You are on page 1of 34

‫رأي‬

‫املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫ّ ُ ُ َ ُ‬
‫التنقل المستدام‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫نحو وسائل نقل مستدامة ومتاحة‬

‫إحالة ذاتية رقم ‪2021/53‬‬

‫‪www.cese.ma‬‬
‫رأي‬
‫املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫ّ ُ ُ َ ُ‬
‫التنقل المستدام‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫نحو وسائل نقل مستدامة ومتاحة‬

‫إحالة ذاتية رقم ‪2021/53‬‬


‫تاحة‬
‫وم َ‬ ‫التنقّ ُل ا ُملست ُ‬
‫َدام‪ :‬نحو وسائل نقل ُمستدامة ُ‬

‫طبقــا للمــادة ‪ 6‬مــن القانــون التنظيمــي رقــم ‪ 12-128‬المتعلــق بالمجلــس االقتصــادي‬


‫واالجتماعــي والبيئــي‪ ،‬قـــرر المجلــس‪ ،‬فـــي إطــار إحالــة ذاتيــة‪ ،‬إعــداد رأي حــول موضــوع‬
‫«التن ّق ـ ُل ال ُمس ـتَدا ُم‪ :‬نحــو وســائل نقــل ُمســتدامة و ُم َ‬
‫تاحــة»‪.‬‬
‫وقـــد عهـــد مكتــب المجلــس للجنــة الدائمــة المكلفــة بقضايــا البيئــة والتنميــة ال ُمســتدا َمة‬
‫بإعــداد هــــذا التقريــر‪ .‬وخــال دورتــه ‪ 121‬العاديــة‪ ،‬المنعقــدة بتاريــخ ‪ 29‬أبريــل ‪،2021‬‬
‫صادقــت الج ْمعيــة العامــة للمجلــس االقتصـــادي واالجتماعـــي والبيئـــي باإلجمــاع علــى‬
‫ومتاحــة»‪.‬‬
‫َ‬ ‫الــرأي الـــذي يحمــل عنــوان‪ « :‬التن ّق ـ ُل ال ُمس ـتَدا ُم‪ :‬نحــو وســائل نقــل ُمســتدامة‬

‫‪5‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪6‬‬
‫تاحة‬
‫وم َ‬ ‫التنقّ ُل ا ُملست ُ‬
‫َدام نحو وسائل نقل ُمستدامة ُ‬

‫ّ‬
‫ملخص تركيبي‬

‫ـات تحت ّيـ ٍـة َحديثـ ٍـة‪ ،‬وكذلــك فيمــا يتعلــق‬ ‫ـرب‪ ،‬بــكل تأكيــد‪ ،‬تق ّد ًمــا ال يمكــن إنــكاره فــي تطويـ ِـر بنْيـ ٍ‬ ‫لَ َقـ ْد ح ّقـ َق المغـ ُ‬
‫األشــكالِ ال ُم ْســتدا َمةِ ‪ ،‬كمــا يت ِّض ـ ُح فــي مشــاري َع مِ ـ ْن َقبيــلِ ‪:‬‬ ‫ـاط‪ ،‬بمــا فــي ذلــك ْ‬ ‫بمنظو َمــةِ النّقــل ُمتَ َع ـ ّدد ِة األنْمـ ِ‬
‫خــط القطــار فائــق الســرعة (‪ )LGV/TGV‬والترا ْمــواي والحافــات الكهربائ ّيــة عاليــة الجــ ْودة (‪ .)BHNS‬وقــد‬ ‫ّ‬
‫الجديــدة‪،‬‬ ‫التشــريع ّيةِ والتنظيميــة َ‬ ‫ـات ْ‬ ‫ضــلِ اآلليـ ِ‬ ‫وجــهِ الخُ صــوص‪ ،‬ب َف ْ‬ ‫أصبــح هــذا التقـ ّد ُم ال ُم ْحـ َر ُز ُم ْمكِ ًنــا‪ ،‬علــى ْ‬
‫الج َه ِو ّيــةِ المتق ِّد َمــة‪.‬‬ ‫واألشــكالِ الجديــد ِة للحكا َمــةِ التُّ َرابيــة‪ ،‬فــي إطـ ِ‬
‫ـار ِ‬ ‫ْ‬
‫يشـ َهد طل ًبــا متزايـ ًدا ومتســارعاً‪ ،‬فــي‬ ‫ضــري وال َقـ َر ِو ّي‪ْ ،‬‬ ‫ـخاص والبَضا ِئـ ِـع‪ ،‬فــي ال َو َســطيْنِ َ‬
‫الح َ‬ ‫األشـ ِ‬ ‫أن نَ ْقـ َل ْ‬ ‫غيْـ َر ّ‬
‫الح َكا َمــة المعتمــد فــي مجــال التنقــل علــى الخصــوص‪ ،‬ق ـ ْد بَل َـ َغ َم ـ َداه‪ .‬و َم ـ َر ّد ذلــك أساســاإلى‬ ‫أن نمــوذ َج َ‬ ‫حيــن َّ‬
‫الســيارات الخصوص ّيــة‪ ،‬بــدالَ‬ ‫الط ُرق ّيــة وعلــى ّ‬ ‫ـات ُع ُموم ّيــة تر ّكـ ُز باألســاس علــى البنيــة التحتيــة ُّ‬ ‫اعتمــادِ سياسـ ٍ‬ ‫ْ‬
‫ض النقــل ال ُعمومــي المتو ّفــر غيْ ـ ُر ٍ‬
‫كاف‬ ‫أن ع ـ ْر َ‬‫تركيزهــا علــى ال َف ـ ْردِ وحاجياتــه فــي مجــال التن ّقــل‪ .‬كمــا ّ‬ ‫ِ‬ ‫مــن‬
‫الســاكنة‪ ،‬ســواءٌ فــي المناطــق الحضريــة ذات الكثافــة‬ ‫ـات ّ‬ ‫ـاح بمــا يكفــي مقارنــة بحاجيـ ِ‬ ‫وغيــر ُمال ِئـ ٍـم وغيْ ـ ُر ُمتـ ٍ‬
‫ص ّ‬
‫الشــغل‬ ‫الســكانية العاليــة‪ ،‬أو فــي المناطــق القرو ّيــة المتف ّرقــة أو المعزولــة‪ ،‬م ّمــا يَ ُحــو ُل دو َن ُولُ ِ‬
‫وجهِ ـ ْم إلــى ُفـ َر ِ‬
‫وجــه الخُ صــوص‪:‬‬ ‫ـباب‪ ،‬منهــا علــى ْ‬ ‫والخدمــات والترفيــه‪ .‬ويعــود ذلــك إلــى ع ـ ّدة أسـ ٍ‬
‫أجــلِ‬
‫ضريــة مــن ْ‬ ‫واطنــات وال ُمواطنيــن إلــى االبْتعــادِ عــن ال َمراكِ ـ ِـز َ‬
‫الح َ‬ ‫اض ِطــرار العديــد مــن ال ُم ِ‬
‫‪-‬أســباب ماليــة‪ْ :‬‬
‫ـكن أو عقـ ٍـار فــي المتنــا َول‪ ،‬وبالتالــي يَ ِجـ ُدون أنْف َُســهم فــي ُمواجهــةِ غيـ ِ‬
‫ـاب ال َعـ ْرض الكافــي‬ ‫االســتفادة مـ ْن سـ ٍ‬
‫ْ‬
‫الج َماعـ ّـي؛‬
‫و‪/‬أو غيــر ال ُمالئــم مــن وســائل النقــل َ‬
‫وضعيــة إعاقــة)‬ ‫ْ‬
‫(األشــخاص المســنّون و‪/‬أو فــي ْ‬ ‫جســمانية‪ :‬عــدد مــن المواطنــات والمواطنيــن‬ ‫‪-‬أســباب ْ‬
‫اســتعمالِ َو َســائلِ النّقــل بصــورةٍ ُم ْســتقلّة‪.‬‬
‫محرومــون مــن ْ‬
‫ـار التل ـ ُّو ِث‬ ‫الح َ‬
‫ضــري‪ ،‬مــن آثـ ِ‬ ‫ـط َ‬‫الوسـ ِ‬
‫َ‬ ‫الســاكن ُة‪ ،‬وال س ـ ّيما فــي‬ ‫ـص‪ ،‬تُعانــي ّ‬ ‫‪-‬باإلضافــة الــى ُك ّل هــذه النّواقِ ـ ِ‬
‫أن وســائل ال َّن ْقــل َم ْســؤولَة إلــى حـ ّد كبيــر عــن انبعاثــات ثانــي أكســيد‬
‫النّاجـ ِـم عــن تزايُــدِ حجـ ِـم التن ّقــل‪ ،‬بمــا ّ‬
‫الكربــون‪.‬‬
‫الضــوء علــى فرصــة تطويــر التن ّقــل‬ ‫تســليط ّ‬ ‫‪-‬لهــذا الســبب‪ ،‬اقتــرح المجلــس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي ْ‬
‫تح ِســين ُمما َر َســة‬
‫بفضــلِ ْ‬‫المســتدام فــي المغــرب‪ ،‬الــذي مــن شــأنه تحقيــق ال َّرفــاه للمواطنــات والمواطنيــن‪ْ ،‬‬
‫حريــة التن ّقــل والحــقّ فــي الولــوج إلــى الخدمــات االجتماعيــة األساســية وإلــى الشــغل‪ ،‬وذلــك عبْ ـ َر وســائل‬
‫المجلــس االقتصــادي‬‫ُ‬ ‫نقــل ذات جــ ْو َدة وســهلة الولــوج وأكثــر احترامــاً للبيئــة‪ .‬فــي هــذا االتّجــاه‪ ،‬يقتــرح‬
‫ـتدام ت ْرتكِ ـ ُز علــى ال َمحـ ِ‬
‫ـاو ِر التّاليــة‪:‬‬ ‫واالجتماعــي والبيئــي ْ‬
‫تطويـ َر منْظومـ ٍـة ُمنْدمِ جـ ٍـة للتن ّقــلِ ال ُم ْسـ ِ‬
‫‪-‬تحســين الولوج ّيــة لفائــدة جميــع المواطنــات والمواطنيــن إلــى وســائل نقــل جماعــي مســتدامة‪ ،‬وتطويــر‬
‫بنيــات تحت ّيــة قرو ّيــة مســتدامة‪ ،‬بهــدف التقليــل مــن االعتمــاد علــى الســيارة ّ‬
‫الشــخصية‪ ،‬وتقليــص الفــوارق‬
‫المجاليــة واالجتماعيــة؛‬

‫‪7‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫الحــ َر ِاري‪ :‬الحافــات الحضريــة‪/‬‬ ‫الشــخصية وال ُم َحــ ِّر ِك َ‬ ‫للســيار ِة ّ‬ ‫الحلُــولِ ال ُمســتدامةِ ال َبديلــةِ ّ‬
‫‪-‬تشــجيع ُ‬
‫الصغيــرة‪ ،‬والحافــات الرابطــة بيــن ال ُمــ ُدن‪ ،‬وخــط‬ ‫الحافــات ذات خد َمــة عاليــة الجــودة‪ ،‬والحافــات ّ‬
‫ـط ال ُمتَنَ ـ ّو ِع‪ ،‬ب َف ْ‬
‫ضــلِ‬ ‫وذات ال ّربْـ ِ‬
‫ِ‬ ‫الترامــواي (صغيــر وخفيــف وســريع)‪ ،‬مــع ال َمزيــدِ مــن ال َوســا ِئلِ المتع ـ ِّد َد ِة‬
‫ارات النقــل ال ُم ْشــتَ َر َكة و َم َواقِ ــف ســيارات مســتدامة؛‬ ‫ــات الطرقيــة و َم َح ّط ِ‬
‫ــات َســ ّي ِ‬ ‫ّ‬
‫المحط ِ‬ ‫فيــر‬
‫ت ْو ِ‬
‫الشــخص ّيةِ ‪ ،‬مثْــلِ ال ّدراجـ ِ‬
‫ـات‬ ‫للحلُــولِ الك ْهربائ ّيــةِ البديلــة ّ‬
‫للســيا َر ِة ّ‬ ‫إعطــاء األولو ّيــةِ ‪ ،‬علــى ال َم ـ َدى ال َقصيـ ِـر‪ُ ،‬‬ ‫‪ْ -‬‬
‫ـطةِ الحجــم‪ ،‬مــن‬ ‫ـار ُم ـ ُد ٍن تجريب ّيـ ٍـة‪ ،‬صغيــرةٍ و ُمتَ َو ِّسـ َ‬ ‫ال َكهربائ ّيــة المتط ـ ّورة وال ُم َ‬
‫ص َّن َعــة محلّ ًّيــا‪ ،‬وذلــك باختيـ ِ‬
‫أجــل اختبــار ال ُمال َء َمــة وقِ يـ ِ‬
‫ـاس األثــر؛‬
‫وإضفــاء الطابــع المِ ْهنــي عليْهــا‪ ،‬ودراســة إمكانيــة‬ ‫ِصــاح المنْظومــة المتعلّقــة ب َ‬
‫ِحكا َمــة ســيارات األجــرة‪ْ ،‬‬ ‫‪-‬إ ْ‬
‫ت َْحريرهــا؛‬
‫منصــات لوجيســتيكية طرق ّيــة بضواحــي المــدن‪ ،‬مــع‬
‫‪-‬تســريع تنفيــذ ال َعقــد‪ -‬البرنامــج المتعلــق بتطويــر ّ‬
‫الحــرص علــى ربْطهــا بالســكك الحديديــة؛‬
‫والسالمة الطرق ّية‪ ،‬بما ينسجم مع مبادئ التّنقل ال ُمستدام؛‬
‫‪-‬تحديث ُم َد ّونة السير ّ‬
‫راج حاج ّيات التنقل المستدام ض ْمن متطلّبات التعمير وإعداد التراب والتخطيط؛‬
‫‪-‬إ ْد ِ‬
‫‪-‬إعــدادِ برامــج ترمــي إلــى التكويــن األساسـ ّـي والمســتم ّر فــي مختلــف المجــاالت والمهــن المتعلّقــة بالتّنقــل‬
‫ال ُمســتدام‪ ،‬م َو َّج َهــة إلــى جميــع الفاعليــن‪ ،‬وذلــك بهــدف تحســين وتعزيــز كفــاءات المــوارد البشــر ّية‪ ،‬بمــا فيهــا‬
‫المنتخبــون علــى صعيــد المجــاالت التراب ّيــة؛‬
‫‪-‬اعتمــاد اســتراتيج ّية للتواصــل وتحســيس ال ُمواطنــات وال ُمواطنيــن بمبــادئ وإيجابيــات التنقــل ال ُمســتدام‪،‬‬
‫عبْـ َر توظيــف ُمحتويــات إعالم ّيــة تُع ّبـ ُئ مختلــف قنــوات التواصــل‪ ،‬وتهـ ّم البيئــة والوضع ّيــة ّ‬
‫الصحيــة والتقــدم‬
‫التكنولوجــي‪.‬‬
‫وجــه الخصــوص‪ ،‬ضــرورة تَشــكيل لجنــة مشــتركة بيــن الــوزارات‪،‬‬ ‫إن المنظومــة ال ُمقت َر َحــة تتطلّــب‪ ،‬علــى ْ‬
‫ّ‬
‫تكــون مســؤولة عــن التنقــل المســتدام‪ ،‬ذات امتــدادات جهو ّيــة‪ ،‬وقــادرة علــى إيجــاد حلــول لمخاطــر تداخــل‬
‫االخْ تصاصــات وتذويــب المســؤوليات وتشــتّت الوســائل‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫تاحة‬
‫وم َ‬ ‫التنقّ ُل ا ُملست ُ‬
‫َدام نحو وسائل نقل ُمستدامة ُ‬

‫تقديم‬

‫ـياق عالمـ ٍّـي ْ‬


‫تطبَ ُعـ ُه إلحاح ّيــة التغ ّيــرات ال ُمناخ ّيــة وال ّرهانــات البيئيــة واألزمــات االقتصاديــة والتح ّديــات‬ ‫فــي سـ ٍ‬
‫األشــخاص وال َبضائــع‪ ،‬بقــدر مــا تتع ّمــق معهــا بشـ ْك ٍل‬
‫االجتماعيــة‪ ،‬مــا فتئــت الحاجيــات تتزايــد فــي مجــال تن ّقــل ْ‬
‫فــإن منظومــات النقــل مســؤولَ ٌة بصــورةٍ كبيــرةٍ عــن انبعاثــات ثانــي أكســيد‬ ‫كبيــر آثارهــا الســلبية‪ .1‬وبالف ْعــل‪ّ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫الكربــون‪ ،‬كمــا تُخلّــف أضــرا ًرا ومخاطــر ال حصــر لهــا‪ ،‬ممــا يجعــل التنقــل رهان ـاً دول ّيــا ومجتمع ًّيــا فــي اآلن‬
‫نفســهِ ‪.2‬‬
‫ِ‬
‫الصــدد‪ ،‬تقـ ّدم أهــداف التنميــة المســتدامة مقاربـ ًة مختلفــة تمامـاً‪ ،‬بحيــث ينصـ ّ‬
‫ـب تركيزُهــا أكثرعلــى‬ ‫فــي هــذا ّ‬
‫ـإن المســالك التــي تقترحهــا االنتقــاالت البيئيــة ّ‬
‫والطاقيــة‬ ‫ال ُعنْصــر ال َب َشـ ِـر ّي والحفــاظ علــى المــوارد‪ .‬وبالتالــي‪ ،‬فـ ّ‬
‫ـات وحلــول جديــدة فــي مجــال‬ ‫اعتمــاد مقاربـ ٍ‬
‫وص ّنــاع القــرار علــى وجــه الخصــوص‪ ،‬إلــى ْ‬ ‫تدعــو المجتمــع كك ّل‪ُ ،‬‬
‫اع ـ َدة‪ ،‬وذلــك مِ ـ ْن أجــل الح ـ ّد‪ ،‬بشــكل‬
‫والص ِ‬
‫ّ‬ ‫النقــل‪ ،‬علــى الن ّْحــو الــذي اعتمدتــه العدي ـ ُد مِ ــن البُلــدان المتط ـ ِّورة‬
‫كبيـ ٍـر‪ ،‬مــن انبعاثــات ثانــي أكســيد الكربــون بحلــول ســنة ‪ ،2030‬وتحقيــق الحيــاد الكربونــي بحلــول ســنة ‪.2050‬‬
‫ومــن المؤ ّكــد ّ‬
‫أن الم ْغـ ِـر َب قـ ْد ح ّقــق تق ّد ًمــا ال يمكــن إنــكاره فــي تطويــر بنيــات تحتيــة حديثــة‪ ،‬وكذلــك فيمــا يتعلــق‬
‫بمنظومــة النقــل متع ـ ّددة األنمــاط‪ ،‬بمــا فــي ذلــك األشــكال ال ُم ْســتدامة‪ ،‬كمــا يتضــح فــي مشــاريع م ـ ْن َقبيــلِ ‪:‬‬
‫ـاص‪ .‬وقــد أصبــح‬ ‫ـط القطــار فائــق الســرعة‪ ،‬الترا ْمــواي والحافــات الكهربائ ّيــة عاليــة الج ـ ْودة فــي مــدار خـ ّ‬ ‫خـ ّ‬
‫وبفضــلِ‬
‫ْ‬ ‫ضــلِ اآلليــات ْ‬
‫التشــريعية والتنظيميــة الجديــدة‪،‬‬ ‫وجــهِ الخُ صــوص‪ ،‬ب َف ْ‬
‫هــذا التقـ ّدم ال ُم ْحـ َرز ممك ًنــا‪ ،‬علــى ْ‬
‫األشــكال الجديــدة للحكا َمــة الترابيــة‪ ،‬فــي إطــار الجهويــة المتقدمــة‪.‬‬ ‫ْ‬
‫المحـ َرز‪ ،‬ال تــزال هنــاك العديــد مـ ْن أ ْو ُجــه القُصــور والتّحديــات‪ .‬فــي هــذا‬ ‫ْ‬ ‫مــع ذلــك‪ ،‬وعلــى ال ّر ْغــم مــن التقـ ُّدم‬
‫الصلــة‪ ،‬وال س ـ ّيما‬ ‫ّ‬
‫المؤشــرات ال ّدول ّيــة ذات ّ‬ ‫وضع ّيــة النقــل فــي بالدنــا إلــى حـ ٍّـد كبيــر مــا تــورده‬ ‫الســياق تُؤكــد ْ‬
‫ـروي لألشــخاص‬ ‫يش ـ َهد النقــل الحضــري والقـ ّ‬ ‫الس ـيْر علــى الطرقــات‪ .‬كمــا ْ‬ ‫علــى ُمســتوى االرتفــاع فــي حركــة ّ‬
‫والبضائــع‪ ،‬وهــو قطــا ٌع يقــوم بهيْ َكلــة الديناميــات االجتماعيــة واالقتصاديــة والمجاليــة‪ ،‬طل ًبــا متزايـ ًدا ومتســارعاً‬
‫أن نمــوذج تنْظيمــه المع ّقــد والمتع ـ ّدد األبْعــاد وال ُمســتويات والفاعليــن‪ ،‬ق ـ ْد بَل َـ َغ مــداه‪،‬‬ ‫علــى التن ّقــل‪ ،‬فــي حيــن َّ‬
‫وذلــك مــن جهــة‪ ،‬بســبب آثــاره علــى ميزان ّيــة الدولــة وعلــى تنافسـ ّية المقاولــة والقــدرة الشــرائ ّية للمواطــن (ة)‪،‬‬
‫ومــن جهــة أخــرى بســبب آثــاره الســلبية علــى الصحــة والبيئــة والمنــاخ‪ ،‬وعلــى جـ ْو َدة الحيــاة بصفـ ٍـة عا ّمــة‪.‬‬
‫الصــدد‪ :‬كيــف نل ّبــي الحاجيــات إلــى التنقــل وإلــى‬ ‫وبالتالــي‪ ،‬ث ّمــة إشــكالية مركز ّيــة تطــرح نفســها فــي هــذا ّ‬
‫الح ـ ّد مــن اآلثــار الســلبية التــي يخلّفهــا؟ بتعبيـ ٍـر آخــر‪ ،‬كيــف يمكــن االنتقــال مــن منْظو َمـ ٍـة قصيــر ِة‬
‫ت ْمويلــه‪ ،‬مــع َ‬
‫المــدى يعتريهــا اإلجهــاد‪ ،‬وتغـ ّذي اقتصــاداً يشــكو مــن العجــز والضعــف فــي اإلنصــاف واالســتدا َمة‪ ،‬إلــى نمـ ٍ‬
‫ـوذج‬
‫ـمولي أكثــر تضا ُمن ـاً‪ ،‬وإلــى اقتصـ ٍـاد أكثــر اســتدامة كفيـ ٍـل بتحويــلِ العجــز والتحديــات إلــى ُف ـ َر ٍص ُم َ‬
‫تاحــة؟‬ ‫شـ ّ‬
‫تح ِســين ُمما َر َســة‬ ‫أن التن ّقــل المســتدام ي ْرمــي إلــى تحقيــق ال َّرفــاه للمواطــن (ة)‪ْ ،‬‬
‫بفضــلِ ْ‬ ‫وتجــدر اإلشــا َرة إلــى ّ‬
‫حريــة التن ّقــل والحــقّ فــي الولــوج إلــى الخدمــات االجتماعيــة األساســية وإلــى الشــغل‪ ،‬وذلــك عبْـ َر وســائل نقــل‬
‫ذات ج ـ ْو َدة وســهلة الولــوج وأكثــر احترام ـاً للبيئــة‪.‬‬

