Professional Documents
Culture Documents
مط 340
مط 340
اﻟﻣﻘﯾﺎس :ﺳداﺳﻲ
1
ﺟــــﺎﻣــﻌـــﺔ اﻟﺟـــزاﺋــر 3
اﻟﻣﻘﯾﺎس :ﺳداﺳﻲ
2
اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺳداﺳﻲ اﻟﻣﻘرر ﻟﻣﻘﯾﺎس اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم
ﻣــﻘــدﻣــﺔ
3
-6ﻣﺻﺎدر ﺗﻣوﯾل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ )اﻹﯾرادات(
4
-8واﻗﻊ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
5
ﻣـــﻘـــدﻣـــﺔ:
ﺗﻌﺎﻟﺞ ﻫذﻩ اﻟﻣطﺑوﻋﺔ ﻣوﺿوع اﻗﺗـﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﺟﺎﻻ ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻟد ارﺳـﺎت
اﻟﺻﺣﻔﯾـﺔ ﯾﻌﻧـﻰ ﺑد ارﺳـﺔ إدارة اﻟﺻﺣـﺎﻓﺔ ﻛـوﺳﯾـﻠﺔ إﻋﻼﻣﯾﺔ ،ﺑﻣﻌـﻧﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﻫـذﻩ اﻟوﺳـﯾﻠﺔ
ﻓﻲ ﺣﯾـز اﻟﻧﺷـﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﻬدف إﻟـﻰ ﺗﻠﺑـﯾﺔ ﺣﺎﺟـﺎت اﻟﻘـراء ﺑﺗـﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ اﻟـﺻﺣﻔﯾـﺔ
اﻟﺟﯾدة وﺗﺣﻘﯾق اﻟـﻌﺎﺋـد ،دﻋﻣـﺎ ﻻﺳﺗﻣرار اﻟﻧﺷﺎط وﺗدﻓﻘﻪ ﻓﻲ إطﺎر اﻟـدور اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
ﻟﻠﺻﺣﺎﻓﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺻﻧﺎﻋﺔ ﻟﻬﺎ أﺑﻌﺎدﻫﺎ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب أﻧﻬﺎ ﻣﻬﻧﺔ ورﺳﺎﻟﺔ
وﻣﺣﺗوى ﻓﻛري.
ﺗﺳﻌﻰ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم إﻟﻰ اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن دراﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد ودراﺳﺔ اﻹﻋﻼم ،ﻓﻬﻲ
ﺗﻌﻧﻰ ﺑﺎﻟﻘوى اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﻐﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗوﺟﻪ وﺗﺣد ﻣن ﺧﯾﺎرات اﻟﻣدﯾرﯾن واﻟﻣﻣﺎرﺳﯾن وﻏﯾرﻫم
ﻣن ﺻﻧﺎع اﻟﻘرار ﻓﻲ وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ،وﺗﻘدم اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم واﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌرﺿﻬﺎ ﻫذﻩ
اﻟﻣطﺑوﻋﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻓﻬم اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل وﺗدار ﺑﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ.1
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻟﻬﯾﻣﻧﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟﻌﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ دراﺳﺎت اﻹﻋﻼم
واﻻﺗﺻﺎﻻت ،ﻓﺈن اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺟواﻧب اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻺﻋﻼم ﻗد ﺗﻧﺎﻣﻰ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات
اﻷﺧﯾرة ،ﻓﺎﻟﺛورة اﻟرﻗﻣﯾﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻟﺟدﯾدة وﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﺗﻐﯾرة ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﯾر
ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﻣؤﺳﺳﺎت واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ،وﻫذا ﺧﻠق اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ أﺳﻠوب ﺗﺣﻠﯾﻠﻲ
ﺟدﯾد ﻟﻠﻘﺿﺎﯾﺎ واﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻟﻔﻬم اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﻣﻌﺎﺻرة.
إن ﻣوﺿوع اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ﺧرج إﻟﻰ اﻟوﺟود ﻣﻊ ﺛورة اﻻﺗﺻﺎل واﻟﻧﻣو اﻟﺳرﯾﻊ ﻟﺻﻧﺎﻋﺔ
اﻹﻋﻼم .ﻓﻘد ﻛﺎن اﻻﻫﺗﻣﺎم ﻗدﯾﻣﺎ ﺑﻣﺣﺗوى اﻟرﺳﺎﻟﺔ ،أﻣﺎ اﻟﯾوم ﻓﺎن اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﻣﺎدي
وﺑﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﯾﻘف إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻣﺿﻣوﻧﻬﺎ ﺟﻧﺑﺎ إﻟﻰ ﺟﻧب.
1
ﺟﯾﻠﯾﺎن دوﯾل :ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ،ط ،1دار اﻟﻔﺟر ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎﻫرة،2015 ،
ص .5
6
وﻣن ﺛم ،ﺧرﺟت دراﺳﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ﻣن ﻋﻠوم :اﻹﻋﻼم ،اﻻﻗﺗﺻﺎد ،واﻹدارة ،ﻟﺗﺑﯾن
ﯾﺳوق ،وﻛﯾف ﯾﺳﺗﺧدم.1
ﯾﺧزن وﻛﯾف ّ
ﻟﻧﺎ ﻛﯾف ﯾﻧﺗﺞ اﻹﻋﻼم وﻛﯾف ّ
و ﻣﻊ ﺗطور اﻟدراﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف ﺟواﻧﺑﻬﺎ ،وﺗطور وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﺑﻣﺧﺗﻠف ﻓﻧوﻧﻬﺎ،
ﺑرز اﻟﺑﻌد اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻺﻋﻼم ،وﺗردد ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ واﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﺻطﻼح اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت
اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺗﻌﺑﯾ ار ﻋن إدارة اﻟﺻﺣف واﻹذاﻋﺎت وﺗﻧظﯾم وﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ.
ﻟﻘد أﺻﺑﺢ اﻹﻋﻼم ﺻﻧﺎﻋﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﺻرﻧﺎ اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻣﺛل اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻷﺧرى ،وﻫذا
ﺑﺳﺑب ﻗدرة وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﻣﺎ ﺗﻣﺗﻠﻛﻪ ﻣن إﻣﻛﺎﻧﺎت ﺗﻘﻧﯾﺔ وﻧﻔوذ
واﺳﻊ ﻣﻛﻧﻬﺎ ﻷن ﺗﻛون ﺳﻠطﺔ ﻟﻬﺎ دورﻫﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.
وﻟﻛﻲ ﺗﺳﺗﻣر وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل ﻓﻲ أداء ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﻻﺑد ﻟﻬﺎ أن ﺗرﺗﻛز ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋدة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻗوﯾﺔ،
ﻷن ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻧﻔﻘﺎت ﻛﺑﯾرة ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻛﺎدر اﻟﺑﺷري واﻟﻣﻌدات وأﻧظﻣﺔ
اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل واﻹرﺳﺎل ...اﻟﺦ.
وﻧظ ار ﻷن وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﺳوق ﻣﺷﺗرك وﻓق ﻣﻔﻬوم ﺗدﻓق اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋﻠﯾﻬﺎ أن
ﺗرﺗﻘﻲ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،وﻫذا ﯾﺗطﻠب اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺟﻬد ،اﻷﻣر اﻟذي أﺿﻔﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟطﺎﺑﻊ
اﻟﺗﺟﺎري.2
1
ﺳﻬﺎم اﻟﺷﺟﯾري :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ،ط ،1دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،ﻟﺑﻧﺎن-اﻹﻣﺎرات اﻟﻣﺗﺣدة ،2014 ،ص .23
2
ﺳﺎﻟﻲ رﻣﺿﺎن ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم :اﻹﻋﻼم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ط ،1ﻣؤﺳﺳﺔ طﯾﺑﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،2015 ،ص .12
7
و ﺷﻬدت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﺗطو ار ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻧﺻرﻣﺔ اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ وﺣﻘﻘت اﻧﺟﺎزات ﺿﺧﻣﺔ
ﺟدا أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻬدﻫﺎ ﻋﺎﻟم اﻻﺗﺻﺎل واﻹﻋﻼم ﺑﺣﯾث اﻧﺗﻘل
اﻹﻋﻼم طﯾﻠﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﻣن اﻟرﺳﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ.
وﻣن ﻫﻧﺎ ،أﺻﺑﺣت ﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼم ﻣؤﺳﺳﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺿﺧﻣﺔ ﺟدا ﺑﺣﯾث اﻛﺗﺳﺑت ﻧﺷﺎط
ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣﺗزاﯾدة ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻬﯾﻣﻧﺔ اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣﺗﻧﺎﻣﻲ ﻟﻧﺷﺎط
وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم وﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺑروز ﺷﺑﻛﺎت اﻹﻋﻼم اﻟﺿﺧﻣﺔ وﻫذا ﻣﻣﺎ ﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﻌﻘد وﺗﻌﻘﯾد
اﻟظﺎﻫرة اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ.
وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﻌﻘد طﺑﯾﻌﺔ وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم دﺧل اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ﻓﻲ ﺣﻠﺑﺔ اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻣو
اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ.1
ﺗﺣﺗل ﻧﺷﺎطﺎت اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺻﺎل اﻟﯾوم ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎد ﻛل دوﻟﺔ ،وﯾﺑرز ذﻟك ﻣن
ﺧﻼل ﻓرص اﻟﻌﻣل ،وﺣﺟم رؤوس اﻷﻣوال ،واﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﻣﺣطﺎت اﻟﺑث اﻹذاﻋﻲ
واﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﻲٕ ،واﻧﺗﺎج ورق اﻟﺻﺣف واﻟطﺑﺎﻋﺔ ،واﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ....اﻟﺦ،
ﻓﺎﻹﻋﻼم ﻫو ﺛﺎﻟث اﻛﺑر ﺻﻧﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﺑﻌد ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻷﺳﻠﺣﺔ واﻟﻣواد اﻟﻛﯾﻣﺎوﯾﺔ ﻫذﻩ
اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻠور ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻟدﯾن وﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺛم ﺗﻌﯾد ﺗﺻدﯾرﻫﺎ
إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم اﺟﻣﻊ ﻣرة أﺧرى.
اﻟﯾوم أﺻﺑﺣت ﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻹﻋﻼم ﺳﻠطﺔ ﺗوازي ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﺳﻠطﺎت ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدول
واﻟﺣﻛوﻣﺎت وأﺻﺑﺢ اﻟﻘﺎﺋﻣون ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫم ﻗﺎدة اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺟدد ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺑﻌد إن ﺗﺧﻠﺻت ﻫذﻩ
اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻣن ﻗﯾود اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟﺗﺻﺑﺢ ﺻﻧﺎﻋﺔ ذات ﺑﻌد ﻋﺎﻟﻣﻲ وﻏﯾر إﻗﻠﯾﻣﻲ وﻫذا ﻣﺎ
ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﻣن اﻟﺗﺣﻠﯾق واﻟﺗوﺳﻊ ﺑﻣﺎ أن ﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻫﻲ ﺣﻠم أي ﻣﺷروع وأي ﺻﻧﺎﻋﺔ.
1
ﺑﺳﺎم ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن اﻟﻣﺷﺎﻗﺑﺔ :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ،ط ،1دار واﺋل ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن ،ص .60
8
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻷوﻟﻰ :ﻣدﺧل ﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ إﻟﻰ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم
ﯾﻌﺗﺑر اﻹﻋﻼم أﺣد اﻟدﻋﺎﺋم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻌﺎﻟم ،ﻓﻘد أﺻﺑﺢ ﺻﻧﺎﻋﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ
ﻋﺻرﻧﺎ اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻣﺛل اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻷﺧرى ،وﻫذا ﯾﺗﺄﺗﻰ ﺑﺳﺑب ﻗدرة وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﻣﺎ ﺗﻣﺗﻠﻛﻪ ﻣن إﻣﻛﺎﻧﺎت ﺗﻘﻧﯾﺔ وﻧﻔوذ واﺳﻊ ﻣﻛﻧﻬﺎ ﻷن ﺗﻛون ﺳﻠطﺔ
ﻟﻬﺎ دورﻫﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.
وﻟﻛﻲ ﺗﺳﺗﻣر وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل ﻓﻲ أداء ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﻻﺑد ﻟﻬﺎ أن ﺗرﺗﻛز ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋدة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻗوﯾﺔ
ﻷن ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻧﻔﻘﺎت ﻛﺑﯾرة ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻛﺎدر اﻟﺑﺷري واﻟﻣﻌدات وأﻧظﻣﺔ
اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل واﻹرﺳﺎل ...اﻟﺦ.
أﺿﺣت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﺣﻘل ﺟدﯾد ﻣﺣدد ﻣن اﻟدراﺳﺔ واﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ،ﻓﻬو ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾن
ﻛل ﻣﺑﺎدئ دراﺳﺔ وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﻣﻊ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ إدارة اﻟﺷرﻛﺎت
واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘطﺎع اﻟﺣﯾوي.
وﺗﺟﻣﻊ دراﺳﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ﺑﯾن دراﺳﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ودراﺳﺔ وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ،وﻫﻲ
ﺗﻬﺗم ﺑدراﺳﺔ اﻟﻘوى اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﻐﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗوﺟﻪ ﺧﯾﺎرات اﻟﻣدراء واﻟﻣﻣﺎرﺳﯾن ﻓﻲ وﺳﺎﺋل
اﻹﻋﻼم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
ﯾﺧﺗﻠف ﻣﺻطﻠﺢ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ﻋن اﺻطﻼح اﻹﻋﻼم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﻌﻧﻲ ﺗﻧﺎول
اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻛﻣﺎدة ﺻﺣﻔﯾﺔ أو إذاﻋﯾﺔ أو ﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ .أﻣﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ﻓﻣﻧﻬﺎ ﺗﺗﻔرع دراﺳﺎت
إدارة وﺗﻧظﯾم وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم.
9
ﻣن أﺟل ﺗﻘدﯾم ﺗﻌرﯾف ﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ،ﻧﺣﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف اﻹﻋﻼم واﻟذي
ﯾﻌرف ﺑﺄﻧﻪ ":آﻟﯾﺔ ﺗزوﯾد اﻟﻧﺎس ﺑﺎﻷﺧﺑﺎر اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ واﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ
ّ
ﻟﺗﻛوﯾن رأي ﻋﻧد اﻟﺟﻣﻬور" ،وﻛذا ﺗﻌرﯾف ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟذي ﯾﻘﺻد ﺑﻪ " ﻋﻠم اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾﻌﺎﻟﺞ
ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻣﺎدﯾﺔ و ﯾﺣدد اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻷﻓراد ﻋن طرﯾﻘﻬﺎ إﺷﺑﺎع
رﻏﺑﺎﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت ،و ذﻟك ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣوارد اﻟﻣﺣدودة اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻬم".
ﻟﻘد ﺑذﻟت ﺑﻌض اﻟﻣﺣﺎوﻻت ﻟوﺿﻊ ﺗﻌرﯾف ﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ،ﻓﻘد وﺻﻔﻬﺎ )ﺑﺎرﻛن،
وﺑﺎول ،وﻣﺎﺛﯾوس( ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ " :دراﺳﺔ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻗﯾﺎم اﻷﻓراد ﺑﻌﻣل ﺧﯾﺎرات ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻧدرة".1
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟروﺑرت ﺑﯾﻛﺎرد ﻓﺎن اﻗﺗﺻﺎد وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم " ﯾﻬﺗم ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﺟﻣﻬور
اﻟﺗرﻓﯾﻬﯾﺔ واﻹﻋﻼﻣﯾﺔ واﻟﻣﻌﻠﻧﯾن واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋن طرﯾق اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ" ،ﻓﻬو ﯾدل ﻋﻠﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ
ﺗطﺑﯾق اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ "ﻟﺷرح ﻛﯾف ﺗﻌﻣل اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ".2
وﻣن ﺛم ﻓﺎن اﻗﺗﺻﺎد وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﯾﻬﺗم ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﺗطور أﺳواق اﻹﻋﻼﻧﺎت
واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ واﻟﺗرﻛﯾز اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻧﺎﻋﺔ وﻣؤﺳﺳﺎت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم.
ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﻌرف اﻟدﻛﺗور ﺧﺎﻟد اﻟﺣﻠوة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ﺑﺄﻧﻬﺎ " دراﺳﺔ ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن )ﻋﻠم
اﻻﻗﺗﺻﺎد و ) اﻟدراﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ( ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﻬﺎ ﺗطﺑق ﻣﺑﺎدئ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺷرح ﻛﯾف ﺗﻌﻣل اﻟظروف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﯾﻪ ﻋﻣل
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﻟﻠﺑراﻣﺞ و اﻟﻣﺣﺗوى اﻹﻋﻼﻣﻲ و ﻛﯾﻔﯾﺔ اﺗﺧﺎذ
اﻟﻘ اررات ،وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻔرص واﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻬﻬﺎ".
1
ﺟﯾﻠﯾﺎن دوﯾل :ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .13
2
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،اﻟﺻﻔﺣﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ.
10
1
ﻋرﻓﺗﻪ ﺑﺄﻧﻪ " اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟذي ﯾدرس ﻛل ﻣﺎ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺗﻣوﯾل
أﻣﺎ ﺳﻬﺎم اﻟﺷﺟﯾري ﻓﻘد ّ
وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ رأس اﻟﻣﺎل ،اﻹﯾرادات و اﻟﻣﺻروﻓﺎت ﻟﻠوﺳﯾﻠﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻣن أﺟل
إدارﺗﻬﺎ إدارة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻧﺎﺟﺣﺔ ،اﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎ إﺑﻘﺎء اﻟﻣﺷروع اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻣﺳﺗﻣر و إﻧﺟﺎﺣﻬﺎ
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ".
و ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ﺗﻌﻧﻰ ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﺋل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،اﻟﻧظرﯾﺔ و اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺟﻣﯾﻊ أﻧواع وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﻣﺛل ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺷرﻛﺎت
اﻹﻋﻼم ،ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻷﺧﺑﺎر إﻧﺗﺎج اﻷﻓﻼم اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗرﻓﯾﻬﯾﺔ اﻟطﺑﺎﻋﺔ اﻟﺑث اﻟﺗواﺻل ﻋﺑر
اﻟﻬواﺗف اﻟﻧﻘﺎﻟﺔ اﻻﻧﺗرﻧت اﻹﻋﻼن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻌد ﻣﺳﺎﺋل ﻣﻠﻛﯾﺔ وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم
اﻟﺗﻣرﻛز أﺳﻬم اﻟﺳوق ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﺗﻧﺎﻓس اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت
اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم و ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬﺎ
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﻟﻼﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم أﺑﻌﺎدا اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ و اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
و ﻣن اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ﺗﺗﻔرع دراﺳﺎت إدارة و ﺗﻧظﯾم وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ،و ﻣن ﺛم ﻓﺈن اﻟﺑﻌد
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻺﻋﻼم أو اﻟزاوﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟدراﺳﺔ اﻹﻋﻼم ﺗﻘوم أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ إدارة
وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل ﻓﻲ ﺣﯾز اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﻬدف
إﻟﻰ إرﺿﺎء اﻟﺣﺎﺟﺎت وﯾﻌد ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ ،و اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺟﻌل
اﻟرﺑﺢ ﻫدﻓﺎ رﺋﯾﺳﯾﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل.
و ﻟذﻟك ﯾﻌﺗﺑر اﺻطﻼح اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ﺑﺄﻧﻪ " ﺗﻌﺑﯾر ﻋن إدارة اﻟﺻﺣف و اﻹذاﻋﺎت و
ﺗﻧظﯾم و ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ".
1
ﺳﻬﺎم اﻟﺷﺟﯾري ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .34
11
ﻛﻣﺎ ﺗﻌرف اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻓرع ﻣن ﻓروع اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ اﻟذي ﯾدرس :
اﻹﻧﺗﺎج ،اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻻﺳﺗﻬﻼك.
واﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج ﻫو ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ،واﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻔﻧﯾﺔ
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﺗﺳﻬﯾل ﻛل اﻟﻣﻌوﻗﺎت واﻟﺻﻌوﺑﺎت ﻓﻲ ﺣدود اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻣﻘررة .
أﻣﺎ اﻟﺗوزﯾﻊ ﻓﻬو ﻗدرة اﻟﻘﺎﺋم ﺑﺎﻻﺗﺻﺎل ﻋﻠﻰ ﺗوﺻﯾل اﻟﻣﺎدة اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬور .وﯾدﺧل
ﺿﻣن ذﻟك ﺗوﺻﯾل اﻟﺻﺣف ﻟﻠﻘﺎرئ ﻋن طرﯾق اﺳﺗﺧدام اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎرات
واﻟطﺎﺋرات وﻏﯾرﻫﺎ ،وﺗوﺻﯾل اﻟﺧدﻣﺔ اﻹذاﻋﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﻣوﺟﺎت اﻷﺛﯾرﯾﺔ ،واﻟﺧدﻣﺔ
اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻷﻗﻣﺎر اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ ،و إﺗﺎﺣﺔ ﺧدﻣﺔ اﻹﻧﺗرﻧت .
واﻻﺳﺗﻬﻼك ﯾﻌﻧﻲ ﻣدى ﻗﺑول اﻟﺟﻣﻬور ﻟﻣﺣﺗوى وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم وﺷﻛل اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﻣﻘدﻣﺔ ،وﻫذا
ﻣﺎ ﯾﺗطﻠب ﺟﻬدا ﻛﺑﯾ ار ﯾﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف طﺑﯾﻌﺔ اﻟوﺳﺎﺋل ،وﻫذا ﻫو اﻟﻣوﺿوع اﻷﻫم اﻟذي
ﯾﺻﻌب اﺧﺗزاﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟورﻗـﺔ ،ﻓﻠﻛﻲ ﯾﻘﺑل اﻟﺟﻣﻬور ﻣﺣﺗوى ﻣﺎ ﺗﻘدﻣﻪ اﻟوﺳﺎﺋل ﻋﻠﯾﻧﺎ
اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻌﻣل ﻟﯾس ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧﺗص ﺑﺎﻟﻣﺿﻣون ﻓﺣﺳب ،إﻧﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺷﻛل وﻗﺎﻟب اﻟﻣﺎدة
أﯾﺿﺎ ،وﻫذان ﻫﻣﺎ ﻗطﺑﺎ اﻟﻣﺎدة اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب ﻓﻬﻣﺎ واﺳﻌﺎ ﻟﻠوﺳﺎﺋل واﻟﺟﻣﻬور ﯾرﺗﻘﻲ
إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟدراﺳﺔ واﻟﺗﻣﺣﯾص.1
ﯾرى اﻟﺑﻌض أن ﻋﺎم 1828م ﻫو ﻋﺎم اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ،ﺣﯾث وﺿﻊ اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ أوﺗوﺟروت
ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻋدة ﻧواﺣﻲ ﻣﻬﻣﺔ ﻫﻲ :دورﯾﺔ اﻟﺻدور ،اﻟطﺑﺎﻋﺔ
اﻹﻟﯾﺔ ،وأن ﺗﻛون ﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ ﻣﻊ ﺗﻧوع اﻟﻣﺿﻣون وﻣﻼﺣﻘﺔ اﻷﺣداث اﻟﺟﺎرﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗﻣﺛل
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظرﻫم ﻣﻧﻌطﻔﺎ ﻣﻬﻣﺎ ﻧﻘل اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﺎﻟم اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺣﺗوﯾﻪ ﻣن
1
ﻣﺟذوب ﺑﺧﯾت ﻣﺣﻣد ﺗوم :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ،ورﻗﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ،ﻣرﻛز اﻟﺧﺑراء ﻟﻠﺗدرﯾب ،اﻟﺳودان ،2013 ،ص.3
12
إﻣﻛﺎﻧﺎت ﻣﺎدﯾﺔ وﺑﺷرﯾﺔ وﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة .أﻣﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﻧﺷﺄت ﻛﺟزء ﻣن
اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺟزﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ،ﺣﯾث ﺑدأت اﻟدراﺳﺔ
اﻟﻣﻧﺗظﻣﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎﯾﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟوﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﺗﺣدﯾدا ﻓﻲ ﻋﺎم ،1970وﺗطورت وازدﻫرت ﻓﻲ
ﻋﺎم ،1980ﺣﯾث ﺗم إﺿﺎﻓﺔ ﻓﺻول دراﺳﯾﺔ ﺗﺧﺻﺻﯾﺔ ﺣول ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ أﻏﻠب
اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ واﻷوروﺑﯾﺔ.1
ﻛﻣﺎ ﺑدأ ﻧﺷر وطﺑﺎﻋﺔ ﻣﺟﻠﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﻓﻲ ﻋﺎم ،1988اﻟﺗﻲ ﺣررﻫﺎ روﺑرت
ﺟﻲ ﺑﯾﻛﺎرد .Robert G. Picardوﻣﻧذ ذﻟك اﻟوﻗت ازدﻫرت وﺗطورت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم،
وﻫﻧﺎك اﻵن أﻏﻠب اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم دورات وﺑ ارﻣﺞ ﺗﺧﺻﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت وﺳﺎﺋل
اﻹﻋﻼم ،وظﻬرت ﺷﺧﺻﯾﺎت ﻫﺎﻣﺔ أﺧرى ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل وأﺻﺑﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎع ﻓﯾﻪ،
ﻣﺛل ﺳﺗﯾﻔن أس ﯾﻠدﻣﺎن ،Steven S. Wildmanأﻟن أﻟﺑﺎران ،Alan Albarranﺑروس أم
أوﯾن ،Bruce M.Owenوﺳﺗﯾﻔن ﻻﺳﻲ ،Stephen lacyوﻏﯾرﻫم.2
وﯾﺧﺗﻠف ﻣوﻗﻊ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﻓﻲ اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺎت ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟدول واﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ،ﻓﻔﻲ
ﺑﻌض اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ﯾوﺟد ﻛﻘﺳم ﻋﻠﻣﻲ ﻣﺗﺧﺻص ﻓﻲ ﻛﻠﯾﺎت إدارة اﻷﻋﻣﺎل وﻛﻠﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎد،
ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﻣن اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ﯾﻛون ﻛﻘﺳم ﻋﻠﻣﻲ ﻣﺗﺧﺻص ﻓﻲ ﻛﻠﯾﺎت
اﻻﺗﺻﺎﻻت وﻛﻠﯾﺔ اﻹﻋﻼم واﻟﺻﺣﺎﻓﺔ.
ﻛﻣﺎ أن اﻫﺗﻣﺎم ﺑﻌض اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﺑﺎﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟوﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺷﻛل رﺋﯾﺳﻲ
ﺑﺳﻠوك اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف أﻧواﻋﻬﺎ :اﻟﻣطﺑوﻋﺔ واﻟﻣرﺋﯾﺔ واﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ،
وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﺗطورات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﻛذﻟك
اﻟﻣردودات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ،وﻛذا دراﺳﺔ ﺳﻠوك اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﯾن ﻣن اﻟﻘراء واﻟﻣﺳﺗﻣﻌﯾن
1
Alexander, Alison Alexander and others (eds): Media Economics, (Mahwah, New Jersey :
)Lawrence Erlbaum Associetes, Inc, Third Edition, 2004.
2
Carveth,Rod: The Economics of online Media, Alexander, Alison Alexander and others
(eds): Media Economics, (Mahwah, New Jersey : Lawrence Erlbaum Associetes, Inc, Third
)Edition, 2004.
13
واﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن ،وﻛذﻟك أﻧﻣﺎط اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻗد ﺗطورت اﺗﺟﺎﻫﺎت دراﺳﺔ
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟواﺣد واﻟﻌﺷرﯾن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗطور اﻟﻬﺎﺋل ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت
اﻻﺗﺻﺎل وﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت.1
ﺗﻌﺗﺑر ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻹﻋﻼم ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث واﺣدة ﻣن أﻗوى اﻟﺑﻧﯾﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﻬﺎ
اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﻌﺎﺻر واﻫﺗم ﺑﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﺟدا ،وﻣﺻدر ﻗوﺗﻬﺎ ﯾﻛﻣن ﻟﯾس ﻓﻘط ﻓﻲ ﺗﻠك اﻷﻣوال
اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺛﻣر ﻓﯾﻬﺎ ،ﺑل أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺧطﯾر اﻟذي ﺗﻠﻌﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻷﻓراد
واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت واﻟﺣﻛوﻣﺎت واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت واﻷﻧظﻣﺔ ،ﻧﺎﻫﯾك ﻋن اﻟﺗطورات اﻟﻣﺗﻼﺣﻘﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾﺎت
اﻟﻣﻌﻘدة اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻬدﻫﺎ اﻟﯾوم واﻟﺗﻲ ﺗزﯾد ﻣن ﻓﺎﻋﻠﯾﺗﻬﺎ وﺷدة ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ.
وﻋﻠﯾﻪ ﺗﺣﺗل ﻧﺷﺎطﺎت اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺻﺎل اﻟﯾوم ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎد ﻛل دوﻟﺔ ،وﯾﺑرز ذﻟك
ﻣن ﺧﻼل ﻓرص اﻟﻌﻣل وﺣﺟم رؤوس اﻷﻋﻣﺎل واﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﻣﺣطﺎت اﻟﺑث اﻹذاﻋﻲ
واﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﻲ ،واﻹﻧﺗﺎج اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﻣرﺋﻲ واﻟﻣﺳﻣوع واﻟﻣطﺑوع وﻣﺎ ﯾﺗﺻل ﺑﻪ ﻣن ﺻﻧﺎﻋﺎت أﺧرى
ﻣﻬﻣﺔ.
وﯾﻌﺗﺑر اﻹﻋﻼم ﺛﺎﻟث أﻛﺑر ﺻﻧﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﺑﻌد ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻷﺳﻠﺣﺔ واﻟﻣواد اﻟﻛﯾﻣﺎوﯾﺔ ،ﻫذﻩ
اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻠور ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻟدﯾن وﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺛم ﺗﻌﯾد ﺗﺻدﯾرﻫﺎ
إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم أﺟﻣﻊ ﻣرة أﺧرى ،ﻓﺎﻹﻋﻼم ﻓﻲ وﻗﺗﻧﺎ اﻟﺣﺎﺿر ﻫو اﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟم ﯾﺷﻬد
ﻛل ﯾوم ﺛورة ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﺗﻰ اﻟﻣﺟﺎﻻت.2
وﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻹﻋﻼم ﯾﻛون ﻫﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎﻓس ﺑﺷراﺳﺔ ﻓﻲ
اﻟﺳوق اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ،وﻫﻲ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﺣﯾث ﻧوﻋﯾﺔ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ ،وطﺑﯾﻌﺔ وﺳﺎﺋﻠﻬﺎ ،وﺣﺟﻣﻬﺎ ﻓﻲ
1
ﺳﻼم ﻣﻧﻌم زاﻣل :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻧور ﻟﻠﻧﺷر ،2017 ،ص .31
2
أﺣﻣد ﻋطﺷﺎن اﻟﻧﺑﻬﺎﻧﻲ وآﺧرون :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ،دار اﻷﯾﺎم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن ،ﻋﻣﺎن ،2015 ،ص .26
14
اﻟﺳوق ،ﻓﻬﻧﺎك اﻟﺻﺣف واﻟﻛﺗب واﻟدورﯾﺎت واﻟﻣﺟﻼت اﻟﻣطﺑوﻋﺔ ،وﻫﻧﺎك ﻣﺣطﺎت اﻹذاﻋﺔ
واﻟﺗﻠﻔزﯾون ،ودور اﻟﻧﺷر ،وﺷرﻛﺎت اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ،وﻣواﻗﻊ اﻻﻧﺗرﻧت ﺑﺷﺗﻰ أﻧواﻋﻬﺎ
وﺑﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺟﺎﻻت.
وﺗدﺧل ﻛل ﺗﻠك اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑـ "ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻹﻋﻼم" ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟواﺳﻊ ،ﻷن ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ
ﺗﺷﺗرك ﺑﺈﻧﺗﺎج وﺗرﺗﯾب وﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺣﺗوى اﻹﻋﻼﻣﻲ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺗﺣوﯾل اﻷﻓﻛﺎر إﻟﻰ ﻣﻧﺗﺞ إﻋﻼﻣﻲ
ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺧﺑر ،أو ﻣﻘﺎل ،أو ﻣﺳﻠﺳل ،أو ﻓﯾﻠم ﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ،أو إﻋﻼن ﺗﺟﺎري ،وﻏﯾر ذﻟك.
وﯾرى "ﻟوﯾس ﺟﯾري" أن اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ أﺻﺑﺣت ﺻﻧﺎﻋﺔ ،وﯾﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﻓﻲ اﻟﺻﺣف
اﻟﻛﺑرى اﻟﺗﻲ ﻗد ﺑدت ﺧدﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﺗﺣرﯾرﯾﺔ واﻹﻋﻼﻧﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﺻﺎﻧﻊ ﻛﺑرى
ﺣدﯾﺛﺔ.1
ﻓﺎﻹﻋﻼم اﻟﯾوم ﺗﺣول ﻣن رﺳﺎﻟﺔ ﻓﻘط ﻣن ﻣرﺳل إﻟﻰ ﻣﺳﺗﻠم إﻟﻰ ﺻﻧﺎﻋﺔ ﺗﺣﺗﺎج رؤوس أﻣوال
ﺿﺧﻣﺔ وﻛﺑﯾرة ﺟدا ،ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ إﻧﺷﺎء ﻛﺗل اﺣﺗﻛﺎرﯾﺔ ﺗﺗوﻟﻰ اﻹﻧﺗﺎج اﻹﻋﻼﻣﻲ ﺑﻣﺧﺗﻠف
ﻣﺟﺎﻻﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟﺑﻼد وﺧﺎﺻﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ.
ٕواذا ﻧظرﻧﺎ إﻟﻰ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻹﻋﻼم اﻟوﻻﯾﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻘط ﻓﺳﻧﺟدﻫﺎ ﺗﺻدر 1645ﺻﺣﯾﻔﺔ
ﯾوﻣﯾﺔ ،و 7710ﺻﺣف أﺳﺑوﻋﯾﺔ ،ﯾﻘ أر ﻛل ﺻﺑﺎح ﺣواﻟﻲ 62ﻣﻠﯾون ﻗﺎرئ ،وﯾﺻل ﻋدد
اﻟﻣﺣطﺎت اﻹذاﻋﯾﺔ إﻟﻰ 9870ﻣﺣطﺔ ،وﻣﺣطﺎت اﻟﺗﻠﻔزﯾون 1220ﻣﺣطﺔ ،وﯾﺻل اﻟﺑث
اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﻲ إﻟﻰ %98ﻣن اﻟﺑﯾوت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،وﻫﻧﺎك ﺣواﻟﻲ 489ﻣﻠﯾون ﺟﻬﺎز رادﯾو ،أي
ﺑﻣﻌدل ﺟﻬﺎزﯾن ﻟﻛل ﻣواطن أﻣرﯾﻛﻲ.
15
ﯾذﻛر أن ﻗطﺎع اﻹﻧﺗﺎج اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻣﺛل اﻹذاﻋﺔ واﻟﺗﻠﻔزﯾون واﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣطﺑوﻋﺔ ،وﻏﯾرﻫﺎ ﯾطﻠق
ﻋﻠﯾﻪ اﺳم اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻹﺑداﻋﯾﺔ أو اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،وﻟﻬﺎ دور ﻛﺑﯾر ﻓﻲ دﻓﻊ ﻋﺟﻠﺔ اﻟﻧﻣو
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺑﻠد.
وﺑﻔﺿل ﻫذﻩ اﻟﻣﺗﻐﯾرات أﺻﺑﺢ اﻹﻋﻼم ﺻﻧﺎﻋﺔ ﻟﻬﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ
ﻣﻘوﻣﺎت وﺧﺻﺎﺋص ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ ﻋن اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻷﺧرى ،وﻣن ﺛم ظﻬر إﻟﻰ اﻟوﺟود اﺻطﻼح
ﺟدﯾد ﻫو اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ،وﯾﻬﺗم ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﻓﻲ دراﺳﺔ طرق إدارة ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ
اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﺑﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﯾز اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﻠﺑﯾﺔ
ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻘراء واﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن واﻟﻣﺳﺗﻣﻌﯾن ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﺟﯾدة وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌﺎﺋد اﻟﻣﺎدي
دﻋﻣﺎ ﻻﺳﺗﻣرار اﻟﻧﺷﺎط اﻹﻋﻼﻣﻲ ﺑﻣﺧﺗﻠف ﻣﺟﺎﻻﺗﻪ وﺗدﻓﻘﻪ.
-1ﻓﻬم طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﻰ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻹﻋﻼم ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ واﻟﺟﻣﻬور
ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى.
-2ﻓﻬم اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺻﻧﺎﻋﺔ اﻹﻋﻼم ،ﻛﺎﻹﻧﺗﺎج اﻹﻋﻼﻣﻲ وطرق اﻟﺗﻣوﯾل
وأﺳﺎﻟﯾﺑﻪ واﻟﺗﺳوﯾق اﻟﻔﻧﻲ وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺎت واﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
-3اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل إﯾرادات اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ وﻣﻌدﻻت اﻟرﺑﺣﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ واﻟﺗﻲ
ﺗﻣﻛن اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﻰ إدارﺗﻬﺎ ﻣن اﻻﺳﺗﻣرار واﻟﻧﻣو واﻟﺑﻘﺎء وﺗطوﯾر ﻗدراﺗﻬم.
-5اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﺳوق اﻹﻋﻼﻣﻲ وﺗطوراﺗﻪ وﻓﻬم ﺗﺄﺛﯾراﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻹﻋﻼﻣﻲ.
1
ﻧﺎظم ﺧﺎﻟد اﻟﺷﻣري :اﻹﻋﻼم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،دار أﺳﺎﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن ،ﻋﻣﺎن ،2012 ،ص .30
16
إذن اﻹﻧﺗﺎج اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﺷﻛﻠﻪ اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﯾﺟب أن ﯾﺣﻘق ﻓﺎﺋدة ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻋﻠﯾﻪ
أﺻﺑﺢ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻫدﻓﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن :اﻷول ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺑﻌد اﻟذي ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﻣﺿﻣون اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ وﯾﺗﺿﻣن ﻋددا ﻣن اﻷﻫداف اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺣﺻرﻫﺎ ﻓﻲ:
اﻹﺧﺑﺎر ،دﻋم اﻟﻣﺑﺎدئ واﻷﺳس اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،رﻓﻊ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻔﻛري واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ
وﻧﺷر اﻟوﻋﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﺗﻛوﯾن رأي ﻋﺎم ﻣﺳﺗﻧﯾر ،اﻹﻣﺗﺎع واﻟﺗروﯾﺢ .أﻣﺎ اﻟﻬدف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻬو
ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺑﻌد اﻟذي ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﺣول اﻹﻋﻼم إﻟﻰ ﺻﻧﺎﻋﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﺗطﻠﺑﺎﺗﻬﺎ وأدواﺗﻬﺎ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ارﺗﺑﺎط ﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﺑﺎﻟدﺧول ،وﯾﺷﻣل ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﻫداف اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺣﯾﺔ ﺑﻣﺎ
ﯾﺿﻣن ﻋﺎﺋدا اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺎ ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻣﺎل ﯾﻛﻔل ﻟﻬﺎ اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺎﺗﻬﺎ وﺗﺣﻘﯾق
رﺳﺎﻟﺗﻬﺎ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ،اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﺿﻣن ﻟﻬﺎ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ رﺳﺎﻟﺗﻬﺎ
اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺗطور اﻟﺳرﯾﻊ ﻓﻲ ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻻﺗﺻﺎل.
وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﯾؤﻛد اﻟﺑﻌض أﻫﻣﯾﺔ اﻟرﺑﺢ ﻛﺑﻌد اﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾرﻩ اﻟﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ
اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ،ﺣﯾث ﻟم ﺗﻌد ﻛﻠﻣﺔ اﻟرﺑﺢ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻹﻋﻼم ،ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺷﺄن أي
ﺻﻧﺎﻋﺔ أﺧرى ،ﻓﺎﻟرﺑﺢ ﻫو ﻣﻘﯾﺎس اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﻣﻘﯾﺎس ﻟﻣدى ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻟﻬدﻓﻬﺎ وﻟدورﻫﺎ
ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.1
إن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻧﺎﻓس ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻻ ﯾرﺗﺑط ﻓﺣﺳب ﺑﺄﺳﻠوب ﻋرض اﻟرﺳﺎﻟﺔ
اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻛﻣواد أو ﺑﻣﺿﻣون ﻫذﻩ اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ )ﻣﻌﻠوﻣﺎت وﻓﻛر(ٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺗﻧﺎﻓس
ﻋﻠﻰ اﻷﺳواق.
1
ﺳﻼم ﻣﻧﻌم زاﻣل ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .30
17
-4ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻹﻋﻼم ﻓﻲ ظل اﻟﻣﻔﻬوم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ﻟﻠظﺎﻫرة اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ
إن ﺳﯾﺎدة اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ ﻟﻺﻋﻼم ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺣﺎﻟﻲ واﻟذي دﻋم اﻟﺣرﯾﺔ واﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻧظم اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ واﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟدور ﻓﻲ ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺳﻠطﺎت وﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻛل ذﻟك ﻛﺎن ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻷداء اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻺﻋﻼم.
ﻟﻛن ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم ﺑدأ ﯾﻧﺣرف ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة إﻟﻰ اﺗﺟﺎﻩ ﻏﻠﺑﺔ اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي و
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري واﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروع اﻹﻋﻼﻣﻲ .ﺣﯾث ﺳﺎد ﻣﻧطق اﻟرﺑﺢ واﻟﺧﺳﺎرة ﻓﻲ إطﺎر
اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻧﺣو ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﺷروع اﻟﺧﺎص اﻟذي ﺑدأت ﺗﺄﺧذ ﺑﻪ ﻛل ﻧظم اﻟﻌﺎﻟم ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻣﻣﺎ
أﺛﺎر ﻣﺧﺎوف اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﺳﯾﺎدة ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم وﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع اﻹﻋﻼﻣﻲ.
ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أﺣد أن ﯾﻧﻛر ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﻣﺷروع اﻹﻋﻼﻣﻲ ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎن ﻟﻪ ﺟواﻧب اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﻻ
أﻧﻧﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺗﺟﺎﻫل اﻟﺟذور اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟﻣﺷروع واﻣﺗداد ﻫذﻩ اﻟﺟذور إﻟﻰ
ﻛل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻬﺗم ﺑﺑﻧﺎء اﻟﺑﺷر ﻓﻲ ﻛل اﻟﻧظم.
وﻗد ﯾرى اﻟﺑﻌض إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺟﻣﻊ واﻟدﻣﺞ ﺑﯾن اﻟﺟواﻧب اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷروع اﻹﻋﻼﻣﻲ واﻟﻣﻌﺎﻟم
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻓﻲ ظل ﺗﻧﺎﻗﺿﺎت اﻟﻧظﺎم اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ.
وﻣﻊ ذﻟك ﻫﻧﺎك إﺟﻣﺎع ﻋﻠﻰ أن ﺗﺄﺛﯾرات اﻟﺟﻣﻊ واﻟدﻣﺞ ﺗﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺳﻠﺑﻲ أﻛﺛر ﻣن
اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ ﺑﺳﺑب ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:1
-2ﺗﻌدد اﻟﻘوى اﻟﺗﻲ ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﻰ أداء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﺑﻌد ارﺗﻔﺎع ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺷﻐﯾل.
1
ﻋﺑد اﻟرزاق اﻟدﯾﻠﻣﻲ :ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻹﻋﻼم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر ،دار اﻟﯾﺎزوري اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،اﻷردن،2015 ،
ص .11-10
18
-4اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻹﻋﻼم ﻫو إﺣدى ﺣﻠﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت أﺧرى ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ.
-5ﺗزاﯾد اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻧﺣو دﻣﺞ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ وﺗرﻛﯾز اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ اﻻﺣﺗﻛﺎر.
-7طﻐﯾﺎن ﻣﻔﻬوم اﻟﺳوق ﻋﻠﻰ ﺣرﻛﺔ اﻟﻧظم اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ وأﻫداﻓﻬﺎ وﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧظم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
اﻷﺧرى واﻟﺟﻣﻬور وﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣﻔﻬوم ﻋﻠﻰ ﺣرﻛﺔ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟداﺧﻠﯾﺔ وﻣﺣﺗوى اﻹﻋﻼم.
-9اﻻﻧﺣﯾﺎز إﻟﻰ اﻟﻘوى اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻣوﯾل أﻛﺛر ﻣن اﻻﻧﺣﯾﺎز إﻟﻰ ﺟﻣﻬور وﺳﺎﺋل
اﻹﻋﻼم.
19
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ
اﻹدارة ﻫﻲ أﻫم ﻋواﻣل ﻧﺟﺎح أي ﻣﻧظﻣﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺻﻐﯾرة أو ﻛﺑﯾرة ،ﻟﻛن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﺷﺎط ﻫو
اﻟذي ﯾﺣدد ﺟوﻫر ﻋﻣل ﻫذﻩ اﻹدارة ،ﻟذﻟك ﯾﺟب أن ﯾﺗﻼءم اﻟﻧﺷﺎط اﻹداري ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ ﻫذﻩ
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
واﻹدارة ﻫﻲ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل و ﺗﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣن ﺧﻼل اﺧﺗﯾﺎرﻫﺎ
ﻟﻺطﺎر اﻟﺑﺷري ﻣن ﺟﻬﺔ ٕواﺷراﻓﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ
أﺧرى ،ﻟذﻟك ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻣﻌزوﻟﺔ ﻋن اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗؤﺛر وﺗﺗﺄﺛر.
وﻛﻣﺎ ﯾرى دراﻛر " :Darkerﻻ ﺗوﺟد دول ﻣﺗﺧﻠﻔﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎٕ ،واﻧﻣﺎ ﻫﻧﺎك دول ﻣﺗﺧﻠﻔﺔ إدارﯾﺎ،
ﺣﯾث أن ﻛل اﻟﺗﺟﺎرب ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗؤﻛد أن اﻹدارة ﻫﻲ اﻟﻣﺣرك اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ،وﻣن
ﻏﯾر ﺗواﻓر ﻫذا اﻟﻌﻧﺻر ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﺗواﻓرت ﺟﻣﯾﻊ ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج
اﻷﺧرى".1
وﺳﻧﺣﺎول ﻓﯾﻣﺎﯾﻠﻲ ﺗﻘدﯾم إطﺎر ﺗوﺿﯾﺣﻲ ﻋﺎم ﺣول ﻣﻔﻬوم إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ واﻟﻣﻘﺻود
ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ وأﻧواﻋﻬﺎ وطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ… وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﺳﻧﺗﻌرف ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﻘرة ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻔﺎﺗﯾﺢ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺄﺳس ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻧﺎء اﻟﻣطﻠب اﻷول وأﻫم
ﻫذﻩ اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم ﻫﻲ:
1
ﻣﺻطﻔﻰ ﯾوﺳف ﻛﺎﻓﻲ :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻹﻋﻼم ،ط ،1دار اﻟﺣﺎﻣد ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،2015 ،ص .48
20
-1.1ﻣﻔﻬوم اﻹدارة
ﻗدﻣت ﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻣﺗﻌددة ﺣول ﻣﻌﻧﻰ اﻹدارة ﯾﻌﻛس ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﻣرﺣﻠﺔ ﻓﻛرﯾﺔ وﺧﻠﻔﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ .وﻣن
أﻣﺛﻠﺔ ﻫذﻩ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت أن اﻹدارة ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،1وﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم ﯾﻌﻧﻲ:
-أن اﻹدارة ﺗﻣﺎرس ﻧﺷﺎطﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺣﯾط اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣﻌﯾن ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد
واﻷﻋراف ،وﻫذﻩ ﺗﺣدث آﺛﺎ ار ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ وﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
ﻛﻣﺎ ﺗﻌرف اﻹدارة ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ "ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻋد واﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬﺗم ﺑﺎﻻﺳﺗﺧدام
اﻷﻧﺳب ﻟﻠﻣوارد ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫدف اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﺄﻗل وﻗت وﺟﻬد وﻛﻠﻔﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ".2
وﯾﻌرف ﻫﻧري ﻓﺎﯾول اﻹدارة "ﻫﻲ ﻣﻌﻧﻰ أن ﺗدﯾر وأن ﺗﺗﻧﺑﺄ وﺗﺧطط وﺗﻧظم وﺗﺻدر اﻷواﻣر
وﺗﻧﺳق وﺗراﻗب" .3وﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر ﻓﺈن اﻹدارة ﻫﻲ اﻟﺣد اﻟﻔﺎﺻل ﺑﯾن ﻧﺟﺎح اﻟﻣﺷروﻋﺎت أو ﻓﺷﻠﻬﺎ
وﺑﯾن ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ أو اﻟﻌﺟز ﻋن ﺗﺣﻘﯾﻘﯾﻬﺎ .ﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن اﻹدارة ﺗﻬدف إﻟﻰ
ﺗﺣﻘﯾق اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ وﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺻﺣﯾﺢ.4
1
أﺣﻣد ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺻري:اﻹدارة اﻟﺣدﯾﺛﺔ-ﻣﻌﻠوﻣﺎت ،اﺗﺻﺎﻻت ،اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات ،-ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،اﻷزﻫر،
،2000ص.160
2
أﻣﯾرة ﻣﺣﻣد اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ:إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر ،ﻣﻧﺷورات ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ،1985 ،ص .161
3
Hinri Fayol: General And Industrial Management, London: Sim Issac Pitman And Sons,
1949, P: 6.
4
ﻣﻣﺣﻣد إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺑﻼل :ﻣﺑﺎدئ اﻹدارة ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،2004 ،ص.20 ،
21
-2.1ﻣﻔﻬوم اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻫﻲ وﺣدة إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج ،وﺗﻌرف أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﻧظﯾم إﻗﺗﺻﺎدي ﻣﺳﺗﻘل
ﯾﻣﺗﻠك إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﺑﺷرﯾﺔ وﻣﺎدﯾﺔ ﺗوﻓق ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺑﻐﯾﺔ إﻧﺗﺎج ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت ﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ .1
وﻟﻘد ﺣﺿﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﺗﻌرﯾف إﻋﻼﻣﻲ ﺧﺎص ﺑﻪ ،ﻓﻧﺟد أن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻫﻲ ﻣﻧظﻣﺔ
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻧوﻋﺎ ﻣﺎ ﺗؤﺧذ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻘ اررات ﺣول ﺗرﻛﯾب اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺑﺷرﯾﺔ
واﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﺑﻐﯾﺔ ﺧﻠق ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺿﺎﻓﺔ ﺣﺳب اﻷﻫداف ﻓﻲ ﻧطﺎق زﻣﻛﺎﻧﻲ.2
وطﺑﯾﻌﺔ اﻹﻋﻼم ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻔرض ﻋﻼﻗﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾن ﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼم وﺑﯾن ﺣﻛوﻣﺎﺗﻬﺎ،
وﻫذا ﯾﻧﻌﻛس ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ إدارة ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت وﺗﺣدﯾد أﻫداﻓﻬﺎ وأﺳﺎﻟﯾب ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ.
