‫ق�سم �ل�سوؤون �لفكرية و�لثقافية‬

‫�سعبة �لطفولة و�لنا�س‪‬ة‬

‫�ل�س‪‬هيد ‪٥‬‬
‫�سل�سلة ق‪‬س‪‬سية عن حياة‬ ‫‪‬‬ ‫�حل�سني‬
‫�ملع‪‬سومني (عليهم �ل�سالم )‬
 ‫دخوله �لبيت‬
‫ِ‬ ‫��ستيق‪� ‬حمد على �سو‪ ‬و�لده عندَ‬ ‫َ‬ ‫يف �سبا‪� ‬أحد �لأيام‬
‫فجل�س‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أح�سر‪� ‬ملو�د �لال‪‬مة للطب‪ ‬‬ ‫وهو ينادي ‪ :‬ليجل�س �جلميع لقد �‬
‫�حمد و�ساهدَ �لكثري من �ملو�د �لغذ�ئية من �لر‪ ‬و�لطماطم و�ل�سمن‬
‫لح‪� ‬حمد �أن‪� ‬جلميع كان يرتدي �ملالب�س‬ ‫َ‬ ‫و�أدخلو� �لقدور �لكبرية وقد‬
‫�ل�سود�ء‪‬فاأر� َد �أن ُيكلم و�لد ُه ولكنهُ كان م�سغو ًل جد ً� وهو يتكلم مع �أبناء‬
‫جدته �لتي ر�آها جال�سة وقربها‬ ‫ِ‬ ‫�جلري�ن‪ ‬ف‪‬كهُ و�أ�سر َع �إ‪‬‬
‫�أخته �سعاد فقال لها وهو ُمتفاج‪ ‬ا يح‪‬سل ‪:‬‬
‫‪ -‬جدتي جدتي لقد ��س‪� ‬أبي‬
‫�لكثري من �لأ‪‬ر��س وجاء �بناء‬
‫جري� ُننا ليطب‪‬و� فما �لذي يح‪‬سل‬
‫هذ� �ليوم ‪‬‬
‫‪ -‬نعم يا �حمد‪� ‬إن‪� ‬ليوم هو �أول �يام‬
‫نلب�س �ل�سو�د‬‫�سهر ‪‬رم �حلر�م وعلينا �أن َ‬
‫ونطب‪� ‬لطعام ونو‪‬عهُ للفقر�ء حب ًا لإمامنا‬
‫�حل�سني "عليه �ل�سالم " �لذي ‪‬كره نبينا يف‬
‫يوم ميالده باأنهُ من �أعظم �ل�سهد�ء ‪.‬‬
٣
 ‫‪ -‬ومن هو �لإمام ُ‬
‫�حل�سني يا جدتي ‪.‬‬
‫‪ -‬هو �إمام �مل�سلمني و‪‬ال‪� ‬لأئمة �ملع‪‬سومني(عليهم �ل�سالم) وبطل من �أبطال‬
‫‪‬لك �لبطل �ل�سجاع‬‫�لإ�سالم ن�ساأ وليد ً� �سغري ً� يف بيت �لنبوة و�لإمامة‪ ‬فاأبوه َ‬
‫و�حلاكم �لعادل �لإمام �أمري �ملوؤمنني علي بن �أبي طالب(عليه �ل�سالم) و�أمهُ هي‬
‫جده فهو نبي �لإ�سالم‬‫�سيدة ن�ساء �لعاملني فاطمة �ل‪‬هر�ء(عليها �ل�سالم) �أما ّ‬
‫�لعظيم ‪‬مد بن عبد �‪�(‬سلى �‪ ‬عليه و�آله و�سلم) وجدته هي �ل�سيدة‬
‫خديجة(عليها �ل�سالم) َ‬
‫عا�س �سغري ً� مع جد ِه �لنبي يتعلم �لعلوم و�لأخال‪� ‬لنبوية‬
‫حي‪� ‬لعلم و�حلكمة و�لرحمة و�لأخال‪ ‬و�لعبادة �حلقيقية فكان ُ‬
‫منذ‬ ‫�لعظيمة ُ‬
‫با‪‬ل‪� ‬لعظيم و�ل�سجاعة‬ ‫ر‪ ‬بني �لنا�س ُ‬ ‫وع َ‬
‫�سغره فتى �‪‬ري و�حلب و�لأخال‪ُ ‬‬
‫وكان ل يتاأخر عن خدمة �لنا�س لذلك �أحبهُ جميع من عرفه من كبري �أو �سغري‬
‫يحب حفيد ُه �لإمام �حل�سني(عليه‬ ‫وقد كان نبينا ‪‬مد (�سلى �‪ ‬عليه و�آله) ُ‬
‫مقامه �لعظيم ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بعطفه ورعايته و ُيذ ّكر �مل�سلمني �إ‪‬‬
‫ِ‬ ‫�ل�سالم) ويحنو عليه وي�سملهُ‬
‫ُ‪‬م �أخرجتْ �جلدة بع�س �ملالب�س �ل�سود�ء و�أعطتها لأحمد و�سعاد وقالتْ لهم‪:‬‬
‫‪ -‬لقد ��س‪‬يتُ لكم هذ ِه �ملالب�س �ل�سود�ء ه ‪‬يا �‪‬هبو� و�رتدوها وعندما تعودون‬
‫وهم‬ ‫فذهب �لأولد ُ‬
‫َ‬ ‫�حل�سني(عليه �ل�سالم)‬ ‫�سو‪� ‬أكمل لكم ق‪‬سة �لإمام ُ‬
‫فرحون‪.‬‬
‫فقالتْ �سعاد ‪:‬‬
‫‪ -‬وملا‪ �‬نرتدي �ملالب�س �ل�سود�ء يا جدتي ‪‬‬