‫حوالي بداية سنة ‪.2021‬‬


‫ْ‬ ‫أي‬
‫الوضعية الدول ّية يف مجال التنقل‪ ،‬وكذلك يف املغرب وقت إجناز هذا الرأي‪ْ ،‬‬
‫ْ‬ ‫‪ - 1‬املقصود بالسياق هنا‬
‫أي تق ّدم‪2007 .‬‬
‫‪ - 2‬منظمة التعاون والتنمية االقتصادية‪ ،‬وسائل النقل وانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون‪ّ :‬‬

‫‪9‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫بأشــكال النقــل الجديــدة‪ ،‬يقتــرح المجلــس االقتصــادي واالجتماعــي‬ ‫إلــى جانــب المفاهيــم الصاعــدة المتعلّقــة ْ‬
‫والبيئــي‪ ،‬تسْــليط الضّــوء علــى فرصــة تطويــر التنقّــل المســتدام فــي المغــرب‪ ،‬حيــث تتقاطــع الحيــاة االقتصاديــة‬
‫ـس مــن خــال هــذا ال ـ ّرأي إلــى اقتــراح مســال َ‬
‫ِك للتّفكيــر وال َع َمــلِ ‪،‬‬ ‫واالجتماعيــة والثقافيــة‪ .‬كمــا يســعى المجلـ ُ‬
‫لتجــاوز أ ْو ُجــهِ القصــور واآلثــار الســلبية لمنْظومــات ال ّنقْــل الحاليــة‪ ،‬وتحويلهــا إلــى ُفــ َر ٍص لتحقيــقِ تنميــة‬
‫ُمســتدامة للمجــاالت التّرابيــة‪.‬‬
‫كمــا َســ َم َح الوقــوف علــى واقــح حــال تنقــل األشــخاص والبضائــع‪ ،‬علــى مســتويات مختلفــة مــن المجــاالت‬
‫الترابيــة (الجهــات والجماعــات القرو ّيــة) بإجــراء تحليــل لتمفصـ ِ‬
‫ـات تنْظيـ ِـم ال ّن ْقــل وت ْمويلــه وحكامتــه وتقنينــه‪.‬‬
‫أن تطويــر منْظو َمـ ٍـة ُمندمِ جــة للتنقــل ال ُم ْســتدام ينْبغــي أ ْن يُقـ ِّد َم‬
‫ـس ّ‬ ‫وفــي ضـ ْوءِ التّشــخيص ال ُم َ‬
‫نجــز‪ ،‬يَعتَ ِبــر المجلـ ُ‬
‫إجابَـ ًة شــمول ّية ت ْرمــي بكيف ّيـ ٍـة تدريج ّيــة إلــى‪:‬‬
‫للســير علــى األقــدام أو عبْــر الدراجــة‪ ،‬بــك ّل أ ْمـ ٍـن‬ ‫ـيط ُمســتدام‪ ،‬بفضــل حرك ّيــة غيــر مقيــدة ّ‬ ‫Ÿ ْ‬
‫تطويـ ِـر تن ّقــل نشـ ٍ‬
‫وأمان؛‬
‫ٍ‬
‫القروي؛‬
‫ّ‬ ‫تقليص ال َف ْج َوة المجال ّية على ُم ْستوى البنيات التحتية ووسائل النقل ال ُمستدامة في ال َو َسط‬
‫ِ‬ ‫Ÿ‬
‫ْ‬
‫لألشــخاص‬ ‫ـخاص‪ ،‬وال سـ ّيما‬ ‫Ÿت ْوســيع ال ُولــوج إلــى َو َســائل النقــل ال ُعمومـ ّـي ليشــمل أ ْك َبــر َعـ َد ٍد ممكــن مــن ْ‬
‫األشـ ِ‬
‫وضعيــة هشاشــة‪ ،‬أو ذوي القــدرة المحــدودة علــى ال ّتنقٌّ ــل أ ْو لألشــخاص فــي ْ‬
‫وضعيــة إعاقــة؛‬ ‫فــي ْ‬
‫واعتمــاد العربــات ال َف ْرديــة‪ ،‬بتوفيــر عـ ْر ٍض أ ْف َ‬
‫ضــل لوســائل النقــل الجماعــي‪،‬‬ ‫Ÿالتّخْ فيــض الكبيــر مــن َهيْ َمنــة ْ‬
‫ـكال متعـ ّددة؛‬ ‫ْ‬
‫بأشـ ٍ‬
‫الح ُقــوق‬
‫الضروريــة أو اإللزاميــة (العمــل‪ ،‬الدراســة)‪ ،‬دو َن الح ـ ّد مِ ـ ْن ُمما َر َســة ُ‬ ‫الح ـ ّد مــن التن ُّقـ ِ‬
‫ـات غيْـ ِـر ّ‬ ‫Ÿ َ‬
‫والح ّر ّيــات لــدى األفــراد‪ ،‬واختصــار ال َمســالك ّ‬
‫الطرقيــة‪ ،‬والتّقليــص مــن ُمـ ّدة ال ّرحــات‪ ،‬بفضــل تَ ْدبيـ ٍـر ج ّيــد‬
‫للطلــب واســتمرارية الخدمــة؛‬ ‫ّ‬
‫بص َمـ ٍـة َك ْربون ّيـ ٍـة‬ ‫األحفُوريــة عبْـ َر تب ّنــي ُحلُـ ٍ‬
‫ـول بديلـ ٍـة ذات ْ‬ ‫صــادِ ِر الطاقــة ْ‬
‫لالعتِمــاد علــى َم َ‬
‫ريجـ ّـي ْ‬
‫Ÿالتّعويــض ال ّت ْد ِ‬
‫ضــة‪ ،‬أو ح ّتــى خاليــة مــن الكربــون‪ ،‬بالنّســبة ل ُمختلــف َو َســائِل النقــل‪ ،‬والح ـ ّد فــي الو ْقـ ِـت نف ِْســهِ مــن‬ ‫ُمن َْخفِ َ‬
‫اإلجمال ّيــة والمحليــة ال ُم ِضـ َّرة ّ‬
‫بالصحــة؛‬ ‫االنبعاثــات ْ‬
‫صنعــون‪ُ ،‬مــو ِّر ُدون‪ ،‬خدمــات‪ ،‬الــخ)‪ ،‬وعلــى منْظومــات خبْــرة محليــة‪،‬‬ ‫االعتمــاد علــى فاعليــن َو َطنِييــن ( ُم َ‬
‫Ÿ ْ‬
‫مصــدر إنتاجهــا واســتغاللها بشــكل‬ ‫بإدمــاج مختلــف المهــن المشـ ّكلة لــدورة حيــاة وســائل النقــل‪ :‬بـ ْدءاً مِ ـ ْن ْ‬
‫صحيــح وانتهــا ًء بإعــادة ت ْدويرهــا‪.‬‬
‫ســتدام يُدمِ ــج الحاجيــات الحاليــة وال ُمســتقبل ّية‬
‫ٍ‬ ‫تطويــر تنق ٍُّــل ُم‬
‫ِ‬ ‫إن تحليــل اإلمكانــات الوطنيــة فــي مجــال‬
‫ّ‬
‫للمجــاالت الترابيــة‪ ،‬يكشــف عـ ْن وجــود خـزّان هــا ّم لالبتــكار فــي مختلــف مهــن وســائل النقــل ال ُمســتدامة‪ ،‬سـ ّيما‬
‫الســكك الحديد ّيــة والعربــات الكهربائ ّيــة يمكنــه خلْــق‬‫ـإن قطــاع ّ‬ ‫الصناعــة والخدمــات‪ .‬وهكــذا فـ ّ‬
‫علــى مســتوى ّ‬
‫نظمــة العمــل‬ ‫‪ 300.000‬من ِْصــب ُش ـغْل بحلــول ســنة ‪ . 2040‬يُؤ ّكــد هــذه ال ُمعطيــات التقريــر الصــادر ع ـ ْن ُم ّ‬
‫‪3‬‬

‫‪ - 3‬حسب تو ّقعات املخطط السككي باملغرب‪:‬‬


‫‪https://www.oncf.ma/am/Node-102/Strategie/Plan-rail-maroc‬‬

‫‪10‬‬
‫تاحة‬
‫وم َ‬ ‫التنقّ ُل ا ُملست ُ‬
‫َدام‪ :‬نحو وسائل نقل ُمستدامة ُ‬

‫الدوليــة ولجنــة األمــم المتحــدة االقتصاد ّيــة ألور ّبــا ســنة ‪ ،2020‬الــذي يتو ّقــع خلْــق ‪ 15‬مليــون منصــب شــغل‬
‫ُمباشــر فــي جميــع أنحــاء العالــم‪ ،‬بحلــول ســنة ‪ ،2030‬فــي النقــل الكهربائــي العمومــي‪.4‬‬
‫وترتكــز آفــاق تطويــر التنقــل المســتدام فــي المغــرب علــى مبــادرات واعــدة‪ ،‬ومشــاريع ُم َهيْكِ لــة‪ ،‬وإ ْمكانــات‬
‫صاحبَــة‪ ،‬والتــي تشــكل فــي هــذا‬ ‫ذات طبيعــة اســتراتيجية وإجرائ ّيــة و ُم ِ‬ ‫ـات ِ‬
‫ملموســة‪ ،‬وهــو مــا يســنح ببلــورة ت ْوصيـ ٍ‬
‫ـاعدة بالنّســبة لألطــراف ال َمعن ّيــة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الشــأن أداة توجيــه و ُمسـ َ‬
‫ـراط ُمختلــف الفاعليــن فــي منْظو َمــةِ النقــل‪ ،‬مــن‬ ‫ـس يســتدعي انْخـ َ‬ ‫إن تفعي ـ َل التّوصيــات التــي يقْترحهــا المجلـ ُ‬ ‫ّ‬
‫والســلطات المحلّ ّيــة‪ ،‬بُ ْغيَـ َة‬
‫واطــن بيــن الشــركاء االقتصادييــن االجتماعييــن وال ُمنتَخبيــن ُّ‬ ‫خــال إجــراءِ نقــاش ُم ِ‬
‫الصمــود لــدى‬ ‫ـاه َمة كذلــك فــي تحســين قــدرات ّ‬ ‫انبثــاق اقتصـ ٍـاد شــامل للتنقــل المســتدام‪ .‬ومــن شــأن ذلــك ال ُم َسـ َ‬
‫ضــلِ االختيــارات المالئمــة‬ ‫المجــاالت الترابيــة‪ ،‬بصفــة عا ّمــة‪ ،‬واالقتصــاد المتعلّــق بالتن ّقــل المســتدام كك ّل‪ ،‬ب َف ْ‬
‫ا‬ ‫ضـ ً‬ ‫للجماعــات الترابيــة علــى ُمســتوى البنيــات التحتيــة والتجهيــزات وأنــواع النقــل ال ُم ْســتدا َمة والخدمــات‪َ ،‬ف ْ‬
‫نجاعـ ًة يعمــل علــى تعضيــد الوســائل الماديــة والمــوارد البشــرية ال ُمتاحــة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫عــن تدبيـ ٍـر أ ْكثَــر‬

‫كليــا لمنظومــة‬
‫هي ّ‬‫المســتدام يتط ّلــب إصالحــ ًا ْ‬
‫نمــوذج للتنقّ ــل ُ‬
‫ٍ‬ ‫‪1 .‬إرســاء‬
‫النقــل الحاليــة‬
‫ـتدام‬
‫‪ .‬أمــن النقــل إلــى التنقّ ــل‪ :‬مــن منظومـ ِـة نقـ ٍـل غيــر مســتدامة إلــى تنقّ ـ ٍـل مسـ ٍ‬
‫ـاح للجميــع‬‫ومتـ ٍ‬
‫ُ‬
‫إن التنقّــل ال ُمســتدام‪ ،‬حســب منظمــة التعــاون والتنميــة االقتصاد ّيــة‪ ،‬هــو «التنقــل الــذي ال يعــ ّرض الصحــة‬ ‫ّ‬
‫ويحتــرم حاجيــات النقــل‪ ،‬مــع احترامــه الســتخدام المــوارد‬ ‫ال ُعموم ّيــة والن ُُّظــم البيئيــة (الطبيعيــة) للخطــر‪ْ ،‬‬
‫‪5‬‬
‫بنســبة أقــ ّل مــن النســبة الالزمــة لتجديدهــا ‪.»...‬‬
‫المتجــ ّددة ْ‬
‫ومــع ذلــك‪ ،‬يبْــدو أنّ التعريــف الــذي اعتمدتــه االســتراتيجية الوطنيــة للتنميــة المســتدامة هــو أ ْق ـ َرب إلــى روح‬
‫أي «سياســة نقـ ٍـل تســعى إلــى التوفيــق بيــن الولوج ّيــة والتنميــة االقتصاديــة والحـ ّد‬ ‫ونطــاق هــذه اإلحالــة الذاتيــة‪ْ ،‬‬
‫مــن اآلثــار البيئ ّيــة لوســائل النقــل ال ُمختــارة [‪ ]...‬وتحســين جــودة الشــبكات الحاليــة والمحطــات مــن أجــل نقـ ٍـل‬
‫ف ّعــال للبضائــع‪ .‬وبالنســبة لألفــراد‪ ،‬فإ ّنــه يتع ّيــن أ ْن تتك ّيــف وســائل النقــل مــع حاج ّياتهــم‪ ،‬وال سـ ّيما مــن خــال‬
‫ا ْقتـ ِ‬
‫ـراح َعـ ْر ٍض متعـ ّدد الوســائل»‪.6‬‬
‫راج ُم ْســتلزَمات‬‫وقــد عمــل المجلــس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي علــى إغنــاءِ هــذا التعريــف‪ ،‬عبْــ َر إ ْد ِ‬
‫ا عــن‬‫فضــ ً‬
‫اإلنصــاف االجتماعــي والمجالــي والولوج ّيــة‪ ،‬مــن خــال التّركيــز علــى الفــ ْرد بصــورةٍ أكثــر‪ْ ،‬‬
‫ــي‬
‫إيكولوج ّ‬
‫ِ‬ ‫انتقــال‬
‫ٍ‬ ‫إطــار‬
‫ِ‬ ‫ص َمــة الكربونيــة واألثــر االقتصــادي‪ ،‬وذلــك فــي‬ ‫ّجاعــة الطاقيــة وال َب ْ‬
‫مســتلزمات الن َ‬
‫وتتجــه نحــو‬
‫ّ‬ ‫إن اســتدامة وســائل النقــل تُ ْعتَبَــر اســتدا َمة فِ ْعل ّيــة حيــن تلتقــي أبْعا ُدهــا الثالثــة الرئيســية‬‫شــامِ ٍل‪ّ .‬‬
‫تحقيــق التــوازن‪ ،‬وهــي‪:‬‬

‫‪4 - Etude de l’OIT, Jobs in green and healthy transport: Making the green shift ; mai 2020.‬‬
‫‪ - 5‬تعريف منظمة التعاون والتنمية االقتصادية‪ .‬انظر « ‪» https://www.oecd.org/fr/croissanceverte/transports-verts/2397016.pdf‬‬
‫‪ - 6‬االستراتيجية الوطنية للتنمية املستدامة‪ ،‬ملخص التقرير‪ ،‬ص‪.27 .‬‬

