You are on page 1of 351

‫الأها ل‬

‫تَأْليفُ‬
‫و‬ ‫‪ #‬ريص‬ ‫واو‬ ‫ف‬
‫كلم الاي‬ ‫جو سمل‬

‫الور تلزال‬
‫را‬ ‫م‬ ‫‪2‬‬ ‫و‬ ‫ب‬

‫ّ‬ ‫تَحََِداهٌَ تاك‬


‫(‪082-000‬ه)‬

‫َيِه‬
‫اي‬

‫أاناري‬

‫ا‬
‫‪ 7/1‬ارس ©‬
‫» والصّلاة والسّلام علئ سيِّد الأوّلين والأخرين ؛ سيّدنا وحبيبنا‬ ‫ّليالحين‬
‫احملدصللهَ و‬
‫ال‬
‫محمد إمام المتقين َ وعلئ أله وصحبه أجمعين‬

‫وبعد ‪:‬‬

‫حصين © ودرع متين لعقيدة أهل السّنة‬ ‫فى الاعتقاد » حصن‬ ‫فإ كتاب « الاقتصاد‬
‫والجماعة ‏ واضعه هو حجّة الإسلام والمسلمين ؛ وفخر الملّة الحنيفيّة الإمام الغزالي‬

‫فلك‬ ‫في‬ ‫السٌعادة‬ ‫بدر‬ ‫وطلع‬ ‫؛‬ ‫علمه‬ ‫رسخ‬ ‫حينَ‬ ‫»‬ ‫عمره‬ ‫مراحل‬ ‫من‬ ‫مرحلة‬ ‫في‬ ‫حبّرَه‬

‫الوصول في مغارب الأصول ‪.‬‬ ‫الإرادة ‏ وجنحت شمس‬

‫القدسيّة » أو « قواعد العقائد » ودون‬ ‫س «الة‬


‫لنّ فى‬
‫ادوّ‬
‫الم‬ ‫تصار‬
‫لادا »ق فوق‬
‫اقتص‬
‫و« الا‬

‫وهنذا يعني كون ‏‪ ١‬الاقتصاد ‪ 4‬يله في أبوابه وأقطابه وأبحاثه بأصول العقيدة ؛ وأدلتها ؛‬
‫وبراهينها » لا كما يظنُ البعض أنه مقتصر على الأُبد والخخلاصات فحسب » بل هو بعيد عن‬
‫اولحاشولتطويل لينّ غير ‪.‬‬

‫وكم تشكّئ أهل العلم من طبعات ‏‪ ١‬الاقتصاد » » وهُم مع ذلك يلازمون إِقراءَةُ وتدريسه‬
‫حبرمنير وتنقرظيري قرلَةُ ‪.‬‬
‫تكتا‬
‫والردجوع إليه ؛ لِمَا لل‬
‫وطبعتنا اليوم تنتعشُ بأريج مخطوطة في غاية الفاسة ؛ تبعدٌ عن وفاة الإمام الغزالي عدّ‬
‫الأصابع » لم يُحَقْق الكتاب من لم يقف عليها ‪.‬‬

‫ترجو من العلىّ القدير أن نكونٌ قد قدّمنا « الاقتصاد ‪ 4‬وفيه شفاءٌ للنّاس من علل لَطَالما‬
‫‪.‬‬ ‫محيد‬ ‫الكتاب‬ ‫عن‬ ‫‏‪ ٠‬وليس‬ ‫منها‬ ‫توا‬
‫سائلين المولئ أن نكونَ قد وُفْقنا لإثلاج قلب الإمام الغزالي رحمه الله تعالئ ‪.‬‬
‫والنية متوجّهة بتوفيق الله تعالئ إلئ خدمة الأهمّ من مؤلفاته ؛ خدمةٌ للعلم » ونفعاً‬

‫والله سبحانه نسأل أن يجزيه عنّا خيراً » وأن ينفعنا وينفع المسلمين بهنذا الكتاب‬
‫العظيم » المشتمل علئ مهمّات الدّين » وأن يلبس أعمالنا ثوب القبول » إن خير مأمول ‪.‬‬
‫ارد‬

‫ص‬

‫‪١‬‬
‫‪2‬‬
‫تبره ميا الاي لعزاني‬

‫محمد بن أحمد الغزالي الطُّوسي الطابراني الشافعي ‪.‬‬


‫؛ فالإمام لم‬ ‫اسمه حامد‬ ‫ولده من‬ ‫» وليس من‬ ‫الكنية اشتهر‬ ‫‪ .‬وبهلذه‬ ‫بأبى حامد‬ ‫يكنئ‬

‫‪.‬‬ ‫بوىنات‬
‫اقبل س‬
‫يع‬
‫أمااللقغبهزالي ‪ . .‬ففيه الخلاف المشهور في كتب من ترجم له ‪ :‬أهو بتشديد الزاء أو‬
‫بتخفيفها ؟‬

‫فبينَ مرجّح للتشديد نسبةٌ إلئ والده الذي كان يعمل غزّالاً ؛ علئ أن الياء لتأكيد النسبة ؛‬
‫أو هي عادة أهل بلاده » أو للتمييز بين صاحب الحرفة والمنتسب إليه ‪.‬‬

‫طوس ‪.‬‬ ‫ر‬


‫ق من‬
‫وأخر رأى التخفيف ونسبه إلئ غزالة كسحابة ؛ قرية‬
‫‪.‬‬ ‫التشديد‬ ‫على‬ ‫وغالبهم‬ ‫»‬ ‫مناصروه‬ ‫قول‬ ‫ولكل‬

‫ووس ناحية بخراسان تشتمل علئ مدينتين ؛ إحداهما طابران بلد الإمام وإليها نسبته ؛‬
‫نثانويةق هىان”" ‪.‬‬
‫وال‬
‫‪:‬‬ ‫مولده ونشأته‬

‫لمعد مننيا‬
‫ولد الإمام بطابران طوس سنة ( ‪884‬ه ) لأب غزَالٍ متكتّب فقير ؛ لما يج‬
‫النزر اليسير » فلما دنث منه المنية وكان متأسفاً أنْ فاته التعلّم ‪ . .‬دفع بولديه محمذٍ وأحمد‬

‫» ذكره بهذا اللقب الإمام ابن‬ ‫حيهكأويم‬


‫الملالفق‬
‫ناه ‪ :‬العا‬
‫ع)‬‫منْد‬
‫وشمَ‬
‫ويلقب الإمام الغزالي بالفارسية ب( دان‬ ‫')‬
‫‏‪. ) 1١١‬‬ ‫العربي المالكي ‪ .‬انظر « قانون التأويل © (ص‬

‫‪١‬‬
‫وهما شبلان لصديق له صوفئئ وأوصاه بتعليمهما إن نفد من يديه كل ما خلّفه ‪.‬‬
‫فقيل الصوفي بعد وفاة الأب على تنفيذ الوصية ؛ فلما نفد المال من يديه وكان من أهل‬
‫التجريد‪ . .‬لجأ بهما إلى مدرسة ترعئ طلبة العلم قاصداً إعفافهما عن ذل المسألة مع طلب‬
‫العلم ‪ +‬ونالتهما دعوة أبيهما ؛ فكان الأمر كما قال التاج السبكي رحمه الله ‪:‬‬

‫(أما أبو حامد ‪ . .‬فكان أفقه أقرانه » وإمامٌ أهل زمانه وفارسّ ميداته ؛ كلمته شهد بها‬
‫‪.‬‬ ‫الموافقٌ والمخالف » وأَقر بحقينها المعادي والمحالف‬

‫وأما أحمدٌ‪ . .‬فكان واعظاً تنفلق الصمٌ الصخور عند استماع تحذيره ؛ وترعد فرائص‬
‫الحاضرين في مجالس تذكيره )'؟ ‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫يني‬
‫جنيو إلى‬
‫لاذكا‬
‫مناالر‬
‫وفي ميعة الصبا قرأ الإمام قطعةٌ من الفقه على الشيخ أحمد الراذكاني » وكان ذلك‬
‫بطوس ؛ ثم رحل إلئ جرجان بعد ما اشتدٌ العودٌ ولقي الإمام أبا القاسم الإسماعيلي ‪ +‬وكتب‬
‫وجرت معه فى عودته حادثة‬ ‫عنه ‏ على الأظهر ‏ أوّل مؤْلّف له وهو كتاب « التعليقة ا‬

‫والتمكّن منها حين سَرَقَ منه بعضٌ العيّارين تعليقته المذكورة ثم أعادها‬ ‫عفظلوم‬
‫اتهل لح‬
‫نّه‬
‫له ‪.‬‬
‫وبعد عودته إلئ طوس رحل ثانيةٌ وهنذه المرّة إلئ نيسابور ‪ +‬ليلقئ فيها أعجوبة عصره‬
‫الجويني » ولتبداً صناعةٌ الغزالي الذي بذ أهل عصره ؛ فأقبلَ على‬ ‫لك‬
‫مبدّ‬
‫لن ع‬
‫ارمي‬
‫إمامٌ الح‬
‫أبي المعالي يعبٌُّ من علمه عبّاً ؛ ويجدٌٍ ويحصّل ويجتهد ؛ والجويني يومها شيخ المذهب‪.‬‬
‫والخلاف » وإاماملٌأفيصلين ؛ لم يرّ في الناس مثله ؛ قااللفيإهمام القشيري صاحب‬
‫«الرسالة » ‪ ( :‬لو بعث الله نبياً في عصر الجويني ‪ . .‬لما كان إلا هو ) ‪.‬‬

‫ويسلخ الإمام بلقيا الجويني حياتُ الأولى التي يقاطعه فيها طلبة العلم في عصره ليدخلّ‬
‫‪ )٠3‬طباقالتشافعية الكبرى‪. ) ١46/1 ( ‎‬‬
‫لصحيح ما أثبيت ؛ وانظر‬
‫اعل‬
‫‪ +‬ول‬ ‫عيلي‬
‫النصر‬
‫مو ا‬
‫س أب‬
‫إ هو‬
‫ليخه‬
‫ا ش‬
‫أن اسم‬ ‫جتبمات‬
‫ر ك‬
‫ليتبعض‬
‫اء ف‬
‫)( وجا‬
‫« طبقات الشافعية الكبرىئ » ( ‪ ) 4/441‬؛ وه مؤالفلاتغزالي »‪( 6‬ص؟ ) ‪.‬‬

‫ب‬
‫صاحب العقل الناقد المفتّش » والفكر الحرّ المستنير » والبصيرة‬ ‫اٌلي‬
‫ز سر‬
‫ليةٍغ هي‬
‫فيا ثان‬
‫الثاقبة النقاذة ‪.‬‬
‫في هلذه المرحلة برع الإمامٌ في علوم المنطق والجدل » وقراً الحكمة والفلسفة ‏‪ ١‬وأجادٌ‬
‫فنون الأصول فضلاً عن المذهب والفروع ؛ وكان له نصيب من العلم وافر » ينجذكعناء‬
‫وفهم عجيب ؛ حتئ صَلّفَ في هنذه المرحلة تآليف في كل هذه الفنون وهي في غاية‬
‫الإتقان » كما تصدى فيها للرد علئ أهل البدع والكفر والزندقة وكان يومها مناظراً محجاجاً‬
‫‪.‬‬ ‫لغال‬
‫ضلزي‬
‫لل ا‬
‫ا لأه‬
‫وجماً‬
‫مُفْح‬
‫وكان الإمام الجويني يعرف للغزالي قدره وفضله » وأن الله أذن بحفظ علمه إِذْ حواه صدرٌ‬
‫الغزالي » فقال فيه وفي صاحبيه ‪ ( :‬الغزالي بحرٌ مغرق » وإلْكيا أسدٌ موخراقل ؛خوافي نارٌ‬
‫تحرق ) ‪.‬‬
‫وقد حاول بعض المترجمين الدخول إلئ طوايا النفوس واستنطاق مكامنها في حديثهم‬
‫عن الجويني والغزالي حين قالوا ‪ ( :‬وكان الإمام مع علو درجته لا يصفي نظره إلى الغزالي ؛‬
‫للتصانيف وإن كان‬ ‫يه‬
‫صيبد له‬
‫ت يط‬
‫ستراً لإنافته عليه في سرعة العبارة وقوة الطبع » ولا‬
‫منتسباً إليه كما لا يخفئ من طباع البشر » لكنه يظهرٌ التبِجّحَ به والاعتداد بمكانه ظاهراً خلاف‬
‫مايضمره )!‪. 0‬‬
‫( وكان الإمام أبو المعالي مع علو درجته وفرط ذكائه لا يطيب له تصديه للتصنيف وإن‬
‫كان في الظاهر مبتهجاً به )! ‪.‬‬
‫(ويقال ‪ :‬إن الإمام كان بالأخرة يمتعض منه فيالباطن وإن كان يظهر التبجح به في‬
‫الظاهر )!" ‪.‬‬
‫وهنذا الاستنطاق خارج عن قاعدتهم المشهورة ‪ :‬كلام الأقران بطوى ولا يروئّ ؛ ولولا‬
‫أننا في صدد بحثٍ وتتّع شبِهٍ ‪ . .‬لكان الإعراض أولئ من الذكر ‪.‬‬

‫‏‪). 7٠٠١/58‬‬
‫‏(‪ )١‬تاريخ دمشق (‬
‫‪. 6‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪( /‬‬
‫‪6‬إسلام‬
‫‪ 1‬ال‬‫(؟) تاريخ‬
‫(©) طبقات الشافعية الكبرئ ‏‪ » ) ١43/70‬ونقل ابن الجوزي في ‏‪ ١‬المنتظم » ( ‏‪ : ) ١14/٠0‬حين نظر الجويني‬
‫في ‪ 3‬المنخول » قال للغزالي ‪ :‬دفتني وأنا حي » هلا صبرت حتئ أموت ؟‬

‫لال‬
‫والغزالي كاد يطبم علمّ الجويني في صدره ثم يزيد عليه » والنفوٌ الكبار تأنتتُ من الند‬
‫فضالاًل عمنجلي ؛ فكيف بمن هو صنعةٌ اليد ؟!‬
‫فهئذا ‏ إن وجد ‏ فهو من هنذا ؛ وإلا‪ . .‬فحسبٌ الإمام الجويني أن الغزالي الشاب البارع‬
‫مٌن«قذ » و« الإحياء »‪ . .‬فهصونيعةٌ الله‬
‫الذي ب فحول عصره قد كان صَنيعنَةُ » أماا غلزالي‬
‫قلئه!‬
‫ل ع‬
‫خجته‬
‫وح‬

‫‪:‬‬ ‫ما بعد الإمام الجويني‬

‫‪871‬ه ) رُزثت الأمةٌ بوفاة إمام الحرمين الجويني » وعزَّث نفسّها ببقاء أبرز‬ ‫(ي‪4‬سنة‬
‫وف‬
‫تلامذته الغزالي » فكان وجوده سلوانها ؛ وكان لسانةٌ وقلمه معقدّ آمالها ؛ وأهلُ الحقٌّ يومها‬
‫لأنفاس كأنفاس الشيخ والتلميذ في الذبّ عن الشريعة وصاحبها صلى الله‬ ‫وانون‬
‫يوجك م‬
‫أح‬
‫عليه وسلم ‪.‬‬
‫ولم تنطو بوفاة الإمام الجويني هئذه المرحلةٌ من حياة الإمام الغزالي ‪ +‬بل إن إنافة الغزالي‬
‫على المحالف والمخالف كانت في أشد أوجها » ولا سيما بعد خروجه إلى المعسكر قريباً‬

‫من نيسابور ؛ ليلقى الوزيرّ الصالح نظامٌ الملك ويغشئ مجلسه ؛ إذ مجلسَهُ مجمع أهل العلم‬
‫وملاذهم » وفيه وفي أمثاله ناظر الفحول فنظرهم ؛ وقارع الخصوم فقرعهم وأذلّهم ؛ فكَنٌ له‬
‫نظامٌ الملك الاحترام وعرف أمره » وولأه التدريس في نظامية بغداد ‏ لا نظامية نيسابور التي‬
‫) أي ‪ :‬بعد وفاة الجويني بخمس‬ ‫كان أمرها لشيخه الجويني ‪ -‬وذلك في سنة (‪784‬ه‬
‫'‬ ‫سنوات ؛ ونظامية بغداد أبرز جامعة في الرقعة الإسلامية ‪.‬‬
‫الكلام عن طلبه لعلوم الفلاسفة‬ ‫اق‬
‫ي في‬
‫سذات‬
‫الفترة بال‬ ‫ذه‬
‫ن عن‬
‫هزالي‬
‫يتحدث الإمام الغ‬
‫فيقول ‪:‬‬

‫( فشمرت عن ساق الجد في تحصيل ذلك العلم من الكتب بمجرد المطالعة من غير‬
‫أستاذ » وأقبلت علئ ذلك في أوقات فراغي من التصنيف والتدريس في العلوم الشرعية وأنا‬
‫ممنو”'' بالتدريس والإفادة لثلاث مثة نفس من الطلبة ببغداد » فأطلعني الله سبحانه وتعالئ‬

‫ممنوّ ‪ :‬ميتلىّ ‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫ع‬
‫بمجرد المطالعة في هئذه الأوقات المختلسة علئ منتهئ علومهم في أقلّ من سنتين )!'' ‪.‬‬
‫لقد صار المجد إليه ؛ وبلغ من العزٌّدَرَاه » وتلقّتَ فلم ير له ندا أو نظيراً » ورأى اسمَةٌ قد‬
‫ملا الأسماع وحفرّ العقولَ وأخذّ بمجامع القلوب ‪.‬‬

‫النزوع إلى طريق القوم ‪:‬‬


‫لنصغ متأملين لكلمات الإمام الرشيقة وهو يحدثنا عونلادته الجديدة ؛ وعن أسبابها‬
‫ودواعيها ‪:‬‬
‫( ثم إني لما فرغت من هذه العلوم‪ . .‬أقبلت بهمتي علئ طريق الصوفية ‏‪ ٠‬وعلمت أن‬
‫طريقهم إنما تتم بعلم وعمل ‪ . . .‬وكان العلم أيسر علي من العمل ؛ فابتدأت بتحصيل علمهم‬
‫من مطالعة كتبهم ؛ مثل ‪ :‬‏‪ ١‬قوت القلوب » لأبي طالب المكي رحمه الله ؛ وكتب ‏‪ ١‬الحارث‬
‫البسطامي قَدّسّ الله‬ ‫المحاسبي » » والمتفرقات المأثورة عن الجنيد والشبلي وأيبيزيد‬
‫أرواحهم‪ . . .‬فظهر لي أَنَّ أخصن خواصٌّهم ماالال يموكنصول إليه بالتعلم ؛ بل بالذوق‬
‫والحال وتبدل الصفات ؛ وكم من الفرق أن تعلم حدّ الصحة وحدٌّ الشبع وأسبابهما‬
‫وشروطهما ؛ وبين أن تكون صحيحاً شبعان )!‬
‫( وكان قد ظهر عندي أنه لا مطمع لي في السعادة الأخرة إلا بالتقوئ » وكفُ النفس عن‬
‫الهوئ ‪ +‬وأن رأسّ ذلك كله قطع علاقة القلب عن الدنيا‪ . . .‬وأن ذلك لا يتم إلا بالإعراض‬
‫عن الجاه والمال » والهرب من الشواغل والعلائق ‪.‬‬
‫؛‬ ‫اننب‬
‫و م‬
‫ج بي‬
‫لدقت‬
‫ا أح‬
‫» وقد‬ ‫عسلفيائق‬
‫لتغم‬
‫ام‬‫ثملاحظت أحوالي » فإذا أنا‬
‫أنا فيها مقبل علئ علوم غير مهمة‬ ‫إيمذ‪-‬ا‬
‫فتعل‬
‫التدريس وال‬ ‫وماأليح ‪-‬سنها‬
‫ولاحظت أع‬
‫ولا نافعة في طريق الأخرة ) ‪.‬‬
‫( فلم أزل أتفكر فيه أي ‪ :‬في حاله ‏ مدةٌ وأنا بعدٌ علئ مقام الاختيار ‏ أصمم العزم على‬
‫ليهاً وأؤخر‬
‫جف‬‫يوماً » وأحلٌ العزم يوماً » وأرقدم‬ ‫حكوال‬
‫لقةأ تل‬
‫افار‬
‫وم‬ ‫غجدمناد‬
‫بخرو‬
‫ال‬
‫عنأهخرئ » لا تصدق لي رغبة في طلب الاخرة بكرة إلا ويحمل عليها جند الشهوة حملة‬
‫(‪ )١‬المنفذ من الضلال‪١4 ( ‎‬ص‪. ) ‎‬‬
‫‪١‬‬
‫فيفترها عشية ؛ فصارت شهوات الدنيا تجاذبني بسلاسلها إلى المقام » ومنادي الإيمان‬
‫ينادي ‪ :‬الرحيلّ الرحيل ؛ فلم يبق من العمر إلا قليل » وبين يديك سفر طويل )"" ‪.‬‬
‫) وفي ستة أشهر منها هي مخاضٌ الولادة » حتئ ظهرت‬ ‫وقد كان ذلك في سنة ( ‪5‬ه‬
‫مخايل الاصطفاء » وأب هنذا الحال من الاختيار إلى الاضطرار » فانعقد لسان البيان عن‬
‫الكلام ‏ وسكن الهم الفؤادً فتعدى الأثر إلى سائر الجوارح ‪ +‬وتغيّر كل شيء في الإمام‬
‫الغزالي ولم يعد علئ مألوف حاله ؛ فبين قائل ‪ :‬أصابته عين ؛ وآخر يرئ تهممه لمنصب هو‬
‫أرفع ؛ وكلهم غائب عن حقيقة الأمر ‪.‬‬

‫الرحلة إلى الشام والقدس ثم الحج ‪:‬‬


‫فباع الأملاك وخرج عن ماله » ولم يترك إلا يسيراً لكفاف عياله ؛ ثم دخل الشام وأقام بها‬
‫نحو سنتين » لا هم له فيها إلا رياضة النفس ومجاهدتها وتزكيتها » كان ذلك في منارة‬

‫‪.‬‬ ‫مسجدها الجامع بدمشق‬

‫ثمرحل إلى القدس » وكان حاله فيها كحاله فديمشق”'" ؛ ثمتحركت داعية الحج‬
‫بة‬ ‫رلاًغ عند‬
‫يئة ‏ فحج وزار » ثم ارتحل إلئ وطنه نزو‬ ‫لاتمدمكة‬
‫ارك‬
‫وب‬‫والاستمداد من‬
‫الأطفال » فلما عاد طوس ‪ . .‬آثر العزلة حرصاً على الخلوة وتصفية القلب*” ‪.‬‬

‫إحدئ عشرة سنة بقي فيها الإمام على هلذه الحال » وهو مستوحش من الخلق ؛ مقبل‬
‫بكلّه علئ ربّه جل وعز » منرآه‪ . .‬لم يكد يعرفه ؛ فقد تغيرت النفس ظاهراً وباطناً ؛ وثمة‬
‫لوحةٌ تؤكد لنا هنذا المعنئ ؛ فقد نقل ابن العماد عن الشيخ علاء الدين علي بن الصيرفي في‬
‫كتاابهل ‏‪١‬‬
‫س زاادلكين » » أن القاضي أبا بكر بن العربي قال ‪:‬‬
‫وبيده عكازة وعليه مرقعة وعلئ عاتقه ركوة ‪ +‬وقد كلت‬ ‫رية‬
‫لليب في‬
‫اغزا‬
‫رأيت الإمام ال‬
‫رأيته ببغداد يحضر مجلس درسه نحو أربع مئة عمامة من أكابر الناس وأفاضلهم يأخذون عنه‬

‫المنقذ من الضلال ( ص ‪0 47-77‬‬ ‫‪06‬‬


‫) ‪.‬‬ ‫‪1/( 4‬‬
‫‪4‬يل‬
‫‪7‬س‪1‬الجل‬
‫() الأن‬
‫‪. 4‬‬ ‫المنقذ من الضلال ( ص‪87‬‬ ‫[فر‪)6‬‬

‫‪57‬‬
‫العلم » قال ‪ :‬فدنوت منه وسلمت عليه وقلت له ‪ :‬يا إمام ؛ أليس تدريسنٌ العلم ببغداد خيراً‬
‫منهنذا ؟!‬
‫قال ‪ :‬فنظر إلى شزراً وقال ‪ :‬لما طلع بدر السعادة في فلك الإرادة ‏ أو قال ‪ :‬في‬
‫سماء‬

‫‪:‬‬ ‫الأصول‬ ‫فى مغارب‬ ‫الوصول‬ ‫شمس‬ ‫وجنحت‬ ‫الإرادة ‏‬

‫ْئحُوب أَوْلِ مَنْزْلٍ‬


‫مُدَْتُص إل‬
‫وَع‬ ‫تركث مَوَى ليلئ وَسُعْدَئ بِمَعْزِلِ |‬
‫‪3 1‬‬ ‫‪77‬‬ ‫حه‬ ‫ايل هممبقا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫علاه‬
‫فأنزل‬ ‫مَنْ تهُوَّئ زُوَيْدَكَ‬ ‫منازل‬ ‫هذه‬ ‫مَهلا‬ ‫الأشواق‬ ‫بي‬ ‫ونادث‬

‫لِغَزْلِيَ نتاجاً فَكَتَرث يُعْرَنِي!"‬ ‫غَزَلْتُ لَجُمْ غَزلاً رَقيقا فَتَم أجذ ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫هلذه المرحلة الجهادية في حياة الإمام في قول ابن عطاء رحمه الله تعالئ‬ ‫وملخص‬

‫( متئ أوحشك من خلقه ‪ . .‬فاعلم أنه يريد أن يفتح لك باب الأنس به‪) . . .‬‬
‫إلى النسّاج ‪:‬‬ ‫من الفارئذي‬
‫ومن جملة العنايات الإلهية بالإمام الغزالي أنيصحب فيفترة نضوجه الفكري شيخاً‬
‫ريمذي الطوسي” ؛ فاستفتح منه الطريقة ؛ وامتثل ما كان يشير‬ ‫ا عل‬
‫ااًلهوفأبو‬
‫زاهداً مربي‬
‫عليه من القيام بوظائف العبادات والإمعان في النوافل واستدامة الذكر » والجد والاجتهاد إلى‬
‫أن جاز تلك العقبات ولم تشبع نهمة نفسه التي كانت تبعد النظرٌ في المأمول"" ‪.‬‬
‫ولقد مات الفارمذي قبل الجويني بعام » سنة (‪7/714‬ه ) ولعله كان من أهم الأسباب‬
‫فبية‬
‫و كت‬
‫لهصعلئ‬
‫اتماد‬
‫التي حَدَتْ بالإمام لعزلته المشهورة » إضافة إلئ كثرة مطالعته واع‬
‫كما صرح بذلك في ‏‪ ١‬المنقذ ‪. !8‬‬
‫وأيضاً صحبة شيخه يوسف النساج » وهو ممن اعتنئ بتربيته كذلك ؛ وقد كان له أثر كبير‬
‫في ذلك ؛ قال الزبيدي رحمه الله ‪:‬‬

‫‪ :‬كنت‬ ‫إةسلام‬
‫( ومما وجد بخط الزاهد قطب الدين محمد بن الأردبيلي قال ‪ :‬قاالل حج‬

‫) ‏‪ ١‬نفح الطيب ( ‪. ) 7/77‬‬ ‫شذرات الذهب (‪1/7‬؟‬ ‫‪6‬‬


‫« الرسالة ‪. 4‬‬ ‫طبقات الشافعية الكبرئ ( ‪ » ) 8/107‬والفارمذي من أعيان تلاميذ القشيري صاحب‬ ‫()‬
‫إتحاف السادة المتقين ( ‪. ) 1/4‬‬ ‫(؟)‬
‫() المنقذ من الضلال (اصهة ) ‪-‬‬

‫ل‬
‫في بداية أمري منكراً لأحوال الصالحين ومقامات العارفين حتئ صحبت شيخي يوسف‬
‫مهنفيام‬
‫ايتلالل‬
‫» فلم يزل يصقلني بالمجاهدة حتئ حظيت بالواردات ‪ +‬فرأ‬ ‫النساج بطوس‬
‫تك‬
‫امحيط‬
‫هه ال‬
‫جا الل‬
‫ببل أن‬
‫فقال لي ‪ :‬يا أبا حامد ؛ قلت ‪ :‬أَوّ الشيطان يكلمني ؟ قال ‪ :‬لا »‬
‫الست ‪ +‬ثم قال ‪ :‬يا أبا حامد ؛ ذِرْ مساطرك واصحبُ أقواماً جعلتهم في أرضي محل‬
‫نظري » وهم الذين باعوا الدارين بحبي ‪ +‬فقلت ‪ :‬بعزتك إلا أذقتني برد حسن الظن بهم ؛‬
‫فقال ‪ :‬قد فعلت ؛ والقاطع بينك وبينهم تشاغلك بحب الدنيا » فاخرج منها مختاراً قبل أن‬
‫تخرج صاغراً ؛ فقد أفضت عليك أنواراً من جوار قدسي » ففزٌ ونل » فاستيقظتث فرحاً‬
‫مسروراً » وجئت إلئ شيخي يوسف النساج ؛ فقصصت عليه المنام ‪ +‬فتبسم فقال ‪ :‬يا أبا‬
‫رتك‬
‫يصر‬
‫ص ب‬
‫بكحل‬
‫‪ . .‬سي‬ ‫بتني‬
‫صلح إن‬
‫حامد ؛ هنذه ألواحنا في البداية؛ محوناها بأرجلنا » ب‬
‫بإثمد التأييد حتئ ترى العرش ‪. !) . . .‬‬

‫الالولحةأخيرة من حياته ‪:‬‬


‫عاادلإمام أدراجه إلئ مسقط رأسه طوس وهو يحمل بين جنبيه قلباً سليماً كان قد جد في‬
‫طلبه » ونفساً رضيةٌ لطالما جاهد في تزكيتها وتهذيبها » وكان فخرٌ الملك قد سمع بمكانة‬
‫الغزالي وفضله » فقصده زائراً متبركاً ؛ وما زال بالإمام خاضعاً راجياً أن يذهب به إلئ‬
‫نيسابور معلماً ومدرساً في نظاميتها » ورأئ أنه إن لم ينرزلغ عبندته‪ . .‬للزمت الوحشة ؛‬
‫فعاد مانلخلوة إلى الجلوة » بعد مشاورة أرباب القلوب » وتوارد إشارات وبشارات تؤذن‬
‫علم‬
‫اىلنشر‬
‫بالخروج إلئ هنذا المقصود » وكانت مدة الخلوة إحدىئ عشرة سنة » فعاد إلئ‬

‫بعدها ولكن بأنفاسٍ طاهرة زكية » لا يشوبها رياءٌ ولا تخييل ‪.‬‬
‫تربية وتهذيب ‪-‬‬ ‫كز‬
‫ره ‪-‬‬
‫منقا‬
‫ثم عاد إلئ بيته متخذاً في جواره مدرسة لطلبة العلم وخا‬
‫للصوفية » ووزع أوقاته بين تلاوة وذكر » ومجالسة لأهل القلوب ؛ وقعود للتدريس ؛‬
‫وانكبّ لدراسة ورواية الحديث”"" ؛ وهيونسم قوله سبحانه ‪ :‬تيح صَنْدِ زَيِكَ وام تَعْيرةٌ‬
‫إِكثََمّانتَابًا» ‪.‬‬

‫(‪ )١‬إتحاف السادة المتقين‪. ) 8/١ ( ‎‬‬


‫) ‪.‬‬ ‫(‪78 /15‬‬ ‫النبلاء‪‎‬‬ ‫أعلام‬ ‫سير‬ ‫‪)70‬‬

‫د‬
‫للتاسجبكي ‪:‬‬
‫اا‬‫قال‬
‫في كتاب ‏‪ ١‬الثبات عند الممات » ‪ :‬قال أحمد أخو الإمام‬ ‫وزي‬
‫لرجج بن‬
‫ا الف‬
‫(قال أبو‬
‫الغزالي ‪ :‬لما كان يوم الإثنين وقت الصبح‪ . .‬توضاً أخي أبحوامد وصلَّئ ؛ وقال ‪ :‬على‬
‫بالكمن ؛ فأخذه وقبّله ووضعه علئ عينيه وقال ‪ :‬سمعاً وطاعة للدخول على الملك ؛ ثم مد‬
‫رجليه واستقبل القبلة ؛ ومات قبل الإسفار قَدَّسنَ الله روحه )‪. 9‬‬
‫وكان ذلك يوم الإثنين الرابع عشر من جمادى الاخرة سنة ( ‪9 60‬ه ) ودفن بالطابران في‬
‫مثوبته وجزاءه ‪.‬‬ ‫جهزل‬
‫وضيأ عن‬
‫طوس مسقط رأسه ‏ رحمه الله ور‬

‫‪1‬‬
‫غَرَّنا‬ ‫َكَوْني وَرَثُوالي‬ ‫ل ؟إخوانٍ مارلَهأؤني ما‬ ‫من‬
‫ٌِقل‬
‫‪6‬‬ ‫من‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ل‬
‫‪/‬‬ ‫وأ ٍِ ‪0‬‬ ‫ًُ‬ ‫‪4‬‬ ‫ذاكٌ‬ ‫سَّ‬ ‫‪4‬‬ ‫م‬ ‫ى مَك‬ ‫‪0‬‬ ‫ب‬ ‫ون‬ ‫أتمل‪:‬‬

‫زَنَا‬ ‫َيميصِي‬
‫َقبت‬
‫كوان‬ ‫أنا في ألصُُّور وَمََا جَسَدِي‬
‫ثُرَتهَنا‬ ‫ططزْث مِنْةُ وبقي‬ ‫ناعْصْفُورٌ وَملذا قفصي‬
‫وَبَتَئ لي في ألْمَعالِي مكنا‬ ‫لذي خَلمَييِي‬ ‫الله‬ ‫أَحْمَدُ‬
‫الكنننا‬ ‫يَعَلْفْتثُ‬ ‫تَعَِبثْ‬ ‫قبل الوم تجا تك‬ ‫كنث‬

‫ثناء أهل العلم على الإمام الغزالي ‪:‬‬


‫وهنذه جملة من شهادات العلماء بقذر وعلم الإمام وفضله ‪:‬‬
‫قال فيه شيخه إمام الحرمين ‪ ( :‬الغزالي بحر مغرق ) ‪.‬‬
‫‪ ( :‬حجة الإسلام والمسلمين » إمام أئمة الدين » مَنْ لم تر‬ ‫رسي‬
‫اافر‬
‫ف الغ‬
‫اللعبد‬
‫وقا‬
‫العيون مثله لساناً وبياناً ونطقاً وخاطراً وذكاءً وطبعاً ) ‪.‬‬
‫وقال الحافظ ابن عساكر ‪ ( :‬كان إماماً في علم الفقه مذهباً وخلافاً ‏‪ ٠‬وفي أصول‬
‫الديانات ) ‪.‬‬

‫إمام الفقهاء على الإطلاق » ورباني الأمة باتفاق ؛‬ ‫وقال ابن النجار ‪ ( :‬حأبوامد‬

‫(‪ )١‬طبقات الشافعية الكبرى‪. ) 7١1/1 ( ‎‬‬

‫‪4‬‬
‫ومجتهد زمانه ؛ وعين أوانه ؛ برع في المذهب والأصول والخلاف والجدل والمنطق » وقرأ‬
‫قوي‬ ‫للرد عليهم ؛ وكان شديد الذكاء ‏‬ ‫وتصدىئ‬ ‫الحكمة والفلسفة » وفهم كلامهم‬
‫الإدراك » ذا فطنة ثاقبة وغوص في المعاني ) ‪.‬‬
‫ولما سثل عنه العارف أبو العباس المرسي ‪ . .‬قال ‪ ( :‬أنا أشهد له بالصديقية العظمئ ) ‪.‬‬
‫وقال فيه العارف أبو الحسن الشاذلي ‪ ( :‬إذا عرضت لكم إلى الله حاجة‪ . .‬فتوسلوا إليه‬
‫بالإمام أبي حامد الغزالي ) ‪.‬‬
‫وترجم له الحافظ الذهبي فقال ‪ ( :‬الشيخ الإمام البحر ؛ حجة الإسلام © أعجوبة‬
‫الزمان‪. ) . . .‬‬
‫وقال فيه التاج السبكي ‪( :‬حجة الإسلام ؛ ومحجة الدين التي يتوصل بها إلئ دار‬
‫السلام » جامع أشتات العلوم » والمبرز في المنقول منها والمفهوم ) ‪.‬‬

‫وغيرها الكثير مما يقصر عن بيان حقيقة فضله ‏‪ ١‬وسمو مكانته ‪.‬‬
‫ياماف‬
‫يرل رارس‬
‫فر س‬
‫خضم هائل من الاضطرابات الفكرية والسياسية » دويلات متفرقة » تجزُّو في رقعة‬
‫الدولة » تصارع على السلطة » خلافة في بغداد وخلافة في مصر » ومع ذلك ليست هلذه هي‬
‫السمة الخاصة بهذا العصر ‪.‬‬
‫فالنصف الأول من القرن الخامس يكاد يلحق في كثير من معالمه بالقرن الرابع » هنذا القرن‬
‫الذي اشتد فيه غليان المذاهب والفرق ؛ من معتزلة وقدرية وجهمية وكرامية وخوارج وروافض‬
‫وباطنية وقرامطة » هنذه الفرق المتطاحنة بأفكارها ومناهجها » المتغالبة علئ كراسي السلطة من‬

‫أجل الوصول إلئ تحقيق مآربها » كلٌّ منها له ظهور حافل في ميدان هنذا العصر ‪.‬‬
‫إلا أن الرافضة الغالية » وبالأخص القرامطة والباطنية‪ . .‬كان لها في القرن الخامس الحضور‬
‫الأكبر علئ ساحته » فدولهم تملا الزمان والمكان آنذاك ؛ من بويهية وحمدانية وفاطمية‬
‫وغيرها ‏‪ ١‬وخلفاء بني العباس لُعَبّ وببغاوات وأشباح لا حول لها ولا قوة ؛ ويرسم المقريزي‬
‫رحمه الله جزءاً من لوحة العصر حين قال ‪( :‬وكانت بين الكرامية بالمشرق وبين المعتزلة‬
‫مناظرات ومناكرات وفتن كثيرة متعددة أزماتها » هنذا وأمر الشيعة يفشو في الناس حتئ حدث‬
‫مذهب القرامطة المنسوبين إلئ حمدان الأشعث المعروف بقرمط‪ . . .‬وقااملقمنرامطة ببلاد‬
‫الشام صاحب الحال والمدثر والمطوق ؛ وقام بالبحرين منهم أبو سعيد الجنابي من أهل جنابة ؛‬
‫وعظمت دولته ودولة بنيه من بعده ؛ حتئ أوقعوا بعساكر بغداد وأخافوا خلفاء بني العباس ‪.‬‬
‫وفرضوا الأموال التي تحمل إليهم في كل سنة علئ أهل بغداد وخراسان والشام ومصر واليمن ؛‬
‫وغزوا بغداد والشام ومصر والحجاز ؛ وانتشرت دعاتهم بأقطار الأرض ؛ فدخل جماعات من‬
‫الناس في دعوتهم ؛ ومالوا إلئ قولهم الذي سموه ‪ :‬علم الباطن ؛ وهو تأويل شرائع الإسلام‬
‫» وتأويل آيات القرآن ودعواهم فيها‬ ‫سندهم‬
‫ف ع‬
‫ن من‬
‫أوها‬
‫إلئ أمور زعم‬ ‫هنرها‬
‫ا ع‬
‫وها‬
‫ظصرف‬
‫"و‬
‫تأويلاً بعيداً انتحلوا القول به بدعاً ابتدعوها بأهوائهم » فضلُوا وأَضلُوا عالمأكثيراً )!"؟ ‪.‬‬

‫) ‪.‬‬ ‫(‪ )١‬المووااعلظاعتبار ( ‪//7‬ا‪‎8‬‬

‫‪9‬‬
‫وما زال الأمر في شدّة حتئ صار للحشاشين الباطنية دول محصنة على الصعيدين السياسي‬
‫والعقدي » ففشت أفكارهم السنباذية الراوندية » والمزدكية الإباحية » وأفكار الحلول‬
‫والتناسخ وإسقاط الأحكام‪ . . .‬سيل جارف لا يجد سدّاً أمامه ‪.‬‬
‫ولقد كان في هنذه الحقبة دورٌ هام للمعتزلة » المعتزلةٍ ربيبة الفكر الفلسفي » دورها هنذا‬
‫كان إيجابياً من جهة وسلبياً من جهة أخرئ ‪.‬‬
‫فضل‬ ‫كار‬
‫نمكن‬
‫إ ي‬
‫تيخفيف حدّة هنذا المد الباطني الزندقي ‏ فلا‬
‫أما إيجابيتهم‪ . .‬فف‬
‫المعتزلة في مقارعة الزنادقة والرد عليهم وعلئ بدعهم وأوهام حرافيشهم''' وهم يومها رافعو‬
‫إلى‬ ‫ريط‬
‫ف من‬
‫تهير‬
‫لجما‬
‫لواء العقل والانتصار له » وأما سلبيتهم‪ . .‬فتكمن فيأخذ يدا ال‬
‫الإفراط » وتصغير دور الشرائع على حساب دعوى العقل ‪.‬‬
‫وثمة فرق شاسع بين الباطنية والمعتزلة » فالمعتزلة مثبتون للشرع متبعون له ؛ لا شك في‬
‫غيرتهم عليه ودفاعهم عنه ؛ غير أن هلؤلاء المغرورين أخطأ رؤساؤهم وقادتهم في مسالك‬
‫الدفاع » ومع ذلك ‪ . .‬لا يتجلئ في هنذه الصورة الكبيرة إلا حكمة الله تعالى المتنشَّةٌ في كل‬
‫خلق ؛ وحسابهم على الله فيما عضّبوا أنفسهم له ‪.‬‬
‫نعم ؛ لقد كان للمعتزلة دور التخفيف والحدٌ ليس إلا » وذلك عائد لعدة أسباب ؛ علئ‬
‫طلىرف‬
‫لة ع‬
‫اعتزل‬
‫» ووقوف الم‬ ‫تب‬
‫ا من‬‫جارها‬
‫رأسها الإرهابيةٌ الباطنية في نشر وفرض أفك‬
‫النقيض منها دون تحري الوسطية منجانب آخر ‪.‬‬
‫الأسد ‪:‬‬ ‫وللفلسفة نصيب‬
‫أما الفلسفة في هنذا العصر وما يرتبط به‪ . .‬فقد كان لها النصيب الأوفر والحظ الأكبر ؛‬
‫فهي حطب أتون هنذه الألهاب المتعالية » كل الفرق المذكورة وغيرها كانت تقتات منها ؛‬
‫عليها ‪.‬‬ ‫للب فيقاء‬
‫اعوّ‬
‫وت‬
‫قال المقريزي رحمه الله تعالئ ‪( :‬وانتشرت مذاهب الفلاسفة فيالناس ‪ +‬واشتهرت‬
‫كتبهم بعامة الأمصار » وأقبلت المعتزلة والقرامطة والجهمية وغيرهم عليها ؛ وأكثروا من‬
‫النظر فيها والتصفح لها ؛ فانجرٌ على الإسلام وأهله من علوم الفلاسفة ما لا يوصف من البلاء‬

‫سوقتهم وأراذلهم ‪.‬‬ ‫)‪0‬‬

‫‪,9‬‬
‫والمحنة في الدين ؛ وعظم بالفلسفة ضلال أهل البدع وزادتهم كفراً إلئ كفرهم ) ‪.‬‬
‫وقال أيضاً ‪( :‬واشتهرت مذاهب الفرق من القدرية والجهمية والمعتزلة والكرامية‬
‫والخوارج والروافض والقرامطة والباطنية حتئ ملأت الأرض » وممانهم إلا مننظر في‬
‫الفلسفة وسلك من طرقها ما وقع عليه اختياره )!© ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫والاجتماعي‬ ‫السياسي‬ ‫نظام الملك والإصلاح‬

‫خراسان باستوزارهم لنظام الملك الذي‬ ‫اد‬


‫ل في‬
‫بيب‬
‫الط‬ ‫ايية‬
‫غف‬‫لقد كان للسلاجقة أثر‬
‫وتباريخ على الثناء عليه" » ونيسابور قطعة من عصر الغزالي جمعت شتات‬
‫اافلرتت ك‬
‫تظ‬
‫‪:‬‬ ‫صور هنذا العصر ؛ حتئ طاب لبعض الباحثين تسمية القرن الخامس بعصر خراسان‬

‫) ولد وعاش وملك ومات في هنذا القرن ؛ وهو أكثر من‬ ‫ونظام الملك ( ‪081- 804‬ه‬
‫وعرفه‪ . .‬استقرت مكانة ومحبة قوااملدين في قلبه ؛ فهو سياسي‬ ‫جأمته‬
‫وزير » فمتنرقر‬
‫بارع عرف كيف يدفع الخصوم ويوطد أركان الدولة » وعالم صاحب حديث وأدب ولغة ألفَ‬
‫العلماءً والقرّاء والفقهاء مجلسه » وكان له ميل ظاهر للصوفية وأهل القلوب*" » وأدب جرّ‬
‫مع الشرع وأحكامه » وكان من جملة من يغشئ مجلسه إمام الحرمين الجويني » وأبو القاسم‬
‫‏‪ ١‬الرسالة » » وسترئ للإمام الغزالي ارتباطاً وثيقاً بهلذه الشخصية الفذة ‪.‬‬ ‫القشيري صاحب‬

‫لا نبالغ إن قلنا ‪ :‬كان نظام الملك علئ وعي شبه تام بمجريات عصره وتفاصيل أحدائه ؛‬
‫العلماء ‪-‬‬ ‫أبرز فتنه ؛ فلم يكن تقريب‬ ‫من‬ ‫ووعيةٌ هنذا مكُنَهُ من معالجة عويصاته والخلاص‬

‫ولاسيما رؤوس أهل السنة ‏ مجرد صدفة أو عادة متبعة » ولم يكن بناؤه للمدارس النظامية‬
‫المنسوبة له فى أبرز مدن الخلافة كبغداد ونيسابور وطوس وأصبهان هنكذا عشوائيًاً ‏‪ ٠‬وهلذه‬
‫‪.‬‬ ‫اتها‬
‫بكلها‬
‫رهاامشا‬
‫طد ل‬
‫ضتحدي‬
‫ودنابال‬
‫الم‬

‫() المووااعلظاعتبار ( ‪. ) 7/887‬‬


‫فلقد كان الأمر قبل استوزار نظام الملك في غاية اللسوء ؛ إذ كان أهل السنة يطاردون مع المعتزلة والشيعة من‬ ‫ف‬
‫‪.‬‬ ‫قبلهم دون تميز‬

‫تاريخ الإسلام ( ‪ ) 737/541‬؛ فكان في غاية الإكرام للشيخ أبي علي الفارمذي والجلوس بين يديه » وهو شيخ‬ ‫>‪9‬‬
‫الغزالي الذي سبقت الإشارة إليه ‪.‬‬

‫‪"7‬‬
‫لقد كان نظام الملك يؤمن أن الإصلاح الفكري والعقدي هو أن كل إصلاح ؛ ويعلم أن قمع‬
‫تءٌم آاخرماً ؛ ولا سبيل لاجتثاث الأفكار إلا بمقارعة الأفكار‬
‫شي‬ ‫رها‬
‫و من‬
‫ذثها‬
‫جتثا‬
‫الفتنة شيء واج‬
‫لنه‬
‫بي م‬
‫قوين‬
‫زمالي وشيخه الج‬
‫غلإما‬
‫لا‬‫ا أن‬
‫وإجلاء الحتى » لابمقارعة السيوف والرماح ‪ +‬ونحن نرئ‬
‫والقشيري والشيرازي وابن الصباغ وغيرهم‪ . .‬كانوا على الساحة يومئذ ؛ وهم منأنصار هلذه‬
‫الفكرة ؛ بل هم فوارس ميدانها من بعد أبي الحسن الأشعري رضي لله تعالئ عنهم أجمعين ‪.‬‬
‫لقد تنبه القرامطة لعظمة نظام الملك ولعظيم أثره وثقابة رؤاه وفكره » مما حدا بهم بكل‬
‫‪ .‬أن يلجؤوا إلى اغتيال نظام‬ ‫ربيهفيم‪.‬‬
‫صإرها‬
‫ع ال‬
‫جبن وضعة وخِسَّة وهم أصحاب الفكر‬
‫الملك ‪ +‬قال ابن الأثير ‪ ( :‬أتاه صبي ديلمي من الباطنية في صورة مستميح أو مستغيث ؛‬
‫فضربه بسكين كانت معه » فقضئ عليه وهرب » فعثر بطنب خيمة ؛ فقتلوه )!'" ؛ حتئ قال‬
‫فيه مقاتل بن عطية يرثيه ‪:‬‬
‫ّنْفٍ‬
‫يتيمة صائها الشرحمُلئٌر مِ‬ ‫كان الوزيرٌ نظام الملْكٍ لؤلؤةً ‏‬
‫فردّها ‏ غيرة منةٌ ‪ -‬إلى الصّدّف‬ ‫عَزَّتْ قَلمْ تعرف الأيامُ قيمتّها‬
‫عبات » ممتلىء‬
‫تشكثير‬
‫إذن ؛ عاصرلغزالي ‏ علئ علمائه وزهاده وعبّاده وفاقهالئه ‏‬
‫بالتناقضات » تأجّج الفتن فيه وهي تمخّص ؛ نزعةٌ عقلية غالية عند المعتزلة ؛ وباطنيةٌ جبانة‬
‫كسيحةٌ الأراء اتخذت من كراسيٌ العصر زعامة ووجاهة ؛ وفلسفةٌ باهرة خادعة متوّجة بأكبر‬
‫الأسماء » متصلة العهد بأربابها من آلاف السنين ‪.‬‬
‫فعبد الجبار الهمذاني والجبائيان والنظام والعلآف من قبله » وابن سينا والفارابي من ورائه ؛‬
‫والعقائد السركّة المتسترة باسم التشيع وأجدادها مأنمثال المقنع الساحر والراوندي والجنابي! !‬
‫‪ :‬هل‬ ‫هلذه صورة صغيرة موجزة يتلمس القارىء الكريم خلالها كيف كان الحال » لير‬
‫كانت شخصيةٌ كالغزالي لها من الضرورة مكان ؟ وهل يمكن لها أن تنفذ لتعالج البواطن وتغيْر‬
‫ملامح العصر ؟‬

‫) فمات رحمه الله تعالئ شهيداً وهو يسامح قاتله ويطالب بإقالته من القصاص وهو‬ ‫() الكامل في التاريخ ( ‪8/49‬‬
‫فيا اللنزأعخير من حياته ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫اللسعَاراسا لاب مي لام زا يج‬
‫هناك لقطات ومآخذ في حياة الإمام هي في موقع النظر والتأمل » قد لا يسلَّم فيها الأمر‬
‫للإمام ‪ .‬شأنه في ذلك شأن جميع البشر خلا الأنبياء والمرسلين عليهم السلام » وغالبها هي‬
‫موضع اجتهاد ؛ ورأي يراه صاحبها يتمسك به ‪.‬‬
‫ولكن ليت المنتقد سلك المسلك العلمي في تتبع وتلقف هذه اللقطات ؛ ليجد بعد‬
‫تمحيص وتحقيق أن غالب شبهه ناشئة عن عدم فهمه مقاصد وملابسات تأليف الإمام لكتاب‬
‫كذا » ولِمّ كتب في ذلك ؛ وهل هو راض عنه » وناشئة عن النظرة القاصرة لمجمل حياة‬
‫الإمام والاكتفاء بقطعة منها ؛ وعن تسرّع في الحكم وإلقاء الكلمة هنكذا دون أدنئ روية ؛‬
‫وفنونه » أو متأخر متعصب يرى‬ ‫ويمه‬
‫ل ف‬
‫عمام‬
‫وغالب هنذا كان من معاصر لم يشارك الإ‬
‫الحكم على الرجال بمنظاره دون بحث وإنصاف ‪.‬‬
‫وكتب الترجمات إنما تعرض هذه الانتقادات مرتبطة بأسماء قائليها ‏‪ ٠‬وهو مسلك‬
‫حسن ؛ والداعية إلئ ذلك هي قله من رام النيل من الحبر الغزالي » غير أننا سنسلك ملكا‬
‫مغايراً ؛ إذ نعرض لعنوان المشكلة إيضاحاً لها » ونطوي تحتها الأسماء التي تجرأت في‬
‫نّها ‏‪ ٠‬لما في ذلك من استجماع للفكر وحصر للأصول"' ‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫اذهدات‬
‫ق ه‬
‫نثتحول‬
‫لتاثلا‬
‫احظا‬
‫ملا‬

‫وأول منغصة تواجه الباحث في دراسة هذه الانتقادات‪ :‬هي تلك العمومية الممجوجة في‬
‫طارحلمشكلة » ترئ كلمةٌ كبيرة جداً تسبح في بحر من الاحتمالات ؛ يلقيها قائلها دون‬

‫‏(‪ )١‬وقد وف فضيلة الأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في تسمية هذه الانتقادات بالأوهام ؛ فهي بحق‬
‫كذلك » ولقد قام بردها وتمحيصها على أَبْينِ وجه » وبأسلوب علمي بعيد عن التحيز ؛ مصاحب للبراهين‬
‫‏‪20٠‬‬ ‫استوقفتني » ( ص‪١‬‬ ‫؛ وقد أفدت منه الكثير فجزاه الله خيراً ‪ .‬انظر ‏‪ ١‬شخصيات‬ ‫والحجج‬

‫‪1‬‬
‫لجام ؛ تدلٌ أول ما تدل علئ حيرة صاحبها في فهم منهج وفكر الإمام » وكأنه أراالدانتقاد‬
‫وكفى!!‬
‫والثانية ‪ :‬أن ترى الإمام يقاطع الجلّة من علماء عصره وسابقيه في عين التهمة الموجهة‬
‫إليه » إلا أن المنتقد ينأئ بنفسه عنهم » ويصوب نصاله للإمام فحسب وأنت تحار وتقول ‪:‬‬
‫ولكن لم ؟!‬
‫مخصام‬
‫إ ش‬
‫اجلةل علق‬
‫مع هنذه الأحكام الع‬ ‫خرين‬
‫أ من‬
‫تثير‬
‫م ك‬
‫لوفُ‬
‫والثالثة ‪ :‬هيا وق‬
‫مبهورين ببريق الأسماء الكبيرة التي فاهت بها ؛ ناسين أو متناسين مهمة البحث والتحقق عن‬
‫واعنعيها وأسبابها ‪.‬‬
‫مصداقية هلذه التهمات المكالة ؛ أو على الدأقل‬
‫ايسلغرض في هنذه الوجازة تفصيل القول في كل انتقادة عابثة » بل هي إلماعات‬
‫ول‬
‫ها الموضوعية‬ ‫ت في‬
‫ركلة‬‫ولمش‬
‫صز ا‬‫بحث فيها ‏‪ ١‬وتبر‬‫اليجب‬
‫تضيء الجوانب المغفلة التي كان‬
‫وبكل إنصاف ‪ .‬خلا مسألة واحدة » وجب تفصيل القول فيها ؛ لأنها من كبريات التهمات ؛‬
‫وهي ألصقهن بحياة الإمام وفكره ومنهجه » ولها علاقة وطيدة ب الإقتصاد » هفيلسفته‬
‫وكلامه ومنطقه ‪.‬‬

‫علما الرواية والدراية ومكان الإمام منهما ‪:‬‬


‫» ولم أرّ له‬ ‫يث‬‫د من‬
‫حئاً‬
‫ل شي‬
‫ا طلب‬
‫؛ ولا‬ ‫اد‬
‫ن له‬
‫إلمسيكن‬
‫‪ ( :‬و‬ ‫جبنار‬
‫نظ ا‬
‫لحاف‬
‫ا ال‬
‫قال‬
‫إلا حديثاً واحداً )‪. 9‬‬
‫وقال ابن الجوزي ‪ ( :‬وذكر في كتاب ‏‪ ١‬الإحياء » من الأحاديث الموضوعة وما لا يصح‬
‫غير قليل » وسبب ذلك قله معرفته بالنقل » فليته عرض تلك الأحاديث على من يعرف ؛‬
‫وإنما نقل قل حاطب ليل )!" ‪.‬‬
‫وقال أببوكر الطرطوشي ‪( :‬شحن الغزالي كتابه « الإحياء » بالكذب علئ رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم » فلا أعلم كتاباً علئ بسطة الأرض أكثر كذباً على رسول الله منه )”" ‪.‬‬

‫(‪ )١‬طبقات الشافعية الكبرى‪. ) ٠٠١ /1( ‎‬‬


‫المنتظم (‬ ‫[ف‪96‬ا‬
‫تاريخ الإسلام ( ‪. ) 569/471‬‬ ‫()‬

‫‪3,9‬‬
‫وقال الحافظ الذهبي ‪( :‬وكان مزجى البضاعة من الأثار علئى سعة علومه وجلالة قدره‬
‫‪:‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫ظ‬ ‫و‬

‫الكلام فيقول ‪( :‬وأعلم أن‬ ‫اء‬


‫عاسن من‬
‫ويريح الن‬ ‫ول‬
‫قفسه‬
‫ل ن‬
‫ازالي‬
‫ويجمع الإمام الغ‬
‫مزجاة )" ‪.‬‬ ‫دميث‬
‫ح عل‬
‫ل في‬
‫اعتي‬
‫بضا‬
‫فأما ابن النجار رحمه الله‪ . .‬فلا يسلم له القول إلا إن كان الأمر كما قال الحافظ‬
‫الزبيدي ‪ ( :‬كأنه يشير لأول أمره ؛ فإن إقباله إِذُ ذاك علئ تحصيل الفنون ) ‪.‬‬
‫فطلبةٌ للحديث روايةً في أخريات حياته ‏ وهو يومها ابن الخمسين ‏ ثابتٌ بلا مراء ؛ إذ‬
‫روى ابن عساكر عن عبد الغافر الفارسي ‏ وهو صاحب ترجمة الإمام التي تتناقلها الكتب ‏‬
‫قوله ‪ ( :‬وكانت خاتمة أمره إقباله علئ حديث المصطفئ صلى الله عليه وسلم ومجالسة أهله‬
‫ومطالعة الصحيحين للبخاري ومسلم اللذين هما حجة الإسلام ؛ ولوعاش‪ . .‬لسبق في ذلك‬
‫أنه سمع الحديث في الأيام‬ ‫الفن بيسير من الأيام يستفرغه في تحصيله ؛ ولا شك‬
‫الماضية )!ل ‪.‬‬
‫الحفصي”" » كما قرأ‬ ‫سهل‬
‫البخاري » رواية من أبي‬ ‫وقد ثبت سماعه ل«صحيح‬
‫اعضديث‬
‫أدهح لب‬
‫الصحيح على أبي الفتيان الرواسي بطوس”"' ؛ وقد راوئلغعنزالي بسن‬
‫الصحيحين كل من التاج السبكي والحافظ الزبيدي”'" » فنفي أصل الرواية باطل كما يرى‬
‫القارىء الكريم ‪.‬‬
‫الدالة علئ جميم أدبه ‪ ( :‬وأعلم أن‬ ‫ضعة‬
‫امته‬
‫و كل‬
‫ت في‬
‫م قال‬
‫ااملحين‬
‫لقد أنصف الإم‬
‫بضاعتي في علم الحديث مزجاة ) ولكن يسيء البعض في فهم هنذه الكلمة إذ يحسب الإمام‬

‫) ‪.‬‬ ‫‪87( /‬‬‫‪8‬ام‬


‫‪7‬لإسل‬
‫‪ 1‬ا‬
‫() تاريخ‬
‫() قاناونلتأويل (اص ‏‪. 9١‬‬
‫‏‪. ) ٠04/50‬‬
‫)( تاريخ دمشق (‬
‫‪.‬‬ ‫‪)91/‬‬ ‫‪4‬لاء‬
‫‪1‬ام‪7‬النب‬
‫( أعل‬
‫)‪ (5‬سير‬
‫) ‪ ( :‬وقد صحح عليه‬ ‫) » وقال الحافظ ابن كثير في ‪ 3‬البداية والنهاية ‪71/481 (4‬‬ ‫تذكرة الحفاظ ( ‪4/4751‬‬ ‫(؟‪,‬‬
‫أبو حامد الغزالي كتاب « الصحيحين » ) ‪.‬‬
‫طبقات الشافعية الكبرى ( ‪ ) 7/077‬؛ إتحاف السادة المتقين ‏(‪. ) ٠١ /١١‬‬ ‫()‬

‫و‬
‫الأصولي الفقيه البارع خالي الوفاض من علوم الحديث ؛ وينسئ أنه ما أراد إلا أنه لم يكن‬
‫إماماً في هنذا الفن مع علو شأنه في كل فن ‪.‬‬
‫إن الإمام الغزالي في دراية أصول الحديث عالم بحّاث » يشهد له بذلك كتابه‬
‫« المستصفئ » الذي أفرد فيه باباً تحدث فيه عن السنة وأصولها » وعن تقسيم الخبر من حيث‬
‫العدد » والتصديق والتكذيب ؛ وأخبار الاحاد وحجم الاستدلال بها ؛ وشروط الراوي‬
‫وصفاته ؛ والجرح والتعديل ؛ ومستند الراوي وضبطه‪ . . .‬إلئ غير ذلك الذي يدل أنه كان‬
‫الحديث والسنة!" ‪.‬‬ ‫ول‬
‫ص في‬
‫ألية‬
‫علئ دراية أصو‬
‫وشيخه الجويني من قبله علئ تيك الصفة ؛ وهو الذي يقول في « البرهان »‬
‫( ‪ ( : ) 7/77‬وأما الحديث‪ . .‬فيكتفي فيه بالتقليد » وتيسر الوصول إلئ دركه بمراجعة‬
‫الكتب المرتبة المهذبة ) فالرواية شيء وعلم الحديث عند الاستنباط وأخذ الأحكام شيء‬
‫‪.‬‬ ‫لدتمنمحيص‬
‫اب‬‫آخر » فإن كان الأمر متعلقاً بالحلال والحرام‪ . .‬فلا‬
‫سيهلام ‪ « :‬لكنّ الله إذا تجلئ لشيء‪. .‬‬
‫اهل عل‬
‫‪( :‬أما قول‬ ‫ول‬
‫يمامق وهو‬
‫وأصغ إلى الإ‬
‫خضع له »‪ . .‬فليس توجد هنذه الزيادة في الصحيح أصلاً )!"؟!‬
‫ولعل السوقة من طلبة العلم يظن جهل الغزالي بالحديث كجهله به! ! وهنذا الجاهل يرفع‬
‫نفسه إلئ أفق الإمام طامعاً بتلك الكلمة المتواضعة التي سمعها منه ‪.‬‬
‫ثم أي ميْنِ كان من الطرطوشي رحمه الله حين قال ‪ ( :‬فلا أعلم كتاباً على بسطة الأرض‬
‫أكثر كذباً علئى رسول الله منه )!!‬
‫مثلام‬
‫إي م‬
‫ل ف‬
‫ظيالمة مؤلمة » لااتقال‬
‫إن هنذه الكلمة إن كانت حقاً صرفاً‪ . .‬فه‬
‫ار‬
‫ث من‬
‫ااعة‬
‫للبض‬
‫اى ا‬
‫الغزالي » وأين هي من كلمة الحافظ الذهبي حين قال ‪ ( :‬وكان مزج‬
‫علئ سعة علومه وجلالة قدره وعظمته ) ؟!‬
‫شتاانلكبينلمتين » فالأولئ مبِطَّنةٌ بتنفير الناس عن الإمام وكتابه » والثانية أديية حانية‬
‫تضع الحق وتبغي الحق ‪.‬‬

‫وثج*«يه‬‫تحدي‬
‫ول ال‬‫ص في‬ ‫أامع‬
‫ايبه الج‬ ‫‏(‪ )١‬وَلَكم أفاد العلامة الشيخ طاهر الجزائري رحمه الله تعكالئت ف‬
‫ص ‏‪١‬فئ ؟ ‪.‬‬ ‫تابه‬
‫م كت‬‫ل من‬
‫الأخص‬
‫النظر ‏‪ . .١‬من دقائق وملاحظات الإمام الغزالي في هنذا الفن ؛ وبا‬
‫(‪ )7‬تهاافلتفلاسفة ( ص‪8١‬‏ ) ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫وأحاديث الإحياء التتيتبعها التاج السبكي ولم يجد لها أصلاً تقارب الألف » والتاج‬
‫بةيب المصطفئ صلى الله عليه‬ ‫ح سن‬
‫اةلعلئ‬
‫متأدب عارف بقدر الإمام متتبع لحديثه غير‬
‫وسلم » ولكن المتأمل في تلك الأحاديث سيجد أن جلِّها ‪ -‬إن لم تكن كلها ‪ -‬منطو تحت‬
‫أصل شرعي لا يخالف الأصول الثابتة » ولا أريد أن أقول ‪ :‬هي ليس بمكذوبة ؛ بل هي علئ‬
‫قواعد الصنعة الحديثية كذلك بلا شك » ولكنها قد تكون ناشئة عن روايةٍ بالمعنئ يقول بها‬
‫الإمام الغزالي باجتهاده”'" ‪.‬‬
‫ولو عرف الطرطوشي رحمه الله تعالئ حجم الثلمة التي أحدثها المبتدعة في عصر‬
‫الإمام ‏ وعرف الجهد الجبار الذي بذله الإمام لرأب الصدع‪ . .‬لكنَّ للغزالي الحبّ‬
‫والاحترام ؛ وحمدٌ مولاةٌ أن لم يشغل الغزاليٌ نفسَهٌ بالرواية يومئذ وماثللهر فيواية كثير ؛‬
‫ولعله قال ‪ :‬كبرت كلمة خرجت من في لم تصاحبها النصفة من الحظوظ ‪.‬‬
‫أما الإمام ابن الجوزي‪ . .‬فهو صاحب رواية ودراية » وكم قلب الحال فصحح التالف‬
‫الداءٌ الغزاليٌُ للحافظ ابن‬ ‫وأتلف الصحيح وكلنا يحفظ للإمام مكانته وجلالته » فهل سرى‬
‫الجوزي ؟! أم هي طبيعة البشر ؟‬
‫علئ كل الأحوال كفتنا كلمةٌ الغزالي المتواضعة عتاب الأئمة عليه » ناهيك أن الإمام لم‬
‫يصنف كتاباً متخصصاً في علم الرواية تحديداً ليكون مرجعاً ومآباً ؛ فهل بعد ذلك من شين؟!‬

‫اتهامه بالخمول والتثاقل عن الجهاد ‪:‬‬


‫لم تكن الأوضاع السياسية أحسن حالاً من الأوضاع الفكرية » فعصر الإمام الغزالي‬
‫لا يعرف فيه للخلافة هيبة ؛ ناهيك عن وجود خلافة في مصر وأخرئ من الأندلس غير خلافة‬
‫بغداد الاسمية ‪.‬‬

‫وقراءة العصر توضح لنا مقدار الأدواء المتفشية التي صنعت عوامل الهزيمة وعلئ رأسها‬
‫التشرذم والتفرق والنخر من الداخل ؛ ومع هنذا كله ومع سقوط أبرز المدن الإسلامية‬

‫قال التاج السبكي رحمه الله ‪ ( :‬وأما ما عاب به « الإحياء » من توهنة بعض الأحاديث‪ . .‬فالغزالي معروف بأنه‬ ‫‪1‬‬
‫لم تكن له في الحديث يد باسطة ؛ وعامة ما في « الإحياء » من الأخبار والاثار مبدّدٌ في كتب من سبقه من‬
‫الصوفية » ولم يسند الرجل لحديث واحد » وقد اعتنئ بتخريج أحاديث « الإحياء » بعض أصحابنا ‪ +‬فلم يشذ‬
‫عنه إلا اليسير ) ‪ .‬‏‪ ١‬طبقات الشافعية الكبرى ‪. ) 1/541 1( 4‬‬

‫‪54‬‬
‫عَدَدٍ‬ ‫مشكلة‬ ‫المشكلة‬ ‫لم تكن‬ ‫‪.‬‬ ‫الشامي‪.‬‬ ‫الساحل‬ ‫حواضر‬ ‫من‬ ‫وكير‬ ‫وطرابلس‬ ‫كالقدس‬

‫وعُدّد ؛ لذلك لم تكن صيحةٌ النفير العام الذي يفرض على كل فرد حمل السلاح ‪ . .‬معلنةً من‬
‫قبل الخليفة » ولكن‪ . .‬كيف كان حال الناس إِذنْ ؟‬
‫السلطة ‪.‬‬ ‫كراسئٌ‬ ‫حول‬ ‫داخلية مهلكة ‪ :‬وصراعات‬ ‫تؤكد وجود تطاحنات‬ ‫إن لوحة العصر‬

‫واغتيالات جبانة » وأحقاد مشتعلة ؛ وفساد أخلاقي ؛ وابتعاد عن المنهج السليم ‪.‬‬

‫ولنا أن نسأل ‪ :‬أي خمول هو هنذا الذي يصنع « إحياء علوم الدين ؛ ؟‬

‫والرسائل التي‬ ‫كتب‬


‫ل من‬
‫وتقض مضاجع الأوهام » وغايره‬ ‫رنعجال‬
‫اباًل تص‬
‫أربعون كتا‬
‫حبارتلهاإ يدمام لإصلاح الأمة وتهيئة الجيل النوري والصلاحي ‪.‬‬
‫ثم أي خمول هو هنذا الذي عاشه الإمام مع عكاز ومرقعة وركوة وشظف عيش يتملى‬
‫المعترض لو حل فيه الموت فرراً من قسوته وطعناته ؟!‬
‫ثم ما هو رأي وموقف الإمام من الجهاد ؟‬
‫ينقل الأستاذ أسعد الخطيب نصوصاً متفرقة عن الإمام الغزالي في عدة من كتبه تبرهن علئ‬
‫نقاوة وطهارة الإمام من هذه التهمة السخيفة ؛ منها ‪:‬‬
‫لتبيهم‬
‫ع ك‬
‫(فالحاصل ‪ :‬أن الزهد عبارة عن الرغبة عن البقاء في الدنيا‪ . . .‬لذلك ‪ :‬لما‬
‫القتال ‏ أي ‪ :‬المنافقين ‏ وَقَالْوارثنا ل كنب عَِنَلفثَال لول رتنا إه أجل قرب فقال تعالئ ‪:‬‬
‫يعُِأللنيٌ ‏ أي ‪ :‬لستم تريدون البقاء إلا لمتاع الدنيا ؛ أما الزاهدون المحبون لله ‪,‬‬ ‫كقرَ مكَ‬
‫» وانتظروا إحدى الحسنيين » وكانوا إذا "‬ ‫تعالئ‪ . .‬فقاتلوا في سبيل الله كأنهم بنيانذ مرصوص‬
‫يستنشقون رائحة الجنة » ويبادرون إليه مبادرة الظمآن إلى الماء‬ ‫دعوا إلى القتال‪..‬‬
‫البارد‪ . . .‬وهنكذا كان حال الصادقين في الإيمان » الذين تركوا تمتع عشرين سنة مثلاً أو‬
‫ثلاثين سنة بتمتع الأبد » واستبشروا ببيعهم الذي بايعوا به ‪.‬‬
‫هادة‬
‫لشعلى‬
‫اقاء‬
‫ء فإيثارهم الب‬ ‫موت‬
‫ااًل من‬
‫أما المنافقون‪ . .‬ففروا منالزرحف ؛ خوف‬
‫استبدال الذي هو أدنئ بالذي هو خير )"'" ‪.‬‬

‫) بتصرف » وانظر « البطولة والفداء عند الصوفية » ( ص‪. ) ‎41‬‬ ‫‪4/‬‬


‫‪7‬ن (‬
‫‪7‬لوم‪7‬الدي‬
‫‪1‬ء ع‬
‫(‪ )١‬إحبا‬
‫وغيرها الكثير من النصوص التي تعرّف بالغزالي المجاهد وتضعه في مكانته الرفيعة ‪.‬‬
‫من هنا نتبين خطأ كثير من الباحثين إذْ يقارنون بين الغزالي وفلان في مسألة الجهاد ؛ فلان‬
‫حمل راية الجهاد والغزالي رماها » دون إدراك منه بتنوّع الواجبات في ميدان المعركة ‏‪ ٠‬ولعل‬
‫الذي يداوي المرض أيام المعارك لأنه لم يحمل راية‬ ‫بيب‬
‫طلى‬
‫ل ع‬
‫ابون‬
‫أمثال هلؤلاء يعي‬

‫هنذا قياس فاسد ؛ وقصر نظر لا يخفئ على المتأمل » فقائد المعركة الذي يجلس في‬
‫عريشه يفوق جهادَةٌ جنديّ الساحة ؛ وعليه المعول في النصر والهزيمة ‪.‬‬
‫ولو حُمّلَ المعترضُ ما حمله الغزالي من واجبات تنوء بحملها العصبة أولو القوة‪ . .‬لعلم‬
‫ساحة جهادٍ السيف‬ ‫ت ‪.‬ار‬
‫خرّ ‪.‬‬
‫للوا خيِّ‬
‫أن الغزالي اختار أصعبًّ الساحتين وأشدٍّ الميتتين » و‬
‫تخفيفاً على نفسه وراحة ‪.‬‬

‫الإمام الغزالي وعلم المنطق ‪:‬‬


‫لم يكن علم المنطق الذي يدرسه الدرسةٌ اليوم علئ حاله الذي ألفوه » بل كان شوباً مع‬
‫علوم وأبحاث الفلسفة ؛ الإلهية والإلحادية » وليست كلمة كبيرةً إن قلنا ‪ :‬هاولحيٌّ الذي‬
‫» به لّنَ أساطينهم على الكبار فضلاً عن العامة والرعاع ‪.‬‬ ‫افةمها‬
‫هفلس‬
‫أاطلو ال‬
‫ود ب‬
‫شيَّ‬
‫فلا عجب إذن إن رأينا بعض أهل العلم يذهب إلئ تحريم مطالعة ه'ذا العلم » كابن‬
‫كان مخلوطاً بضلالات‬ ‫الاشْتَغَالَ به ‪ :‬أنه حيث‬ ‫تحريمهم‬ ‫والنووي ‪( +‬ووجه‬ ‫الصلاح‬

‫الفلاسفة يخشئ على الشخص إذا اشتغل به أن يتمكن من قلبه بعض العقائد الزائغة ؛ كما وقع‬
‫‪.‬‬ ‫ذلك للمعتزلة )!‬

‫أما علم المنطق الخالص‪ . .‬فهو كالرياضيات مثلاً ‏‪ ٠‬علم عقلي مجرد » ميزان منضبط »‬
‫أبداً‬ ‫لا يمكن أن نجد محققاً من العلماء يرئ تحريمه‬

‫« السلم » ‪:‬‬ ‫) عند قول صاحب‬ ‫حاشية البيجوري عل متن السلم ( ص‪97‬‬ ‫‪0‬‬

‫القريحة‬ ‫لكامل‬ ‫جوازه‬ ‫الصحبيبحة‬ ‫المشهورة‬ ‫والقولة‬

‫ليهتذدي به إلى الصواب‬ ‫اب‬ ‫والكة‬ ‫ارس الست‬ ‫مم‬

‫‪97‬‬
‫وعلئ كل الأحوال يبقئ علم المنطق في عصر الإمام الغزالي ممزوجاً بشوائب الفلسفة‬
‫الواهية وضلالاتها ‏ وابن الصلاح إنما رأئ رأيه في غلط الإمام الغزالي باشتغاله بعلم المنطق‬
‫من هنذا الباب الذي يجب سَدُةٌ سا للذرائم ‪.‬‬
‫ولكنْ ‪ . .‬أَوَمثلٌ الإمام الغزالي يخشئ عليه من ذلك ؟‬
‫الهلمكةسلمين علئ أيدي أعدائهم إن هم روّجوا لمثل هنذه‬
‫إنكان الأمر كذلك‪ . .‬فيا‬
‫الشبهات إذا كان مثل الغزالى يُخاف عليه هنذا!‬

‫محمول علئ من لم يستغن عنه بجودة الذهن وصحة الطبع'' ‪.‬‬


‫وقد رسا الأمر على القول بالوجوب الكفائي في تعلم المنطق لما في ذلك من تحصين‬
‫للشرع الحنيف » فأي ضرر بعد ذلك بجعل الإمام الغزالي علمّ المنطى خادماً لعلوم المسلمين‬
‫كما فعل ذلك في مقدمة ‏‪ ١‬المستصفئ » وغيره من الكتب التي أفردها في هنذا الفن ؛ مثل ‪:‬‬
‫النظر ‪ 4‬و‪١‬‏ معيار العلم » ومقدمة « الاقتصاد » وغيرها ؟‬ ‫‏‪ ١‬محك‬

‫بل أي منّة قدمها هنذا الحبر لأمتنا بتطويع هنذا العلم المجرد وجعله علئ طرف الثمام ؟‬
‫لوائق هنا » إزجاءٌ التحية لإمامنا الغزالى لهذا المعروف الذي قدمه لنا بعد أن‬
‫هناذال ه‬
‫‪.‬‬ ‫ونقئ خبثه وقدمه خالصاً سائغاً للشاربين‬ ‫نقاه‬

‫أما تقي الدين بن الصلاح ‪ . .‬فكما قال التاج السبكي ‪ ( :‬ولا ينكر فضل الشيخ تقي الدين‬
‫وفقهه وحديثه ودينه وقصده الخير ؛ ولكن لكل عمل رجال )!" ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫الكلام‬ ‫بين الفلسفة وإخوان الصفا وعلم‬

‫وهنذه هي أمّ التهمات ‪ +‬وأعظم الشبهات ؛ وما مر اسمه بين أيدي المترجمين إلا‬
‫وطبعوه بها ‪.‬‬

‫(‪ )١‬المصدر السابق‪ ( ‎‬؟‪١‬ص‪. ) ‎‬‬


‫طبقات الشافعية الكبرى‪. ) 194/1 ( ‎‬‬ ‫(؟)‬

‫‪97‬‬
‫قال الإمام أبو بكر بن العربي ‪( :‬شيخنا الغزالي بلع الفلاسفة وأراد أن يتقيّأهم فما‬
‫استطاع )!'' ‪.‬‬

‫وقال الإمام الطرطوشي ‪ ( :‬ثم تصوف ؛ فهجر العلوم وأهلها ؛ ودخل في علوم الخواطر‬
‫وأرباب القلوب ووساوس الشيطان » شثمابها بآراء الفلاسفة ورموز الحلاج ؛ وجعل يطعن‬
‫لفقمهاتءكلمين‪. "") . . .‬‬
‫علوىا ال‬
‫وقال الإمام المازري ‪ ( :‬وأما علم الكلام الذي هو أصول الدين‪ . .‬فإنه صنّفَ فيه أيضاً‬
‫وليس بالمستبحر فيها » ولقد فطنت لسبب عدم استبحاره فيها ؛ وذلك أنه قرأ علم الفلسفة‬
‫ملىعاني ؛ وتسهيلاً‬
‫لءةسفة جراأةل ع‬
‫لهفقرا‬
‫اّبت‬
‫قبل استبحاره في فن أصول الدين » فكس‬
‫؛ لأن الفلاسفة تمر مع خواطرها وليس لها حكم شرع ترعاه ؛‬ ‫قىائق‬
‫لمحعل‬
‫اهجو‬
‫لن‬
‫ولا تخاف من مخالفة أئمة تتبعها ‪.‬‬
‫أنه كان له عكوف على « رساثل إخوان الصفا » ‪ +‬وهي إحدىئ‬ ‫ابه‬
‫صحبعض‬
‫أفني‬
‫وعر‬
‫وخمسون رسالة » ومصنفها فيلسوف قد خاض في علم الشرع والعقل ‏‪ ١‬فمزج بين العلمين ؛‬
‫أهل الشرع بأبيات يتلوها عندها وأحاديث يذكرها ؛ ثم كان‬ ‫وب‬
‫ل في‬
‫قّنها‬
‫وذكر الفلسفة وحس‬
‫في هنذا الزمان المتأخر رجل من الفلاسفة يعرف بابن سينا » ملا الدنيا تآليف في علم‬
‫الغلسفة » وهو فيها إمام كبير » وقد أدته قوته في الفلسفة إلئ أن حاول رد أصول العقائد إلى‬
‫عنم الفلسفة » وتلطّف جهده حتئ تم له ما لم يتم لغيره » وقد رأيت جملاً من دواوينه ؛‬
‫ورأيت هنذا الغزالي يعول عليه في أكثر ما يشير إليه من الفلسفة )*" ‪.‬‬
‫أو دائر في فلك‬ ‫وغالب الطاعنين على الإمام بمثل هذه الشبهة فههولناؤقلل عانء ‏‬
‫عاراتهم » فلا حاجة للتطويل وتكثير النقول عن المتأخرين ‪.‬‬
‫ثلاثة أئمة من كبار علماء السادة المالكية » أرفّهم في العرض ابن العربي ؛ بل هو خارج‬
‫» أما الإمام المازري‪. .‬‬ ‫طوشي‬
‫ر هو‬
‫ط ‪-‬‬
‫لإمام‬
‫؛ وأشدهم ‏ كعادته معا ال‬ ‫رئ‬
‫سرتكما‬
‫نسو‬

‫سير أعلام النبلاء ( ‪2 ) 41/777‬‬ ‫"‪0‬‬


‫*) طبقات الشافعية الكبرى (‪. ) 741 /1‬‬
‫)‪.‬‬ ‫‪67‬‬‫‪(/‬‬
‫‪1‬ابق‬
‫‪ 4‬الس‬
‫‪7‬در‬
‫*) المص‬

‫‪97‬‬
‫فيتوهم القارىء أنه فضّل القول وحسّنه ؛ والأمر علئ خلاف ذلك ‪.‬‬
‫فأبو بكر بن العربي رحمه الله تعالئ لاأظنُ أنه أراد من كلمته ( وأراد أن يتقيأهم فما‬
‫استطاع ) ظاهرّها » بل يرى الغائص فيها مع تتبع كلام ابن العربي حول هنذه المسألة بالذات‬
‫الانتصار للغزالي!‬
‫لا أقول ‪ :‬إن الإمام الغزالي قام للفلاسفة فابتلعهم وأظهر عوارهم وهضم فكرهم ؛ وآل‬
‫الأمر إلئ حيث ينتهي كل ابتلاع » بل فهِمُ هذه العبارة مقيِّدٌ في سبب دخول الغزالي هنذا‬
‫المعمع » بعد فهم لوحة العصر الفكرية التي سبق تصويرها ‪.‬‬
‫لقد أحسن ابن السبكي رحمه الله تعالئ في وصف الغزالي حين قال ‪ ( :‬جاء والناس إلئ‬
‫رد فرية الفلاسفة أحوج من الظلماء لمصابيح السماء » وأفقر من الجدباء إلئ قطرات الماء ؛‬
‫فلم يزل يناضل عن الدين الحنيفي بجلاد مقاله » ويحمي حوزة الدين ولا يلطخ بدم المعتدين‬
‫حدٌ نصاله ؛ حتئ أصبح الدين وثيق العرئ » وانكشفت غياهب الشبهات وما كان إلا حديثاً‬
‫‪.‬‬ ‫)‪0‬‬ ‫مفترئ‬

‫ولنترك ابن العربي يحدثنا هو عن حال الغزالي مع الفلاسفة حامداً المولئ سبحانه أن‬
‫وهبت الأمة انئذٍ رجلاً كالغزالي ؛ قال وهو يتحدث عن الفلاسفة وترهاتهم وشبههم ‪ ( :‬قد‬
‫جاء الله بطائفة عاصمة تجردت لهم وانتدبت بتسخير الله وتأييده للردٌ عليهم » إلا أنهم لم‬
‫يكلموهم بلغتهم ؛ ولا ردوا عليهم وعلئ إخوانهم المبتدعة بما ذكره الله في كتابه علئ لسان‬
‫رسوله‪ ,‬فلم يفهموا تلك الأغراض بما استولئ علئ عقولهم من صداً الباطل ‪ +‬وطفقوا‬
‫يستهزئون بتلك العبارات ويطعنون بتلك الدلالات ‪ +‬وينسبون قائلها إلى الجهالات ء‬
‫ويضحكون مع إخوانهم في الخلوات ‪.‬‬
‫فانتدب اللهلهم أبا حامد رحمه الله للرد عليهم بلغتهم ‪ +‬ومكافحتهم بسلاحهم » والنقض‬
‫عليهم بأدلتهم ؛ فأجاد وأفاد » وأبدع في ذلك بما أراه الله وأراد ؛ وبلغ من فضيحتهم‬
‫المراد ؛ فأفسد قولهم من قولهم ؛ وذبحهم بمذاهم ‏ وأفرد فيهم كتابه ‏‪١‬تهافت‬
‫الفلاسفة » ؛ ثم ألف « القسطاس المستقيم » لإقناعهم على الرسم الذي اشترطوه » وأبدع في‬

‫الشافعية الكبرى‪. ) ١47 /1( ‎‬‬ ‫(‪ )١‬طقات‬

‫”‪9‬‬
‫استخراج الأدلة من القرآن الكريم » وقد أخذ طريق المنطق في كتابه ‏‪ ١‬معيار العلم » وزينه‬
‫مد‬
‫حناأبو‬
‫بالأدلة الكلامية ؛ حتئ محا رسم الفلاسفة » ولم يترك لهم قالاً ولا مثالا ؛ وكا‬
‫عبةالي )”' ‪.‬‬ ‫مي ل‬
‫ل ف‬
‫اداً‬
‫يمةالي » وعق‬ ‫ااًل فيل ها‬
‫تاج‬
‫يكث‬
‫دن ذل‬
‫حنا أ‬
‫ولو عدنا إلئ ‏‪ ١‬المنقذ » وفتشنا عن فتنة الغزالي بكلام الفلاسفة لوجد‬
‫ل ّ من‬ ‫أمهق في‬
‫يفترئ » الغزالي الذي درس الفلسفة لا علئ شيخ ‪ +‬وضمّها إلئ واسع علو‬
‫نقطعين ؛ نافقةٌ‬ ‫ميتسو‬
‫لف‬‫اجةٌ‬
‫سنتين » ثقموّمها فرأى أنها بضاعةٌ كاسدة عند أهل الله ؛ رائ‬

‫اطلاعاً لم أشك فيه )!"" ‪.‬‬


‫الغزالي الحذيل حازّقيم الفلاسفة ب‪١‬‏ تهافته »يُرمئ بدائهم وهو الذي دخل إلى ميدانها‬
‫مكرهاً أمانة يؤديها لاأملةإسلام » يرئ بُعْدَهُ عنها فراراً من الزحف! !‬
‫الغزالي الذي دفن فلاسفة المسلمين تحت قدميه وذهب إلى تكفيرهم وتكفير رموزهم من‬
‫الثلاث المشهورة”"‪. . .‬يتهم بكونه‬ ‫سيائل‬
‫م ف‬
‫ليما‬
‫ا س‬
‫عصر سقراط إلئ عصر ابن سينا ولا‬
‫هم! !‬
‫رذاذ‬
‫ف بر‬
‫كباً‬
‫مصا‬
‫ولولا ابن رشد ‏ غفر الله لهوك‪-‬تابه «تهافت التهافت » الذي تفخ الروح في أجداث‬
‫أفكارهم فبعثها‪ . .‬لظألمرهم أدون مما هوعليه » غير أن ابن رشد رأتهفيا«فت‬
‫علئ كتاب‬ ‫؛ فصلف رد‬ ‫غاظه وألهب قلمه‬ ‫الفلاسفة ‪ 4‬تعميماً وجوراً في حقّّ الحكماء‬

‫الغزالي لا على الغزالي الإمام ‪.‬‬

‫فليست المسألة مسألة بلع وقياء ؛ بل هضم لأفكار الفلاسفة وفهم لمسالك الاستدلال‬
‫عندهم » والغزالي يومها يجرّب كل شيء في بحثه عن الحقيقة ؛ فلما وصل إلى ما وصل‬

‫© ‪.‬‬ ‫امصم‪‎‬‬
‫وواص‬
‫ا عنل ‪3‬قالع‬
‫ولاً‬
‫(‪ )١‬ماللغزالي وما عليه ( من ‪ ) 74‬نق‬
‫(؟) المنقذ من الضلال ( ص ؟‪. ) ‎4‬‬
‫(©؟) والمنظومة بقول بعضهم ‪:‬‬
‫إذأتكروهماوهيحقاطتة‬ ‫العدا‬ ‫لراسفة‬
‫لةف كف‬
‫الاث‬
‫بع‬
‫متة‬ ‫وكانت‬ ‫لأجساد‬ ‫حشر‬ ‫عوالم‬ ‫حدوث‬ ‫بجزني‬ ‫علم‬

‫‪7‬‬
‫إليه‪ . .‬رأئ نفسه مضطراً لاستبقاء الحق منها لأنه حتق » وبعضاً من أساليب تعابيرهم وشيئاً‬
‫مننتائجهم تنزلاً ليحصد رؤوسهم بحديد سيوفهم ‪.‬‬
‫وهو بهلذا عكس المعادلة ؛ فبعد أن كان الإسلام في قفص الاتهام صيّر الفلسفة إلئ هنذا‬
‫‪.‬‬ ‫افت‬
‫هيها‬
‫ت عل‬
‫لكم‬
‫بفصا وح‬
‫الق‬
‫أما الإمام المازري ‪ . .‬فقد كال تهماً للإمام تبرّئه منها جل مؤلّفاته ؛ وعن تهمته بقصر باعه‬
‫لي‬‫زوماعلى‬
‫لادغالهج‬
‫اه أر‬
‫في علم الكلام » وجرأته على المعاني لأانهل قفرألسفة‪ . .‬فلعل‬
‫الحر الذي يأبى السير على السكك ؛ وهنذا ما نراه في دراسة ‏‪ ١‬الاقتصاد ‏» وهو في أصول‬
‫الدين والعقيدة إمام بحر يشهد له بذلك مخْلّفه العلمي فيه ‪.‬‬
‫أما «إخوان الصفا وخلان الوفا »‪ . .‬فلم يكن مصنفها فيلسوفاً خاض في علم الشرع‬
‫سرية باطنية أرادت الجمع بين الفلسفة والشرع نصرة‬ ‫عة‬
‫األيف‬
‫من ت‬
‫والعقل ‪ +‬بلجهي م‬
‫؛ ولقد‬ ‫الشرع‬ ‫برسوم‬ ‫الباطني‬ ‫» غايتها نشر الفكر‬ ‫العصر يومها‬ ‫فرق‬ ‫حال كل‬ ‫» وهنذا‬ ‫لمذهبها‬

‫زل لسانها في تصنيف وذكر فرق العصر لتضع نفسها مع الفلاسفة والباطنية اللتين لم تذكرا في‬
‫سياق الكلام ؛ ففي رسالة ‏‪ ١‬تداعي الحيوانات » لهم ‪ ( :‬وفي أهل الإسلام خارجي وناصبي‬
‫ورافضي ومرجىء وقدري وجهمي ومعتزلي وأشعري وشيعي وسني وغير هلؤلاء من المشبهة‬
‫والملحدين والمشككة‪. 9!) . . .‬‬
‫ولكن العجيب أن نسمع بهلذه التهمة التي تنسب الإمام للإعجاب ب إخوان الصفا ‪4‬ثم‬
‫نرى الإمام الغزالي علئ نقيض ذلك تماماً ؛ قال في ‏‪ ١‬المنقذ » ‪:‬‬

‫لهامهم من الحكم‬
‫( فإن من نظر في كتبهم كإخوان الصفا وغيره © فرأئ ماب مكزجو‬
‫إلى‬ ‫فيسارع‬ ‫ُُ‬ ‫فيها‬ ‫اعتقاده‬ ‫وحسن‬ ‫وقبلها‬ ‫استحسنها‬ ‫ربما‬ ‫‪.‬‬ ‫الصوفية‪.‬‬ ‫والكلمات‬ ‫النبوية‬

‫إلى‬ ‫استدراج‬ ‫نوع‬ ‫وذلك‬ ‫؛‬ ‫واستحسئة‬ ‫رأه‬ ‫مما‬ ‫ظنه‬ ‫لحسن‬ ‫به‬ ‫الممزوج‬ ‫باطلهم‬ ‫قبول‬

‫‪.‬‬ ‫الباطل )"‬

‫أما ابن سينا وتأثر الإمام به وإعجابه بفلسفته ‪ . .‬فكيف يكون ذلك والإمام يصرّح بكفره في‬

‫() رسالة « تداعي الحيوانات » (ص ‪4‬؛؟ ) ‪.‬‬


‫() المنقذ من الضلال ( ص ‪ » ) 48‬وانظر « الإمتاع والمؤانسة » (ص ؟؟؟ ) ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫تكفيرهم وتكفير شيعتهم من المتفلسفة‬ ‫القلاسفة ‪( :‬فوجب‬ ‫قال عن‬ ‫حين‬ ‫«المنقذ»‬

‫ارابي وأمثالهما )"'' ؟!‬


‫قينا‬
‫الإسلاميين ؛وكاابنل س‬

‫وغالب ما فى « التهافت » إنما هو رد عليه وعلئ أمثاله ؟‬

‫يالاً‬
‫وإن كنا نحسن الظن بأن ابسنينا والقارابي قتدابا مأنخر حياتهما ؛ أوت أأنولهم‬
‫فيما جنحا إليه » ولا سيما وابن رشد يرىّ أن الغزالي رجع عن تكفيرهما في ‏‪ ١‬فيصل التفرقة »‬
‫رجوعاً خفياً ‪.‬‬

‫رحمهم الله إلا بقوم متعبدين سليمة قلوبهم » قد ركنوا إلى‬ ‫عة ‏‬
‫الاء‬
‫جبهمهلؤ‬
‫امال أش‬
‫( ف‬
‫الهوينا ‪ +‬فرأوا فارساً عظيماً من المسلمين قد رأى عدواً عظيماً لأهل الإسلام ‏‪ ٠‬فحمل‬
‫» وما زال في غمرتهم حتئ فلّ شوكتهم وكسرهم © وفرق‬ ‫فسوفيفهم‬
‫صنغم‬
‫عليهم » وا‬
‫جموعهم شُذَرَ بذر » وفلق هام كثير منهم » فأصابه يسير من دمائهم ‪ +‬وعاد سالماً ‪ +‬فرأوه‬
‫وهو يغسل الدم عنه ؛ ثم دخل معهم في صلاتهم وعبادتهم ؛ فتوهموا أيضاً أثر الدم عليه‬
‫فأنكروا عليه ‪.‬‬

‫وثمة شبهات أخرئ حول هنذه الشخصية الفذة وهئذا شأن العظماء ؛ والإحاطة بها تلج‬
‫بن إلى إسهاب يضيق عنه هنذا التصدير » ولا ببأسالإلماع اليسير ‪:‬‬
‫» وسنرى له أسلوباً فى « الاقتصاد » عند الحديث عنه ؛‬ ‫بهيفىة”"‬
‫عيهر لحن‬
‫ل عل‬
‫اقدوا‬
‫انت‬
‫‪:‬‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫رواية ليطول الحديث‬ ‫بإمام في العربية ولا صاحب‬ ‫الشيخ‬ ‫رئيس‬

‫أنه لا شيخ له في الفلسفة ‪.‬‬ ‫*) المنقذ من الضلال ( ص ‪ » ) 44‬والغزالي يصرح ‪ -‬كما سبق‬
‫الشافعية الكبرى ( ‪. ) 63/491‬‬ ‫‪ )*:‬طبقات‬
‫‏‪ » ) ١18/78‬طبقات الشافعية الكبرىّ ( ‪. ) 6/111‬‬
‫*) تاريخ الإسلام (‬

‫رضن‬
‫وانتقدوا عليه صوفيته كما رأينا في كلام الطرطوشي حين نسبه لرموز الحلاج ‪ 6‬وهئذه‬
‫شبهة داحضة » ول منقذه » و« إحياؤه » برهان ذلك ‪ +‬ولكن سرت هنذه الشبهة من عقد باب‬
‫‪.‬‬ ‫م'"‬
‫معضاكتب‬
‫إب‬‫ل في‬
‫اوفية‬
‫خاص لبيان وتفسير رموز الص‬
‫ألف الأستاذ الشيخ حسن‬ ‫قد‬
‫لن »‬
‫و كا‬
‫وانتقدوا عليه قوله ‪ « :‬ليس بالإمكان أبدع مما‬
‫الفيومي كتاباً سماه ‪ :‬‏‪١‬ما للغزالي وما عليه » رداً على هنذه الشبهة » وجهوِمْعٌ في غاية‬
‫النفاسة ‪.‬‬
‫وانتقدوا عليه طعنه في الإمام أبي حنيفة كما ورد عنه في « المنخول ‏‪ » ١‬وكتبُةُ المتأخرة‬
‫علوم الدين ) ‪.‬‬ ‫ي «اء‬
‫حيما‬
‫إ س‬
‫تذهب بهنذه الشبهة أدراج الرياح ‪ +‬ولا‬
‫وانتقدوا عليه عزلته المشهورة ورحلته في التشكيك ؛ وغاب عنهم أنها كانت أعظم رحلة‬
‫إيمانية دونها الإمام في سيرته الفكرية الذاتية « المنقذ » ‪.‬‬
‫إلئ غير ذلك من الأوهام العابثة والمزايدات الفارغة التي تنم عن عدم الإحاطة الشاملة‬
‫لحياة الإمام رحمه اللتهعالئ ‪.‬‬

‫‪#*#‬‬ ‫|»‬

‫(‪ )١‬ككتاب « مشكاة الأنوار ومصفاة الأسرار‪. » ‎‬‬

‫م‪9‬‬
‫مؤُلِوا لام لعزا بي‬
‫قال الإمام النووي رحمه الله ‪( :‬أحصيت كتب الغزالي رحمه الله تعالى التي صنفها‬
‫‪ .‬فخصت كل يوم أركبعراريس ؛ وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء )!'؟ ‪.‬‬ ‫رلىئه‪.‬‬
‫م ع‬
‫عزعت‬
‫وو‬
‫فليس ثمة فن أو علم من كبريات العلوم إلا وللإمام تأليف أصيل فيه يعذُّ مرجعاً في بابه ‪.‬‬
‫وفيب‬
‫واليت »بتصني‬
‫ف ‏‪١‬ات الغز‬
‫لتابه‬
‫ؤي ك‬
‫ولقد أحسن الأاستالذرعبحدملن بدومي ف‬
‫وترتيب ودراسة مؤلفات هنذا الإمام العظيم » ولا تعنئ في ترجمته هنا إلا بذكر اليسير منها‬
‫وهي قرابة الأربع مئة مؤلف ؛ فمنها ‪:‬‬

‫دائرة معارف فيعلوم شتئ ؛ على‬ ‫وينه»و‬


‫كتابه الجامع العظيم «إحياء علوم الد‬
‫رأسها علم العقيدة ؛ ومن جملتها علوم الفقه والأخلاق ‪.‬‬
‫وفي الفقه ‪ ( :‬البسيط ‪ 4‬و‪ 3‬الوسيط » و« الوجيز » و« الخلاصة » ‪.‬‬
‫وفي أصول الفقه ‪ :‬‏‪ ١‬المستصفئ » و‪١‬‏ المنخول ؟‪. ..‬‬
‫‪-‬ا ولفيعقيدة ‪ :‬‏‪ ١‬الرسالة القدسية » أو ‏‪ ١‬قواعد العقائد » و‪١‬‏ الاقتصاد »‬
‫» و« تهافت الفلاسفة » و‪١‬‏ مقاصد الفلاسفة »‪. . .‬‬ ‫و« المستظهري‬
‫وفي علوم القرآن ‪ « :‬جواهر القرآن » و« الذهب الإبريز » و‪١‬‏ المقصد الأسنئ ‪. . . 4‬‬
‫‪ -‬وفي الأخلاق والتربية ‪ « :‬منهاج العابدين ‪ 4‬و« رسالة أيها الولد » و« رسالة بداية‬
‫الهداية » و‪١‬‏ مدخل السلوك »‪. . .‬‬
‫وفي المعرفة ‪ « :‬مشكاة الأنوار » و‪١‬‏ معارج القدس ‪. . .+‬‬
‫‪ -‬وله سيرة ذاتية عن حياته الفكرية دونها في « المنقذ من الضلال » ‪.‬‬
‫وهو كغيره من العلماء الذين دس عليهم بعض الكتب والمؤلفات كما بين ذلك الأستاذ‬
‫بدوي في ‏‪ «١‬مؤلفات الغزالي » ؛ وانظر كذلك ‏‪ ١‬إتحاف السادة المتقين » ‏(‪. ) 41/1١‬‬

‫*‬ ‫|»‬ ‫|*‬

‫‏‪. ) ١17‬‬ ‫( ص‬ ‫لنعارفين‬


‫اتا‬
‫بس‬ ‫‪010‬‬

‫‪4‬‬
‫كاب «الرصارٍ ا رعيمَار »‬

‫عخضها بعضاً كما‬


‫كُاتبلُغزالي رحمه الله تعالئ تمثّلٌ وحدة فكرية متناسقة » لابيس‬
‫هم بعضهم » ولكن المراحل التي مرّت بها حياة الإمام كانت سبباً في صبغ شيءٍ منها بألوان‬
‫مرحلة التي كُنبت فيها » متمثلةٌ في رؤية الحقيقة من جانب آخر وكل الجوانب حق ؛‬
‫إحالاثُ الإمام في كتب ألّفها في أخريات حياته علئ كتبه القديمة التي ألفاهالسقبلياحة‪. .‬‬
‫كبر ما يدلّل علئ ذلك ‪.‬‬

‫تئ كانت كتابة ‏‪ ١‬الاقتصاد » ؟‬

‫»‬ ‫‏‪ ١‬التهافت‬ ‫؛ ففى‬ ‫وعزلته المشهورة‬ ‫سياحته‬ ‫» وقبل‬ ‫‪ 3‬التهافت‬ ‫كتابه‬ ‫بعد‬ ‫كانت‬ ‫بلا شك‬

‫وحن‬
‫ك صر‬
‫ب وإن‬
‫عد بتأليفٍ يثبت مذهب أهل الحق بعد أن هدم مذهب أهل الباطل ؛ وهو‬
‫لذا الكتاب ‏‪ ١‬قواعد العقائد »‪ . .‬فهلذا لا يضر ؛ لما بين « الاقتصاد » و‪١‬‏ قواعد العقائد »‬
‫ن الصلة القوية ‪.‬‬
‫‪ .‬فلأنه يعول ويحيل عليه في كتب هنذه المرحلة ؛ ك‪«١‬‏ الإحياء »‬ ‫احة‪.‬‬
‫سهيقبل‬
‫االكون‬
‫وأم‬
‫‪.‬‬ ‫عين‬
‫ب من‬
‫ريباً‬
‫لادأ» قر‬
‫اقتص‬
‫‏‪١‬الأربعين » » فكان سِنُ الإمام عند تأليف « الا‬

‫» ‪:‬‬ ‫اق ‏‪١‬تصاد‬


‫لتاب‬
‫قواعد العقائد »اوك‬

‫» أوال‏‪١‬رسالة القدسية » في‬ ‫قعدائد‬


‫ارحل «عقوا‬
‫لانبالغ إقنلنا ‪ :‬قام الإمام الغزالي بش‬
‫تاابهلا‏‪١‬قتصاد »و»لكن كيف و« قواعد العقائد » لم تكتب بعدٌ ؟‬
‫» ‪:‬‬ ‫« الاقتصاد‬ ‫الإمام الغزالي وهو يعرّفنا بقدّر ورتبة‬ ‫إلى‬ ‫لنستمع‬

‫‪ .‬فقد‬ ‫أدلة العقيدة‪.‬‬ ‫وهى معرفة‬ ‫‪ :‬بعد معرفة العقيدة ‏‬ ‫الرتبتين ‪ -‬أي‬ ‫( أما الرتبة الأولئ من‬

‫ردعناها « الرسالة القدسية ‏‪ ١‬فى قدر عشرين ورقة ؛ وهى أحد فصول كتاب ‏‪ ١‬قواعد‬
‫‏‪ ١‬إحياء علوم الدين ‪. 1‬‬ ‫عقائد » من كتاب‬
‫والإشكالات‪ . .‬فقأدودعناها‬ ‫ئلة‬
‫سراد‬
‫اقلفىأ إي‬
‫وأما أدلتها مع زيادة تحقيق وزيادة تأن‬
‫يحوي لباب‬ ‫كتاب « الاقتصاد في الاعتقاد » في مقدار مئة ورقة » وهو كتاب مفرد برأسه ‏‬

‫علم المتكلمين » ولكنه أبلغ في التحقيق » وأقرب إلى قرع أبواب المعرفة من الكلام الرسمي‬
‫المتكلمين‪. "'!) . . .‬‬ ‫الذي يصادف في كتب‬

‫لقد كانت « قواعد العقائد » حاضرة في ذهن الإمام عند تأليف ‏‪ ١‬الاقتصاد ‪ © +‬ثم إنه‬
‫دونها لتكون قريبة من أيدي العامة في رحلته إلى القدس ‪.‬‬

‫ويتأكد هنذا المعنئ حين نرى الكمال بن أبي الشريف في ‏‪ ١‬المسامرة في شرح المسايرة ؟‬
‫يكثر النقل عن ‏‪ ١‬الاقتصاد » وهو بلا ريب كان بين يديه عند تأليف ‏‪ ١‬المسامرة ؟ يمشى معه‬
‫باباً باباً ‏‪ ٠‬و‪ 1‬المسايرة » لابن الهمام سماها كذلك لمسايرتها لكتاب ‏‪ ١‬قواعد العقائد » كما‬
‫يعلم ‪.‬‬

‫مكانة ‏‪ ١‬الاقتصاد » بين كتب علم الكلام ‪:‬‬

‫« الاقتصاد » كما قال عنه مؤلفه ‪ ( :‬يحوي لباب علم المتكلمين ) ‪ +‬راعئ أن يكون‬
‫وسطاً بين الخلل والملل ‏‪ ١‬عرض فيه أدلة أهل الحق علئ طريقة المتكلمين ؛ فهو إِذنْ للطبقة‬
‫التي هي فوق طبقة ‪ 3‬الرسالة القدسية » ؛ ومتمّماً ل‪١‬‏ تهافت الفلاسفة » كما قرر هو ذلك ‪.‬‬
‫ولكن‪ . .‬ما معنئ قول الإمام ابن السبكي رحمه الله تعالئ ‪ ( :‬وأنا لم أرَّ له مصنفاً في‬
‫الذين بعد شدة الفحص إلا أن يكون « قواعد العقائد » و‪١‬‏ عقائد صغْرئْ » » وأما كتاب‬ ‫أصول‬

‫مستقل علئ قاعدة المتكلمين ‪ . .‬فلم أره )!" ؟!‬


‫فهل كان ( الاقتصاد » علئ طريقة الفقهاء ؟ أو كان ‏‪ ١‬المستصفئ » علئ غير طريقة‬
‫نمتكلمين ؟ لعله أراد الأصول العامة لعلم الكلام ؛ ولكنه ذكر « قوائد العقائد » أنها علئى‬
‫‪ +‬فما معنئ ( قاعدة المتكلمين ) عند ابن السبكى رحمه الله تعالى ؟‬ ‫عريقة المتكلمين‬

‫والمتوسم لطريقة أهل الكلام يعلم أنهم يجتمعون على تطبيق علم المنطق والنظرة الشاملة‬

‫‪. ) 46‬‬ ‫الأربعين في أصول الدين (اص‬ ‫‪0‬‬


‫'*) طبقات الشافعية الكبرى ( ‪. ) 1/741‬‬

‫‪١‬‬
‫رعه وتقسيمه وإيراد شيء من‬ ‫به م‬
‫سريع‬
‫وشرح القواعد بعيداً عن جزئياتها » ثم تفصيل ذلك وتف‬
‫ادعتماد على المثال » فتأصيل الأصول والقواعد بالأدلة‬ ‫الأمثلة لزيادة توضيحه » لاالمجر‬
‫العقلية المجردة » يمكن تطبيقها في أي من العلوم ‪.‬‬

‫ترئ إِنْ نظرنا في « الاقتصاد » و‪١‬‏المستصفئ » و‪١‬‏ التهافت »‪ ..‬ألم يكن الغزالي‬

‫هو بلا شك كذلك ؛ بل هو رأس أهل الكلام بعد وفاة شيخه الجويني ؛ ثم هو الذي قال‬
‫في كثير من كتبه عن كتبه أنها علئ رسم المتكلمين » كمقدمته ل‪١‬‏ الاقتصاد » ومقدمة كل من‬
‫‏‪ ١‬المستصفئ » وه التهافت ‪ © 4‬وهلذا حسبنا وكفيا!' ‪.‬‬
‫هلذه‬ ‫ودور‬ ‫؛‬ ‫المطلقة‬ ‫والسعادة‬ ‫الحقيقة‬ ‫عن‬ ‫فيها‬ ‫بحث‬ ‫سلسلة‬ ‫من‬ ‫» حلقة‬ ‫و‪«١‬‏ الاقتصاد‬

‫الحلقة فى تثبيت الاعتقاد » أما المعرفة‪ . .‬ففى حلقات أخر ؛ قال الغزالى رحمه الله ‪:‬‬
‫يسيراً مبثوثاً في‬ ‫راً‬
‫اها‬
‫قتد من‬
‫(فإن أردت أن تستنشق شيئاً من روائح المعرفة‪ . .‬صمادف‬
‫كتاب ‏‪ ١‬الصبر » و« الشكر » وكتاب « المحبة وباب التوحيد » من أول كتاب « التوكل » ؛‬
‫وجملةٌ ذلك منا كلتاإبح«ياء » وتصادف منها قدراً صالحاً يعرفك كيفية قرع باب المعرفة‬
‫في كتاب « المقصد الأسنئ في شرح معاني أسماء الله الحسنئ » لا سيما في الأسماء المشتقة‬
‫مانلأفعال )!"" ‪.‬‬

‫أسلوب المؤلف في ‏‪ ١‬الاقتصاد » ‪:‬‬


‫مشى المؤلف رحمه الله تعالئ ‏ كما أشير ‏ علئ طريقة المتكلمين » وهنذا أمرمرلااء‬
‫المسائل والعودة بها إلى الدليل العقلي‬ ‫أمصفييل‬
‫تقته‬
‫فيه ؛ المتكلمين الذين عرفت طري‬
‫المشترك عند جميع الخلق » لينتهي الأمر إلى مقدمة بدهية لا يختلف عليها ويلزم من‬
‫‪.‬‬ ‫فسطة‬
‫سعناد‬
‫اهال ال‬
‫ولفت‬
‫مخا‬

‫‏(‪ )١‬ومع هنذا فقد ذهب العلامة ابخنلدون إلئ أن الغزالي أول من كتب في طريقة الكلام على ما يسمئ بطريقة‬
‫المتأخرين ‪ +‬وهنذا لا ينفي قطعاً كون الغزالي من المتكلمين ‪ .‬انظر « تاريخ ابن خلدون ‪. ) 048/1( 6‬‬
‫() الأربعين في أصول الدين ( ص ‪ ) 40‬فلا عتب على الإمام الغزالي أن لم يبحث من المشاكل الروحية كما اتهمه‬
‫» ف« الاقتصاد » له غاية ؛ وغيره من كتبه له غاية أخرى ‪.‬‬ ‫حدثين‬
‫الكلمبعض‬
‫بذ‬

‫‪"0‬‬
‫الاستدلال في أول‬ ‫الك‬
‫معسخطة‬
‫ذي ألزامل بإهمام الغزالي نفسه ؛ إذلوض‬
‫اذال هو‬
‫وهن‬
‫كتابه لا تعدو ثلاثة مناهج”'" ؛ لم يخرج عن واحد منها وعن مداركها في ورقات الكتاب ؛‬
‫؛ ودليل مكْنَةٍ علمية فذَةٍ قل نظيرها ‪.‬‬ ‫يّن‬
‫لأنهليس‬
‫وهبنذاا ش‬
‫ثم إنه كتب ‏‪ ١‬الاقتصاد » بلغة العلم بعيداً عن إثارة الخطابة وزركشات الاستعارات ؛ إنه‬
‫في صدد بحث علمي لا مجال لأدنئ لبس فيه ؛ فكل كلمة لها مدلولها ضمن ترتيب بديع ؛‬
‫؛ وكل هنذا لا يمنع من وجود لمسات أدبية‬ ‫عجةقل‬
‫ل بح‬
‫اقل‬
‫تضع العاطفة جانباً وتقارع الع‬
‫عابرة » ولمعات تستريح عندها النفس » ولعلك ترى في الكتاب مثل قوله وهو يتحدث عن‬
‫الحسبة بعد أن اعترض الخصم علئ بعض صورها أنها حسبة باردة ‪( :‬وقولكم ‪ :‬إنهلذه‬
‫حسبة باردة شنيعة‪ . .‬فليس الكلام في أنها حارة أو باردة » مستلذة أو مستشنعة ؛ بل الكلام‬
‫في أنها حت أو باطل ‪ +‬وكم من حق مستبرد مستثقل ‪ +‬وكم من باطل مستحلئ مستعذب ؛‬
‫نٌيع )!" ‪.‬‬
‫للش غير‬
‫اباط‬
‫ذيذ » وال‬
‫فلاحيللغيرٌ‬
‫‪:‬‬ ‫التساؤلات والتحريحات‬

‫» ‏»‪ ٠‬كلما قرر المؤلف دعواه وأيّدها بالدليل ‪ . .‬عاد إليها‬ ‫قمةتفيص«اد‬
‫ا عا‬
‫اذهل سمة‬
‫وهل‬
‫بتحريجات غالبها علئ لسان الخصوم ؛ بأسلوب ( فإن قيل‪ . .‬قلنوان)حوه ؛ وهو يقرر‬
‫» بعد أن قررها بكل أمانة‬ ‫شبههم وحججهم بأحسن بيان » ثم بكر عليها باللقض والتمحيص‬
‫‪.‬‬ ‫داا"اهة‬

‫وهلذه ردود‬ ‫الدعوى‬ ‫؛ منها ما هو مصادم لأصل‬ ‫التحريجات‬ ‫القارىء نوعين من‬ ‫ويرى‬

‫إنشائه هو ؛ وهلذه تتمة لدعواه‬ ‫وبيان قد تكون من‬ ‫» ومنها ما هو استفسار‬ ‫عليها‬ ‫لخصم‬

‫فَصَّرَ صياغتها بهئذا الأسلوب لجوارها من أختها ‪.‬‬


‫وسيرى القارىء كذلك العديد من التنّلات التي يقدمها الغزالي لخصومه والتي لا تضرٌ‬
‫في أصل الدليل الذي قرره ؛ ليجد الخصم نفسه مضطراً للقول بالأصل ملزوماً بالدعوئ ‪.‬‬

‫وذلك في التمهيد الرابع من كتابنا هئذا في بيان مناهج الأدلة التي استنهجها فيه ‪.‬‬
‫انظر اص ‪. ) 787‬‬ ‫*‬

‫‪13‬‬
‫مراعاة‬ ‫تنصريح بها ؛ وذلك‬
‫ومن جملة هلذه التنزلات ما يصاغ في كلام المؤلف دو‬
‫لحجم ‏‪١‬الاقتصاد » وتحقيق مقصده منه » وهي في الحقيقة ليست من أصول الشرع‬
‫الخالصة ؛ كتقسيمه العالم إلئ جوهر وعرض لاثالث لهما » بينما نرى الغزالي خارج‬
‫« الاقتصاد » يقول بوجود المجردات عن الجوهر والعرض وعن الزمان والمكان ؛ كالروح‬
‫والملائكة مثلاً » فلا تصادم إذن بين الأمرين ‏ بل هو مراعاة للمقاصد والغايات ‪.‬‬
‫ومنها وهو يتحدث عن تقرير مسألة خالف فيها ما دونه في « التهافت » ‪ ( :‬وذلك إلزام‬
‫لايوافق مانعتقده ؛ فإن ذلك الكتاب مصنف لإبطال مذهبهم » لالإثبات المذهب‬
‫الحق )')‬
‫وقد تمتع الإمام ‪ -‬إضافة إلى رشاقة عبارته التي هي سمة في كتبه ‏ بلطافة العبارة والتزام‬
‫أدب الحوار إلئ أبعد حد » ترئ هلذا في تلمّسٍ المعاذير لخصمه ؛ ولأسلوب عرض‬
‫اعتراضات المخالفين » فالغزالي في ‏‪ ١‬الاقتصاد » بعيدٌ شيئاً ما عن غزالي « التهافت » في‬
‫ذلك » والإمام يعلم أن السباب والشتم ليس من العلم في شيء ؛ ولعلك تقع في بعض‬
‫أجوبته علئ قوله ‪ ( :‬هنذا هوس ) ولو وجد الإمام ألطف منها ‪ . .‬لأوردها ؛ وأنت حين تقرؤها‬
‫في سياقها ستراها أهون كلمة تقال في هنذا المقام » غير أن الغزالي يغضب غضبة مضرية‬
‫ايظرة من‬
‫لكفيتاب كله » ويأمر العقلاء بالإعراض عن مناظرة مغضبه » وذملكن ف‬
‫وااحدة‬
‫قاءو‪+‬ل‬
‫يابتد‬
‫قال ‪ :‬الثواب إذا كان باستحقاق‪ . .‬كان ألذ وأرفع من أن يكون بالامتنان وال‬
‫الإمام ‪ ( :‬والجواب ‪ :‬أن الاستعاذة بالله تعالئ من عقل ينتهي إلى التكبر على الله عز وجل‪ . .‬‏‪٠‬‬
‫أولئ من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم » ‪ . . .‬كيف يعد من العقلاء من يخطر بباله مثل ‪.‬‬
‫هذه الوساوس ‪ . . .‬فنعوذ بالله من الانخلاع عن غريزة العقل بالكلية ؛ فإن هنذا الكلام من‬
‫ذلك النمط ؛ فينبغي أن يسترزق الله تعالئ عقلاً لصاحبه » ولا يشتغل بمناظرته )!"' ‪.‬‬
‫ولعمري ؛ هنذا أقل ما يقال في مثل هنذا المتمرد العتيد » ذاك الذي يرى المقاضّة بينه‬
‫وبين رب العزَّة جل وعلا ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪7‬ص‪47‎‬‬
‫) (ا‬
‫(‪ )١‬انظر‬
‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫‪9‬؟‪‎‬‬ ‫انظر (ص‬ ‫‪)7‬‬

‫‪31‬‬
‫تحرير الألفاظ وبيان المدلولات ‪:‬‬

‫وهنذه أيضاً من سمات ‏‪ ١‬الاقتصاد » ؛ فتارة تراه يعقد فصلاً في بيان المرادات من الألفاظ‬
‫قبل ولوج البحث » وتارة يلتمس المعاذير للخصم في تحميل الكلمة معن لا ترضاه اللغة‬
‫ويأباء الشرع ولا يمنعه العقل » فينبهه لذلك » ويحاول تقريب القول من بعضه » وجعل‬
‫الخلاف في حيز اللفظ فقط » وهو يحرص كل الحرص على لم الشمل » وأكثر ما تراه يجدُ‬
‫في ذلك في بحث تكفير الفرق ؛ لما في ذلك من الخطر الشديد ‪.‬‬

‫والحق أن الغزالي كان مطبوعاً بالتماس الأعذار للخصوم ولغيرهم ‏ وكان من أهم‬
‫ما يتكىء عليه في ذلك هنذا البحث بالذات ‪ +‬إذ يقرر بحبوحة المباني علئ ضيقها لتلقي‬
‫خضم المعاني » نجد هنذا بجلاء في « مشكاة الأنوار ومصفاة الأسرار » الذي دافع فيه عن‬
‫بعض الرموز والمصطلحات لكثير من أرباب الأحوال » وكذلك فعل في فصل من‬
‫« المنقذ ‪ » 8‬فلا عجب من تتابع ذلك في « الاقتصاد » ‪.‬‬

‫لم كان ‏‪ ١‬الاقتصاد » ولمن كتبه ؟‬


‫(الفلاسفة ؛ الامعلتزبلةا ؛طنية » الحشوية والمشبهة ) هنذه هي أبرز الفرق التي تمككنت‬
‫في عصر الإمام الغزالي كما رأينا في لوحة عصره الفكرية ‪.‬‬

‫قل‬
‫لهمععجز‬
‫اً ل‬
‫لقد وجه الغزالي « التهافت » للفلاسفة وللذين يمجدون طريقهم » مبينا‬
‫وقصر باعه في البحث عن الحكمة والحقيقة » وأرشدهم إلئ أن علم الكلام هو أكمل آله من‬
‫الفلسفة إذ ضم للعقل دلائل أخر ؛ كالمتواتر وما ثبت به » من القرآن وصحيح السنة ‪ +‬وأنه‬
‫لا يمكن للبشر أن يهتدوا بغير نور الوحي ‪.‬‬
‫أما ‏‪ ١‬المستظهري »‪ . .‬فكان رسالة إلى الباطنية والزندقة التي بدأت أفكارها تعيث في‬
‫الأرض الفساد ؛ إيماناً منه أنه لا يمكن التعايش مع قوم يخفون عقيدتهم ؛ ومع دين هو دين‬
‫الخاصة وآخر هو دين العامة » فاكالنم ‏‪١‬ستظهريٌ » تهافتَ الباطنية ‪.‬‬

‫ول‪١‬‏ الاقتصاد » شأنٌ آخرٌ تماماً ؛ فهبويان عقيدة أهل السنة والجماعة مدللاً عليها بالأدلة‬
‫فحة‬
‫ص في‬
‫للياً‬
‫عدٌتشهزلة والحشوية » نرئ هنذاا ج‬
‫ا يلعتنيم بر‬
‫القطعية البرهانية » ولكننا نراه‬
‫م‬
‫الأولئى من الكتاب » وفي المقدمة » وفي غالب التحريجات وإلىئ نهاية الكتاب ؛ ولم يكن‬
‫إلا به ؛‬ ‫الاسترشاد‬ ‫؛ ويأبى‬ ‫يحمّلُ العقلّ ما لا يستطيع‬ ‫مع من‬ ‫» بل‬ ‫كمعتزلة‬ ‫للمعتزلة‬ ‫حواره‬

‫ناسياً أن للعقل حدوداً » وما وراء تيك الحدود لا تَرَى إلا بنور الوحي وحكمة الرسول ؛ أما‬
‫؛‬ ‫والتقديس‬ ‫التنزيه‬ ‫؛ كأبحاث‬ ‫أبرز مسائلهم‬ ‫في‬ ‫معهم‬ ‫حواره‬ ‫‪ .‬فكان‬ ‫الظاهر‪.‬‬ ‫وأهل‬ ‫الحشوية‬

‫ولم يلتفت لهم كثيراً كعادة المتكلمين الذين يرون الحشوية وأذيالهم يشككون في نعمة العقل‬
‫وميزانه وأنه مناط التكليف » فكيف السبيل إليهم ؟!‬

‫لقد وضح الإمام في التمهيد الثالث من هنذا الكتاب لمن وجّه « الاقتصاد » ؛ فلا حاجة‬
‫لتكرار ذلك ؛ ولكن لا بأس بالإشادة بموقف الإمام من علم الكلام عامة لنرئ قدره عنده حين‬
‫‪:‬‬ ‫هايد‬
‫م هنذ‬
‫تاية‬
‫ل نه‬
‫ا فى‬
‫قال‬

‫» والفقه فرع عنه ؛ فإنها‬ ‫أنه الأصل‬ ‫الكلام من‬ ‫( ولا يغرنّك ما يهوّل به من يعظم صناعة‬

‫كلمة حق ‪ +‬ولكنها غير نافعة في هنذا المقام » فإن الأصل هو الاعتقاد الصحيح والتصديق‬
‫‪.‬‬ ‫الجزم » وذلك حاصل بالتقليد » والحاجة إلى البرهان ودقائق الجدل نادرة‪) . . .‬ل‬

‫فلم يكن الإمام المتكلم النظار الذي يحاول جعل ما لديه هو كل شيء وأصل كل شيء ؛‬
‫وكل أهل العلوم الباقية عالة عليه ليكبر بذلك ؛ بل الغزالي هو الإمام المتكلم والفقيه المتضلع‬
‫والأصولي البارع ‪ +‬وعلم الكلام واحد من دائرة المعارف الغزالية ‪.‬‬

‫هل قصَّر الإمام بشواهد الكتاب والسنة ؟‬


‫إأندركنا دور « الاقتصاد » والداعية لتأليفه » ومكانه ولمن وّجة‪ . .‬علمنا أن هنذا السؤال‬
‫لا يَرَدٌ أصلاً ‪.‬‬
‫كل الطوائف الإسلامية تلجأ إلى القرآن وتستدل به ؛ ولكن‪ . .‬بفهم مَنْ ؟ الكل يفسر‬
‫ااملي‬
‫ز أم‬
‫غ ليس‬
‫ل ؟‬
‫اشكال‬
‫الإ‬ ‫ذنا‬
‫ن م‬
‫هلاص‬
‫للخ‬ ‫سوبيل‬
‫ايفل ه‬
‫القرآن بفهمه ومنطقه ؛ فك‬
‫وإخوانه من متكلمي أهل السنة إلا الالتجاء إلئى ميزان هنذا الفهم ‪ +‬وإلئ بدهيات العقل‬
‫لقاض‬ ‫حياكم‬
‫ومسلماته ؛ فليست المسألة إذن هي القفز فوق أدلة الكتاب والسنة » بلت ه‬

‫(‪ )١‬انظر (اص ‪ » ) 41‬ويؤكد هلذا المعنئ في « الكشف والتبيين في غرور الخلق أجمعين » (ص؟؟‪. ) ‎‬‬

‫‪31‬‬
‫لا يُختلف عليه ولو كان حوارنا مع الفلاسفة والزنادقة فضلاً عن فرق المسلمين ‪.‬‬
‫من هنا كانت الداعية لهنذا المسلك الاستدلالي الذي رامه المؤلف رحمه الله تعالئ في‬
‫‏‪١‬الاقتصاد » و‪١‬‏ التهافت » ؛ لو لم يفعل ذلك وولج ما أباه عليه الخصم ‪ . .‬لوقع الغزالي من‬
‫بالفشل‬ ‫» وغيره‬ ‫‏‪ ١‬الاقتصاد‬ ‫ولباء‬ ‫ُ‬ ‫طائل‬ ‫دون‬ ‫والجمود‬ ‫التأويل‬ ‫معركة‬ ‫في‬ ‫خصومه‬ ‫قبل‬

‫الذريع ؛ فهل كان التحاكم لما لا نختلف عليه تعسفاً ؟!‬

‫هلالكاغنزالي أشعرياً في ‏‪ ١‬الاقتصاد » ؟‬


‫وليس الغرض تصنيفٌ الإمام تحت فرقة من فرق عصره » وكل الفرق يدعي أنه على الحق‬
‫وغيره على الباطل ؛ ولكن الحديث عن الغزالي الحرٌ العظيم الذي كان لا يرى الحق حكراً‬
‫علئ أحد » وأن فرقة لا تخلو من كلمة حقى مهما غلت ؛ فكان شديد الحرص على النَضَفٌ ؛‬
‫لرؤاه » لا تسكره الأسماء الكبيرة » ولا يعوّل إلا على ما يمليه‬ ‫تنصار‬
‫ن ع‬
‫لاايكون‬
‫ا م‬
‫أبعد‬
‫سان الحق وهو يراقب الله ‪.‬‬
‫وانتسابه إلى المدرسة الأشعرية أمر حتم ؛ ذكر ذلك غالب المترجمين ؛ وعلئ رأسهم‬
‫تحافظ ابن عساكر في ( تبيين كذب المفتري » ‪ +‬وأكد ذلك الحافظ المؤرخ اليافعي في ‏‪ ١‬مرأة‬
‫» ‪.‬‬ ‫جنان‬

‫وما الشيء الذي فعله الإمام أباولحسن الأشعري رحمه الله تعالئ لينتسب أهل السنة‬
‫ليه ؟ ما زاد رحمه الله عن أن قام إلى عقيدة أهل السنة والجماعة فصاغها بأسلوب يتناسب مع‬
‫الأخرئ‬ ‫لينف منرق‬
‫ابتدع‬
‫بل أفكار الم‬
‫ا بل‬
‫قل »‬
‫لطوارىء الجديدة ؛ لميغير فيها ولم يبد‬
‫‪-‬قوال أهل السنة وإن لم تكن ناطقة بها بعد علئ سبيل التفصيل ؛ فقالت المعتزلة بنفي‬
‫نصفات فأئبتها ‏ وبخلق أفعال العباد للعباد فأثبت أنها من خلق الله تعالئ ‏ وهنكذا‬
‫دواليك © فهل كان هنذا بدعاً من القول ؟ أوَلا يحت لنا أن نعتب على الإمام الأشعري الذي‬
‫اناء الله هلذه المقدرة العجيبة في الذب عن حياض السنة إن هو لم يفعل ما فعل ؟!‪9‬‬

‫إن الغزالي أشعري علئ هذه الطريقة ليس إلا » طريقة المتكلمين من الأشاعرة‬

‫بالأمس ؛ في عصر يحارب فيه الإسلام تحت راية القرآن والسنة ‪.‬‬ ‫شعري‬
‫أمها‬
‫اليل يو‬
‫كزا‬
‫') والغ‬

‫ا‬
‫والماتريدية عموماً وإن غلبت عليه المسحة الأشعرية ؛ ومع هنذا كله ؛ ومع ترسٌّمه لطريق‬
‫شيخه الجويني مبدع « الشامل » و‪١‬‏ الإرشاد ‪ 4‬و« اللمع » و« النظامية »‪ . .‬نرى الإمام الغزالي‬

‫يخرج عن السرب لا لحب الشهرة الذي هو اليوم بلاء العصر » بل لأن الحق شرعة للجميع ؛‬
‫واقرأ له إن شئت ‏ في ‏‪ ١‬الاقتصاد » ‪:‬‬

‫( فأورد علئ فهم العامي المعتزلي مسألة معقولة جلية » فيسارع إلى قبولها » فلو قلت‬
‫له ‪ :‬إنه مذهب الأشعري‪ . .‬لنفر وامتنع عن القبول » وانقلب مكذباً بعين ما صذِّق به مهما‬
‫كان سيّىء الظن بالأشعري ؛ إذ كان قبح في نفسه ذلك منذ الصبا ؛ وكذلك نقرر أمراً معقولاً‬
‫دديق‬
‫ص بع‬
‫تبوله‬
‫لن ق‬
‫ار ع‬
‫عولتزلي ‪ . .‬فينف‬
‫مق‬‫شعري ثم نقول له ‪ :‬إنا هلنذا‬
‫أامي‬
‫الالع‬
‫عند‬
‫‪.‬‬ ‫تلىكذيب‬
‫ل إ‬
‫اعود‬
‫وي‬
‫أقول ‪ :‬هنذا طبع العوام » بل هو طبع أكثر من رأيته من المترسمين باسم‬ ‫ولست‬
‫العلم‪0) . . .‬‬
‫اضلاته‪ . .‬فلا تعجب ؛ لأنك إن‬
‫مقبع‬
‫فإن رأيت الغزالي يخالف الإمام الأشعري في‬
‫حققت‪ . .‬رأيت أنه مال إلئى قول لا يخرج به عن دائرة أهل السنة ‏ بل هو أمر اجتهادي فيه‬
‫بحبوحة وسعة » فقتدراه ماتريدياً في بعض أقواله » أو محرراً للأصول رافضاً طريقة معينة‬
‫فيها ؛ كرفضه لكثير من مسالك التكفير التي قررها حشدٌ من أهل السنة » والميلٍ إلى طريق‬
‫ِ‬ ‫واحد لخصه في ‏‪ ١‬الاقتصاد » وفضّله في ‪ 3‬فيصل التفرقة » ‪.‬‬

‫هلذه الحرية المنضبطة أزعجت بعضٌ الأئمة العظماء غيرة على الإمام الأشعري » فقد‬
‫حنق العلامة المازري رحمه الله لذلك » والمازري من أشد الناس تعصباً للأشعري ‪ 6‬حتئ‬
‫قال ابن السبكي ‪:‬‬

‫(وكان مصمماً علئ مقالات الشيخ أبايلحسن الأشعري رضايلله عنه ؛ جليلها‬
‫اليسير والشيء‬ ‫اولفينزر‬
‫ول‬ ‫لنفه‬
‫ا م‬
‫خٍّع‬
‫وحقيرها » كبيرها وصغيرها » لايتعداها ؛ ويد‬
‫الحقير‪. .‬‬

‫انظر(اص ‪. ) 877‬‬ ‫()‬

‫ثم‬
‫وإمام الحرمين وتلميذه الغزالي وصلا من التحقيق وسعة الدائرة في العلم إلى المبلغ الذي‬
‫يعرف كل منصف بأنه ما انتهئ إليه أحد بعدهما ‪ +‬وربما خالفا أبا الحسن في مسائل من علم‬
‫‪ :‬الأشاعرة ‪ -‬لا سيما المغاربة منهم يستصعبون هنذا الصنع ؛‬ ‫ني‬
‫ع ‪-‬‬
‫أقوم‬
‫الكلام » وال‬
‫ولا يرون مخالفة أبي الحسن في نقير ولا قطمير‪9) . . .‬‬
‫وليت الأمر انتهئ هنا ‪ +‬بل انهم الإمامٌ بعكس هذه التهمة تماماً ‪ +‬إذقيل ‪ :‬إنكهان‬
‫معطلاً للحركة الفكرية في عصره ؛ دار في فلك واحد حذر أن يخرج عنه » وغاية الرد علئ‬
‫‪:‬‬ ‫هلؤلاء‬

‫الغزالي الذي شن حرباً شعواء على الحشوية والقدرية يتهم بتعطيل العقل ؟! كبرت كلمة‬

‫وخلاصة القول ‪ :‬لم تكن الحرية الفكرية للإمام الغزالي حرية عشوائية ؛ فما ذهب له‬
‫بعض الباحثين من ميله لبعض أفكار الاعتزال الخالصة سوءٌ فهم بلا ريب » كما صرح بعضهم‬
‫أن مذهبه في رؤية الله هو مذهب أهل الاعتزال » وهنذا خطأ شنيع مردود » بل هو قول أهل‬
‫لهت فينزيه ردال علحىشوية‬
‫الاسنلةأمنشاعرة والماتريدية » ولكن ذُبّهُ لهم لشدة تحارّي‬
‫وأذيالهم ‪.‬‬

‫الأسبقيات العلمية للإمام الغزالي ‪:‬‬


‫لا يكاد يخلو كتاب لهنذا العبقري من سبق علمي أو لفتة فكرية تستحق التأمل © وفي‬
‫د الاقتصاد » شيء من هنذا » فالغزالي الذي صاغ نظرية المقاصد التي ابتكرها شيخه الجويني‬
‫ال‬
‫مدةج في‬
‫ذا النكتاظبر عنيتين هامتين ؛ واح‬
‫ن في‬
‫هثنا‬
‫وشرحها بعده الشاطبي ‪ . .‬يحد‬
‫'لعلوم الإنسانية » وهي نظرية ( أمان اللغة ) بين العقل وبين اللغة والشرع"' ‪.‬‬
‫والثانية هي نظرية ( سبق التصور إلى العكس ) والتي منها ما يسمئ بنظرية ( الاقتران‬

‫‏‪ )١١‬طبقات الشافعية الكبرئ (‪ » ) 1/457‬حتئ قال العلامة المازري رحمه الله تعالئ ‪ ( :‬من خطأً شيخ السنة أبا‬
‫الحسن الأشعري ‪ . .‬فهو المخطىء ) وهنذه كلمة حى إن كانت في مجمل أقوال الإمام ‪.‬‬
‫‪١‬ص‪.)٠‬‏‬
‫ذ؟) انظ؟ر‪(١‬ا‬

‫‪4‬‬
‫الشرطي ) ‪ 6‬وهلذه النظرية تحدث عنها بإسهاب في « الاقتصاد »'" ود المستصفئ؟‬
‫و‪١‬‏ المنقذ »”"" وقد سبقه إلئ أجزاء منها ابن سينا الطبيب الرئيس ‪.‬‬
‫ولا أرئ مكاناً لبسط القول في هنذا ؛ بل لتتسع صفحات الكتاب مع ما كتب عن الغزالي‬
‫في هنذا الجانب بتأدية الغرض ‪ +‬وإنما أردت لفاتلنظر إلئ ذلك ؛ لنعرف قدر السادة‬
‫الأسبقين وما لهم من عظيم المنة في أعناقنا ‏ إذ نحن اليوم تبهر أبصارّنا نظريات علمية ملأت‬
‫الدنيا وأسلافنا سبقوا إلى تقريرها من ألف عام!‬

‫كلمة جامعة لأسلوب الإمام الغزالي ‪:‬‬


‫دئيم الجديد وأبئ حكاية أقوال السابقين مجردة عن‬
‫تلئق عل‬
‫حرص الغزالي رحمه الله تعا‬
‫شخصه » وكان أميناً غاية الأمانة في نقله وتقرير مذهب خصومه ؛ وهو وإن شابه شيخه‬
‫الجويني في كثير من أبحاث كتبه”"‪ . .‬لكنه بقي مدرسة برأسه » يُظلم إن قيل بتبعيته له أو‬
‫للباقلاتي والأشعري إلا في الخطوط العامة التي لا يُختلف فيها وليست هي محل نظر أصيل ‪.‬‬
‫إطالته‬ ‫يت‬
‫أ‪.‬‬‫رال‪.‬‬
‫» فإن أط‬ ‫خلتصار‬
‫لارلهايمي‬
‫في عرض أفك‬ ‫سوعية‬
‫مئوحبه‬
‫لولعل‬
‫وه‬
‫غير ممجوجة لمناسبتها لحال المباحث التي يطيل فيها ‪.‬‬
‫» لايترك عويصة إلا ويأتي عليها بكل جرأة وجهارة ؛يبينها‬ ‫اب‬
‫هبيغير‬
‫والغزالي مها‬
‫وأظهر عوارها ‪.‬‬ ‫ضها‬
‫ح ‪.‬‬
‫دحق‪.‬‬
‫ال‬ ‫فت‬
‫ل فإن‬
‫اا »‬
‫خرحه‬
‫ويش‬
‫آمن الغزالي بالإصلاح الفكري الهادىء » فتراه في كتبه كلها يجهر بهئذا الإصلاح ويسلك‬
‫له طريق الرفق واللين » يتجلئ ذلك في نظرته الأصولية الشاملة » واتخاذه قوانين ضابطة ؛ ‪.‬‬
‫كضبطه للتأويل » وللدلالات اللغوية » وإدراكه لما يسمئ بفقه الخلاف وأدب الحوار ‪.‬‬
‫فهئذه معالم عامة يجدها القارىء في هنذا الكتاب وغيره من كتب الإمام ‪ +‬من المناسب‬
‫بيانها ؛ لتجلية منهجية قراءة تآليفه بشكل عام ‪.‬‬