‫‪٤‬‬
 ‫فقالتْ �جلدة ‪:‬‬
‫نح‪‬م قادتنا و�سادتنا و�لإمام ُ‬
‫�حل�سني (عليه �ل�سالم) �لذي‬ ‫ُ‬ ‫نحن‬
‫‪ -‬يا ُبن ّيتي ُ‬
‫بنف�سه من �أجل �لنا�س و�لعي�س باأمن و�أمان وحرية وكر�مة هو قائدنا‬‫ِ‬ ‫�سحى‬
‫عظم ما َفعلهُ و�أن َ‬
‫نذكر م‪‬سيبته كل �سنة وقد �أمرنا �‪‬‬ ‫و�إما ُمنا وعلينا �أن ُن ّ‬
‫(ع‪‬وجل) �أن ُنعظم �ل�سعائر وهذ� ما نفعلهُ عندما نلب�س �ل�سو�د ونقتدي‬
‫ب�سريته ون�سلك نهجه �لذي ر�سمه لنا ‪.‬‬
‫ِ‬

‫‪٥‬‬
 ‫وهم يرتدون �ملالب�س �ل�سود�ء وجل�سو� �أمام‬ ‫وبعد قليل عا َد �لأطفال ُ‬
‫�جلدة �لتي �أكملتْ كالمها قائلة ‪:‬‬
‫كب �لإمام �حل�سني (عليه �ل�سالم) كان جندي ًا ُم�سحي ًا ُ�سجاع ًا‬ ‫‪ -‬عندما ُ‬
‫�سارك يف معارك "�جلمل" و‬ ‫َ‬ ‫يقاتل �لأ�سر�ر �ملعتدين على �لإ�سالم فقد‬‫ُ‬
‫"�سفني " و " �لنهرو�ن " مع �أبيه �ل�سجاع �لإمام علي بن �أبي طالب "عليه‬
‫�ل�سالم" �سد �جلي�س �لأموي �لذي كان يفتعل �مل�ساكل �لكبرية وعندما‬
‫��س ُت�سهدَ �مري �ملوؤمنني (عليه �ل�سالم) يف مدينة �لكوفة كان �لإمام �حل�سني‬
‫(عليه �ل�سالم) يقف بجانب �أخيه �لإمام �حل�سن (عليه �ل�سالم) �سد‬
‫�لظلم و�لطغيان �لذي كان منت�سر ً� يف �ملدينة ف ُي�ساعده و ُيعينه على‬
‫أمر بها �لإ�سالم‬
‫حل �مل�ساكل وقد كانا ميثالن �لأخوة �حلقيقية �لتي � َ‬
‫نف�سه ويحب كل من ُهما �لآخر و ُيعاملهُ‬
‫ِ‬ ‫قدم �لثاين على‬‫فكان �أحدهما ُي ّ‬
‫بالكلمة �لطيبة �جلميلة و ُي�ساعده يف �أمور �حلياة لذلك علينا �أن نقتدي‬
‫باأخالقهما �لإ�سالمية �جلميلة ونفعل ما كانا يفعالنه من �لأفعال �لطيبة‬
‫وننتهي عما كانا ينتهيان منه ‪.‬‬

