Professional Documents
Culture Documents
Kzal Smaa PDF
Kzal Smaa PDF
ملن هك
ألأهدأء
إلى الوالدة أطال ألله فى عمرها
فطت ةم
قائمة المختصرات
ص :صفحة
هـ :هجري
ج ر :جريدة رسمية
ع أ :عمارة أ
ص ص :صفحة و صفحة
المقدمة
المقــــدمة
بعد االستقالل كان لزاما على الدولة الجزائرية بناء مؤسساتها السيادية ,خصوصا بعد الفراغ الذي
خلفه المستعمر ,فبدا النظام في إنشاء الهياكل األساسية لهذه الدولة.
و من بين المؤسسات سعت السلطة العامة إلى إنشاء مؤسسة بنكية خاصة بها ,لكن و بما أن الدولة
الجزائرية كانت حديثة عهد باالستقالل مرت بمرحلة انتقالية تميزت بفصل الخزينة العمومية عن نظيرتها
الفرنسية في 02أوت 2690أما اإلنشاء الحقيقي للبنك الجزائر فكان في 21ديسمبر بموجب االمر-90
211و الذي كان مملوكا بالكامل للدولة و منحه القانون السالف الذكر صالحيات تقليدية للبنوك كونه بنك
اإلصدار النقدي و مموال و مسي ار للشؤون النقدية للدولة و المشرف على البنوك التجارية ,و رغم أن القانون
أعطى صالحيات واسعة للبنك المركزي إال انه كان تحت سلطة وزير المالية و مما صعب عليه مهمة
اإلشراف أن البنوك التجارية كانت كلها أجنبية و مرتبطة بالمنظومة الفرنسية ,و في سنة 2691و وفقا
لقانون المالية تم وضع البنك المركزي الجزائري في خدمة الخزينة العمومية.
و في ظل البحث عن موارد للتمويل المالي و مصادر جديدة للقروض ,كان البد من القيام
بإصالحات جديدة تمكن من خاللها البنك المركزي من إعادة تمويل البنوك الوطنية مع احتفاظ و ازرة المالية
بالوصاية على البنك المركزي ,تالها إصالح سنة 2669المتمثل في قانون القرض و البنك و المؤرخ في
,2669/26/26حيث تم إدخال إصالحات هامة على الوظيفة البنكية من اجل إرساء المبادئ العامة
للبنوك العمومية و توحيد اإلطار القانوني الذي يسير المؤسسات المصرفية ,حيث تم تقليص دور الخزينة
العمومية في مجال االستثمارات كما استعاد البنك وظائفه كبنك للبنوك.
و مع انفتاح الدولة على اقتصاد السوق ,ارتأت إلى القيام بإصالحات جذرية تمثلت في إصدار
و الذي تضمن إلغاء القانون رقم 22-62المتعلق بالنقد و القرض و المؤرخ في 2662/21/21
احتكار الدولة للقطاع المصرفي و تحرير سوق القرض ,و تم االستغناء عن األسلوب اإلداري للقرض ,تبعها
تغييرات هيكلية من خالل إصدار التعديل رقم 22-22المؤرخ في ,0222حيث تم الفصل بين مجلس
النقد و القرض و مجلس اإلدارة في البنك المركزي.
أ
المقدمة
ثم تم إلغاء األمر 22-62باألمر 22-21المؤرخ في 09أوت 0221أين تم تدعيم استقاللية اللجنة
و إمدادها بالوسائل و المصرفية و تفعيل دورها في مراقبة أنشطة البنوك بإضافة أمانة عامة لها
الصالحيات لممارسة مهامها على أحسن وجه.
و يمثل تكمن أهمية دراسة الموضوع ,في أن البنك المركزي يعد عصب الحياة االقتصادية
السلطة العليا للنظام المصرفي و يشرف على السياسة النقدية للدولة ,لذا فالتعريف به و نظامه القانوني
يسمح بتحديد دوره في النمو االقتصادي للدولة ,و تقييم أداءه من اجل خدمة التنمية االقتصادية ,و تعزيز
هياكل و مؤسسات الدولة.
فتسليط الضوء على النظام القانوني للبنك المركزي ,الذي يعد القالب الذي يتشكل من خالله المؤسسات
المالية للدولة ,و من خالل توضيح صالحياته و وظائفه يظهر حجم تأثيره على االقتصاد الوطني ,و مدى
فعاليته في نجاعة المنظمة المصرفية.
أما عن أسباب اختيار الموضوع ,فتتراوح ما بين ذاتية و أخرى موضوعية ,تتمثل األولى في أن
لهذا الموضوع عالقة بتخصص الدراسة المتمثلة في القانون العام االقتصادي و لكون هذا الموضوع قد
درس من عدة جوانب ,فارتأينا أن يكون دراستنا له بطريقة تكون إضافة جديدة لهذا النوع من البحوث.
أما عن األسباب الموضوعية ,فهي مكانة و دور البنك المركزي في المنظومة المؤسساتية بشكل عام للدولة
الجزائرية و التي تعرف تطو ار و إصالحات متجددة ,و خصوصا اإلصالحات االقتصادية و محاولة الدولة
التماشي مع التطورات الدولية و اإلقليمية القتصاد السوق و العولمة ,و كذا فتح مجال االستثمار و إعطاءه
الدفع الالزم لكي يسير في الطريق الصحيح التي رسمتها الدولة .فالبنك المركزي يعد الهيكل األساسي
لالنفت ـ ـ ـاح االقتصـ ـ ـ ـ ـادي و رسم مالمح المنظومة المصرفية و ترقيتها و تطويرها.
إشكالية الدراسة
إن اإلصالحات التي قامت بها الدولة اتجاه البنك المركزي و تنظيم قوانينه ساهمت في تعزيز دور
البنك الرقابي و اإلشرافي على السياسة النقدية .من خالل هذا نطرح اإلشكال التالي:
الدراسات السابقة
ب
المقدمة
من بين الدراسات التي استفدنا بها للقيام بهذا البحث نذكر:
-أطروحة الدكتوراه للباحثة دار السبع مختارية ,نوقشت في كلية الحقوق جامعة الجياللي اليابس سيدي
بلعباس عام 0226بعنوان إدارة االئتمان في النظام المصرفي الجزائري.
-أطروحة الدكتوراه للباحثة حمني حورية ,نوقشت في كلية العلوم االقتصادية جامعة منتوري قسنطينة عام
0229بعنوان آليات رقابة البنك المركزي على البنوك التجارية و فعاليتها –حالة الجزائر.
