You are on page 1of 160

‫شـــرح‬

‫كـشف الشبهـات‬
‫شـــرح‬
‫كـشف الشبهـات‬

‫لـمعالي الصيخ الدكتور‬

‫عضو هيئة كبار العمماء‬


‫وعضو المحنة الدائمة لمبحوث العممية واإلفتاء سابقًا‬
‫تقديم معالي الصيخ عبد الكزيم اخلضري‬
‫‪4‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪5‬‬

‫‪K‬‬
‫معالي الصيخ الدكتور‬

‫رب العالؿقـ‪ ،‬والصالة والسالم طؾك أشرف إكبقاء والؿرسؾقـ كبقـا‬


‫الحؿد هلل ِّ‬
‫محؿد‪ ،‬وطؾك آلف وصحبف أجؿعقـ‪.‬‬

‫أما بعد‪:‬‬
‫وسجؾت‪ ،‬ثؿ قام الؿؽتب‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫فنن أصؾ هذا الؽتاب دروس ألؼقت طؾك الطالب‬
‫الســ‪ -‬بعـاية مـ أمقـف العام الشقخ الدكتقر إبراهقؿ بـ محؿد‬
‫العؾؿل ‪-‬معالؿ ُّ‬
‫الؿختصقـ‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫الػقزان بتػريغ الؿادة العؾؿقة ومراجعتفا مـ قِ َبؾ كبار الطالب‬
‫ولؿ ُيؼصد التللقػ والـشر مـ إصؾ الذي تؽقن فقف الؿادة محرر ًة مـ الؿصادر‬
‫بحروففا‪ ،‬ولعؾ الؿراجعة الـفائقة تؽقن بعد صدوره وحصر الؿؾحقضات طؾقف‬
‫ولل التقفقؼ‪ ،‬وص َّؾك اهلل وس َّؾؿ طؾك كب ِّقـا محؿد وآلف وصحبف‬
‫وتالفقفا‪ ،‬واهلل ُّ‬
‫أجؿعقـ‪.‬‬

‫وكتبى‬
‫عبد الكريم بن عبد اهلل الخضير‬
‫عفا الله عنه‬
‫كـممة مؤسسة معامل السنن‬
‫‪6‬‬

‫كممة‬
‫مؤسسة معامل السنن‬
‫َّ‬

‫الحؿد هلل الذي رفع بالعؾؿ أهؾف واجتباهؿ‪ ،‬وأورثفؿ طؾؿ الؽتاب وبف‬
‫اصطػاهؿ‪ ،‬وص َّؾك اهلل وسؾؿ طؾك كبِّقـا محؿد‪ ،‬وطؾك آلف وأصحابف مـ مبدئفؿ إلك‬
‫مـتفاهؿ‪ ،‬وطؾك التابعقـ ومـ تبعفؿ بنحسان إلك يقم الدِّ يـ واقتػاهؿ‪.‬‬

‫أما بعد‪:‬‬
‫فنن مؿا ٓ يخػك طؾك ٍ‬
‫أحد ما لؾعؾؿاء مـ مـزلة طؾ َّقة‪ ،‬ومؽاكة سـ َّقة‪ ،‬ففؿ ورثة‬ ‫َّ‬
‫السؿاء‪ ،‬وزيـة الدُّ كقا‪ ،‬وبِفؿ ققام الدِّ يـ‪ ،‬روى أبق الدرداء ‪ ‬أكف‬
‫إكبقاء‪ ،‬وكجقم َّ‬
‫سفؾ اهلل لف صري ًؼا إلك‬ ‫سؿع رسقل اهلل ﷺ يؼقل‪« :‬مـ سؾؽ صري ًؼا يؾتؿس فقف ً‬
‫طؾؿا َّ‬
‫الجـة‪ ،‬وإن الؿالئؽة َلتضع أجـحتفا ً‬
‫رضا لطالب العؾؿ‪ ،‬وإن صالب العؾؿ يستغػر لف‬
‫مـ يف السؿاء وإرض‪ ،‬حتك الحقتان يف الؿاء‪ ،‬وإن فضؾ العالؿ طؾك العابد كػضؾ‬
‫ديـارا‬
‫ً‬ ‫يقرثقا‬
‫الؼؿر طؾك سائر الؽقاكب‪ ،‬إن العؾؿاء ورثة إكبقاء‪ ،‬إن إكبقاء لؿ ِّ‬
‫بحظ وافرٍ»‪.‬‬
‫درهؿا‪ ،‬إكَّؿا ورثقا العؾؿ‪ ،‬فؿـ أخذه أخذ ٍّ‬
‫ً‬ ‫وٓ‬

‫وكش ِره فضقؾ ُة الشقخ العالمة‬


‫ومـ العؾؿاء الذيـ بذلقا وقتفؿ يف تعؾقؿ العؾؿ ْ‬
‫عبد الكزيم بن عبد اهلل اخلضري ‪-‬حػظف اهلل ومتَّع بف‪ ،-‬والذي طرفف أهؾ العؾؿ‬
‫وصؾبتف بالتػــ وآتساع‪ ،‬وجقدة التحؼقؼ‪ ،‬وسعة آصالع‪.‬‬

‫َ‬
‫الشقخ مـذ زمـ صقيؾ لؾتصدي لشرح كتب أهؾ العؾؿ يف مختؾػ‬ ‫وقد و َّفؼ ُ‬
‫اهلل‬
‫الػـقن والتعؾقؼ طؾقفا‪ ،‬فشرحفا بشروح جامعة كافعة‪ ،‬أثراها سعة اصالع الشقخ‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪7‬‬

‫ومعرفتف بؿؽـقكات الؽتب ‪ ٓ-‬سقؿا الؿطقٓت مـفا‪ ،-‬واختالف صبعاهتا< مؿا‬


‫رواجا بقـ صالب العؾؿ‪ ،‬طؾك اختالف مستقياهتؿ‪.‬‬
‫ً‬ ‫جعؾ لفذه الشروح‬

‫كؿا ه َّقل اهلل سبح انه ممسس َة «معالؿ الســ» لخدمة طؾؿ الشقخ وكشره مـذ‬
‫تلسقسفا طام ‪ <3311‬بشتك الطرق الؿتاحة‪ ،‬وها هل ‪-‬بػضؾ اهلل‪ِّ -‬‬
‫تبشر صالب‬
‫العؾؿ ومح ِّبقف بطباطة كتاب‪« :‬شزح كصف الصبوات»‪.‬‬

‫تؿ‬
‫شرح صقيتٌّ‪َّ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫ومما حيسن التَّنبيى عميى أن هذا الؽتاب هق يف إصؾ‬
‫وكظرا لؾصعقبة البالغة‬
‫ً‬ ‫تػريغف‪ ،‬وترتقبف‪ ،‬وخدمتف خدمة طؾؿ َّقة بعد إذن الشقخ بذلؽ<‬
‫يف تحقيؾ الـتاج الصقيتِّ إلك قا َلب الؽتب الؿطبقطة< وٓستشعار الؿمسسة‬
‫الؿمسسة لـػسفا خطة‬ ‫ػ‪ ،‬رسؿت‬ ‫الؿسمولق َة الؿـقص َة هبا< وصؾبا لإلتؼان دون تؽ ُّؾ ٍ‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫ٍ‬
‫طالقة‪ُ ،‬ترضل ‪-‬بنذن اهلل‪-‬‬ ‫ٍ‬
‫بجقدة‬ ‫مجقدة ‪-‬أقرها الشقخ حػظف اهلل‪ <-‬لتخرج كتبُ ُف‬ ‫َّ‬
‫صالب العؾؿ ومحبقف‪ ،‬وقد كانت مزاحنُ العمن عمى كتب الصَّيخ وفق اآلتي‪:‬‬
‫َّ‬

‫الؿػرغ مـ التسجقؾ الصقيت ومطابؼ ُتف‪.‬‬


‫َّ‬ ‫صػ‬
‫‪ ‬إولك‪ُّ :‬‬
‫ُ‬
‫العؿؾ طؾك ترتقب الؿا َّدة بؿا يتـاسب مع الؽتاب‪ ،‬مع طدم التصرف يف‬ ‫‪ ‬الثاكق ُة‪:‬‬
‫طرضف طؾك الشقخ‬
‫ُ‬ ‫كالم َّ‬
‫الشقخ‪ ،‬وطـد وجقد ما يشؽؾ مـ الؿسائؾ يتؿ‬
‫حػظف اهلل‪.‬‬

‫‪ ‬الثالثة‪ :‬تخريج إحاديث وأثار‪ ،‬وطزو إققال والؿذاهب إلك أصحاهبا‪،‬‬


‫والخدمة العؾؿقة لؾؽتاب‪.‬‬

‫‪ ‬الرابعة‪ :‬إضافة طـاويـ فرطقة بقـ معؽقفتقـ هؽذا‪ <]...[ :‬ترتق ًبا لؿسائؾ‬
‫وتسفقال لؾقصقل إلك الؿراد‪.‬‬
‫ً‬ ‫الؽتاب‪،‬‬

‫‪ ‬الخامسة‪ :‬الؿراجعة الؾغقية لؾؽتاب والتلكُّد مـ سالمة الـص مـ إخطاء‬


‫الـحقية واإلمالئقة التل قد تحدث أثـاء العؿؾ‪.‬‬
‫كـممة مؤسسة معامل السنن‬
‫‪8‬‬

‫‪ ‬السادسة‪ :‬مراجعة الؽتاب مـ قبؾ متخصص< لؾتَّلكُّد مـ سالمة الؿادة العؾؿ َّقة‬
‫بعد العؿؾ طؾقفا مـ قبؾ الباحثقـ‪.‬‬

‫الؿمسسة العؾؿققـ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫‪ ‬السابعة‪ :‬إجازة الؽتاب لؾ ِّطباطة مـ قبؾ مستشاري‬

‫الشقخ ‪ -‬حفظه الله ‪ -‬طؾك ما‬


‫ويف هذا الؿؼام البفقج لطباطة هذا الؽتاب‪ ،‬كشؽر َّ‬
‫قدَّ مف‪ ،‬وٓ يزال يؼدِّ مف لطالب العؾؿ‪ ،‬أطظؿ اهلل لف الؿثقبة وإجر‪ ،‬وبارك يف طؾؿف‬
‫وطؿؾف وطؿره‪ ،‬وكػع بعؾؿف اإلسالم والؿسؾؿقـ‪.‬‬

‫وك َثـِّل بالشؽر لػريؼ العؿؾ يف ممسسة «معالؿ الســ» طؾك الجفد الؽبقر الذي‬
‫بذلقه إلخراج الؽتاب‪.‬‬

‫الؿختصقـ‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫الؿمسسة‪ ،‬والؿراجعقـ‬
‫َّ‬ ‫وكث ِّؾث بشؽر الؿستشاريـ العؾؿققـ يف‬
‫خقرا‪ ،‬وبارك يف أطؿالفؿ‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫وكؾ َم ْـ ساهؿ وشارك يف إخراج الؽتاب‪ ،‬فجزاهؿ اهلل ً‬
‫وكسلل اهلل تعالك التَّقفقؼ والسداد‪ ،‬وكدطق كا َّفة أهؾ العؾؿ َّ‬
‫وصال َبف حقثؿا كاكقا‬
‫إلك مدِّ يد الـَّصقحة‪ ،‬والؿسارطة بنبداء الؿالحظات وآقرتاحات طؾك ما قد يؼع مـ‬
‫ُ‬
‫الؿسمول أن‬ ‫واهلل‬ ‫أخطاء فقؿا ُصبِع و ُيط َبع مـ شروح َّ‬
‫الشقخ< فالؿرء كثقر بنخقاكف‪ُ ،‬‬
‫َ‬
‫يبارك يف الجفقد ويتؼ َّبؾفا‪.‬‬

‫والسالم طؾك أشرف إكبقاء‬


‫والصالة َّ‬
‫تتؿ ال َّصالحات‪َّ ،‬‬
‫والحؿد هلل الذي بـعؿتف ُّ‬
‫والؿرسؾقـ كب ِّقـا محؿد‪ ،‬وطؾك آلف وصحبف أجؿعقـ‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪01‬‬

‫امـىلدوــــة‬

‫‪¢‬‬
‫الحؿد هلل رب العالؿقـ‪ ،‬وصؾك اهلل وسؾؿ وبارك طؾك طبده ورسقلف كبقـا‬
‫محؿد‪ ،‬وطؾك آلف وصحبف أجؿعقـ‪ ،‬أما بعد‪:‬‬

‫فنن هذا شرح لؽتاب‪« :‬كشػ الشبفات» لإلمام الؿجدد محؿد بـ طبد‬
‫الؿقحد والؿسؾؿ الؿح ِّؼؼ ٓسقؿا‬
‫ِّ‬ ‫القهاب ‪ ،‬وهق كتاب يف غاية إهؿقة لؾطالِب‬
‫وطؿت واكتشرت حتك وصؾت‬ ‫يف هذا الظرف الذي كعقشف‪ ،‬والذي كثرت فقف ُّ‬
‫الش َبف َّ‬
‫طقام الؿسؾؿقـ مـ خالل وسائؾ اإلطالم الؿختؾػة‪ ،‬وبإخص‬ ‫ِّ‬ ‫إلك قعر بققت‬
‫يـج مـفا إٓ مـ س َّؾ َؿف اهلل‬ ‫الؼـقات الػضائقة التل تعؿؾ طؾك ِّ‬
‫بث السؿقم‪ ،‬والتل لؿ ُ‬
‫وكجاه‪ ،‬وما أق َّؾفؿ! أما الؽثرة الؽاثرة ‪-‬مع إسػ الشديد‪ <-‬فؼد تساهؾقا وهتاوكقا‬
‫َّ‬
‫يف إدخال هذه القسائؾ‪ ،‬وفقفا مـ كشر ُّ‬
‫الش َبف والػساد ما يعجز طـف القصػ‪ ،‬ولذا‬
‫تلكَّد يف حؼ أهؾ العؾؿ وصالبف أن يفتؿقا بؿثؾ هذا الؽتاب‪ ،‬وأن يعتـقا بؽتب اإلمام‬
‫الؿجدد ‪ ‬بد ًءا مـ «إصقل الثالثة» التل أدركـا الـاس وهؿ يؾؼـقهنا العقام يف‬
‫الؿساجد‪ .‬ومعرف ُة هذه إصقل مـ أوجب القاجبات طؾك الؿؽ َّؾػ‪ ،‬ففل التل‬
‫ُي َ‬
‫سلل طـفا يف قربه‪ :‬مـ ربؽ؟ وما ديـؽ؟ ومـ كبقؽ؟ فنذا لؿ يتعؾؿفا ولؿ يتؼـفا‬
‫ويحؼؼفا كان طؾك خطر طظقؿ‪ ،‬وبعض الـاس يؼقلفا تؼؾقدً ا ٓ يعرف معـاها‪ ،‬وٓ‬
‫يعؿؾ بؿؼتضاها‪ ،‬ف ُقخشك أن يؽقن مؿـ يؼقل‪ :‬هاه هاه ٓ أدري! سؿعت الـاس‬
‫يؼقلقن فؼؾت(‪ .)3‬كسلل اهلل العافقة‪.‬‬

‫(‪ )3‬إشارة إلك ما أخرجف أبق داود‪ ،‬كتاب السـة‪ ،‬باب يف الؿسللة يف الؼرب وطذاب الؼرب (‪ )3971‬مـ حديث‬
‫الرباء بـ طازب ‪ ،‬وأخرج البخاري (‪ ):8‬ومسؾؿ (‪ );07‬كحقه مـ حديث أسؿاء ‪.‬‬
‫الـمقدم ــة‬
‫‪00‬‬

‫ثؿ طؾك صالب العؾؿ أن ُيثـل بؽتاب‪« :‬الؼقاطد إربع»‪ ،‬ثؿ كتاب‪« :‬التقحقد»‪،‬‬
‫ثؿ هذا الؽتاب الذي اشتؿؾ طؾك كشػ بضع طشرة شبفة‪ ،‬وقد كان محؾ طـاية‬
‫فائؼة مـ أهؾ العؾؿ‪ ،‬وهق مـ أوائؾ ما ُصبِع ضؿـ مجؿقطة التقحقد< حقث ُصبِع يف‬
‫أول ما ُطـ ِ َل بف الؿؾؽ طبد العزيز< إذ إكف‬
‫الفـد مـذ ما يزيد طؾك مائة وطشريـ طا ًما‪ ،‬و َّ‬
‫بعد ما دخؾ مؽة أمر بطبع مجؿقطة التقحقد‪ ،‬وفقفا هذا الؽتاب‪ ،‬بؾ يؿؽـ أن يؼال‪:‬‬
‫إكف أول كتاب أمر بطبعف يف مؽة الؿؽرمة يف مطبعة أم الؼرى‪ ،‬ثؿ بعد ذلؽ أمر بطبعف‬
‫أيضا‪-‬‬
‫يف مطبعة الؿـار بنشراف الشقخ محؿد رشقد رضا ضؿـ مجؿقطة التقحقد ‪ً -‬‬
‫‪ ،‬ثؿ تتابعت صبعات مجؿقطة التقحقد‪ ،‬ويف ضؿـفا هذا الؽتاب البالغ إهؿقة ثؿ‬
‫ُصبِ َع مػر ًدا بتحؼقؼ مجؿقطة مـ أهؾ العؾؿ مـفا‪ :‬صبعة بتحؼقؼ الشقخ حامد الػؼل‬
‫يف مطبعة أكصار السـة‪ ،‬وصبعة الشقخ محؿد مـقر الدمشؼل يف الؿطبعة الؿـقرية مـذ‬
‫سبعقـ طا ًما أو أكثر‪ .‬واطتـك بف أهؾ العؾؿ شرحا وتعؾق ًؼا‪ ،‬ومؿـ شرحف‪ :‬الشقخ‬
‫محؿد بـ إبراهقؿ الؿػتل إسبؼ‪ ،‬والشقخ طبد العزيز بـ باز‪ ،‬والشقخ محؿد بـ‬
‫طثقؿقـ‪ ،‬والشقخ صالح الػقزان والشقخ طبد الرحؿـ الرباك وآخرون‪ ،‬ومـ أصقل‬
‫ما رأيتف مـ الشروح مع أكف لؿ يتقسر لل قراءتف شرح الشقخ صالح بـ طبد العزيز آل‬
‫الشقخ‪ ،‬وهق مطبقع فقؿا يزيد طؾك أربعؿائة صػحة‪.‬‬

‫وهذا الؽتاب مبـل طؾك كتاب التقحقد‪ ،‬والذي يجدر بطالب العؾؿ أن يؼرأه‬
‫ويػفؿف مـ خالل الشروح الؿطبقطة والؿسجؾة ثؿ بعد ذلؽ يؼرأ هذه الشبف التل‬
‫يقردها الؿخالػقن‪.‬‬

‫وسؿك اإلمام كتابف هذا بـ«كشػ الشبفات»‪ ،‬والؽشػ يف الؾغة‪ :‬رفعؽ الشلء‬
‫طؿا يقاريف ويغطقف(‪ ،)3‬والشبفات‪ :‬جؿع شبفة‪ ،‬وهل ما يشتبف طؾك طامة الـاس‬

‫(‪ )3‬يـظر‪ :‬لسان العرب‪.)100/;( ،‬‬


‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪01‬‬

‫بالحؼ‪ ،‬كؿا قرر ذلؽ شقخ اإلسالم يف مجؿقع الػتاوى(‪ ،)3‬ففذه الشبفات إذا ألؼقت‬
‫يروجفا يسققفا مشػقطة بلدلة‪ ،‬وطادة‬
‫طؾك العامة اشتبفت طـدهؿ بالحؼ< ٕن َمـ ِّ‬
‫أهؾ إهقاء يف آستدٓل أهنؿ يلخذون الؿتشابف ويرتكقن الؿحؽؿ!‬

‫وهذه الشبفات التل أوردها اإلمام الؿجدد هل طؾك كقع مـ التقحقد‪ ،‬وهق‬
‫تقحقد العبادة‪ ،‬وهق الذي أوٓه الشقخ محؿد بـ طبد القهاب جؾ اهتؿامف< ٕكف هق‬
‫الذي وقع فقف الخالف بقـ الرسؾ ومـ ُأرسؾقا إلقفؿ‪ ،‬وأما تقحقد الربقبقة< فؼد‬
‫ؼرون ويعرتفقن بف‪ ،‬كؿا سقليت يف كالم الشقخ ‪ ،‬وإمر الؿ َؼر بف ٓ يحتاج‬
‫كاكقا ُي ُّ‬
‫إلك طـاء يف إثباتف أو تؼريره‪ ،‬وإكؿا يجفد الؿرء يف إثبات ما تؽقن الخصقمة فقف‪ ،‬ولذا‬
‫يجب طؾك صالب العؾؿ آطتـاء هبذا الؽتاب‪ ،‬وأن ُيؼرر و ُيدرس يف الؿدارس‬
‫الـظامقة والؿساجد‪ ،‬وحؾؼ التعؾقؿ‪ ،‬وأن يقلك طـاية فائؼة ٓسقؿا وأن ِ‬
‫الػ َطر بدأت‬
‫تتغقر وأن بعض الـاس قد اجتالتفؿ شقاصقـ اإلكس والجـ!‬

‫ومؿا لف ِص َؾة بدطقة الشقخ ‪ ‬إلك تحؼقؼ التقحقد‪ ،‬وتخؾقصف وتؿحقصف مـ‬
‫شقائب الشرك والبدع‪ ،‬ما جاء يف تػسقر ألقسل محؿقد الؽبقر(‪ )2‬صاحب تػسقر‬
‫جامع‪ ،‬فقف فقائد وكػائس‪ ٓ ،‬تقجد طـد غقره‪ ،‬وأثره يف‬
‫ٌ‬ ‫«روح الؿعاين»‪ ،‬وهق تػسقر‬
‫تػسقره ضاهر بؿا يـؼؾف يف أواخر تػسقر أيات مـ التػسقر اإلشاري‪.‬‬

‫(‪ )3‬يـظر‪ :‬مجؿقع الػتاوى‪.)82/1( ،‬‬


‫(‪ )2‬هق‪ :‬الشقخ أبق الثـاء شفاب الديـ محؿقد بـ طبد اهلل ألقسل الحسقـل‪ ،‬ولد يف بغداد‪ ،‬وأخذ العؾؿ‬
‫طـ شققخفا‪ ،‬لف طدة كتب‪ ،‬أبرزها تػسقره الؽبقر‪« :‬روح الؿعاين يف تػسقر الؼرآن العظقؿ والسبع‬
‫الؿثاين»‪ ،‬تقيف يف بغداد سـة (‪3290‬هـ)‪ .‬وإسرة ألقسقة مـ إسر العؾؿقة يف بغداد‪ ،‬وكسبتفا إلك‬
‫جزيرة (آلقس) يف وسط هنر الػرات‪ ،‬ومـ أبرز أطالمفا الشقخ محؿقد (الؽبقر) صاحب التػسقر‪،‬‬
‫أيضا ‪ -‬محؿقد شؽري (الحػقد) بـ طبد اهلل بـ أبل الثـاء الؿتقىف سـة‬
‫ومـ أبرز أطالم هذه إسرة – ً‬
‫(‪3132‬هـ)‪ ،‬لف طدة كتب< مـفا‪« :‬فصؾ الخطاب يف شرح مسائؾ الجاهؾقة»‪ ،‬و«غاية إماين يف الرد‬
‫طؾك الـبفاين»‪ ،‬وغقرهؿا‪ .‬يـظر‪ :‬إطالم لؾزركؾل‪.)32/:( ،)398/9( ،)392/9( ،‬‬
‫الـمقدم ــة‬
‫‪02‬‬

‫وهق غقر محؿقد شؽري ألقسل السؾػل الؿح ِّؼؼ شارح مسائؾ الجاهؾقة(‪،)3‬‬
‫والذي رد طؾك الـبفاين بؽتاب كبقر اسؿف‪« :‬غاية إماين يف الرد طؾك الـبفاين»(‪، )2‬‬
‫وأما صاحب التػسقر< ففق صقيف كؼشبـدي(‪ ،)1‬وهق طالِؿ‪ ،‬ولف يد وباع يف العربقة‪،‬‬
‫ويف الؿعؼقل< لؽـف ضعقػ يف الؿـؼقل‪ ،‬كعادة مـ يفتؿ بالعؼؾقات‪ ،‬ويحقد طـ‬
‫الصراط الؿستؼقؿ< فنكف ٓ يق َّفؼ إلك أن يؽقن مـ أهؾ الحديث‪.‬‬

‫يؼقل ألقسل يف تػسقره‪« :‬قد كؼؾ لل مـ أثؼ بف أن رجؾقـ مـ أهؾ كجد قبؾ‬
‫ضفقر أمر القهابل فقؿا بقـفؿ‪ ،‬بقـؿا هؿا يف مزرطة لفؿا< إذ مر هبؿا صائر صقيؾ‬
‫الرجؾقـ‪ ،‬لؿ يعفدا مثؾف يف تؾؽ إرض‪ ،‬فـزل بالؼرب مـفؿا‪ ،‬فؼال أحدهؿا لمخر‪:‬‬
‫ما هذا؟ فؼال لف‪ ٓ :‬ترفع صقتؽ‪ ،‬هذا ربـا‪ ،‬فؼال لف معتؼدً ا صدق ذلؽ الفذيان‪:‬‬
‫سبحاكف‪ ،‬ما أصقل كراطقف‪ ،‬وأطظؿ جـاحقف!»(‪.)3‬‬

‫وقد أورد هذا الؽالم يف سقاق قصة فرطقن حقـؿا قال‪ ﴿ :‬ﭹ ﭺ ﭻ ﴾‬
‫[الـازطات‪ <]23:‬فجاء بف تب ًعا لذلؽ‪ ،‬وأن هذا شرك يف الربقبقة‪ ،‬كؿا ادطك فرطقن‬
‫الربقبقة‪.‬‬

‫وهذه الؼصة تحتؿؾ الصدق والؽذب< لؽـ بغض الـظر طـ صدق هذا الؽالم‬
‫أو كذبف< فالؿعروف أن الشرك السائد هق الشرك يف إلقهقة ٓ الربقبقة‪ ،‬وطؾك كؾ‬
‫حال فتلثقر دطقة الشقخ ‪ ‬يف تحؼقؼ التقحقد ٓ يـؽره إٓ معاكد‪.‬‬

‫(‪ )3‬صبع باسؿ «فصؾ الخطاب يف شرح مسائؾ الجاهؾقة»‪ ،‬صبع يف طدة صبعات‪ ،‬مـفا صبعة وزارة‬
‫الشمون اإلسالمقة وإوقاف والدطقة واإلرشاد ‪ -‬الؿؿؾؽة العربقة السعقدية‪ ،‬سـة (‪3323‬هـ)‪.‬‬
‫(‪ )2‬صبع يف مؽتبة الرشد ‪ -‬الرياض‪ ،‬سـة ‪3322‬هـ ‪2003-‬م‪.‬‬
‫(‪ )1‬كسبة إلك الطريؼة الـؼشبـدية‪ ،‬هل واحدة مـ أكرب الطقائػ الصقفقة الخرافقة‪ ،‬تـتسب إلك محؿد هباء‬
‫الديـ كؼشبـدي‪ ،‬البخاري‪ ،‬الفالؽ سـة ‪9;3‬هـ‪ .‬يـظر‪ :‬سؾؿ القصقل لحاجل خؾقػة‪.)191/7( ،‬‬
‫(‪ )3‬روح الؿعاين‪.)93/30( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪03‬‬

‫ُ‬
‫[وعىن امجٍحيد‪ ،‬وأًىيجهي]‬

‫‪¢‬‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْط َؾ ْؿ ‪َ -‬ر ِح َؿ َ‬


‫الر ُس ِؾ‬
‫يـ ُّ‬ ‫ؽ اهللُ ‪َ -‬أ َّن الت َّْقحقدَ ‪ُ :‬ه َق إِ ْف َرا ُد اهلل ‪ ‬بِالع َبا َدة‪َ .‬و ُه َق د ُ‬
‫ُقح ‪ْ ،‬أر َس َؾ ُف ال ّؾ ُف إِ َلك َق ْق ِم ِف َل َّؿا َغ َؾ ْقا فِل‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫الذي ْأر َس َؾ ُف ُؿ اهللُ بِف إِ َلك ط َباده؛ َف َل ّو ُلف ْؿ ك ٌ‬
‫ِ‬
‫آخر الرس ِؾ محؿدٌ ﷺ‪ ،‬وهق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الذي‬ ‫َ ُ‬ ‫قق‪َ ،‬وك َْس ٍر‪َ .‬و ُ ُّ ُ َ َ َّ‬ ‫ُقث‪َ ،‬و َي ُع َ‬ ‫ويغ َ‬ ‫قـ‪َ :‬و ٍّد‪َ ،‬و ُس َقاعٍ‪َ ،‬‬ ‫الصالح َ‬‫َّ‬
‫قن‪َ ،‬و َيت ََصدَّ ُق َ‬
‫قن‪،‬‬ ‫ون‪َ ،‬و َي ُح ُّج َ‬ ‫قـ‪ْ ،‬أر َسؾ ُف اهللُ إِ َلك ُأك ٍ‬
‫َاس َي َت َع َّبدُ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الصالح َ‬ ‫ك ََّس َر ُص َق َر َه ُمٓء َّ‬
‫قـ َو َسائِ َط َبقْـ َُف ْؿ َو َبقْ َـ اهلل ِ ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫قن َب ْع َض ا ْل َؿخْ ُؾقق َ‬‫ون اهللَ؛ َولَؽِـ َُّف ْؿ َي ْج َع ُؾ َ‬
‫َو َي ْذك ُُر َ‬

‫قن‪ُ :‬كرِيدُ ِمـ ُْفؿ ال َّت َؼ ُّر َب إِ َلك اهلل ِ ‪-‬تعالى‪َ ،-‬و ُكرِيدُ َش َػا َطت َُف ْؿ ِطـْدَ ُه‪ِ ،‬م ْث َؾ‪ :‬ا ْلؿالئِؽ َِة‪،‬‬ ‫َي ُؼق ُل َ‬
‫ث ال ّؾ ُف ‪-‬تعالى‪ُ -‬م َح َّؿدً ا ﷺ ُي َجدِّ ُد َل ُف ْؿ‬ ‫قـ‪َ .‬ف َب َع َ‬ ‫ِ ِ‬
‫الصالح َ‬
‫ِ ِ‬
‫َاس َغ ْقرِه ْؿ مـ َّ‬ ‫قسك‪َ ،‬و َم ْر َي َؿ‪َ ،‬و ُأك ٍ‬ ‫ِ‬
‫َوط َ‬
‫أن َه َذا الت َؼ ُّر َب َوآ ْطتِ َؼا َد َم ْح ُض َح ِّؼ اهلل ِ ‪-‬تعالى‪-‬‬ ‫قؿ‪َ ،-‬و ُيخْ بِ ُر ُه ْؿ َّ‬ ‫ِ‬
‫قف ْؿ إِ ْب َراه َ‬ ‫يـ أبِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ديـفؿ ‪-‬د َ‬
‫طـ غقرِهؿا‪ .‬وإٓ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫مرس ٍؾ‪َ ،‬ف ْض ًال ْ‬ ‫ب‪ ،‬وٓ لـَبِ ٍّل َ‬ ‫مؼر ٍ‬‫‪َ ٓ ،‬ي ْص ُؾ ُح مـْ ُف َش ْل ٌء ل َغ ْقرِه‪ ٓ ،‬لؿ َؾؽ َّ‬
‫يؽ َل ُف‪ ،‬وأ َّك ُف ٓ َيرز ُُق َّإٓ‬ ‫الخالؼ وحدَ ُه ٓ َشرِ َ‬ ‫ُ‬ ‫أن اهللَ هق‬ ‫يش َفدُ ون َّ‬ ‫ُقن ْ‬ ‫الؿ ْشرِك َ‬ ‫ِ‬
‫ففمٓء ُ‬
‫وأن ج ِؿقع السؿق ِ‬ ‫ُهق‪َ ،‬وٓ ُي ْحقِ ْل َوٓ ُي ِؿ ْق ُ‬
‫ات السبع‬ ‫ت إ َّٓ ُه َق‪َ ،‬و َٓ ُيدَ ِّب ُر إَ ْم َر َّإٓ ُه َق‪َ َ َّ َ ْ َ َّ ،‬‬
‫ت ت ََص ُّرفِ ِف َو َق ْفرِ ِه‪.‬‬ ‫وم ْـ فقفا ‪ -‬ك ُّؾفؿ َطبِقدُ ه‪ْ ،‬‬
‫وتح َ‬ ‫ِ‬
‫بع َ‬ ‫الس َ‬
‫قـ َّ‬
‫ِ‬
‫وإرض َ‬ ‫َ‬ ‫َو َم ْـ فِ ِ‬
‫قف َّـ‪،‬‬
‫ٓء ا ْلؿ ْشرِكِقـ ا َّل ِذيـ َقا َت َؾفؿ رس ُ ِ‬
‫أن ه ُم ِ‬ ‫َفنِ َذا َأردت َالدَّ لِ َ‬
‫قل اهلل ﷺ َي ْش َفدُ َ‬
‫ون‬ ‫ُ ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قؾ َط َؾك َّ َ‬
‫بِ َف َذا؛ َفا ْق َر ْأ َط َؾ ْق ِف‪ ﴿ :‬ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬

‫ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﴾‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪04‬‬

‫[يقكس‪َ ،]13 :‬و َق ْق َل ُف َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ‬

‫ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‬
‫ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ‬
‫ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﴾‬
‫ؽ ِمـ أي ِ‬‫ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫[الؿممـقن‪َ ،]:; - :3 :‬و َغ ْق َر َذل َ َ َ‬
‫ت إِ َل ْق ِف‬‫قد ا َّل ِذي َد َط ْ‬
‫ون بِف َذا‪ ،‬و َأ َّكف َلؿ يدْ ِخ ْؾفؿ يف ال َتق ِح ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ ُ ْ ُ‬
‫ِ‬
‫ت أك َُّف ْؿ ُمؼ ُّر َ َ‬ ‫إِ َذا ت ََح َّؼ ْؼ َ‬
‫َّقحقدَ ا َّل ِذي َج َحدُ و ُه ُه َق ت َْق ِحقدُ‬ ‫ت أن الت ِ‬ ‫قل اهللِ ﷺ‪َ ،‬و َط َر ْف َ‬ ‫اه ْؿ إِ َل ْق ِف َر ُس ُ‬
‫الر ُس ُؾ‪َ ،‬و َد َط ُ‬ ‫ُّ‬
‫قن اهللَ ‪َ ‬ل ْق ًال َوك ََف ًارا‪،‬‬‫ُقن فِل ز ََماكِـَا آ ْطتِ َؼا َد‪َ ،‬وكَاكُقا َيدْ ُط َ‬ ‫الع َبا َد ِة‪ ،‬ا َّل ِذي ُي َس ِّؿ ِقف ا ْل ُؿ ْشرِك َ‬
‫ِ‬

‫الح ِفؿ‪َ ،‬و ُق ْربِ ِف ْؿ ِمـ اهلل ِ ‪‬؛ لِ َق ْش َػ ُعقا َل ُفؿ‪َ ،‬أ ْو‬ ‫ُثؿ ِمـْفؿ مـ يدْ طق َا ْلؿالئِ َؽ َة؛ َٕج ِؾ ص ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َّ ُ ْ َ ْ َ ُ َ‬
‫قل اهللِ ﷺ َقا َت َؾ ُف ْؿ‬ ‫ت َأ َّن َر ُس َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َيدْ ُطق َر ُج ًال َصال ًحا م ْث َؾ‪ :‬الالَّت‪َ ،‬أ ْو َكبِ ًّقا م ْث َؾ‪ :‬ط َ‬
‫قسك‪َ ،‬و َط َر ْف َ‬
‫َص ا ْل ِع َبا َد ِة لِ َّؾ ِف‪ ،‬ك ََؿا َق َال َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﭷ ﭸ ﭹ‬ ‫اه ْؿ إِ َلك إِ ْخال ِ‬ ‫ط َؾك ه َذا ِّ ِ‬
‫الش ْرك‪َ ،‬و َد َط ُ‬ ‫َ َ‬
‫ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﴾ [الجـ‪َ ،]3: :‬و َق َال َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬

‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ‬
‫ﭭ ﴾ [الرطد‪.]33 :‬‬

‫الذ ْب ُح ُك ُّؾ ُف لِ َّؾ ِف‪،‬‬


‫ُقن الدُّ َطا ُء ُك ُّؾ ُف لِ َّؾ ِف‪َ ،‬و َّ‬ ‫ت أن رس َ ِ‬
‫قل اهلل ﷺ َقا َت َؾ ُف ْؿ؛ لِقؽ َ‬ ‫َوت ََح َّؼ ْؼ َ َّ َ ُ‬
‫قع أك َْقا ِع ا ْل ِع َبا َدةِ ُك ُّؾ َفا لِ ِّؾ ِف‪َ ،‬و َط َر ْف َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أن‬
‫ت َّ‬ ‫آست َغا َث ُة ُك ُّؾ َفا بِاهلل‪َ ،‬و َجؿ ُ‬
‫َوالـ َّْذ ُر ُك ُّؾ ُف ل َّؾف‪َ ،‬و ْ‬
‫اإل ْسالَمِ‪َ ،‬و َأ َّن َق ْصدَ ُه ُؿ ا ْل َؿالئِ َؽةَ‪َ ،‬أ ْو إ ْكبِ َقا َء‪،‬‬ ‫الر ُبقبِ َّق ِة لَ ْؿ يدْ ِخ ْؾ ُف ْؿ فِل ِ‬
‫ُ‬
‫ِ ِ‬
‫هؿ بِت َْقحقد ُّ‬ ‫إِ ْق َر َار ْ‬
‫ؽ؛ ُه َق ا َّل ِذي َأ َح َّؾ ِد َما َء ُه ْؿ‬ ‫ون َش َػا َطت َُف ْؿ‪َ ،‬وال َّت َؼ ُّر َب إِ َلك اهلل ِ بِ َذلِ َ‬
‫َأ ْو إَ ْولِ َقا َء ُيرِيدُ َ‬
‫اإل ْق َر ِار بِ ِف‬
‫الر ُس ُؾ‪َ ،‬وأ َبك َط ِـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت إِ َل ْقف ُّ‬ ‫ت ِحقـَئِ ٍذ الت َْق ِحقدَ ا َّل ِذي َد َط ْ‬ ‫َو َأ ْم َقا َل ُف ْؿ ‪َ -‬ط َر ْف َ‬
‫ا ْل ُؿ ْشرِك َ‬
‫ُقن»‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪05‬‬

‫الر ِحق ِؿ»‪ :‬بدأ اإلمام ‪ ‬هذه الرسالة بالبسؿؾة< اقتدا ًء بالؼرآن‬ ‫ِ‬
‫«بِ ْس ِؿ اهلل َّ‬
‫الر ْح َؿ ِـ َّ‬
‫الؽريؿ< فنكف مبدوء بـ(بسؿ اهلل الرحؿـ الرحقؿ)‪ ،‬واقتػا ًء بسـة سقد الؿرسؾقـ< فنن‬
‫الرسقل ﷺ كان يبتدئ كتبف ورسائؾف بالبسؿؾة‪ ،‬كؿا يف كتابف إلك هرقؾ طظقؿ الروم‪،‬‬
‫فنكف مبدوء بـ (بسؿ اهلل الرحؿـ الرحقؿ)(‪.)3‬‬
‫الر ِحقؿِ) ففق‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ويف الحديث‪« :‬ك ُُّؾ َأ ْمرٍ ِذي َبال َٓ ُي ْبدَ ُأ فقف بـ (بسؿ اهلل الرحؿـ َّ‬
‫فف َق َأ ْق َط ُع»(‪.)1‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َأ ْق َط ُع»(‪ ،)2‬ويف لػظ‪« :‬ك ُُّؾ َأمرٍ ِذي ب ٍ‬
‫ال َٓ ُي ْبدَ ُأ فقف بِ َح ْؿد اهلل ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫والجؿع بقـ البسؿؾة والحؿدلة حسـ< كؿا جاء يف أول الؼرآن< حقث ُبدئ‬
‫بالبسؿؾة والحؿدلة‪ ،‬وأما هذه إحاديث التل مػادها أن ما ٓ ُيبدَ أ فقف بالبسؿؾة‬
‫والحؿدلة ففق أبرت‪ ،‬أو أقطع< فؼد حؽؿ بعض أهؾ العؾؿ طؾقفا بالضعػ‬

‫(‪ )3‬أخرجف البخاري‪ ،‬باب بدء القحل‪ ،‬كقػ كان بدء القحل إلك رسقل اهلل ﷺ‪ ،)9( ،‬ومسؾؿ‪ ،‬كتاب‬
‫الجفاد والسقر‪ ،‬باب كتاب الـبل ﷺ إلك هرقؾ يدطقه إلك اإلسالم‪.)3991( ،‬‬
‫(‪ )2‬أخرجف الخطقب البغدادي يف‪ :‬الجامع ٕخالق الراوي وآداب السامع‪ ،)8;/2( ،‬ومـ صريؼف طبد‬
‫الـقوي‬
‫ُّ‬ ‫الرهاوي يف‪ :‬إربعقـ‪ ،‬كؿا يف صبؼات الشافعقة لؾسبؽل‪ ،)32/3( ،‬وطزاه لؾرهاوي‬ ‫الؼادر ُّ‬
‫يف‪ :‬إذكار‪( ،‬ص‪ ،)331‬وابـ الؿؾؼـ يف‪ :‬البدر الؿـقر‪ ،)710/9( ،‬وغقرهؿ مـ حديث أبل‬
‫ورمِ َل بالتش ُّقع‪ .‬يـظر‬ ‫ِ‬
‫الجـْد ُّي) ُض ِّعػ‪ُ ،‬‬
‫هريرة ‪ ‬مرفقطًا‪ ،‬ويف إسـاده محؿد ب ُـ طؿران (وهق ابـ ُ‬
‫يف ترجؿتف والؽالم طؾقف‪ :‬تاريخ بغداد‪ ،)233 /8( ،‬الضعػاء والؿرتوكقن ٓبـ الجقزي‪ ،‬ترجؿة‬
‫رقؿ (‪ ،)270‬لسان الؿقزان‪.)81; /3( ،‬‬
‫(‪ )1‬أخرجف أبق داود يف الســ‪ ،‬كتاب إدب‪ ،‬باب الفدي يف الؽالم‪ ،)3:30( ،‬وابـ ماجف‪ ،‬كتاب‬
‫الـؽاح‪ ،‬باب خطبة الـؽاح‪ ،)3:;3( ،‬والـسائل يف الؽربى‪ ،)30277( ،‬طـ أبل هريرة ‪ ‬مرفقطًا‪،‬‬
‫وطـد أبل داود‪« :‬أجذم» بدل‪« :‬أقطع»< قال الدارقطـل يف الســ‪« :)329/3( ،‬تػرد بف قرة‪ ،‬طـ‬
‫الزهري‪ ،‬طـ أبل سؾؿة‪ ،‬طـ أبل هريرة‪ ،‬وأرسؾف غقره طـ الزهري‪ ،‬طـ الـبل ﷺ‪ ،‬وقرة لقس بؼقي‬
‫يف الحديث‪ ،...‬والؿرسؾ هق الصقاب»‪ ،‬وقد صححف ابـ حبان يف‪ :‬التؼاسقؿ وإكقاع‪،)1:3/2( ،‬‬
‫وابـ الصالح يف‪ :‬شرح مشؽؾ القسقط‪ ،)7/3( ،‬وابـ الؿؾؼـ يف‪ :‬البدر الؿـقر‪ ،)322/2( ،‬والـقوي‬
‫يف‪ :‬إذكار‪( ،‬ص‪.)331‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪06‬‬

‫بجؿقع ألػاضفا وصرقفا(‪ ،)3‬وٓ يعـل ذلؽ أن البداءة بالبسؿؾة والحؿدلة غقر‬
‫ضعػ الؿدلقل‪ ،‬والؼاطدة‪:‬‬
‫َ‬ ‫مشروطة< ٕن بعضفؿ يستؾزم مـ ضعػ دلق ٍؾ ما‬
‫أن كػل دلقؾ معقـ ٓ يستؾزم كػل مطؾؼ الدلقؾ‪ ،‬وٓ كػل الؿدلقل(‪ ،)2‬وكذلؽ يؼال‬
‫هـا‪ :‬ضعػ هذا الدلقؾ الؿعقـ‪ ٓ ،‬يستؾزم كػل مطؾؼ الدلقؾ‪ ،‬ومـ ٍ‬
‫باب أولك‬
‫ٓ يستؾزم كػل الؿدلقل‪.‬‬
‫وقد سؿع مـ يض ِّعػ أصؾ البداءة بالبسؿؾة والحؿدلة يف الحديث الؿرفقع‪،‬‬
‫وقال‪« :‬كاكت الؽتب التؼؾقدية ُتبدَ أ ببسؿ اهلل‪ ،‬والحؿد هلل»‪ ،‬وغػؾ طـ البداءة هبا‬
‫حصؾ هذا الؼائؾ مـ‬
‫طؿؾ ًّقا يف الؽتاب والسـة‪ ،‬فنلك هذا الحد تؽقن الغػؾة؟! فؿاذا َّ‬
‫العؾؿ‪ ،‬وقد خػل طؾقف أول صػحة يف كتاب اهلل؟!‬
‫وكظقر هذا مـ سؿع مـ يدطق يف سجقده‪« :‬الؾفؿ إكؽ طػق تحب العػق فاطػ‬
‫طـل»‪ ،‬فؾؿا س َّؾؿ قال لف‪َ « :‬‬
‫لست يف لقؾة الؼدر»‪ ،‬وهؾ هذا ٓ يؼال إٓ يف لقؾة الؼدر؟!‬
‫طؾل‬
‫وآخر سؿع مـ يؼقل‪« :‬رب أوزطـل أن أشؽر كعؿتؽ التل أكعؿت َّ‬ ‫ُ‬
‫ـؽرا طؾقف‪« :‬هؾ بؾغت إربعقـ؟!»‪ ،‬وهؽذا الجفؾ يػعؾ‬
‫وطؾك والدي»‪ ،‬فؼال لف م ً‬
‫بصاحبف!‬
‫وأما معـك البسؿؾة< فؼقلف‪« :‬بِ ْس ِؿ» الجار والؿجرور متعؾؼ بؿحذوف تؼديره‪:‬‬
‫أؤلػ مستعقـًا ومتربكًا باسؿ اهلل(‪.)1‬‬
‫و«اهلل»‪ :‬اسؿ الجاللة ط َؾؿ طؾك اهلل‪ ٓ ،‬يط َؾؼ طؾك غقره‪ ،‬وهق أطرف الؿعارف‬
‫طؾك اإلصالق‪ ،‬ويرى بعضفؿ أن الضؿقر أطرف الؿعارف(‪ ،)3‬والصحقح أن لػظ‬
‫يـظر‪ :‬ســ الدارقطـل‪ ،)3( ،‬العؾؾ لف‪ ،)33: /3( ،)2; /:( ،‬تخريج أحاديث الؽشاف‪.)23 /3( ،‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫يـظر‪ :‬الجقاب الصحقح ٓبـ تقؿقة‪ ،)3:2/1( ،‬الجقاب الؽايف‪( ،‬ص ‪.)393‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫يـظر‪ :‬الؽشاف‪.)2/3( ،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫يـظر‪ :‬اإلكصاف يف مسائؾ الخالف بقـ الـحقيقـ البصريقـ والؽقفققـ ٓبـ إكباري‪،)7:3/2( ،‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫وشرح الؿػصؾ ٓبـ يعقش‪.)239/2( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪07‬‬

‫الجاللة أطرف الؿعارف< وقد ذكروا أن سقبقيف رئل يف الؿـام‪ ،‬فؼقؾ لف‪ :‬ما فعؾ اهلل‬
‫اهلل أطرف الؿعارف(‪.)3‬‬‫بؽ؟ فؼال‪ :‬أدخ َؾـل الجـة‪ ،‬فؼقؾ لف‪ :‬بِ َؿ؟ قال‪ :‬بؼقلل‪ُ :‬‬
‫واختؾػ أهؾ العربقة‪ :‬هؾ لػظ الجاللة (اهلل) ُمشت ٌَّؼ أو جامد؟ فذهب بعضفؿ‬
‫يقجد لػظ قبؾف ُي ْشت َُّؼ مـف(‪ ،)2‬وذهب آخرون إلك أكف ُمشت ٌَّؼ<‬
‫إلك أكف جامد< إذ ٓ َ‬
‫وطـقا أكف طؾك صقغة الؿشتؼات‪ ،‬ولف مادة مشتؼ مـفا‪ ،‬وهذه الؿادة هل الؿصدر‪،‬‬
‫فالؿصدر أصؾ الؿشتؼات كؾفا(‪.)1‬‬

‫قال ابـ الؼقؿ‪ ٓ« :‬كعـل بآشتؼاق إٓ أهنا مالققة لؿصادرها يف الؾػظ والؿعـك‪،‬‬
‫أصال‬
‫ٓ أهنا متقلدة مـفا تقلدَ الػرع مـ أصؾف‪ ،‬وتسؿقة الـحاة لؾؿصدر والؿشتؼ مـف ً‬
‫وفر ًطا لقس معـاه أن أحدهؿا تقلد مـ أخر‪ ،‬وإكؿا هق باطتبار أن أحدهؿا يتضؿـ‬
‫أخر وزيادة»(‪.)3‬‬

‫مختص بف ‪ ،‬وهق ذو الرحؿة القاسعة‪،‬‬


‫ٌّ‬ ‫اسؿ‬
‫و«الرحؿـ الرحقؿ»‪ :‬الرحؿـ ٌ‬
‫والرحقؿ‪ :‬الؿقصؾ رحؿتف مـ شاء مـ خؾؼف(‪ ،)7‬وهق اسؿ مشرتك< يطؾؼ طؾك‬
‫أيضا ‪ -‬طؾك غقره‪ ،‬كؿا يف ققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﰑ ﰒ‬
‫اهلل ‪ ،‬ويطؾؼ ‪ً -‬‬
‫ﰓ ﴾ [إحزاب‪ <]31:‬أي‪ :‬الـبل ﷺ‪ ،‬ومثؾف اسؿ العزيز‪ ،‬كؿا يف ققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﯵ‬
‫ﯶ ﯷ ﴾ [يقسػ‪ٕ <]73:‬ن مـ إسؿاء ما هق خاص باهلل ‪ ٓ ،‬يطؾؼ طؾك غقره‪،‬‬
‫ومـفا ما هق مشرتك بقـف وبقـ خؾؼف‪ ،‬وٓ تضقر التسؿقة بف(‪.)8‬‬

‫(‪ )3‬يـظر‪ :‬الدر الؿصقن لؾسؿقـ الحؾبل‪ ،)23/3( ،‬ومعـك ٓ إلف إٓ اهلل لؾزركشل‪( ،‬ص‪.)308‬‬
‫(‪ )2‬يـظر‪ :‬معـك ٓ إلف إٓ اهلل لؾزركشل‪( ،‬ص‪.)308‬‬
‫(‪ )1‬يـظر‪ :‬الؽتاب لسقبقيف‪ ،)3;7/2( ،‬وشرح الؿػصؾ ٓبـ يعقش‪.)32/3( ،‬‬
‫(‪ )3‬بدائع الػقائد‪.)21/3( ،‬‬
‫(‪ )7‬يـظر‪ :‬بدائع الػقائد‪.)23/3( ،‬‬
‫(‪ )8‬يـظر‪ :‬الؿـفاج شرح صحقح مسؾؿ‪ ،)322/33( ،‬وتحػة الؿقدود‪( ،‬ص‪.)327‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪08‬‬

‫«اطؾؿ ‪-‬رحؿؽ اهلل‪ :»-‬هذا لؾتـبقف< فالؿملػ يريد أن يشد اكتباه الؼارئ‪،‬‬
‫ويرغبف يف إحضار قؾبف وففؿف‪ ،‬ويلمره بالعؾؿ‪.‬‬
‫و«اطؾؿ»‪ :‬فعؾ أمر مـ العؾؿ الذي هق ضد الجفؾ‪ ،‬وهق يف آصطالح‪ :‬ما‬
‫ٓ يحتؿؾ الـؼقض بقجف مـ القجقه‪ ،‬بؿعـك أكف مطابِؼ لؾقاقع تؿا ًما‪ ،‬ويؼابؾف الجفؾ‬
‫الذي هق مخالِػ لؾقاقع‪.‬‬
‫فنن كان الجاهؾ يزطؿ أكف يعؾؿ‪ ،‬وهق يف حؼقؼة إمر جاهؾ< ففق الجفؾ‬
‫الؿركَّب‪ ،‬وإن كان ٓ يزطؿ ذلؽ< ففق الجفؾ البسقط(‪.)3‬‬
‫ومـ مراتب العؾؿ‪ :‬الظـ‪ :‬وهق آحتؿال الراجح‪ ،‬والقهؿ‪ :‬وهق آحتؿال‬
‫الؿرجقح‪ ،‬والشؽ‪ :‬وهق آحتؿال مستقي الطرفقـ(‪.)2‬‬
‫والعؾؿ طـد أهؾ العؾؿ مـف الضروري‪ ،‬ومـف الـظري< أما الضروري< ففق‬
‫ما ٓ يحتاج معف إلك كظر أو استدٓل(‪ <)1‬كلن تؼقل‪ :‬كصػ الشلء أصغر مـ الشلء‬
‫كػسف‪.‬‬
‫ٌّ‬
‫وكؾ يدرك أن السؿاء فققـا‪ ،‬وإرض تحتـا< ففذا كؾف مـ العؾؿ الضروري‬
‫ويؼر بف مباشرة‪ ،‬وٓ يرتدد يف‬
‫ّ‬ ‫أول سؿاطف‪،‬‬
‫الذي يؾتزمف اإلكسان‪ ،‬ويصدِّ ق بف مـ ِّ‬
‫قبقلف< حتك يستدل لف‪.‬‬
‫وأما العؾؿ الـظري< ففق ما ثبت بلدلة قطعقة‪ ،‬وكتائجف ٓ تحتؿؾ الـؼقض< لؽـ‬
‫القصقل إلقف يحتاج إلك كظر واستدٓل(‪ ،)3‬كلن تؼقل‪ :‬سبع ٍ‬
‫ألػ وأربعؿائة مائتان<‬ ‫ُ‬
‫ففذا يحتاج إلك كظر‪ ،‬وربؿا إلك آلة حاسبة‪ ،‬ومث ُؾف بعض إحؽام الؿتػؼ طؾقفا‪،‬‬

‫(‪ )3‬يـظر‪ :‬شرح الؽقكب الؿـقر‪.)99/3( ،‬‬


‫(‪ )2‬يـظر‪ :‬الؿصدر كػسف‪.)93/3( ،‬‬
‫(‪ )1‬يـظر‪ :‬الؿصدر كػسف‪.)88/3( ،‬‬
‫(‪ )3‬يـظر‪ :‬اإلحؽام يف أصقل إحؽام‪ ،)13/2(،‬شرح الؽقكب الؿـقر‪.)88/3(،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪11‬‬

‫التل جاءت هبا الـصقص الؼطعقة< لؽـفا تخػك طؾك العامة‪.‬‬

‫اهلل»‪ ،‬ومثؾف يف إصقل الثالثة(‪ ،)3‬وقال يف مؼدمة‬ ‫ِ‬


‫قال الؿملػ هـا‪َ « :‬رح َؿ َؽ ُ‬
‫الؼقاطد إربع‪« :‬أرشدك اهلل»(‪ ،)2‬وكؾفا دطقات لطالب العؾؿ‪ ،‬تدل طؾك شػؼة‬
‫الؿعؾؿ‪ ،‬وإرادتف الخقر لؾؿتعؾؿ‪.‬‬
‫« َأ َّن التَّق ِحقدَ ‪ :‬هق إِ ْفراد اهلل ِ ‪ ‬بِ ِ‬
‫الع َبا َد ِة»< بحقث ٓ يصرف شلء مـ أكقاع العبادة‬ ‫ُ َ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫إٓ لف ‪.‬‬
‫ِ‬
‫قطبـــــان(‪)1‬‬ ‫ِ‬
‫طابـــــده‪ ،‬هؿـــــا‬ ‫مـــــع ِّ‬
‫ذل‬ ‫ِ‬
‫ــــــرحؿـ غايـــــــ ُة ح ِّبـــــــف‬
‫وطبـــــــاد ُة الـ‬

‫وهذا التعريػ خاص بتقحقد إلقهقة‪ ،‬فالتقحقد الذي يؼرره الشقخ هـا‪،‬‬
‫ويدفع طـف الشبفات ‪ -‬هق تقحقد العبادة< وإٓ فنن التقحقد طـد الشقخ وغقره مـ‬
‫العؾؿاء ثالثة أكقاع‪ :‬تقحقد الربقبقة‪ ،‬وتقحقد إلقهقة‪ ،‬وتقحقد إسؿاء والصػات‪،‬‬
‫وهذه أمقر مؼررة وثابتة يف قؾقب الؿتعؾؿقـ‪.‬‬

‫اد ِه»‪ :‬كؿا قال تعالك‪ ﴿ :‬ﭥ ﭦ‬


‫الذي أرس َؾفؿ اهلل بِ ِف إِ َلك ِطب ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ ُ ُ ُ‬
‫«وهق ِديـ الرس ِؾ ِ‬
‫َ ُ َ ُ ُّ ُ‬
‫ﭧ ﭨ ﭩ ﴾ [إطراف‪ ﴿ ،]7;:‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﴾ [إطراف‪ ﴿ ،]87:‬ﯖ ﯗ ﯘ‬
‫ﯙ ﴾ [إطراف‪ ﴿ ،]91:‬ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﴾ [إطراف‪ <]:7:‬كؾفؿ يؼقلقن‪:‬‬
‫﴿ ﭹ ﭺ ﴾‪ ،‬وكؾفؿ يؼرر إخالص العبادة وإفرادها هلل ‪ ،‬ويدطق إلك ذلؽ‪،‬‬
‫ولؿ يدع إلك تقحقد الربقبقة< ٕكف متؼرر يف كػقس العباد كؾفؿ< كؿا كص طؾقف يف‬
‫الؼرآن‪ ،‬ولؿ يـؽره أحد< إٓ ما جاء طـ فرطقن مـ أكف ادطك الربقبقة يف الظاهر‪ ،‬وهق‬
‫يف قرارة كػسف مستقؼـ بلن الرب هق اهلل وحده‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﴾‬

‫(‪ )3‬يـظر‪ :‬ثالثة إصقل وأدلتفا‪ -‬وشروط الصالة‪ -‬والؼقاطد إربع‪( ،‬ص‪.)8‬‬
‫(‪ )2‬يـظر‪ :‬السابؼ (ص‪.):‬‬
‫(‪ )1‬يـظر‪ :‬الؼصقدة الـقكقة ٓبـ الؼقؿ‪( ،‬ص‪.)17‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪10‬‬

‫مػص ًال يف كالم الشقخ‪.‬‬


‫[الـؿؾ‪ ،]33 :‬وسقليت هذا كؾف َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫قـ َو ٍّد‪َ ،‬و ُس َقاعٍ‪،‬‬ ‫ُقح ‪ْ ،‬أر َس َؾ ُف ال ّؾ ُف إِ َلك َق ْقمف َل َّؿا َغ َؾ ْقا فل َّ‬
‫الصالح َ‬ ‫« َف َل ّو ُلف ْؿ ك ٌ‬
‫فلول الرسؾ كقح‪ ،‬ويف حديث الشػاطة أن الـاس « َي ْلت َ‬
‫ُقن‬ ‫قق‪َ ،‬وك َْسرٍ»‪ّ :‬‬
‫ُقث‪َ ،‬و َي ُع َ‬ ‫ويغ َ‬
‫َ‬
‫الر ُس ِؾ إِ َلك َأ ْه ِؾ إَ ْر ِ‬
‫ض»‪ ،‬وهذا متػؼ طؾقف(‪.)3‬‬ ‫ْت َأ َّو ُل ُّ‬
‫ُقح‪َ ،‬أك َ‬ ‫ُقحا‪َ ،‬ف َق ُؼق ُل َ‬
‫قن‪َ :‬يا ك ُ‬ ‫ك ً‬
‫«و ٍّد» وما ُططػ طؾقف ٌ‬
‫بدل مـ الصالحقـ‪ ،‬وهق مجرور‪ ،‬وبدل الؿجرور‬
‫ث َو َي ُع ْق َق َوك َْس ًرا» طؾك حؽاية ما‬
‫مجرور‪ ،‬ويف بعض الطبعات(‪َ « :)2‬و ًّدا َو ُسقا ًطا َو َيغ ُْق َ‬
‫جاء يف الؼرآن‪.‬‬
‫وهمٓء ققم صالحقن مـ ققم كقح ‪ ،‬كؿا يف صحقح البخاري طـ ابـ‬
‫ان إِ َلك‬‫الش ْق َط ُ‬‫قـ ِم ْـ َق ْق ِم كُقحٍ ‪َ ،‬ف َؾ َّؿا َه َؾؽُقا َأ ْو َحك َّ‬ ‫طباس ‪ ‬أهنا‪َ « :‬أسؿاء ِرج ٍ ِ ِ‬
‫ال َصالح َ‬ ‫ْ َ ُ َ‬
‫قها بِ َل ْس َؿائِ ِف ْؿ‪،‬‬
‫قن َأك َْصا ًبا َو َس ُّؿ َ‬‫َق ْق ِم ِف ْؿ‪َ ،‬أ ِن اك ِْص ُبقا إِ َلك َم َجالِ ِس ِف ُؿ ا َّلتِل كَاكُقا َي ْج ِؾ ُس َ‬
‫ؽ‪ ،‬و َتـَس َخ ِ‬ ‫ِ‬
‫الع ْؾ ُؿ؛ ُطبِدَ ْت»(‪ ،)1‬وكظقره ققلف ﷺ‪:‬‬ ‫ؽ ُأو َلئ َ َ َّ‬ ‫َف َػ َع ُؾقا‪َ ،‬ف َؾ ْؿ ُت ْع َبدْ ‪َ ،‬حتَّك إِ َذا َه َؾ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لؽـ همٓء الؿشركقـ لؿ يؽتػقا هبذا< بؾ‬ ‫يـ إِ َذا ُرؤوا؛ ُذك َر اهللُ»(‪َّ ،)3‬‬ ‫«خ َق ُارك ُُؿ ا َّلذ َ‬
‫تدرجقا‪ ،‬ووضعقا التؿاثقؾ يف مجالسفؿ‪ ،‬وصاروا يـشطقن طؾك العبادة إذا رأوها‪،‬‬

‫(‪ )3‬أخرجف البخاري‪ ،‬كتاب أحاديث إكبقاء‪ ،‬باب ققل اهلل ‪-‬تعالى‪ ﴿ :-‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ﴾‪،‬‬
‫(‪ ،)1130‬ومسؾؿ‪ ،‬كتاب اإليؿان‪ ،‬باب أدكك أهؾ الجـة مـزلة فقفا‪.)3;3( ،‬‬
‫(‪ )2‬كؿا يف صبعة‪ :‬الؿطبعة الؿـقرية يف مصر‪ ،‬بتحؼقؼ‪ :‬محؿد مـقر الدمشؼل‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجف البخاري‪ ،‬كتاب تػسقر الؼرآن‪ ،‬باب ﴿ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ﴾‪.)3;20( ،‬‬
‫(‪ )3‬أخرجف أحؿد (;;‪ ،)297‬وابـ ماجف‪ ،‬كتاب الزهد‪ ،‬باب مـ ٓ ُيم َبف لف‪ ،)333;( ،‬طـ أسؿاء بـت‬
‫يزيد ‪.‬‬
‫وأخرجف أحؿد‪ )39;;:( ،‬مـ صريؼ آخر‪ ،‬طـ شفر بـ حقشب‪ ،‬طـ طبد الرحؿـ بـ غـؿ‪ ،‬يبؾغ‬
‫ً‬
‫مقصقٓ مـ وجف آخر طـد الخرائطل يف‪:‬‬ ‫ً‬
‫مرسال< وروي طـ ابـ غـؿ‬ ‫بف الـبل ﷺ‪ ،‬فذكره بـحقه‬
‫مساوئ إخالق‪ ،)227( ،‬مـ صريؼ شفر بـ حقشب‪ ،‬طـ ابـ غـؿ‪ ،‬طـ أبل مالؽ إشعري‬
‫بـحقه مرفقطًا‪ .‬وحسـف البقصقري يف‪ :‬مصباح الزجاجة‪ ،)237/3( ،‬وشفر بـ حقشب متؽؾؿ فقف<‬
‫قال فقف ابـ حجر يف‪ :‬تؼريب التفذيب‪( ،‬ص;‪« :)28‬صدوق‪ ،‬كثقر اإلرسال وإوهام»‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪11‬‬

‫فؾؿا اكؼرض ذلؽ الجقؾ‪ ،‬وك ُِسل العؾؿ< جاءهؿ الشقطان‪ ،‬فؼال‪ :‬إن أسالفؽؿ ما‬
‫وضعقها إٓ لقعبدوها< ف ُعبِدَ ت‪.‬‬
‫كبل بعده‪ ،‬وهذا‬ ‫وٓ‬ ‫والؿرسؾقـ‪،‬‬ ‫إكبقاء‬ ‫خاتؿ‬ ‫ففق‬ ‫‪:‬‬‫»‬‫ﷺ‬ ‫دٌ‬ ‫ؿ‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫الر ُس ِ‬
‫ؾ‬ ‫ر‬ ‫«و ِ‬
‫آخ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫أمر مجؿع طؾقف‪ .‬وادطك الـبقة بعده كذابقن دجالقن‪ ،‬جاء يف الحديث أهنؿ‬
‫ثالثقن(‪ ،)3‬و ُيذكَر يف كتب التقاريخ وإدب طد ٌد م ّؿـ ادطقا الـبقة‪ ،‬و ُيذكَر مع‬
‫فضال طـ العؼالء‪،‬‬
‫ً‬ ‫قصصفؿ وأخبارهؿ صرائػ مضحؽة‪ ،‬يضحؽ مـفا السػفاء‪،‬‬
‫ومؿا ُذكِر يف صرائػ الؿتـبئقـ أكف جلء لؾرشقد برجؾ ادطك الـبقة‪ ،‬فؼال لف‪ :‬مـ‬
‫أكت؟ قال‪ :‬أكا مقسك بـ طؿران‪ ،‬فؼال‪ :‬ففذه العصا التل بقدك‪ ،‬هؾ هل التل تـؼؾب‬
‫حقةً؟ قال‪ :‬كعؿ‪ ،‬فؼال‪ :‬ألؼفا يا مقسك‪ ،‬قال‪ ٓ :‬ألؼقفا حتك تؼقل أكا ربؽؿ إطؾك(‪.)2‬‬
‫الح َجج‪ ،‬ويؾؼـفؿ إياها< ولؽـ الباصؾ‬
‫يدرس الشقطان أتباطف ُ‬
‫فاكظر كقػ ِّ‬
‫مؽشقف‪ ،‬وهلل الحؿد‪.‬‬
‫قـ»‪ :‬لؿا دخؾ الـبل ﷺ مؽة‪ ،‬كان حقل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصالح َ‬
‫« َو ُهق الذي ك ََّس َر ُص َق َر َه ُمٓء َّ‬
‫كص ًبا‪ ،‬فجعؾ يط ُعـفا بعقد كان بقده‪ ،‬ويؼقل‪ ﴿ :‬ﮚ ﮛ‬
‫الؽعبة ثالثؿائة وستقن ُ‬
‫﴿ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬ ‫ﮢ ﴾ [اإلسراء‪،]:3 :‬‬ ‫ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬
‫ﭘ ﴾ [سبل‪.)1(]3; :‬‬

‫(‪ )3‬أخرجف البخاري‪ ،‬كتاب الؿـاقب‪ ،‬باب طالمات الـبقة يف اإلسالم‪ ،)180;( ،‬ومسؾؿ‪ ،‬كتاب الػتـ‬
‫وأشراط الساطة‪ ،‬باب ٓ تؼقم الساطة حتك يؿر الرجؾ بؼرب الرجؾ‪ ،‬فقتؿـك أن يؽقن مؽان الؿقت‬
‫ث َد َّجا ُل َ‬
‫قن‬ ‫السا َط ُة َحتَّك ُي ْب َع َ‬
‫مـ البالء‪ ،)379( ،‬مـ حديث أبل هريرة ‪ ‬مرفقطًا‪ ،‬ولػظف‪َ َٓ« :‬ت ُؼق ُم َّ‬
‫قل اهلل ِ»‪.‬‬
‫قـ‪ُ ،‬ك ُّؾ ُف ْؿ َي ْز ُط ُؿ َأ َّك ُف َر ُس ُ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قن‪َ ،‬قرِي ًبا م ْـ َثالَث َ‬
‫ك ََّذا ُب َ‬
‫(‪ )2‬يـظر‪ :‬تاريخ إمؿ والؿؾقك‪( ،‬ص;‪.)21‬‬
‫(‪ )1‬أخرجف البخاري‪ ،‬كتاب تػسقر الؼرآن‪ ،‬باب ﴿ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﴾‪،‬‬
‫(‪ ،)3920‬ومسؾؿ‪ ،‬كتاب الجفاد والسقر‪ ،‬باب إزالة إصـام مـ حقل الؽعبة‪.)39:3( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪12‬‬

‫ون اهللَ؛ َولَؽِـ َُّف ْؿ‬


‫قن‪َ ،‬و َي ْذك ُُر َ‬
‫قن‪َ ،‬و َيت ََصدَّ ُق َ‬
‫ون‪َ ،‬و َي ُح ُّج َ‬ ‫« ْأر َسؾ ُف اهللُ إِ َلك ُأك ٍ‬
‫َاس َي َت َع َّبدُ َ‬
‫يحجقن<‬ ‫ُّ‬ ‫قـ َو َسائِ َط َب ْقـ َُف ْؿ َو َب ْق َـ اهلل ِ ‪ :»‬الؿشركقن كاكقا‬ ‫ِ‬
‫قن َب ْع َض ا ْل َؿخْ ُؾقق َ‬
‫َي ْج َع ُؾ َ‬
‫الح ْؿس(‪ ،)3‬وققمف‬ ‫ِ‬
‫ولذلؽ استُـؽر طؾك الـبل ﷺ وققفف مع الـاس بعرفة وهق مـ ُ‬
‫كاكقا ٓ يخرجقن مـ حدود الحرم‪ ،‬فقؼػقن بالؿزدلػة‪ ،‬وٓ يؼػقن مع الـاس‬
‫بعرفة(‪ ،)2‬ففذا يدل طؾك أهنؿ كاكقا يحجقن‪ ،‬والـبل ﷺ حج قبؾ حجة اإلسالم‪،‬‬
‫ت َب ِع ًقرا لِل‪َ ،‬ف َذ َه ْب ُ‬
‫ت َأ ْص ُؾ ُب ُف َي ْق َم َط َر َفةَ‪،‬‬ ‫كؿا يف حديث جبقر بـ مطعؿ ‪ ‬قال‪َ « :‬أ ْض َؾ ْؾ ُ‬
‫س‪َ ،‬ف َؿا َش ْل ُك ُف َها ُهـَا!»(‪،)1‬‬
‫الح ْؿ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ت ال َّـبِ َّل ﷺ َواقِ ًػا بِ َع َر َفةَ‪َ ،‬ف ُؼ ْؾ ُ‬
‫َف َر َأ ْي ُ‬
‫ت‪َ :‬ه َذا َواهلل م َـ ُ‬
‫وكان هذا قبؾ أن يسؾؿ ُجبقر‪.‬‬

‫قن‪َ ،‬و َي ْذك ُُر َ‬


‫ون اهللَ»‪ٕ :‬هنؿ يؼرون بلن اهلل هق‬ ‫قن‪َ ،‬و َيت ََصدَّ ُق َ‬
‫ون‪َ ،‬و َي ُح ُّج َ‬
‫« َي َت َع َّبدُ َ‬
‫الخالؼ‪ ،‬وهق الرازق‪ ،‬ويعرتفقن لف بالػضؾ والـعؿة‪ ،‬ففؿ يدطقكف‪ ،‬ويذكروكف يف‬
‫السعة والرخاء< فقدطقن غقره‪ ،‬كؿا سقليت< وهذا هق الذي أحبط‬
‫الشدائد‪ ،‬وأما يف َّ‬
‫أطؿالفؿ‪ ،‬وجعؾفؿ مـ أطداء الرسؾ‪ ،‬وبعث الـبل ﷺ بدطقهتؿ وقتالفؿ حتك يؼقلقا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٓ إلف إٓ اهلل‪ ،‬قال الـبل ﷺ‪ُ « :‬أم ْر ُت َأ ْن ُأ َقات َؾ الـ َ‬
‫َّاس َحتَّك َي ُؼق ُلقا‪ َٓ :‬إِ َل َف إِ َّٓ اهللُ»(‪.)3‬‬

‫وج ِديؾة‬
‫الح ْؿس‪ :‬بضؿ الحاء الؿفؿؾة وإسؽان الؿقؿ‪ ،‬وهؿ قريش‪ ،‬ومـ ولدتف قريش‪ ،‬وكـاكة‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫(‪)3‬‬
‫حؿسا بالؽعبة< ٕهنا‬
‫ً‬ ‫تحؿسقا يف ديـفؿ< أي‪ :‬تشددوا‪ ،‬وققؾ‪ :‬سؿقا‬
‫ؿسا< ٕهنؿ َّ‬
‫ققس‪ ،‬سؿقا ُح ً‬
‫َحؿساء‪ ،‬حجرها أبقض ِ‬
‫يضرب إلك السقاد‪ .‬يـظر‪ :‬الـفاية يف غريب الحديث وإثر‪،)330/3( ،‬‬
‫والؿـفاج شرح صحقح مسؾؿ‪.)3;9/:( ،‬‬
‫(‪ )2‬أخرجف البخاري‪ ،‬كتاب تػسقر الؼرآن‪﴿ ،‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ﴾‪،)3720( ،‬‬
‫ومسؾؿ‪ ،‬كتاب الحج‪ ،‬باب يف القققف‪ )3220( ،‬طـ طائشة ‪ ،‬ولػظف‪« :‬كان قريش ومـ دان ديـفا‬
‫يؼػقن بالؿزدلػة‪ ،‬وكاكقا يسؿقن الحؿس‪ ،‬وكان سائر العرب يؼػقن بعرفة‪ ،‬فؾؿا جاء اإلسالم أمر‬
‫اهلل ‪ ‬كبقف ﷺ أن يلتل طرفات‪ ،‬فقؼػ بفا‪ ،‬ثؿ يػقض مـفا»‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجف البخاري‪ ،‬كتاب الحج‪ ،‬باب القققف بعرفة‪ ،)3883( ،‬ومسؾؿ‪ ،‬كتاب الحج‪ ،‬باب يف‬
‫القققف‪.)3220( ،‬‬

‫(‪ )3‬أخرجف البخاري‪ ،‬كتاب اإليؿان‪ ،‬باب ﴿ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ﴾‪ ،)27( ،‬وأخرجف مسؾؿ‪ ،‬كتاب =‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪13‬‬

‫والـبل ﷺ ُأرسؾ إلك ققم لفؿ طؼقل وأففام‪ ،‬فؾؿا قال لفؿ‪« :‬ققلقا‪ ٓ :‬إلف‬
‫إٓ اهلل»< أ َبقا ورفضقا‪ ،‬وقالقا‪ ﴿ :‬ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﴾ [ص‪ ،]7:‬وأما الققم<‬
‫فتجد مـ يطقف طؾك قرب ويؼقل‪ ٓ :‬إلف إٓ اهلل‪ ،‬ويعؾؼ التؿائؿ‪ ،‬ويرتؽب الؽػر‬
‫البقاح أحقاكًا وهق يؼقل‪ ٓ :‬إلف إٓ اهلل‪ ،‬ويزطؿ أكف مسؾؿ‪ ،‬وهذا كؿا سقليت يف كالم‬
‫الشقخ‪ :‬أن أبا جفؾ وأبا لفب وأبا صالب أطرف مـف بالتقحقد‪ ،‬وأطرف مـف بــؿعـك‬
‫«ٓ إلف إٓ اهلل»(‪.)3‬‬
‫قـ َو َسائِ َط َب ْقـ َُف ْؿ َو َب ْق َـ اهلل ِ ‪ :»‬ويزطؿقن أهنؿ‬ ‫ِ‬ ‫« َو َلؽِـ َُّف ْؿ َي ْج َع ُؾ َ‬
‫قن َب ْع َض ا ْل َؿخْ ُؾقق َ‬
‫يؼربقهنؿ إلك اهلل‪ ،‬كؿا يف ققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﴾ [الزمر‪،]1 :‬‬

‫فؾقست هذه القسائط معبقدهؿ إصؾل‪ ،‬فؿعبقدهؿ الذي يعرتفقن لف بالخؾؼ‪،‬‬


‫والرزق‪ ،‬والتدبقر هق اهلل ‪ ،‬ولؽـفؿ أشركقا معف همٓء‪ ،‬وجعؾقهؿ وسائط بقـفؿ‬
‫وبقـف‪ ،‬وقالقا‪ :‬كريد التؼرب إلك اهلل ‪-‬تعالى‪ -‬بشػاطتفؿ طـده< لؽـ مع هذا الشرك إكرب‬
‫هؾ تـػعفؿ شػاطة الشافعقـ؟ الجقاب‪ ،ٓ :‬فالشػاطة لفا شروط ستليت يف‬
‫كالم الشقخ(‪.)2‬‬
‫قن‪ُ :‬كرِيدُ ِمـ ُْفؿ ال َّت َؼ ُّر َب إِ َلك اهلل ِ ‪-‬تعالى‪َ ،-‬و ُكرِيدُ َش َػا َطت َُف ْؿ ِطـْدَ ُه‪ِ ،‬م ْث َؾ‪:‬‬‫« َي ُؼق ُل َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫قسك‪َ ،‬و َم ْر َي َؿ‪َ ،‬و ُأك ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫قـ»‪ :‬يف بداية أمر همٓء‬ ‫الصالح َ‬ ‫َاس َغ ْقرِه ْؿ مـ َّ‬ ‫ا ْلؿالئؽَة‪َ ،‬وط َ‬
‫الؿشركقـ تؼربقا بلكاس صالحقـ‪ ،‬ثؿ استزلفؿ الشقطان إلك أن صاروا يطؾبقن‬
‫الشػاطة‪ ،‬ويتقسؾقن بلكاس لقسقا مـ أهؾ الصالح< بؾ مـ أهؾ الػجقر ‪ -‬كسلل اهلل‬
‫رسؿا لؿؼربتقـ‪ ،‬كتب طؾك إحداهؿا‪:‬‬
‫ً‬ ‫العافقة ‪ ،-‬وقد رأيت يف تاريخ لؿـطؼة سقـاء‬

‫اإليؿان‪ ،‬باب إمر بؼتال الـاس حتك يؼقلقا‪ ٓ :‬إلف إٓ اهلل‪ ،)22/18( ،‬مـ حديث ابـ طؿر ‪،‬‬ ‫=‬
‫وجاء مـ حديث أكس‪ ،‬وأبل هريرة ‪.‬‬
‫(‪ )3‬يـظر‪( :‬ص‪.)11 :‬‬
‫(‪ )2‬يـظر‪( :‬ص‪.)9: :‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪14‬‬

‫مؼربة إولقاء الصالحقـ‪ ،‬وطؾك الثاكقة مؼربة إولقاء الشقاصقـ!‪.‬‬


‫يؼرر هذا‬
‫وابـ بطقصة يف رحؾتف التل زادت مدهتا طؾك ثالث وطشريـ سـة ِّ‬
‫الـقع‪ ،‬ويزاولف بؽؾ وضقح وجالء< فال يرتك قربًا أو مشفدً ا إٓ ويزوره‪ ،‬ويػعؾ‬
‫طـده ما يػعؾف همٓء الؿشركقن‪.‬‬

‫وقد سؿعت أن يف إحدى الؼـقات الؿحافِظة التل تؽشػ طقار الروافض‪،‬‬


‫وتبقـ ضاللفؿ وغؾقهؿ‪ ،‬كؼؾ مؼطع لرافضل يؼقل‪ :‬إن طـده طفدً ا مـ الحسقـ أبل‬
‫طبد اهلل أٓ يسؿع أحدٌ كالمف إٓ بؽك‪ ،‬ويؼقل‪ :‬فبالحسقـ لق كزل الج َّبار َل َب َّؽ ْقتُف‪ .‬وأي‬
‫كػر أطظؿ مـ هذا؟! كسلل اهلل العافقة‪ ،‬وآخر مـفؿ يطقف بالبقت‪ ،‬ويؼقل‪ :‬يا أبا‬
‫طبد اهلل‪ ،‬جئـا بقتؽ‪ ،‬وقصدكا حرمؽ‪ ،‬وكرجق مغػرتؽ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫يـ أبِ ِ‬ ‫ِ‬
‫قف ْؿ إِ ْب َراه َ‬
‫قؿ‪ :»-‬ديـ أبقفؿ‬ ‫ث ال ّؾ ُف ُم َح َّؿدً ا ﷺ ُي َجدِّ ُد َل ُف ْؿ ديـفؿ ‪-‬د َ‬
‫« َف َب َع َ‬
‫إبراهقؿ هق الحـقػقة‪ ،‬والتقحقد الخالص< قال تعالك‪ ﴿:‬ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬
‫الـبل ﷺ باتباطف يخاف‬ ‫ُّ‬ ‫ﮋ ﮌ ﴾ [الـحؾ‪ ،]321:‬ومع ذلؽ فنبراهقؿ الذي ُأمر‬
‫طؾك كػسف‪ ،‬كؿا يف ققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﴾ [إبراهقؿ‪ <]17:‬يؼقل‬
‫إبراهقؿ التقؿل(‪« :)3‬مـ يلمـ البالء بعد ققل إبراهقؿ؟»(‪.)2‬‬

‫أن َه َذا الت َؼ ُّر َب َوآ ْطتِ َؼا َد َم ْح ُض َح ِّؼ اهللِ‪َ ٓ ،‬ي ْص ُؾ ُح ِمـْ ُف َش ْل ٌء لِ َغ ْقرِ ِه‪،‬‬
‫« َو ُيخْ بِ ُر ُه ْؿ َّ‬
‫طـ غقرِهؿا»‪ :‬أي‪ :‬فؽقػ بغقرهؿا مؿـ لقس‬ ‫ٍ‬
‫مرس ٍؾ‪َ ،‬ف ْض ًال ْ‬ ‫ب‪ ،‬وٓ لـَبِ ٍّل َ‬ ‫مؼر ٍ‬‫ٓ لؿ َؾؽ َّ‬
‫صالحا< كلولقاء الشقطان؟ والشقطان لف أولقاء‪ ،‬فؽؿا لؾرحؿـ أولقاء‪ ،‬فؽذلؽ لؾشقطان‬
‫ً‬
‫أولقاء‪ ،‬قال تعالك‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﴾‬

‫(‪ )3‬هق‪ :‬إبراهقؿ بـ يزيد بـ شريؽ التقؿل‪ ،‬أبق أسؿاء‪ ،‬اإلمام‪ ،‬الؼدوة‪ ،‬الػؼقف‪ ،‬طابد الؽقفة‪ ،‬مختؾػ‬
‫فقف‪ ،‬والعؿؾ طؾك تقثقؼف‪( ،‬ت ‪;2‬هـ)‪ .‬يـظر‪ :‬سقر أطالم الـبالء‪ ،)80 /7( ،‬لسان الؿقزان‪.)273/;( ،‬‬
‫(‪ )2‬أخرجف ابـ أبل حاتؿ يف التػسقر‪ ،)223;/9( ،‬وابـ جرير يف التػسقر‪.)39/39( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪15‬‬

‫[يقكس‪ ،]82:‬ويؼابؾفؿ أولقاء الشقطان‪ ،‬ولشقخ اإلسالم ابـ تقؿقة كتاب اسؿف‪« :‬الػرقان‬
‫بقـ أولقاء الرحؿـ وأولقاء الشقطان»‪.‬‬

‫يؽ َل ُف‪ ،‬وأ َّك ُف‬ ‫الخالؼ وحدَ ُه ٓ َشرِ َ‬


‫ُ‬ ‫أن اهللَ هق‬‫يش َفدُ ون َّ‬ ‫الؿ ْشرِك َ‬
‫ُقن ْ‬ ‫ِ‬
‫«وإٓ ففمٓء ُ‬
‫وأن َج ِؿ ْق َع‬ ‫ت َّإٓ ُه َق‪َ ،‬و َٓ ُيدَ ّب ُر إَ ْم َر َّإٓ ُه َق‪َّ ،‬‬ ‫ٓ َيرز ُُق َّإٓ ُهق‪َ ،‬وٓ ُي ْحقِ ْل َوٓ ُي ِؿ ْق ُ‬
‫ت ت ََص ُّرفِ ِف‬ ‫وم ْـ فقفا ‪-‬ك ُّؾفؿ َطبِقدُ ه‪ْ ،‬‬
‫وتح َ‬ ‫ِ‬
‫بع َ‬ ‫الس َ‬
‫قـ َّ‬
‫ِ‬
‫وإرض َ‬
‫َ‬ ‫ات َو َم ْـ فِ ِ‬
‫قف َّـ‪،‬‬ ‫السؿق ِ‬
‫َّ َ َ‬
‫الؿتصقفة وغقرهؿ‪ ،‬مـ الذيـ يعتؼدون يف إولقاء ‪ -‬أهنؿ‬ ‫ِّ‬ ‫َو َق ْفرِ ِه»‪ :‬ويزطؿ الغالة مـ‬
‫حرقفؿ‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫وأول مـ زطؿ ذلؽ الرافضة يف طؾل ‪ ،‬ف َّ‬ ‫يد ِّب ُرون ال َؽ ْقن‪َّ ،‬‬
‫ت َق ْـبـــــرا»(‪)3‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ـــــت ك ِ‬
‫َـــــاري ودطـــــق ُ‬
‫ْ‬ ‫َ ََ‬ ‫َأجج ُ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ـــــرا‬ ‫ـــــر َأ ْمـ ً‬
‫ـــــرا ُمـْ َؽـ ً‬ ‫« َل َّؿــــــا َر َأ ْيـ ُ‬
‫ـــــت ْإَ ْمـ َ‬

‫قل اهللِ ﷺ‬
‫يـ َقا َت َؾ ُفؿ َر ُس ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أن َه ُمٓء ا ْل ُؿ ْشرِك َ‬
‫قـ ا َّلذ َ‬ ‫« َفنِ َذا َأردت َالدَّ لِ َ‬
‫قؾ َط َؾك َّ‬
‫ون بِ َف َذا؛ َفا ْق َر ْأ َط َؾ ْق ِف‪ ﴿ :‬ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬ ‫َي ْش َفدُ َ‬
‫ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲﯳ‬
‫ﯴ ﯵ ﯶ ﴾ [يقكس‪ :»]13 :‬ففمٓء الؿشركقن يشفدون بلن اهلل هق الخالؼ‪ ،‬الرازق‪،‬‬
‫الؿحقل‪ ،‬الؿؿقت‪ ،‬الؿد ِّبر‪ ،‬فنذا أردت الدلقؾ طؾك أن همٓء الؿشركقـ الذيـ ُب ِعث‬
‫إلقفؿ الـبل ﷺ‪ ،‬و ُأمِ َر أن يؼاتؾفؿ حتك يؼقلقا‪ ٓ« :‬إلف إٓ اهلل» ‪-‬يشفدون هبذا< فاقرأ‬
‫ققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬
‫ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﴾‪ ،‬وجقاب هذا السمال‪:‬‬
‫﴿ ﯱ ﯲﯳ ﴾‪ ،‬ففمٓء الؿشركقن اطرتفقا بلن اهلل هق فاطؾ هذه إشقاء‪ ،‬وأهنا مـف‬
‫وإلقف‪ ،‬ثؿ بعد ذلؽ ُأمر الـبل ﷺ باإلكؽار طؾقفؿ بؼقلف‪ ﴿ :‬ﯴ ﯵ ﯶ ﴾‪ ،‬وهذا‬
‫استػفام إكؽاري‪ ،‬يعـل‪ :‬إذا كـتؿ تؼرون بلن اهلل ‪ ‬هق الذي خؾؼؽؿ‪ ،‬ورزقؽؿ‪،‬‬

‫(‪ )3‬أخرجف ابـ إطرابل يف الؿعجؿ‪ ،)89( ،‬وأجري يف الشريعة‪ ،)2720/7( ،‬وحسـف ابـ حجر يف‬
‫فتح الباري‪.)290/32( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪16‬‬

‫وأسبغ طؾقؽؿ الـعؿ‪ ،‬وهق الذي يؿؾؽ السؿقات السبع وإرضقـ ومـ فقفـ‪،‬‬
‫ويخرج الحل مـ الؿقت‪ ،‬إلك آخر ما ذكر يف أية< أفال تتؼقن اهلل ‪ ‬الذي يػعؾ‬
‫هذه إشقاء‪ ،‬فتػردوه بالعبادة‪ ،‬وٓ تصرفقا شق ًئا مـ خصائصف لغقره؟!‪ ،‬أو‪ :‬أفال‬
‫تتؼقن الشرك بف يف ألقهقتف؟!‪.‬‬

