن اإلش ارة إلى ع دة مؤش رات‬
‫أساس ية إلب راز ه ذا الواقع وتب اين المواقف العربية س واء تج اه أح داث ‪ 11‬س بتمبر أو‬
‫التحالف ضد اإلره اب والهجم ات ضد أفغانستان ‪ 0‬وعلى الرغم من أن العرب معنيون‬
‫ربما اكثر من غيرهم بكل التطورات منذ بداية األحداث فانهم لم يعقدوا اجتماع اً مشتركاً‬
‫واحد على مستوى لتنسيق مواقفهم وعندما اجتمع وزراء الخارجية العرب فانهم اجتمعوا‬
‫على ه امش اجتم اع وزراء خارجية ال دول اإلس المية في الدوحة في ‪ 10/10/2001‬م‬
‫بعد ش هر من أح داث نيوي ورك وواش نطن والتنس يق الجم اعي الع ربي الوحيد ال ذي يمكن‬
‫القول انه كان متعاطي اً مع تطور األحداث تم في إطار مجلس التعاون الخليجي من خالل‬
‫اجتماعات وزراء الخارجية واألعالم والداخلية ‪0‬‬

‫القسم الثاني‬
‫أثار االحداث في السياسة الخارجية االمريكيةـ‬

‫أن التهويل من أحداث ‪ / 11‬أيلول ‪ ، 2001 /‬على الرغم من فضاعة جرائمها ‪،‬‬ ‫‪.41‬‬
‫وإ لباسها الطابع التاريخي والقدرة على نقل البشرية من مرحلة إلى أخرى وعلى تغيير المفاهيم‬
‫والشرائع الدولية ‪ ،‬وهو سالح الفاشية إلثارة رعب البشرية وأدامته لشل وعي البشرية وتمرير‬
‫أهدافها في الهيمنة على العالم ‪ ،‬وتبرير كل جرائمها بحق البشرية وافضعها الحروب ومن‬
‫المؤسف أن يتلقف الكثير من السياسيين وحتى المفكرين هذه األفكار ويعملون على تطويرها‬
‫والبناء عليها ! فمتى خضعت أمريكا للشرعية الدولية قبل أحداث ‪ 11‬أيلول ‪ ،‬هل في قصف‬
‫اليابان بالقنابل النووية أم حربها ضد الفيتنام واستخدام األسلحة الكيماوية أم في تدخالتها في‬
‫الشؤون الداخلية لدول أسيا وأفريقيا وأمريكا الالتينية وتدبيرها االنقالبات العسكرية واغتيال‬
‫قادتها المعارضين األمريكية ‪ ،‬وحمايتها لألنظمة الدكتاتورية ‪ ،‬أم في قصفها للعراق باليورانيوم‬
‫المنضب وفرض الحصار االقتصادي وإ بادة أكثر من مليون ونصف إنسان معظمهم من األطفال‬
‫‪ ،‬المنافي لجميع الشرائع الدولية وفي مقدمتها حقوق اإلنسان ‪.‬‬