‫‪7‬ص‪. 77‎‬‬ ‫) (ا‬‫(‪ )١‬انظر‬


‫(ا ص‪. ) ‎48‬‬ ‫ضنلال‬
‫ل م‬
‫انقذ‬
‫(؟) المستصفئ ( ‪ ) 1/881‬؛ الم‬
‫لائلام وطرائق العرض ‪.‬‬
‫ل منك مس‬
‫(©) إذ نرئ « الاقتصاد »يقترب من « الإرشاد ؛ فياكثير‬
‫‪.8‬‬
‫م‬
‫النفاسة » وهي النسخة المرموز لها‬ ‫يية‬
‫ا ف‬
‫غاهن‬
‫تم اعتماد ست نسخ خطية » إحد‬
‫ب(و) » فهي قريبة عهد من المؤلف رحمه الله ؛ بينها وبين وفاته اثنتا عشرة سنة ؛ هلذه‬
‫النسخة رفعت عن « الاقتصاد » التشويه والدخن الذي اعتوره في سالف الطبعات ‪ .‬وقدمث له‬
‫خدمة جليلة إذْ أعادته لموقعه الصحيح في جلاء العبارة ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫وهلذه النسخ هي‬

‫‏‪ )© ١-4141‬وهي نسخة‬ ‫الأولئ ‪ :‬نسخة كلية اللغة والتاريخ والجغرافيا بأنقرة برقم‬
‫للمبارك بن محمد الجزري ؛ استنسخها سنة ( ‪770‬ه ) ‏‪ ١‬وتقع في ( ‪ ) 71‬ورقة ‪.‬‬
‫وزُمِرٌ لها ب( أ‬
‫الثانية ‪ :‬نسخة مكتبة أيا صوفيا برقم ( ‪ » ) 7817‬ناسخها المهدي الجعفر بانلجعفر ؛‬
‫بتر منها زهاء عشر ورقات وتممت من غيرها ‏‪ ١‬وتقع في ( ‪ ) 00‬ورفة ؛ وكتبت سنة‬
‫)‪.‬‬ ‫(‪6780‬ه‬

‫وزلُمرهابلاب ) ‪.‬‬
‫الثاللة ‪ :‬نسخة مكتبة نور عثمانية برقم ( ‪ © ) 70/31‬وتقع في ( ‏‪ ) ٠١8‬ورقة ‪ 6‬وكتبت‬
‫(ة‪71١‬ه‏ )‪.‬‬
‫سن‬

‫وزُمرٌ لهاباج ) ‪.‬‬


‫الرابعة ‪ :‬نسخة المكتبة السليمانية برقم ( ‪ ) 061‬؛ وهي مدونة ضمن مجموعة استنسخت‬
‫من قبل علي بن أبي بكر القرشي سنة (‪4081‬ه ) ‪.‬‬

‫ورُمز لهاب(د) ‪.‬‬


‫الخامسة ‪ :‬نسخة دار الكتب المصرية ‪.‬‬
‫‪150‬‬
‫ف‏يصل‬
‫أبي حامد الغزالي رحمه الله ؛ ك‪١‬‬ ‫ليف‬
‫آعض‬
‫ت ب‬
‫وهي مدونة ضمن مجموع فيه‬
‫التفرقة » © وهي مجهولة التاريخ ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫هاب([ه)‬
‫لمز‬
‫ور‬

‫السادسة ‪ :‬وهي النسخة الأم ؛ وهي من مكتبة تشستربيتي برقم ( ‪ ) 7/7177‬؛ وهي نسخة‬
‫وصححها في سنة‬ ‫ه)ء‬
‫‪ 1‬سنة‬
‫‪0‬محرم‬‫‏(‪)١7‬‬
‫‪/‬ا‬ ‫( في‬
‫مصححة مقابلة مضبوطة ؛ كتبت‬
‫(‪7471‬ه ) صدقة بن سليمان وحثّئ عليها » إضافة إلئ تعليقات مثبتة عليها مذ كتبت ‪.‬‬
‫قدر ( * ) ورقات تقريياً ؛ خطها نسخ معتاد‬ ‫وةلمنها‬
‫أتور‬
‫وتقع في ( ‪ ) 164‬ورقة ء مب‬
‫واضح ‪.‬‬

‫الات وتقويم عواجلكثعيرب منارات ؛ بعضها‬


‫ك من‬
‫إلشكثير‬
‫اسخةل بح‬
‫تميزت هنذه الن‬
‫الزبيدي المرموز لها ب( ه ) ؛ وتليهما‬ ‫تةضى‬
‫ر نسخ‬
‫ل فيمذلك‬
‫ابها‬
‫فغياية الأهمية » تقار‬
‫النلسختان ( أ ) و( د ) وفي الذيل ( ب ) و( ج ) علئ أن واحدة لم تفت دون فائدة ‪.‬‬
‫‪#.#‬‬ ‫|‬ ‫ه* |‬

‫"‪0‬‬
‫كانت العناية منصرفة مع الورقة الأولئ من ‏‪ ١‬الاقتصاد » لإخراجه نصًاً سليماً بعيداً عن‬
‫التحريف والخلل الذي ألمّ به ؛ وهلذه بحقٌّ هي الخدمة الأجل التي نقدّمها له » بل وهي‬
‫الأصعب في مراحل إخراجه ؛ ف« الاقتصاد » لم يعن بالمسائل الكلامية العويصة والغامضة ؛‬
‫ولا بالمصطلحات الثقيلة علئ أسماع من لم يألفْ كتبّ علم الكلام لندعيّ الصعوباتٍ العلمية‬
‫وره الأولئ تصاحبه إلى الأخيرة‬
‫فطيياته ؛ ولكن عاصفة فروق النسخ التي بدسأتط مع‬
‫منها‪ . .‬كانت هي السببٌ الرئيس في تركيز العناية الفائقة لخدمة وسلامة النص ‏‪ ١‬وَلكمْ تشكئ‬
‫قراء ‏‪ ١‬الاقتصاد » من هنذه الآفة ‪.‬‬

‫وكانت النسخة ( و) المسَتَمَذٌ الذي يصلح الخلل الذي تكاثر في نسخ وطبعات‬
‫د الاقتصاد © » فلا تدع إشكالاً دون حل ؛ ولا عويصة دون بيان ‪.‬‬
‫ولقد أحسن كل من الأستاذين إبراهيم آكاه جوبوقجي وحسين أتاي في تقديم نسخة من‬
‫كتابنا هنذا بأقل قدر ممكن من الأخطاء العلمية والمطبعية » معتمدين النسخ التي عوّلنا عليها‬
‫التي صادفتهما في‬ ‫لتفكلروق‬
‫اثبا‬
‫غير النسخة الأم ( و ) ؛ وساقتهما أمانتهما العلمية لإ‬
‫تحقيق الكتاب » ولكن هنذه الخدمة الجليلة كانت سبباً رئيساً في إشغال الذهن بالخطأ عن‬
‫؛ وليس لنسخة‬ ‫خنر‬
‫أ ع‬
‫لجةبابينحثين في ترجيح فرق‬
‫اجو‬
‫الصواب » وبخلق تكلفات مم‬
‫كلمة قاطعة » ولكنها بقيت أفضل النسخ المتداولة بين أيدي الدارسين والباحثين ‪.‬‬

‫غير أن مكانة « الاقتصاد » بكونه من أبرز الحلقات العلمية في دراسة العقيدة الإسلامية‪. .‬‬
‫فرضت علينا أمراً آخر لا يقل عن سلامة النص أهميةً » وهو اتباع منهج علمي في تحقيق‬
‫ودراسة هنذا السفر العظيم كان بحاجة إليه » يتلخص فيما يلي ‪:‬‬
‫‪:‬‬ ‫تصيةاب‬
‫ك ن‬
‫لخدمة‬
‫ل ‪:‬‬
‫أولاً‬
‫تمثّلت فيإعداد عناوين جانبية تقرّب مضمون القطعة بعبارة وجيزة تلخْص فكّرها ؛‬
‫ا‬
‫وذلك لقلة عناوين الكتاب وغزارة أفكاره » ولسرعة الوصول إلئ غرر مسائله ‪.‬‬

‫فيه‬ ‫© ويجد‬ ‫العبارة‬ ‫من عناء‬ ‫القارىء‬ ‫يريح‬ ‫الترقيم‬ ‫علامات‬ ‫في‬ ‫منهج‬ ‫لاتباع‬ ‫بالإضافة‬ ‫هذا‬

‫متنفساً من طولها » مع شكْلٍ يزيد الجملة بهاءً ووضوحاً ‪.‬‬

‫ثم قمنا بإعداد فهرس تفصيلي لموضوعاته ؛ مع بعض الفهارس الفنية التي تعين‬
‫الباحثين ‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬خدمة علمية للكتاب‬

‫أهل السنة ؛ ممن كان‬ ‫لمي‬


‫تينك من‬
‫مابق‬
‫وتمثّلت بالاستفادة قدر المتاح مننصوص الس‬
‫قبل الغزالي أو جاء بعده » فتمٌّ عرض كثير من مسائل « الاقتصاد » على الإمام الباقلاني‬

‫وعلى العلامة البحر الزبيدي الذي شرح أمات مسائل « الاقتصاد ‪ 4‬شرحاً نفيساً عارضاً لأقوال‬
‫السادة الماتريدية في كتابه العظيم ‏‪ ١‬إتحاف السادة المتقين » ‪.‬‬

‫ولقد صوّر الغزالي رحمه الله تعالئق ضيق حوصلة المعتزلة في فهم كثير من المرادات عند‬
‫أهل السنة » وفي تمسكهم بأفكارهم مبتعدين عن جادة الصواب في ساحات يتعثر العقل فيها‬
‫ويصرح بعجزه ؛ وكان رحمه الله في غاية النزاهة عند حكاية أقوالهم ومناقشة أرائهم ‪.‬‬

‫وأفكار المدرسة الاعتزالية قائمة إلئ يومنا هلذا ؛ تتقنع تارة وتظهر أخرئ » والكلام في‬
‫العقيدة يحتاج إلئ أتم الصراحة ؛ فالعقائد السرية هي أوهام جبانة تخاف من نسمات اليقين ؛‬
‫وليكون قارىء « الاقتصاد » على اطلاع يطمئن به ويستريح إليه‪ . .‬قمت بإيراد أقوال أهل‬
‫الاعتزال محكية من كتبهم » ورأيت أن القاضي عبد الجبار الهمذاني الأصولي البارع والفقيه‬
‫الشافعي النظار المتكلم هو صاحب أعظم موسوعة كلامية في عصره ؛ جسّد فيها أراء‬
‫المعتزلة عموماً » وبالأخص آراء شيخي المعتزلة أبي علي وأبي هاشم الجبائيين » فاتخذت‬
‫التوحيد والعدل » أبرز مرجع لتخريج أهم وأكبر مساثلهم ؛‬ ‫وياب‬
‫ب ف‬
‫أغني‬
‫مكنتابه ‏‪ ١‬الم‬
‫زةالي الإمام النتزيه الذي صوّب سهام نقده ‪ -‬بلا شك ‪ -‬إلئ‬
‫اريلمغعظم‬
‫ليتجلئ للقارىء الك‬
‫هنذا المتكلم التحرير من أثمة الاعتزال ‪.‬‬

‫ع‪8‬‬
‫ولكم أفدنا كذلك في دراسات وتعليقات علمائنا المحدثين الذين هضموا فكر الغزالي أو‬
‫قاربوا ؛ أو هم ممن كانت لهم اليد الطولئ في الذب عن حياض عقيدة أهل السنة والجماعة ؛‬
‫العلامة الدكتور محمد سعيد‬ ‫ذنا‬
‫ار »‬
‫سغةتالعص‬
‫أ بل‬
‫كيدة‬
‫مأنمثال الجهابذة الذين بسطوا العق‬
‫؛ ومن قبلهما العلامة محمد‬ ‫حبنكة‬ ‫حسن‬ ‫الشيخ عبد الرحملن‬ ‫؛ وفضيلة‬ ‫البوطي‬ ‫رمضان‬

‫ِهيَّة ‪.‬‬
‫قَسلدسلت‬
‫الاهالشمعىَ فى‬
‫ومن محاسن المواهب أن تصل إلينا نسخة من « خلاصة الاقتصاد » للأستاذ المحقق‬
‫المدقق سعيد فودة حفظه الله ونفع به ؛ لخُص فيها ‏‪ ١‬الاقتصاد » وأوضح مسائله ؛ وكنت قد‬
‫‪.‬‬ ‫فأجزل الله مثوبته وأجره‬ ‫المواطن‬ ‫منها في بعض‬ ‫أفدت‬

‫أنفاس‬ ‫كانت‬ ‫‪:‬‬ ‫إن قلنا‬ ‫نبالغ‬ ‫ولا‬ ‫»‬ ‫بعد‬ ‫أو‬ ‫عهده‬ ‫قرب‬ ‫ممن‬ ‫المحدّثين‬ ‫أقلام‬ ‫من‬ ‫وغيرهم‬

‫الغزالي في هنذا الفن تتاب » وقلّ أن يخلو مُوْلَّفُ من كلمةٍ محررة له ؛ أو لفتة محققة ؛ أو‬
‫لمسة أسلوبية من مخلفه رحمه الله تعالئ ‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫وملخص المراحل التى مرّ بها هلذا الكتاب‬

‫تم اعتماد النسخة ( و ) كأصل » فبعد نسخها قوبلت على باقي النسخ الخطية ‪ +‬مع‬
‫التي يمكن أن تعتبر ‪.‬‬ ‫إثبات أهم الفروق‬

‫تحلية الكتاب بمنهج ترقيمي علمي وهو المنهج المعتبر من قبل الدار ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫وميا‬ ‫موضحاً‬ ‫شُكْلاً‬ ‫الكتاب‬ ‫شَكل‬

‫تخريج جميع الأحاديث والأثار والأقوال وعزوها ‪.‬‬


‫‪.‬‬ ‫وبعض العبارات‬ ‫الكلمات‬ ‫من‬ ‫وبيان المشكل‬ ‫‪ -‬شرح‬

‫تخريج أقوال المعتزلة من كتبهم ‪.‬‬


‫حكاية أقوال السادة الماتريدية من كتبهم في أبرز مسائلهم التي خالفوا بظاهرها أقوال‬
‫السادة الأشاعرة ‪.‬‬
‫وضع عناوين جانبية تلخص فكرٌ المقطع المجاور لها ‪.‬‬

‫دازم‬
‫وبعد ‪:‬‬
‫فادّعاءٌ الجهد بجوار ما قدّمه أولئك السادةٌ الأبرار من علماء سلفنا الصالح ‪ . .‬لهو ضربٌ‬
‫من التبجّح السافر الرخيص » وتطاول قزميٌ على مقاماتٍ نحن اليوم دون عتباتها!‬
‫أولليتك‬ ‫بظل‬ ‫نتستَّرٌ‬ ‫ونحن‬ ‫م‬ ‫الوصول‬ ‫لمعارج‬ ‫واستفتاح‬ ‫ع‬ ‫القبول‬ ‫لأبواب‬ ‫قرع‬ ‫ولكنّه‬

‫السادة ؛ لنطوي الطريق إلئ سليم قلوبهم ؛ علّهم يكونون من جملة الشفعاء في يوم فر‬
‫الحبيب من حبيبه إلا المتقين ‪.‬‬
‫راجين مَنْ غاية معرفته العجز عن معرفته ألا حرم من ارتشاف حلاوة الإيمان وبرد شراب‬
‫اليقين ‪.‬‬
‫رن قبل نا نكت السَمِيعُ الْعِيِمٌ »‬
‫به‬ ‫و‬

‫ادي‬ ‫تمان‬ ‫ا‬

‫‪59‬‬
‫ضرا رطوطاا سما هجا‬
‫ه)‬

‫هم‬ ‫راموز الورقة الأولى للنسخة (‬

‫‪4‬‬
‫راموز الورقة الأولى للنسخة ( و )‬
‫‪4‬‬
‫راموز الورقة الأخيرة للنسخة ( و )‬

‫‪11‬‬
‫‪3‬ي‬
‫ب‪ #‬ؤْفالا‬

‫قال الشيخ الإمامُ ؛ حجّةٌ الإسلام ؛ أبو حامدٍ محمدٌ بن محمد بن محمد خلبةبحب‬
‫الغزالٌ قدّسَ الله روحة ‪:‬‬
‫عباده عصابة الحقٌّ وأهل السئة ؛‬ ‫الحمدٌ لله الذي اجتبئ من صف‬
‫رق بمزايا اللطف والمنة ‏ وأفاضّ عليهم من نور ‪.‬‬ ‫فئرٍ‬
‫ل سا‬
‫وخضّهم منابين‬
‫هدايته ما كشّفَ لهم به عن حقائق الدين ؛ وأنطقّ ألستتّهم بِحجّتِه التي قمع‬
‫بها ضَلالَ الملحدين ؛ وصفَّئ سرائرّهم عن وساوس الشياطين » وطهُّرٌ‬
‫الزائغين » وَعمّرَ أفئدتهم بأنوار اليقين ؛ حتى اهتدّوا‬ ‫زمغعنات‬
‫نئرّه‬
‫ضما‬
‫بها إلى أسرار ما أنزلَهُ علئ لسان نيه وصفيَهٍ محمدٍ سيد المرسلين ‪ +‬صلّى الله‬
‫ضنياتٍ الشرائع ‏‬
‫ملفيقتيت بي‬
‫عليه وعلئ آله أجمعين » فاطّلعوا علئ طريق الت‬
‫‪,‬‬ ‫رموجّباتٍ العقول ‪ +‬وتحققوا أنْ لامعاندة بين الشرع المنقول والح‬
‫تٍقعلىليد واتباع قري اشرب‬ ‫لمود‬
‫تمعقول ؛ وعرفوا أن مِنْ ظي من الحشوية وجوبٌاالج‬
‫ععفقول وقلَّةٍ البصائر ؛ ونه من تافل من ل‬ ‫ل ض‬‫ا من‬ ‫تظواهر‪ . .‬ما أنُوا إلا‬
‫غلاسفة وغلاة المعتزلة في تصرّفٍ العقل حتئ صادموا به قواطع الشرع‪.‬‬
‫م أنوا إلا من حَبْثِ الضمائر ‪.‬‬

‫فميلٌ أوللتك إلى التفريط © وميلٌ هلؤلاء إلى الإفراط ‪ 6‬وكلاهما بعيذ قاذم ا‬
‫عن الحزم والاحتباط » بلالواجبٌ المحتومُ في قواعد الاعتقاد‪ . .‬ملازمة ' « ‪52 +‬‬
‫لاقتصاد والاستدااً على الصراط المستقيم ؛ فكلا طرفي قصَّدٍ الأمور‬
‫ا‬

‫وقيله ‪:‬‬ ‫عجز بيت مشهور ‏‬ ‫)‬


‫طريق إلئ نجح الصواب قويم‬ ‫علبك بأوساط الأمور فإنها‬

‫>‪81‬‬
‫وأنّىئْ يستتبٌ الرشادٌ لمن يقنع بتقليد الأثر والخير ؛ وينكرٌ مناهمج البحث‬ ‫ضرورة تلازم العقل‬
‫والتنقل عند أهل النظر‬
‫والنظر ؟! أوّلا يعلمٌ أنَُّ لا مستندٌ للشرع إلا قولٌ سيِّدٍ البشر » وبرهانُ العقل‬
‫هو الذي غَرّفَ صدقةٌ فيما أخبر ؟!‬
‫وكيف يهتدي للصواب مناقتفئ محض العقل واقتصر » وما استضاءً‬
‫؟!‬ ‫باصر‬
‫ت ول‬
‫سشرع‬
‫ا ال‬
‫بنور‬

‫أو‬ ‫؟!‬ ‫والحصَرُ‬ ‫الي‬ ‫يعتريه‬ ‫حيث‬ ‫العفل‬ ‫إلى‬ ‫يفزع‬ ‫كيف‬ ‫؛‬ ‫شعري‬ ‫فليت‬

‫‪0‬‬ ‫؟!‬ ‫يعلم أن خُطا العقل قاصرة ؛ وأن مجالَةُ ضيٌَ متحصر‬

‫هيهات هيهات! قد خابً على القطع والبتات”'؟ ‪ :‬وتعتّ بأذيال‬


‫الضلالات‪ . .‬من لم يجمع بتأليفٍ العقل والشرع هنذا الشتات ‪.‬‬
‫فمثالٌ العقل البصرٌ السليم عن الآفات والأدواء » ومثالٌ القرآن الشمنٌ‬
‫المنتشرة الضياء » فأخلقٌ بِأنْ يكونّ طالب الاهتداء ؛ المستغني بأحدهما عن‬
‫لضٌع عنقل اكتفاءً بنور القرآن ماله ‪:‬‬ ‫امعر‬
‫برياء ؛ فال‬ ‫أيغغما‬
‫الاآخرل ف‬
‫المتعرّضضُ لنور الشمس مغمضاً للأجفان » فلا فرق بيه وبين العُميانَ ؛‬
‫فالعقل مع الشرع نورٌ علئ نور » والملاحظ بالعين العوراء لأحدهما على‬
‫الخصوص متدغلٌر بوحبلر""'‬
‫عقائد أهل السئة ؛‬ ‫عد‬
‫وعاعلئ‬
‫قطلا‬
‫وسيتضح لكأيّها المتشوّفٌ إلى الا‬
‫‪ :‬أنه لم يستأثر بالتوفيق للجمع بين الشرع‬ ‫ة!"‬
‫ّاطع‬
‫دقهال بقو‬
‫أحقي‬
‫ل ت‬
‫اقترح‬
‫الم‬

‫أو مُقُرّطاً | كلا طرفي قصد الأمور ذميم‬ ‫راطاً‬


‫ُكففيه‬
‫مات‬
‫ول‬
‫انظر « خزانة الأدب » ( ‪. ) 7/771‬‬
‫‏(‪ )١‬في ( د ) ‪ ( :‬حاد عن الحق والثبات ) ‏‪ ١‬والمراد بالمثيت ‪ :‬خيبة السائر الذي أرخئ للعقل‬
‫العنان ولم يلجمه بلجام الشرع ؛ فانبتٌ ولم يقطع ‪ +‬وه المنبثُ لا أرضاً قطع » ولا ظهراً‬
‫أبقى ‏ ‪.‬‬
‫وبين تلازمٌ العقل والشرع المؤلف رحمه الله بأمثلة ماتعة في «معارج القدس » (ص‬ ‫(؟)‬
‫‪2) 78‬‬
‫المقترح ‪ :‬المختبر للشيء المجتبي لأحسته ‪:‬‬ ‫(©)‬

‫‪11‬‬
‫والتحقيق فريقٌّ سوئ هنذا الفريق ‪.‬‬
‫فاشكر الله تعالئ على اقتفائِكٌ لأثارهم ‪ +‬وانخراططكٌ في سلك نظامهم ‏‪٠‬‬
‫ودخولِكَ في غمارهم » واختلاطك بفرقتهم ؛ فعساكٌ أنْ تحشر يومَ القيامة‬
‫فيزمرتهم ‪.‬‬
‫نسألٌ الله تعالئ أن يصفيّ أسرارّنا عن كدوراتٍ الضلال » ويغمرّها بنور‬
‫ننطق بالباطل ؛ وينطقها بالحق‬
‫لا ع‬
‫اتّنً‬
‫الحقيقة ؛ وأن يخرسسّ ألسن‬
‫والحكمة ؛ إن الكريم الفائض المنّة ؛ الواسع الرحمة ‪.‬‬
‫*‪#‬‬ ‫*‪#‬‬ ‫|‬

‫اظى‬
‫باب‬
‫الكتاب‬
‫‏‪١‬‬ ‫والأبواب ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫أما اسم الكتاب فهو‬

‫؛‬ ‫تىقاد‬
‫عف‬‫اادٌ‬
‫لقتص‬
‫«االا‬

‫وأما ترتية ‪ :‬فهو مشتملٌ علئ أربعة تمهيداتٍ تجري مَجْرى التوطئة‬
‫‪.‬‬ ‫والمقدمات ‪ +‬وعلئ أربعة أقطاب تجري مجرى المقاصد والغايات‬

‫التمهيد الأوؤل ‪ :‬فيبيان أن هنذا الاعللمم مهنمّاتٍ في الدّين ‪.‬‬


‫‪ +‬بل لطائفةٍ‬ ‫التمهيد الثاني ‪ :‬في بيان أنه ليس مهما لجميع المسلمين‬

‫التمهيد الثالث ‪ :‬في بيان أنه من فروض الكفايات ؛ لا من فروض‬


‫الأعيان ‪.‬‬
‫التمهيد الرابع ‪ :‬في تفصيل مناهج الأدلّةٍ التي أوردتها في هنذا الكتاب ‪.‬‬
‫وأما الأقطابٌ المقصودة‪ . .‬فأربعة ؛ وجملتّها مقصورة على النظر في الله‬
‫تعالئ ‪:‬‬

‫‪ .‬لم ننظر فيه من حيث إِنَّهُ عالمٌ وجسم وسماء‬ ‫لم‪.‬‬


‫ا في‬
‫عظرنا‬
‫لْ ن‬
‫ا إِن‬
‫فنا‬
‫؛ بل من حيث إنّه صنع الله ‪.‬‬ ‫وأرض‬

‫وإنّ نظرنا في النبي ‪ . .‬لم ننظرٌ فيه من حيث إنه إنسانٌ وشريف وعالم‬
‫» بل من حيث إِنّه رسولُّ الله ‪.‬‬ ‫وفاضل‬

‫وإِنْ نظرنا في أقواله‪ . .‬لم ننظرٌ فيها مإنِ حنيَثّها أقوالٌ رمخاطباتٌ‬
‫وتفهيمات ‏‪ ١‬بل من حيث إِنَّهَا تعريفٌ بواسطته من الله تعالئ ‪.‬‬
‫ماه‬
‫فلا نظر إلا في الله » ولا مطلوبٌ سوى الله ؛ وجميع أطراف هنذا العلم‬
‫النظرٌ في ذات الله ‏‪ ١‬وفي صفات الله ‪ +‬وفي أفعال الله ‏‪ ٠‬وفي‬ ‫يحص‬
‫رسول الله وما جاءنا علئ لسانه من تعريف الله ‪.‬‬
‫فهي إذنْ أربعة أقطاب ‪:‬‬

‫القطب الأول ‪:‬‬


‫النظرٌ في ذات الله تعالئ ‪ :‬فنِيّنٌ فيه وجودَةٌ ؛ وأنه قديمٌ ؛ وأنه باقي » أنه‬
‫ء ولاجسم*‪ .‬ولاعرض ؛ ولماحدودٍ بحذ ‪ 2‬ولاهو‬ ‫بسجوهر‬
‫لي‬
‫مخصوصنٌ بجهةٍ ‏‪ ١‬وأنّه مرئيٌ كما أنه معلوم ‏‪ ٠‬وأنّه واحدٌ ‪.‬‬
‫فهذه عشر دعاوئ نبيّنتها في هنذا القطب إن شاء الله تعالئ ‪.‬‬
‫القطب الثاني ‪:‬‬

‫في صفات الله تعالئ ‪ :‬ونين فيه أنه حيٌ ‏‪ ١‬عالمّء قادزٌ» مريدٌ ؛‬
‫سمي ؛ بصي » متكلم ‪.‬‬
‫وأنَّ له حياةً ؛ وعلماً ؛ وقدرة » وإرادةً » وسمعاً ؛ ويصراً ؛ وكلاماً ‪.‬‬

‫ونذك؟ٌ أحكام هذه الصفاتٍ ولوازمها © وما يفترقٌ فيها وما يجتمع فيها‬
‫من الأحكام » وأنَّ هذه الصفاتٍ زائدة على الذات ‪ +‬وقديمة وقائمةٌ‬
‫بالذات ؛ ولا يجوز أن يكونٌ شيءٌ من الصفات حادثاً ‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫القطب الثالث‬

‫في أفعال الله تعالئ ‪ :‬وفيه سبع دعاوئ » وهو أنَهُ لا يجب على الله تعالى‬
‫التكليفٌ » ولاالخلقٌ ؛ ولاالثوابٌ على التكليف ‪ +‬ولراعايةٌ صلاح‬
‫العباد » ولا يستحيل منه تكليفُ ما لا يطاق ؛ ولا يجِبٌ عليه العقابٌ على‬
‫المعاصي » ولا يستحيلٌ منه بعثة الأنبياء ؛ بل يجوز ذلك ‪.‬‬
‫وفي مقدمة هنذا القطب بيانْ معنى الواجب والحسن والقبيح ‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫القطب الرابع ‪:‬‬

‫في رسل الله ؛ وما جاءً علئ لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من الحشر‬
‫والنشر » والجئلة والنار » والشفاعة ء وعذاب القبر » والميزان »‬
‫والصراط ‪.‬‬
‫وفيه أربعة أبواب ‪:‬‬
‫الباب الأول ‪ :‬في إثبات نبوَةِ نينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫الباب الثاني ‪ :‬فيما ورد علئ لسانه صلى الله عليه وسلم من أمور‬
‫الاخرة ‪.‬‬

‫الباب الثالث ‪ :‬في الإمامة وشروطها ‪.‬‬


‫الباب الرابع ‪ :‬في بيان القانونٍ في تكفير الْفِرّقي المُبتدِعةٍ ‪.‬‬
‫‪#*#‬‬ ‫|‬ ‫*‬

‫لا‬
‫بارؤرّل‬ ‫ألم‬

‫باب أت وض لي زا ريالب‬
‫الحذر من تضيع‬ ‫اعم ‪ :‬أن صرف الهكّة إلئ ما ليس بمهمٌ » وتضييع الزمان بما عنه بدّ‪. .‬‬
‫العمر قيما لا ينغم‬
‫هغوايةٌ الضلال ونهايةٌ الخسران » سواءٌ كان المنصرّفُ إليه بالهكَّةٍ ‪ :‬من‬
‫العلوم » أم من الأعمال ؛ فنعو بالله من علْم لا ينفع ‪.‬‬
‫السعادة‬ ‫عن‬ ‫البحث‬ ‫وأهمٌ الأمور لكافَّةِ الخلق نيل السعادة الأبديّة » واجتنابٌ الشقاوة‬
‫عَاايلةٌمرام‬
‫الدائمة » وقد وردٌ الأنبياءً وأخبروا الخلقّ بأن لله تعالئ علئ عباده حقوقاً‬
‫ووظائفَ في أفعالهم وأقوالهم وعقائدهم ؛ وأنَّ من لم ينطق بالصدق لان ؛‬
‫‪ .‬فمصيرةٌ إلى‬ ‫خة‪.‬‬
‫رعمل‬
‫وِنْا بال‬
‫ولم ينطو على الحقّ ضميرّةٌ » ولمج تتزي‬
‫النار » وعاقبثَةٌ البوازٌ ‪.‬‬

‫تتيةٌالرسول‬ ‫بأمور‬ ‫هم‬ ‫ت علئ‬‫ددوا‬


‫ثميقلمتصروا علئ مجرَّدٍ الإخبار » بلصاستشه‬
‫الحقيقة‬ ‫للبحث عن‬
‫غريبة » وأفعال عجيبة خارقةٍ للعادات ‪ +‬خارجةٍ عن مقدورات البشر ؛ فمنْ‬
‫وتبيتها في النفس‬ ‫شاهدّها أو سمع أحوالها بالأخبار المتواترة‪ ..‬سبق إلئ عقله إمكالٌ‬
‫صدقهم ؛ بل غلبَ علئ ظْنَهٍ ذلك بأوّل السماع قبل أنْ يمعنّ النظرّ في تمييز‬
‫المعجزاب عن عجائب الصناعات ‪ +‬وهنذا الظنٌ البديهٌ أو التجويز‬
‫الضروريُ ينزعٌ الطمانينة عن القلب"'' ؛ ويِحْشوةٌ بالاستشعار والخوف ؛‬
‫ويِهِيّجُهٌ للبحث والافتكار » ويسلبٌ عنه الدِّعَةّ والقرار » ويَحَذْرُهُ مغبّة‬
‫التساهل والإهمال ‪ +‬ويقرْرٌ عنده أنَّ الموتَ آتٍ لامحالة » وأنَّ مابعد‬
‫الموت منطوٍ عن أبصار الخلق » وأنَّ ما أخبرّ به هلؤلاء غيرٌ خارج عن حير‬
‫الإمكان ‪.‬‬

‫‏(‪ )١‬الطمانينة هنا ‪ :‬الركون والارتياح لمعلوم ماقبل المعجزة ؛ من جحود الرسالة ونحو‬
‫‪.‬‬ ‫أصلاً‬ ‫الفكرة‬ ‫خلزٌ القلب عن‬ ‫؛ أو هي‬ ‫ذلك‬

‫لف‬
‫فالحزمُ ترك التواني في الكشف عن حقيقة هنذا الأمر ؛ فما هؤلاء”''‪ -‬مع‬ ‫التهفاج‬ ‫وجوب‬

‫صدفهم قبل البحثٍ عن تحقيق قولهم ‪-‬‬ ‫العجائب التي أظإهرومهاكفيان‬


‫المحجّة بعد جلاء‬

‫الحجّة‬

‫بأقلّ من شخص واحد يخبرُنا عند خروجنا من دارنا ومحلٌ استقرارنا بأن سبعاً‬
‫من السباع قد دخل الدار فخذٌ حذرّك ؛ واحترز منه لنفسك جهدّك ‪.‬‬
‫فإنا بمجرد السماع ‪ +‬إذا رأينا ما أخبرّ عنه في محل الإمكان والجواز‪. .‬‬
‫لا نقَدِمٌُ على الدخول » بل نبالغ في الاحتراز » فالموث هو المستقر والوطن‬
‫قطعاً ‏ فكيف لا يكون الاحتراز لما بعده مهماً ؟!‬
‫فإذنُ ؛ أهمٌ المهمئات أننبحث عن قوله الذي قضى الذمنٌ في بادىء‬
‫الرأي وساب النظر بإمكانه ‪ :‬أهو محالٌ في نفسه على التحقيق ؛ أو هو حقٌّ‬
‫لا شك فيه ؟‬
‫فمن قوله ‪ :‬إن لكم ربا كلَفَكم حقوقا ؛ وهو يعاقكم علئ تركها ؛‬
‫ويثيبكم علئ فعلها ؛ وقد بعثني رسولاً إليكم لبن ذلك لكم ؛ فيلزمنا ‪-‬‬
‫لا محالةً ‏ أن نعرفٌ أن لنا ربا أم لا ؟ وإن كان‪ . .‬فهل يمكن أنْ يكون متكلماً‬
‫حتئ يأمرّ وينهئ » ويكلفَ ويبعث الرسلّ ؟ وإن كان متكلماً‪ . .‬فهل هو قادر‬
‫علئ أنْ يعاقبَ ويثيبَ إذا عصيناه أو أطعناه ؟ وإن كان قادراً‪ . .‬فهل هنذا‬
‫الشخص بعينه صادقٌ في قوله ‪ :‬أنا الرسول إليكم ؟‬
‫فإن اتضحّ لنا ذلك‪ . .‬لزمنا ‪ -‬لا محالة » إن كنا عقلاءً ‏ أنْ نأخذ حدرّنا‬
‫وننظر لأنفسنا » ونستحقر هذه الدنيا المنقرضة بالإضافة إلى الاخرة الباقية ؛‬
‫فالعاقل من ينظرٌ لعاقبته ؛ ولا يغْترٌ بعاجلته ‪.‬‬
‫ومقصودٌ هنذا العلم إقامةٌ البرهان علئ وجود الربّ تعالئ ؛ وصفاتَهِ ؛‬ ‫الكلام‬ ‫ثلمرة علم‬

‫وأفعاله ‏‪ ٠‬وصدقي رسلِه كما فصلناه في الفهرست”" ‪ .‬وكل ذلك مهرٌ‬


‫لماحيصنّ عنه لعاقل ‪.‬‬

‫‏(‪ )١‬أراد رسل الله تعالى المؤيّدين بالمعجزات الحسيّة والقوليّة ؛ المنقولة بالخبر المتواتر بعد‬
‫موتهم ‪.‬‬
‫فهرست هنذا الكتاب » انظر مقدمة المؤلف (اص ‪. ) 81‬‬ ‫(؟)‬

‫‪7‬‬
‫تحريجة‪ :‬فماهو‬ ‫فإن قلت ‪ :‬إني لست منكراً هنذا الانبعاث للطلب من نفسي ‏‪ ١‬ولكني‬
‫الباعث لذلك؟‬
‫لست أدري أنَّهُ ثمرةٌ الجبلّة والطبع ‪ +‬أو هو مقتضى العقل © أو هو موجبٌ‬
‫الشرع ؟ إذ للناس كلام في مدارك الوجوب‪ . .‬فهذا إنما تعره فيآخر‬
‫وجوداباعث‬ ‫الكتاب عند تعرضنا لمداركٍ الوجوب ؛ والاشتغالٌ به الآن فضولٌ ‏ بل‬
‫محرّض على وجوب‬
‫الإخلاص في البحث‬
‫لاسيل بعد وقوع الانبعاث إلا الانتهاضنُ لطلب الخلاص ؛ فمثالٌ الملتفت‬
‫» وهي معاود لع ؛ والرجل قادرٌ‬ ‫إن ذلك مثال رج لدغثة حي أو عقرب‬

‫اليمين أو من‬ ‫نب‬


‫ا من‬
‫جَةٌ‬
‫على الفرار ؛ ولكنّه متوقفٌليعرف أن الحيّةً جاءن‬
‫جانب الشمال ؟ وذلك من أفعال الأغبياء والجهال ‪.‬‬
‫نعود بالله من اشتغالٍ بالفضول ؛ مع تضيبييع المهمّاتٍ والأصول ‪.‬‬
‫‪#‬‬ ‫له‬ ‫لد‬

‫‪77‬‬
‫التررببالا‬

‫في الب ‪,‬اذ كله‬


‫اعلمٌ ‪ :‬أنَّ الأدلةً التي نحرّرُها في هنذا العلم تجري مَجْرى الأدوية التي‬
‫يعمالجر بهضانُ القلوب ؛ والطبيبٌ المستعمل لها إن لم يكن حاذقا ثاقب العفلٍ‬
‫رزينٌ الرأي‪ . .‬كان مايفسده بدوائه أكثرٌ مما يصلحه ؛ فليعلم المحضّزٌ‬
‫لمضمون هلذا الكتاب ‪ +‬والمستفيدٌ لهذه العلوم ‪ :‬أنَّ النامن أربع فري ‪:‬‬ ‫اختلاف الناس بما‬

‫الفرقة الأولئ ‪:‬‬ ‫أربع فرق‬

‫طائفةٌ آمنث بالله ؛ وصدذَّقتْ رسولَهُ ؛ واعتقدت الحقّ وأضمرنَةُ ؛ واشتغلث‬ ‫طائفة الفطرة السليمة‬

‫إما بعبادةٍ وإما بصناعة ؛ فهلؤلاء ينبغي أنْ يُتركوا على ما هم عليه ؛ ولا تحر‬
‫رحكم تعلم الكلام‬

‫بيحفها‬
‫صرعل ‪-‬وات لله‬
‫عقبائادُلهماستحثاث على تعلّم هنذا العلم ؛ فإِنَّ صاحبٌ الش‬
‫عليه لم يطالب العربٌ في مخاطبته اهم بأكثرٌ من التصديق ؛ ولم يفرقٌ بين أْ‬
‫يكون ذلك بإيمانٍ وعقّد تقليدي » أو بيقين برهاني ‪.‬‬

‫وهئذا مما غُلمّ ضرورة من مجاري أحواله في تزكيته إيمان من سبق من‬ ‫ناته ‪#‬إيمان‬
‫أجلاف الأعراب‬
‫أجلافٍ العرب إلى تصديقه لاببحث ولا برهان ؛ بل بمجرد قرينة ومخيلة‬ ‫بوجود مخيلة دل‬
‫» فقادتها إلى الإذعان للحقٌّ والانقياد للصدق ‏‪ ١‬فهنؤلاء‬ ‫ولئبهم‬
‫ققتل إ‬
‫سب‬ ‫عليه‬

‫مؤمنون حقاً » فلا ينبغي أن تشوْشٌ عليهم عقائدهم ؛ فإنَهُ إذا تليت عليهم‬
‫هنذه البراهين وما عليها مانلإشكالات وحلّها‪ . .‬لميُؤْمَنْ أنْ تعلَقَ بأفهامهم‬
‫مشكلةٌ من المشكلات » وتستولي عليها ولا تمحئ عنها بما بُكَرٌ من طرق‬
‫‪.‬‬ ‫الحل”"‬

‫(‪ )١‬الضمير في ( عليها ) و( عنها ) عائد للافهام‪. ‎‬‬


‫ميباثرك اسلف‬ ‫وعن هنذا'" ؛ لم يُنقَلْ عن الصحابة الخوض في هنذا الف" ؛‬
‫هذا‬
‫الخوض في‬
‫ا لعلم‬
‫لبامباحثة » ولباتدريس ‪ +‬ولتاصنيف ؛ بل كان شغلهم العبادة والدعوة‬
‫إليها ‏‪ ٠‬وحَمْل الخلتى علئ مراشدهم ومصالحهم في أحوالهم وأعمالهم‬
‫ومعاشهم فقط ‪.‬‬

‫الفرقة الثانية ‪:‬‬

‫طائفة أهل الكفقر‬ ‫طائفةٌ مالت عن اعتقاد الحقّ ؛ كالكفرة والمبتدعة ‪ :‬فالجافي الغليظُ‬
‫والجحود التي تأبى‬
‫اتباع الحتى‬ ‫منهم ؛ الضعيف العقلٍ » الجامدٌ على التقليد ‪ +‬المتمرنٌُ على الباطل من مبدأ‬
‫النشوء إلئ كبر السنٌ‪ . .‬لاينفع معه إلا السوط والسيف » فأكثرٌ الكفرة‬
‫أسلموا تحت ظلالٍ السيوف؛ إذ يفعلٌ الله بالسيف والسنان ما لا يفعل‬
‫بالبرهان‪.‬‬
‫وعن هنذا ؛ إذا استقرأت تواريخ الأخبار‪ ..‬لم تصادف ملحمة بين‬
‫حالهم‬
‫المسلمين والكفار إلا انكشفث عن جماعة من أهل الضلال مالوا إلى‬
‫الانقياد ‏ ولم تصادف مجمّع مناظرة ومجادلة انكشفت إلا عن زيادة إصرار‬
‫وعناد ؛ ولاتلن أنَّ هنذا الذي ذكرناه غضلٌ من منصب العقل وبرهانه ؛‬
‫لله بها إلا الأحاد من أوليائه ‪.‬‬ ‫ولكن نور العقل كرامةٌ لا يخ‬
‫لا يدركون‬ ‫لقصورهم‬ ‫فم‬ ‫‪+‬‬ ‫والجهل‬ ‫القصور‬ ‫الخلق‬ ‫على‬ ‫والغالبٌ‬

‫تضرٌّ‬ ‫فهلؤلاء‬ ‫؛‬ ‫الخفافيش‬ ‫أبصارٌ‬ ‫نوررّ الشمس‬ ‫تدرك‬ ‫لا‬ ‫كما‬ ‫‪+‬‬ ‫العقل‬ ‫براهينٌ‬

‫بهم العلوم كما تضرٌ رياح الورد بالجُمّل'" ؛ وفي مثل هنذا قال الشافعيٌُ‬

‫‪٠‬‬ ‫(‪ )١‬و( عن ) في مثل هلذا الموضع تفيد التعليل والتبب ؛ أي ‪ :‬ببب هذا لم يقل‪١ ‎‬‬
‫واستعمال ( عن ) بهنذا المعنئ سيراه القارىء الكريم مننشراً في هنذا الكتاب‪. ‎‬‬
‫إلا علئ ندرة ؛ والنادر لا يعم ‏‪ ١‬كالذي نقل عن سيدنا علي رضي الله عنه في مناظرة أهل‬ ‫‪0‬‬

‫الخوارج » وأجاب المؤلف‬ ‫ظرة‬


‫ا في‬
‫نهما‬
‫أرمة ابن عباس رضي اللهم عن‬
‫انل حب‬
‫القدر ؛ وع‬
‫لام الجلي الظاهر ء وفي محل الحاجة ؛ وذلك‬ ‫لانك من‬
‫اك‬ ‫رحمه الله عن ذلك ‪ :‬أنه‬
‫محمود في كل حال ‪ .‬انظر « إحياء علوم الدين ‪. ) 6011/44‬‬
‫)‪.‬‬ ‫عجز بيت للمتنبي وصدره ‪ ( :‬بذي الغباوة من إنشادها ضرر ) ‪ .‬انظر « ديواته » ( ‪7/9‬‬ ‫(؟)‬

‫ولا‬
‫[من الطويل]‬ ‫‪:‬‬ ‫رضي الله عنه وأرضاه‬

‫وَمَنْ َنم الْمُسْتَوْجِبينَ فَقَدْ طَل‬ ‫دََّنْ نح لْجيَالَ ‪.‬عِلْما اع‬


‫]‪-‬‬
‫الال‬ ‫ل‬ ‫اص‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫م‬

‫الفرقة الثالثة ‪:‬‬

‫طائفة اعتقدوا الح تقليداً وسماعاً ؛ ولكن خضّوا ةفي الفطرة بذكاء‬ ‫نزلثت‬ ‫مؤمئة‬ ‫طائفة‬
‫بباحته الث‬
‫وفطنة » فتنبّهوا مأننفسهم لإشكالات شككتهم في عقائدهم ؛ وزلزلت‬ ‫والشكرك‬
‫عليهم طمأنيتتهم » أو قرع سمعّهم شبهةٌ من الشَّبهِ » وجالت في صدورهم ‪.‬‬
‫فهاؤلاء يجب التلطّْفُ بهم في معالجتهم بإعادة طمانينتهم وإماطةٍ‬ ‫التدرج فايلعلاج‬

‫شكوكهم بما أمكنّ من الكلام المقنع المقبول عندهم » ولو بمجرد استبعادٍ‬
‫وتقبيح » أو تلاوة آية » أو رواية حديث ‪ +‬أو نقلٍ كلام من شخص مشهور‬
‫عندهم بالفضل ‪.‬‬
‫فإذا زال شكهٌ بذلك القدر ‪ . .‬فلا ينبغى أن يشافه بالأدلَّةِ المحررة علئ‬
‫ذلك ربما يفت عليه أبوابا أخَرَ من الإشكالات ؛ فإن‬ ‫إ ؛ن‬
‫فدال‬
‫مراسم الج‬
‫كان ذكياً فطناً لم يِقَنحْةٌ إلا كلام بصيرٌ علئ محكٌَ التحقيق ‪ . .‬فعند ذلك يجوز‬
‫أن يشافة بالدليل الحقيقي ‪ +‬وذلك علئ حسب الحاجة ‪ 6‬وفي موضع‬
‫خلىصوص‬
‫لل ع‬
‫اشكا‬
‫الإ‬

‫الفرقة الرابعة ‪:‬‬


‫لال يُتفرّسُ فيهم مخايل الذكاء والفطنة ؛ ويتوقع منهم‬
‫افةل منض أهل‬
‫طائ‬ ‫طاتفةضالة غير‬
‫مكابرة يؤنس منها‬
‫قبول الحقّ بما اعتراهم في عقائدهم من الريبة » أو بما يلين قلوبهم لقبول‬ ‫حق‬ ‫ايللإلى‬
‫الم‬
‫التشكيك بالجبلّة والفطرة ‪.‬‬
‫فهلؤلاء يجب التلطّفُ بهم في استمالتهم إلى الحق ؛ وإرشادهم إلى‬

‫‏(‪ )١‬رواء البيهقي ضمن أبيات تدندن حول هنذا المعنئ ‪ +‬مطلعها ‪:‬‬

‫نتم مثوراً لراعية القخم‬ ‫تر درا بين سارحة انعم‬


‫‪.‬‬ ‫‪/‬ى ‪(6‬‬
‫‪)7‬‬ ‫‪7‬لشافع‬ ‫« متا‬
‫‪7‬قب ا‬

‫‪17‬‬
‫الاعتقاد الصحيح لا في معرض المحاجّة والتعصب ؛ فإنّ ذلك يزيدٌ في‬
‫التعمسبية داء وسيء‬ ‫دواعي الضلال ء ريهيج بواعث التمادي والإصرار ‪ +‬وأكثرٌ الجهالات إنما‬
‫وسبيل شيطاني‬
‫العوامٌ بتعصب جماعة من جهال أهل الحتى أظهروا الحق‬ ‫وب‬
‫قختل في‬
‫رس‬
‫في معرض التحدي والإدلاء » ونظروا إلئ ضعفاء الخصوم بعين التحقير‬
‫والإزراء ؛ قثارت مبنواطنهم دواعي المعاندة والمخالفة ‏‪ ٠‬ورسخت في‬
‫نفوسهم الاعتقاداتُ الباطلة ؛ وعسُرٌ على العلماء المتلطْفينَ محؤها مع ظهور‬
‫فسادها » حتى انتهى التعصب بطائفة إلى أن اعتقدوا أن الحروف التي نطقوا‬
‫بها في الحال بعد السكوت عنها طول العمر قديمة”'" !‬
‫ولولا استيلاءً الشيطان بواسطة العناد والتعصب للأهواء‪ . .‬لما وجد مثلّ‬
‫التلطف والرحمة خبرً‬ ‫هنذا الاعتقادٍ مستقراً في قلب مجنون فضلاً عن قلب عاقل » فالمجادلة‬
‫والمعاندة داءٌ محض لا دواء له ؛ فليحترز المتديّنٌ منه جِهدَءُ ‏ وليترك الحقد‬
‫والضغينة » ولينظر إلئ كاَّةٍ خلق الله بعين الرحمة » وليستعن بالرفق واللطف‬
‫في إرشاد من ضلٌّ من هنذه الأمة » وليتحفظ من النكد الذي يحرّكٌ من الضالٌ‬
‫داعي الضلالة » وليتحقق أن مهيّجّ داعية الإصرار بالعناد والتعصب معينٌ على‬
‫‪ .‬ومطالبٌ بعهدة إعانته في القيامة ‪.‬‬ ‫دعة‬
‫لاربعلى‬
‫اإصر‬
‫ال‬
‫*‪#‬‬ ‫‪#‬ه‬ ‫‪| *#‬‬

‫‏(‪ )١‬وهم الحشوية المنتمون إلى الظاهر ؛ حيث اعتقدوا بقدم الحرف والصوت والرسم واللون‬
‫لكلام الله تعالئ » وكما قال إمام الحرمين الجويتي رحمه الله تعالئ ‪ ( :‬ولا خفاء‬
‫الحادث قديماً ) ‪ « .‬الإرشاد »‬ ‫لاب‬ ‫قمهم‬‫ن حك‬‫ا في‬
‫بول‬
‫بمراغمتهم لبديهة العق‬
‫‪0‬‬ ‫‏‪7١‬ص‬ ‫‏(‪١‬‬

‫لال‬
‫رسيا اك‬

‫يبلش لها لريكنف فراوضباتت‬


‫العلم والاشتغالَ بمجامعه ليس من فروض‬ ‫ذا‬
‫ن في‬
‫هخُّرّ‬
‫اعلم ‪ :‬أن التبِ‬
‫الأعيان ؛ بل هو من فروض الكفايات ‪.‬‬
‫فأما أنه ليس من فروض الأعيان‪ . .‬فقد اتضح لك برهانه في التمهيد‬
‫الثاني”'' ؛ إذ تبيّنَ أنه ليس يجب علكئافة الخلق إلا التصدينٌ الجازم ؛‬
‫والشك في الإيمان » وإنّما تصيرٌ إزالةٌ الشك فرضّ‬ ‫رنيب‬
‫لع‬‫اقلب‬
‫وتطهيرٌ ال‬
‫عين في حقٌّ من اعتراه الشكٌ ‪.‬‬
‫فإن قلت ‪ :‬فلم صار من فروض الكفايات ‪ +‬وقد ذكرت أن أكثر الفرق‬ ‫تحريجة‪ :‬فلم هو من‬

‫علاهم ؟‬
‫فك و‬
‫يهمن ذل‬
‫يضر‬ ‫فروض الكفايات؟‬

‫فاعلم ‪ :‬أنَُّ قد سبق أن إزالةً الشكوك في أصول العقائد واجبة » واعتوارٌ‬


‫الشكٌ غيرٌ مستحيل وإن كان لا يقع إلا في الأقل ‪ +‬ثم الدعوة إلى الحتى‬
‫بالبرهان لمن هو مصرّ على الباطل » ومحتمل بذكائه لفهم البراهين‪ . .‬مهد‬
‫في الدين © ثم لايبعدٌ أن يثورّ مبتدعٌ ويتصدئ لإغواء أهل الحق بإفاضة‬ ‫تثوير البدع والشكرك‬
‫محتمل في كلزماذ‬
‫الشبهة فيهم » فلا بد مكَّنْ يقاومُ شبِهنَةُ بالكشف ؛ ويعارض إغواءه بالتقبيح ‏‪٠‬‬
‫ولا يمكنُ ذلك إلا بالعلم ؛ ولا تنفْكٌ البلادٌ عن أمثال هنذه الوقائع ‪ 6‬فوجبّ‬
‫أن يكونَ في كل قطر من الأقطار وصقع من الأصقاع قائمٌ بالحقّ ؛ مشتغل‬
‫بهذا العلم » يقاومُ دعاة المبتدعة » ويستميلٌ المائلين عن الحيّ © ويصفي‬
‫قلوبٌ أهل السنة عن عوارض الشبهة » فلو خلا عنه القطر ‪ . .‬حرج به أهلّ‬
‫القطر كافةٌ ؛ كما لر خلا عن الطبيب والفقيه ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫‪67‬‬ ‫انظر (اص‬ ‫‪010‬‬

‫‪7‬‬
‫الاشتغال بالفقه في‬ ‫نعم ؛ من أَئِسَ من نفسه تَعلَّمّ الفقه أو الكلام ؛ وشَغَّر الصقمٌ عن القائم‬
‫ومتكلم أولى ؛ لعموم‬ ‫يهمال'" ؛ ولم يتس زمانةٌ للجمع بينهما ؛ واستفتّئ في تعيين ما يشتغل به‬
‫الحاجة إليه‬ ‫منهما‪ . .‬أوجبنا عليه الاشتغالَ بالفقه ؛ فإن الحاجة إليه أعمٌ ؛ والوقائع فيه‬
‫أكث؛ ؛ فلا يستغني أحدٌ في ليله ونهاره عن الاستعانة بالفقه ؛ واعتوارٌ‬
‫الشكوك المُّحْوجةٍ إلئ علم الكلام ناد" بالإضافة إليه ؛ كما أنه لو خلا البلد‬
‫عن الطبيب والفقيه ‪ . .‬كان الاشتغالٌ بالفقه أهمّ ؛ لأنَّه يشتركٌ في الحاجة إليه‬
‫الجماهير والدهماء”"؟ ؛ وأما الطبٌ‪ . .‬فلياحتاج إليه الأصحاء ‏‪ ١‬والمرضئ‬
‫أقلّ عدداً بالإضافة إليهم ‏‪ ١‬ثم المريض لا يستغني عن الفقه كما لا يستغني‬
‫الفقه لحياته الباقية ‏‪١‬‬ ‫لى‬
‫إ »‬
‫وانية‬
‫عانلطب ‏‪ ١‬وحاجته إلى الطب لحياته الف‬
‫اتين ‪.‬‬ ‫حايبين‬
‫ل م‬
‫وشاتان‬
‫ا‬

‫فإذا نسبتَ ثمرة الطب إلئ ثمرة الفقه ‪ . .‬علمتَ أن ما بين المّثمرين ما بين‬
‫الثمرتين » ويدلُكَ علئ أن الفقة أهٌ العلوم ؛ لاشتغال الصحابة بالبحث عنه‬
‫الأصل هر الاعتقاد‬ ‫في مشاوراتهم ومفاوضاتهم ؛ ولا ِعْرَّكَ ما يؤل به من ييعظّمٌ صناعة الكلام‬
‫من أنه الأصلٌ » والفقة فرع له ؛ فإنّها كلمة حي ؛ ولكنها غيرٌ نافعة في هنذا‬
‫السليي؛ وليس علم‬

‫الكلام‬
‫المقام ‪ .‬فإنٌ الأصلّ هو الاعتقااً الصحيح والتصديق الجزم”” ‪ +‬وذلك‬
‫حاصلٌ بالتقليد ؛ والحاجةٌ إلى البرهان ودقائق الجدل نادرة » والطبيبٌ أيضاً‬
‫‪ +‬وحياتكٌ‬ ‫عتي‬
‫نٌاعلئ‬
‫صقوف‬
‫قد يِلبّنُ فيقول ‪ :‬وجودكً ووجودٌ بدنك مو‬
‫‪.‬‬ ‫بالدين‬ ‫الاشتغال‬ ‫؛ ثم‬ ‫أولاً‬ ‫والصكّةٌ‬ ‫فالحياة‬ ‫؛‬ ‫بي‬ ‫منوطةٌ‬

‫*‪#‬‬ ‫|»‬ ‫|‬

‫) ‪.‬‬ ‫شمر ‪ :‬خلا » كما جاء في ( ب‬ ‫‪6‬‬


‫(؟) الدهماء ‪ :‬الاسولادأعظم من الناس ؛ أي ‪ :‬العامة ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫الازع‬
‫نب‬‫ماطع‬
‫ييع النسخ ‪ : -‬الق‬ ‫مر ف‬
‫جمصد‬
‫(©) التصديق الجرّم ‏ كذا بال‬

‫‪17‬‬
‫التمالا بع‬
‫يبن ناز ِل َي صذْا ها لكاب‬
‫« محكٌ‬ ‫؛ وقد أوردنا بعضّها في كتاب‬ ‫الأدلة متشتبة‬ ‫‪ :‬أن مناهج‬ ‫اعلم‬

‫ذا‬
‫هنان في‬
‫النظر » ؛ وأشبعنا القول فيها في كتاب « معيارٌ العلم » ‪ 6‬ولك‬ ‫سبب الاقتصار على‬
‫ثلائة مناهج فقط‬
‫المنغلقة والمسالك الغاهضة ؛ قصداً للإيضاح ‏‪٠‬‬ ‫طنرق‬
‫لع‬‫ارزٌ‬
‫الكتاب نحت‬
‫وميلاً إالىلإيجاز » واجتناباً للتطويل ‪.‬‬

‫اّدء‬ ‫ا‬ ‫ٍْ‬ ‫المنهج الأول ‪:‬‬


‫السَبّرُ والتلةتقسيم”' ‪ :‬وهو أن نحصرّ الأمرّ في قسمين » ثمنبطل‬ ‫تعريف وتمثيل السبر‬

‫أحدّهما ؛ فتعلم منه ثبوتَ الثاني ؛ كقولنا ‪ :‬العالم ‪ :‬إمحاادث ‪ .‬وإما‬


‫قديمٌ » ومحالٌ أنْ يكونَ قديماً ؛ فلزمٌ منه أن يكونَ حادثاً لا محالة ‏‪ ١‬وهنذا‬
‫الملازطمُل هووبنا » وهو علمٌ مقصودٌ استفدناه من علمين آخرين ‪.‬‬
‫أحدهما ‪ :‬قولنا ‪ :‬العالمٌ ‪ :‬إمقاديمٌ ؛ وإما حادثٌ ‪ .‬فَإنَ الحكمٌ بهنذا‬
‫الاتحصار علمٌ ‪.‬‬
‫والثاني ‪ :‬قولنا ‪ :‬ومحالٌ أن يكونٌ قديماً » فإن هنذا علمٌ آخرٌ ‪.‬‬
‫‪ :‬أنه حادث ‪.‬‬ ‫والثالث ‪ :‬هو اللازمُ منهما » وهو المطلوب‬
‫وكلٌّ علم مطلوب ‪ :‬فلا يمكن أن يستفادٌ إلا من علمين هما أصلان ؛‬ ‫شرط إنتاج العلم‬
‫الثالث‬
‫ولأاصكللين”" ؛ بل إذا وبقعينهما ازدواجٌ علئ وجهٍ مخصوص وشرط‬
‫‏(‪ )١1‬ويسميه المنطقيون بالشرطي المنفصل ‪ +‬ويسميه الإمام الغزالي بالتعاند ‪ .‬ه محك النظر ؟‬
‫‏)‪ 3 ١‬المستصفئ )‪ 6‬‏(‪). 176 /١‬‬ ‫(ذصض؟ة‬
‫العلم الثالك ‏ المسمئ بالدعوئ أو المطلوب أو الفائدة والفرع ‏ إلا من‬ ‫أي ‪ :‬لا يحصل‬ ‫)(‬

‫مم‬
‫مخصوص » فإذا وقع الازدواج علئع شرطه‪ . .‬أفاد علماً ثالثاً ‏‪ ٠‬وهو‬
‫أسماء العلم الناتج‬ ‫المطلوب » وهنذا الثالث قد نسميه دعوئ إذا كان لنا خصمٌ ؛ ونسميه مطلوباً‬
‫من الأصلين‬
‫إذا لم يكنْ لنا خصءٌ ؛ لأنه مطلبٌ الناظر » ونسميه فائدةً وفرعاً بالإضافة إلى‬
‫الأصلين ؛ فإنه مستفاد منهما » ومهما أقرّ الخصم بالأصلين‪ . .‬يلزمه ‪-‬‬
‫لا محالةً ‏ الإقرارٌ بالفرع المستفاد منهما ؛ وهو صَحَةٌ الدعوئ ‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫المنهج الثاني ‪:‬‬

‫أن نرتبّ أصلين علئ وجهِ آخرّ ‪ :‬مثلّ قولنا ‪ :‬كل ما لا يخلو عن‬
‫‪ +‬وهو‬ ‫الحوادث‬ ‫وهو أصل د والعالم لا يخلو عن‬ ‫الحوادث فهو حادثٌ‬

‫أصلٌ آخرٌ ؛ فيلزم منه صِحّة دعوانا وهو أن العالمّ حادثٌ ؛ وهو المطلوبُ ‪.‬‬

‫إلزامٌ الخصم باللشبجة‬ ‫بالأصلين ثم يمكنةٌ إنكارٌ صحَّةٍ‬ ‫مَل ‪ :‬هيلتصوَرُ أن يقر الخص‬
‫حتم‬
‫الدعوى ؟ فتعلم قطعاً أن ذلك محال ‪.‬‬

‫ا‬ ‫المنهج الثالث ‪:‬‬

‫ألناتعرّضٌ لثبوت دعوانا » بلندعي استحالةً دعوى الخصم ‪ :‬بأننبي‬


‫أنه مفض إلى المحال » وما يفضي إلى المحال فهو محالٌ لا محالة ‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬قولنا ‪ :‬إن صحٌ قو الخصم ‪ :‬إن دورات القلَكِ لا نهاةً لها‪. -‬‬
‫لزم منه صحة قول القائل ‪ :‬إن ما لا نهاية له قد انقضئ وفرغ منه ‏‪ ١‬ومعلومٌ أن‬
‫هنذا اللازم محال ؛ فيلزم منه ‪ -‬لا محالة ‏ أن المفضئ إليه محال © وهو‬
‫‪:‬‬ ‫؛ فهلهنا أصلان‬ ‫الخصم‬ ‫مذهب‬

‫أحدهما ‪ :‬قولنا ‪ :‬إن كانت دوراتٌ الفلك لانهاية لها‪ . .‬فقد انقضئ‬
‫ما لا نهاية له ؛ فإن الحكم بلزوم انقضاء ما لا نهاية له على القول بنفي النهاية‬
‫إقرارٌ‬ ‫ونحكم به ؛ يُتصوَّرٌ فيه من الخصم‬ ‫تدعيه‬ ‫‪ .‬علم‬ ‫الفلك‪.‬‬ ‫دورات‬ ‫عن‬

‫» لا مجرد أصلين أي كانا ‏‪ ٠‬فتحضّل‬ ‫متين‬


‫قطدبين‬
‫ملوس‬
‫لا‬‫احد‬
‫أصلين بينهما ارتباط ‪ +‬كال‬
‫للوصول لهنذا الثالث وجود أمرين ‪ :‬وجود الأصلين ‏‪ ٠‬ووجود ارتباط بينهما ‪.‬‬

‫لا‬
‫‪ :‬لا أسلم أنه يلزم ذلك ‪.‬‬ ‫لَ‬
‫ق ؛وبأنْ‬
‫يكار‬
‫وإن‬
‫والثاني ‪ :‬قولنا هنذا اللازمٌ محالٌ » فإنَُّ أيضاً أصلْ يتصور فيه إنكار ؛‬
‫بأن يقول ‪ :‬سلمت الأصل الأول » ولكن لاأسلم هنذا الثاني وهو استحالة‬
‫انقضاء ما لا نهاية له » ولكن لو قر بالأصلين ‪ . .‬كان الإقرار بالمعلوم الثالث‬
‫اللازم منهما واجياً بالضرورة ‪ +‬وهو الإقرارٌ باستحالة مذهبه المفضي إلئ‬
‫هنذا المحال”" ‪.‬‬
‫فهلذه ثلاثةٌ مناهج في الاستدلال جليّة » لا يتصور إنكار حصول العلم‬
‫منها ؛ فالعلمُ الحاصل المطلوب هو المدلولٌ ؛ وازدواج الأصلين الملزمين‬
‫لهذا العلم هو الدليل ؛ والعلم بوجه لزوم هنذا المطلوب من ازدواج‬
‫الأصلين علمٌ بوجه دلالةٍ الدليل » وفكرك الذي هو عبار عن إحضارك‬
‫العلم لثالث من العلمين‬ ‫‪ +‬وطلبُكٌ التفطنّ لوجه ‪1‬‬ ‫هن‬
‫لينذ في‬
‫اأصل‬
‫‪.‬ال‬
‫‪١‬‬ ‫‏‪١,‬‬ ‫'ْ‬ ‫الأصلين ‪. .‬اهلونظرٌ ‪.‬‬
‫فإذن ؛ عليك في درك العلم المطلوب وظيفتان ‪:‬‬ ‫الباحك‬ ‫وظفا‬

‫المدلول‬ ‫لتحصيل‬
‫إحداهما ‪ :‬إحضارٌ الأصلين في الذهن ؛ وهنذا يسمئ فكراً ‪.‬‬
‫والأخرئ ‪ :‬تشوّفك إلى التفطن لوجه لزوم المطلوب من ازدواج‬
‫الأصلين ‪ +‬وهنذا يسمئ طلباً ‪.‬‬
‫َدٌ التفاتهُ إلى الوظيفة الأولئ حيث أراد حدٌّ النظر ‪ :‬إنه‬
‫فلذلك قاجلر من‬
‫الفكر ‏‪ ١‬وقال من جرد التفاته إلى الوظيفة الثانية في حدٌ النظر ‪ :‬إن طلبٌ علم‬
‫أغولبةٌ ظنٌ » وقال من التفت إلى الأمرين جميعاً ‪ :‬إنه الفكر الذي يطلب به‬
‫من قام به علماً أو غلبة ظن ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫ية‪‎‬‬
‫الكه لا‬
‫تنالف‬
‫(‪ )١‬باانلمالة ‪ :‬دعوى الخصم ‪ :‬دومرات‬
‫الأصل الأول ‪ :‬انقضاء ما لا نهاية له بناءً علئ هلذه الدعوى لزوماً‪. ‎‬‬
‫اثبساتتحالة انقضاء ما لانهاية له‪. ‎‬‬
‫الأصل الثاني ‪ :‬نفهينذا اللازم ؛ وإ‬
‫المعلوم الثالث ‪ :‬الإقرار بعد تسليم الخصم بالأصلين معاً باستحالة الدعوئ » وبطلان‪‎‬‬
‫؛ وإثبات ضدها بأنها متناهية » وهو المطلوب‪. ‎‬‬ ‫تنغيارهية‬
‫قوله ‪ :‬إن دورات المفلك‬

‫م‪8‬‬
‫فهكذا ينبغي أن تفهم الدليلٌ والمدلول ‏ ووجة الدلالة وحقيقة النظر ء‬
‫فاي‬
‫تراتش » ل‬
‫ودع عنك ما سُوَّدتْ به أوراقٌ كثيرة من تطويلاتٍ وترديد عبا‬
‫غليلٌ طالب ‪ +‬ولا تسكن نَهْمةً متعطش ‪ 6‬ولن يعرف قدرّ هئذه الكلمات‬
‫الوجيزة إلاا مننصرف خائباً عن مقصدِه بعد مطالعةٍ تصانيفٌ كثيرة ‪.‬‬
‫علامةعلىفهم‬ ‫فإنْ راجعتَ الآنّ في طلب الصحيح مما قيل في حدٌ النظر ‪ . .‬دلّ ذلك‬
‫عل أَنَكَ لم تحظ من هنذا الكلام بطائل ‪ +‬ولم ترجع منه إلئ حاصل » فإنَّكَ‬
‫الظطر‬ ‫المراد من‬

‫وتأكيد بيانه‬

‫إذا عرفت أنه ليس هلهنا إلا علوم ثلاثة ‪ :‬علمان هما أصلان يرتبانٍ ترتيباً‬
‫مخصوصاً ؛ وعلم ثالث يلزم منهما ؛ وليس عليك فيهما إلا وظيفتان ؛‬
‫إحداهما ‪ :‬إحضارٌ العِلْمِين في ذهنك ؛ والثانية ‪ :‬التفطُّنٌ لوجه لزوم العلم‬
‫الثالث منهما » والخيرة بعد ذلك إليك في إطلاق لفظ النظر في أن تَعيِرّ به ‪:‬‬
‫عن الفكر الذي هو إحضار العلمين في ذهنك ‪ .‬أو عن التشوّفٍ الذي هو‬
‫طلب التفطن لوجه لزوم العلم الثالث » أو عن الأمرين جميعاً ؛ فإن العباراتٍ‬
‫مبواحاةٌل ؛اصطلاحاتٍ لا مُشاحَّة فيها ‪.‬‬
‫رادي‬ ‫تحريجة‪:‬‬ ‫فإن قلت ‪ :‬فغرضي أن أعرف اصطلاحات المتكلمين ‪ +‬فإنّهم عبَّروا‬
‫معرفة الاصطلاح؛‬
‫ماالتظر؟‬ ‫بالنظر عَمَّاذا ؟‬
‫فاعلم ‪ :‬أنّك إذا سمعتَ واحداً يحدٌ النظر بالفكر ‏ وآخر بالطلب ‏‪ ١‬وآخر‬
‫اصطلاحاتهم على ثلاثة‬ ‫ت"لفياف‬
‫خرب”'‬
‫بالفكر الذي يطلب به‪ . .‬لماتست‬
‫أوجه » والعجبُ ممن لا يتفطنُ لهنذا ؛ ويفرضٌ الكلام في حدٌ النظر مسألة‬
‫المعنى‬ ‫وليس يدري أن حظ‬ ‫حندود!‬
‫احدل م‬
‫خلافية ‏ ويستدل لصحة وا‬
‫ذنه الأمور لاخلاف فيه ‪ .‬وأانلاصطلاح لا معنئ للخلاف‬ ‫ل م‬ ‫هعقول‬
‫الم‬
‫فيه ‏‪ ٠‬وإذا أنت أنعمت النظر واهتديت للسبيل‪ . .‬عرفتَ قطعاً أن أكثرّ‬
‫الأغاليط تنشاً من ضلالٍ مَنْ طلب المعاني من الألفاظ » ولقد كان من حفّهٍ أنْ‬
‫ثانياً » ويعلمٌ أنها اصطلاحاتٌ‬ ‫ليفاظ‬
‫أ ف‬
‫يقررّ المعانيّ أولاً » ثما ينلظرٌ‬

‫في(ج)‪ (٠: ‎‬وآخر بالفكر الذي يطلب به من قام به علماً أو غلبة ظن‪ . .‬لم يسترب‪) ‎‬‬ ‫(‪)١‬‬

‫ام‬
‫لا تتغيّرٌ بها المعقولات ‪ .‬ولكن منْ حرمٌ التوفيق‪ . .‬استدبرٌ الطريق ‏‪ ٠‬وترك‬
‫التحقيق ‪.‬‬

‫فإن قلت ‪ :‬إني لا أستريبٌ في لزوم صحَّةٍ الدعوئ من هنذين الأصلين إذا‬ ‫فساوجه‬ ‫تحريمة‪:‬‬

‫إلزام الخصم وسيل‬


‫أقرّ الخصم بهما على هنذا الوجه » ولكنْ من أينَ يجب على الخصم الإقرارُ‬ ‫ذلك؟‬

‫بهما ؟ ومن أين تَقْتتصِنُ هلذه الأصولُ المسلمة الواجبةٌ التسليم ؟‬


‫فاعلم ‪ :‬أن لها مداركٌ شتئ ‪ +‬ولكن الذي نستعمله في هذا الكتاب‬
‫نجتهّد ألا يعدي ستةً مدارك ‪:‬‬ ‫المدارك المعتمدة في‬
‫هذاالكتاب‬
‫الأول ‪:‬‬

‫الحسيات ‪ :‬أعني المُدركٌ بالمشاهدة الظاهرة أوالباطنة ‪.‬‬

‫مثاله ‪ :‬أن إذا قلنا مثلاً ‪ :‬كل حادث فله سيب » وفي العالم حوادث ؛‬

‫الخصم الإقرار به ؛ فإنه يُدركٌ بالمشاهدة الظاهرة حدوثُ أشخاص‬


‫‪:‬‬ ‫والألوان‬ ‫الأصواتٌ‬ ‫الأعراض‬ ‫ومن‬ ‫‪,‬‬ ‫والأمطان‬ ‫والغيوم‬ ‫والنبات‬ ‫الحيوانات‬

‫وإن تَحْيّل أنّها منتقلة‪ . .‬فالانتقالٌ حادث » ونحن لم نذّع إلا حادثاً ما ؛ ولم‬
‫يعلم‬ ‫‏‪ ٠‬وكذلك‬ ‫أو غيره‬ ‫انتقال‬ ‫أو‬ ‫عرض‬ ‫أو‬ ‫جوهرٌ‬ ‫الحادث‬ ‫ذلك‬ ‫نعيِّنْ أن‬

‫بالمشاهدة الباطنة حدوث الآلام والأفراح والغموم في قليه وبدنه ‪ +‬فلا يمكنه‬
‫إنكاره ‪.‬‬

‫الثاني ‪:‬‬

‫العقلي المحضٌ ‪ :‬فإنا إذا قلنا ‪ :‬العالم ‪ :‬إما حادثٌ » وإما قديمٌ » وليس‬
‫وراء القسمين قسج ثالث‪ . .‬وجبٌ الاعتراف به علئ كل عاقل ‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬أن نقولٌ ‪ :‬كل ما لا يسبقٌّ الحادث فهو حادثٌ » والعالم لا يسبق‬
‫الحادث ؛ فهو حادثٌ » فأحدٌ الأصلين قولنا ‪ :‬إن ما لا يسبق الحادث فهو‬
‫حادثٌ » ويجب على الخصم الإقرارٌ به ؛ لأن ما لا يسبق الحادث ‪ :‬إما أن‬

‫غم‬
‫يكون مع الحادث ؛ أو بعده ؛ ولا يمكنٌ قسمٌثالث ‪ .‬فإن ادعئ قسماً‬
‫ثاثا ‪ .‬كان منكراً لما هو بديهي ؛في العقل ‪ +‬وَإِنْ أنكرّ أن ما هو مع الحادث‬
‫أو بعده فهو حادث!‪١‬‏ ‪ . .‬فهو أيضاً متك" للبديهة ‪.‬‬

‫الثالث ‪:‬‬

‫‪ :‬أننقول ‪ :‬محمدٌ صلى الله عليه وسلم صادقٌ ؛ لأنّ‬ ‫ثترا ‪:‬له‬
‫متوا‬
‫الم‬
‫مءًعجزة فهو صادق » وقبداجالءمهوعجزة ؛ فهو إِذنْ‬
‫كلبامنل جا‬
‫صادقٌ ‪.‬‬
‫تحريجة‪ :‬لالم‬ ‫فإن قيل ‪ :‬لا أسلم أنه جاء بالمعجزة ‪.‬‬
‫مثال التواتر‬ ‫فنقول ‪ :‬قد جاءً بالقرآن » والقرَآنٌ معجزة ؛ فإِذنُ قد جاء بالمعجزة ‪.‬‬
‫فإِنْ سلَّمَ أحدّ الأصلين » وهو ‪ :‬أن القرَآنَ معجزة © إما بالطزع أو‬
‫بالقرآن » وقال ‪:‬‬ ‫اء‬
‫بالدليل » وأراد إنكار الأصل الثاني » وهو ‪ :‬أنهج قد‬
‫لا أسلّم أن القرآن مماجاءٌ به محمد صلى الله عليه وسلم ‪ . .‬لم يمكنةٌ ذلك ؛‬
‫الاستدلال‬ ‫رجه‬ ‫فإ التواتر يحصلٌ العلم لنا به كما حصلٌ لنا العلمٌ بوجوده » وبدعواه النبوة ؛‬
‫بالمتواتر‬ ‫يق‬ ‫ء‪.‬‬ ‫‏‪١‬‬
‫ِ‬ ‫الأنبياء‬ ‫وسائر‬ ‫‪+‬‬ ‫وموسئ‬ ‫ووجوددوعيسئ‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫مكَّةً‬ ‫وبوجود‬

‫الرابع‬
‫أنْ يكون الأصل مثا بقياس آخرّ يستند بدرجة واحدة أو درجات كثيرة ؛‬
‫صخٌلين‬
‫أ فر‬
‫إما إلى الحسيات » أو العقليات » أو المتواترات ‪ :‬فإن مال هو‬
‫يمكن أنْ يجعلٌ أصلاً في قياس آخر ‪.‬‬
‫عل‬
‫ج أن‬
‫نننا‬
‫مثاله ‪ :‬أنَّا بعد أن نفرغ من الدليل علئ حدث العالم‪ . .‬يمك‬

‫‏(‪ )١‬رفي ( و ) ‪ ( :‬فهو ليس بحادث ) أي ‪ :‬وإن أنكر ما هو مع الحادث أو بعده فهو عنده ليس‬
‫مدثع)نئ‬ ‫ل حا‬‫وواغير‬
‫يهة ‪ .‬وفي (‪ )1‬واه ) ‪ ( :‬فه‬ ‫دتكر‬
‫بم‬‫لضاً‬
‫ل أي‬
‫بحادث‪ . .‬فهو‬
‫نفسة‬

‫ومسألة التواتر هنا ‪ :‬إضافة معجزة القران الكريم إلى شخصه عليه الصلاة والسلام © فهر‬ ‫()‬
‫وهئذه الإضافة بالتواتر كحلمنا وعله‬ ‫خذابر‬
‫ل هن‬
‫النا‬
‫المخبر عن ربه بهلذا الكتاب ‪ .‬وص‬
‫‪.‬‬ ‫ادعى النبوة واسمه محمد دون منازع في ذلك‬ ‫الخصم بوجود شخص‬

‫دم‬
‫حدثٌ العالم أصلاً في نظم قياس مثلّ أن نقول ‪ :‬كل حادث فله سببٌّ ؛‬
‫سَنبلهبٌ » فلا يمكنهم إنكارٌ كون العالم حادثاً بعد أنْ‬
‫والعالمٌ حادثٌ ؛ فَإذ‬
‫أثبتناه بالدليل ‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫الخامس‬

‫السمعيّاتُ ‪ :‬مثاله ‪ :‬أن ندعى مثلاً أن المعاصىّ بمشيئة الله ؛ فنقول ‪:‬‬
‫يوئة الله » والمعاصى كائثنة ؛ فهى إِذنْ بمشيئة الله ‪.‬‬‫مئنش فه‬
‫كلب كا‬
‫فأما قولنا ‪ :‬هي كاثنة ‪ . .‬فمعلومٌ وجودها بالحسنٌ ‏‪ ١‬وكونها معصية معلومٌ‬
‫بالشرع ‪.‬‬
‫وأما قولنا ‪( :‬ككلائن بمشيئة الله ) فإذا أنكرّ الخصم ذلك‪ . .‬مَنعَهُ‬
‫له”"' ؛ فإن‬
‫لبْتَي علي‬
‫الشرع ؛ مهما كان ‪ :‬مقراً بالشرع » أوبكاان"ل قدد أَتْ‬
‫‪.‬‬ ‫لءه‪.‬‬
‫اال شا‬
‫نثبِت هنذا الأصل بإجماع الأمة على صدق قول القائل ‪ « :‬م‬
‫كان » وما لم يشأ‪ . .‬لم يكن **"' فيكون السمع مانعاً من الإنكار ‪.‬‬

‫السادس ‪:‬‬

‫أن يكون الأصل مأخوذاً من معتقد الخصم ومسلّماته ‪ :‬فإنه وإن لم قم لنا‬
‫عليه دليلٌ ؛ ولم يكن حسياً ؛ ولا عقلياً‪ . .‬انتفعْنا باتخاذه أصلاً في قياسنا ؛‬
‫نهكار ؛ لأنَّ الإنكار هادمٌ لمذهبه"' ؛ وأمثلةٌ هنذا مما يكثرُ ؛‬
‫اتنلعإعلي‬
‫وام‬
‫‪.‬‬ ‫يئله‬
‫ي إل‬
‫عاجة‬
‫ت ح‬
‫فلا‬

‫‏(‪ )١‬الضمير في ( كان ) عائد للشرع ‪ .‬كذا في حاشية ( و ) والتقدير ‪ :‬أو كان الشرع قد ألبت‬
‫عليه بدليل التواتر ‪-‬‬
‫(؟) ‏ جاء في حاشية ( و ) عند قوله ( بالدليل ) ‪ :‬أعني المتواتر » وهو المدرك الثالث ‪ +‬وقيل‬
‫فوله ‪ ( :‬فإنا ) ‪ -‬وهو لحاق العبارة ‏ حذفٌ ؛ تقديره ‪ :‬فإن لم نثيته به‪ . .‬فإنا نثبته بدليل‬
‫السمع ‪ +‬وهو ‪ « :‬ما شاءالله‪ ..‬كان ء ومالم يشأ‪ . .‬لم يكن » ‏‪ ١‬وبإجماع الأمة على‬
‫صدق [القول] ‪.‬‬
‫وهو جزء من حديث زواه أبو داوود ( ‪ ) 0700‬ولي المراد الحديث فقط » بل إجماع‬ ‫‪9‬‬
‫الأمة علئ صدق هنذا القول مطلقاً كحقيقة ومسلمة شرعية ‪.‬‬
‫كذا في ( د ) » وفي باقي النسخ ‪ ( :‬وامتنع عليه الإنكارٌ الهآدم لمذهبه ) ‪.‬‬ ‫‪0‬‬

‫ل‬
‫تحريجة‪ :‬فهل‬ ‫فإنْ قلت ‪ :‬فهل من فرق بين هنذه المدارك في الانتفاع بها في المقاييس‬
‫المدارك في الانتطفاع‬
‫سصواة؟‬
‫النظرية ؟‬
‫الفائدة ؛ فإِنَّ المداركٌ العقلية والحسّيٍّ‬ ‫وم‬
‫م في‬
‫عاوتة‬
‫فاعلم ‪ :‬أنها متف‬
‫عامةٌ مع كافة الخلق ؛ إلا من لا عقلّ له ؛ أو لا حسنٌّ له وكان الأصل معلوماً‬
‫بالحسنٌ الذي فقده ؛ كالأصل المعلوم بحاسَّةٍ البصر إذا استعمل مع الأكمه ‪: .‬‬
‫فإنَُ لاينفع » والأكمةٌ إذا كاانلنهواظرّ‪ . .‬لميمكنه أن يتخذ ذلك‬
‫‪.‬‬ ‫لغأفيصحقّمٌ‬
‫اسمو‬
‫أصلا”' ' ‪ .‬وكذلك الم‬
‫فأما المتواتر‪ . .‬فنَّه نافع ؛ ولكنْ في حقّ من تواتر إليه ل‬
‫في الحال من مكان بعيد لم تَبلغةٌ الدعوة » وأردنا أنْ نيّنَ له بالتواتر ‪:‬‬
‫محمداً صلى الله عليه وسلم تحدّىئ بالقرأن‪ . .‬لم يُقد ل‬

‫حتئ يتواترّ عنده » ورب شيء يتواترٌ عند قوم دون قوم ‪.‬‬
‫فقول أبي حنيفة”"" رضي الله عنه في مسألة قتل المسلم بالذمي متواترٌ عند‬
‫الفقهاء من أصحابه دون العوامٌ مانلمقلدين ؛ وكم من مذاهبً له فيأحاد‬
‫المسائل لا تتوات؟؛ عند أكثر الفقهاء ‪.‬‬

‫وأما الأصل المستفاد من قياس آخر ‪ . .‬فلا ينفعٌ إلا مع من قير معه ذلك‬
‫القياس ‪.‬‬

‫ل تننفعاظر مع من‬
‫اّما‬
‫وأما مسلماث المذاهب‪ . .‬فلاالتنفنعاظر » وإنِ‬
‫‪.‬‬ ‫ملكذهبٌ‬
‫ل ذ‬
‫اقدٌ‬
‫يعت‬

‫وأما السمعياث‪ . .‬فلا تنفع إلا مع من ثبت السمع عنده ‪.‬‬

‫(‪ )1‬في ( و ) ‪ ( :‬لم يمكنه ذلك أصلاً ) ‪.‬‬


‫كذا في (و) مصححاً » ووقع في بافي التسخ ‪ ( :‬الشاقعي ) ويستقيم ما في النسخ‬ ‫‪0,‬‬
‫الإمام في ‏‪ ١‬محك‬ ‫‪ +‬وبهلذا مثل‬ ‫بالذمي‬ ‫‪ :‬أن المسلم لا يقتل‬ ‫فيها عنده‬ ‫بتقدير ‪ :‬والحكم‬

‫النظر »‪ 0‬ص‪- ) 71‬‬

‫لا‪/‬‬
‫فهلذه مداركٌ علم هنذه الأصولٍ المفيدة بترتيبها ونظمها العلم بالأمور‬
‫المجهولةٍ المطلوبة ‪.‬‬
‫؛ فلنشتغْلٌ بالأقطاب التي هي مقاصدٌ الكتاب ‪.‬‬ ‫هيدات‬
‫تنام من‬
‫وقادلفرغ‬
‫‪*#‬‬ ‫ا‬ ‫»‪+‬‬

‫غلم‬
‫َ‬
‫‪٠‬‬
‫مم‬
‫‪--‬ا‬
‫رذ‬
‫ّ'‬ ‫م‏ُُ‬
‫فب‬

‫اسارول‬
‫ىا“‬ ‫م‬ ‫‪.‬‬ ‫َه‬ ‫‪1‬‬
‫الدع رول‬ ‫زا‬ ‫ار‬
‫سر دعارى‬ ‫ورد‬
‫الألكوى ا وى‬
‫وفص‬ ‫وصور نما‬
‫دوثه سببٌ » والعالم حادثٌ ؛ فيلزمٌ‬
‫حادث‬
‫فلل ح‬
‫وبرهائَهٌ ‪ :‬أن نقول ‪ :‬ك‬

‫موجود‬ ‫بكل‬ ‫ونعني‬ ‫؛‬ ‫تعالئ‬ ‫سوى الله‬ ‫موجودٍ‬ ‫كل‬ ‫‪:‬‬ ‫بالعالم‬ ‫ونعني‬

‫سوى الله تعالئ ‪ :‬الأجسام كلّها ؛ وأعراضها ‪.‬‬


‫المرجودات‬ ‫ت قبم‬ ‫رشرخ ذلك كله بالتفصيل ‪ :‬أنّا لا نشكٌ في أصل الوجود » ثم نعلم أن‬
‫كملوجودٍ ‪ :‬فإما متحي ؛ أو غيرٌ متحيز » وأنَّ كل متحيز ‪ :‬إن لم يكنْ فيه‬
‫ائتلاف‪ . .‬فنسمّيه جوهراً فرداً ؛ وإن ائتلفٌ إلئ غيره‪ . .‬سميناه جسماً ‏‪ ٠‬وأنّ‬
‫‪ +‬أو‬ ‫جسماً يقوم به ونسمّيه الأعراض‬ ‫غيرٌ المتحيز ‪ :‬إما أن يستدعيّ وجودُةُ‬

‫ل‪١‬اللقات‏ لأهمل‬ ‫فأما بوت الأجسام وأعراضها‪ . .‬فمعلومٌ بالمشاهدة ‏‪ ١‬ولا يُلتفتُ إلئ من‬
‫ينازعٌ في الأعراض وإن طال فيها صياحة”'؟ ؛ وأخذّ يلتمنٌ منك دليلاً عليه ؛‬
‫فإن شعْبَّةٌ ونزاعه والتماسه وصباحه”'" إِنْ لم يكنْ موجوداً‪ . .‬فكيف يُشتغْلٌ‬

‫بالجواب عنه والإصغاءٍ إليه ؟! وإن كان موجوداً‪ . .‬فهموح ‪-‬الالة ‏ غير‬
‫التنازغ موجوداً”"!‬ ‫ولم يكن‬ ‫؛ إذ كان جِسمَهُ موجوداً من قبل‬ ‫المنازع‬ ‫جسم‬

‫فيقول بعدم وجودها » أو بقدمها ‪ +‬فهئذا كله من المكابرة والعناد ؛ وهمذا القول لبعض‬ ‫‪0‬‬
‫الملاحدة » والسوقسطائية » والعنادية واللاادرية » ونسب ابن حزم هلذا القول لبعض أهل‬
‫) ‪.‬‬ ‫القبلة في * الفصل في الملل ‪608/11‬‬
‫‪.‬‬ ‫عراض‬
‫(؟) وكلاْلذلكأ من‬
‫(©) فالتتازع طارىء عليه ؛ وهلذا دليل العرضية أيضاً ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فقد عرفت أنَّ الجسمّ والعرض مدركان بالمشاهدة ‪.‬‬

‫بابلحانل أودليل‬
‫‪0‬‬ ‫به وبقدرته !©‬ ‫؛ وتدعي أن العالم موجودٌ‬ ‫وجوده‬ ‫ندعي‬ ‫‏‪ ٠‬ونحن‬ ‫بالسن‬

‫وهنذا يدرك بالدليل لابالحسنٌ » والدليلٌ ماذكرناء"" ‏ فلترجع إلى‬


‫‪:‬‬ ‫تحقفقه‬

‫فقد جمعنا فيه أصلين » لعل الخصم يتكرُهما ؛ فنقول له ‪ :‬في أي‬
‫الأصلين تناز ؟‬

‫فَإِنْ قال ‪ :‬إنما أنازع في قولك ‪ :‬إِنَّ كل حادث فله سببٌ ؛ فمن أين‬ ‫لاأنلم‬ ‫تسريحة‪:‬‬

‫البب لكل‬ ‫برجوب‬


‫عرفت هذا ؟‬ ‫حادث‬

‫فتقول ‪ :‬إن هنذا الأصلّ يجبُ الإقرارٌُ به ؛ فإنَهُ أَوْلِيّ ضروريٌ في‬
‫العقل ‪ +‬ومن يتوقف فيه ‪ . .‬فإلّما يتوقفٌ لَأنَّهُ ريما لا يتكشفُ له ما نريدةٌ بلفظ‬
‫( الحادث ) ولفظ ( السبب ) وإذا فَهمّهُما‪ . .‬صدّق عقَلَهٌ بالضرورة بأنَّ لكزٌ‬
‫حادث سباً ؛ فإنا نعني بالحادث ‪ :‬ماكان معدوماً ثم صارّ موجوداً ؛‬

‫وجودُةُ قبل أن وُجِدَ كان محالاً أو ممكنآً » وباطلٌ أن يكونَ محالاً ؛ لأنَّ‬
‫المحالٌ لا يوجدٌ قط » وإن كان ممكناً‪ . .‬فلسنا نعني بالممكن إلا ‪ :‬ما يجوز‬
‫جلادّ ؛ ولكن لم يكنْ موجوداً واجبا ؛ لأنه ليس‬ ‫وأ‬‫يجوز‬
‫أن يوجدّ ؛ وي‬
‫يجب وجوده لذاته ؛ إذ لو وجب وجودَةٌ لذاته‪ . .‬لكان واجباً لا ممكناً » بل‬
‫قد افتقرّ وجودَةٌ إلئى مرجّح لوجوده على العدم ؛ حتئ يتبدِّلَ العدمُ بالوجود ؛‬
‫فإذا كان استمرار عدمه من حيث إِنَُّ لا مرجحّ للوجود على العدم””" ‏‪ ١‬فما لم‬

‫‏(‪ )١‬في ( و ) ‪ ( :‬وَتَقَدِرٌبهِ ) كذا شكلت ‏‪ ١‬والمعنئ ‪ :‬يجري فيه قَدَرْه ؛ قال تعالئ ‪ # :‬تدر‬
‫لد ؛ فالباء في ( به ) يمعنئ ( في ) ‪.‬‬
‫في مطلع الدعوىئ ‪.‬‬ ‫()‬
‫( كان ) في الجملة تَامَةٌ » والمعنئ ‪ :‬فإذا ثبت استمرارٌ عدمه فلعدم وجود المرجح ‪.‬‬ ‫(©)‬

‫‪74‬‬
‫يوجد المرجح‪ . .‬لا يوجدٌ ؛ ونحن لا نريد بالسبب إلا المرجح‬
‫والحاصلٌ ‪ :‬أن المعدومٌ المستمرٌ العدم لايِتبدّلٌ عدمةٌ بالوجود ما لم‬
‫يرجح جانبٌ الوجود على استمرار العدم © وهنذا إذا‬ ‫منور‬
‫أٌ م‬
‫ل أمر‬
‫اققّ‬
‫يتح‬
‫حصلّ في الذهن معنئ لفظه ‪ . .‬كان العقلٌ مضطراً إلى التصديق به ‪.‬‬
‫فهئذا بيانٌ هنذا الأصل » وهو على التحقيق شرح للفظ (الحادث )‬
‫و( السبب ) لا إقامةٌ دليلٍ عليه ‪.‬‬
‫فإن قيل ‪ :‬بِمّ تكرونٌ علئ من ينازع في الأصل الثاني وهو قوأكم‪ :‬إنَّ تحرجة‪:‬نإذ‬
‫النعاولمزمحادثاًف؟ي كون‬ ‫؟‬
‫‪:‬‬
‫العالم حادث‬

‫فتقول ‪ :‬هنذا الأصل ليس بأوّليٌ ‏‪ ٠‬بل نَثِبَةٌ ببرهان منظوم من أصلين‬
‫آخرين ؛ وهو أن نقول ‪ :‬إذقالنا ‪ :‬إنَّ العالم حادثٌ‪ . .‬أردنا بالعالم الآن‬
‫‪.‬ا‬ ‫الأجسامٌ والجواهرٌ فقط » فنقول ‪ :‬كل جسم فلا يخلو عن الحوادث ؟ ركلّ حم‬
‫ما لا يخلو عن الحوادث فهو حادثٌ ؛ فيلزم منه ‪ :‬أن كل جسم فهو حادث ء ‪- 70<7‬‬
‫ففي أيٍّ الأصلين النزاع ؟‬
‫تحريجة‪ :‬لم بلازم‬ ‫فإِنْ قيل ‪ :‬لم قلتم ‪ :‬إِنَّ كلّ جسم أو متحيز فلا يخلو عن الحوادث ؟‬
‫المدرلٌ بالحي‬ ‫َ‬
‫الحدوة؟‬ ‫قلنا ‪ :‬لأنّها لا تخلو عن الحركة أو السكون ‪ +‬وهما حادثان ‪.‬‬
‫تحريجة‪:‬لاتلم‬ ‫لا الوجود‬ ‫نسلم‬ ‫فلا‬ ‫‪.‬‬ ‫حدوتهما‬ ‫م‬ ‫وجودهما‬ ‫ادعيتم‬ ‫‪:‬‬ ‫قيل‬ ‫فَإِن‬
‫بوجود رحدرث‬
‫الحركة والسكون‬ ‫؟‬ ‫ولا الحدوث‬

‫قلنا‪ :‬هنذا سؤالٌ قد طُوّلَ الجوابُ عنه في تصانيف الكلام؛ وليس يستحيٌّ‬
‫هنذا التطويل ؛ فإنَُّ قط لا يصدر عن مسترشد ‪ +‬إذ لا يستريبٌ عاقلٌ قط في‬
‫سشا‪+‬ئر‬
‫ولعط‬
‫لبوت الأعراض في ذاته ؛ من الآلام والأسقام ‏ والجوع وا‬
‫وكذلك إذا نظر إلئ أجسام العالم‪ . .‬لم‬ ‫الأحوال ‪ +‬ولحاد فويثها"'' ‏‬
‫َبدُفيّلٍ الأحوال عليها ؛ وأناَّلتتلكدّلاتٍ حادثةٌ ؛ وإنْ صدر‬
‫تتر‬
‫يس‬

‫في ( و ) ‪ ( :‬حدوثه )‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪7‬‬
‫لما‬ ‫تقد‬ ‫‪2‬‬ ‫‪:‬‬ ‫فيه‬ ‫فض‬ ‫وإن‬ ‫©‬ ‫به‬ ‫للاشتغال‬ ‫معنئ‬ ‫‪ .‬فلا‬ ‫معاند‪.‬‬ ‫خصم‬ ‫من‬

‫يقوله ‪ . .‬فهو فرض محال إن كان الخصم عاقلاً ‪.‬‬


‫بل الخصم في حَدَثِ العالم الفلاسفة ؛ وهم مصرّحون بأنَّ أجسامٌ العالم‬ ‫الفلاسقة هم رأس‬

‫تنقسم إلى السماوات وهي متحركة على الدوام © وأحادٌ حركاتها حادثة ‪.‬‬ ‫القائلين بقدم العالم‬

‫ولكنّها دائمةٌ متلاحقة على الاتصال أزلاً وأبداً » وإلى العناصر الأربعة التي‬
‫يحويها مقغّرُ فلك القمر ؛ وهي تشتركٌ فيمادة حاملة لصورها وأعراضها ؛‬
‫وتلك المادة قديمة”'" » والصور والأعراض حادثة ومتعاقبة عليها أزلاً‬
‫وأبداً ‏‪ ٠‬فإِنٌ الماء ينقلب بالحرارة هواءً » والهواءً يستحيل بالحرارة ناراً ؛‬
‫نَةاصر » وأنَّهَا تمتزج امتزاجاتٍ حادثةٌ فيتكوّن مناهلامعادنٌ‬
‫لاعبِقَي‬
‫وهانكذ‬
‫والنبات والحيوان ‪.‬‬

‫فلاالتنفعْكنٌاصرٌ عن هنذه الصور الحادثة أبداً ‪ .‬ولا تنفكٌ السماواتُ‬ ‫لالينكفلاسفة‬


‫‪ ( :‬إنَّ ما لايخلو عن‬ ‫ونل فينا‬
‫قزعو‬
‫عانلحركات الحادثة أبداً ؛ وإنما ينا‬ ‫الصور‬ ‫حلوث‬
‫والأعراض‬

‫ولكنًا‬ ‫الحوادث فهو حادث ) » فإذَنْ لامعنئ للإطناب في هنذا الأصل ‏‬


‫ا‬ ‫لإقامة الرسم نقول ‪:‬‬
‫وهما حادثان ؛ أما‬ ‫الجوهرٌ بالضرورة لا يخلو عن الحركة والسكون ‏‬

‫الحركة‪ . .‬فحدوثها محسوسٌ » وإنْ فُرِضّ جوهرٌ ساكن كالأرض ‪ . .‬ففرض‬


‫حيسالٍ ؛ بلب ناعلملضجوارزَهوُرة”"" » وإذا وقع ذلك الجائر‪. .‬‬
‫مل‬‫حربكته‬
‫كان حادثا » وكان مُعدِماً للسكون » فيكون السكونُ أيضاً قِلَهُ حادثاً ؛ لأن‬
‫القديم لا يعدمٌُ ؛ كسمانذكرٌَ في إقامة الدليلٍ علئ بقاء الله تعالئ”*" ‪.‬‬

‫(‪ )١‬وسفوها بالهيولى‪. ‎‬‬


‫وإلا‪ . .‬فالأرض ليست بجزم ساكن في الأصل ‏»‪ ٠‬بل إن كل موجود مهما صغر حجمه في‬ ‫(؟)‬
‫حركة دائبة لا تفتر إلئ أن أذ الله بسكونها ‪ +‬ولكن الحركة متها ما هو مشاهد بالعين ؛‬
‫‪1‬‬ ‫ومنها ما غاب عنها ؛ كحركة ذرات أي موجود مدرك بالحسّ » قال تعالئ ‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫شبَت»‬

‫)©( انظر(اص‪. )٠١٠“ ‎‬‬

‫‪.‬‬
‫الدايل على ان‬ ‫وإنْ أردنا سياقٌ دليل علئ وجود الحركة زيادة على الجسم ‪ . .‬قلنا ‪ :‬إن‬
‫الحركة(العرض)‬
‫زائد عن الجسم‬ ‫إذا قلنا ‪ :‬إنَّ هنذا الجوهر متحرل‪ . .‬أثبنا شيئاً سوى الجوهر » بدليل أن إذا‬
‫قلنا ‪ :‬هلذا الجوهرٌ لبس بمتحرك ‪ . .‬صدق فون إِنْ كان الجوهٍ باقياً ساكناً ؛‬
‫فلو كان المفهومٌ من الحركة عينَ الجوهر ‪ . .‬لكان نفيّها نفيّ عين الجوهر!‬
‫وهنكذا يطَردٌ الدليل في إثبات السكون ونفيه ‪.‬‬
‫الدليل على الواضحات يزيدها غموضاً ‪.‬‬ ‫وعلى الجملة ‪ :‬كلف‬
‫ولا يفيدها وضوحاً ‪.‬‬
‫تحريحة‪ :‬قلماذا لا‬ ‫فإن قيل ‪ :‬فم عرفتم أنّها حادثة ؟ فلعلها كانت كامنةٌ فظهرث ‪.‬‬
‫تقول بالكُمون؟‬
‫قلنا ‪ :‬لو كنا نشتغلٌ في هنذا الكتاب بالفضول الخارج عن المقصود‪. .‬‬
‫لأبطلنا القولَ بالكمون والظهور في الأعراض رأساً » ولكنْ ما لا يطل‬
‫مقصودّنا فلسنا نشتغل به » بل نقول”'" ‪ :‬الجوهرٌ لا يخلو عن كمون الحركة‬
‫فيه أو ظهورها ؛ وهما حادثان‪ . .‬فقد ثبت أنَُّ لا يخلو عن الحوادث ‪.‬‬
‫تحريجة‪ :‬فللا‬
‫تلسل‬ ‫نقرل‬
‫فإن قيل ‪ :‬فلعلها انتقلث إليه من موضع آخر ؛ بم يُعرفٌ بطلانُ القول‬
‫الأعراض؟‬ ‫بانتقال الأعراض ؟‬
‫قلنا ‪ :‬قد ذُكرَ في إبطال ذلك أدلةً ضعيفة لا نطول بنقلها ونقضها‬
‫الكتاب ؛ لكن الصحيحُ في الكشف عن بطلانه أن نبيّنَ أنَّ تجويزٌ ذلك‬
‫لا يتسع له عقلٌ ما لم يذهل عن فهم حقيقةٍ العرض وحقيقة الانتقال ؛ ومن‬
‫فهم حقيقة العرض ‪ . .‬تحققّ استحالة الانتقال فيه ‪.‬‬
‫الجوهر من حير إلئ حيز ؛‬ ‫تذثق منال‬
‫اةٌنأُح‬
‫وبيانه ‪ :‬أنَّ الانتقالَ عبار‬
‫وذلك ثبت في العقل بِأنْ فُهِمَ الجوهرٌ » وهم الحيَزٌ ؛ وهم أنَّ اختصاصّ‬

‫‏(‪ )١‬من باب مجاراة الخصم ؛ لتحصيل مقصود الاقتصاد ؛ وإلا‪ . .‬فالقول بالكمون والظهور‬
‫ما لا نهاية له من الأعراض في الجسم الواحد كما‬ ‫تضماع‬
‫اونج مف‬
‫للسك‬
‫للحركة وا‬
‫سيأني ؛ وهنذا باطل عقلاً ؛ فوجودٌ أجام لا نهاية لها » أو لا نهاية لعدتها ؛ أو وجود‬
‫رسون‬
‫شالخم‬‫عمات‬
‫للمقد‬
‫اح ا‬
‫و ‏‪ ١‬شر‬
‫عوللمعلولات لا نهاية لها ولعدتها‪ . .‬محال ‪ .‬انظر‬
‫‏‪. ) 4/١‬‬ ‫من دلالة الحاترين ؟ (اص‬

‫م‪4‬‬
‫الجوهر بالحيز زائدٌ على ذات الجوهر » ثم غُلِمّ أنَّ العرضٌ لا بِذّ له من محل‬
‫كما لا بِدّ للجوهر من حيّر ‪ . .‬فتخْيّل'" أنَّ إضافةً العرض إلى المحلٌ كإضافة‬
‫الجوهر إلى الحيّر ؛ فسيق منه إلى الوهم إمكان الانتقال فيه" كما في‬
‫الجوهر » ولو كانت هذه المقايسةٌ صحيحةٌ‪ . .‬لكان اختصاصنٌ العرض‬
‫بالمحل كونا”" زائداً علئ ذات العرض والمحل ‪ :‬كما كان اختصاصٌ‬
‫الجوهر بالحيز كونآً زائداً علئ ذات الجوهر والحيز ؛ ولصار يقومٌ بالعرض‬
‫عرضٌ » ثم يفتقر قيام العرض بالعرض إلى اختصاص آخر يزيادل عقلىائم‬
‫جد‬
‫و لم‬
‫تد ما‬
‫والمقوم به ؛ وهنكذا يتسلسلٌ ويؤدي إلى ألا يوجدٌ عرض واح‬
‫أعراضٌ لا نهاية لها!‬
‫اٌخبينتصاص العرض بالمحل ؛‬
‫الذي لأجله فرّق‬ ‫سنبب‬
‫ل ع‬
‫ابحث‬
‫فلن‬ ‫الفرف بين اختصاصض‬
‫العرض بالمحل‬
‫الئت‬
‫ذً ع‬
‫أحد الاختصاصين زائدا‬ ‫كيزوفين‬
‫وبين اختصاص الجوهر بالح‬ ‫والجوهر بالحيز‬
‫المختص دون الآخر ؛ فمنه يِتِيّنُ الغلط في توهم الانتقال ‪.‬‬
‫والسؤٌ فيه ‪ :‬أن المحلّ وإن كان لازماً للعرض كما أن الحيز لازءٌ‬
‫للجوهر ؛ ولكن بين اللازمين فرق ؛ إذ ربٌ لازم ذاتي للشيء » وربٌ لازم‬
‫ليس بذاتي للشيء ‏‪ ٠‬وأعني بالذاتي ‪ :‬ماببيجطبلانه بطلان الشيء ؛ فإِن‬
‫بطل في الوجود‪ . .‬بطل وجودٌ الشيء » وإن بطل في العقل‪ . .‬بطل وجودُ‬
‫‪.‬‬ ‫الملبهعفيقل‬
‫الع‬
‫والحيرٌ ليس ذاتياً للجوهر » فإنَا نعلم الجسم والجوهر أولاً ؛ ثمننظر‬
‫بعد ذلك في الحيِّرٍ ‪ :‬أهو أمرٌ ثابت » أم هو أمرّ موهوم ؟ ونتوصل إلئ تحقيق‬
‫ذلك بدليل » وندركٌ الجسم بالحنٌ والمشاهدة من غير دليل ؛ فلذلك‪ . .‬لم‬
‫يكن الحيرّ المعين مثلاً لجسم زيد ذاتياً لزيد » فلم يلزم من فقد ذلك الحيّرٌ‬
‫وتبذْلِه بطلانٌ جسم زيد ‪.‬‬

‫(‪ )١‬فيهامش ( و ) ‪ ( :‬أعني ‪ :‬القبائالنتقال العرض‪٠ ) ‎‬‬


‫)( في هامش ( و ) ‪ ( :‬أي ‪ :‬في العرض ) ‪.‬‬
‫(©) فيهامش ( و ) ‪ ( :‬واعلم أن الكون عيارة عما في حاسة البصر ) ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫وليس كذلك طول زيد مثلاً ؛ فإنه عَرَضْنٌ في زيد لا نعقَلهٌ في نفسه دون‬

‫زيد ؛ بل نعقل زيداً الطويل » فطولٌ زيد يعلم تابعاً لوجود زيد » ويلزمٌ من‬
‫تقدير عدم زيد بطلانٌ طول زيد ؛ فلينّ لطول زيد قوامٌ في الوجود وفي‬
‫العقل دون زيد » فاختصاصه بزيد ذاتي له ؛ أي ‪ :‬هلوذاته ‪ .‬لا لمعنىٌ زائد‬
‫علايهخ هتوصاصيٌ ؛ فإناُلبطلاخذلتكصاصنٌ ‪ . .‬بطلث ذاته!‬
‫والانتقالٌ يُبِطِلُ الاختصاصصٌ”"" » فتبطل ذاته ؛ إذ ليس اختصاصّه بزيد‬
‫زائداً علئ ذاته ؛ أعني ذاتَ العرض ‏‪ ٠‬بخلاف اختصاص الجوهر بالحيّرٌ ؛‬
‫فإنّه زائدٌ عليه ؛ فليس في بطلانه بالانتقال ما يبطل ذاته » ورجمٌ الكلام إلى‬
‫بالمحل ؛ فإن كان الاختصاص بالمحل زائداً‬ ‫خلتصاص‬
‫لالايبط‬
‫انتق‬
‫أن الا‬
‫على الذات”"‪ . .‬لم تبطل به الذات » وإن لم يكن معن زائدآ”"‪ . .‬بطل‬
‫ببطلائه الذات ‪.‬‬

‫فقد انكشف هنذا » وآل النظر إلئ أنَّ اختصاصصّ العرض بمحْلُه لم يكن‬
‫رماناه من أن‬
‫ذلكك ل‬
‫زائداً علئ ذات العرض كاختصاص الجوهر بِحْيِرَهِ » وذ‬
‫ّ لا أن الجوهرٌ غُقلَ بالحيّرٌّ ‪:‬‬ ‫الجوهر عُقلَ وحَدَهُ ؛ وغُقلَ الحيّرٌ به !‪2‬‬

‫‪ :‬فإتما عُقَلَ بالجوهر لابنفسه ‪ .‬فذات العرض هو كونةٌ‬ ‫وأما العرض‬


‫للجوهر المعيّن ‪ +‬وليس له ذاتٌ سواه » فإذا قَدرَ مفارقَّةٌ لذلك الجوهر‬

‫فطول زيد مثلاً خَرَضنٌ ذاتي لا يتصور إلا في زيد ‏‪ ٠‬وليس معنىٌ زائداً ؛ بخلاف تَحيْرٌ زيد ‏‪٠‬‬ ‫‪6‬‬
‫فهلذا التحيّرٌ ليس بذاتي كما تين ؛ وعليه ‪ :‬يُنقض قرول القائل بالانتقال للأعراض من حيث‬
‫إن الانتقالٌ مبطل للاختصاص ؛ فيلزم بطلان الذات » فلو كان طول زيد متتقلاً أو مكتسباً‬
‫من آخر ‪ . .‬للزم ثبوت الطول لذاته ؛ وهو في الحقيقة لا وجود له في ذاته ‪ +‬بل هو مختص‬
‫ذاتا في زيد مثلا ‪.‬‬

‫وبهنذا ‪ :‬تبطل المقايسة التي أجراها الواهم القائل بانتقال الأعراض ‪.‬‬
‫‪ )7١‬كالتحيُرٌ للجسم كما سبق بيأنه‪. ‎‬‬
‫)* بل كان قاتياً ؛ كالطول الذي هو غَرَفنٌ للجم ‪.‬‬
‫؛‬ ‫في هامش ( و ) ‪ ( :‬قوله ‏‪ ١‬عقل الحيز به © يعني ‪ :‬بنفسه لا بالجوهر » بغلاف العَرّض‬ ‫)‬
‫فإنه لم يعقل بنفسه بل بالجسم » فافترقا ‏‪ ١‬وهئذا وحَدهُ كاف في التفرقة بينهما ‪ .‬انتهى ) ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫المعين‪ . .‬فقد قَذَرَ عدم ذاته » وإنما فرضنا الكلامٌ في الطول لبهم‬
‫المقصودُ ؛ فإنَهٌ ون لم يكن عرضاً ولكنه عبارةً عن كثرةٍ الأجسام في جهة‬
‫واحدة‪ . .‬فهو مقرّبٌ لغرضنا إلى الفهم ‪ +‬فإذا فهم‪ . .‬فلننقل البيانٌ إلى‬
‫الأعراض ‪.‬‬
‫وهنذا التدقيقٌ والتحقيق وإِنْ لم يكن لاثقاً بهذا الإيجاز ولكن افتقر‬
‫إليه ؛ لأن ما ذكر فيه غير مقنع ولا شاف ؛ فقد فرغنا عن إثبات أحدٍ‬
‫الأصلين » وهو أنَّ العالم لا يخلو عن الحوادث ؛ فإنَّهُ لا يخلو عن الحركة‬
‫والسكون ؛ وهما حادثان وليسا بمنتقلين » مع أن هنذا الإطنات ليس في‬
‫مقابلة خصم معتقد ؛ إذ أجمع الفلاسفة علئ أن أجسامٌ العالم لا تخلو عن‬
‫الحوادث ‪ +‬وهم المنتكرون لحدث العالم ‪.‬‬

‫فإنْ قيل ‪ :‬فقد بقي الأصل الثاني ؛ وهو قولكم ‪ :‬إِنَّ مالا يخلو عن‬ ‫تحريجة‪ :‬فللا‬
‫يكون القديم محلاً‬
‫» فما الدليل عليه ؟‬ ‫الحوادث فهو حادث‬ ‫للحوادث؟‬

‫قلنا ‪ :‬لأنَّ العالمٌ لو كان قديماً مع أنه لا يخلو عن الحوادث‪ . .‬لثبتث‬


‫حوادثُ لا أولّ لهال" » وللزم أن تكونٌ دوراتٌ الفلك غير متناهية الأعداد ؛‬
‫وذلك محال ؛ لأنه يفضي إلى المحال ؛ وما يفضي إلى المحال فهو محال ؛‬
‫ونحن نبيِّنُ أنه يلزم عليه ثلاث محالات ‪:‬‬
‫الأول ‪ :‬أن ذلك لو ثبت‪ . .‬لكان قد انقضئ ما لا نهايةٌ له ووقعَ الفراغ عنه‬
‫وانتهئ”"" © ولافرق بين قولنا ‪ :‬انقضئ وبين قولنا ‪ :‬انتهئ ‪ 6‬ولباين‬
‫قولنا ‪ :‬تناهئ » فيلزم أن يقال ‪ :‬قد تناهئ ما لا يتناهئ ؛ ومن المحال البيّنِ‬

‫فكيف يتصور العاقل المقرٌ بالحوادث المشاهدة وجودّ حادث حَدَثَ لاأول لحدوثه ؟‬ ‫(‪)1‬‬
‫الحادث‬ ‫فالحدوث مناقض للقديم ‪ .‬وتعليق الحادث علئ حادث مثله مدعاة للتاؤل عن‬

‫الأول المجمع علئ حدوثه كيف هو حادث قديم معاً ؟ فالقول بعدم الأول مفض لمحال‬
‫التصلسل ‪.‬‬
‫لأن القول بالقدم معناه ‪ :‬عدم افتتاح الوجود » وعدم الافتاح دالَّ على اللانهاية أزلاً ؛‬ ‫()‬
‫ووجود الحادث دالٌّ على النهاية ‪ +‬فلو كان العالم قديماً مع وجود الحادث‪ . .‬للزم القول‬
‫باانتلهالءامتناهي ‪ +‬وهو محال عقلاً ‪.‬‬

‫جر‬
‫أن يتناهئ ما لا يتناهئ » وأن ينتهيّ وينقضيّ ما لا يتناهى ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أن دورات الغْلّكٍ إن لم تكن متناهيةً‪ . .‬فهي ‪ :‬إما شفع ‏‪ ١‬وإما‬
‫وترّ ؛ وإما لا شفع ولا وترٌ ؛ وإما شوفعوترٌ معاً ؛ وهنذه الأقسام الأربعة‬
‫محالٌ ؛ فالمُفضَىْ إليه محالٌ ؛ إذَ يستحيل عددٌ لا شفع ولا وتراء أو شفع‬
‫ووتر ؛ فإِنَّ الشفع ‪ :‬هو الذي ينقسمٌ قسمين متساويين كالعشرة مثلاً ؛‬
‫ونيين كالسبعة مثلاً ‪ .‬وكلّ عدد‬ ‫اسمي‬
‫تمُس ق‬
‫والوترّ ‪ :‬هوالذي لاميتقس‬
‫مركب من آحاد ‪ :‬إما أن ينقسمٌ قسمين متساويين » أو لا متساويين » فأما أنْ‬
‫يتصفٌ بالانقسام وعدم الانقسام » أو ينفْك عنهما جميعاً‪ . .‬فهو محال ‪.‬‬
‫؛‬ ‫وباطلٌ أن يكونّ شفعاً ؛ لأنَّ الشفع إنما لا يكون وتراً لأنه يعوزه واحد‬

‫فإن انضاف إليه واحد ‪ . .‬صار وتراً ؛ فكيف أعوز الذي لا يتناهئ واحدٌ ؟!‬

‫وتراً لأنه‬ ‫ومحالٌ أن يكونّ وتراً ؛ لأن الوترّ يصير شفعاً بواحد ‪ :‬فبقى‬

‫يعوزهٌ ذلك الواحدٌ ؛ فكيف أعوزٌ الذي لا يتناهئ واحد”'؟ ؟!‬

‫الثالث ‪ :‬أنه يلزمٌ عليه أن يكونَ عددان كل واحد منهما لا يتناهئ ‪ 6‬ثم‬
‫أحدهُما أقلٌ من الآخر » ومحالٌ أن يكونَ ما لا يتناهئ أقلٌّ مما لا يتناهئ ؛‬
‫لأن الأقلّ هوالذي يعوزةُ شيأءٌُ لضويفَ إليه‪ . .‬لصار متساوياً © وما لا‬
‫يتناهئ كيف يعو شيءٌ ؟!‬
‫وبيانه ‪ :‬أن رخَلَ عندهم يدورٌ في كل ثلاثين سنة دورة واحدة ؛ والشمسنْ‬
‫تدور في كلّ سنةٍ دورةً واحدة!" ؛ فيكونٌ عددُ دورات زحلّ مثل ثكٍ غُمْر‬
‫دوراتٍ الشمس ؛ إذ الشمنٌ تدور في ثلاثين سنةً ثلاثين دورةً ؛ وزحل يدور‬
‫دورة واحدة » والواحد من الثلاثين ثلث عشر ء ثمدوراتٌ زحلّ لانهاية‬

‫(‪ )1‬وبهنذا التقرير ‪ :‬انتفئ أن تكون دورات الفلك لا متناهية ؛ وأن العالم قديم ؛ بنفي الأقسام‬
‫‪.‬‬ ‫الأربعة التي لا يتصور لها خامس‬
‫والمراد ‪ :‬دوران الأرض حول الشمس » وعليه يحمل ماسياتي ؛ أو المقصود الدورة‬ ‫(؟)‬
‫الظاهرية للشمس ؛ أي ‪ :‬المشاهدة ‏ وهنذا لا إشكال فيه ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الشمس ؛ إذ يعلم ضرورة ‪ :‬أن ثلث عشر‬ ‫لهالا" ‪ .‬وهي ألدومنرات‬
‫‪.‬‬ ‫يء‬
‫ش من‬
‫ايءلأقلّ‬
‫الش‬
‫والقمرٌ يدوزٌ في السنة اثنتي عشرة مرة ؛ فيكون عددٌ دورات الشمس مثلاً‬
‫نصفَ سدس دوراتٍ القمر » وكلٌّ واحد لا نهاية له ‏‪ ١‬وبعضّه أقلٌّ من بعض ‏‪٠‬‬
‫وذالكل ممنحال البيّن ‪.‬‬
‫فإنْ قيل ‪ :‬مقدوراث الله تعالئ عندكم لانهاية لها ‏‪ ٠‬وكذا معلوماته ؛‬ ‫تحريجة ‪ :‬سلّمنا انه‬

‫والمعلوماتٌ أكثرٌ من المقدورات ؛ إذ ذاتُ القديم وصفانَةٌ معلومةٌ له ؛ وكذا‬ ‫لاتفاوت بين‬
‫اللانهايتين فكيف‬
‫؟‪7‬؟‬ ‫رلكاً‬
‫و ذ‬
‫د من‬
‫مسقشيءٌ‬
‫الموجودٌ المستمر الوجود ‏‪ ٠‬ولي‬ ‫تفاونتلانهاية‬
‫القدرةمعلانهاية‬
‫‪ :‬لا نهايةً لمقدوراته‪ . .‬لم نردٌ به ما نريد بقولنا ‪:‬‬ ‫نا‬
‫قنلإذا‬
‫قلنا ‪ :‬نح‬ ‫العلم؟‬

‫لا نهايةً لمعلوماته » بل نريد به ‪ :‬أن لله تعالئ صفة يعيّدٌ عنها بالقدرة ‏‪ ١‬يُأتئ‬
‫بها الإيجادا”" ؛ وهنذا التاتي لا يتعدم قط ‪.‬‬
‫وليس تحت قولنا ‪ ( :‬هنذا التأتي لا ينعدم ) إثباث أشياءً فضلاً عن أن‬
‫توصفٌ بأنها متناهية أو غير متناهية » وإنما يقمُ هنذا الغلط لمن ينظرٌ في‬ ‫منشاً الغلط ليله‬

‫لنفاظ فيرئْ توازن لفظ ( المعلومات ) و( المقدورات ) من‬ ‫لنيأ م‬


‫امعا‬
‫ال‬
‫حيث التصريفٌ في اللغة ؛ فيظن أن المراد بهما واحد! هيهات ؛ فلا مناسبة‬

‫ثم تحت قولنا ‪ ( :‬المعلومات لا نهاية لها ) أيضاً سر يُخالفٌ السابق منه‬
‫إلى الفهم ؛ إذ السابقّ إلى الفهم إثباتُ أشياءً تسمئ ‪ :‬معلوماتٍ لانهاية‬
‫؛ وهي متناهية ‏‪ ٠‬ولكنَّ بيان‬ ‫جوداث‬
‫مءُو هي‬
‫لشيا‬
‫لها ؛ وهو محال ؛ بلاالأ‬
‫ذلك يستدعي تطويلاً ‪.‬‬

‫(‪ )١‬على ما يراه القائل بقدم العالم‪. ‎‬‬


‫نوتاهيين ؟ ويمكن صياغة اعتراضهم ‪ :‬إنعلمه متعلق بالواجب‬ ‫تفا‬
‫م ت‬
‫لاذلك‬
‫امل من‬
‫(؟) فيلز‬
‫والجائز والمستحيل ؛ بخلاف القدرة المتعلقة بالجائز فقط ‪.‬‬
‫ولم يقل ‪ :‬يُتأتى بها الإيجاد والإعدام ؛ للخلاف في تعلق القدرة بإعدام الممكن بعد‬ ‫(©)‬
‫وجودة ‪.‬‬
‫(؟) فعبّرنا عن استحالة انعدام هنذا التأتي باللانهاية للقدرة ‪-‬‬
‫‪1١+‬‬
‫وقد اندقع الإشكالٌ بالكشف عن معنئ نفي النهاية عن المقدورات ‏‪٠‬‬
‫فالنظرٌ في الطرف الثاني ‪ -‬وهو المعلومات ‪ -‬مستغنىٌ عنه في دقع الإلزام ؛‬
‫فقد بانت صِحّةٌ هنذا الأصل بالمنهج الثالث من مناهج الأدلة المذكورة في‬
‫تبعا منب”'" ‪.‬‬ ‫لدكالرا‬
‫امهي‬
‫الت‬
‫وعند هنذا يُعلمٌ وجودٌ الصانع ؛ إذ بان القيامنُ الذي ذكرناه ؛ وهو‬
‫‪.‬‬ ‫بٌ‬
‫ب له‬
‫سالمٌ‬
‫قولنا ‪ :‬إنَ العالمَ حادثٌ » وكلٌّ حادثٍ فلة سيب ؛ فالع‬
‫فقد ثبنث هلذه الدعوئ بهلذا المنهج » ولكن بعد لم يظهز لنا إلا وجودُ‬
‫السبب » فأما ونه قديماً أو حادثاً » وصفاتة‪ . .‬فليمظهر بعد » فلنشتغلٌ‬
‫‪.‬‬ ‫هقٌاهودي‬
‫لموفْ‬
‫الهال‬
‫به ؛ وال‬

‫» وهلذا يكفينا مؤنة‬ ‫الخصم‬ ‫دعوى‬ ‫استحالة‬ ‫» بل ندعي‬ ‫دعوانا‬ ‫لثبوت‬ ‫التعرض‬ ‫من عدم‬ ‫‪0‬‬

‫‏‪: ) 8١‬‬ ‫‪ :‬انظر (اص‬ ‫دعوانا‬ ‫إثيات‬

‫‪٠١١‬‬
‫الى لاني‬
‫ندعي ‪ :‬أنالسبِبَّ الذي أثبتناءٌ لوجود العالم قديمٌ ؛ فإنه لوحاكادنثاً‪. .‬‬ ‫صائع العالم ديم لا‬

‫لافتقر إلىآخسببرٌ » وكذا ذلك السب الآخرٌ » ويتسلسل ‪ :‬ما إلى غير‬
‫أولله‬

‫» وما أن ينتهيّ إلئ قديم ‪ -‬لا محالة ‪ -‬يقفُ عنده ؛ وهو‬ ‫اولٌ‬
‫ميةح وه‬
‫نها‬
‫‪.‬‬ ‫ورة‬
‫ر به‬
‫ضتراف‬
‫ببدامنلالاع‬
‫الذي نطَلبَةٌ » ونسميه ‪ :‬صانع العالم » ولا‬
‫ولا نعني بقولنا ‪ ( :‬قديم ) إلا أنَّ وجودَةُ غيرٌ مسبوق بعدم ؛ فليس تحت‬

‫فتلاظنَنٌ أنّ القدمٌ معنىّ زائدٌ علئ ذات القديم”'؟ » فِيلزمَكَ أنْ تقول ‪:‬‬ ‫لا‬ ‫فةعة‬
‫ا صف‬
‫ردم‬
‫الق‬
‫زائذة‬
‫ذلك المعنئ أيضاً قديمٌ بقدم زائدٍ عليه » ويتسلسلٌ إلئ غير نهايةٍ ‪.‬‬
‫‪##‬‬ ‫|*‪##‬‬ ‫* |‬

‫(‪ )1‬بل القدم صفة سلبية ترفع ضدّها كما يِعيِّرٌ عنها علماء هنذا الفن © وهلذا هو سبب نفي‬
‫الزيادة ‪.‬‬
‫الى لاله‬
‫صائع العالم باق لا‬ ‫ندعي ‪ :‬أنَّ صانم العالم مع كونْه موجوداً لم يزل‪ . .‬فهو باق لا يزال ؛‬
‫آخرّ له‬
‫لأنَّ ما ثيتَ قَدمَةٌ‪ . .‬استحالَ عدمةٌ ‪.‬‬
‫وإنّما قلنا ذلك لأنه لو انعدم‪ . .‬لافتقرٌ عدمَّةٌ إلئ سبب ؛ فإنه طار'' بعد‬
‫استمرار الوجود في القدم ؛ وقد ذكرنا أن كلّ طار فلا بذ له من سبب من‬
‫حيث إنه طار ؛ لا من حيث إنه موجودٌ ‪.‬‬
‫‪ .‬فكذلك‬ ‫دم‪.‬‬‫لدععلى‬
‫وكما افتقرٌ تبذُّلٌ العدم بالوجود إلى مرجّح للاوجو‬
‫يفتقر”ٌ تبذُّلُ الوجود بالعدم إلى مرجح للعدم على الوجود"" ‪.‬‬
‫مرجحات العدم ثلاثة‬ ‫وذلك المرجّخ ‪ :‬إما فاعلٌ يعدم بالقدرة » أو ضدٌ ؛ أو انقطاغ شرط من‬
‫شرائط الوجود ‪.‬‬
‫دنع شبهة الإعدام‬ ‫يجوز أن يصدرّ‬ ‫بٌت‬
‫ا شيء‬
‫ثجود‬
‫؛ إذ الو‬ ‫ة”"‬
‫دالٌرعلى‬
‫قيُح‬
‫ل أن‬
‫االٌ‬
‫ومح‬
‫بالقدرة‬
‫عن القدرة » فيكون القادرٌ باستعماله فَعَلَ شيئاً عدمياً » والعدمُ ليس بشيء‪. .‬‬
‫قيستحيلٌ أن يكون فعلاً واقعاً بأثر القدرة » فإنا نقولٌ ‪ :‬فاعلٌ العدم هل فعل‬
‫شيئاً ؟ فإن قيل ‪ :‬نعم ‪ . .‬كان محالاً ؛ لأنّ النغيّ ليس بشيء”؟ ‪.‬‬
‫وإ قال المعتزلئُ ‪ :‬إن المعدومٌ شيءٌ وذات‪ . .‬فليس ذلك الذات من أثر‬

‫‏‪ ١‬أي ‪ :‬لم يكن فكان ؛ وأصلها ( طارىءٌ ) سهّلت الهمزة فانقلبت يَاءٌ ؛ فعرملت الكلمة‬
‫معاملة المنقوص ‪.‬‬
‫‪ )©:‬ولعل الفقرة ‪ ( :‬وكما افتقر تل الوجود بالعدم إلى مرجح للوجود على العدم‪ . .‬فكذلك‬
‫يفتقر تبدُّلُ العدم بالوجود إلى مرجح للعدم على الوجود ) وذلك لأن الباء إنما تدخل على‬
‫المتروك الزائل ‪.‬‬
‫والمعنئ ‪ :‬لا تصح إحالة المرجح للعدم على القدرة ‪.‬‬ ‫)‬
‫‪٠‬؟)‏ في هامش ( و ) ‪ ( :‬اعلم ‪ :‬أن الوجود إثبات ‏‪ ١‬والعدم نفي ) ‪.‬‬

‫‪٠١١‬‬
‫القدرة”'' » فلا يتصوّرٌ أن يقولّ ‪ :‬الفعل الواقع بالقدرة فعلُ ذلك الذات ؛‬
‫فإنها أزلية » وإنّما عله نفئٌ وجود الذات » ونفي وجود الذات ليس شيئاً‪. .‬‬
‫فإذنْ ما فعلّ شيئاً ‪.‬‬
‫وإذا صدق قوأنا ‪ :‬ما فعل شيئاً‪ . .‬صدقّ قولنا ‪ :‬إنه لم يستعمل القدرة‬
‫‪.‬‬ ‫في أمر ألبتة ؛ فبقي كما كان ؛ ولم يفعل شيئا”‬

‫وباطلٌ أن يقال ‪َ :‬ه يعد ضدُهُ ؛ لأنَّ الضدٌ إن فُرِضٌ حادثاً‪ . .‬اندفع‬ ‫دقع شبهة الإعدام‬
‫بالضد‬
‫‪:‬‬ ‫به وجودُ القديم”‬ ‫وجوده بمضادة القديم َ وكان ذلك أولئ من أن ينقطع‬

‫في هامش ( و ) ‪ ( :‬فليس ذلك الشيء العدمي وتلك الذات العدمية من أثر القدرة ) ‪.‬‬ ‫‪11‬‬
‫لياسلمراد من هلذه الإيرادة عل لسان المعتزلي كون المعنزلة يقرلون بإعدام الشيء‬ ‫‪)7‬‬
‫بالقدرة ‪ +‬بل دقع شبهة ترد علئ مذعيهم من أن المعدوم شيء » والمعتزلة يقولون بأن‬
‫الأشياء ثابتة بالعدم وليست موجودة بالعدم ؛ لذلك عقد القاضي عبد الجبار في « المغني‬
‫في أبواب التوحيد والعدل ؛ ( ‪ ) 8/41‬فصلاً سماء ‪ ( :‬فصل في أن إعدام الشيء لا يصح‬
‫أن يكون بالقادر وبلاالقدرة ) ودفع هلذه الشبهة بكلام طويل حاصله مالخصه الإمام‬
‫الغزالي هنا ‪.‬‬
‫وقال القاضي أيضاً ‪ ( :‬إن قدرة القادر لا تتعلى بإعدام الشيء ‪ +‬وإنما تتعلق بإحداثه ‏‪ ٠‬وقد‬
‫دللنا من قل علئ أن القادر لا يقدر على الشيء إلا علئ طريق الحدوث ‪ +‬وبينا في فصل‬
‫) ‪ .‬‏‪١‬المفني ؟‬ ‫الشيء لا تصح‬ ‫دلئام‬
‫ع ع‬
‫إدرة‬
‫إليه ‏ أن الق‬ ‫شار‬
‫مهو‬
‫ادل‪ -‬و‬
‫مفر‬
‫‪)2‬‬ ‫‏(‪7 /١١‬‬
‫في حاشية ( و ) ‪ ( :‬وكان ذلك أولئ بالانقطاع‪ ) . . .‬والفناء بالضد هو فول المعتزلة ؛‬ ‫ف‬
‫قال عبد الجبار ‪ ( :‬قد ثبت أن الباقي لا يتتفي مع جواز الوجود عليه إلا بضد » أو ببطلان‬
‫ما يحتاج إليه في الوجود والبقاء ؛ لأنه متئ لم يحدث ما ذكرناه ‪ . .‬لم يكن بأن ينتفي أولئ‬
‫لرولهجود ؛ فإذا صح ذلك وثبت في الجواهر أنه لا يجوز البقاء‬ ‫استم‬
‫بأنقئ ‏‪ ٠‬وي‬ ‫يب‬ ‫منه‬
‫عليها » وأنه لا حال يشار إليها إلا ويجوز أن تبقئ إليه » وثبت أنه لا يحتاج في وجودها‬
‫إلغئيرها ؛ لأن الشيء إنما يحتاج إلئ غيره إذا كان حالاً فيه ؛ قأما علئ خلاف هنذا‬
‫الوجه‪ . .‬إنه لا يحتاج الشيء إلى غيره » وإن صح حاجة الشيء إلى غيره متئْ تعلق الحكم‬
‫الموجب عنه بحكم غيره ؛ كحاجة الإرادة إلى الاعتقاد ؛ وقد علمنا أن هلذه الوجوه‬
‫مستحيلة على الجواهر ؛ لأن الحلول عليها مستحيل ؛ ويستحيل عليها أن ترجب حكماً‬
‫ذالصخك‪ . .‬ثبت أن انتفاءها لا يكون إلا بد ) ‪ « .‬المغني ‏‪٠‬‬ ‫لغيرها » فإذ‬
‫‏(‪). 1/1١‬‬

‫‪‎‬م‪٠١‬‬
‫ومحالٌ أن يكونَ له ضدٌ قديم كان موجوداً معه في القدم ولم يعدمةٌ وقد‬
‫‪.‬‬ ‫أعدمَةٌ الآن!‬

‫ددع شيهة الإعدام‬ ‫وباطلٌ أن يقال ‪ :‬اتعدم لانعدام شرط وجوده ؛ فإن الشرطّ إِنْ كان‬
‫بانقطاغ أحد شرائط‬
‫حادثاً‪ . .‬استحال أن يكونَ وجودٌُ القديم مشروطاً بحادث » وإن كان‬
‫قديماً‪ . .‬فالكلام في استحالة عدم الشرط كالكلام في استحالة عدم‬
‫المشروط » فلا يتصور عدمة”" ‪.‬‬
‫فإِنْ قيل ‪ :‬فيماذا تفنئ عندكم الجواهرٌ والأعراض ؟‬
‫وهاا )تأنها‬
‫ذأنفس‬
‫قلنا ‪ :‬أمّاالأعراض ‪ :‬فبأنفُسها © ونعني بقولنا ‪ ( :‬ب‬
‫لايتصوّرٌ لها بقاء ‪.‬‬
‫وُعَهَمٌ المذهب فيه ‪ :‬بأن يفرض في الحركة » فإِنٌ الأكوان المتعاقبة في‬
‫بأنها حركاتٌ إلا بتلاحقها علئ سبيل دوام التجدُّدٍ‬ ‫صف‬
‫و لا‬
‫تاصلة‬
‫أحيانٍ متو‬
‫ودوام الانعدام ؛ فإنها إن فُرِضٌ بقاؤها‪ . .‬كانت سكوناً لا حركة ‏ فلا يَُقَلٌ‬
‫نات الحركة ما لم يعقل معها العدم عَقِيبَ الوجود ؛ وهنذا يفهمٌ في الحركة‬
‫غير برمان””؟ إ‪:‬‬