‫« َو َق ْق َل ُف َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ‬

‫ﯜﯝ ﯞ ﯟﯠ ﴾»‪ :‬وهذا ً‬


‫أيضا إكؽار طؾقفؿ‪ ،‬فؿا دامقا اطرتفقا وأقروا بلهنا‬
‫هلل ‪ <‬فؼؾ لفؿ يا محؿد‪ ﴿ :‬ﯟﯠ ﴾؟!‪ ،‬ومعـاه‪ :‬هؾ مـ مدّ كر؟!‬

‫شخصا مـ الـاس أسدى إلقؽ معرو ًفا ‪-‬ولق بؽؾؿة صقبة‪ <-‬ل َ‬
‫ؿال قؾبؽ‬ ‫ً‬ ‫فؾق أن‬
‫إلقف< ٕن الـػقس جبؾت طؾك حب مـ أحسـ إلقفا‪ ،‬وبغض مـ أساء إلقفا‪ ،‬واهلل ‪‬‬
‫خؾؼفؿ ورزقفؿ‪ ،‬وأسبغ طؾقفؿ الـعؿ‪ ،‬ثؿ بعد ذلؽ يعبدون غقره‪.‬‬

‫« ﴿ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ‬
‫ﯯ ﯰ ﴾»‪ :‬إصؾ يف الجقاب أن يؽقن‪« :‬سقؼقلقن اهلل»< لؽـ الؿراد بذلؽ‬
‫الربقبقة الؿػفقمة مـ ققلف‪ ﴿ :‬ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﴾‪ ،‬وتؼدير الجقاب‪ :‬فسقؼقلقن‬
‫الربقبقة هلل‪.‬‬

‫«﴿ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ‬
‫ﰀ ﰁ ﰂﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﴾»‪ :‬وط َّباد الؼبقر والؿشاهد يؼقلقن‪ :‬إن صاحب‬
‫يصرف ال َؽ ْقن‪،‬‬
‫هذا الؿشفد وهذا الؼرب هق الذي بقده مؾؽقت كؾ شلء‪ ،‬وهق الذي ِّ‬
‫يصرف الؽقن(‪.)3‬‬
‫حل‪ ،‬ومازال يف السحاب ِّ‬
‫ومـ الروافض مـ يؼقل‪ :‬إن طؾ ًّقا ٌّ‬

‫(‪ )3‬يـظر‪ِ :‬‬


‫الػ َصؾ يف الؿؾؾ وإهقاء والـ َِّحؾ‪.)31:/3( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪17‬‬

‫وهذه إدلة ساقفا اإلمام الؿجدد ‪ ‬ل ُق َب ِّقـ أن الؿشركقـ الذيـ ُب ِعث فقفؿ‬
‫الـبل ﷺ مؼرون بتقحقد الربقبقة‪ ،‬وأن الخالف بقـفؿ وبقـف ﷺ يف تقحقد إلقهقة‪.‬‬

‫وتجد بحقث أهؾ طؾؿ الؽالم ومملػاهتؿ يف التقحقد تدور ك ُّؾفا حقل تؼرير‬
‫إثبات الصاكع‪ ،‬وتؼرير إسؿاء والصػات طؾك صريؼتفؿ يف كػقفا< ولذلؽ اكتشرت‬
‫ِ‬
‫الؿشاهد وإضرحة بالد‬ ‫وطؿت‬ ‫الشركقات يف كثقر مـ إقطار اإلسالمقة‪،‬‬
‫َّ‬
‫يقجد مسجد مـ مساجدهؿ َسؾِؿ مـ وجقد قرب فقف‪ ،‬مع أن هذه‬‫ؼؾ أن َ‬‫الؿسؾؿقـ‪ ،‬ف َّ‬
‫البالد فقفا طؾؿاء‪ ،‬إٓ أهنؿ لؿ يعتـقا بتقحقد إلقهقة‪.‬‬

‫يسؿ ْقكف ضريح َّ‬


‫الش ْعرة‪ ،‬ويؼقلقن‪ :‬إهنا‬ ‫فػل كشؿقر ضريح مـ أكرب إضرحة ُّ‬
‫شعرة مـ شعر طبد الؼادر الجقالين‪ ،‬وهذا الضريح تجري تحتف أهنار‪ ،‬و ُي َت َب َّرك هبذا‬
‫الؿاء‪ ،‬وبالغبار الذي يجتؿع حقلف‪.‬‬

‫ويف كربالء وغقرها الشرك والبالء‪ ،‬ويف مصر ما ٓ يخػك‪.‬‬

‫وثؿت كتاب اسؿف «إحقاء الؿؼبقر مـ أدلة استحباب بـاء الؿساجد طؾك‬
‫الؼبقر»‪ٕ ،‬حؿد بـ الصدِّ ْيؼ ال ُغ َؿ ِ‬
‫اري‪ ،‬الؿتقىف سـة ‪31:0‬هـ‪ ،‬قال يف مؼدمتف‪« :‬فنكؽ‬
‫سللت طـ حؽؿ البـاء طؾك الؼبقر‪ ،‬هؾ هق جائز‪ ،‬كؿا جرى طؾقف طؿؾ السؾػ‬
‫والخؾػ شر ًقا وغر ًبا‪ ،‬أو هق مؿـقع‪ ،‬كؿا يذهب إلقف الؼركققن؟!»(‪.)3‬‬

‫يـبز الشقخ محؿد بـ طبد القهاب وأتباطف بلهنؿ قركققن< كسب ًة إلك ما جاء يف‬
‫كجد‪ ،‬وأكف قرن الشقطان(‪ ،)2‬ويؼ ِّرر يف الؽتاب ك ِّؾف أن هذه الؿشاهد سـة متبعة‪ ،‬ويرد‬

‫(‪( )3‬ص‪.)1:‬‬
‫(‪ )2‬أخرجف البخاري‪ ،‬أبقاب آستسؼاء‪ ،‬باب ما ققؾ يف الزٓزل وأيات‪ ،)3019( ،‬والرتمذي‪،‬‬
‫(‪ ،)1;71‬وأحؿد‪ ،)7;:9( ،‬مـ حديث ابـ طؿر ‪ ،‬قال‪ :‬قال رسقل اهلل ﷺ‪« :‬الؾفؿ بارك لـا يف‬
‫شامـا‪ ،‬ويف يؿــا»‪ ،‬قال‪ :‬قالقا‪ :‬ويف كجدكا؟ قال‪ :‬قال‪« :‬الؾفؿ بارك لـا يف شامـا ويف يؿــا»‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قالقا‪ :‬ويف كجدكا؟ قال‪ :‬قال‪« :‬هـاك الزٓزل والػتـ‪ ،‬وهبا يطؾع قرن الشقطان»‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪18‬‬

‫بؼقة طؾك َمـ يـؽرها‪.‬‬

‫إذا كان إبراهقؿ خاف طؾك كػسف‪ ،‬ولف الؿؼامات العؾقة مـ الديـ‪ ،‬فؿا يؼقل‬
‫غقره؟ فليـ طؼقل همٓء؟!‬

‫دائؿا بسمال اهلل الثبات< أن يث ِّبتَف اهلل ‪-‬تعالى‪ -‬طؾك هذا‬


‫فعؾك اإلكسان أن يؾفج ً‬
‫التقحقد‪ ،‬وأن يؿقتف طؾك اإلسالم‪ ،‬فالـبل ﷺ الذي ُغ ِػر لف ما تؼدم مـ ذكبف‪ ،‬وجاءت‬
‫الـصقص بلكف أول مـ يستػتح باب الجـة‪ ،‬وأول مـ يدخؾ الجـة(‪ <)3‬كان يؽثر مـ‬
‫ؽ»(‪.)2‬‬‫ت َق ْؾبِل َط َؾك ِديـ ِ َ‬ ‫ب ال ُؼ ُؾ ِ‬
‫قب‪َ ،‬ث ِّب ْ‬ ‫ققلف‪َ « :‬يا ُم َؼ ِّؾ َ‬
‫ت إِ َل ْق ِف‬
‫قد ا َّل ِذي َد َط ْ‬
‫ون بِف َذا‪ ،‬و َأ َّكف لَؿ يدْ ِخ ْؾفؿ يف التَّق ِح ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ ُ ْ ُ‬
‫ِ‬
‫ت أ َّك ُف ْؿ ُمؼ ُّر َ َ‬ ‫«إِ َذا ت ََح َّؼ ْؼ َ‬
‫قل اهللِ ﷺ‪ ،‬وطر ْفت أن الت ِ‬
‫َّقحقدَ ا َّل ِذي َج َحدُ و ُه ُه َق ت َْق ِحقدُ‬ ‫اه ْؿ إِ َل ْق ِف َر ُس ُ‬
‫َ ََ‬ ‫الر ُس ُؾ‪َ ،‬و َد َط ُ‬ ‫ُّ‬
‫ُقن فِل َز َماكِـَا آ ْطتِ َؼا َد»‪ :‬أي‪ :‬إذا طرفت أن التقحقد الذي‬ ‫الع َبا َد ِة‪ ،‬ا َّل ِذي ُي َس ِّؿ ِقف ا ْل ُؿ ْش ِرك َ‬
‫ِ‬

‫جحدوه هق تقحقد العبادة‪ ،‬وطرفت أن التقحقد الذي قاتؾفؿ الـبل ﷺ مـ أجؾف هق‬
‫تقحقد إلقهقة‪ ،‬والذي يسؿقف الؿشركقن يف زماكـا آطتؼاد< ففؿ طؾك حد زطؿفؿ‬
‫يعتؼدون يف الشقخ الػالين‪ ،‬ويف القلل الػالين‪ ،‬ويف الضريح الػالين< أكف يـػعفؿ‪،‬‬
‫ويتؼربقن إلقف‪ ،‬ويدطقكف مـ دون اهلل‪.‬‬

‫صحقحا‪ ،‬وقد يؽقن فاسدً ا‪،‬‬


‫ً‬ ‫وآطتؼاد‪ :‬هق الؼطع والجزم‪ ،‬وقد يؽقن‬
‫فلصحاب الطرق الصقفقة يعتؼدون يف أولقائفؿ ومعبقديفؿ مـ دون اهلل ‪،‬‬

‫س َي ْش َػ ُع فِل ا ْل َجـ َِّة»‪ ،)3;9( ،‬طـ‬ ‫(‪ )3‬أخرجف مسؾؿ‪ ،‬كتاب اإليؿان‪ ،‬باب فِل َق ْق ِل الـَّبِل ﷺ‪َ « :‬أكَا َأ َّو ُل الـَّا ِ‬
‫ِّ‬
‫اب ا ْل َجـ َِّة َي ْق َم ا ْل ِؼ َق َام ِة َف َل ْست ْػتِ ُح‪َ ،‬ف َق ُؼ ُ‬
‫قل ا ْلخَ ِ‬
‫از ُن‪َ :‬م ْـ‬ ‫ِ‬
‫أكس بـ مالؽ ‪ ،‬طـ الـَّبِ ِّل ﷺ‪ ،‬قال‪« :‬آتل َب َ‬
‫ؽ»‪.‬‬ ‫ؽ ُأ ِم ْر ُت‪َ َٓ ،‬أ ْفت َُح َِٕ َح ٍد َق ْب َؾ َ‬
‫قل‪ :‬بِ َ‬ ‫ْت؟ َف َل ُق ُ‬
‫قل‪ُ :‬م َح َّؿدٌ ‪َ ،‬ف َق ُؼ ُ‬ ‫َأك َ‬
‫(‪ )2‬أخرجف الرتمذي‪ ،‬أبقاب الؼدر‪ ،‬باب ما جاء أن الؼؾقب بقـ أصبعل الرحؿـ‪ ،)2330( ،‬وابـ ماجف‪،‬‬
‫كتاب الدطاء‪ ،‬باب دطاء الرسقل ﷺ‪ ،)1:13( ،‬وأحؿد (‪ ،)318;8‬مـ حديث أكس بـ‬
‫مالؽ ‪ ،‬وقال الرتمذي طؼبف‪« :‬حديث حسـ»‪ ،‬وصححف الحاكؿ (‪.)909/3‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪21‬‬

‫والـصارى اطتؼدوا يف طقسك ‪ ‬وأمف‪ ،‬والغالة اطتؼدوا يف الـبل ﷺ‪ ،‬وأكزلقه مـزل َة‬
‫اهلل ‪،‬كؿا جاء يف بردة الؿديح التل سارت يف إمة سريان الـار يف الفشقؿ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ــؿ الؾـــقحِ والؼؾـــ ِؿ(‪.)3‬‬ ‫ومــــ طؾقمـــؽ طؾـ َ‬ ‫وضـــــرتَفا‬
‫َّ‬ ‫فـــــنن مــــــ جـــــقدك الـــــدكقا‬
‫َّ‬

‫قن اهللَ ‪ ‬لَ ْق ًال َوك ََف ًارا‪ُ ،‬ث َّؿ ِمـ ُْف ْؿ َم ْـ َيدْ ُطق َا ْل َؿالئِ َؽ َة؛ َٕ ْج ِؾ‬ ‫« َوكَاكُقا َيدْ ُط َ‬
‫ت»‪:‬‬ ‫الح ِفؿ‪ ،‬و ُقربِ ِفؿ ِمـ اهلل ِ ‪‬؛ لِق ْش َػعقا َلفؿ‪َ ،‬أو يدْ طق رج ًال صالِحا ِم ْث َؾ‪ :‬ال َّال ِ‬ ‫ص ِ‬
‫ْ َ ُ َ ُ َ ً‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫َ‬
‫اج»(‪،)2‬‬ ‫ت َس ِق َيؼ َ‬
‫الح ِّ‬ ‫الالت كؿا جاء يف حديث طـ ابـ طباس ‪ ‬أكف «كَان َر ُج ًال َي ُؾ ُّ‬
‫فؾؿا مات< طؽػقا طؾك قربه(‪ ،)1‬وكان يف الطائػ(‪.)3‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫« َأ ْو َكبِ ًّقا م ْث َؾ‪ :‬ط َ‬
‫قسك»‪ :‬فؿـفؿ مـ قال‪ :‬إن طقسك هق اهلل‪ ،‬ومـفؿ مـ قال‪ :‬هق ابـ‬
‫اهلل‪ ،‬ومـفؿ مـ قال‪ :‬ثالث ثالثة‪.‬‬
‫َص ا ْل ِعبادةِ‬ ‫قل اهللِ ﷺ َقا َت َؾفؿ ط َؾك ه َذا ِّ ِ‬
‫ت َأ َّن َر ُس َ‬
‫اه ْؿ إِ َلك إِ ْخال ِ َ َ‬
‫الش ْرك‪َ ،‬و َد َط ُ‬ ‫ُ ْ َ َ‬ ‫« َو َط َر ْف َ‬
‫لِ َّؾ ِف‪ ،‬ك ََؿا َق َال َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﴾ [الجـ‪َ ،]31 :‬و َق َال َت َعا َلك‪:‬‬
‫﴿ ﭑ ﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬
‫ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﴾ [الرطد‪.]31 :‬‬

‫تؼديؿ الجار والؿجرور يف ﴿ ﭑ ﭒ ﭓ ﴾ يدل طؾك آختصاص والحصر‪،‬‬


‫ففل لف‪ ،‬ولقست لغقره‪ ،‬مثؾ‪ ﴿ :‬ﭢ ﭣ ﴾ [الػاتحة‪ <]7:‬أي‪ :‬إياك كعبد‪ ،‬وٓ كعبد‬
‫(‪ )3‬البقت (‪ )373‬مـ بردة البقصقري‪ ،‬وقد رد طؾقف الشقخ طبد اهلل بـ طبد الرحؿـ أبابطقـ يف رسالة‬
‫لطقػة‪ .‬يـظر‪ :‬الرد طؾك الربدة‪( ،‬ص ‪.)2:‬‬
‫(‪ )2‬أخرجف البخاري‪ ،‬كتاب تػسقر الؼرآن‪ ،‬باب ﴿ ﮭ ﮮ ﮯ﴾‪ ،)3:7;( ،‬والسقيؼ‪ :‬الؽعؽ‪.‬‬
‫ت السقيؼ وغقره‪ ،‬يؾتف ل ًتا‪ :‬إذا بسف‪ ،‬وخؾطف بالؿاء‪ ،‬أو غقره‪ .‬يـظر‪:‬‬
‫آستذكار‪ ،)39;/3( ،‬ول َّ‬
‫جؿفرة الؾغة‪.):0/3( ،‬‬
‫(‪ )1‬أخرجف ابـ جرير يف التػسقر‪ ،)721/22( ،‬مـ ققل مجاهد‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجف ابـ جرير يف التػسقر‪ ،)721/22( ،‬مـ ققل قتادة‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪20‬‬

‫غقرك< ٕن تؼديؿ الؿعؿقل يدل طؾك الحصر(‪.)3‬‬

‫﴿ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﴾ ‪ ،‬والذيـ أفـقا أطؿارهؿ يف دطاء‬


‫إضرحة هؾ أجابتفؿ بشلء؟!‪ ،‬وقد يؽقن مـ باب زيادة الػتـة لبعضفؿ أن يسؿع‬
‫فؿـ يف هذا الؼرب قد مات‪ ،‬ولق‬
‫كال ًما مـ الؼرب يرد طؾقف‪ ،‬ويؽقن ذلؽ شقطاكًا< وإٓ َ‬
‫قادرا طؾك كػع< لـػع كػسف‪ ،‬فؽقػ يـػع مـ يدطقه؟!‪.‬‬
‫كان ً‬
‫الذ ْب ُح ُك ُّؾ ُف لِ َّؾ ِف‪،‬‬
‫ُقن الدُّ َطا ُء ُك ُّؾ ُف لِ َّؾ ِف‪َ ،‬و َّ‬ ‫ت أن رس َ ِ‬
‫قل اهلل ﷺ َقا َت َؾ ُف ْؿ لِقؽ َ‬ ‫« َوت ََح َّؼ ْؼ َ َّ َ ُ‬
‫قع أك َْقا ِع ا ْل ِع َبا َد ِة ُك ُّؾ َفا لِ ّؾ ِف»‪ :‬فالدطاء كؾف هلل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫آستغَا َث ُة ُك ُّؾ َفا بِاهلل‪َ ،‬و َجؿ ُ‬
‫َوالـ َّْذ ُر ُك ُّؾ ُف ل َّؾف‪َ ،‬و ْ‬
‫شخصا وتطؾب مـف شق ًئا‬
‫ً‬ ‫وهق طبادة‪ ،‬فال يجقز صرفف لغقر اهلل ‪ ،‬وقد تـادي‬
‫يستطقعف< ففذا أمره سفؾ< ٕكف يؼدر طؾقف‪ ،‬وأما أن تدطقه وتطؾب مـف ما ٓ يؼدر‬
‫طؾقف إٓ اهلل ‪ <‬ففذا هق الشرك‪.‬‬
‫والذبح كؾف هلل‪ ،‬فنذا كان الؼصد بف التعظقؿ< فصرفف لؾؿخؾقق شرك أكرب‪ ،‬وإذا‬
‫كان الؼصد بف اإلكرام‪ ٓ ،‬التعظقؿ‪ ،‬و ُذكِ َر طؾقف اسؿ اهلل< ففق مطؾقب شر ًطا‪،‬‬
‫َان ي ْم ِمـ ِباهلل ِ والقق ِم ِ‬
‫أخ ِر؛ َف ْؾ ُق ْؽ ِر ْم َض ْق َػ ُف»(‪.)2‬‬ ‫َ َْ‬ ‫قال ﷺ‪َ « :‬م ْـ ك َ ُ ُ‬
‫وآستغاثة كؾفا باهلل فقؿا ٓ يؼدر طؾقف الؿخؾقق‪ ،‬وأما ما يؼدر طؾقف الؿخؾقق<‬
‫فجائز‪ ،‬قال تعالك‪ ﴿ :‬ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ‬
‫ﭺ ﴾ [الؼصص‪ ،]37 :‬وقد سقؼ يف الؼرآن مـ غقر إكؽار< إٓ مـ جفة أكف ُ‬
‫قتؾ كػس‬
‫ٓ تستحؼ الؼتؾ‪ ،‬والـدم طؾك الؼتؾ‪.‬‬

‫(‪ )3‬يـظر‪ :‬الربهان يف طؾقم الؼرآن لؾزركشل‪ ،)219 /1( ،‬اإلكؾقؾ لؾسققصل‪( ،‬ص ;‪.)33‬‬
‫(‪ )2‬أخرجف البخاري‪ ،‬كتاب إدب‪ ،‬باب‪ :‬مـ كان يممـ باهلل والققم أخر< فال يمذ جاره‪،)803:( ،‬‬
‫ومسؾؿ‪ ،‬كتاب اإليؿان‪ ،‬باب الحث طؾك إكرام الجار والضقػ‪ ،)39( ،‬مـ حديث أبل هريرة ‪‬‬
‫مرفقطًا‪ ،‬وجاء مـ حديث أبل ُشريح العدوي ‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪21‬‬

‫الر ُبقبِ َّق ِة َل ْؿ يدْ ِخ ْؾ ُف ْؿ فِل ِ‬


‫اإل ْسالَ ِم»‪ٕ :‬هنؿ كاكقا‬ ‫ِ ِ‬
‫أن إِ ْق َر َار ْ‬
‫هؿ بِت َْقحقد ُّ‬ ‫« َو َط َر ْف َ‬
‫ت َّ‬
‫ُ‬
‫مؼريـ بتقحقد الربقبقة قبؾ أن يبعث إلقفؿ الـبل ﷺ‪ ،‬وبعد أن ُب ِع َث إلقفؿ‪ ،‬كؿا تؼدم‬
‫يف ققلف ‪ ﴿ :‬ﯱ ﯲ ﴾ [يقكس‪ ﴿ ،]13:‬ﯛ ﯜ ﴾ [الؿممـقن‪.]:7:‬‬

‫وأ َّن َق ْصدَ ُه ُؿ ا ْل َؿالئِ َؽةَ‪َ ،‬أ ْو إ ْكبِ َقا َء‪َ ،‬أ ْو إَ ْولِ َقا َء؛ ُيرِيدُ َ‬
‫ون َش َػا َطت َُف ْؿ‪َ ،‬وال َّت َؼ ُّر َب إِ َلك‬ ‫« َ‬
‫ؽ؛ ُه َق ا َّل ِذي َأ َح َّؾ ِد َما َء ُه ْؿ َو َأ ْم َقا َل ُف ْؿ»‪ :‬ففؿ يعبدون اهلل< لؽـفؿ يجعؾقن همٓء‬ ‫اهلل ِ بِ َذلِ َ‬
‫وسائط يؼربقهنؿ إلك اهلل بذلؽ‪.‬‬
‫ت ِحقـَئِ ٍذ التَق ِحقدَ ا َّل ِذي دط ْ ِ‬
‫ت إِ َل ْقف ُّ‬
‫الر ُس ُؾ»< أي‪ :‬طرفت أن التقحقد الذي‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫« َط َر ْف َ‬
‫دطت إلقف الرسؾ هق تقحقد إلقهقة‪.‬‬

‫اإل ْق َر ِار بِ ِف ا ْل ُؿ ْشرِك َ‬


‫ُقن»‪ :‬لؿا ققؾ لفؿ‪ :‬ققلقا «ٓ إلف إٓ اهلل»‪ ،‬وهؿ‬ ‫« َوأ َبك َط ِـ ِ‬
‫يػفؿقن معـاها‪ ،‬وأكف‪ ٓ :‬معبقد حؼ إٓ اهلل‪ ،‬ومؼتضك ذلؽ أن ُتـْ َػك إلقهقة طـ‬
‫معبقديفؿ< رفضقا واستـؽروا‪ ،‬وقالقا‪ ﴿ :‬ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﴾‬
‫[ص‪.]7:‬‬

‫والؿرسؾقـ كبقِّـا محؿد‪ ،‬وطؾك آلف وصحبف أجؿعقـ‪.‬‬


‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪22‬‬

‫[وعـىن‪ :‬ال إمـي إال هللا‪ ،‬ووٍكـف امكفـار وهٌـا]‬

‫اإل َل َف ِطـْدَ ُه ْؿ ُه َق ا َّل ِذي ُي ْؼ َصدُ‬


‫ؽ‪ َٓ( :‬إِ َل َف إِ َّٓ اهلل)؛ َفنِ َّن ِ‬
‫ُ‬ ‫« َو َه َذا ال َّت ْق ِحقدُ ُه َق َم ْعـَك َق ْقلِ َ‬
‫َان َم َؾؽًا‪َ ،‬أ ْو َكبِ ًّقا‪َ ،‬أ ْو َولِ َّقا‪َ ،‬أ ْو َش َج َرةً‪َ ،‬أ ْو َق ْب ًرا‪َ ،‬أ ْو ِجـِّ ًّقا‪ ،‬لَ ْؿ‬‫قر‪َ ،‬س َقا ٌء ك َ‬ ‫َٕ ْج ِؾ َه ِذ ِه إُ ُم ِ‬

‫ؽ لِ َّؾ ِف َو ْحدَ ُه‪ ،‬ك ََؿا‬ ‫أن ذلِ َ‬‫قن َّ‬ ‫ازق ا ْل ُؿد ِّب ُر‪َ ،‬فنِك َُّف ْؿ َي ْع َؾ ُؿ َ‬
‫الر ُ‬ ‫ِ‬
‫اإل َل َف ُه َق ا ْلخَ ال ُؼ َّ‬‫أن ِ‬ ‫ُيرِيدُ وا َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(اإل َل ِف) ما يعـِل ا ْلؿ ْشرِك َ ِ‬
‫َاهؿ‬ ‫(الس ِّقد)‪َ ،‬ف َلت ُ‬
‫ُقن فل ز ََماكـَا بِ َؾ ْػظ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُقن بِـ ِ َ َ ْ‬ ‫ؽ‪َ ،‬وإِك ََّؿا َي ْعـ َ‬ ‫ت َل َ‬‫َقدَّ ْم ُ‬
‫ؿرا ُد ِم ْـ َه ِذ ِه ا ْلؽ َِؾ َؿ ِة‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫قه ْؿ إِ َلك كَؾ َؿة الت َّْقحقد‪َ ،‬وهل‪ َٓ( :‬إِ َل َف إِ َّٓ اهللُ)‪ ،‬وا ْل َ‬ ‫الـَّبِ ُّل ﷺ َيدْ ُط ُ‬
‫َاها‪ُ َٓ ،‬م َج َّر ُد َل ْػظِ َفا‪.‬‬‫َم ْعـ َ‬

‫قن َأ َّن ُم َرا َد الـَّبِ ِّل ﷺ بِ َف ِذ ِه ا ْلؽ َِؾ َؿ ِة‪ُ :‬ه َق إِ ْف َرا ُد اهلل ِ ‪-‬تَع َـا َلى‪-‬‬
‫َوا ْل ُؽ َّػ ُار ا ْل ُج َّف ُال َي ْع َؾ ُؿ َ‬
‫بِال َت َع ُّؾ ِؼ‪َ ،‬وا ْل ُؽ ْػ ُر بِ َؿا ُي ْع َبدُ ِم ْـ ُدوكِ ِف‪َ ،‬وا ْل َب َرا َء ُة ِمـْ ُف؛ َفنِ َّك ُف لَ َّؿا َق َال ﷺ‪ُ :‬قق ُلقا‪ َٓ« :‬إِ َل َف إِ َّٓ‬
‫اهللُ»‪َ ،‬قا ُلقا‪ ﴿ :‬ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﴾ [ص‪.]7 :‬‬

‫اإل ْسالَ َم َو ُه َق‬ ‫ب ِم َّؿ ْـ يدَّ ِطل ِ‬ ‫ؽ‪َ ،‬فا ْل َع َج ُ‬ ‫قن َذلِ َ‬ ‫ت َأ َّن ُج َّف َال ا ْل ُؽ َّػ ِ‬
‫ار َي ْعرِ ُف َ‬ ‫َفنِ َذا َط َر ْف َ‬
‫َ‬
‫ؽ ُه َق ال َّت َؾ ُّػ ُظ‬‫ار؛ َب ْؾ َيظُ ُّـ َأ َّن َذلِ َ‬ ‫ف ِم ْـ َت ْػ ِسقرِ َه ِذ ِه ا ْلؽ َِؾ َؿ ِة َما َط َرف ُج َّف ُال ا ْل ُؽ َّػ ِ‬ ‫ٓ َي ْع ِر ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اد الْ َؼ ْؾ ِ ِ ٍ ِ‬ ‫بِحروفِفا‪ِ ،‬مـ َغقرِ اطتِ َؼ ِ‬
‫َاها‪:‬‬‫ب ل َشلء م َـ ا ْل َؿ َعاكل‪َ ،‬وا ْل َحا ِذ ُق مـ ُْف ْؿ َي ُظ ُّـ َأ َّن َم ْعـ َ‬ ‫ْ ْ ْ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫ار أ ْط َؾ ُؿ ِمـْ ُف بِ َؿ َعاين‬
‫ؾؼ‪َ ،‬وٓ َي ْرز ُُق‪َ ،‬وٓ ُيدَ بِّ ُر إِ َّٓ اهللُ‪َ ،‬فال َخ ْق َر فِل َر ُج ٍؾ ُج َّف ُال ا ْل ُؽ َّػ ِ‬ ‫ٓ َيخْ ُ‬
‫(ٓ إِ َل َف إِٓ اهللُ)‪.‬‬
‫الشر َك بِاهلل ِ ا َّل ِذي َق َال اهلل فِ ِ‬
‫قف‪ ﴿ :‬ﮢ‬ ‫ؽ َم ْعرِ َف َة َق ْؾ ٍ‬
‫ب‪َ ،‬و َط َر ْف َ‬ ‫ت َل َ‬ ‫إِ َذا َط َر ْف َ‬
‫ت َما ُق ْؾ ُ‬
‫ُ‬ ‫ت ِّ ْ‬
‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪23‬‬

‫آخرِ ِه ْؿ‪،‬‬ ‫ث بِف الرس َؾ‪ِ ،‬مـ َأولِ ِفؿ إِ َلك ِ‬


‫ْ َّ ْ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫يـ اهلل ِ ا َّل ِذي َب َع َ‬ ‫﮶ ﴾ [الـساء‪ ،]3: :‬وطر ْف َ ِ‬
‫تد َ‬ ‫َ ََ‬
‫َّاس َط َؾ ْق ِف ِم َـ ا ْل َج ْف ِؾ بِ َف َذا‪،‬‬
‫ب الـ ِ‬ ‫ِ‬
‫أص َب َح غَال ُ‬
‫ت َما ْ‬ ‫أح ٍد ِس َقا ُه‪َ ،‬و َط َر ْف َ‬ ‫ِ‬
‫ا َّلذي ٓ َي ْؼ َب ُؾ اهللُ م ْـ َ‬
‫ِ‬

‫َأ َفا َد َك َفائِدَ َت ْق ِـ‪:‬‬

‫إُو َلك‪ :‬ا ْل َػ َر ُح بِ َػ ْض ِؾ اهلل ِ َو َر ْح َؿتِ ِف‪ ،‬ك ََؿا َق َال َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ‬
‫ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﴾ [يقكس‪.]7: :‬‬

‫َؾؿ ٍة‬
‫ان ي ْؽ ُػ ُر بِؽ َ‬ ‫ت َأ َّن ِ‬
‫اإلك َْس َ‬ ‫َّؽ إِ َذا َط َر ْف َ‬‫قؿ‪َ ،‬فنِك َ‬ ‫ِ‬
‫ف ا ْل َعظ َ‬ ‫َو َأ َفا َد َك ‪َ -‬أ ْي ًضا ‪ :-‬ا ْلخَ ْق َ‬
‫اه ٌؾ؛ َفال ُي ْع َذ ُر بِا ْل َج ْف ِؾ‪َ ،‬و َقدْ َي ُؼق ُل َفا َو ُه َق َيظُ ُّـ‬‫يخْ رِجفا ِمـ لِساكِ ِف‪ ،‬و َقدْ ي ُؼق ُلفا وهق ج ِ‬
‫َ َ َ َ ُ َ َ‬ ‫ُ ُ َ ْ َ‬
‫ِ‬
‫قسك‪‬‬ ‫قصا إِ ْن أ ْل َفؿف اهللُ َما َق َّص َط ْـ َق ْق ِم ُم َ‬ ‫لك اهلل‪ ،‬ك ََؿا َض َّـ ا ْل ُؽ َّػ ُار‪ُ ،‬خ ُص ً‬ ‫أك ََّفا ُت َؼ ِّرب ُف إِ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫قـ ﴿ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﴾ [إطراف‪<]31: :‬‬ ‫َمع َصالح ِف ْؿ َوط ْؾؿ ِف ْؿ َأك َُّف ْؿ أت َْق ُه َقائؾ َ‬
‫حقـَئِ ٍذ َي ْعظُ ُؿ َخ ْق ُفف‪َ ،‬و ِح ْر ُصف َط َؾك َما ُيخَ ِّؾ ُصف ِم ْـ َه َذا َو ْأم َثالِ ِف‪.‬‬ ‫َف ِ‬

‫ث َكبِقا بِف َذا التَق ِح ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬


‫قد إِ َّٓ َج َ‬
‫عؾ َل ُف‬ ‫ْ‬ ‫َوا ْط َؾ ْؿ َأ َّن اهللَ ‪ُ -‬س ْب َحاك ُف‪ -‬م ْـ حؽ َْؿتف َل ْؿ َي ْب َع ْ ًّ َ‬
‫أ ْطدَ ا ًء‪ ،‬ك ََؿا َق َال َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‬

‫ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﴾ [إكعام‪.]331 :‬‬

‫ُب‪َ ،‬و ُح َج ٌج‪ ،‬ك ََؿا َق َال َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﮭ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُقن َٕ ْطدَ اء الت َّْقحقد ُط ُؾ ٌ‬
‫قم كَث َقر ٌة‪َ ،‬و ُكت ٌ‬ ‫َو َقدْ يؽ ُ‬
‫ﮮﮯﮰﮱ﮲﮳﮴﮵﮶﮷﮸﮹﮺‬
‫﮻ ﴾ [غافر‪.]11 :‬‬

‫يـ َط َؾ ْق ِف‪َ ،‬أ ْه ِؾ‬ ‫ٍ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت َذلِ َ‬


‫أن ال َّطرِ َيؼ إِ َلك اهلل َٓ ُبدَّ َل ُف م ْـ أ ْطدَ اء َقاطد َ‬‫ت َّ‬ ‫ؽ‪َ ،‬و َط َر ْف َ‬ ‫إِذا َط َر ْف َ‬
‫الحا ُت َؼاتِ ُؾ بِ ِف‬ ‫ِ ِ‬ ‫ؽ َأن َتع َؾؿ ِمـ ِد ِ ِ‬ ‫اح ٍة َو ِط ْؾ ٍؿ َو ُح َججٍ ؛ َفا ْل َق ِ‬
‫يـ اهلل َما َيص ُقر س ً‬ ‫ب َط َؾ ْق َ ْ ْ َ ْ‬ ‫اج ُ‬ ‫َف َص َ‬
‫ربؽ ‪ ﴿ :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ‬ ‫يـ َق َال إِ َم ُام ُف ْؿ‪َ ،‬و ُم َؼدَّ ُم ُف ْؿ لِ َ‬ ‫ِ‬
‫قـ‪ ،‬ا َّلذ َ‬
‫ٓء َّ ِ‬
‫الش َقاص َ‬
‫ه ُم ِ‬
‫َ‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪24‬‬

‫ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ‬
‫ﮓ ﮔﮕ ﴾ [إطراف‪.]38 :‬‬

‫ػ‪،‬‬ ‫ت إِ َلك اهلل ِ ‪-‬تَع َـا َلى‪َ ،-‬و َأ ْص َغ ْق َ‬


‫ت إِ َلك ُح َججِ اهلل ِ َو َب ِّقـاتِ ِف؛ َفال تَخَ ْ‬ ‫َو َلؽِ ْـ إِ ْن َأ ْق َب ْؾ َ‬
‫َن؛ ﴿ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﴾ [الـساء‪.]98 :‬‬
‫َوَٓ ت َْحز ْ‬

‫ٓء ا ْل ُؿ ْش ِركِقـ‪ ،‬ك ََؿا َق َال‬ ‫اء ه ُم ِ‬ ‫ِ‬


‫ػ م ْـ ُط َؾ َؿ َ‬
‫وا ْلعامل ِمـ ا ْلؿقح ِديـ يغ ِْؾب إَ ْل َ ِ‬
‫َ َ ِّ ُّ َ ُ َ ّ َ َ ُ‬
‫قن بِا ْل ُح َّج ِة‬ ‫ِ‬
‫َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﴾ [الصافات‪َ ،]391 :‬ف ُجـْدُ اهلل ‪َ -‬ت َعا َلك‪ُ -‬ه ُؿ ا ْلغَالِ ُب َ‬
‫ؽ‬ ‫ف َط َؾك ا ْل ُؿ َق ِّح ِد ا َّل ِذي َي ْس ُؾ ُ‬ ‫السـ ِ‬
‫َان‪ ،‬وإك ََّؿا ا ْلخَ ْق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ان‪ ،‬ك ََؿا ُه ُؿ ا ْلغَالِ ُب َ‬
‫قن بِ ِّ‬
‫الس ْقػ َو ِّ‬ ‫َوال ِّؾ َس ِ‬
‫ِ‬
‫ال َّطرِ َيؼ َولَ ْق َس َم َع ُف س ٌ‬
‫الح‪.‬‬

‫ﭶ ﴾ [الـحؾ‪:‬‬ ‫َو َقدْ َم َّـ اهللُ َط َؾ ْقـَا بِؽِتَابِ ِف ا َّل ِذي َج َع َؾ ُف ﴿ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬


‫ب بِاصِ ٍؾ بِ ُح َّج ٍة إِ َّٓ َوفِل ا ْل ُؼ ْر ِ‬
‫آن َما َيـْ ُؼ ُض َفا‪َ ،‬و ُيب ِّق ُـ ُبطْالك ََفا‪ ،‬ك ََؿا َق َال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫;‪َ ،]:‬فال َي ْلتل َصاح ُ‬
‫َت َع َا َلك‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﴾ [الػرقان‪َ ،]11 :‬ق َال َب ْع ُض‬
‫أي ُة َط َّام ٌة يف ك ُِّؾ ُح َّج ٍة َي ْلتل بِ َفا َأ ْه ُؾ ا ْلبَاصِ ِؾ إِ َلك َي ْقم ا ْل ِؼ َق َام ِة»‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫ا ْل ُؿ َػ ِّسرِي َـ‪َ « :‬هذه َ‬

‫« َو َه َذا ال َّت ْق ِحقدُ »‪ :‬أي‪ :‬الذي دطت إلقف الرسؾ‪ ،‬والذي َط َّر َفف يف مطؾع هذا‬
‫يؼرره مشركق زماكـا‪،‬‬
‫الؽتاب بلكف إفراد اهلل بالعبادة‪ ،‬ولقس هق تقحقد الربقبقة الذي ِّ‬
‫وهق الذي أقر بف الؿشركقن الذيـ أرسؾ إلقفؿ الـبل ﷺ‪.‬‬

‫« ُه َق َم ْعـَك َق ْقلِ َ‬
‫ؽ‪ َٓ( :‬إِ َل َف إِ َّٓ اهللُ)»‪ :‬يعـل أن تقحقد اإللفقة ‪ -‬أو تقحقد العبادة ‪-‬‬
‫هق معـك الشفادة‪ ٓ( :‬إلف إٓ اهلل)‪ ،‬ومعـاها‪ ٓ :‬معبقد حؼ إٓ اهلل‪ ،‬وٓ مللق َه‬
‫مخقف حؼ إٓ اهلل‪.‬‬
‫َ‬ ‫مرجق وٓ‬
‫َّ‬ ‫وٓ‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪25‬‬

‫َان َم َؾؽًا‪َ ،‬أ ْو َكبِ ًّقا‪َ ،‬أ ْو‬ ‫اإل َل َف ِطـْدَ ُه ْؿ ُه َق ا َّل ِذي ُي ْؼ َصدُ َٕ ْج ِؾ َه ِذ ِه إُ ُم ِ‬
‫قر؛ َس َقا ٌء ك َ‬ ‫« َفنِ َّن ِ‬
‫َولِ َّقا‪َ ،‬أ ْو َش َج َرةً‪َ ،‬أ ْو َق ْب ًرا‪َ ،‬أ ْو ِجـِّ ًّقا»‪ :‬اإللف الؿـػل بؽؾؿة التقحقد‪ ٓ( :‬إلف) يثبتف همٓء‬
‫الؿشركقن< فنن اإللف طـدهؿ هق الذي ُيؼصد ٕجؾ هذه إمقر‪ ،‬سقاء كان مؾ ًؽا‪،‬‬
‫أو كب ًقا‪ ،‬أو ول ًقا‪ ،‬أو شجر ًة‪ ،‬أو قربًا‪ ،‬أو جـ ًقا‪ ،‬سقاء كاكقا مـ مشركل العرب وغقرهؿ‬
‫مؿـ بعث فقفؿ الـبل ﷺ وقاتؾفؿ‪ ،‬أم مـ مشركل زماكـا هذا‪.‬‬

‫وهذا مـػل طـ غقر اهلل ‪ ‬يف كؾؿة التقحقد التل ُأمر الـبل ﷺ أن يؼاتؾ الـاس‬
‫حتك يؼقلقها‪ ،‬والؼقل الؿجرد ٓ يؽػل< ٕن مجرد الؼقل مقجقد طـد مشركل‬
‫زماكـا‪ ،‬وإن أباه ورفض الؼقل والتؾػظ بف مـ هق أذكك مـفؿ‪ ،‬وأطرف وأففؿ لفذه‬
‫الؽؾؿة مـ مشركل قريش‪ ،‬كلبل جفؾ وأضرابف‪ ،‬كؿا سقليت يف كالم الؿملػ ‪.‬‬

‫ازق ا ْل ُؿد ِّب ُر»‪ :‬فؽػار قريش ٓ يؼقلقن‪ :‬إن اإللف‬ ‫ِ‬ ‫أن ِ‬‫« َل ْؿ ُيرِيدُ وا َّ‬
‫اإل َل َف ُه َق ا ْلخَ ال ُؼ َّ‬
‫الر ُ‬
‫َ‬
‫الرازق‬ ‫الخالؼ‬
‫َ‬ ‫هق الخالؼ الرازق الؿد ِّبر< ٕهنؿ يؼرون بف‪ ،‬ولق كاكقا يعـقن باإللف‬
‫الؿدبر< ما امتـعقا طـ ققل‪ ٓ( :‬إلف إٓ اهلل)‪.‬‬
‫َ‬
‫ؽ لِ َّؾ ِف َو ْحدَ ُه‪ ،‬ك ََؿا َقدَّ ْم ُ‬
‫ت َل َ‬
‫ؽ»‪ :‬فقتػؼ الؿشركقن‬ ‫أن ذلِ َ‬ ‫« َفنِك َُّف ْؿ َي ْع َؾ ُؿ َ‬
‫قن َّ‬
‫الؿتلخرون مع الؿشركقـ الؿتؼدمقـ‪ ،‬فالؿتؼدمقن يؼرون ويعرتفقن بلن اهلل هق‬
‫الخالؼ الرازق الؿد ِّبر‪ ،‬والؿتلخرون يؼرون بلن اهلل هق الخالؼ الرازق الؿد ِّبر‪،‬‬
‫اإلقرار‬
‫ُ‬ ‫ٌّ‬
‫وكؾ مـ الػريؼقـ يشرك معف يف تقحقد إلقهقة< ولذا لؿ يـػع الؿتؼدمقـ‬
‫بتق حقد الربقبقة‪ ،‬ولؿ يدخؾقا يف اإلسالم حقـؿا أقروا واطرتفقا بف‪ ،‬كؿا سؾػ يف‬
‫أيات السابؼة‪.‬‬

‫(السقِّ ِد)»‪ :‬أي‪ :‬أن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(اإل َل ِف) ما يعـِل ا ْلؿ ْشرِك َ ِ‬
‫ُقن فل ز ََماكـَا بِ َؾ ْػظ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُقن بِـ ِ َ َ ْ‬ ‫« َوإِك ََّؿا َي ْعـ َ‬
‫اإللف طـد مشركل العرب هق الذي يطؾؼقن طؾقف فقؿا جاء بعد ذلؽ مـ إطصار‬
‫(الس ِّقد)‪ ،‬فقطؾؼقن طؾك مـ يرجقكف‪ ،‬ويخافقكف‪ ،‬ويدطقكف‪ ،‬ويؾت ِ‬
‫ج ُئقن إلقف يف الشدائد‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪26‬‬

‫إلفا مـ دون اهلل‪.‬‬ ‫اسؿ (السقد)‪ ،‬كالسقد البدوي‪ ،‬وغقره< مؿـ ُي َ‬


‫تخذ ً‬
‫ؿرا ُد ِم ْـ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫قه ْؿ إِ َلك كَؾ َؿة الت َّْقحقد‪َ ،‬وهل‪ َٓ( :‬إِ َل َف إِ َّٓ اهللُ)‪ ،‬وا ْل َ‬ ‫« َف َلت ُ‬
‫َاهؿ الـَّبِ ُّل ﷺ َيدْ ُط ُ‬
‫َاها‪ُ َٓ ،‬م َج َّر ُد َل ْػظِ َفا»‪ :‬ولق كان الؿراد مجرد الؾػظ ما تلخر‬ ‫ِ ِ‬
‫َهذه ا ْلؽَؾ َؿة َم ْعـ َ‬
‫ِِ‬

‫الؿشركقن طـ اإلذطان واإلتقان هبا< ٕكف ٓ يـاقض ما هؿ طؾقف مـ الشرك‪ ،‬فال‬


‫يعجز أحد طـ أن يؼقل‪ ٓ( :‬إلف إٓ اهلل)< ولؽـفؿ يعرفقن الؿعـك‪ ،‬ولذلؽ صاروا‬
‫أطرف وأففؿ مـ الؿشركقـ الؿتلخريـ الذيـ يطقفقن بالؼبقر‪ ،‬ويذبحقن لغقر اهلل‪،‬‬
‫ويـذرون لغقره‪ ،‬وهؿ يؼقلقن‪ ٓ( :‬إلف إٓ اهلل)‪.‬‬

‫قن َأ َّن ُم َرا َد ال َّـبِ ِّل ﷺ بِ َف ِذ ِه ا ْلؽ َِؾ َؿ ِة‪ُ :‬ه َق إِ ْف َرا ُد اهلل ِ ‪-‬تَع َـا َلى‪-‬‬
‫« َوا ْل ُؽ َّػ ُار ا ْل ُج َّف ُال َي ْع َؾ ُؿ َ‬
‫بِال َت َع ُّؾ ِؼ‪َ ،‬وا ْل ُؽ ْػ ُر بِ َؿا ُي ْعبَدُ ِم ْـ ُدوكِ ِف‪َ ،‬وا ْل َب َرا َء ُة ِمـْ ُف»‪ :‬هذا مؼتضك (ٓ إلف إٓ اهلل)‪ ،‬وهق‬
‫كػل إلقهقة طـ جؿقع ما يعبد مـ دون اهلل‪ ،‬وإثباهتا هلل وحده‪ ،‬وأن يقجد مـ‬
‫يسجد لؾؼرب‪ ،‬ويؼقل‪ ٓ( :‬إلف إٓ اهلل)‪ ،‬وهذا جفؾ طظقؿ‪ ،‬وضؾة يف الرأي‪.‬‬

‫« َفنِ َّك ُف َل َّؿا َق َال ﷺ‪ُ :‬قق ُلقا‪ َٓ« :‬إِ َل َف إِ َّٓ اهللُ»‪َ ،‬قا ُلقا‪ ﴿ :‬ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ‬
‫ﭼ ﭽ ﴾ [ص‪ :»]7 :‬كػار قريش لؿا ققؾ لفؿ ققلقا‪ ٓ( :‬إلف إٓ اهلل)< رفضقا‪،‬‬
‫وقالقا‪ ﴿ :‬ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﴾‪.‬‬
‫قن َذلِ َ‬
‫ؽ»؛ أي‪ :‬أهنؿ يعرفقن ويػفؿقن‬ ‫ت َأ َّن ُج َّف َال ا ْل ُؽ َّػ ِ‬
‫ار َي ْعرِ ُف َ‬ ‫« َفنِ َذا َط َر ْف َ‬
‫الؿعـك‪ ،‬ويعرفقن مدلقٓت إلػاظ‪ ،‬وما يحقؾ الؿعاين‪ ،‬وهؿ الؿرجع يف هذا‬
‫الباب< ٕهنؿ طرب طؾك الػطرة‪.‬‬

‫ف ِم ْـ َت ْػ ِسق ِر َه ِذ ِه ا ْلؽ َِؾ َؿ ِة َما َط َرف‬ ‫ب ِم َّؿ ْـ يدَّ ِطل ِ‬


‫اإل ْسالَ َم َو ُه َق ٓ َي ُع ِر ُ‬ ‫َ‬ ‫« َفا ْل َع َج ُ‬
‫لء ِم َـ‬
‫ب لِ َش ٍ‬ ‫ؽ هق ال َّت َؾ ُّػ ُظ بِحروفِفا ِمـ َغقرِ اطتِ َؼ ِ‬
‫اد ا ْل َؼ ْؾ ِ‬ ‫ُ ُ َ ْ ْ ْ‬
‫ِ‬ ‫ُج َّف ُال ا ْل ُؽ َّػ ِ‬
‫ار؛ َب ْؾ َي ُظ ُّـ َأ َّن َذل َ ُ َ‬
‫ا ْل َؿ َعاكِل»‪ٕ :‬هنؿ لق طرفقا معـاها< ما وقعقا فقؿا وقعقا فقف مـ الشرك الؿـاقض لفا‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪27‬‬

‫ِ‬
‫ؾؼ‪َ ،‬وٓ َي ْرز ُُق‪َ ،‬وٓ ُيدَ ِّب ُر إِ َّٓ اهللُ»‪ :‬يظـقن‬ ‫« َوا ْل َحا ِذ ُق مـ ُْف ْؿ َي ُظ ُّـ َأ َّن َم ْعـ َ‬
‫َاها‪َ ٓ :‬يخْ ُ‬
‫أن هذا معـاها‪ ،‬والؿتؽؾؿقن يف كتبفؿ ومقسقطاهتؿ ‪-‬طؾك كثرهتا وتـقطفا‪ -‬يؼررون‬
‫هذا الؿعـك< فتجدهؿ ٓ يحقمقن حقل الؿعـك الصحقح لـ (ٓ إلف إٓ اهلل)‪ ،‬وإكؿا‬
‫يؼررون أن معـاها‪ ٓ :‬يخؾؼ‪ ،‬وٓ يرزق‪ ،‬وٓ يدبر إمر إٓ اهلل< وكتقجة لذلؽ‬
‫اكتشرت الشركقات يف بؾداهنؿ مع طدم إكؽارها< ٕهنؿ ٓ يعتؼدون أهنا تـاقض (ٓ إلف‬
‫كثقرا مـ الـاس مؿـ يسافر مـ هذه البالد‬
‫إٓ اهلل)‪ ،‬وشقاهد إحقال ضاهرة‪ ،‬فنن ً‬
‫إلك أقرب البؾدان يضقؼ ذر ًطا بالصالة يف الؿسجد‪ ،‬ويؼقل‪ ٓ :‬كجد مسجدً ا لقس فقف‬
‫قرب< ولذلؽ كضطر ٕن كصؾل أفرا ًدا يف سؽــا‪ ،‬فاإلكسان قد يعجب كقػ اكتشر‬
‫الشرك يف إمة هبذه الطريؼة وفقفا العؾؿاء‪ ،‬وهل خقر أمة أخرجت لؾـاس؟!‬

‫فنذا كان رأس الؿال التقحقد الذي ٓ يصح بدوكف أي طؿؾ‪ ،‬وٓ يؼبؾ مـ دوكف‬
‫أي تؼرب إلك اهلل ‪ <‬فال بد مـ الدطقة الجا ّدة إلك هذا التقحقد‪ ،‬والحؿد هلل أن‬
‫الذيـ تعؾؿقا يف هذه البالد اكتشروا يف إقطار‪ ،‬وذهبقا إلك البؾدان وإمصار‪،‬‬
‫طظقؿا‪.‬‬
‫ً‬ ‫فع َّؾؿقا وكػع اهلل هبؿ كػ ًعا‬

‫ار أ ْط َؾ ُؿ ِمـْ ُف بِ َؿ َعاين (ٓ إِ َل َف إِٓ اهللُ)»‪ :‬أبق جفؾ‬


‫« َفال َخ ْق َر فِل َر ُج ٍؾ ُج َّف ُال ا ْل ُؽ َّػ ِ‬
‫فرطقن هذه إمة(‪ )3‬يعرف معـك (ٓ إلك إٓ اهلل)‪ ،‬وكبار الؿتؽؾؿقـ وحذاقفؿ يخػك‬
‫طؾقفؿ الؿعـك الصحقح لـ (ٓ إلف إٓ اهلل)< ولذا وقعقا فقؿا وقعقا فقف مـ الؽالم‬
‫الذي ٓ صائؾ تحتف‪ ،‬وأفـقا أطؿارهؿ فقؿا يضرهؿ وٓ يـػعفؿ‪ ،‬ومـفؿ مـ طؾؿ الحؼ‬

‫(‪ )3‬إشارة إلك حديث ابـ مسعقد ‪ ‬أن الـبل ﷺ قال بعد مؼتؾ أبل جفؾ‪« :‬كان هذا فرطقن هذه‬
‫إمة»‪ .‬أخرجف أحؿد (‪ ،)1:23‬وابـ أبل شقبة يف الؿصـػ‪ ،)188;:( ،‬والطرباين يف‪ :‬الؽبقر‪،‬‬
‫(;‪ ،):38‬والبقفؼل يف الؽربى‪ .)3:033( ،‬الحديث أكؽره وضعػف ابـ كثقر‪ ،‬وقال الفقثؿل‪« :‬رواه‬
‫الطرباين‪ ،‬ورجالف رجال الصحقح غقر محؿد بـ وهب بـ أبل كريؿة‪ ،‬وهق ثؼة»‪ ،‬يـظر‪ :‬جامع‬
‫الؿساكقد والســ‪ ،)3:: /9( ،‬مجؿع الزوائد ومـبع الػقائد‪.)9; /8( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪28‬‬

‫طـد حضقر إجؾ‪ ،‬فتؿـك كبارهؿ أن يؿقتقا طؾك طؼائد طجائز كقسابقر(‪،)3‬‬
‫فعؾك اإلكسان الػرح بؿا آتاه اهلل مـ هذا العؾؿ ووفؼف إلقف‪ ،‬والخقف العظقؿ مـ‬
‫س ْؾبف‪ ،‬كؿا سقليت يف كالم الشقخ ‪ ‬يف الػائدتقـ‪.‬‬
‫ؽ َم ْعرِ َف َة َق ْؾ ٍ‬
‫ب»‪ ٓ :‬معرفة لسان فحسب‪ ،‬بلن تؼقل الؽالم‬ ‫ت َل َ‬ ‫«إِ َذا َط َر ْف َ‬
‫ت َما ُق ْؾ ُ‬
‫بؾساكؽ وٓ يدخؾ إلك سقيداء قؾبؽ< بؾ ٓ بد أن يؽقن مخزوكًا يف الؼؾب< ٕكف إذا‬
‫لؿ يتحؼؼف الؼؾب< فبنمؽان أي شبفة أن تزيؾف‪.‬‬
‫الشر َك بِاهلل ِ ا َّل ِذي َق َال اهلل فِ ِ‬
‫قف‪ ﴿ :‬ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬ ‫« َو َط َر ْف َ‬
‫ُ‬ ‫ت ِّ ْ‬
‫ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﴾ [الـساء‪ :»]3: :‬الشرك لقس‬
‫بؼابؾ لؾغػران‪ ،‬وأما ما دوكف< فنكف يدخؾ تحت الؿشقئة بؿا يف ذلؽ كبائر الذكقب‪،‬‬
‫هذا هق ققل أهؾ السـة والجؿاطة‪ ،‬خال ًفا لؾخقارج الذيـ يؼقلقن‪ :‬إن مرتؽب‬
‫الؽبقرة كافر‪ ،‬وخال ًفا لؾؿعتزلة الذيـ يؼقلقن‪ :‬إن مرتؽب الؽبقرة يف مـزلة بقـ‬
‫الؿـزلتقـ‪ ٓ ،‬كافر وٓ مممـ‪ ،‬ويتػؼ الؿعتزلة مع الخقارج طؾك أكف مخ َّؾد يف‬
‫الـار(‪ ،)2‬كسلل اهلل العافقة‪.‬‬

‫والشرك كؿا هق معؾقم كقطان‪ :‬أكرب وأصغر‪ ،‬والعؾؿاء يختؾػقن يف إصغر<‬


‫هؾ يدخؾ فقؿا ٓ ُيغ َػر كالشرك إكرب‪ ،‬أم يغػر كغقره مـ الذكقب؟‬

‫فؿـ أهؾ العؾؿ مـ يرى أن أية طامة تشؿؾ جؿقع أكقاع الشرك‪ ،‬فؿا دام‬

‫(‪ )3‬قال أبق الػتح الطربي‪« :‬دخؾـا طؾك اإلمام أبل الؿعالل ابـ الجقيـل كعقده يف مرض مقتف فلقعد‪،‬‬
‫طؾل أين قد رجعت طـ كؾ مؼالة قؾتفا أخالػ فقفا ما قال السؾػ الصالح‪ ،‬وإين‬
‫فؼال لـا‪ :‬اشفدوا َّ‬
‫أمقت طؾك ما تؿقت طؾقف طجائز كقسابقر» يـظر‪ :‬بقان تؾبقس الجفؿقة‪ ،)71/3( ،‬والعؾق لؾعزيز‬
‫الغػار‪( ،‬ص‪.)27:‬‬
‫(‪ )2‬يـظر‪ :‬الػصؾ يف الؿؾؾ وإهقاء والـحؾ‪ ،)337 /3( ،‬شرح العؼقدة إصػفاكقة ٓبـ تقؿقة‪،‬‬
‫(ص‪.)397 :‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪31‬‬

‫شركًا< ففق داخؾ يف ققلف‪ ﴿ :‬ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﴾‪ ،‬وهذا ققل معروف طـد‬


‫أهؾ العؾؿ‪ ،‬وضاهر أية يميده< ٕن ققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﮦ ﮧ ﮨ ﴾ كؽرة ممولة يف‬
‫سقاق الـػل‪ ،‬يدخؾ فقفا الشرك إكرب وإصغر‪.‬‬

‫ومـفؿ مـ يؼقل‪ :‬إن الشرك إصغر حؽؿف حؽؿ كبائر الذكقب‪ ،‬ففق تحت‬
‫الؿشقئة(‪.)3‬‬

‫وأصحاب الؼقل إول‪ ،‬الؼائؾقن بلن الشرك إصغر غقر داخؾ يف مشقئة اهلل‬
‫يػرققن بقـ مـ تؾبس بف وبقـ الؿشرك شركًا أكرب بلكف ٓ ُبدَّ أن ّ‬
‫يعذب بؼدر هذا‬
‫الشرك‪ ،‬ثؿ يف الـفاية يخرج‪ ،‬وٓ يخ ّؾد كصاحب الشرك إكرب(‪.)2‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُس َؾ م ْـ َأ َّول ِف ْؿ إِ َلك آخرِه ْؿ‪ ،‬ا َّلذي ٓ َي ْؼ َب ُؾ اهللُ‬
‫ث بِف ُّ‬ ‫يـ اهلل ِ ا َّل ِذي بَ َع َ‬‫تد َ‬
‫«وطر ْف َ ِ‬
‫َ ََ‬
‫َّاس َط َؾ ْق ِف ِم َـ ا ْل َج ْف ِؾ بِ َف َذا»‪ :‬أي‪ :‬إذا كـت‬‫ب الـ ِ‬ ‫ِ‬
‫أص َب َح غَال ُ‬
‫ت َما ْ‬ ‫أح ٍد ِس َقا ُه‪َ ،‬و َط َر ْف َ‬ ‫ِ‬
‫م ْـ َ‬
‫طؾك بصقرة وب ِّقـَة مـ هذا ك ِّؾف‪ ،‬وطرفت التقحقد الحؼقؼل الؿطؾقب الؿح ِّؼؼ لؿعـك‬
‫ٓ إلف إٓ اهلل‪ ،‬وطرفت ما يضا ّده مـ الشرك‪.‬‬

‫« َأ َفا َد َك َفائِدَ َت ْق ِـ‪ :‬إُو َلك‪ :‬ا ْل َػ َر ُح بِ َػ ْض ِؾ اهلل ِ َو َر ْح َؿتِ ِف‪ ،‬ك ََؿا َق َال َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﮑ ﮒ‬
‫ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﴾ [يقكس‪.»]7: :‬‬

‫الػرح يف إصؾ مذمقم< قال اهلل تعالك‪ ﴿ :‬ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﴾ [الؼصص‪<]98:‬‬


‫لؽـ هذا إذا كان يف أمقر الدكقا التل ٓ يستػاد مـفا وٓ تـػعف يف أخراه‪ ،‬كؿا حصؾ‬
‫لؼارون ومـ طؾك شاكؾتف‪.‬‬

‫ؾصائِ ِؿ‬ ‫ِ‬


‫وأما الؿرضل الؿؼرب مـ اهلل< فقستحب الػرح بف‪ ،‬كؿا يف ققلف ﷺ‪« :‬ل َّ‬

‫(‪ )3‬يـظر‪ :‬الجقاب الؽايف‪( ،‬ص‪ ،);3 - ;2 :‬إغاثة الؾفػان ٓبـ الؼقؿ‪.)7; /3( ،‬‬
‫(‪ )2‬يـظر‪ :‬جامع الرسائؾ‪ ،)273/2( ،‬والرد طؾك البؽري‪.)103/3( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪30‬‬

‫َف ْر َحت ِ‬
‫َان»(‪ٕ <)3‬ن الصقام مؿا يؼربف إلك اهلل ‪ <‬ففق ُيػرح بف‪.‬‬
‫ولؽـ مع ذلؽ بؼدر ِط َظؿ هذه الـعؿة ي ِ‬
‫شػؼ ويخاف مـ زوالفا< ٕكف ٓ يلمـ‬ ‫ُ‬
‫أن تزول وتسؾب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫« َو َأ َفا َد َك ‪َ -‬أ ْي ًضا ‪ :-‬ا ْلخَ ْق َ‬
‫قؿ»‪ :‬فاإلكسان يخاف مـ زوال الـعؿ‪،‬‬‫ف ا ْل َعظ َ‬
‫ويحزن طؾك ذلؽ< لؽـ الخقف يؽقن بؿستقى هذه الـعؿة‪ ،‬وبؼدر فرحف هبا‪،‬‬
‫فؿثال‪ :‬لق اشرتى أحد سقارة بؽؾ ما يؿؾؽ‪ ،‬واستدان طؾك ذلؽ زيادة< فنكف‬
‫ً‬
‫سقحرص طؾقفا‪ ،‬ولؽـ إذا كاكت السقارة مـ إكقاع الرخقصة< فنكف ٓ يفتؿ لفا مثؾ‬
‫هذا آهتؿام‪.‬‬
‫كذلؽ لق كان طؾك اإلكسان ثقب ٍ‬
‫غال‪ ،‬فنكف يحرص طؾك أٓ يتدكس بشلء‪،‬‬
‫رخقصا لؿ يلبف لف‪ ،‬والؿؼصقد أكف كؾؿا زادت الـعؿة وصعب مـالفا<‬
‫ً‬ ‫بقـؿا لق كان‬
‫كان الخقف طؾقفا مـ أن تسؾب أطظؿ‪.‬‬
‫َؾؿ ٍة ُيخْ رِ ُج َفا ِم ْـ لِ َساكِ ِف»‪ :‬فػل الحديث‪« :‬إن‬
‫ان ي ْؽ ُػ ُر بِؽ َ‬ ‫ت َأ َّن ِ‬
‫اإلك َْس َ‬ ‫َّؽ إِ َذا َط َر ْف َ‬
‫« َفنِك َ‬
‫العبد لقتؽؾؿ بالؽؾؿة مـ رضقان اهلل‪ ٓ ،‬يؾؼل لفا بآ‪ ،‬يرفعف اهلل بفا درجات‪ ،‬وإن‬
‫العبد لقتؽؾؿ بالؽؾؿة مـ سخط اهلل‪ ٓ ،‬يؾؼل لفا بآ‪ ،‬يفقي بفا يف جفـؿ»(‪ ،)2‬ويف‬
‫َّار»(‪،)1‬‬‫قـ َخرِي ًػا فِل الـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الر ُج َؾ َل َق َت َؽ َّؾ ُؿ بِالؽَؾ َؿة َٓ َي َرى بِ َفا َب ْل ًسا َي ْف ِقي بِ َفا َس ْبع َ‬
‫لػظ‪« :‬إِ َّن َّ‬
‫ويف حديث آخر‪َ « :‬أ َّن َر ُج ًال َق َال‪َ :‬واهلل ِ َٓ َيغ ِْػ ُر اهللُ لِ ُػ َال ٍن‪َ ،‬وإِ َّن اهللَ ‪-‬تَع َـا َلى‪َ -‬ق َال‪َ :‬م ْـ َذا‬

‫(‪ )3‬أخرجف البخاري‪ ،‬كتاب الصقم‪ ،‬باب هؾ يؼقل إين صائؿ إذا شتؿ‪ ،)3;03( ،‬ومسؾؿ‪ ،‬كتاب الصقام‪،‬‬
‫باب فضؾ الصقام‪ ،)3373( ،‬مـ حديث أبل هريرة ‪ ‬مرفقطًا‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجف البخاري‪ ،‬كتاب الرقاق‪ ،‬باب حػظ الؾسان‪ ،)839:( ،‬وأحؿد (‪ ،):333‬مـ حديث َأبِل‬
‫هريرة ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجف الرتمذي‪ ،‬أبقاب الزهد‪ ،‬باب فقؿـ تؽؾؿ بالؽؾؿة يضحؽ هبا الـاس‪ ،)2133( ،‬وابـ ماجف‪،‬‬
‫كتاب الػتـ‪ ،‬باب كػ الؾسان يف الػتـة‪ ،)1;90( ،‬وأحؿد (‪ ،)9237‬مـ حديث َأبِل هريرة ‪‬‬
‫مرفقطًا‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪31‬‬

‫ا َّل ِذي َيت ََل َّلك َط َؾ َّل َأ ْن َٓ َأغ ِْػ َر لِ ُػ َال ٍن‪َ ،‬فنِكِّل َقدْ َغ َػ ْر ُت لِ ُػ َال ٍن‪َ ،‬و َأ ْح َب ْط ُ‬
‫ت َط َؿ َؾ َ‬
‫ؽ»(‪ ،)3‬ويف‬
‫رواية‪« :‬قال أبق هريرة‪ :‬والذي كػسل بقده لتؽؾؿ بؽؾؿة أوبؼت دكقاه وآخرتف»(‪ ،)2‬ويف‬
‫حديث آخر‪َ « :‬أ ُّي َؿا ْام ِر ٍئ َق َال َِٕ ِخ ِقف‪َ :‬يا كَافِ ُر‪َ ،‬ف َؼدْ َبا َء بِ َفا َأ َحدُ ُه َؿا‪ ،‬إِ ْن ك َ‬
‫َان َك َؿا َق َال‪،‬‬
‫ت َط َؾ ْق ِف»(‪.)1‬‬ ‫َوإِ َّٓ َر َج َع ْ‬
‫فقجب طؾك اإلكسان أن يحػظ لساكف‪:‬‬
‫َٓ يؾــــــــــــدغـَّؽ إ َّكــــــــــــف ُثعبــــــــــــان(‪)3‬‬
‫ُ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ـــــــان‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ـــــــاكؽ أيفــــــــا اإلكسـ‬ ‫اح َػـ ْ‬
‫ـــــــظ لسـ‬ ‫ْ‬

‫فؾدغة الثعبان قد ُتعا َلج‪ ،‬لؽـ الزلة بالؾسان قد ٓ تعالج‪.‬‬


‫«و َقدْ ي ُؼق ُلفا وهق ج ِ‬
‫اه ٌؾ؛ َفال ُي ْع َذ ُر بِا ْل َج ْف ِؾ»‪ :‬هذا بالـسبة لشخص يعقش بقـ‬ ‫َ َ َ َ ُ َ َ‬
‫الؿسؾؿقـ‪ ،‬يسؿع الـصقص وإدلة< فقعرض طـ تعؾؿ ديـ اهلل وشرطف‪ ،‬وٓ يرفع‬
‫عذر< وإٓ فإصؾ ققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬
‫رأسا‪ ،‬فؿثؾ هذا ٓ ُي َ‬
‫بذلؽ ً‬
‫ﯭ ﴾ [اإلسراء‪ ،]37:‬وهذا ما يؼرره اإلمام الؿجدد صاحب هذا الؽتاب‪.‬‬

‫والعذر بالجفؾ مسللة صقيؾة الذيقل‪ ،‬ولفا ُص َقر وفروع‪ ،‬ولقس هذا محؾ‬
‫بسطفا< ولؽـ الشقخ ‪ ‬مؿـ َيعذر بالجفؾ‪ ،‬فال بد أن تبؾغ الحجة< ٕن اهلل ‪‬‬
‫قال‪ ﴿ :‬ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﴾ [إكعام‪ ،]3;:‬وقال‪ ﴿ :‬ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﴾‪.‬‬

‫(‪ )3‬أخرجف مسؾؿ‪ ،‬كتاب الرب والصؾة وأداب‪ ،‬باب الـفل طـ تؼـقط اإلكسان مـ رحؿة اهلل ‪-‬تعالى‪،-‬‬
‫(‪ ،)2823‬مـ حديث جـدب بـ طبد اهلل ‪ ‬مرفقطًا‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجف أبق داود‪ ،‬كتاب إدب‪ ،‬باب الـفل طـ البغل‪ ،)3;03( ،‬وأحؿد‪.):2;2( ،‬‬
‫(‪ )1‬أخرجف البخاري‪ ،‬كتاب إدب‪ ،‬باب مـ كػر أخاه بغقر تلويؾ< ففق كؿا قال‪ ،)8303( ،‬ومسؾؿ‪،‬‬
‫كتاب اإليؿان‪ ،‬باب بقان حال إيؿان مـ قال ٕخقف الؿسؾؿ‪ :‬يا كافر‪ ،)80( ،‬مـ حديث ابـ طؿر ‪‬‬
‫مرفقطًا‪ ،‬والؾػظ لؿسؾؿ‪.‬‬
‫(‪ )3‬البقت مع بقت آخر بال كسبة يف الؾطائػ والظرائػ لؾثعالبل‪( ،‬ص ‪ ،)303‬ومجؿع إمثال‪،‬‬
‫(‪.)101/2‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪32‬‬

‫فنن كان مؿـ يػفؿ العربقة< فنن طرضفا طؾقف يؽػل يف بؾقغ الحجة‪ ،‬وإذا كان‬
‫ٓ يػفؿ الؽالم العربل< فال بد أن يػفؿ بؾغتف التل يحسـفا‪.‬‬
‫كثقرا مـ الؿسؾؿقـ يف إقطار إذا ققؾ‬
‫وٓ يؾزم أٓ يبؼك طـده أي شبفة< ٕن ً‬
‫ٕحدهؿ‪« :‬هذا شرك‪ ،‬والدلقؾ طؾك ذلؽ ققل اهلل ‪-‬تعـالى‪ -‬كذا‪ ،‬وققل رسقل اهلل ﷺ‬
‫كذا» قال‪« :‬أكتؿ تؼقلقن وتؼررون هذا‪ ،‬ولؽـ شققخـا يؼقلقن غقره»‪ ،‬ففذا طـده‬
‫شبفة ماكعة مـ قبقل الحجة‪ ،‬ففؾ يؼال بلن الحجة لؿ تبؾغف؟! كال< ٕكف يػفؿ‪ ،‬وقد‬
‫فلطرض اكتػاء بؿا طؾقف‪ ،‬كؿا يف ققلف‬
‫ألؼل إلقف الدلقؾ والحجة مـ الؽتاب والسـة‪َ ،‬‬
‫تعالك‪ ﴿ :‬ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﴾ [الزخرف‪ ،]21:‬وققلف‪:‬‬
‫﴿ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬
‫ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﴾ [إحزاب‪ ،]8:-89:‬ففمٓء لؿ ُي َ‬
‫عذروا< ٕهنؿ أصاطقا السادة‬
‫الذيـ صدوهؿ طـ ديـ اهلل‪.‬‬
‫وطؾك اإلكسان أن يحؿد اهلل ‪ ‬أن كان بقـ طؾؿاء مح ِّؼؼقـ يعرفقن معـك (ٓ‬
‫إلف إٓ اهلل)‪ ،‬ويعرفقن ما يـاقضفا< وإٓ فؿا الػرق بقـف وبقـ غقره مـ أولئؽ الػئام‬
‫الذيـ يؼتدون بعؾؿاء لفؿ شلن واحرتام< بؾ وتؼديس بقـ الـاس‪ ،‬ثؿ إذا رأوهؿ‬
‫يػعؾقن شقئا فعؾقا مثؾفؿ وقالقا‪ :‬هؿ أطرف؟!‪ ،‬وقريب مـ هذا فعؾ مؼ ِّؾدَ ة‬
‫الؿذاهب< تجد أحدهؿ يؼال لف‪ :‬هذا الػعؾ لقس بصحقح< ٕكف مخالػ لؾـص‪،‬‬
‫أخػ< ٕن صاحب الؿذهب صاحب‬
‫َّ‬ ‫فقؼقل‪ <ٓ« :‬بؾ الؿذهب كذا»‪ ،‬وإن كان هذا‬
‫سـة يف الجؿؾة< لؽـ بعض أكصاف الؿتعؾؿقـ مـ الؿتؿذهبة ٓ يخرج طـ‬
‫مثال‪ -‬لؿ يؽـ‬
‫الؿذهب‪ ،‬وٓ يحقد طـف< بحجة أن صاحب الؿذهب ‪-‬اإلمام أحؿد ً‬
‫لقخػك طؾقف هذا الدلقؾ‪.‬‬
‫وٓ شؽ أن العا ِّم َّل فرضف التؼؾقد وسمال أهؾ العؾؿ< ولؽـ إذا بؾغف الؼقل‬
‫بدلقؾف< فال يجقز لف أن ِ‬
‫يص ّر ويعاكد‪ ،‬فغايتف صؾب الحؼ‪ ،‬وبؾغ الغؾق يف التؼؾقد‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪33‬‬

‫ببعضفؿ إلك أن قال‪« :‬وٓ يجقز تؼؾقد ما طدا الؿذاهب إربعة‪ ،‬ولق وافؼ َ‬
‫ققل‬
‫الصحقح‪ ،‬وأي َة‪ ،‬فالخارج طـ الؿذاهب إربعة ٌ‬
‫ضال مضؾ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫والحديث‬ ‫الصحابل‪،‬‬
‫وربؿا أداه ذلؽ لؾؽػر< ٕن إخذ بظقاهر الؽتاب والسـة مـ أصقل الؽػر»(‪،)3‬‬
‫كعقذ باهلل!‪ .‬يؼقل ابـ الؼقؿ‪« :‬ويا هلل العجب‪ ،‬كقػ كان الصحابة والتابعقن قبؾ‬
‫وضع هذه الؼقاكقـ التل أتك اهلل بـقاهنا مـ الؼقاطد‪ ،‬وقبؾ استخراج هذه أراء‬
‫والؿؼايقس وإوضاع؟ هؾ كاكقا مفتديـ مؽتػقـ بالـصقص‪ ،‬أم كاكقا طؾك خالف‬
‫ذلؽ؟ حتك جاء الؿتلخرون فؽاكقا أطؾؿ مـفؿ‪ ،‬وأهدى‪ ،‬وأضبط لؾشريعة مـفؿ‪،‬‬
‫وأطؾؿ باهلل وأسؿائف وصػاتف‪ ،‬وما يجب لف‪ ،‬وما يؿتـع طؾقف مـفؿ؟ فقاهلل ٕن يؾؼك‬
‫اهلل طبده بؽؾ ذكب ما خال اإلشراك ‪ -‬خقر مـ أن يؾؼاه هبذا الظـ الػاسد‪ ،‬وآطتؼاد‬
‫الباصؾ»(‪.)2‬‬
‫وهذا إذا كان التؼؾقد يف الػروع‪ ،‬فؽقػ بؿـ يؼ ِّؾد يف إصقل‪ ،‬ويف (ٓ إلف إٓ‬
‫اهلل)‪ ،‬مػتاح الجـة(‪ ،)1‬التل ٓ يؿؽـ أن يدخؾ الجـة بدوهنا؟! واهلل الؿستعان‪.‬‬
‫لك اهلل ِ ك ََؿا َض َّـ‬
‫« َو َقدْ َي ُؼق ُل َفا»‪ :‬أي‪ :‬قد يؼقل الؽؾؿة‪َ « ،‬و ُه َق َي ُظ ُّـ أك ََّفا ُت َؼ ِّرب ُف إِ َ‬
‫َ‬
‫وٓفرق‪.‬‬ ‫ا ْل ُؽ َّػ ُار» ويف بعض الـسخ‪« :‬الؿشركقن»‪،‬‬
‫الح ِف ْؿ َو ِط ْؾ ِؿ ِف ْؿ َأك َُّف ْؿ‬
‫« ُخصقصا إِ ْن أ ْلفؿف اهلل ما َقص طـ َقق ِم مقسك ‪ ،‬مع ص ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ َ َّ َ ْ ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ً‬
‫قـ‪ ﴿ :‬ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﴾ [إطراف‪ :»]31: :‬ففمٓء الصػقة مـ ققم‬ ‫ِِ‬
‫أت َْق ُه َقائؾ َ‬

‫(‪ )3‬ذكره الصاوي يف حاشقتف طؾك تػسقر الجاللقـ‪ ،)31/1( ،‬تحت تػسقر ققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﮚ ﮛ‬
‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﴾ [الؽفػ‪.]21:‬‬
‫(‪ )2‬إطالم الؿققعقـ‪.)73;/7( ،‬‬
‫(‪ )1‬إشارة إلك ما أخرجف البزار ‪-‬وطزاه ابـ رجب ٕحؿد يف‪ :‬الؿسـد‪ -‬برقؿ (‪ ،)2880‬طـ شفر بـ‬
‫حقشب‪ ،‬طـ معاذ بـ جبؾ ‪ ‬قال‪ :‬قال رسقل اهلل ﷺ‪« :‬مػتاح الجـة‪ :‬شفادة أن ٓ إلف إٓ اهلل»‪،‬‬
‫قال البزار‪ :‬وشفر بـ حقشب لؿ يسؿع مـ معاذ بـ جبؾ‪ .‬وكذا قال ابـ رجب يف كؾؿة اإلخالص‪،‬‬
‫(ص ‪.)33‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪34‬‬

‫مقسك مع صالحفؿ وطؾؿفؿ أتقه قائؾقـ‪ ﴿ :‬ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﴾‪.‬‬

‫وإذا كان إبراهقؿ ‪ ‬الذي حطؿ إصـام يؼقل‪ ﴿ :‬ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ‬


‫ﭯ ﴾ [إبراهقؿ‪ <]17:‬فؿاذا كؼقل كحـ؟! وكحـ طؾك خطر طظقؿ يف أيام فتـ‪ ،‬كؿا‬
‫الر ُج ُؾ ُم ْم ِمـًا َو ُي ْؿ ِسل كَافِ ًرا‪َ ،‬أ ْو ُي ْؿ ِسل ُم ْم ِمـًا َو ُي ْصبِ ُح كَافِ ًرا»(‪،)3‬‬
‫قال ﷺ‪ُ « :‬ي ْصبِ ُح َّ‬
‫وكحـ كرى بعض مـ يـتسب إلك الدطقة القق َم طؾك ققل‪ ،‬وغدً ا طؾك ققل يـاقضف‪،‬‬
‫واهلل الؿستعان‪.‬‬

‫حقـَئِ ٍذ َي ْع ُظ ُؿ َخ ْق ُفف‪َ ،‬و ِح ْر ُصف َط َؾك َما ُيخَ ِّؾ ُصف ِم ْـ َه َذا َو ْأم َثالِ ِف»‪ :‬وهذا يؽقن‬
‫« َف ِ‬

‫بؼدر استشعارك لـعؿة التقحقد‪ ،‬التل هل أطظؿ الـعؿ طؾك اإلصالق‪ ،‬والتل هل‬
‫معرضة لؾزوال طـد طدم الؿحافظة طؾقفا< فالخقف مـ زوالفا يؽقن أشد‪ ،‬كؿا قال‬
‫َّ‬
‫الؿملػ يف الػائدتقـ‪.‬‬
‫ث َكبِقا بِف َذا التَق ِح ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫قد إِ َّٓ َج َ‬
‫عؾ َل ُف أ ْطدَ ا ًء‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫« َوا ْط َؾ ْؿ َأ َّن اهللَ ُس ْب َحاك ُف م ْـ حؽ َْؿتف َل ْؿ َي ْب َع ْ ًّ َ‬
‫ك ََؿا َق َال َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬
‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﴾ [إكعام‪ :»]331 :‬ما مـ كبل ُب ِعث إٓ وطقدي‪ ،‬وقد يستؿر العداء‬
‫لف وٓ يستجقب لف أحد‪ ،‬ويبعث يقم الؼقامة وحده‪ ،‬وقد ٓ يستجقب لف إٓ الـػر‬
‫القسقر‪ ،‬الرجؾ والرجالن‪ ،‬وقد يؽقن معف الرهط(‪ ،)2‬وقد يعاديف ويـابذه أقرب‬
‫الـاس إلقف‪ ،‬ويغري بف أطداءه< قال تعالك‪ ﴿ :‬ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬

‫(‪ )3‬أخرجف مسؾؿ‪ ،‬كتاب اإليؿان‪ ،‬باب الحث طؾك مبادرة إطؿال قبؾ تظاهر الػتـ‪ ،)33:(،‬طـ أبل‬
‫هريرة ‪.‬‬
‫(‪ )2‬إشارة إلك حديث ابـ طباس ‪ ‬مرفقطًا‪« :‬طرضت طؾ ّل إمؿ‪ ،‬فجعؾ يؿر الـبل معف الرجؾ‪،‬‬
‫والـبل معف الرجالن‪ ،‬والـبل معف الرهط‪ ،‬والـبل لقس معف أحد‪ »...‬الحديث‪ .‬أخرجف البخاري‪،‬‬
‫كتاب الطب‪ ،‬باب مـ لؿ يرق‪ ،)7972( ،‬ومسؾؿ‪ ،‬كتاب اإليؿان‪ ،‬باب الدلقؾ طؾك دخقل صقائػ‬
‫مـ الؿسؾؿقـ الجـة بغقر حساب وٓ طذاب‪.)220( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪35‬‬

‫ﮕ ﮖ ﮗ ﴾ [التحريؿ‪ ،]30:‬وقد يؽقن ذلؽ مـ أوٓده‪ ،‬كابـ كقح‪ ،‬وقد يؽقن مـ‬
‫قبقؾتف وطشقرتف‪ ،‬كؿا حصؾ لؾـبل ﷺ يف أول إمر< فالؿؼصقد أكف إذا جاء أحد‬
‫لؾـاس بؿا لؿ يللػقه< طادوه< ٕن الـاس أطداء ما يجفؾقن‪.‬‬

‫و ُقدِّ م شقاصقـ اإلكس طؾك شقاصقـ الجـ< ٕن شقطان اإلكس قد يليت إلقؽ‬
‫بصػة كاصح‪ ،‬ويزخرف الؼقل‪ ،‬و ُي ْؾبسف لباس الحؼ‪ ،‬وهذه حؼقؼة الشبفة التل تشتبف‬
‫بالحؼ‪ ،‬وٓ يؽػل أن تستعقذ باهلل مـف كل يـصرف< بخالف شقطان الجـ‪ ،‬فنكف إذا‬
‫استعذت باهلل مـف <خـس واكدحر‪.‬‬

‫﴿ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﴾< أي‪ :‬يلتقؽ بؽالم ُمـ ََّؿؼ مزخرف‪ ،‬كؿا كسؿع وكؼرأ يف‬
‫كالم الؿتؽؾؿقـ يف وسائؾ اإلطالم الققم‪ ،‬يبـقكف طؾك مؼدمات وكظريات‪ ،‬فنذا سؿعف‬
‫اإلكسان< ُأطجب بف< ولؽـف يف حؼقؼتف ٓ شلء‪:‬‬
‫وكـــــــؾ كاســـــــر مؽســـــــقر(‪)3‬‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ح ًؼـــــــا‬ ‫ِ‬
‫كالســـــراب تَخالفـــــا‬ ‫تفافـــــت‬
‫ُ‬ ‫حجـــــج‬
‫ٌ‬

‫ففذا يزطؿ أكف كاسر‪ ،‬وهق يف الحؼقؼة مؽسقر‪ ،‬وأكف غالب‪ ،‬وهق يف واقع إمر‬
‫مغؾقب‪ ،‬وخصؿف كذلؽ‪ ،‬فؽالهؿا يؼع طؾقف اسؿ الػاطؾ واسؿ الؿػعقل‪.‬‬

‫ُب‪َ ،‬و ُح َج ٌج‪ ،‬ك ََؿا َق َال َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﮭ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُقن َٕ ْطدَ اء الت َّْقحقد ُط ُؾق ٌم كَث َقر ٌة‪َ ،‬و ُكت ٌ‬
‫« َو َقدْ يؽ ُ‬
‫ﮮﮯﮰﮱ﮲﮳﮴﮵﮶﮷﮸﮹﮺‬
‫﮻ ﴾ [غافر‪ :»]11 :‬لؿا اكتشرت دطقة الشقخ ‪ ‬يف إقطار‪ ،‬جقهبت مـ قِ َبؾ‬

‫(‪ )3‬البقت بال كسبة يف‪ :‬آكتصار ٕهؾ الحديث ٕبل الؿظػر السؿعاين‪( ،‬ص ‪ ،)92‬وأكثر مـ ذكره التؼل‬
‫ابـ تقؿقة‪ ،‬والشؿس ابـ الؼقؿ‪ ،‬وٓبـ الرومل‪ ،‬كؿا يف‪ :‬زهر أداب وثؿر إلباب‪:);22/3( ،‬‬
‫ـــــقر‬ ‫ـــــج تضـ ُّ‬
‫ـــــؾ طـــــــ الفــــــدى و َت ُجـ ُ‬ ‫ُح َجـ ٌ‬ ‫لــــــذوي الجــــــدال إذا َغــــــدَ وا لجــــــدالفؿ‬
‫كاســـــــر َم ْؽــســـــ‬
‫ــــــــقر‬ ‫ٌّ‬
‫وكـــــــؾ‬ ‫ففـــــــقت‬ ‫ــــــــادمت‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫كزكقــــــــة الزُّ جــــــــاج َت َص‬ ‫ُو ُهــــــــ ٌـ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫الؿلســـــــــــقر‬
‫ُ‬ ‫ولقهقـــــــــــف‪ ،‬وأســـــــــــــــر‬ ‫ُ‬
‫ــــــــقل َثـــــــــ َّؿ لضـــــــــعػف‬
‫فالؼاتـــــــــؾ الؿؼتـ‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪36‬‬

‫حججا مؿا طـدهؿ مـ‬


‫ً‬ ‫أطداء الدطقة مؿـ يـتسب إلك العؾؿ‪ ،‬وطاكدوها بؿا ضـقه‬
‫العؾؿ‪ ،‬وقد يؽقكقن متؿؽـقـ يف فـقن العربقة‪ ،‬وإصقل‪ ،‬والػؼف‪ ،‬وطؾقم ألة‪ ،‬وقد‬
‫يؽقن لفؿ يد يف تػسقر الؼرآن وشرح إحاديث طؾك صريؼة الؿتؽؾؿقـ< بؾ أكثر‬
‫الؿػسريـ والشراح طؾك هذا الؿـقال< لؽـ هؾ استػادوا مـ كالم اهلل وكالم‬ ‫ِّ‬
‫كبقف ﷺ يف معرفة (ٓ إلف إٓ اهلل) التل تـجقفؿ مـ طذابف؟!‬

