You are on page 1of 5

‫حال النبي صمى اهلل عميو وسمم مع ربو‬

‫عناصر الموضوع‬
‫العنصر األول‪ :‬حاجة أمتو إلى قراءة سيرتو‬
‫العنصر الثاني‪ :‬حالو في الصالة والعبادة‬
‫العنصر الثالث‪ :‬حالو في العطاء والصدقة‬
‫العنصر الرابع‪ :‬حالو في الورع والزىد‬
‫العنصر الخامس‪ :‬حالو في الصبر والعفو‬
‫العنصر السادس‪ :‬كان يغضب هلل ال لنفسو‬
‫المقدمة‬
‫أما بعد‬
‫العنصر األول‪ :‬حاجة أمتو إلى قراءة سيرتو‬
‫أييا المسممون‪ :‬إن مطالعة سيرة النبي صمى اهلل عميو وسمم أمر واجب متحتم ال خيار لمريد النجاة فيو‬
‫فيجب عمى كل من نصح نفسو وأحب نجاتيا وسعادتيا أن يعرف من ىديو وسيرتو وشأنو ما يخرج بو عن‬
‫الجاىمين بو‪ ,‬ويعمل عمى نيج سمفو وأصحابو ويدخل بو في عداد أتباعو وأنصاره‪ ,‬والناس في ىذا بين مقل‬
‫ومعدوم ومستكثر ومحروم‪ ,‬والفضل بيد اهلل يؤتيو من يشاء‪ ,‬واهلل ذو الفضل العظيم‪.‬‬
‫نحن بحاجة ماسة إلى تجديد المسار عمى ضوء السيرة العطرة‪ ,‬نريد من مطالعة السنة والسيرة ما يزيد‬
‫ويقوم المسيرة‪.‬‬
‫اإليمان‪ ,‬ويزكي السريرة‪ ,‬ويعمو باألخالق ِّ‬
‫اح‬
‫ويخطئ كثيرون حينما ينظرون إلى المصطفى وسيرتو كما ينظر اآلخرون إلى عظمائيم في نو ٍ‬
‫بعمم أو عبقرية أو ِحنكة‪ .‬فرسولنا قد جمع نواحي العظمة اإلنسانية كميا في ذاتو وشمائمو‬
‫قاصرة‪ ,‬محدودة ٍ‬
‫عبد‪ ,‬وانما ىو نبي ُيطاع ورسول ُيتَّبع‪َّ ,‬‬
‫خرج البخاري‬ ‫في َ‬
‫فيقصد‪ ,‬وال إليًا ُ‬
‫َ‬ ‫وجميع أحوالو‪ ,‬لكنو مع ذلك ليس رباً‬
‫عبد فقولوا‪ :‬عبد اهلل‬
‫في صحيحو أن رسول اهلل قال‪(( :‬ال تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم‪ ,‬إنما أنا ٌ‬
‫ورسولو))‪.‬‬
‫بعض الناس قد يقمد عظيما ويتبعو وينقادوا ألمره ولكن ال يمزم لذلك أنو يحبو ‪ ,‬قد يقمده وينقاد إليو‬
‫خوفا منو أو طمعا فيما عنده من عرض الدنيا ‪ ,‬أما سيدنا محمد صمى اهلل عميو وسمم فيجب عمينا مع تأسينا‬
‫بو واتباعنا ألمره صمى اهلل عميو وسمم يجب أن نوقره ونعظمو ويجب أن نحبو صمى اهلل عميو وسمم‬
‫إن شخصيتو صمى اهلل عميو وسمم تمثل جانب الكمال البشري بكل ما في ىذا الكمال من حسن وجمال‬
‫‪ ,‬كما تمثل جانب الوحي اإلليي بكل ما في ىذا الجانب من جالل وقدسية فشخصيتو صمى اهلل عميو وسمم‬
‫جمعت بين جمال الكمال البشري وروعة وجالل الوحي اإلليي‬

‫‪1‬‬
‫ول المَّ ِو أُسوةٌ حس َنةٌ لّمن َكان يرجو المَّو واْليوم ِ‬
‫اآلخ َر‬ ‫ان لَ ُكم ِفى رس ِ‬ ‫َّ‬