--أطروحة الدكتوراه للباحثة خيتر فريدة ,نوقشت في جامعة الجياللي اليابس سيدي بلعباس عام 0226
بعنوان إدارة االئتمان في النظام المصرفي الجزائري.
-أطروحة الدكتوراه للباحث ضويفي محمد ,نوقشت في كلية الحقوق جامعة الجزائر عام 0221بعنوان
المركز القانوني لبنك الجزائر ,و التي كانت مذكرة ثرية بالتحليل المنطقي و الكم المعلوماتي و القانوني
حيث الم كثي ار بالجوانب التشريعية و القانونية.
أما عن الصعوبات فتمثلت في قلة المراجع التي تتكلم عن البنك المركزي الجزائري من الجانب
القانوني رغم وفرتها من الجانب االقتصادي ,و طغيان الجانب االقتصادي في اغلب المراجع صعب مهمة
استحضار المعلومات القانونية.
و لإلجابة على هذه اإلشكالية اعتمدنا المنهج الوصفي التحليلي ,و ذلك من خالل تطرقنا إلى البنك
المركزي كتعريف و نشأة و تحليل طبيعته القانونية وصالحياته من خالل النصوص القانونية و التشريعية
المختلفة المنظمة له.
خطة الدراسة
ج
المقدمة
د
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
الفصل األول
ماهية و نشأة البنك المركزي الجزائري
انشأ البنك المركزي الجزائري بموجب القانون رقم 411-26ليكون بداية ألول بنك مركزي يمثل الدولة
الجزائرية المستقلة ،لكنه اكتسب شخصيته و استقالليته مع كل التغيرات التي حصلت في التشريعات
الجزائرية ،و حتى تكوينه الهيكلي كان هو اآلخر معرضا للتغيير حسب حاجة المشرع لتطوير صالحيات
البنك و جعله مواكبا للمتغيرات االقتصادية سواء الوطنية أو الدولية.
فما يمثله البنك المركزي من أهمية بالغة في التأثير المباشر على النقد و السياسة النقدية و لما له من مكانة
في المنظومة االقتصادية عموما و المصرفية خصوصا ،جعل القائمين على التشريع في الجزائر يسعون
و المطلوب. إلى مده بجميع اإلمكانيات البشرية أو الهيكلية أو القانونية لكي يلعب دوره بالشكل الالزم
7
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
و للبنك المركزي أهمية كبيرة في النظام المصرفي ألية دولة ،ولهذا قبل التطرق لهياكله و المهام
صالحياته البد من التعرف على مفهومه والتعرف عليه من خالل ما تناوله الفقه و ما عرفه القانون إضافة
إلى الجانب اللغوي وهذا في (الفرع األول) أما (الفرع الثاني) سنتناول األساس القانوني للبنك.
ليس من السهل وضع تعريف جامع لمعنى كلمة "بنك" نظرا لمدى التطور الكبير على مر العصور
لوظيفة البنوك ،و اختالف نظرة المذاهب االقتصادية لدورها في الحياة االقتصادية.
و قد تعددت التعاريف التي وضعت في هذا الشأن ،و كان كل منها يتأثر بروح العصر الذي وضعت فيه
أو المذهب االقتصادي السائد وقت وضعها.
و فيما يلي يتم التعرض – باختصار -لمختلف هذه التعاريف ،بدا ببيان التعريف اللغوي لكلمة بنك يعقبها
1
تفسيرات الفقهاء ثم التعريف التشريعي للبنك
كلمة بنك مشتقة من الكلمة االيطالية Bancoأو Bancaو معناها منضدة .و تشير إلى أول عهد الصيارفة
في القرون الوسطى ،حيث كانوا يقومون بمهنتهم في استبدال النقود أمام منضدة صغيرة في األسواق و
كان هؤالء الصيارفة في البداية يقومون بالتجارة العادية ،ثم وجدوا إن ازدهار التجارة و ما يتبعه من
استبدال العمالت الم ختلفة ببعضها يؤدي إلى نشاط كبير و أرباح مغرية ،فتخصصوا شيئا فشيئا في
عمليات استبدال النقود ،و ازدهرت مهنة الصيرفة و أطلق عليهم كلمة Bancoنسبة إلى المنضدة التي
يجلسون خلفها.
و يالحظ أن الصيارفة اإلغريق في العصر القديم كان يطلق عليهم ، Trapeziteو هو وصف مشتق من
كلمة تعني منضدة ،أما الصيارفة الالتين فكان يطلق عليهم .Argentarius
و و قد شاع استعمال كلمة بنك لسهولتها للتعبير عن مهنة استبدال النقود ،ثم أطلقت على األشخاص
الهيئات التي تزاول أعمال الصيرفة و أعمال البنوك ،و فيما عدا بعض المسميات الخاصة التي أطلقت
أحمد شعبان محمد علي ،موسوعة البنوك و االئتمان السياسة االئتمانية للبنوك ،دار التعليم الجامعي ،6142 ،ص .41 4
8
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
على البنوك ،في فرنسا مثل Comptoirأو Creditأو ،Caisseفان كلمة بنك أصبحت تعبيرا دوليا -
مهما اختلفت اللغات -و تطلق على المؤسسات التي تقوم بعمليات البنوك.2
و يقابلها في اللغة العربية كلمة مصرف ،و المصرف بكسر الراء مأخوذة من الصرف بمعنى بيع النقد
بالنقد ،و يقصد بالمصرف المكان الذي تتم فيه عمليات الصرف.