‫وإذا أردت أن تعرف قدر الـعؿة التل أكت فقفا< فاقرأ يف تػسقر الرازي< مع أكف‬
‫ـصح صالب العؾؿ بؼراءتف< ففق مـ أضر الؽتب طؾك صالب العؾؿ< ٕكف ِ‬
‫يقرد‬ ‫ٓ ُي َ‬
‫بؼقة‪ ،‬ثؿ يرد طؾقفا ر ًّدا ضعق ًػا‪ ،‬وهذا إذا كاكت تخالػ‬
‫ويقضحفا َّ‬
‫ِّ‬ ‫الش َبف ويج ِّؾ ْقفا‬
‫ُّ‬
‫فؿثال‬
‫ً‬ ‫مذهبف‪ ،‬وإٓ فالشبف التل تؼرر مذهبف هق حام ُؾ لقائِفا‪ ،‬ومـ الؿـ ِّظريـ لفا<‬
‫يؼقل يف تػسقر ققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﴾ [الشقرى‪:]33 :‬‬
‫«واطؾؿ أن محؿد بـ إسحاق بـ خزيؿة أورد استدٓل أصحابـا هبذه أية يف‬
‫الؽتاب الذي سؿاه «بالتقحقد»‪ ،‬وهق يف الحؼقؼة كتاب الشرك‪ ،‬واطرتض طؾقفا‪،‬‬
‫مضطرب الؽالم‪،‬‬
‫َ‬ ‫رجال‬
‫ً‬ ‫وأكا أذكر حاصؾ كالمف بعد حذف التطقيالت< ٕكف كان‬
‫كاقص العؼؾ»(‪ ،)3‬وهذا كؾف ٕن ابـ خزيؿة يخالػ ما يؼرره‪ ،‬مع أن ابـ‬ ‫َ‬
‫قؾقؾ الػفؿ‪َ ،‬‬
‫خزيؿة يطؾؼ طؾقف العؾؿاء ‪ -‬ومـفؿ شقخ اإلسالم ابـ تقؿقة ‪ -‬لؼب «إمام إئؿة»(‪.)2‬‬
‫ِّ‬
‫متؿؽـ إلبراز هذه الـػائس‬ ‫كعؿ يف تػسقر الرازي فقائد وكػائس‪ ،‬ولق اكربى‬
‫واستخراجفا مـ هذا الؽتاب< ٓستغـك الـاس طـف‪ ،‬ولؿ يحتاجقا إلقف‪.‬‬

‫(‪ )3‬تػسقر الرازي‪.)7:2/29( ،‬‬


‫(‪ )2‬ذكره شقخ اإلسالم هبذا الؾؼب يف مقاضع كثقر مـ كتبف‪ ،‬فؾقـظر‪ :‬الػتقى الحؿقية‪( ،‬ص‪،)20:‬‬
‫ومجؿقع الػتاوى‪ ،)782/8( ،‬وبقان تؾبقس الجفؿقة‪ .)30;/1( ،‬ومؿـ ذكره هبذا الؾؼب الـقوي يف‪:‬‬
‫الؿجؿقع‪ ،)289/3( ،‬وابـ دققؼ العقد يف‪ :‬اإلمام‪ ،);9/3( ،‬والذهبل يف‪ :‬سقر أطالم الـبالء‪،‬‬
‫(‪ ،)187/33‬وابـ الؼقؿ يف‪ :‬الصقاطؼ الؿرسؾة‪ ،)3101/3( ،‬وابـ كثقر يف‪ :‬التػسقر‪ ،)293/7( ،‬وابـ‬
‫أبل العز الحـػل يف‪ :‬شرح الطحاوية‪( ،‬ص;‪ ،)2:‬وابـ حجر يف‪ :‬فتح الباري‪ ،)3:7/3( ،‬وغقرهؿ‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪37‬‬

‫ٍ‬
‫اطتزالقات تستخرج بالؿـاققش(‪.)3‬‬ ‫وكذا الؽالم يف تػسقر الزمخشري< فنن فقف‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُقن َٕ ْطدَ اء الت َّْقحقد ُط ُؾق ٌم كَث َقر ٌة‪َ ،‬و ُكت ٌ‬
‫ُب»‪:‬‬ ‫ومؿا يميد كالم الؿصـػ‪َ « :‬و َقدْ يؽ ُ‬
‫القاقع فؾؾؿجؾسل الرافضل كتاب «بحار إكقار» يف مائة وطشريـ مج َّؾدً ا‪ ،‬ولقس‬
‫طـد أهؾ السـة كتاب واحد يبؾغ هذا الؿؼدار< إٓ ما يذكر طـ كتاب «الػـقن» ٓبـ‬
‫طؼقؾ‪ ،‬فنكف يف مئات الؿجؾدات(‪ <)2‬قال فقف ابـ الجقزي‪« :‬وقع لل مـف كحق مـ مائة‬
‫وخؿسقـ مجؾدة»(‪ ،)1‬وٓبـ طؼقؾ مخالػة يف باب الصػات(‪.)3‬‬
‫وقد يؼقل قائؾ‪ :‬إن فالكًا مـ الؿبتدطة قد ُيسلل طـ مسللة فقجقب بؿجؾد‪ ،‬وقد‬
‫يسلل العالؿ مـ أهؾ السـة ويجقب بؽؾؿتقـ أو ثالث بدلقؾفا‪ ،‬وقد يجقب بؽالم‬
‫سفؾ يػفؿف كؾ أحد حتك العامل< كؿا هق حال الشقخ ابـ باز ‪ ،‬فنكف إذا ُسئؾ طـ‬
‫مسللة أجاب بؽالم قؾقؾ مختصر سفؾ‪ ،‬ففؾ يف هذا فضؾ طؾؿاء الؿبتدطة؟‬
‫الجقاب‪ ،ٓ :‬ويف هذا الشلن يؼقل الحافظ ابـ رجب ‪ ‬يف «فضؾ طؾؿ السؾػ‬
‫طؾك طؾؿ الخؾػ»‪« :‬وقد ابتؾقـا بجفؾة مـ الـاس‪ ،‬يعتؼدون يف بعض مـ تقسع يف‬
‫الؼقل مـ الؿتلخريـ أكف أطؾؿ مؿـ تؼدم‪ ،‬فؿـفؿ مـ يظـ يف شخص أكف أطؾؿ مـ كؾ‬
‫مـ تؼدم مـ الصحابة ومـ بعدهؿ< لؽثرة بقاكف ومؼالف‪ ...‬فنن همٓء كؾفؿ أقؾ كال ًما‬
‫مؿـ جاء بعدهؿ‪ ،‬وهذا تـؼص طظقؿ بالسؾػ الصالح‪ ،‬وإساءة ضـ هبؿ‪ ،‬وكسبتف لفؿ‬
‫قرأت يف فتاوى‬
‫َ‬ ‫إلك الجفؾ‪ ،‬وقصقر العؾؿ‪ ،‬وٓ حقل وٓ ققة إٓ باهلل»(‪ ،)7‬ولق‬

‫ً‬
‫اطتزآ بالؿـاققش»‪.‬‬ ‫(‪ )3‬قال البؾؼقـل كؿا يف‪ :‬اإلتؼان لؾسققصل‪« :)231/3( ،‬استخرجت مـ الؽشاف‬
‫(‪ )2‬قال الذهبل يف‪ :‬سقر أطالم الـبالء‪« :)337/3;( ،‬هق أزيد مـ أربعؿائة مجؾد»‪ ،‬وقال ابـ رجب يف‪:‬‬
‫سؿعت‬
‫ُ‬ ‫ذيؾ صبؼات الحـابؾة‪« :)137/3( ،‬وأخربين َأ ُبق حػص طؿر بـ طؾل الؼزويـل ببغداد‪َ ،‬ق َال‪:‬‬
‫بعض مشايخـا يؼقل‪ :‬هق ثؿاكؿائة مجؾدة»‪.‬‬
‫(‪ )1‬يـظر‪ :‬ذيؾ صبؼات الحـابؾة‪.)133/3( ،‬‬
‫(‪ )3‬قال الذهبل يف‪ :‬مقزان آطتدال‪« :)338/1( ،‬خالػ السؾػ‪ ،‬ووافؼ الؿعتزلة يف طدة بدع»‪.‬‬
‫(‪ )7‬يـظر‪ :‬فضؾ طؾؿ السؾػ‪( ،‬ص ‪.)7‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪38‬‬

‫كثقرا‪ ،‬وإكؿا تجد الحؽؿ ودلقؾف‪.‬‬


‫الصحابة والتابعقـ لؿ تجد كال ًما ً‬
‫وقد يؼتضل الؿؼام شق ًئا مـ البسط‪ ،‬كلن يؽقن الخصؿ طـده طؾقم ُ‬
‫وش َبف< فنهنا‬
‫ُتـ َؼض و ُير ُّد طؾقفا‪ ،‬كؿا يػعؾ شقخ اإلسالم ‪ ،‬فنكف قد يجقب طؾك الؿسائؾ‬
‫بؽتب< ٕن الخصقم طـدهؿ مـ العؾقم والش ُبف ما تدطق الحاجة إلك اجتثاثفا مـ‬
‫أصقلفا‪ ،‬فقحتاج إلك التطقيؾ‪.‬‬
‫يـ َط َؾ ْق ِف‪َ ،‬أ ْه ِؾ‬ ‫ٍ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت َذلِ َ‬
‫أن ال َّطرِ َيؼ إِ َلك اهلل َٓ ُبدَّ َل ُف م ْـ أ ْطدَ اء َقاطد َ‬
‫ت َّ‬‫ؽ‪َ ،‬و َط َر ْف َ‬ ‫«إِذا َط َر ْف َ‬
‫اح ٍة َو ِط ْؾ ٍؿ َو ُح َججٍ »‪ :‬وشقاهد إحقال طؾك هذا مقجقدة يف القاقع الذي كعقشف<‬ ‫َف َص َ‬
‫فنكف ٓ يؼقل طالؿ مخؾِص كؾؿة حؼ‪ ،‬وٓ يػتل طالِؿ بػتقى تربأ هبا الذمة‪ ،‬و ُي َصدُّ هبا‬
‫الج ُّؿ الغػقر مـ إشرار الؼاطديـ طؾك السبقؾ الذي اتخذوه‪،‬‬ ‫َ‬
‫الش ُّر< إٓ اكربى لف َ‬
‫ـشر أققالفؿ و ُتتَؾ َّؼػ‪ ،‬وإذا ُأريد الرد‬
‫والؿـفج الذي اكتفجقه لؾصد طـ ديـ اهلل‪ ،‬ثؿ ُت َ‬
‫طؾقفؿ< فؼد ٓ يتقسر كشره‪.‬‬
‫ب العؾؿ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب َط َؾ ْق َ‬ ‫« َفا ْل َق ِ‬
‫ؽ»‪ :‬يخاصب الؿملػ صال َ‬ ‫اج ُ‬
‫الحا»‪ :‬سالح العؾؿ الؿبـل طؾك الؽتاب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫« َأن َتع َؾؿ ِمـ ِد ِ ِ‬
‫يـ اهلل َما َيص ُقر س ً‬ ‫ْ ْ َ ْ‬
‫ربؽ ‪ ﴿ :‬ﭽ ﭾ‬‫يـ َق َال إِ َم ُام ُف ْؿ‪َ ،‬و ُم َؼدَّ ُم ُف ْؿ لِ َ‬ ‫ِ‬
‫قـ ا َّلذ َ‬
‫ٓء َّ ِ‬
‫الش َقاص َ‬
‫والسـة‪ُ « ،‬ت َؼاتِ ُؾ بِ ِف ه ُم ِ‬
‫َ‬
‫ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﴾»‪ :‬أي‪ :‬أهنؿ يسؾؽقن الصراط الؿستؼقؿ‪ ،‬ثؿ يجؾس‬
‫طؾقف الشقطان وأتباطف< لقصدوهؿ طـف(‪.)3‬‬

‫« ﴿ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓ‬
‫ﮔ ﴾ [إطراف‪ :»]39 -38:‬أي‪ٕ :‬جتفدن يف إغقائفؿ بشتك القسائؾ‪ ،‬ومـ الؿشاهد‬
‫معارضة الحؼ وأهؾف ٓ تؼتصر طؾك الؽالم< بؾ يسؾؽ أهؾ الباصؾ جؿقع‬
‫أن َ‬ ‫الققم َّ‬
‫السبؾ والطرق< لؾصد طـف ومحاربتف‪.‬‬

‫(‪ )3‬يـظر‪ :‬تػسقر ابـ كثقر‪.)1;1/1( ،‬‬


‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪41‬‬

‫كثقرا مـ الـاس‪ ،‬حتك صار كصق ُبف مـ الذيـ استجابقا لف ‪-‬‬


‫وقد اجتال الشقطان ً‬
‫َ‬
‫بعث الـار‪ ،‬يف إلػ تس َعؿائة وتسع ًة وتسعقـ(‪ ،)3‬وكؿا قال ابـ الؼقؿ‪:‬‬
‫ِ‬
‫اثـــــــــان(‪)2‬‬ ‫ٓ‬ ‫ِ‬
‫إلــــــــػ إٓ واحــــــــدٌ‬ ‫يف‬ ‫ِ‬
‫ـــــرحؿـ لــــــقس يـا ُلفــــــا‬
‫يــــــا ســــــؾع َة الـ‬

‫وإذا طرفـا أن هذه الـسبة هل التل تدخؾ الـار‪ ،‬والقاحد هق الـاجل‪ ،‬فنن طؾقـا‬
‫أن كؽقن يف وجؾ وخقف مـ سقء العاقبة‪ ،‬كؿا كان سؾػ هذه إمة وأئؿتفا‬
‫يخافقن مـفا أشد الخقف‪ ،‬فاحرص أن تؽقن مـ الـاجقـ‪.‬‬

‫ت إِ َلك اهلل ِ ‪-‬تَع َـا َلى‪ :»-‬أي‪ :‬إذا أقبؾت طؾك اهلل‪ ،‬وصدقت معف‪،‬‬
‫« َو َلؽِ ْـ إِ ْن َأ ْق َب ْؾ َ‬
‫والتجلت ورغبت إلقف أن يعصؿؽ مـ الػتـ‪ ،‬ومؿا يـاقض التقحقد< فنن اهلل ‪‬‬
‫يميدك‪ ،‬ويثبتؽ‪ ،‬ويـصرك‪.‬‬

‫ت إِ َلك ُح َججِ اهللِ‪َ ،‬و َب ِّقـاتِ ِف»‪ :‬أي‪ :‬إذا قرأت الؼرآن وفقف مـ الحجج ما‬
‫« َو َأ ْص َغ ْق َ‬
‫ػ‪َ ،‬وَٓ ت َْحز َْن ﴿ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﴾ [الـساء‪ :»]98 :‬مع أن‬
‫يؽػل ويشػل< « َفال تَخَ ْ‬
‫كسبة مـ يتبع الشقطان تسعؿائة وتسع ٌة وتسعقن مـ ألػ< فالشقخ يحثؽ ويغريؽ‬
‫بلن تصدق مع اهلل‪ ،‬وتـؽسر بقـ يديف‪ ،‬وتؾجل إلقف أن يثبتؽ< وحقـئذ أبشر‪.‬‬

‫ٓء ا ْل ُؿ ْشرِكِقـ»‪.‬‬
‫اء ه ُم ِ‬
‫ِ‬ ‫«وا ْلعامل ِمـ ا ْلؿقح ِديـ يغ ِْؾب إَ ْل َ ِ‬
‫ػ م ْـ ُط َؾ َؿ َ‬ ‫َ َ ِّ ُّ َ ُ َ ّ َ َ ُ‬
‫قد ُيظـ أن هذا الؽالم ٓ يتػؼ أولف مع آخره< وذلؽ أن الؿػرتض أن العا ِّمل‬
‫مـ الؿقحديـ الذي ٓ طؾؿ طـده يغؾب أل ًػا مـ طؾؿاء همٓء الؿشركقـ< فؽقػ‬

‫(‪ )3‬أخرج البخاري‪ ،‬كتاب بدء الخؾؼ‪ ،‬باب قصة يلجقج وملجقج‪ ،)113:( ،‬ومسؾؿ‪ ،‬كتاب اإليؿان‪،‬‬
‫باب ققلف‪ :‬يؼقل اهلل ٔدم أخرج بعث الـار مـ كؾ ألػ تسعؿائة وتسعة وتسعقـ‪ ،)222( ،‬مـ‬
‫ؽ‪َ ،‬والخَ ْق ُر‬ ‫ؽ َو َس ْعدَ ْي َ‬ ‫قل اهللُ ‪-‬ت َ َعا َلى‪َ :-‬يا آ َد ُم‪َ ،‬ف َق ُؼ ُ‬
‫قل‪َ :‬ل َّب ْق َ‬ ‫حديث أبل سعقد ‪ ،‬طـ الـبل ﷺ‪ ،‬قال‪َ « :‬ي ُؼ ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َّار؟‪َ ،‬ق َال‪ :‬م ْـ ك ُِّؾ َأ ْلػ ت ْس َعؿائَة َوت ْس َع ًة‬ ‫ث الـ ِ‬ ‫ث الـ ِ‬
‫َّار‪َ ،‬ق َال‪َ :‬و َما َب ْع ُ‬ ‫قل‪َ :‬أ ْخرِ ْج َب ْع َ‬ ‫فِل َيدَ ْي َ‬
‫ؽ‪َ ،‬ف َق ُؼ ُ‬
‫قـ‪ »...‬الحديث‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َوت ْسع َ‬
‫(‪ )2‬كقكقة ابـ الؼقؿ‪( ،‬ص‪.)173‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪40‬‬

‫يقجف كالم الشقخ؟‬


‫َّ‬
‫الؿقحديـ الذي يعرف معـك (ٓ إلف إٓ اهلل)‪ ،‬ويعرف‬
‫ِّ‬ ‫الجقاب‪ :‬أن العا ِّمل مـ‬
‫مؼتضاها‪ ،‬وقد ٓزم أهؾ التحؼقؼ والتحؼؼ هبا< فنكف وإن لؿ يؽـ لديف طؾؿ غزير< إٓ‬
‫أن مثؾف ٓ يؿؽـ أن يم ِّثر طؾقف طؾؿاء الخؾػ الؿشركقن< بؾ يغؾبفؿ< ٕكف ففؿ ما‬
‫يتع َّؾؼ بـ (ٓ إلف إٓ اهلل)‪ ،‬وما يـاقضفا‪ ،‬وسؿع إدلة< فتس َّؾح بؿا سؿعف مـ أهؾ‬
‫العؾؿ‪ ،‬مع أن هذا ٓ يخرجف طـ كقكف طام ًقا‪.‬‬

‫وأما العامل الذي ٓ يعرف مـ هذا شق ًئا‪ ،‬ويؿشل بغقر سالح< فنكف ُط ْر َضة ٕن‬
‫يجرتفف أدكك شخص بلدكك شبفة‪.‬‬

‫وقد أدركـا مـ العامة مـ ٓ يؼرأ وٓ يؽتب< ولؽـف مـ الؿحبقـ لؿجالس‬


‫ويسؿقن (مح ِّبقـ)‪ ،‬فقحضرون الدروس ومجالس العؾؿ< ولؽـفؿ‬ ‫َّ‬ ‫العؾؿ‪،‬‬
‫ِ‬
‫التقحقد ‪-‬‬ ‫ِ‬
‫رأس الؿال‬ ‫ٓ يػفؿقن دقائؼ العؾقم‪ ،‬فنذا قرر الشقخ مسللة وٓ سقؿا يف‬
‫ففؿفا هذا العامل‪ ،‬وتس ّؾح‬
‫وقد كان آهتؿام بالتقحقد أكثر مؿا كحـ طؾقف أن ‪َ <-‬‬
‫بؿا ففؿ‪ ،‬ووجدكا بعضفؿ يرد طؾك بعض الـاس مؿـ يتؽؾؿ يف العؼائد‪.‬‬

‫«ك ََؿا َق َال َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﴾ [الصافات‪َ ،]391 :‬ف ُجـْدُ اهلل ِ ‪-‬تَع َـا َلى‪ُ -‬ه ُؿ‬
‫َان‪ِ ،‬وإك ََّؿا ا ْلخَ ْق ُ‬ ‫السـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان‪ ،‬ك ََؿا ُه ُؿ ا ْلغَالِ ُب َ‬
‫قن بِا ْل ُح َّج ِة َوال ِّؾ َس ِ‬
‫ا ْلغَالِ ُب َ‬
‫ف َط َؾك‬ ‫قن بِ ِّ‬
‫الس ْقػ َو ِّ‬
‫ِ‬ ‫ا ْل ُؿ َق ِّح ِد ا َّل ِذي َي ْس ُؾ ُ‬
‫الح»‪ :‬فنكف كؿـ يدخؾ معركة دون سالح‪،‬‬ ‫ؽ ال َّطرِ َيؼ َو َل ْق َس َم َع ُف س ٌ‬
‫«كسا ٍع إلك الفقجاء بغقر سالح»(‪ ،)3‬فالذي يسعك إلك الفقجاء بغقر سالح مزلف‬
‫أن ُيؼتؾ‪.‬‬

‫(‪ )3‬طجز بقت لؿسؽقـ الدارمل‪ ،‬وتؿامف‪:‬‬


‫كســــــا ٍع إلــــــك الفقجــــــاء بغقــــــر ســــــالح‬ ‫أخـــــــا لـــــــف‬ ‫أخـــــــاك أخـــــــاك َّ‬
‫إن مــــــــ ٓ ً‬
‫ويـظر‪ :‬إمثال لؾؼاسؿ بـ سالم‪( ،‬ص‪ ،)3:3‬وتاريخ دمشؼ‪.)71/3:( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪41‬‬

‫الؿجردة بغقر‬
‫َّ‬ ‫وكذلؽ الذي يسعك إلك الؿعركة التل مبـاها طؾك إدلة العؼؾقة‬
‫سالح مـ كتاب اهلل وسـة رسقلف ﷺ‪ ،‬فؿزلف أن ُيغ َؾب< ٕكف يسؿع كال ًما َّ‬
‫مـؿ ًؼا‬
‫ومزخر ًفا‪ ،‬فقػتـ بف‪.‬‬

‫كثقرا مـ الؿتعؾؿقـ مؿـ يـتسب إلك العؾؿ ‪-‬لقس لديفؿ سالح‪،‬‬


‫ولألسػ فنن ً‬
‫ف قتلثرون بؿا يسؿعقن فقؿا يطرح مـ مـاضرات ومحاضرات وكدوات يف وسائؾ‬
‫اإلطالم< ٕن اإلكسان ٓ بد أن يتلثر بؿا يسؿع‪ ،‬فؿـ كان معف سالح تل َّثر بالخقر‪ ،‬ورد‬
‫الشر‪ ،‬ومـ ٓ سالح معف قبِؾ كؾ وارد طؾقف‪.‬‬

‫ﭵ ﭶ ﴾ [الـحؾ‪:‬‬ ‫« َو َقدْ َم َّـ اهللُ َط َؾ ْقـَا بِؽِتَابِ ِف الَّ ِذي َج َع َؾ ُف ﴿ ﭲ ﭳ ﭴ‬


‫الـبل ﷺ‪ ،‬كؿا يف ققلف تعالك ﴿ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ‬
‫;‪ ،»]:‬وما يخػك مـ الؿجؿؾ ب َّقـف ُّ‬
‫ﭬ ﴾ [الـحؾ‪ ،]33:‬ففذه وضقػتف ﷺ‪.‬‬
‫ب بِاصِ ٍؾ بِ ُح َّج ٍة إِ َّٓ َوفِل ا ْل ُؼ ْر ِ‬
‫آن َما َيـْ ُؼ ُض َفا‪َ ،‬و ُيب ِّق ُـ بُ ْطالك ََفا‪ ،‬ك ََؿا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫« َفال َي ْلتل َصاح ُ‬
‫َق َال َت َع َا َلك‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﴾ [الػرقان‪َ ،]11 :‬ق َال‬
‫أي ُة َط َّام ٌة يف ك ُِّؾ ُح َّج ٍة َي ْلتل بِ َفا َأ ْه ُؾ ا ْل َباصِ ِؾ إِ َلك َي ْقم ا ْل ِؼ َق َام ِة»؛‬ ‫ِِ‬
‫َب ْع ُض ا ْل ُؿ َػ ِّسرِ َ‬
‫يـ‪َ « :‬هذه َ‬
‫ولؽـ قد يجلء صاحب باصؾ بحجة مـ الؼرآن‪ ،‬كالخقارج فؾفؿ أدلة مـ الؼرآن‪،‬‬
‫والؿرجئة فؾفؿ أدلة مـ الؼرآن‪ ،‬وكذا الؿعتزلة وإشاطرة< فؽؾفؿ يستدلقن بلدلة‬
‫مـ الؼرآن< ولؽـفؿ يستدلقن بالؿتشابف‪ ،‬ويلخذون شق ًئا‪ ،‬ويدطقن ما يبقـف ويقضحف‪.‬‬
‫ومذهب أهؾ السـة وسط بقـ الطقائػ كؾفا‪ ،‬ويف مسائؾ آطتؼاد كؾفا< فتجدهؿ‬
‫وس ًطا بقـ الخقارج والؿرجئة< ٕهنؿ طؿؾقا بؿا استدل بف الخقارج‪ ،‬وو َّفؼقا بقـف وبقـ‬
‫ما طؿؾ بف الؿرجئة‪ ،‬وكذا بقـ الروافض والـقاصب‪ ،‬وبقـ الؼدرية والجربية‪.‬‬
‫وقد يؼقل قائؾ‪ :‬لؿاذا لؿ ِ‬
‫يلت الؼرآن بشلء ب ِّقـ واضح فقف ً‬
‫بدٓ مـ أن يليت‬
‫هبذا وهذا؟‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪42‬‬

‫والجقاب‪ :‬أن يف ذلؽ ِح َؽ ًؿا وفقائد‪ ،‬مـفا‪:‬‬


‫إولك‪ :‬كل يحصؾ أجر آجتفاد وآستـباط‪ ،‬والتعب يف تؼرير الؿسائؾ‬
‫العؾؿقة< فنن هذا كقع مـ الجفاد‪ ،‬وهق ابتالء لؾؿسؾؿ ولؾعالؿ‪.‬‬
‫الثاكقة‪ :‬أن الؼرآن طالج تعا َلج بف أمراض الؼؾقب وإبدان وإطؿال‪ ،‬فؾق جئت‬
‫يقرد لفؿ مـ أدلة الرجاء والتسفقؾ ما يخػػ الغؾق‬
‫غؾق وتشدد< فنكف َ‬
‫إلك مجتؿع فقف ٌّ‬
‫مػرط يؼقلقن‪ ٓ( :‬إلف إٓ اهلل)‪ ،‬ويرتكقن الؿلمقرات‪،‬‬
‫والتشدد‪ ،‬ولق جئت إلك مجتؿع ِّ‬
‫يقرد طؾقف أدلة التشديد والرتهقب‪.‬‬
‫وٓ يعؿؾقن مـ إطؿال شق ًئا< فنكف َ‬
‫ففذه فائدة وجقد أدلة الػريؼقـ‪ ،‬والؿق َّفؼ مـ يق ِّفؼ بقـفؿا‪.‬‬

‫«ك ََؿا َق َال َت َع َا َلك‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﴾‬


‫أي ُة َط َّام ٌة يف ك ُِّؾ ُح َّج ٍة َي ْلتل بِ َفا َأ ْه ُؾ ا ْل َباصِ ِؾ‬ ‫ِِ‬
‫[الػرقان‪َ ،]11 :‬ق َال َب ْع ُض ا ْل ُؿ َػ ِّسرِ َ‬
‫يـ‪َ « :‬هذه َ‬
‫إِ َلك َي ْقم ا ْل ِؼ َق َام ِة»‪.‬‬
‫فؽؾ حجة يليت هبا صاحب باصؾ‪ ،‬سقاء كاكت مـ الؽتاب أو السـة‪ ،‬فػل‬
‫يقجففا القجفة الصحقحة‪.‬‬
‫الؽتاب أو السـة ما ِّ‬
‫وطـد الؿذاهب البدطقة‪ ،‬كالروافض‪ ،‬والؿعتزلة‪ ،‬وإشاطرة‪ ،‬والؿاتريدية‪،‬‬
‫وغقرهؿ ‪-‬شب ٌف‪ ،‬وكتبفؿ مؿؾقءة بالشبف الؿم ِّثرة‪ ،‬كؿا ذكركا طـ تػسقر الرازي وغقره‪،‬‬
‫وقد يقردون هذه الشبف قبؾ آستعداد لفا‪ ،‬فقتلثر هبا الـاس< فؽقػ كعرف هذه‬
‫الشبف؟ وهؾ كـتظر أن يؾؼقا هذه الشبف‪ ،‬أو هنجؿ طؾك كتبفؿ وكستخرجفا وكـؼضفا؟‬
‫يقجد َمـ يرد طؾقفؿ بعد معرفة شبففؿ‪ ،‬غقر أن هذا‬
‫الجقاب‪ :‬أكف ٓ بد أن َ‬
‫يقجف إلك طؿقم الـاس‪ ،‬وٓ إلك أوساط الؿتعؾؿقـ‪ ،‬وغقر الؿتؿؽـقـ<‬
‫الؽالم ٓ َّ‬
‫وإكؿا يقجف إلك أفذاذ الـاس< ٕن بعض الـاس قد يؼرأ يف هذه الؽتب ويعؾؼ بؼؾبف‬
‫شبفة ٓ يستطقع ردها‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪43‬‬

‫ويتزو َد ويتس َّؾ َح بسالح‬


‫َّ‬ ‫فعؾك صالب العؾؿ أن يتؿؽ َـ يف الؿذهب الصحقح‪،‬‬
‫العؾؿ بـصقص الؽتاب والسـة‪ ،‬ثؿ بعد ذلؽ إذا أراد أن يصد ويجاهد همٓء< فنن‬
‫تلثقرا مـ الجفاد بالسقػ والسـان‪.‬‬
‫هذا جفاد الؼؾؿ والؾسان‪ ،‬ولقس بلقؾ ً‬
‫ومـ أهؾ العؾؿ مـ يتع َّقـ طؾقف أن يـظر يف هذه الؽتب ويـؼضفا‪ ،‬وقد قام بذلؽ‬
‫أئؿة اإلسالم‪ ،‬وإن كان بعضفؿ يحذر مـ الـظر يف هذه الؽتب‪ ،‬وكالمف متجف إلك‬
‫مـ يتلثر هبا‪.‬‬

‫وقد كان شقخ اإلسالم يؼرأ كتب الؿخالػقـ‪ ،‬ويرد طؾقفا مـ أصقلفؿ‬
‫وققاطدهؿ‪ ،‬كؿا يؼقل ابـ الؼقؿ‪:‬‬
‫أرداهـــــؿ كحـــــق الحضـــــقض الـــــداين(‪)3‬‬ ‫ومــــــــ العجائـــــــب أكـــــــف بســـــــالحفؿ‬
‫ُ‬
‫وشقخ اإلسالم قد كظر يف الؽتب الؿحرفة مـ التقراة واإلكجقؾ‪ ،‬ورد طؾك‬
‫القفقد والـصارى< مع أن الـبل ﷺ لؿا رأى الصحقػة يف يد طؿر< غضب طؾقف(‪.)2‬‬

‫وسبب ذلؽ أكف ٓ يقجد يف ذلؽ الققت ما ُيخاف مـف‪ ،‬فال داطل لؼراءهتا‪ ،‬فؾق‬
‫كـت يف مجتؿع لقس فقف مخالػقن‪ ،‬وٓ تخشك طؾك العامة أن يتلثروا‪ ،‬فال داطل أن‬
‫َ‬
‫تؼرأ يف كتب الشبف والضالل‪.‬‬

‫(‪ )3‬كقكقة ابـ الؼقؿ‪( ،‬ص‪.)212‬‬


‫(‪ )2‬أخرجف أحؿد (‪ ،)37378‬مـ صريؼ مجالد بـ سعقد‪ ،‬طـ الشعبل‪ ،‬طـ جابر بـ طبد اهلل أن طؿر بـ‬
‫الخطاب‪ ،‬أتك الـبل ﷺ بؽتاب أصابف مـ بعض أهؾ الؽتب‪ ،‬فؼرأه طؾك الـبل ﷺ فغضب‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُقن فِ َقفا َيا ا ْب َـ ا ْلخَ َّط ِ‬
‫قه ْؿ َط ْـ‬ ‫اب؟!‪َ ،‬وا َّلذي َك ْػسل بِ َقده َل َؼدْ ِج ْئ ُتؽ ُْؿ بِ َفا َب ْق َضا َء كَؼ َّقةً‪َ َٓ ،‬ت ْس َل ُل ُ‬ ‫«أ ُمت ََف ِّقك َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َان َح ًّقا‪َ ،‬ما‬
‫قسك ك َ‬ ‫َش ْلء َف ُقخْ بِ ُروك ُْؿ بِ َح ٍّؼ َف ُتؽ َِّذ ُبقا بِف‪َ ،‬أ ْو بِ َباص ٍؾ َفت َُصدِّ ُققا بِف‪َ ،‬وا َّلذي َك ْػسل بِ َقده َل ْق َأ َّن ُم َ‬
‫َو ِس َع ُف إِ َّٓ َأ ْن َي َّتبِ َعـِل»‪ .‬ويف إسـاده مجالد بـ سعقد< وطامة الحػاظ طؾك تضعقػ حديثف‪ ،‬كؿا يف‪:‬‬
‫هتذيب الؽؿال‪ ،)22/29( ،‬قال ابـ حجر يف‪ :‬فتح الباري‪ )727/31( ،‬بعد أن ذكر أساكقد هذا‬
‫الحديث‪« :‬وهذه جؿقع صرق هذا الحديث‪ ،‬وهل وإن لؿ يؽـ فقفا ما يحتج بف< لؽـ مجؿقطفا‬
‫يؼتضل أن لفا ً‬
‫أصال»‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪44‬‬

‫وقد كان الـاس إلك وقت قريب ٓ يطؾعقن طؾك كتب الؿذاهب‪ ،‬وإكؿا يؽتػقن‬
‫دوكف أهؾ السـة مـ الر ِّد طؾقفؿ‪.‬‬
‫بؿا ير ُّد طؾك الؿخالػقـ بؿا ّ‬
‫وأما أن< فؼد ضفر يف الؿـاضرات مـ يؼقل‪« :‬أكتؿ تدّ طقن‪ ،‬وتزطؿقن أكا كؼقل‬
‫هذا‪ ،‬ولقس بصحقح»‪ ،‬فحقـئذ ك َّطؾع طؾك كتبفؿ‪ ،‬وكؼقل‪ :‬قال فالن‪ ،‬وقال فالن<‬
‫ِّ‬
‫الؿتؿؽـ مـ العؾؿ‪ ،‬الذي ٓ ُيخاف طؾقف‪ ،‬ففذا هق الذي لف أن‬ ‫ولؽـ الذي ي َّطؾع هق‬
‫يـظر ويرد‪.‬‬
‫ولذا ِط ْقب طؾك َمـ ح َّؼؼ «مـفاج السـة»‪ ،‬فجعؾ معف «مـفاج الؽرامة» ٓبـ‬
‫ِ‬
‫مجتفد يف أن يذكر إصؾ‬ ‫الؿطفر الرافضل(‪ ،)3‬وجعؾف يف الؿؼدمة‪ ،‬وهق ٓ شؽ‬ ‫ِّ‬
‫والرد طؾقف‪ ،‬ولؽـف أخطل< ٕكف ٓ يم َمـ أن يليت مـ يريده فقلخذه مـ الؿؼدمة‪ ،‬ويرتك‬
‫رد شقخ اإلسالم< ولذا لؿ يذكره مػر ًدا يف الطبعات الالحؼة الؽامؾة‪ ،‬كؿا يف صبعة‬
‫جامعة اإلمام وما بعدها‪.‬‬

‫وكتب شقخ اإلسالم كؾفا كافعة ومػقدة‪ ،‬وإن كان يف بعضفا ما ٓ يػفؿف كثقر‬
‫مـ الؿتعؾؿقـ< فػل الؿجؾد الرابع مـ «مـفاج السـة» أكثر مـ ثالثؿائة صػحة أشبف‬
‫ما تؽقن بالطالسؿ‪ ٓ :‬يػفؿفا صالب العؾؿ‪ ،‬وكذلؽ الؿجؾد السادس مـ «درء‬
‫تعارض العؼؾ والـؼؾ» قريب مـ هذا‪.‬‬

‫والؿرسؾقـ كب ِّقـا محؿد‪ ،‬وطؾك آلف وصحبف أجؿعقـ‪.‬‬

‫(‪ )3‬هق‪ :‬جؿال الديـ الحسقـ بـ يقسػ بـ الؿطفر الحؾل‪ ،‬طالؿ الشقعة وإمامفؿ‪ ،‬تقيف سـة ‪928‬هـ‪.‬‬
‫يـظر‪ :‬أطقان العصر‪ ،)2;2/2(،‬لسان الؿقزان‪.)139/2( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪45‬‬

‫[اجلـٍاب امـىجىـل عنَ أًـل امباطـل]‬

‫ؽ َأ ْش َقا َء م َّؿا َذكَر اهللُ ‪-‬تَع َـا َلى‪ -‬يف كتَابِف َج َقا ًبا لؽَال ٍم ْ‬
‫احت ََّج بِ ِف ا ْل ُؿ ْشرِكُقن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫« َو َأكَا َأ ْذك ُُر َل َ‬
‫قل‪َ :‬ج َقا ُب َأ ْه ِؾ ا ْل َباصِ ِؾ ِم ْـ َص ِري َؼ ْق ِـ‪ُ :‬م ْج َؿ ٍؾ‪َ ،‬و ُم َػ َّص ٍؾ‪:‬‬
‫يف ز ََماكِـَا َط َؾ ْقـَا‪َ ،‬فـَ ُؼ ُ‬

‫قؿ‪َ ،‬وا ْل َػائِدَ ُة ا ْل َؽبِ َقر ُة لِ َؿ ْـ َط َؼ َؾ َفا‪َ ،‬و َذلِ َ‬


‫ؽ َق ْق ُل ُف َت َعا َلك‪:‬‬ ‫ِ‬
‫َأ َّما ا ْل ُؿ ْج َؿ ُؾ؛ َف ُف َق إَ ْم ُر ا ْل َعظ ُ‬
‫﴿ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ‬
‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸‬
‫﯈ ﴾ [آل‬ ‫﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﮽ ﮾ ﮿ ﯀ ﯁ ﯂﯃ ﯄ ﯅ ﯆ ﯇‬
‫ِ‬ ‫طؿران‪ ،]9 :‬و َقدْ صح طـ رس ِ ِ‬
‫قن ا ْل ُؿت ََشابِ َف‪،‬‬ ‫قل اهلل ﷺ َأ َّك ُف َق َال‪« :‬إِ َذا َر َأ ْيت ُُؿ ا َّلذ َ‬
‫يـ َي َّتبِ ُع َ‬ ‫َ َّ َ ْ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ُقن ا ْلؿحؽَؿ؛ َفلُو َلئِ َ ِ‬
‫اح َذ ُر ُ‬
‫وه ْؿ»‪.‬‬ ‫يـ َس َّؿك اهللُ فل كتَابِف َف ْ‬ ‫ؽ ا َّلذ َ‬ ‫َو َيت ُْرك َ ُ ْ َ‬

‫ؽ َب ْع ُض ا ْل ُؿ ْش ِركِقـ‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬ ‫ؽ‪ :‬إِ َذا َق َال َل َ‬ ‫ِم َث ُال َذلِ َ‬


‫الش َػا َط َة َح ٌّؼ‪َ ،‬أ ْو إِ َّن إَ ْكبِ َقا َء َل ُف ْؿ َجا ٌه ِطـْدَ‬‫ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﴾ [يقكس‪َ ،]82 :‬أ ْو إِ َّن َّ‬
‫ـك ا ْلؽَال ِم ا َّل ِذي‬ ‫اهللِ‪ْ ،‬أو َذك ََر َكال ًَما لِؾـَبِ ِّل ﷺ َي ْست َِد ُّل بِ ِف َط َؾك َباصِ ِؾ ِف‪َ ،‬و َأك َ‬
‫ْت َٓ َت ْػ َف ُؿ َم ْع َ‬
‫ؽ‪ :‬إِ َّن اهللَ ‪-‬تَع َـا َلى‪َ -‬ذك ََر َأ َّن ا َّلذ َ‬
‫ُقن ا ْل ُؿ ْحؽ ََؿ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫او ْب ُف بِ َؼ ْقلِ َ‬
‫َذك ََر ُه؛ َف َج ِ‬
‫قبفؿ ز َْيغٌ َيت ُْرك َ‬ ‫يـ يف ُق ُؾ ْ‬
‫الر ُبقبِ َّق ِة‪َ ،‬و َأ َّك ُف‬ ‫قـ ُي ِؼ ُّر َ‬
‫ون بِ ُّ‬
‫ِ‬ ‫قن ا ْلؿت ََشابِف؛ وما َذكَر ُت َل َ ِ‬
‫ؽ م ْـ َأ َّن اهللَ َذك ََر َأ َّن ا ْل ُؿ ْشرِك َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ‬ ‫َو َي َّتبِ ُع َ ُ‬
‫اء َمع َق ْقلِ ِف ْؿ‪ ﴿ :‬ﮬ ﮭ‬ ‫َك َّػرهؿ بِ َتع ُّؾ ِؼ ِفؿ ط َؾك ا ْلؿالَئِؽ َِة‪َ ،‬أو إَ ْكبِق َا ِء‪َ ،‬أو إَولِق ِ‬
‫ْ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ْ َ ْ َ‬
‫ﮮ ﮯ ﴾ [يقكس‪َ ،]3: :‬و َه َذا َأ ْم ٌر ُم ْحؽ ٌَؿ‪َ َٓ ،‬ي ْؼ ِد ُر َأ َحدٌ َأ ْن ُي َغ ِّق َر َم ْعـَاه‪َ ،‬و َما َذك َْرتَف لِل أ ُّي َفا‬
‫ف معـَاه‪ ،‬ولؽِـ أ ْق َطع أن َكالَم اهلل ِ‬ ‫آن‪َ ،‬أو َكالَم رس ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫قل اهلل ﷺ ٓ َأ ْطرِ ُ َ ْ ُ َ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ا ْل ُؿ ْشرِ ُك مـ ا ْل ُؼ ْر ِ ْ‬
‫ػ َكالَ َم اهلل ِ ‪.‬‬ ‫َٓ َي َتـَا َق ُض‪َ ،‬و َأ َّن َكالَ َم الـَّبِ ِّل ﷺ َٓ ُيخَ الِ ُ‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪46‬‬

‫اب َج ِّقدٌ َس ِديدٌ ‪َ ،‬ولؽِ ْـ ٓ َي ْػ َف ُؿ ُف إَّٓ َم ْـ َو َّف َؼ ُف اهللُ ‪َ -‬ت َعا َلك‪،-‬‬
‫َو َه َذا َج َق ٌ‬
‫َوٓ ت َْست َْف ِق ْك ُف؛ َفنِ َّك ُف ك ََؿا َق َال تعالك‪ ﴿ :‬ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬
‫ﮧ ﴾ [فصؾت‪.»]17 :‬‬

‫ؽ َأ ْش َقا َء م َّؿا َذكَر اهللُ ‪-‬تَع َـا َلى‪ -‬يف كتَابِف َج َقا ًبا لؽَال ٍم ْ‬
‫احت ََّج بِ ِف ا ْل ُؿ ْشرِ ُكقن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫« َو َأكَا َأ ْذك ُُر َل َ‬
‫يف ز ََماكِـَا َط َؾ ْقـَا»‪ :‬دطقة الشقخ ‪ ‬كان لفا مـاوئقن< ٕهنا طؾك خالف ما اطتاده‬
‫الـاس‪ ،‬فػل كثقر مـ إقطار درج الـاس طؾك الخؾؾ الؽبقر يف تقحقد اإللفقة‪،‬‬
‫كاف‪ ،‬وهذا هق الذي كان طؾقف مشركق قريش وغقرهؿ‬ ‫وزطؿقا أن تقحقد الربقبقة ٍ‬

‫مؿـ ُبعث الرسقل ﷺ إلقفؿ‪ ،‬فؼد كاكقا يؼرون بتقحقد الربقبقة كؿا تؼدم‪ ،‬وما ذكره‬
‫الشقخ إكؿا هق تؿفقد لفذه الشبف‪.‬‬

‫اب َأ ْه ِؾ ا ْل َباصِ ِؾ ِم ْـ َصرِي َؼ ْق ِـ‪ُ :‬م ْج َؿ ٍؾ‪َ ،‬و ُم َػ َّص ٍؾ»‪ :‬فالجقاب الؿجؿؾ‬ ‫« َف َـ ُؼ ُ‬
‫قل‪َ :‬ج َق ُ‬
‫الذي ذكره الشقخ ‪ ‬يصؾح لؾرد طؾك جؿقع الشبف التل سقليت ذكرها طـد الؿملػ‪،‬‬
‫وطؾك غقرها مـ الشبف‪ ،‬فقـبغل أن يعتـل بف صالب العؾؿ< فنكف طزيز كػقس جدًّ ا‪ ،‬إذا‬
‫مجؿال‪ ،‬وإن لؿ يؽـ يف كػس‬
‫ً‬ ‫ضبطف صالب العؾؿ استطاع أن يرد طؾك كؾ شبفة ر ًّدا‬
‫الشبفة التل يقردها صاحبفا‪.‬‬

‫قؿ‪َ ،‬وا ْل َػائِدَ ُة ا ْل َؽبِ َقر ُة لِ َؿ ْـ َط َؼ َؾ َفا‪َ ،‬و َذلِ َ‬


‫ؽ َق ْق ُل ُف َت َعا َلك‪:‬‬ ‫ِ‬
‫« َأ َّما ا ْل ُؿ ْج َؿ ُؾ؛ َف ُف َق إَ ْم ُر ا ْل َعظ ُ‬
‫﴿ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ‬
‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸‬
‫﯈ ﴾ [آل‬ ‫﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﮽ ﮾ ﮿ ﯀ ﯁ ﯂﯃ ﯄ ﯅ ﯆ ﯇‬
‫ِ‬ ‫طؿران‪ ،]9 :‬و َقدْ صح طـ رس ِ ِ‬
‫قن ا ْل ُؿت ََشابِ َف‪،‬‬ ‫قل اهلل ﷺ َأ َّك ُف َق َال‪« :‬إِ َذا َر َأ ْيت ُُؿ ا َّلذ َ‬
‫يـ َي َّتبِ ُع َ‬ ‫َ َّ َ ْ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ُقن ا ْلؿحؽَؿ؛ َفلُو َلئِ َ ِ‬
‫اح َذ ُر ُ‬
‫وه ْؿ»‪.‬‬ ‫يـ َس َّؿك اهللُ فل كتَابِف َف ْ‬ ‫ؽ ا َّلذ َ‬ ‫َو َيت ُْرك َ ُ ْ َ‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪47‬‬

‫الؿبتدطة يتشبثقن بلدلة مـ الؽتاب والسـة< بؾ حتك غقرهؿ مـ أهؾ الؿؾؾ‬


‫إخرى‪ ،‬وقد يقردون طؾقـا أشقاء مـ كتابـا‪.‬‬
‫فؿثال‪ :‬الـصراين الذي يؼقل بتعدد ألفة قد يقرد طؾك الؿسؾؿ مثؾ ققلف ‪:‬‬
‫ً‬
‫﴿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﴾ [الؼدر‪ ،]3 :‬وققلف‪ ﴿ :‬ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﴾‬
‫[الحجر‪ ،];:‬فقؼقل مـ أجؾ أن يؼرر طؼقدة التثؾقث‪ :‬إن أقؾ الجؿع اثـان أو ثالثة ‪-‬‬
‫الؿـزل واحدً ا‪ ،‬وإكؿا هق جؿع‪.‬‬
‫طؾك ققل الجؿفقر ‪ ،-‬فؾقس ِّ‬
‫وكؼقل لف‪ :‬إن هذا مـ الذيـ تتبعقا الؿتشابف‪ ،‬وترك ققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ‬
‫ﭔ ﴾ [اإلخالص‪ ،]3 :‬وضؿقر الجؿع كؿا يستعؿؾ يف آثـقـ وما زاد‪ ،‬فنكف يستعؿؾ‬
‫كػسف< فػل صحقح البخاري يف تػسقر ﴿ ﮩ ﮪ ﴾ [يقسػ‪:]2:‬‬
‫يف القاحد الؿع ِّظؿ َ‬
‫«والعرب تقكد فعؾ القاحد فتجعؾف بؾػظ الجؿقع< لقؽقن أثبت وأوكد»(‪،)3‬‬
‫فالساذج مـ الؿسؾؿقـ‪ ،‬والذي ٓ طؾؿ طـده ‪ -‬قد يصقر طـده لبس‪.‬‬
‫ولق جاء خارجل ومعتزلل وقال‪ :‬صاحب الؽبقرة خالدٌ مخؾدٌ يف الـار< بدلقؾ‬
‫آية الـساء‪ ﴿ :‬ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﴾ [الـساء‪<];1 :‬‬
‫قؾـا لف‪ :‬وماذا تؼقل يف ققلف ‪ ﴿ :‬ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬
‫ﮮ ﴾ [الـساء‪ ،]3::‬والؼتؾ دون الشرك‪.‬‬
‫كػسا لؿا سلل الراهب‪ :‬هؾ لف مـ تقبة؟‬
‫ولذلؽ فنن الذي قتؾ تسعة وتسعقـ ً‬
‫فؼال‪ ،ٓ :‬فؼتؾف‪ ،‬فؽؿؾ بف مائة‪ ،‬ثؿ سلل طـ أطؾؿ أهؾ إرض‪ ،‬فدُ َّل طؾك رجؾ‬
‫طالؿ‪ ،‬فؼال‪ :‬إكف قتؾ مائة كػس‪ ،‬ففؾ لف مـ تقبة؟ فؼال‪ :‬كعؿ‪ ،‬ومـ يحقل بقـف وبقـ‬
‫التقبة؟‪ ،‬ثؿ تـازطت فقف الؿالئؽة فلدركتف الرحؿة(‪ ،)2‬وهذا مؼرر يف شرطـا‪ ،‬ومسقق‬

‫(‪ )3‬صحقح البخاري‪.)397/8( ،‬‬


‫(‪ )2‬أخرجف البخاري‪ ،‬كتاب أحاديث إكبقاء‪ ،‬باب حديث الغار‪ ،)1390( ،‬ومسؾؿ‪ ،‬كتاب التقبة‪ ،‬باب‬
‫قبقل تقبة الؼاتؾ إن قتؾ‪ ،)2988( ،‬مـ حديث أبل سعقد الخدري ‪ ‬مرفقطًا‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪48‬‬

‫سقاق الؿدح لعؾؿ هذا العالؿ‪.‬‬


‫فنن ققؾ‪ :‬إن ابـ طباس يؼقل‪ :‬إن الؼتؾ لقس لف تقبة(‪ ،)3‬فـؼقل‪ :‬إن كالم ابـ‬
‫طباس محتؿؾ ٕن يؽقن قد جاءه سائؾ يريد أن يؼتؾ ‪-‬كؿا ورد يف بعض أثار‪،-‬‬
‫فؼال لف ابـ طباس ذلؽ مـ أجؾ أن يردطف طـ الؼتؾ(‪ ،)2‬فال ُيستدل ‪-‬والحال هذه‪-‬‬
‫بؽالم ابـ طباس طؾك الحؽؿ الؿطؾؼ العام‪.‬‬

‫﴿ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﴾‪ :‬أي‪ :‬أهنؿ يريدون أن يػتـقا الـاس طـ‬


‫ديـفؿ‪ ،‬ويصرفقهؿ طـف‪.‬‬

‫﴿ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﴾‪ :‬الققػ طؾك ﴿ ﮶ ﮷ ﴾ هق ققل جؿاهقر الؼراء(‪،)1‬‬


‫ووقػ مجاهد طؾك‪ ﴿ :‬﮹ ﮺ ﮻ ﴾‪ ،‬ومـ وقػ طؾك لػظ الجاللة أراد ما‬
‫استلثر اهلل بعؾؿف‪ ،‬ومـف الؽقػ الذي ٓ كعؾؿف كحـ‪ ،‬ومـ لؿ يؼػ أراد بالتلويؾ‬
‫التػسقر‪ ،‬فؾقس بقـ الؼقلقـ تـاقض يف الؿعـك(‪.)3‬‬

‫(‪ )3‬أخرج البخاري‪ ،‬كتاب مـاقب إكصار‪ ،‬باب ما لؼل الـبل ﷺ وأصحابف مـ الؿشركقـ بؿؽة‪،‬‬
‫(‪ ،)1:77‬ومسؾؿ‪ ،‬كتاب التػسقر‪ ،)1021( ،‬طـ سعقد بـ جبقر‪ ،‬قال‪« :‬قؾت ٓبـ طباس‪ :‬ألؿـ قتؾ‬
‫مممـًا متعؿدً ا مـ تقبة؟ قال‪ ،ٓ :‬قال‪ :‬فتؾقت طؾقف هذه أية التل يف الػرقان‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬
‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﴾ [الػرقان‪ ]8: :‬إلك آخر أية‪ ،‬قال‪« :‬هذه آية‬
‫مؽقة كسختفا آية مدكقة»‪﴿ :‬ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﴾‪،‬‬
‫والؾػظ لؿسؾؿ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرج ابـ أبل شقبة يف‪ :‬الؿصـػ‪- )317/7( ،‬وطزاه السققصل يف‪ :‬الدر‪ )82;/2(،‬لعبد بـ حؿقد‬
‫والـحاس‪ :-‬بسـده طـ سعد بـ طبقدة‪ ،‬قال‪« :‬جاء رجؾ إلك ابـ طباس‪ ،‬فؼال‪ :‬لؿـ قتؾ مممـًا‬
‫تقبة؟ قال‪ ٓ« :‬إٓ الـار»‪ ،‬فؾؿا ذهب‪ ،‬قال لف جؾساؤه‪ :‬ما هؽذا كـت تػتقـا‪ ،‬كـت تػتقـا أن لؿـ قتؾ‬
‫مممـًا تقبة مؼبقلة‪ ،‬فؿا بال الققم؟ قال‪« :‬إِكِّل َأ ْح ِس ُب ُف َر ُج ًال ُمغ َْض ًبا ُي ِريدُ َأ ْن َي ْؼت َُؾ مممـًا»‪ ،‬قال‪ :‬فبعثقا‬
‫يف أثره‪ ،‬فقجدوه كذلؽ»‪.‬‬
‫(‪ )1‬يـظر‪ :‬تػسقر الطربي‪ ،)203/8( ،‬والتدمرية‪( ،‬ص‪ ،);0‬وتػسقر ابـ كثقر‪ ،)33/2( ،‬الـشر يف‬
‫الؼراءات العشر (‪.)212/3‬‬
‫(‪ )3‬يـظر‪ :‬الصػدية‪ ،)2;3/3( ،‬بقان تؾبقس الجفؿقة‪.)28;/:( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪51‬‬

‫وإصالق التلويؾ بؿعـك التػسقر اصطالح دارج طـد أهؾ العؾؿ‪ ،‬ومـ ذلؽ ما‬
‫يؼقلف الطربي يف تػسقر كؾ آية‪« :‬الؼقل يف تلويؾ ققلف تعالك‪ ،»...‬ثؿ يذكر أية‪ ،‬ففذا‬
‫بؿعـك التلويؾ الذي قرره مجاهد هـا(‪.)3‬‬
‫ِ‬ ‫«و َقدْ صح طـ رس ِ ِ‬
‫قن ا ْل ُؿت ََشابِ َف‪،‬‬ ‫قل اهلل ﷺ َأ َّك ُف َق َال‪« :‬إِ َذا َر َأ ْيت ُُؿ ا َّلذ َ‬
‫يـ َي َّتبِ ُع َ‬ ‫َ َّ َ ْ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ُقن ا ْلؿحؽَؿ؛ َف ُلو َلئِ َ ِ‬
‫وه ْؿ»‪ :‬الحديث متػؼ‬ ‫يـ َس َّؿك اهللُ فل كتَابِف َف ْ‬
‫اح َذ ُر ُ‬ ‫ؽ ا َّلذ َ‬ ‫َو َيت ُْرك َ ُ ْ َ‬
‫طؾقف(‪ ،)2‬فإصؾ الذي ُيرجع إلقف طـد التشابف هق الؿحؽؿات التل هل أم الؽتاب<‬
‫﴿ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﴾‪ ،‬وقد سبؼ ذكر مثال فقؿا يقرده كصراين‪ ،‬وفقؿا‬
‫يقرده خارجل أو معتزلل‪ ،‬وتؿ الجقاب طـفؿا‪ ،‬والشقخ أن يريد أن يؿثؾ بؿا‬
‫حصؾ يف زماكف‪ ،‬وما واجفف وقابؾف بف أطداؤه ومـاوئقه‪.‬‬

‫ؽ َب ْع ُض ا ْل ُؿ ْشرِكِقـ‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬ ‫« ِم َث ُال َذلِ َ‬


‫ؽ‪ :‬إِ َذا َق َال َل َ‬
‫ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﴾ [يقكس‪ :»]82 :‬فـؼقل‪ :‬إن هذا الؽالم صحقح‪ ،‬وهذا كالم‬
‫اهلل ‪ ،‬وٓ أحد يخالػ يف أن ﴿ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﴾<‬
‫ولؽـ هذا الؿشرك يريد أن يـزع مـ هذه التزكقة أكف ُيـتػع هبؿ‪ ،‬ويريد مـ هذا الثـاء‬
‫أن يربر شركف‪.‬‬

‫وأية لقس فقفا دلقؾ طؾك أن أولقاء اهلل ُيد َطقن مـ دون اهلل‪ ،‬أو أهنؿ ُيتؼرب‬
‫إلقفؿ بالـسؽ مـ دون اهلل‪ ،‬أو يستغاث هبؿ‪ ،‬ويستعان هبؿ فقؿا ٓ يؼدرون طؾقف<‬
‫فأية ٓ تدل طؾك شلء مؿا يـاقض أصؾ الديـ‪ ،‬وهق التقحقد‪.‬‬

‫الش َػا َط َة َح ٌّؼ‪َ ،‬أ ْو إِ َّن إَ ْكبِ َقا َء َل ُف ْؿ َجا ٌه ِطـْدَ اهلل ِ»‪ :‬الشػاطة حؼ< ولؽ ّـ لفا‬
‫« َأ ْو إِ َّن َّ‬

‫(‪ )3‬يـظر‪ :‬مجؿقع الػتاوى‪ ،)8:/3( ،‬الصقاطؼ الؿرسؾة‪.)399/3( ،‬‬


‫(‪ )2‬أخرجف البخاري‪ ،‬كتاب تػسقر الؼرآن‪ ،‬باب‪﴿ :‬ﮜ ﮝ ﮞ﴾‪ ،)3739( ،‬ومسؾؿ‪ ،‬كتاب العؾؿ‪،‬‬
‫باب الـفل طـ اتباع متشابف الؼرآن‪ ،)2887( ،...‬مـ حديث طائشة ‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪50‬‬

‫شرو ًصا‪ ،‬مـفا‪ :‬إذن اهلل لؾشافع< ففؾ َأ ِذن اهلل ‪ ‬أن يشػع لؽ مـ تسللف الشػاطة وهق‬
‫يف قربه؟‬
‫َ‬
‫فقمذن لف‪.‬‬ ‫الجقاب‪ :‬أكف ٓ يؿؽـ لؾرسقل ﷺ أو غقره أن يشػع قبؾ أن يستلذن‪،‬‬

‫ومـفا‪ :‬رضك اهلل طـ الؿشػقع لف‪ ،‬واهلل ٓ يرضك طـ مشرك< كؿا يف ققلف‬
‫تعالك‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﴾ [املدثر‪.]84 :‬‬

‫« َأ ْو إِ َّن إَ ْكبِ َقا َء َل ُف ْؿ َجا ٌه ِطـْدَ اهلل ِ»‪ :‬إكبقاء لفؿ جاه طـد اهلل بال ريب< ولؽ ْـ ك ّؾفؿ‬
‫سقؼقلقن يقم الؼقامة‪« :‬كػسل كػسل»(‪ ،)3‬فنذا صؾبقا الشػاطة مـ اهلل فقؿا بعد‪ ،‬وأذن‬
‫ٍ‬
‫فحقـئذ ُيـتػع هبا‪.‬‬ ‫لفؿ‪ ،‬ورضل طـ الؿشػقع لف<‬

‫ـك ا ْلؽَال ِم ا َّل ِذي‬ ‫« ْأو َذك ََر َكال ًَما لِؾـَبِ ِّل ﷺ َي ْست َِد ُّل بِ ِف َط َؾك َباصِ ِؾ ِف‪َ ،‬و َأك َ‬
‫ْت َٓ َت ْػ َف ُؿ َم ْع َ‬
‫َذك ََر ُه»‪ :‬بعض صالب العؾؿ يف الؼـقات يتصدَّ ى لؿـاضرة مبتدطة‪ ،‬وهق ضعقػ‬
‫البضاطة‪ ،‬ف ُقغ َؾب يف الؿـاضرة‪ ،‬فقؽقن فتـة لؽؾ مػتقن‪ ،‬يؼال‪ُ « :‬غؾِب فالن‪ ،‬واكؼطع‬
‫أهؾ السـة‪ ،‬ولق كان طـدهؿ جقاب ٕجابقا بف»‪.‬‬

‫وتؽؾؿ أحدهؿ يف مؼابؾة طـ آختالط وتحريؿف‪ ،‬وأورد الـصقص‪ ،‬فاتصؾ بف‬


‫أحدهؿ وقال‪ :‬ما رأيؽ فقؿا جاء يف صحقح البخاري‪« :‬كان الرجال والـساء‬
‫يتقضمون يف زمان رسقل اهلل ﷺ جؿقعا»(‪ )2‬؟‪ ،‬فؾؿ يجد جقا ًبا‪.‬‬

‫والجقاب طـد أهؾ العؾؿ معروف‪ ،‬وهق أن مؼابؾة الجؿع بالجؿع تؼتضل‬
‫الؼسؿة أفرا ًدا أو آحا ًدا(‪ ،)1‬فالؿعـك أن كؾ رجؾ مع امرأتف يتقضزن جؿق ًعا‪ ،‬وقد‬

‫(‪ )3‬كؿا يف حديث الشػاطة‪ ،‬وقد تؼدم تخريجف (ص ‪.)23‬‬


‫(‪ )2‬كتاب القضقء‪ ،‬باب وضقء الرجؾ مع امرأتف‪ ،‬وفضؾ وضقء الؿرأة‪ ،)3;1( ،‬مـ حديث‬
‫طبد اهلل بـ طؿر ‪.‬‬
‫(‪ )1‬يـظر‪ :‬الؿحصقل لؾرازي‪ ،);:/8( ،‬والػروق لؾؼرايف‪ .)398/3( ،‬وقال ابـ حجر يف الػتح‪= ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪51‬‬

‫ترجؿ طؾقف البخاري بؼقلف‪« :‬باب وضقء الرجؾ مع امرأتف»(‪ ،)3‬ولؿ َ‬


‫يبؼ إشؽال‪.‬‬

‫ولؽـ اإلشؽال فقؿـ يتصدى لؿثؾ هذه إمقر وهق بغقر سالح‪ ،‬مع أن هذا‬
‫أطظؿ مـ حرب السقػ والسـان< ٕن الشبف تؾؼك طؾك الـاس فتػتـفؿ طـ ديـفؿ‪.‬‬
‫ُّ‬
‫التؿؽـ مـ العؾؿ‬ ‫ولذلؽ ٓ يجقز ٕحد أن يدخؾ يف هذه الؿـاضرات إٓ بعد‬
‫الذي يرد بف هذه الشبفات‪.‬‬

‫ؽ‪ :‬إِ َّن اهلل ‪-‬تعالى‪َ -‬ذك ََر َأ َّن ا َّلذ َ‬


‫ُقن ا ْل ُؿ ْحؽ ََؿ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫او ْب ُف بِ َؼ ْقلِ َ‬
‫« َف َج ِ‬
‫يـ يف ُق ُؾ ْ‬
‫قبفؿ ز َْيغٌ َيت ُْرك َ‬
‫الر ُبقبِ َّق ِة»‪ :‬دلت‬ ‫قـ ُي ِؼ ُّر َ‬
‫ون بِ ُّ‬
‫ِ‬ ‫قن ا ْلؿت ََشابِف؛ وما َذكَر ُت َل َ ِ‬
‫ؽ م ْـ َأ َّن اهللَ َذك ََر َأ َّن ا ْل ُؿ ْشرِك َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ‬ ‫َو َي َّتبِ ُع َ ُ‬
‫أكثر مـ آية مـ كتاب اهلل طؾك أن الؿشركقـ يؼرون بتقحقد الربقبقة< ولؽـفؿ‬
‫أشركقا يف إلقهقة‪ ،‬فصاروا يدطقن معف غقره‪ ،‬ويذبحقن لغقره‪ ،‬ويستغقثقن بغقره‪،‬‬
‫وإذا لجموا يف الشدائد إلك غقره‪ ،‬لؿ يغـ طـفؿ إقرارهؿ بتقحقد الربقبقة شق ًئا< بؾ‬
‫ُس ُّؿقا مشركقـ‪ ،‬وقاتؾفؿ الـبل ﷺ حتك أذطـقا‪.‬‬

‫اء َمع َق ْقلِ ِف ْؿ‪ ﴿ :‬ﮬ‬


‫«و َأ َّكف َك َّػرهؿ بِ َتع ُّؾ ِؼ ِفؿ ط َؾك ا ْلؿالَئِؽ َِة‪َ ،‬أو إَ ْكبِق َا ِء‪َ ،‬أو إَولِق ِ‬
‫ْ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ُ ْ َ ْ َ‬
‫ﮭ ﮮ ﮯ ﴾ [يقكس‪ :»]3: :‬أي‪ :‬بلهنؿ يعبدوهنؿ لقشػعقا‪ ،‬أو يطؾبقن مـفؿ‬
‫الشػاطة‪ ،‬أو يعبدوهنؿ لقؼربقهؿ إلك اهلل زلػك‪ ،‬وٓ يعبدوهنؿ لذواهتؿ‪ ،‬كؿا يف‬
‫ققلفؿ‪ ﴿ :‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﴾ [يقكس‪.]3::‬‬
‫وهمٓء الؿعاصرون الذيـ يعبدون إولقاء وإضرحة والؿشاهد ‪-‬كالمفؿ‬
‫معؿؿ مـ معؿؿل الرافضة‪« :‬إذا‬
‫مطابؼ لؽالم الؿشركقـ إولقـ سقاء بسقاء< قال َّ‬
‫كان طـدكؿ بقت تطقفقن بف‪ ،‬فعـدكا ضريح اإلمام الحسقـ كطقف بف‪ ،‬وإذا كان‬

‫(‪« :)100/3‬الجقاب أن يؼال‪ ٓ :‬ماكع مـ آجتؿاع قبؾ كزول الحجاب‪ ،‬وأما بعده< فقختص‬ ‫=‬
‫بالزوجات والؿحارم»‪.‬‬
‫(‪ )3‬صحقح البخاري‪.)70/3( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪52‬‬

‫طـدكؿ حجر أسقد تؼبؾقكف‪ ،‬فعـدكا ما كؼبؾف» ثؿ استؿر يف مؼاركة ما طـدهؿ مـ شرك‬
‫أصال‪ ،‬وهذه‬
‫ً‬ ‫بؿا طـد أهؾ السـة مـ تقحقد‪ ،‬وكلهنؿ ٓ يـتؿقن إلك هذه الشريعة‬
‫محا َّدة ضاهرة‪ ،‬كسلل اهلل السالمة والعافقة‪.‬‬

‫« َو َه َذا َأ ْم ٌر ُم ْحؽ ٌَؿ‪َ َٓ ،‬ي ْؼ ِد ُر َأ َحدٌ َأ ْن ُي َغ ِّق َر َم ْعـَاه»‪ :‬ففؿ يؼرون بتقحقد الربقبقة‪،‬‬
‫وشركفؿ إكؿا هق يف إلقهقة‪.‬‬

‫قل اهللِ ﷺٓ َأ ْطرِ ُ‬


‫ف َم ْعـَا ُه»‪:‬‬ ‫َ ُ‬ ‫« َو َما َذك َْرتَف لِل أي َفا ا ْل ُؿ ْشرِ ُك ِمـ ا ْل ُؼ ْر ِ‬
‫آن‪َ ،‬أ ْو َكالَم رس ِ‬
‫ُّ‬
‫وهذا مخا َصب بف مـ لؿ يتؿؽـ يف العؾؿ‪ ،‬فنن طؾقف أن يحػظ هذا الجقاب الؿجؿؾ‬
‫ويػفؿف< ٕكف ٓ يعرف التػصقالت‪.‬‬

‫ػ َكال ََم اهللِ»‪ :‬ففذا‬


‫أن َكالَ َم اهلل ِ َٓ َي َتـَا َق ُض‪َ ،‬و َأ َّن َكالَ َم الـَّبِ ِّل ﷺ َٓ ُيخَ الِ ُ‬
‫« َولؽِ ْـ أ ْق َط ُع َّ‬
‫أمر مجزوم بف‪ ،‬والذي يزطؿ أن كالم اهلل يتـاقض‪ ،‬أو أن كالم الـبل ﷺ يخالػ كالم‬
‫تعارض يف الظاهر ويف إففام ٓ يف الباصـ والحؼقؼة‪.‬‬
‫يقجد ُ‬
‫اهلل‪ ،‬فنكف يؽػر‪ ،‬ولؽـ قد َ‬
‫وأهؾ العؾؿ يجؿعقن بقـ ما ضاهره التعارض بلكقاع معروفة مـ أكقاع الجؿع<‬
‫حتك إذا تعذر الجؿع‪ ،‬وطرف الؿتؼدم مـ الؿتلخر حؽؿقا بالـسخ‪.‬‬

‫يتعارض يف كػسف‪ ،‬وٓ مع‬


‫َ‬ ‫ولؽـا كؼطع وكجزم طؼقدة جازمة بلن كالم اهلل ٓ‬
‫كالم رسقلف ﷺ‪ ،‬وكذلؽ ٓ يؿؽـ أن يتعارض الـؼؾ الصريح مع العؼؾ الصحقح‪.‬‬

‫اب َج ِّقدٌ َس ِديدٌ ‪َ ،‬ولؽِ ْـ ٓ َي ْػ َف ُؿ ُف إَّٓ َم ْـ َو َّف َؼ ُف اهللُ ‪-‬ت َ َعا َلى‪َ ،-‬وٓ ت َْست َْف ِق ْك ُف؛ َفنِ َّك ُف‬
‫« َو َه َذا َج َق ٌ‬
‫ك ََؿا َق َال تعالك‪ ﴿ :‬ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﴾ [فصؾت‪:»]17 :‬‬
‫وهذا مـ الدفع بالتل هل أحسـ< ولؽـ معـاه طام‪ ،‬فقشؿؾف ويشؿؾ غقره‪.‬‬

‫الؿػصؾ< فبدأ الشقخ يسرد الشبف‪ ،‬والجقاب طـفا‪.‬‬


‫َّ‬ ‫وأما الجقاب‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪53‬‬

‫[اجلــٍاب امـىفصــل عـم شبٌــات أًـل امباطــل]‬

‫‪[ ‬امشبٌة األوىل‪ :‬نفـي امـىخامـف امشـرك عم نفسـي]‬

‫الر ُس ِؾ‪،‬‬ ‫يـ ُّ‬‫ات كَثِ َقرة َط َؾك ِد ِ‬ ‫اض ٌ‬ ‫ػص ُؾ؛ َفنِ َّن أ ْطدَ ا َء اهللِ َل ُفؿ اطتِ َر َ‬ ‫اب ا ْل ُؿ َّ‬ ‫« َ‬
‫وأ َّما ا ْل َج َق ُ‬
‫َّاس َط ْـ ُف‪ِ ،‬مـ َْفا َق ْق ُل ُف ْؿ‪ :‬ك َْح ُـ َٓ ك ُْشرِ ُك باهلل ِ َش ْقئًا؛ َب ْؾ ك َْش َفدُ أ َّك ُف ٓ َيخْ ُؾ ُؼ‪،‬‬‫ون بِ َفا الـ َ‬ ‫َي ُصدُّ َ‬
‫ؽ‬‫وأ َّن ُم َح َّؿدً ا ﷺ ٓ َي ْؿ ِؾ ُ‬ ‫يؽ َل ُف‪َ ،‬‬ ‫َوٓ َي ْرز ُُق‪َ ،‬وَٓ َيـْ َػ ُع‪َ ،‬وٓ َي ُض ُّر إِ َّٓ اهللُ َو ْحدَ ُه ٓ َشرِ َ‬
‫الصالِ ُح َ‬
‫قن‬ ‫ب‪َ ،‬و َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لـَ ْػسف كَػ ًعا‪َ ،‬وَٓ َض ًّرا‪َ ،‬ف ْض ًال َط ْـ َط ْبد ا ْل َؼاد ِر‪َ ،‬أ ْو َغ ْقرِه‪َ ،‬ولؽ ْـ أكَا ُم ْذك ٌ‬
‫ِ ِ ِ‬

‫ب ِمـ اهلل ِ بِ ِف ْؿ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫َل ُف ْؿ َجا ٌه طـْدَ اهلل‪َ ،‬و َأ ْص ُؾ ُ‬
‫اوبف بِؿا َت َؼدَّ م‪ ،‬وهق َأن ا َّل ِذيـ َقا َت َؾفؿ رس ُ ِ‬
‫قل اهلل ﷺ ُم ِؼ ُّر َ‬
‫ون بِ َؿا َذك َْر َت لل ُّأي َفا‬ ‫ُ ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ َّ‬ ‫َف َج ِ ْ ُ َ‬
‫ون َأ َّن َأ ْو َثاك َُف ْؿ َٓ تُدَ بِّ ُر َش ْقئًا‪ِ ،‬وإك ََؿا َأرا ُدوا ِم َّؿ ْـ َق َصدُ وا ا ْل َجا َه َو َّ‬
‫الش َػ َ‬
‫اطةَ‪،‬‬ ‫ا ْل ُؿ ْبطِ ُؾ‪َ ،‬و ُم ِؼ ُّر َ‬
‫َوا ْق َر ْأ َط َؾ ْق ِف َما َذك ََر اهللُ فِل كِتَابِ ِف‪َ ،‬و َو َّض َح ُف»‪.‬‬

‫الر ُس ِؾ‪،‬‬ ‫يـ ُّ‬‫ات كَثِ َقرة َط َؾك ِد ِ‬ ‫اض ٌ‬ ‫اب ا ْل ُؿػ َّص ُؾ؛ َفنِ َّن أ ْطدَ ا َء اهللِ َل ُف ُؿ ا ْطتِ َر َ‬ ‫« َ‬
‫وأ َّما ا ْل َج َق ُ‬
‫َّاس َطـْ ُف‪ِ ،‬مـ َْفا َق ْق ُل ُف ْؿ‪ :‬ك َْح ُـ َٓ ك ُْشرِ ُك باهلل ِ َش ْقئًا؛ َب ْؾ ك َْش َفدُ أ َّك ُف ٓ َيخْ ُؾ ُؼ‪،‬‬
‫ون بِ َفا الـ َ‬ ‫َي ُصدُّ َ‬
‫ؽ‬‫وأ َّن ُم َح َّؿدً ا ﷺ ٓ َي ْؿ ِؾ ُ‬ ‫يؽ َل ُف‪َ ،‬‬ ‫َوٓ َي ْرز ُُق‪َ ،‬وَٓ َيـْ َػ ُع‪َ ،‬وٓ َي ُض ُّر إِ َّٓ اهللُ َو ُحدَ ُه ٓ َشرِ َ‬
‫الصالِ ُح َ‬
‫قن‬ ‫ب‪َ ،‬و َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لـَ ْػسف كَػ ًعا‪َ ،‬وَٓ َض ًّرا‪َ ،‬ف ْض ًال َط ْـ َط ْبد ا ْل َؼاد ِر‪َ ،‬أ ْو َغ ْقرِه؛ َولؽ ْـ أكَا ُم ْذك ٌ‬
‫ِ ِ ِ‬

‫ب ِمـ اهلل ِ بِ ِف ْؿ»‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫َل ُف ْؿ َجا ٌه طـْدَ اهلل‪َ ،‬و َأ ْص ُؾ ُ‬
‫وهذه هل الشبفة إولك‪ ،‬وهل‪ :‬أهنؿ يؼرون بالربقبقة‪ ،‬وٓ يشركقن فقفا‪ ،‬وأهنؿ‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪54‬‬

‫لؿ يؼصدوا مـ إكبقاء والصالحقـ إٓ الجاه والشػاطة‪.‬‬

‫ققلف‪« :‬طبد الؼادر» أي‪ :‬الجقالين(‪.)3‬‬

‫«والصالحقن لفؿ جاه طـد اهلل»‪ :‬ففؿ يش ِّبفقن اهلل ‪ ‬بالؿخؾقق الذي يمثر فقف‬
‫الشػعاء‪ ،‬كؿـ يحتاج إلك وزرائف وأطقاكف‪ ،‬أو يخاف أذى مـ جفتفؿ< ففق يش ِّػعفؿ‬
‫ٕجؾ ذلؽ‪.‬‬

‫أيضا بؿـ ٓ يعرف حقائج طباده إٓ بؿـ يعرفف هبا< ففؿ‬


‫كؿا يشبفقن اهلل ً‬
‫يقصؾ إلقف إٓ بالشػاطة‪.‬‬
‫يشبفقن اهلل ‪ ‬هبذا الؿخؾقق الذي ٓ يؿؽـ أن َ‬
‫وقد ترتب طؾك فعؾفؿ هذا أمران‪:‬‬

‫إمرإول‪ :‬تشبقف اهلل بالؿخؾقق‪ ،‬وهذا بحد ذاتف مـ طظائؿ إمقر‪ ،‬والعؾؿاء‬
‫قد ك َّػروا الؿشبفة(‪ ،)2‬وهذا مـف‪.‬‬

‫إمر الثاين‪ :‬أن اهلل ‪ ﴿ :‬ﭡ ﭢ ﭣ ﴾ [الشقرى‪ ]33 :‬يف جؿقع إمقر‪،‬‬
‫﴿ ﭥ ﭦ ﭧ ﴾< [الشقرى‪ < ]33 :‬فال واسطة بقـ اهلل وبقـ خؾؼف فقؿا يرتػع إلقف‪،‬‬
‫وأما ما يـزل مـف< ففـاك القاسطة‪ ،‬وهق جربيؾ يبؾغ الـبل ﷺ‪ ،‬والـبل ﷺ يبؾغ إمة‪.‬‬
‫ُقن ا ْل َع ْبدُ ِم ْـ َر ِّب ِف‪َ ،‬و ُه َق َس ِ‬
‫اجدٌ »(‪ ،)1‬فال‬ ‫فاهلل ‪ ‬قريب مجقب‪ ،‬و« َأ ْق َر ُب َما َيؽ ُ‬
‫يحتاج إلك وسائط< قال تعالك‪ ﴿ :‬ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﴾ [غافر‪ ،]80:‬بقـؿا‬
‫مقصدة‪ ،‬وٓسقؿا َمـ صار لف شلن‪ ،‬وقد يؽقن لفؿ حجة‪ ،‬أو‬
‫البشر أبقاهبؿ مغؾؼة َ‬

‫(‪ )3‬هق‪ :‬طبد الؼادر بـ مقسك بـ طبد اهلل الحسـل‪ ،‬أبق محؿد محقل الديـ الجقالين‪ُ ،‬تـسب إلقف‬
‫الطريؼة الؼادرية‪ ،‬مـ كبار الزهاد والؿتصقفقـ‪ ،‬صـػ‪« :‬الػتح الرباين»‪ ،‬و«الػققضات الرباكقة»‪،‬‬
‫وغقرهؿا‪ ،‬تقيف سـة (‪ 783‬هـ)‪ .‬يـظر‪ :‬شذرات الذهب‪ ،)3;: /3( ،‬وإطالم‪.)39 /3( ،‬‬
‫(‪ )2‬يـظر‪ :‬مجؿقع الػتاوى‪.)709/9( ،‬‬
‫(‪ )1‬أخرجف مسؾؿ‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب ما يؼال يف الركقع والسجقد‪ ،)3:2( ،‬مـ حديث أبل هريرة ‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪55‬‬

‫كقع طذر يف ذلؽ< بلهنؿ لق فتحقه لح َطؿفؿ الـاس‪ ،‬ففؿ يغؾؼقن أبقاهبؿ تارة‪،‬‬
‫ويػتحقهنا أخرى‪.‬‬
‫اوبف بِؿا َت َؼدَّ م‪ ،‬وهق َأن ا َّل ِذيـ َقا َت َؾفؿ رس ُ ِ‬
‫قل اهلل ﷺ ُم ِؼ ُّر َ‬
‫ون بِ َؿا َذك َْر َت لل ُّأي َفا‬ ‫ُ ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ َّ‬ ‫« َف َج ِ ْ ُ َ‬
‫ون َأ َّن َأ ْو َثاك َُف ْؿ َٓ تُدَ ِّب ُر َش ْقئًا‪ ،‬وإك ََؿا َأرا ُدوا ِم َّؿ ْـ َق َصدُ وا ا ْل َجا َه َو َّ‬
‫الش َػا َط َة»‪:‬‬ ‫ا ْل ُؿ ْبطِ ُؾ‪َ ،‬و ُم ِؼ ُّر َ‬
‫فالذيـ ُأرسؾ إلقفؿ رسقل اهلل ﷺ وقاتؾفؿ يؼرون بتقحقد الربقبقة‪ ،‬كؿا تؼر بف أكت‬
‫أيفا الؿبطؾ< ولؽـفؿ يشركقن يف إلقهقة كؿا تشرك أكت‪.‬‬

‫« َوا ْق َر ْأ َط َؾ ْق ِف َما َذك ََر اهللُ فِل كِتَابِ ِف‪َ ،‬و َو َّض َح ُف»‪ :‬أي‪ :‬مؿا قدمف الشقخ يف إثبات أن‬
‫الؿشركقـ معرتفقن بتقحقد الربقبقة‪ ،‬وأهنؿ مؼرون بف‪ ،‬وأكف لؿ يـػعفؿ مع شركفؿ يف‬
‫إلقهقة‪.‬‬

‫‪[ ‬امشبٌة امدانيهة‪ :‬نـزول اآليـات فيىم يعبـد األصهـام خاصـة]‬

‫قـ‬ ‫ِ ِ‬ ‫قؿ ْـ َي ْع ُبدُ إَ ْصـَا َم‪ ،‬ك َ‬


‫َقػ ت َْج َع َؾ َ‬ ‫ات َك َز َل ْ ِ‬ ‫« َفنِ ْن َق َال‪ :‬إِ َّن ه ُمٓ َِء أَي ِ‬
‫الصالح َ‬
‫قن َ‬ ‫تف َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قن إ ْكبِ َقا َء َأ ْصـ ًَاما؟‬ ‫ِم ْث َؾ إَ ْصـَامِ؟ َأ ْم َك ْق َ‬
‫ػ ت َْج َع ُؾ َ‬

‫الر ُبقبِ َّق ِة ُك ِّؾ َفا هللِ‪َ ،‬و َأك َُّف ْؿ َما‬ ‫َف َج ِ‬
‫او ْب ُف بِ َؿا َت َؼدَّ َم‪َ ،‬فنِ َّك ُف إِ َذا أ َق َّر َأ َّن ا ْل ُؽ َػ َار َي ْش َفدُ ون بِ ُّ‬
‫أن ُي َػ ِّر َق بَ ْق َـ فِ ْع ِؾ ِف ْؿ َوفِ ْع ِؾ ِف بِ َؿا َذك ََر‪َ ،‬فا ْذك ُْر َل ُف‬
‫الش َػا َط َة؛ َولؽِ ْـ َأ َرا َد ْ‬‫َأرا ُدوا ِم َّؿا َق َصدُ وا إِ َّٓ َّ‬
‫قفؿ‪:‬‬ ‫أن ا ْل ُؽ َّػ َار ِمـ ُْف ْؿ َم ْـ َيدْ ُطق إَ ْصـَا َم‪َ ،‬و ِمـ ُْف ْؿ َم ْـ َيدْ ُطق إَ ْولِ َقا َء ا َّل ِذيـ َق َال اهللُ فِ ِ‬ ‫َّ‬
‫﴿ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬
‫قسك ْب َـ َم ْر َي َؿ َو ُأ َّم ُف‪َ ،‬و َقدْ َق َال‬ ‫ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﴾ [اإلسراء‪ ،]79 :‬ويدْ ط َ ِ‬
‫قن ط َ‬ ‫َ ُ‬
‫اهللُ ‪-‬ت َ َعا َلى‪ ﴿ :-‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ‬
‫ﯞﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ‬
‫ﯫ ﯬ ﴾ [الؿائدة‪َ ،]97 :‬وا ْذك ُْر َق ْق َل ُف َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪56‬‬

‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ‬
‫ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﴾ [سبل‪َ ،]33 -30 :‬و َق ْق َل ُف َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ‬
‫ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬
‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ‬
‫أن اهللَ َك َّػ َر َم ْـ َق َصدَ إَ ْصـَا َم‪،‬‬
‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﴾ [الؿائدة‪َ ،]338 :‬ف ُؼ ْؾ َل ُف‪ :‬أ َط َر ْفت َّ‬
‫قل اهلل ِ ﷺ»‪.‬‬
‫قـ‪َ ،‬و َقا َت َؾ ُف ْؿ َر ُس ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫َو َك َّػ َر ‪َ -‬أ ْي ًضا ‪َ -‬م ْـ َق َصدَ َّ‬
‫الصالح َ‬

‫قـ‬ ‫ِ ِ‬ ‫قؿ ْـ َي ْع ُبدُ إَ ْصـَا َم‪ ،‬ك َ‬


‫َقػ ت َْج َع َؾ َ‬ ‫ات َك َز َل ْ ِ‬
‫« َفنِ ْن َق َال‪ :‬إِ َّن ه ُمٓ َِء أَي ِ‬
‫الصالح َ‬
‫قن َ‬ ‫تف َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قن إ ْكبِ َقا َء َأ ْصـ ًَاما؟»‪:‬‬ ‫ِم ْث َؾ إَ ْصـَامِ؟ َأ ْم َك ْق َ‬
‫ػ ت َْج َع ُؾ َ‬

‫وهذه هل الشبفة الثاكقة‪ ،‬وهل‪ :‬إذا قال لؽ هذا الؿشرك‪ :‬كقػ تجعؾقن همٓء‬
‫الصالحقـ مثؾ إصـام؟ فـحـ كدطق الرسقل ﷺ‪ ،‬وكستغقث بف‪ ،‬وكستغقث بعبد‬
‫الؼادر‪ ،‬وفالن مـ الصالحقـ وإولقاء‪ ،‬وأولئؽ يستغقثقن بلشجار‪ ،‬وأحجار‪،‬‬
‫أفتجعؾقهنؿ مثؾ إحجار وإشجار؟!‬

‫ومما يقولى هذا الـمصزك‪:‬‬


‫ـــادث ال َع ِؿــــ ِؿ‬
‫ِ‬ ‫ـــقاك طـــــدَ حؾـ ِ‬
‫ـــقل الحـ‬ ‫سـ َ‬ ‫ــؼ مـــا لـــل مــــ ألـــق ُذ بـ ِ‬
‫ــف‬ ‫َ ْ‬ ‫يـــا أكـــر َم الخؾـ ِ‬

‫والؼؾـــ ِؿ(‪)3‬‬ ‫طؾـــؿ الؾـــقحِ‬ ‫ِ‬


‫طؾقمـــؽ‬ ‫ومــــ‬ ‫وضـــــرتَفا‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫جـــــقدك الـــــدكقا‬ ‫فـــــنن مــــــ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫لؿ يرتك هلل شق ًئا‪ ،‬كسلل اهلل العافقة‪.‬‬

‫الر ُبقبِ َّق ِة ُك ِّؾ َفا هللِ‪َ ،‬و َأك َُّف ْؿ َما‬ ‫« َف َج ِ‬
‫او ْب ُف بِ َؿا َت َؼدَّ َم‪َ ،‬فنِ َّك ُف إِ َذا أ َق َّر َأ َّن ا ْل ُؽ َػ َار َي ْش َفدُ ون بِ ُّ‬
‫(‪ )3‬هؿا البقتان (‪ )373 ،371‬مـ بردة البقصقري‪ ،‬وقد رد طؾقف الشقخ طبد اهلل بـ طبد الرحؿـ أبابطقـ‬
‫يف رسالة لطقػة‪ .‬يـظر‪ :‬الرد طؾك الربدة‪( ،‬ص ‪.)2:‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪57‬‬

‫أن ُي َػ ِّر َق بَ ْق َـ فِ ْع ِؾ ِف ْؿ َوفِ ْع ِؾ ِف بِ َؿا َذك ََر‪َ ،‬فا ْذك ُْر َل ُف‬
‫الش َػا َط َة؛ َولؽِ ْـ َأ َرا َد ْ‬
‫َأرا ُدوا ِم َّؿا َق َصدُ وا إِ َّٓ َّ‬
‫وأحجارا< ولؽـ كقػ‬ ‫ً‬ ‫أن ا ْل ُؽ َّػ َار ِمـ ُْف ْؿ َم ْـ َيدْ ُطق إَ ْصـَا َم»‪ :‬فؿـفؿ مـ يدطق أصـا ًما‬ ‫َّ‬
‫يتصقر أهنؿ يدطقهنا وهؿ يعرفقن أهنا ٓ تـػع وٓ تضر‪ ،‬وأهنا صخقر وأشجار تمثر‬
‫فقفا الرياح‪ ،‬والشؿس‪ ،‬ويبقل طؾقفا الثعؾب كؿا قال الشاطر‪:‬‬
‫ــت طؾقـ ِ‬
‫ــف الثعالـــب(‪)3‬‬ ‫ِ‬
‫ــــــــــف‬
‫ــــــــــان برأسـ‬ ‫ُ‬
‫ــــــــــقل ال ُّثع ُؾبـ‬
‫أرب يبـ‬
‫ُ‬ ‫هـــان مــــ با َلـ ْ‬ ‫َ‬ ‫لؼـــدْ‬ ‫ُ‬ ‫ٌّ‬