وﻣن ﺛم ،ﻓﺎن اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣﻬﺎرة ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ إدراك
طﺑﯾﻌﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ وﻧﺷرﻫﺎ وﺗﺳوﯾﻘﻬﺎ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن إدارات اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ
واﻟﺷرﻛﺎت ،وذﻟك ﻣن ﻋدة ﺟﻬﺎت ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻵﺗﻲ:3
-1إن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣواد اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ )اﻟرﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ( ذات طﺑﯾﻌﺔ ﻣﻣﯾزة وذات ﺗﺄﺛﯾرات ﻣﺗﻌددة
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻔرد واﻟﺟﻣﺎﻋﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﻫذا ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻟﺗﺄﺛﯾرات اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ أﻫﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ.
-2إن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣواد اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﺗﻣﺗﺎز ﻣن ﺣﯾث اﻟزﻣن ﺑﺿرورة ﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺣدث واﻟﺳرﻋﺔ ﻓﻲ
ﺗﻐطﯾﺗﻪ واﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻪ ،وﻫذا ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻣل اﻹداري وﺳرﻋﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﻓﻲ
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
1
Gilles Bressey: Christian Kongt, Economie De L’entreprise, Paris, 1990, P: .1
2
ﻋﻣر ﺻﺧري :اﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،2003 ،ص .24
3
ﻣﺻطﻔﻰ ﯾوﺳف ﻛﺎﻓﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .51
22
-3إن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻧﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت وﻗﻧوات اﻟﺳﯾطرة واﻟﺿﺑط ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻬﻧﺔ
اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﺗﺗﻧوع ﻋﻠﻰ أﻧﻣﺎط ﻣﺗﻌددة ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ أﻛﺛر
ﻣن رؤﯾﺎ ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ.
-4إن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻧﺎﻓس ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻻ ﯾرﺗﺑط ﻓﺣﺳب ﺑﺄﺳﻠوب ﻋرض اﻟرﺳﺎﻟﺔ
اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻛﻣوادٕ ،واﻧﻣﺎ أﯾﺿﺎ ﯾرﺗﺑط ﺑﻣﺿﻣون ﻫذﻩ اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ )ﻣﻌﻠوﻣﺎت وﻓﻛر(.
-5إن إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ وﻋﻲ ﻛﺎﻣل ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎن واﻵﻟﺔ واﻟزﻣﺎن
واﻟﻣﻛﺎن ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﺧطﯾط واﻟﺗﻧﻔﯾذ.
-6إن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻣل اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻋﻣل ﻣﺗﻛﺎﻣل ﯾﻛون ﻟﻛل ﻓرد ﻓﯾﻪ دورﻩ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻣﻬﻣﺎ ﺗﺿﺎءل
ﻣرﻛزﻩ اﻟوظﯾﻔﻲ.
أوﻟﻬﻣﺎ :إدارة اﻟﺗﺣرﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﻬﺗم ﺑﺟواﻧب إﻋداد اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ وﻧﺷرﻫﺎ.
ﺛﺎﻧﯾﻬﻣﺎ :إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺗﻧظﯾم ذو ﻧﺷﺎط إﻧﺳﺎﻧﻲ واﻗﺗﺻﺎدي ،واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺳﻣﯾﻬﺎ
ﺑﺈدارة اﻷﻋﻣﺎل.
ﻓﻛﻣﺎ ﺗﻣﺎرس اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻧﺷﺎطﻬﺎ ﺑﺈﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ ﺗﺗﺧﺻص ﻓﯾﻬﺎ ،ﻛذﻟك ﻓﺎن اﻹﻧﺗﺎج
اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﯾﻛﻣن ﻓﻲ رﺳﺎﺋﻠﻬﺎ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ.
وﻫﻛذا ﻓﺎن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﺗﺧﺿﻊ –ﻓﻲ أﺣوال ﻛﺛﯾرة -إﻟﻰ ﻗﯾود وﺿواﺑط وﺿﻐوط
ﺗﻣﺎرﺳﻬﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣؤﺳﺳﺎت أﺧرى ،ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻛﺎﻟدوﻟﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻛﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﺎﻟﺷرﻛﺎت،
وﯾﻛﻣن اﻟﺳﺑب ﻓﻲ وﺿﻊ ﻫذﻩ اﻟﺿﻐوط ﻋﻠﻰ إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻹدراك اﻟﺟﻬﺎت
اﻟﺿﺎﻏطﺔ ﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟدور اﻟذي ﺗﻠﻌﺑﻪ وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ اﻟﺧطﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
1
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،اﻟﺻﻔﺣﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ.
23
1
-2طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ
ﺗﻘﺳم اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ وﻋﺎﻣﺔ ﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ ﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،أﻣﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﻛﺎن اﻟﺷﻛل
اﻟﺳﺎﺋد ﻟﻬﺎ إﻣﺎ ﺻﻐﯾرة أو ﻣﺗوﺳطﺔ .وﻣﻊ اﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﺗطورت اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﻐﯾرة اﻟﺗﻲ
ﯾﻣﻛن ﺗﺳﯾﯾرﻫﺎ ﺑﺄﻗل ﯾد ﻋﺎﻣﻠﺔ وأﻛﺛر ﺳرﻋﺔ وأﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ ،وﻛذﻟك اﻷﻣر ﻣﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺗوﺳطﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺣوﻟت ﻟﻣؤﺳﺳﺎت وﻣﺟﺗﻣﻌﺎت إﻋﻼﻣﯾﺔ ﺿﺧﻣﺔ ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ
ﻧﻣو اﻻﺣﺗﻛﺎرات ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻛﺗل اﻷﻣوال ﻓﻲ وﺣدات ﻛﺑﯾرة ﺗﻬدف إﻟﻰ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج وﺣﻘن
ﺗﻛﻠﻔﺗﻪ وﺗﺟﻧب ﺧﺳﺎﺋر اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﺎﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻷﺳواق.
ﺗدرج اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﺿﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧدﻣﺎﺗﯾﺔ وذﻟك ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻹﻋﻼﻣﻲ.
ﻫﻲ ﺗﻧظﯾم اﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺟﻣﻊ أﺷﺧﺎص ذوي ﻛﻔﺎءات ﻣﺗﻧوﻋﺔ .ﻟﻬﺎ طﺎﺑﻊ ﻗﺎﻧوﻧﻲ واﺟﺗﻣﺎﻋﻲ،
ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺻﯾﺎﻧﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻧﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻷﺟﯾﺎل وﻓق ﻗﯾم أﺧﻼﻗﯾﺔ وﻗواﻋد ﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻣﺑﻧﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻗﺗﻧﺎع اﻟﺟﻣﻬور ﺑﻬﺎ واﻋﺗﻧﺎﻗﻪ ﻟﻬﺎ .وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺧدﻣﻪ وﺗﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﺎﻟﺣﻪ ﻷﻧﻬﺎ
ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣرﯾﺔ اﻧﺳﯾﺎب اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ،وﺗﺳﺗﺧدم إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎدأة ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﺟدات
اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻬﺎ .ﻛﻣﺎ أن ﻟﻬﺎ ﺑﻌدﯾن :ﺑﻌد ﻣﻌﻧوي ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﺿﻣون اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ
وطرﯾﻘﺔ ﺗﺟﺳﯾدﻫﺎ ،وﺑﻌد ﻣﺎدي ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﺣول اﻹﻋﻼم إﻟﻰ ﺻﻧﺎﻋﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﺗطﻠﺑﺎﺗﻬﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻟرﺑﺣﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﯾﻛﻔل ﻟﻬﺎ اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺎﺗﻬﺎ وﺗﺣﻘﯾق رﺳﺎﻟﺗﻬﺎ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ .وﻫﻲ أﻧواع
ﻣﻛﺗوﺑﺔ وﻣﺳﻣوﻋﺔ ﻣرﺗﺑﺔ ﻛﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ واﻹذاﻋﯾﺔ واﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ووﻛﺎﻻت اﻷﻧﺑﺎء.
1
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .52
24
-3أﻫم وظﺎﺋف إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ
ﺗﻧﻘﺳم اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ إﻟﻰ ﻋدد ﻣن اﻟوظﺎﺋف اﻹدارﯾﺔ ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ اﻟﻣدﯾر ﻫﻲ:
-1.3اﻟﺗﻧظﯾم:
ﻫو ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧﺳﯾق اﻟﺟﻬود اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻲ أي ﻣﻧظﻣﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣرﺳوﻣﺔ ﺑﺄﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ
ﻣﻣﻛﻧﺔ .ﻓﻬﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻪ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻹدارﯾﺔ وﺗﺣدﯾد اﻷﻋﻣﺎل ﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻷﻫداف وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ ﻓﻲ إدارات وأﻗﺳﺎم ﻓﻲ ﺿوء ﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻧﺷﺄ ﺑﯾن
اﻷﻋﻣﺎل واﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ.1
وﻋرف اﻷﺳﺗﺎذ اروﯾك اﻟﺗﻧظﯾم ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﺗﺣدﯾد أوﺟﻪ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق أي ﻫدف
وﺗرﺗﯾﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛن إﺳﻧﺎدﻫﺎ إﻟﻰ أﻓراد".2
وﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﺗﻧظﯾم ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻏﯾر ﺛﺎﺑت ٕواﻧﻣﺎ ﻫو ﻣﺗﻐﯾر ﯾﺗﻐﯾر ﺑﺗﻐﯾر
اﻟﻣواﻗف واﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ،ﺣﯾث ﯾﻘوم اﻟﻣدﯾرون ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﻘﯾﯾم دورﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟﺑﻧﺎء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ
ﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬم ،ﻓﺗﻠﺟﺄ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺗﻧظﯾم ،أي اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ ﺑﻧﺎء ﺗﻧظﯾﻣﻲ آﺧر
أﻛﺛر ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻠظروف اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ.
اﻟﻧوع اﻷول ﻫو اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ وﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺻﻣﻣت ﻣن أﺟﻠﻪ ،وﯾﻘوم
ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ وﺗﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﻓﻲ وظﺎﺋف ،ﺛم ﺗﺻﻧﯾف اﻟوظﺎﺋف ﻓﻲ
ﺗﻘﺳﯾﻣﺎت ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺻﻐﯾرة وﯾﺟري ﺗﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﺳﯾﻣﺎت ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ أﻛﺑر.
1إﺑراﻫﯾم اﻟﺳﻠﻣﻲ :إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ،دار اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1999 ،ص .163
2
ﻣﺣﻣد ﺷﺎﻛر ﻋﺻﻔور :أﺻول اﻟﺗﻧظﯾم ،ﺟدة ،دار اﻟﺷروق ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ واﻟطﺑﺎﻋﺔ ،1991 ،ص ﻏﯾر ﻣﺗوﻓرة.
25
-ﯾوﺟد ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻟﻺدارة ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ:1
اﻹدارة اﻟﻌﻠﯾﺎ :ﻫﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت وﺗﺧﺗص ﺑﺗﺣدﯾد اﻷﻫداف اﻟﻌﺎﻣﺔ
ورﺳم اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ووﺿﻊ اﻟﺧطوط اﻟﻌرﯾﺿﺔ ﻟﻠﻌﻣل ،وﯾﺣﺗل ﻫذا اﻟﻣﺳﺗوى أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس
اﻹدارة.
اﻹدارة اﻟوﺳطﻰ :ﻫﻲ ﺣﻠﻘﺔ اﻟوﺻل ﺑﯾن اﻹدارة اﻟﻌﻠﯾﺎ واﻹدارة اﻹﺷراﻓﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺧﺗص
اﻟﻣدﯾرون ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺳﺗوى اﻹداري ﺑﻧﻘل اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت واﻷﻫداف واﻟﺧطوط اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ
اﻟﻣدﯾرون ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوى اﻷﻋﻠﻰ إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻷدﻧﻰ ،ورﻓﻊ اﻟﺗﻘﺎرﯾر ﻟﻺدارة اﻟﻌﻠﯾﺎ
ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻻﻧﺟﺎز وﻣﻌوﻗﺎﺗﻪ.
اﻹدارة اﻹﺷراﻓﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة :ﯾﺿم ﻫذا اﻟﻣﺳﺗوى اﻹداري اﻟﻣﺷرﻓﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﺎل واﻟﻣﻧﻔذﯾن ﻣن
ﺻﻐﺎر اﻟﻌﻣﺎل واﻟﻣوظﻔﯾن داﺧل ﺻﺎﻻت اﻹﻧﺗﺎج 3ﻟﻠﺗﺄﻛد ﻣن ﺗﺄدﯾﺔ اﻟﻌﻣل ﺑﺻورة ﺗﺣﻘق
اﻷﻫداف اﻟﻣوﺿوﻋﺔ.
-2.3اﻟﺗﺧطﯾط:
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺧطﯾط أﺣد أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ ﺑﻠوغ اﻷﻫداف ،ﻓﻬو ﯾﻬﺗم ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ
ﺗﻣﻛن ﻣن ﺑﻠوغ اﻟﻬدف ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ ،اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ
واﻹﺣﺻﺎءات واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟدﻗﯾﻘﺔ واﻟﺗﺟﺎرب اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ﻛﺷف اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ٕواﯾﺟﺎد
اﻟﺣﻠول اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ ﻟﻬﺎ ﻗﺑل ﺗﻔﺎﻗﻣﻬﺎ.
وﺗﻬﺗم اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻛﺛﯾ ار ﺑﺎﻟﺗﺧطﯾط ﻷﻧﻪ ﻋﻧﺻر ﻫﺎم ﯾﺟب ﺗوﻓرﻩ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ،
وﻧﺟﺎح اﻟﺗﺧطﯾط ﻣرﻫون ﺑﻧﺟﺎح اﻹدارة ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﺧطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﯾر ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻣن ﺗﺣدﯾد
1
ﺳﻬﺎم اﻟﺷﺟﯾري :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .211
26
اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ وﺗﺣدﯾد اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ واﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ وﻛذا
ﺗﺣدﯾد اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻲ ﯾﺟب اﺗﺧﺎذﻫﺎ ﻟﻠﺗﺧطﯾط.1
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺧطﯾط ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻓﻛرﯾﺔ وﻣﻔﺎﺿﻠﺔ ٕواﺧﺗﯾﺎر ﺑﯾن ﻋدة ﺑداﺋل وﺻوﻻ إﻟﻰ ﻫدف ﻣﻌﯾن.
وﯾﻣﺛل اﻟﺗﺧطﯾط رﻛﻧﺎ أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﻌﻣل اﻹداري واﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻹﻋﻼﻣﻲ
وﻏﯾرﻫﺎ .وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﺧطﯾط اﻹﻋﻼﻣﻲ إﺗﺧﺎذ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة اﻟﻣﺛﻠﻰ ﻣن اﻹﻣﻛﺎﻧﺎت
اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ واﻟﻛﻔﺎءات اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف واﺿﺣﺔ ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﺳﯾﺎﺳﺔ إﻋﻼﻣﯾﺔ
ﻣﺣددة وﺑﺈﻋداد ﺑراﻣﺞ إﻋﻼﻣﯾﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﯾﺟري اﻹﻋداد ﻟﻬﺎ وﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ﺗﻧﻔﯾذا ﻓﺎﻋﻼ ﺑﺄﺟﻬزة إدارﯾﺔ
وﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ وﺗﻘوﯾﻣﯾﺔ ﻗﺎدرة.
وﯾﻌﺗﻣد اﻟﺗﺧطﯾط اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣوث اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺟﻣﺎﻫﯾر واﻟظروف
اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻬم .ﻟذا ﻓﺈن اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻣﺛﯾل اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ وﻗﯾﺎداﺗﻬﺎ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ أﺟﻬزة
وﻫﯾﺋﺎت اﻟﺗﺧطﯾط ،ﻓﺎﻹﻋﻼﻣﯾون ﺑﺣﻛم دراﺳﺗﻬم ﻟﻠرأي اﻟﻌﺎم وطرق ﻗﯾﺎﺳﻪ ﯾﻌرﻓون اﻟﺗوﻗﯾت
اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻹﺻدار اﻟﻧظم واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﺟدﯾدة واﻹﻋﻼن ﻋن اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻣﻘﺗرﺣﺔ واﻵﺛﺎر
اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذﻫﺎ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ.
-إﺳﺗﻣرارﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط :اﻟﺗﺧطﯾط ﻣن اﻟوظﺎﺋف اﻟﻣﺳﺗﻣرة طوال ﺣﯾﺎة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻌﻣل ﻓﻲ ظروف ﺳﺎﻛﻧﺔ وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﺗﻐﯾﯾر ﻛﺎﻟﺗﻐﯾﯾرات
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ… وﯾﺗطﻠب اﻻﺳﺗﻌداد ﻟﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ وﯾﻣﻛن أن ﯾﺗم ذﻟك ﻣن
ﺧﻼل اﻟﺗﺧطﯾط .ﻛﻣﺎ أن اﻟظروف اﻟﺗﻲ وﺿﻌت ﻓﻲ ﺿوﺋﻬﺎ اﻟﺧطﺔ ﻗد ﺗﺗﻐﯾر ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗﻠزم
1
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .216
27
اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط ﺑﺎﻟﻣراﺟﻌﺔ واﻟﺗﻌدﯾل ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟظروف اﻟﻣﺗﻐﯾرة ،ﻓﺎﻟﺗﺧطﯾط ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﺳﺗﻣرة
ﻗﺑل إﻋداد اﻟﺧطﺔ وأﺛﻧﺎء ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ.
-ﺷﻣوﻟﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط :ﯾﺷﻣل اﻟﺗﺧطﯾط ﺟﻣﯾﻊ ﻧواﺣﻲ اﻟﻧﺷﺎط ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ
ﺑﻌض اﻟﻧواﺣﻲ دون اﻷﺧرى .ﻓﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﻫﯾﻛل ﻣﺗﻛﺎﻣل ﻣن اﻟﺧطط ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧظﻣﺔ ،ﻓﻬﻧﺎك اﻟﺧطﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ؛ وﯾﺗﻔرع ﻋﻧﻬﺎ ﺧطط وظﯾﻔﯾﺔ
ﻛﺧطط اﻹﻧﺗﺎج واﻷﻓراد واﻟﺗﺳوﯾق واﻟﺗﻣوﯾل واﻟﺑﺣوث واﻟﺗطوﯾر… ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻔرع ﻣن اﻟﺧطط
اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﺧطط ﺗﺷﻐﯾﻠﯾﺔ ،وﺗﻌﺗﺑر اﻟﺧطﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻹطﺎر اﻟرﺋﯾﺳﻲ اﻟذي ﯾﺗم
إﻋداد اﻟﺧطط اﻷﺧرى واﻟﺑراﻣﺞ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻪ.
-ﻣروﻧﺔ اﻟﺗﺧطﯾط :ﯾﺟب أن ﯾﺗوﻓر ﺷرط اﻟﻣروﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺧطﺔ وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣروﻧﺔ ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﺧطﺔ
ﻟﻠﺗﻌدﯾل ﻋﻠﻰ ﺳوء اﻟظروف اﻟﺟدﯾدة واﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻛن ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن وﻗت اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﺎﻟﺗﺧطﯾط ٕواﻋداد اﻟﺧطﺔ.
-ﺳرﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط :ﯾﺟب أن ﺗﻛون اﻟﺧطﺔ ﺳرﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻌرف ﻣﺣﺗوﯾﺎﺗﻬﺎ إﻻ اﻷﻓراد
اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﺑﺎﻧﺟﺎزﻫﺎ.
ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺳﻌﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ:
ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت :ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺑراﻣﺞ إﻋﻼﻣﯾﺔ أو إﻋﻼﻧﯾﺔ أو دﻋﺎﺋﯾﺔ ﻹﺷﺑﺎع رﻏﺑﺎت اﻷﻓراد ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﺗطﻠﺑﻪ ﻓﯾﻪ ،ﻓﺎﺳﺗﻣرار اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺧدﻣﺔ ﺟﻣﻬورﻫﺎ ﺑﺷﻛل ﺧﺎص واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻛل.
ﺗﺣدﯾد ﻫدف اﻟﺑﻘﺎء واﻟﻧﻣو :وﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﻣ اررﯾﺔ أو اﻟﺑﻘﺎء ﻻ ﯾﻌد ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻹدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ
اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟرﺧﺎء اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،أﻣﺎ إﺑﺎن اﻟﻛﺳﺎد ﻓﺈن إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﺑﻘﺎء
28
اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺗﺣﺳن اﻟظروف ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل .أﻣﺎ ﻫدف اﻟﻧﻣو ﻓﻘد ﯾﻛون اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت أو
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات أو ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج أو اﻟرﺑﺢ أو زﯾﺎدة ﻋدد اﻟﺟﻣﻬور… أو ﺑﻣزﯾﺞ ﻣﻧﻬﺎ.
اﻟﺗوﻓﯾق :ﺑﯾن ﻣﻼك اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ واﻟﻌﺎﻣﻠﯾن وﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣﻌﻬﺎ ﻣن ﻣوردﯾن
وﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن وداﺋﻧﯾن ...وﺗواﻓق أﻫداف اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻣﻊ أﻫداف اﻟﺟﻣﯾﻊ.
-ﺗوﺿﯾﺢ اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺎﻋد ﻛل ﻓرد ﻣن أﻓرادﻫﺎ ﻋﻠﻰ
ﺗﺄدﯾﺔ ﻋﻣﻠﻪ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗوﻓﯾر اﻹطﺎر اﻟذي ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗوﺣﯾد اﻟﺟﻬود ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف.
-اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن ﺟﻬود اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن اﻟذﯾن ﯾﺷﺗرﻛون ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن
اﻟﺧطط اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﯾﺿﻣن اﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن اﻷﻋﻣﺎل واﻹدارات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛون ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وﯾﻌﺗﺑر
أﺳﺎس اﻟﺗﻧظﯾم.
-اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺧدام اﻷﻓﺿل ﻟﻠﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻣﺎدﯾﺔ أو ﺑﺷرﯾﺔ وﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف ﺑﺄﻗل
ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ.
-3.3اﻟﺗوﺟﯾﻪ :ﻫو اﻟـوظﯾﻔﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺈدارة اﻟﻣـﻧظﻣﺔ أو أي ﺟزء ﻣﻧﻬﺎ أﺛﻧﺎء ﻗﯾـﺎﻣﻬــﺎ
ﻋﻣﻠﯾـًﺎ ﺑـﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﺧـطط وﺗﻘـوم ﻋﻠـﻰ ﺛﻼث دﻋـﺎﺋم ﻫﻲ :اﻟـداﻓﻌﯾـﺔ واﻟﺗﺣﻔﯾز ،اﻟﻘﯾﺎدة ،اﻻﺗﺻﺎل.
-4.3اﻟرﻗﺎﺑﺔ :ﻫﻲ اﻟوظـﯾﻔﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺄﻛد ﻣن إﺗﻣﺎم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع ﺣﺳﺑﻣﺎ أﻋد ﻟﻪ ﻣن
ﺗﺧطﯾـط وﺗﻧظﯾم وﺗوﺟﯾـﻪ .وﯾﻣﺗد ﻣﺟﺎل اﻟرﻗـﺎﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﻌدﯾـد ﻣن اﻷﻧﺷطﺔ واﻟﻣـوارد داﺧل
اﻟﻣـؤﺳﺳـﺔ .وﻫﻧـﺎك أﺷﻛـﺎل ﻣﺗﻌـددة ﻟﻠـرﻗـﺎﺑـﺔ ﻫﻲ :اﻟـرﻗـﺎﺑـﺔ اﻟﺳـ ــﺎﺑ ـﻘــﺔ ،اﻟـرﻗ ــﺎﺑــﺔ اﻟﺟـﺎرﯾ ـ ،اﻟـرﻗ ــﺎﺑــﺔ
اﻟﻼﺣـﻘ ــﺔ ،ﻛــذﻟك ﺗـﺗـﻌـدد أدواﺗﻬﺎ ووﺳـﺎﺋﻠﻬﺎ.
29
1
-4أوﺟﻪ اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ٕوادارة اﻟﺷرﻛﺎت
إن طﺑﯾﻌﺔ إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻧﺎﺑﻊ ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻹدارة ﺗﻠك اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ،واﻟﺗﻲ
ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن إدارة اﻟﺷرﻛﺎت واﻟﻣﺻﺎﻧﻊ وذﻟك ﻣن ﻋدة ﺟﻬﺎت ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻵﺗﻲ:
-1إن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣواد اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ )اﻟرﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ( ذات طﺑﯾﻌﺔ ﻣﻣﯾزة وذات ﺗﺄﺛﯾرات ﻣﺗﻌددة
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻟﺗﺄﺛﯾرات اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ أﻫﻣﯾﺔ
ﺧﺎﺻﺔ.
-2إن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣواد اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﺗﻣﺗﺎز ﻣن ﺣﯾث اﻟزﻣن ﺑﺿرورة ﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺣدث واﻟﺳرﻋﺔ ﻓﻲ
ﺗﻐطﯾﺗﻪ واﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻪ ،وﻫذا ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻣل اﻹداري وﺳرﻋﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﻓﻲ
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
-3إن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻧﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت وﻗﻧوات اﻟﺿﺑط ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻬﻧﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ
ﺗﺗﻧوع ﻋﻠﻰ أﻧﻣﺎط ﻣﺗﻌددة ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ أﻛﺛر ﻣن رؤﯾﺎ
ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ.
-4إن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻧﺎﻓس ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻻ ﯾرﺗﺑط ﻓﺣﺳب ﺑﺄﺳﻠوب ﻋرض اﻟرﺳﺎﻟﺔ
اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ )ﻛﻣواد( ٕواﻧﻣﺎ ﯾرﺗﺑط ﺑﻣﺿﻣون ﻫذﻩ اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ )ﻣﻌﻠوﻣﺎت وﻓﻛر( ،وﻣن ﺛم
ﻓﺎن اﻟﺗﻧﺎﻓس ﯾﻛﻣن ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ أﻓﺿل اﻟﻛﻔﺎءات اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﺗﻘدﯾم أﻓﺿل اﻟرﺳﺎﺋل
ﻟﻠﺟﻣﻬور ﺷﻛﻼ وﻣﺿﻣوﻧﺎ ،وﻫذا ﯾﺗطﻠب ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﺣﯾﺎن ﻣن اﻹدارة اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن
ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﻟدﯾﻬم ﻣن ﻛﻔﺎءات وﺧﺑرات ﻧﺎدرة.2
1
ﺳﻬﺎم اﻟﺷﺟﯾري :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .207
2
ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد :ﺑﺣوث اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ،ط ،1ﻋﻠم اﻟﻛﺗب ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1992 ،ص .45
30
-5إن إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ وﻋﻲ ﻛﺎﻣل ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎن واﻵﻟﺔ واﻟزﻣﺎن
واﻟﻣﻛﺎن ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﺧطﯾط واﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﺣﯾث ﺗﺣﻘق ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ أﻓﺿل اﻷداء ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗﺣﻘﯾق
اﻷﻫداف.
-6إن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻣل اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻋﻣل ﻣﺗﻛﺎﻣل ﯾﻛون ﻟﻛل ﻓرد ﻓﯾﻪ دورﻩ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻣﻬﻣﺎ
ﺗﺿﺎءل ﻣرﻛزﻩ اﻟوظﯾﻔﻲ ،وﻣن ﺛم ﻓﺈن ﻫذا اﻹدراك ﻷﻫﻣﯾﺔ اﻷﻓراد ﯾﺳﺗﻠزم إدراﻛﺎ أﺷﻣل ﺑطﺑﯾﻌﺔ
اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل وﺳﻠوﻛﻬﺎ وأﻧﻣﺎط اﺗﺻﺎﻟﻬﺎ وأﺳﻠوب اﻟﻘﯾﺎدة ﻓﯾﻬﺎ.
31
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ
اﻗﺗرن ظﻬور اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ﺑﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﺗﺣدﯾدا ﺑﻌد اﺧﺗراع
اﻟﻣطﺑﻌﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ ﻏوﺗﻧﺑرغ ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻘرن اﻟﺳﺎدس ﻋﺷر ،وﺗوﻓر طﺑﺎﻋﺔ آﻻف
اﻟﻧﺳﺦ ﻣن اﻟﻣطﺑوع اﻟواﺣد وﺳﻬوﻟﺔ اﻧﺗﺷﺎرﻫﺎ ﺑﯾن ﺟﻣﺎﻫﯾر ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .
اﺧﺗﻠف اﻟﺑﺎﺣﺛون ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﺷروط اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ إﻧﺗﺎج اﻟﺟرﯾدة ﻓﻲ إطﺎر اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﺣددة ﻟﻬﺎ داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟظروف اﻟﻣﻬﯾﺄة
ﻟﻬﺎ ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ﻟﺗﺄدﯾﺔ دورﻫﺎ اﻹﻋﻼﻣﻲ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ﻋﻠﻰ أﻛﻣل وﺟﻪ .ﻓﻬﻧﺎك ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻣن اﻋﺗﺑر
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻧﺗﺎج اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻣؤﺳﺳﺔ ﺻﺣﻔﯾﺔ ﺗﻌﻣل وﻓق
ﻗواﻋد اﻟﺳوق ،وﻫﻧﺎك ﻣن اﻋﺗﺑرﻫﺎ ﻋﻣﻼ إدارﯾﺎ ﺻرﻓﺎ أﺳﺎﺳﻪ اﻟﺣرص ﻓﻲ إﻧﺗﺎج اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﻋﻠﻰ
اﻻﻫﺗﻣﺎم أﻛﺛر ﺑﺎﻟﺟواﻧب اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗوﺟﯾﻪ ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺧدﻣﺔ أﻏراض
ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،إذ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻟﻠﺟرﯾدة ﻣؤﺳﺳﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺧدﻣﺔ
إﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﯾﯾرﻫﺎ ﻣرﻛزﯾﺎ ﻣن ﺣﯾث ﺗﺧطﯾط ﻋﻣﻠﻬﺎ وﺗوﻓﯾر
اﻷﻣوال ﻟﻬﺎ.1
وﯾﺷﯾر ﻣﻔﻬوم اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﺗﺻﻧﯾﻊ
اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ وﺗوزﯾﻌﻬﺎ ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻣﺣددة ﺑﺻورة دورﯾﺔ ﻣﻧﺗظﻣﺔ.
ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺟﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﺗﺣت ﻣﺳﻣﯾﺎت ﻋدﯾدة ،ﺗوزﻋت ﺑﯾن ﻣﺻطﻠﺢ إدارة اﻟﺻﺣف ﻛﻣﺎ
ذﻫب إﻟﯾﻪ اﻟﺑﺎﺣث ﺻﻠﯾب ﺑطرس ،2أو إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ وﻓق ﻣﺎ أﺷﺎر إﻟﯾﻪ اﻟﺑﺎﺣﺛﺎن
أﻣﯾرة اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ وﻣﺣﻣود ﻋﻠم اﻟدﯾن ،3وﻫﻧﺎك ﻣن ﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻣﺻطﻠﺣﯾن اﻟﻣذﻛورﯾن ﻓﻲ اﻟوﻗت
1
أﺣﻣد ﺑن ﻣرﺳﻲ :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟورﺳم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر ،2014 ،ص .5
2
ﺻﻠﯾب ﺑطرس :إدارة اﻟﺻﺣف ،اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1974 ،ص .54
3
أﻣﯾرة اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ /ﻣﺣﻣود ﻋﻠم اﻟدﯾن :إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ وﺣﺎﻻت ﺗطﺑﯾﻘﻪ،
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣﺻر ،2002 ،ص .39
32
ﻧﻔﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﻏرار ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ اﻟﺑﺎﺣث ﻣﺣرز ﺣﺳﯾن ﻏﺎﻟﻲ ﺗﺣت ﻣﺳﻣﻰ إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﻬﺎ.1
إن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﻫﻲ "ﺗﻠك اﻟﻬﯾﺋﺔ أو اﻟﻣﻧﺷﺄة اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻟﻰ إدارﯾﺎ وﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ إﺻدار ﺻﺣﯾﻔﺔ
واﺣدة ﺗﺣت ﻋﻧوان واﺣد وﺻورة ﻣﻧﺗظﻣﺔ ،أي ﻫﻲ اﻹطﺎر اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻟذي ﯾﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر
ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻓﻲ أي ﻧﺷﺎط إﻧﺗﺎج ﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟرأﺳﻣﺎل واﻟﻣﺎدة
اﻷوﻟﯾﺔ واﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ،وﺗﻧﺳﯾق اﻟﻌﻣل داﺧل ﻫذا اﻹطﺎر ﻣن أﺟل إﻧﺗﺎج ﻣﺎدة ﺻﺣﻔﯾﺔ ﻟﺟﻣﻬور
اﻟﻘراء.2ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﯾﺗوﻓر ﻓﯾﻪ ﻋﻧﺎﺻر إﻧﺗﺎج
اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌد اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻷﺧﺑﺎر ﻣﺎدﺗﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ،
ﻓﺎﻟﺧﺑر ﻫو "ﻣﻧﺗﺞ ﺗﺟﺎري ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﺻﺣف ﻫﻲ اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺷرﻛﺎت ﻫدﻓﻬﺎ
ﺗوﻟﯾد اﻟرﺑﺢ ﻟﺣﻣﻠﺔ اﻷﺳﻬم ﻓﯾﻬﺎ".3
وﯾﻌرف اﻟﺑﺎﺣﺛﺎن اﻟﻧﺑﻬﺎﻧﻲ واﻟﺟﺑوري اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ "ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻣﺎﻟﯾﺎ وﻫدﻓﻬﺎ ﺗوﻓﯾر اﻹﻧﺗﺎج ﺑﻐرض اﻟﺗﺳوﯾق ،وﻫﻲ ﻣﻧظﻣﺔ ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗوزع ﻓﯾﻬﺎ
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت ،وﯾﻣﻛن أن ﺗﻌرف ﺑﺄﻧﻬﺎ وﺣدة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺗﺟﻣﻊ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،اﻟﻣﺎدﯾﺔ
واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺑﻐرض ﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻼﺋﻣﺔ وﻫذا ﺿﻣن ﺷروط
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﺣﯾز اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ واﻟزﻣﺎﻧﻲ اﻟذي ﯾوﺟد ﻓﯾﻪ ،وﺗﺑﻌﺎ ﻟﻧوع وﺣﺟم
4
اﻟﻧﺷﺎط".
1
ﻣﺣرز ﺣﺳﯾن ﻏﺎﻟﻲ :اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﻌﺎﺻر ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة،
،2009ص .41
2
أﺣﻣد ﺑن ﻣرﺳﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .29
3
ﺳﻼم ﻣﻧﻌم زاﻣل ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .95
4
أﺣﻣد ﻋطﺷﺎن اﻟﻧﺑﻬﺎﻧﻲ ،ﻋﻠﻲ ﻋﺑودي ﻧﻌﻣﺔ اﻟﺟﺑوري :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻷﯾﺎم ،ﻋﻣﺎن،2016 ،
ص .43
33
ﻛﻣﺎ ﺗﻌرف أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ " اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﯾﺗوﻓر ﻓﯾﻪ ﻋﻧﺎﺻر إﻧﺗﺎج اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌد اﻟﻣﻧﺗﺞ
اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻷﺧﺑﺎر ﻣﺎدﺗﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺧﺑر ﻣﻧﺗﺞ ﺗﺟﺎري ،ﺑﻣﻌﻧﻰ
1
أن اﻟﺻﺣف ﻫﻲ اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺷرﻛﺎت ﻫدﻓﻬﺎ ﺗوﻟﯾد اﻟرﺑﺢ ﻟﺣﻣﻠﺔ اﻷﺳﻬم ﻓﯾﻬﺎ".
و ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﻣؤﺳﺳﺎت ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻣﺛل ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻷﺧرى ،ﺣﯾث أﻧﻬﺎ
ﻣﻌرﺿﺔ ﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺳوق ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﺗﺑﺣث ﻋن اﻟﺗوازن ﺑﯾن ﻣﺻﺎرﯾﻔﻬﺎ و ﻣداﺧﯾﻠﻬﺎ،
وﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺟﺎوز ﻫذﻩ اﻟوﺿﻌﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق أرﺑﺎح ﻛﺑﯾرة ﻣن أﺟل ﺗﺧﺻﯾص ﺟزء ﺗوﺟﻬﻪ
2
ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺗوزﯾﻊ".
وﺗﻘوم اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟوظﺎﺋف اﻹﺑداﻋﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ
ﺑﺎﻟﻣﺿﻣون وﺑﺎﻟﺗﺣرﯾر اﻟﺻﺣﻔﻲ واﻹﻋﻼن واﻟﺗوزﯾﻊ ،وﯾﺗﺻل اﻷﻓراد ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﺑﻌﺿﻬم ﻣن
أﺟل ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺔ ﺻﺣﻔﯾﺔ ،ﺗﺑرز ﻓﻲ ﺷﻛل ﺟرﯾدة أو ﻣﺟﻠﺔ أو إﻋﻼن أو ﺧدﻣﺎت ﺻﺣﻔﯾﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺣﻘق أﻫداﻓﻬم اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ظل ﺗرﺗﯾب ﻣﻧظم ﻟﻸﻓراد واﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ.
ﻣن ﺟﻬﺗﻪ ،ﯾﻘدم ﯾـوﺳف ﻣﺣﻣـد ﺻﺎﺑـر اﻟﺣﺑـﺎب ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﺷﺎﻣﻼ ﻟﻠـﺻﺣﺎﻓـﺔ ﺑﺄﻧﻬـﺎ وﺳﯾﻠـﺔ ﻣن وﺳـﺎﺋل
اﻹﻋﻼم اﻟواﺳـﻌﺔ اﻻﻧﺗﺷـﺎر واﻟﺗﺄﺛﯾـر ،ﺗﺳﺗﻬـدف ﺗﻧﻣﯾﺔ وﺗـوﻋﯾﺔ ﺟﻣـﻬور اﻟﻘراء ﺑـﺎﻟﻌﻠوم واﻟﺛﻘـﺎﻓــﺔ
واﻵداب واﻷﺧﺑﺎر واﻟﻣﻌﺎرف اﻟﻌـﺎﻣﺔ ،وﺗوﺿﺢ ﺳﯾـر اﻟﺣوادث اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟـدوﻟﯾﺔ ،ﻣﻊ إﺑـداء
اﻟرأي ﺑـﺎﻟﻣﻼﺣـظــﺎت واﻟﺗﻌﻠﯾـﻘﺎت واﻻﻧﺗﻘـﺎدات اﻟﻣﺟردة اﻟﻬـﺎدﻓﺔ ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ واﻟـﺻﺣﺎﻓـﺔ
ﻛﻣﻬـﻧﺔ ﻟﻬـﺎ أﺻوﻟﻬـﺎ وﻗواﻋـدﻫﺎ وﻧـظرﯾـﺎﺗﻬﺎ اﻷﺳـﺎﺳﯾﺔ وﺗـطﺑﯾﻘـﺎﺗﻬﺎ ﻻﺣﺗـواﺋﻬﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﻔﻧـون اﻟﺗﻲ
ﺗﺳـﺗﻘطب ﺟـﻣﻬور اﻟﻘـراء وﺗﺣﺗـﺎج إﻟﻰ ﻣـﺗﺧﺻﺻـﯾن ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﻌﻠﻣﯾـﺔ واﻷدﺑﯾـﺔ
واﻟﺛﻘـﺎﻓﯾـﺔ واﻻﻗﺗﺻـﺎدﯾﺔ ،وﻣـطﺎﺑﻊ وأﺟﻬـزة ﻓﻧـﯾﺔ وﻣـواد ﺗـﺷﻐـﯾﻠﯾـﺔ ﻟﺗﺣـرﯾـر اﻷﺧﺑـﺎر واﻟﻣﻘـﺎﻻت
واﻹﺧـراج واﻹدارة واﻟﺗـوزﯾﻊ و اﻹﻋﻼن وﺑﺎﻻﺳﺗﺧـدام اﻷﻣﺛل ﻟﻺﻣﻛـﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﺎﺣـﺔ ﺑﻣﺟـﻬودات
1
ﺷﯾﺎ :ﻣدﺧل إﻟﻰ ﺳﯾﻣﯾﺎء اﻹﻋﻼم ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت واﻟﻧﺷر
ﺟوﺛﺎن ﺑﯾﻧﻐل ،ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﺣﻣد ّ
واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺑﯾروت ،2011 ،ص .109
2
وﻫﯾﺑﺔ ﺑوزﯾﻔﻲ :ﻣﺣﺎﺿرات أﻟﻘﯾت ﻋﻠﻰ طﻠﺑﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ إﻋﻼم واﺗﺻﺎل ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر .2015 ،3
34
اﻟﻣـﺗﺧﺻـﺻﯾن ﺗظـﻬر اﻟـﺻﺣﯾـﻔﺔ اﻟﻣطﺑوﻋـﺔ ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾن ﺗدﻋﻣﻬﺎ ﻗوة اﻟﻣرﻛز اﻟﻣﺎﻟﻲ
واﻷدﺑﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرﻫﺎ ،وﻟﻠﺻﺣﺎﻓﺔ رﺳﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﻘف ﻋﻧـد ﺣد اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺧﺑر
أو اﻟﻣﻘﺎل وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺗﻌداﻩ إﻟﻰ اﻟﺗﻘوﯾم واﻟﺗﺛﻘﯾف وﺧدﻣﺔ اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم وﻗﯾﺎدة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻫو
أﻓﺿل.1
-1اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟوظﯾﻔﻲ ﻟﻠﻧﺷﺎط ) وﻛﺎﻟﺔ اﻷﻧﺑﺎء ﻟﺟﻣﻊ اﻷﺧﺑﺎر ،اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻧﺎﺷرة ،ﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟطﺑﺎﻋﺔ ،ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗوزﯾﻊ ،وﻛﺎﻻت اﻹﻋﻼن ،ﻣﻌﺎﻫد ﺳﺑر اﻵراء ودراﺳﺎت اﻟﺟﻣﻬور.(....
-2اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﺗﻘﻧﻲ ﻟﻠﻌﻣل واﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ )أﻗﺳﺎم اﻟﺗﺣرﯾر ،اﻟﺗﺻوﯾر ،اﻟﻘﺳم اﻟﺗﻘﻧﻲ.(...
-ﻣﻧﺗوج ﺳرﯾﻊ اﻟﺗﻠف :اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﻣﻧﺗوج ﯾﻔﻘد ﻗﯾﻣﺗﻪ ﺑﺳرﻋﺔ ،ﻓﻌﻣر اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻗﺻﯾر ﺟدا ﺣﺗﻰ ﻟو
ﻛﺎن ﻟﻠوﻋﺎء )اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟورﻗﯾﺔ( ﻋﻣر أطول ﻧﺳﺑﯾﺎ ﻣن ﻋﻣر اﻟﻣﺣﺗوى اﻟذي ﯾﺣﻣﻠﻪ ،ﺣﯾث ﯾﺻل
1ﯾوﺳف ﻣﺣﻣد ﺻﺎﺑر اﻟﺣﺑﺎب" :ﺗطور اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ وأﺟﻬزﺗﻬﺎ ودور اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ
وﻗواﻧﯾن ﺗﻧظـﯾم ﻣﻬﻧﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﻋـدد ﻣن اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ" ،ﺟدة ،دار اﻟﻘﻠم ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،1992 ،ص
.37،
ﻓﻧﻲ ﻋﺎﺷور :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ،ﻫل اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻧﺷﺎطﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ،ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ،اﻟﺟزء اﻷول ،دار
2
ﻫوﻣﺔ ،2002 ،ص .91
35
ﻋﻣر اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﺑﺿﻊ ﺳﺎﻋﺎت ﻓﻘط ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﺻدور ﺻﺣﯾﻔﺔ ﻣﺳﺎﺋﯾﺔ ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻟﻠﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟﺻﺑﺎﺣﯾﺔ.
-ارﺗﻔﺎع ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻧﻣوذج اﻷﺻﻠﻲ :ﻓﺿرورة ﺗﺳوﯾق اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﻓﻲ وﻗت ﻗﺻﯾر ﺟدا ﯾﻔرض
ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺗﻛﺛﯾف اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ ﺑﻌض ﻣراﺣﻠﻪ ﻟﻼﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻠطﻠب اﻟﻣﺗزاﯾد
ﻓﻲ وﻗت ﻗﺻﯾر.
-ارﺗﻔﺎع ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺗوزﯾﻊ :ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺗوﻓﯾر ﻧﺳﺦ ﻣن اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻧﻘﺎط اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻓﻲ
أﻗﺻر وﻗت ﻣﻣﻛن ،وﻣن ﻫﻧﺎ وﺟب اﻋﺗﻣﺎد ﻧﻘﺎط ﺑﯾﻊ ﻋدﯾدة وﺷﺑﻛﺔ ﺗوزﯾﻊ ﻗوﯾﺔ وﻫو ﻣﺎ ﯾﺗﺳﺑب
ﻓﻲ ارﺗﻔﺎع ﺗﻛﺎﻟﯾف ﺗوزﯾﻊ ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﺑﺎﻫﺿﺎ.
-ﻣﻧﺗوج ﺛﺎﻧوي :ﺗﺗﺄﻟف اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﻣن ﻣﺎدة ﺻﺣﻔﯾﺔ ﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﻘراء وﻣﺳﺎﺣﺔ إﺷﻬﺎرﯾﺔ ﺗﺑﺎع
ﻟﻠﻣﻌﻠﻧﯾن ،ﺗرﺗﻔﻊ ﻗﯾﻣﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ ﺑﺎزدﯾﺎد ﻋدد اﻟﻘراء أو ﺗﺧﺻﺻﻬم ،أي ﺣﺳب
وزﻧﻬم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾرﻓﻊ طﻠب اﻟﻣﻌﻠﻧﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ.
-ﻋواﻣل اﻟطﻠب ﻟﯾﺳت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ داﺋﻣﺎ :ﻓﺎﻟدﺧل واﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ ﻻ ﯾﻛﻔﯾﺎن وﺣدﻫﻣﺎ
ﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺣف ،ﺑل ﻻ ﺑد ﻣن ﺗوﻓﯾر ﺷروط أﺧرى ﻟﯾﺳت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أﺻﻼ،
ﻛﺎﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ واﻛﺗﺳﺎب ﻋﺎدة اﻟﻘراءة وﺗوﻓر وﻗت اﻟﻔراغ.
-ﻏﯾﺎب ﺳﻌر اﻟﺳوق :ﺑﺳﺑب اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺧﺎص ﻟﻠﺻﺣﯾﻔﺔ ﯾﺗم ﺧﻔض ﺳﻌر
اﻟﺻﺣف ﻟﺗوﺳﯾﻊ اﻟﺳوق اﻷوﻟﯾﺔ ،أي زﯾﺎدة ﻋدد اﻟﻘراء ﻗﺻد ﺗوﺳﯾﻊ اﻟﺳوق اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ ،أي زﯾﺎدة
ﺣﺻﺔ اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﻣن ﺳوق اﻹﻋﻼﻧﺎت.
* إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻫذﻩ اﻟﺧﺻﺎﺋص ،ﺗﺗﻣﯾز ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﺑـ ـ ــ:
36
*أﻣﺎ أﺣﻣد ﺑن ﻣرﺳﻲ 1ﻓﻘد ﺣدد ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1ﻣﻧﺗﺞ ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻼﺣﺗﻛﺎر :ﻷن ﻛل اﻟﺻﺣف ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻷﺣداث ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺗﻐطﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻘدم ﻟﻠﻘﺎرئ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ،واﻟﺗﻣﯾز اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﻧﺳﺟﻠﻪ ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﺻدد ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻔﺎﻋل ﻣﻊ اﻷﺣداث اﻟﻣذﻛورة ،اﻧﺗﻘﺎء ٕواﻋدادا وﻋرﺿﺎ ،أي ﯾﻧﺣﺻر
ﺗﻔردﻫﺎ ﻓﻲ ﺟواﻧب ﻓﻧﯾﺔ ﻣن أﺟل إﺣداث اﻟﻔرق اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﻔوق ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻫﺎ.
-2ﺳﻌر ﺑﯾﻊ اﻟﻧﺳﺦ ﻻ ﯾﻐطﻲ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻌدد :ﻟذا ﻻﺑد ﻟﻠﺻﺣﯾﻔﺔ أن ﺗﺑﺣث ﻋن
ﻣﺻﺎدر ﺗﻣوﯾل أﺧرى ﻏﯾر ﺗﻠك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣدﺧوﻟﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﻧﺳﺦ واﻹﺷﻬﺎر ،أي ﺗﺿطر إﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﻧﺷﺎط ﺛﺎﻧوي ﻋن طرﯾق اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺷروﻋﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺛﻼ ﺑﺻﻧﺎﻋﺔ ورق
طﺑﺎﻋﺔ اﻟﺻﺣف أو ﺑﯾﻊ اﻟﺗﺟﻬﯾزات اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ...اﻟﺦ ،أو ﺑﺎﻧﺟﺎز أﻋﻣﺎل ﺛﺎﻧوﯾﺔ ﻣﺛل طﺑﺎﻋﺔ
اﻟﺻﺣف واﻟﻛﺗب...اﻟﺦ ،أو ﺗﺄﺳﯾس ﻣراﻛز ﺑﺣث أو ﻣطﺎﺑﻊ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻧﺷﺎط ﻣواز ﯾﻛﻣل
ﻋﻣﻠﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ.