و قد ورد العديد من التعاريف لكلمة البنك في المعاجم و الموسوعات العربية ففي معجم الوسيط :البنك
مصرف أو البنك ،تطلق هذه الكلمة بصفة عامة على المؤسسات التي تتخصص في إقراض و اقتراض
النقود عصب النظام االئتماني ،الن النسبة الساحقة من اإلقراض و االقتراض ال تتم مباشرة بين صاحب
النقود و من يرغب في استخدامها بل عن طريق المصارف. 3
اختلفت تسمية و تعاريف المصارف تبعا الختالف المفهوم حول أهمية و وظائف تلك المصارف فقد
أطلق على البنوك المركزية أسماء مختلفة في دول العالم ففي الواليات المتحدة أطلقت تسمية ( نظام
االحتياط الفدرالي) و في الهند أطلق عليه تسمية البنك االحتياطي في حين في فرنسا أطلق عليه تسمية بنك
فرنسا و في بعض الدول جاء تحت تسمية مؤسسة النقد و على الرغم من اختالف التسميات إال أن االسم
الغالب في معظم دول العالم هو بنك المركزي .4
و من وجهة نظر الكالسيكية يمكن القول أن البنك هو " مؤسسة تعمل كوسيط مالي بين مجموعتين رئيستين
و المجموعة من العمالء .المجموعة األولى لديها فائض من األموال و تحتاج إلى الحفاظ عليه و تنميته
5
أو كالهما" الثانية هي مجموعة من العمالء تحتاج إلى أموال ألغراض أهمها االستثمار أو التشغيل
قدم بعض االقتصاديين تعاريف مختلفة للمصارف المركزية ترتبط تلك التعاريف مع الوظائف التي تقوم
بها البنوك المركزية و من أهم التعريفات الشائعة للمصارف المركزية هي:
عرفت "فيرا سميث " Vera SMITHالبنوك المركزية بأنها هي النظام المصرفي الذي يوجد فيه مصرف
واحد له السلطة الكاملة على إصدار النقد .أكدت "فيرا سميث" في تعريفها على وظيفة إصدار النقد .4
أما شاو W.SHAWفقد ركز على وظيفة البنك المركزي في كيفية التحكم في حجم االئتمان و تنظيمه
بتعريفه هو البنك الذي يتحكم في االئتمان و ينظمه .4
و عرفه " "A.Dayبأنه الذي ينظم السياسة النقدية و يعمل على استقرار النظام المصرفي و يالحظ بان
"داي" اهتم بالسياسة النقدية باعتبارها من أهم وظائف البنك المركزي باألخص الحفاظ على استقرار
الجهاز المصرفي .4
2
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
و جاء تعريف "سايرز "SAYERSبان البنك المركزي هو عضو أو جزء من الحكومة الذي يأخذ على
عاتقه ادارة العمليات المالية للحكومة و بواسطة إدارة هذه العمليات يستطيع التأثير في سلوك المؤسسات
المالية بما يجعلها تتوافق مع السياسة االقتصادية للدولة و هذا التعريف ركز على وظيفة البنك المركزي
كبنك الحكومة .4
و جاء تعريف "سامويلسون " SAMUALSONليركز على وظيفة أخرى للمصارف باعتباره البنك
المركزي هو بنك البنوك و وظيفته هي التحكم في القاعدة النقدية التي من خاللها يستطيع ان يتحكم في
عرض النقود . 4
و نرى ان "جونسي "JAUNCYقد عرف البنوك المركزية أنها البنك الذي يعتبر المقاصة هي العملية
الرئيسية له يتضح أن وظيفة إجراء التسويات بين حسابات البنوك هي األساس لتعريف "جونسي".
في حين عرف دي كوك DE COCKالبنوك المركزية بأنها البنك المركزي هو البنك الذي يقنن و يحدد
الهيكل النقدي و المصرفي بحيث يحقق اكبر منفعة لالقتصاد الوطني من خالل قيامه بوظائف متعددة
كتقنين العملة و القيام بإدارة العمليات المالية .6
يتضح من التعاريف أعاله أن التعريف الذي قدمه "دي كوك" هو جامع شامل لوظائف البنك المركزي
بخالف التعاريف األخرى التي ركزت على وظيفة واحدة أو وظيفتين من وظائف البنك المركزي.
يعتبر البنك المركزي أول مؤسسة نقدية يتم تأسيسها في الجزائر المستقلة و قد كان في
4226/46/44بموجب قانون رقم ، 411/26و قد ورث اختصاصات البنك الجزائري الذي تم تأسيسه
في عهد االستعمار و قد أوكلت للبنك المركزي كل المهام التي تختص بها البنوك المركزية في دول العالم
،فهو المسؤول عن إصدار النقود و تدميرها و تحديد معدل إعادة الخصم و كيفيات استعماله ،و هو حسب
قانون تأسيسه بنك البنوك و يجعله ذلك مسؤوال عن السياسة النقدية و االقراضية و هو أيضا بنك الحكومة
و يحتم عليه ذلك أن يقدم تسهيالته لها بواسطة إعطاء تسبيقات للخزينة أو إعادة خصم السندات المكفولة
7
من طرفها
-2عرف القانون رقم 211/20المصادق عليه من قبل مجلس التأســـــيسي في 44ديسمبر 42268الذي
يعتبر أول قانون عرف البنك المركزي بأنه " مؤسسة وطنية عامة تتمتع بشخصية مدنية و حكم ذاتي "
يتضح من خالل نص المادة أن المشرع الجزائري أعتبر البنك المركزي بأنه مؤسسة وطنية عامة ،أي أنه
منحه الصفة العمومية ،لكن عبارة الشخصية المدنية تثير غموضا ،تجدر اإلشارة إلى أن مصطلح
"الشخصية المدنية يعد غريبا إذن أن األحكام العامة للقانون المدني لم تأتي على ذكر الشخصية المدنية ،بل
ذكرت الشخصية القانونية التي تنطبق على كل من الشخص الطبيعي والشخص االعتباري ،ولهذا
41
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
كان من األجدر استبدال مصطلح الشخصية المدنية الشخصية القانونية "ألنها األقرب إلى المعنى . 9
لذا فإن منح المشرع للبنك المركزي الشخصية القانونية يكتسب بموجبها البنك الحقوق القانونية كحق
التقاضي ،كما استعمل المشرع في نص المادة عبارة الحكم الذاتي التي نلتمس من خاللها غموض في
المعنى ،و جاء في المادة الثانية من القانون 411/26أن " البنك المركزي تاجر في عالقاته مع الغير و
يحكمه أحكام التشريعات التجارية التي ال ينفصل عنها" .من خالل هذه الفقرة نجد أن المشرع اعتبر البنك
المركزي تاجرا في تعامله مع الغير مما ينتج عنه تطبيق أحكام القانون التجاري في هذه المعامالت.
المادة ( )41البنك المركزي و مؤسسة القرض مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل
المالي و تقوم بمقتضى وظيفتها االعتيادية بالعمليات المصرفية ،و يكون رأسمال البنك المركزي و
مؤسسات القرض ملك للدولة أو ألحد المؤسسات حسب المفهوم المتعلق باألمالك الوطنية . 10
عند مقارنة هذا النص مع القانون رقم 411/26نالحظ أن التعريف الوارد في القانون رقم 46/82ساوى
بين البنك المركزي و بين المؤسسات المصرفية األخرى ،حيث إن المشرع في النص باللغة الفرنسية ،
استعمل مصطلح مؤسسة ،الن القانون 411/26المنشور باللغة الفرنسية ،استعمل مصطلح
établissementالذي يترجم إلى مؤسسة.11
كما استمر في منحه الشخصية المعنوية و االستقالل المالي ،مع احتفاظ الدولة بملكية رأسمال البنك.