‫ولؽـ العؼقل إذا ُسؾِ َبت< لؿ يستػد اإلكسان مـ بؼقة الؾحؿ والدم‪.‬‬

‫أن ا ْل ُؽ َّػ َار ِمـ ُْف ْؿ َم ْـ‬


‫أن ُي َػ ِّر َق َب ْق َـ فِ ْع ِؾ ِف ْؿ َوفِ ْع ِؾ ِف بِ َؿا َذك ََر‪َ ،‬فا ْذك ُْر َل ُف َّ‬
‫« َولؽِ ْـ َأ َرا َد ْ‬
‫قفؿ‪ ﴿ :‬ﯥ ﯦ ﯧ‬ ‫َيدْ ُطق إَ ْصـَا َم‪َ ،‬و ِمـ ُْف ْؿ َم ْـ َيدْ ُطق إَ ْولِ َقا َء ا َّل ِذيـ َق َال اهللُ فِ ِ‬

‫ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ‬
‫ﯷ ﴾ [اإلسراء‪:»]79 :‬‬

‫﴿ ﯥ ﯦ ﯧ ﴾< أي‪ :‬مـ دون اهلل ﴿ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ‬


‫ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﴾< أي‪ :‬أن همٓء الؿعبقديـ‬
‫يرجقن رحؿة اهلل‪ ،‬ويخافقن طذابف‪ ،‬فػقفؿ أكبقاء‪ ،‬ومالئؽة‪ ،‬وأولقاء صالحقن‪.‬‬

‫وبعض الؿػسريـ يؼقل‪ :‬إن الؿراد هبؿ الؿالئؽة‪ ،‬ففؿ يعبدون الؿالئؽة طؾك ما‬
‫سقليت يف ققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬
‫ﭚ ﴾ [سبل‪ ،]30 :‬ومـفؿ مـ يؼقل‪ :‬إهنؿ كاكقا يعبدون بعض الجـ‪ ،‬وكان همٓء‬
‫الجـ يتجاوبقن معفؿ‪ ،‬ويعدوهنؿ‪ ،‬وقد يؼضقن لفؿ بعض الحقائج‪ ،‬فلسؾؿ همٓء‬

‫(‪ )3‬كسبف ابـ سعد يف الطبؼات الؽربى‪ )10:/3( ،‬إلك راشد بـ طبد ربف‪ ،‬أحد القفقد الذيـ قدمقا طؾك‬
‫رسقل اهلل ﷺ بؿؽة‪ ،‬وققؾ‪ :‬إن قائؾف هق أبق ذر الغػاري ‪ .‬ويـظر‪ :‬فصؾ الؿؼال يف شرح كتاب‬
‫إمثال‪( ،‬ص‪ .)3:3‬وال ُّثع ُؾبان ذكر الثعؾب‪ .‬يـظر‪ :‬معجؿ ديقان إدباء‪.):3/2( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪58‬‬

‫الجـ‪ ،‬واستؿر أولئؽ طؾك طبادهتؿ(‪.)3‬‬

‫أكاسا صالحقـ‪ ،‬فنن ققم كقح يف أول إمر قد‬


‫فنذا كـتؿ أيفا الؿشركقن تعبدون ً‬
‫أكاسا صالحقـ‪ ،‬ومشركق العرب مـفؿ مـ طبد الؿالئؽة‪ ،‬والـصارى طبدوا‬
‫طبدوا ً‬
‫طزيرا‪ ،‬ففؾ كػعفؿ ذلؽ؟!‪ ،‬أشركقا باهلل معف غقره‬
‫ً‬ ‫الؿسقح وأ َّمف‪ ،‬والقفقد طبدوا‬
‫فحبطت أطؿالفؿ< ﴿ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﴾ [الزمر‪.]87:‬‬

‫قسك ْب َـ َم ْر َي َؿ َو ُأ َّم ُف‪َ ،‬و َقدْ َق َال اهللُ ‪-‬ت َ َعا َلى‪ ﴿ :-‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ‬ ‫«ويدْ ط َ ِ‬
‫قن ط َ‬ ‫َ ُ‬
‫ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣ ﯤ‬
‫ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﴾ [الؿائدة‪ :»]97 :‬أي‪ :‬أن مـ‬
‫مات ولق كان كب ًقا< ٓ يـػع وٓ يضر‪ ،‬وإن كان طقسك‪ ،‬أو الـبل ﷺ‪ ،‬ففق حل يف قربه‬
‫ضرا‪،‬‬ ‫حقا ًة برزخقة َ‬
‫أكؿؾ مـ حقاة الشفداء< ولؽـف ٓ يؿؾؽ لـػسف وٓ غقره كػ ًعا وٓ ًّ‬
‫فال يجقز أن ُيصرف لفؿ شلء مـ أكقاع العبادة مؿا ٓ يجقز صرفف إٓ هلل ‪ ﴿ <‬ﯮ‬
‫ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﴾‬
‫[الؿائدة‪.]98 :‬‬

‫« َوا ْذك ُْر َق ْق َل ُف َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬


‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ‬
‫ﭪ ﴾ [سبل‪ :»]33 -30 :‬أي‪ :‬أهنؿ يعبدون الؿالئؽة‪ ،‬ثؿ يف الؼقامة يتربؤون مـفؿ‬
‫ويؼقلقن‪« :‬ما كاكقا يعبدوكـا»‪ ،‬ويـزهقن اهلل ‪ ‬أن يشرك هبؿ معف< ٕن مـ يرضك أن‬
‫ُيع َبد مـ دون اهلل< ففق صاغقت‪ ،‬وحاشا الؿالئؽة وإكبقاء وإولقاء أن يرضقا أن‬
‫يعبدهؿ أحد‪.‬‬

‫(‪ )3‬يـظر‪ :‬تػسقر الطربي‪.)392/39( ،‬‬


‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪61‬‬

‫ففمٓء طـدما يدطق أحدهؿ طـد الؼرب فقؼقل‪« :‬يا فالن أغثـل»‪ ،‬قد يلتقف‬
‫الجقاب مـ الؼرب مـ باب الزيادة يف الػتـة‪ ،‬وإكؿا الؿخاصب شقطان مـ شقاصقـ‬
‫الجـ‪ ،‬أراد أن يػتـف‪ ،‬كؿا قرره شقخ اإلسالم(‪.)3‬‬

‫« َو َق ْق َل ُف َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬


‫ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﴾»‪ :‬هذا تـزيف مـ‬
‫وتربؤ مـ همٓء الذيـ يعبدوهنؿ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫طقسك هلل ‪ ‬مـ أن يؽقن معبق ًدا مع اهلل‪،‬‬

‫«﴿ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‬
‫ﮫ ﴾»‪ :‬يعـل‪ :‬لـ يخػك طؾقؽ‪ ،‬ومع كقكف ٓ يخػك طؾك اهلل‪ ،‬فنن اهلل يريد أن‬
‫يعذر إلك الخؾؼ< لئال يؽقن ٕحد حجة‪ ،‬ومـ أجؾ أن يظفر يف طالؿ الشفقد‪،‬‬
‫ويسؿع همٓء الذيـ يعبدون الؿسقح مـ دون اهلل مـ كالم الؿسقح ما يرد طؾقفؿ‪،‬‬
‫تؼريرا وجالء لؾحؼ‪.‬‬
‫ً‬ ‫أطؾؿ ‪ ،‬وهق يسلل طقسك هذا السمال‬
‫فاهلل ُ‬
‫كثقر يف أمقر أخرة< وإٓ فؿا فائدة‬
‫وإضفار ما كان يف الغقب إلك طالؿ الشفقد ٌ‬
‫ُ‬
‫تقزن بف إطؿال؟! وهؾ يخػك طؾك اهلل أن تؽقن إطؿال الصالحة‬
‫الؿقزان الذي َ‬
‫لفذا راجحة أو مرجقحة‪ ،‬أو أن تؽقن إطؿال السقئة لذاك راجحة أو مرجقحة؟!‬
‫بؾ هق سبحاكف ٓ تخػك طؾقف خافقة< ولؽـ ذلؽ لئال يؽقن لؾـاس طؾك اهلل حجة‪،‬‬
‫ومـ أجؾ أن يؼتـع ٌ‬
‫كؾ بـػسف‪ ،‬فال يؼقل‪ُ :‬ض ُ‬
‫ؾؿت‪ ،‬ولؿ َأر أطؿالل< لذا يؼال لف‪ :‬هذه‬
‫كػة الحسـات‪ ،‬وهذه كػة السقئات‪ ﴿ ،‬ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﴾ [فصؾت‪ ،]38:‬و﴿ ﭶ‬
‫ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﴾ [الـساء‪.]30:‬‬

‫(‪ )3‬يـظر‪ :‬قاطدة طظقؿة يف الػرق بقـ طبادات أهؾ اإلسالم واإليؿان وطبادات أهؾ الشرك والـػاق‪،‬‬
‫(ص‪.)372‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪60‬‬

‫والجفؿقة يؼقلقن‪ :‬إن طقسك مشبِّف< ٕكف أثبت الـػس هلل كؿا أثبتفا لـػسف‪ ،‬وهذا‬
‫تشبقف بزطؿفؿ(‪ )3‬قاتؾفؿ اهلل!‬

‫فقؼال لفؿ‪ :‬هذا كالم اهلل ‪ ،‬وهق أطؾؿ بف وبصػاتف‪ ،‬وما ُيث َبت لف وما يـػك طـف‪،‬‬
‫وأن ما يتعؾؼ باهلل ‪ ‬يؾقؼ بذاتف وجاللف وطظؿتف‪ ،‬وأن ما يتعؾؼ بالؿخؾقق يؾقؼ بف‪،‬‬
‫وكؾ إسؿاء والصػات تـدرج تحت هذا‪ ،‬وكعقذ باهلل مـ الزيغ‪.‬‬

‫أن اهللَ َك َّػ َر َم ْـ َق َصدَ إَ ْصـَا َم‪َ ،‬و َك َّػ َر ‪َ -‬أ ْي ًضا ‪َ -‬م ْـ َق َصدَ‬
‫« َف ُؼ ْؾ َل ُف‪ :‬أ َط َر ْفت َّ‬
‫قل اهللِ ﷺ»‪ :‬ومع إسػ أهنؿ ُيعبدون مـ دون اهلل‪ ،‬مع‬ ‫قـ‪َ ،‬و َقا َت َؾ ُف ْؿ َر ُس ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫الصالح َ‬
‫َّ‬
‫الدٓئؾ الصريحة والحجج الدامغة يف كتاب اهلل‪ ،‬وسـة كبقف ﷺ< ولؽـ ٓ حقؾة‬
‫فقؿـ سبؼت لف الشؼاوة‪.‬‬

‫‪[ ‬امشبٌة امدامدة‪ :‬االسجغـاخة باألوميـاء رجـاء شفاعجـٌه]‬

‫ون ِمـ ُْفؿ‪َ ،‬و َأكَا َأ ْش َفدُ َأ َّن اهللَ ُه َق الـَّافِ ُع َّ‬
‫الض ُار ا ْل ُؿدَ ِّب ُر‪ُ ٓ ،‬أ ِريدُ‬ ‫نن َق َال‪ :‬ا ْل ُؽ َّػ ُار ُيرِيدُ َ‬
‫« َف ْ‬
‫قن َل ْق َس َل ُف ْؿ ِمـ إَ ْمرِ َشل ٌء‪َ ،‬ولؽِ ْـ أ ْق ُصدُ ُه ْؿ ْأر ُجق ِم َـ اهلل ِ َش َػا َطت َُف ْؿ‪.‬‬ ‫الصالِ ُح َ‬ ‫ِ‬
‫إِ َّٓ مـْ ُف‪َ ،‬و َّ‬

‫اء‪َ ،‬فا ْق َر ْأ َط َؾ ْق ِف َق ْق َل ُف َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﮆ ﮇ ﮈ‬


‫ار سقاء بِسق ٍ‬
‫أن َه َذا َق ْق ُل ا ْل ُؽ َّػ ِ َ َ ً َ َ‬ ‫َفا ْل َج َق ُ‬
‫اب‪َّ :‬‬
‫ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬

‫(‪ )3‬قال اإلمام الذهبل يف العؾق‪( ،‬ص‪« :)3;3‬قال ابـ أبل حاتؿ يف الرد طؾك الجفؿقة‪ :‬حدثـا أحؿد بـ‬
‫سـان القاسطل‪ ،‬قال‪ :‬بؾغـل طـ ابـ أبل دؤاد ‪ -‬يعـل قاضل أيام الؿحـة ‪ -‬أكف قال‪ :‬ثالثة مـ‬
‫إكبقاء مشبفة< طقسك ابـ مريؿ ‪ <‬حقث يؼقل‪ ﴿ :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬
‫يؼقل‪ ﴿ :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﴾‬ ‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ﴾‪ ،‬ومقسك‪ <‬حقث‬
‫[إطراف‪ ،]331 :‬ومحؿد ﷺ< حقث قال‪« :‬إكؽؿ ترون ربؽؿ»‪.‬‬
‫وحؽك شقخ اإلسالم ابـ تقؿقة يف الػتقى الحؿقية الؽربى‪( ،‬ص‪ )712‬هذا الؼقل طـ ثؿامة بـ‬
‫إشرس‪ ،‬مـ رؤوس الجفؿقة‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪61‬‬

‫ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﴾‬

‫[الزمر‪َ ،]1 :‬و َق ْق َل ُف َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‬


‫ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹‬
‫﮺ ﮻﮼ ﮽ ﮾ ﮿ ﯀ ﴾ [يقكس‪.]3: :‬‬

‫الش َب َف ال َّثال ََث ِه َل أ ْك َب ُر َما ِطـْدَ ُه ْؿ‪َ ،‬فنِ َذا َط َر ْف َ‬


‫ت َأ َّن اهللَ َو َّض َح َفا يف‬ ‫َوا ْط َؾ ْؿ َأ َّن َه ِذ ِه ُّ‬
‫كِتَابِ ِف‪َ ،‬و َف ِف ْؿت ََفا َف ْف َؿ َا ج ِّقدً ا؛ َف َؿا َب ْعدَ َها ْأي َس ُر ِمـ َْفا»‪.‬‬

‫ون ِمـ ُْفؿ‪َ ،‬و َأكَا َأ ْش َفدُ َأ َّن اهللَ ُه َق الـَّافِ ُع َّ‬
‫الض ُار ا ْل ُؿدَ ِّب ُر‪ُ ٓ ،‬أ ِريدُ‬ ‫نن َق َال‪ :‬ا ْل ُؽ َّػ ُار ُيرِيدُ َ‬
‫« َف ْ‬
‫إِ َّٓ ِمـْف‪ ،‬والصالِحقن َلقس َلفؿ ِمـ إَمرِ َشلء‪ ،‬ولؽِـ أ ْقصدُ هؿ أرجق ِمـ اهلل ِ‬
‫َ‬ ‫ٌ َ ْ ُ ُ ْ ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ َّ ُ َ ْ َ ُ ْ‬
‫َش َػا َطت َُف ْؿ»‪:‬‬

‫هذه هل الشبفة الثالثة‪ ،‬وهل‪ :‬أن الؽػار يؼقلقن‪ :‬مدد يا طبد الؼادر‪ ،‬ومدد يا‬
‫حسقـ‪ ،‬ومدد يا بدوي‪ ،‬يطؾبقن مـفؿ ِ‬
‫أكػسفؿ‪ ،‬وأما كحـ< فال كريد مـفؿ‪ ،‬وإكؿا كريد‬
‫مـ اهلل ‪ ،‬وكجزم وكؼطع بلكف هق الـافع الضار‪ ،‬الؿدبر‪ ،‬وبلن الصالحقـ لقس لفؿ‬
‫مـ إمر شلء‪ ،‬وإكؿا كؼصدهؿ لشػاطتفؿ طـد ربـا‪.‬‬

‫اء‪ ،‬وا ْق َر ْأ َط َؾ ْق ِف َق ْق َل ُف َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﮆ ﮇ‬


‫ار سقاء بِسق ٍ‬
‫أن َه َذا َق ْق ُل ا ْل ُؽ َّػ ِ َ َ ً َ َ‬ ‫« َفا ْل َج َق ُ‬
‫اب‪َّ :‬‬
‫ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬
‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﴾‬

‫[الزمر‪َ ،]1 :‬و َق ْق َل ُف َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‬


‫ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪62‬‬

‫﮺ ﮻﮼ ﮽ ﮾ ﮿ ﯀ ﴾ [يقكس‪ :»]3: :‬أي‪ :‬أن هذا ما شفد بف‬


‫الؽػار‪ ،‬وهق باب تقحقد الربقبقة‪ ،‬فال فرق بقـ هذا الؽالم وبقـ كالم الؿشركقـ‬
‫إُ َول‪ ،‬كؿا يف أيات‪.‬‬

‫وقد يؼقل قائؾ‪ :‬إذا كان الؽػار ٓ يؼرون بالبعث‪ ،‬وهمٓء الؿشركقن الذيـ‬
‫يدطقن مع اهلل< أولقاء كاكقا أم صالحقـ يعرتفقن بالبعث‪ ،‬أفال يؽقن بقـفؿا فرق؟‬

‫فالجقاب‪ :‬أكف ٓ فرق بقـفؿ< فؿا دامقا أوجدوا هذه القسائط‪ ،‬ودطقهؿ‪،‬‬
‫وذبحقا لفؿ‪ ،‬وصرفقا لفؿ أكقاع العبادة التل ٓ يجقز صرففا إٓ هلل< ففؿ مشركقن‪،‬‬
‫سقاء آمـقا بالبعث أم كػروا بف‪ ،‬فؿـ أقر بجؿقع شرائع اإلسالم‪ ،‬وآمـ بجؿقع أركان‬
‫أمرا معؾق ًما مـ الديـ بالضرورة‪ ،‬وقامت طؾقف الحجة‪ ،‬فال يـػعف‬
‫اإليؿان‪ ،‬وأكؽر ً‬
‫إيؿاكف بؿا آمـ بف‪ ،‬وطؿؾف فقؿا طؿؾ بف< قال تعالك‪ ﴿ :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﴾‬

‫[الزمر‪ ،]87:‬والخطاب لؾرسقل ﷺ‪.‬‬

‫فنن ققؾ‪ :‬كقػ يطؾبقن شػاط ًة وهؿ ٓ يممـقن بالبعث؟‬

‫فالجقاب‪ :‬أهنؿ يطؾبقن شػاطة يف قضاء حقائجفؿ يف الدكقا‪ ،‬وأما مشركق‬


‫زماكـا‪ ،‬والذيـ يف وقت الشقخ< فؼد كاكقا يطؾبقن الشػاطة لفؿ لتؼضك حقائجفؿ يف‬
‫الدكقا وأخرة‪.‬‬
‫الش َب َف ال َّثال ََث ِه َل أ ْك َب ُر َما ِطـْدَ ُه ْؿ‪َ ،‬فنِ َذا َط َر ْف َ‬
‫ت َأ َّن اهللَ َو َّض َح َفا يف‬ ‫« َوا ْط َؾ ْؿ َأ َّن َه ِذ ِه ُّ‬
‫أوٓ الجقاب‬ ‫كِتَابِ ِف‪َ ،‬و َف ِف ْؿت ََفا َف ْف َؿ َا ج ِّقدً ا؛ َف َؿا َب ْعدَ َها ْأي َس ُر ِمـ َْفا»‪ :‬طؾك الؿسؾؿ أن يتؼـ ً‬
‫الذي جاء يف الؿؼدمة‪ ،‬وهق أن الؿشركقـ يؼرون بتقحقد الربقبقة< ولؽـ لؿ يـػعفؿ‬
‫ذلؽ< لشركفؿ يف إلقهقة‪ ،‬وأن مشركل زماكـا يشبفقهنؿ سقاء بسقاء‪.‬‬
‫والؿشركقن يف زماكـا لفؿ شبف‪ ،‬وقد رد طؾقفا الشقخ ‪ ‬يف القجف إول‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪63‬‬

‫أيضا يـبغل أن يحػظ< ٕكف رد طؾقفؿ وطؾك غقرهؿ‪ ،‬مثؾ ما ُذكِر يف‬
‫الؿجؿؾ‪ ،‬وهذا ً‬
‫الـصارى‪ ،‬والؿعتزلة والخقارج‪ ،‬وجؿقع الطقائػ‪ ،‬فاحػظ آية آل طؿران‬
‫وص ِّب ْؼفا طؾك واقعؽ‪ ،‬وطؾك جؿقع مـ يريد أن يحتج طؾقؽ بدلقؾ‪ ،‬سقاء مـ‬
‫يتعرض لؿثؾ هذه الؿـاضرات‪ ،‬و ُيخشك‬
‫الؽتاب أم مـ السـة‪ ،‬ففل كافعة جدً ا فقؿـ َّ‬
‫طؾقف مـ التلثر هبا‪.‬‬
‫وتحصقـ الؿسؾؿقـ ‪ -‬سقاء كاكقا طؾؿاء‪ ،‬أم صؾبة طؾؿ‪ ،‬أم طامة ‪ ٓ -‬بد مـف‪،‬‬
‫فرض كػاية‪ ،‬ففق يف الحاضر فرض‬
‫وإذا كان صؾب الجقاب طؾك الشبف يف السابؼ َ‬
‫يتعرضقن لؿثؾ هذه الشبفات بسبب هذه الؼـقات‪،‬‬
‫طقـ< ٕن كؾ فئات الؿجتؿع َّ‬
‫فالشبف دخؾت يف قعر البققت‪ ،‬وأ َّثرت طؾك طقام الـاس‪.‬‬

‫‪[ ‬امشبٌة امرابعة‪ :‬امدعـاء ميس عبـادة]‬

‫« َفنِ ْن َق َال‪َ :‬أكَا َٓ َأ ْط ُبدُ إِ َّٓ اهللَ‪َ ،‬و َه َذا آ ْلتِ َجا ُء إِ َل ْق ِف ْؿ َو ُد َطاؤُ ُه ْؿ َل ْق َس بِ ِع َبا َدة‪َ ،‬ف ُؼ ْؾ َل ُف‪:‬‬
‫ؽ‪َ ،‬فنِ َذا َق َال‪َ :‬ك َع ْؿ‪َ ،‬ف ُؼ ْؾ لَ ُف‪:‬‬ ‫ؽ إِ ْخال ََص ا ْل ِع َبا َد ِة‪َ ،‬و ُه َق َح ُّؼ ُف َط َؾ ْق َ‬ ‫ْت ت ُِؼ ُّر َأ َن اهللَ َف َر َض َط َؾ ْق َ‬
‫َأك َ‬
‫ؽ؛ َفنِ ْن كان‬ ‫ؽ‪َ ،‬و ُه َق إِ ْخال َُص ا ْل ِع َبا َد ِة‪َ ،‬و ُه َق َح ُّؼ ُف َط َؾ ْق َ‬ ‫َب ِّق ْـ لِل َه َذا ا َّل ِذي َف َر َض ُف اهللُ َط َؾ ْق َ‬
‫ؽ‪َ :‬ق َال اهللُ ‪-‬ت َ َعا َلى‪ ﴿ :-‬ﮨ ﮩ ﮪ‬ ‫اط َفا؛ َف َب ِّقـ َْفا َل ُف بِ َؼ ْقلِ َ‬ ‫َٓ يعرِ ُ ِ‬
‫ف ا ْلع َبا َدةَ‪َ ،‬وَٓ أك َْق َ‬ ‫َْ‬
‫ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﴾ [إطراف‪َ ،]77 :‬فنِ َذا َأ ْط َؾؿت ُف بِ َف َذا‪َ ،‬ف ُؼ ْؾ َل ُف‪َ :‬ه ْؾ ُه َق ِط َبا َد ٌة‬
‫قل‪َ :‬ك َع ْؿ‪َ ،‬والدُّ َطا ُء ِم َـ ا ْل ِع َبا َد ِة‪َ ،‬ف ُؼ ْؾ َل ُف‪ :‬إِ َذا أ ْق َر ْر َت َأك ََّفا ِط َبا َدةٌ‪،‬‬ ‫هلل ِ َت َعا َلك؟ َفالَ ُبدَّ أن َي ُؼ َ‬
‫اج ِة َكبِ ًّقا‪َ ،‬أ ْو َغ ْق َر ُه‪َ ،‬ه ْؾ‬ ‫ؽ ا ْل َح َ‬ ‫َو َد َط ْق َت اهللَ َل ْق ًال َوك ََف ًارا‪َ ،‬خ ْق ًفا َو َص َؿ ًعا‪ُ ،‬ث َّؿ َد َط ْق َت فِل تِ ْؾ َ‬
‫قل‪َ :‬ك َع ْؿ‪َ ،‬ف ُؼ ْؾ َل ُف‪َ :‬ق َال اهللُ ‪-‬ت َ َعا َلى‪ ﴿ :-‬ﮊ ﮋ‬ ‫ْت يف ِط َبا َد ِة اهللِ َغ ْق َر ُه؟ َفالَ ُبدَّ أن َي ُؼ َ‬ ‫َأ ْش َرك َ‬
‫قل‪َ :‬ك َع ْؿ‪،‬‬ ‫ت اهللَ‪َ ،‬وك ََح ْر َت َل ُف‪َ ،‬ه ْؾ َه ِذ ِه ِط َبا َدةٌ؟ َفالَ ُبدَّ أن َي ُؼ َ‬ ‫ﮌ ﴾ [الؽقثر‪َ ،]2 :‬فنِ َذا َأ َص ْع َ‬
‫ْت فِل ه ِذ ِه ا ْل ِعبادةِ‬ ‫قق‪َ :‬كبِ ٍّل‪َ ،‬أ ْو ِجـ ٍِّّل‪َ ،‬أ ْو َغ ْقرِ ِهؿا‪َ ،‬ه ْؾ َأ ْش َرك َ‬ ‫َف ُؼ ْؾ َل ُف‪ :‬إِ َذا ك ََح ْر َت لؿخْ ُؾ ٍ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫يـ َك َز َل فِ ُقفؿ ا ْل ُؼ ْر َآ ُن‪:‬‬ ‫قل‪َ :‬كعؿ‪ ،‬و ُق ْؾ َلف ‪َ -‬أي ًضا ‪ :-‬ا ْلؿ ْشرِك َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُقن ا َّلذ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َغ ْق َر اهلل؟ َفالَ ُبدَّ أن َي ُؼ َ َ ْ َ‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪64‬‬

‫قل‪َ :‬ك َع ْؿ‪،‬‬‫ؽ؟ َفالَ بُدَّ أن َي ُؼ َ‬ ‫قـ‪َ ،‬وال َّال َت‪َ ،‬و َغ ْق َر َذلِ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫الصالح َ‬
‫ِ‬
‫ون ا ْل َؿالَئ َؽةَ‪َ ،‬و َّ‬ ‫َه ْؾ كَاكُقا َي ْع ُبدُ َ‬
‫ؽ؟‬ ‫اء‪َ ،‬وك َْح ِق َذلِ َ‬
‫الذبحِ ‪ ،‬وآ ْلتِج ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫اه ْؿ إِ َّٓ يف الدُّ َطاء‪َ ،‬و َّ ْ َ‬
‫َف ُؼ ْؾ َلف‪ :‬وه ْؾ كَاك ْ ِ‬
‫َت ط َبا َدت ُُف ْؿ إِ َّي ُ‬ ‫ُ َ َ‬
‫إم َر‪َ ،‬ولؽِ ْـ‬ ‫ِ‬
‫أن اهللَ ُه َق ا َّلذي ُيدَ ِّب ُر ْ‬ ‫ت َق ْفرِ اهلل‪َ ،‬و َّ‬ ‫ون َأك َُّف ْؿ َطبِقدُ ُه‪َ ،‬وت َْح َ‬‫وإِ َّٓ َف ُف ْؿ ُم ِؼ ُّر َ‬
‫اه ٌر ِجدً ا»‪.‬‬ ‫والش َػاط ِة‪ ،‬وه َذا َض ِ‬ ‫دطقهؿ‪ ،‬وا ْلتَج ُموا إِ َلق ِفؿ لِ ِ‬
‫ؾجاه َّ َ َ َ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ََْ ُ ْ َ َ‬

‫« َفنِ ْن َق َال‪َ :‬أكَا َٓ َأ ْط ُبدُ إِ َّٓ اهللَ‪َ ،‬و َه َذا آ ْلتِ َجا ُء إِ َلقْ ِف ْؿ َو ُد َطاؤُ ُه ْؿ َل ْق َس بِ ِع َبا َدة»‪:‬‬
‫هذه هل الشبفة الرابعة‪ ،‬والؼائؾ هق الؿشرك مـ مشركل زماكـا مـ الؿتلخريـ‬
‫الذيـ يدطقن إولقاء‪ ،‬ويطقفقن بالؼبقر والؿشاهد‪.‬‬
‫ؽ إِ ْخال ََص ا ْل ِع َبا َد ِة َو ُه َق َح ُّؼ ُف َط َؾ ْق َ‬
‫ؽ‪َ ،‬فنِ َذا َق َال‪:‬‬ ‫ْت ت ُِؼ ُّر َأ َن اهللَ َف َر َض َط َؾ ْق َ‬
‫« َف ُؼ ْؾ َل ُف‪َ :‬أك َ‬
‫َك َع ْؿ»‪ :‬أي‪ :‬فؼؾ لف‪ :‬أكت تؼر أن الفدف الذي مـ أجؾف خؾؼ الجـ واإلكس هق‬
‫إخالص العبادة< كؿا يف ققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﴾‬

‫[الذاريات‪ ،]78:‬وققلف‪ ﴿ :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﴾ [البقـة‪ ،]7:‬فال بد‬


‫أن يؼقل‪ :‬كعؿ< ٕن الـصقص صريحة هبذا‪.‬‬
‫ؽ‪َ ،‬و ُه َق إِ ْخال َُص ا ْل ِع َبا َد ِة‪َ ،‬و ُه َق َح ُّؼ ُف‬
‫« َف ُؼ ْؾ َل ُف‪َ :‬ب ِّق ْـ لِل َه َذا ا َّل ِذي َف َر َض ُف اهللُ َط َؾ ْق َ‬
‫ؽ»‪ :‬أي‪ :‬فؼؾ لف‪ :‬أكت ملمقر بلن تشفد بلن ٓ إلف إٓ اهلل وأن محؿدً ا رسقل اهلل‪،‬‬ ‫َط َؾ ْق َ‬
‫وأن تعرف معـك هذه الشفادة< ٕكؽ ٓ يؿؽـ أن تطبؼ ما ُأمرت بف إٓ بعد أن تعرفف‪،‬‬
‫فؽقػ تطبؼ شق ًئا وأكت تجفؾف؟!‬
‫فلكت ملمقر بالصالة‪ ،‬ففؾ يؿؽـ أن تصؾل وأكت تجفؾ أحؽام الصالة؟!‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والرسقل ﷺ يؼقل‪َ « :‬ص ُّؾقا ك ََؿا َر َأ ْيت ُُؿقكل ُأ َص ِّؾل»(‪ ،)3‬والرجؾ قد « ُي َص ِّؾل ست َ‬
‫ِّقـ َسـَ ًة‬

‫(‪ )3‬أخرجف البخاري‪ ،‬كتاب إذان‪ ،‬باب إذان لؾؿسافر‪ ،‬إذا كاكقا جؿاطة‪ ،‬واإلقامة‪ ،)813( ،‬مـ‬
‫حديث مالؽ بـ الحقيرث ‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪65‬‬

‫َما ُت ْؼ َب ُؾ َل ُف َص َال ٌة»(‪ٕ <)3‬كف يليت بؿا يبطؾفا‪.‬‬


‫وصؾك بجاكبل مرة يف الحرم شخص مـ الفـد أو باكستان‪ ،‬تظفر طؾقف طالمات‬
‫الصالح‪ ،‬وجفف مـقر‪ ،‬ولحقتف بقضاء ك َّثة‪ ،‬فصؾك طؾك كرسل‪ ،‬وأخذ يصؾحف‪ ،‬ويؼدمف‬
‫ويمخره حتك رفع اإلمام مـ الركقع وسجد‪ ،‬ثؿ هقى هذا الشخص ساجدً ا‪ ،‬فؾؿا‬
‫أتؿؿـا الصالة لؿ ِ‬
‫يلت بركعة‪ ،‬فؼؾت لف‪ :‬قد فاتتؽ الركعة إولك‪ ،‬فؼال‪ :‬أكا أدركت‬
‫السجقد‪ ،‬فؼؾت لف‪ ٓ :‬إدراك إٓ بالركقع‪ ،‬ولقس بالسجقد‪ ،‬فؾؿ يؼتـع بؽالمل‪.‬‬
‫والعؾؿاء يختؾػقن بؿا تدرك الركعة‪ :‬بندراك الركقع‪ ،‬أو بندراك الػاتحة‪،‬‬
‫والثاين مذهب معروف(‪ ،)2‬ولؿ يؼؾ أحد معترب أهنا تدرك بالسجقد‪.‬‬
‫فعؾك الؿسؾؿ أن يعرف معـك الشفادتقـ< لئال يليت ما يـاقضفؿا وهق ٓ يشعر‪،‬‬
‫وكذلؽ الصالة‪ ،‬وهل أطظؿ أركان اإلسالم بعد الشفادتقـ‪.‬‬
‫ؽ‪َ :‬ق َال اهللُ ‪-‬ت َ َعا َلى‪:-‬‬ ‫ف ا ْل ِع َبا َدةَ‪َ ،‬وَٓ أك َْقا َط َفا؛ َف َبقِّـ َْفا َل ُف بِ َؼ ْقلِ َ‬
‫ققلف‪َ « :‬فنِن كان َٓ َي ْعرِ ُ‬
‫﴿ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﴾ [إطراف‪َ ،]77 :‬فنِ َذا َأ ْط َؾؿت ُف بِ َف َذا‪،‬‬
‫َف ُؼ ْؾ َل ُف‪َ :‬ه ْؾ ُه َق ِط َبا َد ٌة هلل ِ َت َعالَك؟»‪ :‬أي‪ :‬تؼقل لف‪ :‬اهلل أمرك بالدطاء‪ ،‬ففؾ الدطاء طبادة‬
‫قل‪َ :‬ك َع ْؿ‪َ ،‬والدُّ َطا ُء ِمـ ا ْل ِع َبا َد ِة»‪ ،‬وجاء يف الؿسـد والســ بؾػظ‪:‬‬ ‫أم ٓ؟ « َفالَ ُبدَّ أن َي ُؼ َ‬
‫«الدُّ َطا َء ُه َق ا ْل ِع َبا َد ُة»(‪ ،)1‬ثؿ قرأ الـبل ﷺ‪ ﴿ :‬ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ‬

‫(‪ )3‬أخرجف ابـ أبل شقبة يف الؿصـػ‪ )2;:0( ،‬مققق ًفا طؾك أبل هريرة ‪.‬‬
‫(‪ )2‬روي هذا طـ أبل هريرة‪ ،‬وإلقف ذهب البخاري‪ ،‬ووافؼف طؾقف ابـ خزيؿة‪ ،‬والصبغل مـ الشافعقة‪،‬‬
‫وقال بف بعض الظاهرية‪ ،‬وققاه تؼل الديـ السبؽل‪ ،‬ورجحف الؿؼبؾل‪ .‬يـظر‪ :‬الؼراءة خؾػ اإلمام‪،‬‬
‫(ص‪ ،)8‬وما بعدها‪ ،‬وفتح الباري ٓبـ رجب‪ ،)333/9( ،‬وطقن الؿعبقد‪.)302/1( ،‬‬
‫(‪ )1‬أخرجف أحؿد (‪ ،)3:172‬وأبق داود‪ ،‬أبقاب فضائؾ الؼرآن‪ ،‬باب الدطاء‪ ،)339;( ،‬والرتمذي‪،‬‬
‫أبقاب الؼراءات‪ ،‬باب ومـ سقرة البؼرة‪ ،)2;8;( ،‬وابـ ماجف‪ ،‬كتاب الدطاء‪ ،‬باب فضؾ الدطاء‪،‬‬
‫(‪ ،)1:2:‬والـسائل يف الؽربى‪ ،)33798( ،‬مـ حديث الـعؿان بـ بشقر ‪ ،‬وصححف ابـ حبان‬
‫يف‪ :‬التؼاسقؿ وإكقاع‪ ،)2:2/3( ،‬وقال الحاكؿ يف الؿستدرك‪« :)889/3( ،‬صحقح اإلسـاد»‪،‬‬
‫وأقره الذهبل‪ ،‬وصححف الـقوي يف‪ :‬إذكار‪( ،‬ص‪.)1:9‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪66‬‬

‫ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﴾ [غافر‪.]80 :‬‬
‫« َف ُؼ ْؾ َل ُف‪ :‬إِ َذا أ ْق َر ْر َت َأك ََّفا ِط َبا َدةٌ‪َ ،‬و َد َط ْق َت اهللَ َل ْق ًال َوك ََف ًارا‪َ ،‬خ ْق ًفا َو َص َؿ ًعا‪ُ ،‬ث َّؿ َد َط ْق َت‬
‫قل‪َ :‬ك َع ْؿ»‪:‬‬ ‫ْت يف ِط َبا َد ِة اهلل ِ َغ ْق َر ُه؟ َفالَبُدَّ أن َي ُؼ َ‬‫اج ِة َكبِ ًّقا‪َ ،‬أ ْو َغ ْق َر ُه‪َ ،‬ه ْؾ َأ ْش َرك َ‬ ‫ؽ ا ْل َح َ‬ ‫فِل تِ ْؾ َ‬
‫وسرا وطالكقةً‪ ،‬خق ًفا وصؿ ًعا‪ ،‬ولؽـ حزبؽ أمر‬
‫هنارا‪ًّ ،‬‬
‫لقال و ً‬
‫أي‪ :‬إذا كـت تدطق اهلل ً‬
‫فؾجلت إلك غقره‪ ،‬وأكت تؼر بلن الدطاء طبادة< بؾ هق العبادة‪ ،‬ففؾ تؽقن أشركت أو‬
‫َ‬
‫ٓ؟ فال بد أن يؼقل‪ :‬كعؿ‪.‬‬

‫ت اهللَ‪،‬‬ ‫« َف ُؼ ْؾ َل ُف‪َ :‬ق َال اهللُ ‪-‬ت َ َعا َلى‪ ﴿ :-‬ﮊ ﮋ ﮌ ﴾ [الؽقثر‪َ ،]2 :‬فنِ َذا َأ َص ْع َ‬
‫قق‪َ :‬كبِ ٍّل‪،‬‬‫قل‪َ :‬ك َع ْؿ‪َ ،‬ف ُؼ ْؾ َل ُف‪ :‬إِ َذا ك ََح ْر َت لؿخُ ُؾ ٍ‬ ‫َوك ََح ْر َت َل ُف‪َ ،‬ه ْؾ َه ِذ ِه ِط َبا َد ٌة ؟ َفالَ ُبدَّ أن َي ُؼ َ‬
‫قل‪َ :‬ك َع ْؿ»‪ :‬أكت‬ ‫ْت فِل َه ِذ ِه ا ْل ِع َبا َد ِة َغ ْق َر اهللِ؟ َفالَ ُبدَّ أن َي ُؼ َ‬ ‫َأ ْو ِجـ ٍِّّل‪َ ،‬أ ْو َغ ْقرِ ِه َؿ‪َ ،‬ه ْؾ َأ ْش َرك َ‬
‫ملمقر بالصالة‪ ،‬كؿا أكؽ ملمقر بالـحر‪ ،‬قال تعالك‪ ﴿ :‬ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬
‫ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﴾ [إكعام‪ ،]382 :‬فال بد أن يؼر‪ ،‬ويؼقل‪ :‬كعؿ‪.‬‬

‫والشقخ م َّثؾ بالدطاء‪ ،‬وبالذبح‪ ،‬فإول مـ أضفر العبادات الؼقلقة‪ ،‬وأخر مـ‬
‫أضفر العبادات الػعؾقة‪.‬‬

‫يـ َكز ََل فِق ِف ُؿ ا ْل ُؼ ْر َآ ُن َه ْؾ كَاكُقا َي ْع ُبدُ َ‬


‫ون‬ ‫«و ُق ْؾ َلف ‪َ -‬أي ًضا ‪ :-‬ا ْلؿ ْشرِك َ ِ‬
‫ُقن ا َّلذ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َت‬‫قل‪َ :‬ك َع ْؿ‪َ ،‬ف ُؼ ْؾ َل ُف‪َ :‬و َه ْؾ كَاك ْ‬ ‫ؽ؟ َفالَ ُبدَّ أن َي ُؼ َ‬ ‫قـ‪َ ،‬وال َّال َت‪َ ،‬و َغ ْق َر َذلِ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫الصالح َ‬
‫ِ‬
‫ا ْل َؿالَئ َؽةَ‪َ ،‬و َّ‬
‫ون َأك َُّف ْؿ‬‫ؽ؟ وإِ َّٓ َف ُف ْؿ ُم ِؼ ُّر َ‬ ‫اء‪َ ،‬وك َْح ِق َذلِ َ‬‫الذبحِ ‪ ،‬وآ ْلتِج ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫اه ْؿ إِ َّٓ يف الدُّ َطاء‪َ ،‬و َّ ْ َ‬
‫ِ‬
‫ط َبا َدت ُُف ْؿ إِ َّي ُ‬
‫إم َر؛ َولؽِ ْـ َد َط ْق ُه ْؿ‪َ ،‬وا ْلت ََج ُموا إِ َل ْق ِف ْؿ‬ ‫ِ‬
‫أن اهللَ ُه َق ا َّلذي ُيدَ ِّب ُر ْ‬ ‫ت َق ْف ِر اهلل‪َ ،‬و َّ‬ ‫َطبِقدُ ُه‪َ ،‬وت َْح َ‬
‫اه ٌر ِجدً ا»‪ :‬أي‪ :‬أن مشركل العرب يؼرون بلن الذيـ‬ ‫والش َػاط ِة‪ ،‬وه َذا َض ِ‬ ‫ؾج ِاه‬ ‫ِ‬
‫َّ َ َ َ‬ ‫ل َ‬
‫يعبدوهنؿ مـ الؿالئؽة‪ ،‬وإكبقاء‪ ،‬وإولقاء‪ ،‬وغقرهؿ‪ ،‬طبقدٌ هلل ‪ ،‬ومسخرون‬
‫ممتؿرون بلمره‪ ،‬ففؾ كاكت طبادة الؿشركقـ إياهؿ يف الدطاء والذبح إٓ لطؾب‬
‫الشػاطة‪ ،‬ولقؼربقهؿ إلك اهلل زلػك؟! وأكتؿ تؼقلقن هذا‪ ،‬فؿا الػرق بقـؽؿ وبقـفؿ؟!‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪67‬‬

‫الؿدطقيـ يتصرفقن يف الؽقن‪ ،‬ومـفؿ‬


‫ِّ‬ ‫بؾ إن مـ الرافضة مـ يزطؿ أن همٓء‬
‫صرف‬
‫مـ يممـ بلن طؾ ًقا لؿ يؿت‪ ،‬وبرجعتف يف آخر الزمان‪ ،‬وأكف أن يف السحاب ُي ِّ‬
‫الؽقن(‪ ،)3‬ويؼقلف غالة الصقفقة يف أولقائفؿ ومعبقديفؿ‪.‬‬

‫‪[ ‬امشبٌة اخلاوسة‪ :‬امروـي بإنكـار امشفاعـة]‬

‫قل اهللِ ﷺ َو َت ْب َر ُأ ِمـ َْفا؟ َف ُؼ ْؾ‪ُ َٓ :‬أكْؽِ ُر َها‪َ ،‬وَٓ أ َت َب َّر ُأ‬
‫« َفنِ ْن َق َال‪ :‬أ ُتـْؽِر َش َػا َط َة رس ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الش َػا َط َة ُك َّؾ َفا هللِ‪ ،‬ك ََؿا َق َال‬ ‫الشافِ ُع ا ْل ُؿ َش َّػ ُع‪َ ،‬و َأ ْر ُجق َش َػا َط َت ُف؛ َولؽِ َّـ َّ‬
‫ِمـ َْفا؛ َب ْؾ ُه َق ﷺ َّ‬
‫ُقن إِ َّٓ َب ْعدَ إِ ْذ ِن اهلل ِ‪ ،‬ك ََؿا َق َال َت َعا َلك‪:‬‬
‫َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﴾ [الزمر‪َ ،]33 :‬وَٓ َتؽ ُ‬
‫أن َيلْ َذ َن‬ ‫﴿ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﴾ [البؼرة‪َ ،]277 :‬وَٓ َي ْش َػ ُع فِل َأ َح ٍد إِ َّٓ َب ْعدَ ْ‬
‫قف‪ ،‬ك ََؿا َق َال َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﴾‬
‫اهلل فِ ِ‬
‫ُ‬
‫[إكبقاء‪َ ،]2: :‬و ُه َق َٓ َي ْرضك إِ َّٓ الت َّْق ِحقدَ ‪ ،‬ك ََؿا َق َال َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬
‫الش َػا َط ُة ُك ُّؾ َفا‬
‫َت َّ‬ ‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﴾ [آل طؿران‪َ ،]:7 :‬فنِ َذا كَاك ِ‬

‫أح ٍد َحتَّك َي ْل َذ َن اهللُ فِ ِقف‪،‬‬ ‫ُقن إِ َّٓ بعدَ إِ ْذكِ ِف‪ ،‬وَٓ ي ْش َػع الـَّبِل ﷺ‪ ،‬وَٓ غ ِ‬
‫َقر ُه فل َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َْ‬ ‫لِ َّؾ ِف‪َ ،‬وَٓ َتؽ ُ‬
‫قل‪ :‬ال َّؾ ُف َّؿ‬ ‫الش َػا َط َة ُك َّؾ َفا لِ َّؾف‪َ ،‬وأ ْص ُؾ ُب َفا ِمـْ ُف َف َل ُق ُ‬‫أن َّ‬ ‫قد ‪َ -‬ت َب َّق َـ َّ‬ ‫وَٓ ي ْل َذ ُن إِ َّٓ َٕه ِؾ التَّق ِح ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫َٓ ت َْحرِ ْمـِل َش َػا َطتَف‪ ،‬ال َّؾ ُف َّؿ َش ِّػ ْع ُف فِ َّل‪َ ،‬و ْأم َثا َل َه َذا»‪.‬‬

‫قل اهللِ ﷺ َو َت ْب َر ُأ ِمـ َْفا ؟»‪ :‬هذه هل طادة أهؾ‬


‫« َفنِ ْن َق َال‪ :‬أ ُتـْؽِر َش َػا َط َة رس ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الضالل< إذا ُأكؽر طؾقفؿ لجموا إلك شلء يـ ِّػ ُرون بف العامة‪ ،‬فحقـؿا ُيؿـَعقن مـ‬
‫اإلشراك بف ﷺ مع اهلل‪ ،‬يؼقلقن‪ :‬أكتؿ ٓ تحبقن الرسقل ﷺ< حتك قالقا مـ أجؾ‬
‫تـػقر العامة‪ :‬إكؽؿ تؼقلقن‪ :‬إن طصا ِ‬
‫أحدكا أكػع لف مـ رسقل اهلل ﷺ!‬

‫(‪ )3‬يـظر‪ :‬التـبقف والرد لؾؿؾطل‪( ،‬ص‪ ،)3;:‬مجؿقع الػتاوى‪.)331/33( ،‬‬


‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪68‬‬

‫أكثر مـ حبـا ٕكػسـا‪ ،‬ومـ‬


‫وحاشا وكال< فالرسقل ﷺ الذي يجب أن كح َّبف َ‬
‫الـاس أجؿعقـ‪ ،‬قد أحببـاه< ٕن اهلل ‪ ‬كػعـا بف‪ ،‬وأكؼذكا بف‪ ،‬فؽقػ لـا أن كؼقل‪ :‬إن‬
‫العصا أكػع مـف؟! ولؽـفؿ يؼقلقن هذا مـ باب التـػقر‪.‬‬
‫أيضا ققلفؿ‪ :‬إكؽؿ تؼقلقن‪ :‬إن «دٓئؾ الخقرات»(‪ )3‬الؿشتؿؾ‬
‫ومـ أسالقبفؿ ً‬
‫كتاب مبتدَ ٌع مخرت ٌَع‪ ،‬وأن هذه الصؾقات‬
‫ٌ‬ ‫طؾك صقغ مـ الصؾقات والسالم طؾقف ﷺ‬
‫ٓ دلقؾ طؾقفا< بؾ أوصك الشقخ محؿد بـ طبد القهاب بتحريؼف< قال الصـعاين يف‬
‫مـظقمتف التل يؿدح فقفا الشقخ‪:‬‬
‫أصـــاب فػقفـــا مـــا يجـــؾ طــــ العـــد(‪)2‬‬ ‫وحـــــــرق طؿـــــــدً ا لؾـــــــدٓئؾ دفتـــــــرا‬
‫َّ‬

‫والدٓئؾ ِورد يجب أن ُي َ‬


‫ؼرأ طـدهؿ يف كؾ يقم‪ ،‬وهق مـتشر يف كثقر مـ إقطار<‬
‫و ُصبِع بلفخر الطبعات‪ ،‬وقد رأيت لف صبعة لؿ َأر حتك الؿصحػ ُصبِع مثؾفا‪.‬‬
‫ويؼال لفؿ‪ :‬مـ الذي يرى مـ إئؿة إربعة أن الصالة طؾك الـبل ﷺ رك ٌـ يف‬
‫ُ‬
‫والشقخ محؿدُ بـ‬ ‫الصالة تبطؾ برتكفا؟ لؿ يؼؾ بذلؽ إٓ اإلمام أحؿد(‪،)1‬‬
‫تبع لؿذهب اإلمام أحؿد‪ ،‬كؿا قال الشقخ طبد اهلل بـ محؿد يف‬
‫طبد القهاب وأتبا ُطف ٌ‬
‫رسالتف إلك أهؾ مؽة‪« :‬وكحـ يف الػروع يف إصؾ طؾك مذهب اإلمام أحؿد»(‪،)3‬‬
‫ولؽـ ٓ يعـل ذلؽ أكف يؼؾد اإلمام فقؿا يرى أن ققلف مخالػ لؾدلقؾ< فؽقػ يؼال ‪-‬‬
‫وإكؿا هق أسؾقب مـ أسالقبفؿ<‬ ‫والحال هذه‪ :-‬إكؽؿ ٓ تحبقن الرسقل ﷺ؟!‬
‫لتـػقر الجفال مـ هذه الدطقة‪.‬‬
‫ومـ أسالقبفؿ يف التـػقر ققلفؿ‪ :‬لق كـتؿ تحبقن الرسقل ﷺ< لؽان لؿثؾ كتاب‬

‫الجزولل الؿالؽل‪ ،‬الؿتقىف سـة (‪:90‬هـ)‪.‬‬


‫(‪ )3‬مملػف هق‪ :‬محؿد بـ سؾقؿان ُ‬
‫(‪ )2‬يـظر‪ :‬الؿطؾب الحؿقد يف بقان مؼاصد التقحقد‪( ،‬ص ‪.)211‬‬
‫(‪ )1‬يـظر‪ :‬الؿغـل‪.)1::/3( ،‬‬
‫(‪ )3‬الدرر السـقة يف إجقبة الـجدية‪.)229/3( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪71‬‬

‫«الشػاء» لؾؼاضل طقاض ٌ‬


‫شلن طظقؿ طـدكؿ‪.‬‬
‫وهذا الؽتاب يف شؿائؾف ﷺ‪ ،‬ويف التعريػ بحؼققف‪ ،‬ولف شلن طظقؿ يف كثقر مـ‬
‫إقطار اإلسالمقة‪ ،‬والؼاضل طقاض ‪ ‬أجاد يف تصـقػف‪ ،‬ولؽـ اإلشؽال أن فقف‬
‫مقحد‪ ،‬وما جاء يف‬
‫ِّ‬ ‫غؾق‪ ،‬وشروحف فقفا ضروب مـ الغؾق ٓ يرتضقفا‬
‫كػس ٍّ‬
‫َ‬
‫حؼققف ﷺ وفضائؾف وشؿائؾف ودٓئؾ كبقتف محػقظ يف الصحقحقـ وغقرهؿا مـ‬
‫دواويـ اإلسالم‪ ،‬وأهؾ هذه البالد وأتباع هذه الدطقة طؾك طـاية تامة هبا‪.‬‬
‫ولق ُط ِّؾؼ طؾك ما ُي َرى أن فقف مخالػ ًة يف الشػاء‪ٓ ،‬كتػع بف الـاس< ٕن فقف فائدة‬
‫طظقؿا‪.‬‬
‫ً‬ ‫كبقرة وكػ ًعا‬
‫وقد ُصبِع «الشػاء» صبعات فاخرة جدً ا‪ ،‬وٓ ريب أن هذا ضرب مـ الغؾق‬
‫كذلؽ‪.‬‬
‫والخصائص الـبقية لفا دخؾ يف هذا الباب‪ ،‬وجاءت هبا إدلة الشرطقة‪،‬‬
‫والـصقص الصحقحة< كؿا يف ققلف ﷺ‪ُ « :‬أ ْططِ ُ‬
‫قت َخ ْؿ ًسا َل ْؿ ُي ْع َط ُف َّـ َأ َحدٌ‬
‫َق ْب ِؾل‪.)3(»...‬‬
‫قال بعض العؾؿاء‪ :‬الخصائص ٓ تؼبؾ التخصقص‪ ،‬وهذا معروف طـ ابـ‬
‫طبد الرب(‪ ،)2‬وكصره ابـ حجر(‪ <)1‬وذلؽ ٕن الخصائص تشريػ لؾـبل ﷺ‪،‬‬
‫والتخصقص تؼؾقؾ لفذا التشريػ‪.‬‬
‫وقـــد جـــاء الـفـــل طــــ الصـــالة يف الؿؼـــربة‪ ،‬فالـــذي يـــرى أن الخصـــائص ٓ‬
‫تؼبؾ التخصقص يؼقل‪ ٓ :‬كخصص وٓ ُك َؼ ِّقد< ٕن التخصقص تؼؾقؾ‪ ،‬والرسـقل ﷺ‬

‫(‪ )3‬أخرجف البخاري‪ ،‬كتاب التقؿؿ‪ ،)117( ،‬ومسؾؿ‪ ،‬كتاب الؿساجد ومقاضع الصالة‪ ،)723( ،‬مـ‬
‫حديث جابر بـ طبد اهلل ‪.‬‬
‫(‪ )2‬يـظر‪ :‬التؿفقد‪.)38:/3( ،‬‬
‫(‪ )1‬يـظر‪ :‬فتح الباري‪.)711/3( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪70‬‬

‫ــت لِـــل إَ ْر ُض َم ْسـ ِ‬


‫ــجدً ا َو َص ُفـ ً‬
‫ــقرا»‪ ،‬وهـــذا كـــص طـــام‪ ،‬وهـــق مــــ‬ ‫يؼـــقل‪َ « :‬و ُج ِع َؾـ ْ‬
‫خصائصف ﷺ‪ ،‬وتخصقصفا تؼؾقؾ‪.‬‬

‫فقؼال‪ :‬إن التخصقص هـا مـ أجؾ حؿاية التقحقد< ٕن الصالة يف الؼبقر تدطق‬
‫وتجر إلك شلء مـ أكقاع الشرك‪ ،‬ولذلؽ قال ﷺ‪ َٓ « :‬ت َُص ُّؾقا‬
‫ُّ‬ ‫إلك تعظقؿ الؿؼبقريـ‪،‬‬
‫أيضا الـفل طـف الصالة يف الؿؼربة(‪ ،)2‬وكؾ هذا حؿاي ٌة لجـاب‬ ‫إِ َلك ا ْل ُؼ ُب ِ‬
‫قر»(‪ ، )3‬وجاء ً‬
‫التقحقد‪ ،‬ومحافظ ٌة طؾك حؼ اهلل ‪.‬‬

‫والـبل ﷺ وإن كان طـدكا بؿـزلة َسـ َّقة رفقعة ٓ يداكقفا مخؾقق< إٓ أكف إذا‬
‫تعارض حؼ اهلل ‪ ‬مع حؼ كبقف ﷺ‪ ،‬فالؿؼدَّ م يف هذا حؼ اهلل ‪-‬تعالى‪ ،-‬وٓسقؿا يف‬
‫َ‬
‫أصؾ إصقل‪ ،‬وهق التقحقد‪ ،‬وما يضا ّده مـ الشرك‪.‬‬
‫وحقـؿا ِ‬
‫يقرد الشقخ ‪ ‬هذه الشبف مـ أولئؽ الؿـاوئقـ والؿخالػقـ لدطقتف‪،‬‬
‫فال يعـل أكـا كتـؼص الرسقل ﷺ‪ ،‬أو كبخس حؼف‪ ،‬فالرسقل ﷺ يؼقل‪ ﴿ :‬ﭮ ﭯ ﭰ‬
‫ﭱ ﭲ ﭳ ﴾ [آل طؿران‪ ،]13:‬وكقػ كتبعف وكحـ كخالػ ما جاء طـف يف ققلف‪:‬‬
‫َان َق ْب َؾؽ ُْؿ ال ُغ ُؾ ُّق»(‪)1‬؟!‪ ،‬فال يؿؽـ أن كحبف ﷺ‪،‬‬ ‫« َّإياك ُْؿ َوا ْل ُغ ُؾ َّق؛ َفنِك ََّؿا َ‬
‫أه َؾ َ‬
‫ؽ َم ْـ ك َ‬
‫(‪ )3‬أخرجف مسؾؿ‪ ،‬كتاب الجـائز‪ ،‬باب الـفل طـ الجؾقس طؾك الؼرب والصالة طؾقف‪ ،);93( ،‬طـ‬
‫أبل هريرة ‪.‬‬
‫(‪ )2‬ورد الـفل طـ الصالة يف الؿؼربة يف طدة روايات‪ ،‬أصحفا‪ :‬ما أخرجف أبق داود‪ ،‬كتاب الصالة‪،‬‬
‫باب يف الؿقاضع التل ٓ تجقز الصالة فقفا‪ ،)3;1( ،‬والرتمذي‪ ،‬أبقاب الصالة‪ ،‬باب ما جاء أن‬
‫إرض كؾفا مسجد إٓ الؿؼربة والحؿام‪ ،)139( ،‬وابـ ماجف‪ ،‬أبقاب الؿساجد والجؿاطات‪،‬‬
‫باب الؿقاضع التل يؽره فقفا الصالة‪ ،)937( ،‬وأحؿد‪ ،)339:3( ،‬طـ أبل سعقد الخدري ‪‬‬
‫أن الـبل ﷺ قال‪« :‬إَ ْر ُض ُك ُّؾ َفا َم ْس ِ‬
‫جدٌ إِ َّٓ ا ْل َؿ ْؼ َب َر َة َو َ‬
‫الح َّؿا َم»‪ .‬وصححف ابـ تقؿقة يف‪ :‬اقتضاء‬
‫الصراط‪.)3:;/2( ،‬‬
‫(‪ )1‬أخرجف الـسائل‪ ،‬كتاب مـاسؽ الحج‪ ،‬باب التؼاط الحصك‪ ،)1079( ،‬وابـ ماجف‪ ،‬كتاب‬
‫الؿـاسؽ‪ ،‬باب قدر حصك الرمل‪ ،)102;( ،‬وأحؿد (‪ ،)3:73‬مـ حديث ابـ طباس ‪ ،‬وصححف‬
‫الـقوي يف الؿجؿقع‪ ،)393/:( ،‬وابـ تقؿقة يف اقتضاء الصراط الؿستؼقؿ‪.)12:/3( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪71‬‬

‫أو كحب اهلل إٓ باتباطف ﷺ‪ ،‬ففذه هل الؿحبة الحؼقؼقة‪ ،‬وأما الدطاوى‪ ،‬وإكشاد‬
‫الؼصائد‪ ،‬والتؿايؾ أثـاء ذكره< ففذا ٓ يـػع مع مخالػة أمره وارتؽاب هنقف‪.‬‬

‫قل اهللِ ﷺ َو َت ْب َر ُأ ِمـ َْفا؟»‪:‬‬


‫يؼقل الشقخ يف هذه الشبفة‪َ « :‬فنِ ْن َق َال‪ :‬أ ُتـْؽِر َش َػا َط َة رس ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫لؿا أكؽر الشقخ ‪ ‬صؾب الشػاطة مـف ﷺ وهق يف قربه‪ ،‬قالقا لف‪ :‬أكت تـؽر الشػاطة<‬
‫والرسقل وإولقاء لفؿ حؼ‪ ،‬كؿا يف ققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬
‫ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﴾ [يقكس‪ ،]82:‬ففؾ تـؽرون حؼفؿ؟ أجاب الشقخ ‪ ‬بؼقلف‪:‬‬

‫الشافِ ُع ا ْل ُؿ َش َّػ ُع‪َ ،‬و َأ ْر ُجق َش َػا َط َت ُف»‪:‬‬


‫« َف ُؼ ْؾ‪ُ َٓ :‬أكْؽِ ُر َها‪َ ،‬وَٓ أ َت َب َّر ُأ ِمـ َْفا؛ بؾ ُه َق ﷺ َّ‬
‫أول شافع يمذن لف يف الشػاطة هق الرسقل ﷺ‪ ،‬كؿا يف الصحاح‪ ،‬وغقرها(‪.)3‬‬

‫الش َػا َط َة ُك َّؾ َفا هللِ‪ ،‬ك ََؿا َق َال َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﴾ [الزمر‪:»]33 :‬‬
‫« َولؽِ َّـ َّ‬
‫هؾ تطؾب هذه الشػاطة مـف ﷺ أو مؿـ يؿؾؽفا؟ الجقاب‪ :‬تطؾب مـ الذي يؿؾؽفا<‬
‫والشػاطة كؾفا هلل‪ ،‬كؿا قال ‪ ﴿ :‬ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﴾‪ ،‬والالم لؾؿؾؽ‪ ،‬كؿا قال‬
‫ابـ مالؽ‪:‬‬
‫ٍ‬
‫وتعؾقـــــــؾ قػـــــــل(‪)2‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ـــــــــــبفف ويف‬ ‫الـــــــــــالم ِ‬
‫لؾؿؾـــــــــــؽ وشـ‬
‫تعديـــــــة أيضـــــــا‬
‫الج ُّؾ لؾػرس‪،‬‬
‫فنذا قؾت‪ :‬الؿال لزيد< أي‪ :‬هق الؿالؽ لفذا الؿال‪ ،‬وإذا قؾت‪ُ :‬‬

‫(‪ )3‬مـ ذلؽ حديث أبل هريرة ‪ ‬الطقيؾ‪ ،‬الؿعروف بحديث الشػاطة‪ ،‬وهق مخرج طـد البخاري يف‪:‬‬
‫صحقحف‪ ،‬كتاب الرقاق‪ ،‬باب صػة الجـة والـار‪ ،)8787( ،‬ومسؾؿ يف‪ :‬صحقحف‪ ،‬كتاب اإليؿان‪،‬‬
‫اجدً ا‪،‬‬ ‫ت َس ِ‬‫باب أدكك أهؾ الجـة مـزلة‪ ،)3;1( ،‬وفقف‪َ « :‬ف َق ْلتُقكِل‪َ ،‬ف َل ْست َْل ِذ ُن َط َؾك َر ِّبل‪َ ،‬فنِ َذا َر َأ ْي ُت ُف َو َق ْع ُ‬
‫اش َػ ْع ت َُش َّػ ْع»‪.‬‬ ‫ؽ‪َ :‬س ْؾ ُت ْع َط ْف‪َ ،‬و ُق ْؾ ُي ْس َؿ ْع‪َ ،‬و ْ‬ ‫َف َقدَ ُطـِل َما َشا َء اهللُ‪ُ ،‬ث َّؿ ُي َؼ ُال لِل‪ْ :‬ار َف ْع َر ْأ َس َ‬
‫أيضا‪ -‬ما أخرجف مسؾؿ‪ ،‬كتاب اإليؿان‪ ،‬باب يف ققل الـبل ﷺ‪« :‬أكا أول الـاس يشػع‬ ‫ومـ ذلؽ ‪ً -‬‬
‫يف الجـة‪ ،‬وأكا أكثر إكبقاء تب ًعا» طـ أكس بـ مالؽ ‪ ‬قال‪ :‬قال رسقل اهلل‪َ « :‬أكَا َأ َّو ُل الـ ِ‬
‫َّاس َي ْش َػ ُع‬
‫فِل ا ْلجـ َِّة‪ ،‬و َأكَا َأ ْك َثر ْإَ ْكبِق ِ‬
‫اء َت َب ًعا»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫(‪ )2‬ألػقة ابـ مالؽ‪( ،‬ص‪.)17‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪72‬‬

‫والؼػؾ لؾباب‪ ،‬والباب لؾدار< ففذه كؾفا لشبف الؿؾؽ‪ ،‬ولقس بؿؾؽ(‪.)3‬‬

‫ُقن إِ َّٓ َب ْعدَ إِ ْذ ِن اهلل‪ ،‬ك ََؿا َق َال َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﴾‬
‫ِ‬
‫« َوَٓ َتؽ ُ‬
‫أن ي ْل َذ َن اهلل فِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫قف‪ ،‬ك ََؿا َق َال َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﭹ ﭺ‬ ‫ُ‬ ‫[البؼرة‪َ ،]277 :‬وَٓ َي ْش َػ ُع فل َأ َحد إِ َّٓ َب ْعدَ ْ َ‬
‫ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﴾ [إكبقاء‪َ ،]2: :‬و ُه َق َٓ َي ْرضك إِ َّٓ الت َّْق ِحقدَ ‪ ،‬ك ََؿا‬
‫َق َال َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﴾‬
‫[آل طؿران‪ :»]:7 :‬فال بد أن يلذن اهلل ‪ ‬لؾشافع‪ ،‬ويرضك طـف وطـ الؿشػقع لف‪،‬‬
‫واهلل ‪ ٓ ‬يرضك إٓ اإلسالم‪ ،‬وٓ يرضك لعباده الشرك والؽػر‪ ،‬فؿـ أشرك< فال‬
‫يرضك أن يشػع لف الـبل ﷺ أو غقره‪ ،‬وٓ يلذن سبحاكف بذلؽ‪.‬‬
‫ُقن إِ َّٓ َب ْعدَ إِ ْذكِ ِف‪َ ،‬وَٓ َي ْش َػ ُع الـَّبِ ُّل ﷺ‪،‬‬‫الش َػا َط ُة ُك ُّؾ َفا لِ َّؾ ِف‪َ ،‬وَٓ َتؽ ُ‬ ‫َت َّ‬ ‫« َفنِ َذا كَاك ِ‬

‫الش َػا َط َة ُك َّؾ َفا‬


‫أن َّ‬ ‫وَٓ غَقره فِل أح ٍد حتَّك ي ْل َذ َن اهلل فِ ِقف‪ ،‬وَٓ ي ْل َذ ُن إِ َّٓ َٕه ِؾ التَّق ِح ِ‬
‫قد‪َ ،‬ت َب َّق َـ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬
‫لِ َّؾف»‪ :‬أي‪ :‬أكـا كثبت الشػاطة لؾرسقل ﷺ‪ ،‬وهذا أمر مؼطقع بف‪ ،‬ومعؾقم مـ الديـ‬
‫بالضرورة‪ ،‬وثبتت بف إدلة الؼطعقة< ولؽـفا ٓ ُتط َؾب إٓ مؿـ يؿؾؽفا‪.‬‬
‫قل‪ :‬ال َّؾ ُف َّؿ َٓ ت َْحرِ ْمـِل َش َػا َطتَف‪ ،‬ال َّؾ ُف َّؿ َش ِّػ ْع ُف فِ َّل‪َ ،‬و ْأم َث ُال َه َذا»‪:‬‬
‫« َوأ ْص ُؾ ُب َفا ِمـْ ُف َف َل ُق ُ‬
‫فالطؾب مـ اهلل ‪.‬‬

‫‪[ ‬امشبٌة امسادسة‪ :‬االسجغاخـة طنـب منشفاعـة امـىىهٍحـة وم هللا]‬

‫الش َػا َطةَ‪َ ،‬وأكَا أ ْص ُؾ ُب ُف ِم َّؿا أ ْط َطا ُه اهللُ‪.‬‬


‫«فنِ ْن َق َال‪ :‬الـَّبِ ُّل ﷺ ُأ ْططِ َل َّ‬

‫اك َط ْـ َه َذا‪َ ،‬و َق َال َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬ ‫اب‪َ :‬أ َّن اهللَ أ ْط َطا ُه َّ‬
‫الش َػا َطةَ‪َ ،‬وك ََف َ‬ ‫َفا ْل َج َق ُ‬
‫أن ت ُْشرِ َك يف‬ ‫ؽ ِم َـ اهلل ِ َش َػا َط َة َكبِ ِّق ِف ﷺ ِط َبا َدةٌ‪َ ،‬واهللُ ك ََف َ‬
‫اك ْ‬ ‫ﭾ ﴾ [الجـ‪َ ،]3: :‬و َص َؾ ُب َ‬
‫فقؽ‪َ ،‬ف َلصِ ْع ُف فِل َق ْقلِ ِف‪ ﴿ :‬ﭺ ﭻ‬ ‫أن ُي َش ِّػ َع ُف َ‬
‫ْت تَدْ ُطق اهللَ ْ‬ ‫َه ِذ ِه ا ْل ِع َبا َد ِة َأ َحدً ا‪َ ،‬فن َذا ُكـ َ‬
‫(‪ )3‬يـظر‪ :‬شرح التسفقؾ‪ ،)333/1( ،‬وتقضقح الؿؼاصد والؿسالؽ بشرح ألػقة ابـ مالؽ‪.)311/3( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪73‬‬

‫ﭼ ﭽ ﭾ ﴾‪.‬‬
‫أن ا ْل َؿالَئِ َؽ َة َي ْش َػ ُع َ‬
‫قن‪َ ،‬وإَ ْف َر َ‬
‫اط‬ ‫الش َػا َط َة ُأ ْططِ َق َفا َغ ْق ُر الـَّبِ ِّل ﷺ‪َ ،‬ف َص َّح َّ‬
‫َو َأ ْي ًضا َفنِ َّن َّ‬
‫الش َػا َطةَ‪َ ،‬فل ْص ُؾ ُب َفا ِمـ ُْف ْؿ؟‬
‫اهؿ َّ‬ ‫قل‪ :‬إِ َّن اهللَ أ ْط َط ُ‬ ‫قن‪َ ،‬وإَ ْولِ َقا َء َي ْش َػ ُع َ‬
‫قن‪َ ،‬أ َت ُؼ ُ‬ ‫َي ْش َػ ُع َ‬
‫قـ التِل َذك ََر َها اهللُ فِل كِتَابِ ِف‪َ ،‬و ْ‬
‫ان ُق ْؾ َ‬
‫ت‪:‬‬ ‫ِ ِ‬
‫الصالح َ‬
‫ِ ِ‬
‫ت إِ َلك ط َبا َدة َّ‬ ‫َفنِ ْن ُق ْؾ َ‬
‫ت َه َذا‪َ ،‬ر َج ْع َ‬
‫مؿا أ ْط َطا ُه اهلل»‪.‬‬
‫الش َػا َطةَ‪َ ،‬وأكَا أ ْص ُؾ ُب ُف َّ‬
‫ؽ‪ :‬أ ْط َطا ُه اهللُ َّ‬
‫َٓ‪َ ،‬ب َط َؾ َق ْق ُل َ‬

‫الش َػا َطةَ‪َ ،‬وأكَا أ ْص ُؾب ُف ِم َّؿا أ ْط َطا ُه اهللُ»‪ :‬مثال تـظقرهؿ‪:‬‬
‫«فنِ ْن َق َال‪ :‬ال َّـبِ ُّل ﷺ ُأ ْططِ َل َّ‬
‫تصرف فقف‪ ،‬وأطط مـف مـ يـتػع بف مـ‬
‫كثقرا‪ ،‬وققؾ لف‪َّ :‬‬
‫مآ ً‬‫ُأططل زيدٌ مـ بقت الؿال ً‬
‫َ‬
‫وشرط طؾقف أٓ يعطل إٓ مـ هذا وصػف‪ ،‬أو بعد آستئذان مؿـ‬ ‫صالب العؾؿ‪ُ ،‬‬
‫أططاه‪ ،‬فجاءه فؼقر‪ ،‬أو قريب‪ ،‬وصؾب مـف أن يعطقف مـ هذا الؿال‪ ،‬ففؾ يجقز لف أن‬
‫يتعدى الشرط؟‬

‫وكذلؽ اهلل ‪ ‬أططك الـبل ﷺ الشػاطة< ولؽـ بشرط أن يلذن لف‪ ،‬وأن يرضك‬
‫طـ الؿشػقع لف‪.‬‬

‫اك َط ْـ َه َذا‪َ ،‬و َق َال َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬ ‫الش َػا َطةَ‪َ ،‬وك ََف َ‬ ‫اب‪َ :‬أ َّن اهللَ أ ْط َطا ُه َّ‬
‫« َفا ْل َج َق ُ‬
‫أن ت ُْشرِ َك يف َه ِذ ِه‬ ‫ؽ ِم َـ اهلل ِ َش َػا َط َة َكبِ ِّق ِف ﷺ ِط َبا َدةٌ‪َ ،‬واهللُ ك ََف َ‬
‫اك ْ‬ ‫ﭾ ﴾ [الجـ‪َ ،]3: :‬و َص َؾ ُب َ‬
‫فقؽ؛ َف َلصِ ْع ُف فِل َق ْقلِ ِف‪ ﴿ :‬ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬ ‫أن ُي َش ِّػ َع ُف َ‬ ‫ْت تَدْ ُطق اهللَ ْ‬ ‫ا ْل ِع َبا َد ِة َأ َحدً ا‪َ ،‬فن َذا ُكـ َ‬
‫ﭾ ﴾»‪ :‬أي‪ :‬فالجقاب أن اهلل أططاه الشػاطة‪ ،‬وهناك طـ اإلشراك‪ ،‬فؼال اهلل ‪:‬‬
‫﴿ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﴾‪ ،‬فلكت يجقز لؽ أن تدطق اهلل بؿثؾ ققلؽ‪ :‬الؾفؿ ٓ تحرمـل‬
‫شػاطتف‪ ،‬الؾفؿ شػعف يفَّ‪ ،‬ولؽـ ٓ تطؾبفا مـف قبؾ أن يمذن لف< ففل ططقة مشروصة‬
‫بالشرصقـ الؿتؼدمقـ الؿـصقص طؾقفؿا يف كتاب اهلل ‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪74‬‬

‫فنذا كـت تدطق اهلل‪- ،‬ولعؾ اختقار الدطاء هـا< ٕكف يدطق الـبل ﷺ‪ ،-‬فصاحب‬
‫الشبفة يدطق الشػاطة مـف ﷺ‪.‬‬

‫وقد يؽقن الدطاء بؿعـك الرجاء‪ ،‬فنن كـت ترجق اهلل أن يشػع كبقف فقؽ‪ ،‬فلصعف‬
‫يف ققلف‪ ﴿ :‬ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﴾‪.‬‬

‫أن ا ْل َؿالَئِ َؽ َة َي ْش َػ ُع َ‬
‫قن‪،‬‬ ‫الش َػا َط َة ُأ ْططِ َق َفا َغ ْق ُر الـَّبِ ِّل ﷺ‪َ ،‬ف َص َّح َّ‬ ‫« َو َأ ْي ًضا َفنِ َّن َّ‬
‫الش َػا َطةَ‪َ ،‬فل ْص ُؾبُ َفا ِمـ ُْف ْؿ؟‬
‫اهؿ َّ‬ ‫قن‪َ ،‬أ َت ُؼ ُ‬
‫قل‪ :‬إِ َّن اهللَ أ ْط َط ُ‬ ‫قن‪َ ،‬وإَ ْولِ َقا َء َي ْش َػ ُع َ‬ ‫َوإَ ْف َر َ‬
‫اط َي ْش َػ ُع َ‬
‫قـ التِل َذك ََر َها اهللُ فِل كِتَابِ ِف»‪ :‬هذا جقاب‬ ‫ِ ِ‬
‫الصالح َ‬
‫ِ ِ‬
‫ت إِ َلك ط َبا َدة َّ‬ ‫ت َه َذا‪َ ،‬ر َج ْع َ‬ ‫َفنِ ْن ُق ْؾ َ‬
‫ثان‪ ،‬وهق أكف صح أن الؿالئؽة يشػعقن‪ ،‬وإفراط يشػعقن‪ ،‬وإولقاء يشػعقن‪،‬‬ ‫ٍ‬

‫والشفداء يشػعقن(‪ <)3‬ففؾ تليت إلك قرب َف َرط ‪-‬صػؾ صغقر(‪ -)2‬وتطؾب مـف الشػاطة‪،‬‬
‫أو تؼقل لؾؿالئؽة‪ ،‬أو إولقاء‪ :‬اشػعقا لل‪ ،‬أو تقسطقا لل؟‬
‫فنن قؾت هذا‪ ،‬رجعت إلك طبادة الصالحقـ الذيـ تزطؿ أهنؿ شػعاؤك طـد اهلل‬
‫قبؾ أن ُيم َذن لفؿ بذلؽ< فنهنؿ ُأططقا الشػاطة< ولؽـ يف وقتفا‪ ،‬والـبل ﷺ الذي هق‬

‫(‪ )3‬أما شػاطة الؿالئؽة وإولقاء< فؼد أخرج البخاري يف‪ :‬صحقحف‪ ،‬كتاب التقحقد‪ ،‬باب ﴿ ﭙ ﭚ‬
‫ﭛ ﴾ [الؼقامة‪ ،)931;( ،]21-22:‬ومسؾؿ‪ ،‬كتاب اإليؿان‪ ،‬باب معرفة صريؼ الرؤية‪ ،)3:1( ،‬مـ‬
‫الؿ ْم ِمـ َ‬
‫ُقن»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الؿالَئ َؽ ُة َو ُ‬ ‫حديث أبل سعقد الخدري‪ ‬مرفقطًا‪ ،‬وفقف‪َ « :‬ف َق ْش َػ ُع الـَّبِ ُّق َ‬
‫قن َو َ‬
‫وأما شػاطة إفراط< فؼد أخرج مسؾؿ‪ ،‬كتاب الرب والصؾة وأداب‪ ،‬باب فضؾ مـ يؿقت لف ولد‬
‫ِ‬ ‫فقحتسبف‪ ،)2812( ،‬مـ حديث أبل هريرة ‪ ،‬طـ الـبل ﷺ َق َال‪ َٓ « :‬يؿ ُ ِ ٍ ِ‬
‫قت َٕ َحد م َـ ا ْل ُؿ ْس ِؾؿ َ‬
‫قـ‬ ‫َُ‬
‫َث َال َث ٌة ِمـ ا ْلق َل ِد َفتَؿسف الـَّار‪ ،‬إِ َّٓ ت ِ‬
‫َح َّؾ َة ا ْل َؼ َس ِؿ»‪.‬‬ ‫َ َّ ُ ُ‬ ‫َ َ‬
‫وأما شػاطة الشفداء< فؼد أخرج الرتمذي‪ ،‬أبقاب فضائؾ الجفاد‪ ،‬باب يف ثقاب الشفقد‪،)3881( ،‬‬
‫وابـ ماجف‪ ،‬أبقاب الجفاد‪ ،‬باب فضؾ الشفادة يف سبقؾ اهلل‪ ،)29;;( ،‬وأحؿد‪ )393:2( ،‬مـ‬
‫ال ‪-‬وذكر‬ ‫قد ِطـْدَ اهللِ ِس ُّ‬
‫ت ِخ َص ٍ‬ ‫ؾش ِف ِ‬
‫حديث الؿؼدام بـ معديؽرب ‪ ‬قال‪ :‬قال رسقل اهلل ﷺ‪« :‬لِ َّ‬
‫قـ ِم ْـ َأ َقا ِربِ ِف»‪ .‬وقال الرتمذي طؼبف‪« :‬حديث صحقح غريب»‪ ،‬وحسـف ابـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مـفا‪َ :-‬و ُي َش َّػ ُع فل َس ْبع َ‬
‫الؼطان يف‪ :‬بقان القهؿ واإليفام‪.)383/7( ،‬‬
‫فرط‪ ،‬وهق الصغقر يؿقت قبؾ والده‪ .‬يـظر‪ :‬الـفاية‪.)313/1( ،‬‬
‫(‪ )2‬إفراط‪ :‬جؿع َ‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪75‬‬

‫أشرففؿ‪ ٓ ،‬يشػع ابتداء حتك يسجد تحت العرش‪ ،‬ويدطق اهلل ‪ ،‬ويطقؾ الدطاء‬
‫حتك يم َذن ويؼال لف‪ْ :‬ار َف ْع َر ْأ َس َ‬
‫ؽ‪َ ،‬و ُق ْؾ ُي ْس َؿ ْع‪َ ،‬و ْاش َػ ْع ت َُش َّػ ْع»(‪.)3‬‬
‫مؿا أ ْط َطا ُه اهلل»‪ :‬أي‪:‬‬
‫الش َػا َطةَ‪َ ،‬وأكَا أ ْص ُؾ ُب ُف َّ‬
‫ؽ‪ :‬أ ْط َطا ُه اهللُ َّ‬
‫ت‪َ ،َٓ :‬ب َط َؾ َق ْق ُل َ‬
‫« َوإ ْن ُق ْؾ َ‬
‫إن قؾت‪ :‬أكا ٓ أصؾب الشػاطة مـ الؿالئؽة‪ ،‬أو إولقاء‪ ،‬أو إصػال‪ ،‬أو مـ أحد‬
‫آخر< ٕن هذا شرك إولقـ‪ ،‬وشرك العرب يف الجاهؾقة‪ ،‬كؿا يف ققلفؿ‪ ﴿ :‬ﮐ ﮑ‬
‫ﮒ ﮓ ﴾ [الزمر‪ ،]1:‬وققلفؿ‪ ﴿ :‬ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﴾ [يقكس‪.]3::‬‬

‫ٌ‬
‫شرك‪ ،‬قال تعالك‪ ﴿ :‬ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬ ‫أيضا‬
‫كؼقل‪ :‬ودطاء الـبل ﷺ دون اهلل ‪ً ‬‬
‫ﭾ ﴾ [الجـ‪.]3: :‬‬
‫ً‬
‫‪[ ‬امشبٌة امسابعة‪ :‬االمججـاء إىل امصاحلـني ميس ِشركـا]‬
‫قـ َل ْق َس‬ ‫ِ ِ‬
‫الصالح َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اشا َوك ََّال‪َ ،‬ولؽـ آ ْلت َجاء إِ َلك َّ‬ ‫« َفنِ ْن َق َال‪ :‬أكَا َٓ ُأ ْشرِ ُك بِاهلل ِ َش ْقئًا‪َ ،‬ح َ‬
‫أن اهللَ‬ ‫الش ْر َك أ ْط َظ َؿ َم ْـ ت َْحرِيؿ الزِّكا‪َ ،‬وت ُِؼ ُّر َّ‬ ‫أن اهللَ َح َّر َم ّ‬ ‫ْت ت ُِؼ ُّر َّ‬‫بِ ِش ْر ٍك‪َ ،‬ف ُؼ ْؾ َل ُف‪ :‬إِ َذا ُكـ َ‬
‫َٓ َيغ ِْػ ُر ُه‪َ ،‬ف َؿا َه َذا إَ ْم ُر ا َّل ِذي َط َّظ َؿ ُف اهلل‪َ ،‬و َذك ََر أ َّك ُف َٓ َيغ ِْػ ُر ُه‪َ ،‬فنِ َّك ُف َٓ َيدْ ِري‪َ ،‬ف ُؼ ْؾ لَ ُف‪:‬‬
‫ؽ َه َذا‪َ ،‬و َي ْذك ُُر أ َّك ُف‬‫ػ ُي َح ِّر ُم اهللُ َط َؾ ْق َ‬ ‫ْت َٓ َت ْعرِ ُف ُف؟ َك ْق َ‬ ‫الش ْر ِك َوأك َ‬ ‫ؽ ِمـ ِّ‬ ‫ػ ُت َب ِّرئُ َك ْػ َس َ‬ ‫َك ْق َ‬
‫َٓ َيغ ِْػ ُر ُه َوَٓ ت َْس َل ُل َطـْ ُف‪َ ،‬وَٓ َت ْعرِ ُف ُف؟ َأ َت ُظ ُـ َأ َّن اهللَ ‪ُ ‬ي َح ِّر ُم ُف‪َ ،‬وَٓ ُي َب ِّقـُ ُف َلـَا؟!»‬

‫قـ َل ْق َس‬ ‫ِ ِ‬
‫الصالح َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اشا َوك ََّال؛ َولؽـ آلْت َجاء إِ َلك َّ‬ ‫« َفنِ ْن َق َال‪ :‬أكَا َٓ ُأ ْشرِ ُك بِاهلل ِ َش ْقئًا‪َ ،‬ح َ‬
‫أن اهللَ‬ ‫الش ْر َك أ ْط َظ َؿ َم ْـ ت َْح ِريؿ الزِّكا‪َ ،‬وت ُِؼ ُّر َّ‬
‫أن اهللَ َح َّر َم ّ‬ ‫ْت ت ُِؼ ُّر َّ‬
‫بِ ِش ْر ٍك‪َ ،‬ف ُؼ ْؾ َل ُف‪ :‬إِ َذا ُكـ َ‬
‫َٓ َيغ ِْػ ُر ُه‪َ ،‬ف َؿا َه َذا إَ ْم ُر ا َّل ِذي َط َّظ َؿ ُف اهلل‪َ ،‬و َذك ََر أ َّك ُف َٓ َيغ ِْػ ُر ُه‪َ ،‬فنِ َّك ُف َٓ َيدْ ِري»‪ :‬أي‪ :‬إذا‬
‫كـت تؼر أن اهلل حرم الشرك‪ ،‬وأكف أطظؿ مـ جؿقع الؿحرمات‪ ،‬وأن اهلل ٓ يغػره<‬

‫(‪ )3‬تؼدم تخريجف‪( ،‬ص ‪.)23‬‬


‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪76‬‬

‫ٕكؽ تؼرأ كؿا يؼرأ غقرك‪ ﴿ :‬ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ‬


‫ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﴾ [الـساء‪ <]3::‬وتؾتجئ إلك الصالحقـ‬
‫وتدطقهؿ مـ دون اهلل‪ ،‬وتؼقل‪ :‬إن هذا لقس بشرك< فؿا هق الشرك؟!< قط ًعا‬
‫ٓ يعرف معـك الشرك‪.‬‬
‫ػ ُي َح ِّر ُم اهللُ َط َؾ ْق َؽ‬ ‫الش ْر ِك َوأك َ‬
‫ْت َٓ َت ْعرِ ُف ُف؟»‪َ :‬ك ْق َ‬ ‫ؽ ِمـ ِّ‬ ‫« َف ُؼ ْؾ َل ُف‪َ :‬ك ْق َ‬
‫ػ ُت َب ِّرئُ َك ْػ َس َ‬
‫َه َذا‪َ ،‬و َي ْذك ُُر أ َّك ُف َٓ َيغ ِْػ ُر ُه َوَٓ ت َْس َل ُل َطـْ ُف‪َ ،‬وَٓ َت ْع ِر ُف ُف؟»‪ :‬فؾق أن اإلكسان خشل مـ‬
‫اإلصابة بؿرض طضال‪ ،‬فسقسلل طـ الؿسببات لفذا الؿرض‪ ،‬وإذا وجد أطراضف‬
‫ذهب وهرع إلك إصباء‪ ،‬باح ًثا طـ الخالص مؿا أصابف‪ ،‬وإذا كان هذا يف شلن‬
‫مرض البدن فؽقػ بالتقحقد الذي هق رأس مال الؿسؾؿ؟! بؾ إكف قد يخرج مـ‬
‫الدِّ يـ وهق ٓ يعؾؿ‪ ﴿ :‬ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵﴾ ولذا مـ القاجب طؾك‬
‫الؿسؾؿ أن يفتؿ بديـف وأن يسلل طؿا يثبتُف لقؾز َمف‪ ،‬وطؿا يـؼضف ويخالػف لقجتـ َبف لؽـ‬
‫الدكقا صار لفا محؾ وحظ كبقر يف الـػقس‪ ،‬وأطرض كثقر مـ الـاس طـ الديـ‪،‬‬
‫رأسا!‬
‫وغػؾقا طـف‪ ،‬فال يتعؾؿقكف‪ ،‬وٓ يرفعقن بف ً‬
‫والشرك إكرب قد وقع يف الؿسؾؿقـ‪ ،‬ومع إسػ ٓ يشعر بف كثقر مـفؿ‪،‬‬
‫ٌ‬
‫شرك يـاقض أصؾ التقحقد‪ ،‬وأن مـ فعؾف يخ َّؾد يف الـار‪،‬‬ ‫وٓ يعرفقن أن هذا‬
‫وٓ يغػر لف< فنذا كان اإلكسان هبذه الؿثابة‪ ،‬وض َّقع أصؾ ديـف‪ ،‬فؿا الذي يحرص طؾقف‬
‫بعد ذلؽ؟!‬
‫« َأ َت ُظ ُـ َأ َّن اهللَ ُي َح ِّر ُم ُف‪َ ،‬وَٓ ُي َب ِّقـُ ُف َلـَا؟»‪ :‬أي‪ :‬هؾ ِّ‬
‫يـزل اهلل الؽتاب‪ ،‬وفقف بقان كؾ‬
‫شلء‪ ،‬كؿا يف ققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﴾ [إكعام‪ ،]1::‬ويرسؾ الرسقل‬
‫لقبقـ لفؿ ما ُك ِّزل إلقفؿ‪ ،‬ويبؼك أصؾ إصقل مستغؾِ ًؼا لؿ يب َّقـ‪ ،‬فنذا ُف ِّرط يف بقان‬
‫أصؾ إصقل الذي هق التقحقد وما يـاقضف مـ الشرك‪ ،‬فؿا الذي يب َّقـ؟!‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪77‬‬