‫َ َ َْ َ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫َْ َ َ َ‬ ‫َُ‬ ‫أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم‪ :‬لقَ ْد َك َ ْ‬
‫َوَذ َك َر المَّوَ َكثِي اًر [األحزاب‪.]12:‬‬
‫العنصر الثاني‪ :‬حالو في الصالة والعبادة‬
‫كان صمى اهلل عميو وسمم أعظم الناس طاعةً هلل‪ ,‬ومالزمةً لمعبادة‪ ,‬ال يفتر عنيا‪ ,‬قام من الميل حتى‬
‫تفطرت قدماه‪ ,‬فيقال لو‪ :‬تفعل ىذا وقد غفر اهلل لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فيقول‪(( :‬أفال أكون عبداً‬
‫شكو اًر؟!)) خرجو الشيخان من حديث أبي ىريرة رضي اهلل عنو‬
‫وفي صحيح البخاري عن المغيرة بن شعبة قال‪ :‬إن كان النبي صمى اهلل عميو وسمم ليقوم أو ليصمي‬
‫حتى تَ ِرُم قدماه‪ ,‬فيقال لو فيقول‪(( :‬أفال أكون عبداً شكو اًر))‪.‬‬
‫يقول ‪(( :‬وجعمت قرة عيني في الصالة‪ .‬رواه النسائي عن أنس‬
‫يق أر في‬ ‫سمعت النبي‬
‫ُ‬ ‫وكان صمى اهلل عميو وسمم جمي َل الصوت في تالوة القرآن‪ ,‬قال البراء "‬
‫ين و َّ‬
‫الزْيتُ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫ولسانو ال يفتُر عن ذكر‬
‫ُ‬ ‫أحسن صوتًا أو قراءةً منو"؛ متفق عميو‪.‬‬
‫َ‬ ‫أحدا‬
‫سمعت ً‬
‫ُ‬ ‫ون) فما‬ ‫العشاء‪َ ( :‬والت ِ َ‬
‫اهلل‪ ,‬قالت عائشةُ ‪ -‬رضي اهلل عنيا ‪" :-‬كان يذكر اهلل عمى كل أحيانو"؛ رواه مسمم‪ .‬وقال ابن عمر ‪ -‬رضي‬
‫عمي‪ ,‬إنك أنت التواب‬ ‫لنعد لرسول اهلل في المجمس الواحد مائةَ مرٍة‪ِّ :‬‬
‫رب اغفر لي وتُب َّ‬ ‫اهلل عنو ‪" :-‬إن كنَّا ُ‬
‫وصي بيا؛ قال أنس ‪ -‬رضي اهلل عنو ‪ :-‬كانت عامةُ وصية النبي حين موتو‪:‬‬ ‫الرحيم"‪.‬يحب الصالة وي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫لسانو" رواه‬
‫فيض بيا ُ‬
‫يكاد ُي ُ‬
‫صدره وما ُ‬
‫ُ‬ ‫أيمانكم»‪ ,‬قال‪ :‬حتى جعل رسول اهلل ُيغرِغ ُر بيا‬
‫«الصالةَ‪ ,‬وما مم َكت ُ‬
‫صغار الصحابة عمى نوافل الصموات‪ ,‬قال البن عمر وىو فتى‪:‬‬‫َ‬ ‫النسائي و صححو األلبانيوكان يحث‬
‫ّ‬ ‫أحمد و‬
‫«نِعم الرج ُل عبد اهلل لو كان ُيصمِّي من الميل»؛ متفق عميو‪.‬‬
‫يقول عبد اهلل بن الشخير‪( :‬دخمت عمى رسول اهلل فوجدتو يصمي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من‬
‫البكاء) والمرجل‪ :‬القدر إذا استجمع غمياناً‪.‬‬
‫ويقول حذيفة‪ :‬قام عميو الصالة والسالم يصمي صالة الميل بعد صالة العشاء‪ ,‬قال‪ :‬فدخمت معو في‬
