You are on page 1of 16

‫النقدية في التّشريع الجزائري‬

‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫دور البنك المركزي في تنفيذ ّ‬

‫النقدية في التّشريع الجزائري‬


‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫دور البنك المركزي في تنفيذ ّ‬
‫آمنة سمطاني‬ ‫‪‬‬
‫عمار زعبي‬
‫جامعة الوادي‪ ،‬الجزائر‬ ‫جامعة الوادي‪ ،‬الجزائر‬

‫تاريخ قبول المقال‪0202/08/19 :‬‬ ‫تاريخ إرسال المقال‪0202/08/15:‬‬

‫الممخص‪:‬‬
‫زوده القانون بالعديد من‬‫يقف البنك المركزي في ك ّل دولة عمى رأس ىرم الجياز المصرفي‪ّ ،‬‬
‫الدولة و كذا مستشار الحكومة المالي‪ ،‬كما ّأنو‬
‫الصالحيات التّي تكفل لو أداء دوره المنوط بو‪ ،‬باعتباره بنك ّ‬
‫ّ‬
‫المادة‬
‫نصت عمى ذلك ّ‬ ‫النقدية تحديدا و متابعة وتقييما‪ ،‬كما ّ‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫بنك البنوك‪ ،‬وبالتّالي فيو يشرف عمى ّ‬
‫بالنقد و القرض‪ ،‬كما وضعت بين يديو العديد من األدوات‬ ‫‪ 66‬الفقرة (ج) من القانون ‪ 11/30‬المتعمّق ّ‬
‫الميمة في االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫القانونية التّي تسمح لو بإداء ىذه الوظيفة‬
‫ّ‬
‫الكممات المفتاحية‪ :‬البنك المركزي‪ ،‬السياسة النقدية‪ ،‬نسبة الفائدة‪ ،‬فعالية‪.‬‬

‫‪Abstract: The Central Bank of each country is at the head of the bank hierarchy, providing the‬‬
‫‪law with many powers to fulfill its role as the State Bank and the government's financial advisor,‬‬
‫‪and as the Bank of banks, thus overseeing monetary policy specifically, follow-up and‬‬
‫‪evaluation. Article 62, paragraph (c), of Law 03/11 on cash and loan, and several legal‬‬
‫‪instruments have been placed in his hands to perform this important function in the national‬‬
‫‪economy.‬‬
‫‪Key words : Central Bank, monetary policy, interest rate, effectiveness.‬‬

‫المؤلف المرسل‬ ‫‪‬‬

‫‪277‬‬
‫النقدية في التّشريع الجزائري‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫دور البنك المركزي في تنفيذ ّ‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫الممولة لالقتصاد الوطني و من دونيا ال يتأتّى تمويل مختمف‬
‫ّ‬ ‫المؤسسات‬
‫ّ‬ ‫أىم‬
‫لقد أضحت البنوك اليوم ّ‬
‫الدولة‪ ،‬أو التّي يقوم بيا األشخاص الطبيعيون أو المعنويون‪.‬‬
‫التنموية سواء تمك التي تقوم بيا ّ‬
‫ّ‬ ‫المشاريع‬
‫الدولة إلى تنظيم‬‫اضطرت ّ‬
‫ّ‬ ‫المالية والتّجارّية‬
‫ّ‬ ‫األىمية التي اكتسبتيا البنوك في الحياة التجارّية و‬
‫ّ‬ ‫وبسبب‬
‫يسمى البنك المركزي وظيفتو اإلشراف عمى البنوك التّجارّية‬ ‫عمميا‪ ،‬فجعمت عمى رأس الجياز المصرفي بنكا ّ‬
‫وضبط سيرورتيا لكي تخدم االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫النقدية‪،‬‬
‫المالية و ّ‬
‫و ّ‬ ‫االقتصادية‬
‫ّ‬ ‫لمدور الذي يمعبو البنك المركزي في جميع مناحي الحياة‬
‫نتيجة ّ‬
‫ىذه الوظائف نجد‬ ‫أىم‬
‫يؤدييا‪ ،‬و ّ‬
‫القانونية التّي يتمتّع بيا‪ ،‬كان مح ّل دراسة تتعمّق بالوظائف التّي ّ‬
‫ّ‬ ‫الصالحيات‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫ثم ضبط السياسة المالية والنقدية‪.‬‬
‫السوق النقدي والمالي لمحفاظ عمى التّوازن‪ ،‬ومن ّ‬ ‫تدخمو في ّ‬
‫ّ‬
‫المشرع بتقنين وظائف البنك المركزي وتوضيح صالحياتو و عممياتو وأشكال‬‫ّ‬ ‫السبب جاءت عناية‬
‫ليذا ّ‬
‫النقدية التّي يضعيا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫لمسياسة‬
‫تدخمو تنفيذا ّ‬
‫و أدوات ّ‬
‫الصالحيات التي أعطاىا‬
‫ّ‬ ‫النقدية‪ ،‬و‬
‫ّ‬ ‫ليذا اخترنا دراسة موضوع دور البنك المركزي في تنفيذ السياسة‬
‫القانون لمبنك المركزي لتحقيق ذلك‪.‬‬
‫اإلشكالية التّالية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫وليذا صغنا‬
‫المشرع البنك المركزي لتحقيق األهداف التّي يرسمها في‬
‫ّ‬ ‫زود بها‬
‫القانونية التّي ّ‬
‫ّ‬ ‫ما هي الوسائل‬
‫النقدية؟‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫إطار تنفيذ ّ‬
‫مطعما بالمنيج الوصفي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫لإلجابة عمى األسئمة المطروحة آنفا استخدمنا المنيج تحميل المضمون‬
‫باعتبارىما األنسب لمعالجة مثل ىذه الموضوعات التي تتطمّب تحميل ىذه القضايا قصد تمييزىا وادراك‬
‫مفيوميا و حدود معانييا‪ ،‬وآليات تنفيذىا وتأثيراتيا المختمفة‪.‬‬
‫قمنا بتقسيم البحث إلى مبحثين‪:‬‬
‫المبحث األول بعنوان‪ :‬ماىية البنك المركزي استعرضنا فيو مفيوم البنك المركزي و خصائص البنك‬
‫المركزي‪.‬‬
‫النقدية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫القانونية لمبنك المركزي المستخدمة في تنفيذ ّ‬
‫ّ‬ ‫أما المبحث الثاني فيو بعنوان‪ :‬الوسائل‬
‫ّ‬
‫السوق المفتوحة والتأثير‬
‫استعرضنا فيو سياسة سعر إعادة الخصم‪ ،‬تعديل بنية االحتياطي القانوني‪ ،‬عمميات ّ‬
‫األدبي‪.‬‬

‫‪277‬‬
‫النقدية في التّشريع الجزائري‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫دور البنك المركزي في تنفيذ ّ‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية البنك المركزي‬


‫صالحياتو التّي‬
‫ّ‬ ‫التعرف عمى‬‫ألية دولة‪ ،‬ليذا قبل ّ‬
‫النظام المصرفي ّ‬ ‫أىمية كبيرة في ّ‬
‫لمبنك المركزي ّ‬
‫سنتعرف عميو ّأوال وذلك من خالل المطمبين التاليين‪ :‬مفيوم البنك‬
‫ّ‬ ‫النقدية(‪،)1‬‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫تسمح لو بتنفيذ ّ‬
‫المركزي ومختمف خصائصو‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬مفهوم البنك المركزي‬
‫أن لفظة البنك تعني‪" :‬المصرف الذي توضع فيو األموال‪ ،‬وتقع‬‫جاء في القاموس الجديد لمطالّب ّ‬
‫خاصة‪ ،‬وجمعيا بنوك"(‪.)2‬‬
‫ّ‬ ‫بواسطتو مبادلة العممة تحت إدارة‬
‫يتكون‬
‫فية التي ّ‬
‫بالنسبة لموحدات المصر ّ‬
‫الصدارة ّ‬
‫يعرفو عمى ّأنو "البنك الذي يتمتّع بمكان ّ‬
‫وىناك من ّ‬
‫منيا الجياز المصرفي"(‪.)3‬‬
‫النظام النقدي‬
‫الربح في اعتبارىا بقدر ما تستيدف تدعيم ّ‬
‫فية ال تضع ّ‬
‫يعرف عمى ّأنو‪" :‬منشأة مصر ّ‬
‫كما ّ‬
‫الدولة"(‪.)4‬‬
‫واالقتصادي في ّ‬
‫لمدولة وتشرف‬
‫المصرفية ّ‬
‫ّ‬ ‫النقد والمعامالت‬
‫فية تتولّى ميمة إصدار ّ‬
‫"مؤسسة مصر ّ‬
‫ّ‬ ‫ويعرف عمى أنّو‪:‬‬
‫ّ‬
‫السياسات واألجيزة‬
‫الدولة عن طريق بعض ّ‬ ‫االقتصادية في ّ‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫وتراقب سموك البنوك التجارّية في تنفيذ ّ‬
‫فيو"(‪.)5‬‬
‫مؤسسة مركزية نقدية تقوم بوظيفة بنك البنوك‪ ،‬ووكيل مالي لمحكومة‬
‫ويرى آخرون أّنو‪" :‬عبارة عن ّ‬
‫الدولة"(‪.)6‬‬
‫النقدي في ّ‬
‫النظام ّ‬
‫ومسؤوال عن إدارة ّ‬
‫قمة‬
‫ؤسسة التّي تمثّل السمطة التنفيذية في االقتصاد والتّي تقف عمى ّ‬
‫يعرفو عمى ّأنو‪" :‬الم ّ‬
‫وىناك من ّ‬
‫النقدي والمالي"(‪.)7‬‬
‫النظام المصرفي بسوقيو ّ‬
‫ىرم ّ‬