-3ﻣﻧﺗﺞ ﺳرﯾﻊ اﻟﺗﻠف :اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺈﻧﺗﺎج اﻟدورﯾﺔ ﻫو ﻋﻣل ﯾﺗﺳم ﺑطﺎﺑﻊ ﻓرﯾد
ﯾﻣﯾزﻩ ﻋن اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻷﺧرى ﻛﺳﻠﻌﺔ ،ﻓﻬو ﺳرﯾﻊ اﻟﺗﻠف أي ﯾﺿﯾﻊ ﻗﯾﻣﺗﻪ ﺑﺳرﻋﺔ ﺑﺳﺑب ﻋدم
ﻗﺎﺑﻠﯾﺗﻪ ﻟﻠﺣﻔظ ﻓﻲ ظروف ﺗﻛﯾﯾﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻷﺧرى ،ﻓﻘﯾﻣﺔ ﺳﻠﻌﺔ ﺟرﯾدة
ﯾوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺳﺎﻋﺎت ﻻ ﺗﺗﻌدى أرﺑﻊ وﻋﺷرﯾن ﺳﺎﻋﺔ ،وﻗﯾﻣﺔ ﺳﻠﻌﺔ ﺟرﯾدة أﺳﺑوﻋﯾﺔ ﻻ
ﺗﺗﻌدى اﻷﺳﺑوع اﻟواﺣد.
-4ﺻﻧﺎﻋﺔ ﺗﻛﺎﻟﯾﻔﻬﺎ ﺿﺧﻣﺔ :ﺗﺗﻣﯾز ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﺑﺗﻛﺎﻟﯾﻔﻬﺎ اﻟﺿﺧﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻛﺎﻟﯾف
اﻟطﺑﺎﻋﺔ ،ﻓﻣﺛﻼ ﺳﻌر اﻟورق ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟدوﻟﯾﺔ ﺷﻬد ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﺗزاﯾدا ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة.
1
أﺣﻣد ﺑن ﻣرﺳﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص ص .21-20 ،
37
وﯾﺣدد اﻟـدﻛﺗور ﺻـﻠﯾب ﺑطـرس 1ﺧﺻـﺎﺋص وﻣـﺗطﻠﺑـﺎت اﻟﺻﺣـﺎﻓﺔ ﻛـﺻﻧﺎﻋـﺔ ﻓﻲ اﻟﺟواﻧب
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أوﻻ :ﻻﺑد ﻟﻠﺻﺣـﺎﻓﺔ ﻣﺛـﻠﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟـك ﻣﺛل أﯾﺔ ﺻﻧـﺎﻋﺔ ،ﻣن ﻋﻧـﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌروﻓﺔ وﻫﻲ:
رأس اﻟﻣﺎل ،واﻟﻌﻣل ،وﻟﻛن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ،ﺗﺻﺑﺢ ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﺧﺻﺎﺋص
ﺗﺟﻌل ﻣﻧﻬﺎ ﺷﯾﺋﺎً ﻣﺗﻣﯾزا.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :أن رأس اﻟﻣـﺎل اﻟذي ﺗﺣﺗﺎﺟﻪ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔـﯾﺔ أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﺿﺧـﺎﻣﺔ ﺑﺣﯾث ﻟم ﯾﻌد
ﻓردا واﺣدا ﻗﺎد ار ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﻣﯾﻪ ،وﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺑﻌث ﻣن ﺿﺧﺎﻣﺔ رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻼزم
ﻟﻠـﺻﺣﺎﻓﺔ ،أﻧﻬـﺎ ﺑﺟﺎﻧب ﺗـﺄﺛﯾرﻫـﺎ ﻓﻲ ﻣدى ﻣـﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ ﻣـن ﺣرﯾﺔ ﺗؤﺛر ﺑدورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ
اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺷﺄة اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ وﺗﺗﺄﺛر ﺑﻪ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﺗﺗﻣﯾز ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﺑﺄن اﻟوﻗت ﯾﻠﻌب ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻬﺎ دو ًار أﻛﺑر ﻣن أﯾﺔ ﺻﻧﺎﻋﺔ
ﻓـﺎﻷﺧﺑﺎر ﻫﻲ واﺣدة ﻣن أﻛﺛـر اﻟﻣواد ﺗﻠﻔـﺎً وﺑوا ًار ،ﻓﺧﺑـر اﻷﻣس أو ﺣﺗـﻰ اﻟﺧﺑر اﻟـذي ﻣﺿـﻰ
ﻋﻠﯾﻪ ﺳـﺎﻋﺎت ﻣـﺎدةٌ ﯾﻠﺣـﻘﻬﺎ اﻟـﺑوار ﺑـﺻورة أﺳـرع ﻣن أﯾـﺔ ﻣﺎدة أﺧرى ،وﻋﻣـر اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﻧﻔﺳﻬـﺎ
ﻛﺳﻠﻌﺔ ﯾﻌد ﺑـﺎﻟﺳﺎﻋﺎت ،وﺗﺑﻌـﺎً ﻟذﻟك ﺗﺗﻧﺎﻓس اﻟﺻﺣف ﻓﯾﻣـﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻣـﻧﺎﻓﺳـﺔ ﺷدﯾـدة ﻋﻠﻰ اﻟظﻬـور
ﻓﻲ اﻟﺳـوق.
راﺑﻌﺎ :وﺗﺗﻣﯾـز اﻟﺻﺣﺎﻓـﺔ أﯾﺿﺎ ﺑـﺎﻋﺗﻣﺎدﻫـﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻛم ﺟـﻣﻬور اﻟﻘراء ﻋﻠـﻰ ﻧﺣو أﻛﺑر ﻣن ﺣﻛم
ﻣﺳﺗﻬﻠك أﯾﺔ ﺳﻠﻌﺔ أﺧرى ،ﻓﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻘﺎرئ وﺻﺣﯾﻔﺗﻪ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس إﺣﺳﺎس اﻷول ﺑـﺄن
اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﯾﺟب أن ﺗﻘـدم ﺧدﻣﺔ ﻣﺳﺗـوﻓﺎة ﻓﻲ ﺣدود أﻗﺻﻰ اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﺑﺷرﯾـﺔ واﻟﻣﺎدﯾﺔ ،وﻋراﻗﺔ
ﻣﺎﺿﻲ اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﻻ ﺗﻧﻬض ﺳﺑﺑﺎً ﻟﻼﻋﺗذار ﻟدى ﻗـراﺋﻬﺎ إذا ﻗﺻرت ﯾـوﻣﺎً -ﻓﻲ ﺗﺻـور ﻫؤﻻء
اﻟﻘراء -ﻋن أداء واﺟﺑﻬـﺎ ﻷﺳﺑﺎب ﻗـد ﺗﻛون ﺧـﺎرﺟﺔ ﻋن إرادﺗﻬـﺎ ،وﺣﻛم اﻟﻘراء ﻋﻠـﻰ اﻟﺣﺎﺿر
ﻻ ﯾﺷﻔﻊ ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﻋرﯾﻘﺎ.
1
ﺻﻠﯾب ﺑطرس ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .60
38
ﺧﺎﻣﺳـﺎ :ﺗﺗﻣﯾز ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ أﯾﺿﺎ ﺑﻌﻣـق اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﺷدﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻﺗﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﯾن
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﺔ.
ﺳـﺎدﺳﺎ :اﻟﻣﺷـروع اﻟﺻﺣﻔﻲ ﻫـو ﻣﺷروع ﯾـﺗﻣﯾز ﺑـﺄﻧﻪ ﯾﻧطـوي ﻋﻠﻰ ﻧـﺳﺑﺔ ﻣن اﻟﻣﺧﺎطرة أﻋﻠﻰ
ﻣﻣﺎ ﺗﻧطوي ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻷﺧرى.
ﺳﺎﺑﻌـﺎ :إن اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﻛﻣﻧـﺗﺞ ﻻﺑد ﻟرواﺟﻬﺎ ﻣن ﺗـﺿﺎﻓر ﻋﻣل وﺟﻬد اﻷﺟﻬـزة اﻟﺗﺣرﯾرﯾﺔ واﻷﺟﻬزة
اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﻋدة ﻣـﺟﺎﻻت ،ﻓطﺎﺑﻊ أﯾﺔ ﺳﻠﻌﺔ ﯾـراد ﻟﻬﺎ اﻟرواج ﯾﺳﺗﻣد وﺟـودﻩ ﺛم ﺟﻧـﺎﺣﻪ إﻟﻰ ﺣـد
ﻛﺑﯾـر ﻣن ﻣﻘـﺗﺿﯾـﺎت اﻟﺳـوق ،و ﻻﯾﺳـﺗطﯾﻊ ﻧـﺎﺷر اﻟﺻﺣﯾﻔـﺔ أن ﯾﻘرر اﻟدﺧول ﻓﻲ ﺳوق
اﻟﺻﺣﺎﻓـﺔ أو اﻹﻓﺎدة ﺑﺄﻛﺑر ﻗـدر ﻣﻣﺎ ﯾﺗﻬﯾﺄ ﻟﻪ ﻣن ﻓرص ،ﻣﺎ ﻟم ﯾـﻌﻛف ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﺟﺎل
اﻟذي ﯾـدﺧﻠﻪ ﺗﺣﻠﯾﻼً دﻗﯾﻘﺎً ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳس ﻋﻠﻣـﯾﺔ ،وﻫذا ﻻ ﯾﺗﯾﺳر إﻻ ﺑﺗﺿﺎﻓر ﺟﻬﺎز اﻟﺗﺣرﯾر
اﻟذي ﯾﻘدم اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﻲ ﯾراد ﺑـﯾﻌﻬﺎ واﻹدارة اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗـﻬن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟـﺗﺳوﯾق اﻟﺗـوزﯾﻌﻲ واﻹﻋﻼﻣﻲ،
واﻹﻋﻼن ﻻ ﯾﻌدو أن ﯾﻛون ﺑﯾﻌًﺎ ﻟﻣﺳﺎﺣﺎت ﺑﯾﺿﺎء ﻣن اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ،وﻛﻼ اﻟﻧوﻋﯾن ﻣـن اﻟﺑﯾﻊ
ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺧﺻـﺎﺋص ﻣﻌﯾﻧﺔ وﯾﺗطﻠـب ﻋﻧﺎﺻر ﺗﺧﺗﻠف ﻛﺛـﯾ اًر ﻋن ﻋﻧﺎﺻر ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺳوﯾق اﻟﺳﻠﻊ
اﻷﺧرى.
ﺛﺎﻣـﻧﺎ :ﻋﻠﻰ اﻟرﻏـم ﻣن أن اﻟﻣﻣـﯾـزات اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠـﺻ ـﺣـﯾـﻔـﺔ ﻗـد ﺗـﻘــدﻣـت ﻛـﺛﯾ اًر ﻣﺗﺄﺛرة اﻟﺗﻘـدم
اﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﻲ -ﺛم اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ،وأﺧﯾـ ًار اﻟرﻗـﻣ ــﻲ اﻟﻬــﺎﺋل ﻓﻲ ﻫــذا اﻟﻣﺟﺎل ،ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﻐطﯾﺔ
اﻷﺧﺑﺎر وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ واﻟﺗﻌﻠﯾق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺎزال اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺑـﺷــري ﻫــو اﻟﻌﺎﻣل اﻷﻛﺛر ﺗﺄﺛﯾ اًر ﻓﻲ ﺻـﻧﺎﻋﺔ
اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ،وﻣﺎدام اﻷﻣر ﻛذﻟك ﻓـﺈن اﻟﺻﺣﺎﻓـﺔ ﺳـﺗـظـل ﺗﻌـﻛس ﻋواطف اﻟـﺻﺣﻔﻲ وﻣﺷـﺎﻋرﻩ
اﻟﺧﺎﺻـﺔ وﻗدراﺗﻪ اﻟﻔﻧﯾـﺔ وﻛـﻔــﺎءﺗﻪ ،ﻓﻬو ﻻ ﯾـﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾطـرﺣﻬﺎ ﺟﺎﻧﺑـًﺎ وﻫو ﯾﺗوﻟـﻰ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ أي
ﻣوﺿوع.
ﺗﺎﺳﻌﺎ :أن اﻟﺻﺣﺎﻓـﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠـﻰ ﻧزﻋـﺎت إﻧﺳﺎﻧـﯾﺔ ﻛﺛﯾـرة ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺟﺎﻫﻠﻬـﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﺣب اﻻﺳﺗطﻼع
أو اﻟﻔﺿول ،وﻗﺑول اﻟﺟﻣﻬور ﻓﺿﻼ ﻋن اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻧزﻋﺔ أﺧرى وﻫﻰ أن اﺳـﺗﺟﺎﺑﺔ
39
اﻟﻌﯾن أﻗـوى ﻣن اﺳﺗﺟﺎﺑـﺔ اﻷذن ،وﻛﻠﻬﺎ ﻧزﻋـﺎت ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﺳﻠـوك اﻟﻘراء وﻓـﻰ ﺳﻠوك اﻟﻣﺣررﯾن.
وواﺟب اﻟﺻﺣـﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷـد اﻟﻧﻣو اﻟﻣطرد أن ﺗـﺑﺣث ﻋن اﺗﺟﺎﻫـﺎت اﻟﻘراء وأن ﺗﻘـوم ﺑﻌﻣﻠﯾـﺔ
ﺗﻌدﯾـل ﺳﯾﺎﺳﺗﻬـﺎ ﻓﻲ ﻫدﯾﻬﺎ وﺗﻠﻌب اﻹدارة اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ دو ًار ﻣﻬﻣًﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل.
ﻋـﺎﺷرا :أن اﻷداة اﻟﺗﻲ ﺗـرﺑط ﺑـﯾن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌـﻧﺎﺻـر اﻟﻣﺧﺗﻠـﻔﺔ واﻟـﺗﻲ ﺑـدوﻧﻬـﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣـطﺑوع
ﺳـواء ﻛﺎن ﻛﺗـﺎﺑﺎً أو ﺻﺣـﯾﻔﺔ أن ﯾﺻـدر ﻫﻲ اﻟﻧـﺎﺷر أو اﻟﻌﻘل اﻟﻣـدﺑر اﻟـذي ﯾﻬﯾﻣن ﻋﻠـﻰ ﻋﻣﻠـﯾﺔ
اﻟﻧـﺷر ،وﻫـو ﺷﺧص ﯾـﺄﻧس ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻪ اﻟﻘـدرة ﻋﻠﻰ إﺻـدار اﻟﺻﺣﯾﻔـﺔ أو ﻫو اﻟﻘـﺎﺋد اﻟذي ﯾﻘود
اﻟﻌﻧـﺎﺻر اﻟﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ وﻓﻲ ﻣﻘـدﻣﺗﻬﺎ ﺗدﺑﯾر اﻟﻣﺎل اﻟﻼزم اﻟذي ﯾﻣﻛﻧﻪ ﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ
ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج.
1
-3أﺳواق اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ
ﯾﺗوزع ﻧﺷﺎط اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدة أﺳواق أﺷﻬرﻫﺎ ﺳوق اﻟﻘراء و ﺳوق اﻟﻣﻌﻠﻧﯾن،
ﻓﺎﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﺗﺗﺿﻣن ﻣﻧﺗوﺟﯾن ﻣﺗﻣﺎﯾزﯾن :ﻣﺎدة ﺗﺣرﯾرﯾﺔ ﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﻘراء ،وﻣﺳﺎﺣﺔ اﺷﻬﺎرﯾﺔ ﺗﺑﺎع
ﻟﻠﻣﻌﻠﻧﯾن وﺑﻘدر اﺗﺳﺎع ﺳوق اﻟﻘراء ﺗرﺗﻔﻊ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻻﺷﻬﺎرﯾﺔ ،وﻛذﻟك اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﺳوق ﻓﺑﻘدر ﻣﺎ ﯾزﯾد ﺗﻣﯾز اﻟﻘراء و ﺗظﻬر ﺻﻔﺎﺗﻬم و ﻗدراﺗﻬم اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ و
ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻣﻼءﻣﺗﻬم ﻟﻠﻣﻌﻠﻧﯾن ﺑﻘدر ﻣﺎ ﯾزداد ﺗﻌﻠق اﻟﻣﻌﻠﻧﯾن ﺑﺎﻟﺻﺣﯾﻔﺔ .
أ -ﺳوق اﻟﻧﺷر :وﻫﻲ اﻟﺳوق اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ،ﻓﻘد ﺗﻛون ﻗواﻧﯾن اﻟدوﻟﺔ
أو ظروف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗﻔرض ﺑﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻠﺳوق أو ﺗرﻓض ﺑﻧﯾﺔ أﺧرى ) ﺳوق ﺣرة ،ﺳوق
ﻣﺣﺗﻛرة(.
ب -ﺳوق اﻟﻘراء :ﻫﻲ اﻟﺳوق اﻷﺻﻠﯾﺔ و ﻫﻧﺎك ﻗراء ﻓﻌﻠﯾون ،و ﻗراء ﻣﺣﺗﻣﻠون ﯾﻧﺑﻐﻲ أﺧذﻫم
ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻋﻧد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺣرﻛﺔ إرادﯾﺔ ﻟﺗوﺳﯾﻊ ﺳوق اﻟﻘراء ﻣﺳﺑﻘﺎ .ﯾﺗم ذﻟك ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺔ
اﻟﺳوق و ﺗﺣدﯾد اﻟﺧط اﻻﻓﺗﺗﺎﺣﻲ أي ﻧوع اﻟﺧدﻣﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﻘﺗرﺣﺔ.
1
وﻫﯾﺑﺔ ﺑوزﯾﻔﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .15
40
ت -ﺳوق اﻟﻣﻌﻠﻧﯾن :ﯾﺷﺗري اﻟﻣﻌﻠﻧون ﻣﺳﺎﺣﺔ إﺷﻬﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﺣف ،ﯾﺧﺗﺎر اﻟﻣﻌﻠن اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ ﺧﺻﺎﺋص ﻗراﺋﻬﺎ اﻟﻧوﻋﯾﺔ و اﻟﻛﻣﯾﺔ ،و ﻣدى ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻫذﻩ اﻟﺧﺻﺎﺋص ﻟرﺳﺎﻟﺗﻪ
اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ ،ﻓﻘراء اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﺷﻛﻠون ﺟزء ﻣن اﻟﺟﻣﻬور اﻟذي ﯾﺳﺗﻬدﻓﻪ اﻟﻣﻌﻠن ،وﻟﺿﻣﺎن
ﺗﻐطﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﺟﻣﻬورﻩ اﻟﻣﺳﺗﻬدف ﻗد ﯾﺿطر اﻟﻣﻌﻠن إﻟﻰ ﺗﻧظﯾم ﺣﻣﻠﺗﻪ ﻋﺑر ﻋدة ﺻﺣف ،ﺑل
ﻋﺑر ﻋدة وﺳﺎﺋل إﻋﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت.
ث -ﺳوق اﻟطﺑﻊ :ﻗد ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺳوق ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺗﻛﺎر ﻣن ﻗﺑل ﺗﺟﺎر اﺳﺗﯾراد اﻟورق
واﻟﻣواد اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻷﺧرى ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺑﺈﻣﻛﺎن اﻟﻣﺣﺗﻛرﯾن أن ﯾرﻓﻌوا أﺳﻌﺎر اﻟطﺑﺎﻋﺔ وأن ﯾﻔرﺿوا
ﺻﯾﻐﺎ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻧﺎﺷرون ﻓﻲ ﻣوﻗﻊ ﺿﻌﯾف .و ﻗد ﺗﻛون ﺳوق اﻟطﺑﻊ ﺗﺣت
أﯾدي اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﺑﺎﺳم اﻟﺣﻛوﻣﺔ.
ج -ﺳوق رؤوس اﻷﻣوال :ﺗﺗطﻠب اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ﺣﺎﻟﯾﺎ اﺳﺗﺛﻣﺎر رؤوس أﻣوال ﺿﺧﻣﺔ و
ﯾﻔرض ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎﺷر ) اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ( أن ﯾﺑﺣث ﻋن ﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻣوﯾل أو
اﻻﻗﺗراض .ﻓﻘد ﺗﺿطر ﺑﻌض دور اﻟﻧﺷر إﻟﻰ ﺗﻣوﯾل ﺑﻌض اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﺳوق
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و ﻫﻧﺎ ﻻﺑد ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ ﺑﻧﯾﺔ اﻟﺳوق.
و ﺗﻧطﻠق اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﺑﺄﻣوال ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻧﺎﺷرﯾن ) ﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟﻣﺣررﯾن ( أو ﺑﺗﻣوﯾل ﻣن
اﻟﺧواص ) اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﯾن و اﻟﺗﺟﺎر أو اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن( أو ﺑﺗﻣوﯾل ﻋﻣوﻣﻲ ) ﺑﺈﻋﺎﻧﺔ ﻣن اﻟدوﻟﺔ ﻣﺛﻼ(
أو ﺑﺄﻣوال ﻣﻘﺗرﺿﺔ ﻣن اﻟﺑﻧوك ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﻟﺟدوى اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷروع.
ح -ﺳوق اﻟﻌﻣل ) اﻟﺻﺣﺎﻓﯾون و ﻛل طﺎﻗم إدارة اﻟﺗﺣرﯾر ( :و ﺑﻧﯾﺔ ﺳوق اﻟﺗﺣرﯾر ﺗؤﺛر ﻛﺛﯾ ار
ﻋﻠﻰ اﻷداء اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻠﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ.
-4ﻣراﺣل اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ:
ﯾطﻠق ﻓﻧﻲ ﻋﺎﺷور ﻋﻠﻰ اﻟﻣراﺣل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻹﻧﺗﺎج اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﺗﺳﻣﯾﺔ "اﻟوظﺎﺋف" ،ﺣﯾث ﯾﺗﻛون
اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻣن وظﯾﻔﺔ ﻣﻬﯾﻣﻧﺔ )اﻟﻧﺷر( ووظﯾﻔﺔ ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ )اﻟطﺑﺎﻋﺔ(
41
ووظﯾﻔﺔ ﺣﺎﺳﻣﺔ )اﻟﺗوزﯾﻊ( ووظﺎﺋف أﻣﺎﻣﯾﺔ )وﻛﺎﻟﺔ اﻷﻧﺑﺎء واﻟﺗوﺛﯾق...ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت( ووظﯾﻔﺔ
ﺛﺎﻧوﯾﺔ ذات أﻫﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ )اﻹﺷﻬﺎر(.1
-اﻟﻧﺷر :ﺗﺗﺿﻣن وظﯾﻔﺔ اﻟﻧﺎﺷر ﺗﺄﺳﯾس اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ٕواﺻدار اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ أو اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ،
وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻧﺷر وﻫﻲ:
وظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺣرﯾر ،وظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺻوﯾر ووظﯾﻔﺔ اﻹﺧراج.2
-اﻟطﺑﺎﻋﺔ :ﺗوﺻف اﻟطﺑﺎﻋﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ وظﯾﻔﺔ ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،ﺗﻧﺗﻬﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻷوﻟﻰ "اﻟﻧﺷر" ﺑﺗﺳﻠﯾم
اﻟﻧﻣوذج اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻠﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﺎﺳﺗﻧﺳﺎخ ﻫذا اﻷﺻل ﻓﻲ آﻻف اﻟﻧﺳﺦ ،ﻓﺎﻟطﺑﺎﻋﺔ ﻫﻲ
ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺑﺎﻷﺳﺎس وﯾﺗوﻗف ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻔﻧﻲ ﻟﻠﺻﺣﯾﻔﺔ )ﻧوﻋﯾﺔ اﻟورق،
اﻷﻟوان.3(...
اﻟﺻﺣﻔﻲ، اﻟﺗﺣرﯾر إن دورة إﻧﺗﺎج اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﺗﻣر ﻋﺑر أرﺑﻌﺔ ﺣﻼﻗﺎت أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣﺗﺳﻠﺳﻠﺔ:
اﻹﺷﻬﺎر ،اﻟطﺑﺎﻋﺔ ،اﻟﺗوزﯾﻊ ،و ﻫذﻩ اﻟﺣﻠﻘﺎت اﻷرﺑﻊ ﻣوزﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻣرﺣﻠﺗﯾن رﺋﯾﺳﯾﺗﯾن :ﻣرﺣﻠﺔ
اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻔﻛري ،وﻣرﺣﻠﺔ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺎدي.
أ -ﻣرﺣﻠﺔ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻔﻛري )اﻟﻣﺣﺗوى ( :ﺗﺷﻣل ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻋﻣل اﻟﺟﻬﺎز اﻟﺗﺣرﯾري اﻟﻣﺗﺻل ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺗﺣرﯾر .و ﺗﺗﻣﺛل ﻣﻬﻣﺔ ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺟﻣﻊ ،ﺻﯾﺎﻏﺔ ،ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺎدة اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ.
و ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﺟﻬﺎز اﻟﺗﺣرﯾري ﯾﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ وﺣدة ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﻧﺗﺎج اﻟﻣﺎدة اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ –
اﻟﻣﻌﺑر ﻋﻧﻬﺎ ﺑوﺣدة اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ -ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘﺳم اﻟﺗﺣرﯾر ﻫﻲ اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟوﺣدة
1
ﻓﻧﻲ ﻋﺎﺷور :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .94
2
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .96
3
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .101
42
اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ اﻟﺻﺣﻔﻲ ،و ﻣن ﻫﻧﺎ ﻓﺈن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﺗﻌﻣد اﻟﻧﺷﺎط ﻋﻠﻰ ﻣرﺣﻠﺗﯾن :إﺻدار
اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ وﺗﺳوﯾﻘﻬﺎ.
و ﯾﺷﯾر اﻟدﻛﺗور ﺻﻠﯾب ﺑطرس 1إﻟﻰ أن إﻋداد اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﺣرﯾرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻟب اﻟذي ﯾرﺗﺿﯾﻪ
ﺟﻣﻬور اﻟﻘراء ﻋﻧﺻ ار أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ،ﻧظ ار ﻷن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺣرﯾرﯾﺔ
ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻣﺳﺗوى اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،و ﺗﺗﺣدد ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك اﻟطﺑﻘﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺗﺟﻪ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺣدد اﻟﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻘراء ،و ﻫذﻩ ﻛﻠﻬﺎ اﻋﺗﺑﺎرات ﺗؤﺛر ﺗﺄﺛﯾ ار
ﻣﺑﺎﺷ ار ﻓﻲ ﺗﺳوﯾق اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ،و ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻋﻼﻧﯾﺔ ﻟﻬﺎ ،و ﻓﻲ ﻫﯾﻛل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ
ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ.
ب -ﻣرﺣﻠﺔ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺎدي :ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟطﺎﻗم اﻟﺗﺣرﯾري ﻣن ﺗﺣﺿﯾر اﻟﻧﺳﺧﺔ اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ
ﻟﻠﺻﺣﯾﻔﺔ ﯾﻧﺗﻘل اﻹﻧﺗﺎج ﻣن ﻣرﺣﻠﺔ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻔﻛري إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺎدي ،ﻣﻌﺑ ار ﻋﻠﻰ أن
اﻟﻧﺳﺧﺔ اﻟﻧﻣوذج ﻣﺎدة أوﻟﯾﺔ ﻧﺻف ﻣﺻﻧﻌﺔ.
وﺗﺷﻣل ﻫذﻩ ﻛل اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ و اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻣﺳﺧرة ﻟﻠﻌﻣل اﻟﺻﺣﻔﻲ ﻋﺑر ﺣﻠﻘﺎت اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ،
ﺣﯾث ﺗﻌﻣل ﺗﻠك اﻟطﺎﻗﺎت داﺧل ﻧﺳق واﺣد ﻗﺻد طﺑﺎﻋﺔ اﻟﻣﺎدة اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﻓوق ﻣﻘﺎﯾﯾس
اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟورﻗﯾﺔ ﻟﺗﺣوﻟﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد إﻟﻰ إﻧﺗﺎج ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻗﺎﺑل ﻟﺗﺳوﯾق و اﻻﺳﺗﻬﻼك .و ﻧﺟد ﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻛل ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟطﺑﺎﻋﺔ و اﻟﺗوزﯾﻊ.
-1ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟطﺑﺎﻋﺔ :واﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻟﺟزء اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻟﻠﺻﺣﯾﻔﺔ ،و ﻋﻠﯾﻬﺎ ﯾﺗوﻗف ﺻدورﻫﺎ ،ﺣﯾث
أﻧﻬﺎ اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟذي ﺗﺗﺟﻣﻊ ﻣﻧﻪ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛون ﻣﻧﻬﺎ ﻟﻛﻲ ﺗﺧرج ﻟﻠﻘﺎرئ ﻓﻲ ﺷﻛﻠﻬﺎ
اﻟﻣﻌﺗﺎد ،ﻫذا ﻓﺿﻼ ﻋن أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر اﻟرﻛن اﻟﻔﻧﻲ اﻟﻣﺎدي ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ.
1
ﺻﻠﯾب ﺑطرس :ﺟدﻟﯾﺔ اﻟرﺑﺢ ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻋدد . 1990 ،59
43
-2ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ :وﯾﻘﺻد ﺑﻪ "ﻣﺟﻣوع اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻣن أﺟل ﺗوﺻﯾل اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ
وﺟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول اﻟﻘراء".
،و اﻟﻬدف اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻟﻬدف اﻟﺗﺟﺎري وﻟﻠﺗوزﯾﻊ أﻫداف ﺛﻼﺛﺔ ﺣددﻫﺎ "ﻓراﻧﺳوا أرﺷوﻣﺑو" ﻓﻲ
اﻟﻬدف اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ.
*اﻟﻬدف اﻟﻣﺎﻟﻲ :ﻓﻣﺎدام أن اﻟﺗوزﯾﻊ ﯾﺗم ﻣن أﺟل ﺑﯾﻊ اﻟﺻﺣف واﻟﻣﻧﺷورات ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﻧﻲ
ﺑﺎﻟﺿرورة اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺎﻟﻲ ﻧظﯾر اﻟﻣﺎدة اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ،ﻟﻛن
اﻟﻣﺷﻛل اﻟﻣطروح ﻫو أن ﻣداﺧﯾل ﺑﯾﻊ اﻟﺻﺣف ﻻ ﺗﻣﺛل إﻻ ﺟزءا ﺑﺳﯾطﺎ ﻣن ﻣداﺧﯾل اﻟﺟرﯾدة،
ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻣداﺧﯾل اﻹﺷﻬﺎر واﻹﻋﻼﻧﺎت و اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻟﻣورد اﻟﻬﺎم واﻷﻛﺑر وﺗﻣﺛل اﻟﺟزء اﻷﻛﺑر
ﺑل اﻷول ﻣن ﻣداﺧﯾل اﻟﺟرﯾدة ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﺗﺄﻛد أن اﻟﻬدف اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ ﻣﺎ ﻫو إﻻ
ﻫدف ﺟزﺋﻲ و ﺛﺎﻧوي ﻓﻘط ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟرﯾدة.
*اﻟﻬدف اﻟﺗﺟﺎري :وﻫو اﻟﻬدف اﻷﻫم ﻷن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺑذل ﻣﺟﻬودات
أﻛﺑر ﻟﺗﺣﺳﯾن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ وﺗﺣﺳﯾن ﻣﺳﺗوى ﺗوزﯾﻌﻬﺎ وﻣﻧﻪ ارﺗﻔﺎع اﻟﺳﺣب ﻓﻲ اﻟﺳوق وﻫذا
إرﺿﺎء ﻟﻠﻣﻌﻠﻧﯾن اﻟذﯾن ﯾﻔﺿﻠون ﻧﺷر إﻋﻼﻧﺎﺗﻬم ﻟدى اﻟﺟراﺋد اﻟﺗﻲ ﻟدﯾﻬﺎ ﺳﺣب أﻛﺑر ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻓﺈن اﻟﻬدف اﻟﺗﺟﺎري ﻣن اﻟﺗوزﯾﻊ ﯾﻌد ﻫدﻓﺎ أﺳﺎﺳﯾﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﻷﻧﻪ ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ
ﺗﺗﺣﺻل اﻟﺟرﯾدة ﻋﻠﻰ أﻣوال طﺎﺋﻠﺔ ﻧظﯾر ﻧﺷر اﻻﺷﻬﺎرات واﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺣﺗﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣﺛل إﻋﻼﻧﺎت اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ.
*اﻟﻬدف اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ :ﻓﻣن اﻟﻧﺎدر أن ﺗﺟد ﺻﺣﻔﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺣدد ﻟﻧﻔﺳﻬﺎ ﻫدﻓﺎ ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ،ﻓﺎﻟﻬدف
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻣن اﻫﺗﻣﺎﻣﺎت ﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟرأي اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو اﻟﻣداﻓﻌﺔ ﻋن ﺧطﻬﺎ
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻛذﻟك ﻧﺟد ﺑﻌض اﻟﺻﺣف اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﻫدف ﺳﯾﺎﺳﻲ وﻫو دوﻣﺎ ﺧدﻣﺔ إﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ
اﻟﺳﻠطﺔ أو اﻟﺣزب اﻟﺣﺎﻛم ،إﻻ أن اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻬدف اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﺷﺎﻛل ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺑﯾرة
إذا ﻟم ﺗﺻﻠﻬﺎ إﻋﺎﻧﺎت اﻟدوﻟﺔ أو اﻟﺣزب اﻟذي ﺗداﻓﻊ ﻋﻧﻪ.
44
:1-2أﺷﻛﺎل ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗوج اﻟﺻﺣﻔﻲ
ﺑﻣﺎ أن اﻟﺗوزﯾﻊ ﻫو ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺳوﯾق اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗم ﻋﺑر طرﯾﻘﺗﺎن ﻓﺎﻷوﻟﻰ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗوزﯾﻊ
ﻋن طرﯾق اﻻﺷﺗراك ،واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ ﺑﺎﻟﻌدد.
أ -اﻟﺗوزﯾﻊ ﺑﺎﻻﺷﺗراك :ﺗﻧﻘﺳم ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﺑدورﻫﺎ إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن ﻓﺎﻷول ﻫو اﻻﺷﺗراك ﻋن طرﯾق
اﻟﺑرﯾد و اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻻﺷﺗراك ﻋن طرﯾق ﻧﻘل اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺳﻛن.
و ﯾﺳﻣﺢ ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻟﻠﻣﺷﺗرك ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺟرﯾدة اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻻﺷﺗ ارك ،ﻫذا
ﺑﻌد اﻟدﻓﻊ ﻣﺳﺑﻘﺎ ،ﺣﻘوق اﻻﺷﺗراك ،و اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻻﺷﺗراك ﯾﺿﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ اﻣﺗﯾﺎز
ﻣزدوج اﻷول ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﺧزﯾﻧﺔ ﺑﺗﺳﺑﯾق ﻣدﻓوع ﻣن طرف اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك و اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﺷر
اﻟﻣﺿﻣون.
و ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹرﺳﺎل إﻟﻰ اﻟﻣﻧزل ﻋن طرﯾق اﻟﺑرﯾد ،ﻓﺈن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﺗﺗﺣﻣل ﺗﻛﺎﻟﯾف
ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﺗﺄﺧر ﻓﻲ اﻟﺗﺳﻠﯾم وﻋدم ﺗوﻓر اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺑرﯾدﯾﺔ ﻓﻲ ﻋطل ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻷﺳﺑوع ،أﻣﺎ
اﻟﺣﻣل إﻟﻰ اﻟﻣﻧزل ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﺟد ﻣﺗطور ﻓﻲ اﻟدول اﻷﻧﺟﻠوﺳﺎﻛﺳوﻧﯾﺔ ،اﻟﯾﺎﺑﺎن ،أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ و
ﺷﻣﺎل ﺷرق ﻓرﻧﺳﺎ ،وﻓﻲ ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﺗﺗﺣﻣل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺗﻛﺎﻟﯾف ﻣﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻫظﺔ اﻟﺛﻣن ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن
اﻷﺟر اﻟذي ﯾﺟب أن ﺗﻣﻧﺣﻪ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﻠﻣوزع .
ب -اﻟﺗوزﯾﻊ ﺑﺎﻟﻌدد :ﺗﺗﻛﻔل ﺑﻬذا اﻟﻧظﺎم ﻣن اﻟﺗوزﯾﻊ ﻣؤﺳﺳﺎت ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ
اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ،ﺣﯾث ﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗوزﯾﻊ ﻋدة ﻋﻧﺎوﯾن ﻓﻲ آن واﺣد ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل
إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺳواء اﻟﻣﺎدﯾﺔ أو اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،وﺗﺳﺎﻫم ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾض ﺗﻛﺎﻟﯾف ﺗوزﯾﻊ
اﻟﺻﺣف ،ﻛﻣﺎ ﺗﺗم ﻋﺑر ﺷﺑﻛﺔ ﻫدﻓﻬﺎ ﺿﻣﺎن أﻛﺑر اﻧﺗﺷﺎر ﻟﻠﺻﺣف ﻋﺑر اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ ،ﺣﯾث
ﺗوﺻﻠﻬﺎ إﻟﻰ أﺑﻌد ﻧﻘطﺔ ﻣن اﻟﻘطر اﻟوطﻧﻲ ،و ﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ ذﻫﺎب اﻟﺟرﯾدة إﻟﻰ اﻟﻘﺎرئ و ﻟﯾس
اﻟﻌﻛس ﻛﻣﺎ ﻫو ﺳﺎﺋد اﻟﻘﺎرئ ﻫو اﻟذي ﯾﺑﺣث ﻋن اﻟﺟرﯾدة .وﺗﻌﺗﻣد ﺷﺑﻛﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ
45
اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﺻﺣﻔﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣن اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺟﻣﻠﺔ إﻟﻰ ﻧﻘﺎط اﻟﺑﯾﻊ ،ﻫذﻩ
اﻷﺧﯾرة اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺻدﻫﺎ اﻟﻘراء ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺟرﯾدة ،و ﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻧﻘﺎط ﺑﯾﻊ ﺛﺎﺑﺗﺔ و
أﺧرى ﻣﺗﻧﻘﻠﺔ وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺑﺎﺋﻌﯾن اﻟﻣﺗﺟوﻟﯾن ،أو ﺑﺎﺋﻌﻲ اﻟطرﻗﺎت.
ﻓﺎﻟﻣرﺗﺟﻌﺎت ﺗﺧﻠف ﻏﺎﻟﺑﺎ ﺧﺳﺎﺋر ﻻ ﺗﻌوض ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ،وﯾﺣﺻل ﻫذا ﻛﺛﯾ ار ﻓﻲ اﻟﻣدن
اﻟﻛﺑﯾرة ﺣﯾث ﺗﺗﻌدد ﻧﻘﺎط اﻟﺑﯾﻊ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﻘﺎرئ ﺑﺷراء ﺟرﯾدة ﻓﻲ أي ﻣﻛﺎن ،ﻟﻛﻧﻬﺎ
ﺗزﯾد ﻣن ﻋدم اﻻﻧﺗظﺎم إﻟﻰ اﻟﺣد اﻟذي ﻣن اﻟﺧطﺄ أن ﯾﻠﺣق ﺑﺎﻟﺟراﺋد ﺧطر اﻻﺧﺗﻔﺎء اﻟﺗﺎم،
ﻓﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﺗﺣﺎول أن ﺗﺟﻌل ﻣن اﻟﻘراء زﺑﺎﺋن أوﻓﯾﺎء ﯾﻌﻣﻠون ﻋﻠﻰ ﺗﻣوﯾل اﻟﺟرﯾدة
ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣزدوﺟﺔ ﻋن طرﯾق دﻓﻊ أﺛﻣﺎن اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت وﻋن طرﯾق ﺑﯾﻌﻬم ﻫم اﻵﺧرون إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻠﻧﯾن.1
-2و ﯾﺗﻌﻠق اﻟﻧوع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﻬم اﻟﻣﺷﺎﻛل ﺑواﻗﻊ اﻟﺗوزﯾﻊ ،و ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﺣول إﻟﻰ ﺳﻼح
ﺿﻐط و اﻧﺗﻬﺎك ،إذ ﯾﺟب ﻓﻬم أي ﻧﺷﺎط ﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﺗوﻟد ﻋن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﻠﯾم ،ﻓﻛﻠﻣﺎ
زاد ﻋدد اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت ﺗزاﯾد اﻟﺳﺣب ﺑﺎﻟﺗواﻟﻲ واﻧﺧﻔﺿت ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟوﺣدة اﻟواﺣدة ،إذ ﯾﻌﺗﺑر ﺑذﻟك
اﻟﺗوزﯾﻊ ﻫو اﻟﻣﺣدد اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﻠﯾم ،ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ
اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ،ﻛﻣﺎ أن ﻟﻼﺣﺗﻛﺎر دور أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺣف ،ﻓﺑﻌض ﻣؤﺳﺳﺎت
1
ﻓﻧﻲ ﻋﺎﺷور ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .45
46
اﻟﺗوزﯾﻊ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﺣﺗﻛﺎر ﺳوق اﻟﺗوزﯾﻊ و ﺗﺗﺣول إﻟﻰ ﻣﺟﻣﻊ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﺗﺎﺑﻊ
ﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗرﻓض اﻟﺗوزﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق ﺷﺎﻣل ﻟﻛل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ.
1
اﻟﻔﯾروز أﺑﺎدي ،اﻟﻘﺎﻣوس اﻟﻣﺣﯾط ،،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث ،دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرﺑﻲ ،ص .192
2
اﺑن ﻣﻧظور :ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﺟزء اﻟﺗﺎﺳﻊ ،ص .190
3
اﻟﻔﯾروز أﺑﺎدي :ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .286
4
Nadine Toussaint. Economie De L’information , Presse Universitaire De France, Paris ,
1978, P 19.
47
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن أﺟل إﻋداد و إﺻدار اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ،ﻣن أﺟور اﻟﻌﻣﺎل ،إﻟﻰ اﻗﺗﻧﺎء وﺳﺎﺋل و ﻣواد
اﻹﻧﺗﺎج .1"...
و وﺿﻌت اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻧﺎدﯾن ﺗوﺳﺎن 2أرﺑﻊ ﻓﺋﺎت أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧﻔﻘﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺻﻧﺎﻋﺔ
اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ،وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ:
-1ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﻔﻛري) :اﻟﺗﺣرﯾر ،اﻟﺗوﺛﯾق ،اﻹدارة ،اﻟﻣﺻﺎرﯾف اﻟﻌﺎﻣﺔ(.
-2ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﻣﺎدي) :اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ،اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﯾﺔ ،اﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ(.
-3ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗوزﯾﻊ) :أﻧواع طرق اﻟﺑﯾﻊ ،اﻟﻧﻔﻘﺎت(.
-4اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣﺗوﺳطﺔ ﻟﻠﻧﺳﺧﺔ اﻟواﺣدة وﺗﻐﯾراﺗﻬﺎ) :ﻓﻲ ﺣﺎﻻت :ارﺗﻔﺎع ﺣﺟم اﻟﺳﺣب وزﯾﺎدة
اﻟﺗﺻﺣﯾف وﺗﻐﯾر ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺗوزﯾﻊ(.
ﻓﻲ ﺣﯾن ﺣدد اﻟﺑﺎﺣث أﺣﻣد ﺑن ﻣرﺳﻲ 3ﻧﻔﻘﺎت إﺻدار اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1ﻧﻔﻘﺎت اﻷﺟور واﻟﺧدﻣﺎت واﻟرﺳوم:
أ-ﻧﻔﻘﺎت اﻷﺟور
ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدﻣﻪ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﻣن ﻣﺎل إﻟﻰ ﺟﻣﯾﻊ ﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ،ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن طﺑﯾﻌﺔ
اﻟﺟﻬد اﻟﻣﻘدم ﻣن ﻗﺑﻠﻬم )ﻓﻛري ،ﻋﺿﻠﻲ (...،أو ﻧوع اﻟﻣﻧﺻب اﻟذي ارﺗﺑط ﺑﻪ ﻫذا اﻟﺟﻬد.
وﺗﻌﺗﺑر ﻧﻔﻘﺎت اﻷﺟور ﻣن اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﺄﺛر ﺑﺣﺟم اﻟﺳﺣب ﻟﻠﺟرﯾدة ،وﺗﺷﻣل ﻧﻔﻘﺎت
اﻟﺻﺣﻔﯾﯾن ،اﻟﻣﺣررﯾن ،اﻟﻣراﺳﻠﯾن ،اﻟﻣﺻورﯾن ،اﻟﻣدﻗﻘﯾن اﻟﻠﻐوﯾﯾن ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛل أﺷﻛﺎل
اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﻣن ﻋﻣﺎل إدارﯾﯾن وﻓﻧﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﻣطﺑﻌﺔ ) ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻣﺗﻼك
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﻟﻠﻣطﺑﻌﺔ( ،اﻟﺳﺎﺋﻘﯾن ،ﻋﻣﺎل اﻟﻧظﺎﻓﺔ واﻟﺳﻛرﺗﺎرﯾﺔ وﻏﯾرﻫم.
1
وﻫﯾﺑﺔ ﺑوزﯾﻔﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .44
2
Nadine Toussaint .Op.cit.P 21.
3أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺮﺳﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮه ،ص .73
48
ﺗﺷﻣل ﻧﻔﻘﺎت ﺧدﻣﺎت وﻛﺎﻻت اﻷﻧﺑﺎء واﻷﻧﺗرﻧﯾت ،ﻧﻔﻘﺎت ﺧدﻣﺎت اﻟﻬﺎﺗف واﻟﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت،
ﻧﻔﻘﺎت ﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺎء واﻟﻛﻬرﺑﺎء وﺗﺄﺟﯾر اﻟﻣﺣل.
ج -ﻧﻔﻘﺎت اﻟرﺳوم :وﺗﺷﻣل اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ أو اﻟﻌﺗﺎد اﻟذي
ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ،واﻟرﺳوم اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ،واﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﺎل وﻋﻠﻰ اﻟﻌﺗﺎد.
-2ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺟﻬﯾز واﻟﻣواد اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك:
ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﺻﻧﻔﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن ﻫﻣﺎ:
أ-ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺟﻬﯾز "اﻟﻌﺗﺎد":
ﺗﺷﻣل اﻟﻌﺗﺎد اﻟﻣﻛﺗﺑﻲ ﻣن أﺛﺎث وأﺟﻬزة اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،وﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟطﺑﺎﻋﺔ ﻣن أﺣﺑﺎر
وأوراق وﺣﺎوﯾﺎت وﺷﺎﺣﻧﺎت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻌﺔ.
ب-ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣواد اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك:
ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﻣواد اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻬﻠك ﻣرة واﺣدة ،ﻣﺛل اﻟورق واﻟﺣﺑر وأﻓﻼم اﻟﺗﺻوﯾر وأﻟواح
اﻷﻓﺳت وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻣواد اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ إﻋداد اﻟﺟرﯾدة ﺗﺣرﯾ ار ٕواﺧراﺟﺎ وطﺑﺎﻋﺔ.
-3ﻧﻔﻘﺎت اﻹﺷﻬﺎر:
وﻫﻲ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑدراﺳﺎت اﻟﺟﻣﻬور ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣﯾوﻻﺗﻪ ورﻏﺑﺎﺗﻪ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻧﻔﻘﺎت
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑدراﺳﺔ ﺳوق اﻹﺷﻬﺎر ﻟﺗﺣدﯾد ﺷﻛل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻣﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻷﺧرى ﺳواء ﻛﺎن ﻣن
اﻧﺟﺎز اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ أو ﻣراﻛز اﻟﺑﺣث وﺳﺑر اﻵراء.
-4ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗوزﯾﻊ:
ﺗﺷﻣل ﻛل اﻟﻣﺻﺎرﯾف اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺎرئ ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺷﺗراك أو
إﻟﻰ ﻣﻧﺎﻓذ اﻟﺑﯾﻊ ﻣﺛل اﻷﻛﺷﺎك واﻟﻣﻛﺗﺑﺎت.
ﻫﻲ "ﻣﺟﻣوع اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ) ﻣﺻﺎرﯾف ( أو ﻣﺟﻣوع اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻣﻠﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ
اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،أو اﻟﻣﺎدﯾﺔ ،و ذﻟك ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
ﻋﺎﺋد أو اﻟﺗوﻗﻊ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋد أو ﻣﻧﻔﻌﺔ" .
و ﻧﺟد اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﺄﺛر ﺑﻌدد اﻟﻧﺳﺦ و اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﺗﻐﯾرة :وﻫﻲ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺗﻲ
49
ﺗﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﻬﺎ ﺑﻧﻔس ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻋدد اﻟﻧﺳﺦ و ﻣن ﺛم ﺗزﯾد ﺑزﯾﺎدة ﻋدد اﻟﺳﺣب و
ﺗﻧﻘص ﺑﻧﻘﺻﺎﻧﻪ ،وﻫﻲ ﺗﺷﻣل اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﺄﺛر ﺑﻌدد اﻟﻧﺳﺦ
)ﻛﺎﻟﻧﻔﻘﺎت اﻹدارﯾﺔ ،ﻛراء اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ ،اﻷﺟور و اﻟﻣﺻﺎرﯾف اﻟﺗﺣرﯾرﯾﺔ ،ﻧﻔﻘﺎت اﻟروﺑورﺗﺎج ،
ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻠﻐراف ،اﻟوﻛﺎﻻت ،ﻧﻔﻘﺎت ﻗﺳم اﻹﺷﻬﺎر و أﻫم أﻗﺳﺎم اﻹﻧﺗﺎج .
-6ﻣﺻﺎدر ﺗﻣوﯾل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ )اﻹﯾرادات(
ﻧﻘﺻد ﺑﺈﯾرادات اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ اﻟﻣداﺧﯾل اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘﻘﻬﺎ اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ،ﺳواء ﻣن ﺑﯾﻊ
ﻧﺳﺦ اﻟﺟرﯾدة أو ﺑﯾﻊ اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌد أﻫم ﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻣوﯾل ،أو ﻧﺷﺎطﺎت أﺧرى.
