You are on page 1of 145

‫األشــاعــرة‬

‫سـؤال وجــواب‬

‫مجع وترتيب‬

‫كـزٖــي إوــــاً‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪2‬‬

‫‪J‬‬ ‫‪J‬‬

‫األشـــاعـرة‬
‫سؤال وجواب‬
‫مجع وترتيب‬
‫كـزٖــي إوــــاً‬

‫الطبع‪ ٛ‬األٔىل ‪ِ1439‬ـ ‪ً2018 /‬‬

‫حقوق الطبع حمفوظة‬


‫اﻟﺘﺮﻗﯿﻢ اﻟﺪوﻟﻲ ‪978 - 977 - 6618 - 38 - 1‬‬

‫‪2018 / 14842‬‬ ‫رقي اإلٖداع‬

‫‪e‬‬
‫‪‬‬‫‪e‬‬
‫‪Dar_elollaa@Hotmail.com‬‬
‫أمحد األقصري للصف و التنسيق‬
‫‪Luxoryali81@yahoo.com‬‬
‫‪J‬‬ ‫‪J‬‬
‫‪3‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫‪o‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪p‬‬

‫﷽‬

‫لعؾؽ تتسائؾ أخل الؼارئ‪:‬‬

‫لماذا هذا البحث تحديدً ا؟‬

‫ولماذا يف هذا التققوت واألمة متفرقة؟‬

‫الجقاب‪ٕ :‬ن بعض إشاطرة (خاصة الؿتلخريـ) يستخدمقن التؼقة وٓ‬


‫يصرحقن بؽؾ طؼائدهؿ‪ ,‬وٕن هـاك مـ الؿشاهقر وممسسات الدولة تتبـل طؼقدة‬
‫إشاطرة‪.‬‬

‫وٕكؽ أخل الػاضؾ قد يؽقن خػل طـؽ بعض طؼائدهؿ‪ ,‬وٕن الشائع أن‬
‫الخالف بقـ إشاطرة ومدرسة الحديث يف مسللة (إسؿاء والصػات) فؼط‪,‬‬
‫وٕن هـاك دطقى أن إشاطرة هؿ أهؾ السـة والجؿاطة‪ ,‬وهؿ أكثر إمة‪ ,‬وٕن‬
‫هـاك دطقى أن أهؾ الحديث طؼقدهتؿ مجسؿة أو محرفة‪.‬‬

‫وٕن هـاك دطقى أكـا كؽػر إشاطرة‪ ,‬وغقر ذلؽ‪.‬‬

‫مختصرا‪ ,‬وجاء طؾل شؽؾ سمال وجقاب‬‫ً‬ ‫ولفذا جاء هذا البحث‪ ,‬وكتب‬
‫سفال مبس ًطا‪ ,‬وكؾف مقثؼ مع ذكر الؿصدر بعضف مـؼقل حرف ًّقا‪ ,‬وبعضف‬
‫ً‬ ‫لقؽقن‬
‫بتصرف وذكرت ذلؽ‪ ,‬وٓ أققل أكف جاء بعدل وبحقاد وبنكصاف‪.‬‬

‫بؾ اقرأه لمخر‪ ,‬والحؽؿ لؽ أخل‪ .‬وكقن إمة متػرقة‪ ٓ ,‬يعـل ترك الؽالم يف‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪4‬‬

‫العؼقدة والػرق‪ ,‬بؾ هذا أولك‪ٕ :‬ن التقحقد قبؾ تقحقد الؽؾؿة‪.‬‬

‫فنن كـا ٓ كجتؿع طؾك طؼقدة فؾـ كستطقع أن كجتؿع طؾل شئ آخر‪ ,‬وإن‬
‫اجتؿعـا طؾك العؼقدة فؿا بعدها أسفؾ وأيسر‪.‬‬

‫وآخرا مسؾؿقن ٓبد أن كتؼبؾ بعضـا البعض وأن‬


‫ً‬ ‫وإن اختؾػـا فـحـ ً‬
‫أوٓ‬
‫كتعايش بؿقدة وسالم‪.‬‬

‫واهلل الؿقفؼ والؿستعان وربـا يصؾح حالـا جؿق ًعا‪.‬‬

‫أخوكم‬

‫كــرين إهــام‬
‫وضمي صين ال أٌتى٘ أل‪ ٙ‬حشب أٔ مجاع‪.ٛ‬‬

‫قارئ وكاتب يف العقيدة ومقارنة األديان‪.‬‬

‫مصر ‪ -‬بنل سقيػ‪ .‬للتقاصؾ واتس آب‪22228400890 /‬‬


‫‪+255766990044‬‬
‫‪5‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫ج‪ :‬فرقة كالمقة تـسب إلك أبل الحسـ إشعري الؿتقىف سـة (‪324‬هـ) يف‬
‫مرحؾتف الثاكقة التل خرج فقفا طؾك الؿعتزلة وضفرت يف الؼرن الرابع وما بعده‪.‬‬
‫بدأت أصقلفا بـزطات كالمقة خػقػة‪ ,‬أخذها إشعري طـ ابـ كالب‪ ,‬ثؿ تطقرت‬
‫وتعؿؼت وتقسعت يف الؿـاهج الؽالمقة حتك أصبحت مـ الؼرن الثامـ وما بعده‬
‫فرقة كالمقة‪ ,‬طؼالكقة‪ ,‬فؾسػقة‪ ,‬صقفقة مرجئة‪ ,‬جربية‪ ,‬جفؿقة‪ ,‬معطؾة‪ ,‬محرفة‪.‬‬
‫[بتصرف مـ الػرق الؽالمقة‪ ,‬لـاصر طؼؾ‪ ,‬ص‪ .49‬وبتصرف مـ كتاب سفؾ يف‬
‫العؼقدة والتقحقد‪ ,‬لؾشقخ الرضقاين]‬

‫‪ ‬‬

‫ج‪ :‬إشاطرة لقسقا شق ًئا واحدً ا كؿا يحؾ لبعضفؿ أن يعتؼد‪ ,‬بؾ هؿ طؾك‬
‫درجات متبايـة‪ ,‬فآكتساب إلقفؿ اكتساب لؿذهب يتضؿـ مـ الؿؼآت الؿختؾػة‬
‫ما يعؾؿف الؿحصؾقن‪[ .‬آكتصار لؾتدمقرية‪ ,‬ماهر أمقر‪ ,‬ص‪]74‬‬
‫قؾت‪ :‬هؿ لقسقا سقاء‪ :‬فالؿتؼدمقـ لقسقا سقاء‪ ,‬والؿتلخريـ لقسقا سقاء‪ ,‬بؾ‬
‫أيضا‪ ,‬باختصار هؿ درجات‪ ,‬وبقـفؿ تػاوت‪ ,‬وٓ‬
‫الؿتؼدمقـ والؿتلخريـ يختؾػقن ً‬
‫مذهب كامؾ يجؿعفؿ‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪6‬‬

‫ج‪ :‬املزحم‪ ٛ‬األٔىل‪ :‬املزحم‪ ٛ‬االعتشالٗ‪:ٛ‬‬


‫هذه الؿرحؾة كان سببفا مالزمتف لشقخف أبل طؾل الجبائل زوج أمف‪ ,‬واستؿر‬
‫طؾك آطتزال إلك سـ إربعقـ‪ ,‬ثؿ فارقف طـدما لؿ يجد إجابات كافقة يف مسللة‬
‫الصالح واإلصالح طؾك اهلل تعالك‪.‬‬
‫‪ ‬املزحم‪ ٛ‬الجاٌٗ‪ :ٛ‬املزحم‪ ٛ‬الكالبٗ‪:ٛ‬‬
‫طاش أبق الحسـ إشعري يف آخر الؿرحؾة آطتزالقة حقرة كبقرة‪ ,‬وقد اختػك‬
‫مدة طـ الـاس خال ًقا بـػسف لقعرف الحؼ‪ ,‬ومال إلك صريؼة ابـ كالب‪ ,‬وابـ كالب‬
‫جاء يف زمان كان الـاس فقف صـػقـ‪ :‬أهؾ السـة والجؿاطة الذيـ يثبتقن الصػات‬
‫كؾفا الذاتقة والػعؾقة‪ ,‬والجفؿقة يـؽروهنا‪ ,‬فجاء ابـ كالب وأثبت الصػات الذاتقة‪,‬‬
‫وكػك ما يتعؾؼ مـفا بالؿشقئة‪ ,‬فؾذلؽ قرر إشعري هذه العؼقدة‪ .‬وقد يؿثؾ هذه‬
‫الؿرحؾة كتابة (الؾؿع يف الرد طؾك أهؾ الزيغ والبدع)‪.‬‬
‫‪ ‬املزحم‪ ٛ‬الجالج‪ :ٛ‬املزحم‪ ٛ‬الضٍٗ‪:ٛ‬‬
‫هذه الؿرحؾة يؿثؾفا كتاب (اإلباكة) الذي بقـ يف مؼدمتف مملػف أبق الحسـ‬
‫إشعري أكف يـتسب إلك اإلمام أحؿد بـ حـبؾ يف آطتؼاد‪ .‬ويؿثؾف كذلؽ رسالتف‬
‫إلك أهؾ الثغر و(مؼآت اإلسالمققـ)‪[ .‬بتصرف مـ مـفج أهؾ السـة والجؿاطة‬
‫ومـفج آشاطرة يف تقحقد اهلل‪ ,‬لخالد طبد الؾطقػ‪ ,29/1 ,‬كؼال مـ مقسقطة‬
‫الػرق بؿققع الدرر السـقة]‬
‫قلت ‪ :‬لؽـ الؿرحؾة الثالثة = أتباطف يـؽروهنا ً‬
‫ققٓ واحدً ا‪ ,‬وأهؾ السـة‬
‫كثقرا‪,‬‬
‫والجؿاطة مـفؿ مـ قال‪ :‬رجع إلل السـة الؿحض‪ ,‬ومـفؿ مـ قال تراجع ً‬
‫وهذا الؼقل أخر رجحف ابـ تقؿقة وابـ الؼقؿ وغقرهؿا‪.‬‬
‫‪" :‬وإشعري وإن كان مـ تالمذة الؿعتزلة ثؿ تاب‪ ,‬فنكف‬ ‫قال ابـ تقؿقة‬
‫‪7‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫كان تؾؿقذ الجبائل ومال إلك صريؼة ابـ كالب وأخذ طـ زكريا الساجل أصقل‬
‫أمقرا أخرى‪ ,‬وذلؽ آخر‬
‫الحديث بالبصرة‪ ,‬ثؿ لؿا قدم بغداد أخذ طـ حـابؾة بغداد ً‬
‫أمره‪ ,‬كؿا ذكره هق وأصحابف يف كتبفؿ"‪[.‬مجؿقع الػتاوي‪]228/3 ,‬‬

‫‪ ‬‬

‫ج‪ :‬الؿرحؾة إخقرة‪ ,‬وهل مرحؾة العقدة إلك السـة (أو التؼرب إلقفا يف كثقر‬
‫مـ الؿسائؾ طؾك الؼقل الثاين) وترك الطريؼة الؽالبقة‪ ,‬يدل طؾك ثبقهتا أمقر‪:‬‬
‫أول‪ :‬أهنا مرحؾة قد أثبتفا الؿمرخقن إشاطرة والسـة وطؾك رأسفؿ الحافظ‬
‫ً‬
‫ابـ كثقر وهق مـ هق يف التاريخ وسعة آصالع‪ .‬فؼال‪" :‬ذكروا لؾشقخ أبل الحسـ‬
‫إشعري ثالثة أحقال‪:‬‬
‫أولها‪ :‬حال آطتزال التل رجع طـفا ٓ محالة‪.‬‬
‫الحال الثاين‪ :‬إثبات الصػات العؼؾقة السبع‪.‬‬
‫الحال الثالث‪ :‬إثبات ذلؽ كؾف مـ غقر تؽققػ‪ ,‬وٓ تشبقف‪ ,‬جر ًياطؾك مـقال‬
‫آخرا" ا هـ‪.‬‬
‫السؾػ‪ ,‬وهل صريؼتف يف (اإلباكة) التل صـػفا ً‬
‫وقااال المةمااة ايلقساال‪" :‬فؼؾــت‪ :‬يــا مــقٓي يشــفد لحؼقــة مــذهب الســؾػ يف‬
‫الؿتشــاتات‪ ,‬وهــق إجراؤهــا طؾــك ضقاهرهــا مــع التـزيــف ( ﭡ ﭢ ﭣﭤ)‬
‫[الشقرى‪ ]11:‬إجؿاع الؼرون الثالثة الذيـ شفد بخقريتفؿ الـبك ‪ ‬ولجالل شلن‬
‫ذلؽ الؿذهب ذهب إلقف غقر واحد مـ أئؿة الخؾػ‪ ...‬ومــفؿ‪ :‬اإلمـام أبـق الحســ‬
‫إشعري‪ ,‬فنن آخر أمره الرجقع إلـك ذلـؽ الؿـذهب الجؾقـؾ‪ ,‬بـؾ الرجـقع إلـك مـا‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪8‬‬
‫طؾقف السؾػ يف جؿقع الؿعتؼدات‪.‬‬
‫ثاى ًوا‪ :‬أن ما قرره أبق الحسـ إشعري يف (اإلباكة) و(مؼآت اإلسالمققـ)‬
‫و(رسالة إلك أهؾ الثغر) مـ مسائؾ الؿعتؼد ومـف صػات اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬مقافؼ‬
‫لؿعتؼد السؾػ‪ ,‬ومخالػ لؿا طؾقف إشاطرة‪ :‬إذ أكف قد أثبت الصػات هلل ‪ -‬تعالك‬
‫‪ -‬طؾك ضاهرها‪ ,‬ومـع مـ تلويؾفا‪ ,‬وطد مـ تلولفا مبتدطة وجفؿقة‪ ,‬كؿا سبؼ كؼؾ‬
‫كثقر مـ كالمف يف ثـايا هذا الؽتاب‪ ,‬وهذا يؿـع تؿا ًما أن يؽقن قد قرر فقف التػقيض‬
‫الذي يزطؿف إشعرية‪ ,‬بؾ إكف صرح بلن الصػات حؼقؼة‪ ,‬وأوجب إخذ بالظاهر‪,‬‬
‫وبقـ أن آيات الصػات مػفقمة معؾقمة‪ ,‬ورد طؾك مـ تلولفا وأخرجفا طـ‬
‫حؼقؼتفا‪ .‬وهذا يمكد أهنا تؿثؾ مرحؾة مغايرة طـ مرحؾة الؽالبقة‪.‬‬
‫ثال ًثا‪ :‬أكف قد بقـ يف (م ؼآت اإلسالمققـ) أن الؽالبقة فرقة مبايـة ٕهؾ‬
‫الحديث‪ ,‬وكؼؾ أققالفؿ‪ ,‬يف كثقر مـ الؿسائؾ‪ ,‬ولؿ يجعؾفؿ يف جؿؾة أهؾ‬
‫الحديث‪ ,‬وقد سبؼ كؼؾ أققالف‪ ,‬ولق كان كالب ًّقا لؿا فرق بقـفؿ وبقـ أهؾ الحديث‪,‬‬
‫ولجؿعفؿ يف مصطؾح واحد‪ ,‬إما أن يدخؾفؿ تحت مصطؾح أهؾ الحديث‪ ,‬أو‬
‫تحت الؽالبقة‪.‬‬
‫راب ًما‪ :‬أن أبا الحسـ إشعري ذكر يف أول كتاب (اإلباكة)‪ :‬أكف سائر طؾك درب‬
‫اإلمام أحؿد‪ ,‬ووصػف بلكف إمام أهؾ السـة‪ ,‬ولؿ يـتسب قط ٓبـ كالب‪ ,‬وٓ اطتزى‬
‫إلقف يف شلء مـ كتبف الؿقجقدة‪ .‬ومعؾقم أن ابـ كالب كان مبايـًا لطريؼ اإلمام‬
‫أحؿد‪ ,‬وأن اإلمام أحؿد كان يـفك طـ الؽالبقة وطـ كبارهؿ كالحارث الؿحاسبل‬
‫وأصحابف‪ ,‬ويصػفؿ بالجفؿقة كؿا سبؼ تؼريره‪ ,‬وهذا مشفقر مستػقض طـف‪ ,‬فؾق‬
‫كان إشعري طؾك صريؼ ابـ كالب لؿا اكتسب إلك اإلمام أحؿد مع طؾؿف بـفقف‬
‫طـ ابـ كالب وتحذيره مـ صريؼتف‪ .‬وغقر ذلؽ مـ إدلة ولضقؼ الؿؼال كؽتػك‬
‫بذلؽ‪ [ .‬بتصرف مـ إشاطرة يف مقزان أهؾ السـة والجؿاطة‪ ,‬لػقصؾ الجاسؿ‪,‬‬
‫ص ‪ ,715‬كؼال مـ مقسقطة الػرق بؿققع الدرر السـقة]‬
‫‪9‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫ج‪ :‬يؽػك ىف الرد طؾقفؿ فؼط ققل بعض الؿـتسبقـ إلك أبل الحسـ إشعري‬
‫أكف إكؿا ألػ (اإلباكة) وقاية ٕهؾ السـة‪!!...‬‬
‫فقد قال أبق طلل األزهري‪" :‬ولألشعري كتاب يف السـة قد جعؾف أصحابف‬
‫وقاية لفؿ مـ أهؾ السـة‪ ,‬يتقلقن بف العقام مـ أصحابـا‪ ,‬سؿاه كتاب (اإلباكة)‬
‫صـػف ببغداد لؿا دخؾفا‪ ,‬فؾؿ يؼبؾ ذلؽ مـف الحـابؾة وهجروه‪ ,‬وسؿعت أبا طبداهلل‬
‫الحؿراين يؼقل‪ :‬لؿا دخؾ إشعري إلك بغداد جاء إلك الربتاري‪ ,‬فجعؾ يؼقل‪:‬‬
‫"رددت طؾك الجبائل‪ ,‬وطؾك أبل هاشؿ وكؼضت طؾقفؿ وطؾك القفقد والـصارى‬
‫وطؾك الؿجقس‪ ,‬فؼؾت وقالقا"‪ ,‬وأكثر الؽالم يف ذلؽ‪ ,‬فؿا سؽت‪ ,‬قال الربتاري‪:‬‬
‫كثقرا‪ ,‬ما كعرف إٓ ما قال أبق طبداهلل أحؿد بـ‬ ‫قؾقال وٓ ً‬
‫"ما أدري مؿا قؾت ً‬
‫حـبؾ"‪ ,‬فخرج مـ طـده وصـػ كتاب (اإلباكة)‪ ,‬فؾؿ يؼبؾقه مـف‪ ,‬ولؿ يظفر ببغداد‬
‫إلك أن خرج مـفا" ا هـ‪.‬‬
‫وأيضا االؽقثري طؾك شدة تعصبف وحؼده طؾك السـة والجؿاطة‪ ,‬وطؾك شدة‬
‫ً‬
‫مجازفاتف وافرتاءاتف الؽثقرة‪ ,‬اطرتف بلن كتاب (اإلباكة) لألشعري يـؼض مذهب‬
‫إشاطرة‪ ,‬ولفذا ادطك أن إشعري ألػف محاباة ٕهؾ السـة وإلمامفؿ الربتاري‬
‫حقـئذ‪ .‬فؼال يف مؼدمتف لؽتاب (اإلكصاف) لؾباقالين‪" :‬وأما (اإلباكة) التل كان‬
‫قدمفا إلك الربتاري يف أوائؾ اكتؼالف إلك معتؼد السـة‪ ,‬فتحتقي طؾك بعض آراء غقر‬
‫مربهـة‪ ,‬جارى فقفا الـؼؾة لقتدرج تؿ إلك الحؼ‪ ,‬لؽـف لؿ يـػع ذلؽ ‪ -‬طؾك تالطب‬
‫إقالم فقفا ‪ ,-‬فاستؼر رأيف – بعد طفدي اإلفراط والتػريط – طؾك ما كؼؾف همٓء‬
‫طـف مـ أراء الؿعتدلة طؾك خالف مزاطؿ ابـ كثقر" ا هـ‪.‬‬
‫وأيضا ذكر ابـ طذبة‪ :‬أن أبا الحسـ ذكر يف كتابف (اإلباكة) مؼالة أهؾ السـة‬
‫‪ً -‬‬
‫والحديث يف مسللة الؽالم‪ ,‬وهذا إثبات بلن الؽتاب معتؿد طـد الؼقم‪ ,‬وأما تجاهؾ‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪01‬‬
‫الؿتلخريـ لف فؿؽابرة‪[ .‬بتصرف مـ إشاطرة يف مقزان أهؾ السـة والجؿاطة‪,‬‬
‫لػقصؾ الجاسؿ‪ ,‬ص ‪ ,715‬كؼال مـ مقسقطة الػرق بؿققع الدرر السـقة]‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫ج‪ :‬قدر اهلل‪ ,‬وكان مـ أسباب اكتؼالف إلك السـة‪ ,‬وتركف لؾؿذهب الؽالبل‪:‬‬
‫التؼاؤه بؿحدث البصرة الحافظ زكريا الساجل‪ ,‬وهق الذي أخذ طـف معتؼد أهؾ‬
‫السـة‪.‬‬
‫قال الذهبل يف ترجؿة الساجل‪« :‬وكان مـ أئؿة الحديث‪ ,‬أخذ طـف أبق الحسـ‬
‫إشعري مؼالة السؾػ يف الصػات‪ ,‬واطتؿد طؾقفا أبق الحسـ يف طدة تآلقػ» [سقر‬
‫اطالم الـبالء] ا هـ‪.‬‬
‫وقال شوخ اإلسةم ابـ توموة‪" :‬وأخذ زكريا الساجل أصقل الحديث بالبصرة‪,‬‬
‫أمقرا أخرى‪ ,‬وذلؽ آخر أمره كؿا ذكره هق‬
‫ثؿ لؿا قدم بغداد أخذ طـ حـبؾقة بغداد ً‬
‫وأصحابف يف كتبفؿ" ا هـ‪.‬‬
‫وقد ذكر أبق طبداهلل ابـ بطة يف (إباكتف الؽربى) طـ زكريا بـ يحقك الساجل‬
‫جؿؾ مؼآت أهؾ السـة‪ ,‬وهل تشبف ما ذكره إشعري يف (مؼآتف)‪ ,‬وكان‬
‫الساجل شقخ إشعري الذي أخذ طـف الػؼف والحديث والسـة‪ .‬ا هـ‪[ .‬بتصرف مـ‬
‫كتاب آشاطرة يف مقزان أهؾ السـة والجؿاطة‪ ,‬لػقصؾ الجاسؿ‪ ,‬ص ‪ ,725‬كؼال‬
‫مـ مقسقطة الػرق بؿققع الدرر السـقة]‬
‫‪00‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫ج‪ :‬والجقاب يف طدة ىقاط‪:‬‬


‫‪ -1‬أن أبا الحسـ إشعري لؿ يؽـ صقرة صبؼ إصؾ ٓبـ كالب ومدرستف‪,‬‬
‫بؾ كان مخال ًػا لف ىف أشقاء‪ ,‬فؿثالً مع أن إشعري قال بـػل حؾقل الحقادث بذات‬
‫اهلل‪ ,‬وهق ما يسؿك بالصػات آختقارية الؼائؿة باهلل‪ ,‬وهذا هق إصؾ الذي قال بف‬
‫ابـ كالب ومدرستف‪ ,‬إٓ أن إشعري خالػ ابـ كالب يف جقاكب مـ مسللة‬
‫الؽالم التل هل أهؿ الؿسائؾ‪ ,‬فنكف قال بلزلقة إمر والـفل‪ ,‬أما ابـ كالب فؼال‬
‫بحدوث ذلؽ‪ ,‬وطدم التطابؼ بقـ آراء الرجؾقـ لف دٓلتف يف تحديد كسبة الؿذهب‬
‫إلك أحدهؿا‪ ,‬خاصة وأن مسللة الؽالم مـ أهؿ الؿسائؾ التل تؿقز الؿذهب‬
‫إشعري‪ٕ :‬ن غقرها مـ الؿسائؾ قد شارك غقر إشاطرة الؼقل فقفا‪.‬‬

‫‪ -2‬أن ابـ كالب جاء يف وقت محـة أهؾ السـة مـ جاكب الؿعتزلة‪ ,‬ولؿا‬
‫زالت الؿحـة برز يف مجتؿع اإلسالم كعؾؿ مـ أطالم أهؾ السـة اإلمام أحؿد ابـ‬
‫حـبؾ‪ ,‬أما ابـ كالب ومـ اتبعف فردودهؿ طؾك الؿعتزلة والجفؿقة وإن كاكت ققية‬
‫إٓ أهنؿ شابقها بشلء مـ البدع‪ ,‬فنذا أضقػ إلك ذلؽ تحذير أئؿة أهؾ السـة‬
‫كاإلمام أحؿد وغقره مـ همٓء‪ ,‬فال شؽ أن قدرة ابـ كالب يف التلثقر طؾك الـاس‬
‫ستؽقن محصقرة يف كطاق معقـ ٓ تتعداه‪ ,‬وهذا ما حدث‪ ,‬أما أبق الحسـ‬
‫إشعري فؼد جاء بعد هدوء العاصػة‪ ,‬وركقن الـاس إلك أن مذهب أهؾ السـة هق‬
‫الغالب الؿسقطر‪ ,‬لذلؽ لؿا قام إشعري بالرد طؾك الؿعتزلة كاكت إوضاع مفقلة‬
‫ٓشتفاره وتبـل مجؿقطة مـ إطالم لؿذهبف‪[ .‬بتصرف مـ درسات يف الػرق‬
‫والعؼائد آسالمقة‪ ,‬لعرفان طبد الحؿد‪ ,‬ص‪]147‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪02‬‬
‫‪ -3‬مـ إمقر الؿفؿة قصة ترك إشعري مذهب آطتزال والرد طؾقفؿ بؼقة‪,‬‬
‫والعالؿ اإلسالمل تػاجل تذا الؼرار الخطقر أن أشفر أطالم الؿعتزلة معؾـًا رجقطف‬
‫التام طـ جؿقع أققال الؿعتزلة‪ ,‬ويتبع ذلؽ بؽشػ ضالٓهتؿ‪ ,‬والرد طؾقؿ‬
‫بلسؾقب كالمل ققي يقازي ما طـد الؿعتزلة مـ قدرة وأسالقب‪ .‬والؿػاجلة إذا‬
‫وقعت تذا الؿستقى يـسك الـاس معفا تػاصقؾ إمقر‪ ,‬مثؾ أن إشعري لؿ يؽـ‬
‫كامال‪ ,‬وأن لديف بعض البؼايا مـ أصقل الؿعتزلة‪,‬‬‫ً‬ ‫رجقطف إلك مذهب السؾػ‬
‫وتـحصر الؼضقة يف رد العدو إكرب "الؿعتزلة"‪ ,‬وٓ شؽ أن الرد طؾقفؿ وكشػ‬
‫ضالٓهتؿ يف ذلؽ الققت جفاد كبقر‪[ .‬بتصرف مـ تبقـ كذب الؿػرتى‪ ,‬ص‪]131‬‬

‫‪ -4‬مـ أسباب كسبة الؿذهب إلك إشعري كثرة مملػاتف‪ ,‬ورسائؾف‪ ,‬فؿملػاتف‬
‫قد تزيد طؾك ثالثؿائة كتاب‪ ,‬كؿا أن إسئؾة كاكت تلتقف مـ أفاق ويؽتب يف ذلؽ‬
‫رسائؾ مختؾػة‪ ,‬وسرطان ما تشتفر وتـتشر بقـ الـاس‪ ,‬هذا بخالف ابـ كالب‬
‫الذي كاكت مملػاتف قؾقؾة‪ ,‬ولؿ تؽـ تؾؼك ً‬
‫قبقٓ‪ :‬بسبب مققػ أئؿة أهؾ السـة مـف‪,‬‬
‫بؾ وصؾ إمر إلك أن يتسرت الؽالبقة بؿا طـدهؿ‪ ,‬وكثرة تالمقذه وغقر ذلؽ‪.‬‬
‫[بتصرف مـ مققػ بـ تقؿقة مـ آشاطرة‪ ,‬لعبد الرحؿـ الؿحؿقد‪]493/2 ,‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪03‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫ج‪ :‬يجوب طلك ذلؽ شوخ اإلسةم ابـ توموة مـ وجقه‪:‬‬


‫«أحدها‪ :‬كثرة الحؼ الذي يؼقلقكف‪ ,‬وضفقر أثار الـبقية طـدهؿ‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬لبسفؿ ذلؽ بؿؼايقس طؼؾقة‪ ,‬بعضفا مقروث طـ الصابئة‪ ,‬وبعضفا مؿا‬
‫ابتدع يف اإلسالم‪ ,‬واستقالء ما يف ذلؽ مـ الشبفات طؾقفؿ‪ ,‬وضـفؿ أكف لؿ يؿؽـ‬
‫التؿسؽ بأثار الـبقية مـ أهؾ العؼؾ والعؾؿ إٓ طؾك هذا القجف‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬ضعػ أثار الـبقية الدافعة لفذه الشبفات‪ ,‬والؿقضحة لسبقؾ الفدى‬
‫طـدهؿ‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬العجز والتػريط القاقع يف الؿـتسبقـ إلك السـة والحديث‪ ,‬تارة يروون‬
‫ما ٓ يعؾؿقن صحتف‪ ,‬وتارة يؽقكقن كإمققـ الذيـ ٓ يعؾؿقن الؽتاب إٓ أماين‪,‬‬
‫ويعرضقن طـ بقان دٓلة الؽتاب والسـة طؾك حؼائؼ إمقر»‪[ .‬مجؿقع الػتاوى‪,‬‬
‫لشقخ آسالم بـ تقؿقة‪.]33/12 ,‬‬
‫قؾت وأغؾب مـ اتبعفؿ مـ العؾؿاء اتبعفؿ ىف بعض الؿسائؾ فؼط‪ ,‬أو اتبعفؿ‬
‫وهؿ ىف بداية اكحراففؿ طـ الحؼ ‪ -‬واهلل أطؾؿ‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪04‬‬

‫ج‪ :‬يمكـ تلخوصها يف األمقر التالوة‪:‬‬


‫‪ -1‬أفقل كجؿ الؿعتزلة مع ضفقر الؿذهب إشعري كخصؿ لؿذهبفؿ‪.‬‬
‫‪ -2‬كشلة الؿذهب يف حاضرة الخالفة العباسقة «بغداد»‪ ,‬وٓ شؽ أن أكظار‬
‫الـاس يف شتك إقطار تتجف يف الغالب إلك دار الخالفة‪ ,‬فػقفا‪ :‬الػؼفاء‪,‬‬
‫والؿحدثقن‪ ,‬والؿؼرئقن‪ ,‬كؿا أهنا مـ أهؿ البؾدان التل يرحؾ إلقفا العؾؿاء‬
‫لقسؿعقا الروايات أو يحدثقا فقفا بؿروياهتؿ‪ ,‬فؾؿا كشل الؿذهب إشعري يف بغداد‬
‫وهل طؾك هذه الحالة كثر الؿتؾؼقن لفذا الؿذهب الـاقؾقن لف إلك كؾ مؽان‪ ,‬وهذا‬
‫مثال‪ -‬بخالف مذهب الؿاتريدي الذي كشل يف زمـ إشعري‪ ,‬لؽـف كان يف بالد‬
‫‪ً -‬‬
‫ما وراء الـفر فؾؿ يـتشر كاكتشار الؿذهب إشعري‪.‬‬
‫‪ -3‬تبنل بمض األمراء والقزراء لمذهب األشاطرة واحتضان رجالهؿ لف‪ ،‬ومـ‬
‫أبرز هًلء‪:‬‬
‫أ‪ -‬القزير كظام الؿؾؽ الذي تقلك القزارة لسالصقـ السالجؼة‪ ,‬فتقلك القزارة‬
‫ٕلب أرسالن ومؾؽشاة مدة ثالثقـ سـة‪ ,‬مـ سـة ‪485 -455‬هـ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الؿفدي بـ تقمرت‪ ,‬مفدي الؿقحديـ‪ ,‬تقيف سـة ‪524‬هـ‪.‬‬
‫جـ‪ -‬كقر الديـ محؿقد بـ زكؽل‪ ,‬الذي جاهد الصؾقبققـ‪ ,‬وقد ولد سـة‬
‫‪511‬هـ‪ ,‬وتقيف سـة ‪569‬هـ‪.‬‬
‫د‪ -‬السؾطان إيقبل صالح الديـ إيقبل ت ‪ 589‬هـ‪.‬‬
‫حـ‪ -‬الؿؾؽ العادل محؿد بـ أيقب بـ شادي أخق صالح الديـ الؿتقىف سـة‬
‫‪615‬هـ‪.‬‬
‫‪ -4‬ومـ أسباب اكتشار الؿذهب إشعري أن جؿفرة مـ العؾؿاء اطتؿدوه‬
‫وكصروه‪ ,‬وخاصة فؼفاء الشافعقة‪ ,‬والؿالؽقة الؿتلخريـ‪ ,‬وإطالم الذيـ تبـقه‪:‬‬
‫‪05‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫الباقالين‪ ,‬وابـ فقرك‪ ,‬والبقفؼل‪ ,‬واإلسػرايقـل‪ ,‬والشقرازي‪ ,‬والجقيـل‪,‬‬


‫والؼشقري‪ ,‬والبغدادي‪ ,‬والغزالل‪ ,‬والرازي‪ ,‬وأمدي‪ ,‬وبدر الديـ ابـ جؿاطة‪,‬‬
‫والسبؽل‪ ,‬وغقرهؿ كثقر‪ ,‬ولؿ يؽـ همٓء أشاطرة فؼط‪ ,‬بؾ كاكقا مملػقـ ودطاة إلك‬
‫هذا الؿذهب‪ ,‬ولذلؽ ألػقا الؽتب العديدة‪ ,‬وتخرج طؾك أيديفؿ طدد كبقر مـ‬
‫التالمقذ‪ .‬كؿا اكتشر يف أكحاء طديدة بقاسطة همٓء‪ ,‬فػل الحجاز اكتؼؾ إلقف‬
‫الؿذهب إشعري بقاسطة أبل ذر الفروي‪ ,‬كؿا اكتؼؾ طـ صريؼف إلك الؿغرب طـ‬
‫صريؼ الؿغاربة الذيـ كاكقا يلتقن إلك الحج‪ ,‬وكان مؿـ لف أثر يف كشره يف الؿغرب‬
‫بقـ الؿالؽقة‪ :‬أبق بؽر إتري‪ ,‬والباقالين وتالمذتف‪ ,‬والباجل‪ ,‬وابـ العربل‪,‬‬
‫وغقرهؿ‪ ,...‬كؿا دافع كؾ مـ ابـ أبل زيد الؼقرواين‪ ,‬وأبل الحسـ الؼابس طـ‬
‫إشعري‪.‬‬
‫‪ -5‬ويف العصقر الؿتلخرة كان لتبـل كثقر مـ دور العؾؿ والجامعات طؼقدة‬
‫ومذهب إشاطرة دور يف كشره‪ ,‬ومـ أهؿفا‪ :‬الجامع إزهر يف مصر مع ما لف مـ‬
‫مؽاكة طؾؿقة يف العالؿ اإلسالمل‪ ,‬وكذلؽ جامعة الزيتقكة ىف تقكس‪[ .‬بتصرف مـ‬
‫مققػ ابـ تقؿقة مـ إشاطرة‪ ,‬لعبد الرحؿـ الؿحؿقد‪.]497/2 ,‬‬

‫‪ ‬‬

‫كثقرا مـ‬
‫ج‪ :‬غالب الؿتلخريـ مـ إشاطرة ٓ يؾتزمقن مذهبف كؾف‪ :‬بؾ خؾطقا ً‬
‫أصقل الػرق الضالة إخرى كؿا قؾـا ساب ًؼا‪ :‬الؿرجئة والجفؿقة والؿعتزلة‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪06‬‬

‫ج‪ :‬البققجقرية فرقة تـسب إلك إبراهقؿ بـ إبراهقؿ الؾؼاكك الؿالؽك الؿصرى‬
‫(ت ‪1441‬هـ) وإبراهقؿ بـ محؿد البققجري (ت ‪1277‬هـ) وهق أحد شققخ‬
‫إزهر الشريػ‪ ,‬وهؿا مـ الؿعطؾة إشعرية الذيـ استحقذت طؼقدهتؿا الؽالمقة‬
‫طؾك إزهر حتك طصركا هذا‪ ,‬ففذا آطتؼاد البققجري الذى يطؾؼ طؾقف معتـؼقه‬
‫مذهب أهؾ السـة والجؿاطة مازال يدرس ىف مدارس ومعاهد وجامعات إزهر‬
‫الشريػ والجؿاطات اإلسالمقة ىف البالد إلك أن‪ ,‬وحؼقؼة العؼقدة البققجقرية‬
‫هل امتداد لؾعؼقدة إشعرية الؿعطؾة مؿزوجة باطتؼادات كثقرة مـ فرق ضآلة‬
‫باصؾة‪ ,‬فؼد جؿعت اإلرجاء ىف آيؿان‪ ,‬والجرب ىف الؼدر‪ ,‬وققل الجفؿقة ىف‬
‫الصػات والغقبقات‪ ,‬وققل الؿعتزلة ىف خؾؼ الؼرآن‪ ,‬ويرون أن الؽشػ أطؾك‬
‫درجات إدلة ىف إثبات العؼائد‪ ,‬ويرفضقن حديث إحاد‪ ,‬وكثقر مـ ضالٓت‬
‫الػالسػة والصقفقة مؿا يجعؾفا فرقة مستؼؾة بذاهتا‪[ .‬بتصرف مـ كتاب سفؾ يف‬
‫العؼقدة والتقحقد‪ ,‬لؾدكتقر الرضقاكك‪ ,‬ص‪.]584‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪07‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫ج‪ :‬يظفر مـ كتب إشعرية والصقفقة أن بقـفؿا صؾة قديؿة‪ ,‬فؼد ذكر أبق‬
‫فصال بعـقان‪« :‬مـ فصقل‬
‫ً‬ ‫الؿظػر اإلسػرايقـل يف كتابف (التبصقر يف الديـ)‬
‫الؿػاخر ٕهؾ اإلسالم‪ ,‬وبقان فضائؾ أهؾ السـة والجؿاطة‪ ,‬وبقان ما اختصقا بف‬
‫مـ مػاخرهؿ» فعدد العؾقم التل يػضؾقن تا غقرهؿ‪ ,‬وذكر مـفا‪ :‬التصقف‪ ,‬فؼال‪:‬‬
‫«وسادسفا‪ :‬طؾؿ التصقف واإلشارات‪ ,‬وما لفؿ فقفا مـ الدقائؼ‪ ,‬والحؼائؼ لؿ‬
‫يؽـ قط ٕحد مـ أهؾ البدطة فقف حظ‪ ,‬بؾ كاكقا محرومقـ مؿا فقف مـ الراحة‪,‬‬
‫والحالوة‪ ,‬والسؽقـة‪ ,‬والطؿلكقـة»‪.‬‬
‫ثؿ إن الحافظ ابـ طساكر ذكر صبقات ايخذيـ طـ األشمري والمنتسبوـ إلوف‪،‬‬
‫وهل خمس صبقات‪ ،‬ويف كؾ صبقة يقجد مـ ينتسب إلك الصقفوة‪ ،‬وسيكتفل بذكر‬
‫واحد فقط يف كؾ صبؼ‪ ،‬فمـ جملة مـ ذكر‪:‬‬
‫يف الطبقة األولك‪ :‬أخذيـ طـ أبل الحسـ إشعري‪ :‬أبقطبداهلل محؿد بـ‬
‫خػقػ‪.‬‬
‫يف الطبقة الثاىوة‪ :‬وهؿ مـ تؾؼك إشعرية طـ أصحاب إشعري ‪ -‬ذكر أبا‬
‫طؾل الدقاق‪.‬‬
‫يف الطبقة الثالثة‪ :‬ذكر أبا ذر الفروي‪.‬‬
‫يف الطبقة الرابمة‪ :‬أبا الؼاسؿ الؼشقري‪.‬‬
‫يف الطبقة الخامسة‪ :‬أبا حامد الغزالل‪.‬‬
‫وٓشؽ أن همٓء الخؿسة الذيـ ذكرهؿ ابـ طساكر فقفؿ مـ كان أكثر إثبا ًتا‬
‫لؾصػات مـ غقره‪ ,‬كابـ خػقػ‪ ,‬وأبل ذر الفروي ‪ -‬وأكثر الؿذكقريـ مـ همٓء‬
‫كان قد ققد طؾؿف بالؽتاب والسـة يف الجؿؾة‪ ,‬فؾؿ يؽـ كبؼقة الصقفقة‪ ,‬ويف ذلؽ‬
‫يؼقل ابـ خػقػ‪« :‬إين أحببت أن أذكر طؼقد أصحابـا الؿتصقفة فقؿا أحدثتف صائػة‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪08‬‬
‫كسبقا إلقفؿ ما قد تخرصقا مـ الؼقل بؿا كزه اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬الؿذهب وأهؾف مـ‬
‫ذلؽ ‪ ...‬إلك أن أتك لؿقضع أشار فقف ابـ جرير الطربي إلك أن الصقفقة يؼقلقن‬
‫برؤية اهلل يف الدكقا وأخرة‪ .‬قال ابـ خػقػ معؾ ًؼا طؾك ققل الطربي‪" :‬وكسب هذه‬
‫الؿؼالة إلك الصقفقة قاصبة لؿ يخص صائػة‪ ,‬فبقـ أن ذلؽ طؾك جفالة مـف بلققال‬
‫الؿخؾصقـ مـفؿ"‪ ...‬إلك أن قال بعد أن بقـ الصقاب‪" :‬هذا ققلـا‪ ,‬وققل أئؿتـا‪,‬‬
‫دون الجفال مـ أهؾ الغباوة فقـا"‪.‬‬
‫ومع هذا الؼقل ‪ -‬وهق التػريؼ بقـ صقائػ الصقفقة ‪ -‬إٓ أن إمر قد تغقر طـد‬
‫أبل حامد الغزالل الذي جؿع يف كتابف (إحقاء طؾقم الديـ) بقـ ققاطد طؼائد‬
‫إشعرية وبقـ جؿؾ غامضة آيؾة إلك وحدة القجقد‪ ,‬ويرى أن مرتبة القحدة هل‬
‫أطؾك الؿراتب‪ ,‬وأكف ٓ يجقز كشػفا يف كتاب‪ ,‬إذ إفشاء سر الربقبقة كػر!‬
‫ثؿ مع تؼدم الزمـ كثر الجفؾ‪ ,‬واكتشرت الصقفقة‪ ,‬وكثرت صقائػفا‪ ,‬فتجد‬
‫مثال ‪-‬‬
‫الشخص القاحد يـتؿل إلك أبل الحسـ إشعري طؼقدة وإلك الشافعل ‪ً -‬‬
‫مذه ًبا‪ ,‬وإلك الصقفقة صريؼة وسؾقكًا ‪ -‬وقد يحدد صريؼتف ‪ -‬فؾؿا كثر الجفؾ‪,‬‬
‫وفشا يف الـاس الشرك باهلل يف آستغاثة‪ ,‬والـذر‪ ,‬والذبح‪ ,‬وغقر ذلؽ‪ ,‬أكؽر كبار‬
‫كثقرا مـ الـاس فقف‪ ,‬ومـ‬
‫أهؾ العؾؿ ذلؽ‪ ,‬وبقـقا بطالكف وذرائعف التل أوقعت ً‬
‫أولئؽ شقخ اإلسالم ابـ تقؿقة وتالمقذه‪ ,‬ثؿ الشقخ محؿد بـ طبدالقهاب ‪-‬‬
‫رحؿفؿ اهلل جؿق ًعا‪ ,‬فظفر مـ طؾؿاء إشاطرة مـ يدافع طـ العقام بحجة أن‬
‫فعؾفؿ‪ :‬تقسؾ بالـبل ‪ ‬أو القلل!!‬
‫‪ٔ ‬فٗىا ٖم٘ طائف‪ ٛ‬وَ عمىاء األعاعز‪ ٚ‬الذَٖ ارتبطٕا ارتباطًا ٔثٗكًا بالصٕفٗ‪,ٛ‬‬
‫أٔ دافعٕا عَ أفعاهلي‪:‬‬
‫‪ -2‬السبكل‪ :‬وقد ألػ كتابف‪( :‬شػاء السؼام يف زيارة خقر إكام)‪ ,‬يرد بف طؾك‬
‫شقخ اإلسالم ابـ تقؿقة يف مسللة شد الرحال‪ ,‬وقد رد طؾقف الحافظ ابـ طبدالفادي‬
‫يف كتابف‪( :‬الصارم الؿـؽل)‪.‬‬
‫‪09‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫‪ -0‬ابـ حجر الهوتمل‪ :‬وقد ألػ كتابف‪( :‬الجقهر الؿـظؿ يف زيارة الـبل‬
‫الؿعظؿ)‪ ,‬يرد فقف طؾك شقخ اإلسالم ابـ تقؿقة كذلؽ‪.‬‬
‫ففذان العالؿان إشعريان قد تؽؾؿا يف مسللة هل مـ أكرب ذرائع الشرك‪ ,‬بؾ‬
‫قد ذكرا جقاز الؿجلء إلك الؼرب الـبقي لطؾب آستغػار‪ ,‬والتشػع‪ ,‬وآستغاثة بف‪.‬‬
‫‪ -3‬ابـ طاشر‪ :‬وقدر أشار يف كظؿف‪ :‬الؿرشد الؿعقـ ‪:‬إلك ارتباط إشعرية‬
‫بالصقفقة فؼال‪:‬‬
‫يف كظــــؿ أبقــــات لألمــــل تػقــــد‬ ‫ـــالعقن مـــــ اهللِ الؿجقــــد‬
‫ُ‬ ‫وبعــــدُ فـ‬
‫ويف صريؼـــــة الجـقـــــد الســـــالؽ‬ ‫يف طؼـــد إشـــعري وفؼـــف مالـــؽ‬

‫ثؿ قال شارحف‪" :‬أخرب أن كظؿف هذا جؿع مفؿات العؾقم الثالثة وهل‬
‫‪:‬العؼائد‪ ,‬والػؼف‪ ,‬والتصقف‪ ,‬الؿتعؾؼة بلقسام الديـ الثالثة وهل‪ :‬اإليؿان‪,‬‬
‫واإلسالم‪ ,‬واإلحسان" ا هـ‪.‬‬
‫‪ -4‬الباجقري‪ :‬وقد ذكر يف آخر شرحف تحػة الؿريد طؾك جقهرة التقحقد شق ًئا‬
‫مـ مبادئ التصقف‪ ,‬وقد كؼؾ كال ًما غري ًبا هق فتح لباب دطاء الؿقتك وآستغاثة‬
‫تؿ لؼضاء الحقائج‪ ,‬فؼال‪" :‬قال الشعراين‪ :‬ذكر لل بعض الؿشايخ أن اهلل – تعالك‬
‫‪ -‬يقكؾ بؼرب القلل مؾ ًؽا يؼضل الحقائج‪ ,‬وتارة يخرج مـ قربه ويؼضقفا بـػسف" !! ا‬
‫هـ‪ ..‬ولؿ يتعؼبف بشلء ‪ -‬إٓ محشل الؽتاب فؼد تعؼبف ‪ -‬ففذا الؽالم فتح صريح‬
‫لؾشرك‪.‬‬
‫‪ -5‬محمد األمور‪ ،‬وهق صاحب الحاشقة الؿشفقرة طؾك شرح جقهرة‬
‫التقحقد‪ ,‬وقد ذكر طـ كػسف بعد فراغف مـ حاشقتف طؾك شرح الجقهرة التل هل يف‬
‫طؼقدة إشاطرة أكف مالؽل الؿذهب‪ ,‬شاذلل الطريؼة‪ ,‬فؼال‪" :‬يؼقل مـ ٓ ققل لف‪:‬‬
‫محؿد إمقر الؿصري إزهري الؿالؽل الشاذلل‪ :‬وافؼ الؽؿال لقؾة"‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -6‬أحمد دحةن وهق شافعل الؿذهب‪ ,‬أشعري العؼقدة‪ ,‬ألػ كتابف‪( :‬الدرر‬
‫السـقة يف الرد طؾك القهابقة) فقف مسائؾ خطقرة شـقعة يف الشرك يف إلقهقة‪.‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪21‬‬
‫‪ -7‬النبهاين‪ ،‬وهق شافعل الؿذهب‪ ,‬شاذلل الطريؼة‪ ,‬أشعري العؼقدة‪ ,‬ألػ‬
‫كتابف‪( :‬شقاهد الحؼ يف آستغاثة بسقد الخؾؼ) وكص فقف طؾك أن إشعرية‬
‫ً‬
‫أققآ شـقعة‪,‬‬ ‫والؿاتريدية مذهبان ٕهؾ السـة! وقد حشد يف كتابف الؿذكقر‬
‫صريحة يف الشرك يف إلقهقة‪.‬‬
‫‪ -8‬محمد الطاهر يقسػ ‪ -‬وهق صقيف أشعري معاصر ‪ -‬ألػ رسائؾ مـفا‪:‬‬
‫"رسالة ققة الدفاع والفجقم"‪ ,‬قال يف مؼدمة رسالتف‪" :‬رسالة ققة الدفاع طـ أولقاء‬
‫اهلل والـبل الؿعصقم‪ ,‬والفجقم طؾك أكصار فرق الشقطان الؿرجقم‪ ,‬وهؿ أكصار‬
‫الػرق الؿعتزلة طـ السـة الؿحؿدية‪ ,‬والؿستخػة‪ ,‬والؿستـؼصة لؼدر سقدكا محؿد‬
‫خقر الربية ‪ ,‬والؿؽػرة ٕولقاء اهلل أهؾ الؿؼامات العؾقة ‪ -‬رضقان اهلل طؾقفؿ ‪-‬‬
‫بؽرة وطشقة‪ .‬تللقػ طبقد ربف محؿد بـ الطاهر بـ يقسػ الػاين‪ ,‬الؿالؽل‬
‫إشعري التجاين"‪.‬‬
‫‪) -9‬محمد طلقي المالكل ‪ -‬وهق معاصر ‪ -‬الذي صـػ كتا ًبا سؿاه‪:‬‬
‫(مػاهقؿ يجب أن تصحح)‪ ,‬قال يف كتابف الؿذكقر‪" :‬التصقف ذلؽ الؿظؾقم‬
‫الؿتفؿ قؾقؾ مـ يـصػف‪ ,"...‬وقال‪" :‬إشاطرة هؿ أئؿة أطالم الفدى مـ طؾؿاء‬
‫الؿسؾؿقـ‪".‬‬
‫فؿا تؼدم كؿاذج مـ ارتباط إشعرية بالصقفقة ‪ -‬وإمثؾة كثقرة‪ ,‬والؿؼصقد‬
‫التؿثقؾ ‪ -‬وكؿا تؼدم فنن القاقع الققم شاهد طؾك هذه العالقة‪.‬‬
‫السًال األول‪ :‬ما طةقة األشمرية الصقفوة المتقدمة باألشمرية الصقفوة‬
‫المتيخرة؟‬
‫والسًال الثاين‪ :‬هؾ ينسب ما وقع فوف الصقفوة الوقم يف بمض صقر الشرك إلك‬
‫األشمرية كلها ‪ -‬ولق كان ذلؽ يف بمضهؿ؟‬
‫‪20‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫أوا اجلٕاب عَ الضؤاه األٔه‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫ففق كؿا تؼدم أن الؿتؼدمقـ مـ همٓء الصقفقة الؿـتسبقـ إلك إشعرية لؿ‬
‫يؽـ تصقففؿ كتصقف الؿالحدة‪ ,‬والباصـقة‪ ,‬ودطاة وحدة القجقد‪ ,‬وآتحاد‪,‬‬
‫والحؾقل‪ ,‬بؾ ٓ يعرف طـفؿ القققع يف شرك العبادة كؿا حصؾ طـد الؿتلخريـ‪,‬‬
‫فالعالقة إ ًذا يف آسؿ العام‪ .‬ثؿ حصؾ التدرج يف الضالل كؿا يف مرحؾة الغزالل‪,‬‬
‫ثؿ مـ جاء بعده إلك أن استؼر إمر طؾك ما هق طؾقف يف العصقر الؿتلخرة التل‬
‫كعقشفا‪ ,‬حقث الشرك الصريح يف العبادة‪ ,‬فنذا ألػ أشعري كتا ًبا طؾك هنج‬
‫إشعرية ذيؾ كتابف بالتصقف‪ ,‬وقد يقجد مـف كؼد لبعض إخطاء الجسقؿة يف‬
‫ً‬
‫إجؿآ‪ ,‬وٓ يـبف طؾك الخطل يف إلقهقة‪ ,‬وقد يملػ آخر مداف ًعا‬ ‫الربقبقة‪ ,‬والبدع‬
‫طؿا يػعؾف الـاس مـ الشرك يف إلقهقة باسؿ التقسؾ‪ ,‬والتربك‪ ,‬والبدع‪ ,‬كالؿقالد‪,‬‬
‫وغقر ذلؽ‪ ,‬ثؿ يـص طؾك بعض الػضالء مـ الصقفقة‪ :‬كالجـقد‪ ,‬وطبدالؼادر‬
‫الجقالين‪ ,‬ويػر مـ ذكر الحالج‪ ,‬وابـ الػارض‪ ,‬وغقرهؿا!! دون ذم أو مدح‪ ,‬مع‬
‫وجقد تلثقرها طؾك الصقفقة يف هذه العصقر‪ !!..‬وإن كان يقجد قؾقؾ مؿـ رأيتفؿ‬
‫‪ -‬وقد يقجد غقرهؿ ‪ -‬مؿـ ٓ يؼع يف شرك العبادة‪ ,‬وسقليت الؽالم طؾقفؿ يف‬
‫الجقاب طـ السمال الثاين ‪ -‬إن شاء اهلل‪.‬‬
‫اجلٕاب عَ الضؤاه الجاٌ٘‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وهق أكف ٓ يؿؽـ كسبة صقر الشرك التل ضفر بعضفا إلك كؾ إشعرية‬
‫الؿتؼدمقـ مـفؿ والؿتلخريـ‪ :‬إذ الؿتؼدمقن طؾك خالف هذا إمر‪ ,‬ولؽـ تبؼك‬
‫مسللة التبـل العام لؾصقفقة ‪ -‬كؿا ذكر اإلسػرايقـل ‪ -‬ممثرة يف قبقل ما طؾقف‬
‫التصقف طـد الؿتلخريـ!‬
‫أما الؿتلخرون ففؿ قسؿان‪ :‬قسؿ صرح بالؼقل بجقاز بعض صقر الشرك‪:‬‬
‫كالـذر لغقر اهلل‪ ,‬والطقاف بؼبقر الصالحقـ‪ ,‬وآستغاثة بغقر اهلل‪ ,‬كؿا سقليت الـؼؾ‬
‫طـفؿ طـد طرض شبففؿ ‪ -‬إن شاء اهلل‪.‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪22‬‬
‫وقسؿ لؿ يصرح بذلؽ‪ ,‬وقد رأيت بعضفؿ ‪ -‬وهؿ قؾقؾ جدً ا ‪ -‬ولؽـفؿ لؿ‬
‫فعال‪ ,‬مع سؿاطفؿ كسبة التصقف بجؿقع صقائػف إلك‬ ‫يجاهروا باإلكؽار ً‬
‫ققٓ‪ ,‬وٓ ً‬
‫إشعرية وإخقاهنؿ الؿاتريدية‪.‬‬
‫وٓ شؽ أن أمثال همٓء داخؾقن يف طؿقم القطقد الؿذكقر يف ققلف تعالك‪:‬‬
‫(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬
‫ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ) [آل طؿران‪.]187 :‬‬
‫كقػ وقد يـتسب بعضفؿ إلك التصقف‪ ,‬فقشتغؾ ببعض البدع غقر الؿؽػرة ‪-‬‬
‫فقزداد إيفامف لؾـاس بـسبتف إلك التصقف‪ ,‬فقغرتوا بف‪ ,‬فقستحسـقا طـدئذ ما هؿ طؾقف‬
‫مـ الشرك‪.‬‬
‫فخالصة إمر‪ :‬أن الؿتؼدمقـ مـ إشاطرة لؿ يظفر مـفؿ ما يخالػ تقحقد‬
‫إلقهقة‪ ,‬بؾ ثبت أن بعضفؿ أكؽر بعض مظاهر الشرك التل تحدث طـد الؼبقر‪:‬‬
‫كالرازي‪ ,‬وأبل شامة‪ ,‬أما إشعرية الؿتلخرة فقؿؽـ كسبة بعض الؿخالػات إلقفؿ‬
‫إما وقق ًطا مـفؿ فقفا‪ ,‬أو سؽق ًتا طـفا إذا رأوا غقرهؿ يؼع فقفا‪ ,‬ومثؾ هذا يعد ً‬
‫تغقرا‪,‬‬
‫وزيادة اكحراف يف الؿـفج إشعري تجب مراطاتف‪ ,‬إذ تغقر الػرق أمر وارد‪ ,‬فقجب‬
‫اإلكؽار الققم طؾك إشعرية يف هذه الؿسللة كؿا ُأكؽر طؾقفؿ سؾ ًػا ما تؽؾؿقا فقف مـ‬
‫مسائؾ الصػات‪[ .‬مـفج اهؾ السـة والجؿاطة ومـفج آشاطرة ىف تقحقد اهلل‪,‬‬
‫كؼال مـ مقسقطف الػرق بؿققع الدرر السـقة]‬
‫لخالد طبد الؾطقػ‪ً ,674 /2 ,‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪23‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫ج‪ :‬تطقر لألسقء بسبب ما يلل‪:‬‬