‫وأا الألوانُ وسائرٌ الأعراض ‪ :‬إنما يفهمٌ بما ذكرناه من أنَّهُ لو بقي‪. .‬‬
‫لاستحالٌ عدمَةُ بالقدرة وبالضدٌ كما سبق في القديم » ومثلٌ هنذا العدم محال‬
‫؛ فإن بينَّا قدمَهٌ أولاً ‏‪ ٠‬واستمرارٌ وجوده فيما لم يزل ؛ فلم‬ ‫الهلئ‬
‫ع ال‬
‫ت حق‬
‫في‬
‫يكن من ضرورة وجودٍ حقيقته فناؤٌ عقيبَةٌ كما كان من ضرورة وجود الحركة‬
‫حقيقة”'' أن تفنئ عقيب الوجود ‪.‬‬

‫‪ ١‬في حاشية ( و ) ‪ ( :‬لما عرف من أن الضدين لا يجتمعان ولا‪ ‎‬نامفتري ‪.‬‬


‫؟) إذكلٌ منهما قديم علئ هنذا الفرض » وما ثبت قدمه استحال عدمه‪. ‎‬‬
‫؟) فبقاؤها علئ ما هي عليه في اللحظة الماضية مع حركتها في هلذه اللحظة محال التصور ؛‪‎‬‬
‫لأن بقاءها دليل علئ سكونها » ونحن نشاهد حركتها‪ . .‬فانتفئ سكونها وثبت تجددها‪١ ‎‬‬
‫فالأعراض إذنْ لا تبقئ زمانين » بل هم في لبس من خلق جديد‪. ‎‬‬
‫في ( و ) ‪ ( :‬الحركة حركة‪. ) ‎‬‬ ‫)‪:‬‬

‫‪١‬‬
‫والسكون”'" ؛ فينقطع‬ ‫رهاكة‬
‫ح في‬
‫للقّ‬
‫ا تخ‬
‫وأما الجواهرٌ ‪ :‬فانعدامها بألا‬
‫‪.‬‬ ‫الؤها‬
‫بقيعق‬
‫شرط وجودها » ولا‬
‫|»‬ ‫*‪| #‬‬

‫يت‪ . .‬انطفات‬ ‫زنها‬‫لع‬‫اطع‬


‫مهادد ء فتتعدم بنفسها ؛ كالقتيلة إذا انق‬ ‫اعل عن‬
‫‏(‪ )١‬أي ‪ :‬يقط‬
‫بنفهاء هنذا ما ذهب إليه الإمام الأشعري رحمه الله تعالئ ‪ .‬انحظرا «شية البيجوري‬
‫‏‪. 6 ١١7١‬‬ ‫التوحيد ‪ (8‬ص‬ ‫جوهرة‬ ‫على‬

‫‪١‬‬
‫المقوى لرابمة‬

‫صانع العالم ليس‬ ‫ندعي ‪ :‬أنَّ صانع العالم ليس بجوهر متحي ؛ لأنه ثبتَ قدمه ؛ ولو كان‬
‫بجوهر‬
‫لا يخلو‬ ‫فيه » وما‬ ‫أو السكون‬ ‫عن حيُره‬ ‫الحركة‬ ‫عن‬ ‫لا يخلو‬ ‫متحيزاً ‪ . .‬لكان‬

‫‪:‬‬ ‫عن الحوادث ‪ . .‬فهو حادثٌ كما سبق"‬

‫فإن قيل ‪ :‬فيمٌ تنكرون علئ من يسميه جوهراً ولا يعتقدُهُ متحيزا" ؟‬
‫اء‬
‫سلمبمن‬
‫الو‬
‫قده‬
‫يهرعاًتولم‬
‫جو‬ ‫قلنا ‪ :‬العقلٌ عندنا لايوجبٌ الامتناع مإنطلاق الألفاظ © وإنما يمن‬
‫متحيرزا؟‬
‫‪ :‬إما لحقّ اللغة ؛ وإما لحقٌ الشرع ‪.‬‬ ‫عنه‬

‫أماالحقٌلغة ‪ :‬فذلك إذا ادعئ أنه موافق لوضع اللسان‪ . .‬فيبحث عنه ؛‬
‫فإن ادعئ واصفَةٌ به أنّهُ اسمه على الحقيقة ؛ أي ‪ :‬واضعٌ اللغة وضِعَةٌ له‪. .‬‬
‫‪.‬‬ ‫سلىان”"‬
‫لذبل ع‬
‫ا ك‬
‫فهو‬

‫انظر برهان الدعوى الأولئ (اص ‏‪. ) 5١‬‬ ‫‪010‬‬


‫أي ‪ :‬ما هو سبب إنكاركم على التصارئ والفلاسفة حين أطلقوا لفظ ( الجوهر ) على الله‬ ‫اي‬
‫تعالى ؟ فالضمير في (يسميه ) عائد علاىلله سبحائه ‏‪ ١‬وتصدىئ للردٌ على التصارئ‬
‫‪)74‬ء؛‬ ‫(ص‬ ‫الجوبني رحمه الله تعالى ‪ .‬انظر « الإرشادة‬ ‫إمام الحرمين‬ ‫بتفصيل‬
‫وها تلهاففتلاسفة » ( ص‪. ) 47‬‬
‫حعضققين من علماء أهل السنة ‪ -‬كالفخر الرازي رحمه الله ‪ -‬يجوز‬ ‫م ب‬‫لأينا‬
‫ار‬‫فإن‬
‫انه‪ . .‬فهئذا محمول على تفسير الجوهر ‪ :‬الموجود والغني‬ ‫حليه‬
‫سفظب ع‬
‫إطلاق هنذا الل‬
‫عن محل يحل فيه ؛ المشتق لفظه من الجهارة التي هي الجلاء والوضوح ‏ والله تعالى ‪-‬‬
‫لةعمنلم‬ ‫االي‬
‫علئ هنذا التفسير للجوهر ‏ أولئ موجود بهنذا اللفظ ‪ .‬اناظرلم‏‪١‬طالب الع‬
‫‏‪. ) ١11-116‬‬
‫الإلهي ‪/1 (4‬‬
‫ولا يفوتنٌ القارىء الكريم أن هنذا التجويز منباب إطلاق هنذا اللفظ عليه فقط ‏‪١‬‬
‫العالية »‬ ‫وإلا‪ . .‬فإن الفخرّ نفسه رحمه الله نفى الجوهرية عنه سبحانه في « المطالب‬
‫(‪.)7/57‬‬
‫إذ لم يسمع عن أهل اللسان هلذه العسمية لهذا المسمئ ؛ لذلك كان هنذا القول افتراء على‬ ‫">‬
‫أهل الاحتجاج للان ‪ .‬انظر « الإرشاد » ( ص‪7‬؟ ) ‪.‬‬

‫‪٠١١‬‬
‫وإنْ زعم أنه استعارة‪ . .‬نر إلى المعنى الذي به شارك المستعاز منه ‪:‬‬
‫فإنْ صلح للاستعارة‪ . .‬لم ينكزٌ عليه بحقٌّ اللغة » وإن لم يصلخ ‪ . .‬قيل له ‪:‬‬
‫أخطأت على اللغة » ولا يستعظمُ ذلك إلا بقدر استعظام صنيع من يُنْعِدٌ في‬
‫الاستعارة ‏ والنظرٌ في ذلك لا يلق بمباحث العقول”' ‪.‬‬

‫وأما حقّ الشرع وجوازٌ ذلك وتحريمه ‪ :‬فهو بحت فقهنٌ يجب طلبهٌ على‬
‫الفقهاء ؛ إذ لا فرق بين البحث عن جواز إطلاق الألفاظ من غير إرادة معنئّ‬
‫فاسد » وبين البحثٍ عن جواز الأفعال » وقيه رأيان ‪:‬‬ ‫لاق‬
‫ط في‬
‫إيان‬
‫رأ‬
‫الأسماء عليه سبحاثه‬
‫إما أن يقالَ ‪ :‬لا يطلقٌ اسمٌ في حقّ الله تعالئ إلا بالإذن”"؟ ‏‪ ١‬وهنذا لم‬ ‫مع‬
‫ا لمل يردس بها‬
‫التي‬
‫يرذ فيه إِذنْ ؛ فيحرم ‪.‬‬

‫‪ :‬لا يحرمُ إلا بالنهي ؛ وهنذا لم يرد فيه نهيّ ‪+‬فينظرٌ ‪:‬فإن‬ ‫ياق أنال‬
‫وإم‬
‫‪ .‬فيجب الاحترازً منه ؛ لأ إيهامٌ الخطٍ في صفات الله تعالئ‬ ‫كان يوهم خطأً‬

‫حرامٌ ؛ وإن لم يوهم خطاً‪ . .‬لم نحكم بتحريمه ‪ +‬وكلا الطريقين محتملٌ ؛‬
‫ثم الإيهامٌ يختلفٌ باللغاتٍ وعادات الاستعمال ؛ فربٌ لفظ يوهمُ عند قوم‬
‫‪.‬‬ ‫هم‬
‫يهمرعند‬
‫غ يو‬
‫ولا‬

‫‏(‪ )١‬أي ‪ :‬استعمال الاستعارات لا يناسب هذه العلوم الأصولية المتضيطة ؛ ومكانه يجمل في‬
‫كتب الأدب وتحوها ‪.‬‬
‫(©) كما فصل القول المؤلفٌ رحمه الله تعالئ في « المقصد الأسنئ » ( ص‪١8‬‏ )» والفخر‬
‫*‪. ) 4‬‬ ‫الرازي رحمه الله تعالئ في « شرح أسماء الله الحسنئ ‪( 4‬اص‬

‫‪٠١‬‬
‫اللقوئ واسَة‬

‫صائمالعالمليس‬ ‫ندعي ‪ :‬أن صانع العالم ليس بجسم ؛ لأنَّ كلّ جسم فهو مؤلف من‬
‫‪-‬‬ ‫ون‬
‫ك أن‬
‫يحال‬
‫‪ .‬است‬ ‫انً‪.‬‬
‫هْريكو‬
‫و أن‬
‫جحالَ‬
‫جوهرين متحيّرين”'" » وإذا است‬
‫جسماً ‪.‬‬
‫ونحن لا نعني بالجسم إلا هنذا » فإن سمَاةٌ مسمٌ جسماً ولم يرد هنذا‬
‫المعنئ‪ . .‬كانت المضايقة معه لحقٌّ اللغة» أو لحقٌّ الشرع ؛ لالحقّ‬
‫طمٌلفياق الألفاظ ونظم الحروف والأصوات‬ ‫العقل ؛ فإنّ العقلّ لاإيحك‬
‫ِْ‬ ‫التي هي اصطلاحاتٌ ‪.‬‬

‫‪ +‬يجوز أن يكون‬ ‫‪ .‬لكان مقذِّراً بمقدار مبخصوص‬ ‫انً‪.‬‬


‫جنهس لوم كا‬
‫ولأ‬
‫أصغرّ منه أو أكبر » ولا يترجّحٌ أحدٌ الجائزين على الآخر إلا ببخصّص‬
‫ومرجح كما سبق ‪ +‬فيفتقرٌ إلى مخصّص يتصرّف فيه » فيِقَدَرُهٌ بمقدار‬
‫؛ فيكون مصنوعاً لا صانعاً » ومخلوقاً لا خالقاً ‪.‬‬ ‫مخصوص‬
‫‪*.‬‬ ‫|»‬ ‫* |‬

‫‪٠١4‬‬
‫لسا رس‬ ‫‏‪ ١‬لمعو‬

‫ندعي ‪ :‬أن صانعٌ العالم ليس بِعَرَضٍ ؛ لأنَ نعني بالعرض ‪ :‬ما يستدعي‬ ‫صانع العالم ليس‬

‫وجودةٌ ذاتاً يقومٌ به ‪ .‬وذلك الذاتث جسم أو جوهر » ومهما كان الجسم‬ ‫بعرض‬

‫واجبّ الحدوث‪ . .‬كان الحالٌُ فيه أيضاً حادثاً لامحالةً ؛ إذ بطل انتقال‬
‫الأعراض'" ‪.‬‬
‫وقد بينا أن صانعٌ العالم قديمٌ ؛ فلا يمكنٌ أن يكونّ عرضاً ؛ وإن فهِمٌّ من‬
‫العرض ما هو صفةٌ لشيء من غير أن يكون ذلك الشيءٌ متحزاً‪ . .‬فنحن‬
‫لا نتكر وجودّ هنذا ‏‪ ١‬فإنًا نستدلٌ علئ صفات الله تعالئ ‪.‬‬
‫نعم ؛ يرجم النزاع إلئإىطلاق اسم الصانع والفاعل ‪ +‬فإإنطلاقةٌ على‬
‫ات ‪.‬‬ ‫فعلى‬‫صاقه‬
‫ل إطل‬
‫ا من‬
‫الذات الموصوفة بالصفات ‪ . .‬أَوْلَىئْ‬
‫فإذا قلنا ‪ :‬الصانع ليس بصفة ‪ . .‬عَنَيَْا به أنَّ الصنعٌ مضافٌ إلى الذات التي‬
‫تقومُ بها الصفاتُ » لا إلى الصفات ؛ كما أن إذا قلنا ‪ :‬النجَارٌ ليس بعرض‬
‫ولاصفة‪. .‬عَنْيْنَا به أن صنعةٌ النجارة غيرٌ مضافة إلى الصفات ‏‪ ٠‬بل إلى‬
‫الذات الواجب وصفها بجملة من الصفات حتئ يكون صانعاً ؛ فكذا القول‬
‫في صانع العالم ‪.‬‬
‫وإن أرادً المنازغ في تسميته بالعرض أمراً غير الحالٌ في الجسم ‏‪ ١‬وغيرٌ‬
‫الصفة القائمةٍ بالذات ‪ . .‬كان الحيُ في منعه لِلّغة أو الشرع » لا للعقل ‪.‬‬
‫*‪#‬‬ ‫؟»‬
‫؟|‬

‫‪.‬‬ ‫الحدوث‬

‫‪١٠‬‬
‫القوى لسّابعة‬
‫صااتلععالم ليس في‬ ‫ندعي ‪ :‬أنه ليس في جهة مخصوصةٍ من الجهات الست" ؛ ومن عرف‬
‫اص‪ . .‬فم قطعاً استحالةً الجهات‬ ‫ص لفظ‬
‫تعنئ‬
‫خ» وم‬‫اجهة‬
‫ل ال‬
‫ا لفظ‬‫معنئ‬
‫علئ غير الجواهر والأعراض ؛ إذ الحيّرٌّ معقولٌ ؛ وهو الذي يخْتمنٌ الجوهرٌ‬
‫به ؛ ولكنَّ الحيزٌ إنما يصير جهة إذا أضيف إلئ شيء أخرّ متحيٌّ ‪.‬‬
‫؛ ويمينٌّ ؛‬ ‫والجهات ستٌ ‪ :‬فوقٌ » وأسفلٌ ‏ وَقَدَاءٌ ؛ وخلف‬
‫وشمالٌ ‪.‬‬

‫فمعنئ كونٍ الشيء فوقنا ‪ :‬هو أنه في حيّرٌ بلي جانبّ الرأس ‪ 6‬ومعنئ‬
‫ونه تحتنا ‪ :‬أنه في حيز يلي جانبٍ الوّجُل » وكذا سائءٌ الجهات ؛ فكلٌ‬
‫ما قيل فيه ‪ :‬إن في جهة ‪ . .‬فقد قيل ؛ إِنَّهُ في حيّر مع زيادةٍ إضافةٍ ‪.‬‬
‫معنى كون الشي‪ +‬في‬ ‫وقولنا ‪ :‬الشيءُ في حيّز ‪ . .‬يعقلُ بوجهين ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬أنَّهُ يختصنُ به ‪ 6‬بحيث يَمنعُ مثلٌَ من أن يوجدّ بحيث هو ؛‬
‫‪.‬‬ ‫لجهووهر‬
‫الذا‬
‫وه‬
‫والآخر ‪ :‬أن يكون حالاً في الجوهر ؛ فإنه قد يقال ‪ :‬إِنَّهُ بجهة ‏‪ ٠‬ولكنْ‬
‫بطريق التبعية للجوهر » فليس كونٌ العرض في جهة ككون الجوهر ؛ بل‬
‫الجهةٌ للجوهر أَوْولَئْل »لعرض بالتبعية للفجوههرئ »ذان وجهان معقولان‬
‫في الاختصاص بالجهة ‪.‬‬

‫فإنْ أراد الخصمٌ أحدّهما‪ . .‬دلعلئ بطلانه ماعدللئ بطلان كونه‬


‫جوهراً أو عرضاً » وإنْ أرادٌ أمراً غيرّ هنذا‪ . .‬فهو غيرٌ مفهوم”"' © فيكونٌ‬

‫وهي نسبة هنذا الشيء المتحيز لاخر مثله ؛ فلولاه‪ . .‬لا تفهم الجهة ‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫أي ‪ :‬المعنى الذي أراده الخصم لا يُفْهِمَهُ هلذا اللفظ ‪.‬‬ ‫(؟)‬

‫‪١١١‬‬
‫الح في إطلاق لفظه المنفكٌ عن معنىٌ مفهوم للّغة والشرع!' ‪.‬‬
‫لا للعقل ‪.‬‬
‫فإن قال الخصم ‪ :‬أنا أريدٌ بكونه بجهة معنئ سوئ هذا » فلم نتكرةُ ؟‬ ‫أريد‬ ‫تحريجة‪:‬‬

‫بالجهةغيرما‬
‫فأقول ‪ :‬أما لفظُكٌ ‪ :‬فإنما نكر من حيث إِنَُّ يوه المفهوم الظاهر منه ؛‬ ‫فسرثموه‬
‫وهو ما يعقلُ للجوهر والعرض ‏‪ ٠‬وذلك كذب على الله تعالئ ‪.‬‬
‫وأما مرادّكٌ منه ‪ :‬فلست أنكرةٌ ؛ فإن ما لا أفهِمَةٌ كيف أنكره ؟! وعساً‬
‫عالم‬ ‫أنه‬ ‫معنئ‬ ‫علئ‬ ‫بجهة‬ ‫لا أنكرٌ كونة‬ ‫وأنا‬ ‫‪.‬‬ ‫علمَهٌ وقدرتة‬ ‫‪:‬‬ ‫به‬ ‫تريد‬
‫ي(؟)‬
‫‪.‬‬ ‫وقادر‬

‫فإنك إذا فتحت هنذا الباب ؛ وهو أن تريد باللفظ غير ما وضع اللفظ له‬ ‫فة‬
‫لمان‬
‫ل أ‬
‫ارية‬
‫تظ‬

‫ويدلٌ عليه في التفاهم‪ . .‬لم يكنْ لما تريد به حصر”" ‏‪ ١‬فلا أنكرَةٌ ما لم‬
‫تعرب عن مرادك بما أفهمَةُ من أمر يدل على الحدوث » فإِنَ كلٌّ ما يدل على‬
‫الحدوث فهو فى ذاته”'' محال ‪.‬‬
‫ويدلٌ أيضاً علئ بطلان القول بالجهة ‪ :‬أن ذلك يطرق الجوازٌ إليه ؛‬
‫من‬ ‫محال‬ ‫وذلك‬ ‫‪3‬‬ ‫الجواز‬ ‫وجوه‬ ‫بأحد‬ ‫يخْصْصَّةٌ‬ ‫مخْصّْصٍ‬ ‫إلئ‬ ‫وبُحوجهُ‬

‫‪:‬‬ ‫وجهين‬

‫بهتخلاتصنُ به لذاته ؛ فإن سائرٌ‬ ‫صنُ‬


‫تلتي‬
‫خا‬‫تهةً‬
‫أحدهما ‪ :‬أن الج‬
‫الجهات متساويةٌ بالإضافة إلئ قابل الجهةٍ » فاختصاصَّةٌ ببعض الجهات‬
‫ار‬ ‫يه‬ ‫*‬
‫؛‬ ‫يخصصة‬ ‫المعينة ليس بواجب لذاته ؛ بل هو جائز ؛ فيحتاج إلى مخصص‬

‫‪.‬‬ ‫اته‬
‫ي ولا‬
‫ضنذا‬
‫تن ه‬
‫رردا‬
‫يا ي‬
‫() وهم‬
‫أي ‪ :‬إن أراد الخصم بلفظ الجهة معنى العلم والقدرة ‪-‬‬ ‫)‪0‬‬
‫وهو ما يعبر عنه بنظرية ( أمان اللغة ) » فلو تشيَّئ كل واحد وضع معتى أو معانٍ لأيّ لفظ‬ ‫(©)‬
‫‏‪٠‬‬ ‫اني‬
‫ميعفهم‬
‫ل ف‬
‫امان‬
‫ب أواتضباط بياني‪ . .‬لفقدنا الأ‬ ‫دون تواضع ‏ أو اصطلاح‬
‫ولادّعئ كل واحد ما يشاء ؛ وفقدنا صلة التخاطب! ‪.‬‬
‫أي ‪ :‬في ذات الله عز وجل ‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪١١‬‬
‫ويكونٌ الاختصاصن فيه معنىٌ زائداً علئ ذاته » ومتاطرّقٌ الجوازٌ إليه‪. .‬‬
‫استحال قدمةٌ ؛ بل القديم عبارة عما هو واجِبٌ الوجود من جميع‬
‫الجهات”'' ‪.‬‬
‫تحريجة‪ :‬إنما اختصن‬ ‫فإن قيل ‪ :‬اختصٌ بجهة فوقيٍ لأنها أشرفٌ الجهات ‪.‬‬
‫بالفوقية لأنها أشرف‬
‫ا لجهات‬ ‫قلنا ‪ :‬إنما صارت الجهة جهةٌ فوقي بخلقه العالمٌ في هنذا الحيّز الذي‬
‫خلقَةٌ » فقبلّ خلتى العالم لم يكن فوقٌّ ولا تحت أصلاً ؛ إذ هما مشتقان من‬
‫الرأس والّجل » ولم يكن إذ ذاك حبوانٌ قتسمى الجهةٌ التي تلي رأسَهُ فوقاً ؛‬
‫والمقابل له تحتاً ‪.‬‬
‫املم » وكلُّ‬ ‫لًعلجس‬
‫اذيا‬
‫الوجه الثاني ‪ :‬أنه لوكان بجهة‪ . .‬لكان محا‬
‫محاذٍ ‪ :‬فإما أن يكونَ أصغرَ منه © وإما أكبرّ ؛ وإما مساوياً ‏‪ ٠‬وكلّ ذلك‬
‫يوجب التقديرٌ بمقدار ‏ وذلك المقدارٌ يجوزٌ في العقل أن يفرضٌ أصغرّ منه‬
‫أو أكبر ؛ فيحتاج إلئ مقدّر ومخصّصٍ ‪.‬‬

‫العرض مقدر؟‬
‫فإن قبل ‪ :‬لوكان الاختصاصُ بالجهة يوجب التقدير ‪ . .‬لكان العرّضنٌ‬
‫مقدراً ؟‬

‫قلتا ‪ :‬العرضٌ ليس في جهة بنفسه » بل بتبعيّةٍ الجوهر ‏‪ ١‬فلا جرم هو‬
‫أيضاً مقَذَّرٌ بالتبعية ؛ فنا نعلم أنه لا توجدٌ عشرة أعراضٍ متمائلة في عشرة‬
‫أن تكون في عشرين ؛ فَقَدُرٌ الأعراض بالعشرة لازمٌ‬ ‫ّارٌ‬
‫ص ؛و ول‬
‫ت”""‬
‫ياهر‬
‫جو‬
‫بطريق التبعية لتقذّر الجواهر ؛ كما لزم كونةُ بجهة بطريق التبعيّة ‪.‬‬
‫تحريجة‪ :‬فلم تتجه‬
‫الأكف إلى السماء؟‬
‫فإن قيل ‪ :‬فَإنْ لم يكن مخصوصاً بجهةٍ فوقي‪ . .‬فما بال الوجوه والأيدي‬
‫نَ‬ ‫وف‬ ‫ترفعٌ إلى السماء في الأدعية شرعاً وطبعاً ؟ وما بالَهُ صلى الله عليه وسلم قال‬
‫حديث الجارية؟‬ ‫للجارية التي قصدّ إعتاقّها ‏‪ ٠‬وأراد أن يستبين”" إيمانها ‪ « :‬أينَ اللهُ؟ »‬

‫الجواز بتاتاً ‪.‬‬ ‫َ لا بحتمل‬ ‫الوجوه‬ ‫‪ :‬من جميع‬ ‫أي‬ ‫‪1‬‬

‫(؟) كذا في (‪ + )1‬وسقطت ( متماثلة ) من باقي السخ ‪.‬‬


‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫د ) ‪ ( :‬يستيقن‬ ‫‪ 4‬و(‬ ‫وفي ( اب‬ ‫ا‬

‫‪١١‬‬
‫فأشارت إلى السماء ؛ فقال ‪ * :‬إنّها مؤمنة ‪ 90:‬؟‬
‫‪:‬أن هنذا يضاهي قولَّ القائل ‪ :‬إن لم ياكنلله في‬ ‫لبأعنول‬
‫اجوا‬
‫فال‬
‫؟‬ ‫الصلاة‬ ‫في‬ ‫نستَقِلُهَا‬ ‫بالنا‬ ‫وما‬ ‫؟‬ ‫ونزورمًا‬ ‫بالْنا نَحجّهَا‬ ‫فما‬ ‫‪.‬‬ ‫بِيتهُ‪.‬‬ ‫وهي‬ ‫الكعبةٍ‬

‫‪ .‬فما بِالْنَا نتدللٌ بوضع وجوهنا على الأرض في‬ ‫ريض‪.‬‬


‫أْ ف‬
‫ل يكن‬
‫ا لم‬
‫وإن‬
‫؟‬ ‫السجود‬

‫هنذا هذيانٌ » بليقال ‪ :‬قصدُ الشرع من تعيّدٍ الخلق باستقبال الكعبةٍ في‬ ‫فهم المراد من التوجه‬

‫الصلوات ملازمة الثبوت فى جهة واحدة ؛ فإنٌ ذلك لا محالةً ‪ -‬أقربٌ إلى‬ ‫وتعليله‬

‫الخشوع وحضور القلب من الترؤّدٍ على الجهات ‪.‬‬


‫ثم لمّا كانت الجهاتُ متساويةٌ من حيث إمكانُ الاستقبال‪ . .‬خصَّصنَ الله‬
‫تعالئ بقعةٌ مخصوصة بالتشريف والتعظيم » وشرّفها بالإضافة إلنئفسه ‏‪٠‬‬
‫واستمالَ القلوبٌ إليها بتشريفه ؛ لياثيسبت عقلىبالها"" ‪.‬‬
‫وكذلك السماءٌ قبلةٌ الدعاء ؛ كما أن البيتَ قبلةٌ الصلاة » والمعبودٌ‬
‫بالصلاة والمقصوةٌ بالدعاء منزَهٌ عن الحلول في البيت والسماء‬
‫ثم فيالإشارة بالدعاء إلى السماء سرّ لطيف يعر من يتنب لأمثاله”” ‪.‬‬ ‫ررجه‬
‫ت س‬
‫افةل في‬
‫لطي‬

‫وهو أنّ نجاةً العبد وفوزَةٌ في الآأخرة بأن يتواضع لله في نفسه ‪ 6‬ويعتقذ‬
‫لئ ‪.‬‬ ‫ابّه‬
‫ع لر‬
‫تعظيم‬
‫الت‬
‫والتواضع والتعظيم عملٌ القلب » وله العقلٌ © والجوارخ إِذنْ إنما‬
‫استعملث لتطهير القلب وتزكيته ؛ فإنَ القلبّ خُلَِ خلقةٌ بِتأنَ؛ بالمواظبة علئى‬
‫أعمال الجوارح”*' ؛ كما خلقت الجوارخ متأثرة بمعتقدات القلوب ؛ ولما‬
‫كان ا لمقصود أن يتواضع في نفسه بعقله وقلبه ؛ بأن يعرف قَدْرَهُ ليعرفٌ بِخِسَّة‬

‫‏(‪ )١‬سياتي تخريج الحديث والكلام عنه تعليقاً عند الجواب عن هلذه الشبهة ‪.‬‬
‫في (د) ‪ ( :‬لبت القلوب علئ ) ‏‪٠‬‬ ‫)‪0‬‬
‫؛ أي ‪ :‬نادر نفيس ‪.‬‬ ‫زريز‬
‫ع أم‬
‫)©( يعن ‪:‬يندر » فهو‬
‫متاثرة‬ ‫وتارح‬
‫لجخلق‬
‫‪+.‬اكما‬ ‫اً‪..‬‬
‫اقئ خرلقه‬
‫(‪ )4‬جملة ( يتاثر ) حالية ؛ أي ‪:‬مخل‬

‫‪١٠8‬‬
‫رتبنه في الوجود جلالٌ الله تعالئ وعلوّة'" ‪.‬‬
‫لتواضعه‪ . .‬أنه مخلوقٌ من‬ ‫جِبة‬
‫وسَتَه‬
‫م ح‬
‫الةل علئ‬
‫أنعمنظم الأد‬
‫وكا‬
‫تراب » كُلْفَ أن يضع على التراب الذي هو أذلٌ الأشياء وجِهَهُ الذي هو أعز‬
‫الأعضاء ؛ ليستشعرٌ قَلبَهٌ التواضع بفعل الجبهة في مماسَتها الأرضّ » فيكونٌ‬
‫الْبدنُ متواضعاً في سمه وشخصه وصورته بالوجه الممكن فيه ؛ وهو معانقة‬
‫التراب الوضيع الخسيس ؛ ويكون العقلٌ متواضعاً لربّيهلبمابق به ‪ +‬وهو‬
‫معرفة الضّمَةٍ وسقوطٍ الرتبة وخْسَّةٍ المنزلة عند الالتفاف إلئ ما ملق منه ‪.‬‬
‫فكذلك التعظيم لله تعالئ وظيفةٌ على القلب فيها نجائةُ ؛ وذلك أيضاً‬
‫ينبغي أن تُسْتَشْرَكَ فيه الجوارح بالقذر الذي يمكنُ أن تحمل الجوارح عليه ‪.‬‬
‫وتعظيمُ القلب‪ . .‬بالإشارة إلئ علوٌ الرتبة علئ طريق المعرفة والاعتقاد ؛‬
‫وتعظيمُ الجوارح ‪ . .‬بالإشارة إلئ جهة العلوٌ الذي هو أعلى الجهات ‏‪٠‬‬
‫وأرفعها في الاعتقادات ؛ فإن غايةً تعظيم الجارحة استعمالها فايلجهات ؛‬
‫حتئ إن من المعتاد المفهوم في المحاورات أن يفص الإنسانُ عن علوٌ رتب‬
‫غيره وعظم ولايته فيقولٌ ‪ :‬أمرءُ في السماء السابعة ؛ وهو إنما ِنةٌ على علوٌ‬
‫الرنبة ‪ +‬ولكن يستعي؛ُ له علوّ المكان ؛ وقد يشيرٌ برأسه إلى السماء في تعظيم‬
‫ك ‪+‬ون‬
‫تلو‬
‫؛ أي ‪ :‬فيوالع‬ ‫أمره ؛ أي ‪ :‬أمراهٌل فسيماء‬ ‫منت يعريدظٌيم‬
‫السماءً عبارة عن العلو ‪.‬‬

‫فانظرز كيف تَلصّفَ الشرعٌ بقلوب الخلق وجوارحهم في سياقها إلى‬


‫تعظيم الله تعالى ؛ وكيف جّهِلَ من قَلَّتْ بصيرنَةٌ ولم يلت إلا إلئ ظاهر‬
‫تاعفيظيم عن‬ ‫لائه‬
‫اتغن‬
‫رنار القلوب واس‬ ‫س ع‬ ‫أفُلَ‬
‫الجوارح والأجسام ؛ وَغَ‬
‫تقدير الجهات » وظَّنَّ أن الأصلّ مايشارٌ إليه بالجوارح ‪ +‬ولم يعرف أن‬
‫المَظِنَةٌ الأولئ للتعظيم القلبٌ ‪ +‬وأنَّ تعظيمَةُ باعتقاد علو الرتبةٍ ؛ لاباعتقاد‬

‫‏(‪ )١‬كذا في ( ر) ‏‪ ١‬وفبياقي التسخ ‪ ( :‬ليعرف بخسّة رثبته في الوجود لجلال الله تعالى‬
‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫وعلوّه‬

‫ا‬
‫علوٌ المكان ؛ وأنَّ الجوارح في ذلك خَدَمٌ وأتباعٌ يخدمون القلب على‬
‫الموافقة في التعظيم بالقذر الممكن فيها ‪ +‬ولا يمكن ؛في الجوارح إلا الإشارة‬

‫فهئذا هو السرٌ في رقع الوجوه إلى السماء عند قصدٍ التعظيم » وينضاف‬ ‫رلطيفة أخرى عند‬
‫الدعاء‬
‫إلايهل عدندعاء أمآرٌخرٌ » وهو أن الدعاءً لا يتفكٌ عن سؤال نعمة من نِعَم الله‬
‫تعالئ © وخزائنُ نعمه السماواثُ ‪ +‬وَخُزَانُ أرزاقه الملائكة ؛ ومقؤهم‬
‫ملكوثُ السماوات » وهم الموكّلون بالأرزاق » وقد قال اللهت"عالئ ‪ :‬رفي‬
‫زم رَدقاُ‪ :‬عَدُونَ* والطبع يتقاضى الإقبالٌ بالوجه إلى الخزانة التي هي مقر‬
‫ال‬
‫الرزق المطلوب » فطلب الأرزاق من الملوك إذا أخبروا بتفرقةالأرزاق على‬
‫باب الملك'"‪ . .‬مالث وجوههُم وقلوبهم إلجئهة الخزانة وإينع لتمقدوا‬
‫الجهسةماء‬
‫خٌزفيانة » فهئذا هموحرّكُ وجوه أرباب الدين إلئ‬
‫لملك‬
‫ا ال‬
‫أنَّ‬
‫طبعاً وشرعاً ‪.‬‬

‫؛ فيكون ذلك أحدّ‬ ‫سهممفياء‬


‫لودّ‬
‫ا معب‬
‫وأما العوام‪ . .‬فقيدعتقدون أنَّ‬
‫أسباب إشارتهم إلى السماء ؛ تعالئ ربٌالأرباب عما اعتقدَهُ الزائغون علا‬
‫كيرا ‪.‬‬

‫وأمّا حكمَهُ بالإيمان للجارية لما أشارث إلى السماء”"" ‪ :‬فقد انكشفٌ به‬ ‫حذديتث‬ ‫على‬ ‫الكلام‬

‫الجارية‬

‫(‪ )١‬كذا في ( د ) ؛ وفي غيرها من النسخ ‪ ( :‬الخزانة‪. ) ‎‬‬


‫اختلفث روايةٌ هنذا الحديث ؛ فمن مصرّح بالقول » ومن مؤكد للإشارة ؛ ومن محتمل‪‎‬‬ ‫)(‬
‫لكليهما‪ ٠ ‎‬والرواية التي ذكرها المؤلف الإمام رحمه الله تعالئ هنا هي رواية الإشارة ء‪‎‬‬
‫وعليها تحمل باقي الروايات إن ثبت اتحاد الحادثة والحال هلذه‪. ‎‬‬
‫واسبلبإشارة دون القول ‪ :‬أن هذه الجارية كانت خرساء كما سيأتي بيانه‪. ‎‬‬
‫قي‪‎‬‬
‫ي‪48‬ه) ‪+‬‬
‫ب‪77‬‬
‫ل (‬
‫ااوود‬
‫و د‬
‫رالحديث بلفظ الإشارة رواه أحمد‪ ١ ) 741/7 ( ‎‬وأبو‬
‫) تحت عنوان ‪ :‬باب إعتاق الخرساء إذا أشارت بالإيمان‪‎‬‬ ‫في « السنن الكبرئ * ( ‪7/88‬‬
‫وصلت‪. ‎‬‬
‫ولفظ الحديث ‪ :‬عن أبي هريرة رضي الله عنه ‪ :‬أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه‪‎‬‬
‫وسلم بجارية سوداء ‪ +‬فقال ‪:‬يا رسول الله ؛ إن على عت رقبة مؤمنة ؟ فقال لها‪: ‎‬‬

‫‪١٠٠‬‬
‫رمتعلوبٌّةٍ إلا بالإشارة إلى‬
‫أيضاً ؛ إذ ظهرٌ أن لاسيل للأخرس إلئا تلفهي‬
‫جهة العلو ‪ .‬فقد كانت خرساءً كما حكي » وقد كان يُظنٌ بها أنها من عبدة‬
‫الأوثان ‏ وممّن تعتقدٌ إللهها في بيت الأصنام ؛ فاستنطقتث بمعتقدها ‏‬
‫ييوت ابلأِصنعامتَكمَادُهُ‬
‫ب ف‬
‫فعرَقتْ بالإشارة إلى السماء أن معبودها ليس‬
‫أولعك"'' ‪.‬‬

‫« أين الله ؟ » فأشارت إلى السماء بإصبعها » فقال لها ‪ « :‬قمن أنا ؟ » فأشارت إلى النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم وإلى السماء ؛ تعني ‪ :‬أنت رسول الله ‪ .‬فقال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ :‬‏‪ ١‬أعتقها ؛ فإنها مزمنة » ‪.‬‬
‫) بلفظ ‪ ( :‬قالت ‪ :‬في السماء‪ . . .‬قالت ‪ :‬أنت رسول الله ) ‪.‬‬ ‫ورواه مسلم ( ‪70‬‬
‫وثمّة رواية مجؤدة عند البيهقي في « السئن الكبرئُ ‏»‪ ١‬وعند مالك مرسلاً ( ؟‪ )7/7071‬ء‬
‫اللفظ الصحيح لهلذا الحديث في تعليقه على المسند‬ ‫ربنؤوط‬
‫أعي‬
‫ل ش‬
‫اشيخ‬
‫وجعلها ال‬
‫(‪ ) 47 0‬يحسن إيرادها ؛ وهي ‪ :‬فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ « :‬أتشهدين‬
‫‪ :‬نعم » قال ‪ « :‬أتشهدين ان محمداً رسول الله ؟ » قالت ‪:‬‬ ‫أن لاإلله إلاقاللها؟ل‏‪٠‬ت‬
‫نعم ‪ +‬قال ‪ 3 :‬أتوقتين بالبعث بعد الموت ؟ * قالت ‪ :‬نعم ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ « :‬أعتفها » ‪.‬‬

‫الإمام الآتي يترجه على‬ ‫ليل‬


‫ع »‬
‫تكلف‬
‫و ت‬
‫وهلذه الرواية بمكن حملها علىئ أنها خرساء دون‬
‫هلاذلهرواية وعلىئ غيرها ‪.‬‬
‫فنّإهمشإذانرمنتها إلى السماء علو رتبة معبودها أنا تحليطج بههات كالموجود في‬ ‫‪010‬‬
‫بيوت الأصنام ؛ وعُلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سآلها عن ذلك ورضي منها ما أشارت‬
‫ولم يرد عنه ‏ وحاشاه ‪ -‬صلى الله عليه وسلم أنه كان يمتحن‬ ‫لكونها خرساء ليس إلا‬
‫إيمان الناس بهنذا ابداً ‪.‬‬
‫وبما أن هنذا الحديث أفوئ شبهة للخصم‪ . .‬تجدر الإشارة إلئ مزيد من بيانه ورفع‬
‫إشكاله ‪:‬‬
‫لو والفوق‪ . .‬وجب إثبات‬ ‫ليتعصفة‬‫ا أل‬
‫فيقال لصاحب الشبهة أو للحشوي المشبه ‪ :‬كما‬
‫) ‪ :‬‏‪١‬إذا كان أحدكم‬ ‫‪7‬‬‫‪( 0‬‬
‫‪4‬اري‬
‫صفة الأمام ؛ وذلك للحديث الصحيح الذي رواه البخ‬
‫يصلي ‪ . .‬فلا ييصق قبل وجهه ؛ فإن الله قبل وجهه إذا صلىئ » © وفي رواية ‪ « :‬إن ربّه بينه‬
‫وبين القبلة » ‪:‬‬

‫بل إن هلذا الحديث أولئ بإثبات صفة الأمام من حديث الجارية ؛ لأنذ حديث الجارية‬
‫الإثبات حاصل بالإشارة ؛ وهلذا مصرح بالقول ؛ والتصريح به مقدم عند علماء الأصول‬
‫عالىلإشارة ‪.‬‬
‫رحاشاه سبحانه وتعالئ عن ذلك علواً كبيراً ‪ :‬والمشكلة ‪ -‬كما قال المؤلف رحمه الله ‪-‬‬
‫لاترفع إلا بفهم معنى الجهة ؛ وما ورد منهئذه النصوص ‪ -‬كما قال ابن عبادلبر‬

‫‪7‬‬
‫فإن قيل ‪ :‬فنفيٌُ الجهة مُوْذُّ إلى محال ؛ وهو إثباتٌ موجود تخلو عنه‬ ‫تحريجة‪ :‬نكيف‬
‫به‬ ‫ولا متصلاً‬ ‫ولا خارجة ‏‬ ‫العالم‬ ‫لا داخل‬ ‫ويكون‬ ‫‪.‬‬ ‫الست‬ ‫الجهاث‬ ‫‪4‬‬ ‫ا‬

‫؟‬ ‫محال‬ ‫‪ +‬وذلك‬ ‫ولا منفصلاًعنه‬

‫رحمة الله _ فالمراد به تعظيم الشأن ‪:‬‬


‫قال الحافظ اين حجر رحمه الله تعالئ ‪ ( :‬وفيه الرد علئ من زعم أنه على العرش بذاته ‏‪٠‬‬
‫(‪. ) 1/80‬‬ ‫ومهما تؤوّل به هنذا‪ . .‬جاز أن يتأول به ذاك ) ‏‪ ٠‬فتاحلباري ©‬

‫تلشابه على المحكم ؛ كقوله سبحانه ‪:‬‬


‫لم حم‬
‫وكل هذه النصوص من المتشابه ؛ وايجب‬
‫َس كيل نَمو التميغ الِب ‏‪٠‬‬
‫وقال الإمام النووي في حديث الجارية هنذا ‪( :‬هئذا الحديث من أحاديث الصفات ؛‬
‫وفيها مذهبان تقدم ذكرهما مرات في كتاب الإيمان ؛ أحدهما ‪ :‬الإيمان به من غير خوض‬
‫ات المخلوقات ‪.‬‬ ‫م عن‬‫سيهه‬
‫في معناه مع اعتقاد أن الله تعالى ليس كمثله شيء وتنز‬
‫والثاني ‪ :‬تأويله بما يلي به ؛ فمن قال بهلذا‪ . .‬قال ‪ :‬كان المراد امتحانها ‪ :‬هل هي‬
‫لوه وحده ‪ +‬وهاولذي إذا دعاء الداعي ‪ . .‬استقبل‬ ‫ل ه‬
‫اعال‬
‫موحدة تقر بأن الخالق المدبر الف‬
‫ذلك لأنه متحصر في السماء ‪.‬‬ ‫السماء كما إذا صلى المصلي ‪ . .‬استقبل الكعبة » ولي‬
‫كما أنه لين متحصراً في جهة الكعبة ) ‏‪ ١ ١‬شرح صحيح مسلم ‪. ) 8/47 (6‬‬
‫قال القاضي عياض ؛ ( لا خلاف بين الملمين قاطية ففيههم ومحدثهم ومتكلمهم‬
‫ماء ؛ كقوله تعالئ ‪ :‬أي‬ ‫س في‬
‫لالئ‬
‫ونظارهم ومفلدهم أن الظواهر الواردة بذكر اللها تع‬
‫من فى أله » ونحوه‪ . .‬ليست على ظاهرها ‪ +‬بل متأولة عند جميعهم‪ ) . . .‬إلئ أن قال‬
‫رحمه الله ‪ ( :‬ويا ليت شعري ؛ ما الذي جمع أهل السنة والحق كلهم على وجوب الإمساك‬
‫عن الفكر في الذات كما أمروا ؟! ومكترا لحيرة العقل واتفقوا عتلئحريم التكيف‬
‫وفهم وحيرتهم غير شك في الوجود أوباجهللموجود ‪ +‬وغير‬
‫والتشكيل ؛ وأن ذلوكق من‬
‫)‬ ‫قادح في التوحيد ) ‪ .‬‏‪ ١‬الإكمال ‪2607/914‬‬

‫أما أينفتن الناس بمثل هذا ويمتحن إيمانهم وعفيدتهم بسؤالهم ‪ :‬أين الله ؟‪ . .‬فهلدًا‬
‫مالا يرضاه المتصفون الذين يحرصون على نزع قائل اليه ‪ +‬ومأاشبه هلذا بفعل‬
‫المبتدعة من المعتزلة حينما كاتوا يسألون الأثمة عن خلق كلام الله ليت إيمائهم عندهم ‪.‬‬
‫وحينما ستل صلى الله عليه وسلم ‪ :‬أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه ؟ ‪ . .‬قال ‪ :‬‏‪ ١‬كان في‬
‫عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء » وخلق عرشه على الماء » ‪ .‬قال الإمام الترمذدي راوي‬
‫الحديث (‪ : ) 4017‬قال يزيد بن هارون ‪ :‬أي ‪ :‬ليس معه شيء » قال الترمذي ‪ :‬وهنذا‬
‫‪.‬‬ ‫حديث حسن‬
‫وثمة كلام طيب للإمام ابن فورك حول هنذا الحديث في « مشكل الحديث وبيانه ‪ ( +‬ص‬
‫‪ ) 4‬والعلامة ابن خلدون في « تاريخه ‪ +) 1/501( 4‬والكلام في حديث الجارية‬
‫طويل الذيل ‏‪ ١‬لا يناسبه حجم « الاقتصاد » ‪.‬‬

‫غلا‬
‫قلنا ‪ :‬ملم أنّ كل موجود يقبل الاتصال بجهةٍ فوجودُةٌ لامتصلاً‬
‫ولا منفصلاً محال » وأنَّ كلّ موجود يقبل الاختصاص بجهة فوجوده مع خلرو‬
‫الجهات الست عنه محال ‪.‬‬
‫بالجهة‪ . .‬فَخْلوُةٌ عن‬ ‫وأما موجودٌ لايقيل الاتصال ولاالاختصاص‬

‫طرفي النقيض غيرٌ محال » وهو كقول القائل ‪ :‬يستحيلٌ موجوةٌ لا يكون‬
‫عاجزاً وقلادراً ‏ ولعاالماً وجلااهلاً ؛ فإن أحد المتضادّين لايخلر‬
‫الشيء عنه ؛ فيقال له ‪ :‬إِنْ كان ذلك الشيءُ قابلاً للمتضائين ‪ . .‬فيستحيل‬
‫خلوةُ عنهما ‏ وإن كان غير قابل لهما‪ . .‬لا يستحيلٌ خلوهٌ عنهما ؛ كما‬
‫الجماد”'' الذي لايقبلٌ واحداً منهما ؛ لأنَّه فَشقدرَطَهُما ؛ وهو الحياة ‪.‬‬
‫فخلوةٌ عنهما ليس بمحال » فكذلك شرطُ الاتصال والاختصاص بالجهات‬
‫احير والقيامُ بالمتحيّر ؛ فإذا فُقِدَ هئذا‪ . .‬لم يستحل الخلؤ عن متضادَاته ؛‬
‫فيرجع النظر إن إلئ أن موجوداً ليس بمتحيّز ولا هو في متحيّرٌ » بل هو فاقدٌ‬
‫شرطً الاتصال والانفصال‪ . .‬هل هو محالٌ أم لا ؟‬
‫فإن زعم الخصم أن ذلك محال وجودٌة‪ . .‬فقد دلَلْنا عليه بأنه ‪ :‬مهما بان‬
‫أنّ كل متحي حادثٌ » وأنَّ كلّ حادث يفتقرٌ إلئ فاعل ليس بحادث‪ . .‬فقد‬
‫لزمّ بالضرورة من هاتين المقدمنين نبوثُ موجود ليس بمتحيٌّ ‪.‬‬
‫أمّا الأصلان‪ . .‬فقد أثبتناهمال"" ‪ 6‬وأما الدعوى اللازمة منهما‪ . .‬فلا‬
‫صارلين ‪.‬‬ ‫ألإقر‬‫ل ا‬‫ا مع‬
‫بدها‬
‫سيل إلئ جح‬
‫تحريجة‪ :‬أنتتمدعون‬ ‫نلّذا الموجودٍ الذي سادقليلكم إلى إثباته غيدُ‬
‫فإِنْ قال الخصمٌ ‪ :‬إِنْه مث‬
‫هيروم‬
‫فا غ‬
‫مجود‬
‫مو‬
‫مفهوم ‪.‬‬
‫فيقال له ‪ :‬ما الذي أردت بقولك ‪ ( :‬غير مفهوم ) ؟‬
‫فإِنْ أردت بقولك أنَّهُ غيرٌ متخيّل » ولا متصوّر ؛ ولا داخل في الوهم‪. .‬‬

‫في (‪ )1‬و( و ) ‪ ( :‬الجدار ) ‪.‬‬ ‫)‪0‬‬


‫(؟) انظر (اص ‏‪ ) 4١‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫؛ فإنه لا يدخل في التصؤر والوهم والخيال إلا ‪+‬جس‪ +‬له لون‬ ‫فقد صدقت‬
‫وَقَذْرٌّ ؛ فالمنفكٌ عن اللون والقذر لا يتصوّرهٌ الخيالٌ ؛ فإنَ الخيال قد أَيْنّ‬
‫بالمبضّرات » فلا يتوهّمٌ الشيءً إلا علئ وفق ما ره ؛ ولا يستطيع أن يتوهُم‬
‫مايولاافقه ‪.‬‬
‫وإن أراد الخصم أنه ليس بمعقول ؛ أي ‪ :‬ليس بمعلوم بدليل العقل‪. .‬‬
‫مئعقول إلا ما اضطر‬
‫ولئته » وللالمعن‬
‫بع‬‫ثليلٌ‬
‫فهموحالٌ ؛ إِذْ قَدَّمْنا الد‬
‫العقلٌ إلى الإذعان والتصديق به بموجب الدليل الذي لا يمكنٌ مخالقتٌهُ ؛ وقد‬
‫تحفّيّ هنذا ‪.‬‬
‫‪ :‬فما لا يُتَصؤَّرُ في الخيال لا وجودّ له ؟‬ ‫اْلقالخصم‬
‫فإِن‬ ‫مالا‬ ‫تحريجة‪:‬‬

‫فلنحكم بِأَنَّ الخيالَ لا وجودٌ له في نفسه ؛ فإنَّ الخال نفسَّهٌ لا يدخل في‬
‫فير‬ ‫الخيال‬ ‫بتصوره‬

‫موجود‬

‫الخيال » والرؤيةٌ لا تدخل في الخيال » وكذا العلمٌ والقدرة ؛ وكذا الصوثُ‬


‫والرائحة ‪ +‬ولو كلْفَ الوهمٌ أنْ يتحفّقَ ذاتَ الصوت‪ . .‬لقَذَّرَ له لوناً‬
‫ومقداراً » وتصوّرَةٌ كذلك ‪.‬‬

‫وهكذا جميع أحوال النفس ؛ من الخجل ؛ والوَّجّل ؛ والعشق ؛‬


‫والحزن » والعجب ‪ +‬فمن يدرك بالضرورة هلذه‬ ‫والغضب ‪ .‬والفرح‬
‫الأحوال من نفسه » ويسومٌ خيالَةٌ أن يتحقّقّ ذاتَ هنذه الأحوال ؛ فيجَِةُ‬
‫يقَضَّرُ عنه إلا بتقدير خطإ ء ثم يُْكِرٌ مع ذلك وجودٌ موجود لا يدخل في‬
‫خياله!‬
‫فهنذا سبِيلٌ كشف الغطاء عن المسألة ‪.‬‬
‫المختصرة في هنذا الفنٌ‬ ‫اتٍ‬
‫دكنٌّ‬
‫تارق؛ ول‬
‫عختص‬
‫م الا‬
‫ل حذٌٍ‬
‫ازنا‬
‫وقد جاو‬
‫أراها مشتملة على الإطناب في الواضحات » والشروع في الزيادات الخارجة‬
‫الإشكالات ؛ فرأيتٌ نقلّ الإطئاب‬ ‫ئق‬
‫ا في‬
‫ضاهل‬
‫عانلمهمّات » معمالتس‬

‫من مظان الوضوح إلئ مواقع الغموض أهمٌ وأولئ ‪.‬‬


‫‪“.#‬‬ ‫|»*‪#‬‬ ‫|‬

‫‪٠١١‬‬
‫الرعموالَاسْه‬
‫ا ل" تعالى غير مستقر‬ ‫ندعي ‪ :‬أنَّ الله تعالئ منزَهٌ عن أنْ يوصفٌ بالاستقرار على العرش ؛ فإن‬
‫على العرش‬
‫كلّ مُتمكّنِ علئ جسم ومستقرٌ عليه مُقَذَرٌ لا محالةً ‪.‬‬
‫إن إمّا أن يكونَ أكبرّ منه ‏‪ ١‬أو أصغرّ » أو مساوياً ‪ +‬وكلٌ ذلك لا يخلو‬
‫عانلتقدير ؛ ولأنه لوجازّ أن يماسَهٌ جسم من هذه الجهة"'"‪ . .‬لجازٌ أن‬
‫يماسَةُ من ساثر الجهات » فيصيرٌ محاطاً به ؛ والخصم لا يعتقدٌ ذلك بحال ؛‬
‫وهو لازمٌ علئ مذهبه بالضرورة”" ‪.‬‬
‫لاايستقلر عجلىسم‬ ‫وعلى الجملة ‪ :‬لا يستقرٌ على الجسم إلا جسمّء ولا يحل فيه إلا‬
‫َرَضِنُ » وقد بان أنه تعالئ وتقدّسنَ ليس بجسم ولا عرض ؛ فلا يُحتاج إلى‬
‫إفراد هلذه الدعوئ بإقامة البرهان ‪.‬‬
‫‪ # :‬الجن عل ألْمَرْشِ أَسْتَوَئ» ؟ وما معنئ‬ ‫لئ‬
‫عنئاقوله‬
‫ت مع‬
‫فإقنيل ‪ :‬فما‬
‫قوله صلى الله عليه وسلم ‪ « :‬ينزلٌ الله تعالئ كل ليلةٍ إلى السماءٍ الدنيا ‏‪ ١‬؟‬
‫الاصشواء والتدزول؟‬

‫الباب طويلٌ » ولكنًا نذكرٌ‬ ‫ذيا‬


‫ن ف‬
‫هاردة‬
‫الو‬ ‫واهر‬
‫لٌظعلى‬
‫الام‬
‫قلنا ‪ :‬الك‬
‫منهجاً في هنذين الظاهرين يُرَشْدُ إلى ما عداهما ؛ وهو أن نقول ‪ :‬الناس في‬
‫أمثال ذلك‬
‫هنذا فريقان ؛ عوامٌ ‏ وعلماء ‪.‬‬
‫والذي نراه اللائقٌّ بعوامٌ الخلق ‪ :‬ألا يخاضٌ بهم في هنذه التأويلات ‪ +‬بل‬
‫يُتْرّخُ عن عقائدهم كن ما يُوِجِبٌ التشبية ويدلٌ على الحدوث ؛ ويحذٌّقٌّ عندهم‬

‫في (‪ ( : )1‬لو جاز أن يماسه جسم العرش من هنذه الجهة العليا‪. ) .. .‬‬ ‫‪06‬‬
‫فالخصم يقول ‪ ( :‬إنه على العرش ‏‪ ١‬ولا يجوز أن يكون تحته ؛ أوعن يميئه أو شماله ‏‪ ١‬أو‬ ‫()‬
‫خمهل أوفه ) ؛ ولكن إقراره بالمماسة للعرش من الجهة العليا جوّزْ الإحاطة ‪.‬‬
‫أما‬
‫) ‪.‬‬ ‫ومسلم ‪0857‬‬ ‫‏‪١) ١١45‬‬
‫رواه البخاري (‬ ‫‪0‬‬

‫‪٠7١‬‬
‫الى‬ ‫لا‬

‫أنه موجود » ليس كينل تت ؟ وَكُوٌ المع الصِرٌ > ‏»‪ ٠‬وإذا سَألوا عن‬
‫معاني هذه الآيات‪ . .‬زُجروا عنها » وقيل لهم ‪:‬ليبسِعهنُذاتّكُم ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫فادرجوا عنه » فلكلٌ علم رجالٌ'"‬

‫ويُجاب بما أجابٌ به بعضٌ السلف حيث سُثل عن الاستواء فقال ‪:‬‬
‫الاستواءً معلوة”"" » والكيفية مجهولة”" ‏‪ ١‬والسؤالٌ عنه بدعةٌ ؛ والإيمانٌ به‬
‫‪0‬‬ ‫ا‬
‫ٍ‬ ‫واأجتث‬

‫وهنذا ؛ لأنَّ عقولّ العوامٌ لاتتسع لقبول المعقولات ‪ +‬ولإاحاطتهم‬


‫باللغات تع لفهم توسٌّعاتٍ العرب في الاستعارات ‪.‬‬
‫وأما العلماءً ‪ :‬فاللائقٌ بهم تعرّفٌ ذلك وتفهمه ؛ ولستُ أقولٌ ‪ :‬إن ذلك‬
‫التنزيهٌ عن كل ما يشبهه‬ ‫‪ +‬إذ لم يرد به تكليفٌ ؛ بل التكليفٌ‬ ‫عين‬ ‫فرض‬

‫‪.‬‬ ‫ا!"‬
‫ه فهمٌ‬
‫عانٌ‬
‫يلأعي‬
‫مّف ا‬
‫بغيره ‏ فأما معاني القرآن‪ . .‬فلمجيُكل‬
‫ولكنْ لسنا نرتضي قولَ من يقول"؟ ‪ :‬إنَّ ذلك من المتشابهات كحروف‬ ‫هذةهالصرص‬

‫أوائل السور ؛ فإنٌَ حروفٌ أوائل السور ليست موضوعة باصطلاح سابق‬ ‫وأشالهاليت من‬
‫المتشاية؛ راي‬
‫المؤلف في تعريف‬
‫المتشابه‬
‫‏(‪ )١‬هنذا هو الواجب ء لا أن تثار مكامن نفوسهم بمثل هنذا وهم عنه غافلون » فإن إثارة ذلك‬
‫مناهض لفعل السلف رضي الله عنهم » الذين رأوا بدعية السؤال بكيف مثلاً ‏‪٠‬‬
‫( وفي بعض الروايات ‪ :‬غير مجهول ؛ والمفاد واحد ؛ وهو ثبوت الاستواء بالخبر‬
‫المتواتر ‪.‬‬
‫(©) بل الكيفية مستحيلة ؛ ومشهور روايات الأثر هو ‪ :‬والكيف غير معقول ؛ أي ‪ :‬لايمكن‬
‫إثباته وتصوره ‏‪ ١‬وقول المؤلف رحمه الله ‪ ( :‬مجهولة ) بمعنئ أنها غير معقولة كما سِينٌ‬
‫‪.‬‬ ‫ريحه‬
‫ش ف‬
‫ذلك‬
‫(‪ )4‬روي هنذا الأثر عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها » وعن ربيعة بن عبد الرحملن ؛‬
‫» ولياقال‬ ‫سه‬
‫ف وصف‬
‫وعن مالك بن أنس ؛ وفي بعض روايات ألفاظ مالك ‪ :‬هونكما‬
‫له ‪ :‬كيف © وكيف عنه مرفوخ ‪.‬‬
‫) ‪ +‬و« تفسير الطبري ‏‪١‬‬ ‫‪7/( 7‬‬
‫‪» 7‬‬
‫‪4‬ثشور‬
‫في * الدر المت‬ ‫وايات‬
‫رجمل‬
‫اظرل م‬
‫ان‬
‫‪١‬‬ ‫‏‪2) 8/1‬‬
‫)‪ (8‬في ( د ) ‪ ( :‬فلم يكلف الشرغ الأعيان ) ‪.‬‬
‫)‬ ‫‪4‬ط‪1/7»8‬‬
‫(محي‬
‫) ‏‪ ١‬وه البحر ال‬ ‫الأنوار علئ أصول المنار» ( ص‪١١‬‏‬ ‫انإظرف داضة‬ ‫(‪)7‬‬
‫للزركشي ‪.‬‬

‫‪١١‬‬
‫للعرب للدلالة على المعاني » ومن نطق بحروف أو بكلمات لم يُمطلَح‬
‫عليها‪ . .‬فواجبٌ أن يكونّ معناه مجهولاً إلئ أن يعرف ما أرادٌ به » فإذا‬
‫ذكره‪ . .‬صارث تلك الحروفٌ كالأغة المخترعة من جهته‬
‫وأما قولَهٌ صلى الله عليه وسلم « ينزلٌ الله تعالئ إلاىلسماءٍ الدنيا ‪. .4‬‬
‫فلفظ مفهوم » ذُكِرَ للتفهيم ‪ +‬وعُلِمَ أنه يُسِقٌ إلى الأفهام منه المعنى الذي‬
‫وُضع له » أو المعنى الذي يستعارٌ له » فكيفٌ يقال ‪ :‬إنه متشابةٌ ؟! بل هو‬
‫م مع خط عد الجاعل ف وم من صحيحا عند العم ودر‬
‫تقول تعالى ‪:‬وخْرتتكٌأو خثر ل"‬
‫يِل عند الجاهل اجتماعا مناقضا لكونه عل العرش » وعندالعاله‬
‫هه أنه مع الكل بالإحاطة والعلم ‪.‬‬

‫ومنه‪ :‬فلب المزمن‬ ‫‪ :‬‏‪ ١‬قلبُ المؤمن بِينَ إصبعين من أصابع الرحمئن؛*”"‬ ‫لهسعليلهام‬
‫وكاقول‬
‫أصابع الرحمن»‬
‫عألئقوال كثيرة ؛ منأشهرها ‪ :‬ماإ عَجسُرراؤه على‬ ‫شٌٍابه‬
‫ت حد‬
‫‏(‪ )١‬اختلف الاعلملاءم في‬
‫ههما » ومنها ‪ :‬مااحتمل أوجهاً من‬ ‫ظاهره » وهو مروي عن ابن عباس رضعينالل‬
‫ؤدلف رحمه اللتهعالئ ‪ :‬ما لا‬ ‫م عن‬
‫لابه‬
‫امتش‬
‫التأويل ‏ وهو قول عامة أهل الأصول » وال‬
‫يهم معناه ؛ ولا يكلف العبد فهمه ‪ « .‬المنخول » ( ‏‪). ١77/١‬‬
‫وبناء عليه ‪ :‬لا يرى المؤلف أن آيةً الاستواء وحديث النزول من المتشابه ‏‪ ١‬بل إنما يلتبن‬
‫ا‬ ‫معناء على الجاهل بمرامي كلام العرب وأساليب تعابيرهم ؛اراي‬
‫‪ :‬الإحاطة‬ ‫ولزومها للتحيز الموجب للحدوث ؛ لذلك ‪ :‬هم م العالم المراذة من‬
‫الاي‬ ‫للضي‬ ‫الموجة‬ ‫لفط‬ ‫حيثا‬ ‫للج‬ ‫وش‬ ‫من التقدير‬ ‫وما ناسب السياق‬ ‫والعلم‬

‫للتنزيه ‪.‬‬

‫مع وجود الخلاف قديماً‬ ‫وقول المؤلف رحمه الله سبِقةٌ إليه شيخه إمامٌ الحرمين الجويني‬

‫كما سبق ‪-‬إِذْ فال ‪:‬و (المعنيٌ بقوله تعالئ ‪:‬فوَخرمٌُتتَبِمَتٌ» مراجعة منكري البعث‬
‫والسؤال عن متتهاها وموقعها‬ ‫لرسول الله صلى الله عليه وسلم في استعجال الساعة ‏‬
‫ومرساها ؛ والمراد بقوله تعالئ ‪# :‬وَمَا يكم كأويلة‪ :‬إلا انه» أي ‪ :‬ومياعلم مآله إلا الله ‏‪١‬‬
‫ويشهد لذلك قوله تعالئ ‪* :‬ب هَُلعرُينَ إل" توم » والتأويل فيها يحمل على الساعة في‬
‫) ‪.‬‬ ‫ص؟!‬
‫اتفاق الجماعة ) ‪ 3 .‬الإرشاد » (‬

‫(‪ )9‬رواه مسلم ( ‪ ) 4017‬؛ ولفظه ‪ :‬‏‪ ٠‬إن قلوب بني آدم كلّها بين إصبعين من أصابع الرحملن‬
‫كقلب واحد يصرّفه حيث بشاء ؛ ‪.‬‬

‫فر‬
‫فإنه عند الجاهل يحْيّلْ عضوين مركّبين من اللحم والعظم والعصب ‪.‬‬
‫مشتملين على الأنامل والأظفار » نابتين من الكفُ ‏‪ ٠‬وعند العالم يدل على‬
‫المعنى المستعار له دون الموضوع له ؛ وهو ما كان" الإصبع له ؛ وكأنه‬
‫سمى الإصبع قدرته!" ؛ لأنَّ سرّ الإصبع وروحَهٌ وحقيقته هاولقدرةٌ على‬
‫التقليب كيف يشاء” » كما دلت المي في قوله تعالئ ‪# :‬وهو معط أن ما‬
‫كُتُم» على ما تراد المعية له ؛ وهو العلمُ والإحاطة ‪.‬‬
‫ولكنْ من شائع عادة العرب العبارة بالسبب عن المسبّبٍ » واستعارة‬
‫السبب للمستعار مته ‪.‬‬

‫وكقوله تعالئ في الحديث القدسي ‪ « :‬مَنْ تَقرّب لي شبراً‪. .‬تقرَبْتٌ إليه‬ ‫ومنه ‪« :‬من تقرب إلي‬

‫ذراعاً ؛ وَمَنْ أتاني يمشي‪ . .‬أتيثهٌ هرولة ؛” ' ؛ فإن الهرولةً عند الجاهل تدلٌّ‬ ‫شيراً‪ . .‬تقربت إله‬
‫ذراعاً؟‬

‫؛‬ ‫ايفة‬
‫سب ف‬
‫لىمالقر‬
‫ا عل‬
‫علاىل نأقلقدام وشدَّة العذوٍ » وكذا الإتيان يدل‬
‫مىعنى المطلوب من قرب المسافة بين الناس ‪ +‬وهو‬
‫وعند العاقل يدالل عل‬
‫قربُ الكرامة والإنعام » وأنَّ معنا ‪ :‬أنَّ رحمتي ونعمتي أشدٌ انصباباً إلى‬
‫عبادي من طاعتهم إلى ؛ وهو كما قال تعالئ فيما يروىّ في الخبر ‪ * :‬لقذ‬
‫طال شوقٌ الأبرار إلئ لقائي ‏ وأنا إلئ لقاِهِم لأشدٌ شوتقاع ؟"ا”'لى عَمّا‬ ‫«الأشد شوقاء‬ ‫ومئه‪:‬‬

‫َُهَمْ من معنئ لفظ الشوق بالوضع ؛ فإنه نوعٌ ألم ؛ وحاجةٌ إلى استراحة ‏‪٠‬‬
‫(‪ )١‬في ( و ) ‪ 9 :‬يراد‪. ) ‎‬‬
‫)‪ (7‬هلذه الجملة زيادة من غير ( و ) ‪.‬‬
‫قال الإمام النووي حاكياً القول الثاني من أحاديث الصفات ‪ ( :‬كما يقال ‪:‬فلان في‬ ‫(؟)‬
‫قبضتي ‪ +‬وفي كني ‏‪ »٠‬لا يراد به أنه حال في كفّه ‏‪ ٠‬بل المراد ‪ :‬تحت قدرتي ‪ +‬ويقال ‪:‬‬
‫؛ أي ‪ :‬أنه متي علئ قهره والتصرف فيه كيف شلت ) ‪.‬‬ ‫فلان بين إصبعي أقلبه كيف شئت‬
‫‏(‪.)7١4/17‬‬
‫« شرح صحيح مسلم ‪6‬‬
‫ولا يخفئ أن العربي الذي سمع هنذه الآية مدرلكٌ لمراميها ‏ عالم بمرادها » فلو سمعها في‬
‫رئها » فكيف هو في حقّ الخالتق سبحانه ؟! وانظر‬ ‫ه عل‬ ‫اها‬
‫حمقخلوق‪ . .‬ماظأجرا‬
‫توجيه الحديث كذلك في ‏‪ ١‬أساس التقديس » ( ص لا ) ‪.‬‬
‫روا البخاري ( ‪ » ) 850417‬ومسلم ( ‪. ) 8717‬‬ ‫‪0‬‬
‫) ‪.‬‬ ‫رواه المقدسي ففي « الترغيب في الدعاء ‪ (4‬ص؟؟‬ ‫(‪5‬‬

‫نري‬
‫إليه ‪ 6‬والإقبال عليه ‪6‬‬ ‫سببٌٍ لقبولٍ المشتاق‬ ‫ِ ولكنّ الشوق‬ ‫وهو عينُ النقّص‬

‫إرادة‬ ‫عن‬ ‫والرضا‬ ‫بالغضب‬ ‫عبر‬ ‫كما‬ ‫المسبب‬ ‫‪ 8‬‏ف‪َ٠‬عيِّرٌ به عن‬ ‫لديه‬ ‫النعم‬ ‫وإفاضة‬

‫والرضا ومسيّباء في العادة ‪:‬‬ ‫هما ثمرةٌ الغضب‬ ‫الواب والعقاب الذي‬

‫‪١‬الحجرّ‏‬ ‫وهنه‪:‬‬ ‫وكذلك لما قال ‪ « :‬الحجرٌ الأسودٌ يمينُ الله في أرضه »'؟‪ ..‬يظنٌُ‬
‫الأسودٌيمِزالله في‬
‫أرضه»‬
‫الجاهل أنه أراد به اليمينَ المقابل للشمال » الذي هو عضرٌّ مركب من لحم‬
‫ودم وعظم ؛ منقسم بخمسة أصابع » ثم إن فتح بصيرته‪ . .‬علم أنه ‪ :‬إِنْ كان‬
‫على العرش‪ . .‬فلا يكون يمينه في الكعبة ؛ ثم لا يكون حجراً أسودٌ فيدرك‬
‫بأدنئ مُسْكَةٍ أنه استعير للمصافحة ؛ فإنه أمرّ باستلام اولحتجرقبيله كما يؤمر‬
‫بتقبيل يمين الملوك ‏‪ ٠‬فاستعير اللفظ لذلك ‪.‬‬
‫والكامل العقل البصير باللغة لاتعظم عنده هنذه الأمور » بل يفهم‬
‫معاانيلهاب علدىيهة ‪.‬‬
‫فلنرجع إلى معتى الاستواء والنزول ‪:‬‬
‫ماقفأعاني‬ ‫أما الاستواء ‪ :‬فهو نسبة العرش إليه لامحالة”"" ‏ ولا يمكن أن يكون‬
‫للعرش إليه نسبة إلا بكونه ‪ :‬معلوماً ؛ أو مراداً » أو مقدوراً عليه ؛ أو محلاً‬
‫الامتواء والخلورص‬

‫إلاىلراجح‬
‫لحلعرض » مأوكاناً مثل مستقر الجسم ‪.‬‬
‫ام‬‫مثل‬
‫ولكن بعض هنذه النسب تستحيل عقلاً ؛ وبعضها لا يلح اللفظُ‬
‫للاستعارة له » فإن كان في جملة هلذه النسب ‪ -‬مع أنه لا نسبة سواهاأ" ‪-‬‬
‫نسبة لا يحيلها العقل » ولا ينبو عنها اللفظ ‪ . .‬فليعلم أنها المراد ‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواء ابن خزيمة في « صحيحه‪ ) 7777( » ‎‬والطبراني في « الأوسط‪)6 770 ( © ‎‬‬
‫والخطيب في « تاريخ بغداد » ( ‪ ) 7/3717‬؛ واتظر « كشف الخفاء‪ ) ١١8 ( » ‎‬لتجد أن‪‎‬‬
‫هناذالحديث لا يحتج به ؛ ولكنها عادة الامؤللفم فجياراة والتزّل للخصم‪. ‎‬‬
‫(؟) الضصمير في ( إليه ) عائد إلى الله تعالئ ‪.‬‬
‫©) إِذْ كل التقديرات والتأويلات التي أوردها أهل العلم أو يحتملها العقل‪ . .‬عائد لما ذكره‬
‫المصنف رحمه الله تعالئ على التحقيق ‪.‬‬

‫‪١١‬‬
‫أما كونه مكاناً ومحلاً كما هو للجوهر والعرض ‪ . .‬فاللفظ يصلح له ؛‬
‫ولكن العقل يحيله كما سبق ‪.‬‬
‫وأما كونه معلوماً ومراداً‪ . .‬فالعقل لا يحيله ؛ ولكن اللفظ لا يصلح له ‪.‬‬

‫وأما كونه مقدوراً عليه » وواقعاً في قبضة القدرة ومسخرائها!'' مع أنه‬


‫أعظم المخلوقات ؛ ويصلح الاستيلاء عليه ؛ لأنْ يتمدّحَ به ؛ وينّة به على‬
‫غيره الذي هو دونه في العظم‪ . .‬فهنذا مما لا يحيله العقل ‏‪ ٠‬ويصلح له‬
‫اللفظ » فأخلقٌ بأن يكون هو المرادّ قطعاً‬
‫أما صلاح اللفظ له‪ . .‬فظاهر عند الخبير بلسان العرب ‪ +‬وإنما ينبو عن مثل‬
‫هنذا أفهامُ المتطفلين علئ لغة العرب » الناظرين إليها من بعدٍ ؛ الملتفتين إليها‬
‫التفات العرب إلئ لسان الترك ؛ حيث لم يتعلموا منه إلا أوائله!‬

‫فمن المستحسن في اللغة أن يقال ‪ :‬استوى الأمير علئ مملكته ؛ حتئ‬


‫[من الرجزاً‬ ‫قااللشاعر ‪:‬‬
‫قَبدِِ آشنْسُْورئّعَلَى آلهراقي مِنْغَيْرٍسَيْفٍ وَدم يرا"‬
‫ولذلك قال بعض السلف”" ‪ :‬أفهم من قوله ‪ :‬ستو عل الس »‬
‫ما فهم من قوله ‪ # :‬ث النتوة إلى أل وه دُحَانٌ‬
‫وأما قوله صلى الله عليه وسلم تسليماً ‪ 3 :‬ينزل الله إلى السماء الدنيا ؟‪. .‬‬ ‫مناقشة معاني التنزّل‬

‫فللتأويل فيه مجال من وجهين ‪:‬‬

‫(‪ )١‬في غير ( و ) ‪ ( :‬ومسخراله ) بدل ( ومسخراتها‪. ) ‎‬‬


‫(؟) قال الإمام الزبيدي رحمه الله تعالئ في « إتحاف الادة المتقين ‪ ( +‬‏‪ ( : 4 ٠١73/7‬وهو‬
‫اهعيل بن عباد‬
‫سامنسب‬
‫للبعيث كما قاله ابن عباد » أو للاخطل كما قاله الجوهري‪. . .‬إ كذ‬
‫في كتابه ة زنهج السبيل ؟‪ . 0‬والبيت ليس في ديوانيهما » وهنذا لا يضر كما لا يخفئ على‬
‫اع ال‬
‫() قال إمام الحرمين رحمه الله بعدما ذكر حمل الاستواء على القصد ‪ ( :‬وهنذا تأويل سفيان‬
‫القول بعينه الإمام الرركشي عن‬ ‫ورحكى‬ ‫‏‪) 4١‬‬ ‫الثوري رحمه الله ) ‪ « .‬الإرشاد » (اص‬
‫سفيان الثوري كذلك ‪ « .‬البرهان ‪. ) 7/48 ( 4‬‬

‫‪11‬‬
‫أحدهما ‪ :‬فيإضافة النزول إليه » وأنّهُ موجابزا ؛لحقيقة ‪ :‬هو مضافٌ‬
‫إلئا ملَلَمكٍل منائكة ؛ كما قال ‏‪ :‬وَنْكَلِآلْقربَةَ» ؛ والمسؤولٌ بالحقيقة‬
‫؛ أعني ‪ :‬إضافة أحوال‬ ‫ألفيسنة‬
‫لاول‬
‫امتد‬
‫أهل القرية » وهنذا أيضاً من ال‬
‫التابع إلى المتبوع ‪ +‬فيقال ‪ :‬نزل الملِكُ علئ باب البلد ؛ ويراد به عسكرةُ ؛‬
‫فإن المخبر بنزول الملك على باب البلد قد يقال له ‪ :‬هلا خرجت لزيارته ؟‬
‫فيقول ‪ :‬لا ؛ لأنّهُ عرّج في طريقه على الصيد ‏‪ ١‬ولم ينزل بعد ‪.‬‬
‫فلا يقال له ‪ :‬فلم قلت ‪ :‬نزلّ الملكٌ ؛ والآن تقول ‪ :‬لم ينزل بعدُ ؟‬
‫فيكون المفهومُ من نزول الملك نزول العسكر ؛ وهنذا جلي واضح ‪.‬‬
‫والثاني ‪ :‬أنَّ لف التزول قد يستعمل للتلطُّف والتواضع في حي الخلق ؛‬
‫للتكبر ؛ يقال ‪ :‬فلان رفع رأسه إلئ عَنانٍ السماء ؛‬ ‫اتعرملتفاغ‬
‫االيس‬
‫كم‬
‫أي ‪ :‬كبر ؛ ويقال ‪ :‬ارتفع إلى أعلئ عليّينَ ؛ أي ‪ :‬تعظّمَ ؛ وإنَّ مَنْ علا‬
‫أمره‪ . .‬يقال ‪ :‬أَمراَهٌل فسيماء السابعة ‪.‬‬
‫وفي معارضته إذا سقطت رتبته‪ . .‬يقال ‪ :‬قد هوىئٌ إلئ أسفل السافلين ؛‬
‫وإذا تراضع وتلطّف‪ . .‬يقال ‪ :‬قد تطامن إلى الأرض” ؛ ونزل إلى أدنى‬
‫الدرجات ‪.‬‬
‫فإذا فهم هنذا » وعلم أن التزول يستعملٌ في النزول عن المكان © وفي‬
‫التزول عن الرتبة ؛ بتركها أو سقوطها ء وفي النزول عن الرتبة بطريتي‬
‫التلطّف ؛ وترك الفعل الذي يقاتضيلهرعلتوبة وكمال الاستغناء ‪ . .‬فلينظر‬
‫إلى هنذه المعاني الثلاثة التي يتردد اللفظ بينها ‪ :‬ماالذي بِجوَْهُ العقل منها ؟‬
‫أما التزولٌ بطريق الانتقال‪ . .‬فقد أحاله العقلُ كما سبق ؛ فإن ذلك‬
‫لا يمكن إلا في متحي ‪.‬‬
‫وأما سقوط الرتبة‪ . .‬فهر محال ؛ لأنه تعالئ قديمٌ بصفاته وجلاله ؛‬
‫ولا يمكن زوالٌ علو ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫وحفض‬
‫تطامن ‪ :‬دنا‬ ‫‪10,‬‬

‫‪9١7‬‬
‫وعدم‬ ‫تئقغناء‬
‫سللا‬
‫اا‬‫لفعل‬
‫بكا ال‬
‫وأما النزولٌ بمعنى اللطفٍ والرحمة وتر‬
‫نٌ » فيتعيِّنٌ التتزيل عليه" ‪.‬‬ ‫ك فهو‬‫م‪. .‬‬
‫مالاة‬
‫المب‬

‫‪ :‬روي الدّرَحتِآ ُلوْمرّضٍ» ‪ .‬ا‪.‬ستشعرٌ‬ ‫لئ‬


‫ا قوله‬
‫عنزل‬
‫وقيل ‪ :‬إنهتلما‬
‫مع‬ ‫د والدعاء‬ ‫السؤال‬ ‫في‬ ‫الانبساط‬ ‫واستبعدوا‬ ‫‪6‬‬ ‫مله مهابةً عظيمة‬ ‫الصحابة‬

‫ذلك الجلال ؛ فأخيروا بأنَّ الله تعالئ ‪ -‬مع عظم جلاله وعلرٌ شأنه ‏ مة‬
‫‪.‬‬ ‫بعباده ؛ رحيم بهم ؛ مستجيبٌ لهم ؛ مع الاستغناءٍ عنهم إذا دعوه‬

‫وكأنٌ استجابةً الدعوة نزولٌ بالإضافة إلئ مايقتضيه ذلك الجلال من‬
‫العباد على‬ ‫؛ تشجيعاً لقلوب‬ ‫بالنزول‬ ‫» فَعيِّر عن ذلك‬ ‫المبالاة‬ ‫وعدم‬ ‫الاستغناء‬

‫يستشعرٌّ بقذر طاقته‬ ‫المباسطة بالأدعية ‪ +‬بل على الركوع والسجود » فإن من‬
‫دع(؟»‬
‫وركوعة‬ ‫سجودة‬ ‫‪ . .‬استبعذ‬ ‫الله تعالى‬ ‫جلال‬ ‫مباديّ‬

‫من تحريك‬ ‫فإنَّ تقرّبٌ العباد كلّهم بالإضافة إلئ جلال الله تعالئ ‪ . .‬أن‬

‫العبد إصبعاً من أصابعه علئ قصد التقرّب إلى ملِكٍ من ملوك الأرض ‏‪ ١‬ولو‬
‫ك"اً من الملوك ‪ . .‬لاستحقٌ به التوبيخٌ » بل من عادة الملوك زجرٌ‬
‫ممَلبه‬
‫عَظْ‬
‫الأراذل عانلخدمة والسجود بيأنيديهم والتقبيل لعتبة دورهم ؛ استحقاراً‬
‫لهم عن الاستخدام ؛ وتعاظماً عن استخدام غيرٍ الأمراء والأكابر ؛ كما جرت‬

‫لدةخ بلعضفاء!‬
‫بها عا‬

‫فلولا النزولٌ عن مقتضى الجلال باللطف والرحمة والاستجابة‪. .‬‬

‫( من الكامل‪) ‎‬‬ ‫(‪ )١‬واستعمال النزول في المعتوي من أفصح الفصيح ؛ قال عتترة ‪:‬‬

‫والمعنن ‪ :‬نزلت قربيقة مشريب المحب المكرم‪٠ ‎‬‬


‫في ( د ) ‪ ( :‬استحق ) بدل ( استبعد ) وهو بعيد ؛ وفي (‪ ( : )1‬استبعد قبول ركوعه‬ ‫)‪0‬‬
‫الجلال يستحفرٌ سجودة‬ ‫‪ +‬لأن مستشعرٌ مجالي‬ ‫أولئ‬ ‫النسخ‬ ‫باقي‬ ‫) والمثبت من‬ ‫وسجوده‬

‫وركوعه بجانبها ؛ كما سيبين المزلف في اللحاق ‪.‬‬


‫‪.‬‬ ‫أي ‪ :‬بالسجود ونحوه‬ ‫‪9‬‬

‫ا‬
‫لاقتضئ ذلك الجلالٌ أن تبهّتَ العقول عن الفكر'" »وتخرس الألسنةٌ عن‬
‫الذكر © وتخمدٌ الجوارح عن الحركة » فمن لاح ذلك الجلالٌ وهنذا‬
‫أن عبارة التزول مطابقةٌ للحال » ولفظ‬ ‫طع‬
‫اانل لهقعلى‬
‫اللطف”''‪ . .‬استب‬
‫مطلقٌ في موضعه لكنْ لا علئ ما فَهِمَةُ الجهّال ‪.‬‬
‫فلم‬ ‫تحريجة‪:‬‬ ‫فإن قيل ‪ :‬فلِمَ تَصَّصنَ السماءً الدنيا ؟‬
‫خصّص التزول بماء‬
‫الدنيا؟‬ ‫قلنا ‪ :‬هو عبارة عن الدرجة الأخيرة التي لا درجةً بعدها ؛ كما يقال ‪:‬‬
‫دلئير أن الثريا أعلى الكواكب ؛‬
‫تيًاق ‏‪ ٠‬ع‬
‫سقط إلى الوثرىار»تفع إلى الثر‬
‫وٌاضع‬
‫مسفل‬
‫ل أ‬
‫اثرئ‬
‫وال‬
‫وماعلةٌ‬ ‫تحريجة؛‬
‫فإن قيل ‪ :‬فلم خصَّصنٌ بالليالي فقال ‪ « :‬ينزلٌ كل ليلةٍ » ؟‬
‫قلنا ‪ :‬لأن الخلواتٍ هي مظِنَةٌ استجابة الدعوات ‪ +‬والليالي أعدّت‬
‫لذلك ‪ .‬حيث يسكنُ الخلق ‪ +‬وينمحي عن القلوب ذكرهم”" ‪ 6‬ويصفر‬
‫الئ ‏‪ ١‬فمثل هنذا الدعاء هو المرجو له الاستجابة ‏‪ ١‬لاي مصادرٌ‬ ‫تكرٌع لله‬
‫الذ‬
‫لحم”"" ‪.‬‬ ‫غنداتزا‬
‫شب ع‬
‫ألقلو‬
‫لٍ ا‬
‫عناغفلة‬
‫*‪#‬‬ ‫|‬

‫مشة ‪.‬‬ ‫ديرة‬


‫وتا‪:‬لالح‬‫() البه‬
‫‪ 3‬في ( د ) ‪ ( :‬اللفظ ) والمراد ‪ :‬لفظ النزول ‪.‬‬
‫(©) في لو ) ‪ ( :‬كدرها ) بدل ( ذكرهم ) ‪.‬‬
‫فوجب الحذْرٌ من التعطيل الذي هو قول المعتزلة والجهمية ‪ +‬ومن اعتقاد حقيقة الظاهر‬ ‫(‪)8‬‬
‫الذي هو قول المشبهة والحشوية » فكلا القولين ذميم مبتدع ‪ +‬وقد ببين المؤلف في رسالته‬
‫لاةج «ام العوام >الواجبٌ اعتقاده علئ كل مسلم عند سماع أمثال هلذه الآيات‬‫إمسم‬
‫ال‬
‫والأحاديث ؛ من تقليس ‪ +‬رتصديق ‪ +‬واعتواف بالعجز » وسكوت ‪ +‬وك ‪ +‬وإسالك ؛‬
‫علرفة ‪.‬‬ ‫لمملأه‬
‫اسلي‬
‫وت‬
‫والسلف رضي الله عنهم عندما سلموا وأميوها كما جاءت‪ . .‬لم يجروها على ظاهرها‬
‫قطعاً ؛ فعدم إجرائها على الظاهر هو نوع تأويل لمن تأكلٌ ذلك ؛ فلما اختلط الثامن‬
‫ونمازجت معارفهم ولم يكن لكثير منهم نصيبٌ من فهم اللغة ودلالاتها‪ . .‬ظهرٌ التأويل‬
‫بجلاء وفد كان نف يسيرة عند السلف وهنذا التأويل هو نقل هنذه الظواهر من صدفات‬
‫هرين كما‬ ‫شينب غي‬
‫الذات إلئ صفات الأفعال ؛ فالسلف اعتقدوا أنه سبحانه له يِذ ‪-‬ممنزه‬
‫م هو أعلهٌ بمرادها ؛ وهم يثبتون له بذلك صفة ذات ؛ فمن قال ‪ :‬اليد القدرةٌ ‏ واللغة‬
‫‪4‬‬
‫الدغوى لاسمة‬

‫ندعى ‪ :‬أنَّ اللسهبحانه وتعالئ مرئيٌ » خلافاً للمعنزلة!'" ‪.‬‬ ‫ئليٌ‬


‫ر وج‬
‫معز‬
‫الله‬
‫عند اهل الحى‬

‫وإنما أوردنا هنذه المسألة في القطب المرسوم بالنظر في ذات الله‬

‫أحدهما ‪ :‬أن نفيّ الرؤية مما يلزم علئ نفي الجهة ؛ فأردنا أن نيّنَ كيف‬
‫هة وإثباتٍ الرؤية ‪.‬‬
‫امعلبينج نفي‬
‫يُج‬
‫والشرع والعقل مؤيدٌ له فيما ادعاه ‏ أثيتَ له صفة فعلٍ وهي القدرة ‪.‬‬
‫ولا ريب أن طريقة السلف هي الأسلم والأحكم ؛ وهي الأليق عند الكمّل من أهل‬
‫الإيمان » ولكن هنذا لايكون على حساب تخطئة الطريقة الثانية وإن كانت دونها ‏‪١‬‬
‫فالحاجة لها مسيسة لكثير من الناس ؛ وللذبٌ عن العقيدة كذلك ‪.‬‬
‫قال الحافظ ابن حجر ناقلاً قولَ بعضهم ‪ ( :‬قول من قال ‪ :‬طريقة السلف أسلم ‪ +‬وطريقة‬
‫الخلف أحكم‪ . .‬ليس بمستقيم ؛ لأنه ظنَّ أن طريقة السلف مجرد الإيمان بالفاظ القرآن‬
‫والحديث من غير فقه ذلك ‪ ) . . .‬إلئ أن قال ‪ ( :‬بل السلف في غاية المعرفة بما يلق بالله‬
‫تعالئ ‪ +‬وفي غاية التعظيم له والخضوع لأمره والتسليم لمراده ) ‪ « .‬فتح الباري »‬
‫)‪2‬‬ ‫(‪7 /71‬‬
‫تم الإلماع في المقدمة إلى الدور الإيجابي الذي مثله المعتزلة في عصرهم في الدفاع عن‬ ‫‪10‬‬
‫كبريات مسائل العقيدة ‪ +‬وأشرنا إلئ أن ذلك لايبرىء ساحتهم في أخذ يد العامة إلى‬
‫الطرف الاخر دون تحري الوسطية المتمثلة في حقيقة اعتقاد أهل السنة والجماعة ‪.‬‬
‫مبالغة أدت بهم إل مثل هذه الشذوذات التي كانت على‬ ‫لزلتةنفيزيه‬
‫لقبدالغ الامعت‬
‫إلإاثمات التنزيه ؛ لذلك نرى القاضي‬ ‫ؤفيية‬
‫ر ن‬
‫ارضل من‬
‫يكن الغ‬
‫حساب الشرع © فلم‬
‫عبد الجبار في « المغني » يفرد جزءاً خاصاً من كتابه في بحث رؤية الباري ؛ وفي الحقيقة‬
‫ذيا الجزء توجه إلى المجسمة لالجماهير أهل السنة‬ ‫نا ف‬
‫همده‬
‫نرى استدلالاته التي اعت‬
‫والجماعة الذين يثبتون الرؤية بالنقل والعقل من غير تكييف » هلذه المسألة (تفي‬
‫‪.‬‬ ‫التكييف ) لا يستسيغها المعتزلة ولا يتصورونها ‪ .‬انظر ؛ المغني ‪)1(14/48‬‬
‫ويير هلذه المسألة وتقرييها مانلأذهان ء‬ ‫ص ف‬
‫تزالي‬
‫فيهلذا البحث تتجلئ عبقرية الغ‬
‫وإثباتها عقلاً ونقلاً علئ طريقة المتكلمين من الأشاعرة والماتريدية ‪.‬‬

‫يقي‬
‫والثاني ‪ :‬أنه تعالئ عندنا مرئيٌ ؛ لوجودِهٍ ووجود ذاته”'' ؛ وليس ذلك‬
‫إلا لذاته » فإنه”"" ليس لفعله ولا لصفة من الصفات » بل كل موجودٍ ذاتٍ‬
‫فواجبٌ أن يكون مرئياً ؛ كما أنَّه واجبٌ أن يكونَ معلوماً ؛ ولمت أعني به ‪:‬‬
‫أنه واجبٌ أنْ يكون معلوماً ومرتياً بالفعل ؛ بل بالقوّةٍ ؛ أي ‪ :‬هو من حيث‬
‫ذاه مستعدٌ لأنْ تتعلقّ الرؤيةٌ به ؛ وأنه لا مانع ولا محيل في ذاته له ‪.‬‬
‫فإن امتنع وجودُ الرؤية‪ . .‬فلأمر آخرّ خارج عن ذاته ؛ كما تقول ‪ :‬الماء‬
‫الاذيل فنيهر مرو » والخمرٌ الذي في ادن سكرّء ولي كذلك ؛ فإنه‬
‫‪ .‬ولكن معناه ‪ :‬أنَّ ذائَةٌ مستعدّةً لذلك ‪ +‬فإذا‬ ‫ب”"‬
‫شيرعند‬
‫ارلوبرو‬
‫يسك‬
‫فهمتٌَ المراد منه ‪ . .‬فالنظرٌ في طرفين ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬في الجواز العقلي ‏‪٠‬‬

‫والثاني ‪ :‬فيالوقوع الذي لاسبيلٌ إلئ درك إلا بالشرع ؛ ومهما دلّ‬
‫الشرع علئ وقوعه ‪ . .‬فقد دل لا محالة ‏ علئ جوازه » ولكنا ندلٌ بمسلكين‬
‫الدلِلّ العقلي على‬ ‫واقعين عقليين علئ جوازه ‪:‬‬
‫إمكان رؤيته سبحانه‬

‫الأول ‪ :‬هو أنا نقولٌ ‪ :‬إن البارىّ تعالئ موجودٌ » وذاتٌ ‪ +‬وله ثبوتٌ‬
‫وحقيقة ‪ +‬وإنما يخالف سائرّ الموجودات ‪ :‬في استحالة كونه حادثا ‪ +‬أو‬

‫» أو موصوفاً بصفة تناقضن صفاتٍ الإلهية ؛‬ ‫موصوفاً بما يداللعلحىدوث‬


‫من العلم » والقدرة » وغيرهما ؛ فكلٌ ما بصخ لموجود‪ . .‬فهو يصع في‬
‫حقّه ‪ :‬إن لم يدل على الحدوث » ولم يناقضٌ صفةٌ من صفاته ‪.‬‬
‫والدليل عليه ‪ :‬تعلق العلم به ؛ فإنه لما لم يود ذلك إلئ تغير في ذاته ؛‬
‫صفاته » ولا إلى الدلالة على الحدوث ‪ . .‬سُوْيّ بينه وبين‬ ‫اقضة‬
‫ولمانإلئ‬

‫‏(‪ )١‬العطف هنا للبيان ؛ أي ‪ :‬وجوده سبحانه هو وجود ذاته ‪ +‬أو للتخصيص ؛ أي ‪ :‬هو‬
‫موجود بذاته وصفاته وأفعاله ؛ ولكن المرئي هو الذات ‏‪ ١‬لا الصفات والأفعال ‪.‬‬
‫() الضمير في ( فإنه ) عائد علئ فعل الرؤية ؛ فصحة الرؤية مسّة عن الذات فقط ‪.‬‬
‫(©) أما حال كونه في النهر والدّنْ ولم بشرب‪ . .‬فلا سكّرَ ولا ري ‏‪٠‬‬
‫‪7١‬‬
‫الأجسام والأعراض في جواز تعلق العلم بذاته وصفاته » والرؤيةٌ نوغ علم ؛‬
‫لا يوجبٌ تَعلْقَةٌ بالمرني تَغيْرٌ صفة ؛ ولا يدل على الحدوث ؛ فوجبٌ الحكمٌ‬
‫‪.‬‬ ‫وئجكلود‬
‫م عل‬
‫بها‬
‫‪0‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ِ‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ءِ‬ ‫ء‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪.‬‬ ‫ع‬
‫فإن قيل ‪ :‬كونة مرئياً يوب كونةٌ بجهة ؛ وكونه بجهة يوجبٌ كونه عرضاً‬ ‫تحريجة‪ :‬كوئه مرئياً‬
‫جهة‬ ‫ا اللجهة‬
‫و له‬
‫يئيت‬
‫من‬ ‫‪ :‬أنه إن كان مرئاً ‪ . .‬فهو بجهة‬ ‫القياس‬ ‫‪ 3‬ونظم‬ ‫محال‬ ‫‏‪ ١‬وهو‬ ‫أو جوهراً‬
‫حّهال‬
‫فيم حفَ‬
‫ؤىية محال" ؟‬
‫الرائئي » وهنذا اللازمُ محالٌ » فاالمفلضير إل‬
‫القياس مسلَءٌ لكم » وهو أن هلذا اللازم‬ ‫ذنا‬
‫نن م‬
‫هصلي‬
‫قلنا ‪ :‬أحدٌ الأ‬
‫محالٌ » ولكنٌ الأصلّ الأَوّلَ ‏ وهو ادعاءً هنذا اللازم على اعتقاد الرؤية ‪-‬‬

‫موة‬
‫تي ؟‬
‫ملرات‬
‫عهةلمن ا‬
‫أ بج‬
‫فنقول ‪ :‬لِمَ قلتم ‪ :‬إِنَّمُرإنْئ كياناً‪ . .‬فهو‬
‫ضرورة أم بنظر ؟‬

‫ولا سبيلٌ إلئ دعوى الضرورة » وأما النظرٌ‪ . .‬فلا بِذَّ من بيانه ؛‬
‫ومنتهاهم ‪ :‬أنهم لم يروا إلى الان شيئاً إلا وكان بجهة من الرائي مخصوصة ‪.‬‬

‫فيقال ‪ :‬ومثاُلمرّ‪ . .‬فلباا يسحكتمحالته ‪ 6‬ولو جازّ هلذا‪ ..‬لجاز‬


‫للمجسمئ”"؟ أن يقولَ ‪ :‬إنه تعالئ جسم ؛ لأنه فاعلٌ » فإننا لم نرّ إلى الآن‬
‫فاعلاً إلا جسماً » أو يقولّ ‪ :‬إن كان فاعلاً وموجوداً‪ . .‬فهو إما داخل العالم‬
‫وإما خارجّة ؛ وإما متصلٌ وإما منفصل » ولا تخلو عنه الجهات الست ؛ فإنه‬
‫لم نعلم موجوداً إلا وهو كذلك ‪ . .‬فلا فضّلَ بينكم وبين هلؤلاء!‬
‫وحاصله ‪ :‬يرجم إلى الحكم بِأنَّ ما شوهد وعلم ينبغي آلا يعلمٌ غيرَةٌ إلا‬
‫علئ وَفقه ؛ وهو كمنْ يعلمٌ الجسم وينكرٌ العرض » ويقول ‪ :‬لوكان‬

‫لاللب)يان ؛ لأن اللازم‬ ‫‏(‪ )١‬يمكن القول ‪ :‬إن الفاء في قوله ‪( :‬فالمفقضي إلى الرؤية مح‬
‫المحال والمفضيّ إلى الرؤية هو لزوم الجهة ؛ فإذا انتفى اللازم‪ . .‬انتفى الملزوم ؛ أي ‪:‬‬
‫إذا انتفئ كوته في جهة ‪ . .‬تعين كونه لا يرئ ؛ وإذا ثبنت الرؤية‪ . .‬تعين كوله في جهة ‪.‬‬
‫) ‪.‬‬ ‫شوي‬
‫فيل(جل )ح‪( :‬‬ ‫()‬

‫‪7‬‬
‫موجوداً‪ . .‬لكان يختصنُ حير ويمنع غيرَةٌ من الوجود ؛ بحيث هو كالجسم ‪.‬‬
‫ومنشأ هنذا ‪ :‬إحالة اختلاف الموجودات في حقائق الخواصنٌ مع‬
‫الاشتراك في أمور عامة » وذلك تحكٌمٌ لا أصل له ؛ علئ أن هؤلاء لا يغفلٌ‬
‫للتهعالى يرى نفَه‬ ‫عن معارضتهم بأنَّ الله تعالئ يرى نفسَةٌ ؛ ويرى العالم ‏‪ ٠‬وهو ليس بجهة من‬
‫والعالم منغير جهة‬
‫نفسه ولا من العالم » فإذا جازٌ ذلك‪ . .‬فقد بطل هنذا الخيالة'' ‪.‬‬
‫وهنذا مما يعترفٌ به أكثرٌ المعتزلة ؛ ولا مخرج عنه لمن اعترفٌ به”" ‪.‬‬
‫مثال لترضيح إمكاذ‬ ‫ومن أنكرٌ منهم”"‪ . .‬فلا يقدرٌ علئ إنكار رؤيةٍ الإنسان نفسَةٌ في المرآة ؛‬
‫الرؤية‬
‫ومعلومٌ أنه ليس في مقابلةٍ نفسه » فإن زعموا أنَّهُ لا يرئ نفسَهُ ؛ وإنما يرئ‬
‫صورة محاكية لصورته » منطبعةٌ في ظاهر المرأة انطباع النقش في الحائط‪. .‬‬
‫فبقالٌ ‪ :‬إِنَّ هنذا القولّ ظاهرٌ الاستحالة ؛ فإن مَنْ تباعد عن مرآة منصوبةٍ في‬
‫حائط بقذر ذراعين ‪ . .‬يرئ صورتَهُ بعيدةً عن جرم المرآة بذراعين ؛ وإنْ تباعدّ‬
‫رآة بذراعين كيف يكونُ منطبعاً في‬
‫لدٌم عن‬
‫ابعي‬
‫ثلاثة أذرع‪ . .‬فكذلك » وال‬
‫المرآة وسَمْكٌ المرآة ربما لا يزيد علئ سمْكٍ شعيرة ؟! فإن كانت الصورة في‬
‫شيء وراء المرأة‪ . .‬فهو محال ؛ إذ ليس وراءً المرآة إلا جدار أو هواء أو‬

‫شخص آخر وهو محجوب عنه ؛ وهو لا يراه » وكذا عن يمين المرأة » وعن‬
‫سارها وفوقها ؛ وتحتها » وجهاثُ المرآة ست ؛ وهو يرى صورةً بعيدة‬
‫عن المرآة بذراعين ‪ +‬فلتطلب هلذه الصورةٌ من جوانب المرآة ؛ فحيث‬

‫‪ )١‬فكما أنه سبحانه يرى العالم بغير جهة ‪ . .‬جازت رؤيته سبحانه بغير جهة‪. ‎‬‬
‫؟) أورد القاضي عبد الجبار هنذا الإلزام في صيغة شبهةٍ على لسان خصومه © وحاول رده‬
‫ودفعه ؛ غير أن الأمر كما قال الإمام هنا ‪ ( :‬ولا مخرج عنه لمن اعترف به ) فقالب‬
‫البراهين التي سافها القاضي لاتتوجه إلا لمن يقول بإثبات الحدود والأبعاد لله تعالئى‬
‫سبحانه عن ذلك ؛ فهو يلزم خصمه بكون الرؤية لا تحصل إلا بشعاع ؛ وبوجود فرجة بين‬
‫الرائي والمرثي » أو إثبات الاتصال » وكل ذلك يوجب كونه جوهراً أو عرضاً وثابتاً في‬
‫جهة ؛ وهنذا منفي عند أهل السنة والجماعة عند نفيهم الكيف فيها ‪ .‬انظر أقوال القاضي‬
‫)‪2‬‬ ‫في ‏‪ ١‬المغني ‪4/171( 6‬‬
‫أي ‪ :‬أنكر رؤية الله نفسَهُ كجمهور المعئزلة » أو رؤيتَةُ العالم كما قال بعضهم ‏‪ ٠‬أو رؤيتهما‬
‫معاً كما قال ذلك الكعبية ( أتباع محمد الكعبي ) ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫المرئية في الأجسام‬ ‫الصورة‬ ‫لمثل هذه‬ ‫ولا وجود‬ ‫؛‬ ‫المرثي‬ ‫فهو‬ ‫وجدت‬

‫امظر‪ . .‬فاهولمرئيٌ إِذْن بالضرورة ‪ +‬وقد‬


‫لين جس‬
‫اف‬‫المحيطة بالمرآة إلا‬
‫بطلت المقابلة والجهة ‪.‬‬
‫ولا ينبغي أن يُستحقرٌ هنذا الإلزام ؛ فإنه لا مخرج عنه للمعتزلة ‏‪ ٠‬ونحن‬
‫نعلم بالضرورة ‪ :‬أن الإنسان لو لم يبصر نفسَةُ قط » ولا عرف المرآةً » وقيل‬
‫له ‪ :‬إنه يمكن أن تبصرّ نفسك في مرآة‪ . .‬لحكم بأنه محالٌ ؛ وقال ‪ :‬لا يخلو‬
‫في جرم‬ ‫رتي‬
‫وثلّ‬
‫ص م‬
‫‏»‪ ٠‬أو أرئ‬ ‫إما أن أرىئ نفسي وأنا في المرأة‪ . .‬ومهوحال‬
‫المرأة ؛ أو في جرم وراءً المرأة‪ . .‬وهو محالٌ ؛ إذ للمرأة في نفسها صورة ‏‪٠‬‬
‫وللأجسام المحيطة بها صورة ؛ ولا تجتمع صورتان في جسم واحد ؛ إذ‬
‫محال أن يكونَ في جسم واحد صورةٌ إنسان وحديد وحائط ‪ +‬وإن رأيتُ‬
‫نفسي حيث أنا‪ . .‬فهو محال ؛ إذ لست في مقابلة نفسي ؛ فكيف أرئ نفسي‬
‫ولا بذ من المقابلة بين الرائي والمرئي ؟!‬
‫وهئذا التقسيمٌ صحيح عند المعتزليٌ ‏‪ ٠‬ومعلومٌ أن باطل ؛ وبطلانةٌ عندنا‬
‫لقوله ‪ ( :‬إني لست في مقابلة نفسي‪ . .‬فلا أراها ) ؛ وإلا‪ . .‬فسائر أقسام‬
‫كلامه صحيخٌ ؛ وبهلذا يستبينٌ ضيقٌ حوصلة هؤلاء عن التصديق بما لم‬
‫يألفوه ؛ ولم تأحنسو باهسُهم ‪.‬‬
‫المسلكٌ الثاني ‪ :‬وهو الكشفُ البالغ » أن نقولّ ‪ :‬إنما أنكر الخصم‬ ‫الرؤيةٌ واقعة ولكن‬

‫الرؤية لأنَّ لم يفهم ما نريده بالرؤية ؛ ولم يحضَّلُ معناها على التحقيق ؛‬ ‫يما وردبه الشرعٌ‬

‫إلى‬ ‫نندظر‬
‫لاةً تساوي الحالة التي يدركها الارايل ع‬ ‫وظنٌ أن نرحيدا به‬
‫الأجسام والألوان”'؟!‬

‫(‪ )1‬ما يؤكد هذا المعنئ من عدم فهم المعتزلة لمراد أهل السنة في تفسير حقيقة الرؤية‪. .‬‬
‫ير‬
‫ف عن‬
‫كهم‬
‫تجام‬
‫تصريحهم بإنكار وجود هلذه الحقيقة لكونها غامضة غير مفهومة ‏ وإح‬
‫القائل بها ؛ فقد نقل القاضي عبد الجبار عن شبخه أبي علي الجبائي قوله ؛ ( القائل‬
‫بالرؤية إذا علم القديم تعالئ علئ ما هو عليه من صفاته ؛ ونفئ عنه التشبيه » ولم يصف‬
‫بجبيه‪ . .‬فيجب ألا يكفر لهاذه العلة ؛ لأنه قد عرف الله تعالئ على‬ ‫تفةش تو‬
‫اتهل بص‬
‫رؤي‬

‫ر‬
‫وهيهات ؛ فنحن نعترفٌ باستحالة ذلك في حقٌ الله تعالئ » ولكن ينبغي‬
‫أن تحضَّلَ معنئ هنذا اللفظ في الموضع المتّفق عليه ونسبكَة ؛ ثم نحذف منه‬
‫ما يستحيلٌ في حقٌّ الله تعالئ ‪ +‬فإِنْ بقيّ من معانيه معنئئ لم يستحل في‬
‫حي الله تعالئ » وأمكنَ أننسميّ ذلك المعنئ رؤيةٌ حقيقة‪ . .‬أثبتناةٌ في‬
‫حي الله تعالئ » وقضينا بأنّهُ مرئيٌ حقيقةً ؛ وإن لم يمكنْ إطلاقٌ اسم الرؤية‬
‫عليه إلا بالمجاز‪ . .‬أطلقنا اللفظٌ بإذنٍ الشرع » واعتقدنا المعنئ كما دلّ عليه‬
‫العقل ‪.‬‬
‫تفصيل القول في‬ ‫وتحصيلةُ ‪ :‬أنالرؤية تدلٌ علئ معنئ له محل ؛ وهو العين ‪ +‬وله‬
‫الرؤية الشرعية‬
‫متعلِّيٌ ؛ وهو اللونُ والقذر والجسم وسائر المرئيات ‪.‬‬
‫فلنتظرٌ ‪ :‬إلئ حقيقة معناه » وإلئ محله » وإلئ متعلقه ؛ ولنتأمل ‪ :‬أن‬
‫الركنّ من جملتها في إطلاق هنذا الاسم ما هو ؟‬
‫تفي إرادة المحل‬ ‫فنقول ‪ :‬أما المحلٌ‪ . .‬فليس بركن في صحة هنذه التسمية ؛ فإنَّ الحالة‬
‫لنتيدركها بالعين من المرئي لوأدركناها بالقلب أو الجبهة مثلاً‪ . .‬لكنا‬
‫لة‬
‫وينّآمحل‬
‫تقول ‪ :‬قدرأينا الشيءً وأبصرناه ؛ وصدَقٌ كلانا ؛ فإنَ الع‬
‫تراد لعينها ؛ بل لتحلٌّ فيه هنذه الحالة » فحيث حلت الحالة‪ . .‬تكّت‬
‫تحقيقة ؛ وصحٌ الاسم ‪.‬‬
‫ولنا أن نقولَ ‪ :‬علمُنا بقلبنا أو بدماغنا إن أدركنا الشيءًٌ بالقلب أو‬
‫ابل أوجبهة أوبالعين ‪.‬‬
‫الدماغ‪ . .‬فكذلك إِنأْبصرناه بابلقل‬
‫إرادة المتعلق‬ ‫نفي‬ ‫اق هنذا الاسم وثبوتٍ هذه‬ ‫ل في‬‫طكناً‬
‫إس ر‬
‫وأما المتعلِقٌ بعينه‪ . .‬فلي‬
‫نت رؤيةً لتعلقها بالسواد‪ . .‬لما كان المتعلق‬ ‫ا لو‬
‫كيةً‬
‫تحقيقة ؛ فإن الرؤ‬
‫البياض رؤية » ولو كانت لتعلقها باللون‪ . .‬لما كان المتعلقٌ بالحركة رؤيةٌ ؛‬
‫‪,‬نو كان لتعلقها بالعرض‪ . .‬لما كان المتعلق بالجسم رؤيةً‪ . .‬فدلٌ أن‬

‫ماهو يه من صفاته ‪ 6‬ولم يكيف رؤيته علئ وجه يوهم التشبيه ‏‪ ١‬بل قال ‪ :‬إنه يرىئّ كما‬
‫يشاء ويربد من غير أن يكون بين حاسة الرؤية وبينه مقابلة ) ‏‪ ١ ١‬المغني ‏‪. ) 188/80 ١‬‬

‫‪1759‬‬
‫خصوصنّ صفات المتعلّق ليس ركنا لوجودٍ هنذه الحقيقة وإطلاقي هنذا‬
‫الاسم » بل الركن فيه من حيث إنه صفةٌ متعلقة أن يكون لها متعلّق موجوةٌ ؛‬
‫أي موجودٍ كان ؛ وأيّ ذاتٍ كانت ؛ فإذنْ ‪ :‬الركنٌ الذي الاسم مطلَقٌّ عليه هو‬
‫الأمرٌ الثالث”'" ؛ وهو حقيقة المعنئ ؛ من غير التفاتٍ إلئ محلم ‪.‬‬
‫ومتعلقه ‪.‬‬
‫را‬

‫فالبحث عن الحقيقة ‪ :‬ما هي ؟ ولا حقيقة لها إلا أنّها نوع إدراك » هو‬ ‫الامرالدمهوعتي قما‬
‫الم‬

‫كمالٌ ومزيد كشفٍ بالإضافة إلى المتخيل ؛ فإنَا نرى الصديقّ مثلاً ثم نغمض‬
‫العينَ » فتكونٌ صورةٌ الصديق حاضرةً في دماغنا علئ سبيل التخيل‬
‫والتصوّر © ولكنًا لو فتحنا البصرّ‪ . .‬أدركنا تفرقة ؛ ولا ترجع تلك التفرقة‬
‫إلى إدراك صورة أخرئ مخالفةٍ لما كانت في الخيال » بل الصورة المبضّرة‬
‫اذهلةً‬ ‫لَّح هن‬
‫مطلابلقةمٌتخيلة من غير فزق ‪ +‬فليس بيتهما افتراقٌ ‏ إلاا أن‬
‫يق‬
‫درةً‬
‫ص صو‬
‫ل فينا‬
‫ادتثُ‬
‫الثانية كالاستكمال لحالة التخيِّل وكالكشف لها ‏‪ ١‬فتُحْ‬
‫عند فتح البصر حدوثاً أوضح وأنةٌ وأكمل ؛ والصورة الحادثة في البصر‬
‫بعينها تطابقٌ الصورة الحادثة فيالخيال ؛ فَإذنْ ‪ :‬التخيلٌ نوعٌ إدراك علئى‬
‫رتبة!"" » ووراءَةٌ رتبةٌ أخرئ هي أتمٌ منه في الوضوح والكشف ‪ +‬بل هي‬
‫فنسمي هنذا الاستكمال بالإضافة إلى الخيال ‪ :‬رؤية‬ ‫كالتكميل له‬
‫وإيصاراً ‪.‬‬

‫‏‪٠‬‬ ‫ذات الله تعالئ وصفاته‬ ‫وهو‬ ‫ما نعلمه ولا نتخيله ‏‬ ‫الأشياء‬ ‫من‬ ‫فكذا‬ ‫ولا‬ ‫دمها‬
‫عياء‬
‫تةبأش‬
‫مّ‬

‫وكل ما لا صورة له ؛ أي ‪ :‬لا لون له ولا قذر ؛ مثلّ القدرة » والعلم ؛‬


‫والعشتي ‪ +‬والإبصار » والخيال ؛ فإن هنذه أمور تعلمها ولتاتخيلها ؛‬
‫والعلمُ بها نوع إدراك » فلنتظ ‪ :‬هل يحيل العقل أن يكون لهنذا الإدراك‬
‫مزيدٌ استكمال نسبثَةُ إليه نسبةٌ الإبصار إلى التخيل ؟‬
‫(‪ )١‬عندما قال ‪ ( :‬فلنتظر ‪ :‬إلى حقيقة معناه ‪ +‬وإلئ محله‪ ١ ‎‬وإلى متعلقه‪. ) . . ‎.‬‬
‫‪ ( :‬على رتية ) ‪ +‬والمراد ‪ :‬علو رتبته عن غيره‪. ‎‬‬ ‫كذا في جميع النسخ‬ ‫(‪7‬‬

‫‪37‬‬
‫فإن كان ذلك ممكناً‪ . .‬سمينا ذلك الكشفٌ والاستكمال بالإضافة إلى‬
‫العلم ‪ :‬رؤيةٌ ؛ كما سميناه بالإضافة إلى التخيل ‪ :‬رؤية » ومعلومٌ أن تقديرٌ‬
‫هلذا الاستكمال في الاستيضاح والاستكشاف غيرٌ محالٍ في الموجودات‬
‫المعلومة التي ليست متحْيِلَةٌ ؛ كالعلم والقدرة وغيرهما ؛ وكذا في ذات الله‬
‫تعالئ وصفاته » بل نكاد ندرك ضرورة من الطبع ‪ :‬أنه يتقاضئ طلبّ مزيدٍ‬
‫استيضاج في ذات الله تعالئ وصفاته ‪ 6‬وفي ذوات هذه المعاني المعلومات‬

‫كلها ‪.‬‬
‫فتنحن نقول ‪ :‬إن ذلك غير محال ؛ فإنَُ لا مُحِيلَ له ؛ بل العقلٌ دليلٌ على‬
‫إمكانه » بل على استدعاء الطبع له » إلا أنَّ هنذا الكمال في الكشف غير‬
‫مبذول في هنذا العالم » والنفسنٌ في شغل البدن وكدورة صفاته © فهو بسيبه‬
‫محجوب عنه'" » وكما لايبعدٌ أن يكون الجفنٌ أوالسَثْرٌ أو سوادٌ ما في‬
‫العين سبباً ‪ -‬بحكم اطراد العادة ‏ لامتناع الإبصار للمتخيّلات ‪ . .‬فلا يبعدٌُ أن‬
‫تكون كدورة النفس وتراكم حجب الأشغال ‏ بحكم اطراد العادة ‏ مانعاً من‬
‫إبصار المعلومات ‪.‬‬
‫وزكت القلوب‬ ‫فإذا بُعيِرٌ مافي القبورء وحصّلٌ ما في الصدورء‬
‫بالشراب الطهور » وصفيتْ بأنواع التصفية والتنقية‪ . .‬لم يمتنع أن يستعدٌ‬
‫بسببها لمزيدٍ استكمالٍ واستيضاح في ذات الله تعالئ”" ؛ إِذْ في سائر‬
‫المعلومات ‪ :‬يكون ارتفاع درجته عن العلم المعهود كارتفاع درجة الإبصار‬
‫بلقاء الله تعالئ ‏ أو مشاهدتّه » أو رؤيته ‏‪ ٠‬أو‬ ‫ذّرٌلعنك‬
‫عن التحْيُلٍ ؛ فيعبِ‬

‫فهيلذه‬ ‫ابٌل عنيه‬


‫طجو‬
‫وكدوراته مح‬ ‫دن‬
‫بشغل‬
‫ايةل ‪ -‬ل‬
‫الرؤ‬ ‫وشفه ‪-‬و‬
‫‏(‪ )١‬أي ‪ :‬كمال الك‬
‫الحياة ‪.‬‬
‫() في (و) ‪ :‬حاشية طويلة الذيل ؛ غاب شيء منها ؛ مفادها ‪ :‬إنما قال الشيخ المؤلف‬
‫اكلتقلوب‪) .. .‬‬
‫» وز‬ ‫دور‬
‫ص فى‬
‫ل ما‬
‫اصل‬
‫» وح‬ ‫بور‬
‫ق فى‬
‫ل ما‬
‫اعثر‬
‫‪( :‬ب‬ ‫اهلئ‬
‫تمهع الل‬
‫رح‬
‫للرد علئ من اعتقد حصولها ‏ الرؤية ‏ بالاكشساب ‪ +‬كمن اعتقد اكتساب النبوة بالرياضات‬
‫ونحوها ؛ ومع ذلك ‪ :‬فإن حصول هنذه الأسباب مجوّز لها لا مرجب ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫إبصاره ؛ أو ما شئتَ من العبارات ؛ فلا مُشَاخةَ فيها بعد إيضاح المعاني ‪.‬‬
‫نكاً ‪ :‬فإِنْ خُلقتْ هنذه الحالة في العين‪ . .‬كان اسم‬
‫مامكانك ذل‬
‫وإذ‬
‫الرؤية بحكم وضع اللغة عليه أصدقٌ ؛ وخلقَةٌ في العين غيرٌ مستحيل ؛ كما‬
‫أن خلقَةٌ في القلب غيرٌ مستحيل » فإذا فم المرادٌ بما أطلقه أهل الحقّ من‬
‫الرؤية‪ . .‬عُلمَ أن العقلّ لا يحيله » بل يوجبه » إن الشرعٌ قد شهدٌ له ؛ فلا‬
‫يبقئ للمتازعة وجةٌ إلا علئ سبيل العناد ؛ أو المشاحّةٍ في إطلاق عبارة‬
‫هئذه المعاني الدقيقة التي ذكرناها ؛ ولنقتصز‬ ‫كٍ‬
‫ررّ عن‬
‫دقصو‬
‫الرؤية » أو ال‬
‫في هذا الموجز علئ هنذا القدر ‪.‬‬
‫الطرف الثاني ‪ :‬في وقوعه شرعاً ‪:‬‬
‫وقد دل الشرع علئ وقوعه ؛ ومداركةُ كثيرة ‪ +‬ولكثرته يمكن دعوى‬ ‫الشرع مؤْكّدٌ لوقوع‬
‫الإجماع على الأولين في ابتهالهم إلاىلله سبحانه في طلب للَّةِ النظر إلى‬
‫الرؤية‬

‫وجهه الكريم ‪ +‬ونعلمٌ قطعاً من عقائدهم أنهم كانوا ينتظرون ذلك » وأنهم‬
‫كانوا قد فهموا جوازٌ انتظار ذلك وسؤاله منالله تعالئ بقرائن أحوال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم » وجملةٍ من ألفاظه الصريحة التي لا تدخل‬
‫في الحصر ؛ والإجماع يدل علئ خروج المدارك عن الحصر ‪.‬‬
‫اٌك‬
‫ك أَنْر‬
‫ومن أقوى ما يدلٌ عليه ‪ :‬قول مرسئ عليه السلام ‪ # :‬أرق‬ ‫سؤال نبي الله مرسى‬
‫عليه اللام الرؤية‬
‫فإنه يستحيلٌ أن يخفئ علئ نبي من أنبياء الله تعالى انتهئ منصبةٌ إلى أن‬
‫يكلمَّهُ الله سبحانه شفاهاً ؛ فيجهلٌ من صفات ذاته تعالئ ما عرفةٌ المعتزلة!'؟!‬
‫هنذا معلوم على الضرورة بطلانةٌ ؛ فَإنَ الجهل بكونه ممتنمٌ الرؤية عند‬
‫الخصم‪ . .‬يوجبُ التكفير أو التضليل ؛ وهو جهل بصفة ذاته ؛ لأن استحالتَهُ‬
‫عندهم لذاته » ولأنه ليس بجهة ؛ فكيف لم يعرف موسئ عليه السلام أنه‬
‫ليس بجهة ؟ أو كيف عرفٌ أنه ليس بجهة ولم يعرف أن رؤية ما ليس بجهة‬
‫محالٌ ؟!‬

‫‪. ) 841‬‬ ‫(‪ )١‬انظر متشابه القرآن‪( » ‎‬‬


‫كا‬
‫فليت شعري ؛ ماذا يضمرٌ الخصم وَيقَذُّزَةٌ من ذهول موسئ عليه السلام ؟‬

‫ما أن تقول يجهل‬ ‫أيقَذّرُهُ معتقداً أنه جسم في جهة ذو لون » واتهام الأنبياء بذلك كفرٌ‬
‫البيأرجهيل‬
‫صريح ؛ فإنه تكفيرٌ للنبي ؛ فإن القائلٌ بأن الله سبحانه جسم وعابدّ الوثن‬
‫الممنزلي‬
‫والشمس واحدً!‬
‫أويقولٌ ‪ :‬عالمستحالة كونه بجهة ؛ ولكنه لم يعلم أن ما ليس بجهة فلا‬
‫يرى! وهو تجهيل للنبي ؛ لأن الخصء يعتقدٌ أنّ ذلك من الجليات » لا من‬
‫النظريات ‪.‬‬

‫فأنت الآن ‏ أيها المسترشد ‪ -‬مخْيّرٌ بين أن تميلٌ إلئ تجهيل النبيّ » أوإلى‬
‫تجهيل المعتزلي » فاختز لنفسكٌ ما هو أليقٌّ بك ؛ والسلام"'" ‪.‬‬
‫تحريجة‪ :‬ف إن كان‬ ‫فإِنْ قيل ‪ :‬إنْ دل هئذا لكم ‪ . .‬فقدْ دل عليكم سوال الرؤيةً في الدنيا ؛‬
‫البي لايجهل‪. .‬‬
‫فكيف سألهافي‬ ‫وقول سبحانه ‪« :‬تلُاذَركهُ‬ ‫ودلّ عليكم قولهُ تعالئ ‪« :‬كترق‬
‫الدنيا؟ وماقولكم‬
‫في ‪ :‬ل كن ترق رلا‬
‫الأَمَبَدُ» ‪.‬‬
‫ترك الأسر»؟‬
‫نيا‪ . .‬فدهولِيلٌ على عدم معرفته بوقوع‬
‫قلنا ‪ :‬أما سؤالٌ الارؤيلةٍد في‬

‫‏(‪ )١‬هذه اللفتة من الإمام الغزالي في غاية الإحكام والإفحام ؛ فقد لجأ المعتزلة صراحة إلى‬
‫نسبة الجهل والتشكيك لسيدنا موسئ عليه السلام حال سؤاله الرؤية » وهلذه طامة كبرى ؛‬
‫ضهلأويله‪ . .‬فقد جاوز شيوخهم هلذه‬
‫ولكن قول الإمام الغزالي ‪ :‬إن هنذا يلزمهم تكتفير‬
‫القنطرة ؛ قال عبد الجبار نقلاً عن شيخه أبي علي الجبائي ‪ ( :‬إن بعض أهل التوحيد أجاب‬
‫في ذلك بأن موسئ يجوز أن يكون في وقت سؤاله كان شاكاً في جواز الرؤية على الله ؛‬
‫تنرس‬ ‫فسأل موسئ ذلك لنفه » فيانلله تعالئ أن ذلك لا يجوز عليه بقوله ‪ # :‬آ‬
‫وبتقطيع الجبل ؛ وقال ‪ :‬إن غلطه في هنذا لا يمتنع أن يكون صغيراً ؛ لأن ذلك بمنزلة‬
‫إجازة المجيز للرؤية علئ بعض ما لا يرىئ من الأعراض مع علمه به وسائر صفاته ؛‬
‫والقول بذلك لا يؤدي إلى الجهل بالتوحيد والعدل ؛ فلا يمتنع مثله علئ بعض الأنبياء إذا‬
‫علم الله تعالئ أن ذلك لا يؤدي إلئ فساد وتنفير ) ‪ « .‬المغني ‪. ) 74/411 6‬‬
‫كما حاول القاضي دفع هنذا الإلزام بكون سيدنا موسئ قد طلب ذلك تنزلا عند رغية قومه‬
‫حين قالوا ‪ :‬ا أرنا لله جَهَرةٌ » فكان سؤاله للتقرير لا للاستفهام ؛ ثم إنه قد تاب من هذا‬
‫؛ ولياخفئ ما في هنذا الكلام من التكلف الممجوج‬ ‫تضهاد‬
‫انجمح‬
‫السؤال لأنه كا‬
‫) ؛ ود المغني ‪. ) 6(4/711‬‬ ‫والتأل البعيد ‪ .‬انظر « متشابه القرآن ‪ ( 4‬ص‪14‬‬

‫عيذ‬
‫وقت "ما هو جائزٌ في نفسه ؛ والأنبياءً كلهم عليهم السلام ‏ لا يعرفون من‬
‫الغيب إلا ما غُرّفوا » وهو القليلٌ » فمِنْ أين يبعدُ أن يدعو النبي كشفَ غمة‬
‫جي الإجابة في وقت لم يسبقٌ في علم الله تعالى الإجابة‬ ‫ت وهو‬‫رلية‬
‫يلة ب‬
‫وإزا‬
‫‪.‬‬ ‫!لك''‬
‫*ن ذ‬
‫فا م‬
‫ا ؟!لوهنذ‬
‫فيه‬
‫‪ . .‬فهو دفع لما التمسه”" ‏‪ ١‬وإنما التمسنّ‬ ‫وأما قوله تعالئ ‪ # :‬آن تق‬
‫في الحال » لا في الاخرة ؛ فلو قال ‪ :‬أرني أنظر إليك في الاخرة » فقال ‪:‬‬
‫لنتراني ‪ . .‬لكان ذلك دليلاً على نفي الرؤية ‏»‪ ٠‬ولكن في حق موسئ على‬
‫الخصوص ؛ لا على العموم » وما كان دليلاً على الاستحالة أيضاً ؛ فكيف‬
‫وهو جوابٌ عن السؤال في الحال ؟!‬
‫وأما قَولَهُ تعالئ ‪« :‬لَا تُذْرِكَهٌ الْأَجَبَرٌ ‪ . .‬أي ‪ :‬لاتحيط به ؛‬
‫ألرؤجيةسام » وذلك حي ؛ أو هو‬
‫لا‬‫احيطُ‬
‫بت‬‫ننبه ؛ كما‬
‫وتا م‬
‫ولاج ت‬
‫عام » فأريدٌ به في الدنيا » وذلك أيضاً حقٌّ ؛ وهو ما أرادةٌ بقوله سبحانه ‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫دنفييا‬
‫الترق‬
‫‪ #‬ل‬
‫ولتقتصر علئ هنذا القذر منْ مسألة الرؤية ؛ ولينظر المنصفٌ كيف‬
‫افترقت الوفرقتح‪+‬زّبث إلى مفرط ومفرّط ‪:‬‬ ‫الحشوية‬ ‫بين‬ ‫لرؤية‬

‫والمعتزلةوتوليرز‬
‫أما الحشويةٌ ‪ :‬فإنهم لم يتمكنوا من فهم موجود لا في جهة ؛ فأبتوا‬ ‫هل السنة‬

‫الجهةً ؛ حتئ لزمّهم بالضرورة الجسميةٌ والتقدير والاختصاص بصفات‬


‫الحدوث ‪.‬‬

‫(‪. )1‬في (ج ) ‪ ( :‬بوقت وقوع ) ‪.‬‬


‫‪ 0‬فجهل النبي في تعيين وتت جائز لم يأذن الله في إطلاعه عليه‪ . .‬لا يضر ‏‪ ٠‬بل هو من لازم‬
‫العيودية ‏ ولكن المصيبة عظيمة الشرخ في نسبة الجهل لهم عليهم الصلاة والسلام بعلم‬
‫الواجبات التي ادعئ أفراد المعنزلة علمها ؛ حتئ تجرًا بعضهم ‪ -‬طلباً للخلاص من هنذا‬
‫القوادح في حٌّ النبوة »‬ ‫بح‬
‫أذاق من‬
‫وهن‬ ‫لبنفيبحقي!‬ ‫اواج‬
‫جقو‪-‬يز الجهل بال‬ ‫تمأز‬
‫ال‬
‫انظر فى هنذا د الإرشاد » ( ص ؛‪١8‬‏ ) ‪.‬‬
‫‪ ١‬الالشماس ‪ :‬طلب الشيء » وليس مختصاً بالضرورة بالنذ ؛ بل ذاك فيد بلاغي‪. ‎‬‬

‫‪٠‬‬
‫وأما المعنزلةً ‪ :‬فإنهم نفوا الجهد ؛ ولم يتمكنوا من إثبات الرؤيةٍ دونها ؛‬
‫وخالفوا به قواطع الشرع » وظنُوا أن في إثباتها إثبات الجهة ‪.‬‬
‫وهنؤلاء تغلغلوا في التنزيه محترزين من التشبيه‪ . .‬فأفرطوا ‏ والحشوية‬
‫أثبتوا الجهةً احترازاً من التعطيل ‪ . .‬فشيّهوا ؛ فوفقَ الله تعالئ أهلّ السئة للقيام‬
‫بالحيٌّ‪ . .‬فتفطنوا للمسلك القصد”"'" » وعرفوا أن الجهة منفية ؛ لأنها‬
‫للجسمية تابعة ونتمة » وأنَّ الرؤية ثابتةٌ ؛ لأنها رديفٌ العلم وري وهي له‬
‫تكملة ؛ فانتفاء الجسمية أوجبٌ انتفاءً الجهة التي هي من لوازمها ‪ 6‬وثبوثُ‬
‫العلم أوجبٌ ثبوتَ الرؤية التي هي من روادفه أو تكيلاتّه » ومشاركة له في‬
‫خاصيتها ؛ وهي أنها لا توجب تغيراً في ذات المرثي » بل تتعلق به علئى‬
‫‪.‬‬ ‫ليهعلم‬
‫ماك هوا عل‬
‫ولا يخفئ علئ عاقل أنَّ هنذا هو الاقتصادٌ فى الاعتقاد ‪.‬‬
‫‪#‬‬ ‫|‬ ‫*ا‬

‫‪.‬‬ ‫(‪ )١‬المسلك القصد ‪ :‬الطريق المستقيم‪ ٠ ‎‬قاتلعالئ ‪# :‬وَعَل تند اسل‪‎‬‬

‫ءا‬
‫اللشوىئ لماسرةٌ‬
‫ندعي ‪ :‬أن الله تعالئ واحدٌ ؛ فإن كونه واحداً يرجم إلئ ثبوت ذاته ونفي‬ ‫الأتعالى واحا في‬
‫ذاته وصفاته وأفعاله‬
‫غيره » فليس هو نظراً في صفة زائدة على الذات”'' ؛ فوجب ذكره في هنذا‬
‫‪:‬‬ ‫؛ فنقول‬ ‫القطب”'"‬

‫الواحدٌ قد يطلقٌ ويرادٌ به أنه لا يقبل الانقسام ؛ أي ؛ لا كمي له ؛ ولا حدٌ‬


‫الكمية المصححة‬ ‫ولا مقدار ‏ والباري سبحانه وتعالئى واحدٌ بمعنئ ‪ :‬سلب‬
‫للقسمة عنه ؛ فإنه غير قابل للانقسام ؛ إذ الانقسامُ فيما له كمية » والتقسيم‬
‫اّرٌمة" ‪.‬‬
‫ن لهق لاسيتصو‬
‫اميةً‬
‫تصرّفٌ في كمَةٍ بالتفريق والتصغير ؛ وما لا ك‬
‫وقد يطلقٌ والمرادٌ به أنه لا نظيرٌ له في رتبته ؛ كما تقول ‪ :‬الشمن‬
‫واحدة ؛ والباري تعالئ أيضاً بهذا المعنئ واحدٌ ؛ فإنه لا نذٌ له ‪.‬‬
‫فأما أنه لا ضدّ له‪ . .‬فظاه” ؛ إذ المفهوم من الضدٌ ‪ :‬هو الذي يتعاقب مع‬
‫الشيءٍ علئ محل واحد ولياجامعه » ومالا محل له‪ . .‬فلضاَدَّ له ‪.‬‬
‫والباري تعالئ لا محل له ‪ . .‬فلا ضدٌ له!*' ‪.‬‬
‫وأما قولنا ‪ :‬لا ندٌّله‪ . .‬فنعني به ‪ :‬أن ما سواه هو خالقةُ لا غير ‪.‬‬
‫وبرهانه ‪ :‬أنه لو قَدْرَ له شريكٌ‪ . .‬لكان مسْلَهٌ من كل الوجوه » أو أرفع‬ ‫في الشريك عن الله‬

‫عزوجل‬

‫) ‪.‬‬ ‫(‪ )١‬انظر‪ ١ : ‎‬المطالب العالية‪7/08(1» ‎‬‬


‫صفات‬
‫ايل من‬
‫‏‪ ١‬وه‬ ‫بفةية‬
‫سهال ص‬
‫كصررها هنا لأن‬
‫» بلذ ق‬ ‫فطبات‬
‫لهاصفي ق‬
‫)( ولمايذكر‬
‫النفسية الواجة التي تبيّن ما يستحيل في حقه عز وجل ‪.‬‬
‫ولم يذكر المؤلف ردّ هنذا » لأنه سبق رده في دعاوى نفي الجوهر والعرض والمخالفة‬ ‫(©)‬
‫للحوادث ؛ والحديث عن الكم والجزء والمقدار عائد لهذا ‪:‬‬
‫الضدان يطلبان المحل ؛ لأنهما علئ فرضية التعاقب ‪ +‬إذ هما لايجتمعان كالبياض‬ ‫(‪)4‬‬
‫وهو منزّه عن المكان كما سبق بيان‬ ‫حدُالهنه‬
‫سدبالض‬
‫والسواد ؛ وعليه ‪ :‬كيف يتصور وجو‬
‫ذلك في الدعاوى السالفة ؟‪. 1‬‬

‫‏‪ ١‬ا‬
‫رتبة منه ‏ أو كان دونه » وكل ذلك محال » فالمفضي إليه محال'' ‪.‬‬
‫ووجةٌ استحالة كونه مثلَهٌ من كل وجه ‪ :‬أنَّ كل اثنين هما متغايران » فإِنُ‬
‫ادين إلا في‬
‫لمتغيكانية‪ . .‬لم تكن الاثنينية معقولة ؛ فإنَا لاس نوعقل‬
‫محلين » أو في محل واحد في وقتين » فيكون أحدّهما مفارقاً للآخر ء‬
‫ومبايناً له ومغايراً ؛ إما في المحلّ ؛ وإما في الوقت ‪ .‬والشيثان يتغايران تارة‬
‫بتغاير الحدٌ والحقيقة ؛ كتغاير الحركة واللون ؛ فإنهما وإن اجتمعا في محل‬
‫واحد في وقت واحد ‪ . .‬فهما اثنان ؛ إذ أحدّهما مغايرٌ للآخر بحقيقته ‪.‬‬
‫فإن استوى اثنان في الحقيقة والحدٌ ؛ كالسوادين‪ . .‬فيكون الفرقٌّ‬
‫بينهما ‪ :‬إما في المحل » أو في الزمان ؛ فإن فض سوادان ِثلان في جوهر‬
‫واحد في حالٍ واحد‪ . .‬كان محالاً ؛ إذلم تعرف الاثنينية ‪.‬‬
‫ولو جاز أن بِقالّ‪ :‬هما اثنان ولا مغايرة‪ . .‬لجاز أن يشارَ إلى إنسان واحد‬
‫ويقال ‪ :‬إنه إنسانان ‪ +‬بل عشرة » ولكنهم متساوون متماثلون في الصفة‬
‫والمكان؛ وجميع العوارض واللوازم من غير فُرقان! وذلك محال بالضرورة‪.‬‬
‫فإن كان الله تعالئ مساوياً له في الحقيقة والصفات‪ . .‬استحال‬
‫وجودةُ ؛ إِذْ ليس بغايره بمكان ؛ إِذْ لامكانَ » ولبازمان ؛ إِذْ لازمان ؛‬
‫فإنهما قديمان » فِذَنْ‪ . .‬لافرقانَ » وإذا ارتفع كل فرق‪ . .‬ارتفع العددُ‬
‫‪.‬‬ ‫دة‬‫حمت‬
‫و ولز‬
‫لة ‪+‬‬
‫اضرور‬
‫بال‬