وﯾﻌرف أﺣﻣد ﺑن ﻣرﺳﻲ إﯾرادات إﺻدار ﺻﺣﯾﻔﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ "ﻛل ﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﻋﺎدة
ﺑﺗﺻﻧﯾﻊ اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ،ﺳواء ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ ﻏرار ﻋﺎﺋدات اﻟﺗوزﯾﻊ واﻹﻋﻼن أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة
ﻣﺛل ﻋﺎﺋدات اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺧدﻣﺎﺗﯾﺔ واﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ واﻟﻣﺳﺎﻋدات".1
ﯾﻘـﺻد ﺑﻌـﻣﻠﯾﺎت ﺗـﺳوﯾق اﻟﻣـﻧﺗﺞ اﻟﺻﺣﻔﻲ ﻣﺟﻣوﻋـﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾـﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻬـدف إﻟﻰ وﺻول اﻟﺻﺣـﯾﻔﺔ
إﻟﻰ ﻗـﺎرﺋﻬﺎ ﻋن طـرﯾق ﻋدد ﻣن اﻟطـرق واﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗـوزﯾﻌﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﺗـﺗواﻓـر ﻓﻲ ﻧـﻘﺎط اﻟـﺑﯾﻊ
اﻟﻣﺧﺗﻠـﻔﺔ ﺳـواء داﺧل اﻟـدوﻟﺔ ،وﻓـﻰ ﺑﻌـض اﻟﺻﺣـف ﺧﺎرﺟـﻬﺎ أﯾﺿﺎ ،وذﻟك اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠـﻰ
دراﺳﺎت اﻟﺟﻣﻬور وظروف اﻟـﺳوق واﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾـﺎت ﻓﻲ ظـﻠﻬﺎ ،ﻣن ﻫﻧـﺎ ﻓﺈن
ﺟـﻣﯾﻊ اﻟﻌﻣﻠﯾـﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘـوم ﺑﻬﺎ إدارة اﻟﺗـوزﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﺗدور ﺣول ﻫدف واﺣد ﻫو
ﺗﻐطﯾﺔ اﻟﺳوق ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻓﻲ ظل ظروف اﻟـطﺑﻊ اﻟﻣﺗﺎﺣـﺔ ،وﺑﺎﻟﻛﻣﯾـﺎت اﻟﻣﻧﺎﺳﺑـﺔ ﻓﻲ
ظل ظروف اﻟـورق اﻟﻣﺗﺎﺣـﺔ ،وﺑﺎﻟﻌرض اﻟﺟﯾد اﻟذي ﯾﺟذب اﻟﺟﻣﻬور ﻟﺷراء اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ.2
1
أﺣﻣد ﺑن ﻣرﺳﻲ :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .117
2
إﺑـراﻫﯾم ﻧـﺻر :إﯾـرادات اﻟﺗـوزﯾﻊ ﻛـﺄﺣد ﻣـﺻﺎدر ﺗﻣوﯾل اﻟﺻﺣف ،ورﻗـﺔ ﻣﻘـدﻣﺔ إﻟـﻰ اﻟدورة اﻟﺗـدرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﺻﺣﻔﯾﺎت اﻟﻌرﺑـﯾﺎت
50
وﯾﺻﺑﺢ ﺟـﻬﺎز اﻟـﺗوزﯾـﻊ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳـﺔ اﻟﺻﺣﻔـﯾﺔ ﻫـو ﺑﺑـﺳﺎطـﺔ ﺣﻠـﻘﺔ اﻟـوﺻل ﺑﯾن اﻟﻣطﺑوﻋﺔ
واﻟﻘـﺎرئ ،أي ﺑﯾن اﻟﺻﺣﻔﻲ أو اﻟﻧﺎﺷر ﻣن ﺟﻬـﺔ ،وﺑﻧﻲ اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻘﺎرئ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،وﻫو
اﻟذي ﯾﺗوﻟـﻰ ﺗوﺻﯾل اﻟﻣطﺑوﻋﺔ إﻟﻰ اﻟﻘـﺎرئ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب وﻓﻰ اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﻧﺎﺳب وﺑـﺎﻟﻛﻣﯾﺔ
اﻟﻣﻧـﺎﺳﺑﺔ .وﻟﻌل ﺿﺑـط ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎدﻟـﺔ) :اﻟوﻗت -اﻟﻣﻛـﺎن -اﻟﻛﻣﯾﺔ( ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣـدد ﺟﻧـﺎح
ﺟﻬـﺎز اﻟﺗـوزﯾﻊ ﻓﻲ ﺗـرﺷﯾـد اﻧـﺗﺷـﺎر اﻟﻣطﺑـوﻋـﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻧﻘـﺎط اﻟﺗ ـ ـ ــوزﯾﻊ.1
وﯾﺻﺑ ــﺢ دور اﻹدارة ﻫﻧ ــﺎ دو ار ﺗﻧظـﯾﻣﯾﺎ ﯾـرﻣﻰ إﻟـﻰ إﯾﺟﺎد اﻟﻌﻧـﺎﺻر واﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم
اﻟﻣﻬـﺎم اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗوزﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﺟزء ﻣن اﻟـﺳﯾﺎﺳﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻟـﻠﻣﻧﺷﺄة
اﻟﺻﺣﻔﯾـﺔ ،ﻓﻬﻧﺎك ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟـﺗﺳوﯾق ،واﻟﺗوزﯾﻊ ﻋن طرﯾق ﻣﻛﺎﺗب وﻣﺗﻌﻬـدﯾن ،واﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻠﯾﻠﻲ
واﻟﻧﻬﺎري ...إﻟﺦ .وﻛل ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﻻ ﺗﺧرج ﻋن ﻛوﻧﻬﺎ ﻣﻧﺷطﺎت ﻟﻠﺗوزﯾﻊ ﻟزﯾﺎدة إﯾراداﺗﻪ.2
ٕواذا ﻛﺎﻧت ﻛـﻠﻣﺔ "اﻟـﺗوزﯾﻊ" ﺗـﻌد أﻛﺛـر ﺷﯾوﻋـﺎ ﻣن ﻛﻠـﻣﺔ "اﻟﺗـﺳوﯾق" ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻣل اﻟﺻﺣﻔﻲ
ﻋـﻠﻰ أرض اﻟـواﻗﻊ ،ﻓـﺈن ﻣﺿﻣـوﻧﻬـﺎ ﯾﺟـب أن ﯾﺗطـور ﻟﯾـﺻﺑﺢ أﻛـﺛر ﺷﻣـوﻻ ﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﺗﻲ
ﻻ ﺗﺗـوﻗف ﻋﻧد ﻣﺟرد ﺑﯾﻊ اﻟﺻﺣﯾـﻔﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺎرئ ﺑل ﺗﺗﻌداﻩ إﻟـﻰ دراﺳﺔ رﻏﺑـﺎﺗﻪ واﺣﺗﯾﺎﺟـﺎﺗﻪ وطرق
اﻟﺗـوزﯾﻊ وﺳﯾﺎﺳـﺎﺗﻪ وﻣﺷﻛﻼﺗﻪ وﺗﻘـدﻣﯾﻬﺎ ﻹدارة اﻟﺻـﺣﯾﻔﺔ ،ﻟﺗـرﺟﻣﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺞ ﺻﺣﻔﻲ ﯾﻠﺑﻰ ﻫـذﻩ
اﻟرﻏﺑـﺎت واﻻﺣﺗﯾﺎﺟـﺎت وﯾﺣل ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻼت ،وﻣن ﺛم ﯾـﺣﻘق أرﻗﺎﻣـﺎ ﺗوزﯾﻌـﯾﺔ ﻣـرﺗﻔﻌﺔ ،أي
إﯾـرادات ﺗوزﯾﻌـﯾﺔ ﻣـرﺗﻔﻌﺔ ،وﻧﻘﺻد ﺑﺈﯾـرادات اﻟﺗوزﯾﻊ ﺗﻠك اﻟﻣﺑـﺎﻟﻎ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ ﺻـﺎﻓﻰ ﺣﺻﺔ ﺑـﯾﻊ
اﻟﻧﺳﺦ اﻟﺻﺎدرة ﻣن اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ أو اﻟﻣﺟﻠﺔ ﻟﻠﻘـراء ،أي ﻫﻲ ﻣﺣﺻﻠﺔ ﺳﻌر اﻟـﺑﯾﻊ اﻟﻣﺣدد ﻟﻛل
ﻧﺳﺧﺔ ﯾﺗﺣﻘق ﺑﯾﻌﻬـﺎ وﯾﺗم ﻗـﺑض ﺛﻣﻧﻬـﺎ ﻓﻌﻼ وﺗورﯾـدﻫﺎ ﻟﺧـزاﻧﺔ اﻟﻣؤﺳﺳـﺔ اﻟﺻﺣﻔـﯾﺔ ،ﻣﺧـﺻوﻣـﺎ
ﻣﻧﻪ ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺗـوزﯾﻊ ﻣن ﻧﺳب ﻟﻣوزﻋﻲ اﻟﺻـﺣﯾﻔﺔ ﻣﺗﻌﻬـدﯾن وﻣوزﻋﯾن ،وﺗﻛـﺎﻟﯾف ﺗوﺻﯾل
اﻻﺷﺗ ارﻛـﺎت وﻏﯾرﻫـﺎ ،ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ ﺗﻛﺎﻟـﯾف ﺗوﺻﯾل اﻟـﺻﺣﯾﻔﺔ إﻟـﻰ أﻣﺎﻛن ﺗـواﺟد اﻟﺟﻣﻬور
ﺣول" :ﺗﻧظﯾم ٕوادارة اﻟﺻﺣف اﻟﺻﻐﯾـرة واﻟﻣﺗوﺳطﺔ" ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻛﻠﯾﺔ اﻹﻋﻼم 18-6 ،دﯾﺳﻣﺑر ،1997 ،ص ص.4-2،
1
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،اﻟﺻﻔﺣﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ.
2
اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ اﻟدﯾب :إدارة اﻟﺻﺣف) :دراﺳﺔ ﻧظرﯾﺔ وﺗطـﺑﯾﻘﯾﺔ (اﻟﻘﺎﻫرة :اﻷﻧﺟﻠو اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،1986 ،ص .131
51
اﻟﻣرﺗﻘب ﻟﺷراﺋﻬﺎ.1
ﺗـﺷﻛل إﯾ ـرادات اﻹﻋﻼن اﻟﻣﺻـدر اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻺﯾـرادات ﻓﻲ اﻟﻣــؤﺳﺳـﺔ اﻟـﺻﺣﻔﯾـﺔ اﻟﻣﻌـﺎﺻـرة ،وﻫـﻲ
ﺻـﺎﻓﻲ ﺣـﺻﯾﻠـﺔ ﺑﯾـﻊ اﻟﻣﺳـﺎﺣـﺎت اﻟﺑـﯾﺿـﺎء ﻓﻲ اﻟـﺻﺣﯾﻔـﺔ ﻟﻺﻋﻼﻧﺎت.
أﺻﺑﺢ اﻹﻋﻼن اﻟﯾوم ﺟـزًءا ﻻ ﯾﺗﺟ أز ﻣن ﻫـﯾﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ ﺑﺎﻋـﺗﺑﺎرﻩ أﺣد اﻷﻧﺷطـﺔ
اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﯾدان ﺗﺳوﯾق اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﻣﺗواﻓرة ﺑﻛﻣﯾﺎت وﻧوﻋـﯾﺎت ﻣﺗـزاﯾدة
وﻣﺗـطورة.
وﻣن ﻫﻧﺎ ﻛﺎن اﺣﺗﻼل اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ،أي اﻷﻛﺛر ﻏﻧﻰ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،اﻟﻣراﻛز اﻷوﻟﻰ
ﻟﻠدول اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑـﺎﺳﺗﺛﻣﺎرات إﻋﻼﻧﯾـﺔ ﻛﺑﯾرة ،ﻓﻲ ﺣﯾـن ﺗﺣﺗل اﻟدول اﻷﻛﺛر ﻓﻘـ ار ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم
اﻟﻣـراﻛز اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن.
-ﺑﺎﻟﻣوﺿﻊ اﻟﻣﺣدد.
1
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .132
52
وﺗﺑـﯾﻊ اﻟﻣﺟﻼت ﻣﺳﺎﺣﺎﺗﻬﺎ اﻹﻋﻼﻧﯾـﺔ ﺑـﺎﻟﺻﻔﺣﺔ ووﺣداﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟـﺳطر أو اﻟﺳﻧﺗﯾﻣﺗر ،ﻛﻣـﺎ ﻫو
اﻟﺣـﺎل ﻓﻲ اﻟﺟـراﺋد ،وﻏـﺎﻟﺑـﺎ ﻣﺎ ﺗـﻘﺳم اﻟـﺻﻔﺣﺔ إﻟـﻰ ﻧﺻف ورﺑﻊ وﺛـﻣن وﺛﻠث وﺛﻠﺛﯾن .وﻛﻠـﻣﺎ
ازداد ﻋدد اﻟـﻧﺳﺦ اﻟﻣطﺑـوﻋﺔ ارﺗﻔﻊ ﺳﻌـر اﻹﻋﻼن ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﺛﻣـﺔ ﻋواﻣل أﺧرى ﺗدﺧل ﻓﻲ
ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻌر ﻏﯾـر ﻋﺎﻣل اﻟﺗوزﯾﻊ ﻛﻣﺎ أﺷرﻧﺎ ،وﻛﻠﻣﺎ ازداد ﻋدد ﻣرات ﻧﺷر اﻹﻋﻼن ﻗـل اﻟﺳﻌر،
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻘد ﻣـوﻗﻊ ﺑﯾن اﻟﻣﺟﻠﺔ واﻟﻣﻌﻠن ﯾﻧص ﻓﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﻋدد ﻣرات اﻟﻧﺷر وﻧﺳﺑﺔ
وذﻟك ً
اﻟﺗﺧﻔﯾض.
وﺑﺷﻛل ﻋـﺎم ،ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘـول إن اﻹﯾرادات اﻹﻋﻼﻧﯾـﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳـﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﺗـﺗﺄﺛر ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﺗﺻدر ﻓﯾﻪ ،وﺗؤﺛر ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎط ﺗﺳوﯾق
اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻹﻋﻼﻧﯾـﺔ ،وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل:
-إﻧﺗﺎج ﺳﻠﻊ ﺟـدﯾدة واﻟﺣـﺎﺟﺔ إﻟـﻰ ﺿرورة ﺗﻌـرﯾف اﻟﻣﺳـﺗﻬﻠك ﺑﻬﺎ وﻛـذﻟك زﯾﺎدة اﻟطﺎﻗﺔ
اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷروﻋﺎت.
-زﯾﺎدة ﻋـدد اﻟﺳﻛـﺎن واﻧﺗﺷـﺎر ﺗوزﯾﻌﻬم ﻣﻣـﺎ ﯾؤدى إﻟـﻰ ﺿرورة ﺗـﻌرﯾﻔﻬم أﯾـﻧﻣﺎ وﺟدوا ﺑﺄﻧواع
اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
1
ﺧﻠﯾل ﺻﺎﺑﺎت :اﻹﻋﻼن ،اﻟﻘﺎﻫرة :ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻷﻧﺟﻠو اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،1987 ،ص .201
53
ﻛذﻟك ﺗﺗﺄﺛر ﺑﻌواﻣل ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ذاﺗﻬﺎ ،1ﻣن أﻫﻣﻬﺎ:
-ﻣدى اﻧﺗﺷـﺎر اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ،وﻋـدد ﻗراء اﻟﻧﺳﺧـﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣدﯾـد اﻟﻣﻌدل اﻷﻟﻔﻲ ﻟﺳﻌر ﺑﯾﻊ
اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻹﻋﻼﻧﯾـﺔ.
ﺗﻣﺛل ﻫـذﻩ اﻟﻌـﺎﺋـدات اﻟﻣﺻـدر اﻟﺛـﺎﻟث ﻓﻲ ﻗـﺎﺋﻣـﺔ ﻣﺻـﺎدر إﯾـرادات اﻟﻣــؤﺳﺳـﺎت اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ،
ﻓﻠطﺎﻟﻣﺎ اﻋﺗﺑـرﻧﺎ أن ﻛل ﻛﻣﯾﺔ اﻟورق اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻓﻲ طﺑﺎﻋﺔ اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﻗد دﺧل ﺿﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ
ﺗﻛـﻠﻔﺔ اﻟـورق ﻓﻲ ﺣـﺳﺎﺑـﺎت ﺗﻛـﺎﻟﯾف ﻫـذﻩ اﻟﺻﺣـﯾﻔﺔ ،ﻛـﺎن ﻋﻠﯾـﻧﺎ أن ﻧﺣـﺳب ﻗﯾﻣـﺔ ﻣﺑﯾﻌـﺎت ورق
اﻟﻧﺳﺦ اﻟﻣـرﺗدة )اﻟﻣرﺗﺟﻌﺎت( واﻟذي ﯾﺑﺎع ﻹﻋـﺎدة ﺗﺻﻧﯾﻌﻪ ﺿﻣن اﻹﯾرادات اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘﻘﻬﺎ أﯾﺿﺎ.
وﯾﺗم ﺑـﯾﻊ اﻟﻣرﺟﺗﻌـﺎت ﻣن اﻟﺻﺣف ﻓﻲ ﻣﻌظـم اﻟدول اﻟـﻧﺎﻣـﯾﺔ ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﺣـﯾﺎن ﺑـﺎﻟﻣﯾزان
ﻻﺳﺗـﺧدام ورﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﻟف اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺑﺿـﺎﺋﻊ وﻏﯾر ذﻟك ،وﻓـﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣـﺗﻘدﻣﺔ ﺻﻧـﺎﻋﯾﺎ ﯾﺗم إﻋـﺎدة
ﺗﺻﻧﯾﻌﻬـﺎ ورﻗﺎ ﻣن ﺟـدﯾد ،ﻛﻣـﺎ أن ﻣﺧﻠﻔﺎت اﻟﻌﻣﻠـﯾﺎت اﻟطﺑـﺎﻋﯾﺔ ورق اﻟـدﺷت) ﺗﺑﺎع ﻓﻲ ﻣﻌظم
1
ﺣﺳن ﺗوﻓﯾق ﻣوﺳـﻰ :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ،ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻛﺗﺎب اﻷﻫرام اﻟﻌدد ،65ﺟوﯾﻠﯾﺔ ،1993 ،ص .22
54
اﻷﺣوال ﺑﯾن اﻟﺣﯾن واﻵﺧر ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺗﻛﻠف اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎزن أﻛﺛر ﻣن ﺛﻣﻧﻬﺎ(.1
ﺳﺑـﺑﺎن رﺋﯾـﺳﯾﺎن ﺟـﻌﻼ ﻣن ﻋﻣﻠﯾـﺎت اﻟطﺑـﺎﻋﺔ اﻟﺗﺟـﺎرﯾﺔ ﻟﺣـﺳﺎب اﻵﺧـرﯾن ﻣوردا ﻣﻬـﻣﺎ ﻣن ﻣـوارد
اﻹﯾرادات ﻟﻠﻣـؤﺳﺳـﺎت اﻟﺻﺣﻔﯾـﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻـرة ،اﻟﺳﺑب اﻷول ﻫـو ﺗﻔوق ﻣـطﺎﺑﻊ اﻟﻣـؤﺳﺳـﺎت
اﻟﺻﺣـﻔﯾﺔ ووﻓـرة إﻣﻛﺎﻧـﯾﺎﺗﻬـﺎ ،واﻟﺳﺑـب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻫو اﺗـﺳﺎع ﻧـطﺎق اﻷﻋﻣـﺎل اﻟطﺑﺎﻋﯾـﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﻟﻠـﺗطور اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻹداري ﻓﻲ اﻟﻌـﺎﻟم اﻟﻣﺗﻘدم واﻟﻧﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء.2
ﺗـﺳﻌﻰ اﻟﻣـؤﺳﺳـﺎت اﻟﺻﺣﻔـﯾﺔ اﻟﻣﻌـﺎﺻرة إﻟـﻰ اﺳﺗﺣـداث ﻣوارد ﻣـﺎﻟﯾـﺔ ﻣن ﻣـﺻﺎدر ﺟدﯾـدة
وﻣﺗﺟددة ﻣـن ﺧﻼل اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌـدد ﻣن اﻷﻧﺷـطﺔ اﻟﺻﺣﻔـﯾﺔ واﻻﺳﺗﺛـﻣﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدر ﻋـﺎﺋدا ،أو
اﻟﺗـﺷﻐﯾل اﻟﺗﺟﺎري ﻟﺑﻌض إﻣﻛـﺎﻧﺎﺗﻬـﺎ اﻟﺗﻘـﻧﯾﺔ ﺳـواء ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﻣـﻧﻬﺎ ﺑـﺎﻟﻌﻣل اﻟﺻﺣﻔﻲ ذاﺗـﻪ ،أو ﻣﺎ
اﺗـﺳم ﺑـﺎﻟﺻﻔـﺔ اﻻﺳﺗﺛـﻣﺎرﯾـﺔ أو اﻟﺗﺟـﺎرﯾﺔ أو ﺑـﺎﻟﺗـﺷﻐﯾـل ﻟﺑﻌض اﻷﺟـﻬزة واﻟﺧﺑـرات اﻟﺑﺷـرﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻣﺗـﻠﻛﻬﺎ اﻟﻣـؤﺳﺳـﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾـﺔ ﻟﺗﻘـدﯾم ﺧدﻣـﺎت ﻣﺗﻧـوﻋﺔ ﻟﻠﻐﯾر.3
ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘـﺔ ﺗﺗﻌـدد ﺻور ﻣـﺳﺎﻋـدة اﻟدوﻟـﺔ ﻟﻠﺻـﺣﺎﻓـﺔ ﺑﺗﻌـدد طﺑﯾﻌـﺔ اﻟﻌـﻼﻗﺔ اﻟﻣﺗﺑـﺎدﻟـﺔ ﺑﻧﻲ
اﻷوﺿـﺎع اﻟﻘـﺎﻧـوﻧﯾـﺔ ﻟﻠﺻﺣـﺎﻓـﺔ وﺣـرﯾﺗﻬـﺎ ،وﻧظـرة اﻟـﻧظـﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟـﺳﺎﺋد ﻓﻲ
اﻟدوﻟﺔ ﻟـﻬﺎ وﻷدوارﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﺗـﺻدر ﻓﯾﻪ.
1
ﻣﺣﻣد ﺳﯾد ﻣﺣﻣد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص.23
2
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،اﻟﺻﻔﺣﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ.
3
ﺣﺳن ﺗوﻓﯾق ﻣوﺳـﻰ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .25
55
وﺗـﺄﺧذ ﻫـذﻩ اﻟﻣﺳـﺎﻋدات اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﻬـﺎ ﺑﻌض اﻟـدول أو اﻟﺣﻛوﻣـﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌـﺗﻣد ﻣﺳـﺄﻟﺔ دﻋم
وﻣﺳـﺎﻧدة اﻟﺻﺣف أﺷـﻛﺎﻻ ﻣﺗﻌددة ﻣـﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾـر ﻣﺑﺎﺷرة ﻣـﻧﻬﺎ :إﺗﺑﺎع ﺳﯾﺎﺳﺎت ﺿـرﯾﺑﯾﺔ
ﺧﺎﺻـﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﺷروع اﻟﺻﺣﻔﻲ ﻛﻣﻧﺢ إﻋﻔﺎءات ﻣن ﻫـذﻩ اﻟﺿراﺋب أو ﺑﻌﺿﻬﺎ أو ﺗﺧﻔﯾﺿﻬﺎ،
ﺗﻘدﯾم ﺗﺧﻔﯾـﺿﺎت ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺻﺣف ووﻛﺎﻻت اﻷﻧﺑﺎء ﻓﻲ أﺳﻌﺎر ﺧـدﻣـﺎت اﻟﻧﻘل اﻟﺣدﯾدي
واﻟﺑرﯾدي واﻟـﺗﺻـدﯾـر ﻟﻠـﻣﻧﺗﺟـﺎت اﻟـﺻﺣﻔﯾـﺔ واﻹﻋﻼﻣﯾـﺔ.1
ﺗﺧﻔﯾـﺿﺎت أﺧـرى ﻓﻲ ﺗﻌـرﯾﻔﺔ اﻻﺗـﺻﺎﻻت اﻟـﻬﺎﺗﻔـﯾﺔ واﻟـﺑرﻗـﯾﺔ واﻟـﺑرﯾـدﯾﺔ واﻟﻔـﺎﻛس وﻏﯾـرﻫـﺎ ،ﺣﻣـﺎﯾـﺔ
ﺻﻧـﺎﻋــﺔ ورق اﻟﺻﺣف إذا ﻛـﺎن ﯾﻧـﺗﺞ ﻣﺣﻠﯾـﺎ ٕواﻋﻔـﺎﺋﻬـﺎ ﺟﻣـرﻛﯾـﺎ ﻟﻠواردات ﻣـﻧﻪ ،اﻟﻣﺳـﺎﻋدات ﻓﻲ
ﻋﻣﻠـﯾﺔ ﺗﺣدﯾث اﻟﻣـطﺎﺑﻊ اﻟـﺻﺣﻔﯾـﺔ ،وﻏﯾـر ذﻟك ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟدﻋم أو اﻟﻣﺳﺎﻋدة.
ﺑﻌد أﻛﺛر ﻣن ﻋﺷرﯾن ﺳﻧﺔ ﻣن إﻗرار اﻟﺗﻌددﯾﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ،وﻓﺗﺢ اﻟﻘطﺎع
أﻣﺎم اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻟﺧواص ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﻋﻼم ﻟﺳﻧﺔ 1990ﻋرﻓت اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺗطو ار ﻣﻠﺣوظﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ 321ﺟرﯾدة ،ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ
149ﯾوﻣﯾﺔ ،ﺗم إﺣﺻﺎؤﻫﺎ ﺳﻧﺔ .2015
ﻏﯾر أن أﻏﻠب ﻫذﻩ اﻟﺻﺣف ﻣﻬددة ﺑﺎﻻﺧﺗﻔﺎء ،ﺑﺳﺑب ﺿﻌف اﻟﺳﺣب ،ﺣﯾث ﺗﺷﯾر
إﺣﺻﺎﺋﯾﺎت و ازرة اﻻﺗﺻﺎل إﻟﻰ أن 21ﺟرﯾدة ﻓﻘط ﻣن ﺑﯾن 149ﺟرﯾدة ﯾوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﺟد ﻓﻲ
اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺗﯾن اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ،ﺗﺳﺣب أﻛﺛر ﻣن 10آﻻف ﻧﺳﺧﺔ ﯾوﻣﯾﺎ ﺧﻼل
اﻟﺳداﺳﻲ اﻷول ﻣن .22016أﺳﺑﺎب اﻧﺧﻔﺎض اﻟﺳﺣب ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺗراﺟﻊ ﻣداﺧﯾل اﻹﺷﻬﺎر
ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌرﻓﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺳﺑب اﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﺑﺗرول ﻣن ﺟﻬﺔ،
1
ﺳﻼم ﻣﻧﻌم زاﻣل ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .112
2
زﻫرة ﺟﻘرﯾف :اﻗﺗﺻﺎد وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر -دراﺳﺔ ﻣﯾداﻧﯾﺔ ﺣول ﻣؤﺳﺳﺗﻲ "اﻟﺧﺑر " و"اﻟﺷروق" -ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور
ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،اﻟﻌدد ،47ﺟوان ،2017ص .16
56
وﺑﺳﺑب اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻘوﯾﺔ ﻟﻠﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻘﻧوات اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟﻣواﻗﻊ
اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى.
ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ 2011ﺑدأ أﺻﺣﺎب اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻗﻠﻘﻬم وﺗﺧوﻓﻬم ﻣن
اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻌدﯾد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣس ﺑﺷﻛل ﻣﺗزاﯾد اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ،واﻟﺗﻲ دﻓﻌت ﺑداﯾﺔ
ﻣن ﺳﻧﺔ 2014اﻟﻌدﯾد ﻣن ﻧﺎﺷري اﻟﺻﺣف اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﻟرﻓﻊ ﺳﻌر ﺑﯾﻊ اﻟﻧﺳﺧﺔ اﻟواﺣدة ﺑﻧﺳﺑﺔ 50
ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ،ﻗﺑل أن ﯾﺗم رﻓﻌﻪ ﻣن ﺟدﯾد ﺑﻧﺳﺑﺔ 100ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ،ﺣﯾث اﻧﺗﻘل ﻣن 10دج إﻟﻰ 15
دج ،ﺛم إﻟﻰ 20دج ،وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻛل ﻣن ﺟرﯾدة "اﻟﺧﺑر" ،وﺟرﯾدة "اﻟﺷروق اﻟﯾوﻣﻲ" ،ﻣﻘﺎﺑل
ذﻟك ﺷﻬدت اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺧﻼل ﻧﻔس اﻟﺳﻧﺔ ،ﻏﻠق اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺟراﺋد ﺑﺳﺑب
ﻋﺟزﻫﺎ ﻋن ﺗﺳدﯾد دﯾون اﻟﻣطﺎﺑﻊ اﻟﻣﺗراﻛﻣﺔ ﻣﺛل ﺟرﯾدة "اﻟﺟزاﺋر ﻧﯾوز"" ،اﻷﺣداث" ،وﺟرﯾدة
"ﺻوت وﻫران" اﻟﺗﻲ دام ﺗواﺟدﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ 20ﺳﻧﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗم ﺗوﻗﯾف ﺗوﻗﯾف
ﺟراﺋد أﺧرى ﺑﺻﻔﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ ،ﻛـﺟرﯾدة "اﻷﺟواء" ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﺿطرت ﺟراﺋد أﺧرى ﻟﻠﺗوﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﻌداﻟﺔ
ﻣن أﺟل ﺗﺳوﯾﺔ وﺿﻌﯾﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﺟدوﻟﺔ دﯾوﻧﻬﺎ ﻟدى اﻟﻣطﺎﺑﻊ ﻣﺛل ﺟرﯾدة "اﻟﻔﺟر" .وﺗﻣﻛﻧت
اﻟﻣطﺎﺑﻊ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن اﺳﺗرﺟﺎع 20ﻣﻠﯾﺎر ﺳﻧﺗﯾم ﻣن ﻣﺟﻣوع 400ﻣﻠﯾﺎر ،ﺑﻌد ﺷﻬر واﺣد ﻣن
اﻟﻣراﺳﻠﺔ اﻟﺗﻲ أرﺳﻠﺗﻬﺎ ﻟﻧﺎﺷري اﻟﺻﺣف ﻣن أﺟل ﺗﺳدﯾد دﯾوﻧﻬم أو ﺗوﻗﯾف طﺑﻊ ﺟراﺋدﻫم،
ﺣﺳب ﺗﺻرﯾﺢ وزﯾر اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺻﺎل آﻧذاك.
ﻣؤﺳﺳﺔ "اﻟﺧﺑر" :ﺗﺄﺳﺳت "اﻟﺧﺑر" ﺳﻧﺔ ،1990و"اﻟﺧﺑر" ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣؤﺳﺳﺔ ذات أﺳﻬم ،رأس
ﻣﺎﻟﻬﺎ 276.600.608.00دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري .وﻟﻛن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻔروع ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣؤﺳﺳﺎت ذات
وﯾﺷﻣل 7ﻓروع أﻫﻣﻬﺎ ﺟرﯾدة "اﻟﺧﺑر" اﻟﯾوﻣﯾﺔ ،ﺟرﯾدة "اﻟﺧﺑر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة.
اﻟرﯾﺎﺿﻲ" ،ﻣطﺎﺑﻊ "اﻟﺧﺑر" ،ﻗﻧﺎة "ﻛﻲ ﺑﻲ وﻣوﻗﻊ "اﻟﺧﺑر أون ﻻﯾن" .أﻧﺷﺄت ﻣؤﺳﺳﺔ "اﻟﺧﺑر"
ﺳﻧﺔ 2013ﺷرﻛﺔ "ﻛﻲ ﺑﻲ ﺳﻲ" ﻟﻠﺑث اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﻲ ،وﻫﻲ ﺷرﻛﺔ ذات ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﺣدودة ﻟﻠﺑث
57
اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﻲ ﺑدأت اﻟﺑث ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ،2014وأﺻﺑﺢ ﯾطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وﻓروﻋﻬﺎ اﺳم "ﻣﺟﻣﻊ
اﻟﺧﺑر ﻟﻠﺻﺣﺎﻓﺔ".
ﻣؤﺳﺳﺔ "اﻟﺷروق" :ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺷروق ،ﺗﺄﺳﺳت ﺳﻧﺔ ،1990وﻫﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ ذات ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
ﻣﺣدودة ،ﯾﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟﻣدﯾر اﻟﻌﺎم اﻟﻣرﺣوم ﻋﻠﻲ ﻓﺿﯾل ،ﺗﺿم ﻋدة ﻓروع ﻣﻧﻬﺎ ﺟرﯾدة "اﻟﺷروق
اﻟﯾوﻣﻲ" ،ﻣﺟﻠﺔ "اﻟﺷروق اﻟﻌرﺑﻲ" ،ﻣوﻗﻊ "اﻟﺷروق أون ﻻﯾن" وﻗﻧوات اﻟﺷروق ،أﺻﺑﺢ ﯾطﻠق
ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﺟﻣﯾﻊ ﻓروﻋﻬﺎ اﺳم "ﻣﺟﻣﻊ اﻟﺷروق ﻟﻠﺻﺣﺎﻓﺔ" .ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 2014ﺑﻠﻎ رﻗم
أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ أﻛﺛر ﻣن 2500ﻣﻠﯾون دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري .ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 2011ﺗوﺟﻬت ﻣؤﺳﺳﺔ "اﻟﺷروق"
ﻧﺣو اﻟﺳﻣﻌﻲ اﻟﺑﺻري وأطﻠﻘت ﻗﻧﺎة ﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ "اﻟﺷروق ﺗﻲ ﻓﻲ" ،ﺛم ﻗﻧﺎة ﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ
إﺧﺑﺎرﯾﺔ ﺳﻧﺔ " 2014اﻟﺷروق ﻧﯾوز" ،وﺑﻌدﻫﺎ ﻗﻧﺎة ﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠطﺑﺦ "ﺑﻧﺔ ﺗﻲ ﻓﻲ".
وﻣن ﺑﯾن اﻟﺟراﺋد اﻟﺗﻲ ﺳﺟﻠت ﺗراﺟﻌﺎ ﻣﻠﺣوظﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﺣب ﺧﻼل ﺳﻧﺔ " ،2015ﺟرﯾدة اﻟﺧﺑر"
وﺟرﯾدة "اﻟﺷروق اﻟﯾوﻣﻲ" ،ﺣﯾث ﯾظﻬر ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷﻛل رﻗم 3ﺗراﺟﻊ ﺳﺣب ﻛل ﻣن ﺟرﯾدة
"اﻟﺧﺑر" و "اﻟﺷروق اﻟﯾوﻣﻲ" ﺧﻼل اﻟﺧﻣس ﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة .ﺳﺟﻠت ﺟرﯾدة "اﻟﺧﺑر" زﯾﺎدة
طﻔﯾﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﺣب ،اﻟذي ارﺗﻔﻊ ﻣن 453810ﻧﺳﺧﺔ ﯾوﻣﯾﺎ ﺳﻧﺔ 2010إﻟﻰ 465227
ﻧﺳﺧﺔ ﯾوﻣﯾﺎ ﺳﻧﺔ .2015ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗراﺟﻌت ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺑﯾﻌﺎت اﻟﺟرﯾدة ﻣن 512967ﻧﺳﺧﺔ ﯾوﻣﯾﺎ
ﺳﻧﺔ 2010إﻟﻰ 286000ﻧﺳﺧﺔ ﯾوﻣﯾﺎ ﺳﻧﺔ .2015
ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻧﻼﺣظ ﺗراﺟﻊ ﺳﺣب ﺟرﯾدة "اﻟﺷروق اﻟﯾوﻣﻲ" ﻣن 671094ﻧﺳﺧﺔ ﯾوﻣﯾﺎ ﺳﻧﺔ
2010ﻟﯾﺻل إﻟﻰ 436701ﻧﺳﺧﺔ ﯾوﻣﯾﺎ ﺳﻧﺔ ، 2014ﺛم إﻟﻰ 300000ﻧﺳﺧﺔ ﯾوﻣﯾﺎ ﺳﻧﺔ
.2015
1
زﻫرة ﺟﻘرﯾف ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .17
58
وﯾرﺟﻊ ﻫذا اﻟﺗراﺟﻊ ﻓﻲ ﺳﺣب اﻟﺟرﯾدﺗﯾن اﻟﻣﺻﻧﻔﺗﯾن ﻋﻠﻰ رأس ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺟراﺋد اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻷﻛﺛر
ﺳﺣﺑﺎ وﻣﻘروﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﺳﻧﺔ ،2013ﻣن ﻗﺑل ﻣرﻛز ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺳﺣب ﺳﻧﺔ ،2013إﻟﻰ
ﺗراﺟﻊ اﻟﻣﻘروﺋﯾﺔ وارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣرﺗﺟﻌﺎت ،ﻣﺎ دﻓﻊ ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺗﯾن إﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﺧﻔﯾض اﻟﺳﺣب
ﻟﻠﺗﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﻣرﺗﺟﻌﺎت اﻟﺗﻲ وﺻﻠت إﻟﻰ 22ﺑﺎﻟﻣﺋﺔ ﻓﻲ ﺟرﯾدة "اﻟﺧﺑر" ،و 20ﺑﺎﻟﻣﺋﺔ ﻓﻲ
ﺟرﯾدة "اﻟﺷروق اﻟﯾوﻣﻲ"ﺧﻼل ﺳﻧﺔ .2016
وﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣرﺗﺟﻌﺎت ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ،ﻟﻛون اﻟﻣرﺗﺟﻌﺎت ﻫﻲ ﻧﺳﺦ
اﻟﺻﺣف اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺗم ﺷراؤﻫﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻘراء ،أي ﻟم ﺗﺑﺎع ،وﻷن اﻟﺻﺣف ﻣﻧﺗوج ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟزوال
اﻟﺳرﯾﻊ ،ﻓﺎن ﻫذﻩ اﻟﻣرﺗﺟﻌﺎت ﻻ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﻧﺗوﺟﺎ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﺧزﯾن ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﺗﺳﺑب
وزادت اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت اﻧﺧﻔﺿت ﺧﺳﺎﺋر ﻛﺑﯾرة ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ زاد اﻟﺳﺣب
ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻧﺳﺧﺔ اﻟواﺣدة واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ ،ﻓﺎﻟﻣرﺗﺟﻌﺎت ﺗﻣﺛل ﻣؤﺷ ار ﻋن اﻻﺳﺗﻬﻼك ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻣﺛل
اﻟﺳﺣب ﻣؤﺷ ار ﻋن اﻹﻧﺗﺎج ،وﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻔﺎرق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ أﻗل ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺧﺳﺎﺋر أﻗل .وﻣن أﺟل
ﺗﻘﻠﯾل ﻫذﻩ اﻟﺧﺳﺎﺋر ،ﻟﺟﺄت اﻟﻣؤﺳﺳﺗﯾن إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺳﺣب ﻟﺗﻘﻠﯾص اﻟﻔﺎرق وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻘﻠﯾل
اﻟﺧﺳﺎﺋر.
ﻫذا اﻟﺗراﺟﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت ،ﻓرض ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ،ﺧﻔض اﻟﺳﺣب ورﻓﻊ ﺳﻌر ﺑﯾﻊ اﻟﻧﺳﺧﺔ
اﻟواﺣدة ﺳﻧﺔ ،2014ﻟﯾﻧﺗﻘل ﻣن 10دج اﻟﻰ 15دج ﺛم اﻟﻰ 20دج ،ﻣن أﺟل اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ
اﺳﺗﻘرارﻫﺎ اﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﻛون اﻟﻣؤﺳﺳﺗﯾن اﻹﻋﻼﻣﯾﺗﯾن ﺗﻧﺗﻣﯾﺎن إﻟﻰ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ،ﻓﻬﻲ ﺑذﻟك
ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻣﻧطق اﻟﺳوق اﻟذي ﻓرض ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺳﺣب ﻣﻘﺎﺑل رﻓﻊ ﺳﻌر ﺑﯾﻊ اﻟﻧﺳﺧﺔ
اﻟواﺣدة .وﻛﺷف ﺷرﯾف رزﻗﻲ ،اﻟﻣدﯾر اﻟﻌﺎم اﻟﺳﺎﺑق ﻟﺟرﯾدة "اﻟﺧﺑر" ،أن إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻗررت
ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺳﺣب ﻣن أﺟل ﺗﺧﻔﯾض ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣرﺗﺟﻌﺎت ،ﺑﻣﺎ ﯾﺗواﻓق ﻣﻊ ﻣﺧططﻬﺎ اﻟﻣﺎﻟﻲ ،وذﻟك
ﻣﻘﺎﺑل رﻓﻊ ﺳﻌر ﺑﯾﻊ اﻟﻧﺳﺦ.1
1
Yazid Taleb, El Khabar veut renforcer un modèle économique solide, Publié sur
Maghreb émergence, Le 14 mai 2015.
59
وﺗﻌرف اﻟﻣؤﺳﺳﺗﯾن اﻹﻋﻼﻣﯾﺗﯾن أزﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺧﺎﻧﻘﺔ ،ﺣﯾث ﺗﻌﺎﻧﻲ ﺟرﯾدة "اﻟﺷروق اﻟﯾوﻣﻲ" اﻟﺗﻲ
ﺗطﺑﻊ ﻟدى ﻣطﺎﺑﻊ اﻟدوﻟﺔ ،ﻣن اﻟدﯾون اﻟﻣﺗراﻛﻣﺔ ﻟدﯾﻬﺎ ،ﺣﯾث ﺗﻛﻠف ﻋﻣﻠﯾﺔ طﺑﺎﻋﺔ اﻟﺟرﯾدة،
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ 8ﻣﻼﯾﯾر ﺳﻧﺗﯾم ﺷﻬرﯾﺎ .ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ "اﻟﺧﺑر" اﻟﺗﻲ ﺗطﺑﻊ ﺟرﯾدة "اﻟﺧﺑر"
ﻓﻲ ﻣطﺎﺑﻌﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ ﺟرﯾدة "اﻟوطن" ،ﻣن ﺗﻛﺎﻟﯾف ﺷراء اﻟورق ﻣن
اﻟﺳوق اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋدم اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن دﻋم اﻟدوﻟﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﻛر
اﺳﺗﯾرادﻫﺎ.
ﯾﻘدر ﺳﻌر ﺻﻔﺣﺔ ﺑﺎﻷﺳود واﻷﺑﯾض ﻟﻠﯾوم اﻟواﺣد ،ﯾﻘدر ﺑـ 370.000دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري ﻓﻲ
ﺟرﯾدة "اﻟﺷروق اﻟﯾوﻣﻲ" ،ﻣﻘﺎﺑل 310.000دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري ﻓﻲ ﺟرﯾدة "اﻟﺧﺑر" .وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
634.000دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري ﻓﻲ ﺟرﯾدة "اﻟﺷروق ﻟﺻﻔﺣﺔ ﻣرﻛزﯾﺔ وﻣﻠوﻧﺔ ،ﻓﯾﻘدر ﺳﻌرﻫﺎ
اﻟﯾوﻣﻲ" ،و 585.000دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري ﻓﻲ ﺟرﯾدة "اﻟﺧﺑر" .ﻛل ﺟرﯾدة ﻟدﯾﻬﺎ أﺳﻌﺎر إﺷﻬﺎر
ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ ،ﻓﻧﻔس اﻟﺻﻔﺣﺔ وﻧﻔس اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ ﺗﺑﺎع ﺑﺳﻌر ﻣﺧﺗﻠف ﻣن ﺟرﯾدة ﻷﺧرى ،وذﻟك
ﺣﺳب ﻋدة ﻣﻌﺎﯾﯾر أﻫﻣﻬﺎ اﻟﻘراء .وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻔﺳر ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر ﺟرﯾدة "اﻟﺷروق اﻟﯾوﻣﻲ" اﻟﺗﻲ
ﺗﺳﺣب 300.000ﻧﺳﺧﺔ ﯾوﻣﯾﺎ ،ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺄﺳﻌﺎر ﺟرﯾدة "اﻟﺧﺑر" اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺣب 250.000
ﻧﺳﺧﺔ ﯾوﻣﯾﺎ ،ﻓﺎﻷﺳﻌﺎر ﺗرﺗﻔﻊ ﻣﻊ ارﺗﻔﺎع اﻟﺳﺣب ،وﻟﻬذا ﻧﺟد أﺳﻌﺎر اﻹﺷﻬﺎر ﻓﻲ اﻟﺟرﯾدﺗﯾن
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻣﺗﻘﺎرﺑﺔ وﻣرﺗﻔﻌﺔ وﻫذا ﻟﻛون اﻟﺟرﯾدﺗﯾن ،ورﻏم اﻧﺧﻔﺎض اﻟﺳﺣب ﺧﻼل ﺳﻧﺔ
2015ﺑﺷﻛل ﺧﺎص ،ﺗﻌﺗﺑران ﻣن اﻟﺟراﺋد اﻷﻛﺛر ﺗوزﯾﻌﺎ وﻣﻘروﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر.
ﻓﺎﻟﻣﻌﻠﻧون ﯾﺗوﺟﻬون إﻟﻰ اﻟﺟراﺋد اﻷﻛﺛر ﻣﻘروﺋﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺿﻣﺎن اﻟوﺻول إﻟﻰ أﻛﺑر ﻋدد
ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﺟﻣﻬور وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،ﺧﺎﺻﺔ أن اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﻧﺗوج واﺳﻊ اﻻﺳﺗﻬﻼك
وﯾﺳﺗﻬدف اﻟﺟﻣﻬور اﻟﻌﺎم ﻣن اﻟﺷﻌب اﻟﺟزاﺋري ،واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ "اﻻﺗﺻﺎﻻت اﻟﻬﺎﺗﻔﯾﺔ"،
60
"اﻟﺳﯾﺎرات" و"اﻷﻏذﯾﺔ" ،اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر أﻫم ﺛﻼث ﻗطﺎﻋﺎت ﻓﻲ ﺳوق اﻹﺷﻬﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر .طﺑﯾﻌﺔ
أﻛﺑر وأﻫم اﻟﻣﻌﻠﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،واﻟذﯾن ﯾﺗوﺟﻬون إﻟﻰ اﻟﺟﻣﻬور اﻟﻌﺎم ،ﻫو ﻣﺎ ﺟﻌل أﺳﻌﺎر
اﻟﻌﺎﻣﺔ أﻛﺛر ارﺗﻔﺎع ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺄﺳﻌﺎرﻩ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻼت واﻟﺟراﺋد اﻹﺷﻬﺎر ﻓﻲ اﻟﺟراﺋد اﻟﯾوﻣﯾﺔ
اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ" ،اﻟﻣﻌﻠن ﯾﺧﺗﺎر اﻟﺟرﯾدة اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﺟرﯾدة اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣن وﺻول
إﻋﻼﻧﻪ إﻟﻰ أﻛﺑر ﻋدد ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﺟﻣﻬور اﻟﻣﺳﺗﻬدف ﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﻧﺗوج".
ﺗﻣﻠك ﻛل ﺟرﯾدة ،ﺻﻔﺣﺎت ﺗﻔﺿﯾﻠﯾﺔ ،ﺗﻛون ﻓﯾﻬﺎ أﺳﻌﺎر اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻻﺷﻬﺎرﯾﺔ أﻏﻠﻰ ﻣن أﺳﻌﺎر
اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻻﺷﻬﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺻﻔﺣﺎت .وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺣﺎت اﻟﺗﻔﺿﯾﻠﯾﺔ ﻧﺟد
اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻷوﻟﻰ ،وﻛذﻟك اﻷﺧﯾرة ،24اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻟواﺟﻬﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﺟرﯾدة ،واﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﺑﻬﺎ
أﺳﻌﺎر ﺧﺎﺻﺔ .ﻓﻲ ﺟرﯾدة "اﻟﺷروق اﻟﯾوﻣﻲ" ﻣﺛﻼ ﻓﺳﻌر ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻻﺷﻬﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﺻﻔﺣﺔ 24
ﺑﺎﻷﻟوان ﯾﻛون ﺿﻌف ﻣرﺗﯾن ﺳﻌر ﻧﻔس اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺻﻔﺣﺔ أﺧرى ،ﻣﺛﻼ ﺳﻌر ﻧﺻف ﺻﻔﺣﺔ
إﺷﻬﺎر ﺑﺎﻷﺑﯾض واﻷﺳود ﯾﻘدر ﺑﺳﻌر 274.000 :دج .ﯾﺻﺑﺢ ﺳﻌر ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ ﻓﻲ
اﻟﺻﻔﺣﺔ 24ﺑﺎﻷﻟوان ﯾﻘدر ﺑـ 822.000دج.
وﻣن اﻟﺻﻔﺣﺎت اﻟﺗﻔﺿﯾﻠﯾﺔ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﺟرﯾدة اﻟﺧﺑر ﻧﺟد اﻟﺻﻔﺣﺔ رﻗم ،2اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻓﯾﻬﺎ
اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر ﺑﻧﺳﺑﺔ 60ﺑﺎﻟﻣﺋﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺑﺎﻗﻲ اﻟﺻﻔﺣﺎت ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺻﻔﺣﺔ "ﺳوق اﻟﻛﻼم"
اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾز اﻟﺟرﯾدة ،ﺗﻛون ﺑﻬﺎ اﻟزﯾﺎدة ﺑﻧﺳﺑﺔ 75ﺑﺎﻟﻣﺋﺔ.
ﺗﺗﺟﺎوز أﻫﻣﯾﺔ ﺳوق اﻹﺷﻬﺎر ،اﻟذي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺑﯾﻊ ﻣﺳﺎﺣﺔ اﺷﻬﺎرﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌﻠﻧﯾن ،أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺳوق
اﻷول ﻟﻠﺻﺣف واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت .وﻫذا اﻷﻣر ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﺟراﺋد ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﺣﯾث
ﺗﻛون ﻣداﺧﯾﻠﻬم ﻣن اﻹﺷﻬﺎر أﻛﺑر ﻣن ﻣداﺧﯾﻠﻬم ﻣن اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت ،وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺟرﯾدة "اﻟﺷروق
اﻟﯾوﻣﻲ" ،ﺣﯾث ﯾؤﻛد ﺳﻛرﺗﯾر ﺗﺣرﯾر اﻟﺟرﯾدة "ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﺣواﻟﻲ 65ﺑﺎﻟﻣﺋﺔ ﻣن ﻣداﺧﯾل اﻟﺟرﯾدة ﻣن
61
اﻹﺷﻬﺎر ﻣﻘﺎﺑل 35ﺑﺎﻟﻣﺋﺔ ﻓﻘط ﻣن اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت" .1وﻓﻲ ﺟرﯾدة "اﻟﺧﺑر" ظل اﻹﺷﻬﺎر ﯾﻌﺗﺑر
اﻟﻣﺻدر اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻣداﺧﯾل اﻟﺟرﯾدة إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺳﻧﺔ ،2014ﻋﻧدﻣﺎ ﺻرح ﻣدﯾرﻫﺎ اﻟﻌﺎم ،ﺑﻌد
رﻓﻊ ﺳﻌر اﻟﺟرﯾدة إﻟﻰ 15دج" ،ﻧﺣن ﻟدﯾﻧﺎ اﻹﺷﻬﺎر اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﺻدر اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﺗﻣوﯾل
اﻟﺟرﯾدة" .ﻏﯾر أن اﻷﻣر اﺧﺗﻠف ﻣﻊ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﺳﻧﺔ 2014ﺑﺳﺑب اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣرت ﺑﻬﺎ
اﻟﺟرﯾدة واﻟﺻراع اﻟذي دﺧﻠت ﺑﻪ ﻣﻊ اﻟﺳﻠطﺔ وﻓﻘداﻧﻬﺎ ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻌﻠﻧﯾن ،ﻋﻠﻰ رأﺳﻬم
ﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻬﺎﺗف اﻟﻧﻘﺎل "ﺟﯾزي"ٕ ،واﻗدام إدارة اﻟﺟرﯾدة ﻋﻠﻰ رﻓﻊ ﺳﻌر ﺑﯾﻊ اﻟﻧﺳﺧﺔ إﻟﻰ 20دج،
ﻣن أﺟل رﻓﻊ ﻋﺎﺋداﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت.