‫(‪)1‬‬
‫رادية"‪ ،‬لمزيررد مررن‬
‫السياسررة االقتصر ّ‬
‫النقررود المترروفرة فرري المجتمررع بغرررض تحقيررق أىررداف ّ‬
‫كميررة ّ‬
‫النقديررة عمررى ّأنيررا‪" :‬تنظرريم ّ‬
‫ّ‬ ‫السياسررة‬
‫تعر ّررف ّ‬
‫الخمدونيررة‬
‫ّ‬ ‫النقديةةة فةةي الناةةامين ااسةةعمي و الو ةةاي‪ :‬دراسةةة مقارنةةة الج ازئررر‪ :‬دار‬
‫ّ‬ ‫السياسةةة‬
‫طررالع انظررر‪ :‬جمررال بررن دعرراس‪ّ ،‬‬ ‫اال ّ‬
‫لمنشر والتّوزيع‪ ،‬الطّبعة األولى ‪ ،2007‬ص ‪.86‬‬
‫(‪)2‬‬
‫طبعررة‬
‫عمرري بررن ىاديررة‪ ،‬بمحسررن البمرريش‪ ،‬الجيالنرري بررن الحرراج يحرري‪ ،‬القةةاموس الجةةةديد لمط ةعّب الج ازئررر‪ :‬المؤسسررة الوطنيررة لمكترراب‪ ،‬ال ّ‬
‫السابعة ‪ ،1991‬ص ‪.158‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أحمد فريد مصطفى‪ ،‬سيير محمد السيد حسن‪ ،‬النقود والتوازن االقتصادي‪ .‬مصر‪ :‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،2000 ،‬ص ‪.298‬‬
‫(‪)4‬‬
‫عطية‪ ،‬محاسبة االستثمار والتمويل في البنوك التجارية‪ .‬مصر‪ :‬الدار الجامعية‪ ،2002 ،‬ص ‪.11‬‬
‫أحمد صالح ّ‬
‫(‪)5‬‬
‫فادي محمد الرفاعي‪ ،‬المصارف ااسعمية لبنان‪ :‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬الطّبعة األولى ‪ ،2004‬ص ‪.153‬‬
‫(‪)6‬‬
‫ضياء مجيد‪ ،‬االقتصاد النقدي مصر‪ :‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،2000 ،‬ص ‪.244‬‬
‫(‪)7‬‬
‫محمد عزت غزالن‪ ،‬اقتصاديات النقود والمصارف لبنان‪ :‬دار النيضة العربية‪ ،‬الطّبعة األولى ‪ ،2002‬ص ‪.157‬‬

‫‪277‬‬
‫النقدية في التّشريع الجزائري‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫دور البنك المركزي في تنفيذ ّ‬

‫المعدل‬
‫ّ‬ ‫المشرع الجزائري في المادة (‪ )30‬من القانون ‪ 11/30‬المتعمّق بالنقد والقرض‬
‫ّ‬ ‫عرفو‬
‫في حين ّ‬
‫المتمم عمى ّأنو‪:‬‬
‫و ّ‬
‫ويعد تاج ار في عالقتو مع الغير‪،‬‬
‫المعنوية واالستقالل المالي‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫بالشخصية‬
‫ّ‬ ‫وطنية مستقمّة تتمتّع‬
‫ّ‬ ‫"مؤسسة‬
‫ّ‬
‫(‪)8‬‬
‫ويحكمو التّشريع التّجاري‪. "...‬‬
‫(‪)9‬‬
‫السالف‬
‫ومنذ صدور ىذا القانون ‪ 13/03‬المتعمّق بالنقد والقرض قبل أن يح ّل محمّو القانون ‪ّ 11/30‬‬
‫يسمى بنك الجزائر(‪.)10‬‬‫ال ّذكر أصبح البنك المركزي الجزائري ّ‬
‫أن أغمبيا يعتمد عمى األعمال التّي يقوم بيا البنك المركزي‪ ،‬فيي تعريفات‬
‫يبدو من التّعريفات السابقة‪ّ ،‬‬
‫في معظميا مشتقّة من وظائفو‪ ،‬كما أنيا تختمف من وقت آلخر ومن دولة ألخرى‪.‬‬
‫يؤدييا البنك المركزي فنقول بأن‬
‫ومع ذلك‪ ،‬يمكننا تقديم تعريف جامع أساسو مجموع الوظائف التّي ّ‬
‫البنك المركزي‪:‬‬
‫الصدارة في الجياز المصرفي في دولة ما‪ ،‬ويقوم بوظيفة بنك البنوك‬
‫"ىو البنك الذي يحت ّل مركز ّ‬
‫لمدولة"‪.‬‬
‫المالية ّ‬
‫النقدية و ّ‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫ومستشار الحكومة المالي ولو سمطة وضع وتوجيو ّ‬
‫أن ىذه البنوك تختمف باختالف األنظمة‬
‫موحد لمبنك المركزي إلى ّ‬
‫و ترجع صعوبة إيجاد تعريف ّ‬
‫والقوانين التّي تحكميا‪ ،‬والتّي بدورىا تتباين من بمد آلخر ومن فترة ألخرى‪ ،‬كما تختمف باختالف طبيعة ىذه‬
‫موحد ليا(‪.)11‬‬
‫الصعوبة بمكان إيجاد تعريف ّ‬
‫البنوك و شكميا القانوني‪ ،‬ليذا كان من ّ‬
‫المطمب الثاني‪ :‬خصائص البنك المركزي‬
‫يتميز بيا البنك المركزي بال الكثير من الباحثين‪ ،‬لما ليا من ارتباط‬
‫شغمت مسألة الخصائص التّي ّ‬
‫النشاط االقتصادي‪ ،‬ويمكن إيجاز ىذه الخصائص‬ ‫المؤسسة المحورّية في تحريك ّ‬
‫ّ‬ ‫وثيق في تحديد ماىية ىذه‬
‫فيما يمي‪:‬‬

‫(‪)8‬‬
‫الصررادر‬
‫رتمم ّ‬
‫رادة (‪ )09‬مررن القررانون رقررم ‪ 11/03‬المر ّرؤرخ فرري ‪ 2003/08/26‬المتعمّررق بالنقررد و القرررض المعر ّردل و المر ّ‬
‫رص المر ّ‬
‫انظررر نر ّ‬
‫الصادرة بتاريخ ‪.2003/08/27‬‬ ‫الرسمية عدد ‪ّ 52‬‬ ‫بالجريدة ّ‬
‫(‪)9‬‬
‫الصررادرة بترراريخ‬
‫الرسررمية عرردد ‪ّ 16‬‬
‫الصررادر بالجريرردة ّ‬
‫انظررر القررانون رقررم ‪ 10/90‬المر ّرؤرخ فرري ‪ 1990/04/14‬المتعمّررق بالنقررد و القرررض ّ‬
‫‪.1990/04/18‬‬
‫(‪)10‬‬
‫طبعة األولى ‪ ،2013‬ص ‪.349‬‬‫الجامعية‪ ،‬ال ّ‬
‫ّ‬ ‫الطاىر لطرش‪ ،‬االقتصاد النقدي والبنكي الجزائر‪ :‬ديوان المطبوعات‬
‫(‪)11‬‬
‫خالد أمين عبد اهلل‪ ،‬الامميات المصرفية‪ .‬األردن‪ :‬دار وائل لمطّباعة و النشر‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،2000‬ص ‪.15‬‬