بعد انهيار أسعار البترول عام ، 4282باشرت السلطات العمومية جملة من اإلصالحات االقتصادية ففي
المجال المصرفي صدر القانون رقم ،. 1212/88الذي جاء بتعريف جديد للبنك المركزي ،إذ نصت المادة
6منه على " البنك المركزي و مؤسسة القرض مؤسسة عمومية اقتصادية تتمتع بالشخصية المعنوية و
االستقالل المالي و تقوم بمقتضى وظيفتها االعتيادية بالعمليات المصرفية" . 13
4بوبزاري هاجر-قنون حكيمة ،المركز القانوني للبنك الجزائري ،مذكرة ماستر ،كلية الحقوق ،جامعة جيجل 6148-6147 ،
،ص .42
6قانون رقم ، 46-82 :المؤرخ في 42غشت سنة ،4282المتعلق بنظام البنوك و القروض ،ج ر ج ج ،العدد 41
الصادر بتاريخ 61غشت ،4282ص . 4162
محمد ضويفي ،مركز القانوني للبنك الجزائري ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر 6141-6141 ، 4
،11ص 42
كوثر ناصري ،المركز القانوني للبنك المركزي الجزائري ,مذكرة ماستر حقوق ,جامعة ام بواقي ،6142-6148 ,ص8
12
1قانون رقم 12-88 :المؤرخ في 46يناير سنة ، 4288يعدل و يتمم القانون رقم ، 46-82المؤرخ في 42غشت
، 4282المتعلق بنظام البنوك و القروض ،ج ر ج ج ،العدد ، 6الصادرة بتاريخ 44يناير ، 4288ص . 11
44
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
حدد هذا النص طبيعة البنك المركزي ،فتم اعتباره مؤسسة عمومية اقتصادية و ساوى بينه و بين المؤسسات
المصرفية ،و قد يفسر ذلك بخضوعه إلى نفس القانون الخاص بالمؤسسات العمومية االقتصادية ،التي
14
تعد شركات ذات أسهم.
عرف القانون 41/21المتعلق بالنقد و القرض البنك المركزي الجزائري في مادته 44و التي تنص
15
على أن "البنك المركزي مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل المالي"
عند مقارنة هذا النص مع القانون رقم 411/26و القانون ،46/82نالحظ انه تم االستغناء عن مصطلح
16
"عمومية " و المحافظة على "عبارة مؤسسة وطنية"
يعتبر تعديل 6114صياغة جديدة القانون المصرفي الجزائري حيث تم خالله اعتماد آليات
جديدة في تسيير الجهاز المصرفي و إلغاء قانون النقد و القرض .44/21
عرف القانون رقم 44/14القانون الجزائري المركزي من خالل نص المادة التاســـــــــــــعة منه و
التي نصت على انه "بنك الجزائر مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل المالي و يعد
تاجرا في عالقاته مع الغير و يحكمه التشريع التجاري ما لم يخالف ذلك أحكام هذا األمر و يتتبع قواعد
المحاسبة التجارية و ال يخضع اإلجراءات المحاسبة العمومية و مراقبة مجلس المحاسبة ".17
يتبع بنك الجزائر قواعد المحاسبة التجارية ،فهو ال يخضع اإلجراءات المحاسبة العمومية كما ال يخضع
لرقابة مجلس المحاسبة و ال إلى القيد بالسجل التجاري ،كما يعفى من الخضوع إلى جميع الضرائب و
الحقوق ،و الرسوم و األعباء المتصلة بنشاطاته ،و تعود ملكية رأس ماله بالكامل للدولة.18
يقصد باألساس القانوني للبنك المركزي ،هي النصوص و المواد القانونية التي ذكر فيها المشرع
الجزائري البنك المركزي ،و القواعد القانونية المنظمة لهذا الجهاز.19.
2قانون رقم 41-21 :المؤرخ في 41أفريل ، 4221المتعلق ب النقد و القرض ،ج ر ج ج ،العدد ، 42الصادرة بتاريخ 41أفريل ، 4221
ص . 166
5حديوش سعدية ،محاضرات في مقياس قانون النقد و القرض ،سنة ثالثة ،تخصص اقتصاد نقدي و بنكي ،كلية العلوم االقتصادية و التجارية و
علوم التسيير ،جامعة البويرة ،ص . 2
6كوثر ناصري ،المركز القانوني للبنك المركزي الجزائري ،مذكرة تكميلية لنيل شهادة الماستر في الحقوق ،كلية الحقوق فرع قانون أعمال ،
جامعة العربي بن مهيدي ،أم البواقي ، 6142-6148،ص . 44
46
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
نظرا لألهمية التي يحتلها البنك المركزي ،مركز الصدارة في الجهاز المصرفي للدولــة و الوظائف
التي يقوم بها ،كبنك للبنوك ،ومستشار الحكومة المالي ،و له سلطة وضع وتوجيه السياسة النقدية و المالية
للدولة التي تعمل على ضمان االستقرار النقـــدي و المحافظة على سالمة النظام المصرفي ،و عليه
20
سنطرق لألسس القانونية التي يقوم عليها .
أوال األساس الدستوري للبنك المركزي و ثانيا األساس التشريعي للبنك المركزي.
بحيث لم يذكر المؤسس الدستوري البنك المركزي الجزائري في دساتير ،4282 4272 ،4224
و في دستور 4222ذكر "عبارة محافظ بنك الجزائر ،حيث نصت المادة 78على أنه ":يعين رئيس
الجمهورية في الوظائف و المهام اآلتية......:محافظ بنك الجزائر" .هذا النص ذكر المحافظ كشخص
طبيعي يسير و يدير بنك الجزائر ،لكن لم يذكر هذا األخير كشخص معنوي ،وعليه يمكن القول أن بنك
الجزائر ليس مؤسسة دستورية ،على أساس أنه تم إنشاؤه بموجب نص تشريعي و هو القانون رقم -26
، 411كما أن نص المادة 46من قانون النقد و القرض 6اشترطت حل بنك الجزائر بموجب قانون.