‫أ ‪ -‬الؼرب مـ أهؾ الؽالم وآطتزال‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الدخقل يف التصقف‪ ,‬والتصاق الؿذهب إشعري بف‪.‬‬
‫وإشعرية اختؾػقا يف كثقر مـ الصػات‪ :‬كالؼدم‪ ,‬والبؼاء‪ ,‬والقجف‪ ,‬والقديـ‪,‬‬
‫والعقـقـ‪ ,‬ويف إحقال‪ ,‬ويف تعدد الؽالم واتحاده مختؾػقن يف صػات البؼاء‬
‫والؼدم‪ ,‬هؾ هل مـ صػات السؾب أم مـ صػات الذات؟‪ ...‬وصدق فقؿا قال‪,‬‬
‫فنن مـفؿ مـ يؼسؿ الصػات إلك قسؿقـ‪ :‬كػسقة ومعـقية‪ ,‬ومـفؿ مـ يجعؾفا ثالثة‬
‫أقسام‪ :‬ذاتقة ومعـقية وفعؾقة‪ ,‬ومـفؿ مـ يجعؾفا أرب ًعا‪ :‬كػسقة وسؾبقة‪ ,‬وصػات‬
‫معان وصػات معـقية‪.‬‬
‫ففؿ مختؾػقن يف صريؼة تـزيف رتؿ‪ .‬ومـفؿ الؿػقض الذي يؾزم الؿمول‬
‫بالتحريػ يف صػات اهلل‪ .‬ومـفؿ الؿمول الذي يصػ الؿػقض بلكف يؾزمف أن الـبل‬
‫جاهال بؿعاين صػات اهلل‪.‬‬
‫ً‬ ‫كان‬
‫وكـؾ مـــ هـاتقـ الطــائػتقـ تؿتــاز بصـػة ذكرهــا اهلل يف أهـؾ الؽتــاب‪ :‬فالؿمولــة‬
‫(ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ) [الـســاء‪ .]46:‬والؿػقضــة ( ﭝ ﭞ ﭟ‬
‫ﭠ ﭡ) [البؼرة‪ , ]78:‬أي‪ :‬إٓ تالوة لؾؿعــك‪ ٓ ,‬يػفؿقكـف وٓ يتدبروكـف‪ ,‬مـع أن‬
‫ثؿرة التالوة يجب أن تؽـقن التػؽـر وتـدبر الؿعـاين‪( ,‬ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ)‬
‫[الؿائدة‪. ]13:‬‬
‫‪ٔ ‬الضبب ف‪ِ ٜ‬ذا االختالف ٔاالحنزاف‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ما بـل طؾك باصؾ ففق باصؾ‪ ,‬وأن آكحراف يبدأ يف الغالب صغق ًرا‪ ,‬ثؿ‬
‫يؽرب‪ ,‬والؿتتبع ٕغؾب الؿؼآت يجدها تبدأ صغقرة‪ ,‬ثؿ يزداد اكحراففا وغؾقها‬
‫مع الزمـ‪ ,‬والؿذهب إشعري لؿا أن حقى مـذ البداية اكحرا ًفا معقـًا سقاء كان‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪24‬‬
‫بالدخقل يف طؾؿ الؽالم‪ ,‬أو تبـل بعض آراء الؿعتزلة ‪ -‬وهذا كؾف مؿا يخالػ‬
‫قابال لؾزيادة يف هذا آكحراف مـ خالل‬
‫مذهب السؾػ ومـفجفؿ ‪ -‬أصبح ً‬
‫التؿادي يف طؾؿ الؽالم‪ ,‬والتزام لقازم إققال الػاسدة‪ ,‬وآستسالم لبعض‬
‫شبفات أهؾ الضالل‪ ,‬وطدم الؼدرة طؾك رد باصؾفؿ إٓ بالتزام بعض إققال‬
‫الػاسدة‪.‬‬
‫‪ -2‬إن الؿذهب لؿ يبـ مـذ البداية طؾك مـفج ممصؾ‪ :‬حقث لؿ يحدد لف‬
‫أصقل واضحة يف آطتؼاد‪ ,‬أو كقػقة التعامؾ مع الـصقص‪ ,‬وإشعري يف (اإلباكة)‬
‫كان صاحب مـفج يختؾػ طـ مـفجف يف كثقر مـ كتبف‪ ,‬لذلؽ فالؿذهب مـذ‬
‫البداية كشل طؾك التذبذب بقـ مقافؼة مذهب السؾػ‪ ,‬والرد طؾك الؿعتزلة‪ ,‬وتليقد‬
‫العؼقدة بعؾؿ الؽالم‪ ,‬ولق كشل الؿذهب واضح الؿعالؿ يف آستدٓل لؾعؼقدة أو‬
‫الرد طؾك الؿخالػقـ‪ :‬لؽان ذلؽ ماك ًعا مـ اجتفاد يليت فقؿا بعد يمدي إلك‬
‫آكحراف‪[ .‬بتصرف مـ مققػ ابـ تقؿقة مـ إشاطرة‪ ,‬لعبد الرحؿـ الؿحؿقد‪,‬‬
‫‪]511/2‬‬

‫‪ ‬‬

‫ج‪ :‬أٔلًا‪ :‬وصطمح أِن الضٍ‪ٔ ٛ‬اجلىاع‪ٖ ٛ‬طمل ٖٔزاد بْ وعٍٗاُ‪:‬‬


‫أ ‪ -‬املعٍ‪ ٜ‬األعي‪ :‬وهق ما يؼابؾ الشقعة فقؼال‪ :‬الؿـتسبقن لإلسالم قسؿان‪ :‬أهؾ‬
‫السـة والشقعة‪ ,‬مثؾؿا طـقن شقخ اإلسالم كتابف يف الرد طؾك الرافضل"مـفاج‬
‫السـة" وفقف بقـ هذيـ الؿعـققـ‪ ,‬وصرح أن ما ذهبت إلقف الطقائػ الؿبتدطة مـ‬
‫أهؾ السـة بالؿعـك إخص‪ ,‬وهذا الؿعـك يدخؾ فقف كؾ مـ سقى الشقعة‪:‬‬
‫كإشاطرة‪ٓ ,‬سقؿا أن إشاطرة فقؿا يتعؾؼ بؿقضقع الصحابة والخؾػاء متػؼقن‬
‫مع أهؾ السـة‪ ,‬وهل كؼطة آتػاق الؿـفجقة القحقدة‪.‬‬
‫‪25‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫ب ‪ -‬املعٍ‪ ٜ‬األخص‪ :‬وهق ما يؼابؾ الؿبتدطة وأهؾ إهقاء‪ ,‬وهق إكثر‬


‫ً‬
‫استعؿآ يف كتب الجرح والتعديؾ‪ ,‬فنذا قالقا طـ الرجؾ‪ :‬إكف صاحب سـة أو كان‬
‫سـ ًّقا أو مـ أهؾ السـة وكحقها‪ ,‬فالؿراد أكف لقس مـ إحدى الطقائػ البدطقة‪:‬‬
‫كالخقارج‪ ,‬والؿعتزلة‪ ,‬والشقعة‪ ,‬ولقس صاحب كالم وهقى وفؾسػة‪.‬‬
‫وهذا الؿعـك ٓ يدخؾ فقف إشاطرة أبدً ا‪ ,‬بؾ هؿ خارجقن طـف‪ ,‬وقد كص‬
‫اإلمام أحؿد وابـ الؿديـل وغقرهؿا طؾك أن مـ خاض يف شلء مـ طؾؿ الؽالم ٓ‬
‫يعترب مـ أهؾ السـة‪ ,‬وإن أصاب بؽالمف السـة‪ ,‬حتك يدع الجدل ويسؾؿ‬
‫لؾـصقص‪ ,‬فؾؿ يشرتصقا مقافؼة السـة فحسب‪ ,‬بؾ التؾؼل وآستؿداد مـفا‪ ,‬فؿـ‬
‫تؾؼك مـ السـة ففق مـ أهؾفا وإن أخطل‪ ,‬ومـ تؾؼك مـ غقرها فؼد أخطل وإن وافؼفا‬
‫يف الـتقجة‪.‬‬
‫ثاى ًوا‪ :‬همٓء خالػقا السـة وخالػقا الجؿاطة‪ ,‬فؽقػ يؼال طـفؿ‪ :‬أهؾ سـة‬
‫وجؿاطة؟! [بتصرف مـ كتاب التعؾقؼات الؿػقدة طؾك كتاب مـفج إشاطرة ىف‬
‫العؼقدة لسػر الحقالل‪ٕ ,‬بل ففر أحؿد بـ سالؿ الؿصري‪ ,‬ص‪.]59‬‬
‫‪" :‬فؾػظ أهؾ السـة يراد بف مـ أثبت‬ ‫قال شقخ اإلسالم ابـ تقؿقة ‪-‬‬
‫خالفة الخؾػاء الثالثة‪ ,‬فقدخؾ يف ذلؽ جؿقع الطقائػ إٓ الرافضة‪ .‬وقد يراد بف‬
‫أهؾ الحديث والسـة الؿحضة ‪ ,‬فال يدخؾ فقف إٓ مـ يثبت الصػات هلل تعالك"‪.‬‬
‫[مـفاج السـة‪]221/ 2 ,‬‬
‫قال المةمة ابـ طثوموـ‪ :‬أهؾ السـة يدخؾ فقفؿ الؿعتزلة‪ ,‬يدخؾ فقفؿ‬
‫إشعرية‪ ,‬يدخؾ فقفؿ كؾ أحد لؿ يؽػر مـ أهؾ البدع‪ ,‬إذا قؾـا هذا يف مؼابؾة‬
‫الرافضة‪ ,‬لؽـ إذا أردكا أن كبقـ أهؾ السـة قؾـا‪ :‬إن أهؾ السـة حؼقؼة‪ :‬هؿ السؾػ‬
‫الصالح الذيـ اجتؿعقا طؾك السـة وأخذوا تا‪ ,‬وحقـئذ يؽقن إشاطرة والؿعتزلة‬
‫والجفؿقة وكحقهؿ‪ :‬لقسقا مـ أهؾ السـة تذا الؿعـل‪[ .‬الشرح الؿؿتع‪,‬‬
‫‪.]346/11‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪26‬‬

‫الذي طؾقف أئؿة أهؾ الحديث والؿحؼؼقن مـ أهؾ اإلسالم أن هذا الؾػظ (أهؾ‬
‫السـة والجؿاطة) إكؿا يدخؾ فقف أهؾ الحديث وإثر الذيـ لؿ يـحرفقا يف مسائؾ‬
‫آطتؼاد‪.‬‬
‫وقد ذهب بعض الحـابؾة مـ الؿتلخريـ‪ ,‬وبعض إشاطرة‪ ,‬وجؿاطات مـ‬
‫الػؼفاء إلك أن لػظ (أهؾ السـة والجؿاطة) يشؿؾ ثالث صقائػ‪ :‬أهؾ الحديث‬
‫وإثر‪ ….‬وإشاطرة‪ ….‬والؿاتريدية‪.‬‬
‫ومؿـ صر َح بذلؽ السػاريـل يف كتابف لقامع إكقار وجؿاطة آخرون‪ ,‬وهذا‬
‫لقس بصحقح‪ٕ :‬ن إشاطرة والؿاتريدية خالػقا السـة والجؿاطة يف مسائؾ كثقرة‬
‫معؾقمة‪( :‬ففؿ يف إثبات وجقد اهلل خالػقا صريؼة الؼرآن والسـة)‪( ,‬ويف تػسقر‪ ٓ :‬إلف‬
‫إٓ اهلل‪ ,‬خالػقا ما دل طؾقف الؼرآن والسـة وما كان طؾقف السؾػ)‪( ,‬ويف إثبات‬
‫الصػات خالػقا‪ ,‬وقالق‪:‬ا صريؼة السؾػ أسؾؿ وصريؼتـا أطؾؿ وأحؽؿ وج َع ُؾقا‬
‫الصقاب بقـ التلويؾ والتػقيض)‪( ,‬ويف مسائؾ الؼدر هؿ جربية متقسطة)‪ ,‬ويف‬
‫مسائؾ ُأ َخ ْر خالػقا ً‬
‫أيضا مؿا يضقؼ الؿؼام طـ ذكره‪.‬‬
‫فن ًذا مـ خالػ يف هذه إصقل العظقؿة يف الغقبقات والعؼائد فنن إدراجف يف‬
‫أهؾ السـة والجؿاطة ويف الػرقة الـاجقة هذا لقس بقاضحٍ مـ جفة الدّ لقؾ وآتباع‪,‬‬
‫ولفذا هؿ يدخؾقن يف ِ‬
‫الػ َر ْق الؿخالػة لؾسـة والجؿاطة‪.‬‬
‫لؽـ يـبغل أن ُي ْع َؾ ْؿ أن إصالق السـة قد ُي َرا ْد بف ما يؼابؾ الرافضة والشقعة‬
‫والخقارج‪ ,‬فقدخؾ يف إصالق أهؾ السـة إشعرية‪ ,‬والؿاتريدية‪ ,‬والؿرجئة‪,‬‬
‫وجؿاطات‪ٕ :‬جؾ مؼابؾتفؿ بالػرق التل ضاللفا طظقؿ‪.‬‬
‫الؿ َت َع ِّق ْـ طـد إصالق أهؾ السـة والجؿاطة أن ُيـ َت َب ْف أن‬
‫لفذا مـ إفضؾ‪ :‬بؾ مـ ُ‬
‫شعارا يدخؾ فقف مـ لقس مـ أهؾ السـة والجؿاطة‪ :‬حتك ٓ َي ِضؾ الـاس‪,‬‬ ‫ً‬ ‫ٓ يؽقن‬
‫ؼتصرا طؾك مـ اطتؼد آطتؼاد الحؼ‪ ,‬والباققن يؿؽـ أن ُي َؼال طـفؿ‬ ‫ُ‬
‫يؽقن ُم ً‬ ‫وحتك‬
‫‪27‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫أهؾ السـة‪ :‬ولؽـ ٓ ُيقصػقن بلهؾ السـة والجؿاطة‪ٕ :‬هنؿ َفر ُققا ديـفؿ وكاكقا‬
‫شق ًعا‪ ,‬ولؿ يؼقؿقا الديـ كؿا أمر اهلل‪ :‬بؾ َفر ُققا يف ذلؽ وأخذوا ببعض الؽتاب‬
‫بعضا كؿا هق معؾقم مـ تػاصقؾ أققالفؿ‪[ .‬دروس إتحاف السائؾ بؿا يف‬
‫وتركقا ً‬
‫الطحاوية مـ مسائؾ‪ ,‬الشريط الخامس‪ ,‬الشقخ صالح بـ طبد العزيز آل الشقخ]‪.‬‬
‫يطؾؼ لػظ أهؾ السـة والجؿاطة‪ ,‬فقؿا يؼابؾ البدطة‪ ,‬ويراد بذلؽ أهؾ السـة‬
‫الؿحضة‪ ,‬فال يدخؾ فقف إٓ مـ التزم العؼقدة الصحقحة مـ السؾػ وأهؾ‬
‫الحديث‪ ,‬فعؾك هذا آطتبار ٓ يدخؾ يف هذا الؾؼب‪ :‬إشاطرة‪ ,‬وٓ غقرهؿ مؿـ‬
‫خؾط أصقلف الؽالمقة بلصقل بدطقة‪ :‬لؿخالػتفؿ أهؾ السـة يف كثقر مـ إصقل‬
‫والؿسائؾ‪ .‬وإشاطرة الؿتلخريـ‪ :‬جربية يف الؼدر‪ ,‬مرجئة يف اإليؿان‪ ,‬معطؾة يف‬
‫الصػات‪ ٓ ,‬يثبتقن مـفا غقر سبع صػات‪ٕ :‬ن العؼؾ دل طؾقفا كؿا يزطؿقن‪,‬‬
‫ويـػقن آستقاء طؾك العرش‪ ,‬وطؾق اهلل طؾك خؾؼف‪ ,‬ويؼقلقن‪ ٓ :‬هق داخؾ العالؿ‪,‬‬
‫وٓ خارجف‪ ,‬وٓ فققف‪ ,‬وٓ تحتف‪ ,‬إلل غقر ذلؽ مـ الؿخالػات‪ ,‬فؽقػ كسؿقفؿ‬
‫أهؾ سـة وجؿاطة؟! [بتصرف مـ كالم الشقخ صالح الؿـجد‪ ,‬كؼالً مـ مققع‬
‫اإلسالم سمال وجقاب]‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪28‬‬

‫ج‪ :‬هذه دطقة ٓ دلقؾ طؾقفا ويؽذتا الـؼؾ والعؼؾ والقاقع والتاريخ وكؾ‬
‫مـصػ‪.‬‬
‫أول‪ :‬الناس تنقسؿ إلك قسموـ‪ -1 :‬أهؾ طؾؿ ‪ -2‬طقام‪.‬‬
‫ً‬
‫أما أهؾ العؾؿ وطؾك رأسفؿ الؼرون إولك الؿػضؾة كاكت طؾك اطتؼاد الـبك‬
‫محؿد ‪ ‬ثؿ جاءوا إشعرية وخالػقهؿ‪ ,‬و ُكتب إشاطرة كػسفا طـد تعريػ‬
‫مذهبل السؾػ والخؾػ تؼقل‪ :‬إن مذهب السؾػ هق مذهب الؼرون الثالثة‪,‬‬
‫وبعضفا يؼقل‪ :‬إكف مذهب الؼرون الخؿسة‪ ,‬فؿا بؼل بعد هذه الؼرون؟! وصدققا‪,‬‬
‫فالثابت تاريخ ًّقا أن مذهب إشاطرة لؿ يـتشر إٓ يف الؼرن الخامس أثر اكتشار كتب‬
‫الباقالين‪ ,‬وحسبؽ مـ ذكرهؿ ابـ الؼقؿ يف (اجتؿاع الجققش اإلسالمقة)‪,‬‬
‫و الذهبل يف (العؾق) مـ الصحابة والتابعقـ وأتباطفؿ وإئؿة والعؾؿاء‪ ,‬مؿـ كصقا‬
‫يف مسللة طؾق اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬بـػسف طؾك خؾؼف بؿا يخالػ مذهب إشاطرة‪ ,‬وهل‬
‫واحدة مـ مسائؾ آطتؼاد‪ ,‬فؽقػ إذا أضقػ إلقفؿ مـ كصقا يف بؼقة مسائؾ‬
‫آطتؼاد بؿا يخالػ مذهب إشاطرة؟‪.‬‬
‫وقد ذكر ابـ الؿربد يف كتابف (جؿع الجققش والدساكر طؾك ابـ طساكر) أكثر‬
‫مـ أربعؿائة طالؿ مـ بقـ محدث وفؼقف وطابد وإمام‪ ,‬كؾفؿ مجاكبقن لألشاطرة‬
‫ذامقن لفؿ‪ ,‬بد ًءا مـ طصر إشعري وحتك وقتف‪ ,‬صدرهؿ بلبل الحسـ الربتاري‪,‬‬
‫وختؿفؿ بجؿال الديـ يقسػ بـ محؿد الؿرداوي صاحب كتاب (اإلكصاف)‪ ,‬ثؿ‬
‫قال بعد ذلؽ‪" :‬واهلل‪ ,‬ثؿ واهلل‪ ,‬ثؿ واهلل‪ ,‬ما تركـا أكثر مؿا ذكركا‪ ,‬ولق ذهبـا‬
‫كستؼصل وكتتبع كؾ مـ جاكبفؿ مـ يقمفؿ إلك أن لزادوا طؾك طشرة آٓف‬
‫كػس"ا هـ‪.‬‬
‫وإذا كان أبق الحسـ إشعري ولد سـة ‪264‬هـ‪ ,‬وققؾ‪274 :‬هـ‪ ,‬فؿا الذي‬
‫كاكت طؾقف إمة قبؾف؟‪ ...‬أ كاكت طؾك طؼقدة إشعري الذي لؿ يؽـ شق ًئا مذكقرا‬
‫‪29‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫كؿا يزطؿ همٓء؟ ! أم أن العؼقدة كاكت خافقة طؾقفؿ‪ ,‬حتك ضفر أبق الحسـ‬
‫إشعري فليؼظ إمة مـ سباهتا؟!‬
‫وأما ما يتعؾؼ بعقام الؿسؾؿقـ‪ ,‬فال ريب أهنؿ إن تركقا مـ غقر تؾؼقـ فنهنؿ‬
‫طؾك الػطرة السؾقؿة‪ ,‬وطؾك اطتؼاد السؾػ وأهؾ الحديث‪ ٓ ,‬يعرفقن أصقل‬
‫الؽالم‪ ,‬وٓ تلويؾ الصػات‪ ,‬وٓ شق ًئا مـ ذلؽ‪ .‬وٓ يؿؽـ ٕحد أن يدطل خالف‬
‫ذلؽ إٓ مؽابرة‪ ,‬فال يعرف العامل إٓ أن اهلل يف السؿاء طؾك طرشف فقق خؾؼف‪ٓ ,‬‬
‫يعرف ما يؼقلف إشاطرة مـ أكف لقس داخؾ العالؿ‪ ,‬وٓ خارجف‪ ,‬وٓ فقق‪ ,‬وٓ‬
‫تحت‪ ,‬وٓ يعرف العامل إٓ أن اهلل يتؽؾؿ‪ ,‬وأكف كؾؿ مقسك فسؿع مقسك كالم اهلل‪,‬‬
‫ٓ يعرف الؽالم الـػسل الذي هق‪ :‬أمر‪ ,‬وهنل‪ ,‬وخرب‪ ,‬واستخبار‪ .‬وٓ يعرف العامل‬
‫إٓ أن اهلل يحب التقابقـ‪ ,‬ويبغض الؽافريـ‪ ,‬ويرضك طـ الطائعقـ‪ ,‬ويسخط طؾك‬
‫العاصقـ‪ ٓ ,‬يعرف أن هذه الصػات كؾفا راجعة إلك اإلرادة‪ .‬وٓ يعرف العامل إٓ‬
‫أن اهلل أقدر العبد طؾك الػعؾ‪ ,‬وجعؾ لف إرادة لفا تلثقر فقف‪ ٓ ,‬يعرف الؽسب الذي‬
‫هق اقرتان الؼدرة الحادثة بالؼدرة الؼديؿة‪ ,‬وأن الحادثة ٓ تلثقر لفا يف الػعؾ البتة‪.‬‬
‫وسؾ إن شئت جؿاطات الؿسؾؿقـ يخربوك بحؼقؼة الحال‪ :‬إذ إهنؿ طؾك‬
‫الػطرة‪ ,‬فلما طؼقدة إشاطرة فال يعرففا إٓ مـ درسفا يف الؿعاهد والؿدارس‪.‬‬
‫فدطقى أن إشعرية هق الؿذهب الذي يديـ بف طامة إمة ودهؿاؤها‪ ,‬دطقى‬
‫وتػصقال‪.‬‬
‫ً‬ ‫باصؾة جؿؾة‬
‫جدٓ أن إشاطرة هؿ إكثر‪ ,‬ففذا ٓيدل طؾك أهنؿ‬ ‫ً‬ ‫وأخقرا‪ :‬إن فرضـا‬
‫ً‬
‫الصقاب‪ ,‬ولؽـ الصقاب مـ تؿسؾؽ بؽالم اهلل وكالم الرسقل بػفؿ الصحابة‪.‬‬
‫[بتصرف مـ كتاب‪ :‬التعؾقؼات الؿػقدة طؾك كتاب مـفج آشاطرة ىف العؼقدة لسػر‬
‫الحقالل‪ٕ ,‬بل ففر أحؿد بـ سالؿ الؿصري‪ ,‬ص‪]14‬‬

‫‪ ‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪31‬‬

‫ج‪ :‬يؾجل الؿخالػقن طادة إلل مغالطة‪ :‬آحتؽام إلل الشعبقة‪ ,‬وترتػع طؼقرهتؿ‬
‫بالخطابة التل ما تؿؽـقا مـفا إٓ بعد اكصرام الؼرون الؿزكاة‪ ,‬وبؼقة السؾطان‪,‬‬
‫وهالمقة تصقر الؿذهب إشعري التل أدت إلك اكتساب طدد كبقر وأققام‬
‫متضادي العؼائد إلقف‪ ,‬متـاسقـ أكـا كحؼؼ اكتسابـا لؾطبؼات القحقدة الؿزكاة شر ًطا‬
‫وققاسا‬
‫ً‬ ‫والقحقدة التل كان ففؿفا حج ًة ً‬
‫شرطا وإجؿا ًطا‬
‫والعربة بالعؼقدة التل دل طؾقفا القحل الذي كدطقهؿ لؾتحاكؿ إلقف‪ ,‬ولسـا‬
‫كدطقهؿ لؾتحاكؿ إلقـا وٓ إلل تراثـا‪.‬‬
‫قديؿا وحدي ًثا‪ .....‬ولق قؾـا بلن وزن الؽثرة‬
‫ً‬ ‫وطامة الؿسؾؿقـ طؾك خالففؿ‬
‫بالعؾؿاء ٓ بعامة الـاس‪ ,‬فؿا زال يـازع أئؿتفؿ طؾك مر الؼرون مخالػقن أئؿة‬
‫فطاحؾ‪ ,‬ثؿ طؾؿائفؿ مؿـ تلخر ٓ يداكقن يف الؿؽاكة والؼقؿة العؾؿقة مجتؿعقـ‬
‫إما ًما واحدً ا مـ أئؿة السؾػ كربهـ طؾك اكتسابـا إلقف‪ :‬كلحؿد‪ ,‬أو البخاري‪ ,‬أو‬
‫الطربي‪ ,‬أو غقرهؿ‪ .‬ثؿ هذا الـقع مـ الخطاب يستعؿؾف مـ طدم الحجف‪ ,‬واكؼطعت‬
‫بف السبؾ‪ ,‬وفزع مـ ضفقر مخالػف طؾك أكتاف مـ يعظؿفؿ التعظقؿ الؿطؾؼ‪ ,‬ويريد‬
‫مـ مخالػقف أن يػعؾقا مثؾف دون أن يؽقن لفؿ تؿحقص ورأي وأخذ ورد بنخالص‬
‫يف صؾب مقافؼة القحل‪ ,‬وهذا خطاب ٓ يبالل بف صالب التجرد وأهؾ اإلكصاف‪,‬‬
‫وهل دطقة تؼؾ ِ‬
‫قد مطؾؼ جاهؾقة ٓ أكثر وٓ أقؾ‪.‬‬
‫وأخقرا‪ :‬ما زال إشاطرة والؿتؽؾؿقن يؿـعقن التؼؾقد يف العؼائد ويذمقن‬ ‫ً‬
‫فاطؾف‪ :‬بؾ يتؽؾؿقن يف كػره‪ ,‬وإيؿاكف‪ ,‬وتلثقؿف‪ ,‬وغػراكف‪ ,‬فؾؿ يتـؽبقن هذا الؿققػ‬
‫حقـ يسؼط يف يدهؿ وتعدم حجتفؿ ويظفر لفؿ خطلهؿ وخطل مـ يعظؿقن؟!‬
‫[اإلكتصار لؾتدمقرية‪ ,‬ماهر أمقر‪ ,‬ص‪]64‬‬
‫‪30‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫ج‪ :‬كال‪ ,‬بؾ هؿ مـ أهؾ السـة والجؿاطة ىف جؿقع الؿعتؼد‪ ,‬ولؽـ اجتفدوا‬
‫فلخطلوا ىف بعض الصػات الرباكقة‪ ,‬وأخذوا ببعض أققال إشاطرة ىف هذا الباب‬
‫وأيضا همٓء كاكقا يـتؼدون إشاطرة ىف كتبفؿ‪ ,‬فؽقػ يؼال طـفؿ أشاطرة؟!‬
‫فؼط‪ً ,‬‬
‫طؼقدة السؾػ معؾقمة‪ ,‬وطؼقدة إشاطرة معؾقمة‪ ,‬وطؼقدة همٓء العؾؿاء‬
‫أيضا‪ ,‬ففك تقافؼ معتؼد السؾػ ىف أغؾب أبقاب آطتؼاد إٓ ىف‬
‫مدوكة ومعؾقمة ً‬
‫باب إسؿاء والصػات‪ ,‬فؼد اجتفدوا وأخطلوا ‪ -‬كسلل اهلل أن يعػك طـفؿ بؿا‬
‫قدمقه لإلسالم والؿسؾؿقـ مـ طؾؿ كافع‪.‬‬
‫فنن قال قائؾ بؿذهبفؿ ىف إسؿاء والصػات ٓ كؼقل أكف أشعرى‪ ,‬أرأيتؿ لق أن‬
‫إكساكًا مـ الحـابؾة قال‪ :‬بؼقل واحد مـ الشافعقة ففؾ كؼقل أكف شافعك؟! ٓ‪,‬‬
‫ويالقت إشاطرة يلخذوا بؿعتؼداهتؿ ىف باقك أبقاب العؼقدة‪.‬‬
‫فال يصح أن يـسب إلل مذهب إشاطرة إٓ مـ التزم مـفجفؿ يف العؼقدة‪ ,‬أما‬
‫مـ وافؼفؿ يف بعض الؿسائؾ دون بعض‪ ,‬فال يـسب إلقفؿ‪.‬‬
‫ً‬
‫جدٓ أن همٓء أشاطرة‪ ,‬ففذا لقس دلقؾ طؾك صقاب معتؼد‬ ‫وفرضـا‬
‫وأيضا ٓ يعرف الحؼ بالرجال‪,‬‬
‫إشاطرة‪ٕ :‬ن همٓء لقسقا حجة طؾك اإلسالم‪ً ,‬‬
‫ولؽـ اطرف الحؼ تعرف أهؾف‪ ,‬والعؾؿاء يحتج لفؿ وٓ يحتج تؿ‪ ,‬وأفضؾ مـ‬
‫همٓء العؾؿاء كاكقا طؾك معتؼد الرسقل والصحابة والحؿد هلل‪[ .‬بتصرف مـ‬
‫فتاوى مققع اإلسالم سمال وجقاب‪ ,‬لؾشقخ صالح الؿـجد حػظف اهلل]‬
‫‪" :‬وهؾ يصح أن كـسب هذيـ الرجؾقـ‬ ‫قال الشوخ ابـ طثوموـ‬
‫الحافظقـ الـقوى وابـ حجر ‪ -‬رحؿفؿا اهلل ‪ -‬وأمثالفؿا إلل إشاطرة‪ ,‬وكؼقل‪:‬‬
‫هؿا مـ إشاطرة؟‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪32‬‬
‫الجقاب‪ٕ :ٓ :‬ن إشاطرة لفؿ مذهب مستؼؾ لف كقان يف إسؿاء والصػات‬
‫واإليؿان وأحقال أخرة‪ ,‬وما أحسـ ما كتبف أخقكا سػر الحقالل طؿا طؾؿ مـ‬
‫مذهبفؿ‪ٕ ,‬ن أكثر الـاس ٓ يػفؿ طـفؿ إٓ أهنؿ مخالػقن لؾسؾػ يف إسؿاء‬
‫والصػات‪ ,‬ولؽـ لفؿ خالفات كثقرة‪ ,‬فنذا قال قائؾ يف مسللة مـ مسائؾ الصػات‬
‫بؿا يقافؼ مذهبفؿ‪ ,‬فال كؼقل‪ :‬إكف أشعري‪ ,‬أرأيتؿ لق أن إكسا ًكا مـ الحـابؾة اختار‬
‫ققٓ لؾشافعقة ففؾ كؼقل‪ :‬إكف شافعل؟!‪[ ."...‬شرح إربعقـ الـقوية‪ ,‬ص‪]294‬‬ ‫ً‬

‫‪ ‬‬

‫ج‪ :‬البقـة طؾك مـ ادطك كؿا أخربكا الرسقل ‪ ‬العربة بالدلقؾ والؿضؿقن‬
‫وآتباع فؼط‪ ,‬ما أسفؾ آدطاء! وما أصعب آستدٓل طؾقف! لقس كؾ مـ ادطك‬
‫أكف سـل يؽقن كذلؽ‪ ,‬ولقس شر ًصا أن يصػ إشاطرة فال ًكا أكف أشعري لقؽقن‬
‫أشعر ًّيا‪ ,‬بؾ كؿا قؾـا العربة بآتباع والؿضؿقن ولقس بإسؿاء وإلؼاب‪,‬‬
‫فالتػاحة إن أصؾؼـا طؾقفا برتؼالة لؿ ولـ تؽقن برتؼالة!‬

‫‪ ‬‬
‫‪33‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫ج‪ :‬سؾػفؿ‪ :‬طبداهلل بـ سعقد بـ كالب‪ ,‬وأبق العباس الؼالكسل‪ ,‬والحارث‬


‫الؿحاسبل‪.‬‬
‫يؼقل الشفرستاين (‪548 -479‬هـ) بعد أن بقـ أن جؿاطة كثقرة مـ السؾػ‬
‫كاكقا يثبتقن صػات اهلل ‪ -‬طز وجؾ ‪ -‬مـ غقر تػرقة بقـ الصػات الذاتقة مـفا‬
‫والصػات الػعؾقة‪ " :‬حتك اكتفك الزمان إلك طبداهلل بـ سعقد الؽالبل‪ ,‬وأبل العباس‬
‫الؼالكسل‪ ,‬والحارث بـ أسد الؿحاسبل‪ ,‬وهمٓء كاكقا مـ جؿؾة السؾػ إٓ أهنؿ‬
‫باشروا طؾؿ الؽالم‪ ,‬وأيدوا طؼائد السؾػ بحجج كالمقة‪ ,‬وبراهقـ أصقلقة‪,‬‬
‫وصـػ بعضفؿ‪ ,‬ودرس بعضفؿ‪ ,‬حتك جرى بقـ أبل الحسـ إشعري وبقـ‬
‫أستاذه مـاضرة يف مسائؾ مـ مسائؾ الصالح وإصؾح فتخاصؿا‪ ,‬واكحاز إشعري‬
‫إلك هذه الطائػة‪ ,‬فليد مؼالتفؿ بؿـاهج كالمقة‪ ,‬وصار ذلؽ مذه ًبا ٕهؾ السـة‬
‫والجؿاطة‪ ,‬واكتؼؾت سؿة الصػاتقة إلك إشعرية"‬
‫وكالم الشفرستاين يػقد صراحة أن مذهب إشعرية إكؿا تؾتؿس أصقلف لدى‬
‫جؿاطة مـ الصػاتقة باشروا الؽالم وأثبتقا الصػات مـ أمثال الؽالبل‪,‬‬
‫والؼالكسل‪ ,‬والؿحاسبل‪.‬‬
‫ويعترب إشاطرة ابـ كالب إمام أهؾ السـة يف طصره‪ ,‬ويعدوكف شقخفؿ إول‪,‬‬
‫فقؼقلقن‪" :‬ذهب شقخـا الؽالبل طبداهلل بـ سعقد إلك‪ ."...‬كؿا يذكرون‬
‫الؿحاسبل وكذا الؼالكسل يف كتبفؿ مشقريـ إلك أهنؿا مـ أصحاتؿ‪ ,‬ففمٓء هؿ‬
‫سؾػ إشعرية‪ ,‬وقد كاكقا مـ جؿؾة السؾػ‪ ,‬ثؿ باشروا طؾؿ الؽالم‪ ,‬فجرهؿ ذلؽ‬
‫إلك مخالػة السؾػ يف بعض ما يؼقلقن ومقافؼة الؿعتزلة يف بعض أصقلفؿ‪,‬‬
‫وأشفر ما خالػقا فقف السؾػ ووافؼقا فقف الؿعتزلة مسللة ققام إفعال آختقارية‬
‫بذات اهلل تعالك‪[ .‬بتصرف مـ طؾؿ الؽالم‪ ,‬دكتقر أحؿد محؿقد صبحك‪,‬‬
‫ص‪ ,422‬كؼال مـ مقسقطف الػرق بؿققع الدرر السـقة]‪.‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪34‬‬

‫ج‪ :‬كعؿ إشاطرة الؿمولة يردون طؾك إشاطرة الؿػقضة‪ ,‬فإشاطرة فرقتان‪:‬‬
‫أشاطرة ممولة‪ ,‬وأشاطرة مػقضة‪ .‬والؿاتريدية فرقتان‪ :‬ماتريدية ممولة‪ ,‬وماتريدية‬
‫مػقضة‪ .‬ففؿ يف الحؼقؼة أربع فرق ٓ فرقتان‪ ,‬وكؾ فريؼ مـفؿ يـؽر طؾك أخر‬
‫ويتفؿف بتجاهؾ معاين كالم اهلل‪.‬‬
‫هـاك ردود كثقرة جد ًا وسببفا التطقر الذي حدث لؾؿذهب إشعري‪ ,‬وشقخ‬
‫كثقرا ما يشقر إلقف‪ ,‬ويبقـ أهنؿ صبؼات ‪ -‬حسب الؼرب والبعد مـ أهؾ‬
‫اإلسالم ً‬
‫السـة ومذهبفؿ الصحقح ‪ -‬فابـ كالب أقرب إلك السؾػ مـ إشعري‪,‬‬
‫وإشعري أقرب مـ الباقالين وصبؼتف‪ ,‬والباقالين أقرب مـ الجقيـل وصبؼتف‪,‬‬
‫والجقيـل أقرب مـ الرازي وصبؼتف‪ ,‬بؾ إن شقخ اإلسالم يؼرر مـ خالل تتبع دققؼ‬
‫أن أئؿة إشعرية الذيـ كاكقا يف العراق‪ ,‬كلبل الحسـ إشعري‪ ,‬والباهؾل‪ ,‬وابـ‬
‫مجاهد‪ ,‬والباقالين‪ ,‬وغقرهؿ‪ ,‬أقرب إلك السؾػ مـ أشعرية خراسان‪ ,‬كلبل بؽر بـ‬
‫فقرك‪ ,‬وكحقه‪.‬‬
‫واكحراف متلخري إشاطرة طـ متؼدمقفؿ أمر مشتفر حتك إن أبا العباس‬
‫أحؿد بـ ثابت الطرقل الحافظ صاحب كتاب (الؾقامع) يف الجؿع بقـ الصحاح‬
‫والجقامع‪ ,‬والؿتقىف سـة ‪521‬هـ‪ .‬قال يف مسللة آستقاء مـ تللقػف‪" :‬ورأيت‬
‫همٓء الجفؿقة يـتؿقن يف كػل العرش وتعطقؾ آستقاء إلك أبل الحسـ‬
‫إشعري‪ ,‬وم ا هذا بلول باصؾ ادطقه‪ ,‬وكذب تعاصقه‪ ,‬فؼد قرأت يف كتابف الؿقسقم‬
‫بـ (اإلباكة) طـ أصقل الدياكة أدلة مـ جؿؾة ما ذكر طؾك إثبات آستقاء‪ ,‬وقال يف‬
‫جؿؾة ذلؽ‪" :‬ومـ دطاء أهؾ اإلسالم جؿق ًعا إذا رغبقا إلك اهلل يف إمر الـازل تؿ‪,‬‬
‫يؼقلقن جؿقعا‪ :‬يا ساكـ العرش‪ ,‬ثؿ قال‪ :‬ومـ سؾػفؿ جؿقعا ققلفؿ‪ ٓ :‬والذي‬
‫احتجب بسبع سؿقات"‪ ,‬قال شقخ اإلسالم ابـ تقؿقة بعد كؼؾف الـص السابؼ‪:‬‬
‫‪35‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬
‫ً‬
‫فصقٓ مـ كتاب‬ ‫"وكذلؽ الشقخ كصر الؿؼدسل لف تللقػ يف إصقل كؼؾ فقف‬
‫(اإلباكة)"‪ .‬وهذا يدل طؾك أن هذا الؿـفج ‪ -‬وهق الرد طؾك متلخري إشاطرة‬
‫بلققال متؼدمقفؿ وأئؿتفؿ الذيـ يـتسبقن إلقفؿ ‪ -‬قد استخدمف العؾؿاء قبؾ شقخ‬
‫اإلسالم ابـ تقؿقة‪.‬‬
‫إشاطرة الؿتلخرون يف أوقات محـتفؿ يؾجلون إلك أققال أئؿتفؿ‪ ,‬يـؼؾقهنا‬
‫ويستشفدون تا لقبقـقا سالمة معتؼدهؿ وصحة مذهبفؿ‪ ,‬وهذا ما فعؾف الؼشقري يف‬
‫الشؽاية الؿشفقرة‪ ,‬وابـ طساكر يف تبققـ كذب الؿػرتي‪.‬‬
‫‪ ‬املجاه األٔه‪ :‬قال بعض متلخري إشعرية‪ :‬إن لألشعري يف الصػات‬
‫الخربية ققلقـ‪ :‬ققل بالتلويؾ‪ ,‬وققل باإلثبات‪ ,‬فؾؿا جاء شقخ اإلسالم ‪ -‬وهق‬
‫مرارا أكف لقس لألشعري فقفا إٓ ققل واحد هق‬
‫الؿطؾع طؾك كتب الػرق ‪ -‬أوضح ً‬
‫اإلثبات‪ ,‬وأتك بإدلة طؾك ذلؽ مـ كتبف‪ ,‬أما الذيـ يزطؿقن أن لف ً‬
‫ققٓ آخر فحتك‬
‫كصا مـ كتب إشعري يدل طؾك ذلؽ‪.‬‬
‫أن لؿ يـؼؾ أحد مـفؿ ًّ‬
‫كصا‬
‫‪ٔ ‬املجاه الجاٌ٘‪ :‬لؿا كؼؾ شقخ اإلسالم طـ الباقالين يف كتابف (التؿفقد) ًّ‬
‫يثبت فقف آستقاء والعؾق ويؿـع مـ تلويؾف‪ ,‬قال الؽقثري وبعض الباحثقـ ‪-‬‬
‫الؿائؾقـ إلك الؿذهب إشعري ‪ -‬وهؿ بصدد تحؼقؼ (التؿفقد) طـ كسخة خطقة‬
‫كاقصة ‪ -‬قالقا‪ :‬إن ابـ تقؿقة وابـ الؼقؿ ‪ -‬الذي كؼؾ الـص ‪ -‬أيضا ‪ -‬يف اجتؿاع‬
‫وهؿا طؾك الباقالين‪ ,‬ولؿا حؼؼ (التؿفقد) مرة أخرى ‪ -‬طؾك يد‬
‫الجققش ‪ -‬قد كذبا ً‬
‫كصراين ‪ -‬تبقـ صدق شقخل اإلسالم‪ ,‬وخطل الؽقثري وأصحابف‪.‬‬
‫ٔالجاٌ٘‪ :‬أن هذه الـؼقل كص صريح يف مخالػتفا ٕققال متلخري إشعرية‪,‬‬
‫ولقست مؿا يؼبؾ التلويؾ أو اختالف الؿػاهقؿ حقلفا‪ ,‬فؿثال‪ :‬حقـ يمول‬
‫الؿتلخرون آستقاء بآستقالء ويؿـعقن مـ إثباتف وإثبات آستقاء‪ ,‬ودٓلتف طؾك‬
‫العؾق‪ ,‬تقرد طؾقفؿ أققال إشعري وغقره التل كصقا فقفا طؾك إثبات آستقاء‪,‬‬
‫ودٓلتف طؾك العؾق‪ ,‬وققلفؿ‪ :‬إن تلويؾف بآستقالء هق ققل خصقمفؿ الؿعتزلة‪,‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪36‬‬
‫ولقس لؾؿتلخريـ ‪ -‬الؿـتسبقـ إلك إشعري ‪ -‬هـا إٓ آطرتاف والػرار إلك‬
‫التػقيض‪ ,‬وأن هذا هق حؼقؼة مذهب إشعري‪ .‬ولؽـ ماذا يصـعقن بؼقلف‪ :‬إن‬
‫تلويؾ آستقاء بآستقالء هق ققل الؿعتزلة؟ وبـصقصف إخرى يف إثبات طؾق اهلل‬
‫طؾك خؾؼف؟‪ ...‬وٕهؿقة هذا يف إقـاع الخصقم ‪ -‬وأتباطفؿ ‪ -‬ركز طؾقف شقخ‬
‫اإلسالم وأضاف إلقف جاك ًبا آخر وهق ردود بعض إشاطرة طؾك بعض سقاء كاكقا‬
‫أيضا ‪ -‬يػقد يف بقان ضعػ الؿذهب وضعػ‬
‫متؼدمقـ أو متلخريـ‪ٕ :‬ن هذا – ً‬
‫إدلة التل اطتؿدوا طؾقفا‪ ,‬ففذان جاكبان رئقسان ركز طؾقفؿا شقخ اإلسالم‪:‬‬
‫أ ‪ -‬فىَ األوجم‪ ٛ‬عم‪ ٜ‬اجلاٌب األٔه‪:‬‬
‫‪ -1‬يف مسللة العؾق وآستقاء التل أكؽرها متلخرو إشعرية‪ ,‬رد شقخ اإلسالم‬
‫كصقصا مـ كالم شققخف مـ إشاطرة يثبتقن فقفا‬
‫ً‬ ‫طؾك زطؿفؿ الرازي بلكف كؼؾ‬
‫العؾق هلل تعالك‪ ,‬ويف مقضع آخر مـ كػس الؽتاب رد طؾك الرازي يف هذا الؿقضقع‬
‫ويف مقضقع الصػات الخربية التل أولفا الرازي وأصحابف‪ ,‬فـؼؾ شقخ اإلسالم‬
‫كالم إشعري يف (اإلباكة) و(الؿؼآت)‪ ,‬وكالم الباقالين‪ ,‬ثؿ قال‪" :‬فنذا كان ققل‪:‬‬
‫ابـ كالب‪ ,‬وإشعري‪ ,‬وأئؿة أصحابف‪ ,‬وهؿ الذيـ ذكروا أن ما اتػؼ طؾقف سؾػ‬
‫وجفا ويديـ‪ ,‬وتؼرير ما ورد يف‬
‫ً‬ ‫إمة وأهؾ السـة أن اهلل فقق العرش‪ ,‬وأن لف‬
‫الـصقص الدالة طؾك أكف فقق العرش‪ ,‬وأن تلويؾ استقى بؿعـك استقلك هق تلويؾ‬
‫الؿبطؾقـ‪ ,‬وكحق ذلؽ‪ ,‬طؾؿ أن هذا الرازي وكحقه هؿ مخالػقن ٕئؿتفؿ يف ذلؽ‪,‬‬
‫وأن الذي كصره لق س هق ققل ابـ كالب وإشعري وأئؿة أصحابف‪ ,‬وإكؿا هق‬
‫صريح ققل الجفؿقة والؿعتزلة وكحقهؿ‪ ,‬وإن كان قد قالف بعض متلخري‬
‫إشعرية‪ ,‬كلبل الؿعالل وكحقه"‪ .‬ثؿ أتبع ذلؽ بـؼؾ مذهب جؿفرة كبقرة مـ أئؿة‬
‫السؾػ تميد ما ذهب إلقف إشعري وأئؿة أصحابف يف هذا الباب‪.‬‬
‫‪ -2‬ويف معرض رده طؾك دلقؾ حدوث إجسام الذي أوجبف كثقر مـ متلخري‬
‫إشعرية‪ ,‬كالجقيـل‪ ,‬يؼقل شقخ اإلسالم طـف‪" :‬وبالجؿؾة فنكف وإن كان أبق‬
‫‪37‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫الؿعالل وكحقه يقجبقن هذه الطريؼة‪ ,‬فؽثقر مـ أئؿة إشعرية ‪ -‬أو أكثرهؿ ‪-‬‬
‫يخالػقكف يف ذلؽ وٓ يقجبقهنا‪ ,‬بؾ إما أن يحرمقها‪ ,‬أو يؽرهقها‪ ,‬أو يبقحقها‪,‬‬
‫وغقرها‪ ,‬ويصرحقن بلن معرفة اهلل ‪ -‬تعالك ‪ ٓ -‬تتققػ طؾك هذه الطريؼة وٓ‬
‫يجب سؾقكفا‪ ,‬ثؿ هؿ قسؿان‪ :‬قسؿ يسققفا‪ ,‬ويسقق غقرها‪ ,‬ويعدها صري ًؼا مـ‬
‫الطرق‪ ,‬فعؾك هذا إذا فسدت لؿ يضرهؿ‪ .‬والؼسؿ الثاين‪ :‬يذمقهنا‪ ,‬ويعقبقهنا‪,‬‬
‫ويعقبقن سؾقكفا‪ ,‬ويـفقن طـفا‪ :‬إما هنل تـزيف‪ ,‬وإما هنل تحريؿ"‪ ,‬ثؿ كؼؾ طـ‬
‫الخطابل يف شعار الديـ والغـقة ما يدطؿ ققلف‪ ,‬وأشار إلك رسائؾ إشعري إلك‬
‫أهؾ الثغر‪ ,‬وأهنا تقافؼ ما قالف الخطابل‪ ,‬وقد كؼؾ كالم إشعرية فقفا كالم يف كتاب‬
‫آخر‪.‬‬
‫‪ -3‬وطـد ذكر الصـػات الخربيـة وغقرهـا مؿـا يتلولـف الجـقيـل وأصـحابف‪ ,‬قـال‬
‫شقخ اإلسالم ر ًدا طؾقف‪" :‬فدطقاه أن دٓلة الؼرآن وإخبار طؾك ذلؽ لقسـت قطعقـة‬
‫يخالػف يف هذه الدطقى أئؿة السؾػ‪ ,‬وأهؾ الحديث‪ ,‬والػؼف‪ ,‬والتصقف‪ ,‬وصقائػ‬
‫مـ أهؾ الؽالم مـ أصحابف‪ ,‬وغقرهؿ‪ ,...‬فـنن طــدهؿ دٓلـة الـصـقص طؾـك ذلـؽ‬
‫قطعقة‪ ,‬وأما إخبار فلكثر أصحابف أهنا إذا تؾؼقت بـالؼبقل أفـادت العؾـؿ‪ ,‬كؿـا تؼـدم‬
‫ذكرهؿ لذلؽ طـ إستاذ أبـل إسـحاق‪ ,‬وهـذا الـذي ذكـره أبـق بؽـر ابــ فـقرك هـق‬
‫معـك مـا ذكـره إشـعري يف كتبـف طــ أهـؾ الســة والحـديث‪ ,‬وذكـر أكـف ققلـف‪ ,‬وإن‬
‫اإليؿان بؿقجب هذه إخبار واجب"‪ ,‬والذي أشار إلقف شقخ اإلسالم بلكف تؼدم مـا‬
‫كؼؾف طـ أبل الؼاسؿ الـقسابقري إكصاري ‪ -‬شارح (اإلرشاد) لؾجقيـل ‪ -‬فنكف قال‬
‫يف كتابف هذا حقـ كؼؾ مـع الجقيـل إثبات الصـػات بظـقاهر أيـات‪" :‬هـذا مـا قالـف‬
‫اإلمام‪ ,‬وقد رأيت يف كتب إستاذ أبل إسحاق قال‪ :‬ومؿا ثبت مـ الصػات بالشرع‬
‫آستقاء طؾك العرش‪ ,‬والؿجقـلء يـقم الؼقامـة بؼقلـف‪ ( :‬ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ)‬
‫[صــــف‪ , ]5:‬وققلــــف‪ ( :‬ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ) [الػجــــر‪ , ]22:‬ومؿــــا ثبــــت‬
‫بإخبار الصحقحة الـزول إلك السؿاء الدكقا كؾ لقؾة‪ ,‬وققلـف‪« :‬أىاا طناد ضاـ طبادي‬
‫بل ‪ ...‬وإن تقرب إلل بشبر تقربت إلوف ذراطاا» الحـديث‪ .‬قـال‪ :‬وأجؿـع أهـؾ الـؼـؾ‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪38‬‬
‫ً‬
‫ومؼبـقٓ يف مسـائؾ‬ ‫طؾك قبقل هذيـ الخربيـ‪ ,‬ومـا هـذا وصـػف كـان مقج ًبـا لؾعؿـؾ‬
‫الؼطع‪ ,‬هذا مـا ذكـره إسـتاذ يف هـذا الؽتـاب"‪ ,‬وهؽـذا فاإلسـػرايقـل وابــ فـقرك‬
‫يردان طؾك الجـقيـل يف زطؿـف أن أخبـار أحـاد ‪ -‬الثابتـة ‪ ٓ -‬يحـتج تـا يف العؼائـد‬
‫ٕهنا ٓ تػقد العؾؿ‪ ,‬وقد تؼدم بقان هذه الؿسللة‪ ,‬هذه بعض الـؿاذج‪ ,‬وهــاك كؿـاذج‬
‫أخرى كثقرة‪.‬‬
‫ب ‪ٔ -‬وَ األوجم‪ ٛ‬عم‪ ٜ‬اجلاٌب الجاٌ٘‪ ِٕٔ ,‬ردٔد بعض األعاعز‪ ٚ‬عم‪ ٜ‬بعض‪:‬‬
‫‪ -1‬ذكر شقخ اإلسالم أن كؾ صائػة تؼقل طـ إخرى‪ :‬إن مذهبفا متـاقض‪,‬‬
‫ومـ همٓء إشاطرة‪ ,‬فؿثال‪" :‬كػاة الجفة مـفؿ يؼقلقن‪ :‬إن أدلتفؿ وأئؿتفؿ الذيـ‬
‫يؼقلقن‪ :‬إن اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬فقق العرش‪ ,‬وإكف لقس بجسؿ متـاقضقن‪ ,‬وكذلؽ كػاة‬
‫الصػات الخربية مـفؿ يؼقلقن‪ :‬إن مثبتقفا مع كػل الجسؿ متـاقضقن‪ ,‬ومثبتة العؾق‬
‫والصػات الخربية يؼقلقن‪ :‬إن كػاة ذلؽ مـفؿ متـاقضقن‪ ,‬حقث أثبتقا ما هق طرض‬
‫يف الؿخؾققات كالعؾؿ والؼدرة والحقاة‪ ,‬ولقس هق بعرض يف حؼ الخالؼ‪ ,‬ولؿ‬
‫يثبتقا ما هق جسؿ يف حؼ الؿخؾقق كالقد والقجف‪ ,‬ويؼقلقن لقس بجسؿ يف حؼ‬
‫الخالؼ"‪ .‬ولقس الؿؼصقد اإلشارة إلك التـاقض يف مذهب إشاطرة ‪ٕ -‬ن هذا‬
‫سقليت يف الػؼرة الؼادمة ‪ -‬وإكؿا الؿؼصقد أن كؾ صائػة ترد طؾك إخرى‪ ,‬وتؼقل‪:‬‬
‫إن ققلفا متـاقض‪ ,‬وكؾفؿ يـسبقن أققالفؿ إلك الؿذهب إشعري‪.‬‬
‫‪ -2‬ويف مسللة دلقؾ حدوث إجسام‪ ,‬ذكر شقخ اإلسالم براهقـ الرازي طؾك‬
‫حدوث إجسام وحدوث العالؿ‪ ,‬ثؿ ذكر اطرتاضات أمدي طؾك كؾ واحدة مـفا‬
‫وقال‪ " :‬وكان الؿؼصقد ما ذكروه يف تـاهل الحقادث‪ ,‬ولفذا لؿ يعتؿد أمدي يف‬
‫مسللة حدوث العالؿ طؾك شلء مـ هذه الطرق‪ ,‬بؾ بقـ ضعػفا‪ ,‬واحتج بؿا هق‬
‫مثؾفا أو دوهنا يف الضعػ‪ ...‬والقجقه التل ضعػ تا أمدي ما احتج بف مـ قبؾف‬
‫طؾك حدوث إجسام يقافؼ كثقر مـفا ما ذكره إرمقي‪ ,‬وهق (أي‪ :‬أمدي)‬
‫متؼدم طؾك إرمقي‪ ,‬فنما أن يؽقن إرمقي رأى كالمف وأكف صحقح فقافؼف‪ ,‬وإما‬
‫‪39‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫أن يؽقن وافؼ الخاصر الخاصر كؿا يقافؼ الحافر الحافر‪ ,‬أو يؽقن إرمقي‬
‫وأمدي أخذا ذلؽ أو بعضف مـ كالم الرازي أو غقره‪ ,‬وهذا آحتؿال أرجح‪...‬‬
‫وبؽؾ حال ففؿا ‪ -‬مع الرازي وكحقه ‪ -‬مـ أفضؾ بـل جـسفؿ مـ الؿتلخريـ‪,‬‬
‫فاتػاقفؿا دلقؾ طؾك ققة هذه الؿعارضات‪ ٓ ,‬سقؿا إذا كان الـاضر فقفا مؿـ لف‬
‫بصقرة مـ كػسف‪ ,‬يعرف تا الحؼ مـ الباصؾ يف ذلؽ‪ ,‬بؾ يؽقن تعظقؿف لفذه‬
‫الرباهقـ‪ٕ :‬ن كثق ًرا مـ الؿتؽؾؿقـ مـ همٓء وغقرهؿ اطتؿد طؾقفا يف حدوث‬
‫إجسام‪ ,‬فنذا رأى همٓء وغقرهؿ مـ الـظار قدح فقفا وب ّقـ فسادها‪ ,‬وطؾؿ أن‬
‫كػس الـظار مختؾػقن يف هذه الؿسللة‪ ,‬وأن همٓء الذيـ يحتجقن تا هؿ بعقـفؿ‬
‫يؼدحقن فقفا‪ ,‬وطؾك الؼدح فقفا استؼر أمرهؿ‪ ,‬وكذلؽ غقرهؿ قدح فقفا كلبل‬
‫حامد الغزالل وغقره"‪.‬‬
‫وقد كؼؾ شقخ اإلسالم أققال كؾ مـ الرازي وأمدي وإرمقي‪ ,‬وقدح هذيـ‬
‫يف أدلة حدوث إجسام التل ذكرها الرازي‪ ,‬وكؼؾ كؾ ذلؽ مـ كتبفؿ‪ ,‬وهق يدل‬
‫طؾك آستؼصاء الؿؿتاز الذي يتؿقز بف مـفج شقخ اإلسالم‪ ,‬وهذا آستؼصاء‬
‫كثقر ا يف بقان كقػ يرد بعض همٓء طؾك بعض‪ ,‬مؿا يبقـ فساد‬
‫والؿتابعة تػقد ً‬
‫الحجج التل يؼقم طؾقفا مذهبفؿ‪.‬‬
‫‪ -3‬ومـ الؿسائؾ الؿشفقرة طـد إشاطرة ققلفؿ‪ :‬إن إطراض ٓ تبؼك‬
‫زماكقـ لقؼقلقا‪ :‬إهنا حادثة وإن الجسؿ ٓ يخؾق مـفا فقؽقن الجسؿ حاد ًثا‪ ,‬وبـقا‬
‫طؾك ذلؽ دلقؾ حدوث العالؿ‪ ,‬كؿا أن مـ الؿسائؾ الؿشفقرة ققلفؿ‪ :‬إن إفعال‬
‫يجب تـاهقفا بـاء طؾك امتـاع حقادث ٓ أول لفا‪ .‬يؼقل شقخ اإلسالم معؾ ًؼا طؾك‬
‫هذه الؿؼدمات العؼؾقة مبقـًا كقػ صعـ فقفا طؾؿاؤهؿ‪" :‬وغاية همٓء أن إطراض‬
‫ٓ تبؼك زماكقـ‪ ,‬وجؿفقر العؼالء يخالػقن يف ذلؽ‪ .‬وأن إفعال يجب تـاهقفا‪,‬‬
‫وقد طؾؿ كزاع العؼالء فقفا‪ ,‬وجؿفقرهؿ يؿـعقن امتـاع تـاهقفا مـ الطرفقـ‪ .‬وقد‬
‫ذكركا اطرتاض إرمقي وغقره طؾك شققخف يف هذه الؿؼدمات‪ ,‬وقد سبؼف إلك ذلؽ‬
‫قدحا بقـقا بف فسادها طؾك وجف لؿ يعرتضقا طؾقف وإن‬
‫الرازي وغقره‪ ,‬وقدحقا فقفا ً‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪41‬‬
‫كان الرازي يعتؿدها يف مقاضع أخر‪ ,‬فـظره استؼر طؾك الؼدح فقفا‪ .‬وكذلؽ إثقر‬
‫إتري يف كتابف الؿعروف (بتحرير الدٓئؾ يف تؼرير الؿسائؾ) هق وغقره قدحقا يف‬
‫تؾؽ الطرق وبقـقا فساد طؿدة الدلقؾ‪ ,‬وهق بطالن حقادث ٓ أول لفا"‪.‬‬
‫‪ -‬وقد رد ابـ فقرك طؾك الؿػقضة الذيـ يزطؿقن أن ألػاظ الصػات مؿا ٓ‬
‫قائال‪ :‬بلكف لق كان معـك الصػات غقر مػفقم لؽان خطاب اهلل خال ًقا مـ‬
‫يػفؿ معـاه ً‬
‫الػائدة‪ ,‬وطار ًيا طـ معـك صحقح‪ :‬وهذا مؿا ٓ يؾقؼ بالـبل ‪ ‬وإذا كان ٓ يؾقؼ‬
‫بالـبل ففق باصؾ!‬
‫ولؽـ العجقب أن إشاطرة يجعؾقن هذا الباصؾ أحد صريؼل أهؾ السـة يف‬
‫تـزيف اهلل "التلويؾ والتػقيض"‪ ,‬ويجقزون ٕتباطفؿ أن يختاروا أ ًّيا مـ الطريؼقـ‬
‫شاءوا‪ :‬إما التلويؾ‪ ,‬وإما التػقيض‪ .‬حتك قال الؾؼاين يف (جقهرة التقحقد)‪:‬‬
‫أولف أو فقض ورم تـزيفا‬ ‫‪-‬‬ ‫ٍ‬
‫وصػ أوهؿ التشبقفا‬ ‫وكؾ‬
‫‪ -‬وألزم الرازي المفقضة بيحد أمريـ‪:‬‬
‫أ‪ -‬إما أن يؼطعقا بتـزيف اهلل طـ الؿؽان والجفة‪ ,‬فؼد قطع بلكف لقس مراد اهلل مـ‬
‫آستقاء الجؾقس‪ ,‬وهذا هق التلويؾ‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإما أن ٓ يؼطع بتـزيف اهلل طـ الؿؽان والجفة بؾ بؼل شاكًّا فقف‪ ,‬ففق‬
‫جاهؾ باهلل تعالك‪.‬‬
‫‪ -‬وصعـ أبق حقان الـحقي يف التػقيض ورجح التلويؾ طؾقف‪.‬‬
‫و ىقؾ ققل الشمبل وسمود بـ المسوب والثقري‪" :‬كممـ تا وكؼر كؿا كصت‪,‬‬
‫وٓ كعقـ تػسقرها وٓ يسبؼ الـظر فقفا‪ .‬ثؿ وصػ هذيـ الؼقلقـ بلهنؿا ققل مـ لؿ‬
‫يؿعـ الـظر يف لسان العرب"‪ .‬وكسب إلك جؿاهقر الؿسؾؿقـ أن الصػات تػسر‬
‫طؾك ققاكقـ الؾغة ومجازات آستعارة‪ ,‬فؿا صح يف العؼؾ كسبتف إلقف (أي‪ :‬إلك اهلل)‬
‫كسبـاه‪ ,‬وما استحال أولـاه بؿا يؾقؼ بف تعالك"‪ .‬وهذا الؼقل هق إصؾ الذي يؼقل‬
‫‪40‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫بف الؿعتزلة‪.‬‬
‫‪ -‬ولما قال والد الجقينل‪ :‬إن الحروف الؿؼطعة مـ قبقؾ الصػات ورجح‬
‫زاطؿا أكف صريؼ السؾػ‪.‬‬
‫ً‬ ‫التػقيض‬
‫قائة‪" :‬وكقػ يسـقغ لؼائـؾ أن يؼـقل يف‬
‫‪ -‬رد طلوف القشوري يف التذكرة الشرقوة ً‬
‫كتاب اهلل ما ٓ سبقؾ لؿخؾقق إلك معرفتـف وٓ يعؾـؿ تلويؾـف إٓ اهلل؟ ألـقس هـذا مــ‬
‫أطظؿ الؼدح يف الـبقات‪ ,‬وأن الـبل ‪ ‬ما طرف تلويؾ ما ورد يف صػات اهلل ‪ -‬تعالك‬
‫‪ -‬ودطا الخؾؼ إلك طؾؿ ما ٓ يعؾؿ؟ ألقس اهلل يؼـقل بؾسـان طربـل مبـقـ؟ فـن ًذا طؾـك‬
‫زطؿفــؿ يجــب أن يؼقلــقا كــذب حقــث قــال‪ ( :‬ﮣ ﮤ ﮥ) [الشــعراء‪]195:‬‬
‫الشعراء‪ ,195 :‬إذ لـؿ يؽــ معؾقمـا طــدهؿ‪ ,‬وإٓ فـليـ هـذا البقـان؟ وإذا كـان بؾغـة‬
‫العرب فؽقػ يدطل أكف مؿا ٓ تعؾؿف العرب؟‬
‫وكسبة الـبل ‪ ‬إلك أكف دطا إلك رب مقصقف بصػات ٓ تعؼؾ أمر طظقؿ ٓ‬
‫يتخقؾف مسؾؿ‪ ,‬فنن الجفؾ بالصػات يمدي إلك الجفؾ بالؿقصقف‪ ,‬وققل مـ‬
‫يؼقل‪ :‬استقاؤه صػة ذاتقة ٓ يعؼؾ معـاها‪ ,‬والقد صػة ذاتقة ٓ يعؼؾ معـاها‪ ,‬والؼدم‬
‫صػة ذاتقة ٓ يعؼؾ معـاها‪ ,‬تؿقيف ضؿـف تؽققػ وتشبقف ودطاء إلك الجفؾ‪ ...‬وإن‬
‫أصال ففق حؽؿ بلهنا مؾغاة‪ ,‬وما كان يف‬
‫قال الخصؿ بلن هذه الظقاهر ٓ معـك لفا ً‬
‫إبالغفا إلقـا فائدة‪ ,‬وهل هدر‪ .‬وهذا محال‪ ...‬وهذا مخالػ لؿذهب السؾػ‬
‫الؼائؾقـ بنمرارها طؾك ضقاهرها"‪ .‬وهذا ما رجحف الـقوي حقث قال‪" :‬يبعد أن‬
‫يخاصب اهلل طباده بؿا ٓ سبقؾ إلك معرفتف"‪.‬‬
‫وإذا كان إمر كذلؽ فنن إدلة العؼؾقة التل هل طؿاد الؿذهب إشعري‬
‫صعـ فقفا بعض أطالمفؿ‪ .‬وبذلؽ لؿ يلت رد الؿذهب وكؼضف مـ خارج رجالف‬
‫حتك يؼال‪ :‬إن هذه حال جؿقع الطقائػ يرد بعضفا طؾك بعض‪ ,‬بؾ جاء الرد‬
‫والـؼض مـ داخؾ الؿذهب ومـ رجال يعتربون مـ العؿد التل يرتؽز طؾقفا أتباع‬
‫الؿذهب كؾ يف زمـف‪[ .‬بتصرف مققػ بـ حزم مـ الؿذهب آشعري‪ ,‬لعبد‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪42‬‬
‫الرحؿـ دمشؼقة‪ ,‬ص ‪ ,19‬ومـ كتاب مققػ بـ تقؿقة مـ إشاطرة‪ ,‬لعبد الرحؿـ‬
‫الحؿقد‪]871/1 ,‬‬