‫‪277‬‬
‫النقدية في التّشريع الجزائري‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫دور البنك المركزي في تنفيذ ّ‬

‫الرقابة عمى البنوك التّجارية‪ ،‬كما‬


‫ألن لو سمطة ّ‬
‫الصدارة وقمة ىرم الجياز المصرفي‪ّ :‬‬
‫‪ )1‬ر يحت ّل مركز ّ‬
‫النقدية‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫االقتصادية عن طريق ّ‬
‫ّ‬ ‫ميمة في يد الحكومة لتنفيذ سياستيا‬
‫ّأنو بنك اإلصدار‪ ،‬وىو أداة ّ‬
‫االئتمانية(‪.)12‬‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫الحقيقية‬
‫ّ‬ ‫أن البنك المركزي لو دون سواه قدرة تحويل األصول‬
‫‪ )6‬ر يتمتّع بقدرة تحويل األصول‪ :‬بمعنى ّ‬
‫تتميز‬
‫النقدية إلى أصول حقيقية‪ ،‬أي المقدرة عمى خمق النقود القانونية التّي ّ‬
‫ّ‬ ‫إلى أصول نقدّية‪ ،‬و األصول‬
‫السبب أوكمت إليو ميمة‬
‫بإبراء تام و نيائي‪ ،‬و ىي ميزة ال تتوفر لدى البنوك التّجارية األخرى‪ ،‬وليذا ّ‬
‫ىامة عمى المستوى‬
‫السياسة من تأثيرات ّ‬
‫السياسة االئتمانية في الدولة‪ ،‬لما يترتب عمى ىذه ّ‬
‫اإلشراف عمى ّ‬
‫االقتصادي و االجتماعي(‪.)13‬‬
‫أىمية وخطورة الوظائف التّي يقوم بيا‬
‫الخاصية تممييا ّ‬
‫ّ‬ ‫لمدولة‪ ،‬ىذه‬
‫ألنو تابع ّ‬
‫ؤسسة عامة‪ّ :‬‬
‫‪ )0‬ر يعتبر م ّ‬
‫القانونية‪ ،‬أو من ناحية التأثير عمى االئتمان و اإلشراف عمى‬
‫ّ‬ ‫النقود‬
‫البنك المركزي‪ ،‬سواء من ناحية إصدار ّ‬
‫البنوك التّجارية توجييا ومراقبة(‪.)14‬‬
‫فية‬
‫العمميات المصر ّ‬
‫ّ‬ ‫ييتم أساسا بتنظيم ورقابة‬
‫ألنو ّ‬ ‫‪ )4‬ر البنك المركزي ال يتعامل عادة مع األفراد‪ّ :‬‬
‫لمبنوك التّجارّية‪ ،‬ليذا ال يستطيع أن يقوم بالوظائف التّي يقوم بيا البنك التّجاري(‪.)15‬‬
‫الربح‪ ،‬بل األرباح‬
‫بحية‪ :‬البنك المركزي ال يسعى من وراء نشاطاتو إلى تحقيق ّ‬
‫مؤسسة غير ر ّ‬
‫‪ )5‬ر ّ‬
‫تأتيو عرضا عمى عكس البنوك األخرى‪ ،‬فيو ييدف باألساس إلى تحقيق المصمحة العامة(‪.)16‬‬
‫المؤسسات‪،‬‬
‫ّ‬ ‫متميزة قياسا عمى غيرىا من‬
‫مؤسسة ّ‬
‫عموما‪ ،‬ىذه الخصائص تجعل من البنك المركزي ّ‬
‫المؤسسات المالية‪.‬‬
‫وىذه الميزات تضعو في مركز ال يضاىيو غيره من البنوك و ّ‬

‫(‪)12‬‬
‫طبعرة األولرى ‪،2014‬‬
‫الجامعيرة‪ ،‬الجرزء الثراني‪ ،‬ال ّ‬
‫ّ‬ ‫عبد القادر خميل‪ ،‬مبادئ االقتصاد النقدي و المصرفي‪ .‬الجزائر‪ :‬ديروان المطبوعرات‬
‫ص ‪.57‬‬
‫(‪)13‬‬
‫زينررب عرروض اهلل‪ ،‬أسررامة محمررد الفررولي‪ ،‬أساسةةيات االقتصةةاد النقةةدي و المصةةرفي‪ .‬لبنرران‪ :‬منشررورات الحمبرري الحقوقيررة‪ ،2003 ،‬ص‬
‫‪.138‬‬
‫(‪)14‬‬
‫محمد يوسف ياسين‪ ،‬القانون المصرفي و النقدي‪ .‬لبنان‪ :‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2007‬ص ‪.35‬‬‫ّ‬
‫(‪)15‬‬
‫مقدمة في االقتصاد النقدي و المصرفي‪ .‬لبنان‪ :‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2010‬ص ‪.257‬‬
‫ّ‬ ‫ناشد‪،‬‬ ‫عدلي‬ ‫ي‬‫سوز‬
‫(‪)16‬‬
‫عبد القادر خميل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬

‫‪277‬‬
‫النقدية في التّشريع الجزائري‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫دور البنك المركزي في تنفيذ ّ‬

‫النقدية‬
‫ّ‬ ‫لسياسة‬
‫القانونية لمبنك المركزي المستخدمة في تنفيذ ا ّ‬
‫ّ‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الوسائل‬
‫السمطات‬
‫النقدية تعني مجموعة الوسائل و األدوات و اإلجراءات و الق اررات التّي تمجأ إلييا ّ‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫ّ‬
‫االقتصادية‬
‫ّ‬ ‫النقدية جزء من ال ّسياسة‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫تعد ّ‬
‫الرقابة و التأثير عمى النقود‪ ،‬و ّ‬
‫النقدية أو تستخدميا في ّ‬
‫ّ‬
‫لمدولة(‪.)17‬‬
‫ّ‬
‫القانونية التّي بإمكانو استخداميا لتحقيق أىداف‬
‫ّ‬ ‫مشرع لمبنك المركزي مجموعة من األدوات‬
‫أعطى ال ّ‬
‫النقدية من خالل مجمس النقد‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫النقدية التّي يضعيا‪ ،‬عمى اعتبار ّأنو ىو من يضع ىذه ّ‬ ‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫ّ‬
‫بالنقد و‬
‫أقرتو المادة (‪ )66‬الفقرة (ج) من القانون ‪ 11/30‬المتعمّق ّ‬
‫بالضبط ما ّ‬
‫ّ‬ ‫والقرض الييئة التابعة لو‪ ،‬ىذا‬
‫بنصيا‪:‬‬
‫المتمم ّ‬
‫المعدل و ّ‬
‫ّ‬ ‫القرض‬
‫يحدد المجمس‬
‫النقدية و اإلشراف عمييا و متابعتيا و تقييميا‪ ،‬و ليذا الغرض‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫"تحديد ّ‬
‫النقد و كذا وضع‬
‫ويحدد استخدام ّ‬
‫ّ‬ ‫القرضية‬
‫ّ‬ ‫النقدية و‬
‫ّ‬ ‫بتطور المجاميع‬
‫ّ‬ ‫النقدية السيما فيما يتّصل‬
‫ّ‬ ‫األىداف‬
‫السوق ترمي إلى تفادي مخاطر اإلخالل"(‪.)18‬‬
‫النقد ويتأ ّكد من نشر معمومات في ّ‬
‫قواعد الوقاية في سوق ّ‬
‫النقدية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫الصالحية الحصرّية لمبنك المركزي في إعداد وتقييم ومتابعة ّ‬
‫ّ‬ ‫المادة‬
‫تؤ ّكد ىذه ّ‬
‫النقدية‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫السالف ال ّذكر عمى اليدف من ىذه ّ‬
‫بينما تكمّمت المادة (‪ )05‬الفقرة األولى من القانون ّ‬
‫"صالحيات عامة"‪ ،‬بقوليا‪:‬‬
‫ّ‬ ‫األول بعنوان‪:‬‬
‫"صالحيات بنك الجزائر" في بابو ّ‬
‫ّ‬ ‫األول المعنون بر‪:‬‬
‫في الكتاب ّ‬
‫النقدية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫ميمة بنك الجزائر في الحرص عمى استقرار األسعار باعتباره ىدفا من أىداف ّ‬
‫"تتمثّل ّ‬
‫السير‬
‫مدعم لالقتصاد مع ّ‬
‫لنمو ّ‬
‫الصرف والحفاظ عمييا ّ‬ ‫النقد والقرض و ّ‬
‫وفي توفير أفضل ال ّشروط في ميادين ّ‬
‫النقدي والمالي"(‪.)19‬‬
‫عمى االستقرار ّ‬
‫النقدية المتمثل في تحقيق استقرار األسعار وتحقيق‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫حددت اليدف العام من ّ‬ ‫المادة ّ‬
‫ّ‬ ‫إذن ىذه‬
‫نمو اقتصادي عن طريق مختمف ال ّشروط المالئمة التّي يوفّرىا البنك المركزي عند قيامو بوظائفو‪.‬‬
‫ّ‬
‫مزود قانونا بالعديد من‬
‫أن البنك المركزي ّ‬‫تنص صراحة عمى ّ‬ ‫في حين نجد المادة (‪ )05‬الفقرة الثانية ّ‬
‫الوسائل التّي تسمح لو بتحقيق ىدفو‪ ،‬وذلك بقوليا‪:‬‬