‫_ ‪_ 23‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫لم تلجئ للحلول السلمية قبل ‪11‬أيلول إن لم تكن تخدم هيمنتها كما أن اختالل‬ ‫أ‪.‬‬
‫التوازن بينهم بفعل قوانين الرأسمالية نفسها جعل الفاشية تلجأ إلى استغالل حادثة إرهابية‬
‫أو افتعالها لشن الحرب العالمية ‪ :‬مثل حادثة درايفوس في الحرب العالمية وحادثة‬
‫اغتيال أحد أمراء النمسا في الحرب العالمية الثانية ولم يكن لحادثة فردية كتلك يمكن أن‬
‫تثير ضمير ورعب العالم فكانت أحداث ‪ 11 /‬أيلول بفضاعة جرائمها التي هزت ضمير‬
‫العالم وبموقعها في قلب القطب األكبر األمر الذي أثار رعب العالم بما سيقدم عليه هذا‬
‫القطب بكل إمكانياته التدميرية من جرائم انتقاما لشرفة المجروح‬
‫لم تترك اإلدارة األمريكية الفرصة تفلت فأعلنت بدء الحرب العالمية بحجة‬ ‫ب‪.‬‬
‫محاربة اإلرهاب الذي طالما زرعته وغذته في جميع أنحاء العالم ‪ ،‬وأرعبت جميع‬
‫الدول برفعها شعار من ليس معها في هذه الحرب فهو مع اإلرهاب ‪ ،‬وفي نفس الوقت‬
‫تصرح بقيادتها المتفردة لهذه الحرب ‪ ،‬األمر الذي ال يخفي على األقطاب الرأسمالية‬
‫األخرى وهو الهيمنة على العالم بما فيها هم ‪.‬‬
‫بدأت بعض هذه األقطاب وفي مقدمتهم فرنسا إلى التحالف مع قوى العولمة‬ ‫جـ‪.‬‬
‫اإلنسانية ( المنظمات المناهضة للرأسمالية ) في مواجهة الفاشية الجديدة ‪ ،‬فدعمت‬
‫وأمدت هذه المنظمات غير الحكومية بالمعلومات عن البرامج االقتصادية والسياسية التي‬
‫تريد االمبريالية فرضها على العالم بهدف إحكام هيمنتها من خالل اجتماعات السبعة‬
‫الكبار ‪ ،‬وتنفيذها من خالل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة الحرة ‪،‬‬
‫ويتحرك اليوم حتى بعض أقطاب الرأسمال األمريكي الذي بدأ يشعر بخطر الفاشية‬
‫األمريكية عليه وعلى الشعب األمريكي التي تمثل مصالح الرأسمال المهيمن على‬
‫الصناعات العسكرية والنفط وبدأ التنسيق للتعاون مع األقطاب الرأسمالية األخرى وال‬
‫سيما األوروبية للوقوف بوجهها وال سيما في محاولتها القضاء على المحكمة الدولية التي‬
‫انشات حديثا لمحاكمة مجرمي الحروب ومقترفي الجرائم بحق البشرية أو إخضاعها‬
‫لهيمنتهم بفرض الحصانة لكل أجهزتها اإلجرامية وقواتها المنتشرة في جميع أنحاء العالم‬
‫‪ ،‬التي لها تاريخ تندى له جبين البشرية وستبقى البشرية تعاني حتى يتطور وعيها‬
‫وتستطيع تطوير عولمتها فكريا وسياسيا وتنظيميا لتتمكن من القضاء على عالقات‬
‫اإلنتاج الرأسمالية وبناء المجتمع اإلنساني الحقيقي الموحد الخالي من االنقسامات الطبقية‬
‫واألحزاب واألقطاب مجتمع التعددية في اإلبداع والخلق من أجل األجمال واألرقى‬
‫واألسعد لجميع البشر ‪.‬‬

‫_ ‪_ 24‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫استغالل األحداث لتطبيق المخطط االستراتيجي لألمن القومي األمريكي المبيت‬ ‫د‪.‬‬
‫منذ عام ‪ ،1992‬وجوهر المخطط هو قلب المفاهيم العالمية من خالل سن الحرب على‬
‫العراق ‪ ،‬وفرض سياسة خارجية جديدة هدفها المعلن هو ضمان المكانة المتفوقة ألمريكا‬
‫في العالم باستخدام التفوق العسكري ‪ ،‬دون حاجة للرجوع للمؤسسات الدولية مثل األمم‬
‫المتحدة ومجلس األمن ‪0‬‬