‫‪ ‬‬

‫ج‪ :‬كال‪ ,‬بؾ يختؾػقن ىف أغؾب أبقاب الؿعتؼد ىف إسؿاء‪ ,‬والصػات‪ ,‬ومصدر‬
‫التؾؼل‪ ,‬والـبقات‪ ,‬واإليؿان‪ ,‬وكثقر مـ إصقل الؽؾقة والجزئقة‪[ .‬اكظر كتاب‬
‫إشاطرة طرض وكؼد لسػر الحقالل‪ ,‬أو اقرأ هذا البحث لمخر فضال]‬
‫ومر بنا ققل المةمة ابـ طثوموـ‪" :‬أكثر الـاس ٓ يػفؿ طـفؿ ‪ -‬يؼصد إشاطرة‬
‫‪ -‬إٓ أهنؿ مخالػقن لؾسؾػ يف إسؿاء والصػات‪ ,‬ولؽـ لفؿ خالفات كثقرة"‪.‬‬
‫[شرح إربعقـ الـقوية‪ ,‬ص‪]294‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪43‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫ج‪ :‬غالب الؿتلخريـ مققػفؿ مـ السـة خاصة أكف ٓ يثبت تا طؼقدة‪ ,‬بؾ‬
‫الؿتقاتر مـفا يجب تلويؾف‪ ,‬وأحادها ٓ يجب آشتغال تا حتك طؾك سبقؾ‬
‫التلويؾ‪ ,‬حتك إن إمامفؿ الرازي قطع بلن رواية الصحابة كؾفؿ مظـقكة بالـسبة‬
‫لعدالتفؿ وحػظفؿ سقاء‪ ,‬وأكف يف الصحقحقـ أحاديث وضعفا الزكادقة … إلك‬
‫آخر ما ٓ استجقز كؼؾف لغقر الؿختصقـ‪ ,‬وهق يف كتابف أساس التؼديس وإربعقـ‪.‬‬
‫تؼرأ يف كتب طؼقدهتؿ قديؿفا وحديثفا الؿائة صػحة أو أكثر فال تجد فقفا آية‬
‫وٓ حدي ًثا‪ ,‬لؽـؽ قد تجد يف كؾ فؼرة "قال الحؽؿاء" أو "قال الؿعؾؿ إول" أو‬
‫"قالت الػالسػة" وكحقها‪.‬‬
‫إذا تيملنا كتب الققم‪ ،‬ىجدهؿ يجملقن المقؾ هق األساس‪ ،‬والنقؾ تب ًما لف‪ ،‬ول‬
‫يخلق النقؾ مع المقؾ مـ إحدى الحالت ايتوة‪:‬‬
‫مثال‪ ,‬مقاف ًؼا لؾعؼؾ‪ ,‬ففذا‬
‫‪ )1‬إما أن يؽقن الـؼؾ قطعل الثبقت كالؿتقاتر ً‬
‫يؼبؾقكف لؿقافؼتف مؼتضك العؼؾ وكقكف مقج ًبا لؾعؿؾ‪.‬‬
‫‪ )2‬وإما أن يؽقن قطع ًّقا‪ ,‬مخال ًػا لؾعؼؾ‪ ,‬ولف حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يؿؽـ تلويؾف بؿا يقافؼ العؼؾ فقجب تلويؾف‪ ,‬ويؼبؾ الـؼؾ ويمول‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ٓ يؿؽـ تلويؾف‪ ,‬وهذا يرد لؿخالػتف العؼؾ‪ ,‬والعؼؾ مؼدم طؾك الـؼؾ‬
‫طـدهؿ‪.‬‬
‫‪ )3‬وإما أن يؽقن الـؼؾ لقس بؼطعل ‪ -‬طـدهؿ ‪ -‬كخرب أحاد‪ ,‬ولف ثالث‬
‫حآت‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يؽقن مقاف ًؼا لؿؼتضك العؼؾ‪ ,‬ففذا يؼبؾ لؿقافؼتف العؼؾ ٓ لذاتف‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يؽقن مخال ًػا لؿؼتضك العؼؾ‪ ,‬لؽـ يؿؽـ تلويؾف بؿا يقافؼ مؼتضك‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪44‬‬
‫العؼؾ‪ ,‬ففذا يشتغؾ بتلويؾف طؾك سبقؾ التربع‪ ,‬وإٓ فؾقسقا مؾزمقـ بتلويؾف‪ٕ :‬كف‬
‫لقس يجب تلويؾ إٓ ما كان مقج ًبا لؾعؾؿ وهق الؿتقاتر‪ ,‬أما أحاد فؾقس كذلؽ‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن يؽقن مخال ًػا لؿؼتضك العؼؾ وٓ يؿؽـ تلويؾف‪ ,‬ففذا حؽؿف الرد بعدم‬
‫أصال‪ ,‬وطدم إمؽان تلويؾف‪.‬‬
‫إيجابف لؾعؾؿ ً‬
‫هذه خةصة مققػ الققم مـ النقؾ‪ ،‬وإلوؽ كةمهؿ مـ كتبهؿ يف بوان مققفهؿ‬
‫مـ النقؾ‪ ،‬مراط ًوا الترتوب الزمنل لنقػ طلك تطقر مققفهؿ‪:‬‬
‫‪ )1‬كالً ابَ فٕرك "ت ‪ِ406‬ـ"‪:‬‬
‫قال‪ ..." :‬وأما ما كان مـ كقع أحاد‪ ,‬مؿا صحت الحجة بف‪ ,‬مـ صريؼ وثاقة‬
‫الـؼؾة وطدالة ا لرواة‪ ,‬واتصال كؼؾفؿ‪ ,‬فنن ذلؽ وإن لؿ يقجب العؾؿ والؼطع فنكف‬
‫يؼتضل غالب الظـ وتجقيز حؽؿ‪."...‬‬
‫‪ )2‬كالً البػداد‪" ٙ‬ت ‪ِ429‬ـ"‪:‬‬
‫قال‪ " :‬وإخبار طـدكا ثالثة أقسام‪ :‬متقاتر‪ ,‬وآحاد‪ ,‬ومتقسط‪ ,‬بقـفؿا مستػقض‬
‫ٍ‬
‫جار مجرى التقاتر بعض أحؽامف‪.‬‬
‫فالؿتقاتر‪ :‬هق الذي يستحقؾ التقاصم طؾك وضعف‪ ,‬وهق مقجب لؾعؾؿ‬
‫الضروري بصحة مخربه‪ .‬وأخبار أحاد متك صح إسـادها‪ ,‬وكاكت متقهنا غقر‬
‫مستحقؾة يف العؼؾ‪ ,‬كاكت مقجبة لؾعؿؾ تا دون العؾؿ‪ ,‬وكاكت بؿـزلة شفادة‬
‫العدول طـد الحاكؿ‪ ,‬يؾزم الحؽؿ تا يف الظاهر وإن لؿ يعؾؿ صدقفؿ يف‬
‫الشفادة‪."...‬‬
‫وقال يف شروط قبقل خبر ايحاد‪" :‬والشرط الثالث‪ :‬أن يؽقن متـ الخرب مؿا‬
‫صحقحا‬
‫ً‬ ‫تلويال‬
‫ً‬ ‫يجقز يف العؼؾ كقكف‪ .‬فنن روى الراوي ما يحقؾف العؼؾ‪ ,‬ولؿ يحتؿؾ‬
‫فخربه مردود‪ ,...‬وإن كان ما رواه الراوي الثؼة يروع ضاهره يف العؼقل ولؽـف‬
‫تلويال يقافؼ قضايا العؼقل قبؾـا روايتف وتلولـاه طؾك مقافؼة العؼقل‪."...‬‬
‫ً‬ ‫يحتؿؾ‬
‫‪45‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫‪ )3‬كالً اجلٕٖين "‪ِ 478‬ـ"‪:‬‬


‫قال يف باب الؼقل يف "السؿعقات"‪" :‬اطؾؿقا وفؼؽؿ اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬أن أصقل‬
‫طؼال‪ ,‬وٓ يسقغ تؼدير إدراكف سؿ ًعا‪ ,‬وإلك ما يدرك‬
‫العؼائد تـؼسؿ إلك ما يدرك ً‬
‫وطؼال‪ ...‬فنذا ثبتت هذه‬
‫ً‬ ‫طؼال‪ ,‬وإلك ما يجقز إدراكف سؿ ًعا‬
‫سؿ ًعا‪ ,‬وٓ يتؼدر إدراكف ً‬
‫الؿؼدمة‪ ,‬فقتعقـ بعدها طؾك كؾ معتـ بالديـ واثؼ بعؼؾف أن يـظر فقؿا تعؾؼت بف‬
‫إدلة السؿعقة‪ .‬فنن صادفف غقر مستحقؾ يف العؼؾ‪ ,‬وكاكت إدلة السؿعقة قاصعة‬
‫يف صرقفا‪ ٓ ,‬مجال لالحتؿال يف ثبقت أصقلفا وٓ يف تلويؾفا‪ ,‬فؿا هذا سبقؾف فال‬
‫وجف إٓ الؼطع بف‪ ,‬وإن لؿ تثبت إدلة السؿعقة بطرق قاصعة‪ ,‬ولؿ يؽـ مضؿقهنا‬
‫مستحقال يف العؼؾ‪ ,‬وثبتت أصقلفا قط ًعا‪ ,‬ولؽـ صريؼ التلويؾ يجقل فقفا‪ ,‬فال‬
‫ً‬
‫سبقؾ إلك الؼطع‪ ,‬ولؽـ الؿتديـ يغؾب طؾك ضـف ثبقت ما دل الدلقؾ السؿعل طؾك‬
‫ثبقتف وإن لؿ يؽـ قاص ًعا‪ ,‬وإن كان مضؿقن الشرع الؿتصؾ بـا مخال ًػا العؼؾ‪ ,‬ففق‬
‫مردود قط ًعا بلن الشرع ٓ يخالػ العؼؾ‪ ,‬وٓ يتصقر يف هذا الؼسؿ ثبقت سؿع‬
‫قاصع‪."...‬‬
‫ما يؼبؾ مـ الـؼؾ والسؿع‪ ,‬وما يرد‪ ,‬وما يتلول‪ ,‬وبقـ يف كتاب‬ ‫فبقـ‬
‫(لؿع إدلة) أن الـؼؾ يؼبؾ إذا كان مضؿقكف مؿا يجقز يف العؼؾ فؼال‪" :‬كؾ ما‬
‫جقزه العؼؾ‪ ,‬وورد بف الشرع‪ ,‬وجب الؼضاء بثبقتف‪ ,"...‬كؿا أوضح يف (الشامؾ)‬
‫أكف ٓ يتحتؿ طؾقفؿ تلويؾ كؾ حديث ورد مخال ًػا لؾعؼؾ‪ ,‬وإكؿا يجب طؾقفؿ تلويؾ‬
‫إحاديث التل تقجب العؾؿ وهل الؿتقاترة بخالف أحاد‪ ,‬قال‪ ..." :‬ولقس‬
‫يتحتؿ طؾقـا أن كتلول كؾ حديث مختؾػ‪ ,‬كقػ وقد بقـا أن ما يصح يف الصحاح‬
‫مـ أحاد ٓ يؾزم تلويؾف‪ ,‬إٓ أن كخقض فقف مسامحقـ‪ ,‬فنكف إكؿا يجب تلويؾ ما لق‬
‫كصا ٕوجب العؾؿ"‪.‬‬
‫كان ًّ‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪46‬‬

‫‪ )4‬كالً الػشال٘ "ت ‪ِ505‬ـ"‪:‬‬


‫قال بعد أن قسؿ ما ٓ يعؾؿ بالضرورة إلك‪ :‬ما يعؾؿ بدلقؾ العؼؾ دون الشرع‪,‬‬
‫وإلك ما يعؾؿ بالشرع دون العؼؾ‪ ,‬وإلك ما يعؾؿ تؿا‪ ..." :‬ثؿ كؾؿا ورد السؿع بف‬
‫مجقزا لف‪ ,‬وجب التصديؼ بف قط ًعا‪ ,‬إن كاكت إدلة السؿعقة‬
‫ً‬ ‫يـظر‪ :‬فنن كان العؼؾ‬
‫قاصعة يف متـفا ومستـدها ٓ يتطرق إلقفا احتؿال‪...‬‬
‫وأما ما قضك العؼؾ باستحالتف‪ ,‬فقجب تلويؾ ما ورد السؿع بف‪ ,‬وٓ يتصقر أن‬
‫يشؿؾ السؿع طؾك قاصع مخالػ لؾؿعؼقل‪.‬‬
‫وضقاهر أحاديث التشبقف أكثرها غقر صحقحة‪ ,‬والصحقح مـفا لقس بؼاصع‪ ,‬بؾ‬
‫هق قابؾ لؾتلويؾ‪.‬‬
‫فنن تققػ العؼؾ يف شلء مـ ذلؽ فؾؿ يؼض فقف باستحالة وٓ جقاز‪ ,‬وجب‬
‫أيضا ٕدلة السؿع‪ ,‬فقؽػل يف وجقب التصديؼ اكػؽاك العؼؾ طـ الؼضاء‬
‫التصديؼ ً‬
‫باإلحالة‪ ,‬ولقس يشرتط اشتؿالف طؾك الؼضاء بالجقاز"‪.‬‬
‫ثؿ بقـ أن هذا الؼسؿ غقر جائز اطتؼاد ما جاء بف يف حؼ اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬لتققػ‬
‫العؼؾ فقف‪ ,‬وإكؿا يجقز يف حؼ اهلل ما دل العؼؾ طؾك جقازه فؼال‪" :‬وبقـ الرتبتقـ‬
‫فرق ربؿا يزل ذهـ البؾقد حتك ٓ يدرك الػرق بقـ ققل الؼائؾ‪ :‬اطؾؿ أن إمر‬
‫جائز‪ ,‬وبقـ ققلف‪ ٓ :‬أدري أكف محال أم جائز‪ ,‬وبقـفؿا ما بقـ السؿاء وإرض‪ ,‬إذ‬
‫إول جائز طؾك اهلل تعالك‪ ,‬والثاين غقر جائز‪ ,‬فنن إول‪ :‬معرفة بالجقاز‪ ,‬والثاين‪:‬‬
‫طدم معرفة باإلحالة‪ ,‬ووجقب التصديؼ جائز يف الؼسؿقـ جؿق ًعا" ‪.‬‬
‫‪ )5‬كالً فخز الدَٖ الزاس‪" ٙ‬ت ‪ِ606‬ـ"‪:‬‬
‫وضع الرازي ما يسؿك بالؼاكقن الؽؾل‪ ,‬الذي يرجع إلقف طـد تعارض العؼؾ‬
‫والـؼؾ بزطؿفؿ‪ ,‬وإٓ فنن الـؼؾ الصحقح ٓ يعارض العؼؾ الصريح‪ ,‬فؼال يف كتابف‬
‫الؿقسقم بـ(أساس التؼديس)‪" :‬الػصؾ الثاين والثالثقن‪ :‬يف أن الرباهقـ العؼؾقة إذا‬
‫‪47‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫صارت معارضة بالظقاهر الـؼؾقة فؽقػ يؽقن الحال فقفا؟‬


‫اطلؿ أن الدلئؾ القطموة إذا قامت طلك ثبقت شلء‪ ،‬ثؿ وجدىا أدلة ىقلوة يشمر‬
‫ضاهرها بخةف ذلؽ‪ ،‬فهناك ل يخلق الحال مـ أحد أمقر أربمة‪:‬‬
‫‪ )1‬إما أن يصدق مؼتضك العؼؾ والـؼؾ‪ ,‬فقؾزم تصديؼ الـؼقضقـ وهق محال‪.‬‬
‫‪ )2‬وإما أن يبطؾ‪ ,‬فقؾزم تؽذيب الـؼقضقـ وهق محال‪.‬‬
‫‪ )3‬وإما أن يصدق الظقاهر الـؼؾقة‪ ,‬ويؽذب الظقاهر العؼؾقة‪ ,‬وذلؽ باصؾ‪:‬‬
‫ٕكف ٓ يؿؽــا أن كعرف صحة الظقاهر الـؼؾقة‪ ,‬إٓ إذا طرفـا بدٓئؾ العؼؾقة إثبات‬
‫الصاكع وصػاتف‪ .‬وكقػقة دٓلة الؿعجزة طؾك صدق الرسقل ‪ ‬وضفقر الؿعجزات‬
‫تفؿا غقر مؼبقل‬
‫طؾك محؿد ‪ ‬ولق جقزكا الؼدح يف الدٓئؾ العؼؾقة صار العؼؾ م ً‬
‫الؼقل‪ ,‬ولق كان كذلؽ لخرج أن يؽقن مؼبقل الؼقل يف هذه إصقل‪ ,‬وإذا لؿ تثبت‬
‫هذه إصقل خرجت الدٓئؾ الـؼؾقة طـ كقهنا مػقدة‪ ,‬فثبت أن الؼدح يف العؼؾ‬
‫لتصحقح الـؼؾ‪ ,‬يػضل إلك الؼدح يف العؼؾ والـؼؾ م ًعا‪ ,‬وأكف باصؾ‪.‬‬
‫ولما بطلت األقسام األربمة‪ ،‬لؿ يبؼ إل أن يقطع بمقتضك الدلئؾ المقلوة‬
‫القاصمة بين هذه الدلئؾ النقلوة إما أن يقال‪:‬‬
‫‪ -1‬إهنا غقر صحقحة‪.‬‬
‫‪ -2‬أو يؼال‪ :‬إهنا صحقحة إٓ أن الؿراد مـفا غقر ضقاهرها‪.‬‬
‫ثؿ إن جقزكا التلويؾ واشتغؾـا بف طؾك سبقؾ التربع بذكر تؾؽ التلويالت طؾك‬
‫التػصقؾ‪ ,‬وإن لؿ يجز التلويؾ فقضـا العؾؿ تا إلك اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬ففذا هق الؼاكقن‬
‫الؽؾل الؿرجقع إلقف يف جؿقع الؿتشاتات‪."...‬‬
‫أيضا يف شروط إفادة الدلقؾ الؾػظل القؼقـ‪" :‬مسللة‪ :‬الدلقؾ الؾػظل ٓ‬
‫وقال ً‬
‫يػقد القؼقـ إٓ طـد تقؼـ أمقر طشرة‪:‬‬
‫‪ )1‬طصؿة رواة مػردات إلػاظ‪ )2 .‬وإطراتا‪ )3 .‬وتصريػفا‪ )4 .‬وطدم‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪48‬‬
‫آشرتاك‪ )5‬والؿجاز‪ )6 .‬والـؼؾ‪.‬‬
‫‪ )7‬والتخصقص بإشخاص وإزمـة‪ )8 .‬وطدم اإلضؿار والتلخقر والتؼديؿ‪.‬‬
‫‪ )9‬والـسخ‪ )14 .‬وطدم الؿعارض العؼؾل الذي لق كان لرجح طؾقف‪ ,‬إذ ترجقح‬
‫الـؼؾ طؾك العؼؾ يؼتضل الؼدح يف العؼؾ الؿستؾزم لؾؼدح يف الـؼؾ‪ٓ :‬فتؼاره إلقف‪,‬‬
‫وإذا كان الؿـتج ضـ ًّقا فؿا ضـؽ بالـتقجة؟"‪ .‬وبـحق هذا قال اإليجل "‪ 754‬هـ"‬
‫أيضا‪.‬‬
‫ً‬
‫ومـ إشاطرة الؿعاصريـ يؼقل د‪ .‬محؿد سعقد رمضان البقصل‪" :‬ولؽـ‬
‫الصحقح كػسف يرقك يف درجات متػاوتف‪ ,‬تبدأ مـ الظـ الؼقي إلك اإلدراك‬
‫القؼقـل‪ ...‬فنذا كاكت السؾسؾة التل تقفرت فقفا مؼقمات الصحة مؽقكة مـ آحاد‬
‫الرواة الذيـ يـتؼؾ الخرب بقـفؿ ففق ٓ يعدو أن يؽقن خربًا ضـ ًّقا يف حؽؿ العؼؾ‪...‬‬
‫فلما الظـل مـ الخرب الصحقح فال يعتد بف الحؽؿ اإلسالمل يف بـاء العؼقدة‪ٕ :‬كف‬
‫يػقد الظـ‪ ,‬ولؼد هنك الؼرآن ‪ -‬يف مجال البحث يف العؼقدة ‪ -‬طـ أتباع الظـ‪."...‬‬
‫وهؽذا كرى إشاطرة يف ماضقفؿ‪ ,‬وحاضرهؿ‪ ,‬يؼػقن مـ الـؼؾ والسؿع مقق ًػا‬
‫أصال يرجع إلقف‪ ,‬وجعؾقا ما‬
‫لقس لفؿ سؾػ فقف إٓ الؿعتزلة‪ ,‬فؼد جعؾقا العؼؾ ً‬
‫جاءت بف إكبقاء تب ًعا لف‪ ,‬فؿا وافؼ طؼقلفؿ قبؾقه‪ ,‬وما خالػفا ردوه‪ ,‬أو تلولقه طؾك‬
‫مؼتضك طؼقلفؿ‪.‬‬
‫ففؾ هذا الؿققػ الذي اتخذه إشاطرة مـ الـؼؾ بصػة طامة‪ ,‬ومـ السـة‬
‫بصػة خاصة‪ ,‬يمهؾفؿ ٕن يؽقكقا هؿ أهؾ السـة؟‪ ...‬كقػ وقد طد أهؾ العؾؿ‬
‫بالسـة مـ أهؿ ما يؿقز أهؾ السـة مـ أهؾ البدطة تؼديؿ الـؼؾ وإثر واإلحؽام‬
‫إلقفؿا‪ ,‬كؿا يؼقل أبق الؿظػر السؿعاين‪" :‬واطؾؿ أن فصؾ ما بقــا وبقـ الؿبتدطة‬
‫هق‪ :‬مسللة العؼؾ‪ .‬فنهنؿ أسسقا ديـفؿ طؾك الؿعؼقل‪ ,‬وجعؾقا آتباع والؿلثقر تب ًعا‬
‫لؾؿعؼقل‪ .‬وأما أهؾ السـة قالقا‪ :‬إصؾ يف الديـ آتباع‪ ,‬والعؼقل تبع‪ ,‬ولق كان‬
‫أساس الديـ طؾك الؿعؼقل‪ٓ ,‬ستغـك الخؾؼ طـ القحل وطـ إكبقاء صؾقات اهلل‬
‫‪49‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫طؾقفؿ‪ ,‬ولبطؾ معـك إمر والـفل‪ ,‬ولؼال مـ شاء ما شاء‪."...‬‬


‫وطدوا مـ أهؿ طالمات أهؾ السـة‪ ,‬أهنؿ طـد التـازع يدطقن إلك التحاكؿ إلقفا‬
‫دون آراء الرجال وطؼقلفا‪ ,‬بقـؿا أهؾ البدع يدطقن إلك التحاكؿ إلك آراء الرجال‬
‫ومعؼقٓهتا‪ ,‬وهمٓء ‪ -‬إشاطرة ‪ -‬يؼضل قاكقهنؿ الؽؾل الذي وضعقه بالرجقع‬
‫مستحقال وجب‬
‫ً‬ ‫طـد آختالف إلك العؼؾ كؿا تؼدم‪ .‬فؿا جقزه قبؾ‪ ,‬وما اطتربه‬
‫تلويؾف إن كان قطعل الثبقت‪ ,‬وإن كان ضـ ًّقا اشتغؾ بتلويؾف طؾك سبقؾ التربع‪ ,‬أو رد‬
‫لعدم حجقتف‪.‬‬
‫كثقرا مـ كصقص الشرع‪ ,‬مؿا أفضك تؿ إلك الؼقل بؼقل‬
‫وبذلؽ ردوا وأولقا ً‬
‫مثال‪ ,‬والؼدر‪ ,‬وبؼقل الؿعتزلة تارة يف كػل‬
‫الجفؿقة تارة‪ ,‬كؿا يف مسللة اإليؿان ً‬
‫وتلويؾ بعض الصػات التل جاء تا السؿع الصحقح‪.‬‬
‫وبعد هذا العرض لؿققػ إشاطرة مـ قضقة الـؼؾ‪ ,‬وما ترتب طؾقف مـ‬
‫مخالػة السؾػ‪ ,‬ومقافؼة أهؾ البدع يتبقـ لـا أن دطقى إشاطرة أهنؿ أهؾ السـة‬
‫دطقى طريضة لؿ يستطقعقا أن يدلؾقا طؾقفا‪ ,‬ففؿ لؿ يؾتزمقا بؿا برروا بف اطتبار‬
‫أكػسفؿ أهؾ السـة والػرقة الـاجقة وهق زطؿفؿ أهنؿ هؿ مـ بقـ فرق إمة الذيـ‬
‫كاكقا طؾك ما كان طؾقف الـبل ‪ ‬وأصحابف‪ ,‬وأهنؿ يؼبؾقن ما صح مـ سـتف ‪ .‬فنهنؿ‬
‫وإن قبؾقا شق ًئا مـ سـتف ‪ ‬لؿ يؼبؾقه‪ :‬لؽقكف سـة يجب التسؾقؿ لفا‪ ,‬وإكؿا قبؾقه‬
‫معارضا‬
‫ً‬ ‫لؽقن العؼؾ دل طؾك ما جاءت بف السـة‪ ,‬بدلقؾ أكف إذا كان الـص وإن صح‬
‫لؾعؼؾ ‪ -‬يف كظرهؿ ‪ -‬لؿ يؼبؾ‪ ,‬فنما أن يرد أو يمول كؿا تؼدم‪ .‬ومـ كان هذا حالف‬
‫ٓ يؽقن مـ أهؾ السـة‪ ,‬وإن أصاب السـة كؿا جاء طـ اإلمام أحؿد‪" ,‬وإن‬
‫صاحب الؽالم ٓ يؽقن مـ أهؾ السـة وإن أصاتا"‪[ .‬الػرق بقـ الػرق‪,‬‬
‫لؾبغدادى‪ ,‬ص ‪ 26‬و‪ .314‬ورسالة الشقخ سػر الحقالل‪ ,‬ومققع الدرر السـقة‬
‫مقسقطة الػرق]‬

‫‪ ‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪51‬‬

‫ج‪ :‬يـؽر أغؾب إشاطرة أن يؽقن لؾعؼؾ والػطرة أي دور يف الحؽؿ طؾك‬
‫إشقاء بالحسـ والؼبح‪ ,‬ويؼقلقن‪ :‬مرد ذلؽ إلك الشرع وحده‪ ,‬وهذا رد فعؾ‬
‫مغال لؼقل الرباهؿة والؿعتزلة إن العؼؾ يقجب حسـ الحسـ وقبح الؼبقح‪ ,‬وهق‬
‫مع مـافاتف لؾـصقص مؽابرة لؾعؼقل‪ ,‬ومؿا يرتتب طؾقف مـ إصقل الػاسدة‬
‫ققلفؿ أن الشرع قد يليت بؿا هق قبقح يف العؼؾ‪ ,‬فنلغاء دور العؼؾ بالؿرة أسؾؿ مـ‬
‫مثال‪ ,‬ومثؾقا لذلؽ بذبح الحققان فنكف إيالم لف بال ذكب وهق‬
‫كسبة الؼبح إلك الشرع ً‬
‫قبقح يف العؼؾ ومع ذلؽ أباحف الشرع‪ ,‬وهذا يف الحؼقؼة ققل الرباهؿة الذيـ‬
‫يحرمقن أكؾ الحققان‪ ,‬فؾؿا طجز همٓء طـ رد شبفتفؿ ووافؼقهؿ طؾقفا أكؽروا‬
‫حؽؿ العؼؾ مـ أصؾف وتقهؿقا أهنؿ تذا يدافعقن طـ اإلسالم‪ ,‬كؿا أن مـ أسباب‬
‫ذلؽ مـاقضة أصؾ مـ قال بقجقب الثقاب والعؼاب طؾك اهلل بحؽؿ العؼؾ‬
‫ومؼتضاه‪.‬‬
‫وكحـ كممـ أن العؼؾ السؾقؿ ٓ يعارض الـؼؾ بؾ يقافؼف‪ ,‬ويعؾؿ أن الشرع كؾف‬
‫يلمر بالحسـ‪ ,‬ولقس فقف قبقح‪ ,‬وأن الشرع قد يلتك بؿحار ولؽـ ٓ يلتك بؿحال‪.‬‬
‫[بتصرف مـ كتاب التعؾقؼات الؿػقدة طؾك كتاب مـفج إشاطرة ىف العؼقدة لسػر‬
‫الحقالل‪ٕ ,‬بل ففر أحؿد بـ سالؿ الؿصري‪ ,‬ص‪]121‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪50‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫ج‪ :‬يقسؿ األشاطرة أصقل المقودة بحسب مصدر التلقل إلك ثةثة أقسام‪:‬‬
‫‪ - 1‬قضي وصدرٓ العكن ٔحدٓ وهق معظؿ إبقاب‪ ,‬ومـف باب الصػات‪ ,‬ولفذا‬
‫يسؿقن الصػات السبع "طؼؾقة" وهذا الؼسؿ هق "ما يحؽؿ العؼؾ بقجقبف" دون‬
‫تققػ طؾك القحل طـدهؿ‪ ,‬وقد صرح الجقيـل‪ ,‬والرازي‪ ,‬والبغدادي‪ ,‬والغزالل‪,‬‬
‫وأمدي‪ ,‬واإليجل‪ ,‬وابـ فقرك‪ ,‬والسـقسل‪ ,‬وشراح الجقهرة‪ ,‬وسائر أئؿتفؿ‪,‬‬
‫بتؼديؿ العؼؾ طؾك الـؼؾ طـد التعارض‪ ,‬وطؾك هذا يرى الؿعاصرون مـفؿ‪ ,‬ومـ‬
‫همٓء السابؼقـ مـ صرح بلن إخذ بظقاهر الؽتاب والسـة أصؾ مـ أصقل الؽػر‬
‫وبعضفؿ خػػفا‪ ,‬فؼال‪ :‬هق أصؾ الضاللة‪ ,‬ولضرورة آختصار أكتػل بؿثال فؼط‬
‫مع ما سبؼ‪:‬‬
‫‪ -‬يؼقل السـقسل ( ت ‪ 885‬ه) يف شرح الؽربى‪" :‬وأما مـ زطؿ أن الطريؼ بدأ‬
‫إلك معرفة الحؼ الؽتاب والسـة ويحرم ما سقاهؿا فالرد طؾقف أن حجتقفؿا ٓ‬
‫وأيضا فؼد وقعت فقفؿا ضقاهر مـ اطتؼدها طؾك ضاهرها‬
‫تعرف إٓ بالـظر العؼؾل‪ً ,‬‬
‫كػر طـد جؿاطة وابتدع‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬التؿسؽ يف‬
‫ويؼقل‪" :‬أصقل الؽػر ستة …" ذكر خؿسة‪ ,‬ثؿ قال‪ً " :‬‬
‫أصقل العؼائد بؿجرد ضقاهر الؽتاب والسـة مـ غقر طرضفا طؾك الرباهقـ العؼؾقة‬
‫والؼقاصع الشرطقة"‪.‬‬
‫ب‪ -‬صرح ‪ -‬متؽؾؿقهؿ ‪ -‬ومـفؿ مـ سبؼ يف فؼرة " أ" أن كصقص الؽتاب‬
‫والسـة ضـقة الدٓلة‪ ,‬وٓ تػقد القؼقـ إٓ إذا سؾؿت مـ طشر طقارض‪ ,‬مـفا ‪:‬‬
‫اإلضؿار‪ ,‬والتخصقص‪ ,‬والـؼؾ‪ ,‬وآشرتاك‪ ,‬والؿجاز … الخ‪ ,‬وسؾؿت بعد هذا‬
‫مـ الؿعارض العؼؾل‪ ,‬بؾ قالقا ‪ :‬مـ احتؿال الؿعارض العؼؾل!‬
‫هـ‪ -‬مذهب صائػة مـفؿ وهؿ صقفقتفؿ ‪ -‬كالغزالل والحامل ‪ -‬يف مصدر‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪52‬‬
‫التؾؼل هق تؼديؿ الؽشػ والذوق طؾك الـص وتلويؾ الـص لققافؼف‪ ,‬وقد‬
‫يصححقن بعض إحاديث ويضعػقهنا حسب هذا الذوق‪ ,‬كحديث إسالم أبقي‬
‫‪ -‬الـبل ‪ ‬ودخقلفؿا الجـة بزطؿفؿ‪ ,‬ويسؿقن هذا "العؾؿ الؾدين" جر ًيا طؾك‬
‫قاطدة الصقفقة‪" :‬حدثـل قؾبل طـ ربل"‬
‫‪ - 2‬قضي وصدرٓ العكن ٔالٍكن وعًا كالرؤية ‪ -‬طؾك خالف بقـفؿ فقفا ‪ -‬وهذا‬
‫ً‬
‫استؼالٓ أو بؿعاضدة القحل"‪.‬‬ ‫الؼسؿ هق "ما يحؽؿ العؼؾ بجقازه‬
‫‪ - 3‬قضي وصدرٓ الٍكن ٔحدٓ وهق السؿعقات‪ ,‬أي‪ :‬الؿغقبات مـ أمقر أخرة‬
‫كعذاب الؼرب والصراط والؿقزان وهق طـدهؿ "ما ٓ يحؽؿ العؼؾ باستحالتف لؽـ‬
‫لق لؿ يرد بف القحل لؿ يستطع العؼؾ إدراكف مـػر ًدا" ويدخؾقن فقف التحسقـ‬
‫والتؼبقح والتحؾقؾ والتحريؿ‪.‬‬
‫ومصدر التؾؼك طـد أهؾ السـة والجؿاطة يف العؼقدة هق الؼرآن‪ ,‬وصحقح‬
‫السـة‪ ,‬واإلجؿاع الؼطعل‪ ,‬وققاس إولك فؼط‪[ .‬بتصرف مـ كتاب التعؾقؼات‬
‫الؿػقدة طؾك كتاب مـفج إشاطرة ىف العؼقدة لسػر الحقالل‪ٕ ,‬بل ففر أحؿد بـ‬
‫سالؿ الؿصري‪ ,‬ص‪]83‬‬

‫‪ ‬‬

‫ج‪ :‬إشاطرة طـدهؿ دلقؾ يتقؿ هق دلقؾ "الحدوث والؼدم" وهق آستدٓل‬
‫طؾك وجقد اهلل بلن الؽقن حادث وكؾ حادث فالبد لف مـ محدث قديؿ‪ ,‬وأخص‬
‫صػات هذا الؼديؿ مخالػتف لؾحقادث وطدم حؾقلفا فقف‪ ,‬ومـ مخالػتف لؾحقادث‬
‫جسؿا وٓ يف جفة وٓ مؽان … الخ‪ ,‬ثؿ‬
‫ً‬ ‫طرضا وٓ‬
‫جقهرا وٓ ً‬
‫ً‬ ‫إثبات أكف لقس‬
‫أصالقا جدً ا يف تؼرير هذه الؼضايا هذا وقد رتبقا طؾقف مـ إصقل الػاسدة ما ٓ‬
‫يدخؾ تحت العدّ ‪ ,‬مثؾ‪ :‬إكؽارهؿ لؽثقر مـ الصػات‪ :‬كالرضا‪ ,‬والغضب‪,‬‬
‫‪53‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫وآستقاء‪ ,‬بشبفة كػل حؾقل الحقادث يف الؼديؿ‪ ,‬وكػل الجقهرية‪ ,‬والعرضقة‪,‬‬


‫ً‬
‫أصقٓ‪,‬‬ ‫والجفة‪ ,‬والجسؿقة … إلك آخر الؿصطؾحات البدطقة التل جعؾقا كػقفا‬
‫وأكػؼقا إطؿار والؿداد يف شرحفا وكػقفا‪ ,‬ولق أهنؿ قالقا‪ :‬الؽقن مخؾقق وكؾ‬
‫مخؾقق ٓبد لف مـ خالؼ لؽان أيسر وأخصر مع أكف لقس الدلقؾ القحقد‪ ,‬ولؽـفؿ‬
‫تعؿدوا مقافؼة الػالسػة حتك يف ألػاضفؿ‪ ,‬ومعؾقم أن مذهب السؾػ هق أن وجقد‬
‫اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬أمر فطري معؾقم بالضرورة‪ ,‬وإدلة طؾقف يف الؽقن والـػس وأثار‬
‫وأفاق والقحل أجؾ مـ الحصر‪ ,‬فػل كؾ شلء لف آية وطؾقف دلقؾ‪[ .‬بتصرف مـ‬
‫كتاب التعؾقؼات الؿػقدة طؾك كتاب مـفج إشاطرة ىف العؼقدة لسػر الحقالل‪,‬‬
‫ٕبل ففر أحؿد بـ سالؿ الؿصري‪ ,‬ص‪]89‬‬

‫‪ ‬‬

‫ج‪ :‬إشاطرة قدماؤهؿ ومعاصروهؿ التقحقد طـدهؿ هق كػل التثـقة أو التعدد‪,‬‬


‫وكػل التبعقض والرتكقب والتجزئة‪ ,‬أي حسب تعبقرهؿ‪" :‬كػل الؽؿقة الؿتصؾة‬
‫والؽؿقة الؿـػصؾة" ومـ هذا الؿعـك فسروا اإللف بلكف الخالؼ أو الؼادر طؾك‬
‫آخرتاع‪ ,‬وأكؽروا بعض الصػات كالقجف‪ ,‬والقد‪ ,‬والعقـ‪ٕ :‬هنا تدل طؾك الرتكقب‬
‫وإجزاء طـدهؿ‪.‬‬
‫أما التقحقد الحؼقؼل وما يؼابؾف مـ الشرك ومعرفتف والتحذير مـف فال ذكر لف يف‬
‫كتب طؼقدهتؿ إصال ًقا‪ ,‬وٓ أدري أيـ يضعقكف أيف كتب الػروع؟ فؾقس فقفا‪ ,‬أم‬
‫يرتكقكف بالؿرة؟ ففذا الذي أجزم بف‪.‬‬
‫أما التقحقد طـد أهؾ السـة والجؿاطة‪ ,‬ففق ثالثة‪ :‬تقحقد الربقبقة‪ ,‬وتقحقد‬
‫إلقهقة‪ ,‬وتقحقد إسؿاء والصػات‪.‬‬
‫[بتصرف مـ كتاب التعؾقؼات الؿػقدة طؾك كتاب مـفج إشاطرة ىف العؼقدة‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪54‬‬
‫لسػر الحقالل‪ٕ ,‬بل ففر أحؿد بـ سالؿ الؿصري‪ ,‬ص‪.]94‬‬

‫‪ ‬‬

‫ج‪ :‬أن منهج األشاطرة يف تقحود األلقهوة غور واضح الممالؿ‪ ،‬وذلؽ ألسباب‬
‫خمسة‪ ،‬وهل‪:‬‬
‫الضبب األٔه‪ :‬تعريػ كؾؿة (إلف) طـد إشعرية‪ ,‬فنكف قد طرف كثقر مـ‬
‫إشعرية كؾؿة (إلف) بلكف الؼادر طؾك آخرتاع‪ ,‬فؿـ ذلؽ ما كسبف البغدادي إلك أبل‬
‫الحسـ إشعري‪ ,‬حقث قال‪" :‬واختؾػ أصحابـا يف معـك اإللف‪ :‬فؿـفؿ مـ قال إكف‬
‫مشتؼ مـ إلفقة‪ ,‬وهل‪ :‬قدرتف طؾك اخرتاع إطقان‪ ,‬وهق اختقار أبل الحسـ‬
‫إشعري‪ ,‬ثؿ اختار البغدادي الؼقل بلكف غقر مشتؼ!‬
‫ذاكرا دلقؾف دون أن يسؿل قائؾف‪ ,‬فؼال يف صدد‬
‫وقد حؽك الرازي هذا الؼقل ً ً‬
‫حؽاية مذاهب الـاس يف أصؾ اشتؼاق اسؿ اهلل تعالك (اهلل)‪" :‬الؼقل السابع‪ :‬اإللف‬
‫مـ لف اإللفقة‪ ,‬وهل الؼدرة طؾك آخرتاع‪ ,‬والدلقؾ طؾقف أن فرطقن لؿا قال‪( :‬ﭯ‬
‫ﭰ ﭱ ) [الشعراء‪ ,]23:‬قال مقسك يف الجقاب ‪ ( :‬ﭴ ﭵ ﭶ)‬
‫[الشعراء‪ ,]24:‬فذكر يف الجقاب طـ السمال الطالب لؿاهقة اإللف‪ :‬الؼدرة طؾك‬
‫آخرتاع‪ ,‬ولقٓ أن حؼقؼة اإللفقة هل الؼدرة طؾك آخرتاع لؿ يؽـ هذا الجقاب‬
‫مطابؼًا لذلؽ السمال"‪.‬‬
‫ٔاجلٕاب وَ ثالث‪ ٛ‬أٔجْ‪:‬‬
‫متظاهرا بنكؽار وجقد رب العالؿقـ‪ ,‬بؾ كان‬
‫ً‬ ‫القجف األول‪ :‬إن فرطقن كان‬
‫يدطل أكف رب العالؿقـ بؼقلف ‪ ( :‬ﭹ ﭺ ﭻ) [الـازطات‪ ,]24:‬وقال تعالك‪:‬‬
‫(ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ) [الزخرف‪ ,]54:‬وقال تعالك‪ ( :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ‬
‫‪55‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ) [غافر‪ ,]37 :‬ولذلؽ كان سمالف بؼقلف ‪(:‬ﭯ ﭰ‬