‫(‪)17‬‬
‫لممؤسسةات و الناريةات‪ .‬االسركندرية‪ :‬دار الفكرر الجرامعي‪ ،‬الطبعرة‬
‫ّ‬ ‫محب خمة توفيق‪ ،‬االقتصةاد النقةدي والمصةرفي‪ :‬دراسةة تحميميةة‬
‫األولى ‪ ،2011‬ص ‪.347‬‬
‫(‪)18‬‬
‫رتمم‪،‬‬
‫رادة (‪ )62‬الفقررة (ج) مرن القررانون رقرم ‪ 11/03‬الم ّرؤرخ فرري ‪ 2003/08/26‬المتعمّرق بالنقرد و القرررض المع ّردل و المر ّ‬
‫رص المر ّ‬
‫انظرر ن ّ‬
‫السالف الذكر‪.‬‬
‫ّ‬
‫(‪)19‬‬
‫رتمم‪،‬‬
‫المادة (‪ )35‬الفقرة (‪ )01‬من القانون رقرم ‪ 11/03‬الم ّرؤرخ فري ‪ 2003/08/26‬المتعمّرق بالنقرد و القررض المع ّردل و الم ّ‬
‫نص ّ‬ ‫انظر ّ‬
‫السالف الذكر‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪272‬‬
‫النقدية في التّشريع الجزائري‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫دور البنك المركزي في تنفيذ ّ‬

‫يوجه ويراقب‪ ،‬بك ّل الوسائل المعئمة‪ ،‬توزيع القرض‬


‫النقدية‪ ،‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫"و ليذا الغرض‪ ،‬يكمّف بتنظيم الحركة‬
‫المالية تجاه الخارج وضبط سوق الصرف والتّأ ّكد من‬
‫ّ‬ ‫السيولة‪ ،‬و يسير عمى حسن تسيير التّعيدات‬‫وتنظيم ّ‬
‫النظام المصرفي وصالبتو"(‪.)20‬‬‫سالمة ّ‬
‫النقدية في أربعة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫القانونية التّي تسمح لمبنك المركزي بتنفيذ ّ‬
‫ّ‬ ‫وعمى العموم‪ ،‬تتمثّل ىذه الوسائل‬
‫السوق المفتوحة وأخي ار التأثير األدبي‪.‬‬
‫سياسة سعر إعادة الخصم‪ ،‬تعديل بنية االحتياطي القانوني‪ ،‬عمميات ّ‬
‫و سنتناول ك ّل وسيمة في مطمب مستق ّل‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬سياسة سار إعادة الخصم‬
‫سنتعرف عمى مفيوم ىذه الوسيمة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تسمى سياسة سعر إعادة الخصم‪،‬‬ ‫القانونية األولى ّ‬
‫ّ‬ ‫الوسيمة‬
‫فعالة‪ ،‬و ذلك في الفروع التّالية‪:‬‬
‫والظّروف المالئمة لكي تكن ّ‬
‫أوال‪ :‬مفهوم سار إعادة الخصم‬
‫السندات قصيرة األجل التّي‬
‫يطبقو البنك المركزي عمى ّ‬
‫المعدل الذي ّ‬
‫ّ‬ ‫يمثّل سعر إعادة الخصم ذلك‬
‫المعدل طابعا تجاريا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تأتي بيا البنوك التّجارّية إليو إلعادة خصميا عندما تحتاج إلى سيولة‪ ،‬و ال يحمل ىذا‬
‫السوق(‪.)21‬‬
‫يتحدد عن طريق آلية ّ‬
‫ألنو ال ّ‬
‫ّ‬
‫وبالتّالي فيو سعر يفرضو البنك المركزي عمى القروض الممنوحة إلى البنوك التّجارية‪ ،‬بغية التأثير في‬
‫(‪)22‬‬
‫إضافية‬
‫ّ‬ ‫نقدية‬
‫ألن البنوك التّجارّية تمجأ إلى البنك المركزي كمّما احتاجت إلى موارد ّ‬
‫حجم االئتمان المتاح‪ّ ،‬‬
‫فية باعتباره المقرض األخير لمجياز المصرفي(‪.)23‬‬
‫عممياتيا المصر ّ‬
‫لتمويل ّ‬
‫الرغبة في الحصول عمى‬‫ويفسر "ىنري ثورتون" متى تطمب البنوك التجارّية القروض‪ ،‬بقولو‪" :‬لمعرفة ّ‬ ‫ّ‬
‫الربح المتوقّع الذي يمكن أن يتحقق عن القروض و يعتمد ىذا عمى‬‫بد من معرفة حجم ّ‬ ‫قروض من البنك ال ّ‬
‫الربح التّجاري أو منفعة أخرى ال‬
‫األول‪ :‬سعر الفائدة المطموب دفعو عمى المبمغ المقترض‪ ،‬و ثانيا‪ّ :‬‬
‫عاممين‪ّ :‬‬
‫يمكن الحصول عمييا من استخدام رأس المال المقترض‪ ،‬وعمى ذلك يمكن اعتبار ىذه المسألة عمى ّأنيا‬
‫الربح الجاري"(‪.)24‬‬
‫عبارة عن مقارنة بين سعر الفائدة الذي يأخذه البنك مع معدل ّ‬

‫(‪)20‬‬
‫رتمم‪،‬‬
‫المادة (‪ )35‬الفقرة (‪ )02‬من القانون رقرم ‪ 11/03‬الم ّرؤرخ فري ‪ 2003/08/26‬المتعمّرق بالنقرد و القررض المع ّردل و الم ّ‬
‫نص ّ‬ ‫انظر ّ‬
‫السالف الذكر‪.‬‬
‫ّ‬
‫(‪)21‬‬
‫الطاىر لطرش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.153-152‬‬
‫(‪)22‬‬
‫بالدين"‪ ،‬لمزيد من االطّالع انظر‪ :‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫يعرف االئتمان عمى ّأنو‪" :‬منح المدين أجال لموفاء ّ‬
‫ّ‬
‫(‪)23‬‬
‫جمال بن دعاس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.173-172‬‬
‫(‪)24‬‬
‫ضياء مجيد‪ ،‬اقتصاديات النقود و البنوك مصر‪ :‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،2002 ،‬ص ‪.261‬‬

‫‪277‬‬
‫النقدية في التّشريع الجزائري‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫دور البنك المركزي في تنفيذ ّ‬