‫القسم الثالث‬
‫تحليل السياسة الدولية المعاصرة بعد أحداث ‪ 11‬أيلول‬

‫إن الدارس للســيا سه الدولية بشــكل عـام بعد إحــداث ‪ 11‬أيلــول يتـبينـ له ما‬ ‫‪.42‬‬
‫يلي ‪:‬‬
‫إن العصر الحالي هو عصر العولمة ‪ ،‬وهو عصر التفتت المتزايد وهذا يساعد‬ ‫أ‪.‬‬
‫على انتشار اإلرهاب ‪ ،‬فالتفتت يعصف بالتضامن االجتماعي ويدفع الجماعات المتطرفة‬
‫إلى تعميق معارضتها للمدنية ‪ ،‬كما أن العولمة تؤثر في قدرة الحكومات على حفظ النظام‬
‫‪ ،‬واتساع نطاق ثورة االتصاالت والتطور التكنولوجي وزوال الحدود بين الدول مما أدى‬
‫إلى فتح الباب أمام اإلرهاب واإلرهابيين على مصراعيه ‪0‬‬
‫إن التعريف العربي لإلرهاب يتميز بالشمولية والوضوح حيث يعتبر اإلرهاب‬ ‫ب‪.‬‬
‫كل فعل منظم من أفعال العنف أو التهديد به ويسبب فزعا أو رعبا من خالل أعمال القتل‬
‫واالغتيال أو حجز الرهائن أو اختطاف الطائرات أو تفجير المفرقعات وغيرها مما يخلق‬
‫حالة من الحرب ‪0‬‬
‫إن التعريف العربي لإلرهاب ال يعتبر المجموعات التي تكافح من اجل التحرير‬ ‫ج‪.‬‬
‫والوصول إلى حق تقرير المصير ومكافحة الهيمنة األجنبية إرهابا ‪0‬‬
‫بتاريخ ‪/17‬أيلول ‪ 2005‬اختتمت قمة األمم المتحدة والتي ضمت حوالي ‪175‬‬ ‫د‪.‬‬
‫مندوبا بينهم ‪ 150‬رئيس دولة أو حكومة دون التمكن من االتفاق على تعريف اإلرهاب‬
‫ويتمحور اإلخالف على التميز بين المقاومة واإلرهاب واكتفت الوثيقة الصادرة عن القمة‬
‫بإدانة اإلرهاب بكل اشكالة ومضا هرة لكنها لم تتضمن تعريفا دوليا لإلرهاب إنما دعت‬
‫إلى إبرام معاهدة شاملة حول اإلرهاب قبل أيلول ‪)1(6 2006‬‬

‫‪ 6‬جريدة الراي االردنية ‪/18‬ايلول ‪ 2005‬ص ‪ (29‬العدد ‪) 12781‬‬


‫_ ‪_ 25‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫إن لإلرهاب أسباب عديدة مثل غياب العدل وانتشار الظلم بكافة أنواعه إضافة‬ ‫هـ‬
‫إلى األسباب االقتصادية واالجتماعية و محاوالت الهيمنة والسيطرة التي تحاول بعض‬
‫الدول فرضها على الدول األخرى ‪0‬‬
‫تعتبر الدوافع السياسية وراء العديد من األعمال اإلرهابية وأعمال العنف ‪ ،‬سواء‬ ‫و‪.‬‬
‫أكانت للحصول على حق تقرير المصير لشعب ما ‪ ،‬أو لمقاومة االحتالل أو لتنبيه الرأي‬
‫العام العالمي لمشاكل سياسية أو اجتماعية ‪0‬‬
‫في بعض الحاالت يكون هدف اإلرهاب طرح قضية ما أمام الرأي العام العالمي‬ ‫ز‪.‬‬
‫وتنبيهه إليها مما يحفزها للتحرك إليجاد الحلول المناسبة لها ‪0‬‬
‫اإلرهاب بكافة أنواعه واسالبيه يشكل خطرا بالغا على استقرار المجتمعات‬ ‫ح‪.‬‬
‫البشرية ويشكل تهديدا مباشرا لمختلف نواحي الحياة االجتماعية واالقتصادية والسياسية ‪0‬‬
‫إن الدول العظمى تستبيح حقوق اآلخرين باستخدام القوة العسكرية كما أنها‬ ‫ط‪.‬‬
‫تستبيح المبادئ اإلنسانية واألعراف والتقاليد وتحاول فرض سياسة القوة والهيمنة تحت‬
‫ظل هذه الشعارات نفسها ‪0‬‬
‫إن األعمال اإلرهابية تحدث في كافة أنحاء العالم ويقف خلفها إرهابيين من كافة‬ ‫ط‪.‬‬
‫الديانات والمعتقدات وليس للدين عالقة بالنوايا اإلجرامية التي ينفذ اإلرهابيون على‬
‫أساسها أعمالهم ‪0‬‬
‫ينتج اإلرهاب عن فشل األنظمة الحاكمة في تحقيق العدل لفئات الشعب ‪0‬‬ ‫ك‪.‬‬
‫إن اسم اإلسالم مشتق من السالم واإلسالم وهو دين المحبة والتعاون‬ ‫ل‪.‬‬
‫واالطمئنان والعدالة واالخوة والمساواة ودين الطاعة هلل خالق السموات واألرض يرفض‬
‫اإلرهاب بكافة اشكالة‪0‬‬
‫في إطار التفكير الغربي حول حرب شاملة ضد اإلرهاب قد تلجأ الدول الغربية‬ ‫م‪.‬‬
‫إلى تصدير الثقافة الغربية إلى العالم اإلسالمي بشكل واسع بهدف التأثير على الشباب‬
‫العربي وإ لغاء الفكر المعادي للغرب في ذهن بعض الشباب وفصل الدين عن السياسة ‪0‬‬
‫قد تتحول الحرب على اإلرهاب إلى صراع بين اإلسالم العربي والغرب‬ ‫ن‪.‬‬
‫خصوصا وان بعض الدول اإلسالمية حاولت اخذ مواقف حيادية مما يجري بحجة ان‬
‫هذه المواجهة هي عربية غربية وان الذي قاموا بتفجيرات ‪ 11‬أيلول هم اوال عرب ‪0‬‬

