‫‪ -‬لماذا نضحك ؟‬

‫قال هذا ‪ ,‬نعم قال هذا ‪ ,‬قالها مسندا برأسه عىل طاولة المخصصة لألستاذ ‪ ,‬قالها و‬
‫بي يديه ‪ ,‬بتلك النظرة الخرساء وهو ينظر اىل قطع العلكة‬ ‫ى‬
‫المعن ى‬ ‫كأنه أمسك‬
‫الملتصقة بالسقف ‪ ,‬و ما شاء ان يكون قطع ورق ايضا ( عالمة تعجب ) ‪ ,‬كان الهالك‬
‫حن نهدي فتاة ‪ ,‬ال يمكن التنبأ بما يفكر به‬ ‫ما ارتسم عىل نظريه أو ربما الموت ‪ ..‬أو ى‬
‫أهل هذا الجيل ( عالمة إستفهام ‪ ...‬ربما )‬
‫تتدع العمق‬
‫ي‬ ‫‪ -‬أه ‪ ,‬ها قد بدأت من جديد ‪ ,‬نزوة الفلسفة الخاصة بك ‪ ,‬هل تحاول أن‬
‫امام الفتيات ؟ ‪ ,‬تسائلت الفتاة لكن فتاة هذا مفااااااجأ (نقطة)‬
‫سء‬ ‫م ‪ ,‬أال يجول بالكم ي‬ ‫إخرس ‪ ,‬عليك اللعنة و كأن العالقات الغرامية هو أخر ه ي‬ ‫ي‬ ‫‪-‬‬
‫سوى الحب ‪ ,‬لحظة لماذا تكلمت بصيغة الجمع ؟ رصخ بهذا ناسيا حقيقة أنه‬
‫يتحدث إىل فتاة ‪ ,‬إستمر بهذا و ستكون أعزب إىل أبد األبدين ( ال يستحق أن أضع له‬
‫عالمات ترقيم)‬
‫صدقن إذا كان ى يف الوجود من يبحث عن الحب فهو أنت ‪ .‬قالت هذا ضاحكة و أنا‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫‪-‬‬
‫قلت هذا ضاحكا أيضا ( عالماااات تعجب هنا و هناك )‬
‫اهي ‪ ,‬هال نعود للسؤال بما أنك ضحكت بالفعل ‪ .‬قال هذا‬ ‫كأن سأصدقك بال بر ى‬ ‫ى‬
‫‪-‬و ي‬
‫منعج منذ البداية ‪ ,‬لست أدري‬ ‫ىف سء من اإلنزعاج ‪ ,‬أو ربما كان ى ى‬
‫ي ي‬
‫رمقته الفتاة بعد أن أفاقت من الجلوس و قالت مشنة إياه بإصبعها بحزم طبعا‬
‫(عالمة تعجب ضارب ثالث ) ‪:‬‬
‫لك نسد الفراغ ‪ ,‬و ماذا عنك يا ضحاك ؟‬ ‫‪ -‬نضحك ي‬
‫عين ضحاك و بادر بالقول و كأنه مقدم عىل معركة بل‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫اشتعل لهيب الحماس يف ي‬
‫حرب ‪ ,‬سيفجرها أكيد ‪:‬‬
‫أن أعلم اإلجابة ‪ ,‬او لم قد أكون طرحت السؤال من أساسه ؟‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫كون السائل ي‬‫يعن ي‬ ‫‪ -‬ال ي‬
‫‪.....‬‬
‫َ‬
‫بشء إال أن تكون له فلسفة؟ ال ريب ى يف كونك مستمعا بالحياة إذن ‪.‬‬ ‫‪ -‬أوال تستمتع ي‬
‫َ‬
‫قالت الفتاة هذا مبتسمة و ال أعلم إن كنت تتسائلون كيف أن هذه الفتاة ال تزال تتكلم‬
‫داع لقول عالمة تعجب كل مرة ( عالمة تعجب))‬ ‫معه ( ال ي‬
‫األكن قوة و مقدرة ‪ ,‬طبعا إرادة القوة ‪ .‬قال هذا بفخر شديد‬ ‫ر‬ ‫‪ -‬الفلسفة طريق الرجال ‪,‬‬
‫أعلن للتو مبدأ حياته ‪ ,‬هل نصفق له‬
 ‫ى‬
‫للمخصيي منهم‬ ‫‪-‬‬
‫فاتن السطر ال يهم‬ ‫ى‬
‫‪ -‬تبا لك ‪ ,‬و أين الجميع و أين األستاذ ‪ ,‬انتهيت من الضحك ‪ ,‬اه ي‬
‫ى‬
‫المسكي قال‬ ‫كأن علقت ‪ ,‬قال‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫ون و ي‬‫اعتن ي‬
‫ر‬
‫سيأن أحد ؟ قالت الفتاة و انا اتفق معها ‪..‬‬‫ى‬ ‫ى‬
‫‪-‬إنه اليوم األول يف العام ‪ ,‬أو هل تعتقد أنه‬
‫ي‬
‫ليس لكونها فتاة طبعا‬
‫يفنض أن نباش بالدراسة ‪,‬‬ ‫ى‬
‫‪ -‬لكن اخذنا جدول المواقيت ف الصباح و بما أنه أول يوم ى‬
‫ي‬
‫ثالث عام و ال زلنا عىل نفس الواقع‬
‫‪ -‬لماذا أتيت إذن ‪ .‬ال تهتم ‪ ,‬الحق ي‬
‫عىل ‪ ,‬عىل الكل لم أشأ أن أتركك بمفردك تكابد‬
‫األمرين ‪ ,‬عىل كل لنغادر ‪.‬‬
‫فور كالمها ‪ ,‬غادر كالهما ‪ ,‬لكن ضحاك لم يستطع إبقاء فمه صامتا و بادر بالقول ‪:‬‬
‫التونسي يتشاركون وعيا جماعيا ‪ ,‬كيف يمكن للجميع أن‬ ‫ى‬ ‫‪ -‬تبا أعتقد أن جميع‬
‫ى‬
‫يغيب هكذا ‪ ,‬لو تشاركنا الهمة يف تعمن البالد لعمرت و إلزدهرت‬
‫لو طبقت فمك و توقفت عن التساؤل عن سبب ضحكنا إلزدهرت حياتك أنت يا‬
‫سيدي ‪ .‬أو ال تعلمون سبب تسميته ضحاك ‪ ,‬عندما يضحك بطلنا ‪ ,‬يصدر صوت ال‬
‫أقدر عىل وصفه ‪ ,‬خرير السيارات و نهيق حمار و صدى الكهوف ‪ ,‬صوت مزعج ينأى‬
‫باألسماع بعيدا ‪ ,‬و من هنا سبب تسميته ‪ ,‬ضحاك الذي ال يقدر عىل الضحك ‪ ,‬بفعل‬
‫الخجل و يقول إرادة القوة ( أتسائل إن كان يدرك معاناها)‬

‫انته‬
‫ي‬