‫بالنقد و القرض‪ ،‬نجد المادة (‪ )43‬من القانون ‪ 11/30‬تتكمّم‬


‫إذا نظرنا إلى التّشريع الجزائري المتعمّق ّ‬
‫بنصيا‪:‬‬
‫عن وسيمة إعادة الخصم ّ‬
‫المحررة‪.)25("...‬‬
‫ّ‬ ‫الدفع‬
‫"يجوز لبنك الجزائر أن [‪ ]...‬يخصم أو يعيد الخصم [‪ ]...‬ك ّل سندات ّ‬
‫السياسة‬
‫القانونية لتحقيق أىداف ّ‬
‫ّ‬ ‫نص بوضوح عمى ىذه الوسيمة‬
‫المشرع الجزائري ّ‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫و بالتّالي نستنتج ّ‬
‫النقدية‪.‬‬
‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬مفهوم سياسة سار إعادة الخصم‬
‫السياسة في رفع البنك المركزي لسعر إعادة الخصم عندما يرغب في تقميص حجم االئتمان‬ ‫تتمثّل ىذه ّ‬
‫الذي يريد أن تمنحو البنوك التّجارّية لعمالئيا‪ ،‬و خفض سعر الخصم عندما يريد زيادة حجم االئتمان الذي‬
‫تمنحو البنوك التّجارّية(‪.)26‬‬
‫مقيدة بظروف‬
‫أن ىذه الحرّية ّ‬
‫تتميز بالحرّية‪ ،‬إالّ ّ‬
‫سياسة البنك المركزي في تحديده لسعر إعادة الخصم ّ‬
‫مقيدة بالطّمب و العرض(‪.)27‬‬
‫سوق االئتمان‪ ،‬بمعنى ّ‬
‫فإن البنوك التّجارّية تقوم برفع سعر الخصم حتّى تجني‬
‫فإذا رفع البنك المركزي سعر إعادة الخصم‪ّ ،‬‬
‫يؤدي إلى تقميل‬
‫أرباحا‪ ،‬ارتفاع تكمفة الخصم عمى العمالء يجعميم ُيحجمون عن طمب القروض‪ ،‬األمر الذي ّ‬
‫النقدية التّي رسميا البنك المركزي عبر ىذه الوسيمة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫ثم تحقيق أىداف ّ‬
‫حجم االئتمان‪ ،‬و من ّ‬
‫فإن البنك المركزي يخفّض من سعر إعادة الخصم‪ ،‬فتقوم‬
‫السوق‪ّ ،‬‬
‫أما إذا أراد زيادة حجم االئتمان في ّ‬
‫ّ‬
‫البنوك التّجارّية بتخفيض سعر الخصم تمقائيا لتنشيط سوق االئتمان‪ ،‬انخفاض تكمفة الخصم عمى العمالء‬
‫يؤدي إلى زيادة حجم االئتمان‪ ،‬و بالتّالي تتحقّق‬
‫يجعميم يرفعون من طمبيم عمى القروض‪ ،‬األمر الذي ّ‬
‫القانونية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النقدية التّي كانت مغايرة عبر ىذه الوسيمة‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫أىداف ّ‬
‫فاالية سياسة سار إعادة الخصم‬‫ثالثا‪ّ :‬‬
‫أىميا‪:‬‬
‫بد من توفّر مجموعة من ال ّشروط‪ّ ،‬‬
‫فعالة‪ ،‬ال ّ‬
‫السياسة ّ‬
‫لكي تكون ىذه ّ‬
‫تغير سعر إعادة الخصم‪ ،‬وفي نفس االتّجاه‪ ،‬وىذا‬
‫‪.1‬قيام البنوك التّجارّية بتغيير أسعار الفائدة مع ّ‬
‫طرة لمجوء لمبنك‬
‫ألن البنوك ال ترفع سعر الخصم إالّ إذا كانت مض ّ‬
‫ال ّشرط ال يتحقّق في جميع األحوال‪ّ ،‬‬

‫(‪)25‬‬
‫السررالف‬
‫رتمم‪ّ ،‬‬
‫رادة (‪ )40‬مررن القررانون رقررم ‪ 11/03‬المر ّرؤرخ فرري ‪ 2003/08/26‬المتعمّررق بالنقررد و القرررض المعر ّردل و المر ّ‬
‫رص المر ّ‬
‫انظررر نر ّ‬
‫الذكر‪.‬‬
‫(‪)26‬‬
‫محمد يوسف ياسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫(‪)27‬‬
‫سوزي عدلي ناشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.272‬‬

‫‪277‬‬
‫النقدية في التّشريع الجزائري‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫دور البنك المركزي في تنفيذ ّ‬

‫نقدية كبيرة تستخدميا في التّمويل ال ّذاتي ال‬


‫المركزي إلعادة الخصم‪ ،‬فالبنوك التّجارّية التّي تممك احتياطات ّ‬
‫السياسة(‪.)28‬‬
‫يمكن أن تؤثّر فييا ىذه ّ‬
‫المطبق‪ ،‬إذ يزيد مع ارتفاعيا و‬
‫ّ‬ ‫عكسية مع سعر الفائدة‬
‫ّ‬ ‫النقود لو عالقة‬
‫‪.6‬أن يكون حجم الطّمب عمى ّ‬
‫ينقص مع انخفاضيا‪ ،‬لكن ىذا االرتباط غير حتمي في جميع األحوال‪ ،‬فقد ترفع البنوك سعر الخصم‪ ،‬و مع‬
‫ذلك ال يتأثر الطمب عمى القروض‪ ،‬ويحدث ىذا عادة في فترات االنتعاش حيث تحقّق المشروعات التّجاريّة‬
‫مالية تفوق بكثير سعر الفائدة(‪.)29‬‬
‫عوائد ّ‬
‫قانونية تأثيرىا غير مباشر عمى حجم‬
‫ّ‬ ‫أن سياسة سعر إعادة الخصم ىي وسيمة‬ ‫و بالتّالي يمكن القول ّ‬
‫وفعاليتيا مرتبطة بتوفّر جممة من ال ّشروط‪.‬‬
‫االئتمان‪ّ ،‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬تاديل بنية االحتياطي القانوني‬
‫سنتعرف في الفروع التالية عن‬
‫ّ‬ ‫تسمى تعديل بنية االحتياطي القانوني‪،‬‬‫القانونية الثانية ّ‬
‫ّ‬ ‫الوسيمة‬
‫فعالة‪:‬‬
‫أىميتيا والظّروف التّي تكون فييا ّ‬
‫مفيوميا‪ّ ،‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم نسبة االحتياطي القانوني‪:‬‬
‫بقوة القانون لدى‬
‫معينة من ودائع البنوك التّجارّية تحتفظ بيا ّ‬
‫نسبة االحتياطي القانوني تتمثّل في نسبة ّ‬
‫معينة(‪.)30‬‬
‫النسبة وفق سياسة ّ‬
‫وتحدد ىذه ّ‬
‫ّ‬ ‫البنك المركزي‪،‬‬
‫الدولة‪ ،‬وقد استخدمت ّأول‬ ‫السائدة في ّ‬
‫االقتصادية ّ‬
‫ّ‬ ‫تتغير نسبة االحتياطي القانوني بحسب الظّروف‬ ‫ّ‬
‫ضد أخطار البنوك عند قياميا باستخدام ىذه األموال‪ ،‬بينما تمجأ البنوك‬‫األمر بغرض حماية أموال المودعين ّ‬
‫القانونية اليوم لمتح ّكم في قدرة البنوك التّجارّية عمى منح القروض لعمالئيا(‪.)31‬‬
‫ّ‬ ‫المركزّية إلى ىذه الوسيمة‬
‫تنص‬
‫بالنقد والقرض‪ ،‬نجد المادة (‪ )43‬من القانون ‪ّ 11/30‬‬
‫أما إذا نظرنا لمتّشريع الجزائري المتعمّق ّ‬
‫ّ‬
‫عمى وسيمة االحتياطي القانوني بقوليا‪:‬‬
‫"يجوز لبنك الجزائر أن [‪ ]...‬يضع أو يأخذ تحت نظام األمانة ويرىن ويسترىن و يودع أو يأخذ‬
‫المحررة‪.)32( "...‬‬
‫ّ‬ ‫الدفع‬
‫كوديعة ك ّل سندات ّ‬

‫(‪)28‬‬
‫محمد يوسف ياسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫(‪)29‬‬
‫سوزي عدلي ناشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.274‬‬
‫(‪)30‬‬
‫عبد القادر خميل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫(‪)31‬‬
‫جمال بن دعاس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫(‪)32‬‬
‫السررالف‬
‫رتمم‪ّ ،‬‬
‫رادة (‪ )40‬مررن القررانون رقررم ‪ 11/03‬المر ّرؤرخ فرري ‪ 2003/08/26‬المتعمّررق بالنقررد و القرررض المعر ّردل و المر ّ‬
‫رص المر ّ‬
‫انظررر نر ّ‬
‫الذكر‪.‬‬

‫‪277‬‬
‫النقدية في التّشريع الجزائري‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫دور البنك المركزي في تنفيذ ّ‬