‫‪ .43‬التوتر الذي لحق بعالقات واشنطن مع بعض الدول العربية بسبب مواقفها التي اعتبرتها‬
‫سلبية أو مترددة من التحالف الدولي ضد اإلرهاب ستزيد من أهمية إسرائيل في اإلستراتيجية‬

‫_ ‪_ 26‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫الكونية للواليات المتحدة وذلك سينعكس سلبا على القضايا العربية بشكل عام والقضية‬
‫الفلسطينية بشكل خاص ‪0‬‬

‫‪ .44‬كافة المؤشرات الحالية تشير الى أن واشنطن لن تنسحب من أفغانستان او دول آسيا‬
‫الوسطى وانما ستبقى بالقرب من إيران ومنابع النفط في بحر قزوين وفي الفناء الخلفي لروسيا‬
‫وفي منطقة آسيا الوسطى حيث تعتمد واشنطن على إسرائيل وتركيا في مساعدتها ومساندتها‬
‫سواء في مواجهة إيران او روسيا ‪ ،‬كما ان األزمة الحالية المتمثلة بغزو أمريكا للعراق‬
‫واحتالله تصب في نفس االتجاه ‪0‬‬

‫‪ .45‬أهداف االستراتيجية األمريكية الكونية خالل الفترة الحالية والقادمة سيتركز على‬
‫مواجهة ما تسميه " التطرف اإلسالمي " وفي هذا الصدد تحرص إسرائيل دوماً على ان تقدم‬
‫نفسها على أنها عنصر أساسي في هذه االستراتيجية ولديها الخبره والحافز والقدرة على التحرك‬
‫‪0‬‬

‫الفصل الخامس‬
‫القسم األول‬
‫اإلستنتاجات‬
‫‪ .46‬إن اإلرهاب ظاهرة قديمة بدأت منذ بدء الخليقة وتطورت مع تطور اإلنسان من حيث‬
‫أشكالها وأدواتها ‪ ،‬واإلرهاب الحديث يعتبر ظاهرة من مظاهر العنف السياسي ‪ ،‬وتمتد جذوره‬
‫الى القرن التاسع عشر حيث كان المتمردين ضد حكم القياصرة في روسيا وكذلك إرهاب‬
‫البيض الذين استخدموا العنف إلرهاب األقلية السوداء عقب الحرب األهلية األمريكية ‪ ،‬وفي‬
‫القرن العشرين فان دكتاتوريين مثل ( موسوليني ) و(هتلر) لم يصال الحكم في بلدانهم أال من‬
‫خالل عدة حركات إرهابية ‪ ،‬وهناك اليهود الذين احتلوا بالوسائل اإلرهابية ‪ ،‬وعقب الحرب‬
‫العالمية الثانية نمت عدة جماعات قومية وتحررية اعتمدت العنف وسيلة كفاح أساسية ضد‬
‫الغازي المعتدى كما حدث في قبرص وفلسطين وايرلندا والهند ودول عدة في آسيا وأفريقيا‬

‫_ ‪_ 27‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫والشرق األوسط ثم حدث تطور آخر بنشأة مجموعات تحارب النظام الحاكم أو التركيبة‬
‫السياسية أو االجتماعية داخل بلدانها ‪ ،‬ومن هنا يتبين أن اإلرهاب ليس إسالميا أو عربيا بل هو‬
‫ظاهرة عالمية تعاني معظم المجتمعات اإلنسانية منها ومن ضمنها المجتمعات اإلسالمية‬
‫والعربية ‪0‬‬