‫‪6‬‬
7
 ‫ف�سا َأل �حمد جدته قائ ًال ‪:‬‬
‫‪ -‬وملا‪ �‬نطب‪ ‬هذ� �لطعام �لكثري ‪‬‬
‫�حل�سني "عليه �ل�سالم" كان‬ ‫‪ -‬لأن‪� ‬إما ُمنا ُ‬
‫ماله‬
‫�لفقر�ء ويعطيهم من ِ‬ ‫كرمي ًا ُي�ساعد ُ‬
‫مر �لإمام‬‫يوم من �لأيام ّ‬ ‫وطعامه‪ ‬ففي ‪‬‬
‫�حل�سني(عليه �ل�سالم) ‪�‬ساكني فقر�ء‬
‫ك�ساء ل ُهم كان عليه قليل من‬ ‫ً‬ ‫قد ب�سطو�‬
‫�‪‬ب‪ ‬فقالو� له ‪� :‬أقبل يا �بن ر�سول �‪‬‬
‫أقبل �لإمام �حل�سني "عليه‬ ‫وكل معنا ‪ ‬فا َ‬ ‫ُ‬
‫وجل�س يف ‪‬ل�سهم و� َ‬
‫أكل مع ُهم‬ ‫َ‬ ‫�ل�سالم "‬
‫ُ‪‬م قال ‪� :‬إن‪ � ‬ل ُيحب �مل�ستكبين‬
‫وبعدها قال لهم ‪:‬‬
‫لقد �كلتُ معكم فيجب �أن تاأتو�‬
‫معي �إ‪ ‬بيتي ‪.‬‬
‫فقالو� ‪ :‬نعم‬
‫فذهبو� معه حتى و�سلو� �إ‪ ‬من‪‬له‬
‫و�أعطاهم طعام ًا وما ًل كثري ً� ‪ ‬ففرحو�‬
‫وعادو� ‪.‬‬
‫فنحن نطب‪� ‬لطعام و ُنعطيه للفقر�ء لأن‪‬‬ ‫ُ‬
‫�حل�سني"عليه �ل�سالم" كان طيب ًا‬ ‫�لإمام ُ‬
‫وحنون ًا ُيحب �لنا�س و ُي�ساعدهم و ُي�سجع‬
‫على �لأخال‪� ‬لإ�سالمية �جلميلة ‪.‬‬
‫‪٨‬‬
٩
 ‫فقال �حمد ‪:‬‬
‫وهم يعرفون �أنه �بن �لإمام �أمري‬ ‫�حل�سني ُ‬‫‪ -‬وملا‪ �‬قتلو� �لإمام ُ‬
‫�ملوؤمنني وجد ُه ر�سول �‪�" ‬سلى �‪ ‬عليهم و�آله و�سلم " ‪‬‬
‫فقالتْ �جلدة ‪:‬‬
‫‪ -‬لأن‪� ‬لإمام �حل�سني "عليه �ل�سالم" َ‬
‫رف�س �أن ُيبايع ي‪‬يد‬
‫( يتبعه) لأن‪ ‬ي‪‬يد كان جاه ًال يف �لدين ويف �حلكم وكان‬
‫طا‪‬ية يقتل �لنا�س ويعذبهم وي�سيء �إليهم ول يعطيهم‬
‫حقوقهم ول يجو‪ ‬له �أن يحكم �مل�سلمني ومنهم �لإمام‬
‫نحن �هل بيت‬‫وقال ‪ُ :‬‬‫رف�س َ‬‫�حل�سني(عليهم �ل�سالم) �لذي َ‬
‫ر�سول �‪�" ‬سلى �‪ ‬عليه و�آله و�سلم " من بيتنا َ‬
‫خر‪‬‬
‫�لإ�سالم و�لقر�آن فاأنا �بن ر�سول �‪�(‬سلى �‪ ‬عليه و�آله‬
‫و�سلم) ل �أتبع رج ًال جاه ًال وقد هدد ُه �لو�‪ ‬بالقتل ولكن‬
‫�لإمام �حل�سني "عليه �ل�سالم" كان �سجاع ًا قوي ًا من �هل بيت‬
‫ي‪‬ف من تهديد هذ�‬ ‫خا�س �ملعارك �لكثرية و‪ْ ‬‬ ‫�لنبي فقد َ‬
‫�لطا‪‬ية �لظا‪ ‬وعندما تكر َر �لأمر و�أر�دو� منه �ن يتبع‬
‫أخذ معه ن�ساءه‬ ‫وهاجر من مكة �إ‪� ‬لكوفة و� َ‬
‫َ‬ ‫ي‪‬يد رف�س‬
‫و�سار‪� ‬لقافلة يف عر�س �ل‪‬سحر�ء وهم‬ ‫ْ‬ ‫و�أطفاله و�أ�سحابه‬
‫حا�سرهم‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وقبل �أن ي‪‬سلو� �إ‪� ‬لكوفة‬ ‫يتجهون �إ‪� ‬لعر�‪‬‬
‫جي�س كبري يف منطقة ُت�سمى كربالء قر‪ ‬نهر �لفر�‪ ‬وقط َع‬ ‫‪‬‬
‫عليهم �لطري‪ ‬ومنعو� �ملاء عن �لأطفال و�لن�ساء لثال‪‬ة‬
‫ولكن هوؤلء‬
‫�أيام وبد�أ �لأطفال ي‪‬سيحون ‪� :‬لعط�س �لعط�س ‪‬‬
‫�لأ�سر�ر ل رحمة يف قلوبهم �أ�سرو� على منع �ملاء‪.‬‬