‫القانونية لتحقيق أىداف‬


‫ّ‬ ‫نص بوضوح كذلك عمى ىذه الوسيمة‬
‫المشرع الجزائري ّ‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫و بالتّالي نستنتج ّ‬
‫النقدية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫ّ‬
‫أهمية سياسة تاديل بنية االحتياطي القانوني‪:‬‬
‫ثانيا‪ّ :‬‬
‫يستخدم البنك المركزي ىذه الوسيمة لمتأثير بشكل مباشر في حجم االئتمان‪ ،‬فرفع نسبة االحتياطي‬
‫النقدية لدى البنك التّجاري و تجميد جزء كبير من‬
‫ّ‬ ‫السيولة‬
‫القانوني يعتبر اجراء انكماشيا غرضو التّقميل من ّ‬
‫المالية‪ ،‬األمر الذي يقمّل من قدرتو عمى منح االئتمان‪ ،‬والعكس صحيح كذلك(‪.)33‬‬
‫ّ‬ ‫احتياطاتو‬
‫فقيام البنك المركزي بتقميص نسبة االحتياطي القانوني يد ّل عمى رغبتو في زيادة حجم االئتمان عن‬
‫المالية لمبنك التّجاري‪.‬‬
‫ّ‬ ‫طريق تدعيم القدرة‬
‫(‪)34‬‬
‫يمتد ليشمل األصول األخرى القابمة‬
‫النقود الحاضرة فقط‪ ،‬بل ّ‬ ‫ال يقتصر االحتياطي القانوني عمى ّ‬
‫الحد من قدرة‬
‫لمتّحويل إلى سيولة‪ ،‬مثل أذونات الخزينة واألوراق التجارّية وغيرىا‪ ،‬والغرض من ذلك ىو ّ‬
‫المالية(‪.)35‬‬
‫ّ‬ ‫النقدي وقدراتيا‬
‫البنوك التّجارّية عمى تحويل ىذه األصول إلى سيولة تضيفيا إلى رصيدىا ّ‬
‫فاالية سياسة تاديل بنية االحتياطي القانوني‪:‬‬
‫ثالثا‪ّ :‬‬
‫أىميا‪:‬‬
‫عدة شروط ّ‬
‫السياسة عمى ّ‬ ‫فعالية و نجاح ىذه ّ‬
‫تتوقّف ّ‬
‫ألنو في ىذه الحالة خفض‬
‫يمر بفترة انكماش‪ّ ،‬‬
‫الية كبيرة إذا كان االقتصاد ّ‬
‫فع ّ‬‫السياسة ّ‬
‫‪.1‬ال يكون ليذه ّ‬
‫النقود بسبب حالة االقتصاد(‪.)36‬‬
‫نسبة االحتياطي القانوني لن يكون لو أي أثر عمى الطمب عمى ّ‬
‫السياسة‪ ،‬وذلك باحتفاظيا بجزء من أصوليا‬‫‪.6‬تمجأ البنوك التّجارّية عادة إلى التقميل من تأثير ىذه ّ‬
‫المالية قصيرة األجل‪ ،‬وبالتّالي تستطيع تقديميا لمبنك المركزي‬
‫ّ‬ ‫القابمة لمتّحويل إلى سيولة مثل األوراق‬
‫لمتوسع في منح القروض(‪.)37‬‬
‫ّ‬ ‫ثم الحصول عمى سيولة تستخدميا‬ ‫لخصميا ومن ّ‬
‫القانونية التّي ليا تأثير‬
‫ّ‬ ‫وعمى العموم‪ ،‬تعتبر سياسة تعديل بنية االحتياطي القانوني من بين الوسائل‬
‫ألنيا تتمتّع بقدرة كبيرة عمى تقييد البنوك التّجارّية عن طريق تخفيض‬‫كبير في سموكات البنوك التّجارّية‪ّ ،‬‬
‫ثم مقدرتيا عمى منح القروض‪.‬‬
‫المالية‪ ،‬و من ّ‬
‫ّ‬ ‫مباشر في قدراتيا‬

‫(‪)33‬‬
‫محمد يوسف ياسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫(‪)34‬‬
‫تعرف النقود عمى ّأنيا‪" :‬ك ّل وسيط لممبادالت يتمتع بقبول عام في الوفاء بااللتزامات"‪ ،‬لمزيد مرن االطّرالع انظرر‪ :‬سروزي عردلي ناشرد‪،‬‬
‫ّ‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬ ‫ّ‬ ‫المرجع‬
‫(‪)35‬‬
‫جمال بن دعاس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫(‪)36‬‬
‫عبد القادر خميل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫(‪)37‬‬
‫محب خمة توفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.369‬‬

‫‪277‬‬
‫النقدية في التّشريع الجزائري‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫دور البنك المركزي في تنفيذ ّ‬

‫السوق المفتوحة‬
‫المطمب الثالث‪ :‬عمميات ّ‬
‫السوق المفتوحة‪ ،‬سنتناول مفيوميا‪ ،‬مزاياىا و الظّروف التّي‬‫عمميات ّ‬
‫ّ‬ ‫تسمى‬
‫القانونية الثالثة ّ‬
‫ّ‬ ‫الوسيمة‬
‫فعالة‪ ،‬وذلك في الفروع التّالية‪:‬‬
‫القانونية ّ‬
‫ّ‬ ‫تكون فيو ىذه الوسيمة‬
‫السوق المفتوحة‬
‫عمميات ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّأوال‪ :‬مفهوم‬
‫النشاط‬
‫تعتبر ىذه األداة أحد الوسائل غير المباشرة التّي يستخدميا البنك المركزي لمتأثير عمى حجم ّ‬
‫االئتماني لمبنوك التّجارية(‪.)38‬‬
‫الحكومية في سوق‬
‫ّ‬ ‫المالية‬
‫ّ‬ ‫السوق المفتوحة قيام البنك المركزي ببيع وشراء األوراق‬ ‫بعمميات ّ‬
‫ّ‬ ‫يقصد‬
‫المالية‪ ،‬وذلك بيدف زيادة أو إنقاص قدرة البنوك التّجارّية عمى منح االئتمان(‪.)39‬‬
‫ّ‬ ‫األوراق‬
‫قدية الذي تحتفظ بو البنوك‬
‫الن ّ‬
‫المالية تخفيض األرصدة ّ‬
‫ّ‬ ‫وبالتاّلي يترتّب عمى بيع البنك المركزي لألوراق‬
‫ثم تدعيم‬
‫يؤدي إلى زيادة أرصدة البنوك التّجارّية‪ ،‬ومن ّ‬
‫المالية ّ‬
‫ّ‬ ‫التّجارّية‪ ،‬وبالعكس‪ ،‬قيامو بشراء األوراق‬
‫قدراتيا عمى منح االئتمان(‪.)40‬‬
‫المالية بيعا‬
‫ّ‬ ‫الحكومية واألوراق التّجارّية و‬
‫ّ‬ ‫السندات‬
‫إذن ىذه الوسيمة تفيد تعامل البنك المركزي مع ّ‬
‫وشراء‪.‬‬
‫بالنقد و القرض‪ ،‬نجد المادة (‪ )43‬من القانون ‪ 11/30‬تتكمّم‬
‫إذا نظرنا في التّشريع الجزائري المتعمّق ّ‬
‫بنصيا‪:‬‬
‫عن وسيمة إعادة الخصم ّ‬
‫المحررة‪.)41("...‬‬
‫ّ‬ ‫الدفع‬
‫"يجوز لبنك الجزائر أن يشتري أو يبيع [‪ ]...‬ك ّل سندات ّ‬
‫المادة (‪ )45‬من ذات القانون عمى ىذه الوسيمة بقوليا‪:‬‬
‫نصت ّ‬ ‫كما ّ‬
‫عمومية‬
‫ّ‬ ‫النقد وأن يشتري ويبيع عمى الخصوص سندات‬
‫يتدخل في سوق ّ‬
‫"يمكن لبنك الجزائر [‪ ]...‬أن ّ‬
‫خاصة‪.)42("...‬‬
‫ّ‬ ‫وسندات‬

‫(‪)38‬‬
‫محمد كمال خميل الحمزاوي‪ ،‬اقتصاديات االئتمان المصرفي مصر‪ :‬منشأة المعارف لمنشر‪ ،1997 ،‬ص ‪.167‬‬
‫(‪)39‬‬
‫محب خمة توفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.364‬‬
‫(‪)40‬‬
‫محمد يوسف ياسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫(‪)41‬‬
‫السررالف‬
‫رتمم‪ّ ،‬‬
‫رادة (‪ )40‬مررن القررانون رقررم ‪ 11/03‬المر ّرؤرخ فرري ‪ 2003/08/26‬المتعمّررق بالنقررد و القرررض المعر ّردل و المر ّ‬
‫رص المر ّ‬
‫انظررر نر ّ‬
‫الذكر‪.‬‬
‫(‪)42‬‬
‫السررالف‬
‫رتمم‪ّ ،‬‬
‫رادة (‪ )45‬مررن القررانون رقررم ‪ 11/03‬المر ّرؤرخ فرري ‪ 2003/08/26‬المتعمّررق بالنقررد و القرررض المعر ّردل و المر ّ‬
‫رص المر ّ‬
‫انظررر نر ّ‬
‫الذكر‪.‬‬