‫ً‬
‫سمآ طـ الؿاهقة‪ ,‬إذ السمال‬ ‫ً‬
‫سمآ طـ وصػ الرب ‪ -‬تعالك ‪ -‬ولقس‬ ‫ﭱ)‬
‫متظاهرا ‪ -‬فؿـ لؿ يؼر بشلء ٓ‬
‫ً‬ ‫طـ ماهقة الشلء فرع اإلقرار بف ‪ -‬وهق ٓ يؼر باهلل‬
‫يسلل طـ ماهقتف‪ ,‬فؿـ سلل طـ ماهقة اإلكسان فؼال‪ :‬ما اإلكسان؟ فنن ذلؽ فرع‬
‫إقراره بقجقه‪ ,‬وكذلؽ هـا‪.‬‬
‫ولذلؽ فنن فرطقن لؿ يؽـ قد سلل طـ حؼقؼة اإللفقة إكؿا سلل طـ وصػ‬
‫الرب الذي يتظاهر بنكؽاره‪ .‬ويقضح هذا آية أخرى وهل‪ ( :‬ﰉ ﰊ ﰋ‬
‫ﰌ) [صف‪ ,]49:‬ومعؾقم أن " َم ْـ" ٓ يسلل تا طـ ماهقة الشلء وحؼقؼتف‪ ,‬وإكؿا‬
‫حؼقؼة معـك اإللفقة هل‪ :‬استحؼاق اهلل لؾعبادة بؿا لف مـ صػات الؽؿال‪ ,‬وتـزهف‬
‫طـ صػات الـؼص‪ ,‬وقد دلت إدلة طؾك ذلؽ‪.‬‬
‫القجف الثاين‪ :‬إكف لق كان معـك إلف‪ :‬الؼادر طؾك آخرتاع كان معـك ٓ إلف إٓ اهلل‬
‫أي‪ ٓ :‬خالؼ إٓ اهلل‪ ,‬وٓ قادر طؾك آخرتاع إٓ هق‪ ,‬وهذا الؿعـك كان يؼقل بف‬
‫الؿشركقن‪ ,‬ولذلؽ يحتج اهلل طؾقفؿ بؿعرفتفؿ هذه بؼقلف‪ ( :‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬
‫ﯟ ﯠ ) [البؼرة‪ ,]22 :‬أي‪ :‬تعؾؿقن أكف ٓ رب لؽؿ غقره‪ ,‬كؿا كؼؾ ذلؽ‬
‫طـ جؿع مـ الؿػسريـ‪.‬‬
‫فؾق كان الؿعـك ما ذكره همٓء الؿتؽؾؿقن‪ ,‬لؿا استؼام اإلكؽار طؾك الؿشركقـ‬
‫الذيـ يؼرون بلن اهلل هق خالؼفؿ وخالؼ كؾ شلء‪ ,‬وإكؿا كان شركفؿ يف إلقهقة‪.‬‬
‫القجف الثالث‪ :‬إن هذا الؼقل غقر معروف طـد أهؾ الؾغة‪ ,‬ولذلؽ لؿ يحتج مـ‬
‫قال تذا الؼقل بشاهد مـ شقاهد لغة العرب وٓ بـؼؾ إمام معترب مـ أئؿة الؾغة‪.‬‬
‫[مـفج أهؾ السـة والجؿاطة ومـفج إشاطرة ىف تقحقد اهلل‪ ,‬لخالد طبد الؾطقػ‪,‬‬
‫‪.]154/1‬‬
‫ولقس الؿراد (باإللف) هق الؼادر طؾك آخرتاع كؿا ضـف مـ ضـف مـ أئؿة‬
‫الؿتؽؾؿقـ‪ ,‬حقث ضـ أن اإللفقة هل الؼدرة طؾك آخرتاع دون غقره وأن مـ أقر‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪56‬‬
‫بلن اهلل هق الؼادر طؾك آخرتاع دون غقره فؼد شفد أن ٓ إلف إٓ هق‬
‫[التدمقرية‪]148:‬‬
‫التقحود طند المتكلموـ‪ :‬يؼقلقن‪ :‬إن معـك إلف‪ :‬آلف‪ ,‬وألف‪ :‬الؼادر طؾك‬
‫آخرتاع‪ :‬فقؽقن معـك ٓ إلف إٓ اهلل‪ ٓ :‬قادر طؾك آخرتاع إٓ اهلل والتقحقد‬
‫طـدهؿ‪ :‬أن تقحد اهلل‪ ,‬فتؼقل‪ :‬هق واحد يف ذاتف‪ ٓ ,‬قسقؿ لف‪ ,‬وواحد يف أفعالف ٓ‬
‫شريؽ لف‪ ,‬وواحد يف صػاتف ٓ شبقف لف‪ ,‬ولق كان هذا معـك ٓ إلف إٓ اهلل‪ :‬لؿا‬
‫ً‬
‫قريشا تؼقل‪ٓ :‬‬ ‫أكؽرت قريش طؾك الـبل‪ ‬دطقتف ؤمـت بف وصدقت‪ٕ :‬ن‬
‫خالؼ إٓ اهلل‪ ,‬وٓ خالؼ أبؾغ مـ كؾؿة ٓ قادر‪ٕ :‬ن الؼادر قد يػعؾ وقد ٓ يػعؾ‪,‬‬
‫خقرا مـ ففؿ همٓء‬
‫أما الخالؼ فؼد فعؾ وحؼؼ بؼدرة مـف‪ ,‬فصار ففؿ الؿشركقـ ً‬
‫الؿتؽؾؿقـ‪ ,‬والؿـتسبقـ لإلسالم‪ .‬فالتقحقد الذي جاءت بف الرسؾ يف ققلف تعالك‪:‬‬
‫( ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ) [إطراف‪ ,]59 :‬أي‪ :‬مـ إلف حؼقؼل يستحؼ أن يعبد‪ ,‬وهق‬
‫اهلل ومـ الؿمسػ أكف يقجد كثقر مـ الؽتاب أن الذيـ يؽتبقن يف هذه إبقاب‬
‫تجدهؿ طـدما يتؽؾؿقن طؾك التقحقد ٓ يؼررون أكثر مـ تقحقد الربقبقة‪ ,‬وهذا‬
‫غؾط وكؼص طظقؿ‪ ,‬ويجب أن كغرس يف قؾقب الؿسؾؿقـ تقحقد إلقهقة أكثر مـ‬
‫إكؽارا حؼقؼ ًّقا‪ ,‬فؽقكـا ٓ كؼرر إٓ‬
‫ً‬ ‫تقحقد الربقبقة‪ٕ :‬ن تقحقد الربقبقة لؿ يـؽره أحد‬
‫هذا إمر الػطري الؿعؾقم بالعؼؾ‪ ,‬وكسؽت طـ إمر الذي يغؾب فقف الفقى هق‬
‫كؼص طظقؿ‪ ,‬فعبادة غقر اهلل هل التل يسقطر فقفا هقى اإلكسان طؾك كػسف حتك‬
‫يصرفف طـ طبادة اهلل وحده‪ ,‬فقعبد إولقاء‪ ,‬ويعبد هقاه‪ ,‬حتك جعؾ الـبل ‪‬الذي‬
‫هؿف الدرهؿ والديـار وكحقهؿا طابدً ا‪ ,‬وقال اهلل طز وجؾ‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬
‫ﭕ ) [الجاثقة‪[ .]23 :‬الؼقل الؿػقد شرح كتاب التقحقد‪ ,‬لإلمام محؿد طبد‬
‫القهاب‪ ,‬شرح العثقؿقـ‪.]74/1 ,‬‬
‫ما الجقاب طـ ققل مـ قال‪ :‬بين ممنك اإللف القادر طلك الختراع‪ ،‬وىحق هذه‬
‫المبارة؟ قوؾ‪ :‬الجقاب مـ وجهوـ‪:‬‬
‫‪57‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫أحدهما‪ :‬أن هذا ققل مبتدع‪ ٓ ,‬يعرف أحد قالف مـ العؾؿاء‪ ,‬وٓ مـ أئؿة‬
‫الؾغة‪ ,‬وكالم العؾؿاء‪ ,‬وأئؿة الؾغة هق معـك ما ذكركا كؿا تؼدم‪ ,‬فقؽقن هذا الؼقل‬
‫باصال‪ .‬الثاين‪ :‬طؾك تؼدير تسؾقؿف ففق تػسقر بالالزم لإللف الحؼ‪ ,‬فنن الالزم لف أن‬
‫ً‬
‫قادرا طؾك آخرتاع‪ ,‬ومتك لؿ يؽـ كذلؽ فؾقس بنلف حؼ‪ ,‬وإن سؿل‬ ‫يؽقن خال ًؼا‪ً ,‬‬
‫إلفا ‪ ,‬ولقس مراده أن مـ طرف أن اإللف هق الؼادر طؾك آخرتاع فؼد دخؾ يف‬ ‫ً‬
‫اإلسالم‪ ,‬وأتك بتحؼقؼ الؿرام مـ مػتاح دار السالم‪ ,‬فنن هذا ل‪ٕ :‬كف يستؾزم أن‬
‫يؽقن كػار العرب مسؾؿقـ‪ ,‬ولق قدر أن بعض الؿتلخريـ أرادوا ذلؽ ففق مخطئ‪,‬‬
‫يرد طؾقف بالدٓئؾ السؿعقة والعؼؾقة‪[ .‬تقسقر العزيز الحؿقد شرح كتاب التقحقد‪,‬‬
‫سؾقؿان طبد اهلل‪ ,‬ص‪.]64‬‬
‫وهذا التػسقر الذي ذكره أولئؽ إشعرية لف مػاسد كثقرة‪ ,‬مـفا أن هذا التػسقر‬
‫يصقر تقحقد الربقبقة هق أول القاجبات‪ ,‬مؿا يمدي إلك طدم آطتـاء بتقحقد‬
‫إلقهقة اطتـا ًءا جقدً ا‪ ,‬بؾ يمدي إلك طدم معرفتف حؼ الؿعرفة‪ ,‬إذ يتصقر كثقر مـ‬
‫طقامفؿ بؾ مـ كسب إلك العؾؿ مـ الؿتلخريـ مـفؿ أن شرك الؿتؼدمقـ كان‬
‫ٓطتؼادهؿ بعض صػات الربقبقة يف إصـام وإوثان‪ ,‬فغػؾ كثقر مـفؿ طـ حؼقؼة‬
‫الشرك وبعض مظاهره‪ ,‬فققعقا يف الشرك باهلل مـ آستغاثة بغقر اهلل والذبح لغقره‬
‫وغقر ذلؽ‪ .‬أما طؾك ققلفؿ الثاين وهق أن اسؿ اهلل غقر مشتؼ‪ ,‬فنكف يزيد الؿسللة‬
‫غؿقضا أكثر‪ ,‬وطدم وضقح لؾؿـفج‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬الضبب الجاٌ٘‪ :‬مـ إسباب الداطقة إلك الؼقل بلن تقحقد إلقهقة غقر‬
‫واضح يف الؿـفج إشعري‪ ,‬هق أن كتبفؿ الؿصـػة يف العؼائد ‪ -‬طؾك كثرهتا ‪ -‬لؿ‬
‫تػرد هذا الؿقضقع بالبحث‪ ,‬وهذا إن طذر فقف الؿتؼدمقن فال يعذر الؿتلخرون يف‬
‫تركف‪ ,‬إذ الحاجة إلك البقان فقف‪ ,‬والتحذير مؿا يضاده قائؿة‪.‬‬
‫كثقرا مؿـ يؼع يف الشرك‪ ,‬بؾ ومـ يربر لؾعقام‬
‫والحؼقؼة غقر الؿرضقة هل أن ً‬
‫فعؾفؿ الشركل معدود يف طؾؿاء إشعرية ‪ -‬كؿا سقليت بقاكف إن شاء اهلل‪.‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪58‬‬
‫‪ ‬الضبب الجالح‪ :‬ومؿا يمكد طدم وضقح هذا الؿـفج‪ :‬أهنؿ قد يردون طؾك‬
‫أهؾ الؿؾؾ ردو ًدا قاصرة طـ بقان الحؼقؼة‪ ,‬وإبرازها‪ ,‬وإبطال الباصؾ يف بعض‬
‫الؿسائؾ‪ ,‬فؿـ ذلؽ ردهؿ طؾك الصابئة الؿشركقـ الذيـ يعبدون الروحاكقات‬
‫الطاهرة‪ :‬لتؼرتؿ إلك اهلل ‪ -‬بزطؿفؿ ‪ -‬إذ هؿ ٓ يؿؽـفؿ التؼرب إلك اهلل لؽثرة‬
‫ذكقتؿ وطققتؿ‪ ,‬وهؿ كذلؽ ٓ يؼرون بقجقد واسطة بقـ الخالؼ والخؾؼ لتبؾقغ‬
‫الرسالة وهؿ الرسؾ‪.‬‬
‫أقام الشفرستاين مـاضرة بقـفؿ وبقـ الحـػاء أتباع الرسؾ‪ ,‬لقثبت أن اتخاذ‬
‫إكبقاء واسطة أولك مـ اتخاذ تؾؽ الروحاكقات العؾقية واسطة! وهذه الؿحاولة‬
‫خطل كبقر‪ ,‬إذ تبقـ مدى طدم معرفة ما بعث اهلل بف رسقلف مـ التقحقد‪ ,‬والتحذير‬
‫مـ الشرك‪ ,‬وذلؽ أن الحـػاء لؿ يتخذوا الرسؾ وسائط يف الخؾؼ‪ ,‬والتدبقر‪,‬‬
‫والرزق‪ ,‬واإلحقاء‪ ,‬واإلماتة‪ ,‬وسؿاع الدطاء‪ ,‬وإجابة الداطل‪ ,‬ففؿ إكؿا يثبتقن هذه‬
‫إمقر هلل‪ ,‬ويعبدوكف وٓ يعبدون أحدً ا سقاه‪ ,‬بخالف الصابئة الذيـ يعبدون تؾؽ‬
‫الروحاكقات العؾقا لتؼرتؿ إلك اهلل‪ ,‬وفرق بقـ مـ يزطؿ أكف يتقصؾ إلك الحؼ دون‬
‫حاجة لؾرسؾ‪ ,‬ثؿ يعبد غقر اهلل‪ ,‬وبقـ مـ يلخذ الحؼ طـ صريؼ الرسؾ‪ ,‬الذيـ هؿ‬
‫واسطة بقـ اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬وخؾؼف يف تبؾقغ الرسالة‪ ,‬ثؿ يؼقم هلل بالعبادة‪ ,‬ويػرده تا‪.‬‬
‫‪ ‬الضبب الزابع‪ :‬ومـ إسباب الداطقة إلك الؼقل بلن الؿـفج إشعري غقر‬
‫واضح يف تقحقد إلقهقة هق زطؿفؿ أن أول واجب طؾك الؿؽؾػ‪ :‬الؿعرفة‪ ,‬أو‬
‫الـظر‪ ,‬أو الؼصد إلك الـظر الؿمدي إلك إثبات وجقد اهلل تعالك‪ ,‬ومـ ثؿ إثبات‬
‫وحداكقتف يف الذات وإفعال‪ .‬وهذا أصبؼ طؾقف الؿتؼدمقن والؿتلخرون مـفؿ‪,‬‬
‫فؾذلؽ اشتغؾقا بتحؼقؼ ما زطؿقه أول واجب طؾك الؿؽؾػ برد الشبفات‪,‬‬
‫والشؽقك‪ ,‬وتػـقدها‪ ,‬وإيراد آطرتاضات‪ ,‬ودفعفا بطرق مـطؼقة صعبة‪ ,‬لذلؽ ٓ‬
‫مستؼال يقضح مـفجفؿ يف هذا التقحقد‪ ,‬وهذا ٓ يعـل‬
‫ًّ‬ ‫يجد الباحث لفؿ تصـق ًػا‬
‫الطعـ فقفؿ كؾفؿ‪ ,‬وإكؿا هؿ طؾك مراتب‪:‬‬
‫‪59‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫المرتبة األولك‪ :‬وهؿ المتقدمقن‪ ،‬فٌىف ل يمكـ أن يقال طنهؿ إىهؿ خالفقا يف‬
‫إجمال هل‪:‬‬
‫ً‬ ‫تقحود األلقهوة ‪ .‬واألدلة طلك هذا األمر‬
‫‪ -1‬لؿ يـؼؾ طـ إئؿة إطالم مـ أهؾ السـة الرد طؾك إشاطرة يف مسائؾ‬
‫تقحقد إلقهقة‪ ,‬مؿا يدل طؾك طدم وجقد مخالػة مـفؿ‪ ,‬إذ لق وجدت لؿا تلخر‬
‫إئؿة يف الرد طؾقفؿ‪.‬‬
‫‪ -2‬وجقد تعريػات لبعض طؾؿاء إشاطرة لؾتقحقد تػقد دخقل تقحقد‬
‫إلقهقة فقف صراحة‪.‬‬
‫‪ -3‬إيراد إئؿة لؿؼدمات يسؾؿ تا الؿخالػ‪ ,‬خاصة يف مسللة كالم اهلل أكف‬
‫غقر مخؾقق‪ ,‬حقث وردت آستعاذة بؽؾؿات‬
‫اهلل ‪ -‬ومعؾقم أكف ٓ يستعاذ بؿخؾقق ‪ -‬فال شؽ أن إشاطرة يسؾؿقن تذه‬
‫الطريؼة كؿا هق ضاهر مـ صـقع البقفؼل‪.‬‬
‫‪ -4‬تـصقص بعض طؾؿاء إشاطرة طؾك أكقاع مـ العبادات‪ :‬كالدطاء ‪,‬‬
‫والرجاء‪ ,‬والخقف‪ ,‬والخشقة‪ ,‬وبقـقا أهنا ٓ تؽقن إٓ هلل‪ ,‬وتـصقص بعضفؿ طؾك‬
‫صقر اتخاذ الؿشركقـ لألصـام شػعاء‪ ,‬مؿا يدل طؾك ففؿفؿ لؾشرك يف إلقهقة‪.‬‬
‫‪ -5‬إكؽار بعض طؾؿاء إشاطرة ما وقع فقف الـاس يف أزمـتفؿ مـ التعؾؼ‬
‫بالخؾؼ‪ ,‬والتربك بالحقطان وإطؿدة‪ ,‬وتعظقؿ قبقر إكابر‪ ,‬وبقاهنؿ أن ذلؽ مـ‬
‫الشرك‪.‬‬
‫المرتبة الثاىوة‪ :‬وهؿ الذيـ أثر طـفؿ القققع يف بعض مظاهر الشرك‪ ,‬وهمٓء‬
‫وإن لؿ يـص الرازي طؾك أطقاهنؿ يف طصره‪ ,‬إٓ أكف يف طصر السبؽل والفقتؿل‬
‫يؿؽـ كسبة هذا إمر إلك إشاطرة‪ ,‬حقث إهنؿا دافعا طـ بعض الشرك‪ ,‬ووسائؾف‬
‫التل وقع فقفا العقام‪ ,‬ويظفر هذا إمر بجالء ووضقح يف طصر دحالن‪ ,‬وقبؾف‬
‫بؼؾقؾ إلك يقمـا هذا‪ ,‬حقث الشرك الصريح واهلل الؿستعان‪.‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪61‬‬
‫المرتبة الثالثة‪ :‬وهؿ الذيـ لؿ يمثر طـفؿ القققع يف ذلؽ‪ ,‬لؽـ مع بؼاء كسبتفؿ‬
‫إلك التصقف‪ ,‬ففمٓء يمخذ طؾقفؿ سؽقهتؿ طـ بقان الحؼ ٕتباطفؿ‪ ,‬واكتساتؿ‬
‫إلك التصقف‪.‬‬
‫ويـبغل أن يعؾؿ أن أهؾ الؿرتبة إولك يمخذ طؾقفؿ كذلؽ صريؼة استدٓلفؿ‬
‫بأيات القاردة لتؼرير إلقهقة طؾك أهنا لؾربقبقة‪ ...‬وتػسقرهؿ لإللف بلكف الؼادر‬
‫طؾك آخرتاع مـ جفة أكف مخالػ لؾحؼ‪ ,‬ولؿا يخشك أن يؽقن فعؾفؿ هذا سب ًبا‬
‫يف جفؾ كثقر مـ الؿتلخريـ لحؼقؼة تقحقد إلقهقة‪ ,‬ووققطفؿ فقؿا يـاقضف‪.‬‬
‫‪ ‬الضبب اخلاوط‪ :‬ومـ إسباب الداطقة إلك الؼقل بعدم وضقح الؿـفج‬
‫إشعري يف تقحقد إلقهقة حؿؾفؿ أيات القاردة يف تقحقد إلقهقة طؾك أهنا يف‬
‫تقحقد الربقبقة‪ ,‬ويتضح هذا الخطل بأيت‪:‬‬
‫‪ -1‬إن الذيـ كزلت فقفؿ أيات ما كاكقا يـؽرون ربقبقة اهلل ‪ -‬كؿا تؼدم‪.‬‬
‫‪ -2‬قد صرح أهؾ العؾؿ بلن أيات كزلت فقؿـ كاكقا يعبدون غقر اهلل‪ ,‬وسقليت‬
‫ذكر ققل الرازي ‪ -‬إن شاء اهلل ‪ -‬يف أن الذاهبقـ إلك طبادة غقر اهلل كثرة‪ ,‬وأكف ٓ‬
‫يعرف مـ قال بقجقد خالؼقـ متساويقـ لؾعالؿ‪[ .‬مـفج أهؾ السـة والجؿاطة‬
‫كؼال مـ مقسقطة‬
‫ومـفج إشاطرة ىف تقحقد اهلل‪ ,‬لخالد طبد الؾطقػ‪ً ,154 /1 ,‬‬
‫الػرق بؿققع الدرر السـقة]‬

‫‪ ‬‬

‫قديؿا وحدي ًثا ‪ -‬طؽر‬


‫ً‬ ‫الؿـفج التقفقؼل‪ :‬هق مـفج ابتؾقت بف إمة اإلسالمقة‬
‫إصالحا‬
‫ً‬ ‫كثقرا ‪ -‬يف حقـ أراد‬
‫طؾك هذا الؿـفج الحازم الحاسؿ مقاقػف وأفسد ً‬
‫وتقفق ًؼا!‬
‫‪60‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫هذا الؿـفج ‪ -‬الذي اكتفجف إشاطرة والؿاتريدية ‪ -‬يرى إمؽان الجؿع بقـ‬
‫القحل والػؾسػة‪ ,‬بقـ مـفج الؼرآن ومـفج الققكان (البقصل كؿثال)‪ ,‬والخروج‬
‫بؿققػ أو رأي وسط بقـفؿا أو مركب مـفؿا! [ضاهرة اإلرجاء يف الػؽر اإلسالمل‪,‬‬
‫سػر بـ طبد الرحؿـ الحقالل‪]294/1 ,‬‬

‫‪ ‬‬

‫ج‪ :‬يبررون ذلؽ بيدلة طقلوة‪ ،‬وهك‪:‬‬


‫القواس األول ‪:‬وهق ققاس الؿقت طؾك الحل يف الطؾب مـف وآستغاثة!‬
‫القواس الثاين‪ :‬ققاس القاسطة يف العبادة طؾك القاسطة يف الرسالة!‬
‫القواس األول‪ :‬وهق ققاس الؿقت طؾك الحل يف الطؾب مـف وآستغاثة!‬
‫طؼد الـبفاين يف كتابف (شقاهد الحؼ) طدة فصقل إلثبات دطقتف يف جقاز‬
‫آستغاثة برسقل اهلل ‪ ‬مطؾ ًؼا ح ًّقا‪ ,‬ومقتًا‪ ,‬ويف أي أمر مـ إمقر! فعؼد الػصؾ‬
‫إول‪ ,‬وسرد أدل ًة فقف صؾب الصحابة مـف أن يدطق اهلل لفؿ بالسؼقا وسؿاه هق‬
‫استغاثة‪ ,‬ثؿ إكف يف الػصؾ الثاين سرد أحاديث الشػاطة‪ ,‬لقثبت جقاز آستغاثة بف يف‬
‫تدٓ طؾك جقازها مطؾ ًؼا‪" :‬ودٓلة ذلؽ طؾك جقاز آستغاثة‬ ‫أخرة‪ ,‬ثؿ قال مس ً‬
‫أيضا ‪ -‬لقققطفا يف حقاتف الدكققية وإخروية"‪.‬‬
‫بف‪ ,‬وحسـفا‪ ,‬وكػعفا بعد مؿاتف – ً‬
‫ثؿ أكد هق وغقره هذه الؿسللة بذكر حقاة إكبقاء يف قبقرهؿ‪.‬‬
‫ٔاجلٕاب‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -1‬قد تؼدم ساب ًؼا أن الؿقت ٓ يسلل مطؾ ًؼا‪ ,‬وٓ يستغاث بف‪ ,‬وأما الحل‬
‫فقستغاث بف فقؿا يؼدر طؾقف‪ ,‬وطؾقف فؾق سؾؿ لفؿ ققاسفؿ هذا لؿا صح لفؿ‬
‫آستدٓل بف طؾك سمال الؿقتك كؾ شلء‪ ,‬فنن كان الؿخؾقق ح ًقا ٓ يستطقعف‪,‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪62‬‬
‫فؼقاسفؿ يؼتضل أٓ يستطقعف مقتًا‪.‬‬
‫‪ -2‬ثؿ إن الصقاب هق طدم صحة ققاس حقاة الربزخ طؾك الحقاة الدكقا‪:‬‬
‫ٓختالففؿا‪ ,‬ولق استؼام ذلؽ فؾقتخذوا الرسقل ‪‬إما ًما يؼتدي بف يف الصالة‪,‬‬
‫أولقستػتقه يف الؿسائؾ وهؽذا!‪...‬‬
‫‪ -3‬ثؿ إن كقن إكبقاء أحقا ًء يف قبقرهؿ ٓ يسقغ لؾـاس أن يستغقثقا تؿ حتك‬
‫طؾك فرض سؿاطفؿ كؾ شلء‪ ,‬مع أكف ٓ سبقؾ إلك إثباتف‪ .‬وإن سؿك الؼائؿقن تذا‬
‫تقسال‪ ,‬أي‪ :‬إهنؿ يدطقهنؿ لقشػعقا لفؿ طـد اهلل ويتقسؾقا لفؿ‪,‬‬
‫ً‬ ‫الػعؾ طؿؾفؿ‬
‫فقجعؾقن طؿؾفؿ كق ًطا مـ إسباب التل يؼبؾ تا الدطاء‪ ,‬ففذا خطل‪ٕ :‬كف ٓ يقجد‬
‫دلقؾ يف الشرع إلثبات أن هذا الـقع مـ العؿؾ سبب يف إجابة الدطاء‪ ,‬ثؿ طؾك‬
‫فرض أن ما ذكره همٓء هق مؼصقد طباد الؼبقر‪ ,‬فنهنؿ يطالبقن الػرق بقـفؿ وبقـ‬
‫شرك إوائؾ تؼدم كؼؾ صقر شركفؿ طـ الرازي والتػتازاين وغقرهؿا مـ إئؿة‪,‬‬
‫ولـ يجدوا فر ًقا‪.‬‬
‫القواس الثاين‪ :‬وهق ققاس القاسطة يف العبادة طؾك القاسطة يف تبؾقغ الرسالة‪,‬‬
‫قالقا‪" :‬إن مراطاة جاكب اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬والؿحافظة طؾك تقحقده إكؿا تؽقن بتعظقؿ‬
‫مـ طظؿف اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬وتحؼقر مـ حؼره اهلل تعالك‪ ,‬وقد جعؾفؿ اهلل ‪ -‬سبحاكف‬
‫وتعالك ‪ -‬وسائط لـا يف تبؾقغ شرائع ديـف‪ ,‬فقسطـاهؿ لف ‪ -‬طز وجؾ ‪ -‬لؼضاء‬
‫حقائجـا تب ًعا لف يف تقسقطفؿ لـا يف تبؾقغ شرائعف‪ ,‬وآحتػاظ ٕكػسـا طـ أن تؽقن‬
‫أهال لطؾب حقائجـا مـف ‪ -‬سبحاكف وتعالك ‪ -‬بال وساصة لؽثرة ذكقبـا‪ ,‬ووفرة‬
‫ً‬
‫طققبـا"‪.‬‬
‫ٔاجلٕاب‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إن هذا الؼقاس هق ققاس طباد إصـام وإوثان وغقرها كػسف الذيـ زطؿقا أن‬
‫ذكقتؿ كثقرة وأهنؿ ٓ يصؾقن إلك مرادهؿ إٓ بتقسط إكابر وإطؾك مـزلة طـد‬
‫اهلل‪ ,‬قال تعالك ‪ ( :‬ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬
‫‪63‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ) [الزمر‪.]3 :‬‬
‫وققاسفؿ هذا فاسد آطتبار إذ هق ققاس يف مؼابؾة كصقص كثقرة حرمت هذا‬
‫العؿؾ‪ ,‬وبقـت أكف فعؾ الؿشركقـ‪ ,‬كؼقلف تعالك‪ ( :‬ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬
‫ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱ﮲﮳﮴﮵‬
‫﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﮽ ﮾ ﮿ ﯀ ) [يقكس‪,]18:‬‬
‫قدح يف طؾؿ اهلل ‪ -‬تعالك ‪-‬‬
‫فدلت أية طؾك أن اتخاذ وسطاء يف الدطاء والعبادة ٌ‬
‫وأكف شرك يتـزه اهلل طـف‪ .‬وقال تعالك ‪( :‬ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‬
‫ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ) [الرطد‪:‬‬
‫‪ ,]33‬فدلت أية طؾك أن هذا العؿؾ فقف قدح يف الربقبقة‪ :‬إذ فقف إثبات لؼقام غقر اهلل‬
‫بشئقن الخؾؼ‪ ,‬وفقفا بقان أكف قدح يف طؾؿ اهلل‪.‬‬
‫وقد حسؿ اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬مادة هذا الشرك بؼقلف‪( :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ‬
‫ﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ‬
‫ﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷ]‬
‫اإلسراء‪ . 57-56 :‬وقال‪( :‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬
‫ﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉ‬
‫ﰊ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ) [سبل‪.]23-22 :‬‬
‫وٓشؽ أن واسطة الؿرسؾ بقـ اهلل وخؾؼف هل يف تبؾقغ الرسالة مـ اهلل لخؾؼف‪:‬‬
‫لقؼقمقا هلل رب العالؿقـ بالعبادة‪ ,‬ويرتكقا طبادة غقره‪ ٓ ,‬أن يعبد الرسؾ أكػسفؿ‪,‬‬
‫قال اهلل تعالك‪ ( :‬ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ‬
‫ﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉ‬
‫ﮊ ) [آل طؿران‪.]79 :‬‬
‫وقد كان رسقل اهلل‪ ‬يـفك طـ كؾ ما يمدي إلك تشريؽف باهلل‪ ,‬كؼقلف لؿـ قال‬
‫لف‪» :‬ما شاء اهلل وشئت‪ ،‬فقال‪ :‬أجملتنل هلل ىدً ا‪ ،‬قؾ‪ :‬ما شاء اهلل وحده»‪ ,‬وكذلؽ كان‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪64‬‬
‫يـفك طـ اتخاذ قربه طقدً ا أو وثـًا يعبد‪ .‬فؽؾ ذلؽ وغقره يدل طؾك الػرق بقـ‬
‫القاسطة يف الرسالة والقاسطة يف العبادة‪.‬‬
‫هذا وقد أطرضت طـ أدلة أخرى يحتج بها مـ غرق يف التصقف‪ :‬كآحتجاج‬
‫بإحاديث الؿقضقطة‪ ,‬والؿـامات‪ ,‬واإللفامات ‪ -‬إذ يؽػل أن يؼال طـفا كؾفا‪:‬‬
‫إهنا مردودة ‪ -‬فلما إحاديث الؿقضقطة فؿردودة مطؾ ًؼا‪ ,‬وأما الؿـامات‪,‬‬
‫واإللفامات‪ ,‬فنكف ٓ يثبت تا شرع مطؾ ًؼا‪ ,‬وٓ تؼبؾ إٓ إذا جاءت مقافؼة لؾشرع‪,‬‬
‫وإمر فقفا كؿا قال يف مراقل السعقد‪:‬‬
‫أطـــــــــــل بــــــــــف إلفــــــــــام إولقــــــــــاء‬ ‫ويـبــــــــــذ اإللفــــــــــام بــــــــــالعراء‬

‫قال شارحف طـ اإللفام‪" :‬ولقس بحجة‪ ,‬لعدم ثؼة مـ لقس معصق ًما بخقاصره‪,‬‬
‫ٕكف ٓ يلمـ دسقسة الشقطان فقفا"ا هـ‪.‬‬
‫وقال‪" :‬وكذا مـ رأى الـبل ‪ ‬يف الـقم يلمره ويـفاه ٓ يجقز اطتؿاده‪ ...‬لعدم‬
‫ضبط الرائل"‪.‬‬
‫[مـفج اهؾ السـة والجؿاطة ومـفج آشاطرة ىف تقحقد اهلل‪ ,‬لخالد طبد‬
‫كؼال مـ مقسقطة الػرق بؿققع الدرر السـقة]‪.‬‬
‫الؾطقػ‪ً ,242 /1 ,‬‬

‫‪ ‬‬

‫ج‪ :‬أول واجب طـد إشاطرة ففق الـظر‪ ,‬أو الؼصد إلك الـظر‪ ,‬أو أول جزء مـ‬
‫الـظر‪ ,‬أو ‪ ..‬إلك آخر فؾسػتفؿ الؿختؾػ فقفا‪ ,‬وطـدهؿ أن اإلكسان إذا بؾغ سـ‬
‫التؽؾقػ وجب طؾقف الـظر‪ ,‬ثؿ اإليؿان‪ ,‬واختؾػقا فقؿـ مات قبؾ الـظر أو يف أثـائف‪,‬‬
‫أيحؽؿ لف باإلسالم أم بالؽػر؟‬
‫وينكر األشاطرة الممرفة الفطرية‪ ،‬ويققلقن‪ :‬إن مـ آمـ باهلل بغقر صريؼ الـظر‬
‫‪65‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫فنكؿا هق مؼؾد‪ ,‬ورجح بعضفؿ كػره‪ ,‬واكتػك بعضفؿ بتعصقتف‪ ,‬وهذا ما خالػفؿ‬
‫ً‬
‫أققآ كثقر ًة يف الرد طؾقفؿ وإن ٓزم ققلفؿ‬ ‫‪ -‬وكؼؾ‬ ‫فقف الحافظ ابـ حجر ‪-‬‬
‫تؽػقر العقام بؾ تؽػقر الصدر إول‪ ,‬والتقحقد طـد أهؾ السـة والجؿاطة هق‬
‫طـدهؿ أول واجب طؾك الؿؽؾػ‪[ .‬بتصرف مـ كتاب التعؾقؼات الؿػقدة طؾك‬
‫كتاب مـفج إشاطرة ىف العؼقدة لسػر الحقالل‪ٕ ,‬بل ففر أحؿد بـ سالؿ‬
‫الؿصري‪ ,‬ص‪.]89‬‬

‫‪ ‬‬

‫قال صاحب الجقهرة ‪:‬‬


‫إيؿاكـــــف لـــــؿ يخـــــؾ مــــــ ترديـــــد‬ ‫إذ كــــــؾ مـــــــ قؾــــــد يف التقحقــــــد‬
‫الخؾػــا وبعضــفؿ حؼــؼ فقــف الؽشــػا‬ ‫فػقـــــــف بعـــــــض الؼـــــــقم يحؽـــــــل‬
‫كػــــــل وإٓ لــــــؿ يــــــزل يف الضــــــقر‬ ‫فؼــــــال إن يجــــــزم بؼــــــقل الغقــــــر‬

‫أيضا‪ ,‬ومـفا الؼقل بالتؽػقر‪ ,‬قال‪:‬‬


‫ويف شرح الجقهرة لؾباجقري كؼؾ إققال ً‬
‫كافرا‪ ,‬وطؾقف السـقسل يف البؽري"‪( .‬ص ‪)32‬‬
‫"فقؽقن الؿؼؾد ً‬
‫وكحـ (الؼائؾ الشقخ سػر‪ -‬يؼصد أهؾ السـة والجؿاطف) كؼقل‪ :‬إن أفضؾ مـ‬
‫ديـ العجائز ديـ الراسخقـ يف العؾؿ مـ سؾػ إمف ومـ اتبعفؿ‪ ,‬الذيـ لؿ يؼػقا‬
‫طـد اإليؿان الؿجؿؾ بؾ طرفقا مـ تػصقالت حؼائؼ العؼقدة ما تحرتق بف أطظؿ‬
‫شبفات الؿبطؾقـ‪ ,‬وهؿ الذيـ أضفر اهلل طؾل أيديفؿ حجتف طؾل العالؿقـ يف كؾ‬
‫زمان‪ ,‬وأورثفؿ مقراث الـبقة والؽتاب‪ ,‬ولؽـؽؿ معشر إشاطرة ٓ تـػؽقن‬
‫تصػقهنؿ بلهنؿ حشقية أو غثاء أو كابتة‪ ,‬بؾ ترمقهنؿ بالؽػر والزكدقة‪[ .‬إشاطرة‬
‫طرض وكؼض‪ ,‬لؾدكتقر سػر الحقالل‪ ,‬ص‪.]34‬‬

‫‪ ‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪66‬‬

‫ج‪ :‬غالب متلخري إشاطرة يف اإليؿان مرجئة جفؿقة‪ ,‬أجؿعت كتبفؿ قاصبة‬
‫طؾك أن اإليؿان هق التصديؼ الؼؾبل‪ ,‬واختؾػقا يف الـطؼ بالشفادتقـ أيؽػل طـف‬
‫تصديؼ الؼؾب أم ٓبد مـف‪ ,‬قال صاحب الجقهرة‪:‬‬
‫والـطــــؼ فقــــف الخؾــــػ بــــالتحؼقؼ‬ ‫وفســــــــر اإليؿــــــــان بالتصــــــــديؼ‬

‫وقد رجح الشقخ حسـ أيقب مـ الؿعاصريـ أن الؿصدق بؼؾبف كاج طـد اهلل‬
‫وإن لؿ يـطؼ تؿا‪ ,‬ومال إلقف البقصل‪ ,‬فعؾك كالمفؿ ٓ داطل لحرص الـبل ‪ ‬أن‬
‫يؼقل طؿف أبق صالب ٓ إلف إٓ اهلل‪ٕ :‬كف ٓشؽ يف تصديؼف لف بؼؾبف‪ ,‬وهق َو َمـ شاتف‬
‫طؾك مذهبفؿ مـ أهؾ الجـة !! هذا وقد أولقا كؾ آية أو حديث ورد يف زيادة‬
‫اإليؿان وكؼصاكف‪ ,‬أو وصػ بعض شعبف بلهنا إيؿان أو مـ اإليؿان‪ .‬واإليؿان‬
‫طـدكا‪ :‬ققل بالؾسان‪ ,‬وإطتؼاد بالؼؾب‪ ,‬وطؿؾ بالجقارح‪ ,‬ويزيد بالطاطة‪ ,‬ويـؼص‬
‫بالؿعصقة‪[ .‬بتصرف مـ كتاب التعؾقؼات الؿػقدة طؾك كتاب مـفج إشاطرة ىف‬
‫العؼقدة لسػر الحقالل‪ٕ ,‬بل ففر أحؿد بـ سالؿ الؿصري‪ ,‬ص‪]39‬‬

‫‪ ‬‬

‫ج‪ :‬مذهب إشاطرة هق التػريؼ بقـ الؿعـك والؾػظ‪ ,‬فالؽالم الذي يثبتقكف هلل‬
‫‪ -‬تعالك ‪ -‬هق معـك أزلل أبدي قائؿ بالـػس لقس بحرف‪ ,‬وٓ صقت‪ ,‬وٓ يقصػ‬
‫بالخرب وٓ اإلكشاء‪ .‬واستدلقا بالبقت الؿـسقب لألخطؾ الـصراين‪:‬‬
‫جعـــؾ الؾســـان طؾـــك الػـــماد دلـــقال‬ ‫إن الؽـــــالم لػـــــل الػـــــماد وإكؿـــــا‬

‫أما الؽتب الؿـزلة ذات الرتتقب والـظؿ والحروف ‪ -‬ومـفا الؼرآن ‪ -‬فؾقست‬
‫هل كالمف تعالك طؾك الحؼقؼة‪ ,‬بؾ هل طبارة طـ كالم اهلل الـػسل‪ ,‬والؽالم الـػسل‬
‫شلء واحد يف ذاتف‪ ,‬لؽـ إذا جاء التعبقر طـف بالعرباكقة ففق تقراة‪ ,‬وإن جاء‬
‫‪67‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫بالسرياكقة ففق إكجقؾ‪ ,‬وإن جاء بالعربقة ففق قرآن‪ ,‬ففذه الؽتب كؾفا مخؾققة‪,‬‬
‫ووصػفا بلهنا كالم اهلل مجاز‪ٕ :‬هنا تعبقر طـف‪ .‬واختؾػقا يف الؼرآن خاصة فؼال‬
‫أوٓ يف الؾقح الؿحػقظ‪ ,‬ثؿ أكزلف يف صحائػ إلك سؿاء‬‫بعضفؿ ‪" :‬إن اهلل خؾؼف ً‬
‫الدكقا"‪ .‬فؽان جربيؾ يؼرأ هذا الؽالم الؿخؾقق ويبؾغف لؿحؿد ‪ ,‬وقال آخرون ‪:‬‬
‫إن اهلل أففؿ جربيؾ كالمف الـػسل وأففؿف جربيؾ لؿحؿد ‪ ‬فالـزول كزول إطالم‬
‫وإففام ٓ كزول حركة‪ٕ :‬هنؿ يـؽرون طؾق اهلل‪ ,‬ثؿ اختؾػقا يف الذي طرب طـ الؽالم‬
‫الـػسل تذا الؾػظ والـظؿ العربل مـ هق؟ فؼال بعضفؿ‪ :‬هق جربيؾ‪ ,‬وقال‬
‫بعضفؿ‪ :‬بؾ هق محؿد ‪!‬‬
‫واستدلقا بؿثؾ ققلف تعالك‪ ( :‬ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ )يف سقريت الحاقة وآكشؼاق‬
‫حقث أضافف يف إولك إلك محؿد ‪ ‬ويف إخرى إلك جربيؾ بلن الؾػظ ٕحد‬
‫الرسقلقـ‪" :‬جربيؾ‪ ,‬أو محؿد" وقد صرح الباقالين بإول وتابعف الجقيـل‪.‬‬
‫قال شقخ اإلسالم‪" :‬ويف إضافتف ‪ -‬تعالك ‪ -‬إلك هذا الرسقل تارة وإلك هذا‬
‫تارة دلقؾ طؾك أكف إضافة بالغ وأداء ٓ إضافة أحداث لشلء مـف وإكشاء كؿا يؼقل‬
‫بعض الؿبتدطة إشعرية مـ أن حروفف ابتداء جربيؾ أو محؿد مضاهاة مـفؿ يف‬
‫كصػ ققلفؿ لؿـ قال إكف ققل البشر مـ مشركل العرب‪ ,‬وطؾك الؼقل أن الؼرآن‬
‫الذي كؼرؤه يف الؿصاحػ مخؾقق سار إشاطرة الؿعاصرون وصرحقا‪ ,‬فؽشػقا‬
‫بذلؽ ما أراد شارح الجقهرة أن يسرته حقـ قال‪" :‬يؿتـع أن يؼال إن الؼرآن‬
‫مخؾقق إٓ يف مؼام التعؾقؿ"‪.‬‬
‫ومذهب أهؾ السـة والجؿاطة أن الؼرآن كالم اهلل غقر مخؾقق وأكف ‪ -‬تعالك ‪-‬‬
‫يتؽؾؿ بؽالم مسؿقع بصقت وحرف تسؿعف الؿالئؽة وسؿعف جربيؾ وسؿعف‬
‫مقسك ♠ ويسؿعف الخالئؼ يقم الؼقامة‪.‬‬
‫[بتصرف مـ كتاب التعؾقؼات الؿػقدة طؾك كتاب مـفج إشاطرة ىف العؼقدة‬
‫لسػر الحقالل‪ٕ ,‬بل ففر أحؿد بـ سالؿ الؿصري‪ ,‬ص‪]149‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪68‬‬

‫ج‪ :‬أراد إشاطرة هـا أن يقفؼقا بقـ الجربية والؼدرية‪ ,‬فجاءوا بـظرية الؽسب‪,‬‬
‫وهل يف مآلفا جربية خالصة‪ٕ :‬هنا تـػل أي قدرة لؾعبد أو تلثقر‪ ,‬أما حؼقؼتفا الـظرية‬
‫فضال طـ إففامفا لغقرهؿ‪ ,‬ولفذا‬
‫ً‬ ‫الػؾسػقة فؼد طجز إشاطرة أكػسفؿ طـ ففؿفا‬
‫ققؾ‪ :‬مؿا يؼال وٓ حؼقؼة تحتف معؼقلة تدكقا إلك إففام‪ :‬الؽسب طـد إشعري‪,‬‬
‫والحال طـد البفشؿل‪ ,‬وصػرة الـظام‪.‬‬
‫ولفذا قال الرازي الذي طجز هق أخر طـ ففؿفا‪" :‬إن اإلكسان مجبقر يف‬
‫صقرة مختار"‪ .‬أما البغدادي فلراد أن يقضحفا فذكر ً‬
‫مثآ ٕحد أصحابف يف‬
‫تػسقرها شبف فقف اقرتان قدرة اهلل بؼدرة العبد مع كسبة الؽسب إلك العبد "الحجر‬
‫الؽبقر قد يعجز طـ حؿؾف رجؾ‪ ,‬ويؼدر آخر طؾك حؿؾف مـػر ًدا بف‪ ,‬فنذا اجتؿعا‬
‫جؿق ًعا طؾك حؿؾف كان حصقل الحؿؾ بلققاهؿا‪ ,‬وٓ خرج أضعػفؿا بذلؽ طـ‬
‫حامال"!!‬
‫ً‬ ‫كقكف‬
‫وطؾك مثؾ هذا الؿثال الػاسد يعتؿد الجربية وبف يتجرأ الؼدرية الؿـؽرون‪ٕ :‬كف‬
‫لق أن إققى مـ الرجؾقـ طذب الضعقػ وطاقبف طؾك حؿؾ الحجر فنكف يؽقن‬
‫ضالؿا باتػاق العؼالء‪ٕ :‬ن الضعقػ ٓ دور لف يف الحؿؾ‪ ,‬وهذه الؿشاركة الصقرية‬
‫ً‬
‫ً‬
‫مسموٓ طـ حؿؾ الحجر‪.‬‬ ‫ٓ تجعؾف‬
‫واإلرادة طـد إشاطرة معـاها‪" :‬الؿحبة والرضا وأولقا ققلف تعالك‪( :‬وٓ‬
‫يرضك لعباده الؽػر) بلكف ٓ يرضاه لعباده الؿممـقـ! فبؼل السمال وار ًدا طؾقفؿ‪:‬‬
‫وهؾ رضقف لؾؽػار أم فعؾقه وهق لؿ يرده؟‬
‫وفعؾقا بسائر أيات مثؾ ذلؽ‪ ,‬ومـ هذا الؼبقؾ كالمفؿ يف آستطاطة‪,‬‬
‫والحاصؾ أهنؿ يف هذا الباب خرجقا طـ الؿـؼقل والؿعؼقل‪ ,‬ولؿ يعربقا طـ‬
‫فضال طـ الربهـة طؾقف!!‬
‫مذهبفؿ ً‬
‫‪69‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫‪ ‬الضابع ‪ :‬الضببٗ‪ٔ ٛ‬أفعاه املخمٕقات‪:‬‬


‫يـؽر إشاطرة الربط العادي بنصالق‪ ,‬وأن يؽقن شلء يمثر يف شلء‪ ,‬وأكؽروا‬
‫كؾ "باء سببقة" يف الؼرآن‪ ,‬وكػروا وبدطقا مـ خالػفؿ‪ ,‬وملخذهؿ فقفا هق‬
‫فؿثال‪ :‬طـدهؿ مـ قال إن الـار تحرق بطبعفا أو هل طؾة‬ ‫ً‬ ‫ملخذهؿ يف الؼدر‪,‬‬
‫اإلحراق ففق كافر مشرك‪ٕ :‬كف ٓ فاطؾ طـدهؿ إٓ اهلل مطؾ ًؼا‪ ,‬حتك إن أحد كحاة‬
‫إكدلس مـ دولة الؿقحديـ التقمرتقة إشعرية هدم "كظرية العامؾ" طـد الـحاة‬
‫مدط ًقا أن الػاطؾ هق اهلل!!‬
‫قالقا إن إسباب طالقات ٓ مقجبات‪ ,‬حتك أهنؿ يؼقلقن‪ :‬الرجؾ إذا كسر‬
‫الزجاجة ما اكؽسرت بؽسره وإكؿا اكؽسرت طـد كسره‪ ,‬والـار إذا أحرقت ما‬
‫تحرق ما احرتق بسببفا وإكؿا احرتق طـدها ٓ تا‪ ,‬فاإلكسان إذا أكؾ حتك شبع ما‬
‫شبع بإكؾ وإكؿا شبع طـد إكؾ‪ .‬ومـ قال طـدهؿ أن الـار تحرق بؼقة أودطفا اهلل‬
‫فقفا ففق مبتدع ضال‪ ,‬قالقا‪ :‬إن فاطؾ اإلحراق هق اهلل‪ ,‬ولؽـ فعؾف يؼع مؼرتكًا بشلء‬
‫أصال‪ ,‬وإكؿا الؿسللة اقرتان‬
‫ضاهري مخؾقق‪ ,‬فال ارتباط طـدهؿ بقـ سبب ومسبب ً‬
‫كاقرتان الزمقؾقـ مـ إصدقاء يف ذهاتؿا وإياتؿا‪.‬‬
‫ومـ متقىهؿ يف المقودة‪:‬‬
‫لؾقاحــــــد الؼفــــــار جــــــؾ وطــــــال‬ ‫والػعــــــــؾ يف التــــــــلثقر لــــــــقس إٓ‬
‫فـــــذاك كػـــــر طــــــد أهـــــؾ الؿؾـــــة‬ ‫ومـــــــ يؼــــــؾ بــــــالطبع أو بالعؾــــــة‬
‫فـــــــذاك بـــــــدطل فـــــــال تؾتػـــــــت‬ ‫ومـــــــ يؼــــــؾ بــــــالؼقة الؿقدطــــــة‬

‫والغريب أن هذا هق مذهب ما يسؿك الؿدرسة القضعقة مـ الؿػؽريـ‬


‫الغربققـ الؿحدثقـ ومـ وافؼفؿ مـ مالحدة العرب‪ ,‬وما ذاك إٓ ٕن إشاطرة‬
‫والقضعققـ كالهؿا كاقؾ طـ الػؽر الػؾسػل اإلغريؼل‪.‬‬
‫وطؼقدة أهؾ السـة والجؿاطة ىف الؼدر‪ :‬هل تؼدير اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬إشقاء يف‬
‫ا ِلؼدَ م‪ ,‬وطؾؿف ‪ -‬سبحاكف ‪ -‬أهنا ستؼع يف أوقات معؾقمة طـده وطؾك صػات‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪71‬‬
‫مخصقصة‪ ,‬وكتابتف ‪ -‬سبحاكف ‪ -‬لذلؽ‪ ,‬ومشقئتف لف ووققطف طؾك حسب ما قدرها‪,‬‬
‫وخ ْؾ ُؼف لفا‪[ .‬بتصرف مـ كتاب التعؾقؼات الؿػقدة طؾك كتاب مـفج إشاطرة ىف‬
‫َ‬
‫العؼقدة لسػر الحقالل‪ٕ ,‬بل ففر أحؿد بـ سالؿ الؿصري‪ ,‬ص‪.]113‬‬

‫‪ ‬‬

‫ج‪ :‬يـػل إشاطرة قط ًعا أن يؽقن لشلء مـ أفعال اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬طؾة مشتؿؾة‬
‫طؾك حؽؿة تؼضل إيجاد الػعؾ أو طدمف‪ ,‬وهذا كص كالمفؿ تؼري ًبا‪ ,‬وهق رد فعؾ‬
‫لؼقل الؿعتزلة بالقجقب طؾك اهلل حتك أكؽر إشاطرة كؾ ٓم تعؾقؾ يف الؼرآن‪,‬‬
‫مختارا مريدً ا‪ ,‬وهذا إصؾ تسؿقف بعض‬
‫ً‬ ‫وقالقا‪ :‬إن كقكف يػعؾ شق ًئا لعؾة يـايف كقكف‬
‫كتبفؿ "كػل الغرض طـ اهلل" ويعتربوكف مـ لقازم التـزيف‪ ,‬وجعؾقا أفعالف ‪ -‬تعالك‬
‫‪ -‬كؾفا راجعة إلك محض الؿشقئة وٓ تعؾقؼ لصػة أخرى ‪ -‬كالحؽؿة مثالً ‪ -‬تا‪,‬‬
‫ً‬
‫أصقٓ فاسدة‪ ,‬كؼقلفؿ بجقاز أن يخؾد اهلل يف الـار أخؾص أولقائف‬ ‫ورتبقا طؾك هذا‬
‫ويخؾد يف الجـة أفجر الؽػار‪ ,‬وجقاز التؽؾقػ بؿا ٓ يطاق‪ ,‬وكحقها‪.‬‬
‫وسبب هذا التلصقؾ الباصؾ طدم ففؿفؿ أٓ تعارض بقـ الؿشقئة والحؽؿة أو‬
‫الؿشقئة والرحؿة‪ ,‬ولفذا لؿ يثبت إشاطرة الحؽؿة مع الصػات السبع واكتػقا‬
‫بنثبات اإلرادة مع أن الحؽؿة تؼتضل اإلرادة والعؾؿ وزيادة‪ ,‬حتك أن مـ‬
‫الؿعاصريـ مـ أضاففا مثؾ سعقد حقى (كبقر اإلخقان ىف سقريا)‪.‬‬
‫وكحـ كممـ أن مـ صػات اهلل وأسؿائف الحسـك الحؽقؿ ذو الحؽؿة العظقؿة‪,‬‬
‫وكممـ أن أفعال اهلل تؼع بؿشقئتف وكؾفا حؽؿة‪.‬‬
‫[بتصرف مـ كتاب التعؾقؼات الؿػقدة طؾك كتاب مـفج إشاطرة ىف العؼقدة‬
‫لسػر الحقالل‪ٕ ,‬بل ففر أحؿد بـ سالؿ الؿصري‪ ,‬ص‪]118‬‬
‫‪70‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫ج‪ :‬يختؾػ مذهب إشاطرة طـ مذهب أهؾ السـة والجؿاطة يف الـبقات‬


‫اختال ًفا بعقدً ا‪ ,‬ففؿ يؼررون أن إرسال الرسؾ راجع لؾؿشقئة الؿحضة ‪ -‬كؿا يف‬
‫الػؼرة السابؼة ‪ -‬ثؿ يؼررون أكف ٓ دلقؾ طؾك صدق الـبل إٓ الؿعجزة‪ ,‬ثؿ يؼررون‬
‫أن أفعال السحرة والؽفان مـ جـس الؿعجزة لؽـفا ٓ تؽقن مؼروكة بادطاء الـبقة‬
‫رأسا‬
‫والتحدي‪ ,‬قالقا ‪ :‬ولق ادطك الساحر أو الؽاهـ الـبقة لسؾبف اهلل معرفة السحر ً‬
‫وإٓ كان هذا إض ً‬
‫الٓ مـ اهلل وهق يؿتـع طؾقف اإلضالل … إلك آخر ما يؼرروكف مؿا‬
‫يخالػ الؿـؼقل والؿعؼقل‪ ,‬ولضعػ مذهبفؿ يف الـبقات مع كقهنا مـ أخطر‬
‫أبقاب العؼقدة إذ كؾ أمقرها متققػة طؾك ثبقت الـبقة أغروا أطداء اإلسالم بالـقؾ‬
‫مـف واستطال طؾقفؿ الػالسػة والؿالحدة‪.‬‬
‫تػسقرا قرمط ًّقا‪ ,‬فقؼقلقن‪ :‬هق‬
‫ً‬ ‫والصقفوة منهؿ‪ :‬كالغزالل يػسرون القحل‬
‫اكتؼاش العؾؿ الػائض مـ العؼؾ الؽؾل يف العؼؾ الجزئل‪.‬‬
‫أما يف مقضقع العصؿة فقـؽرون صدور الذكب طـ إكبقاء ويمولقن أيات‬
‫تلويال متعس ًػا متؽؾ ًػا كالحال يف تلويالت الصػات‪.‬‬
‫ً‬ ‫وإحاديث الؽثقرة‬
‫وكحـ كعتؼد أن اهلل أرسؾ الرسقل وإكبقاء بؿشقئتف ولحؽؿة بالغة‪ ,‬وهؿ‬
‫رجال فؼط‪ ,‬وهؿ معصؿقن مـ الؽبائر ومـ تعؿد الصغائر ‪ -‬واهلل أطؾؿ ‪ -‬وأرسؾقا‬
‫بالقحك وهق "إطالم اهلل أكبقاءه بؿا يريد أن يبؾغف إلقفؿ مـ شرع أو كتاب بقاسطة‬
‫أو غقر واسطة"‪[ .‬بتصرف مـ كتاب التعؾقؼات الؿػقدة طؾك كتاب مـفج إشاطرة‬
‫ىف العؼقدة لسػر الحقالل‪ٕ ,‬بل ففر أحؿد بـ سالؿ الؿصري‪ ,‬ص‪.]119‬‬

