Professional Documents
Culture Documents
العلم بين الماضي والمستقبل
العلم بين الماضي والمستقبل
لطالما كان اإلنسان محبًّا للبحث و المعرفة و االستطالع ،و لطالما كان بحاجة لطريقة لفهم
األشياء ،فكان العلم هو الطريق لذلك .فالعلم هو طريقة اإلنسان في فهم األشياء من حوله و
تفسيرها ،و في فهم الحياة و التاريخ ،و الوسيلة للتطور و التق ّدم .و هو يتفرع إلى العديد من
الفروع كالعلوم المج ّردة و الطبيعية و االجتماعية و غيرها والتي ستبقى تتج ّزء و تتج ّزء مع
مرور الزمن .فكلما تقدم الزمن ،تقدم معه االكتشاف و العلم و توسع إلى أماكن لم يصل إليها
اإلنسان من قبل .فالعلم بح ٌر كلّما شربت منه ازددت عط ًشا و كلّما تقدمت فيه ازددت غرقًا.
و قد قيل" :إذا أردنا أن نفهم الحياة فإننا نعود إلى الماضي ،و لكن ،إذا أردنا أن نعيش فإنّنا
نتو ّجه إلى المستقبل ".فما المقصود بهذا القول؟ و ما هي السبل التي تسلكها األ ّمة لصناعة
مستقبلها؟
إن هذا القول يوضح أهمية الماضي في فهم الحياة التي نعيشها ،و عندما نتحدث عن
الماضي ،ال نقصد التاريخ فحسب .بل األجداد و المسنّين الذين لطالما كانوا مصدرًا للعبر و
األمثال التي أتوا بها نتيجة تجاربهم و خبراتهم .فهذه األمثال أصبحت جز ًءا من حياتنا
اليومية و أسلوبنا في التعبير عن الكثير من األشياء .وال يمكننا أن ننسى التاريخ و الدور
الذي يلعبه في فهم حياتنا اليوم .و هنا يأتي دور العلم في دراسة التاريخ لكثر ما يحمله من
معاني و تضمينات ،في أحداثه ،التي يكتشفها اإلنسان الباحث و المتعمق في العلم و التاريخ.
أ ّما فيما يخصّ القسم الثاني من القول المتعلّق بالتوجه إلى المستقبل للعيش .فقد بات التط ّور
جز ًءا مه ًّما في حياتنا اليومية و من الصعب ج ًّدا التّخلّي عنه .لذلك من الضرورة مواكبة هذا
التط ّور و السّعي قد ًما نحو المزيد من التق ّدم .فحياة اإلنسان قبل هذه "الثورة الرقميّة" مختلف
ج ًّدا ع ّما بعدها ،فقد قلبت حياة اإلنسان رأسًا على عقب .لذا ،من الضرورة أن يسلك اإلنسان
طريق العلم من أجل مواكبة التطور ،و إاّل سيبقى عالقًا في حلقة الماضي.
ال ريب أن هدف ك ّل أ ّمة هو صناعة مستقبلها و السّعي نحو التحقيق كل ما نستطيع من
إنجازات و تطوير في سبيل صناعة مستقبل أفضل و البلوغ إلى المجد .واليوم ،با يمكن أل ّم ٍة
أن تصنع مستقبلها إاّل بالعلم و التطور فالعلم يضيء الدروب المظلمة .و يحصّن األ ّمة ضد
الجهل .فيجب على األ ّمة التّمسّك بالعلم و المثابرة على التوسّع و التّق ّدم إلى أماكن لم تصل
إليها يد اإلنسان بعد .و السعي إلى اكتشاف المزيد و المزيد من األسرار المخبّأة إلى يومنا
هذا .واستخدام العلم في سبيل التطوير و التجديد لتسهيل حياة اإلنسان .و دائ ًما التحسين من
منهجية األ ّمة في التعامل مع اإلنسان بشكل يالئم و يواكب التطور و العلم الذي تهلك األ ّمة
بدونه.
خالصةً ،يقال "العلم نور و الجهل ظالم" فهو ينير الطرقات أمام األ ّمة للتوسّع و االزدهار،
هو وسيلة أساسية في فهم الحياة و الماضي و المستقبل .و لوال العلم لبقي اإلنسان عالقًا في
ب لألحداث من حوله .فإلى متى سيبقى العلم يتطور و يتوسع؟ د ّوامة الماضي غير مواك ٍ