‫‪277‬‬
‫النقدية في التّشريع الجزائري‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫دور البنك المركزي في تنفيذ ّ‬

‫القانونية لتحقيق أىداف‬


‫ّ‬ ‫نص كذلك بوضوح عمى ىذه الوسيمة‬
‫المشرع الجزائري ّ‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫و بالتّالي نستنتج ّ‬
‫النقدية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫ّ‬
‫السوق المفتوحة‬
‫ثانيا‪ :‬مزايا سياسة عمميات ّ‬
‫تسمح ىذه السياسة لمبنك المركزي بتحقيق المزايا التّالية(‪:)43‬‬
‫إمكانية رقابتيا بشكل كامل‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أ‪ -‬تح ّكم البنك المركزي في حجم السيولة‪ ،‬و‬
‫قوية و مرنة لمتأثير في حجم االئتمان‪،‬‬
‫ب‪ -‬تعتبر أداة ّ‬
‫ت‪ -‬سرعة تطبيقيا من حيث االجراءات‪ ،‬حيث يتطمّب الحال إصدار أمر فقط‪،‬‬
‫تمسان بشكل‬
‫السابقتين ّ‬
‫ث‪ -‬تعتبر أشمل في التأثير لكونيا تشمل جميع البنوك التّجارّية‪ ،‬بينما السياستين ّ‬
‫السيولة(‪.)44‬‬
‫مباشر البنوك التّجارّية التّي تعاني من نقص في ّ‬
‫السوق المفتوحة‬
‫عمميات ّ‬‫ّ‬ ‫فاالية سياسة‬
‫ثالثا‪ّ :‬‬
‫فعالة في ظ ّل ىذه ال ّشروط‪:‬‬
‫السوق المفتوحة ّ‬
‫عمميات ّ‬
‫تكون سياسة ّ‬
‫السندات بيدف إنقاص حجم‬
‫ألن قيام البنك المركزي ببيع مختمف ّ‬‫‪.1‬في فترات االنتعاش االقتصادي‪ّ ،‬‬
‫تعوض ذلك‪ ،‬يحصل العكس في فترة‬
‫ألن عوائد المشروعات التّجارية ّ‬ ‫االئتمان ال يصطدم بعقبة سعر الفائدة‪ّ ،‬‬
‫الكساد االقتصادي(‪.)45‬‬
‫الية إذا قام البنك المركزي‬
‫الفع ّ‬
‫السياسة ستصبح عديمة ّ‬
‫ألن ىذه ّ‬
‫مالية منظّمة ومتّسعة‪ّ ،‬‬
‫‪.6‬وجود أسواق ّ‬
‫ينجر عنو تقمّبات عنيفة في األسعار وعدم‬
‫بشراء أسيم وسندات في ظ ّل سوق مالي ضعيف‪ ،‬األمر الذي ّ‬
‫النقدية المرسومة(‪.)46‬‬
‫السياسة ّ‬
‫تحقيق أىداف ّ‬
‫المتدخمين‪ ،‬بمعنى ليؤالء جميعا مصمحة في إجراء ىذه‬
‫ّ‬ ‫‪.0‬توافر إرادة لمتّعامل من طرف جميع‬
‫التّعامالت(‪.)47‬‬
‫المالية بمجموعة من ال ّشروط‪،‬‬
‫ّ‬ ‫السوق‬
‫تتميز ّ‬
‫النجاح ما لم ّ‬
‫يتم ليا ّ‬
‫السياسة كذلك ال ّ‬ ‫وبالتّالي‪ ،‬ىذه ّ‬
‫يحد من تأثير ىذه الوسيمة في‬
‫أن بمدا مثل الجزائر ال تتوفّر فيو مثل ىكذا ظروف‪ ،‬األمر الذي ّ‬
‫ونالحظ ىنا ّ‬
‫حالة استخداميا من طرف البنك المركزي‪.‬‬

‫(‪)43‬‬
‫عبد القادر خميل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫(‪)44‬‬
‫جمال بن دعاس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.178‬‬
‫(‪)45‬‬
‫سوزي عدلي ناشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.275‬‬
‫(‪)46‬‬
‫محب خمة توفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.366‬‬
‫(‪)47‬‬
‫الطاىر لطرش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.156‬‬

‫‪277‬‬
‫النقدية في التّشريع الجزائري‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫دور البنك المركزي في تنفيذ ّ‬

‫المطمب الرابع‪ :‬التّأثير األدبي‬


‫تسمى التأثير‬
‫النقدية ّ‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫الرابعة التّي يستخدميا البنك المركزي لتحقيق أىداف ّ‬
‫القانونية ّ‬
‫ّ‬ ‫الوسيمة‬
‫األدبي‪.‬‬
‫فالبنك المركزي باعتباره بنك البنوك و المقرض األخير ليا والمستشار المالي والنقدي لمحكومة‪ ،‬ىو من‬
‫أدبية عمييم‪.‬‬
‫خاصة لدى ىذه البنوك‪ ،‬و بالتّالي سمطة ّ‬
‫ّ‬ ‫فإنو يحظى بمكانة‬
‫يتولّى رئاسة الجياز المصرفي‪ّ ،‬‬
‫وىذا المركز األدبي الخاص بالبنك المركزي كان بسبب االعتبار الذي منحو القانون لو‪ ،‬وىو يمارس‬
‫موجيا(‪.)48‬‬
‫السمطة األدبية ناصحا أو ّ‬
‫ىذه ّ‬
‫فالمقام األدبي الذي يحظى بو البنك المركزي يم ّكنو في الكثير من األحيان من تحقيق أىدافو دون‬
‫قدية المذكورة آنفا‪.‬‬
‫الن ّ‬
‫السياسة ّ‬
‫المّجوء إلى أدوات ّ‬
‫الدراسات التّي يصدرىا التأثير بشكل غير مباشر‬
‫يستطيع البنك المركزي من خالل التّعاليق وال ّشروح و ّ‬
‫في سموكيات البنوك التّجارّية وكذا مختمف المتعاممين في طمبيم عمى االئتمان‪.‬‬
‫بحية ذلك القطاع‪ ،‬وعن‬
‫فإنو يصدر تقارير دورّية عن ر ّ‬
‫فإذا أراد مثال زيادة حجم االئتمان لقطاع ما ّ‬
‫ثم تقميص منح االئتمان لقطاعات أخرى(‪.)49‬‬
‫مستقبل االستثمار فيو‪ ،‬فتتجو البنوك التّجارية إلى دعمو ومن ّ‬
‫يعدىا يستطيع توجيو مسار البنوك‬
‫كما ّأنو عن طريق التّوصيات التّي يصدرىا و االستشارات التّي ّ‬
‫التّجارية التّي يفترض ّأنيا تثق في سعى البنك المركزي لتحقيق المصمحة العامة‪.‬‬
‫لكن بالتّأكيد‪ ،‬ىذا ال يعني أن سمطة التّأثير األدبي كافية لوحدىا في توجيو البنوك التّجارية والتأثير‬
‫القانونية التّي أتاحيا لو القانون‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أن البنك المركزي عادة ما يزاوج بين مختمف الوسائل‬
‫عمييا‪ ،‬عمى اعتبار ّ‬
‫النقدية التّي وضعيا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫فيستخدم ما يراه مناسبا لتحقيق أىداف ّ‬
‫النقدية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫نص صريح في التّشريع الجزائري يتناول التأثير األدبي كوسيمة لتنفيذ ّ‬
‫وعموما‪ ،‬ال نجد ّ‬
‫األمر الذي يمكن اعتباره نقصا قد شاب التّشريع في ىذا المجال‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫النتائج التّالية‪:‬‬
‫الدراسة إلى ّ‬
‫نخمص في ختام ىذه ّ‬