‫‪ ‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪72‬‬

‫ج‪ :‬كعؿ كاكت فرقة تزطؿ أن محؿد بـ طبداهلل بـ طبدالؿطؾب ‪ ‬لقس هق أن‬
‫رسقل اهلل‪ ,‬ولؽـف كان رسقل اهلل‪ ,‬وهذا ققل ذهب إلقف إشعرية‪.‬‬
‫وأخربين سؾقؿان بـ خؾػ الباجل وهق مـ مؼدمقفؿ الققم أن محؿد بـ‬
‫ا لحسـ بـ فقرك إصبفاين طؾك هذه الؿسللة‪ ,‬قتؾف بالسؿ محؿقد بـ سبؽتؽقـ‬
‫‪.‬‬ ‫صاحب ما دون وراء الـفر مـ خراسان ‪-‬‬
‫وهذه مؼالة خبقثة مخالػة هلل – تعالك ‪ -‬ولرسقلف‪ ‬ولؿا أجؿع طؾقف جؿقع‬
‫أهؾ اإلسالم مذ كان اإلسالم إلك يقم الؼقامة‪ ,‬وإكؿا حؿؾفؿ طؾك هذا ققلفؿ‬
‫الػاسد أن الروح طرض والعرض يػـك أبدً ا ويحدث وٓ يبؼك وقتقـ‪ ,‬فروح‬
‫الـبل‪ ‬طـدهؿ قد فـقت وبطؾت وٓ روح لف أن طـد اهلل تعالك‪ ,‬وأما جسده فػل‬
‫قربه مقات فبطؾت كبقتف بذلؽ ورسالتف‪.‬‬
‫وكعقذ باهلل مـ هذا الؼقل فنكف كػر صراح ٓ ترداد فقف‪ ,‬ويؽػل مـ بطالن هذا‬
‫الؼقل الػاحش الػظقع أكف مخالػ لؿا أمر اهلل ‪ -‬طز وجؾ ‪ -‬بف ورسقلف ‪ ‬واتػؼ‬
‫طؾقف جؿقع أهؾ اإلسالم مـ كؾ فرقة وكؾ كحؾة مـ إذان يف الصقامع يف كؾ يقم‬
‫خؿس مرات ‪...‬أشفد أن ٓ إلف إٓ اهلل وأشفد أن محؿدا رسقل اهلل‪ .‬فإذان كذب‬
‫طؾك ققلفؿ‪ ,‬وهذا كػر مجرد‪ .‬وسبب هذه الؿؼقلة مـ ابـ فقرك إصؾ الػاسد‬
‫طـد الؿذهب إشعري أن العرض ٓ يبؼك زماكقـ‪ ,‬وأن الـبقة والرسالة صػة‬
‫لؾحل وصػات الحل أطراض‪ ,‬وهذه إطراض تبؼك مشروصة بالحقاة قائؿة تا‬
‫ً‬
‫رسقٓ كب ًّقا بعد مقتف؟ فالتزمقا بعد اكتػاء حقاة الـبل ‪‬‬ ‫تزول بزوالفا‪ ,‬فؽقػ يؽقن‬
‫اكتػاء رسالتف وزوالفا‪ ,‬ثؿ رقعقا بدطتفؿ هذه ببدطة أخرى وهل أن الرسقل ‪ ‬حل‬
‫يف قربه حقاة "دكققية" وتذا ما زالت رسالتف‪ .‬قال ابـ حزم‪" :‬وإكؿا وقع فقف ‪ -‬أي‬
‫هذا الؼقل ‪ -‬مـ ضؾ لؼقل فاسد وهق أن الروح طرض ٓ يبؼك وقتقـ"‪.‬‬
‫‪73‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫فقجب طؾك ققل همٓء الؿحرومقـ أن هذا باصؾ وكذب وإكؿا كان يجب أن‬
‫يؽؾػقا أن يؼقلقا «محؿد كان رسقل اهلل» وكذلؽ ققلف تعالك‪ ( :‬ﭮ ﭯ‬
‫ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ) [الـساء‪ ,]164 :‬وكذلؽ‬
‫ققلف‪ ( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ) [الؿائدة‪ ,]149 :‬وققلف تعالك‪:‬‬
‫(ﭯ ﭰ ﭱ ) [الزمر‪ ,]69 :‬فسؿاهؿ اهلل ً‬
‫رسال وقد ماتقا‪ ,‬وسؿاهؿ‬
‫ورسال وهؿ يف الؼقامة‪.‬‬
‫ً‬ ‫كبققـ‬
‫وكذلؽ ما أجؿع الـاس طؾقف وجاء بف الـص مـ ققل كؾ مصؾ فرضا أو كافؾة‪:‬‬
‫السالم طؾقؽ أيفا الـبل ورحؿة اهلل وبركاتف فؾق لؿ يؽـ روحف ‪ -‬طؾقف الصالة‬
‫هدرا‪ ,‬فنن قالقا‪ :‬كقػ يؽقن مق ًتا‬
‫قائؿا لؽان السالم طؾك العدم ً‬
‫السالم ‪ -‬مقجق ًدا ً‬
‫رسقل اهلل وإكؿا هق الذي يخاصب طـ اهلل بالرسالة؟‬
‫ً‬
‫رسقٓ هلل‪-‬‬ ‫قوؾ لهؿ‪ :‬كعؿ يؽقن مـ أرسؾف اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬مرة واحدة فؼط‬
‫تعالك ‪ -‬أبدً ا‪ٕ :‬كف حاصؾ طؾك مرتبة جاللة ٓ يحطف طـفا شلء أبدً ا‪ ,‬وٓ يسؼط‬
‫ً‬
‫رسقٓ إلك‬ ‫طـف هذا آسؿ أبدً ا‪ ,‬ولق كان ما قؾتؿ لقجب أن ٓ يؽقن رسقل اهلل ‪‬‬
‫أهؾ القؿـ يف حقاتف‪ٕ :‬كف لؿ يؽؾؿفؿ وٓ شافففؿ‪ ,‬ويؾزم أي ًضا أن ٓ يؽقن رسقل‬
‫اهلل إٓ ما دام يؽؾؿ الـاس‪ ,‬فنذا سؽت أو أكؾ أو كام أو جامع لؿ يؽـ رسقل اهلل‪.‬‬
‫وهذا حؿؼ مشقب بؽػر وخالف لإلجؿاع الؿتقؼـ‪ ,‬وكعقذ باهلل مـ الخذٓن‪.‬‬
‫وأيضا فنن خرب اإلسراء الذي ذكره اهلل ‪ -‬طز وجؾ ‪ -‬يف الؼرآن وهق مـؼقل كؼؾ‬
‫ً‬
‫التقاتر وأحد أطالم الـبقة ذكر فقف رسقل اهلل ‪ ‬أكف رأى إكبقاء ‪ -‬طؾقفؿ السالم ‪-‬‬
‫ٍ‬
‫سؿاء ففؾ رأى أرواحفؿ التل هل أكػسفؿ؟‬ ‫يف‬
‫ومـ كذب تذا أو بعضف فؼد اكسؾخ طـ اإلسالم بال شؽ‪ ,‬وكعقذ باهلل مـ‬
‫الخذٓن‪ .‬وهذه براهقـ ٓ محقد طـفا‪.‬‬
‫وقد صح طـ رسقل اهلل ‪ ‬أكف أخرب أن هلل مالئؽة يبؾغقن مـا السالم‪ ,‬وأكف مـ‬
‫رآه يف الـقم فؼد رآه ح ًّؼا‪.‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪74‬‬
‫ولؼد بؾغـل طـ بعضفؿ أهنؿ يؼقلقن إن أمفات الؿممـقـ ‪ -‬رضقان اهلل طؾقفـ‬
‫‪ -‬لسـ أن أمفات الؿممـقـ‪ ,‬لؽـفـ كـ أمفات الؿممـقـ‪ ,‬وهذا ضالل بحت‬
‫وحؿاقة محضة‪ ,‬ولق كان هذا لقجب أن ٓ تؽقن أم الؿرء التل ولدتف وأبقه الذي‬
‫ولده أباه وٓ أمف إٓ يف حقـ القٓدة والحؿؾ مـ إم فؼط‪ ,‬ويف حقـ اإلكزال مـ‬
‫إب فؼط ٓ بعد ذلؽ‪ ,‬وهذا مـ السخػ الذي ٓ يرضك بف لـػسف ذو مسؽة‪.‬‬
‫أيضا كذلؽ؟ قؾـا‬
‫فٌن قالقا‪ :‬أتؼقلقن أن طؿر أمقر الؿممـقـ الققم أو طثؿان ً‬
‫أمقرا إٓ مـ آئتؿار ٕمره واجب‪ ,‬ولقس هذا‬
‫لفؿ‪ ,ٓ :‬وهذا إجؿاع‪ٕ :‬كف ٓ يؽقن ً‬
‫ٕحد بعد مقتف إٓ لؾـبل وإكؿا هق لخؾقػة بعد خؾقػة صقل حقاتف فؼط‪ .‬فبطؾ أن‬
‫يؽقن لفا فقفا متعؾؼ"‪.‬‬
‫فرق الؿؼريـ بؿؾة اإلسالم خؿسة‪,‬وهؿ‪ :‬أهؾ السـة‪ ,‬والؿعتزلة‪ ,‬والؿرجئة‪,‬‬
‫والشقعة‪ ,‬والخقارج‪ ,‬ثؿ افرتقت كؾ فرقة مـ هذه طؾك فرق‪ ,‬ثؿ سائر الػرق‬
‫إربعة التل ذكركا فقفؿ ما يخالػ أهؾ السـة الخالف البعقد‪ ,‬وفقفؿ ما يخالػفؿ‬
‫الخالف الؼريب‪.‬‬
‫فلقرب فرق الؿرجئة إلك أهؾ السـة مـ ذهب مذهب أبل حـقػة الػؼقف إلك أن‬
‫اإليؿان هق التصديؼ بالؾسان والؼؾب م ًعا‪ ,‬وأن إطؿال إكؿا هل شرائع اإليؿان‬
‫وفرائضف فؼط‪.‬‬
‫وأبعدها أصحاب جفؿ بـ صػقان وإشعري ومحؿد بـ كرام السجستاين‪,‬‬
‫فنن جفؿا وإشعري يؼقٓن‪ :‬إن اإليؿان طؼد بالؼؾب فؼط‪ ,‬وإن أضفر الؽػر‬
‫والتثؾقث بؾساكف وطبد الصؾقب يف دار اإلسالم بال تؼقة‪.‬‬
‫أما الؿرجئقة فعؿدهتؿ التل يتؿسؽقن تا الؽالم يف اإليؿان والؽػر ما هؿا‬
‫والتسؿقة تؿا والقطقد‪ ,‬واختؾػقا فقؿا طدا ذلؽ كؿا اختؾػت غقرهؿ‪ ,‬وأما‬
‫الؿعتزلة فعؿدهتؿ التل يتؿسؽقن تا الؽالم يف التقحقد وما يقصػ بف اهلل ‪ -‬تعالك‬
‫‪ -‬ثؿ يزيد بعضفؿ الؽالم يف الؼدر والتسؿقة بالػسؼ أو اإليؿان والقطقد‪ ,‬وقد‬
‫‪75‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫يشارك الؿعتزلة يف الؽالم فقؿا يقصػ اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬بف جفؿ بـ صػقان ومؼاتؾ‬
‫بـ سؾقؿان وإشعرية وغقرهؿ مـ الؿرجئقة‪[ .‬مققػ بـ حزم مـ إشاطرة‪ ,‬لعبد‬
‫الرحؿـ دمشؼقة‪ ,‬ص‪ ,29‬كؼال مـ مقسقطة الػرق بؿققع الدرر السـقة]‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫ج‪ :‬ذهب ققم إلك أن السحر‪ :‬قؾب لألطقان وإحالة لؾطبائع‪ ,‬وأهنؿ يرون أطقـ‬
‫الـاس ما ٓ يرى‪ ,‬وأجازوا لؾصالحقـ طؾك سبقؾ كرامة اهلل ‪ -‬طز وجؾ ‪ -‬لفؿ‬
‫اخرتاع إجسام وقؾب إطقان وجؿقع إحالة الطبائع وكؾ معجز لألكبقاء طؾقفؿ‬
‫السالم‪.‬‬
‫ورأيت لمحمد بـ الطوب الباقةين‪ :‬أن الساحر يؿشل طؾك الؿاء طؾك الحؼقؼة‬
‫حؿارا طؾك الحؼقؼة‪ ,‬وأن كؾ هذا مقجقد مـ‬ ‫ً‬ ‫ويف الفقاء‪ ,‬ويؼؾب اإلكسان‬
‫الصالحقـ طؾك سبقؾ الؽرامة‪ ,‬وأكف ٓ فرق بقـ آيات إكبقاء وبقـ ما يظفر مـ‬
‫أصال إٓ بالتحدي‪ ,‬فنن الـبل يتحدى الـاس بلن‬
‫ً‬ ‫اإلكسان الػاضؾ ومـ الساحر‬
‫يلتقا بؿثؾ ما جاء هق بف فال يؼدر أحد طؾك ذلؽ قط‪ ,‬وأن كؾ ما لؿ يتحد بف الـبل‬
‫‪ ‬الـاس فؾقست آية لف‪ .‬وقطع بلن اهلل ‪ -‬تعالك ‪ ٓ -‬يؼدر طؾك إضفار آية طؾك لسان‬
‫متـبئ كاذب‪.‬‬
‫وذهب أهؾ الحؼ إلك أكف ٓ يؼؾب أحد طقـًا وٓ يحقؾ صبقعة إٓ اهلل ‪ -‬طز وجؾ‬
‫‪ٕ -‬كبقائف فؼط‪ ,‬سقاء تحدوا بذلؽ أو لؿ يتحدوا‪ ...‬وهذا هق الحؼ الذي ٓ يجقز‬
‫غقره‪ ,‬فال يجقز البتة وجقد ذلؽ ٓ مـ ساحر وٓ مـ صالح بقجف مـ القجقه‪:‬‬
‫ٕكف لؿ يؼؿ برهان بقجقد ذلؽ‪ ,‬وٓ صح بف كؼؾ‪ ,‬وهق مؿتـع يف العؼؾ كؿا قدمـا‪,‬‬
‫ولق كان ذلؽ مؿؽـًا ٓستقى الؿؿتـع والؿؿؽـ والقاجب وبطؾت الحؼائؼ كؾفا‪,‬‬
‫وأمؽـ كؾ مؿتـع ومـ لحؼ هاهـا بالسقفسطائقة طؾك الحؼقؼة‪.‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪76‬‬
‫وكسلل مـ جقز ذلؽ لؾساحر والػاضؾ هؾ يجقز لؽؾ أحد غقر هذيـ‪ ,‬أم ٓ‬
‫يجقز إٓ لفذيـ فؼط؟‪...‬‬
‫فٌن قال‪ :‬إن ذلؽ لؾساحر والػاضؾ فؼط‪ ,‬وهذا هق ققلفؿ سللـاهؿ طـ الػرق‬
‫بقـ هذيـ وبقـ سائر الـاس‪ ,‬وٓ سبقؾ لفؿ إلك الػرق بقـ همٓء وبقـ غقرهؿ إٓ‬
‫بالدطقى التل ٓ يعجز طـفا أحد‪.‬‬
‫أيضا ‪ -‬لغقر الساحر والػاضؾ لحؼقا بالسقفسطائقة‬
‫وإن قالقا إن ذلؽ جائز‪ً -‬‬
‫ح ًّؼا‪ ,‬ولؿ يثبتقا حؼقؼة‪ ,‬وجاز تصديؼ مـ يدطل أكف يصعد إلك السؿاء‪ ,‬ويرى‬
‫ً‬
‫رجآ‬ ‫الؿالئؽة‪ ,‬وأكف يؽؾؿ الطل‪ ,‬ويجتبل مـ شجر الخروب التؿر والعـاب‪ ,‬وإن‬
‫حؿؾقا وولدوا‪ ,‬وسائر التخؾقط الذي مـ صار إلقف وجب أن يعؿؾ تا هق أهؾف إن‬
‫أمؽـ‪ ,‬أو أن يعرض طـف لجـقكف وقؾة حقاتف‪ .‬قال أبق محؿد‪ ٓ :‬فرق بقـ مـ ادطك‬
‫شق ًئا مؿا ذكركا لػاضؾ وبقـ دطقى الرافضة رد الشؿس طؾك طؾل بـ أبل صالب‬
‫مرتقـ‪ .‬وكذلؽ دطقى الـصارى لرهباهنؿ وقدمائفؿ‪ ,‬فنهنؿ يدطقن لفؿ مـ قؾب‬
‫إطقان أضعاف ما يدطقف‪ .‬وكذلؽ دطقى القفقد ٕحبارهؿ ورؤوس الؿثايب‬
‫رجال مـفؿ رحؾ مـ بغداد إلك قرصبة يف يقم واحد‪ ,‬وأكف أثبت قركقـ يف‬
‫طـدهؿ أن ً‬
‫رأس رجؾ مسؾؿ مـ بـل اإلسؽـدراين كاكقا أققا ًما أشرا ًفا معروفقـ لؿ يعرف‬
‫ٕحد مـفؿ شلء مـ هذا والحؿاقة ٓ حد لفا وهذا برهان كاف لؿـ كصح كػسف‪.‬‬
‫ما ذكره الباقةين مـ التحدي باصؾ مـ وجقه أحدها‪ :‬أن اشرتاط التحدي يف‬
‫كقن آية الـبل آية‪ ,‬دطقى كاذبة سخقػة ٓ دلقؾ طؾك صحتفا ٓ مـ قرآن‪ ,‬وٓ مـ‬
‫سـة صحقحة‪ ,‬وٓ سؼقؿة‪ ,‬وٓ مـ إجؿاع‪ ,‬وٓ مـ ققل صحابل‪ ,‬وٓ مـ حجة‬
‫طؼؾ‪ ,‬وٓ قال تذا أحد قط قبؾ هذه الػرقة الضعقػة‪ ,‬وما كان هؽذا ففق يف غاية‬
‫السؼقط والفجـة‪ ,‬قال اهلل ‪ -‬طز وجؾ‪ ( :‬ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ‬
‫ﯺ ) [البؼرة‪ .]111 :‬وكحـ كممـ أن الساحر كافر‪ ,‬وأن السحر هق سحر‬
‫أطقـ الـاس ولقس جزء مـ الؽرمات أو شبف الؿعجزات‪[ .‬بتصرف مـ مققػ بـ‬
‫‪77‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫حزم مـ إشاطرة‪ ,‬ص ‪ ,88‬كؼال مـ مقسقطة الػرق بؿققع الدرر السـقة]‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫ج‪ :‬للتيويؾ تفسوران‪:‬‬


‫التفسور السنل صرف اللفظ طـ ضاهره لقجقد قرينة‪ .‬ومعـاه الؿبتدع صرف‬
‫الؾػظ طـ ضاهره الراجح إلك احتؿال مرجقح لؼريـة أو صرف الؾػظ طـ ضاهره‬
‫بدون قريـة‪ ,‬ففق تذا الؿعـك تحريػ لؾؽالم طـ مقاضعف كؿا قرر ذلؽ شقخ‬
‫‪ -‬وهق أصؾ مـفجل مـ أصقل إشاطرة ولقس هق‬ ‫اإلسالم بـ تقؿقة ‪-‬‬
‫خاصا بؿبحث الصػات‪ ,‬بؾ يشؿؾ أكثر كصقص اإليؿان خاصة ما يتعؾؼ بنثبات‬
‫ًّ‬
‫زيادتف وكؼصاكف وتسؿقة بعض شعبف إيؿاكًا وكحقها‪ ,‬وكذا بعض كصقص القطد‬
‫خصقصا مقضقع العصؿة‪ ,‬وبعض إوامر التؽؾقػقة‬
‫ً‬ ‫والقطقد وقصص إكبقاء‬
‫أيضا‪ .‬وضرورتف لؿـفج طؼقدهتؿ أصؾفا أكف لؿا تعارضت طـدهؿ إصقل العؼؾقة‬
‫ً‬
‫التل قرروها بعقدً ا طـ الشرع مع الـصقص الشرطقة وقعقا يف ملزق رد الؽؾ أو‬
‫أخذ الؽؾ فقجدوا يف التلويؾ مفر ًبا طؼؾ ًّقا مـ التعارض الذي اختؾؼتف أوهامفؿ‪,‬‬
‫ولفذا قالقا إكـا مضطرون لؾتلويؾ وإٓ أوقعـا الؼرآن يف التـاقض‪ ,‬وإن الخؾػ لؿ‬
‫يمولقا طـ هقى ومؽابرة وإكؿا طـ حاجة واضطرار‪ ,‬فلي تـاقض يف كتاب اهلل يا‬
‫مسؾؿقن كضطر معف إلك رد بعضف أو آطرتاف لألطداء بتـاقضف؟‬
‫وقد اطرتف الصابقين بلن يف مذهب إشاطرة "تلويالت غريبة" فؿا الؿعقار‬
‫الذي طرف بف الغريب مـ غقر الغريب؟‪...‬‬
‫وهـا ٓبد مـ زيادة التلكقد طؾك أن مذهب السؾػ ٓ تلويؾ فقف لـص مـ‬
‫الـصقص الشرطقة إصال ًقا‪ ,‬وٓ يقجد كص واحد ‪ ٓ -‬يف الصػات وٓ غقرها ‪-‬‬
‫اضطر السؾػ إلك تلويؾف وهلل الحؿد‪ ,‬وكؾ أيات وإحاديث التل ذكرها‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪78‬‬
‫الصابقين وغقره تح ؿؾ يف كػسفا ما يدل طؾك الؿعـك الصحقح الذي ففؿف السؾػ‬
‫مـفا والذي يدل طؾك تـزيف اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬دون أدكك حاجة إلك التلويؾ‪.‬‬
‫أما التيويؾ يف كةم السلػ فلف ممنوان‪:‬‬
‫‪ -1‬التػسقر كؿا تجد يف تػسقر الطربي وكحقه "الؼقل يف تلويؾ هذه أية " أي‬
‫تػسقرها‪.‬‬
‫‪ -2‬الحؼقؼة التل يصقر إلقفا الشلء كؿا يف ققلف تعالك‪ ( :‬ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬
‫ﮘ ) [يقسػ‪ ]144:‬أي‪ :‬تحؼقؼفا‪ ,‬وققلف ‪ ( :‬ﭡ ﭢ ﭣ) [إطراف‪]53:‬‬
‫أي‪ :‬تحؼقؼف ووققطف‪.‬‬
‫وإن تعجب فاطجب لفذه الؾػظة الـابقة التل يستعؿؾفا إشاطرة مع الـصقص‬
‫وهل أهنا "تقهؿ" التشبقف‪ ,‬ولفذا وجب تلويؾفا‪ ,‬ففؾ يف كتاب اهلل إيفام أم أن‬
‫العؼقل الؽاسدة تتقهؿ والعؼقدة لقست مجال تقهؿ‪.‬‬
‫فالعقب لقس يف ضاهر الـصقص ‪ -‬طقا ًذا باهلل ‪ -‬ولؽـف يف إففام ‪ -‬بؾ إوهام‬
‫السؼقؿة‪ ,‬أما دطقى أن اإلمام أحؿد استثـك ثالثة أحاديث وقال‪ٓ :‬بد مـ تلويؾفا‬
‫ففل فرية طؾقف افرتاها الغزالل يف (اإلحقاء وفقصؾ التػرقة) وكػاها شقخ اإلسالم‬
‫سـدً ا ومتـًا‪.‬‬
‫وحسب إشاطرة يف باب التلويؾ ما فتحقه طؾك اإلسالم مـ شرور بسببف‪,‬‬
‫فنهنؿ لؿا أولقا ما أولقا تبعتفؿ الباصـقة واحتجت طؾقفؿ يف تلويؾ الحالل‪,‬‬
‫والحرام‪ ,‬والصالة‪ ,‬والصقم‪ ,‬والحج‪ ,‬والحشر‪ ,‬والحساب‪ ,‬وما مـ حجة يحتج‬
‫تا إشاطرة طؾقفؿ يف إحؽام وأخرة إٓ احتج الباصـقة طؾقفؿ بؿثؾفا أو أققى‬
‫مـفا مـ واقع تلويؾفؿ لؾصػات‪ ,‬وإٓ فؾؿاذا يؽقن تلويؾ إشاطرة لعؾق اهلل ‪-‬‬
‫تـزيفا وتقحقدً ا‪ ,‬وتلويؾ الباصـقة لؾبعث‬
‫ً‬ ‫الذي تؼطع بف العؼقل والػطر والشرائع ‪-‬‬
‫كػرا وردة؟‪...‬‬
‫والحشر ً‬
‫‪79‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫ألقس كؾ مـفؿا رد ضقاهر الـصقص مع أن كصقص العؾق أكثر وأشفر مـ‬


‫كصقص الحشر الجسؿاين؟‪...‬‬
‫ولؿاذا يؽػر إشاطرة الباصـقة ثؿ يشاركقهنؿ يف أصؾ مـ أطظؿ أصقلفؿ أٓ‬
‫وهق التحريػ "التلويؾ الػاسد"؟!‬
‫وكحـ كعتؼد أن العؼقدة لقس فقفا تلويؾ كتلويؾ إشاطرة‪ ,‬وٓ يقجد ىف الؼرآن‬
‫والسـة ما يسؿك بالحؼقؼة والؿجاز‪[ .‬بتصرف مـ كتاب التعؾقؼات الؿػقدة طؾك‬
‫كتاب مـفج إشاطرة ىف العؼقدة لسػر الحقالل‪ٕ ,‬بل ففر أحؿد بـ سالؿ‬
‫الؿصرب‪ ,‬ص‪.]114‬‬

‫‪ ‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪81‬‬

‫كبقرا‪ ,‬فتارة يؼقلقن‪ :‬كحـ ٓ كؽػر‬


‫ج‪ :‬إشاطرة ىف التؽػقر مضطربقن اضطرا ًبا ً‬
‫أحدً ا‪ ,‬وتارة يؼقلقن‪ :‬كحـ ٓ كؽػر إٓ مـ كػركا‪ ,‬وتارة يؽػرون بلمقر ٓ تستقجب‬
‫أكثر مـ التػسقؼ أو التبديع‪ ,‬وتارة يؽػرون بلمقر ٓ تقجب مجرد التػسقؼ‪ ,‬وتارة‬
‫يؽػرون بلمقر هل كػسفا شرطقة ويجب طؾك كؾ مسؾؿ أن يعتؼدها‪.‬‬
‫ضال طـ‬
‫فلما ققلفؿ ٓ كؽػر أحدً ا فباصؾ قط ًعا‪ :‬إذ يف الؿـتسبقـ إلك اإلسالم ف ً‬
‫غقرهؿ كػار ٓشؽ يف كػرهؿ‪ ,‬وأما ققلفؿ ٓ كؽػر إٓ مـ كػركا فباصؾ كذلؽ‪ :‬إذ‬
‫لقس تؽػقر أحد لـا بؿسقغ أن كؽػره إٓ إذا كان يستحؼ ذلؽ شر ًطا‪ .‬وأما تؽػقر مـ‬
‫ٓ يستحؼ سقى التبديع فؿثؾ تصريحفؿ يف أغؾب كتبفؿ بتؽػقر مـ قال‪ :‬إن اهلل‬
‫جسؿ ٓ كإجسام‪ ,‬وهذا لقس بؽافر‪ ,‬بؾ هق ضال مبتدع‪ٕ :‬كف أتك بؾػظ لؿ يرد بف‬
‫الشرع‪ ,‬وإشاطرة تستعؿؾ ما هق مثؾف وشر مـف‪ ,‬وأما تؽػقر مـ ٓ يستحؼ حتك‬
‫مجرد الػسؼ أو الؿعصقة فؽؿا مر يف الػؼرة السابعة مـ تؽػقرهؿ مـ قال‪ :‬إن الـار‬
‫طؾة اإلحراق والطعام طؾة الشبع‪.‬‬
‫وأما التكفور بما هق حؼ يف ىفسف يجب اطتقاده فـحق تؽػقرهؿ لؿـ يثبت طؾق‬
‫اهلل ومـ لؿ يممـ باهلل طؾك صريؼة أهؾ الؽالم‪ ,‬وكؼقلفؿ أن إخذ بظقاهر‬
‫الـصقص مـ أصقل الؽػر‪ ,‬وكؼقلفؿ أن طبادة إصـام فرع مـ مذهب الؿشبفة‬
‫ويعـقن تؿ أهؾ السـة والجؿاطة‪.‬‬
‫قديما وحدي ًثا لشقخ اإلسالم ابـ تقؿقة وابـ الؼقؿ‬
‫ً‬ ‫ومـ شقاهد تكفور بمضهؿ‬
‫وحسبؽ ما يف كتب الؽقثري وتؾؿقذه مملػ براءة إشعريقـ وغقرهؿا‪.‬‬
‫أما التؽػقر طـد أهؾ السـة والجؿاطة حؼ هلل ‪ -‬تعالك ‪ ٓ -‬يطؾؼ إٓ طؾك مـ‬
‫شرطا‪ ,‬وٓ تردد يف إصالقف طؾك مـ ثبت كػره بشروصف الشرطقة‪[ .‬بتصرف‬
‫يستحؼف ً‬
‫مـ كتاب التعؾقؼات الؿػقدة طؾك كتاب مـفج إشاطرة ىف العؼقدة لسػر الحقالل‪,‬‬
‫ٕبل ففر أحؿد بـ سالؿ الؿصري‪ ,‬ص‪]134‬‬
‫‪80‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫ج‪ :‬كعؿ‪ ,‬فؿـ أققالفؿ ققل دحالن‪" :‬وتؿسؽ ابـ طبد القهاب يف تؽػقر‬
‫الؿسؾؿقـ بآيات كزلت يف الؿشركقـ‪ ,‬فحؿؾفا طؾك الؿقحديـ"‪.‬‬
‫والجقاب‪:‬‬
‫هذه الشبفة مبـاها طؾك أن الشرك ٓ يتؿ إٓ إذا اطتؼد اإلكسان التلثقر لغقر اهلل‬
‫تعالك‪ ,‬ويعـقن بف الشرك يف الربقبقة‪ ,‬وقد تؼدم الرد طؾك هذا الزطؿ ساب ًؼا بؿا أغـك‬
‫طـ إطادتف يف هذا الؿقضع‪.‬‬
‫وإذا ألزمقا بعبارات صريحة مػادها أن الؿستغقث بغقر اهلل يعتؼد تلثقر مـ‬
‫استغاث بف‪ ,‬حؿؾقا ذلؽ طؾك الؿجاز‪ ,‬وقالقا‪ :‬إكف ٓ يتصقر مـ مسؾؿ ذلؽ‪,‬‬
‫وجعؾقا الؼريـة الصارفة لؾؿجاز هل‪ :‬إقرار مـ فعؾ ذلؽ الػعؾ بالشفادتقـ‪.‬‬
‫فالكةم ممهؿ إ ًذا يف مسيلتوـ‪:‬‬
‫األولك‪ :‬إدلة طؾك تعؿقؿ أيات‪.‬‬
‫الثاىوة‪ :‬رد شبفة الؿجاز العؼؾل‪.‬‬
‫‪ ‬املضأل‪ ٛ‬األٔىل‪ :‬إدلة طؾك تـزيؾ أيات التل كزلت يف الؿشركقـ طؾك مـ‬
‫أشبف حالتفؿ الققم‪.‬‬
‫وإدلة يف هذا الؿجال كثقرة جدً ا‪ ,‬فؿـفا‪ :‬ققل اهلل تعالك ‪ ( :‬ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬
‫ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ) [إكعام ‪ ,]19 :‬والخطاب مـ اهلل – تعالك ‪ -‬لرسقلف ‪ ‬أن‬
‫يؼقل لؼقمف‪ :‬إن اهلل قد أوحك إلل هذا الؼرآن ٕكذركؿ بف‪ ,‬وأكذر مـ بؾغف غقركؿ مـ‬
‫الؿشركقـ‪ ,‬فؼقلف‪َ « :‬و َمـ َب َلغَ » يشؿؾ مـ كان يف طصره‪ ,‬ومـ جاء بعد ذلؽ‪ .‬ومـ‬
‫قال بخالف ذلؽ فؼد ططؾ الرسالة‪ .‬ومـفا ققل الرسقل ‪« :‬لمنة اهلل طلك الوهقد‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪82‬‬
‫والنصارى اتخذوا قبقر أىبوائهؿ وصالحوهؿ مساجد يحذر ما صنمقا» فتحذير‬
‫الرسقل ‪ ‬أمتف مـ فعؾ القفقد والـصارى يدل طؾك أن مـ طؿؾ طؿؾفؿ فؼد‬
‫شاتفؿ ويعؿف الحؽؿ الذي ورد فقفؿ مـ الؾعـ‪.‬‬
‫وإدلة يف هذه الؿسللة كثقرة جدً ا‪ ,‬والؿتتبع ٔيات الؽتاب يجدها وردت‬
‫بللػاظ طامة‪ ,‬فقجب حؿؾفا طؾك طؿقمفا‪ ,‬كقػ وإذا كان جؿاهقر أهؾ العؾؿ ‪-‬‬
‫بؿـ فقفؿ إشعرية ‪ -‬يرون أن الؾػظ العام إذا ورد بسبب خاص أكف يعؿ حؽؿف‪,‬‬
‫فؽقػ تذه الؿسللة التل طؿ تا البالد‪ ,‬ووقع فقفا صقائػ مـ الخؾؼ!‬
‫وقد قال الرسقل ‪ ‬لؿـ صؾب مـف أن يجعؾ لفؿ ذات أكقاط‪« :‬قلتؿ كما قالت‬
‫بنق إسرائوؾ لمقسك اجمؾ لنا إلهًا كما لهؿ آلهة»‪ .‬ففذا واضح يف تعؿقؿ الحؽؿ‬
‫جفال‬
‫طؾك مـ أشبف طؿؾف طؿؾ الؿشركقـ‪ .‬فؼصر أيات طؾك مـ كزلت فقفؿ يعد ً‬
‫بحؼقؼة الرسالة ومؼصقدها‪ ,‬وبحؽؿة التؽؾقػ‪.‬‬
‫‪ ‬املضأل‪ ٛ‬الجاٌٗ‪ :ٛ‬عبّ‪ ٛ‬اجملاس العكم٘‪:‬‬
‫ومؼصقدهؿ أن مـ دطا غقر اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬فنكف ٓ يعتؼد تلثقره‪ ,‬فنذا ورد لػظ‬
‫صريح وصػقه بلكف مقهؿ‪ ,‬فؼالقا‪" :‬فنن قال قائؾ‪ :‬إن شبفة همٓء الؿاكعقـ لؾتقسؾ‬
‫أهنؿ رأوا بعض العامة يلتقن بللػاظ تقهؿ أهنؿ يعتؼدون التلثقر لغقر اهلل تعالك‪,‬‬
‫ويطؾبقن مـ الصالحقـ أحقا ًء وأمقا ًتا أشقا ًء جرت العادة بلهنا ٓ تطؾب إٓ مـ اهلل‬
‫تعالك‪( ...‬إلك أن قال) مع أن تؾؽ إلػاظ الؿقهؿة يؿؽـ حؿؾفا طؾك الؿجاز"‪.‬‬
‫الجقاب‪:‬‬
‫‪ -1‬إن إلػاظ التل يؼقلفا همٓء الؿشار إلقفؿ لقست مقهؿة بؾ هل صريحة‪,‬‬
‫يعرف ذلؽ كؾ مـ خالطفؿ‪ ,‬ورأى طؿؾفؿ‪ ,‬وسؿع ققلفؿ‪ ,‬وإكؿا طرب بؼقلف مقهؿة‬
‫لقتسـك لف الؼقل بالؿجاز العؼؾل!‬
‫‪ -2‬لؼد تؼدمت اإلجابة طـ مسللة اطتؼاد التلثقر ‪ -‬مع أكف ٓ يتصقر فقؿـ رأيـاه‬
‫‪83‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫يعؿؾ هذه إطؿال الشركقة طدم اطتؼاد التلثقر! ثؿ إكف طؾك فرض طدم وجقده‬
‫فخضقطف وتذهلل ورجاؤه وغقر ذلؽ مـ أكقاع العبقدية التل ٓ يـبغل إٓ هلل يصرففا‬
‫لؾذي يدطقه مـ دون اهلل‪ ,‬وذلؽ وحده كاف يف إثبات الشرك‪.‬‬
‫‪ -3‬قد تؼدم أن أققال الؿشار إلقفؿ صريحة‪ ,‬وكص يف مسائؾ الشرك‪ ,‬ومعؾقم‬
‫أن الؿجاز ٓ يدخؾ طؾك الـص‪ ,‬فنن أدخؾ ترتبت مػاسد كثقرة‪ ,‬مـفا‪ :‬طدم التؿؽـ‬
‫مـ الحؽؿ بالردة طؾك أحد مؿـ يػعؾ ما يرتد بف‪.‬‬
‫كصا ففل ضاهر‪ ,‬ويجب حؿؾ الشلء‬
‫‪ -4‬ثؿ طؾك فرض أن أققالفؿ لقست ًّ‬
‫طؾك ضاهره إٓ أن يدل طؾك حؿؾف خالفظاهره‪ ,‬ومعؾقم أن آصالع طؾك بقاصـ‬
‫الـاس ومؼاصدهؿ مؿا ٓ سبقؾ لـا إلك العؾؿ بف‪ ,‬فقبؼك إجراء أققالفؿ طؾك ضاهرها‬
‫هق الؿتعقـ ‪ -‬خاصة وقد ثبت التالزم بقـ اطتؼاد التلثقر والعبقدية ‪ -‬وقد قال طؿر‬
‫أكاسا كاكقا يمخذون بالقحل يف طفد‬
‫◙ ققلة مشفقرة يف هذا إمر فؼال‪« :‬إن ً‬
‫رسقل اهلل ‪ ,‬وإن القحل قد اكؼطع‪ ,‬وإكؿا كلخذكؿ أن بؿا ضفر لـا مـ أطؿالؽؿ‪,‬‬
‫خقرا أمـاه‪ ,‬وقربـاه‪ ,‬ولقس إلقـا مـ سريرتف شلء‪ ,‬اهلل يحاسب‬ ‫فؿـ أضفر لـا ً‬
‫سريرتف‪ ,‬ومـ أضفر لـا سق ًءا لؿ كلمـف‪ ,‬ولؿ كصدقف‪ ,‬وإن قال إن سريرتف حسـة»‪.‬‬
‫‪ -5‬إن الؿدافع طـ أققال همٓء العقام ٓ يؿؽـف أن يدافع طـ أطؿالفؿ‪ ,‬فنذا‬
‫سؾؿ لف الدفاع طـ أققالفؿ فال يؿؽـف أن يدافع طـ أطؿالفؿ‪ ,‬كالذبح لغقر اهلل‪,‬‬
‫والـذر لغقره‪ ,‬وكحق ذلؽ‪ .‬فإطؿال ٓ يدخؾفا مجاز ‪ .‬وقد وقع ذلؽ كؾف مـ كثقر‬
‫مـ العقام‪.‬‬
‫[مـفج اهؾ السـة والجؿاطة ومـفج إشاطرة ىف تقحقد اهلل‪ ,‬لخالد طبد‬
‫كؼال مـ مقسقطة الػرق بؿققع الدرر السـقة]‪.‬‬
‫الؾطقػ‪ً ,242 /1 ,‬‬

‫‪ ‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪84‬‬

‫ج‪ :‬يمكـ تقسومها إلك شبهتوـ رئوستوـ‪:‬‬


‫الشبهة األولك‪ :‬محاولة تغققر بعض الحؼائؼ الشرطقة‪ ,‬وهذه تظفر يف أمريـ‪:‬‬
‫تقسال بف!‬
‫ً‬ ‫األول‪ :‬تسؿقتفؿ آستغاثة بغقر اهلل‬
‫الثاين‪ :‬تػسقرهؿ لميات القاردة بالدطاء يف الؼرآن بالعبادة ٓ الطؾب‪ ,‬وفرق‬
‫بقـ دطاء الؿسللة‪ ,‬ودطاء العبادة‪.‬‬
‫األمر األول‪ :‬مؿا فقف قؾب الحؼائؼ الشرطقة‪:‬‬
‫قال دحالن‪" :‬فالتقسؾ‪ ,‬والتشػع‪ ,‬وآستغاثة كؾفا بؿعـك واحد" وكؼؾ طـ‬
‫ابـ حجر الفقتؿل ققلف‪" :‬وٓ فرق يف التقسؾ بقـ أن يؽقن بؾػظ التقسؾ‪ ,‬أو‬
‫التشػع‪ ,‬أو آستغاثة‪ ,‬أو التقجف" ا هـ‪.‬‬
‫الجقاب‪:‬‬
‫وشرطا‪ ,‬التقسؾ مـ‬
‫ً‬ ‫ٓ شؽ يف وجقد فرق بقـ التقسؾ وآستغاثة لغة‬
‫القسقؾة‪ ,‬وهل تتضؿـ‪ :‬التقصؾ‪ ,‬والرغبة‪ ,‬والؼربة‪ .‬وهل يف الشرع ٓبد مـ‬
‫تؼققدها بالؽتاب والسـة ‪ -‬شلن كؾ الحؼائؼ الشرطقة ‪ -‬ويف مسللتـا هذه‪ :‬وهل‬
‫التقسؾ إلك اهلل بإشخاص‪ :‬يجب أن يؽقن وفؼ الشرع‪ ,‬وهق أن يتقسؾ إلك اهلل ‪-‬‬
‫تعالك ‪ -‬بدطاء الشخص فقؽقن شػق ًعا لف يف مسللتف‪ ,‬ويدل لف حديث إطؿك الذي‬
‫جاء إلك الرسقل ‪ ‬فؼال‪« :‬يا رسقل اهلل ادع اهلل أن يعافقـل‪ ,‬فؼال‪ :‬إن شئت‬
‫دطقت‪ ،‬وإن شئت صبرت فهق خور لؽ‪ ,‬قال‪ ,ٓ :‬بؾ ادع اهلل لل‪ ,‬فلمره أن يتقضل‪,‬‬
‫ُ‬
‫وأن يصؾل ركعتقـ‪ ,‬وأن يدطق تذا الدطاء‪ :‬الؾفؿ إين أسللؽ وأتقجف إلقؽ بـبقؽ‬
‫محؿد كبل الرحؿة‪ ,‬يا محؿد إين أتقجف بؽ إلك ربل يف حاجتل هذه فتؼضك‪ ,‬الؾفؿ‬
‫فشػعـل فقف‪ ,‬وشػعف يف»‪.‬‬
‫‪85‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫وهق ضاهر يف الدطاء ألمقر‪:‬‬


‫‪ -1‬إكف لق لؿ يؽـ تقس ًال بالدطاء لؿا احتاج الرجؾ أن يلتقف‪ ,‬ويطؾب مـف‬
‫الدطاء‪ ,‬بؾ كان يؿؽـف أن يػعؾ ذلؽ دون أن يلتقف‪.‬‬
‫‪ -2‬إن الحديث مـ أولف إلك آخره يف الدطاء‪ ,‬فالرجؾ جاء صال ًبا الدطاء‪ ,‬وخقره‬
‫الرسقل ‪ ‬بقـ الصرب وبقـ أن يدطق لف‪ ,‬فاختار الدطاء‪ ,‬والراوي وإن اختصر‬
‫الحديث فؾؿ يذكر دطقة الـبل‪ ‬لف‪ ,‬إٓ أكف هق الؿػفقم مـ الحديث ٕمريـ‪:‬‬
‫األول‪ :‬وطده ‪ ‬بالدطاء لف إن اختاره‪ ,‬وهق أوىف الـاس بقطده‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬آخر الحديث وفقف‪« :‬الؾفؿ فشػعـل فقف‪ ,‬وشػعف يف « فؼقلف‪« :‬فشػعف يف»‬
‫أي‪ :‬بدطائف ‪ ‬لل‪ ,‬وققلف‪« :‬فشػعـل فقف» أي‪ :‬أسللؽ الؾفؿ أن تستجقب دطقة‬
‫الـبل ‪ ‬لل‪ ,‬ففذا هق وجف كقكف شػق ًعا لف‪ .‬وهذا يقضح التؼدير يف الحديث»‬
‫‪:‬أتقجف إلقؽ بـبقؽ» أي‪ :‬بدطائف‪ ,‬وكذا ققلف‪ »:‬أتقجف بؽ» أي‪ :‬بدطائؽ‪.‬‬
‫‪ -3‬طدول الصحابة طـ التقسؾ بالرسقل‪ ‬بعد وفاتف إلك التقسؾ بالعباس‬
‫◙ كؿا قال طؿر ‪ »:◙ -‬الؾفؿ إكا كـا إذا أجدبـا كتقسؾ إلقؽ بـبقـا فتسؼقـا‪,‬‬
‫وإكا كتقسؾ إلقؽ بعؿ كبقؽ فاسؼـا» فؾق كان التقسؾ بالؿؽاكة أو الجاه مشرو ًطا لؿا‬
‫طدلقا طـ التقسؾ بف ‪ ‬ومـ ادطك جقاز التقسؾ بذاتف رده سقاق الحديث‪ ,‬وطؾك‬
‫فرض صحة دطقاه فنن ذلؽ ٓ يؿؽـ إثباتف حال الغقبة أو الؿقت لؾػرق القاضح‬
‫بقـفؿا ‪ -‬طؾك فرض مشروطقتف ‪ -‬وبقـ آستغاثة بذلؽ الشخص يقضح أن‬
‫آستغاثة هل صؾب الغقث‪ ,‬فالؿستغقث صالب لؾغقث مـ الؿستغاث بف‪,‬‬
‫وآستغاثة تؽقن طؾك ضربقـ‪:‬‬
‫(‪ )1‬أن يؽقن الؿستغاث مـف مؿؽـًا لؾخؾؼ أن يغقثقا مـف‪.‬‬
‫(‪ )2‬أن ٓ يؽقن ذلؽ يف قدرة اهلل تعالك‪.‬‬
‫فاألول‪ :‬واضح ٓ إشؽال فقف‪ ,‬وٓ خالف يف جقازه‪.‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪86‬‬
‫وأما الثاين‪ّ :‬‬
‫فنن اإلكسان إذا استغاث بغقر اهلل فقؿا ٓ يؼدر طؾقف إٓ اهلل يؽقن قد‬
‫أشرك باهلل تعالك‪ :‬إذ إجابة الؿضطريـ طؾك هذا الـحق مـ خصائص ربقبقة اهلل ‪-‬‬
‫تعالك ‪ -‬كؿا قال‪( :‬ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬
‫ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ) [الـؿؾ‪ ,]62:‬وقال تعالك‪ ( :‬ﯫ‬
‫ﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼ‬
‫ﯽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ) [إحؼاف‪]6:‬‬
‫وقال تعال‪ ( :‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬
‫ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ‬
‫ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ) [فاصر‪.]14-13 :‬‬
‫فؼد حؽؿ اهلل بضالل مـ يدطق مـ ٓ يستجقب لف‪ ,‬ثؿ بقـ أن لف الؿؾؽ وحده‪,‬‬
‫وأن غقره ٓ يؿؾؽ شق ًئا‪ ,‬فقجب إ ًذا أن يدطك اهلل وحده‪ ,‬ثؿ حؽؿ أن الؿدطقيـ مـ‬
‫دوكف ٓ يسؿعقن‪ :‬إما لؿقهتؿ‪ ,‬أو كحق ذلؽ‪ ,‬ولق سؿعقا ما استجابقا‪ ,‬وقد سؿك‬
‫اهلل ذلؽ شركًا‪ .‬فعؾك هذا تؽقن آستغاثة الؿـػقة طـ غقر اهلل كقطقـ‪:‬‬
‫األولك‪ :‬آستغاثة بالؿقت مطؾ ًؼا يف كؾ شلء‪.‬‬
‫والثاىوة‪ :‬آستغاثة بالؿخؾقق الحل فقؿا ٓ يؼدر طؾقف إٓ الخالؼ‪.‬‬
‫ومؿا تؼدم يعرف الػرق بقـ التقسؾ بدطاء الشخص وبقـ آستغاثة بف‪,‬‬
‫فالؿستغاث بف مطؾقب مدطق‪ ,‬وأما الؿتقسؾ بف ففق غقر مطؾقب وٓ مدطق‪ ,‬وإكؿا‬
‫يطؾب بف‪ ,‬والؿستغقث كذلؽ صالب مـ الؿستغاث بف‪ ,‬بخالف تقسؾف بالشخص‬
‫فنكف صالب بف ٓ مـف‪ ,‬وإكؿا يطؾب مـ اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬وحده‪ ,‬ويػرده بالدطاء‬
‫والؿسللة يف أن يؼبؾ شػاطة الؿتقسؾ بف‪.‬‬
‫األمر الثاين‪ :‬مما فوف قلب الحقائؼ ‪:‬‬
‫فنهنؿ ذكروا أن الدطاء القارد يف أيات إكؿا هق طبادة ٓ صؾب ومسللة‪ ,‬وفرق‬
‫بقـ العبادة والؿسللة ومؼصقدهؿ مـ هذا التػريؼ‪ :‬أن دطاء الؿسللة ٓ شرك فقف‪,‬‬
‫‪87‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫ولق كان السائؾ يـادي مقتًا‪ ,‬أو غائ ًبا‪ ,‬أو جؿا ًدا‪ ,‬إذ الدطاء ‪ -‬الذي هق الطؾب ‪-‬لقس‬
‫مـ العبادة!‬
‫‪ٔ ‬اجلٕاب وَ ٔجّني‪:‬‬
‫الٕجْ األٔه‪ ٓ :‬شؽ أن الدطاء كقطان‪ :‬دطاء طبادة ودطاء مسللة‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫واإلضافة هـا بقاكقة أي الدطاء الذي هق طبادة‪ ,‬والدطاء الذي هق السمال والطؾب‪,‬‬
‫والػرق بقـفؿا هق كؿا قال شقخ اإلسالم ابـ تقؿقة‪" :‬دطاء العبادة يؽقن اهلل هق‬
‫الؿراد بف‪ ,‬فقؽقن اهلل هق الؿراد‪ ,‬ودطاء الؿسللة يؽقن اهلل هق الؿراد مـف‪ ,‬كؿا يف‬
‫ققل الؿصؾل‪( :‬ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ) [الػاتحة‪ ,]5:‬فالعبادة إرادتف‪,‬‬
‫وآستعاكة وسقؾة إلك العبادة‪ ,‬فنرادة العبادة‪ :‬إرادة الؿؼصقد‪ ,‬وإرادة آستعاكة‪:‬‬
‫إرادة القسقؾة إلك الؿؼصقد‪ ,‬ولفذا قدم ققلف ‪:‬إِي َ‬
‫اك َك ْع ُبدُ ‪ ,‬وإن كاكت ٓ تحصؾ إٓ‬
‫بآستعاكة‪ ,‬فنن العؾة الغائب ة مؼدمة يف التصقر والؼصد‪ ,‬وإن كاكت ممخرة يف‬
‫القجقد والحصقل‪ ,‬وهذا إكؿا يؽقن لؽقكف هق الؿحبقب لذاتف"‪.‬‬
‫ودطاء المسيلة متضمـ لدطاء المبادة‪ ،‬ودطاء المبادة مستلزم لدطاء المسيلة‪،‬‬
‫وذلؽ يتضح بايتل‪:‬‬
‫وهق أن دطاء المسيلة‪ :‬صؾب الداطل ما يـػعف‪ ,‬وصؾبف كشػ ما يضره‪ ,‬أو دفعف‬
‫طـف قبؾ وققطف‪ ,‬والضر والـػع مالؽفؿا هق اهلل سبحاكف‪ ,‬ومالؽ الضر والـػع هق‬
‫ضرا وٓ كػ ًعا‪,‬‬
‫الؿعبقد ٓ غقره‪ ,‬ولفذا طاب اهلل – تعالك ‪ -‬مـ يعبد ما ٓ يؿؾؽ ً‬
‫وتذا يظفر أن العابد ٓبد أن يؽقن راج ًقا مـ معبقده كػ ًعا‪ ,‬وصال ًبا مـف كشػ الضر‬
‫أو دفعف‪ ,‬ويػزع إلقف يف ذلؽ ‪ -‬وهذا مـ تؿام طبقديتف ‪ -‬فن ًذا إن طبقديتف هلل تستؾزم‬
‫أكقاطا مـ‬
‫ً‬ ‫أن يسلل اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬ويدطقه‪ ,‬ويف سمالف هلل – تعالك ‪ -‬قد جؿع‬
‫العبادة‪ :‬مـفا‪ :‬إسالم القجف لف تعالك‪ ,‬ورغبتف إلقف‪ ,‬وآطتؿاد طؾقف‪ ,‬والخضقع‬
‫والتذلؾ لف وحده‪ ,‬لفذا كان دطاء الؿسللة متضؿـًا لدطاء العبادة ‪ .‬وطؾقف بطؾ ققلفؿ‬
‫يف أن دطاء الؿسللة لقس بعبادة‪.‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪88‬‬
‫الٕجْ الجاٌ٘‪ :‬هذا الذي ذكروه مـ أن الدطاء لقس بعبادة ققل مخالػ‬ ‫‪‬‬
‫لؽتاب اهلل‪ ,‬ولسـة رسقل اهلل ‪ ,‬ولؼقل إئؿة‪ ,‬ولؼقل الؿتؼدمقـ مـ إشاطرة‪,‬‬
‫ومـفؿ الرازي الذي صرح بلن الدطاء هق أطظؿ العبادات‪.‬‬
‫ثؿ إن اهلل كص طؾك أن دطقة الؿشركقـ لشركائفؿ دطاء مسللة مـ الشرك بف‪,‬‬
‫وذلؽ بعد بقاكف أكف مالؽ كؾ شلء‪ ,‬وأن مـ دوكف ٓ يؿؾؽقن شق ًئا‪ ,‬فؼال‪:‬‬
‫(ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬
‫ﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜ‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ) [فاصر‪ ,]14-13 :‬ققل ‪َ َٓ ( :‬ي ْس َؿ ُعقا ُد َطاءك ُْؿ)‬
‫صريح يف أن الدطاء كان دطاء مسللة‪ ,‬ثؿ وصػف بؽقكف شركًا بؼقلف‪َ ( :‬ي ْؽ ُػ ُرو َن‬
‫بِ ِش ْركِ ُؽ ْؿ)‪ ,‬وهذا رد طؾك زطؿ مـ يؼقل‪ :‬إن دطاء الؿسللة لقس بعبادة‪.‬‬
‫الشبهة الثاىوة‪ :‬دطقاهؿ أن اإلكسان إذا دطا غقر اهلل فقؿا ٓ يؼدر طؾقف إٓ اهلل ٓ‬
‫تلثقرا‪ ,‬أو اطتؼد إلقهقة لغقر اهلل‪.‬‬
‫يؽقن مشركًا إٓ إذا اطتؼد أن لغقر اهلل ً‬
‫فؿـ أققالفؿ يف هذه الؿسللة‪" :‬فالذي يؼدح يف التقحقد هق اطتؼاد التلثقر لغقر‬
‫اهلل ‪ ,‬أو اطتؼاد إلقهقة‪ ,‬واستحؼاق العبادة لغقر اهلل‪ ,‬وأما مجرد الـداء مـ غقر‬
‫اطتؼاد شلء مـ ذلؽ فال ضرر فقف"‪.‬‬
‫والجقاب‪:‬‬
‫هذه الشبهة تدور حقل مسيلتوـ‪:‬‬
‫األولك‪ :‬أن ذلؽ الدطاء ٓ يؽقن شركًا إٓ إذا صاحبف اطتؼاد التلثقر لغقر اهلل‪.‬‬
‫الثاىوة‪ :‬أو إذا صاحبف اطتؼاد إلقهقة واستحؼاق العبقدية لغقر اهلل‪.‬‬
‫‪ ‬أوا األٔىل‪ :‬فاجلٕاب عمّٗا وَ ٔجّني‪:‬‬
‫الٕجْ األٔه‪ ٓ :‬كسؾؿ أن مـ لجل إلك غقر اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬فقؿا ٓ يؼدر طؾقف‬ ‫‪‬‬
‫إٓ اهلل أكف لؿ يعتؼد فقف التلثقر ‪ -‬وإٓ فؿا الذي ألجله إلك أن يستغقث بف ويدطقه؟!‬
‫‪89‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫وقد تؼدمت أدلة وافقة تػقد أن مـ أسباب الشرك‪ :‬الغؾق يف الصالحقـ‪ -‬وإساءة‬
‫الظـ برب العالؿقـ‪ ,‬فبؿجؿقع إمريـ يؼع الشرك‪ ,‬فالذي دطا غقر اهلل – تعالك ‪-‬‬
‫رائده يف ذلؽ‪ :‬اطتؼاده يف مدطقه التلثقر‪ ,‬وضـف أن اهلل ٓ يستجقب لف لؽثرة ذكقبف‬
‫ومعاصقف‪ .‬وخقر مـ ققل دحالن ققل الشقخ محؿد طبده‪" :‬فاإلشراك اطتؼاد أن‬
‫أثرا فقق ما وهبف اهلل مـ إسباب الظاهرة‪ ,‬وأن لشلء مـ إشقاء سؾطاكًا‬
‫لغقر اهلل ً‬
‫طؾك ما خرج طـ قدرة الؿخؾقققـ‪ ,‬وهق اطتؼاد مـ يعظؿ سقى اهلل مستعقـًا بف فقؿا‬
‫ٓ يؼدر العبد طؾقف‪ ,‬كآستـصار يف الحرب بغقر ققة الجققش‪ ,‬وآستشػاء مـ‬
‫إمراض بغقر إدوية التل هداكا اهلل إلقفا‪ ,‬وآستعاكة طؾك السعادة إخروية أو‬
‫الدكققية بغقر الطرق والســ التل شرطفا اهلل لـا‪ ,‬هذا هق الشرك الذي كان طؾقف‬
‫القثـققن ومـ ماثؾفؿ‪ ,‬فجاءت الشريعة اإلسالمقة بؿحقه ورد إمر فقؿا فقق‬
‫الؼدرة البشرية وإسباب الؽقكقة إلك اهلل وحده"‪ ,‬ففذا إثبات واضح لؾتالزم الذي‬
‫ذكركاه‪.‬‬
‫ً‬
‫جدٓ ‪ -‬أن الؿستغقث بغقر اهلل ‪ -‬تعالك ‪-‬‬ ‫الٕجْ الجاٌ٘‪ :‬إكف لق سؾؿ ‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫أيضا‪,‬‬
‫قصده أن يتخذ مدطقه واسطة بقـف وبقـ اهلل دون أن يعتؼد تلثقره ‪ -‬ففذا باصؾ ً‬
‫إذ هذا هق قصد الؿشركقـ إوائؾ الذيـ أقروا هلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬بالقحداكقة يف‬
‫الربقبقة‪ ,‬واتخذوا وسطاء بقـفؿ وبقـ اهلل تعالك كؿا قال اهلل طـفؿ‪( :‬ﮐ ﮑ ﮒ‬
‫ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦ‬
‫[الز َمر‪ ]3:‬وقال‪ ( :‬ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫ﮧ ﮨ) ُّ‬
‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ) [يقكس‪.]18:‬‬
‫وقد تؼدم ققل الرازي يف صقر اتخاذ الشػعاء طـد اهلل‪ ,‬وإكؽاره ما رآه مـ أهؾ‬
‫زماكف مـ تعظقؿ قبقر إكابر‪ ,‬وطده لف كظقر ما فعؾ طباد إصـام‪ ,‬ويضاف إلقف‬
‫كذلؽ ققل التػتازاين ‪ -‬فنكف بعدما ذكر التقحقد بدأ يعدد أصـاف الؿشركقـ الذيـ‬
‫يعتؼدون وجقد تلثقر لؾؽقاكب وكحقها ‪ -‬فذكر مـفؿ طباد إصـام‪ ,‬وأن طبادها ٓ‬
‫يعتؼدون فقفا كقهنا ممثرة مدبرة فؼال‪" :‬وأما إصـام فال خػاء يف أن العاقؾ ٓ‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪91‬‬
‫يعتؼد فقفا شق ًئا مـ ذلؽ (قال) فؾفؿ يف ذلؽ تلويالت باصؾة" فذكر خؿسة‬
‫تلويالت‪ ,‬فؼال طـ التلويؾ الخامس‪" :‬الخامس‪ :‬أكف لؿا مات مـفؿ مـ هق كامؾ‬
‫ً‬
‫تؿثآ طؾك صقرتف‪ ,‬وطظؿقه تشػ ًعا إلك اهلل تعالك‪,‬‬ ‫الؿرتبة طـد اهلل تعالك اتخذوا‬
‫وتقسال‪.‬‬
‫ً‬
‫وأما الؿسللة الثاكقة مـ الشبفة وهل أن اإلكسان يعترب مشركًا كذلؽ إذا اطتؼد‬
‫إلقهقة واستحؼاق العبادة لغقر اهلل‪.‬‬
‫فاجلٕاب‪:‬‬
‫قد تؼدم معـك إلقهقة‪ ,‬ومعـك العبادة‪ ,‬وبف يظفر أن مـ صرف شق ًئا مـفا لغقر‬
‫اهلل يعترب مشركًا‪ ,‬ومـ كالمفؿ يظفر مدى تؼصقرهؿ يف معرفة العبادة‪ ,‬ففؿ ٓ‬
‫يعدون الدطاء مـ العبادة‪ ,‬وهذا قد وقع فقف الؿتلخرون‪ ,‬وإٓ فؼد تؼدم الـؼؾ طـ‬
‫بعض كبار إشاطرة يف أن الدطاء هق أطظؿ أكقاع العبادة‪ .‬وطؾقف فنكف يؼال‪ :‬إن مـ‬
‫دطا غقر اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬فقؿا ٓ يؼدر طؾقف إٓ اهلل يؽقن قد اطتؼد إلقهقة لغقر اهلل‬
‫فعال‪ ,‬وإن لؿ يسؿفا بذلؽ لػ ًظا‪[ .‬مـفج أهؾ السـة والجؿاطة ومـفج‬ ‫تعالك ً‬
‫كؼال مـ مقسقطة الػرق‬
‫إشاطرة ىف تقحقد اهلل‪ ,‬لخالد طبد الؾطقػ‪ً ,185 /1 ,‬‬
‫بؿققع الدرر السـقة]‬

‫‪ ‬‬

‫ج‪ :‬هؿ يثبتقكف ىف الؼرآن وكحـ كـػقف باإلجؿاع ىف الؼرآن وىف غقر الؼرآن فقف‬
‫أيضا ‪ -‬أكف ٓيقجد ىف الؾغة شئ يسؿك بالحؼقؼة والؿجاز و‬
‫خالف والراجح – ً‬
‫يشبف هجقم شقخ اإلسالم طؾك "الؿجاز" هجقمف طؾك الؿـطؼ الققكاين‪ ,‬مـ حقث‬
‫الدوافع وإسباب وققة الفجقم‪ ,‬ثؿ إثر الذي ترتب طؾقف‪ ,‬خاصة أثره فقؿـ جاء‬
‫‪90‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫بعده مـ الؿقافؼقـ والؿخالػقـ‪ .‬وإذا كان أي باحث يف الؿـطؼ والػؾسػة ‪-‬‬