‫ومحالٌ أن يقالَ ‪ :‬يخالفه بكونه أرفع منه ؛ فَإِنَ الأرفمّ هو الإله » إذ الإله‬
‫عبارة عن أجل الموجودات وأرفعها ؛ والأخرٌ المقدّر ناقصنٌ ليس بإلله ؛‬
‫ونحن إنما نمنع العددٌ في الإلهية ؛ والإلة هو الذي يقال فيه بالقول المطلق ‪:‬‬
‫إنه أرافعلموجودات وأجلّها ‪.‬‬
‫وإن كان أدنئ منه‪ . .‬كان محالاً ؛ لأنه ناقص ‪ +‬ونحن نعي بالإله عن‬
‫أجل الموجودات ؛ فلا يكون الأجلٌ إلا واحداً ؛ وهو الإله ‪.‬‬

‫إل هلذه الاحتمالات الثلاث هو دعوى وجود الشريك ‪ +‬وهي المحال ‪.‬‬ ‫() والمفضي‬

‫‪1‬‬
‫ذلك‬ ‫عند‬ ‫يرتفع‬ ‫إذ‬ ‫‪6‬‬ ‫الجلال‬ ‫صفات‬ ‫في‬ ‫متساويان‬ ‫اثثان‬ ‫يتصور‬ ‫ولا‬

‫الافتراق ‏‪ ١‬ويبطل العدد كما سبق ‪.‬‬


‫فإن قيل ‪ :‬بِمّ تنكرون علئ مَنْ لا ينازعُكم في اتحاد من يُطْلَقٌ عليه اسم‬ ‫تحريجة‪ :‬فماالرةٌ‬

‫الإله ‏ مهما كان الإلهُ عبارة عن أجل الموجودات » ولكنه يقول ‪ :‬العالم كِلَهُ‬
‫ليس بمخلوقي خالتي واحد » بل هو مخلوقٌ خالقين ؛ أحدّهما مثلاً ‪ :‬خالقٌ‬ ‫المخلوق؟‬

‫السماء » والآخد ‪ :‬خالق الأرض ‪ +‬أو أحدّهما ‪ :‬خالقٌ الجمادات ؛‬


‫والأخرٌ ‪ :‬خالقٌ الحيوانات وخالق النبات ؛ فما المحيلٌ لهنذا ؟‬
‫فإن لم يكن على استحالة هنذا دليلٌ‪ . .‬فِنْ أبن ينفعكم قولكم ‪ :‬إن اسم‬
‫؟ فإن هنذا القائل يعبر بالإله عانلخالق ‏‪ ٠‬أو‬ ‫ائءٍ‬
‫ؤلقل عل‬
‫الإله لاهبط‬
‫‪ :‬خالق‬ ‫؛ أو أحدهما‬ ‫‪ :‬خاليٌ الشر‬ ‫؛ والآخدٌ‬ ‫‪ :‬خالقٌ الخير‬ ‫‪ :‬أحدهما‬ ‫يقول‬

‫الجواهر » والأخر؛ ‪ :‬خالقٌ الأعراض ؛ فلا بذ من دليل على استحالة ذلك ؟‬


‫فتقول ‪ :‬بِدكٌّ على استحالة ذلك ‪ :‬أن هنذه التوزيعاتٍ للمخلوقات على‬
‫الخالقين في تقدير هنذا السائل ‪ . .‬لا تعدو قسمين ‪:‬‬
‫إما أن يقتضيّ تَقَسُمَ الجواهر والأعراض جميعاً ؛ حتئ يخلقّ أحدهما‬
‫بعض الأجسام والأعراض دون البعض ‪.‬‬

‫أو يقال ‪ :‬كل الأجسام من واحد » وكل الأعراض من الآخر ‪.‬‬


‫وباطلٌ أن يقال ‪ :‬إن بعضّ الأجسام يخلفَةٌ واحدٌ ؛ كالسماء مثلاً دون‬
‫الأرض ‪.‬‬

‫فإنا نقول ‪ :‬خالقٌ السماء هل هو قادرٌ علئ خلق الأرض أم لا ؟‬


‫فإِنْ كان قادراً كقدرته ‪ . .‬لم يتميزٌ أحدهما في القدرة عن الآخر ؛ فلا‬
‫يتميز في المقدور عن الآخر » فيكون المقدورٌ بين قادرين ‪ 6‬ولا يكون نسبته‬
‫ير‬
‫قاهد من‬
‫آنخر » وترجع الاستحالة إلئ ماتذكرن‬
‫الئل م‬
‫إلى أحدهما بأو‬

‫نل‬
‫وإن لم يكنْ قادراً عليه‪ . .‬فهو محال ؛ لأانلجواهر متماثلة ‪ +‬وأكوائها‬
‫التي هي اختصاصات بالأحياز متماثلة ؛ والقادرٌ عالىلشيء قادرٌ على مثله‬
‫وفدرة كل واحد‬ ‫إذا كانت قدرتّه قديمة ؛ بحيث يجوز ز أن تتعلّنَ بمقدورين‬
‫منهما تتعلِّقّ بعدة من الأجسام والجواهر ؛ فلم تتقيد بمقدور واحد"'" ؛ وإذا‬
‫عٌداد‬
‫لنْأ بعض‬
‫القدرة الحادثة‪ . .‬لما يك‬ ‫اف‬
‫ل علئ‬‫خحد‬
‫جاوز المقدورٌ الوا‬
‫بأولئ من بعض ؛ بل يجبُ الحكمٌ بنقي النهاية عن مقدوراته ؛ فيدخل كلٌّ‬
‫جوهر ممكن وجوده في قدرته ‪.‬‬
‫والقسم الثاني" ‪ :‬أن يقال ‪ :‬أحدّهما يقادرل عجلىواهر ؛ والآخرٌ على‬
‫الأعراض ‏‪ ٠‬وهما مختلفان ‏ فلا يجب من القدرة علئ أحدهما القدرة على‬
‫الآخر ‪.‬‬
‫وهنذا محالٌ ؛ لأن العرض لا يستغني عن الجوهر ؛ والجوهر لا يستغني‬
‫عن العرض ؛ فيكون فعلٌ كل واحد منهما موقوفاً على الأخر ‪ +‬فإذا أراد‬
‫خالق العرض خلق عرضٍ ‪ :‬فكيف يخلقَةٌ وريما لايساعده خاليٌ الجرهر‬
‫علئ خلق الجوهر عندّ إرادته لخلق العرض ؟!‬
‫فيبقئ عاجزاً متحيراً » والعاجزٌ لا يكون قادراً » وكذا خالٌ الجوهر ؛ إن‬
‫أرااً خلقّ الجوهر ربما خالقةٌ خالقٌّ العرض ؛ فيمتنع على الآخر خلقى‬
‫الجوهر » فيؤدي إلى التمانع ‪.‬‬
‫تحريجة ‪:‬نفرض‬ ‫فإن قيل ‪ :‬مهما أرادً أحدهما خلْقّ جوهر‪ . .‬ساعدَهٌ الآخرٌ على العرض ؛‬
‫اتفااقهملاخعلىلز‬
‫وكذا بالعكس ‪.‬‬
‫قلنا ‪ :‬هنذه المساعدة ‪ :‬هل هي واجبة لا يتصور في العقل خلافها ‏‪ ١‬أم‬
‫لا؟‬

‫استحالة تعلقها بأي مقدور ؛ لأن المقدورات‬ ‫ثخربت‬


‫ي آ‬
‫لأن امتناع تعلقها بمقدور درن‬ ‫(‪)1‬‬
‫متماثلة ‏‪ ٠‬وتعلقها بالبعض مع جزاز التعلق بغيره يحتاج إل مرجّح ‪ +‬وهذا ينافي‬
‫الألوهية ؛ لوجود التخصيص على القديم ‪.‬‬
‫(؟) والقسم الأول كان في حديثه عن اشتراكهما في الجواهر والأعراض خلقاً ‪.‬‬

‫م‬
‫فإن أوجبتموها‪ . .‬فتهوحكّمٌ ؛ بل هو أيضاً مبطلٌ للقدرة ؛ فإخنلْقَ‬
‫الجوهر من واحد كأنه يضطر الآخر إلى خلق العرض ؛ وكذا بالعكس ؛ فلا‬
‫يكون له قدرة على الترك » فلا تتحقق القدرة مع هنذا ‪.‬‬

‫وعلى الجملة ‪ :‬فترك المساعدة إن كان ممكناآً‪ . .‬فقد تعذِّرَ الفعل ؛ وبطل‬
‫معنى القدرة » والمساعدةٌ إن كانت واجبةً‪ . .‬صار الذي لا بد له من مساعدة‬
‫مضطراً لا قدرة له ‪.‬‬

‫فإن قيل ‪ :‬فيكونُ أحدهما خالقّ الشر » والأخر خالقٌ الخير ‪.‬‬ ‫تحريجة‪ :‬نفرض أن‬
‫أحدعما يخلى الخير‬
‫قلنا ‪ :‬هنذا هوس ؛ لأن الشرّ ليس شراً لذاته ؛ بل هو من حيث ذاتهٌ‬ ‫الشر‬ ‫والأخر‬

‫مسارٍ للخير ومماثلٌ له”'" ؛ والقدرة على الشيء قدرةٌ علئ مثله ؛ فإنَّ إحراق‬
‫الواحد‬ ‫صنٌ‬
‫خرٌ ‏‪٠‬‬
‫شع ش‬
‫ل ودف‬
‫وفراخيرٌ‬
‫بدن المسلم بالونارإ شحرّراق بدن الكا‬
‫إذا تكلَّمَ بكلمة الإسلام ‪ . .‬انقلبٌ الإحراق في حقه شراً ؛ فالقادرٌ علئ إحراق‬
‫لحمه بالنار عند سكوته عن كلمةٍ الإيمان‪ . .‬لا بذ وأنْ يقدرّ علئ إحراقه عند‬
‫النطق بها ؛ لأن نطفَةٌ بها صوتٌ ينقضي ؛ لا يِغَيّد ذاتَ اللحم » ولا ذاتَ‬
‫النار » ولا ذات الإحراق » ولا يقلبٌ جنساً ؛ فتكون الإحراقاث متمائلة ؛‬
‫ا‬
‫وعلى الجملة ‪ :‬كيفما فُرضٌ الأمرٌ‪ . .‬ولد مناهضطراب وفساد ‏‪ ١‬وهو‬
‫نيال لا ألنَفَسَدَنَا فلا مزيدٌ علئى‬ ‫الذي أراده الله تعالئ بقوله ل‬
‫بياانلقرآن ‪.‬‬

‫ولنختم هنذا القطبَ بالدعوى العاشرة » فلم يبقّ مما يليق بهنذا الفن”""‬
‫إلا بيان استحالةٍ كونه محلاً للحوادث » وسنشيرٌ إليه في أثناء الكلام في‬
‫الصفات ؛ رداً علئ من قال بحدوث العلم والإرادة وغيرهما ‪.‬‬

‫فهو أمرٌ نسي ؛ إذ يعتبر الفعل شزاً في حٌّ شيء وهو ليس بشرّ في حقٌّ أخر ؛ تاهيك أتنا‬ ‫‪0‬‬
‫‪.‬‬ ‫في حقٌّ الله تعالئ‬ ‫لانلأبوجود؛ شرّ مطلق‬

‫السُلُوبٍ الواجبة لنفي المستحيل في حفَّه سبحانه ‪.‬‬ ‫ات‬


‫ف عن‬
‫صديث‬
‫الح‬ ‫()‬

‫ا‬
‫‏‪ 27 ٠‬رح اد‬
‫‪7‬‬

‫‪3‬‬ ‫'‬

‫لبالا يٍ‬

‫‪))-‬‬
‫ييالصَماسَ‬
‫‪١‬‬

‫» حي‬ ‫ادر‬ ‫عالمٌ ؛‬ ‫أنَّهُ تعالئ‬ ‫‪:‬‬ ‫إذ ندعي‬ ‫؛‬ ‫دعاوى‬ ‫وفيه سبع‬

‫‪ ,‬ويتشتٌ‬ ‫صفات*‬ ‫سبع‬ ‫‪ .‬فهلذه‬ ‫بصير”ٌ © متكلم‬ ‫سميعء‬ ‫مريدٌ ‏‬

‫حٌابهدٌ الصفات ‪.‬‬


‫أتصن‬
‫أحدهما ‪ :‬ما تخ‬
‫‪.‬‬ ‫ات‬‫فيع‬
‫صه جم‬
‫ل في‬
‫اشترك‬
‫والثاني ‪ :‬ما ت‬

‫فلتقع البداية بالقسم الأول ؛ وهو إثبات أصل الصفات » وشرح‬


‫أحكامها ‪.‬‬ ‫خصوص‬

‫(*) هنذه الصفات السبع هي أصل الصفات والأسماء الأخرىئ له سبحانه ؛ فلذا لزمت‬
‫العناية بها » وباقي الصفات ‏ كالرحمة والرافة والرزق واللطف ‪ -‬متفرع عنها وراجع‬
‫‏‪. ) 1١7‬‬ ‫‏‪ ١‬وقد أشار المصنف لذلك (ص‬ ‫تحظأمل‬
‫م يل‬
‫اهالكما‬
‫إلي‬
‫الي ارون‬

‫القُزة‬
‫ءِ‬

‫كلمٌ ؛ مرتَبٌ ؛‬
‫ح فع‬
‫ملّمٌ‬
‫ندعي ‪ :‬أنَّ محدِثٌ العالّم قادرٌ ؛ لأن العا‬
‫متقنٌ ؛ منظوةٌ ‪ +‬مشتملٌ علئ أنواع من العجائب والآيات ؛ وذلك يدل على‬
‫القدرة ‪.‬‬

‫النظاموالحكمة‬ ‫ونرتب القياسّ فتقول ‪ :‬كل فعل محكم‪ . .‬فهو صادرٌ من فاعل قادر ؛‬
‫والإيداع دليلٌ على‬
‫القدرة‬
‫والعالمٌ فعلٌ محكم ؛ فهو إذنْ صادر من فاعل قادر ‪.‬‬
‫ففايل أيأصلين النزاع ؟‬
‫ما دليل‬ ‫تحريجة‪:‬‬ ‫فإن قيل ‪ :‬لم قلتم ‪ :‬إن العالم فعلْ محكم ؟‬
‫إحكام العالم؟‬
‫؛ وانتظامَةُ » وتناسيّةٌ ؛ فمنْ نظرّ في‬ ‫قلنا ‪ :‬عنينا بكونه محكماً ‪ :‬تر‬
‫أعضاء نفسه الظاهرة والباطئة‪ . .‬ظهرٌ له من عجائب الإتقان ما يطول حصئةٌ؛‬
‫فهنذا أصل يُدرٌ معرفتةٌ الحسنٌ والمشاهدة ‏‪ ١‬ولا يتُسع جحْدةٌ ‪.‬‬
‫تحريجة ‪:‬ولم كان‬ ‫فإن قيل ‪ :‬فم يُدركٌ الأصل الآخر ؛ وهر أن كل فعل محكم مرتب‬
‫كملحكمناءلة‬
‫قادر؟‬
‫‏‪١‬‬ ‫فَاعلةٌ تاد ؟ ‪-‬‬
‫قلنا ‪ :‬هنذا مَدركهُ ضرورة العقل ؛ فالعقلٌ ييصَدّقٌ به بغير دليل ؛‬
‫ولا يقدر العاقلٌ علئ جحده ‏ ولكنا مع هنذا نجِرَّدٌ دليلاً يقطع دابرّ الجحود‬
‫‪:‬‬ ‫نادق ‪.‬ول‬
‫فلعن‬
‫وا‬

‫نعني بكونه قادراً ‪ :‬أن الفعلّ الصادر منه لا يخلو ‪ :‬إمايصأندرّ عنه‬
‫لذاته ؛ أو لمعنئ زائدٍ عليه » وباطلٌ أن يقال ‪ :‬صدرّ عنه لذاته ؛ إذ لو كان‬
‫اماًل مذعات » فدلٌ على أنه صدرٌ لزائدٍ علئ ذاته ‏‪١‬‬
‫كذلك ‪ . .‬لكان قدي‬
‫لهاف تهعّاًلٌ للوجود نسميها ‪ :‬قدرةٌ ؛ إذ القدرةٌ في‬
‫اب‬‫فالصفةٌ الزائدة التي‬
‫‪4‬‬
‫وضع اللسان ‪ :‬عبارة عن الصفة التي بها يتهاً الفعل للفاعل ؛ وبها يقع‬
‫الفعل » وهنذا الوصفُ مما دلعّليه التقسيم القاطع الذي ذكرناه ؛ ولسنا‬
‫نعني بالقدرة إلا هئذه الصفة ‏‪ ١‬وقد أثبتناها ‪.‬‬

‫فإن قيل ‪ :‬فهنذا ينقلبٌ عليكم في القدرة ؛ فإنها قديمةٌ » والفعل ليس‬ ‫تحريجة ‪ :‬إن لم‬
‫؟*'؟‬ ‫بقديم‬ ‫بيصدر العالم عن‬
‫الذات لكيلايكون‬

‫قديماً ‪ . .‬وجب ان‬


‫قلنا ‪ :‬سيأتي جوابه في أحكام الإرادة فيما يقع الفعل به" ‪.‬‬ ‫تكون القدرة حادئة‬
‫لحدوث الفعل‬
‫وأإذثبتنا القدرة‪ . .‬فلتذك أحكامها ‪:‬‬
‫» وأعني بالمقدورات ‪:‬‬ ‫دورات‬
‫لةمبجقميع‬
‫ومن حكمها ‪ :‬أنها متاعلق‬ ‫أحكام القدرة‬

‫الممكنات كلها ‪.‬‬

‫ولا يخفئ أنَّ الممكناتٍ لانهايةً لها‪ . .‬فلا نهايةً إِذنُ للمقدورات ؛‬
‫ونعني بقولنا ‪ :‬لانهاية للممكنات ‪ :‬أن خلقّ الحوادث بعد الحوادث‬
‫لا ينتهي إلى حدُ يستحيلٌ في العقل حدوثُ حادث بِعدَهُ » فالإمكان مستمرٌ‬
‫أبداً ؛ والقدرة واسعةٌ لجميع ذلك ‪.‬‬
‫قأتيدرة ‪ :‬أنه قد ظهرٌ أنَّ صانع‬
‫وبرهان هذه الدعوئ رهو عماومل تع‬
‫العالم واحدٌ ؛ فإما أن يكونٌ له بإزاء كلّ مقدور قدرة ؛ والمقدوراث لا نهاية‬
‫بقطفيال‬
‫لها‪ . .‬فتثبتُ قُدَرٌ متعددةٌ لا نهايةً لها ؛ وهو محال ؛ لماإ سب‬
‫دورات لا نهاية لها" ‪.‬‬
‫وإما أن تكون القدرة واحدة » فيكون تَعلْقّها مع اتحادها بما يتعلِّقّ بها من‬
‫الجواهر والأعراض مع اختلافها‪ . .‬لأمر تشترك فيه » ولتاشترك فيأمر‬
‫سوى الإمكان » فيلزم منه ‪ :‬أن كل ممكن فهو مقدور ‏ لا محالة ‪ -‬وواقع‬
‫بالقدرة ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫() وإلا‪ . .‬لكان المقدور قديماً كما أشار المصنف‬


‫(؟) انظر (ص ‪. ) 71‬‬
‫(©) انظر (صص ‪. ) 84‬‬
‫با‬
‫قدرة الله تعالى واحدة‬ ‫وبالجملة ‪ :‬إذا صدرث منه الجواهر والأعراض ‪ . .‬استحال ألا يصدرٌ منه‬
‫تعلمق بمكلكن‬ ‫شلىيء قدرةٌ علئ مثله ؛ وإذا لم يمتنع التعددٌ في‬ ‫لع‬‫ادرة‬
‫أمثالها ؛ فَإنَّ الق‬
‫المقدور‪ . .‬فنسبتها إلى الحركات كلها والألوان كلها علئ وتيرة واحدة ؛‬
‫فتصلح لخلتي حركة بعد حركة على الدوام ؛ وكذا لون بعد لون ؛ وجوهر بعد‬
‫جوهر » وهنكذا » وهو الذي عنينا بقولنا ‪ :‬إِنَّ قَدرنَهُ تعالئ متعلقةٌ بكل‬
‫ممكن ؛ فإن الإمكان لا ينحصرٌ في عدد » ومناسبة ذات القدرة لا تختصنٌ‬
‫بعدد دون عدد ؛ فلا يمكن أن يشار إلى حركة فيقال ‪ :‬إنها خارجة عن إمكان‬
‫تعلق القدرة بها ؛ مع أنها علقت بمثلها ؛ إذ بالضرورة نعلم ‪ :‬أنَّ ما وجب‬
‫للشيء‪ . .‬وجبَ لمثله ‪.‬‬
‫ويتشعَّبُ عن هنذا فروع ثلاثة ‪:‬‬
‫الأول ‪:‬‬

‫فما القول‬ ‫تحريحة‪:‬‬ ‫إن قال قائل ‪ :‬هل تقولون ‪ :‬إِنْ خلافٌ المعلوم مقدورٌ ؟‬
‫في الممكنات التي‬

‫تعلسق العلم بعدم‬ ‫تلف فيه ؛ ولا يتصور الخلافٌ فيه إذا حَفْقّ وأزيلٌ‬
‫ااخمما‬
‫قلنا ‪ :‬هلذ‬
‫وجودها؟‬
‫‪ :‬أنه قد ثبتَ أن كل ممكن مقدورٌ ؛ وأن المحال ليس‬ ‫نه‬
‫ا ؛‬
‫يلفاظ‬
‫ودٌبالأ‬
‫تعقي‬
‫بمقدور ؛ فلنتظر ‪ :‬أن خلاف المعلوم محالٌ أو ممكن ؛ ولا تعرف ذلك إلا‬
‫إذا عرفت معنى المحال والممكن وحضَلْتَ حقبقتهما ؛ وإلا‪ . .‬فإن تساهلت‬
‫في النظر‪ . .‬فربما صدق علئ خلاف المعلوم ‪ :‬أنه محال ؛ وأنه ممكنٌ ليس‬
‫بمحالٍ » فإِذَنُ قد صدق أنه محالٌ وأنه ليس بمحال ؛ والنقيضان لا يصدقان‬
‫معاً ‪.‬‬

‫فاعلم ‪ :‬أنَّ تحت اللفظ إجمالاً ؛ وإنما يتكشف لك ذلك بما أقوله ؛‬
‫وهو ‪ :‬أن العالم مثلاً يصدق عليه ‪ :‬أنه واجب ؛ وأنه محال » وأنه ممكن ‪.‬‬
‫أما كونٌ واجباً‪ . .‬فمن حيث إنه إذا فرضث إرادة القديم موجودة وجوداً‬
‫واجباً‪ . .‬كان المراد أيضاً واجباً بالضرورة » لاجائزاً ؛ إذ يستحيلٌ عدم‬
‫المراد مع تحقق الإرادة القديمة ‪.‬‬
‫‪٠٠١١‬‬
‫وأما كمونحهالاً‪ . .‬فهو أنه لو قَدُرَ عدمُ تعلق الإرادة بإيجاده‪ . .‬فيكون ‪-‬‬
‫لا محالة ‏ حدوثةٌ محالاً ؛ إذ يؤدي إلى حدوث حادث بلا سبب » وقد عرف‬
‫أنمهحال ‪.‬‬
‫وأما كونة ممكناً‪ . .‬فهو بأن ينظر إلئ ذاته فقط ‏‪ ١‬ولا يعتبرٌ معه لا وجود‬
‫الإرادة ولا عدمها ؛ فيكون له وصف الإمكان » فَإِذنٌ الاعتباراتُ ثلاثةٌ ‪:‬‬
‫‪ -‬الأول ‪ :‬أن نشرطّ فيه وجودٌ الإرادة وتعلقها ‏ فهو بهنذا الاعتبار‬
‫راجب ‪.‬‬
‫ل‬

‫رَدَادة » فهاولبهانذعاتبار محال ‪.‬‬


‫لبرٌإ فق‬
‫الثاني ‪ :‬أنانعت‬
‫الثالث ‪ :‬أن نقطع الالتفات إلى الإرادة والسبب ‪ +‬فلناعتبرٌ وجوده‬
‫وعلادمَةٌ » ونجردٌ النظر إلى ذات العالم ؛ فيبقئ له بهئذا الاعتبار الأمر‬
‫نشلمترط‬
‫الثالث © وهاولإمكان » ونعني به ‪ :‬أنه ممكن لذاته ؛ أي ‪ :‬إذا‬
‫غير ذاته‪ . .‬كان ممكناً ؛ فظهر منه ‪ :‬أنه يجوز أن يكونٌ الشيءٌ الواحد ممكناً‬ ‫فد يكرن الشي‪.‬‬

‫محالاً ؛ ولكن ممكناً باعتبار ذاته » محالاً باعتبار غيره » ولا يجوز أن يكون‬
‫رجه‬ ‫ممكتامن‬

‫ومحالا من وجه أخر‬


‫ممكناً لذاته محالاً لذاته ؛ فهما متناقضان » فترجع إلئ خلاف المعلوم ‪:‬‬
‫فنقول ‪ :‬إذا سبق في علم الله تعالئ إماتة زيد صبيحة يوم السبت مثلاً‬
‫فنقول ‪ :‬خَلَقُّ الحياة لزيدٍ صبيحة يوم السبت ممكنٌ أو ليس يممكن ؟‬
‫فالحيٌ فيه أنه ممكن ومحالٌ ؛ أي ‪ :‬هو ممكن باعتبار ذاته إن قطع‬
‫الالتفاتُ إلئ غيره » ومحالٌ لغيره لالذاته ؛ وذلك إذا اعاتبرلٌامعلهتفاثُ‬
‫تنع لذاته ؛ كالجمع‬
‫إلئ تعلق العلم بالإماتة » والمحالٌ لذاته ‪ :‬هوي املذي‬
‫بين السواد والبياض » لا للزوم استحالةٍ في غير ذاته ‪.‬‬

‫وحياةً زيد لو قَذَرَتْ‪ . .‬لم تمتنع لذات الحياة ؛ ولكن يلزم منه استحالة‬
‫نٌق أنلبّ‬
‫يحال‬
‫تها ؛ وهو ذات العلم ؛ إذ ينقلبٌ جهلاً ؛ وم‬
‫فيذاغير‬
‫جهلاً‪ . .‬بان أنه ممكنٌ لذاته » محالٌ للزوم استحالةٍ في غيره ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫فإذا قلنا ‪ :‬حياةً زيد في هنذا الوقت مقدورة‪ . .‬لم نردُ به إلا أن الحياةً من‬
‫حيث إنها حباً ليس بمحالٍ كالجمع بين السواد والبياض ‪ +‬وقدرةٌ الله تعالئ‬
‫من حيث إنها قدرةٌ لا تنبو عن التعْتي بخلق الحياة ؛ ولا تتقاصرٌ عنه لفتور‬
‫وللاضعف ولاسبب في ذات القدرة » وهلذان أمران يستحيلٌ إنكارهما ؛‬
‫أعني ‪ :‬نفيّ القصور عن ذات القدرة » وثبوتٌ الإمكان لذات الحياة من حيث‬
‫إنها حياةٌ فقط من غير التفات إلئ غيرها ؛ والخصم إذا قال ‪ :‬غيرٌ مقدور ؛‬
‫علئ معنئ ‪ :‬أن وجودَةُ يؤدي إلى استحالة‪ . .‬فهو صادقٌ في هنذا المعنئ ؛‬
‫تّاتلسنكاره ‪.‬‬
‫فإِنَ‬
‫اظرل فيلفظ ‪ :‬وهو أنَّ الصوابٌ من حيث اللغةٌ إطلاقٌ هنذا‬
‫ويبقى الن‬
‫الاسم عليه أو سلية ؟‬

‫ولا يخفئ أن الصوابَ إطلاقٌ اللفظ ؛ فإن الناسّ يقولون ‪ :‬فلان قادرٌ‬
‫على الحركة والسكون » إن شاء تحرك وإن شاء سكن ؛ ويقولون ‪ :‬إن له في‬
‫كلّ وقتٍ قدرةً على الضدين ؛ ويعلمون أن الجاريّ في علم الله تعالئ وقوغ‬
‫أحدهما؛ فالإطلاقاتُ شاهدة لما ذكرناه؛ وحظٌّ المعنئ منه ضرورئٌ‬
‫لاسبيل إلى جحده ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬

‫تحريجة‪ :‬هدر‬ ‫إن قال قائل ‪ :‬ادعيتم عمومٌ القدرة في تعلقها بالممكنات ؛ فما ولك في‬
‫الأحياء‪ :‬هل هي من‬
‫خلفهم أم من خلق الله‬
‫مقدوراتٍ الحيواناتٍ وسائرٍ الأحياء من المخلوقات ؛ أهي مقدورة لله تعالئ‬
‫تعالى؟‬ ‫أم لا ‪ 9‬فإن قلتم ‪ :‬ليست مقدورة له‪ . .‬فقد نقفت‪ :‬قولَكُم ‪ :‬إن تعلق القدرة‬
‫عام ؛ وإن قلتم ‪ :‬إنها مقدورة له‪ . .‬لمكم إثباث مقدور بين قادرين ‪ +‬وهو‬
‫محالٌ » أو إنكارٌ كون الإنسان وساشر الحيوان قادراً ؛ وهو مشاكرة‬
‫للضرورة ؛ ثم مجاحدةٌ لمطالبات الشريعة ؛ إذا تلستمحيطلٌالبةٌ بما لا قدرة‬
‫عليه ؛ ويستحيلٌ أن يقول الله تعالئ لعبده ‪ :‬ينبغي أنْ تتعاطئ ما هو مقدورٌ‬
‫لى » وأنا مستائرٌ بالقدرة عليه ولا قدرة لك عليه !‬

‫ل‬
‫فناقوللا فنيفصال"'" ‪ :‬قد تحزَّبَ الناسُ في هنذا أحزاباً ‪:‬‬

‫لبيرية تالوا بإتكار ‪ -‬فذهبت المجبرةٌ إلئ إنكار قدرة العبد الحادثة » فلزمها إنكارٌ ضرورة‬
‫العدة والحركة الاختيارية » ولزمّها استحالة تكاليف‬ ‫‪.‬‬
‫كة‬
‫حرقةٍر بين‬
‫التف‬ ‫مطلقاً‬
‫‪.‬‬ ‫قدرة‬

‫‪:‬‬ ‫الشرع*'‬

‫وذهبت المعتزلة إلئ إنكار تعلّى قدرة الله تعالئ بأفعال العباد والحيوانات‬ ‫لااق‬
‫إةطقالو‬
‫المبعتزل‬
‫‪0‬‬ ‫ل‬ ‫*‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫قدرة العيد مشاهقاً‬
‫ورعمثت ‪ :‬أن جميع ما يصدر منها من‬ ‫والملائكة والجن والشياطين*"؟‬ ‫لقتدرةع الالهلى‬
‫خلق العباد واختراعهم » لا قدرة له تعالئ عليها بنفي ولا إيجاد ؛ فلزمتها‬
‫شناعتان عظيمتان ‪:‬‬

‫الخلوص من دعواهم مفصلين القول ‪.‬‬ ‫‪06‬‬


‫(؟) أما لزوم الجبرية إنكار ضرورة التفرقة بين حركة الرعدة وحركة الاختيار ‪ . .‬فهم قائلون به‬
‫تصريحاً ؛ وزعموا ‪ :‬أن العباد مضطرون إلئ أنواع تصرقهم كما يضطر الريح إلئل حركتها ؛‬
‫والمقصود من الجبرية هنا الجهمية خاصة ‪.‬‬
‫وألمازوم مذهبهم لاستحالة التكليف‪ . .‬فهاولنتيجة الحتمية لمقدمتهم الاتيعتقدوها ‏‪١‬‬
‫فهم نفوا عن العبد الكسب والاستطاعة ‪ +‬فصار قولهم بجواز التكليف كعدمه ؛ لأنهم‬
‫يعدون التكليف جبراً ؛ فلزمهم استحالة تكاليف الشرع لهذا ‪ .‬انظر أقوالهم في د أصول‬
‫الدين » (ص‪ ») 77‬وهالملل والنحل ‪ 1/78( +‬‏)‪ ١‬وهالمواقف ‪( +‬ص‪) 47‬ء‬
‫‏‪. ) ٠١#‬‬ ‫العلل المعضلة * (صى‬ ‫وا مرهم‬

‫)( اعتمد المعتزلة هذا القول بناء علئ أمور أهمها ‪ :‬إثبات فاعدة التكليف ‪ .‬وهنذا لا يتحقق‬
‫ياّر شيئاً‬
‫الذم والمدح ‪ +‬وبكون علم الله تعيالئغ ل‬ ‫بت‬
‫ثعبد‬
‫ب لل‬
‫للاقة‬
‫إلا بإلبات القدرة الخ‬
‫ولا يصادم قدرة العيد ‪.‬‬
‫والمدققى يرئْ أنهنذا القول في حقيقته رد على المجيرة لا علئ أهل السنة ‏‪ ١‬وهو سحق‬
‫لمعنى القادرية للهتعالئ ولكن بأسلوب خفي مبهرج بالعدل ‪.‬‬
‫ولا داعية لنقل نصوص المعتزلة في إثبات خلق أفعال العباد لأنفسهم ؛ فإنما سمّوا فرقتهم‬
‫بجماعة أهل العدل لذلك ‪ +‬وأفرد القاضي عبادلجبار في * المغني » كتاباً سماه‬
‫عى البراهين على هنذه المسألة ؛ وأبطل مصطلح‬
‫دق )‬
‫اخلو‬
‫خر ب( الم‬
‫آ)‬‫وكليف‬
‫ب( الت‬
‫الكسب ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫ائل خقلقران‬
‫والعجب من القاضي عبد الجبار الهمذاني إذ قال فيسياق استدلاله عل‬
‫( علئ أن قوله عز وجل ‪ :‬اذَه خَيقٌ كَل تَيْو» يدل على حدوث القران وأنه تعالئ خلقه‬
‫بعموم الآبة » ولولا قيام الدلالة علئ إخراج أفعال العباد منه‪ . .‬لوجب دخوله في العموم ؛‬
‫ولا دلالة توجب إخراج القرآن منه » فيجب دخوله فيه ) ‪ « .‬المغني »‪. ) 0671/54‬‬

‫‪:4‬‬
‫لاخالق سوىالله‬ ‫إحداهما ‪ :‬إنكارٌ ما أطبقّ عليه السلفٌ رضي الله عنهم من أنه لا خالقّ‬
‫تعالى‬
‫إلا الله ؛ ولا مخترع سواه ‪.‬‬
‫خالق الشيء عالم يه‬ ‫والثانية ‪ :‬نسبّها الاختراع والخلق إلئ قدرة من لا يعلمُ ما خلقه”'' ؛ فإن‬
‫دّدعنها‬
‫الحركات التي تصدر من الإنسان وسائر الحيوان ‪ :‬لوع سثل‬
‫وتفاصيلها ومقاديرها‪ . .‬لم يكنْ عنده خبرٌ منها ؛ بل الصبيٌ كما ينفصلٌ من‬
‫تدب إلثىدي‬ ‫دت‬
‫ل كما‬
‫ورَةٌ‬
‫المهد يدبٌ إلى الثدي باختياره ويمتصنٌ ؛ واله‬
‫أمّها وهي مَعْمّضةٌ العينين » والعنكبوت تنسجٌ من البيوت أشكالاً غريبة يتحيِرٌ‬
‫المهندسون في استدارتها وتوازي أضلاعها وتناسب ترتيتبييههاا ‏‪ ٠‬وبالضرورة‬
‫نعلم انفكاكها عن العلم بما يعجزٌ المهندسون عن معرفته ‪.‬‬

‫التحل وأشغاله ليل‬ ‫بيوتها علن شكل التسديي ‪ +‬فلا يكو فيها مع‬ ‫وانحل شك‬
‫على قذرة الله تعالى‬
‫قي خلقأنمال‬ ‫‏‪ ٠‬ولشاكل أخر ؛ وذلك لتميِّرز شكل المسدّس بخاصية‬ ‫ّع‬
‫ب ولا‬
‫سوّر‬
‫م مد‬
‫ولا‬
‫الأحياء‬
‫دلَّتْ عليها البراهين الهندسية لا توجد في غيرها ؛ وهو مبني علئ أصول ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬أن أحوّى الأشكال وأوسَعّها الشكل المستدير المنفْكٌ عن‬
‫‪.‬‬ ‫قامة‬
‫ت عن‬
‫سرجة‬
‫الخا‬
‫لا‬‫اوايا‬
‫الز‬

‫والثاني ‪ :‬أن الأشكالَ المستديرة إذا وضعت متراضّة‪ . .‬بقيث بينها ف‬


‫‪.‬‬ ‫االة‬
‫ح ل‬
‫مطلة‬
‫مع‬

‫والثالث ‪ :‬أن أقربّ الأشكال القليلة الأضلاع إلى المستديرة والاحتواء‬


‫مسدّس ‪.‬‬
‫لكل‬
‫هوا ش‬
‫والمثمن‬ ‫والرابع ‪ :‬أن كل الأشكال القريبةٍ من المستديرة لسع‬
‫والمخمس إذا وضعت جملة متراصةٌ متجاورة‪ . .‬بقيت بينها فر معطّلة ؛‬
‫ولممتتكلناصقة ‪.‬‬

‫‏(‪ )١‬سيبين المؤلف رحمه الله تعالئ تلازم الخلق والعلم ( خالتق الشيء عالم به ) ؛ لأن القادر ‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫ثذ‪/‬حد)‬

‫‪٠‬‬
‫وأما المربّعاتُ ‪ :‬فإنها متلاصقةٌ » ولكنها بعيدةً عن احتواء الدوائر ؛‬
‫‪.‬‬ ‫طها‬
‫ا عن‬
‫سياها‬
‫أعدوزوا‬
‫لتبا‬

‫ولما كان النحل محتاجاً إلى شكل قريب من الداوثر ليكون حاوياً‬
‫الاستدارة » وكان محتاجاً ‏ لضيق مكانه وكثرة‬ ‫؛ فإنه قريبٌ من‬ ‫لشخصه‬

‫عدده ‏ إلئ ألا يضيْم موضعاً بعْرّج تتحْلَلُ بين البيوت لا تتسع لأشخاصها ؛‬
‫ولم يكن في الأشكال مع خروجها عن النهاية شكلٌ يقرب من الاستدارة وله‬
‫هئذه الخاصية » وهو التراصنٌ والخلؤٌ عن بقاءٍ القُرَج بين أعدادها إلا‬
‫المسدّس ‪ . .‬سخرها الله تعالئ لاختيار الشكل المسدّس في صناعة بيتها ‪.‬‬
‫فليتَ شعري ؛ أعرفٌ النحل هنذه الدقائقٌ التي يقصرٌ عن درّكها أكثرُ‬
‫المشرد‬ ‫الخال‬ ‫إلىليه‬ ‫مضط؟ٌ‬ ‫ماهو‬ ‫لنيل‬ ‫أم سَخْرَةٌ ‏‬ ‫»‬ ‫الإنس‬ ‫عقلاء ‪.‬‬

‫بالجبروت ؛ وهو في الوسط مَجْرىّ لتقدير الله تعالئ » يجري عليه وفيه وهو‬
‫لا يدريه » ولا قدرة له على الامتناع منه ؟!‬
‫ورلودثُ منها‬
‫وأنّ في صناعات الحبوانات من هنذا الجنس عجأائب‬
‫طرفاً‪ . .‬لامتلات الصدورٌ من عظمة الله تعالئ وجلاله”'" ‪.‬‬
‫فتعساً للزائغين عن سبيل الله » المغترّين بقدرتهم القاصرة ومُكْنتهم‬
‫الضعيفة » الظانينَ أنهم مساهمون لله تعالئ في الخلق والاختراع وإبداع مثل‬
‫هذه العجائب والآيات ؛ هيهاتَ هيهات! ذلت المخلوقات وتفرد بالملكوت‬
‫‪.‬‬ ‫جِبَارٌ السماوات‬

‫فهئذه أنواع الشناعات اللازمة علئ مذهب المعتزلة ؛ فانظر الآن إلئ أهل‬ ‫أملزالنةهم‬
‫الموفقوة‬
‫السنة كيف وُفْقوا للسّداد ؛ ورُشّحوا للاقتصاد فى الاعتقاد ؛ فقالوا ‪:‬‬ ‫لاستخلاص الح‬
‫منالرأيين‬
‫القولٌ بالجبر محالٌ باطل » والقولٌ بالاختراع اقتحامٌ هائل ‪ +‬وإنما‬

‫(‪ )1‬قال إمام الحرمين رحمه الله تعالئ ‪ ( :‬ومن ذهب إلئ أن العبد مخترعٌ أفعاله وهو غير عالم‬
‫بها في الصورة التي وضعنا الدلالة فيها‪ . .‬فقد أخرج الإتقان والإحكام عن كونه دالا على‬
‫المتقن والمخترع ؛ وذلك نقتص للدلالة العقلية ) ‪ « .‬الإرشاد » ( ص‪١١‬‏ ‪. 6‬‬

‫‪١+‬‬
‫الحتى ‪ :‬إثباتُ القدرتين علئ فعل واحد ؛ والقولٌ بمقدور منسوب إلئ‬
‫قادرين » فلا يبقئ إلا استبعادٌ توارد القدرتين علئ فعل واحد ‪ +‬وهذا إنما‬
‫يبعد إذا كان تَعلْيُّ القدرتين علئ وجه واحد ‪ +‬فإن اختلفت القدرتان »‬
‫واختلف وجه تعلقهما ‪ . .‬فتواردُ التعلقين علئ شيءٍ واحد غيرٌ محال كما‬
‫‪0‬‬
‫را‬
‫‪.‬‬ ‫سلينة‬

‫تحريجحة‪ :‬فكيف‬ ‫فإن قيل ‪ :‬فما الذي حملّكُم علئ إثبات مقدور بين قادرين ؟‪'0‬؟‬
‫مقدورأبين‬ ‫تبون‬
‫تادرين؟‬
‫قلنا ‪ :‬البرهان القاطع ‪ :‬علئ أن الحركة الاختيارية مفارقةٌ للإغدة ؛ وإن‬
‫فرضت الرعدةٌ مرادةً للمرتعد ومطلوبة له أيضاً ‏‪ ١‬ولا مفارقة إلا بالقدرة ؛ ثم‬
‫البرهانٌ القاطع”"" ‪ :‬علئ أن كلّ ممكن فتعلَّقّ به قدرةٌ الله تعالئ ‏‪ ٠‬وكلٌّ‬
‫حادث ممكنٌ » وفعلٌ العبد حادثٌ ؛ فهو إِذنُ ممكن ‏‪ ١‬فإتنت لعملقٌ به‬
‫قدرة الله تعالئ‪ . .‬فهو محالٌ ؛ فإنا نقولٌ ‪ :‬الحركة الاختيارية من حيث إنها‬
‫رحركعةدة » فيستحيلٌ أن تتعلّْقّ قدرةٌ الله‬
‫لل‬‫ائلةً‬
‫حركةٌ حادثةٌ ممكنةٌ‪ . .‬مما‬
‫لأعنخرئ وهي مثلها'" ؛ بليلزمٌ عليه محال‬
‫اصرٌ‬
‫تعالى بإحداهما وتق‬
‫آخر ؛ وهو أن الله تعالئ لو أراد تسكينٌ بد العبد إذا أراد العبدٌ تحريكها‪ . .‬فلا‬
‫يخلو ‪ :‬إما أن توجِدّ الحركةٌ والسكون جميعاً » أو كلاهما لا يوجد ‪ +‬فيؤدي‬
‫إلى اجتماع الحركة والسكون » أو إلى الخلوٌّ عنهما » والخلوٌ عنهما مع‬
‫التناقض يوجبٌ بطلان القدرتين ؛ إذ القدرةٌ ‪ :‬مايحصلٌ بها المقدورٌ عند‬
‫تحفٌتي الإرادة وقبول المح" ‪.‬‬

‫(‪ )1‬فيسباق حديثه عن الواحدية يعقد القاضي عبد الجبار فصلاً يسميه ‪ ( :‬في أن المقدور‬
‫الواحد لايجوز أن يكون مقدوراً لقادرين علئ وجه ) ‪ +‬ونرى المشكلة تكرر » ويرد ‪-‬‬
‫كعادة عامة المعتزلة ‏ علئ وجه لا يقصد أهل السنة النزاع فيه » ويترك محل النزاع الكامن‬
‫في فهم مصطلح الكب أو الاستطاعة » وفهم مكامن النزاع من المزايا التي تحلى بها‬
‫‪.) 0758/761‬‬ ‫إمامنا الغزالي رحمه اللتهعالئ ‪ .‬اناظرل ‏‪١‬مغلى )‬
‫(؟) أي ‪ :‬وبعد إثبات القدرة للعبد‪ . .‬نثبت تعلقها بقدرة الله تعالئ ؛ لأنها من الممكنات ‪.‬‬
‫فيستحيل تعلق القدرة بحركة الرعدة وعدم تعلقها بالحركة الاختيارية ؛ والاختيارية‬ ‫(؟)‬
‫‪.‬‬ ‫كان‬
‫م في‬
‫إواء‬
‫لة س‬
‫ارعد‬
‫وال‬
‫‏‪. )4١‬وليس من شرط المحل أن يكون موجوداً حتئ يصح تأثره بالقدرة ‏‪ ٠‬وإلا‪ . .‬لاستحال إيجاد‬

‫اا‬
‫وإن ظنٌ أن مقدورّ الله تعالئ يترجّخٌ ؛ لأن قدرنَةُ أقوئ”''‪ ..‬فهو‬
‫محالٌ ؛ لأن تعلق القدرة بحركة واحدة لا تفضلُ تعلق قدرة أخرئ بها ؛ إذ‬
‫كانت فائدةٌ القدرتين الاختراع ؛ وإنما قَوّنَهُ باقتداره علئ غيره ؛ واقتداز؛‬
‫علئ غيره غير مرجمّح في الحركة التي فيها الكلام ؛ إذ حظُ الحركة”"" من كل‬
‫واحدة من القدرتين أن تصيرٌ مخترعة بها » والاختراغ تساو » فليس فيه أشدُ‬
‫القدرتين‬ ‫بلئات‬
‫ث ع‬
‫إاطع‬
‫وأضعفُ حتئ يكون فيه ترجيح ؛ فإذن الدليلٌ الق‬
‫ساقنا إلئ إثباتٍ مقدور بين قادرين ‪.‬‬
‫فإن قل ‪ :‬الدليلٌ لايسوقٌ إلئ محال لايفهم ‪ +‬ومذاكرتموه غير‬ ‫تحريجة ‪ :‬تعليا‬

‫مقدورين قادرين‬
‫مفهوم ؟‬ ‫غبمرفهوم‬

‫قلنا ‪ :‬علينا تفَهِيمةٌ ؛ وهو أنا نقول ‪ :‬اختراع الله تعالئ للحركة في يد‬
‫العبدٍ معقولٌ دون أن تكونَ الحركة مقدورة للعبد » فمهما خلقّ الحركة وخلقٌ‬
‫معها قدرة عليها”"‪ . .‬كاانلمهوستِدٌ بالاختراع للقدرة والمقدور جميعاً ؛‬
‫وخرج منه ‪ :‬أنه منفردٌ بالاختراع » وأنَّ الحركة موجودة » وأنّ المتحزلاً‬
‫عليها قادر » وبسبب كونه قادراً فارقّ حَالَهٌ حالةً المرتعدٍ ؛ فاندفعت‬
‫الإشكالاتُ كلها ‪.‬‬
‫وحاصله ‪ :‬أنَّ القادرً واس القدرة » فهو قادرٌ على الاختراع للقدرة‬
‫والمقدور معاً ؛ ولما كان اسم الخالق والمخترع مطلقاً علئ من أوجدَ الشيء‬
‫بقدرته » وكانت القدرة والمقدورٌُ جميعاً بقدرة الله تعالئ‪ . .‬سمي خالقاً‬
‫فَََ‬

‫لمقاً‬
‫ومخترعاً ؛ ولامل يمكنقدورٌ بقدرة العبد وإن كان معها‪ . .‬فلخما يس‬ ‫لا تسمي العبد خالقا‬
‫ومشترعارائما‬

‫الكسب فقط‬
‫شيء من عدم » بل شرطه أن يكون ممكناً ؛ ومعلوم أن الإمكان أعم من وجود الشيء‬
‫وعدمه ‪.‬‬
‫‏(‪ )١‬وسبب هنذا الظنٌ ‪ :‬أن يعتقد المدعي أن القدرتين ‏ قدرة الله وقدرة العبد ‏ تجتمعان تحت‬
‫جنس واحد » ليحصل التفاضل من فوة وضعف ‪ +‬ناسياً أن قدرة الله هي اختراع وإيجاد من‬
‫العدم ‏‪ ١‬لا بشاركه في هلذا الوصف مخلوق ‪.‬‬
‫() فيا(لو )ح ‪:‬ر (كتين ) ‪.‬‬
‫وهي قدرة العبد الحادثة » فهو سبحانه خالق للحركة وخالق لقدرة العبد على الحركة‪. ‎‬‬ ‫()‬

‫ذا‬
‫ومخترعا”'؟ ؛ ووجبٌ أن يُطلبَ لهنذا النمط من النسبة اسم آخرٌ مخالف ‪.‬‬
‫فطلب له اسم الكشب ؛ تيمناً بكتاب الله تعالئ”"" » فإنه وجد إطلاق ذلك‬
‫على أعمال العباد في القرآن » وأما اسم الفعل ‪ . .‬فترددوا في إطلاقه”"" ‪.‬‬
‫ولا مُشاحَةٌ في الأسامي بعد فهم المعاني ‪.‬‬
‫قدرة‬ ‫تحريجة ‪ :‬ناي‬ ‫فإن قبل ‪ :‬الشأنُ في فهم المعنئ ‏‪ ١‬وما ذكرتموة غير مفهوم ؛ فإن القدرة‬
‫تيونها‬
‫تبالت‬
‫هي‬
‫للعمبدولاحقيقة‬ ‫المخلوقة الحادثة إن لم يكنْ لها تعلق بالمقدور لم تفهم ؛ إذ قدرةٌ لا مقدورٌ‬
‫لتعلقفها؟‬
‫لمهاحالٌ ؛ كعلم لا معلومٌ له » وإن تعلق به‪ . .‬فلا يعقلُ تعلق القدرة‬
‫بين‬ ‫سبة‬
‫ن »‬
‫ارل بها‬
‫فقدو‬
‫بالمقدور إلا من حيث التأثيرٌ والإيجادٌ وحصولٌ الم‬
‫المقدور والقدرة نسبةٌ المسبّبٍ إلى السبب » وهو كونة به » فإذا لم يكن به‪. .‬‬
‫لم يكن بينهما علاقةٌ ؛ فلم تكن قدرةٌ ؛ إذ كل ما لا تعلق له‪ . .‬فليس بقدرة ؛‬
‫إذ القدرة من الصفات المتعلقة ؟‬
‫قلنا ‪ :‬هي متعلقةٌ ؛ وقولكم ‪ :‬التعلْقّ مقصورٌ على الوقوع به""‪ . .‬يُطِلٌ‬
‫تعلق الإرادة والعلم » وإن فلتم ‪ :‬إن تعلق القدرة مقصور على الوقوع بها‬
‫فقط ‪ . .‬ير يضا بطل ؛ ف قر عندكم إن مث يقن ‪ +‬و فود ‪:‬‬
‫محال ‪.‬‬ ‫قباللفعل ‪ . .‬فهل هي متعلقة أم لا ؟ فإن قلتم ‪:‬لا‪ . .‬فهو‬
‫‏(‪ )١‬كمتاجاسرت المعتزلة على إطلاقه على العبد فقالوا ‪ :‬العبد خالقٌّ لأفعال نفسه ‪ .‬انظر‬
‫) ‪.‬‬ ‫« شرح العقائد النسفية » ( ص‪١8‬‏‬
‫قال ملا علي القاري رحمه الله تعالئ ‪ ( :‬والحاصل ‪ :‬أن الفرق بين الكسب والخلق هو أن‬ ‫ف‬
‫الكب أمر لا يستقلٌ به الكاسب ؛ والخلتى أمر مستقل به الخالق ؛ وقيل ‪ :‬ما وقع بآلة‬
‫فهر كسب ؛ وما وقع لا بآلة فهو خلق ؛ ثم ما أوجده سبحانه من غير اقترانٍ قدرة الله تعالى‬
‫بقدرة العبد وإرادته يكون صفة له أي ‪ :‬للعبد ‏ ولا يكون فعلاً له ؛ كحركة المرتعش ‪+‬‬
‫وما أوجده مقارناً لإيجاد قدرته واختياره فيوصف بكونه صفة وفعلاً وكسباً للعبد ؛‬
‫كالحركات الاختيارية ) ‪ 3 .‬شرح الفقه الأكير ؟ (اص*‪. ) 5‬‬
‫(©) فتارة أطلقوه علئ أثر قدرة الله تعالئ ‪ +‬وقارة عل أثر قدرة العبد ؛ وإئما اخترنا الكسب‬
‫للعلة المذكورة ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أي ‪ :‬لا بد من وقوع الفعل لنتصور التعلق ‏‪ ١‬فإن لم يكن وقوع بالتعلق‪ . .‬فلا تعلق ؛ غير‬
‫أن هلذا باطل بتعلق الإرادة والعلم ؛ فهو حاصل ولا قعل به ‪.‬‬
‫لأنه يستحيل تقديرها دمونتعلق لها ؛ وهنذا أمر لاينفيه صاحب الدعوئ ‪ .‬انظر‬ ‫(ه‪)8‬‬
‫‏‪١‬الإرشاد ‪ (6‬ص‪7١41‬‏ ) ‪.‬‬

‫‪١4‬‬
‫قلتم ‪ :‬نعم‪ . .‬فليس المعنئ بها وقوع المقدور بها ؛ إذ المقدور بعد لم‬
‫يقع ‪ +‬فلا بِذّ من إثبات فنُ أخرّ من التعلق سوى الوقوع به ؛ إذالتعلىٌّ عند‬
‫الحدوث يعبر عنه بالوقوع به © والتعثُق قبل ذلك مخالفٌ له ‏‪ ١‬فهو نوع آخرٌ‬
‫من التعلق » فقولكُم ‪ :‬إنتعلْقَ القدرة لهنمط واحد‪ . .‬خطأً ؛ وكذلك‬
‫علىالم ؛‬
‫القادرية القديمة عندهم ؛ فإنها متعلقة بالعالّم في الأزل وقابلَل خ‬
‫» وقولنا ‪ :‬إن العالم واقع بها‪ . .‬كاذبٌ ؛ لأنه‬ ‫قٌ‬
‫د‪. .‬‬
‫القةٌ‬
‫ص متع‬
‫فقولنا ‪ :‬إنها‬
‫لم يقع بِعَدُ » فلو كانا عبارتين عن معبِّرٌ واحد‪ . .‬لصدق أحدهما حيثُ يصدقٌ‬
‫الآخر ‪.‬‬

‫‪ :‬معنئ علي القدرة قبل وقوع المقدور ‪ :‬أن المقدورٌ إذا وقع‪. .‬‬ ‫فإقنيل‬
‫رلعغ‬
‫ق قي‬
‫ودرة‬
‫الق‬
‫وقع بها ؟‬ ‫المقدزرالهتى‬

‫وقع‪ . .‬فقد وقع بها‬

‫قلنا ‪ :‬فليس هنذا تعلقاً في الحال » بل هو انتظارُ تعلتي » فينبغي أن‬


‫يقال ‪ :‬القدرة موجودةٌ ؛ وهي صفةٌ لا تعلُقَ لها ؛ ولكن يُنتظر لها تعلق إذا‬
‫وكذا القادرية ‏ ويلزم عليه محال ؛ وهو أن الصفة التي‬ ‫وق المقدور بها‬
‫لم تكن من المتعلقات صارث من المتعلقات ‏‪ ٠‬وهو محال ‪.‬‬
‫نى تعلق‬ ‫عة ‪:‬‬
‫مريج‬
‫تح‬
‫القدرة أنها مشهيشة‬
‫فإن قيل ‪ :‬معناها ‪ :‬أنها متهيئة لوقوع المقدور بها ؟‬ ‫لوقوع المقدوربها‬

‫قلنا ‪ :‬ولا معنئ للتهيؤ إلا انتظار الوقوع بها ؛ وذلك لا يوجبُ تعلق‬
‫دور والمقدورٌ‬ ‫قلقةٌ‬
‫لدةم متع‬
‫بةاموجو‬
‫فايلحال » فكما غُقِلَ عندكم قدر‬
‫غيوراقع بها‪ . .‬غُقِلَ عندنا أيضاً قدرةٌٌ كذلك والمقدور غير واقع بها ؛‬
‫ولكنه واقعٌ بقدرة الله تعالئ » فلم يخالف مذهبُنا هلهنا مذهبكم ثم إلا في‬
‫قولنا ‪ :‬إنها وقعث بقدرة الله تعالئ » فإذا لم يكن من ضرورة وجوذ‬
‫القدرة » ولا تعلّقها بالمقدور وجودٌ المقدور بها‪ . .‬فمنْ أينّ يستدعي عدم‬
‫وقوعه بقدرة الله تعالى ؟ فوجودَةٌ بقدرة الله تعالئ لا فضلٌ له علئ عدمه من‬
‫حيث انقطا النسبة عن القدرة الحادثة ؛ إذ النسبة إذا لم تمتنم بعدم‬
‫‪١١٠‬‬
‫المقدور‪ . .‬فكيف تمتلع بوجود المقدور ؟! وكيفما فرض المقدورٌ موجوداً‬
‫ٍ‬ ‫أو معدوماً‪ . .‬فلا بذ من قدرة متعلقة لا مقدورّ لها في الحال‬

‫فإن قيل ‪ :‬فقدرة لا يق بها مقدورٌ هي والعجزٌ بمثابة واحدة ؟‬

‫قلنا ‪ :‬إِنْ عنيت به أنَّ الحالةً الغي يدركها الإنسان عند وجودها مثلٌّ‬
‫ما يدركَهُ عندّ العجز في الرعدة‪ . .‬فهو مناكرةٌ للضرورة ‪.‬‬
‫وإنْ عنيتم أنها بمثابة العجز في أن المقدورٌ لم يقع بها‪ . .‬فهو صدق ء‬
‫ولكن تسميتَهٌ عجزاً خطاً ؛ ون كان من حيث القصورٌ إذا شب إلئ قدرة الله‬
‫تعالئ‪ . .‬ظُنٌ أنه مثاللعجز ؛وهنذا كما أنه لو قيل ‪:‬القدرة قبل الفعل علئ‬
‫أصلهم مساوية للعجز من حيث إن المقدورٌ غيرٌ واقع بها‪ . .‬لكان اللفظُ منكراً‬
‫انفسكً الفعجزك ؛ذلك‬
‫ر ال‬
‫د في‬
‫إاكها‬
‫من حيث إنها حالة مدركة يفارق إدر‬
‫هنذا ‏‪ ١‬ولا فرق ‪.‬‬
‫؛ إحداهما أعلئ ؛‬ ‫تين‬
‫ترتين‬
‫و قد‬
‫ابات‬
‫ف إث‬
‫تّ من‬
‫م بِذَ‬
‫وعلى الجملة ‪ :‬لا‬
‫لا محيصن من إثبات‬
‫قدرتين متفاونتين‬ ‫والأخرئ بالعجز أَشْبَهٌ مهما أضيفت إلى الأعلئ » وأنت بالخيار بين أن تثيتَ‬
‫للعبد قدرةً توهم شيّة العجز من وجه ؛ وبين أن تثبتَ لله تعالئ ذلك !‬
‫ولاتستربث ‏ إن كنت منصفاً ‪ -‬في أن شبة القصور والعجز بالمخلوقات‬
‫أولئ » بل لا يقال ‪ :‬أولئ ؛ لاستحالة ذلك في حقٌّ الله تعالىئ ‪.‬‬

‫هنذا غايةٌ ما يحتملة هنذا المختصرٌ من هلذه المسألة ‪.‬‬

‫القرع الثالث ‪:‬‬

‫اذا لا‬
‫م ‪:‬‬
‫لجة‬
‫فري‬
‫تح‬ ‫فإن قال قائلٌ ‪ :‬كيف تدعون عمومٌ تعلْتي القدرة بجملة الحوادث وأكثرٌ‬
‫نقول بتولد الحركات‬
‫عنض؟‬
‫با م‬
‫بعضه‬
‫مافي العالم من الحركات وغيرها متولداتٌ ؛ يتولَّدٌ بعضها من بعض‬
‫بالضرورة ؛ فإن حركَةٌ اليد مثلاً بالضرورة تَولدُ حركة الخاتم » وحركة اليد‬
‫في الماء تَولّدُ حركة الماء ؛ وهو مشاهد ؛ والعقل أيضاً يدل عليه ؛ إذ لو‬
‫كانت حركة الماء والخاتم بخلق الله تعالئ‪ . .‬لجاز أن يخلق حركة اليد دون‬

‫‪٠١‬‬
‫وكذا في المتولدات مع‬ ‫اليد دون الماء ؛ وهو محال‬ ‫الخاتم ‪ 6‬وحركة‬

‫انشعابها ‪60‬‬
‫فتقول ‪ :‬ما لايفهم لااليمتكنصرُّفٌ فيه بالردٌ والقبول ؛ فإنّ كونٌ‬
‫اتصريف المحمع المذهب مردوداً أو مقبولاً‪ . .‬بعد كونه معقولاً”"" ؛ والمعلومُ عندنا من عبارة‬
‫التولد ‪ :‬أن يخرج جسم من جوف جسم ؛ كما يخرج الجنينُ من بطن الأم ؛‬
‫والنباث من الأرض » وهنذا محال فى الأعراض ؛ إذ ليس لحركة اليد جوف‬

‫بعض ما فيه » فحركةٌ الخاتم إذا لم تكن كامنةً في ذات حركة اليد‪ . .‬فما‬
‫معتنئولها منها ؟!‬
‫هلّهُدٌ‪. .‬‬ ‫فلا بذ من تفهيمه ؛ وإذا لم يكن هنذا مفهوماً‪ . .‬فقمولكشما‪ :‬إِ‬
‫حماقةٌ ؛ إذ كونةٌ حادثاً معه مشاهدٌ لا غير » فأممات كوونلهداً منه‪ . .‬فغيرٌ‬
‫مشاهد" ‪.‬‬

‫وقولكم ‪ :‬إنه لو كان بخلق الله تعالئ‪ . .‬لقدر علئ أن يخلقّ حركة اليد‬ ‫الازت الدرطية لا‬
‫‪ :‬لو‬ ‫القائل‬ ‫قولّ‬ ‫يضاهي‬ ‫هوسٌ‬ ‫؛ وهنذا‬ ‫الماء‬ ‫اليد دون‬ ‫؛ وحركة‬ ‫الخاتم‬ ‫دون‬ ‫‪-‬‬

‫لم يكن العلم متولداً من الإرادة‪ . .‬لقدر على أن يخلقَّ الإرادة دون العلم ‏‪ ٠‬أو‬
‫ياة!‬
‫لحدون‬
‫الاعلم‬

‫يشنع القاضي عبد الجبار علئ أهل السنة لقولهم بأن كل المتولدات هي من فعله سبحانه‬ ‫)‪0‬‬
‫وتعالئ ؛ إذ يقول ‪ ( :‬فأما المجبرة ‏ ويعتي بهم هنا ‪ :‬أهل السنة والجماعة ‪ -‬فإنهم يثبترن‬
‫المتولدات كلها من فعل الله سبحانه ويمتنعون من أن يفعل الإنان إلا في بعضه ) ‪.‬‬
‫‏‪ ١‬المقني » (‪ ) 4/71‬وهو جزء التولد ‪.‬‬
‫النزاع ويبين المراد » ويثني على‬ ‫الإمام الغزالي رحمه الله تعالئ يحرر كعادته مكامن‬ ‫ونرى‬

‫خصمه بطعنة من حججه الدوامغ كما سترى هنا ‪.‬‬

‫(؟) يقول ابن سينا ؛ ( وكل تحقيق يتعلق بترتيب الأشياء حتئ يتأدى منها إلى غيرها ‪ +‬بل بكل‬
‫تأليف ؛ فذلك التحفيق بحوج إلئ تعرف المفردات التي يقع فيها الترتيب والتأليف ) ‪.‬‬
‫) ‪.‬‬ ‫» (‪1/4١‬؟‪١‬‏‬ ‫نبيهات‬
‫تات‬
‫لار‬
‫اإش‬
‫دوال‬
‫أي ‪ :‬إنما المشاهد هو ترافق الحركتين معاً » وليس المشاهدٌ هو حدوث حركة الخاتم من‬ ‫(؟)‬
‫حركة اليد ‪.‬‬

‫‪١‬‬
‫ولكن نقول ‪ :‬المحالٌ غير مقدور » ووجودٌ المشروط دونٌ الشرط غير‬
‫معقول ؛ والإرادةً شرطها العلم » والعلهٌ شرطه الحياة ؛ فكذلك شرطٌ شغل‬
‫الجوهر لحيرٌ فراغ ذلك الحيّر ‪ +‬فإذا حرَّكٌ الله تعالى اليد‪ . .‬فلا بذ وأن يشل‬
‫حيزاً في جوار الحيّر الذي كانت فيه ؛ فما لم يفرغه‪ . .‬كيف يشغله به ؟! ففرا‬
‫شرط اشتغاله باليد ؛ إذ لو تحر ولم يفرغ الحايِرلٌممناء بعدم الماء أو‬
‫دوٌهما‬
‫حركته‪ . .‬لاجتمع جسمان في حير واحد » وهو محال ؛ فكأانح خل‬
‫شرطاً للآخر ؛ فتلازما‪ . .‬فظنٌ أن أحدّهما متولدٌ من الآخر ؛ وهو خطأ ‪.‬‬
‫اللازمات غير‬ ‫فأما اللازمات التي ليست شرطاً‪ . .‬فعندنا يجوز أن ينفك عن الاقتران بما‬
‫الشرطية قد نفك‬
‫هو لازم له ‪ .‬بلزومةٌ بحكم طرد العادة ؛ كاحتراق القطن عند مجاورة‬
‫مكرٌ‬
‫سلتذل‬
‫مك‬‫النار ‪ .‬وحصول البرودة في اليد عند مماسة الثلج ؛ فإن‬
‫بجريان سن الله تعالئ ‪ +‬وإلا‪ . .‬فالقدرة من حيث ذاتها غيرٌ قاضرةٍ عن خلق‬
‫البرودة في الثلج والمماسةٌ في ب مع خلتي الحرارة في اليد بدلاً عن البرودة ‪.‬‬
‫فإذن ؛ ما يراءُ الخصٌ متولداً قسمان ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬شرط ؛ فلا يتصوّرٌ فيه إلا الاقتران ‪.‬‬
‫والثانني ‪ :‬ليس بشرط » فيتصوّرُ فيه الافتراقٌ إذا خرقت العادات ‪.‬‬
‫تحريجة‪ :‬لم لابكون‬
‫تنولد‬
‫لد م‬
‫امرا‬
‫ال‬
‫فإن قبل ‪ :‬لم تدلُوا علئ بطلان التولد ؛ ولكن أنكرتم فهمَةٌ © وهو‬
‫وجود موجود عقيب‬ ‫مفهوم ؛ فإنا لا نريدُ به ترشّحَ الحركة من الحركة بخروجها من جوفها ؛‬
‫آخر؟‬ ‫لةثمنلج وانتقالها أبوخروجها‬
‫ارود‬
‫وندة الثلج بخروج الب‬ ‫رم‬ ‫ولا تولَّدَ بربودة‬
‫من ذات البرودة ؛ بل نعني به ‪ :‬وجودٌ موجودٍ عَقِيبَ موجود ؛ وكونة‬
‫موجوداً أو حادثا » فالحادثُ نسميه ‪ :‬متولداً ؛ والذي به الحدوث نسميه ‪:‬‬
‫مُولّداً ؛ وهذه النسبة مفهومة ؛ فما الذي يدل علئ بطلانها ؟‬
‫قلنا ‪ :‬إذا فَمَرِتُمْ بذلك‪ . .‬دل علئ بطلانه ما دل علئ بطلان كون القدرة‬
‫الحادثة مُوجدةً ؛ فإنّا إذا أحلنا أن نقولّ ‪ :‬حصلٌ مقدورٌ بقدرة حادثة‪. .‬‬
‫فكيف لا تُحيلٌ الحصول بما ليس بقدرة ؟! واستحالثةٌ راجعةٌ إلى عموم تعلْتي‬
‫اذ‬
‫القدرة ؛ وأنَّ خروجّهُ عن القدرة مُبُطلٌ عمومٌ تعلقها ‏‪ ٠‬وهو محالٌ ؛ ثم هو‬

‫نعم ؛ وعلى المعتزلة القاثلين بالتولد مناقضاتٌ في تفصيل التولد‬


‫وءُل لاده » إلغىير‬
‫لاتحصئ ؛ كقولهم ‪ :‬إن النظرّ يولّد العلم » وتذيكَرَ‬
‫ذلك مما لا نطول بذكره ؛ فلا معنئ للإطناب فيما هو مستغنىٌ عنه ‪.‬‬
‫وقد عرفت منجملة هنذا ‪ :‬أن الحادثاتٍ كلها جواهرّها وأعراضّها‬
‫الحادثة منها في ذات الأحياء والجماداتٍ‪ . .‬واقعةٌ بقدرة الله سبحانه وتعالئ‬
‫وهو المستبذٌ باختراعها ؛ وليس تقع بعضٌ المخلوقات ببعض ‪ +‬بل الكل يق‬
‫؛ وعموم‬ ‫اهلئ‬
‫ع لل‬
‫تدرة‬
‫بالقدرة ‪ .‬وذلك ماأردنا أننينَ مإنثبات صفة الق‬
‫ا‬ ‫‪.‬‬ ‫ازم‬
‫وروع‬
‫ولّابهال منلالف‬
‫حكمها ‪ .‬وما اتص‬
‫‪#‬‬ ‫‪#‬ةه‬ ‫دا‬

‫‪:11‬‬
‫ب‬
‫ندعي ‪ :‬أذّالله تعالئ عالمٌ بجميع المعلومات ‪ :‬الموجوداتٍ‬
‫والمعدومات ‪.‬‬
‫فإنَّ الموجودات منقسمةٌ إلئى قديم وحادث » والقديمٌ ‪ :‬ذانةٌ وصفائةٌ ؛‬
‫عةلم‬
‫ل صف‬
‫اول‬
‫شم‬ ‫ومَنْ غعَلِمَ غيرَةُ‪ . .‬فهو بذاته وصفاته أعلهٌ » فيجِبُ ضرورةٌ أن يكون عالماً‬
‫ودليلها‬
‫بذاته وصفاته إِنْ ثبْتَ أنه عالمٌ بغيره » ومعلوم أنه عالمٌ بغيره ؛ لأن ما ينطلقٌ‬
‫عليه اسمٌ الغير هو صنحةٌ المتقن ؛ وفعلَةُ المحكم المرتب ‪ +‬وذلك يدل على‬
‫علم الصانع كما يدلٌّ علئ قدرته علئ ما سبق ‪.‬‬
‫إن مَنْ رأ خطوطاً منظومة ةتصدُّرُ على الاتساق من كاتب ثم استرابٌ في‬
‫كونه عالماً بصنعةٍ الكتابة‪ . .‬كان سفيهاً في استرابته ؛ فَإذَنْ قد لبت أنه عالم‬
‫بذاته وبغيره ‪.‬‬
‫فهل‬ ‫تحريجة‪:‬‬
‫ولماته نهاية ؟‬
‫ميلع ‪:‬ل فه‬
‫لق‬‫فإن‬
‫للمعلومات نهاية؟‬
‫قلنا ‪ :‬لا ؛ فإن الموجودات في الحال وإن كانت متناهية‪ . .‬فالممكناث‬
‫في الاستقبال غير متناهية » ويعلم الممكناتٍ التي ليسث بموجودة أنه‬
‫سيوجدها أم لا يوجدما ؛ فيعلمٌ إن ما لا نهايةً له ؛ بل لو أردنا أن نكثرّ على‬
‫شيء واحد وجوهاً من النسب والتقديرات‪ . .‬لخرج عن النهاية ؛ والله تعالئ‬
‫عالم بجميعها ‪.‬‬
‫فإنا نقول مثلاً ‪ :‬ضعفُ الاثنين أربعة © وضعفُ الأربعة ثمانية ‏‪ ٠‬وضعف‬
‫؛‬ ‫وهتكذا نضِعْفُ ضعفَ الاثنين © وضعفَ الضعف‬ ‫ٌّاء‬
‫ش ‏رستة‬
‫عانية‬
‫لثم‬
‫ولياتناهئ » والإنسانُ لايعلمٌ من مراتبها إلا مايقد بذهنه © وسينقطع‬
‫عنيفات ما لا يتناهى ‪.‬‬
‫ضم‬‫تبقئ‬
‫اةٌل وي‬
‫عمر‬
‫‪811‬‬
‫عدد وايحدخ ‪-‬رج عن‬ ‫ه ‪-‬و‬
‫ونين‬
‫فإذْنْ ؛ معرفة أضعافٍ أضعاف الاث‬
‫الحصر » وكذلك كن عَدٌ ‏ فكيف غير ذلك من النسب والتقديرات ؟‪'19‬‬
‫وهنذا العلمٌ_ مع تعلقه بمعلومات لا نهايةً لها واحدٌ كما سيأتي بِيانةٌ من‬
‫‪.‬‬ ‫فات‬
‫صائر‬
‫ل س‬
‫ا مع‬
‫بعد‬

‫اهنه بالممكن مهما احتمل تعد ؛ لا علمٌ نهاية‬


‫بلقح علم‬
‫‏(‪ )١1‬والمراد من المثال بينس تع‬
‫‪ :‬هنذا أخر الأعداد‬ ‫لا وجود له في ذاته أملاً ‪ 6‬فلا يقال‬ ‫موهوم‬ ‫العدد ؛ إذ العددُ معنن‬

‫<‪1‬‬
‫الالال‬
‫الحَ ٍاءٌ‬
‫ندعي ‪ :‬أنتهعالئ حي » وهئذا معلومٌ بالضرورة ‪ +‬وليمنكزةٌ أحدٌ فيمن‬
‫وًاًريٌ ؛ إذن لاعني‬
‫ضادرر حي‬
‫اعترفٌ بكونه عالماً قادراً » فإنَّ كونَ العالم الق‬
‫‪.‬‬ ‫لومات‬
‫عميع‬
‫لمٌم بج‬
‫اعالِ‬
‫بالحي إلا ما يَشْغُرُ بنفه ؛ ويوعلمغُي ارنهَةٌ » وال‬
‫القادرٌ علئ جميع المقدوراتٍ ‏‪ ٠‬كيف لا يكون حيًاً ؟!‬
‫وهنذا واضخ » والنظرٌ في صفة الحياة لا يطول ‪.‬‬
‫*‬ ‫|»‬ ‫|*‬

‫‪71‬‬
‫ارام‬ ‫ال‬

‫الزرازة‬
‫عريداٌله ‪.‬‬
‫فم‬‫أالئ‬
‫ندعي ‪ :‬أنَّ اللهل تع‬
‫وبرهانه ‪ :‬أنَّ الفعلّ الصادرّ منه محْتّصنٌّ بضروب من الجواز » لايتم‬
‫؛ لأن نسبةٌ الذات‬ ‫رنةٌجيح‬
‫لفيت ذا‬
‫بعضّها عن البعض إلا بمرجّح ؛ ولال تك‬
‫إلى الضدّين واحدٌ ؛ قما الذي خصَّصنٌ أحدّ الضدّين بالوقوع فيحال دون‬
‫حال ؟!‬
‫وكذلك القدرة لا تكفي فيه ؛ إذ نسبةٌ القدرة إلى الضدّين واحدٌ ؛ وكذلك‬
‫العلم لايكفي ؛ خلافاً للكعبي”" ‪ .‬حيث اكتفئ بالعلم عن الإرادة ؛ لأن‬
‫العلم يبع المعلوم ويتعلّق به على ما هو عليه » ولا يؤثر فيه ولا يِغيْرهُ ‪.‬‬
‫فإِنْ كان الشيءُ ممكناً في نفسه ؛ مساوياً للممكن الآخر الذي في‬
‫مقابلته‪ . .‬فالعلمٌ تعلق به كما هو عليه ؛ فلا نجعلُ أحدّ الممكنين مرجّحاً‬
‫على الآخر ؛ بل نعقلٌ الممكتين ونعقلٌ تساويهما ‪.‬‬
‫والل” تعالئ يعلمٌ أن وجودّ العالم في الوقت الذي وجدّ فيه‪ . .‬كان‬
‫ممكناً ؛ وأنَّ وجودَهٌ بعد ذلك وقبلْ ذلك‪ . .‬كان مساوياً له في الإمكان ؛ لأن‬
‫هنذه الإمكانات متساوية ؛ فحن العلم أن تعلق بها كما هي عليه ؛ فإن‬
‫اقتضث صفة الإرادة وقوعَةٌ في وقت معيّنٍ ‪ . .‬تعلق العلم بتعين وجوده في‬

‫‏(‪ )١‬ذهب أبو القاسم الكعبي إلى أن الباري لايتصف بكونه مريداً على الحقيقة وإن وُصِفٌ‬
‫بذلك شرعاً في أفعاله ؛ فالمراد بكونه مريداً لها ‪ :‬أنه خالقها ومنشئها » وقوله هنذا كقورل‬
‫الفلاصفة ‪ +‬وأما أبو الحسين النجار ‪ . .‬فقد ذهب إلىئ أن الباري تعالئ مريد لنفه ‏‪ ١‬وقد رةٌ‬
‫القاضي عبد الجبار هئذا القول حين قال ‪ ( :‬قال شيخانا أبو علي وأبو هاشم رحمهما الله‬
‫وسائر من تبعهما ‪ :‬إنه تعالئ مريد في الحقيقة وإنه يحصل مريدا بعد ما لم يكن‪© . . .‬‬
‫‏‪ ) ٠١٠‬؛ وانظر الرد عليهما في ‏‪ ١‬الإرشاد » ( ص‪. ) 43‬‬ ‫المغتي » (‪7/2 /1‬‬

‫متا‬
‫ذلك الوقت لعلَةٍ تعْتي الإرادة به » فتكونُ الإرادةٌ للتعيين علةً » ويكون العلب‬
‫متعلقا به تابعا له غير مؤثر فيه”'" ‏ ولو جاز أن يُكتفئ بالعلم عن الإرادة‪. .‬‬
‫لاكتفيّ به عن القدرة » بل كان ذلك يكفي في وجود أفعالنا ؛ حتئ لا نحتاج‬
‫إلى الإرادة ؛ إذ يترجخ أحدُ الجانبين بتعلَّيى علم الله تعالئ به © وذلك‬
‫محال ‪.‬‬

‫تحريجة‪ :‬فكماان‬ ‫فإن قيل ‪ :‬وهنذا ينقلبٌ عليكم في نفس الإرادة ؛ فإن القدرة كما‬
‫‪#‬احتاجت‬ ‫الو‬
‫لاتناسبٌ أحدّ الضدين‪ . .‬فالإرادة القديمة أيضاً لاتتعين لأحد الضدين ‏‪٠‬‬
‫المقدور رزمنة‪. .‬‬ ‫؛ ويتسلسل ذلك إلى‬ ‫فاختصاصها بأحد الضدين ينبغي أن يكون بمخْصّص‬
‫فكلذلك الإرادة‬
‫مثلهاء رمذامفض‬ ‫غير نهاية ؛ إذ يقال ‪ :‬الذاث لا تكفي للحدوث ؛ إذ لو حدثٌ من الذات‪. .‬‬
‫فما‬ ‫للفلل‬
‫جوابكم؟‬ ‫لكان مع الذات غير متأخر » فلا بد من قدرة » والقدرة لا تكفي ؛ إذ لو كان‬
‫للقدرة‪ . .‬لما اختصصٌ بهئذا الوقت وما قبله وما بعده في النسبة إلئ جواز تعلْتي‬
‫القدرة به علئ وتيرة واحدة » فما الذي خصضَّصنَ هنذا الوقت ؛ فيحتاج إلى‬
‫الإرادة » فيقال ‪ :‬و الإرادة لاتكفي ؛ فإن الإرادة القديمة عامةٌ التعلّي‬
‫كالقدرة » فنسبها إلى الأوقات واحدةٌ » ونسبتّها إلى الضدّين واحدة ؛ فإن‬
‫وقعّت الحركة مثلاً بدلاً عن السكون ؛ لأن الإرادة تعلقت بالحركة‬
‫لا بالسكون‪ . .‬فيقال ‪ :‬وهل كان يمكن أن تتعلق بالسكون ؟‬
‫فإن فقيل ‪ :‬لا‪ ..‬فهو محال ء وإن فيل ‪ :‬نعم‪ ..‬فهما متساويان ؛‬
‫أعني ‪ :‬الحركة والسكون في مناسبة الإرادة القديمة » فما الذي أوجبٌّ‬
‫؛ ثم‬ ‫صّصٍ‬
‫خجْإلى‬
‫تخصيصّ الإرادة القديمة بالحركة دون السكون ؛ فيمحتا‬

‫علئ‬ ‫بعضها‬ ‫وتقديم‬ ‫التعلفات‬ ‫من‬ ‫المرتبات‬ ‫‪ .‬وهلذه‬ ‫( به ) عائد على التعيين‬ ‫في‬ ‫اللضمير‬ ‫‪06‬‬

‫موهوم ؛ فواجب الوجود كان ولشايء معه ‪ 6‬وعدم معية شيء تنفي‬ ‫تيب‬
‫تضرهي‬
‫بع‬
‫ثللهب فيات‬
‫إه ا‬
‫وجود الزمان مطلقاً ؛ والزمان خلق من خلق الله تعالئ ‪ +‬قااللمؤلف رحم‬
‫خلقية الزمان ‪ ( :‬ولو قلنا ‪ :‬كان الله ولا عيسئ مثلاً » ثم كان عيسئ معه‪ . .‬لميتضمن‬
‫ذلك تقديرٌ شيء‬ ‫ضرورة‬
‫اللفظ إلا وجود ذات وعدم ذات ؛ م وجود ذاتين ‏‪ ٠‬ولبس من‬
‫لئيط‬
‫ا إل‬
‫غفات‬
‫الك ؛ وإن كان الوهم لا يسكت عن تقدير شيء ثالث وهاولزمان ‪ .‬فلاأ الت‬
‫الأوهام ) ‪ « .‬تهاقت الفلاسفة » ( ص‪١١١‬‏ ) ‪.‬‬

‫قا‬
‫يلزمُ السؤالٌ في مخصّصٍ المخصَّصٍ ؛ ويتسلسلُ إلى غير نهاية ؟‬
‫قلا ‪ :‬هنذا سؤالٌ حبر عُقولَ الفرق ؛ ولم يوق للحقٌ إلا أهلُ الست ‪.‬‬
‫فالنانٌ فيه أربعغ فرق ‪:‬‬ ‫الناس في الإرادة أربع‬

‫فرق‬
‫‪-‬قائل يقول ‪ :‬إن العالم يوجِدٌ بذات الله سبحانه وتعالئ ‪ +‬وأنه ليس‬
‫للذات صفة زائدة ألبتة » ولما كانت الذاث قديمة ‪ . .‬كان العالم قديماً وكانت‬
‫نسبة العالم إليه كنسبة المعلول إلى العلة » ونسبة النور إلى عين الشمس ‏‪٠‬‬
‫والظلٌ إلى الشخص ؛ وهلؤلاء هم الفلاسفة ‪.‬‬
‫وقائل يقول ‪ :‬إنَّ العالم حادثٌ ؛ ولكن حدثٌ في الوقت الذي حدث‬
‫فيه لا قبلةٌ ولا بعدهُ ؛ لإرادة حادثة لا في محل » فاقتضتث حدوث العالم ؛‬
‫وهاؤللاءمٍع هتمزلة!'" ‪.‬‬
‫وقائل يقول ‪ :‬حدث بإرادة حادثة في ذاته » وهلؤلاء هم القائلون بكونه‬
‫محلاً للحوادث”" ‪.‬‬
‫‪ -‬وقائل يقول ‪ :‬حدثٌ العام في الوقت الذي تعلّقت الإرادةٌ القديمة‬
‫بحدوثه في ذلك الوقت من غير حدوث إرادة ومن غير تغير صفة القديم*" ‪:‬‬
‫فانظ إلى الفرق وأنسب مقال كل واحد إلى الآخر ؛ فإنُ لاينقت كل‬
‫فريتيٍ عن إشكال لا يمكن حَلَهُ إلا إشكالَ أهلٍ السنةِ ؛ فإنه سهلُ الانحلال ‪.‬‬
‫أما الفلاسفة ‪ :‬فقد قالوا بقدم العالم » وهو محال ؛ لأن الفعل يستحيلٌ‬ ‫الاردل عفلىلاسفة‬

‫قال قاضيهم عبد الجبار ‪ ( :‬ولا خلاف بين المعتزلة في أن الإرادة من صفات الفعل ) ‏‪٠‬‬ ‫‪6‬‬
‫وقال ‪ ( :‬وأنه يريد بإرادة محدثة » ولا يصح أن يريد لنفسه ولا بإرادة قديمة ؛ وأن إرادتة‬
‫‪.)61‬‬ ‫‪/‬مغني‬
‫‪ 3 1‬ال‬‫‪. ) /‬‬‫‪ 9‬محل‬
‫( لا في‬‫توجد‬
‫اعة إذ قال ‪ ( :‬وقالت المجبرة في الإرادة ‪ :‬إنها من صفات‬ ‫ملسنة‬
‫جل ا‬
‫ل أه‬‫وئا قول‬
‫وحك‬
‫الذات » وإنه تعالئ لم يزل مريداً لكل ما يكون من فعله وفعل غيره ‏‪ ١‬وقالوا ؛ إن المراد‬
‫بذلك أنه ليس بأب له ولا مستكره عليه ؛ ولا مغلوب ‪ +‬لأن من كان كذلك ‪ . .‬فلا بد من‬
‫أن يكون مريداً ) ‪ « -‬المغني ‪. ) 8405/7/4‬‬
‫وهم الكراميّة المجسمة ‪ .‬انظر د أصول الدين ‪ (8‬ص‪٠١‬‏ ) ‪.‬‬ ‫(؟)‬
‫‪.‬‬ ‫مسنةاعة‬
‫ج ال‬
‫اللأهل‬
‫و قو‬
‫(‪ )7‬وهو‬

‫‪17٠‬‬
‫أنْ يكونَ قديماً ؛ إذ معنئ كونه فعلاً ‪ :‬أنه لم يكن ثم كان » فإِنْ كان موجوداً‬
‫مع الله أبداً‪ . .‬فكيفٌ يكونُ فعلاً ؟! بل يلزمٌ من ذلك تقدير دوراتٍ لا نهايةً‬
‫لها علئ ما سبق" ؛ وهو محال من وجوه ‪.‬‬
‫ثم إنهم مع اقتحام هنذا الإشكالٍ لم يتخلّصوا من أصل السؤال ؛ وهو أن‬
‫الإرادة لِمَ تعلقث بالحدوث في وقت مخصّوص لا قبله ولا بعده مع تساوي‬
‫الإرادة كما تَخْصْصص‬ ‫‪ .‬لم‬ ‫قوصت‪.‬‬
‫و خص‬
‫ل عن‬
‫اّصوا‬
‫إةن؟هم إن تخْل‬
‫فراد‬
‫نسب الأوقات إلى الإ‬
‫الحادث بالزمات‬
‫ا‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪14‬‬
‫الصفات ؛ إذ العالمٌ مخصوصٌ بمقدار مخصوص‬ ‫خصوص‬
‫يتخلصوا عن‬
‫بالصفات‬ ‫ووضع مخصوص وكانت تقائضّها ممكنة في العقل ‪ +‬والذات القديمةٌ‬
‫لا تناسب بعض الممكنات دون بعض » ومن أعظم ما يلزمهم فيه ‪ -‬ولا عذْرّ‬
‫لهم عنه ‏ أمران أوردناهما في كتاب « تهافتُ الفلاسفة » ولا محيصنٌ لهم‬
‫عنهما ألبتة ‪:‬‬

‫أحدهما ‪ :‬أنحركات الأفلاك بعضّها مشرقيةٌ ؛ أي ‪ :‬منالمشرق إلى‬


‫المغرب ؛ وبعضّها مغربّةٌ ؛ أي ‪ :‬من مغرب الشمس إلى المشرق » وكان‬
‫متساوية ؛‬ ‫ركات‬
‫لثح في‬
‫اجها‬
‫عكن ذلك في الإمكان مساوياً له ؛ إذ ال‬
‫فكيف لزمٌ من الذات القديمة أو من ذواتٍ الملائكة ‏ وهي قديمةٌ عندهم ‏ أن‬
‫تعيّنّ جهةٌ عن جهة تقابلّها وتساويها من كل وجه ؟! وهنذا لا جوابٌ عنه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أن الفلكٌ الأقصى الذي هو الفلك التاسع عندهم » المحزل‬
‫اهرل فييوم والليلة مر واحدة‪ . .‬يتحرَكٌ على‬
‫لجميع السماوات بطريق الق‬
‫فطبين ؛ شمالئ وجنوبي » والقطبٌ ‪ :‬عباارةلٌن عنقطئين المتقابلتين على‬
‫ئنرة‬‫اع‬ ‫درةٌ‬
‫الكرة » الثابتتين عند حركة الكرة علئ نفسها ‪ +‬والمنطقةٌ ‪ :‬عبا‬
‫عظيمة علئ وسط الكرة بُعْدّها من القطبين واحدٌ ‪.‬‬

‫فنقول ‪ :‬جزم الفلك الأقصئ متشابة ؛ وما من نقطة إلا ويتصوّرٌ أن تكون‬
‫قطباً ؛ فما الذي أوجبٌ تعيينّ نقطتين من بين سائر النقط التي لا نهاية لها‬
‫(‪ )١‬في(و)‪( :‬يلزم من ذلك ذواتٌ لا نهاية لها)» وقد سبق الحديث عن نفي ذلك (ص‪84). ‎‬‬

‫‪١7‬‬
‫عندهم ؟ فلا بِذّ من وصف زائدٍ على الذات ؛ من شأنه تخصيصنٌ الشيءٍ عن‬
‫مثله ‏ وليس ذلك إلا الإرادة » وقد استوفينا تحقيقّ الإلزامين في كتاب‬
‫‪.‬‬ ‫التهافت ‪9‬‬
‫وأما المعتزلةً ‪ :‬فقد اقتحموا أمرين شنيعين باطلين ‪:‬‬ ‫ارد على المعتنزلة‬
‫القاتلين بالإرادة‬
‫أحدهما ‪ :‬كونُ الباري تعالئ مريداً بإرادة حادثة لا في محل » وإذا لم‬ ‫الحادثة في غير محل‬
‫تكن الإرادةٌ قائمةٌ به‪ . .‬فقول القائل ‪ :‬إِنَّهٌ مريدٌ بها‪ . .‬هجاْرٌل مكنلام ؛‬
‫كقوله ‪ :‬إنه مريدٌ بإرادة قائمةٍ بغيره ‏‪٠‬‬
‫والثاني ‪:‬اأنلإرادة لِمَ حدثت في هنذا الوقت على الخصوص ؟‬
‫إن كانت بإرادة أخرئ‪ . .‬فالسؤالٌ في الإرادة الأخرئ لازم ؛ وبتسلسل‬
‫إلنىهغيراية ‪.‬‬
‫وإ كان لابإرادة‪ . .‬فليحدث العالم في هنذا الوقت على الخصوص‬
‫لابإرادة ؛ فإِنَ افتقارّ الحادث إلى الإرادة لجوازه ‏‪ ١‬لالكونه جماً أو‬
‫سماءً » أوإرادة أوعلماً ؛ والحادثات فيهنذا متساوية”""‬

‫؛ إذ يقال لهم ‪ :‬لِماّلحدإثترادةً في هنذا‬ ‫ثمالمليتإخلصشواك عنالٍ‬


‫؟ ولِمّ حدثث إرادةٌ الحركة دون إراادلةسكون ؟ فإنَ‬ ‫الوقت على الخصوص‬

‫‪.‬‬ ‫() تهاافلتفلاصفة ( ص ‏‪٠١5‬ب )ع ومداها‬


‫ولا يخفئ أن الإمام الغزالي وغيره من العلماء الذين واجهوا الفلاسفة بهلذه الحجج ‪.‬‬
‫استفادوها من مناظرة سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام للنمروذ حيث قال له ‪2‬‬
‫لي كَتَر» ي وهلذه الحجة القاطعة مبنية‬ ‫بع التثرق فت بِيَامِن لسرب كت‬ ‫آلَ َأ الى‬

‫هثعلئله‪. .‬‬
‫عالىلقطع بتساوي الحركة المشرقية ماعلمغربية فيا نلفسأمر ؛ ومن قدر‬
‫يبك أنون قادراً على فعل أي‬‫قادرٌ علئ تلك ‪ +‬فإن كان لتمررذ يدعي أنه إلله‪ ..‬فيج‬
‫ممكن ‪ +‬ولما لم يقدر‪ . .‬كان هنذا الاستدلال قاطعاً له عن الاستمرار في الحجاج‬
‫والجدل ؛ فهنذا هو الأصل الذي اعتمد عليه المتكلمون في إقامة حجتهم على الفلاصفة ‪.‬‬
‫الأستاذ فودة ‪.‬‬
‫جائزاً في ذاته » لالاعتبار آخر ‏‪ ٠‬والحادثات‬ ‫نه‬
‫و هو‬
‫كرادة‬
‫أي ‪ :‬سبب طلب الحادث للإ‬ ‫)‪70‬‬
‫كلاهال فجيواز سواء ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫عندهم تحدثٌ لكل حادث إرادة حادثة متعلقةٌ بذلك الحادث » فلم لم تحدث‬

‫إرادةً تعلق بضدٌء ؟!‪'0‬؟‬


‫الاردل عكلىرامية‬ ‫‪ :‬فقد دفعوا أحدّ‬ ‫ته‬
‫ا في‬
‫ذرادة‬
‫وأما الذين ذهبوا إلئ حدوث الإ‬
‫المجسمة‬
‫الإشكالين ؛ وهو كونه مريداً بإرادة في غير ذاته ؛ ولكن زادوا إشكالاً آخر ؛‬
‫وهو كونه محلاً للحوادث ؛ وذلك يوجبُ حدونَة”"" ؛ ثم قد بقيّ عليهم بقيةٌ‬
‫الإشكال ؛ ولم يتخلّصوا عن السؤال ‪.‬‬
‫الإرادة قديمة عند‬ ‫وأما أهلٌ الحقٌّ ‪ :‬فإنهم قالوا ‪ :‬إن الحادثاتٍ تحدث بإرادة قديمة تعلقث‬
‫أهل السنة والجماعة‬
‫بها » فميَرَتّها عن أضدادها المماثلة لها ‏‪ ٠‬وقول القائل ‪ :‬إِنَّهٌ لم تعلق بها‬
‫ماكفيان‪ . .‬سؤالٌ خطأ ؛ فإنَ الإرادة ليست إلا عبارةً عن‬
‫إثله‬
‫ل م‬
‫وضادها‬
‫صفة شأنها تمييزٌ الشيء عن مثله ‪.‬‬
‫فقول القائل ‪ :‬لِمميرت الإرادة الشيءً عن مثله‪ . .‬كقول القائل ‪ :‬لِمّ‬
‫أوجبَ العلم انكشاف المعلوم ؟ فيقالٌ ‪ :‬لامعنئ للعلم إلا ماأوجبّ‬
‫انكشافٌ المعلوم ؛ فقول القائل ‪ :‬لِمأّوجبٌ الانكشاف‪ . .‬كقوله ‪ :‬لمكان‬
‫العلمٌ علماً ؛ ولِمّ كان الممكنُ ممكناً » والواجبٌ واجباً ؛ وهنذا محال ؛‬
‫لأنَّ العلم علمٌ لذاته ‏‪ ٠‬وكذا الممكن والواجب وسائر الذوات ‪ 6‬فكذلك‬
‫الإرادة ؛ وحقيقتّها تمييزٌ الشيء عن مثله ‪.‬‬
‫لنه‪ . .‬كقوله ‪ :‬لِمكّانت الإرادة‬
‫ث ع‬
‫ميءً‬
‫فقول القائل ‪ :‬لِممّيَرتٍ الش‬
‫شاتأ صنفةها‬
‫إروادةاًل»قدرة قدرة ؟ وهو محال ؛ وك فريق مضطرٌ إلئ إثب‬
‫تمييزٌ الشيء عن مثله ؛ وليس ذلك إلا الإرادة ‪.‬‬
‫فكان أقومٌ الفرق قيلاً » وأهداهم سيلاً‪ . .‬مَنأْثبتَ هنذه الصفة ولم‬
‫؛‬ ‫يجعلها حادثةٌ ؛ بل قال ‪ :‬هي قديمةٌ متعلقةٌ بالأحداث في وقت مخصوص‬

‫) دقع هذه الحجج الدامغة ‏ ولكن فولهم‬ ‫* المغتي » ( ‪171/441‬‬ ‫حاول القاضي في‬ ‫‏(‪)١‬‬
‫بحدوث الإرادة حال دون ذلك ‪.‬‬
‫(‪ )7‬وبِّن المؤلف رحمه الله بطلانه » انظر اص ‪. )807‬‬

‫‪771‬‬
‫فكان الحدوث في ذلك الوقت لذلك”'' ؛ وهنذا مما لا يستغني عنه فريق من‬
‫الفرق ‪ +‬وبه ينقطع التسلسلٌ في لزوم هنذا السؤال ‪.‬‬
‫والآن ‪ :‬فكما تمهّدٌ القولٌ في أصل الإرادة‪ . .‬فاعلم ‪ :‬أنها متعلقة بجميع‬
‫الحادثات عندنا ؛ من حيث إِنّه ظهرّ أن كلّ حادث فمخترع بقدرة ‏‪ ٠‬وكلّ‬
‫مخترع بالقدرة فمحتاجٌ إلئ إرادة تصْرِفٌ القدرة إلى المقدور وتخصّصها به ؛‬
‫ورٌ‪ . .‬فك حادث مرادٌ » والشرٌ والكفرٌ‬
‫مٌّق حدادث‬
‫فكملٌقدور مرادٌ ؛ وكل‬ ‫اشر والكقف‪,‬‬
‫رةامند‬
‫ممعصي‬
‫وال‬
‫والمعصية حوادث ؛ فهي إِذنْ ‏ لا محالةً ‏ مرادة ؛ فما شاءً الله*‪ . .‬كان ؛‬ ‫اللتهعالى‬
‫ومالم يشأ‪ . .‬لميكن”" » هنذا مذهبُ السلف الصالحين ؛ ومعتقَدٌ أهلٍ‬
‫السنّةٍ أجمعين » وقد قامت عليه البراهين ‪.‬‬
‫وأما المعتزلة‪ . .‬فإنهم يقولون ‪ :‬إنَّ المعاصيٌ كلها والشرورٌ كلها جارية‬ ‫أماعند المعشزلة‬
‫المماصي والشرور‬
‫بغير إرادة الله » بل هو كارةٌ لها! ومعلومٌ أن أكثرٌ مايجري في العالم‬
‫بغير إرادته سبحانه‬
‫المعاصي ‪ +‬فإذن‪ . .‬مايكَرَهٌ أكثرٌ مما يريد » فهو إلى العجز والقصور‬
‫أقربٌ بزعمهم ‏‪ ١‬تعالئ رب العالمين عن قول الظالمين'"'‪.‬‬
‫فإن فيل ‪ :‬فكيفٌ يَأمرٌ بما لا يريد ؟ وكيف يريذٌ شيئاً وينهئ عنه ؟ وكيف‬ ‫تحريجة‪ :‬نكيف يأمر‬

‫يريد الفجورٌ والمعاصي والظلم والقبيحٌ ومريدٌ القبيح سفيةٌ ؟!"؟‬


‫بما لايريد؟‬

‫قلنا ‪ :‬إذا كشفنا عن حقيقة الأمر » وبيّنا أنه مباينٌ للإرادة ‏ وكشفنا عن‬
‫البح والحشن ؛ وبيِنا أنَّ ذلك يرجع إلئ موافقة الأغراض ومخالفتها ؛ وهر‬
‫سبحانه منزَّهٌ عن الأغراض ‪ . .‬اندفعت هنذه الإشكالات ؛ وسيأتي ذلك في‬
‫موضعه إن شاء الله تعاليا!*' ‪.‬‬

‫(‪ )١‬أي ‪ :‬كان سبب الحدوث هو التعلق المذكور‪. ‎‬‬


‫مرفوع رواء‬ ‫حةدمنيث‬
‫قوله‪( :‬فما شاءالله‪ ..‬كان » وعالم يشأ‪ . .‬لم يكن ) قطع‬ ‫(؟)‬
‫أبو داوود ( ‪ ) 57700‬وقد تقدم (ص ‪. ) 78‬‬
‫(‪ )7‬انظر قولهم في « المغني ‪. ) 7/101 /1( 6‬‬
‫يرجم المعتزلة المحبةً والرضا والاختيار والولاية لمعلى الإرادة ‪ .‬انظر ‏‪١‬المغني *‬ ‫(‪)4‬‬
‫(‪.) 1/1 /‬‬
‫‏‪ »)4١‬ولبيان الخر ء وجلاء الحجة ؛‬ ‫(ص‬ ‫) وما بعدها ؛ وكذلك‬ ‫‪777‬‬ ‫انظر (ص‬ ‫‪0‬‬

‫‪7‬‬
‫لاَماسٌ‬
‫اا و‬
‫وحمْد‬
‫الت‬

‫بممُ الهم‬
‫‪:‬‬ ‫‪ :‬أنَّ صانع العالم سميعٌ بصيرٌ ‪ +‬وندلٌ عليه بالشرع والعقل‬ ‫ندعي‬

‫أما الشرعٌ ‪ :‬فتدلٌ عليه آياتٌ من القرآن كثيرةٌ ؛ كقوله تعالئ ‪# :‬وَهُو‬
‫ابيع الي » » وكقول إبراهيم عليه السلام ‪ :‬لبد لايم لاير‬
‫وأنَهُ‬ ‫‪6‬‬ ‫في معبوده‬ ‫عليه‬ ‫غيرٌ منقلب‬ ‫الدليل‬ ‫أن‬ ‫‪:‬‬ ‫وتعلم‬ ‫*‬ ‫»‬ ‫نَينا‬ ‫عن‬ ‫ولا بغ‬

‫‪.‬‬ ‫اركلهمإ فليزام"‬


‫كان يعبدٌ سميعاً بصيراً » وإلا‪ . .‬شا‬

‫رتوضيح الحى في هلذه المحجة‪ . .‬يحسن إيراد مناظرة الأستاذ أبي إسحاق الإسفرايني مع‬
‫شايخلمعتزلة في عصره القاضي عبد الجبار المعتزلي ؛ وقد أوردها الإماء البكي في‬
‫« طبقاته » (‪ ) 47117‬فقال ‪ ( :‬قال عبد الجبار قى ابتداء جلوسه للمناظرة ‪ :‬سبحان من‬
‫تن عن الفحشاء ؛ فقال الأستاذ مجيباً ‪ :‬سبحان من لا يقع في ملكه إلا ما يشاء ‪ +‬فقال‬
‫فاًق؟!ال‬
‫ربنا أنبعصى ؟ فقااللأستاذ ‪ :‬أيعصئ ربا قهر‬ ‫يارش ‪:‬اء‬
‫فلجب‬
‫أا‬‫عبد‬
‫عبد الجبار ‪ :‬أفرأيت إن منعني الهدئ ‏ وقضئ على بالردئ‪ . .‬أحسنّ إليّ أم أسا ؟‬
‫فقال الأستاذ ‪ :‬إن كان منعك ماهو لك‪ . .‬فقد أسا ء وإن منعك ما هو له‪ . .‬فيختص‬
‫برحمته من يشا! فانقطع عبد الجبّار ) ‪.‬‬
‫وقد سبق حبرٌ القران سبدنا ابن عباس رضي الله عنهما لهلذا ؛ فقد روى ابن عبد البر بسنده‬
‫في ‪ 3‬التمهيد » ( ‪ ( : 4 1/41‬عن عطاء بن أبي رباح قال ‪ :‬كنت عند ابن عباس ‪ +‬فأتاه‬
‫رجل فقال ؛ أرايت من حرمني الهدئ وأورثني الضلالة والردئ‪ . .‬أتراة أحسن إليّ أو‬
‫ظلمني ؟ فقال ابن عباس ‪ :‬إن كان الهدئ شيئاً كان لك عنده فمنعكة‪ . .‬فقد ظلمك ‏‪ ١‬وإن‬
‫كان الهدى له يؤتيه من يشاء‪ . .‬فما ظلمك شيئاً ؛ ولا تجالسني بعده ) ‪.‬‬
‫ثم روى شيئاً في هنذا المعنئ رحمه الله تعالى ‪.‬‬
‫قال المؤلف رحمه الله في « إحياء علوم الدين » ( ‏‪) ٠١4/1‬ممزوجاً بكلام الإمام الزبيدي‬ ‫‪00‬‬
‫رحمه الله تعالئ في « [تحاف السادة المتقين ؛ ( ‏‪ : ) ١44/7‬ولو انقلب ذلك عليه في‬
‫معبوده بحيث سلبت عنه تلك الصفات‪ . .‬لاضحت حجَةُ التي احتج بها على خصمه ؛‬
‫ودلالته التي استدل بها في تحقيق مقصوده ساقطة ‪ +‬ولم يصدق قوله تعالى في قصته ‪:‬‬
‫ماسر ار جرعي‬
‫ا‬

‫و‪7‬‬
‫فإقنيل ‪ :‬إنما أرايدل بعهلم"' ؟‬ ‫تحريجة ؛ ولم لا يراد‬

‫بالسمع والبصر صفة‬


‫قلنا ‪ :‬إنما تصرفٌ ألفاظ الشرع عن موضوعاتها المفهومة السابقة إلى‬ ‫العلم؟‬

‫الأفهام إذا كان يستحيلٌ تقريرها على الموضوع ؛ ولا استحالةً في كونه سميعاً‬
‫بصيراً ؛ بل يجب أن يكونَ كذلك ؛ فلا معنئ للتحكم بإنكار ما فهمَهُ أهل‬
‫الإجماع من القرآن!" ‪.‬‬
‫فإن قيل ‪ :‬وج استحالته أنه إن كان سمعةُ وبصره حادثين ‪ . .‬صارّ محلاً‬ ‫امتنعتا‬ ‫نةم‪:‬ا‬
‫إريج‬
‫تح‬

‫للحوادث ؛ وهو محالٌ ؛ وإن كانا قديمين‪ . .‬فكيفَ يسمع صوتاً معدوماً ؟‬ ‫للحرادث؛ ثم كيف‬

‫وكيف يرى العالم في الأزل والعالم معدوم ‏‪ ١‬والمعدومُ لا يرى ؟‬ ‫رأى العالم في الأزل‬
‫زهموعدوم؟‬
‫قلنا ‪ :‬هنذا السؤال يصدرٌ عن معتزليُ أو فلسفيٌ ‪:‬‬
‫أما المعتزلي ‪ :‬فدفعهٌ هيّنٌ ؛ فإنه سلّم أنه تعالئ يعلمٌ الحادثات ؛‬
‫فنقول ‪ :‬يعلمٌ الله تعالى الآن أنَّ العالم كان موجوداً قبل هنذا ‏‪ ١‬فكيف علِم‬ ‫تعلتى العلم بالمعدوم‬
‫كتعلق الإرادة به‬
‫في الأزل أنَهُ كان موجوداً وهو بعد لم يكنْ موجوداً ؟! فإِنّ جازٌ إثباتُ صفةٍ‬
‫تكون عند وجودٍ العالم علماً بأنه كائن » وَقبلَهُ أنه سيكون ؛ وبعده أنه‬
‫كان » وهو لا يتغيِّرٌ ؛ غُبّرَ عن هلذه الصفة بالعلم والعالمية‪ . .‬جازّ ذلك في‬
‫السمع والسمعية ‏ والبصر والبصرية”" ‪.‬‬
‫وإن صدر عن فلسفي ‪ :‬فهو منكرٌ لكونه عالماً بالحادثات المعيّنة الداخلة‬
‫في الماضي والحال والمستقبل ؛ فسبيلنا أن ننقلّ الكلام إلى العلم ؛ ولثبتَ‬

‫وهو فول الكعبي وأتباعه وطوائف من التجارية ؛ حيث قالوا ‪ :‬المعني بقوله ‪ :‬آلتمِيعٌ‬ ‫‪010‬‬
‫الْتِيرٌ» ‪ :‬كونه عالماً بالمعلومات علئ حقائقها ‪ .‬انظر « الإرشاد » (صض؟* ) ‪.‬‬
‫يدل عل كونه سميعاً‬ ‫قال الإمام الفخر الرازي ‪( :‬ظاهر قوله ‪( :‬وَهُوَ ألسمِيعُ الي‬ ‫()‬
‫بصيراً » فلم يجز لنا أن نعدل عن هنذا الظاهر إلا إذا قام الدليل علئ أن الحاسة المسماة‬
‫بالسمع والبصر مشروطة بحصول التأثر » والتأثرٌ في حنٌ الله تعالى ممع ؛ فكان حصول‬
‫الحاسة المسماة بالسمع والبصر ممتنعاً ؛ وأنتم المدعون لهلذا الاشتراط ‪ -‬قصد ‪ :‬التأثر‬
‫فعليكم الدلالة علئ حصوله ؛ وإنما نحن متمسكون بظاهر اللفظ إلئ أن تذكروا ما يوجب‬
‫العدول عنه ) ‪ « .‬التفسير الكبير © ( ‪. ) 77/491‬‬
‫(‪ )7‬في ( و ) ‪ ( :‬السميعية والبصيرية ) بدل ‪ ( :‬السمعية والبصرية ) ‪.‬‬

‫‪771‬‬
‫عليه جوازٌ علم قديم متعلّق بالحادثات كما ستذكرة'' ‏»‪ ٠‬ثم إذا ثبت ذلك في‬
‫العلم ‪ . .‬قسنا عليه السمع والبصر ‪.‬‬
‫وأما المسلك العقلي ‪ :‬فهنوقأنولّ ‪ :‬معلومٌ أنَّ الخالقّ أكملٌ من‬
‫المخلوق ؛ ومعلومٌ أنَّ البصيرٌ أكمل ممن لا يبصر ؛ والسميع أكمل ممن‬
‫لايسمخ ؛ فيستحيلٌ أن تَبِتَ وصفّ الكمال للمخلوق ولا نِنَةٌ للخالق ؛‬
‫فهلذان أصلان يوجبان الإقرارٌ بصحة دعوانا » قفي أيّهما النزاع ؟‬
‫تحريجة‪ :‬لم يجب أن‬
‫يكرن الخالق أكمل‬
‫فإن قبل ‪ :‬النقزاغو فليكم ‪ :‬واجبٌ أن يكونَ الخالقٌ أكمل من‬
‫منالمخلوق؟‬ ‫المخلوق ‪.‬‬
‫قلنا ‪ :‬هنذا ممّا يجِبُ الإقرارُ به شرعاً وعقلاً ؛ والأمَةٌ والعقلاءً مجمعون‬
‫عليه ؛ فلا يصدرُ هنذا السؤال من معتقدٍ ؛ ومن اتسع عقله لقبول قادر يقير‬
‫على اختراع ما هو أعلئ وأشرفٌ منه ‪ . .‬فقد انخلع عن غريزة البشرية ؛ ونطق‬
‫لسانةٌ بما ينبو عن قبوله قلي إِنْ كان يفهمٌ ما يقوله » ولهنذا لا نرئ عاقلاً‬
‫‪.‬‬ ‫يعاتقدلُاهنعذاتقاة‬
‫تحريجة‪ :‬لا تلم أن‬ ‫فإن قيل ‪ :‬النزاع في الأصل الثاني ؛ وهو قولكم ‪ :‬إنَّ البصيرّ أكملٌ ؛‬
‫السمع والبصر كمال‬
‫وإنوَّا اللسمبعصرّ كمالٌ ‪.‬‬
‫قلنا ‪ :‬هنذا أيضاً مدر ببديهةٍ العقل ؛ فإنَ العلمٌ كمال » والسمع والبصر‬
‫كمالٌ ثانٍ للعلم”'" » فإنا بيّنا أنَّهُ نو استكمالٍ للعلم والتخيّل'*'؛ ومن علم‬

‫(‪ )١‬انظر (اص‪ ) ١47 ‎‬وما بعدها‪. ‎‬‬


‫(؟) وإثبات هنذا الكمال الثاني يقتضي المغايرة بين السمع والبصر والعلم ‏‪ ١‬وهنذه الكلمة في‬
‫‏‪ ١‬الاقتصاد ؟ مع المثال الذي سيورده المؤلف‪ . .‬داثرة في كتب من جاء بعد الإمام الغزالي‬
‫وخصوصاً ممن اعتنئ بتحرير كتب السادة الأشاعرة ‪.‬‬
‫وقد عرف المؤلف صفة البصر مؤكداً هنذا المعنئ فقال ‪ ( :‬الصفة التي يتكشف بها كمال‬
‫نعوت المبصرات ) ‪ « .‬المقصد الأسنئ ‪ ( 8‬ص‪- 7‬‬
‫اما كون السمع والبصر يرجعان إلى صفة العلم‪ ..‬فهر مصرح به في كتب السادة‬
‫الماتريدية ؛ قال الكمال بن الهمام كما في « شرح المسايرة » للكمال بن أبي الشريف‬
‫(ص الا ) ‪ ( :‬وهل السمع والبصر صفتان زائدتان على العلم ‪ +‬أو راجعتان إليه ؟ ذهب‬

‫إلا‬
‫شيئاً ولم يرهُ ثم رآه‪ . .‬استفاد مزيدٌ كشفٍ وكمال » فكيفَ يقال ‪ :‬إنذلك‬
‫حاصلٌ للمخلوق وليس بحاصل للخالق ؟!‬
‫أو يقال ‪ :‬إن ذلك ليس بكمال ؛ فإن لم يكن كمالاً‪ . .‬فهو نقصٌ ‏‪ ١‬أو‬
‫‪ .‬فظهرٌ أن الحقّ‬ ‫‪ .‬وجميع هلذه الأقسام محال‪.‬‬ ‫ولا هو كمال‬ ‫نقصِن‬ ‫لاهو‬

‫مذاكرناه!'؟ ‪.‬‬

‫الجمهور من أهل السنة إلى الأول ‪ +‬وذهب فلاسفة الإسلام وأبو الحسين البصري والكعبي‬
‫إلاىلثاني ‪ +‬وهو الذي عوّل عليه المصنف ‪ -‬يعني الكمال ‪ -‬ولكنه عبر بالصفة على طريق‬
‫أهل السنة فقال ‪ :‬واعلم أنهمل يعني ‪ :‬صفتي السمع والبصر‪ -‬يرجعان إلئ صفة العلم ؛‬
‫وليستا زائدتين عليه ) ‪.‬‬
‫قال ‪ ( :‬وهلهنا تحقيق ‪ +‬وهو أنهما وإن رجعا إل صفة العلم بمعنى الإدراك‪ . .‬فإئبات صغة‬
‫نفصيلا بلفظيهما الواردين في الكتاب والسئة )‬ ‫هما‬
‫ت عن‬
‫ايدة‬
‫ثيبالعق‬
‫إي ف‬
‫العلم إجمالا لا يقن‬
‫سوقي رحمه الله تعالئ‬
‫دامة‬
‫للعل‬
‫اا‬‫وأثبت السادة الأشاعرة كونهما صفتين مستقلتين ؛ قال‬
‫في «حاشيته » على ‪ 3‬أم البراهين » للإمام السنوسي( ص‪١١‬‏ ) ‪1( :‬السمع والبصر‬
‫صفتان ينكشف بهما الشيء ويتضح كالعلم ؛ إلا أن الانكشاف بهما يزيد على الانكشاف‬
‫؛ إذا كانت الموجودات تتنكشف‬ ‫ال‬
‫يذاق ما‬
‫بالعلم ‪ 6‬بمعلئ ‪ :‬أنه ليس عينه ‏‪ ١‬دفع به‬
‫لفم‪ . .‬كااننكشافها بالسمع والبصر تحصيلاً للحاصل ‪.‬‬ ‫عتكش‬‫ل ت‬
‫ا كما‬
‫بصر‬
‫بالسمع والب‬
‫كشاف‬ ‫نكن‬
‫ا ل‬‫لشاف‬
‫اانك‬
‫فأاجاب الشارح بأن السمع والبصر وإن شاركا العلم في أصل ال‬
‫بهما زائد على الانكشاف بالعلم » فلم يلزم عليه تحصيل الحاصل ) ‪.‬‬
‫وهناكة خلاف أيضاً في متعلقات السمع والبصر ومتعلقات العلم ؛ قال الشيخ الإمام‬
‫عبادلقاهر البغدادي ‪( :‬واختلف أصحابنا فيما يصح كونه مسموعاً ؛ فقال أباولحسن‬
‫الأشعري ‪ :‬كل موجود يجوز كونه مسموعاً مرئياً ‏»‪ ٠‬وقال القلانسي ‪ :‬لا يسمع إلا ما كان‬
‫كلم » وما له‬ ‫لوعت هو‬
‫امسم‬
‫تاً ‏‪ ٠‬واهولصحيح » وقال عبد الله بن سعيد ‪ :‬ال‬ ‫صماًو او‬
‫كلا‬
‫صوث ؛ وبناه علئ أصل في أن الأعراض لا تدرك بالحواس ‏‪ ١‬والذي يصح عندنا في هلذه‬
‫المسألة قول القلانسي » وعليه أكثر الأمة ) ‪ 3 .‬أصول الدين ‪ ( 8‬ص‪. ) 78‬‬
‫وقال الإمام الباقلاني ‪ ( :‬ويجب أن يعلم ‪ :‬أنه سميع لجميع المسموعات » بصير لجميع‬
‫) ‪.‬‬ ‫المبصرات )ه الإنصاف ‪ ( 4‬ص‪7‬‬
‫والعلم إنما يتعلق بالواجب والجائز والمستحيل ؛ فهو أعم بلا شك ؛ قال السنوسي كما في‬
‫» شرح أم البراهين ؛ (اص‪)١١١‬‏ ‪ ( :‬ومتعلقهما ‏ يعني ‪ :‬السمع والبصر ‏ أخصنٌ من متعلق‬
‫العلم ‪ +‬فكل ما تعلق به السمع والبصر‪ . .‬تعلق به العلم ؛ ولا ينعكس إلا جزئياً ) ‪.‬‬
‫‏‪ ( : ) ١١7‬وقسم يتعلقى بجميع الموجودات ‪ +‬وهو اثنان ؛ السمع والبصر ؛ وقسم‬ ‫وقال في (‬
‫يتعلق بجميع أقسام الحكم العقلي ‪ +‬وهو العلم والكلام‪ ) . . .‬وفضَّلٌ تفصيلاً نفاً في ذلك ‪.‬‬
‫‏‪). ١1‬‬ ‫انظر (اص‬ ‫رن‬

‫وأنه سبحانه كما قال المؤلف معبّراً عن هاتين الصفتين ‪ ( :‬لا يعزب عن رؤيته هواجس‬ ‫‪00‬‬

‫‪7‬‬
‫حرجة‪ :‬نبلا‬ ‫دراك الحاصل بالشءٌ والذوق واللمس ؛‬
‫هيلن ‪:‬ذا يلازملكمإ في‬
‫فق‬‫فإن‬
‫كرة مانا بقافاة‬ ‫لأنَّ فقدّها نقصانٌ ‪ +‬ووجودّها كمال فيالإدراك ؛ فليس كمال عِلْم من عَلِم‬
‫الرائحةً‪ . .‬ككمال عِلم من أدركً بالشمٌ ؛ وكذلك بالذوق ‪ +‬فأينَ العله‬
‫بالطُعوم من إدراكها بالذوق ؟‬
‫والجوابٌ ‪ :‬أنَّ المحققين من أهل الحقٌّ صرّحوا بإثبات أنواع الإدراكاتٍ‬
‫ماعلسمع والبصر والقذر الذي هوا كلماإلٌد فرياك”'"‪ . .‬داونلأسباب التي‬
‫هي مقترنة بها في العادة من المماسّة والملاقاة ‪ +‬فَإِنٌَ ذلك محالٌ على الله‬
‫تعالئ ؛ كما جوّزوا إدراكٌ البصر من غير مقابلةٍ بينه وبين المبصّر ؛ وفي طردٍ‬
‫هنذا القياس دفع هنذا السؤال » ولا مانع منه » ولكن لما لم يرد الشرعٌ إلا‬
‫بلفظ العلم والسمع والبصر ‪ . .‬لم يمكن إطلاق غيره”” ‪.‬‬
‫وأما ما هو نقصانٌ في الإدراك ‪ . .‬فلا يجوز في حقّه تعالئ ألبتةً ‪.‬‬
‫تحريجة‪:‬تإتعاذ‬ ‫فإن قيل ‪ :‬يجرٌ هنذا إلى إثبات التلذذ والتألم ؛ فالحدِرٌ الذي لا يتلم‬
‫‪.‬‬ ‫مال‪.‬‬
‫لمك هو‬
‫ايلك‬
‫دل‬
‫فهلًا أتم صفة التلذذ‬ ‫‪:‬‬ ‫ِِ‬
‫وتحوها؟‬ ‫في‬ ‫الوداء‬ ‫النملة‬ ‫ذبيب‬ ‫صوت‬ ‫سمعه‬ ‫ولا يشذٌ عن‬ ‫‪+‬‬ ‫والتفكير‬ ‫الوهم‬ ‫وخفايا‬ ‫‏‪١‬‬ ‫الضمير‬

‫‏(‪. ) ٠١8/1‬‬ ‫الليلة الظلماء على الصخرة الصماء ) ‪ « .‬إحياء علوم الدين ©‬
‫وقال ‪ ( :‬هو الذي لا يعزب عن إدراكه مسموع وإن خفي ؛ فيسمم السر والنجوىئ ‪ +‬بل‬
‫ما هو أدق من ذلك وأخفئ ) ‪ 3 .‬المقصد الأسنئ ‪ (6‬ص‪7١‬‏ ) ‪.‬‬
‫؛ والمقصود ‪ :‬إثبات‬ ‫راك‬
‫د فى‬
‫لوإكمال‬
‫اي ه‬
‫قوله ‪ ( :‬والقدر الذي‪ ) . . .‬أي‪ :‬بالقذر الذ‬ ‫‏(‪)١‬‬
‫‏‪١‬‬ ‫صفة الإدراك منزّهة عن صفات الحادث ‪.‬‬
‫فالمؤلف هنا أثبت صفة الإدراك التي تتعلق بالمشمومات والمذوقات من غير اتصال‬ ‫(؟)‬
‫بمحالها ولا مماسة ؛ وهي صفة مختلف في إثباتها ‏ قال إمام الحرمين الجويني‬
‫رحمه الله ‪ ( :‬الصحيح المقطوع به عندنا وجوب وصفه بأحكام الإدراكات‪ .‬‏‪ ١‬لم‬
‫) ‪.‬‬ ‫يتقدس الرب سبحانه وتعالئ عن كونه شامَاً ذائقاً لامساً ) ‪ 3 .‬الإرشاد ‏ (صض‪7‬‬
‫وقد اختلف في إثبات هذه الصفة ؛ والمؤلف هنا مع شيخه الجويني ومع القاضي الباقلاني‬
‫في الإثبات لها ؛ ودليلهم بأن الإدركات المتعلقة بهلذه الأشياء زائدة على العلم بها‬
‫بالتفرقة الضرورية ‪ +‬وبكونها كمالا له سبحانه ؛ إذ تجب له كل صفة كمال ؛ وبعضهم ‪-‬‬
‫في إطلاقها ؛ منهم المقترح وابن التلمساني ؛ وذلك‬ ‫وا‬
‫ف ‪-‬‬
‫قذلك‬
‫وق ك‬
‫تحقي‬
‫ونسبوا للت‬
‫لتعارض الأدلة ‪.‬‬
‫ومن هنا يتبين ضعف المسلك العقلي في إثبات صفتي السمع والبصراء وترجيح الدليل‬
‫الشرعي النقلي في إثباتهما ؛ وسبأتي شيء من تفصيل ذلك في صفة الكلام ‪.‬‬

‫"‪47‬‬
‫بالضرب ناقصنٌ ‏‪ ١‬والعنيْنّ الذي لا يتِلذَّدُ بالجماع ناقصٌ ‪ +‬وكذا فسادٌ الشهوة‬
‫نقصانٌ ؛ فينبغي أن تثبت في حفّه شهوة ؟‬
‫قلنا ‪ :‬هذه الأمورُ تدلٌ على الحدوث » وهي في أنفسها إذا بحث عنها‬
‫نقصاناتٌ » ومُحْوجّةٌ إلى أمور توجبٌ الحدوثٌ ؛ فالألم نقصانٌ ؛ ثم هو‬
‫؛ واللذة‬ ‫سام‬
‫أريج بين‬
‫ل تج‬
‫اَّةٌ‬
‫محوجٌ إلئ سبب هو ضربٌ » والضربٌ مماس‬
‫ترجع إلئ زوال الألم إذا حققت »‪ +‬أو ترجع إل ذَرْكٍ مام هحوتاج إليه‬
‫ومشتاقٌ إليه ؛ والشوقٌّ والحاجة نقصان‪ ..‬فالموقوفٌ على النقصان‬
‫نقصانٌ ؛ ومعنى الشهوة ‪ :‬طلبٌ الشيء الملائم » ولا طلبٌ إلا عنذ فقدٍ‬
‫المطلوب ‪ +‬و لادَّةّ إلا عند نيل ماليس بموجود ؛ وكلٌّ ماهو ممكنٌ‬
‫وجو لله تعالئ فهو موجودٌ ؛ فليس يفون شيءٌ حتئ يكونٌ يطلب مشتهياً‬
‫وبتيله ملتذاً ؛ فلم تنص هنذه الأمور في حقّه ‪.‬‬
‫وإذا قيل ‪ :‬إنَاّلفقدتّألم والإحساس بالضرب نقصانُ في حقّ الخدر ؛‬
‫نقوصاثنٌبو؛نّها‬ ‫دنته‬
‫ع م‬
‫مهوة‬
‫وإنَّ دراك كمالٌ » وإنّ سقوطّ الش‬
‫كمال" ‪ . .‬أريد به ‪ :‬أنَّهُ كمالٌ بالإضافة إلى ضدّه الذي هو مهلكٌ في حقّهِ ؛‬
‫فصارٌ كمالاً بالإضافة إلى الهلاك ؛ لأنَّ النقصانّ خي* من الهلاك ‪ +‬فهو إِذنُ‬
‫لكيسمالاً في ذاته ؛ بخلاف العلم وهنذه الإدراكات ؛ فاقهم ذلك" ‪.‬‬
‫*‬ ‫‪#*#‬‬ ‫*‬

‫الشهوة من معدته كمال‪. ) ‎‬‬ ‫) و( د ) ول و ) ‪ ( :‬وإن سقوط‬ ‫في (‪ )1‬و( ب‬ ‫)‪١‬‬


‫)‪ (7‬قال الاقالضبيافلاني ‪ ( :‬إن أراد السائل بوصفه بالشهوة إرادتة لأفعاله‪ . .‬فذلك صحيح‬
‫من طريق المعنئ ؛ غير أنه أخطأ وخالف الأمة في وصف القديم بالشهوة ‏‪ ١‬إذ لم يرد بذك‬
‫كتاب ولا سنة ؛ لأن أسماءه تعالئ لا تثبت قياساً )‪ « .‬الإنصاف »( ص‪١‬؛‏ ) ‪.‬‬

‫مها‬
‫الهْت اناب‬

‫للم‬
‫ندعي ‪ :‬أنا صلانععالم متكلكما أاجملعمعلسيهلمون”'" ‪.‬‬
‫واعلم ‪ :‬أن مَنْ أرادً إثباتَ الكلام بأن العقلّ يقضي بجواز كونٍ الخلق‬
‫وكلٌّ صفة جائزة من المخلوقات تستندٌ إلى صفة‬ ‫مردّدين تحت الأمر والنهى‬

‫هم‬
‫نوازٌ‬
‫و ج‬
‫اجبلةخمنالق‪ . .‬فهشوطفيط”"" ؛ إذيقال له ‪ :‬إنكأردث‬
‫وا‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫أي ‪ :‬في إثبات صفة مستقلة عن العلم والإرادة والحياة » لا في كرون صفة الكلام مشبتة‬ ‫‪010‬‬
‫بالإجماع ‪ +‬بل هي ثابتة بالخبر المتواتر من الصادق » وبالدليل العقلي لمن اعتقده ‏‪٠‬‬
‫فالإجماع متوجه في إثباتها كصفة مغايرة غير مستندة لما سواها ؛ كاستناد السمع والبصر‬
‫قلاًا عئندلين به ‪ .‬ويتأكد للقارىء ذلك عندما يقرأ بعد أسطر فول المؤلف‬
‫المل مث‬
‫للع‬
‫رحمه الله ‪( :‬ومن أراد إثبات الكلام بالإجماع أو بقول الرسول‪ . .‬فقد سام نفسه خطة‬
‫)‪.‬‬ ‫خسف‬
‫هنذا المسلك الاستدلالي لإثيات صقة السكلابمحلهانه هو الذي أورده إمام الحرمين‬ ‫رف‬
‫‪97-» 1‬؟ ) ‏‪ ١‬وفيها يقول ‪:‬‬ ‫صمية‬
‫(سلا‬
‫ريكان الإ‬ ‫أف‬‫لمية‬
‫قيدة الانظا‬ ‫لنيع في‬
‫اجوي‬
‫ال‬
‫( مما يجبالله تعالىئ ‪ :‬الاتصاف بالكلام ‏‪ ٠‬وقد تقطعت المهرة في إثبات العلم بوجوب‬
‫القاعدة التي هي مستند هلذه العقيدة ‏‪١‬‬ ‫وصف الباري سبحانه بالكلام ‏‪ ١‬وهو خارج عن‬
‫‪ .‬فكذلك‬ ‫ليرج مانئرات‪.‬‬
‫الاتغا‬ ‫وف‬
‫صلقنعلئ‬
‫أن تردد الخ‬ ‫للمنا‬
‫و نع‬
‫بولع‪:‬قكما‬
‫فتق‬
‫تصرفهم تحت أمر مطاع ونهي مع ليس من المتحيلات » وإذا قطع بجواز ذلك ‪ .‬كما‬
‫قضئ بجواز جربان الخلاثق على اختلاف الأحوال والطرائق ؛ فكل جائز من صفات الخلق‬
‫أوفيامر والزواجر اتصاف ربهم‬
‫لكهم‬
‫يستدل إلى صفة واجبة للخالق ؛ يجب جواز اناسلا‬
‫صف الملك دون الاتصاف‬ ‫و يتم‬
‫بالأمر والنهي والوعد والوعيد ‏‪ ٠‬وهو الملك حقاً ؛ ولا‬
‫بالاقتدار عل تغيير الخلق قهراً » وإمكان توجبه الأمر والنهي عليهم تعبداً وتكليفاً‪ . .‬فتقرر‬
‫بذلك وجوب كونه تعالئ وتقدس متكلماً ) ‪ .‬وهو في « الإرشاد » لم يذكر هنذا المسلك ؛‬
‫واكولنن ‏‪١‬ظامية » متأخرة عن « الإرشاد » على رأي يراه بعضٌ الباحثين ‏ وإيراده فيها‬
‫ما ليس فيه‪ . .‬فإن هنذا لا يعني ‪ -‬كما فهموا كونٌ الأمام قد تراجع عما في ؛ الإرشاد ؛ ؛‬
‫بل ما في « الإرشاد » ود النظامية » متناغم لا يخالف بعضه بعضاً على التحقيق ؛ ومصدر‬
‫الشبهة أمرّ خفيّ عنهم ‏‪ ١‬وهنذا عائد لاختلاف غرض التأليف من ناحية ؛ كما نجد الغزالي‬
‫في ‪ 3‬التهاات ‪ 4‬غيره في « الاقتصاد » وه إلجام العوام » ‪ +‬ومن ناحية أخرئ هو ترجيح‬
‫اا‬
‫وإن أردتَ‬ ‫مأمورين من جهة الخلتي الذين يتصوَّرٌ منهم الكلام‪ . .‬فلم‬
‫جوازَهٌ على العموم من الخْلْتي والخالق‪ . .‬فقد أخذتٌ محل النزاع مسلماً في‬
‫‪.‬‬ ‫"ير'"‬
‫مو غ‬
‫ل وه‬
‫سدليل‬
‫م ال‬
‫نفس‬
‫ومن أرادً إثباتَ الكلام بالإجماع ؛ أو بقول الرسول‪ . .‬فقسدامٌ نفسهُ‬ ‫إلباتالكلام‬

‫خطةٌ خشف ؛ لأن الإجماع يستندٌ إلئ قول الرسول”"' ‪.‬‬ ‫بالإجماع وقول‬
‫الرسود ملك‬
‫ضيف كذلك‬
‫ومن أنكرّ كونْ الباري تعالئ متكلماً‪ . .‬فبتالضصروروةُينكّررٌ الرسول ؛‬
‫رسل ؛ فإن لم يكن الكلام متصوراً في‬ ‫ملام‬
‫الغل لك‬
‫إذا ملعنرىسولٍ ‪ :‬المب‬
‫حقٌّ من ادّعئ أنه مرسل‪ . .‬كيف يتصوّرٌ الرسولٌ ؟!‬
‫ومنْ قال ‪ :‬أنا رسو الأرض أو رسولٌ الجبل إليكم‪ . .‬فلا يصغئ إليه ؛‬
‫والأرض » وله المثلّ الأعلئ ؛‬ ‫للةجمنبل‬
‫ارسا‬
‫لاعتقادنا استحالةً الكلام وال‬
‫ولكن من اعتقد استحالةٌ الكلام في حقٌ الله تعالئ‪ . .‬استحالٌ منه أن يصدقٌّ‬
‫بالرسول ؛ إذ المكذِّبُ بالكلام لابدّ أن يكذّب بتبليغ الكلام ؛ والرسالة‬
‫لمعنبلغ ‪ +‬فلعلٌ الأقوم منهج‬
‫؛ والرسولٌ عباارة‬ ‫ليغام‬
‫ك تبل‬
‫ارةل عن‬
‫عبا‬ ‫المنهج المختار‬

‫الث ؛ وهو الذي سلكناه في إثبات السمع والبصر في أن الكلام للحي ‪ :‬إما‬
‫أن يقال ‪ :‬إنه كمالٌ » أو يقال ‪ :‬هو نقص » أو يقال ‪ :‬لا هو نقص ولا هر‬
‫با»طلٌ أن يقال ‪ :‬إنه نقص ؛ أو لا هو نقص ولا هو كمال‪ . .‬فثبتَ‬
‫وال‬
‫كم‬

‫لمسلك استدلالي ؛ أو اختصار » أو تفصيل ‏‪ ١‬أو ميل لجانب دون غيره » قميله في‬
‫النظامية ‏‪ ١‬مثلاً لترجيح التفويض على التأويل وتقديمه عليه وهلذا ما ندين الله سبحائه به‬
‫‪ -‬لا يعني نفي التأويل » بل هو قائل به في كليهما ؛ مرجح للأول على الاخر ‪.‬‬
‫وقول المؤلف ‪ ( :‬فهو في شطط ) تبيين بُعْد هنذا المسلك الاستدلالي ‏‪ ١‬فهو من الشطوط‬
‫بمعتى البعد » لا بمعنى الجور كما في قولهم ‪ :‬أاشط في القضية ؛ أي ‪ :‬جار فيها ‪.‬‬
‫المقدمة الصغرىئ‬ ‫وبذلك تكون قد وقعت في الدور » وهو باطل ‏ ووجهه ‪ :‬فيكون‬ ‫‏(‪)١‬‬
‫والتيجة واحد ؛ فكون الخلق مرددين تحت أمر ونهي أ الله آمرٌّ ناه ؛ أي ‪ :‬متكلم ؛ وهو‬
‫المراد إثياته!‬
‫() فإن كان لا بذ لكل إجماع من مستند ‪ . .‬فمستند هنذا الإجماع لمن قال به هو قول الرسول‬
‫من متلو ومنقول ؛ والمستند أعلئ من الإجماع هنا من جهة ‪ .‬فصار الإجماع تحصيل‬
‫حاصل ‪.‬‬

‫ها‬
‫الوجود للخالق‬ ‫ب‬‫افهو‬‫ولوق‬
‫بالضرورة أنه كمالٌ ؛ وكلّْ كمال وُجِدّ للمخ‬
‫‪.‬‬ ‫''‬
‫قلئ"كما‬
‫سقبالأو‬
‫بطري‬
‫تحريجة ‪ :‬إثبات‬ ‫فإن قيل ‪ :‬الكلامٌُ الذي جعلتموة منشأ نظركم هو كلام الخلتي ‪ +‬وذلك إما‬
‫الكلام بهذا المسلك‬
‫الأصوات‬ ‫إيجاد‬ ‫عل‬ ‫القدرة‬ ‫ب‬ ‫يراد‬ ‫أو‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫والحروف‬ ‫الأصواث‬ ‫به‬ ‫يراد‬ ‫أن‬
‫الايؤدي لكرن‬
‫القديم بحلا‬ ‫والحروف في نفس القادر ‏‪ ١‬أو يراد به معنىٌ ثالث سواهما ‪.‬‬
‫للحوادث ؟‬