و مما يالحظ أنه لم يعطى البنك المركزي مركزا دستوريا برغم المكانة و األهمية التي يرقى لها على
مستوى الجهاز المصرفي باعتباره بنك البنوك و احتالله الصدارة في الهرم المصرفي ،إضافة إلى حجم
الوظائف و العمليات التي يقوم بها.
لقد اعتبر المشرع مجلس النقد و القرض " سلطة نقدية" كما منح مجلس إدارة بنك الجزائر "سلطات"
إدارية لتسيير هذا البنك ،وهنا يثار التساؤل حول دستورية استعمال مصطلح " السلطة " ( ) pouvoir
ألن الفقرة 8من ديباجة دستور 4222نصت على أن المؤسسات الدستورية يتم بناؤها بموجب الدستور
فقط ،إذن فبنك الجزائر ليس مؤسسة دستورية ،ألنه أنشئ قبل دستور 4224و بموجب قانون عادي كما
تجدر اإلشارة إلى أن المؤسس الدستوري حصر السلطات في ثالث ،هي السلطة التنفيذية ،السلطة
القضائية السلطة التشريعية ،برغم إضفاء صفة "السلطة" إذن فبنك الجزائر ال يدخل ضمن هذه
السلطات. 21
لقد ذكر المشرع مصطلح "السلطة " في قانون النقد و القرض رقم ،41-21تم إنشاء ( مجلس النقد و
القرض ) الذي يتصرف كمجلس إدارة البنك المركزي ،و كسلطة نقدية عن طريق إصدار أنظمة نقدية
و مالية و مصرفية لكن في عام ، 6114تم إنشاء مجلس إدارة البنك الجزائر إلى جانب مجلس النقد
القرض ،و بذلك لم يعد هذا األخير يتمتع بسلطة التسيير اإلداري لبنك الجزائر ،و لقد تمت المحافظة على
هذا التنظيم في قانون النقد و القرض الصادر بموجب األمر 44-14و هنا يثار التساؤل حول دستورية
إنشاء هذه السلطات الجديدة.
1أمر رقم 44-14المؤرخ في 62غشت سنة ،6114يتعلق بالنقد و القرض ،ج ر ،العدد 16الصادرة بتاريخ 67غشت سنة .6114معدل
بموجب المادة 417من األمر رقم 14-12المؤرخ في 66يوليو سنة ،6112المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ،6112ج ر ،العدد،11
الصادرة بتاريخ 62يوليو سنة ،6112ص .66ثم تم تعديله باألمر رقم 11-41المؤرخ في 62غشت سنة ،6141ج ر ،العدد ، 11الصادرة
بتاريخ 14سبتمبر سنة ، 6141ثم تمم بموجب المادة 28من القانون رقم 18-44المؤرخ في 41ديسمبرسنة 6144المتضمن قانون المالية لسنة
،6141ج ر ،العدد ، 28الصادرة بتاريخ 44ديسمبر سنة ،6144ص 64
21محمد ضويفي ،مرجع سابق ،ص 44
44
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
المادة 441من دستور 4282و المادة 466من دستور ،4222ال تشكل عقبة أمام منح القانون سلطة
تنظيمية لسلطة إدارية مستقلة ،و هي سلطة تنظيمية لكن مقلة ،و عليه نعتبر أن البنك المركزي الجزائري
يتمتع بسلطة تنظيمية متخصصة و محددة.
أنشأ البنك المركزي الجزائري من طرف المجلس التأسيسي في 44ديسمبر( 4226كمؤسسة عمومية
تتمتع بالشخصية المدنية و االستقالل المالي ) ،و ذلك ليحل ابتداء من أول جانفي 4224محل البنك
الجزائري الذي أنشأته فرنسا أثناء الفترة االستعمارية ,بمقتضى قانون أوت 22.4814وقد خول المشرع
للبنك المركزي المهام األساسية اآلتية :
حيث منح للبنك المركزي امتياز اإلصدار النقدي و خوله مهمة تنظيم السيولة و كذا توجيه و مراقبة توزيع
القروض في إطار السياسة الحكومية.
خلق و حفظ – في مجال النقد – القروض و التحويالت و هذا من أجل تأمين تطور حسن ومنظم لالقتصاد
الوطني و السهر االستقرار الداخلي و الخارجي للنقود .23
بالنسبة لقانون النقد والقرض رقم 41-21ألغى القوانين األساسية ( ( les statutsللبنك المركزي الملحقة
( ) annexeبالقانون رقم ،411-26كما نالحظ أنه تم إدراج هذا األخير في تأشيرات األمر رقم -14
.44
إن الوظائف التي ينفرد بها البنك المركزي الجزائري تجعله كسائر البنوك العالمية ،يتميز أو يتسم
بالخصائص الت الية :الوحدة و ملكية البنك للدولة ،وتخويل البنك المركزي اإلشراف على السياسة النقدية،
و استقاللية البنك المركزي و هذا ما سنتناوله في (الفرع األول ) أما (الفرع الثاني ) يخصص للطبيعة
القانونية للبنك المركزي.
1محفوظ لعشب ،الوجبز في القانون المصرفي الجزائري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الساحة المركزية ،بن عكنون الجزائر 4606112،
،ص .41
23أيمن بن عبد الرحمان ،تطور النظام المصرفي في الجزائر ،دار بلقيس للنشر ،ع أ ،دار البيضاء –الجزائر ،ص 64
41
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
إن للبنك المركزي خصائص تميزه عن باقي البنوك و المؤسسات المالية األخرى منها وحدة البنك المركزي
(فرع أول) ،ملكية البنك المركزي للدولة (فرع ثاني) ،تخويل البنك المركزي اإلشراف على السياسة النقدية
(فرع ثالث) و استقاللية البنك المركزي (فرع رابع).
إن المالحظ عمليا في البنوك المركزية لمعظم الدول في العالم وحدتها ،أي وجود بنك وحيد مخول له
سلطة إصدار النقد و تنظيم التداول النقدي و االئتمان ،و إن وجدت بنوك مركزية في المحافظات أو
المقاطعات أو الواليات فهي ال تعدو كونها فروعا للبنك المركزي األم المتواجد بالعاصمة ،و ذلك لتسهيل
المهام و العمل ليس إال .