‫‪11‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫واطنيــن علــى مســتوى الولوج ّيــة‪،‬‬ ‫واطنــات وال ُم ِ‬ ‫Ÿالبُ ْعــد االجتماعــي‪ ،‬ويتجلّــى فــي ُمراعــاة مجمــوع حاجيــات ال ُم ِ‬
‫ـعار فــي المتنــا َول ومالئمــة لمختلــف ال ُم ْســت ْعمِ لِين واأل ْوســاط‪ ،‬والتــي تسـ ّهل‬ ‫أي تو ّفــر وســائل نقــل ُمتاحــة ْ‬
‫بأسـ ٍ‬ ‫ْ‬
‫والســامة واأل ْمــن‪ ،‬عــا َو ًة علــى‬
‫ـروط مثلــى لل ّراحــة ّ‬ ‫ممارســة الحقــوق االجتماعيــة األساســية‪ ،‬ض ْمــن شـ ٍ‬
‫صحــة ج ّيــدة وفــرص ّ‬
‫الشــغل والرفــاه؛‬ ‫ال ُولُــوج إلــى ّ‬
‫ص َمــة الكربونيــة‪ ،‬بهــدف الحفــاظ علــى‬
‫أي التّقليــص إلــى حـ ّد كبيـ ٍـر مــن التلـ ّوث‪ ،‬وال سـ ّيما البَ ْ‬
‫Ÿالبُ ْعــد البيئــي‪ْ ،‬‬
‫المــوارد والن ُُّظــم البيئيــة الطبيعيــة َو َجـ ْو َدة ال َهــواء‪ ،‬وبالتالــي الحفــاظ علــى ّ‬
‫الصحــة‪.‬‬
‫بنجاعــةِ االســتثمارات اعتمــادا علــى االختيــارات ال ُمالئمــة ألنْمــاط النقــل‬
‫َ‬ ‫Ÿ البُ ْعــد االقتصــادي‪ ،‬الــذي يتعلــق‬
‫الصمــود لــدى منْظومــة النقــل فــي‬ ‫واســتدامتها االقتصاديــة‪ ،‬وللقيمــة ال ُمضافــة التــي تخلقهــا‪ ،‬ولقــدرات ّ‬
‫ُشــموليتها‪.‬‬
‫يتقاطــع مــع مختلــف جوانــب‬‫َ‬ ‫وخاصــة مــا يتعلّــق باســتدامتها وولوج ّيتهــا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ـإن قطــاع وســائل النقــل‪،‬‬
‫وبالف ْعــل‪ ،‬فـ ّ‬
‫والوســط‬
‫َ‬ ‫القــروي‬
‫ّ‬ ‫الحيــاة االقتصاديــة واالجتماعيــة والثقافيــة لجميــع المواطنــات والمواطنيــن‪ ،‬فــي العالــم‬
‫ـإن وســائل‬
‫ضـ ِـري‪ .‬وفــي ارتباطهــا بف ْعل ّيــة مجمــوع الحقــوق االقتصاديــة واالجتماعيــة والبيئيــة والثقافيــة‪ ،‬فـ ّ‬ ‫الح َ‬
‫َ‬
‫النّقــل تتح ّكــم فــي أنْمــاط العيْــش‪ ،‬والولــوج إلــى أماكــن ال َع َمــل‪ ،‬وال ّرجــوع إلــى البيــت‪ ،‬والولــوج إلــى أماكــن أو‬
‫فضــاءات الحيــاة االجتماعيــة والثقافيــة‪ ،‬ولهــا آثــار علــى ال َعالقــات بيْـ َن مختلــف مســتويات المجــاالت الترابيــة‪.‬‬
‫ـروي دورا أساس ـ ّيا فــي العالقــات بيــن الجهــات‪،‬‬ ‫ضـ ِـري والقـ ّ‬ ‫الح َ‬
‫هــذا‪ ،‬ويلعــب إعــداد التــراب وتهيئــة المجاليْــن َ‬
‫وكذلــك فــي العالقــات الدوليــة للبــاد وانفتاحهــا علــى العالــم‪.‬‬
‫وتكنولوجيــة عميقــة لقطــاع التنقــل فــي‬
‫ّ‬ ‫ـات أساسـ ّـية وتحـ ّـو ٌ‬
‫الت سياســية‬ ‫توجهـ ٌ‬
‫‪.‬ب ّ‬
‫العالــم‬
‫والص ّحيــة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫كبيــر‪ ،‬بال ّرهانــات المناخيــة والبيئيــة‪ ،‬وباألزمــات االقتصاديــة‬‫ٍ‬ ‫يتّســم الســياق العالمــي‪ ،‬إلــى حــ ّد‬
‫ا عــن التحديــات االجتماعيــة الناتجــة عنْهــا‪ .‬وبالنّظــر إلــى النم ـ ّو ال ّديمغرافــي والنمــو االقتصــادي‪ ،‬فقــد‬ ‫فض ـ ً‬
‫مطــرداً‪ ،‬إلــى جانــب اآلثــار الســلبية التــي تخلّفهــا‪.‬‬
‫األشــخاص والبضائــع تشــهد تزايُــداً ّ‬
‫ـت حاجيــات تن ّقــل ْ‬ ‫أصبحـ ْ‬
‫ـإن المغــرب ليْــس اســتثنا ًء عــن هــذا التشــخيص الــذي يَ ِس ـ ُم العالــم بأســره‪.‬‬
‫وبالتالــي‪ ،‬فـ ّ‬
‫اعتَ َمـ َدت القــوى العالميــة العظمــى‪ ،‬وبعــض البُلــدان‬ ‫ومــن أجــل االســتفادة علــى نحـ ٍـو أ ْفضــل مــن هــذه الوضع ّيــة‪ْ ،‬‬
‫الصاعــدة‪ ،‬مقاربــات ُمبتَكِ ــرة فــي إطــار انتقــال إيكولوجـ ّـي شــامل‪ ،‬يســعى إلــى تحقيــق االنْتعــاش غــداةَ جائحــة‬ ‫ّ‬
‫ً‬
‫ـدت حلــوال تكنولوج ّيــة مبتكِ ــرة فــي مختلــف المجــاالت‪ ،‬كال َم َجــالِ‬
‫كوفيــد‪ ،-19‬وإنعــاش اقتصادياتهــا‪ .‬كمــا اعتمـ ْ‬
‫ال ّرقمــي ومجــال الطاقــة والتن ّقــل‪.‬‬
‫مــن هنــا بــروز سياســات صناعيــة ج ّريئــة تــروم تطويــر الدعــم العمومــي للســيارات الكهربائيــة والهجينــة‪،‬‬
‫متجــاوز ًة بذلــك الســيارات ذات المحــ ّركات الحراريــة فــي بعــض البُلــدان‪ ،‬كمــا تــ ُروم إنْهــاء إنتــاج ســيارات‬
‫الديــازل فــي بلــدان أخــرى‪ ،‬وكــذا منْــع قيــادة ســيارات الديــازل فــي العديــد مــن ال ُمـ ُدن والعواصــم‪ ،‬إضافـ ًة إلــى‬
‫مخطــط الدراجــات‪ ،‬إلــخ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫تاحة‬
‫وم َ‬ ‫التنقّ ُل ا ُملست ُ‬
‫َدام‪ :‬نحو وسائل نقل ُمستدامة ُ‬

‫أجــلِ ُمواكبــة هــذه التحـ ّوالت العميقــة‪ ،‬واالنخــراط فــي مسلســل تنفيــذ أهــداف التنميــة المســتدامة‪َ ،‬و َ‬
‫ضـ َع‬ ‫ومــن ْ‬
‫نظــ َم مؤتمــ َر األمــم المتحــدة لألطــراف (الكــوب ‪ )22‬بمدينــة مراكــش ســنة ‪ ،2016‬العديــد‬ ‫المغــرب‪ ،‬الــذي َّ‬
‫إطــار مسلســل باريــس للتنقــل وال ُمنــاخ‪ ،‬وذلــك عبْــ َر اعتمــاد‬ ‫ِ‬ ‫مــن المبــادرات واالســتراتيجيات الوطنيــة‪ ،‬فــي‬
‫ـروع خارطــةِ طريـ ٍـق للتن ّقــل ال ُم ْســتدام‪ ،‬وهــو مــا يم ّثــل التزامـاً‬
‫االســتراتيجية الوطنيــة للتنميــة ال ُمســتدا َمة‪ ،‬ومشـ ِ‬
‫االســتدامة‪.‬‬
‫يع ّبــر ع ـ ْن إرادة الدولــة فــي االنخــراط فــي مســار ْ‬

‫‪2.‬منظومــة النقــل بالمغــرب اســتفادت مــن مجهــودات اســتثنائية‪ ،‬وحقّ قــت‬


‫تقدمــا لتصبــح إحــدى المنظومــات المتطـ ّـورة فــي إفريقيــا‬
‫ّ‬
‫‪ .‬أ ُعقــود مــن جهــود التخطيــط واالســتثمار فــي البنيــات التحتيــة الطرقيــة‬
‫والســككية‪ ،‬وتطويــر صناعــة الســيارات‬
‫أي ‪ 9‬فــي المائــة‬
‫ـي ‪ 6‬فــي المائــة مــن الناتــج الداخلــي اإلجمالــي الوطنــي‪ْ ،‬‬‫يُم ّثــل قطــاع النقــل فــي المغــرب حوالـ ْ‬
‫مــن القطــاع ال ّثالثــي‪ .‬كمــا يُســاهم بنســبة ‪ 15‬فــي المائــة مــن مداخيــل الميزانيــة العامــة للدولــة‪ .‬ويُشـغّل قطــاع‬
‫أي مــا يقــرب مــن ‪ 500.000‬شــخص‪ ،‬و‪ 10‬فــي المائــة‬ ‫ـي ‪ 5‬فــي المائــة مــن الســاكنة النشــيطة‪ْ ،‬‬ ‫النقــل كك ّل حوالـ ْ‬
‫ـي ‪ 80‬فــي المائــة مــن اليــد العاملــة فــي‬ ‫إن النقــل ّ‬
‫الطرقــي يش ـغّل حوالـ ْ‬ ‫مــن الســاكنة الحضريــة النشــيطة‪ .‬ث ـ ّم َّ‬
‫قطــاع النقــل البـ ّري بأكملــه‪ ،‬ويضمــن تن ّقــل مــا يقــرب مــن ‪ 90‬فــي المائــة مــن األشــخاص‪ ،‬و‪ 75‬فــي المائــة مــن‬
‫تدفــق البضائــع‪ ،‬باســتثناء الفوســفاط‪.7‬‬
‫ـرب‪ 8‬علــى ‪ 110.000‬كيلومتــر مــن الطــرق‪ ،‬منهــا ‪ 12.500‬كيلومتــر مــن الطــرق غيــر المع َّب ـ َدة‪،‬‬ ‫كمــا يتو ّفــر المغـ ُ‬
‫خاصــة‪ ،‬وأكثــر مــن ‪200.000‬‬ ‫ّ‬ ‫والتــي تســير عليْهــا ‪ 4.5‬مالييــن عربــة فــي المجمــوع‪ 68 ،‬فــي المائــة منهــا عربــات‬
‫ـإن الرقــم اإلجمالــي ســيكون أكثــر مــن ‪1.5‬‬ ‫دراجــة نقــل ناريــة‪( 9‬باســتثناء العربــات غيــر المعتمــدة‪ ،‬وبالتالــي فـ ّ‬
‫ـات ذات‬ ‫الســيارات فــي ‪ 99‬فــي المائــة منــه مِ ـ ْن َع َربـ ٍ‬‫مليــون دراجــة ناريــة)‪ .‬إضافــة إلــى ذلــك‪ ،‬يتك ـ ّون أســطول ّ‬
‫أن بضــع مئــات منهــا‬ ‫مح ـ ّر ٍك حـ ّ‬
‫ـراري‪ ،‬منهــا ‪ 76‬فــي المائــة تعمــل بالديــازل‪ ،‬و‪ 23‬فــي المائــة بالبنزيــن‪ ،‬كمــا ّ‬
‫مج َّه ـزَة بمح ـ ّركات كهربائيــة‪.‬‬
‫يعــرف هــذا األســطول معـ ّد َل تزايُـ ٍـد سـ ّ‬
‫ـنوي قــدره ‪ + 5‬فــي المائــة‪ ،‬نتيجــة النمـ ّو الســريع الــذي شــهده المغــرب‬
‫خــال العقــود األخيــرة‪ ،‬ليصــل معــ ّدل الســيارات إلــى مــا يُقــارب ‪ 65‬ســيارة لــك ّل ‪ 1000‬نســمة‪ْ ،‬‬
‫أي المرتبــة‬
‫المتوســط لــك ّل ‪ 1000‬نســمة فــي االتحــاد‬
‫ّ‬ ‫الصعيــد اإلفريقــي (مقارنــة ِبـــ​​‪ 529‬ســيارة فــي‬ ‫السادســة علــى ّ‬
‫بحوالــي ‪ 15‬ســنة (مقارنــة بعمــر ‪ 10،8‬ســنوات تحديــداً فــي‬
‫ْ‬ ‫متوســط​​عمــر العربــات‬ ‫ّ‬ ‫األورو ّبــي‪ .10‬كمــا ُقــ ِّد َر‬
‫االتحــاد األورو ّبــي) ‪.11‬‬

‫‪ - 7‬جلسة إنصات مع فدرالية النقل واللوجستيك‪ 4 ،‬مارس ‪.2020‬‬


‫‪ - 8‬جلسة إنصات مع املديرية اجلهوية للتجهيز والنقل واللوجستيك‪ ،‬جهة مراكش‪ -‬آسفي‪ ،‬أكتوبر‪.2020 ،‬‬
‫‪ - 9‬دون احتساب العربات غير املعتمدة التي يصل عددها اإلجمالي إلى أزيد من ‪ 1,5‬مليون دراجة نارية‬
‫‪ - 10‬يوروستات‪2020 - 2019 ,‬‬
‫‪ - 11‬الرابطة األوروبية ملصنعي السيارات‪.2020 ،‬‬

‫‪13‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫ـي ‪2.110‬‬ ‫وفــي الوقــت نفســه‪ ،‬تمتـ ّد الســكك الحديديــة الرئيسـ ّية لن ْقــل ال ُمســافرين والبضائــع علــى مســافة حوالـ ْ‬
‫تســمح شــبكة النقــل ال ّبـ ّري بنقــل‬ ‫كيلومتــرات‪ 75 ،‬فــي المائــة منهــا تعمــل بالطاقــة الكهربائ ّيــة‪ .‬وفــي المجمــوع‪ْ ،‬‬
‫أن ‪ 632‬جماعــة فقــط‬ ‫مــا يقــرب مــن ‪ 80‬فــي المائــة مــن الســاكنة الوطن ّيــة بفضــل وجــود طريــق دائمــة‪ .12‬كمــا ّ‬
‫ـات يبلــغ عددهــا ‪ 2.400‬حافلــة بســعة‬ ‫مــن أصــل ‪ 1.538‬جماعــة التــي ت ـ ّم إحصاؤهــا هــي التــي تربطهــا حافـ ٌ‬
‫‪ 122.000‬مقعــد‪ .‬أ ّمــا فيمــا يتعلــق بنقــل األشــخاص‪ ،‬فتلعــب ســيارات األجــرة دو ًرا تكميل ًّيــا ال يُســتهان بــه‪ ،‬ســواء‬
‫الصغيــرة مــن الصنــف الثانــي‪ ،‬والتــي يبلــغ عددهــا ‪32.000‬‬ ‫الحضــري‪ ،‬بفضــل سـ ّيارات األجــرة ّ‬ ‫َ‬ ‫الوســط‬
‫َ‬ ‫داخــل‬
‫عربــة‪ ،‬أو علــى مســتوى ال ّربْــط ش ـبْه الحضــري أو حتــى القــروي‪ ،‬وذلــك بفضــل ســيارات األجــرة الكبيــرة مــن‬
‫الصنــف األ ّول‪ ،‬وعددهــا ‪ 45.000‬عربــة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ـوري‪ ،‬لـ ْم تصــل‬ ‫المصــدر األحفـ ّ‬ ‫ْ‬ ‫تســتهلك الطاقــة ذات‬ ‫علــى صعيـ ٍـد آخــر‪ ،‬فـ ّ‬
‫ـإن َو َســائل النقــل ال ُم ْســتدا َمة‪ ،‬التــي ال ْ‬
‫موجهــة نحــو وســائل نقــل حديثــة وناجعــة‪ .‬يتعلــق‬ ‫مؤشــر علــى وجــود إرادة وطنيــة َّ‬ ‫مؤخــراً‪ ،‬وهــي ّ‬ ‫إلــى بالدنــا ّإل ّ‬
‫وجــه الخصــوص بأُولــى خُ طــوط الترا ْمــواي بمدينــة الربــاط‪ 19.5( .‬كــم) ومدينــة الــدار البيضــاء (‪46‬‬ ‫األمــر علــى ْ‬
‫ـول أ ّولـ ّـي يبلــغ‬
‫ـككي فائــق الســرعة (الســتقبال القطــار فائــق الســرعة «البُ ـ َراق») بِطـ ٍ‬ ‫ـط سـ ّ‬ ‫كــم)‪ ،‬وكذلــك أ ّول خـ ّ‬
‫‪ 200‬كــم‪ ،‬تـ ّم افتتاحــه ســنة ‪.2018‬‬
‫بنيات تحت ّية ووسائ ُل نقل حديثة أخرى‪ ،‬على غرار‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫تُضاف إلى هذه االستثمارات الها ّمة‬
‫Ÿال َموانــئ البحريــة‪ ،‬التــي يبْلــغ عددهــا ‪ 27‬مينــاء‪ ،‬منهــا القُطــب ال ّدولــي لطنجــة المتوســط​​‪ ،‬الــذي يحمــل‬
‫عال َمــة االســتدا َمة (المينــاء األخضــر والمنطقــة الخضــراء)؛‬
‫Ÿالمطــارات الدوليــة والداخل ّيــة‪ ،‬التــي تربــط جــزءاً ها ّمــا مــن المجــاالت الترابيــة‪ ،‬بمــا قــدره ‪ 25‬مليــون‬
‫مســافر ســنة ‪2019‬؛‬
‫Ÿمحطات ال ُمسافرين (قطارات وحافالت‪ ،‬إلخ)؛‬
‫الط ُرق الس ّيارة (‪ 1800‬كلم) ‪ّ 13‬‬
‫والطرق السريعة (‪ 1.408‬كلم)؛‬ ‫Ÿ ُّ‬
‫Ÿمــن المنتظــر دخــول األســاطيل الجديــدة مــن الحافــات وحافــات الترامــواي التــي يعمــل جــزء منهــا‬
‫بالكهربــاء‪.‬‬
‫وتجــدر اإلشــارة كذلــك إلــى االســتثمارات الكبــرى فــي صناعــات النقــل‪ ،‬وال سـ ّيما فــي صناعــة الطيــران التــي تـ ّم‬
‫الســيارات‪ ،‬التــي أصبــح جــزءٌ منْهــا اليــوم يُنْ ِتــج سـ ّيارات كهربائيــة (مصنــع مجموعــة ســتروين‬
‫تنفيذهــا‪ ،‬وصناعــة ّ‬
‫ـاءت لتعـزّز ال ّديناميــة العا ّمــة‪ ،‬مــن خــال ال ُمســاهمة فــي نمـ ّو اقتصــادي هــا ّم للبــاد‪.‬‬
‫بيجــو القنيطــرة)‪ ،‬والتــي جـ ْ‬
‫الســيارات‬ ‫ـت مــن المغــرب الق ُْطـ َ‬
‫ـب الصناعـ ّـي اإلفريقــي األ ّول‪ ،‬و ُمص ـ ِّدر ّ‬ ‫االســتثمارات جعلـ ْ‬
‫ـإن هــذه ْ‬ ‫ومــن ث ـ ّم‪ ،‬فـ ّ‬
‫الســنة)‪ ،‬بمســاهمة ق ْدرهــا‬ ‫الخصوص ّيــة‪ ،‬أو الســيارات الســياح ّية‪ ،‬والعربــات ال ّنفْعيــة (‪ +500.000‬عربــة فــي ّ‬
‫اإلجمالــي الوطنــي ‪.14‬‬
‫‪ + 6.5‬فــي المائــة فــي الناتــج ال ّداخلــي ْ‬

‫‪ - 12‬مشروع خارطة طريق حول النقل املستدام يف املغرب‪.‬‬


‫‪13 - http://www.equipement.gov.ma/Infrastructures-Routieres/Grands-Projets/Pages/Voies-Express.aspx‬‬
‫‪ - 14‬صناعة السيارات باملغرب‪ :‬نحو مصادر جديدة للنمو‪ ،‬تقرير وزارة االقتصاد واملالية وإصالح اإلدارة‪ ،‬يناير‪.2020 ،‬‬

‫‪14‬‬
‫تاحة‬
‫وم َ‬ ‫التنقّ ُل ا ُملست ُ‬
‫َدام‪ :‬نحو وسائل نقل ُمستدامة ُ‬

‫صمتــه الكربونيــة‪ ،‬يعمــل المغــرب‬ ‫وبُغْيــة الحـ ّد مــن اعتمــاده علــى الوقــود األحفــوري ال ُم ْســتورد‪ ،‬والتّقليــص مِ ـ ْن بَ ْ‬
‫يســمح ب ُمصاحبــة التنميــة المســتدامة‬ ‫مــوح لتوليــد الكهربــاء بالطاقــات المتجــ ّددة ْ‬ ‫برنامــج َط ٍ‬
‫ٍ‬ ‫علــى تطويــر‬
‫ويســعى هــذا البرنامــج إلــى توفيــر مزيـ ٍـج مــن الطاقــة‬ ‫ل ُمختلــف قطاعــات االقتصــاد‪ ،‬بمــا فــي ذلــك قطــاع النّقــل‪ْ .‬‬
‫المتجــددة بنســبة ‪ 52‬فــي المائــة كحـ ٍّـد أدنــى بحلــول ســنة ‪. 2030‬‬
‫‪15‬‬