‫فإن أريد به الأصوات والحروف‪ . .‬فهي حوادث ؛ ومن الحوادث ما هي‬


‫كمالاتٌ في حثّنا ولكن لايتصوّرُ قيامُها في ذات الله تعالئ ‪ +‬وإن قَامٌ‬
‫بغيره‪ . .‬لم يكنْ هو متكلماً به » بل كان المتكلّْمٌ المحلّ الذي قامَ به ؛ وإن‬
‫أريد به القدرة علئ خلق الأصوات‪ ..‬فهكومال » ولكن المتكلّم ليس‬
‫متكلماً باعتبار قدرته علئ خلى الأصوات فقط ؛ بل باعتبار خلقه للكلام في‬
‫نفسه » والله تعالئ قادرّ علئ خلق الأصوات » فله كمال القدرة ‏ ولكن‬
‫لا يكون متكلماً به إلا إذا خلنى الصوت في نفسه ؛ وهو محالٌ ؛ إذ يصيرٌ به‬
‫محلاً للحوادث » فاستحالّ أن يكون متكلماً ؛ وإِنْ أريدٌ بالكلام أم؛ ثالث ‪. .‬‬
‫فليس بمفهوم ‪ +‬وإثباث ما لا يفهم محال ‪.‬‬
‫قلنا ‪ :‬هنذا التقسيمٌ صحيح » والسؤالٌ في جميع أقسامه معترفٌ به إلا في‬
‫إنكار القسم الثالث ‪ +‬فإنا معترفون باستحالةٍ قيام الأصوات بذاته ؛‬
‫وباستحالةٍ كونه متكلماً بهنذا الاعتبار ؛ ولكنا نقول ‪ :‬الإنسان يُسمئ متكلماً للكلام اعتبارادني‬
‫باعتبارين ‪ :‬أحدهما بالصوت والحرف » والآخرٌ بكلام النفس الذي ليس‬
‫صرتني ونفسي‬ ‫اللغة‪:‬‬

‫بصوت ولا حرف ؛ وذلك كمال ؛ وهو في حقٌّ الله تعالئ غيرٌ محال ولا هو‬
‫» ونحنٌ لا نثبتُ في حقٌّ الله تعالئ إلكالام النفس ؛‬ ‫حدوث‬
‫داالعلى‬
‫قلىدرة‬
‫ل ع‬
‫اداً‬
‫زائ‬ ‫سيٌانٍ‬
‫لهإفين ح‬
‫اكار‬
‫وكلامُ النفس لاسيل إلى إن‬
‫والصوت ؛ حتئ يقول الإنسان ‪ :‬زؤَرْتُ البارحة كلاماً في نفسي ؛ ويقال ‪:‬‬

‫؛ وقد‬ ‫لندمين‬
‫كم ع‬
‫ااملهنامهوتالعا‬
‫وهنذا المسلك الذي ذكره الإم‬ ‫‪7‬اص‪»)7‬‬
‫‪( 1‬‬
‫‏(‪ )١‬انظر‬
‫ذكره في ‏‪ ١‬قواعد العقائد » وغيرها ؛ وذكره إمام الحرمين في « الإرشاد » ( ص‪. ) 44‬‬
‫ل‬
‫في نفس فلانٍ كلامٌ وهو يريدٌ أن ينطق به”'' ؛ ويقول الشاعرٌ ‪[ . :‬مانلكامل]‬
‫ح‪َ#ٌ6‬ى َكُونَ ع اللا أيبلا‬ ‫لايُحِجبتٌُكَ مِئنْأيرِعَطُهُ‬
‫ِ‬
‫م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫مج‬

‫عَلَى لْمُوَاد ا"‬ ‫جَعِلَ نان‬ ‫إن الكلامَ لقي آلْفَادٍ وَإَِّما‬

‫لٌقى في‬
‫خافَة‬
‫لك‬‫وما ينطقٌ به الشعراء يدل علئ أنه مانلجليّاتٍ التي يشاترك‬
‫دزكها ‏‪ ١‬فكيف ينكر ؟‬
‫فإن قيل ‪ :‬كلام النفس بهنذا التأويل معترفٌ به ؛ ولكَنهُ ليس خارجاً عن‬ ‫تحريجة‪ :‬رلملا‬
‫يكون الكلام اللفي‬
‫العلوم والإرادات ‪ 6‬وليس جنساً برأسه ألبتة ؛ ولكنْ ما يسمّيه الناسُ كلام‬ ‫عائداً لصفة العلم أر‬
‫درة؟‬
‫لدةق أو‬
‫الاإرا‬
‫النفس وحديث النفس هو العلمُ بنظم الألفاظ والعبارات وتأليف المعاني‬
‫المعلومة علئ وج مخصوص ‪ +‬فلياسلفيقلب إلا معانٍ معلومة وهي‬
‫العلوم » وألفاظ مسموعة هي معلومة بالسماع © وهو أيضاً علم معلوثة‬
‫الف » وينضافٌ إليه تأليفُ المعاني والألفاظ على ترتيب ‪ +‬وذلك فعلّ‬
‫يسمئ فكراً ؛ وتسمى القدرة التي عنها يصدرٌ الفعلٌُ قوةٌ مفكرةً © فإنْ َثِثُمْ في‬

‫وده فيكلامهم مسموع ‪ +‬وفي معنى ما ذكر المؤلف‬


‫ر »‬
‫وورة‬
‫ولضر‬
‫‏(‪ )١‬الكلام النفسي مدرك با‬
‫) حديقاً طويلاً فيه قول سيدنا عمر رضي الله عنه ‪:‬‬ ‫رحمه الله تعالئ روى البخاري ( ‏‪٠‬‬
‫كلامَة‬ ‫اد‬
‫ر ما‬
‫أمّئ‬
‫(فلما سكت‪ . .‬أردت أن أتكلم وكتت زؤّرت مقالة أعجيتني ) ةفس‬
‫مقا ؛ أي ‪ :‬كلاماً ‏‪ ٠‬ولم يتكلم ي بعد ويقال ‪ :‬يلت في نف كلام ؛‏‪ ٠‬ذفاالمعنئ لا يمكن‬
‫جحدذه ‪.‬‬
‫‪ +‬وممن‬ ‫عها‬
‫ماوفيضغير‬
‫() نب البتان للأخطل ‪ +‬ولا معؤّل علئ هنذه النسبة ؛ لأنه‬
‫) وهو يؤكد الكلام‬ ‫الذهب ‪( +‬ص‪١8‬‏‬ ‫نسبهما له ابن هشام رحمه الله في ‪3‬شذور‬
‫النفسي » وهما بلفظ ‪ ( :‬لا يعجبنك من خطيب خطبة ) وهو المشهور ‪ +‬وعلئ أي‬
‫فالشاهد في البيت الثاني ‪ +‬ولعل أقدم من ذكرهما هو الجاحظ المعتزلي الذي أتكر الكلام‬
‫النفسي والبيت حجة عليه » وبرواية ‪ ( :‬إن الكلام مانلفؤاد‪ ) . . .‬لا برواية ‪ ( :‬إن البيان‬
‫لافيلفؤاد‪ ...‬و)نبهما جازماً أباولبيان نبأابن محمد كما في * ذيل المرآة »‬
‫( ‪ ) 3/48‬لابن صمصام الرقاش رخطأ نسبتهما للأخطل ‪.‬‬
‫وإنما طول الكلام هنا لوجود من جمجع بخطأ الشهادة ببيت شاعر نصراني في هذا‬
‫المقام » وهئذا جهل عجيب » ونحن بالضرورة الومدربكةم ‏‪٠‬ثل قوله سبحانه ‪#:‬وَيَعُولُونَ‬
‫َآنشْيِمَ» ‪ +‬وقوله صلى الله عليه وسلم ‪ « :‬ما قالةٌ بلغتني عنكم وجدتموها في أنفسكم ؛‬
‫في غنية عن البيت ونسيته ؛ وانظر ‪ 3‬المصباح المنير » ( ك ل م ) ‪ +‬وسياتي المؤلف على‬
‫المراد من الكلام النفسي قرياً ‏‪٠‬‬

‫لها‬
‫تيب الألفاظ والمعاني وتأليفها ؛‬
‫النفس شيئاً سوئ نفس الفكر التذير هو‬
‫ملمعاني مفترقها‬
‫بوىالالع‬
‫وسوى القوة المفكرة التي هي قدرة عليها ‏‪ ٠‬وس‬
‫ومجموعها ؛ وسوى العلم بالألفاظ المرتبة من الحروف ومفترقها‬
‫ومجموعها‪ . .‬فقد أثيتم أمراً منكراً لا نعرفةُ ‪.‬‬
‫وإيضاحهٌ ‪ :‬أنَّ الكلامٌ إما أمرٌ » أو نهيٌ » أو خبرٌ ؛ أو استخارٌ ‪.‬‬
‫أماالخبر ‪ :‬فلفظ يدل علئ علم في نفس المخبر » فمنْ علِمّ الشيءً‬
‫وعرفٌ اللفظٌ الموضوع للدلالة علئ ذلك الشيءٍ كالضرب مثلاً ؛ فإنهُ معن‬
‫معلومٌ يدرك بالحنٌ ‪ +‬ولفظً الضرب الذي هو ملف منال(ضاد والراء‬
‫والباء ) الذي وضعتَةٌ العربٌُ للدلالةٍ على المعنى المحسوس وهي معرفة‬
‫وكان له إرادة‬ ‫أخرئ ‪ +‬وكان له قدرةٌ على اكتساب هذه الأصوات بلسانه‬
‫للدلالة وإرادة لاكتساب اللفظ ‪ . .‬نه منه قوله ‪ ( :‬ضرب ) ولم يفتقر إلئ أمر‬
‫زائدٍ علئ هلذه الأمور » فك أمر قدرتموةٌ سوئ هنذا فتحن نَقدّرُنفْيَةٌ ‏‪ ٠‬ويتم‬
‫مع ذلك قوله ‪ ( :‬ضرب ) ويكون خبراً وكلاماً ‪.‬‬
‫وأما الاستخبارٌ ‪ :‬فهو دلالةٌ علئ أن في النفس طلبّ معرفةٍ ‪.‬‬
‫وأما الأمرٌ ‪ :‬فهو دلالةٌ علئ أن في نفسٍ الآمرٍ طلبٌ فعلٍ المأمور ‪.‬‬
‫؛ ولا يعقل أمرٌ خارج‬ ‫لام‬
‫لامك من‬
‫اأقس‬
‫وعلئ هنذا يقاس النهي وسائر ال‬
‫عن هنذا ؛ وهنذه الجملةٌ فبعضّها محالٌ عليه كالأصوات ‪ +‬وبعضها موجودةٌ‬
‫كالإرادة والعلم والقدرة » وأما ما عدا هلذا‪ . .‬فغيرٌ مفهرم ؟!'‬

‫قال شيخ معتزلة عصره عبد الجبار ‪ ( :‬كلام الله عز وجل من جنس الكلام المعقول في‬ ‫()‬
‫في‬ ‫يخلقه الله مسبحائنه‬ ‫عرض‬ ‫وهو‬ ‫‪.‬‬ ‫مقطعة‬ ‫وأصوات‬ ‫منظومة‬ ‫حروف‬ ‫وهو‬ ‫‪.‬‬ ‫الشاهد‬

‫الأجسام عل وجه يسمع ويفهم معناه » ويؤدي الملك ذلك إلى الأنبياء عليهم اللام‬
‫الأمر والنهي والخير وسائر‬ ‫وتشتمل على‬ ‫بحسب ما يأمر به عز وجل ويعلمه صلاحاً ‏‬
‫العباد ‪.‬‬ ‫الأقسام ككلام‬

‫ولا يصح عندهم إثبات كلام قديم مخالف لهنذا المعقول أيضاً على ما يقوله بعضهم من أن‬
‫الكلام قائم بنفسه ) ‪ .‬‏‪ ١‬المغني © ( ‪. ) 7/7‬‬

‫فها‬
‫والجواب ‪ :‬أنَّ الكلامٌ الذي نريدٌُ معني زائدٌ علئ هئذه الجملة » ولتذكرةٌ‬
‫في قسم واحد من أقسام الكلام وهو الأمرٌ حتئ لا نطول الكلامٌ فتقول ‪:‬‬
‫قولٌ السيد لغلامه ‪ ( :‬قم ) لفظٌ يدل علئ معنىٌ ؛ والمعنى المدلول عليه‬
‫في نفسه هو كلام » وليس ذلك شيئا مما ذكرتموه ‏ ولا حاجة إلى الإطئاب‬
‫في التقسيمات ‪ +‬وإنما يُتوهُم ره إما إلئ إرادة المأمور ‪ +‬أو إلئ إرادة‬
‫ملةح ؛الٌ أن يقال ‪ :‬هو إرادةٌ الدلالة ؛ لأنّ الدلالة تستدعي مدلولاً ‏‪١‬‬
‫الودلا‬
‫والمدلولٌ غيرٌ الدليل وغيرٌ إرادة الدلالة » ومحالٌ أن يقال ‪ :‬إنه إرادة‬
‫؛ كالذي يعتدرُ عند‬ ‫المأمور ؛ لأنه قد يأمرُ وهو لا يري الامتثال بل بكر‬
‫السلطان الهامٌ بقتله توبيخاً له علئ ضزب غلامه بأنه إنما ضربّة لعصيانه ‏‪٠‬‬
‫قاجابهل‬
‫وحتج‬
‫وآييَّهُ ‪ :‬أنه يأ ميا" بين يدي الملك فيعصيه ‪ .‬فإذا أرادً الا‬
‫للغلام بين يدي الملك ‪ ( :‬قمْ ؛ فإني عازمٌ عليكٌ بأمر جزم لا عذرّ لك فيه‬
‫ولا تأويلّ أن تقوم )‪ . .‬فهو في هنذا الوقت آم بالقيام قطعاً وغيرٌ مريدٍ للقيام‬
‫قطعاً » فالطلبٌ الذي قَامٌ بنفسه الذي دلّ لفط الأمر عليه ‪ . .‬هو الكلامٌ ؛ وهو‬
‫‪.‬‬ ‫غيرٌ إرادة القيام ‏‪ ٠‬وهلذا واضخ عند المنصف‬

‫فإن قيل ‪ :‬هئذا الشخصصٌ ليس بآمر على الحقيقة ‏‪ ١‬ولكنةُ موهِمٌ أنه آم ؟‬
‫ليس الأمرفيهآمراً‬
‫قلنا ‪ :‬هنذا باطل من وجهين ‪:‬‬ ‫على الحقيقة‬

‫أحدهما ‪ :‬أنه لو لم يكن أمراً‪ . .‬لما تمهَّدَ عَدْرَةُ عند الملك ‏‪ ١‬ولقيل له ‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫ثال‬
‫تلبُ‬
‫مو ط‬
‫اه‬‫لأمر‬
‫ا ال‬
‫؛ لأن‬ ‫مر‬
‫لرٌأمنك‬
‫اتصوّ‬
‫الوقت لا ي‬ ‫أنهتنفيذا‬
‫ويستحيل أن تريدٌ الآن الامتثالَ وهو سببُ هلاكك ‏‪ ١‬فكيف تطمع في أن‬
‫تحتج بمعصيته لأمرك وأنت عاجز عن أمره ؛ إذ أنت عاجزٌ عن إرادة ما فيه‬
‫هلاكك ؛ وفي امتثاله هلاكك ؟!‬
‫ولا شك في أنه قادرٌ على الاحتجاج ‏‪ ١‬وأن حجته قائمة وممهّدة لعذره ؛‬
‫الامتثالٍ‪ . .‬لما‬ ‫هتيية‬
‫كررمعاتحفّ‬
‫وحجنُةُ معصبة الأمر ؛ فلولا تصؤْرُ الأم‬

‫(‪ )١‬أي ‪ :‬يأمر الغلامٌ المضروب من قبله‪. ‎‬‬

‫_<‬
‫تصوّرٌ احتجاج السيد بذلك ألبتةٌ ؛ وهنذا قاطعٌ في نفسه لمن تَأملَهُ ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬هو أن هنذا الرجل لو حكى الواقعة للمفتينٌ ؛ وحلف بالطلاق‬
‫الثلاث ‪ :‬إني أمرت العبد بالقيام بين يدي الملك بعد جريان عِتاب الملك‬
‫فعصئ ‪ . .‬لأفتئ كل مسلم بأن طلاقةُ غيرٌ واقع ‏‪ ٠‬وليس للمفتي أن يقولٌ ‪ :‬أنا‬
‫بوٌ‬ ‫سلامب وه‬‫أعلم أنه يستحيلٌ أن تريدٌ في مثل هنذا الوقتٍ امتثالٌ الغ‬
‫هلاكك ؛ والأمرٌ هو إرادة الامتثال » فَإِذنْ ما أَمَرْتَ » هنذا لو قَالَهُ المفتي‪. .‬‬
‫فهبوابالطلاتفاق ‪.‬‬
‫المدلول غرٌ الدلالة‬ ‫هو مدلولٌ اللفظ زائدٍ علئ‬ ‫فقد انكشفَ الغطاءً ؛ ولاح وجودٌ معن‬
‫رغرالمأموريه؛‬
‫؛ وهو جسن مخالفٌ للعلوم‬ ‫ما عذُوهُ من المعاني ‏ ونحن نسمي ذلك كلاماً‬
‫وهاولكلام‬
‫ثبوتةُ لله تعالئ © بل يجب‬ ‫والإرادات والاعتقادات » وذلك لايستحيلٌ‬
‫القديم ‪.‬‬ ‫الٍ ‏‪ ١‬فإذنْ هو المعنئُ بالكلام‬
‫كهمنوع‬
‫ونه ؛ فإن‬
‫‏‪ ٠‬والدليل غير‬ ‫لام‬
‫لٌكعلى‬
‫الات‬
‫وأما الحروف ‪ :‬فهحيادثة ؛ وهي دلا‬
‫المدلول » ولا يتصفُ بصفة المدلول » وإن كانت دلالثَةُ ذاتيةٌ كالعالّم ؛ فإنه‬
‫حادثٌ ويدلٌ علئ صانع قديم » فمنْ أينَ يبعدٌُ أن تدلّ حروف حادثة على‬
‫صفة قديمةٍ مع أن هنذه دلالةٌ بالاصطلاح ؟!‬
‫ولما كان كلام النفس دقيقاً زلٌ عن ذهن أكثر الضعفاء » فلم يُنبتوا إلا‬
‫حروفاً وأصواتاً‪ . .‬توجّةَ لهم علئ هنذا المذهب أسئلةٌ واستبعادات نشيرٌ إلى‬
‫عبها‬
‫دفةف يج‬
‫الص‬
‫بعضها ليُتَدلٌ بها علئ طريق الدفع في غيرها ‪:‬‬
‫الأول ‪:‬‬

‫قولُ القائل ‪ :‬كيف سممٌ موسئ عليه السلام كلامٌ الله تعالى ؟ أسمع صوتاً‬
‫موسى عليه السلام‬
‫وهو‬ ‫سبحانة‬ ‫كلامه‬
‫وحرفاً ؟ فإنْ قلتم ذلك‪ . .‬فَإذنُ لم يسمع كلام الله تعالئ » فإِنَّ كلام الله تعالئ‬
‫بحرق ولا‬

‫صوت؟‬
‫ليبس‬
‫؛ وإن لم يسمع حرفا ولا صوتاً‪ . .‬فكيف يسمع ما ليس بحرف‬ ‫ليس بحروف‬
‫ولا صوت ؟‬

‫قلنا ‪ :‬سمعّ كلامَ الله تعالئ ؛ وهو صفة قديمة قائمة بذات الله تعالئ ؛‬
‫ااا‬
‫؛ فقولكم ‪ :‬كيف سمح كلامٌ الله تعالئ‪ . .‬كلام مَنْ‬ ‫ليس بحرف ولا صوت‬
‫لاايفهم المطلبٌ من سؤال ( كيف ) ؛ فإنَهٌ ماذا يطلب به » وبماذا يمكنّ‬
‫جوايه ؟ فليِمهِمٌ ذلك حتئ يُعرفَ استحالةٌ السؤال ‪.‬‬
‫فنقول ‪ :‬السمع نوع إدراك » فقولٌ القائل ‪ :‬كيف سمع ‪ . .‬كقول القائل ‪:‬‬
‫كيف أدركتَ بحاسة الذوق حلاوة السكر ؟ وهنذا السؤالٌ لا سيل إلئ شفائه‬
‫إلباوجهين ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬أن تسلَّمَ سكراً إلى هنذا السائل حيتئِذوَةُ ويدركٌ طعمهُ‬
‫الذلاجهووابٌ‬
‫وحلاوتة ‏ فتقول ‪ :‬أدركَّهُ أنا كما أدركته أنت الآن » وه‬
‫الشافي والتعريفٌ التَامٌ ‪.‬‬

‫والثاني ‪ :‬أن يتعذّرَ ذلك ‪ +‬إما لفقد السكر ؛ أو لعدم الاذوقليسفيائل‬


‫للسكر ء فتقولٌ ‪ :‬أدركتُ طممَةٌ كما أدركتَ أنتَ حلاوةً العمل ‪ +‬فيكون‬
‫هنذا جواباً صواباً من وجه وخطاً من وجه ؛ أما وجه كونه صواباً ‪ :‬فإنه‬
‫تعريفٌ بشيء يشبه المسؤولَ عنه من وجه وإن كان لا يشبهُهُ من كل الوجوه ؛‬
‫فإناّلطعمعسل يخالفُ طعمّ السكر وإن قَارََةٌ من بعض الوجوه وهأوصلٌ‬
‫الحلاوة » وهنذا غايةٌ الممكن » فإِن لميكن السائل قد ذاق حلاوة شيءٍ‬
‫أصلاً‪ . .‬تَعذّرَ جوابَةٌ وتفهِيم ماسألَ عنه » وكان كالعثين يَسَألٌ علنذَّة‬
‫الجماع وقط ما أدركَةٌ ؛ فيمتنع تفهِيمة الحالة التي يدركها المجامع إلا أن‬
‫يْبَّهَهُ بام الأكل ؛ فيكونٌ خطأً من وجه ؛ إذ لذَةٌ الجماع والحالةٌ التي‬
‫سعالاوي الحالة التي يدركّها الأكل إلا من حيثُ إن عموم‬
‫تجام‬
‫يدركها الم‬
‫اسم اللذة قد يشملها ؛ فإِنْ لم يكنْ قد الذّ بشيء قط ؟‪ ..‬تعذَّرَ أصل‬
‫الجواب ‪.‬‬
‫وكذلك من قال ‪ :‬كيف يُسمع كلام الله تعالئ‪ . .‬فلا يمكن شفاؤه من‬
‫السؤال إلتاُ بسأنمعَةٌ كلام الله تعالى القديم ؛ وهو متعذّْرٌ ؛ فإن ذلك من‬
‫خصائص الكليم عليه السلام ؛ فتحن لا نقدرٌ علئ إسماعه » أونَُبَةِ ذلك‬
‫فخا‬
‫بشيء من مسموعاته ؛ وليس في مسموعاته ما يشبةُ كلام الله تعالئ ؛ فإنَّ كلّ‬
‫مسموعاته التي ألفها أصواتٌ » والأصواثٌ لاتشبةٌ ماليس بأصوات ‪+‬‬
‫فيتعذِّرٌ تفهِيمةٌ » بل الأصحٌ لو سألَ وقال ‪ :‬كيف تسمعون أنتم الأصوات وهو‬
‫ما سمع صوتاً قضً؟ ‪ . .‬لم نقدرٌ علئ جوابه ؛ فإ إِنْ قلنا ‪ :‬كما تدر أنت‬
‫المبصراتٍ ‏‪ ١‬فهو إدرالةً في الأذن كإدراك البصر في العين‪ . .‬كان هنذا خطاً ؛‬
‫الؤال فامسدمن‬ ‫لٌ أنَّ هلذا السؤالٌ محالٌ ؛‬ ‫دن ؛‬
‫فلوا‬
‫فإنَّ إدراكً الأصوات لا يشبه إيصار الأ‬
‫أصله ؛ لأنه سؤال عن‬
‫كيفية ولاكيلية كه‬
‫بل لو قالَ القائلٌ ‪ :‬كيف يُرئْ ربٌ الأرباب في الآخرة‪ . .‬كان جوابةٌ محالاً ؛‬
‫سبحانه‬ ‫لأنه يسألٌ عن كيفية ما لا كيفية له ؛ إذ معنئ قول القائل ‪ :‬كيف هو ؛ أي ‪:‬‬
‫مثلّ أي شيءٍ هو مما عرفناه ؟ فإنْ كان ما يسألٌ عنه غيرٌ مماثل لشيء مما‬
‫عرفه‪ . .‬كان الجوابٌ محالاً ؛ ولم يدل ذلك علئ عدم ذاتت اعللهالئ ؛‬
‫فكذلك تعذّرٌ هنذا لا يدل علئ عدم كلام الله تعالئ » بل ينبغي أن يعتقدّ أن‬
‫كلامَهٌ صفةٌ قديمة ليس كمثلها شيء ؛ كما أن دَانَهُ ذات قديمة ليس كمثلها‬
‫شيء ؛ وكما ترئ ذانةٌ رؤيةً تخالفٌ رؤيةً الأجسام والأعراض ولا تشبهُها‪. .‬‬
‫فيُسمع كلامهُ تعالئ سماعاً يخالفٌُ الحروفٌ والأصوات ولا يشبهُها ‪.‬‬

‫الاستبعاد الثاني ‪:‬‬

‫تحريجة‪ :‬كيف حل‬ ‫أن يقال ‪ :‬كلامٌ الله تعالئ حالٌ في المصاحف أم لا ؟ فإنُ كان حلاً‪. .‬‬
‫القديم في المصاحف‬

‫الحادثة؟‬ ‫فكيف حل القديمُ في المحدث ؟ فإن قلتم ‪ :‬لا‪ . .‬فهو بخلاف الإجماع ؛ إذ‬
‫احترامُ المصحف مجمع عليه ؛ حتئ حرم على المحدثٍ مِنَهٌ ؛ وليس ذلك‬
‫إلا لأ فيه كلام الله تعالى ؟‬
‫فنقول ‪ :‬كلام الله تعالئ مكتوبٌ في المصاحف محفوظٌ في القلوب‬
‫مقرودٌ بالألسنة » وأما الكاغدُ والحب؛ والكتابةٌ والحروفٌ والأصواتُ كلها‬
‫هذا الؤال واردّمنْنْ‬ ‫حادثة ؛ لأنها أوجسأامعٌراضنٌ في أجسام ‪ .‬وكنُ ذلك حادثٌ ؛ وإذا قلنا ‪:‬‬
‫لم يفهم الفرق بين‬
‫الدلالة والمدلول‬
‫كموأننٌ‬
‫؛ أعني ‪ :‬صفةً القديم سبحانه‪ . .‬لمييلز‬ ‫صحف‬
‫م في‬
‫لوبٌ‬
‫إنها مكت‬
‫‪ .‬لميلزمُ‬ ‫اب‪.‬‬
‫كبةت في‬
‫اٌلمكتو‬
‫» كما أن إذقالنا ‪ :‬النار‬ ‫ميصحف‬
‫لف‬‫اديم‬
‫الق‬
‫خها‬
‫منه أن تكونَّ ذاتُ النار حالَةٌ فيه ؛ إذحللوَّتْ فيه‪ . .‬لاحترق المصحفُ ‪.‬‬
‫ومن تكلَّمَ بالنار فلو كانت ذاتٌ النار حَالَّةٌ بلسانه‪ . .‬لاحترقٌ لسانةٌ » فالنارٌ‬
‫جسم حار ؛ وعليه دلالة هي الأصواثُ المقطّعةٌ تقطيعاً يحصلُ منه ‪ ( :‬النون‬
‫والألف والراء ) فالحازٌ المحرقٌ ذاتُ المدلول لانفنٌ الدلالة » فكذلك‬
‫الكلامٌ القديم القاثمٌ بذات الله تعالئ هو المدلولٌ لا ذاتثُ الدليل ؛ والحروفٌ‬
‫أدلَّةٌ ‏‪ ٠‬وللادلة حرمة إذا جعلّ الشرعٌ لها حرمةٌ ؛ فلذلك وجب احتراءُ‬
‫المصحف ؛ لأنّ ما فيه دلالةٌ علئ صفة الله تعالئ ‪.‬‬
‫الاستبعاد الثالث ‪:‬‬
‫قولهم ‪ :‬إنَّ القرآنَ كلام الله تعالئ أم لا ؟ فَإنْ قلتم ‪ :‬لا ‪ .‬فقد خرجتُْ‬ ‫ركيف التوفيق بين‬
‫كون الفرآن كلام الله‬
‫عن الإجماع ؛ وإن قلتم ‪ :‬نعم‪ . .‬فما هو سوى الحروف والأصوات ؛‬ ‫تعالى وهو صوت‬
‫ومعلومٌ أن قراءة القارىء هي الحرفٌ والصوت ؟‬ ‫رحرف؟‬

‫فنقول ‪ :‬هلهنا ثلاثةٌ ألفاظ ‪ :‬قراءةً » ومقروءٌ » وقرآنٌ ‪.‬‬


‫أما المقروء ‪ :‬فهو كلام الله تعالئ ؛ أعني ‪ :‬صفتَةٌ القديمة القائمة بذاته ‪.‬‬
‫اعلرىء الذي ابتدأةٌ بعدّ أن‬
‫قف‬‫ارةٌل عن‬
‫وأما القراءة ‪ :‬فهايل فيلسان عبا‬
‫كان تاركاً له » ولا معنئ للحادث إلا أنه ابتدىء بعد أن لم يكنْ ‏‪ ٠‬فإن كان‬
‫الخصمْ لا يفهم هنذا من الحادث ‪ . .‬فلنتركُ لفظُ الحادث والمخلوق ‪ +‬ولكن‬
‫‪.‬‬ ‫نقول ‪ :‬القراءةٌ فعلٌ ابتدأه القارىءٌ بعد أن لم يكن بِفْعلهُ وهو محسوس‬
‫وأما القرآن ‪ :‬فقد يطلقٌ ويرادٌ به المقروءٌ ؛ فإن أريدّ به ذلك‪ . .‬فهو قديم‬
‫غير مخلوق ‏‪ ٠‬وهو الذي أراده السلف بقولهم ‪ :‬القرآنُ ‪ :‬كلام الله تعالئ غيرٌ‬
‫مخلوق”'" ؛ أي ‪ :‬المقروء بالألسنة ‪ .‬وإن أريدّ به القراءةً التي هفيعل‬
‫القارىء‪ . .‬ففعلٌ القارىء لاسبق وجودٌ القارىء ‪ +‬وما لا يسبق وجود‬
‫‪.‬‬ ‫الحادث ‪ . .‬فهو حادث‬

‫‏(‪ )١‬وهي كلمة منقولة عن كثرة كاثرة من السلف الصالح رضي الله تعالئ عنهم ؛ من صحابة‬
‫وتابعين ؛ ذكر طرفاً يسيراً منها الإمام السيوطي في « الدزر المنثور » (‪. ) 711 /7‬‬

‫‪١‬‬
‫وعلى الجملة ‪ :‬من يقولٌ ‪ :‬ماأحدثه باختياري من الصوت وتقطيعه‬
‫وكنت ساكتاً عنه قبله فهو قديمٌ‪ . .‬فلا ينبغي أن يخاطبٌ ويكلِّمَ » بل ينبغي أن‬
‫يعلمٌ المسكينُ أنه ليس يدري ما يقوله ؛ فلا هو يفهم معنى الحرفٍ ؛ ولا هو‬
‫يعلم معنى الحادث ؛ ولو علمّهما‪ . .‬لعلمٌ أنه في نفسه إذا كان مخلوقا‪. .‬‬
‫كان ما يصدر عنه مخلوقا » وعلمّ أنَّ القديم لا ينتقلٌ إلى ذات حادثة ‪.‬‬
‫فلنترك التطويل في الجليات ؛ فإن قولَ القائل ‪ ( :‬باسم الله ) إن لم تكن‬
‫السين فيه بعد الباء‪ . .‬لم يكن قرأناً ؛ بل كان خطأ ؛ وإذا كان بعد غيره‬
‫ومتأخراً عنه ‪ . .‬فكيف يكون قديماً ؟ ونحن نريدُ بالقديم ‪ :‬ما لا يتخرٌ عن‬
‫غيره أصلا”'؟ ‪.‬‬

‫الاستبعاد الرابع ‪:‬‬

‫تحاريلجةم ‪:‬عجزة‬ ‫قولهم ‪ :‬أجمعت الأمة علئ أنَّ القرَآنَ معجزةٌ الرسول صلى الله عليه‬
‫فل حادث يجري‬
‫بعيوةء‬
‫اىليدن مد‬
‫عل‬ ‫وسلم ؛ وأنه كلام الله تعالئ » وأنه سورٌ وآياتٌ ولها مقاط ومفاتح ؛ وكيف‬
‫والقرآان معجزة بلا‬
‫فكثامار‬ ‫نك‬
‫‏(‪ )١‬قال الإمام السنوسي في « أم البراهين © ‪ ( :‬وكنهٌ هذه الصفة وسائر صفاته تعالئئ محجوب‬
‫الققديم معجزة؟‬
‫عن العقل كذاته جل وعزّ » فلبس لأحد أن يخوض فى الكنه بعد معرفة ما يجب لذاته تعالىئْ‬
‫ولصفاته ) ‏‪ ١‬حاشية الدسوقي على أم البراهين ‪ ( 4‬ص‪١١‬‏ ) ‪.‬‬
‫وبهنذا يرد الإمام الغزالي على الحشوية والمجسمة ومشبهة الحنابلة ؛ ومشبهة الحنابلة في‬
‫؛‬ ‫صرفوت‬
‫ل الح‬
‫وينابقدم‬
‫هلذا المقام هم أشهر من يُرَدُ عليهم ؛ فإنهم صرّحوا مكابر‬
‫الحنابلة حاول‬ ‫ونسب لبعضهم ما هو أشد من ذلك ؛ كقوله بقدم الحبر والكاغد ؛ وبعض‬
‫نفي هلذه القالات عنهم مبرثاً ساحتهم ؛ وهو عمل مبرور ‪ +‬ولكن لا مناص من نسية‬
‫الأقوال إملىشبهتهم ‏‪ ١‬ويكفينا إما‬
‫أمئمنمة الحنابلة المحققين هو ابن الجوزي رحمه ا له‬
‫تعالئ قد ألف كتاباً لتبرئة الإمام أحمد ابن حنبل من كثير من أقوال أتباعه ؛ كاين خزيمة‬
‫وأيبيعلئ وابن الزاغوني وغيرهم ممن يحتج الكثيرون اليوم بأقوالهم علئ أنهم أئمة‬
‫شةبيه ‪ © 4‬وفيه‬
‫لتشبه‬
‫© وسماه ‪* :‬ادفع‬ ‫أيهم‬
‫لاب يرؤخذ‬ ‫اب‬
‫بنذا‬
‫لي ه‬
‫ا ف‬
‫الحنابلة ‏ وعم‬
‫أةش مناعرة‬
‫الجلماع‬
‫يتجلئ توافق أقوال ماحقلقحىنابلة بما عليه جماهير أهل السنة وا‬
‫ا‬ ‫والماتريدية ‪.‬‬
‫وسيعرض المؤلف في لحاقه الردّ على المعتزلة القائلين بخلاف قول الحشوية وأذنابهم ‏‪١‬‬
‫إذ قالوا بخلق القرآن » ليبين أن كلا الفريقين كان بين إفراط وتفريط مغالياً » والقول الحقّ‬
‫منةاعة ‪ :‬متكلم بكلام هو صفة له غير مخلوق وهو غير القراءة‬ ‫لهلج الس‬
‫ال أ‬
‫هوو قو‬
‫الحادية ‪.‬‬

‫‪٠١‬‬
‫يكون للقديم مقاط ومفاتحُ ؟ وكيف ينقسمٌ بالسور والآيات ؟ وكيف يكونُ‬
‫القديمٌ معجزة الرسول والمعجزةٌ هي فعلٌ خارقٌ للعادة ؛ وكل فعلٍ فهر‬
‫مخلوق ؛ فكيف يكون كلام الله تعالئ قديما”'؟ ؟‬

‫قلنا ‪ :‬أتنكرونٌ أنَّ لفظ القرآن مشترلٌ بين الفراءة والمقروء أم لا ؟ فإن‬
‫اعترفتم به‪ . .‬فكلٌ ماأورده المسلمون من وصف القرآن بما هو قديم‬
‫‪ .‬أراادلوام بقهروءً ‪ +‬وكلّ‬ ‫لرٌوق‪.‬‬
‫ملئخ غي‬
‫كقولهم ‪ :‬القرآن كلامُ الله تعا‬
‫ماوصفوة به مما لايحتملهٌ القديم ؛ ككونه سوراً وآياتٍ ولها مقاطع‬
‫ومفاتحٌ‪ . .‬أرادوا به العباراتٍ الدالةً على الصفة القديمة التي هي قرآنً" ‪.‬‬
‫وإذا صاارٌلاسم مشتركاً‪ . .‬اماتنلعتناقضٌ » فالإجماغ منعقدٌ علئ أنْ لاقديم‬
‫إلا الله تعالئ » والله تعالئ يقول ‪« :‬حَقَّ عَادَ كَالْيْجُنِ الَِْبرِ» ولكن نقول ‪:‬‬
‫اسم القديم مشترللٌ بين معنيين » فإذا ثبت من وجو ‪ . .‬لم يستحل نيه من وجه‬
‫لناقات‬
‫إنهط م‬
‫آخر » فكذا اسم القرآن » وهو جوابٌ عن كل ماايرلددو‬
‫المتناقضة ‪.‬‬
‫ءَ ودلّ عليه‬ ‫‪ :‬فنعلم قطعاً إطلاقةُ لإرادة المقروء‬ ‫كونة مشتركاً‪.‬‬ ‫فإن أنكروا‬

‫كلام السلف أنَّ القرآنُ كلام الله سبحانه غيرٌ مخلوق مع العلم بأنهم وأصواتهم‬
‫وقراءتهم وأفعالّهم كل ذلك مخلوق ‪.‬‬
‫[من البسيط!‬ ‫وأما طلا لإرادة القراءة”"‪ . .‬فقد قال الشاعر ‪:‬‬
‫نًالة‬
‫آيحا‬
‫قِلر تش‬
‫وْمَْاَم‬
‫بَقَط‬ ‫ضَّحُوا بأشمّط عُنْوانَ السُجُودٍ به‬
‫ا‬ ‫بر‬ ‫انراج‬ ‫‪2‬‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫‪7‬‬ ‫‪4‬و‬ ‫‪7‬‬

‫هلذه التحريجة التي أوردها المؤلف بما يشبه الحجج هي قالة المعتزلة ومعتقدهم في‬ ‫‏(‪)١‬‬
‫كلام الله تعالى ‪ .‬انظر « المغني ‪ 711/48( +‬‏‪. ) 4٠١‬‬
‫في غير ( ه ) و( و ) ‪ ( :‬قراءة ) بدل ( قران ) وهو المرادهنا ‪.‬‬ ‫و‬
‫(©) أي ‪ :‬إطلاق لفظ القرآن بمعنى القراءة ‪.‬‬
‫(‪ )4‬البيت لسيدنا حسان بن ثايت يرثي أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنهما ؛ انظر‬
‫‏‪ ٠‬ديوانه ‪ + ) 1/14( 8‬وقيل لأوس بن مغراء » والبيت دائر في الفصيح ‪ +‬انظر ‏‪ ١‬خزانة‬
‫الأدب ‪ ) 854/811‬؛ والأشمط ‪ :‬من خالط سوادٌ شعره الياض ‪.‬‬

‫‪١‬‬
‫مسأ الخطإ في هذه‬ ‫‏‪ ١‬ما أَذْنَ الله‬ ‫‪:‬‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫وقال‬ ‫‪ :‬القراءة ‪6‬‬ ‫يعنى‬
‫الشهةعد)نهم‬
‫؛ وقال كان‬ ‫؛ والترنُُ يكون بالقراءة‬ ‫بالقرآن‬ ‫نرم‬ ‫حَسَن‬ ‫لشيء إِذْنَهُ لنب‬
‫الاشتراك اللفظي‬
‫لسلف ‪ :‬القرآنُ كلام الله غير مخلوق”' ؛ وقالوا ‪ :‬القرآنٌ معجزةً وهي‬
‫فعل الله تعالئ”" ؛ إذعلموا أنَّ القديم لايكون معجزاً ؛ فبانَ أنه اسه‬
‫‪.‬‬ ‫‪ +‬ومن لم يفهُم اشتراكً اللفظ ‪ . .‬ظنٌ تناقضاً في هنذه الإطلاقات‬ ‫مشترك‬

‫‪:‬‬ ‫الاستبعاد الخامس‬

‫تحريجة‪:‬كلامه‬ ‫أن يقال ‪ :‬معلومٌ أنه لامسموع الآن إلا الأصوات ؛ وكلامُ الله تعالئ‬
‫مسموع الآن بالإجماع ؛ وبدليل قوله تعالئ ‪# :‬وَإِنَ أَحَدُيْانَلْمُشْركِييب‬
‫مسمسوع؛‬ ‫مسبحائه‬

‫فكيف بكرن قديماً؟‬


‫؟‬ ‫أَمَنو‬
‫م بسَت‬
‫ل حَقٌ‬
‫تجار ره‬
‫إنا كلانمشرك يمع‬ ‫فنقول ‪ :‬إنكان الصوث المسموع للمشرك عند الإجارة هو كلامٌ الله‬
‫‪.‬‬ ‫قلهليم‪.‬‬
‫اامل ال‬
‫كل‬
‫ليم الله‬
‫فأليكفقل‬ ‫اصه‬
‫ب في‬
‫صسلام‬
‫ت ال‬
‫اسئخعليه‬
‫تعالى القديم القائمٌ بذاته‪ . .‬فأيّ فضل لمو‬
‫مواسىلسعليلهام؟‬ ‫بكونه كليماً على المشركين وهم يسمعون كما سمع ؟! وهل يتصؤَّرٌ عن هذا‬
‫جوابٌ إلا أن يقال ‪ :‬مسموع موسئ عليه السلام صفة قديمة قائمةٌ بالله‬
‫تعالئ » ومسموع المشركٍ أصواتٌ دالةٌ علئ تيك الصفةٍ » ونتبيّنٌ به على‬
‫القطع الاشتراك ‪:‬‬

‫إما في اسم الكلام ؛ وهو تسميةٌ الدلالاتٍ باسم المدلولات ؛ فإن الكلام‬

‫‏(‪ )١‬أصله في ‏‪ ١‬مسلم » ( ‪ ) 747‬ولفظه ‪ « :‬ما أذن الله لشيء كأذنه لبي يتفنئ بالقرآن يجهر‬
‫به» وفي رواية « كإذنه » » وباللفظ المثبت ذكره الإمام الشافعي في « الأم ؛‬
‫‏(‪ ١ ) 070 /7‬ورواه عبد الرزاق في «مصئفه » (‪ ©) 7/784‬وانظر « افتلحباري ؛‬
‫(‪.)4/27‬‬
‫*‪. )١15‬‬ ‫)( انظر(اص‪‎‬‬
‫() لم يستخدم الأوائل من السلف الصالح رضي الله عنهم لفظ ( المعجزة ) للقرآن الكريم ؛‬
‫بل ما هو في معناها ؛ كالآية ؛ قال تعالى علئ لسان سيدنا عيئْ عل نينا وعليه الصلاة‬
‫واللام ‪ :‬قد سنت اب ين لَيَُم أن تن َم بين أيْلِيٍ كََيِكَةَ أَهّْير تَأنُع نِيءِ‬
‫فَيَر طَما إن لَه » وانظر * مداخل إعجاز القرآن ؛ للأستاذ محمود شاكر رحمه الله ‪.‬‬

‫‪٠7‬‬
‫هو كلام النفس تحقيقاً » ولكنٌ الألفاظ لدلالتها عليه أيضاً تسمئ كلاماً كما‬
‫تسمئ علماً ؛ إذ يقال ‪ :‬سمعث علمّ فلانٍ ؛ وإنما تسمع كلامَهُ الدالّ على‬
‫علمه ‪.‬‬
‫وإما في اسم المسموع ؛ فإن المفهومٌ المعلوم بسماع غيره قاد يسم‬
‫مسموعاً ؛ كما يقال ‪ :‬سمعت كلامٌ الأمير علئ لسان رسوله ‪ +‬ومعلومٌ أن‬
‫كلام اليأميقرولامُ بلسان رسوله » بلالمسموع كلام الرسول الدالّ على‬
‫كنةل فيام‬
‫كلام الأمير » فهنذا ما أردنا أن نذكرَةٌ في إيضاح مذهب أهل الس‬
‫النفس المعدود من الغوامض”'' ؛ وبقية أحكام الكلام نذكرها عند التعٌض‬
‫لأحكام الصفاتٍ من القسم الثاني إن شاءً اللتهعالئ ‪.‬‬
‫“‪+‬‬ ‫*«*ه|‬

‫‏(‪ )١‬ولا عجب في هنذا التعبير ؛ فقد قال إمام الحرمين ‪ ( :‬وقد تقطعت المهرة في إثبات العلم‬
‫بوجوب وصف الباري سبحانه بالكلام ) « العقيدة النظامية » ( ص‪ ) 97‬‏‪ ١‬حتئ قال أهل‬
‫هذا الفن ‪ :‬وإنما سمي علم الكلام بهلذا الاسم لكثرة الأخذ والرد في هنذه الصفة ‪.‬‬

‫"‪4‬‬
‫وب‬
‫ل لما‬
‫ا سر‬
‫ليرا لاني‬
‫يكام لماتعاد ‪,‬مايسئراك نيبا برد‬
‫‪:‬‬ ‫أربعة أحكام‬ ‫وهي‬

‫زيادة الصفات على‬ ‫‪:‬‬ ‫الأول‬ ‫الحكم‬


‫الذات دون مغايرة‬

‫أ الصفات السبعةً التي دللنا عليها ليست هي الذاتٌ »زبلا هئيدةٌ على‬
‫الذات ‪ .‬فصائع العالم عالم بعلم ؛ حيٌّ بحياةٍ » قادرٌ بقدرة » هنكذا في‬

‫إنكار المجزلة‬ ‫وذهبت المعتزلة والفلاسفة إلئ إنكار ذلك ‪ +‬وقالوا ‪ :‬القديمُ ذاتٌ‬
‫والفلاسفة زيادة‬
‫الصغات علاىلذات‬
‫واحدة » ولا يجوز إثباثُ ذواتٍ قديمةٍ متعددة » وإنما الدليلٌ يدل علئ كونه‬
‫‏‪٠‬‬ ‫العلم والقدرة والحياة‬ ‫لا على‬ ‫عالماً قادراً حياً ‏‬

‫؛‬ ‫فعات‬
‫ص جمي‬
‫لرير‬
‫ا تك‬
‫حتئ لانحتاج إلئ‬ ‫صنفات‬
‫لم‬‫المٌ‬
‫ولتعيّنٍ الع‬
‫وزعموا أن العالمية حالٌ للذات وليست بصفة”'؟ ؛ لكن المعتزلةً ناقضوا في‬
‫الإرادة والأكلام‬ ‫‪ :‬إنه مريدٌ بإرادة زائدة على الذات » ومتكلمٌ بكلام زائدٍ على‬ ‫قتيانلإذوا‬
‫صف‬
‫صفان ثابحان عند‬
‫المخزلة بخلاف‬
‫الفلاسفة‬
‫عت»ونها بافلحمالث ؛لاً يقول القاضي‬
‫نات‬
‫هئذه ايلصف‬ ‫اين‬
‫ية ف‬
‫بعتزل‬
‫الم‬ ‫عاهيدة‬
‫(‪ )1‬كذا‬
‫عبد الجبار ‪ ( :‬اعلم ‪ :‬أن القديم جل وعز يوصف بأنه قادر ‪ +‬والمراد بذلك أنه يختص‬
‫بحال لكونه عليها يصح منه إيجاد الأفعال ) ‪ 3 .‬المغني ‪ ( 6‬‏‪. ) ٠١4/9‬‬
‫وقال ‪ ( :‬يوصف سبحانه بأنه عالم © والمراد به عند شيخنا أبي هاشم أنه مختص بحال‬
‫) ‪.‬‬ ‫لاختصاصه بها تتأتى الأفعال المحكمة منه ) ‪ 3 .‬المغتي ‪608/411‬‬
‫وقال ‪ ( :‬اعلم ‪ :‬أنه سبحانه بوصف بأنه سميع بصير ء ويراد بذلك أنه علئ حال‬
‫لاختصاصه بها يدرك المسموع والمبصّر إذا وجدا ؛ وقد بينا من قبل أنه لا برجم بهلده‬
‫الحال إلا إلى كونه حياً » وأنه لا صفة للسميع بكونه سميعاً زائدة علئ ذلك ) ‏‪ ٠.‬المغتي ؟‬
‫‏(‪.)7]!١/5‬‬

‫‪‎‬م‪١‬‬
‫الذات ؛ إلا أن الإرادةً يخلقها في غير محل ؛ والكلام يخلقه في جسم جماد‬
‫اكولنم هوتكلم به" ‪.‬‬
‫وي‬
‫ريادة » وأامالكلام‪ . .‬فإنهم قالوا ‪ :‬إنه‬
‫ااسَلهُمإ ف‬
‫والفلاسفة طردوا قَي‬
‫متكلمٌ بمعنئ أنه يخلق في ذات النبي سماعٌ أصواتٍ منظومةٍ ؛ إما في النوم ‏‪٠‬‬
‫وإما في اليقظة ؛ ولا يكون لتلك الأصواتٍ وجودٌ من خارج ألبتة ؛ بل في‬
‫سمع النبي ؛ كما يرى النائم أشخاصاً لا وجودّ لها ولكن تحدث صورها في‬
‫ادئم‬ ‫لرن عن‬‫دماغه ‪ .‬وكذلك يسمع أصواتاً لاوجودٌ لها ؛ حتئ إِنَّ الاحاض‬
‫لايسمع والنائم قد يسمع ويهولهُ الصوث الهائل ويزعجةُ وينتبةُ خاتفاً‬
‫مذعوراً ‪.‬‬
‫وزعموا أنَّ النبيّ إذا كان عاليّ الرتبة في النبوة‪ . .‬ينتهي صفاءٌ نفسه إل أنْ‬
‫يرئْ في اليقظة صوراً عجيبةٌ ؛ ويسم منها أصواتاً منظومة فيحفظها وَمَّنْ‬
‫حولَهُ لايسمعون ولا يرون ‪ +‬وهو المعنيٌ عندهم برؤية الملاثكة وسماع‬
‫القرآأن منهم » ومَّنْ ليس في الدرجة العالية من النبوة‪ . .‬فلا ير ذلك إلا في‬
‫المنام ‪.‬‬
‫فهذا تفصيلٌ مذاهب الضلال ؛ والغرضٌ إثباتُ الصفات ‪ +‬والبرهالٌ‬
‫القاطع ‪ :‬هو أن من ساعدّ علئ أن الله تعالئ عالمٌ‪ . .‬فقد ساعد علئ أن له‬
‫مهّ‪ . .‬واحدٌ ؛ فإن العاقل يعقلٌ‬
‫عمٌل ول‬
‫علماً ؛ فاإنلمفهومٌ من قولنا ‪ :‬عال‬ ‫أهل الحن يثرن‬

‫ذاتاً ‏ ويعقلّها على حالة وصفة بعد ذلك ؛ فيكونٌ قد عقل صفةٌ وموصواً ؛‬ ‫دون‬ ‫زيادة الصشات‬

‫والصفةٌ علمٌ مثلاً ؛ وله عبارتان ‪:‬‬


‫إحداهما طويلة ؛ وهي أن نقول ‪ :‬هنذه الذات قد قام بها علم ؛‬
‫والأخرى وجيزة » أوجزث بالتصريف والاشتقاق ؛ وهي أن الذات عالمةٌ ؛‬
‫كما يشاهدٌ الإنسانٌ شخصاً ويشاهدٌ نعلاً ويشاهدٌ دخول رجلِه في النعل » فله‬
‫عبارة طويلة ؛ وهي أن يقولَ ‪ :‬هنذا الشخصنٌ رجِلهٌ داخلةٌ في نعله ؛ أو‬

‫وما اضطرهم إلى القول بزيادة هاتين الصفتين على الذات‪ . .‬هو قولهم بحدوثهما‪.‬‬ ‫‏(‪)١‬‬

‫الاي‬
‫يقولَ ‪ :‬هو منتعل ؛ فلا معنئ لكونه منتعلاً إلا أنه ذو نعل ‪.‬‬
‫مية‪. .‬‬
‫ويماُظنٌُ من أن قيامَ العلم بالذات يوجبٌ للذات حاعلةا تلسمئ‬
‫فلا معنئ لكونه عالماً إلا كونُ الذات‬ ‫الهوة!'"‬
‫اللالحعلم‬
‫هوس محضٌ » ب‬
‫خنْذُ‬
‫؛ تيكَ الصفةٌ والحال هي العلمٌ فقط » وليكنأ مَ‬ ‫اٍلٍ‬
‫علوئحصفة‬
‫المعاني من الألفاظ ؛ فإذا تكررت الألفاظٌ بالاشتقاقات‪ . .‬لايبدغ ألنطَ ؛‬
‫رٌ‬
‫ت أن‬
‫غبغي‬
‫فاشتقاقٌ صفة العالم من لفظ العلم أورثّ هنذا الغلط » فلاي ين‬
‫به » ويهلذا ييطلٌ جمع ما قيل وطَوّلَ من العلة والمعلول » وبطلانٌ ذلك‬
‫جلي بأل العقل لمن لم يتكرر علئ سمعه ترديد تلك الألفاظ ‪ +‬ومن عََِ‬
‫ذلك بفهمه‪ . .‬فلا يمكن نزوعةٌ منه إلا بكلام طويل لايحتملة هنذا‬
‫المختص؟ ‪.‬‬
‫والحاصل ‪ :‬هو أن نقولٌ للفلاسفة والمعتزلة ‪ :‬هل المفهومٌ من قولنا ‪:‬‬
‫فُهوم من قولنا ‪(:‬موجودٌ)ء أو فيه إشارةٌ إلى وجودٍ وزيادة ؟‬
‫ل)معين‬
‫(عاالم‬

‫فإقنالوا ‪ :‬لا ‪ +‬فَإِذْنْ كان من قال ‪ :‬هو موجودٌ عالم‪ . .‬كأنه قال ‪ :‬هو‬
‫موجودٌ موجودٌ ؛ وهنذا ظاهر الاستحالة » وإذا كان في مفهومه زيادة‪. .‬‬
‫فتلك الزيادة ‪ :‬هل هي مختصةٌ بذات الموجود أم لا ؟ فإن قالوا ‪ :‬لا‪ . .‬فهو‬
‫محال ؛ إذ يخرج به عن أن يكونٌ وصفاً له » وإن كان مختصاً بذاته‪ . .‬فنحنٌُ‬
‫لا نعني بالعلم إلا ذاك ‪ .‬وهي الزيادة المختصة بالذاتٍ الموجودة الزائدة على‬
‫الوجود التي يحسن أن يشتقٌّ للموجود بسببه منه اسم العالم ؛ فقسداعدتم‬
‫علاىلمعنئ وعاد النزاع إلى اللفظ ‪.‬‬
‫وإن أردتَ إيرادَةُ على الفلاسفة‪ . .‬قلت ‪ :‬مفهومُ قولنا ‪ ( :‬قادرٌ) هو‬
‫مفهومُ فولنا ‪ ( :‬عالد) أم غيره”" ؟‬

‫(‪ )1‬وهذا غمرٌ على المعتزلة القائلين بالأحوال » كما أَلمِمٌ إليه (ص ‪. ) 841‬‬
‫(؟) وإنما سلك مع الفلاصقة هنذا المسلك دون ذكر النات ؛ لأنهم لا يثبتون صفة وجودية غير‬
‫؛ ق ال‬ ‫يلهود‬
‫صفات سلوب عندهم ‪ .‬وهاولمي‬ ‫وجود الذات ؛ ومساوىئ ذلفكهي‬

‫ا‬
‫فإن كان هو ذلك بعينه ‪ . .‬فكأناً قلنا ‪ :‬قادرّ قادرٌ » فإنه تكرارٌ محضْ ‏‪٠‬‬
‫مفأثبهتمومين ‪ :‬أحدهما يعبر عنه‬‫وإغنيكارنه‪ . .‬فَإاِذنلْمهورااً » فقد‬
‫ر »جع الإنكار إلى اللفظ ‪.‬‬‫وعلم‬ ‫باولقدارةل »أخر بال‬
‫فإن قيل ؛ قولكم ‪( :‬أم‪ )ٌ1‬مفهومةُ عينُ المفهوم من قولكم ‪ ( :‬ناه‬ ‫تحريجة‪ :‬فعليى‬
‫مسلككم مذايجبٌ‬
‫ننةٌ‪ . .‬فهو تكرارٌ محضْ ‏‪ ٠‬وإن كان غيرَةُ‪. .‬‬
‫ومخب) أوغيرةٌ ؟ فإعني كا‬ ‫تفي الصفات لوجود‬

‫فليكنْ له كلام هو أمرٌ » وآخرٌ هو نهيٌ ؛ وآخرٌ هو خبرٌ ؛ وليكن خطابُ كل‬
‫الخلاف في جزتيات‬
‫متعلقاتها‬
‫نبميفارقاً لخطاب غيره!‬
‫وكذلك مفهومُ قولكم ‪ :‬إنه عالمٌ بالأعراض ؛ أهو عن مفهوم قولكم ‪:‬‬
‫(إنه عالمٌ بالجواهر) أو غيره ؟ فإن كان عينَة‪ . .‬فليكن الإنسان العالم‬
‫بالجوهر عالماً بالعرض بعين ذلك العلم ؛ حتئ يتعلِّقّ علمّ واحد بمتعلقات‬
‫كثيرة لا نهاية لها ؛ وإن كان غيرَهٌ‪ . .‬فليكنْ لله تعالئ علومٌ مختلفة لا نهاية‬
‫» وكلٌ صفةٍ لا نهايةً لمتعلقاتها ينبغي ألا‬ ‫والقدرة والإرادة‬ ‫لها » وكذا الكلام‬

‫يكونّ لأعداد تلك الصفة نهاية ؛ وهنذا محال ‪.‬‬


‫؛‬ ‫الخبر‬ ‫وهي‬ ‫النهيّ‬ ‫هي الأمرّ وهي‬ ‫تكونٌ‬ ‫واحدةٌ‬ ‫صفة‬ ‫أن تكونّ‬ ‫فإنْ جار‬

‫تذهلفات‪ . .‬جاز أن تكون صفةٌّ واحدة تنوبٌ عن العلم‬


‫وتانوبلٌمعنخ ه‬
‫والقدرة والحياة وسائر الصفات » ثمإذا جازّ ذلك‪ . .‬جازّ أن تكونٌ الذاتُ‬ ‫الذات‬ ‫لا تكون‬ ‫ولع‬

‫وحسلهاكافيبةعن‬
‫بنفسها كافيةً ‏‪ ٠‬ويكون فيها معنى القدرة والعلم وساثر الصفات من غير‬ ‫الصنات؟‬

‫زيادة ؛ وعند ذلك يلزمٌ مذهبٌ المعتزلة والفلاسفة ؟‬

‫والجواب ‪ :‬أن نقول ‪ :‬هنذا السؤال يحل قطباً عظيماً من إشكالات‬


‫الصفات » ولا يليقٌّ حلّها بالمختصرات » ولكن إذا سبق القلم إلى إيراده‪. .‬‬
‫فلنرمز إلئ مبدأ الطريتي في حل » وقد كاع عنه أكثر المحضّلين”'' ؛ وعدلوا‬

‫موسى بن ميمون ‪ ( :‬اعلم ‪ :‬أن وصف الله عز وجل بالسوالب هو الوصف الصحيح الذي‬

‫‏‪١١‬ص ) ‪.‬‬
‫الحائرين ‏‪( ١‬‬
‫‏(‪ )١‬كام ‪ :‬تلكا وجَّّن عن الإقدام ‪.‬‬
‫محا‬
‫إلى التمسك بالكتاب والإجماع ‪ +‬وقالوا ‪ :‬هنذه الصفاثٌُ قد ورد الشرع‬
‫؛ وفَهمّ منه الواحدُ لا محالة ؛ والزائدٌ على‬ ‫عىلم‬
‫ل عل‬
‫ارحٌ‬
‫بها ؛ إذْدل الش‬
‫الواحد لم يرذ‪ . .‬فلا نعتقادةُ ‪.‬‬

‫وهذا يكلا لا يشفي ؛ فإنه قد وردّ بالأمر والنهي والخبر » والتوراة‬


‫‏‪ ٠‬والقرآنٌ غيهٌ‬ ‫نرٌهي‬
‫ارٌّل غي‬
‫والإنجيل والقرآن ؛ فماالمانع من أن يقال ‪ :‬الأم‬
‫التوراة ؟ وقد ورد بأنه تعالئ يعلم السرّ والعلانية ‪ +‬والظاهرٌ والباطن ؛‬
‫والرطب واليابس ؛ وهلمٌ جا إلى ما يشتملٌ القرآن عليه ؟‬
‫فلعلٌّ الجوابٌ ما نشيرٌ إلئ مطلع تحقيقه ؛ وهو أن كل فريق من العقلاء‬
‫مضطرٌ إلئ أن يعترفّ بأن الدليل قد دل علئ أمر زائدٍ علئ وجودٍ ذاتٍ‬
‫الصانع ‏ وهو الذي يعبر عنه بأنه عالمٌ وقادرٌ وغيرهٌ ‏‪ ٠‬والاحتمالات فيه‬
‫إثيات الصفات‬
‫ثلائة ‪ :‬طرفان وواسطة » والاقتصادٌ أقربٌ إلى السداد ‪.‬‬
‫أما الطرفان‪ . .‬فأحدّهما في التفريط ‪ :‬وهو الاقتصارٌ على ذات واحدة‬
‫تؤدي جميعٌ هلذه المعاني ؛ وتنوبٌ عنها كما فالت الفلاسفة”'" ‪.‬‬
‫والثاني طرف الإفراط ‪ :‬وهو إثباتُ صفةٍ لانهايةً لاحادها من العلوم‬
‫والقدر والكلام ‪ .‬وذلك بحسب عدد متعلّقاتٍ هلذه الصفات ‪ +‬وهلذا‬
‫‪,‬سصرافاٌئلارٌ إليه إلاالبعمضٌعتزلة وبعض الكرّاميّة ‪.‬‬
‫والرأي الثالث هو القصد والوسط ‪ :‬وهو أن يقال المختلفات لاختلافها‬
‫درجات في التقارب والتباعد » فربّ شيئين يختلفان بذاتيهما كاختلاف‬
‫الحركة والسكون » واختلاف القدرة والعلم » والجوهر والعرض ‪ +‬ورب‬
‫شيئين يدخلان تحت خَدٌّ وحقيقةٍ واحدة ؛ لا يختلفان لذاتيهما ؛ وإنما يكو‬

‫‏‪ ١:‬حيث قال ارسطاطاليس ‪ ( :‬إن الباري عل كله قدرة كله ‪ +‬حياة كله ‪ +‬سمع كله بصر‬
‫كله ) ‪ .‬انظر « مقالات الإسلاميين » ( ‏‪. ) ١78/7‬‬
‫‏ هنعو كما قال الشيخ أبو الحسن في المرجع نفسه ‏ أخذ أبو الهذيل العلآف شيخ المعتزلة‬
‫وكذلك قدرته وسمعه وبصره‬ ‫مثل هنذا حتئ قال ‪ ( :‬إن علم الباري سبحاته هو هو‬
‫وحكمتة ) ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫الاختلافُ فيهما من جهة تغاير التعلت » فاليلساختلافٌ بين القدرة والعلء‬
‫بسوادٍ والعلم بسواد أخرّ أو ببياض ؛ ولذلك إذا حددت‬ ‫لم‬
‫ع بين‬
‫للاف‬
‫ااخت‬
‫كال‬
‫العلم بحدٌ‪ . .‬يدخلٌ فيه العلمُ بالمعلومات كلها ‪.‬‬
‫اُعفيتقاد أن يقال ‪ :‬كلاختلاف يرجع إلى تبايرٍ‬
‫فنقول ‪ :‬الااقتلصاد‬
‫الذوات بأنفسها فلا يمكنُ أن يكفيّ الواحدٌ منها وينوبٌ عن المختلفات ؛‬
‫فوجب أن يكون العلمُ غير القدرة » وكذا الصفاث السب » وأن تكوذ‬
‫الموصوفة وبين الصفة‬ ‫ذينات‬
‫لة ب‬
‫اباين‬
‫الصفاتٌ غير الذات من حيث إن الم‬
‫تينين ‪.‬‬ ‫فة ب‬
‫صباين‬
‫ل الم‬
‫اّ من‬
‫أشْذٌ‬
‫وأما العلم بالشيء‪ ..‬فلا يخالفُ العلم بغيره إلا من وَجْهِ تعلقه‬
‫بالمتعلِّى » فلا يبعدٌ أن تتميِرٌ الصفةٌ القديمة بهنذه الخاضية ؛ وهو ألا يوجبٌ‬
‫تاباليمتعلّقات فيها تبايناً وتعدداً ‪.‬‬
‫فإن قيل ‪ :‬فليس في هنذا قطع دابر الإشكال ؛ لأنك إذا اعترفتَ باختلافٍ‬ ‫تحريجة‪ :‬إلبانكم‬
‫للمختلقفات لايرقع‬
‫مابسبب اختلاف المتعلّق‪ . .‬فالإشكال قائه ؛ فمواللكلنظر في سبب‬ ‫الإشكال‬

‫؟‬ ‫تودلاف‬
‫خ وج‬
‫لافابعد‬
‫اختل‬
‫الا‬
‫فأقول ‪ :‬غايةٌ الناصر لمذهب معين أن يُظهرٌ على القطع ترجيحَ اعتقاده‬
‫‪ 39‬طريق إلا وأعة م‬ ‫على اعتقاد غير ‪ +‬وقد حصل هذا على القطع ‏‬
‫هئذه الثلاث أواختراع رابع لايعقل » وهنذا الواحد إذا قوبلٌ بطرفيه‬
‫المقابلين له‪ . .‬علم على القطع رجحانه ‪ +‬وإذا لم يكن بِذّ من اعتقاد ؛‬
‫ولا معتقد إلا هنذه الثلاث » وهنذا أقرب الثلاث ‪ . .‬فيجبٌ اعتقادة » فيبقئ‬
‫ما يحيك في الصدر من إشكال يلزم علئ هنذا ‪ +‬واللازمٌ علئ غيره أعظم‬
‫منه » وتقليلٌ الإشكال ممكنٌ » أما قطعهُ بالكلية والمنظورٌ فيه هو الصفاتُ‬
‫لايحتمله‬ ‫يل‬
‫و إلا‬
‫طتنع‬
‫ت مم‬
‫ب أمر‬
‫‪ .‬فهو‬ ‫ق‪.‬‬
‫لهام‬
‫خ أف‬
‫لٌ عن‬
‫اعالية‬
‫القديمة المت‬
‫هنذا الكتاب ؛ هنذا هاولكلامُ العام ‪.‬‬

‫فأما المعتزلة ‪ :‬فإنا نخصّهم بالاستفراق بين القدرة والإرادة ونقول ‪ :‬إن‬ ‫أي فرق بين القدرة‬
‫والإرادة هنا؟‬

‫‪7١‬‬
‫جازٌ أن يكون قادراً بغير قدرة‪ . .‬جازٌ أن يكونَ مريإداًر بغايردة » ولا فُرقان‬

‫فإن قيل ‪ :‬هو قادرٌ لنفسه ؛ فلذلك كان قادراً علئ جميع المقدورات »‬
‫بين القدرة والإرادة‬
‫ولو كان مريداً لنفسه‪ . .‬لكان مريداً لجملة المرادات » وهو محال ؛ لأن‬
‫ونثبت الإرادة‬ ‫المتضاداتٍ يمكن إرادتها على البدل لا على الجمع » وأما القدرة‪ . .‬فيجوز‬
‫أن تتعلّى بالضدين ؟‬
‫والجواب أننقول ‪ :‬قولوا ‪ :‬إنه مريد لنفسه ثم يختص ببعض‬
‫الحادثات‪ . .‬كما قلتم ‪ :‬قادرٌّ لنفسه ولا تتعلّقّ قدرته إلا ببعض الحادثات ؛‬
‫فإن جملةً أفعال الحيوانات والمتولدات خارجة عن قدرته وإرادته جميعاً‬
‫اكل فقيدرة‪ . .‬جاازل فإيرادة أيضا”" ‪.‬‬
‫عندكم”'" ‪ .‬فإذا جازّ ذل‬

‫وأما الفلاسفة ‪ :‬فإنهم ناقضوا في الكلام ؛ وهو باطل من وجهين ‪:‬‬


‫أحدهما ‪ :‬قولهم ‪ :‬إن الله تعالئ متكلمٌ مع أنهم لا يثبتون كلام النفس ؛‬
‫ولا يثبتون الأصوات في الوجود » وإنما يثبتون سماع الصوت بالخ في أَذْنٍ‬
‫النبي من غير صوت من خارج ‪ +‬فلو جازٌ أن يكونَ بما يحدثُ في دماغ غيره‬
‫موصوفاً بأنه متكلم ‪ . .‬لجاز أن يكون موصوفا بأنه مُصوتُ ومتحرً بوجود‬
‫الصوت والحركة في غيره ؛ وذلك محال ‪.‬‬
‫والثاني ‪ :‬أن ماذكروه رد للشرع كله ؛ فإن مايدركةُ النائم خيالٌ‬
‫إلاىلتخيل الذي يشب‬ ‫لئ‬
‫ا الله‬
‫علام‬
‫ت بك‬
‫ماعردرفة النبي‬
‫لاحقيقة له ‪ 0‬فإذ‬
‫أضغاثٌ الأحلام ‪ . .‬فلا يثقٌّ به النبي ‪ +‬ولا يكون ذلك علما"”" ‪.‬‬

‫‪ )١‬لأنكم قلتم بخلق الأفعال للعبد » وهنذا يعني أنها خارجة عن قدرة وإرادة الخالق عندكم‪. ‎‬‬
‫؟") ولكن المتضادات لا يمكن أن تتعلق بها القدرة إلا على البدل ؛ أما معاً‪ . .‬فمحال كما قلتم‬
‫فيالإرادة ‪ .‬الأستاذ فودة ‪.‬‬
‫وأصلهم الفاسد في ذلك هو إنكارهم لظاهرة الوجي على أنها ظاهرة منفصلة عن الذات »‬
‫والوحيٌ ظاهرة ثابتة بالتواتر إلى المخبر الصادق » وهي متلونة الأشكال » وأبرزها ما كان‬
‫عن طريق رسول الوحي وأمينه جبريل عليه السلام » قاتلعالئ ‪ ( :‬وما كان لبر أن‬
‫‪١١‬‬
‫وبالجملة ‪ :‬هؤيلاءعٍتلاقدون الدينٌ والإسلام ‏‪ ٠‬وإئما يتجِمَّلُون بإطلاق‬
‫عباراتٍ احترازاً من السيف ؛ والكلامٌ معهم في أصل الفعل وحدث العالم‬
‫‪.‬‬ ‫التفصيلات*''‬ ‫؛ فلا نشتغلٌ معهم بهنذه‬ ‫والقدرة‬

‫فإن قيل ‪ :‬أفتقولون ‪ :‬إن صفاتٍ الله تعالئ غيرٌ الله ؟‬ ‫تحريجة‪ :‬فهل معتى‬
‫زيادتها على الذات‬

‫ات‬
‫لناذعلى‬
‫ا دلل‬
‫قلنا ‪ :‬هنذا خطأ » فإنا إذا قلنا ‪ ( :‬اتللعهالئ )‪ . .‬فقد‬ ‫مغايرتها للذات؟‬

‫ماعلصفات » لا على الذات بمجردها ؛ إذ اسم الله تعالئ لايصدقٌ علئ‬


‫ذات قَدَرَ خلها عن صفات الإلهية ؛ كما لا يقال ‪ :‬الفقةٌ غيدٌ الفقيه”"' ‏‪ ١‬ويد‬
‫زيد غيرٌ زيد » ويد النجّار غيرٌ التجار ؛ لأن بعضٌ الداخل في الاسم لا يكو‬
‫غير الداخل في الاسم‪ . .‬فيذٌ زيد ليسث هي زيداً ولا هي غير زيد ؛ بل كلا‬ ‫بعين‬ ‫ليس‬ ‫الصفات‬

‫الذات ولاغيرها‬
‫اللفظين محالٌ » وهنكذا كل بعض ؛ فليس هو غير الكل ولا هو بعينه‬
‫الكل ؛ فلو قيل ‪ :‬الفاقةٌلإغيرنٌسان‪ . .‬فهنذا يجوز ؛ ولا يجوز أن يقال ‪:‬‬
‫غيرٌ الفقيه ؛ فإن الإنسان لا يدلٌ علئ صفة الفقه ؛ فلا جرمٌ يجوز أن يقال ‪:‬‬
‫الصفةٌ غير الذات التي تقوم بها الصفة ؛ كما يقال ‪ :‬العرضُ القائم بالجوهر‬
‫غير الجوهر ؛ علئ معنئ أن مفهوم اسمه غَيرٌ مفهوم اسم الآخر » وهنذا جائز‬
‫بشرطين ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬أل يمنم الشرعٌ من إطلاقه ؛ وهنذا يختص بالله تعالى ‪.‬‬

‫يُكيْمه ال ِل َحبأزين تنآ جاب َيِل رَخرل نَجْئ بيه تَابَتَاة َوهْحَكِيءٌ» ‪.‬‬
‫وحديثه عن زنادقة الفلاسقة ممن تصدئ لردٌ آرائهم في « تهافت الفلاسفة ‪ » 4‬ولما تحرج‬ ‫‪106‬‬
‫بالسؤال عن كفرهم ‪ . .‬أثبت كفرهم في ثلاث مسائل أمهات ؛ وهي القول بقدم العالم ؛‬
‫وإنكار إحاطة علم الله تعالئ بالجزئيات » وإنكار البعث ‪.‬‬
‫وكلام الإمام هنا في غاية الأهمية في مالك الجدل ؛‏‪ ٠‬فمثل هلؤلاء الذين ينكرون اصول‬
‫يت‬ ‫ممن‬ ‫فكم‬ ‫؛‬ ‫قال‬ ‫كما‬ ‫‪ +‬والأمر‬ ‫بالأصول‬ ‫يسلّموا‬ ‫حتئ‬ ‫الفروع‬ ‫في‬ ‫يناقشون‬ ‫لا‬ ‫الدين‬

‫شُبهَهُ بين الناس ويفْلْ لل وهو يجادل بمثل هنذا ظاناً مجادلة أنه يكسر شوكة بدعته وهو‬
‫عن مراده‬ ‫غافل‬

‫أي ‪ :‬لا يقال مثلاً ‪ :‬فقةٌ هنذا الفقيه غير ‏‪٠‬‬ ‫()‬
‫والثاني ‪ :‬أل يفهمٌ من الغيرية ما يجوز وجودُةٌ دون الذي هو غيرٌ بالإضافة‬
‫‪ .‬لميمكن أن يقال ‪ :‬سوا زيد غيرٌ زيد ؛ لأنه‬ ‫ك‪.‬‬
‫ل فهم‬
‫ذ إِنْ‬
‫إليه ؛ فإنه‬
‫‪.‬‬ ‫زيد‬ ‫لا يوجدٌ دون‬

‫فإِذنُ ؛ قد انكشف بهذا ما هو حظٌّ المعنئ وما هو حظٌ اللفظ ‏‪ ١‬فلماعنئ‬


‫للاتطلويجللفييّات*' ‪.‬‬
‫قيام الصفات بالذات‬ ‫الحكم الثاني للصفات ‪:‬‬

‫ها‬
‫ممٌنشيءٌ‬
‫ندعي ‪ :‬أن هلذه الصفاتٍ كلها قائمةً بذاته ؛ لايجوز أن يقو‬
‫بغير ذاته ؛ سواء كان في محل ؛ أو لم يكن في محل ‪.‬‬
‫وأما المعنزلة ‪ :‬فإنهم حكموا بأن الإرادة لا تقوم بذاته ؛ فإنها حادثةٌ ‪.‬‬
‫وليس هومحلاً للحوادث » ولا تقبومحلٌ آخرٌ ؛ لأنه يؤدي إلئ أن يكون‬
‫!ي"!‬
‫حدُللا ف‬
‫م توج‬
‫ذلك المحلٌ هو المريد بها ‏‪ ٠‬فهي‬
‫وزعموا أن الكلامٌ لايقوم بذاته ؛ لأنه حادثٌ ‪ 6‬ولكن يقومُ بجسم هو‬
‫جملا ؛ حتئ لا يكونَ المتكلم به ؛ بل المتكلم به هو الله سبحانه!" ‪.‬‬
‫برهان قيام الصفات‬ ‫أما البرهانٌ علئ أنَّ الصفاتٍ ينبغي أن تقوم بالذات‪ . .‬فهو عند من فهم‬
‫بالذات‬
‫ما قدمناه مستغنى عنه ؛ فإِنَ الدلِيلّ لمّا دل على وجود الصانع ‪ . .‬دل بعده‬
‫صانع بصفة كذا » ولا نعني بأنه تعالئ علئى صفة كذا إلا أنه على‬
‫اىل أن‬
‫عل‬

‫فهي صفات زائدة على الذات ؛ وهي لاهو ولغايره ؛ كما عبر الإمام النسفي في‬ ‫‪0.‬‬
‫« عقائده » (ص‬
‫‏‪.)٠١١‬‬
‫ربهلذا الحكم ودليله ننفي تعدد القدماء الذي أورده المعتزلة ؛ فتمهٌّد القول للحكم‬
‫الثاني ؛ وهو قيام هلذه الصغات بالذات ‪.‬‬
‫(؟) عقد القاضي عبد الجبار فصلين في كتابه « المغني » أثبت بالأول حدوث الإرادة » وبالثاني‬
‫)‪.‬‬ ‫‪ 3 .‬المغني © (‪06416541 /7/7‬‬ ‫كونها لا في محل‬
‫(©) قال السعد رحمه الله تعالئ ‪ ( :‬وله صفات أزلية قائمة بذائه ضرورة أنه لا معنئ لصفة‬
‫الشيءٍ إلا ما يقوم به » لا كما تزعم المعتزلة من أنه متكلم بكلام هو قائم بغيره » لكن‬
‫مراأهم نف كون الكلام صفةٌ له ‪ +‬لا إثبات كونه صفة له غير قائمة بذائه ) ‪4 .‬شرح‬
‫العقائد النسفية ؟ ( صش؟‪٠١‬‏ ‪. 6‬‬

‫‪.7‬‬
‫تيك الصفة » ولا فرق بين كوه علئ تيك الصفة وبين قيام الصفة بذاته”'" ‪.‬‬
‫وقد بينا أن مفهوم قولنا ‪ :‬عالمٌ ؛ وفي ذاته علم‪ ..‬واحدٌ ؛ فمفهوم‬
‫قولنا ‪ :‬مريدٌ » وقامت بذاته إرادة‪ . .‬واحدٌ » ومفهوم قولنا ‪ :‬لم تقم بذاته‬
‫إرادة » وليس بمريد ‪ . .‬واحدٌ ؛ فتسمية الذاتٍ مريداً بإرادة لم تقم به كتسميته‬
‫متحركاً بحركة لم تق به » وإذا لم تقم الإرادة به‪ . .‬فسواء كانت موجودة أو‬
‫‪.‬‬ ‫معدومه‬

‫فقولُ القائل ‪ :‬إنه مريدٌ‪ . .‬لف خطاً لا معنئ له » وهنكذا المتكلّءٌ ؛ فإنه‬
‫متكلمٌ باعتبار كونه محلاً للكلام ؛ إذ لا فرق بين قولنا ‪ :‬هو متكلم ‪ +‬وبين‬
‫قولنا ‪ :‬قام الكلام به ؛ ولا فرق بين قولنا ‪ :‬ليس بمتكلم ؛ وبين قولنا ‪ :‬لم‬
‫يقمْ بذاته كلامٌ ؛ كما في كونه مصوتاً ومتحركاً ؛ فإن صدق على الله تعالئ‬
‫قولنا ‪ :‬لم يقم بذاته كلام ‪ . .‬صدق ونا ‪ :‬ليس بمتكلم ؛ لأنهما عبارتان عن‬
‫‪.‬‬ ‫معنىّ واحد‬

‫العجبُ من قولهم ‪ :‬إن الإرادةً توجِدُ لام فيحل! فإِنْ جازّ وجودُ‬ ‫لانإترادة في‬
‫إنا ك‬

‫محل‪ . .‬فليجز وجودُ العلم والقدرة والسواد‬ ‫صفةٍ من الصفات لافي‬ ‫يكاولنكلام كذلك ؟‬

‫والحركة بل الكلام لا في محل » فلم قالوا بخلى الأصوات في محل ؟‬


‫فليخلق في غير محل ! وإن لم يعقل الصوث إلا في محل ؛ لأنه عرض‬
‫وصفة‪ . .‬فكذا الإرادة ؛ ولو عكس هنذا وقيل ‪ :‬إنهكلخلاقماً لا في‬
‫محل ؛ وخلق إرادة في محل ‪ . .‬لكان العكسُ كالطرد ‪.‬‬
‫ولكنْ لما كان أولُ المخلوقات يحتاج إلى الإرادة والمحلُ مخلوفٌ‪ . .‬لم‬ ‫مبب قول المعتزلة‪:‬‬
‫(لافي محل)‬
‫يمكنهم تقديرٌ محل للإرادة موجودٍ قبل الإرادة ؛ فإنه لا محل قبل الإرادة إلا‬
‫ذاتُ الله تعالئ ‪ +‬ولم يجعلوةٌ محلاً للحوادث ‪ +‬ومن جعله محلاً للحوادث‬

‫‏(‪ )١‬والمعنئ ‪ :‬إنما استدللنا بحدوث العالم على وجود محديثٍ ؛ ثأمثبتنا قم هذا المحدث‬
‫ليصح تصِؤُرٌ الحادث ؛ ثم النظرٌ في هلذا الحادث دلنا علئ قدرة الصائع وعلمه وحكمته ؛‬
‫فكون الصانع موصوفاً بالقدرة ونحوها‪ . .‬ككون القدرة قاثمة بالصانع ‪ +‬وإلا‪ . .‬لكان‬
‫استدلالتا ليس على الصانع بل علئ صفته ‏ وهو باطل يأدنئ نظر ‪.‬‬
‫ا‬
‫أقربٌ حالاً منهم ؛ فإن استحالةً وجودٍ إرادة في غير محل ؛ واستحالة كوه‬
‫مريداً بإرادة لاتقومٌ به » واستحالةً حدوث إرادة حادثة بلإارادة‪ . .‬تدركٌ‬
‫ببديهة العقل أو نظره الجلىّ » فهنذه ثلاث استحالاتٍ جليَّةٍ ؛ وأما استحالة‬
‫كونه محلاً للحوادث‪ . .‬فلا يدر إلا بنظر دقيق كما ستذكرةٌ ‪.‬‬
‫سبحائه‬ ‫صفانه‬ ‫كل‬ ‫الحكم الثالث ‪:‬‬
‫قديمة كذاته‬

‫أن الصفاتٍ كلَّها قديمةٌ ؛ فإنها لركانث حادثةً‪ . .‬لكان القديمٌ تعالئ‬
‫محلاً للحوادث ؛ وهو محالٌ » أو كان يتصفُ بصفةٍ لا تقوم به ؛ وذلك‬
‫أظهرٌ استحالة كما سبق ‪ +‬ولم يذهب أحدٌ إلئ حدوث الحياة والقدرة ؛ وإنما‬
‫ثلاثة دلائل على قدم‬ ‫اكل فيعلم بالحوادث وفي الإرادة وفي الكلام ؛ ونحن نستدلٌ‬
‫اعتقدوا ذل‬
‫على استحالةٍ كونه سبحانه محلاً للحوادث من ثلاثة أوجه ‪:‬‬
‫الصفات‬

‫جائز‬ ‫الحادث‬ ‫الأول ‪ :‬أن كل حادث فهو جائزٌ الوجود » والقديم الأزلي واجبٌ‬
‫الوجود ‪ :‬ولو تطرّقٌ الجوازٌ إلئ صفاته‪ ..‬لكان ذلك مناقضاً لوجورب‬
‫وصفائه تعالى واجية‬

‫وجوده ؛ فإنَّ الجوازٌ والوجوبّ يتتاقضان ؛ فكلٌ ماو هاوجبٌ الذات فمن‬
‫المحالي أن يكون جائزٌ الصفات » وهلذا واضحٌ بنفسه”"'" ‪.‬‬
‫الثاني ‪ -‬وهو الأقوئ ‪ : -‬أنه لو قُدرَ حلولٌ حادث بذاته‪ . .‬لكان‬
‫لايخلو ‪ :‬إما أن يرتقيّ الوهمٌ إلى حادث يستحيل قبلَهٌ حادثٌ » أوي لراتقي‬
‫إليه ؛ بل كل حادث فيجوزٌ أن يكون قبِلَهُ حادثُ ‪.‬‬

‫‏(‪ )١‬نصفات القديم واجب الوجود واجبةٌ لذاتها وليست ممكنة في نفها » قال المحققٌ‬
‫البيجوري في « شرحه على الجوهرة ؛ ( ص‪١١‬‏ ) ‪ ( :‬واعلم أن وجوب صفات المعاني‬
‫ذاتي لها مثل وجوب الذات كما هو الحق الذي عليه السنوسي ومن تبعه ‪ +‬ولينت ممكنة‬
‫اقتضاء الذات لها كما قاله العضد » وهنذه نرغة من نزغات‬ ‫لذاتها واجبة لغيرها بسبب‬
‫العضد ؛ وسرت له هئذه النزغة من كلام الفلاسفة ؛ فإنهم يقولون ‪ :‬إن العالم ممكن لذاته‬
‫قديم لغيره بسبب كوته معلولا لعلة قديمة ؛ وهي ذاته تعالئ ‪ +‬وما كان معلولا لعلة قديمة‬
‫فهقوديم ‏‪ ١‬وهنذا كلام باطل ؛ وكلام السعد في موضع ‪ 3 -‬شرح العقائد النسفية ‏‪١‬‬
‫كلام العضدا ‪ +‬وفي موضع "آخر يوافق كلام السنوسي وهو الذي‬ ‫فق‬
‫‏‪7١٠‬صا(ا ) ‪-‬‬
‫يو‬
‫‏‪. ) ١١١‬‬ ‫نلقى الله عليه )» وانظر « شرح الصاوي على الجوهرة ؟ (ص‬

‫يوي‬
‫إن لم يرتتي الوهمُ إليه ‪ . .‬لم جوازٌ اتصافه بالحوادث أبداً ؛ ولزم منه‬
‫حوادثٌ لاأولّ لها » وقد قام الدليل على استحالته”'" ؛ وهنذا القسم‬
‫ما ذهبٌ إليه أحدٌ من العقلاء”" ‪.‬‬
‫وإن ارتقى الوهمُ إلى حادث يستحيل قبله حدوثُ حادث‪ . .‬فتلك‬
‫الاستحالةٌ لقبول الحادثات في ذاته لاتخلو ‪ :‬إما أن تكون لذاته » أولزائدٍ‬
‫عليه » وباطلٌ أن تكون لزائد عليه ؛ فَإنٌ كلّ زائدٍ يُفْرْضُ يمكنْ تقديرُ عدمه ؛‬
‫فيلزمٌُ منه تواصلٌ الحوادث أبداً ؛ وهو محالٌ ؛ فلم يبقّ إلا أن استحالتةُ من‬
‫حيث إِنَّ واجبّ الوجود يكونٌ علئ صفة يستحيلٌ معها قبولٌ الحوادث لذاته ‏‪٠‬‬
‫فإذا كان ذلك مستحيلاً فذياته أزلاً‪ . .‬استحالَ أنينقلبّ المحالٌ جائزاً ‏‪٠‬‬
‫ويُْزَّلُ ذلك منزلة استحالته لقبول اللون أزلاً ؛ فإن ذلك يبقئ فيما لا يزال ؛‬
‫لأنه لذاته لا يقبل الألوان باتفاق العقلاء » ولم يجزٌ أن تتغيِّرّ تلك الاستحالة‬
‫‪.‬‬ ‫إلى الجواز ؛ فكذلك سائر الحوادث‬

‫فإن قيل ‪ :‬فهذا بيبطل بحدوث العالم ؛ فإنه كان ممكناً قبلَ حدوثه ولم‬ ‫تحريجة‪ :‬فيطل‬
‫فولكم بحدوث‬
‫يكن الوهمُ يرتقي إلئ وقتٍ يستحيلٌ حدوثُ قبلَهُ ‏‪ ٠‬ومع ذلك يستحيلٌ حدونهُ‬ ‫العالم‬
‫أزلاً ولم يستحل على الجملة حدوثة ؟‬
‫قلنا ‪ :‬هنذا الإلزامٌ فاسدٌ ؛ فإنا إنما نحيلٌ إثباتَ ذات تنبو عن قبول‬
‫حادث لكونها واجبة الوجود ؛ ثم تنقلبٌ إلئ جواز قبول الحوادث » والعالم‬
‫دلَوث موصوفةٌ بأنها قابلة للحدوث أوق غايربلة حتئ‬ ‫ح قب‬
‫ل ذاثٌ‬
‫ا له‬
‫ليس‬
‫‪ .‬فيلزمٌ ذلك على مساق دليلنا ‪.‬‬ ‫ينقلبَ إلى قبول جواز الحدوث‬

‫نعم ؛ يلزمٌ ذلك المعتزلةً » حيث قالوا ‪ :‬للعالم ذاتٌ في العدم قديمةٌ‬
‫قابلاً للحدوث يطراً عليها الحدوثُ بعد أن لم يكن”" » فأما علئ أصلنا‪. .‬‬

‫(‪ )١‬انظر ( صن‪. ) 84 ‎‬‬

‫)‪ (7‬فقد قالت الكرامية بذلك ‪ +‬ولكن لا يلتفت لقولهم ؛ لأنه هالك عند أدنىئ متأمل ‪.‬‬
‫(©) ذات العالم عند المعتزلة ثابئة في العدم غير موجودة ‏‪ ١‬وهلذا مبني علئ أصلهم في كون‬
‫المعدوم شيئاً ‏‪٠‬‬

‫أدص‬
‫القديم لا يكون فعلاً‬ ‫فغير لازم ‪ +‬وإنما الذي نقوله في العالم ‪ :‬إنه فعلٌ ‏‪ ٠‬والفعلٌ القديم محالٌ ؛‬
‫لأن القديم لا يكون فعلاً ‪.‬‬
‫الدليل الثالث ‪ :‬وهو أنا نقول ‪ :‬إذا فَذَرْنا قيامَ حادث بذاته‪ . .‬فهو قبل‬
‫ذلك ‪ :‬إما أن يتصفٌ بِضدٌ ذلك الحادثٍ » أو بالانفكاك عن ذلك الحادث ؛‬
‫وذلك الضدُ أو ذلك الانفكاكٌ ‪ :‬إن كان قديماً‪ . .‬استحال بطلانةٌ وزواله ؛‬
‫لأن القديم لا يُعدم » وإن كان حادثاً‪ . .‬كان قبله حادث لا محالةً ؛ وكذا قبل‬
‫ذلك الحادث » ويؤدي إلى حوادثَ لا أَوّلَ لها ؛ وهو محال ‏‪ ١‬ويتضخ هنذا‬
‫بأن يُفْرضٌ في صفة معينة ؛ كالكلام مثلاً ‪:‬‬
‫فإن الكرامية قالوا ‪ :‬إنه في الأزل متكلمٌ علئ معنئ أنه قادرٌ علئ لت‬
‫؛ ومهما أحدثٌ شيئاً في غير ذاته‪ . .‬أحدثٌ في ذاته قولَهُ ‪:‬‬ ‫تيه‬
‫اف‬‫ذلام‬
‫الك‬
‫داث هنذا القول ساكتاً » ويكون سكونة‬
‫‪#‬كٌ » فلا بِدّ أن يكإونح قبل‬
‫قديماً ؛ وإذا قال جهْمٌ ‪ :‬إنه يُحدِثُ في ذاته علماً ؛ فلا بِذّ أن يكون قل‬
‫غافلاً ؛ وتكون غفلثةٌ قديمة”'"‪ . .‬فنقول ‪:‬‬
‫السكوث القديء والغفلةٌ القديمة يستحيلٌ بطلانهما ؛ لما سبق من الدليل‬
‫على استحالة عدم القديم ‪.‬‬

‫تحريجة‪ :‬لم تجعلرن‬ ‫فإن قيل ‪ :‬السكوت ليس بشيء ؛ إنما يرج ذلك إلئ عدم الكلام ؛‬
‫من عدم الكلام وعدم‬ ‫والغفلةٌ ترجع إلئ عدم العلم والجهل وأضداده ‏ فإذا وُجِدَ الكلامٌ‪ . .‬لم‬
‫العلم أشياء تبطل‬
‫رعي أعدام؟‬ ‫يطل شيءٌ ؛ إذلم يكن شيءٌ إلا الذاثُ القديمة ؛ وهي باقيةٌ ‏‪ ٠‬ولكن انضاف‬
‫إليها موجودٌ أخرٌ ؛ وهو الكلام والعلم ؛ فأما أن يقال ‪ :‬انعدمٌ شيءٌ‪ . .‬فلا ؛‬
‫ويتزَّلٌ ذلك منزلة وجود العالم ؛ فإنَهُ يبطلٌ العدمٌ القديم » ولكن العدمٌ ليس‬
‫بشيء حتئ يوصفَ بالقدم ويقدرٌ بطلانه ؟‬
‫‪:‬‬ ‫جبهمنين‬
‫وجوا‬
‫وال‬
‫أحدهما ‪ :‬أن قولّ القائل ‪ :‬السكوث هو عدم الكلام وليس بصفةٍ ؛‬

‫(‪ )١‬سيفضّل المؤلف قول جْهُم ومعه هشام بن الحكم ‪ -‬ويردٌ قوله بالتحريجة الآئية‪. ‎‬‬

‫‪١‬‬
‫والغفلة عدمٌ العلم وليست بصفةٍ‪ . .‬كقوله ‪ :‬البياضن هو عدمُ السواد وسائرٍ‬
‫وذلك‬ ‫؛‬ ‫بعرض‬ ‫وليس‬ ‫الحركة‬ ‫عدم‬ ‫هو‬ ‫والسكون‬ ‫‪.‬‬ ‫بلون‬ ‫وليس‬ ‫الألوان‬

‫محالٌ ؛ والدليلٌ الذي دلّ على استحالته بعينه يدلٌ على استحالة هنذا”'' ‪.‬‬
‫والخصومُ في هلذه المسألة معترفون بأن السكون وصفٌ زائدٌ على عدم‬
‫الحركة ؛ فإن كلّ من يدعي ‪ :‬أن السكون هو عدم الحركة‪ . .‬لا يقدرٌُ على‬
‫إثبات حدث العالم ‪ +‬فظهورٌ الحركة بعد السكون إذا دل علئ حدث‬
‫المتكلم من‬ ‫المتحرك ‪ . .‬فكذلك ظهورٌ الكلام بعد السكوت يدل علئ حدث‬
‫غير فرق ؛ إذ المسلكُ الذي به غُرِفَ كون السكون معن هو مضلا للحركة‬
‫بعينه يعرفٌ به كونُّ السكوت معنىٌ يضاةً الكلام ؛ وكونٌ الغفلة معن يضادٌ‬
‫الذات الساكنة والمتحركة ؛ فإن‬ ‫لنتي‬
‫حقةٌا بي‬
‫العلم » وهو أن أدركنا تفر‬
‫الذاتت مدركة على الحالتين ؛ والتفرقة مدركة بين الحالتين » ولتارجع‬
‫التفرقة إلا إلئ زوال أمر وحدوث أمر ؛ فإن الشيءً لا يفارق نفس ؛ فدلٌّ‬
‫ذلك علئ أن كل قابل للشيء فلا يخلو عنه أو عن ضده ؛ وهنذا مطردٌ في‬
‫الكلام والعلم ‪.‬‬

‫ولا يلزم علئ هنذا الفرق بين وجود العالم وعدمه'' ؛ فإن ذلك‬
‫لا يوجب ذاتين » فإنه لم تَدركُ في الحالتين ذاتٌ واحدةٌ يطراً عليها الوجود ؛‬
‫بلذ لااتَ للعالم قبل الحدوث » وللقديم ذا قبل حدوثٍ الكلام » غُلِم‬
‫علئ وجهِ مخالفٍ للوجه الذي عَلِمَ عليه بعد حدوثٍ الكلام ؛ يِعبّرّ عن ذلك‬
‫الوجه بالسكوت وعن هنذا بالكلام ؛ فهما وجهان مختلفان أُدركَتْ عليهما‬
‫ذاتٌ مستمرة الوجودٍ في الحالتين ؛ وللذات هيئةٌ وصفةٌ وحالة بكونه ساكتاً‬
‫كما أنَّ له هيئةٌ بكونه متكلماً ؛ وكما له هيئةٌ بكونه ساكناً ومتحركاً وأبيض‬

‫وليس بعرض مع أنه أمر وجودي ؛‬ ‫ركة‬ ‫لنحعدم‬‫‏(‪ )١‬أي ‪ :‬ماادلستعلىحالة كون الاسكو‬
‫هئذا الدليل بعينه دلّ على استحالة فولهم المذكور ‪.‬‬
‫() وهنذا ردٌ علئ قولهم ‪ :‬إن كان الأمر كما تزعمون من كون عدم الكلام ( السكوت ) أمراً‬
‫وجودياً ‏‪ ٠‬فلماذا لا يكون عدم العالّم ( قبل حدوثه ) أيضاً أمراً وجودياً ؟‬
‫‪٠١‬‬
‫وأسودٌ » وهنذه الموازنة مطابقةٌ لا مخرج منها ألبتة ‪.‬‬

‫الوجه الاثانليا فنيفصال""" ‪ :‬هوأنه إِنْ سُلَّم أيضاً أن السكوتَ ليس‬


‫بمعنىّ » وإنما يرجعٌ ذلك إلئ ذات منفكَّةٍ عن الكلام ‪ . .‬فالانفكاكٌ عن الكلام‬
‫حالٌ للمنفكٌ ‏ لا محالة ‏ ينعدمٌ بطريان الكلام ؛ فحالٌ الانفكاك تسمئ عدماً‬
‫أو وجوداً أوصفة أو هيئة‪ . .‬قدانتفئ بالكلام”" » والمنتفي قديمٌ ؛ وقد‬
‫ذكرنا أنَّ القديمٌ لاينتفي » سواءً كان ذاتاً أو حالاً أو صفةٌ ؛ وليست‬
‫الاستحالةً لكونه ذاتاً فقط » بل لكونه قديماً ؛ ولا يلزمٌ عدم العالم ؛ فإنه‬
‫قدم ؛لأن عدم العالم ليس بذات"” ؛ ولا حصلٌ منه حالٌ لذات‬ ‫افئل مع‬
‫انت‬
‫حتئ يِقَذَّرَ تغّاها وتبِذّلّها على الذات ؛ فالفرقٌ بينهما ظامة"؟ ‪.‬‬

‫تحريجة‪ :‬لاتسلم‬ ‫فإن قيل ‪ :‬الأعراضُ كثيرة ؛ والخصمٌ لا يدعي كونٌ الباري سبحانه محلّ‬
‫بقدمثلاتمئن‬
‫الصفات السبع رهي‬ ‫حدوثٍ شيء منها ؛ كالألوان والأكوان والألام واللذات وغيرها ‪ 6‬وإنما‬
‫الهلم والإرادة‬
‫الكلامٌ في الصفات السبع التي ذكرتموها ؛ ولا نزاعٌ من جملتها في الحياة‬
‫والكلام‬
‫والقدرة » وإنما النزاعٌ في ثلاثة ؛ الكلام والإرادة والعلم ؛ وفي معنى العلم‬
‫السمع والبصرٌ عند من يثيُّهما » وهنذه الصفاتُ الثلاثة لابد أن تكون‬
‫حادثة ؛ ثم يستحيلٌ أن تقوم بغيره ؛ لأنه لا يكون متصفاً بها‪ . .‬فيجِبُ أنْ‬
‫تقوم بذاته ؛ فيلزمُ منه كونةٌ محلاً للحوادث ‪:‬‬

‫أما العلمٌ بالحوادث‪ . .‬فقد ذهب جَهُمٌ إلى أنها علوم حادثة”"' ؛ وذلك‬

‫أي ‪ :‬في التخلّص من الإيراد والتحريجة التي أوردها علئ لسان المتازع ‪.‬‬ ‫‪00‬‬
‫أي ؛ هذه الحال سواء كانت عدماً أو وجوداً‪ . . .‬فهي منفية بصفة الكلام ‪.‬‬ ‫‪90‬‬
‫(©) فلا يتصور قدمه لذلك ؛ ويخطىء من يتصور أن العالم طرأ على القديم معتقداً قد العدم ‪.‬‬
‫(‪ )4‬والفرق بين الوجه الأول والثاني ‪ :‬أن في الوجه الأول ‪ :‬أثبتنا أن السكوت أمر وجودي‬
‫أنه ليس وجودياً ؛ ولكنا أثبتنا‬ ‫كالكلام » وفي الوجه الثاني ‪ :‬سلمنا تنزلاً عند كلام الخصم‬
‫أنه حال وليس سلباً محضاً ؛ وكل منالقديم الوجودي والحال يستحيل عدمه لقدمه ‪.‬‬
‫الأستاذ فودة ‪-‬‬

‫وزعم أن المعلومات إذتاجددت‪ . .‬أحدث الباري سبحانه وتعالئ علوماً متجددة بها يعلم‬

‫‪4‬‬
‫لأن الله تعالى الآن عالم بأن الْعالَّمَ كان قد وُجِدَ قبل هنذا » فهاولفيأزل إن‬
‫كان عالماً بأنه كان قد وجدّ‪ . .‬كان هنذا جهلاً لا علماً ؛ وإذا لم يكن عالماً‬
‫وهو الآن عالمٌ‪ . .‬فقد ظهرّ حدوث العلم بأن العالم كان قد أوجد قبل هنذا ؛‬
‫‪.‬‬ ‫وكذا القول في كل حادث‬

‫وأما الإرادة‪ . .‬فلا بذ من حدوثها ؛ فإنها لو كانت قديمة‪ . .‬لكان المراذ‬


‫معها ؛ فإن القدرة والإرادة مهما تمّتَا وارتفعت العوائقٌ‪ . .‬وجب حصولٌ‬
‫المراد » فكيف يتَأخّرٌ المراد عن الإرادة والقدرة من غير عائق ؟ فلهئذا قالت‬
‫؛ واقاللكتَرَاميَةٌ بحدوثها في ذاته ؛‬ ‫”ر''‬
‫مةحفيل غي‬
‫المعتزلةٌ بحدوث إراد‬
‫وربما عبَروا عنه بأنه يخلق إيجاداً في ذاته عند وجودٍ كل موجود » وهنذا‬
‫راجع إلاىلإرادة ‪.‬‬
‫وأما الكلاءُ‪ . .‬فكيف يكونُ قديماً وفيه إخبار عما مضى ؟ فكيف قال في‬
‫الأزل ‪# :‬أرإنسَلْنَا نما إل فَوْمِهِ ‪ #‬ولم يكن قد خلق نوحاً بعد ؟ وكيف قال‬
‫في الأزل لموسئ ‪ # :‬فَأَخْلَم تعلَيِكَ » ولم يخلق بعد موسى ؟ وكيف أمرّ ونهئ‬
‫من غير مأمور ولا منهيٌ ؟ فإذا كان ذلك محالاً ثم ُلِمَ بالضرورة أن آم" ناه‬
‫واستحالّ ذلك في القدم ‪ . .‬عُلِمَ قطعاً أنه صار أمراً ناهياً بعدّ أن لم يكنْ ؛ فلا‬
‫معنئ لكونه محلاً للحوادث إلا هنذا ؟‬
‫والجواب ‪ :‬أنّا تقول ‪ :‬مهما حلَلْنا الشبهةً في هنذه الصفات الثلاث‪. .‬‬
‫انتهضٌ منه دليلٌ مستقل علئ إبطال كونه محلاً للحوادث ؛ إذ لم يذهب إليه‬
‫ذاهتٌ إلا بسبب هنذه الشبهة ‏‪ ١‬فإذا انتكشفت ‪ . .‬كان القول بها باطلاً كالقول‬
‫بأنه محل للألوان وغيرها ؛ مما لا يدل دليلٌ على الاتصاف بها ‏‪ ١‬فنقول ‪:‬‬
‫الباري تعالئ في الأزل غَلِمَ بوجود العالم في وقت وجوده ؛ وهنذا العلم‬ ‫شببهةحدوث‬
‫دقع ش‬

‫العلم القديم‬

‫»‬ ‫ين‬
‫دصول‬
‫ل أ‬
‫ار «‬
‫المعلومات الحادثة ) ثم رد عليه ‪ « .‬الإرشاد ةم (اص ‪ ) 65‬‏‪ ١‬وانظ‬
‫‪. 6‬‬ ‫‪84‬‬ ‫للبغدادي ( ص‬
‫وهو قول بعض معتزلة أهل البصرة كما قال إمام الحرمين في « الإرشاد » (اص ‪ 41‬‏)‪ ١‬وقد‬ ‫‏(‪)١‬‬
‫) ‪.‬‬ ‫صرّح به القاضي عبد الجبار في ! المغني » (‪7/451 /6‬‬

‫‪7١٠‬‬
‫‪ :‬العلم بأن العالم يكون من بعد ؛ وعند‬ ‫لهاأفيزل‬
‫اتضا‬
‫صفةٌ واحدة ؛ مق‬
‫كلمٌا بأئنهنٌ » وبعده ‪ :‬العلمٌ بأنه كان » وهنذه الأحوالٌ تتعاقبٌ‬
‫الوجود ‪ :‬الع‬
‫على العالم ويكون مكشوفاً لله تعالى بتيك الصفة ؛ وهتيت لمغير ؛ وإنما‬
‫‪.‬‬ ‫الٌلم‬
‫لٌعأحوا‬
‫اغيّء‬
‫المت‬

‫وإيضاحه بمثال ‪ :‬وهو أنا إذا فرضنا للواحد منا علماً بقدوم زيد عند‬
‫طلوع الشمس ؛ وحصلٌ له هنذا العلم قبل الطلوع ولم ينعدمٌ ‪ +‬بل بقي ولم‬
‫‪ .‬فما حال هنذا الشخص عند الطلوع ؛ أيكون‬ ‫وندع‪.‬‬
‫لرٌ ع‬
‫طم آخ‬
‫ل عل‬
‫اق له‬
‫يخل‬
‫عالماً بقدوم زيد أوع غايرلم ؟ ومحالٌ أن يكون غيرّ عالم ؛ لأنه قَدْرّ بقاء‬
‫العلم بالقدوم عند الطلوع ؛ وقد علم الآن الطلوع ؛ فيلزمه بالضرورة أن‬
‫مونَاً‬
‫ل يك‬
‫ا أن‬
‫ضاء الطلوع‪ . .‬فلاعبِذَّ‬
‫نامقعند‬
‫يكونَ عالماً بالقدوم » فلوا د‬
‫بأنه كان قد قَدِمَ ؛ والعلم الواحد أفادً الإحاطة بأنه سيكون وأنه كائن وأنه قد‬
‫كان ؛ فهكذا ينبغي أنيُفهمَ علم الله القديمُ الموجبُ للإحاطة بالحوادث ؛‬
‫وعلئ هنذا ينبغي أن يقاس السمع والبصرٌ » فإ كلّ واحد منهما صفةٌ يتضحٌ‬
‫بها المرئيُ والمسموع عند الوجود من غير حدوث تيك الصفةٍ ولا حدوث أمرٍ‬
‫فيها » وإنما الحادثُ المسموع والمرئيٌُ ‪.‬‬

‫‪ :‬أن الاختلافٌ بين أحوال شيءٍ وااحدنقفيسامه‬ ‫ذىا‬


‫ن عل‬
‫هاطع‬
‫والدليلٌ الق‬
‫إلى الذي كان ويكون وهو كائن‪ . .‬لايزيدٌ على الاختلاف بين الذوات‬
‫المختلفة » ومعلومٌ أن العلم لا يتعذَّدُ بتعدد الذوات ؛ فكيف يتعذَّدُ بتعدد أحوالٍ‬
‫ذاتٍ واحدة ؟ وإذا جاز علمٌ واحدٌ يفيدٌ الإحاطة بذوات مختلفة متباينة‪ . .‬فمن‬
‫أين يستحيلٌ أن يكونَ علمٌ واحد يفيدٌ إحاطة بأحوال ذاتٍ واحدة بالإضافة إلى‬
‫الماضي والمستقبل ؟ ولا شك في أن جهْماً ينفي النهاية عن معلومات الله‬
‫تعالئ ‪ +‬ثم لا ثبت علوماً لا نهايةً لها ؛ فيلزهٌ أن يعترفٌ بعلم واحد يتعلّىٌ‬
‫بمعلومات مختلفةٍ ؛ فكيف يستبعدٌ ذلك في أحوال معلوم واحد"'؟ ؟‬

‫) ‪.‬‬ ‫() انظارل ةإرشاد »‪7(4‬ص‪134-‬‬

‫‪17١١‬‬
‫يحققه'' ‪ :‬أنه لر حدثَ له علمٌ بكل حادث‪ . .‬لكان ذلك العلم‬ ‫قرلكم بحدوث العلم‬
‫يوجب العلم بالعلم‬
‫‪.‬‬ ‫معلوم‬ ‫‪ :‬إما أن يكون معلوماً ؛ أوغير‬ ‫لا يخلو‬
‫الحادث؛ فيلزم‬
‫للدأوور‬
‫اسلس‬
‫الت‬
‫فإنٌ لم يكن معلوماً‪ . .‬فمهوحالٌ ؛ لأنه حادث ء وَإِنْ جازٌ حادثٌ‬
‫لا يعلمةٌ مع أنه في ذاته وأولئ بأن يكون متضحآً له‪ . .‬فأ يجوز ألا يعلم‬
‫الحوادثٌ المباينة لذاته أولئ ‪.‬‬

‫وإن كان معلوماً ‪ :‬فإما أن يفتقرّ إلئ علم آخرّ » وكذا العلم الآخر يفتقر‬
‫إلعىلوم أخرَ لانهايةً لها ‏‪ ٠‬وذلك محالٌ ؛ وإما أن يعلمٌ الحادثٌ والعلم‬
‫بالحادث بنفس ذلك العلم » فتكون ذاتُ العلم واحدةٌ ولها معلومان ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬ذاته ؛ والآخر ‪ :‬ذات الحادث ؛ فيلزم منه ‏ لا محالة ‏ تجويزٌ علم‬
‫واحد تعلق بمعلومين مختلفين ؛ فكيف لا يجوز علمٌ واحدٌ متعلق بأحوال‬
‫معلوم واحلٍ مع اتحادٍ العلم وتنرُّهِِ عن التغيِّر ؟! وهنذا ما لا مخرج منه ‪.‬‬
‫وأما الإرادة‪ . .‬فقذذكرنا أن حدوتّها بغير إرادة أخرئ محال » وحدولها‬ ‫دمع شبهةحدوث‬

‫بإرادة يتسلسل إلئ غير نهاية ؛ وأن تعلق الإرادة القديمة بالأحداث غيرُ‬
‫الإرادة القديمة‬

‫محال ؛ ويستحيلٌ أن تعلق الإرادةٌ بالقديم ؛ فلامل يعكنالّم قديماً ؛ لأن‬


‫إيسبقضاح ذلك" ‪.‬‬ ‫الإرادة تعلّقتْ بإحداثه لا بوجوده في القدم ؛ وقد‬
‫وكذلك الكرَاميٌ إِنْ قال ‪ :‬يُحدثُ في ذاته إيجاداً في حال حدوث‬
‫العالّم ‏ فبذلك يحصل حدوث العالم في ذلك الوقت‪ . .‬فيقال له ‪:‬‬
‫وما الذي خضَّصنَ الإيجادٌ الحادث في ذاته بذلك الوقت ؟ فيحتاج إلى‬
‫ادة الحادثة”” ‪.‬‬
‫ر في‬
‫إزلةً‬
‫لمعن‬
‫ا ال‬
‫ييجاد ما لزمٌ‬
‫إف‬‫لهُم‬
‫ازمُ‬
‫مخصص آخر ؛ فيل‬

‫ومن قال منهم ‪ :‬إن ذلك الإيجادٌ هو قوله ‪ :‬اك وهو صوت ‪ +‬فهو‬
‫محالٌ من ثلاثة أوجه ‪:‬‬

‫أي ‪ :‬يحقق ويثبت دعوانا والرد على جهم وأتباعه ‪:‬‬ ‫‪010‬‬
‫‏‪. ) ١7١‬‬ ‫انظر (اص‬ ‫)‪0‬‬
‫‏‪. )١7٠‬‬
‫)‪ (7‬انظر (اص‬

‫‪7١١‬‬
‫بذاته ‪.‬‬ ‫أحدها ‪ :‬استحالة قيام الصوت‬

‫والآخر ‪ :‬أن قوله ‪ # :‬ك» حادثٌ أيضاً ‪ .‬فإن حدثٌ من غير أن يقول‬
‫‪ :‬كن ‪ . .‬فليحدث العالمٌ من غير أن يقول له ‪ # :‬كن ‏‪ ١‬فإن‬ ‫دك‬
‫افتقرَ قوله ‏‪ :‬كل إلئ قول آخرٌّ‪ . .‬افتقر القول الآخرٌ إلئ ثالث » والثالت‬
‫إالىلرابع ‪ +‬ويتسلسل إلى غير نهاية ‪.‬‬
‫ثم لا ينبغي أن ينار من انتهئ عقَلَةٌ إلى أن يقولَ ‪ :‬يحدث في ذاته بعدد‬
‫كلْ حادث في كل وقتٍ قوله ‪ # :‬ك‪ 2‬؛ فتجتمم آلافٌ آلافٍ أصواتٍ في كل‬
‫لحظة ‏‪ ١‬ومعلوم أن النون والكاف لا يمكنُ النطق بهما في وقت واحد ؛ بل‬
‫ينبغي أن تكونٌ النون بعد الكاف ؛ لأن الجمع بين الحرفين محالٌ ‏‪ ٠‬وإن‬
‫جمع ولم يرتب‪ . .‬لم يكن قولاً مفهوماً ولا كلاماً » وكما يستحيل الجمع بين‬
‫مناحرئفيلين » ولا يعقلٌ في آن واحدٍ‬ ‫ملكت بي‬‫حرفين مختلفين ‪ . .‬فكذ‬
‫ألفُ ألف كاف كما لا يعقلُ الكاف والنون » فهلؤلاء حَفّهُم أن يسترزقوا الله‬
‫تنغال بالنظر!'؟‬
‫ش م‬
‫لهمٌا لهم‬
‫اأ‬‫تعالئ عقلاً ؛ فهو‬
‫والثالث ‪ :‬أنقوله ‪ ( :‬كن » خطابٌ مع العالم في حالة العدم ‏‪ ٠‬أو في‬
‫حالة الوجود؟ فإن كان في حالة العدم‪ . .‬فالمعدوم لايفهم الخطاب ؛‬
‫فكيف يمتثلُ بأن يتكوّنَ بقوله ‪ # :‬كٌُ * ؟ وإن كان في حالة الوجود‪. .‬‬
‫فالكائن كيف يقال له ‪ :‬م ك‪ 4‬؟!‬
‫فانظر ماذا يفعلٌ الله تعالئ بمن ضلّ عن سبيله » فقد انتهئ ركاكة عقولهم‬
‫كفلولَهُْ كننُ» وأنه‬
‫َن ن‬
‫يه أ‬
‫فذاَأردت‬
‫إلئ أن لميفهموا المعنئٌ بقوله تعالئ ‪ # :‬إ‬
‫كنايةٌ عن نفاذٍ القدرة وكمالها ؛ حتى انجرٌ بهم إلئ هئذه المخازي ؛ نعودُبالله‬
‫من الخزي والفضيحة يوم الفزع الأكبر ؛ يوم تكشف الضمائرُ » وتبلى‬
‫السرائء » فيكشف إذ ذاك ست الله تعالئ عن خبائث الجهال ‪ +‬ويقال للجاهل‬

‫» قال سبحانه ‪# :‬إِذف‬ ‫يات‬


‫ه رد‬
‫بمدردىٌ‬
‫لجنبه‬
‫اً ي‬
‫‏(‪ )١‬فالحريُ بهلؤلاء أينسألوء سبحانه عقلا‬
‫ذف أَرْكَرَي لس كاذ لم قب آَزَألق تمع وَهْرٌ تَهِدٌ» ‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫ررٌأي السديد ‪# :‬لغَقََدٌقكَُتَلفةٍ‬
‫رآ‬
‫الذي اعتقدّ فىالله تعالئ وفى صفااتهل غي‬
‫‪.‬‬ ‫بن هنا فُكَتَفنَ عَنكَ عطاء ل مَصَزدٌ أل عبد‬

‫وأما الكلامٌ‪ . .‬فهو قديمٌ ؛ ومااستبعدوه من قوله تعالئ ‪« :‬تَأَخْلَ‬ ‫دقع شبهة حدوث‬
‫الكلام القديم‬
‫تعلَيِكَ » ؛ وقوله سبحانه ‪ :‬إن أسَلْنَا نما إل قَرَيِهِ ‪ . . 4‬استبعادً مستندة‬
‫تقديرهُم الكلامٌ صوتاً ‪ .‬وهو محالٌ فيه ‪ +‬وليس بمحال إذا هم كلام‬
‫النفس ؛ فإنا نقول ‪ :‬قام بذات الله تعالئ خبرّ عن إرسال نوح ؛ العبارة عنه‬
‫قبل إرساله ‪ ( :‬إنا نرسلَةُ ) » وبعد إرساله ‪ ( :‬إنا أرسلنا ) » فاللفظ يختلفُ‬
‫باختلاف الأحوال » والمعنى القاثمُ بذاته تعالئ لا يختلف ؛ فإن حقيقتَةُ أنه‬
‫خبرٌ تعلق بمخيرٍ ؛ ذلك الخبرٌ هو إرسالٌ نوح في الوقت المعلوم ؛ وذلك‬
‫لا يختلفُ باختلاف الأحوال كما سبق في العلم ‪ .‬وكذلك قوله تعالئ ‪:‬‬
‫( تَاخْلم تعْلَبِكَ» لفط يدل علئ أمر ؛ والأمرٌ اقتضاء وطلبٌ بقوم بذات الآمر ؛‬
‫وليس منشرط قيامه به أن يكون المأمورٌ موجوداً ؛ ولكن يجوز أن يقومٌ‬
‫بذاته قبل وجودٍ المأمور ‪ .‬فإذا وُجِذ المأمورٌ‪ . .‬كان مأموراً بذلك الاقتضاء‬
‫بعينه من غير تتجِذُّدٍ اقتضاءٍ آخرّ‬
‫وكم من شخص ليس له ولد ويقومُ بذاته اقتضاءً طلب العلم منه علئ‬
‫تقدير وجوده ؛ إذ يِقَدّرٌ في نفسه أن يقولَ لولده ‪ :‬اطلب العلم ‪ +‬وهنذا‬
‫الاقتضاءُ يتنجّزٌ في نفسه على تقدير الوجود » فلو وُجِدَ الول ؛ وخلق له‬
‫عفلٌ ؛ وخلق له علمٌ بما في نفس الأب من غيرٍ تقديرٍ صياغة لفظ مسموع ؛‬
‫وقَذّرَ بقاءٌ ذلك الاقتضاء إلى وجوده‪ . .‬لعالملّابنُ أنه مأمورٌ من جهة الأب‬
‫بطلب العلم من غير استئناف اقتضاءٍ متجدّدٍ في النفس » بل يبقئ ذلك‬
‫الاقتضاء ‪.‬‬
‫نعم ؛ العادة جاريةٌ بأن الابنّ لا يحدثُ له علم إلا بلفظ يدل على‬
‫الاقتضاء الباطن » فيكون قَولهٌ بلسانه ‪ ( :‬اطلب العلمّ ) دلالةً على الاقتضاء‬
‫الذي في ذاته ؛ سواء حدث في الوقت أو كان قائماً بذاته قبل وجودٍ ولده ؛‬

‫‪١٠8‬‬
‫فهكذا ينبغي أن يفهمّ قيامٌ الأمر بذات الله تعالئ » فتكون الألفاظٌ الداَةٌ عليه‬
‫حاودثاةلٌمدلولٌ قديماً » ووجودٌ ذلك المدلول لا يستدعي وجودٌ المأمور ؛‬
‫بل يتصوّرٌ وجودةٌ مهما كان المأمورٌ مقَذَرّ الوجودٍ ؛ فإنْ كان مستحيل‬
‫الوجود‪ . .‬فربما لايتصوّرٌ وجودٌ الاقتضاء ممّنْ يعلمٌ استحالة وجوده ؛‬
‫‏‪٠‬‬ ‫فلذلك لا نقول ‪ :‬إن الله تعالئ يقومُ بذاته اقتضاءٌ فعلٍ مهن يستحيلٌ وجو‬
‫بل معّنْ عَلِمَ وجودَةُ ‏‪ ٠‬وذلك غيرٌ محالٍ ‪.‬‬
‫تحريجة‪ :‬كييفأمر‪-‬‬ ‫فإن قيل ‪ :‬أفتقولون ‪ :‬إن الله تعالئ في الأزل آمرٌ ناه ؛ فَإِنْ قلتم ‪ :‬إِنَُّ‬
‫آم‪ . .‬فكيف يكونٌ آمرٌ لا مأمورٌ له ؟ وإن قلتم ‪ :‬لا‪ . .‬فقدْ صارّ آمراً بعد أن‬
‫والأمر من كلامه‪-‬‬

‫ولا مأمورٌ بعد؟‬


‫لميكنْ ؟‬
‫قلنا ‪ :‬اختلفٌ الأصحابٌ فيجواب هنذا ؛ والمختار أن نقول ‪ :‬هنذا‬
‫نظ يتعلّيٌ أحدٌ طرفيه بالمعنئ ‪ +‬والآخرٌ بإطلاق الاسم من حيث اللغة ؛ فأما‬
‫حظّ المعنئ‪ . .‬فقد انكشفٌ » وهو أن الاقتضاءً القديم”'' معقولٌ وإن كان‬
‫سابقاً علئ وجود المأمور ؛ كما في حق الولد ‪.‬‬

‫يبقئ أن يقال ‪ :‬اسم الأمر ينطلقٌ عليه بعدّ فهم المأمور ووجوده أمينطلقٌ‬
‫عليه قبِلَهٌ ؟ وهنذا مرك لفظي لا ينبغي للناظر أن يشتغلّ بأمثاله ؛ ولكن الحقّ‬
‫أنه يجوز إطلافةُ عليه كما جوّزوا تسميةً ا له تعالئ قادراً قبلّ وجود المقدور ؛‬
‫ولم يتبعدوا قادراً ليس له مقدور موجود ؛ بل قالوا ‪ :‬القادر يستدعي‬
‫مقدوراً معلوماً لاموجوداً‪ ..‬فكذلك الامرٌ يستدعي مأموراً معلوماً‬
‫لاموجوداً » والمعدومٌ معلومُ الوجودٍ قبل الوجود »؛ بل يستدعي الأمرٌ‬
‫مأموراً به كما يستدعي مأموراً ؛ ويستدعي أيضاً أمرأا"" ؛ والمأمور به يكون‬

‫في ( و ) ‪ ( :‬للقديم ) بدل ( القديم ) ‪-‬‬ ‫()‬


‫() في ( التسخ ) ‪ ( :‬أمراً ) ولعلها كما أثبتت لسبق الحديث عن الامر والمأمور ؛ ثم إثبات‬
‫مر ‪ :‬هوالله عز وجل ؛‬ ‫أ »‬
‫ل أنه‬
‫الأمر والمأمور به ؛ ومثاله ‪ :‬قوله تعالئ ‪# :‬اتنا‬
‫والمأمور ‪ :‬عامة الخلق أو المؤمئون خاصة ؛ والمأمور به ‪ :‬التفوئ ‪ +‬والأمر ‪ :‬صيغة‬
‫‪ :‬والله أعلم ‪:‬‬ ‫انثا‬

‫‪١٠‬‬
‫معدوماً » ولا يقال ‪ :‬إنه كيف يكون آمراً من غير مأمور به ‏‪ ١‬بل يقال ‪ :‬له‬
‫مأمورٌ به هو معلومٌ وليس يشترط كونةٌ موجوداً ؛ بل يشترط كونةُ معدوماً ؛‬
‫بل من أمرّ ولدَهُ علئ سبيل الوصية بأمر ثم توفي ؛ فأتى الولد بما أوصي به‪. .‬‬
‫‪ +‬ونحن‬ ‫وم‬
‫ممرٌعفيدنفسه‬
‫يقال ‪ :‬امتثلٌ أمرّ والده ؛ والأمرٌ معدوم ‪ +‬والأ‬
‫طنذلاقٌ اسم امال الأمر » فإذياسلمتدع كونٌ المأمور ممتثلاً للأمر‬
‫معن ه‬
‫لاوجودٌ الآمر ولا وجود الأمرا"" ‪ +‬ولم يستدع كونْ الأمر أمراً وجوة‬
‫المأموربه‪ . .‬فمن أين يستدعي وجودّ المأمور ؟‬
‫فقد انكشفَ من هنذا حظٌّ اللفظ والمعنئ جميعاً ؛ ولا نظرّ إلا فيهما ؛‬
‫فهلذا ما أردنا أن نذكره في استحالة كونه محلاً للحوادث إجمالاً وتفصيلاً ‪.‬‬
‫الحكم الرابع ‪:‬‬

‫لليهاً‬
‫أن الأساميّ المشتقة لله تعالئ من هنذه الصفات السبع صاأدقةزٌ ع‬ ‫الأساعي المشتقة من‬
‫السبع‬ ‫الصفات‬
‫وأبداً ؛ فهو في القدم كان حيًا عالما قادراً سميعاً بصيراً متكلّماً ؛ وأما‬ ‫صادقة علبه سبحانه‬
‫زلا‬
‫ما يُشتقٌ له من الأفعال ؛ كالرازق والخالق والمعزٌّ والمذلٌ‪ . .‬فقد اختلف في‬
‫الكشغفطاء عنه‪ . .‬تَبيّنَ استحالة‬
‫أم لا » وهنذا إذا‬ ‫أيزل‬
‫ادقل ف‬
‫أنه يص‬
‫الخلاف فيه ‪.‬‬
‫والقول الجامع ‪ :‬أن الأسامي اليتسيمَّئْ بها الله سبحانه وتعالئ أربعة‬ ‫أساميه سبحائه أربعة‬
‫أقام‬
‫أقسام ‪:‬‬
‫الأول ‪ :‬ألا يدل إلا علئ ذاته ؛ كالموجود ‪ .‬وهنذا صادقٌ ازلاً وأبداً ‪.‬‬
‫؛ كالقديم ‏‪ ١‬فإنه يدل على‬ ‫الثاني ‪ :‬ما يدلٌّ على الذات مع زيادة سلب‬

‫وجودٍ غيرٍ مسبوق بعدم أزلاً ‪ +‬وكالباقي ؛ فإنه يدل على الوجود وسلب‬
‫العدم عنه أبداً » وكالواحد ؛ فإنه يدل على الوجود وسلب الشريك ؛‬
‫وكالغني ؛ فإنه يدالل علوىجود وسلب الحاجة » فهنذا أيضاً يصدق أزلاً‬
‫وأبداً ؛ لأنّ ما يسلبٌ عنه يسلبُ لذاته » فيلازم الذات على الدوام ‪.‬‬

‫(‪ )١‬مفعول ( لم يستدع ) هو ( لا وجودٌ الأمر ) ومعطوفها‪. ‎‬‬


‫حلص‬
‫الثالث ‪ :‬ما يدل على الوجود وصفةٌ زائدة من صفات المعنئ ؛ كالحيّ‬
‫هلذه‬ ‫إلى‬ ‫يرجع‬ ‫وما‬ ‫؛‬ ‫والبصير‬ ‫والسميع‬ ‫والمريد‬ ‫والعالم‬ ‫والمتكلم‬ ‫والقادر‬

‫الصفات السبع ؛ كالأمر والناهي والخبير ونظائره » فذلك أيضاً يصدق عليه‬

‫اعفة إلفئعل من أفعاله ؛ كالجواد‬


‫الرابع ‪ :‬ما يدل على الإوجوضد م‬
‫والرازق والخالق والمُعِزٌ والمذلٌ وأمثاله ؛ وهلذا مختلف فيه ؛ فقال قوم ‪:‬‬
‫هصوادقٌ أزلاً ؛ إذي لوص لدمقٌ‪ . .‬لكان اتصافةٌ به موجباً للتغير ‏‪ ٠‬وقال‬
‫قوم ‪ :‬لا يصدق ؛ إذ لا خلْقّ في الأزل ؛ فكيف يكونُ خالقاً ؟‬

‫‪ :‬أن السيفَ في الغمد يسمئ صارماً وعند‬ ‫هاءذعنا‬


‫والكاشفٌ للغط‬
‫حصول القطع به ؛ وفي تيك الحالةٍ على الاقتران يسمئ صارماً ؛ وهما بمعنيين‬
‫مختلفين ؛ فهو في الغمد صارمٌ بالقوة » وعند حصول القطع صارعٌ بالفعل ؛‬
‫وكذلك الماء في الكوز يسمئ مُرْوِياً ‏‪ ٠‬وعند الشرب يسمئ مروياً ؛ وهما‬
‫إطلاقان مختلفان ؛ فمعنئ تسمية السيف في الغمد صارماً ‪ :‬أن الصفةٌ التي‬
‫يحصلُ بها القطع موجودةً في السيف ؛ فليس امتناغٌ القطع في الحال لقصور في‬
‫ذات السيف وحذَّيِه واستعداده » بل لأمر آخر وراءً ذاته ؛ فبالمعنى الذي يُُستَّى‬
‫اليف به في الغمد صارماً‪ . .‬يصدقٌ اسم الخالق على الله عز وجل في الأزل ؛‬
‫فإن الخلْقَ إذا جرئ بالفعل ‪ . .‬لم يكنْ لتجِدُّدٍ أمر في الذات لم يكن ‏‪ ٠‬بل كلٌّ‬
‫ما يشترط لتحقيتي الفعل موجودٌ في الأزل » وبالمعنى الذي يطلقٌ حالةً مباشرة‬
‫القطع للسيف اسم الصارم‪ . .‬لا يصدقٌ في الأزل ؛ فهئذا حظٌّ المعنئ ‪ +‬فقد‬
‫ظهرّ أن مَنْ قال ‪ :‬إنه لا يصدقٌ في الأزل هنذا الاسمٌ‪ . .‬فهو محيّ وأرادً به‬
‫المعنى الثاني ؛ ومن قال ‪ :‬يصدقٌ‪ . .‬فهو محقٌّ وأرادً به المعنى الأول » وإذا‬
‫كُشِفَ الغطاءً عن هنذا الوجه‪ . .‬ارتفع الخلافٌ""' ‪.‬‬

‫‏(‪ )١‬ولإمام المتكلمين الفخر الرازي كلام نفيس في هنذا البحث عقده في كلامه عن البسملة في‬
‫‏‪ ١‬التفسير الكبير » ‪-‬‬

‫يدق‬
‫‪ +‬وقد اشتمل علئ سبع‬ ‫فات‬
‫اهُلفيصقطب‬
‫ذكرّ‬ ‫أمُر مدانا‬
‫فهنذا تما‬
‫دعاوئ » وتفرع عن صفة القدرة ثلاثةٌ فروع » وعن صفة الكلام خمسة‬
‫استبعاداتٍ ‏ واجتمع من الأحكام المشتركة بين الصفات أربعة أحكام ؛‬
‫الدعاوئ ؛ وإن كانت‬ ‫ويلُ‬
‫أوئص ه‬
‫دع‬ ‫رين‬
‫عباًش من‬
‫فكان المجموع قري‬
‫تنبني كل دعوئ علئ دعاوئ بها يتوضَّلُ إلئ إثاتها ‪.‬‬
‫فلنشتغل بالقطب الثالث في أفعال الله عز وجل ‪.‬‬
‫‪#‬‬ ‫»|‬ ‫‪#‬ة |‬

‫‪7‬‬
‫العَهبالنَّاكَ‬
‫ييأنمالا ‏ تمالى‬
‫لابجب علوالله‬ ‫‏‪ ٠‬وندّعي‬ ‫لهاوجوب‬
‫وجملةٌ أفعال الله تعالئ جايئزةًُولاصفُ شيبءٌا من‬
‫في هنذا القطب سبعة أمور ‪:‬‬
‫شيء‬ ‫تعالى‬

‫ندّعي ‪ :‬أنَّهُ يجوز لله تبارك وتعالئ آلا ييكلّفَ عِبادَهُ ؛ وأنه يجوزٌ أنْ‬
‫يكلفهم ما لا يُطاق ‏‪ ١‬وأنه يجوز منه إيلامٌ العباد بغير عوض وجناية ‏‪ ١‬وأنه‬
‫لا يجبُ عليه رعايةٌ الأصلح لهم » وأنه لا يجبٌ عليه ثوابٌ الطاعة وعقابٌ‬
‫المعصية ‪ +‬وأن العبدّ لا يجب عليه شي بالعقل بل بالشرع ؛ وأنه لا يجب‬
‫على الله تعالئ بعثةٌ الرسل » وأنه لو بعث‪ . .‬لم يكن قبيحاً ولا محالاً ؛ بل‬
‫‪.‬‬ ‫عهمجزة‬
‫لرٌمصدق‬
‫بنّاإظها‬
‫امك‬
‫وجملة هنذه الدعاوىئ تنبني على البحث عن معنى الواجب والحسن‬
‫والقبيح ‪ +‬ولقد خاض الخائضون فيه وطوّلوا القول في أن العقل ‪ :‬هل‬
‫بِحسُنُ ويقبّخٌ ؛ وهل يوجب ؟‬
‫وإئما كثرٌ الخبط لأنهم لم يحضصلُوا معنئ هنذه الألفاظ واختلاف‬
‫امالنففيعأنلّ راجبٌ أمو لاهما‬
‫الاصطلاحات فيها ؛ وكيف يتخاطبٌ خص‬
‫بعد لم يفهما معنى الواجب فهماً محضّلاً مثّفقاً عليه بينهما ؟!‬
‫مصطلحات‬ ‫بيان‬ ‫» ولا بذ من الوقوف علئ معنئ ستة‬ ‫صثٌطعنلاحات‬
‫البح‬
‫لا‬‫اقدم‬
‫فلن‬
‫قطب‬
‫ل هذا‬
‫اة في‬
‫دائر‬
‫ألفاظ ؛ وهي الواجبٌ والحسنٌ والقبِيخ والمَبَتُ والسَفَةُ والحكمة ؛ فإنَّ هئذه‬
‫اهحث‬ ‫ب هئذ‬‫ممثل‬‫اجةل في‬‫الألفاطً مشتركةٌ ؛ ومثارٌ الأغاليط إجمالها ‏ والو‬
‫أنْ نطرح الألفاظ ونحضَّلَ المعانيّ في العقل بعبارات أخنرئل »تثٌفت إلى‬
‫‪77١‬‬
‫الألفاظ المبحوث عنها وننظرٌ إلئ تفاوت الاصطلاحات فيها'' ؛ فنقول ‪:‬‬
‫قٌّدعلىيم‬
‫ل يطلق‬
‫ا ما‬
‫أماالواجبٌ ‪ :‬فإنه يطلقٌ علئ فعل لا محالة ؛ فإنَ‬
‫غسر مضننا ‏ وليس‬
‫وأنه واجبٌ وعلى الشمس إذا غربت وأنها واجبة‪ . .‬لي‬
‫يخفئ أن الفعلّ الذي لا يترجّح فعلَهٌ علئ تركه”'" ‪ .‬فلا يكون صدورةُ من‬
‫صاحبه بأولئ من تركه‪ . .‬لا يسمَّئ واجباً ؛ وإن ترجّخٌ وكان أولئ‪ . .‬لميُسَم‬
‫أيضاً واجباً بكل ترجيح بل لا بِذَّ من خصوص ترجيح ‪.‬‬
‫ومعلومٌ أن الفعل قد يكون بحيث يعلم أنه يستعقبٌ تركهٌ ضرراً أو‬
‫يتوهَُمٌ ؛ وذلك الضررٌ إما عاجلٌ في الدنيا وإما أجل في العاقبة ‏‪ ٠‬وهو إما‬
‫قريبٌ محتملٌ وإما عظيِدٌ لا يطاقٌ مله ؛ فانقسام الفعل ووجوةٌ ترجه بهنذه‬
‫الأقسام ثابث في العقل من غير لفظ ‪.‬‬

‫فلترجع إلى اللفظ فنقول ‪:‬‬


‫معلومٌ أن ما فيه ضرر قريبٌ محتملٌ لا ييمَّئ واجباً ؛ إذالعطشانُ إذا لم‬
‫؛‬ ‫جيهبٌ‬
‫ا عل‬
‫وربٌ‬
‫يبادرٌ إلى شرب الماء تضرَّرٌ ضرراً قريباً ولا يقال ‪ :‬إن الش‬
‫ومعلومٌ أن ما لا ضررٌ فيه أصلاً ولكن في فعله فائدة لا يسمّئ واجباً ؛ فإن‬
‫التجارة واكتسابٌ المال والتوافل فيها فوائدٌ ولا تسمئ واجباء؛ بل‬
‫المخصوصٌ باسم الواجب ‪ :‬ما في تركه ضررٌ ظاهر"ٌ ؛ فإن كان ذلك في‬
‫ني ‪ :‬الآخرة ‏ وعرف بالشرع‪ . .‬فنحن سمه واجباً ‏‪ ٠‬وإن كان‬‫عة ‪-‬‬‫أاقي‬
‫الع‬
‫للكعقل ‪ . .‬فقد يسمّئ ذلك أيضاً واجباً ؛ فإن من‬
‫ا ذ‬
‫برفٌ‬
‫ذلاكل فدينيا وع‬
‫لا يعتقدٌ الشرع قد يقولٌ ‪ :‬واجبٌ على الجائع الذي يموت من الجوع أنْ يأكلٌ‬