‫‪١٠‬‬
١١
 ‫فقالتْ �سعاد وقد بد� عليها �هتمام كبري بالق‪‬سة ‪:‬‬
‫�حل�سني " عليه �ل�سالم" عندما حا�سر ُه �جلي�س ‪‬‬ ‫‪ -‬وما‪َ �‬‬
‫فعل �لإمام ُ‬
‫فقالتْ �جلدة ‪:‬‬
‫تكلم مع ُهم �لإمام �حل�سني "عليه �ل�سالم" كثري ً� وعرف ُهم‬
‫‪ -‬لقد َ‬
‫ونهاهم‬
‫ُ‬ ‫ودعاهم لعمل �‪‬ري و�لإح�سان و�أمرهم باملعرو‪‬‬ ‫ُ‬ ‫بنف�سه‬
‫ِ‬
‫عن �لباطل و�ملنكر وبعد �ن �نتهى من �لكالم جاء �حلر �لرياحي‬
‫وهو �أحد قادة �جلي�س �لأموي �إ‪� ‬لإمام �حل�سني "عليه �ل�سالم"‬
‫به ودعا له‬ ‫رح َب ِ‬
‫وهو يطلب �لتوبة‪ ‬فما كان من �لإمام �إل �أن ‪‬‬
‫فقاتل �حلر قتا ًل كبري ً� وهو يد�فع عن �لإ�سالم وحد‪‬تْ معركة‬
‫ولكن �أ�سحا‪‬‬‫�لطف �لكبرية بني جي�س كبري جد� وبني قلة قليلة ‪‬‬
‫�لإمام �حل�سني و�أهل بيته كانو� موؤمنني با‪" ‬ع‪‬وجل" وقد‬
‫قاتلو� قتال �لأبطال �لعظام‪ ‬وكانو� يتقدمون �إ‪� ‬ملو‪� ‬لو�حد‬
‫بعد �لآخر ب�سجاعة وب�سالة دون �أي �إح�سا�س با‪‬و‪ ‬وقد‬
‫��ست�سهدو� يف �سبيل �‪�" ‬سبحانه وتعا‪" ‬و‪‬هبو� �إ‪� ‬جلنّة وبقي‬
‫أمرهم بال‪‬سب‬ ‫�لإمام �حل�سني"عليه �ل�سالم" وحيد ً�‪ ‬فو ّد َع عياله و� ُ‬
‫ركب ح‪‬سانه وتقدم‬ ‫و�لتحمل يف �سبيل �‪�"‬سبحانه وتعا‪  "‬م َ‬
‫ف‪‬ر‪‬‬
‫َ‬ ‫يقاتل �آل‪� ‬جلنود لوحد ِه‪ ‬حتى �سق‪� ‬سهيد ً� فو‪� ‬لرمال‪‬‬
‫�حل�سني ول ‪‬لنا منذ ُكنا �سغار ً�‬ ‫�لن�ساء و�لأطفال وبكو� على �لإمام ُ‬
‫نبكي عليه ونلب�س �ملالب�س �ل�سود�ء ونطب‪� ‬لطعام حب ًا له ‪.‬‬