‫‪.‬باستراتيجيات ومخططات وبرامج لفائدة التنقُّ ل ُ‬


‫المستدام‬
‫ملموســة فــي هــذا األفــق فــي ظـ ّل انطــاق ُمسلســل الجهويــة المتقدمــة‪ ،‬ومجموعــة‬‫َ‬ ‫لقــد َخ َطـ ْ‬
‫ـت بالدنــا خطــوات‬
‫مــن االســتراتيجيات المتعلقــة بالتنْميــة ال ُمســتدامة‪ ،‬فضـ ً‬
‫ا عـ ْن آليـ ٍ‬
‫ـات قانون ّيــة وتنظيميــة وحكامات ّيــة جديــدة‪.‬‬
‫ّ‬
‫والمخططــات التوجيه ّيــة‪ ،‬وبرامــج التنميــة‬ ‫ـإن االســتراتيجية الوطنيــة للتنميــة المســتدامة‪،‬‬ ‫الصــدد‪ ،‬فـ ّ‬
‫وفــي هــذا ّ‬
‫تســ َمح بتنفيــذ‬
‫ضريــة‪ ،‬ومخططــات التنقّــات الحضريــة‪ْ ،‬‬ ‫الح َ‬
‫ّــات َ‬‫الجهو ّيــة‪ ،‬واالســتراتيجية الوطنيــة للتنق ِ‬
‫السياســات ال ُعموم ّيــة فــي مجــال نقــل األشــخاص وتنقُّالتهــم علــى صعيــدِ المجــاالت (الجهــات والعمــاالت‬
‫واألقاليــم والجماعــات الترابيــة)‪.‬‬
‫أن االســتراتيجية الوطنيــة للتنميــة المســتدامة‪ ،‬التــي دخلــت ح ّيــز التنفيــذ فــي أكتوبــر ‪2017‬‬ ‫وتجــدر اإلشــارة إلــى ّ‬
‫لالســتراتيجية (راجــع المحــور االســتراتيجي‬ ‫ْ‬ ‫ـص صراحــة علــى النّهــوض بالتن ّقــل ال ُمســتدام باعتبــاره دعا َمـ ًة‬ ‫‪ ،‬تنـ ّ‬
‫إعمــال مثال ّيــة الفاعليــن العمومييــن فــي مجــال التن ّقــل‬ ‫الثامــن المتعلــق بتشــجيع النقــل ال ُمســتدام)‪ ،‬وتدعــو إلــى ْ‬
‫حصــة العربــات العموميــة التــي تحتــرم ال َمعاييــر البيئيــة المحــددة وف ًقــا لخطــة‬ ‫ال ُمســتدام (راجــع الهــدف ‪ّ :6‬‬
‫أجــل البيئــة‪ ،‬بمؤشـ ٍـر‪َ -‬هـ َد ٍف يبلــغ ‪ 30‬فــي المائــة)‪.‬‬ ‫العمــل الوطنيــة مــن ْ‬
‫متقدم ومبادرات واعدة‬
‫ّ‬ ‫«جهوي»‬
‫ّ‬ ‫تشريعي‬
‫ّ‬ ‫‪ .‬جإطار‬
‫ـت ترجمــة مســؤولية وســائل النقــل فــي نصــوص القوانيــن التنْظيم ّيــة المتعلقــة بالجهويــة المتقدمــة‪:‬‬ ‫لق ـ ْد ت ّمـ ْ‬
‫القانــون التنظيمــي رقــم ‪ 111-14‬المتعلــق بالجهــات‪ ،‬القانــون التنظيمــي ‪ 112-14‬المتعلــق بالعمــاالت واألقاليــم‪،‬‬
‫والقانــون ‪ 113-14‬المتعلــق بالجماعــات‪ ،‬عبْــر منْــح الجماعــات الترابيــة صالحيــات واســعة فيمــا يتعلــق بالحكامــة‬
‫(التخطيــط‪ ،‬التعميــر‪ ،‬التجهيــز‪ ،‬النقــل ‪.)...‬‬
‫ـجع الترســانة القانونيــة البيئيــة ً‬
‫أيضــا التنقــل ال ُمســتدام منخفــض‬ ‫وباإلضافــة إلــى و ْر ِش الجهويــة المتقدمــة‪ ،‬تشـ ّ‬
‫الكربــون مــن خــال‪:‬‬
‫Ÿاالفتحــاص الطاقــي اإللزامــي‪ ،‬المنْصــوص عليــه فــي المرســوم رقــم ‪ 4( 2-17-746‬شــعبان ‪1440‬؛‬
‫ـص علــى تطبيــق متطلبــات النجاعــة الطاقيــة فــي وســائل النّقــل‪ .‬وبالنّظــر إلــى‬ ‫‪ 10‬أبريــل ‪ )2019‬والــذي ينـ ّ‬
‫ـص ل ـ ْم يدخــل ح ّيــز التنفيــذ ّإل فــي فاتــح دجنبــر ‪ ،2019‬فإ ّنــه مــن ّ‬
‫الســابق ألوانــه تقييــم مــدى‬ ‫أن هــذا ال ّنـ ّ‬
‫ّ‬
‫تطبيقــه الف ْعلــي‪ ،‬ومــا إذا كان ســيحقق أهدافــه مــن حيــث الحــد مــن العديــد مــن أشــكال التلـ ُّوث الــذي تخلّفــه‬
‫وســائل النقــل الحاليــة؛‬
‫Ÿالتقييــم البيئــي‪ ،‬المنصــوص عليــه بموجــب القانــون ‪ 49.17‬المتعلــق بالتقييــم البيئــي الصــادر فــي غشــت‬
‫االســتثمارية لل ّدولــة والجهــات‬ ‫‪ ،2020‬وهــو يشــ ّكل خطــوة متق ّدمــة فــي حــ ّد ذاتــه‪ .‬ذلــك ّ‬
‫أن ال َمشــاري َع ْ‬
‫أي التــزام‪ .‬إضافــة إلــى ال ّت ْرســانة التشــريعية‬
‫والمجــاالت باتــت تخضــع الي ـ ْوم لدراســة األثــر البيئــي قبــل ّ‬
‫‪ - 15‬وزارة الطاقة واملعادن والبيئة والوكالة املغربية للطاقة املستدامة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫ـرب‪ ،‬بصــورة إراد ّيــة‪ ،‬فــي العديــد مــن ال ُمبــادرات‬


‫والمواثيــق واالســتراتيجيات وخطــط التنميــة‪ ،‬يَنخــرط المغـ ُ‬
‫ّ‬
‫وتتدخــل‬ ‫إطالقهــا بمناســبة الكــوب ‪ 21‬ســنة ‪.2015‬‬ ‫«ع ِّبــئ مدينتــك»‪ ،‬التــي تـ ّم ْ‬
‫الدوليــة‪ ،‬علــى غــرار ُمبــادرة َ‬
‫الحكومــات فــي إعــدادِ سياســات وطنيــة‬ ‫الصعيــدِ الوطنــي لموا َكبَــة ُ‬
‫نفســه‪ ،‬علــى ّ‬ ‫هــذه المبــادرة‪ ،‬فــي الوقــت ِ‬
‫الحضــري المســتدام‪ ،‬التــي‬ ‫مخططــات التنقــل َ‬ ‫ّ‬ ‫الصعيــدِ المحلــي‪ ،‬مــن أجــل تنفيــذ‬‫للتنقــل الحضــري‪ ،‬وعلــى ّ‬
‫انض ـ ّم إليْهــا المغــرب فــي ‪( 2016‬دخلــت ح ّيــز التنّفيــذ ســنة ‪.)2017‬‬
‫‪ .‬دحكامة ترابية وتمويالت مبتكرة‬
‫تو ّفــر الجهو ّيــة المتق ّدمــة إطــاراً جديــداً فــي مجــال نقــل مســؤوليات وســائل النقــل مــن الدولــة إلــى الجهــات‪.‬‬
‫ـت مكلفــة بتطويــر‬ ‫ومؤسســات التعــاون بيــن الجماعـ ِ‬
‫ـات هــي التــي باتـ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ـإن شــركات التنميــة المحليــة‬‫وبالتالــي‪ ،‬فـ ّ‬
‫مصاح َبــة المجــاالت التراب ّيــة فــي إنجــاز برامــج ومشــاريع محليــة‪ ،‬أحدثــت الدولــة‬‫َ‬ ‫وســائل النقــل‪ .‬ومــن أجــل‬
‫أن‬
‫الطرقــي الحضــري وال ّرابــط بيــن المــدن‪ .‬ذلــك ّ‬ ‫خاصــا هــو صنــدوق مواك َبــة إصالحــات النّقــل ّ‬ ‫ّ‬ ‫صندوقــاً‬
‫هــذا األخيــر يُو ّفــر تمويــات وضمانــات الدولــة الالزمــة‪ ،‬فــي إطــار َمشــاريع تنجزهــا شــركات التنميــة المحليــة‬
‫ـترك مــع الجهــات‪ ،‬وأحيا ًنــا مــع فاعليــن مــن القطــاع‬
‫ـات‪ ،‬بنــا ًء علــى تمويـ ٍـل ُمشـ ٍ‬
‫ومؤسســات التعــاون بيــن الجماعـ ِ‬‫ّ‬
‫ـاص‪.‬‬‫الخـ ّ‬
‫ـاص بمواكبَــة إصالحــات النّقــل الطرقــي الحضــري والرابــط بيــن المــدن علــى‬ ‫وتعمــل آليــة تمويــل الصنــدوق الخـ ّ‬
‫دعـ ِـم مشــاريع النقــل ال ُعمومــي التــي تـ ّم اختيارهــا‪ ،‬مــع تغطيــة واســعة إلــى حـ ّد مــا‪ ،‬تدمــج االســتثمار األ ّولــي (فــي‬
‫ْ‬
‫ـمال لشــركة التنميــة المحلّيــة‪ ،‬يصــل إلــى ‪ 66‬فــي المائــة‪- ،‬حيــث يجــب أ ْن تُقـ ِّد َم الجماعــات ‪ 34‬فــي‬ ‫شــكل رأسـ ٍ‬
‫المائــة كحـ ٍّـد أدنــى ‪ ،)-‬إضافــة إلــى تح ّمـ ٍـل الديــون وعجــز االســتغالل ‪.16‬‬
‫جــودة الهــواء وأثــره‬
‫مقــد َرة فــي مجــال المحافظــة علــى البيئــة وعلــى ْ‬
‫َّ‬ ‫‪ .‬هجهــود‬
‫الص ّحــة‬
‫علــى ّ‬
‫مؤسســة محمــد الســادس لحمايــة‬‫ـدت ّ‬ ‫فــي مجــال حمايــة البيئــة والمحافظــة علــى جـ ْو َدة الهــواء والصحــة‪ ،‬عمـ ْ‬
‫البيئــة‪ ،‬تحــت الرئاســة الف ْعل ّيــة لصاحبــة الســمو الملكــي األميــرة لـ ّـا حســناء‪ ،‬إلــى إطــاق و ُم َ‬
‫صاحبَــة العديــد‬
‫مــن ال ُمبــادرات‪ ،‬بشــرا َك ٍة مــع الســلطات العموميــة‪ ،‬م ـ ْن بينهــا‪:‬‬
‫يؤطــر عمليــات نشــر محطــات قيــاس جــودة الهــواء وتأثيرهــا علــى‬ ‫وضــع برنامــج الهــواء والمنــاخ‪ ،‬الــذي ّ‬ ‫Ÿ ْ‬
‫صــاد الجويــة‪ .‬وقــد َم ّكــن البرنامــج مــن تطويــر أدوات النمذجــة‪،‬‬
‫الصحــة‪ ،‬بشــراكة مــع المدير ّيــة العا ّمــة لأل ْر َ‬
‫ـداث نــواةٍ ِ‬
‫للخبْـ َرة المغربيــة‪.‬‬ ‫منصــة لجمــع المعطيــات وتحليلهــا‪ ،‬عبْــر إحـ ِ‬ ‫ا ع ـ ْن تطويـ ِـر ّ‬‫فض ـ ً‬
‫الشـ َركاء (المقــاوالت والمجــاالت الترابيــة) مــن المســاهمة فــي مكافحــة‬ ‫Ÿاعتمــاد ميثــاق جــودة الهــواء يم ّكــن ُّ‬
‫ـي‪ :‬التقييــم والتقليــل‬
‫ـاث خطــوات هـ َ‬ ‫تلــوث الهــواء محلّ ّيــا واحتــرار ال ُمنــاخ الشــامل‪ ،‬تَ َبعـاً لعمليــة تتكـ ّون مــن ثـ ِ‬
‫أن وجــود برنامــج وأداة ر ْقم ّيــة للتعويــض ّ‬
‫الط ْوعــي للكربــون س ـيُم ّكن م ـ ْن ت ْعويــض ثانــي‬ ‫والتعويــض‪ .‬ذلــك ّ‬
‫أكســيد الكربــون الناتــج عــن وســائل النقــل‪ ،‬وذلــك علــى ســبيل المثــال ع ـ ْن طريــق تمويــل غ ـ ْرس األشــجار‬
‫وتركيــب األلــواح الكهربائيــة الشمســية فــي المؤسســات التعليميــة القرويــة‪.‬‬

‫‪ - 16‬تقرير حول أعمال اللقاء الوطني املوضوعاتي بشأن مبادرة «ع ّبئ مدينتك»‪ ،‬أكتوبر ‪.2016‬‬

‫‪16‬‬
‫تاحة‬
‫وم َ‬ ‫التنقّ ُل ا ُملست ُ‬
‫َدام‪ :‬نحو وسائل نقل ُمستدامة ُ‬

‫Ÿإحــداث مركــز الحســن الثانــي الدولــي للتكويــن فــي البيئــة‪ ،‬الــذي يعتبــر تتويجــاً للعمــل الــذي تقــوم بــه‬
‫خاصــة عبْــر التحســيس والتربيــة والتكويــن والتبــادل وتعزيــز ال ُممارســات الج ّيــدة‪ ،‬فــي إطــار‬
‫ّ‬ ‫المؤسســة‪،‬‬
‫ّ‬
‫وضــع‬
‫ـدف ْ‬ ‫صاحبَــة الفاعليــن‪ ،‬بهـ ِ‬
‫ورشــات عمــل بيداغوجيــة لفائــدة الشــباب‪ ،‬وكــذا فــي إطــار عمليــات ُم َ‬
‫خط ٍ‬
‫طــات لل ُمنــاخ علــى مســتوى المجــاالت التراب ّيــة‪.‬‬ ‫ُم ّ‬