‫‪ .47‬قبل قرنين من الزمن بدأت حملة دعائية شاملة تهدف الى محاولة ربط اإلرهاب‬
‫روج لها أهل السياسة والثقافة في دول الغرب ووسائل األعالم بغرض تشويه الدين‬
‫باإلسالم ّ‬
‫اإلسالمي وخدمة أغراض الصهيونية العالمية ‪ ،‬وما يلفت النظر في هذه الحملة يتمثل في أن‬
‫المسلمين والعرب كانوا من ضحايا اإلرهاب الغربي الذي شردهم من ديارهم وسلب ثرواتهم‬
‫واستعبد أبنائهم وشن الحروب ضدهم ابتداء من الحروب الصليبية وانتهاءاً بالحرب الجديدة‬
‫الحالية ضد العراق ‪ ،‬ومما تخبئه األيام من إرهاب غربي سيظهر في المستقبل القريب ‪0‬‬

‫‪ .48‬من المالحظ أن ضراوة الحمالت التي تتهم المسلمين باإلرهاب قد ظهرت بسبب‬
‫عاملين رئيسيين هما ‪:‬‬
‫سقوط االتحاد السوفييتي وانهيار الكتلة الشيوعية باعتبارهما يشكالن بؤرة‬ ‫أ‪.‬‬
‫المواجهة مع الغرب ‪ ،‬ومحاولة هذه القوى استبدال العدو الشيوعي على الصعيد‬
‫اإلعالمي تحديداً لعدو آخر جديد تمثل بالعرب والدول اإلسالمية ‪0‬‬
‫الظهور المفاجئ لبعض القوى التي يطلق عليها اسم الجماعات األصولية‬ ‫ب‪.‬‬
‫وممارستها للعمليات اإلرهابية متخذه اإلرهاب وسيلة للتعبير عن رفضها للهيمنة‬
‫والسياسات الغربية في العالم اإلسالمي مستخدمة في ذلك العنف العشوائي الذي ال‬
‫يميز بين هدف وآخر واستغلت وسائل اإلعالم الصهيونية ذلك التهام العرب‬
‫والمسلمين بال استثناء بأنهم إرهابيون وأشرار ‪0‬‬

‫‪ .49‬إن السالح اإلعالمي الذي تحارب به أمتنا هو واحد من أخطر األسلحة وأشدها فتك اً فهو‬
‫غالباً ما يرتدي رداء المنطق والواقعية ولكنه في الواقع يزرع خالياه السرطانية الغياً الذاكرة من‬
‫العربية اإلسالمية الكثير من المسلمات وساعد على ذلك غياب القدرة اإلعالمية العربية اإلسالمية‬
‫وتبعية األمة للغرب‪.‬‬

‫_ ‪_ 28‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫‪ .50‬إن الغرب يحاول أن يرسخ بأذهان أبنائه منذ صغرهم أن اإلسالم هو الوحش األسطوري‬
‫الذي يجب القضاء عليه ‪ ،‬فهذا اإلسالم يسعى إلى تذويب المجتمعات األوروبية وصهرها ضمن‬
‫قالب إسالمي على حد قولهم‪.‬‬

‫‪ .51‬لقد اعتاد الغرب إطالق تعريف إسالمي على كل حوادث العنف والنزاعات كما كان في‬
‫أفغانستان والصومال والمقاومة اإلسالمية في فلسطين ضد إسرائيل والحرب األهلية في الجزائر‬
‫‪ .‬كل هذا بهدف استنفار الذاكرة الجماعية وجشدها لجانب قضيتهم‪.‬‬

‫القسم الثاني‬
‫الخالصة‬

‫‪ .52‬تعت بر مقولة اإلره اب أو تهمة اإلره اب ال تي يص فها اإلعالم الغ ربي بالمس لمين‬
‫من أمضى األس لحة ال تي روجها الغ رب وال تي أدت مفعولها على الص عيد الع المي ‪ ،‬لقد‬
‫الزم ه ذا الط رح ولص قت ه ذه الص فقة اإلرهابية بالمس لمين بس بب نض الهم ومق اومتهم‬
‫لالس تعمار والفكر الغ ربي ‪ ،‬لقد تم وصم أي عمل يق وم به اإلس الميين على أنه إره اب‬
‫موجه ضد أطفال ونساء العالم والهدف من وراء هذه الحرب الشنيعة الشرسة هو كسب‬
‫أكبر قدر من التأثير ومنع الرأي العام العالمي من التعاطف مع المسلمين‪.‬‬