لكن مع ذلك قد يتعدد البنك المركزي ،و تكاد الواليات المتحدة األمريكية تشكل االستثناء الوحيد في هذا
إذ يوجد حوالي 46مؤسسة إقليمية لإلصدار النقدي ،رغم أن ذلك ال يعني سوى تقسيما للعمل أيضا وال
ينفي مبدأ وحدة البنك المركزي ،فجميع هذه المؤسسات تخضع لسلطة مركزية معينة هي اتحاد هذه البنوك
ضمن ما يسمى بنظام االحتياطي الفيدرالي ، Fédéral Reserve Systemو هذا االتحاد يعتبر السلطة
المخول لها اتخاذ القرارات ،و رسم السياسة المتعلقة بشؤون النقد و االئتمان ،و هي ملزمة لكل وحدات
إصدار النقد. 24
أن البنوك المركزية مؤسسات نقدية ذات ملكية عامة ،فالدولة هي التي تتولى إدارتها و اإلشراف
عليها من خالل القوانين التي تسنها و التي تحدد بموجبها أغراضها و واجباتها و تشترك مع الحكومة في
رسم السياسة النقدية ،و تنفذ هذه السياسة عن طريق التدخل و التوجيه و المراقبة.
ال يتوخى البنك المركزي الربح و إنما وجد لتحقيق الصالح العام للدولة ،و لكن إن حصل الربح فيكون
ذلك من قبيل األعمال العارضة و ليس األساسية التي وجد المصرف ألجلها ،و غالبا ما تكون البنوك
المركزية مملوكة من قبل الدولة.25
يتمتع بالقدرة على تحويل األصول الحقيقية إلى أصول نقدية و له القدرة على الهيمنة على إصدار النقد و
عملية االئتمان في االقتصاد الوطني .
يمثل البنك المركزي المؤسسة المحتكرة لعملية إصدار النقد ،و لم يعد للمصارف التجارية أي دور في
اإلصدار في جميع دول العالم.4
قبل سنة 4242م كان هناك عدد قليل فقط من البنوك المركزية مملوكة بالكامل من قبل الدولة ،و فيما
بين سنتي 4242و 4211م جرى تأميم البنوك المركزية في بعض البلدان بينما كل البنوك المركزية
4سليمان ناصر ،عالقة البنوك اإلسالمية بالبنوك المركزية ،بحث مقدم لنيل درجة الدكتوراه في العلوم ،فرع علوم التسيير ،كلية
العلوم االقتصادية و التسيير ،جامعة الجزائر . 6111-6111ص 21
25زكرياء الدوري ،يسرا السامرائي ،مرجع سابق ،ص 61
41
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
الجديدة تقريبا و التي أسست خالل تلك الفترة قد أنشئت منذ البداية كهيئات حكومية ،و بعد الحرب العالمية
الثانية اتسعت عملية تأميم البنوك المركزية بشكل واسع.
تعرف السياسة النقدية بالمفهوم الواسع بأنها موقف السلطة السياسة تجاه النظام النقدي للمجتمع
الذي يحكمه ،و تعرف ( بالمفهوم الضيق ) بأنها إدارة النظام النقدي من أجل الوصول إلى أهداف معينة
تحقق رفاهية الشعب ككل ،و البنك المركزي هو الجهة المسؤولة عن وضع و تطبيق السياسة النقدية .
كما تعرف السياسة النقدية على أنها مجموعة من اإلجراءات و التدابير التي تتخذها السلطة النقدية متمثلة
في البنك المركزي ،بفرض الرقابة على االئتمان المصرفي و التأثير فيه لتحقيق األهداف االقتصادية التي
26
تصبو لها الحكومة .
و تهدف السياسة النقدية بالمجمل ،المحافظة على استقرار األسعار الداخلية ،أي كبح جماح التضخم
تحقيق أكبر معدالت لتشغيل العمالة ،زيادة معدالت النمو االقتصادي ،و بالتالي زيادة الناتج و الدخل
القومي رفع مستوى معيشة األفراد ،الحفاظ على قيمة العملة و سعر الصرف ،المحافظة على توازن
ميزان المدفوعات الخارجية .
تجدر اإلشارة هنا إلى أن اعتبار البنك المركزي سلطة نقدية مرتبطة بمدى إدارته للسياسة النقدية للبلد أي
أن هناك إمكانية لممارسة السلطة النقدية من قبل هيئات غير البنك المركزي ،كما كان سائدا في بريطانيا
قبل سنة ، 4227حيث كان بنك إنجلترا يكتفي بوضع اإلطار العام للسياسة النقدية السنوية ضمن ما يعرف
باإلستراتيجية المالية متوسطة األجل التي يتم اإلعالن عنها سنويا من قبل وزارة الخزانة في نفس الوقت
التي يتم فيه اإلعالن عن الموازنة العامة.
يمثل مفهوم استقاللية البنك المركزي في منحه االستقالل الكامل في إدارة السياسة النقدية من خالل عزله
عن أية ضغوط سياسة من قبل السلطة التنفيذية من ناحية ،ومن خالل منحه الحرية الكاملة في وضع
وتنفيذ السياسة النقدية من ناحية أخرى ،وهذا هو المفهوم األكثر ارتباطا بممارسة البنوك المركزية لعملها
في الوقت الحالي .
قبل الحرب العالمية األولى و بعدها بقليل كان االتجاه السائد آنذاك هو تقوية و دعم استقاللية البنوك
المركزية ،و كان ذلك امتدادا لمبدأ الحرية االقتصادية الذي كان سائدا منذ نشأة البنوك المركزية و حتى
منتصف القرن التاسع عشر و المعروف ب " دعه يعمل دعه يمر "و قد تم التأكيد على هذه االستقاللية في
مؤتمر بروكسل 4261م ثم مؤتمر جنوة . 4266
4إفتخار محمد مناحي .أهمية السياسة النقدية في االستقرار االقتصادي في العراق.كلية اإلدارة و االقتصاد .الجامعة العراقية -6114.
. 6141ص 412
42
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
لكن في أعقاب األزمة االقتصادية العالمية ( )4244 -4262أخذت العالقة بين البنوك المركزية و
الحكومات منحى جديدا تمثل في تأميم البنوك المركزية ،أما التي أنشئت بعد ذلك فكانت ملكيتها تخضع
للدولة .