‫المبذو َلــة‪ ،‬مــا تــزال العديــد ِمـ ْ‬


‫ـن النّ واقــص تعــوق تطويــر‬ ‫رغـ َـم الجهــود ْ‬
‫‪ْ 3.‬‬
‫التنقــل المســتدام‬
‫المستدام‬
‫ومندم َجة للتنقّ ل ُ‬
‫ِ‬ ‫عالم‬
‫الم ِ‬
‫‪ .‬أالحاجة إلى رؤية‪-‬استراتيجية واضحة َ‬
‫السياســات الوطنيــة والترابيــة صعوبــة كبيــرة فــي تجــا ُوز نواقــص ال ُمقاربــات الكالســيك ّية المعمــول بهــا‬ ‫تجــد ّ‬
‫ـكل أساسـ ّـي‪ ،‬علــى‬‫أن أبْــرز السياســات والبرامــج الوطنيــة والترابيــة تر ّكــز‪ ،‬بشـ ٍ‬
‫بالنســبة لمنظو َمــة النقــل‪ .‬ذلــك ّ‬
‫وجــه الخصــوص‪ ،‬بــدالً مــن تركيزهــا علــى‬ ‫ال َع َربــات‪ ،‬الخصوص ّيــة أساســاً‪ ،‬وعلــى التنقّــات‪ ،‬الما ّديــة علــى ْ‬
‫إن هــذا النمــوذج الســائد ال يأخــذ فــي اعتبــاره الحـ ّد مــن التن ّقــات‪ ،‬بفضــل القــرب وتجويــد‬ ‫حاجيــات الفــرد‪ّ .‬‬
‫الولــوج إلــى الخدمــات االجتماعيــة األساســية‪.‬‬
‫لسياسة‪-‬اســتراتيج ّي ٍة تتعلّــق بال َم ْشــي غيــر المق َّيــد‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫أساســي يهــ ّم الغيــاب شــبْه ال ُكلّــي‬
‫ّ‬ ‫هنــاك قصــور آخــر‬
‫وبركــوب د ّراجــات بمحـ ّرك كهربائـ ّـي أم بدونــه‪ ،‬ودراجــات ناريــة‪ ،‬أو وســائل أخــرى جديــدة مــز ّودة بمحـ ّرك للتن ّقــل‬
‫الشــخصي‪ ،‬كالدراجــات الكهربائيــة ذات العجلتيْــن والدراجــات الكهربائيــة ذات العجلــة الواحــدة ودراجــات‬
‫العجــز يَطــرح تح ّديــات كبيــرة‪ ،‬ال سـ ّيما‬ ‫إن هــذا ْ‬‫التــوازن الكهربائيــة‪ ،‬الــخ‪ ،‬ض ْمــن شــروط ســامة وأ ْمــن مثلــى‪ّ .‬‬
‫الس ـيْر داخــل ال ُم ـ ُدن‪.‬‬‫الســير تعــود إلــى َح َر َكــةِ ّ‬
‫وأن ُمعظــم حــوادث ّ‬
‫ّ‬
‫نســبة كبيــرة مــن المواطنــات وال ُمواطنيــن‪،‬‬
‫وفــي غيــاب منظومــة للتنقــل ال ُمســتدام وال ُمتــاح للجميــع‪ ،‬تضط ـ ّر ْ‬
‫الســير علــى األقــدام‪ ،‬فــي الوســطين‬‫بحوالــي ‪ 60‬فــي المائــة‪ ،‬بــل أكثــر فــي بعــض الجماعــات‪ ،‬إلــى ّ‬ ‫ْ‬ ‫تقــ ّدر‬
‫الحضــري والقــروي علــى حـ ٍّـد ســواء‪ :‬منهــم تالميــذ المــدارس والع ّمــال ذوو الدخــل المحــدود والنســاء‪ ،‬إلــخ‪ .‬وال‬
‫يه ـ ّم هــذا النقــص وســائل النّقــل فــي ح ـ ّد ذاتهــا فحســب‪ ،‬بــل يشــم ُل تجهيــزات البنيــة التحتيــة الالزمــة كذلــك‬
‫الســيارات‪ ،‬عالمــات التشــوير‪ ،‬شــروط الســامة‪ ،‬احتــرام‬ ‫(ممــ ّرات ال ّراجليــن‪ ،‬مســالك الدراجــات‪ ،‬مواقــف ّ‬
‫القوانيــن‪ ،‬الــخ)‪.‬‬
‫علــى صعيــد آخَــر‪ ،‬تنبغــي اإلشــارة إلــى غيــاب رؤيــة واضحــة المعالــم لتطــور االنتقــال إلــى المحــرك الكهربائــي‪.‬‬
‫ورغــم ســلب ّيات​المح ـ ّرك الحــراري (ذي االحتــراق الداخلــي بالبنزيــن والديــازل)‪ ،‬ال يوجــد اليــوم بالــكادِ ســوى‬
‫ـإن‬
‫‪ 1‬فــي المائــة فقــط مــن العربــات النظيفــة‪ ،‬منهــا ‪ 300‬عربــة كهربائيــة و‪ 2000‬عربَــة هجينــة‪ .‬وبالتالــي‪ ،‬فـ ّ‬
‫وســائل النّقــل ال ُعموم ّيــة يتع ّيــن عليْهــا أ ْن تكــو َن رائـ َد ًة فــي هــذا المجــال‪ ،‬وذلــك علــى غــرار مــا تعرفــه العديـ ُد مــن‬
‫البلــدان‪ ،‬حيــث يتـ ّم اســتعمال حافــات نقــل هجينــة وكهربائيــة‪ ،‬بـ ْل وحتــى حافــات تعمــل بالهيدروجيــن الناتــج‬
‫التحليــل الكهربائــي للمــاء‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫ـإن هــذا العجــز فــي وســائل النقــل العموميــة ال ُمســتدا َمة والتنقــل الكهربائــي ال يســاهم فقــط فــي‬ ‫وبالتالــي‪ ،‬فـ ّ‬
‫تفاقــم التبعيــة الطاقيــة ذات المصــدر األُ ْح ُفـ ِ‬
‫ـوري ال ُمســتو َر َدة‪ ،‬وكــذا تفاقــم العجــز االقتصــادي الناتــج عــن ذلــك‪،‬‬
‫الســلبية علــى البيئــة‪.‬‬
‫بقـ ْدر مــا يُســاهم كذلــك فــي تعميــق حـ ّدة الفــوارق االجتماعيــة واآلثــار ّ‬
‫الط َلب نحو وسائل غير مستدامة‬
‫يوجه ّ‬
‫كاف ّ‬ ‫عر ُ‬
‫ض تنقّ ٍل غير مالئم وغير ٍ‬ ‫‪.‬ب ْ‬
‫الســيارات الخصوص ّيــة‪ ،‬وهــو مــا‬ ‫تر ّكـ ُز سياســات التن ّقــل الحاليــة علــى تطويـ ِـر البنيــة التحتيــة الطرق ّيــة وعلــى ّ‬
‫الســاكنة‪.‬‬
‫ـي ّ‬ ‫يرهــن المنظومــة بنمـ ٍـط غيــر ُمســتدام وعــادل بالقـ ْدر المطلــوب يقـ ُرب ثلثـ ْ‬
‫دال علــى حجــم تح ّديــات التنقّــل الحضــري‪ .‬ذلــك أن معظــم‬ ‫وتُعت َبــر جهــة الــدار البيضــاء – ســطات مثــا ًال ّ‬
‫التنقــات داخــل الجهــة األكثــر كثافـ ًة سـ ّكانية فــي المغــرب (‪ 20‬فــي المائــة مــن الســكان)‪ ،‬مــع أعلــى ناتــج داخلــي‬
‫حصــة النقــل العمومــي‬‫أن ّ‬ ‫إجمالــي (‪ 30‬فــي المائــة) تت ـ ّم ســي ًرا علــى األقــدام (حوالــي ‪ 62‬فــي المائــة)؛ كمــا ّ‬
‫الخاصــة و‪ 9‬فــي المائــة‬
‫ّ‬ ‫تصــل إلــى ‪ 12‬فــي المائــة (الحافــات والترامــواي)‪ ،‬وتقــارب ‪ 13‬فــي المائــة للســيارات‬
‫لســيارات األجــرة‪.17‬‬
‫‪ .‬جقدرة شرائية محدودة وهشاشة اجتماعية ُمعيقة‬
‫ـرار ال َعديــدِ مــن البُلــدان األخــرى‪،‬‬‫ـرب‪ ،‬علــى غـ ِ‬ ‫تجــدر اإلشــارة إلــى أ ّنــه إذا كانَــت الســيارات ّ‬
‫الشــخص ّية فــي ال َم ْغـ ِ‬
‫مشــياً علــى‬
‫ض َط ّريــن للتّن ُّقــل ْ‬ ‫ـإن عــدداً كبيــراً مــن ال َم ِ‬
‫غاربَــة مــا زالــوا ُم ْ‬ ‫المفضلــة بامتيــاز‪ ،‬فـ ّ‬
‫َّ‬ ‫ـي وســيلة التن ّقــل‬ ‫ِهـ َ‬
‫االعتمــا َد علــى وســائل النقــل الجماعـ ّـي ليــس ُمتاح ـاً‬ ‫أن ْ‬ ‫ـك َّ‬‫ـافات طويلــة فــي بعــض األحيــان‪ .‬ذلـ َ‬
‫األقــدام‪ ،‬لمسـ ٍ‬
‫دائمـاً‪.‬‬
‫حصــة ال يُســتهان بهــا بالنســبة لــذوي ال ّدخــل المتواضــع واألشــخاص‬
‫كمــا تمثــل كلفــة النقــل فــي نفقــات األســر ّ‬
‫ـزي‬ ‫أن تحســي َن القــدرة ّ‬
‫الشــرائية لل ُمواطنــات وال ُمواطنيــن هــي هــدف َمركـ ّ‬ ‫فــي وضع ّيــة هشاشــة‪ .‬ناهيــك عــن ّ‬
‫لتطويــر التنقــل المســتدام‪.‬‬
‫الســاكنة‪ ،‬ســواءٌ فــي المناطــق الحضريــة‬ ‫كاف بالنســبة لحاجيــات ّ‬ ‫ض النقــل ال ُعمومــي ال ُمتــاح غيــر ٍ‬
‫أن عـ ْر َ‬
‫كمــا ّ‬
‫ضريــة‬‫الح َ‬
‫الضواحــي َ‬ ‫إن ّ‬ ‫ذات الكثافــة الســكانية العاليــة‪ ،‬أو فــي المناطــق القرو ّيــة المتفرقــة أو المعزولــة‪ .‬ث ـ ّم ّ‬
‫خططــات التن ّقــات والتهيئــة بكيف ّيــة مســبقة‪.‬‬‫وال ُمــدن الجديــدة تُعانــي مــن نفــس النّواقــص‪ ،‬بســبب عــدم إ ْدمــاج ُم ّ‬
‫وهــذه الوضع ّيــة تــؤ ّدي إلــى تفاقــم الفــوارق االجتماعيــة‪ ،‬وتطــرح بالنســبة للمدينــة تحـ ّدي تنظيـ ِـم تدفــق العربــات‬
‫الضجيــج والتلـ ّوث الناتــج عنهــا‪ ،‬كمــا هــو الحــال بمدينــة الــدار البيضــاء‪ ،‬التــي يتم ْر َكــز ثلــث‬
‫الخصوصيــة وتدبيــر ّ‬
‫األســطول الوطني‪.18‬‬
‫وضعف الربط‬
‫ْ‬ ‫قروي يتّ سم بالهشاشة‬
‫ّ‬ ‫‪ .‬دمجال‬
‫ـإن ا ّلنقــل بصفـ ٍـة عا ّمـ ٍـة‪ ،‬ونقــل األشــخاص علــى وجــه‬ ‫ـروي‪ ،‬وبالنّظــر إلــى خُ ُ‬
‫صوصياتــه‪ ،‬فـ ّ‬ ‫علــى صعيــد الوســط القـ ّ‬
‫ـات حقيق ّية‪:‬‬ ‫الخصــوص‪ْ ،‬‬
‫يطرحــانِ تح ّديـ ٍ‬

‫‪ - 17‬جلسات إنصات مع والي جهة الدار البيضاء‪-‬سطات‪ ،‬ورئيس املجلس اجلماعي ملدينة الدار البيضاء‪ ،‬ممثلي شركة الدار البيضاء للنقل‪ ،‬شتنبر ‪.2020‬‬
‫‪ - 18‬جلسة إنصات مع اجلماعات الترابية جلهة الدار البيضاء‪-‬سطات‪ ،‬أكتوبر ‪.2020‬‬

‫‪18‬‬
‫تاحة‬
‫وم َ‬ ‫التنقّ ُل ا ُملست ُ‬
‫َدام‪ :‬نحو وسائل نقل ُمستدامة ُ‬

‫الح َ‬
‫ضــري‪ ،‬بســبب ضعــف ال ّربــط‬ ‫ـروي بشــكل عــام غيــر مندمــج بمــا يكفــي فــي ال ُمحيــط شـبْه َ‬
‫Ÿالمجــال القـ ّ‬
‫أو ســوء توفيــر وســائل نقــل عموميــة جماعيــة كافيــة وذات َجـ ْو َدة؛‬
‫الضعيفــة‪ ،‬علــى ُم ْســتوى تَ َو ُّفــر‬
‫Ÿت ْر ِجــع بعــض النّواقــص‪ ،‬الخاصــة بالمناطــق القرو ّيــة‪ ،‬إلــى التغطيــة المجاليــة ّ‬
‫رغـ َم المجهــودات المبْذولــة فــي إطارالبرنامــج الوطنــي للطــرق القرو ّيــة الــذي مكــن‬ ‫ُطـ ُرق قرو ّيــة مســتدامة‪ْ ،‬‬
‫فــي صيغتــه ال ّثانيــة‪ ،‬مِ ـ ْن َربْــط العديــد مــن الجماعــات القرويــة وال ّدواويــر)؛‬
‫Ÿيُ ْطـ َرح بحـ ّدة ُمشــكل القــدرات البشــرية ومحدود ّيــة المــوارد فــي بعــض الجماعــات القرو ّيــة التــي ال ي ْمكنهــا‬
‫ـي (‪ )2‬درهــم مــن الميزانيــة‪ .‬وهــي وســائل غيْـ ُر كافيــة إلــى حـ ّد‬ ‫االســتفادة مــن أكثــر مــن مليــون (‪ )1‬أو مليونـ ْ‬
‫حجـ ِـم المشــاريع ا ّلتــي يتع ّيــن إنجازهــا ؛‬
‫‪19‬‬
‫كبيــر بالنّظــر إلــى ْ‬
‫ـروي‪ ،‬يطــرح‬‫الوســط القـ ّ‬‫إن النقــل المــزدوج‪ ،‬الــذي يقـ ّدم إجابـ ًة فــي مجــال التن ّقــل بالنســبة للمســتعمِ لين فــي َ‬ ‫Ÿ ّ‬
‫موجـ ٌه إلــى سـ ٍ‬
‫ـاكنة تعانــي‬ ‫وصـ ْون الكرامــة اإلنســان ّية‪ .‬فهــو َّ‬ ‫تح ّديــات كبيــرة علــى مســتوى الســامة والنّظافــة َ‬
‫مــن الهشاشــة‪ ،‬وذات ُقـ ْد َرة شــرائية جـ ّد َم ْحـ ُدودة‪ ،‬كمــا أ ّنهــا تعمــل عمومـاً فــي قطاعـ ْ‬
‫ـي الفِ الحــة أو التّجــا َرة‪.‬‬
‫ولوجية محدودة‬
‫ّ‬ ‫عمومية غير كافية وغير مالئمة وذات‬
‫ّ‬ ‫‪ .‬هوسائل نقل‬
‫الســيارة الخصوص ّيــة فــي ف ـ ْرض نفســها كحـ ٍّـل أخيــر‬ ‫أمــام تزايُ ـ َد حاجيــات تن ّقــل األشــخاص‪ ،‬وإذا اســتم ّرت ّ‬
‫الوضع ّيــة لــ ْن تكــو َن مســتدامة اقتصاد ّيــا‪ ،‬وال منصفــة اجتماع ّيــا‪ ،‬وال صح ّيــة بيئ ًّيــا‪.‬‬
‫ْ‬ ‫فــإن مثــل هــذه‬
‫للتنقّــل‪ّ ،‬‬
‫لوحدِ هــا‪ ،‬مــن المتو ّقــع بلــوغ‬
‫الســاكنة‪ ،‬يُشــار إلــى أ ّنــه بالنســبة ل َمدينــة الــدار البيضــاء‪ْ ،‬‬
‫وإلبْــراز حجــم حاجيــات ّ‬
‫‪ 15‬مليــون رحلــة يوم ّيــا ســنة ‪ ،2030‬مقابــل ‪ 11‬مليــون ســنة ‪ ،2020‬و‪ 1.3‬مليــون ســيارة ســنة ‪ ،2030‬مقابــل‬
‫‪ 320.000‬ســيارة ســنة ‪.20 2020‬‬
‫باإلضافــة إلــى ذلــك‪ ،‬تعانــي وســائل النقــل العموميــة‪ ،‬فــي بعــض األحيــان‪ ،‬مــن انعــدام النظافــة والســامة‪،‬‬
‫كمــا أ ّنهــا ضعيفــة الولوج ّيــة وغيــر مالئمــة لألشــخاص المســنّين أو فــي وضع ّيــة إعاقة‪ .‬ويُم ّثــل الترامــواي‬
‫ا مســتداماً و ُمتاحــاً لهــؤالء المســتعملين‪.‬‬
‫والحافــات الكهربائيــة ذات الخ ْدمــة عاليــة الجــودة اليــوم بديــ ً‬

‫متجاو َزة‬
‫َ‬ ‫‪ .‬وقطاع سيارات األجرة بحكامة‬
‫ـي ‪ 4‬مليــارات‬‫أن برنامــج تجديــد األســطول‪ ،‬بميزانيــة تبْلــغ حوالـ ْ‬ ‫بالنســبة لسـ ّيارات األجــرة‪ ،‬تجــدر اإلشــارة إلــى ّ‬
‫درهــم‪ ،‬ح ّقــق تجديــداً يُناهــز ‪ 54‬فــي المائــة علــى الصعيــد الوطنــي‪ ،‬و‪ 85‬فــي المائــة فــي مدينــة الــدار البيضــاء‪.‬‬
‫اســتثمار هــذه ال ُف ْر َ‬
‫صــة لتحقيــق‬ ‫أن هــذا البرنامــج لـ ْم يدفــع فــي اتّجــاه إ ْدمــاج السـ ّيارات الكهربائيــة‪ ،‬وبالتالــي ْ‬ ‫ّإل ّ‬
‫ـال ف ْعلـ ّـي نحــو تن ّقــل ُمســتدام‪.‬‬‫انْتقـ ٍ‬
‫والصغيــرة مــن هشاشــة هيكليــة وتنظيميــة‪ ،‬تفاقمــت‬ ‫ّ‬ ‫ا ع ـ ْن ذلــك‪ ،‬يُعانــي قطــاع ســيارات األجــرة الكبيــرة‬ ‫فض ـ ً‬
‫ْ‬
‫ّ‬
‫المنظــم‪ ،‬بــدون حمايــة‬ ‫ـاس مــع القطــاع غيــر‬
‫تشــتغل فــي تمـ ّ‬‫بســبب األوضــاع غيــر المســتقرة لش ـغّيلتها‪ ،‬ا ّلتــي ْ‬
‫اجتماع ّيــة (ال تأميــن عــن ال َم ـ َرض وال عــن فقــدان شــغل وال تقاعــد) ‪.21‬‬ ‫ِ‬

‫‪ - 19‬جلسة إنصات مع اجلماعات الترابية جلهة الدار البيضاء‪-‬سطات‪ ،‬أكتوبر ‪.2020‬‬


‫‪ - 20‬جلسات إنصات مع والي جهة الدار البيضاء‪-‬سطات‪ ،‬ورئيس املجلس اجلماعي ملدينة الدار البيضاء‪ ،‬وممثلي شركة نقل البيضاء باملجلس‪ ،‬شتنبر ‪.2020‬‬
‫‪ - 21‬جلسة إنصات مع الفدرالية الوطنية ملهنيي النقل والطاكسيات‪ ،‬أكتوبر ‪2020‬؛ ومع املديرية اجلهوية للتجهيز والنقل واللوجستيك مبراكش‪ ،‬أكتوبر ‪.2020‬‬

‫‪19‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫وضــع حــزام‬
‫هنــاك نواقــص أخــرى ذات طبيعــة تقنين ّيــة يُعانــي منْهــا قطــاع ســيارات األجــرة‪ ،‬مثــل عــدم إلزام ّيــة ْ‬
‫ـس ُمســافران اثْنــان فــي المقعــد األمامــي إلــى جانــب ســائق سـ ّيارة أجــرة كبيــرة‪.‬‬ ‫والســماح بــأ ْن يجلـ َ‬
‫الســامة‪ّ ،‬‬
‫ـاهم‬
‫وأخيـ ًرا‪ ،‬يبــدو أن النظــام الحالــي القديــم لتدبيــر مأذون ّيــات ســيارات األجــرة يَ ُحــول دو َن تطـ ّوره كقطـ ٍـاع ُمسـ ٍ‬
‫فــي التنقــل المســتدام‪ .‬والواقــع أنــه غال ًبــا مــا يوصــف نظــام منــح المأذون ّيــات بأنــه غيــر شـفّاف تمامـاً‪ ،‬كمــا ّ‬
‫أن‬
‫التّحويــل غيــر ال ّرســمي لحــقّ االنتفــاع بيــن األشــخاص يَ ُحــول دون تحديــد هويــة المالــك الحقيقـ ّـي للمأذون ّيــة‪.‬‬
‫والمواطنين‬
‫صحة المواطنات ُ‬
‫ويهدد ّ‬
‫ّ‬ ‫جودة الهواء‬
‫تلوث متواصل ُيفسد ْ‬
‫‪.‬ز ّ‬
‫ـوص اآلثــار الســلبية المتعلقــة بالبيئــة وجـ ْودة الهــواء وتأثيرهــا علــى الصحــة‪ ،‬تتو ّفــر مدينــة الــدار البيضــاء‬‫صـ ِ‬‫بخُ ُ‬
‫لألســف علــى ال ّرقــم القياســي ال ُم ْق ِلــق ألكثــر ال ُم ـ ُدن تلو ًثــا فــي البــاد‪ ،‬بســبب حركــة ّ‬
‫الســير الكثيفــة‪ ،‬تليهــا‬
‫مراكــش وفــاس‪.22‬‬
‫الس ـيْر علــى الطرقــات‪ ،‬بص َفـ ٍـة عا ّمــة‪،‬‬
‫أساسـ ّـي‪ ،‬عــن إشــكال ّيات كثافــة حركــة ّ‬‫ِ‬ ‫ـكل‬
‫وتنج ـ ُم هــذه التهديــدات‪ ،‬بشـ ٍ‬
‫ُ‬
‫واالزدحــام الناتــج عنْهــا‪ ،‬والــذي يتفاقــم بســبب حركــة شــاحنات البضائــع الثقيلــة‪َ ،‬والعربــات النّفع ّيــة وجميــع‬
‫إن هــذه العوامــل َم ْسـ ُؤولَة عــن‬
‫أنــواع العربَــات ذات ال ُم َحـ ّركات الحراريــة (الديازيــل بشــكل أساســي‪ّ .)EURO -4 ،‬‬
‫ظاهــرة التلــوث العــا ّم‪ ،‬وعـ ْن غــازات الدفيئــة‪ ،‬التــي يمكــن أ ْن تتسـ ّب َب فــي اضطرابــات الجهــاز التنفســي وال َّربْــو‬
‫الد َمويــة‪ ،‬الــخ‪.‬‬
‫وأمــراض القلــب واألوعيــة َّ‬
‫يســتهلك أكبــر قــدر مــن الطاقــة‪ ،‬ومـ ْن ث ـ ّم‬ ‫ـإن النّقــل ال َبـ ّري اللوجســتيكي هــو القطــاع الــذي ْ‬ ‫فــي ســياق آخــر‪ ،‬فـ ّ‬
‫فهــو األكثــر إفــرازاً للتلــوث المحلــي والعــا ّم‪ .‬وبالتالــي ي ْك ِشـ ُ‬
‫ـف هــذا القطــاع عــن ُو ُجــودِ تح ّديــات متع ـ ّددة‪ ،‬منْهــا‬
‫علــى وجــه الخصــوص‪:23‬‬
‫صمة الكربونية والتي لم تكن تندرج ضمن جدول األعمال؛‬
‫لالستدامة والبَ ْ‬
‫ْ‬ ‫Ÿإعطاء األولو ّية‬
‫Ÿال تزال الكهرباء تُعتبر‪ ،‬ع ْن خطأ‪ ،‬باهظة الثمن؛‬
‫ص ُعوبات في االنتقال إلى الرقمنة؛‬
‫Ÿوجود ُ‬
‫Ÿضعــف التنســيق والتشــاور بيــن الفاعليــن‪ ،‬األمــر الــذي يــؤ ّدي إلــى تع ّثــر اإلصالحــات التــي يتعيــن إنجازهــا‪،‬‬
‫وال سـ ّيما مــع الشــركاء االجتماعييــن‪.‬‬
‫Ÿضرورة إحداث تغيير يتعلق بإطار تدبير ُعقود المأذون ّية؛‬
‫Ÿهيْمنة القطاع غير المنظم‪ ،‬مع ك ّل المخاطر والصعوبات الناجمة عنه‪.‬‬
‫ـت بشــكل كبيــر‪ ،‬فــي‬
‫حصــة الســكك الحديديــة فــي نقــل الســلع والبضائــع قــد تراجعـ ْ‬ ‫أن ّ‬‫وتجــدر اإلشــارة إلــى ّ‬
‫حيــن يمكنهــا أ ْن تكــو َن صيغــة تناوبيــة بَديلــة ُمســتدا َمة ومســتم ّرة للنقــل ّ‬
‫الطرقــي‪.‬‬