1
زﻫرة ﺟﻘرﯾف ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .17
62
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟراﺑﻌﺔ :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﻣرﺋﯾﺔ واﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ
ﺗطور اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﻣرﺋﯾﺔ اﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ اﻣﺗداد ﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت
اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،ﻓﻬو ﻻ ﯾﻛﺎد ﯾﻧﻔﺻل ﻋﻧﻬﺎ وذﻟك ﻣﻧذ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﻋﺑر ﻣؤﻟﻔﺎت ﻋدة ﺛم ﺗوﺳﻌت اﻟﺑﺣوث
ﻓﻲ إطﺎر ﻓرق ﺑﺣث ﺟﺎﻣﻌﯾﺔ أو ﻣؤﻟﻔﺎت ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﯾزﻫﺎ اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﺣﻘول اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻻﺗﺻﺎل
واﻹﻋﻼم ﻣن ﻣﻧظور اﻗﺗﺻﺎدي.
ﻟﻘد أﺻﺑﺢ ﻧﺷﺎط وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﻋﻣوﻣﺎ ،واﻟﻣرﺋﯾﺔ واﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ ﺧﺻوﺻﺎ ،ﯾﺷﺗرط ﺗطﺑﯾق
اﻟﻘواﻋد اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺑﺷﻛل واﺿﺢ :اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺿﺧﻣﺔ ﻓﻲ وﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺑث واﻻﺳﺗﻘﺑﺎل،
واﺳﺗﺧدام طرق إﻧﺗﺎج ﯾﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻧﺻر رأس اﻟﻣﺎل ،واﻋﺗﻣﺎد أﺣدث اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟدﻗﯾﻘﺔ،
وﯾﺗطﻠب ذﻟك ﻛﻠﻪ ﺳوﻗﺎ واﺳﻌﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺟﻠب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات.
ﯾرى ﺑﻌض اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن أﻧﻪ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﺗظﺎﻓر ﺛﻼﺛﺔ أﺻﻧﺎف ﻣن اﻟﻣﻧطق ﻟﻛﻲ ﺗﻧﺷﺄ وﺳﺎﺋل إﻋﻼم
ﺟدﯾدة وﻫﻲ:
-1اﻟﻣﻧطق اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ :وﻫو اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺣﺎﺳم اﻟﻣﺣدد ﻟﻧﺷﺄة وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
اﻟﺣدﯾث.
-2اﻟﻣﻧطق اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ :وﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧﻪ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺗﻘﻧﻲ اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﺗطور اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ.
-3اﻟﻣﻧطق اﻻﻗﺗﺻﺎدي :وﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧﻪ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﺗﺳﺎع رﻗﻌﺔ اﻟﺳوق وﺗوﻓر اﻟطﻠب اﻟﻛﺎﻓﻲ
ﻟﺗطور وﺳﯾﻠﺔ اﻹﻋﻼم واﻣﺗﻼﻛﻬﺎ ﺷرﻋﯾﺔ اﻟﺳوق.
واﻟﻌﺎﻣل اﻟﺣﺎﺳم اﻟﻣﺣدد ﺣﺳب ﻫذا اﻟطرح ﻫو اﻟﻣﻧطق اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،أﻣﺎ اﻟﻌﺎﻣﻼن اﻵﺧران
اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻬﻣﺎ ﺛﺎﻧوﯾﺎن ﻣﻛﻣﻼن ،ﻓﺎﻟﻣﻧطق اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾﻛﻣن وراء ﻧﺷﺄة اﻹﻋﻼم
اﻟﺗﻲ ﻗواﻣﻬﺎ ﺗطور اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﺑﺗطور اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت ،أﻣﺎ ﺷرط اﺳﺗﻣرارﻫﺎ ﻓﯾﺿﻣﻧﻪ اﻟﻣﺳﺗوى
63
اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻋﻠﻰ ﺗﺿﺎﻓر ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺛﻼﺛﺔ ﯾﺗوﻗف ﺗطور وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﻣرﺋﯾﺔ
اﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ.
ﻟﻘد أﺻﺑﺢ ﻛل ﻣن اﻟﺗﻠﻔزﯾون واﻹذاﻋﺔ ﺻﻧﺎﻋﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺳﻣﺢ اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﺑﺈﯾﺟﺎد وﺳﯾﻠﺔ
)أداة( ﻟﻘﯾﺎس اﻟﻣﻛﺎﻟﻣﺎت واﻟﻣﺷﺎﻫدة اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ووﺿﻊ أﺛﻣﺎن ﻟﻬﺎ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻬﺎ و ﺗﺣﻣﯾل اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ
ﻟﻠﻣﺳﺗﻌﻣل )اﻟﻣﺷﺎﻫد أو اﻟﻣﺳﺗﻣﻊ( ،وﻋﻠﯾﻪ ﻟم ﯾﻛن ﺑﺎﻹﻣﻛﺎن ﺗﺣوﻟﻬﻣﺎ إﻟﻰ ﺻﻧﺎﻋﺔ إﻻ ﻋﻧدﻣﺎ
ظﻬرت ﺟﻬﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ ﺑث اﻟرﺳﺎﻟﺔ ) اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ أو اﻟﻣﻌﻠن( .ﻋﻠﻣﺎ أن ﺻﻧﺎﻋﺔ
وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﻣرﺋﯾﺔ اﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ ﻫﻲ اﻣﺗدادا ﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ.1
و ﯾﺑﻠﻎ رأﺳﻣﺎل ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻹذاﻋﺔ و اﻟﺗﻠﻔزﯾون ﺑﺄﻛﺛر ﻣن 50ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺗﺣﻘق ﻋﺎﺋدا ﻣﺎدﯾﺎ
ﯾﻔوق 15ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ،و ﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻗطﺎﻋﺎ ﺣﯾوﯾﺎ ،ﺣﯾث ﺗوﺟد ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة 1000ﻣﺣطﺔ ﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ و 9000ﻣﺣطﺔ إذاﻋﯾﺔ ،ﯾﺑﻠﻎ ﻋدد ﺟﻣﻬورﻫﺎ ) اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن(
ﻣﺋﺎت اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻷﺷﺧﺎص.
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﺗﺷﯾر اﻹﺣﺻﺎءات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﺗﺣﺎد إذاﻋﺎت اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻌﺎم
2011ﻋن وﺟود 1069ﻗﻧﺎة ﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ 109ﻗﻧﺎة ﻋﻣوﻣﯾﺔ و 960ﻗﻧﺎة ﺧﺎﺻﺔ ،
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻋددﻫﺎ ﺳﻧﺔ 2010ﺳوى 733ﻗﻧﺎة و ﻗد و ﺻل ﻫذا اﻟﻌدد ﻋﻧد إﻋداد اﻟﺗﻘرﯾر
اﻟﺳﻧوي ﻟﻼﺗﺣﺎد ﻟﻌﺎﻣﻲ 2013-2012إﻟﻰ 1320ﻗﻧﺎة ،و ﻓﻲ ﻋﺎم 2009ﻛﺎن ﯾﺑﻠﻎ ﻋدد
اﻟﻘﻧوات اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﺧﺎﺻﺔ 696ﻗﻧﺎة.
ﯾﺟدر ﺑﺎﻟذﻛر أن ﻫﻧﺎك ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻌواﻣل أدت إﻟﻰ ﺿﻌف ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻹﻋﻼم اﻟﻣرﺋﻲ اﻟﻣﺳﻣوع
ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟدول و ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎﯾﻠﻲ:
1
ﻓﻧﻲ ﻋﺎﺷور:اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﻣرﺋﯾﺔ اﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ ،اﺗﺣﺎد إذاﻋﺎت اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺳﻠﺳﻠﺔ
ﺑﺣوث ودراﺳﺎت إذاﻋﯾﺔ ،ﺗوﻧس.2014 ،
64
-2ﻫروب اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن إﻟﻰ اﻟﻘﻧوات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ) ﺗﺷﯾر اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت أن % 35ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن
ﯾواظﺑون ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎﻫدة اﻟﻘﻧوات اﻟوطﻧﯾﺔ ( أي اﻟﺳوق اﻷوﻟﯾﺔ ﺳوق اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن.
-3زﯾﺎدة ﺣﺻﺔ اﻟﻣﻌﻠﻧﯾن اﻷﺟﺎﻧب أو ﺣﺻﺔ اﻹﻋﻼﻧﺎت ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ و ﻓروﻋﻬﺎ اﻟﺳوق
اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ ) ﺳوق اﻟﻣﻌﻠﻧﯾن(.
-4زﯾﺎدة اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺑراﻣﺞ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺷﺑﻛﺔ اﻟﺑراﻣﺟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﺎﻟﻘﻧوات اﻟوطﻧﯾﺔ ) ﺳوق اﻟﺑراﻣﺞ(.
و ﻗد ﺗرﺗب ﻋن ﻫذﻩ اﻻﺧﺗﻼﻻت ﻓﻲ أﺳواق اﻟﺗﻠﻔزﯾون اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺿﻌف اﻷﺳواق اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ
ظل ﺗوﺳﻊ اﻷﺳواق اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﻣﻔﻌول ﻋواﻣل ﺧﺎرﺟﯾﺔ ذات ﺗﺄﺛﯾر أﻛﺑر ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎط وﺳﺎﺋل
اﻹﻋﻼم اﻟﻣرﺋﯾﺔ واﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ ﻣن ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻌواﻣل اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻷﺳواق اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﺳواء
ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺳوق اﻷوﻟﯾﺔ ) ﺳوق اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن ( أو ﺑﺎﻟﺳوق اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ ) ﺳوق اﻟﻣﻌﻠﻧﯾن ( أو
ﺑﺳوق اﻟﺑراﻣﺞ أو ﺑﺳوق اﻷﺟﻬزة أو ﺑﺳوق اﻟﻛﻔﺎءات –ﻛﻣﺎ أﺷرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ –و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻧﻬﯾﺎر
ﻣﺻداﻗﯾﺔ اﻟﺗﻠﻔزﯾون اﻟوطﻧﻲ و اﻧﻛﻣﺎش دورﻩ إﻟﻰ ﻧوع ﻣن اﻟﻘﻧﺎة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ذات اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣﺣدود و
زﯾﺎدة ﺑراﻣﺞ اﻷﻟﻌﺎب و اﻟﺗﺳﻠﯾﺔ و اﻟﺗرﻓﯾﻪ ﻟﺟﻠب اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن.1
ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد آﺧر ﺳﻣﺢ اﻟﺗطور اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺑث ﻣن اﻟﻧﻣط اﻟﻬرﺗزي إﻟﻰ اﻟﺳﻠﻛﻲ و ﻋﺑر
اﻷﻗﻣﺎر اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺑﺈﺣداث ﺗطور ﻋظﯾم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﺗﻠﻔزﯾون ،و ﯾﻣﻛن
إﺑراز ﻣظﺎﻫر ﻫذا اﻟﺗطور ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
1
إﺑراﻫﯾم ﻋﻣر :اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺻﺎل داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ ،اﻟﺟزاﺋر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺣﺳﯾﺑﺔ ﺑن ﺑوﻋﻠﻲ ﺑﺎﻟﺷﻠف ،ﻣﺧﺑر اﻟﻌوﻟﻣﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ ،اﻟﻌدد
اﻟﺳﺎﺑﻊ.2009 ،
65
-ﺗطور اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺷﺎﻫد ﻣن ﺟﻬﺔ و اﻟﻘﻧﺎة أو اﻟﻣﺣطﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﻓﺄﺻﺑﺣت ﻋﻼﻗﺔ
ﻣﺑﺎﺷرة دون ﺗدﺧل اﻹﺷﻬﺎر ،أي ﺳﻣﺢ ﻫذا اﻟﺗطور ﻟﻠﻘﻧوات اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﺑﺎﻣﺗﻼك ﺳوق ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ
ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن ﺳوق اﻹﺷﻬﺎر.
-ﺗﻛﺎﺛر اﻟﻌرض :اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن وﺿﻊ ﻛﺎن ﻓﯾﻪ ﻋدد اﻟﻣﺣطﺎت ﻗﻠﯾﻼ و اﻟﺑراﻣﺞ ﻣﺣدودة إﻟﻰ
وﺿﻊ ﯾﺗﻣﯾز ﺑوﻓرة اﻟﻘﻧوات اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ.
-ﺗطﺑﯾق اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺗﺳوﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻠﻔزﯾون ﺑظﻬور ﻗﻧوات ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﺗﻠﺑﻲ ﺣﺎﺟﺎت
اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن ﻣﺑﺎﺷرة ﺣﺳب ﺗطﻠﻌﺎﺗﻬم و ﻣﯾوﻟﻬم ،و ﻫذا ﻣﺎ ﺳﻣﺢ ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟﻠﻣﺣطﺎت و
اﻟﻘﻧوات اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﺑﺎﻧﺗﻬﺎج ﺳﯾﺎﺳﺎت ﺗﺳوﯾﻘﯾﺔ ﻣﻼﺋﻣﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﺗﻛﯾﯾف ﻋرض ﺑراﻣﺟﻬﺎ ،ﻣﻊ
ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﯾﻬم ﻓﻲ ظل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺷرﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﺗﺣﻬﺎ ﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ و
اﻧﻔﺗﺎح اﻟﺳوق اﻟدوﻟﯾﺔ.
-ظﻬور ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻣن اﻟﻘﻧوات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾدﻓﻊ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷﺎﻫد اﻹﺗﺎوة ﻋن اﻣﺗﻼك اﻟﺟﻬﺎز )
ﻻ اﻟﻣﺷﺎﻫدة( و اﻟﻘﻧوات اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺣﺿﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻠن ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﻌﻠن ﺛﻣن اﻟﻣﺷﺎﻫدة ﻟﻠﻣﻌﻠﻧﯾن
اﻟدﯾن ﯾرﯾدون أن ﯾوﺻل إﻟﯾﻬم رﺳﺎﻟﺗﻪ اﻻﺷﻬﺎرﯾﺔ أو ﯾﺷﺗرك ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷﺎﻫد ﺛﻣن اﻟﺑث أو
اﻻﺷﺗراك أي اﻟدﻓﻊ اﻟﻣﺳﺑق ﻟﺛﻣن اﻟﺑراﻣﺞ ،ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك ﻋﺑر اﻟﻘﻧوات اﻟﺧطﯾﺔ أو ﺑﻔﺿل
ﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺗﺷﻔﯾر ).( cryptage
-ﺗﻌدد أﺷﻛﺎل اﻟدﻓﻊ ،ﺣﯾث اﻧﺗﻘل اﻟﺗﻠﻔزﯾون ﻋﺑر ﺛﻼث ﺣﺎﻻت :ﻧظﺎم اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟﻌﻣوﻣﻲ
ﻣﻊ ﺗﻣوﯾل ﻋﻣوﻣﻲ ﺻرف ،ﻧظﺎم ﻣﺧﺗﻠط ﻣﻊ ﺗﻣوﯾل ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﻹﺗﺎوة واﻹﺷﻬﺎر ،و ﻧظﺎم اﻟدﻓﻊ
اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋن طرﯾق اﻻﺷﺗراك أو اﻟدﻓﻊ ﻋﻧد اﻟﻣﺷﺎﻫدة) (Pay - per viewو ﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر
ﺗﺄﺛﯾ ار ﻣﺑﺎﺷ ار ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،و ﻫﻛذا وﺟد اﻟﻣﺷﺎﻫد ﻧﻔﺳﻪ أﻣﺎم ﺣرﯾﺔ
اﺧﺗﯾﺎر طرق اﻟدﻓﻊ و اﺧﺗﯾﺎر أﻧواع اﻟﺑراﻣﺞ و اﻟﻘﻧوات.
66
1
-2اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻟوﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﻣرﺋﯾﺔ اﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ
ﯾﺣدد ﺑﻌض اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن أرﺑﻌﺔ ﻋﻧﺎﺻر ﺳﺎﻋدت ﻓﻲ ﺗطوﯾر أﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻠﻔزﯾون ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم:
-1ﻋﺎﻣل اﻗﺗﺻﺎدي :ﻏﯾﺎب اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن ﺗﻛﻠﻔﺔ ﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻠﻔزﯾون وﻋدد اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن
ﻣﻧﻪ.
-2ﻋﺎﻣل ﺳﯾﺎﺳﻲ :ﻗ اررات اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
-3ﻋﺎﻣل ﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ :اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ.
-4ﻋﺎﻣل ﺗﺟﺎري :ﺳﻌﻲ أرﺑﺎب اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻋن اﻟرﺑﺢ.
إن ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﻟﻌﺑت دو ار ﻓﻲ ﻧﺷﺄة ﻛل اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ،وﻟﻛن اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ )ﻧظﺎم
اﻟﺷﺑﻛﺎت( ﺳﻣﺢ ﻟﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﺑﺄن ﺗﻔﻌل ﻓﻌﻠﻬﺎ ﺑﺣرﯾﺔ دون ﺗﻐﻠﯾب إﺣداﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺧرى،
ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ )ﻧظﺎم اﻟﻘﻧوات( أﻋطت اﻟﻐﻠﺑﺔ ﻟﻠﻌواﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،وﺗﺑدو اﻟﻌواﻣل
اﻷﺧرى اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻣﺛل:
-1اﻟﺷﺑﻛﺔ Network
ﻧﺷﺄت اﻟﺷﺑﻛﺎت ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﻲ اﻟﻌﺷرﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﻋﻠﻰ اﺛر اﺗﻔﺎق ﺑﯾن
ﻣﻧﺗﺟﻲ أﺟﻬزة اﻻﺗﺻﺎﻻت) اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺣﺗﻰ ذﻟك اﻟوﻗت ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ اﻻﺗﺻﺎل ﺑﯾن اﻟﺑواﺧر
ﻓﻘط( ﻗﺻد ﺗوﺳﯾﻊ اﻟﺳوق إﻟﻰ اﻟﺟﻣﻬور اﻟواﺳﻊ.
و اﻟﺷﺑﻛﺔ ﻫﻲ "ﺑﻧﺎء ﺗﺷرﯾﻌﻲ ،ﺗﻘوم ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺑدأ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻋﻘد ﺑﯾن ﻣﺣطﺔ رﺋﯾﺳﯾﺔ
وﻣﺣطﺎت ﻣﺗﻔرﻋﺔ ﻋﻧﻬﺎ ﻟﻬﺎ وﺿﻌﯾﺔ ﺗﺎﺑﻊ" .وﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻛﻣﺎ ﯾﺣددﻫﺎ
اﻟدﺳﺗور ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،وﻛذا ﺣرﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وﻣﻧﻊ اﻻﺣﺗﻛﺎر.
*ﯾﺗﻣﯾز ﻧظﺎم اﻟﺷﺑﻛﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن ﻧﺷﺎطﺎت ﺛﻼﺛﺔ:
1
ﺳﻬﺎم اﻟﺷﺟﯾري :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص ص .69-68،
67
-1إﻧﺗﺎج اﻟﺑراﻣﺞ اﻟذي ﺗﺿطﻠﻊ ﺑﻪ اﻟﺷﺑﻛﺔ ،ﻓﺗﻧﺗﺞ اﻟﺑراﻣﺞ اﻹﺧﺑﺎرﯾﺔ واﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣطﺎت
اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ .ﻋﻠﻰ أن ﻫﻧﺎك ﻣﻧﺗﺟﯾن ﻣﺳﺗﻘﻠﯾن ﻟﻸﻓﻼم اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﯾﺔ أو اﻷﺷرطﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ،
ﯾﻣﺛﻠون ﺳوﻗﺎ ﺣرة ﻟﻠﺑراﻣﺞ )ﻣوازﯾﺔ ﻟﻠﺷﺑﻛﺎت(.
-2اﻟﺑرﻣﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿطﻠﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺣطﺎت ،وﻫﻲ ﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌظﻣﻬﺎ ،ﺗﺗﻣرﻛز ﻓﻲ اﻟﻣدن
واﻟﺗﺟﻣﻌﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ،وﯾﺧﺿﻊ ﻧﺷﺎطﻬﺎ ﻟﺗرﺧﯾص اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻔﯾدراﻟﯾﺔ ﻟﻼﺗﺻﺎﻻت ).(FCC
-3اﻟﺑث ،واﻟﻐﺎﻟب ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻫو اﻟﺑث اﻟﻬرﺗزي ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق ﻣﺣﻠﻲ ﻣن ﻗﺑل
اﻟﻣﺣطﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﻫﻧﺎك ﺻﯾﻐﺔ أﺧرى ﻫﻲ اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﺳﻠﻛﻲ ﻟﻠﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ وﻋﺑر اﻷﻗﻣﺎر
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ.
وﯾﺗﻼءم ﻧظﺎم اﻟﺷﺑﻛﺔ أﻛﺛر ﻣﻊ اﻟﺑﻠدان ذات اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟﺷﺎﺳﻌﺔ )اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،ﻛﻧدا،
اﺳﺗراﻟﯾﺎ ،روﺳﯾﺎ( ،أو ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﺻﻌﺑﺔ اﻟﺗﺿﺎرﯾس )اﻟﯾﺎﺑﺎن( ،أو اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﻠﻐﺎت
واﻟﻘوﻣﯾﺎت )اﻟﻬﻧد ،اﻟﺻﯾن(.
-3ﺑﯾﻊ اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗوﻓرة ﻟدى اﻟﻣﺣطﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﻟﻠﻣﻌﻠﻧﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى وطﻧﻲ.
-4طﻠب اﻟﺗوﺻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻓﻼم اﻟﺧﯾﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﻟدن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن )ﺷرﻛﺎت اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﻲ،
ﻫوﻟﯾوود(.
وﺗﻣﺗﻠك اﻟﺷﺑﻛﺎت اﻟﺛﻼث ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة %65ﻣن اﻟﺳوق ﺗﻘرﯾﺑﺎ ،وﺗوﻓر ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل
%75ﻣن اﻟﻣواد اﻟﺗﻲ ﺗﺑث ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺣطﺎت ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟرﺋﯾﺳﻲ ) (Prime Timeﻣن
اﻟﺳﺎﻋﺔ 19ﺣﺗﻰ اﻟﺳﺎﻋﺔ ،21وﻫﻲ ﻓﻲ ﻣﻌظﻣﻬﺎ اﻷﻓﻼم واﻟﻣﺳﻠﺳﻼت واﻷﺧﺑﺎر واﻟﻣﻘﺎﺑﻼت
68
اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟﺑﺎﻗﻲ %25ﻓﻬو ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻷﺧﺑﺎر اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻷﺣوال اﻟﺟوﯾﺔ ﯾﺷﺗرى ﻣن
ﻣوردﯾن آﺧرﯾن ﻣﺳﺗﻘﻠﯾن ﻋن اﻟﺷﺑﻛﺎت.
-2اﻟﻘﻧﺎة:
ﻧﺷﺄت اﻟﻘﻧوات اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﻓﻲ أوروﺑﺎ ،وﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺷرﻛﺎت ﻋﻣوﻣﯾﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻘوم
ﺑﻧﺷﺎطﺎت اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺑرﻣﺟﺔ واﻟﺑث ﻋﺑر ﻛﺎﻣل اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ ﻟﺑﻠد ﻣن اﻟﺑﻠدان.
-1ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤدﯾﻬﺎ اﻟﻘﻧﺎة اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬور ،وﺗﺗﻠﺧص ﻓﻲ
وظﺎﺋف اﻹﻋﻼم واﻟﺗرﺑﯾﺔ واﻟﺗرﻓﯾﻪ.
-2ﺗراوح ﺗﻧظﯾم ﻫذﻩ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﻠﻔزﯾون ﺑﯾن اﻟﻘﻧوات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﻠﻛﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ
ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة وﺗﺗدﺧل ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾرﻫﺎ ٕوادارﺗﻬﺎ وﻓﻲ ﺗﻌﯾﯾن ﻣﺳؤوﻟﯾﻬﺎ وﺗﻐﯾﯾر ﺳﯾﺎﺳﺗﻬﺎ )ﺣﺎﻟﺔ
ﻓرﻧﺳﺎ( وﺑﯾن اﻟﻘﻧوات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ واﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﺳﻠطﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺗﺷرف ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺎت
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﻣن أﺟل ﺿﻣﺎن اﺳﺗﻘرار اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ وﺿﻣﺎن ﺣﯾﺎد اﻟﻘﻧوات ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى
)ﺣﺎﻟﺔ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ(.
-3إذا ﻛﺎن دور اﻟﻣﺣطﺔ ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺷﺑﻛﺔ ﻫو اﻻﺿطﻼع ﺑوظﯾﻔﺔ اﻟﺑرﻣﺟﺔ دون ﻏﯾرﻫﺎ ،ﻓﺎن
اﻟﻘﻧﺎة ﻫﻲ ﺷرﻛﺔ ﺗﻘوم ﺑﻛل اﻟوظﺎﺋف :اﻹﻧﺗﺎج ،اﻟﺑرﻣﺟﺔ ،اﻟﺑث وﺗﺣﺻﯾل اﻹﺗﺎوة ﻓﻲ ﺑﻌض
اﻟﺣﺎﻻت.
ٕ -4واذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺣطﺔ ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺷﺑﻛﺔ ﻫﻲ ﻋﺎدة ﻗﻧﺎة ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﺣﻠﯾﺔ ﺗﻐطﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﻣﺣدودة
ذات ﻛﺛﺎﻓﺔ ﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻌﺗﺑرة ﺗوﻓر ﺳوق ﻣﺷﺎﻫدة ذات ﻣردودﯾﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ ،ﻓﺎن اﻟﻘﻧﺎة ﺗﻛون ﻋﺎدة
ﻋﻣوﻣﯾﺔ ذات ﺑﻌد وطﻧﻲ وﺗﻐطﻲ اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ ،أو اﻹﻗﻠﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺑﻛﺎﻣﻠﻪ )ﺣﺎﻟﺔ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ(.
69
ٕ -5واذا ﻛﺎن ﺗﻣوﯾل اﻟﻣﺣطﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺷﺑﻛﺔ ﯾﻘوم أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻋﻼن اﻟﺗﺟﺎري ،ﻓﺎن
ﺗﻣوﯾل اﻟﻘﻧﺎة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﻣر ﺑﻣراﺣل ،ﻓﻔﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻛﺎن اﻟﺗﻠﻔزﯾون ﻣؤﺳﺳﺔ
ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﺗﻣوﯾل ﻋﻣوﻣﻲ ﺧﺎﻟص ﺑواﺳطﺔ إﺗﺎوة ﺗﻘﺗطﻊ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻣﺗﻼك أﺟﻬزة
اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﻲ ،ﺛم ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت أﺻﺑﺢ اﻟﺗﻣوﯾل ﻣزدوج :اﻹﺗﺎوة واﻹﻋﻼﻧﺎت ،وﻓﻲ
ﻣﻧﺗﺻف اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ظﻬر اﻟﺗﻠﻔزﯾون ﺑﺎﻻﺷﺗراك أو اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟﻣﺷﺎﻫدة )أﺻﺑﺢ ﺧدﻣﺔ ﻛﺎﻟﻛﻬرﺑﺎء
واﻟﻬﺎﺗف ...اﻟﺦ(.1
2
-3اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻺﻋﻼم اﻟﻣرﺋﻲ و اﻟﻣﺳﻣوع
-اﻟﻣﻧﺗوج اﻟﺻﺣﻔﻲ اﻟﻣرﺋﻲ و اﻟﺳﻣﻌﻲ ﻫو ﺗدﻓق ﻣﺳﺗﻣر ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﻣﻧﺗوج اﻟﺻﺣﻔﻲ
اﻟﻣﻛﺗوب ﻫو ﻣﺣﺗوى إﻋﻼﻣﻲ و ﺣﺎﻣل ورﻗﻲ.
-إن ﻣﻧﺗوج اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻫو ﻣﻧﺗوج ﻣﻠﻣوس ﯾﺑﺎع ﻟﻠﻘﺎرئ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﺈن ﻣﻧﺗوج اﻟﻣﺣطﺎت
اﻹذاﻋﯾﺔ و اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﻠﻣوس ﯾﺗم ﺳﻣﺎﻋﻪ أو ﻣﺷﺎﻫدﺗﻪ.
-اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣرﺋﯾﺔ اﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ ﻛﺎﻟﺑراﻣﺞ ﻣﺛﻼ ﻫﻲ ﻟﯾﺳت ﻣﺟرد ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻏﯾر ﻣﺎدﯾﺔ ،و ﻟﻛﻧﻬﺎ
ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻋﻣوﻣﯾﺔ أﯾﺿﺎ ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ﻣن طرف ﻋدد ﻏﯾر ﻣﺣدود ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﯾن،
ﺷرط أن ﯾﻛون ﻫؤﻻء ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﺳﺗﻘﺑﺎل اﻟﺗﻠﻔزﯾون و ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﺗﺟﻬﯾزات اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل اﻟﺧﺎﺻﺔ.
-اﻟﻧﺷﺎط اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﻫو اﻟﻧﺷر ،أﻣﺎ اﻟﻧﺷﺎط اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﺣطﺔ اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ و
اﻹذاﻋﯾﺔ ﻓﻬو اﻟﺑرﻣﺟﺔ.
-ﺗﺗﻣﯾز اﻹذاﻋﺔ و اﻟﺗﻠﻔزﯾون ﺑﺄﻧﻬﻣﺎ وﺳﯾﻠﺗﺎن إﻋﻼﻣﯾﺗﺎن ،ﺗوﻓران ﺗﺟﻬﯾزات اﺳﺗﻘﺑﺎل اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ
1
ﻓﻧﻲ ﻋﺎﺷور ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .44
2
وﻫﯾﺑﺔ ﺑوزﯾﻔﻲ :ﻣﺣﺎﺿرات أﻟﻘﯾت ﻋﻠﻰ طﻠﺑﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ إﻋﻼم واﺗﺻﺎل ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر .2015 ،3
70
ﻟﻛﻲ ﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺑراﻣﺞ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب ﺗوﻓر ﻣﺳﺗوى
ﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ﻟدى اﻟﻘﺎرئ.
-أﻣﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺟﻣﻬور ،ﻓﯾﺗم ﺗﻛﯾﯾف ﺗوﺟﻪ اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﻣﻊ اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
و اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻟﻠﻘراء ،و ﯾﺗم ﺗﻛﯾﯾف ﺷﺑﻛﺎت ﺑراﻣﺞ اﻟﻣﺣطﺎت و اﻟﻘﻧوات ﻣﻊ ﺟدول أﻋﻣﺎل اﻟﻣﺷﺎﻫد
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷﺑﻛﺔ اﻟﺑراﻣﺟﯾﺔ ) اﻟﺗﻠﻔزﯾون اﻟﻌﺎم (.
-إن ﺗوزﯾﻊ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ﯾﻛون ﻟﻣﻧﺎطق ﻣﺣددة ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺑث ﺑراﻣﺞ اﻟﻣﺣطﺎت اﻹذاﻋﯾﺔ و
اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﯾﻛون ﺑواﺳطﺔ اﻟﻣوﺟﺎت اﻟﻬﯾرﺗزﯾﺔ ،واﻷﻗﻣﺎر اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻷﺳﻼك ،ﺣﯾث اﺧﺗﯾﺎر
اﻹرﺳﺎل ) أو اﻟﺑث( ﯾﺗم ﺣﺳب اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧرﯾد ﺗﻐطﯾﺗﻬﺎ و ﺣﺳب اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺗﻲ
ﻧرﯾد أن ﺗﻣس ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺣﺻص ﻟﻠﺟﻣﻬور.
-ﻓﻲ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ﯾﻘﺗﻧﻲ اﻟﻣواطن ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺟرﯾدة ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺣطﺎت اﻹذاﻋﯾﺔ
واﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺎﻫد أو اﻟﻣﺳﺗﻣﻊ أن ﯾدﻓﻊ ﻣﻘﺎﺑل اﺳﺗﻘﺑﺎﻟﻪ ﻟﻬذﻩ اﻟﺑراﻣﺞ.
*أﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻛﻛل ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد اﻟﻔرق ﺑﯾن ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ و اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ
اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ و اﻹذاﻋﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎﯾﻠﻲ:
-ﺗﺗﺿﻣن ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻋدة ﺻﻧﺎﻋﺎت ﻓرﻋﯾﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟطﺑﺎﻋﺔ واﻟﺗوزﯾﻊ ،أﻣﺎ
ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻹذاﻋﺔ واﻟﺗﻠﻔزﯾون ﻓﺗﺗﺿﻣن ﺻﻧﺎﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺑث واﻻﺗﺻﺎﻻت .
-اﻟﻔرق ﻛذﻟك ﺑﯾن اﻟﺻﻧﺎﻋﺗﯾن ﯾﻛﻣن ﻛذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺗوج اﻟذي ﯾﺗم ﺑﯾﻌﻪ ﻟﻠﺟﻣﻬور ،ﺣﯾث أن
اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﺗﺑﯾﻊ ﻣﻧﺗوﺟﺎ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﻧﻘل و اﻟﺣﯾﺎزة و اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ،أﻣﺎ اﻟﻣﺣطﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻬرﺗزﯾﺔ ﻓﺗﻧﺗﺞ
)اﻟﻣﺷﺎﻫدة ( أي اﻟﺟﻣﻬور و ﺗﺑﯾﻌﻪ ﻟﻠﻣﻌﻠن ،أﻣﺎ ﻗﻧوات اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﺗﻘدم ﻟﺟﻣﻬورﻫﺎ
ﺧدﻣﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﺗﻣوﻟﻬﺎ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن اﻟﻘﻧوات اﻟﻣﺷﻔرة ﺧدﻣﺔ ﯾﺗم دﻓﻊ ﺛﻣﻧﻬﺎ ﻣﺳﺑﻘﺎ
ﻋن طرﯾق اﻻﺷﺗراك.
71
-ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬور ﻓﻬو زﺑون ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺣطﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ) ﯾدﻓﻊ ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﺷﺎﻫدة اﻟزﺑون اﻟذي
ﯾﺷﺗري اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻌﻠن ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺣطﺔ ( ،و ﻫو ﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﺧدﻣﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻧﺎة
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ) ﯾﻣوﻟﻬﺎ داﻓﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ( ،وﻫو ﻣﺳﺗﻌﻣل ﺧدﻣﺔ ) ﻣﺛل ﻣﺳﺗﻌﻣل اﻟﻬﺎﺗف و ﻏﯾرﻩ (
ﻓﻲ اﻟﻘﻧوات اﻟﻣدﻓوﻋﺔ ) اﻟﻣﺷﻔرة(.
-ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺳﻠﺳﻠﺔ اﻷﻧﺷطﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﻓﻧﺟدﻫﺎ ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ ﻣﻊ ﺗﻠك اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ
اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ و اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ :اﻟوﻛﺎﻟﺔ ،ﻣﻧﺗﺟو اﻟﺑراﻣﺞ ،اﻟﺑرﻣﺟﺔ ،اﻟﺑث ،اﻟﻣﺷﺎﻫدة ،اﻹﺷﻬﺎر ،ﺳﺑر
اﻵراء ،و ﻓﻲ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﯾوﺟد ذات اﻷﻧﺷطﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ و ﻫﻲ :اﻟوﻛﺎﻟﺔ ،اﻟﻧﺷر ،اﻟﺗوزﯾﻊ،
اﻻﺳﺗﻬﻼك ،اﻹﺷﻬﺎر ،ﺳﺑر اﻵراء.
-ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺗﺣرﯾر ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ و ﻟﻛن ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟطﺑﺎﻋﺔ و اﻟﺗوزﯾﻊ ﻣرﺗﻔﻌﺔ ،
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ واﻹذاﻋﯾﺔ ﻓﺈن ﺗﻛﺎﻟﯾف إﻧﺗﺎج اﻟﺑراﻣﺞ اﻟوطﻧﯾﺔ ) اﻟداﺧﻠﯾﺔ ( وﺷراء
اﻟﺑ ارﻣﺞ اﻟﻣﺳﺗوردة ) اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ( ﺑﺎﻫﺿﺔ وذﻟك ﻣن أﺟل ﺗﻐطﯾﺔ اﻟﺗدﻓق ،ﻟﻛن ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺑث
ﺿﻌﯾﻔﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎ.
-ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣﺣطﺎت اﻹذاﻋﯾﺔ و اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﻻ ﺗﺗﻐﯾر ﺑزﯾﺎدة أو ﻧﻘﺻﺎن ﻋدد اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن و ﻫذا
ﻋﻛس اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ،و ﻣﻧﻪ زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻟﻣﺷﺎﻫدة ﻻ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ
و اﻹذاﻋﯾﺔ و ﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻹﺷﻬﺎر ،ﻓﻲ ﺣﯾن زﯾﺎدة ﺳﺣب ﺟرﯾدة ﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺎت
اﻟطﺑﺎﻋﺔ و ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻹﺷﻬﺎر ﻛذﻟك.
-إن ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣﺣطﺎت اﻹذاﻋﯾﺔ و اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ و اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻘﺎت اﻹﻧﺗﺎج و اﻟﺑث ﻫﻲ
ﻧﻔﻘﺎت ﻏﯾر ﻣﺗﻐﯾرة ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻣﺛل اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ.
-ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟرادﯾو و اﻟﺗﻠﻔزﯾون أﻛﺛر ﺗﻌﻘﯾدا ﻣن ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ،ﻓﻬﻲ وﺛﯾﻘﺔ اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﺳوق
إﻧﺗﺎج اﻟﺣﺻص ﻣن ﺟﻬﺔ و ﺑﺳوق اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﻘطﺎع إﻧﺗﺎج اﻷﺟﻬزة ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى،
ﻓﻬﻲ ﻫﯾﻛﻠﺔ ﻣزدوﺟﺔ ﺗﻧﺗﺞ ﺗﺟﻬﯾزات اﻹرﺳﺎل ،اﻟﺣﺻص واﻟﺗﻲ ﺗﺻﻧﻊ أﺟﻬزة ) و ﻫﻲ ﻣواد
72
اﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ﻧﺻف داﺋﻣﺔ ﻏﯾر ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ( ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣؤدﯨﺔ ﻻ ﺗﻌﺗﺑر ﻛﺎﻣﻠﺔ إﻻ ﻋﻧدﻣﺎ
ﺗﺗوﻓر اﻟﺑراﻣﺞ و اﻷﺟﻬزة ﻣﻌﺎ.
-إن ﻧﻣو ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟرادﯾو و اﻟﺗﻠﻔزﯾون ﻟﯾس ﻣرﺗﺑط ﻓﻘط ﺑﻣﺷﻛل إﻧﺗﺎج ﻟوﺣدﻩ ﺑل ﺑﻣﺷﺎﻛل
اﻟﻣرﺑوطﺔ ﺑﻪ أو اﻟﻣوازﯾﺔ ﻟﻪ و اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﻬﯾزات ،اﻟﺑراﻣﺞ و أﺟﻬزة اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل.
-ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻧطق اﻟﺑث ) اﻟﺗدﻓق( ﻋرض اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ و اﻹذاﻋﯾﺔ ﺑواﺳطﺔ اﻟﺑث
اﻟﺟﻣﺎﻫﯾري اﻟﻣﻧطق اﻟذي ﯾﺣﻛم ﻧﺷﺎط اﻟﺗﻠﻔزﯾون واﻹذاﻋﺔ ،ﻓﺑدﻻ ﻣن إﻋﺎدة ﻧﺳﺦ اﻟﻧﻣوذج
اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻌﻣل ﻣﻌﯾن ﻋدة ﻣرات ،أو ﺗوزﯾﻌﻪ ﯾﺗم ﺑﺛﻪ ﻓﻲ وﻗت واﺣد إﻟﻰ ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،و ﺑﺻﯾﻐﺔ أﺧرى ﯾﺗم ﻋرض ﻧﻔس اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺑواﺳطﺔ اﻟﺑث ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻬور واﺳﻊ ،ﻻ
ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻧﺳﺦ ﻓردﯾﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﻣﺗﻼك ،و ﯾﺗم اﺳﺗﻬﻼﻛﻪ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺑث ﻓﯾﻪ.
-ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗدﻓق ﻓﻲ اﻹذاﻋﺔ واﻟﺗﻠﻔزﯾون ،ﻓﻬﻧﺎك ﺗدﻓق ﻣﺳﺗﻣر ﻣن اﻟﺑراﻣﺞ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻘﺎء
اﻟﯾوﻣﻲ ووﻓﺎء اﻟﺟﻣﻬور ،وﻛذا اﺳﺗﻬﻼك ﻓوري ﺟﻣﺎﻫﯾري واﺳﻊ ﻟﻬذﻩ اﻟﺑراﻣﺞ.
-إن اﻟﻧﻣوذج اﻷﺻﻠﻲ ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺑث ﯾﺗم ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن ﺿﻣن ﺷﺑﻛﺔ
ﺑراﻣﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل ﺗدﻓق ﻣﺳﺗﻣر ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺣﯾﺎزة اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ أو ﻹﻋﺎدة اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻓﻲ أوﻗﺎت
أﺧرى.
-إن اﻟﻣﺣطﺎت اﻹذاﻋﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﺗﺗطﻠب إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻣﺎدﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻟرﺳم ﺷرﯾط إﺷﻬﺎري
و ﻫذا ﻋﻛس اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ،ﻓﻣﺛﻼ ﻟرﺳم ﺷرﯾط إﺷﻬﺎري ﻓﻲ ﻣﺣطﺔ ﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﯾﺗطﻠب
ﻣﺧرج ،ﻛﺎﻣﯾرﺗﯾن ،ﻣﻣﺛل ،و اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻣﻛﻠﻔﺔ أﻛﺛر ﻣن 5أﺿﻌﺎف ﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻸﺷﺧﺎص
اﻟذﯾن ﯾﻧﺗﺟون ﻫذا اﻟﺷرﯾط اﻟذي ﯾﺳﺗﻣر ﺣواﻟﻲ 30ﺛﺎﻧﯾﺔ.
73
-4أﺳواق وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﻣرﺋﯾﺔ اﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ:1
ﻣن ﺧﺻوﺻﯾﺎت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﻣرﺋﯾﺔ اﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ أن ﻟﻬﺎ ﻋدة أﺳواق ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ،ﺣﯾث
إن اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﯾﺑﺎع ﻣرﺗﯾن ﻋدة ﻣرات ﻋﺑر ﻣراﺣل ﺗﺻﻧﯾﻌﻪ ،ﻓﻲ ﻋدة أﺳواق ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
ﻫﻲ :ﺳوق اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ،ﺳوق اﻟﻣﻌﻠﻧﯾن ،ﺳوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﺳوق اﻟﺗﺟﻬﯾزات وﻏﯾرﻫﺎ.
ﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺳوق اﻟﻬدف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ واﻹذاﻋﯾﺔ ﺳواء ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺑث
اﻟﻬرﺗزي أو اﻟﺳﻠﻛﻲ أو ﻋﺑر اﻷﻗﻣﺎر اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،وﺳواء ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺗﻠﻔزﯾون اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
أو اﻟﺗﻠﻔزﯾون اﻟﺗﺟﺎري أو ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻹﺷﻬﺎر أو ﺑﺎﻹﺗﺎوة أو اﻻﺷﺗراك أو اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟﻣﺷﺎﻫدة،
ﻓﺎن اﻟﻣﺷﺎﻫدة ﻫﻲ اﻟﺳوق اﻷوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺟﻪ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣﻧﺗوج اﻟﻣرﺋﻲ واﻟﻣﺳﻣوع ،وﻻﺑد ﻣن ﺗﺣدﯾد
اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺟﻣﻬور ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺔ ﻣﺎذا ﯾرﯾد اﻟﺟﻣﻬور ،وﻣﺎ ﻫﻲ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻪ وﻣﺎذا ﺗرﯾد
اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻗوﻟﻪ ﻟﻬذا اﻟﺟﻣﻬور .وﻣن أﻫم ﺧﺻﺎﺋص ﻫذﻩ اﻟﺳوق ﻫﻲ:
-اﻟﺗﺷﺗت اﻟﻛﺑﯾر :ﻓﻌدد اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن ﯾﺗزاﯾد ﺑﺎﺳﺗﻣرار ،ﻟﻛﻧﻪ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﯾﺗوزع ﻋﻠﻰ ﻗﻧوات
وﻣﺣطﺎت ﻣﺗﻌددة وﻋﻠﻰ أﻧواع ﻋدﯾدة ﻣن اﻟﺑراﻣﺞ.
-اﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو اﻟﻣﺣﺗوى اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﻣﺷﺎﻫدة ﺑدﻻ ﻣن اﻟﻣﺣﺗوى اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺗم ﻓﻲ
ﻧطﺎق اﻷﺳرة.
-إن ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﺳوق اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﺟﻠﻰ ﺑﺄﺷﻛﺎل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺑرﻣﺟﺔ واﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن ،وﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ،ﻓﻣﺛﻼ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
اﻟﺑث اﻟﻬرﺗزي ﺗﻛون اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﻊ اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن ،إذ ﺗﻘدم اﻟﻘﻧﺎة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أو
اﻟﻣﺣطﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ "ﺧدﻣﺔ" ﻣﺟﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬور ،اﻟﻐرض ﻣﻧﻬﺎ ﻫو زﯾﺎدة اﻹﻗﺑﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻲ
ﺗﺑﺛﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﻘﻧﺎة أو اﻟﻣﺣطﺎت ،واﻟﻬدف ﻣن زﯾﺎدة اﻹﻗﺑﺎل ﻋﻠﻰ ﺑراﻣﺞ اﻟﻘﻧﺎة أو اﻟﻣﺣطﺔ ﻫو
1
ﻓﻧﻲ ﻋﺎﺷور ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص
74
اﻟرﻓﻊ ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻻﺷﻬﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﺳوق اﻹﻋﻼﻧﺎت وﻛذا رﻓﻊ ﻧﺻﯾب اﻟﻘﻧﺎة ﻣن ﻋﺎﺋدات
اﻹﺗﺎوة )ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﻧوات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ(.
ﯾﺑﺎع ﺟزء ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻣرة أﺧرى ﻓﻲ ﺳوق اﻟﻣﻌﻠﻧﯾن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﺳﺎﺣﺔ إﺷﻬﺎرﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺻﺣف أو اﻟﻣﺟﻼت ،أو ﻓﻲ اﻹذاﻋﺔ واﻟﺗﻠﻔزﯾون ،ﻏﯾر أن ﺳوق اﻹﺷﻬﺎر وﺣدﻫﺎ ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ
ﻟﺿﻣﺎن ﻧﺷﺄة وﺳﯾﻠﺔ إﻋﻼم ﺟدﯾدة ،ﺑل إن ﺳوق اﻹﺷﻬﺎر إﻣﺎ أن ﺗراﻓق ﻧﺷﺄﺗﻬﺎ أو ﺗﺳﺗﺣوذ
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻧد ﻧﺟﺎﺣﻬﺎ.
ودور اﻹﺷﻬﺎر ﻣزدوج ،ﻓﻬو ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﻣﺻدر ﻟﻠﺗﻣوﯾل ﻟﻠوﺳﯾﻠﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ إذا أﺧذت
ﻋﻠﻰ ﺣدة ،وﻟﻛﻧﻪ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﺳﺑب ﻣن أﺳﺑﺎب اﻟﺗرﻛﯾز ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ،وﺗﺟزﺋﺔ أﺳواق
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻓﻲ ﻓﺋﺎت ﻣﺗﺟﺎﻧﺳﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﻔﺋﺎت اﻷﻛﺛر ﻗدرة ﻋﻠﻰ اﻹﻧﻔﺎق.
-ﺳوق اﻟﻣﻌﻠﻧﯾن ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳوق اﻷوﻟﯾﺔ وﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻬﺎ ،ﻓﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟطﻠب اﻷوﻟﻲ ﻫو ﺷرط
ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺣﺻﺔ ﻣن اﻟﺳوق اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ.
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻘﻧوات اﻹذاﻋﯾﺔ واﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺻل ﻗﻧوات ﻣﺑرﻣﺟﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج ،وﻋﻠﯾﻪ ﯾﺣﺎول اﻟﻣﺑرﻣﺞ
إﻋداد ﺷﺑﻛﺔ ﺑراﻣﺞ ﻣﺗﺟﺎﻧﺳﺔ ﻣﺗﻼﺋﻣﺔ ﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ﻓﺋﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﺟﻣﻬور ،وﻓﻘﺎ ﻟﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،وﺳﻠوﻛﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
وﯾﻠﺟﺄ اﻟﻣﺑرﻣﺞ إﻟﻰ اﻟﻣﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑﯾن إﻧﺗﺎج اﻟﺣﺻص واﻟﺑراﻣﺞ أو ﺷراﺋﻬﺎ ﻣن اﻟﺳوق ،وﻗد ﺗﻠﺟﺄ
اﻟﻘﻧوات إﻟﻰ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺷﺗرك ﻣﻊ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ واﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺑﯾﻊ
75
ﻣﻧﺗﺟﺎت وﺑراﻣﺞ ﻓﻲ أﺳواق اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻫﻧﺎك أﺳواق دوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺑراﻣﺞ اﻹذاﻋﯾﺔ واﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ
ﻣﻌرﻓﯾﺔ.
-1ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟطﻠب اﻷوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،ﺳواء ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻣواد
اﻟﺿرورﯾﺔ ﻋﻣوﻣﺎ )ﻛﺎﻟﻐذاء ،اﻟﻣﻼﺑس ،اﻟﺳﻛن (...أو ﺗﻌﻠق ﺑوﺳﺎﺋل اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ
واﻹﻋﻼﻣﻲ :اﻣﺗﻼك اﻷﺟﻬزة اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﺑﺎل ،واﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻋﻣوﻣﺎ ،وﻫو ﻧﺎﺗﺞ ﻋن
ارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ وﺗزاﯾد وﻗت اﻟﻔراغ.
-2ﺗزاﯾد اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻠﺳﻛﺎن ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﻣداﺧﯾل اﻷﺳر ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻣﺗﻼك أﺟﻬزة
اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل اﻹﻋﻼﻣﻲ )أﺟﻬزة اﻟﺗﻠﻔزﯾون وأﺟﻬزة اﻷﻟﻌﺎب( ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ،وﺗزاﯾد أوﻗﺎت اﻟﻔراغ ﻣن
ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى.