‫الؿسؿاة باإلسالمقة ‪ ٓ -‬يؿؽـ أن يغػؾ أثر ما كتبف شقخ اإلسالم يف ذلؽ دفا ًطا‬
‫طـ مذهب السؾػ‪ ,‬فؽذلؽ أي باحث يف باب الؿجاز وما يتعؾؼ بف ٓ يؿؽـف إٓ أن‬
‫يشقر إلك مذهب شقخ اإلسالم ومققػف مـف‪.‬‬
‫ً‬
‫مطقٓ‪ ,‬بؾغ جزأيـ‬ ‫وقد أشار إلك هذا أحد الباحثقـ‪ ,‬مؿـ أفرد لؾؿجاز كتا ًبا‬
‫كبقريـ‪ ,‬فؼال يف مؼدمة كتابف بعد طرض مختصر لتاريخ الؼقل بالؿجاز بقـ مثبتقف‬
‫وكػاتف‪" :‬والؿتابع لسقر الـزاع بقـ الػريؼقـ يرى أن الخالف بقـفؿا كان هادئًا صقال‬
‫الؼرون إولك‪ ,‬حتك الـصػ الثاين مـ الؼرن السابع‪ ,‬والربع إول مـ الؼرن‬
‫الثامـ‪ ,‬فؼد اتجف الخالف إلك الشدة والعـػ ‪ -‬ولؽـ مـ جاكب مـؽريف وحدهؿ‪,‬‬
‫دون مجقزيف ‪ -‬فؼد برز طؾك الساحة اإلمام أبق العباس أحؿد ابـ طبدالحؾقؿ بـ‬
‫طبدالسالم ابـ تقؿقة (‪728 -661‬هـ) وقد وهبف اهلل ذاكرة واطقة‪ ,‬وقؾ ًبا ذك ًّقا‪,‬‬
‫وقؾؿا جري ًئا‪ ,‬وتبـك مذهب السؾػ مـ حقث الجؿؾة‪ ,‬وتصدى‬
‫ً‬ ‫فصقحا‪,‬‬
‫ً‬ ‫ولساكًا‬
‫ً‬
‫مجآ مـ مجآت الػؽر اإلسالمل إٓ وكان لف‬ ‫ٕقاويؾ كثقر مـ الػرق‪ ,‬ولؿ يرتك‬
‫فقف قصب السبؼ‪ ,‬وكان مؿا أدلك فقف بدلقه مقضقع الؿجاز‪ ,‬فاختار مذهب‬
‫الؿـع‪ ,...‬ومـ يؼرأ كتابف‪( :‬اإليؿان) يجد كػسف أمام صخرة طاتقة‪ ٓ ,‬تعؿؾ فقفا‬
‫الؿعاول إذا أريد الـقؾ مـفا"‪.‬‬
‫وطلك الرغؿ مـ أن المًلػ ر َّد طلك شوخ اإلسةم‪ ،‬واشتد يف الر َّد أحواىًا إل أىَّف‬
‫ذكر السبب الصحوح لمققػ شوخ اإلسةم مـ المجاز‪ ،‬فؼال "إن الضرورات‬
‫والظروف التل جعؾت اإلمام يؼػ تؾؽ الققػة مـ الؿجاز يف كتابف (اإليؿان)‪ ,‬ويف‬
‫رسالتف الؿدكقة‪ ,‬هل يف القاقع ضروف جدُّ خطقرة‪ ,‬ومـ يؼػ طؾك خطقرهتا يسقغ‬
‫لؾشقخ اإلمام وققفف ضدها‪ ,‬والعؿؾ بؽؾ صاقة طؾك دفعفا‪ ,‬وكػ شرها‪ ,‬ولق أدى‬
‫ذلؽ إكؽار الؿجاز‪ ,‬إذ لقس هق طؼقدة أو معؾق ًما مـ الديـ بالضرورة‪ ,‬وإكؿا هق‬
‫مذهب ققلل‪ ,‬وهق فـ مـ فـقن البقان‪ ٓ ,‬يػسؼ مـؽره وٓ يذم‪.‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪92‬‬
‫ومجؿؾ ما يؿؽـ تصقره هق كثرة التلويالت التل تعدى تا قائؾقها طؾك‬
‫الـصقص الشرطقة‪ ,‬وتجاوزوا تا مرحؾة الؿعؼقل الؿؼبقل‪ ,‬إلك الؿدخقل‬
‫الؿـحقل‪ ,‬الذي يؽاد يذهب بؽؾ الحؼائؼ التل جاء تا اإلسالم وأقرها‪ .‬فؾؿ تؽـ‬
‫الؿسللة مسللة تلويؾ مجازي‪ ,‬وإٓ لفان الخطب‪ ,‬وإكؿا صؿ شرها وطؿ‪ ,‬وأغرب‬
‫قائؾقها كؾ اإلغراب‪ ,‬حتك صارت بعض إلػاظ لقس لفا مدلقل محؼؼ يف خضؿ‬
‫تؾؽ التلويالت العؿقاء‪.‬‬
‫ومـشل تؾؽ التلويالت هق الػرق الؽالمقة وآطتؼادية‪ ,‬والػالسػة‪ ,‬وغالة‬
‫مـ تحريػات الػرق والؿتؽؾؿقـ وقػات جادة‬ ‫الصقفقة‪ ,‬وقد وقػ اإلمام‬
‫وصقيؾة‪ ,‬وشاقة"‪.‬‬
‫وٓ شؽ أن شقخ اإلسالم ما كان لقعرتض طؾك الؿجاز أو غقره مـ العؾقم‬
‫الحادثة لق أهنا بؼقت مثؾ كثقر مـ العؾقم والػـقن التل أفردت بؿملػات خاصة تا‪,‬‬
‫وصار ٕصحاب كؾ فـ اصطالح خاص تؿ‪,‬ولؽـ لؿا أخذ الؿعتزلة وغقرهؿ‬
‫ومـ طـل مـفؿ بالؾغة وفـقهنا‪ ,‬يبتدطقن هذا الؿصطؾح لقتقصؾقا بف إلك تصحقح‬
‫طؼائدهؿ الػاسدة‪ ,‬ودطؿفا بؿا يدطقكف مـ إدلة‪ ,‬بـاء طؾك مصطؾح الؿجاز أو‬
‫أصال وفر ًطا‪.‬‬
‫غقره‪ ,‬كان ٓبد مـ القققف أمام هذه الؿصطؾحات‪ ,‬وبقان فسادها ً‬
‫وهذا ما فعؾف شقخ اإلسالم بالـسبة لطاغقت الؿجاز‪.‬‬
‫ولفذا يؼقل شقخ اإلسالم يف معرض ر ِّده طؾك أمدي ودطقاه أن الخالف بقـ‬
‫مثبتل الؿجاز وكػاتف‪ ,‬كزاع لػظل‪" :‬يؼال‪ :‬هق قد سؾؿ أن الـزاع لػظل‪ ,‬فقؼال‪ :‬إذا‬
‫كان الـزاع لػظ ًّقا‪ ,‬وهذا التػريؼ اصطالح حادث لؿ يتؽؾؿ بف العرب‪ ,‬وٓ أمة مـ‬
‫إمؿ‪ ,‬وٓ الصحابة والتابعقن‪ ,‬وٓ السؾػ ‪ -‬كان الؿتؽؾؿ بإلػاظ الؿقجقدة‬
‫التل تؽؾؿقا تا وكزل تا الؼرآن أولك مـ التؽؾؿ باصطالح حادث لق لؿ يؽـ فقف‬
‫ً‬
‫معؼقٓ‪ ,‬فؽقػ إذا كان‬ ‫مػسدة‪ ,‬وإذا كان فقف مػاسد‪ ,‬كان يـبغل تركف لق كان الػرق‬
‫طؼال‪,‬‬
‫باصال ً‬
‫الػرق غقر معؼقل‪ ,‬وفقف مػاسد شرطقة‪ ,‬وهق إحداث يف الؾغة ‪ -‬كان ً‬
‫‪93‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫وشر ًطا‪ ,‬ولغ ًة‪ .‬أما العؼؾ فنكف ٓ يتؿقز فقف هذا طـ هذا‪ .‬وأما الشرع فنن فقف مػاسد‬
‫يقجب الشرع إزالتفا ‪.‬وأما الؾغة فألن تغققر إوضاع الؾغقية غقر مصؾحة راجحة‪,‬‬
‫بؾ مع وجقد الؿػسدة‪.‬‬
‫فإُ قٗن‪ٔ :‬وا املفاصد؟‬
‫قوؾ‪ :‬مـ الؿػاسد أن لػظ الؿجاز الؿؼابؾ لؾحؼقؼة‪ ,‬سقاء جعؾ مـ طقارض‬
‫إلػاظ‪ ,‬أو مـ طقارض آستعؿال‪ ,‬يػفؿ ويقهؿ كؼص درجة الؿجاز مـ درجة‬
‫الحؼقؼة‪ ٓ ,‬سقؿا ومـ طالمات الؿجاز صحة إصالق كػقف‪ ,‬فنذا قال الؼائؾ‪ :‬إن اهلل ‪-‬‬
‫تعالك ‪ -‬لقس برحقؿ وٓ برحؿـ‪ ٓ ,‬حؼقؼة‪ ,‬بؾ مجاز‪ ,‬إلك غقر ذلؽ مؿا يطؾؼقكف‬
‫طؾك كثقر مـ أسؿائف وصػاتف وقال‪ ٓ" :‬إلف إٓ اهلل" مجاز ٓ حؼقؼة‪ ,‬كؿا ذكر هذا‬
‫أمدي مـ أن العؿقم الؿخصقص مجاز‪ ...‬ومعؾقم أن هذا الؽالم مـ أطظؿ‬
‫الؿـؽرات يف الشرع‪ ,‬وقائؾف إلك أن يستتاب ‪ -‬فنن تاب وإٓ قتؾ ‪ -‬أقرب مـف إلك‬
‫أن يجعؾ مـ طؾؿاء الؿسؾؿقـ"‪.‬‬
‫مجازا كؿا‬
‫ً‬ ‫ثؿ ذكر شوخ اإلسةم أن مـ هذه المفاسد‪" :‬جعؾ طامة الؼرآن‬
‫مجازا‪,‬‬
‫ً‬ ‫صـػ بعضفؿ مجازات الؼراءات‪ ,‬وكؿا يؽثرون مـ تسؿقة آيات الؼرآن‬
‫صحقحا‪,‬‬
‫ً‬ ‫وذلؽ يػفؿ ويقهؿ الؿعاين الػاسدة‪ ,‬هذا إذا كان ما ذكروه مـ الؿعاين‬
‫مجازا؟ ويـػقن ما أثبتف اهلل مـ الؿعاين‬
‫ً‬ ‫فؽقػ وأكثر همٓء يجعؾقن ما لقس بؿجاز‬
‫الثابتة‪ ,‬ويؾحدون يف أسؿاء اهلل وآياتف‪ ,‬كؿا وجد ذلؽ لؾؿتقسعقـ يف الؿجاز مـ‬
‫الؿالحدة أهؾ البدع"‪.‬‬
‫‪ٔ ‬اخلالف يف اجملاس وغّٕر‪ٔ ,‬أعّز األقٕاه فْٗ ثالث‪:ٛ‬‬
‫‪ -1‬ققؾ بقجقده يف الؾغة والؼرآن‪ ,‬وهق ققل كثقر مـ الؿتلخريـ‪.‬‬
‫‪ -2‬وققؾ بقجقده يف الؾغة دون الؼرآن‪ ,‬وهذا ققل داود الظاهري‪ ,‬وابـف‬
‫محؿد‪ ,‬وابـ حامد‪ ,‬وأبل الحسـ الجزري‪ ,‬وأبل الػضؾ التؿقؿل‪ ,‬ومحؿد بـ‬
‫خقيز مـداد‪ ,‬ومـذر بـ سعقد البؾقصل‪ ,‬وغقرهؿ‪...‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪94‬‬
‫‪ -3‬وققؾ بعدم وجقده يف الؾغة والؼرآن‪ .‬وهق ققل أبل إسحاق اإلسػرايقـل‬
‫وغقره‪.‬‬
‫ولقس الؿؼصقد مـاقشة هذه إققال واستؼصاء أدلتفا‪ ,‬والرتجقح بقـفا‪ ,‬وإكؿا‬
‫الؿؼصقد بقان مـفج شقخ اإلسالم يف ذلؽ‪,‬‬
‫ويمكـ تلخوصف مـ خةل ما يلل‪:‬‬
‫‪ -2‬الذي دفع شوخ اإلسةم إلك بحث المجاز‪ ،‬وإىكار وجقده يف القرآن ويف‬
‫اللغة‪ ،‬أمران‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬الؼقل بالؿجاز يف أسؿاء اهلل وصػاتف‪ ,‬وما سببف ذلؽ مـ اإللحاد‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬ققل الؿرجئة أن الؼقل بلن إطؿال مـ اإليؿان مجاز‪.‬‬
‫‪ -0‬تقريره أن تقسوؿ الكةم إلك حقوقة ومجاز حادث يف كةم المتيخريـ بمد‬
‫القرون الثةثة‪ ،‬لؿ يتكلؿ بف أحد مـ‬
‫الصحابة وٓ التابعقـ‪ ,‬وٓ إئؿة الؿشفقريـ‪ .‬وأن الغالب أن هذا حادث مـ‬
‫جفة الؿعتزلة وكحقهؿ مـ الؿتؽؾؿقـ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن التقسوؿ إلك حقوقة ومجاز ل حقوقة لف‪ ،‬إذ لقس لؿـ فرق بقـفؿا فرق‬
‫معؼقل يؿؽـ التؿققز بف بقـ كقطقـ‪ ,‬والتعريػات التل ذكروها لؽؾ مـفؿا غقر‬
‫دققؼة‪.‬‬
‫‪ -4‬مناقشة األمثلة واألدلة التل يذكروهنا ويحتجقن تا طؾك وجقد الؿجاز يف‬
‫الؼرآن‪ ,‬والؽالم حقل كؾ واحد مـفا وتقجقفف‪.‬‬
‫‪ -5‬أن أخطر الؼضايا ‪ -‬يف هذه الؿسللة ‪ -‬الؼقل بلن بعض كالم اهلل ‪ -‬تعالك ‪-‬‬
‫مجاز‪ ,‬وقد بقـ شقخ اإلسالم أن صرف الؽالم طـ حؼقؼتف إلك الؿجاز ٓبد فقف مـ‬
‫أمقر أربعة‪ ,‬يؼقل شقخ اإلسالم يف مـاضرتف ٕحد إشاطرة‪" :‬قؾت لف‪ :‬إذا وصػ‬
‫اهلل كػسف بصػة‪ ,‬أو وصػف تا رسقلف‪ ,‬أو وصػف تا الؿممـقن ‪ -‬الذيـ اتػؼ‬
‫‪95‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫الؿسؾؿقن طؾك هدايتفؿ ودرايتفؿ ‪ -‬فصرففا طـ ضاهرها الالئؼ بجالل اهلل ‪-‬‬
‫سبحاكف‪ ,‬وحؼقؼتفا الؿػفقمة مـفا إلك باصـ يخالػ الظاهر‪ ,‬ومجاز يـايف الحؼقؼة‪,‬‬
‫ٓبد فقف مـ أربعة أشقاء‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬أن ذلؽ الؾػظ مستعؿؾ بالؿعـك الؿجازي‪ٕ :‬ن الؽتاب والسـة وكالم‬
‫السؾػ جاء بالؾسان العربل‪ ,‬وٓ يجقز أن يراد بشلء مـف خالف لسان العرب‪ ,‬أو‬
‫خالف إلسـة كؾفا‪ ,‬فال أن يؽقن ذلؽ الؿعـك الؿجازي مؿا يراد بف الؾػظ‪ ,‬وإٓ‬
‫فقؿؽـ كؾ مبطؾ أن يػسر‪ ,‬أي‪ :‬لػظ بلي معـك سـح لف‪ ,‬وإن لؿ يؽـ لف أصؾ يف‬
‫الؾغة‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬أن يؽقن معف دلقؾ يقجب صرف الؾػظ طـ حؼقؼتف إلك مجازه‪ ,‬وإٓ‬
‫فنذا كان يستعؿؾ يف معـك بطريؼ الحؼقؼة‪ ,‬ويف معـك بطريؼ الؿجاز‪ ,‬لؿ يجز حؿؾف‬
‫طؾك الؿجاز بغقر دلقؾ يقجب الصرف بنجؿاع العؼالء‪ ,‬ثؿ إن ادطك وجقب صرفف‬
‫طـ الحؼقؼة فالبد لف مـ دلقؾ قاصع طؼؾل أو سؿعل يقجب الصرف‪ ,‬وإن ادطك‬
‫ضفقر صرفف طـ الحؼقؼة فالبد مـ دلقؾ مرجح لؾحؿؾ طؾك الؿجاز‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أكف ٓبد مـ أن يسؾؿ ذلؽ الدلقؾ ‪ -‬الصارف ‪ -‬طـ معارض‪ ,‬وإٓ فنذا‬
‫قام دلقؾ قرآين‪ ,‬أو إيؿاين يبقـ أن الحؼقؼة مرادة امتـع تركفا‪ ,‬ثؿ إن كان هذا الدلقؾ‬
‫كصا قاص ًعا لؿ يؾتػت إلك كؼقضف‪ ,‬وإن كان ضاهر ًا فالبد مـ الرتجقح‪.‬‬‫ًّ‬
‫الرابع‪ :‬أن الرسقل ‪‬إذا تؽؾؿ بؽالم‪ ,‬وأراد بف خالف ضاهره‪ ,‬وضد حؼقؼتف‪:‬‬
‫فالبد أن يبقـ لألمة أكف لؿ يرد حؼقؼتف‪ ,‬وأكف أراد مجازه سقاء طقـَف‪ ,‬أو لؿ يع ِّقـْف‪ٓ ,‬‬
‫سقؿا يف الخطاب العؾؿل الذي أريد مـفؿ فقف آطتؼاد والعؾؿ‪ ,‬دون طؿؾ‬
‫كقرا‪ ,‬وهدى‪ ,‬وبقاكًا لؾـاس‪ ,‬وشػاء‬
‫الجقارح‪ :‬فنكف ‪ -‬سبحاكف وتعالك ‪ -‬جعؾ الؼرآن ً‬
‫لؿا يف الصدور‪ ,‬وأرسؾ الرسؾ لقبقـ لؾـاس ما كزل إلقفؿ‪ ,‬ولقحؽؿ بقـ الـاس فقؿا‬
‫اختؾػقا فقف‪ ,‬ولئال يؽقن لؾـاس طؾك اهلل حجة بعد الرسؾ‪ .‬ثؿ هذا الرسقل إ ِّمل‬
‫العربل بعث بلفصح الؾغات‪ ,‬وأبقـ إلسـة والعبارات‪ ,‬ثؿ إمة الذيـ أخذوا طـف‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪96‬‬
‫طؾؿا‪ ,‬وأكصحفؿ لألمة‪ ,‬وأبقـفؿ لؾسـة‪ ,‬فال يجقز أن يتؽؾؿ هق‬
‫كاكقا أطؿؼ الـاس ً‬
‫وهمٓء بؽالم يريدون بف خالف ضاهره إٓ وقد كصب دلقالً يؿـع مـ حؿؾف طؾك‬
‫ضاهره"‪.‬‬
‫أكؿقذجا يحتذى طؾقف‪,‬‬
‫ً‬ ‫ثؿ صبؼ شقخ اإلسالم هذه طؾك صػة (القد) لتؽقن‬
‫وكاقش ذلؽ مـاقشة طظقؿة‪ ,‬وكافعة‪ ,‬بقـ يف آخرها أن هذا إشعري الذي كاقشف‬
‫أضفر التقبة وتبقـ لف الحؼ‪[ .‬مققػ ابـ تقؿقة مـ إشاطرة‪ ,‬لعبد الرحؿـ‬
‫الؿحؿقد‪.]1174/3 ,‬‬
‫أيضا ‪ -‬يف الؼرآن لؽـ لقس يف‬
‫والحؼ أن الؿجاز مقجقد يف الؾغة ومقجقد ‪ً -‬‬
‫آيات الصػات مجاز وٓ شئ يؼتضل التلويؾ‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫ج‪ :‬مـفؿ مـ يحرففا‪ ,‬ومـفؿ مـ يمولفا‪ ,‬ومـفؿ مـ يعطؾفا‪ ,‬والحديث طـفا‬


‫يطقل‪ ,‬وتـاقضفؿ وتحؽؿفؿ فقفا أشفر وأكثر‪ ,‬وكؾ مذهبفؿ يف الصػات مركب‬
‫بدطا أحدثقها‪ ,‬فلصبح غاية يف التؾػقؼ الؿتـافر ‪.‬‬
‫مـ بدع سابؼة وأضافقا إلقف ً‬
‫وكحـ كممـ أن الصػات كثبت فقفا ما ثبتفا اهلل ورسقلف‪ ,‬وكـػك فقفا مـ كػاها‬
‫اهلل ورسقلف‪ ,‬وكسؽت طؿا سؽت طـف اهلل ورسقلف مـ غقر تحريػ (تلويؾ فاسد)‬
‫وٓ تعطقؾ وٓ تجسقؿ وٓ تشبقف وٓ تػقيض الؿعـك‪[ .‬اكظر‪ :‬اإلكتصار لؾتدمقرية‪,‬‬
‫ماهر أمقر‪ ,‬لؿـ أرد الؿزيد]‬

‫‪ ‬‬
‫‪97‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫ج‪ :‬كثور جدً ا ومنف‪:‬‬


‫‪ -1‬قالقا‪ :‬إكف ٓ يجقز أن يرى إطؿك بالؿشرق البؼعة بإكدلس‪.‬‬
‫‪ -2‬قالقا‪ :‬إن الجفة مستحقؾة يف حؼ اهلل ثؿ قالقا بنثبات الرؤية‪ ,‬ولفذا ققؾ‬
‫فقفؿ ‪" :‬مـ أكؽر الجفة وأثبت الرؤية فؼد أضحؽ الـاس طؾك طؼؾف"‪.‬‬
‫‪ -3‬قالقا ‪ :‬إن هلل سبع صػات طؼؾقة يسؿقهنا "معاين " هل‪" :‬الحقاة‪ ,‬والعؾؿ‪,‬‬
‫والؼدرة‪ ,‬واإلرادة‪ ,‬والسؿع‪ ,‬والبصر‪ ,‬والؽالم" ولؿ يؽتػقا تذا التحؽؿ الؿحض‪,‬‬
‫بؾ قالقا‪ :‬إن لف سبع صػات أخرى يسؿقهنا "معـقية" وهل‪" :‬كقكف ح ًّقا وكقكف‬
‫ؽؾؿا" ثؿ لؿ‬‫بصقرا وكقكف مت ً‬
‫ً‬ ‫قادرا وكقكف مريدً ا وكقكف سؿق ًعا وكقكف‬
‫طالؿا وكقكف ً‬
‫ً‬
‫يلتقا يف التػريؼ بقـ الؿعاين والؿعـقية بؿا يستسقغف طؼؾ‪ ,‬بؾ غاية ما قالقا أن هذه‬
‫إخقرة أحقال فنذا سللتفؿ ما الحال؟ قالقا‪ :‬صػة ٓ معدومة وٓ مقجقدة‪.‬‬
‫‪ -4‬قالقا ‪ :‬إكف ٓ أثر لشلء مـ الؿخؾققات يف شلء وٓ فعؾ مطؾ ًؼا‪ ,‬ثؿ قالقا‪:‬‬
‫إن لإلكسان كس ًبا يجازى ٕجؾف‪ ,‬فؽقػ يجازى طؾك ما ٓ أثر لف فقف مطؾ ًؼا؟ راجع‬
‫فؼريت السادس والسابع‪.‬‬
‫‪ -5‬قالقا ‪ :‬بـػل الحؽؿة والتعؾقؾ يف أفعال اهلل مطؾ ًؼا‪ ,‬ثؿ إن اهلل يجعؾ لؽؾ‬
‫كبل معجزة ٕجؾ إثبات صدق الـبل فتـاقضقا بقـ ما يسؿقكف "كػل الحؽؿة‬
‫والغرض وبقـ إثبات اهلل لؾرسقل تػري ًؼا بقـف وبقـ الؿتـبئ"‪.‬‬
‫‪ -6‬قالقا‪ :‬بلن أحاديث أحاد مفؿا صحت ٓ يبـك طؾقفا طؼقدة‪ ,‬ثؿ أسسقا‬
‫مذهبفؿ وبـقه يف أخطر إصقل والؼضايا (اإليؿان‪ ,‬الؼرآن‪ ,‬العؾق) طؾك بقتقـ غقر‬
‫ثابتقـ طـ شاطر كصراين ‪ -‬إخطؾ ‪ -‬هؿا‪:‬‬
‫ــقال‬
‫جعـــؾ الؾســـان طؾـــك الػـــماد دلـ ً‬ ‫إن الؽـــــالم لػـــــل الػـــــماد وإكؿـــــا‬
‫مـــــــ غقــــــر ســــــقػ ودم مفــــــراق‬ ‫قــــد اســــتقى بشــــر طؾــــك العــــراق‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪98‬‬
‫‪ -7‬قالقا ‪ :‬بلن رفع الـؼقضقـ محال ‪ -‬وهق كذلؽ ‪ -‬محتجقـ تا يف مسائؾ‪,‬‬
‫ثؿ قالقا يف صػة مـ أطظؿ وأبقـ الصػات "العؾق"‪ :‬إن اهلل ٓ داخؾ العالؿ‪ ,‬وٓ‬
‫خارجف‪ ,‬وٓ فققف‪ ,‬وٓ تحتف‪ ,‬وٓ طـ يؿقـف‪ ,‬وٓ طـ شؿالف‪ ,‬وقالقا طـ إحقال‪:‬‬
‫هل صػات ٓ معدومة وٓ مقجقدة فرفعقا الـؼقضقـ م ًعا‪.‬‬
‫‪ -8‬قالقا‪ :‬إن العؼؾ يؼدم طؾك الـؼؾ طـد التعارض‪ ,‬بؾ العؼؾ هق إصؾ‬
‫والـؼؾ إن وافؼف قبؾ وإن خالػف رد أو أول‪ ,‬ثؿ قالقا‪ :‬إن العؼؾ ٓ يحسـ شق ًئا وٓ‬
‫مثال ‪ -‬كصقص طؾق اهلل معارضة لؾؼقاصع العؼؾقة يف حقـ جعؾقا‬
‫يؼبحف‪ ,‬فجعؾقا ‪ً -‬‬
‫قبح الزكا والؽذب مسللة سؿعقة‪.‬‬
‫‪ -9‬قالقا‪ :‬إن تلويؾ آيات الصػات واجب يؼتضقف التـزيف‪ ,‬وتلويؾ آيات الحشر‬
‫وإحؽام كػر يخرج مـ الؿؾة‪ ,‬أما مـ دطا غقر اهلل أو ذبح لف واستغاث بف أو‬
‫أصال‪.‬‬
‫تحاكؿ إلك الطاغقت فؾؿ يتعرضقا لذكره ً‬
‫‪ -14‬قالقا‪ :‬إن مـ قال‪ :‬إن الـار تحرق بطبعفا كافر مشرك‪ ,‬ومـ أكؽر طؾق اهلل‬
‫طؾك خؾؼف مقحد مـزه‪.‬‬
‫‪ -11‬جزمقا بلن مـ لؿ يبؾغف الشرع غقر مماخذ بنصالق‪ ,‬وردوا أو أولقا‬
‫الـصقص يف ذلؽ‪ ,‬ثؿ قالقا‪ :‬إن طؾك كؾ مؽؾػ وإن كان مقلق ًدا مـ أبقيـ‬
‫مسؾؿقـ يف ديار اإلسالم وهق يظفر اإلسالم طؾقف إذا بؾغ سـ التؽؾقػ أن يـظر يف‬
‫حدوث العالؿ ووجقد اهلل‪ ,‬فنن مات قبؾ الـظر أو يف أثـائف اختؾػقا يف الحؽؿ‬
‫بنسالمف وجزم بعضفؿ بؽػره‪.‬‬
‫هذا غقض مـ فقض مـ تـاقضفؿ مع أصقلفؿ ومؽابرهتؿ لؾعؼؾ السؾقؿ‪ ,‬ومـ‬
‫أراد آستزادة والتػصقؾ فؾقراجع التسعقـقة لشقخ اإلسالم ابـ تقؿقة‪.‬‬
‫وهـاك قضقة بالغة الخطقرة ٓسقؿا يف هذا العصر وهل إخطاء العؾؿقة طـ‬
‫الؽقن التل تؿتؾئ تا كتب إشاطرة والتل يتخذها الؿالحدة‪ ,‬وسقؾة لؾطعـ يف‬
‫اإلسالم وتشؽقؽ الؿسؾؿقـ يف ديـفؿ‪.‬‬
‫‪99‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫مـ ذلؽ ما حشده صاحب الؿقاقػ يف أول كتابف مـ فصقل صقيؾة طـ‬
‫الػؾؽ‪ ,‬والحرارة‪ ,‬والضقء‪ ,‬والؿعادن‪ ,‬وغقرها مؿا قد يؽقن ذا شلن يف طصره‪,‬‬
‫لؽـف الققم أشبف بلساصقر الققكان أو خرافات العجائز‪.‬‬
‫ومـ ذلؽ ققل البغدادي‪ :‬إن أهؾ السـة أجؿعقا طؾك وققف إرض وسؽقهنا‪,‬‬
‫واستدل طؾك ذلؽ يف كتابف أصقل الديـ "بؿعـك اسؿ اهلل الباسط" قال‪ٕ :‬كف بسط‬
‫إرض وسؿاها بسا ًصا خالف زطؿ الػالسػة والؿـجؿقـ أهنا كروية ومثؾف صاحب‬
‫الؿقاقػ الذي أكد أهنا مبسقصة‪ ,‬وأن الؼقل بلهنا كرة مـ زطؿ الػالسػة‪.‬‬
‫ورحؿ اهلل شقخ اإلسالم ابـ تقؿقة ما كان أطظؿف حقـ قال‪" :‬والخطل فقؿا‬
‫تؼقلف الؿتػؾسػة يف اإللفقات‪ ,‬والـبقات‪ ,‬والؿعاد‪ ,‬والشرائع أطظؿ مـ خطل‬
‫الؿتؽؾؿقـ‪ .‬وأما فقؿا يؼقلقكف يف العؾقم الطبقعقة والرياضقة فؼد يؽقن صقاب‬
‫الؿتػؾسػة أكثر مـ صقاب مـ رد طؾقفؿ مـ أهؾ الؽالم‪ ,‬فنن أكثر أهؾ الؽالم يف‬
‫هذه إمقر بال طؾؿ وٓ طؼؾ وٓ شرع"‪[ .‬بتصرف مـ كتاب التعؾقؼات الؿػقدة‬
‫طؾك كتاب مـفج إشاطرة ىف العؼقدة لسػر الحقالل‪ٕ ,‬بل ففر أحؿد بـ سالؿ‬
‫الؿصري‪ ,‬ص‪]154‬‬

‫‪ ‬‬

‫ج‪ :‬كة بؾ هما فرقتان ضالتان ويختةفان ومـ خةفهما‪:‬‬


‫‪ )1‬الؿاتريدي ٓ يػرق بقـ صػات الذات وبقـ صػات الػعؾ هلل ‪ -‬تعالك ‪-‬‬
‫ففل طـده كؾفا قديؿة‪ ,‬قال‪" :‬والؼقل بحدوث شلء مـفا يمدي إلك الؼقل بتغقر اهلل‬
‫وهق يمدي إلك طبادة غقر اهلل"‪ .‬بقـؿا يػرق إشعرية بقـفؿا‪ ,‬وأشار ابـ طذبة يف‬
‫(الروضة) إلك أن الؿاتريدية يخالػقن بذلؽ رأي أبل حـقػة الذي يقافؼ مذهب‬
‫إشاطرة يف التػريؼ بقـ صػات الذات وصػات الػعؾ كؿا كؼؾف طـف الطحاوي‪.‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪011‬‬
‫ترتب طلك هذا الختةف‪ :‬خالف يف صػة الحؽؿة هلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬ففل أزلقة‬
‫بؿعـك اإلتؼان واإلحؽام كؿا طـد الؿاتريدية ولقست كذلؽ طـد إشعري‪ .‬وترتب‬
‫طؾك ذلؽ تسقية إشعري بقـ اإلرادة والرضك‪ .‬واطترب البزدوي ذلؽ مـ جؿؾة‬
‫مخالػاتف ٕهؾ السـة "يريد الؿاتريدية"‪ .‬فالؿاتريدية يذهبقن إلك أن اإلرادة ٓ‬
‫تستؾزم الرضك والؿحبة‪.‬‬
‫‪ ) 2‬ذهب الؿاتريدية إلك أن القاجب تحؼؼ الحؼقؼة يف كػسفا بحقث تتـزه طـ‬
‫قابؾقة العدم‪ ,‬أما إشاطرة فقرون أن الذات مؼتضك القجقد‪.‬‬
‫‪ )3‬القجقب طـد الؿاتريدية لقس أمرا زائدا طؾك الذات‪ ,‬وطـد إشاطرة أن‬
‫القجقب أمر اطتباري ٓ وجقد لف يف الخارج‪.‬‬
‫‪ )4‬ال ؿاتريدية ٓ يرون تؽؾقػ اهلل لعباده إٓ فقؿا يؼدرون طؾقف‪ .‬وخالػفؿ يف‬
‫جائزا‪ ,‬وخالػفؿ اإلسػرايقـل‬
‫ً‬ ‫ذلؽ إشاطرة فجعؾقا التؽؾقػ بؿا ٓ يطاق‬
‫والغزالل‪.‬‬
‫‪ )5‬الؿاتريدية يرون أن اهلل يػعؾ لحؽؿة تؼتضل الػعؾ‪ ,‬بقـؿا يرى إشاطرة أن‬
‫أفعالف ‪ -‬تعالك ‪ -‬طؾك الجقاز ٓ طؾك الؾزوم‪ .‬وألزمفؿ الؿاتريدية باطتؼاد جقاز‬
‫العبث يف أفعالف تعالك‪.‬‬
‫‪ ) 6‬ذهب الؿاتريدية إلك امتـاع أن يخالػ اهلل وطقده ووطده‪ ,‬وذهب إشاطرة‬
‫إلك جقاز إخالف اهلل لقطقده‪.‬‬
‫‪ )7‬ذهب الؿاتريدية إلك أن اهلل ٓ يػعؾ الؼبقح‪ .‬وقالقا‪ ٓ :‬يجقز ما يؼقلف‬
‫إشاطرة مـ جقاز تعذيب الؿطقعقـ وتخؾقد إكبقاء يف الـار‪ ,‬وإدخال الؽافريـ‬
‫الجـة‪ ,‬وطؾؾ إشاطرة الؼقل بلن اهلل مالؽ مطؾؼ يحؼ لف التصرف يف طباده كقػ‬
‫يشاء حتك قالقا بجقاز طػق اهلل طـ الؽافر‪.‬‬
‫‪ ) 8‬وذهب الؿاتريدية إلك أن العؼؾ يدرك حسـ إشقاء وقبحفا‪ ,‬وأن معرفة‬
‫‪010‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫طؼال‪,‬‬
‫طؼال ففق حسـ ً‬
‫اهلل بالعؼؾ‪ ,‬حتك قال الصدري التعديؾ‪" :‬كؾ ما هق واجب ً‬
‫طؼال ومـ هـا قالقا‪ :‬إن العؼؾ آلة يف معرفة اهلل وأكف‬
‫طؼال ففق قبقح ً‬
‫وكؾ ما هق حرام ً‬
‫كاف يف إلؼاء الحجة طؾك صاحبف ولؿ يممـ ففق كافر مخؾد يف الـار‪ .‬وخالػفؿ‬
‫إشاطرة يف ذلؽ مستدلقـ بؼقلف تعالك‪ ( :‬ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ )‬
‫[اإلسراء‪ ,]15 :‬وقالقا‪" :‬إن إرادة اهلل يف الشرع مطؾؼة ٓ يؼقدها شلء‪ ,‬ففق خالؼ‬
‫إشقاء وهق خالؼ الؼبقح والحسـ‪ ....‬وٓ طربة بلوامر العؼؾ‪ ,‬إكؿا العربة بلوامر‬
‫الشارع الحؽقؿ"‪.‬‬
‫‪ -‬وترتب طلك هذا خةف آخر وهق‪:‬‬
‫‪ )9‬معرفة اهلل تعالك‪ :‬هؾ هل بالعؼؾ أم بالسؿع؟ فعـد إشعري بالشرع‪ ,‬وأكف‬
‫ٓ يجب إيؿان وٓ يحرم قبؾ ورود الشرع‪ ,‬وطـد الؿاتريدية بالعؼؾ‪.‬‬
‫‪ -‬أما الؿاتريدية فؽاكقا يف مخالػة إشاطرة أقرب إلك ققل الؿعتزلة‪ ,‬بؾ‬
‫ققلفؿ وققل الؿعتزلة طؾك السقاء كؿا ذكر ابـ طذبة‪ ,‬إٓ أهنؿ يختؾػقن معفؿ يف‬
‫وجقب ذلؽ طؾك الصبل العاقؾ غقر البالغ إذا مات بدون تصديؼ هؾ هق معذور‬
‫أم ٓ؟‬
‫‪ )14‬الؿاتريدية يرون وجقب اإليؿان بالعؼؾ‪ ,‬وٓ يرون زيادة اإليؿان‬
‫وكؼصاكف‪ ,‬ويحرمقن آستثـاء فقف‪ ,‬ومـ قال‪ :‬آمـت باهلل إن شاء اهلل ففق كافر‪ٕ :‬كف‬
‫شاك يف إيؿاكف‪ ,‬واإلسالم واإليؿان واحد‪ ,‬بقـؿا يرى إشاطرة وجقب اإليؿان‬
‫بالشرع‪ .‬واإليؿان يزيد ويـؼص ويجقز آستثـاء فقف‪ .‬وٓ يروكف واإلسالم شق ًئا‬
‫واحدً ا وإكؿا أحدهؿا مغاير‪.‬‬
‫‪ ) 11‬اتػؼ الؿاتريدية وإشعرية طؾك الؽالم الـػسل‪ ,‬لؽـفؿ ما لبثقا أن‬
‫اختؾػقا يف سؿاع مقسك كالم اهلل‪ ,‬هؾ سؿع كالمف الؼديؿ أم سؿع ما يدل طؾك‬
‫سؿاطف؟ فاختار الؿاتريدي أكف لؿ يسؿع وحؿؾقا كصقص السؿاع طؾك أن اهلل ‪-‬‬
‫تعالك ‪ -‬خؾؼ صق ًتا يف الشجرة وأجاز إشعري سؿاع الؽالم الـػسل الؼديؿ‪.‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪012‬‬
‫‪ ) 12‬اتػؼت الؿاتريدية طؾك خؾؼ اهلل ٕفعال العباد ثؿ اختؾػقا هؾ لؼدرة العبد‬
‫تلثقر؟ فنلك إول ذهب الؿاتريدية‪ ,‬وإلك الثاين جـحت إشاطرة‪ .‬ورأى‬
‫الؿاتريدي وجقد أثر الؼدرة لؾعبد يف وصػ الػعؾ‪ ,‬ورأى إشعري أن كؾ شلء‬
‫قسر ا لؾؼدرة اإللفقة الؿطؾؼة‪ .‬واطترب البزدوي بلن مسللة إفعال هل مـ‬
‫خاضع ً‬
‫شر الؿسائؾ التل خالػ تا إشعري أهؾ السـة "يريد الؿاتريدية"‪ .‬وذكر ابـ‬
‫طذبة أن الجقيـل غال يف إثبات إثر لؼدرة العبد‪ ,‬قال‪" :‬وهذا مذهب‬
‫الؿعتزلة"اهـ‪.‬‬
‫‪ )13‬واختؾػقا يف مسللة التؽقيـ والؿؽقن‪ ,‬فرأى الؿاتريدية أن التؽقيـ صػة‬
‫أزلقة والؿؽقن حادث‪ ,‬وهل تغاير بذلؽ الؼدرة لتساوي الؼدرة يف جؿقع‬
‫الؿخؾققات‪ ,‬أما إشاطرة فقرون أن التؽقيـ هق طقـ الؿؽقن وهق حادث‪ .‬قال أبق‬
‫الؿعقـ الـسػل‪" :‬وققل أكثر الؿعتزلة وجؿقع الـجارية وإشعرية أن التؽقيـ‬
‫والؿؽقن واحد ققل محال"‪.‬‬
‫‪ )14‬واختؾػقا يف صػة "كـ" التل يخؾؼ اهلل تا إشقاء‪ ,‬فذهب الؿاتريدية إلك‬
‫أهنا كـاية طـ سرطة اإليجاد‪ ,‬ففل لقست كؾؿة طؾك الحؼقؼة‪ ,‬وإكؿا هل كؾؿة‬
‫مجازا‪ .‬وذهب إشعري إلك أن وجقد إشقاء متعؾؼ بؽالمف إزلل‪ ,‬وأن هذه‬
‫ً‬
‫الؽؾؿة دالة طؾقف‪.‬‬
‫‪ )15‬ذهب الؿاتريدية إلك أن التقفقؼ‪ :‬هق التقسقر والـصرة‪ ,‬وذهب إشعري‬
‫إلك أن التقفقؼ هق خؾؼ الؼدرة طؾك الطاطة‪.‬‬
‫‪ )16‬واختؾػقا يف السعادة والشؼاوة هؾ تتبدٓن أم ٓ؟‪ ...‬فؼال الؿاتريدية‪ :‬إن‬
‫السعقد قد يشؼك‪ ,‬والشؼل قد يسعد‪ .‬وسبب إجازة الؿاتريدي تبدل السعادة‬
‫والشؼاوة‪ٕ :‬هنؿا مـ أفعال العباد ولقس يف تغقرهؿا تغقر لؿا كان مؽتقبا يف الؾقح‬
‫الؿحػقظ‪ .‬واستـؽر مشايخ الحـػقة مؼقلة مـ يؿـعقن تبدل الشؼاوة والسعادة‬
‫"يريدون إشعري ومـ وافؼف" وذكروا أن ذلؽ يمدي إلك إبطال الؽتب وإرسال‬
‫‪013‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫الرسؾ‪ ,‬وخالػفؿ إشعري‪ ,‬فؼال‪ :‬إن السعقد مـ سعد يف بطـ أمف‪ ,‬والشؼل مـ‬
‫شؼل يف بطـ أمف‪ .‬قال الخاصري‪ :‬إن إشاطرة قالقا‪ :‬إن أبا بؽر وطؿر كاكا مممـقـ‬
‫يف حال سجقدهؿا لؾصـؿ‪ ,‬وأن سحرة فرطقن كاكقا مممـقـ يف حال حؾػفؿ بعزتف‪.‬‬
‫‪ )17‬اتػؼقا طؾك جقاز رؤية اهلل يف أخرة‪ ,‬واختؾػقا يف الدلقؾ طؾقف‪ ,‬فذهب‬
‫الؿاتريدية إلك أن الدلقؾ طؾك ذلؽ سؿعل مستدل طؾقف بالؽتاب والسـة‪ ,‬أما‬
‫إشعري فقرى أن الدلقؾ طؼؾل ولؿ يرتض بعض إشاطرة رأي إمامفؿ‪ :‬كالرازي‬
‫فاكحازوا إلك رأي الؿاتريدية‪.‬‬
‫‪ )18‬واختؾػقا يف صػة البؼاء هلل‪ :‬هؾ هق باق ببؼاء زائد طؾك الذات أم أكف باق‬
‫بذاتف ٓ ببؼاء؟‪ ...‬فذهب إشعري وأكثر أصحابف إلك أن البؼاء صػة زائدة طؾك‬
‫الذات‪ ,‬وأيده بعض الؿاتريدية يف حقـ ذكر ابـ طذبة مخالػة إمام الحرمقـ‬
‫والؼاضل أبل بؽر لرأي إشعري‪ ,‬وأرجع أمدي يف أبؽار إفؽار أصؾ ققلفؿا‬
‫إلك الؿعتزلة‪.‬‬
‫‪ )19‬وذهب الؿاتريدية إلك أن صػة السؿع والبصر تتعؾؼ بؿا يصح أن يؽقن‬
‫ومبصرا‪ ,‬وذهب إشعري إلك أهنؿا يتعؾؼان بؽؾ مقجقد‪ ,‬يسؿع ويرى يف‬
‫ً‬ ‫مسؿق ًطا‬
‫إزل ذاتف العؾقة‪ ,‬ويسؿع فقؿا ٓ يزال ذوات الؽائـات كؾفا وجؿقع صػاهتا‬
‫القجقدية‪ .‬ورد الشقخ طؾل الؼاري ذلؽ بلكف ققل مجرد طـ إدلة وهق بدطة يف‬
‫الشريعة‪.‬‬
‫‪ )24‬ذهب الؿاتريدية إلك أن اإليؿان غقر مخؾقق‪ ,‬وذهب إشاطرة إلك أكف‬
‫مخؾقق‪ .‬قال الؽردري‪" :‬قال اإلمام محؿد بـ الػضؾ‪ :‬مـ قال اإليؿان مخؾقق ٓ‬
‫تجقز الصالة خؾػف‪ ,‬واتػؼقا طؾك أكف كافر‪ ,‬وبـاء طؾك ما كؼؾف الؽردري يصقر‬
‫فضال طـ أن يؽقكقا مـ الػرقة الـاجقة!‬
‫إشاطرة يف كظر الؿاتريدية غقر مسؾؿقـ ً‬
‫وإكـا لـعجب حقـ كجد ابـ طذبة وهق يروي لـا أن أول مـ قال بخؾؼ اإليؿان‬
‫أبق حـقػة كػسف‪ ,‬وأن الخالف يف هذه الؿسللة كاشكء بقـ أهؾ بخارى وسؿرقـد‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪014‬‬
‫وكالهؿا ماتريديقن‪.‬‬
‫‪ )21‬واختؾػقا يف إيؿان الؿؼؾد فاشرتط إشعري والباقالين واإلسػرايقـل‬
‫وإمام الحرمقـ طؾك الؿسؾؿ أن يعرف كؾ مسللة بلدلتفا كشرط لصحة إيؿاكف‪ ,‬وإٓ‬
‫كان كؿا يصػف الؼشقري "ساق ًطا طـ ســ الـجاة واق ًعا يف أسر الفالك" بقـؿا يـؽر‬
‫الؼشقري كػسف كسبة هذا الؼقل لألشعري ممكدً ا أن ذلؽ مـ مػرتيات الؽرامقة‬
‫طؾك اإلمام‪ .‬ويالحظ كؿا يف الروضة البفقة إكؽار الؼشقري كسبة الؿسائؾ التل ٓ‬
‫تتـاسب ومذهب إشاطرة إلك إشعري‪ ,‬ويعزو هذه الـسبة إلك مػرتيات‬
‫الؽرامقة‪.‬‬
‫رسال كساء واشرتصقا ذكقرة الـبل‪,‬‬
‫‪ )22‬وأكؽر الؿاتريدية أن يؽقن اهلل أرسؾ ً‬
‫أما إشاطرة فؾؿ يروا ذكقرة الـبل شر ًصا‪ ,‬بؾ صحت كبقة الـساء طـدهؿ بدلقؾ‬
‫ققلف تعالك‪ ( :‬ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ) [الؼصص‪.]7:‬‬
‫‪ )23‬واختؾػقا يف الؼدرة هؾ تصؾح لؾضديـ؟‪ ...‬فذهب الؿاتريدية إلك أهنا‬
‫تصؾح لؾضديـ‪ ,‬وذهب إشاطرة إلك أهنا ٓ تصؾح لؾضديـ‪ ,‬بؾ لؽؾ مـفؿا قدرة‬
‫طؾك حدة‪.‬‬
‫‪ )24‬واختؾػقا يف إطؿال التل حبطت بالردة هؾ تعقد بعد التقبة مـفا أم ٓ؟‬
‫فؼال الؿاتريدية ٓ تعقد‪ ,‬وخالػفؿ إشاطرة فؼالقا تعقد‪.‬‬
‫‪ )25‬واختؾػقا يف الؽػار هؾ يعاقبقن طؾك ترك الػروض والقاجبات بجاكب‬
‫الؽػر؟‪ ...‬فؼال الؿاتريدية‪ :‬يعاقبقن طؾك ترك آطتؼاد دون الػروض‪ ,‬وقال‬
‫إشاطرة‪ :‬يعاقبقن طؾك ترك العبادات زيادة طؾك طؼقبة الؽػر‪.‬‬
‫‪ ) 26‬واختؾػقا يف تقبة القلس‪ :‬هؾ هل مؼبقلة أم ٓ؟ فذهب الؿاتريدية إلك أهنا‬
‫مؼبقلة‪ ,‬وأن إيؿان القلس غقر مؼبقل‪ .‬وذهب إشاطرة إلك أن تقبة القلس ٓ تؼبؾ‬
‫كنيؿان القلس‪.‬‬
‫‪015‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫‪ ) 27‬وذهب الؿاتريدية إلك أن الشؿ والذوق والؾؿس لقسقا صػحة زائدة هلل‪,‬‬
‫بؾ هق كقع مـ العؾؿ يف حؼف‪ ,‬بدلقؾ أن ذلؽ اإلدراك يفؿ العروض بلمقر حادثة‬
‫يـزه اهلل طـفا‪ .‬وذهب إشاطرة إلك أن الؿؿاثؾة تثبت بآشرتاك حتك لق اختؾػا يف‬
‫وصػ ٓ تثبت الؿؿاثؾة‪ ,‬فاستـؽر الـسػل ذلؽ وقال‪ ٓ" :‬كؼقل ما يؼقل إشاطرة‬
‫مـ أكف ٓ مؿاثؾة إٓ بالؿساواة يف جؿقع الصػات"‪.‬‬
‫‪ ) 28‬واختؾػقا يف طصؿة إكبقاء‪ :‬فؿـع إشاطرة وققع الؽبائر مـ إكبقاء‬
‫سفقا‪ .‬ومـفؿ مـ مـع وققع شلء مـ ذلؽ مطؾ ًؼا‪,‬‬
‫مطؾ ًؼا‪ ,‬وجقزوا طؾقفؿ الصغائر ً‬
‫كاإلسػرايقـل والؼاضل طقاض الؿؽل‪ ,‬وهؿ بذلؽ مقافؼقن لؾؿاتريدية‪.‬‬
‫هناية الؿطاف أن هذه الخالفات العؿقؼة بقـ الػرقتقـ هل يف ذاهتا دلقؾ ضد كؾ‬
‫مـ يدطل أهنؿا الطائػة الـاجقة وهؿا الؿاتريدية وإشعرية‪.‬‬
‫فالػرقة الـاجقة لقست مركبة مـ فرقتقـ متـاحرتقـ يف العؼائد‪ ,‬وإكؿا هل صائػة‬
‫واحدة كؿا يف الحديث‪ ,‬ولقس مـ سؿاهتا تؼديؿ العؼؾ محؾ الـؼؾ وٓ التلويؾ يف‬
‫أسؿاء اهلل وصػاتف‪ ,‬وإكؿا تتؿقز الطائػة الـاجقة بلهنا تؼدم الـؼؾ طؾك العؼؾ مـ غقر‬
‫أن تعطؾ دور العؼؾ‪ ,‬فال تؼدم العؼؾ طؾك الـؼؾ طؾك الـحق الذي مضك طؾقف‬
‫الػالسػة والؿتؽؾؿقن والؿعتزلة وإشاطرة والؿاتريدية‪ .‬وٓ تؼدم الؼؾب‬
‫والؽشػ طؾك الـؼؾ كؿا يػعؾ الصقفقة والباصـقة‪[ .‬جـاية التلويؾ الػاسد طؾك‬
‫العؼقدة اإلسالمقة‪ ,‬لؿحؿد أحؿد لقح‪ ,‬ص‪ ,257‬كؼال مـ مقسقطف الػرق بؿققع‬
‫الدرر السـقة]‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪016‬‬

‫ج‪ :‬قؾـا ساب ًؼا‪ :‬إشعري الؽبقر أبق الحسـ ممسس الؿذهب = إشاطرة ٓ‬
‫يؼبؾقن بؿسللة رجعقه هنائ ًّقا‪ ,‬وأهؾ السـة والجؿاطة‪ :‬مـفؿ مـ قال‪ :‬رجع إلل السـة‬
‫الؿحضة‪ ,‬ومـفؿ مـ قال‪ :‬رجع يف كثقر‪ ,‬وكالهؿا يربهـ طؾك كالمف بالدلقؾ كؿا‬
‫سبؼ وذكركا ذلؽ ‪.‬‬
‫أما الجقيـل‪ ,‬والشفرستاين‪ ,‬والرازي‪ ,‬وغقرهؿ يؼال‪ :‬إهنؿ رجعقا ويـسب لفؿ‬
‫كالم يف ذلؽ مشفقر يف بطقن الؽتب والعؾؿ طـد اهلل‪ ,‬طػا اهلل طـا وطـفؿ‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬الضبب األٔه‪ :‬شعقرهؿ العؿقؼ بلن الؼرآن جاء مقاف ًؼا لؿا يف الػطرة مـ‬
‫إثبات صػات الؽؿال هلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬وإن كاكقا قد تقهؿقا أهنا تػقد التشبقف‪ ,‬فؿـ‬
‫أققالفؿ يف ذلؽ‪ :‬ققل الرازي يف ذكره ٕسباب إيراد الؿتشاتات يف الؼرآن‪ ,‬فؼال‪:‬‬
‫"الخامس‪ :‬وهق السبب إققى‪ :‬أن الؼرآن مشتؿؾ طؾك دطقة الخقاص‪ ,‬والعقام‬
‫تـبقا يف أكثر إمقر طـ إدراك الحؼائؼ العؼؾقة الؿحضة‪ ,‬فؿـ سؿع مـ العقام يف‬
‫أول إمر إثبات مقجقد لقس بجسؿ وٓ متحقز وٓ مشار إلقف‪ ,‬ضـ أن هذا طدم‬
‫محض فققع يف التعطقؾ‪ ,‬فؽان إصؾح أن يخاصبقا بللػاظ دالة طؾك بعض ما‬
‫يـاسب مؿا تخقؾقه وتقهؿقه‪ ,‬ويؽقن مخؾق ًصا بؿا يدل طؾك الحؼ الصريح‪,‬‬
‫فالؼسؿ إول‪ :‬وهق الذي يخاصبقن بف يف أول إمر يؽقن مـ باب الؿتشاتات‪,‬‬
‫والؼسؿ الثاين‪ :‬وهق الذي يؽشػ لفؿ يف آخر إمر وهق الؿحؽؿات" ا هـ‪.‬‬
‫الرازي بؽالمف هذا يحقم طؾك أن ما طـد الؿتؽؾؿقـ إكؿا حصؾ بالؿران طؾك‬
‫أققستفؿ وشبفاهتؿ العؼؾقة‪ ,‬وأن العقام ٓ يبؾغقن ذلؽ لؿخالػتف لؿؼتضك الػطرة‪,‬‬
‫‪017‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫وٓ يخػك كذلؽ ما ذكره مـ طبارات مجؿؾة يف كالمف الؿـؼقل‪ ,‬حقث استبدل‬
‫إلػاظ الشرطقة بعبارات فقفا كظر‪ ,‬وهذه إلػاظ الشرطقة هل القاردة يف الؼرآن‬
‫كؿا أشار يف مطؾع حديثف‪ ,‬وهل التل تقافؼ فطر الـاس‪.‬‬
‫‪ ‬الضبب الجاٌ٘‪ :‬شعقرهؿ العؿقؼ بلن أحاديث الصػات ٓ يؿؽـ تلويؾفا‪,‬‬
‫ومـ ذلؽ ققل الرازي كػسف طـد تعداده لألوجف الؿقجبة لرتك آستدٓل بلخبار‬
‫أحاد كؿا زطؿ فؼال‪" :‬إن إخبار الؿذكقرة يف باب التشبقف بؾغت مبؾ ًغا ً‬
‫كثقرا يف‬
‫طظقؿا يف تؼقية التشبقف‪ ,‬وإثبات أن إلف العالؿ يجري مجرى‬
‫ً‬ ‫العدد‪ ,‬وبؾغت مبؾ ًغا‬
‫إكسان كبقر الجثة طظقؿ إطضاء‪ ,‬وخرجت طـ أن تؽقن قابؾة لؾتلويؾ" ا هـ‪.‬‬
‫فؾؾسببقـ السابؼقـ كاكقا يردون الـصقص أو يبالغقن يف تحريػفا تعظق ًؿا‬
‫لجاكب العؼؾ‪ ,‬ثؿ لؿ يسؾؿ لفؿ العؼؾ‪ ,‬وهذا هق السبب الثالث‪.‬‬
‫‪ ‬الضبب الجالح‪ :‬إهنؿ قد طظؿقا جاكب العؼؾ جدً ا‪ ,‬ولؿ يراطقا حدوده‪ ,‬فؾؿا‬
‫تعؿؼقا شعروا بالؼصقر والحقرة والشؽ‪ ,‬فؾؿ يؽـ أمامفؿ إٓ الرجقع إلك الشرع‬
‫والتؿسؽ بف‪ ,‬وبؿا كان طؾقف سؾػ إمة‪ ,‬فالتؿسؽ بالشرع‪ٕ :‬كف قائؿ طؾك الحؼ‪,‬‬
‫وٕكف يدطق بليسر الطرق‪ ,‬وٕكف يدطق إلك التسؾقؿ وطدم التعؿؼ والتـطع‪,‬‬
‫والتؿسؽ بؿا كان طؾقف السؾػ‪ٕ :‬هنؿ الؿشفقد لفؿ بالخقرية‪[ .‬بتصرف مـ مـفج‬
‫أهؾ السـة والجؿاطة ومـفج إشاطرة ىف تقحقد اهلل‪ ,‬لخالد طبد الؾطقػ‪,‬‬
‫كؼال مـ مقسقطة الػرق بؿققع الدرر السـقة]‪.‬‬
‫‪ً ,674/2‬‬