ثم حدث بعد ذلك تطور هام جدا تمثل في تدخل الحكومات في إدارة البنوك المركزية بتعيين محافظي هذه
البنوك و مديريها ،و قد أدى هذا التدخل إلى زيادة تدخل الحكومات في أعمال البنوك المركزية بسبب
اضطراب الموقف المالي لكثير من الدول بسبب األزمة العالمية ،و كذلك التخلي عن قاعدة الذهب مما
أدى إلى زيادة االقتراض الحكومي من البنوك المركزية ،ثم ليتعزز هذا الضغط أكثر باالقتراض لتغطية
نفقات الحرب العالمية الثانية ،و هنا برزت الحاجة ملحة في معظم الدول لتحديد طبيعة العالقة بين
الحكومات و البنوك المركزية في القوانين هذه األخيرة ،و كانت نيوزيلندا من أوائل الدول في العالم التي
تم فيها تحديد العالقة قانونيا بين الحكومة و البنك المركزي ،ثم تتبعها الدول األخرى ،إال أن درجة
االستقاللية بقيت مختلفة بين دولة و أخرى. 27
تلعب البنوك دورا أساسيا في النظام المالي كله ,و في االقتصاد الحكومي ألي دولة ,حيث تعمل على
أساس نموذج عام متشابه رغم ما بينها من اختالفات في الهياكل و الحدود القانونية لنشاطها.
لذا يمكننا التطرق إلى الطبيعة القانونية للبنك المركزي الجزائري من ناحيتين الشخصية االعتبارية العامة
(أوال) و الطبيعة المختلطة للبنك ( ثانيا)
أوال :الشخصية االعتبارية العمومية لبنك الجزائر :حسب نص المادة التاسعة ( )2من قانون النقد و
القرض رقم 44-14المعدل و المتمم و التي جاء فيها" :بنك الجزائر مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية
المعنوية , "...و بتحليل هذه المادة نجد أن المشرع الجزائري قد اقر الشخصية المعنوية لبنك الجزائر و
حسب القانون المدني المادة ( )12منه فان الشخص المعنوي العام يتميز بما له من سيادة و حقوق السلطة
العامة و يمنحه القانون الشخصية المعنوية.
يعتبر بنك الجزائر شخصا معنويا ذو طابع عمومي من عدة أوجه ،أهمها أن رأس ماله مملوك بصفة كلية
للدولة . 29كما أن محافظ بنك الجزائر يتم تعيينه بموجب مرسوم رئاسي ،تطبيقا لنص المادة 78من دستور
47
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
،1996والشك أن التعيين بهذه الطريقة يخص المؤسسات والهيئات العمومية فقط ،إضافة إلى ذلك فقد
جعل المشرع من بنك الجزائر مؤسسة مالية خاصة بالدولة. 30
كما مكنه أيضا من استعمال امتيازات السلطة العامة خاصة أنه أصبح يتمتع بسلطة إصدار قرارات تنظيمية
(أنظمة) و قرارات فردية لتنظيم وضبط النشاط المصرفي ،ونتيجة إلى ذلك تم إخضاع هذه القرارات
لرقابة القضاء اإلداري ،وبالتحديد مجلس الدولة . 31
يـــــــعد بنك الجزائر تاجرا في عالقاته مع الغير بمقتضى نــــص المـــادة 9من األمر رقم 44-14و التي
جاء فيها "بنك الجزائر مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي ،ويعد تاجرا في عالقته
مع الغير ويحكمه التشريع التجاري ما لم يخالف ذلك أحكام هذا األمر "...هذه المادة جعلت من البنك تاجرا
يخضع للقانون التجاري ما يجعله تابعا للقانون الخاص رغم أنه معفى من التسجيل في السجل التجاري،
32
وهدفه ليس تحقيق الربح
كما جاء في نص المادة التاسعة ( )2من األمر ..." 44-14ويتبع قواعد المحاسبة التجارية وال يخضع
إلجراءات المحاسبة العمومية و مراقبة مجلس المحاسبة ,".فهو يخضع لقواعد للمحاسبة التجارية.
كذلك يخضع بنك الجزائر إلى قواعد القانون العام عند وجود نص صريح.
إذن المشرع قد عرف بنك الجزائر تبعا للقواعد القانونية التي يخضع لها ،غير أن طبيعته القانونية تبقى
غامضة بسبب عدم دقة المصطلحات المستعملة ،و أن القوانين التي تعاقبت على تنظيمه لم تستقر على
صفة. 33
باعتبار البنك المركزي أهم مؤسسة في الجهاز المصرفي نتيجة للوظائف التي يقوم بها في إطار اإلشراف
على شؤون النقد و االئتمان ،و كونه يمثل السلطة النقدية في الدولة بحيث يسعى إلى تحقيق أهداف السياسة
النقدية و التي تساهم بدورها في تحقيق األهداف االقتصادية العامة.لذا كان من الضرورة منح االستقاللية
للبنك المركزي و عزله عن أي ضغوط حكومية قد تؤثر على نشاطه.34
يقصد باستقاللية البنك تحرر متخذو القرارات النقدية من النفوذ السياسي و الحكومي المباشر على مزاولتهم
السياسة النقدية ،و عدم ارتباط البنك المركزي بوزارة المالية أو السلطة التنفيذية ،فيكون مؤسسة قائمة
48
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
و كيفية إدارة بذاتها تعمل بموجب قانونها و تتولى السياسة النقدية بالكامل بما في ذلك اختبار األدوات
العمليات لتحقيق الهدف.35
كما يجدر التنبيه على عدم االعتقاد بان االستقاللية تعني االنفصال بين السلطة النقدية (البنك المركزي)
و و السلطة االقتصادية (الحكومة) في كل شيء سواء من ناحية رسم و تصميم إدارة سياسته النقدية
االئتمانية بمعزل عن األوضاع االقتصادية المحيطة أو من ناحية الهيكل التنظيمي و ما إلى ذلك و لكن
البنك المركزي يعد احد مؤسسات الدولة العامة التي تعمل في اإلطار المؤسسي للدولة و تعد السياسة
النقدية التي يديرها البنك المركزي إحدى السياسات االقتصادية للدولة. 36
تعكس االستقاللية السياسية غياب تدخل السلطة السياسية في القرارات المتخذة من قبل البنك المركزي
خاصة فيما يتعلق بتعيين و إقالة المسيرين ،و أيضا ما يتعلق بقوانين البنك المركزي طول مدة عهدة
المحافظ البنك المركزي ،طبيعة المسؤوليات الموكلة له ...الخ
أما بالنسبة لالستقاللية االقتصادية فهي تعكس حرية اختيار األهداف و األدوات المستخدمة من طرف البنك
المركزي و أيضا استحالة تمويل عجز الميزانية العامة للحكومة من خالل خلق النقود.