‫ِّ‬ ‫َ‬
‫‪[ ‬امشبٌة امداوهة‪ :‬ك ْصـر امشرك عنَ عبـادة األصهـام]‬

‫الش ْر ُك ِطب َا َد ُة إَ ْصـ َامِ‪َ ،‬وك َْح ُـ َٓ َك ْع ُبدُ إَ ْصـَا َم‪َ ،‬ف ُؼ ْؾ َل ُف‪َ :‬ما َم ْعـك ِط َبا َد ِة‬
‫« َفنِ ْن َق َال‪ِّ :‬‬
‫اب تَخْ ُؾ ُؼ‪َ ،‬وت َْرز ُُق‪َ ،‬وتُدَ ِّب ُر َأ ْمر‬
‫ؽ إَ ْح َج َار َوإَ ْخ َش َ‬ ‫أن تِ ْؾ َ‬ ‫إَ ْصـ َامِ؟ أ َت ُظ ُّـ أك َُّف ْؿ َي ْعت َِؼدُ َ‬
‫ون َّ‬
‫اها؟ َف َف َذا ُيؽ َِّذ ُب ُف ا ْل ُؼ ْر ُ‬
‫آن‪.‬‬ ‫َم ْـ َد َط َ‬

‫ؽ‪،‬‬ ‫قن َذلِ َ‬‫ون َخ َش َبةً‪َ ،‬أ ْو َح َج ًرا‪َ ،‬أ ْو َبـ ِ َّق ًة َط َؾك َق ْبرٍ َأ ْو َغ ْقرِ ِه‪َ ،‬يدْ ُط َ‬ ‫َفنِ ْن َق َال‪ :‬إك َُّف ْؿ َي ْؼ ُصدُ َ‬
‫قن‪ :‬إِ َّك ُف ُي َؼ ِّر ُبـَا إِ َلك اهلل ِ ُز ْل َػك‪َ ،‬و َيدْ َف ُع َطـَا اهللُ بِ َب َركَتِ ِف‪ُ ،‬وي ْعطِقـَا بِ َب َركَتِف‪،‬‬‫وي ُؼق ُل َ‬ ‫َو َي ْذ َب ُح َ‬
‫قن َل ُف‪َ ،‬‬
‫ار‪َ ،‬وا ْلبِـَا ا َّل ِذي َط َؾك ا ْل ُؼ ُب ِ‬
‫قر َو َغ ْق ِر َها‪َ ،‬ف َف َذا‬ ‫َف ُؼ ْؾ‪َ :‬صدَ ْقت‪َ ،‬و َه َذا ُه َق فِ ْع ُؾؽ ُْؿ ِطـْدَ إَ ْح َج ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قب‪.‬‬ ‫أ َق َّر َأ َّن ف ْع َؾ ُف ْؿ َه َذا ُه َق ط َبا َد ُة إَ ْصـَامِ‪َ ،‬و ُه َق ا ْل َؿ ْط ُؾ ُ‬

‫قص بِ َف َذا‪،‬‬ ‫الش ْر َك َمخْ ُص ٌ‬ ‫الش ْر ُك ِط َبا َد ُة إَ ْصـَامِ‪َ ،‬ه ْؾ ُم َرا ُد َك َأ َّن ِّ‬
‫ؽ‪ِّ :‬‬ ‫َ‬
‫وأ ْي ًضا‪َ :‬ق ْق ُل َ‬
‫قـ‪َ ،‬ود ُطا َء ُه ْؿ ٓ َيدْ ُخ ُؾ فِل َذلِؽ؟ َف َف َذا َي ُر ُّد ُه َما َذك ََر اهلل ‪-‬‬ ‫ِ ِ‬
‫الصالح َ‬
‫ِ‬
‫َو َأ َّن آ ْطت َؿا َد َط َؾك َّ‬
‫حقـ‪َ ،‬فال ُبدَّ َأ ْن ُي ِؼ َّر‬ ‫تعالى‪ -‬يف كِتَابِ ِف ِمـ ُك ْػرِ مـ َتع َّؾ َؼ ط َؾك ا ْلؿالَئِؽ َِة‪َ ،‬أو ِطقسك‪َ ،‬أو الصالِ ِ‬
‫ْ َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫ْ‬
‫ُقر فِل ا ْل ُؼ ْر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫آن‪،‬‬ ‫الش ْر ُك ا ْل َؿ ْذك ُ‬
‫قـ َف ُف َق ِّ‬ ‫الصالح َ‬ ‫ؽ َأ َّن َم ْـ َأ ْش َر َك فل ط َبا َدة اهلل َأ َحدً ا م َـ َّ‬ ‫َل َ‬
‫َو َه َذا ُه َق ا ْل َؿ ْط ُؾ ُ‬
‫قب‪.‬‬

‫الش ْر ُك بِاهللِ؟ َف ِّس ْر ُه لِل‪.‬‬


‫سل َل ِة أ َّك ُف إِ َذا َق َال‪َ :‬أكَا َٓ ُأ ْشرِ ُك بِاهللِ‪َ ،‬ف ُؼ ْؾ َل ُف‪َ :‬و َما ِّ‬
‫َو ِس ُّر ا ْل َؿ َ‬

‫َفنِن َق َال‪ُ :‬ه َق ِط َبا َد ُة إَ ْصـَامِ‪َ ،‬ف ُؼ ْؾ َل ُف‪َ :‬و َما ِط َبا َد ُة إَ ْصـَامِ؟ َف ِّس ْر َها لِل‪َ ،‬وإِ ْن َق َال‪ :‬أكَا‬
‫َٓ أ ْط ُبدُ إِ َّٓ اهللَ‪َ ،‬ف ُؼ ْؾ‪َ :‬ما َم ْعـَك ِط َبا َد ِة اهلل ِ َو ْحدَ ُه ٓ َشرِ َ‬
‫يؽ َل ُف ؟ َف ِّس ْر َها لل‪.‬‬

‫ػ َيدَّ ِطل‬ ‫قب‪َ ،‬وإِن َل ْؿ َي ْعرِ ْف ُف؛ َف َؽ ْق َ‬


‫آن؛ َف ْفق ا ْلؿ ْط ُؾ ُ‬ ‫َفنِ ْن َف َّس َر َها بِ َؿا َبقَّـَ ُف اهلل فِل ا ْل ُؼ ْر ِ‬
‫ُ‬
‫َش ْقئًا َو ُه َق َٓ َي ْع ِر ُف ُف؟‬
‫الشر ِك بِاهللِ‪ ،‬و ِطبادةِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إن َف َّس َر ُه بِ َغ ْقرِ َم ْعـَا ُه؛ َب َّقـ َ‬
‫َ َ َ‬ ‫ْت َل ُف أَ َيات ا ْل َقاض َحات فل َم ْعـَك ِّ ْ‬ ‫َو ْ‬
‫ان بِ َعقْـ ِ ِف‪َ ،‬و َأ َّن ِط َبا َد َة اهلل ِ َو ْحدَ ُه ٓ َشرِ َ‬
‫يؽ َل ُف ِه َل‬ ‫قن فِل َه َذا الز ََّم ِ‬ ‫ان‪ ،‬وأ َّك ُف ا َّل ِذي َي ْػ َع ُؾ َ‬ ‫إَ ْو َث ِ‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪78‬‬

‫اح إِ ْخ َقاك ُُف ْؿ؛ َح ْق ُ‬


‫ث َقا ُلقا‪ ﴿ :‬ﭵ ﭶ ﭷ‬ ‫ون ط َؾقـَا‪ ،‬وي ِصقح َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قن مـْف ك ََؿا َص َ‬ ‫التل ُيـْؽ ُر َ َ ْ َ َ ُ‬
‫ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﴾ [ص‪.»]7:‬‬

‫الشر ُك ِطب َاد ُة إَصـ َامِ‪ ،‬وكَحـ َٓ َكعبدُ إَصـَام‪َ ،‬ف ُؼ ْؾ َلف‪ :‬ما معـك ِطبادةِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ َ َ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫« َفنِ ْن َق َال‪ْ ِّ :‬‬
‫اب تَخْ ُؾ ُؼ‪َ ،‬وت َْرز ُُق‪َ ،‬وتُدَ ِّب ُر َأ ْمر‬ ‫أن تِ ْؾ َ‬
‫ؽ إَ ْح َج َار َوإَ ْخ َش َ‬ ‫إَ ْصـ َامِ؟ أ َت ُظ ُّـ أك َُّف ْؿ َي ْعت َِؼدُ َ‬
‫ون َّ‬
‫اها؟ َف َف َذا ُي َؽ ِّذ ُب ُف ا ْل ُؼ ْر ُ‬
‫آن»‪ :‬أي‪ :‬إن قال‪ :‬إن الشرك طباد ُة إصـام‪ ،‬وكحـ‬ ‫َم ْـ َد َط َ‬
‫شجرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫حجرا وٓ‬
‫ً‬ ‫ٓ كعبد إصـام‪ ،‬وما وضعـا أمامـا‬
‫فقؼال لف‪ :‬ما الػرق بقـ السجقد لؾصـؿ‪ ،‬والسجقد لؾؼرب؟ ألقس السجقد لؾؼرب‬
‫هق الشرك بعقـف‪ ،‬مثؾ السجقد لؾصـؿ؟ ففذا مخؾقق‪ ،‬وهذا مخؾقق< سئؾ‬
‫ؽ»(‪.)3‬‬ ‫ْب َأ ْط َظ ُؿ ِطـْدَ اهللِ؟» َق َال‪َ « :‬أ ْن ت َْج َع َؾ لِ َّؾ ِف كِدًّ ا‪َ ،‬و ُه َق َخ َؾ َؼ َ‬ ‫الذك ِ‬
‫ي َّ‬ ‫الـبل ﷺ‪َ « :‬أ ُّ‬
‫ؽ‪،‬‬ ‫قن َذلِ َ‬
‫ون َخ َش َبةً‪َ ،‬أ ْو َح َج ًرا‪َ ،‬أ ْو َبـ ِ َّق ًة َط َؾك َق ْبرٍ َأ ْو َغ ْقرِ ِه‪َ ،‬يدْ ُط َ‬
‫« َفنِ ْن َق َال‪ :‬إك َُّف ْؿ َي ْؼ ُصدُ َ‬
‫قن‪ :‬إِ َّك ُف ُي َؼ ِّر ُبـَا إِ َلك اهلل ِ ُز ْل َػك‪َ ،‬و َيدْ َف ُع َطـَا اهللُ بِ َب َركَتِ ِف‪ُ ،‬وي ْعطِقـَا‬
‫وي ُؼق ُل َ‬ ‫قن َل ُف‪َ ،‬‬ ‫َو َي ْذ َب ُح َ‬
‫ِب َب َركَتِف»‪ :‬هذه حجة مشركل العرب الذيـ بعث إلقفؿ الـبل ﷺ‪ ،‬وهل حجة‬
‫الؿشركقـ يف زمـ الشقخ ‪ ،‬ويف زماكـا كحـ‪.‬‬
‫ار‪َ ،‬و ْإَ ْبـ ِ َق ِة ا َّلتِل َط َؾك ا ْل ُؼ ُب ِ‬
‫قر َو َغ ْقرِ َها‪،‬‬ ‫« ُق ْؾ‪َ :‬صدَ ْقت‪َ ،‬و َه َذا ُه َق فِ ْع ُؾؽ ُْؿ ِطـْدَ إَ ْح َج ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قب»‪ :‬هذا هق القجف إول مـ‬ ‫َف َف َذا أ َق َّر َأ َّن ف ْع َؾ ُف ْؿ َه َذا ُه َق ط َبا َد ُة إَ ْصـَامِ‪َ ،‬و ُه َق ا ْل َؿ ْط ُؾ ُ‬
‫وجفل الرد طؾك هذه الشبفة‪ ،‬والقجف الثاين ققلف‪:‬‬ ‫َ‬
‫قص بِ َف َذا‪،‬‬ ‫الش ْر ُك ِط َبا َد ُة إَ ْصـَامِ‪َ ،‬ه ْؾ ُم َرا ُد َك َأ َّن ِّ‬
‫الش ْر َك َمخْ ُص ٌ‬ ‫« َ‬
‫وأ ْي ًضا‪َ :‬ق ْق ُل َ‬
‫ؽ‪ِّ :‬‬

‫(‪ )3‬أخرجف البخاري‪ ،‬كتاب تػسقر الؼرآن‪ ،‬باب ﴿ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﴾‪،)3399( ،‬‬


‫ومسؾؿ‪ ،‬كتاب اإليؿان‪ ،‬باب كقن الشرك أقبح الذكقب‪ ،‬وبقان أطظؿفا بعده‪ ،):8( ،‬مـ حديث‬
‫طبد اهلل بـ مسعقد ‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪81‬‬

‫قـ‪َ ،‬ود ُطا َء ُه ْؿ ٓ َيدْ ُخ ُؾ فِل َذلِؽ؟»‪ :‬أي‪ :‬يؼال لف‪ :‬إن قؾت‪:‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َأ َّن آ ْطت َؿا َد َط َؾك َّ‬
‫الصالح َ‬
‫إن الشرك خاص بعبادة إصـام‪ ،‬ففؾ طبادة طقسك‪ ،‬أو الؿالئؽة شرك أو ٓ؟‬
‫فال بد أن يؼقل‪ :‬إهنا شرك< ٕن اهلل ك َّػر الـصارى الذيـ طبدوا طقسك مـ دون اهلل‪،‬‬
‫وتربأ مـفؿ طقسك‪ ،‬كؿا يف ققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬
‫ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﴾ [الؿائدة‪ ،]338:‬والؿالئؽة‬
‫تربؤوا مـفؿ‪.‬‬

‫« َف َف َذا َي ُر ُّد ُه َما َذك ََر اهلل ‪-‬تعالى‪ -‬يف كتَابِف م ْـ ُك ْػرِ َم ْـ َت َع َّؾ َؼ َط َؾك ا ْل َؿالَئؽَة‪َ ،‬أ ْو ط َ‬
‫قسك‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬

‫حقـ»‪ :‬أي‪ :‬ألؼك بحقائجف طؾقفؿ‪ ،‬واتجف إلقفؿ يف جؾب ما يـػعف‪ ،‬ودفع ما‬ ‫َأو الصالِ ِ‬
‫ْ َّ‬
‫يضره‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫« َفال ُبدَّ َأ ْن ُي ِؼ َّر َل َ‬
‫الش ْر ُك‬
‫قـ؛ َف ُف َق ِّ‬
‫الصالح َ‬ ‫ؽ َأ َّن َم ْـ َأ ْش َر َك فل ط َبا َدة اهلل َأ َحدً ا م َـ َّ‬
‫قب»‪ٕ :‬ن الؼرآن كزل وب َّقـ الشرك إكرب‪،‬‬ ‫آن‪َ ،‬و َه َذا ُه َق ا ْل َؿ ْط ُؾ ُ‬‫ُقر فِل ا ْل ُؼ ْر ِ‬ ‫ا ْل َؿ ْذك ُ‬
‫والـبل ﷺ صالبفؿ بالتقحقد‪ ،‬وآبتعاد طـ الشرك‪ ،‬فـػروا واشؿلزوا< كؿا يف ققلف‬
‫تعالك‪ ﴿ :‬ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﴾ [الزمر‪،]37 :‬‬
‫وقالقا‪ ﴿ :‬ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﴾ [ص‪ ،]7:‬ومع ذلؽ مـفؿ مـ يعبد الؿالئؽة‪ ،‬ومـفؿ‬
‫مـ يعبد الؿسقح‪ ،‬ومـفؿ مـ يعبد طزي ًرا‪ ،‬ومـفؿ مـ يعبد بعض الصالحقـ‪،‬‬
‫كالالت‪ ،‬وطبادة إولقاء والصالحقـ يف الؿتلخريـ بعد الؼرون الؿػضؾة أكثر‪.‬‬

‫سل َل ِة» خالصتفا ول ّبفا‪ ،‬والؽالم الؿختصر الذي يجؿع ما تؼدم «أ َّك ُف إِ َذا‬ ‫« َو ِس ُّر ا ْل َؿ َ‬
‫الش ْر ُك بِاهللِ؟ َف ِّس ْر ُه لِل‪َ ،‬فنِن َق َال‪ُ :‬ه َق ِط َبا َد ُة إَ ْصـَامِ‪،‬‬
‫َق َال‪َ :‬أكَا َٓ ُأ ْشرِ ُك بِاهللِ‪َ ،‬ف ُؼ ْؾ لَ ُف‪َ :‬و َما ِّ‬
‫َف ُؼ ْؾ َل ُف‪َ :‬و َما ِط َبا َد ُة إَ ْصـَامِ؟ َف ِّس ْر َها لِل‪َ ،‬وإِ ْن َق َال‪ :‬أكَا َٓ أ ْط ُبدُ إِ َّٓ اهللَ‪َ ،‬ف ُؼ ْؾ‪َ :‬ما َم ْعـَك‬
‫يؽ َل ُف ؟ َف ِّس ْر َها لل»‪ٕ :‬ن الحؽؿ طؾك الشلء فرع طـ تصقره‪،‬‬ ‫ِط َبا َد ِة اهلل ِ َو ْحدَ ُه ٓ َشرِ َ‬
‫تصق ًرا مطاب ًؼا‬
‫ُّ‬ ‫وٓ يستطقع أحد أن يحؽؿ طؾك شلء بحؽؿ صحقح حتك يتصقره‬
‫صحقحا‪،‬‬
‫ً‬ ‫تػسقرا‬
‫ً‬ ‫صحقحا‪ ،‬وفسر طبادة إصـام‬
‫ً‬ ‫تػسقرا‬
‫ً‬ ‫فسر الشرك‬
‫لؾقاقع‪ ،‬فنذا َّ‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪80‬‬

‫صحقحا< فال بد أن ُي ِؼ ّر بلكف مشرك‪ ،‬و ُيؼؾع طؿا هق طؾقف‪ ،‬فال‬


‫ً‬ ‫تػسقرا‬
‫ً‬ ‫وفسر العبادة‬
‫يؿؽـ أن يعرف التقحقد الذي جاءت بف الرسؾ معرفة صحقحة طؾك ما هق طؾقف يف‬
‫القاقع ثؿ يخالػف< ٕكف يعرف أكف إذا خالػ التقحقد وقع يف الشرك‪ ،‬والشرك ٓ ُيغ َػر‬
‫إٓ أن يؽقن مـ الؿعاكديـ!‬

‫فسر هذه إمقر بؿا‬


‫قب»‪ :‬أي‪ :‬إن َّ‬ ‫« َفنِ ْن َف َّس َر َها بِ َؿا َب َّقـَ ُف اهلل فِل ا ْل ُؼ ْر ِ‬
‫آن؛ َف ْفق ا ْلؿ ْط ُؾ ُ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫وحقـئذ ُيؼال لف‪ :‬كقػ تخالػ‬ ‫بقـف الؼرآن‪ ،‬وبقـف الـبل ﷺ يف سـتف< ففق الؿطؾقب‪،‬‬
‫هذا الذي جاءت بف الـصقص طـ ِطؾؿ؟! وكؿا قال ابـ الؼقؿ ‪:‬‬
‫وإن كـــــت تــــدري فالؿصــــقبة أطظــــؿ(‪)3‬‬ ‫فــــنن كـــــت ٓ تــــدري فتؾــــؽ مصــــقبة‬
‫«وإِن َلؿ يعرِ ْفف َف َؽق َ ِ‬
‫ػ َيدَّ طل َش ْقئًا َو ُه َق َٓ َي ْعرِ ُف ُف؟»‪ :‬أي‪ :‬كقػ تدطل أكؽ ِّ‬
‫مقحد‬ ‫ْ َْ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫وأكت ٓ تعرف التقحقد؟! وكقػ تـػل طـ كػسؽ ِّ‬
‫الشرك وأكت تجفؾ حؼقؼتف؟!‬
‫الشر ِك بِاهللِ‪ ،‬و ِطبادةِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إن َف َّس َر ُه بِ َغ ْقرِ َم ْعـَا ُه؛ َب َّقـ َ‬
‫َ َ َ‬ ‫ْت َل ُف أَ َيات ا ْل َقاض َحات فل َم ْعـَك ِّ ْ‬ ‫« َو ْ‬
‫ان بِ َعقْـ ِ ِف‪َ ،‬و َأ َّن ِط َبا َد َة اهلل ِ َو ْحدَ ُه ٓ َشرِ َ‬
‫يؽ َل ُف ِه َل‬ ‫قن فِل َه َذا الز ََّم ِ‬ ‫ان‪ ،‬وأ َّك ُف ا َّل ِذي َي ْػ َع ُؾ َ‬ ‫إَ ْو َث ِ‬

‫اح إِ ْخ َقاك ُُف ْؿ؛ َح ْق ُ‬


‫ث َقا ُلقا‪ ﴿ :‬ﭵ ﭶ‬ ‫ون ط َؾقـَا‪ ،‬وي ِصقح َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قن مـْف‪ ،‬ك ََؿا َص َ‬ ‫التل ُيـْؽ ُر َ َ ْ َ َ ُ‬
‫ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﴾ [ص‪ :»]7:‬أي‪ :‬لؿا ققؾ لفؿ‪ :‬ققلقا‪ ٓ :‬إلف إٓ اهلل قالقا‪:‬‬
‫﴿ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﴾‪ ،‬ففؿ كؿا قال تعالك‪ ﴿ :‬ﮢ ﮣ ﮤ‬
‫ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳‬
‫﮴ ﴾ [الزمر‪.]37 :‬‬

‫وإذا كان بقان التقحقد والشرك يف الؽتاب والسـة هبذا القضقح والظفقر‪،‬‬
‫فؽقػ يسري الشرك يف هذه إمة يف كثقر مـ إقطار؟! فبعض الرافضة يؼقلقن‪ :‬إن‬

‫(‪ )3‬هذا بقت مـ قصقدة صقيؾة ٓبـ الؼقؿ يف وصػ الجـة‪ .‬يـظر‪ :‬حادي إرواح‪( ،‬ص‪.)32‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪81‬‬

‫الحج إلك الحسقـ أفضؾ مـ سبعقـ حجة إلك بقت اهلل‪ ،‬وصـػقا يف حج الؿشاهد‬
‫ما ٓ يـؼضل مـف العجب‪ ،‬وبعض طباد الؼبقر يزطؿقن أن بعض إولقاء يتصرفقن‬
‫يف الؽقن!‬

‫وقد ذكر الشقخ فقؿا تؼدم أهنؿ قد يؽقكقن مـ أبرز الـاس يف بعض العؾقم‪،‬‬
‫كالؾغة والبالغة‪ ،‬وطؾؿ الؽالم‪ ،‬وقد يؽقن طـدهؿ طؾقم باهرة يف أصقل الػؼف‪ ،‬وقد‬
‫يؽقكقن مؿـ يؼرؤون الؼرآن بؽثرة‪ ،‬ولؽـف ٓ يجاوز حـاجرهؿ‪ ،‬وقد يؽقكقن مؿـ‬
‫ديدكف الؼراءة يف كتب السـة‪ ،‬ولؽـفؿ يؼرؤوهنا لؾربكة‪ ،‬وهذا كثقر يف الؿسؾؿقـ‪،‬‬
‫وٓسقؿا يف الشرق< فنهنؿ يؼرؤوهنا لؾربكة ٓ لؾعؿؾ‪.‬‬

‫كثقر مـفؿ مرتزقة‪ ،‬يع َّظؿقن ويؼدَّ رون‬


‫وهمٓء الذيـ طـدهؿ شلء مـ العؾؿ ٌ‬
‫ويصدَّ رون يف الؿجالس ويخدَ مقن‪ ،‬وإذا رجعقا طؿا هؿ طؾقف رجعت طـفؿ العامة‪.‬‬

‫والعامة مخدوطقن هبمٓء الذيـ يـتسبقن لؾعؾؿ‪ ،‬وٓ شؽ أن طـدهؿ ما يصدهؿ‬


‫طـ قبقل الحجة< ولؽـف ٓ يعػقفؿ‪ ،‬وٓ يعذرون بف< ٕن اهلل ‪ ‬يؼقل‪ ﴿ :‬ﮁ ﮂ ﮃ‬
‫ﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐ‬
‫ﮑ ﴾ [إحزاب‪ ،]8:-89:‬فالذيـ أصاطقا السادة والؽرباء لؿ ُيعذروا‪.‬‬

‫وإكؽ لتعجب مـ ِط َظؿ إمر وهقلف يف التقحقد والشرك‪ ،‬ومع ذلؽ يؽثر يف‬
‫الؿسؾؿقـ َمـ يخػك طؾقفؿ أمره‪ ،‬والؿق َّفؼ مـ و َّفؼف اهلل‪.‬‬

‫‪[ ‬امشبٌة امجاسعة‪ِ :‬ش ْـرك كريش كـان يف زعىٌـه أن امـىالئكـة بهـات هللا]‬
‫اء ا ْلؿالَئِؽ َِة‪ ،‬وإَ ْكبِق ِ‬
‫اء‪َ ،‬وإِك ََّؿا َك َػ ُروا َل َّؿا َقا ُلقا‪:‬‬ ‫« َفنِ ْن َق َال‪ :‬إِكَّفؿ َلؿ ي ْؽ ُػروا بِدُ ط ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ ْ َ ُ‬
‫ابـ اهللِ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ا ْلؿالَئ َؽ ُة بـ ُ ِ‬
‫َات اهلل‪َ ،‬وك َْح ُـ َل ْؿ َك ُؼ ْؾ إِ َّن َط ْبدَ ا ْل َؼاد ِر‪َ ،‬وَٓ َغ ْق َر ُه ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫أن كِ ْس َب َة ا ْل َق َل ِد إِ َلك اهلل ‪-‬تعالى‪ُ -‬ك ْػ ٌر ُم ْست َِؼ ٌؾ‪َ ،‬ق َال اهللُ ‪-‬ت َ َعا َلى‪ ﴿ :-‬ﭑ ﭒ ﭓ‬ ‫َفا ْل َج َق ُ‬
‫اب‪َّ :‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪82‬‬

‫والص َؿدُ ‪:‬‬


‫َّ‬ ‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﴾ [اإلخالص‪َ ،]2-3 :‬وإَ َحدُ ‪ :‬ا َّل ِذي ٓ كَظِ َقر َل ُف‪،‬‬
‫قر ِة‪ُ .‬ثؿ َق َال‬
‫الس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا ْل َؿ ْؼ ُصق ُد فل ا ْل َح َقائجِ ‪َ ،‬ف َؿ ْـ َج َحدَ َه َذا؛ َف َؼدْ َك َػ َر‪َ ،‬و َل ْق َل ْؿ َي ْج َحدْ آخ َر ُّ‬
‫َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﴾ [اإلخالص‪َ ،]1 :‬ف َؿ ْـ َج َحدَ َه َذا؛ ف َؼدْ َك َػ َر‪َ ،‬ولَ ْق َل ْؿ‬
‫قر ِة‪َ ،‬و َق َال اهللُ ‪-‬ت َ َعا َلى‪ ﴿ :-‬ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ‬ ‫َي ْج َحدْ َأ َّو َل ُّ‬
‫الس َ‬
‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﴾ [الؿممـقن‪،];3 :‬‬

‫َف َػ َّر َق َب ْق َـ الـ َّْق َط ْق ِـ‪َ ،‬و َج َع َؾ ك ًُال ِمـ ُْف َؿا ُك ْػ ًرا ُم ْست َِؼ ًال‪َ ،‬و َق َال اهللُ ‪-‬ت َ َعا َلى‪ ﴿ :-‬ﯦ ﯧ‬
‫ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﴾‬
‫[إكعام‪َ ،]300 :‬ف َػ َّر َق َب ْق َـ ُك ْػ َر ْي ِـ‪.‬‬

‫الالت َم َع ك َْقكِ ِف َر ُج ًال َصالِ ًحا‬ ‫ِّ‬ ‫أن ا َّل ِذيـ َك َػروا بِدُ ط ِ‬
‫اء‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫قؾ َط َؾك َه َذا َأ ْي ًضا‪َّ :‬‬ ‫َوالدَّ لِ ُ‬
‫ؽ‪َ ،‬وك ََذلِ َ‬
‫ؽ ا ْل ُع َؾ َؿا ُء‬ ‫قه ْؿ ك ََذلِ َ‬ ‫يـ َك َػ ُروا بِ ِع َبا َد ِة ا ْل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ج ِّـ َل ْؿ َي ْج َع ُؾ ُ‬ ‫َل ْؿ َي ْج َع ُؾق ُه ا ْب َـ اهلل‪َ ،‬وا َّلذ َ‬
‫اب ح ْؽ ِؿ ا ْل ُؿ ْرتَدِّ ‪َ :‬أ َّن ا ْل ُؿ ْس ِؾ َؿ إِ َذا َز َط َؿ‬ ‫ون فِل َب ِ‬ ‫ب إَ ْر َب َع ِة َي ْذك ُُر َ‬ ‫َأي ًضا‪ ،‬وج ِؿقع ا ْلؿ َذ ِ‬
‫اه ِ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫قن َب ْق َـ الـ َّْق َط ْق ِـ‪َ ،‬و َه َذا يف‬ ‫أش َر َك بِاهلل َف ُف َق ُم ْرتَدٌ ‪َ ،‬ف ُق َػ ِّر ُق َ‬ ‫وإن ْ‬ ‫أن لِ َّؾ ِف َولَدً ا؛ َف ُف َق ُم ْرتَدٌ ‪ْ ،‬‬
‫َّ‬
‫َاي ِة ا ْل ُق ُضقحِ ‪.‬‬‫غ َ‬

‫إن َق َال‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﴾ [يقكس‪]82:‬؛‬ ‫َو ْ‬


‫ون‪َ ،‬وك َْح ُـ لؿ كذكر إِ َّٓ ِط َبا َدت َُف ْؿ َمع اهللِ‪َ ،‬وإِ ْش َراك َُف ْؿ‬ ‫َف ُؼ ْؾ‪َ :‬ه َذا ُه َق ا ْل َح ُّؼ‪َ ،‬ولؽِ ْـ ٓ ُي ْعبَدُ َ‬
‫ؽ ُح ُّب ُف ْؿ‪َ ،‬وا ِّت َبا ُط ُف ْؿ‪َ ،‬واإل ْق َر ُار ِبؽ ََر َاماتِ ِف ْؿ‪.‬‬
‫ب َط َؾ ْق َ‬ ‫َم َع ُف‪َ ،‬وإِ َّٓ َف َا َلق ِ‬
‫اج ُ‬

‫يـ اهلل ِ َو َس ٌط َب ْق َـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أه ُؾ ا ْلبِدَ ع َو َّ‬


‫الضالََٓت‪َ ،‬ود ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َوَٓ َي ْج َحدُ ك ََر َامات إَ ْول َقاء إِ َّٓ ْ‬
‫َص َر َف ْق ِـ‪َ ،‬و ُهدً ى َب ْق َـ َضالَ َل َت ْق ِـ‪َ ،‬و َح ٌّؼ َب ْق َـ َباصِ َؾ ْق ِـ‪.‬‬

‫الش ْرك ا َّل ِذي‬


‫ُقن فِل ز ََمـِـَا آ ْطتِ َؼا َد ُه َق ِّ‬
‫أن َه َذا ا َّل ِذي ُي َس ِّؿق ِف ا ْل ُؿ ْشرِك َ‬
‫فت َّ‬‫َفنِ َذا َط َر َ‬
‫ػ ِم ْـ‬ ‫أخ ُّ‬
‫قـ َ‬ ‫ِ‬ ‫قل اهلل ﷺ الـَّاس ط َؾق ِف؛ فاط َؾؿ َّ ِ‬
‫أن ش ْر َك إَ َّول َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ُأك ِْز َل فِ ِقف ا ْل ُؼ ْر َآ ُن‪َ ،‬و َقات ََؾ َر ُس ُ‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪83‬‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أه ِؾ زَماكـَا بِ َل ْ‬
‫مري ِـ‪:‬‬ ‫ش ْرك ْ‬
‫ان َمع اهلل ِ فِل‬
‫قن ا ْل َؿالَئِ َؽ َة‪ ،‬وإَ ْولِ َقا َء‪ ،‬وإَ ْو َث َ‬
‫ويدْ ُط َ‬ ‫قـ ُي ْشرِك َ‬
‫ُقن‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫َأ َحدُ ُه َؿا‪َ :‬أ َّن إَ َّول َ‬
‫قن لِ َّؾ ِف الدُّ طاء‪ ،‬ك ََؿا َق َال َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬ ‫الشدَّ ةِ؛ َف ُقخْ ِؾ ُص َ‬
‫اء‪َ ،‬و َأ َّما يف ِّ‬‫الر َخ ِ‬
‫َّ‬
‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﴾ [العـؽبقت‪َ ،]87 :‬و َق َال‬
‫َت َعالك‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ‬
‫ﭣ ﭤ ﴾ [اإلسراء‪َ ،]89 :‬و َق َال َت َعالك‪ ﴿ :‬ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬
‫ﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱ﮲﮳﮴﮵﮶‬
‫﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﴾ [إكعام‪َ ،]33-30 :‬و َق َال َت َعالك‪ ﴿ :‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬
‫ﮦ ﮧ ﴾ إلك َق ْقلِف‪ ﴿ :‬ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﴾ [الزمر‪َ ،]::‬و َق َال‬
‫َت َعالك‪ ﴿ :‬ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﴾ [لؼؿان‪.]12 :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫يـ‬‫قـ ا َّلذ َ‬ ‫َف َؿ ْـ َف ِف َؿ َهذه ا ْل َؿ ْس َل َل َة ا َّلتل َو َّض َح َفا اهللُ يف كتَابِف‪َ ،‬وه َل َأ َّن ا ْل ُؿ ْشرِك َ‬
‫الشدَّ ِة؛ َفالَ َيدْ ُط َ‬
‫قن‬ ‫اء‪َ ،‬و َأ َّما فِل ِّ‬‫قن َغقره يف الر َخ ِ‬
‫َّ‬ ‫قن اهللَ‪َ ،‬و َيدْ ُط َ ْ َ ُ‬ ‫قل اهلل ﷺ َيدْ ُط َ‬ ‫َقا َت َؾ ُف ْؿ َر ُس ُ‬
‫أه ِؾ ز ََماكِـَا‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ريؽ َلف‪َ ،‬و َيـْ َس ْق َن َسا َدات ِف ْؿ‪َ ،‬ت َب َّق َـ َل ُف ا ْل َػ ْر ُق َب ْق َـ ش ْرك ْ‬ ‫إِ َّٓ اهللَ َو ْحدَ ُه َٓ َش َ‬
‫ان‪.‬‬ ‫اسخً ا؟! َواهللُ ا ْل ُؿ ْس َت َع ُ‬ ‫و ِشر ِك إَولِقـ؛ ولَؽِـ َأيـ مـ ي ْػفؿ َق ْؾبف ه ِذ ِه ا ْلؿس َل َل َة َففؿا ر ِ‬
‫ْ ً َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ َ َ ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ ُ ُ َ‬ ‫َ ْ‬
‫قـ ِطـْدَ اهلل؛ إِ َّما كب ًّقا‪ِ ،‬وإِ َّما َولِ ًّقا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َاسا ُم َؼ َّربِ َ‬ ‫قن َمع اهلل ُأك ً‬ ‫قـ َيدْ ُط َ‬‫إم ُر ال َّثاكل‪َ :‬أ َّن إَ َّول َ‬
‫و ْ‬
‫أه ُؾ ز ََماكِـَا‬ ‫ِ ٍ‬
‫ت بِ َعاص َقة‪َ ،‬و ْ‬ ‫قن َأ ْح َج ًارا و َأ ْش َج ًارا ُمطِق َع ًة ل ِّؾ ِف َل ْق َس ْ‬ ‫َو َّإما َمالَئِ َؽةً‪َ ،‬أ ْو َيدْ ُط َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َاسا ِم ْـ أ ْف َس ِؼ الـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُقن َطـ ُْفؿ‬ ‫يـ َي ْحؽ َ‬ ‫يـ َيدْ ُطقك َُف ْؿ ُهؿ ا َّلذ َ‬ ‫َّاس‪َ ،‬وا َّلذ َ‬ ‫قن َمع اهلل ُأك ً‬ ‫َيدْ ُط َ‬
‫ؽ‪.‬‬ ‫الصال َِة‪َ ،‬و َغ ْقرِ َذلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السرِ َقة‪َ ،‬وت َْرك َّ‬
‫ا ْل ُػج ِ‬
‫قر مـ‪ :‬ال ِّزكَا‪َ ،‬و َّ‬ ‫ُ َ‬
‫ب َوا ْل َح َجرِ ‪َ -‬أ ْه َق ُن ِم َّؿ ْـ‬
‫الصالِحِ ‪َ ،‬وا َّل ِذي َٓ َي ْع ِصل؛ ِم ْثؾ‪ :‬ا ْلخَ َش ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َوا َّلذي َي ْعتَؼدُ فل َّ‬
‫اهدُ فِ ْس ُؼ ُف َو َف َسا ُده‪َ ،‬و ُي ْش َفدُ بِ ِف»‪.‬‬
‫قؿـ ُْي َش َ‬
‫ِ ِ‬
‫َي ْعتَؼدُ ف َ‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪84‬‬

‫ا ْلؿالَئِؽ َِة‪ ،‬وإَ ْكبِق ِ‬


‫اء‪َ ،‬وإِك ََّؿا َك َػ ُروا َل َّؿا َقا ُلقا‪:‬‬ ‫« َفنِ ْن َق َال‪ :‬إِكَّفؿ َلؿ ي ْؽ ُػروا بِدُ ط ِ‬
‫اء‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ ْ َ ُ‬
‫ابـ اهلل ِ»‪ ٓ :‬شؽ يف كػر مـ‬ ‫ِ‬
‫ا ْل َؼاد ِر‪َ ،‬وَٓ َغ ْق َر ُه ُ‬ ‫َات اهللِ‪َ ،‬وك َْح ُـ َل ْؿ َك ُؼ ْؾ إِ َّن َط ْبدَ‬
‫ا ْل َؿالَئ َؽ ُة َبـ ُ‬
‫قال‪ :‬إن الؿالئؽة بـات اهلل‪ ،‬أو مـ قال‪ :‬طزير ابـ اهلل‪ ،‬أو قال‪ :‬الؿسقح ابـ اهلل لؽـ‬
‫هؾ الشرك أو الؽػر يـحصر يف هذه الصقرة؟ ٓ ريب أن الؿؽػرات كثقرة‪ ،‬والػؼفاء‬
‫الردة مـ ُكتُب الػؼف يذكرون أشقاء مؽ ِّػرة كثقرة‪ ،‬مـفا هذا وغقره‪ ،‬وأكثر‬
‫يف كتاب ِّ‬
‫الؿذاهب تقس ًعا يف سرد الؿؽػرات هق الؿذهب الحـػل‪.‬‬

‫أن كِ ْس َب َة ا ْل َق َل ِد إِ َلك اهلل ‪-‬تعالى‪ُ -‬ك ْػ ٌر ُم ْست َِؼ ٌؾ‪َ ،‬ق َال اهللُ ‪-‬ت َ َعا َلى‪ ﴿ :-‬ﭑ ﭒ ﭓ‬ ‫« َفا ْل َج َق ُ‬
‫اب‪َّ :‬‬
‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﴾ [اإلخالص‪َ ،]2-3 :‬وإَ َحدُ ‪ :‬ا َّل ِذي ٓ كَظِ َقر َل ُف»‪ :‬أي‪ :‬يف‬
‫ربقبقتف‪ ،‬وألقهقتف‪ ،‬وأسؿائف‪ ،‬وصػاتف‪.‬‬

‫والص َؿدُ ‪ :‬ا ْل َؿ ْؼ ُصق ُد فِل ا ْل َح َق ِائجِ »‪ :‬أي‪ :‬الذي تصؿد إلقف الخالئؼ لؼضاء‬
‫« َّ‬
‫الحقائج(‪.)3‬‬

‫معرفة الجزأيـ‪ ،‬وتعريػ الجزأيـ ‪-‬كؿا‬


‫و«اهلل الصؿد» جؿؾة مـ مبتدأ وخرب َّ‬
‫هق معروف‪ -‬يؼتضل الحصر(‪.)2‬‬

‫والذي يدطق غقر اهلل يعرتف بلن اهلل هق الصؿد طؾك آختصاص‪ ،‬وأكف ٓ يقجد‬
‫صؿد غقره‪ ،‬ولؽـف يصؿد إلك غقر اهلل يف حاجتف‪ ،‬ففذا يعرتف بلن اهلل الصؿد ً‬
‫ققٓ<‬
‫طؿال‪.‬‬
‫ولؽـ ٓ يعرتف بف ً‬

‫قر ِة‪ُ ،‬ثؿ َق َال َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﭙ ﭚ‬ ‫ِ‬


‫« َف َؿ ْـ َج َحدَ َه َذا؛ َف َؼدْ َك َػ َر َو َل ْق َل ْؿ َي ْج َحدْ آخ َر ُّ‬
‫الس َ‬

‫(‪ )3‬يـظر‪ :‬الػتاوى‪.)23;/39( ،‬‬


‫(‪ )2‬يـظر‪ :‬التحرير والتـقير‪.)8;3/3( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪85‬‬

‫قر ِة»‪:‬‬ ‫ﭛ ﭜ ﴾ [اإلخالص‪َ ،]1 :‬ف َؿ ْـ َج َحدَ َه َذا؛ ف َؼدْ َك َػ َر َو َل ْق َل ْؿ َي ْج َحدْ َأ َّو َل ُّ‬
‫الس َ‬
‫أي‪ :‬مـ أكؽر أن اهلل أحد‪ ،‬أو أن اهلل هق الصؿد الؿتػرد بؼضاء الحقائج‪ ،‬فؼد كػر ولق‬
‫لؿ يجحد آخر السقرة‪.‬‬

‫وكذلؽ العؽس‪ ،‬فؿـ جحد آخر السقرة‪ ،‬وقال‪ :‬إن هلل ولدً ا أو والدً ا< فؼد كػر‬
‫ولق اطرتف أن اهلل هق الصؿد‪.‬‬

‫ولق قال‪ :‬إن اهلل أحد‪ ،‬وإكف الصؿد‪ ،‬وإكف لؿ يؾد ولؿ يقلد‪ ،‬ولؽـ جحد كبقة‬
‫محؿد ﷺ‪ ،‬أو كػر بـبل مـ إكبقاء الذيـ ذكرهؿ اهلل وكص طؾقفؿ يف كتابف< فنكف‬
‫محصقرا يف طبادة إصـام‪ ،‬أو بادطاء القلد هلل ‪.‬‬
‫ً‬ ‫يؽػر< ٕن الؽػر لقس‬

‫« َو َق َال اهللُ ‪-‬ت َ َعا َلى‪ ﴿ :-‬ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ‬


‫ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﴾ [الؿممـقن‪َ ،];3 :‬ف َػ َّر َق َبقْ َـ‬
‫الـ َّْق َط ْق ِـ‪َ ،‬و َج َع َؾ ك ًُال ِمـ ُْف َؿا ُك ْػ ًرا ُم ْست َِؼ ًال‪َ ،‬و َق َال اهللُ ‪-‬ت َ َعا َلى‪ ﴿ :-‬ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‬
‫ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﴾ [إكعام‪،]300 :‬‬
‫َف َػ َّر َق َب ْق َـ ُك ْػ َر ْي ِـ»‪ :‬يف أية إولك َّ‬
‫فرق سبحاكف بقـ كقطقـ مـ الؽػر‪ :‬إول‪ :‬اتخاذ‬
‫أيضا‪:‬‬
‫فرق سبحاكف بقـ كقطقـ مـ الؽػر ً‬ ‫القلد‪ ،‬والثاين‪ :‬اتخاذ الـد‪ ،‬ويف الثاكقة َّ‬
‫إول‪ :‬اتخاذ الجـ شركاء لف سبحاكف‪ ،‬والثاين‪ :‬ادطاء أن هلل بـقـ وبـات‪ ،‬وهذا يعـل‬
‫أن الؽػر قد يؽقن بالشرك يف العبادة ولق لؿ يدع الؿشركقن كقن الؿعبقد ابـًا هلل‬
‫أيضا طؾك بطالن دطقى أن شرك إوائؾ‬
‫تعالك‪ ،‬وكذلؽ العؽس‪ ،‬ويف هذا دٓلة ً‬
‫كان يف ادطاء البـقة‪.‬‬

‫الالت َم َع ك َْقكِ ِف َر ُج ًال َصالِ ًحا‬


‫ِّ‬ ‫أن ا َّل ِذيـ َك َػروا بِدُ ط ِ‬
‫اء‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫« َوالدَّ لِ ُ‬
‫قؾ َط َؾك َه َذا ‪َ -‬أ ْي ًضا‪َّ -‬‬
‫َل ْؿ َي ْج َع ُؾق ُه ا ْب َـ اهلل ِ»‪ :‬يعـل‪ :‬أن الذيـ أشركقا مع اهلل هذا الرجؾ الصالح لؿ يؼقلقا‪:‬‬
‫الؾت‪ ،‬وأكف‬‫إن الالت ابـ اهلل‪ ،‬وهذا بـاء طؾك الؿعتؿد يف أن الالت اسؿ فاطؾ مـ ّ‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪86‬‬

‫وذهب بعضفؿ‬
‫َ‬ ‫يؾت السقيؼ لؾحجاج‪ ،‬فؾؿا مات طؽػقا طؾك قربه(‪،)3‬‬
‫شخص كان ُّ‬
‫ٌ‬
‫العزى مـ العزيز(‪ ،)2‬وحؼقؼة إمر ٓ تختؾػ‪،‬‬
‫إلك أكف ملخقذ مـ اإللف كؿا أن َّ‬
‫فسقاء كان اشتؼاقف مـ اسؿ اإللف‪ ،‬أو بسبب فعؾف‪ ،‬وهق َل ُّت السقيؼ‪.‬‬

‫ؽ ا ْل ُع َؾ َؿا ُء ‪َ -‬أ ْي ًضا‪،-‬‬ ‫ؽ‪َ ،‬وك ََذلِ َ‬ ‫قه ْؿ ك ََذلِ َ‬ ‫يـ َك َػ ُروا بِ ِع َبا َدةِ ا ْل ِ‬
‫ج ِّـ َل ْؿ َي ْج َع ُؾ ُ‬
‫ِ‬
‫« َوا َّلذ َ‬
‫أن لِ َّؾ ِف‬
‫اب ح ْؽ ِؿ ا ْل ُؿ ْرتَدِّ َأ َّن ا ْل ُؿ ْس ِؾ َؿ إِ َذا َز َط َؿ َّ‬ ‫ون فِل َب ِ‬ ‫ب إَ ْر َب َع ِة َي ْذك ُُر َ‬ ‫اه ِ‬‫وج ِؿقع ا ْلؿ َذ ِ‬
‫َ َ ُ َ‬
‫َاي ِة‬ ‫ِ‬
‫قن َبقْ َـ الـ َّْق َط ْق ِـ‪َ ،‬و َه َذا يف غ َ‬ ‫أش َر َك بِاهلل َف ُف َق ُم ْرتَدٌ ‪َ ،‬ف ُق َػ ِّر ُق َ‬ ‫إن ْ‬ ‫َو َلدً ا َف ُف َق ُم ْرتَدٌ ‪َ ،‬و ْ‬
‫ا ْل ُق ُضقحِ »‪ :‬فنن ققؾ‪ :‬ألقس قد جاء أن «ا ْلخَ ْؾؼ ِط َق ُال اهلل ِ»(‪)1‬؟! فالجقاب‪ :‬أن ذلؽ‬
‫ٓ يعـل أهنؿ أوٓد لف‪ ،‬وإكؿا هؿ طالة طؾقف‪.‬‬

‫ومثؾ هذا ققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﴾ [إحزاب‪ ،]30:‬مع أن‬


‫ِ‬
‫أمفات الؿممـقـ ‪ -‬أكف أبق الؿممـقـ< وأية إكؿا هل لـػل ولد‬ ‫مؼتضك كقن أزواجف‬
‫التبـل‪ ،‬كؿا كان يؼال‪ :‬زيد بـ محؿد‪ ،‬لزيد بـ حارثة‪ ،‬وقد قال الـبل ﷺ‪« :‬إِك ََّؿا َأكَا‬
‫َلؽ ُْؿ بِ َؿـ ِْز َل ِة ا ْل َقالِ ِد»(‪ ،)3‬ولؿ يؼؾ «والدٌ »‪.‬‬

‫يـظر‪( :‬ص ‪.)10‬‬ ‫(‪)3‬‬


‫يـظر‪ :‬تػسقر الطربي‪.)39/22( ،‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫أخرجف الحارث بـ أبل أسامة يف‪ :‬بغقة الباحث‪ ،);33( ،‬والبزار (‪ ،)8;39‬وأبق يعؾك (‪،)1137‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫وغقرهؿ‪ ،‬مـ صريؼ يقسػ بـ ططقة‪ ،‬طـ ثابت‪ ،‬طـ أكس ‪ ‬مرفقطًا< ويقسػ بـ ططقة قال فقف‬
‫ابـ حجر يف التؼريب‪( ،‬ص‪« :)833‬مرتوك»‪ .‬وروي مـ صرق كؾفا ضعقػة‪.‬‬
‫أخرجف أبق داود‪ ،‬كتاب‪ ،):( ،‬والـسائل‪ ،‬كتاب الطفارة‪ ،‬باب الـفل طـ آستطابة بالروث‪،)30( ،‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫والر َّمة‪،)131( ،‬‬ ‫وابـ ماجف‪ ،‬كتاب الطفارة وســفا‪ ،‬باب آستـجاء بالحجارة‪ ،‬والـفل طـ الروث ِّ‬
‫وأحؿد (‪ ،)918:‬مـ حديث أبل هريرة ‪ ،‬طـ الـبل‪« :‬إِك ََّؿا َأكَا َلؽ ُْؿ بِ َؿـ ِْز َل ِة ا ْل َقالِ ِد ُأ َط ِّؾ ُؿؽ ُْؿ‪َ ،‬فنِ َذا‬
‫ار‪،‬‬ ‫َان َي ْل ُم ُر بِ َث َال َث ِة َأ ْح َج ٍ‬
‫ب بِ َق ِؿقـ ِ ِف‪َ ،‬وك َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأتَك َأ َحدُ ك ُُؿ ا ْلغَائ َط َف َال َي ْس َت ْؼبِ ِؾ ا ْلؼ ْب َؾةَ‪َ ،‬و َٓ َي ْستَدْ بِ ْر َها‪َ ،‬و َٓ َي ْستَط ْ‬
‫الر َّم ِة»‪ ،‬وقد سؽت طـف أبق داود‪ ،‬وصححف ابـ خزيؿة (‪ ،)31/3‬والـقوي يف‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الر ْوث َو ِّ‬ ‫َو َيـ َْفك َط ِـ َّ‬
‫الؿجؿقع‪ ،)3;/2( ،‬وابـ الؿؾؼـ يف‪ :‬البدر الؿـقر‪ ،)2;:/2( ،‬وغقرهؿ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجتف‪َ ،‬ف َال َي ْس َت ْؼبِ ِؾ ا ْلؼ ْب َؾةَ‪،‬‬ ‫وأصؾف يف صحقح مسؾؿ‪ ،)287( ،‬بؾػظ‪« :‬إِ َذا َج َؾ َس َأ َحدُ ك ُْؿ َط َؾك َح َ‬
‫َو َٓ َي ْستَدْ بِ ْر َها»‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪87‬‬

‫إن َق َال‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﴾‬


‫« َو ْ‬
‫أيضا‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬
‫[يقكس‪ »]82:‬ويؼقل اهلل ً‬
‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﴾ [فصؾت‪َ « ،]10:‬ف ُؼ ْؾ‪َ :‬ه َذا ُه َق ا ْل َح ُّؼ»‪ٕ :‬كف كالم‬
‫اهلل ‪ <‬ولؽـ هذا الؿدح هؾ فقف مصؾحة لفؿ أم لغقرهؿ؟‬

‫والجقاب‪ :‬أن هذا فقف مصؾحة لفؿ‪ ،‬فنن كـت تريد كجاة كػسؽ< فاطؿؾ‬
‫بإسباب التل طؿؾقا هبا< لتدخؾ يف هذا الؽالم‪ ،‬فـحـ كعتؼد أن ﴿ ﭓ ﭔ ﭕ‬
‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﴾ كؿا قال اهلل< ولؽـ كستػقد مـفؿ إذا كظركا أفعالفؿ‬
‫التل أوصؾتفؿ إلك مـزلة القٓية‪ ،‬فـعؿؾ هبا< لقـطبؼ طؾقـا هذا الـص‪.‬‬

‫ون‪َ ،‬وك َْح ُـ لؿ كذكر إِ َّٓ ِط َبا َدت َُف ْؿ َمع اهللِ‪َ ،‬وإِ ْش َراك َُف ْؿ َم َع ُف‪َ ،‬وإِ َّٓ‬ ‫« َولؽِ ْـ ٓ ُي ْع َبدُ َ‬
‫ؽ ُح ُّب ُف ْؿ‪َ ،‬وا ِّت َبا ُط ُف ْؿ‪َ ،‬واإل ْق َر ُار بِؽ ََر َاماتِ ِف ْؿ‪.‬‬
‫ب َط َؾ ْق َ‬ ‫َف َا َلق ِ‬
‫اج ُ‬
‫يـ اهلل ِ َو َس ٌط َب ْق َـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أه ُؾ ا ْلبِدَ ع َو َّ‬
‫الضالََٓت‪َ ،‬ود ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َوَٓ َي ْج َحدُ ك ََر َامات إَ ْول َقاء إِ َّٓ ْ‬
‫َص َر َف ْق ِـ‪َ ،‬و ُهدً ى َب ْق َـ َضالَ َل َتقْ ِـ‪َ ،‬و َح ٌّؼ َب ْق َـ َباصِ َؾ ْق ِـ»‪ :‬كؿا قال الشاطر‪:‬‬
‫ــــقر َذ ِمــــقؿ(‪)3‬‬
‫ُ‬
‫ــــال َصر َفــــل َقص ِ‬
‫ــــد ْإُم ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬‫كِ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ـــ ْإَ ْمـــرِ َوا ْقت َِصـــدْ‬ ‫ــؾ فِـــل َشـ ٍ ِ‬
‫ــلء مـ َ‬
‫ْ‬ ‫َو َٓ َت ْغـ ُ‬

‫فإمة وسط بقـ إمؿ‪ ﴿ ،‬ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﴾ [البؼرة‪ ،]331:‬وأهؾ‬


‫ووضحف شقخ اإلسالم‬
‫قرر ذلؽ وب َّقـف َّ‬
‫السـة والجؿاطة وسط بقـ أهؾ إهقاء‪ ،‬كؿا َّ‬
‫ابـ تقؿقة يف «القاسطقة»(‪.)2‬‬
‫(‪ )3‬قائؾف اإلمام الخطابل‪ ،‬الؿتقىف (‪1::‬هـ)‪ ،‬كؿا يف العزلة‪( ،‬ص‪ ،);9‬وذكر طبد الؼادر البغدادي يف‬
‫خزاكة إدب‪ )322/2( ،‬بقتقـ ٓ ُيعؾؿ قائؾفؿا‪ ،‬وهؿا‪:‬‬
‫ــــــقاب قــــــقيؿ‬
‫الص َ‬ ‫صريــــــؼ إِ َلــــــك هنــــــج َّ‬
‫ٌ‬ ‫طَ َؾ ْقـــــــــؽ بلوســـــــــاط ْإُ ُمـــــــــقر َفنِك ََّفـــــــــا‬
‫كـــــــال صرفِـــــــل قصـــــــد ْإُ ُمـــــــقر ذمـــــــقؿ‬ ‫قفــــــــا مػر ًصــــــــا َأو مػر ًصــــــــا‬ ‫ُ ِ‬
‫ـــــــؽ ف َ‬‫َو َٓ َتـ‬
‫(‪ )2‬يـظر‪ :‬العؼقدة القاسطقة ‪ -‬ضؿـ مجؿقع الػتاوى ‪.)37;/1( ،-‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪88‬‬

‫ُقن فِل ز ََمـِـَا آ ْطتِ َؼا َد»‪ :‬يعـل آطتؼاد‬


‫أن َه َذا ا َّل ِذي ُي َس ِّؿق ُف ا ْل ُؿ ْشرِك َ‬ ‫« َفنِ َذا َط َر َ‬
‫فت َّ‬
‫يف إولقاء بلهنؿ يـػعقن ويضرون‪.‬‬

‫َّاس َط َؾ ْق ِف‪ ،‬فا ْط َؾ ْؿ َّ‬


‫أن‬ ‫الش ْرك ا َّل ِذي ُأك ِْز َل فِ ِقف ا ْل ُؼ ْر َآ ُن‪َ ،‬و َقات ََؾ َر ُس ُ‬
‫قل اهلل ﷺ الـ َ‬ ‫« ُه َق ِّ‬
‫ِ‬ ‫أخ ُّ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أه ِؾ زَماكـَا ِب َل ْ‬
‫مري ِـ‪:‬‬ ‫ػ م ْـ ش ْرك ْ‬ ‫قـ َ‬ ‫ش ْر َك إَ َّول َ‬
‫ان َمع اهلل ِ فِل‬
‫قن ا ْل َؿالَئِ َؽ َة‪ ،‬وإَ ْولِ َقا َء‪ ،‬وإَ ْو َث َ‬
‫ويدْ ُط َ‬
‫ُقن‪َ ،‬‬‫قـ ُي ْشرِك َ‬ ‫ِ‬
‫َأ َحدُ ُه َؿا‪َ :‬أ َّن إَ َّول َ‬
‫يـ لِ َّؾ ِف»‪ :‬كؿا قرر الشقخ اإلمام الؿجدد ‪ ‬يف‬ ‫الشدَّ ِة؛ َف ُقخْ ِؾ ْص َ‬
‫قن الدِّ َ‬ ‫اء‪َ ،‬و َأ َّما يف ِّ‬ ‫الر َخ ِ‬
‫َّ‬
‫الؼاطدة الرابعة مـ الؼقاطد إربع(‪.)3‬‬

‫«ك ََؿا َق َال َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬


‫ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﴾ [العـؽبقت‪ ،]87 :‬وقال تعالك‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬
‫ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﴾ [اإلسراء‪ ،»]89 :‬وقال‬
‫تعالك‪ ﴿ :‬ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬
‫ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺﴾‬
‫يفرع الـاس إلك مقاصـ‬
‫ُ‬ ‫[إكعام‪ :»]33-30 :‬يف بعض الحقادث والؽقارث التل تحصؾ‪،‬‬
‫بعضا مـ شدة الزحام‪ ،‬و ُيسؿع مـ يؼقل‪ :‬يا طؾل‪ ،‬ويا‬
‫إمان‪ ،‬وبعضفؿ يدوس ً‬
‫حسقـ‪ ،‬وهق ُيداس تحت إقدام‪ ،‬بخالف الؿشركقـ إوائؾ الذيـ إذا‪ ﴿ :‬ﭤ‬
‫ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﴾ وهذا يف حال الشدة‪ ﴿ ،‬ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬
‫ﭱ ﭲ ﴾ [العـؽبقت‪ ،]87:‬وهذا يف حال الرخاء‪ ،‬فػل حال الشدة ُيـسك مـ ُيدطك‬
‫حال يف حال الشدة< فال فائدة‬
‫و ُيع َبد مـ دون اهلل< ٕكف إن كان ُج ِّرب ولؿ يجد طـده ً‬
‫يف دطائف‪ ،‬وإذا لؿ يـػع يف حال الشدة< َف َّ‬
‫لٓ يـػع يف حال الرخاء مـ باب أولك‪.‬‬

‫(‪ )3‬يـظر‪ :‬ثالثة إصقل ‪-‬وشروط الصالة‪ -‬والؼقاطد إربع‪( ،‬ص‪.)39‬‬


‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪011‬‬

‫ولذلؽ‪ ،‬فالشدائد والؿصائب فقفا مـح إلفقة< ٕهنا تعقد اإلكسان إلك ربف< فؼد‬
‫يغػؾ يف حال الصحة والسعة والرخاء< ولؽـ إذا أصقب بؿرض‪ ،‬أو فاقة‪ ،‬أو مصقبة‬
‫مـ مصائب الدكقا< تجده يرجع إلك اهلل ‪.‬‬

‫فالؿؼصقد أن هذه الؿصائب هل التل تػحص اإلكسان‪ ،‬فتجد اإلكسان متعال ًقا‬
‫مرت ِّف ًعا‪ ،‬ثؿ يعرف قدر كػسف إذا مرض واحتاج‪ ،‬فقخضع لؾطبقب وهق مجرد سبب‪،‬‬
‫والشػاء بقد اهلل ‪.‬‬

‫وإسباب جاءت هبا الشريعة‪ ،‬وإكؽارها غباء‪ ،‬وآطتؿاد طؾقفا شرك‪ ،‬وأهؾ‬
‫السـة وسط يف هذا الباب بقـ مـ يؾغقفا‪ ،‬وبقـ مـ يراها مم ِّثرة بذاهتا‪.‬‬

‫فعـد إشعرية ٓ ققؿة لألسباب‪ ،‬وإكؿا يحصؾ الؿس َّبب طـدها ٓ هبا(‪ ،)3‬كؿا‬
‫يؼقل الؽرماين وغقره يف شرح البخاري‪ :‬يجقز أن يرى أطؿك الصقـ وهق يف أقصك‬
‫الؿشرق ب َّؼة إكدلس(‪ ،)2‬والبؼة‪ :‬البعقضة‪ ،‬فعـدهؿ ٓ فرق بقـ إطؿك والبصقر‪،‬‬
‫وإكؿا حصؾ الؿس َّبب طـد اإلبصار‪ ٓ ،‬بف‪ ،‬وهذه مسللة دققؼة‪ ،‬وتحتاج إلك بسط‬
‫لقس هذا مقضعف‪.‬‬

‫ويؼابؾفؿ الؿعتزلة الذيـ يرون أن إسباب مم ِّثرة بذاهتا(‪.)1‬‬

‫وأهؾ السـة ُو ِّف ُؼقا لالطتدال والقسطقة‪ ،‬فؼالقا‪ :‬إن لألسباب ً‬


‫أثرا ٓ بـػسفا‪،‬‬
‫فاهلل ‪ ‬هق الذي جعؾ فقفا إثر‪.‬‬

‫وإكؽ لتعجب أن يؼقل مػؽرون كبار‪ ،‬وطؼالء‪ :‬إكف يجقز أن يرى أطؿك الصقـ‬
‫تداطقات ٕمقر َّ‬
‫كؽبقا‬ ‫ٌ‬ ‫بؼة إكدلس< فؽقػ تصؾ العؼقل إلك هذا الحد؟!< ولؽـفا‬

‫(‪ )3‬يـظر‪ :‬الػصؾ يف الؿؾؾ وإهقاء والـحؾ‪ ،)383/3( ،‬والؿستصػك‪( ،‬ص‪.)97‬‬


‫(‪ )2‬يـظر‪ :‬الؽقاكب الدراري‪ ،)3;9/3( ،‬وطؿدة الؼاري‪ ،)379/3( ،‬وإرشاد الساري‪.)313/30( ،‬‬
‫(‪ )1‬يـظر‪ :‬الؿغـل يف أبقاب التقحقد والعدل لؾؼاضل طبد الجبار الؿعتزلل‪.)11/;( ،)38;/:( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪010‬‬

‫فقفا طـ الدلقؾ الشرطل مـ الؽتاب والسـة‪ ،‬و ُأ ِلزمقا بؾقازم‪ ،‬فالتزمقا هبا‪ ،‬فؽان مـ‬
‫هذه الؾقازم ُ‬
‫مثؾ هذه إمقر‪.‬‬

‫«﴿ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﴾ إلك َق ْقلِف‪ ﴿ :‬ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ‬

‫ﯢ ﯣ ﯤ ﴾ [الزمر‪ :»]::‬قد يتؿتع بالؽػر مائة سـة‪ ،‬وقد يؽقن هذا طـدكا ً‬
‫كثقرا<‬
‫كقح ‪ -‬وقد طاش يف الدطقة تسعؿائة وخؿسقـ طا ًما‪،‬‬
‫ولؽـف طـد اهلل قؾقؾ< لؿا سئؾ ٌ‬
‫ويؼال‪ :‬إكف طاش أل ًػا وأربعؿائة(‪« :-)3‬يا أصقل الـبققـ ُط ُؿ ًرا‪ ،‬كقػ وجدت الدكقا‬
‫َّ‬
‫ولذتفا؟ قال‪ :‬كرجؾ دخؾ بقتًا لف بابان‪ ،‬فؼام يف وسط البقت ُهـ َّقة‪ ،‬ثؿ خرج مـ الباب‬
‫أخر»(‪ ،)2‬وكؿا قال الشاطر‪:‬‬
‫ولـــــؽ الســـــاطة التـــــل أكـــــت فقفـــــا(‪)1‬‬ ‫والؿممـــــؾ غَ ْقـــــب‬
‫َّ‬ ‫ات‬
‫مـــــا مضـــــك فـــــ َ‬

‫«وقال تعالك‪ ﴿ :‬ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﴾ [لؼؿان‪،]12 :‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫يـ َقا َت َؾ ُف ْؿ‬
‫قـ ا َّلذ َ‬‫َف َؿ ْـ َف ِف َؿ َهذه ا ْل َؿ ْس َل َل َة ا َّلتل َو َّض َح َفا اهللُ يف كتَابِف‪َ ،‬وه َل َأ َّن ا ْل ُؿ ْشرِك َ‬
‫قن إِ َّٓ اهللَ‬ ‫الشدَّ ِة َفالَ َيدْ ُط َ‬
‫اء‪َ ،‬و َأ َّما فِل ِّ‬
‫قن َغقره يف الر َخ ِ‬
‫َّ‬ ‫قن اهللَ‪َ ،‬و َيدْ ُط َ ْ َ ُ‬ ‫قل اهلل ﷺ َيدْ ُط َ‬‫َر ُس ُ‬
‫أه ِؾ ز ََماكِـَا‪َ ،‬و ِش ْر ِك‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ريؽ َلف‪َ ،‬و َيـ َْس ْق َن َسا َدات ِف ْؿ‪َ ،‬ت َب َّق َـ َل ُف ا ْل َػ ْر ُق َب ْق َـ ش ْرك ْ‬‫َو ْحدَ ُه َٓ َش َ‬
‫ان»‪:‬‬ ‫اسخً ا؟! َواهللُ ا ْل ُؿ ْس َت َع ُ‬ ‫إَولِقـ‪ ،‬ولَؽِـ َأيـ مـ ي ْػفؿ َق ْؾبف ه ِذ ِه ا ْلؿس َل َل َة َففؿا ر ِ‬
‫ْ ً َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ َ َ ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ ُ ُ َ‬
‫(‪ )3‬وهق ققل وهب بـ مـبف< حؽاه طـف الؼرصبل يف تػسقره‪ ،)112/31( ،‬وثؿت أققال أخرى يف‬
‫تحديد العؿر الذي طاشف كقح ‪ ،‬وأصقلفا ألػ وسبعؿائة سـة‪ ،‬وأقصرها تسعؿائة وخؿسقن‬
‫سـة‪ .‬يـظر‪ :‬تػسقر الطربي‪ ،)190/3:( ،‬وتػسقر ابـ كثقر‪ ،)28:/8( ،‬والدر الؿـثقر‪.)378/8( ،‬‬
‫(‪ )2‬أخرجف ابـ أبل الدكقا يف‪ :‬ذم الدكقا‪ ، )300( ،‬قال‪ :‬حدثـا محؿد بـ طاصؿ‪ ،‬قال‪ :‬أخربين كافع أبق‬
‫هرمز‪ ،‬طـ أكس ابـ مالؽ ‪ ‬قال‪« :‬جاء مؾؽ الؿقت إلك كقح طؾقف السالم‪ ،‬فؼال‪ :‬يا أصقل‬
‫الـبققـ‪ .»...‬وكافع بـ هرمز تركَف أبق حاتؿ‪ ،‬وكذبف ابـ معقـ‪ ،‬وضعػف أحؿد وجؿاطة‪ .‬ويـظر‪:‬‬
‫الجرح والتعديؾ‪ ،)377/:( ،‬ومقزان آطتدال‪.)231/3( ،‬‬
‫(‪ )1‬قائؾف‪ :‬أبق إسحاق الغزِّ ي‪ ،‬كؿا يف‪ :‬الؿـتظؿ ٓبـ الجقزي‪ ،)279/39( ،‬والؽامؾ ٓبـ إثقر‪،‬‬
‫(;‪.)28/‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪011‬‬

‫فالػاصؾ أن إولقـ يخؾصقن يف الشدة‪ ،‬ويشركقن يف الرخاء‪ ،‬وأما مشركق زماكـا<‬


‫فشركفؿ دائؿ يف الرخاء والشدة‪.‬‬

‫قـ ِطـْدَ اهلل؛ إِ َّما كب ًّقا‪ِ ،‬وإِ َّما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َاسا ُم َؼ َّربِ َ‬ ‫قن َمع اهلل ُأك ً‬ ‫قـ َيدْ ُط َ‬ ‫إم ُر ال َّثاكل‪َ :‬أ َّن إَ َّول َ‬‫«و ْ‬
‫أه ُؾ ز ََماكِـَا‬ ‫ِ ٍ‬
‫ت بِ َعاص َقة‪َ ،‬و ْ‬ ‫قن َأ ْح َج ًارا و َأ ْش َج ًارا ُمطِق َع ًة ل ِّؾ ِف َل ْق َس ْ‬
‫َولِ ًّقا‪َ ،‬و َّإما َمالَئِ َؽةً‪َ ،‬أ ْو َيدْ ُط َ‬
‫َّاس»‪ :‬حتك إن بعض الطقائػ إذا ُط ِؼد طـدهؿ طؾك‬ ‫َاسا ِم ْـ أ ْف َس ِؼ الـ ِ‬ ‫ِ‬
‫قن َمع اهلل ُأك ً‬ ‫َيدْ ُط َ‬
‫البـت< ٓ ُت َ‬
‫دخؾ طؾك زوجفا حتك يؿسفا القلل الذي يدطك مـ دون اهلل‪.‬‬

‫السرِ َق ِة‪َ ،‬وت َْر ِك‬ ‫ُقن طـْفؿ ا ْل ُػج ِ‬


‫قر مـ ال ِّزكَا‪َ ،‬و َّ‬
‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫يـ َيدْ ُطقك َُف ْؿ ُهؿ ا َّلذ َ‬
‫يـ َي ْحؽ َ َ ُ‬
‫ِ‬
‫« َوا َّلذ َ‬
‫ؽ»‪ :‬مـ ذلؽ ما قالف الشعراين طـ أحدهؿ‪« :‬كان ‪-‬رحؿة اهلل طؾقف‪-‬‬ ‫الصال َِة‪َ ،‬و َغ ْقرِ َذلِ َ‬
‫َّ‬
‫محظقرا إٓ ارتؽبف» فعؾؼ طؾك هذا مع ِّؾؼ بؼؾؿف‪:‬‬
‫ً‬ ‫ملمقرا إٓ تركف‪ ،‬وٓ ترك‬
‫ً‬ ‫لؿ يرتك‬
‫إذا كان هذا رحؿة اهلل طؾقف‪ ،‬فؾعـة اهلل طؾك َمـ؟!‬

‫ومـ ذلؽ أن أحدهؿ كان يؼقل‪:‬‬


‫وتـــــــــطؿس البصــــــــائر والؼؾــــــــقب(‪)3‬‬ ‫بــــــــــــذكر اهلل تــــــــــــزداد الــــــــــــذكقب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬

‫ومع ذلؽ ُتدَّ طك لف القٓية‪ ،‬واهلل ‪ ‬يؼقل‪ ﴿ :‬ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﴾‬


‫[الرطد‪.]2::‬‬

‫كسلل اهلل السالمة والعافقة‪ ،‬وكسللف الثبات‪.‬‬

‫ب َوا ْل َح َجرِ‪َ -‬أ ْه َق ُن ِم َّؿ ْـ‬


‫الصالِحِ ‪َ ،‬وا َّل ِذي َٓ َي ْع ِصل ِم ْثؾ‪ :‬ا ْلخَ َش ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫« َوا َّلذي َي ْعتَؼدُ فل َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫مؼر ًبا مـ‬ ‫اهدُ ف ْس ُؼ ُف َو َف َسا ُده‪َ ،‬و ُي ْش َفدُ بِف»‪ٕ :‬ن مثؾ هذا الذي يعبد شق ًئا َّ‬ ‫قؿ ْـ ُي َش َ‬‫َي ْعتَؼدُ ف َ‬
‫اهلل‪ ،‬مـ‪ :‬ولل‪ ،‬أو كبل‪ ،‬أو م َؾؽ< إذا كان مـ طامة الـاس‪ ،‬وخػقت طؾقف الـصقص‪،‬‬
‫ولؿ يتؿؽـ مـ التػريؼ بقـ الحؼ والبطؾ< قد يؼال‪ :‬إن لف شبفة‪.‬‬

‫(‪ )3‬ابـ طربل يف ديقاكف‪ :‬ترجؿان إشقاق‪( ،‬ص ‪.)3‬‬


‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪012‬‬

‫فاجرا بعقدً ا كؾ البعد طـ اهلل ‪ <‬فؿا وجف طبادتف إياه؟! مع أن‬


‫ً‬ ‫وأما الذي يعبد‬
‫كؾقفؿا يف الـفاية مشرك شركًا أكرب‪ ،‬كؿا قرر الشقخ ‪ <‬فبعض إمقر قد تؼبؾفا‬
‫العؼقل الخالقة مـ كصقص الؽتاب والسـة‪ ،‬وبعضفا تؿجفا ِ‬
‫الػ َطر التل اجتالتفا‬ ‫ُّ‬
‫فضال طـ الػطر السؾقؿة‪.‬‬
‫الشقاصقـ ً‬

‫‪[ ‬امشبٌة امعاشرة‪ :‬أن امذيم نزل فيٌه املرآن أنكروا امهبٍة وامبعح خبـال وـم‬
‫يسجغيح باألومياء]‬

‫ػ ِش ْركًا ِم ْـ‬ ‫قٓ‪َ ،‬و َأ َخ ُّ‬ ‫قل اهللِ ﷺ َأ َص ُّح ُط ُؼ ً‬ ‫ِ‬


‫ت َأ َّن ا َّلذ َ‬
‫يـ َقا َت َؾ ُف ْؿ َر ُس ُ‬ ‫«إِ َذا ت ََح َّؼ ْؼ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫َه ُمٓ َِء؛ َفا ْط َؾ ْؿ َأ َّن لِ َف ُمٓ َِء ُش ْب َف ًة ُي ِ‬
‫اص ِغ‬‫قر ُدوك ََفا َط َؾك َما َذك َْركَا‪َ ،‬وهل م ْـ َأ ْط َظ ِؿ ُش َب ِف ِف ْؿ‪َ ،‬ف ْ‬
‫ون َأ ْن ٓ إِ َل َف‬ ‫آن َٓ َي ْش َفدُ َ‬ ‫يـ َكز ََل فِ ِ‬
‫قف ُؿ ا ْل ُؼ ْر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ؽ لِ َج َقابِ َفا‪َ :‬و ِهل َأك َُّف ْؿ َي ُؼق ُل َ‬
‫قن‪ :‬إِ َّن ا َّلذ َ‬ ‫َس ْؿ َع َ‬
‫إِ َّٓ اهلل‪ ،‬ويؽ ِّّذبقن رس َ ِ‬
‫ث‪َ ،‬و ُي َؽ ِّذ ْبق َن ا ْل ُؼ ْر َ‬
‫آن‪َ ،‬و َي ْج َع ُؾق َك ُف‬ ‫ون ا ْل َب ْع َ‬‫قل اهلل ﷺ‪َ ،‬و ُيـْؽِ ُر َ‬ ‫ُ َُ ُ َ َ ُ‬
‫ِسحرا‪ ،‬وكَحـ ك َْشفدُ َأن َٓ إِ َلف إِ َّٓ اهلل‪ ،‬و َأن محؿدً ا رس ُ ِ‬
‫قل اهلل ﷺ‪َ ،‬وك َُصدِّ ُق ا ْل ُؼ ْر َ‬
‫آن‪،‬‬ ‫ُ َ َّ ُ َ َّ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ً َ ْ ُ َ ْ‬
‫ؽ؟!‬ ‫ػ ت َْج َع ُؾق َكـَا ِم ْث َؾ أولئِ َ‬ ‫وك ُْم ِمـ بِا ْلبع ِ‬
‫ث‪َ ،‬وك َُص ِّؾل‪َ ،‬وك َُصق ُم؛ ف َؽ ْق َ‬ ‫ُ َْ‬

‫قل اهللِ ﷺ فِل‬ ‫الر ُج َؾ إِ َذا َصدَّ َق َر ُس َ‬


‫أن َّ‬
‫َف بقـ ا ْلع َؾؿ ِ‬
‫اء ُك ِّؾ ِف ْؿ َّ‬ ‫ِ‬
‫اب‪َ :‬أ َّك ُف َٓ خال َ َ ْ َ ُ َ‬ ‫َفا ْل َج َق ُ‬
‫ض‬‫ؽ إِ َذا َآم َـ بِبَ ْع ِ‬ ‫اإل ْسالَمِ‪َ ،‬وك ََذلِ َ‬
‫َشل ٍء‪َ ،‬وك ََّذب ُف يف َشل ٍء ‪َ -‬أ َّك ُف كَافِ ٌر لَ ْؿ يدْ ُخ ْؾ فِل ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫قد‪ ،‬وجحدَ وجقب الصال َِة‪َ ،‬أو أ َقر بِالتَّق ِح ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ا ْل ُؼ ْر ِ‬
‫قد‬ ‫ْ‬ ‫ْ َّ‬ ‫آن‪َ ،‬و َج َحدَ َب ْع َض ُف‪ ،‬ك ََؿ ْـ َأ َق َّر بِالت َّْقح َ َ َ ُ ُ َ َّ‬
‫الص ْقمِ‪َ ،‬أ ْو َأ َق َّر بِ َف َذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قب َّ‬ ‫قب الزَّكاة‪َ ،‬أ ْو َأ َق َّر بِ َف َذا ُك ِّؾف َو َج َحدَ ُو ُج َ‬‫الصالَة‪َ ِ،‬و َج َحدَ ُو ُج َ‬ ‫َو َّ‬
‫قب ا ْل َح ِّج‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُك ِّؾف َو َج َحدَ ُو ُج َ‬

‫ؾح ِّج َأ ْكز ََل اهللُ فِل َح ِّؼ ِف ْؿ‪ ﴿ :‬ﮬ ﮭ ﮮ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َاس فل ز ََم ِـ الـَّبِ ِّل ﷺ ل َ‬
‫َو َل َّؿا َل ْؿ َيـْ َؼدْ أك ٌ‬
‫ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﴾ [آل طؿران‪،];9 :‬‬
‫اإل ْج َؿاعِ‪َ ،‬و َح َّؾ َد ُم ُف‪َ ،‬و َما ُل ُف‪ ،‬ك ََؿا َق َال ‪-‬ت َ َعا َلى‪:-‬‬ ‫َو َم ْـ أ َق َّر بِ َف َذا ُك ِّؾ ِف‪َ ،‬و َج َحدَ ا ْل َب ْع َ‬
‫ث َك َػ َر بِ ِ‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪013‬‬

‫﴿ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬
‫ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ‬
‫ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﴾ [الـساء‪.]373-370:‬‬

‫ض َف ُف َق كَافِ ٌر‬ ‫َان اهلل ‪-‬تعالى‪َ -‬قدْ َص َّر َح يف كِتَابِ ِف َأ َّن َم ْـ َآم َـ بِ َب ْع ٍ‬
‫ض‪َ ،‬و َك َػ َر بِ َب ْع ٍ‬ ‫َفنِ َذا ك َ‬
‫اء فِل كِتَابِ ِف ا َّل ِذي‬ ‫الشبفةُ‪ ،‬وه ِذ ِه ِهل التل َذكَرها بع ُض َأه ِؾ إَحس ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َْ‬
‫ح ًّؼا‪ ،‬زَا َل ْ ِ ِ‬
‫ت َهذه ُّ ْ َ َ َ‬
‫ْأر َس َؾ إِ َل ْقـَا‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الر ُس َ‬ ‫ْت ت ُِؼ ُّر َّ‬
‫َو ُي َؼ ُال‪ :‬إِ َذا ُكـ َ‬
‫قل ﷺ فل ك ُِّؾ َشلء‪َ ،‬و َج َحدَ ُو ُج َ‬
‫قب‬ ‫أن َم ْـ َصدَّ َق َّ‬
‫ث‪،‬‬ ‫ؽ إِ َذا أ َقر بِؽ ُِّؾ َش ٍ‬
‫لء إِ َّٓ ا ْل َب ْع َ‬ ‫اإل ْج َؿاعِ‪َ ،‬وك ََذلِ َ‬ ‫الصال َِة َأ َّكف كَافِر‪َ ،‬حال َُل الدَّ ِم َوا ْلؿ ِ‬
‫ال بِ ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫َّ‬
‫ب فِ ِقف‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ان‪َ ،‬و َصدَّ َق بِ َذلِ َ‬
‫ؽ ُك ِّؾف‪ َٓ ،‬تَخْ ت َِؾ ُ‬
‫ػ ا ْل َؿ َذاه ُ‬ ‫قب َص ْقم َر َم َض َ‬ ‫ؽ َل ْق َج َحدَ َو ُج َ‬ ‫َوك ََذلِ َ‬
‫َو َقدْ َكطَ َؼ بِ ِف ا ْل ُؼ ْر َآ ُن ‪ -‬ك ََؿا َقدَّ ْمـَا‪.‬‬

‫الصال َِة‪،‬‬ ‫ِ‬


‫يضة َجا َء بِ َفا الـَّبِ ُّل ﷺ‪َ ،‬و ُه َق َأ ْط َظ ُؿ مـ َ‬
‫َفؿع ُؾقم َأ َّن التَّق ِحقدَ هق أط َظؿ َفرِ َ ٍ‬
‫ُ َ ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ٌ‬
‫قر َك َػ َر‪َ ،‬ولَ ْق‬ ‫ان َش ْقئًا ِم ْـ َه ِذ ِه إُ ُم ِ‬‫ػ إِ َذا َج َحدَ اإلك َْس ُ‬ ‫الص ْقمِ‪َ ،‬وا ْل َح ِّج؛ َف َؽ ْق َ‬ ‫ِ‬
‫وال َّزكَاة‪َ ،‬و َّ‬
‫الر ُس ِؾ ُك ِّؾ ِف ْؿ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يـ ُّ‬‫قل ﷺ‪َ ،‬وإِ َذا َج َحدَ الت َّْقحقدَ ا َّلذي ُه َق د ُ‬ ‫َطؿ َؾ بِؽ ُِّؾ َما َجا َء بِف َّ‬
‫الر ُس ُ‬
‫ِ‬
‫ب َه َذا ا ْل َج ْفؾ!‬ ‫ان اهلل‪َ ،‬ما َأ ْط َج َ‬ ‫َٓ ي ْؽ ُػ ُر؟! ُس ْب َح َ‬

‫قل اهللِ ﷺ َقا َت ُؾقا َبـِل َحـِق َػةَ‪َ ،‬و َقدْ َأ ْس َؾ ُؿقا‬‫اب رس ِ‬ ‫ِ‬
‫َو ُي َؼ ُال ‪َ -‬أ ْي ًضا ‪َ :-‬ه ُمَٓء َأ ْص َح ُ َ ُ‬
‫وي َص ُّؾ َ‬
‫قن‪،‬‬ ‫ور ُسق ُلف‪ُ ،‬‬ ‫ون َأ ْن َٓ إِ َل َف إِ َّٓ اهللُ‪َ ،‬و َأ َّن ُم َح َّؿدً ا طبده َ‬
‫َم َع الـَّبِ ّل ﷺ‪َ ،‬و ُه ْؿ َي ْش َفدُ َ‬
‫َو ُي َم ِّذك َ‬
‫ُقن‪.‬‬

‫قب‪ ،‬إِ َذا ك َ‬


‫َان َم ْـ َر َف َع‬ ‫ؾؿ َة َكبِ ٌّل ؛ َف ُؼ ْؾ‪َ :‬ه َذا ُه َق ا ْل َؿ ْط ُؾ ُ‬ ‫َفنِ ْن َق َال‪ :‬إِك َُّف ْؿ َي ُؼق ُل ْقن‪َ :‬إ َّن ُم َس ْق َ‬
‫الصالَةُ‪،‬‬ ‫َان‪َ ،‬وٓ َّ‬ ‫الش َفا َدت ِ‬‫َر ُج ًال فِل ُر ْت َب ِة الـَّبِ ِّل ﷺ؛ َك َػ َر‪َ ،‬و َح َّؾ َما ُل ُف َو َد ُم ُف‪َ ،‬و َل ْؿ َتـْ َػ ْع ُف َّ‬
‫ار السؿق ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫ػ‪َ ،‬أ ْو َص َحابِ ًّقا‪َ ،‬أ ْو َكبِ ًّقا إِ َلك َم ْر َت َبة َج َّب ِ َّ َ َ‬ ‫قس َ‬ ‫ان‪َ ،‬أ ْو ُي ُ‬
‫ػ بِ َؿ ْـ َر َف َع َش ْؿ َس َ‬ ‫َف َؽ ْق َ‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪014‬‬

‫ان اهللِ‪َ ،‬ما َأ ْط َ‬


‫ظ َؿ َش ْل َك ُف!‪ ﴿ ،‬ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ‬ ‫َوإَ ْر ِ‬
‫ض؟ ُس ْب َح َ‬
‫ﯾ ﴾ [الروم‪.]7;:‬‬
‫ب ‪ ‬بِالـ ِ‬
‫َّار ُك ُّؾ ُف ْؿ َيدَّ ُط َ‬
‫قن‬ ‫يـ َح َّر َق ُف ْؿ َط ِؾ ُّل ْب ُـ أبل َصالِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫َو ُي َؼ ُال ‪َ -‬أ ْي ًضا ‪ :-‬ا َّلذ َ‬
‫الص َحا َب ِة؛ َولؽِ ِـ ا ْط َت َؼدُ وا فِل‬ ‫ِ ِ‬
‫اب َطؾ ٍّل ‪َ ،‬و َت َع َّؾ ُؿقا ا ْلع ْؾ َؿ م َـ َّ‬
‫اإلسالَم‪ ،‬وهؿ ِمـ َأصح ِ ِ‬
‫ِْ َ َ ُ ْ ْ ْ َ‬
‫ػ َأ ْج َؿ َع َّ‬
‫الص َحا َب ُة َط َؾك‬ ‫ان‪َ ،‬و َأ ْم َثالِ ِف َؿا؛ َف َؽ ْق َ‬ ‫ػ‪َ ،‬و َش ْؿ َس َ‬ ‫قس َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َطؾ ٍّل ‪ ‬م ْث َؾ آ ْطت َؼاد فل ُي ُ‬
‫ِ‬

‫ُّقن َأ َّن آ ْطتِ َؼاد يف‬‫قـ؟ َأ ْم َت ُظـ َ‬ ‫ِِ‬


‫ون ا ْل ُؿ ْسؾؿ َ‬ ‫الص َحا َب َة ُي َؽ ِّػ ُر َ‬ ‫َقت ِْؾ ِف ْؿ‪َ ،‬و ُك ْػرِ ِه ْؿ؟ َأ َت ُظـ َ‬
‫ُّقن َأ َّن َّ‬
‫ب ‪ُ ‬ي َؽ ِّػ ُر؟‬ ‫تَاجٍ َو َأ ْم َثالِ ِف َٓ َي ُض ُّر‪َ ،‬وآ ْطتِ َؼا َد فِل َط ِؾ ِّل ْب ِـ أبل َصالِ ٍ‬

‫ان َبـِل‬
‫يـ َمؾؽُقا ا ْل َؿ ْغ ِر َب َو ِم ْص َر يف ز ََم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َو ُي َؼ ُال ‪َ -‬أ ْي ًضا ‪َ :-‬بـُق ُط َب ْقد ال َؼدَّ احِ ا َّلذ َ‬
‫قن‬ ‫اس‪ُ ،‬ك ُّؾفؿ ي ْشفدُ ون َأن َٓ إِ َلف إِ َّٓ اهلل‪ ،‬و َأن محؿدً ا رس ُ ِ‬ ‫ال َع َّب ِ‬
‫قل اهلل ﷺ‪َ ،‬و َيدَّ ُط َ‬ ‫ُ َ َّ ُ َ َّ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ َ َ ْ‬
‫ِ‬
‫اإل ْسالَ َم‪َ ،‬و ُي َص ّؾ ْق َن ا ْل ُج ُؿ َعةَ‪َ ،‬وا ْل َج َؿا َطةَ‪.‬‬