‫‪١٢‬‬
١٣
 ‫و�أكملت �جلدة حديثها قائلة‪:‬‬
‫‪ -‬لقد كان �جلي�س �لأموي وح�سي ًا وعد‪� ‬لرحمة و‪ ‬يوؤمنو� با‪‬‬
‫بال�سكل �ل‪‬سحي‪  ‬فحتى �لن�ساء ‪ ‬ي�سلمنَ من �لأ‪  ‬فقد �حرقو�‬
‫‪� ‬أخذهم �أ�سر‪� ‬إ‪ ‬ي‪‬يد يف‬ ‫خيم �لن�ساء و�لأطفال �مل�ساكني و ّ‬
‫بالد �ل�سام �لذي كان يتكلم بالكالم �‪‬اط‪ ‬عن �أهل بيت �لنبي‬
‫ولكن �ل�سيدة ‪‬ينب "عليها �ل�سالم" ‪‬‬ ‫"عليهم �ل�سالم " �مام �لنا�س ‪‬‬
‫ت�سم‪ ‬بذلك بل كانتْ �سجاعة كاأخيها �لإمام �حل�سني"عليه �ل�سالم"‬
‫ورف�ستْ كل كالمهم �‪‬اط‪ ‬وف�سحتْ ي‪‬يد بن معاوية يف ق‪‬سر ِه‬
‫�أمام �أهل �ل�سام وكانتْ �لر�عية و�حلامية لأولد �أخيها و�أهل بيته‬
‫"عليهم �ل�سالم" وعند عودتها �إ‪ ‬مدينة جدها ر�سول �‪� ‬أقامتْ‬
‫قد َم‬
‫‪‬ل�س ع‪�‬ء على �أرو�‪� ‬ل�سهد�ء �لأبر�ر‪ ‬وبهذ� يا �أبنائي فقد ّ‬
‫�حل�سني"عليه �ل�سالم" كل ما ميلك من �أجل ع‪ ّ‬ة �لإ�سالم‬
‫�لإمام ُ‬
‫قدم نف�سهُ‬‫قد َم �أطفاله �ل‪‬سغار ون�ساءه و�أ�سحابه ‪‬م ّ‬
‫و�مل�سلمني لقد ّ‬
‫�حل�سني"عليه �ل�سالم"‬ ‫يف �سبيل �‪" ‬ع‪ ّ‬وجل" وقد ع ّلمنا �لإمام ُ‬
‫�أل ن‪‬سمت �سد �لظلم و�لف�ساد و�أن ناأمر باملعرو‪ ‬وننهى عن �ملنكر‬
‫بالكلمة �لطيبة ولهذ� ‪‬فامل�سلمني يذكرون‬
‫�لإمام �حل�سني (عليه �ل�سالم) د�ئما بح‪‬ن ويلب�سون �ل�سو�د ‪.‬‬