‫الصالة فافتتح سورة البقرة‪ ,‬فقمت يسجد عند المائة‪ ,‬فختميا‪ ,‬فافتتح سورة النساء فاختتميا‪ ,‬فافتتح سورة آل‬
‫يمر بآية رحمة إال سأل اهلل‪ ,‬وال بآية عذاب إال استعاذ باهلل وال بتسبيح إال سبح‪ ,‬قال‪ :‬ثم‬
‫عمران ثم اختتميا‪ ,‬ال ّ‬
‫ركع‪ ,‬فكان ركوعو قريباً من قيامو‪ ,‬ثم قام فكان قيامو قريباً من ركوعو‪ ,‬ثم سجد فكان سجوده قريباً من قيامو‬
‫وركوعو‪ ,‬ثم صمى الركعة الثانية قريباً من األولى‪ ,‬ما يقارب الست ساعات أو السبع ساعات مع الفقر والجوع‪,‬‬
‫ومع الجياد في النيار‪ ,‬ومع الزىد‪ ,‬ومع الدعوة إلى اهلل‪ ,‬ومع تربية األطفال‪ ,‬ومع شئون البيت‪ ,‬تقول لو زوجتو‬
‫عائشة رضي اهلل عنيا‪ :‬يا رسول اهلل أليس اهلل قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال‪(( :‬أفال أكون عبداً‬
‫شكو اًر))‪.‬‬
‫يقول عبد اهلل بن مسعود‪ :‬صميت مع رسول اهلل ‪ ,‬فأطال حتى ىممت بأمر سوء‪ .‬قيل‪ :‬وما ىممت بو؟‬
‫قال‪ :‬ىممت أن أجمس وأدعو‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫قال بالل كما روى ابن جرير وابن مردويو‪ :‬مررت عمى رسول اهلل قبل صالة الفجر‪ ,‬فسمعتو يبكي‬
‫فقمت‪ :‬مالك يا رسول اهلل؟ قال‪ :‬أنزلت عمي ىذه الميمة آيات‪ ,‬وي ٌل لمن قرأىا ولم يتدبرىا قمت‪ :‬ما ىي يا رسول‬
‫اهلل؟ فأخذ يقرأىا ويبكي‪ :‬إن في خمق السموات واألرض واختالف الميل والنيار آليات ألولي األلباب‬
‫وكان من ىدي النبي صمى اهلل عميو وسمم المداومة عمى األعمال الصالحة فعن عائشة رضي اهلل عنيا‬
‫قالت‪(( :‬كان رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم‪ :‬إذا عمل عمال أثبتو‪ .‬وكان إذا نام من الميل أو مرض صمى من‬
‫النيار ثنتي عشرة ركعة)) رواه مسمم‪ .‬يعني أنو عميو الصالة والسالم كان يقضي صالة الميل في النيار إن‬
‫فاتتو بعذر المرض أو النوم ‪.‬‬
‫وكان من ىدي النبي البكاء عند تالوت القرآن أو سماعو‪ ,‬فعند تالوتو كان لصدره أزيز كأزيز المرجل‬
‫من البكاء وعند سماعو ق أر عميو ابن مسعود سورة النساء فمما بمغ إلى قولو‪ :‬فكيف إذا جئنا من كل أمة بشييد‬
‫وجئنا بك عمى ىؤالء شييدا قال البن مسعود‪ :‬حسبك‪ ,‬قال‪ :‬فالتفت فإذا عيناه تذرفان‪.‬‬
‫قالت عائشة رضي اهلل عنيا استفقت ليمة من الميالي فبحثت عن الرسول‪ ,‬عميو الصالة والسالم‪ ,‬فوقعت‬
‫يدي عمى بطن قدميو وىو في المسجد‪ ,‬وىما منصوبتان وىو يقول‪ :‬الميم إني أعوذ برضاك من سخطك‪,‬‬
‫ثناء عميك‪ ,‬أنت كما أثنيت عمى نفسك‬‫وبمعافاتك من عقوبتك‪ ,‬وأعوذ بك منك ال أحصي ً‬