‫(‪)48‬‬
‫محمرد‪ ،‬عبرد الحميرد صرالح بسرام‪ ،‬عبرد المرنعم ارضري‪ ،‬المؤسسةات المصةرفية‪ .‬الكويرت‪ :‬مطبوعرات و ازرة التربيرة‪ ،‬الطّبعرة‬
‫محمد سرامي ّ‬
‫الثالثة ‪ ،1981‬ص ‪.88‬‬
‫(‪)49‬‬
‫الطاىر لطرش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.164‬‬

‫‪277‬‬
‫النقدية في التّشريع الجزائري‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫دور البنك المركزي في تنفيذ ّ‬

‫مؤسسة عمومية غاية في األىمية‪ ،‬ييدف أساسا إلى تحقيق المصمحة العامة‬
‫‪ .1‬إ ّن البنك المركزي ّ‬
‫العامة‪.‬‬
‫لمدولة و الحفاظ عمى التّوازنات ّ‬
‫ّ‬
‫يؤدييا فيو بنك اإلصدار وبنك‬
‫‪ .6‬إ ّن أكثر تعريفات البنك المركزي رّكزت عمى مختمف الوظائف التّي ّ‬
‫الرقابة عمى االئتمان‪.‬‬
‫البنوك ومستشار الدولة ويمارس ّ‬
‫‪ .0‬يتمتّع البنك المركزي بخصائص عديدة فيو يحتل مركز الصدارة في الجياز المصرفي‪ ،‬و لو قدرة‬
‫الربح‪.‬‬
‫توخى تحقيق ّ‬
‫عامة ال ت ّ‬
‫مؤسسة ّ‬
‫يعد ّ‬
‫تحويل األصول من حقيقية إلى نقدية و العكس‪ ،‬كما ّأنو ّ‬
‫القانونية عمى رأسيا نجد‪ :‬سياسة سعر‬
‫ّ‬ ‫‪ .4‬يستخدم البنك المركزي لتحقيق أىدافو مجموعة من الوسائل‬
‫السوق المفتوحة والتأثير األدبي‪.‬‬
‫إعادة الخصم‪ ،‬تعديل بنية االحتياطي القانوني‪ ،‬عمميات ّ‬
‫فعالة في تحقيق أىدافيا يجب توفّر العديد من ال ّشروط‪ ،‬كتأطير‬‫القانونية ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ .5‬حتّى تكون ىذه األدوات‬
‫المتدخمين في ال ّسوق‪ ،‬وغيرىا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫السوق المالية‪ ،‬كثرة التعامل باألوراق المالية و التّجارّية‪ ،‬رغبة مختمف‬
‫ّ‬
‫القانونية لتحقيق أىدافو‪ ،‬فقد يستخدم أكثر من وسيمة في‬
‫ّ‬ ‫‪ .6‬يزاوج البنك المركزي بين مختمف الوسائل‬
‫وقت واحد‪.‬‬
‫النقدية‪ ،‬كما‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫القانونية في تنفيذ ّ‬
‫ّ‬ ‫المشرع الجزائري في طرق استخدام ىذه الوسائل‬
‫ّ‬ ‫يفصل‬
‫‪ .2‬لم ّ‬
‫ينص عمى وسيمة التأثير األدبي‪..‬‬
‫لم ّ‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫أوال‪ :‬بالمغة الاربية‪:‬‬
‫النقدية في الناامين ااسعمي و الو اي‪ :‬دراسة مقارنة الجزائر‪ :‬دار‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫‪ .1‬جمال بن دعاس‪ّ ،‬‬
‫الخمدونية لمنشر والتّوزيع‪ ،‬الطّبعة األولى ‪.2007‬‬
‫ّ‬
‫‪ .2‬عمي بن ىادية‪ ،‬بمحسن البميش‪ ،‬الجيالني بن الحاج يحي‪ ،‬القاموس الجةديد لمطعّب الجزائر‪:‬‬
‫المؤسسة الوطنية لمكتاب‪ ،‬الطّبعة السابعة ‪.1991‬‬

‫‪277‬‬
‫النقدية في التّشريع الجزائري‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫دور البنك المركزي في تنفيذ ّ‬

‫‪ .3‬أحمد فريد مصطفى‪ ،‬سيير محمد السيد حسن‪ ،‬النقود والتوازن االقتصادي‪ .‬مصر‪ :‬مؤسسة شباب‬
‫الجامعة‪.2000 ،‬‬
‫عطية‪ ،‬محاسبة االستثمار والتمويل في البنوك التجارية‪ .‬مصر‪ :‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .4‬أحمد صالح‬
‫‪.2002‬‬
‫‪ .5‬فادي محمد الرفاعي‪ ،‬المصارف ااسعمية لبنان‪ :‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬الطّبعة األولى‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ .6‬ضياء مجيد‪ ،‬االقتصاد النقدي مصر‪ :‬مؤسسة شباب الجامعة‪.2000 ،‬‬
‫‪ .7‬محمد عزت غزالن‪ ،‬اقتصاديات النقود والمصارف لبنان‪ :‬دار النيضة العربية‪ ،‬الطّبعة األولى‬
‫‪.2002‬‬
‫الجامعية‪ ،‬الطّبعة األولى‬
‫ّ‬ ‫‪ .8‬الطاىر لطرش‪ ،‬االقتصاد النقدي والبنكي الجزائر‪ :‬ديوان المطبوعات‬
‫‪.2013‬‬
‫‪ .9‬خالد أمين عبد اهلل‪ ،‬الامميات المصرفية‪ .‬األردن‪ :‬دار وائل لمطّباعة و النشر‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.2000‬‬
‫الجامعية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .10‬عبد القادر خميل‪ ،‬مبادئ االقتصاد النقدي و المصرفي‪ .‬الجزائر‪ :‬ديوان المطبوعات‬
‫الجزء الثاني‪ ،‬الطّبعة األولى ‪.2014‬‬
‫‪ .11‬زينب عوض اهلل‪ ،‬أسامة محمد الفولي‪ ،‬أساسيات االقتصاد النقدي والمصرفي‪ .‬لبنان‪ :‬منشورات‬
‫الحمبي الحقوقية‪.2003 ،‬‬
‫محمد يوسف ياسين‪ ،‬القانون المصرفي و النقدي‪ .‬لبنان‪ :‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة‬
‫‪ّ .12‬‬
‫األولى ‪.2007‬‬
‫مقدمة في االقتصاد النقدي و المصرفي‪ .‬لبنان‪ :‬منشورات الحمبي الحقوقية‪،‬‬
‫‪ .13‬سوزي عدلي ناشد‪ّ ،‬‬
‫الطبعة األولى ‪.2010‬‬
‫لممؤسسات والناريات‪ .‬االسكندرية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .14‬محب خمة توفيق‪ ،‬االقتصاد النقدي والمصرفي‪ :‬دراسة تحميمية‬
‫دار الفكر الجامعي‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2011‬‬
‫‪ .15‬ضياء مجيد‪ ،‬اقتصاديات النقود و البنوك مصر‪ :‬مؤسسة شباب الجامعة‪.2002 ،‬‬
‫‪ .16‬محمد كمال خميل الحمزاوي‪ ،‬اقتصاديات االئتمان المصرفي مصر‪ :‬منشأة المعارف لمنشر‪،‬‬
‫‪.1997‬‬

‫‪277‬‬
‫النقدية في التّشريع الجزائري‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫دور البنك المركزي في تنفيذ ّ‬

‫محمد‪ ،‬عبد الحميد صالح بسام‪ ،‬عبد المنعم راضي‪ ،‬المؤسسات المصرفية‪ .‬الكويت‪:‬‬‫‪ .17‬محمد سامي ّ‬
‫مطبوعات و ازرة التربية‪ ،‬الطّبعة الثالثة ‪.1981‬‬
‫ثانيا‪ :‬النصوص القانونية‪:‬‬
‫الصررادر‬
‫رتمم ّ‬
‫‪ .1‬القررانون رقررم ‪ 11/03‬المر ّرؤرخ فرري ‪ 2003/08/26‬المتعمّررق بالنقررد و القرررض المعر ّردل والمر ّ‬
‫الصادرة بتاريخ ‪.2003/08/27‬‬
‫الرسمية عدد ‪ّ 52‬‬ ‫بالجريدة ّ‬
‫الرسمية‬
‫الصادر بالجريدة ّ‬
‫المؤرخ في ‪ 1990/04/14‬المتعمّق بالنقد والقرض ّ‬
‫‪ .2‬القانون رقم ‪ّ 10/90‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪( 1990/04/18‬الممغى)‪.‬‬
‫عدد ‪ّ 16‬‬

‫‪272‬‬

You might also like