‫‪ ‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪018‬‬

‫ج‪ :‬إولك أٓ يدرس الؿسؾؿ طؾقم الشريعة إٓ طؾك العؾؿاء الؿعروفقـ‬


‫بعؾؿفؿ‪ ,‬وسالمة اطتؼادهؿ‪ ,‬والبعد طـ الؿبتدطة والؿخالػقـ ٕهؾ السـة ومـفؿ‬
‫إشاطرة‪ ,‬وإمر يف هذا سفؾ وهلل الحؿد‪ ,‬فؼد أصبحت سبؾ التعؾؿ متاحة يف كؾ‬
‫إوقات لجؿقع الـاس‪ ,‬ففا هق طؾؿ طؾؿاء أهؾ السـة مقجقد بعدة وسائؾ‬
‫كالشريط اإلسالمل‪ ,‬وهذه الؽتب والؽتقبات الـافعة‪ ,‬وهذه الؿـتديات اإلسالمقة‬
‫طؾك اإلكرتكت‪ ,‬وهذه الؿقاقع اإلسالمقة الؿػقدة‪ ,‬فطرق الخقر وأبقاب العؾؿ سفؾة‬
‫طؾؿا‪.‬‬
‫مقسرة ‪ -‬وهلل الحؿد والؿـة ‪ -‬فالؾفؿ طؾؿـا ما يـػعـا واكػعـا بؿا طؾؿـا وزدكا ً‬
‫[مققع اإلسالم سمال وجقاب‪ ,‬إشراف الشقخ محؿد صالح الؿـجد]‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫ج ‪ :‬الؿعروف طـ قدامك إشاطرة أهنؿ ٓ يعتؼدون هذا آطتؼاد‪ :‬وإن كان أبق‬
‫الحسـ إشعري وغقره مـ الؼدامك ٓ يثبتقن العؾق‪ ,‬وقد يػسرون آستقاء‬
‫بالؼدرة‪ ,‬لؽـ ٓ يؼقلقن بالحؾقل‪ ,‬لؽـ الؿتلخرون ‪ -‬متلخرو إشاطرة ‪ -‬كالرازي‬
‫قالقا‪ :‬بـػل الـؼقضقـ طـ اهلل وهق أشد مـ الؼقل بالحؾقل‪ .‬فالرازي أشعري وهق‬
‫إمام الؿتلخريـ‪ ,‬وهق صاحب الؿصـػات الؿعروفة يف أصقل الديـ طؾك صريؼة‬
‫الجفؿقة كتاب إربعقـ وأساس التؼديس‪ ,‬ورد طؾقف شقخ اإلسالم ابـ تقؿقة ‪-‬‬
‫‪ -‬يف كتاب سؿاه‪" :‬تؾبقس الجفؿقة" يف مجؾدات ضخؿة وصؾت إلك ثؿان‬
‫رسائؾ دكتقراة‪ ,‬كؾفا يف الرد طؾك الرازي يف أساس التؼديس‪ ,‬كؾفا كققشت‪,‬‬
‫وسقطبع الؽتاب إن شاء اهلل‪[ .‬أجقبة مػقدة طـ أسئؾة طديدة‪ ,‬لؾعالمة طبد العزيز‬
‫بـ طبد اهلل الراجحل]‬
‫‪019‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫ومر معـا ققل الشقخ الؿـجد أكف قال‪ :‬إشاطرة الؿتلخريـ يؼقلقن‪ :‬اهلل لقس‬
‫فقق‪ ,‬وٓ تحت‪ ,‬وٓ خارج العالؿ‪ ,‬وٓ داخؾف‪[ .‬كؼال مـ مققعف اإلسالم سمال‬
‫وجقاب]‪.‬‬
‫وهـا كذكر ققل إشعري صاحب ( كتاب كؼض التدمرية‪ ,‬ص‪" )64‬فؼقل‬
‫إشاطرة إن اهلل ٓ داخؾ العالؿ وٓ خارجف"‪[ .‬كؼال مـ كتاب آكتصار لؾتدمرية‪,‬‬
‫ماهر أمقر‪ ,‬ص‪]678‬‬

‫‪ ‬‬

‫ج‪ :‬يجب ففؿ الـصقص مـ قرآن وسـف بػفؿ السؾػ الصالح‪ :‬الرسقل‪,‬‬
‫والصحابة‪ ,‬ومـ تبعفؿ بنحسان‪ .‬طـدما أخرب الرسقل الصحابف أن إمة سقف‬
‫تتػرق كؾفؿ طؾل ضالل إٓ واحدة فؼط ُسئؾ الرسقل اهلل ‪‬طـفا قال‪« :‬ما كان‬
‫طلوف الوقم أىا وأصحابك» (حسـف شقخ اإلسالم ابـ تقؿقة‪ ,‬وإلباكك‪ ,‬وغقرهؿا)‪.‬‬
‫وهل لقس بآسؿ أو الشؽؾ‪ ,‬ولؽـ هل مـ تتبع الؿـفج الذى حدده اهلل‬
‫ورسقلف فؼط‪ ,‬والصحابة ‪ -‬رضك اهلل طـفؿ وأرضاهؿ ‪ -‬كاكقا طؾك طؼقدة واحدة‬
‫ومـفج واحد‪ ,‬ولؿ يختؾػقا لسببقـ‪:‬‬
‫أول‪ :‬تؿسؽفؿ بالؼرآن والسـة بػفؿ الرسقل وبػفؿفؿ الذى أقره الرسقل ‪.‬‬
‫ً‬
‫ثاى ًوا‪ :‬ما كاكقا يعرفقن صـرق الؿتـلخريـ هنائ ًّقـا‪ ٓ ,‬فؾسـؾػة‪ ,‬وٓ طؾـؿ كـالم‪ ,‬وٓ‬
‫تؼــديؿ طؼــؾ طؾــك كؼــؾ‪ ,‬وٓ اتبــاع هــقى‪ ,‬وٓ غؾــق‪ ,‬وٓ تعصــب‪ ,‬وٓ تؼؾقــد‪ ,‬وٓ‬
‫ابتداع‪ ,‬وٓ تؿسؽ بؿتشابف‪ ,‬وٓ سقء ففؿ‪ ,‬وٓ كالم بدون دلقؾ وٓ غقره‪ ,‬والـدلقؾ‬
‫طؾــك هــذا‪ ,‬قــال تعــالك‪ ( :‬ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬
‫ﮑﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘ) [البؼرة‪ ]137:‬البؼرة ‪.137:‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪001‬‬
‫التفسور‪ :‬فنن أمـ الـاس بؿثؾ الذي آمـتؿ بف ( الصحابة )‪ ,‬مؿا جاء بف الرسقل‪,‬‬
‫فؼد اهتدوا إلك الحؼ‪ ,‬وإن أطرضقا فنكؿا هؿ يف خالف شديد‪ ,‬فسقؽػقؽؿ اهلل ‪-‬‬
‫شرهؿ ويـصركؿ طؾقفؿ‪ ,‬وهق السؿقع ٕققالؽؿ‪ ,‬العؾقؿ بلحقالؽؿ‪ .‬فالصحابة ومـ‬
‫اتبعفؿ بنحسان هؿ الذيـ شفد اهلل لفؿ بالرضك‪ ,‬وشفد لفؿ الرسقل بالخقرية‪ ,‬قال‬
‫اهلل تعالك‪ ( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ‬
‫ﭨ ﭩ ﭪ) [التقبة‪.]144:‬‬
‫يـ َي ُلقى َُه ْؿ» متػؼ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقال رسقل اهلل ‪َ « :‬خور الن ِ ِ‬
‫يـ َي ُلقى َُه ْؿ ُث َّؿ ا َّلذ َ‬
‫َّاس َق ْرىك ُث َّؿ ا َّلذ َ‬ ‫ُْ‬
‫طؾقف‪.‬‬
‫‪ٓ« :‬تؼؾ شقئًا لقس لؽ فقف سؾػ»‪.‬‬ ‫وقال اإلمام أحؿد ‪-‬‬
‫‪ٓ« :‬يصؾح آخر هذه إمة إٓ بؿا صؾح تا أولفا»‪.‬‬ ‫وقال اإلمام مالؽ ‪-‬‬
‫وقال احد السؾػ‪« :‬الخقر كؾ الخقر ىف اتباع مـ سؾػ‪ ,‬والشر كؾ الشر ىف‬
‫تؼؾقد مـ خؾػ»‪ ,‬غقر أهنؿ هؿ مـ كزل طؾقفؿ الؼرآن‪ ,‬وهؿ أفؼف الـاس وأطؾؿ‬
‫الـاس ‪ -‬رضك اهلل طـفؿ ومـ تبعفؿ بنحسان‪.‬‬
‫والصحابة ‪ -‬رضك اهلل طـفؿ وأرضاهؿ ‪ -‬هؿ مـ اجتؿعقا طؾك طؼقدة واحدة‪,‬‬
‫يؼقل الـبل ‪« :‬إن اهلل ل يجمع أمتل طلك ضةلة» رواه الرتمذي وغقره وصححف‬
‫إلباين‪.‬‬
‫‪« :‬أصقل السـة طـدكا التؿسؽ بؿا طؾقف‬ ‫قال اإلمام أحؿد بـ حـبؾ ‪-‬‬
‫أصحاب رسقل اهلل ‪ ‬وكؾ بدطة ضاللة» [أطالم الؿققعقـ]‪.‬‬
‫‪« :‬فنن الخقر ك َُؾ الخقر يف متابعة السـة والتؿسؽ‬ ‫وقال اإلمام الذهبل‬
‫»‪[ .‬سقر أطالم الـبالء‪.]252/17 ,‬‬ ‫تدي الصحابة والتابعقـ‬
‫‪« :‬وهؾ كجا مـ كجا إٓ باتباع ســ‬ ‫قال اإلمام أبق مظػر السؿعاين‬
‫الؿرسؾقـ‪ ,‬وإئؿة الفادية مـ إسالف الؿتؼدمقـ» اهـ‪ .‬أخرجف أبق الؼاسؿ يف‬
‫‪000‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫الحجة يف بقان الؿحجة(‪/1‬صـ‪[ .)398‬كؼال مـ كتاب‪ :‬العؼقدة الؿقسرة]‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫ج‪ :‬تذكر يف اإلجابة طؾك آمتحان طؼقدة إشاطرة‪ ,‬ثؿ تبقـ أن الحؼ خالففا‪,‬‬
‫وأكف طؼقدتؽ‪ ,‬وتذكر إدلة طؾك ذلؽ‪ ,‬وبذلؽ تربأ ذمتؽ إن شاء اهلل‪[ .‬فتاوى‬
‫الؾجـة الدائؿة الػتقى‪ ,‬رقؿ‪.]19584 :‬‬

‫‪ ‬‬

‫ج‪ :‬هاهـا قضقة جؾقؾة ٓبد مـ بقاهنا‪ ,‬وبالء طظقؿ ٓبد أن يدفع‪ ,‬وفتـة طؿقاء‬
‫ٓبد أن تؽشػ‪ ,‬فتـة أوشؽت أن تؿسؽ بزمام إمة فتؽؾفا وترديفا‪ ,‬أٓ وهك فتـة‬
‫الطعـ ىف طؾؿاء إمة وكربائفا والقققعة فقفؿ ٕمقر كبا قؾؿفؿ فقفا فلخطل‪ ,‬وضؾ‬
‫اجتفادهؿ فقفا فحاد طـ الصقاب‪ ,‬فنذا بشبقبة مـ أبـاء هذه إمة يسققفؿ (حداد)‬
‫ضال‪ ,‬يضؾؾقن همٓء إكابر ويبدطقهنؿ ثؿ يركضقن ىف صريؼ الضاللة حتك‬
‫يصؾقا إلك شػقر الـار‪ ,‬فقحرققا فقفا كتب أولئؽ إجؾة‪ ,‬أٓ ساء ما يصـعقن‪.‬‬
‫وقد فات همٓء الحدادية الغالة أن العؾؿ الؿؼرتن بالقرع التام وحسـ الؼصد‪,‬‬
‫شرط ٓزم لؾـاصح‪ ,‬ومبتغك الرد ومـ يريد الـؼد والتحذي‪ ,‬فالـاصح الـاقد ٓ‬
‫جاهال‪ ,‬والـاصح الـاقد لقس متب ًعا لؾظـ وما هتقى إكػس‪ ,‬والـاصح‬
‫ً‬ ‫يؽقن أبدً ا‬
‫الـاقد هق أبعد الـاس طـ التخؿقـات والسؿادير‪.‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪002‬‬
‫‪ -‬والـاصح الـاقد يجؿع بقـ بقان الحؼ ورحؿة الخؾؼ‪.‬‬
‫‪ -‬والـاصح الـاقد يفدف إلك إسؼاط الرأى ٓ آفرتاء طؾك ما رآه‪.‬‬
‫‪ -‬وجؿاع التؼقى والقرع ىف ذلؽ ‪ -‬أخك الؿسؾؿ ‪ -‬يؽقن ىف حػظ الؾسان‪,‬‬
‫وأكا أخك الحبقب سلكؼؾ لؽ جؿؾة وافرة مـ الـؼقٓت طـ أئؿة أهؾ السـة‬
‫والجؿاطة تبقـ لؽ أمقرا مفؿة مـفا‪:‬‬
‫‪ -‬أن العالؿ الذى طرف طـف حب السـة والدفاع طـفا والذى تجرى أصقلف‬
‫طؾك أصقل أهؾ السـة إذا زل أو أخطل‪ ,‬فنكا كغتػر قؾقؾ خطئة ىف كثقر صقابف‪ ,‬وٓ‬
‫يعـك ذلؽ أكـا لـ كحذر مـ ققلف‪ ,‬بؾ كحذر مـ ققلف وكحػظ لف قدره‪ ,‬وسقتبقـ لؽ‬
‫أيضا ‪ -‬أن العالؿ السؾػك ٓ يتبع بزلتف وٓ يتبع ىف زلتف‪.‬‬
‫مـ هذه الـؼقل ‪ً -‬‬
‫‪ ‬فدٌٔك ِذٓ الجم‪ ٛ‬املبارك‪ ٛ‬وَ الٍكٕه الضمفٗ‪ ٛ‬فاغتٍىّا ٔعد عمّٗا ٖدًا‪:‬‬
‫‪« :‬مذهب أهؾ السـة أكف ٓ إثؿ طؾك مـ‬ ‫قال شقخ اإلسالم ابـ تقؿقة ‪-‬‬
‫اجتفد وإن أخطل »‪[ .‬مجؿقع الػتاوى‪.]123/19 ,‬‬
‫وقال ‪« :‬وأما ما اجتفدوا فقف‪ :‬فتارة يصقبقن وتارة يخطئقن‪ ,‬فنذا اجتفدوا‬
‫وأخطلوا فؾفؿ أجر طؾك اجتفادهؿ‪ ,‬وخطمهؿ مغػقر لفؿ‪ ,‬وأهؾ الضالل يجعؾقن‬
‫الخطل واإلثؿ متالزمقـ‪ ,‬فتارة يغؾقن فقفؿ‪ ,‬ويؼقلقن‪ :‬إهنؿ معصقمقن‪ ,‬وتارة‬
‫يجػقن طـفؿ‪ ,‬ويؼقلقن‪ :‬إهنؿ باغقن بالخطل‪ .‬وأهؾ العؾؿ واإليؿان ٓ يعصؿقن‬
‫وٓ يمثؿقن»‪.‬‬
‫‪« :‬فالؿجتفد الؿستدل مـ إمام‪ ,‬وحاكؿ‪ ,‬وطالؿ‪ ,‬وكاضر‪,‬‬ ‫أيضا ‪-‬‬
‫وقال ‪ً -‬‬
‫ومـاضر‪ ,‬ومػت‪ ,‬وغقر ذلؽ‪ ,‬إذا اجتفد واستدل‪ ,‬فاتؼك اهلل ما استطاع‪ ,‬كان هذا هق‬
‫الذى كؾػف اهلل إياه‪ ,‬وهق مطقع هلل مستحؼ لؾثقاب إذا اتؼاه ما استطاع‪ ,‬وٓ يعاقبف‬
‫اهلل البتة‪ ,‬خالفا لؾجفؿقة الؿجربة‪ ,‬وهق مصقب بؿعـك أكف مطقع هلل‪ ,‬لؽـ قد يعؾؿ‬
‫الحؼ ىف كػس إمر‪ ,‬وقد ٓ يعؾؿف»‪[ .‬مـفاج السـة‪.]111/5 ,‬‬
‫‪003‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫‪« :‬لقس كؾ مـ اجتفد واستدل يتؿؽـ مـ معرفة الحؼ‪,‬‬ ‫أيضا ‪-‬‬


‫وقال ‪ً -‬‬
‫محظقرا‪ ,‬وهذا هق ققل الػؼفاء‬
‫ً‬ ‫ملمقرا أو فعؾ‬
‫ً‬ ‫وٓ يستحؼ القطقد إٓ مـ ترك‬
‫إئؿة‪ ,‬وهق الؼقل الؿعروف طـ سؾػ إمة‪ ,‬وهق ققل جؿفقر الؿسؾؿقـ‪ .‬وقد‬
‫يؽقن ذلؽ الخطل الؿغػقر لؾؿجتفد ىف أمر طؾؿل خربي‪ٓ :‬طتؼاد ثبقت الشكء‬
‫لدٓلة آية أو حديث»‪[ .‬مجؿقع الػتاوى‪.]213/19 ,‬‬
‫‪ :‬والخطل الؿغػقر ىف آجتفاد هق ىف‬ ‫وقال شقخ اإلسالم ابـ تقؿقة ‪-‬‬
‫كقطك الؿسائؾ‪ :‬الخربية والعؾؿقة ‪ ...‬كؿـ اطتؼد ثبقت شكء لدٓلة آية أو حديث‪,‬‬
‫وكان لذلؽ ما يعارضف‪ ,‬ويبقـ الؿراد ولؿ يعرفف‪ ,‬مثؾ ما اطتؼد أن الذبقح إسحاق‬
‫لحديث اطتؼد ثبقتف‪ ,‬أو اطتؼد أن اهلل ٓ يرى‪ ,‬لؼقلف‪ ( :‬ﭥ ﭦ ﭧ)‬
‫[إكعام‪ , ]143:‬ولؼقلف ‪ ( :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ)‬
‫[الشقرى‪ , ]51:‬كؿا احتجت طائشة تاتقـ أيتقـ طؾك اكتػاء الرؤية ىف حؼ الـبك‬
‫‪ ‬وإكؿا يدٓن بطريؼ العؿقم‪.‬‬
‫وكؿا كؼؾ طـ بعض التابعقـ أن اهلل ٓ يرى‪ ,‬وفسروا ققلف‪ ( :‬ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬
‫ﭝ ﭞ ﭟ ) [الؼقامة‪ ]23:‬بلهنا تـتظر ثقاب رتا كؿا كؼؾ طـ مجاهد وأبل صالح‪.‬‬
‫أو مـ اطتؼد أن الؿقت ٓ يعذب ببؽاء الحل‪ٓ :‬طتؼاده أن ققلـف‪ ( :‬ﯸ ﯹ ﯺ‬
‫ﯻ ﯼﯽ) [إكعام‪ ]164:‬يدل طؾـك ذلـؽ‪ ,‬وأن ذلـؽ يؼـدم طؾـك روايـة الـراوي‪:‬‬
‫ٕن السؿع يغؾط‪ ,‬كؿا اطتؼد ذلؽ صائػة مـ السؾػ والخؾػ‪.‬‬
‫أو اطتؼــد أن الؿقــت ٓ يســؿع خطــاب الحك‪ٓ:‬طتؼــاده أن ققلــف‪ ( :‬ﭩ ﭪ ﭫ‬
‫ﭬ) [الـؿؾ‪ ]84:‬يدل طؾك ذلؽ‪.‬‬
‫أو اطتؼد أن اهلل ٓ يعجب‪ ,‬كؿا أطتؼد ذلؽ تشريح‪ٓ :‬طتؼاده أن العجب إكؿا‬
‫يؽقن جفؾ السبب‪ ,‬واهلل مـزه طـ الجفؾ‪.‬‬
‫أو اطتؼد أن طؾ ًّقا أفضؾ الصحابة‪ٓ :‬طتؼاده صحة حديث الطقر ‪ ,‬وأن الـبك ‪‬‬
‫قال‪« :‬اللهؿ ائتنك بيحب الخلؼ إلوؽ‪ ،‬ييكؾ ممك مـ هذا الطور»‪.‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪004‬‬
‫أو اطتؼد أن مـ حبس لؾعدو وطؾؿفؿ بغزو الـبك ‪ ‬ففق مـافؼ‪ :‬كؿا اطتؼد‬
‫ذلؽ طؿر ىف حاصب قال‪« :‬دطـك أضرب طـؼ هذا الؿـافؼ»‪.‬‬
‫أو اطتؼد أن مـ غضب لبعض الؿـافؼقـ غضبة ففق مـافؼ‪ ,‬كؿا اطتؼد ذلؽ‬
‫أسقد بـ حضقر ىف سعد بـ طبادة‪ ,‬وقال‪« :‬إكؽ مـافؼ تجادل طـ الؿـافؼقـ»‪.‬‬
‫أو اطتؼــد أن بعــض الؽؾؿــات أو أيــات أهنــا لقســت مـــ الؼــرآن‪ٕ :‬ن ذلــؽ لــؿ‬
‫يثبت طـده بالـؼؾ الثابت‪ ,‬كؿا كؼؾ طـ غقر واحد مـ السؾػ أهنؿ أكؽروا ألػاضا مــ‬
‫الؼرآن‪ ,‬كنكؽار بعضفؿ‪ ( :‬ﮗ ﮘ) [اإلسراء‪ , ]23:‬وقال‪ :‬إكؿا هـل «ووصـك‬
‫بؽ»‪ ,‬وإكؽار بعضفؿ ققلف‪ ( :‬ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ) [آل طؿران‪ ]81:‬إكؿا هـق‬
‫مقثاق بـك إسرائقؾ وكذلؽ هل قراءة طبد اهلل‪.‬‬
‫وإكؽار بعضفؿ‪( :‬ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ) ‪ ,‬إكؿا هل «أو لؿ يتبقـ الذيـ‬
‫آمـقا»‬
‫وكؿا أكؽر طؿر طؾك هشام بـ الحؽؿ لؿا رآه يؼرأ سقرة الػرقان طؾك غقر ما‬
‫قرأها‪.‬‬
‫وكؿا أكؽر صائػة مـ السؾػ طؾك بعض الؼراء بحروف لؿ يعرفقها‪ ,‬حتك‬
‫جؿعفؿ طثؿان طؾك الؿصحػ اإلمام‪.‬‬
‫وكؿا أكؽر صائػة مـ السؾػ والخؾػ أن اهلل يريد الؿعاصك‪ٓ :‬طتؼادهؿ أن‬
‫معـاه‪ :‬أن اهلل يحب ذلؽ ويرضاه ويلمر بف‪.‬‬
‫وأكؽر صائػة مـ السؾػ والخؾػ أن اهلل يريد الؿعاصل‪ ,‬لؽقهنؿ ضـقا أن‬
‫اإلرادة ٓ تؽقن إٓ بؿعـك الؿشقئة لخؾؼفا‪ ,‬وقد طؾؿقا أن اهلل خالؼ كؾ شكء‪ ,‬وأكف‬
‫ما شاء اهلل كان‪ ,‬وما لؿ يشل لؿ يؽـ‪ ,‬والؼرآن قد جاء بؾػظ اإلرادة تذا الؿعـك‬
‫وتذا الؿعـك‪ ,‬لؽـ كؾ صائػة طرفت أحد الؿعـققـ وأكؽرت أخر"‪[ .‬مجؿقع‬
‫الػتاوى‪.]64-33/24 ,‬‬
‫‪005‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫قؾت " أحؿد "‪ :‬ولؽـ هذا آجتفاد الذى يرفع بف القزر‪ ,‬ويثبت بف إجر‬
‫لؾؿجتفد‪ ,‬هق ما كان واق ًعا مـ أهؾ آجتفاد‪ ,‬أما العقام فنهنؿ وإن زطؿقا اإلجتفاد‬
‫فؾقس لفؿ ذلؽ‪ٓ :‬فتؼارهؿ ٕدواتف‪ ,‬وإكؿا طؿؾفؿ‪ :‬الؼقل بالرآى الؿبـل طؾك‬
‫الظـقن والتخرصات وإهقاء‪.‬‬
‫‪" :‬وأئؿة الســة والجؿاطـة وآهـؾ العؾـؿ‬ ‫يؼقل شقخ اإلسالم ابـ تقؿقة ‪-‬‬
‫واإليؿان فقفؿ العؾؿ والعدل والرحؿة‪ ,‬فقعؾؿقن الحؼ الـذى يؽقكـقن فقـف مـقافؼقـ‬
‫لؾسـة سالؿقـ مـ البدطة‪ ,‬ويعدلقن مع مــ خـرج مـفـا ‪ -‬ولـق ضؾؿفـؿ ‪ -‬كؿـا قـال‬
‫تعـــالك ‪ ( :‬ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﮲‬
‫﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷﮸ ﮹ ﮺ ﮻ ﮼﮽) [الؿائــــدة‪ , ]8:‬ويرحؿــــقن‬
‫الخؾؼ فقريدون لفؿ الخقر والفدى والعؾؿ ‪ ,‬وٓ يؼصدون لفـؿ الشـر ابتـداء‪ ,‬بـؾ إذا‬
‫طاقبقهؿ وبقـقا خطلهؿ وجفؾفؿ وضؾؿفؿ كان قصدهؿ بـذلؽ بقـان الحـؼ ورحؿـة‬
‫الخؾؼ"‪.‬‬
‫وقال‪ :‬وإذا كظرت إلك الؿبتدطة بعقـ الؼدر والحقرة مستقلقة طؾقفؿ‪ ,‬والشقطان‬
‫مستحقذ طؾقفؿ رحؿتفؿ وترفؼت تؿ‪ ,‬أوتقا ذكاء وما أوتقا زكاء‪ ,‬وأططقا ففقما‬
‫وما أططقا طؾقما‪ ,‬وأططقا سؿعا وأبصارا وأفئدة ( ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬
‫ﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦ‬
‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ) [إحؼاف‪.]26 :‬‬
‫يؿثؾ هذا الخؾؼ العالل أبق أمامة الباهؾك ‪ -‬رضك اهلل طـف ‪ -‬لؿا رأى سبعقـ‬
‫رأسا مـ رؤوس الخقارج ‪ -‬وقد جزت وكصبت طؾك درج دمشؼ قال‪" :‬سبحان‬
‫اهلل! ما يصـع الشقطان ببـك أدم؟ كالب جفـؿ‪ ,‬شر قتؾك تحت ضؾ السؿاء‪ ,‬ثؿ بؽك‬
‫وقال‪ :‬إكؿا بؽقت رحؿة لفؿ حقـ رأيتفؿ كاكقا مـ أهؾ اإلسالم"‪ ,‬فإصؾ ىف‬
‫الؿسؾؿ الؿقآة والؿحبة‪ ,‬كؿا أن إصؾ ىف الؽافر الؿعاداة‪ ,‬غقر أن الؿبتدع‬
‫والػاسؼ يـؼص مـ مقآهتا بحسب جريرهتؿا‪ ,‬ولذلؽ يجتؿع ىف الؿسؾؿ حب‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪006‬‬
‫وبغض فقحب لؿا معف مـ إيؿان ويبغض لؿا اقرتفف مـ بدطف وطصقان‪.‬‬
‫قال شوخ اإلسةم‪ :‬وإذا اجتؿع ىف الرجؾ القاحد خقر وشر‪ ,‬وفجقر وصاطة‪,‬‬
‫وسـة وبدطة‪ ,‬استحؼ الؿقآة والثقاب بؼدر ما فقف مـ خقر‪ ,‬واستحؼ مـ الؿعاداة‬
‫والعؼاب بحسب ما فقف مـ شر‪ ,‬وفجقر وصاطة‪ ,‬وسـة وبدطة‪ ,‬استحؼ مـ الؿقٓة‬
‫والثقاب بؼدر ما فقف مـ الشر‪ ,‬فقجتؿع ىف الشخص القاحد مقجبات اإلكرام‬
‫واإلهاكة‪ :‬كالؾص الػؼقر تؼطع يداه لسرقتف ويعطك مـ بقت الؿال مايؽػقف لحاجتف‪,‬‬
‫وهذا هق إصؾ الذى اتػؼ طؾقف أهؾ السـة والجؿاطة [مجؿقع الػتاوى‪,‬‬
‫‪.]249/28‬‬
‫قال شوخ السةم بـ توموة‪« :‬مؿا يتعؾؼ تذا الباب أن يعؾؿ الرجؾ العظقؿ ىف‬
‫العؾؿ والديـ مـ الصحابة والتابعقـ ومـ بعدهؿ إلك يقم الؼقامة وأهؾ البقت‬
‫وغقرهؿ قد يحصؾ مـفؿ كقع مـ آجتفاد مؼرو ًكا بالظـ وكقع مـ الفقى الخػك‪,‬‬
‫فقحصؾ بسبب ذلؽ ما ٓيـبغك اتباطف فقف‪ ,‬وإن كان مـ أولقاء اهلل الؿتؼقـ‪ ,‬ومثؾ‬
‫هذا إذا وقع يصقر فتـة لطائػتقـ صائػة تعظؿف فرتيد تصقيب ذلؽ الػعؾ واتباطف‬
‫قادحا ىف وٓيتف وتؼقاه ىف بره وكقكف مـ أهؾ الجـة‬
‫طؾقف‪ ,‬وصائػف تذمف فتجعؾ ذلؽ ً‬
‫بؾ ىف إيؿاكف حتك تخرجف طـ اإليؿان‪ ,‬وكال هذيـ الطرفقـ فاسد‪ ,‬والخقارج‬
‫والروافض وغقرهؿ مـ أهؾ البدع وإهقاء دخؾ طؾقفؿ الداخؾ مـ هذا‪ ,‬ومـ‬
‫سؾؽ صريؼ آطتدال طظؿ مـ يستحؼ التعظؿ وأحبف ووٓه وأططك الحؼ حؼف‪,‬‬
‫فقعظؿ الحؼ ويرحؿ الخؾؼ‪ ,‬ويعؾؿ أن الرجؾ القاحد تؽقن لف حسـات وسقئات‪,‬‬
‫فقحؿد ويذم ويثاب ويعاقب ويحب مـ وجف ويبغض مـ وجف‪ ,‬وهذا هق مذهب‬
‫أهؾ السـة والجؿاطة خالفا لؾخقارج والؿعتزلة ومـ وافؼفؿ»‪[ .‬مجؿقع الػتاوى‪,‬‬
‫‪.]544-543/3‬‬
‫‪« :‬ومـ لف طؾؿ بالشرع والقاقع يعؾؿ قطعا أن الرجؾ‬ ‫قال ابـ القوؿ‬
‫الجؾقؾ الذى لف ىف اإلسالم قدم صالح وآثار حسـة وهق مـ اإلسالم وأهؾف بؿؽان‪,‬‬
‫‪007‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫قد تؽقن مـف الفػقة والذلة هق فقفا معذور‪ ,‬بؾ ملجقر‪ٓ :‬جتفاده‪ ,‬فال يجقز أن‬
‫يتبع فقفا‪ ,‬وٓ يجقز أن هتدر مؽاكتف وإمامتف ومـزلتف ىف قؾقب الؿسؾؿقـ» [إطالم‬
‫الؿققعقـ‪.]283/3 ,‬‬
‫‪ -‬ىف الؿدراج (‪ )44-39/2‬وقد أشار إلك‬ ‫وقال اإلمام بـ الؼقؿ ‪-‬‬
‫لبعض شطحات الؿخالػقـ‪« :‬وهذه الشطحات أوجبت فتـة طؾك صائػتقـ مـ‬
‫الـاس‪:‬‬
‫إحداهما‪ :‬حجبت تا طـ محاسـ هذه الطائػة‪ ,‬ولطػ كػسفؿ‪ ,‬وصدق‬
‫معامؾتفؿ‪ :‬فلهدروها ٕجؾ هذه الشطحات وأكؽروها غاية اإلكؽار وأساؤوا الظـ‬
‫تؿ مطؾ ًؼا‪ ,‬وهذا طدوان وإسراف‪ ,‬فؾق كان كؾ مـ أخطل أو غؾط ُترك جؿؾة‬
‫وأهدرت محاسـة لػسدت العؾقم والصـاطات والحؽؿ وكعطؾت معالؿفا ‪ »...‬ثؿ‬
‫‪ -‬الطائػة الؿضادة لؿا سبؼ وسؿاهؿ معتديـ معرضقـ ثؿ قال‬ ‫ذكر ‪-‬‬
‫والطائػة الثالثة ‪« :‬وهؿ أهؾ العدل واإلكصاف والذيـ أططقا كؾ ذى حؼ حؼف‬
‫وأكزلقا كؾ ذى مـزلة مـزلتف فؾؿ يحؽؿقا لؾصحقح بحؽؿ السؼقؿ الؿعؾقل وٓ‬
‫أيضا ‪-‬‬
‫لؾؿعؾقل السؼقؿ بحؽؿ الصحقح‪ ,‬بؾ قبؾقا ما يؼبؾ وردوا ما يرد» وقال ‪ً -‬‬
‫‪:‬‬ ‫ىف الؿدارج (‪ )198/1‬ىف سقاق ذكر ما أخذ طؾك أبك إسؿاطقؾ الفروى ‪-‬‬
‫«وٓ تقجب هذه الزلة مـ شقخ اإلسالم إهدار محاسـف وإساءة الظـ بف‪ ,‬فؿحؾف‬
‫مـ العؾؿ واإلمامة والؿعرفة والتؼدم ىف صريؼ السؾقك الؿحؾ الذى ٓيجفؾ وكؾ‬
‫أحد فؿلخقذ مـ ققلف ومرتوك إٓ الؿعصقم ‪ ‬والؽامؾ مـ ُطد خطمه وٓ سقؿا‬
‫ىف مثؾ هذا الؿجال الضـؽ‪ ,‬والؿعرتك الصعب الذى زلت فقف اقدام وضؾت فقف‬
‫أففام وافرتقت بالسالؽقـ فقف الطرقات وأشرفقا إٓ أقؾفؿ طؾك أودية الؿفؾؽات‪,‬‬
‫وكقػ ٓ وهق البحر الذى تجرى سػقـة راكبف ىف مقج كالجبال‪ ,‬والؿعرتك الذى‬
‫تضاءلت لشفقده شجاطتف إبطال وتحقرت فقف طؼقل ألباء الرجال‪ ,‬ووصؾت‬
‫الخؾقؼة إلك ساحؾف يبغقن ركقبف ‪..‬إلخ»‪.‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪008‬‬
‫وقد قال العالمة محؿد بـ العثقؿقـ ىف (شرح إربعقـ الـقوية‪ ,‬ص‪:)292‬‬
‫الضالٓت تـؼسؿ إلك بدع مؽػرة‪ ,‬وبدع مػسؼة‪ ,‬وبدع يعذر فقفا صاحبفا‪ ,‬ولؽـ‬
‫البدع الذى يعذر صاحبفا ٓتخرج طـ كقهنا ضاللة‪ ,‬ولؽـ يعذر صاحبفا طـ‬
‫مثال بحافظقـ معتؿديـ مقثؼقـ بقـ الؿسؾؿقـ‪,‬‬
‫تلويؾ وحسـ قصد‪ ,‬وأضرب ً‬
‫وهؿا‪ :‬الـقوى وابـ حجر ‪ -‬رحؿفؿا اهلل ‪-‬‬
‫فالنقوى ل ىشؽ أن الرجؾ ىاصح‪ ،‬وأن لف قدم ىف اإلسالم ويدل ذلؽ قبقل‬
‫مملػاتف حتك إكؽ ٓتجد مسجدً ا مـ مساجد الؿسؾؿقـ إٓ ويؼرأ فقف كتاب رياض‬
‫‪ -‬أخطل ىف تلويؾ آيات‬ ‫الصالحقـ‪ ,‬وهذا يدل طؾك الؼبقل‪ ,‬ولؽـف ‪-‬‬
‫الصػات حقث سؾؽ مسؾؽ الؿمولة ففؾ كؼقل الرجؾ مبتدع؟!‪ ...‬كؼقل ققلف‬
‫بدطف‪ ,‬ولؽـ هق غقر مبتدع‪ٕ :‬كف ىف الحؼقؼة متلول‪ ,‬والتلول إذا أخطل مع اجتفاده‬
‫فؾف أجر‪ ,‬فؽقػ كصػف بلكف مبتدع‪ ,‬وكـػر الـاس مـف والؼقل غقر الؼائؾ‪ ,‬فؼد يؼقل‬
‫اإلكسان كؾؿة الؽػر وٓ يؽػر‪ ,‬أرأيتؿ الرجؾ الذى أضؾ راحؾتف حتك أيس مـفا‬
‫وأضجع تحت شجرة يـتظر الؿقت فنذا بالـاقة طؾك رأسف فلخذ تا‪ ,‬وقال مـ شدة‬
‫الػرح‪« :‬اللهؿ أىت طبدى وأىا ربؽ» وهذه الؽؾؿف كؾؿة كػر لؽـ هق لؿ يؽػر قال‬
‫‪-‬‬ ‫الـبك ‪« :‬أخطي مـ شدة الفرح»‪ .‬أما الحافظ الثاكك‪ :‬ففق ابـ حجر ‪-‬‬
‫وحسب ما بؾغ طؾؿك متذبذب ىف القاقع أحقاكًا يسؾؽ مسؾؽ السؾػ‪ ,‬واحقا ًكا‬
‫يسؾؽ مسؾؽ التلويؾ التك هل ىف كظركا تحريػ‪ ,‬مثؾ‪ :‬هذيـ الرجؾقـ هؾ يؿؽـ‬
‫أن كؼدح فقفؿا؟!‪ ...‬أبد ًا‪ ,‬لؽــا ٓ كؼبؾ خطلهؿا‪ ,‬فخطمهؿا شلء واجتفادهؿا شئ‬
‫أخر‪ ,‬أققل هذا‪ٕ :‬كف كبتت كابتة قبؾ سـتقـ هتاجؿ هذيـ الرجؾقـ هجق ًما طـق ًػا‪,‬‬
‫وتؼقل يجب إحراق«فتح البارى» و «شرح صحقح مسؾؿ لؾـقوى» أطقذ باهلل كقػ‬
‫يجرؤ إكسان طؾك هذا الؽالم؟! لؽـف الغرور‪ ,‬واإلطجاب بالـػس‪ ,‬واحتؼار‬
‫أخريـ‪,‬‬
‫والبدطة الؿؽػرة أو الؿػسؼة ٓ كحؽؿ طؾك صاحبفا أكف كافر أو فاسؼ حتك‬
‫تؼقم طؾقف الحجة لؼقل اهلل‪ ( :‬ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ) [اإلسراء‪,]15 :‬‬
‫‪009‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫ولق كان اإلكسان يؽػر ولؿ تؼؿ طؾقف الحجة لؽان يعذب وقال اهلل‪( :‬ﭾ‬
‫ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ) [الـساء ‪,]165‬‬
‫وأيات ىف هذه كثقرة فعؾقـا أن كتئد وأٓ كتسرع وكؼقل لشخص أتك ببدطة واحدة‬
‫مـ آٓف الســ إكف مبتدع‪[ .‬التعؾقؼات الؿػقدة طؾك كتاب مـفج إشاطرة ىف‬
‫العؼقدة لسػر الحقالل‪ٕ ,‬بل ففر أحؿد بـ سالؿ الؿصري‪ ,‬ص‪.]34‬‬

‫‪ ‬‬

‫لؼد كاكت لشقخ اإلسالم ابـ تقؿقة مقاقػ إيجابقة مـ إشاطرة‪ ,‬أكصػفؿ‬
‫فقفا‪ ,‬وحؿد ما قامقا بف مـ الجفقد الؽبقرة يف الدفاع طـ اإلسالم‪ ,‬ولؽـ هذه‬
‫الؿقاقػ لؿ تؿـعف مـ الرد طؾك اكحرافاهتؿ وأخطائفؿ ومـاقشتفا بالتػصقؾ‪ ,‬وقد‬
‫بذل ‪ -‬رحؿة اهلل ‪ -‬يف ذلؽ جفق ًدا طظقؿة‪ ,‬وألػ فقف كت ًبا كثقرة‪ ,‬أرجع فقفا الػروع‬
‫إلك إصقل‪ ,‬والؿسائؾ الصغقرة إلك أصقلفا الؽبار‪ ,‬وبقـ الخؾػقات وإسباب‬
‫التل دطت همٓء إلك أن يؼقلقا بلققال ويعتؼدوا طؼائدهؿ الؿخالػة لؾؽتاب‬
‫والسـة‪ ,‬وقد كان لخربتف بلصقل أهؾ الضالل مـ الػالسػة والجفؿقة والؿعتزلة‬
‫ومعرفتف بؿداخؾ مذاهبفؿ‪ ,‬وكقػ يرتبقن الؿسائؾ بعضفا طؾك بعض‪ :‬أثر كبقر يف‬
‫ققة مـفجف‪ ,‬وغقصف يف حجبف‪ ,‬وإحراج خصقمف طـد الرد والؿـاقشة‪ ,‬وكان مـ‬
‫آثار ذلؽ أن كال مـف خصقمف‪ ,‬واطتربوه خصؿفؿ الؾدود‪ ,‬ولؿا لؿ يؼقوا طؾك‬
‫مـاقشتف ورد ما أتك بف مؿا يبفر العؼقل ويـقر السبقؾ لطالب الفدى‪ ,‬لجلوا إلك‬
‫أسالقب أخرى تبتعد طـ مـاقشة الحجة بالحجة والربهان بالربهان‪ ,‬مـ استعداء‬
‫وزورا‪ ,‬أو تشقيف ٕققالف وتصقيرها بصقرة‬
‫ً‬ ‫لؾسؾطة‪ ,‬أو رمقف بؿا هق بريء مـف كذ ًبا‬
‫تـػر مـفا كػقس طامة الـاس كؿا فعؾ أشقاخفؿ مـ قبؾ مع أشقاخ أهؾ السـة حقـ‬
‫رمقهؿ بالحشق والتشبقف وغقر ذلؽ مؿا هق مسطر مشفقر يف كتبفؿ‪ ,‬ولؽـ ذلؽ‬
‫لؿ يثـ طزم شقخ اإلسالم ‪ -‬كؿا لؿ يثـ شققخ أهؾ السـة قبؾف‪ -‬طـ أن يبقـ لؾـاس‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪021‬‬
‫الحؼ‪ ,‬ويرد الباصؾ الذي جاء بف أهؾ الؽالم والػؾسػة مـ إشاطرة وغقرهؿ‪.‬‬
‫كبقرا‪ ,‬ويؽػل كؿثال طؾك‬
‫وقد كان اهتؿام شقخ اإلسالم بالرد طؾك إشاطرة ً‬
‫ذلؽ‪ :‬أن كتابقـ مـ أكرب كتبف أفردهؿا يف الرد طؾقفؿ‪ ,‬وهؿا كتاب كؼض أساس‬
‫التؼديس‪ ,‬ودرء تعارض العؼؾ والـؼؾ‪ ,‬إضافة إلك الؽتب العديدة التل أفردها يف‬
‫ذلؽ‪[ .‬مققػ ابـ تقؿقة مـ إشاطرة‪ ,‬لؾدكتقر طبد الرحؿـ الؿحؿقد‪]211/3 ,‬‬

‫‪ ‬‬

‫الرد طؾك أهؾ إهقاء لقس شرصًا يف صحة مذهب الؼائؾ بف‪ ,‬وقد يؽقن مؿـ‬
‫‪ -‬يف‬ ‫رد طؾك بعض الػرق مـ وقع يف بعض مؼالتفؿ‪ ,‬فؿثالً ابـ الجقزي ‪-‬‬
‫الؿـتظؿ ويف غقره مـ الؽتب يفاجؿ إشعرية هجق ًما طـق ًػا‪ ,‬وابـ رشد يفاجؿ‬
‫إشعرية هجق ًما طـق ًػا ‪ ,‬فؾق وجدكا هذا الؽالم طـ ابـ رشد‪ ,‬ففؾ كؼقل‪ :‬إكف مـ‬
‫أهؾ السـة والجؿاطة‪ٕ :‬كف يفاجؿ إشاطرة؟‪ ,ٓ ...‬هق لقس كذلؽ‪ ,‬فابـ رشد‬
‫هذا شر مـ إشاطرة‪ ,‬ففؿ أقرب إلقـا مـف مع مفاجؿتف لفؿ‪ٕ :‬كف يؼقل ققل‬
‫الػالسػة الذيـ هؿ أبعد الػرق يف آكحراف حسب دوائر آكحراف والؽػر‪.‬‬
‫[التؽػقر وضقابطف‪ ,‬لسػر الحقالل‪ ,‬ص‪]338‬‬

‫‪ ‬‬

‫ٓ أطؾؿ خال ًفا بقـ أهؾ السـة يف طدم تؽػقر إشاطرة‪ ,‬ففؿ مسؾؿقن أهؾ قبؾف‬
‫كرجقا مـ اهلل أن يفديفؿ إلل الصقاب‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪020‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫فنن أهؾ السـة لؿ يؽػروا إشاطرة مع أهنؿ يحرفقن الصػات الخربية ‪ -‬أي ما‬
‫طدا الصػات السبع ‪ -‬والؿاكع مـ ذلؽ وجقد التلويؾ الذي يسقغ يف لسان العرب‪,‬‬
‫ٍ‬
‫جحقد وتؽذيب‪ ,‬بؾ إكؽار تلويؾ سائغ يف‬ ‫فنكؽارهؿ لبؼقة الصػات لقس إكؽار‬
‫لسان العرب‪ ,‬وٓ يػفؿ مـ ذلؽ أكـا كربئفؿ مـ هذه الؿزالؼ الخطقرة التل وقعقا‬
‫فقفا‪ ,‬بؾ الؿؼصقد أن كبقـ لؿاذا لؿ يؽػرهؿ أهؾ السـة‪[ .‬إتحاف أهؾ إلباب‬
‫بؿعرفة التقحقد والعؼقدة يف سمال وجقاب‪ ,‬لؾشقخ ولقد بـ راشد السعقدان‪,‬‬
‫‪]176/3‬‬

‫‪ ‬‬

‫الجقاب‪ :‬هق كغقره مـ التػاسقر‪ ,‬والصابقين معؾقم أكف طؾك طؼقدة إشاطرة‪,‬‬
‫ولؽـ لؽقكف يف هذه البالد التل ضفر فقفا مذهب أهؾ السـة لؿ يستطع أن يػصح‬
‫بعؼقدتف كؿا أفصح إولقن بعؼقدهتؿ مـ إكؽار آستقاء وصػة العؾق‪ ,‬والصػات‬
‫ضاهرا‪,‬‬
‫ً‬ ‫تلويال‬
‫ً‬ ‫الػعؾقة‪ ,‬وتلويؾ الرحؿة والؿحبة والغضب والرضا وما أشبف ذلؽ‬
‫وتلويؾ صػات القجف والقد والساق وما أشبف ذلؽ‪ ,‬ففق يـؽر هذه الصػات‪,‬‬
‫وتلويؾف لفا تلويؾ خػل ٓ يتػطـ لف‪ ,‬أما الؿتؼدمقن مـ إشاطرة مثؾ‪ :‬الرازي‪ ,‬و‬
‫البقضاوي‪ ,‬والـسػل‪ ,‬وكحقهؿ‪ ,‬فنهنؿ يصرحقن بالتلويؾ‪ ,‬ويردون ذلؽ ر ًدا‬
‫واضحا‪.‬‬
‫ً‬
‫جاهال بلمقر العؼقدة يـبغل أن‬
‫ً‬ ‫وبؽؾ حال فػقف فقائد‪ ,‬ولؽـ الذي يؽقن‬
‫يتجـب ما فقف مـ إمقر التل فقفا شلء مـ الؿخالػة يف العؼقدة‪ ,‬أو يؼرأه طؾك‬
‫طالؿ حتك يـبفف طؾك إخطاء العؼدية التل فقف‪[ .‬دروس اطتؼاد أهؾ السـة‪,‬‬
‫الدرس‪ ,12 :‬لؾشقخ طبد اهلل بـ طبد الرحؿـ بـ طبد اهلل بـ جربيـ]‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪022‬‬
‫قؾت‪ :‬هذا يف كتاب مشفقر ولعؾؽ أخل الؼارئ ما كـت تدري قبؾ هذا‬
‫الجقاب أن الؽتاب السابؼ صاحبف مـ إشاطرة‪ ,‬وهذا يجعؾـا قبؾ أن كؼرأ الؽتاب‬
‫كسلل طؾل صاحبف‪ ,‬وطؼقدتف‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫بعض إشاطرة يؽػرون أهؾ السـة بدطقي أهنؿ حشقية مجسؿف مؿثؾة‪,‬‬
‫وبعضفؿ يؽذبقن طؾقفؿ ويدلسقن‪ ,‬كعقذ باهلل مـ هذه إفعال الشـقعة‪.‬‬
‫قال صاحب الحقاشل طؾك شرح الؽربى لؾسـقسل (ص‪« :)62‬ابـ تقؿقة‬
‫الحـبؾل الؿشفقر زكديؼ وبغضف لؾديـ وأهؾف ٓ يخػل»‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫اطؾؿ ‪ -‬رحؿؽ اهلل ‪ -‬أن كؾ الػرق التك اكحرفت ىف أصقل الديـ الؽؾقة‬
‫والجزئقة اختؾػت مع أهؾ السـة والجؿاطة يف باب إسؿاء والصػات‪ ,‬ولذلؽ‬
‫يجب طؾقـا أن كػفؿ معتؼد السؾػ الصالح حتك ٓ كضؾ الطريؼ وهذه أربع ققاطد‬
‫بإدلة لػفؿ باب إسؿاء والصػات‪ ,‬وهل‪:‬‬
‫‪ ‬الكاعد‪ ٚ‬األٔىل‪:‬‬
‫كثبث ما أثبتف اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬لـػسف أو أثبتف رسقلف ‪ ‬بػفؿ السؾػ الصالح‬
‫فؼط‪ .‬والدلوؾ‪ :‬ققل اهلل تعالك‪( :‬ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ) [البؼرة‪]144:‬‬
‫‪023‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫وققل الرسقل ‪َ ..« :‬ف َيىَا‪َ ،‬واهللِ‪َ ،‬أ ْط َل ُمك ُْؿ بِاهللِ‪َ ،‬و َأ ْت َقاك ُْؿ َل ُف» متػؼ طؾقف‪.‬‬
‫‪ ٓ :‬يقصػ اهلل إٓ بؿا وصػ بف كػسف‪ ,‬أو‬ ‫وقال اإلمام أحؿد بـ حـبؾ ‪-‬‬
‫وصػف بف رسقلف‪ ٓ ,‬يتجاوز الؼرآن والحديث‪ ,‬والؿثال والتطبقؼ العؿؾك‪ :‬يسلل‬
‫صػات هلل ‪َ -‬طز‬
‫ٌ‬ ‫سائؾ هؾ يقصػ اهلل بالؿحبة؟‪ ...‬كؼقل كعؿ الحب والؿحبة‪,‬‬
‫ِ‬
‫اختقاري ٌة ثابت ٌة بالؽتاب والسـة واإلجؿاع‪ .‬الدلقؾ مـ الؽتاب ققلف‬ ‫وجؾ ‪ -‬فِ ْعؾِق ٌة‬
‫َ‬
‫تعالك‪( :‬ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ) [الؿائدة‪.]54:‬‬
‫الدلوؾ مـ السنة حديث سعد بـ أبل وقاص ‪« :◙ -‬إن اهلل يحب العبد‬
‫التؼل‪ ,‬الغـل‪ ,‬الخػل» رواه مسؾؿ(‪.)2965‬‬
‫الدلوؾ مـ اإلجماع ‪:‬‬
‫وجؾ‪ ,‬ويؼقلقن‪:‬‬
‫أهؾ السـة والجؿاطة يثبتقن صػة الحب والؿحبة هلل ‪َ -‬طز َ‬
‫وجؾ‪ ,‬طؾك ما يؾقؼ بف‪ ,‬ولقس هل إرادة الثقاب‪ :‬كؿا يؼقل‬
‫هل صػة حؼقؼقة هلل َطز َ‬
‫الؿمولة كؿا يثبت أهؾ السـة ٓزم الؿحبة وأثرها‪ ,‬وهق إرادة الثقاب وإكرام مـ‬
‫يحبف سبحاكف قال شقخ اإلسالم ابـ تقؿقة يف إن الؽتاب والسـة وإجؿاع الؿسؾؿقـ‬
‫أثبتت محبة اهلل لعباده الؿممـقـ ومحبتفؿ لف (مجؿقع الػتاوى ‪ :)354 /2‬وهذة‬
‫الؼاطدة كرد تا طؾك مـ يـػقن الصػات‪ٕ :‬ن اهلل أطؾؿ بـػسف مـفؿ‪ ,‬وهق ثبت لـػسف‬
‫صػات وسبحان اهلل يثبقن لؾؿخؾقق الؽؿال وهلل الـؼص!!‬
‫أو يحرفقن ففؿ أيات‪ٕ :‬ن اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬أطؾؿ بؿا يـزل فؾق كان الظاهر غقر‬
‫مراد لجاء البقان بذلؽ‪ .‬أو يػقضقن تػقيض الؿعـك لؾصػات‪ٕ :‬ن اهلل ‪ -‬تعالك ‪-‬‬
‫وصػ كتابف بلكف تبقان لؽؾ شلء فؼال‪ ( :‬ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ)‬
‫[الـحؾ‪ ,]89:‬وكالم اهلل كزل بالعربقة‪.‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪024‬‬

‫‪ ‬الكاعد‪ ٚ‬الجاٌٗ‪:ٛ‬‬
‫كـػك ما كػاه اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬طـ كػسف أو كػاه رسقلف ‪ ‬بػفؿ السؾػ الصالح‬
‫فؼط‪.‬‬
‫والدلوؾ ‪ :‬ققلف تعالك ( ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ)‬
‫[الشقرى‪ ,]11:‬وققلف تعالك‪ ( :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ)‬
‫[الـحؾ‪ .]64:‬والؿثال والتطبقؼ العؿؾك ‪ :‬يسلل سائؾ هؾ صػات اهلل مثؾ صػات‬
‫الؿخؾقققـ؟‬
‫كؼقل كال لؼقلف تعالك‪ ( :‬ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ)‪ ,‬وققلف‪:‬‬
‫( ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ) [مريؿ‪ ,]65 :‬وهذه الؼاطدة كرد تا طؾك مـ شبف أو جسؿ‬
‫صػات اهلل بصػات البشر فؽقػ تشبف الخالؼ بالؿخؾقق!‬
‫‪ ‬الكاعد‪ ٚ‬الجالج‪:ٛ‬‬
‫كسؽت طؿا سؽت طـف اهلل ورسقلف فؼط‪ ,‬والدلقؾ‪ :‬ققل اهلل‪ ( :‬ﯦ ﯧ ﯨ‬
‫ﯩ ) [صف ‪ ,]114‬أى‪ :‬إن إصؾ أكـا ٓ كعرف شق ًئا طـ أسؿاء اهلل وصػاتف إٓ طـ‬
‫صريؼ القحل‪ٕ :‬ن إسؿاء والصػات تقققػقة بإجؿاع‪ ,‬ولؼقل رسقل اهلل «مـ‬
‫أحدث يف أمرىا هذا ما لوس منف فهق رد»‪ .‬أخرجف الشقخان يف صحقحقفؿا‪.‬‬
‫‪ :‬ما لؿ يرد بف الخرب إن طؾؿ اكتػاؤه كػقـاه‪ ,‬وإٓ سؽتـا‬ ‫قال شقخ اإلسالم‬
‫طـف فال كثبت إٓ بعؾؿ وٓ كـػل إٓ بعؾؿ‪ ...‬فإقسام ثالثة‪ :‬ما طؾؿ ثبقتف أثبت‪ ,‬وما‬
‫طؾؿ اكتػاؤه كػل‪ ,‬وما لؿ يعؾؿ كػقف وٓ إثباتف سؽت طـف‪ ,‬هذا هق القاجب‪,‬‬
‫والسؽقت طـ الشلء غقر الجزم بـػقف أو ثبقتف [شرح أصقل اطتؼاد أهؾ السـة‪,‬‬
‫لاللؽائك‪]431/16 ,‬‬
‫والمثال والتطبوؼ المملك‪ :‬يسيل سائؾ ما هل كوفوة صفات اهلل؟‬
‫كؼقل‪ :‬اهلل أطؾك وأطؾؿ‪ ,‬وٓ كثبت شئ لؿ يثبتف الؼرآن والسـة‪ ,‬وكسؽت لؼقل‬
‫‪025‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫اهلل تعالك‪ ( :‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ‬