‫الشرِي َع ِة فِل َأ ْش َقا َء ُد ْو َن َما ك َْح ُـ فِ ِقف‪َ -‬أ ْج َؿ َع ال ُع َؾ َؿا ُء َط َؾك‬


‫َف َؾ َّؿا َأ ْض َف ُروا ُمخَ ا َل َػ َة َّ‬
‫قن َحتَّك ْاس َتـْ َؼ ُذوا َما‬ ‫َاه ُؿ ا ْل ُؿ ْس ِؾ ُؿ َ‬
‫ب‪َ ،‬و َغز ُ‬ ‫ُك ْػرِ ِه ْؿ‪َ ،‬وقِتَالِ ِف ْؿ‪َ ،‬و َأ َّن بِال َد ُه ْؿ بِال ُد َح ْر ٍ‬
‫ِِ‬ ‫يف ْؿ ِم ْـ ُب ْؾدَ ِ‬ ‫َبل ْي ِد ِ‬
‫ان ا ْل ُؿ ْسؾؿ َ‬
‫قـ‪.‬‬

‫الش ْر ِك‬ ‫قن َل ْؿ َي ْؽ ُػ ُروا إِ َّٓ َٕك َُّف ْؿ َج َؿ ُعقا َب ْق َـ ِّ‬ ‫َان إَ َّو ُل َ‬ ‫َو ُي َؼ ُال ‪َ -‬أ ْي ًضا ‪ :-‬إِ َذا ك َ‬
‫اب ا َّل ِذي َذك ََر ُه‬‫ؽ؛ َف َؿا َم ْعـَك ال َب ِ‬ ‫ث‪َ ،‬و َغ ْقرِ َذلِ َ‬ ‫َار ا ْلبع ِ‬
‫آن‪َ ،‬وإِ ْكؽ ِ َ ْ‬ ‫الر ُس ِؾ‪َ ،‬وا ْل ُؼ ْر ِ‬ ‫َوتؽ ِْذ ِ‬
‫يب ُّ‬
‫ب‪َ :‬با ُب ُح ْؽ ِؿ ا ْل ُؿ ْرتَدّ ‪َ - ِ،‬و ُه َق ا ْل ُؿ ْس ِؾ ُؿ ا َّل ِذي َي ْؽ ُػ ُر َب ْعدَ إِ ْسال َِم ِف‪ -‬؟!‬ ‫ال ُع َؾ َؿا ُء يف ك ُِّؾ َم ْذ َه ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج ِؾ َو َما َل ُف‪ ،‬حتّك إِك َُّف ْؿ َذك َُروا‬ ‫ُث َّؿ َذك َُروا َأكْقا ًطا كَث َقرةً‪ ،‬ك ُُّؾ ك َْق ٍع مـ َْفا ُي َؽ ِّػ ُر‪َ ،‬و ُيح ُّؾ َد َم َّ‬
‫ون َق ْؾبِ ِف‪َ ،‬أ ْو ك َِؾ َؿ ٍة َي ْذك ُُر َها َط َؾ َك‬
‫أش َقا َء َي ِس َقر ًة ِطـْدَ َم ْـ َف َع َؾ َفا‪ِ ،‬م ْث َؾ ك َِؾ َؿ ٍة َي ْذك ُُر َها بِ ِؾ َساكِ ِف َد َ‬‫ْ‬
‫ب‪.‬‬ ‫َو ْج ِف ا ْل َؿزْحِ َوال َّؾ ِع ِ‬

‫يـ َق َال اهللُ فِ ِ‬


‫قف ْؿ‪ ﴿ :‬ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ‬ ‫ِ‬
‫َو ُي َؼ ُال ‪َ -‬أ ْي ًضا‪ :-‬ا َّلذ َ‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪015‬‬

‫ت اهللَ َك َّػ َر ُه ْؿ بِؽ َِؾ َؿ ٍة‪َ ،‬مع ك َْقكِ ِف ْؿ‬‫ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﴾ [التقبة‪َ ،]93 :‬أ َما َس ِؿ ْع َ‬
‫قن‪،‬‬‫ُّقن‪َ ،‬و َي ُح ُّج َ‬ ‫قن َم َع ُف‪َ ،‬و ُي َزك َ‬ ‫ون َم َع ُف‪َ ،‬و ُي َص ُّؾ َ‬
‫اهدُ َ‬‫قل اهللِ ﷺ‪ ،‬ويج ِ‬
‫يف زَم ِـ رس ِ‬
‫َُ َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫يـ َق َال اهلل ‪-‬تعالى‪ -‬فِ ِ‬
‫قف ْؿ‪ ﴿ :‬ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬ ‫ويقحدُ و َن؟ وك ََذلِ َ ِ‬
‫ؽ ا َّلذ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ِّ ْ‬
‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﴾ [التقبة‪.]88-87 :‬‬

‫قل اهللِ ﷺ فِل‬


‫يـ َصر َح اهلل َأك َُّفؿ َك َػروا ب ْعدَ إِيؿاكِ ِفؿ‪َ ،‬و ُهؿ م َع رس ِ‬
‫ْ َ َ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ ْ ُ َ‬
‫ِ ِ‬
‫َف َف ُمَٓء ا َّلذ َ َّ‬
‫قها َط َؾك َو ْج ِف ا ْل َؿزْحِ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َغز َْوة َت ُبقك‪َ -‬قا ُلقا كَؾ َؿ ًة‪َ ،‬ذك َُروا َأك َُّف ْؿ َقا ُل َ‬
‫ون َأ ْن ٓ إِ َل َف إِ َّٓ‬ ‫ِِ‬ ‫الش ْب َفةَ‪ِ ،‬و ِه َل َق ْق ُل ُف ْؿ‪ُ :‬ت َؽ ِّػ ُر َ‬
‫َفت ََّلم ْؾ َه ِذ ِه ُّ‬
‫َاسا َي ْش َفدُ َ‬ ‫قـ ُأك ً‬
‫ون ا ْل ُؿ ْسؾؿ َ‬
‫قن‪ُ ،‬ث َّؿ ت ََل َّم ْؾ َج َقا َب َفا؛ َفنِ َّك ُف ِم ْـ َأ ْك َػ ِع َما فِل َه ِذ ِه إَ ْو َر ِاق‪.‬‬
‫قم َ‬ ‫اهللُ‪َ ،‬و ُي َص ُّؾ َ‬
‫قن‪َ ،‬و َي ُص ُ‬
‫قؾ َمع إِ ْسالَ ِم ِف ْؿ‪،‬‬‫ؽ ‪َ -‬أ ْي ًضا ‪َ :-‬ما حؽَك اهللُ ‪َ ‬ط ْـ بَـِل إِ ْس َرائِ َ‬ ‫قؾ َط َؾك َذلِ َ‬ ‫َو ِم َـ الدَّ لِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫قسك‪ ﴿ :‬ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﴾‬ ‫َوط ْؾؿ ِف ْؿ‪َ ،‬و َصالَح ِف ْؿ َأك َُّف ْؿ َقا ُلقا ل ُؿ َ‬
‫ػ‬‫اط»‪َ ،‬ف َح َؾ َ‬ ‫ذات َأكْق ٍ‬ ‫اج َع ْؾ َلـَا‬ ‫ِ‬ ‫[إطراف‪ ،]31: :‬و َقق ُل ُأك ٍ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الص َحا َبة‪ْ « :‬‬
‫َاس مـ َّ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫قل ال ّؾ ِف ﷺ َأ َّن َه َذا كَظ ْق ُر َق ْق ِل بـِل إِ ْس َرائِ َ‬
‫ؾؿ ْشرِك َ‬
‫قـ‬ ‫قؾ‪ ﴿ :‬ﭟ ﭠ ﭡ ﴾؛ َو َلؽ ْـ ل ُ‬ ‫َر ُس ُ‬
‫ؽ‪،‬‬ ‫قؾ َل ْؿ ي ْؽ ُػ ُروا بِ َذلِ َ‬
‫قن‪ :‬إِ َّن بَـِل إِ ْس َرائِ َ‬
‫الؼ َّص ِة‪َ ،‬و ِه َل َأك َُّف ْؿ َي ُؼق ُل َ‬
‫قن بِفا ِطـْدَ ه ِذ ِه ِ‬
‫َ‬ ‫ُش ْب َف ٌة ُيدْ ُل َ َ‬
‫ذات َأكْق ٍ‬ ‫وك ََذلِ َ ِ‬
‫اط‪.‬‬ ‫يـ َسل ُلقا الـَّبِ َّل ﷺ َأ ْن َي ْج َع َؾ َل ُفؿ َ َ‬ ‫ؽ ا َّلذ َ‬ ‫َ‬
‫يـ َس َل ُلقا الـَّبِ َّل ﷺ َل ْؿ‬ ‫قل‪ :‬إِ َّن بـِل إِسرائقِ َؾ َلؿ ي ْػع ُؾقا‪ ،‬وك ََذلِ َ ِ‬ ‫أن َت ُؼ َ‬
‫ؽ ا َّلذ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫اب ْ‬ ‫َف َ‬
‫الج َق ُ‬
‫ِ‬ ‫ؽ؛ َل َؽ َػ ُروا‪َ ،‬وَٓ ِخال َ‬ ‫قؾ َل ْق َف َع ُؾقا َذلِ َ‬‫َف َأ َّن َبـِل إِ ْس َرائِ َ‬
‫َي ْػ َع ُؾقا‪َ ،‬وَٓ ِخال َ‬
‫يـ‬‫َف يف َأ َّن ا َّلذ َ‬
‫اط َب ْعدَ ك َْفقِ ِف؛ َل َؽ َػ ُروا‪َ ،‬و َه َذا ُه َق‬
‫ات َأكْق ٍ‬ ‫ِ‬
‫اهؿ الـَّبِ ُّل ﷺ َل ْق َل ْؿ ُيطق ُعق ُه‪َ ،‬واتَّخَ ُذوا َذ َ َ‬ ‫ك ََف ُ‬
‫ا ْل َؿ ْط ُؾ ُ‬
‫قب‪.‬‬

‫الش ْر ِك‬
‫َو َلؽِ ْـ َه ِذ ِه ا ْل ِؼ َّص ُة ت ُِػقدُ ‪َ :‬أ َّن ا ْل ُؿ ْس ِؾ َؿ؛ َبؾ ا ْل َعالِ َؿ‪َ -‬قدْ َي َؼ ُع فِل َأك َْقا ٍع ِم ْـ ِّ‬
‫اه ِؾ‪« :‬الت َّْق ِحقدُ َف ِف ْؿـَا ُه» َأ َّن‬
‫َٓ يدْ ِري طـْفا‪َ ،‬فت ُِػقدُ ال َّتع ُّؾؿ والتَّحرزَ‪ ،‬ومعرِ َف َة َأ َّن َقق َل ا ْلج ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َ ُّ َ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪016‬‬

‫أن ا ْل ُؿ ْس ِؾ َؿ ا ْل ُؿ ْجت َِفدَ ا َّل ِذي إِ َذا‬ ‫ان‪َ ،‬وت ُِػقدُ ‪َ -‬أ ْي ًضا ‪َّ -‬‬ ‫الش ْق َط ِ‬‫َه َذا ِم ْـ أ ْك َبرِ ا ْل َج ْف ِؾ‪َ ،‬ومؽَائِ ِد َّ‬
‫اب ِم ْـ َسا َطتِ ِف ‪َ -‬أ َّك ُف َٓ َي ْؽ ُػ ُر‪ ،‬ك ََؿا‬ ‫ؽ‪ ،‬ف َت َ‬ ‫َت َؽ َّؾ َؿ بِ َؽالَ ِم ُك ْػرٍ‪َ ،‬و ُه َق َٓ َيدْ ِري‪َ ،‬فـُ ِّب َف َط َؾك َذلِ َ‬
‫قل اهللِ ﷺ‪َ ،‬وت ُِػقدُ ‪َ -‬أ ْي ًضا ‪ -‬أ َّك ُف َل ْق َل ْؿ َي ْؽ ُػ ْر؛ َفنِ َّك ُف‬ ‫يـ َس َل ُلقا َر ُس َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َف َع َؾ َبـُق إِ ْس َرائقؾ‪َ ،‬وا َّلذ َ‬
‫قل اهللِ ﷺ‪.‬‬ ‫ُي َغ َّؾ ُظ َط َؾ ْق ِف ا ْل َؽالَ ُم َتغ ِْؾق ًظا َش ِديدً ا‪ ،‬ك ََؿا َف َع َؾ َر ُس ُ‬

‫قل اهللِ ﷺ َأ َص ُّح ُط ُؼ ً‬


‫قٓ»‪ٕ :‬ن طربقتفؿ لؿ‬ ‫يـ َقا َت َؾ ُف ْؿ َر ُس ُ‬ ‫ِ‬
‫ت َأ َّن ا َّلذ َ‬
‫«إِ َذا ت ََح َّؼ ْؼ َ‬
‫يدخؾفا شلء مـ التغققر والتحريػ‪ ،‬ففؿ يػفؿقن الؽالم طؾك حؼقؼتف‪ ،‬بخالف مـ‬
‫جاء بعدهؿ يف الؼرون الؿتلخرة‪.‬‬

‫ػ ِش ْركًا ِم ْـ َه ُمٓ َِء»‪ٕ :‬ن إولقـ يشركقن يف الشدة‪ ،‬ويخؾصقن يف‬


‫« َو َأ َخ ُّ‬
‫الرخاء‪ ،‬والؿتلخريـ شركفؿ دائؿ يف الرخاء والشدة‪ ،‬كؿا قرر الشقخ ‪ ‬فقؿا تؼدم‪.‬‬
‫« َفا ْط َؾ ْؿ َأ َّن لِ َف ُمٓ َِء ُش ْب َف ًة ُي ِ‬
‫قر ُدوك ََفا َط َؾك َما َذك َْركَا»‪ :‬أي‪ :‬أن لؾؿشركقـ الؿتلخريـ‬
‫يف تقحقد إلقهقة شبفة يقردوهنا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ؽ لِ َج َقابِ َفا‪َ :‬و ِهل َأك َُّف ْؿ َي ُؼق ُل َ‬ ‫ِ ِ‬
‫يـ‬‫قن‪ :‬إِ َّن ا َّلذ َ‬ ‫« َوهل م ْـ َأ ْط َظ ِؿ ُش َب ِف ِف ْؿ‪َ ،‬ف ْ‬
‫اص ِغ َس ْؿ َع َ‬
‫قفؿ ا ْل ُؼرآن َٓ ي ْشفدُ ون َأن ٓ إِ َلف إِ َّٓ اهلل‪ ،‬ويؽ ِّّذبقن رس َ ِ‬
‫قل اهلل ﷺ‪َ ،‬و ُيـْؽِ ُر َ‬
‫ون‬ ‫ُ َُ ُ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َكز ََل فِ ِ ُ ْ ُ َ َ َ ْ‬
‫آن‪َ ،‬و َي ْج َع ُؾق َك ُف ِس ْح ًرا‪َ ،‬وك َْح ُـ ك َْش َفدُ َأ ْن َٓ إِ َل َف إِ َّٓ اهللُ‪َ ،‬و َأ َّن ُم َح َّؿدً ا‬‫ث‪َ ،‬و ُي َؽ ِّذ ْبق َن ا ْل ُؼ ْر َ‬‫ا ْل َب ْع َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رس ُ ِ‬
‫ػ ت َْج َع ُؾق َكـَا‬ ‫قم‪ ،‬ف َؽ ْق َ‬‫آن‪ ،‬وك ُْمم ُـ بِا ْل َب ْعث‪َ ،‬وك َُص ِّؾل‪َ ،‬وك َُص ُ‬ ‫قل اهلل ﷺ‪َ ،‬وك َُصدِّ ُق ا ْل ُؼ ْر َ‬ ‫َ ُ‬
‫ؽ؟!»‪ :‬أجاب طـ هذا بلجقبة‪ ،‬فؼال‪:‬‬ ‫ِم ْث َؾ أولئِ َ‬

‫قل اهللِ ﷺ‬
‫الر ُج َؾ إِ َذا َصدَّ َق َر ُس َ‬
‫أن َّ‬
‫َف بقـ ا ْلع َؾؿ ِ‬
‫اء ُك ِّؾ ِف ْؿ َّ‬ ‫ِ‬
‫اب‪َ :‬أ َّك ُف َٓ خال َ َ ْ َ ُ َ‬ ‫« َفا ْل َج َق ُ‬
‫كذب الـبل ﷺ يف‬ ‫اإل ْسالَ ِم»‪ :‬فؿـ َّ‬ ‫فِل َشل ٍء‪َ ،‬وك ََّذب ُف يف َشل ٍء ‪َ -‬أ َّك ُف كَافِ ٌر َل ْؿ يدْ ُخ ْؾ فِل ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫شلء ثابت طـف‪ ،‬معؾقم مـ ديـف بالضرورة< فنكف كافر‪ ،‬ولق أقر واطرتف وطؿؾ بؿا‬
‫طدا ما كذب بف‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪017‬‬

‫فالذي يممـ ببعض ويؽػر ببعض‪ ،‬والذي يؽػر بالجؿقع ‪ -‬حؽؿفؿا واحد‪،‬‬
‫كالهؿا كافران مخؾدان يف الـار< ٕن الؽػر إذا حؽؿ بف طؾك صاحبف لؿ يؼبؾ‬
‫التجزئة‪.‬‬
‫آن‪ ،‬وجحدَ بع َضف‪ ،‬كَؿـ َأ َقر بِال َّتق ِح ِ‬ ‫« َوك ََذلِ َ‬
‫قد‪َ ،‬و َج َحدَ‬ ‫ْ‬ ‫ض ا ْل ُؼ ْر ِ َ َ َ َ ْ ُ َ ْ َّ‬ ‫ؽ إِ َذا َآم َـ بِ َب ْع ِ‬
‫َّكاة‪َ ،‬أ ْو َأ َق َّر بِ َف َذا ُك ِّؾ ِف‬
‫قد والصال َِة وجحدَ وجقب الز ِ‬
‫َ َ َ ُ ُ َ‬
‫ِ ِ‬
‫الصالَة‪َ ،‬أ ْو أ َق َّر بِالت َّْقح َ َّ‬
‫ِ‬
‫قب َّ‬ ‫ُو ُج َ‬
‫ِ‬
‫جحد القجقب‬ ‫الص ْقمِ‪َ ،‬أ ْو َأ َق َّر بِ َف َذا ُك ِّؾف َو َج َحدَ ُو ُج َ‬
‫قب ا ْل َح ِّج»‪ :‬أما ْ‬ ‫قب َّ‬ ‫َو َج َحدَ ُو ُج َ‬
‫مؽذب هلل ورسقلف‪ ،‬وأما مـ لؿ يؼر‬ ‫ِّ‬ ‫ولق مع الػعؾ< فنكف كػر بآتػاق< ٕكف‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أصال< لؼقلف ﷺ‪ُ « :‬أم ْر ُت َأ ْن ُأ َقات َؾ الـ َ‬
‫َّاس َحتَّك‬ ‫بالشفادتقـ< فنكف لؿ يدخؾ يف اإلسالم ً‬
‫َي ُؼق ُلقا‪ َٓ :‬إِ َل َف إِ َّٓ اهللُ»(‪.)3‬‬

‫رجح مـ‬ ‫فالؿ َّ‬‫ُ‬ ‫ِّ‬


‫يصؾ<‬ ‫ومـ أقر بالشفادتقـ‪ ،‬وأقر بإركان الخؿسة‪ ،‬ولؿ‬
‫الـصقص الصحقحة الصريحة أكف كافر‪ ،‬ولق أقر بالقجقب< لؼقلف ﷺ‪« :‬ال َع ْفدُ ا َّل ِذي‬
‫الص َالةُ‪َ ،‬ف َؿ ْـ ت ََرك ََفا؛ َف َؼدْ َك َػ َر»(‪.)2‬‬
‫َب ْقـَـَا َو َب ْقـ َُف ُؿ َّ‬
‫وترك الصالة بالؽؾقة قد ُوجد يف بالد الؿسؾؿقـ< لقجقد مـ ٓ يؼقل بؽػر‬
‫تاركفا بالؽؾقة< وقد ذكر العراقل يف «صرح التثريب» طـ بعض طؾؿاء الؿغرب أكف‬
‫تؽؾؿ يق ًما يف ترك الصالة طؿدً ا‪ ،‬ثؿ قال‪« :‬وهذه الؿسللة مؿا فرضفا العؾؿاء ولؿ‬
‫تؼع< ٕن أحدً ا مـ الؿسؾؿقـ ٓ يتعؿد ترك الصالة»(‪.)1‬‬

‫(‪ )3‬تؼدم تخريجف‪( ،‬ص ‪.)23‬‬


‫(‪ )2‬أخرجف الرتمذي‪ ،‬أبقاب اإليؿان‪ ،‬باب ما جاء يف ترك الصالة‪ ،)2823( ،‬والـسائل‪ ،‬كتاب الصالة‪،‬‬
‫باب الحؽؿ يف تارك الصالة‪ ،)381( ،‬وابـ ماجف‪ ،‬كتاب إقامة الصالة والسـة فقفا‪ ،‬باب ما جاء فقؿـ‬
‫ترك الصالة‪ ،)309;( ،‬وأحؿد (‪ ،)22;19‬مـ حديث بريدة بـ الحصقب ‪ ‬مرفقطًا‪ ،‬وقال الرتمذي‬
‫طؼبف‪« :‬حديث حسـ صحقح غريب»‪ ،‬وصححف ابـ حبان يف‪ :‬التؼاسقؿ وإكقاع‪.)397/3( ،‬‬
‫(‪ )1‬صرح التثريب‪.)370/2( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪018‬‬

‫وأما بؼقة إركان العؿؾقة مـ الزكاة‪ ،‬والصقام‪ ،‬والحج< فالجؿفقر طؾك أن مـ‬
‫تركفا بعد آطرتاف بقجقهبا لؿ يؽػر‪ ،‬وتؽػقره ققل طـد الؿالؽقة(‪ ،)3‬ورواية طـ‬
‫أحؿد(‪ <)2‬ولذلؽ ففق خطر طظقؿ< ٕن ترك الركـ يفدم البقت‪ ،‬كؿا هق معؾقم يف‬
‫الؿحسقسات‪.‬‬

‫ؾح ِّج َأ ْكز ََل اهللُ فِل َح ِّؼ ِف ْؿ‪ ﴿ :‬ﮬ ﮭ ﮮ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َاس فل ز ََم ِـ الـَّبِ ِّل ﷺ ل َ‬
‫« َو َل َّؿا َل ْؿ َيـْ َؼدْ أك ٌ‬
‫ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﴾ [آل طؿران‪:»];9 :‬‬
‫ت اهلل ِ‪َ ،‬و َل ْؿ َي ُح َّج؛ َفالَ َط َؾ ْق ِف َأ ْن َي ُؿ َ‬
‫قت‬ ‫اح َؾ ًة ُتب ِّؾ ُغف إِ َلك بق ِ‬
‫َْ‬ ‫َ ُ‬
‫ؽ زَادا ور ِ‬
‫جاء يف إثر‪َ « :‬م ْـ َم َؾ َ ً َ َ‬
‫قل فِل كِتَابِ ِف‪ ﴿ :‬ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬ ‫قد ًّيا‪َ ،‬أ ْو ك َْص َراكِ ًّقا‪َ ،‬و َذلِ َ‬
‫ؽ َأ َّن اهللَ َي ُؼ ُ‬ ‫يف ِ‬
‫َُ‬
‫ت َأ ْن َأ ْب َع َ‬
‫ث َر ُج ًال إِلَك‬ ‫﮲ ﮳ ﮴ ﴾»(‪ ،)1‬وجاء طـ طؿر‪ ‬أكف قال‪َ « :‬ل َؼدْ َه َؿ ْؿ ُ‬
‫ار‪َ ،‬ف ْؾ َقـْ ُظ ُروا إِ َلك ك ُِّؾ َر ُج ٍؾ ذِي َجدَ ٍة لَ ْؿ َي ُح َّج‪َ ،‬ف َق ْضرِ ُبقا َط َؾ ْق ِف ُؿ ا ْل ِ‬
‫جز َْيةَ‪َ ،‬ما‬ ‫َه ِذ ِه ْإَ ْم َص ِ‬
‫قـ»(‪.)3‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫قـ‪َ ،‬ما ُه ْؿ ُم ْسؾؿ َ‬ ‫ُه ْؿ ُم ْسؾؿ َ‬

‫(‪ )3‬يـظر‪ :‬مقاهب الجؾقؾ‪.)337 ،333 ،298 ،:0 /1( ،‬‬


‫(‪ )2‬يـظر‪ :‬الؿغـل‪ ،)313 /2( ،‬مجؿقع الػتاوى‪.);9/20( ،‬‬
‫(‪ )1‬أخرجف الرتمذي‪ ،‬أبقاب الحج‪ ،‬باب ما جاء يف التغؾقظ يف ترك الحج‪ ،):32( ،‬مـ حديث طؾل ‪‬‬
‫مرفقطًا< وقال الرتمذي طؼبف‪« :‬هذا حديث غريب‪ ٓ ،‬كعرفف إٓ مـ هذا القجف‪ ،‬ويف إسـاده مؼال‪،‬‬
‫وهالل بـ طبد اهلل مجفقل‪ ،‬والحارث يضعػ يف الحديث»‪.‬‬
‫أيضا مـ صريؼ أبل أمامة‪ ،‬وأبل هريرة‪ ،‬وابـ مسعقد ‪،‬‬ ‫وقد روي الحديث مرفقطًا ً‬
‫وإساكقد إلقفؿ كؾفا ضعقػة‪ ،‬ويـظر‪ :‬تـؼقح التحؼقؼ ٓبـ طبد الفادي‪ ،)308/1( ،‬وكصب الراية‪،‬‬
‫(‪.)332 ،333/3‬‬
‫(‪ )3‬أخرجف الخالل يف‪ :‬السـة‪ ،33/7( ،‬رقؿ ‪ ،)3793‬والاللؽائل يف‪ :‬شرح أصقل اطتؼاد أهؾ السـة‬
‫والجؿاطة‪ ،‬مـ صريؼ الحسـ‪ ،‬طـ طؿر ‪ ،‬فذكره< قال ابـ طبد الفادي يف‪ :‬تـؼقح التحؼقؼ‪،‬‬
‫ٕن الحسـ لؿ يسؿع مـ طؿر ‪.»‬‬ ‫مرسؾ‪َّ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫(‪« :)330/1‬هذا إثر‬
‫وأخرجف ابـ أبل شقبة يف‪ :‬الؿصـػ‪ ،)33890( ،‬طـ وكقع‪ ،‬طـ شعبة‪ ،‬طـ الحؽؿ بـ طتقبة‪ ،‬طـ‬
‫ات وهق م ِ‬
‫قس ٌر َل ْؿ َي ُح َّج‪،‬‬ ‫طدي بـ طدي بـ طؿقرة‪ ،‬طـ أبقف‪ ،‬قال‪ :‬قال طؿر بـ الخطاب‪َ « :‬م ْـ َم َ َ ُ َ ُ‬
‫قد ًّيا‪َ ،‬أ ْو ك َْص َراكِ ًّقا»‪ ،‬ورجال إسـاده ثؼات‪.‬‬
‫ال َشاء‪ ،‬ي ُف ِ‬
‫َ َ‬
‫ي َح ٍ‬‫ت َط َؾك َأ ِّ‬
‫َف ْؾ َق ُؿ ْ‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪001‬‬

‫« َو َم ْـ أ َق َّر بِ َف َذا ُك ِّؾ ِف‪َ ،‬و َج َحدَ ا ْل َب ْع َ‬


‫ث؛ َك َػ َر بِ ِ‬
‫اإل ْج َؿاعِ‪َ ،‬و َح َّؾ َد ُم ُف‪َ ،‬و َما ُل ُف‪ ،‬ك ََؿا َق َال‬
‫َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬
‫ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ‬
‫َان اهلل ‪-‬‬
‫ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﴾ [الـساء‪َ ،]373-370:‬فنِ َذا ك َ‬
‫ت َه ِذ ِه‬‫ض َف ُف َق كَافِ ٌر ح ًّؼا‪ ،‬زَا َل ْ‬ ‫تعالى‪َ -‬قدْ َص َّر َح يف كِتَابِ ِف َأ َّن َم ْـ َآم َـ بِ َب ْع ٍ‬
‫ض‪َ ،‬و َك َػ َر بِبَ ْع ٍ‬
‫الش ْب َف ُة»‪ٕ :‬هنؿ يؼقلقن‪ :‬كحـ كشفد أن ٓ إلف إٓ اهلل‪ ،‬وكصقم‪ ،‬وكزكل‪ ،‬وكػعؾ‬
‫ُّ‬
‫القاجبات‪ ،‬وكرتك الؿحظقرات‪ ،‬وكسقا أن رأس الؿال ‪ -‬وهق تقحقد إلقهقة ‪-‬‬
‫طـدهؿ ضائع‪.‬‬

‫ويؼقلقن‪ :‬إن الذيـ ٓ يشفدون أن ٓ إلف إٓ اهلل هؿ الذيـ يقصػقن‬


‫أيضا ‪ -‬مثؾفؿ؟! فقؼال لفؿ‪ :‬إذا ثبت طـدكؿ مؽ ِّػر واحد<‬
‫بالؽػار‪ ،‬ففؾ كحـ ‪ً -‬‬
‫فلكتؿ مثؾفؿ‪.‬‬

‫اء فِل كِتَابِ ِف ا َّل ِذي ْأر َس َؾ إِ َل ْقـَا»‪ :‬فػل‬


‫«وه ِذ ِه ِهل التل َذكَرها بع ُض َأه ِؾ إَحس ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َ َ‬
‫رسالة لؾشقخ مـ بعض أهؾ إحساء‪ ،‬وهق أحؿد بـ طبد الؽريؿ‪ ،‬قال ما معـاه‪:‬‬
‫كقػ تحؽؿقن طؾقـا بالؽػر وكحـ كشفد أن ٓ إلف إٓ اهلل‪ ،‬وكصؾل‪ ،‬وكصقم‪،‬‬
‫وكتعبد؟!(‪.)3‬‬

‫والجقاب الثاين ققلف‪:‬‬


‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الر ُس َ‬ ‫ْت ت ُِؼ ُّر َّ‬
‫« َو ُي َؼ ُال‪ :‬إِ َذا ُكـ َ‬
‫قل ﷺ فل ك ُِّؾ َشلء‪َ ،‬و َج َحدَ ُو ُج َ‬
‫قب‬ ‫أن َم ْـ َصدَّ َق َّ‬
‫ث‪،‬‬ ‫ؽ إِ َذا أ َقر بِؽ ُِّؾ َش ٍ‬
‫لء إِ َّٓ ا ْل َب ْع َ‬ ‫اإل ْج َؿاعِ‪َ ،‬وك ََذلِ َ‬ ‫الصال َِة ‪َ -‬أ َّكف كَافِر‪َ ،‬حال َُل الدَّ ِم َوا ْلؿ ِ‬
‫ال بِ ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫َّ‬
‫ب فِ ِقف‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ػ ا ْل َؿ َذاه ُ‬ ‫ؽ ُك ِّؾف؛ َٓ تَخْ ت َِؾ ُ‬ ‫ان‪َ ،‬و َصدَّ َق بِ َذلِ َ‬
‫قب َص ْقم َر َم َض َ‬ ‫ؽ َل ْق َج َحدَ َو ُج َ‬ ‫َوك ََذلِ َ‬
‫َو َقدْ َكطَ َؼ بِ ِف ا ْل ُؼ ْر َآ ُن‪ ،‬ك ََؿا َقدَّ ْمـَا‪.‬‬
‫(‪ )3‬يـظر‪ :‬الدرر السـقة‪.)81/30( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪000‬‬

‫الصال َِة‪،‬‬ ‫ِ‬


‫يضة َجا َء بِ َفا الـَّبِ ُّل ﷺ‪َ ،‬و ُه َق َأ ْط َظ ُؿ مـ َ‬
‫َفؿع ُؾقم َأ َّن التَّق ِحقدَ هق أط َظؿ َفرِ َ ٍ‬
‫ُ َ ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ٌ‬
‫قر َك َػ َر‪َ ،‬ولَ ْق‬‫ان َش ْقئًا ِم ْـ َه ِذ ِه إُ ُم ِ‬
‫ػ إِ َذا َج َحدَ اإلك َْس ُ‬‫الص ْقمِ‪َ ،‬وا ْل َح ِّج؛ َف َؽ ْق َ‬ ‫ِ‬
‫وال َّزكَاة‪َ ،‬و َّ‬
‫الر ُس ِؾ ُك ِّؾ ِف ْؿ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قل ﷺ‪َ ،‬وإِ َذا َج َحدَ الت َّْقحقدَ ا َّلذي ُه َق د ُ‬
‫يـ ُّ‬ ‫َطؿ َؾ بِؽ ُِّؾ َما َجا َء بِف َّ‬
‫الر ُس ُ‬
‫ِ‬
‫ب َه َذا ا ْل َج ْفؾ!»‪ :‬أي‪ :‬إذا كان مـ صدق الرسقل ﷺ يف‬ ‫ان اهلل َما َأ ْط َج َ‬
‫َٓ ي ْؽ ُػ ُر؟ ُس ْب َح َ‬
‫كؾ شلء‪ ،‬وجحد وجقب الصالة< ففق كافر‪ ،‬حالل الدم باإلجؿاع< فؽقػ بؿـ كان‬
‫الخؾؾ طـد ه يف التقحقد الذي هق إصؾ؟! وأكتؿ طـدكؿ الخؾؾ يف معـك (ٓ إلف إٓ‬
‫اهلل)‪ ،‬وفقؿا تؼتضقف هذه الشفادة‪ ،‬ففؾ ُيؽ َّػر بالػرع‪ ،‬وٓ ُي َؽ َّػر بإصؾ؟!‬

‫والجقاب الثالث ققلف‪:‬‬

‫قل اهللِ ﷺ َقا َت ُؾقا َبـِل َحـِق َػةَ‪َ ،‬و َقدْ َأ ْس َؾ ُؿقا‬ ‫اب رس ِ‬ ‫ِ‬
‫« َو ُي َؼ ُال ‪َ -‬أ ْي ًضا ‪َ :-‬ه ُمَٓء َأ ْص َح ُ َ ُ‬
‫وي َص ُّؾ َ‬
‫قن‪،‬‬ ‫ور ُسق ُلف‪ُ ،‬‬ ‫ون َأ ْن َٓ إِ َل َف إِ َّٓ اهللُ‪َ ،‬و َأ َّن ُم َح َّؿدً ا َطبدُ ه َ‬
‫َم َع الـَّبِ ّل ﷺ َو ُه ْؿ َي ْش َفدُ َ‬
‫َو ُي َم ِّذك َ‬
‫ُقن‪.‬‬

‫قب‪ ،‬إِ َذا ك َ‬ ‫ِ‬


‫َان َم ْـ َر َف َع‬ ‫َفنِ ْن َق َال‪ :‬إِك َُّف ْؿ َي ُؼق ُل ْقن‪َ :‬إ َّن ُم َس ْقؾ َؿ َة َكبِ ٌّل ؛ َف ُؼ ْؾ‪َ :‬ه َذا ُه َق ا ْل َؿ ْط ُؾ ُ‬
‫الصالَةُ‪،‬‬ ‫َان‪َ ،‬وٓ َّ‬ ‫الش َفا َدت ِ‬‫َر ُج ًال فِل ُر ْت َب ِة الـَّبِ ِّل ﷺ؛ َك َػ َر‪َ ،‬و َح َّؾ َما ُل ُف َو َد ُم ُف‪َ ،‬و َل ْؿ َتـْ َػ ْع ُف َّ‬
‫ار السؿق ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫ػ‪َ ،‬أ ْو َص َحابِ ًّقا‪َ ،‬أ ْو َكبِ ًّقا إِ َلك َم ْر َت َبة َج َّب ِ َّ َ َ‬ ‫قس َ‬ ‫ان‪َ ،‬أ ْو ُي ُ‬
‫ػ بِ َؿ ْـ َر َف َع َش ْؿ َس َ‬ ‫َف َؽ ْق َ‬
‫ظ َؿ َش ْل َك ُف!‪ ﴿ ،‬ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ‬ ‫ان اهللِ‪َ ،‬ما َأ ْط َ‬ ‫ض؟ ُس ْب َح َ‬ ‫َوإَ ْر ِ‬

‫ﯾ ﴾ [الروم‪ :»]7;:‬أي‪ :‬أن أصحاب رسقل اهلل ﷺ قاتؾقا بـل حـقػة< ٕهنؿ‬
‫ارتدوا طـ اإلسالم‪ ،‬وقد كاكت ردهتؿ بتصديؼ مسقؾؿة واتباطف‪.‬‬

‫فنن قال‪ :‬إهنؿ يشفدون أن مسقؾؿة كبل‪ ،‬فقؼال لفؿ‪ :‬أيفؿا أطظؿ‪ :‬مـ يشفد أن‬
‫ٍ‬
‫مساو لؿحؿد ﷺ‪ ،‬أو مـ يؼقل‪ :‬يا طؾل‪ ،‬ويا جقالين‪،‬‬ ‫كبل‬
‫ٓ إلف إٓ اهلل وأن مسقؾؿة ٌ‬
‫ويا بدوي‪ ،‬أو غقرهؿ مؿـ يدطك ويساوى بف اهلل؟! وكالم الشقخ ‪ ‬هفـا يف غاية‬
‫الجقدة‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪001‬‬

‫وشؿسان ويقسػ مؼبقران‪ ،‬وقبقرهؿا كاكت تعبد مـ دون اهلل‪ ،‬وتطؾب مـفا‬
‫الحاجات‪ ،‬ويؾجل إلقفا يف الشدائد‪ ،‬كاكا بـجد‪ ،‬وقت دطقة الشقخ ‪.‬‬

‫والجقاب الرابع ققلف‪:‬‬


‫قن‬ ‫ب ‪ ‬بِالـ ِ‬
‫َّار ُك ُّؾ ُف ْؿ َيدَّ ُط َ‬ ‫يـ َح َّر َق ُف ْؿ َط ِؾ ُّل ْب ُـ أبل َصالِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫« َو ُي َؼ ُال ‪َ -‬أ ْي ًضا‪ :-‬ا َّلذ َ‬
‫الص َحا َب ِة؛ َولؽِ ِـ ا ْط َت َؼدُ وا‬ ‫ِ ِ‬
‫اب َطؾ ٍّل ‪َ ،‬و َت َع َّؾ ُؿقا ا ْلع ْؾ َؿ م َـ َّ‬
‫اإلسالَم‪ ،‬وهؿ ِمـ َأصح ِ ِ‬
‫ِْ َ َ ُ ْ ْ ْ َ‬
‫الص َحا َب ُة‬‫ػ َأ ْج َؿ َع َّ‬ ‫ان‪َ ،‬و َأ ْم َثالِ ِف َؿا؛ َف َؽ ْق َ‬
‫ػ‪َ ،‬و َش ْؿ َس َ‬ ‫قس َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫فل َطؾ ٍّل ‪ ‬م ْث َؾ آ ْطت َؼاد فل ُي ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬

‫ُّقن َأ َّن آ ْطتِ َؼاد‬‫قـ؟ َأ ْم َت ُظـ َ‬ ‫ِِ‬


‫ون ا ْل ُؿ ْسؾؿ َ‬ ‫َط َؾك َقت ِْؾ ِف ْؿ‪َ ،‬و ُك ْػرِ ِه ْؿ؟ َأ َت ُظـ َ‬
‫ُّقن َأ َّن َّ‬
‫الص َحا َب َة ُي َؽ ِّػ ُر َ‬
‫ب ‪ُ ‬ي َؽ ِّػ ُر؟»‪ :‬أجؿع الصحابة‬ ‫يف تَاجٍ َو َأ ْم َثالِ ِف َٓ َي ُض ُّر‪َ ،‬وآ ْطتِ َؼا َد فِل َط ِؾ ِّل ْب ِـ أبل َصالِ ٍ‬
‫طؾك قتؾ الذيـ أ َّلفقا طؾ ًّقا‪ ،‬وهؿ السبئقة‪ :‬أتباع طبد اهلل بـ سبل< ولشدة كػرهؿ‬
‫وغؾقهؿ يف طؾل ‪ ،‬أمر بخدِّ إخاديد لفؿ‪ ،‬وإلؼائفؿ فقفا‪ ،‬وإحراقفؿ بالـار‪،‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫ت َقـْبـــــرا»(‪)3‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ـــــت ك ِ‬
‫َـــــاري ودطـــــق ُ‬
‫ْ‬ ‫َ ََ‬ ‫َأجج ُ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ـــــرا‬ ‫ـــــر َأ ْمـ ً‬
‫ـــــرا ُم ْـ َؽـ ً‬ ‫« َل َّؿــــــا َر َأ ْيـ ُ‬
‫ـــــت ْإَ ْمـ َ‬

‫وقد خالػف ابـ طباس يف تحريؼفؿ بالـار‪ ٓ ،‬يف أصؾ قتؾفؿ(‪.)2‬‬


‫وتاج رجؾ أطؿك مـ أهؾ الخرج‪ ،‬كان يليت طؾك قدمقف بؿػرده إلك شؿال‬
‫الرياض‪ ،‬ويلخذ الجبايات والـذور والذبائح والؼرابقـ التل ُأرصدت لف‪ ،‬وقد كان لف‬
‫وٕطقاكف هقبة< ٕكف كان ُيع َبد مـ دون اهلل‪.‬‬

‫والـػقس قد ُجبِؾت طؾك تعظقؿ العظؿاء< فؽقػ يع َّظؿ مثؾ تاج أو شؿسان‪ ،‬مع‬

‫(‪ )3‬تؼدم تقثقؼف (ص ‪.)28‬‬


‫(‪ )2‬أخرج البخاري‪ ،‬كتاب استتابة الؿرتديـ والؿعاكديـ وقتالفؿ‪ ،‬باب حؽؿ الؿرتد والؿرتدة‬
‫واستتابتفؿ‪ ،)8;22( ،‬طـ طؽرمة قال‪ُ :‬أيت طؾل ‪ ‬بزكادقة فلحرقفؿ‪ ،‬فبؾغ ذلؽ ابـ طباس ‪،‬‬
‫اب اهللِ»< ولؼتؾتفؿ< لؼقل‬
‫أحرقفؿ< لـفل رسقل اهلل ﷺ‪ُ َٓ« :‬ت َع ِّذ ُبقا بِ َع َذ ِ‬ ‫فؼال‪ :‬لق كـت أكا لؿ ِّ‬
‫رسقل اهلل ﷺ‪َ « :‬م ْـ َبدَّ َل ِديـَ ُف َفا ْق ُت ُؾق ُه»‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪002‬‬

‫أهنؿا ٓ ققؿة لفؿا‪ ،‬ولؿ ُيعرفا بعؾؿ أو طؿؾ؟ فالجقاب‪ :‬أكف يؽقن مع أمثالفؿ‬
‫شقاصقـ تمثر فقؿـ حقلفؿ‪ ،‬فتقرث فقفؿ الخقف والفؾع والجزع‪ ،‬ثؿ يعبدوهنؿ مـ‬
‫دون اهلل‪ ،‬واهلل الؿستعان‪.‬‬

‫والجقاب الخامس ققلف‪:‬‬

‫ان َبـِل‬
‫يـ َمؾؽُقا ا ْل َؿ ْغرِ َب َو ِم ْص َر يف ز ََم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫« َو ُي َؼ ُال ‪َ -‬أ ْي ًضا ‪َ :-‬بـُق ُط َب ْقد ال َؼدَّ احِ ا َّلذ َ‬
‫قن‬ ‫اس‪ُ ،‬ك ُّؾفؿ ي ْشفدُ ون َأن َٓ إِ َلف إِ َّٓ اهلل‪ ،‬و َأن محؿدً ا رس ُ ِ‬ ‫ال َع َّب ِ‬
‫قل اهلل ﷺ‪َ ،‬و َيدَّ ُط َ‬ ‫ُ َ َّ ُ َ َّ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ َ َ ْ‬
‫ِ‬
‫اإل ْسالَ َم‪َ ،‬و ُي َص ّؾ ْق َن ا ْل ُج ُؿ َعةَ‪َ ،‬وا ْل َج َؿا َطةَ‪.‬‬

‫ك َْح ُـ فِ ِقف َأ ْج َؿ َع ال ُع َؾ َؿا ُء َط َؾك‬


‫الشرِي َع ِة فِل َأ ْش َقا َء ُد ْو َن َما‬
‫َف َؾ َّؿا َأ ْض َف ُروا ُمخَ ا َل َػ َة َّ‬
‫قن َحتَّك ْاس َتـْ َؼ ُذوا َما‬‫ب‪َ ،‬و َغز ُ‬
‫َاهؿ‬ ‫ُك ْػرِ ِه ْؿ‪َ ،‬وقِتَالِ ِف ْؿ‪َ ،‬و َأ َّن بِال َد ُه ْؿ بِال ُد َح ْر ٍ‬
‫ا ْل ُؿ ْس ِؾ ُؿ َ‬
‫ِِ‬ ‫يف ْؿ ِم ْـ ُب ْؾدَ ِ‬‫َبل ْي ِد ِ‬
‫قـ»‪ :‬استؿر حؽؿ العبقديقـ لؿصر والؿغرب قرابة قركقـ‪،‬‬ ‫ان ا ْل ُؿ ْسؾؿ َ‬
‫وهؿ باصـقة زكادقة‪ ،‬وقد حؽؿ طؾقفؿ العؾؿاء بالؽػر‪ ،‬مع أهنؿ يشفدون أن ٓ إلف إٓ‬
‫اهلل وأن محؿدً ا رسقل اهلل يف الظاهر‪ ،‬والؿزذن يسؿع مـفا إذان‪ ،‬والؿساجد تؼام‬
‫فقفا الصؾقات‪ ،‬حتك إن الحاكؿ بلمر اهلل العبقدي أمر الؿحتسبقـ بنلزام الـصارى‬
‫تعؾقؼ صؾبان الخشب‪ ،‬وأن يؽقن قدر القاحد أربعة أرصال‪ ،‬والقفقد تعؾقؼ خشبة‬
‫اسا طـد دخقلفؿ الحؿامات‪،‬‬
‫كالؿدقة‪ ،‬وزهنا ستة أرصال‪ ،‬وأن َيشد يف أطـاقفؿ أجر ً‬
‫ثؿ إكف قبؾ أن يؼتؾ أذن يف إطادة البقع والؽـائس‪ ،‬وأذن لؿـ أسؾؿ أن يعقد إلك ديـف<‬
‫مؽرها‪ ،‬وقال‪ :‬تـزه مساجدكا طؿـ ٓ كقة لف يف اإلسالم(‪.)3‬‬
‫ً‬ ‫لؽقكف‬

‫حؿارا ‪،-‬‬
‫ً‬ ‫وكان يدور بـػسف يف إسقاق طؾك حؿار لف ‪ -‬وكان ٓ يركب إٓ‬
‫فؿـ وجده قد غش يف معقشة< أمر طبدً ا أسقد معف يؼال لف مسعقد أن يػعؾ بف‬

‫(‪ )3‬يـظر‪ :‬تاريخ اإلسالم‪.)21;/29( ،‬‬


‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪003‬‬

‫الػاحشة العظؿك‪ ،‬وهذا أمر مـؽر مؾعقن‪ ،‬لؿ يسبؼ إلقف(‪.)3‬‬


‫خؾدون(‪)1‬‬ ‫والعبقديقن لقسقا فاصؿققـ كؿا يدطقن< خال ًفا لؾؿؼريزي(‪ ،)2‬وابـ‬
‫الـسابة والؿمرخقـ‪ ،‬وإكؿا هؿ‬
‫فقثبتان كسبفؿ إلك فاصؿة ‪ ،‬وهذا باصؾ بنجؿاع َّ‬
‫بـق طبقد الؼدَّ اح(‪ <)3‬لؽـ الشاهد مؿا تؼدم أهنؿ يشفدون أن ٓ إلف إٓ اهلل‪،‬‬
‫وشعائر اإلسالم قائؿة‪ ،‬والـاس يصؾقن‪ ،‬وٓ يعرتضفؿ أحد‪ ،‬ومع هذا حؽؿ طؾقفؿ‬
‫العؾؿاء بالؽػر‪.‬‬

‫الجقاب السادس ققلف‪:‬‬

‫الش ْر ِك‬ ‫قن َل ْؿ َي ْؽ ُػ ُروا إِ َّٓ َٕك َُّف ْؿ َج َؿ ُعقا َب ْق َـ ِّ‬ ‫َان إَ َّو ُل َ‬ ‫« َو ُي َؼ ُال ‪َ -‬أ ْي ًضا ‪ :-‬إِ َذا ك َ‬
‫اب ا َّل ِذي َذك ََر ُه‬‫ؽ‪َ ،‬ف َؿا َم ْعـَك ال َب ِ‬ ‫ث‪َ ،‬و َغ ْقرِ َذلِ َ‬ ‫َار ا ْلبع ِ‬
‫آن‪َ ،‬وإِ ْكؽ ِ َ ْ‬ ‫الر ُس ِؾ َوا ْل ُؼ ْر ِ‬ ‫َوتؽ ِْذ ِ‬
‫يب ُّ‬
‫اب ُح ْؽ ِؿ ا ْل ُؿ ْرتَدّ ‪َ - ِ،‬و ُه َق ا ْل ُؿ ْس ِؾ ُؿ ا َّل ِذي َي ْؽ ُػ ُر َب ْعدَ إِ ْسال َِم ِف‪ -‬؟!‬
‫ب‪َ :‬ب ُ‬ ‫ال ُع َؾ َؿا ُء يف ك ُِّؾ َم ْذ َه ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج ِؾ َو َما َل ُف»‪ :‬أي‪ :‬إذا كان‬ ‫ُث َّؿ َذك َُروا َأكْقا ًطا كَث َقرةً‪ ،‬ك ُُّؾ ك َْق ٍع مـ َْفا ُي َؽ ِّػ ُر‪َ ،‬و ُيح ُّؾ َد َم َّ‬
‫ِ‬
‫والؼرآن‪،‬‬ ‫إولقن لؿ يؽػروا< إٓ ٕهنؿ جؿعقا بقـ الشرك‪ ،‬وتؽذيب الرسقل ﷺ‪،‬‬
‫(‪ )3‬يـظر‪ :‬البداية والـفاية‪.)32/32( ،‬‬
‫(‪ )2‬يـظر‪ :‬اتعاظ الحـػاء بلخبار إئؿة الػاصؿققـ الخؾػاء‪.)37/3( ،‬‬
‫(‪ )1‬يـظر‪ :‬تاريخ ابـ خؾدون‪.)29/3( ،‬‬
‫(‪ )3‬قال الذهبل يف تاريخ اإلسالم‪ )380/9( ،‬يف ترجؿة طبقد اهلل الؿفدي‪« :‬أول خؾػاء الباصـقة بـل‬
‫طبقد أصحاب مصر والؿغرب‪ ،‬وهق دطل كذاب< ادطك أكف مـ ولد الحسقـ بـ طؾل‪ ،‬والؿحؼؼقن‬
‫متػؼقن طؾك أكف لقس بحسقـل»‪ ،‬وقال السخاوي يف الضقء الالمع‪« :)393/3( ،‬والعجب أن‬
‫صاحبـا الؿؼريزي كان يػرط يف تعظقؿ ابـ خؾدون< لؽقكف كان يجزم بصحة كسب بـل طبقد الذيـ‬
‫كاكقا خؾػاء بؿصر‪ ،‬وشفروا بالػاصؿققـ إلك طؾل‪ ،‬ويخالػ غقره يف ذلؽ‪ ،‬ويدفع ما كؼؾ طـ‬
‫إئؿة مـ الطعـ يف كسبفؿ‪ ،‬ويؼقل‪ :‬إكؿا كتبقا ذلؽ الؿحضر مراطاة لؾخؾقػة العباسل‪ ،‬وكان‬
‫صاحبـا يـتؿل إلك الػاصؿققـ‪ ،‬فلحب ابـ خؾدون< لؽقكف أثبت كسبفؿ‪ ،‬وغػؾ طـ مراد ابـ‬
‫خؾدون< فنكف كان ٓكحرافف طـ آل طؾل يثبت كسب الػاصؿققـ إلقفؿ< لؿا اشتفر مـ سقء معتؼد‬
‫الػاصؿققـ‪ ،‬وكقن بعضفؿ كسب إلك الزكدقة‪ ،‬وادطك اإللفقة كالحاكؿ»‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪004‬‬

‫وإكؽار البعث‪ ،‬وغقر ذلؽ‪ ،‬فؿا معـك الباب الذي ذكره العؾؿاء يف كؾ مذهب‪« :‬باب‬
‫حؽؿ الؿرتد»‪ ،‬والذي ذكروا فقف أشقاء حؽؿقا طؾك قائؾفا أو فاطؾفا بالردة‪ ،‬وهل‬
‫دون الشرك يف إلقهقة‪ ،‬ودون ما فعؾف العبقديقن وغقرهؿ؟!‬

‫وأكثر مـ تقسع يف هذا الباب الحـػقة‪ ،‬حتك إكف حؽل طـ إمامفؿ أبل حـقػة ‪‬‬
‫أكف حؽؿ طؾك مـ صؾك بغقر صفارة متعؿدً ا بلكف كافر(‪ ،)3‬وحؽؿ بعض العؾؿاء طؾك‬
‫مـ ص َّغر شق ًئا مع َّظ ًؿا شر ًطا‪ ،‬كالؿسجد‪ ،‬والؿصحػ‪ ،‬بلكف يؽػر(‪.)2‬‬

‫وبعض الػؼفاء يف الؿذاهب يذكر يف باب حؽؿ الؿرتد الرد َة بسبب طؿؾ أو‬
‫ققل< ولؽـف يف معـك (ٓ إلف إٓ اهلل) طؾك صريؼة الؿتؽؾؿقـ‪ ،‬ويحؿؾفا طؾك تقحقد‬
‫الربقبقة‪ ،‬وإثبات الصاكع< ومـ أجؾ هذا كثرت البدع الؿؽػرة يف بؾداهنؿ‪ ،‬وكثرت‬
‫الؿشاهد‪ ،‬وطبادة الؼبقر‪ ،‬وغقر ذلؽ‪ ،‬مع أهنؿ يذكرون يف باب الردة ما هق أسفؾ مـ‬
‫هذا بؽثقر< ولؽـ آختالف يف التؼعقد ِ‬
‫يقرث آختالف يف التػريع‪ ،‬فنهنؿ يختؾػقن‬
‫مع أهؾ الحؼ يف معـك (ٓ إلف إٓ اهلل)< ولذا تجدهؿ يخالػقهنؿ فقؿا تؼتضقف (ٓ إلف‬
‫إٓ اهلل)‪.‬‬

‫(‪ )3‬يـظر‪ :‬شرح الـقوي طؾك مسؾؿ‪.)301 /1( ،‬‬


‫(‪ )2‬روي يف ذلؽ خرب مـؽر< أخرجف ابـ طدي‪ ،‬ذكره الذهبل بنسـاده إلك أبل هريرة ‪ ،‬أن رسقل اهلل ﷺ‬
‫قال‪ ٓ« :‬تؼقلقا مسقجد‪ ،‬وٓ مصقحػ»‪ ،‬وحؽؿ ابـ طدي طؼبف طؾقف بالقضع‪ ،‬وقال الذهبل يف‪:‬‬
‫سقر أطالم الـبالء‪« :)738/33( ،‬هذا حديث مـؽر‪ ،‬شبف مقضقع»‪.‬‬
‫وروي طـ سعقد بـ الؿسقب‪ ،‬ومجاهد‪ ،‬وإبراهقؿ الـخعل كراهقة أن يؼال «مسقجد‪ ،‬ومصقحػ»‪،‬‬
‫كؿا يف‪ :‬الؿصاحػ ٓبـ أبل داود‪( ،‬ص‪ ،13:‬و;‪.)13‬‬
‫وكؼؾ الشقخ بؽر أبق زيد يف معجؿ الؿـاهل الؾػظقة‪( ،‬ص‪ ،)397‬طـ أبل حقان إكدلسل ققلف‪:‬‬
‫«ٓ ُتصغ ِّْر آسؿ القاقع طؾك مـ يجب تعظقؿف شرطًا‪ ،‬كحق أسؿاء الباري ‪-‬تعالى‪ ،-‬وأسؿاء إكبقاء‬
‫‪-‬صلوات الله عليهم‪ ،-‬وما جرى مجرى ذلؽ< ٕن تصغقر ذلؽ غض ٓ يصدر إٓ طـ كافر أو جاهؾ»‪.‬‬
‫ويـظر‪ :‬الدرر السـقة يف إجقبة الـجدية‪.)323/;( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪005‬‬

‫فنن قال الؿشرك مـ أهؾ زماكـا‪ :‬كقػ تحتجقن بؽالم أرباب الؿذاهب‪،‬‬
‫وهؿ يقافؼقكـا يف تقحقد إلقهقة‪ ،‬ويف معـك ٓ إلف إٓ اهلل؟!‬

‫كثقرا مـفا حؼ‪،‬‬


‫فالجقاب‪ :‬أكـا وإن كـا كختؾػ معفؿ يف بعض الؿسائؾ‪ ،‬إٓ أن ً‬
‫والحؼ يؼبؾ مؿـ جاء بف‪ ،‬فالحـػقة‪ ،‬والؿالؽقة‪ ،‬والشافعقة‪ ،‬والحـابؾة يف «باب حؽؿ‬
‫الؿرتد» يحؽؿقن طؾك مـ قال كذا وفعؾ كذا مـ إطؿال الػرطقة‪ ،‬بلكف كافر‪ ،‬ويف‬
‫«اإلطالم بؼقاصع اإلسالم»(‪ٓ )3‬بـ حجر الفقتؿل كثقر مـ هذه إمقر‪ ،‬ومع أن طـده‬
‫مخالػات كثقرة طؼدية‪ ،‬ولؽـ الحؼ يؼبؾ مؿـ جاء بف‪.‬‬

‫ويف الؿـاضرات التل حصؾت مع بعض الؿرجئة الؿقجقديـ الققم قال بعضفؿ‪:‬‬
‫لق سجد رجؾ لصـؿ< فنكف ٓ يؽػر حتك يعتؼد< ٕكف يحتؿؾ أكف اتخذ الصـؿ سرتة‪،‬‬
‫ولؿا سئؾ طؿا لق قال‪ :‬إن اهلل ثالث ثالثة‪ ،‬أجاب‪ :‬إكف ٓ يؽػر حتك يعتؼد كذلؽ‪،‬‬
‫كص طؾك كػره‪ .‬وٓ شؽ أن هذه معاكدة ومحادة هلل ورسقلف‪،‬‬
‫وهذا مع أن الؼرآن َّ‬
‫والؼصد مـف تضققع الديـ‪ ،‬كؿا هق فعؾ الؿرجئة إوائؾ الذيـ يؼقلقن‪ ٓ :‬يضر مع‬
‫اإليؿان ذكب‪ ،‬ومػفقم هذا الؽالم‪ :‬افعؾ ما شئت‪.‬‬

‫أش َقا َء َي ِس َقر ًة ِطـْدَ َم ْـ َف َع َؾ َفا‪ِ ،‬م ْث َؾ ك َِؾ َؿ ٍة َي ْذك ُُر َها بِ ِؾ َساكِ ِف َد َ‬
‫ون‬ ‫«حتَّك إِك َُّف ْؿ َذك َُروا ْ‬
‫ب»‪ :‬طؾك اإلكسان أن يحتاط لـػسف‪،‬‬ ‫َق ْؾبِ ِف‪َ ،‬أ ْو ك َِؾ َؿ ٍة َي ْذك ُُر َها َط َؾ َك َو ْج ِف ا ْل َؿزْحِ َوال َّؾ ِع ِ‬
‫ويفتؿ ويضع لف مـ السقاج وآحتقاصات ما يجعؾف ٓ يـزلؼ ويخرج مـ الديـ‬
‫وهق ٓ يشعر< كؿا قال ‪-‬تعالى‪ ﴿ :-‬ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﴾ [الحجرات‪،]2:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الر ُج َؾ َلقَتَ َؽ َّؾ ُؿ بِالؽَؾ َؿة َٓ َي َرى بِ َفا َب ْل ًسا َي ْف ِقي بِ َفا َسبْع َ‬
‫قـ َخرِي ًػا‬ ‫وققلف ﷺ‪« :‬إِ َّن َّ‬
‫فِل الـ ِ‬
‫َّار»(‪.)2‬‬

‫(‪ )3‬صبع طدة صبعات‪.‬‬


‫(‪ )2‬تؼدم تخريجف‪( ،‬ص ‪.)33‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪006‬‬

‫والجقاب السابع ققلف‪:‬‬

‫قف ْؿ‪ ﴿ :‬ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ‬ ‫يـ َق َال اهللُ فِ ِ‬ ‫ِ‬


‫« َو ُي َؼ ُال ‪َ -‬أ ْي ًضا‪ :-‬ا َّلذ َ‬
‫ت اهللَ َك َّػ َر ُه ْؿ بِؽ َِؾ َؿ ٍة؛ َمع ك َْقكِ ِف ْؿ‬‫ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﴾ [التقبة‪َ ،]41 :‬أ َما َس ِؿ ْع َ‬
‫قن‪،‬‬‫ُّقن‪َ ،‬و َي ُح ُّج َ‬ ‫قن َم َع ُف‪َ ،‬و ُي َزك َ‬ ‫ون َم َع ُف‪َ ،‬و ُي َص ُّؾ َ‬‫اهدُ َ‬ ‫قل اهللِ ﷺ‪ ،‬ويج ِ‬ ‫يف زَم ِـ رس ِ‬
‫َُ َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫يـ َق َال اهلل ‪-‬تعالى‪ -‬فِ ِ‬
‫قف ْؿ‪ ﴿ :‬ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬ ‫ويقحدُ و َن؟ وك ََذلِ َ ِ‬
‫ؽ ا َّلذ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ِّ ْ‬
‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﴾ [التقبة‪.]88-87 :‬‬
‫قل اهللِ ﷺ فِل‬
‫يـ َصر َح اهلل َأك َُّفؿ َك َػروا ب ْعدَ إِيؿاكِ ِفؿ‪َ ،‬و ُهؿ م َع رس ِ‬
‫ْ َ َ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ ْ ُ َ‬
‫ِ ِ‬
‫َف َف ُمَٓء ا َّلذ َ َّ‬
‫قها َط َؾك َو ْج ِف ا ْل َؿزْحِ »‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َغز َْوة َت ُبقك ‪َ -‬قا ُلقا كَؾ َؿ ًة‪َ ،‬ذك َُروا َأك َُّف ْؿ َقا ُل َ‬
‫ففمٓء خرجقا لؾغزو مع الـبل ﷺ‪ ،‬وتؽؾؿقا بؽالم زطؿقا أهنؿ يؼطعقن بف‬
‫أكذب ألسـة‪،‬‬
‫َ‬ ‫أرغب بطقكًا‪ ،‬وٓ‬
‫َ‬ ‫الطريؼ‪ ،‬فؼال بعضفؿ‪« :‬ما رأيـا مثؾ قرائـا همٓء‬
‫وٓ أجب َـ طـد الؾؼاء» يعـقن بذلؽ الرسقل ﷺ والصحابة‪ ،‬فـزل الؼرآن بتؽػقرهؿ‬
‫﴿ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﴾ [التقبة‪ٕ <]88:‬هنؿ تعؾؼقا بدابتف ﷺ يعتذرون‪،‬‬
‫ويؼقلقن‪ :‬كـا كخقض وكؾعب(‪ ،)3‬إٓ أن آستفزاء ٓ ُيعذر فقف أحد‪.‬‬
‫ون َأ ْن ٓ إِ َل َف‬ ‫ِِ‬ ‫الش ْب َفةَ‪ِ ،‬و ِه َل َق ْق ُل ُف ْؿ ُت َؽ ِّػ ُر َ‬
‫« َفت ََّلم ْؾ َه ِذ ِه ُّ‬
‫قـ ُأك ً‬
‫َاسا َي ْش َفدُ َ‬ ‫ون ا ْل ُؿ ْسؾؿ َ‬
‫قن‪ُ ،‬ث َّؿ ت ََل َّم ْؾ َج َقا َب َفا»‪ :‬ففمٓء كاكقا مممـقـ‪ ،‬واستفزؤوا‬ ‫قم َ‬
‫قن َو َي ُص ُ‬ ‫إِ َّٓ اهللُ‪َ ،‬و ُي َص ُّؾ َ‬
‫بالرسقل ﷺ‪ ،‬وببعض ما جاء بف< ولذا فؿـ ارتؽب مؽ ِّػ ًرا واحدً ا< كػر‪ ،‬ولق‬
‫مقحدً ا‪ ،‬وٓ يؾزم مـ إصالق الؽػر أكف ٓ يؽػر حتك يؽػر بجؿقع ما جاء بف‬
‫كان ِّ‬
‫الرسقل ﷺ‪.‬‬
‫« َفنِ َّك ُف ِم ْـ َأ ْك َػ ِع َما فِل َه ِذ ِه إَ ْو َر ِاق»‪ :‬يعـل يف هذا الؽتاب‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجف ابـ جرير يف تػسقره‪ ،)731/33( ،‬طـ هشام بـ سعد‪ ،‬طـ زيد بـ أسؾؿ‪ ،‬طـ طبد اهلل بـ‬
‫طؿر‪ ،‬مـ حديث طبد اهلل بـ طؿر ‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪007‬‬

‫الجقاب الثامـ ققلف‪:‬‬

‫قؾ َمع إِ ْسال َِم ِف ْؿ‪،‬‬‫ؽ ‪َ -‬أ ْي ًضا‪َ :-‬ما حؽَك اهللُ ‪َ ‬ط ْـ بَـِل إِ ْس َرائِ َ‬ ‫قؾ َط َؾك َذلِ َ‬ ‫« َو ِم َـ الدَّ لِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫قسك‪ ﴿ :‬ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﴾‬ ‫َوط ْؾؿ ِف ْؿ‪َ ،‬و َصالَح ِف ْؿ َأك َُّف ْؿ َقا ُلقا ل ُؿ َ‬
‫ػ‬‫اط»‪َ ،‬ف َح َؾ َ‬ ‫ذات َأكْق ٍ‬ ‫اج َع ْؾ َلـَا‬ ‫ِ‬ ‫[إطراف‪ ،]31: :‬و َقق ُل ُأك ٍ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الص َحا َبة‪ْ « :‬‬
‫َاس مـ َّ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫قل ال ّؾ ِف ﷺ َأ َّن َه َذا كَظ ْق ُر َق ْق ِل بـِل إِ ْس َرائِ َ‬
‫ؾؿ ْشرِك َ‬
‫قـ‬ ‫قؾ‪ ﴿ :‬ﭟ ﭠ ﭡ ﴾‪َ ،‬و َلؽ ْـ ل ُ‬ ‫َر ُس ُ‬
‫قن‪ :‬إِ َّن بَـِل إِ ْس َرائِ َ‬
‫قؾ َل ْؿ ي ْؽ ُػ ُروا بذلؽ‪،‬‬ ‫الؼ َّص ِة‪َ ،‬و ِه َل َأك َُّف ْؿ َي ُؼق ُل َ‬
‫قن بِفا ِطـْدَ ه ِذ ِه ِ‬
‫َ‬ ‫ُش ْب َف ٌة ُيدْ ُل َ َ‬
‫ذات َأكْق ٍ‬ ‫وك ََذلِ َ ِ‬
‫اط‪.‬‬ ‫يـ َسل ُلقا الـَّبِ َّل ﷺ َأ ْن َي ْج َع َؾ َل ُفؿ َ َ‬ ‫ؽ ا َّلذ َ‬ ‫َ‬
‫يـ َس َل ُلقا الـَّبِ َّل ﷺ‬ ‫قل‪ :‬إِ َّن بـِل إِسرائقِ َؾ لَؿ ي ْػع ُؾقا‪ ،‬وك ََذلِ َ ِ‬ ‫أن َت ُؼ َ‬
‫ؽ ا َّلذ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫اب ْ‬ ‫َف َ‬
‫الج َق ُ‬
‫ؽ َٓ ِخال َ‬
‫َف يف َأ َّن‬ ‫ؽ؛ لَ َؽ َػ ُروا‪َ ،‬وك ََذلِ َ‬
‫قؾ َل ْق َف َع ُؾقا َذلِ َ‬
‫َف َأ َّن َبـِل إِ ْس َرائِ َ‬
‫َل ْؿ َي ْػ َع ُؾقا‪َ ،‬وَٓ ِخال َ‬
‫اط َب ْعدَ ك َْفقِ ِف؛ لَ َؽ َػ ُروا‪َ ،‬و َه َذا‬
‫ات َأكْق ٍ‬ ‫ِ‬
‫اهؿ الـَّبِ ُّل ﷺ َل ْق َل ْؿ ُيطق ُعق ُه‪َ ،‬واتَّخَ ُذوا َذ َ َ‬
‫ِ‬
‫ا َّلذ َ‬
‫يـ ك ََف ُ‬
‫ُه َق ا ْل َؿ ْط ُؾ ُ‬
‫قب»‪ :‬أي‪ :‬أن الذيـ قالقا‪ ﴿ :‬ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﴾ لؿا قال لفؿ‪:‬‬
‫اكتفقا‪ ،‬ولؿ يصروا طؾك صؾبفؿ‪ ،‬وكذلؽ الذيـ قالقا‬ ‫﴿ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ﴾ َ‬
‫ات َأكْق ٍ‬ ‫لؾـبل ﷺ‪ ،‬كؿا يف حديث أبل واقد الؾقثل ‪« :‬يا رس َ ِ‬
‫اط‬ ‫اج َع ْؾ َلـَا َذ َ َ‬ ‫قل اهلل‪ْ ،‬‬ ‫َ َ ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫قسك‪:‬‬‫ات َأك َْقاط»‪ ،‬لؿا قال لفؿ‪ُ « :‬ق ْؾت ُْؿ َوا َّلذي َك ْػسل بِ َقده ك ََؿا َق َال َق ْق ُم ُم َ‬
‫ك ََؿا َل ُف ْؿ َذ ُ‬

‫﴿ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﴾ إِك ََّفا ُّ‬


‫السـ َُـ‪َ ،‬لت َْر َكبُ َّـ ُسـ ََـ َم ْـ ك َ‬
‫َان‬
‫َق ْب َؾؽ ُْؿ»(‪ )3‬ك ُّػقا واكتفقا‪.‬‬

‫وكظقره لق أراد شخص لبس خاتؿ الذهب‪ ،‬فؼقؾ لف‪ :‬هذا حرام طؾقؽ‪ ،‬فنن أصر‬
‫كػ طـ ذلؽ< فال شلء طؾقف‪.‬‬‫محر ًما‪ ،‬وإن َّ‬ ‫ِ‬
‫وأخذه ولبسف< أثؿ‪ ،‬وارتؽب َّ‬

‫(‪ )3‬أخرجف الرتمذي‪ ،‬أبقاب الػتـ‪ ،‬باب ما جاء لرتكبـ ســ مـ كان قبؾؽؿ‪ ،)23:0( ،‬وأحؿد‬
‫(‪ ،)23:;9‬وقال الرتمذي طؼبف‪« :‬حديث حسـ صحقح»‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪008‬‬

‫الش ْر ِك‬
‫« َو َلؽِ ْـ َه ِذ ِه ا ْل ِؼ َّص ُة ت ُِػقدُ ‪َ :‬أ َّن ا ْل ُؿ ْس ِؾ َؿ ‪َ -‬بؾ ا ْل َعالِ َؿ‪َ -‬قدْ َي َؼ ُع فِل َأك َْقا ٍع ِم ْـ ِّ‬
‫َٓ َيدْ ِري َطـ َْفا»‪ :‬فالؿسؾؿ قد يؼع يف أكقاع مـ الشرك‪ ،‬أو البدطة‪ ،‬أو يف ارتؽاب‬
‫محظقر وهق ٓ يدري< ولذا فنن هذه الؼصة تػقد ثالث فقائد‪:‬‬

‫الػائدة إولك ققلف‪:‬‬

‫« َفت ُِػقدُ التَّ َع ُّؾ َؿ َوالت ََّح ُّر َز»‪ :‬فتػقد آحتقاط لؾـػس< لئال يـزلؼ وهق ٓ يشعر‪ ،‬ومـ‬
‫ذلؽ ما ُذكر طـ السؾػ أهنؿ كاكقا يرتكقن تسعة أطشار الحالل خشقة أن يؼعقا يف‬
‫الحرام(‪.)3‬‬

‫يتساهؾ يف‬
‫َ‬ ‫وقد رأيـا مؿـ كان يزاول الدطقة‪ ،‬ولف فضؾ وطؾؿ وطؿؾ وطبادة‪،‬‬
‫بعض إمقر‪ ،‬فاكحرف إلك ما ٓ يحؿد طؼباه‪ ،‬ومعؾق ٌم أن التساهؾ يجر إلك ما هق‬
‫أشد مـف‪ ،‬والـػس ٓ هناية لؿطالبفا‪:‬‬
‫حــــب الرضــــاع وإن تػطؿــــف يـــــػط ِؿ(‪)2‬‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ــب طؾـــك‬ ‫ـــػس كالطػـ ِ‬
‫ــؾ إن تفؿ ْؾـــف شـ َّ‬ ‫والـ ُ‬

‫اه ِؾ‪« :‬الت َّْق ِحقدُ َف ِف ْؿـَا ُه» َأ َّن َه َذا ِم ْـ أ ْك َبرِ ا ْل َج ْف ِؾ‪َ ،‬ومؽَائِ ِد‬
‫«ومعرِ َف َة َأ َّن َقق َل ا ْلج ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ ْ‬
‫الش ْق َط ِ‬
‫ان»‪:‬‬ ‫َّ‬

‫فػل رسالة لؾشقخ ‪ ‬مـ أحدهؿ يؼال لف الؿقيس‪ ،‬يؼقل فقفا‪« :‬بـقات حرمة‬
‫فضال طـ رجالفؿ»(‪ ،)1‬ثؿ يؼعقن يف الشرك إكرب وهؿ‬
‫ً‬ ‫وطقا ُلفؿ يعرفقن التقحقد‬
‫يؼقلقن هذا الؽالم‪.‬‬

‫(‪ )3‬أخرج طبد الرزاق يف‪ :‬الؿصـػ‪ ،)338:1( ،‬طـ طؿر ‪ ‬قال‪« :‬تركـا تسعة أطشار الحالل مخافة‬
‫الربا»‪ ،‬وذكره الغزالل يف‪ :‬إحقاء طؾقم الديـ‪ ،);7/2( ،‬طـ طؿر ققلف‪« :‬كـا كدع تسعة أطشار‬
‫الحالل مخافة أن كؼع يف الحرام»‪.‬‬
‫(‪ )2‬البقت رقؿ (‪ ،)3:‬مـ بردة البقصقري‪.‬‬
‫(‪ )1‬مطبقع ضؿـ مملػات الشقخ يف الرسالة الخامسة والعشريـ‪( ،‬ص‪.)391‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪011‬‬

‫درس يف الؿدارس‪ ،‬فإصقل الثالثة‪ ،‬والؼقاطد إربع‪،‬‬


‫وقد كان التقحقد ُي َّ‬
‫وكشػ الشبفات‪ ،‬كاكت تحػظ يف آبتدائل‪ ،‬ثؿ ُيبدأ بؽتاب التقحقد مـ السـة‬
‫إولك يف الؿتقسط‪ ،‬فقحػظ ويشرح‪ ،‬وكان إساتذة يف ذلؽ الققت غقر إساتذة‬
‫يف هذا الققت‪ ،‬ثؿ بعد ذلؽ ُتؼرأ كتب التقحقد إخرى‪ ،‬كالقاسطقة‪ ،‬والحؿقية‪،‬‬
‫والتدمرية‪ ،‬والطحاوية‪ ،‬و ُتشرح طؾك مـفج سؾقؿ مستؼقؿ‪.‬‬

‫وأن ُخ ِّػػت مؼررات وساطات التقحقد‪ ،‬وصار ُ‬


‫الؿــــؽرر ُيحذف‪ ،‬مع أن‬
‫التؽرار هق الذي يثبت العؾؿ‪ ،‬فنذا اكتفك الطالب مـ الجامعة< إذا بف لقس معف شلء‪،‬‬
‫ومع ذلؽ فنن الذيـ قبؾفؿ يؼقلقن‪« :‬التقحقد ففؿـاه»‪.‬‬

‫والػائدة الثاكقة ققلف‪:‬‬

‫أن ا ْل ُؿ ْس ِؾ َؿ ا ْل ُؿ ْجت َِفدَ ا َّل ِذي إِ َذا َت َؽ َّؾ َؿ بِ َؽالَ ِم ُك ْػرٍ َو ُه َق َٓ َيدْ ِري‪،‬‬
‫« َوت ُِػقدُ ‪َ -‬أ ْي ًضا ‪َّ -‬‬
‫يـ َس َللُقا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َفـُ ِّب َف َط َؾك َذلِ َ‬
‫َاب م ْـ َسا َطتف؛ َأ َّك ُف َٓ َي ْؽ ُػ ُر‪ ،‬ك ََؿا َف َع َؾ َبـُق إِ ْس َرائقؾ‪َ ،‬وا َّلذ َ‬ ‫ؽ‪ ،‬فت َ‬
‫قل اهلل ِ ﷺ»‪ :‬لؽـ لق أصروا< كػروا بال شؽ‪.‬‬ ‫َر ُس َ‬

‫والػائدة الثالثة ققلف‪:‬‬

‫« َوت ُِػقدُ ‪َ -‬أ ْي ًضا‪ -‬أ َّك ُف َل ْق َل ْؿ َي ْؽ ُػ ْر َفنِ َّك ُف ُي َغ َّؾ ُظ َط َؾ ْق ِف ا ْل َؽالَ ُم َتغ ِْؾق ًظا َش ِديدً ا‪ ،‬ك ََؿا َف َع َؾ‬
‫قل اهلل ِ ﷺ»‪ :‬لئال يعقد إلك مثؾ هذا الطؾب‪ ،‬وإذا أراد أن يطؾب< فنكف يحسب‬ ‫َر ُس ُ‬
‫ات َأكْق ٍ‬ ‫ٍ‬
‫اط» قال‬ ‫ات َأك َْقاط ك ََؿا َل ُف ْؿ َذ ُ َ‬ ‫اج َع ْؾ َلـَا َذ َ‬ ‫ألػ حساب لؿثؾ هذا‪ ،‬فعـدما قالقا‪ْ « :‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لفؿ الـبل ﷺ‪ُ « :‬ق ْؾت ُْؿ َوا َّلذي َك ْػسل بِ َقده ك ََؿا َق َال َق ْق ُم ُم َ‬
‫قسك‪ ﴿ :‬ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬

‫َان َق ْب َؾؽ ُْؿ» فشدد وغ َّؾظ‬ ‫ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﴾‪ ،‬إِك ََّفا ُّ‬


‫السـ َُـ‪َ ،‬لت َْر َك ُب َّـ ُسـ ََـ َم ْـ ك َ‬
‫طؾقفؿ الـبل ﷺ< ٕن إمر مـؽر وطظقؿ‪ ،‬ولئال يعقد الطؾب مرة أخرى‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪010‬‬

‫‪[ ‬امشبٌة احلادية عشرة‪ :‬حلـم امـدم بىجـرد نطـق امشٌـادة]‬

‫قـ ُش ْب َف ٌة ُأ ْخ َرى‪َ :‬ي ُؼق ُل ْق َن‪ :‬إِ َّن الـَّبِ َّل ﷺ َأ ْكؽ ََر َط َؾك َأ َس َام َة ‪َ ‬قت َْؾ َم ْـ‬ ‫ِ‬
‫« َول ْؾ ُؿ ْشرِك َ‬
‫ؽ َق ْق ُلف ﷺ‪:‬‬ ‫أن َق َال‪ َٓ :‬إل َف َّإٓ اهلل؟»‪َ ،‬وك ََذلِ َ‬ ‫َق َال‪ ٓ( :‬إِ َل َف إِٓ اهللُ)‪ ،‬و َق َال‪« :‬أ َق َت ْؾ َت ُف َب ْعدَ ْ‬
‫يث ُأ ْخ َرى فِل ا ْلؽَػِّ َط َّؿ ْـ‬ ‫اد ُ‬ ‫« ُأ ِمر ُت َأ ْن ُأ َقاتِ َؾ الـَّاس حتَّك ي ُؼق ُلقا َٓ إِ َلف إِٓ اهلل»‪ ،‬و َأح ِ‬
‫ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ‬
‫مرا ُد َهمٓ َِء ا ْل َج َف َؾ ِة َأ َّن َم ْـ َقا َل َفا َٓ َي ْؽ ُػ ُر‪َ ،‬وَٓ ُي ْؼت َُؾ َو َل ْق َف َع َؾ َما َف َع َؾ‪.‬‬‫َقا َل َفا‪َ ،‬و ُ‬
‫ٓء ا ْلجف َؾ ِة ا ْلؿ ْشرِكِقـ‪ :‬مع ُؾقم َأن رس َ ِ‬ ‫َفق َؼ ُال لِف ُم ِ‬
‫اه ْؿ‪،‬‬‫قل اهلل ﷺ َقات ََؾ ا ْل َق ُفق َد‪َ ،‬و َس َب ُ‬ ‫َ َ ْ ٌ َّ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫قل اهلل ِ ﷺ َقا َت ُؾقا َبـِل َحـِق َػةَ‪َ ،‬و ُه ْؿ‬ ‫اب رس ِ‬
‫أن َأ ْص َح َ َ ُ‬‫قن‪ َٓ( :‬إِ َل َف إَّٓ اهللُ)‪َ ،‬و َّ‬ ‫َو ُه ْؿ َي ُؼق ُل َ‬
‫قن ِ‬ ‫ي ْشفدُ ون َأن َٓ إِ َلف إِ َّٓ اهلل‪ ،‬وأن محؿدً ا رس ُ ِ‬
‫اإل ْسالَ َم‪،‬‬ ‫قن‪َ ،‬و َيدَّ ُط َ‬ ‫قل اهلل ﷺ‪َ ،‬و ُي َص ُّؾ َ‬ ‫ُ َ َّ ُ َ َّ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ْ‬
‫ب ‪ ‬بِالـ ِ‬
‫َّار‪.‬‬ ‫بـ َأبل َصالِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫يـ َح َّر َق ُف ْؿ َطؾ ُّل ُ‬
‫وك ََذلِ َ ِ‬
‫ؽ ا َّلذ َ‬ ‫َ‬
‫ث َك َػ َر‪َ ،‬و ُقتِ َؾ‪َ ،‬و َل ْق َق َال َٓ إِ َل َف إِ َّٓ اهللُ‪َ ،‬و َأ َّن‬ ‫ٓء ا ْل َج َف َؾ ُة ُم ِؼ ُّر َ‬
‫ون َأ َّن َم ْـ َأ ْكؽ ََر ا ْل َب ْع َ‬ ‫وه ُم ِ‬
‫َ َ‬
‫ػ َٓ َتـْ َػ ُع ُف إِ َذا َج َحدَ‬ ‫اإل ْسالَ ِم؛ َك َػ َر‪َ ،‬و ُقتِ َؾ‪َ ،‬و َل ْق َقا َل َفا‪َ ،‬ف َؽ ْق َ‬ ‫َم ْـ َج َحدَ َش ْقئًا ِم ْـ َأ ْرك ِ‬
‫َان ِ‬
‫الر ُس ِؾ َو َر ْأ ُس ُف؟!‪،‬‬ ‫أص ُؾ ِد ِ‬
‫يـ ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َف ْر ًطا مـ ا ْل ُػ ُرو ِع‪َ ،‬و َتـْ َػ ُع ُف إِ َذا َج َحدَ الت َْقحقدَ ا َّلذي ُه َق ْ‬
‫اد ِ‬
‫يث‪.‬‬ ‫ولؽِـ َأطدَ اء اهلل ِ ما َف ِفؿقا معـَك إَح ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫َ َّ ْ َ َ‬
‫ب َأ َّك ُف َض َّـ َأ َّك ُف َما ا َّد َطا ُه‬ ‫يث ُأ َس َام َة ‪‬؛ َفنِ َّك ُف َقت ََؾ َر ُج ًال ا َّد َطك ِ‬
‫اإل ْسالَ َم؛ بِ َس َب ِ‬ ‫َف َل َّما َح ِد ُ‬
‫َػ َطـْ ُف َحتَك َي َت َب َّق َـ ِمـْ ُف‬ ‫ب ا ْلؽ ُّ‬ ‫الر ُج ُؾ إِ َذا َأ ْض َف َر ِ‬
‫اإل ْسالَ َم؛ َو َج َ‬
‫ِ ِ ِِ‬
‫إِ َّٓ َخ ْق ًفا َط َؾك َدمف َو َمالف؛ َو َّ‬
‫ؽ‪َ ،‬و َأ ْكز ََل اهلل ‪-‬تعالى‪-‬فِل َذلِ َ‬
‫ؽ‪ ﴿ :‬ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‬ ‫ػ َذلِ َ‬
‫َما ُيخَ الِ ُ‬
‫ت‪،‬‬ ‫ب ا ْلؽ ُّ‬
‫َػ َطـْ ُف‪َ ،‬وال َّت َثبُّ ُ‬ ‫أي ُة تَدُ ُّل َط َؾك أ َّك ُف َي ِ‬
‫ج ُ‬ ‫ي‪َ :‬ف َت َثبَّتُقا‪َ ،‬ف َ‬ ‫ﮫ ﮬ ﴾ [الـساء‪َ ،];3 :‬أ ْ‬
‫اإل ْسالَ َم ُقتِ َؾ لِ َؼ ْقلِ ِف تعالك‪ ﴿ :‬ﮬ ﴾‪َ ،‬و َل ْق ك َ‬
‫َان‬ ‫ػ ِ‬ ‫ؽ َما ُيخَ الِ ُ‬ ‫َفنِ ْن َت َب َّق َـ ِمـْ ُف َب ْعدَ َذلِ َ‬
‫ت َم ْعـًك‪.‬‬ ‫َٓ ي ْؼت َُؾ إِ َذا َقا َلفا َلؿ يؽُـ لِؾ َّتثَب ِ‬
‫َ ْ َ ْ ُّ‬ ‫ُ‬
‫اإل ْسالَ َم َوالت َّْق ِحقدَ ؛‬
‫أخ ُر َو َأ ْم َثا ُل ُف‪َ ،‬م ْعـَا ُه َما َذك َْركا ُه َأ َّن َم ْـ َأ ْض َف َر ِ‬
‫يث َ‬‫ؽ ا ْل َح ِد ُ‬
‫َوكَذلِ َ‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪011‬‬

‫قل اهلل ِ‬ ‫قؾ َط َؾك َه َذا َأ َّن َر ُس َ‬ ‫ؽ‪َ ،‬والدَّ لِ ُ‬ ‫أن َي َت َب َّق َـ ِمـْ ُف َما ُيـَاقِ ُض َذلِ َ‬
‫َػ َطـْ ُف؛ إِ َّٓ ْ‬ ‫ب ا ْلؽ ُّ‬ ‫َو َج َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس َحتَّك‬ ‫ا َّلذي َق َال‪« :‬أ َق َت ْؾ َت ُف َب ْعدَ َما َق َال‪ َٓ :‬إِ َل َف إِ َّٓ اهللُ؟»‪َ ،‬و َق َال‪ُ « :‬أم ْر ُت َأ ْن ُأ َقات َؾ الـ َ‬
‫قه ْؿ‪َ ،‬لئِ ْـ‬ ‫قه ْؿ َفا ْق ُت ُؾ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َي ُؼق ُلقا َٓ إِ َل َف إِٓ اهللُ»‪ُ ،‬ه َق ا َّلذي َق َال يف ا ْلخَ َق ِارج‪ْ « :‬أيـ ََؿا َلؼقت ُُؿ ُ‬
‫بقحا‪َ ،‬حتَّك‬ ‫ِ‬ ‫اد»‪ ،‬مع كَقكِ ِفؿ ِمـ أ ْك َثرِ الـ ِ ِ‬ ‫َأدر ْكتُفؿ َٕ ْق ُت َؾـَّفؿ َقت َْؾ ط ٍ‬
‫َّاس ط َبا َدةً‪ ،‬وت َْفؾ ًقال‪َ ،‬وت َْس ً‬ ‫َ ْ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َْ ُ ْ‬
‫الص َحا َب ِة‪َ ،‬ف َؾ ْؿ َتـْ َػ ْع ُف ْؿ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ون َص َالت َُفؿ طـْدَ ُه ْؿ‪َ ،‬و ُه ْؿ َت َع َّؾ ُؿقا ا ْلع ْؾ َؿ مـ َّ‬ ‫الص َحا َب َة َي ْح ِؼ ُر َ‬
‫إِ َّن َّ‬
‫الشرِي َع ِة‪.‬‬ ‫اإل ْسالَ ِم َل َّؿا َض َف َر ِمـ ُْف ْؿ ُمخَ ا َل َػ ُة َّ‬
‫(َٓ إِ َل َف إِ َّٓ اهلل)‪َ ،‬وَٓ َك ْث َر ُة ا ْل ِعبَا َد ِة‪َ ،‬وَٓ ا ِّد َطا ُء ِ‬
‫ُ‬
‫ؽ َأرا َد‬ ‫الص َحا َب ِة ‪َ ‬بـِل َحـِق َػةَ‪َ ،‬وك ََذلِ َ‬ ‫َال َّ‬‫قد‪َ ،‬وقِت ِ‬‫َال ا ْلقف ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ؽ َما َذك َْركَا م ْـ قت ِ َ ُ‬ ‫َوكَذلِ َ‬
‫أن َي ْغز َُو َبـِل ا ْل ُؿ ْص َط ِؾ ْؼ َل َّؿا َأ ْخ َب َر ُه َر ُج ٌؾ َأك َُّف ْؿ َمـَ ُعقا ال َّزكَاةَ‪َ ،‬حتَّك َأ ْكز ََل اهللُ‪:‬‬ ‫الـَّبِ ُل ﷺ ْ‬
‫﴿ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬
‫َان َا َّلر ُج ُؾ كَا ِذ ًبا َط َؾ ْق ِف ْؿ‪َ ،‬وك ُُّؾ َه َذا َيدُ ُّل َط َؾك َأ َّن ُم َرا َد‬
‫ﭮ ﭯ ﴾ [الحجرات‪َ ،]8 :‬وك َ‬
‫احت َُّجقا ِب َفا َما َذك َْركَا ُه»‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الـَّبِ ِّل ﷺ فل َ‬
‫إحاديث التل ْ‬