‫‪ - 22‬جلسة إنصات مع مؤسسة محمد السادس حلماية البيئة‪ ،‬والبروفسور النجاري يف إطار الدراسة املتعلّقة بج ْودة الهواء مبدينة الدار البيضاء‪ ،‬أكتوبر ‪.2020‬‬
‫‪ - 23‬جلسات إنصات مع مختلف الفاعلني داخل املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪2020 ،‬‬

‫‪20‬‬
‫تاحة‬
‫وم َ‬ ‫التنقّ ُل ا ُملست ُ‬
‫َدام‪ :‬نحو وسائل نقل ُمستدامة ُ‬

‫وفعال بما يكفي‪ ،‬وحكامة مح ّل ّية معقّ دة‬


‫‪ .‬حإطار تنظيمي غير مكتمل ّ‬
‫الضــروري بيــن المصالــح المســؤولة عــن تنظيــم وســائل النقــل علــى صعيــد المجــاالت‬ ‫أن التنســيق ّ‬ ‫ســجل ّ‬‫يُ ّ‬
‫أن اإلطــار‬‫كاف مــن أجــل إرســاء منظومــة للتنقّــل تســتجيب لحاجيــات الســاكنة‪ .‬ذلــك ّ‬ ‫الترابيــة يظــ ّل غيــر ٍ‬
‫ـور متع ـ ّددة تتجلّــى أ ّوالً فــي وجــود آليــات للحكامــة ال زالـ ْ‬
‫ـت ُمعقــدة‬ ‫صـ ٍ‬ ‫التنظيمـ ّـي الحالــي يُعانــي مــن أ ْو ُجـ ٍـه ُق ُ‬
‫ـجل فــي تنْزيــل و ْرش الجهويــة المتقدمــة‪ ،‬ال س ـ ّيما فيمــا يتعلــق بنقــل‬ ‫أو لــم تُ َف َّعــل بعــد‪ ،‬بســبب التأخيــر المسـ َّ‬
‫باســتدامة وســائل‬‫االختصاصــات مــن ال ّد ْولــة إلــى المجــاالت التُّراب ّيــة‪ ،‬إضافـ ًة إلــى غيــاب ال ُمقتضيــات المتعلّقــة ْ‬
‫ـواردِ الكافيــة‪.‬‬
‫النقــل فــي النّصــوص القانونيــة؛ عــاوة علــى النّقــص فــي ال َمـ ِ‬
‫الســلع والبضائــع) تشــترك فيهــا العديـ ُد‬ ‫والســككي ونقــل ّ‬
‫(الطرقــي ّ‬‫أن ال َم ْســؤوليات المتعلّقــة بقطــاع ال ّن ْقــل ّ‬
‫كمــا ّ‬
‫السياســات واالســتراتيجيات‬ ‫تتدخـ ُل‪ ،‬بشـ ْك ٍل ُمباشــر أو غيْــر ُمباشــر‪ ،‬على مســتوى ّ‬
‫ّ‬ ‫مــن القطاعـ ِ‬
‫ـات الوزار ّيــة التــي‬
‫يجعــل مـ ْن حكامــة تدبيــر القطــاع ُمهِ ّمــة َ‬
‫ص ْعبَــة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫المتدخليــن ْ‬ ‫ـإن هــذا التعـ ّدد فــي‬
‫وتنفيذهــا‪ .‬وبالتالــي فـ ّ‬
‫ّ‬
‫والمخططــات‬ ‫المتدخليــن‪ ،‬والحجــم الكبيــر مــن الدراســات‪ ،‬واالســتراتيجيات ضعيفــة االلتقائ ّيــة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إن تعــ ّدد‬
‫َّ‬
‫غيــر ال ُمندمجــة‪ ،‬يــؤ ّدي إلــى تشــتت كبيـ ٍـر فــي الف ْعــلِ العمومـ ّـي علــى ُم ْســتويات ُمختلفــة‪ ،‬ممــا يؤ ّثــر علــى نجاعتــه‬
‫وف ّعاليتــه‪.‬‬
‫أن تحــد َو بالســلطات العموم ّيــة إلــى إعــادة النظــر فــي منظومــة النقــل‬‫إنّ هــذه النّواقــص والتحديــات ينبغــي ْ‬
‫الحاليــة فــي شــموليتها‪ .‬وبالتالــي‪ ،‬يجــب مراجعــة عمل ّيــة االســتثمار بكيفيــة شــمولية‪ ،‬بعيــد ًا عــن التّحليــات‬
‫المباشــرة‪ ،‬لكــي تدمــج لزوم ـ ًا أبعــاد ًا‬
‫تتضمــن التكاليــف غيــر االقتصاديــة المباشــرة وغيــر ُ‬
‫ّ‬ ‫الوصفيــة التــي ال‬
‫ْ‬
‫مثــل الولــوج إلــى التعليــم وإلــى فــرص الشــغل وأماكــن الع ْيــش والثقافــة‪ ،‬وتقليــص مـ ّـدة الرحلــة‪ ،‬والتماســك‬
‫االجتماعــي‪ ،‬والحاجيــات القطاع ّيــة‪ ،‬وجاذبيــة المجــاالت الترابيــة‪ ،‬واســتهالك الطاقــة وال َب ْصمــة الكربونيــة‪،‬‬
‫وجــودة الهــواء والصحــة والرفــاه‪ ،‬إلــخ‪.‬‬

‫المستدام‬
‫‪4.‬آفاق التطوير اآلني والمستقبلي للتنقّ ل ُ‬
‫بقــوة نحــو المســتقبل‪ :‬مــن منظومــة نقــل تعانــي مــن عجــز إلــى‬
‫ّ‬ ‫‪ .‬أرؤيــة تتّ جــه‬
‫اقتصــاد للتنقّ ــل المســتدام يتّ ســم ّ‬
‫بالديمومــة‬
‫تشــير الرؤيــة واآلفــاق المتعلقــة بتطويــر تنقـ ٍـل ُمســتدام‪ ،‬فــي المقــام األ ّول‪ ،‬إلــى ممارســة الحقــوق األساســية‪،‬‬
‫وتســتند إلــى مبــادئ تأسيس ـ ّية وأهــداف‪ ،‬وهــي‪:‬‬
‫Ÿالولوج ّيــة واإلنْصــاف والتّضا ُمــن‪ ،‬التــي تعنــي التّقليــل مــن االعتمــاد علــى العربــة ّ‬
‫الشــخصية‪ ،‬وذلــك بفضــل‬
‫ـرض يهـ ّم توفيــر نقــل عمومـ ّـي ذي جــودة وتن ّقــات بمواصفـ ٍ‬
‫ـات مثلــى؛‬ ‫عـ ٍ‬
‫Ÿواالســتدامة والقيمــة المضافــة االقتصاد ّيتــان‪ ،‬بمــا يفيــد التقليــص مــن التّبع ّيــة للطاقــة األحفوريــة علــى َو ْجهِ‬
‫صوص؛‬ ‫الخُ ُ‬
‫البصمة الكربونية؛‬
‫ْ‬ ‫Ÿوالمحافظة على الموارد الطبيعية وجودة الهواء والصحة‪ ،‬من خالل الح ّد من‬
‫Ÿويتر ّتــب علــى ذلــك تحقيــق االســتدامة بصفتهــا نقطــة التقائ ّيــة وقـ ّوة ُم َح ّركــة لهــذا المسلســل االنتقالــي فــي‬
‫شموليته‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫أن بلــو َغ األهــداف المنشــودة يتحقّــق علــى المــدى الزمنــي‪ ،‬بكيف ّيــة استشــراف ّية‬
‫هــذا وتجــدر اإلشــارة إلــى ّ‬
‫وتدريجيــة‪.‬‬
‫ـمولي للتن ّقــل يأخــذ فــي اعتبــاره‬
‫إن نمــوذج التنقــل ال ُمقتَ ـ َرح يتغ ّيــا تحقيــق االســتدامة‪ ،‬فــي إطــار اقتصـ ٍـاد شـ ّ‬ ‫ّ‬
‫يســتند إلــى منطــق مختلــف يُر ّكــز‬
‫االبتــكار بالمعنــى الواســع‪ ،‬بمــا فيــه االبتــكار التكنولوجــي والصناعــي‪ .‬وهــو ْ‬
‫ـاص‪ ،‬بهــدف تجويــد التنقــات وتحقيــق أقصــى اســتفادة‬ ‫ا فــي تنقّلــه الخـ ّ‬ ‫بشــكل أكبــر علــى الفــرد‪ ،‬بصفتــه فاعـ ً‬
‫الصلــة وإعــداد‬‫منهــا‪ .‬ولهــذه الغايــة‪ ،‬يتع ّيــن أن يُ ْدمِ ـ َج هــذا النمــوذج‪ ،‬منــذ البدايــة‪ ،‬السياســات القطاع ّيــة ذات ّ‬
‫التــراب والتّجهيــز والتعميــر‪ ،‬باعتبارهــا عمليــة ُمهيْكِ لــة للولــوج إلــى األنشــطة االقتصاديــة والثقافيــة‪ ،‬عــاوة علــى‬
‫تخطيــط التنقــات‪ ،‬الحضريــة والقرويــة‪ ،‬التــي تح ـ ّد مــن الفجــوات المجال ّيــة واالجتماعيــة‪.‬‬
‫ا عــ ْن حاجيــات المواطنــات والمواطنيــن علــى مســتوى الولــوج إلــى الخدمــات اإلداريــة واالجتماعيــة‬ ‫وفضــ ً‬
‫ْ‬
‫أهـ َ‬
‫ـداف‬ ‫كل مــن الوســط القــروي والحضــري‪ ،‬يجــب أ ْن يُ ْدمِ ـ َج التن ّقــل ْ‬ ‫األساســية‪ ،‬وكذلــك إلــى أماكــن العيــش فــي ٍّ‬
‫الملموســة‪ ،‬كتحســين الوضعيــة االجتماعيــة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫التنميــة المســتدامة لتحقيــق مزيــد مــن اآلثــار السوســيو‪-‬اقتصادية‬
‫والولــوج إلــى الشــغل‪ ،‬وإلــى إطـ ٍـار َمعيشـ ّـي أفضــل‪ ،‬وإلــى بيئــة صحيــة وإلــى ال ّرفــاه‪.‬‬
‫فرصــا تنمو ّيــة‪ ،‬ب ـ ْل رافعــات لتح ـ ّول العديــد مــن‬
‫ً‬ ‫ـإن الرهانــات المرتبطــة بالتنقــل تشــكل‬
‫وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬فـ ّ‬
‫قطاعــات االقتصــاد ومجاالتــه‪ :‬الطاقــة والبيئــة وإعــداد التــراب والصناعــة والتعليــم والشــغل والثقافــة والترفيــه‬
‫والصحــة‪...‬‬
‫ومــن خــال االســتفادة مــن رافعــة التح ـ ّول البيئــي‪ ،‬الــذي انطلــق فــي مختلــف أنحــاء المعمــور‪ ،‬يمكــن للتنقــل‬
‫ـوي للمؤهــات ال َم َحليــة‪ ،‬وهــو األمــر‬
‫ـوي وإدماجـ ّـي وت ْعبـ ّ‬
‫ـادي قـ ّ‬
‫المســتدام أن يُســاهم فــي تحقيــق انتعــاش اقتصـ ّ‬
‫الــذي دعــا إليــه جاللــة الملــك نصــره اهلل فــي خطابــه االفتتاحــي للســنة التشــريع ّية ‪.2020‬‬
‫إصــاح القطاعــات الرئيســية القتصــاده‪،‬‬ ‫أي وقــت مضــى‪ ،‬إلــى تســريع وتيــرة ْ‬ ‫إن المغــرب َم ْدعـ ٌّو اليــوم‪ ،‬أكثــر مــن ّ‬
‫ّ‬
‫فــي إطــار النّمــوذج التنمــوي الجديــد‪ .‬لذلــك يتع ّيــن أ ْن يعتمــد مجمــوع الفاعليــن فــي االقتصــاد والســلطات‬
‫وحلــوالً جديــدة فــي مجــال النقــل‪ ،‬فــي إطــار تح ـ ّوالت إيكولوج ّيــة وطاق ّيــة شــمول ّية‪ ،‬علــى‬
‫ـات ُ‬ ‫العموم ّيــة مقاربـ ٍ‬
‫والصاعــدة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النحــو الــذي اعتمدتــه العديــد مــن البُلــدان المتقدمــة‬
‫ص َمــة الكربونيــة‪،‬‬
‫أيضــا علــى مقاربــات اقتصاديــة مبتكــرة تراعــي ال َب ْ‬ ‫كمــا ينبغــي أن يعتمــد النمــوذج المنشــود ً‬
‫وتُقلّــص مــن اآلثــار الســلبية فــي االعتمــاد علــى الطاقــة األحفور ّيــة‪ ،‬كمــا ت َُحـ ّول التّحديــات والنّواقــص إلــى فـ ٍ‬
‫ـرص‬
‫لخلــق قيمــة ُمضافــة مــن أجــل مزيـ ٍـد مــن التضامــن واإلنصــاف فــي تمويــل التنقــل‪.‬‬
‫والســتكمال هــذه الرؤيــة االستشــرافية‪ ،‬ينبغــي توفيــر شــروط اقتصاديــة وتنظيميــة تقترحهــا توصيــات هــذا‬ ‫ْ‬
‫الــرأي‪ ،‬والتــي يتع ّيــن اعتبارهــا بمثابــة أداة دعــم لمسلســل اتّخــاذ القــرار‪.‬‬
‫ـتويات ترابيــة مختلفـ ٍـة‪ ،‬وانطالق ـاً مــن مقاربــة تدريج ّيــة‬
‫أجــل ذلــك‪ ،‬يمكــن بلــورة آليــات مختلفــة‪ ،‬علــى مسـ ٍ‬ ‫م ـ ْن ْ‬
‫الحلــول التقنيــة ال ُم ْمكِ نــة‪ ،‬والترتيبــات ال ُمناســبة علــى مســتوى الحكامــة والتشــريع والتنظيــم‬
‫تقــوم بعــرض جميــع ُ‬
‫والتكنولوجيــا والنّمــوذج االقتصــادي وتمويلــه‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫تاحة‬
‫وم َ‬ ‫التنقّ ُل ا ُملست ُ‬
‫َدام‪ :‬نحو وسائل نقل ُمستدامة ُ‬

‫جــدا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ال‪ ،‬هنــاك حاجــة إلــى اتّ خــاذ تدابيــر للتّ ُ‬
‫ــدارك علــى المــدى القصيــر‬ ‫‪.‬ب ّأو ً‬
‫ـد مــن‬
‫الولوجيــة والحـ ّ‬
‫ّ‬ ‫ترمــي إلــى التخفيــف مــن اآلثــار الســلبية‪ ،‬وإلــى تحســين‬
‫واالجتماعيــة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الفــوارق المجاليــة‬
‫الخاصــة بال ّراجليــن وأصحاب‬
‫ّ‬ ‫Ÿالتقليــص الكبيــر مــن اآلثــار الســلبية‪ ،‬بفضــل التّهيئــة ال َقبْل ّيــة للبنيــات التحتيــة‬
‫الكهربائــي الــذي‬
‫ّ‬ ‫ــط للتنقــل النشــيط؛ وال ســ ّيما مــن خــال التنقــل‬ ‫ّ‬
‫مخط ٍ‬ ‫ال ّدراجــات‪ ،‬وذلــك فــي إطــار‬
‫وتســريع وتيــرة االنتقــال إلــى اليــورو‪-6‬؛‬
‫يُدمــج ال ّدراجــات الناريــة الكهربائ ّيــة‪ ،‬وســيارات األجــرة الكهربائيــة؛ ْ‬
‫الســير علــى‬
‫المنصــات اللوجيســتيك ّية‪ ،‬واعتمــاد تدابيــر ُم ُرور ّيــة احترازيــة‪ ،‬وتدبيــر ذكـ ّـي لحركــة ّ‬ ‫ّ‬ ‫إضافــة إلــى‬
‫ا عــن مثال ّيــة الدولــة فــي مجــال إطــاق التن ّقــل ال ُمســتدام؛‬ ‫الطرقــات بفضــل ال ّرقمنــة‪ ،‬فضـ ً‬
‫ـروي‪ ،‬مــع االســتعمال المعقلــن والمســؤول‬ ‫Ÿاعتمــاد خدمــات ال ُق ـ ْرب االجتماعيــة واإلداريــة فــي ال َو َســط القـ ّ‬
‫لل ّر ْقمنــة؛ وكــذا تهيئــة المزيــد مــن ّ‬
‫الطــرق القرو ّيــة ال ُم ْســتدامة (أحســن تصمي ًمــا وصيان ـ ًة)؛ والعمــل علــى‬
‫تطويــر جيــل جديــد مــن النقــل ال ُم ـ ْز َدوج (مســتدام ومهنــي ومنْفتــح علــى االســتثمار)؛‬
‫ـمولي و ُمبتكِ ــر يشــمل‬ ‫Ÿإ ْدمــاج العامليــن باألنشــطة غيــر ال ُمهيْ َكلــة ك ُمسـ ِ‬
‫ـاهمين فــي بــروز اقتصـ ٍـاد جديـ ٍـد وشـ ّ‬
‫جميــع مهــن التنقــل المســتدام‪.‬‬
‫المــدى القصير والمتوســط​​‬
‫بي َن َ‬‫ـي ْ‬
‫ـرافي وتدريجـ ّ‬
‫تطور استشـ ّ‬ ‫‪ .‬جبعــد ذلــك‪ ،‬تحقيــق ّ‬
‫ـدد األنمــاط ومتضامــن وذي‬ ‫والبعيــد‪ ،‬يهــدف إلــى تطويــر تنقّ ــل مســتدام ومتعـ ّ‬
‫اقتصاديــا‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ديمومــة‬
‫الجماعــي‪ ،‬علــى غــرار الحافــات‬
‫ّ‬ ‫الكهربائــي‬
‫ّ‬ ‫Ÿ ُمبــادرات ُمهيْ َكلَــة ينبغــي تعزيزهــا‪ ،‬وذلــك بفضــل النقــل‬
‫الصغيــرة والحافــات الكهربائ ّيــة ذات الخدمــة عاليــة الجــ ْودة‪ ،‬والترامــواي‪ ،‬والقطــار فائــق‬ ‫الكهربائيــة ّ‬
‫ـروي‪ ،‬وذلــك فــي‬
‫الحضــري بالعالــم القـ ّ‬ ‫الوســط َ‬‫َ‬ ‫الســريع الــذي ي ْربــط‬
‫ـوي ّ‬
‫الســرعة‪ ،‬والس ـ ّيما القطــار الجهـ ّ‬
‫تكامــل مــع النّقــل الج ـ ّوي؛‬
‫Ÿ ُحلــول تكنولوجيــة مبتكــرة يتع ّيــن اعتمادهــا فــي مجــالِ التّنقــل الكه ْربائــي‪ ،‬تأخــذ فــي االعتبــار تكثيــف‬
‫الش ْمســية‪ ،‬إضاف ـ ًة‬
‫الشــحن‪ ،‬ومواقــف س ـ ّيارات رابطــة ُمســتدامة مج َّهــزة بالطاقــة ّ‬ ‫ّ‬
‫محطــات ّ‬ ‫ّ‬
‫المحطــات‪/‬‬
‫إلــى ابْتــكارات واعــدة فــي مجــال الغــاز الطبيعــي للســيارات والهيدروجيــن األخضــر وبطاريــات الوقــود‪ ،‬إلــخ‪.‬‬
‫موجهــة نحــو اإلنتــاج الوطنــي وإنعــاش أنشــطة‬
‫وهــي حلــول ينبغــي اعتمادهــا فــي إطــار سياســة صناعيــة ّ‬
‫جديــدة مدعومــة ّ‬
‫بالطلبيــات العموميــة للدولــة؛‬
‫Ÿنمــوذج اقتصــادي أكثــر تضا ُمنـاً‪ ،‬بفضــل تدابيــر ضريب ّيــة منصفــة وتدابيــر تحفيز ّيــة‪ ،‬تُ ْدمِ ـ ُج الحــد مــن اآلثــار‬
‫واالســتهالك ال ُم ْفـ ِـرط للطاقــة‪ ،‬الــخ)‪ ،‬وال َّت ْمويــل ال ُمســتدام‬
‫ْ‬ ‫الصحيــة‬
‫اطــر ّ‬ ‫ص َمــة ال َك ْربُونيــة وال َم َخ ِ‬
‫الســلبية (ال َب ْ‬
‫والت َّْســعِ ير المنْصف‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫فإن استدامة مثل هذا النموذج تبقى مرتهنة بما يلي‪:‬‬