‫ﯿ) [اإلسراء‪.]36:‬‬
‫وقال ابـ مسعقد ◙‪« :‬مـ طؾؿ فؾقؼؾ‪ ,‬ومـ لؿ يعؾؿ فؾقؼؾ‪ :‬اهلل أطؾؿ‪ ,‬فنن‬
‫مـ العؾؿ أن يؼقل لؿا ٓ يعؾؿ‪ ٓ :‬أطؾؿ‪ :‬فنن اهلل قال لـبقف ‪( :‬ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬
‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ) [ص‪( .]86:‬متػؼ طؾقف)‪.‬‬
‫فـحـ كثبت الصػات‪ٕ :‬ن اهلل تؽؾؿ طـفا‪ ,‬والرسقل تؽؾؿ طـفا‪ ,‬وكسؽت طـ‬
‫كقػقة الصػات‪ٕ ,‬ن اهلل سؽت طـفا والرسقل سؽت طـفا‪ .‬وهذه الؼاطدة كرد تا‬
‫طؾك أهؾ (التؽققػ) وهق‪ :‬جعؾ الشلء طؾك حؼقؼة معقـة مـ غقر أن يؼقدها‬
‫بؿؿاثؾ‪ ,‬ولؿـ يصػقن كقػقة الصػات أو يسللقن طـفا ‪ -‬سبحان اهلل ‪ -‬تخرب بشئ‬
‫لؿ يخرب بف اهلل أو رسقلف‪ ,‬وكذلؽ كرد تا طؾك مـ يـػقن او يثبقت صػات لؿ يثبتفا‬
‫اهلل أو يـػقفا‪.‬‬
‫‪ ‬الكاعد‪ ٚ‬الزابع‪:ٛ‬‬
‫التققػ يف إلػاظ الؿجؿؾة التل لؿ يرد إثباهتا وٓ كػقفا‪.‬‬
‫أما معـاها‪َ :‬ف ُق ْستػصؾ طـف‪ ,‬فنن أريد بف باصؾ ُيـَزه اهلل طـف‪ُ :‬رد‪ ,‬وإن أريد بف حؼ‬
‫يدل طؾك الؿعـك الصقاب مـ إلػاظ الشرطقة‪,‬‬ ‫ٓ يؿتـع طؾك اهلل‪ُ :‬قبِ َؾ‪ ,‬مع بقان ما ُّ‬
‫والدطقة إلك استعؿالف مؽان هذا الؾػظ الؿجؿؾ الحادث‪[ .‬التدمرية‪,65 /‬‬
‫مجؿقع الػتاوى‪ 299 /5 ,‬و‪]36/6‬‬
‫المثال والتطبوؼ المملك‪ :‬سائؾ يسيل هؾ هلل (الجهة)؟‬
‫كتققػ يف إثباهتا وكػقفا‪ ,‬وكسلل قائؾفا‪ :‬ماذا تعـل بالجفة؟ فنن قال‪ :‬أطـل أكف يف‬
‫مؽان يحقيف قؾـا‪ :‬هذا معـك باصؾ ُيـَزه اهلل طـف‪ ,‬ورددكاه‪ ,‬وإن قال‪ :‬أطـل جفة العؾق‬
‫الؿطؾؼ‪ُ :‬ق ْؾـا‪ :‬هذا حؼ ٓ يؿتـع طؾك اهلل وقبؾـا مـف الؿعـك‪ ,‬وقؾـا لف‪ :‬لؽـ إولك‬
‫أن تؼقل‪ :‬هق يف السؿاء‪ ,‬أو يف العؾق‪ :‬كؿا وردت بف إدلة الصحقحة‪ ,‬وأما لػظة‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪026‬‬
‫(جفة)‪ :‬ففل مجؿؾة حادثة‪ ,‬إولك تركفا‪ .‬وهذه الؼاطدة كرد تا طؾك أهؾ الؽالم‬
‫والػؾسػة وأهؾ البدع‪[ .‬مـ كتاب العؼقدة الؿقسرة لؾؿملػ]‬

‫خارجا طـ مذهب (أهؾ السـة‬


‫ً‬ ‫أي‪ :‬هؾ هـاك طؼائد أساسقة مـ خالػفا كان‬
‫والجؿاطف إشاطرة والؿاتردية بزطؿفؿ)‬
‫وهذا السًال يتفرع طنف سًلن آخران يتملقان بصلب الكتاب‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫هؾ يستحؼ ابـ تقؿقة تشـقع الـاقض وإشاطرة يف الؿسائؾ التل اختارها‬
‫وكصرها؟‪...‬‬
‫وهؾ كؾ مـ خالػ يف هذه المسائؾ يماملقىف بالتشنوع ىفسف والتبديع ىفسف بؾ‬
‫التكفور ىفسف كما فملقا مع الشوخ اإلمام؟‬
‫جقاب كؾ ما سبؼ = ٓ‪ .‬فال مذهب واضح الؿالمح هـالؽ يدطك بالؿذهب‬
‫إشعري بالؿعـك الذي تقحل بف هذه الـسبف‪ ,‬إذ لقس مذه ًبا لف أققال كؾقة وأصقل‬
‫خارجا طـ الحؼ الذي يعـقكف لف بـإشعرية خال ًعا‬
‫ً‬ ‫رئقسة مـ خالػفا كان مبتد ًطا‬
‫لؼؿقص أحؼقة آكتساب إلقفؿ وإلل السـة‪ ,‬وٓ يؿؾؽقن التشـقع طؾل ابـ تقؿقة‬
‫البتف ٕجؾ الؿسائؾ التل اختارها وزطؿقا أكف خالػ تا مذهب إشاطرة‬
‫والؿاتردية أهؾ السـة بزطؿفؿ ‪ -‬حتل يحددوا لـا هذا الؿذهب ومؼقٓتف‬
‫ويسـدوها إلل أئؿتفؿ إوائؾ طؾل أقؾ تؼدير كل كستطقع محاكؿة ابـ تقؿقة‬
‫ومؼآتف طؾل ضقئفا‪ ,‬ثؿ محاكؿة غقره مـ إشاطرة كذلؽ لـرى هؾ التزمقها يف‬
‫محاكؿة مـ يـتسب إلقفؿ ويرتأسفؿ ويلتؿقن بف يف كبقر الؿسائؾ وصغقرها؟‬
‫أم غضقا الطرف طؿـ خالػ هذه إصقل وتػرغقا ٓبـ تقؿقة تحديدً ا!‬
‫فنن القاقع يثبت أهنؿ لؿ يؽقكقا صادققـ مع أكػسفؿ‪ ,‬ولؿ يطردوا غقرهتؿ طؾل‬
‫هذه الؿسائؾ السـقة بزطؿفؿ‪ ,‬فسؽتقا طؿـ خالػ فقفا مـ أصحاتؿ‪ ,‬بؾ طؿـ‬
‫‪027‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫خالػ فقؿا هق أطظؿ مـفا‪ ,‬ولؿ يخرجقه مـ مسؿل أهؾ السـة أو إشاطرة بؾ‬
‫أزطؿ أن همٓء الؿتلخريـ غقر قادريـ طؾك إخراج الؿعتزلة مـ مسؿك السـة الذيـ‬
‫يتدثرون بف الققم إذ لؿ يػاصؾفؿ الؿعتزلة بشئ إٓ وقال بف كبار مـفؿ بعد ذلؽ‪ ,‬أو‬
‫جعؾقه مـ قبقؾ الخالف الؾػظل‪ :‬كنثبات الصػات‪ ,‬ورؤية اهلل‪ ,‬وتلثقر الؼدرة‬
‫الحادثة‪ ,‬والؼقل بخؾؼ الؼرآن‪.‬‬
‫ومـ كان تذه الؿثابة فؾقس لف أن يسطر حر ًفا يف الـؼض طؾك ابـ تقؿقة أو‬
‫التشـقع طؾقف تذه قبؾ أن يبقـ الؿذهب الذي يدطقكا إلقف ويحاكؿ أصحابة الذيـ‬
‫خالػقا هذا الؿذهب تطبق ًؼا ٓتساق مـفجف‪ ,‬كل ٓ يري الؼاصل والداين طقاره‬
‫وتـاقضف وتحؽؿف‪.‬‬
‫ٔإلٗك ِذا املختصز الذ‪ٖ ٙ‬بني املضائن اليت قاه بّا ابَ تٗىٗ‪ٔ ٛ‬غريٓ ٔافكْ فّٗا‪:‬‬
‫المسيلة = العؾق الحؼقؼل والصػات الخربية‪ :‬القد‪ ,‬والقجف‪ ,‬وغقر ذلؽ = قال‬
‫تذا الؿعتؼد ‪ :‬ابـ كالب‪ ,‬والؿحاسبل‪ ,‬وإشعري‪ ,‬وأبق الحسـ الطربي‪ ,‬وابـ‬
‫مجاهد‪ ,‬والباقالين‪ ,‬والؼاضل طبد القهاب‪ ,‬ولؿ يعرف الخالف يف هذه الؿسللة‬
‫طـد الؽالبقة ومتؼدمل إشعرية طؿق ًما‪.‬‬
‫المسيلة = إثبات الؽالم الؾػظل صػة اهلل = قال تذا الؿعتؼد‪ :‬الشفرستاين‪,‬‬
‫واإليجل الؽستؾل‪ ,‬والؿرطشل‪ ,‬والعصام‪ ,‬وطبد الؽريؿ الؿدرس‪ ,‬وجقزه‬
‫أمدي‪ ,‬ومال أحؿد‪ ,‬ورمضان أفـدي‪ ,‬والجرجاين‪.‬‬
‫المسيلة = تعؾقؾ إفعال = قال تذا الؿعتؼد‪ :‬التػتاري‪ ,‬والشاصبل‪ ,‬والطاهر‬
‫بـ طاشقر‪ ,‬ومحؿد أبق دققؼة‪ ,‬والؽؾـبقي‪ ,‬وطؿقم الؿاتريدية‪.‬‬
‫المسيلة = التحسقـ والتؼبقح العؼؾققـ = قال تذا الؿعتؼد‪ :‬أثبتف الجقيـل‬
‫والرازي يف الشاهد‪ ,‬وقال بف أبق بؽر الؼػال الشاشل‪ ,‬وأبق بؽر الصقريف‪ ,‬وابـ أبل‬
‫هريرة‪ ,‬وأبق بؽر الػارسل‪ ,‬والؼاضل أبق حامد‪ ,‬والحؾقؿل‪ ,‬والزركشل‪ ,‬وأبق‬
‫الخطاب الؽؾقذاين‪ ,‬وأبق الحسـ التؿقؿل‪ ,‬والسجزي‪ ,‬والزكجاين‪ ,‬والؿاتريدية‪.‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪028‬‬
‫المسيلة = تلثقر العبد = قال تذا الؿعتؼد إستاذ أبق إسحاق‪ ,‬والجقيـل‪,‬‬
‫والرازي‪ ,‬وشؿس الديـ إصػفاين مـ إشاطرة‪ ,‬إضافة إلل الؿاتريدية‪.‬‬
‫المسيلة = دخقل العؿؾ يف مسؿل اإليؿان = قال تذا الؿعتؼد‪ :‬ابـ مجاهد‪,‬‬
‫والؼالكسل‪ ,‬والـقوي‪ ,‬وتؼل الديـ السبؽل‪ ,‬وكسبف التػتازاين ٕهؾ الحديث‪,‬‬
‫وجؿفقر إمة يف الؿؼاصد‪ ,‬وشرح الـسػقة‪ ,‬ووافؼف محشقها‪ ,‬كؿا كسبف الرازي‬
‫وغقره لؾشافعل‪ ,‬ووافؼف ابـ التؾؿساين وكسبف لؾسؾػ‪.‬‬
‫المسيلة = زيادة اإليؿان وكؼصاكف بؿا يشؿؾ التصديؼ = قال تذا الؿعتؼد‪:‬‬
‫الـقوي‪ ,‬واإليجل‪ ,‬والتػتازاين‪ ,‬وكثقر مـفؿ‪.‬‬
‫المسيلة = جقاز تسؾسؾ أثار = قال تذا الؿعتؼد‪ :‬إمقري‪ ,‬وإتري‪,‬‬
‫والؿقرازا جان‪ ,‬ومحؿد طبده‪ ,‬ومحؿد بخقت الؿطقعل‪ ,‬وجقزه محؼؼق إشعرية‬
‫الؿتلخريـ يف آطتبارات‪.‬‬
‫ٔأسعي أُ ابَ تٗىٗ‪ ٛ‬مل خيالف مجٗع األعاعز‪ٔ ٚ‬املاتزٖدٖ‪ ٛ‬إال يف وضألتني‪:‬‬
‫‪-1‬الؿؼدار والحد‪.‬‬
‫‪-2‬ققام الحقادث‪.‬‬
‫أما األولل‪ :‬فؿـعفا مبـل طؾك دلقؾل الرتكقب والتخصقص وطؾك مؼدمة تؿاثؾ‬
‫إجسام ‪ ....‬ولؽــا كؼقل بنكصاف هل قضقة لقست بتؾؽ إهؿقة التل يػاصؾ تا‬
‫ابـ تقؿقة غقره ويرمقف بؿشاقة اهلل ورسقلف ٕجؾفا‪.‬‬
‫وأما المسيلة الثاىوة‪ :‬فؿـعفا مبـل طؾل إدلة التل سبؼ أن ذكركا لؽ اختالففؿ‬
‫فضال طـ اكتفاء رأسفؿ الػخر الرازي إلل كصرهتا‪.‬‬
‫ً‬ ‫فقفا وصعـفؿ يف مؼدمتفا‬
‫[آكتصار لؾتدمقرية‪ ,‬ماهر أمقر‪ ,‬ص‪]1491‬‬
‫‪029‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫ج‪ :‬إن صريؼؽؿ ياإخقة العؼقدة سفؾ بسقط قريب قد مـ اهلل بف طؾقؽؿ‪ ,‬ومقزكؿ‬
‫بف طؿـ اكحرف طـ وحقف‪ ,‬فال تستبدلقا بف الذي هق أدين‪ ,‬وإن إيراد بعض‬
‫إحاديث يف الؿسللة مع بقان دٓلتفا طؾك الؿطؾقب لغ ًة مؼروكة بؿا يعضدها مـ‬
‫ففؿ السؾػ وآثارهؿ متـقط ًة باإلبطال الؿجؿؾ لؿعارضفا‪ ,‬والتـزه العام طـ كؾ‬
‫أثرا يف الؼؾقب مـ الـؼاشات الؿطؾقلة والؼقؾ والؼال يف جدل‬
‫ٓزم باصؾ ٕوقع ً‬
‫ألػاظ مجؿؾة وسػسػاط طؼؾقة‪ ,‬وهق رصقدكؿ ورأس مالؽؿ إول يف‬ ‫ِ‬ ‫طؼقؿ حقل‬
‫الدطقة إلك الحؼ‪[ .‬آكتصار لؾتدمقرية‪ ,‬ماهر أمقر‪ ,‬ص‪]1145‬‬

‫‪ ‬‬

‫ج‪ :‬كـصح طؾؿاء إشعرية بسمال العامة يف أي بؾد طـ الػطرة التل هؿ طؾقفا‪,‬‬
‫وخاصة يف العؾق‪ ,‬وكقػ يثبتف العقام‬
‫كؿا كـصحفؿ بالتجرد هلل تعالل‪ ,‬وآبتعاد طـ التؼؾقد وإطادة استعؿال‬
‫طؼقلفؿ‪ ٓ ,‬طؼقل إولقـ‪ ,‬والـظر يف الـصقص مـ جديد فػقفا الغـك الؽامؾ طـ‬
‫كؾ ما كتبف الـاس‪ ,‬وفقفا العؼقدة الصحقحة التل ٓ يؼبؾ اهلل سقاها‪.‬‬
‫فالعؼقدة الصحقحف التل تـزه اهلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬طـ مؿاثؾة الؿخؾقققـ مقجقدة يف‬
‫الـصقص مـ الؽتاب والسـة ٓ غقرها ولقحذروا الفقى فنكف يعؿل طـ الحؼ‬
‫ويصؿ‪[ .‬إشاطرة طرض وكؼض‪ ,‬لؾدكتقر سػر الحقالل‪ ,‬ص‪]224‬‬

‫‪ ‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪031‬‬

‫فٌن قوؾ‪ :‬ما هق الؿطؾقب مـ الػريؼقـ لتحؼقؼ مطؾقتؿا؟‬


‫قلنا‪ :‬إشعري إما أن يثبت مؼالتف بالـؼؾ أو بالعؼؾ‪ ,‬ولقس يف الـؼؾ بؾغة‬
‫العرب التل كزل تا ما يـصره اتػا ًقا فبطؾ هذا الؿسؾؽ‪ ,‬وبؼل مسؾؽ إثباهتا‬
‫بالعؼؾ‪ ,‬وهـا يؽقن الؿطؾقب مـف‪:‬‬
‫‪-1‬تصحقح الدلقؾ العؼؾل يف كػسف بتصحقح مؼدماتف وبقان استؾزامفا لؾـتقجف‬
‫التل يعتؼدها‪.‬‬
‫‪-2‬إثبات أن ما يعارض الدلقؾ مـ القحل مؿا يؼبؾ التلويؾ‪.‬‬
‫‪-3‬إثبات قطعقة الدلقؾ بحقث يؼقي طؾك إبطالفا ضقاهر القحل‪.‬‬
‫‪-4‬تلويؾ آيات وأحاديث كثقرة أو تعطقؾفا طـ معـاها وففؿفا بؾسان العرب‪.‬‬
‫‪-5‬تصحقح هذه الؿـفجقة يف التعامؾ مع الـؼؾ التل تخالػ إصؾ يف التعامؾ‬
‫مع الـصقص العربقة‪.‬‬
‫‪-6‬إبطال حجقة ففؿ السؾػ لـصقص اإللفقات أو إثبات طؾؿ خقصبقا‬
‫بالقحل بدلقؾف العؼؾل وبؽؾ مؼدمة ممسسة يف هذا الدلقؾ‪.‬‬
‫‪-7‬تضعقػ آثار كثقرة طـ السؾػ أو تلويؾفا‪ ,‬وتلويؾفا مرفقض‪ٕ :‬هنا‬
‫كصقص طـ غقر معصقمقـ‪ ,‬وقد سبؼ وتبقـ ذلؽ يف أول الؽتاب‪.‬‬
‫‪-8‬إثبات بطالن كسبة بعض الؽتب الؿشفقرة ٕصحاتا أو إثبات الشؽ فقفا‬
‫أو الدس‪.‬‬
‫‪ -9‬الطعـ يف أئؿة لؿ يطعـ فقفؿ أحد مـ صبؼتفؿ بؾ أشتفروا باإلمامة وترؤس‬
‫أهؾ السـة صب ًعا كؾ هذا صعب جدً ا أو محال‪.‬‬
‫فنن ققؾ‪ :‬فؿا الؿطؾقب مـؽؿ يا مـ خالػتؿ إشعرية وأهؾ الؽالم إذن؟ ما‬
‫‪030‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫الذى يجب طؾقؽؿ لتصحقح مطؾقبؽؿ؟‬


‫قلنا‪ :‬أما أن كثبت مؼالتـا بالعؼؾ أو الـؼؾ‪ ,‬وباإلتػاق بقــا وبقـ مخالػقـا فنن‬
‫مؼآتـا تثبت بظقاهر الـؼؾ إذن اكتفقـا ولؿ كحتج أكثر مـ هذا ما دمـا كـاقش مـ‬
‫يممـ بالـؼؾ وأصالة ضقاهره‪ ,‬فؽقػ وكحـ كزيد طؾقفا آثار السؾػ وأئؿة‬
‫التابعقـ؟‪...‬‬
‫أثرا أو كتا ًبا طؼائد ًّيا يف تؾؽ الطبؼات إولك إٓ وهق‬
‫فؽقػ وكحـ ٓ كجد ً‬
‫مميد لـا‪ ,‬ويـسب مؼآت متلخري إشعرية لؿذهب الجفؿقة والؿعتزلة؟‬
‫أصال بالـؼؾ طـ صريؼ العؼؾ بلدلة لؿ يستطع‬
‫فؽقػ وكحـ كثبت بعض ما ثبت ً‬
‫إشعرية دفعفا إٓ بالتزام ما يعدوكف سػسطة حقـ يؼابؾفؿ بف الؿالحدة والػالسػة‬
‫والؿعتزلة؟ كالرتجقح بال مرجح أو تراخل الؿعؾقل طـ طؾتف التامة أو تلثقر العدم‬
‫أو غقرها مـ مسائؾ؟‬
‫فؽقػ وكحـ لؿ كتػرد طـ مجؿقع مخالػقـا إٓ بؿؼالتقـ وافؼـا طؾقفؿا رأسان‬
‫كبقران وساطدكا كثر يف إثبات مطؾقبـا وما طداه فؿحض ترب ِع حقـئذ‪.‬‬
‫وا ال ٌطالب بْ‪:‬‬
‫طؼال أو تربيره كالم ًّقا‪.‬‬
‫لست مطال ًبا بنثبات ما تعتؼده ً‬
‫‪َ -1‬‬
‫‪-2‬لست مطال ًبا بنثبات بطالن تلويؾ الؿخالػ يؽػقؽ أكف تلويؾ ٓ مسقغ لف‪.‬‬
‫‪-3‬لست مطال ًبا بنبطال قريـتف إن كاكت طؼؾقة كظرية مستػاد مـ إدلة‬
‫الؽالمقة‪.‬‬
‫‪-4‬لست مطال ًبا بنبطال تلويالت الؿخالػقـ لظاهر كالم السؾػ‪.‬‬
‫‪-5‬لست مطال ًبا بؿعرفة تػاصقؾ طؾؿ الؽالم ومسائؾف ومسالؽف يف إثبات‬
‫مدلقل القحل العؼدي‪.‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪032‬‬
‫‪-6‬لست مطال ًبا بـؼض أو حؾ الؿعارضات التل يـصبفا الؿتؽؾؿقن‪ ,‬يؽػقؽ‬
‫التشؽقؽ يف قطعقتفا‪.‬‬
‫‪-7‬لست مطال ًبا ببقان مققػؽ مـ كؾ سمال‪ ,‬وكؾ لػظة‪ ,‬وكؾ ٓزم‪ ,‬وكؾ‬
‫تشؽقؽ يف مسللة مـ مسائؾ الغقب أو يف اإللفقات‪.‬‬
‫‪-8‬لست مطال ًبا بالتزام مصطؾحات الؿتؽؾؿقـ الخاصة‪.‬‬
‫‪-9‬لست مطال ًبا بؿغعرفة تػاصقؾ الؿـطؼ ومصطؾحاتف وأوضاطف‪[ .‬بتصرف‬
‫يسقر مـ كتاب آكتصار لؾتدمقرية‪ ,‬ماهر أمقر‪ ,‬ص‪]1494‬‬

‫‪ ‬‬

‫ج‪ :‬كتاب إشاطرة طرض وكؼد لؾعالمة سػر الحقالل‪ ,‬وكتاب مققػ ابـ‬
‫تقؿقة مـ إشاطرة لعبد الرحؿـ الؿحؿقد‪ ,‬وآكتصار لؾتدمقرية ٕمقر ماهر طبد‬
‫الؽريؿ‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪033‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫هلخص البحث‬

‫‪ ‬أٔلًا‪ :‬إشاطرة فرقة تـسب إلك أبل الحسـ إشعري الؿتقىف سـة‬
‫(‪324‬هـ) يف مرحؾتف الثاكقة التل خرج فقفا طؾك الؿعتزلة‪ ,‬بدأت أصقلفا بـزطات‬
‫كالمقة خػقػة‪ ,‬أخذها إشعري طـ ابـ كالب‪ ,‬ثؿ تطقرت بعد الؼرن الثامـ وما‬
‫بعده إلك فرقة كالمقة‪ ,‬طؼالكقة‪ ,‬فؾسػقة‪ ,‬مؼابرية «صقفقة »‪ ,‬مرجئة‪ ,‬جربية‪ ,‬جفؿقة‪,‬‬
‫محرفة‪.‬‬
‫‪ ‬ثاًٌٗا‪ :‬يؽػل يف الرد طؾك مـ يـؽر فرتتف الثالثة ويدطقن أن كتبف فقفا كسبت‬
‫إلقف مـ خصقمف = ققل الؿـتسبقـ إلك أبك الحسـ إشعرى أكف ألػ كتبف ومـفا‬
‫اإلباكف وقاية ٕهؾ السـة!‬
‫ومنهؿ‪ :‬أبق طؾك إزهرى‪ ,‬وأبا طبد اهلل الحؿراين‪ ,‬والؽقثري‪ ,‬وابـ طذبة‪ ,‬وأما‬
‫تجاهؾ الؽتاب طـد الؿتلخريـ فجفؾ ومؽابرة‬
‫‪ ‬ثالجًا‪ :‬اختؾػ إشاطرة الؿتلخريـ طـ الؿتؼدمقـ‪ ,‬وتطقرالؿذهب‬
‫لألسقء‪ ,‬فؽاكقا يختؾػقن معـا ىف باب إسؿاء والصػات فؼط‪ ,‬وأن ٓ‪ ,‬وأبرز‬
‫مظاهر التطقر يف الؿذهب إشعري ما يؾل‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الؼرب مـ أهؾ الؽالم وآطتزال‪ ,‬فـتج طـ ذلؽ ابتداع ىف باقل أبقاب‬
‫الؿعتؼد‪ ,‬وتبـل أقاويؾ بعض الؿذاهب‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الدخقل يف التصقف‪ ,‬والتصاق الؿذهب إشعري بف‪ ,‬وكتج طـف‬
‫السؽقت طـ شرك الربقبقة وإلقهقة والحؾقل وآتحاد‪ ,‬والسبب ىف ذلؽ‬
‫آختالف إلك‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ما بـك طؾك باصؾ ففق باصؾ‪ ,‬وأن آكحراف يبدأ يف الغالب صغقرا‪ ,‬ثؿ‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪034‬‬
‫يؽرب كباقك الػرق الضآلة‪.‬‬
‫‪ -2‬إن الؿذهب لؿ يبـ مـذ البداية طؾك مـفج ممصؾ‪ :‬حقث لؿ يحدد لف‬
‫أصقل واضحة يف آطتؼاد‪.‬‬
‫‪ ‬رابعًا‪ :‬هؾ األشاطرة مـ أهؾ السنة والجماطة؟‬
‫ج‪ :‬إشاطرة لقسقا مـ أهؾ السـة والجؿاطة‪ٕ :‬ن معـك كؾؿة أهؾ السـة‬
‫والجؿاطة هؿ مـ اتبعقا سـة الـبك ‪" ‬وهل كؾ ققل وفعؾ وتؼرير لؾرسقل"‬
‫واجتؿعقا طؾك ذلؽ‪ ,‬ومـ البديفل أن مـ يخالػ السـة ويخالػ اإلجؿاع فؾقس‬
‫مـ أهؾ السـة والجؿاطة‪ ,‬وإشاطرة كذلؽ فؽقػ كـسبفؿ ٕهؾ السـة‬
‫والجؿاطة؟!‬
‫تلويال‬
‫ً‬ ‫‪ ‬خاوضًا‪ :‬مذهب إشاطرة ىف إسؿاء والصػات = يحرفقن "يملقن‬
‫فاسدً ا " كؾ إسؿاء والصػات إٓ سبعف صػات فؼط بحجة أن إثباهتا يـتج طـف‬
‫تشبف الؿخؾقق بالخالؼ‪ .‬وكحـ كممـ بؿا وصػ اهلل بف كػسف ‪ ,‬ووصػف بف رسقلف ‪‬‬
‫– (أي‪ :‬كثبت ما ثبتف اهلل ورسقلف‪ ,‬وكـػك ما كػاه اهلل ورسقلف‪ ,‬وكسؽت طؿا سؽت‬
‫طـف اهلل ورسقلف ‪ٕ ‬ن العؼقدة تقققػقة)‬
‫‪ ‬صادصًا‪ :‬إشاطرة لقسقا أكثر أهؾ إمة‪ ,‬كال‪ ,‬وهذه دطقة ٓ دلقؾ طؾقفا‬
‫ويؽذتا العؼؾ والـؼؾ والتاريخ وكؾ مـصػ‪,‬‬
‫والناس تنقسؿ إلك قسموـ‪ -1 :‬أهؾ طؾؿ‪ -2 .‬طقام‪.‬‬
‫أما أهؾ العؾؿ وطؾك رأسفؿ الؼرون إولك الؿػضؾة فؽاكت طؾك اطتؼاد الـبل‪,‬‬
‫ثؿ جاءوا إشعرية وخالػقهؿ‪ ,‬ولؿ يتبعفؿ إٓ قؾقؾ أو ىف بعض الؿسائؾ‪.‬‬
‫وأما العقام فال ريب أن طؼقدهتؿ بالػطرة طؼقدة السؾػ الصالح‪ٕ ٓ ,‬هنؿ ٓ‬
‫يعؾؿقن أصقل الؽالم والػؾسػة وتلويالت إشاطرة الؿعؼدة‪.‬‬
‫وطؾك كؾ حال وإن صحت الدطقة أهنؿ إكثريف ففذا لقس دلقؾ طؾك‬
‫‪035‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫الصقاب‪ ,‬فلكثر أهؾ إرض كػرة‪ ,‬وٓ يعرف الحؼ بالرجال ولؽـ اطرف الحؼ‬
‫تعرف أهؾف‪ ,‬كؿا قال سقدكا طؾك ‪ -‬رضك اهلل طـف ‪ -‬والصقاب هق مـ يتؿسؽ‬
‫بالؼرآن والسـة بػفؿ الصحابة ‪ -‬رضك اهلل طـفؿ‪.‬‬
‫‪ ‬صابعًا‪ :‬مققػفؿ مـ السـة خاصة = أكف ٓ يثبت تا طؼقدة‪ ,‬بؾ الؿتقاتر مـفا‬
‫يجب تلويؾف وأحادها ٓ يجب آشتغال بف حتك طؾك سبقؾ التلويؾ‪ ,‬ومققػـا كحـ‬
‫كجعؾفا مصدر تؾؼل بجاكب كتاب اهلل ىف الديـ كؾف‪ ,‬ومـفا الؿعتؼد سقاء الؿتقاتر‬
‫أو صحقح أحاد‪.‬‬
‫‪ ‬ثاوًٍا‪ :‬مققػفؿ مـ العؼؾ = إهنؿ شبف يؼدسقن العؼؾ‪ ,‬ويجعؾقكف إساس‪,‬‬
‫ويؼدمقكف طؾك الـؼؾ‪ .‬تؼرأ يف كتب طؼقدهتؿ قديؿفا وحديثفا الؿائة صػحة أو أكثر‬
‫فال تجد فقفا آية وٓ حدي ًثا‪ ,‬لؽـؽ قد تجد يف كؾ فؼرة "قال‪ :‬الحؽؿاء" أو " قال‪:‬‬
‫الؿعؾؿ إول" أو " قالت‪ :‬الػالسػة " أو قال‪ :‬أهؾ الؽالم‪ ,‬وكحق هذا‪.‬‬
‫ومققػـا كحـ ٓ كؾغل العؼؾ وٓ كؼدمف طؾك الـؼؾ‪ ,‬بؾ كػفؿ بف الـؼؾ وكجعؾف‬
‫تابع لؾـؼؾ‪ ,‬وكممـ يلن العؼؾ السؾقؿ ٓ يعارض الـؼؾ بؾ يقافؼف‪ ,‬وأن الشرع قد‬
‫يلتك بؿحار‪ ,‬ولؽـ ٓ يلتك بؿحال‪ ,‬كؿا قال العالمة الؿؼدم ‪ -‬حػظف اهلل‪.‬‬
‫‪ ‬تاصعًا‪ :‬قسؿ األشاطرة أصقل المقودة بحسب مصدر التلقل إلك ثةثة‬
‫أقسام‪:‬‬
‫‪ -1‬قسؿ مصدره العؼؾ وحده‪ ,‬وهق معظؿ إبقاب‪ ,‬ومـف باب إسؿاء‬
‫والصػات‪.‬‬
‫‪ -0‬قسؿ مصدره المقؾ والنقؾ م ًما‪ :‬كالرؤية ‪ -‬طؾك خالف بقـفؿ فقفا ‪ -‬وهذا‬
‫ً‬
‫استؼالٓ أو بؿعاضدة القحل"‪.‬‬ ‫الؼسؿ هق‪" :‬ما يحؽؿ العؼؾ بجقازه‬
‫‪ -3‬قسؿ مصدره النقؾ وحده كيمقر ايخرة‪ :‬طذاب الؼرب‪ ,‬والصراط‪,‬‬
‫والؿقزان‪.‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪036‬‬
‫ومصدر التؾؼك طـد أهؾ السـة والجؿاطة هق الؼرآن والسـة وإجؿاع الؼطعك‬
‫وققاس إولك فؼط‪.‬‬
‫‪ ‬عاعزًا‪ :‬إشاطرة طـدهؿ دلقؾ يتقؿ طؾك وجقد اهلل‪ ,‬دلقؾ "الحدوث‬
‫والؼدم" بلن الؽقن حادث‪ ,‬وكؾ حادث فالبد لف مـ محدث قديؿ‪ ,‬و هذا الؼديؿ‬
‫صػاتف مخالػف لؾحقادث وحؾقلفا فقف‪ ,‬ومـ مخالػتف لؾحقادث إثبات أكف لقس‬
‫جسؿا وٓ يف جفة وٓ مؽان‪ ,‬وأكف لقس مـ صػاتف الرضك‬
‫ً‬ ‫طرضا وٓ‬
‫جقهرا وٓ ً‬
‫ً‬
‫وٓ الغضب وٓ آستقاء … الخ‪ ,‬يعـك اخرتطقا صػات كػل مـ طـدهؿ‪ ,‬وكػقا‬
‫صػات اهلل الثابتة! بتؼؾقدهؿ الػالسػة‪.‬‬
‫ومعؾقم أن وجقده ‪ -‬تعالك ‪ -‬أمر فطري معؾقم بالضرورة‪ ,‬وإدلة طؾقف كثقرة‬
‫جدا ىف الؽقن‪ ,‬والـػس‪ ,‬وأحؽام الشرع‪ ,‬واإلطجاز العؾؿل‪ ,‬والـبقات‪,‬‬
‫وغقرذلؽ‪...‬‬
‫‪ ‬حاد‪ ٙ‬عغز‪ :‬إشاطرة قدماؤهؿ ومعاصروهؿ التقحقد طـدهؿ هق كػل‬
‫التثـقة أو التعدد‪ ,‬وكػل التبعقض‪ ,‬والرتكقب‪ ,‬والتجزئة‪ ,‬أي حسب تعبقرهؿ "كػل‬
‫الؽؿقة الؿتصؾة‪ ,‬والؽؿقة الؿـػصؾة" ومـ هذا الؿعـك فسروا اإللف بلكف الخالؼ أو‬
‫الؼادر طؾك آخرتاع‪ ,‬وأكؽروا بعض الصػات‪ :‬كالقجف‪ ,‬والقد‪ ,‬والعقـ‪ٕ :‬هنا تدل‬
‫طؾك الرتكقب وإجزاء طـدهؿ‪ ,‬يعـك يثبتقن تقحقد الربقبقة‪ ,‬وغقره ٓ‪ ,‬وٓ‬
‫يذكرون مسائؾ الشرك إصال ًقا‪.‬‬
‫أما التقحقد طـدكا ففق إفراد اهلل بؿا يستحؼ مـ تقحقد الربقبقة‪ ,‬وتقحقد‬
‫إلقهقة‪ ,‬وتقحقد إسؿاء والصػات‪.‬‬
‫‪ ‬ثاٌ٘ عغز‪ :‬أول واجب طـد إشاطرة هق الـظر‪ ,‬أو الؼصد إلك الـظر‪ ,‬أو‬
‫أول جزء مـ الـظر‪ ,‬أو ‪ ...‬إلك آخر فؾسػتفؿ الؿختؾػ فقفا‪ ,‬وطـدهؿ أن اإلكسان‬
‫إذا بؾغ سـ التؽؾقػ وجب طؾقف الـظر‪ ,‬ثؿ اإليؿان‪ ,‬واختؾػقا فقؿـ مات قبؾ الـظر‬
‫أو يف أثـائف‪ ,‬أيحؽؿ لف باإلسالم أم بالؽػر؟!‬
‫‪037‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫وينكر األشاطرة الممرفة الفطرية‪ ،‬ويققلقن‪ :‬إن مـ آمـ باهلل بغقر صريؼ الـظر‬
‫فنكؿا هق مؼؾد‪ ,‬ورجح بعضفؿ كػره‪ ,‬واكتػك بعضفؿ بتعصقتف‪ ,‬ومعؾقم أن أول‬
‫واجب طؾك العبقد تقحقد اهلل وطدم اإلشراك بف‪.‬‬
‫‪ ‬ثالح عغز‪ :‬إشاطرة يف اإليؿان مرجئة جفؿقة‪ ,‬أجؿعت كتبفؿ قاصبة طؾك‬
‫أن اإليؿان هق التصديؼ الؼؾبل‪ ,‬واختؾػقا يف الـطؼ بالشفادتقـ أيؽػل طـف تصديؼ‬
‫الؼؾب أم ٓبد مـف‪ .‬واإليؿان طـدكا هق‪ :‬ققل بالؾسان‪ ,‬واطتؼاد بالؼؾب‪ ,‬وطؿؾ‬
‫بالجقارح‪ ,‬يزيد بالطاطة‪ ,‬ويـؼص بالؿعصقة‪.‬‬
‫‪ ‬ثالح عغز‪ :‬مذهب إشاطرة يف الؼرآن = هق التػريؼ بقـ الؿعـك والؾػظ‪,‬‬
‫فالؽالم الذي يثبتقكف هلل ‪ -‬تعالك ‪ -‬هق معـك أزلل أبدي قائؿ بالـػس‪ ,‬لقس بحرف‪,‬‬
‫وٓ صقت‪ ,‬وٓ يقصػ بالخرب وٓ اإلكشاء‪.‬‬
‫أما الؽتب الؿـزلة ذات الرتتقب والـظؿ والحروف ‪ -‬ومـفا الؼرآن ‪ -‬فؾقست‬
‫هل كالمف ‪ -‬تعالك ‪ -‬طؾك الحؼقؼة‪ ,‬بؾ هل طبارة طـ كالم اهلل الـػسل‪ ,‬والؽالم‬
‫الـػسل شلء واحد يف ذاتف‪ ,‬لؽـ إذا جاء التعبقر طـف بالعرباكقة ففق تقراة‪ ,‬وإن جاء‬
‫بالسرياكقة ففق إكجقؾ‪ ,‬وإن جاء بالعربقة ففق قرآن‪ ,‬ففذه الؽتب كؾفا مخؾققة‬
‫ووصػفا بلهنا كالم اهلل مجاز‪ٕ :‬هنا تعبقر طـف‪.‬‬
‫ومذهب أهؾ السنة والجماطة‪ :‬أن الؼرآن كالم اهلل غقر مخؾقق‪ ,‬وأكف تعالك‬
‫يتؽؾؿ بؽالم مسؿقع بصقت وحرف‪ ,‬تسؿعف الؿالئؽة‪ ,‬وسؿعف جربيؾ‪ ,‬وسؿعف‬
‫مقسك ‪ - ♠ -‬ويسؿعف الخالئؼ يقم الؼقامة ‪.‬‬
‫‪ ‬رابع عغز‪ :‬طؼقدهتؿ يف الؼدر = ففؿ يـػقن قدرة لؾعبد وٓ يجعؾقن ٓختقاره‬
‫تلثقرا‪ ,...‬وهذا يتضح بآصالع طؾك كظرية الؽسب‪ ,‬التل أراد تا إشاطرة الجؿع‬
‫ً‬
‫بقـ الجربية والؼدرية‪ ,‬فلتقا بؿا ٓ يقافؼ الـؼؾ‪ ,‬وٓ يؼبؾ يف العؼؾ‪ ,‬ولؿ يخرج طـ‬
‫مذهب الجرب‪.‬‬
‫وطقودتنا ىف القدر‪ :‬هق تؼدير اهلل ‪ -‬تعالك إشقاء ‪ -‬يف ِ‬
‫الؼدَ م‪ ,‬وطؾؿف ‪ -‬سبحاكف‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪038‬‬
‫‪ -‬أهنا ستؼع يف أوقات معؾقمة طـده وطؾك صػات مخصقصة‪ ,‬وكتابتف ‪ -‬سبحاكف ‪-‬‬
‫وخ ْؾ ُؼف لفا‪ ,‬وإن العبد مسقر‬
‫لذلؽ‪ ,‬ومشقئتف لف‪ ,‬ووققطف طؾك حسب ما قدرها‪َ ,‬‬
‫ومخقر ىف كػس الققت‪.‬‬
‫‪ ‬خاوط عغز‪ :‬يـػل إشاطرة قط ًعا أن يؽقن لشلء مـ أفعال اهلل ‪ -‬تعالك ‪-‬‬
‫طؾة مشتؿؾة طؾك حؽؿة تؼضل إيجاد الػعؾ أو طدمف‪ .‬وكحـ كممـ بلن مـ صػات‬
‫اهلل وأسؿائف الحسـك‪ :‬الحؽقؿ‪ :‬ذو الحؽؿة العظقؿة‪ ,‬وكممـ بلن أفعال اهلل تؼع‬
‫بؿشقئتف وكؾفا حؽؿة‪.‬‬
‫‪ ‬صادظ عغز‪ :‬هؿ يؼررون أن إرسال الرسؾ راجع لؾؿشقئة الؿحضة ‪ -‬دون‬
‫حؽؿة ‪ -‬ثؿ يؼررون أكف ٓ دلقؾ طؾك صدق الـبل إٓ الؿعجزة‪ .‬وكحـ كعتؼد أن اهلل‬
‫أرسؾ الرسقل وإكبقاء بؿشقئتف‪ ,‬ولحؽؿة بالغة‪ ,‬وهؿ رجال فؼط‪ ,‬وهؿ معصؿقن‬
‫مـ الؽبائر ومـ تعؿد الصغائر ‪ -‬واهلل أطؾؿ ‪ -‬وأرسؾقا بالقحك وهق "إطالم اهلل‬
‫أكبقاءه بؿا يريد أن يبؾغف إلقفؿ‪ ,‬مـ شرع أو كتاب‪ ,‬بقاسطة أو غقر واسطة"‪.‬‬
‫‪ ‬صابع عغز‪ :‬بعض اضطراب معتؼد إشاطرة‪:‬‬
‫‪ -2‬قالقا ‪ :‬إن الجفة مستحقؾة يف حؼ اهلل‪ ,‬ثؿ قالقا بنثبات الرؤية‪ ,‬ولفذا ققؾ‬
‫فقفؿ‪" :‬مـ أكؽر الجفة وأثبت الرؤية فؼد أضحؽ الـاس طؾك طؼؾف"‪.‬‬
‫‪ -0‬قالقا‪ :‬إكف ٓ أثر لشلء مـ الؿخؾققات يف شلء وٓ فعؾ مطؾ ًؼا‪ ,‬ثؿ قالقا‪:‬‬
‫إن لإلكسان كس ًبا يجازى ٕجؾف‪ ,‬فؽقػ يجازى طؾك ما ٓ أثر لف فقف؟!‬
‫‪ -3‬قالقا‪ :‬بـػل الحؽؿة والتعؾقؾ يف أفعال اهلل مطؾ ًؼا‪ ,‬ثؿ إن اهلل يجعؾ لؽؾ كبل‬
‫معجزة‪ٕ :‬جؾ إثبات صدق الـبل فتـاقضقا بقـ ما يسؿقكف "كػل الحؽؿة‬
‫والغرض‪ ,‬وبقـ إثبات اهلل لؾرسقل تػري ًؼا بقـف وبقـ الؿتـبئ"‪.‬‬
‫‪-4‬قالقا‪ :‬بلن أحاديث أحاد مفؿا صحت ٓ يبـك طؾقفا طؼقدة‪ ,‬ثؿ أسسقا‬
‫مذهبفؿ وبـقه طؾك أبقات شعر لألخطؾ الـصراكك!!‬
‫‪039‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫‪ -5‬قالقا‪ :‬إن العؼؾ هق إصؾ‪ ,‬والـؼؾ إن وافؼف قبؾ‪ ,‬وإن خالػف رد أو أول‪,‬‬
‫ثؿ قالقا‪ :‬إن العؼؾ ٓ يحسـ شق ًئا وٓ يؼبحف‪.‬‬
‫‪ -6‬قالقا‪ :‬إن تلويؾ آيات الصػات واجب يؼتضقف التـزيف‪ ,‬وتلويؾ آيات الحشر‬
‫وإحؽام كػر يخرج مـ الؿؾة‪.‬‬
‫‪ -7‬قالقا ‪ :‬إن مـ قال‪ :‬إن الـار تحرق بطبعفا كافر مشرك‪ ,‬ومـ أكؽر طؾق اهلل‬
‫طؾك خؾؼف مقحد مـزه‪.‬‬
‫‪ ‬ثاوَ عغز‪ :‬رجقع أحد مـ طؾؿاء إشاطرة طـ معتؼده = كعؿ‪ ,‬وطؾك‬
‫وأيضا‪ :‬الجقيـل‪,‬‬
‫ً‬ ‫رأسفؿ كؿا قؾـا إشعري الؽبقر‪ ,‬وهذا قطعل الثبقت‪,‬‬
‫والشفرستاين‪ ,‬والرازي‪ ,‬وغقرهؿ فقف أققال‪.‬‬
‫‪ ‬تاصع عغز‪ :‬كحـ ٓ كؽػر إشاطرة لؽـفؿ يؽػروكا‪ ,‬وبقــا وبقـفؿ كتاب اهلل‬
‫وسـف رسقلف بػفؿ السؾػ الصالح‪.‬‬
‫‪ ‬عغزُٔ‪ :‬أفضؾ الؽتب تللق ًػا ىف الرد طؾك إشاطرة = كتاب إشاطرة‬
‫طرض وكؼد لؾعالمة سػر الحقالل‪ ,‬وكتاب مققػ ابـ تقؿقة مـ إشاطرة لؾعالمة‬
‫طبد الرحؿـ الؿحؿقد‪ ,‬وكتاب آكتصار لؾتدمقرية لؾؿفـدس ماهر أمقرطبد‬
‫الؽريؿ‪.‬‬
‫تؿ بحمد اهلل‬

‫‪ ‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪041‬‬

‫‪w‬‬

‫الؿؼدمة ‪3 .........................................................................‬‬
‫س‪ :‬مـ هؿ إشاطرة؟ ‪5 ..........................................................‬‬
‫س‪ :‬هؾ لألشاطرة مذهب واضح محدد؟ ‪5 .......................................‬‬
‫س‪ :‬ماهل الؿراحؾ آطتؼادية التل مر تا الؿمسس؟ ‪6 ...........................‬‬
‫س‪ :‬ما الرد طؾك إشاطرة الذيـ يؼقلقن بلن أبا الحسـ إشعري اكتؼؾ مـ‬
‫الؿعتزلة إلك الؿرحؾة الثاكقة فؼط ومات طؾك ذلؽ ولؿ يـتؼؾ إلك الؿرحؾة الثالثة؟‬
‫‪7 .................................................................................‬‬
‫س‪ :‬ما الرد طؾك مـ يدطقن أن كتبف إخقرة لقس هق مملػفا بؾ ألػفا خصقمف مـ‬
‫أهؾ السـة والجؿاطة‪ ,‬فؿا الرد طؾقفؿ؟ ‪9 ..........................................‬‬
‫س‪ :‬ما هل أسباب اكتؼال إشعري لؿذهب أهؾ السـة وتركف لؾطريؼة الؽالبقة؟‬
‫‪14 ...............................................................................‬‬
‫س‪ :‬إذا كان ابـ كالب شقخ إشعرى وهقإصؾ فؾؿاذا لؿ يـسب إلقف مذهب‬
‫إشاطرة وإكؿا كسب إلك أبل الحسـ إشعري؟ ‪11 .............................‬‬
‫س‪ :‬إذا كان مذهب إشاطرة فقف ما فقف فؾؿاذا تبـاه جؿفرة مـ أجؾ العؾؿاء مـ‬
‫أهؾ الػؼف والحديث؟ ‪13 .........................................................‬‬
‫س‪ :‬ما أهؿ أسباب اكتشار مذهب إشاطرة يف العالؿ اإلسالمل؟ ‪14 ..............‬‬
‫س‪ :‬هؾ أتباع إشعري يتبعقكف يف معتؼده؟ ‪15 ....................................‬‬
‫س‪ :‬ما هل طالقة فرقة البققجقرية بػرقة إشاطرة؟ ‪16 ...........................‬‬
‫س‪ :‬ما هل صؾة إشعرية بالصقفقة؟ ‪17 .........................................‬‬
‫س‪ :‬لؿاذا اختؾػ اطتؼاد إشاطرة إوائؾ طـ الؿتلخقريـ؟ ‪23 ..................‬‬
‫‪040‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫س‪ :‬هؾ إشاطرة مـ أهؾ السـة والجؿاطة؟ ‪24 ..................................‬‬


‫س‪ :‬لؿاذا إشاطرة لقسقا مـ أهؾ السـة؟ ‪26 .....................................‬‬
‫س‪ :‬هؾ إشاطرة أكثر أهؾ إمة؟! ‪28 ...........................................‬‬
‫س‪ :‬كقػ ترد طؾك مغالطة آستدٓل بالؽثرة والرتاث العؾؿل؟‪34 ...............‬‬
‫س‪ :‬هؾ ابـ حجر والـقوي والعز بـ طبد السالم وابـ الجقزى وغقرهؿ كاكقا‬
‫أشاطرة؟ ‪31 ......................................................................‬‬
‫س‪ :‬هؾ كؾ مـ وصػ كػسف أكف أهؾ سـة يؽقن مـ أهؾ السـة؟ ‪32 ...............‬‬
‫س‪ :‬ما هؿ سؾػ إشاطرة؟ ‪33 ..................................................‬‬
‫س‪ :‬هؾ وصؾ اختالف إشاطرة مع بعضفؿ لدرجة التـاحر والردود طؾك بعض‬
‫بشدة؟ ‪34 ........................................................................‬‬
‫س‪ :‬هؾ إشاطرة يختؾػقن مع أهؾ السـة والجؿاطة ىف باب إسؿاء والصػات‬
‫فؼط؟! ‪42 ........................................................................‬‬
‫س‪ :‬ما هق مققػ إشاطرة مـ العؼؾ والـؼؾ خاصة السـة؟ ‪43 ...................‬‬
‫س‪ :‬ما هق مققػفؿ مـ دور العؼؾ ىف التحسقـ والتؼبقح؟ ‪54 ......................‬‬
‫س‪ :‬ما هق مصد التؾؼك طـد إشاطرة؟ ‪51 ........................................‬‬
‫س‪ :‬ما هل أدلة وجقد اهلل طـد إشاطرة؟ ‪52 .....................................‬‬
‫س‪ :‬ما هق حؼقؼة التقحقد طـد إشاطرة؟ ‪53 .....................................‬‬
‫س‪ :‬ما هل أسباب طدم وضقح الؿـفج إشعري يف تقحقد إلقهقة؟ ‪54 .........‬‬
‫س‪ :‬ما هق الرابط بقـ إشاطرة والؿـفج التقفقؼل؟ ‪64 ...........................‬‬
‫س‪ :‬ما هل تربير بعض متلخري إشاطرة بعض صقر الشرك؟ ‪61 ...............‬‬
‫س‪ :‬ما هق أول واجب طـد إشاطرة؟ ‪64 ........................................‬‬
‫س‪ :‬مققػ إشاطرة مـ طقام الؿسؾؿقـ الؿؼؾديـ؟ ‪65 ..........................‬‬
‫س‪ :‬ما هق حؼقؼة إيؿان طـد إشاطرة؟‪66 ......................................‬‬
‫س‪ :‬ما هق أطتؼادهؿ ىف الؼرآن؟ ‪66 ...............................................‬‬
‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬ ‫‪042‬‬
‫س‪ :‬ما هق أطتؼادهؿ ىف الؼدر؟ ‪68 ................................................‬‬
‫س‪ :‬ما هق أطتؼادهؿ ىف حؽؿة اهلل؟ ‪74 ............................................‬‬
‫س‪ :‬ما هق أطتؼادهؿ ىف الـبقات؟ ‪71 ..............................................‬‬
‫س‪ :‬هؾ إشاطرة تزطؿ أن إكبقاء والرسؾ لقسقا الققم أكبقاء وٓ رسال؟ ‪72 ......‬‬
‫س‪ :‬ما هق مققػ إشاطرة مـ الخقارق والؿعجزات؟ ‪75 .......................‬‬
‫س‪ :‬ما هق مققػفؿ مـ التلويؾ؟ ‪77 ...............................................‬‬
‫س‪ :‬ما هق معتؼدهؿ ىف التؽػقر؟‪84 ...............................................‬‬
‫س‪ :‬هؾ مـع الؿتلخريـ مـ إشاطرة حؿؾ أيات التل كزلت يف الؿشركقـ طؾك‬
‫مـ طؿؾ طؿؾفؿ مؿـ اكتسب إلك اإلسالم؟ ولؿاذا؟ ‪81 ..........................‬‬
‫س‪ :‬ما هل الشبفات الرئقسة لؾؿتلخريـ مـ إشاطرة يف بعض مظاهر الشرك؟ ‪84‬‬
‫س‪ :‬ما هق الخالف بقـ أهؾ السـة والجؿاطة وبقـ إشاطرة ىف مسللة الحؼقؼة‬
‫والؿجاز؟ ‪94 ....................................................................‬‬
‫س‪ :‬ما هق معتؼدهؿ ىف صػات اهلل؟ ‪96 ...........................................‬‬
‫س‪ :‬هؾ إشاطرة مثؾ الؿاتريدية؟ ‪99 ............................................‬‬
‫س‪ :‬هؾ رجع أحد مـ طؾؿاء إشاطرة طـ معتؼده؟‪146 .........................‬‬
‫س‪ :‬ما أهؿ إسباب التك جعؾت بعض إشاطرة يرجع إلك مذهب السؾػ؟‪146‬‬
‫س‪ :‬هؾ يجقز أن أدرس الػؼف أو طؾقم الحديث طؾك شخص أشعري؟‪148 ......‬‬
‫س‪ :‬هؾ صحقح أن إشاطرة يعتؼدون أن اهلل يف كؾ مؽان؟ ‪148 .................‬‬
‫س‪ :‬ما هل حجقة ففؿ السؾػ لؾـصقص طـد أهؾ السـة والجؿاطة؟ ‪149 ........‬‬
‫س‪ :‬أدرس ىف معفد الؼراءات‪ ,‬ثؿ بعد ذلؽ اتضح لل أن الؿعفد يدرس طؼقدة‬
‫إشاطرة‪ ,‬فنذا جاء مقطد آمتحان وجاء يف معـك آستقاء أكتب طؼقدة إشاطرة‬
‫وهؾ يؽقن طؾك إثؿ أم أكتب طؼقدة السؾػ وأرسب ىف آمتحان؟ ‪111 .........‬‬
‫س‪ :‬كقػ كتعامؾ مع كتب إشاطرة؟ ‪111 .......................................‬‬
‫س‪ :‬ما هق مققػ ابـ تقؿقة مـ إشاطرة ومققػفؿ مـف؟ ‪119 .....................‬‬
‫‪043‬‬ ‫األشــــاصــرة‪ ...‬ســـؤال وجـــواب‬

‫س‪ :‬هؾ كؾ مـ يرد طؾل إشاطرة سـل وسؾػل اإلطتؼاد؟ ‪124 ..................‬‬
‫س‪ :‬هؾ يجقز تؽػقر إشاطرة؟ ‪124 ............................................‬‬
‫س‪ :‬لؿاذا أهؾ السـة لؿ يؽػروا إشاطرة؟ ‪121 .................................‬‬
‫س‪ :‬ما رأيؽؿ يف صػقة التػاسقر لؾصابقين؟ ‪121 .................................‬‬
‫س‪ :‬كقػ يصػ إشاطرة أهؾ السـة والجؿاطف ( أهؾ الحديث )؟‪122 ..........‬‬
‫س‪ :‬ما هل طؼقدة أهؾ السـة والجؿاطف يف إسؿاء والصػات؟ وهؾ كحـ مجسؿة‬
‫وحشقية كؿا يدطقن؟! ‪122 .....................................................‬‬
‫س‪ :‬هؾ هـاك مذهب أشعري بالػعؾ؟! ‪126 .....................................‬‬
‫س‪ :‬كصقحف لؾشباب مـ أهؾ السـة والجؿاطف؟ ‪129 .............................‬‬
‫س‪ :‬كصقحف لؾباحث طـ الحؼ مـ إشاطرة؟ ‪129 ...............................‬‬
‫س‪ :‬ما هق الؿطؾقب مـ كؾ فريؼ؟ وما هق غقر الؿطؾقب؟ ‪134 .................‬‬
‫س‪ :‬ما هل أفضؾ الؽتب تللقػًا ىف الرد طؾك إشاطرة؟ ‪132 .....................‬‬

‫للبحث العلمي وتحقيق التراث‬


‫‪000 02000000777‬‬

You might also like