‫قـ ُش ْب َف ٌة ُأ ْخ َرى‪َ :‬ي ُؼق ُل ْق َن‪ :‬إِ َّن الـَّبِ َّل ﷺ َأ ْكؽ ََر َط َؾك َأ َس َام َة ‪َ ‬قت َْؾ َم ْـ‬ ‫ِ‬
‫« َول ْؾ ُؿ ْشرِك َ‬
‫أن َق َال‪ َٓ :‬إل َف َّإٓ اهلل؟»‪ :‬فالـبل ﷺ أكؽر طؾك‬ ‫َق َال‪ ٓ( :‬إِ َل َف إِٓ اهللُ)‪ ،‬و َق َال‪« :‬أ َق َت ْؾ َت ُف َب ْعدَ ْ‬
‫أسامة بـ زيد لؿا َقتَؾ الؿشرك الذي قال‪ ٓ( :‬إلف إٓ اهلل)‪ ،‬وشدد طؾقف الـؽقر‪ ،‬وقال‬
‫لف‪َ « :‬أ َق َت ْؾ َت ُف َب ْعدَ َما َق َال َٓ إِ َل َف إِ َّٓ اهللُ؟!» واطتذر أسامة بلن َّ‬
‫الرجؾ ما قالفا إٓ خق ًفا مـ‬
‫السقػ‪ ،‬والـبل ﷺ يؽرر‪َ « :‬أ َق َت ْؾ َت ُف َب ْعدَ َما َق َال َٓ إِ َل َف إِ َّٓ اهللُ؟!» إلك أن قال‪« :‬أ َف َال‬
‫َش َؼ ْؼ َت َط ْـ َق ْؾبِ ِف َحتَّك َت ْع َؾ َؿ َأ َقا َل َفا َأ ْم َٓ؟»(‪.)3‬‬

‫الحرقات مـ جفقـة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫(‪ )3‬أخرجف البخاري‪ ،‬كتاب الؿغازي‪ ،‬باب بعث الـبل ﷺ أسام َة ب َـ زيد إلك‬
‫(;‪ ،) 328‬ومسؾؿ‪ ،‬كتاب اإليؿان‪ ،‬باب تحريؿ قتؾ الؽافر بعد أن قال‪ ٓ( :‬إلف إٓ اهلل)‪ ،);8( ،‬مـ‬
‫حديث َأ َسا َم َة ‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪012‬‬

‫فإحؽام تبـك طؾك الظقاهر‪ ،‬وأما البقاصـ والسرائر< فنهنا تقكؾ إلك اهلل ‪،‬‬
‫فؿثؾ هذا يجب ال َؽ ُّ‬
‫ػ طـف إذا قال‪ ٓ( :‬إلف إٓ اهلل)< إذ يؽقن قد دخؾ هبا يف‬
‫اإلسالم‪ ،‬ولؿ يتب َّقـ مـ حالف أكف جاء بؿا يـؼض (ٓ إلف إٓ اهلل)‪ ،‬ثؿ ُيتث َّبت يف أمره‪،‬‬
‫و ُيـ َظر هؾ يثبت طؾك (ٓ إلف إٓ اهلل)‪ ،‬ويعؿؾ بؿؼتضاها‪ ،‬أو يـؼض (ٓ إلف إٓ اهلل)‪،‬‬
‫فقؽقن مرتدًّ ا مستقج ًبا لؾؼتؾ؟‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫« َوك ََذلِ َ‬
‫ؽ َق ْق ُلف ﷺ‪ُ « :‬أم ْر ُت َأ ْن ُأ َقات َؾ الـ َ‬
‫َّاس َحتَّك َي ُؼق ُلقا َٓ إِ َل َف إِٓ اهللُ»‪َ « :‬فنِ َذا‬
‫َقا ُلقا‪ َٓ :‬إِ َل َف إِ َّٓ اهللُ‪َ ،‬ط َص ُؿقا ِمـِّل ِد َما َء ُه ْؿ َو َأ ْم َقا َل ُف ْؿ إِ َّٓ بِ َح ِّؼ َفا»(‪ ،)3‬وحؼ (ٓ إلف إٓ‬
‫اهلل) َّأٓ ُتـ َؼض‪ ،‬فنذا كان مـ حؼفا الصالة والزكاة< فؿـ حؼفا ً‬
‫أيضا َّأٓ يمتك بؿا‬
‫يـاقضفا مـ الشرك‪ ،‬فؿـ فعؾ هذا لؿ يعؿؾ بحؼ (ٓ إلف إٓ اهلل)‪.‬‬

‫مرا ُد َهمٓ َِء ا ْل َج َف َؾ ِة َأ َّن َم ْـ َقا َل َفا‬ ‫يث ُأ ْخ َرى فِل ا ْلؽ ِّ‬
‫َػ َط َّؿ ْـ َقا َل َفا‪َ ،‬و ُ‬
‫«و َأح ِ‬
‫اد ُ‬ ‫َ َ‬
‫َٓ َي ْؽ ُػ ُر‪َ ،‬وَٓ ُي ْؼت َُؾ َو َل ْق َف َع َؾ َما َف َع َؾ»‪ :‬وهذا لقس بصحقح‪ ،‬وتؼدَّ م كالم الشقخ فقؿا‬
‫ذكره طـ أهؾ الؿذاهب إربعة‪ ،‬يف باب حؽؿ الؿرتدِّ مـ كتبفؿ‪ ،‬وأهنؿ حؽؿقا‬
‫بالردة طؾك َمـ َف َعؾ أشقاء ولق كاكت يسقرة يف كظر قائؾفا‪ ،‬ولق لؿ ُي ِ‬
‫ؾؼ لفا ً‬
‫بآ‪.‬‬

‫قل اهللِ ﷺ َقات ََؾ ا ْل َق ُفق َد‪،‬‬ ‫قـ‪َ :‬م ْع ُؾق ٌم َأ َّن َر ُس َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫« َف ُق َؼ ُال ل َف ُمٓء ا ْل َج َف َؾة ا ْل ُؿ ْش ِرك َ‬
‫قل اهللِ ﷺ َقا َت ُؾقا َبـِل َحـِق َػةَ‪،‬‬
‫اب رس ِ‬
‫أن َأ ْص َح َ َ ُ‬ ‫قن‪ َٓ( :‬إِ َل َف إَّٓ اهللُ)‪َ ،‬و َّ‬‫اه ْؿ‪َ ،‬و ُه ْؿ َي ُؼق ُل َ‬
‫َو َس َب ُ‬
‫وهؿ ي ْشفدُ ون َأن َٓ إِ َلف إِ َّٓ اهلل‪ ،‬وأن محؿدً ا رس ُ ِ‬
‫قن‬
‫قن‪َ ،‬و َيدَّ ُط َ‬ ‫قل اهلل ﷺ‪َ ،‬و ُي َص ُّؾ َ‬ ‫ُ َ َّ ُ َ َّ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ْ َ َ َ ْ‬
‫بـ َأبل َصالِ ٍ‬
‫ب ‪ ‬بِالـ ِ‬
‫َّار»‪ :‬ففمٓء يؼقلقن‪ٓ( :‬‬ ‫ِ‬ ‫اإلسالَم‪ ،‬وك ََذلِ َ ِ‬
‫ؽ ا َّلذ َ‬
‫يـ َح َّر َق ُف ْؿ َطؾ ُّل ُ‬ ‫ِْ َ َ‬
‫إلف إٓ اهلل) إٓ أهنؿ كؼضقها بادطاء إلقهقة ل َعؾِل ‪ ،‬وبـق حـقػة ً‬
‫أيضا صدَّ ققا‬
‫مسقؾؿة‪ ،‬وزطؿقا أكف كبل‪ ،‬ورفعقه إلك مستقى محؿد ﷺ وتؼدم يف كالم الشقخ ‪‬‬

‫(‪ )3‬تؼدم تخريجف (ص ‪.)23‬‬


‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪013‬‬

‫أن َمـ َر َفع َب َش ًرا إلك رتبة بشر< فنكف يؽػر‪ ،‬و ُيؼتَؾ‪ ،‬فؽقػ بؿـ رفع َب َش ًرا إلك رتبة‬
‫ج َّبار السؿقات وإرض؟!‪.‬‬

‫ث؛ َك َػ َر‪َ ،‬و ُقتِ َؾ‪َ ،‬و َل ْق َق َال َٓ إِ َل َف إِ َّٓ اهللُ‪،‬‬ ‫ٓء ا ْل َج َف َؾ ُة ُم ِؼ ُّر َ‬
‫ون َأ َّن َم ْـ َأ ْكؽ ََر ا ْل َب ْع َ‬ ‫«وه ُم ِ‬
‫َ َ‬
‫اإل ْسالَ ِم؛ َك َػ َر‪َ ،‬و ُقتِ َؾ‪َ ،‬و َل ْق َقا َل َفا»‪ :‬وهذا كؾف َتؼدَّ م‪ ،‬فؾق‬ ‫َان ِ‬ ‫َو َأ َّن َم ْـ َج َحدَ َش ْقئًا ِم ْـ َأ ْرك ِ‬
‫أ َق َّر بالشفادتقـ وجحد الصالة< فنكف يؽػر إجؿا ًطا‪ ،‬ولق أقر بالشفادتقـ والصالة‬
‫وجحد الزكاة< كذلؽ يؽػر باإلجؿاع‪ ،‬وكذا لق أكؽر وجقب الصقام أو الحج كؿا‬
‫تؼدم يف كالم الشقخ ‪.‬‬

‫ػ َٓ َتـْ َػ ُع ُف إِ َذا َج َحدَ َف ْر ًطا ِمـ ا ْل ُػ ُرو ِع‪َ ،‬و َتـْ َػ ُع ُف إِ َذا َج َحدَ الت َْق ِحقدَ ا َّل ِذي ُه َق‬‫« َف َؽ ْق َ‬
‫الر ُس ِؾ َو َر ْأ ُس ُف؟!»‪ :‬فؾق قال‪ :‬الصالة غقر واجبة< فنن (ٓ إلف إٓ اهلل)‬ ‫يـ ُّ‬ ‫أص ُؾ ِد ِ‬
‫ْ‬
‫ٓ تـػعف‪ ،‬فؽقػ إذا جحد التقحقد الذي هق إصؾ‪ ،‬مع أن بعض العؾؿاء يـازع يف‬
‫كقن إركان فرو ًطا< ٕن ققلف ﷺ‪ُ « :‬بـِل ْ ِ‬
‫اإل ْس َال ُم َط َؾك َخ ْؿ ٍ‬
‫س»(‪ )3‬يعـل‪ :‬أن ك َّؾفا‬ ‫َ‬
‫بحث يف كتب الػروع التل هل‬ ‫أصقل ودطائؿ وأركان كالشفادتقـ‪ ،‬مع أهنا إكؿا ُت َ‬
‫أصال مـ أصقل الديـ‪،‬‬
‫كتب الػؼف‪ ،‬وأحؽامفا ٓ شؽ أهنا فروع‪ ،‬وإن كاكت الصالة ً‬
‫وركـًا مـ أركاكف‪ ،‬والزكاة والصقم والحج كذلؽ‪.‬‬

‫والؿراد بالتقحقد الؿجحقد هـا‪ :‬هق تقحقد إلقهقة‪ ،‬وأما تقحقد الربقبقة< فؼد‬
‫كاكقا يؼرون بف‪ ،‬ويروكف هق الؿطؾقب‪.‬‬
‫«ولؽِـ َأطدَ اء اهلل ِ ما َف ِفؿقا معـَك إَح ِ‬
‫اد ِ‬
‫يث»‪ :‬فقضربقن بعضفا ببعض‪ ،‬وهذه‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ْ َ‬
‫طادة أهؾ الزيغ الذيـ يتتبعقن الؿتشابف‪.‬‬

‫(‪ )3‬أخرجف البخاري‪ ،‬كتاب اإليؿان‪،‬باب ققل الـبل ﷺ‪« :‬بـل اإلسالم طؾك خؿس»‪ ،):( ،‬ومسؾؿ‪،‬‬
‫كتاب اإليؿان‪ ،‬باب ققل الـبل ﷺ‪« :‬بـل اإلسالم طؾك خؿس»‪ ،)38( ،‬مـ حديث ابـ طؿر ‪‬‬
‫مرفقطًا‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪014‬‬

‫ب َأ َّك ُف َض َّـ َأ َّك ُف َما ا َّد َطا ُه‬


‫اإل ْسالَ َم؛ بِ َس َب ِ‬ ‫« َف َل َّما َح ِد ُ‬
‫يث ُأ َس َام َة ‪َ ،‬فنِ َّك ُف َقت ََؾ َر ُج ًال ا َّد َطك ِ‬
‫َص مـف؟‬ ‫مسؾؿا‪ ،‬فؾؿاذا لؿ ُيؼت َّ‬ ‫ً‬ ‫إِ َّٓ َخ ْق ًفا َط َؾك َد ِم ِف َو َمالِ ِف»‪ :‬قد يؼال‪ :‬ما دام قتؾ‬
‫فالجقاب‪ :‬أن لف شبفة‪ ،‬وهل أكف ما قال‪ ٓ( :‬إلف إٓ اهلل) إٓ اتؼاء السقػ‪.‬‬

‫ب ا ْلؽ ُّ‬
‫َػ َطـْ ُف»‪ :‬مثؾ هذا الذي قال‪ ٓ( :‬إلف إٓ‬ ‫الر ُج ُؾ إِ َذا َأ ْض َف َر ِ‬
‫اإل ْسالَ َم َو َج َ‬ ‫« َو َّ‬
‫اهلل)‪.‬‬

‫ػ َذلِ َ‬
‫ؽ»‪ :‬أي‪ :‬ما يـؼض (ٓ إلف إٓ اهلل)‪ ،‬مؿا يقجب‬ ‫« َحتَك َي َت َب َّق َـ ِمـْ ُف َما ُيخَ الِ ُ‬
‫الردة‪.‬‬

‫« َو َأ ْكز ََل اهلل ‪-‬تعالى‪-‬فِل َذلِ َ‬


‫ؽ‪ ﴿ :‬ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﴾‬
‫ت‪َ ،‬فنِ ْن َت َب َّق َـ ِمـْ ُف‬ ‫ب ا ْلؽ ُّ‬
‫َػ َطـْ ُف‪َ ،‬وال َّت َث ُّب ُ‬ ‫أي ُة تَدُ ُّل َط َؾك أ َّك ُف َي ِ‬
‫ج ُ‬ ‫[الـساء‪َ ،];3 :‬أ ْ‬
‫ي‪َ :‬ف َت َث َّبتُقا‪َ ،‬ف َ‬
‫َان َٓ ُي ْؼت َُؾ إِ َذا َقا َل َفا؛‬ ‫اإل ْسالَ َم؛ ُقتِ َؾ؛ لِ َؼ ْقلِ ِف ‪-‬تعالى‪ ﴿ :-‬ﮬ ﴾‪َ ،‬و َل ْق ك َ‬ ‫ػ ِ‬ ‫ؽ َما ُيخَ الِ ُ‬ ‫َب ْعدَ َذلِ َ‬
‫ت َم ْعـك»‪ :‬ومعـك‪ ﴿ :‬ﮬ ﴾ أي‪ :‬اكظروا يف أمره‪ ،‬هؾ استؿر طؾك (ٓ‬ ‫َلؿ يؽُـ لِؾتَّ َثب ِ‬
‫ُّ‬ ‫ْ َ ْ‬
‫إلف إٓ اهلل)‪ ،‬وطؿؾ بؿؼتضاها‪ ،‬وطرف ما يـاقضفا واجتـبف‪ ،‬أو أكف قال‪ ٓ( :‬إلف إٓ‬
‫ٍ‬
‫حقـئذ يؼتؾ‪ ،‬ولق‬ ‫اهلل) بؾساكف‪ ،‬ولؿ يؼر اإليؿان يف قؾبف‪ ،‬وجاء بؿا يـاقضفا؟!< فنكف‬
‫قال‪ ٓ( :‬إلف إٓ اهلل)‪ ،‬ولق كان ٓ يؼتؾ إذا قالفا< لؿ يؽـ لؾتثبت معـك‪.‬‬

‫وكثقر مـ القافديـ مـ الرجال والـساء يحرص كػالؤهؿ طؾك أن يسؾؿقا‪،‬‬


‫ويرتددون هبؿ طؾك مؽاتب الجالقات‪ ،‬ويعؾؿقهنؿ‪ ،‬فؿـفؿ مـ يسؾؿ بعد الؿعرفة‬
‫والؼـاطة‪ ،‬ومـفؿ مـ يسؾؿ تب ًعا لغقره‪ ،‬كلن يليت مع زمقؾف فقسؾؿ‪ ،‬وهق ٓ يعرف شقئًا‪،‬‬
‫ثؿ يرى أن يرجع إلك ديـف‪.‬‬

‫دخؾ يف اإلسالم إٓ طـ قـاطة< ٕكف إن رجع‬ ‫ولذلؽ فنكف ُيتث َّبت يف إمر‪ ،‬وٓ ُي َ‬
‫كان إمر أشد‪ ،‬ويصقر مر َتدًّ ا‪ ،‬ويستتاب‪ ،‬فنن تاب< وإٓ ُقتِؾ‪ ،‬كؿا يف حديث‪َ « :‬م ْـ‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪015‬‬

‫َبدَّ َل ِديـَ ُف َفا ْق ُت ُؾق ُه»(‪.)3‬‬

‫اإل ْسالَ َم َوالت َّْق ِحقدَ ؛‬


‫أخ ُر َو َأ ْم َثا ُل ُف‪َ ،‬م ْعـَا ُه َما َذك َْركا ُه َأ َّن َم ْـ َأ ْض َف َر ِ‬
‫يث َ‬ ‫ؽ ا ْل َح ِد ُ‬ ‫« َوكَذلِ َ‬
‫قل اهلل ِ ا َّل ِذي‬ ‫ؽ‪َ ،‬والدَّ لِ ُ‬
‫قؾ َط َؾك َه َذا َأ َّن َر ُس َ‬ ‫أن َي َت َب َّق َـ ِمـْ ُف َما ُيـَاقِ ُض َذلِ َ‬
‫َػ َطـْ ُف؛ إِ َّٓ ْ‬‫ب ا ْلؽ ُّ‬‫َو َج َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس َحتَّك َي ُؼق ُلقا َٓ إِ َل َف‬ ‫َق َال‪« :‬أ َق َت ْؾ َت ُف َب ْعدَ َما َق َال‪ َٓ :‬إِ َل َف إِ َّٓ اهللُ؟»‪َ ،‬و َق َال‪ُ « :‬أم ْر ُت َأ ْن ُأ َقات َؾ الـ َ‬
‫قه ْؿ‪َ ،‬لئِ ْـ َأ ْد َر ْكت ُُف ْؿ؛ َٕ ْق ُت َؾـ َُّف ْؿ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إِٓ اهللُ»‪ُ ،‬ه َق ا َّلذي َق َال يف ا ْلخَ َق ِارج‪ْ « :‬أيـ ََؿا َلؼقت ُُؿ ُ‬
‫قه ْؿ؛ َفا ْق ُت ُؾ ُ‬
‫ِ‬ ‫اد»‪ ،‬مع كَقكِ ِفؿ ِمـ أ ْك َثرِ الـ ِ ِ‬ ‫َقت َْؾ ط ٍ‬
‫الص َحا َب َة‬ ‫بقحا‪َ ،‬حتَّك إِ َّن َّ‬ ‫َّاس ط َبا َدةً‪ ،‬و َت ْفؾ ًقال‪َ ،‬وت َْس ً‬ ‫ْ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الص َحا َب ِة‪َ ،‬ف َؾ ْؿ َتـْ َػ ْع ُف ْؿ (َٓ إِ َل َف إِ َّٓ ال َؾ ُف)‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ون َص َالت َُفؿ طـْدَ ُه ْؿ‪َ ،‬و ُه ْؿ َت َع َّؾ ُؿقا ا ْلع ْؾ َؿ مـ َّ‬ ‫َي ْح ِؼ ُر َ‬
‫الشرِي َع ِة»‪ :‬فالخقراج‬ ‫اإل ْسالَ ِم َل َّؿا َض َف َر ِمـ ُْف ْؿ ُمخَ ا َل َػ ُة َّ‬ ‫َوَٓ َك ْث َر ُة ا ْل ِع َبا َد ِة‪َ ،‬وَٓ ا ِّد َطا ُء ِ‬
‫يؼقلقن‪ ٓ( :‬إلف إٓ اهلل)‪ ،‬ويصؾقن‪ ،‬ويزكقن‪ ،‬ويصقمقن‪ ،‬ويؼرؤون الؼرآن‪ ،‬ويحؼر‬
‫ون َصالَ َتؽ ُْؿ َم َع َصالَتِ ِف ْؿ‪،‬‬
‫اإلكسان طبادتف مع طبادهتؿ< كؿا جاء يف الحديث‪« :‬ت َْح ِؼ ُر َ‬
‫او ُز َحـ ِ‬
‫َاج َر ُه ْؿ‪،‬‬ ‫آن َٓ ُي َج ِ‬ ‫َو ِص َق َامؽ ُْؿ َم َع ِص َق ِام ِف ْؿ‪َ ،‬و َط َؿ َؾؽ ُْؿ َم َع َط َؿ ِؾ ِف ْؿ‪َ ،‬و َي ْؼ َرؤُ َ‬
‫ون ال ُؼ ْر َ‬
‫الر ِم َّق ِة»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫يـ ك ََؿا َي ْؿ ُر ُق َّ‬
‫الس ْف ُؿ م َـ َّ‬ ‫قن ِم َـ الدِّ ِ‬
‫َي ْؿ ُر ُق َ‬

‫خالف يف الؿراد بالديـ‪ ،‬هؾ هق‬


‫ٌ‬ ‫و« َي ْؿ ُر ُق َ‬
‫قن» يعـل‪ :‬يخرجقن‪ ،‬وبقـ أهؾ العؾؿ‬
‫اإلسالم أو التديـ؟ فنذا قؾـا‪ :‬إن الؿراد بالديـ اإلسالم< فؿعـاه أهنؿ يؽػرون‬
‫ويخرجقن مـف‪ ،‬وإذا قؾـا‪ :‬الؿراد بف التديـ< فال يؿـع أن يخرجقا مـ دائرة التديـ‬
‫إلك دائرة الػسؼ‪ ،‬وأكثر أهؾ العؾؿ طؾك أهنؿ ٓ َي ْؽ ُػرون‪ ،‬والصحابة لؿا قاتؾقهؿ لؿ‬
‫يعامؾقهؿ معامؾة الؽػار< فؾؿ يسبقا ذراريفؿ‪ ،‬وٓ غـؿقا أمقالفؿ(‪.)1‬‬

‫(‪ )3‬تؼدم تخريجف (ص ‪.)332‬‬


‫(‪ )2‬أخرجف البخاري‪ ،‬كتاب فضائؾ الؼرآن‪ ،‬باب إثؿ مـ راءى بؼراءة الؼرآن أو تلكؾ بف أو فخر بف‪،‬‬
‫(‪ ،)707:‬ومسؾؿ‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب ذكر الخقارج وصػاهتؿ‪ ،)3083( ،‬مـ حديث أبل سعقد ‪‬‬
‫مرفقطًا‪.‬‬
‫(‪ )1‬يـظر‪ :‬فتح الباري‪.)100 -2;;/32( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪016‬‬

‫وطؾك كؾ حال ففؿ مـ شر الربية‪ ،‬يؼتؾقن الؿممـقـ ويرتكقن الؽػار(‪.)3‬‬

‫الص َحا َب ِة ‪َ ‬بـِل َحـِق َػةَ‪َ ،‬وك ََذلِ َ‬


‫ؽ َأرا َد‬ ‫َال َّ‬ ‫قد‪َ ،‬وقِت ِ‬ ‫َال ا ْلقف ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ؽ َما َذك َْركَا م ْـ قت ِ َ ُ‬ ‫« َوكَذلِ َ‬
‫أن َي ْغز َُو َبـِل ا ْل ُؿ ْص َط ِؾ ْؼ َل َّؿا َأ ْخ َب َر ُه َر ُج ٌؾ َأك َُّف ْؿ َمـَ ُعقا ال َّزكَاةَ‪َ ،‬حتَّك َأ ْكز ََل اهللُ‪:‬‬
‫الـَّبِ ُل ﷺ ْ‬
‫﴿ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬
‫َان َا َّلر ُج ُؾ كَا ِذ ًبا َط َؾ ْق ِف ْؿ‪َ ،‬وك ُُّؾ َه َذا َيدُ ُّل َط َؾك َأ َّن ُم َرا َد‬
‫ﭮ ﭯ ﴾ [الحجرات‪َ ،]8 :‬وك َ‬
‫احت َُّجقا ِب َفا َما َذك َْركَا ُه»‪ :‬بعث‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫رجال إلك بـل‬ ‫ً‬ ‫الـبل ﷺ‬ ‫ُّ‬ ‫ال َّـبِ ِّل ﷺ فل َ‬
‫إحاديث التل ْ‬
‫الؿصطؾؼ يلخذ الزكاة مـفؿ‪ ،‬فؾؿا أقبؾ طؾقفؿ خاف أن يؼتؾقه‪ ،‬فرجع ولؿ يخربهؿ‬
‫الـبل ﷺ أهنؿ رفضقا أن يدفعقا الزكاة‪ ،‬فلراد الـبل ﷺ قتالفؿ‪ ،‬وكزل‬
‫بذلؽ‪ ،‬وأخرب َّ‬
‫ققل اهلل ‪ ﴿ :‬ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬
‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﴾ [الحجرات‪ ]8 :‬فؽػ الـبل ﷺ طـ قتالفؿ(‪ ،)2‬والؼراءة‬
‫إخرى (فتثبتقا)(‪.)1‬‬

‫‪[ ‬امشبٌة امدانيهة عشرة‪ :‬االحججـاج حبديـح امشفاعـة امكـربى]‬

‫َّاس َي ْق َم ا ْل ِؼ َق َام ِة َي ْست َِغق ُث َ‬


‫قن بِآ َد َم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫« َو َل ُف ْؿ ُش ْب َفة ُأ ْخ َرى‪َ ،‬وه َل َما َذك ََر الـَّبِ ُّل ﷺ َأ َّن الـ َ‬
‫قسك َف ُؽ ُّؾ ُف ْؿ َي ْعت َِذ ُرون‪َ ،‬حتَك َيـْت َُفقا إِلَك‬ ‫ِ‬
‫قسك‪ُ ،‬ث َّؿ بِع َ‬ ‫قؿ‪ُ ،‬ث َّؿ بِ ُؿ َ‬
‫ِ‬
‫ُث َّؿ بِـُقحٍ ‪ُ ،‬ث َّؿ بِنِ ْب َراه َ‬
‫ت ِش ْركًا‪.‬‬ ‫آستِغَا َث َة بِ َغ ْقرِ اهلل ِ َل ْق َس ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫َر ُسقل اهلل ﷺ؛ َقا ُلقا‪َ :‬ف َف َذا َيدُ ُّل َط َؾك َأ َّن ْ‬
‫قب َأ ْطدَ ائِ ِف؛ َفنِ َّن آ ْستِغَا َث َة بِا ْل َؿخ ُؾ ِ‬
‫قق‬ ‫ان َم ْـ َص َب َع َط َؾك ُق ُؾ ِ‬ ‫أن َت ُؼ َ‬
‫قل‪ُ :‬س ْب َح َ‬ ‫َفا ْل َج َق ُ‬
‫اب ْ‬
‫قن َأ ْه َؾ إَ ْو َث ِ‬
‫ان»‪.‬‬ ‫قن َأ ْه َؾ ِ‬
‫اإل ْسالَمِ‪َ ،‬و َيدَ ُط َ‬ ‫(‪ )3‬كؿا يف حديث أبل سعقد السابؼ‪ ،‬وفقف‪َ « :‬ي ْؼ ُت ُؾ َ‬
‫(‪ )2‬روي هذا الحديث مـ صريؼ جؿاطة مـ الصحابة‪ ،‬وأساكقده كؾفا ٓ تخؾق مـ مؼال‪ ،‬وأحسـفا ما‬
‫أخرجف أحؿد (;‪ ،)3:37‬طـ محؿد بـ سابؼ‪ ،‬طـ طقسك بـ ديـار‪ ،‬طـ أبقف‪ ،‬طـ الحارث بـ أبل‬
‫ضرار الخزاطل ‪ ،‬وجقد إسـاده السققصل يف‪ :‬الدر الؿـثقر‪.)777/9( ،‬‬
‫(‪ )1‬يـظر‪ :‬تػسقر الطربي‪.)13:/23( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪017‬‬

‫فقؿا َي ْؼ ِد ُر َط َؾ ْق ِف َٓ ُكـْؽِ ُر َها‪ ،‬ك ََؿا َق َال اهللُ فِ ْل ِق َّص ِة ُم ْق َسك‪ ﴿ :‬ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬
‫َ‬
‫ب‪َ ،‬أو َغ ْقرِ ِه فِل‬
‫ان بِلَ ْص َحابِ ِف يف ا ْل َح ْر ِ‬ ‫قث إِك َْس ٌ‬‫ﭴ ﭵ ﭶ ﴾ [الؼصص‪َ ،]37 :‬وك ََؿا َي ْست َِغ ُ‬
‫قق‪َ ،‬وك َْح ُـ أ ْكؽ َْركَا ْاستِغَا َث َة ا ْل ِع َبا َد ِة ا َّلتِل َي ْػ َع ُؾقك ََفا ِطـْدَ ُقبُ ِ‬
‫قر‬ ‫َأ ْش َقا َء َي ْؼ ِد ُر َط َؾ ْق َفا ا ْل َؿخْ ُؾ ُ‬
‫اء ا َّلتِل َٓ َي ْؼ ِد ُر َط َؾ ْق َفا إِ َّٓ اهللُ ‪-‬ت َ َعا َلى‪.-‬‬
‫إَولِقاء‪َ ،‬أو فِل َغقبتِ ِفؿ فِل إَ ْشق ِ‬
‫َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬
‫أن‬
‫أن َيدْ ُطقا اهللَ ْ‬ ‫ون ِمـ ُْف ْؿ ْ‬‫اء َي ْق َم ا ْل ِؼ َق َام ِة‪ُ ،‬ي ِريدُ َ‬
‫ؽ َفاستِغا َثتُفؿ بِإ ْكبِق ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫إِ َذا َثب َ ِ‬
‫ت َذل َ ْ‬ ‫َ‬
‫ػ‪َ ،‬و َه َذا َجائِ ٌز فِل الدُّ ْك َقا‬ ‫ب ا ْلؿق ِق ِ‬ ‫ِ‬
‫أه ُؾ ا ْل َجـَة َم ْـ ك َْر ِ َ ْ‬ ‫َاس َحتَّك َي ْس َترِ َ‬
‫يح ْ‬ ‫ب الـ َ‬
‫ِ‬
‫ُي َحاس َ‬
‫قل َل ُف‪:‬‬ ‫ؽ‪ ،‬ف َت ُؼ َ‬ ‫ؽ‪َ ،‬و َي ْس َؿ ُع َكال ََم َ‬ ‫أن ت َْلت ََل ِطـْدَ َر ُج ٍؾ َصالِحٍ َح ٍّل ُي َجالِ ُس َ‬ ‫ؽ ْ‬ ‫أخ َر ِة‪َ ،‬و َذلِ َ‬
‫و ِ‬
‫َ‬
‫لؽ يف َح َقاتِ ِف‪َ ،‬و َأ َّما َب ْعدَ َم ْقتِ ِف؛‬ ‫قل اهللِ ﷺ َي ْسل ُلق َك ُف َذ َ‬ ‫اب رس ِ‬
‫َان َأ ْص َح ُ َ ُ‬ ‫ا ْد ُع اهللَ لِل‪ ،‬ك ََؿا ك َ‬
‫ػ َط َؾك َم ْـ َق َصدَ ُد َطا َء اهلل ِ ِطـْدَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اشا َوك ََّال َأك َُّف ْؿ َسل ُلق ُه َذلؽ طـْدَ َق ْبرِه؛ بؾ َأكؽ ََر َّ‬
‫الس َؾ ُ‬ ‫َف َح َ‬
‫ػ بِدُ طائِ ِف َك ْػ َس ِف؟!»‪.‬‬
‫َق ْبرِ ِه‪ ،‬ف َؽ ْق َ‬

‫َّاس َي ْق َم ا ْل ِؼ َق َام ِة َي ْست َِغق ُث َ‬


‫قن بِآ َد َم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫« َو َل ُف ْؿ ُش ْب َفة ُأ ْخ َرى‪َ ،‬وه َل َما َذك ََر الـَّبِ ُّل ﷺ َأ َّن الـ َ‬
‫قسك‪َ ،‬ف ُؽ ُّؾ ُف ْؿ َي ْعت َِذ ُرون‪َ ،‬حتَك َي ْـت َُفقا إِلَك‬ ‫ِ‬
‫قسك‪ُ ،‬ث َّؿ بِع َ‬‫قؿ‪ُ ،‬ث َّؿ بِ ُؿ َ‬
‫ِ‬
‫ُث َّؿ بِـُقحٍ ‪ُ ،‬ث َّؿ بِنِ ْب َراه َ‬
‫ت ِش ْركًا»‪ :‬فؽؾ واحد‬ ‫آستِغَا َث َة بِ َغ ْقرِ اهلل ِ َل ْق َس ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫َر ُسقل اهلل ﷺ‪َ ،‬قا ُلقا‪َ :‬ف َف َذا َيدُ ُّل َط َؾك َأ َّن ْ‬
‫مـ همٓء إكبقاء يذكر ذكبف‪ ،‬ويعتذر بف‪ ،‬وإن كان بعضفا خالف إولك‪ ،‬فزدم يؼقل‪:‬‬
‫الش َج َرةِ َف َع َص ْق ُت ُف»‪ ،‬وإن كاكت هذه الؿعصقة قد تاب مـفا‪ ،‬واجتباه ربف‬
‫«إِ َّك ُف ك ََفاكِل َط ِـ َّ‬
‫طذر يف الؿؼام‪ ،‬ومـ أجؾ أن يبقـ فضؾ محؿد ﷺ‪ ،‬ثؿ‬ ‫بعد ذلؽ وهداه< ولؽـف ٌ‬
‫َت لِل َد ْط َق ٌة َد َط ْق ُت‬
‫كقحا‪ ،‬فقعتذر ويؼقل‪« :‬إِ َّك ُف َقدْ كَاك ْ‬
‫يؼقل‪« :‬ا ْذ َه ُبقا إِ َلك كُقحٍ »‪ ،‬فقلتقن ً‬
‫بِ َفا َط َؾك َق ْق ِمل»‪ ،‬و« َي ْذك ُُر ُس َما َل ُف َر َّب ُف َما َل ْق َس َل ُف بِ ِف ِط ْؾ ٌؿ»‪ ،‬فنكف أراد أن يشػع لقلده‪،‬‬
‫والشػاطة ٓ تـالف‪ ،‬كؿا يف ققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﴾ [الؿدثر‪،]3::‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪018‬‬

‫ثؿ يلتقن إبراهقؿ‪ ،‬ويذكر الؽذبات الثالث‪ ،‬وكؾفا يف ذات اهلل‪ ،‬ثؿ مقسك‪ ،‬ويذكر‬
‫قتؾف الـػس التل لؿ يممر بؼتؾفا‪ ،‬ثؿ طقسك‪ ،‬وٓ يذكر ذك ًبا‪ ،‬ثؿ يلتقن إلك محؿد ﷺ‪،‬‬
‫والـبل ﷺ يؼقل‪َ « :‬أكَا َل َفا»‪ ،‬ثؿ يسجد تحت العرش‪ ،‬و ُيؾفؿ بؿحامد وأشقاء لؿ يؽـ‬
‫يعرففا يف حقاتف‪ ،‬ثؿ يؼال لف ﷺ‪ْ « :‬ار َف ْع َر ْأ َس َ‬
‫ؽ‪َ ،‬و َس ْؾ ُت ْع َط ْف‪َ ،‬و ْاش َػ ْع ت َُش َّػ ْع»(‪.)3‬‬

‫فقستغقثقن بلبل البشر ً‬


‫أوٓ‪ ،‬ثؿ بالخؿسة أولل العزم‪ ،‬واستغاثقا هبؿ يعـل‪:‬‬
‫صؾبقا مـفؿ أن يدطقا اهلل لقؽشػ طـفؿ الؽرب الذي هؿ فقف‪.‬‬

‫آستِغَا َث َة‬
‫ْ‬ ‫قب َأ ْطدَ ائِ ِف؛ َفنِ َّن‬
‫ان َم ْـ َص َب َع َط َؾك ُق ُؾ ِ‬ ‫أن َت ُؼ َ‬
‫قل‪ُ :‬س ْب َح َ‬ ‫« َفا ْل َج َق ُ‬
‫اب ْ‬
‫فقؿا َي ْؼ ِد ُر َط َؾ ْق ِف َٓ ُكـْؽِ ُر َها»‪ :‬فؾق اطتدى صائؾ طؾك آخر لقؼتؾف‪ ،‬فقجد مـ‬ ‫قق َ‬ ‫بِا ْل َؿخ ُؾ ِ‬

‫الؿسؾؿقـ مـ يغقثف ومعف سالح‪ ،‬ويستطقع أن يـػعف‪ ،‬فؼال لف‪ :‬يا فالن أغثـل‪ ،‬ففذا‬
‫ٓ ُيـ َؽر‪.‬‬

‫«ك ََؿا َق َال اهللُ فِ ْل قِ َّص ِة ُم ْق َسك‪ ﴿ :‬ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﴾»‪:‬‬


‫ٕن مقسك كان ح ًّقا‪ ،‬ويؼدر طؾك إغاثتف‪.‬‬

‫ب َأو َغ ْقرِ ِه فِل َأ ْش َقا َء َي ْؼ ِد ُر َط َؾ ْق َفا‬ ‫ان بِلَ ْص َحابِ ِف يف ا ْل َح ْر ِ‬ ‫قث إِك َْس ٌ‬ ‫« َوك ََؿا َي ْست َِغ ُ‬
‫قر إَ ْولِ َقاء»‪ :‬فإولقاء‬ ‫قق‪َ ،‬وك َْح ُـ أ ْكؽ َْركَا ْاستِغَا َث َة ا ْل ِع َبا َد ِة ا َّلتِل َي ْػ َع ُؾقك ََفا ِطـْدَ ُق ُب ِ‬‫ا ْل َؿخْ ُؾ ُ‬
‫ٓ يستطقعقن أن يدفعقا طـفؿ أو يـػعقهؿ بشلء وهؿ يف قبقرهؿ‪ ،‬ولق استطاطقا‬
‫الـػع لغقرهؿ< لـػعقا أكػسفؿ وهؿ تحت الرتاب‪.‬‬

‫ومؿا ذكر طـ البدوي أكف يف يقم الجؿعة‪ ،‬لؿا فرغ الخطقب‪ ،‬وأققؿت الصالة‪،‬‬
‫قائؿا‪ ،‬وكشػ طـ طقرتف بحضرة‬
‫وضع أحؿد البدوي رأسف يف صققف بعد ما قام ً‬
‫الـاس‪ ،‬وبال طؾك ثقابف‪ ،‬وحصر الؿسجد‪ ،‬واستؿر ورأسف يف صقق ثقبف وهق جالس‬

‫(‪ )3‬تؼدم تخريجف (ص ‪.)23‬‬


‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪021‬‬

‫إلك أن اكؼضت الصالة‪ ،‬ولؿ يصؾ(‪ ،)3‬ولؿا مات طؽػقا طؾك قربه! ومع هذا يزور‬
‫قربه يف كؾ سـة سبعة ماليقـ شخص‪ ،‬فليـ العؼقل؟!‬

‫وقد تؼدم يف كالم الشقخ أن الصالحقـ والعباد وإتؼقاء تؿقؾ الـػقس إلك‬
‫تعظقؿفؿ‪ ،‬وأما مثؾ هذا< فؿـ يعظؿف؟! وهؾ يقجد مـ يعظؿ مجـقكًا إٓ مجـقن‬
‫مثؾف؟!‪.‬‬

‫اء ا َّلتِل َٓ َي ْؼ ِد ُر َط َؾ ْق َفا إِ َّٓ اهللُ ‪-‬ت َ َعا َلى‪ :»-‬أو بحضقرهؿ‪ ،‬فؾق‬
‫« َأو فِل َغقبتِ ِفؿ فِل إَ ْشق ِ‬
‫َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ْ‬
‫قؾت‪ :‬يا فالن أغثـل يف حؿؾ هذه الصخرة التل تزن خؿسؿائة كقؾق< ففذا شرك< ٕكؽ‬
‫يسقرا مـفا‪.‬‬
‫استغثت بؿخؾقق فقؿا ٓ يؼدر طؾقف‪ ،‬فنكف ٓ يؼدر أن يحؿؾ جز ًءا ً‬
‫أن‬ ‫ون ِمـ ُْف ْؿ ْ‬
‫أن َيدْ ُطقا اهللَ ْ‬ ‫اء َي ْق َم ا ْل ِؼ َق َام ِة‪ُ ،‬يرِيدُ َ‬
‫ؽ؛ َفاستِغا َثتُفؿ بِإ ْكبِق ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ت َذلِ َ‬‫«إِ َذا َث َب َ‬
‫ب ا ْلؿققِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ػ»‪ :‬فال يلتقن إلك إكبقاء‬ ‫أه ُؾ ا ْل َجـَة َم ْـ ك َْر ِ َ ْ‬ ‫يح ْ‬ ‫َاس َحتَّك َي ْس َترِ َ‬‫ب الـ َ‬ ‫ُي َحاس َ‬
‫ويؼقلقن‪ :‬أغقثقكا وارفعقا طـا هذا الؽرب‪ ،‬وإكؿا يؼقلقن‪ :‬ادطقا اهلل أن يػرج طـا‪،‬‬
‫ففذه استغاثة بؿخؾقق فقؿا يؼدر طؾقف‪.‬‬

‫ؽ‪،‬‬‫أن ت َْلت ََل ِطـْدَ َر ُج ٍؾ َصالِحٍ َح ٍّل ُي َجالِ ُس َ‬


‫ؽ ْ‬‫أخ َر ِة‪َ ،‬و َذلِ َ‬
‫«وه َذا جائِ ٌز فِل الدُّ ْكقا و ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َو َي ْس َؿ ُع َكال ََم َ‬
‫لـبل ﷺ الصحاب َة أن يلتقا ً‬
‫أويسا‬ ‫ؽ‪ ،‬ف َتؼقل ل ُف‪ :‬ا ْد ُع اهللَ لل»‪ :‬وقد أمر ا ُّ‬
‫وهق مـ التابعقـ‪ ،‬ويطؾبقا مـف الدطاء‪ ،‬وجاءه طؿر كؿا يف صحقح مسؾؿ‪ ،‬وصؾب مـف‬
‫الدطاء(‪.)2‬‬

‫قل اهللِ ﷺ َي ْسل ُلق َك ُف َذ َ‬


‫لؽ يف َح َقاتِ ِف»‪ :‬فطؾب الدطاء مـ‬ ‫اب رس ِ‬
‫َان َأ ْص َح ُ َ ُ‬
‫«ك ََؿا ك َ‬
‫الحل الؼادر ٓ إشؽال فقف‪ ،‬وجاءت بف الـصقص‪ ،‬والـبل ﷺ جاءه أطرابل وهق طؾك‬

‫(‪ )3‬يـظر‪ :‬الضقء الالمع لؾسخاوي‪.)370/;( ،‬‬


‫(‪ )2‬أخرجف مسؾؿ‪ ،‬كتاب فضائؾ الصحابة ‪ ،‬باب مـ فضائؾ أويس الؼرين‪.)2732( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪020‬‬

‫فسؼقا ولؿ يروا الشؿس سبتًا‪ ،‬ثؿ جاء‬


‫الؿـرب‪ ،‬فطؾب مـف أن يدطق ويستسؼل لؾـاس‪ُ ،‬‬
‫إطرابل كػسف أو غقره فؼال‪ :‬يا رسقل اهلل‪ :‬هؾؽت إمقال‪ ،‬واكؼطعت السبؾ‪ ،‬فادع‬
‫اهلل يؿسؽفا(‪.)3‬‬

‫وقحط الـاس يف سـة سبع طشرة يف طفد طؿر‪ ،‬وأجدبقا‪ ،‬واستسؼك طؿر‪،‬‬
‫وقال‪ « :‬الؾفؿ إكا كـا كتقسؾ إلقؽ بـبقـا فتسؼقـا‪ ،‬وإكا كتقسؾ إلقؽ بعؿ كبقـا فاسؼـا»(‪)2‬‬

‫مع أن الـبل ﷺ يف بقتف قريب مـفؿ< ولؽـف يف قربه‪ ،‬فؾق كان آستسؼاء وآستشػاع‬
‫جائزا< لؿا ساغ لعؿر أو غقره أن يستشػع بالعباس والـبل ﷺ‬
‫بالـبل ﷺ بعد وفاتف ً‬
‫مقجقد< ولؽـف مادام يف قربه فال يؼدر طؾك مثؾ هذا‪ ،‬فؽقػ بغقره؟!‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫« َو َأ َّما َب ْعدَ َم ْقتِ ِف؛ َف َح َ‬
‫ػ َط َؾك َم ْـ‬ ‫اشا َوك ََّال َأك َُّف ْؿ َسل ُلق ُه َذلؽ طـْدَ َق ْبرِه؛ َب ْؾ َأكؽ ََر َّ‬
‫الس َؾ ُ‬
‫ػ ِبدُ طائِ ِف َك ْػ َس ِف؟!»‪ :‬كؿا جاء طـ طؾل بـ الحسقـ زيـ‬ ‫َق َصدَ ُد َطا َء اهلل ِ ِطـْدَ َق ْب ِر ِه‪ ،‬ف َؽ ْق َ‬
‫رجال يطؾ مع كافذة طؾك قربه ﷺ ويدطق‬
‫العابديـ ابـ طؾل بـ أبل صالب أكف رأى ً‬
‫اهلل‪ ،‬فـفاه طـ ذلؽ(‪ ،)1‬مع أكف يدطق اهلل‪ ،‬وٓ يدطق الـبل ﷺ< ولؽـ هذه وسقؾة مـ‬
‫وسائؾ الشرك‪.‬‬

‫(‪ )3‬أخرجف البخاري‪ ،‬أبقاب آستسؼاء‪ ،‬باب آستسؼاء يف الؿسجد الجامع‪ ،)3031( ،‬ومسؾؿ‪ ،‬كتاب‬
‫صالة آستسؼاء‪ ،‬باب الدطاء يف آستسؼاء‪ ،):;9( ،‬مـ حديث أكس بـ مالؽ ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجف البخاري‪ ،‬أبقاب آستسؼاء‪ ،‬باب سمال الـاس آستسؼاء إذا قحطقا‪ ،)3030( ،‬مـ حديث‬
‫أكس بـ مالؽ ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرج ابـ أبل شقبة يف‪ :‬الؿصـػ‪ ،)9823( ،‬مـ صريؼ طـ طؾل بـ الحسقـ‪ ،‬أكف رأى ً‬
‫رجال يجلء‬
‫إلك فرجة كاكت طـد قرب الـبل ﷺ‪ ،‬فقدخؾ فقفا‪ ،‬فقدطق‪ ،‬فدطاه‪ ،‬فؼال‪ :‬أٓ أحدثؽ بحديث سؿعتف‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مـ أبل‪ ،‬طـ جدي‪ ،‬طـ رسقل اهلل ﷺ‪ ،‬قال‪َ َٓ« :‬تتَّخ ُذوا َق ْبرِي طقدً ا‪َ ،‬وَٓ ُب ُقق َتؽ ُْؿ ُق ُب ً‬
‫قرا‪َ ،‬و َص ُّؾقا‬
‫قؿؽُؿ َي ْب ُؾغُـِل َح ْق ُث َؿا ُك ْـت ُْؿ»‪ .‬وحسـف ابـ حجر يف‪ :‬كتائج إفؽار‪،)22/3( ،‬‬ ‫ِ‬
‫َط َؾ َّل‪َ ،‬فنِ َّن َصالَ َتؽ ُْؿ َوت َْسؾ َ‬
‫والسخاوي يف‪ :‬الؿؼاصد الحسـة‪( ،‬ص‪.)321‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪021‬‬

‫‪[ ‬امشبٌة امدامدة عشرة‪ :‬االحججـاج بلٍل جربيـل إلبراًـيه‪ :‬أمـك حاجــة؟]‬

‫قؿ ‪َ ‬ل َّؿا ُأ ْل ِؼل يف الـ ِ‬


‫َّار‪ ،‬ا ْطت ََر َض َل ُف‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫« َو َل ُف ْؿ ُشبْ َف ٌة ُأ ْخ َرى‪َ ،‬وهل ق َّص ُة إِ ْب َراه َ‬
‫َ‬
‫قؿ ‪َ :‬أ َّما إِ َل ْق َ‬ ‫ِ‬ ‫قؾ ‪ ‬فِل ا ْلفق ِ‬
‫اء‪َ ،‬ف َؼ َال‪َ :‬أ َل َ‬ ‫ِج ْب َرائِ ُ‬
‫ؽ؛ َفالَ‪َ ،‬قا ُلقا‪:‬‬ ‫اجةٌ؟ َف َؼ َال إِ ْب َراه ُ‬ ‫ؽ َح َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ج ْب َرائِ َ‬
‫آستِغَا َث ُة بِ ِ‬ ‫ِ‬
‫قؾ ‪ ‬ش ْركًا َل ْؿ َي ْعرِ ْض َفا َط َؾك إِ ْب َراه َ‬
‫قؿ‪.‬‬ ‫َف َؾ ْق كَاكَت ْ‬

‫قؾ ‪َ ‬ط َر َض َط َؾ ْق ِف َأ ْن‬


‫الش َبف ِة إُو َلك‪َ ،‬فنِ َّن ِج ْب َرائِ َ‬ ‫اب‪َ :‬أ َّن َه َذا ِم ْـ ِجـ ِ‬
‫ْس ُّ‬ ‫َفا ْل َج َق ُ‬

‫َيـْ َػ َع ُف بِ َل ْمرٍ َي ْؼد ُر َط َؾ ْقف‪َ ،‬فنِ َّك ُف ك ََؿا َق َال اهلل ‪-‬تعالى‪-‬فقف‪ ﴿ :‬ﭧ ﭨ ﴾ [الـجؿ‪َ ،]7 :‬ف َؾ ْق َأ ِذ َن اهللُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫ال‪َ ،‬و ُي ْؾ ِؼ َق َفا يف ا ْل َؿ ْش ِر ِق‪َ ،‬أ ْو‬ ‫اهقؿ َو َما َح ْق َل َفا ِمـ إَ ْر ِ‬
‫ض‪َ ،‬وا ْل ِج َب ِ‬
‫َل ُف َأ ْن َي ْل ُخ َذ ك َ‬
‫َار إِ ْب َر َ‬
‫َان َبع ْق ٍد؛ َل َػ َع َؾ‪َ ،‬و َل ْق َأ َم َر ُه َأن‬
‫قؿ فِل َمؽ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ب؛ َل َػ َع َؾ‪َ ،‬و َل ْق َأم َر ُه اهللُ ‪َ ‬أ ْن َي َض َع إِ ْب َراه َ‬
‫ا ْل َؿ ْغرِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َاجا‪َ ،‬ف َق ْعرِ ُض‬ ‫الس َؿاء؛ َل َػ َع َؾ‪َ ،‬و َه َذا ك ََر ُج ٍؾ غَـ ٍّل َل ُف َم ٌال كَث ٌقر َي َرى َر ُج ًال ُم ْحت ً‬ ‫َي ْر َف َع ُف إِ َلك َّ‬
‫َاج َأ ْن َي ْل ُخ َذ‪،‬‬ ‫الر ُج ُؾ ا ْل ُؿحت ُ‬ ‫ؽ َّ‬ ‫اج َت ُف‪َ ،‬ف َق ْل َبك َذلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َط َؾ ْقف َأن ُي ْؼرِ َض ُف َأ ْو َي َف َب ُف َش ْقئًا َي ْؼضل بِف َح َ‬
‫الش ْر ِك‪ ،‬لَ ْق‬
‫َو َي ْصبِ ُر َحتَّك َي ْلتِ َق ُف اهللُ بِرِز ٍْق َٓ ِمـَّ َة فِ ِقف َٕ َح ٍد‪َ ،‬ف َل ْي َـ َه َذا ِم ْـ ْاستِغَا َث ِة ا ْل ِع َبا َد ِة َو ِّ‬
‫كَاكُقا َي ْػ َؼ ُف َ‬
‫قن؟!»‪.‬‬

‫قؿ ‪َ ‬ل َّؿــا ُأ ْل ِؼــل يف الـَّـ ِ‬


‫ـار‪ ،‬ا ْط َتـ َـر َض َل ـ ُف‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ـؿ ُش ـ ْب َف ٌة ُأ ْخـ َـرى‪َ ،‬وهــل ق َّص ـ ُة إِ ْبـ َـراه َ‬ ‫« َو َل ُفـ ْ‬
‫َ‬
‫قؿ ‪َ :‬أ َّمـا إِ َل ْق َ‬ ‫ِ‬ ‫قؾ ‪ ‬فِل ا ْلفق ِ‬
‫اء‪َ ،‬ف َؼ َال‪َ :‬أ َل َ‬ ‫ِج ْب َرائِ ُ‬
‫ـؽ؛ َفـالَ‪َ ،‬قـا ُلقا‪:‬‬ ‫اجةٌ؟ َف َؼ َال إِ ْب َـراه ُ‬ ‫ؽ َح َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ج ْب َرائِ َ‬
‫آستِغَا َث ُة بِ ِ‬ ‫ِ‬
‫قؿ»‪ :‬فـالـؿرود أضـرم‬ ‫قؾ ‪ ‬ش ْركًا؛ َل ْؿ َي ْعرِ ْض َفا َط َؾك إِ ْب َراه َ‬ ‫َف َؾ ْق كَاكَت ْ‬
‫كقراكًا كبقرة جدً ا‪ ،‬حتك إهنؿ ٓ يستطقعقن أن يؼربقا مـفا لشدة أمرهـا‪ ،‬وطظـؿ حرهـا‪،‬‬
‫ثؿ ألؼل إبراهقؿ ‪ ‬بالؿـجـقؼ‪ ،‬وقبؾ أن يصؾ جاءه جربيؾ ‪.)3(‬‬

‫(‪ )3‬أخرج ابـ جرير يف‪ :‬تػسقره‪ ،)13;/38( ،‬مـ صريؼ معتؿر بـ سؾقؿان‪ ،‬طـ بعض أصحابف قال‪= :‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪022‬‬

‫اب‪:‬‬ ‫والؼصة يف ثبقهتا كظر‪ ،‬وإكثر طؾك طدم ثبقهتا‪ ،‬وطؾك تؼدير ثبقهتا « َفا ْل َج َق ُ‬
‫قؾ ‪َ ‬ط َر َض َط َؾ ْق ِف َأ ْن َيـْ َػ َع ُف بِ َل ْمرٍ َي ْؼ ِد ُر‬
‫الش َبف ِة إُو َلك‪َ ،‬فنِ َّن ِج ْب َرائِ َ‬ ‫َأ َّن َه َذا ِم ْـ ِجـ ِ‬
‫ْس ُّ‬

‫َط َؾ ْقف‪َ ،‬فنِ َّك ُف ك ََؿا َق َال اهلل ‪-‬تعالى‪-‬فقف‪ ﴿ :‬ﭧ ﭨ ﴾ [الـجؿ‪َ ،]7 :‬ف َؾ ْق َأ ِذ َن اهللُ َل ُف َأ ْن َي ْل ُخ َذ ك َ‬
‫َار‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬

‫ب؛ َل َػ َع َؾ‪،‬‬ ‫ال‪َ ،‬و ُي ْؾ ِؼ َق َفا يف ا ْل َؿ ْشرِ ِق‪َ ،‬أ ْو ا ْل َؿ ْغرِ ِ‬ ‫ج َب ِ‬‫ض‪َ ،‬وا ْل ِ‬ ‫اهقؿ‪َ ،‬و َما َح ْق َل َفا ِمـ إَ ْر ِ‬ ‫إِ ْب َر َ‬
‫َان بعق ٍد؛ لَ َػع َؾ‪ ،‬و َلق َأمره َأن ير َفعف إِ َلك السؿ ِ‬ ‫اه ِ‬ ‫ِ‬
‫اء؛‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ ُ َْ َ ُ‬ ‫قؿ فل َمؽ ٍ َ ْ‬ ‫َو َل ْق َأم َر ُه اهللُ ‪َ ‬أ ْن َي َض َع إِ ْب َر َ‬
‫َاجا‪َ ،‬ف َق ْعرِ ُض َط َؾ ْق ِف َأن ُي ْؼرِ َض ُف َأ ْو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َل َػ َع َؾ‪َ ،‬و َه َذا ك ََر ُج ٍؾ غَـ ٍّل َل ُف َم ٌال كَث ٌقر َي َرى َر ُج ًال ُم ْحت ً‬
‫ِ‬ ‫اج َت ُف‪َ ،‬ف َق ْل َبك َذلِ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫َاج َأ ْن َي ْل ُخ َذ‪َ ،‬و َي ْصبِ ُر َحتَّك َي ْلت َق ُف اهللُ‬‫الر ُج ُؾ ا ْل ُؿحت ُ‬ ‫ؽ َّ‬ ‫َي َف َب ُف َش ْقئًا َي ْؼضل بِف َح َ‬
‫قن؟!‬‫الش ْر ِك‪َ ،‬ل ْق كَاكُقا َي ْػ َؼ ُف َ‬ ‫بِرِز ٍْق َٓ ِمـَّ َة فِ ِقف َٕ َح ٍد‪َ ،‬فلَ ْي َـ َه َذا ِم ْـ ْاستِغَا َث ِة ا ْل ِع َبا َدةِ َو ِّ‬

‫قادر طؾك أن يـؼؾ الـار ومـ حقلفا ب ُؼراها وسؽاهنا ويؾؼقفا يف‬
‫حل ٌ‬ ‫فجربيؾ ٌ‬
‫الؿشرق أو الؿغرب‪ ،‬كؿا فعؾ بؼرى ققم لقط‪ ،‬وقادر طؾك أن يـتشؾ إبراهقؿ ‪ ‬مـ‬
‫هذه الـار‪ ،‬ويجعؾف يف مؽان آمـ‪ ،‬أو يرفعف إلك السؿاء< فال إشؽال يف مثؾ هذا‬
‫الطؾب‪ ،‬وهذا طؾك تؼدير صحتفا< وإٓ فنهنا لؿ تثبت‪.‬‬

‫وإبراهقؿ ‪ ‬قد كان جقابف‪« :‬أما مـؽ؛ فال‪ ،‬وأما مـ اهلل؛ فبؾك»‪ ،‬وتقك ََّؾ طؾك‬
‫اهلل وقال‪ :‬حسبـا اهلل وكعؿ القكقؾ< ولذا جاء طـ ابـ طباس ‪« :‬حسبـا اهلل‬
‫وكعؿ القكقؾ‪ ،‬قالفا إبراهقؿ ‪ ‬حقـ ألؼل يف الـار‪ ،‬وقالفا محؿد ﷺ حقـ قالقا‪:‬‬

‫جاء جربيؾ إلك إبراهقؿ ‪-‬طؾقفؿا السالم‪ ،-‬وهق يق َّثؼ أو َّ‬


‫يؼؿط لقؾؼك يف الـار‪ ،‬قال‪« :‬يا إبراهقؿ ألؽ‬ ‫=‬
‫حاجة؟ قال‪ :‬أما إلقؽ؛ فال»< وهذا اإلسـاد ضعقػ‪ ،‬لجفالة شقخ سؾقؿان‪ ،‬كؿا أن الحديث مؼطقع‪،‬‬
‫ولقس مرفقطًا‪.‬‬
‫وأخرجف أبق كعقؿ يف‪ :‬حؾقة إولقاء‪ ،)20/3( ،‬مـ صريؼ إسحاق بـ بشر‪ ،‬طـ مؼاتؾ وسعقد مـ‬
‫ققلفؿا بـحق الؼصة‪ ،‬وفقفا قال إبراهقؿ‪« :‬أما إلقؽ؛ فال‪ ،‬حاجتل إلك اهلل ربل»‪ ،‬وإسحاق بـ بشر‬
‫قال فقف الدارقطـل يف‪ :‬الضعػاء والؿرتوكقـ‪« :)279/3( ،‬كذاب مرتوك»‪.‬‬
‫أيضا‪،-‬‬
‫وأخرجف البقفؼل يف‪ :‬شعب اإليؿان‪ ،)3037( ،‬مـ ققل بشر بـ الحارث بـحقه‪ ،‬وأخرجف ‪ً -‬‬
‫(‪ ،)3213‬مـ ققل أبل يعؼقب الـفرجقري بـحقه‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪023‬‬

‫﴿ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ﴾‬
‫[آل طؿران‪.)3(»]391:‬‬

‫والؿؼصقد أن إكؿؾ يف حؼ إبراهقؿ ‪ ‬لؿؼامف ومـزلتف طـد اهلل‪ ،‬وققة تقكُّؾف‬


‫طؾقف< هق ما حصؾ‪ ،‬فنكف تقكَّؾ طؾك اهلل حؼ التقكُّؾ‪ ،‬فلكؼذه اهلل بؼقلف‪ ﴿ :‬ﯘ ﯙ ﯚ‬
‫ﯛ ﯜ ﯝ ﴾ [إكبقاء‪ ،]8;:‬فصارت روضة خضراء< ولؽـ لق وافؼ طؾك صؾب‬
‫اإلغاثة بلن يـؼذه جربيؾ مـ الـار بلمر اهلل ‪،‬فنهنا تؽقن استغاث ًة مـ مخؾقق فقؿا‬
‫يؼدر طؾقف‪ ،‬ولقست مـ كقع ما يدطقن‪.‬‬

‫ذكر الؼشقري يف «الرسالة الؼشقرية»(‪ )2‬قصة‪ ،‬وكؼؾفا مختصرة طـف الشاصبل يف‬
‫«الؿقافؼات»(‪ ،)1‬طـ أحدهؿ أكف قال‪« :‬بقـؿا أكا أمشك فِل الطريؼ‪ ،‬إذ وقعت فِل بئر‪،‬‬
‫فـزطتـل كػسل َأن أستغقث‪َ ،‬ف ُؼ ْؾ ُت‪ ٓ :‬واهلل ٓ أستغقث‪ ،‬فؿا استتؿؿت هذا الخاصر‬
‫حتك مر برأس البئر رجالن‪ ،‬فؼال أحدهؿا لمخر‪ :‬تعال َحتَّك كسد رأس هذه البئر<‬
‫وصؿقا رأس البئر‪ ،‬ففؿؿت أن أصقح‪ ،‬ثؿ‬ ‫ٍ‬
‫وبارية‬ ‫قفا أحدٌ ‪ ،‬فلتقا بؼصب‬‫ِ‬
‫ُّ‬ ‫لئال يؼع ف َ‬
‫وسؽـت‪ ،‬فبقـؿا أكا بعد ساطة إذ أكا‬
‫ُ‬ ‫قؾت يف كػسل‪ :‬أصقح طؾك مـ هق أقرب مـفؿا‪،‬‬
‫بشلء جاء‪ ،‬وكشػ َطـ رأس البئر‪ ،‬وأدلك رجؾف‪ ،‬وكلكف يؼقل لل‪ :‬تعؾؼ بل يف‬
‫هؿفؿة لف كـت أطرف ذلؽ مـف‪ ،‬فتعؾؼت بف فلخرجـل‪ ،‬فنذا هق س ُبع»‪.‬‬

‫ففؾ يجقز لإلكسان أن يصـع مثؾ صـقع هذا‪ ،‬بلن ُيس َؼػ البئر وهق يف جقفف؟‬

‫كذلؽ يف قصة أم مقسك ‪ ،‬حقـؿا وضعتف يف صـدوق‪ ،‬وألؼتف يف البحر< ففؾ‬


‫لؿـ يرتجح طـده التقكؾ أن يػعؾ بقلده كؿا فعؾت أم مقسك ‪ ‬؟!‬

‫(‪ )3‬أخرجف البخاري‪ ،‬كتاب تػسقر الؼرآن‪ ،‬باب‪ ﴿ :‬ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﴾‪.)3781( ،‬‬
‫(‪.)10:/3( )2‬‬
‫(‪.)3;9/2( )1‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪024‬‬

‫فالجقاب‪ :‬أن مثؾ هذا يف شرطـا ٓ يجقز مفؿا بؾغت درجة التقكؾ< ٕن هذا‬
‫ٌ‬
‫قتؾ‪ ،‬كؿا أكف َمـ يضؿـ أكف وصؾ إلك درجة «مـ تقكؾ طؾك اهلل حؼ التقكؾ» مثؾ ما‬
‫حصؾ طـد أم مقسك لؿصؾحة راجحة؟‬

‫وكذا يف قصة صاحب الؼرض مـ بـل إسرائقؾ الذي سلل بعض بـل إسرائقؾ‬
‫بلن يسؾػف ألػ ديـار‪ ،‬فدفعفا إلقف‪ ،‬فخرج يف البحر‪ ،‬فؾؿ يجد مرك ًبا‪ ،‬فلخذ خشبة‪،‬‬
‫فـؼرها‪ ،‬فلدخؾ فقفا إلػ الديـار‪ ،‬ورمك هبا يف البحر‪ ،‬فخرج الرجؾ الذي كان‬
‫أسؾػف‪ ،‬فنذا بالخشبة‪ ،‬فلخذها ٕهؾف حط ًبا‪ ،‬فؾؿا كشرها وجد الؿال(‪ <)3‬ففذه الؼصة‬
‫وإن كاكت قد سقؼت يف شريعتـا مساق الؿدح< إٓ أكـا يف شرطـا قد ُكفقـا طـ إضاطة‬
‫الؿال‪ ،‬وطؾقف ٓ يجقز رمل الؿال هبذه الطريؼة‪.‬‬

‫(‪ )3‬أخرجف البخاري يف‪ :‬صحقحف‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب ما ُيستخرج مـ البحر‪ ،)33;:( ،‬مـ حديث أبل‬
‫هريرة ‪ ‬مرفقطًا‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪025‬‬

‫[اخلــاثىــة‪:‬‬
‫امجٍحـيد باملـنب وامنسـان وامعىــل]‬

‫مؿا َت َؼدَّ َم؛ َولؽِ ْـ ُك ْػرِ ُد‬ ‫« َو ْلـَخْ ت ْؿ الْؽ ََالم إن شا َء اهلل ‪-‬تعالى‪-‬بِ َؿ ْس َ َ‬
‫ٍ‬ ‫للة طظِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫قؿة ُم ِف َّؿة ُت ْػ َف ُؿ َّ‬
‫َف َأ َّن الت َّْق ِحقدَ ٓ ُبدَّ َأ ْن‬
‫قل‪ِ َٓ :‬خال َ‬ ‫ط فِ َقفا‪َ ،‬فـَ ُؼ ُ‬
‫َلفا ا ْل َؽالَم؛ لِ ِع َظ ِؿ َشلْكِفا‪ ،‬ولِ َؽ ْثرةِ ا ْل َغ َؾ ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الر ُج ُؾ ُم ْس ِؾ ًؿا‪َ ،‬فنِ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ب‪َ ،‬وال ِّؾ َس ِ‬
‫ان‪َ ،‬وا ْل َع َؿ ِؾ؛ َفنِ ْن ْ‬ ‫ُقن بِا ْل َؼ ْؾ ِ‬
‫اخت ََّؾ َش ْل ٌء م ْـ َه َذا؛ َل ْؿ َيؽ ُْـ ّ‬ ‫َيؽ َ‬
‫قس‪َ ،‬و َأ ْم َثالِ ِف َؿا‪َ ،‬و َه َذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف الت َّْقحقدَ َو َل ْؿ َي ْع َؿ ْؾ بِف؛ َف ُف َق كَاف ٌر ُم َعاكدٌ ‪ ،‬كَػ ْر َط ْق َن َوإِبْؾ َ‬ ‫َط َر َ‬
‫قن‪َ :‬ه َذا َح ٌؼ‪َ ،‬وك َْح ُـ َك ْػ َف ُؿ َه َذا‪َ ،‬وك َْش َفدُ َأك ُف ا ْل َح ُؼ؛‬ ‫وي ُؼق ُل َ‬
‫َاس‪َ ،‬‬ ‫َي ْغ َؾ ُط فِ ِقف كَثِ ٌقر ِم َـ الـ ِ‬
‫ؽ ِم َـ‬ ‫َولؽِ ْـ َٓ َك ْؼ ِد ُر َأ ْن َك ْػ َع َؾ ُف‪َ ،‬وَٓ َي ُجق ُز ِطـْدَ َأ ْه ِؾ َب َؾ ِدكَا إِ َّٓ َم ْـ َوا َف َؼ ُف ْؿ‪َ ،‬أ ْو َغ ْق َر َذلِ َ‬
‫قن ا ْل َح َّؼ‪َ ،‬و َل ْؿ َيت ُْركُق ْه إَّٓ لِ َش ْل ٍء‬‫ب َأئِ َّؿ ِة ا ْل ُؽ ْػرِ َي ْعرِ ُف َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫إَ ْط َذ ِار؛ َو َلؿ َيدْ ِر ا ْلؿ ْسؽ ُ‬
‫قـ َأ َّن غَال َ‬
‫ؽ ِم َـ‬ ‫ِم َـ إَ ْط َذار؛ َق َال َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﴾ [التقبة‪َ ،]; :‬و َغ ْقرِ َذلِ َ‬

‫ات‪َ ،‬ك َؼ ْقلِ ِف‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬ ‫أي ِ‬


‫َ‬
‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﴾ [البؼرة‪.]338 :‬‬

‫وه َق َٓ َي ْػ َف ُؿ ُف‪َ ،‬أ ْوَٓ َي ْعت َِؼدُ ُه بِ َؼ ْؾبِ ِف؛ َف ُف َق َمـَافِ ٌؼ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َفنِ ْن َطؿ َؾ بِالت َّْقحقد َط َؿ ًال َضاه ًرا ُ‬
‫َو ُه َق َش ٌّر ِم َـ ا ْلؽَافِرِ ا ْلخَ الِ ِ‬
‫ص‪ ،‬ك ََؿا َق َال َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬
‫ؽ إِ َذا ت ََل َّم ْؾت ََفا فِل َأ ْل ِسـ َِة الـ ِ‬
‫َّاس‪،‬‬ ‫ﯘ ﴾ [الـساء‪َ ،]337 :‬و َه ِذ ِه َم ْس َل َل ٌة َكبِ ْقر ٌة َص ِقي َؾ ٌة َتتَب َّق ُـ َل َ‬
‫داراة َِٕ َحد‪،‬‬
‫ص دكقا‪َ ،‬أو ج ٍاه‪َ ،‬أو م ٍ‬
‫ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ف ا ْل َح َّؼ‪َ ،‬و َيت ُْر ُك ا ْل َع َؿ َؾ بِف؛ لخَ ْقف َك ْؼ ِ َ ْ َ‬ ‫ت ََرى َم ْـ َي ْعرِ ُ‬
‫اه ًرا َٓ َباصِـًا‪َ ،‬فنِ َذا َسل ْل َت ُف َط َّؿا َي ْعت َِؼدُ بِ َؼ ْؾبِ ِف؛ فنِ َذا ُه َق َٓ َي ْع ِر ُفف‪.‬‬ ‫وتَرى مـ يعؿؾ ِب ِف َض ِ‬
‫َ َ َ ْ ََْ‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪026‬‬

‫َاب اهلل ِ ‪-‬ت َ َعا َلى‪ُ :-‬أوٓ َُه َؿا َق ْق ُل ُف ‪-‬تَعالى‪ ﴿ :-‬ﮒ ﮓ‬
‫ؽ بِ َػ ْفؿ َآيتَ ْق ِـ ِم ْـ كِت ِ‬
‫َو َلؽِ ْـ َط َؾ ْق َ‬

‫ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬
‫ِ ِ‬
‫الرو َم َمع‬ ‫يـ َغزَوا ُّ‬ ‫ت َأ َّن بَ ْع َض َّ‬
‫الص َحا َبة ا َّلذ َ‬ ‫ﮢ ﴾ [التقبة‪َ ،]88 :‬فنِ َذا تَح َّؼ ْؼ َ‬
‫ؽ َأ َّن ا َّل ِذي‬ ‫قها َط َؾك َو ْج ِف الؿــزْحِ َوال َّؾ ِعب؛ َتبَ َّق َـ َل َ‬ ‫قل ﷺ َك َػروا بِسب ِ ِ ٍ‬
‫ب كَؾ َؿة َقا ُل َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫الرس ِ‬
‫َّ ُ‬
‫حد ‪َ -‬أ ْط َظ ُؿ ِم َّؿ ْـ‬ ‫ال‪َ ،‬أو ج ٍاه‪َ ،‬أو مدَ ار ٍاة َٕ ٍ‬
‫ْ ُ َ‬ ‫ص َم ٍ ْ َ‬ ‫َيت َؽ َّؾ ُؿ بِا ْل ُؽ ْػرِ‪َ ،‬و َي ْع َؿ ُؾ بِ ِف؛ خَ ْق ًفا ِم ْـ َك ْؼ ِ‬

‫َيت َؽ َّؾ ُؿ بِؽ َِؾ َؿ ٍة َي ْؿز َُح بِ َفا‪.‬‬

‫أي ُة ال َّثاكِ َق ُة‪َ :‬ق ْق ُل ُف ‪-‬ت َ َعا َلى‪ ﴿ :-‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬


‫َو َ‬
‫ﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ‬
‫ﮓ ﮔ ﴾ [الـحؾ‪َ ،]308 :‬ف َؾ ْؿ َي ْع ُذ ِر اهللُ ِم ْـ َه ُمٓ َِء إِ َّٓ َم ْـ ُأ ْكرِ َه َم َع ك َْق ِن َق ْؾبِ ِف ُم ْط َؿئِـًّا‬
‫يؿاكِف‪َ ،‬س َقاء َف َع َؾ ُف َخ ْق ًفا‪َ ،‬أ ْو َص َؿ ًعا‪َ ،‬أ ْو ُمدَ َارا ًة‬ ‫يؿ ِ‬
‫ان‪َ ،‬و َّأما َغ ْق ُر َهذا َف َؼدْ َك َػ َر َب ْعدَ إِ َ‬ ‫بِ ِ‬
‫اإل َ‬
‫َٕ َح ٍد‪َ ،‬أ ْو َم َش َّح ًة بِ َق َصـ ِ ِف‪َ ،‬أ ْو َأ ْه ِؾ ِف‪َ ،‬أ ْو َط ِش َقرتِ ِف‪َ ،‬أ ْو َمالِ ِف‪َ ،‬أ ْو َف َع َؾ ُف َط َؾك َو ْج ِف ا ْلؿزْحِ ‪َ ،‬أ ْو لِ َغ ْقرِ‬

‫أي ُة تَدُ ُّل َط َؾك َه َذا ِم ْـ ِج َف َت ْق ِـ‪:‬‬


‫الؿــــؽ َْر َه‪َ ،‬ف َ‬ ‫ؽ ِمـ َإغ َْر ِ‬
‫اض؛ إَّٓ ُ‬ ‫َذلِ َ‬

‫ان‬
‫أن اإلك َْس َ‬ ‫الؿؽ َْره‪َ ،‬و َم ْع ُؾق ٌم َّ‬ ‫إُو َلك‪َ :‬ق ْق ُل ُف‪ ﴿ :‬ﮃ ﮄ ﮅ ﴾ َف َؾ ْؿ َي ْس َت ْث ِـ إِٓ ُ‬
‫‪،‬‬

‫َٓ ُيؽ َْر ُه إِٓ َط َؾك ال َع َؿ ِؾ وا ْل َؽالَ ِم وا ْل ِػ ْع ِؾ‪َ ،‬و َأ َّما َط ِؼقدَ ُة ا ْل َؼ ْؾ ِ‬
‫ب؛ َفالَ ُيؽ َْر ُه َط َؾ ْق َفا َأ َحدٌ ‪.‬‬

‫ال َّثاكِ َقةُ‪َ :‬ق ْق ُل ُف َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﴾‬


‫ب آطتِ َؼ ِ‬
‫اد‪ِ ،‬‬ ‫اب َل ْؿ َيؽ ُْـ ِب َس َب ِ‬
‫أو ا ْل َج ْفؾ‪ِ،‬‬ ‫ْ‬ ‫أن َهذا ال ُؽ ْػ َر وا ْل َع َذ َ‬ ‫[الـحؾ‪َ ،]309 :‬ف َص َّر َح َّ‬
‫ؽ ح ًّظا ِمـ ح ُظ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أوا ْلبغ ِ ِ‬
‫قظ الدُّ ْك َقا‪،‬‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْض لؾدِّ ْي ِـ‪َ ،‬أ ْو َم َح َّبة ا ْل ُؽ ْػرِ‪َ ،‬وإِك ََّؿا َس َب ُب ُف َأ َّن َل ُف فل َذل َ َ‬ ‫ِ ُ‬
‫يـ‪َ ،‬واهللُ َأ ْط َؾ ُؿ»‪.‬‬ ‫فآ َث َر ُه َط َؾك الدِّ ِ‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪027‬‬

‫مؿا َت َؼدَّ َم؛ َولؽِ ْـ ُك ْػرِ ُد‬ ‫« َو ْلـَخْ ت ْؿ ا ْلؽ ََالم إن شا َء اهلل ‪-‬تعالى‪-‬بِ َؿ ْس َ َ‬
‫ٍ‬ ‫للة طظِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫قؿة ُم ِف َّؿة ُت ْػ َف ُؿ َّ‬
‫ف َأ َّن الت َّْق ِحقدَ ٓ ُبدَّ َأ ْن‬ ‫قل‪ِ َٓ :‬خالَ َ‬ ‫ط فِ َقفا‪َ ،‬فـَ ُؼ ُ‬
‫َلفا ا ْل َؽالَم؛ لِ ِع َظ ِؿ َشلْكِفا‪ ،‬ولِ َؽ ْثرةِ ا ْل َغ َؾ ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ققل بالؾسان‪ ،‬واطتؼاد‬ ‫ان‪َ ،‬وا ْل َع َؿ ِؾ»‪ :‬فالتقحقد‪ ،‬وكذلؽ اإليؿان ٌ‬ ‫ب‪َ ،‬وال ِّؾ َس ِ‬ ‫ُقن بِا ْل َؼ ْؾ ِ‬
‫َيؽ َ‬
‫وآطتؼاد‪ ،‬رك ٌـ ركق ٌـ‪ ،‬وشرط صحة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الـطؼ‬ ‫بالجـان‪ ،‬وطؿؾ بإركان‪ ،‬فالعؿؾ ُ‬
‫مثؾ‬
‫كؿا هق الؿؼرر طـد طؾؿاء هذه إمة وسؾػفا(‪.)3‬‬

‫ف الت َّْق ِحقدَ َو َل ْؿ َي ْع َؿ ْؾ‬


‫الر ُج ُؾ ُم ْس ِؾؿــًا‪َ ،‬فنِ ْن َط َر َ‬ ‫ِ‬
‫اخت ََّؾ َش ْل ٌء م ْـ َه َذا؛ َل ْؿ َيؽ ُْـ ّ‬ ‫« َفنِ ْن ْ‬
‫قس‪َ ،‬و َأ ْم َثالِ ِف َؿا»‪ :‬فؿـ آمـ بؼؾبف‪ ،‬ولؿ يتؽؾؿ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بِف؛ َف ُف َق كَاف ٌر ُم َعاكدٌ ‪ ،‬كَػ ْر َط ْق َن َوإِ ْبؾ َ‬
‫بؾساكف‪ ،‬ولؿ يعؿؾ< فنكف كافر بال شؽ‪ ،‬وهق مثؾ إبؾقس‪ ،‬وفرطقن< فنهنؿ يعرفقن‬

‫اهلل ‪ <‬فنبؾقس قال‪ ﴿ :‬ﰗ ﰘ ﰙ ﴾ [ص‪ ،]:2:‬ومع ذلؽ ما اكؼاد لفذه‬


‫أيضا ‪ -‬طرف اهلل ‪ <‬كؿا يف ققلف ‪-‬تعالى‪:-‬‬
‫فحؽِؿ طؾقف بالؽػر‪ ،‬وفرطقن ‪ً -‬‬
‫الؿعرفة‪ُ ،‬‬
‫﴿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﴾ [الـؿؾ‪ ،]33:‬جحد هبا بؾساكف بؼقلف‪ ﴿ :‬ﭹ ﭺ ﭻ ﴾‬

‫َ‬
‫فرطقن‪ ،‬أو‬ ‫إبؾقس أو‬
‫َ‬ ‫[الـازطات‪ ،]23:‬ويف باصـف الؿعرفة‪ ،‬ومع ذلؽ لؿ يـػع هذا اإليؿان‬
‫مـ يدطل أكف يؽػل يف اإليؿان الؿعرفة‪ ،‬وهذا ققل غالة الجفؿقة‪ ،‬وقد أ َّلػ مـ أ َّلػ‬
‫مـفؿ يف إيؿان وكجاة فرطقن< كسلل اهلل العافقة‪.‬‬

‫ومثؾف مـ كطؼ بالؾسان‪ ،‬ولؿ يعتؼد بالؼؾب‪ ،‬ولؿ يعؿؾ< ففذا حؽؿف حؽؿ‬
‫الؿـافؼقـ الذيـ هؿ يف الدرك إسػؾ مـ الـار‪ ،‬وكذا مـ طؿؾ بالجقارح‪ ،‬ولؿ يـطؼ‬
‫أيضا ‪ ٓ-‬يـػعف‪.‬‬
‫بالؾسان‪ ،‬ولؿ يعتؼد بالؼؾب< ففذا ‪ً -‬‬

‫(‪ )3‬يـظر‪ :‬مجؿقع الػتاوى‪.)3;:/9( ،‬‬


‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪028‬‬

‫قن‪َ :‬ه َذا َح ٌؼ‪َ ،‬وك َْح ُـ َك ْػ َف ُؿ َه َذا‪َ ،‬وك َْش َفدُ َأك ُف‬ ‫وي ُؼق ُل َ‬
‫َاس‪َ ،‬‬ ‫« َو َه َذا َي ْغ َؾ ُط فِ ِقف كَثِ ٌقر ِم َـ الـ ِ‬
‫ؽ‬ ‫ا ْل َح ُؼ‪َ ،‬ولؽِ ْـ َٓ َك ْؼ ِد ُر َأ ْن َك ْػ َع َؾ ُف‪َ ،‬وَٓ َي ُجق ُز ِطـْدَ َأ ْه ِؾ َب َؾ ِدكَا إِ َّٓ َم ْـ َوا َف َؼ ُف ْؿ‪َ ،‬أ ْو َغ ْق َر َذلِ َ‬
‫ِم َـ إَ ْط َذ ِار»‪ :‬يعـل‪ :‬كثقر مـ الـاس يؼقل‪ :‬الؽالم الذي تؼقلقكف يف التقحقد حؼ<‬
‫ولؽـ ٓ كستطقع أن كعؿؾ بف مداهـة لؼقمـا‪.‬‬

‫قن ا ْل َح َّؼ‪َ ،‬و َل ْؿ َيت ُْركُق ْه إَّٓ لِ َش ْل ٍء ِم َـ‬


‫ب َأئِ َّؿ ِة ا ْل ُؽ ْػرِ َي ْعرِ ُف َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫« َو َلؿ َيدْ ِر ا ْلؿ ْسؽ ُ‬
‫قـ َأ َّن غَال َ‬
‫ؽ ِم َـ‬ ‫إَ ْط َذار؛ َق َال َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﴾ [التقبة‪َ ،]; :‬و َغ ْقرِ َذلِ َ‬
‫ات‪َ ،‬ك َؼ ْقلِ ِف‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬ ‫أي ِ‬
‫َ‬
‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﴾ [البؼرة‪ :»]338 :‬هرقؾ قد طرف الرسقل ﷺ حؼ الؿعرفة‪،‬‬
‫وطرف الديـ‪ ،‬وأكف حؼ‪ ،‬وكاد أن يسؾؿ< بؾ صؾب مـ أطقاكف أن يدخؾقا يف هذا‬
‫ت َلؽ ُْؿ ُم ْؾ ُؽؽ ُْؿ‪َ ،‬ق َال‪:‬‬ ‫آخ َر إَ َب ِد‪َ ،‬و َأ ْن َي ْث ُب َ‬
‫الديـ‪ ،‬فؼال‪« :‬ه ْؾ َلؽُؿ فِل ال َػالَحِ والر َش ِد ِ‬
‫َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت‪َ ،‬ف َؼ َال‪َ :‬ط َؾ َّل بِ ِف ْؿ‪،‬‬ ‫وها َقدْ ُغ ِّؾ َؼ ْ‬ ‫اب‪َ ،‬ف َق َجدُ َ‬ ‫ش إِ َلك إَ ْب َق ِ‬
‫الق ْح ِ‬ ‫اصقا َح ْق َص َة ُح ُؿرِ َ‬ ‫َف َح ُ‬
‫ت‪،‬‬ ‫ت ِمـْؽ ُُؿ ا َّل ِذي َأ ْح َب ْب ُ‬ ‫اخ َت َب ْر ُت ِشدَّ َتؽ ُْؿ َط َؾك ِديـِؽ ُْؿ‪َ ،‬ف َؼدْ َر َأ ْي ُ‬
‫َفدَ َطا بِ ِف ْؿ َف َؼ َال‪ :‬إِكِّل إِك ََّؿا ْ‬
‫َف َس َجدُ وا َل ُف‪َ ،‬و َر ُضقا َطـْ ُف»(‪ ،)3‬حتك إن أسئؾتف ٕبل سػقان‪ ،‬وما ط َّؼب بف طؾك هذه‬
‫إجقبة معرف ُة خبقر‪ ،‬ولؽـف َّ‬
‫شح بؿؾؽف‪ ،‬وآثر الدكقا طؾك الديـ‪.‬‬

‫وكذلؽ لؿ تـػع أبا صالب معرفتف لؾديـ وأكف حؼ< وقد قال‪:‬‬
‫ــــة ِديـــــــــا‬
‫ــــان الــبرِيـــ ِ‬
‫َّ‬
‫مـــــــ خـــــــقرِ أديـــ ِ‬ ‫ـــــلن ديـــــــ محؿـ ٍ‬
‫ـــــد‬ ‫َ‬ ‫ـــــت بـ َّ‬
‫ولؼــــــد طؾؿـ ُ‬
‫لقجــــــدتـل ســــــؿحا بــــــذاك مبقـــــــا(‪)2‬‬
‫ً‬ ‫لــــــقٓ الؿالمــــــ ُة أو حــــــذاري مســــــ َّبة‬

‫(‪ )3‬أخرجف البخاري‪ ،‬كتاب تػسقر الؼرآن‪ ﴿ ،‬ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﴾ [آل طؿران‪،]83 :‬‬
‫(‪ ،)3771‬مـ حديث ابـ طباس ‪.‬‬
‫ابـ إسحاق يف‪ :‬السقر والؿغازي‪( ،‬ص‪.)377‬‬
‫(‪ )2‬كسبفؿا إلك أبل صالب ُ‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪031‬‬