‫‏(‪ )١‬ويرى المتبع في ثنايا ‏‪ ١‬الاقتصاد ؛ سمة تحرير المعنئ وبيان المراد من اللفظ في كثير من‬
‫أبحائه ؛ وهو ضابط من أهم ضوابط المناظرة ؛ وهنا تاصيل له وتبيين لعلته وضرورته التي‬
‫هي وقاية من الخوض في جدل تكون نهايته خلافاً لفظياً ليس غير ‪ +‬وهنذا العلم أجدرٌ من‬
‫غيره بهلذا الضابط ؛ فالعبرة بالمعاني لا بالمباني ‪.‬‬
‫لعدم وجود المرجح » والتعبير بالرجحان أولئ لإفادته هنذا المعنئ ؛ حتئ آل مصطلحاً‬ ‫()‬
‫عند أهل الكلام ‪ .‬الأستاذ فودة ‪.‬‬

‫فق‬
‫إذا وجِدّ الخبز ؛ يعني بوجوب الأكل ‪ :‬ترجّحَ فعله علئ تركه بما يتعلقّ من‬
‫الضرر بتركه » ولسنا نَحرّمُ هنذا الاصطلاح بالشرع ؛ فإِنَّ الاصطلاحات‬
‫مباحة لا حجْرٌ فيها للشرع ولا للعقل » وإنما تمن منه اللغةٌ إذا لم يكنْ على‬
‫وَفْقٍ الموضوع المعروف ‪.‬‬
‫‏‪١‬‬ ‫كلاهما إلى التعررؤض للضرر‬ ‫‪ +‬ورجع‬ ‫للواجب‬ ‫فقد تحص تحلصنا عل معلين‬

‫وهو‬ ‫؛‬ ‫أخصنُ‬ ‫والآخرّ‬ ‫؛‬ ‫بالآخرة‬ ‫؛ إذ لا يختمنٌ‬ ‫أعمٌ‬ ‫أحذّهما‬ ‫ولكئٌ‬

‫اصطلاحيٌ ؛ وقد يطلقٌ الواجب بمعنئ ثالث ؛ وهو الذي يؤْدي عدمٌ قوع‬
‫إلى أمر محال ؛ كما يقال ‪ :‬ما عَلِمَ وَقَوعةٌُ فوقوعَةٌ واجبٌ ؛ ومعناه ‪ :‬أنه إن‬
‫لم يقغ‪ . .‬يؤدي إلئ أن ينقلبَ العلْمٌ جهلاً ‪ .‬وذلك محال ؛ فيكون معنئ‬
‫وجوبه ‪ :‬أن ضدَءُ محال فلئِسهٌ هنذا المعنى الثالث بالواجب ‪.‬‬
‫اريلفحسن‬
‫تع‬ ‫وأما الحسن ‪ :‬فحظٌ المعنئ منه أن الفعلّ في حقّ الفاعل ينقسم إلئ ثلاثة‬
‫‪:‬‬ ‫أقسام‬

‫أحدها ‪ :‬أن يوافقه ؛ أي ‪ :‬يلائم غرضة ‪.‬‬


‫والثاني ‪ :‬أن ينافي غرضه ‪.‬‬
‫والثالث ‪ :‬أل يكون له في فعله ولا في تركه غرضٌ ‪.‬‬
‫واهنلذاانقسامُ ثابت في العقل ؛ فالذي يوافقٌ الفاعلّ يسمّئ حسناً في‬
‫حقّه ولا معنئ لحسنه إلا موافقته لغرضه ؛ والذي ينافي غرضةٌ يسمّئ قبيحاً‬
‫ولا معنئ لقبحه إلا منافانةٌ لغرضه » والذي لا ينافي ولا يوافقٌ يسمئ عبثاً ؛‬
‫‏‪١‬‬ ‫أي ‪ :‬لا فائدة فيه أصلاً ؛ وفاعلٌ العبث يسمَّئ عابثاً ؛ وربما سُخّيَ سفيهاً‬
‫وفاعل القبيح ‏ أعني ‪ :‬الفعلّ الذي يتضرّرٌ به يسمَّئ سفيهاً ‏‪ ٠‬واسمُ السفيه‬
‫أصدقٌ منه على العابث » وهنذا كلَّهُ إذا لم يلتفت إلئ غير الفاعل أو لم يرتبط‬
‫الفعل بغرض غير الفاعل ‪.‬‬

‫فإن ارتبط بغير الفاعل وكان موافقاً لغرضه‪ . .‬سمي حسناً في حقٌّ من‬
‫دون‬ ‫وافقه » وإن كان منافاً‪ . .‬سمي قبيحاً ؛ وإن كان موافقاً لشخص‬

‫اذى‬
‫شخص‪ . .‬سمي في حقٌّ أحدهما حسناً وفي حقٌّ الآخر قبيحاً ؛ إذاسم‬
‫الحسن والقبيح بإزاء الموافقة والمخالفة ؛ وهما أمران إضافيان يختلفان‬
‫بالأشخاص » ويختلف في حقّ شخص واحد بالأحوال ؛ ويختلفٌ في حال‬
‫الٍفقٌ الشخصٌ من وجه ويخالفةً من وج ء‬ ‫واحد بالأغراض * قريبو فع‬
‫فيكون حسناً من وجه ‏‪ ١‬قبيحاً من وجه ‪.‬‬
‫فمن لا ديانة له يستحسنٌ الزنا بزوجة الغير » وياعدلٌظفَر بها نعمةً ؛‬
‫ويستقبح فعلّ الذي يكشف عورتة ويسمّيه غمّازاً بيخ الفعل"'' ‪ .‬والمتديّرٌ‬
‫'"' ؛ وكلٌّ بحسب غرضه يطلق اسم الحسن والقبيح ‪.‬‬ ‫لسنٌ‬
‫عً ح‬
‫فسبا‬
‫ايهلمحت‬
‫يسم‬
‫بل يُقتل ملكٌ من الملوك فيستحسنْ فعلّ القاتل جميخ أعدائه ؛ ويستقبِحة‬
‫جميع أوليائه ؛ بل هنذا التفاوث في الحُسْنِ المحسوس جار" ؛ ففي الطباع‬
‫مخاُلِقَ مااثلالًأمنلوان الحسان إلى السمرة » فصاحبةٌ يستحسنٌ الأسِمّرّ‬
‫وَبيعشقَّهُ ؛ والذي خُلِيَ مائلاً إلى البياض المشرب ‪ 5‬بالحمرة يستقبعة‬
‫له المستهتر به!*' ‪.‬‬
‫ويستكرهَة ويسفه عَقْلّ المستحسن‬

‫فبهئذا يتبين على القطع ‪ :‬أن الحسنَ والقبيحّ عبارتان عند الخلق كلهم‬
‫عن أمرين إضافيين يختلفان بالإضافات لا عن صفات الذوات التي لا تختلف‬
‫بالإضافة ‪ .‬فلا جرمٌ جازٌ أن يكون الشيء حسناً في حي زيد قيحاً في حيّ‬
‫عمرو » ولا يجوز أن يكون الشيءٌ أسودٌ في حقّ زيد أبيضٌ في حنّ عمرو لما‬
‫لم تكن الألوانٌ من الأوصاف الإضافية ‪.‬‬
‫فإذا فهمت المعنئ‪ . .‬فاعلم ‪ :‬أن الاصطلاح في لفظ الحسن أيضاً‬
‫ثلانة ‪:‬‬

‫أي ‪ :‬يستقبخ مَن لا ديانة له فعل الذي يِفَضحهُ في مقام الشهادة بأنه وقع في جريمة الزنا ؛‬ ‫‏(‪)١‬‬
‫عفورات غُماز » بخلاف المتدين الذي يُحمن فعل الشاهد مثلا ‪.‬‬ ‫لاش‬
‫لك‬‫ويقول عنه ‪ :‬إنه‬
‫(‪ )7‬المحتب هنا ‪ :‬الذي يأمر بالمعروف ونه عن المتكر حسبة ‪.‬‬
‫اوت والاختلاف ‪.‬‬ ‫تنهافإلى‬
‫ل م‬
‫اتفاق‬
‫(©) معا النمحسوسات أقرب إلى الا‬
‫المستهتر به ‪ :‬شديد الولوع والتعلق به ‪.‬‬ ‫)‪0‬‬

‫رق‬
‫فقائلٌ يطلقَهُ علئ كل ما يوافيٌّ الغرضّ عاجلاً كان أو آجلاً ‪.‬‬
‫وقائلٌ يحْصَّصَهُ بما يوافق الغرضّ في الأخرة وهو الذي حسَنَةٌ الشرغٌ ؛‬
‫أي ‪ :‬حثٌ عليه ووعد بالثواب عليه » وهو اصطلاح أصحابنا ‪.‬‬
‫والقبيخ عند كل فريق مايقابلٌ الحسنّ ؛ فالأَوّلٌ أعمٌ وهنذا أخصنُ ‪.‬‬
‫وبهنذا الاصطلاح قد يسمي بعضٌ من لا يتحاشئ فعلّ الله تعالئ قبيحاً إذا كان‬
‫لا يوافق غرضَةٌ ؛ ولذلك تراهم يسبّون القْلّكَ والدهر ويقولون ‪ :‬خرف‬
‫الفلكٌ ‪ .‬ومأاقيح أفعالَهُ » ويعلمون أن الفاعلّ خاليٌ الفلك ؛ ولذلك قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ « :‬لا تسيُّوا الدهرّ ؛ فإِنّ اله هو الدهر ‪. "0‬‬
‫وفيه اصطلاخ ثالث ‪ :‬إذ قذ يقال ‪ :‬فعلُ الله تعالئ حسن كيف كان مع أنه‬
‫لاغرضٌ في حقَّه ؛ ويكون معناه ‪ :‬أنه لا تبعةٌ عليه فيه ولا لائمةً ؛ وأنه‬
‫فاعلٌ في ملكه الذي لا يساهم فيه!"" ‪.‬‬
‫الحكمة‬ ‫تعريف‬ ‫وأما الحكمة ‪ :‬فتطلق على معنيين ‪:‬‬

‫أحدهما ‪ :‬الإحاطة المجرّدة بنظم الأمور ومعانيها الدقيقة والجليلة ؛‬


‫والحكمُ عليها بأنها كيف ينبغي أن تكون حتئ تتمٌ منها الغايةٌ المطلوبة بها ‪.‬‬
‫والثاني ‪ :‬أن تتضاف إليه القدرةً علئ إيجادٍ الترتيب والنظام وإتقانه‬
‫وإحكامه ‪.‬‬
‫فيقال ‪ :‬حكيم من الحكمة ؛ وهو نوع من العلم”" ؛ ويقال حكيم من‬
‫‪.‬‬ ‫لوعفمنعل‬
‫ان‬‫الإحكام ؛ وهو‬
‫فقد اتضحٌ لك معنئ هنذه الألفاظ في الأصل ؛ ولكنْ هلهنا ثلاث غلطاتٍ‬

‫المؤلف‬ ‫ذكر‬ ‫كما‬ ‫؛ والمعنى‬ ‫)‬ ‫‪1811‬‬ ‫(‬ ‫بتحوه‬ ‫البخاري‬ ‫عند‬ ‫وهو‬ ‫‏‪١‬‬ ‫)‬ ‫( ‪7417‬‬ ‫مسلم‬ ‫زواه‬ ‫‪106‬‬

‫ياتم‬
‫سكمب إذ‬
‫رحمه الله تعالئ ؛ قال الإمام النووي ‪ ( :‬أي ‪ :‬لاتسبوا فاعل النوازل ‪ +‬فإن‬
‫فاعلها‪ . .‬وقع السب علاىلله تعالئ ؛ لأنه هفواعلها ومنزلها ) ‪3 .‬شرح النوري على‬
‫‏‪.)/١5(6‬‬ ‫مسلم‬
‫‪.‬‬ ‫‪ :‬لا يُشارَك فيه ؛ فهو المالك وحده‬ ‫أي‬ ‫‪6‬‬

‫(‪ )7‬وهو المراد بالمعنى الأول ؛ واللاحق هو المراد من المعنى الثاني ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫للوهم » يستفااً من الوقوف عليها الخلاص من إشكالات تغترٌ بها طوائفُ‬
‫كثير؟ ا ‪:‬‬
‫الغلطة الأولئ ‪ :‬أنَّ الإنسان قد يطلقٌ اسمّ القبيح علئ ما يخالفُ عرض‬ ‫تحكيم الأهواء‬

‫وإن كان يوافقٌ غرضٌ غيره ؛ ولكنٌَ لا يلتفثُ إلى الغير ؛ فك طبع مشغوفٌ‬
‫بنفسه ومستخْقرٌ ما عداه » فلذلك يحكم على الفعل مطلقاً بأنه قبيح ؛ فقد‬
‫يقول ‪ :‬إنه قبي في عينه!"" ‏‪ ١‬وسببَةٌ ‪ :‬أنقهبيخٌ في حقه ؛ بمعنئ أنه‬
‫مخالفٌ لغرضه » ولكنّ أغراضة كأنها كل العالم في حقه ‪ .‬فيتوهُمٌ أن‬
‫المخالف لحقه مخالفٌ في نفسه » فيضيف القبح إلئ ذات الشيء وبحكمٌ‬
‫بالإطلاق ؛ فهوا ملصيباّسفيت أصقلباح ‏‪ ١‬ولكمنةخًطىءٌ في حكمه‬
‫بالقبح على الإطلاق وفي إضافة القبح إلئ ذات الشيء ‏‪ ١‬ومنشؤه عَفةُ عن‬
‫نفسه ؛ فإنه قد‬ ‫وال‬
‫أحبعض‬
‫الالتفات إلئ غيره » بل عن الالتفات إلئ‬
‫يستحسِنُ في بعض أحواله عينَ ما يستقبِحهُ مهما انقلبٌ موافقاً لغرضه!‬
‫وعال إلا في‬ ‫لضأفيحجمي‬ ‫اغرا‬
‫الف للأ‬ ‫الغلطة الثانية ‪ :‬أنّم ماخ هو‬
‫حالة نادرة‪ . .‬فقد يحكم الإنسان عليه مطلقا بأنه بيخ ؛ لذهوله عن الحالة‬
‫س‪٠‬وخ غالب الأحوال في نفسه ‪ +‬واستيلاثه علئ ذكره ؛ فيقضي‬
‫رة ‏‬
‫وادر‬
‫الن‬
‫مثلاً على الكذب بأنه قبِيخٌ مطلقاً في كل حال ؛ وأن قِحَهُ لأنه كذبٌ لذاته‬
‫فقط ‏‪ ١‬لا لمعن زائد » وسبب ذلك غَفْلثَةٌ عن ارتباط مصالحخ كثيرة بالكذب‬
‫ِرّعةٌ عن‬
‫فيالبعأضحوال ؛ ولكن لو وقعث تلك الحالة‪ . .‬ربطماب نف‬
‫استحسان الكذب لكثرة إِلْفْهِ باستقباحه ؛ وذلك لأن الطبع ينفرٌ عنه من أول‬
‫الصبا بطريق التأديب والاستصلاح ؛ ويُلقئ إليه أن الكذبَ بيخ في نفسه ؛‬
‫وأنه لا ينبغي أن يكذبٌ قط ‪.‬‬

‫وهو بيخ كما قيل ؛ ولكن بشرطٍ يلازمَةُ في كل الأوقات ؛ وإنما يفوت‬

‫‏(‪ )١‬وتحرير هلذه الغلطات وفهمها خير معين للباحث عن الحقيقة في مثل هنذا ‪.‬‬
‫المراد بقوله ‪ ( :‬في عينه ) أي ‪ :‬في ذائه ‪ +‬مع أن الأمر ليس كذلك ‏‪ ١‬بل هو ناشى؟ لأمر‬ ‫)‪7‬‬
‫وغرض عنيدهو لمافق مزاجه ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫نادرا'" ؛ فلذلك لا يِنيّهٌ علئ ذلك الشرط ؛ ويُغْرسُ في طبعه قَبِحهُ والتنفيرُ‬

‫سبق الوهم إلى‬ ‫الغلطة الثالثة ‪ :‬سبي الوهم إلى العكس”'' ؛ فإنّ ما رُئِيَ مقروناً بالشيء‬
‫العكس‬
‫يانل أشنَّيءً أيضاً ‪ -‬لا محال ‪ -‬يكون مقرونا به مطلقاً ؛ وليادري أن‬
‫الأخصنٌّ أبداً يكون مقروناً بالأعمّ ؛ وأما الأعمٌ‪ . .‬فلا يلزمٌ أن يكونَ مقروناً‬
‫بالأخصنٌ ‪.‬‬
‫ومثاله ‪ :‬ما يقال مِنْ أن السليم ‪ -‬أعني ‪ :‬الذي نهشئة الح يخاف من‬
‫الحبل المبزقش اللونٍ » وهو كما قيل ؛ وسببه ‪ :‬أنه أدركٌ المؤذيّ وهو‬
‫رلٍقش » فإذا أدركٌ الحبْل‪ . .‬سابقلوهمُ للعقل إلى‬
‫مرةب حبْ‬
‫متصوّرٌ بصو‬
‫العكس وحكُم بأنه مؤذٍ » فينفرٌ الطبع تابعاً للوهم والخيال وإن كان العقلٌ‬
‫مكذبابه ‪.‬‬
‫بل الإنسانُ قد ينف عن أكل الخبيص الأصفر لشبهه بالعذرّة » فيكادُ يتقياً‬
‫عند قول القائل ‪ :‬إنه عذرةٌ ؛ ويتعذَّرُ عليه تناولة مع كون العقل مكذباً به ؛‬
‫وذلك لسبق الوهم إلى العكس ؛ فإنَهُ أدراً المستقذّرَّ رطُباً أصفر » فإذا رأى‬
‫الرطبٌ الأصفر‪ . .‬حكم بأنه مستقذرٌ ‪.‬‬
‫بل في الطبع ما هو أعظم من هنذا ؛ فإن الأساميّ التي تطلقٌ على الهنود‬
‫والزنوج لمّا كان يقترن بها فَبْخُ المسمّئ بها‪ . .‬ربما يؤْئءٌ في الطبع إلى حدٌ لو‬
‫سمّيّ به أجملٌ الأتراك والروم‪ . .‬لنافرلطبع عنه ؛ لأنه أدركٌ الوهمُ القبي‬
‫مقروناً بهئذا الاسم ؛ فيحكم بالعكس » فإذا أدركٌ الاسم‪ . .‬حكُمّ بالقبح‬
‫عالىلمسمّئْ ونفرٌ الطبع ‪.‬‬

‫‏(‪ )١‬فلذلك يراعي الشرع هنذا ويقول بندب الكذب في مسائل معدودة ؛ كالكذب لإصلاح ذات‬
‫البين مثلاً ‪-‬‬
‫(‪ )7‬هذه الحقيقة التي يحدثنا عنها الإمام هنا قيل قرابة ألف عام‪ . .‬تعد أصلاً عاماً لنظرية‬
‫اشتهرت‬ ‫ايل)تي‬
‫وشرط‬
‫‪( :‬الانمكاس ال‬ ‫ماة‬
‫س )‬
‫م‪17‬م‬
‫ل ‪41‬‬
‫ا (‬
‫ولوف‬
‫الروسي إيقان باق‬
‫؛‬ ‫‏‪ ١‬المستصفئ‬ ‫دفي‬ ‫هنا‬ ‫بإسهاب‬ ‫الغزالي‬ ‫عنها‬ ‫تحدث‬ ‫وقد‬ ‫ء‬ ‫والجرس‬ ‫العلب‬ ‫بمثال‬

‫وهالمنقذ ‪. +‬‬

‫ثفق‬
‫وهنذا مع وضوحه للعقل فلا ينبغي أن يُعْفْلَ عنه ؛ لأن إقدامٌ الخلق‬
‫وعقائدهم وأفعالهم تابع لمثل هلذه الأوهام ‪.‬‬ ‫وما فيلهم‬
‫قامه‬
‫أحج‬
‫وإ‬

‫وأما انماع العقل الصرف‪ . .‬فلا يقوئ عليه إلا أولياءُ الله تعالى الذين‬ ‫لا يتبع العقل الصرف‬
‫أراهم اللته“عالى الحقّ حقاً وقاهم على اتباعه ‪ +‬وإن أردتٌ أنْ تجرّبٌ هنذا‬ ‫الأوياء‬
‫إلا‬
‫المصطفون‬
‫في الاعتقادات‪ . .‬فأوردٌ عفلئهُم العام المعتزلي مسألة معقولة جليةٌ ؛‬
‫فيسارعٌ إلئ قبولها ؛ فلو قَلْتَ له ‪ :‬إنه مذهب الأشعري‪ . .‬لنفورّامتنم عن‬
‫القبول » وانقلبّ مكذباً بعين ما صدَّقَ به مهما كان سيَّىءَ الظنٌ بالأشعري ؛‬
‫إذ كان فَبُجَ في نفسه ذلك منذ الصبا » وكذلك نقرّرُ أمراً معقولاً عند العامّيٌ‬
‫الأشعريٍ ثم نقول له ‪ :‬إنَّ هنذا قولٌ المعتزلي ‪ . .‬فينفرٌ عن قبوله بعد التصديق‬
‫كذيب!‬
‫وياعولدتإلى‬
‫ولست أقولُ ‪ :‬هناذالعطبوعامٌ ‏‪ ١‬بل هو طَبْعٌ أكثر من رأيثهٌ من‬
‫المترسّمين باسم العلم ؛ فإنهم لم يفارقوا العوامٌ في أصل التقليد ؛ بل‬
‫أضافوا إلئ تقليد المذهب تقليدَ الدليل ‪ +‬فهم في نظرهم”'" لايطلبون‬
‫الحقّ » بل يطلبون طريقٌ الحيلة في نُصرة ما اعتقدوه حقاً بالسماع والتقليد ؛‬
‫فإن صادفوا في نظرهم ما يد اعتقادهم ‪ . .‬قالوا ‪ :‬قد ظفرنا بالدليل ‏‪ ٠‬وإن‬
‫هناةٌ ‏‪ ٠‬فيضعون‬ ‫َ ل‬ ‫بضّث‬
‫ظهمرَ لذهمْ مهابيضَعفهُُمْ‪ . .‬قالوا ‪ :‬قدش عر‬
‫الاعتقادٌ المتلقّفَ بالتقليد أصلاً ؛ وينبزون بالشبهة كلٌّ ما بِخَالفةٌُ ؛ وبالدليل‬
‫كلّ ما بوافقة"" ؛ وإنما الحيٌّ ضَدَةٌُ » وهو ألا يعتقدّ أصلاً شيئاً ‏‪ ٠‬وينظرٌ إلى‬
‫ضّياةُ حقّاً ؛ ونقيضَّهُ باطلاً ؛‪ .‬وك ذلك منشؤءٌ الاستحسالٌ‬ ‫تيسم‬
‫قو‬ ‫مليل‬
‫الد‬
‫والاستقباح بتقدّم الإلفٍ والتختي بأخلاتي منذ الصبا ‪.‬‬
‫فإذا وقفتَ علئ هنذه المثارات ‪ . .‬سَهُلَ عليك دقْم الإشكالات ‪.‬‬
‫فإقنيل ‪ :‬فقكدَلرجاحمُكُمْ إلئ أن الحسْنّ والقبح براجعلانم إولىافقة‬ ‫تحريجة‪ :‬الاتروذ‬
‫أنكم قم بالحسن‬
‫والح موافقة‬
‫أي‪ :‬في بحثهم عن الحق ‪.‬‬ ‫()‬ ‫ومخالفةً للأغراض؟‬
‫أي ‪ :‬يلقبون مخالفٌ اعتقادهم بالشبهة ؛ ويلقبون موافق بالدليل ‪.‬‬ ‫(؟)‬
‫‪871‬‬
‫والمخالفة للأغراض ‪ +‬ونحن نرى العاقلٌ يستحسنٌ ما لا فائدة له فيه ؛‬
‫ويستقبخ ما له فيه فائدة ‪:‬‬

‫أما الاستحسان ‪ :‬فمن رأىئ إنساناً أو حيوانا مشرفاً على الهلاك‪. .‬‬

‫استحسنّ إنقاذَهُ ولو بشربةٍ ماء مع أنه ربما لا يعتقدٌ الشرع © ولا يتوق منه‬
‫عوضاً في الدنيا ؛ ولا هو بمرأئ من الناس حتئ ينتظرٌ عليه ثناءً ؛ بل يمكنٌ‬
‫أن يِقَدّر انتفاءً كل غرض ومع ذلك يرجح جهة الإنقاذ علئى جهة الإهمال ؛‬
‫‪.‬‬ ‫بتحسين هنذا وتقبيح ذلك‬

‫وأما الذي يستقبح مع الأغراض ‪ :‬كالذي يُحْمَلْ علئ كلمة الكفر‬


‫بالسيف » والشرع قد رخن له في إطلاقه ؛ فإنه قد يُستحسَنُ منه الصبرٌ على‬
‫السيف وتزكً النطق به » أو الذي لا يعتقدٌ الشرح وحمل بالسيف على نض‬
‫عهدٍ ولا ضررّ عليه في نقضه » وفي الوفاء به هلاكةُ ؛ فإنه يستحسِنٌ الوفاءً‬
‫بالعهد والامتناع عن النقض » فبانٌ أنَّ للحسن والقبح معنىئّ سوئ‬
‫ماذكرتموه ؟‬

‫عودة للحديث عن‬ ‫والجواب ‪ :‬أن في الوقوف على الغلطات المذكورة مايشفي هنذا‬
‫سبق الوهم‬
‫الغليل ؛ أما ترجيحٌ الإنقاذ على الإهمال في حقٌّ من لا يعتقدٌ الشرع‪ . .‬فهو‬
‫دثُمُ الأذى الذي بِلْحَّ الإنسان في رفَّةٍ الجنسة ‪ +‬وهو طبٌْ يستحيلٌ الانفكالً‬
‫عنه ؛ ولأنَّ الإنسان يِقدّْرٌ نفسَهُ في تلك البليةٍ » ويِقدّرٌ غيرَهُ قادراً علئ إنقاذه‬
‫مع الإعراض عنه » ويجدٌ من نفسه استقباح ذلك » فيعودٌ وِقَدِّرٌ ذلك من‬
‫المشرف على الهلاك في حي نفسه » فينمُرٌ طبِعهُ عما يعتقَدُهٌ من استقباح‬
‫المشرف على الهلاك في حفّه ؛ فيدفع ذلك عن نفسه بالإنقاذ ‪.‬‬
‫فإن فرض ذلك في بهيمة لا يتوه استقباحها ؛ أو فُررضّ شخْصنٌ لا رق‬
‫فيه ولا رحمة‪ . .‬فهنذا محالٌ تصؤْرَةُ ؛ إذ الإنسانٌ لا نفك عنه ‏‪ ١‬فإنْ فُرِضّ‬
‫عالىلاستحالة‪ . .‬فيبقئ أمآ*خرٌ ؛ وهو الثناءً بحسن الخلق والشفقة على‬
‫الخلق ‏‪ ١‬فإ فُرْضَ حيث لا يعلمهُ أحدٌ‪ . .‬فهو ممكن أن يُعلم ‏‪ ٠‬فإن فض‬
‫‪491‬‬
‫في موضع يستحيل أن يُعلم‪ . .‬فيبقئ أيضاً ترجيح في انفسة ‪ +‬وميل‬
‫يضاهي نفرة طبْع السليم عن الحبل ذلك" ‪ .‬وذلك أنه رأى الثناءً مقروناً‬
‫بمثل هذا الفعل على الاطراد » وهو يميلٌ إلى الثاء‪ . .‬فيميلٌ إلى المقروذ‬
‫به » وَإنْ عَلِمَ بعقله عدم الثناءٍ كما أنه لما رأى الأذئ مقروناً بصورة الحبل‬
‫منقرون بالأذئ ‏‪ ١‬وإن عَلِمَ بعقله عدة‬
‫لع‬‫‪ .‬فينافرٌ‬ ‫ذنى‪.‬‬
‫أٌ ع‬
‫اعةلينفر‬
‫وطبِ‬
‫الأذئ » بل الطبْع إذا رأى مَنْ عشقةٌ في موضع وطال معه أَنَسهُ فيه ‪ . .‬فإنه‬
‫ييحن من نفسه تفرقةً بين ذلك الموضع وحيطانه وبين سائر المواضع‬
‫[من الوافرةً‬ ‫ولذلك قال الشاعر ‪:‬‬

‫أتَيَلْ ذا الجدار وذا آلجدار ‏‪١‬‬ ‫آَتْرّعَلَى الذيار ديار لَيْلى‬


‫َلََكِنْ حُبُ مَنسَْكَنَ ألثيار!""‬ ‫وما حُْبٌ الذيار شَعْة قَلبي‬
‫وقال ابن الروميٌ منبهاً للناس علئ حبٌ الأوطان ونعُم ما قال ‪[ :‬مانلطريز)‬
‫مَآرِبُ فاه آلَابٌ مُالى‬ ‫وَحَبِّبَ أَوْطانً ارجا إِلَيْهِمْ‬
‫غعُهُودَ ألصَّبا فيها فَحَنُوا ذلكاا”‬ ‫إذا ذَكَرُوا أَوْطَائَهُم ذَكَرَتْهفُهْ‬
‫وإذا تتبّمالإنسانٌ الأخلاق والعادات‪ . .‬رأئ شواهد هنذا خارجةٌ عن‬
‫الذاهلين عن‬ ‫الحصر » فهئذا هو السببُ الذي غَلّْطَ المغْترينّ بظاهر الأمور‬
‫أسرار أخلاتي النفوس » الجاهلين بأن هنذا الميلّ وأمثالة يرجع إلى طاعة‬
‫النفس بحكم الفطرة والطبع بمجرّد الوهم والخيال الذي هو غَلَطَ بحكم‬
‫إجراء‬ ‫بحكم‬ ‫والتخلات‬ ‫للأوهام‬ ‫مطيعةٌ‬ ‫النفس‬ ‫قوى‬ ‫خلقث‬ ‫ولكن‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫العقل‬ ‫نىفس‬ ‫افتل قو‬
‫خل‬
‫مطيمةللأوهمام‬
‫إذا تخيّلَ الإنسان طعاماً طيّاًبالتَذكّرٍ أو بالرؤية‪ . .‬سال في‬ ‫ت ©ئ‬
‫حدات‬
‫العا‬ ‫والتخلات‬

‫الحال لعابهٌ وتحلبت أشدافَةُ ؛ وذلك بطاعة القوّة التي سخّرَها الله تعالئ‬
‫لإفاضة اللعاب المّعِين عالىلمضغ للتخيل والوهم ؛فإن شأنها أنتنبعث‬

‫‏(‪ )١‬الحبل المبرقش الذي سبقت الإشارة إليه (اص ‪. ) 771‬‬

‫) ‪.‬‬ ‫‪/‬ه‪6809‬‬
‫‪1‬وائ‬
‫‪ 7« 8‬دي‬
‫‪ 1‬فى‬
‫() هما‬

‫ضف‬
‫بحتب التحْيلٍ ون كان الشخصُ عالماً بأنه ليسنَ يريدٌ الإقدامٌ على الأكل ؛‬
‫بصوم أو بسبب آخر"'' ‪.‬‬
‫وكذلك يتخْيِّلٌ الصورة الجميلة التي يشتهي مجاممتها » فإذا ثبتَ ذلك في‬
‫الخيال‪ . .‬انبعثت القوّة الناشرة لآلةٍ الفعل » وساقت الرياح إلى تجاويف‬
‫الأعصاب وملأتها » وثارت القوّة المأمورة بصب المذي المرطب المعينٍ‬
‫علاىلوقاع ‪.‬‬
‫وذلك كَل مع التحفُتيٍ بحكم العقل لا للامتناع عن الفعل في ذلك‬
‫الوقت ؛ ولكن خلَّقَ الل تعالئ هلذه القوئ بحكم جري العادة مطيعةً مسخرة‬
‫تحت حكم الخيال والوهم ؛ ساعدٌ العقلُ الوهم أو لم يساعد ؛ فهنذا وأمثالهُ‬
‫منشأ الغلط في سبب ترجيح أحدٍ جاني الفعل على الآخر ‏ وكل ذلك راج‬
‫إلاىلأغراض ‪.‬‬
‫فأما النطقٌّ بكلمة الكفر وإن كان كذلك*'"‪ . .‬فلياستقبهٌ العاقلٌ تحت‬
‫السيف ألبتة ؛ بل ريما يستقبخ الإصرارٌ » فإن استحسنَ الإصرارٌ‪ . .‬فله‬
‫سببان ‪:‬‬

‫والاستسلام أكثرٌ ‪.‬‬ ‫صلىبر‬


‫ل ع‬
‫اوابّ‬
‫أحدهما ‪ :‬اعتقادَةُ أن الث‬
‫والآخر ‪ :‬ما ينتظرٌ من الثناء عليه بصلابته في الدين ؛ فكم من شجاع‬
‫نرٌا ماله‬
‫يتحق‬
‫يمتطي متانَلخطر ويتهجُم علئ عدد جَمٌ يعلمُ أنه لا يَطبِقهُمْ ويس‬
‫بما يعتاضّةٌ عنه من لذَّةٍ الثناء والحمدٍ بعدّ موت ‪.‬‬
‫وكذلك الامتناغ عن نقضٍ العهد سبِبةٌ ثناءً الخلق على من يفي بالعهود‬
‫وتواصيهم به علئ مرّ الأوقات لما فيها من مصالح الناس » فَإِنْ قَذْرَ حيث‬

‫‏‪ ٠‬هنذه الفقرة زيادة شرح لنظرية ( الانعكاس الشرطي ) المشار إليها ؛ والعجب من استخدام‬
‫هلذه النظرية التي أجرىّ تجاربها المخبرية باقلوف في دعم الفكر الإلحادي اللاديني ؛‬
‫بدعوئ أن المادة خلاقة وعاقلة ؛ وهئذا تتكيس صريح لها! ‪.‬‬
‫قانحاً ‪.‬‬ ‫ت ك‬
‫‪١‬؟)‏ أيم ‪:‬سوإن‬

‫لضفا‬
‫لا ينتظر ثناءً‪ . .‬فسبيه حَكُمٌ الوهم من حيث إنه لم يزل مقروناً بالثناء الذي هر‬
‫لذيذ ؛ والمقرونُ باللذيذ لذيذٌ ؛ كما أن المقرونٌ بالمكروه مكروةٌ كما سبق‬
‫مانلأمثلة ‪.‬‬
‫فهئذا ما يحتملَةٌ هنذا المختصرٌ من بت أسرار هنذا الفصل ‪ +‬وإنما يعرف‬
‫ميعقولات نظرّه ؛ وقد استفدنا بهئذه المقدمة إنجاز الكلام‬
‫الَل ف‬
‫قدرَهٌ مَنْ طا‬
‫فيالدعاوئ ؛ فلنرجع إليها ‪.‬‬

‫نف‬
‫الأخرى "رز ولى‬
‫لايجبعلوالله‬ ‫أنه يجوز لله تعالئ ألا يِحْلْقَ » وإذا خلَّقّ‪ . .‬فلم يكنْ ذلك واجياً عليه ؛‬
‫تمالى الخلق‬ ‫وإذا خلقَهُم‪ . .‬فله آلاّ يكلَفَهُم ؛ وإذا كَلَّقَهُمْ ‪ . .‬فلم يكنْ ذلك واجباً عليه ‪.‬‬
‫والتكليف بل هما‬
‫جائزان‬
‫وقالت طائفة من المعتزلة ‪ :‬يجب عليه الخلقٌ ‏ والتكليفٌ بعد‬
‫الخلق"'"' ‪.‬‬
‫وبرهانُ الحقٌّ فيه أن نقول ‪ :‬قولٌ القائل ‪ :‬الخليٌ والتكليف واجبّ‪ . .‬غيرُ‬
‫مفهوم ؛ فإنا بيّنَا أن المفهوم عندنا من لفظ الواجب ‪ :‬ما ينال تاركةٌ ضررٌ إما‬
‫لإمااً ؛ أو ما يكون نقيضّهُ محالاً » والضررٌ محالٌ في حي الله‬
‫جو‬‫آلاً‬
‫عاج‬
‫سبحانه » ولينّ في تَرْكٍ التكليفٍ وترْكٍ الخلق لزومُ محالٍ إلا أن يقال ‪ :‬كان‬
‫يؤدي ذلك إلى خلاف ما سبق به العلم في الأزل ؛ وما سبقث به المشيئةٌ في‬
‫الأزل ‪ 6‬فهئذا حي ؛ وهو بهنذا التأويل واجبٌ ؛ فإن الإرادة إذا فرضث‬
‫والمعلوم‬ ‫المراد‬ ‫حصولٌ‬ ‫كان‬ ‫‪.‬‬ ‫بالشيء‪.‬‬ ‫متعلقاً‬ ‫فرضّ‬ ‫إذا‬ ‫العلم‬ ‫أو‬ ‫»‬ ‫موجودة‬

‫‪.‬‬ ‫االة‬
‫حل‬‫مباً‬
‫واج‬
‫‪ :‬القائدة‬ ‫تحريجة‬ ‫فإن قيل ‪ :‬إنما يجب عليه ذلك لفائدة الخلى لا لفائدةٍ ترجع إلى‬
‫الخالق ‪.‬‬
‫لق‬‫خكن‬
‫ل ول‬
‫للة‬
‫حاص‬
‫لاللخالق‬

‫قلانال ‪:‬كلامٌ في قولكم ‪ ( :‬لفائدة الخلق )‪ . .‬للتعل لتعليل ؛ والحكمُ المعللُ‬


‫هاولوجوبٌ ‪ +‬ونحن تالبك بتةتفهيم الحكم » فلا بِعْنيكُمْ ذكرٌ العلَّةٍ ‪+‬؛ فما‬
‫معنئ فولكم ‪ :‬إنه يجب لفائدة الخلق ؟ وما معنى الوجوب ونحن لا نقهم‬

‫؟‬ ‫غ *ني‬
‫م في‬
‫لبار‬
‫ا الج‬
‫‏(‪ )١‬وهو قوالل بمعضعتزلة كما ذكر المؤلف ‪ +‬دفعه القاضي عبد‬
‫(‪ . ) 41/91‬ولعل أصل هنذا القول عائد لاستحسان التكليف ؛ وكون الواجب عندهم‬
‫لابد أن يكون حناً ؛ وهو أصلح للخل ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫مانلوجوب إلا المعانيّ الثلاثةً وهي منعدمةٌ ؟ فإِنْ أردتم معنئ رابعاً‪. .‬‬
‫ففسروة أولاً ثم اذكروا علْتهُ ‏‪ ٠‬فإنًَا ريما لا ننكرٌ أنَّ للخلق في الخلق فائدةً‬
‫وكذا في التكليف » ولكن ما فيه فائدة غيره لم يجب عليه إذا لم يكنْ له فائدة‬
‫في فائدة غيره ؛ وهنذا لا مخرج عنه أبداً ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫ليف‬
‫ك في‬
‫ت لا‬
‫لخلق‬
‫‪ :‬إنما يستقيم هنذا الكلامُ فيا ال‬ ‫نقأناول‬
‫علئ‬ ‫خالىلإنسان في كبد‬
‫غير‬ ‫من‬ ‫الجنة منّمين‬ ‫يخْلقَهُمْ في‬ ‫أن‬ ‫في‬ ‫؛ بل‬ ‫الموجود‬ ‫الخلق‬ ‫في‬ ‫ولا يستفيم‬

‫ةقد تمنوا‬ ‫‪ .‬فالعقلاءُ كلهم‬ ‫الموجود‪.‬‬ ‫الخلق‬ ‫هنذا‬ ‫وأما‬ ‫؛‬ ‫وألم‬ ‫وحزن‬ ‫غم‬

‫‪ :‬ليتتي لم أل‬ ‫نسياً منسيا"' " » وقال آخر‬ ‫‪ :‬ليتني كنت‬ ‫؛ وقال بعضّهم‬ ‫العدم‬

‫' ‪ :‬وقال‬ ‫الأرفن‬ ‫وقد رفعها من‬ ‫هلله الي‬ ‫لبتي كنتت‬ ‫‪ +‬وقال اح‬ ‫شيا‬

‫الأنبياء والأولياء!*!‬ ‫‪ 6‬وهنذا قول‬ ‫الطائر‬ ‫ذلك‬ ‫كنت‬ ‫‪ :‬ليتني‬ ‫خرٌ يشيرٌ إلى طائرٍ‬

‫التكيف‬ ‫عدم‬ ‫تمن‬ ‫؛ ويعضهم‬ ‫يجيا عدم الخو‬ ‫؛ ووعضي‬ ‫لتكلا‬ ‫وص‬

‫اخللتفيكليف فائدةٌ‬
‫فليتَ شعري ؛ كيف يستجيزٌ العاقلٌ أنْ يقولَ ‪ :‬لل‬
‫التكليف والفائدة نفي‬
‫؛‬ ‫ألم‬ ‫؛ وهو‬ ‫كلفة‬ ‫إلزامُ‬ ‫في عينه‬ ‫» والكليف‬ ‫الكلفة‬ ‫معنى الفائدة ني‬ ‫وإنما‬
‫الكلفة؟‬

‫بغير‬ ‫إليهم‬ ‫إيصاله‬ ‫قادراً علئ‬ ‫وكان‬ ‫‪6‬‬ ‫الفائدة‬ ‫فهو‬ ‫‪: .‬‬ ‫الثواب‬ ‫إلى‬ ‫وإِنْ نظرٌ‬

‫تكليف ؟!‬

‫‏(‪ )١‬وهو قول السيدة مريم رضي الله عنها كما جاء القرآن حاكياً قولها ‪ « :‬يتب بِن قل ما‬
‫؛ وقالته السيدة عائشة رضي الله عنها قجل موتها بعد ثناء سيدنا ابن‬ ‫ِييَا»‬
‫نُسنس‬
‫تصََكُت‬
‫وَ‬
‫) ‪.‬‬ ‫عباس عليها ‪.‬ا!لبخاري © ‪7874 9‬‬
‫() كان عمرو بن شرحييل إذا أوى إلئ فراشه لازم قوله ‪ « .‬حلية الأولياء ‏‪. ) 147 (4/ ١‬‬
‫(؟) هو فول سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ‪ 3 .‬شعب الإيمان * ‪ ) 0517‬وفيه‬
‫الخير الاتي » وهو قول سيدنا الصدّيق رضي الله تعالئ عته ‪.‬‬
‫(‪ )4‬كما روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله ‪ 31 :‬لوددت أني شجرة تعضد » ‏‪ ١‬أو‬
‫هو من قول سيدنا أبي ذزٌ راضيلله عنه ؛ فيكون من المدرجات ‪ .‬انظارل «ترمذي »‬
‫الباب كثيرة جداً ‏‪ ٠‬جمع كثيراً منها الحافظ اين أبي الدنيا‬ ‫ا‬
‫ذ في‬
‫هخبار‬
‫‏(‪ ) 7217‬والأ‬
‫لتامبهث ‪3‬منين ؛‬
‫فيا ك‬

‫ترف‬
‫تحريجة ‪ :‬الثراب بعد‬ ‫فإن قيل ‪ :‬الثوابُ إذا كان باستحقاق‪ . .‬كان ألذَّ وأرفع من أن يكونّ‬
‫بالامتنان والابتداء!' ‪.‬‬
‫الاستحقاق أل رأرقع‬

‫والجوابٌ ‪ :‬أن الاستعاذة بالله تعالئ من عقل ينتهي إلى التكبر على الله‬
‫‪.‬‬ ‫نعمته‪.‬‬ ‫من‬ ‫الخروج‬ ‫اللَّة في‬ ‫وتقدير‬ ‫؛‬ ‫احتمال مننه‬ ‫عن‬ ‫والترقّع‬ ‫وجل‬ ‫عز‬

‫أولئ من الاستعاذة بالله مانلشيطان الرجيم‬


‫وليت شعري ؛ كيف يُمَّذُّ من العقلاء من يخطر بباله مثلْ هلذه‬

‫وتكليف‪ . .‬أن من أن يخاطبٌ أو يناظرٌ » هنذا لو سُلّْمَ أنَّ الثرابّ بعد‬

‫رزلا نز ات تيد‬ ‫ثم ليت شعري ؛ الطاعة التي بها يستحيٌ الثوابّ من أين وجدها العبد ؟‬

‫ا‬ ‫وهل لها سبب سوئ وجوده وقدرته وإرادته بم أعضائه وحضور أسبابه ؟‬
‫وهل لكل ذلك مصدرٌ إلا فضل الله ونعمةُ ؟!‬

‫فتعوذُ بالله من الانخلاع عن غريزة العقل بالكلية ؛ فإِنٌَ هنذا الكلام من‬
‫عقلاً لصاحبه ‏ ولياشتغْل‬ ‫الهلئ‬
‫ع ال‬
‫ترزق‬
‫ذلك النمط » فينبغي أن يست‬
‫بمتاظرته ‪.‬‬
‫‪*»#‬‬ ‫؟‬ ‫|‬

‫هلذه التحريجة المتكبرة المتعجرفة صرّح بها القاضي عبد الجبار حين قال ‪ ( :‬وثبت أن‬ ‫‪0‬‬
‫الثواب مستحى علئ وجه التعظيم والتبجيل ؛ ولا بحسن فعله إلا بأن يكون مستحقاً ) ‪.‬‬
‫؛ المغني ‪ 6‬‏(‪.)176/1١‬‬
‫ولكن تجدر الإشارة إل أن المعتزلة يجعلون هنذا الاستحقاق من باب التفضل والامتنان ؛‬
‫قال قاضيهم ‪ ( :‬وليس له أن يقول ‪ :‬إذا قلتم في العوض والثواب ‪ :‬إنهما بفضل من الله‬
‫تعالئ ‏‪ ١‬فكيف يصح أن تقولوا فيهما ‪ :‬إنهما مستحقان ؟! وذلك لأن الغرض الذي نشير‬
‫إليهبقولنا ‪ :‬إنه فضل من لله‪ .‬‏‪ ٠‬لا يمنع من كون الثواب مستحقاً » وإنما نريد بذلك أنه لما‬
‫أرنه متفضل به ) ‪ .‬ا‪«3‬لمغني ؟‬
‫تفضل تعالئ بسيبه لكي يصل الحي منا إلى الثرواب‪. .‬كصا‬
‫‪).‬‬ ‫(‪7 /1١‬‬

‫ترق‬
‫الَغِرئالَانيةُ‬
‫ندعى ‪ :‬أن لله تعالئ أن يكلف عبادَءٌ ما بطيقونه وما لابطيقونه ‪.‬‬ ‫لهسبحائه أن يكلف‬
‫قاونه‬
‫با ل‬
‫ط م‬
‫يباد‬
‫الع‬
‫واذهلبتمعتزلة إلى إنكار ذلك" ‪.‬‬

‫() هنماسألتان ‪ :‬الأولئ ‪ :‬أتكر المعتزلة أن يكلف الله العباد ما لا يطيقونه ‪.‬‬
‫‪7‬ص)‪.‬‬
‫‪( 7‬‬
‫‪1‬بقت‬
‫الثانية ‪ :‬أوجبت طائفة من المعتزلة على الله أن يكلف العباد ما يطيفونه ‏‪ ٠‬وس‬
‫للاأصلين ؛ أما الأول ‪ :‬فقول الأشاعرة من أهل السنة ‪ :‬جواز‬
‫فخالف المعتزلة فيا ك‬
‫والمقدور » وأما الثاني ‪ :‬فقول أهل النة ‪ :‬إن الله تعالئ متفضل‬ ‫تطاع‬
‫سير‬
‫ليفم بغ‬
‫اتكل‬
‫ال‬
‫على عباده بالتكليف ؛ ولا يجب عليه تكليفهم ؛ بل هو متطول بالتكليف ؛ كما هي عبارة‬
‫المؤلف في « قواعد العقائد » ؛ والمعنئ كما قال الكمال ابن أبي الشريف في ‪ 3‬شرحه‬
‫للمايرة » ‪ ( :‬أي ‪ :‬متفضل به عليهم حيث جعلهم أهلاً لأن يخاطبهم بالأمر والنهي )‬
‫«المسامرة » (ا ص‪١7‬‏ ) ‪.‬‬
‫فتكليف العباد عموماً لا يجب على الله عند أهل السنة والجماعة أشاعرة وماتريدية ‏‪ ١‬أما‬
‫ا لاق‪. .‬فالخلاف فيه وامع ‏‪ ٠‬والكلام فيه جار على الجواز العقلي والجواز‬ ‫ييفط ما‬
‫تكل‬
‫الشرعي ؛ الماتريدية من أهل السنة لا يقولون بجوازه لا عقلاً ولا شرعاً ؛ واتفق معهم‬
‫غالب الأشاعرة في الممتنع لذاته ؛ ووافقهم المعتزلة بناء علئ أصلهم الفاسد في التحسين‬
‫إ‪:‬‬ ‫والتقبيح العقلين في ذلك على تفصيل عندهم ‪.‬‬
‫والعاريدية قاوابتكليفه ما يمع باد علئ أن اق تعالى لم خلاقة ‪ 8‬كتكليف أبي جهل‬
‫‪ .‬بل هو تكليف بما يطيقه ؛‬ ‫حًال‬
‫مليقا‬
‫ل تك‬
‫بىئاهنذا‬
‫بالإيمان مثلاً » ولكن قالوا ‪ :‬لا ييسمّ‬
‫كه مقدور المكلف بالط إن نفس لا ارام في عل ال ال ”‬
‫انظر ‏‪ ١‬شرح العقيدة الطحاوية » المسماة ‪ « :‬بيان السنة والجماعة » للغنيمي رحمه الله‬
‫‪ ) ١7/8‬؛ و« شرح العقائد النسفية » ( ص‪١4‬‏ ) ‪.‬‬ ‫‏(‬
‫قال الشيخ الإمام تاج الدين السبكي في ‏‪١‬ا جلمعجوامع » ( من ) ‪ ( :‬يجوز التكليف‬
‫بالمحال مطلقاً © و متاعل أمكثرعتزلة والشيخ أبو حامد ‏ يعني ‪:‬الإسفرايني ‪-‬والغزالي‬
‫وابن دقيق العيد ما ليس ممتنعاً لتعلق العلم بعدم وفوعه ‏‪ ١‬ومعنزلة بغداد والامدي المحال‬
‫لذاته ؛ وإمام الحرمين كونهٌ مطلوياً لا ورود صيغة الطلب » والحق ‪ :‬وقرع الممتنع بالغير‬
‫لابالذات ) ‪.‬‬
‫) ‪ .‬وكلام الإمام الزبيدي ‪ -‬وهو نفيس ‪ -‬في‬ ‫وانظر للتوسع ‪ :‬‏‪ ١‬الآيات البينات » ( ص‪85‬‬
‫؟‬ ‫وضيح‬
‫لحتعلى‬
‫الوي‬
‫«إتحاف السادة المتقين » ( ‪ ) 7/871‬وما بعذها ‪ .‬و‪١‬‏ الت‬
‫) ء وه البحر المحيط ‪6(1/74‬؟ ) ‪.‬‬ ‫(‪1/41‬‬
‫ويكاد يكون حاصل الخلاف بين الأشاعرة والماتريدية لفظياً في هلذه المسألة ومسألة إيلام‬

‫‪11‬‬
‫ومعتقُ أهل السنة أن التكليف ‪ :‬له حقيقة في نفسه وهو أنه كلام ء وله ستتداملالناني‬
‫التعليف‬
‫فيه إلا كونه متكلماً ؛ وله موردٌ وهو‬ ‫‪ .‬ولا شرط‬ ‫وهو المكلفُ‬ ‫مصدرٌ‬

‫؛ فلا يسمّى الكلامٌ مع الجماد‬ ‫لاًام‬


‫لنكفاهم‬
‫المكلف ‪ .‬وشرطه أنل يكو‬
‫والمجنون خطاباً وتلاكليفاً ؛ والتكليف نوع خطاب ‪ +‬وله متعلّقّ وهو‬
‫به ؛ وشرطه أن يكون مفهوماً فقط ‪ +‬وأما كونهُهُ ممكناً‪ . .‬فليس‬ ‫المكلف‬

‫شرطأ لتحقق الكلام ؛ فإن التكليف كلامٌ » فإذا صدرّ ممن يُفْهِمٌ مع من تَفُهَمْ‬
‫فيما يُْهَرُ وكان المحْاطَبُ دون المخاطب‪ . .‬سُمّى تكليفاً ‏‪ ٠‬وإن كان مثلَهُ‪. .‬‬
‫سُمّي التماساً » وإن كان فوقه‪ . .‬سُمّي دعاء وسؤالاً ؛ فالاقتضاءٌ في ذاته‬
‫واحدٌّ ؛ وهنذه الأسامى تختلفٌ عليه باختلاف النسبة ‪.‬‬

‫وبرهان جواز ذلك ‪ :‬أن استحالتَةُ لاتخلو”'" ‪ :‬إما أن تكونٌ لامتناع‬


‫؛ أوكان لأجل الاستقباح ‪.‬‬ ‫ياض‬
‫بواد‬
‫اعلالس‬
‫وجتما‬
‫تصوّر ذاته ؛ كا‬

‫وباطلٌ أن يكون امتناعه لذاته ؛ فاإنلسوادٌ والبياض لا يمكنُ أن يفرضًا‬


‫مجتمعين ‪ +‬وفرض هنذا ممكن”"" ؛ إذ التكليفٌ لا يخلو ‪:‬‬

‫إما أن يكون لفظاً وهو مذهب الخصم ؛ وليس بمستحيل أن يقول الرجل‬
‫لعبده الزن ‪ ( :‬قُمْ) ؛ فهو علئ مذهبهم أظهر ‪.‬‬

‫تصور أن يقومٌ‬
‫يما‬
‫يقوم بالنفس ‪ +‬وك‬ ‫اء‬
‫ققدٌضأنه‬
‫ا نعت‬
‫وأما نحن ‪ . .‬فإنا‬

‫الحيوان دون جرم سابق أو عوض لاح ؛ فقد ذكر العلامة الزبيدي ذلك فقال ‪( :‬وحاصل‬
‫ماا فلىم «سايرة » وه شرحه » ‪ :‬أن الحنفية لما استحالوا عليه تعالئ تكليف ما لابطاق‪. .‬‬
‫فهم لتعذيب المحسن الذي استغرق عمره في طاعة مولاء أشد منعاً‪ . . .‬ثم منعهم ذلك ليس‬
‫بمعنئ أنه يجب عليه تعالئ تركه كما تقول المعتزلة ؛ بل بمعنئ أنه يتعالئ عن ذلك لأنه غير‬
‫لائق بحكمته ؛ فهاولمنت بنابزيهات » هنذا في التجويز عليه تعالئ عقلاً وعدمه ‏‪ ١‬أما‬
‫الوقوع ‪ . .‬فمقطوع بعدمه ‏ في المسألة الثانية ‏ غير أنه عند الأشاعرة للوعد بخلافه ؛ وعند‬
‫الحتفية والمعنزلة لذلك الوعد ولقبح خلافه ) ‪ .‬‏‪ ١‬إتحاف السادة المتقين ‪ 5/881 ( 6‬‏)‬
‫(‪ )١‬أي ‪ :‬استحالة تكليف ما لا يطاق‪. ‎‬‬
‫)( أي ‪ :‬فَرْضٌ ذلك دون تصور ولا دليل ‪ +‬بل مجرد فرض ليس إلا » فقد يفرض المستحيل‬
‫‪.‬‬ ‫ثمبايردلدليل‬

‫‪717‬‬
‫» بل ربما يقومٌ ذلك‬ ‫القيام بالنفس من قادر ‪ . .‬فيتصور ذلك من عاجز‬ ‫اقتضاء‬

‫بنفسه من قادر ثم يبقئ ذلك الاقتضاءً وتطراً الزمانة والسيدٌ لا يدري ‪ +‬ويكون‬
‫الاقتضاء قائماً بذاته » وهو اقتضاءٌ قيام من عاجز في علم الله تعالئ وإن لم‬
‫يكنْ معلوماً عند المقتضي » فإن علمَهُ‪ . .‬لم يستحل بقاءً الاقتضاء مع العلم‬
‫بالعجز عن الوفاء”'" ‪.‬‬

‫وباطل أن يقال ببطلان ذلك من جهة الاستحسان ؛ فإن كلامنا في حي الله‬

‫تعالئ » وذلك باطل في حّه ؛ لتنزُهِهِ عن الأغراض ورجوع ذلك إلى‬


‫الأغراض ‪.‬‬
‫أما الإنسانٌ العاقل المضبوط بقالب الأغراض‪ . .‬فقد يستقبحُ منه ذلك ؛‬
‫وليس ما يستقبخ من العبد يستقبخ من الله سبحانه تعالى ‪.‬‬
‫‏‪ ٠‬والعبث‬ ‫فإن قيل ‪ :‬فهو مما لا فائدة فيه ‪ 6‬وما لا فائدة فيه فهو عبث‬ ‫إةن‪:‬لم يكن‬
‫تحفريج‬
‫في التكليف فائقة‪.‬‬
‫على الله تعالئ محال ؟‬ ‫فهوعيث‬

‫‪:‬‬ ‫دعاوئ‬ ‫‪ :‬هنذه ثلاثٌ‬ ‫قليا‬

‫للعباد اطلع الله‬ ‫ئهدة‬


‫فعلا في‬
‫الأولئ ‪ :‬أنه لافائدة فيه ‏‪ ١‬ولا نسلم ؛ فل‬
‫بل ربما يكون‬ ‫تعالئ عليها"" ؛ فليست الفائدةٌ هي الامتثال والثواب عليه‬
‫في إظهار الأمر وما يتبعه من اعتقاد التكليف فائدةٌ ؛ فقد يُنْسَُ الأمرٌ قبل‬
‫الامتثال ؛ كما أمرٌ إبراهيم عليه السلام بذبح ولده ثم نسخةٌ قبل الامتثال ؛‬
‫ل ‪+‬اف خبره محال”" ‪.‬‬
‫خؤمن‬
‫لإجهليمان وأخبر أنهولا ي‬
‫براأبا‬
‫وأم‬
‫(‪ )١‬أي ‪ :‬عمد بعجزه عن الوفاء بالمكلّف به ‪ . .‬لا ينافي ولا يزيل بقاءً الاقتضاء‪. ‎‬‬
‫عهوى (ص ‪ )677‬تعليقاً ؛ لتجد أن أبرز فائدة هي التشريف بالتكليف ‪.‬‬ ‫د هذ‬
‫لطلع‬
‫ام‬‫(؟) انظر‬
‫شيرع ؛ قال إمام الحرمين‬ ‫ل ف‬‫اوده‬
‫(©) فماالجأوزشاعرة من أهل السنة وقوعَة‪ . .‬ادعوا ور‬
‫‪ :‬قال‬ ‫ل ؟نا‬
‫رحمه الله تعالئ ‪( :‬فإن قيل ‪ :‬ماجوزتموه عقلاً هل اتفق وقوعه شرفعاً‬
‫شيخنا ‪ :‬ذلك واقع شرعاً ؛ فإن الله تعالئ أمر أبا لهب بأن يصدّق النبي ويؤمن به في جميع‬
‫مايخير به ؛ ومما أخبر به أنه لا يؤمن به ‪ +‬فقد أمره أن يصدقه بأنه لايصدقه ‏‪ ١‬وذلك‬
‫جمع نقيضين ) ‪ « .‬الإرشاد ؛ ( ص ل‪7‬؟؟ ) ‪ .‬والتمثيل بأبي لهب أولئ ؛ لوجود صريح‬

‫‪8971‬‬
‫الثانية ‪ :‬أن ما لا فائدة فيه فهو عبث ؛ فهنذا تكريءٌ عبارة ؛ فإنا بيّنا أنه‬
‫لا يراد بالعبث إلا ما لا فائدة فيه » فَإِنْ أريد به غيره‪ . .‬فهو غيرٌ مفهوم ‪.‬‬
‫غير رارد‬ ‫اظلعبث‬
‫لف‬ ‫الثالثة ‪ :‬أن العبث على الله تعالئ محالٌ ‏‪ ١‬وهنذا فيه تلبييٌ ؛ لأن العبث‬
‫أصلاً‬
‫عبارة عن فعل لا فائدة فيه ممن يتعرضُ للفوائد ‏‪ ٠‬فمن لا يتعرضُ لها‪. .‬‬
‫فمِئهُ عابنا مجارً محضٌ لا حقيقً له ؛ يضاهي قل القائل ‪ :‬الريح عابئة‬
‫ويضاهي قول القائل ‪ :‬الجدارٌ‬ ‫بتحريكها الأشجار ؛ إذ لافائدة لها فيه‬
‫غافلٌ ؛ أي ‪ :‬هو خالٍ عن العلم والجهل ‏‪ ١‬وهنذا باطل ؛ لأن الغافلٌ يطل‬
‫على القابل للعلم والجهل إذا خلا عنهما » فإطلاقةٌ على الذي لا يقبلٌ مجازٌ‬
‫لاأصلّ لهل" ‪ .‬وكذلك إطلاقٌ اسم العابث علاىلله عز وجل ‪ +‬وإطلاق‬
‫العبث علئ أفعاله سبحانه وتعالئ ‪.‬‬
‫الدليل الاثانليمفيسألة وملاحيصّ لأحد عنه ‪ :‬أن اللتهعالئ كلف أبا‬
‫جهل أن يؤمنّ ؛ وعلم أنه لا يؤمن ؛ وأخبرٌ عنه بأنه لا يؤمن » فكأنه أمرّ بن‬
‫يؤْمنَ بأنه لا يؤمن ؛ إذ كان من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه‬
‫لا يؤمن ‏‪ ١‬وكان هو مأموراً بتصديقه‪ . .‬فقد قيل له ‪ :‬صدّق بأنكَ لا تصدق!‬
‫‪.‬‬ ‫وهنذا محال"‬
‫وتحقيقه ‪ :‬أن خلافَ المعلوم محالٌ وقوعه ؛ ولكن ليس محالاً لذاته ؛‬
‫بل هو محال لغيره ؛ والمحالٌ لغيره في امتناع الوقوع كالمحال لذاته ‏‪ ٠‬ومن‬
‫قال ‪ :‬إن الكفارّ الذين لميؤمنوا ماكانوا مأمورين بالإيمان‪ . .‬فقد جحدٌ‬
‫الشرع ؛ ومن قال ‪ :‬كان الإيمان منهم متصوراً مع علم الله سبحانه وتعالئ‬

‫الب الإيمان به ؛ علئ أن التمثيل‬


‫الإخبار بكفره في القرآن الكريم ‏ وهو جزيءطمما‬
‫بأبي جهل لا يبعد إن قلنا ‪ :‬إن بعض أي التنزيل نزل في حقه ومييناً بختم أمره على الكفر ‪.‬‬
‫وهنذا مبني علئ مذهب الأشاعرة في ذلك » وإلا‪ . .‬فجمهور أهل السئة أن هلذا ليس‬
‫ٍ‬ ‫بتكليف المحال ‪.‬‬
‫‏(‪ )١‬إذ لا بد لكل مجاز من علاقة وقرينة ؛ وهئذا غير متوافر في تسمية الجدار غافلاً من باب‬
‫المجاز ‪.‬‬
‫() انظارلتعليق ( ص ‪*6‬؟ ) ‪.‬‬

‫أكرق‬
‫بأنه لا يقع‪ . .‬فقد أنكرّ العقلّ ؛ فقد اضطر كل فريق إلى القول بتصوّر الأمر‬
‫بما لا يتصوّرٌ امتثالة ؛ ولا يغني عن هنذا قول القائل ‪ :‬إنه كان مقدوراً عليه‬
‫ولكالنكافر عليه قدرة ‪.‬‬
‫أما علئ أصلنا‪ . .‬فلا قدرة قبل الفعل » ولم تكن لهم قدرةٌ إلا على الكفر‬
‫الذي صدرّ منهم"'' ‪.‬‬

‫ية‬
‫فيرُ‬
‫ا غ‬
‫كدرة‬
‫وأما عاندلمعتزلة‪ . .‬فلا يمتنع وجود القدرة » ولكنٌ الق‬
‫لوقوع المقدور » بل له شرطّ كالإرادة وغيرها ؛ ومن شروطه ألا ينقلبّ‬
‫علم الله تعالئ جهلاً ؛ والقدرة لا ترااٌ لعينها » بل ليتِسَّرّ الفعل بها ؛ فكيف‬
‫يتيسّرٌ فعلٌ يؤدي إلى انقلاب العلم جهلاً ؟!‬
‫فاستبان أن هنذا واقعٌ في ثبوت التكليف بما هو محالٌ لغيره ؛ فكذا يقاس‬
‫عليه ما هو محال لذاته ؛ إذ لا فرق بينهما في إمكان التلفظ ‏‪ ١‬ولتاصفيوّر‬
‫َّ‬ ‫الاقتضاء » ولا فايلاستقباح والاستحسان”" ‪.‬‬

‫(‪ )1‬وعلئ هنذا الأصل يكون المخاطب بالتكليف عند الخطاب عاجزاً عن الأداء ‪ +‬إذ لا قدرة‬
‫له قبل الفعل ‪ +‬ثم إن الله تعالئ أقدره عليه ؛ وقوله ‪ ( :‬ولم تكن لهم قدرة إلا على الكفر )‬
‫هي مع الفعل بكسيهم واختيارهم » وقدرتهم لا يِذ من موافقتها لما في علمه سبحائه ‪.‬‬
‫ولفائل أن يفقوالل ‪:‬ماتريدية يوافقون الأشاعرة بهلذا الأصل ‪ +‬فكيف خالفوهم بما يشبه‬
‫ملزومه ؟‬
‫قال صدر الشريعة المحبوبي ‪ ( :‬فإن قيل ‪ :‬التكليف بالمحال لازم على تفدير التوسط‬
‫أيضاً ؛ لأن العبد غير قادر على إيجاد الفعل ‪ +‬بل يوجد بخلق الله ؛ فيكون التكليف بالفعل‬
‫يصدٌاري » فالمراد بالتكليف بالحركة‬
‫تق‬‫ا لخلعبد‬
‫تكليفاً بالمحال ؟ قلنا ‪ :‬نعم » لكن‬
‫التكليفٌ بالقصد إليها‪ » . . .‬أو التكليف بالحركة بناء علئ قدرته على سببها الموصل إليها‬
‫غالباً وهو القصد ) ‪ « .‬التلويح إلى كشف حقائق التتقيح ‪. 2 1/02 ( 6‬‬
‫قال المؤلف في « المستصفئ ‪ ( : ) 1/841( 8‬ومن جوز تكليف ما لا يطاق عقلا‪ . .‬فإنه‬
‫َاَا‪. )4‬‬ ‫تنهتتن‬‫ر آ‬
‫اكَرْت‬
‫يمنعه شرعاً ؛ لقوله تعالئ ‪ :‬لل يُ‬
‫(؟) قال إمام الحرمين ‪ ( :‬وقد نطقت أيٍّ من كتاب الله تعالئ بالاستعاذة من تكليف ما لا طاقة‬
‫به ؛ فقال تعالئ ‪ :‬رين ولا تَكنهَلنَا مالا طافَة آنا بد » ‏‪ ١‬فلو لم يكن ذلك ممكناً‪ . .‬لما‬
‫ساغت الاستعائة منه ) ‪ « .‬الإرشاد » ( ص ‪8‬؟؟ ) ‪.‬‬
‫وقال السعد التغتازاني ‪ ( :‬ثم عدم التكليف بما ليس في الوصسع متفق عليه ؛ لقوله تعالئ ‪:‬‬
‫لا‬
‫مغونزبأشت‬
‫لا يُكَيْف أ نت لا رسا ‏‪ ٠‬والأمر في قوله تعالن ‪ « :‬آل‬
‫د‬
‫الوا لاله‬
‫ندعي ‪ :‬أن الله تعالئ قادرٌ علئ إيلام الحيوان البريءٍ عن الجنايات ؛‬
‫البريء درن ثواب‬
‫ولا يلزمٌةُ عليه ثواك!'؟ ‪:‬‬

‫ليخٌذ ؛لك لرمَهُم المصيرٌ‬


‫و فَبِ‬
‫وقالت المعتزلة ‪ :‬إن ذلك محال ؛ لأنه‬
‫و‬ ‫بج‬ ‫‪.‬‬
‫غوثٍ إذا أوذيٍّ بفرك أوصدمة‪ . .‬فإن اللتهعالئ يجب عليه‬
‫رِقةٍ‬
‫ب ب‬
‫إلئ أنو كل‬
‫أن يحشرَةٌ وَيثيبَةُ عليه بثواب*'' ‪.‬‬
‫وذهبّ ذاهبون إلئ أن أرواحها تعودُ بالتناسخ إلئ أبدان أخَرَ ؛ وينالها من‬
‫‪.‬‬ ‫”'"‬
‫ابٌدلاهيخفئ‬
‫فذاسمذه‬
‫اللذة ما يقابل تعبّها ‏ وهن‬
‫ولكنا نقول ‪ :‬أما إيلامُ البريءٍ عن الجناية من الحيوان والأطفال‬
‫‪:‬‬ ‫محسوس‬ ‫‪ . .‬فمقدوزٌ ؛ بل هو مشاه‬ ‫والمجائين‬

‫للتعجيز دون التكليف » وقوله تعالئ حكاية ‪# :‬رَباولاتصَيلْنَامَالاطَافَدَ لناب » ‪.‬‬


‫ليس المراد بالتحميل هو التكليف ‪ .‬بل إيصال ما لا يطاق من العوارض إليهم ‪ © . . .‬‏‪٠‬‬
‫‏‪. ) ١44‬‬ ‫« شرح العقائد النسفية » ( ص‬
‫ثم فائدة التكليف عند المعتزلة هي الأداء » وعند الماتريدية هي الابتلاء » والابتلاء غير‬
‫حاصل عندهم بتكليف المحال ؛ لعدم وجود الاختيار ‪ .‬انإظرت ‪3‬حاف السادة المتقين »‬
‫( ‪.) 7/181‬‬
‫؟ ‪:‬‬ ‫و «اعد‬
‫لتهق في‬
‫ابار‬
‫العقلي ‪ +‬لاالعلاىستطناء الشرعي ؛ وع‬ ‫جناوعلىاز‬
‫ل ه‬
‫اكلام‬
‫وال‬ ‫‪0‬‬
‫( وتعذييهم من غير جرم سابق » ومن غير ثواب لاحت )‪ . .‬لإحكام الرد على المعتزلة ‪.‬‬
‫بناء علئ أصلهم في وجوب مراعاة الأصلح » فكان تعذيب الحيوان حسااً لوجود الثواب ؛‬ ‫‪)0‬‬
‫وهئذا أصل فاسد سيبين المؤلف فاده في الدعوى الرابعة » وانظر ‏‪١‬الإرشاد ؟‬
‫(ص‪.)1777‬‬
‫لأن هنذا التخصيص ‪ -‬فضلاً عن فساد الأصل وهو القول بتكليف البهائم ‪ -‬بهلذه الصورة‬ ‫او‬
‫مفتقرٌ إل دليل عقلي ودليل نقلي صريح ‪ +‬فتبيّن أن قائله يستقيه من أوهام فكره ؛ ولو عاد‬
‫لتأصيله‪ . .‬لتببيطنلانه عنده » وهلؤلاء هم غلاة الروافض كما سماهم إمام الحرمين في‬
‫) ‪.‬‬ ‫‪7‬‬‫‪( 7‬‬
‫صشاد ا‬
‫« الإر‬

‫لدي‬
‫خْصم ‪ ( :‬إن ذلك يُوجِبٌ عليه الحشرّ والثواب بعد ذلك )‬ ‫اقئلقول‬‫فيب‬
‫فنعود إلئى معاني الواجب » وقد بانَ استحالته في حقٌّ الله تعالئ!'" ؛ وإن‬
‫فسروه بمعنى رابع ‏‪ . ٠‬فهموفغيهروم”"' ‪.‬‬
‫مةٌا”"‪ . .‬فنقول ‪:‬‬
‫كيكونَ‬
‫حقضٌ‬
‫وإن زعموا أن تركَةُ ينا‬
‫الحكمة إِنْ أريدّ بها العلمٌ بنظام الأمور والقدرة علئ ترتيبها كما سبق‪. .‬‬
‫فليس في هنذا ما يناقضةُ ‪.‬‬
‫وإن أريدٌ بها أمم؛ اخرٌ‪ . .‬فليس يجب له عندنا من الحكمة إلا ما ذكرناه ؛‬
‫وما وراءً ذلك لفظٌ لا معنئ له ‪.‬‬
‫فإن قيل ‪ :‬فيؤدي إلئ أن يكون ظالماً ؛ وقد قال اللتهعالئ ‪# :‬وما رَيكٌ‬
‫ادص‬ ‫عرم‬
‫تحريجة‪ :‬فهل بكود‬
‫للتهعالى ظالماً؟‬

‫قلنا ‪ :‬الظلمُ منفيٌ عنه بطريق السلب المحض"*' ؛ كما تسلبُ الغفلةً عن‬
‫الجدار » واالعبلثرعنيح ؛ فإِنَّ الظلم إنما يتصوّرٌ ممن يمكن أن يصادف‬
‫فَعلَهُ ملكٌ غيره ؛ ولا يتصوٌّ ذلك في حقٌّ الله تعالئ ؛ أو يمكنُ أن يكونٌ عليه‬
‫أم فيخالفُ فعلَةٌ أمرّ غيره ؛ ولا يتصوَّرٌ من الإنسان أنْ يكونَ ظالماً في ملك‬

‫‏(‪ )١‬حين بين انه لا بجب على الله تعالئ شيء ‏‪ ١‬وبيّن استحالة معاني الواجب الثلاثة ؛ وانظر‬
‫(‪١‬ص؟‪.)77‬‏‬
‫‪ (3‬نعم ؛ فقد فرت المعتزلة الواجب بمعتى رابع ؛ قال المحقق الكمال ‏ ممزوجاً بشرح ابن‬
‫أبي الشريف ‪ ( : -‬واعلم أنهم يريدون بالواجب ‪ :‬ما يثبت بتركه نقص في نظر العقل ‪-‬‬
‫والجار والمجرور متعلق بقوله ‪ :‬يثبت ‏ وثبوت التقص بسبب ترك مقتضئ قيام الداعي إلى‬
‫ذلك الفعل ؛ وهو كمال القدرة والغنئ مع انتفاء الصارف ؛ فتركه المراعاة المذكورة مع‬
‫ذلك ‪ -‬أي ‪ :‬مع قيام الداعي وانتفاء الصارف ‪ -‬بخل يجب تنزيهه تعالئ عنه ؛ فيجب‬
‫ما اقتضاه قيام الداعي ؛ أي ‪ :‬لا يمكن أن بقع غيره لتعاليه عما لا يليتى ‪ 4‬وهلذا كما قال‬
‫المحقق الكمال عائد لأحد المعاني التي ردها المؤلف رحمه الله تعالئ ؛ فهو ليس معنىّ‬
‫رابعاً في الحقيقة ‪ « .‬المسامرة شرح المسايرة » ( ص ‏‪. ) ١8+‬‬
‫)( في هذا الزعم إشارة لقول السادة الماتريدية من أهل السنة ‏‪ ١‬وقد سبق بيان الفرق بين قالتهم‬
‫وقالة المعتزلة تعليقاً (اص‪ )771/‬‏‪ ١‬وسبأتي (اص ‪. )641‬‬
‫(‪ )4‬فأصل فرضية الظلم علئ مالك الملك غيرٌ وارد آلبنة » فلا حاجة لنفيها عنه كما أنه‬
‫لا حاجة لنفي الغقلة عن الجدار مثلاً ‪.‬‬

‫ند‬
‫نفسه بكل ما يفعلَةٌ إلا إذا خالف أمرّ الشرع ؛ فيكون ظالماً بهلذا المعنئ ‪.‬‬
‫‏‪ ٠‬ولا يتصِوّرٌ منه أن يكونْ‬ ‫غيره‬ ‫ملك‬ ‫في‬ ‫فمنْ لا يتصوّرٌ منه أن يتصرّفَ‬

‫تحث أمرٍ غيره‪ . .‬كان الظلم مسلوباً عنه ؛ لفق شرطء المصحّح له ؛‬
‫‪.‬‬ ‫لآ لفقده في نفسه‬

‫‪:‬‬ ‫وفلتفهم هلذه الدقيقة ِ فإنها مزل القدم‬

‫فإن فَسّرٌ الظلم بمعنىّ سوئ ذلك ‪ . .‬فهو غير مفهوم ؛ ولياتكلم فيه بنفي‬
‫‪10‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪.‬‬ ‫وإلاثبات ‏‬

‫() هذه الدعوئ تعالج ما يسمئ ب« نظرية الَو » ‪ +‬وهي من أعوص المسائل التي يطرحها‬
‫الفلاسفة والمتكلمون على مائدة البحث ‏‪ ١‬ولمابالغة إن قلنا ‪ :‬هي أكبرً مسألة تردٌ‬
‫‪ -‬ظلم الخالق ومرارة‬ ‫مهم‬
‫ع ‪-‬‬
‫زرون‬
‫بتشع‬
‫الجاحدين والكفار عن الإيمان بالله ؛ إذ يس‬
‫أحكامه ؛ بل هي كما قال الدكتور مصطفئ محمود ‪ ( :‬من المشاكل الأساس في الفلفة ؛‬
‫علوئ‬ ‫د أص‬‫لرىءٌ‬
‫ا قا‬
‫وقد انقسمت حولها مدارس الفكر ؛ واختلفت حولها الآراء ) ‪ .‬ولعل‬
‫( إن الله تعالئ قادرٌ علئ إيلام الحيوان البريء عن الجنايات ‏ ولا يلزمه عليه ثواب ) دون‬
‫قراءة الدليل ‪ . .‬يستشعر ما يوحي بذلك حاشاه سبحانه وتعالى ‪.‬‬
‫وقد حاولت المعتزلة الفرار من هلذه الشبهة فوقعت في تحديد القدرة وإهزال معلى‬

‫الألوهية ؛ ففرضت علاىلله تعالئ إتاوة زخرفتها بلفظ الصلاح والأصلح لقاءً إيقاعه‬
‫سبحانه شيئاً مما هو ظاهر الشرّيّة ؛ كإيلام الطفل وتعذيب البهيمة ونحو ذلك ؛ فقالت‬
‫بوجوب العوض عن الآلام » مع أن قاضيهم عبد الجبار نفئئ وجوب العوض في مثل هلذه‬
‫الصور » وقال بوجوبه فقط في حتى المكلف ‪ « :‬المفني ‪.) 874-508 /71 (6‬‬
‫وكذلك قال اليهود ‪ :‬أفعاله تعالئ كلها خير محض ؛ لأنه لا يفعل إلا وجوداً ؛ وكل وجود‬
‫خير » والشرور كلها أعدام لا يتعلق بها فعل ؛ كما قال ذلك موسى بن ميمون في * دلالة‬
‫الحاثرين » ( ص‪ . ) 444‬ولذلك نجد أقوالا تشب المعتزلة باليهرد في مثل هنذا ‪.‬‬
‫وبالغت البكرية ‏ كما في « الإرشاد » ( ص ‪ - ) 477‬في نفي الآلام عن الأطفال الذين لم‬
‫يعقلوا وعن البهائم فكابرت بالمحسوس ؛ والتمس لهم القاضي عبد الجبار عذراً في قالتهم‬
‫هئذه بكون هلذه الالام واقعة فيهم لا من قبل الله تعالئ ؛ كما في « المغني © (‪.)91/787‬‬
‫وقالت الثنوية ‪ :‬إن الألم ظلم قبيح لعينه » وهم يعتقدون بأنها صادرة عن ( أهرمن ) إلله‬
‫الشرّ وهو الشيطان ؛ فهم على الطرف النقيض من أصل الدعوى ‪.‬‬
‫أما خلتى الشر عند أهل السنة والجماعة‪ . .‬فهو واقع لكونه ممكناً من الممكنات ‪ +‬والأدب‬
‫فيه ‪ :‬مآ آَصَابِكَ ين حَنَوفِنَ لون أسَلَكَ من سَبتو ل تَنْمِكَ» ‪.‬‬
‫‪ .‬فكما يقول الدكتور مصطفئ محمود ‪ ( :‬لأن الله أرادنا أحراراً ؛‬ ‫ر‪.‬‬
‫لنشخلق‬
‫اا ع‬
‫وأم‬
‫والحرية اقتضت الخطأ » ولماعنئ للحرية دون أن يكون لنا حي التجربة والخطاً‬

‫يادي‬
‫النقوى امه‬
‫ندعي ‪ :‬أنه لا يجب عليه رعايةٌ الأصلح لعباده » بل له أن يفعل ما بشاءً‬ ‫نقي رمماية الصلاح‬

‫ويحكم مايريد » خلافاً للمعتزلة ؛ فإنهم حجروا علاىلله عز وجل في‬


‫الله‬ ‫والأملح عن‬

‫تعالى‬

‫ِ‬ ‫عليه رعايةً الأصلح*'"‬ ‫أفعاله ل وأوجبوا‬

‫كما‬ ‫تعالئ‬ ‫عن الله‬ ‫الوجوب‬ ‫نهنفي‬ ‫علا‬ ‫ما دل‬ ‫ذلك‬ ‫بطلان‬ ‫علئ‬ ‫ويدلٌ‬

‫‪7,‬‬
‫ل وتدلٌ عليه المشاهدة والوجود ؛ فإن نيهم من أفعال الله سبحاتنه‬ ‫سم‬

‫ما يلزمهم الاعترافٌ بأنه لا صلاح فيه للعبيد ‪:‬‬


‫الآخرُ‬ ‫ً ُ وبلغ‬ ‫الصبا‬ ‫في‬ ‫مسلمٌ‬ ‫وهو‬ ‫أحدهم‬ ‫مات‬ ‫‪:‬‬ ‫أطفال‬ ‫ثلاثةً‬ ‫فإنا نفرضيُ‬

‫وأسلمّ ومات مسلماً بالغاً ‏‪ ٠‬وبلغ الثالت كافراً ومات على الكفر ‪ . .‬فإن العدل‬

‫والصواب » والاختبار الحر بيانلمعصية والطاعة‪ . . .‬ومع ذلك ؛فإن النظر المنصف‬
‫‪ +‬وأن الاشرلاهسوتثناء‪. .‬‬ ‫عدة‬
‫قدا هو‬
‫لوجو‬
‫لنا أن الخير فىا ال‬ ‫المحايد سوف يكشف‬
‫والشر في الكون كالظل في الصورة ؛ إذا اقتربت منه‪ . .‬خيل إليك أنه عيب ونقص في‬
‫مةلة ‪ . .‬اكتشفت أنهضروري‬
‫شلانظر‬
‫الصورة » ولكن إذا ابتعدت ونظرت إلى الصورة كك‬
‫ولا عنئ عنه ‪.‬‬

‫ثم إن الدنيا كلها ليست سوىٌّ فصل واحد من رواية سوف تتعدد فصولها ؛ فالموت ليس‬
‫نهاية القصة ؛ ولكن بدايتها » ولا يجوز أن نحكم علئ مسرحية من فصل واحد » ولا أن‬
‫حد» لص ‪-7١‬؟‪.)7‬‏‬ ‫ليقي‬
‫م صد‬
‫ل مع‬‫احوار‬ ‫نرفض كتابً لأن الصفحة الأولئ لم تعجبنا) ‪« .‬‬
‫ولن تحل هلذه العقدة إلا إذا فهمنا قول الإمام أحمد الغزالي أخي المؤلف رحمه لله تعالى‬
‫في ‪ 3‬التجريد في كلمة التوحيد ؛ ؛ إذ لا يتوزع هنذا الخلقّ إلا عالمان ؛ عالّم العدل‬
‫وعالّم الفضل ‪ .‬‏‪ ٠‬وتأمل قوله سبحانه ‪ :‬وَكَولَا فَضْلُ أقه عي وتم مار نكر ين أحدٍ أب دا وَلَكنَ‬
‫سزَقبدو يم عبد ؛ رقوله تعالئ عن يوم القيامة ‪ :‬فلالم أ »‬
‫أََيُ‬
‫واقرأ لفضيلة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي بحثاً خاصاً في هلذا من أبحاث القمة ؛‬
‫سماء ‪ « :‬الإنسان وعدالة اللها فليأرض © ‪.‬‬
‫وهي قالةٌ لهم أشهر من أن يدلل عليها ‏‪ ١‬عقد القاضي لها كتاباً كاملاً قي « المغني » ( الجزء‬ ‫‪6‬‬
‫الرابع عشر ) ‪.‬‬
‫انظر (ص ‪.) 771‬‬ ‫‪0‬‬

‫فى‬
‫عندهم ‪ :‬أن ييخْلَّدَ البالٌ الكافرٌ في التار ‏‪ ٠‬وأن يكونَ للبالغ المسلم في الجنة‬
‫رتبةٌ فوق رتبة الصبيٌ المسلم ‪.‬‬
‫فإذا قَالَ الصبيٌ المسلم ‪ :‬يا رب ؛ لم حططت رتبتي عن رتبته ؟‪. .‬‬
‫فيقول ‪ :‬لأنه قد بلغ فأطاعني ‪ +‬وأنت لم تطعْني بالعبادات بعد البلوغ ؛‬
‫‏‪ ٠‬وكان صلاحي في أن تمدّني‬ ‫لبلوغ‬
‫بي ق‬
‫لمّن‬
‫اك آ‬
‫فيقول ‪ :‬ياربٌ ؛ لأن‬
‫بالحياة حتئ أبلغ فأطيع فأنَالَ رَتبتَةٌ » فلحمرمتّني هنذه الرتبة أبدّ الابدين‬
‫وكنتّ قادراً علئ أن توَهّلْتي لها ؟‬
‫فلا يكونٌ له جوابٌ إلا أن يقولَ ‪ :‬علمتُ أنك لو بلغْتٌ‪ . .‬لعصيتَ‬
‫» فرأيث هنذه الرتبة النازلةً أولئ بك‬ ‫وما أطعتَ وتعرضتَ لعقابي وسخطي‬
‫وأصلحَ لك من العقوبة ؛ فينادي الكافرٌ الاباللغه مناوية ويقول ‪ :‬يا رب ؛‬
‫أوما علمتَ أني إذا بلغت ‪ . .‬كفرتثٌ ؟! فلو أمثَّنِي في الصبا وأنزلتني في تلك‬
‫المنزلة النازلة ‪ . .‬لكان أحبٌ إلى من تخليدٍ النار وأصلحَ لي ؛ فلم أحييتني‬
‫وكان الموتُ خيراً لي ؟! فلا يبقئ له جوابٌ ألبتة'؟!‬
‫ومعلومٌ أن هلذه الأقسام الثلاثة موجودة » وبه يظهرٌُ على القطع أن‬
‫الأصلح للعباد كلهم ليس بواجب ؛ ولا هو موجودٌ ‪.‬‬
‫*‪#‬‬ ‫|»‬ ‫*‪| #‬‬

‫وأصل هنذا المثال مناظرة تروئ بين شيخ أهل السنة أبي الحسن الأشعري مع شيخه سابقاً‬ ‫(‪)1‬‬
‫أبي علي الجبائي تذكرها كتب المقائد » وأوردها الحافظ الذعبي في ‏‪ ١‬سير أعلام النبلاء ؟‬
‫‪.‬‬ ‫» ‪977/18‬‬ ‫الشافعية‬ ‫« طبقات‬ ‫في‬ ‫والسبكي‬ ‫‪١‬‬ ‫)‬ ‫‪4/1‬‬ ‫‏(‬

‫‪:7‬‬
‫الرموئ اسَة‬
‫ندعي ‪ :‬أن اللتهعالئ إذاالكعلفبادً فأطاعوه‪ . .‬لما يلجبث عوليهابٌ ؛‬ ‫اهئه‬
‫بحعلي‬
‫لاسيجب‬
‫لواب ولاعقاب‬
‫بل إن شاءً‪ . .‬أثابَهُم » وإن شاء‪ . .‬عاقبَهُم » وإن شاء‪ . .‬أعدمَهُم ولم‬
‫؛‬ ‫ؤيعمنين‬
‫لٌم جم‬
‫رعين وعااقب‬ ‫ارٌفلجمي‬
‫ك غف‬‫لي لو‬‫يحشرهم ؛ ولاايبال‬
‫ولا يستحيل ذلك في نفسه ‏‪ ١‬ولا ينافقض صفة من صفات الإلهية ‪.‬‬
‫وهلذا ؛ لأنَّ التكليفَ تصرّفٌ منه في عَبيدِه ومماليكه » وأما الثوابٌ‪. .‬‬
‫‏‪ ١‬وكونةٌ واجباً بالمعاني الثلاثة''' غيرُ مفهوم ‪:‬‬ ‫داء‬
‫بئتسبيل‬
‫ا عل‬
‫اٌلآخرٌ‬
‫ففعل‬
‫ولا معنئ للحسن والقبح ‪ +‬وإنْ أريدّ معن آخر‪ . .‬فليس بمفهوم » إلا أنْ‬
‫يقال ‪ :‬إنه يُصِيّرٌ وعدَهُ كذباً ‪ .‬وهو محالٌ ‪ +‬ونحن نعتقدٌ الوجوبٌ بهنذا‬
‫التمعنتئكولابةُ ‪.‬‬
‫فإن قيل ‪ :‬التكليفُ مع القدرة على الثواب وترلة الثواب قبح ؟‬ ‫تحريجة‪ :‬التكليف‬
‫مع القدرة على‬
‫قلنا ‪ :‬إن عنيتُمْ بالقبيح أنه مخالفٌ غرضّ المكلف‪ . .‬فقذ تعالى المكلف‬ ‫الثواب وتركه قبيح‬
‫‪ +‬رإعننثُم به أنه مخالف غرض المكلف‪ . .‬فهو‬ ‫غراض‬
‫وتاقدّلسَأ عن‬
‫كا لقي‬ ‫سل ؛ ولكن ما هو بيع عند المكأف لم يم نتع عليه”'' فلعلكة‬
‫والحسن عنده وفي حقَهِ بمثابة واحدة”؟‬

‫(‪ )١‬للواجب التي ذكرها في بيان حدّه » انظر ( ص ؟؟؟‪. ) ‎‬‬


‫(؟) أي ‪ :‬على الله عز وجل ‪.‬‬
‫والماتريدية منعوا تعذيب المحسن وإثابة العاصي الكافر ‪ .‬وقالوا بقيح ذلك ؛ ولكن بينهم‬ ‫(©)‬
‫وبين المعتزلة فرق شاسع ؛ فإطلاق الماتريدية للفظ القبح مراعاة لكمال الصفات الإلهية ‏‪١‬‬
‫ويتضح هنذا في بحث التقبيح والتحسين العفليين » فهم في هذا مع الأشاعرة بأنه لا يجب‬
‫عليه تعالئ ذلك » ولكنه أيضاً لا يليت به ؛ فكان وجوبه لهذا ؛ ويستدلون كذلك بنحو‬
‫فوله سبحانه ‪ :‬م آم َب لين آجْترَخْوا التبحَابٍ أن تله لزي ا ثرا رَحَمِثا بلحت سَوآءِ‬
‫سا‬ ‫» فهنذا يرون فيه نصاً في التفبيح عند قوله‬ ‫زََمَتُُمْ سآن بَتَكُتن‬ ‫ته‬
‫أن الشارع وعد ‏‪ ١‬ووعده لا يخلف ‪ .‬انظر‬ ‫رحمه الله‬ ‫والكل متفق ‪ : -‬كما قال المؤلف‬
‫) ‪ .‬و‪١‬‏ شرح الطحاوية » للغنيمي ( ص‪١67‬‏ )‬ ‫« المسايرة ‪ ( 4‬ص‪78‬‬

‫‪51‬‬
‫علئ أن إِنْ نزنا على فاسد معتقدهم‪ . .‬فلا نَسلّْمٌ أنَّ مَنْ يستخدم عبِدَهُ‬
‫‏‪ ١‬فتبطل‬ ‫عنمل‬
‫لع‬‫اضاً‬
‫ثوابٌ ؛ لأن الثواب يكون عو‬ ‫عهافيدة‬
‫ابلعلي‬
‫يج‬
‫أن يخدمٌ مولاءٌ لأنه عبِدُهُ ‏ فإن كان لأجل‬ ‫فائدة الرّقٌّ ؛ وحايٌّل ععلىبد‬

‫ومن العجائب قولهم ‪ :‬إنه يجبٌ الشكرٌ على العباد ؛ لأنهم عبادٌ ؛ قضاءً‬
‫حنقٌّ‬
‫ت لأ‬
‫س؛‬‫مالٌ‬
‫ل مح‬
‫انذا‬
‫لحقّ نعمتّه ؛ ثم يجب عليه الثوابٌ على الشكر! وهئ‬

‫يزل‬ ‫ولم‬ ‫‪6‬‬ ‫نهاية‬ ‫غيرٍ‬ ‫إلى‬ ‫ثوابٌ مجِذَّدٌ ويتسلسلٌ‬ ‫الشكر‬ ‫هنذا‬ ‫وعلئ‬ ‫مجدّد‪.‬‬

‫وأفحثل من هنذا قولهُم ‪ :‬إن كلٌّ من كفرٌ فيجب على الله تعالئ أن يعاق‬
‫أبودايًخلدَةٌ في النار » بل كل من قارف كبيرةً وماتَ قبل التوبةٍ يخلدٌ في‬
‫وجميع‬ ‫والشرع‬ ‫والعادة‬ ‫والعقل‬ ‫‏‪١‬‬ ‫والمّروءة‬ ‫بالكرم‬ ‫جهل‬ ‫وهنذا‬ ‫الثار ‪.‬‬

‫الأمور ‪.‬‬
‫فإنا نقول ‪ :‬العادة قاضية والعقولٌ مشيرةٌ إلئ أن التجاوزٌ والصفح أَحَسنٌُ‬
‫من العقوبة والانتقام ؛ وثناء الناس على العافي أكثرٌ من ثنائهم على المنتقم ؛‬
‫طول‬ ‫ويست<‬ ‫والإنعام‬ ‫العفو‬ ‫رِيستقبخ‬ ‫وفكيف‬ ‫‪.‬‬ ‫أشدُ‬ ‫للعفو‬ ‫وا ستحسانهم‬

‫الانتقام ؟!‬
‫ثم هلذا في حقٌّ من آذته الجنايةٌ وغضث من قدره المعصية » والله تعالئ‬
‫يستوي في حفَّهِ الكفرٌ واولإيامالنُط ؛اعةٌ والعصيان ؛ فهماال فيل حهقّيّه‬
‫وجلاله سيّان ‪.‬‬
‫ثم كيف يُستحسنُ ‪ -‬إن سُلِكٌ طريقٌ المجازاة واستحسنّ ذلك ‪ -‬تأبيدُ‬
‫العقاب خالداً مخلداً فى مقابلة العصيان بكلمة واحدة فى لحظة ؟!‬
‫ومن انتهئ عقَلةٌ فى الاستحسان إلئ هنذا الحدٌ‪ . .‬كانت دارٌ المرضئ أليقّ‬
‫‪.‬‬ ‫العلماء‬ ‫به من مجامع‬

‫يدي‬
‫علىئ أنا نقول ‪ :‬لو سَلكَ سالكٌ ضدٌ هنذا الطريق بعينه‪ . .‬كان أقومٌ قيلاً ؛‬
‫وأجرئ على قانون الاستحسان والاستقباح الذي تقضي به الأوهامُ والخيالاثُ‬
‫كما سبوا" ؛ وهو أنا نقول ‪ :‬الإنسانُ قبح منه أن يعاقبٌ علئ جناية سبقث‬
‫وخَسُرَ تدازكها لوجهين ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬أن يكاونلَعفيقوبة زجرٌ ورعايةٌ مصلحةٍ في المستقبل ؛‬
‫فيحسنُ ذلك خيفةً من فواتٍ غرضٍ في المستقبل ؛ فإ لم تكنْ فيه مصلحةٌ‬
‫في المستقبل أصلاً‪ . .‬فالعقوبة بمجردٍ المجازاة علئ ما سبق قبِيخٌ ؛ لأنه‬
‫لا فائدةً فيه للمعاقب ولا لأحد سواءٌ ؛ والجاني أذ به » ودافعلأذى عنه‬
‫حسنٌ ؛ وإنما يحسنُ الأذئ لفائدة » ولا فائدة » وما مضئ فلا تداركٌ له ؛‬
‫‪.‬‬ ‫قايةبح‬
‫لغ‬‫ا في‬
‫فهو‬
‫الوجه الثاني ‪ :‬أن نقولّ ‪ :‬إذا تأذَّى المجنيُ عليه وامتعضٌ واشتدٌ غَيظُة‪. .‬‬
‫فذلك الغيظُ مؤلم » وشفاءٌ الغيظ مريخٌ منالألم » والألمٌ بالجاني أليقٌّ ‏‪٠‬‬
‫ومهما عاقب الجاني‪ . .‬زالَ منه ألم الغيظ واختصنٌ بالجاني ‏‪ ٠‬فهو أولئ ؛‬
‫فهئذا أيضاً له وجةٌ ما وإن كان دليلاً علئ نقصان العقل وغلبة الغضب عليه ‪.‬‬
‫فأما إيجابٌ العقاب حيثُ لا تتعلق به مصلحة في المستقبل لأحد في‬
‫علم الله تعالئ ‏ ولا فيه دفع أذىّ عن المجني عليه ‪ . .‬ففي غاية القبح ؛ فهنذا‬
‫أقومُ من قول من يقول ‪ :‬إن ترك العقاب في غاية القبح ‪.‬‬
‫والكلٌ باطلٌ واتباع لموجب الأوهام التي وقعت بتوهُّم الأغراض ‪ +‬الله‬
‫تعالئ متقدّسرٌ عنها ؛ ولكنَّا أردنا معارضة الفاسدٍ بالفاسد ؛ ليتبيِنَ به بطلانٌ‬

‫“‪*#‬‬ ‫هه‬ ‫|‬

‫(‪ )١‬في الحديث عن سبق الوهم إلى العكس ‪ .‬انظر (ص ‪ ) 771‬وما بعدها‪. ‎‬‬

‫رد‬
‫الدعوئلسَارسَهُ‬

‫لا تجب المعرفة حتى‬ ‫ندعي ‪ :‬أنّ الشرع لو لم يَرِدْ‪ . .‬لكان لا يجب على العباد معرفة الله تعالئ‬
‫يرادلشرع‬
‫وشكرٌ نعمتِه ؛ خلافاً للمعنزلة!'" ؛ حيث قالوا ‪ :‬إنَّ العقلّ بمجرده موجبٌ ‪.‬‬
‫وبرهانه ‪ :‬هو أن نقول ‪ :‬العقلٌ يوجِبُ النظرّ وطلبٌ المعرفة لفائدة مرتبة‬
‫عليه ؛اأول ماععتراف بأن وجودَةٌ وعدمه في حي الفوائد عاجلاً وأجلاً بمثابة‬
‫واحدة ‪.‬‬

‫فإن قلتم ‪ :‬يقضي بالوجوب مع الاعتراف بأنه لا فائدة فيه قطعاً عاجلاً‬
‫وآجلاً‪ . .‬فهنذا حكمُ الجهل لا حكمُ العقل ؛ فإِنَ العقلّ لا يمر بالعبث ؛‬
‫وك ما هو خالٍ عن الفوائد كلّها فهو عبت » وإِنْ كان لفائدة‪ . .‬فلا يخلو ‪:‬‬
‫إما أن ترج إلى المعبود » أو إلى العبد ؛ ومحالٌ أن ترجع إلى المعبودٍ تعالى‬
‫كنون في‬
‫وتقدّسَ عن الفوائد » وإن رجعث إلى العبدٍ‪ . .‬فلياخلو ‪ :‬إماي أ‬
‫الحال » أو في المآل ؛ أما في الحال‪ . .‬فهو تعب محضٌ لا فائدة فيه" ؛‬
‫وأامال فميآل‪ . .‬فالمتوقّمٌ هو الثوابٌ ؛ ومن أينَ علمٌ أنه يئابٌ على فعله ؟‬
‫بل ربّما بعاقبٌ عليه » فالحكمُ عليه بالثواب حماقةٌ لا أصلّ له ‪.‬‬
‫تحريجة ‪ :‬العقل يقدر‬ ‫فإن قيل ‪ :‬يخطرٌ بباله أن له را ‪ :‬إن شكره‪ . .‬أَثَابَةُ وأنعم عليه » وإن كفرّ‬
‫شىكر‬
‫ل عل‬
‫اواب‬
‫الش‬
‫والعقاب على الكفر‬ ‫ء‬ ‫شلىكر‬
‫لة ع‬
‫اقوب‬
‫نعمه‪ . .‬عاقبَةٌ عليه ؛ ولا يخطر بباله ألبتة جوازٌ الع‬
‫لتمعفريق البيّن كما هو الحال في الدعوى‬
‫اكن‬
‫والماتريدية منأهل السنة والجماعة ؛ ول‬ ‫()‬
‫السابقة » وقد لاحظ المحقق الكمال تداخل دعوى التكليف ودعوى الإيلام والجزاء بغير‬
‫جنس العمل وهنذه الدعوئ مع مسألة التحسين والتقبيح ؛ فجعل ذلك كله في دعوئ‬
‫‪. 4 7/081‬‬ ‫* ‪ .‬انظر « إتحاف السادة المتقين ‪6‬‬ ‫ايرة‬
‫لةمفيس ‏‪١‬‬
‫احد‬
‫وا‬
‫والفائدة المقدرة في الحال هي استلذاذ وصف العبودية أمام المعبود سبحانه ‏‪٠‬‬ ‫‪126‬‬
‫لازم ‏‪ ١‬فلا‬ ‫وري‬
‫ر ليس‬
‫ضنذا‬
‫بن ه‬
‫والاستيحاش من أن يكون الكون هملاً لا مدر له » ولك‬
‫يلتفت إليه ‪.‬‬

‫اتن‬
‫والاحترازً عن الضرر الموهوم في قضية العقل كالاحتراز عن المعلوم ؟‬
‫قلنا ‪ :‬نحن لا نتكر أن العاقل يستحتَه طبِعةٌ على الاحتراز من الضرر‬
‫موهوماً ومعلوماً ؛ فلا يمنع من إطلاق اسم الإيجاب علئ هلذا‬
‫جييح‬
‫ر ف‬
‫تلامٌ‬
‫الاستحثاث ؛ فإن الاصطلاحاتٍ لامُشَاخَةٌ فيها ‏‪ ٠‬ولكن الك‬
‫جهةٍ الفعل علئ جهة الترك في تقرير الثواب والعقاب ؛ مع العلم بأن الشكرٌ‬
‫لا كالواحد منا ؛ فإنه يرتاح بالشكر والثناء ؛‬ ‫وتركَهُ في حقٌّ الله تعالئ سيان‬
‫ويهتزٌ له ويستَلثُةٌ » ويتألَءُ بالكفران ويتأذَّئ به ؛ فإذا ظهرٌ استواءً الأمرين في‬
‫حقّ الله تبارك وتعالى ‪ . .‬فالترجيخٌ لأحد الجانبين محال » بل ريما يخطرٌ بباله‬
‫نقيضَهُ ؛ وهو أنه يعاقبٌ على الشكر لوجهين ‪:‬‬ ‫العقاب على الشكر لا‬

‫يبععدقلاً‬
‫أحدهما ‪ :‬أناشتغالَةُ به تَصرّفٌ في فكره وقلبه بإتعابه وضَرْفِهِ عن الملاذُ‬
‫وات » فلعلّ‬ ‫ه من‬
‫شُكُنَ‬
‫ل وم‬‫بٌوبٌ خلقت لهاشهوةٌ‬ ‫مرعبد‬‫والشهوات ؛ وهو‬
‫المقصودٌ أن يشتغلّ بِلذَّاتِ نفسه واستيفاء نِعٌم الله تعالئ © وألا يتعبّ نفسَهُ‬
‫فيما لا فائدة لله تعالى فيه ؛ فهئذا الاحتمال أظه؛ ‪:‬‬
‫الثاني ‪ :‬أن يقيسّ نفسَةٌ على من يشكرٌ ملكاً من الملوك ؛ بأن يبحث عن‬
‫وجميع أسراره الباطئة مجازاة‬ ‫أههمعله‬
‫صفاته وأخلاقه ومكانه وموضع نوم‬
‫علئ إنعامه عليه ؛ فيقال له ‪ :‬أنتَ بهئذا الشكر مستحقٌ لحزٌ الرقبة ؛ فما لك‬
‫ولهلذا الفضول ؟ ومن أنت حتئ تبحثٌ عن أسرار الملوك وصفاتهم وأفعالهم‬
‫وأخلاقهم ؟ ولماذا لا تشتغل بما بِهمُكَ ؟‬
‫فالذي يطلبٌ معرفة الله تعالئ فإنه ينبغي أن يعرف دقائقّ صفائّه تعالئى‬
‫؛ وكلُّ ذلك مما لايؤْهَّلُ له إلا من له‬ ‫اله‬
‫فرهع في‬
‫وأفعاله وحكمته وأأسرا‬
‫منصِبٌ ؛ فمن أين عرف العبدُ أنه مستحيٌ لهنذا المنضب ؟‬
‫فاستبان أن مآخذّهم أوهامٌ رسخحث فيهم من العادات يعارضها أمثالها‬
‫ولا محيصن عنها ‪.‬‬
‫قضىول‪ . .‬أدئ ذلك إلى‬
‫لبعمقت‬
‫اوجو‬
‫فإقنيل ‪ :‬فإمنَ لدمْ يكرنَْكدٌ ال‬ ‫تحريجة‪ :‬إنما قلتا‬
‫برجوبه عقلاً لكيلا‬
‫ينل‬ ‫تبطل المعجزة؛ فهي‬

‫ثابة به‬
‫إفحام الرسول ‪ +‬فإنه إذا جاء بالمعجزة وقال ‪ :‬انظروا فيها‪ . .‬فللمخاطب أن‬
‫يقول ‪ :‬إن لم يكن النظءٍ واجباً‪ . .‬فلا أُقْدِمٌ عليه ‏‪ ٠‬وإن كان واجباً‪. .‬‬
‫فيستحيلٌ أن يكون مَذْرَكَهٌ العقلّ » والعقلٌ لا يوجبٌُ ؛ ويستحيلٌ أن يكونّ‬
‫مدركةٌ الشرع ؛ والشرعغ لا يثبثُ إلا بالنظر في المعجزة » ولا يجب النظرٌ قبل‬
‫لبوت الشرع ؛ فيؤدي إلئ ألا تظهرٌ صحةٌ النبوة أصلاً ؟‬
‫فالجوابٌ ‪ :‬أن هنذا السؤَالَ مصدرّةٌ الجهل بحقيقة الوجوب ؛ وقبديّنا‬
‫رك‬
‫ت في‬
‫لوهوم‬
‫ا م‬
‫تىرك بدقع ضرر‬
‫اعلل عل‬
‫أنا ملعنىوجوب ترجّحٌ جانب الف‬
‫؛ وهو الله‬ ‫جّحٌ‬
‫مٌر هو‬
‫الملوجب‬
‫» فا‬ ‫ووجوبّ‬
‫اذال ه‬
‫أو معلوم » وإذا كان هن‬
‫تعالئ ؛ فإنه إذا ناط العقابٌ بترك النظر”'"‪ . .‬ترجّحَ فعله علئ تركه ؛ ومعنئ‬
‫قول النبي ‪ :‬إنه واجبّ‪ . .‬أنه مرِجّحٌ بترجيح الله تعالئ في ربطه العقابّ‬
‫بأحدهما » وأما المدرَكٌ‪ . .‬فعبارة عن جهة معرفة الوجوب لاعن نفس‬
‫الوجوب ‪ +‬وليس شرطٌ الواجب أن يكونَ وجويُةُ معلوماً » بل أن يكونٌ علمهُ‬
‫امنده ‪.‬‬ ‫رل‬‫أناً‬
‫ممك‬
‫فيقول النبي ‪ :‬إنَّ الكفرٌ سو مهلك » والإيمان شفاءٌ مسعدٌ ؛ بأن جعلّ الله‬
‫عز وجل أحدَّهُما مسعداً والآخرّ مهلكاً ؛ ولست أوجبُ عليك شيئاً ؛ فإن‬
‫نه‬ ‫كرٌو عن‬
‫روجيح » والمرجّحٌ هوالله تعالئ » وإنما أنا مخب‬ ‫ته‬‫الاإيجلابٌ‬
‫سما ‏‪ ٠‬ومرشدٌ لك إلئ طريق تعرف به صدقي » وهو النظرٌ في المعجزة » فإن‬
‫سلكُتَ الطريقّ‪ . .‬عرفت ونجوت » وإن تركتَ‪ . .‬هملكت ‪.‬‬
‫مثال شاف للرد على‬ ‫ومثالهُ ‪ :‬مثال طبيب انتهئ إلى مريض وهو مترددٌدٌو باينئين موضوعين‬
‫هذه التحريجة‬
‫بين يديه » فقال له ‪ :‬أمّا هنذا‪ . .‬فلا تتناوله ؛ فإنه مهلك للحيوان ‪ 6‬وأنت‬
‫قادر علئ معرفته بأن تطعمَةٌ هلذا السُنْورَ فيموتَ على الفور ؛ فيظهر لك‬
‫ما قلتَةٌ ؛ وأما هنذا‪ . .‬ففيه شفاؤّكَ وأنتَ قادرٌ عل معرفته بالتجربة » وهو أن‬
‫تشربَةٌ فتشفئ » ولا فرق في حقي ولا في حقٌّ أستاذي بين أن تهلك أو‬

‫(‪ )١‬ناطالعقاب ‪ :‬علق‪. ‎‬‬


‫‪70١‬‬
‫تشفئ ء فإن أستاذيّ غنيٌّ عن بقائك » وأنا أيضاً كذلك ‏‪ ١‬فعند هنذا لوقا‬
‫المريض ‪ :‬هنذا يجب علي بالعقل أوبقولك ‪ +‬وما لم يظهرٌ لي هنذا لم‬
‫د‬ ‫ضر‬ ‫‏‪١‬لطلببيب‬ ‫على‬ ‫‪5‬شتغل بالتجربة‪ . .‬كان ممهالكا نَفْسَة ِ ولم يكن‬

‫فكذلك النبى قد أَخيِرَءٌ اللتهعالئ بأن الطاعة شفاءٌ » والمعصية داءٌ ‏ وأنَ‬
‫الإيمان مسعدٌ » والكفرٌ مهلك © وأخبره بأنه غنيٌ عن العالمين سعدوا أم‬
‫قمن‬ ‫طريي المعرقة وينصرف‬ ‫شقوا ؛ قإنما شأنٌ الرسول أن يلغ ويرشدٌ إل‬

‫نظرّ‪ . .‬فلتفسه ‏‪ ١‬وقمنصَّرّ‪ . .‬فعليها ؛ وهلا واضح ‪.‬‬

‫كلامه ودعواءٌو يتوق اّلعكٌف عقاابواً ‪ .‬افيحملةالمٌ النعقكل على الحذ‪:‬ر » ولياحصلٌ مإلا‬ ‫ال‪:‬نظر"©في ذلك على‬
‫بالتظر ‪.‬فيجِبٌ عليه النظ ؟‬
‫قلنا ‪ :‬الحنٌ الذي يكشفُ الغطاءً عن هنذا من غير اتباع رسّم وتقليد أمرّ ؛‬
‫عبارة عن نوع رجحان في الفعل ‪ 6‬والموجبٌ‬ ‫هو أن الوجوبٌ ‪ -‬كما بان‬
‫لتعنرجّح » والمعجز‬
‫هو الله تعالئ ؛ لأانهلمهورجّخٌُ ‪ +‬والرسولٌ مخابرٌ‬
‫ماد‬

‫دلِيلٌ علئ صدقه في الخبر » والنظرٌ سيب في معرقة الصدق ؛ والعقلٌ آله‬
‫‪.‬ا‬

‫المحذور‬ ‫على الحذر بعد فهم‬ ‫النظر ولفهم معنى الخبر د والطبع مستحث‬

‫بالعقل » فلا بِذِّ من طبع تخالفه العقوبة الموعودة ويواققَةٌ الثوابٌُ الموعودُ‬
‫يَقَدِّرْهٌ ظناً أو‬ ‫ولم‬ ‫المحذور‬ ‫يفهم‬ ‫مالم‬ ‫لا يستحثٌُ‬ ‫ولكن‬ ‫ليكونْ مستحثاً ‏‬

‫عاقل » والعقلٌ لآ يفهمٌ الترجيح بنفسه بل بسماعه من‬


‫افمل إل‬
‫بي‬‫علمآً ؛ ولا‬
‫الرسول » والرسولٌ ليس يرجح الفعل على الترك بنفسه ‏‪ ١‬بلالله هو‬
‫المرجّحٌ » والرسولٌ مخبرٌ » وصدق الرسول لآ يظهرٌ بنفسه بل بالمعجزة ‏‪١‬‬
‫والمعجزةٌ لا تدكٌ ما لم يُنظرْ فيها ؛ والنظرٌ بالعقل ‪.‬‬
‫فإدَنُ ؛قد اتكشفت المعانى ‪.‬‬
‫والصحيح في الألفاظ أن يقال ‪ :‬الوجوبُ هو الرجحانٌ » والموجبٌ‬
‫الرسول‬ ‫وصدق‬ ‫للمحذور‬ ‫والمعرّف‬ ‫الرسول‬ ‫هو‬ ‫والمخبر‬ ‫ِ‬ ‫هو الله تعالئ‬

‫ني‬
‫هوالعقل ؛ والمستحثُ علئ سلوك سبيل الخلاص هوالطيع » فهكذا ينبغي‬
‫أن يفهم الحقّ في هذه المسألة » ولا يلتفث إلى الكلام المعتاد الذي‬
‫لايشفي الغليلٌ ولا يزيل الغموض”'' ‪.‬‬
‫** ||»؟‪‎‬‬

‫عاوى السابقة‬
‫لعةد قي‬
‫انظر تحرير النخلاف بين الأشاعرة والماتريدية من أهل السئة والاجما‬ ‫()‬
‫في ‏‪ ١‬المسامرة شرج المسايرة * ‪ 7‬ص‏‪) ١87‬وما بعدها ‪.‬‬

‫دن‬
‫المعوى لسّابمة‬

‫‏‪٠‬‬ ‫واجبة‬ ‫ولا‬ ‫بمحال‬ ‫‪ :‬أنَّ بعثة الأنبياء جائزةٌ وليست‬ ‫تدعى‬ ‫بعشة الأنبياء جائزة‬
‫وليست بمحال ولا‬

‫‪.‬‬ ‫يجههالرد‬
‫م!"‬ ‫وقالت المعتزلة ‪ :‬إنها واجبة”'" » وقد‬
‫ع سب‬
‫لق و‬ ‫راجبة‬

‫وقالت البراهمةٌ ‪ :‬إنها محال" ‪.‬‬


‫وبرهانٌ الجواز ‪ :‬أنه مهما قامٌ الدليلٌ علئ أنالله تعالئ متكلم » وقام‬
‫الدليلٌ علئ أنه قادرٌ لا يعجزٌ عن أن يدل علئ كلام النفس بخلي ألفاظٍ‬
‫وأصوات أو رقوم أو غيرها من الدلالاتٍ‪ . .‬فقد قام الدليلٌ علئ جواز إرسالٍ‬
‫الرسل » فإنا لسنا نعني به إلا أن يقومٌ بذات الله تعالئ خبرٌ عن الأمر النافع في‬
‫الآخرة والأمر الضارٌ بحكم إجراء العادة ‪ +‬ويصدرٌ منه فعلٌ هو دلالة‬
‫بشخص”"؟ علئ ذلك الخبر » وعلئ أمره بتبليغ الخبر » ويصدرٌ منه فعلٌ‬
‫خارق للعادة مقروناً بدعوئ ذلك الشخص الرسالة ؛ فليس شيءٌ من ذلك‬

‫) ‪.‬‬ ‫المغني في أبواب التوحيد والعدل‪91/73 ( ‎‬‬ ‫(‪)١‬‬


‫)( في بيان المراد من لفظ الواجب ‏‪ ١‬ودفع شبهة التحسين والتقبيح العقلين ‪.‬‬
‫وبقول المعتزلة قالت الشيعة والفلاسفة واكثليرم مانتريدية من أهل ما وراء النهر ؛ غير أن‬
‫التعليل مختلف ؛ فعند المعتزلة والشيعة لأنها من اللطف المقرب للإيمان ‏‪ ٠‬واللطف‬
‫واجب عندهم على الله تعالئ ؛ وعند الفلاسقة لكونها سبباً للخير العام المستحيل تركه في‬
‫الحكمة والعناية » وعند الماتريدية لأنها من مقتضيات الحكمة ‏‪ ١‬فيستحيل ألا توجد‬
‫كاستحالة السفه ؛ كما أن ما علم الله وقوعه واجب لغيره ‪ .‬انظر للتفصيل « إتحاف السادة‬
‫‪. ) 1/(4‬‬ ‫‪4 4‬‬
‫‪1‬تقين‬
‫الم‬
‫ومثلٌ البراهمةٍ الصابئةٌ والتناسخية » ويرى الآمدي رحمه الله تعالئ عدم عموم البراهمة في‬ ‫ا‬
‫جحد الرسالة ء‏»‪ ٠‬بل منهم من اعترف بنبوة آدم عليه السلام ‪ +‬ومنهم من اعترف بنبوة إبراهيم‬
‫امض ‪6‬ص‪*١8‬‏ )ء وانظر رداً مطولاً للقاضي عبد الجبار‬
‫ال(مرا‬ ‫ية‬
‫ا *‬
‫غنظر‬
‫عليه السلام ‪ .‬ا‬
‫‏‪٠٠‬‬ ‫على شبه البراهمة في ! المغني » ( ‪51/4‬‬
‫)‪ (4‬هو الرسول المأمور بالتبليغ » وفي ( و ) ‪ ( :‬لشخص ) بدل ( بشخص ) ‪.‬‬

‫رد‬
‫النفس » وإلى اختراع ما هو دلالة على‬ ‫ام‬
‫كجعلإلئ‬
‫محالاً لذاته ؛ فإنه ير‬
‫الكلام وما هو مصدِّقٌ للرسول ‪.‬‬

‫وإِنْ حكمَ باستحالة ذلك من حيث الاستقباح والاستحسان‪ . .‬فقد‬


‫استأصلنا هنذا الأصلّ في حقّ الله تعالئ » ثم لا يمكنُ أن يدعيّ قبح إرسال‬
‫الرسول على قانونٍ الاستقباح ؛ فالمعتزلة مع المصير إلئ ذلك لم يستقبحوا‬
‫شه البراهمة في منع‬ ‫هنذا » فليس إدراكٌ قبجه ولا إدراكٌ امتناعه في ذاته ضرورياً ؛ فلا بد من ذكر‬
‫الرسالة والردعليها‬
‫شبههم ‏‪ ١‬وغايةٌ ما مؤَّهُوا به ثلاث شه ‪:‬‬

‫الشبهة الأولئ ‪ :‬قولّهم ‪ :‬إنه لو بعت النبيّ بما تقتضيه العقول‪ . .‬ففي‬
‫العقول غنيةٌ عنه » وبعئثةٌ الرسول علئ ذلك عبثٌ » وذلك على الله تعالئ‬
‫محالٌ ‪ +‬ولو بعثٌ بما يخالفٌ العقولّ‪ . .‬لاستحالَ التصديقٌ والقبول ‪.‬‬
‫الشبهة الثانية ‪ :‬أنه يستحيلٌ البعثٌ لأنه يستحيلٌ تعريفُ صدقه ؛ لأن الله‬
‫تعالئى لوشافة الخلقّ بتصديقه وكلمهم جهاراً‪ . .‬فلا حاجةٌ إلى الرسول ؛‬
‫وإِينْشلمافة به‪ . .‬فغايثَةٌ الدلالةٌ علئى صدقه بفعل خارق للعادة » ولياتميّرٌ‬
‫ذلك عن السحر والطُلثمات وعجائب الخواص”'" » وهي خارقةٌ للعادات‬
‫عند من لايعرفها » وإذا استويا فيخرق العادة‪ . .‬لم يؤْمِنْ ذلك ‪ +‬فلا‬
‫‪.‬‬ ‫صمٌدق”"‬
‫للعل‬
‫ا ا‬
‫بلٌُ‬
‫يحص‬

‫والطُلّسُمات‬ ‫سنحر‬
‫لا ع‬
‫ارّه‬
‫الشبهة الشالشة ‪ :‬أنه إِنْ عرف تمّ‬
‫والتخيلات ‪ . .‬فمنْ أين يعرفٌ الصدقٌ ولعلّ اللتهعالئ أرادً إضلالنا وإغواءنا‬
‫بتصديقه ؟ ولعلّ كل ما قال النبيٌ ‪ :‬إنه مسعدً‪ . .‬فهو مُشْقٍ ؛ وكلٌ ما قال ‪:‬‬

‫‪ +‬وعلم‬ ‫توم‬
‫كسرّ‬
‫لسمم لل‬
‫ا ا‬
‫وهو‬ ‫‏(‪ )١‬الطلسمات ‪ :‬مفردها الطُلُسْم بتخفيف اللام وتشديدها ‏‬
‫الأجرام الأرضية ليتألف من ذلك قوة ‏‬ ‫القوى السماوية بقوىئ بعض‬ ‫يف‬
‫ل‪:‬‬‫أات‬
‫تلسم‬
‫الط‬
‫وهو مزج قوى الجواهر الأرضية ليحدث منها أمور غريبة ‪ 3 .‬تهاقت الفلاسقة ‪+‬‬
‫(ص؟‪.)77‬‬
‫وهئذا العلم منه ما يوافق الشرع ومنه ما يخالفه » ويطلب ذلك في مواطنه ‪.‬‬
‫) ‪.‬‬ ‫) و( د ) ‪ ( :‬بالتصديق‬ ‫الرسالة ؛ وفي ( ب‬ ‫دعوى‬ ‫أي ‪ :‬بصدق‬ ‫)‪0‬‬

‫‪7٠١0‬‬
‫مُق ‪ . .‬فهو مسعدٌ ولكنٌّ الله تعالىئ أرادً أن يسوقنا إلى الهلاك ويغويّنا بقول‬
‫الرسول ‪ +‬فإنٌ الإضلال والإغواء غُ محال على الله تعالئ عندكم » إذ العقلُ‬
‫لابحسن ولا يقبحُ ؟‬
‫عهاتزليٌ عند رومه إلزامٌ القولٍ‬
‫أن يجاادللٌم ب‬ ‫بةغي‬
‫يىئن شبه‬
‫وهلذه أقو‬
‫بتقبيح العقل إذ يقولُ ‪ :‬إِنْ لم يكن الإغواءٌ قبيحآً‪ . .‬فلا يعرفٌ صدقٌ الرسل‬
‫قضّ ؛ ولا يعلم أنه ليس بإضلال ‪.‬‬
‫والجواب ‪ :‬أن نقول ‪:‬‬
‫أما الشبهة الأولى ‪ ..‬فضعيفة ؛ فإن الي صلى الله عليه وسلم ترد مخير‬ ‫العقل قاصرعن‬
‫المثقي‬ ‫معرفة‬
‫بما لا تستقلُ العقولٌ بمعرفته » ولكن تستقلُ بفهمه إذا غُرِفَ ؛ فإنَّ العقلّ‬ ‫والمعد‬

‫لايرشدٌ إلى النافع والضارًٌ من الأعمال والأقوال والأخلاق والعقائد ‏‬


‫ويلافرّقٌ بين المشقي والمسعد » كما لايستقلٌ بدك خواصصٌالأدوية‬
‫وانتفع بالسماع ؛ فيجتنبٌ‬ ‫وصَدِّقَ‬ ‫والعقاقير ء ولكِنَهُ إذا عرف ‪ . .‬فم‬
‫المهلكٌ ويقصدٌ المسعدّ » كما ينتفع بقول الطبيب في معرفة الداء والدواء ؛‬
‫عمارفٌ صدق الطبيب بقرائن الأحوال وبأمور أخرّ‪ . .‬فكذلك يستدلٌ‬
‫ثمي ك‬
‫علئى صدق الرسول بمعجزاتٍ وقرائن حالاتٍ ؛ فلا فرق" ‪.‬‬
‫أما الشبهة الثانية ؛ وهي عدم تمييز المعجزة عانلسحر والتخبيلات‪. .‬‬ ‫المعجزةمن‬ ‫أين‬

‫كذلك ؛ فإن أحداً من العقلاء لم يجوّز انتهاء السحر إلئ إحياء‬ ‫فليس‬

‫الموتئ » وقلب العصا ثعبانا”" ‪ .‬وفلق القمر » وشيّ البحر » وإبراءٍ الأكمه‬
‫ذلك ‪.‬‬ ‫ثال‬
‫م»‬‫أرص‬
‫ولأب‬
‫وا‬

‫بل لو سلمنا استقلال العقل بالمعرفة‪ . .‬لم تسلم الشبهة من النقض ؛ إذ مبداً التنبيه للعقل‬ ‫‪010‬‬
‫دراك ‏‪ ٠‬غير أن القاصر‬ ‫للإ في‬
‫اعقو‬
‫الشارد أو القاصر وار وكلْنا يسلّم بعدم تساوي ال‬
‫والشارد إن ثّة‪ . .‬لاستفاد وأدرك! وقد أشار المؤلف إلى أن الطبع يستحثُ على الاحتراز‬
‫‪.‬‬ ‫من الضرر ؛ وقد يكون الطبع بليداً فينفعه الحث‬
‫الحقيقة لا على التخييل والتشبيه ‪ +‬وعبارة إمام الحرمين في غاية الدقة حين قال ‪:‬‬ ‫(؟) على‬
‫(‪ . ..‬وقلب العصا حية تتلقف ما بأفك السحرة ‏‪ ٠‬ومن جوّزٌ التوصل إلى مثل ذلك‬
‫‪.‬‬ ‫‪ . .‬فقد خرج عن حيز العقلاء ) ‪ 8 .‬الإرشاد » (ص؟‪)7١‬‏‬ ‫بالحكم ودرك الخواص‬

‫‪11‬‬
‫والقول الوجيز ‪ :‬إن هنذا القائل إن ادعئ أن كل مقدور لله تعالئ فهو‬
‫ممكن تحصيله بالسحر‪ . .‬فهقوولٌ معلومُ الاستحالة بالضرورة » وإن فرق‬
‫بين فعل وفعل ‪ . .‬فقد تَصوّرٌ تصديقٌ الرسول بما يعلمٌ أنه ليس من السحر ؛‬
‫من‬ ‫هروه‬
‫الرسل وآحاد المعجزات ‪ +‬وأأنظ ما‬ ‫ان‬
‫ي في‬
‫ععدَّهُ‬
‫أٌ ب‬
‫ويبقى النظر‬
‫جنس ما يمكن تحصيله بالسحر أم لا ؟ ومهما وقعَ الشكٌ فيه‪ . .‬لم يحصل‬
‫الصدق به ما لم يتح به النبيٌ علئ ملا من أكابر السحرة » ولم يمهلهم مذ‬
‫المعارضة » ولم يعجزوا عنه ؛ وليس الآن من غرضنا آحادٌ المعجزات”' ‪.‬‬

‫الإغواء غير متصور‬ ‫أما الشبهة الثالثة ؛ وهو تصورٌ الإغواءٍ من الله تعالئ ؛ والتشكّك بسبب‬
‫فيالتفويض‬
‫ذلك‪ . .‬فنقول ‪ :‬مهما علم وجةُ دلالة المعجزة على صدق النبي‪ . .‬علم أن‬
‫ذلك مأمونُ منه”"" ؛ وذلك بأن نعرف الرسالةً ومعناها ‪ 6‬ونعرف وجة‬
‫الدلالة ؛ فنقول ‪ :‬لو ادعَئ إنسانٌ بين يدي ملك علئ جنده أنه رسولٌ الملكِ‬
‫إليهم » وأن الملكٌ أوجبٌ طاعنَةٌ عليهم في قسمةٍ الأرزاق والإقطاعات ؛‬
‫فطالبوه بالبرهان والملكٌ ساكتٌ » فقال ‪ :‬أيّها الملكٌ ؛ إِنْ كنت صادقاً فيما‬
‫ادعيثَةٌ‪ . .‬فصدقني بأن تقوم علئ سريرك ثلاثٌ مراتٍ على التوالي وتقعدّ علئ‬
‫خلاف عادتك ؛ فقامٌ الملكٌ عَقِيبَ التماسه على التوالي ثلاثَ مراتٍ ثم‬
‫قعد ‪ . .‬حصلٌ للحاضرين علمٌ ضروريٌ بأنه رسولٌ الملك قبل أن يخطرٌ ببالهم‬
‫أنَّ هئذا الملكٌ من عادته الإغواءً أم يستحيلٌ في حقّه ذلك ‪.‬‬
‫‪ .‬لعلم أنه‬ ‫اً‪.‬‬
‫لولاً‬
‫ككَي رس‬
‫وعلتّ‬
‫وج‬‫‪ :‬صدقتَ » وقد‬ ‫ماللكٌ‬
‫لق‬‫بلا لو‬
‫رسول ووكيل » فإذا خالفَ العادة بفعله ‪ . .‬كان ذلك كقوله ‪ :‬أنت رسولي ؛‬
‫؛ ولا يتصوّرُ الكذبٌ في التفويض َ‬ ‫وتولية وتفويض‬ ‫وهنذا ابتداء نصب‬

‫‏(‪ )١‬وهنذه الشبهة من البراهمة ومن قال بوجود حقائق للسحر » أما المعتزلة‪ . .‬فهم على منع‬
‫ذلك » وغالبهم عل لفي وجود السحر ؛ وهم على نقيض الدعوىٌ كما تقدم ؛ إذْ أوجبوا‬
‫الرسالة ‪.‬‬
‫(‪ )7‬في لد ) ‪ :‬ل فيه ) » ومأمون منه ؛ أي ‪ :‬مأمون من الله تعالئ علئى صدق ما يدعيه ليجب‬
‫التصديق به ؛ كما يفهم من السياق ‪.‬‬
‫‪0‬‬
‫وإنما يتصوّرٌ في الإخبار » والعلمُ بكون هنذا تصديقاً وتفويضاً ضروريّ ‪.‬‬
‫الجهة ‪ +‬بل أنكروا كونّ‬ ‫ذه‬
‫ل من‬
‫هبياء‬
‫ولذلك لم ينك أحدٌّ صدق الأن‬
‫السحر والتلبيس ل أو أذكروا‬ ‫على‬ ‫ما جاءً به الأنبياء خارقاً للعادة وحملوه‬

‫ذلك‬ ‫بجميع‬ ‫اعترف‬ ‫من‬ ‫فأما‬ ‫؛‬ ‫مُرْسِلٍ‬ ‫مصدّي‬ ‫ناه‬ ‫أمر‬ ‫متكلّم‬ ‫رب‬ ‫وجود‬

‫العلمُ الضروري‬ ‫له‬ ‫حصل‬ ‫‪.‬‬ ‫فعل الله تعالئ‪.‬‬ ‫المعجزة‬ ‫واعترفٌ يكون‬

‫بالتصديق ‪.‬‬

‫فإن قيل ‪ :‬فهَّبْ أنهم رأوا الله عز وجل بأعينهم وسمعوه بآذانهم وهو‬ ‫تحريجة‪ :‬ولملا‬
‫يمكُوغنُْوياً لنا طالما‬
‫يقول ‪ :‬هنذا رسولي ليخبرّكم بطريق سعادتكم وشقاوتكم ‪ . .‬فما الذي‬ ‫بلبي لحيساً‬
‫أنقالك‬
‫لعيته عندكم وغير‬
‫يؤمتكم أنه أغوى الرسولّ والمرسلّ إليه » وأاخبرلٌمعنشقي بأمنهسعدٌ ‪+‬‬
‫ممتنع في حقه على‬
‫وعن المسولٍ بأنه مشت ؟ فإنَّ ذلك غيرُ محال إذا لم تقولوا بتقبيح العقول ‪.‬‬ ‫أصولكم؟‬
‫بل لو قَدّرَ عدمُ الرسول ولكن قال الله تعالئ شفاهاً ‪ :‬نجاتكم في الصوم‬
‫و‬ ‫ا‬ ‫‪-‬‬ ‫و‬ ‫ما‪ #‬مر‬

‫والصلاة والزكاة » وهلاككم في تركها‪ . .‬فم تعلمٌ صدفَةٌ ؟ فلعله يمن علينا‬
‫ليغوينا"'' ويهلكنا ؛ فإن الكذبٌ عندكم ليس قبيحاً لعينه » وإن كان قبيحاً‪. .‬‬
‫فلا يمتنعٌ على الله تعالئ ما هو قبيح وظلم » وما فيه هلاكٌ الخلق أجمعين ؟‬
‫فالجوابُ ‪ :‬أن الكذبٌ مأمونٌ عليه ؛ فإنه إنما يكون في الكلام ؛‬ ‫الكذب في كلام‬

‫النشى محال‬

‫قائمٌ بنفسه تعالئ » فكلٌ ما يعلمةٌ الإنسانُ يقومٌ بذاته خبرٌ عن معلومه علئ‬
‫وفق علمِد » ولا يتصرَّرٌ الكذبٌ فيه ؛ فكذلك في حقٍّ الله تعالئ ‪.‬‬
‫وعلى الجملة ‪ :‬الكذبٌ في كلام النفس محالٌ » وذلك يحضّلٌ الأمنّ عما‬
‫قالوه » وقد اتضحَ بهنذا أن الفعلّ مهما عُلمّ أنه فعلٌ الله تعالئ © وأنه خارج‬
‫عنمقدور البشر واقترن بدعوى النبوة‪ . .‬حصلٌ العلمٌ الضروري بالصدق ؛‬
‫وكان الشكٌ من حيث الشكٌ في أنه مقدور” للبشر أم لا » فأما بعد معرفة كونه‬

‫(‪ )١‬في((لي )ُ ‪:‬خْوّر بنا‪. ) ‎‬‬

‫‪١‬‬
‫من فعل الله تعالئ ‪ . .‬فلا يبقئ للشكٌ مجالٌ أصلاً ألبعة”'* ‪.‬‬
‫تحريجة‪ :‬فمقاولكم‬
‫وهي‬ ‫الكرامات‬ ‫في‬
‫فإن قيل ‪ :‬فهل تجوّزون الكرامات”" ؟‬
‫على يد غير مدعي‬ ‫قلنا ‪ :‬اختلفَ الناسُ فيها » والحيٌ أن ذلك جائزٌ ؛ فإنه يرجع إلئى‬
‫النبوة؟‬
‫خرق الله عز وجل العادةً بدعاءٍ إنسان أو عند حاجته ‪ +‬وذلك مما لا يستحيلٌ‬
‫فى نفسه ؛ لأنه ممكنٌ » ولا يؤدي إلئ محال أخرَ ؛ فإنه لا يؤدي إلئ بطلان‬
‫المعجزة ؛ لأن الكرامةً عبارةٌ عما يظهرٌ من غير اقتران التحدي به » فإِنْ كان‬
‫» وإِنْ‬ ‫المتحدي‬ ‫صدق‬ ‫علئ‬ ‫معجزةً وتدلٌ بالضرورة‬ ‫‪ . .‬فإنا نميه‬ ‫مع التحدي‬

‫‪ .‬فقد يجوزٌ ظهورٌ ذلك علئ يد فاسق ؛ لأنه مقدورٌ في‬ ‫عكنوئ‪.‬‬
‫لمد ت‬
‫‪0.‬‬
‫‪:‬‬ ‫نمسه‬

‫تحريجة‪ :‬فهل تظهر‬ ‫فإن قيل ‪ :‬فهل من المقدور إظهارٌ معجزة علئ يد كاذب ؟‬
‫المعمجزةعلى يد‬
‫كاذب؟‬ ‫قلنا ‪ :‬المعجزةٌ المقرونة بالتحدي نازلةٌ منزلةً قوله تعالئ ‪( :‬صدقتٌ‬
‫وأنتَ رسولي ) ‪ +‬وتصديقٌ الكاذب محالٌ لذاته » وكلٌ من قيل له ‪ :‬أنت‬
‫رسولي ‪ . .‬صار رسولاً وخرج عن كونه كاذباً ؛ فالجمع بين كونه كاذباً وبين‬
‫ما ينزلٌ منزلةً قوله ‪ :‬أنت رسولي‪ . .‬محالٌ ؛ لأن معنئ كونه كاذباً أنه ما قيل‬
‫له ‪ :‬أنت رسولي ؛ ومعنى المعجزة أنه قيل له ‪ :‬أنت رسولي » فإنَّ فعلّ‬

‫‏(‪ )١‬وأما الجواب عند الماتريدية من أهل السنة والجماعة‪ . .‬قعدم التسليم بأصل الدعوئ ‪ +‬إذ‬
‫الكذب محال عقلاً على الله تعالئ ؛ لأنه من صفات الكمال ومقتضيات الحكمة ؛ لا لكون‬
‫ذلك من باب التقبيح العقلي ‪,‬‬
‫نفى المعتزلة وقوع الكرامات ؛ وأنكروا الثابت منها عن السلف ونازعوا فيه » قال القاضي‬ ‫و‪6‬‬
‫على أمير‬ ‫مرعجز‬
‫اليظه‬
‫عبد الجبار ‪ ( :‬فلو كان الأمر كما زعمتم‪ . .‬لكان أولئ بأن‬
‫وغيره ؛ لأنه كان أقوئ في إزالة الشبهة وفي‬ ‫وية‬
‫ا له‬
‫عيره‬
‫مغ‬‫كزعة‬
‫المؤمنين في حال منا‬
‫الاستغناء عن التحكيم الذي نتج من خلاف الخوارج ما نتج ؛ وفقدٌ ذلك من أول الدلالة‬
‫علئ أن الأمر لا حقيقة له ) ‪ .‬‏‪ ٠‬المغني ‪. ) 61/141 ( 6‬‬
‫ونسي القاضي أن الكرامة منحة إللهية صرفة ؛ لله سبحانه فيها حكم » ولا ندري كيف تأوّل‬
‫كرامة أهل الكهف والسيدة مريم عليها السلام ‪ +‬وانظر الرد على شبههم في « طبقات‬
‫) ‪.‬‬ ‫‪67/‬‬
‫‪1‬رىْ‬
‫‪ 1‬الكب‬
‫‪1‬فعية‬
‫الشا‬
‫وللتفرقة نسميه استدراجاً ‪-‬‬ ‫أرق‬