‫كان صمى اهلل عميو وسمم يصوم في السفر وقد التيب الجو‪ ,‬قال أبو الدرداء كنا في شدة الحر حتى‬
‫واهلل الذي ال إلو إال ىو‪ ,‬إن أحدنا ليضع يده عمى رأسو من شدة ح اررة الشمس‪ ,‬وما فينا صائم إال رسول اهلل‬
‫وابن رواحة‪.‬‬
‫وعمى ىذا النيج النبوي المبارك كان الصحابة والتابعون ألن المربي إذا كان لو حال مع اهلل تعالى كان‬
‫أتباعو مثمو‪.‬‬
‫لما سئل نافع‪ -‬رحمو اهلل ‪ -‬عما يفعمو ابن عمر رضي اهلل عنيما في منزلو قال‪" :‬الوضوء لكل صالة‪,‬‬
‫والمصحف فيما بينيما"‪.‬‬
‫أحدا‬
‫وقالت فاطمة بنت عبد الممك زوج أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز ‪-‬رحمو اهلل‪ :-‬ما رأيت ً‬
‫أحدا أشد طرقًا منو‪ ,‬كان يصمي العشاء ثم يجمس يذكر اهلل حتى تغمبو عيناه ثم‬
‫صياما منو‪ ,‬وال ً‬
‫ً‬ ‫أكثر صالة وال‬
‫ينتبو‪ .‬ولقد كان يكون عمى الفراش فيذكر الشيء من أمور اآلخرة فينتفض كما ينتفض العصفور من الماء‬
‫ويجمس يبكي‪ ,‬فأطرُح عميو المحاف‪.‬‬
‫ُ‬
‫يقول الحسن البصري رحمو اهلل واصفاً اجتياد السمف في العبادة‪" :‬لقد أدركت أقواماً وصحبت طوائف‬
‫فما كانوا يفرحون بشيء من الدنيا أقبل‪ ,‬وال يحزنون عمى شيء أدبر‪ ,‬وكانت في أعينيم أىون من التراب الذي‬
‫يطأون عميو‪ ,‬وكانوا عاممين بكتاب ربيم وسنة نبييم صمى اهلل عميو وسمم‪ .‬كانوا إذا جن الميل قاموا عمى‬
‫أقداميم وافترشوا وجوىيم وجرت دموعيم عمى خدودىم"‪.‬‬
‫العنصر الثالث‪ :‬حالو في العطاء والصدقة‬

‫‪3‬‬
‫الجود يقول بن عباس‪ :‬كان رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم‬ ‫كان صمى اهلل عميو وسمم كريم اليد واسع ُ‬
‫أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يأتيو جبريل ويدارسو القرآن فمرسول اهلل حينئذ أجود بالخير‬
‫من الريح المرسمة‪.‬‬
‫سألت رسول اهلل فأعطاني‪ ,‬ثم سألتُو فأعطاني‪ ,‬ثم سألتُو‬
‫ُ‬ ‫حكيم بن حزٍام ‪ -‬رضي اهلل عنو ‪:-‬‬
‫ُ‬ ‫قال‬
‫فأعطاني؛ متفق عميو‪.‬‬
‫شيئا إال أعطاه‪,‬‬
‫وقال أنس ‪ :‬ما سئل رسول اهلل عمى اإلسالم ً‬
‫محمدا يعطي‬
‫ً‬ ‫غنما بين جبمين‪ ,‬فرجع إلى قومو‪ ,‬فقال‪ :‬يا قوم أسمموا‪ ,‬فإن‬ ‫ولقد جاءه رجل فأعطاه ً‬
‫عطاء من ال يخشى الفقر ‪.‬رواه مسمم‬
‫كال والمَّو ما يخزيك المَّو ً‬
‫أبدا‪َّ ,‬إنك لتصل‬ ‫ويشيد بذلك قول خديجة لرسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم‪َّ (( :‬‬
‫ِّ‬