‫لؽـف سبؼت طؾقف الشؼاوة‪ ،‬وقال يف آخر وقتف‪ - ،‬ويؼال‪ :‬إكف خاف أو ذطر يف‬
‫الؿ َّط ِؾ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ب»(‪ ،)3‬فؾؿ تـػعف معرفتف‪ ،‬وأما غالة‬ ‫هذه الؾحظة ‪ُ « :-‬ه َق َط َؾك م َّؾة َط ْبد ُ‬
‫الجفؿقة وبعض الجفؾة مـ الرافضة< فؼد قالقا بنيؿان أبل صالب‪.‬‬

‫أيضا ‪ -‬يعرفقن الرسقل ﷺ كؿا يعرفقن أبـاءهؿ< لؿا جاء مـ صػتف‬


‫والقفقد ‪ً -‬‬
‫يف كتبفؿ‪ ،‬وقد كاكقا يستػتحقن بف طؾك الؿشركقـ‪ ،‬ويؼقلقن‪ :‬أضؾـا وقت كبل‬
‫سـؼاتؾؽؿ معف‪ ،‬فؾؿا جاء مـ العرب حسدوهؿ‪ ،‬وجحدوا ما طرفقه(‪.)2‬‬

‫وه َق َٓ َي ْػ َف ُؿ ُف‪َ ،‬أ ْوَٓ َي ْعت َِؼدُ ُه بِ َؼ ْؾبِ ِف؛ َف ُف َق َمـَافِ ٌؼ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫« َفنِ ْن َطؿ َؾ بِالت َّْقحقد َط َؿ ًال َضاه ًرا ُ‬
‫َو ُه َق َش ٌّر ِم َـ ا ْلؽَافِرِ ا ْلخَ الِ ِ‬
‫ص‪ ،‬ك ََؿا َق َال َت َعا َلك‪ ﴿ :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬

‫ﯘ ﴾ [الـساء‪ :»]337 :‬الـبل ﷺ شػع لعؿف أبل صالب< ٕكف كصره‪ ،‬وكصر دطقتف< ولذا‬
‫َان فِل الدَّ ْر ِك ْإَ ْس َػ ِؾ ِم َـ الـ ِ‬
‫َّار»(‪ ،)1‬فلبق صالب كافر< لؽـف‬ ‫قال الـبل ﷺ‪َ « :‬ل ْق َٓ َأكَا َلؽ َ‬
‫طرف الحؼ طـ قرب‪ ،‬فؽان حؽؿف حؽؿ الؿـافؼقـ الذيـ طرفقا الحؼ‪ ،‬وطاشقا مع‬
‫الـبل ﷺ والصحابة‪ ،‬وهذا يختؾػ حؽؿف طـ حؽؿ مـ جفؾ إمر‪ ،‬ولؿ يعرف مـ‬
‫الحؼ شق ًئا كالؽػار‪ ،‬ولقٓ شػاطة الـبل ﷺ لف بسبب كصرتف< لؽان أبق صالب مع‬
‫الؿـافؼقـ يف الدرك إسػؾ مـ الـار‪.‬‬

‫ؽ إِ َذا ت ََل َّم ْؾت ََفا فِل َأ ْل ِسـ َِة الـ ِ‬


‫َّاس‪ ،‬ت ََرى َم ْـ َي ْعرِفُ‬ ‫« َو َه ِذ ِه َم ْس َل َل ٌة َكبِ ْقر ٌة َص ِقي َؾ ٌة َتتَب َّق ُـ َل َ‬

‫(‪ )3‬أخرجف البخاري‪ ،‬كتاب الجـائز‪ ،‬باب إذا قال الؿشرك طـد الؿقت‪ ٓ :‬إلف إٓ اهلل‪ ،)3180( ،‬ومسؾؿ‪،‬‬
‫كتاب اإليؿان‪ ،‬باب أول اإليؿان ققل ٓ إلف إٓ اهلل‪ ،)23( ،‬مـ حديث الؿسقب بـ حزن ‪.‬‬
‫(‪ )2‬يـظر‪ :‬السقر والؿغازي ٓبـ إسحاق‪( ،‬ص‪.):3‬‬
‫(‪ )1‬أخرجف البخاري‪ ،‬كتاب مـاقب إكصار‪ ،‬باب قصة أبل صالب‪ ،)1::1( ،‬ومسؾؿ‪ ،‬كتاب اإليؿان‪،‬‬
‫باب شػاطة الـبل ﷺٕبل صالب والتخػقػ طـف بسببف‪ ،)20;( ،‬مـ حديث العباس بـ طبد‬
‫الؿطؾب ‪ ‬مرفقطًا‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪030‬‬

‫داراة َِٕ َحد‪َ ،‬وت ََرى َم ْـ َي ْع َؿؾ بِ ِف‬


‫ص دكقا‪َ ،‬أو ج ٍاه‪َ ،‬أو م ٍ‬
‫ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ا ْل َح َّؼ‪َ ،‬و َيت ُْر ُك ا ْل َع َؿ َؾ بِف لخَ ْقف َك ْؼ ِ َ ْ َ‬
‫اه ًرا ٓ َباصِـًا‪َ ،‬فنِ َذا َسل ْل َت ُف َط َّؿا َي ْعت َِؼدُ بِ َؼ ْؾبِ ِف؛ فنِ َذا ُه َق َٓ َي ْعرِ ُفف»‪ :‬كثقر مـ الؿسمولقـ‬
‫َض ِ‬

‫ملمقرا خشق ًة طؾك جاهف ووضقػتف ومـصبف‪ ،‬أو‬


‫ً‬ ‫محظقرا أو يرتك‬
‫ً‬ ‫تجده ٓ يرتؽب‬
‫خق ًفا مـ كؼص دكقاه‪ ،‬وقد يؽقن لف جاه ومـزلة طـد الؿسمولقـ‪ ،‬ويخاف إذا لؿ‬
‫يطاوطفؿ يف بعض ما يلمروكف بف مـ مخالػات أن يخػ وزكف وجاهف طـدهؿ‪ ،‬أو‬
‫يعزلقه طـ وضقػتف< مع أن إرزاق بقد اهلل ‪ ،‬والشلن يف رضا اهلل‪َ « ،‬و َم ِـ ا ْلت ََؿ َس‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِر َضا الـ ِ‬
‫َّاس بِ َسخَ ط اهلل‪َ ،‬سخَ َط اهللُ َط َؾ ْقف‪َ ،‬و َأ ْسخَ َط َط َؾ ْقف الـ َ‬
‫َّاس»(‪.)3‬‬

‫ومراد الشقخ الؿداهـة< قال تعالك‪ ﴿ :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﴾[الؼؾؿ‪ :];:‬أي‪:‬‬


‫كثقرا يف إيام إخقرة< ففذا يتـازل‪ ،‬وهذا‬
‫يعـل لق تتـازل فقتـازلقن< وهذا يعرض ً‬
‫يتـازل< لقحصؾ تؼارب وتػاهؿ وتعايش< ففذه مداهـة ٓ تجقز بحال‪.‬‬

‫وٓ يريد الشقخ الؿداراة التل ٓ ُيتـازل فقفا طـ أمر مـ أمقر الديـ‪ ،‬برتك‬
‫ملمقر أو ارتؽاب محظقر‪ ،‬وقد ترجؿ البخاري يف صحقحف بؼقلف‪ :‬باب الؿداراة‪،‬‬
‫وأورد فقف حديث طائشة أكف استلذن طؾك الـبل ﷺ رجؾ فؼال‪« :‬ائ َْذكُقا َل ُف‪َ ،‬فبِئ َْس ابْ ُـ‬
‫ال َع ِش َقر ِة ‪َ -‬أ ْو بِئ َْس َأ ُخق ال َع ِش َقر ِة ‪ ،»-‬فؾؿا دخؾ أٓن لف الؽالم‪ ،‬فؼؾت لف‪ :‬يا‬
‫ي َطائِ َشةُ‪ ،‬إِ َّن َش َّر الـ ِ‬
‫َّاس‬ ‫رسقل اهلل‪ ،‬قؾت ما قؾت‪ ،‬ثؿ ألـت لف يف الؼقل؟ فؼال‪َ « :‬أ ْ‬
‫َّاس ‪ -‬ا ِّت َؼا َء ُف ْح ِش ِف»(‪ ،)2‬ففذا مؿا يدل طؾك جقاز‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َمـ ِْز َل ًة طـْدَ اهلل َم ْـ ت ََر َك ُف ‪َ -‬أ ْو َو َد َط ُف الـ ُ‬
‫الؿداراة طـد الحاجة‪ ،‬بخالف الؿداهـة‪.‬‬

‫(‪ )3‬أخرجف الرتمذي‪ ،‬أبقاب الزهد‪ ،)2333( ،‬وابـ حبان (‪ ،)938‬مـ حديث طائشة ‪ ،‬والؾػظ ٓبـ‬
‫حبان‪ ،‬وهق طـد الرتمذي بـحقه‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجف البخاري‪ ،‬كتاب إدب‪ ،‬باب الؿداراة مع الـاس‪ ،)8313( ،‬ومسؾؿ‪ ،‬كتاب الرب والصؾة‬
‫وإدب‪ ،‬باب مدارة مـ يتؼك فحشف‪.)27;3( ،‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪031‬‬

‫َاب اهلل ِ ‪-‬ت َ َعا َلى‪ُ :-‬أوٓ َُه َؿا َق ْق ُل ُف ‪-‬تَعالى‪ ﴿ :-‬ﮒ ﮓ ﮔ‬
‫ؽ بِ َػ ْفؿ َآي َت ْق ِـ ِم ْـ كِت ِ‬
‫« َو َلؽِ ْـ َط َؾ ْق َ‬
‫ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﴾‬
‫يـ َغزَوا الروم مع الرس ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫قل ﷺ َك َػ ُروا‬ ‫ُّ َ َ َّ ُ‬ ‫الص َحا َبة ا َّلذ َ‬ ‫ت َأ َّن َب ْع َض َّ‬ ‫[التقبة‪َ ،]88 :‬فنِ َذا تَح َّؼ ْؼ َ‬
‫ؽ َأ َّن ا َّل ِذي َيت َؽ َّؾ ُؿ بِا ْل ُؽ ْػرِ‪َ ،‬و َي ْع َؿ ُؾ‬
‫قها َط َؾك َو ْج ِف الؿــ ْزحِ َوال َّؾ ِعب؛ َت َب َّق َـ َل َ‬ ‫بِسب ِ ِ ٍ‬
‫ب كَؾ َؿة َقا ُل َ‬ ‫َ َ‬
‫حد ‪َ -‬أ ْط َظ ُؿ ِم َّؿ ْـ َيت َؽ َّؾ ُؿ بِؽ َِؾ َؿ ٍة َي ْؿز َُح بِ َفا»‪:‬‬ ‫ال‪َ ،‬أو ج ٍاه‪َ ،‬أو مدَ ار ٍاة َٕ ٍ‬
‫ْ ُ َ‬ ‫ص َم ٍ ْ َ‬ ‫بِ ِف َخ ْق ًفا ِم ْـ َك ْؼ ِ‬
‫ٕن هذا آثر الدكقا طؾك أخرة‪ ،‬وذاك قال كؾؿة طابرة يؿزح هبا‪.‬‬

‫وكحـ كسؿع وكؼرأ وكشاهد الذيـ يؿزحقن ويسخرون بالديـ وبلهؾف‪ ،‬بطريؼة‬
‫الؿزح‪ ،‬والتؿثقؾ‪ ،‬والتـؽقت‪ ،‬ورسقم الؽاريؽاتقر‪ ،‬وما أشبف ذلؽ‪ ،‬فؽؾ هذا داخؾ‬
‫يف هذا الباب‪ ،‬كسلل اهلل السالمة والعافقة‪.‬‬

‫أي ُة ال َّثاكِ َقةُ‪َ :‬ق ْق ُل ُف ‪-‬ت َ َعا َلى‪ ﴿ :-‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬


‫« َو َ‬
‫ﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ‬
‫ِ‬
‫درجات‬ ‫ﮓ ﮔ ﴾ [الـحؾ‪ :»]308 :‬اإلكراه يبحثف العؾؿاء يف إصقل‪ ،‬ويبقـقن‬
‫ِ‬
‫اإلكراه‪ ،‬واإلكرا َه الذي ُي َ‬
‫عذر بف‪ ،‬واإلكرا َه الذي ٓ يعذر بف‪.‬‬

‫تساهال شديدً ا< بحقث إذا ضاع‬


‫ً‬ ‫وبعض مـ يطبؼ مسللة اإلكراه يتساهؾ فقفا‬
‫إكراها< حتك إن بعضفؿ يؼقل‪ :‬إذا قال الزوج لزوجتف‪ :‬إن‬
‫ً‬ ‫طؾقف أدكك شلء يسؿقف‬
‫لؿ تػعؾل كذا< فلكت صالؼ< ففق إكراه‪ ،‬أو إذا دطاها يف رمضان إلك الػراش‪ ،‬وقال‬
‫لفا‪ :‬إن لؿ تػعؾل< فلكت صالؼ< ففق إكراه‪.‬‬
‫وبعض الـاس إذا ُأ ِ‬
‫كره ورأى أكف يجقز لف أن يـطؼ بالؽػر‪ ،‬يؼقل‪ :‬أكا يف حؾ‬
‫أن‪ ،‬وإمر جائز< فقـشرح صدره لؿا قال< ففذا ٓ شؽ أكف كافر‪.‬‬

‫كظقر مـ أكرهت طؾك الزكا‪ ،‬فنذا تؾذذت بعد اإلكراه وقع طؾقفا ذكب الزكا<‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪032‬‬

‫لؼقلف تعالك‪ ﴿ :‬ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ﴾ [الـــقر‪ ،]11 :‬وبقان ذلؽ‪ :‬أن‬


‫الؿرأة الؿؽرهة غقر مماخذة أصالً‪ ،‬فتؽقن الؿغػرة ‪-‬طؾك الؼقل بلن متعؾؼفا الـساء‬
‫الؿؽرهات‪ -‬إكؿا تؽقن لتؾذذها بالػاحشة بعد اإلكراه‪ ٓ ،‬لقققع الػاحشة طؾقفا‬
‫وهل مؽرهة‪.‬‬

‫واإلكراه طـد أهؾ العؾؿ هق اإللجاء< بلن يخاف طؾك كػسف‪ ،‬أو طؾك ولده‪ ،‬أو‬
‫طرضف مـ الفالك‪ ،‬وبعضفؿ يضقػ الؿال‪ ،‬فنذا خشل طؾك أخذ مالف بالؽؾقة< فنهنؿ‬
‫مؽرها‪.‬‬
‫ً‬ ‫يعدوكف‬

‫أن هـاك فر ًقا بقـ‬


‫وثؿت فرق بقـ التؼقة الؿشروطة وغقر الؿشروطة‪ ،‬كؿا ّ‬
‫الحقؾة الؿشروطة وغقر الؿشروطة< فالروافض يتؼقن بنخػاء الؽػر‪ ،‬وأما تؼقة‬
‫الؿسؾؿ‪ ،‬فِؾؽل يتخؾص مـ العؼقبة التل ٓ يستحؼفا‪.‬‬

‫والقفــقد معــروف طـــفؿ أهنــؿ يتحــايؾقن طؾــك القاجبــات باإلســؼاط‪ ،‬وطؾــك‬


‫ٍ‬
‫واجب مؿـقع مـ‬ ‫الؿحرمات بآرتؽاب< ولؽـ مـ ارتؽب حقؾة لؾتقصؾ إلك فعؾ‬
‫فعؾف‪ ،‬أو كان مجربًا طؾك محـرم‪ ،‬فارتؽـب حقؾـة لقـتخؾص مــف< ففـذه حقؾـة شـرطقة‬
‫لقس فقفا إشؽال‪.‬‬
‫يؿ ِ‬
‫ان‪َ ،‬و َّأما َغ ْق ُر‬ ‫« َف َؾ ْؿ ي ْع ُذ ِر اهلل ِم ْـ َه ُمٓ َِء إِ َّٓ َم ْـ ُأ ْكرِ َه َم َع ك َْق ِن َق ْؾبِ ِف ُم ْط َؿئِـًّا بِ ِ‬
‫اإل َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫يؿاكِف‪َ ،‬س َقاء َف َع َؾ ُف َخ ْق ًفا‪َ ،‬أ ْو َص َؿ ًعا‪َ ،‬أ ْو ُمدَ َارا ًة َٕ َح ٍد‪َ ،‬أ ْو َم َش َّح ًة‬ ‫َهذا؛ َف َؼدْ َك َػ َر َب ْعدَ إِ َ‬
‫ؽ ِم َـ‬ ‫بِ َق َصـ ِ ِف‪َ ،‬أ ْو َأ ْه ِؾ ِف‪َ ،‬أ ْو َط ِش َقرتِ ِف‪َ ،‬أ ْو َمالِ ِف‪َ ،‬أ ْو َف َع َؾ ُف َط َؾك َو ْج ِف ا ْلؿزْحِ ‪َ ،‬أ ْو لِ َغ ْقرِ َذلِ َ‬
‫أي ُة تَدُ ُّل َط َؾك َه َذا ِم ْـ ِج َف َتقْ ِـ‪:‬‬‫الؿــــؽ َْر َه‪َ ،‬ف َ‬
‫اض؛ إَّٓ ُ‬ ‫إغ َْر ِ‬

‫ان‬
‫أن اإلك َْس َ‬ ‫الؿؽ َْره‪َ ،‬و َم ْع ُؾق ٌم َّ‬‫إُو َلك‪َ :‬ق ْق ُل ُف‪ ﴿ :‬ﮃ ﮄ ﮅ ﴾ َف َؾ ْؿ َي ْس َت ْث ِـ إِٓ ُ‬
‫‪،‬‬

‫َٓ ُيؽ َْر ُه إِٓ َط َؾك ال َع َؿ ِؾ وا ْل َؽالَ ِم وا ْل ِػ ْع ِؾ‪َ ،‬و َأ َّما َط ِؼقدَ ُة ا ْل َؼ ْؾ ِ‬
‫ب؛ َفالَ ُيؽ َْر ُه َط َؾ ْق َفا َأ َحدٌ »‪:‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪033‬‬

‫يعـل‪ :‬أكف قد ُيؽره اإلكسان طؾك الـطؼ‪ ،‬وقد يؽره طؾك طؿؾ< ولؽـ ٓ يؿؽـ أن‬
‫يؽره طؾك تغققر طؼقدتف‪.‬‬

‫«ال َّثاك َقةُ‪َ :‬ق ْق ُل ُف‪َ -‬ت َعا َلك‪ ﴿ :-‬ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﴾‬


‫ِ‬
‫اد ِ‬
‫أو ا ْل َج ْف ِؾ‬ ‫ب آطتِ َؼ ِ‬
‫اب َل ْؿ َيؽ ُْـ بِ َس َب ِ‬
‫ْ‬ ‫أن َهذا ال ُؽ ْػ َر وا ْل َع َذ َ‬ ‫[الـحؾ‪َ ،]309 :‬ف َص َّر َح َّ‬
‫ؽ ح ًّظا ِمـ ح ُظ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أو ِا ْلبغ ِ ِ‬
‫قظ الدُّ ْك َقا‪،‬‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْض لؾدِّ ْي ِـ‪َ ،‬أ ْو َم َح َّبة ا ْل ُؽ ْػرِ‪َ ،‬وإِك ََّؿا َس َب ُب ُف َأ َّن َل ُف فل َذل َ َ‬ ‫ُ‬
‫يـ‪َ ،‬واهللُ َأ ْط َؾ ُؿ»‪ :‬يعـل‪ :‬أكف ٓ يؾزم أن يؽقن سبب كػر هذا الذي ارتد‬ ‫فآ َث َر ُه َط َؾك الدِّ ِ‬
‫هق البغض لؾديـ‪ ،‬أو محبة الؽػر‪ ،‬أو بغض ما جاء يف الديـ‪ ،‬أو بغض ما جاء بف‬
‫الرسقل ﷺ‪ ،‬وغقر ذلؽ مـ الؿؽػرات< بؾ قد يؽقن سببف أن لف يف ذلؽ ح ًظا مـ‬
‫حظقظ الدكقا‪ ،‬فؼد يؼقل‪ :‬أكا ما أبغضت اهلل‪ ،‬وٓ رسقلف‪ ،‬وٓ الديـ وٓ شرائع‬
‫الديـ‪ ،‬وإكؿا أكا محتاج‪ ،‬فؿا الؿاكع أن أققل هذه الؽؾؿة‪ ،‬وأكسب الؿال‪ ،‬وأتع َّقش‬
‫أكا وأوٓدي؟ فـؼقل‪ ٓ :‬يـػعف هذا< ٕن لف يف ذلؽ ح ًّظا مـ حظقظ الدكقا قد آثره‬
‫طؾك الديـ‪.‬‬

‫محؿد وآلف وصحبف وس ّؾؿ‪.‬‬


‫وص َّؾك اهلل طؾك كبقِّـا َّ‬
‫ثبت الـمصادر والـمزاجع‬
‫‪034‬‬

‫خبت امـىصادر وامـىراجع‬

‫اتعاظ احلـػاء بأخلار األئؿة اؾػاطؿقني اخلؾػاء‪ :‬ألبي اؾعلاس تؼي اؾدقن أحؿد بن‬ ‫‪.1‬‬
‫عؾي احليقـي اؾعلقدي ادلؼرقزي‪ ،‬ت‪548 :‬فـ‪ ،‬طلعة اجملؾس األعؾى ؾؾشؤون‬
‫اإلدالؿقة‪ -‬جلـة إحقاء اؾمراث اإلدالؿي‪ ،‬حؼؼه‪ :‬جؿال اؾدقن اؾشقال‪ ،‬وؿوؿد‬
‫حؾؿي ؿوؿد أحؿد‪.‬‬
‫اإلتؼان ػي عؾوم اؾؼرآن‪ :‬ؾؾواػظ جالل اؾدقن علد اؾرحؿن بن أبي بؽر اؾيقوطي‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ت‪199 :‬فـ‪ ،‬طلعة اؾفقكة ادلصرقة اؾعاؿة ؾؾؽماب‪9914 ،‬فـ‪9194 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ؿوؿد‬
‫أبو اؾػضل إبرافقم‪.‬‬
‫إحقاء عؾوم اؾدقن‪ :‬ألبي حاؿد ؿوؿد بن ؿوؿد اؾغزاؾي اؾطودي‪ ،‬ت‪808 :‬فـ‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫اؾـاذر‪ :‬دار ادلعرػة ‪ -‬بقروت‪.‬‬
‫األذؽار‪ :‬ؾإلؿام أبي زؽرقا ؿوقي اؾدقن قوقى بن ذرف اؾـووي‪ ،‬ت‪696 :‬فـ‪ ،‬طلعة‬ ‫‪.4‬‬
‫دار اؾػؽر ؾؾطلاعة واؾـشر واؾموزقع‪ -‬بقروت‪9494 ،‬فـ ‪9114 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪:‬‬
‫علد اؾؼادر األرـؤوط‪.‬‬
‫إرذاد اؾياري ؾشرح صوقح اؾلىاري‪ :‬ألبي اؾعلاس ذفاب اؾدقن أحؿد بن‬ ‫‪.5‬‬
‫ؿوؿد بن أبى بؽر بن علد ادلؾك اؾؼيطالـي‪ ،‬ت‪129 :‬فـ‪ ،‬ادلطلعة اؾؽلرى األؿقرقة‪-‬‬
‫ؿصر‪ ،‬اؾطلعة اؾيابعة‪9929 -‬فـ‪.‬‬
‫إرواء اؾغؾقل ػي تىرقج أحادقث ؿـار اؾيلقل‪ :‬ؾؾعالؿة ؿوؿد ـاصر اؾدقن األؾلاـي‪،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫ت‪9420:‬فـ‪ ،‬طلعة ادلؽمب اإلدالؿي‪ -‬بقروت‪ ،‬اؾطلعة اؾناـقة‪9408 :‬فـ‪9158 -‬م‪،‬‬
‫إذراف‪ :‬زفقر اؾشاوقش‪.‬‬
‫إرواء اؾغؾقل ػي تىرقج أحادقث ؿـار اؾيلقل‪ :‬ؾؾعؾؿة ؿوؿد ـاصر اؾدقن بن ـوح‬ ‫‪.7‬‬
‫األؾلاـي‪ ،‬ت‪9420 :‬فـ‪ ،‬طلعة ادلؽمب اإلدالؿي‪ -‬بقروت‪ ،‬اؾطلعة اؾناـقة‪9408 :‬فـ‪-‬‬
‫‪9158‬م‪.‬‬
‫األعالم‪ :‬خلقر اؾدقن بن ؿوؿود بن ؿوؿد اؾزرؽؾي اؾدؿشؼي‪ ،‬ت‪9916 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪:‬‬ ‫‪.8‬‬
‫دار اؾعؾم ؾؾؿالقني‪ ،‬اؾطلعة اخلاؿية عشرة‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪035‬‬

‫‪ .9‬اؼمضاء اؾصراط ادليمؼقم خملاؾػة أصواب اجلوقم‪ :‬ؾشقخ اإلدالم أبي اؾعلاس تؼي‬
‫اؾدقن أحؿد بن علد احلؾقم ابن تقؿقة احلراـي‪ ،‬ت‪925 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار عاؾم اؾؽمب‪-‬‬
‫بقروت‪ ،‬اؾطلعة اؾيابعة‪9491 ،‬فـ‪9111 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ـاصر علد اؾؽرمي اؾعؼل‪.‬‬
‫‪ .11‬أؾػقة ابن ؿاؾك‪ :‬ؾإلؿام أبي علداؾؾه ؿوؿد بن علد اؾؾه بن ؿاؾك األـدؾيي‪ ،‬ت‪:‬‬
‫‪692‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار اؾمعاون‪.‬‬
‫‪ .11‬اإلؿام ػي ؿعرػة أحادقث األحؽام‪ :‬ؾإلؿام أبي اؾػمح تؼي اؾدقن ؿوؿد بن عؾي‬
‫وفب‪ ،‬ادلشفور بابن دؼقق اؾعقد‪ ،‬ت‪ 902 :‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬دار احملؼق ؾؾـشر واؾموزقع‪،‬‬
‫بموؼقق‪ :‬دعد بن علد اؾؾه آل حؿقد‪.‬‬
‫‪ .12‬األؿنال‪ :‬ؾإلؿام أبي عُلقد اؾؼادم بن دؾَّام اؾفروي اؾلغدادي‪ ،‬ت‪224 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪:‬‬
‫دار ادلأؿون ؾؾمراث‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪ 9400 :‬فـ‪9150 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬علد اجملقد‬
‫ؼطاؿش‪.‬‬
‫‪ .13‬اإلـصاف ػي ؿيائل اخلالف بني اؾـووقني اؾلصرقني واؾؽوػقني‪ :‬ؾإلؿام أبي‬
‫اؾلرؽات ؽؿال اؾدقن علد اؾرحؿن بن ؿوؿد األـلاري‪ ،‬ت‪899 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬ادلؽملة‬
‫اؾعصرقة‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9424 :‬فـ‪2009 -‬م‪.‬‬
‫‪ .14‬األودط ػي اؾينن واإلجؿاع واالخمالف‪ :‬ؾإلؿام أبي بؽر ؿوؿد بن إبرافقم بن ادلـذر‪،‬‬
‫ت‪991 :‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬دار طقلة ‪ -‬اؾرقاض‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪ 9408 :‬فـ‪9158 -‬م‪.‬‬
‫‪ .15‬اؾلاعث احلنقث ذرح اخمصار عؾوم احلدقث‪ :‬ؾؾواػظ أبي اؾػداء إدؿاعقل ابن‬
‫ؽنقر اؾدؿشؼي‪ ،‬ت ‪ 994‬فـ‪ ،‬تأؾقف‪ :‬أحؿد بن ؿوؿد ذاؽر‪ ،‬طلعة‪ :‬دار اؾؽمب‬
‫اؾعؾؿقة‪ -‬بقروت‪.‬‬
‫‪ .16‬اؾلدر ادلـقر ػي تىرقج األحادقث واآلثار اؾواؼعة ػي اؾشرح اؾؽلقر‪ :‬ؾإلؿام دراج‬
‫اؾدقن أبي حػص عؿر بن عؾي ابن ادلؾؼن‪ ،‬ت‪504 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار اؾفهرة ؾؾـشر‬
‫واؾموزقع‪ -‬اؾرقاض‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9428 :‬فـ‪2004-‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ؿصطػى أبو‬
‫اؾغقط‪ ،‬وعلد اؾؾه بن دؾقؿان‪ ،‬وقادر بن ؽؿال‪.‬‬
‫‪ .17‬اؾلرفان ػي عؾوم اؾؼرآن‪ :‬ؾإلؿام أبي علد اؾؾه بدر اؾدقن ؿوؿد بن علد اؾؾه‬
‫اؾزرؽشي‪ ،‬ت‪914:‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬ؿؽملة دار اؾمراث‪ -‬اؾؼافرة‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9996 :‬فـ‪-‬‬
‫‪9189‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ؿوؿد أبو اؾػضل إبرافقم‪.‬‬
‫‪ .18‬بغقة اؾلاحث عن زوائد ؿيـد احلارث‪ :‬ؾؾواػظ أبي ؿوؿد احلارث بن ؿوؿد‬
‫اؾلغدادي اخلصقب ادلعروف بابن أبي أداؿة‪ ،‬ت‪252 :‬فـ‪ ،‬تأؾقف‪ :‬أبي احلين ـور‬
‫اؾدقن عؾي بن أبي بؽر اؾفقنؿي‪ ،‬ت‪ 509 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬ؿرؽز خدؿة اؾيـة واؾيقرة‬
‫ثبت الـمصادر والـمزاجع‬
‫‪036‬‬

‫اؾـلوقة ‪ -‬ادلدقـة ادلـورة‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9499 :‬فـــ ‪9112‬م‪ ،‬احملؼق‪ :‬حيني أحؿد‬
‫صاؾح اؾلاؽري‪.‬‬
‫‪ .19‬بقان اؾوفم واإلقفام ػي ؽماب األحؽام‪ :‬ؾإلؿام أبي احلين عؾي بن ؿوؿد بن‬
‫علد ادلؾك ابن اؾؼطان‪ ،‬ت‪625 :‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬دار طقلة ‪ -‬اؾرقاض‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪:‬‬
‫‪9495‬فـ‪9119 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬احليني آقت دعقد‪.‬‬
‫‪ .21‬بقان تؾلقس اجلفؿقة ػي تأدقس بدعفم اؾؽالؿقة‪ :‬ؾإلؿام أبي اؾعلاس تؼي اؾدقن‬
‫أحؿد بن علد احلؾقم بن علد اؾيالم ابن تقؿقة احلراـي اؾدؿشؼي‪ ،‬ت‪925 :‬فـ‪،‬‬
‫طلعة‪ :‬ؿهؿع ادلؾك ػفد ؾطلاعة ادلصوف اؾشرقف‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9426 :‬فـ‪،‬‬
‫بموؼقق‪ :‬ؿهؿوعة ؿن احملؼؼني‪.‬‬
‫‪ .21‬تارقخ ابن خؾدون = دقوان ادللمدأ واخللر ػي تارقخ اؾعرب واؾلربر وؿن عاصرفم‬
‫ؿن ذوي اؾشأن األؽلر‪ :‬ألبي زقد وؾي اؾدقن علد اؾرحؿن بن ؿوؿد ابن خؾدون‬
‫احلضرؿي اإلذلقؾي‪ ،‬ت‪505 :‬فـ‪ ،‬بموؼقق‪ :‬دار اؾػؽر‪ ،‬بقروت‪ ،‬اؾطلعة اؾناـقة‪:‬‬
‫‪ 9405‬فـ‪9155 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬خؾقل ذوادة‪.‬‬
‫‪ .22‬تارقخ اإلدالم ووَػقات ادلشافقر واألعالم‪ :‬ؾؾواػظ أبي علد اؾؾه ذؿس اؾدقن‬
‫ؿوؿد بن أحؿد بن عنؿان بن ؼَاقْؿاز اؾذفلي‪ ،‬ت‪945 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار اؾغرب‬
‫اإلدالؿي‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪2009 :‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬بشار عوَّاد ؿعروف‪.‬‬
‫‪ .23‬تارقخ األمم وادلؾوك‪ :‬ؾإلؿام أبي جعػر ؿوؿد بن جرقر اؾطلري‪ ،‬ت‪990 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪:‬‬
‫دار اؾؽمب اؾعؾؿقة‪ -‬بقروت‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9409 :‬فـ‪.‬‬
‫‪ .24‬تارقخ دؿشق‪ :‬اإلؿام أبي اؾؼادم عؾي بن احلين بن فلة اؾؾه‪ ،‬ادلعروف بابن‬
‫عياؽر‪ ،‬ت‪899 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار اؾػؽر ؾؾطلاعة واؾـشر واؾموزقع‪ ،‬عام ‪ 9498‬فـ‪-‬‬
‫‪9118‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬عؿرو بن غراؿة اؾعؿروي‪.‬‬
‫‪ .25‬حتػة ادلودود بأحؽام ادلوؾود‪ :‬ؾإلؿام ذؿس اؾدقن ؿوؿد بن أبي بؽر ابن ؼقم‬
‫اجلوزقة‪ ،‬ت‪989 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬ؿؽملة دار اؾلقان‪ -‬دؿشق‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9919 :‬فـ‪-‬‬
‫‪9199‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬علد اؾؼادر األرـاؤوط‪.‬‬
‫‪ .26‬اؾمدؿرقة‪ :‬حتؼقق اإلثلات ؾألدؿاء واؾصػات وحؼقؼة اجلؿع بني اؾؼدر واؾشرع‪:‬‬
‫ؾشقخ اإلدالم أبي اؾعلاس تؼي اؾدقن أحؿد بن علد احلؾقم ابن تقؿقة احلراـي‪ ،‬ت‪:‬‬
‫‪925‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬ؿؽملة اؾعلقؽان ‪ -‬اؾرقاض‪ ،‬اؾطلعة اؾياددة‪9429 :‬فـ‪2000 -‬م‪،‬‬
‫بموؼقق‪ :‬ؿوؿد بن عودة اؾيعوي‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪037‬‬

‫‪ .27‬تػيقر ابن ؽنقر= تػيقر اؾؼرآن اؾعظقم‪ :‬ؾؾواػظ أبي اؾػداء إدؿاعقل بن عؿر بن‬
‫ؽنقر‪ ،‬ت‪994 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار طقلة‪ ،‬اؾطلعة اؾناـقة‪9420 :‬فـ‪9111 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪:‬‬
‫داؿي بن ؿوؿد دالؿة‪.‬‬
‫‪ .28‬تػيقر اؾرازي = ؿػاتقح اؾغقب أو اؾمػيقر اؾؽلقر‪ :‬ألبي علد اؾؾه ؿوؿد بن اؾرازي‬
‫ادلؾؼب بػىر اؾدقن اؾرازي‪ ،‬ت‪606 :‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬دار إحقاء اؾمراث اؾعربي‪ -‬بقروت‪،‬‬
‫اؾطلعة اؾناؾنة‪9420 :‬فـ‪.‬‬
‫‪ .29‬تػيقر اؾطلري = جاؿع اؾلقان عن تأوقل آي اؾؼرآن‪ :‬ؾإلؿام أبي جعػر ؿوؿد بن‬
‫جرقر غاؾب اؾطلري‪ ،‬ت‪990 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار فهر‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪ 9422 :‬فـ‪-‬‬
‫‪2009‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬اؾدؽمور علداؾؾه بن علد احملين اؾمرؽي‪.‬‬
‫‪ .31‬تػيقر اؾؼرآن اؾعظقم‪ :‬ؾإلؿام أبي ؿوؿد علد اؾرحؿن بن ؿوؿد بن إدرقس ابن‬
‫أبي حامت‪ ،‬ت‪929 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬ؿؽملة ـزار ؿصطػى اؾلاز‪ -‬ادلؿؾؽة اؾعربقة اؾيعودقة‪،‬‬
‫اؾطلعة اؾناؾنة‪9491 :‬فـ‪ ،‬بموؼقق‪ :‬أدعد ؿوؿد اؾطقب‪.‬‬
‫‪ .31‬تؼرقب اؾمفذقب‪ :‬ؾؾواػظ أبي اؾػضل أحؿد بن عؾي ابن حهر اؾعيؼالـي‪ ،‬ت‪:‬‬
‫‪582‬فـ‪ ،‬دار اؾرذقد ‪ -‬دورقا‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪940 :‬فـ‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ؿوؿد عواؿة‪.‬‬
‫‪ .32‬اؾمؾىقص احللقر ػي تىرقج أحادقث اؾراػعي اؾؽلقر‪ :‬ؾإلؿام أبي اؾػضل أحؿد بن‬
‫عؾي ابن حهر اؾعيؼالـي‪ ،‬ت‪582 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬ؿؤدية ؼرطلة‪ -‬ؿصر‪ ،‬اؾطلعة‬
‫األوؾى‪9496 :‬فـ‪9118 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬حين بن علاس بن ؼطب‪.‬‬
‫‪ .33‬تـؼقح اؾموؼقق ػي أحادقث اؾمعؾقق‪ :‬ؾؾواػظ ذؿس اؾدقن ؿوؿد بن أحؿد بن‬
‫علد اؾفادي‪ ،‬ت‪944 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار أضواء اؾيؾف‪ -‬اؾرقاض‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪:‬‬
‫‪9425‬فـ‪2009 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬داؿي بن ؿوؿد بن جاد اؾؾه‪ ،‬وعلد اؾعزقز بن ـاصر‬
‫اخللاـي‪.‬‬
‫‪ .34‬تفذقب اؾؽؿال ػي أدؿاء اؾرجال‪ :‬ؾؾواػظ أبي احلهاج جؿال اؾدقن قودف بن‬
‫علد اؾرحؿن ادلزي‪ ،‬ت‪942 :‬فـ‪ ،‬طلعة ؿؤدية اؾرداؾة‪ -‬بقروت‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪:‬‬
‫‪9400‬فـ‪9150 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬بشار عواد ؿعروف‪.‬‬
‫‪ .35‬توضقح ادلؼاصد وادلياؾك بشرح أؾػقة ابن ؿاؾك‪ :‬ألبي ؿوؿد بدر اؾدقن حين بن‬
‫ؼادم ادلرادي‪ ،‬ت‪941 :‬فـ‪ ،‬بموؼقق‪ :‬علد اؾرحؿن عؾي دؾقؿان‪ ،‬طلعة‪ :‬دار اؾػؽر‬
‫اؾعربي‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9425 :‬فـ‪2005 -‬م‪.‬‬
‫‪ .36‬اؾنؼات‪ :‬ؾؾواػظ أبي حامت ؿوؿد بن حلان‪ ،‬ت‪984 :‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬دائرة ادلعارف‬
‫اؾعنؿاـقة بوقدر آباد اؾدؽن اؾفـد‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9919:‬فـ‪9199 -‬م‪.‬‬
‫ثبت الـمصادر والـمزاجع‬
‫‪038‬‬

‫‪ .37‬ثالثة األصول وأدؾمفا ‪ -‬وذروط اؾصالة ‪ -‬واؾؼواعد األربع‪ :‬ؾإلؿام ؿوؿد بن‬
‫علد اؾوفاب بن دؾقؿان اؾمؿقؿي اؾـهدي‪ ،‬ت‪9206 :‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬وزارة اؾشؤون‬
‫اإلدالؿقة واألوؼاف واؾدعوة واإلرذاد‪ -‬ادلؿؾؽة اؾعربقة اؾيعودقة‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪:‬‬
‫‪9429‬فـ‪.‬‬
‫‪ .38‬جاؿع اؾردائل‪ :‬ؾإلؿام أبي اؾعلاس تؼي اؾدقن أحؿد بن علد احلؾقم بن‬
‫علد اؾيالم ابن تقؿقة احلراـي اؾدؿشؼي‪ ،‬ت‪925 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار اؾعطاء ‪-‬‬
‫اؾرقاض‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9422 :‬فـ ‪2009 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ؿوؿد رذاد داؾم‪.‬‬
‫‪ .39‬اجلاؿع اؾؽلقر= دنن اؾمرؿذي‪ :‬ؾإلؿام أبي عقيى ؿوؿد بن عقيى بن دَوْرة‪ ،‬ت‪:‬‬
‫‪291‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬دار اؾغرب اإلدالؿي‪ -‬بقروت‪ 9115 ،‬م‪ ،‬بموؼقق د‪ .‬بشار عواد‬
‫ؿعروف‪.‬‬
‫‪ .41‬اجلاؿع ألخالق اؾراوي وآداب اؾياؿع‪ :‬ؾإلؿام أبي بؽر أحؿد بن عؾي بن اخلطقب‬
‫اؾلغدادي‪ ،‬ت‪469 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬ؿؽملة ادلعارف ‪ -‬اؾرقاض‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ؿوؿود اؾطوان‪.‬‬
‫‪ .41‬اجلرح واؾمعدقل‪ :‬ؾإلؿام أبي ؿوؿد علد اؾرحؿن بن أبي حامت ؿوؿد بن إدرقس‬
‫اؾرازي‪ ،‬ت‪929 :‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬دار اؾؽمب اؾعؾؿقة ؿصورة عن اؾفـدقة‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪.‬‬
‫‪ .42‬حادي األرواح إؾى بالد األػراح‪ :‬ؾإلؿام ذؿس اؾدقن ؿوؿد بن أبي بؽر بن أقوب‬
‫ابن ؼقم اجلوزقة‪ ،‬ت‪989 :‬فـ‪ ،‬ؿطلعة ادلدـي‪ -‬اؾؼافرة‪.‬‬
‫‪ .43‬حاذقة اؾصاوي عؾى تػيقر اجلالؾني‪ :‬ألحؿد بن ؿوؿد اؾصاوي اخلؾوتي ادلاؾؽي‪،‬‬
‫ت‪9249 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار اؾػؽر‪ -‬بقروت‪.‬‬
‫‪ .44‬حؾقة األوؾقاء وطلؼات األصػقاء‪ :‬ؾؾواػظ أبي ـعقم أحؿد بن علد اؾؾه األصلفاـي‪،‬‬
‫ت‪490 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار اؾيعادة ‪ -‬ؿصر‪9914 ،‬فـ ‪9194 -‬م‪.‬‬
‫‪ .45‬خزاـة األدب وؾب ؾلاب ؾيان اؾعرب‪ :‬ؾعلد اؾؼادر بن عؿر اؾلغدادي‪ ،‬ت‪9019 :‬فـ‪،‬‬
‫ؿؽملة اخلاجني‪ ،‬اؾؼافرة‪ ،‬اؾطلعة اؾرابعة‪9495 :‬فـ ‪9119 -‬م‪ ،‬حتؼقق‪ :‬وذرح‪:‬‬
‫علد اؾيالم ؿوؿد فارون‪.‬‬
‫‪ .46‬اؾدر ادلصون ػي عؾوم اؾؽماب ادلؽـون‪ :‬ألبي اؾعلاس ذفاب اؾدقن أحؿد بن‬
‫قودف بن علد اؾدائم ادلعروف باؾيؿني احلؾلي‪ ،‬ت‪986 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار اؾؼؾم‪،‬‬
‫دؿشق‪ ،‬بموؼقق‪ :‬د‪ .‬أحؿد ؿوؿد اخلراط‪.‬‬
‫‪ .47‬اؾدر ادلـنور ػي اؾمػيقر بادلأثور‪ :‬ؾؾواػظ جالل اؾدقن علد اؾرحؿن بن أبي بؽر‬
‫اؾيقوطي‪ ،‬ت‪199 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار فهر‪ -‬ؿصر‪9424 ،‬فـ ‪2009 -‬م‪ ،‬حتؼقق‪ :‬ؿرؽز‬
‫فهر ؾؾلووث‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪041‬‬

‫‪ .48‬اؾدرر اؾيـقة ػي األجوبة اؾـهدقة‪ :‬ؿؤؾػه عؾؿاء جند‪ ،‬جؿعه علد اؾرحؿن بن‬
‫ؿوؿد بن ؼادم‪ ،‬اؾطلعة اؾياددة‪9499 :‬فـ‪9116-‬م‪.‬‬
‫‪ .49‬ذم اؾدـقا‪ :‬ؾإلؿام أبي بؽر علد اؾؾه بن ؿوؿد ادلعروف بابن أبي اؾدـقا‪ ،‬ت‪259 :‬فـ‪،‬‬
‫اؾـاذر‪ :‬ؿؤدية اؾؽمب اؾنؼاػقة‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9494 :‬فـ ‪9119 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪:‬‬
‫ؿوؿد علد اؾؼادر أحؿد عطا‪.‬‬
‫‪ .51‬ذقل طلؼات احلـابؾة‪ :‬ؾؾواػظ زقن اؾدقن علد اؾرحؿن بن أحؿد بن رجب احلـلؾي‪،‬‬
‫ت‪918 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬ؿؽملة اؾعلقؽان‪ -‬اؾرقاض‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9428 :‬فـ ‪2008 -‬م‪،‬‬
‫بموؼقق‪ :‬علد اؾرحؿن بن دؾقؿان اؾعنقؿني‪.‬‬
‫‪ .51‬رحؾة ابن بطوطة (حتػة اؾـظَّار ػي غرائب األؿصار وعهائب األدػار)‪ :‬ألبي‬
‫علد اؾؾه ؿوؿد بن علد اؾؾه بن اؾطـهي ابن بطوطة‪ ،‬ت‪991 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬أؽادميقة‬
‫ادلؿؾؽة ادلغربقة‪ -‬اؾرباط‪9499 ،‬فـ‪.‬‬
‫‪ .52‬اؾرد عؾى اؾلؽري‪ :‬ؾإلؿام أبي اؾعلاس تؼي اؾدقن أحؿد بن علد احلؾقم بن‬
‫علد اؾيالم ابن تقؿقة احلراـي اؾدؿشؼي‪ ،‬ت‪925 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬ؿؽملة اؾغرباء‬
‫األثرقة‪ -‬ادلدقـة ادلـورة‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9499 :‬فـ‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ؿوؿد عؾي عهال‪.‬‬
‫‪ .53‬اؾرداؾة اؾؼشقرقة‪ :‬ؾعلد اؾؽرمي بن فوازن بن علد ادلؾك اؾؼشقري‪ ،‬ت‪468 :‬فـ‪،‬‬
‫طلعة‪ :‬دار ادلعارف‪ -‬اؾؼافرة‪ ،‬بموؼقق‪ :‬علد احلؾقم ؿوؿود‪ ،‬وؿوؿود بن اؾشرقف‪.‬‬
‫‪ .54‬روح ادلعاـي ػي تػيقر اؾؼرآن اؾعظقم واؾيلع ادلناـي‪ :‬ؾؾعالؿة أبي ادلعاؾي ؿوؿود‬
‫ذؽري بن علداؾؾه األؾودي‪ ،‬ت‪9942 :‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬دار إحقاء اؾمراث اؾعربي‪ -‬بقروت‪.‬‬
‫‪ .55‬زفر اآلداب وثؿر األؾلاب‪ :‬ألبي إدواق إبرافقم بن عؾي بن متقم األـصاري‪ ،‬ت‪:‬‬
‫‪489‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬دار اجلقل‪ -‬بقروت‪.‬‬
‫‪ .56‬دؾيؾة األحادقث اؾصوقوة‪ :‬ؾؾعالؿة ؿوؿد ـاصر اؾدقن بن األؾلاـي‪ ،‬ت‪9420:‬فـ‪،‬‬
‫ؿؽملة ادلعارف ؾؾـشر واؾموزقع‪ -‬اؾرقاض‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪.‬‬
‫‪ .57‬دؾيؾة األحادقث اؾضعقػة وادلوضوعة‪ :‬ؾؾعالؿة أبي علد اؾرحؿن ؿوؿد ـاصر‬
‫اؾدقن بن ـوح األؾلاـي‪ ،‬ت‪9420 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار ادلعارف‪ -‬اؾرقاض‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪:‬‬
‫‪9492‬فـ‪9112 -‬م‪.‬‬
‫‪ .58‬اؾيـة‪ :‬ألبي بؽر أحؿد بن ؿوؿد بن فارون اخلالل‪ ،‬طلعة دار اؾراقة‪ -‬اؾرقاض‪،‬‬
‫اؾطلعة األوؾى‪9490 :‬فـ‪ ،‬بموؼقق‪ :‬د‪ .‬عطقة اؾزفراـي‪.‬‬
‫ثبت الـمصادر والـمزاجع‬
‫‪040‬‬

‫‪ .59‬اؾينن اؾؽلرى‪ :‬ؾإلؿام أبي بؽر أحؿد بن احليني اؾلقفؼي‪ ،‬ت‪485 :‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬دار‬
‫اؾؽمب اؾعؾؿقة ‪ -‬بقروت‪ ،‬اؾطلعة اؾناؾنة‪9424 :‬فـ‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ؿوؿد علد اؾؼادر عطا‪.‬‬
‫‪ .61‬اؾينن اؾؽلرى‪ :‬ؾإلؿام أبي علد اؾرحؿن أحؿد بن ذعقب اؾـيائي‪ ،‬ت‪909 :‬فـ‪،‬‬
‫اؾـاذر‪ :‬ؿؤدية اؾرداؾة ‪ -‬بقروت‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9429 :‬فـ‪ ،‬حؼؼه وخرج أحادقنه‪:‬‬
‫حين علد ادلـعم ذؾلي‪ ،‬وأذرف عؾقه‪ :‬ذعقب األرـاؤوط‪.‬‬
‫‪ .61‬اؾينن‪ :‬ؾإلؿام أبي احلين عؾي بن عؿر اؾدارؼطـي‪ ،‬ت‪958 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬ؿؤدية‬
‫اؾرداؾة‪ -‬بقروت‪ ،‬اؾطلعة‪ :‬األوؾى‪9424 :‬فـ‪2004 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ذعقب األرـؤوط‪،‬‬
‫وحين علد ادلـعم ذؾلي‪ ،‬وعلد اؾؾطقف حرز اؾؾه‪ ،‬وأحؿد برفوم‪.‬‬
‫‪ .62‬اؾينن‪ :‬ؾإلؿام أبي داود دؾقؿان بن األذعث اؾيدملهِيْماـي‪ ،‬ت‪298 :‬فـ‪ ،‬دار اؾرداؾة‬
‫اؾعادلقة‪ ،‬اؾطلعة‪ :‬األوؾى‪9490 :‬فـ‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ذعَقب األرـؤوط‪ ،‬وؿوؿد ؽاؿل ؼره بؾؾي‪.‬‬
‫‪ .63‬اؾينن‪ :‬ؾإلؿام أبي علد اؾؾه ؿوؿد بن قزقد ابن ؿاجه‪ ،‬ت‪299 :‬فـ‪ ،‬دار إحقاء اؾؽمب‬
‫اؾعربقة ‪ ،-‬بموؼقق‪ :‬ؿوؿد ػؤاد علد اؾلاؼي‪.‬‬
‫‪ .64‬اؾينن‪ :‬ؾإلؿام أبي ؿوؿد علد اؾؾه بن علد اؾرحؿن اؾدارؿي‪ ،‬ت‪288 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪:‬‬
‫دار اؾلشائر‪ -‬بقروت‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9494 :‬فـ‪2099 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ـلقل فاذم‬
‫اؾغؿري‪.‬‬
‫‪ .65‬دقر أعالم اؾـلالء‪ :‬ؾشؿس اؾدقن أبي علد اؾؾه ؿوؿد بن أحؿد بن عنؿان بن‬
‫ؼَاقْؿاز اؾذفلي‪ ،‬ت‪945 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬ؿؤدية اؾرداؾة‪ ،‬اؾطلعة اؾناؾنة‪9408 :‬فـ‪-‬‬
‫‪9158‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ؿهؿوعة ؿن احملؼؼني‪ ،‬بإذراف‪ :‬اؾشقخ ذعقب األرـاؤوط‪.‬‬
‫‪ .66‬اؾيقر وادلغازي‪ :‬ؾإلؿام ؿوؿد بن إدواق بن قيار ادلطؾلي ؿوالفم ادلدـي‪ ،‬ت‪:‬‬
‫‪989‬فـ‪ ،‬طلعة دار اؾػؽر ‪ -‬بقروت‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9915 :‬فـ‪9195 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪:‬‬
‫دفقل زؽار‪.‬‬
‫‪ .67‬ذرح أصول اعمؼاد أفل اؾيـة واجلؿاعة‪ :‬ألبي اؾؼادم فلة اؾؾه بن احلين بن‬
‫ؿـصور اؾطلري اؾالؾؽائي‪ ،‬ت‪495 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار طقلة ‪ -‬اؾيعودقة‪ ،‬اؾطلعة‬
‫اؾناؿـة‪9429 :‬فـ‪2009 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬أحؿد بن دعد بن حؿدان اؾغاؿدي‪.‬‬
‫‪ .68‬ذرح اؾؽوؽب ادلـقر‪ :‬ؾإلؿام أبي اؾلؼاء تؼي اؾدقن ؿوؿد بن أحؿد اؾػموحي‬
‫ادلعروف بابن اؾـهار‪ ،‬ت‪192 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬ؿؽملة اؾعلقؽان‪ ،‬اؾطلعة اؾناـقة‪9495 :‬فـ‪-‬‬
‫‪9119‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ؿوؿد اؾزحقؾي‪ ،‬وـزقه حؿاد‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪041‬‬

‫‪ .69‬ذرح ادلػصل‪ :‬ألبي اؾلؼاء ؿوػق اؾدقن قعقش بن عؾي بن قعقش‪ ،‬ت‪649 :‬فـ‪،‬‬
‫اؾـاذر‪ :‬دار اؾؽمب اؾعؾؿقة‪ ،‬بقروت‪ -‬ؾلـان‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪ 9422 :‬فـ‪2009 -‬م‪.‬‬
‫‪ .71‬ذعب اإلميان‪ :‬ؾإلؿام أبي بؽر أحؿد بن احليني اؾلقفؼي‪ ،‬ت‪485 :‬فـ‪ ،‬طلعة ؿؽملة‬
‫اؾرذد ‪ -‬اؾرقاض‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9429 :‬فـ‪2009 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬د‪ .‬علد اؾعؾي‬
‫علد احلؿقد حاؿد‪ ،‬وإذراف‪ :‬ؿىمار أحؿد اؾـدوي‪.‬‬
‫‪ .71‬صوقح ابن خزمية‪ :‬ؾإلؿام أبي بؽر ؿوؿد بن إدواق بن خزمية‪ ،‬ت‪999:‬فـ‪ ،‬طلعة‬
‫ادلؽمب اإلدالؿي‪ -‬بقروت‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ؿوؿد ؿصطػى األعظؿي‪.‬‬
‫‪ .72‬صوقح األدب ادلػرد‪ :‬ؾإلؿام أبي علد اؾؾه ؿوؿد بن إدؿاعقل بن إبرافقم بن‬
‫ادلغقرة اؾلىاري‪ ،‬ت‪286 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار اؾصدقق ؾؾـشر واؾموزقع‪ ،‬اؾطلعة اؾرابعة‪:‬‬
‫‪9495‬فـ‪9119 -‬م‪ ،‬بموؼقق وتعؾقق‪ :‬اؾشقخ ؿوؿد ـاصر اؾدقن األؾلاـي‪.‬‬
‫‪ .73‬صوقح اؾلىاري = اجلاؿع اؾصوقح‪ :‬ؾإلؿام أبي علد اؾؾه ؿوؿد بن إدؿاعقل بن‬
‫إبرافقم اؾلىاري‪ ،‬ت‪286 :‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬دار طوق اؾـهاة‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9422 :‬فـ‪،‬‬
‫احملؼق‪ :‬ؿوؿد زفقر بن ـاصر اؾـاصر‪.‬‬
‫‪ .74‬صوقح ؿيؾم= ادليـد اؾصوقح اخملمصر بـؼل اؾعدل عن اؾعدل إؾى‬
‫ردول اؾؾه ﷺ‪ :‬ؾإلؿام أبي احلين ؿيؾم بن احلهاج اؾؼشقري‪ ،‬ت‪269 :‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪:‬‬
‫دار إحقاء اؾمراث اؾعربي ‪ -‬بقروت‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ؿوؿد ػؤاد علد اؾلاؼي‪.‬‬
‫‪ .75‬اؾضوء اؾالؿع ألفل اؾؼرن اؾمادع‪ :‬ؾإلؿام ذؿس اؾدقن أبي اخلقر ؿوؿد بن‬
‫علد اؾيىاوي‪ ،‬ت‪102 :‬فـ‪ ،‬ؿـشورات دار ؿؽملة احلقاة‪ -‬بقروت‪.‬‬
‫‪ .76‬طلؼات اؾشاػعقة اؾؽلرى‪ :‬ؾماج اؾدقن علد اؾوفاب بن تؼي اؾدقن اؾيلؽي‪ ،‬ت‪:‬‬
‫‪999‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار فهر ؾؾطلاعة واؾـشر واؾموزقع‪ ،‬اؾطلعة اؾناـقة‪9499 :‬فـ‪،‬‬
‫بموؼقق‪ :‬ؿوؿود ؿوؿد اؾطـاحي‪ ،‬وعلد اؾػماح ؿوؿد احلؾو‪.‬‬
‫‪ .77‬اؾطلؼات اؾؽلرى = ؾواػح األـوار ػي طلؼات األخقار‪ :‬ألبي ؿوؿد علد اؾوفاب بن‬
‫أحؿد اؾشَّعْراـي‪ ،‬ت‪199 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬ؿؽملة ؿوؿد ادلؾقهي اؾؽملي‪ -‬ؿصر‪ ،‬عام‬
‫اؾـشر‪9998 :‬فـ‪.‬‬
‫‪ .78‬طرح اؾمنرقب ػي ذرح اؾمؼرقب‪ :‬ؾؾواػظ أبي اؾػضل زقن اؾدقن علد اؾرحقم بن‬
‫احليني اؾعراؼي‪ ،‬ت‪506 :‬فـ‪ ،‬وأؽؿؾه ابـه‪ :‬أبو زرعة وؾي اؾدقن أحؿد‪ ،‬ت‪526 :‬فـ‪،‬‬
‫اؾطلعة‪ :‬ادلصرقة اؾؼدمية‪.‬‬
‫ثبت الـمصادر والـمزاجع‬
‫‪042‬‬

‫‪ .79‬اؾعزؾة‪ :‬ؾإلؿام أبي دؾقؿان حؿد بن ؿوؿد بن إبرافقم اؾليمي‪ ،‬ادلعروف‬


‫باخلطابي‪ ،‬ت‪955 :‬فـ‪ ،‬ادلطلعة اؾيؾػقة ‪ -‬اؾؼافرة‪ ،‬اؾطلعة اؾناـقة‪9911 :‬فـ‪.‬‬
‫‪ .81‬اؾعؾل اؾؽلقر‪ :‬ؾإلؿام أبي عقيى ؿوؿد بن عقيى بن دَوْرة بن اؾمرؿذي‪ ،‬ت‪:‬‬
‫‪291‬فـ‪ ،‬رتله عؾى ؽمب اجلاؿع‪ :‬أبو طاؾب اؾؼاضي‪ ،‬طلعة‪ :‬عاؾم اؾؽمب‪ ،‬ؿؽملة‬
‫اؾـفضة اؾعربقة‪ -‬بقروت‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9401 :‬فـ‪ ،‬بموؼقق‪ :‬صلوي اؾياؿرائي‪،‬‬
‫وأبو ادلعاطي اؾـوري‪ ،‬وؿوؿود خؾقل اؾصعقدي‪.‬‬
‫‪ .81‬اؾعؾل اؾواردة ػي األحادقث اؾـلوقة‪ :‬ؾإلؿام أبي احلين عؾي بن عؿر اؾدارؼطـي‪،‬‬
‫ت‪958 :‬فـ‪ ،‬بموؼقق وتىرقج‪ :‬ؿوػوظ اؾرحؿن زقن اؾؾه اؾيؾػي‪ ،‬طلعة‪ :‬دار طقلة ‪-‬‬
‫اؾرقاض‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9408 :‬فـ ‪9158 -‬م‪.‬‬
‫‪ .82‬اؾعؾل‪ :‬ؾإلؿام أبي ؿوؿد علد اؾرحؿن بن ؿوؿد ابن أبي حامت احلـظؾي اؾرازي‪ ،‬ت‪:‬‬
‫‪929‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬ؿطابع احلؿقضي‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9429 :‬فـ‪2006 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ػرقق‬
‫ؿن اؾلاحنني‪ ،‬بإذراف‪ :‬دعد بن علد اؾؾه احلؿقد وخاؾد بن علد اؾرحؿن اجلرقيي‪.‬‬
‫‪ .83‬اؾعؾو ؾؾعؾي اؾغػار ػي إقضاح صوقح األخلار ودؼقؿفا‪ :‬ؾإلؿام ذؿس اؾدقن أبي‬
‫علداؾؾه ؿوؿد ابن أحؿد بن عنؿان بن ؼَاقْؿاز اؾذفلي‪ ،‬ت‪945 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬ؿؽملة‬
‫أضواء اؾيؾف‪ -‬اؾرقاض‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9496 :‬فـ ‪9118 -‬م‪.‬‬
‫‪ .84‬عؿدة اؾؼاري ذرح صوقح اؾلىاري‪ :‬ؾإلؿام بدر اؾدقن ؿوؿد ؿوؿود بن أحؿد‬
‫اؾعقـي‪ ،‬ت‪588 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار إحقاء اؾمراث اؾعربي‪ -‬بقروت‪.‬‬
‫‪ .85‬عون ادلعلود ذرح دنن أبي داود‪ :‬ؾؾعالؿة ؿوؿد أذرف بن أؿقر اؾعظقم آبادي‪ ،‬ت‪:‬‬
‫‪9921‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار اؾؽمب اؾعؾؿقة‪ -‬بقروت‪ ،‬اؾطلعة اؾناـقة‪9498 :‬فـ‪.‬‬
‫‪ .86‬ػمح اؾلاري ذرح صوقح اؾلىاري‪ :‬ؾؾواػظ أبي اؾػضل أحؿد بن عؾي بن حهر‬
‫اؾعيؼالـي‪ ،‬ت‪582 :‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬دار اؾيالم‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9429 :‬فـ ‪2000 -‬م‪،‬‬
‫ؼام بإخراجه وصووه وأذرف عؾى طلعه‪ :‬ؿوب اؾدقن اخلطقب‪.‬‬
‫‪ .87‬ػمح اؾلاري ذرح صوقح اؾلىاري‪ :‬ؾؾواػظ زقن اؾدقن علد اؾرحؿن بن أحؿد بن‬
‫رجب احلـلؾي‪ ،‬ت‪918 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬ؿؽملة اؾغرباء األثرقة ‪ -‬ادلدقـة اؾـلوقة‪ ،‬اؾطلعة‬
‫األوؾى‪9499 :‬فـ ‪9116 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬جؿاعة ؿن احملؼؼني‪.‬‬
‫‪ .88‬اؾػموى احلؿوقة اؾؽلرى‪ :‬ؾشقخ اإلدالم أبي اؾعلاس تؼي اؾدقن أحؿد بن‬
‫علد احلؾقم ابن تقؿقة احلراـي‪ ،‬ت‪925 :‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬دار اؾصؿقعي ‪ -‬اؾرقاض‪،‬‬
‫اؾطلعة اؾناـقة‪9428 :‬فـ‪2004 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬حؿد بن علد احملين اؾموقهري‪.‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪043‬‬

‫‪ .89‬اؾػروق = أـوار اؾلروق ػي أـواء اؾػروق‪ :‬ؾإلؿام أبي اؾعلاس ذفاب اؾدقن أحؿد بن‬
‫إدرقس اؾشفقر باؾؼراػي‪ ،‬ت‪654 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬عاؾم اؾؽمب‪.‬‬
‫‪ .91‬ػصل ادلؼال ػي ذرح ؽماب األؿنال‪ :‬ألبي علقد علد اؾؾه بن علد اؾعزقز األـدؾيي‪،‬‬
‫ت‪459 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬ؿؤدية اؾرداؾة‪ ،‬بقروت ‪ -‬ؾلـان‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪ 919 :‬م‪،‬‬
‫بموؼقق‪ :‬إحيان علاس‪.‬‬
‫‪ .91‬اؾػِصَل ػي ادلؾل واألفواء واؾـول‪ :‬ؾإلؿام أبي ؿوؿد عؾي بن أحؿد بن دعقد بن‬
‫حزم اؾظافري‪ ،‬ت‪486 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬ؿؽملة اخلاجني‪ -‬اؾؼافرة‪.‬‬
‫‪ .92‬ػقض اؾؼدقر ذرح اجلاؿع اؾصغقر‪ :‬ؾزقن اؾدقن ؿوؿد علد اؾرؤوف ادلـاوي‪،‬‬
‫ت‪9099:‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬ادلؽملة اؾمهارقة اؾؽلرى‪ -‬ؿصر‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9986 :‬فـ‪.‬‬
‫‪ .93‬ؼاعدة عظقؿة ػي اؾػرق بني علادات أفل اإلدالم واإلميان وعلادات أفل اؾشرك‬
‫واؾـػاق‪ :‬ؾشقخ اإلدالم أبي اؾعلاس تؼي اؾدقن أحؿد بن علد احلؾقم ابن تقؿقة‬
‫احلراـي‪ ،‬ت‪925 :‬فـ‪ ،‬طلعة دار اؾعاصؿة‪ -‬اؾرقاض‪ ،‬اؾطلعة اؾناـقة‪9495 :‬فـ‪-‬‬
‫‪9119‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬دؾقؿان بن صاؾح اؾغصن‪.‬‬
‫‪ .94‬اؾؼراءة خؾف اإلؿام‪ :‬ؾإلؿام أبي علد اؾؾه ؿوؿد بن إدؿاعقل اؾلىاري‪ ،‬ت‪:‬‬
‫‪286‬فـ‪ ،‬حؼؼه وعؾق عؾقه‪ :‬األدماذ ػضل اؾرحؿن اؾنوري‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬ادلؽملة اؾيؾػقة‪،‬‬
‫اؾطلعة األوؾى‪9400 :‬فـ ‪9150 -‬م‪.‬‬
‫‪ .95‬اؾؼصقدة اؾـوـقة‪ :‬ؾإلؿام ذؿس اؾدقن ؿوؿد بن أبي بؽر بن أقوب ابن ؼقم‬
‫اجلوزقة‪ ،‬ت‪989 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬ؿؽملة ابن تقؿقة‪ -‬اؾؼافرة‪ ،‬اؾطلعة اؾناـقة‪9499 :‬فـ‪.‬‬
‫‪ .96‬اؾؽاذف ػي ؿعرػة ؿن ؾه رواقة ػي اؾؽمب اؾيمة‪ :‬ؾإلؿام ذؿس اؾدقن أبي‬
‫علد اؾؾه ؿوؿد بن أحؿد بن عنؿان بن ؼَاقْؿاز اؾذفلي‪ ،‬ت‪945:‬فـ‪ ،‬دار اؾؼلؾة‬
‫ؾؾنؼاػة اإلدالؿقة ‪ -‬ؿؤدية عؾوم اؾؼرآن‪ -‬جدة‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪ 9499 :‬فـ‬
‫ـــ‪9112‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ؿوؿد عواؿة‪ ،‬وأحؿد ؿوؿد منر اخلطقب‪.‬‬
‫‪ .97‬اؾؽاؿل ػي اؾمارقخ‪ :‬ألبي احلين عز اؾدقن عؾي بن أبي اؾؽرم ؿوؿد بن ؿوؿد ابن‬
‫األثقر اجلزري‪ ،‬ت‪690 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار اؾؽماب اؾعربي‪ -‬بقروت‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪:‬‬
‫‪9499‬فـ‪9119 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬عؿر علد اؾيالم تدؿري‪.‬‬
‫‪ .98‬اؾؽاؿل ػي ضعػاء اؾرجال‪ :‬ؾؾواػظ أبي أحؿد بن عدي اجلرجاـي‪ ،‬ت‪968 :‬فـ‪،‬‬
‫اؾـاذر‪ :‬اؾؽمب اؾعؾؿقة ‪ -‬بقروت‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9495 :‬فـ‪ ،‬بموؼقق‪ :‬عادل أحؿد‬
‫علد ادلوجود‪-‬عؾي ؿوؿد ؿعوض‪.‬‬
‫ثبت الـمصادر والـمزاجع‬
‫‪044‬‬

‫‪ .99‬اؾؽماب‪ :‬ؾإلؿام أبي بشر عؿرو بن عنؿان بن ؼـلر ادلؾؼب دقلوقه‪ ،‬ت‪950 :‬فـ‪،‬‬
‫طلعة‪ :‬ؿؽملة اخلاجني‪ -‬اؾؼافرة‪ ،‬اؾطلعة اؾناؾنة‪9405 :‬ه‪9155 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪:‬‬
‫علد اؾيالم ؿوؿد فارون‪.‬‬
‫‪ .111‬ؽشف اؾشلفات‪ :‬ؾإلؿام ؿوؿد بن علد اؾوفاب بن دؾقؿان اؾمؿقؿي اؾـهدي‪ ،‬ت‪:‬‬
‫‪9206‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬وزارة اؾشؤون اإلدالؿقة واألوؼاف واؾدعوة واإلرذاد‪ -‬ادلؿؾؽة‬
‫اؾعربقة اؾيعودقة‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9429 :‬فـ‪.‬‬
‫‪ .111‬ؽشف ادلـافج واؾمـاؼقح ػي تىرقج أحادقث ادلصابقح‪ :‬ألبي ادلعاؾي صدر اؾدقن‬
‫ؿوؿد بن إبرافقم ادلـــُـاوي‪ ،‬ت‪509 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬اؾدار اؾعربقة ؾؾؿودوعات‪ -‬بقروت‪،‬‬
‫اؾطلعة األوؾى‪9428 :‬فـ‪2004 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ؿوؿد إدواق ؿوؿد إبرافقم‪.‬‬
‫‪ .112‬اؾؽواؽب اؾدراري ػي ذرح صوقح اؾلىاري‪ :‬ؾإلؿام ذؿس اؾدقن ؿوؿد بن‬
‫قودف اؾؽرؿاـي‪ ،‬ت‪956 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار إحقاء اؾمراث اؾعربي‪ -‬بقروت‪.‬‬
‫‪ .113‬اجملاؾية وجوافر اؾعؾم‪ :‬ألبي بؽر أحؿد بن ؿروان اؾدقـوري ادلاؾؽي‪ ،‬ت‪999 :‬فـ‪،‬‬
‫طلعة‪ :‬جؿعقة اؾمربقة اإلدالؿقة‪ -‬اؾلورقن‪ ،‬ودار ابن حزم‪ -‬بقروت‪ ،‬تارقخ اؾـشر‪:‬‬
‫‪9491‬فـ‪ ،‬بموؼقق‪ :‬أبي علقدة ؿشفور بن حين آل دؾؿان‪.‬‬
‫‪ .114‬اجململى ؿن اؾينن= اؾينن اؾصغرى‪ :‬ؾإلؿام أبي علد اؾرحؿن أحؿد بن ذعقب‬
‫اؾـيائي‪ ،‬ت‪909 :‬فـ‪ ،‬دار اؾمأصقل‪ -‬اؾؼافرة‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9499 :‬فـ‪2092 -‬م‪.‬‬
‫‪ .115‬ؿهؿع األؿنال‪ :‬ألبي اؾػضل أحؿد بن ؿوؿد بن إبرافقم ادلقداـي اؾـقيابوري‪ ،‬ت‪:‬‬
‫‪895‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار ادلعرػة ‪ -‬بقروت‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ؿوؿد ؿوقى اؾدقن علد احلؿقد‪.‬‬
‫‪ .116‬ؿهؿع اؾزوائد وؿـلع اؾػوائد‪ :‬ؾؾواػظ أبي احلين ـور اؾدقن عؾي بن أبي بؽر بن‬
‫دؾقؿان اؾفقنؿي‪ ،‬ت‪509 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬ؿؽملة اؾؼددي‪ -‬اؾؼافرة‪ ،‬عام‪ 9494 :‬فـ‪-‬‬
‫‪9114‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬حيام اؾدقن اؾؼددي‪.‬‬
‫‪ .117‬ؿهؿوع اؾػماوى‪ :‬ؾشقخ اإلدالم تؼي اؾدقن أبي اؾعلاس أحؿد بن علد احلؾقم ابن‬
‫تقؿقة‪ ،‬ت‪925 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬ؿهؿع ادلؾك ػفد‪ -‬ادلدقـة ادلـورة‪ ،‬عام‪9496 :‬فـ‪-‬‬
‫‪9118‬م‪ ،‬جؿع‪ :‬علد اؾرحؿن بن ؿوؿد بن ؼادم‪.‬‬
‫‪ .118‬اجملؿوع ذرح ادلفذب‪ :‬ؾإلؿام أبي زؽرقا ؿوقي اؾدقن قوقى بن ذرف اؾـووي‪ ،‬ت‪:‬‬
‫‪696‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار اؾػؽر‪.‬‬
‫‪ .119‬احملصول‪ :‬ألبي علد اؾؾه ؿوؿد بن عؿر بن ادلؾؼب بػىر اؾدقن اؾرازي‪ ،‬ت‪:‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪045‬‬

‫‪606‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬ؿؤدية اؾرداؾة‪ ،‬اؾطلعة اؾناؾنة‪9495 :‬فـ ‪ 9119 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬طه‬
‫جابر ػقاض اؾعؾواـي‪.‬‬
‫‪ .111‬احملؾى باآلثار‪ :‬ؾإلؿام أبي ؿوؿد عؾي بن أحؿد بن حزم األـدؾيي‪ ،‬ت‪486 :‬فـ‪،‬‬
‫دار اؾػؽر‪ -‬بقروت‪.‬‬
‫‪ .111‬ادليمدرك عؾى اؾصوقوني‪ :‬ؾؾواػظ ألبي علد اؾؾه احلاؽم ؿوؿد بن علد اؾؾه‬
‫احلاؽم‪ ،‬ت‪408 :‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬دار اؾؽمب اؾعؾؿقة ‪ -‬بقروت‪ ،‬ؿؼابؾة عؾى اؾطلعة‬
‫اؾفـدقة‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9499 :‬فـ‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ؿصطػى علد اؾؼادر عطا‪.‬‬
‫‪ .112‬ادليمصػى‪ :‬ألبي حاؿد ؿوؿد بن ؿوؿد اؾغزاؾي اؾطودي‪ ،‬ت‪808 :‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪:‬‬
‫دار اؾؽمب اؾعؾؿقة‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9499 :‬فـ ‪9119 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ؿوؿد‬
‫علد اؾيالم علد اؾشاػي‪.‬‬
‫‪ .113‬ؿيـد اؾلزار = اؾلور اؾزخار‪ :‬ؾؾواػظ أبي بؽر أحؿد بن عؿرو اؾعمؽي ادلعروف‬
‫باؾلزار‪ ،‬ت‪212 :‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬ؿؽملة اؾعؾوم واحلؽم ‪ -‬ادلدقـة ادلـورة‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪:‬‬
‫ؿن ‪9155‬م إؾى ‪2001‬م‪ ،‬احملؼق‪ :‬ؿوػوظ اؾرحؿن زقن اؾؾه‪ ،‬وعادل بن دعد‪،‬‬
‫وصلري علد اخلاؾق اؾشاػعي‪.‬‬
‫‪ .114‬ادليـد اؾصوقح عؾى اؾمؼادقم واألـواع‪ :‬ؾإلؿام أبي حامت ؿوؿد بن حلان اؾلُيمي‪،‬‬
‫ت‪984 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار ابن حزم‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9499 :‬فـ‪2092 -‬م‪ ،‬احملؼق‪ :‬ؿوؿد‬
‫عؾي دومنر‪ ،‬وخاؾص آي دؿقر‪.‬‬
‫‪ .115‬ادليـد‪ :‬ألبي دعقد اؾفقنم بن ؽؾقب اؾشاذي‪ ،‬ت‪998 :‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬ؿؽملة اؾعؾوم‬
‫واحلؽم ‪ -‬ادلدقـة ادلـورة‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9490 :‬فـ‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ؿوػوظ اؾرحؿن‬
‫زقن اؾؾه‪.‬‬
‫‪ .116‬ادليـد‪ :‬ؾإلؿام أبي علد اؾؾه أحؿد بن ؿوؿد بن حـلل‪ ،‬ت‪249 :‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪:‬‬
‫ؿؤدية اؾرداؾة‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9429:‬فـ‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ذعقب األرـؤوط‪ ،‬وعادل‬
‫ؿرذد وآخرقن‪.‬‬
‫‪ .117‬ادليـد‪ :‬ؾؾواػظ أبي قعؾى أحؿد بن عؾي ادلوصؾي‪ ،‬ت‪909 :‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬دار ادلأؿون‬
‫ؾؾمراث ‪ -‬دؿشق‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9404 :‬فـ‪ ،‬بموؼقق‪ :‬حيني دؾقم أدد‪.‬‬
‫‪ .118‬ادلصـف‪ :‬ألبي بؽر علد اؾؾه بن ؿوؿد بن أبي ذقلة‪ ،‬ت‪298 :‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬دار‬
‫اؾؼلؾة‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9429 :‬فـ‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ؿوؿد عواؿة‪.‬‬
‫ثبت الـمصادر والـمزاجع‬
‫‪046‬‬

‫‪ .119‬ادلصـف‪ :‬ؾإلؿام أبي بؽر علد اؾرزاق بن فؿام بن احلؿقري اؾصـعاـي‪ ،‬ت‪299 :‬فـ‪،‬‬
‫اؾـاذر‪ :‬اجملؾس اؾعؾؿي‪ -‬اؾفـد‪ ،‬اؾطلعة اؾناـقة‪9409 :‬فـ‪ ،‬بموؼقق‪ :‬حلقب اؾرحؿن‬
‫األعظؿي‪.‬‬
‫‪ .121‬ؿعهم ابن األعرابي‪ :‬ألبي دعقد أحؿد بن ؿوؿد ابن األعرابي اؾلصري اؾصوػي‪،‬‬
‫ت‪940 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار ابن اجلوزي‪-‬ادلؿؾؽة اؾعربقة اؾيعودي‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪:‬‬
‫‪9495‬فـ‪9119 -‬م‪ ،‬بموؼقق وتىرقج‪ :‬علد احملين بن إبرافقم بن أحؿد احليقـي‪.‬‬
‫‪ .121‬ادلعهم األودط‪ :‬ؾإلؿام أبي اؾؼادم دؾقؿان بن أحؿد بن أقوب بن ؿطقر اؾؾىؿي‬
‫اؾطلراـي‪ ،‬ت‪960 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار احلرؿني ‪ -‬اؾؼافرة‪ ،‬بموؼقق‪ :‬طارق بن عوض‬
‫اؾؾه بن ؿوؿد‪ ،‬وعلد احملين بن إبرافقم احليقـي‪.‬‬
‫‪ .122‬ادلعهم اؾؽلقر‪ :‬ؾإلؿام أبي اؾؼادم دؾقؿان بن أحؿد اؾطلراـي‪ ،‬ت‪960 :‬فـ‪،‬‬
‫دار اؾـاذر‪ :‬ؿؽملة ابن تقؿقة ‪-‬اؾؼافرة‪ ،‬اؾطلعة اؾناـقة‪ ،‬احملؼق‪ :‬حؿدي بن‬
‫علد اجملقد اؾيؾػي‪.‬‬
‫‪ .123‬ؿعهم ادلـافي اؾؾػظقة وػوائد ػي األؾػاظ‪ :‬ؾؾشقخ بؽر بن علد اؾؾه أبو زقد‪،‬‬
‫ت‪9421 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار اؾعاصؿة ؾؾـشر واؾموزقع ‪ -‬اؾرقاض‪ ،‬اؾطلعة اؾناؾنة‪:‬‬
‫‪9499‬فـ‪9116-‬م‪.‬‬
‫‪ .124‬ؿعهم دقوان األدب‪ :‬ألبي إبرافقم إدواق بن إبرافقم بن احليني اؾػارابي‪ ،‬ت‪:‬‬
‫‪980‬فـ‪ ،‬طلعة ؿؤدية دار اؾشعب ؾؾصواػة واؾطلاعة واؾـشر‪ -‬اؾؼافرة‪ ،‬عام‬
‫اؾـشر‪9424 :‬فـ‪ 2009 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬أحؿد ؿىمار عؿر‪.‬‬
‫‪ .125‬ؿعـى ال إؾه إال اؾؾه‪ :‬ؾإلؿام أبي علد اؾؾه بدر اؾدقن ؿوؿد بن علد اؾؾه اؾزرؽشي‬
‫اؾشاػعي‪ ،‬ت‪914 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار االعمصام‪ -‬اؾؼافرة‪ ،‬اؾطلعة اؾناؾنة‪9408 :‬فـ‪-‬‬
‫‪9158‬م‪ ،‬احملؼق‪ :‬عؾي ؿوقي اؾدقن عؾي اؾؼرة داغي‪.‬‬
‫‪ .126‬ادلغـي ػي أبواب اؾموحقد واؾعدل‪ :‬ؾؾؼاضي أبي احلين علد اجللار بن أحؿد‬
‫ادلعمزؾي‪ ،‬ت‪498 :‬فـ‪ ،‬دار اؾؽمب اؾعؾؿقة ‪ -‬بقروت‪.‬‬
‫‪ .127‬ادلغـي‪ :‬ؾإلؿام أبي ؿوؿد ؿوػق اؾدقن علد اؾؾه بن أحؿد بن ؿوؿد بن ؼداؿة‬
‫اجلؿاعقؾي ادلؼددي‪ ،‬ت‪620 :‬فـ‪ ،‬ؿؽملة اؾؼافرة‪ ،‬تارقخ اؾـشر‪9955 :‬فـ ‪9165 -‬م‪.‬‬
‫‪ .128‬ادلؼاصد احليـة ػي بقان ؽنقر ؿن األحادقث ادلشمفرة عؾى األؾيـة‪ :‬ؾإلؿام أبي‬
‫اخلقر ذؿس اؾدقن ؿوؿد بن علد اؾرحؿن اؾيىاوي‪ ،‬ت‪102 :‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬دار‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪047‬‬

‫اؾؽماب اؾعربي‪ -‬بقروت‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪ 9408 :‬فـ‪9158 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ؿوؿد‬
‫عنؿان اخلشت‪.‬‬
‫ادلـمظم ػي تارقخ األمم وادلؾوك‪ :‬ؾؾواػظ أبي اؾػرج جؿال اؾدقن علد اؾرحؿن بن‬ ‫‪.129‬‬
‫عؾي ابن اجلوزي‪ ،‬ت‪819 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار اؾؽمب اؾعؾؿقة‪ -‬بقروت‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪:‬‬
‫‪9492‬فـ‪9112 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬ؿوؿد علد اؾؼادر عطا‪ ،‬ؿصطػى علد اؾؼادر عطا‪.‬‬
‫ادلـفاج ذرح صوقح ؿيؾم بن احلهاج‪ :‬ؾإلؿام أبي زؽرقا ؿوقي اؾدقن قوقى بن‬ ‫‪.131‬‬
‫ذرف اؾـووي ت‪696 :‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬دار إحقاء اؾمراث اؾعربي ‪ -‬بقروت‪ ،‬اؾطلعة‬
‫اؾناـقة‪9912 :‬فـ‪.‬‬
‫ادلواػؼات‪ :‬ؾإلؿام إبرافقم بن ؿودى بن ؿوؿد اؾؾىؿي اؾغرـاطي اؾشفقر‬ ‫‪.131‬‬
‫باؾشاطلي‪ ،‬ت‪910 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار ابن عػان‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9499 :‬فـ‪9119 -‬م‪،‬‬
‫بموؼقق‪ :‬أبي علقدة ؿشفور بن حين آل دؾؿان‪.‬‬
‫ؿقزان االعمدال ػي ـؼد اؾرجال‪ :‬ألبي علد اؾؾه ذؿس اؾدقن ؿوؿد بن أحؿد بن‬ ‫‪.132‬‬
‫عنؿان بن ؼَاقْؿاز اؾذفلي‪ ،‬ت‪945 :‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬دار ادلعرػة ؾؾطلاعة واؾـشر‪-‬‬
‫بقروت‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9952 :‬فـ ‪9169 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬عؾي ؿوؿد اؾلهاوي‪.‬‬
‫ـمائج األػؽار ػي تىرقج أحادقث األذؽار‪ :‬ؾؾواػظ ابن حهر اؾعيؼالـي‪ ،‬ت‪582 :‬‬ ‫‪.133‬‬
‫فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬دار ابن ؽنقر‪ ،‬اؾطلعة اؾناـقة‪ 9421 :‬فـ ‪ 2005 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬حؿدي‬
‫علد اجملقد اؾيؾػي‪.‬‬
‫اؾـفاقة ػي غرقب احلدقث واألثر‪ :‬ؾإلؿام أبي اؾيعادات ادللارك بن ؿوؿد بن‬ ‫‪.134‬‬
‫ؿوؿد اجلزري ابن األثقر‪ ،‬ت‪606 :‬فـ‪ ،‬اؾـاذر‪ :‬ادلؽملة اؾعؾؿقة ‪ -‬بقروت‪9911 ،‬فـ‬
‫‪9191 -‬م‪ ،‬حتؼقق‪ :‬طافر أحؿد اؾزاوي‪ ،‬وؿوؿود ؿوؿد اؾطـاحي‪.‬‬
‫ـقل األوطار‪ :‬ؾؾعالؿة ؿوؿد بن عؾي بن ؿوؿد اؾشوؽاـي‪ ،‬ت‪9280 :‬فـ‪ ،‬طلعة‪ :‬دار‬ ‫‪.135‬‬
‫احلدقث‪ -‬ؿصر‪ ،‬اؾطلعة األوؾى‪9499 :‬فـ‪9119 -‬م‪ ،‬بموؼقق‪ :‬عصام اؾدقن‬
‫اؾصلابطي‪.‬‬
‫فو ــزس الـمحتـوي ــات‬
‫‪048‬‬

‫فٌـــرس امـىحجـٍيـــات‬

‫الصفحة‬ ‫احملتويات‬
‫‪K‬معالي الشيخ الدكتور عبد الكريم بن عبد اهلل اخلضري ‪8 .......................‬‬

‫كلمة مؤسَّسة معامل السنن ‪9 .........................................................‬‬

‫الـمقدمــــة‪30.......................................................................‬‬
‫[معنى التوحيد‪ ،‬وأهميتُى]‪33 ......................................................‬‬
‫[معـنى‪ :‬ال إلـى إال اهلل‪ ،‬وموقـف الكفـار منوـا]‪11 ...................................‬‬
‫[اجلـواب الـمحمـن عمى أهـن الباطـن]‪78 ...........................................‬‬
‫[اجلــواب الـمفصــن عـن شبوــات أهـن الباطــن]‪83..................................‬‬
‫‪[ ‬الشبفة إولك‪ :‬كػـل الـؿخالـػ الشـرك طـ كػسـف] ‪83.........................‬‬
‫‪[ ‬الشبفة الثاكقة‪ :‬كـزول أيـات فقؿـ يعبـد إصــام خاصـة] ‪88..................‬‬
‫‪[ ‬الشبفة الثالثة‪ :‬آستغـاثة بإولقـاء رجـاء شػاطتـفؿ] ‪93 .......................‬‬
‫‪[ ‬الشبفة الرابعة‪ :‬الدطـاء لقس طبـادة] ‪93 .......................................‬‬
‫‪[ ‬الشبفة الخامسة‪ :‬الرمـل بنكؽـار الشػاطـة] ‪9: .................................‬‬
‫‪[ ‬الشبفة السادسة‪ :‬آستغاثـة صؾـب لؾشػاطـة الـؿؿـقحـة مـ اهلل] ‪:1 ...........‬‬
‫‪[ ‬الشبفة السابعة‪ :‬آلتجـاء إلك الصالحـقـ لقس ِشركًـا] ‪:8 .....................‬‬
‫‪[ ‬الشبفة الثامـة‪َ :‬ق ْصـر ِّ‬
‫الشرك طؾك طبـادة إصــام] ‪:: .........................‬‬
‫شـ ــزح كصف الصبوـ ــات‬
‫‪051‬‬

‫‪[ ‬الشبفة التاسعة‪ِ :‬ش ْـرك قريش كـان يف زطؿفـؿ أن الـؿالئؽـة بــات اهلل] ‪;2 ......‬‬
‫‪[ ‬الشبفة العاشرة‪ :‬أن الذيـ كزل فقفؿ الؼرآن أكؽروا الـبقة والبعث بخالف مـ‬
‫يستغقث بإولقاء] ‪301 ............................................................‬‬
‫‪[ ‬الشبفة الحادية طشرة‪ :‬حؼــ الـدم بؿجـرد كطـؼ الشفـادة] ‪323 .................‬‬
‫‪[ ‬الشبفة الثاكقة طشرة‪ :‬آحتجـاج بحديـث الشػاطـة الؽـربى] ‪329..............‬‬
‫‪[ ‬الشبفة الثالثة طشرة‪ :‬آحتجـاج بؼقل جربيـؾ إلبراهـقؿ‪ :‬ألـؽ حاجــة؟] ‪312 .‬‬
‫[اخلــامتــة‪ :‬التوحـيد بالقـمب والمسـان والعمــن]‪318 ...............................‬‬

‫ثبت الـمصادر والـمراجع ‪337 ........................................................‬‬

‫فهـــرس الـمحتـويــــــــات‪37;.........................................................‬‬

‫‪‬‬

You might also like