‫‪ .53‬اإلره اب اإلس المي المعاصر بالنس بة للغ رب يص ور على انه إره اب دولي ويصر‬
‫اإلعالم الغ ربي ال ذي تدعمه الص هيونية العالمية على أن اإلس الميين مت ورطين في ش بكة إره اب‬
‫دولية ينظمونها ح ول الع الم ضد الحض ارة الغربية ه ذه الش بكة بها قواعد عدي دة في مختلف دول‬
‫العالم‪.‬‬

‫‪ .54‬إن الحض ارة الغربية ألص قت اإلره اب بكل معانيه في اإلس الم ‪ ،‬فتج دهم يروج ون‬
‫الدع ائهم ه ذا ويص ورون الع الم بأنه ك ان عالم اً يس وده األمن والطمأنينة ح تى ج اء اإلس الميين‬
‫الذين حولوا األمن إلى إرهاب فيقنعون الشارع العام بأن خطوط الطيران كانت تسير بسالم وبدأ‬
‫_ ‪_ 29‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫اإلس الميون مرحلة االختط اف وك انت الحص انة الدبلوماس ية تح ترم ف افتتح اإلس الميون الهج وم‬
‫على السفارات ‪.‬‬

‫‪ .55‬إن واجبنا الق ومي والش رعي ي دعونا إلى تفهم ه ذه الظ اهرة وج ذورها وي دعونا إلى مزيد‬
‫من الوعي والتوعية حتى ال نقع في الشرك الذي يدبره الغرب للعرب والمسلمين ‪ ،‬ويدعونا‬
‫إلى كشف زيف ادع اءاتهم الباطلة ونق اوم مس ربها إلى عق ول أبنائنا وبي ان حقيقة اإلس الم دين‬
‫السماحة والعدالة المطلقة‪.‬‬

‫‪ .56‬ما من شك أن أحداث ‪ 11‬أيلول في الواليات المتحدة األمريكية وما تبعتها من تطورات‬


‫لها تأثيرات مباشرة قصيرة وبعيدة المدى على التوجيهات والقوى المتطرفة بمختلف توجهاتها في‬
‫العالم العربي ومن حيث عالقاتها بالحكومات العربية وعالقة األخيرة بها وعالقتها بعضها‬
‫البعض وبغيرها من القوى والتيارات السياسية فضال عن العالم الخارجي ولهذا تحدث البعض‬
‫عن نهاية المتطرفين في العالم العربي بينما تحدث البعض اآلخر عن مرحلة جديدة مما اسماه ب‬
‫"التطرف اإلسالمي " كرد فعل على اتهام اإلسالم باإلرهاب ومالحقة التيارات اإلسالمية في‬
‫العالم خاصة في ظل إدانة كل التيارات اإلسالمية لمهاجمة أفغانستان وهو ما قد يدفع التيارات‬
‫المعتدلة الى ان تنحو نحو العنف والتطرف خاصة إذا ما تم أستهدافها في إطار اإلجراءات‬
‫األمريكية لمحاربة ما تسمية ب " اإلرهاب الدولي " خصوصا بعد صدور فتاوى عديدة من بعض‬
‫علماء تؤكد على تحريم تأييد أمريكا في حربها ضد دولة إسالمية وبعض هذه الفتاوى أعلن‬
‫الجهاد ضد الواليات المتحدة ‪0‬‬

‫القسم الثالث‬
‫التواصي‬

‫‪ .57‬بنهاية بحثي أوصي بما يلي‪:‬‬


‫الترك يز على دور وس ائل اإلعالم الع ربي واإلس المي في محاولة إظه ار الوجه‬ ‫أ‪.‬‬
‫الحقيقي لصورة اإلسالم الذي عمل الغرب على تلطيخه باإلرهابية‪.‬‬

‫االستمرار بالنهج الديمقراطي وضمان الحريات العامة ضمن حدود القانون‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫_ ‪_ 30‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫إجراء ندوات تعليمية في الجامعات والمدارس وبمختلف وسائل اإلعالم للعمل‬ ‫جـ‪.‬‬
‫على إظه ار الرس الة الحض ارية ال تي ين ادي بها اإلس الم ه ذه الرس الة ال تي تك ره التفرقة‬
‫بين ب ني البشر "ال ف رق بين أبيض وال أس ود" ‪ ،‬وبالمقابل بي ان حقيقة الحض ارة الغربية‬
‫ودورها اإلفس ادي وم دى ت دني حض ارتهم ال تي ألقت على الع الم جملة من األوبئة‬
‫االجتماعية ال تي نع اني منها كالمخ درات والجريمة والتفكك األس ري وأمراض اً أخ رى‬
‫كاإليدز والشذوذ‪.‬‬