‫الحق‪. ...‬‬ ‫الضيف‪ ,‬وتعين عمى نوائب‬ ‫الرحم‪ ,‬وتحمل َّ‬
‫الكل‪ ,‬وتكسب المعدوم‪ ,‬وتقري َّ‬ ‫َّ‬
‫العنصر الرابع‪ :‬حالو في الورع والزىد‬
‫إيمانا وأكمميم ورًعا وعاش يبث في نفوس أصحابو مفيوم الورع‬
‫كان صمى اهلل عميو وسمم أعظم الناس ً‬
‫بقولو وفعمو وسمتو وخمقو‪.‬‬
‫يقول ‪(( :‬إني ألنقمب إلى أىمي فأجد التمرة ساقطة عمى فراشي ثم أرفعيا آلكميا‪ ,‬ثم أخشى أن تكون‬
‫صدقة فألقييا))‪.‬‬
‫وفي الصحيح أن الحسن بن عمي ـ رضي اهلل عنيما ـ كان طفالَ صغي ار يحبو عمى األرض‪ ,‬فأخذ تمرة‬
‫من تمر الصدقة فجعميا في فيو‪ ,‬فقال ‪(( :‬كخ كخ ارم بيا‪ ,‬أما عممت أنا ال نأكل الصدقة))‪.‬‬
‫خير منو))‪.‬‬ ‫اتقاء هلل عز وجل إال أعطاك اهلل ًا‬ ‫شيئا ً‬ ‫ويقول ‪(( :‬إنك لن تدع ً‬
‫ويعطي قاعدة عظيمة في الورع‪ ,‬فيقول‪(( :‬دع ما يريبك إلى ما ال يريبك))‪.‬‬
‫نام‬ ‫ٍ‬ ‫عبد ِ‬
‫اهلل ِ‬ ‫وكان صمى اهلل عميو وسمم معرضا عن الدنيا راجيا ما عند اهلل؛ عن ِ‬
‫بن مسعود قا َل‪َ :‬‬ ‫َْ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أي ِفراشاً ليِّناًـ‬ ‫فقْمنا يا رسو َل ِ‬
‫اهلل لَ ِو اتَّخ ْذنا ل َ‬ ‫فقام وقَ ْد أثََّر في جنبِ ِو‪ُ ,‬‬ ‫رسو ُل ِ‬
‫ك ِو ً‬
‫طاء‪ْ -‬‬ ‫ٍ‬
‫حصير َ‬ ‫اهلل عمَى‬
‫ظ َّل َ‬‫اك ٍب است َ‬ ‫فقا َل‪":‬مالِي ولمدنيا‪ ,‬ما أنا في الدنيا إال ّكر ِ‬
‫أخرجو الترمذي وصححو‬ ‫َ‬ ‫اح وتَرَكيا"‬‫تحت شج ٍرة ثَُّم ر َ‬ ‫ّ‬
‫األلباني‪.‬‬
‫ففارق الحياةَ ولم ُيخمِّف ً‬
‫شيئا من ُحطاميا؛ قالت عائشة‬ ‫َ‬ ‫ربط عمى بطنو الحجر من شدة الجوع‪,‬‬
‫بعيرا‪ ,‬وال أوصى بشيء‪.‬‬
‫ىما وال شاةً وال ً‬ ‫تُوفِّي رسول اهلل وما ترك ًا‬
‫دينار وال در ً‬
‫يجد‬
‫يتموى‪ ,‬ما ُ‬‫اليوم َّ‬
‫أيت رسول اهلل ‪ -‬صمى اهلل عميو وسمم ‪ -‬يظل َ‬ ‫قال عمر ‪ -‬رضي اهلل عنو ‪ :-‬لقد ر ُ‬
‫بطنو؛ رواه مسمم‪ .‬وعن عروة بن الزبير عن عائشة رضي اهلل‬ ‫من َّ‬
‫الد َقل ‪ -‬أي‪ :‬التمر الرديء ‪ -‬ما يمأل بو َ‬
‫عنيا أنيا كانت تقول‪ :‬واهلل يا ابن أخي‪ ,‬إن كنا ننظر اليالل ثم اليالل ثالثة أىمة في شيرين وما أوقد في‬

‫‪4‬‬
‫أبيات رسول اهلل نار‪ ,‬قمت‪ :‬يا خالو‪ ,‬فما كان طعامكم؟! وما كان يعيشكم؟! قالت‪ :‬األسودان‪ :‬التمر والماء‬
‫‪.‬متفق عميو‪.‬‬
‫رضي اهلل عنيا أنيا قالت « ما شبع آل محمد من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض‬
‫َ‬ ‫وعن عائشةَ‬
‫َ‬