‫‪ .‬دوفي األخير‪ّ ،‬‬
‫أهدافـاً وطنيــة واضحــة‪ ،‬تنســجم مــع النّمــوذج ال َّتنْ َمـ ِـوي الجديــد‪ ،‬وتتماشــى مــع‬
‫Ÿبلــورة ر ْؤيــة مشـتَ َركة تحـ ّدد ْ‬
‫الحـ ِّد مــن انبعاثــات غــازات الدفيئــة والتّبعيــة للطاقــة األحفوريــة؛‬
‫االلتزامــات الدوليــة لبالدنــا فــي مجــالِ َ‬
‫ـوس ُمتطلبــات‬ ‫ـكل ملمـ ٍ‬‫متماسـ َكة وف ّعالــة علــى مســتوى المجــاالت الترابيــة‪َ ،‬و َمعاييــر تُ ْدمِ ــج بشـ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫Ÿوجــود قوانيــن‬
‫الصــدد‪ ،‬ينْبغــي أ ْن يكــو َن‬
‫ِطــة بهــا‪ .‬فــي هــذا ّ‬ ‫اس ـتِدا َمة البنيــات الت ّْحتيــة َو َوســائل النقــل والخدمــات ال ُم ْرتَب َ‬ ‫ْ‬
‫ضــة الك ْربــون ت ْرمــي إلــى الحيــاد الكربونــي بحلــول‬ ‫ـول ُمن َْخفِ َ‬ ‫ُ‬
‫قانــون الماليــة بمثابــة أداة لتقنيــنِ وتعزيـ ِـز ُحلـ ٍ‬
‫‪2050‬؛‬
‫الص ّحــة والبيئــة والنقــل؛ وترتكــز على اســتراتيجيات قطاعية‬ ‫Ÿإعــداد سياســات ُعموم ّيــة الْتقائ ّيــة فــي َمياديــنِ ّ‬
‫صلْـ ِـب منظومــة‬ ‫ومخططــات تنمو ّيــة ترابيــة‪ ،‬ومــن شــأنها أ ْن تُدمِ ــج إعــداد التــراب القـ ّ‬
‫ـروي فــي ُ‬ ‫ّ‬ ‫مندمِ َجــة‪،‬‬
‫ـخاص والبضا ِئــع؛‬ ‫تن ُّقــل ْ‬
‫األشـ َ‬
‫ّ‬
‫ومخططــات التن ّقــات القرو ّيــة)‪،‬‬ ‫ّ‬
‫(مخططــات التن ّقــات َ‬
‫الح َ‬
‫ض ِر ّيــة‬ ‫Ÿاعتمــاد أشــكال تنظيــم جديــدة للتن ّقــات‬
‫ـزي لوســائل النقــل الجماعـ ّـي ال ُم ْســتدامة وال َف ّعالــة‪ ،‬بــدالً مــن خيار «الســيارة‬ ‫مــع الحفـ ِ‬
‫ـاظ علــى ال َموقـ ٍـع ال َم ْركـ ّ‬
‫للــك ّل» أو «إمــا بنزيــن أو ديــازل»؛‬
‫Ÿاتخــاذ قــرارات تكــون موضــوع تشــاور محلّ ّيــا‪ ،‬بيــن المنتخبيــن والشــركاء االقتصادييــن واالجتماعييــن‬
‫والفاعليــن التقن ّييــن‪ ،‬الختيــار ُحلــول أكثــر مالءمــة للتنقــل‪ ،‬مــع األخــذ فــي االعتبــار عناصــر اليقظــة والتت ّبــع‬
‫واطــن ومجمــوع الفاعليــن‬ ‫والتقييــم وقيــاس اآلثــار السوســيو‪ -‬اقتصاديــة والبيئيــة‪ .‬كمــا ينبغــي إشــراك ال ُم ِ‬
‫فــي المجتمــع فــي عمليــة اتّخــاذ القــرار؛‬
‫وطموحــا للتربيــة والتكويــن والبحــث واالبتــكار وصناعــة التنقــل المســتدام‪،‬‬
‫ً‬ ‫Ÿإعــداد نمــوذج أكثــر شــموالً‬
‫وا ّلــذي بدونــه لــن تكــون هنــاك اســتدامة لالســتثمارات فــي الصناعــة المزدهــرة للســيارات‪.‬‬
‫ويتطلــب هــذا االنتقــال نحــو اقتصـ ٍـاد دائـ ٍـم للتنقــل ال ُم ْســتدام وضــع اســتراتيجي ًة ُش ـ ُمولية‪ ،‬مصحوبــة بإطــار‬
‫حقيقــي لسياســات التنميــة السوســيو‪-‬اقتصادية علــى صعيــد المجــاالت‬ ‫ّ‬ ‫ـاج‬
‫تنظيمــي وحكامــة ف ّعاليــن‪ ،‬وإدمـ ٍ‬
‫ّ‬
‫الترابيــة‪.‬‬
‫ـوارد ال َب َشــر ّية والتقنيــة والماليــة‪ ،‬وذلــك مـ ْن أجــل‬
‫قصــد تعبئــة ال َمـ ِ‬
‫كمــا تتطلــب قيــادة التغييــر انخــراط الفاعليــن ْ‬
‫ـس المدنــي‪ ،‬الــخ)‪ ،‬بال ُمــوازاة‬ ‫والســلوكات (الحـ ّ‬
‫واطنــة جديــدة‪ ،‬تُدمــج العــادات الج ّيــدة والمواقــف ّ‬ ‫إرســاء ثقافــة ُم ِ‬
‫والمؤسســاتي‪ ،‬وكــذا فــي مجــال الحكامــة وال ّت ْمويــل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مــع القيــام بتعديــات علــى المســتوى التشــريعي‬
‫ـكل عــا ّم‪ ،‬واالقتصــاد‬
‫ـاه َمة كذلــك فــي تحســين قــدرات صمــود المجــاالت الترابيــة‪ ،‬بشـ ٍ‬ ‫مــن شــأن ذلــك ال ُم َسـ َ‬
‫ضــلِ االختيــارات المالئمــة للجماعــات الترابيــة (البنيــات التحتيــة‪،‬‬ ‫المتعلّــق بالتنقّــل المســتدام كك ّل‪ ،‬ب َف ْ‬
‫نجاعــة يعمــل علــى تعضيــد الوســائل‬
‫َ‬ ‫ضـ ً‬
‫ا عــن تدبيــر أكثــر‬ ‫التجهيــزات‪ ،‬أشــكال النقــل ال ُم ْســتدا َمة‪ ،‬الخدمــات)‪َ ،‬ف ْ‬
‫الماديــة والمــوارد البشــرية ال ُمتاحــة‪.‬‬
‫ـاالت الترابيــة أ ْن تحقــق قفــزة نوعيــة وك ّميــة‪ ،‬مــن خــال االســتفادة مــن ال ّرأســمال ال َب َشـ ِـر ّي‬
‫هكــذا‪ ،‬يمكــن للمجـ ِ‬
‫ووضعــت ُحلــوالً‬
‫ْ‬ ‫الجماعــي ال ُم ْســتدام‪،‬‬
‫الخاصــة للتنقّــل النشــيط والنقــل َ‬
‫ّ‬ ‫الخــاص بهــا‪ ،‬إذا أَ َعــ ّد ْت نماذِ َجهــا‬

‫‪24‬‬
‫تاحة‬
‫وم َ‬ ‫التنقّ ُل ا ُملست ُ‬
‫َدام‪ :‬نحو وسائل نقل ُمستدامة ُ‬

‫خاصــة بحاجيــات مختلــف الســكان وأنْمــاط عيْ ِشــهم حســب الفضــاءات وال ُمســتويات الترابيــة (ال َمدينــة والحـ ّـي‬ ‫ّ‬
‫والجماعــة وال ـ ُّدوار)‪ ،‬مــع إيجــاد ُحلُــول ُم ْقت َِص ـ َدة وإيكولوج ّيــة ومؤ َّمنَــة وموثوقــة‪ ،‬تح ـ ّد مــن الفــوارق ال َمجاليــة‬
‫بتحقيــق َمزيـ ٍـد مــن اإلدمــاج االجتماعــي والتّضامــن واحتــرام البيئــة‪.‬‬

‫‪5.‬توصيات المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬


‫صيــات المجلــس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي‪ ،‬ذات الطبيعــة االســتراتيجية واإلجرائ ّيــة‬ ‫ُ‬ ‫تصــ ُد ُر ت ْو‬
‫ْ‬
‫ـت بلورتهــا لتكــون بمثابــة أداة‬ ‫ِ‬
‫والمصاحبــة‪ ،‬عـ ْن رؤيــة مندمجــة‪ ،‬تتّجــه بقـ ّوة نحــو المســتقبل‪ .‬وهــي توصيــات تمـ ّ‬
‫المؤسســات ّيين واالقتصادييــن‪ ،‬وذلــك مــن أجــل تَ ْمكينهــم مــن‬
‫ّ‬ ‫لدعــم مسلســل اتّخــاذ القــرار بالنســبة للفاعليــن‬
‫االســتغالل الف ْعلـ ّـي والتدريجــي إلمكانــات تنميــة التنقــل المســتدام التــي يبرزهــا هــذا ال ـ ّرأي‪.‬‬ ‫ْ‬
‫هيـ ِـك ً‬
‫ال لالقتصاد ورافع ــة للتنمية المس ــتدامة‬ ‫جع ــل وســائل نقــل األشــخاص والبضائــع قطاعـ ًا ُم ْ‬
‫‪ْ .1‬‬
‫الترابية‬
‫ّ‬ ‫المجــاالت‬
‫ف ــي َ‬
‫قصــد إعــادة التفكيــر فــي «نمــوذج النقــل» الحالــي‪،‬‬
‫ـوي واســع ْ‬‫ـاش ُع ُمومـ ّـي وطنــي وجهـ ّ‬
‫‪-‬باســتعجال تنظيــم نقـ ٍ‬
‫فــي إطــار النمــوذج التنمــوي الجديــد الــذي تنشــده بالدنــا؛‬
‫والطاقيــة فرصـ ًة ينبغــي اســتغاللها‪ ،‬ورافعـ ًة للتنميــة السوســيو‪-‬اقتصادية‪،‬‬ ‫‪-‬باعتبــار التحـ ّوالت اإليكولوجيــة ّ‬
‫التــي ينبغــي أ ْن تــؤ ّد َي‪ ،‬علــى المــدى القصيــر‪ ،‬إلــى التّخفيــض الكبيــر مــن التبع ّيــة للطاقــة األحفور ّيــة‪ ،‬ومــن‬
‫العربــات ذات المح ـ ّركات الحراريــة‪ ،‬لفائــدة تطويــر الطاقــات المتجــددة ووســائل النقــل ال ُمســتدامة؛‬
‫‪-‬بتحســين ولــوج جميــع المواطنــات وال ُمواطنيــن إلــى وســائل نقـ ٍـل ُع ُموميــة ُمســتدامة‪ ،‬وتطويــر البنيــات التحتية‬
‫القرويــة ال ُمســتدامة‪ ،‬مــن أجــل الحـ ّد مــن اســتعمال العربــات الخصوصيــة والتقليــص مــن الفجــوات المجاليــة‬
‫ـإن الدولــة ُمطالَبــة بلعــب دور اســتراتيجي أساسـ ّـي فــي قيــادة التغييــر؛‬
‫واالجتماعيــة‪ .‬وفــي هــذا الشــأن‪ ،‬فـ ّ‬

‫فضـ ً‬
‫ـا عــن اتخاذ‬ ‫وفع ــال‪ْ ،‬‬
‫ـاري متجان ــس ومنس ــجم ومالئ ــم ّ‬
‫ـي ومعيـ ّ‬‫ـريعي وتنظيم ـ ّ‬
‫ّ‬ ‫وضــع إطــار تش ـ‬
‫‪ْ .2‬‬
‫ـجع عل ــى التنقل المس ــتدام‬
‫الم ــدى القصيــر تشـ ّ‬
‫تدابيــر تصحيحيــة عل ــى َ‬
‫قصــد ت ْوجيــه وســائل النقــل نحــو تن ُّقـ ٍـل‬ ‫‪-‬بتجميــع النّصــوص القانونيــة المتع ـ ّددة فــي ش ـ ْكلِ قانـ ٍ‬
‫ـون‪ -‬إطــار ْ‬
‫ُمســتدام ف ّعــال‪ ،‬مــع توضيــح متطلّباتــه؛‬
‫‪-‬بتســريع وتيــرة دخــول المقتضيــات القانون ّيــة ح ّيــز التنفيــذ‪ ،‬بمــا فيهــا تلــك المتعلقــة بف ْعل ّيــة معاييــر اليــورو‪-6‬‬
‫بإبقــاء ال َع َربــات األقــدم واألكثــر تلوي ًثــا خــارج المــدن‪ ،‬اعتبــا ًرا مــن ســنة ‪ ،2021‬مــع التحضيــر فــي الوقــت‬
‫نفســه لالنتقــال إلــى معيــار اليــورو‪ -7‬بحلــول ‪2023‬؛‬
‫‪-‬بوضــع عالمــة تصنيــف للعربــات حســب مســتوى انبعاثــات غــازات الدفيئــة والجســيمات‪ ،‬مــن أجــل اللجــوء‬
‫إلــى تدابيــر ُمرور ّيــة احتراز ّيــة داخــل التج ّمعــات الســكن ّية والمناطــق المعرضــة لخطــر التلــوث؛‬
‫منصــات لوجيســتيكية طرق ّيــة بضواحــي المــدن‪ ،‬مــع‬
‫‪-‬بتســريع تنفيــذ ال َعقــد‪ -‬البرنامــج المتعلــق بتطويــر ّ‬
‫الحــرص علــى ربْطهــا بالســكك الحديديــة؛‬

‫‪25‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫وإضفــاء الطابــع المِ ْهنــي عليْهــا‪ ،‬ودراســة إمكانيــة‬


‫ِحكا َمــة ســيارات األجــرة‪ْ ،‬‬ ‫صــاح المنْظومــة المتعلّقــة ب َ‬ ‫‪ِ -‬ب ِإ ْ‬
‫ت َْحريرهــا‪ .‬كمــا ينبغــي إعــادة التفكيــر بكيف ّيــة عميقــة فــي عمليــة منْــح المأذون ّيــات وتدبيرهــا‪ ،‬وإعــادة توزيــع‬
‫المداخيــل؛‬
‫مخطــط تدبيــر مندمــج للنّفايــات المنبعثــة مــن وســائل النقــل‪ ،‬طيلــة د ْو َرة حياتهــا‪ ،‬مــع اللجــوء إلــى‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬بوضــع‬
‫إعــادة تدويرهــا وتثْمينهــا محل ّيــا؛‬
‫والســامة الطرق ّيــة‪ ،‬لكــي تنســجم مــع مبــادئ التّنقــل ال ُمســتدام‪ ،‬وتحســين الولوج ّيــة‪،‬‬
‫‪-‬بتحديــث ُم َد ّونــة الســير ّ‬
‫والحـ ّد مــن ال َم ِ‬
‫خاطــر علــى المســتعملين وعلــى البيئــة؛‬

‫العموميــة ف ــي‬
‫ّ‬ ‫التقائيــة السياســات‬
‫ّ‬ ‫الدوليــة لبالدنــا‪ ،‬وعل ــى‬
‫ّ‬ ‫ـرام االلتزامــات‬
‫‪ .3‬الح ـ ْـرص عل ــى احت ـ ِ‬
‫الترابيــة‬
‫ّ‬ ‫مجــال التنقّ ــل‪ ،‬وتنفيذهــا عل ــى المس ــتوى المجــاالت‬
‫أجنْ ـ َدة التنميــة المســتدامة ‪ ،2030‬وهــدف حيــاد‬ ‫أهــداف َ‬ ‫بوضــع رؤيــة واســتراتيج ّية وطنيــة تتماشــى َم ـ َع ْ‬
‫‪ْ -‬‬
‫الكربــون‪ ،‬فــي إطــار «رؤيــة المغــرب ‪ »2050‬مــن أجــل اســتراتيجية طويلــة المــدى النبعاثــات منخفضــة‬
‫عش ـ َرة علــى تطويــر خرائــط طريــق جهو ّيــة للتن ّقــل‬ ‫ـات اإلثْنتَـ ْ‬
‫ـي ْ‬ ‫الكربــون‪ .‬لهــذه الغايــة‪ ،‬ينبغــي تحفيــز الجهـ ِ‬
‫ـداف واضحـ ٍـة وقابلــة‬ ‫أهـ ٍ‬
‫يس ـ َم َح بتطويـ ِـر خارطــة طريــق وطنيــة‪ ،‬بنــا ًء علــى ْ‬
‫ال ُم ْســتدام‪ .‬ومــن شــأن ذلــك أ ْن ْ‬
‫للقيــاس وقابلــة للمراجعــة الســنو ّية؛‬
‫الصــدد‪،‬‬ ‫راج حاج ّيــات التنقــل المســتدام ض ْمــن متطلّبــات التعميــر وإعــداد التــراب والتخطيــط‪ .‬فــي هــذا ّ‬ ‫‪-‬بــإ ْد ِ‬
‫ض ِر ّيــة‬ ‫خطــط التوجيهــي للتهيئــة العمرانيــة و ُم َخ ّطــط التنقّــات َ‬
‫الح َ‬ ‫ســيكون مــن المعقــول اســت ْكمال ال ُم ّ‬
‫بمخططــات التن ّقــات القرو ّيــة‪ .‬وينبغــي أ ْن تع َم ـ َل هــذه األخيــرة علــى تحســينِ التن ّقــات‪َ ،‬م ـ َع األخْ ــذِ فــي‬‫ّ‬
‫ـات األساســية وحاجيــات قطاعــات االقتصــاد؛‬ ‫االعتِبــار َمبــادئ ُق ـ ْرب َ‬
‫الخ َدمـ ِ‬ ‫ْ‬
‫ّ‬
‫مخطــط‬ ‫‪-‬بتشــجيع ال ُمنتخبيــن المحلّ ّييــن علــى إعــدادِ ال َمزيــدِ مــن المشــاريع بمــا يتماشــى مــع ّ‬
‫توجهــات‬
‫ال‪ ،‬ومــع متطلبــات االســتدامة‪ ،‬فــي‬ ‫ومخطــط التن ّقــات القرو ّيــة التــي ســتأتي مســتقب ً‬
‫ّ‬ ‫التن ّقــات الحضر ّية‪،‬‬
‫إطــار العمل ّيــات المتضافــرة مــع مختلــف الفاعليــن‪ ،‬وإشــراكهم فــي عمليــة اتّخــاذ القــرار؛‬