-3ارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾم :ﻣﻣﺎ ﯾﻌطﻲ ﻟﻠﺣﺎﺟﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻹﻋﻼﻣﯾﺔ دﻓﻌﺎ ﻗوﯾﺎ ﺑﺳﺑب زﯾﺎدة
اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺷؤون اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺗﻧوع اﻻﻫﺗﻣﺎﻣﺎت وﺗﺷﻌﺑﻬﺎ.
76
ﺧﺎﻣﺳﺎ :اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻫﻧﺎك ﺟواﻧب ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﺗﺿﻌف وزﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻫﻲ:
-1ﻻ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﻧﺷﺎط وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﻏﺎﻟﺑﺎ ﺑﺑﻧﯾﺔ ﻛﺛﯾﻔﺔ ﻟرأس اﻟﻣﺎل ،ﻣﺎ ﻋدا ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻷﺟﻬزة،
ﺑل إن اﻟﻐﺎﻟب ﻫو اﻟطﺎﺑﻊ ﻏﯾر اﻟﻣﺎدي ﻟﻧﺷﺎط وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ،وارﺗﻔﺎع ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻌﻣل اﻟذﻫﻧﻲ،
ﻛﻣﺎ أن ﻛﺛﯾ ار ﻣن ﻫذﻩ اﻷﻧﺷطﺔ ﯾﻔﻠت ﻣن اﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﺿﻌﯾﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
-2ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻘﺎﺋﻣون ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﻣﺗﺣﻔظﯾن ﺟدا ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬم ﺑرأس اﻟﻣﺎل
ﺧﺷﯾﺔ اﺳﺗﺣواذﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وﺗﺷوﯾﻪ اﻟﻌﻣل اﻟﻔﻛري ،وﻫذا ﻣوﻗف ﺗﻘﻠﯾدي ﻓﻲ اﻷوﺳﺎط
اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،ﯾﻔﺿﻲ ﻋﻣوﻣﺎ إﻟﻰ ﺿﻌف اﻟﺗرﻛﯾب اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ،وﻛﻠﻣﺎ
ﻟﺟﺄت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم إﻟﻰ ﻣﺳﯾرﯾن ذوي ﺣﻧﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﺎﻟﻲ زادت ﻓرص ﻧﺟﺎﺣﻬم.
-3ارﺗﻔﺎع ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﻣرﺋﯾﺔ واﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ ،وﺧﺎﺻﺔ إﻧﺗﺎج اﻟﻧﻣوذج
اﻷﺻﻠﻲ ،ﯾﺗطﻠب اﻟﺑﺣث ﻋن ﺗﻣوﯾل ﻣﺳﺑق ﻟﻺﻧﺗﺎج ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻧﺷﺎط وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم أﻛﺛر
ﻣردودﯾﺔ ﻓﯾزداد اﻫﺗﻣﺎم اﻟﺑﻧوك ﺑﻬﺎ وﺗﺗﺣول ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﺷرﯾك ﻧﺷﯾط ،ﺷرﯾطﺔ أن
ﺗﺗﺿﺎﻓر ﻋدة ﻋواﻣل أﺧرى.
ﯾﺟدر ﺑﺎﻟذﻛر أن ﻫذﯾن اﻟﺳوﻗﯾن )أي ﺳوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﺳوق اﻟﻌﻣل( ﺗؤﺛران ﺟدا ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎط
وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﻟﺳﺑﺑﯾن:
77
-أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺎﻟﻛﺔ ﻟﻠﻘﻧوات ،ﻓﻬﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻛﺑرى ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣﻛﺎن ﻓﻲ اﻷﺳواق
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﺗﺗﺄﺛر ﺑﺣرﻛﺗﻬﺎ.
-ازدﯾﺎد أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺧﺑرة واﻟﺗﻛوﯾن واﻟﻧﺟوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﺷﺎط اﻟﻘﻧوات اﻹذاﻋﯾﺔ واﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ،واﻧﻔﺗﺎح
ﺳوق اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق دوﻟﻲ ،ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺗدوﯾل )ﻋوﻟﻣﺔ( اﻟﺗﻛوﯾن واﻟﺗﺄﻫﯾل واﻟﺗﺷﻐﯾل،
ﻓﺄﺻﺑﺣت ﺗﻧﻘل اﻟﺧﺑرات واﻟﻛﻔﺎءات ﻣن ﻗﻧﺎة إﻟﻰ أﺧرى أو ﻣن ﺑﻠد إﻟﻰ أﺧر ﻓﻲ ﺳوق ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ
ﻻ ﺣدود ﻟﻬﺎ.1
2
-5ﻣراﺣل اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ واﻹذاﻋﯾﺔ
ﯾﻣر اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﻲ و اﻹذاﻋﻲ ﺑﻌدة ﻣراﺣل ﻟﺻﺑﺢ ﺟﺎﻫ از ﻟﻠﻌرض اﻟﺟﻣﺎﻫﯾري ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف
اﻟﻘﻧوات اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ و اﻟﻣﺣطﺎت اﻹذاﻋﯾﺔ و ﯾﻣﻛن إﯾﺟﺎز أﻫم ﻫذﻩ اﻟﻣراﺣل ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-1.5ﻣرﺣﻠﺔ إﻧﺗﺎج اﻟﺑراﻣﺞ و اﻟﺣﺻص أو ﺷراﺋﻬﺎ :اﻟﺑراﻣﺞ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺎدة ﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﺗﺑث
ﻣﺳﺟﻠﺔ أو ﺣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻬواء و ﺗﺷﻐل ﻣﺳﺎﺣﺔ زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣددة ﻣن ﺳﺎﻋﺎت اﻟﺑث اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﻲ ﻷﯾﺔ
ﻗﻧﺎة ﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ،ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺗﺣﻣل اﺗﺟﺎﻫﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ أو ﺻﻔﺔ
ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺣﻘق ﻓﯾﻬﺎ إﺣدى أﻫداف ﻣﺣطﺔ اﻟﺑث.
و ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺗﺳﺟﯾﻠﻲ ،ﺳﯾﺎﺳﻲ ،أو وﺛﺎﺋﻘﻲ أو ﻣﻧوﻋﺎت أو دﯾﻧﻲ ،ﻣوﺟﻪ ﻟﻔﺋﺔ
ﻣﺣددة ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن أوﻋﻣوم اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن ،ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻣن إﻧﺗﺎج اﻟﻘﻧﺎة ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ
أن ﯾﻛون ﻣﻧﺗﺟﺎ ﻟﺻﺎﻟﺣﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل ﺷرﻛﺔ إﻧﺗﺎج ،و أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺗﺷﺗري اﻟﻘﻧﺎة ﺣﻘوق اﻟﺑث ﺑﻌض
اﻟﺑراﻣﺞ.
وﻹﻧﺗﺎج اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻘﻧﺎة ﻓﻬﻲ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ آﻻت اﻟﺗﺻوﯾر واﻷﺳﺗودﯾو
واﻟﺿﯾوف واﻟدﯾﻛور ،ﻓﺿﻼ ﻋن ﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻧﺗﺎج وﻣﻣوﻟﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺻص واﻟﺑراﻣﺞ.
1
ﺳﻼم ﻣﻧﻌم زاﻣل ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .127
2
وﻫﯾﺑﺔ ﺑوزﯾﻔﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .16
78
-2.5ﻣرﺣﻠﺔ ﺑرﻣﺟﺔ اﻟﺑراﻣﺞ و اﻟﺣﺻص :و ذﻟك ﺿﻣن اﻟﺷﺑﻛﺔ اﻟﺑراﻣﺟﯾﺔ ﻟﻠﻘﻧﺎة أو اﻟﻣﺣطﺔ
) ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺑرﻣﺟﺔ( ،و ﺗﻣﺛل اﻟﺑرﻣﺟﺔ ﻣﺟﻣوع ﻣﺎ ﻗدم ﺧﻼل ﯾوم واﺣد ﻣن اﻟﺑث ﺳواء ﻛﺎﻧت
أﺧﺑﺎر ،ﻣﻧوﻋﺎت ،ﺣﺻص ﻣﺧﺗﺻﺔ ،اﻟﻌﺎب ،أﻓﻼم ،ﻣﺳﻠﺳﻼت.
و ﺗﻌرف اﻟﺑرﻣﺟﺔ اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ " ﻓن ﺗزاوج اﻷوﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ) ﻣدى ﺗواﺟدي أﻣﺎم
اﻟﺷﺎﺷﺔ ( وﻓﺗرات اﻟﺑث اﻟﺗﻠﻔزي ) ﺗرﺗﯾب اﻟﺑ ارﻣﺞ ﻋﻠﻰ ﻓﺗرات زﻣﻧﯾﺔ ﻟﻠﺑث ( " ،واﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ
ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﯾﺟب أن ﻧﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣواﺳم ) اﻟﺻﯾف و اﻟﺷﺗﺎء( ،واﻟﯾوم ﻣن اﻷﺳﺑوع،
اﻟوﻗت ﻣن اﻟﯾوم ،ﻣﻊ ﺗﺣدﯾد اﻟﺟﻣﻬور اﻟﻣﺳﺗﻬدف ﺑﺄﻛﺑر دﻗﺔ ﻣﺗﺎﺣﺔ .ﻛﻣﺎ ﯾﻌرف اﻟﻛﺛﯾرون
اﻟﺷﺑﻛﺔ اﻟﺑراﻣﺟﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ "اﻟﺟدول اﻟذي ﯾﻘدم ﺗﻘﺳﯾم اﻟﺑراﻣﺞ اﻹذاﻋﯾﺔ أو اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ.
و ﺗراﻋﻲ إدارة أي ﻗﻧﺎة ﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ أو إذاﻋﯾﺔ ﻋدة ﻗواﻋد ﻓﻲ ﺑﻧﺎء ﺷﺑﻛﺗﻬﺎ اﻟﺑراﻣﺟﯾﺔ ،و ﺗﻌﺗﻣد
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻓﻲ إﻋداد ﺧﺎرطﺗﻬﺎ اﻟﺑراﻣﺟﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺿﻣن ﻧﺟﺎﻋﺔ ﻣﺎ ﺗﺑﺛﻪ و ﺟذﺑﻪ ﻷﻛﺑر
ﻋدد ﻣن اﻟﻣﺗﻔرﺟﯾن وﺑﺎﻷﺧص ﻣن اﻟﻣﻌﻠﻧﯾن اﻟذﯾن ﺗﻌﺗﺑر ﻣداﺧﯾﻠﻬم ﻣورد أﺳﺎس ﻟﺗﺳﯾﯾر ﻫذﻩ
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ .و ﻣن أﻫم اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻧد ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﺗراﻋﻰ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺑﻧﺎء اﻟﺷﺑﻛﺎت اﻟﺑراﻣﺟﯾﺔ
ﻣﺎﯾﻠﻲ:
أ -اﻟﺑراﻣﺞ :ﺗﺗوﻗف ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻧﺟﺎز اﻟﺷﺑﻛﺔ اﻟﺑراﻣﺟﯾﺔ ﻓﻲ أﯾﺔ ﻗﻧﺎة ﻋﻠﻰ ﺗوﻓر ﻛم ﻛﺑﯾر ﻣن
اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺗﻧظﯾم أوﻗﺎت ﺑﺛﻬﺎ طوال اﻟﯾوم أو اﻷﺳﺑوع و اﻟﺷﻬر و ﺣﺗﻰ اﻟﺳﻧﺔ .و ﺗرﺻد
اﻟﻘﻧوات اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻫﺎﻣﺔ ﻟﺷراء أو إﻧﺗﺎج اﻟﺑراﻣﺞ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻸﻫداف واﻟﺧط اﻻﻓﺗﺗﺎﺣﻲ ﻟﻠﻘﻧﺎة.
ب -اﻟﺟﻣﻬور :ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺟﻣﻬور اﻟرﻛﯾزة اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺷﺑﻛﺔ اﻟﺑراﻣﺟﯾﺔ و
اﻟﻣﺳﺗﻬدف اﻷول ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻌﻠﻧﯾن اﻟذﯾن ﯾﺗﺧذون ﻣن اﻟﻘﻧﺎة اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻷﻛﺛر ﻧﺟﺎﻋﺔ ﻹﺛﺎرﺗﻪ
ودﻓﻌﻪ ﻻﻗﺗﻧﺎء ﺳﻠﻊ ﻣﺎ أو اﻹﻗﺑﺎل ﻋﻠﻰ ﺧدﻣﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﺗم اﻟﺗﺷﻬﯾر ﻟﻬﺎ ،ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺔ
ﺟﻣﻬور اﻟﻘﻧﺎة اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﺟﻧﺳﻪ و ﺳﻧﻪ و ﻟﻐﺗﻪ و ﺛﻘﺎﻓﺗﻪ و ﻣﯾوﻻﺗﻪ وﺻوﻻ إﻟﻰ اﻟﻔﺗرات اﻟﺗﻲ
ﯾﺧﻠد ﻓﯾﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺷﺎﻫدة اﻟﺗﻠﻔزﯾون ،و ﯾﺗم ذﻟك ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺎت اﻟﺟﻣﻬور اﻟﺗﻲ ﺑﺎدرت إﻟﯾﻬﺎ
79
اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻘﻧوات اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ و ﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ اﻷوروﺑﯾﺔ.
ت -اﻹﺷﻬﺎر :ﺑﺎت اﻹﺷﻬﺎر اﻟﯾوم أﺣد اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺣددة ﻟﻠﺷﺑﻛﺔ اﻟﺑراﻣﺟﯾﺔ ﻟﻠﻘﻧوات اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ،
ﺣﯾث ﯾﻘوم اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠون اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر اﻷوﻗﺎت و اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﻣﻬﻣﺔ و اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻘطب أﻛﺑر
ﻗدر ﻣن اﻟﺟﻣﻬور ﻟﺑث وﻣﺿﺎﺗﻬم اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻘﺎﺋﻣون ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻘﻧوات ﺑﺎﺗوا ﯾرﻛزون
ﻋﻠﻰ ﺑرﻣﺟﺔ أﻗوى اﻟﺑراﻣﺞ ﻓﻲ اﻟﻔﺗرات اﻟﺗﻲ ﺗﻌرف إﻗﺑﺎﻻ ﻛﺑﯾ ار ﻟﻠﻣﻌﻠﻧﯾن ﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ أوﻗﺎت
اﻟذروة.
-4.5ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺑث و اﻹرﺳﺎل :إن اﻟﺑث ﻣﻌﻧﺎﻩ ﻋرض اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﺑواﺳطﺔ اﻟﺑث اﻟﺟﻣﺎﻫﯾري،
ﻓﺑدﻻ ﻣن إﻋﺎدة ﻧﺳﺦ اﻟﻧﻣوذج اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻌﻣل ﻣﻌﯾن ،ﻋدة ﻣرات أو ﺗوزﯾﻌﻪ ﯾﺗم ﺑﺛﻪ ﻓﻲ وﻗت
واﺣد إﻟﻰ ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ،و ﻫﻧﺎك ﺛﻼث أﻧواع ﻟﻠﺑث وﻫﻲ:
-1إرﺳﺎل ﻣﺑﺎﺷر.
80
-2ﺣﺻص ﻣرﺳﻠﺔ ﻣن ﻋﻧد ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣﺣطﺎت ،ﻣرﺗﺑطﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺑﻛواﺑل أو ﺑﺗواﺑﻊ ﻫرﺗزﯾﺔ.
-3ﺣﺻص ﻣﺳﺟﻠﺔ.
ﺳﺑق وأن أﺷرﻧﺎ أن ﻣﺟﻣوع اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﻓﻲ إﻧﺗﺎج ﻣﻌﯾن ) ﻧﻔﻘﺎت اﻹﻧﺗﺎج ( ﻻ ﯾﺗﻐﯾر ﺑﺎﺧﺗﻼف
ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺟﻣﻬور ،ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر ﺳواء ارﺗﻔﻌت ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺷﺎﻫدة أو اﻻﺳﺗﻣﺎع أو اﻧﺧﻔﺿت ﻻ ﺗﺗﻐﯾر
ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﻣرﺋﻲ واﻟﻣﺳﻣوع ،وﻫذا ﻋﻛس ﻣﺎ ﻧﺟدﻩ ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ
اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ .وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺑراﻣﺞ ﻓﻲ اﻟﺗﻠﻔزﯾون ﺗﻛون ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣﻬﻣﺎ ﺗﻐﯾر ﺣﺟم اﻟﺟﻣﻬور.
ب-ﻣدة اﻟﺑراﻣﺞ :ﺗﺣدد ﻣدة ﺑرﻣﺟﺔ ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻣﻌﯾن ﺗﻛﺎﻟﯾف ﻫذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ،ﺣﯾث ﺗﻠﻌب ﻣدة
اﻟﺑراﻣﺞ دو ار ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻟﻠﯾوم اﻟواﺣد ،ﻓﻣﺛﻼ :دﻗﯾﻘﺔ واﺣدة ﻟﻠرﺳوم ﺗﺗراوح ﻣﺎ ﺑﯾن 30
أﻟف إﻟﻰ 40أﻟف دوﻻر.
و ﻛﻠﻣﺎ زاد ﻗدم أي إذاﻋﺔ أو ﺗﻠﻔزﯾون ﺗﻣﯾل أﻛﺛر ﻹطﺎﻟﺔ ﻣدة ﺑراﻣﺟﻬﺎ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ
ارﺗﻔﺎع اﻟﻧﻔﻘﺎت ،ﻟﻛن ﯾﺧﺗﻠف ﻫذا اﻻرﺗﻔﺎع ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﺧﺗﻼف أﻧواع اﻟﺑراﻣﺞ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻣدة
واﻟﺗﻛﻠﻔﺔ ﻟﯾﺳﺗﺎ ﻧﺳﺑﯾﺗﯾن.
ت-طرق إرﺳﺎل و ﺑث اﻟﺑراﻣﺞ :ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺣﺻص اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ واﻹذاﻋﯾﺔ ﺗﺑث ﻣﺑﺎﺷرة ﻛﻠﻣﺎ
81
اﻧﺧﻔﺿت اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ) ﻗل اﻟدﯾﻛور و ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺗرﻛﯾب و اﻟﻣزج ، (...ﻛﻣﺎ ﯾﺧﺗﻠف ﺣﺟم
ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺑث ﺣﺳب طرﻗﻬﺎ ،ﻓﻬﻧﺎك طرﯾﻘﺔ اﻟﺑث اﻟﻬرﺗزي اﻷرﺿﻲ واﻟﺑث ﻋﺑر اﻷﻗﻣﺎر
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،و ﻛذا اﻟﺑث ﺑواﺳطﺔ اﻷﺳﻼك ) اﻟﺗوزﯾﻊ ﻋﺑر اﻟﻛﺎﺑل( ،و اﻟﺑث ﻋن طرﯾق
اﻻﻧﺗرﻧت.
ث-اﻟﻘﻧﺎة :ﯾﺳﺑب ﻣﺷﻛل ﺧﻠق ﺑراﻣﺞ ﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﺟﻣﺎﻫﯾر اﻟﻣﺣدودة أي اﻟﺗﻲ ﺗﻌرض ﻓﻲ اﻟﻘﻧوات
اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﺗﻛﺎﻟﯾف ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون ﺻﻌﺑﺔ اﻟﺗﻘدﯾر ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾطرح ﻣﺷﻛل اﻟﺗوازن
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻺذاﻋﺔ و اﻟﺗﻠﻔزﯾون ،ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺗﻠك اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻲ ﺗﻌرض ﻟﻠﺟﻣﻬور اﻟﻌﺎم ) ﻓﻲ
اﻟﻘﻧوات اﻟﻌﺎﻣﺔ (.
ج -ﻣوﻗﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺷﺑﻛﺔ اﻟﺑراﻣﺟﯾﺔ :ﺣﺳب دراﺳﺔ أﺟرﯾت ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﯾوﻧﯾﺳﻛو ﻋﻠﻰ ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻹﻧﺗﺎج
اﻟﻣرﺋﻲ و اﻟﻣﺳﻣوع ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن ﻣﻧﺎطق ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﺗﺑﯾن أن ﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺑﺎﺷرة
ﺑﯾن ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﻧﺗوج و ﻣوﻗﻌﻪ ﻓﻲ ﺷﺑﻛﺔ ﺑراﻣﺞ اﻟﻘﻧﺎة أو اﻟﻣﺣطﺔ اﻟﻣﺑرﻣﺟﺔ ،ﻓﻬذا اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ
اﻟﺑرﻣﺟﺔ ﯾﺣدد ﻣﺳﺗوى ﻋﺎﺋدات اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣﺳﺗوى ﻣردودﯾﺔ ﺿﻣن اﻟﺷﺑﻛﺔ اﻟﺑراﻣﺟﯾﺔ.
و ﺗﺗﻣﺛل ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣرﺋﯾﺔ و اﻟﺳﻣﻌﯾﺔ ﺑﻌض اﻟﻧظر ﻋن ﻣﺻﺎرﯾف اﻟﺗﺟﻬﯾز
و ﻣﺻﺎرﯾف اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎﺟﻬﺎ أي ﻣؤﺳﺳﺔ إﻋﻼﻣﯾﺔ ﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ و إذاﻋﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
- 1ﺗﻛﺎﻟﯾف دراﺳﺎت اﻟﺳوق :أﻧﺷﺄت ﻋدة ﻣﺣطﺎت إذاﻋﯾﺔ و ﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﺑدون دراﺳﺎت ﻣﺳﺑﻘﺔ
ﻟﺳوق اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن أو اﻟﻣﺳﺗﻣﻌﯾن ،ﻟﻛن ﺑﺎﺷﺗداد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑدأ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑدراﺳﺎت ﺣول
ﻫذﻩ اﻟﺳوق وذﻟك ﺑدءا ﻣن اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﯾﺎت ،ﺣﯾث ﺑﯾﻧت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت أﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﺿﻣﺎن
ﻧﺳﺑﺔ ﻧﺟﺎح ﻛﺑﯾرة ﻟﻌدة أﺷﻛﺎل ﻣن اﻟرادﯾو واﻟﺗﻠﻔزﯾون ﻛﺎﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ ،اﻟرﯾﺎﺿﺔ ،اﻻﻗﺗﺻﺎد و
ﻣواﺿﯾﻊ ﺷﺗﻰ.
و ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗﺣﻠﯾﻼت ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑوﺟﻪ اﻟﺧﺻوص ﺑذوق و اﺧﺗﯾﺎرات
اﻟﻣﺳﺗﻣﻊ أو اﻟﻣﺷﺎﻫد ،و ﻛﻣﺎ ﯾﺧﺗﺑر اﻟﻌدد "ﺻﻔر" ﻣن اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ،ﯾﺧﺗﺑر اﻟﺑث
82
اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻹﻋﻼم اﻟﻣرﺋﻲ و اﻟﺳﻣﻌﻲ ،و ﻟﻛن ﻣﺛل ﻫذا اﻟﺑث ،ﯾﺗطﻠب ﺗﺳوﯾﺔ ﺷﺑﻛﺔ اﻟﺑراﻣﺞ
و ﺗﺟﻧﯾد ﻓرﯾق ﻗوي و ﺗوﻓﯾر أﻣوال طﺎﺋﻠﺔ ﺗﻐطﻲ ﺣﻘوق اﻟﺑث اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺑﻌض اﻟﺑراﻣﺞ.
-2ﺗﻛﺎﻟﯾف إﻧﺗﺎج اﻟﺑراﻣﺞ ﻓﻲ اﻹﻋﻼم اﻟﻣرﺋﻲ اﻟﺳﻣﻌﻲ :ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻣن إﻧﺗﺎج
اﻟﻘﻧﺎة ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ أن ﯾﻛون ﻣﻧﺗﺟﺎ ﻟﺻﺎﻟﺣﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل ﺷرﻛﺔ إﻧﺗﺎج ،و ﺗﺗﻣﺛل ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﻧﺗوج
اﻟﺳﻣﻌﻲ اﻟﺑﺻري ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﻧﺗوج ﻋﺑﺎرة ﻋن أﻓﻼم أو ﻣﺳﻠﺳﻼت ﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻛﻠﻔﺔ
اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن ،اﻟﺗﻣﺛﯾل و اﻷﻋﺑﺎء اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،اﻟﻧﻘل و اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ،اﻟﺣﻘوق اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟﻣﺑدﻋﯾن ،اﻟدﯾﻛور و اﻟﻣﻼﺑس ،اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ،اﻟﺗﺻوﯾر..اﻟﺦ ،ﻓﻣﺛﻼ ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟدﻗﯾﻘﺔ
اﻟواﺣدة ﻣن اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣرﺋﻲ و اﻟﻣﺳﻣوع ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ و ﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻷﻓﻼم اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺧﯾﺎﻟﯾﺔ
14.454ﯾورو ﻟﻠدﻗﯾﻘﺔ ﺳﻧﺔ ، 2004ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﻛﻠف اﻟﺣﺻص اﻟﺗﻧﺷﯾطﯾﺔ 9.808ﯾورو
ﻟﻠدﻗﯾﻘﺔ.
ﻏﯾر أن ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﺑداع اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر أﻛﺛر ﻛﻠﻔﺔ ﻻﺳﯾﻣﺎ إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺧﯾﺎل اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﻲ
اﻟﻣﺻور ﺗﻣﻧﻊ ﻋددا ﻣن اﻟﻣﺣطﺎت اﻹذاﻋﯾﺔ و اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﻣن ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑراﻣﺟﻬﺎ ﺑﻣﺟرد إﺑداﻋﺎت
أﺻﻠﯾﺔ ،و ﺗدﻓﻌﻬﺎ ﻟﺷراء ﺣﻘوق ﺑث اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻲ ﺗم إﺧراﺟﻬﺎ ﻟﻣﺣطﺎت ﺳﻣﻌﯾﺔ ﺑﺻرﯾﺔ أﺧرى ،
و اﻟﺗﻲ ﺗﻛون أﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣن إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﻟﻠﺑراﻣﺞ.
- 3ﺗﻛﺎﻟﯾف ﺷراء اﻟﺑراﻣﺞ :أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺗﺷﺗري اﻟﻘﻧﺎة ﺣﻘوق اﻟﺑث ﺿﻣن ﺷروط ﺗﻌﺎﻗد ﺗﺣدد ﻋدد
ﻣرات اﻟﺑث و ﻣدﺗﻪ و اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣدﻓوﻋﺔ ﻟﻘﺎء اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق إﻣﺎ ﺣﺻرﯾﺎ أو
ﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻣﻊ ﻗﻧوات أﺧرى.
و ﻋﻠﻰ ﻏرار ﺑﺎق اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﯾﺧﺿﻊ اﻗﺗﻧﺎء اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺳواق
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﻗﺎﻧون اﻟﻌرض واﻟطﻠب و ﺗﺣﻛﻣﻬﺎ أﺳﻌﺎر اﻟﺳوق ﻣن ﺟﻬﺔ واﻷﻏﻠﻔﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺧﺻﺻﻬﺎ ﻛل ﻗﻧﺎة ﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﻻﻗﺗﻧﺎء ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺑراﻣﺞ ﺑﺣﺳب ﺧطﻬﺎ اﻻﻓﺗﺗﺎﺣﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى،
ﻣﻣﺎ ﺧﻠق ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﻓﺟوة ﻛﺑﯾرة ﺑﯾن اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ و اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
83
اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ.
و ﯾﺳﻣﺢ أﺳﻠوب ﺷراء ﺣﻘوق ﺑث اﻟﺑ ارﻣﺞ اﻟﺗﻲ ﺗم إﺧراﺟﻬﺎ ﻟﻣﺣطﺎت ﺳﻣﻌﯾﺔ ﺑﺻرﯾﺔ أﺧرى و
اﻟذي ﯾرﺗﺑط ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻠﻔزﯾون ،ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻗﺗﺻﺎد ﻣﻌﺗﺑر ﻟﻣﺷﺗري اﻟذي ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﺳﻌر أﻗل
ﻣن ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻹﻧﺗﺎج ،ﺑﻣﺎ أن اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﻧﺗﺞ " ﻣﺳﺗﻬﻠك " ﺟزﺋﯾﺎ.
-1.7اﻟدﻋم اﻟﺣﻛوﻣﻲ :وﻫﻲ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﺳﻧوﯾﺎ ﻣن ﺧزﯾﻧﺗﻬﺎ ﻟﻣؤﺳﺳﺔ
اﻟﺗﻠﻔزة اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻼﻟﺗزام ﺑﺄداء اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،و ﯾﻛون اﻟدﻋم إﻣﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻣن اﻟﺣﻛوﻣﺔ أو
ﺟزﺋﯾﺎ ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﺑﻌض اﻟﻧﻘص أو ﻣﻣﺛﻼ ﻓﻲ ﺗزوﯾد اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﺎﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﻌدات و
اﻷﺟﻬزة.
-3.7اﻹﻋﺎﻧﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ :ﺗﻌد اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ أوﻟﻰ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﻟﺟﺄت إﻟﻰ ﻫذا
اﻟﻧﻣط ﻣﻧذ ﻋﺎم ، 1960ﺣﯾث أﺻﺑﺣت ﺗﻣول اﻹذاﻋﺔ و اﻟﺗﻠﻔزﯾون ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدوﻟﺔ ﺑﺷﻛل
ﻛﺎﻣل ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗﺣﻘﻘﻪ ﻣن إرادات اﻹﻋﻼﻧﺎت.
و ﯾﻌﺗﺑر ﻋﺎﻣل اﻟﻣﺷﺎﻫدة أو اﻻﺳﺗﻣﺎع اﻟﻌﺎﻣل اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣوارد
اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣﺷﺎﻫد أو اﻟﻣﺳﺗﻣﻊ أﺻﺑﺢ زﺑون ﯾدﻓﻊ ﺗﻌرﯾﻔﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻋﻧد اﻻﺷﺗراك أو
84
ﻋﻧد اﻟﻣﺷﺎﻫدة ،ﺣﯾث ﺗﺣول اﻟﻣﺷﺎﻫد ﻣن اﻟﻣواطن اﻟﻧﺎﺧب إﻟﻰ اﻟﻣﺷﺎﻫد اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك إﻟﻰ اﻟﻣﺷﺎﻫد
اﻟﻣﺷﺗرك ،و ﺗﺣول ﺑذﻟك اﻟﺗﻠﻔزﯾون ﻣن ﻣرﻓق ﻋﻣوﻣﻲ إﻟﻰ ﻣﻧﺗوج ﺛم إﻟﻰ ﺧدﻣﺔ ﯾﺿﻣﻧﻬﺎ ﻣوزﻋو
ﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻠﻔزﯾون ﺑﺎﻟﻛﺎﺑل أو ﺑﺎﻟﺳﺎﺗل.
ﻣﻊ ﻓﺗﺢ ﻗطﺎع اﻟﺳﻣﻌﻲ اﻟﺑﺻري ﻟﻠﺧواص ﺳﻧﺔ ٕ ،2012واطﻼق ﺧدﻣﺔ اﻟﺟﯾل اﻟﺛﺎﻟث ﻣن
اﻟﻬواﺗف اﻟذﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ،2014ﺛم اﻟﺟﯾل اﻟراﺑﻊ ﻓﻲ ،2016ﺗوﺟﻬت اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ
ﻧﺣو ﺗﻧوﯾﻊ ﻣﻧﺗوﺟﺎﺗﻬﺎ واﻟدﺧول ﻓﻲ أﺳواق ﺟدﯾدة ،أﻫﻣﻬﺎ ﺳوق اﻟﺗﻠﻔزﯾون واﻟﺻﺣﺎﻓﺔ
اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ.
وﺑدأ اﺳﺗﺧدام ﻛﻠﻣﺔ "ﻣﺟﻣﻊ" ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿم ﻋدة ﻓروع،
وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣؤﺳﺳﺔ "اﻟﺧﺑر" اﻟﺗﻲ ﺗﺿم ﻋدة ﻓروع ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ،اﻟطﺑﺎﻋﺔ ،اﻟﺗوزﯾﻊ،
اﻹﻧﺗرﻧﯾت واﻟﺗﻠﻔزﯾون ،وﻣؤﺳﺳﺔ "اﻟﺷروق" اﻟﺗﻲ ﺗﺣوﻟت إﻟﻰ ﻣﺟﻣﻊ إﻋﻼﻣﻲ ﯾﺿم 3ﻗﻧوات
ﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ وﺟرﯾدﺗﯾن وﻋدة ﻓروع أﺧرى.
وﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﺗﺗﺑﻧﻰ ﻓﯾﻪ أﻛﺑر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻧوﯾﻊ ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺳﻣﻌﻲ اﻟﺑﺻري ،اﻻﻧﺗرﻧﯾت واﻟوﺳﺎﺋط اﻟﻣﺗﻌددة ،ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻻ ﺗوﺟد ﺟرﯾدة واﺣدة ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ
أن ﺗﺣﻘق اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ دون اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻌﻣوﻣﻲ اﻟذي ﺗدﯾرﻩ اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻹﺷﻬﺎر،
ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻌﺷرات ﻣن اﻟﻘﻧوات اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ أﻏﻠﻘت ﺑﻌد ﻓﺗرة ﻗﺻﯾرة ﻣن إطﻼﻗﻬﺎ
ﺑﺳﺑب أزﻣﺔ ﻣﺷﺎﻫدة ﻓرﺿﺗﻬﺎ ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ واﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،وأﯾﺿﺎ ﺑﺳﺑب
أزﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺑﺎﻫﺿﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج اﻟﺳﻣﻌﻲ اﻟﺑﺻري ،وﺣﻘوق اﻻﺷﺗراك ﻓﻲ
اﻟﺳﺎﺗﯾﻠﯾت اﻟﺗﻲ ﺗﺻل وﺣدﻫﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب 30.000دوﻻر ﺷﻬرﯾﺎ.
وﻣن ﺑﯾن اﻟﻘﻧوات اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﻗﻔت ﻋن اﻟﺑث ،اﻟﻘﻧوات اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ ﻣﺛل "ﺳطﯾف ﺗﻲ ﻓﻲ"
ﻧﯾوز" ،وﻛذﻟك ﻗﻧﺎة "ﺟرﺟرة ﺗﻲ ﻓﻲ" اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻸطﻔﺎل ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗﻧﺎة اﻟﻬﻘﺎر و"ﺳﺗﺎد
85
اﻟﺗﻲ ﺗوﻗﻔت ﻋن اﻟﺑث ﻓﻲ ﻓﻲ أوت ،2015وﻟم ﺗﻌد إﻟﻰ اﻟﺑث إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺳداﺳﻲ ﻣن ﺳﻧﺔ
،2016ﻛﻣﺎ ﺗم ﻏﻠق ﺛﻼث ﻗﻧوات أﺧرى ،وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻘﻧﺎة "ﻛواﻟﯾس ﺗﻲ ﻓﻲ"" ،ﺷﺎوروم
ﺗﯾﻔﻲ"" ،ﺻﺣراء ﺗﻲ ﻓﻲ" اﻟﺗﻲ ﺗوﻗﻔت ﻋن اﻟﺑث ﻓﻲ أﻓرﯾل .2015
ﻟﻛل ﻗﻧﺎة ﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ أﺳﻌﺎر اﻹﺷﻬﺎر اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺣﺳب اﻟﻣدة
اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﻟﻺﺷﻬﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺎس ﺑﺎﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻛذﻟك ﺣﺳب اﻟوﻗت اﻟذي ﺗﻌرض ﺑﻪ اﻟوﻣﺿﺔ
اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ ﻋﺑر اﻟﻘﻧﺎة .أي أن ﻟﻛل ﻗﻧﺎة أوﻗﺎت ﺑث ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺣدد ﺣﺳﺑﻬﺎ أﺳﻌﺎر اﻹﺷﻬﺎر اﻟﺗﻲ
ﺗﻛون أﻏﻠﻰ ﻓﻲ ﻟـ"ﺑرﯾم ﺗﺎﯾم" ،اﻟذي ﯾﻘﺻد ﺑﻪ وﻗت ذروة ﻣﺷﺎﻫدة اﻟﻘﻧﺎة ،واﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ
أن أﻛﺑر ﻋدد ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﯾﺗﺎﺑﻌون ﺑراﻣﺞ اﻟﻘﻧﺎة .وﺗﻌﺗﺑر ﻓﺗرة اﻟﺛﻼث ﺳﺎﻋﺎت
ﻫذﻩ ،أﻫم ﻓﺗرات اﻟﺑث ﻓﻲ أي ﻗﻧﺎة وﺗﻛون ﺑﻬﺎ أﺳﻌﺎر اﻹﺷﻬﺎر اﻷﻛﺛر ﻏﻼء" ،أﯾن ﺗﺻل أﺳﻌﺎر
اﻹﺷﻬﺎر ﻓﻲ ﻗﻧﺎة "اﻟﺷروق ﺗﻲ ﻓﻲ" ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة إﻟﻰ 300.000دج ﻟﻛل وﻣﺿﺔ إﺷﻬﺎرﯾﺔ
ﻣدﺗﻬﺎ 30ﺛﺎﻧﯾﺔ .ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺗراوح ﻣن 80.000دج إﻟﻰ 180.000دج ﺧﺎرج ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة.1
ﺗﻠﺟﺄ اﻟﻘﻧوات اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺟذب اﻟﺟﻣﺎﻫﯾر ﺧﻼل ﻓﺗرة "ﺑراﯾم ﺗﺎﯾم" إﻟﻰ وﺿﻊ ﺷﺑﻛﺔ
ﺑراﻣﺟﯾﺔ ﺗراﻋﻲ ﻓﯾﻬﺎ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت وﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺟﻣﺎﻫﯾر ،ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺑراﻣﺞ "اﻟﺗدﻓق"
ﻣﺛل اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺣوارﯾﺔ اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﺗرﻓﯾﻪ واﻟﺗﺳﻠﯾﺔ ،ﻓﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ ﻫذا
اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑراﻣﺞ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺗﻣﯾز أﯾﺿﺎ ﺑﺗﻛﺎﻟﯾف إﻧﺗﺎج ﻣﻌﻘوﻟﺔ وﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺑﺎﻗﻲ اﻟﺑراﻣﺞ
اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب ﻓرﯾق ﻋﻣل أﻛﺑر ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺎت أﻏﻠﻰ .وﻫو ﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﻣﺣدودة ﻟﻠﻘﻧوات اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ إﻧﺗﺎج ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﺳﻠﯾﺔ واﻟﺗرﻓﯾﻪ.
86
وﻛﺎﻧت اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ Nadine TOUSSAINTﻗد ﺣددت ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻬﺎ ﺣول "اﻗﺗﺻﺎد
اﻹﻋﻼم" 1ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘدﻣﻬﺎ اﻟﻘﻧوات اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﺧزﯾن""Stock
وﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﺟدات وﯾﻣﻛن إﻋﺎدة ﺑﺛﻬﺎ ﻣﺛل اﻷﻓﻼم ،اﻷﺷرطﺔ اﻟوﺛﺎﺋﻘﯾﺔ
وﻏﯾرﻫﺎ ،وﺑراﻣﺞ اﻟﺗدﻓق " "Fluxﻓﺗﺷﻣل اﻷﺧﺑﺎر ،اﻟرﯾﺎﺿﺔ ،ﺣوارات ﻓﻲ اﻟﺑﻼطوﻫﺎت ،ﺑراﻣﺞ
ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﺳﻠﯾﺔ واﻷﻟﻌﺎب ،وﻫذﻩ اﻟﺑراﻣﺞ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻔﻘداﻧﻬﺎ ﻟﻘﯾﻣﺗﻬﺎ ﺑﻣﺟرد ﻋرﺿﻬﺎ ،أي ﻣﺛل
اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﺳﺎﺧﻧﺔ .
1
Nadine Toussaint-Desmoulins, L'économie des médias , Presses Universitaires de France,
2015, P 96.
87
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ
أدت اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ واﻟدﯾﻣوﻏراﻓﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﻟﻰ ﺑروز ﻧﻣﺎذج اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺟدﯾدة
ﻟوﺳﺎﺋل إﻋﻼﻣﯾﺔ إﺧﺑﺎرﯾﺔ ﺗﺗﺧذ ﻣن ﺷﺑﻛﺔ اﻹﻧﺗرﻧت ﻓﺿﺎء ﻟﻼﻧﺗﺷﺎر ،إذ ﻏﯾرت ﻫذﻩ اﻟﻧﻣﺎذج
ﺳﻼﺳل اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻌﻬﺎ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟورﻗﯾﺔ؛ ﻓﻘد ﺳﻬﻠت اﻟﺷﺑﻛﺔ ظﻬور
وﺳطﺎء وﻓﺎﻋﻠﯾن ﺟدد ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ﻣﺛل ﻣﺟﻣﻌﻲ اﻷﺧﺑﺎر اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﻧﺎﺷري
اﻷﺧﺑﺎر اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ واﻟوﺳطﺎء اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﻓﻲ اﻷﺧﺑﺎر ﻋﺑر اﻟﻣوﺑﺎﯾل. 1
ﻓﻌﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻹﻧﺗﺎج ،ﻧﺟد أن ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻹﻧﺗرﻧت أﺳﻬﻣت ﻓﻲ ﺗﻘﻠﯾص اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ﻟدرﺟﺔ
ﺟﻌﻠﺗﻬﺎ ﺗﻘﺗرب ﻣن اﻟﺻﻔر ،ذﻟك أن ارﺗﻔﺎع اﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﺎدة اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻻ ﯾﺗﺑﻌﻪ ارﺗﻔﺎع اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﺗﻘﺗﺻر ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺳﺧﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺗﺣﻣﯾﻠﻬﺎ ،وﻋﻧدﻣﺎ ﺗرﺗﻔﻊ
ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻻﺳﺗﻬﻼك ،ﻓﻼ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺞ ﺗﻛﻠﻔﺔ إﺿﺎﻓﯾﺔ ،2وﯾﺗزاﯾد اﻟﻌﺎﺋد اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن
ﺗزاﯾد ﻋﻣﻠﯾﺎت اﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﺎدة اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟرﻗﻣﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ أﺻوﻻ ﻏﯾر ﻣﻠﻣوﺳﺔ ﻻ ﺗﻔﻧﻰ
ﺑﺎﺳﺗﻬﻼﻛﻬﺎ وﻫﻲ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗﻧﺳﺎخ ،3ﻛﻣﺎ أن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﺳﺗﻧﺳﺎخ ﻻ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺟودة اﻟﻣﻧﺗﺞ،
ﻷن اﻷﺻل ﻫو اﻟﻧﺳﺧﺔ وﻻ ﻓرق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ.
أﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻓﺈن ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻹﻧﺗرﻧت ﻗدﻣت ﻧﻣطﺎ ﻟﻠﺗوزﯾﻊ ﯾﺗﺧطﻰ اﻟﺣواﺟز
اﻟﻘطﺎﻋﯾﺔ واﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺗﻧﺗﺷر ﻓﻲ ﻓﺿﺎء اﻟوﯾب اﻟذي ﯾﺗﺳم
ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻣﺗﺣدﯾﺎ ﺣراس اﻟﺑواﺑﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﯾن وﻣﻔﺳﺣﺎ اﻟﻣﺟﺎل ﻟوﺳطﺎء ﺟدد ،4ﻓﻛل ﻣﺎ
1
Wunsch -Vincent, S. and Vickery, G. Working Party on the Information Economy: the
Evolution of News and the Internet. (Organisation for Economic Co-operation and
Development, 11-Jun-2010), p. 50.
2
ﺣﻣدي ﺑﺷﯾر ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ :اﻹﻋﻼم اﻟرﻗﻣﻲ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ﺻﻧﺎﻋﺗﻪ ،ورﻗﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻣﻧﺗدى اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﺳﻧوي اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻟﻠﺟﻣﻌﯾﺔ
اﻟﺳﻌودﯾﺔ ﻟﻺﻋﻼم واﻻﺗﺻﺎل ،اﻟرﯾﺎض ،2016 ،ص ص.20-19 ،
3
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .20
4
Wunsch -Vincent and Vickery. op. cit. p. 51.
88
ﯾظﻬر ﻋﺑر ﺷﺑﻛﺔ اﻟوﯾب ﯾظل ﻣﺗﺎﺣﺎ ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ ﻓﻲ أي ﻣﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻪ ﺷﺑﻛﺔ
اﻹﻧﺗرﻧت ،وﻋﻠﻰ ﻣدار اﻟﺳﺎﻋﺔ.
ﻟﻘد ﺗﻐﯾر واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻣن ﺻﻌوﺑﺔ إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ،واﻟوﻗت اﻟطوﯾل
ﻧﺳﺑﯾﺎ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺣﻘﯾق اﻷرﺑﺎح ،إﻟﻰ ﺳﻬوﻟﺔ اﻟﻧﺷر ﻋﺑر ﺷﺑﻛﺔ اﻟوﯾب )اﻟذي ﯾﻣﺗد
ﻣن ﺷﺑﻪ اﻟﻣﺟﺎﻧﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎج رأﺳﻣﺎﻻ ﻣؤﺳﺳﯾﺎ( ،واﻟﺳرﻋﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺗﺷﺎر وﺗﺣﻘﯾق
اﻷرﺑﺎح .ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،إذا ﻧظرﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ اﻟﻣﺷﻬورة
) ،( Sports Illustratedﻧﺟدﻫﺎ اﺣﺗﺎﺟت ﻋﺷر ﺳﻧوات ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻟﻛﻲ ﺗﺻل إﻟﻰ اﻟوﺻﻔﺔ
اﻟﺳﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺣﻘق اﻷرﺑﺎح؛ ﺑﯾﻧﻣﺎ اﺣﺗﺎج اﻟﻣوﻗﻊ اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﻣﻌروف ﻫﺎﻓﯾﻧﻐﺗون
ﺑوﺳت ) (Huffington Postﻷﻗل ﻣن ﺳت ﺳﻧوات ﻟﯾﺗﺣول ﻣن ﻓﻛرة إﻟﻰ ﻣؤﺳﺳﺔ ﺗﻘدر
ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﺑـ 315ﻣﻠﯾون دوﻻر ﻋﻧدﻣﺎ ﺗم ﺑﯾﻌﻬﺎ ﻷﻣﯾرﻛﺎ أوﻧﻼﯾن ) (AOLﻋﺎم .20111
ﺗﺗﺳم اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم اﻟرﻗﻣﻲ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ
ﺑـ"اﻟطﺎﺑﻊ ﻏﯾر اﻟﻣﺣدود ﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟوﻓرة أو اﻟﺣﺟم اﻟﻛﺑﯾر" .ﻓطﺎﻟﻣﺎ أن ﺗزاﯾد ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗﻠﻘﻲ
اﻟﻣﺎدة اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻛﻠﻔﺔ إﺿﺎﻓﯾﺔ ،وأن ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﺗﻛون ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل
اﻹﻧﺗﺎج ،ﺗظل ﻫذﻩ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﺛﺎﺑﺗﺔ وﻛل ﻣﺎ زاد اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻗﻠت اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف وﻣن ﺛم زادت
اﻷرﺑﺎح.2
1
.Grueskin, Bill, “The story so far: What we know about the business of digital journalism”,
(Tow Centre for Digital Journalism), p.7 .
2
ﺣﻣدي ﺑﺷﯾر ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .21
89
اﻷﺧﺑﺎر واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ،وﻣﻧﺻﺎت اﻟوﯾب اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺎت اﻹﺧﺑﺎرﯾﺔ ،وﺷﺑﻛﺎت
اﻟﺗواﺻل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،واﻟﻣزودون اﻟذﯾن ﯾﻘﺻرون ﺧدﻣﺎﺗﻬم ﻋﻠﻰ اﻷﺧﺑﺎر ﻋﺑر اﻟﻣوﺑﺎﯾل،
وﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻹﻋﻼﻧﺎت ﻋﺑر اﻹﻧﺗرﻧت واﻟوﯾب ،وﻏﯾرﻫم.1
إن ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺷﯾر إﻟﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻗواﻋد اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﻟﻛﻧﻪ ﻛذﻟك
ﯾﺷﯾر إﻟﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻻﻧﺗرﻧت ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎدر ووﺛﺎﺋق وﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن ﻣﻼﯾﯾن
اﻟﻣوﺿوﻋﺎت.
وﯾرﺗﺑط ﻣﻔﻬوم اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﻣﻔﻬوم آﺧر أﻛﺛر واﻋم وﻫو ﻣﻔﻬوم اﻟﻧﺷر اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
اﻟذي ﯾﺳﺗﺧدم ﻟﻺﺷﺎرة إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام اﻟﻛﻣﺑﯾوﺗر ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت إﻧﺷﺎء وﺗﺣرﯾر وﺗﺻﻣﯾم وطﺑﺎﻋﺔ
وﺗوزﯾﻊ اﻟﻣطﺑوﻋﺎت.
أﻣﺎ ﻣﺎ ﺑﺻدد اﻟﺣدﯾث ﻋﻧﻪ اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻬو اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗص ﺑﻧﻘل اﻟﺧﺑر وﺗﺗﻧﺎول
ﻣﺛﻠﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ اﻷﺣداث اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﺑﺄﻗﻼم اﻟﺻﺣﻔﯾﯾن وﺗﺣﻠﯾﻼﺗﻬم ووﺟﻬﺎت ﻧظر اﻟﻛﺗﺎب
اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟورﻗﯾﺔ .
ﻓﺎﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻷدﺑﯾﺔ واﻟﻛﺗﺎﺑﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﺳﻣﯾﺎت أﺧرى
ﻣﺛل اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻔورﯾﺔ واﻟﻧﺳﺦ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ واﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟرﻗﻣﯾﺔ واﻟﺟرﯾدة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ.2
1
Wunsch -Vincent and Vickery. op. cit. p. 52.
2
ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﻛﻧﻌﺎن :اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﺛورة اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﯾﺎزوري اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،2014 ،ص .25
90
واﺳﺗوﻗف ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن واﻟدارﺳﯾن ،ﻓﺗﻌﻣدوﻫﺎ ﺑﺎﻟرﺻد واﻟﺗﺣﻠﯾل وﻛﺎن ﻣن
ﻧﺗﯾﺟﺔ ذﻟك أن ظﻬرت ﻓﻲ اﻷﻓق اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ،ﻓﺎﻟﺑﻌض
ﯾﻌرﻓﻪ ﺑﺄﻧﻪ )ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻧوع ﺟدﯾد ﻣن اﻹﻋﻼم ﯾﺷﺗرك ﻣﻊ اﻹﻋﻼم اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻓﻲ اﻟﻣﻔﻬوم،
واﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻷﻫداف ،وﻣﺎ ﯾﻣﯾزﻩ ﻋن اﻹﻋﻼم اﻟﺗﻘﻠﯾدي اﻧﻪ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ وﺳﯾﻠﺔ ﺟدﯾدة
وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﺣدﯾﺛﺔ وﻫﻲ اﻟدﻣﺞ ﺑﯾن ﻛل وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺗﻘﻠﯾدي ،ﺑﻬدف إﯾﺻﺎل
اﻟﻣﺿﺎﻣﯾن اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﺑﺄﺷﻛﺎل ﻣﺗﻣﺎﯾزة ،وﻣؤﺛرة ﺑطرﯾﻘﺔ اﻛﺑر ،وﻫو ﯾﻌﺗﻣد ﺑﺷﻛل رﺋﯾﺳﻲ ﻋﻠﻰ
اﻻﻧﺗرﻧت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﯾﺢ ﻟﻺﻋﻼﻣﯾﯾن ﻓرص ﻛﺑﯾرة ﻟﺗﻘدﯾم ﻣوادﻫم اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﺑطرﯾﻘﺔ
اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﺣﺗﻪ.