‫وأخرج عنيا أيضا أنيا قالت‪ « :‬لقد مات رسول اهلل وما شبع‬ ‫رسول اهلل »‪ .‬أخرجو مسمم‬
‫من خبز وزيت في يوم واحد مرتين »‬
‫العنصر الخامس‪ :‬حالو في الصبر والعفو‬
‫غار‪,‬‬ ‫عب ثالث سنين‪ ,‬واختفَى في ٍ‬ ‫الش ِ‬
‫وصر في ِّ‬ ‫ُخرج من بمده‪ ,‬وح ِ‬ ‫يتيما‪ ,‬وأ ِ‬
‫ُ‬ ‫نشأ صمى اهلل عميو وسمم ً‬
‫وع ِمل لو السحر‪,‬‬ ‫وسقي السم‪ُ ,‬‬
‫ومات لو ستة من الولد‪ ,‬وتبِعو قومو في مياجره وقاتموه‪ ,‬ومكر بو أى ُل النفاق‪ِ ,‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ُوذيت في اهلل وما ُيؤَذى أحد»‪.‬‬ ‫خاف أحد‪ ,‬وأ ُ‬ ‫فت في اهلل وما ُي ُ‬ ‫ُخ ُ‬ ‫وكان يقول‪« :‬أ ِ‬
‫قالوا لو يوم أحد‪ :‬يا رسول اهلل ادعو عمى قريش‪ ,‬قال‪ :‬الميم اىد قومي فإنيم ال يعممون‪,‬‬
‫ْم َرنِى بِأ َْم ِر َ‬
‫ك‬ ‫ك إِلَ ْي َ ِ‬ ‫ال َوقَ ْد َب َعثَنِى َرب َ‬
‫ك اْل ِج َب ِ‬ ‫ال إِ َّن المَّوَ قَ ْد َس ِم َع قَ ْو َل َق ْو ِم َ‬
‫ك اْل ِج َب ِ‬
‫ك لتَأ ُ‬ ‫ك َوأ ََنا َممَ ُ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫وقال لو َممَ ُ‬
‫َصالَبِ ِي ْم َم ْن َي ْع ُب ُد المَّوَ َو ْح َدهُ الَ‬ ‫َّ ِ‬
‫َن ُي ْخ ِرَج الموُ م ْن أ ْ‬ ‫َخ َش َب ْي ِن‪ ,‬فَقَا َل َب ْل أ َْر ُجو أ ْ‬‫ق َعمَ ْي ِي ُم األ ْ‬ ‫طبِ َ‬
‫َن أُ ْ‬ ‫ت أْ‬ ‫ت إِ ْن ِش ْئ َ‬ ‫فَ َما ِش ْئ َ‬
‫ك بِ ِو َش ْي ًئا‬‫ُي ْش ِر ُ‬
‫وقال ألىل مكة يوم الفتح‪ :‬ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا أخ كريم وابن أخ كريم فقال‪ :‬اذىبوا فأنتم‬
‫الطمقاء‪.‬‬
‫العنصر السادس‪ :‬كان يغضب هلل ال لنفسو‬
‫النبي صمى اهلل عميو وسمم‪ ,‬كان ال ينتقم لنفسو ولكن إذا انتيكت حرمات اهلل لم يقم لغضبو شيء‪.‬‬
‫أخرجو البخاري ومسمم‪.‬‬
‫وكان عميو الصالة والسالم إذا رأى أو سمع ما يكرىو اهلل‪ ,‬غضب لذلك وقال فيو ولم يسكت‪.‬‬
‫دخل يوماً بيت عائشة رضي اهلل عنيا فرأى ست اًر فيو تصاوير فتمون وجيو وىتكو وقال‪(( :‬إن من أشد‬
‫الناس عذاباً يوم القيامة الذين يصورون ىذه الصور)) رواه البخاري ومسمم‪.‬‬
‫وعندما شفع حبو أسامة بن زيد رضي اهلل عنو في المخزومية التي سرقت قال‪(( :‬أتشفع في حد من‬
‫حدود اهلل يا أسامة إنما أىمك من كان قبمكم أنيم إذا سرق فييم الشريف تركوه ولم يقيموا عميو الحد واذا سرق‬
‫فييم الوضيع أقاموا عميو الحد واهلل لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدىا))‪ .‬رواه البخاري ومسمم‪.‬‬

‫‪5‬‬

You might also like