‫المســتويين المركــزي والترابــي وداخــل‬


‫ْ‬ ‫‪ .4‬تحســين عمليــات التنســيق وأشــكال الحكامــة بيــن‬
‫الم ْس ــتدام‬
‫الترابيــة بخصــوص التنقــل ُ‬
‫ّ‬ ‫المجــاالت‬
‫‪-‬بتَشــكيل لجنــة مشــتركة بيــن الــوزارات‪ ،‬ذات امتــدادات جهو ّيــة‪ ،‬تكــون مســؤولة عــن التنقــل المســتدام‪ ،‬وقــادرة‬
‫علــى إيجــاد حلــول لمخاطــر تداخــل االخْ تصاصــات وتذويب المســؤوليات وتشــتت الوســائل؛‬
‫‪-‬بدراســة إمكان ّيــة إحــداث مرصــد لتنقّــل األشــخاص‪ ،‬فــي شــكل خل ّيــة مســتقلّة علــى صعيــد المجــاالت‬
‫التراب ّيــة‪ ،‬وذلــك بهــدف إنجــاز مهمــة اليقظــة وإنتــاج ّ‬
‫مؤشــرات مالئمــة وم َعــ َّززَة لوضع ّيــة وســائل النقــل‬
‫وآثارهــا؛‬
‫‪-‬بتســريع فِ ْعل ّيــة القوانيــن المتعلقــة بنقــل االختصاصــات إلــى الجهــات والجماعــات الترابيــة‪ .‬وفــي هــذا‬
‫وخاصــة‬
‫ّ‬ ‫الشــأن‪ ،‬ينبغــي تعزيــز دور ووســائل مؤسســات التعــاون بيــن الجماعــات فــي مجــال النقــل ال ُمســتدام‪،‬‬ ‫ّ‬
‫مجــال التنقــل بيــن الجماعــات القرو ّيــة؛‬

‫‪26‬‬
‫تاحة‬
‫وم َ‬ ‫التنقّ ُل ا ُملست ُ‬
‫َدام‪ :‬نحو وسائل نقل ُمستدامة ُ‬

‫‪-‬بتجميــع الفاعليــن المحل ّييــن حــول مشــاريع مشــتركة‪ ،‬وبتعضيــد وســائل الجماعــات الصغــرى‪ ،‬وبالتالــي خلــق‬
‫الســاكنة؛‬
‫ظــروف مواتيــة لتســهيل إنعــاش المشــاريع‪ ،‬وتحســين القــدرات االســتثمارية واآلثــار اإليجابيــة علــى ّ‬

‫حاجيــات‬
‫ّ‬ ‫‪ .5‬اإلرســاء التدريجــي للحلــول التقنيــة والتكنولوجيــة المســتدامة‪ ،‬بمــا يتــاءم مــع‬
‫مختلــف فئــات المســتعملين ومــع مختلــف المســتويات الترابيــة‬

‫بوض ِــع ُم َخ ّطــط َو َطن ّ‬


‫ِــي وبرامــج جهو ّيــة للتنقــل النشــيط تعــزّز حركــة ســيْر الراجليــن والدراجــات بــدون‬ ‫‪ْ -‬‬
‫الســير؛‬
‫للســامة‪ ،‬مــع تحديــث مد ّونــة ّ‬‫عوائــق‪ ،‬فــي ظــروف مثلــى ّ‬
‫‪-‬بتســريع البرنامــج الوطنــي للطــرق القرو ّيــة‪ ،‬فــي صيغــة ُمســتدامة‪ ،‬مـ ْن أجــل قطــاع أكثــر صمــودا فــي الوســط‬
‫القــروي‪ ،‬وذلــك بال ُمــوازاة مــع تطويــر النقــل المــزدوج والمســتدام‪ ،‬الــذي ينبغــي ج ْعلــه جاذبـاً لالســتثمار مــن‬
‫خــال إضفــاء الطابــع المهنــي عليــه؛‬
‫الشــحن الكهربائــي‪ ،‬تتــاءم مــع‬ ‫ّ‬
‫ومحطــات ّ‬ ‫ّ‬
‫المحطــات‬ ‫‪-‬باإلرســاء القبْلــي لبنيــات تحتيــة تقنيــة مســتدامة‪ ،‬مثــل‬
‫ـات أو الهيدروجيــن)‪ ،‬وذلــك بفضــل اعتمــاد تهيئـ ٍـة‬
‫أنــواع الوقــود المســتدام األخــرى (الغــاز الطبيعـ ّـي للعربـ ِ‬
‫إجرائ ّيــة ت َُسـ ّهل التجريــب واختيــار أكثــر الوســائل مال َء َمــة؛‬
‫الشــخصية والمحــرك الحــراري‪ :‬حافلــة حضريــة‪/‬‬ ‫ـوي للحلــول ال ُمســتدامة ال َبديلــة للســيارة ّ‬
‫‪-‬بالتشــجيع القـ ّ‬
‫الصغيــرة‪ ،‬وحافلــة رابطــة بيــن ال ُمـ ُدن‪ ،‬وخــط الترامــواي (صغيــر‬
‫حافلــة ذات خد َمــة عاليــة الجــودة‪ ،‬والحافلــة ّ‬
‫ضــلِ توفيــر المحطــات‬ ‫وخفيــف وســريع)‪ ،‬مــع المزيــد مــن الوســائل المتعــددة وذات ال ّربْــط المتنــ ّوع‪ ،‬ب َف ْ‬
‫وبفضــل مزايــا التح ـ ّول الرقمــي؛‬
‫ْ‬ ‫ومحطــات ســيارات النقــل المشــتركة ومواقــف ســيارات مســتدامة‪،‬‬
‫‪ -‬بإعطــاء األولويــة‪ ،‬علــى المــدى القصيــر‪ ،‬للحلــول الكهربائيــة بالنســبة للســيارة الشــخصية‪ ،‬مثــل الدراجــات‬
‫ص َّن َعــة محلّ ًّيــا‪ ،‬وكــذا بمناســبة ْ‬
‫وضــع برامــج ته ـ ّم تجديــد أســطول النقــل‪ ،‬مثــل‬ ‫الكهربائ ّيــة المتط ـ ّورة وال ُم َ‬
‫ســيارات األجــرة والعربــات ال ّنفْع ّيــة‪ ،‬وذلــك باختيـ ِ‬
‫ـار ُم ـ ُدن تجريبيــة‪ ،‬صغيــرة ومتوســطة الحجــم‪ ،‬مــن أجــل‬
‫اختبــار المالءمــة وقيــاس األثــر؛‬
‫ليشــمل الجهــات األق ـ ّل ربْط ـاً‪ ،‬بكيف ّيــة تكامل ّيــة مــع النقــل‬
‫ـط القطــار فائــق الســرعة ْ‬ ‫‪-‬ب ُمواصلــة ت ْوســيع خـ ّ‬
‫الســريع‪ ،‬كنمــط لل ّربــط يُهيــكل‬‫الج َهــوي ّ‬ ‫الج ـ ّوي‪ ،‬مــع العمــل‪ ،‬فــي الوقــت ذاتــه‪ ،‬علــى تطويــر شــبكة للقطــار ِ‬
‫التن ّقــل ال ُمســتدام بيــن المحيــط الحضــري‪ /‬ش ـبْه الحضــري والعالــم القـ ّ‬
‫ـروي‪.‬‬

‫الب ْع ــد االجتماع ــي وجــودة‬


‫ـادي للتنقــل المس ــتدام‪ُ ،‬ي ْد ِمـ ُـج ُ‬
‫ـوذج اقتص ـ ٍّ‬
‫‪ .6‬اإلعمــال التدريج ــي لنمـ ٍ‬
‫الس ــاكنة‬
‫الصح يــة ورفــاه ّ‬
‫ّ‬ ‫والوضعيــة‬
‫ّ‬ ‫الهــواء‬

‫ص َمــة ال َك ْربونيــة بالنســبة للعربــات ال ُمل ِّوثَــة‪ ،‬انطالقــا مــن أنظمــة الحوافــز َ‬
‫والجزاءات‬ ‫ضريبـ ٍـة علــى البَ ْ‬‫ض َ‬‫‪-‬ب َفـ ْر ِ‬
‫اســتعمالها كرافعـ ٍـة للتمويــل العــادل للتنقــل ال ُمســتدام‪ ،‬فــي إطــار اســتراتيج ّية شــمولية‬ ‫اإليكولوجيــة‪ ،‬بهــدف ْ‬
‫ومندمجة؛‬
‫‪-‬بالتّخصيــص ال ُمســبق لميزانيــات محــددة للجماعــات الترابيــة‪ ،‬وتطويــر تمويــات مســتدا َمة‪ ،‬ناتجــة عن تعبئة‬
‫االقتصــاد فــي التكاليــف االجتماعيــة والبيئيــة لآلثــار الســلبية التــي تـ َّم تجنّبهــا بفضــل التنقــل المســتدام‪ ،‬أو‬
‫عائــدات ضريبــة الكربــون؛‬

‫‪27‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫الطرقــي الحضــري والرابــط بيــن المــدن‪ ،‬مــن خــال تعبئــة‬ ‫‪-‬بتعزيــز وســائل صنــدوق مواكبــة إصالحــات النقــل ّ‬
‫ا عــن‬‫ـاص‪ ،‬فضـ ً‬
‫ـاص فــي إطــار الشــراكة بيــن القطــاع العــا ّم والقطــاع الخـ ّ‬
‫التمويــل الوطنــي أو ال ّداخلــي الخـ ّ‬
‫ـاص‪ ،‬مثــل تمويــل الصنــدوق األخضــر للمنــاخ التّابــع لألمــم المتحــدة؛‬
‫التمويــل الدولــي الخـ ّ‬
‫ـتجيب لمتطلبــات االســتدامة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫‪-‬بتقديــم قــروض بأســعار تفضيليــة وإعانــات جهو ّيــة القتنــاء العربــات التــي تسـ‬
‫وكذلــك آليــات التســعير العــادل لــك ّل كيلــوواط فــي الســاعة فــي المحطــة‪ /‬محطــة ّ‬
‫الشــحن‪ ،‬مــن أجــل تشــجيع‬
‫المواطنــات وال ُمواطنيــن علــى اللجــوء إلــى التن ّقــل الكهربائــي؛‬
‫ــعار تفضيل ّيــة لفائــدة مختلــف فئــات ال ُمرتفقيــن الذيــن يتــ ّم تحديدهــم بكيفيــة دقيقــة‪ .‬كمــا‬
‫أس ٍ‬ ‫بوض ِــع ْ‬
‫‪ْ -‬‬
‫تصـ ُل إلــى حـ ّد المجان ّيــة‪ ،‬لفائــدة التالميــذ والطلبــة والباحثيــن عــن شــغل‬
‫ـعار ُمنخفضــة‪ِ ،‬‬
‫ي ْمكــن تطبيــق أسـ ٍ‬
‫والمتقاعديــن واألشــخاص فــي وضعيــة إعاقــة‪ ،‬إلــخ‪.‬؛‬
‫‪ْ -‬‬
‫بتشــجيع ال ُمقــاوالت علــى المســاه َمة فــي ت ْمويــل التنقــل ال ُم ْســتدام‪ ،‬فــي إطــار مقاربــة ف ْعل ّيــة للمســؤولية‬
‫االجتماعيــة للمقــاوالت‪ ،‬وذلــك عبْــر المســاهمة فــي تذكــرة التن ّقــل‪ ،‬بـ ْل وت ْمويــل أَ َحــد أنمــاط النقــل الفــردي‬
‫أو الجماعــي؛‬
‫َّ‬
‫المنظــم عبْــر مهننــة أنشــطته‪ ،‬وتحريــر خدمــات التن ّقــل‪ ،‬بمــا فيهــا ســيارات األجــرة‪ ،‬بنــا ًء‬ ‫‪-‬بإدمــاج القطــاع غيــر‬
‫ـات تتض ّمــن متطلبات االســتدامة؛‬ ‫علــى دفاتــر تح ّمـ ٍ‬
‫‪َ -‬وبإرســاء تدابيــر تحفيزيــة وال ســيما إجــراءات جبائيــة علــى مســتوى قانــون الماليــة‪ ،‬مــن أجــل تحفيــز تنميــة‬
‫التنقــل المســتدام‪ ،‬ومِ َه ِنــه وخبرتــه المحل ّيــة‪.‬‬

‫ً‬
‫فضــا عــن تعزيــز ثقافــة التنقــل‬ ‫‪ .7‬تعزيــز التكويــن والبحــث واالبتــكار واالندمــاج الصناعــي‪،‬‬
‫المســتدام‬
‫‪-‬بإعــدادِ برامــج ترمــي إلــى التكويــن األساسـ ّـي والمســتم ّر فــي مختلــف المجــاالت والمهــن المتعلّقــة بالتّنقــل‬
‫ال ُمســتدام‪ ،‬م َو َّج َهــة إلــى جميــع الفاعليــن‪ ،‬وذلــك بهــدف تحســين وتعزيــز كفــاءات المــوارد البشــر ّية‪ ،‬بمــا فيهــا‬
‫المنتخبــون علــى صعيــد المجــاالت التراب ّيــة؛‬
‫‪-‬باالســتثمار المكثــف فــي البحــث العلمــي والتطويــر التكنولوجــي‪ .‬وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬ينْبغــي تعزيــز مــوارد‬
‫معهــد البحــث فــي الطاقــة الشمســية والطاقــات الجديــدة‪ ،‬ح ّتــى يكــون قــادراً علــى تنْســيق االبتــكار وتصنيــع‬
‫المقد َمــة؛‬
‫َّ‬ ‫المنتجــات وعمليــات التصنيــع والخدمــات‬
‫واإليكولوجــي‪ ،‬قطاعــاً يخلــق الثــروات ومناصــب الشــغل‪ّ .‬‬
‫إن‬ ‫ّ‬ ‫ا عــ ْن بُ ْعــده ّ‬
‫الطاقــي‬ ‫‪-‬باعتبــار التنقــل‪ ،‬فضــ ً‬
‫التنقــل يُع ـ ّد رهان ـاً صناع ّيــا أساس ـ ّيا‪ ،‬يتطلــب تعزيــز القــدرات ّ‬
‫الصناعيــة الوطن ّيــة لوســائل النقــل الفــردي‬
‫والجماعــي‪ ،‬بمــا فــي ذلــك الســكك الحديديــة‪ ،‬وذلــك علــى مســتوى التطويــر واإلنتــاج والصيانــة‪...‬؛‬
‫ـاص‪ ،‬فــي إطــار عقــود بيــن الدولــة والجهــة مــن أجــل االبتــكار‬
‫‪-‬بتســهيل الشــراكة بيــن القطاعيــن العــام والخـ ّ‬
‫قتصــد‪ ،‬واغتنــام الفــرص الجديــدة لتحســين نســبة االندمــاج الصناعــي المحلّــي علــى مجمــوع‬ ‫المجالــي ال ُم ِ‬
‫سلســلة القيمــة ومِ َهــن التنقــل المســتدام؛‬

‫‪28‬‬
‫تاحة‬
‫وم َ‬ ‫التنقّ ُل ا ُملست ُ‬
‫َدام‪ :‬نحو وسائل نقل ُمستدامة ُ‬

‫الضريبــي للبحــث واالبتــكار‪ ،‬وانخــراط الجهــات‬


‫‪-‬بتعبئــة التمويــات ال ُمســتدا َمة والتّحفيز ّيــة‪ ،‬مثــل االئتمــان ّ‬
‫وموسـ َعة علــى الصعيــد‬
‫َّ‬ ‫فــي تمويــل البحــث العلمــي والصناعــي‪ ،‬فــي إطــار برامــج جهويــة مندمجــة وتعاونيــة‬
‫اإلفريقــي؛‬
‫‪-‬باعتمــاد اســتراتيج ّية للتواصــل وتحســيس ال ُمواطنــات وال ُمواطنيــن بالتنقــل ال ُمســتدام‪ ،‬عبْــ َر محتويــات‬
‫صريــة‬
‫الس ـ ْمعية البَ َ‬
‫الصحيــة والتقــدم التكنولوجــي‪ ،‬وتوظيــف الوســائل ّ‬ ‫إعالميــة تتعلــق بالبيئــة والوضع ّيــة ّ‬
‫والرقميــة والشــبكات االجتماعيــة‪ ،‬بإشــراك مجمــوع الفاعليــن االقتصادييــن واالجتماعييــن‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫مالحق‬

‫ْصت إليها المجلس‬


‫الملحق ‪ :1‬الئحة الهيئات التي أن َ‬
‫ّ‬
‫والمنظمــات‬ ‫يــو ّد المجلــس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي أن يعــرب عــن خالــص شــكره لمختلــف الفاعليــن‬
‫نظمها‪ .‬فقد كانــت أفكارهم ومســاهماتهم واقتراحاتهم‬ ‫ـاهمت فــي جلســات اإلنْصــات التــي ّ‬ ‫ْ‬ ‫والمؤسســات التــي سـ‬
‫ّ‬
‫ذات فائــدة كبيــرة فــي إعــدادِ هــذا الــرأي‪ .‬فل ُهـ ْم جزيــل الشــكر‪.‬‬

‫الهيئات‬ ‫نوعها‬
‫وزارة الداخلية‬
‫وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء‪-‬المديرية الجهوية (مراكش‪-‬‬
‫آسفي)‬
‫وزارة الطاقة والمعادن والبيئة‬ ‫قطاعات وزارية‬
‫عمومية‬
‫ّ‬ ‫ومؤسسات‬
‫وزارة التجارة والصناعة واالقتصاد األخضر وال ّرقمي‬
‫الوكالة المغربية للطاقة المستدا َمة‬
‫معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة‬
‫مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة‬
‫الفدرالية الوطنية لمهنيي النقل والطاكسيات‬
‫وجمعيات‬
‫ّ‬ ‫مؤسسات‬
‫جامعة النقل واللوجستيك‬
‫الجمعية المغربية لرؤساء المجالس الجماعية‬

‫‪30‬‬
‫تاحة‬
‫وم َ‬ ‫التنقّ ُل ا ُملست ُ‬
‫َدام‪ :‬نحو وسائل نقل ُمستدامة ُ‬

‫الجماعات الترابية لجهة الدار البيضاء‪-‬سطات‬


‫الوكالة الحضرية لمدينة الدار البيضاء‬
‫والية جهة الدار البيضاء‪-‬سطات‬ ‫فاعلون محلّيون‬
‫المديرية الجهوية للتجهيز بجهة مراكش‪-‬آسفي‬
‫شركة التنمية المحلية نقل الدار البيضاء‬
‫البروفسور النجاري في إطار برنامج الهواء‪-‬المناخ‬
‫خبراء‬
‫لمنصة التنقّل المستدام‬
‫ّ‬ ‫السيدة أسطيفاني سو ْم‪ ،‬المنسقة الرسمية‬
‫السيدة لال نزهة العلوي‪ ،‬عضو المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫الملحــق ‪ :2‬الئحــة أعضــاء اللجنــة الدائمــة المكلفــة بقضايــا البيئــة والتنميــة‬


‫المســتدامة‬

‫فئة الخبراء‬
‫اإلياللي إدريس (مق ّرر الموضوع)‬
‫لمراني أمينة‬
‫موقصيط عبد اهلل‬
‫ساسون ألبير‬
‫فئة النقابات‬
‫بابا عبان أحمد‬
‫بنسامي خليل‬
‫بوجيدة محمد‬
‫بوخالفة بوشتى‬
‫بوزعشان علي‬
‫شهبوني نور الدين‬
‫لعبايد عبد الرحيم‬
‫الرشاطي مينة‬
‫زيدوح إبراهيم‬

‫‪31‬‬
‫رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫فئة الهيئات والجمعيات المهنية‬


‫فاهر كمال الدين‬
‫بنشرقي عبد الكريم‬
‫متقي عبد اهلل‬
‫رياض امحمد‬
‫الزياني منصف‬
‫فئة الهيئات والجمعيات النشيطة في مجاالت االقتصاد االجتماعي والعمل الجمعوي‬
‫العلوي لال نزهة‬
‫كاوزي سيدي امحمد‬
‫كسيري عبد الرحيم (رئيس اللجنة)‬
‫بنقدور محمد‬
‫السجلماسي طارق‬
‫فئة الشخصيات المعينة بالصفة‬
‫أمينة بوعياش‬
‫محمد بنعليلو‬
‫اليزمي إدريس‬

‫الخبراء الذين صاحبوا اللجنة‬

‫ياسمينة الدكالي‬ ‫الخبيرة الدائمة بالمجلس‬

‫مصطفى النحال‬ ‫المترجم‬

‫‪32‬‬
‫املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫مشروع القانون رقم ‪ 81-12‬المتعلق بالساحل‬

‫‪34‬‬ ‫‪www.cese.ma‬‬

You might also like