‫تش جيع الجه ود الرامية لفهم اإلس الم وتص حيح المف اهيم الخاطئة والش ائعة ل دى‬ ‫د‪.‬‬
‫الغرب‪.‬‬

‫تشكيل لجان وعلة مستوى قومي للتصدي للحمالت المغرضة التي تنال من‬ ‫هـ‪.‬‬
‫اإلسالم والمسلمين بالتشويه ووصفهم باإلرهابيين‪.‬‬
‫من الضروري أن تقوم المؤسسات الدينية الرئيسية في العالم الع ربي اإلس المي‬ ‫و‪.‬‬
‫بدورها في صياغة خطاب ديني اسالمي ينفي عن اإلسالم تهمة ( اإلره اب ) ويص حح‬
‫الكثير من المفاهيم أمام العالم فقط‪0‬‬
‫محاربة الفقر والحرمان وتحقيق العدالة االجتماعية ‪ ،‬والحد من المحسوبية‬ ‫ز‪.‬‬
‫والواسطة وانتهاج سياسة عامة إيجابية من قبل مؤسسات الدولة وعناصرها التنفيذية‬
‫وذلك للمحافظة على المجتمع من وصول بعض عناصره الى حالة اليأس التي قد تؤدي‬

‫لالنحراف والتطرف ‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫قائمة المراجع المرفقة‬

‫_ ‪_ 31‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫قائمة المراجع‬
‫الكتب‬

‫الناشر‬ ‫المؤلف‬ ‫عنوان الكتاب‬ ‫المرجع‬


‫اقي الطبعة‬ ‫دار الس‬ ‫فريد هاليداي‬ ‫ساعتان هزتا العالم‬ ‫‪1‬‬
‫االولى ‪ 2002‬م‬
‫رانيا الزواه رة محم ود دائرة المكتبة الوطنية‬ ‫أمريكا تحت النار‬ ‫‪2‬‬
‫الرحبي شادي الطعاونه‬
‫دار كنع ان للدراس ات‬ ‫تيري ميسان‬ ‫‪ 11‬أيلول الخديعة المرعبة‬ ‫‪3‬‬
‫والنشر الطبعة االولى‬
‫‪ 2002‬م‬
‫رة‬ ‫ان‪ ,‬دائ‬ ‫عم‬ ‫د‪.‬أحمد يوسف التل‬ ‫االرهاب في العلمين العربي والغربي‬ ‫‪4‬‬
‫ات والنشر‬ ‫المطبوع‬
‫‪1998‬‬
‫يروت المؤسسة‬ ‫د‪ .‬رسول محمد رسول ب‬ ‫الغرب واإلسالم‬ ‫‪5‬‬
‫ات‬ ‫العربية للدراس‬
‫والنشر‬

‫المقاالت‬

‫المجلة وبيانات النشر‬ ‫المؤلف‬ ‫العنوان‬ ‫ت‬

‫عم ان ‪ /‬الع دد ‪ 2 7519‬ين اير‬ ‫مركزالخليج للدراسات‬ ‫غير أمريكا‬


‫اليوم الذي ّ‬ ‫‪1‬‬
‫االستراتيجية‬
‫‪2002‬‬
‫الخليج ‪ /‬العدد ‪ 22 8161‬أيلول‬ ‫د‪ 0‬عبد العزيز الفالح‬ ‫تداعيات التفجيرات‬ ‫‪2‬‬

‫‪2001‬‬
‫العدد ‪ 12 7756‬أيلول ‪2001‬‬ ‫جريدة البيان‬ ‫الناتو يدعو‬ ‫‪3‬‬

‫البي ان ‪ /‬الع دد ‪ 14 539‬أيل ول‬ ‫الهج وم على أمريكا هويدا سعيد‬ ‫‪4‬‬

‫‪2001‬‬ ‫حقائق وأرقام‬

‫_ ‪_ 32‬‬
‫محدود‬
‫محدود‬

‫‪ 19‬أيل ول‬ ‫الخليج ‪8158 /‬‬ ‫رويترز‬ ‫ات‬ ‫مواقف واتجاه‬ ‫‪6‬‬
‫‪2001‬‬ ‫الم من‬ ‫دول الع‬
‫التح الف األم ريكي‬
‫ضد االرهاب‬

‫_ ‪_ 33‬‬
‫محدود‬

You might also like