‫‪١4‬‬
‫» فاستبان‬ ‫للىض ‪.‬ر‪.‬ورة‬ ‫بارسو‬
‫تََ‬
‫الملكِ علئ ما ضربنا المثال به كقوله ‪ :‬أنت‬
‫ه" ‪.‬‬ ‫ي ق درة‬‫ل لا‬‫عحالٌ‬
‫ديرور ؛ لأنه محالٌ ‏ والم‬ ‫قا غ‬
‫م هئذ‬
‫أنَّ‬
‫؛ فلنشرغ في إثبات نبوَةٍ نينا محمدٍ صلَّ الله عليه‬ ‫طب‬
‫لامٌقهذا‬
‫اا تم‬
‫فهنذ‬
‫وسلّم » وإثباتٍ ما أخبرٌ عنه » والله أعلم ٍ‬

‫*‪#‬‬ ‫|‪:‬‬

‫‏(‪ )١‬وآعظم شبهة قد ترد في هئذه التحريجة هي ما جاء به حبر الشارع من بعثة الدجال آخر‬ ‫دفع شبهة الدجال ‪.‬‬
‫إرقح ؛ياء الموتئ وغيره ‏ ولعل خير جواب عنها ‪ :‬أنه‬
‫كخوا‬
‫ال‬ ‫ظم‬
‫ع من‬
‫أكينه‬
‫الزمان وتم‬
‫غير مدع للنبوة بل هو مدع للألوهية » وإلله متحيّر أعور ليس من عقائد الملة الحنيفية ‪+‬‬
‫فكانت دُعوى الإلهية أهون من دعوى النبوة في هلذا المقام ؛ لتباين المعجزة مع الدعوئ ؛‬
‫معجزتي » فهئذا ‏ وإن كان مقارناً‬ ‫بٌدزولجيل‬
‫فصار الأمر كأنه قال ‪:‬أمن بأن الواحدٌ عدد‬
‫للمعجزة ‏ لا ييسلَّمٌ في الحكم العقلي » فوجب رذ هلذه المعجزة لزوماً ‪.‬‬
‫أضف إليه أنه يكون زمن الفتن ؛ وأنه ما من نبي لخطورة هلذه الشبهة ‪ -‬إلا وحذّر قومَهُ‬
‫صاحب معجزة أنه لا نبي بعده ؛ وهو‬ ‫مثه © وقد جاء في الخبر المتواتر علئ لسان نبي‬
‫سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم » فلو سلمنا تنزلاً أن الدجال يدعي النبوة‪ . .‬لأثبتنا‬
‫ؤلف في رد‬
‫لرمذلك‬
‫ا ذك‬
‫» كما‬ ‫صور‬
‫ت لا‬‫تناقض الخبر الصادق من مصدر واحد » وهينذا‬
‫الشبهة الثانية الواردة على اليهود في إكار النبوة ‪.‬‬

‫‪177٠‬‬
‫الطب لرَابٍ‬

‫‪0‬‬
‫ب‬
‫اذ ا‬
‫و اربم‬
‫ويه‬
‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫*‬

‫الباب الأول ‪ :‬في إثبات نبوّة نبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم ‪.‬‬
‫الباب الثاني ‪ :‬فيبيان أن ماجاءً به من الحشر والنشر والصراط‬
‫والميزان وعذاب القبر حي » وفيه مقدمة وفصلان ‪.‬‬
‫الباب الثالث ‪ :‬فيالإمامة ؛ وفيه نظر في ثلاثة أطراف ‪.‬‬
‫الباب الرابع ‪ :‬في بيان من يجبٌ تكفيرة من الفرق ومن لا يجب ؛‬
‫والإشارة إلى القوانين التي ينبغي أن يعوّل عليها في التكفير ‪ 6‬وبه‬
‫‪:‬‬ ‫اختتام الكتاب‬
‫بالؤّل‬
‫يٍِ انو ارَصلئز علس‬
‫‪:‬‬ ‫وإنما نهفْتقرٌ إلى إثبات نبؤَيِهِ على الخصوص مع ثلاث فرق‬

‫عىرب فقط‬
‫اولٌل إل‬
‫الفرقة الأولئ ‪:‬العيسوية”'" ‪ :‬حيث ذهبوا إلى أنه رس‬
‫لاغ إليىرهم © وهنذا ظاهرٌ البطلان ؛ فإنهم اعترفوا بكونه رسولاً حقا ؛‬
‫ومعلومٌ أن الرسولٌ لا يكذبٌ » وقد ادعئ هو أنه رسول مبعوثٌ إلى الثقلين ؛‬
‫وبعثَ رسلَةُ إلئى كسرئ وقيصر وساثر ملوك العجم » وتواتر ذلك منه”"! فما‬
‫نالاقض ‪.‬‬ ‫موهت مح‬
‫قال‬
‫الردعلى اليهود‬ ‫الفرقة الثانية ‪ :‬اليهود ‪ :‬فإنهم أنكروا صدقةٌ لا بخصوص نظرٍ فيه وفي‬
‫القائلين‪ :‬لآ نببيعد‬
‫موسى عليه السلام‬
‫معجزاته » بل زعموا أنه لا نبي بعد موسئ عليه السلام » فأنكروا نبّة عيسئ‬
‫عليه السلام » فينبغي أن نثبتَ عليهم نبؤَّةٌ عيسئ عليه السلام ؛ لأنه ريما‬
‫يفقصهرٌِمُهُمْ عن درك إعجاز القرآن » ولا يقصرون عن درْك إعجاز إحباء‬
‫سى‬
‫وتترنبوة‬
‫م ثب‬
‫إنما‬ ‫الموتئ وإبراء الأكمه والأبرص ؛ فيقال لهم ‪ :‬ما الذي حملكم على الفرق‬
‫عيسى عليهما السلام‬
‫بين من يستدلٌّ على صدقه بإحياء الموتئ وبين من يستدلٌ بقلب العصا ثعباناً ؟‬
‫فلا يجدون إليه سبيلاً ألبتة ؛ إلا أنهم صَلُوا بشبهتين‬
‫لأ يدق على البناء‬ ‫إحداهما ‪ :‬قولهم ‪ :‬النسخ محال في نفسه”‬
‫والتغيِر » وذلك محالٌ على الله تعالئ ‪.‬‬

‫(‪ )١‬وهم من اليهود » وانظر التعريف بهم في فهرس الفرق‪. ‎‬‬


‫‏ )؟( روى مسلم في ‏‪ ١‬صحيحه ‪ ) 4/771 (4‬عن أنس رضي الله عنه ‪ ( :‬أن نبي الله صلى الله عليه‬
‫وسلم كتب إلى كسرى وإلى قيصر وإلى النجاشي وإلىئ كل جبار يدعوهم إلى اللتهعالئ ) ‪.‬‬
‫»‬ ‫‏‪ ١‬البرهان‬ ‫وغيرهم‬ ‫التناسخية‬ ‫من‬ ‫الروافض‬ ‫غلاة‬ ‫القول‬ ‫هنذا‬ ‫على‬ ‫اليهود‬ ‫وتابع‬ ‫[فر‪!6‬‬

‫‏( ‪. ) ٠٠/١‬‬

‫‪1‬‬
‫والثانية ‪ :‬لقَنهُمْ بعضٌ الملحدة أن يقولوا ‪ :‬قد قالَ موسئ عليه السلام ‪:‬‬
‫عليكم بديني ما دامت السماواث والأرض » وأنه قال ‪ :‬إني خاتم الأنبياء ‪:‬‬

‫أما الشبهة الأولئ‪ . .‬فبطلاثها بفهم النسخ » وهو عبارةً عن الخطاب‬ ‫شبهة‬ ‫يىهود‬
‫ادل عل‬
‫الر‬
‫امتناع النسخ‬
‫الدالٌ على ارتفاع الحكم الثابت المشروط استمرارةٌ بعدم لحو خطاب‬
‫‪.‬‬ ‫يع‬
‫وليس من المحال أن يقولَ السيدٌُ لعبده ‪ ( :‬كُمْ ) مطلقاً ولا بين له مدة‬
‫القيام وهو يعلمٌ أن القيامٌ مقتضىئٌ منه إلى وقت بقاء مصلحته في القيام ؛‬
‫ويعلم مدة مصلحته ولكن لا يِبيّنّها له ؛ ويفهم العبدٌ أنه مأمورٌ بالقيام مطلقاً ؛‬
‫وأن الواجبٌ الاستمرازرٌ عليه أبداً إلا أن ييخاطبَةٌ السيدٌ بالقعود » فإذا خاطبه‬
‫بالقعود‪ . .‬قعدّ ولم يتوهَّمْ بالسيد أنه بدا له أو ظهرث له مصلحةٌ كان‬
‫لا يعرفها والآن قد عرقّها ؛ بل يجوزٌ أن يكونَ قد عرف مدة مصلحة القيام‬
‫وعرفٌ أن الصلاح في آلاً ينب العبدّ عليها ويطلقّ الأمرّ له إطلاقاً حتئ يستمرٌ‬
‫على الامتثال » ثم إذا تغيّرِتْ مصلحثة‪ . .‬أمرَّةٌ بالقعود ‪.‬‬
‫فهكذا ينبغي أن يفهمٌ اختلافٌ أحكام الشرائع ؛ فإنّ ورودّ النبي ليس‬
‫بناسخ لشرع من قبله بمجرد بعثته ؛ ولا في معظم الأحكام ؛ ولكن في بعض‬
‫تحقبللةٍيلٍ مُحَرّمٍ وغير ذلك » وهنذه المصالخ تختلف‬ ‫ويير‬
‫الأحكام ؛ كتغ‬
‫بالأعصار والأحوال » فليس فيه ما يدل على التغير » ولا على الاستبانة بعد‬
‫‪.‬‬ ‫اقض‬
‫ن على‬
‫اهلل ؛تولا‬
‫الج‬
‫ثم هنذا إنما يستمرٌ لليهود أن لو اعتقدوا أنه لم يكنْ شريعةٌ من لدنْ آدمٌ‬ ‫إيمانهم بالأنبياء قبل‬
‫عليه السلام إلى زمن موسئ عليه السلام » وينكرون وجودٌ نوح وإبراهيم ‪-‬‬ ‫اعتقاد السخ‬

‫‏(‪ »١‬قال المؤلف رحمه الله في « المنخول » (‪ ( : ) 47+ /1‬والمختار ‪ :‬أن النسخ إبداء‬
‫ماينافي شرط استمرار الحكم ؛ فنقول ‪ :‬قول الشارع ‪ :‬افعلوا‪ . .‬شرط استمرازرة ألا‬
‫ينهئ » وهلذا شرط تضمئه الأمر وإن لم يصرح به » كما أن شرطه استمرار القدرة ‪ +‬ولو‬
‫قدر عجز المأمورين ‪ . .‬تبين به بطلان شرط الاستمرار ) ‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫صلوات الله وسلامه عليهما ‏ وشرعّهما ولا يتميزون فيه عمن ينكرٌ نبوة موسئ‬
‫عليه السلام ‏ وشرعَهٌ » وكلٌّ ذلك إنكارٌ ما غُلِمٌ على القطع بالتواتر‬
‫أما الشبهة الثانية‪ . .‬فسخيفةٌ من وجهين ‪:‬‬
‫عتجزاث‬ ‫لامظهر‬
‫موسئ”'"‪. .‬ا لم‬ ‫أحدهما ‪ :‬أنه لو صخ ما قالوه عن‬
‫عئييدسئ ؛فإن ذلك تصديقٌ بالضرورة » فكيف يصدقّ الله عز وجل‬ ‫عل‬
‫عيسئ‬ ‫معجزة‬ ‫أفتتكرون‬ ‫؟!‬ ‫أيضاً مصِدَّقٌ"‬ ‫وهو‬ ‫مَنْ ييكَذّبُ موسئ‬ ‫بالمعجزة‬

‫؟‬ ‫المتحدي‬ ‫وجوداً أو تنكرون كون إحياء الموتئ دليلاً علئ صدق‬

‫فإن أنكروا شيئاً منه‪ ..‬لزمّهم في شرع موسئ لزوماً لايجدون عنه‬
‫مح َصياً ‪.‬‬

‫وإذا اعترفوا به‪ . .‬لمهم تكذيبٌ مَنْ نقل إليهم عن موسئ ‏ عليه السلام ‪-‬‬ ‫م‬
‫قولةٌ ‪ :‬إنايل خأاتمنبياء ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬هو أن هذه الشبهة إنما لقنُوها بعد بعثة نبينا محمد صلى الله عليه‬
‫‪ .‬لاحتجٌ اليهودٌ بها في زمانه وقد‬ ‫يتحة‪.‬‬
‫حان‬
‫ص ك‬
‫» ولو‬ ‫اعدته”‬
‫ولمف وب‬
‫وس‬
‫حملوا بالسيف على الإسلام ؛ وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم مصدقاً‬
‫بالتوراة في حكم الرجم وغيره ؛‬ ‫هود‬
‫لاًيعلى‬
‫ااكم‬
‫لموسئ عليه السلام وح‬
‫فهلا عرض عليه من التوراة ذلك ؟ وما الذي صرفهم عنه" ؟‬

‫(‪ )١‬وادعوه في حقه‪ ١ ‎‬وهو قوله ‪ :‬اإنليأ خناتمبياء‪. ‎‬‬


‫(؟) في (‪ )1‬ولب ) و( د ) ‪ ( :‬مصدّق له ) أي ‪ :‬وهو مصدق لموسئ عليه السلام كذلك ‪.‬‬
‫والملقن زنديق مشهور هو ابن الراوندي ‪+‬قال إمام الحرمين في « الإرشاد » (ا ص‬ ‫(©‬
‫*‪ ( : ) 2 4‬وقد نبغت شرذمة من اليهود وتلقنوا من ابن الراوندي سؤالاً واستذلوا به الطغام‬
‫والعوام من أتباعهم » وقالوا ‪:‬النسخ جاائزلإعنسدلاميين ‪ +‬ولكنهم قالوا بتأبيد شريعتهم‬
‫إلئ تصرُم الدنيا ؛ فإذا سعلوا الدليل علئ ذلك‪ . .‬رجعوا إلئ إخبار نبيهم إياهم بتأبيد‬
‫شريعته » ونحن نقول ‪ :‬قد أخبرنا موسئ بتأييد شريعته » قلتتأيد ؛ وهو المصدق‬
‫إجماعاً‪. ) . . .‬‬
‫(‪ )4‬إذاثبثبتت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تحاكم إلئ توراتهم التي بين أيديهم 'وأثبت حكم‬
‫الرجم عليهم بآية منها‪ . -‬فلماذا لم يبادلوه الحجة ويقولوا له ‪ :‬وفي توراتنا التي ألزمتنا بها‬
‫الأنبياء » ولو فعلوا ذلك ‪ . .‬لكان مفحماً! غيأرنهم لم‬ ‫تم‬
‫خسئا هو‬
‫آتيقول ‪ :‬إن مو‬

‫‪71‬‬
‫ومعلوم قطعاً أن اليهود لم يحتجوا به ؛ لأن ذلك لو كان‪ . .‬لكان مفحماً‬
‫لا جوابٌ عنه ؛ ولتواترٌ نقلةٌ » ومعلومٌ أنهم لم يتركوه مع القدرة عليه » ولقلد‬
‫كانوا يحرصون على الطعن في شرعه بكل ممكن حمايةً لدمائهم وأموالهم‬
‫ونسائهم » فإذا ثبتت عليهم نبوة عيسئ عليه السلام‪ . .‬أثبتنا نبوة نبينا‬
‫صلى الله عليه وسلم بما نثبتّها به على النصارئ ‪.‬‬
‫الفرقة الثالثة ‪ :‬النصارئ ‪ :‬ومهمُجوّزون النسحٌ ‪ 6‬ولكنهم منكرون نبوَة‬ ‫تىصارى‬
‫اردل عل‬
‫ال‬
‫لمعجزته‬ ‫المتكرين‬

‫كت‬ ‫عليه الصلاة والسلام‬


‫ب‬

‫نبوته بالمعجزة طريقان ‪:‬‬

‫الأول ‪ :‬التمسك بالقرآن ؛ فإنا نقول ‪ :‬لا معنئ للمعجزة إلايقماترن‬


‫بتحدي النبي عندّ استشهاده علئ صدقه علئ وجه يُجزٌ الخلقّ علئ‬
‫معارضته ‪ +‬وتحديه على العرب مع شغفهم بالفصاحة » وإغراهم فيهاً‬
‫متواتر » وعدمُ المعارضة معلومٌ ؛ إذ لو كان‪ . .‬لظهرّ » فإن أرذال الشعراء‬
‫لما تحدوا بشعرهم وعورضوا‪ . .‬ظهرت المعارضاتٌ والمناقضات الجارية‬

‫فَإِذْنٌ ؛ لايمكنٌ إنكارٌ تحديه بالقرآن » وليامكنُ إنكارُ اقتدار العرب‬


‫؛‬ ‫نبوته بكلٌّ ممكن‬ ‫دفع‬ ‫علئ‬ ‫حرصهم‬ ‫‪ .‬ولا يمكنُ إنكارٌ‬ ‫الفصاحة‬ ‫طرق‬ ‫علئ‬

‫يفعلوا ؛ فدل ذلك علئ نفي وجود شيء من ذلك قطعاً وهم أحرص الناس على بيات فساد‬
‫نبوته حاشاء صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫‪1‬سل‪5‬م‪ ) 48(4‬اعنبن‬ ‫راو مااه البخاري ( ‪ ) 8767‬واللفظ له » وم‬ ‫وحديث الرجم هنذ‬
‫ما ‪ :‬أن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فذكروا له أن‬ ‫نضيهالله‬
‫ع ر‬‫عمر‬
‫راة‬ ‫تونو في‬
‫االتجد‬
‫رجلاً منهم وامرأة زنيا ‏ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ « :‬م‬
‫لوا ‪ :‬نفضحهم ويجلدون ؛ فقال عبد الله بن سلام ‪ :‬كذبتم ؛ إن‬ ‫ا»‬ ‫ق ؟‬
‫في شأن الفرجم‬
‫فيها الرجم » فأتوا بالتوراة فنشروها » فوضع أحدهم يده على آية الرجم ؛ فقراً ما قبلها‬
‫»‬ ‫جم‬
‫لهاراية‬
‫ا في‬
‫وما بعدها ؛ فقال له عبد الله بن سلام ‪ :‬ارفع يدك ؛ فرفع يده » فإذا‬
‫؛ فيها آية الرجم » فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫مقحيامد‬
‫فقالوا ‪ :‬صد‬
‫فرجما ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫وقهرهم ‏‬ ‫وأموالهم » وتخلصاً من سطوة المسلمين‬ ‫حمايةً لدينهم ودمائهم‬

‫ولا يمكنٌ إنكارٌ عجزهم”'" ؛ لأنهم لو قدروا‪ . .‬لفعلوا ؛ فإن العادة قاضية‬
‫بالضرورة بأن القادر علئ دفع الهلاك عن نفسه يشتغلٌ بدفعه ؛ ولو فعلوا‪. .‬‬

‫وكل‬ ‫؛‬ ‫العادات‬ ‫بمجاري‬ ‫وبعضها‬ ‫بالتواتر‬ ‫غُلِمَ بعضّها‬ ‫مقدماتٌ‬ ‫فهلذه‬

‫ذلك مما يورثٌ اليقينّ » فلا حاجة إلى التطويل ‪.‬‬


‫وبمثل هنذا الطريق ثبتث نبوة عيسئ عليه السلام » ولا يقدر النصراني‬
‫علئ إنكار شىء من ذلك ؛ فإنه يمكنٌ أن يقابل بعيسئ فيتكرّ تَحَدَيَهُ بالنبوة ؛‬
‫أو استشهادَةٌ بإحياء الموتئ ؛ أو وجودٌ إحياء الموتئ ‪ +‬أوعدمٌ المعارضة ء‬
‫أو يقال ‪ :‬عورضٌ ولم يظهز » وكلٌ ذلك مجاحدات لا يقدرٌ عليها المعترفٌ‬
‫‪:‬‬ ‫بأصل النبوات ‪.‬‬
‫تحريجة‪ :‬رما وجه‬ ‫فإن قيل ‪ :‬ما وجةٌ إعجاز القرآن ؟"‬
‫إعجاز القرآن؟‬
‫انهج‬
‫ن ع‬
‫مارج‬
‫العجيب والمنهاج الخ‬ ‫ظم‬
‫ن مع‬
‫لحةٌ‬
‫الفصا‬
‫فلنا ‪ :‬الجزالةٌ وا‬
‫كلام العرب فيخطبهم وأشعارهم وسائر ضروب كلامهم ‪ +‬والجمع بين‬
‫هنذا النظم وهنذه الجزالة معجزٌ خارج عن مقدور البشر ‪.‬‬

‫نعم ؛ ربما يُرِئْ للعرب أشعازرٌ وخطبٌ يحكمُ فيها بالجزالة ؛ وربما ينقلٌ‬

‫يان بآية من مثله رغم التقريع المهين لهم » وسبب عجزهم كو‬
‫إونت عن‬
‫‏(‪ )١‬فهما علاجز‬
‫القرآن معجزاً في نفسه » لا أنهم صرفوا عن معارضته فعجزوا لذلك كما قالت المعتزلة في‬
‫نظرية ( الصٌرْفة ) التي دعم بنيانها قاضيهم عبد الجبار » قال ‪ ( 3‬نه معجز من حيث تعذر‬
‫معارضته ) « المغنى » ( ‪ » ) 71/192‬فالقول الأول هو قول‬ ‫احة‬
‫ص فى‬
‫فدمين‬
‫لمتق‬
‫ا ال‬
‫على‬
‫ريتبة العليا من‬
‫اكولتهم ف‬
‫عامة أهل السنة والجماعة ‪ :‬وهو ما يسما بنظرية ؛ النظم » ؛ وب‬
‫الفصاحة والبلاغة التي هي خحارجة عن طوق البشر » وإنما هي من مقدور خالق القوى‬
‫إعجاز » ( ص ‪0647‬‬ ‫‪ « » ) 7/( 4‬ادللائل‬ ‫‪80‬‬
‫‪1‬تقين‬
‫والقدر ‪ .‬انإظرت «حاف السادة الم‬
‫‪457 0‬‬ ‫الإعجاز » له ‏‪١ ١‬الإرشادا (ص‪767‬‬ ‫وه‬
‫ج في‬
‫وافية‬
‫و‪١‬‏ الرسالة الش‬
‫«المواقف ‪ (+‬ص‪. ) 47‬‬
‫إلى القول بالصرفة إلزاماً‬ ‫ّل‬
‫زسطر‬
‫نأ‬‫يلئت بعد‬
‫المؤلف رحمه الله تعا‬ ‫رى‬
‫سانكله‬
‫ومع هلذ‬
‫لهلذه الفرقة وإفحاماً » فالإعجاز ثابت للقرآن بكلا الحالين ‪.‬‬

‫‪77١7‬‬
‫عن بعضٍ من قصدّ المعارضة مراعاةً هنذا النظم بعد تعلّمِهِ من القرآن ‏ ولكنْ‬
‫من غير جزالةٍ بل مع ركاكة ؛ كما يُحكئ عن ترّهاتٍ مسيلمة الكذاب حيث‬
‫قال ‪ ( :‬الفيلٌ وما أدراك مالفيلٌ! له ذنبٌ وَثيل وخرطوم طويل ) فهنذا‬
‫وأمثالَةٌ ربما يُقدرُ عليه مع ركاكة يستغتهال'" الفصحاء ويستهزئون بها ‪.‬‬
‫وأما جزالة القرآن‪ . .‬فقد قضئ كافةٌ العرب منها العجبّ ؛ ولم ينقلْ عن‬
‫واحد منهم تشبثٌ بطعن في فصاحته ؛ فهو إن معجزّ وخارجٌ عن مقدور‬
‫‪.‬‬ ‫هينين”"‬
‫وعجهلذ‬
‫لتما‬
‫؛ أعني ‪ :‬منا اج‬ ‫هين‬
‫جين‬
‫اشرلمنوهلذ‬
‫الب‬
‫فإن قيل ‪ :‬لعل العربّ اشتغلث بالمحاربة والقتال ؛ فلم تعرج على‬ ‫انشغال العسرب‬
‫معازضة القران ؛ ولو قصدث‪ . .‬لقدرت عليه » أو منعتها العوائق عن‬ ‫بالمحاربة مشع من‬
‫الاشتغال به ؟‬

‫والجواب ‪ :‬أن ما ذكروةٌ هوسٌ ؛ فإنَّ دفتعٌحدي المتحدي بنظم كلام‬


‫أهون من الدفع بالسيف مع ما جرئ على العرب من المسلمين بالأسر والقتل‬
‫والسبي وشنٌ الغارات ‪.‬‬

‫ثم ما ذكروه غيرٌ داقع غرضنا ؛ فإن انصرافهم عن المعارضة لم يكنْ إلا‬
‫بصرف من الله تعالئ » والصرفٌ عن المقدور المعتاد من أعظم المعجزات ؛‬
‫فلو قال نبي ‪ :‬آيةٌ صدقي أني في هنذا اليوم أَحرَّكٌ إصبعي ولا يقدر أحد من‬
‫البشر علئ معارضتي » فلم يعارضةٌ أحدٌ في ذلك اليوم‪ . .‬ثبت صدقَةٌ ؛ وكان‬
‫فقَدٌ قدرتهم على الحركة مع سلامة الأعضاء من أعظم المعجزات ‪ +‬وإِنْ‬
‫فرض وجودٌ القدرة‪ . .‬ففقدٌ داعيتهم وصرفهم عن المعارضة من أعظم‬
‫الئبهم‬
‫ربيق ع‬
‫المعجزات مهما كانت حاجتهُم ماسة إلى الدفع باستيلاء الن‬
‫وأموالهم ‏»‪ ٠‬وذلك كَل معلومٌ على الضرورة”" ‪.‬‬

‫(‪ )١‬يعلمون أنها لا تسمن ولا تغني من جوع‪. ‎‬‬


‫(؟) أي ‪ :‬النظم مع الجزالة والفصاحة ؛ وهئذا هو عين ما ذكره إمام الحرمين في « الإرشاد »‬
‫(ص‪.)447‬‬
‫(©) هنذا تنزّلٌ من الإمام الغزالي ومجاراة للخصم لأجل تحقيق الدعوئ ‪ +‬وعليه يكون القرآن‬
‫‪11‬‬
‫فهلذا طريق تقرير نبوته على النصارى ‪ +‬ومهما تشبكوا بإنكار شيء من‬
‫هلذه الأمور الجلية‪ . .‬فلا نشتغل إلا بمعارضتهم بمثله في معجزات عيسئ‬
‫عليه السلام ‪.‬‬
‫الطريقاةلثانية ‪ :‬أن تثبتَ نبوته بجملة من الأفعال الخارقة للعادات التي‬
‫ظهرت عليه ؛ كانشقاقي القمر'" ؛ ونطْتٍ العجماء”" » وتفجّر الماء من بين‬
‫وتكثير الطعام القلير!*” ‪ +‬وغيره‬ ‫أصابعه!”! ‏‪ ٠‬وتسبيح الحصئ في كفّها"؟‬

‫من خوارق العادات » فكلٌّ ذلك دليلٌ علئ صدقه ‪.‬‬


‫فإن قيل ‪ :‬آحادٌ هلذه الوقائع لم يبلغ نقلّها مبلمٌ التواتر ؟‬
‫منوع‬
‫ج كا‬
‫لضممهما‬
‫قلنا ‪ :‬وذلك إن سلّم أيضاً‪. .‬يفلقادح فياالغر‬
‫الفأ ملع لتوائر ؛ وهلذا كما أن شجاعةً علي رضي الله عنه وسخاوة حائع‬
‫يعلم‬ ‫ولكن‬ ‫»‬ ‫تواتراً‬ ‫الوقائع لم تثبث‬ ‫تلك‬ ‫وأحادٌ‬ ‫؛‬ ‫تواتراً‬ ‫القطع‬ ‫معلومة على‬

‫هلذه‬ ‫؛ فكذلك‬ ‫والسخاوة‬ ‫صفةٍ الشجاعة‬ ‫ثبوت‬ ‫القطع‬ ‫الأحاد على‬ ‫مجموع‬ ‫من‬

‫الأحوال العجيبة بالغة جملتها مبلغ التواتر لا يستريبٌ فيها مسلمٌ أصلاً ‪.‬‬

‫غير معجز في نفسه كما يرئ ذلك المعتزلة ؛ والإعجاز أصبح أمراً خارجاً ؛ موعجود‬
‫بمثله ؛ فليوصلمرفهم عن الإتيان يمثله‪ . .‬لفعلوا ‪ +‬فصار الأمر‬ ‫تىيان‬
‫لةإعل‬
‫الاقدر‬
‫كصرف إيمان أبي لهب عنه مع تحدي القرآن له وإخباره بأنه لم يؤمن ؛ فإنه لو أمن‪. .‬‬
‫يمان ؛ وهنذا وإن كان ملزماً للتصارئ إلا‬ ‫لأدمغت حجته » ولكن الله أخبرّ واصرقلةٌإ عن‬
‫ريرضيٌ ؛ لما في هنذا الطريق من توهين الإعجاز » قصار الترك إعجازاً » فلا‬ ‫مغ‬ ‫أنه‬
‫محاولة أصلاً ‪ .‬ولا ريب أن خلود إعجازه على الأول أجلئ ؛ لأن وجود القرأن وحده‬
‫كاف ‪ +‬فهو معجز في نفسه ؛ أما على الثاني ‪ . .‬فلا بد من وجود صرف وسلب عند كل‬
‫محاولة معارضة متوهمة » وانظر ‏‪ ١‬المواقف © ( ص ‪. ) 787‬‬
‫ثم إن للقرآن الكريم أوجهاً كثيرة من الإعجاز » تناسب أحوال العقول ومداركها ؛ وانظر‬
‫« الشفا ‪ (4‬ص‪ ) 712‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )١‬كما في « البخاري » ( ‪ » ) 7737‬ول مسلم‪. ) 67:81 ‎‬‬
‫والأخبار فيه كثيرة ؛ منها حديث الحشَرَّةٍ عند « أبي داوود ‪. ) 8711 (6‬‬ ‫‪02‬‬
‫(©) كما في (البخاري ؟ ‪ 0431‬‏) ول مسلم ‪. ) 634777‬‬
‫(‪_ )4‬رواه ابن عساكر في ‏‪ ١‬تاريخ دمشق » ( ‏‪. ) 17٠/774‬‬
‫(ه) والأخبار فيه كثيرة أيضاً ؛ متها ما رواه مسلم ( ‪. ) 181‬‬

‫‪49‬‬
‫عندي لاجملثها‬ ‫اتر‬
‫ترو لم‬
‫تأمو‬
‫‪ :‬هنذه ال‬ ‫ننصارئ‬
‫فإن قال قاائلل م‬ ‫تحريجة‪ :‬لم تتواتر‬
‫المعجزة عند‬
‫ولأاحادها ؟‬ ‫النصارى‬

‫فيقال له ‪ :‬ولاونحازٌ يهوديٌّ إلئ قطر من الأقطار ولم يخالط النصارئ‬


‫وزعم أنه لم يتواتز عنده معجزات عيسئ عليه السلام » وإِنْ تواترّث‪ . .‬فعلئ‬
‫لسان النصارىئ وهم متهمون به ؛ فبماذا ينفصلون عنه ؟‬

‫ولا انفصالَ عنه إلا أن يقال ‪ :‬ينبغي أن يخالطٌ القومٌ الذين تواترّ ذلك‬
‫بينهم حتئ يتواتر ذلك إليك ؛ فإن الأصمّ لاتتواترٌ عنده الأخبار وكذا‬
‫المتصامِم » فهنذا أيضاً عذْرنا عند إنكار واحدٍ منهم التواترّ علئ هنذا‬
‫الوجه ‏‪ ١‬والله أعلم ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫البابالنًَا ف‬
‫في انب لدي ‪ |.‬مو ترجا ‪2‬‬
‫برارزها َمل‬ ‫ريص‬

‫‪:‬‬ ‫وفيه مقدمة وفصلان‬

‫المعلوم بالضرورة‬ ‫أإمالمقدمة ‪ :‬فهو أنَّ ما لا يعلءٌ بالضرورة ينقسم ‪ :‬إلئ ما يعلمٌ بدليل‬
‫ثلاثة‬
‫‏‪ ١‬وإلئ ما يعلم بالشرع دون العقل » وإلئ ما يعلم بهما ‪.‬‬ ‫شنرع‬
‫ل دو‬
‫اقل‬
‫الع‬

‫أما المعلوم بدليل العقل دون الشرع‪ . .‬فهو حدثُ العالم ‪ +6‬ووجودُ‬
‫المحيث وقدرته وعلمه وإرادته » فإنٌ كلّ ذلك ما لم يثبث‪ . .‬لايثبتُ‬
‫‪ .‬لميثبت‬ ‫فامس‪.‬‬
‫ن كل‬
‫ا لمليثبت‬
‫الشرعٌ ؛ إذ الشرع ينبني على الكلام » فِإنْ‬
‫الشرع ؛ فكلُ ما يتقدم في الرتبة علئ كلام النفس يستحيلٌ إثباتُ بكلام النفس‬
‫ويماستندٌ إليه » ونفنٌ الكلام أيضاً فيما اخترناه لايمكن إثبانةٌ بالشرع ؛‬
‫ومن المحققن من يل ذلك ولأعاه كما سبقت الإشارهإليه"" ‪.‬‬
‫وأما المعلوم بمجرد السمع ‪ . .‬فيخصِّصنٌ أحدّ الجائزين بالوقوع ؛ فإن‬
‫العقول ‏‪ ١‬وإنما يعرف من الله تعالئ بوحي وإلهام ‏ ونحن‬ ‫مكومناقف‬
‫ذل‬
‫نعلمه من المُوحَئْ إليه بسماع ؛ كالحشر والنشر والثواب والعقاب وأمثالها ‪.‬‬
‫وأما المعلوم بهما‪ . .‬فكلٌ ما هو واقع في مجال العقل ومتأخْرٌ في الرتبة‬
‫عن إثبات كلام الله تعالئ ؛ كمسألة الرؤية » وانفراد الله تعالئق بخلق‬
‫الحركات والأعراض كلَّها وما يجري هنذا المَجرئ » ثم كل ما وردّ السمع به‬
‫ينظ ‪ :‬فَإنْ كان العقلٌ مجوزاً له‪ . .‬وجبّ التصديقٌ به قطعاً إِنْ كانت الآدلة‬
‫السمعية قاطعةً في متنها وسندها لا يتطرّقٌ إليها احتمالٌ ‪.‬‬

‫(‪ )1‬لأن الكلام إذا ثبت بالشرع ‪ . .‬لزم الدور ؛ لأن الشرع كلامه أيضاً انظر ( ص‪. ) 781 ‎‬‬

‫‪7١7/١‬‬
‫ووجبّ التصديقٌ بها ظناً إن كانت ظنيةً ؛ فإن وجوبٌ التصديق باللسان‬
‫والقلب هو عمل ينبنى على الأدلة الظنية كسائر الأعمال ‪.‬‬
‫فنحن نعلم قطعاً إنكارّ الصحابة علئ من يدَّعي كونٌ العبد خالقاً لشيء من‬
‫الأشياء وعرض من الأعراض ء وكانوا ينكرون ذلك بمجرد قوله تعالئ ‪:‬‬
‫أنه خَنّ كي شر ومعلومٌ أنه عام قابلٌ للتخصيص فلا يكون عمومه إلا‬
‫المسألة قطعية بالبحث عن الطرق العقلية التي‬ ‫مظنوناً » وإنما صارت‬
‫ذكرناها”'" » ونعلم أنهم كانوا ينكرون ذلك قبل البحثٍ عن الطرق العقلية ؛‬
‫فلا ينبغي أن يعتقد أنهم لم يلتفتوا إلى المدارك الظنية إلا في الفقهيات ‪ +‬بل‬
‫الاعتقاد بالظيات‬
‫اعتبزوها أيضاً في التصديقات الاعتقادية والقولية”"" ‪.‬‬ ‫والقطعيات‬

‫ماوردّ السمع به ؛‬ ‫ويهيل‬


‫أف‬‫تِبٌ‬
‫باستحالته‪ . .‬فيج‬ ‫قلٌ‬
‫االماعقضى‬
‫وأم‬ ‫وجوب تأويل الوارد‬
‫بالسمع إن خالف‬
‫ولا يتصورٌ أن يشتملٌ السمع علئ قاطع مخالفٍ للمعقول ‪ .‬وظواهرٌ أحاديثٍ‬ ‫العقل‬

‫بلق هاوبل‬ ‫عس ‏‬


‫ط لي‬
‫قخامنها‬
‫بصحي‬
‫التشبيه أكثرها غيرٌ صحيحة ؛ وال‬
‫‪.‬‬ ‫للتأويل‬

‫فإتنوقّفَ العقلٌ في شيء فلم يقضٍ فيه باستحالة ولا جواز‪ . .‬وجب‬ ‫قطعي‬
‫للف‬
‫اا‬‫لا يخ‬
‫العقل أبداً‬
‫التصديقٌ أيضاً لأدلة السمع » فيكفي في وجوب التصديق انفكاكٌ العقل عن‬
‫القضاء بالإحالة ‪ +‬وليس يشترطُ اشتمالةٌ على القضاء بالتجويز ‪ 6‬وبين‬

‫(‪ )1‬كما قال السعد في « شرح العقائد النسفية » ( ص ‪ ( : ) 71‬وكقوله تعالئ ‪# :‬أَلَدخَنُ كي‬
‫شو» أي ‪ :‬ممكن بدلالة العقل ) ؛ وقد تعذّت المعتزلة على هذا العام فخصصته وقالت‬
‫بخلق العبد لأفعال نفسه » أما مسألة كون العام في الآية مظنوناً أو قطعياً للوهلة الأولئ‪. .‬‬
‫فمختلف فيها كما لا يخفئ ‪.‬‬
‫وشرط اعتبارها ‪ :‬أن تنطويّ تحت أصول القطعيات فلا تخالفها ولتاتصادم معها ‪6‬‬ ‫(‪)9‬‬
‫ولا يقال ‪ :‬لا فائدة فيها عندئز ؛ لأن الظتيات قد تبيِّنٌ وتفسَّرٌ القطعيّ دون مخالفته في‬
‫أصل معناه » أو هي زيادة لا يمنع منها القطعي ولا العقل » ويبقى الخلاف في حكم مُنكر‬
‫المثبت بالقطعي ؛ ومتكر المثبت بالظني بعد ذلك ‪.‬‬
‫والمراد بالتأويل هنا نفيُ ظاهر هلذه الأخبار بما يوافق القطعي كقوله سبحانه ‪ « :‬ليس‬ ‫‪8‬‬
‫كَيِتل ش‪ 74‬لا التأويل بنقلها من صفات الذات إلئى صفات الأفعال » عل أن الثاني‬
‫واردٌ لا يمنع منه شرع ولا عقل ولا لغة ‪.‬‬

‫‪717‬‬
‫الرتبتين فرق ربما يزل ذهن البليد عنه حتئ لايدرك الفرقٌ بين قول القائل ‪:‬‬
‫أعلمٌ أن الأمرّ جائزٌ ؛ وبين قوله ‪ :‬لاأدري أنه محال أم جائز ؛ وبينهما‬
‫ما بين السماء والأرض ؛ إذ الأول جائرٌ على الله تعالئ » والثاني غيرٌ جائز ؛‬
‫إن الأول معرفةٌ بالجواز » والثاني عدمُ معرفة بالإحالة ؛ ووجوبٌ التصديق‬
‫جار في القسمين جميعاً ؛ فهنذه هي المقدمة ‪.‬‬
‫*“‪#‬‬ ‫‪+‬‬

‫أما الفصل الأول ‪ :‬ففي بيان قضاء العقل بما جاءً به الشرع ؛ من الحشر‬
‫والنشر » وعذاب القبر » والصراط ‏ والميزات ‪.‬‬
‫الكلام عن الحشر‬ ‫أماالحشرٌ ‪ :‬فنعني به إعادةً الخلق » وقد دلَّتْ عليه القواطع الشرعية ؛‬
‫وهو ممكنٌ بدليل الابتداء » فإنَ الإعادة حلي ثانٍ » فلا فرق بينه وبين‬
‫والمعاد‬

‫الابتداء ‏‪ ٠‬وإنما يسمّئ إعادة بالإضافة إلى الابتداء السابق ؛ والقادرٌ على‬
‫الإنشاء والابتداء قاادرٌل عإلىعادة » وهو المعنيُ بقوله تعالئ ‪ :‬قبلها‬
‫‪.‬‬ ‫لتر‬ ‫اما‬ ‫الى‬
‫تحريجة‪ :‬هل المُعادُ‬ ‫فإن قيل ‪:‬فماذا ‪7‬تقولون ؛ أتعدمٌ الجواهرٌ والأعراض ثم يعادان جميعاً ؛‬
‫الأعراض والجواهر‬
‫أو الأعراض فقط؟‬ ‫أو تعدمُ الأعراض دون الجواهر وإنما تعاادلأعراض ؟‬
‫قلنا ‪ :‬كل ذلك ممكنٌ ؛ وليس في الشرع دليلٌ قاطع علئ تعيين أحدٍ هلذه‬
‫الممكنات ‪.‬‬

‫وأحدٌ الوجهين ‪ :‬أن تنعدمٌ الأعراضٌ ويبقئ جسمٌ الإنسان متصوراً بصورة‬
‫التراب مثلاً » فتكون قد زالت منه الحياةٌ واللونٌ والرطوبة والتركيبُ والهيئة‬
‫إعادتي ‪ :‬أن تعادّ إليها تلك الأعراض‬ ‫وجملة من العراض ‪ +‬ويكون مع‬
‫بعينها » أوتعادٌ إليها أمثالها ؛فإِنَّ العرضّ عندنا لا يبقرا”'" © والحياة‬
‫عرض » والموجوةٌ فيس كالعةٍ عرضٌ آخرٌ » والإنسانٌ هو ذلك الإنسان‬
‫(‪ )١‬بل هو متجدد الخلق قبل الموت وبعده وهو ما يعبر عنه يكون العرض لا يبقئ زمانين‪+ ‎‬‬
‫قال تعالئ ‪ # :‬بَذكْرَ فق ل ين خَلْقٍ جَدِيدٍ»‪٠ ‎‬‬
‫‪71‬‬
‫باعتبار جسمه » فإنه وابحداٌع لاتبار عرضه ؛ فإينتكلجِّ عدرضَّدُ هو غيرُ‬
‫الأخر » فليس من شرط الإعادة فرضُ إعادة الأعراض ‪.‬‬
‫إلى استحالة إعادة الأعراض ؛‬ ‫صعضحاب‬
‫أ ب‬
‫لمصير‬
‫اا ل‬
‫وإنما ذكرنا هئذ‬
‫وذلك باطل » ولكن القولّ في إبطاله يطول ‪ +‬ولا حاجة إليه في غرضنا‬
‫هنذا ‪.‬‬
‫والوجه الآخر ‪ :‬أن تعدمٌ الأجسام أيضاً ثم تعادً الأجسامُ بأن تخترع مرة‬
‫ثانية ‪.‬‬ ‫‪+‬جاء‬

‫فإن قيل ‪ :‬فبم يتميّرٌ المُعادٌ عن مثل الأول ؟ وما معنئ قولكم ‪ :‬إن المُعادَ‬
‫هوعينْ الأول ولم بيقّ للمعدوم عينٌُ حتئ تعاد ؟‬
‫قلنا ‪ :‬المعدومُ منقسمٌ في علم الله تعالئ إلئ ما سبق له وجودء وإلئ‬
‫كومانُ له‬
‫سسمي إلئ‬
‫أزل انق‬
‫ادمل في‬
‫مالم يسبق له وجود ؛ كما أن الع‬
‫أنه لايوجدٌ ‏‪ ١‬فهلذا الانقسامٌ في علم الله‬ ‫الهلئ‬
‫ع ال‬
‫وجودٌ » وإلئ ماتعلمّ‬
‫تعالئ لاسبِيلٌ إلئى إنكاره ‪ +‬فالعلمٌ شاملٌ » والقدرة واسعة ؛ فمعنى‬
‫؛ ومعنى المثل ‪:‬‬ ‫وبقج لوهد”'"‬
‫اذيل س‬
‫الإعادة ‪ :‬أن يبدل بالوجود العدم ال‬
‫أن يخترع الوجودٌ لعدم لم يسبق له وجودٌ ؛ فهنذا معنى الإعادة ‪.‬‬
‫ومهما قَذْرّ الجسم باقياً وَرَذّ الأمرٌ إلى تجديد أعراض تماثلٌ الأول‪. .‬‬
‫الإعادة وتمييز المُعادٍ عن‬ ‫شنُكعنال‬
‫إلاصص‬
‫حصلّ تصديقٌ الشرع ؛ ووقع الخ‬
‫المثل ‪.‬‬
‫وقد أطنبنا في هلذه المسألة في كتاب « التهافت » » وسلكنا في إبطال‬
‫مذهبهم تقديرٌ بقاءٍ النفس التي هي غيرٌ متحيزة عندهم ؛ وتقديرٌ عودٍ تذبيرها‬
‫إلى البدن » سواءً كان ذلك البدنُ هو عينَ جسم الإنسان أو غير" ؛ وذلك‬
‫إلزامٌ لايوافقٌ مانعتقده ؛ فإن ذلك الكتابٌ مصِنْفٌ لإبطال مذهبهم ء‬

‫(‪ )١‬لعاللعبارة ‪ ( :‬أن يبدل الوجودّ بالعدم الذي سبق له الوجود‪. ) ‎‬‬
‫(؟) تهاافلتفلاسفة ( ص ‪78‬؟‪. ) ‎‬‬

‫‪:7‬‬
‫ااع هوتبار‬‫لالإثبات المذهب الحقٌّ ؛ ولكنهم لما قدروا أن الإنسان هوب م‬
‫نفسه © وأن اشتغالةٌ بتدبير البدن كالعارض له » والبدنّ آله له‪ . .‬ألزمناهم ‪-‬‬
‫بعد اعتقادهم بقاء النفس ‏ وجوبٌ التصديق بالإعادة ؛ وذلك برجوع النفس‬
‫إلئ تدبير بدن من الأبدان”'" ‪.‬‬

‫والنظرٌ الآن في تحقيق هنذا الفصل ينجرٌ إلى البحث عن الروح والنفس‬
‫والحياة وحقائقها » ولتاحتمل المعتقداتُ التغلغل إلئ هنذه الغايات في‬
‫المعقولات » فمذاكرناه كاف في بيان الاقتصادٍ في الاعتقاد للتصديق بما جاءً‬
‫باهلشرعٌ ‪.‬‬
‫الكلام عن عنذاب‬ ‫وأما عذابٌ القبر ‪ :‬فقد دل عليه قواطع الشرع ؛ إذتواترّ عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة رضي الله عنهم الاستعاذة منه في‬
‫الأدعية”"" » واشتهر قوله صلى الله عليه وسلم عند المرور بقبرين ‪ 5 :‬إنّهما‬
‫ليعذبانٍ »*" » ودل عليه قوله تعالئ ‪ # :‬وَفَاِقَرَباكلَوْنَ سَُُ الأْعَلذَانبٍَّ*ارُ‬
‫ل‬ ‫اص[‬ ‫رص‬ ‫الا‬ ‫رب‬ ‫الصا‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬

‫ا‬ ‫ل‬
‫الآية!*' ‪.‬‬ ‫ِيًا‬
‫ش عد‬
‫َبهَا‬
‫َنتح حَآ‬
‫وسُو‬
‫ترَ‬
‫وهو ممكنّ ؛ فيجبٌ التصديقٌ به ؛ ووجه إمكانه ظاهرٌ » وإنما تنكزةٌ‬
‫ليثون ‪ :‬إنا نرئ شخصٌ الميت مشاهدة وهو غيدٌ‬
‫وح‬‫ق من‬
‫ينزلً‬
‫المع‬
‫وكثيراً ما تُحدْثٌ التنزّلاتُ ومجاراةٌ الخصوم إرباكاً في فَهُم ثوابت المؤلف عند البعض ؛‬ ‫‪0‬‬
‫حتى انهم المصنفٌ رحمه الله تعالل بشيء من هنذا ؛ قال السعد في * شرح المقاصد ؟‬
‫( ‪ ( : ) 7/111‬وقد بالغ الإمام الغزالي في تحقيق المعاد الروحاني » وبيان أنواع الثواب‬
‫والعقاب بالنسبة إلى الروح » حتئ سبق إلى كثير من الأوهام ووقع في ألسنة العوام أنه ينكر‬
‫حشر الأجساد افتراءً عليه » كيف وقد صرح من كتاب « الإحياء » وغيره ‏ ككتابنا هنذا‬
‫الذي ينجلي فيه الصريح الصّراح ‏ وذهب إلى أن إنكاره كفر ؟! ) ‪.‬‬
‫وبهلذا النص من هنذا الكتاب دافع ابن أبي الشريف في « المسامرة ؟ (اص ‪ ) 7‬عن‬
‫الغزالي من بعض التهم التي وجهت إليه في هنذا الباب ‪.‬‬
‫) ‪.‬‬ ‫‪7589‬‬ ‫و‪١‬‏ مسلم‬ ‫كما في « البخاري » ( ‪) 778‬‬ ‫(؟)‬
‫) ؛ ومسلم ( ‪. ) 7591‬‬ ‫رواه البخاري ( ‪811‬‬ ‫رف‬
‫‪.‬‬ ‫وتمامها ‪# :‬زَيَمكَقُمُ التَاعَذ اا ليا ءال ورَمَرت أَسَدٌ الاب‬ ‫(‪)4‬‬
‫حا ير همه مرامر‬

‫‪7١1‬م‪‎‬‬
‫معذِّب » وإن الميتَ ربما تفترسةٌ السباع وتأكلة!‬
‫وهلذا هوم ؛ أما مشاهدة الشخص‪ . .‬فهموشاهدة لظاهر الجسم »‬
‫والمدركٌ للعذاب جزءٌ من القلب » أو من الباطن كيف كان ‪ +‬وليس من‬
‫البدن » بلالناظرٌ إلئ ظاهر النائم‬ ‫هر‬
‫ظةٍا في‬
‫ضرورة العذاب ظهورٌ حرك‬
‫» ومن التألحمْعنيدُلٍ‬ ‫لام‬
‫ت عند‬
‫حّةِ‬
‫ائملمنااللذَ‬
‫لايشاهدٌ مايدركةٌ النا‬
‫الضرب وغيره » ولو انتبة النائم وأخبرٌ عن مشاهداته وآلامِه ولَذَايِ مَنْ لم يجْرٍ‬
‫لهب عاهدلٌنوم‪ . .‬لباذرٌ إلى الإنكار ؛ اغتراراً بسكون ظاهر جسمه في مشاهدته‬
‫إنكارٌ المعتزلةٍ لعذاب القبر ‪.‬‬
‫وأما الذي تأكلهٌ السباع ‪ . .‬فغايةٌ ما في الباب أن يكون بطنُ السبع قبراً ؛‬
‫وإعادةٌ الحياة إلئ جزء يدرك العذابٌ ممكنٌ » فما كل متألَّم يدرك الألم من‬
‫يدق ‪.‬‬ ‫د‬

‫وأما سؤالٌ مُنْكَرٍ وذكيرٍ ‪ :‬فحن » والتصديقٌ به واجبٌ ؛ لورود الشرع به‬ ‫الكلام عن سؤال‬

‫وإمكانه » فإن ذلك لا يستدعي منهما إلا تفهيماً بصوت أو بغير صوت ؛‬
‫ولا يستدعي منه إلا فهماً » ولا يستدعي الفهمٌ إلا حياةً » والإنسانٌ لا يفهم‬
‫بجميع بَدنْه بل بجزء من باطن قلبه » وإحياءً جزءٍ يفهمٌ السؤالٌ ويجيبٌ ممكنٌ‬
‫مقدورٌ عليه » فيبقئ قولٌ القائل ‪ :‬إنا نرى الميت ولا نتشاهدٌ مُنْكراً وتكيراً ‏‪١‬‬
‫ايب‪ . .‬فهنذا يلزمُ‬ ‫وت ف‬
‫لَجالمي‬
‫ا صوت‬ ‫ولا تسم صوتهما في السؤال ولا‬
‫منه أن ينكرّ مشاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام ؛‬
‫وسماعَةُ كلامَهٌ وسماع جبريلٌ جُوابَهُ » ولا يستطيخ مصِدّقٌ بالشرع أن ينكرّ‬
‫ذلك ؛ إذ ليس فيه إلا أن الله تعالئ خلقّ له سماعاً لذلك الصوت ومشاهدة‬
‫؛ ولم يخلقّ للحاضرين عنده ولا لعائشة رضي الله عنها وقد‬ ‫لذلك الشخص‬

‫وهلذه الشبهة إنما ترد على من يتوهم اقتران العذاب بجدران القبر » وهو إنما سمي عذابٌ‬ ‫‪(0‬‬
‫في‬ ‫ذيب‬
‫تاعآلية‬
‫االجهلن‬
‫القبر بالتغليب » وإلا‪ . .‬فالأصل أنه عذابُ أو تعيم البرزخ » فكم‬
‫القبر ‪ . .‬فكذا يقال في مثل هلذه المسائل ‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫© فإنكارٌ هلذا‬ ‫كانث تكونُ عندَهٌ حاضرة في وقت ظهور بُرّحاء الوحي”'‬
‫‪.‬‬ ‫فرغنا من إيطاله"‬ ‫القدرة وقد‬ ‫مصِدرَةٌ الإلحادٌ وإنكارٌ سعة‬

‫ويلزمُ منه أيضاً إنكارٌ مياشاهِدَةُ النائم ويسمعةٌ من الأصوات الهائلة‬


‫حكاية‬ ‫ائم‬
‫لمعن من‬
‫ا س‬
‫المزعجة » ولولا التجربة‪ . .‬لبادرٌ إلئ إنكار كل من‬
‫أحواله ‪.‬‬
‫فتعساً لمن ضاقث حوصانَة عن تقدير اتساع القدرة لهلذه الأمور‬
‫المستحقرة بالإضافة إلئ خلى السماوات والأرض وما بينهما مع ما فيهما من‬
‫صديق بهنذه الأمور‬
‫للت عن‬
‫العجائب » والسببٌ اليذنيشَّهُ طباعٌ أهل الاضلا‬
‫بعينه منشّرٌ عن التصديق بخلق الإنسان من نطفةٍ قذرة مع ما فيه من العجائب‬
‫والآيات لولا أنَّ المشاهدة تضطرةٌ إلى التصديق بذلك ‪.‬‬
‫لذ ‏‪ ٠‬ما لا برعا على إحات لا ينيغي أن كر بمجكة الاستيعا ‪,‬‬
‫الكلام عن الميزان‬ ‫؛ وهو‬ ‫وأما الميزان ‪ :‬فهو أيضاً حيٌّ ؛ وقد دل عليه قواطع السمع‬

‫ديق به ‪.‬‬
‫صبّ‬
‫انْل ؛تفوج‬
‫ممك‬
‫تحريجة‪ :‬وما هى آلية‬ ‫فإن قبل ‪ :‬كيف تون الأعمالٌ وهي أعراضضٌ قد العدمت والمعدوم‬
‫وزن الأعمال وهي‬ ‫ب‬
‫و‬ ‫يع‬ ‫‪.‬‬

‫أعراض؟‬

‫لاستحالة إعادة الأعراض » ثم كيف تخلق حركةٌ يد الإنسان وهي طاعنَةٌ في‬
‫جسم الميزان ؟ أيتحركٌ بها الميزانٌ فيكون ذلك حركة الميزان لاحركةً يد‬
‫الإنسان » أوي لتاحرك فتكون الحركة قد قامث بجسم ليس هو متحركاً بها‬
‫وهو محال ؟ ثم إن تحركً‪ . .‬فيتفاوتُ ميل الميزان بقدر طول الحركات‬
‫كة‬
‫حّهار على‬
‫بٌ حركةٍ بجزءٍ يزيدٌ إثمُ‬
‫ر »‬
‫فجور‬
‫وكثرتها » لابقذر مراتبٍ الأ‬
‫جميع البدن فراسخ ؛ فهئذا محال ؟‬

‫‏(‪ )١‬كما في « البخاري » (‪ » )1731‬وبرحاء الوحي ‪ :‬شت ‪.‬‬


‫(؟) الإلحاد ‪ :‬الشلكٌ في الله تعالئ » أو هو الميل عن الحق ؛ والبحث في ذلك تقدم في القطب‬
‫الأول ‪.‬‬

‫الإ‬
‫فنقول ‪ :‬قد سل رسولٌ الله صلى الله عليه وسلم عن هنذا‪ . .‬فقال ‪:‬‬ ‫الوزن لصحف‬
‫الأعمال‬
‫توزنٌ صحائفُ الأعمال ؛ فإن الكرامٌ الكاتبين يكتبون الأعمالٌ في صحائف‬
‫‪ .‬خلقّ الله عز وجل في كفتها ميلاً‬ ‫ييزان‪.‬‬
‫لثم ف‬
‫اضع‬
‫هأيجسامٌ » فإذا و‬
‫بقذر رتبةٍ الطاعاتٍ وهو على ما يشاءٌ قدير”'" ‪.‬‬
‫فإن قيل ‪ :‬فأيُ فائدة في هنذا ؛ وما معنئ هنذه المحاسبة ؟‬ ‫فما الفائدة‬ ‫تحريجة‪:‬‬

‫من الوزن إذنُ؟‬


‫قلنا ‪ :‬لايُطلبٌ لفعل الله تعالئ فائدة ‪ +‬فإنه ‪#‬ا لا يسكل عا يفعل وم‬
‫يكبت » وقد دللنا علئ هنذا ؛ ثم أيُ بُعْدٍ في أن تكون الفائدةٌ فيه ‪ :‬أن‬ ‫قري سار‬

‫يشاهدّ العبدٌ مقدارً أعماله ويعلمٌ أنه مجزيٌ بها بالعدل ‏ أو مُتجاوزٌ عنه‬ ‫العبد مع الله تعالى بين‬

‫وفضل‬ ‫عدل‬

‫أيوعزمٌ على‬ ‫له‬


‫ا في‬
‫ويته‬
‫ألهمبجنا‬
‫بالفضل ‏‪ ١‬ومن يعزممٌُع عالئقبة وكي‬
‫الإبراء‪ . .‬فمِينْبأيعنَدٌ أن يعرّفَةُ مقدارّ جنايته بأوضح الطرق ليعلم أنه في‬
‫عقوبتِه عادل » وفي التجاوز عنه متفضّل ؟!‬
‫ابتئدة لأفعال اللتهعالئ ‪ +‬وقبدطسبلقّانٌ ذلك ‪.‬‬
‫االإنف طل‬
‫هنذ‬
‫؛ لأنه ممك ف ؛إنه‬ ‫ٍ‬ ‫و أما الصراط ‪ :‬ففههوو ابأيضاً ححيىوا»لتصديق لٌق ‪:‬به واج‬ ‫الكلام عن الصراط‬

‫عبارة عن جسر ممدودٍ علئ متن جهنم يرد الخلقٌ كافةً ؛ فإذا توافُوا عليه ‪. .‬‬
‫‏‪١‬‬ ‫ارسر‬ ‫و‬ ‫‪2‬‬ ‫اام‬
‫‪.‬‬ ‫‪-‬قيل للملائكة ‪ # : -‬وَقَفْورٌ َه تسن‬

‫فإن قيل ‪ :‬كيف يمكنٌ ذلك وهو فيما روي أدقٌ من الشعر وأحدٌ من‬
‫المرور عليه وهو بهذا‬
‫ء فكيف يمكنُ المرورٌ عليه ؟‬ ‫السيف‬ ‫الوصف؟‬

‫‏(‪ )١‬اختلف أهل السنة والجماعة في كيفية وزن الأعمال رداً على بعض المعتزلة الذين أتكروا‬
‫لوأأحقدوال © وقوله ‪( :‬توزن‬ ‫اه‬ ‫حقيقة الميزان لاالوزن ‪ +‬وما ذكره المؤلف رحمه الله‬
‫صحائف الأعمال ) يوهم أنه حديث بهلذا اللفظ » بل هو نظر في مجمل ما ورد في ذلك‬
‫رحكايته وترجيحه على الاثار الأخرىئ ‪ +‬ويهلذا اللفظ أوقفه القرطبي على ابن عمر‬
‫رضي الله عنهما في ‏‪ ١‬الجامع لأحكام القرآن ‪. ) 79/811 ( 6‬‬
‫قال الحافظ ابن حجر في « فتح الباري ‪ ( : ) 71/4990( 4‬والحق عند أهل السئة أن‬
‫الأعمال حينذ تجسد أو تجعل في أجسام‪ . . .‬ثمتوزن ) ‏‪ ١‬ويؤيد ذلك تجسيد الصيام‬
‫والقرآن يشفعان للعبد يواملقيامة ؛ ويؤيد خلق الميل المذكور حديث البطاقة المشهور ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫قلنا ‪ :‬هنذا إِنْ صدرّ مكنْ ينكرٌ قدرةٌ الله تعالئ ‪ . .‬فالكلامٌ معه في إثبات‬
‫عموم قدرته » وقد فرغنا منه ‪.‬‬

‫‪ .‬فليس المشيٌ علئ هنذا بأعجبّ من‬ ‫رة‪.‬‬


‫دترف‬
‫ق مع‬
‫ادرٌل من‬
‫بْ ص‬
‫وإِن‬
‫المشي في الهواء والربٌّ سبحانه وتعالئ قادرٌ على خلْتى قدرة عليه ؛ ومعناه ‪:‬‬
‫أن يخلقّ له قدرة المشي على الهواء ولا يخلقّ في ذاته خُوِيَاً إلى أسفل ؛‬
‫ولافي الهواء انخراقاً »فإذا أمكنّ هنذا في الهواء‪ . .‬فالصراط أثبتُ من‬
‫الهواء بكل حال ‪.‬‬
‫‪4#‬‬

‫قدات‬
‫عٌُت بها‬
‫لمشحنت‬
‫اصول‬
‫بف‬ ‫لال‬
‫إارخ عن‬
‫لعتذ‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬فياالا‬
‫ورأيتُ الإعراضّ عن ذكرها أولئ ؛ لأن المعتقدات المختصرة حفّها ألا‬
‫تشتمل إلا على المهمٌ الذي لا بذ منه في صحة الاعتقاد ‪.‬‬
‫شم أمور بالعقيدة لا‬ ‫إلى إخطارها بالبال وإن خطرث بالبال‪ . .‬فلا‬ ‫حيالاجة‬
‫أما الأمورٌ الت‬
‫حاجة لطويرها‬
‫معصيةً في عدم معرفتها وعدم العلم بأحكامها ؛ فالخوضٌ فيها بحث عن‬
‫حقائق الأمور » وهي غيرٌ لائقةٍ بما يرادٌ منه تهذيبُ الاعتقاد » وذلك الفنٌّ‬
‫تحصرةٌ ثلاثةٌ فون ؛ عقلي ولفظي وفقهي ‪.‬‬
‫لّقٌضدين أم لا ‏‪١‬‬
‫أما العقلٌ‪ . .‬فكالبحث عن القدرة الحادثة أنهبااتتعل‬
‫وتتعلَّقٌ بالمختلفات أم لا » وهل يجوزٌ قدرةٌ حادثة تتعلَنٌّ بفعل مباين لمحل‬
‫|‬ ‫الوقدأرةم ؛ثالٍ له ‪.‬‬
‫وأما اللفظيةً‪ . .‬فكالبحث عن المسمئ باسم الرزق ما هو ؟ ولفظ التوفيق‬
‫والخذلان والإيمان ما حدودها ومسبباتها ؟‬
‫بالمعروف مت يجب » وعن التوبة‬ ‫لثأعنمر‬
‫البح‬
‫وأما الفقهية‪ . .‬فكا‬
‫وما حكمها ؟ ‪ . . .‬إلئ نظائر ذلك ‪.‬‬

‫المهم في العقيدة‬ ‫وكلّ ذلك ليس بمهدٌ ؛ بل المهٌ أن ينفيّ الإنسانٌ الشكٌ عن نفسه في‬
‫ذات الله تعالئ على القذر الذي حُفقَ في القطب الأول ؛ وفي صفاته‬
‫‪47‬‬
‫وأحكامها كما حُقْقَ في القطب الثاني » وفي أفعاله بأن يعتقدّ فيها الجوازٌ دون‬
‫الوجوب كما في القطب الثالث ‪ +‬وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن‬
‫يعرف صِذْقةٌ ويصدٌِقَةٌُ في كل ما جاءً به كما ذكرناه في هنذا القطب ‪.‬‬
‫وما خرج عن هنذا فغيرٌ مهمٌ » ونحن نوردٌ من كل فنٌ مما أهملناه مسألة‬
‫المقصودة في‬ ‫هنمات‬
‫مع‬‫اوجلّها‬
‫ئرها » ويُحفّقَ خر‬
‫تُنحرفظَابها‬
‫المعتقدات ‪.‬‬

‫أما المسألة العقلية ‪ :‬تكاختلاب الناس في أن من فُلَ ‪ :‬هل يقال ‪ :‬إنه‬ ‫مثال السسامل‬
‫العقلية‪ :‬هل المقتول‬
‫مات بأجله ؛ ولو قَدّرَ عدم قتله‪ . .‬هل كان يجب مونَةٌ أم لا ‪60‬‬ ‫ميبتأجله؟‬

‫وهنذا فنٌّ من العلم لا يضرٌ تركَهٌ ؛ ولكنا نشيرٌ إلى طريق الكشف فيه‬
‫فتقول ‪:‬‬

‫كل شيئين لا ارتبائ لأحدهما بالآخر ثم اقترنا في الوجود‪ . .‬فليس يلزمٌ‬


‫هما انتفاءً الآخر ؛ فلو مات زيد وعمرو معاًء ثقمَذَّرْنا‬
‫حيرد نفي‬
‫منأ تقد‬
‫عدم موت زيدٍ‪ . .‬لم يلزمُ منه لا عدم موت عمرو ولا وجودذٌ موته ‏ وكذا إذا‬
‫‪ .‬لم يلزمٌ عدم‬ ‫ومت‪.‬‬
‫م عد‬
‫لرْنا‬
‫مات زيدٌ عند كسوف القمر مثلاً » فلواقَدَّ‬
‫؛ إذ‬ ‫مدمٌوت‬
‫ل ع‬
‫الكسوف بالضرورة » ولقوَدَرْنا عادملكسوف‪ . .‬لمايلزم‬
‫حطدهما بالآخر ‪.‬‬
‫أتبا‬
‫لال ار‬
‫أما الشيئان اللذان بينهما علاقةٌ وارتباط ‪ . .‬فهي ثلاث أقسام ‪:‬‬
‫ثلاثة‬
‫أحدها ‪ :‬أن تكونٌ العلاقةٌ متكافئة ؛ كالعلاقة بين اليمين والشمال »‬ ‫العلاقة المتكاظة‬

‫والفوق والتحت » فهلذا مما يلزمٌ فقدٌ أحدهما عند تقدير فقدٍ الآخر ؛ لأنهما‬
‫من المتضايفات التي لا تقومُ حقيقةٌ أحدهما إلا مع الآخر ‪.‬‬
‫» لكنْ لأحدهما رتبةٌ التقدم ؛ كالشرط‬ ‫كلىافي‬
‫تا ع‬
‫لكون‬
‫اي‬‫الثاني ‪ :‬آلا‬ ‫علاقة الشرط مع‬
‫المشروط‬
‫» فإذا رأينا‬ ‫مع المشروط » ومعلومٌ أنه يلم من عدم الشرط عدمُ المشروط‬

‫‏(‪ )١‬وهي مسأآلة أثارها بعض المعتزلة ؛ كالكعبي وأبي هذيل » وقد رد قاضيهم عبد الجبار على‬
‫بعض أقوالهم » وأثبت الأجل الواحد » انظر ة المغني » (‪. ) 11/81‬‬

‫بحص‬
‫انتفاءٍ الحياة انتفاءً العلم » ومن تقدير انتفاءٍ العلم انتفاءً الإرادة » وَيعيِّدٌ عن‬
‫الشىء‬ ‫وجودُ‬ ‫لبس‬ ‫ع ولكنْ‬ ‫الشىءٍ‬ ‫منه لوجود‬ ‫بد‬ ‫الذي لا‬ ‫ًُ وهو‬ ‫بالشرط‬ ‫هنذا‬

‫‪.‬‬ ‫به » بل عنده ومعه‬

‫تزمُق مدنير عدم العلة‬


‫الثالث ‪ :‬العلاقة التي بين العلة والمعلول » ويل‬
‫المعلول‬
‫عدم المعلول إن لم يكن للمعلول إلا علَةٌ واحدةٌ » فإنْ نَصوّرٌ أن تكونَ له عل‬
‫أخرى‪ . .‬فيلزمٌ من تقدير نفي كل العلل نفيٌُ المعلول ؛ ولا يلزمٌُ من تقدير‬
‫نفي علةٍ بعينها نفيٌ المعلول مطلقاً ؛ بل يلزمٌُ نفيُ معلولٍ تلك العلةٍ على‬
‫‪.‬‬ ‫الخصوص‬

‫فإذا تمهَّدَ هنذا المعنئ‪ . .‬رجعنا إلى القتل والموت » فالقتلٌ عبارة عن‬
‫حزاّلرقبة » وهو راجع إلى أعراض هي حركاتٌ في بِدٍ الضارب والسيف »‬
‫وأعراض هي افتراقاتٌ في أجزاء رقبةٍ المضروب » وقد اقترن بها عرضٌ آخرٌ‬
‫وهو الموت » فإنْ لم يكنْ بين الحزّ والموت ارتباط ‪ . .‬لم يلزمُ من تقدير نفي‬
‫؛ فإنهما شيئان مخلوقان معاً على الاقتران بحكم إجراء‬ ‫موت‬
‫ازّلتفي‬
‫الح‬
‫ياط لأحدهما بالآخر » فهما كالمقترنين اللذين لم تجر العادة‬
‫ر »ت لا‬
‫اادة‬
‫الع‬
‫باقترانهما ‪.‬‬
‫وإِنْ كان الحزٌ علةً الموت ومَولَّدَهُ ولم تكنْ علةٌ سواةً‪ . .‬لزامّن متنفائه‬
‫باطنة‬ ‫وأسباب‬ ‫أنَّ للموت عللاً من أمراض‬ ‫فى‬ ‫لا خلافٌ‬ ‫» ولكن‬ ‫انتفاءً الموت‬

‫سوى الحزّ عند القائلين بالعلل ‪ .‬فلا يلزمٌ من نفي الحزٌ نفيٌ الموت مطلقاً‬
‫ما لم يِقَّرْ مع ذلك انتفاءً سائر العلل ‪.‬‬

‫فترجع إلى غرضنا فنقول ‪ :‬من اعتقد من أهل السنة أن الله تعالئ مستبا‬
‫بالاختراع بلا تولدٍ » ولا يكونٌ مخلوقٌ علَة مخلوتي آخرٌ‪ . .‬فنقول ‪ :‬الموثُ‬
‫أمرّ استبدّ الرب تعالئ باختراعه مع الحزٌّ » فلا يجبٌ من تفدير عدم الحزٌ عدم‬
‫الموت » وهو الحقٌ » ومن اعتقدّ كوت علةٌ وانضافٌ إليه مشاهدثة صحة‬
‫يدا‬
‫علة‬ ‫ثم‬ ‫و ليس‬ ‫الحزٌ‬ ‫انتفى‬ ‫لو‬ ‫أنه‬ ‫اعتقدٌ‬ ‫‪.‬‬ ‫خارج‪.‬‬ ‫من‬ ‫مُهْلكٍ‬ ‫وعدم‬ ‫الجسم‬

‫‪.‬‬ ‫العلل‬ ‫جميع‬ ‫لانتفاء‬ ‫انتفاءٌ المعلول‬ ‫‪ . .‬وجب‬ ‫أخرئ‬

‫وهنذا الاعتقااٌ صحيحٌ لو صحّ اعتقادٌ التعليل وحصرٌ العلل فيما عرف‬
‫انتفاؤَةٌ ‪.‬‬
‫فإذن ؛ هلذه المسألة طُوّلَ النزاع فيها » ولم يشعر أكثرٌ الخائضين فيها‬
‫بمثارها » فينبغي أن يطلب هنذا من القانون الذي ذكرناءً في عموم قدرة الله‬
‫تعالئ وإبطال التولي"'" ‪.‬‬
‫م‬ ‫ٍ‬ ‫‪5‬‬ ‫ا‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬
‫ويُبتئ علئ هنذا أن مَنْ قل ينبغي أن يقال ‪ :‬إنه مات بأجله ؛ لأن الأجلّ‬ ‫في‬ ‫الرئيس‬ ‫السبب‬

‫أوجلء‬
‫ل ه‬
‫اموت‬
‫ال‬
‫عبارةٌ عن الوقت الذي خلقّ الله تعالئ فيه مونهٌ » سواء كان معه حر رقبة ‏‪ ٠‬أو‬ ‫وما سوى ذلك فهي‬
‫اتٌ‬ ‫نندنا‬
‫ر ع‬
‫قَّتهلذه‬
‫م كل‬
‫كسوف قمر » أونزول مطر » أو لم يكن ؛ لآن‬ ‫مقترنات‬

‫وليست مؤثراتٍ » ولكنّ اقتران بعضها يتكرّرٌ بالعادة » وبعضها لا يتكرر‬


‫فأما من جعلٌ للموت سيبآً طبيعياً من الفطرة » وزعمٌ أن كل مزاج فلةٌ رتبةٌ‬
‫معلومة في القوة إذا خليث ونفسّها‪ . .‬تمادث إلئ منتهئ مدتها ‏‪ ٠‬ولو أفسدث‬
‫علئ سبيل الاخترام‪ . .‬كان ذلك استعجالاً بالإضافة إلئ مقتضئ طباعها ؛‬
‫‪ :‬الحائط مثلاً يبقئ مئة سنة بقدر‬ ‫امال‬
‫قة ك‬
‫يبيعي‬
‫والأجلْ عبارةٌ عن المدة الط‬
‫إحكام بنائه » ويمكنُ أن يهدمَ بالفأس في الحال » والأجل يِعبّهٌ به عن مدته‬
‫لفأس ‪ . .‬لمينهدم‬
‫باهدم‬
‫أنيقال ‪ :‬إذا‬ ‫لنك‬
‫ذمٌ م‬
‫البتيذ لاهته وقوته » فيلز‬
‫بأجله » وإن لم يتعوضٌ له من خارج حتى انحطث أجزاؤَةُ‪ . .‬فيقال ‪ :‬انهدم‬
‫‪.‬‬ ‫ل”"‬
‫ص ذلك‬
‫أ علئ‬
‫لتنئ‬
‫ا يب‬
‫بأجله ؛ فهنذا اللفظ‬

‫‪15١٠‬؟‪‎‬‬
‫)‪1٠‎‬‬ ‫‪.‬ر(اص‬
‫انظ‬ ‫(‪)١‬‬
‫)‪ (7‬ويحتمل هنذا المعنئ قوله تعالئ ‪ :‬كر تج أجل وََجَلٌ تُسَتَى عِندَءٌ ‏ © والحال كما يقول‬
‫الفلكيون ‪ :‬يمكن للنجم أن يعيش كذا وكذا ستة ؛ والله سبحانه وتعالئ غالب على أمره ‏‬
‫فتنكدر بالأجل المحتوم لا بالأجل المقدر عندهم ‪.‬‬
‫والمؤلف يرد بذلك عل عامة المعتزلة في ذلك على اخحتلاف مذاهبهم ‪.‬‬

‫نحص‬
‫مثال المسائل‬ ‫‪ :‬فكاختلافهم في أن الإيمان ‪ :‬هل يزيدُ‬ ‫يةٌ‬
‫فيةظوهي‬
‫للثان‬
‫لة ا‬
‫اسأل‬
‫أما الم‬
‫اللفظية‪ :‬هل يزيد‬

‫قوص؟‬
‫نن أ‬
‫ييما‬
‫الإ‬ ‫وينقص » أم هو علئ رتبة واحدة ؟‬
‫وهنذا الاختلافُ منشأةٌ الجهل بكون الاسم مشتركاً ؛ أعني ‪ :‬اسم‬
‫الإيمان ؛ وإذا فَصَُلَ مسمياثُ هنذا اللفظ ‪ . .‬ارتفع الخلاث"'" ‪.‬‬
‫معانى الإيمسان‬
‫ديق البقينيٌ‬ ‫ص عن‬
‫تٌ به‬
‫لعيِّر‬
‫وهو مشتركً بين ثلاثة معانٍ ؛ إذاقد ي‬
‫البرهاني » وقد يعبرٌ به عن التصديق الاعتقاديٌ التقليدي إذا كان جزماً ؛ وقد‬
‫يعبَرٌ به عن تصديي معه العمل بموجب التصديق ‪.‬‬
‫‪ :‬أنَّ مَنْ عرف اللتهعالئ بالدليل وماتَ عَقِيبَ‬ ‫ألىول‬
‫لع‬‫ااقه‬
‫ودليلٌ إطل‬
‫معرفته ‪ . .‬فإنا نحكمُ بأنه مات مؤمناً ‪.‬‬
‫ودليلٌ إطلاقه على التصديق التقليدي ‪ :‬أن جماهيرٌ العرب كانوا يصدقون‬
‫نِظبهمرهم في‬
‫وّفِه‬
‫رسولٌ الله صلى الله عليه وسلم بمجرد إحسائه إليهم وتلط‬
‫قرائن أحواله » من غير نظرٍ في أَدلَةِ الوحدانية ووجهِ دلالةٍ المعجزة ؛ وقد‬
‫كان يحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإيمانهم'"؟‬
‫وقد قال الل"عز وجل ‪# :‬وَمَآتَبِمُؤينٍ ‪ 04‬أي ‪ :‬بمصدق ؛ وليمفرّق‬
‫رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بين تصديق وتصديق ‪.‬‬
‫ودليلُ إطلاقه على الفعل ‪ :‬قوله عليه السلام ‪ :‬؛ لا يزني الزانفي حين‬
‫يزني وهو مؤمنٌ »”" ؛ وقوله عليه السلام ‏‪ ٠:‬الإيمانٌ بضع وسبعون باب‬
‫أدناها إماطة الأذئ عن الطريق ‪(6‬‬
‫صىديق‬
‫ايمالنتبمعن‬
‫فترجع إلى المقصود ونقول ‪ :‬إن أُطلقّ الإ‬
‫لّه‪ . .‬فلا‬ ‫كنٌمإنا حصل‬
‫بليقي‬
‫البرهاني ‪ . .‬لميتصوَّرٌ زيادثةٌ ونقصانه » بل ا‬
‫مزيد عليه » وإن لم يحصلٌ بكماله‪ . .‬فليس بيقين ؛ وهي خطَةٌ واحدة ؛‬

‫‏(‪ )١‬وهو خلاف بين الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة ‪.‬‬
‫(؟) كحديث ضمام بن ثعلبة في * البخاري ‪ ) 76 ( 6‬وأمثاله كثير ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫(‪15/‬‬ ‫ء ومسلم‬ ‫)‬ ‫( ‪6747‬‬ ‫رواه البخاري‬ ‫فر‬

‫‪.‬‬ ‫‪097‬‬ ‫ومسلم‬ ‫‏)‬ ‫‪04‬‬ ‫رواه البخاري‬ ‫[‪)36‬‬

‫كل‬
‫لا يتصوّرٌ فيها زيادةً ونقصان إلا أن يرادً به زياد وضوح ؛ أي ‪ :‬زيادة طمأنينة‬
‫النفس إليه ؛ فإنَّ النففسّ تطمئنُ إلى اليقينياتٍ النظرية فايلابتداء إلئ حدٌّ ما ‪+‬‬
‫فإن تواردت الأدلةٌ علئ شيءٍ واحد ‪ . .‬أفادً تظاهرٌ الأدلة زيادة طمأنينة ؛ وكلٌّ‬
‫أدركٌ تفاوتاً في طمأنينة نفسه إلى العلم الضروري ؛ وهو‬ ‫لومٌ‬
‫عسسٌ‬
‫منالمار‬
‫العلم بأن الاثنين أكثرٌ من الواحد » وإلئ علمه بحدث العالم وأن محدثة‬
‫واحدٌ ؛ ثم يدرك أيضاً التفرقةً بيآنحادٍ المسائل بكثرة أدلتها وقلتها ؛‬
‫فالتفاوث في طمأنينة النفس مشاهدٌ لكل ناظر من باطنه ؛ فإنٌ فسرت الزيادة‬
‫به‪ . .‬لم يمنغة أيضاً في هنذا التصديق ‪.‬‬

‫إلئ جِحْدٍ‬ ‫أما إذا أطلقّ بمعنى التصديق التقليدي‪ . .‬فذلك لاسيل‬
‫التفاوت فيه ؛ فإنا ندركٌ بالمشاهدة من حال اليهودي في تصميمه على عقده‬
‫ومن حال النصراني والمسلم تفاوتاً » حتئ إنَّ الواحدّ منهم لا يُوَثُرٌ في نفسه‬
‫وحلٌ عقّدٍ قلبه التهويلاث والتخويفات » ولا التحقيقاتُ العلمية‬
‫ولا التخييلاثُ الإقناعية » والواحدٌ منهم مع كونه جازماً في اعتقاده‪ . .‬تكون‬
‫نفسهٌ أطوعَ لقبول اليقين ؛ وذلك لأن الاعتقادً على القلب مثلٌ عقدة ليس فيها‬
‫انشراح وبرد يقين » والعقدةً تختلف في شدتها وضعفها © فلا ينكِرٌ هنذا‬
‫التفاوت منصفٌ » وإنما ينكرةٌ الذين سمعوا من العلوم والاعتقادات أساميها‬
‫ولم يدركوا من أنفسهم ذوقها ؛ ولم يلاحظوا اختلافٌ أحوالهم وأحوال‬
‫غيرهم فيها ‪.‬‬
‫وأما إذا أطلق بالمعنى الثالث وهو العمل مع التصديق ‪ . .‬فلا يخفئ تطرّقٌ‬
‫التفاوت إلئى نفس العمل ؛ وهل يتطرّقٌ بسبب المواظبة على العمل تفاوتٌ‬
‫؟‬ ‫تصديق‬
‫إلاىلنفس‬

‫هنذا فيه نظرٌ » وتركٌ المداهنة أولئ في مثل هنذا المقام » والحيٌ أحيٌّ‬
‫‪:‬‬ ‫أٌق؛ول‬
‫مافقيل‬

‫إن المواظبة على الطاعات لها تأثير فى تأكيد طمأنينة النفس إلى الاعتقاد‬ ‫أثرالمواظبة على‬
‫الطاعات في ترسيخ‬
‫‪89‬‬ ‫المحتقدات‬
‫التقليدي ورسوخه في النفس » وهنذا أمرٌ لا يعرف إلا من سَبَرّ أحوال نفسه ؛‬
‫وقت المواظبة على الطاعة وفي وقت الفترة ؛ ولاحظً تفاوت‬
‫وراقبّها في‬
‫الحال فيباطنه ؛ فإنه يزداادًلمبسبوباظبة على العمل أَنبسماًعتقداته ؛‬
‫وتطتأكَدٌم بنهيَةٌ ؛ حتئ إن المعتقدّ الذي طالتٌ منه المواظبة على العمل‬
‫اول تغيويرَتةٌشكيكه مكنَ لم تطلٌ‬ ‫ماًحعلى‬‫ل نفس‬
‫اَئْ‬
‫بموجب اعتقاده أَعْص‬
‫مواظئَةٌ » بل العاداث تقضي بها ؛ فإنّ من يعتقدٌ في قلبه الرحمةٌ علئ يتيم ؛‬
‫إن أقدمٌ علئ مسح رأسه وتففَّدِ أمره‪ . .‬صادفٌ في قلبه عند ممارسة العمل‬
‫بموجب الرحمة زيادةً تأكايدٍل فريحمة ؛ ومن يتواضع بقلبه لغيره ؛ فإذا‬
‫عمل بموجبه ساجداً لهمقأوبّلاً يده‪ . .‬ازداد التعظيم والتواضع في قلبه ؛‬
‫ولذلك تَعُبذنا بالمواظبة علئ أفعال هي مقتضئ تعظيم القلب من الركوع‬
‫والسجود ؛ ليزداد بسببه تعظيم القلوب ‪.‬‬

‫فهلذه أمورٌ يجحدها المتحذلقون في الكلام » الذين أدركوا ترتيب العلوم‬


‫بسماع الألفاظ ولم يدركوها بذوق النظر ‏ فهلذه حقيقةٌ هلذه المسألة ‪.‬‬
‫مثال آخر للمسائل‬ ‫ومن هنذا الجنس اختلافهم في معنى الرزق ؛ وقول المعتزلةٍ ‪ :‬إن ذلك‬
‫مخصوصٌ بما يملكه الإنسان ؛ حتئ ألزموا أنه لارزق لله تعالئ على‬
‫اللقظية‪ :‬ماهي‬

‫حقيقة الرزق؟‬
‫البهائم » وربما قالوا ‪ :‬هو ما لا يحرم تناوله ؛ فقيل لهم ‪ :‬فالظّلَمَةُ مانوا وقد‬
‫عاشوا طول عمرهم ولم يرزقوا!!'؟‬
‫وقال أصحابنا ‪ :‬إنه عبارةٌ عن المنتفع به كيف كان ؛ ثم هو منقسمٌ إلى‬
‫اعرف لعمرك قدره‬ ‫حلال وحرام » ثطمؤّلوا في حدٌ الرزقي وحدٌ النعمة » وتضييع الوقتٍ بهنذا‬
‫واصرفه في المهم‬
‫وأمثاله دأبٌ من لا يميزُ بين المهمٌ وغيره » ولا يعرف قَذْرّ بقية عمره وأنه‬
‫لا قيمةٌ له ؛ فلا ينبغي أن يضيعٌ إلا بالأهمٌ ؛ وبين يدي النظار أمورٌ مشكلةٌ ؛‬
‫البحث عنها أهمٌ من البحث عن موجب الألفاظ ومقتضى الإطلاقات ؛‬
‫يمانا ‪.‬‬ ‫نب‬‫عغال‬
‫ياشت‬
‫فنسألٌ اللتهعالئ أينوفقنا لل‬

‫مأ‬
‫أما المسألةٌ الثالثةً الفقهية ‪ :‬فمثل اختلافهم في أنَّ الفاسقّ ‪ :‬هل له أن‬ ‫السائل‬ ‫مثال‬
‫الفقهية‪ :‬هل للفاسق‬
‫(‪0 »١‬‬
‫أنيأمر بالمعروف‬

‫؟! ولكنا‬ ‫صرات‬


‫ت ثم‬
‫خكلام‬
‫م بال‬
‫ليقٌّ‬
‫ان يل‬
‫ب أي‬
‫وهنذا نظرٌ فقهي ‪ +‬فمنْ‬
‫ويانهىلمعننكر؟‬
‫نقول ‪:‬‬

‫الحقٌّ أن له أن يحتسبٌ ؛ وسبِيلَةٌ التدرّجٌ في التصوير ؛ وهو أن نقولّ ‪:‬‬


‫الناهعي‬ ‫أو‬ ‫الأمر‬ ‫كونٌ‬ ‫المنكر‬ ‫عن‬ ‫والنهي‬ ‫بالمعروف‬ ‫الأمر‬ ‫في‬ ‫يشترط‬

‫فإنْ شُرِط ذلك ‪ . .‬كان خرقاً للإجماع ؛ فإن عصمة الأنبياء عن الكبائر‬
‫الصغائر مختلفٌ فيها » فمتئ يوجدٌ في الدنيا معصوةٌ ؟‬ ‫شرعاً » وعن‬ ‫عرفت‬

‫وإن قلتم ‪ :‬إن ذلك لا يشترط حتئ يجوز للابسي الحرير مثلاً وهو عاص‬
‫به أن يَمنِعَ من الزنا وشرب الخمر‪ . .‬فنقول ‪ :‬وهل لشارب الخمر أن يحتسبٌ‬
‫على الكافر ويمنحه من الكفر ويقاتلةٌ عليه ؟‬
‫فإقنالوا ‪ :‬لا‪ . .‬خرقوا الإجماع ‪ +‬إذ جنودٌ المسلمين لم تزل مشتملة‬
‫على العصاة والمطيعين ولم يمنعوا من الغزو ء لا في عصر رسول الله‬

‫فإقنالوا ‪ :‬نعم‪ . .‬فنقول ‪ :‬شاربٌ الخمر هل له أن يَمنعَ من القتل أم‬


‫؟‬

‫فإن قالوا ‪ :‬لا‪ . .‬قلنا ‪ :‬فما الفرقٌ بين هنذا وبين لابس الحرير إذا منَّمَ من‬
‫الخمر » والزاني إذا من من الكفر ؟ فكما أن الكبيرة فوق الصغيرة‪. .‬‬
‫‪.‬‬ ‫وًتةٌ‬
‫فاملكبتائرفٌاأيضا‬
‫وإن قالوا ‪ :‬نعم » وضبطوا ذلك بأن المقدمٌ علئ شيء لا يمنع من مثله‬
‫ولا مما دونه » وله أن يمنعٌ مما فوقه‪ . .‬فهنذا تحكُّمٌ لا مستندٌ له ؛ إذ الزنا‬

‫المنكر‬ ‫الأمر بالمعروف والنهي عن‬ ‫الحسبة ِ وهي‬ ‫‪ :‬يمارس‬ ‫أي‬ ‫‪16‬‬

‫أاكس‬
‫فوق الشرب ؛ وليابعدُ أن يزنيّ ويمنع من الشرب ويمتنع منه ؛ بلربما‬
‫لهشمنرب ويقول ‪ :‬ترك ذلك جب مان‬ ‫اصحاب‬
‫يشربٌ ويمنع غلمانةٌ وأ‬
‫وعليكم » والأمرٌ بترك المحرّم واجبٌ عل مع الترك » فلي أن أتقرّبٌ بآ‬
‫أحدهما تر الآخر ‪.‬‬ ‫تنيرمنك‬
‫الواجبين » ولم يلزم‬
‫أن‬ ‫وهو يتركه ‪ . .‬يجوز‬ ‫الشرب‬ ‫الأمر بترك‬ ‫ترك‬ ‫أن‬ ‫فإِذْنُ ؛ كما يجوزٌ‬

‫بشربٌ ويأمرٌ بالترك ‪ +‬فهما واجبان » فلا ِلزمٌ بترك أحدهما تركٌ الآخر ‪.‬‬
‫تحريجة‪ :‬فما القول‬ ‫فإن قيل ‪ :‬فيلزمٌ علئ هنذا أمورٌ شنيعة ؛ وهو أن يزنيّ الرجل بامرأة‬
‫فيمن يزني بامرأة‬
‫ويأمرها بستر وجهها‬
‫مُكرهاً إياها على التمكين ؛ فإذا قال لها في أثناء الزنا عند كشفها وجيّها‬
‫إن هى كشفته؟‬
‫باختيارها ‪ :‬لا تكشفي وجهّكٍ ؛ فإني لست مَحْرَماً لك ‪ .‬والكشفٌ لغير‬
‫ومختارةٌ في كشف الوجه ؛ فأمنعك‬ ‫نا‬
‫لةٌزعلى‬
‫اْرَه‬
‫المَحْرم حرامٌ » وأنت مُك‬
‫ايرٌقإليلهاٌ!‬
‫من هنذا‪ . .‬فلا شك من أنَّ هنذه حسبةٌ باردةٌ شنيعة » لاعييصِ‬
‫وكذلك قوله ‪ :‬إن الواجبٌ علي شيئان ‪ :‬العمل والأمرٌ للغير © وأنا‬
‫وما قولكم بمن صلى‬ ‫أتعاطئ أحدّهما وإن تركت الثاني ؛ كقوله ‪ :‬الواجبٌ علي الوضوء والصلاة‬
‫وتسرك اللوضسوة أو‬
‫تسحر وترك الصيام؟‬
‫وأنا أصلي وإن تركثُ الوضوءً ؛ والمسنون في حقّي الصومٌُ والتعجُرٌ » وأنا‬
‫أتسخّرٌ إِنْ تركتُ الصو » وذلك محالٌ ؛ لأن التسخُرَ للصوم والوضوءً‬
‫؛‬ ‫رىوط‬
‫ش عل‬
‫مرتبة‬
‫لي ال‬
‫اٌ ف‬
‫للصلاة وكلّ واحد شرطُ الآخر » وهو متقدم‬
‫فكذلك نفس المرء مقدمٌ علئ غيره » فليهذب نفْسَهُ أولاً ثم غيرَةُ ‏‪ ٠‬أما إذا‬
‫لاف‬ ‫خ »‬ ‫باجب‬
‫اكل عتكسرتيب الو‬ ‫أهمل نفسَةٌ واشتغل بغيرة‪ . .‬كان ذل‬
‫ما إذا هذَّبَ نفسَهٌ وتركٌ الحسبة وتهذيبٌ غيرءٍ ؛ فإن ذلك معصية ؛ ولكنه‬
‫لا تناقض فيه » وكذلك الكافرٌ ليس له ولايةٌ الدعوة إلى الإسلام ما لم يسلم‬
‫ولي أن أتركٌ أحدّهما دون‬ ‫ان‬
‫ئلي‬
‫ي ع‬
‫شاجبٌ‬
‫هبونفسه ؛ فلقوال ‪ :‬الو‬
‫الثاني ‪ . .‬لم يمكن منه ‪.‬‬

‫سس‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ٍ‬ ‫ب"‬ ‫‪.‬‬ ‫ب‬ ‫‪7‬‬


‫جائزة‬ ‫وجهها‬ ‫عليها ومنعها من كشفها‬ ‫بالمرأة‬ ‫الزاتي‬ ‫‪ :‬أن حسبة‬ ‫والجواب‬

‫عندنا ؛ وقولكم ‪ :‬إن هنذه حسبةٌ باردة شنيعة‪ . .‬فاليلسكلامُ في أنها حارةً‬
‫لامأ‬
‫أو باردة ؛ مستلذة أو مستشنعة » بل الكلامٌ في أنها حي أو باطل ‪ 6‬وكم من‬
‫حقٌّ مسترّدٍ مستتقّل ‪ +‬وكم من باطلي مستحلئ مستعذّب » فالحقٌ غيرُ‬
‫اولذايل »باطلٌ غيرٌ الشنيع ‪.‬‬
‫والبرهان القاطع فيه ‪ :‬هو أنا نقول ‪ :‬قوله لها ‪ :‬لا تكشفي وجهك ؛ فإنه‬
‫حرام » ومنعه إياها بالعمل ‪ . .‬قولٌُ وفعلٌ » وهذا القولٌ والفعل إما أن‬
‫يقال ‪ :‬حرامٌ » أو يقال ‪ :‬واجبٌ » أو يقال ‪ :‬هو مباح ‪.‬‬
‫فإن قلتم ‪ :‬إنه واجبٌ‪ . .‬فهو المقصود » وإن قلتم ‪ :‬إنه مباح ‪ . .‬فله أن‬
‫يفعل ما هو مباح » وإن قلتم ‪ :‬إنه حرامٌ‪ . .‬فما مستندٌ تحريمه وقد كان هنذا‬
‫غاله بالزنا ؟‬
‫اباشًتقبل‬
‫واج‬
‫فمن أين يصِيرٌ الواجبٌ حراماً باقتحامه محدرّماً ؟‬ ‫وهل يصير الواجب‬
‫محرماًباقتحامة‬
‫وليس في قوله الأخير صدقٌ عن الشرع بأنه حرامٌ ؛ وليس في فعله إلا‬ ‫المحرّم؟‬
‫المنع من اتخاذ ما هو حرام ؛ والقولٌ بتحريم واحد منهما محال ‪.‬‬
‫ولسنا نعني بقولنا ‪ ( :‬للفاسق ولايةٌ الحسبة ) إلا أن قولَهُ حي وفعلةٌ ليس‬
‫بحرام © وليس هنذا كالصلاة والوضوء ‪ +‬فإن الصلاة هي المأمورٌ بها‬
‫وشرطها الوضوء © فهي بغير وضوء معصيةٌ وليست بصلاة » بل تخرجٌ عن‬
‫كونها صلاة » وهنذا القول لم يخرجٌ عن كونه حقاً » ولا الفعلٌ خرج عن‬
‫‪.‬‬ ‫رنام‬
‫حً م‬
‫اهلمنعا‬
‫كون‬
‫وكذلك السحورٌ عبارةٌ عن الاستعانة على الصوم بتقديم الطعام ؛‬
‫ولا تعقل الاستعانةٌ من غير العزم علئ إيجاد المستعانٍ عليه ‪.‬‬
‫وأما قولكم ‪ :‬إن تهذيبَةٌ نفسَهُ أيضاً شرطّ لتهذييه غيره‪ . .‬فهنذا محل‬
‫النزاع ؛ فمن أين عرفتم ذلك ؟‬
‫االئل ‪ :‬تهذيبٌ نفسِه أيضاً عن المعاصي شرط للغزو ومنع‬
‫قق‬‫ولو‬
‫الكفار » وتهذيثة نفسَةٌ عن الصغائر شر للمنع عن الكبائر‪ . .‬كان قولهٌ مثلّ‬
‫‪.‬‬ ‫مٌاع‬
‫إهوجخزْق‬
‫لكمل؛ و‬
‫قول‬
‫اغا‬
‫‪ .‬فلا نمنعه‬ ‫سىلام‪.‬‬
‫لفإ عل‬
‫السي‬
‫وأما الكافرٌ ‪ :‬فإن حكملافراً آخرٌ با‬
‫ولَ ‪ :‬لاإلله إلا الله وأن محمداً رسول الله » وأن‬
‫منه » ونقول ‪ :‬علييهق أن‬
‫يأمر غيرَةٌ به » ولم يثبث أن قولَهُ شرطٌ لأمره » فله أن يقولّ وإن لم يمر ‏‪ ١‬وله‬
‫‪.‬‬ ‫طمق"‬
‫نن ل‬
‫ي وإ‬
‫أن يأمرٌ‬
‫فهئذا غورٌ هنذه المسألةٍ » وإنما أردنا إيرادها لتعلم أنَّ أمثالٌ هنذه‬
‫المسائلٍ لاتليق بِفنٌ الكلام » ولسايِّما بالمعتقدات المختصرة » الله‬
‫أعلم ‪.‬‬
‫*‪#‬‬ ‫|‬

‫بخاري ؟‬ ‫‏(‪ )١‬وقد ثبت هذا بالحديث الصحيح ‪ +‬فهي ليست مسألة متوهمة ؛ ففاي‪١‬ل ‏‪٠‬‬
‫(‪ ) 79‬عن أنس رضي الله عنه قال ‪ :‬كان غلام يهودي يخدم التبي صلى الله عليه‬
‫فمم»رض » فتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعودة ؛ فقعد عند رأسه ؛ فقال له ‪:‬‬ ‫وسل‬
‫أسلم » فنظر إلئ أبيه وهو عنده ؛ فقال له ‪ :‬أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ؛‬
‫فأسلم » قخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول ‪ « :‬الحمد لله الذي أنقذه من النار » ‪.‬‬

‫حش‬
‫ااانا‬
‫يابزمامة‬
‫اعلم ‪ :‬أن النظرٌ في الإمامة أيضاً ليس من المهمّاتٍ ؛ وليس أيضاً من فنٌّ‬
‫المعقولات بل من الفقهيات » ثم إنها مثارٌ للتعصبات ؛ والمعرض عن‬
‫الخوض فيها أسلمٌ من الخائض فيها وإن أصاب ؛ فكيف إذا أخطاً ؟!‬
‫نٌهج‬
‫االأنمنسلك‬
‫الرسمٌ باختتام المعتقدات به‪ . .‬أردن‬ ‫رذاى‬
‫جن إ‬
‫ولك‬
‫المعتاد ؛ فإِنَّ فطامٌ القلوب عن المنهج المخالف للمألوف شديدٌ النفار ؛‬
‫ولكنا نوجزٌ القوولّن فيقهول ‪:‬‬
‫النظر فيه يدور علئ ثلاثة أطراف ‪:‬‬

‫أ‬
‫ادل‬
‫مام‬ ‫ليبسلا نرب نْب‬

‫با أن‬ ‫لٌع منقل”' ؛ فإنا‬ ‫ولا ينبغي أن نظن أن وجوب ذلك مأاخوذ‬
‫شرع إلا أن يُفِسرَ الواجبٌ بالفعل الذي فيه فائدة أو في‬
‫ل من‬
‫الوجوبٌ يؤاخذٌ‬
‫تركه مضرّة » وعند ذلك لا ينكرٌ وجوبٌ نصب الإمام ؛ لما فيه من الفوائد‬
‫ودفع المضارٌ في الدنيا » ولكنا نقيمٌ البرهان القطعي الشرعي عل وجوبه ؛‬
‫ولسنا نكتفي بما فيه من إجماع الأمة » بل ننبّةٌ علئ مستند الإجماع ونقول ‪:‬‬
‫الشرع صلى الله عليه وسلم قطعاً ؛‬ ‫نظام أمر الدين مقصودٌ لصاحب‬
‫وهنذه مقدمةٌ قطعيةٌ لا يتصوّرٌ التزاع فيها ‏‪ ٠‬ونضيف إليها مقدمةً أخرئ ؛ وهو‬
‫قندمتين صحةٌ‬ ‫للم م‬‫احص‬
‫أنه لا يحصلُ نظام الدين إلا بإمام مطاع‪ . .‬في‬
‫ّ‬ ‫الدعوئ وهو وجوبٌ نصب الإمام ‪-‬‬
‫تحريجة‪ :‬لانسلوني‬ ‫فإن قيل ‪ :‬المقدمةٌ الأخيرة غير مسلّمة ؛ وهو أن نظام الدين لا يحصل‬
‫إلباإمام ؟‬
‫فتقول ‪ :‬البرهانُ عليه أن نظام الدين لا يحصلٌ إلا بنظام الدنيا ؛ ونظامُ‬
‫الدنيا لا يحصل إلا بإمام مطاع ؛ فهاتان مقدمتان ؛ ففي أيهما النزاع ؟‬

‫تحريجة‪ :‬ولا نسلّم‬ ‫فإن قيل ‪ :‬لمقلتم ‪ :‬إن نظام الدين لا يحصلُ إلا بنظام الدنيا ‪ +‬بل‬
‫في كون نظام الدين‬
‫مرتبطاً بنظام الدتيايل‬
‫لايحصل إلا بخراب الدنيا » فإنَّ الدينّ والدنيا ضدّان ‪ +‬والاشتغالٌ بعمارة‬
‫المتصور هوالعكس‬ ‫أحدهما خرابٌ الآخر ‪.‬‬

‫‏(‪ )١‬قال إمام الحرمين في « الغيائي ‪ ( 4‬ص ‪ ) 47‬؛ ( فالذي صار إليه جماهير الأئمة أن وجوب‬
‫اللصب مستفاد من الشرع المنقول » غير متلقىّ من قضايا العقول » وذهيت شرذمة من‬
‫الروافض إلئ أن العقل يفيد الناظر العلم بوجوب نصب الإمام ) ‪.‬‬
‫وستنرى المؤلف رحمه الله تعالئ يسلك مسلكاً عقلياً ‪ -‬إضافة إلى المسلك الشرعي ‪ -‬في‬
‫؛ لا أنه واجب على الله تعالئ ‪.‬‬ ‫ام‬‫مصب‬
‫إب ن‬
‫اتلوجو‬
‫إثبا‬

‫‪741١‬‬
‫قلنا ‪ :‬هلدا كلامٌ من لا يفهمٌ ما نريده بالدتيا الآن ؛ فإنه لفط مشتركً قد‬
‫يطلقٌ علئ فضول التنضُم والتلذّذ والزيادة على الحاجة والضرورة ‪ +‬ويقدطليٌ‬
‫علئ جميع ما هو محتاجٌ إليه قيلَ الموت ‪ +‬وأحدهما ضادٌلدين » والآخرٌ‬
‫شرطة ‪.‬‬
‫وهكذا يغلط من لايمير بين معاني الألفاظ المشتركة » فنقول ‪ :‬نظا‬
‫الدين بالمعرفة والعبادة ‏ ولا يتوصل إليهما إلا بصحة البدن وبقاء الحياة‬
‫وسلامة قدر الحاجات ‪ +‬من الكسوة والمسكن والأقوات ‏ والأمن من‬
‫هواجم الآفات ‪ +‬ولعمري ‪ « 4‬من أصبح آمناً في سرب » معاف في بده وله‬
‫قوت يومد‪ . .‬فكأنما حايزثلٌد لهنيا بحذافيرها »”'" ‪ +‬وليس يِأمن الإنسانٌ‬
‫علئ روحه وبدنه وماله ومسكنه وقوته في جميع الأحوال بل في بعضها ؛ فلا‬
‫ينتظم الدينُ إلا بتحقيق الأمن علئ هذه المهمّاتٍ الضرورية ‏‪ ١‬وإلا‪ . .‬فمنُ‬
‫كان جميع أوقاقه مستغرقاً بحراسة نفس عن سيوف الظلمة وطلب قوته من‬
‫وجوه الغلبة‪ . .‬فمتئ يتفْرّخٌ للعلم والعمل وهما وسيلتاةٌ إلى سعادة الآخرة ؟!‬
‫فَإِذنُ ؛ بان أن نظا الدنيا ‏ أعني ‪ :‬مقاديرٌ الحاجة ‏ شر لنظام الدين ‪.‬‬
‫وأما المقدمة الثانية ؛ وهو أن الدنيا والأمن على الأنقس والأموال‬
‫طان مطاع ‪ . .‬فتشهدٌ له مشاهدة أوقات الفتن بموت السلاطين‬
‫سمٌل إلا‬
‫لابينتظ‬
‫والأكمة ء وأن ذلك لو دام ولم يتداركٌ بنصب سلطان أخرٌ مطاع ‪ : .‬دام الهزج‬
‫واعملسيف”'' » وشمل القحط وهلكت المواشي وبطلت الصناعات ‏ وكان‬
‫كل من غلب سلب » ولم يتفرغ أحدٌ للعبادة والعلم إن بقيّ حيًّاً » والأكثرون‬
‫وف!‬ ‫ستيظلال‬
‫ل تح‬
‫اكون‬
‫يهل‬
‫ولهنذا قيل ‪ :‬الدينٌ والسلطانٌ توأمانٍ » ولهنذا قيل ‪ :‬الدين أمنٌ‬

‫‪.‬‬ ‫‪ :‬الجوانب‪.‬‬ ‫وال‪4‬ح »داقير‬


‫)‪ 6‬وابن ماجه ( ‪1‬‬ ‫رواه الترمذي (‪1477‬‬ ‫حديث مرفوع‬ ‫‪00‬‬
‫‪.‬‬ ‫وكثرته‬ ‫القتل‬ ‫‪ :‬الفتنة وشدة‬ ‫الهرج‬ ‫‪26‬‬

‫"‪5‬‬
‫اارس له‪. .‬‬
‫حل‬‫ماٌ له‪ . .‬قمهدوم ‪ +‬وما‬
‫أل‬‫والسلطانٌ حارم » وما‬
‫فضائم”' ‪.‬‬
‫وعلى الجملة ‪ :‬لايتمارى العاقلٌ في أن الخلقّ على اختلاف طبقاتهم‬
‫وما هم عليه من تشتت الأهواء وتباين الآراء ؛ لو خُلُوا ورأيَهُمْ ولم يكن لهم‬
‫‪ .‬لهلكوا من عند آخرهم » وهلذا داءٌ لا علاج له‬ ‫هم‪.‬‬
‫تجمع‬
‫ا ي‬
‫تطاخ‬
‫ش م‬
‫رأيُ‬
‫إلا بسلطان قاهرٍ مطاع يجمع شتات الآراء ‪.‬‬

‫فيان أن السلطانً ضروريٌ في نظام الدنيا » ونظامٌ الدنيا ضروريٌ في نظام‬


‫الدين ؛ ونظامٌ الدين ضروريٌ في الفوز بسعادة الأخرة » وهو مقصوةٌ الأنبياء‬
‫إ لئ‬ ‫سيبلايل‬
‫الإمام مضنروريات الشرع الذ‬ ‫قطعاً ؛ فكان وجوبٌ نصب‬
‫تركه ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫ج*‬

‫‪3‬‬

‫أيوخنبار » ( ‏‪. ) 1/١‬‬


‫() انظارلد ع‬

‫برس‬
‫افلالتا ف‬
‫فيا رُم بع سارل ىر ننََابَمً‬
‫فنقول ‪ :‬ليس يخفئ أن التنصيصصّ علئ واحد بجعله إماماً بالتشهي غير‬
‫ممكن ؛ فلا بدّ له من التميِّر بخاصيّةٍ يفارقٌ سائرٌ الخلق بها » فتلك خاصيةٌ‬
‫في نفسه ‏ وخاصية من جهة غيره ‪.‬‬
‫أما في نفسه ‪ . .‬فأنُ يكون أهلاً لتدبير الخلق وحملهم على مراشدهم ؛‬
‫وذلك بالكفاية والعلم والورع ‪.‬‬
‫وبالجملة ‪ :‬خصائصنٌ القضاة تشترطٌ فيه مع زيادة تسب قريش ؛ وعَلِمَ‬ ‫شرطالإمام على‬
‫هنذا الشرط الرابع بالسمع ؛ حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ « :‬الأئكّة‬ ‫ل‬
‫من قريش ؟*'" فهلذا تميُرهُ عن أكثر الخلق » ولكن ربما يجتمع في قريش‬
‫جماعةٌ موصوفون بهلذه الصفة ؛ فلا بِذَّ من خاصية أخرئ تميزه ‪ 6‬وليس‬
‫ذلك إلا التولية أو التفويض من غيره ء فإنما يتعيِّنُ للإمامة مهما وجدت‬
‫التولية في حقّه على الخصوص دونّ غيره ‪.‬‬
‫فيقى الآن النظرُ في صفة المولي ؛ فإن ذلك لا يسلَهُ لكل أحد ‪ +‬بل‬
‫لا بد فيه من خاصية ‪ +‬وذلك لا يصدر إلا من أحد ثلاثة ‪:‬‬

‫إما التنصيصٌ من جهة النبي صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬


‫وإما التنصيصصٌ من جهة إمام العصر بأن يِعيِّنَ لولاية العهد شخصاً معيناً‬
‫من أولاده أو من سائر قريش ‪:‬‬

‫وإما التفويضٌ من رجل ذي شوكةٍ يقتضي انقيادةٌ وتفويضه متابعةً الآخرين‬


‫رواه يلفظه أحمد في « مسنده» (‪ +» )7/471‬وأصله في « البخاري » (‪)744‬‬ ‫)‪0‬‬
‫‪).‬‬ ‫‏(‪١818‬‬ ‫)‬ ‫وة مسلم‬

‫‪9:‬‬
‫ومبادرتهم إلى المبايبععةة'" ؛ وذلك قد يسلم في بعض الأعصار لشخص واحد‬
‫مرموق في نفسه ؛ مرزوق بالمتابعة مستو" على الكافة © ففي بيعته‬
‫غيره ؛ لأن المقصود أن يجتمعٌ شتات الآراء‬ ‫ويض‬
‫تيةٌف عن‬
‫وتفويضه كفا‬
‫بشخص مطلع ؛ وق صار العام بسبايعة ملا الماع مطاعا ‏ ودلا يتف‬
‫أ و ثلاثة أو جماعة » فلا بِذَّ من اجتماعهم‬ ‫ذلك لشخص واحد بل لشخصين‬

‫وبيعتهم وتوافقهم على التفويض حتئ تتم الطاعة » بل أقولٌ ‪ :‬لو لم يكنْ بعد‬
‫وفاة الإمام إلا قرشي واحد مطاع متبع ‏ فنهض بالإمامة وتولاها بنفسه‬
‫وتشاغل بها » واستتبع كافةٌ الخلق بشوكته وكفايته » وكان موصوفاً بصفات‬
‫الأثمة‪ . .‬فقد انعقدث إِمامثَهٌ ووجبث طاعتةٌ ؛ فإنه تعين بحكم شوكته‬
‫وكفايته ‪ 6‬دفي منازعته إثارةٌ الفتن ‏ إلا أنَّ مَنْ هنذا حاله‪ . .‬فلا يعجزٌ أيضاً‬

‫؛‬ ‫شدبعنهة‬
‫الكلأبع‬
‫عن أخذ البيعة من أكابرٍ الزمان وأهل الحلٌ والعقد ‏‪ ٠‬وذ‬
‫فلذلك لا يتفي مثلٌ هنذا فى العادة إلا عن بيعةٍ وتفويض ‪.‬‬

‫فإن‬ ‫تحريجة‪:‬‬ ‫فإن قيل ‪ :‬فَإِن كان المقصودٌ حصولٌ ذي رأي مطاع يجمع شتات الآراء‬
‫تواقرت شروط الإمام‬
‫في شخص سوى‬ ‫ويمنمٌ الخلقّ من المحاربة والقتال » ويحملهم علئ مصالح المعاش‬
‫العلم‬
‫والمعاد ؛ فلاونتهض لهنذا الأمر من فيه الشروطٌ كلها سوى العلم ؛ ولكنه‬
‫معذلك يراجع العلماء ويعملٌ بقولهم‪ . .‬فماذا ترون فيه ‪ :‬أيجِبٌُ خْلعَةٌ‬
‫ومخالفتةٌ أم تجبُ طاعته ؟‬

‫قلنا ‪ :‬الذي نراه ونقطع به أنه يجب خلعةٌ إن قدر على أن يستبدلٌ به من‬
‫هوموصوف بجميع الشروط من غير إثارة فتنةٍ وتهييج قتال » وإِينْم لمكنْ‬
‫ذلك إلا بتحريك قتال‪ . .‬وجبث طاعته وحُكِمَ بإمامته ؛ لأن ما يفوتنا من‬
‫المصارفة بين كونه عالماً بنفسه أو مستفتياً من غيره‪ . .‬دون ما يفوتنا بتقليد‬

‫‏(‪ )١‬في (‪ )1‬و(ه ) و( و ) ‪ ( :‬المشايعة ) » والمشايعة ‪ :‬متابعة إنسان ما على أمر‬


‫) وهما يمعثى ‏‪٠‬‬ ‫) و( و ) ‪ ( :‬مسئول‬ ‫في ‪0‬ه‬ ‫‪6‬‬

‫يراص‬
‫غيره إذا أذ ذلك إلئ تهييج فتنةٍ لا ندري عاقبتها » وربما يؤدّي ذلك إلئ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫هلاك النفوس والأموال ‪.‬‬

‫فزيادة صفةٍ العلم إنما هي مزية وتتمة للمصالح ‪ +‬فلا يجوزٌ أن يعطلّ‪:‬‬
‫أصل المصالح في التشوف إلى مزاياها وتكمّلاتها ‪.‬‬
‫وهلذه مسائلٌ فقهيةٌ » فليهون المستبعدٌ لمخالفة المشهور علئ نفسه‬
‫استبعادَةٌ » ولينزل من خَلُوائِهِ » فالأمرٌ أهونٌ مما بِظِنَةٌ ‪.‬‬
‫وقد استقصينا تحقيقٌّ هنذا المعنئ في الكتاب الملقب ب« المستظهري ؟‬
‫‪.‬‬ ‫يىة!'؟‬
‫ن عل‬
‫طلردٌ‬
‫اا‬‫لّفب في‬
‫الامصن‬
‫فإن قيل ‪ :‬فإذا تسامحتم بخصلة العلم ‪ . .‬لزمكم التسامحخ بخصلة العدالة‬
‫؟‬ ‫صال‬
‫خ من‬
‫ارلذلك‬
‫وغي‬ ‫العدالة وتحرها؟‬

‫قلنا ‪ :‬ليست هلذه مسامحة عن الاختيار » ولكنّ الضروراتٍ تبيخ‪.‬‬


‫المحظورات » فنحن نعلمٌ أن تناولٌ الميتة محظورٌ » ولكنَّ الموتَ أشدٌ منه ؛‬
‫فليت شعري ؛ من لا يساعدٌ علئ هنذا ويقضي ببطلان الإمامة في عصرنا‬ ‫هلا فكرتم بالمآلات‬
‫نا بقساد‬
‫ل إن‬
‫قيئة‬
‫الس‬
‫لفوات شروطها وهو عاجزٌ عن الاستبدال بالمتصدّي لها ‪ 6‬بل هو فاقدٌ‬ ‫الإعامة؟‬

‫للمتصف بشروطها‪ . .‬فأيُ أحواله أحسنُ ‪ :‬أن يقولّ ‪ :‬القضاة معزولون‬


‫طيار‬
‫ق ف‬
‫ألاة‬
‫وجميع تصرفات الو‬ ‫دةٍ‬
‫عٌقغيرٌ‬
‫نكحة‬
‫ملأن‬
‫والولاياث باطلةٌ وا‬
‫رام ؛ أو أن يقول ‪:‬‬
‫لنح على‬
‫اِمو‬
‫العالم غيرٌ نافذة وإنما الخلقٌ كلّهم مقّ‬
‫الإمامةٌ منعقدةٌ والتصرفاتٌ والولاياث نافذة بحكم الحال والاضطرار ؟!‬
‫أمور ‪:‬‬ ‫اثة‬
‫ثولبين‬
‫فه‬

‫إما أن يمنع الناسنَ من الأنكحة والتصرفات المنوطة بالقضاة وهو‬


‫مستحيلٌ » ومؤّدٍ إلىالتعطميلعايش كلها ؛ ومفْضٍ إلئ تشتيتٍ الآراء ؛‬
‫ومهلكٌ للجماهير ومحرَاٌ للدهماء ‪.‬‬

‫الإمامية‬ ‫فيه على‬ ‫ورد‬ ‫بغدات؛‬ ‫صاحب‬ ‫» لأنه ألفه للمستظهر‬ ‫ب‪١‬‏ المستظهري‬ ‫وسمى‬ ‫‪6‬‬
‫الباطنية ؛ ويسمئ كذلك ‪ :‬‏‪ ١‬فضائح الباطنية » أو * الرد على الباطنية » ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫أويقول ‪ :‬إنهم يقدِمون علاىلأنكحة والتصرفات ؛ ولكنهم مقدمون‬
‫على الحرام » إلا أنه لا يحكم بفسقهم ومعصيتهم لضرورة الحالٍ ‪.‬‬

‫وإما أن نقولّ ‪ :‬يحكمْ بانعقاد الإمامة مع فواتٍ شروطها لضرورة‬


‫الوحاملع ؛لومٌ أنَّ البعيدٌ مع الأبعد قريبٌ ‏ وأهونٌ البشراينل خإيرٌضافة ؛‬
‫رةٌ‬ ‫‪.‬‬ ‫ااقل‬
‫تىيالع‬‫خ عل‬
‫وياجبٌ‬
‫فهلذا تحقيقٌ هنذا الفصل » وفيه غنيةٌ عند البصير عن التطويل ‪.‬‬
‫الفطام عن المألوف‬ ‫ولكن من لم يفهم حقيقة الشيء وعلٌَّ وإنما يبت بطول الإلْفٍ في‬
‫سمعه‪ . .‬فلا تزالٌ النفرة عن نقيضه في طبعه ؛ إذ فطامٌُ الضعفاء عن المألوف‬
‫أمر شديد‬

‫شديدٌ عجزٌ عنه الأنبياءٌ » فكيف غيئهم ؟!‬


‫كن‬
‫تحريجة‪ :‬فلمي لم‬ ‫فإن قيل ‪ :‬فهلا قلتم ‪ :‬إن التنصيصّ واجبٌّ من النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫التنصيصٌ واجباً؟‬
‫والخليفة كي يقطعٌ ذلك دابرٌ الاختلاف كما قاله بعضٌ الإمامية إذ ادَّعُوا أنه‬
‫واجبٌ ؟‬
‫‪ .‬لنصنّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫باناً‪.‬‬
‫وها لوج ك‬
‫قلنا ‪ :‬لأن‬
‫ولم ين هو » ولم ينصنّ عمرٌ أيضاً ؛لبلبتثبتتث إمامةٌ أبي بكر وإمامةٌ عمرّ‬
‫وإمامة عثمانٌ وإمامة عليٌ ‪ -‬رضي الله عنهم ‪ -‬بالتفويض » فلا تلتفث إلئى‬
‫تجاهلي من يدّعي أنه صلى الله عليه وسلم نص علئ إمامة علي لقطع النزاع‬
‫ولكن الصحابة كابروا النصنٌّ أوكتموة » فأمثال ذلك يعارض بمثله ويقال ‪:‬‬
‫بِمّ تنكرون علئ من قال ‪ :‬إنه نص علئ أبي بكر فأجمع الصحابةٌ علئ موافقةٍ‬
‫النصن ومتابعته ؟ وهنذا أقربٌ من تقدير مكابرتهم النصنّ وكتمانهم ‪.‬‬
‫ثم إنما يتَخيَلُ وجوبٌ ذلك لتعذّر قطع الاختلاف ‪ +‬وليس ذلك بمتعذّرٍ ؛‬
‫البيحعة تقطع مادة‬ ‫فإن البيعة تقطع مادَةٌ الاختلاف » والدليلٌ عليه عدم الاختلاف في زمان‬
‫الخلاف كالتتصيص‪.‬‬
‫أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما وقد توليا بالبيعة ؛ وكثرنةٌ في زمان علي‬
‫رضويم العلهت عفنهّدٌُ الإمامّة أنه تولّئ بالتمرٌّ”؟!‬

‫‏(‪ )١‬يقول إمام الحرمين رحمه الله تعالئ ‪ ( :‬لو ثبت النص من الشارع على إمام‪ . .‬لميشكٌَ‬

‫باخ‬
‫فتاكت‬
‫يعر ع عَعَِرهُ اهز اله في لهاب الحلا لسري‬

‫اعلم ‪ :‬أنَّ للناس في الصحابة والخلفاء إسرافاً في أطراف ؛ فمن مبالغ‬


‫في الثناء حتئ يدعي العصمةً للأئمة ‏ ومن متهجم على الطعن يطلقٌ اللسان‬
‫بذمٌ الصحابة » فلا تكوننٌَ من الفريقين » واسلكُ طريقّ الاقتصادٍ في‬
‫الاعتقاد ‪.‬‬

‫واعلم ‪ :‬أنَّ كتابٌ الله سبحانه وتعالئ مشتملٌ على الثناء على المهاجرين‬
‫والأنصار » وتواترت الأخبارٌ بتزكية النبي صلى الله عليه وسلم إياهم بألفاظ‬
‫كالنجوم ‪ 6‬بأيهم‬ ‫مختلفة ؛ كقوله صلى الله عليه وسلم ‪« :‬أصحابي‬
‫اقتديتم ‪ . .‬اهتديتم »!'" » وكقوله ‪ « :‬خيرٌ الناس قرني »! » وما من أحد‬
‫إلا ورد عليه ثناء خاصضٌ في حقّه يطول نقله ‪.‬‬

‫مسلم في وجوب‪ .‬الاتباع على الإجماع ؛ فإن بذل السمع والطاعة للنبي واجب باتفاق‬
‫الجماعة ) ‪ .‬وقد طرّل الكلام في الرد علئ هلذه التحريجة ‪ 3 .‬الغياثي »‪( 8‬اص ‪. ) 79‬‬
‫‏(‪ )١‬ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تشبيه السادة الصحابة رضي الله عنهم بالنجوم ؛ فقد‬
‫رو مسلم في ‏‪ ١‬صحيحه ‪ « : ) 1701 ( 8‬النجوم أَمَنةٌ للسماء » فإذا ذهبت النجوم‪ . .‬أتى‬
‫السماء ماتوعد » وأنا أمنة لأصحابي » فإذا ذهيث‪ . .‬أتئ أصحابي مايوعدون ؛‬
‫وأصحابي أمنةٌ لأمتي » فإذا ذهب أصحابي ‪ . .‬أتئ أمتي ما يوعدون » ‪.‬‬
‫وهلذا ‏ كما قال الحافظ البيهقي في « الاعتقاد » ( ص ‪ - ) 417‬يؤدي بعض معنى الأثر‬
‫الذي ذكره المؤلف » وكما قال ذلك أيضاً الحافظ ابن حجر في ‪ 3‬تلخيص الحبير »‬
‫‏‪١‬‬ ‫(‪ » ) 481 /1‬وانظر « البدر المثير » (‪. ) 9/485‬‬
‫الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين أشهر وأكثر من أن تروئ ‏‪١‬‬ ‫ئل‬
‫ا في‬
‫ضيث‬
‫فأحاد‬
‫وال‬
‫وحسبنا ما رواء البخاري ( ‪ » ) 79437‬ومسلم (‪ ) 1401‬عنه صلى الله عليه وسلم ‪ « :‬لا‬
‫تسبوا أصحابي ؛ فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهياً‪ . .‬ما بلغ مذ أحدهم ولا تصيقه ‪. 4‬‬
‫() البخاري ( ‪ ) 7617‬مسلم ( ‪. ) 7781‬‬

‫بياس‬
‫فينبغي أن تستصحبٌ هنذا الاعتقاد في حقّهم » ولا تسيءٌ الظنّ بهم بما‬
‫رٌغٌ‬
‫مرٌخماتينقل‬
‫يُحكئ من أحوال تخالفٌُ مقتضئ حسن الظن » فأكث‬
‫بالتعصب ولا أصلٌ له" ‪.‬‬
‫لامحيص عن‬
‫التأويل؛ لنسجم‬
‫وما ثبت نقلَهُ‪ . .‬فالتأويلٌ متطرّقٌ إليه » ولم يجر ما لا يتسع العقلٌ لتجويز‬
‫اخبلرتمعزكية‬ ‫ال‬ ‫الخطأ والسهو فيه”" » وحملٌ أفعالهم علئ قضَدٍ الخير ون لم يصيبوه ‪.‬‬
‫المتواترة‬

‫خلافهُم بن عن‬
‫والمشهورٌ من قتال معاوية مع علي ؛ ومسير عائشة ‪ -‬رضي الله عنهم ‪-‬‬
‫اجتهادراموافيه‬
‫صيانة الدين‬
‫إلى البصرة » والظنٌُ بعائشة أنها كانث تطلبٌ تطفئة الفتنة ؛ ولكنْ خرج الأمرُ‬
‫عن الضبط » فأواخرٌ الأمور لا تبقئ علئ وَفْق ما طلِبٌ أوائلّها » بل تنسلُ عن‬
‫الضبط » والظنٌ بمعاوية أنه كان علئ تأويل وظنّ فيما كان يتعاطاةٌ ؛‬
‫وما يُحكئ سوىئ هنرذاو مانيات الآحاد ؛ فالصحيحٌ منها مختلط بالباطل ؛‬
‫والاختلافٌ أكثرهُ اختراعات الروافضي والخوارج وأرباب الفضول الخائضين‬
‫فيا هللذفهنون ‪.‬‬
‫فينبغي أن نلازعٌ الإنكارٌ في كل ما لم يثبث ؛ وما ثبت‪ . .‬فتستنبط له‬
‫تأويلاً ؛ فما تعذِّرّ عليكٌ‪ . .‬فقل ‪ :‬لعل له تأويلاً وعذراً لم أطلع عليه" ‪.‬‬
‫واعلم ‪ :‬أنك في هنذا المقام بين أن نسيءً الظنٌّ بمسلم وتطعنّ فيه‬
‫وتكونَ كاذباً ؛ أو تحسنّ الظئٌ به وتكف لسانَكٌ عن الطعن وأنتَ مخطىءٌ‬
‫مثلاً ؛ والخطاأً في حسن الظنٌ بالمسلمين أسلمٌ من الصواب بالطعن فيهم ؛‬
‫فلو سكتٌ إنسانٌ مثلاً عن لعن إبليس أو لعن أبي جهل أو أبي لهب أو مَنْ‬

‫‏(‪ )١‬كمياقول العلامة ابن الوزير في * العواصم والقواصم © (‪ ( : ) 1/78‬فيا غوثاه ممن‬
‫يقبل مجاهيل الرواة في انتقاص خير أمة بنص كتاب الله » وخير القرون بنص رسول الله ؛‬
‫ففحسبنا الله © ولا حول ولا قوة إلا بالله ) ‪.‬‬
‫‪ (2‬أي ‪ :‬بل العقل مجوّز لوجود الخطٍ فيه ؛ لأنه اجتهاد خفي النص فيه ‪.‬‬
‫(©) وليس هئذا خَطَاً من قدر العقل » بل على العكس من ذلك ؛ فالعملٌ بخبر النبي المتواتر إذْ‬
‫نصنٌّ على التزكية وقد سلّمّ العقلٌ صدق خبره‪ . .‬أوجب التأويل ‪ +‬وفي حال العجز عنه‪. .‬‬
‫أوجب التسليم ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫طفوةعن‬
‫لا ه‬
‫ا هف‬
‫ب ولو‬
‫شعاتَلأمنشرار طولَ عمره‪ . .‬لم بضرَّةُ السكوث”'" »‬
‫في مسلم بما هو بريء عند الله تعالئ منه ‪ .‬ت‪.‬عفقرذّضضّللهلاك”"" ‪.‬‬
‫بل أكثر ما يعلمٌ في الناس لا يحل النطقٌ به لتعظيم الشرع الزجرّ عن الغيبة‬
‫مع أنه إخبارٌ بما هو متحققٌ في المغتاب © فمن بلاحط هلذه الفصول ولم‬
‫يكنْ في طبعه ميل إلى الفضول‪ . .‬آثرّ ملازمة السكوت وَحُسْنَ الظنٌ بكافة‬
‫المسلمين » وإطلاق اللسان بالثناء علئ جميع السلف الصالحين”” ‪.‬‬
‫حابة عامة ‪.‬‬
‫صكمْ‬
‫هناذال ح‬
‫فأما الخلفاءً الراشدون‪ . .‬فهم أفضلٌ من غيرهم ‏‪ ١‬وترتيبُهم في الفضل‬ ‫الراشدون هم خير‬

‫الصحابة وشرتييهم‬
‫عند أهل السنة كترتيبهم في الإمامة ‪.‬‬ ‫كترتييهم فيالإمامة‬

‫وهئذا بمكان قولنا ‪ :‬فلانٌّ أفضلُ من فلان ؛ معتاه ‪ :‬أمنحلَهٌ عندّ الله‬
‫تعالئ في الدار الأخرة أرفعٌ » وهنذا غيبٌ لا يطل عليه إلا الله ورسوله إِنْ‬
‫أطلمَّةٌ عليه » ولا يمكنٌ أن ندعيّ نصوصاً قاطعةٌ من صاحب الشرع متواترة‪:‬‬
‫مقتضيةٌ للفضيلة علئ هنذا الترتيب » بل المنقولٌ الثناءً علئ جميعهم ‏‪٠‬‬
‫واستبناط حكم الرجحان في الفضل من دقائق ثنائه عليهم رمي في عَمايةٍ‬
‫واقتحام أمر أغنانا الله عنه ‪.‬‬
‫وتعرّفٌ الفضل عند الله عز وجل بالأعمال الظاهرة مشكل أيضاً » وغايثة‬ ‫لا تغرّنك الظراهن‬
‫فالله مطلع على‬
‫رجمٌ ظنٌ ؛ فكم من شخص منخرمٍ الظاهر وهو عند الله عز وجل بمكان ؛‬ ‫السراتر‬

‫لسرٌ في قلبه » وخلْي خفيٌ في باطنه!‬

‫‏(‪ )١‬بخلاف ما يعتقده عامة الخوارج من وجوب التبري ممن يرون كفره » ولهذا نقل عن السلف‬
‫قولهم ‪ :‬البراءة بدعة ‪ .‬انظر « اعتقاد أهل السنة ‏‪. ) ٠١58/84‬‬
‫)( ففي البخاري (‪ ) 7013‬مرفوعاً ‪ :‬‏‪١‬إذا قال الرجل لأخيه ‪ :‬ياكافر‪ . .‬فقد باء به‬
‫أحدهما » ‪.‬‬
‫فكان عدم الخوض فيما جرىّ أسلم ‪ +‬فمن أبئ إلا الخوض‪ . .‬فعليه بالبحث والتنقيب‬ ‫(‪)9‬‬
‫والتحقيق ليجِدّ أن الأمر كما لخُصه المؤلفٌ هلهنا رحمه الله تعالئ » ومن أهم الكتب في‬
‫من‬ ‫ذلك ‪ « :‬الفتنة ووقعة الجمل ‪ 8‬لسيف بن عمر الضبي الأسدي ‪ +‬و‪3‬العواصم‬
‫القواصم » لابن العربي المالكي ؛ و« العواصم والقواصم » لابن الوزير اليماني ‪.‬‬

‫‪8.7‬‬
‫وكم من مزكّنٍ بالعبادات الظاهرة وهو في سغط الله تعالئ ؛ لخبثٍ‬
‫رلىائر إلا اللتهعالئ ‪.‬‬
‫س ع‬
‫لطلع‬
‫ام‬‫» فلا‬ ‫اُطفينه‬
‫بكِن‬
‫مست‬
‫ولكن إذا ثيتَ أنه لا يُعرَفٌ الفضلٌ إلا بالوحي ‏‪ ١‬ولا يُعرفٌ من النبيّ إلا‬
‫بالسماع » وأولى الناس بسماع مايدلٌ علئ تفاوتٍ الفضائل الصحابة‬
‫الملازمون لأحوال النبي صلى الله عليه وسلم » وهم قد أجمعوا علئ تقديم‬
‫أبي بكر رضي الله عنه ؛ ثم أبو بكر نص علئ عمرّ رضي الله عنه » ثم أجمعوا‬
‫بعدَهٌ علئى عثمان رضي الله عنه ؛ ثم أجمعوا بعدَهٌ على علي رضي الله عنه‬
‫وعنهم أجمعين ‪.‬‬
‫لأمنغراض » وكان‬
‫وليس يظنٌ بهم الخيانةٌ في دين الله تعالئ لغارضٍ‬
‫إجماعهم علئ ذلك أحسنّ ما يستدلٌ به علئ مراتبهم ‪.‬‬
‫فعن هنذا اعتقدّ أهلٌ السنة هنذا الترتيبّ في الفضل © ثم بحثوا عن‬
‫وأهلٌ الإجماع فيهنذا‬ ‫اٌبة‬
‫حستند‬
‫صه م‬
‫ل ب‬
‫اُرِفَ‬
‫الأخبار فوجدوا فيها ما ع‬
‫الترتيب » فهنذا ماأردنا أن نقتصرّ عليه من أحكام الإمامة » والله أعلم‬
‫بالصواب ‪.‬‬
‫الببالتابع‬
‫سيد وهار‬ ‫في بان سنح‬

‫اعلم ‪ :‬أن للفرق في هنذا مبالغاتٍ وتعصباتٍ » فربما انتهئ بعض‬

‫الطوائف إلتئكفير كل فرقةٍ سوى الفرقة التي يعتزي إليها » فإذا أردتَ أن‬
‫تعر سبيل الحيٌّ فيه ‪ .‬فاعلم قبل كل شيء ‪ :‬أنَّ هنذه مسألةٌ فقهيةٌ ؛‬ ‫التكفير مسألة فقهية؛‬
‫لامجال لدليل العقل‬
‫أعني ‪ :‬الحكمّ بتكفير من قال قولاً أو تعاطئ فعلاً ‪.‬‬ ‫فيأهالبتة‬

‫ولةت سماعيةر »ةً تكون مظنونةٌ بالاجتهاد ؛‬


‫وإنها تارةً تكون معلومة بأد‬
‫ولا مجالّ لدليل العقل فيها ألبتة ‪.‬‬
‫ولا يمكنْ تفهِيمُ هنذا إلا بعد تفهيم قولنا ‪ :‬إن هنذا الشخصنّ كافرٌ ؛‬
‫والكشفٍ عن معناه » وذلك يرجم إلى الإخبار عن مستقرّه في الدار الآخرة‬
‫وأنه لا يجبٌ القصاصٌ‬ ‫دهنفييا‬
‫الحكم‬
‫» وعن‬ ‫بلىيد‬
‫أ ع‬
‫تلنار‬
‫لي ا‬
‫ا ف‬
‫وأنه‬
‫بقتله » ولا يُمكّن من نكاح مسلمة » ولا عصمةً لدمه وماله » إلئ غير ذلك‬
‫منالأحكام ‪.‬‬

‫وفيه أيضاً إخبارٌ عن قولٍ صادر منه هو كذبٌ » أو اعتقادٍ هو جهلٌ »‬


‫ويجوزٌ أن يعرفٌ بأدلة العقل كونٌ القول كذباً وكون الاعتقاد جهلاً ؛ ولكنْ‬
‫كونٌ هنذا الكذب والجهل موجباً للتكفير أمرآٌخرٌ » ومعناه ‪ :‬كونةٌ مسلطاً‬
‫علئ سفكِ دمه وأخذ أمواله » ومبيحاً لإطلاق القول بأنه مخْلَدٌ في النار ؛‬
‫وهلذه الأمورٌ شرعية ؛ إذ يجوز عندنا أن يردّ الشرع بأن الكاذبّ أو الجاهل أو‬
‫المكذّب مخْلَدٌ في الجنة وغير مكترث بكفره ؛ وأن مال ودمه معصومٌ ‏‬

‫ويجوزٌ أن يرد بالعكس أيضاً‬


‫‪.‬‬ ‫وي‬ ‫سس‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ا‬ ‫ص‬ ‫‪0‬‬
‫هو‬ ‫ليس‬ ‫؛ وذلك‬ ‫والجهلّ علمٌ‬ ‫صدق‬ ‫يجوزٌ أن يرد بأن الكذب‬ ‫‪ 3‬لين‬ ‫نعم‬