وﻫﻧﺎك ﻣن وﺿﻊ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻣﺣددا ﻟﻠﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ" :ﻧوع ﻣن اﻻﺗﺻﺎل ﺑﯾن اﻟﺑﺷر ﯾﺗم
ﻋﺑر اﻟﻔﺿﺎء اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻻﻧﺗرﻧت وﺷﺑﻛﺎت اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻻﺗﺻﺎل اﻷﺧرى ،ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﯾﻪ ﻓﻧون
وآﻟﯾﺎت وﻣﻬﺎرات اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣطﺑوﻋﺔ ﻣﺿﺎﻓﺎ إﻟﯾﻬﺎ ﻣﻬﺎرات وآﻟﯾﺎت ﺗﻘﻧﯾﺎت
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎﺳب اﺳﺗﺧدام اﻟﻔﺿﺎء اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻛوﺳﯾط أو وﺳﯾﻠﺔ اﺗﺻﺎل ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك
اﺳﺗﺧدام اﻟﻧص واﻟﺻوت واﻟﺻورة واﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﻟﺗﻔﺎﻋل ﻣﻊ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ،ﻻﺳﺗﻘﺻﺎء
اﻷﻧﺑﺎء اﻵﻧﯾﺔ وﻏﯾر اﻵﻧﯾﺔ وﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ وﻧﺷرﻫﺎ ﻟﻠﺟﻣﺎﻫﯾر ﻋﺑر اﻟﻔﺿﺎء اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
ﺑﺳرﻋﺔ.1
وﻫﻧﺎك ﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻋدﯾدة ﻟﻠﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ :ﻫﻲ ﻣﻧﺷور اﻟﻛﺗروﻧﻲ دوري ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ
اﻷﺣداث اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﺳواء اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣوﺿوﻋﺎت ﻋﺎﻣﺔ أو ﺑﻣوﺿوﻋﺎت ذات طﺑﯾﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،وﯾﺗم
ﻗراءﺗﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺟﻬﺎز ﻛوﻣﺑﯾوﺗر وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون ﻣﺗﺎﺣﺔ ﻋﺑر ﺷﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧت ،واﻟﺻﺣﻔﯾﺔ
اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺗﻛون ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺻﯾﻐﺔ ﻣطﺑوﻋﺔ.2
1
ﺟﻣﺎل ﻏﯾطﺎس :اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟراﺑﻊ ﻟﻠﺻﺣﻔﯾﯾن…
Source: http://www.geocities.com/askress2009 (accessed 11/04/ 2019
2
ﻣﺣﻣد ﻋﻬد ﻓﺿﻠﻲ :اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،دار اﻹﻋﻼم اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،2009 ،ص .13
91
وﻓﻲ رؤﯾﺔ أﺧرى ﺗﻌرف ﺑﺄﻧﻬﺎ" :اﻟﺻﺣف اﻟﺗﻲ ﯾﺗم إﺻدارﻫﺎ وﻧﺷرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧت ﺳواء
ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺻﺣف ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻧﺳﺦ أو إﺻدارات اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻟﺻﺣف ورﻗﯾﺔ ﻣطﺑوﻋﺔ أو ﻣوﺟز
ﻷﻫم ﻣﺣﺗوﯾﺎت اﻟﻧﺳﺦ اﻟورﻗﯾﺔ ،أو ﻛﺟراﺋد وﻣﺟﻼت اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﻟﻬﺎ إﺻدارات ﻋﺎدﯾﺔ
ﻣطﺑوﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟورق ،وﺗﺗﺿﻣن ﻣزﯾﺟﺎ ﻣن اﻟرﺳﺎﺋل اﻹﺧﺑﺎرﯾﺔ واﻟﻘﺻص واﻟﻣﻘﺎﻻت واﻟﺗﻌﻠﯾﻘﺎت
واﻟﺻور واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﺷﯾر ﺗﻌﺑﯾر online journalismﺗﺣدﯾدا ﻓﻲ ﻣﻌظم
اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﺻﺣف واﻟﻣﺟﺎﻻت اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ إي اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ
ﺑﺷﻛل أو ﺑﺂﺧر ﺑﺻﻔﺢ ورﻗﯾﺔ ﻣطﺑوﻋﺔ.1
ﺑدورﻩ ،ﯾﺛﺑت اﻟدﻛﺗور رﺿﺎ ﻋﺑد اﻟواﺟد أﻣﯾن 2اﻟﻣﻔﻬوم اﻵﺗﻲ " :ﻫﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﻣن اﻟوﺳﺎﺋل
ﻣﺗﻌددة اﻟوﺳﺎﺋل multimediaﺗﻧﺷر ﻓﯾﻬﺎ اﻷﺧﺑﺎر واﻟﻣﻘﺎﻻت وﻛﺎﻓﺔ اﻟﻔﻧون اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﻋﺑر
ﺷﺑﻛﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻻﻧﺗرﻧت ﺑﺷﻛل دوري وﺑرﻗم ﻣﺳﻠﺳل ،ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺗﻘﻧﯾﺎت ﻋرض
اﻟﻧﺻوص واﻟرﺳوم واﻟﺻور اﻟﻣﺗﺣرﻛﺔ وﺑﻌض اﻟﻣﯾزات اﻟﺗﻔﺎﻋﻠﯾﺔ ،وﺗﺻل إﻟﻰ اﻟﻘﺎرئ ﻣن ﺧﻼل
ﺷﺎﺷﺔ اﻟﺣﺎﺳب اﻵﻟﻲ ،ﺳواء ﻛﺎن ﻟﻬﺎ أﺻل ﻣطﺑوع ،أو ﻛﺎﻧت ﺻﺣﻔﯾﺔ اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺧﺎﻟﺻﺔ".
وﺑﺣﺳب اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﺣرة "وﯾﻛﯾﺑﯾدﯾﺎ" اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻧوع ﻣن اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﺗﺳﺗﻌﻣل اﻟوﺳﺎﺋط
اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﺷر ﻣﺎدﺗﻬﺎ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ،أﻏﻠﺑﻬﺎ ظﻬر ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ
ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻻﺗﺻﺎل واﻟﺣدﯾﺛﺔ رﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن أداﺋﻬﺎ أوﻻ ﺛم ﻓﺗﺢ ﻣﺟﺎل أوﺳﻊ
ﻟﻼﻧﺗﺷﺎر.
وﯾﺳرى ﺗﻌرﯾف اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻛل أﻧواع اﻟﺻﺣف اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷر ﻋﺑر ﺷﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧت أو ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔورﯾﺔ طﺎﻟﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺑث ﻋﻠﻰ
1
ﻋﺑد اﻷﻣﯾر اﻟﻔﯾﺻل :اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻋﻣﺎن ،دار اﻟﺷروق ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،2006 ،ص .19
2
رﺿﺎ ﻋﺑد اﻟواﺟد أﻣﯾن :اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،دار اﻟﻔﺟر ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،2012 ،ص .32
92
اﻟﺷﺑﻛﺔ ﺑﺷﻛل دوري ،أو ﯾﺗم ﺗﺣدﯾث ﻣﺿﻣوﻧﻬﺎ ﻣن ﯾوم ﻵﺧر أو ﻣن ﺳﺎﻋﺔ ﻷﺧرى أو ﻣن
وﻗت ﻵﺧر ﺣﺳب إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻟﻰ ﺷر اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﻋﺑر اﻟﺷﺑﻛﺔ. 1
وﻧﺣدد ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣؤﺷرات 2اﻟﺗﻲ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ :
-ﯾﺗم ﻗراءﺗﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺟﻬﺎز ﻛﻣﺑﯾوﺗر وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون ﻣﺗﺎﺣﺔ ﻋﺑر ﺷﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧت.
-ﯾﺗم إﺻدارﻫﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث ﺗﺣرﯾرﻫﺎ وﺗﺻﺣﯾﺣﻬﺎ وﺗﺻﻣﯾم اﻟرﺳوم ٕواﻋدادﻫﺎ
وﺗرﻛﯾب اﻟﺻﻔﺣﺎت ﺛم ﯾﺗم ﺑﺛﻬﺎ إﻟﻰ ﺟﻬﺎز ﻛﻣﺑﯾوﺗر ﻣﺗﺻل ﺑﺎﻟﺷﺑﻛﺔ .
-ﺗﺗﯾﺢ ﻟﻠﻘﺎرئ ﺗﺻﻔﺣﻬﺎ واﺳﺗدﻋﺎﺋﻬﺎ واﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻣﺣﺗوﯾﺎﺗﻬﺎ وﺣﻔظ اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﻲ ﯾرﯾدﻫﺎ وطﺑﻊ ﻣﺎ
ﯾرﻏب .
-اﻟﻧﺻوص ﻓﯾﻬﺎ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺻﻔﺢ ورﻗﯾﺔ ﻣطﺑوﻋﺔ وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﯾﻛون ﻟﯾس ﻟدﯾﻬﺎ ﻧﺳﺦ ﻣطﺑوﻋﺔ.
-ﻣﻧﺷور اﻟﻛﺗروﻧﻲ ﯾﺻدر ﺑﺻﻔﺔ دورﯾﺔ وﻟﻬﺎ ﻣوﻗﻊ ﻣﺣدد ﻋﻠﻰ ﺷﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧت وﺗﺧزﯾن
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ٕوادارﺗﻬﺎ واﺳﺗدﻋﺎﺋﻬﺎ ﯾﻛون ﺑطرﯾﻘﺔ اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ.
وﻫﻲ ﺻﺣف ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ ٕوان ﻛﺎﻧت ﺗﺣﻣل اﺳم اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟورﻗﯾﺔ ،وﯾﻣﺗﺎز ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن
اﻟﺻﺣف اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑـ:
93
-ﺗﻘدﯾم ﻧﻔس اﻟﺧدﻣﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ واﻟﺻﺣﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﻬﺎ اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟورﻗﯾﺔ ﻣن أﺧﺑﺎر
وﺗﻘﺎرﯾر وأﺣداث وﺻور وﻏﯾرﻫﺎ.
-ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺎت ﺻﺣﻔﯾﺔ ٕواﻋﻼﻣﯾﺔ إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟورﻗﯾﺔ ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ،وﺗﺗﯾﺣﻬﺎ
اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺷﺑﻛﺔ اﻹﻧﺗرﻧت وﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻧص اﻟﻔﺎﺋق Hypertextﻣﺛل ﺧدﻣﺎت
اﻟﺑﺣث داﺧل اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ أو ﻓﻲ ﺷﺑﻛﺔ اﻟوﯾب ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺧدﻣﺎت اﻟرﺑط ﺑﺎﻟﻣواﻗﻊ اﻷﺧرى
وﺧدﻣﺎت اﻟرد اﻟﻔوري واﻷرﺷﯾف.
وﻧﻌﻧﻲ ﺑﻬﺎ ﻣواﻗﻊ اﻟﺻﺣف اﻟورﻗﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺑﻛﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻘﺻر ﺧدﻣﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم ﻛل أو ﺑﻌض
ﻣﺿﻣون اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟورﻗﯾﺔ ﻣﻊ ﺑﻌض اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟورﻗﯾﺔ ،ﻣﺛل ﺧدﻣﺔ
اﻻﺷﺗراك ﻓﻲ اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟورﻗﯾﺔ وﺧدﻣﺔ ﺗﻘدﯾم اﻹﻋﻼﻧﺎت واﻟرﺑط ﺑﺎﻟﻣواﻗﻊ اﻷﺧرى.
وﯾﻘﺳم ﺑﻌض اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻟﺻﺣف اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺗﺑﻌﺎ "ﻟﻣدى اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻬﺎ أو ﺗﺑﻌﯾﺗﻬﺎ ﻟﻣؤﺳﺳﺎت
إﻋﻼﻣﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ" إﻟﻰ :
أ -اﻟﻧﺷر اﻟﺻﺣﻔﻲ اﻟﻣوازي :وﻓﯾﻪ ﯾﻛون اﻟﻧﺷر اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻣوازﯾﺎ ﻟﻠﻧﺷر اﻟﻣطﺑوع ،ﺑﺣﯾث
ﺗﻛون اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻧﺳﺧﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟﻣطﺑوﻋﺔ ﺑﺈﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻣواد
اﻹﻋﻼﻧﯾﺔ.
ب -اﻟﻧﺷر اﻟﺻﺣﻔﻲ اﻟﺟزﺋﻲ :وﻓﯾﻪ ﺗﻘوم اﻟﺻﺣف اﻟﻣطﺑوﻋﺔ ﺑﻧﺷر أﺟزاء ﻣن ﻣوادﻫﺎ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ
ﻋﺑر اﻟﺷﺑﻛﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،وﯾﻌﻣد إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻧوع ﺑﻌض اﻟﻧﺎﺷرﯾن ﺑﻬدف ﺗروﯾﺞ اﻟﻧﺳﺦ اﻟﻣطﺑوﻋﺔ
ﻣن إﺻداراﺗﻬم.
94
وﯾﺗﺻل ﺑﻬذﯾن اﻟﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﺻﺣف اﻟﻣواﻗﻊ اﻹﺧﺑﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ
اﻹذاﻋﯾﺔ واﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﻛﺎﻟﻔﺿﺎﺋﯾﺎت اﻹﺧﺑﺎرﯾﺔ "اﻟﻌرﺑﯾﺔ" و"اﻟﺟزﯾرة" واﻟـ ””BBCواﻟـ ”CNN”..
وﻧﺣوﻫﺎ.
ت -اﻟﻧﺷر اﻟﺻﺣﻔﻲ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟﺧﺎص :وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻻ ﯾﻛون ﻟﻠﻣﺎدة اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ اﻟﻣﻧﺷورة
اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ أﺻل ﻣطﺑوع ،ﺣﯾث ﺗظﻬر اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧﺷر ﻋﺑر اﻹﻧﺗرﻧت
ﻓﻘط ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺻدق ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺣف اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺑﻛﺔ ﻓﻲ إدارﺗﻬﺎ،
وطرق ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ،وﻣﺛﺎل ذﻟك :ﺻﺣف إﯾﻼف ،اﻟﺟرﯾدة وﻏﯾرﻫﺎ".
-2ﻗدرة اﻟﺻﺣف اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﺧﺗراق اﻟﺣدود واﻟﻘﺎرات واﻟدول دون رﻗﺎﺑﺔ أو ﻣواﻧﻊ أو
رﺳوم ،ﺑل وﺑﺷﻛل ﻓوري ،ورﺧﯾص اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ،وذﻟك ﻋﺑر اﻻﻧﺗرﻧت.
-3اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺑث اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻟﻠﺻﺣف ﻋﺑر ﺷﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧت أﻗل ﺑﻛﺛﯾر ﻣﻣﺎ ﻫو
ﻣطﻠوب ﻹﺻدار ﺻﺣﯾﻔﺔ ورﻗﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗوﻓﯾر اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ واﻟﻣطﺎﺑﻊ واﻟورق
وﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت اﻟطﺑﺎﻋﺔ ،ﻧﺎﻫﯾك ﻋن ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗوزﯾﻊ واﻟﺗﺳوﯾق ،واﻟﻌدد اﻟﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن
واﻟﻣﺣررﯾن واﻟﻌﻣﺎل.
1
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،اﻟﺻﻔﺣﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ.
95
-4ﻟﺟوء ﻣﻌظم اﻟﺻﺣف اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻣوﯾل ﻣن ﺧﻼل اﻹﻋﻼﻧﺎت ،وﻗد أﺻﺑﺢ اﻹﻋﻼن
اﻟﻣﺗﻛرر ﻋﻠﻰ ﻛل ﺻﻔﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﻣﺳﻣﻰ ﺑﺈﻋﻼن اﻟﯾﺎﻓطﺔ ) (Bannerﻫو
ﻣﺻدر اﻟدﺧل اﻟرﺋﯾس ﻟﻬذﻩ اﻟﺻﺣف.
-5ﺗوﻓر ﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ إﺣﺻﺎءات دﻗﯾﻘﺔ ﻋن زوار
ﻣواﻗﻊ اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،وﺗوﻓر ﻟﻠﺻﺣﯾﻔﺔ ﻣؤﺷرات ﻋن إﻋداد ﻗراءﻫﺎ وﺑﻌض اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
ﻋﻧﻬم ﻛﻣﺎ ﺗﻣﻛﻧﻬﺎ ﻣن اﻟﺗواﺻل ﻣﻌﻬم ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺗﻣر.
-7ﺗوﻓر اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓرﺻﺔ ﺣﻔظ أرﺷﯾف اﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺳﻬل اﻻﺳﺗرﺟﺎع ﻏزﯾر اﻟﻣﺎدة،
ﺣﯾث ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟزاﺋر أو اﻟﻣﺳﺗﺧدم أن ﯾﻧﻘب ﻋن ﺗﻔﺎﺻﯾل ﺣدث ﻣﺎ أو ﯾﻌود إﻟﻰ ﻣﻘﺎﻻت ﻗدﯾﻣﺔ
ﺑﺳرﻋﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑﻣﺟرد أن ﯾذﻛر أﺳم اﻟﻣوﺿوع اﻟذي ﯾرﯾد ﻟﯾﻘوم ﺑﺎﺣث اﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺑﺗزوﯾدﻩ ﺧﻼل
ﺛواﻧﻲ ﺑﻘﺎﺋﻣﺔ ﺗﺗﺿﻣن ﻛل ﻣﺎ ﻧﺷر ﺣول ﻫـذا اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﻣﻌﯾن ،ﻓﻲ ﻓﺗرة ﻣﻌﯾﻧﺔ.
-8ﻓرﺿت اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ واﻗﻌﺎً ﻣﻬﻧﯾﺎً ﺟدﯾداً ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺻﺣﻔﯾﯾن و إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻬم
وﺷروط ﻋﻣﻠﻬم ،ﻓﻘد أﺻﺑﺢ اﻟﻣطﻠوب ﻣن اﻟﺻﺣﻔﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر أن ﯾﻛون ﻣﻠﻣًﺎ ﺑﺎﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت
اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ وﺑﺷروط اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻟﻼﻧﺗرﻧﯾت وﻟﻠﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﻧﻣط اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ
وﻧﻣط اﻟﺗﻠﻔزﯾون اﻟﻣرﺋﻲ وﻧﻣط اﻟﺣﺎﺳوب ،وأن ﯾﺿﻊ ﻓﻲ اﻋﺗﺑﺎرﻩ أﯾﺿﺎ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ
وﺳﻌﺔ اﻧﺗﺷﺎرﻫﺎ وﻣﺎ ﯾراﻓق ذﻟك ﻣن اﻋﺗﺑﺎرات ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﻣﻬﻧﻲ إﻟﻰ اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد
اﻟﻣﺿﺎﻣﯾن وطرﯾﻘﺔ ﻋرﺿﻬﺎ.
96
-4اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ:1
ﺗﺗﻣﯾز اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺧﺻﺎﺋص اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-1ﻣﺟﺎﻧﯾﺔ :ﯾﺑدو أن اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻋﻠﻰ وﺷك أن ﺗﺻﺑﺢ اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟوﺣﯾدة
اﻟﻣدﻓوﻋﺔ اﻟﺛﻣن ،ﺣﯾث ﯾﺟب دﻓﻊ ﺛﻣن اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﻛل ﻣرة ﻧرﯾد ﻓﯾﻬﺎ ﻗراءة اﻷﺧﺑﺎر ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن
اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣﺟﺎﻧﯾﺔ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻛﻠﻔﺔ اﻟﻬﺎﻣﺷﯾﺔ ﻟﻠﺧﺑر اﻹﺿﺎﻓﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗرﻧت
ﻣﻌدوﻣﺔ ،وﻫذا ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﻋدد اﻟﻣرات اﻟﺗﻲ ﻧزور ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣوﻗﻊ اﻹﺧﺑﺎري ﺧﻼل اﻟﺷﻬر ،ﺣﯾث
ﯾﺑﻘﻰ اﻟﺳﻌر اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻧﻔﺳﻪ و ﺑﻼ ﺗﻐﯾﯾر.
-2اﻟﺟرﯾدة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻻ ﺗﺳﺗﻔﯾد ﺑﺎﻟﻘدر اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻣن ﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ :ﻛﺎﻹﺷﻬﺎر
واﻻﺷﺗراﻛﺎت و اﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر اﻹﺷﻬﺎر اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻫو اﻟﻣﺻدر ﺷﺑﻪ اﻟوﺣﯾد ﻟﻠﺗﻣوﯾل،
وﻻ ﺗﺳﺗﻔﯾد اﻟﺻﺣف اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣن اﻹﻋﻼن اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ إﻻ إذا ﺗﻣﺗﻌت ﺑﺟﻣﻬور ﻛﺑﯾر ﻣن
اﻟﻣﺗﺻﻔﺣﯾن ﻟﻠﻣوﻗﻊ ،ﻓﺎﻷﻛﺛر زﯾﺎرة اﻷﻛﺛر طﻠﺑﺎ ﻣن اﻟﻣﻌﻠﻧﯾن.
ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣب اﻟﺟرﯾدة ﺟزء ﻣن ﺗﻛﺎﻟﯾف طﺑﻊ -3ﻋﺎﻣل اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ :ﯾوﻓر اﻟﻣوﻗﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
وﺗوزﯾﻊ اﻟﻧﺳﺧﺔ اﻟورﻗﯾﺔ ،وﯾﺿﻣن ﻟﻪ ﻋدد أﻛﺑر ﻣن اﻟﻘراء ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺎت
ﺑﺎﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋن أطﻧﺎن اﻟورق ) و ﻫو رﻛن ﻣﻬم ﻓﻲ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ( وﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت
اﻟطﺑﺎﻋﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟورﻗﯾﺔ ،واﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج ﺑرﻣﺗﻬﺎ.
-4ﺿﺂﻟﺔ ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺗﺟﻬﯾز :ﻋدم ﺣﺎﺟﺔ اﻟﺻﺣف اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﻘر ﻣوﺣد ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن،
إﻧﻣﺎ ﯾﻣﻛن إﺻدار اﻟﺻﺣف اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﻔرﯾق ﻋﻣل ﻣﺗﻔرق ﻓﻲ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم.
1وﻫﯾﺑﺔ ﺑوزﯾﻔﻲ :ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم أﻟﻘﯾت ﻋﻠﻰ طﻠﺑﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ إﻋﻼم واﺗﺻﺎل ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻟﺟزاﺋر ،3ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ.
97
-5اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ:
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺻﺣﯾﻔﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻻﻧﺗرﻧﯾت اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣﺧﺗﻠف أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم ﻋﻠﻰ
ﻋﻛس اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟورﻗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻣﻘﯾدة ﺟﻐراﻓﯾﺎ ﺑﺄﻣﺎﻛن اﻟﺗوزﯾﻊ .
-6ﻋﻧﺻر اﻟﺗﻔﺎﻋﻠﯾﺔ :ﻓﺎﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻣﺳﺗوى ﻣﺳﺑوق ﻣن اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻟذي ﯾﺑدأ
ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺻوص واﻻﺧﺗﯾﺎر ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ،و ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗوﺟﯾﻪ اﻷﺳﺋﻠﺔ
اﻟﻣﺑﺎﺷرة واﻟﻔورﯾﺔ ﻟﻠﺻﺣﻔﻲ أو ﻣﺻدر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻧﻔﺳﻪ.
-7ﺗﻌدد اﻟوﺳﺎﺋط :
ﻓﺎﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺗﺟﻣﻊ ﻣﺎﺑﯾن اﻟﺻوت اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻘدﻣﻪ اﻟرادﯾو واﻟﺻوت واﻟﺻورة اﻟﻣﻣﯾز
ﻟﻠﺗﻠﻔزﯾون واﻟﻧص اﻟذي ﺗﻘدﻣﻪ اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟﻣطﺑوﻋﺔ.
-8اﻟﺣدود اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ :ﺗﺳﻣﺢ ﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟﺗﺧزﯾن اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﺳﺑﺎت ﻟﻠﻣﺣرر
اﻟﺻﺣﻔﻲ ﺑﺎﻟﺻﺣﯾﻔﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﻧﺷر ﻣﺎ ﯾرﯾد وﺑﺎﻟﺣﺟم اﻟذي ﯾﺷﺎء ،ﺣﯾث ﻻ
ﺗوﺟد ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﺣدودﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﻧﺷر ﻣﺛﻠﻣﺎ ﺗطرﺣﻪ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣطﺑوﻋﺔ.
ﺗﻌﺗﻣد اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن ﻣﺻﺎدر اﻟدﺧل اﻟﺗﻲ ﺗﺗراوح ﻓﻲ ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬﺎ ﺑﯾن
ﺗﻐطﯾﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت وﺗﺣﻘﯾق اﻷرﺑﺎح .ﺑﻌض ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﺎدر ﻻ ﯾزال ﻓﻲ طور اﻟﺗﺷﻛل ،ﻷﻧﻬﺎ ﻣرﺗﺑطﺔ
اﻟرﻗﻣﯾﺔ واﻵﻓﺎق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺗﺣﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘﻠﯾص اﻟﻧﻔﻘﺎت أو
ﺑﻣﺳﺗﺟدات اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﱠ
إﺗﺎﺣﺔ ﺗﻘدﯾم أﺷﻛﺎل ﺟدﯾدة ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت.
أﺑرز ﻣداﺧﯾل اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،ﻫﻲ :اﻹﻋﻼﻧﺎت ،ورأس اﻟﻣﺎل اﻟﺗﺳﯾﯾري ،وﺑﯾﻊ اﻟﻣﺣﺗوى
اﻟرﻗﻣﻲ )ﻛﺎﻟدﻓﻊ ﻣن أﺟل اﻟﺗﺗﺑﻊ أو اﻟﺗﺻﻔﺢ( ،وﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻠﻣوﺳﺔ واﻻﻓﺗراﺿﯾﺔ ،وﺗﻘدﯾم
اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺑﺣﺛﯾﺔ ،وﺑﯾﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺟﻣﻬور ،واﻟﺗﺑرﻋﺎت ،واﻻﺷﺗراﻛﺎت ،وﻣﻧﺢ
اﻟﺗراﺧﯾص اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى أو اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻟﻠﻣزودﯾن اﻵﺧرﯾن.
98
أوﻻ :إﻋﻼﻧﺎت اﻹﻧﺗرﻧت
ً
أدى اﻧﺗﺷﺎر ﺷﺑﻛﺔ اﻟوﯾب ﻓﻲ ﺷﻛﻠﻬﺎ اﻟﺗﺟﺎري ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ ﺗﺳﻌﯾﻧﺎت اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن إﻟﻰ ظﻬور
اﻟرْﻗ ِﻣَﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺷر ﻋﺑر ﻫذﻩ
اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ؛ اﻷﻣر اﻟذي ﻣﻬﱠد اﻟطرﯾق ﻟﻺﻋﻼﻧﺎت ﱠ
اﻟﺷﺑﻛﺔ وﺗﺗﺳم ﺑﺳﻣﺎﺗﻬﺎ .وﻟﻛن ﻛﻛل اﻟﻣﺳﺗﺟدات ،ﻛﺎﻧت اﻟﺑداﯾﺔ ﻣﺗواﺿﻌﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺳوق
اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﻣطﺑوﻋﺔ واﻟﻣرﺋﯾﺔ واﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ؛ إذ ﺑﻠﻎ ﺣﺟم إﻋﻼﻧﺎت اﻹﻧﺗرﻧت ﻋﺎم 1999ﺣواﻟﻲ
4ﻣﻠﯾﺎرات دوﻻر وﻫو ﻣﺑﻠﻎ ﺿﺋﯾل ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ.1
ظﻠت ﻣداﺧﯾل اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟرﻗﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻣو ﻣطرد إﻟﻰ أن ﺿرﺑت اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
ﺳوق اﻹﻋﻼن ﻟﯾﺣﻘق اﻧﺧﻔﺎﺿﺎ ﻷول ﻣرة ﺑﻧﺳﺑﺔ %4.6ﻋﺎم 2009ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻌﺎم .22008
ﻧﻣوا ﻣطردا ﻓﻲ
وﺑﻌد أﻛﺛر ﻣن ﻋﻘد وﻧﺻف ﻣن اﻟزﻣﺎن ،ﺷﻬدت ﺳوق إﻋﻼﻧﺎت اﻹﻧﺗرﻧت ّ
اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺣت ﺗُﺷ ﱢﻛل ﺣواﻟﻲ %33ﻣن ﺣﺻﺔ اﻟﺳوق اﻹﻋﻼﻧﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ
ﺑﻣﺑﻠﻎ ﻗدرﻩ 60ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻋﺎم 2015ﻣن ﻣﺟﻣوع 183ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر .وﻗﻔزت إﻋﻼﻧﺎت
اﻹﻧﺗرﻧت ﻓﻲ 2015ﺑﻧﺳﺑﺔ %20ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺳﻧﺔ .32014ﻫﻛذا ﻧﺟد أن اﻟﺷﻛوك ﺣول ﻛون
اﻹﻧﺗرﻧت ﺳﺗظل ﺟزءا ﻣﻘ ﱠد ار وﻣﺗﻧﺎﻣﯾﺎ ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ ﻧﻔﻘﺎت اﻹﻋﻼﻧﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻣﻧظور،
ﺑدأت ﺗزول.4
1
Bates, Benjamin. J., “The Economic Value of Media Websites”, (Visited on 30 May
2017), P. 13.
2ﻣﺣﻣد اﻷﻣﯾن ﻣوﺳﻰ" :ﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟوﺳﺎﺋط اﻟﻣﺗﻌددة ﻓﻲ اﻹﻋﻼم اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟﻌرﺑﻲ" ،ﺑﺣوث اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ) ،اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘوﻣﻲ
ﻟﻠﺻﺣﺎﻓﺔ واﻟﻣطﺑوﻋﺎت ،اﻟﺧرطوم ،أوت ،2006ص .43
3
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .52
4
Bates, “The Economic Value of Media Websites”, op. cit. p. 14.
99
ﻟﻘد ﻫددت إﻋﻼﻧﺎت اﻹﻧﺗرﻧت اﻟﺻﺣف اﻟورﻗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻬﯾﻣن ﻋﻠﻰ ﺳوق اﻹﻋﻼﻧﺎت
اﻟﻣﺑوﺑﺔ ،ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘدرة اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ ﻟﻺﻧﺗرﻧت ﻋﻠﻰ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺷﺑﻪ ﻣﺟﺎﻧﯾﺔ،
ﺧﺎﺻﺔ وأن ﺑﯾﺋﺔ اﻹﻧﺗرﻧت ﺗﺳﻣﺢ ﺑوﺟود إﺣﺻﺎﺋﯾﺎت ﻋن ﺟﻣﻬور اﻹﻋﻼن ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﻓورﯾﺔ.1
إن ﺳﯾطرة ﻣﺣرك اﻟﺑﺣث ﻏوﻏل ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻣﺣﺗوى ﻋﺑر اﻟوﯾب ،أدت إﻟﻰ
ﺣﺻوﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺳﺑﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن ﻣداﺧﯾل اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗراﻓق اﻟﻣﺣﺗوى اﻹﻋﻼﻣﻲ ،ﻓﻘد أﺑرﻣت
ﺷرﻛﺔ ﻏوﻏل اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻣداﺧﯾل اﻹﻋﻼﻧﺎت ﻣﻊ ﻛﺑﺎر اﻟﻧﺎﺷرﯾن ﻣن ﺧﻼل ﺗﻣﻛﯾن
وﻗﺎدر ﻋﻠﻰ
ا اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻣن اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻷرﺷﯾف ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺟﻌل اﻟﻣﺣﺗوى اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻣﺗﺎﺣﺎ
ﺟﻠب ﻋﺎﺋد ﻣﺎدي.
ﻟﻘد ﺳﻌت اﻷوﺳﺎط اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺧﻠص ﻣن ﻫﯾﻣﻧﺔ ﻏوﻏل ﻋﻠﻰ ﻣداﺧﯾل اﻹﻋﻼﻧﺎت ﻋﺑر
ﻣﺷﺎرﻛﺗﻪ ﻟﻠﻧﺎﺷرﯾن ﻣداﺧﯾل اﻹﻋﻼن ﺑﻣﺟرد ﺗوﻓﯾرﻩ ﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺑﺣث ،ﻓﺟﺎءت ﻣﺑﺎدرة آﻻن ﻣوﺗر
) ،(Alan Mutterرﺟل اﻷﻋﻣﺎل وأﺣد اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﯾن ﻓﻲ وادي اﻟﺳﻠﯾﻛون ،ﺑﺈﻧﺷﺎء ﻧظﺎم أﺳﻣﺎﻩ
" "ViewPassﻟﯾﻛون ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺑطﺎﻗﺎت اﻟدﻓﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻠﻧﺎﺷر ﻛـ"ﻓﯾ از ﻛﺎرد وﻣﺎﺳﺗر
1
ﻣﺣﻣد اﻷﻣﯾن ﻣوﺳﻰ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .53
2
Google Fast Flip ”, Wikipedia, (Visited on 9 July 2017):
https://en.wikipedia.org/wiki/Google_Fast_Flip
100
ﻛﺎرد" ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌرض اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻟﻠرﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼﻧﯾﺔ .وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻟم ﯾﺗم ﺗﻧﻔﯾذﻩ
إﻻ أن ﺷرﻛﺔ ﻓﯾﺳﺑوك ﺳﺎرت ﻋﻠﻰ درﺑﻪ؛ ﺣﯾث ﻗ ﱠدﻣت ﻟﻠﻣﻌﻠﻧﯾن ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻗﯾﻣﺔ ﺣول اﻟﻣﺷﺗرﻛﯾن
ﻓﻲ ﺷﺑﻛﺗﻬﺎ )أﻋﻣﺎرﻫم ،وﺟﻧﺳﻬم ،وأﻣﺎﻛن ﺳﻛﻧﻬم ،وﻣن ﯾﺻﺎدﻗون ،واﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺷﺗرﻛون
ﻓﯾﻬﺎ ،واﻟﻣﺷﺗرﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺎﻗﺷوﻧﻬﺎ ﻣﻊ أﺻدﻗﺎﺋﻬم.1(...
وﻣن ﺑﯾن اﻟﻌﻘﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣول دون ﺗﺣﻘﯾق ﻣداﺧﯾل ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻋﺑر اﻹﻋﻼﻧﺎت ،ظﺎﻫرة اﻟﻧﺳﺦ
واﻟﻠﺻق واﻟﺗﻣرﯾر ،ﺣﯾث ﯾﺗم ﻧﺳﺦ اﻟﻣﺎدة اﻟﺻﺣﺎﻓﯾﺔ وﺗﻣرﯾرﻫﺎ ﻋﺑر اﻟواﺗﺳﺎب واﻟﺑرﯾد
اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،ﻓﺗﺣظﻰ ﺑﻌدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن اﻟذﯾن ﻟم ﯾﺗﺳن ﻟﻬم زﯾﺎرة اﻟراﺑط اﻟذي ﯾوﺟد ﻓﯾﻪ
أﺻل اﻟﻣﺎدة ،وﻣن ﺛم ﻻ ﯾﻌﺑﱢر ﻋدد زوار اﻟﻣﺎدة اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘ ًﺔ ﻋن ﻋدد اﻟﻘراء اﻟذﯾن ﺗﻠﻘوﻫﺎ
ﻓﻲ ﻓﺿﺎءات أﺧرى.
اﻋﺗﺎدت اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣطﺑوﻋﺔ أن ﺗﺑﯾﻊ ﻣﺣﺗواﻫﺎ ﻟﻠﻘﺎرئ ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن ﺧﻼل وﺿﻊ ﺳﻌر ﻣﺣدد
ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺳﺧﺔ اﻟورﻗﯾﺔ .أﻣﺎ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗواﺟﻪ ﺻﻌوﺑﺔ وﺗﺣدﯾﺎت ﻓﻲ
ﺑﯾﻊ ﻣﺣﺗواﻫﺎ اﻟرﻗﻣﻲ ﻟﻠﻘﺎرئ ،إذ ﻫﻧﺎك ﺗﻛﺎﻟﯾف ﻣﺑﺎﺷرة وﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ،ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻧظﺎم
اﻟدﻓﻊ ،ﻗد ﺗدﻓﻊ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ-اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻟﻠﺑﺣث ﻋن ﺑدﯾل ﻓﻲ اﻟوﯾب ﻋﺑر ﻣﺣرﻛﺎت اﻟﺑﺣث ،وﻏﺎﻟﺑﺎ
ﻣﺎ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺟﺎﻧﺎ .وﻟﻛﻲ ﺗﻧﺟﺢ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﯾﻊ ﻣﺣﺗواﻫﺎ ،ﻋﻠﯾﻬﺎ
أن ﺗوﻓﱢر ﻣﺣﺗوى ﯾﺗﺳم ﺑﺎﻷﺻﺎﻟﺔ واﻟﺗﻔرد )ﻛﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﺗرﻓﯾﻬﻲ أو اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ واﻟﺻور اﻟﺣﺻرﯾﺔ
وﻏﯾرﻫﺎ(.2
ﺳﻌت اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗُوﻓﱢر اﻟﻣﺣﺗوى اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟرﻗﻣﻲ إﻟﻰ إﺗﺑﺎع ﻧوﻋﯾن ﻣن ﺑﯾﻊ اﻟﻣﺣﺗوى:
)وﯾدﻋﻰ اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﺻ ﱠﻐر ) :((Mircropaymentوﻫو ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻻﺷﺗراك اﻟﻛﺎﻣل
اﻟﻧوع اﻷولُ :
1
ﺣﻣد اﻷﻣﯾن ﻣوﺳﻰ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .54
2
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،اﻟﺻﻔﺣﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ.
101
ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ وﺷراء اﻟﻣﺎدة اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻛل ﻗطﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺣدة ،وﺗﺧﺗﻠف اﻷﺳﻌﺎر
ﺑﺎﺧﺗﻼف ﻣﻌدل اﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ )ﻛﻠﻣﺎ زاد اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻧﻘﺻت اﻷﺳﻌﺎر( .وأﺑرز ﻧﻣوذج
ﻟﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻟﻧوع ﺟﺎء ﻣن ﺻﺣﯾﻔﺔ ﻧﯾوﯾورك ﺗﺎﯾﻣز اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ﻓﻲ ،2011ﺑﺣﯾث ُﯾ ْﻣَﻧﺢ
اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ-اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋددا ﻣﺣدودا ﻣن اﻟﻣواد اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻣﺟﺎﻧﺎ ﻗﺑل أن ﯾﺑدأ ﻓﻲ اﻟدﻓﻊ.
ﻫﻧﺎك ﺗﺣدﯾﺎت ﻋدﯾدة ﺗواﺟﻪ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻔﻛر ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﻣﺣﺗوى ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ ،ﺣﺗﻰ
ٕوان ﻛﺎﻧت اﻟﻘدرة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻛﺑﯾرة،ﻓﻘد ﺑﱠﯾن ﻣﺳﺢ ﻋﺑر اﻟﻬﺎﺗف ،أُﺟري ﻓﻲ ﺟﺎﻧﻔﻲ ،2010
ﺑﺎﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة أن ﻧﺳﺑﺔ ﻣن ﻟدﯾﻬم ﻣواﻗﻊ إﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣﻔﺿﻠﺔ وﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌداد ﻷن ﯾدﻓﻌوا ﻣﻘﺎﺑل
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺗوى ،ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز %7ﻣن اﻟﻣﺑﺣوﺛﯾن ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺷﯾر إﻟﻰ أن اﻟﻐﺎﻟﺑﯾﺔ
ﻣﺟﺎﻧﺎ.2
اﻟﻌظﻣﻰ ﺗﻔﺿل اﻟﺑﺣث ﻋن ﻣﺻﺎدر ﻣﺗﻌددة وﺻوًﻻ إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ً
ﯾﻠﺟﺄ ﺑﻌض وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم إﻟﻰ ﻣﻧﺢ ﺗراﺧﯾص إﻟﻰ طرف ﺛﺎﻟث ،ﻣﺛل ﻏوﻏل ،ﯾﻣﻧﺣﻪ ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ
ﺣق اﺳﺗﺧدام ﻣﺣﺗواﻩ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﯾﺔ .ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل:
اﻟﺗرﺧﯾص اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻣﺣرك اﻟﺑﺣث ﻏوﻏل ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻋﻧﺎوﯾن اﻷﺧﺑﺎر أو اﻷﺧﺑﺎر ﻛﺎﻣﻠﺔ
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑوﻛﺎﻟﺔ أﻧﺑﺎء اﻷﺳوﺷﯾﺗد ﺑرس ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وﺳﺎﺋل إﻋﻼم ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ أﺑرﻣت اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت
1
Bates, “The Economic Value of Media Websites”, op. cit. p. 12-13.
2
Ibid. p. 13 -14
102
ﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣﺣﺗوى اﻟرﻗﻣﻲ :ﻛﺎﻻﺗﻔﺎق اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ ﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﻧﯾوﯾورك ﺗﺎﯾﻣز ﺑﺎﻟوﺻول إﻟﻰ
ﻣﺣﺗوى اﻟﻣوﻗﻊ اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﻣﺧﺗص ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ) ،(TechCrunchأو ﻣﻧﺢ ﻣوﻗﻊ
ﻟوﻣوﻧد اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺣق اﻟوﻟوج اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻣﺣﺗواﻩ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻟﺻﺣﯾﻔﺔ إﻟﺑﺎﯾس اﻹﺳﺑﺎﻧﯾﺔ.1
إن اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ ﺗرﺧﯾص اﻟﻣﺣﺗوى اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻣﻘﺎﺑل دﻓﻊ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﯾﻘﺗﺿﻲ أن
ﻟﺟل
ﻣﺗﺎﺣﺎ ُ
ﻣﺟﺎﻧﺎ؛ اﻷﻣر اﻟذي ﻻ ﯾﻛون ً
ً ﺗﻣﺗﻠك اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻣﺎ ﻻ ﯾﺗوﻓر ﻋﺑر اﻟوﯾب
وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﻓﻲ ﻋﺻر ﯾﺷﻬد ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻛﺑﯾرة ﺑﯾن وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﺗﻘﻠﯾدي واﻹﻋﻼم اﻟﺟدﯾد
اﻟذي ﺗﺷﺗرك ﻓﯾﻪ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﺷﺑﻛﺎت اﻟﺗواﺻل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﻣﻧﺗدﯾﺎت واﻟﻣدوﻧﺎت
وﻛﺎﻓﺔ أﺷﻛﺎل ﻣواﻗﻊ اﻟوﯾب .ﻟذا ،ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻌوﯾل ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن ﻣﺻﺎدر اﻟدﺧل ﻓﻲ
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ.
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻹﻋﻼم اﻟﺟدﯾد وﻋﻣق ﺗﺄﺛﯾراﺗﻪ ،ﻛوﻧﻪ ﯾﻧطﻠق ﻣن رﺣم اﻟﺗطورات اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ،
ﻣﯾداﻧﺎ ﻟﻠﺟدل ﺑﺷﺄن ﻣدى اﻟﺗواﻓق ،أو اﻟﺗﻌﺎرض،
ً ﻓﺈن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻹﻋﻼم اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻣﺛﻠت
أو ﺣﺗﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﻓﺎﻧﻘﺳﻣت اﻟرؤى ﺑﻬذا اﻟﺻدد ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻫﯾن؛ ﻓﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺣدث
اﻷول ﻋن ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺗﻧﺎﻓس ﺑﯾن اﻹﻋﻼم اﻟﺟدﯾد واﻹﻋﻼم اﻟﺗﻘﻠﯾدي ،ﻧﺟد اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾؤﻛد
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﺎﻣل ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ ظل ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻟﻺﻋﻼم اﻟﺟدﯾد ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻘﻠﯾدي.
1
Wunsch -Vincent and Vickery. Working Party on the Information Economy: the Evolution
of News and the Internet, op. cit. p. 54.
103
ﺑﻬﺎ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﯾن اﻹﻋﻼم اﻟﺗﻘﻠﯾدي واﻟﺟدﯾد ﺑﺎﺗت ﻣﺣﺳوﻣﺔ ﻟﺗﻔوق
اﻷﺧﯾر.1
أ ﱠﻣﺎ اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﻓﯾﺗﺑﻧﻰ أﻧﺻﺎرﻩ ﻧظرة ﻣﺗﻔﺎﺋﻠﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن اﻹﻋﻼم
اﻟﺗﻘﻠﯾدي واﻟﺟدﯾد ،إذ اﻷﺧﯾر ﺑﻔﺿل ﻣﺎ ﯾﺗواﻓر ﻟدﯾﻪ ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﺗﻘﻧﯾﺔ ﺳﺎﻫﻣت ﻓﻲ ﺗطوﯾر
ﻧظم اﻟطﺑﺎﻋﺔ ٕوارﺳﺎل اﻟﺻﺣف ﻋﺑر اﻷﻗﻣﺎر اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وأﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﺣرﯾر اﻟﺻﺣﻔﻲ واﻹﺧراج
ﺑﻣﺎ ﯾؤدي ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺻﻠﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ إﻟﻰ دﻋم ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻹﻋﻼم اﻟﺗﻘﻠﯾدي .2ﻟﻛن ،ﻓﻲ اﻟوﻗت ذاﺗﻪ
ﯾﻣﻛن ﺗﺑﻧﻲ ﻣوﻗف ﺗوﻓﯾﻘﻲ ،ذﻟك أﻧﻪ ﯾﺳﺗﺣﯾل أن ﯾﺣل اﻟﺟدﯾد ﻣﺣل اﻟﻘدﯾم ،ﻛﻣﺎ ﯾرى أﻧﺻﺎر
ذﻟك اﻻﺗﺟﺎﻩ.3
:4
وﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﺈن ﺛﻣﺔ ﻋددا ﻣن اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻛس ﺗداﺧﻼ ﺑﯾن اﻹﻋﻼم اﻟﺗﻘﻠﯾدي واﻟﺟدﯾد ،ﻫﻲ
-1اﺗﺳﺎع ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﺣرﯾﺔ ﻟدى اﻹﻋﻼم اﻟﺟدﯾد ﺑﻔﺿل ﺿﻌف اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻹﻋﻼم
اﻟﺗﻘﻠﯾدي اﻟذي ﯾﺧﺿﻊ ﻟﺳﯾطرة اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎدﯾﺔ.
-2اﻹﻋﻼم اﻟﺗﻘﻠﯾدي ذاﺗﻪ أﺻﺑﺢ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻹﻋﻼم اﻟﺟدﯾد ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻣزاﯾﺎﻩ ،وﺑﺧﺎﺻﺔ
إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣدﯾث.
1
آﻻء زوﻣﺎن :ﻫل ﺗﻧﻬﻲ اﻟﺷﺑﻛﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﺻر اﻹﻋﻼم اﻟﺗﻘﻠﯾدي ،ﺟرﯾدة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ .2012/4/4 ،ﻣﺗﺎح ﻋﻠﻰ
اﻟراﺑط: http://cutt.us/Q164S
2إﺑراﻫﯾم ﻋﻣر :اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺻﺎل داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق
ذﻛرﻩ ،ص .18
3
رﻧﺎ إﺑراﻫﯾم :ﻋوﻟﻣﺔ ﺷﺑﻛﺎت اﻟﺗواﺻل ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻹﻋﻼم اﻟﺗﻘﻠﯾدي وﻻ ﺗﻠﻐﯾﻪ ،ﺟرﯾدة اﻟﺣﯾﺎة.201/10/14 ،ﻣﺗﺎح ﻋﻠﻰ
اﻟراﺑط: http://cutt.us/LWRZq
4
ﻗﯾﻧﺎن ﻋﺑداﷲ اﻟﻐﺎﻣدي :اﻟﺗواﻓق واﻟﺗﻧﺎﻓر ﺑﯾن اﻹﻋﻼم اﻟﺗﻘﻠﯾدي واﻹﻋﻼم اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،ورﻗﺔ ﺑﺣﺛﯾﺔ ﻣﻘدﻣﺔ إﻟﻰ ﻧدوة اﻹﻋﻼم
واﻷﻣن اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷﻣﯾر ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،ﻣﺎي ،2011ص .16
104
-3أﻓرز اﻹﻋﻼم اﻟﺟدﯾد ﻓﺋﺔ ﺟدﯾدة ﺗﺳﻣﻰ ﺑـ”اﻹﻋﻼﻣﯾﯾن اﻟﺟدد” ،وﻫم ﻣﺳﺗﺧدﻣو وﺳﺎﺋل
اﻟﺗواﺻل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟذﯾن ﯾﻘوﻣون ﺑﺗﻐطﯾﺔ اﻷﺣداث ﺣول اﻟﻌﺎﻟم وﺑث ﻣﺷﺎﻫداﺗﻬم ﻓﻲ ﻧﻔس
اﻟوﻗت.
-4ﺗﺗزاﯾد ﺣدة اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﯾﺎدﯾن اﻟﺳﺑق اﻹﺧﺑﺎري واﻟﺗﺳوﯾق واﻹﻋﻼن ﺑﺳﺑب اﻟطﻔرة اﻟﺗﻲ
طرأت ﻋﻠﻰ ﻣﻌدﻻت اﻟﻣﺷﺎﻫدة واﻟﺗﻔﺎﻋل اﻟﺟﻣﺎﻫﯾري ﺑﻪ.