‫‪١٤‬‬
١٥
 ‫وبعد �أن �نتهتْ �جلدة من كالمها ناد‪� ‬لأ‪ ‬على �جلميع �أن ياأتي وي�سارك يف‬
‫تو‪‬يع طعام �لإمام �حل�سني "عليه �ل�سالم" على �لفقر�ء و�جلري�ن ‪ ‬فاأ�سر َع‬
‫�أحمد و�أخته �سعاد و�أخذو� يحملون �لطعام �إ‪� ‬لبيو‪ ‬بكل حب و�ح‪�‬م‪‬‬
‫وقد �سار َك ُهم يف تقد‪� ‬لطعام �أ�سدقاءهم وهم يرجون �لثو�‪ ‬و�لأجر من �‪‬‬
‫أمر �‪ ‬بها وبعد �أن �أنهو� تقد‪� ‬لطعام‬‫"ع‪‬وجل" لأن ُهم �حيو� �ل�سعائر �لتي � َ‬

‫‪١6‬‬
 ‫قالتْ ل ُهم �جلدة ‪:‬‬
‫‪ -‬يا �بنائي يجب �أل نكتفي بلب�س �ل�سو�د وح�سور ‪‬ال�س �لع‪�‬ء وتو‪‬يع �لطعام‬
‫بل علينا �أن نكون �سادقني وناجحني يف حياتنا كما �ر� َد �إمامنا �حل�سني "عليه‬
‫�ل�سالم" �أن نكون يف ح�سن �‪‬ل‪ ‬و�ملعاملة مع �لنا�س و�أل نكون ُ‪‬ادعني نلب�س‬
‫�ل�سو�د ونكذ‪ ‬ونقذ‪� ‬ل�ستائم ونغتا‪� ‬خو�ننا ونفعل �لأفعال �لقبيحة ‪‬فهذ� ل‬
‫�حل�سني "عليه �ل�سالم " ‪.‬‬‫يجو‪� ‬أن نفعلهُ يف مدر�سة �لإمام ُ‬

‫‪١7‬‬
 ‫�لهوية �لتعريفية‬
‫�ل�سم ‪� :‬حل�سني بن علي ‪.‬‬
‫�للقب ‪� :‬سيد �ل�سهد�ء‪� ‬سيد �سبا‪� ‬أهل �جلنة‪� ‬لغريب‪ ‬قتيل‬
‫�لعب�‪� ‬أبو �لأئمة و‪‬ريها‪.‬‬
‫�لكنية ‪� :‬أبو عبد �‪.‬‬
‫��سم �لأ‪ : ‬علي بن �أبي طالب ( عليه �ل�سالم ) ‪.‬‬
‫��سم �لأم ‪ :‬فاطمة بنت ‪‬مد ( عليهما �ل�سالم ) ‪.‬‬
‫��سم �جلد ‪ :‬مد ر�سول �‪� ( ‬سلى �‪ ‬عليه و�آله ) ‪.‬‬
‫تاري‪� ‬لولدة ‪�  :‬سعبان �سنة ‪ ‬هجرية ‪.‬‬
‫تاري‪� ‬سهادته ‪  :‬رم �سنة ‪ ‬هجرية ‪.‬‬
‫‪‬ل �لدفن ‪ :‬كربالء �ملقد�سة ‪.‬‬

‫‪١٨‬‬
 ‫لون �لر�سمة كما ‪‬ب‬

‫‪١٩‬‬
 ‫ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‬
‫ﺷﻌﺒﺔ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ‬
‫ﺃﺳﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ‪ :‬ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ‪‬‬
‫ﺇﻋﺪﺍﺩ‪ :‬ﻣﺮﺗﴣ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﻲ‬
‫ﺭﺳﻮﻡ‪:‬ﳏﻤﺪ ﺟﻮﺍﺩ ﺳﻠﻮﻡ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﴍ‪ :‬ﺍﻟﻌﺘﺒﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ‬
‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻻﺻﺪﺍﺭ ‪2016‬ﻡ‪1438-‬ﻫـ‬
‫ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﳏﻔﻮﻇﺔ ﻟﻠﻨﺎﴍ‬
‫‪www.alkafeel.net‬‬