‫‪79‬‬
‫للة‬
‫ع ه‬
‫جكذبّ‬
‫المطلوب بهنذه المسألةٍ » بلالمطلوبُ أنَّ هنذا الجهلّ وال‬
‫الشرخ سبباً لإبطال عصمته والحكم بأنه مخْلَّدٌ في النار ؟‬
‫لقش بكهلمتايدة‪ . .‬فهكوافرٌ بعد أو‬
‫وكهونظرنا في أن الصبيّ إذاا نط‬
‫سلم؟‬
‫أي ‪ :‬هنذا اللفظ الذي صدرّ منه وهو صدقٌ والاعتقادٌ الذي وجدّ في قلبه‬
‫وهو حيٌّ‪ . .‬هل جعلَهٌُ الشرخٌ سبباً لعصمةٍ دمه وماله أم لا ؟ وهنذا إلى‬
‫الشرع ‪ +‬فأما وصفٌ قوله بأنه كذبٌ أو اعتقادِه بأنه جهلٌ‪ . .‬فليس إلى‬
‫الشرع ‪.‬‬
‫فإِذنٌ ؛ معرفةٌ الكذب والجهل يجوز أن يكونْ عقلياً » أما معرفةٌ كونه‬
‫كامفراسًلأوماً‪ . .‬فليس إلا شرعياً ‏ بل هو كتظرنا في الفقه في أن هنذا‬
‫الشخصنّ رقيقٌ أو حرٌ ؟ ومعناه ‪ :‬أن السببّ الذي جرئ هل نضَّبَةٌ الشرع مبطلاً‬
‫المستولي عليه‬ ‫دنه‬
‫ي ع‬
‫سصاص‬
‫لشهادته وولايته ومزيلاً لأملاكه ومسقطاً للق‬
‫إذا قتله ؟ فيكون كل ذلك طلباً لأحكام شرعية لاد يلطليبلّها إلا من‬
‫الشرع » ويجوزٌ الفتوئ في ذلك بالقطع مرّة وبالظنٌ والاجتهاد أخرئ‬
‫فإذا تَقرّرّ هنذا الأصل ‪ . .‬فقد قررنا في أصول الفقه وفروعه أن كل حكم‬
‫شرعي يدّعيه مدع فإما لبس ةتاصل من أضوت القع من الع ادل أو‬
‫بقياس علئ أصل ؛ فكذلك كونْ الشخص كافراً إما أن يدرك بأصل أو‬
‫‪.‬‬ ‫علئ ذلك الأصل‬

‫والأصل المقطوع به ‪ :‬أن كلّ من كذِّبَ محمداً صلى الله عليه وسلم‪ | ..‬تكليبرساالله‬
‫درا‬ ‫فهكوافر”' ؛ أي ‪ :‬محْلّدٌ في النار بعد الموت » ومستباحٌ الودمالمال في‬
‫الحياة‪ . . .‬إلئ جملة الأحكام » إلا أن التكذيبٌ علئ مراتب ‪:‬‬
‫اليودواتصارى‬ ‫الرتبة الأولئ ‪ :‬تكذيبٌ اليهودٍ والتصارئ وأهل الملل كلّهم من المجوس ‏‬
‫والمجوس‪. . .‬‬

‫هنذا الحدٌ هو المعتمد والفيصل » وقد اعتمده المؤلف رحمه الله تعالئ في « فيصل التفرقة‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪56‬‬ ‫بين الإسلام والزندقة » ( ص‬

‫لان‬
‫وعبدة الأوثان وغيرهم ؛ فتكفيرهم منصوصنٌ عليه في الكتاب ؛ ومجمّع عليه‬
‫بيانلأمة » واهولأصلٌ وما عداه كالملحق به ‪.‬‬
‫الرتبة الثانية ‪ :‬تكذيبٌ البراهمةٍ المنكرين لأصل النبوات » والدهرية‬ ‫البراهمة والدهرية‬

‫المتكرين لصانع العالم » وهلذا ملحي بالمنصوص بطري الأول ؛ لأن‬


‫هؤلاءٍ كذّبوه وكذّبوا غيرَهُ من الأنبياء ؛ أعني ‪ :‬البراهمةٌ » فكانوا بالتكفير‬
‫أذلئ من النصارى واليهود » والدهريةٌ أولئ بالتكفير من البراهمة ؛ لأنهم‬
‫إنكارٌ المُرصل جِلّتْ قدريَةُ ؛ ومن ضرورته إنكارُ‬ ‫ياء‬
‫بذيب‬
‫ألئن تك‬
‫لإ‬‫افوا‬
‫أضا‬
‫النبوة ؛ ويلتحقٌ بهنذه الرتبة كنٌّ من قال قولاً لا ينبتُ النبوةً في أصلها ‪ +‬أو‬
‫نبوة نيا محمدٍ صلى الله عليه وسلم على الخصوص إلا بعد بطلانٍ قولِه ‪.‬‬
‫الرتبة الثالثة ‪ :‬الذين يصدّقون بالصانع والنبوة ويصدقون النبيّ ولكن‬ ‫المتكرين‬ ‫الفلاسفة‬

‫يعتقدون أموراً تُخالفُ نصوصٌ الشرع ؛ ويقولون ‪ :‬النبيُ محيٌّ ؛ ومقاصدّ‬


‫لحقائق الشرع‬

‫اِرٌل عتلىصريح بالحقٌّ لكلالٍ أفهام‬


‫بما ذكرَهُ إلا صلاح الخلتي ؛ ولكنْ لم يقَد‬
‫الخلقى عن درْكِِ ؛ وهؤلاءٍ هم الفلاسفة ‏‪ ٠‬ويجبٌ القطع بتكفيرهم فيثلاث‬
‫الفلاسفة في ثلاث‬
‫مسائل ؛‬ ‫سائل‬

‫الأولئ ‪ :‬وهي إنكارهم لحشر الأجساد ؛ والتعذيب بالنار والتنعيم في‬


‫الجنة بالحور العين والمأكول والمشروب والملبوس ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬قولّهم ‪ :‬إنالله تعالئ لا يعلمٌ الجزئياتٍ وتفصِيل الحوادث ؛‬
‫وإنما يعل الكلياتٍ » وإنما الجزئياتٌ تعلمها الملائكة السماوية ‪.‬‬
‫ادّملٌععلىالم‬
‫الثالثة ‪ :‬قولّهم ‪ :‬إن العالمٌ قديمٌ » وإانلله سبحانه متق‬
‫»ع‬

‫بالرتبة مثلّ تقدّم العلَّةِ على المعلول » وإلا‪ ..‬فلم يزالا في الوجود‬
‫متساويين » وهلؤلاء إذا أورد عليهم آياتُ القرآن‪ . .‬زعموا أنَّ اللذاتٍ العقليةً‬
‫تقصرٌ الأفهامٌ عن دركها » فمثلَ لهم ذلك باللذاتٍ الحسيةٍ » وهنذا كفرٌ‬
‫صريح » والقولٌ بهإبطالٌ لفائدة الشرائع » وسذٍّ لباب الاهتداء بنور القرآن‬
‫ذمبٌ‬
‫كليه‬
‫لّ ع‬
‫ا جاز‬
‫واستفادة الرشدٍ من قول الرسل عليهم السلام ؛ فإنه إذا‬
‫‪97‬‬
‫لأجل المصالح‪ . .‬بطلت الثبقأةقوالهم ‏ فما من قولٍ يصدرٌ منهم إلا‬
‫ويتصوّرٌ أن يكون كذباً » وإنما قالوا ذلك لمصلحة ‪.‬‬
‫ولم قلتم‬ ‫تحريجة‪:‬‬ ‫فإن قيل ‪ :‬فلِمٌ قلت مع ذلك بأنهم كفرة ؟‬
‫وهم‬ ‫الفلاسغفة‬ ‫بكر‬

‫يقولون بالنبوة؟‬ ‫قلنا ‪ :‬لأنه عُرِفَ قطعاً من الشرع أن من كذِّبَ رسول الله صلى الله عليه‬
‫لون للكذب بمعاذير فاسدة ؛‬ ‫عونل ثم‬
‫مذّب‬
‫وسلم‪ . .‬فهو كافر » وهؤلاءٍ مك‬
‫وذلك لا يخرج الكلامٌ عن كونه كذباً ‪.‬‬
‫المعتزلة والمجسمة‬ ‫الرتبة الرابعة ‪ :‬المعتزلة والمشيّهةٌ والفرقٌ كلّها سوى الفلاسفة ؛ وهم‬
‫الذين يصدّقون ولا يجوّزون الكذبَ لمصلحة وغير مصلحة ؛ ولا يشتغلون‬
‫بالتعليل بمصلحة الكذب بل بالتأويل ‏‪ ٠‬ولكنهم مخطئون في التأويل ؛‬
‫الاحتراز‬ ‫الواجب‪:‬‬ ‫» والذي ينبغي أن يمي المحضّلٌ إليه‬ ‫تهاد‬
‫ايجمحل‬
‫فهلؤلاء أمارهمل ف‬
‫التكفير ما وجد‬ ‫من‬

‫للسلامة سيل‬
‫الاحترازٌ مانلتكفير ما وجدّ إليه سبيلاً ؛ فإن استباحة الدماء والأموال من‬
‫المصلينَ إلى القبلة المصرّحين بقول ‪ ( :‬لا إلله إلا الله محمدٌ رسول الله )‬
‫ير » والخطأ في ترك الف كار في الحا عون من الل في سداق‬
‫محْجّمةٍ من دم مسلم ؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ « :‬أماثُ‬
‫لوا ‪ :‬لا إلله إلا الله ‪ 6‬فإذا قالوها‪ . .‬فقعدصموا منى‬ ‫قّوحتئ‬
‫ياسس‬
‫أقاتل الن‬
‫دماءَهُمْ وأموالهم إلباحقها »!© ‪.‬‬
‫وهلذه الفرقٌ ينقسمون إلئ مسرفين وغلاة » وإلئ مقتصدين بالإضافة‬
‫إليهم ‪.‬‬
‫ثم المجتهدٌ الذي يرئ تكفيرهم قد يكونُ طُنَهُ في بعض المسائل وعلئ‬
‫بعض الفرق أظهر » وتفصِيلٌ أحاد المسائل يطولٌ »ي ثمثيرٌ الفتن والأحقاد ؛‬
‫فإن أكثرٌ الخائضين في هنذا إنما يحوكّهم التعضُّبُ واتباع الهو دون التصلبٍ‬
‫للدين ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫له‬ ‫) واللفظ‬ ‫‏‪7١‬‬ ‫(‬ ‫ومسلم‬ ‫؛‬ ‫©‬ ‫‪0041‬‬ ‫(‬ ‫البخاري‬ ‫رواه‬ ‫[‪)6‬‬

‫مم‬
‫ودليلٌ المنع من تكفيرهم ‪ :‬أن الثابتَ عندنا بالنصنّ تكفيرٌ المكذّب‬
‫للرسول ‪ +‬وهؤلاءٍ ليسوا مكذبين أصلاً » ولم يثبث لنا أنَّ الخطاً في التأويل‬ ‫الخطأ في التأويل لا‬
‫يوجب التكفير‬
‫موجبٌ للتكفير » فلا بد من دليل عليه ؛ وثبتَ أن العصمةٌ مستفادةٌ من قول ‪:‬‬
‫( لا إلله إلا الله ) قطعاً » فلا يرفع ذلك إلا بقاطع » وهانذلاقدرٌ كافٍ في‬
‫التنبيه على أن إسرافٌ من بالغ في التكفير ليس عن برهان » فإن البرهان إما‬
‫والأصلٌ هو التكذيبٌ الصريح » ومن ليس‬ ‫صاسلعلئ ‏‬
‫أ قي‬
‫أصلٌ » وإما‬
‫أصلاً ؛ فبقي تحت عموم العصمة بكلمة‬ ‫كنىذّب‬
‫اسلفيم مع‬
‫بمكذّب‪ . .‬فلي‬
‫َ‬ ‫الشهادة”* ‪.‬‬

‫الرتبة الخامسة ‪ :‬من يترك التكذيبٌ الصريح ولكن يِنكِرُ أصلاً من أصول‬
‫الدين واجب‬ ‫أصول‬
‫الشرعيات المعلومة بالتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول ‪:‬‬
‫لست أعلمْ ثبوتَ ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ كقول القائل ‪:‬‬ ‫واهية‬

‫» فإذا قراىءٌل عقليهرآن والأخبارُ‪ . .‬قال ‪:‬‬ ‫بٌةٍ‬


‫إنَّ الصلوات الوخمسانّجغير‬
‫لست أعلهٌ صدورٌ هنذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم © فلعلَةُ غلط‬
‫وتحريف! وكمن يقول ‪ :‬أنا معترفٌ بوجوب الحج ولكنْ لا أدري أين مكة‬
‫وأين الكعبةٌ » ولا أدري أن البلدّ الذي يستقبله الناسسُ وبِحجُونةُ هل هي البلدة‬
‫التي حجّمّها رسولٌ الله صلى الله عليه وسلم ووصقها القرَآنُ ؟‬

‫‏(‪ )١‬فإن ورد عليك قوله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬‏‪ . . . ٠‬لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ؛‬
‫واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار » « أبن ماجه ‪ . .) 7447 ( 6‬فاعلم ‪ :‬أن هلذا‬
‫ا صم‬
‫و«‬‫ع في‬
‫للئ‬
‫الباب باب التكفير » وكما قاالبن الوزير رحمه اللها تعا‬ ‫هسلمنذا‬
‫لي‬
‫والقواصم » (‪ ( : ) 1/781‬وإياك والاغترار ب « كلها هالكة إلا واحدة » فإتها زيادة‬
‫فاسدة غير صحيحة القاعدة » لا يؤمن أن تكون من دسيس الملاحدة ) ‪.‬‬
‫فإن لم تسلم قالة ابن الوزير من حيث الصنعة الحديثية‪ . .‬فلا يفوتنك أن هنذا الباب من‬
‫أخطر الأبواب ‪ +‬ولأهميته درّن في كتب العقائد وحفَّهٌ أن يدوّن في كتب الفقه ‏ فلا يكسر‬
‫مغلاقه إلا بالمتواتر المتين وبما هو في معناه » وقد قال الإمام الخطابي في شرحه لهنذا‬
‫الحديث ‪ ( :‬فيه دلالة علئ أن هلذه الفرق كلها غير خارجة من الدين ؛ إذ قد جعلهم النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم كلهم من أمته » وفيه أن المتأول لا يخرج من الملة وإن أخطأ في‬
‫تأوله ) ‪ 3.‬معالم السنن ‪. ) 79494( 0‬‬

‫‪1‬‬
‫فهنذا أيضاً ينبغي أن يُحْكم بكفره ؛ لأنّه مكذِّبٌ ولكنه محترزٌ عن‬
‫العوام والخواص ‪ +‬وليس‬ ‫ها‬
‫ك في‬
‫دركٌ‬
‫التصريح » وإلا‪ . .‬فالمتواتراث يشت‬
‫بطلان ما يقولهٌ كبطلان مذهب المعتزلة ؛ فإنَّ ذلك يختصنٌ بِدرْكِه أولو‬
‫البصائر من النظار » إلا أن يكون هنذا الشخصٌ قريبٌ العهد بالإسلام ولم‬
‫تتواتز عندَهُ بعد هذه الأمورٌ » فتمهلَةٌ إلئ أن تتواترٌ عنده » ولسنا نَكفُهُ لأنه‬
‫باعضلمعلومات من‬
‫الدين بالضرورة لا‬
‫أنكرّ أمراً معلوماً بالتواتر ؛ فإنأهن لوكرّ غزوَةً من غزواتٍ رسول اللها صللىله‬
‫يكفر جاحذها‬
‫عليه وسلم المتواترة أو أنكرّ نكاحَهٌ حفصة بنتَّ عمرّ رضي الله عنه » أو أنكرّ‬
‫وجودٌ أبي بكر رضي الله عنه وخلافتة‪ . .‬لم يلزم تكفيرة ؛ لأتنهك لذيسيباً‬
‫في أصل من أصول الدين مما يجب التصديقٌ به ؛ بخلاف الحجٌ والصلاة‬
‫وأركان الإسلام ‪.‬‬
‫ولسنا نُكفَرَهٌ بمخالفته الإجماع ؛ فإنَ لنا نظراً في تكفير النظام المنكرٍ‬
‫لأصل الإجماع”' ؛ لأن الشبة كثيرة في كون الإجماع حجةً قاطعة ؛ وإنما‬
‫الإجماعٌ عبارةً عن التطابق علئ رأي نظري » وهنذا الذي نحن فيه تطابنٌ على‬
‫الإخبار عن محسوس » وتطابقٌ العدد الكثير على الإخبار عن محسوس علئ‬
‫العلمّ الضروري » وتطابقٌ أهل الوحلاٌلّعقّدٍ علئ رأي‬ ‫بُ‬
‫ج‪. .‬‬
‫وتواتر‬
‫ي ال‬
‫سبيل‬
‫واحد نظري‪ . .‬لايوجبٌ العلم إلا من جهة الشرع ‪ +‬ولذلك لايجوزٌ أن‬
‫يستدلٌ علئ حدث العالم بتواتر الأخبار من النظار الذين حكموا به ؛ بل‬
‫سيوسات”" ‪.‬‬ ‫حف‬‫لترٌم إلا‬
‫لااتوا‬
‫منكرو المعلوم بأصل‬ ‫ماًع ألمراوًماً على‬
‫الرتبة السادسة ‪ :‬ألابايصلرحتكذيب ولياكذِّبَ أيض‬
‫الإجماع‬
‫القطع بالتواتر من أصول الدين ‪ +‬ولكن ينكرٌ ماعلمٌ صحتة بالإجماع‬
‫المجرَّدٍ » فلا مدركً لصحتد إلا الإجماع ‪ +‬فأاملاتواترٌ‪ . .‬فلياشهدٌ له ؛‬
‫كالنظام مثلاً إذ أنكر كون الإجماع حجّةٌ قاطعة في أصله”؟ ‏‪ ٠‬وقال ‪ :‬ليس‬

‫راتفيبة السادسة الأتية ‪.‬‬


‫‏(‪ )١‬سيذكر المؤلف نظراَهُلهنذ‬
‫() وهنذه الرتبة تعمٌ فرق الباطنية وزنادقة القلاسفة ممن تسر بظاهر الشرع وهم له منكرون ‪.‬‬
‫(©) وهو أول من صرّح برد الإجماع » وتابعه علئ ذلك طوائف من الرافضة ؛ وما يترسَّمٌ المؤلف هنا‬

‫‪9‬‬
‫يداكستعلىحالةٍ الخطأٍ علئ أهل الإجماع دليلٌ عقليٌ قاطمٌ ولا شرعيٌ‬
‫والأيات مؤؤّلٌ‬ ‫بنار‬
‫خه م‬
‫أٌ ب‬
‫لهَدُ‬
‫اُستشْ‬
‫» فكلٌ ما ي‬ ‫ولُيلّ‬
‫أحتم‬
‫ت ي‬
‫ل لا‬
‫ااتة‬
‫متو‬
‫بزعمه ؛ وهو في قوله هئذا خارقٌ لإجماع التابعين » فإنا نإعلِمٌجِماعَهُم علئ‬
‫أن ما أجمع عليه الصحابةٌ حيٌّ مقطوع به لا يمكنٌ خلافة ؛ فقد أنكرّ الإجماع‬
‫وخرق الإجماع ‪.‬‬
‫وهنذا في محلٌ الاجتهاد » ولي فيه نظرٌ ؛ إذ الإشكالاث كثيرة في وجه‬
‫كون الإجماع حجّةٌ » فيكاد يكون ذلك كالممهّدِ للعذر ؛ ولكن لو فَتمَ هنذا‬
‫البابٌ‪ . .‬انجرّ إلئ أمور شنيعة ؛ وهو أن قائلاً لو قال ‪ :‬يجوز أن يُعثٌ رسولٌ‬
‫بعد نيُا محمد صلى الله عليه وسلم‪ . .‬فيبعدٌ التوثّفُ في تكفيره ومستند‬
‫استحالةٍ ذلك عند البحث يُستمَذٌ من الإجماع لامحالةٌ ؛ فإنَّ العقلّ‬
‫‪, 9‬؛ ومن قوله تعالئ ‪:‬‬ ‫لا يحِيلهٌ ؛ وما نقلّ فيه من قوله ‪ « :‬لا نبي بعدي‬
‫فيقول ‪( :‬خاتم‬ ‫كَكَاكَرَ اللِّيِنَ ‪ . .#‬فلا يعجزٌ هنذا التقائألوعنيله‬
‫عام ولا يبعدُ‬ ‫النبيين ) أرادٌ به أولي العزم من الرسل ؛ فإن قوله ‪ :‬اَن‬
‫تخصيصٌ العام ‪ +‬وقوله ‪ « :‬لا نبي بعدي » لم يرد به الوسولٌ ‪ +‬وفرقٌ بين‬
‫رنسول‪ . .‬إلئ غير ذلك منأنواع‬ ‫اةًل م‬
‫النبي والرسول » والنبيٌ أعلئ رتب‬
‫الهذيان ‪.‬‬
‫فهنذا وأَمثالةٌ لا يمكنٌ أن تَدَّعَى استحالتةٌ من حيث مجرةٌ اللفظ ؛ فإنا في‬
‫منْب ذطلكلاً‬
‫ويلمكنيكْ‬ ‫ذه‬
‫هدٌلمن‬
‫أبع‬ ‫لاتٍ‬
‫اّنا‬
‫تيهم قضي‬
‫حتشب‬
‫ا ال‬
‫بهر‬
‫تأويل ظوا‬
‫» ولكن الردّ علئ هنذا القائل أنَّ الأمةّ فهمث بالإجماع من هنذا‬ ‫للنصوص‬
‫اللفظ ومن قرائن أحواله أنه أفهَمَ عدم نبي بعده أبداً وعدم رسول أبداً ‏‪ ١‬وأنه‬
‫ليس فيه تأويلٌ ولا تخصيص » فمنرٌ هلذا لا يكن إلا منكراً للإجماع ‏‪١‬‬
‫وعند هنذا يتفوّخٌ مسائل متقاربة مشتبكة يفتقرٌ كل واحدة منها إلئ نظرٍ ؛‬

‫رحمه الله هو طريق شيخه إمام الحرمين رحمه اللهتعالئ ‪ .‬انظر ‏ اليرهان » (‪. ) 873 -1/6/73‬‬
‫‪0‬‬ ‫‏‪١847‬‬ ‫‪ 0‬ومسلم ل‬ ‫رواه البخاري ( غير‬ ‫‪6‬‬

‫كر‬
‫والمجتهدُ في جميع ذلك يحكمٌ بموجب ظله نفياً وإثباتا”'" ‪.‬‬
‫والغرضٌُ الآن تحريةٌ معاقٍ الأصول التي ينبني عليها التكفيرُ » وقد ترجع‬
‫إلئ هنذه المراتب الست » ولا يفرضٌ فرخٌإلا ويندرج تحت رتبةٍ من هلذه‬
‫لأصمولق ؛صودُ‬
‫فهاال‬
‫الرتب » فيمكنٌ أن يجتهدٌ بحسب الالتفات إلئ هلذ‬
‫‪.‬‬ ‫فنصيل‬
‫للٌت دو‬
‫اأصي‬
‫الت‬
‫تحريجة‪ :‬السجودُ لصنم‬ ‫فإن قيل ‪ :‬السجودٌ بين يدي الصنم كفرٌ » وهو فعلٌ مدلا يدخلٌ تحت‬
‫كفرّ وهو غير داخل تحت‬
‫الرتب المذكورة‬ ‫|‬ ‫هلذه الروابط » فهل هو أصل اخ ؟‬
‫قلنا ‪ :‬لا ؛ فَإِنّ الكفرّ في اعتقاده تعظيمٌ الصنم » وذلك تكذيبٌ‬
‫لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللقرآن » ولكن يُعرفٌ اعتقادةٌ تعظيمٌ الصنم‬
‫تارة بصريح لفظه » وتارةٌ بالإشارة إن كان أخرس » وتارة بفعل يدل عليه‬
‫دلالةً قاطعة ؛ كالسجود حيثٌ لا يحتملٌ أن يكونَ السجودٌّ لله تعالئ ‪ +‬وإنما‬
‫الصنٌ بين يديه كالحائط وهو غافلٌ عنه أو غير معتقدٍ تعظيمَةٌ » وذلك يعرفٌ‬
‫بالقرائن » وهنذا كنظرنا أنَّ الكافرّ إذا صلَّئْ بجماعتنا هل يحكمٌ بإسلامه ؟‬
‫أي ‪ :‬هل يستدلٌ به على اعتقاد التصديق ؟ فليس هنذا إِذنْ نظراً خارجاً عما‬
‫ذكرناه ‪.‬‬
‫ولتقتصر علئ هنذا القدر في تعريف مدارك التكفير ‪ +‬وإنما أوردناه من‬
‫حيث إن الفقهاً لم يتعرّضوا له » والمتكلمين لم ينظروا فيه نظراً فقهيياا ؛ إذ‬
‫لم يكنْ ذلك من َفنِّم » ولم يتنبّه بعضهم لكون هنذه المسألةٍ من الفقهيات ؛‬

‫لآن النظرٌ في الأسباب الموجبة للكفر من حيث إنهواجأكهاذيابٌلاتٌ‪ . .‬نظرٌ‬


‫عقلي ‏ ولكن النظرّ من حيث إنَّ تلك الجهالاتٍ مقتضيةٌ بطلان العصمة‬
‫القياس يشنم علاىلنظام وردّه لأصل‬ ‫حيث‬
‫بئ ف‬
‫‏(‪ )١‬كما نجإدمام الحرمين رحمه الله تعال‬
‫» ومحاولة‬ ‫دقة‬
‫زنكفر‬
‫وظام‬
‫القياس حتئ قال في « البرهان » ( ‪ ( : ) 7/767‬وما ذكره الن‬
‫‪ . .‬إلخ ) فهلذا من جنس ما ذكره المؤلف هنا ؛ وليس فيه تصريح‬ ‫رةع‪.‬‬
‫للشقاعد‬
‫ائصا‬
‫است‬
‫يكافلرتظام كما ترئ ‏ بل هو حُكُمٌ علئ طريقته وهوسه في إنكار هلذا الأصل ‪ +‬والنظر‬
‫إلمئآلات هنذا الأمر ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪.‬‬ ‫اولمطلوب‬
‫‪ .‬نظرٌ فقهي © وه‬ ‫اير‪.‬‬
‫نف‬‫لودٌ‬
‫الخل‬
‫وا‬
‫ولنختم الكتابٌ بهئذا ؛ فقد أظهرنا الاقتصاد في الاعتقاد » وحذفنا‬ ‫خااتملةٌكتاب على مؤلقه‬
‫الحشْرّ والفضول المستغنئ عنه الخارج عن أمّهاتِ العقائد وقواعدها ؛‬ ‫الرحمة الام‬
‫هثرٌام‬
‫ف أك‬
‫أقصرٌ‬
‫لا ت‬
‫ا ل‬
‫واقتصرنا من أدلة ما أوردناه على الجليٌّ الواضح الذي‬
‫عندرك ‪.‬‬
‫فنسألٌ اللتهعالئ ألا يجعلَةُ وبالاً علينا ؛ ويأضنِمَةُ في ميزان الصالحاتٍ‬
‫إذا ودتْ أعماننا إلينا » بلطفه وسعَةٍ جوده ‪.‬‬

‫‪7١٠‬‬
‫ا‬

‫‪.‬‬ ‫وسلامه‬ ‫آله‬

‫وذلك في السابع عشر من المحرم سنة سبع عشرة وخمس‬


‫‪0‬‬ ‫مئة ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫لم‬ ‫ِ‬ ‫‪1‬‬ ‫ل_]‬
‫علىّ‬ ‫الطنحى‬ ‫بن بكر‬ ‫الحسن‬ ‫أبو‬ ‫الفقيه‬ ‫الشيخ‬ ‫صاحبه‬ ‫قرأه‬

‫بتفهم وتَديْرٍ وصِحْحَهُ حسب الإمكان والحمد لله ‪:‬‬

‫وكتبه عبد المهيمن بن الحسين جعفر » ومصلياً علئ نبيه ‏ ]‬ ‫‪1‬‬


‫‪515‬‬ ‫وأله ومسلماً تسليماً ‪.‬‬ ‫محمد‬ ‫‪/1‬‬

‫اصححاأف‬ ‫ل‬ ‫م‬‫ا‬


‫‪1‬‬ ‫اا‬ ‫‪. 3‬ا ‪5‬‬
‫اي‬ ‫‪1‬‬
‫رف‬ ‫المك‬ ‫و‪3‬ر‪5‬ع وم‬
‫‪1‬‬ ‫ا‬ ‫لساب‬ ‫اس ريس‬ ‫با‬ ‫تجا ال‬

‫‪١١‬‬
‫>‬

‫ُ‬
‫سوبا‬
‫و‪١٠‬‏‬
‫‪7‬‬
‫ّ‬ ‫باُُ‬
‫لبا‬

‫ب‬ ‫ا‬ ‫الكياز”‬


‫سنا‬ ‫اير‬ ‫صا‬ ‫له‬
‫ال‬ ‫‪7‬‬
‫رقاملصفحة‬

‫‪٠٠١4‬‬

‫‪797‬‬ ‫« ري أرق أَْرَ كك *‪#‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪٠١‬‬ ‫ل زب *‬
‫التوبة‬
‫ل‬

‫يوسف‬
‫و‬ ‫‪#‬وَمَآتيِمُؤُمن لن»‬ ‫لال‬

‫‏‪١7‬‬ ‫‪ #‬وَنَثَلِ القَرَيََ»‬ ‫كم‬

‫النحل‬
‫‪1١٠‬‬ ‫‪ #‬إذا أردكه أن تقل له كفنَيَحون»‬
‫ررض‪‎‬‬ ‫لتق‬ ‫رك‬
‫مريم‬
‫ولا‬ ‫بدن الام بير ‪4‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪١7١‬‬ ‫ي‬
‫َل تش‬
‫‪ 3‬لع‬
‫‪71٠٠‬‬ ‫ل‬ ‫ب‬

‫ينض‬
‫الأنبياء‬
‫‪311‬‬ ‫‪0‬‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫الأحزاب‬
‫وحار لِتَنَ»‬

‫الصاقات‬
‫نمق‬ ‫نى‬

‫‪717‬‬ ‫‪71‬‬

‫ما‬ ‫ا‬

‫و‪71‬‬ ‫م وَحَاقَ َال فرَ«كَوانَلنسوهَّالعاَذرَابٍُبترَمُوبت عله عدو وَعَهِ ًا‬


‫ع‬
‫‪1‬‬

‫‪711‬‬ ‫‪١‬‬

‫"‪5‬‬ ‫‪3‬‬

‫الشورى‬
‫لاا‬ ‫‪71‬‬ ‫لبس كنل تن ءُوَمُوَ ايع الصِرٌ >‬ ‫‪1١‬‬

‫ا‬
‫‪:11‬‬ ‫رق‬

‫أخلض‬
‫‪7‬رمرم‬

‫‪1١5‬‬ ‫‪#‬وفْ انفد وَبَازُيَدنَ»‬ ‫‪| 7‬‬


‫ص‬ ‫مر‬ ‫م‬ ‫‪1‬‬

‫الحديد‪‎‬‬
‫قد دل هذ‬ ‫| ‪#‬وشرستدرما كت‬
‫ل‬ ‫*‪|*#‬‬

‫نض‬
‫رسا بمارت‬
‫رقم الصفحة‬ ‫طرف الحديث‬

‫‪1‬‬ ‫«الأئمة من قريش؟»‬


‫احا‬ ‫«أصحابي كالنجوم؛‬
‫‏‪9١٠‬‬ ‫«أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا‪©. . .‬‬
‫ا‬ ‫(إيمان أجلاف العرب دون تحري إيمانهم)‬
‫ل‬ ‫«الإيمان بضع وسبعون باباً؛ أدتاها إماطة الأذى ‪ .‬‏‪٠٠.‬‬
‫‏‪١7‬‬ ‫«أين الله؟»‬
‫نغ‬ ‫«الحجر يمين الله في أرضه؟‬
‫تدا‬ ‫«خير الناس قرني؟‬
‫ال‬ ‫(شدة الوحي عليه كَل دون أن يرى الناس الوحي)‬
‫ا‬ ‫«(اقللبمؤمن بين إصبعين ‏‪٠١ ٠‬‬
‫‪7‬‬ ‫للهدهوهر»‬
‫ا ال‬
‫«لا تسبوا الذدهر ء فإن‬
‫‪97‬‬ ‫الا نبي بعدي؟‬

‫ك‪7‬‬ ‫«لا يزني الزاني وهو مؤمن»‬


‫ثري‬ ‫«لقد طال شوق الأبرار إلى لقائي ‪ .‬‏‪٠.‬‬
‫‪7‬‬ ‫«ما أذن الله لشيء إذنه لنبي حسن الترنم بالقرآن»‬
‫‪١7‬‬ ‫تف‪‎‬‬ ‫اما شاء الله ‪ . .‬كان ‪5. . .‬‬
‫‪5١‬‬ ‫‏‪٠...‬‬ ‫«من أصبح أمناً في سربه‬
‫رول‪‎‬‬ ‫«من تقرّب إلي شبراً‪ . .‬تقزيت إليه ذراعاً»‬
‫‏‪٠71‬‬ ‫تت‬ ‫تلفت‬ ‫اتن‬ ‫«ينزل الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا»‬

‫‪9‬‬
‫البيت‬
‫أقبل ذا الجدار وذا الجدارا‬ ‫أمر على الديار ديار ليلى‬
‫ولكن حب من سكن الديارا‬ ‫وماحبٌ الديار شغفن قلبي‬
‫من غير سيف ودم مهراق‬ ‫قد استوى بشر على العراق‬
‫مآرب قضاها الشباب هنالكا‬ ‫وحبب أوطان الرجال إليهم‬
‫عهود الصبا فيها فحدرا لذلكا‬ ‫إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهسم‬
‫حتى يكون مع الكلام أصيلا‬ ‫لابعجبنك ‪ #‬من أبرخطه‬
‫جعل اللسان على الفؤاد دليلا‬ ‫إن الكلام لفي الفؤاد وإنما‬

‫كما تضر رياح الورد بالجعل‬


‫كلا طرفي قصد الأمور ذميم‬
‫ومن منع المستوجبين فقد ظلم‬ ‫ومن منح الجهال علماً أضاعه‬

‫‪81919‬‬
‫ارما ولف‬
‫سا‬
‫تاج افوا ها الواردة فير ‏‪«١‬اتسا »‬

‫البراهمة‪ :‬قوم يعبدون الله وينكرون الرسالات (عامتهم)» وينسبون أنفسهم لسيدنا إبراهيم‬
‫مْى‬
‫س مَن‬
‫ينام‬
‫خليل الرحمن عليه السلام» أو إلى رجل يقال له‪ :‬براهم» ومن عباد الأص‬
‫ف‪.‬‬‫لصد‬
‫ؤهم ق‬
‫مسوا‬
‫ل ولي‬
‫اراهمة‬
‫بالب‬
‫‪7‬‬ ‫ونفايستحالة إرسال الرسل‬
‫الجبرية‪ :‬طائفة تسند فعل العبد إلى الله تعالى ولا تثبت له كسباًء ومنهم من يثبتون الكسب‬
‫كالأشاعرة» ومراد المؤلف الأولى؛ وهم بذلك ك(الجهمية) تماماً‪.‬‬
‫م‬ ‫خلق العبد لأفعال نفسه محال» فلا استطاعة له ولا كسب‬
‫ان زعيم الطائفة؛ واهملممنعتزلة؛ وجماعتهم آض أمرها‬ ‫و بن‬‫فجهم‬
‫ص ل‬‫الجهمية‪ :‬نسبة‬
‫إلى اعتقاد مذهب الأشاعرة‪.‬‬
‫‏‪٠‬‬ ‫حدوث العلم في الذات القديمة‬
‫‏‪١١‬‬ ‫نفي النهاية عن معلومات الله تعالى‬
‫الحّوية‪ :‬طائفة تمسكت بظواهر النصوص» فسافهم تمسكهم إلى التجسيم وغيره؛ سمّوا‬
‫بذلك لأنهم كانوا في حلقة الحسن البصري» فوجدهم يتكلمون كلاماً فقال‪ :‬ردُّوا هؤلاء‬
‫بخلاف من‬ ‫قىتها؛‬
‫حصفقةي عل‬
‫إلى حشاء الحلقة» وهم يتكرون التأويل أصلاً؛ فيثبتون ال‬
‫قال ‪ :‬نجريها على ظاهرها والله أعلم بتأويلها‪.‬‬
‫لالت ‏‪٠4١‬‬ ‫القول بقدم الحروف وأصواتها في القرآن‬
‫‏‪٠6‬‬ ‫‪ -‬القول بالجهة في حقّ الله تعالى (الفوقية)‬
‫‏‪٠١‬‬ ‫تلا الك “الكل مللى ل‬ ‫القول بالتشبيه والتجسيم لذات الله تعالى‬
‫أسىصفهاني اليهودي» فهفمرقة مانليهود» ظهرت دعوتهم في‬ ‫العيسوية‪ :‬أتباع أبايلعي‬
‫زامنلعباسيين‪.‬‬
‫‪711‬‬ ‫محمد بن عبد الله رسول الله إلى العرب خاصة‬
‫نض‬
‫الفلاسفة‪ :‬أصل الفلسفة‪ :‬البحث عن حقائق الأشياء والتعرف عليها» ويعرفها الجرجاني‪:‬‬
‫التشيّةٌ بالإله بحسب الطاقة البشرية لتحصيل السعادة الأبدية؛ والمقصود من الفلاسفة فى‬
‫«الإقتصاد»‪ :‬قوم كذبوا بالشرائع واستحقروهاء‪ .‬وأظهروا عللاً لترك اتباعهاء بالإضافة‬
‫لامسفة‪.‬‬‫لللمعنلىفالع‬
‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫دث‬
‫ا عن‬
‫وتخلو‬
‫ح لا‬
‫للعالم‬
‫اام ا‬
‫أجس‬
‫يق لال ‏‪٠١‬‬ ‫املم‬ ‫للعبقد‬
‫القو‬
‫ا‬
‫‪9‬‬ ‫الكمون والظهور للأعراض في الأجسام» القول بانتقال العرض‬
‫لإ‪٠١‬‏‬ ‫وةهاللرهاً‬ ‫جسمي‬
‫ت‬
‫‏‪٠١١‬‬ ‫للخل خخ‬ ‫ولالى دخلا‬ ‫نفي الصفات الزائدة على الذات ومنها صفة الإرادة‬
‫‏‪١7/١‬‬ ‫اقدلمملائكة‬
‫‪171‬‬ ‫إنكارهم لصفة العلم لله تعالى (وهي من الصفات الزوائد )‬
‫‪3‬‬ ‫لينصفات المعنوية‬
‫منا ب‬ ‫لةام‬
‫لتك صف‬
‫اثبا‬
‫إ‬
‫‪71‬‬ ‫جحود الحشر الجسماني وإثبات الحشر الروحاني‬
‫‪7‬‬ ‫عدم علم الله تعالى بالجزئيات وعلم الملائكة بذلك‬
‫‪"4‬‬ ‫اعتقاد عدم اتباع الرسل لمن كمل حاله‬
‫بي‬ ‫تجويز الكذب على الأنبياء لأجل المصالح‬
‫م» وفرقتهم أشنع الفرق في التجسيم والحلول‪.‬‬ ‫ا بن‬
‫كعرمحمد‬
‫الكرامية‪ :‬أتبا‬
‫لاك اح )كت فنك بالا الا‬ ‫حدوث الإرادة؛ وحلولها بالذات الإلهية‬
‫‪41‬‬ ‫إثبات صفة لا نهاية لآاحادلهاع منلوم والقذّر والكلام (بعضهم)‬
‫ا‬ ‫الله تعالى متكلم بكلام يخلقه في ذاته‬
‫‏‪١‬‬ ‫ولادث في الذات‬
‫لزححلو‬
‫اجوا‬
‫الكعبية‪ :‬فراقةلممنعتزلة» أتباع أبي القاسم محمد بن الكعبي من معتزلة بغداد‪.‬‬
‫الل‬ ‫‪ -‬الله تعالى لا يرى نفسَهُ ولا يرى العالم‬
‫ها‬ ‫صفة العلم تغني عن صفة الإرادة في التخصيصس‬
‫‪171‬‬ ‫السمع والبصر لله تعالى يراد بهما علمه فحسب و(النجارية) معهم‬
‫المجسمة‪ :‬ان(ظرالحشوية)‪.‬‬
‫نض‬
‫المعنزلة‪ :‬أصحاب وأتباع واصل بن عطاء» اعتزل مجلس الحسن البصري رحمه الله تعالى»‬
‫وأظهر بدعته بإثبات الامنزللةمنبينزلتين ‪.‬‬
‫ئهم وأوجب القول‬ ‫ا على‬‫مدي‬‫عبغدا‬
‫ز ال‬
‫للمعتزلة فرق كثيرة» وأقوال مخالفة عديدة؛ شنع‬
‫بكفرهم» والذي عليه جماهير أهل السنة (والمؤلف في «الإقتصاد» وغيره) أنهم مبتدعة ‪.‬‬
‫‪ -‬المعدوم شيء‬
‫نفي الإعدام بالقدرة‬
‫‪ -‬فناء الأعراض بالضد‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫‪ -‬نفي رؤية الله تعالى مطلقاً (عامتهم)‬
‫الله تعالى لا يرى نفسه‬
‫الله تعالى لا يرى العالم (بعضهم)‬
‫‪41‬‬ ‫اىله‬
‫فدعيخل‬
‫ألعب‬
‫ا‬
‫‪411 1310‬‬ ‫القول بالتولد‬
‫لال الال امك تك »الا‬ ‫إرادة الله تعالى حادثة لا في محل‬
‫المعاصي والشرور جارية على غير مراد الله تعالى‬
‫نكل‬ ‫كلام الله تعالى مخلوق؛ كلامه صفة لا تقوم بذاته‬
‫م‬ ‫ف‬ ‫نفي الصفات الزائدة على الذات‬
‫‪-‬الإرادة والكلام صفتان زائدتان على الذات‬
‫للعالم ذات في العدم قديمة قابلة للحدوث‬
‫إيجاب الخلق على الله تعالى (بعضهم)‬
‫اإيلجابتكليف على الله تعالى (بعضهم)‬
‫يجب على الله آلا يكلف العبد بما لا يطيق‬
‫‪ -‬تعذيب الله للبريء عن الجناية يجب أن يكون بعوض‬
‫مراعاة الأصلح‬
‫يجب على الله أن يثيب من أطاعه‬

‫وجوب الشكر على العباد قضاء لح نعمته سبحانه‬


‫تخليد صاحب الكبيرة في التار‬
‫‪ -‬معرفة الله واجبة عقلاً‬
‫نقضنا‬
‫‪9‬‬ ‫بعثة الله للرسل واجبة‬
‫‪"13‬‬ ‫التحسين والتقبيح العقليان‬
‫‪41‬‬ ‫إنكار كرامات الصالحين‬
‫و‪71‬‬ ‫بر‬
‫قذاب‬
‫لع‬‫انكار‬
‫إ‬
‫لالا‬ ‫إنكار الوزن على الحقيقة (بعضهم) تعريضاً‬
‫‪87‬‬ ‫‪ -‬رزق العبد هو ما ملكه لا ما انتفع به‬
‫الملاحدة‪ :‬الشاكون في وجود الله سبحانه ‪.‬‬
‫ئية‪.‬‬
‫ارية‬
‫طلاأد‬
‫س وال‬
‫فدية‬
‫ولعنا‬
‫سل ا‬
‫ا فيلالقو‬
‫وهم‬
‫ومثل‬
‫‪1١‬‬ ‫عراض‬
‫افيل وأجود‬
‫‪-‬ن‬
‫التجارية‪ :‬أصحاب محمد بن الحسين النجارء وافقوا أهل السنة بخلق أفعال العباد‬
‫واكتساب العبد للفعل» ووافقوا المعتزلة بنفي الصفات الوجودية وحدوث الكلام ونفي‬
‫الرؤية‪.‬‬

‫‪"71‬‬ ‫‪ -‬السمع والبصر من صفة العلم» و(الجهمية) معهم‬


‫النصارى‪:‬‬

‫‪٠١١‬‬ ‫ضًاً)‬
‫يهرا‬
‫ر جو‬
‫علله‬
‫تة ا‬
‫(سمي‬
‫ت‬
‫أكس‪‎‬‬ ‫تجويز النسخ‬

‫‪311‬‬ ‫إنكار نبوة محمد بن عبد الله كي‬


‫اليهود‪:‬‬

‫‪171‬‬ ‫لا نبي بعد موسى عليه السلام‪.‬‬


‫‪117‬‬ ‫‪-‬النسخ محال في نفسه‬

‫اافض‬
‫‪6١‬‬ ‫ٍِ‪:‬‬ ‫‏ِ‬
‫مها در وضاجع امي‬
‫يدي‬
‫بمد‬
‫ز مح‬
‫ادلبن‬
‫إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين »للإمام الكبير الشريف محم‬
‫( ‪4441‬م ) ‏‪ ١‬طبعة مصورة لدئ دار إحياء التراث‬ ‫المعروف بمرتضئ لات ‪ 8071‬ه ) » ط ‏‪١‬‬
‫العربي ؛ لبنان ‪.‬‬
‫إحياء علوم الدين وبذيله المغني عن حمل الأسفار في الأسقار للعراقي (ات ‪558‬ه ) ء لحجة‬
‫مك‬ ‫( فح‬ ‫‪ 4‬؛ بدون تحقيق ‏‪ ١‬طن‬ ‫الإسلام محمد بن محمد بن محمد الغزالي لات ‪5 6‬ه‬
‫طبعة مصورة لدئ دار المعرقة » لبنات ‪.‬‬
‫‪0‬ه )ء‬ ‫‪ -‬الأربعين في أصول الدين » لحجة الإسلام محمد بن محمد بن محمد الغزالي (ات‬
‫تحقيق يوجمعة عبد القادر مكري » ط ‏‪2009 1» ١‬م ) » داارلمنهاج »السعودية ‪.‬‬
‫) ؛ تحقيق الدكتور سليمان‬ ‫الإشارات والتنبيهات » للعلامة الطبيب أبي علي ابن سينا ات ‪874‬ه‬
‫‪.‬‬ ‫ء مصر‬ ‫» دار المعارف‬ ‫دتيا » ط ؟ » بدون تاريخ‬
‫أصناف المغرورين » لحجة الإسلام محمد بن محمد بن محمد الغزالي لات ‪600‬ه ) ؛ تحقيق‬
‫عبد اللطيف عاشور ؛ بدون تاريخ مكتبة القرأن » مصر ‪.‬‬
‫(‪47‬حام )ء‬ ‫ط ‏‪1١‬‬ ‫‪471‬ه)‬‫‪-‬أصول الدين » للإمام عبادلقاهر بن طاهر البغدادي ات‬
‫‏‪ ٠‬تركية ‪.‬‬ ‫مادرلسةإلهيات‬
‫؛ للعلامة الإمام محمد علاء الدين بن علي الحصكفي الحنفي (ات‬ ‫ار‬
‫نصول‬
‫م أ‬
‫ل علئ‬
‫اوار‬
‫إفاضة الأن‬
‫) ؛ تحقيق محمد سعيد البرهاني ‏‪ ١‬ط ‏‪744( 1 ١‬م ) ‪.‬‬ ‫‪4‬ه‬
‫‪ 4‬؛ تحقيق‬ ‫اليحصبي (ات ‪445‬ه‬ ‫إكمال المعلم بفوائد مسلم » للإمام القاضي عياض بن موسى‬
‫الدكتور يحيئ إسماعيل » ط ‪0400 9‬م ) » دار الوفاء ؛ مصر ‪.‬‬
‫‪ -‬الأم » لإمام الدتيا محمد بن إدريس الشافعي لات ‪487‬ه ) ؛ تحقيق الدكتور رفعت فوزي‬
‫عابدلمطلب » ط ‏‪0001+ ١‬م ) » دار الوفاء ؛ مصر ‪.‬‬
‫‪ -‬الإمتاع والمؤانسة ‏‪ ١‬لفيلسوف الأدباء علي بن محمد بن العباس المعروف بأبي حيان التوحيدي ؛‬
‫تحقيق الدكتور مرسل فالح العجمي » ط ‏‪ ( © ١‬‏م‪ ) 06٠٠‬؛ دار سعد الدين ؛ سورية ‪.‬‬

‫؛ اسم الدار الناشرة ومقرها ‪.‬‬ ‫تاب‬


‫لخكطبع‬
‫ااري‬
‫الطبعة ؛ ت‬

‫‪:779‬‬
‫) ؛ بدون‬ ‫الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل ؛ لقاضي القضاة مجير الدين الحنيلي (ات ‪854‬ه‬
‫تحقيق » بدون تاريخ ‪.‬‬
‫اني‬ ‫للطيب‬
‫قن ا‬
‫ار ب‬
‫ب بك‬
‫ل أبي‬
‫ااضي‬
‫اجبده ولا يجوز الجهل به ‏‪ ١‬لإمام الشنة الق‬
‫قا ي‬
‫عافتفيم‬
‫الإنص‬
‫ا‬
‫البصري ات ‪701‬ه ‪ : 4‬تحقيق محمد زاهد بن الحسن الكوثري ‪ +‬ط ‪1٠31 © 4‬م‏ ) ‪ +‬مكتبة‬
‫الخانجي ؛ مصر ‪.‬‬
‫الآيات البينات » للإمام أحمد بن قاسم العبادي الشافعي لات ‪444‬ه ) » تحقيق الشيخ زكريا‬
‫عميرات ؛ ط ‏‪3441 ( + ١‬م ‪ » 4‬دار الكتب العلمية » لبتان ‪.‬‬
‫للإمام الأصولي محمد بن عبادلله بن بهادر الزركشي‬ ‫الفقه ‏‬ ‫‪ -‬البحر المحيط في أصول‬
‫) » حرره عيد القادر العاني وعمر سليمان الأشقر وعبد الستار أبو غدة ‏‪ ١‬ط ‪7‬‬ ‫‪447‬ه‬
‫ات‬
‫) ‪ +‬وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ‏‪ ١‬الكويت ‪.‬‬ ‫( ‪7441‬م‬
‫المعروف بابن كثير (ات ‪ 4‬لالاه )ا‬ ‫شقي‬
‫للدبنمعمر‬
‫ااعي‬
‫‪-‬البداية والنهاية ‏‪ ٠‬للإمام الحافظ إسم‬
‫عني به مجموعة من المحققين بإشراف عبادلقادر الأرنؤوط والدكتور بشار عواد معروف ء‬
‫ط ‪7001 ( 2‬م ) ء دار اين كثير ؛ سورية ‪.‬‬
‫لني‬
‫ع ب‬
‫‪-‬البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير » للإمام الحافظ عمر‬
‫) » تحقيق مجموعة من الباحثين » ط ‏‪1 40+ 6 ١‬م © » دار‬ ‫المعروف بابن الملقن ات ‪0 8‬ه‬
‫‪.‬‬ ‫عودية‬
‫لرةس »‬
‫اهج‬
‫ال‬
‫) ؛ تحقيق‬ ‫البرهان في أصول الفقه ؛ لإمام الحرمين عبد الملك بن عبد الله الجويني ات ‪871‬ه‬
‫‪484761‬ه ) » قطر ‪.‬‬
‫الدكتور عبد العظيم الديب ‪:01‬‬
‫البرهان في علوم القرآن » للإمام الأصولي محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي (ات ‪44/1‬ه )‬
‫على عليه مصطفئ عبد القادر عطا » ط ‏‪ 6 ١‬‏م‪ » ) 00٠1‬دار الفكر » لبنان ‪.‬‬
‫) » تحقيق محمد الحجار »‬ ‫بستان العارفين » للإمام الحافظ يحيى بن شرف النووي (ات ‪777‬ه‬
‫طه ء ‪4441‬م ) ؛ دار البشائر الإسلامية » لبنان ‪.‬‬
‫اررفييخ العرب والبربر ومن عاصرهم من‬ ‫تلخي‬
‫‪-‬تاريخ ابن خلدون المسمئ ‪ :‬‏‪ ١‬ديوان المبتداً وا‬
‫حملن بن خلدون لات ‪٠8‬هه‏ ) » عني به الأستاذ خليل‬ ‫لمرعبد‬ ‫اإما‬
‫ذوي الشأن الأكبر » » لل‬
‫) » دار الفكر ‏ لينان ‪.‬‬ ‫‪0101‬م‬ ‫شحادة ‏‬
‫‪-‬تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام » للإمام الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي‬
‫ا‪4‬ت‪8‬لاه ) » تحقيق الدكتور عمر بن عبد السلام تدمري ء ط ‏‪9841/( » ١‬م ) ‏‪ ١‬داارلكتاب‬
‫العربي ‪ +‬لبنان ‪.‬‬

‫‪5,79‬‬
‫‪-‬تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها ؛‬
‫للإمام الحافظ علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر لات ‪/1‬اده ) » تحقيق محب‬
‫الدين عمر بن غرامة العٌمُروي » ط ‏‪8841 ( » ١‬م ‏) دار الفكر » لبنان ‪.‬‬
‫إىمام أبي الحسن الأشعري » للإمام الحافظ علي بنالحسن بن‬
‫ابل إل‬
‫‪-‬تبيين كذب المفتري قيما نس‬
‫‪4‬‬ ‫الدين القدسي م ط‬ ‫عني به حسام‬ ‫‪/1‬اده)ء‬ ‫بابن عساكر (ذات‬ ‫المعروف‬ ‫هباةلله‬
‫( ‪1491‬م ) » دار الكتاب العربي ؛ لبنان ‪.‬‬
‫بن عثمان الذهبي (ات ‪84‬ل‪7‬ه ) ؛ تصحيح‬ ‫مد‬‫أمدحبن‬‫تذكرة الحفاظ » للإمام الحافظ مح‬
‫عبد الرحملن بن يحيى المعلمي ؛ بدون تاريخ ‪ +‬طبعة مصورة لدى دار إحياء التراث العربي ؛‬
‫لبئان ‪.‬‬
‫ونيل أي القرآن » ؛ للإمام العلامة محمد بن جرير‬ ‫أع‬‫تيان‬
‫‪ -‬تفسير الطبري المسمئ ‪« :‬جامع الب‬
‫الطبري لات ‪1٠١‬ه‏ ) ء عني به مكتب التحقيق والإعداد العلمي فيدار الأعلام ؛ ط ‏‪ ١‬؛‬
‫( ‪٠700‬م‏ ) » دار ابن حزم ودار الأعلام » لبنان والأردن ‪.‬‬
‫‪ -‬تفسير القرطبي المسمى ‪« :‬الجامع لأحكام القرآن» ‪ +‬للإمام محمد بن أحمد القرطبي‬
‫) » طبعة مصورة لدى دار إحياء التزاث العربي ( ‪8841‬م ) » لبنان ‪.‬‬ ‫زات ‪/1‬ا‪7‬ه‬
‫‪ -‬التفسير الكبير المسمئ ‪« :‬مفاتح الغيب» » للإمام فخر الدين محمد بن عمر الرازي‬
‫طبعة مصورة لدىئ دار‬ ‫» ط ‏ » بدون تاريخ‬ ‫اء‬‫لعةممن‬
‫عجمو‬
‫ل م‬
‫ايح‬
‫» تصح‬ ‫ا‪1‬ت‪70‬ه)‬
‫إحياء التراث العربي » لبنان ‪.‬‬
‫‪ -‬تلخيص الحبير المسمى ‪ « :‬التمييز في تلخيض تخريج أحاديث شرح الوجيز » » للإمام الحافظ‬
‫أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ات ‪788‬ه ) » عني به الدكتور محمد الثاني عمر بن‬
‫موسى ‪ +‬ط ‏‪ © ١‬‏م‪ ) (7٠٠1‬؛ دار أضواء السلف » السعودية ‪.‬‬
‫التلويح إلئ كشف حقائق التنقيح ومعه التوضيح شرح التنقيح » التفتازاني (ات ‪14/1‬اه ) ‪ +‬تحقيق‬
‫محمد عدنان درويش » بدون تاريخ » دار الأرقم » لبنان ‪.‬‬
‫‪ -‬التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد ؛ للإمام الحافظ يوسف بن عبد الله النمري المعروف‬
‫» ط ‏‪7341( © ١‬م ) ‪ +‬وزارة‬ ‫حةقمنقين‬
‫مموع‬
‫ل مج‬
‫ايق‬
‫) » تحق‬ ‫بابن عبد البر لات ‪714‬ه‬
‫لافم »غرب ‪.‬‬ ‫اأوق‬
‫ال‬
‫‪ » 4‬تحقيق‬ ‫تهافت الفلاسفة » لحجة الإسلام محمد بن محمد بن محمد الغزالي ات ‪5 906‬ه‬
‫‪.‬‬ ‫الدكتور سليمان دنيا » ط ‪ » 8‬بدون تاريخ ‪ +‬دار المعارف ‪ +‬مصر‬
‫الالاهد)ء ط ‪١‬؛‏‬ ‫‪ -‬جمع الجوامع » للإمام تاج الدين عبادلوهاب بن علي السبكي (ت‬
‫( ‪٠600‬م‏ ) » دار ابن حزم » لبنان ‪.‬‬

‫أحض‬
‫التوحيد المسمئ ‪ :‬‏‪١‬اتحلقةمريد علئ جوهرة التوحيد ‏)‬ ‫رة‬
‫ويهعلئ‬
‫جاجور‬
‫حاشية الإمام الب‬
‫) » تحقيق الدكتور علي جمعة محمد‬ ‫للإمام العلامة إبراهيم بن محمد الباجوري (ات ‪67771‬ه‬
‫ط(اء‪7001‬م) دار السلام ‪ 6‬مصر ‪.‬‬
‫وتقريرات الإمام‬ ‫لم‬
‫لهاسمتن‬
‫اامش‬
‫حاشية الباجوري علئ متن السلم في فن المنطق للخضري وبه‬
‫الشيخ محمد الأنبابي » للإمام العلامة إبراهيم بن محمد الباجوري (ات ‪67771‬ه ) ؛ بدون‬
‫تاريخ » دار إحياء الكتب العربية لصاحبها عيسى البابي الحلبي ‪ +‬مصر ‪.‬‬
‫حاشية الدسوقي علئ شرح أم البراهين للسنوسي وبهامشها شرح السنوسي على أم البراهين ؛‬
‫) » بدون تاريخ » طبعة مصورة لد‬ ‫‪771٠‬ه‏‬ ‫للعلامة محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي ات‬
‫دار الفكر ‏ لبان ‪.‬‬
‫حوار مع صديقي الملحد » للأستاذ الدكتور مصطفى محمود ط‪١‬‏ » ( ‪٠774‬م‏ ) ‪.‬‬
‫خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب » للعلامة عبد القادر بن عمر البغدادي (ات ‪1١74‬ه‏ )؛‬
‫تحقيق عبد السلام هارون ء ط ‪ » 7‬بدون تاريخ ‏‪ ١‬مكتبة الخانجي ‏‪ ٠‬مصر ‪.‬‬
‫الخطط المفريزية المسمى‪ « :‬المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والاثار » »للعلامة أحمد بن علي‬
‫» لبنان ‪.‬‬ ‫) » طبعة مصورة لدى دار صادر‬ ‫) » ط ‏‪6771 ( » ١‬ه‬ ‫المقريزي (ات ‪54‬هه‬

‫الدر المتثور في التفسير بالمأثور » للإمام الحافظ عبادلرحملن بن أبي بكر السيوطي‬
‫ءط ( ‪1٠70‬م‏ ) ء؛ دار الفكر ء لبنان ‪.‬‬ ‫‪14١‬ه)‏‬ ‫ات‬
‫دفع شبهة التشبيه بأكف التنزيه » للإمام الحافظ عبادلرحملن بن علي المعروف بابن الجوزي‬
‫‏‪ » ١‬بدون تاريخ ؛ المكتبة الأزهرية‬ ‫) » تحقيق محمد بن زاهد الكوثري ‪ +‬ط‬ ‫(ا‪4‬ت‪7‬ده‬
‫‪.‬‬ ‫للتراث » مصر‬
‫‪ -‬دلائل الإعجاز » للعلامة أبي بكر عبد القاهر بن عبادلرحملن بن محمد الجرجاني النحوي‬
‫رة‪.‬‬
‫ه »‬
‫انجي‬
‫قلخا‬
‫ل ا‬
‫اكتبة‬
‫(ا‪1‬ت‪/‬ا‪1‬ه ) ء قرأه وعلق عليه محمود محمد شاكر » بدون تاريخ » م‬
‫) » الدكتور‬ ‫دلالة الحائرين » للحكيم الفيلسوف موسى بن ميمون القرطبي الأندلسي ات ‪701‬ه‬
‫حسين آتاي ‪ +‬ط ‏‪ ( » ١‬‏م‪ » ) 07٠1‬مكتبة الثقافة الدينية ‏‪ ٠‬مصر ‪.‬‬
‫‪8‬ات‪7‬ه)ء‬
‫‪( /‬‬
‫‪1‬ومي‬
‫ليش »اعر الكبير علي بن العباس بن جريج المعروف بابن الر‬
‫لروم‬
‫‪ -‬ديوان ابن ال‬
‫تحقيق الدكتور حسين نصار ‏ ط © » ( ‪7001‬م ) » مطبعة دار الكتب والوثائق القومية ؛ مصر ‪.‬‬
‫» للصحابي الجليل حسان بن ثابت رضي الله عنه (ات ‪4٠‬ه‏ ) » تحقيق‬ ‫بت‬
‫ثانا بين‬
‫‪-‬ديوان حس‬
‫» لبنان ‏‬ ‫‏م‪ » ) 144٠‬دار صادر‬ ‫الدكتور وليد عرفات » ط ‏‪+ ١‬‬
‫‪ -‬ديوان مجنون ليلئ » لشاعر الغزل المتيّم قيس بن الملوّح المعروف بمجنون ليلئ (ات ‪81‬ه ) ء‬
‫عني به عدنان زكي درويش ؛ ط ‏‪ ١‬ء ‪4441‬م ) » دار صادر » لبنان ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫‪-‬ذيل مرآة الزمان ؛ للعلامة المؤرخ موسى بن محمد اليونيني لات ‪7‬ه ) ء عني به وزارة‬
‫التحقيقات الحكمية الهندية » ط ‪7441 ( + 7‬م ) » طبعة مصورة عن نشرة وزارة المعارف بحيدر‬
‫آباد الدّكن لدئ دار الكتاب الإسلامي » مصر ‪.‬‬
‫عرلام النبلاء » للإمام الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ات ‪841‬ه ) ‪ +‬إشراف‬ ‫أ سي‬
‫شاعيلبأرنؤوط » ط ‏‪3441 »+ ١١‬م ) » مؤسسة الرسالة » لبنان ‪.‬‬
‫من ذهب » للإمام الفقيه عبد الحي بن أحمد المعروف بابن العماد‬ ‫بيار‬
‫خ ف‬
‫أذهب‬
‫شذرات ال‬
‫(ات ‪٠١48‬م‏ ) » تحقيق محمود الأرنؤوط » ط ‏‪ ١‬ء ‪1041‬م ) » دار ابن كثير ء سورية ‪.‬‬
‫شرح الصاوي علئ جوهرة التوحيد » للعلامة أحمد بن محمد المالكي الصاوي (ات ‪1471‬ه ) ء؛‬
‫بدون تاريخ » دار الإخاء » سورية ‪.‬‬
‫مسعود بن عمر التفتازاني (ات ‪/74‬اه ) ؛ تحقيق محمد عدنان‬ ‫ليةا‪+‬مة‬
‫عنسف‬
‫ل ال‬
‫لائد‬
‫شرح العق‬
‫؛ بدون تاريخ © سورية ‪.‬‬ ‫درويش‬
‫شرح العقيدة الطحاوية المسماة ‪ :‬ابيان السنة والجماعة»»؛ للإمام الفقيه عبد الغني الغنيمي (ات‪8471‬ه)؛‬
‫حققه محمد مطيع الحافظ ومحمد رياض المالح ‏ ط ‪7441 ( 6 7‬م ) ء دار الفكر » سورية ‪:.‬‬
‫‪-‬شرح المواقف » للعلامة السيد علي بن محمد بن علي الجرجاني (ات ‪1‬ه )ء ط ‏‪١9‬‬
‫» إيران ‪.‬‬ ‫) » منشورات الشريف الرضي‬ ‫(‪5141‬ه‬
‫ين‬
‫س بن‬
‫حالله‬
‫ايبلعبد‬
‫لنإ ‏»مام الأد‬
‫ليوا‬
‫‪ -‬شرح ديوان المتنبي المسمى ‪ « :‬التبيان في شرح الد‬
‫المعروف بأبي البقاء المُكْبَري ات ‪311‬ه) »؛ عني به مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري‬
‫وعبد الحفيظ شلبي » ط الأخيرة » (‪17941‬م ) » مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي ؛ مصر ‪.‬‬
‫‪ « :‬المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج » ؛ للإمام الحافظ‬ ‫شرح صحيح مسلم المسمى‬
‫) ؛ طبعة مصورة لدى مكتبة‬ ‫) » بدون تحقيق » (‪١847‬ه‏‬ ‫يحيى بن شرف النووي (ات ‪677‬ه‬
‫‪.‬‬ ‫وير‪6‬ية‬
‫سزال‬
‫الغ‬
‫الشفا بتعريف حقوق المصطفئ صلى الله عليه وسلم » للإمام القاضي عِيَاض بن موسى اليَحْصِي‬
‫ات ‪4405‬ه ) ؛ تحقيق عبده علي كوشك » ط ‏‪ ( 2 ١‬‏م‪ ) 00٠1‬؛ مكتبة الغزالي ودار الفيحاء ؛‬
‫سورية ‪.‬‬
‫طبقات الشافعية الكبرئ » للإمام القاضي عبادلوهاب بن علي المعروف بتاج الدين السبكي‬
‫(ات الالاه ) ؛ تحقيق عبد الفتاح الحلو ومحمود محمد الطناحي » بدون تاريخ ؛ طبعة مصورة‬
‫إئح دايراء الاكلتبعربية ؛ مصر ‪.‬‬ ‫لد‬
‫‪ -‬العقيدة النظامية في الأركان الإسلامية ؛ لإمام الحرمين عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني (ات‬
‫‪4‬ه ) ؛ تحقيق محمد بن زاهد الكوثري » ط ‏‪7441 ( » ١‬م ) » المكتبة الأزهرية للتراث ؛ مصر ‪.‬‬

‫‪87771‬‬
‫الوزير اليماني ( ث‬ ‫هيم‬
‫ا بن‬
‫رحمد‬
‫بم‬‫إمام‬
‫العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم » للإ‬
‫‪4441‬م ) » مؤسسة الرسالة ؛ لبنان ‪.‬‬ ‫) » تحقيق شعيب أرناؤوط » ط ‪6 7‬‬ ‫‪0‬ه‬
‫عيون الأخبار » للإمام القاضي عبد الله بن مسلم المعروف بابن قتيبة الدينوّري لات ‪671‬ه )ء‬
‫تحقيق ثلة من أهل العلم » ط ‏‪8741 ( ١ ١‬م ) » دار الكتب المصرية ‏‪ ١‬مصر ‪.‬‬
‫فتح الباري بشرح صحيح البخاري ‏ للإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني‬
‫) بترقيم محمد فؤاد عبد الباقي » بدون تاريخ » طبعة مصورة لدىئ مكتبة الغزالي ‏‬ ‫‪704‬ه‬
‫(ت‬
‫سورية ‪.‬‬
‫‪ -‬فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة ‏ لحجة الإسلام محمد بن محمد بن محمد الغزالي‬
‫(ت ‪9 60‬ه ) » تحقيق ودراسة سميح دغيم » ط‪١‬‏ » ( ‪7841‬م ) ‏‪ ١‬دار الفكر اللبثاني ‪.‬‬
‫قانون التأويل ‏ لحجة الإسلام محمد بن محمد بن محمد الغزالي (ات ‪ 609‬ه ) » عني به محمود‬
‫بيجو ‪ +‬ط ‏‪7441 ( » ١‬م ) © نشره محققه ؛ سورية ‪.‬‬
‫‪ -‬قانون التأويل » للإمام القاضي محمد بن عبد الله المعروف بابن العربي المالكي (ات ‪ 740‬ه ) ؛‬
‫؛ لبئان ‪.‬‬ ‫تحقيق محمد السليمانني » ط ؟ » ( ‪0441‬م ‪ » 4‬دار الغرب الإسلامي‬
‫الكامل في التاريخ ؛ للإمام المؤرخ علي بن محمد بن محمد المعروف بابن الأثيرلات ‪71 6‬ه ) ؛‬
‫‪4441‬م ) » دار الكتاب العربي » لبنان ‪.‬‬ ‫حققه الدكتور عمر عبد السلام تدمري ‪ +‬ط ‪ 7‬ء‬
‫كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث علئ ألسنة الناس ؛ للعلامة المحدث‬
‫(‪1871‬ه) » طبعة‬ ‫ات ‪7711‬ه ) » بدون تحقيق ‪ .‬ط‪+7‬‬ ‫لدوني‬
‫للعبنجمحم‬
‫ااعي‬
‫إسم‬
‫مصورة لدئ دار إحياء التراث العربي » لبنان ‪.‬‬
‫لوامع البينات شرح أسماء الله تعالئ والصفات ‪ +‬للإمام محمد بن عمر الخطيب الرازي‬
‫ات ‪601‬ه)؛ تحقيق طه عبد الرؤوف سعد » ط ‪0481 ( + 7‬م ) » دار الكتاب العربي ء لبنان‪.‬‬
‫‪ -‬مؤلفات الغزالي» للسيد عبد الرحملن بدوي؛ ط ‪7781 ( »7‬م ) ؛ وكالة المطبوعات ؛ الكويت ‪.‬‬
‫‪ -‬ما للغزالي وما عليه ؛ للسيد حسن عبد اللطيف عزام الفيومي » بدون تاريخ ‪ 6‬مصر ‪.‬‬
‫الهمذاني (ات ‪ 914‬ه ) ء تحقيق الدكتور عدنان محمد‬ ‫بار‬
‫ليجعبد‬
‫اقاض‬
‫‪-‬متشابه القرآن » لل‬
‫زرزور ‪ +‬ط‪١‬‏ » (‪4351‬م ) » دار التراث ‏ مصر ‪.‬‬
‫ضبطه‬ ‫محك النظر في المنطق » لحجة الإسلام محمد بن محمد بن محمد الغزالي ات ‪9065‬ه )‪6‬‬
‫الأستاذ محمد بدر الدين النعساني ‪ +‬ط‪١‬‏ » (‪753491‬م) » دار النهضة الحديثة » لبنان ‪.‬‬
‫‪6‬ه)ء‬‫(ات‬
‫‪0‬ريف (‬
‫‪8‬أبي ش‬
‫‪ 0‬ابن‬
‫‪ 4‬الدين‬
‫‪ 1‬كمال‬
‫)لعلامة‬
‫هة » ل‬
‫‪5‬لمساير‬
‫‪0‬شرح ا‬
‫‪4‬امرة‬
‫المس‬
‫دائرة المعارف الإسلامية » بلوجستان ‪.‬‬

‫أحضس‬
‫‪0‬ه )ء‬ ‫المستصفئ من علم الأصول » لحجة الإسلام محمد بن محمد بن محمد الغزالي لات‬
‫تحقيق الدكتور حمزة بن زهير حافظ » بدون تاريخ ‪.‬‬
‫الي‬
‫زمد‬
‫غ مح‬
‫ادل بن‬
‫محمد بن محم‬ ‫‪-‬مشكاة الأنوار ومصفاة الأسرار ؛ لاحجلةإسلام‬
‫)» دار الإيمان ‏ سورية ‪.‬‬ ‫‪41‬م‬ ‫ات ‪ 5055‬ه ) » تحقيق عبد العزيز السيروان » ط ‏‪+ ١‬‬
‫)‪6‬‬ ‫الرازي (آات ‪561‬ه‬ ‫المطالب العالية من العلم الإلهي » للإمام محمد بن عمر بن الحسين‬
‫تحقيق الدكتور أحمد حجازي السقا » ط ‏‪/( © ١‬ا‪841‬م ) » دار الكتاب العربي » لبنان ‪.‬‬
‫الإسلام محمد بن محمد بن محمد الغزالي قات‬ ‫النفس ء لحجة‬ ‫مدارج‬ ‫في‬ ‫القدس‬ ‫ِ معارج‬
‫) » دار الافاق الجديدة » لبنان ‪.‬‬ ‫‪0741‬م‬ ‫‪68‬ه)ءط‪١‬‏‬
‫) ؛ تحقيق جماعة بإشراف‬ ‫‪ -‬المغني في أبواب التوحيد والعدل ؛ للقاضي عبد الجبار لات ‪614‬ه‬
‫الإدكبتورراهيم مدكور » ط ‏‪ » ١‬بدون تاريخ » دار الكتب ؛ مصر ‪.‬‬
‫أبي الحسن الأشعري (ات‬ ‫مليابنعيل‬
‫سع‬‫إمام‬
‫مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين » للإ‬
‫) » تحقيق محمد محبي الدين عبد الحميد ‪8441 ( +‬م ) ؛ المكتبة العصرية » لبنان ‪.‬‬ ‫‪٠‬ه‏‬
‫المقدمات الخمس والعشرون في إثبات وجود الله ووحدانيته وتنزيهه من أن يكون جسماً أو قوة في‬
‫) » تحقيق‬ ‫جسم من دلالة الحائرين ؛ للعلامة الإمام أبي عمران موسى بن ميمون (ات ‪501‬ه‬
‫محمد بن زاهد الكوثري » بدون تاريخ » المكتبة الأزهرية للتراث » مصر ‪.‬‬
‫الي‬
‫زحمد‬
‫غم‬‫امدل بن‬
‫محمد بن مح‬ ‫‪-‬المقصد الأسنئ شرح أسماء الله الحسنئ » لاحجلةإسلام‬
‫سورية ‪.‬‬ ‫) ء مطبعة الصباح ‏‬ ‫‪4441‬م‬ ‫) » تحقيق محمود بيجو » ط ‏‪» ١‬‬ ‫ات ‪6‬ه‬
‫‪ -‬مناقب الإمام الشافعي » للإمام الحافظ أحمد بن الحسين البيهقي لات ‪8/84‬ه ) ؛ تحقيق أحمد‬
‫‪.‬‬ ‫صقر » ط ‏‪ » ١‬بدون تاريخ » دار التراث ؛ مصر‬
‫المنتظم في تواريخ الملوك والأمم ؛ للإمام الحافظ عبد الرحملن بن علي المعروف بابن الجوزي‬
‫( ‪6841‬م ‏) دار الفكر » لبتان ‪.‬‬ ‫) ؛ تحقيق الدكتور سهيل زكار » ط ‏‪١‬‬ ‫زات ‪740‬ه‬
‫‪ » 4‬تحقيق‬ ‫المنقذ من الضلال » لحجة الإسلام محمد بن محمد بن محمد الغزالي (ات ‪9 6‬ه‬
‫) » مطبعة الصباح ‪ 6‬سورية ‪.‬‬ ‫( ‪7441‬م‬ ‫محمود بيجو » ط ‪7‬‬
‫المواقف في علم الكلام ؛ للإمام عضد الدين عبد الرحمئن بن أحمد الإيجي (ات ‪761‬ه ) ؛‬
‫بدون تاريخ ؛ مكتبة المتنبي ‪ 6‬مصر ‪.‬‬
‫يى‬ ‫يمدح بن‬
‫الرطيب » للحافظ المؤرخ الأديب أحمد بن مح‬ ‫دصنلس‬‫ن غ‬‫أ من‬ ‫للطيب‬
‫اح ا‬
‫نف‬
‫المعروف بالمّقري (ات ‪4‬ه ) ؛ تحقيق الدكتور إحسان عباس ‏‪ ١‬ط ‏‪884( 1 ١‬م ‏) دار‬
‫‪.‬‬ ‫نان‬
‫ب »‬
‫لدر‬
‫صا‬

‫رفن‬
‫يي‬ ‫تتم ‪.‬مم ل تف‬ ‫تت تت تمت م‪.‬م تت م تر ممت تم ترام يمه‬ ‫بين يدي الكتاب‬
‫مسيرة حياة الإمام الغزالي‬
‫اسمه ونسبه ا‬
‫مولده ونشأته ‪8‬‬
‫ا‬ ‫مانلراذكاني إلى الجويني‬
‫ماا بلعدإمام الجويني ا‬
‫ف‬
‫ف‬ ‫التروع إلى طريق القوم ا‬
‫لال‬ ‫اي‬
‫ما املا‬
‫ا لاو‬
‫الحج مالام ا لما‬ ‫الرحلة إلى الشام والقدس ثم‬
‫دي‬ ‫من الفارمذي إلى النساج‬
‫ها‬ ‫ااا‬ ‫وام لمم ااا‬ ‫ملاع اميم امام‬ ‫اللوحة الأخيرة من حياته‬
‫الغزالي ا‬ ‫ملىام‬
‫إ ع‬
‫للعلم‬
‫اا‬‫ثناء أهل‬
‫قراءة موجزة لعصر الإمام الغزالي الفكري والثقافي بييا ‪.‬رمم ميمت تيت ت تي يت ييي‪ .‬لل‬
‫ا‬ ‫سد‬
‫أصيب‬
‫لة ن‬
‫افلسف‬
‫ولل‬
‫نتمم تيت ني ‪.‬م‪.‬م تف ييه لل‬ ‫نظام الملك والإصلاح السياسي والاجتماعي تير ‪.‬متم‬
‫لال‬ ‫متي‬
‫م متت‬
‫تيتي‬ ‫ولكن لماذا الحديث عن نظام الملك؟‬
‫ل‬ ‫ا متي‬ ‫تي‬
‫ييمم‬
‫مم ت‬
‫الانتقادات العابثة فيالحقإمام الغزالي تمل ‪.‬ما‬
‫ا‬ ‫ملاحظات ثلاث حول هذه الانتقادات‬
‫لكل‬ ‫علما الرواية والدراية ومكان الإمام منهما تيتم يت ت ‪.‬متت تيت بترت ممت تت ت يمي‬
‫ميمرت ت تمت متا مت م تيمت تير يرتم ييا قل‬ ‫هاد‬
‫لقلج عن‬
‫اتثا‬
‫اتهامه بالخمول وال‬
‫ا‬ ‫الإمام الغزالي وعلم المنطق‬
‫عه‬ ‫‪.‬م ‪... .‬ا تيده‬ ‫وت‬ ‫ءءء‬ ‫الصفا وعلم الكلام‬ ‫بين الفلسفة وإخوان‬

‫انتقادات أخرى ا‬
‫مؤلفات الإمام الغزالي‬
‫كتاب «الاقتصاد في الاعتقاد»‬
‫‪8‬‬ ‫متى كانت كتابة «الاقتصاد»؟‬
‫ا‬ ‫«قواعد العقائد» وكتاب «الاقتصاد»‬
‫‪0‬‬ ‫مكانة «الاقتصاد» بين كتب علم الكلام‬
‫أسلوب المؤلف في «الاقتصاد» ‪0‬‬
‫التساؤلات والتحريجات‬

‫تحرير الألفاظ وبيان المدلولات ‪0‬‬


‫لم كان «الاقتصاد» ولمن كتبه؟‬
‫هل قصّر الإمام يشواهد الكتاب والسنة؟‬
‫اا‬ ‫هل كان الغزالي أشعرياً في «الاقتصادة؟‬
‫‪0‬‬ ‫الأسبقيات العلمية للإمام الغزالي‬
‫‪0‬‬ ‫كلمة جامعة لأسلوب الإمام الغزالي‬

‫تفريط الحشوية وإفراط الفلاسفة والمعتزلة‬


‫ضرورة تلازم العقل والنقل عند أهل النظر‬
‫أهل السنة هم الموفقون للجمع بينهما‬
‫ااا ااا لله‬ ‫ا‬ ‫تذااب‬
‫ك به‬
‫لريف‬
‫فياالتع‬
‫التمهيد الأول‬
‫إل‬ ‫خوض في هذا العلم مهم في الدين‪.‬‬
‫ل أن‬
‫فيابيان‬

‫لآلا‬ ‫يماد‬
‫مي‬‫متم‬ ‫عادة غايةٌ المرام‬
‫ابحلثس عن‬
‫ال‬
‫تيه الرسول بمعجزته العقل للبحث عن الحقيقة وتثبيتها في النفس‪ .‬يييم مت تمت ريدلآلا‬
‫لآلا‬ ‫تتم‬
‫ت تي‬
‫تتم‬ ‫وجوبٌ اناتهلاجمحجّة بعد جلاء الحجة‬
‫لال‬ ‫اا‬ ‫ثمارةل عكلملام‬
‫ل‬ ‫يا‬ ‫ءءء‬ ‫الهوباعث لذلك؟ ف‬
‫تحريجة ‪ :‬فما‬
‫ااي لال‬ ‫وجود الباعث محرّض على وجوبالإخلاص فيالبحث ااا‬
‫التمهيد الثاني‬

‫فيبيان أن الخوض في هذا العلم وإن كان مهماً فهو في حق‬


‫‪7‬‬ ‫بعض الخلق ليس بمهم؛ بل المهم لهم تركه‬
‫غلا‬ ‫تمي‬ ‫اختلاف الناس بما تُكِنُّ نفوسهم على أربع فرق تيت اميت تت ميلم متت‬
‫كلا‬ ‫الفرقة الأولى ‪ :‬طائفة الفطرة السليمة وحكم تعلم الكلام في حقّها تيليا‬
‫غلا‬ ‫مان أجلاف الأعراب بوجود مخيلة تدلٌ عليه تامام تت يتليل ممم‬ ‫إاتهي كل‬
‫إثب‬
‫مم تم ‪.‬م متم م تدا غلا‬ ‫سبب ترك السلف الخوض في هذا العلم بير م‪.‬م مم مت‬
‫لا‬ ‫الفرقة الثانية‪ :‬طائفة أهل الكفر والجحود التي تأبى اتباع الحق تاي‬

‫واضعلشيء في محله ‪0‬‬


‫اللا‬ ‫لمالو‬ ‫اا اع‬
‫الفرقة الثالثة‪ :‬طائفة مؤمنة نزلت بساحتها الشّبَهُ والشكوك مامال‬
‫ميلالا‬ ‫مي يي مير‬ ‫مري‬ ‫يلم‬ ‫الاتدرلجعفيلاج تي‬
‫تيمي ايل لا‬ ‫الفرقة الرابعة‪ :‬طائفة ضالة غير مكابرة يؤنس منها الميل إلى الحق يتم‬
‫‪77‬‬
‫وا‬ ‫‪. .‬ع ‪.‬د عد ‪.‬د ءدعا‪.‬‬ ‫‪. . .‬د ‪.‬دور جه عم واج‬ ‫‪.‬د ‪.‬د ‪.‬د ‪.‬مده‬ ‫ذا‪.‬‬ ‫شيطاني‬ ‫وسبيل‬ ‫داءً وبيء‬ ‫التعصب‬

‫التلطفٌ والرحمة خيرٌ السب‬


‫التمهيد الثالث‬
‫فيبيان أن الاشتغال بهذا العلم من فروض الكفايات‬
‫اص‬ ‫اضيات؟‬
‫كنففرو‬
‫لو م‬
‫ا ه‬
‫تحريجة ‪ :‬فلم‬
‫تثوير البدع والشكوك محتمل في كل زمان ا‬
‫الاشتغالٌ بالفقه في بلد خلا عن فقيهٍ ومتكلم أولى؛ لعموم الحاجة إليه ‪0‬‬
‫الأصل هو الاعتقاد السليم؛ وليس علم الكلام ا‬

‫في بيان مناهج الأدلة التي استنهجتاها في هذا الكتاب‬


‫‪.‬ده‬ ‫ع ع همد‬ ‫ره‬ ‫‪.‬ع‬ ‫‪.‬قد‬ ‫‪. . . .‬د ‪. .‬ده‬ ‫‪.‬ا‬ ‫‪.‬ا‬ ‫را‬ ‫فقط‬ ‫ثلائثة مناهج‬ ‫على‬ ‫الاقتصار‬ ‫سبب‬

‫يي‬ ‫سيم‬
‫قلسبر‬
‫ت‪ :‬ا‬‫لول‬
‫ا الأ‬
‫ونهج‬
‫الم‬
‫سيم‬
‫قلسبر‬
‫ت ا‬
‫لثيل‬
‫ا وتم‬‫ويف‬
‫تعر‬
‫‪ 2... .‬ا‬ ‫الملث‬
‫ث الع‬
‫لنتاج‬
‫ا إ‬
‫شرط‬
‫ا‬ ‫أسماء العلم الناتج من الأصلين‬
‫المنهج الثاني ‪ :‬أن نرتب أصلين على وجه آخر ا‬
‫للخنصمتيجة حتم ا‬
‫بامٌا ا‬
‫إلز‬
‫سدعتيحالة دعوى الخصم‬
‫ان‬‫بل‬ ‫ناء‬
‫ابوت‬
‫و لث‬
‫عرض‬
‫د نتع‬
‫المنهج الثالث ‪ :‬ألا‬
‫ا‬ ‫ليلول‬
‫دتحص‬
‫مث ل‬
‫اتالالباح‬
‫وظيف‬
‫علامةٌ على فهم المراد من النظر وتأكيدٌ بيانه‬
‫لام‬ ‫اال‬ ‫صةطلاح ؛ فماالنظر؟‬ ‫اعرف‬
‫لم‬‫تحريجة‪ :‬مراادي‬
‫في أصول البحث‪ :‬المعنى مقدم على المبنى ‪. . . . . .‬‬
‫ماع‬ ‫‪.‬د ‪.‬م و ‪.‬د م ء ء ل م ‪.‬م مد ‪.‬عع‬ ‫ماع‬ ‫ذلك؟‬ ‫وسبيل‬ ‫تحريحة ‪ :‬فما وجه إلزام الخصم‬

‫المدارك المعتمدة فى هذا الكتاب‬


‫ناطم‪/‬‬ ‫يت يي‬ ‫يتم‬ ‫مم‬ ‫متم‬ ‫يتم‬ ‫ممم‬ ‫متم‬ ‫م م مت تت‬ ‫الأول ‪ :‬الحسيات يت تم‬
‫قم‬ ‫لا‬ ‫‪...‬م م مر‬ ‫‪.‬م‬ ‫م‬ ‫‪.‬م تم و ‪.‬م‬ ‫‪.‬ات‬ ‫يمام‬ ‫الثاني ‪ :‬العقلي المحض‬

‫د‬‫الثالث ‪ :‬المتواتر ا‬
‫قم‬ ‫اااي‬
‫تحريجة‪ :‬لا أسلّْمٌ بأحد الأصلين في مثال التواتر مالالا‬
‫ااا الي قم‬ ‫ااام‬ ‫اماما ايا‬ ‫وجه الاستدلال بالمتواتر ملالا‬
‫قم‬ ‫الرابع ‪ :‬أن يكون الأصل مثبتاً بقياس يستندٌ إلى أحد المدارك الثلاثة السالفة ااا‬
‫الخامس ‪ :‬السمعيات ل‬

‫ايا أ‪/‬‬ ‫ايا‬


‫السادس ‪ :‬أن يكون الأصل مأخوذاً من معتقد الخصم ومسلماته الا‬
‫سواء؟ ملعاال اماما مااع اماما الا اال اياي لأ‪/‬‬ ‫نكتفيفاع‬
‫اار‬
‫للمد‬
‫ا ا‬
‫تحريجة ‪ :‬فهل‬

‫القطب الأول‬
‫النظر في ذات الله عز وجل‬
‫‪4‬م‬ ‫اوى‬
‫دهععشر‬
‫وفي‬
‫الدعوى الأولى‬
‫وجوده تعالى وتقدس‬
‫‪034...‬‬ ‫م‬ ‫م‪.‬م ‪.‬تي‬ ‫مو‬ ‫تتم‬ ‫تمي‬ ‫م تمت‬ ‫العالم يترم تت تم‬ ‫تعريف‬
‫‪34‬‬ ‫مو م مه م م ل م لم ‪...‬ا‬ ‫مم‬ ‫‪.‬م ‪.‬م‬ ‫‪...‬م‬ ‫ءءء مت‬ ‫مر‬ ‫تقسيم الموجودات‬

‫فهلسطة ميل ايا‬ ‫لاتس لأ‬


‫لااالتف‬
‫‪74‬‬ ‫ل‬‫يتيم يي‬
‫ي ممم‬
‫الموجودٌ يدرك بالحسيٌ أو بالدليل تامام‬
‫يل ‪74‬‬ ‫تمي‬ ‫تي‬ ‫م‪.‬م تت‬ ‫ب‬ ‫تحريجة‪ :‬لا أسلَّمٌ بوجوب السبب لكل حادث‬
‫الي ‪4‬‬ ‫ااا‬ ‫ااا‬
‫تحريجة ‪ :‬فَإِن نوزعتم في كون العالم حادثاً؟ الام‬
‫‪88‬‬ ‫تحريجة‪ :‬ولم يلازم المدركٌ بالحنٌّ الحدوثٌ؟ مالالا ام ااال‬
‫‪74‬‬ ‫الي‬
‫م تم‬‫ب‬ ‫الحركة والسكون‬ ‫تحريجة‪ :‬لا نسلم بوجود وحدوث‬
‫‪84‬‬ ‫يلي‬ ‫الفلاسفة هم رأس القاثلين بقدم العالم امات متت مام متت تمي‬
‫لم ينكر الفلاسقة حدوث الصور والأعراض ا‬
‫‪89‬‬ ‫يي‬ ‫اميتي‬
‫الدليل على أن الحركة (العرض) زائد عن الجسم تيراي‬
‫ا‬ ‫ملُون؟‬
‫لاكنقو‬
‫باذاا ل‬
‫تحريجة ‪ :‬فلم‬
‫ياي ‪89‬‬ ‫الا‬ ‫لاالا‬
‫ماا لا‬
‫مالال‬ ‫الض؟‬
‫ربتسلس‬‫عقول‬
‫أ لا ن‬
‫ل فلم‬
‫اجة‪:‬‬
‫تحري‬
‫‪4‬‬ ‫اااي‬ ‫الفرق بين اختصاص العرض بالمحل والجوهر بالحيز ااا‬
‫ااا‬ ‫تحريجة‪ :‬فلم لا يكون القديم محلاً للحوادث؟ ماالاا ااا ااا ااا‬
‫تحريجة‪ :‬سلّمنا أنه لا تفاوت بيانللانهايتين فكيف تفاوتت لانهاية القدرة مع لا‬

‫ا‬ ‫رهيجة‬
‫تلطحلهذ‬
‫ااًلالغ‬
‫منش‬

‫الدعوى الثانية‬
‫لاقل‬ ‫ميتم تم يي‬ ‫يمي‬ ‫تمت‬ ‫‪...‬متي‬ ‫صانع العالم قديم لا أولَ له تي‬
‫ا‬ ‫القدم صفة رافعة لا زائدة‬

‫الدعوى‪:‬الثالثة‬
‫صانغ العالم باتي لا آخرّ له ا‬
‫ملي اق‬ ‫ممم‬ ‫ممم ممم‬ ‫ميم‬ ‫مر‬ ‫يت‬ ‫مرجحات العدم ثلاثة‪:‬‬
‫ف‬ ‫ري‬ ‫يمم‬
‫تتمت تيت‬
‫دفع شبهة الإعدام بالقدرة تمي ت‬
‫قا‬ ‫بتي يترم متت يرتم ممم يتم تتم مريت ت تير‬ ‫إبهعةدام بالضدٌ‬
‫لش‬‫ادفع‬
‫‪9‬قا‬ ‫‪.‬تت م متت متيل‬ ‫دقع شبهة الإعدام بانقطاع أحد شرائط الوجود تتام تتم‬
‫م تلا قعل‬ ‫يمم‬
‫ت تيا‬
‫تيا‬ ‫انىدث؟‬
‫و تف‬
‫ل‪:‬حفكيف‬
‫ايجة‬
‫تحر‬
‫الدعوى الرابعة‬
‫الاق‬ ‫تتم م ميد‬ ‫ممم ت تيمر ممم تارمت‬ ‫تتي‬ ‫هر‬
‫و ليس‬
‫جعالم‬
‫بٌ ال‬
‫صانع‬
‫لاق‪٠‬‏‬ ‫تحريجة‪ :‬فكيف القول بمن سماه جوهراً ولم يعتقده متحيزاً؟ تيامتتم يالا‬
‫اناا ا ه‪٠١‬‏‬ ‫ااا‬ ‫‪2‬‬
‫رأيان في إطلاق الأسماء عليه سبحانه التي لم يردبها السمع ‪. . .‬‬

‫الدعوى الخامسة‬
‫ااا ‏‪٠١‬‬ ‫صاانلععالم ليس بجسم‬
‫الدعوى السادسة‬

‫ماو اجامده‬

‫دالجءاءلهماهم‬

‫لانغة‬
‫ايةل أم‬
‫نظر‬
‫‪0‬‬ ‫تحريجة‪ :‬إنما اختصٌ بالفوقية لأنها أشرف الجهات ‪.......... .‬‬
‫اي‬ ‫تحريجة‪ :‬فهل العرض مقدر؟‬
‫تحريجة‪ :‬فلم تتجةُ الأكف إلى السماء؟ وكيف تفهمون حديث الجارية؟ ‪. . . .‬‬
‫فهم المراد من التوجه وتعليله‬
‫لطيفة في سر التوجه للسماء‬
‫‪0‬‬ ‫اء‬
‫درىععند‬
‫ل أخ‬
‫ايفة‬
‫ولط‬
‫رية‬
‫جىاحديث‬
‫ل عل‬
‫الام‬
‫الك‬
‫مالماخاجاع‬ ‫‪.‬م ‪. .‬ء ‪...‬ا مادام ‪ .‬يء‬ ‫ماء‬ ‫وهو خلوّ عن جهة؟‬ ‫تحريحة ‪ :‬فكيف يكون موجوداً‬

‫ماج‬ ‫ع‬ ‫ماع‬ ‫‪... .‬ده ‪.‬مه وا تلماه‬ ‫‪.‬ما‬ ‫‪...‬ا‬ ‫أنتم تدعون موجوداً غير مفهوم‬ ‫تحريجة‪:‬‬

‫‪...‬د ‪.‬مج مه‬ ‫‪...‬ءءء‬ ‫‪.‬ءرد‬ ‫مماءارا ‪.‬ا‬ ‫الخيال غير موجود‬ ‫‪ :‬فما لا يتصوره‬ ‫تحريجة‬

‫الدعوى الثامنة‬
‫مالعا‬ ‫لله تعالى غيرٌ مستقرٌ على العرش‬
‫جاخدءع‬ ‫اما‬ ‫لا يستقر على الجسم إلا جسم‬
‫جام‬ ‫هاخا‬ ‫غ‪0‬‬ ‫تحريجة‪ :‬فما معنى الاستواء والنترول؟‬
‫منهج نفيس في فهم أمثال ذلك ا‬
‫راقع‬ ‫ع ام‬ ‫افبه‬
‫مفتفيشتعري‬
‫للمؤل‬
‫اي ا‬
‫هذه اللصوص وأمثالها ليست من المتشابه»؛ ورأ‬
‫ومنه‪« :‬قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن»‬
‫ماء‬ ‫اجام‬ ‫وه‬ ‫م وه‬ ‫‪...‬و‬ ‫د‪.‬ا ‪.‬م‬ ‫إليه ذراعاً»‬ ‫إلى شبراً‪ . .‬تقربت‬ ‫ومنه‪« :‬من تقرب‬

‫‪77‬‬
‫‪8‬لا‬ ‫يي‬ ‫م تيمو‬ ‫م تيمم‬ ‫م مت م‬ ‫شوقاً؛ تييا ‪.‬تم تيمت م‬ ‫ومنه‪ :‬الأشد‬
‫‏‪٠78‬‬ ‫تيل‬ ‫يلا‬‫تمت‬
‫مييمي‬
‫تت‬‫‪.‬‬‫ومنه ‪« :‬الحجرٌ الأسودٌ يمينٌ الله في أرضه» م‬
‫قل‬ ‫تيبي‬ ‫تتت‬
‫مات تي‬
‫مناقشة معاني الاستواء والخلوص إلى الراجح تيييا‬
‫للا‬ ‫مي‬ ‫ا‬ ‫مناقفة معاني التنزل اما‬
‫ايا قل‬ ‫ااا‬ ‫ااا‬
‫تحريجة‪ :‬فلم خصّص النزول بسماء الدنيا؟ مالالا‬
‫اي قلا‬ ‫ااا‬ ‫تحريجة‪ :‬وما علَّةٌ التخصيص بالليل؟ مالالا‬
‫الدعوى التاسعة‬
‫ملل‬ ‫اي‬ ‫لاما الا ااا‬ ‫لاا الالال مالالا‬ ‫حق‬
‫اندلأهل‬
‫ئجليٌ ع‬
‫رو‬‫م عز‬
‫الله‬
‫النظر في جواز الرؤية في طرفين‪:‬‬
‫يلألا‬ ‫لامالا‬
‫‪ -‬الطرف الأول ‪ :‬الدليلٌ العقلي على إمكان رؤيته سبحانه ملا‬
‫بر لاا‬ ‫ما‬
‫اماما‬
‫مالا ا‬
‫ا ما م‬
‫مااعاء‬ ‫‪8‬‬ ‫المسلك الأول‬
‫‪71‬‬ ‫لاي‬ ‫ما‬ ‫تحريجة‪ :‬كونه مرئياً يثبت له الجهة والجهة في حفّه محال‬
‫‪1‬‬ ‫ي‬‫ا وام‬
‫اممم وا‬
‫ا وام‬
‫التلعالى يرى نفسَةٌُ والعالجٌ من غير جهة ما ال‬
‫ا‬‫ملالتوضيح إمكان الرؤية ا‬
‫ييه لال‬ ‫مت تت‬ ‫م‬ ‫متت مم مت‬ ‫تتم‬ ‫تم م مم م مم تم‬ ‫يي‬ ‫المسلك الثاني‬
‫لل‬ ‫ممم‬ ‫تيرم‬ ‫يت متي‬ ‫الرؤيةٌ واقعة ولكن بما ورد به الشرعٌ اميتي‬
‫يي ا‬ ‫ااا‬
‫اي ا‬
‫تفصيل القول في الرؤية الشرعية الاي لا‬
‫ااي قلا‬ ‫ااا‬ ‫لامالا الا‬ ‫مالا‬ ‫مامالا‬ ‫نفي إرادة المحل معام اماع‬
‫يي لا‬ ‫ع‬ ‫ما‬ ‫الام‬
‫نفي إرادة المتعلّق ملالا‬
‫لي الالال‬ ‫اال‬ ‫الا الام ماما‬ ‫امام‬ ‫المرادٌ هو المعنى فما حقيقثةٌ؟ مالالا‬
‫سي‬ ‫‪0‬‬‫ُمَّةَ أشياء تعلمها ولا نتخيلها فا‬
‫‪1‬‬ ‫معام مام اماما‬ ‫الطرف الثاني ‪ :‬في وقوعه شرعاً والالا ال ماع الالالال‬
‫لاا‬ ‫اا‬‫ااي‬
‫المشؤرعْكّدٌ لوقوع الرؤية مالالا اا‬
‫ا‬ ‫سؤال نبي الله موسى عليه السلام الرؤية ا‬
‫‪471‬‬ ‫اي‬
‫اا لاا‬
‫ا مالال‬
‫إما أن نقول بجهل النبي أو جهل المعتزلي مالا الالال‬
‫وقماولكم في ‪ :‬أن‬ ‫ييا؟‬
‫ن ف‬
‫دلها‬
‫ايفل سأ‬
‫تحريجة‪ :‬فإن كان النبي لا يجهل ‪ . .‬فك‬
‫‪0‬‬ ‫> رج لَاثْدْ ركه الْأََسَرٌ»؟‬
‫‪0‬‬ ‫الرؤية بين الحشوية والمعتزلة وتوفيق أهل السنة‬
‫الدعوى العاشرة‬
‫‪0‬‬ ‫للتهعالى واحدٌ في ذاته وصفاته وأفعاله‬
‫نفيٌُ الشريك عن الله عز وجل‬
‫تحريجة‪ :‬فما ارد على من عدذَّدٌ الآلهة بمناسبة تعدّد المخلوق؟ ‪0 :‬‬
‫على الخلق‬ ‫قهما‬
‫افرض‬
‫تةف‪ :‬ن‬
‫اريج‬
‫تح‬
‫تحريجة‪ :‬نفرزض أن أحدهما يخلى الخير والآخر الشر‬
‫القطب الثاني‬
‫و‬ ‫فيات‬
‫صل ف‬
‫املالأو‬
‫القس‬
‫الصفة الأولى‬
‫‪4‬‬ ‫القدرة‬
‫اا‬ ‫النظامٌ والحكمة والإبداع دليلٌ على القدرة‬
‫‪4‬‬ ‫تحريجة ‪ :‬ما دليل إحكام العالم؟‬
‫‪4‬‬ ‫تحريجة ‪ :‬ولِمّ كان كلٌّ محكم فاعلُهُ قادرٌ؟‬
‫دنرة‬
‫ابلأنق تكو‬
‫تحريجة‪ :‬إن لم يصدر العالم عن الذات لكيلا يكون قديماً ‪ . .‬وج‬
‫حادثة لحدوث الفعل‬
‫أحكام القدرة‬
‫تعلق بكل ممكن‬ ‫قدرة الله تعالى واحدة‬
‫‪0‬‬ ‫تحريجة‪ :‬فما القول في الممكنات التي تعلق العلم بعدم وجودها؟‬
‫قد يكون الشيء ممكتاً من وجه ومحالاً من وجه آخر‬
‫تحريجة‪ :‬فَقَدَرٌ الأحياء ‪ :‬هل هي من خلقهم أم من خلق الله تعالى؟‬
‫الجبرية قالوا بإنكار قدرة العبد مطلقاً‬
‫المعتزلة قالوا بإطلاق قدرة العبد مناهضاً لقدرة الله تعالى‬

‫أكنضن‬
‫لا خالق سوى الله تعالى‬
‫القلشيء عالم به‬
‫خا‬
‫التحل وأشغاله دليل على قدرة الله تعالى في خلق أفعال الأحياء‬
‫أهل السنة هم الموفقون لاستخلاص الحق من الرأيين‬
‫تحريجة ‪ :‬فكيف تثبتون مقدوراً بين قادرين؟‬
‫تحريجة ‪ :‬تعليل مقدور بين قادرين غير مفهوم‬

‫لا نسمي العبد خالقاً ومخترعاً وإنما الكسب فقط‬


‫‪8‬‬ ‫تحريجة ‪ :‬فأي قدرة هي التي تثبتونها للعبد ولا حقيقة لتعلقها؟‬
‫*‬ ‫‪...‬‬ ‫تحريجة‪ :‬معنى تعلق القدرة قبل وقوع المقدور أنه متى وقع ‪ . .‬فقد وقع بها ‪. ..‬‬
‫‪0‬‬ ‫تحريجة ‪ :‬معنى تعلق القدرة أنها متهيئة لوقوع المقدور بها‬
‫‪0‬‬ ‫تحريجة ‪ :‬فأيٌُ معنىٌ لقدرة لا مقدور بها؟‬
‫لا محيصن عن إثبات قدرتين متفاوتتين ا‬
‫‪8‬‬ ‫تحريجة‪ :‬فلماذا لا نقول بتولد الحركات بعضها من بعض؟‬
‫التعريف الصحيح للتولد‬
‫اللازمات الشرطية لا تنفكٌ‬
‫اللازمات غير الشرطية قد تَنفْكٌ‬
‫‪...‬مه‬ ‫تمد‬ ‫تحريجة‪ :‬لِمَ لا يكون المراد من التولد وجود موجود عقيب آخر؟‬

‫الصفة الثانية‬

‫ع ع ع دغدغم دع‬ ‫‪.‬د ‪. .‬م ‪.‬م ع ‪.‬مدخ ‪.‬عد ‪.‬م ‪. .‬‬ ‫‪.‬د خد‪.‬‬ ‫‪.‬د ‪.‬ع ‪.‬ع جاخ‬ ‫‪ .‬د ‪.‬د ‪.‬م‬ ‫ماع‬ ‫وعد‬ ‫ودليلها‬ ‫العلم‬ ‫صفة‬ ‫شمول‬

‫لومات نهاية؟‬
‫لةم‪:‬عفهل‬
‫تحلريج‬

‫الصفة الثالئة‬
‫ياتا‬ ‫الحياة‬
‫الصفة الرابعة‬
‫‪811‬‬ ‫الإرادة‬
‫تحريجة‪ :‬فكما أن القدرة احتاجت لمخصصٍ لتعيين المقدور وزمنه‪ . .‬فكذلك‬
‫‏‪٠14‬‬ ‫لين‬ ‫اا‬ ‫ااانا‬ ‫الإرادة مثلهاء وهذا مققضٍ للتسلسل» فما جوابكم؟‬
‫د‬ ‫الانالسإ فيرادة أربع فرق ‪ :‬ا‬
‫قلأ‬ ‫يي‬ ‫يم‬ ‫تي‬‫ي تت‬
‫متيمت‬‫‪ -‬الرد على الفلاسفة بنفيهم الصفات تيم‬
‫لاا لاا للا‬ ‫ااا‬ ‫الإرادة كما تخصص الحادث بالزمان قكذلك تخصصه بالصفات‬
‫‪7/1‬‬ ‫لد‬‫ااا‬
‫لع ا‬
‫الرلدمعلعىتزلة القائلين بالإرادة الحادثة في غير محل واماام‬
‫ا‬
‫اد‬ ‫‪ -‬الرد على الكرامية المجسمة‬
‫ايا لالجل‬ ‫ال‬ ‫معام ااام ااام واو امام مااع‬ ‫الإرادة قديمة عند أهل السنة والجماعة‬
‫غلا‬ ‫تمي‬ ‫متت‬ ‫تيت ‪.‬يتامم تمي‬ ‫الشر والكفر والمعصية من مراد الله تعالى‬
‫للا‬ ‫تلم‬ ‫‪.‬تيمر‬ ‫أما عند المعتزلة فالمعاصي والشرور بغير إرادته سبحانه تيت‬
‫تيبي ‪8/71‬‬ ‫ميتم‬ ‫‪.‬ممت ‪.‬ميتم ممم ميتم‬ ‫تتتت‬ ‫تحريجة ‪ :‬فكيف يأمر بما لا يريد؟‬
‫الصفة الخامسة والسادسة‬
‫ولا‬ ‫السمع والبصر‬
‫الا‪1/‬‬ ‫تحريجة ‪ :‬ولِمَ لا يراد بالسمع والبصر صفة العلم؟ وااعاااا مااااااااا لاا ا‬
‫تحريجة ‪ :‬إنما امتنعتا لكيلا يصير محلاً للحوادث؛ ثم كيف رأى العالم في الأزل وهو‬
‫الا‬ ‫ل‬ ‫‪.‬لل‬ ‫م مي‬ ‫‪.‬ل‬ ‫مي‬ ‫‪.‬مم‬ ‫مم‬ ‫‪...‬م ‪.‬م‬ ‫متت‬ ‫م‬ ‫معدوم؟ بي‬

‫اانا الا‬ ‫ااال الام اا مايا اااي‬ ‫به مالالا‬ ‫ادة‬


‫رعلق‬
‫إ كت‬
‫لدوم‬
‫المع‬
‫تعلق العلم با‬
‫الالال‬ ‫اا‬ ‫لا‬
‫اااا‬
‫ملعا‬ ‫تحريجة‪ :‬لِمّ يجب أن يكون الخالق أكمل من المخلوق؟‬
‫الالال‬ ‫اي‬ ‫ااي‬
‫م اال‬
‫تحريجة‪ :‬لا تسلّم أن السمع والبصر كمال مالا‬
‫ا ا ا لاا‬ ‫ااا‬
‫ا اا‬
‫كاون شاماً وذائقاً؟ (صفة الإدراك) مالامامام‬
‫ي ل‬
‫تحريجة‪ :‬فلم‬
‫خلا‬ ‫ااال‬ ‫ااا‬ ‫تحريجة ‪ :‬فإن كان دليلكم هو الكمال ‪ . .‬فهلا أثبتم صفة التلذذ ونحوها؟‬

‫‪7١‬‬
‫الصفة السابعة‬
‫اه‬ ‫الكلام‬
‫أها‬ ‫ااا‬ ‫كون الخلق مرددين تحت الأمر والنهي مسلك ضعيف في إثبات الكلام اا‬
‫الها‬ ‫إثبات الكلام بالإجماع وقول الرسول مسلك ضعيف كذلك مااي‬
‫الآهرا‬ ‫ايا ااي‬ ‫مالعالا‬ ‫مالالا لاع لاع الا‬ ‫لام‬
‫لتكصفة‬
‫اثبا‬
‫المنهج المختار لإ‬
‫لجرا‬ ‫تحريجة ‪ :‬إثبات الكلام بهذا المسلك ألا يؤدي لكون القديم محلاً للحوادث؟ ااا‬
‫للكلام اعتباران في اللغة‪ :‬صوتي ونفسي مايا مالالا لماعم الا الا ااي هرا‬
‫كرا‬ ‫ااا‬ ‫تحريجة ‪ :‬ولِمّ لا يكون الكلام النفسي عائداً لصفة العلم أو الإرادة أو القدرة؟‬
‫ااا كا‬ ‫ا‬‫ااال‬
‫اااا ا‬
‫الاال‬ ‫مثال يوضح الفرق بين الكلام النفسي والعلم‪. . .‬‬
‫ااا الا اا‬ ‫تحريجة ‪ :‬مثالكم ليس الأمرٌ فيه آمراً على الحقيقة ماما اماما الا الا‬
‫يلار‬ ‫ااا‬ ‫مالالا‬ ‫الة واغيلرمأمور به واهولكلام‬
‫ليرٌ‬
‫لولد غ‬
‫امدل‬
‫ال‬
‫ااا ااي هرأ‬ ‫شُبّهٌ ترد على هذه الصفة يجب دفعها ‪ :‬مالالاالاالالال ااا‬
‫لاي لجرا‬ ‫ايا‬ ‫اعم امام اماما‬ ‫الاستبعاد الأول مالاياعا ااا عا لام لاا امام‬
‫تحريجة‪ :‬كيف سمع موسى عليه السلام كلامه سبحانه وهو ليس بحرف ولا صوت؟ ‪ . .‬لا‪١8‬‏‬
‫ها‬ ‫ااال‬ ‫ااا‬ ‫السؤال فاسدٌ من أصله؛ لأنه سؤال عن كيفية ولا كيفية له سبحانه‬
‫اناا هرا‬ ‫اااي‬ ‫مالم مالا‬ ‫لامالا اام‬ ‫‪ -‬الاستبعاد الثاني مالالاء ااام الام‬
‫حها‬ ‫اانا‬
‫ااا اا‬
‫اا‬ ‫تحريجة‪ :‬كيف حل القديم فايلمصاحف الحادثة؟‬
‫ها‬ ‫نا‬
‫ااااااا‬
‫الا ا‬
‫هذا السؤال واردٌ مكّنْ لم يفهم الفرق بين الدلالة والمدلول مالا‬
‫فقا‬ ‫اي‬ ‫ااا‬ ‫ايا‬ ‫الا‬ ‫مالالا الالال ايام ايام لمالا‬ ‫ماماعا‬ ‫الاستبعاد الثالث‬
‫فخلا‬ ‫الل‬ ‫اناالا‬ ‫وكيف التوفيق بين كون القرآن كلام الله تعالى وهو صوت وحرف؟‬
‫‏‪٠40‬‬ ‫تير‬ ‫تمت تيت‬ ‫تييم امت ييار ميتي يتم ممتي‬ ‫الاستبعاد الرابع‬
‫تحريجة‪ :‬المعجزة فعلٌ حادث يجري على يد مدعي النبوة» والقرآن معجزة بلا شك؛‬
‫‏‪١٠41‬‬ ‫يي‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫م ‪.‬م‪.‬م مم مم مي‬ ‫‪.‬م تتم‬ ‫يت‬ ‫فكيف صار القديم معجزة؟‬
‫‪74‬‬ ‫اللا لل‬ ‫للاا‬
‫منشاً الخطإ في هذه الشبهة عدمٌ فهم الاشتراك اللفظي الالا‬

‫‪7‬ص‬
‫الاستبعاد الخامس‬

‫‏‪٠47‬‬ ‫اي‬ ‫لام‬


‫ا اا‬
‫تحريجة ‪ :‬كلامه سبحانه مسموع ؛ فكيف يكون قديماً؟ الالال‬
‫‪ . . .‬‏‪١47‬‬ ‫لهام؟‬
‫سلي‬
‫ل ع‬
‫الله ماوسى‬ ‫ليم‬
‫ليكفضلٍ‬
‫إن كان المشرك يسمع كلامٌ الله القديم ‪ . .‬فأ‬
‫القسم الثاني‬
‫‏‪١١‬‬ ‫في أحكام الصفات عامة ما يشترك فيها أو يفترق‬
‫وهي أربعة أحكام ‪:‬‬
‫‏‪٠48‬‬ ‫يي‬ ‫الما‬
‫الحكم الأول‪ :‬زيادة الصفات على الذات دون مغايرة الا‬
‫اا ‪8‬و‪٠‬‏‬ ‫إنكار المعتزلة والفلاسفة زيادة الصفات على الذات باالاللاالالالالالا اللا‬
‫‪9‬و‪٠‬‏‬ ‫الا‬ ‫لانم ععندتزلة بخلاف الفلاسفة ماالااا‬
‫الإرادة والكلام صفتان ثاابتت‬
‫‏‪٠43‬‬ ‫يا‬ ‫اا‬ ‫مالالا‬ ‫ذات‬
‫ايرل عن‬
‫أهل الحق يثبتون زيادة الصفات دون تغا‬
‫‏‪١8‬‬ ‫تحريجة‪ :‬فعلى مسلككم هذا يجبٌ نفيُ الصفات لوجود الخلاف في جزئيات متعلقاتها‬
‫انالا ااانا حا‬ ‫ولِمّ لا تكون الذات وحدها كافية عن الصفات؟ مالالا اا ااا‬
‫مااعاءااءا اعمالااعاءالاالالالااالالاا ااا ااا قحا‬ ‫فتات‬
‫صثبا‬
‫لي إ‬
‫اق ف‬
‫مذاهب الفر‬
‫ا ف قلا‬ ‫تحريجة‪ :‬إثباتكم للمختلفات لا يرفع الإشكال ميتم يتاميم تيم يريت ييا‬
‫ففل‬ ‫يم مي‬ ‫‪.‬م م تمت م‬ ‫م يت مت مت‬ ‫أي فرق بين القدرة والإرادة هنا ؟ يي‬
‫غلا‬ ‫تيد‬ ‫تيت‬ ‫الإرادة‬ ‫فرق بين القدرة والإرادة يجعلنا نمنع القدرة ونثبت‬ ‫تحريجة‪ :‬ثم‬

‫لاقلا‬ ‫‪.‬ميد‬ ‫متي‬ ‫‪.‬تي‬ ‫د‪.‬‬ ‫تحريجة‪ :‬فهل معنى زيادتها على الذات مغايرتها للذات؟‬

‫‪83000‬‬ ‫الصفات ليس بعين الذات ولا غيرها‬


‫متت ‪.‬ت ‪.‬م‪.‬م تت تم تتم يلد للإقل‬ ‫الحكم الثاني ‪ :‬قيام الصفات بالذات ييا تم‬
‫لاقل‬ ‫‪.‬وم‬ ‫‪...‬م‬ ‫‪.‬تي‬ ‫‪.‬م يت‬ ‫‪...‬م‬
‫برهانٌ قيام الصفات بالذات يا‬
‫أجل‬ ‫تيليا‬ ‫تيم‬ ‫بتي‬ ‫إن كانت الإرادة في غير محل ‪ . .‬فلم لا يكون الكلام كذلك؟‬
‫لأفلا‬ ‫تيد‬ ‫مي‬ ‫تتم ‪...‬متت تيمم‬ ‫بيت ‪.‬مايا‬ ‫(لا في محل)‬ ‫ساببلمقوعلتزلة‪:‬‬
‫قل‬ ‫مي يا لتيل‬ ‫الحكم الثالث ‪ :‬كل صفاته سبحانه قديمة كذاته تيلاي ‪.‬مم متم‬
‫غلا‬ ‫تيا‬ ‫مت‬ ‫‪.‬ا‪..‬م‪.‬م‬
‫تي‬ ‫ات‬
‫فقدم‬
‫صعلى‬‫لائل‬
‫ا دل‬
‫ثلاثة‬
‫كفل‬ ‫تبي‬ ‫تتم‬ ‫متم ممت ‪.‬م‪.‬م م تتم متت تتم‬ ‫بم‬ ‫الحادث جائز وصفاته تعالى واجبة‬
‫كفل‬ ‫تحريجة ‪ :‬فيبطل قولكم بحدوث العالم يترم يتا تم يت يت م متم م م‪. .‬متت يميد‬
‫ا‬ ‫القديم لا يكون فعلاً‬
‫الإخلا‬ ‫ليا‬ ‫تحريجة‪ :‬لِمّ تجعلون من عدم الكلام وعدم العلم أشياء تبطل وهي أعدامُ؟ مم‬
‫ع‪٠‬‏‬ ‫باللا‬ ‫العلم والإرادة والكلام‬ ‫السبع وهي‬ ‫تحريجة‪ :‬لا نسلم بقدم ثلاث من الصفات‬

‫دفع شبهة حدوث العلم القديم ا‬


‫ال‬ ‫قولكم بحدوث العلم يوجب العلم بالعلم الحادث؛ فيلزم التسلسل أو الدور‬
‫‪71‬ل‬ ‫تتا‬ ‫م‬ ‫تممه م تم‬ ‫م ‪...‬مم‬ ‫تر‬ ‫بد‬ ‫دفع شبهة حدوث الإرادة القديمة‬

‫‪ -‬دفع شبهة حدوث الكلام القديم ‪0‬‬


‫يي قال‬ ‫تحريجة‪ :‬كيف يأمر ‏ والأمر من كلامه ‏ ولا مأمورّ بعدٌ؟ اااي‬
‫حال‬ ‫لةصمنفات السبع صادقة عليه سبحانه أزلاً اا‬
‫اشتق‬
‫الحكم الرابع ‪ :‬الأسامي الم‬
‫اللا‬ ‫تيبي‬ ‫مت تمي‬ ‫تيمت تت ممتي‬ ‫م مت‬ ‫سامبيهحانه أربعة أقسام تي‬
‫أس‬

‫القطب الثالث‬
‫أخش‬ ‫لى‬
‫عالاالله‬
‫فيتأفع‬
‫ميل الا‬ ‫مي‬ ‫مم‬ ‫ممت ممم‬ ‫تيمل‬ ‫لا يجب على الله تعالى شيء‬
‫‪.‬مي يية ‪171‬‬ ‫متت متت‬ ‫تتت ‪.‬م‪.‬م ‪.‬تي تتم ‪.‬متم‬ ‫بيان مصطلحات دائرة في هذا القطب‪:‬‬
‫تعريف الواجب ا‪0‬‬
‫تبي الل‬ ‫تيما مت ‪.‬متت تيمم تيمم ‪.‬متم تت تيرم يم يم ميت‬ ‫تعريف الحسن‬
‫مي فلالا‬ ‫ا‬ ‫تعريف الحكمة ما‬
‫قل‬ ‫ملتتتتل‬
‫الكشف عن ثلاث غلطات تخلّص من إشكالات غرّت الكثير ‪ :‬متي‬
‫م تي فة لكلل‬ ‫‪.‬اميتي ممم ‪.‬م ر تتم تبت يميت‬ ‫تيتا‬ ‫تحكيم الأهواء‬
‫ا‬ ‫تعميم الأحكام‬
‫‪71‬‬ ‫يت تت ت ‏ ت لني‬ ‫بر‬ ‫‪0‬‬‫ص ص‬ ‫كس‬
‫ع إلى‬
‫للوهم‬
‫اق ا‬
‫سب‬
‫الالال‬ ‫ااي‬
‫ا ااام‬
‫لا يتبع العقل الصرف إلا الأولياء المصطفون‪ .‬مااع‬

‫‪9‬‬
‫تحريجة‪ :‬آلا ترون أنكم قلتم بالحسن والقبح موافقةٌ ومخالفة للأغراض؟‬
‫ف‬ ‫عودة للحديث عن سبق الوهم‬
‫‪.‬ع‬ ‫عاعاماء ‪.‬مام ‪.‬ا ءام م ‪. .‬جه‬ ‫النفس مطيعة للأوهام والتخيلات‬ ‫قوى‬ ‫خلقث‬

‫الدعوى الأولى‬
‫لا يجب على الله تعالى الخلق والتكليف بل هما جائزان‬
‫تحريجة ‪ :‬القائدة حاصلة ولكن للخلى لا للخالق‬

‫ألذ وأرفع ‪0‬‬ ‫سدتحقاق‬


‫لبا بع‬
‫اثوا‬
‫تحريجة ‪ :‬ال‬
‫‪.‬جه‬ ‫ممه‬ ‫‪.‬د م ءءء‬ ‫ءا ما‬ ‫دعاء‬ ‫شيئاً‬ ‫من الجهل‬ ‫التحريجة ما ترك‬ ‫هذه‬ ‫صاحب‬

‫سد )‪4‬‬‫‪1‬‬ ‫أ‬


‫وكا فصل ذه ليد وحم مارك كرتن‬
‫الدعوى الثانية‬
‫له سبحانه أن يكلّفَ العباد ما لا يطيقونه‬
‫ا ا‬ ‫لييف‬
‫كة ف‬
‫ت السن‬
‫اقدلأهل‬
‫معت‬
‫ف‬ ‫تحريجة‪ :‬فإن لم يكن في التكليف فائدة ‪ . .‬فهر عبث‬
‫لفظ العبث غير وارد أصلاً‬

‫‪...‬د ‪.‬م ‪...‬و و ‪.‬دم ءءء ماء‬ ‫مالالا ءءء‬ ‫له سبيحائه تعذيب البريء دون ثواب‬

‫فهل يكون الله تعالى ظالماً؟‬ ‫تحريحة‪:‬‬

‫الدعوى الرابعة‬

‫نفي رعاية الصلاح والأصلح عن الله تعالى‬


‫الدعوى الخامسة‬
‫ف‬ ‫لا يجب عليه سبحانه ثواب ولا عقاب‬
‫‪...‬امه‬ ‫و‪.‬ا‪.‬م ا ‪.‬د‪.‬ا‬ ‫وتركه قبيح‬ ‫الثواب‬ ‫على‬ ‫القدرة‬ ‫‪ :‬التكليف مع‬ ‫تحريجة‬

‫وي‬
‫الدعوى السادسة‬
‫‪.‬د“‬ ‫‪.‬ده‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬د اخ داء‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬د حدم‬ ‫‪>.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ع ‪.‬ع ‪.‬ع‬ ‫ع‬ ‫‪.‬ع‬ ‫خم‬ ‫‪0‬‬ ‫حتى يرد الشرع‬ ‫معرفة‬
‫لجب‬
‫لاا ت‬
‫تحريجة‪ :‬العقل يقدر الثواب على الشكر والعقاب على الكفر‬
‫ل لد‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫نا‬ ‫د اك‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د اد‬ ‫د‬

‫‪0‬‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ات‬ ‫كه‬ ‫د اك‬ ‫د‬ ‫د نا‬ ‫رد‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ل نا‬

‫‪0‬‬ ‫ا‬ ‫ا دا‬ ‫د‬ ‫د ربا‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د ند‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫ل‬

‫الدعوى السابعة‬
‫‪0‬‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د كه‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫دن‬
‫بعئة الأنبياء جائزة وليست بمحال ولا واجبة‬
‫‪0‬‬ ‫‪ 2‬لا‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫د اي‬ ‫د يه‬ ‫د‬ ‫د اب‬ ‫د‬ ‫داك‬ ‫دود‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫شبَهٌ البراهمة في منع الرسالة والرد عليها‪. :‬‬
‫م ‪.‬ةد ‪.‬ءغ‬ ‫‪.‬ةا ءاج‬ ‫‪.‬د جا جدجخل‪.‬خ ده‬ ‫ءاج‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬ع جما اء‬ ‫جح جدج‬ ‫م‬ ‫‪ 40‬م‬ ‫‪4‬‬ ‫العقل قاصر عن معرفة المشقي والمسعد ‪.‬‬
‫داءاء*‬ ‫جمد ءءء‬ ‫همد ءعدء‬ ‫مادم‬ ‫غد ءاج‬ ‫ء د ء‬ ‫‪.‬اج‬ ‫ده‬ ‫ماج‬ ‫مد م‬ ‫‪0‬‬ ‫سزةحمنر؟‬
‫للمعج‬
‫ان ا‬
‫أي‬
‫‪0‬‬ ‫د نا‬ ‫د نا‬ ‫د‬ ‫د يد‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د ندا‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫‪8‬‬ ‫وفييض‬
‫فصور‬
‫ت مت‬
‫ل غير‬
‫اغواء‬
‫‪ -‬الإ‬

‫‪0‬‬ ‫أصولكم؟‬ ‫في حقه على‬

‫ام النفس محال‬


‫الككذبل في‬
‫ا‬ ‫بعىوة؟‬ ‫وهي على يدا غي‬
‫لرنمد‬ ‫كمرفيامات‬
‫لولك‬
‫اق‬‫تحريجة ‪ :‬فما‬
‫تحريجة‪ :‬فهل تظهر المعجزة على يد كاذب؟‬
‫ا‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫لس‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫نان‬ ‫اه‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫د دا دا دا‬ ‫د لد نا‬ ‫د ندا‬ ‫ل نا نا‬ ‫دفع شبهة الدجال (تعليقا‬

‫‪71١‬‬

‫الباب الأول‬

‫‪1‬‬ ‫في إثبات نبوة نبينا محمد كَيةٍ‬


‫ب‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫با ند‬ ‫داب‬ ‫د ني‬ ‫د‬ ‫بود‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫نا نا لد ند‬
‫الاردل ععلىيسوية القائلين ‪ :‬إنها نبليعرب‬
‫‪ :‬لا تبي بعد موسى عليه السلام‬ ‫ئدلين‬
‫ايهو‬
‫ق ال‬
‫للى‬
‫اد ع‬
‫الر‬
‫ف‬ ‫إنما ثبتت نبوة موسى بما ثبتت به تبوة عيسى عليهما السلام‬
‫الرد على اليهود شبهة امتناع النسخ‬
‫إيمانهم بالأنبياء قيل موسى ماانعٌع متنقاد النسخ‬
‫الرد على التصارى المتكرين لمعجزته عليه الصلاة والسلام‬
‫‪71‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ان؟‬
‫رجاز‬
‫لجهق إع‬
‫ا و‬
‫تحريجة‪ :‬وما‬
‫‪8‬‬ ‫تحريجة‪ :‬لعل انشغال العرب بالمحاربة منع من المعارضة‬
‫ا‬ ‫تحريجة‪ :‬لا تَسلّمٌ تواتر نقل المعجزة‬
‫ا‬ ‫تحريجة ‪ :‬لم تتواتر المعجزة عند النصارى‬

‫الباب الثاني‬
‫بجوازها العقل‬ ‫التصديق بأمور ورد بها السمع وقضئ‬ ‫في بيان وجوب‬

‫‪:‬‬ ‫وفصلان‬ ‫وفيه مقدمة‬

‫‪0‬‬ ‫ص‬ ‫المعلوم بالضرورة ثلاثة‬


‫‪8‬‬ ‫السلف يستدلون في الاعتقاد بالظنيات والقطعيات‬
‫‪0‬‬ ‫وجوب تأويل الوارد بالسمع إن خالف العقل‬
‫لا يخالف القطعي العقل أبداً ا‬
‫الفصل الأول ‪ :‬ا‬
‫ا‬ ‫عاد‬
‫ملحشر‬
‫لا‬‫ا عن‬
‫ولام‬
‫الك‬
‫عوراض فقط؟‬
‫أ أ‬
‫لاهر‬
‫الجو‬
‫تحريجة ‪ :‬هل المُّعادٌ الأعراض وا‬
‫‪8‬‬ ‫تيبي‬ ‫ليامتت‬
‫المعدوم توعان ‪.‬ااا‬
‫الكلام عن عذاب القبر ا‬
‫كين‬
‫لؤال‬
‫م س‬
‫ل عن‬
‫الام‬
‫الك‬

‫ا‬ ‫يزان‬
‫الاكللامم عن‬
‫تحريجة‪ :‬وما هي آلية وزن الأعمال وهي أعراضٌ؟‬
‫ااا‬ ‫عمال‬
‫أصحف‬
‫لل‬‫ازن‬
‫الو‬
‫دن ؟ ا‬ ‫ونزن‬
‫لة م‬
‫اائد‬
‫تحريجة ‪ :‬فما الف‬
‫العيد مع الله تعالى بين عدل وفضل‬
‫‪8‬‬ ‫لمصعنراط‬
‫اكلا‬
‫ال‬
‫قلا‬ ‫الا‬ ‫اانا‬ ‫صف؟‬
‫لهووبهذا‬
‫ا و‬
‫المرور عليه‬ ‫تحريجة‪ :‬كيف يمكن‬

‫‪1‬‬ ‫الفصل الثانبيي‪3 .‬‬

‫‪. .‬ير‬ ‫م ‪.‬د ‪ .‬م‬ ‫‪...‬ام‬ ‫‪.‬ا م‬ ‫تي‬ ‫‪0‬‬ ‫لمهم ف المقيدة‬

‫ءءء‬ ‫تت ‪.‬م‬ ‫بي تت مه تم‬ ‫العلاقة بين شيئين ثلاثة ‪:‬‬

‫‪2...‬‬ ‫علاقة الشرط معالمشروط‬


‫لما‬ ‫ل‪.‬ل‬
‫ناما‬ ‫‪0‬‬ ‫لول‬ ‫ع مع‬
‫ملعلة‬
‫ل ا‬
‫الاقة‬
‫ع‬
‫السب الرئيس في الموت هو الأجل؛ وماسوى ذلك فهي مقترنات م‬

‫أثر المواظبة على الطاعات في ترسيخ المعتقدات‬


‫قم‬ ‫الا‬ ‫ااا‬ ‫مثال آخر للمسائل اللفظية ‪ :‬ما هي حقيقة الرزق؟‬
‫اعرف لعمرك قدره واصرفه في المهم‬
‫لمعنتكر؟‬
‫ويانهى‬ ‫عمرروف‬
‫م يأ‬
‫ل أن‬
‫ااسق‬
‫مثال المسائل الفقهية ‪ :‬هلب للف‬
‫تحريجة‪ :‬فما القول فيمن يزني بامرأة ويأمرها بستر وجهها إن هي كشفته؟‬
‫‪0‬‬ ‫وترك الصيام؟‬ ‫الوضوءً أو تسحر‬ ‫وترك‬ ‫وما قولكم بمن صلى‬

‫محرماً باقتحامه المحرم؟‬ ‫وراجب‬


‫الليصي‬
‫وه‬
‫الباب الثالث‬
‫فى الإمامة‬
‫أ‬ ‫تي‬ ‫تم تت‬ ‫متت‬ ‫الطرف الأول ‪ :‬في بيات وجوب نصب الإمام فص‬
‫‪0‬‬ ‫تحريجة‪ :‬لا تسلَّم في كون نظام الدين مقترطا بالإمام تيم‬
‫‪. ...‬‬ ‫تحريجة‪ :‬ولا تسلم في كون نظام الدين مرتبطاً بنظام الدتيا بلى المتصور هو العكس‬
‫الطرف الثاتي ‪ :‬في بيان من يتعين من بين سائر الخلق لأن ينصب إماماً ‪.. .‬‬
‫‪. .. .‬‬ ‫خصائص القضاة وكونه قرشياً‬ ‫لة‪:‬‬
‫جاممعلى‬
‫للإم‬
‫ا ا‬
‫شرط‬
‫تج قء‬ ‫م م‬ ‫م م‬ ‫يت‬ ‫مم‬ ‫العلم‬ ‫سوى‬ ‫شخص‬ ‫في‬ ‫الإمام‬ ‫شروط‬ ‫تواقرت‬ ‫فإن‬ ‫تحريجة‪:‬‬

‫م ‪.‬دم ذءا‪ .‬ءام‬ ‫‪...‬م‬ ‫دا‪. .‬ا مء ءا م‬ ‫فهلا تسامحتم بصفة العدالة ونحوها؟‬ ‫تحريجة‪:‬‬

‫لش_ "‪80‬‏ ‪1‬‬ ‫هلا فكرتم بالمآلات السيئة إن قلنا بفساد الإمامة؟ ف‬
‫هماه‬ ‫عام‬ ‫والخا‪.‬‬ ‫اف‬ ‫مده‬ ‫‪.‬د جلمد هد‪.‬ماماء‬ ‫م مده اهدر‬ ‫ردج‬ ‫و مدخ‬ ‫مده‬ ‫دلءاخ‬ ‫شديد‬ ‫أمر‬ ‫المألوف‬ ‫عن‬ ‫الفطام‬

‫‪0‬‬ ‫اا‬ ‫تحريجة‪ :‬فلم لم يكن التنصيصٌ واجباً؟‬


‫متا تي تل تت ميلة تيل‬ ‫‪...‬ا‬ ‫صيص‬
‫تلاف‬
‫ت الخ‬
‫لمادة‬‫اطع‬
‫كة تق‬
‫البيع‬
‫لصفيحابة والخلفاء الراشدين رضي الله‬
‫اسنة‬
‫الطرف الثالث‪ :‬فيشرح عقيدة أهل ال‬

‫ترة‬
‫ازكية‬
‫و الت‬
‫ت مع‬
‫متخبر‬
‫ل ال‬
‫اسجم‬
‫لين‬ ‫تأعنويل؛‬
‫لحيص‬
‫لاا م‬
‫خلافهُم مبنيٌ عن اجتهاد راموا فيه صيانة الدين‬
‫ما تعذر عليك تأويله فقل ‪ :‬لعتلأ لوهيلاً ‪2... .‬‬
‫الخطاً في حسن الظن أسلهٌ من الصواب بسوء الظن ‪0‬‬
‫مة‬‫ا في‬
‫ميهم‬
‫إترتي‬
‫ل ك‬
‫ايبهم‬
‫ايربة» وترت‬ ‫ح خ‬
‫ص هم‬
‫لون‬
‫ااشد‬
‫الر‬
‫‪0‬‬ ‫لا تغرّنك الظواهر» فالله مطلع على السرائر‬
‫الباب الرابع‬
‫في بيان من يجب تكفيره من الفرق‬
‫التكفير مسألة فقهية» لا مجال لدليل العقل فيها ألبتة ‪ .. . . . . . .‬‏‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫تكذيبٌ رسول الله محمد كَل هو الفيصل في التكفير‬
‫‪79‬‬
‫الي‬ ‫تب‪:‬‬
‫رباعلى‬
‫مكذي‬
‫الت‬
‫عدج‬ ‫هق‬ ‫مخ‬ ‫مدر‬ ‫عاج‬ ‫حلمم‬ ‫‪ -‬اليهود والنصارى والمجوس‪. . .‬‬
‫البراهمة والدهرية‬
‫‪0‬‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫لس‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫لان‬ ‫ل‬ ‫الفلاسفة المتكرين لحقائق الشرع‬
‫مغخده‬ ‫ماءقدءر‬ ‫غم‬ ‫مدخ‬ ‫ع‬ ‫اخ‬ ‫يجب القطع بكفر الفلاسفة في ثلاث مسائل‬
‫مجه‬ ‫دماج‬ ‫خخخ‬ ‫‪.‬‬ ‫اعدف‬ ‫تحريجة ‪ :‬ولم قلتم بكفر الفلاسفة وهم يقولون بالنبوة؟ ‪0‬‬
‫هلجد‬ ‫ءا جاخد جام‬ ‫وخ‬ ‫وخ‬ ‫المعتزلة والمجسمة‬
‫ل‬ ‫‪8‬‬ ‫الواجب‪ :‬الاحتراز من التكفير ما وجد للسلامة سبيل‬
‫‪.‬دغ دع‬ ‫قاج‬ ‫م‬ ‫عد ع‬ ‫خم‬ ‫جم‬ ‫رار‬ ‫الخطأً في التأويل لا يوجب التكفير‬
‫مدج د همده‬ ‫مدق‬ ‫ماما لخدم‬ ‫مم‬ ‫‪0‬‬ ‫متكرو أصل من أصول الدين واجب التصديق بحجج واهية‬
‫‪0‬‬ ‫ولكنهم يخشون التصريح لأمر ما‬ ‫كاءذيب»‬
‫لتهؤل‬
‫ايقة‬
‫حق‬
‫ماجد مده‬ ‫خدج‬ ‫عجم‬ ‫ع‬ ‫رجحم‬ ‫‪0‬‬ ‫بعض المعلومات من الدين بالضرورة لا يكفر جاحدها‬
‫خخ دهع‬ ‫را جم اقم‬ ‫م‬ ‫خخ‬ ‫‪0‬‬ ‫مصلاع‬
‫ج بأ‬
‫إعلوم‬
‫ل الم‬
‫اكرو‬
‫‪ -‬مت‬
‫تحريجة ‪ :‬السجودٌ لصنم كفك وهو غير داخل تحت الرتب المذكورة‬
‫‪0‬‬ ‫د‬ ‫لد‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫‪8‬‬ ‫خاتمة الكتاب على مؤلفه الرحمة والسلام‬
‫العامة ‪:‬‬ ‫الفهارس‬

‫جخدغداءء‬ ‫عدخ‬ ‫ع‬ ‫جم‬ ‫م‬ ‫مدع‬ ‫ملم‬

‫مدخ ‪.‬ع‬ ‫رخ‬ ‫مادم‬ ‫‪.‬م‬ ‫مهم‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫فهرس الأشعار‬

‫‪0‬‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ن ان‬ ‫له‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫د‬

‫ف‬

You might also like