ﯾؤﻛـد اﻟﻛﺛﯾـر ﻣـن اﻟﻣﺣﻠﻠﯾـن اﻻﻗﺗﺻـﺎدﯾﯾن ﻋﻠـﻰ اﻟﺗـﺄﺛﯾر اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ اﻟذي أﺣدﺛﺗـﻪ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ
اﻻﻧﺗرﻧـت ﻓﻲ ﺻـﻧﺎﻋﺔ اﻹﻋﻼم ،ﻓﻘـد رﻛـز ﻏـودوﯾن ﻓﻲ د ارﺳـﺎﺗﻪ ﻋـﺎم 1998ﻋﻠـﻰ ﺗﺄﺛﯾر رﻗﻣﻧـﺔ
اﻹﻋﻼم ﻋﻠﻰ وﻓورات اﻟﺣﺟم ﻓﻲ ﻣﺣﺗوى وﺳﺎﺋل اﻹﻋـﻼم ،وﯾﻘـول ﻣـن اﻟﻣـرﺟﺢ أن ﺗﻣﺗـد اﻟﻣ ازﯾـﺎ
اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ﻟوﺳــﺎﺋل اﻹﻋــﻼم ﻓﻲ رﻗﻣﻧﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟــﺎت و إﻧﺗﺎﺟﻬــﺎ وﺗﺧزﯾﻧﻬــﺎ ،وﯾﻌﺗﻘــد ﺟــودوﯾن أن
ﺗؤدى زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر إﻟﻰ إﻧﺗﺎج ﻣﻧﺗﺞ أﻛﺛر ﺟﺎذﺑﯾﺔ.1
ﺑﯾﻧﻣـﺎ ﯾﺧﺗﻠـف ﻫﯾرﻣـﺎن و ﻣـﺎﻛﻧزي ﻓﻲ ﻋـﺎم ،1997اﻟﻠـذﯾن أﺟرﯾـﺎ د ارﺳـﺔ ﻋـن ﺗﺄﺛﯾر اﻹﻧﺗرﻧـت
ﻋﻠـﻰ دور وﺳـﺎﺋل اﻹﻋـﻼم اﻟﺗﻘﻠﯾدي ،وأﻛـدا ﻋﻠـﻰ أﻧـﻪ ﻋﻠـﻰ اﻟـرﻏم ﻣـن ﺟﺎذﺑﯾـﺔ اﻹﻋﻼم اﻟﺟدﯾـد
ﻟﻠﻣﺳــﺗﺧدﻣﯾن ،إﻻ أن ﻋﻧﺻــر اﻟرﺑﺣﯾــﺔ ﯾﺗﺣﻘــق ﻟﻌــدد ﻗﻠﯾــل ﻓﻘــط ﻣــن ﻣﻘــدﻣﻲ اﻟﻣﺣﺗــوىٕ ،واذا
ﻛﺎن اﻟﻛﺛﯾر ﻣـن اﻟﻧـﺎس ﺣرﯾﺻـون ﻋﻠـﻰ دﻓـﻊ ﺛﻣـن اﻟوﺻـول إﻟـﻰ ﺷـﺑﻛﺔ اﻹﻧﺗرﻧـت ،ﻓﻬـم ﯾﺗـرددون
ﻓــﻲ دﻓــﻊ رﺳــوم إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻟﻣﺣﺗوﯾــﺎت اﻹﻧﺗرﻧــت اﻷﺧــرى ،وﯾﻘــول ﻫﯾرﻣــﺎن وﻣــﺎﻛﻧزي أﻧــﻪ إذا ﻟــم
ﯾﺻﺑﺢ ﺗوﻓﯾر اﻟﻣﺣﺗوى ﻣرﺑﺢ ،وﻟدى ﺷرﻛﺎت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﻣﯾزة ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻗوﯾﺔ ،ﻓﺎﻷﻣر ﯾﺗطﻠب
ﺑﻌـض اﻟوﻗـت واﻟﻣـﺎل ﻟﺟـذب اﻟﺟﻣـﺎﻫﯾر إﻟـﻰ اﻟﻣواﻗـﻊ ﻋﻠـﻰ ﺷـﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧـت
1
Allan Brown and Nathan Campus : The Economics of Media Ownership , Submission to
the Productivity Commission Inquiry into the Broadcasting Services Act 1992,August
1999,pp.8-.10
105
واﻟواﻗــﻊ ،أن اﻹﻋﻼم اﻟرﻗﻣﻲ ﻗــد أﺣــدث ﺗﻐﯾ ـرات ﻫﯾﻛﻠﯾــﺔ ﻛﺑﯾ ـرة ﻓﻲ ﻧﻣــط اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗﺳوﯾق
واﻹﻋﻼن واﻻﺳـﺗﻬﻼك ﻟﻠﻣـﺎدة اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ،وﻫـو ﻣـﺎ ﯾﺑـرز ﻧﺷـﺎطﺎت ﺟدﯾـدة ﻓﻲ اﻟﻣﺟـﺎل
اﻹﻋﻼﻣﻲ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﺗﻐﯾﯾـ ــر أﺳـ ــﺎﻟﯾب إدارة اﻟﻣؤﺳﺳـ ــﺎت اﻟﺻـ ــﺣﻔﯾﺔ وأﺷـ ــﻛﺎل ﺗﻧظﯾﻣﻬـ ــﺎ
ٕواﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺗﻬﺎ ،ﺑل إﻧﺷﺎء وﺗطور ﻣؤﺳﺳﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﺎت اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻺﻋﻼم
واﻻﺗﺻﺎل.1
وﻗـد ﻛـﺎن ﻟﻬـذﻩ اﻟﺗﺣـوﻻت اﻟرﻗﻣﯾـﺔ ﺗـﺄﺛﯾر ﻋﻠـﻰ ﻣﻔـﺎﻫﯾم اﻗﺗﺻـﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ،وﺧﺎﺻـﺔ اﻹﻧﺗﺎج،
اﻟﺗوزﯾ ــﻊ واﻟﺗﺳ ــوﯾق ،اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗﺳ ــوﯾق اﻟرﻗﻣﻲ ،وﺗﻌﺗﺑ ــر ﻣﺳ ــﺄﻟﺔ اﻟﺗﺳ ــﻌﯾر واﻟ ــدﻓﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
ﻟﺷـراء وﻗـراءة أﺧﺑـﺎر وﻣﻘـﺎﻻت اﻟﺻـﺣف اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾـﺔ أو اﻻﺳـﺗﻣﺎع إﻟﻰ ﻣوﺳـﯾﻘﻰ أو ﻣﺷﺎﻫدة
اﻷﻓﻼم ﻋﻠـﻰ اﻻﻧﺗرﻧـت ﻣـن أﻫـم اﻟﻌواﻣـل اﻟﺗﻲ ﺗﻬـﺗم ﺑﻬـﺎ اﻟﻣؤﺳﺳـﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ زﯾـﺎدة
إﯾراداﺗﻬﺎ وﺗﻐطﯾﺔ ﻣﺻروﻓﺎﺗﻬﺎ.2
وﯾﻣﻛن أن ﻧﺑرز أﻫم ﻣﻌﺎﻟم ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﺣوﻻت اﻟرﻗﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺻـﻧﺎﻋﺔ اﻹﻋﻼم ﻓﯾﻣـﺎ ﯾﻠﻰ:
1
أﺣﻣد ﺷﻔﯾر" :اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟدﯾد وﺗﺷﻐﯾل اﻟﺷﺑﺎب" ،ورﻗﺔ ﻋﻣل ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠﻣؤﺗﻣر اﻟﻌرﺑﻲ اﻷول ﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﺷﺑﺎب ،اﻟﺟزاﺋر :و ازرة
اﻟﻌﻣل واﻟﺗﺷﻐﯾل واﻟﺗﺿﺎﻣن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻧوﻓﻣﺑر ، 2009ص .1
2
Lee Rainie and Kristen Purcell: The economics of online news, State of the News Media
2010, Pew Internet & American Life Project,(Washington, D.C.
106
أ -اﻧﻌدام اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟرﻗﻣﯾﺔ:
أدى اﺳﺗﺧدام اﻹﻋﻼم ﻟﻠوﺳـﺎﺋل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺔ اﻟﺣدﯾﺛـﺔ ﻣﺛـل اﻻﻧﺗرﻧـت ﻓﻲ ﻧﺷـر اﻟﻣـﺎدة اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ
إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺻﻔر ،وزﯾـﺎدة اﻟﻌواﺋـد ،وﯾﻘـول اﻟﺧﺑﯾـر
اﻻﻗﺗﺻﺎدي " ﻟﯾﺳـﺗر ﺛـور " أﻧـﻪ ﻋﻧـدﻣﺎ ﯾﻛـون ﻟـدﯾﻧﺎ ﻓـﺎﻛس واﺣـد ﯾﻛـون ﻏﯾـر ذي ﺟـدوى وﻟﻛـن
ﻋﻧـدﻣﺎ ﯾﻛـون ﻫﻧـﺎك اﺛﻧـﯾن أو أﻛﺛـر ﯾﻛـون ﻓﻠـدﯾﻧﺎ ﺷـﺑﻛﺔ ،وﻣـﻊ وﺟود ﺷﺑﻛﺔ ذات ﻓﺎﻛس ﯾﻌﻧﻰ إﻧﻧﺎ
ﻧﻣﺗﻠـك ﻋﺷـرة ﺑﻼﯾـﯾن ﻋﻼﻗـﺔ ﻣﻣﻛﻧـﺔٕ ،واذا ﻛـﺎن ﻫـذا اﻟﻣﺛـﺎل ﻋﻠـﻰ اﻟﻔـﺎﻛس ﻓﻣـﺎ ﺑﺎﻟﻧـﺎ ﺑﻌـد
ﺗﺿـﺎﻋف ﻋـدد اﻟﻣﻼﯾـﯾن ﻣـن اﻟﻣﺳـﺗﺧدﻣﯾن ﻟوﺳـﺎﺋل اﻟﺗواﺻــل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺗﻲ رﺑطــت ﻣﻌظــم
ﺳــﻛﺎن اﻟﻛ ـرة اﻷرﺿﯾﺔ وأدت إﻟــﻰ اﻧﺗﺷــﺎر اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺔ ﺑﺷــﻛل أﻛﺑــر وأﺳــرع ،ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾــد ﺳــوف
ﯾﺗﺿــﺎﻋف اﻟﻌﺎﺋــد اﻻﻗﺗﺻﺎدي آﻻف اﻟﻣرات وﺗﻧﺧﻔض اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج إﻟﻰ اﻟﺻﻔر.1
-اﻧﺧﻔــﺎض ﻣﺳــﺗوﯾﺎت اﻷﺳــﻌﺎر ﻣــﻊ اﺗﺟــﺎﻩ اﻟﻣﻧظﻣــﯾن إﻟــﻰ ﺗﺧﻔــﯾض اﻷﺳﻌﺎر ﻧﺗﯾﺟــﺔ اﻧﺧﻔﺎض
اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ﻹﻧﺗﺎج اﻟﻧﺳﺧﺔ اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗﻛـون اﻟﺗﻛﻠﻔـﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗـﺔ ﻹﻧﺗﺎج اﻟﻧﺳـﺧﺔ اﻷوﻟﻰ
ﻣـن اﻟﻣﻧـﺗﺞ ﻣرﺗﻔﻌـﺔ ﻣﻘﺎرﻧـﺔ ﺑﺎﻟﺗﻛﻠﻔـﺔ اﻟﺣدﯾـﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺻـﺔ ﻣـﻊ ﻛـل ﻧﺳـﺧﺔ إﺿﺎﻓﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗـﻧﺧﻔض
ﺣﺗـﻰ ﺗﻧﻌـدم إﻟﻰ اﻟﺻـﻔر ،وﯾﻣﻛـن أﻧﺗﺎج ﺣﺟـم ﻻ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻣـن اﻟﻧﺳﺦ اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ. 2
-ﯾﺗزاﯾد اﻟﻌﺎﺋد اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن اﻹﻧﺗﺎج اﻹﺿﺎﻓﻲ ﻷﻧﻬـﺎ أﺻـول ﻏﯾـر ﻣﻠﻣوﺳـﺔ ﻻ ﺗﻔﻧـﻰ
ﺑﺎﺳـﺗﻬﻼﻛﻬﺎ وﻗﺎﺑﻠـﺔ ﻟﻼﺳﺗﻧﺳـﺎخ ﺑﺗﻛﻠﻔـﺔ ﺣدﯾـﺔ ﻣﻧﺧﻔﺿـﺔ وﻣﺗﻧﺎﻗﺻـﺔ اﻗـرب إﻟـﻰ اﻟﺻـﻔر ،وﻋﻠﻰ
ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛـﺎل ﺗـﻧﺧﻔض ﺗﻛـﺎﻟﯾف ورﺳـوم اﻻﺗﺻـﺎل واﻟﻬـﺎﺗف ﻋﻠـﻰ اﻻﻧﺗرﻧـت ﺑﺳـﺑب اﻟﺗﺷـﺑﯾك ﻋﻠـﻰ
اﻻﻧﺗرﻧـت ،وﻻن اﻟﺗﺷـﺑﯾك اﻟﻔـﺎﺋق ﯾﻣﻛـن ﻣـن إرﺳﺎل اﻟﻣﻧـﺗﺞ اﻟرﻗﻣﻲ إﻟـﻰ أي ﻋــدد ﻣــن اﻟزﺑــﺎﺋن،
وﻓــﻰ ﻧﻔــس اﻟوﻗــت ﻓﺈﻧــﻪ ﻧظرﯾــﺎ ﺗــﻧﺧﻔض اﻟﺗﻛﻠﻔــﺔ اﻟﺣدﯾــﺔ إﻟﻰ اﻟﺻــﻔر ﺑﻘﺳــﻣﺔ ﺗﻛﻠﻔــﺔ رﺳــوم
اﻟﻬــﺎﺗف ﻟﻌﺷ ـرة ﺛواﻧﻲ إﻟــﻰ ﻣــﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﯾــﺔ ،وﻣــن ﺛــم ﻓــﺈن اﻟﺷــرﻛﺎت ﯾﻣﻛــن أن ﺗﻧﺷﺊ اﻟﻘﯾﻣــﺔ
1
ﺣﺳﯾن ﻋﺑد اﻟﺟﻠﯾل اﻟﻐروى ":اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت و اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ" ،رﺳـﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ،اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟدﻧﻣﺎرك :ﻛﻠﯾﺔ اﻹدارة واﻻﻗﺗﺻﺎد ،ﻗﺳم اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ، 2012 ،ص .26
2
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .27
107
واﻟﻌﺎﺋــد ﻣــن اﺳــﺗﺧدام ﻫــذﻩ اﻷﺻــول ﻓﻲ ﻋــدد ﻻ ﻣﺗﻧﺎﻫﻲ ﻣـن اﻟﺻـﻔﻘﺎت )ﻗـﺎﻧون اﻷﺻول
اﻟرﻗﻣﯾـﺔ( ،و ﻫـذا ﯾﺟﻌـل اﻟﺷـرﻛﺔ ﻗـﺎدرة ﻋﻠـﻰ ﺗﺣﻘﯾـق ﻣـﺎ ﯾﺳـﻣﻰ ﺑــﺎﻟرﺑﺢ اﻟﺧـﺎص أو اﻟﻣﻧﻔﻌـﺔ
اﻟﺧﺎﻟﺻـﺔ
–ﻗــﺎﻧون ﺗ ازﯾـد اﻟﻌواﺋـد ﻓﻲ ﻣﺟــﺎل أﺻول اﻟﻣﻌرﻓــﺔ اﻟرﻗﻣﯾــﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑــل ﺗﻧــﺎﻗص اﻟﻌواﺋــد ﻓﯾﻣـﺎ
ﯾﺗﻌﻠــق ﺑﺎﻷﺻول أو اﻟﺳــﻠﻊ اﻟﻣﺎدﯾــﺔ ،وﻣــن ﺛــم ﺗﺗ ازﯾد ﺣــدة اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑــﯾن وﺳــﺎﺋل
اﻹﻋﻼم ﻓﻲ "اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻟﺗوﺳﻊ أﻛﺛـر ﻓﻲ اﻷﺳـواق وﺗﺣﻘﯾـق
اﻟﻛﺛﯾـر ﻣــن اﻷرﺑﺎح ،وﯾﺧﺗﻠـف ﻫﯾﻛــل اﻟﺳــوق وﻓــق درﺟﺔ ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت .
ﻷن ﻋﻣﻠﯾـﺔ ﺑــث اﻟﻣ ـﺎدة اﻻﻋﻼﻣﯾﺔ ﻻﺗﻛﻠــف ﺷ ـﯾﺋﺎ ،وأن ﻛ ـل اﻷﻋﺑـﺎء واﻟﺗﻛـﺎﻟﯾف ﺗﻧﻔــق ﻗﺑـل
اﻻﻧﺗـﺎج ،وﻣ ــن ﺛ ــم ﻓﻬـﻲ ﺛﺎﺑﺗـﺔ وأﯾﺿـ ـﺎ ﻻ ﯾﻣﻛــن اﺳـ ـﺗرﺟﺎﻋﻬﺎ ،وﺑﻣـ ـﺎ أن اﻻﻧﺗـﺎج اﻹﺿﺎﻓﻲ
ﻻﯾﻛﻠف اﻟﺷـرﻛﺔ أو اﻟﻣؤﺳﺳـﺔ ﺷـﯾﺋﺎ ﯾـذﻛر ،ﻓﻛﻠﻣـﺎ زاد اﻟطﻠـب ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻧـﺗﺞ زاد اﻣﺗﺻﺎص
اﻟﺗﻛ ـﺎﻟﯾف اﻟﺛﺎﺑﺗـﺔ ،وﻛﻠﻣـﺎ ازدت اﻟﻣﺑﯾﻌـ ـﺎت ﺧﻔﺿت اﻟﻣؤﺳﺳـﺔ أﺳ ـﻌﺎر اﻟﺑﯾـ ـﻊ وﻣــن ﺛــم زﯾـﺎدة
اﻟﻣﺑﯾﻌ ـﺎت ﻓﺗﺗﺣﻘــق اﻷرﺑـﺎح وﺗﻧﻌــدم اﻟﺗﻛﻠﻔ ـﺔ ،وﻣــن ﺛــم ﻻﺣــدود ﻻﻗﺗﺻـﺎد اﻟﺣﺟــم اﻟﻣﺗﻌﻠــق
ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟدﯾـد ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣ ـﺎ ﯾﺳ ـﻣﻰ ﺑﺎﻵﺛ ـﺎر اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻟﻠﺷ ـﺑﻛﺔ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ﺗم
اﺳﺗﺧدام اﻟﺷﺑﻛﺔ ﻣن طرف ﻣﺳﺗﺧدم ﺟدﯾد ﻛﻠﻣﺎ أدى ذﻟك إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻣﻧﻔﻌـﺔ اﻟﻣﺳ ـﺗﺧدﻣﯾن،
وﻫ ــذﻩ اﻟﺧﺎﺻ ـﯾﺔ ﺧﻠﻘ ــت ﺗﻐذﯾ ـﺔ ﻋﻛﺳـ ـﯾﺔ اﯾﺟﺎﺑﯾـﺔ ،ﻋﻠـ ـﻰ اﻗﺗﺻـﺎد اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ـﺎ اﻟﺣدﯾﺛـﺔ ،وﻫــو
ﻣـ ـﺎ ﯾﺗ ــرﺟم ﻓﻲ زﯾـ ـﺎدة اﻟزﺑـ ـﺎﺋن وزﯾـ ـﺎدة ﺣﺻـ ـﺗﻬﺎ اﻟﺳ ــوﻗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳـ ــوق ،اﻟﺗﻲ ﻗـ ــد ﺗﺻـ ـل إﻟﻰ
اﺣﺗﻛـﺎر اﻟﺳ ــوق ،ﺑﺣﯾـ ــث ﯾﺻ ـ ـﺑﺢ ﻣـ ــن اﻟﺻـ ـﻌب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن اﻟﺟدد اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﺳوق
ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟﻘﺻﯾر أو اﻟﻣﺗوﺳط.1
1
ﺑروش زﯾن اﻟدﯾن " :واﻗﻊ و ﺗﺣدﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟدﯾد" ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث ،اﻟﺟزاﺋر،
،2004ص .108
108
وﻟذﻟك ﺗﻌرف اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻻﻋﻼم اﻟرﻗﻣﻲ ﺑﺎﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺣﺟم اﻟﺟدﯾـد ،ﻓﺑﯾﻧﻣـﺎ ﺗﻘـوم اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت
اﻟﺣﺟم ﻓﻲ اﻻﻋﻼم اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻋﻠﻰ إﻧﺗﺎج اﻟﺣﺟـم اﻟﺻـﻐﯾر ﻣـن ﺧﻼل ﺷـرﻛﺔ ﺻ ـﻐﯾرة ،وﻛﻠﻣ ـﺎ زاد
اﻟﺣﺟــم ﯾﺻ ـﯾﺢ ﻣــن دواﻋﻲ اﻟﺟــدوى اﻻﻗﺗﺻ ـﺎدﯾﺔ اﻧﺟﺎزﻫ ـﺎ ﻣــن ﻗﺑ ـل ﺷرﻛﺔ ﻛﺑﯾرة ،ﻓﻬذا ﻏﯾر
ﻣوﺟود ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟرﻗﻣﻲ ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن اﻟﻌﻣﻼء ﻓﻲ آن واﺣد،
وﻫﻰ أﯾﺿـﺎ اﻗﺗﺻـﺎدﯾﺎت اﻟﻧطـﺎق اﻟﺟدﯾـدة ،ﺣﯾـث أن ﻓﺿـﺎء اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت
اﻟرﻗﻣﯾﺔ ﻻ ﯾوﻓر اﻟﺧدﻣﺔ ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل أو ﺳوق ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻓﻘط ﺑل إﻧـﻪ ﯾﻣﻛـن
أن ﯾﻘـدم اﻟﺧدﻣـﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت واﻷﺳواق اﻟﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ واﻟﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ.1
أ -اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾر ﻓﻲ أذواق اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ) اﻟﻘﺎرئ واﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن واﻟﻣﺳﺗﻣﻌﯾن( اﻟـذﯾن أﺻﺑﺣوا
أ ﻛﺛر ﺷـﻐﻔﺎ واﺳـﺗﻣﺗﺎﻋﺎ ﺑﺎﻟﻘراءة واﻟﻣﺷـﺎﻫدة ﻋﻠـﻰ اﻻﻧﺗرﻧـت ،ﺑﺎﻻﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ أزﻣ ـﺔ اﻟﺛﻘ ـﺔ
اﻟﻣوﺟــودة ﻟــدى ﺑﻌــض اﻟﻘﺎرئ ﻓﻲ اﻟوﺳ ـﺎﺋل اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ،اﻟــذﯾن ﯾﺷ ـﻛﻛون ﻓﻲ اﺳ ـﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻬﺎ
اﻗﺗﺻ ـﺎدﯾﺎ وﺳﯾﺎﺳ ـﯾﺎ وﺗﺑﻌﯾﺗﻬ ـﺎ ﻟﻠﺣﻛوﻣ ـﺔ أو ﻷﺻ ـﺣﺎب اﻟﻣﺻ ـﺎﻟﺢ واﻟﻧﻔــوذ اﻟﺗﺟﺎري ﻣن رﺟﺎل
اﻻﻋﻣﺎل.
ب -اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ اﻟطﻠب ﻣﺛل اﻟﻌواﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﯾﺗوﻗﻊ أن
ﺗـ ــؤﺛر اﯾﺟﺎﺑﯾـ ـﺎ ﻋﻠـﻰ زﯾ ـ ـﺎدة اﻟطﻠـ ــب ،ﻓﺎﻟوﺳ ـ ـﺎﺋل اﻟرﻗﻣﯾ ـﺔ ﻫﻲ أﻗ ـ ـل ﺗﻛﻠﻔ ـ ـﺔ ﻋﻠ ـ ـﻰ اﻟﻣﺳـ ـﺗﻬﻠك،
ﻓﺿـﻼ ﻋ ــن ﻣﯾـ ـل اﻟﻣﺳـ ـﺗﻬﻠك إﻟﻰ اﻟﻣﺷـ ـﺎرﻛﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳ ـﯾﺔ وﻗراءة اﻷﺧﺑـ ـﺎر ﻋﺑر ﺻﻔﺣﺎت
اﻹﻧﺗرﻧت.
1
ﻣﺣﻣد ﺗﻘرورة ،ﻣﺣﻣد ﻣﺗﻧﺎوي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .7
2
ﺣﻣدي ﺑﺷﯾر ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ،اﻻﻋﻼم اﻟرﻗﻣﻲ و اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ﺻﻧﺎﻋﺗﻪ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .22
109
-8واﻗﻊ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ:
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻣرور ﺣواﻟﻲ ﻋﻘدﯾن ﻣن اﻟزﻣﺎن ﻣﻧذ ظﻬور ﺑﻌض اﻟﺻﺣف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﺑر ﺷﺑﻛﺔ
ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ وﻓﱠرﺗﻬﺎ ﺷﺑﻛﺔ
اﻟوﯾب ،إﻻ أن ﻣﻌظﻣﻬﺎ ﻟم ﯾﺳﺗﻔد ًا
اﻹﻧﺗرﻧت واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﻬﺎ.
ﻓﻘد ﺑﱠﯾﻧت إﺣدى اﻟدراﺳﺎت أن ﺑﻌض وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﻛﺑﯾرة
وﺷﻬرﺗﻬﺎ ،ﻟم ﺗﺳﺗﻔد ﻣن اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﯾﺣﻬﺎ اﻟوﺳﺎﺋط اﻟﻣﺗﻌددة ،وظﻠت
أﺳﯾرة ﻟﻧﻣط اﻹﻋﻼم اﻟﺗﻘﻠﯾدي اﻟذي ﯾﻧظر إﻟﻰ ﺷﺑﻛﺔ اﻟوﯾب ﻛﻔﺿﺎء ﺛﺎﻧوي ﻻ ﯾﺗﻌدى اﻟوﺟود ﻓﯾﻪ
"أداء اﻟواﺟب" ،وﻫو ﯾﻔﺗﻘر إﻟﻰ اﻟﺟدوى اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻹﻋﻼﻣﯾﺔ .واﻷﻣر ﻧﻔﺳﻪ ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﻰ
ﺻﺣﯾﻔﺔ إﯾﻼف اﻟﺗﻲ ﻫﻲ وﻟﯾدة اﻟوﯾب؛ إذ ﻟم ﺗﺳﺗﻔد ﻣن أﺑرز ﻧﻘﺎط ﻗوة ﻫذﻩ اﻟﺷﺑﻛﺔ ،أﻻ وﻫﻲ
اﻟوﺳﺎﺋط اﻟﻣﺗﻌددة. 1
*إن ﺿﻌف اﺳﺗﻔﺎدة اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗُﻘ ﱢدﻣﻬﺎ ﺷﺑﻛﺔ اﻟوﯾب ﯾﻌود إﻟﻰ ﻋدة
ﻋواﻣل ،أﺑرزﻫﺎ:
-ﺑطء اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻠﺗﺣوﻻت اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻟﺗﺑﺎﯾن ﺑﯾن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ،
واﻟﺗﺑﺎﯾن داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟواﺣد ﺑﯾن اﻟﻣدﯾﻧﺔ واﻟرﯾف؛ اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺟﻌل ﺗﺑﻧﻲ
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻟﺟدﯾدة ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺑطﯾﺋﺔ ،ﻣﺛل اﻟﺗﺣول ﻣن ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻘراءة اﻟورﻗﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻘراءة ﻋﺑر
اﻟﺷﺎﺷﺎت.
-ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻧﺎﺷرﯾن واﻹﻋﻼﻣﯾﯾن اﻟﻌرب ﻟﺿرورة اﻟﺗﺣول ﻣن اﻹﻋﻼم اﻟﺗﻘﻠﯾدي إﻟﻰ اﻹﻋﻼم
اﻟﺟدﯾد ،ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷﻛل واﻟﻣﺣﺗوى ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﺑر اﻟﻣﻌﻠن ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﺗروﯾﺞ ﻋﺑر
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ.
1
ﻣﺣﻣد اﻷﻣﯾن ﻣوﺳﻰ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .43
110
-ﻋدم إﺧﺿﺎع اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ إﻟﻰ دراﺳﺎت ﺟدوى ﺟدﯾدة ﺗﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر
إﯾﺟﺎﺑﯾﺎت اﻟﺗﺣول إﻟﻰ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ وﺳﻠﺑﯾﺎﺗﻪ ،ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺳﻌﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ
اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣول ﻧﺣو ﻓﺿﺎءات اﻹﻋﻼم اﻟﺟدﯾد ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺗﺷ ﱢﻛل اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻓﻲ ظل اﻟﻬروب
اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻟﺟﻣﺎﻫﯾر وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻧﺣو اﻹﻋﻼم اﻟرﻗﻣﻲ اﻟﺟدﯾد.
-ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻣرور ﻋﻘود ﻋﻠﻰ ﺗﻌرض اﻟﺟﻣﺎﻫﯾر اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟوﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ،ﻓﺈن اﻟﻐﺎﻟﺑﯾﺔ
اﻟﻌظﻣﻰ ﻣﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻌﺗد ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺗوى اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻣﻘﺎﺑل دﻓﻊ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﯾﺔ ،إﻻ ﻓﻲ
ﺣﺎﻻت اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣطﺑوﻋﺔ ،وﻓﺋﺔ ﻗﻠﯾﻠﺔ ﺗدﻓﻊ ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺷﺎﻫدة ﺑﻌض اﻟﻘﻧوات اﻟﻔﺿﺎﺋﯾﺔ .وﻫذا
ﺷ ﱠﻛل ﻋﻘﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻧﺎﺷرﯾن اﻹﻋﻼﻣﯾﯾن وأﻗﻌدﻫم ﻋن اﻟﺳﻌﻲ ﻟﻠﺗﺣول ﻧﺣو ﺑﯾﺋﺔ اﻟوﯾب.
إن اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻣواﻗﻊ ﺑﻌض اﻟﺻﺣف اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟﻣواﻗﻊ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻷﺧرى ،ﯾﻌطﻲ
ﻣؤﺷر ﻋن واﻗﻊ اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺎﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ﺗﻠك اﻟﺻﺣف أﺧ ًذا ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر
ًا
اﻟﺗﺳﻌﯾرة اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻌﻬﺎ ﻛل ﻣوﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺣدة.
ﻓﻌﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻣرور أﻛﺛر ﻣن ﻋﺷر ﺳﻧﯾن ﻋﻠﻰ ظﻬور ﻋدد ﻣﻘ ﱠدر ﻣن اﻟﺻﺣف اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،إﻻ أن ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻠب اﻹﻋﻼﻧﺎت ﺣﺗﻰ ﺗﺻﯾر ﻣﺻد ار رﺋﯾﺳﺎ ﻟﻠدﺧل ﻛﻣﺎ ﯾﺣدث ﻣﻊ
اﻟﺻﺣف اﻟورﻗﯾﺔ اﻟﻧﺎﺟﺣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ،ﻻ ﺗزال ﺿﻌﯾﻔﺔ ،ذﻟك أن ﺟذب اﻹﻋﻼن اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ
ﯾﺗطﻠب ﺗوظﯾﻔﺎ ﻓﻌﱠﺎﻻ ﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟوﯾب واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗُﻘ ﱢدﻣﻬﺎ ،وﯾﺗطﻠب ﻣواﻛﺑﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت
إﻗﻧﺎﻋﺎ ﻟﻠﻣﻌﻠن ﺑﻔﺿل
ً اﻟﻣﺗﺳﺎرﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺳﻬوﻟﺔ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗطﻠب
إﻋﻼﻧﺎت اﻟوﯾب ﻋﻠﻰ اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ.
111
ﯾﻐﻠب ﻋﻠﻰ إﻋﻼﻧﺎت اﻹﻧﺗرﻧت ﺷﻛل اﻟﻼﻓﺗﺔ ) ،(Bannerﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺑداﯾﺎت ازدﻫﺎر اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ
اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﻌﯾﻧﺎت اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ،1وﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن إﻋﻼن ﻣﺳﺗطﯾل اﻟﺷﻛل ﺑﻌرض
اﻟﺷﺎﺷﺔ أو ﻣﻣﺗد رأﺳﯾﺎ أو أﻓﻘﯾﺎ ﯾﺗﺳﻊ ﻟﻸﺳﻔل ﻋﻧد اﻟﻣرور ﻋﻠﯾﻪ )ﺑﺎﻟﻣؤﺷر أو اﻟﻠﻣس( .ﺗﻘوم
ﺑﻌض اﻟﺻﺣف اﻟﻌرﺑﯾﺔ -أﺳوة ﺑﻧظﯾراﺗﻬﺎ اﻟﻐرﺑﯾﺔ -ﺑﺗزوﯾد اﻟﻣﻌﻠﻧﯾن ﺑﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن ﺷﻛل إﻋﻼن
اﻟﻼﻓﺗﺔ وﺣﺟﻣﻪ )اﻟذي ﯾﻘﺎس ﺑﺎﻟﺑﻛﺳل وﻟﯾس اﻟﺳﻧﺗﯾﻣﺗر ﻣﺛل ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ
اﻟﻣطﺑوﻋﺔ( ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷﺳﻌﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟرﺋﯾﺳﺔ واﻟﺻﻔﺣﺎت
اﻷﺧرى ،أو أﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﺣﺔ )ﺑﺟوار اﻟﻠوﻏو( وأﺳﻔﻠﻬﺎ.
روج ﻟﻠﻣﻌﻠن،
ﻛﻣﺎ ﺗﺗﺧذ اﻹﻋﻼﻧﺎت ﺷﻛل اﻟرﻋﺎﯾﺔ؛ ﺣﯾث ﯾﺳﺗﺿﯾف اﻟﻣوﻗﻊ ﻣﻘطﻊ ﻓﯾدﯾو إﻋﻼﻧﯾﺎ ُﯾ ﱢ
وﯾظﻬر ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻗﺑل ﺗﺷﻐﯾل اﻟﻔﯾدﯾو أو ﺑﻌد ﺑدأ ﺗﺷﻐﯾﻠﻪ.
ﺑﺣﻛم ﻛون ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﺻﺣف اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻧﺳﺧﺔ ﻣوازﯾﺔ ﻟﻠﻧﺳﺧﺔ اﻟورﻗﯾﺔ -ﻣﻊ
ﺗﻐﯾﯾرات طﻔﯾﻔﺔ -أو ﻧﺷﺄت ﻋﺑر اﻟوﯾب وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﻧطﻠق ﻣن اﻟﺗﺟﺎرب اﻟورﻗﯾﺔ وﺗﻘﺗﻔﻲ أﺛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى إﻋداد اﻟﻣﺣﺗوى واﻟﺻﻔﺔ اﻟدورﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻟم ﺗﺳﺗﺛﻣر ﺑﻌد اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻲ ﺗوﻓرﻫﺎ ﺷﺑﻛﺔ
اﻟوﯾب ﻟﻣن ﯾﺳﻌﻰ ﻟﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺎت إﻋﻼﻣﯾﺔ ﺟدﯾدة وﻣﺗﻣﯾزة ﺗﺳﺗﺣق اﻟدﻓﻊ؛ ذﻟك أن اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻛﺑﯾرة
ﻹﻋداد اﻟﻣﺣﺗوى اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻷﺻﯾل ﺗدﻓﻊ ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت إﻟﻰ أن ﺗدﺧل اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻣن
اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺣرﯾرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎدة اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﻓرﻫﺎ وﻛﺎﻻت اﻷﻧﺑﺎء ،أو ﯾوﻓرﻫﺎ اﻟﺻﺣﻔﯾون
اﻟﻣواطﻧون ،أوﺗوﻓرﻫﺎ ﺷﺑﻛﺎت اﻟﺗواﺻل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،واﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻟن ﯾدﻓﻊ ﻟﻣﺣﺗوى ﯾﻣﻛن أن
ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن آﺧر ﻣﺟﺎﻧﺎ ﻋﺑر ﻣﺣرﻛﺎت اﻟﺑﺣث .ﻛﻣﺎ أن ﺻﻌوﺑﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺎدة
اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﻧﺳﺦ واﻟﺗﻣرﯾر ،ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﺻﻌب اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣداﺧﯾل ﺗﺄﺗﻲ ﻣن ﺧﻼل ﺑﯾﻊ
1
ﻓﻧدوﺷﻲ ،رﺑﯾﻌﺔ :اﻹﻋﻼن ﻋﺑر اﻹﻧﺗرﻧت :دراﺳﺔ وﺻﻔﯾﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ) ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻹﻋﻼم
واﻻﺗﺻﺎل( ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،2005 ،ص ص .204-203
112
اﻟﻣﺣﺗوى إﻻ ﻓﻲ ﻧطﺎق ﺿﯾق ﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺑﻌﯾﻧﻬﺎ ،ﺷرﯾطﺔ أن ﯾﻔﺻل اﻟﻣﺣﺗوى اﻹﻋﻼﻣﻲ
ﻟﯾﻧﺎﺳب ﺣﺎﺟﯾﺎﺗﻬﺎ.
ﻫﻛذا ﻧﺟد أن اﻟﺻﺣف اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻻ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻊ اﻟﻣﺣﺗوى ﻣن ﺧﻼل اﻻﺷﺗراﻛﺎت
ﻟﻌدم ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر اﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻣﺗﻣﯾز اﻟذي ﯾﺳﺗﺟﯾب ﻟﺣﺎﺟﯾﺎت ﺟﻬﺎت ﺑﻌﯾﻧﻬﺎ ﺗﺑﺣث ﻋن
اﻟﻣﺣﺗوى اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟذي ﯾﺗﺟﺎوز اﻷﺧﺑﺎر اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺗوى اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ أو
اﻻﺳﺗﻘﺻﺎﺋﻲ أو اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ اﻟذي ﺗﺣﺗﺎﺟﻪ ﻣراﻛز اﻟﺑﺣوث واﻟﺷرﻛﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ.1
و ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،دﻓﻌت اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌرﻓﻬﺎ اﻟﺟراﺋد اﻟﻣطﺑوﻋﺔ ﺑﺳﺑب ﺗراﺟﻊ اﻟﺳﺣب
واﻟﻣﻘروﺋﯾﺔ ،ﺑﺎﻟﻧﺎﺷرﯾن إﻟﻰ اﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل إطﻼق
ﻣواﻗﻊ إﺧﺑﺎرﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﻧوﯾﻊ ﻋﺑر اﻟوﺳﺎﺋط اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻛل ﻣن ﺟرﯾدة "اﻟﺧﺑر"
اﻟﺗﻲ أطﻠﻘت ﻣوﻗﻊ "اﻟﺧﺑر أون ﻻﯾن" ،وﺟرﯾدة "اﻟﺷروق" أﯾﺿﺎ ،اﻟﺗﻲ ﺗوﺟﻬت ﻧﺣو اﻷﻧﺗرﻧﯾت
ﻣن ﺧﻼل إطﻼﻗﻬﺎ ﻟﻠﻣوﻗﻊ اﻹﻛﺗروﻧﻲ "اﻟﺷروق أون ﻻﯾن" .وﺟﺎء ﻫذا اﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو اﻹﻧﺗرﻧﯾت،
ﻓﻲ ظل ﺗزاﯾد اﻟﻣواﻗﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻹﺧﺑﺎرﯾﺔ وﻣواﻗﻊ اﻟﺗواﺻل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺗﻣﺛل
ﺗﺣدﯾﺎ أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ،وﻣﻧﺎﻓﺳﺎ ﻗوﯾﺎ ﻟﻬﺎ ،ﺣﯾث ﺗﻣﻛﻧت اﻟﻣواﻗﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ
اﻹﺧﺑﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣن اﺳﺗﻘطﺎب ﺟﻣﻬور واﺳﻊ ﻣن 20.000إﻟﻰ أﻛﺛر ﻣن 250.000
ﻣﺗﺻﻔﺣﺎ ﯾوﻣﯾﺎ ،وذﻟك ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﻣوﻗﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻹﺧﺑﺎري » ، « Tout Sur l’Algérie
اﻟذي ﺗم إطﻼﻗﻪ أول ﻣرة ﺳﻧﺔ .2 2007
1
ﻣﺣﻣد اﻷﻣﯾن ﻣوﺳﻰ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .45
2
Djamila Ould Khettab, Le journalisme web en plein boom en Algérie, Doha Centre for
Media Freedom, Publié le 26/05/2015.
113
ﻗــــﺎﺋــﻣـــــﺔ اﻟﻣـــــراﺟـــــﻊ
-1اﻟﻣﻌﺎﺟم:
-1اﻟﻔﯾروز أﺑﺎدي ،اﻟﻘﺎﻣوس اﻟﻣﺣﯾط ،،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث ،دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرﺑﻲ.
-2اﺑن ﻣﻧظور :ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﺟزء اﻟﺗﺎﺳﻊ.
-2اﻟﻛﺗب:
-أﺣﻣد ﻋطﺷﺎن اﻟﻧﺑﻬﺎﻧﻲ وآﺧرون :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ،دار اﻷﯾﺎم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن،
ﻋﻣﺎن.2015 ،
-4أﺣﻣد ﺑن ﻣرﺳﻲ :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟورﺳم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
اﻟﺟزاﺋر.2014 ،
-5أﻣﯾرة اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ /ﻣﺣﻣود ﻋﻠم اﻟدﯾن :إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ،
اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ وﺣﺎﻻت ﺗطﺑﯾﻘﻪ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣﺻر.2002 ،
-6إﺑراﻫﯾم اﻟﺳﻠﻣﻲ :إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ ،دار اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎﻫرة.1999 ،
-7ﺑﺳﺎم ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن اﻟﻣﺷﺎﻗﺑﺔ :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ،ط ،1دار واﺋل ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن.
114
-8ﺟﯾﻠﯾﺎن دوﯾل :ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ،ط ،1دار اﻟﻔﺟر
ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎﻫرة.2015 ،
-9ﻋﺑد اﻟرزاق اﻟدﯾﻠﻣﻲ :ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻹﻋﻼم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر ،دار اﻟﯾﺎزوري اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،اﻷردن.2015 ،
-12ﺳﻼم ﻣﻧﻌم زاﻣل :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻧور ﻟﻠﻧﺷر.2017 ،
-13ﻧﺎظم ﺧﺎﻟد اﻟﺷﻣري :اﻹﻋﻼم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،دار أﺳﺎﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن ،ﻋﻣﺎن،
.2012
-14ﻣﺻطﻔﻰ ﯾوﺳف ﻛﺎﻓﻲ :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻹﻋﻼم ،ط ،1دار اﻟﺣﺎﻣد ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
ﻋﻣﺎن.2015 ،
-15ﻣﺣﻣد إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺑﻼل :ﻣﺑﺎدئ اﻹدارة ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻟﺟدﯾدة.2004 ،
-18ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد :ﺑﺣوث اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ،ط ،1ﻋﻠم اﻟﻛﺗب ،اﻟﻘﺎﻫرة.1992 ،
115
-19ﺻﻠﯾب ﺑطرس :إدارة اﻟﺻﺣف ،اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،اﻟﻘﺎﻫرة.1974 ،
-20ﻣﺣرز ﺣﺳﯾن ﻏﺎﻟﻲ :اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﻌﺎﺻر ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة.2009 ،
-21أﺣﻣد ﻋطﺷﺎن اﻟﻧﺑﻬﺎﻧﻲ ،ﻋﻠﻲ ﻋﺑودي ﻧﻌﻣﺔ اﻟﺟﺑوري :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻷوﻟﻰ ،دار اﻷﯾﺎم ،ﻋﻣﺎن.2016 ،
ﺷﯾﺎ :ﻣدﺧل إﻟﻰ ﺳﯾﻣﯾﺎء اﻹﻋﻼم ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ،
-22ﺟوﺛﺎن ﺑﯾﻧﻐل ،ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﺣﻣد ّ
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺑﯾروت.2011 ،
-23ﯾوﺳف ﻣﺣﻣد ﺻﺎﺑر اﻟﺣﺑﺎب" :ﺗطور اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ وأﺟﻬزﺗﻬﺎ ودور اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ وﻗواﻧﯾن ﺗﻧظـﯾم ﻣﻬﻧﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﻋـدد ﻣن اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ"،
ﺟدة ،دار اﻟﻘﻠم ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ.1992 ،
-24ﻓﻧﻲ ﻋﺎﺷور :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ،ﻫل اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻧﺷﺎطﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ،
ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ،اﻟﺟزء اﻷول ،دار ﻫوﻣﺔ.2002 ،
-25اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ اﻟدﯾب :إدارة اﻟﺻﺣف) :دراﺳﺔ ﻧظرﯾﺔ وﺗطـﺑﯾﻘﯾﺔ (اﻟﻘﺎﻫرة :اﻷﻧﺟﻠو اﻟﻣﺻرﯾﺔ،
.1986
-27ﺣﺳن ﺗوﻓﯾق ﻣوﺳـﻰ :اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ،ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻛﺗﺎب اﻷﻫرام اﻟﻌدد ،65
ﺟوﯾﻠﯾﺔ.1993 ،
116
-30ﻣﺣﻣد ﻋﻬد ﻓﺿﻠﻲ :اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،دار اﻹﻋﻼم اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة.2009 ،
-31ﻋﺑد اﻷﻣﯾر اﻟﻔﯾﺻل :اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻋﻣﺎن ،دار اﻟﺷروق
ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ.2006 ،
-32رﺿﺎ ﻋﺑد اﻟواﺟد أﻣﯾن :اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،دار اﻟﻔﺟر ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
.2012
اﻟرﺳﺎﺋل اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ:
-2ﻓﻧدوﺷﻲ ،رﺑﯾﻌﺔ :اﻹﻋﻼن ﻋﺑر اﻹﻧﺗرﻧت :دراﺳﺔ وﺻﻔﯾﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل
ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺻﺎل( ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر.،2005 ،
اﻟﻣﺟﻼت:
-2ﺑروش زﯾن اﻟدﯾن " :واﻗﻊ و ﺗﺣدﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟدﯾد" ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم
اﻟﺗﺳﯾﯾر ،اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث ،اﻟﺟزاﺋر.2004 ،
-3زﻫرة ﺟﻘرﯾف :اﻗﺗﺻﺎد وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر -دراﺳﺔ ﻣﯾداﻧﯾﺔ ﺣول ﻣؤﺳﺳﺗﻲ "اﻟﺧﺑر
" و"اﻟﺷروق" -ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،اﻟﻌدد ،47ﺟوان .2017
-4ﺻﻠﯾب ﺑطرس :ﺟدﻟﯾﺔ اﻟرﺑﺢ ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة،
ﻋدد . 1990 ،59
117
اﻟﻣﻘﺎﻻت:
-1أﺣﻣد ﺷﻔﯾر" :اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟدﯾد وﺗﺷﻐﯾل اﻟﺷﺑﺎب" ،ورﻗﺔ ﻋﻣل ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠﻣؤﺗﻣر اﻟﻌرﺑﻲ
اﻷول ﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﺷﺑﺎب ،اﻟﺟزاﺋر :و ازرة اﻟﻌﻣل واﻟﺗﺷﻐﯾل واﻟﺗﺿﺎﻣن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﻣل
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻧوﻓﻣﺑر .2009
-2آﻻء زوﻣﺎن :ﻫل ﺗﻧﻬﻲ اﻟﺷﺑﻛﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﺻر اﻹﻋﻼم اﻟﺗﻘﻠﯾدي ،ﺟرﯾدة
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ .2012/4/4 ،ﻣﺗﺎح ﻋﻠﻰ اﻟراﺑط: http://cutt.us/Q164S
-3إﺑـراﻫﯾم ﻧـﺻر :إﯾـرادات اﻟﺗـوزﯾﻊ ﻛـﺄﺣد ﻣـﺻﺎدر ﺗﻣوﯾل اﻟﺻﺣف ،ورﻗـﺔ ﻣﻘـدﻣﺔ إﻟـﻰ اﻟدورة
اﻟﺗـدرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﺻﺣﻔﯾﺎت اﻟﻌرﺑـﯾﺎت ﺣول" :ﺗﻧظﯾم ٕوادارة اﻟﺻﺣف اﻟﺻﻐﯾـرة واﻟﻣﺗوﺳطﺔ" ،اﻟﻘﺎﻫرة،
ﻛﻠﯾﺔ اﻹﻋﻼم 18-6 ،دﯾﺳﻣﺑر.1997 ،
-5رﻧﺎ إﺑراﻫﯾم :ﻋوﻟﻣﺔ ﺷﺑﻛﺎت اﻟﺗواﺻل ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻹﻋﻼم اﻟﺗﻘﻠﯾدي وﻻ ﺗﻠﻐﯾﻪ ،ﺟرﯾدة اﻟﺣﯾﺎة،
.201/10/14ﻣﺗﺎح ﻋﻠﻰ اﻟراﺑط : http://cutt.us/LWRZq
-6ﺣﻣدي ﺑﺷﯾر ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ :اﻹﻋﻼم اﻟرﻗﻣﻲ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ﺻﻧﺎﻋﺗﻪ ،ورﻗﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻣﻧﺗدى
اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﺳﻧوي اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻟﻠﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ﻟﻺﻋﻼم واﻻﺗﺻﺎل ،اﻟرﯾﺎض.2016 ،
118
ورﻗﺔ، اﻟﺗواﻓق واﻟﺗﻧﺎﻓر ﺑﯾن اﻹﻋﻼم اﻟﺗﻘﻠﯾدي واﻹﻋﻼم اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ: ﻗﯾﻧﺎن ﻋﺑداﷲ اﻟﻐﺎﻣدي-8
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷﻣﯾر ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم،ﺑﺣﺛﯾﺔ ﻣﻘدﻣﺔ إﻟﻰ ﻧدوة اﻹﻋﻼم واﻷﻣن اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ
.2011 ﻣﺎي،اﻷﻣﻧﯾﺔ
، ﻣرﻛز اﻟﺧﺑراء ﻟﻠﺗدرﯾب، ورﻗﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ، اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻋﻼم: ﻣﺟذوب ﺑﺧﯾت ﻣﺣﻣد ﺗوم-9
.2013 ،اﻟﺳودان
ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻻﻋﻼم أﻟﻘﯾت ﻋﻠﻰ طﻠﺑﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ إﻋﻼم:وﻫﯾﺑﺔ ﺑوزﯾﻔﻲ-10
.2015 ،3 ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر،واﺗﺻﺎل
: ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ:ﺛﺎﻧﯾﺎ
119
8- Bates, Benjamin. J., “The Economic Value of Media Websites”,
(Visited on 30 May 2017).
9- Allan Brown and Nathan Campus : The Economics of Media
Ownership , Submission to the Productivity Commission Inquiry into
the Broadcasting Services Act 1992,August 1999.
10- Lee Rainie and Kristen Purcell: The economics of online news,
State of the News Media 2010, Pew Internet & American Life
Project,(Washington, D.C.
11-.Djamila Ould Khettab, Le journalisme web en plein boom en
Algérie, Doha Centre for Media Freedom, Publié le 26/05/2015.
12- Yazid Taleb, El Khabar veut renforcer un modèle économique
solide, Publié sur Maghreb émergence, Le 14 mai 2015.
120