تستند االستقاللية القانونية على العناصر المدرجة في التشريع مثل :إجراءات تعيين مجلس إدارة البنك و
في الكثير من األحيان و مدة عهدته ،األهداف التي يجب أن يسعى لتحقيقها البنك المركزي ،المساءلة إلى
هيئة أخرى (تشريعية أو تنفيذية) وجود أو عدم وجود حكومة تنفيذية في مجلس إدارة البنك المركزي...الخ
يتمتع البنك المركزي باستقاللية في تحديد أهدافه إذا تمتع بحرية إدارة السياسة النقدية دون تحديد دقيق
لألهداف ،كما تكون أيضا له استقاللية في تحديد األهداف إذا لم تكن األهداف الخاصة باألسعار محددة
رقميا ،بينما استقاللية تحديد األدوات فإنها تتحقق عندما تكون للبنك المركزي السلطة و الحرية في وضع
و تنفيذ السياسة النقدية التي يراها مناسبة لتحقيق أهدافه ،و يكون غير مستقل في تحديد األدوات عندما
يلتزم بتمويل عجز الميزانية.
35بنابي فتيحة ،عالقة استقاللية البنك المركزي بفعالية السياسة النقدية ،مجلة المعارف ،ص 418
-36سمير يحياوي ،ليلى معمري-مرجع سابق.ص18
37سمير يحياوي –ليلى معمري -نفس المرجع السابق ،ص 444و 446
42
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
تتعلق االستقاللية العضوية بشروط تعيين المسيرين في البنك المركزي و شروط ممارستهم لوظائفهم في
حين تتعلق االستقاللية الوظيفية بالمهام و األهداف للبنك المركزي ،طبيعة أو قوة اإلصالحات ,مدى إدارة
أدوات السياسة النقدية ،و أخيرا استقاللية ميزانية البنك المركزي.
لقد أنشئ بنك الجزائر بموجب القانون رقم 411-26الصادر بتاريخ 44ديسمبر ، 4226و لكنه
لم يتمتع بالصالحيات الموكلة للبنوك المركزية في مختلف الدول ،حيث بقي تابعا للخزينة العمومية التي
كانت تلجا إليه لطلب اإلصدار النقدي في حالة عجز الموازنة العامة ,مما جعله أداة بيدها تدور حيثما شاء،
و لتحقيق األهداف التي تشاء ،لكن مع بداية اإلصالحات النقدية و المالية في نهاية الثمانينات و بداية
التسعينات و مع صدور قانون النقد و القرض عرف هذا األخير البنك بأنه مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية
المعنوية و االستقالل المالي ،و أعطى له الكثير من الصالحيات التي لم يتمتع بها من قبل أهمها احتكار
اإلصدار النقدي و تنظيم التداول النقدي ،تسيير و مراقبة منح االئتمان ،منح القروض للبنوك التجارية و
المؤسسات المالية ،تسيير المديونية الخارجية و تنظيم ســــــوق الصرف ،باإلضافة إلى تحديد عالقته مع
الخزينة العمومية و إنهاء تحكمها في صالحياتـــــه و تحديد حجم القروض التي يمنحها إياها.
كما حدد قانون النقد و القرض العالقة بين بنك الجزائر و الحكومة ،و عالقة بنك الجزائر بالهيئات الخارجية
من خالل االتفاقيات الدولية المتعلقة بالدفع و الصرف و المقاصة.
و فيما يتعلق بمحافظ بنك الجزائر و نوابه فإنهم يعينون بموجب مرسوم رئاسي و يعطي القانون البنك
المركزي الصالحية الكاملة في إدارة السياسة النقدية و عالقته بالحكومة ،و ذلك من خالل األمر 44-14
و الذي جاء ليعزز استقاللية بنك الجزائر.
أما فيما يخص تحديد األهداف فقد أعطى لبنك الجزائر ممثال في مجلس النقد و القرض من خالل األمر
44-14في مواده 11و 11منه صالحية تحديد أهدافه و سياسيته النقدية خاصة فيما يتعلق بالمجاميع
النقدية و القرض.
و إجماال يبدو لنا من الناحية القانونية أن بنك الجزائر يتمتع بنسبة البأس بها من االستقاللية إال انه يجب
اإلشارة إلى نقطة مهمة و المتعلقة بتعيين محافظ بنك الجزائر و نوابه من طرف رئيس الجمهوريةو هذا
ما يمكن أن يجعلهم تابعين بطريقة أو أخرى للحكومة ،مما يؤثر بشكل أساسي و سلبي على استقاللية بنك
الجزائر.38
بالرجوع إلى العوامل التاريخية التي تم من خاللها ،إنشاء البنوك المركزية ،يتبين لنا الدوافع و األهداف
و األهمية الفعلية ،وهذا من خالل ما قدمته هذه البنوك القتصاد الدول ،خاصة في الجانب النظام المصرفي
61
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
ومنه سنتناول األهداف في ( الفرع األول ) و أهمية وجود البنك المركزي الجزائري في (الفرع الثاني )،
حيث أن األهداف و األهمية تطورت بما يتماشى مع النظام المصرفي .
باعتبار البنك المركزي على يتربع على قمة النظام المصرفي لكل دولة ،هذا ما يخول له القيام بوظائف
هامة خالفا لباقي البنوك التجارية ،و منه يسعى إلى تحقيق أهداف من شأنها ترقى باالقتصاد الوطني ،
إضافة إلى األهمية التي تعول عليها الحكومة من خالله .
إن دور البنك المركزي مهم لتحقيق التنمية االقتصادية ,حيث تتحقق هذه التنمية بتحقق أهداف البنك
المركزي المتمثلة في:
-2تحقيق االستقرار النقدي :يعتلي هدف االستقرار النقدي سلم أولويات السياسة النقدية للبنوك المركزية
،و يقصد باالستقرار النقدي هنا ،استقرار المستوى العام لألسعار ،استقرار سعر الصرف العملة المحلية
بحيث يعتبر االستقرار النقدي أحد أهم أركان البيئة الجاذبة لالستثمارات سواء كانت محلية أو أجنبية ،هذه
االستثمارات هي المحرك الرئيسي للنشاط االقتصادي و بهذا الدور الذي يلعبه البنك المركزي في النمو
االقتصادي دورا محوريا.
-0تهيئة البيئة المصرفية المناسبة :إن وجود بيئة مصرفية سليمة ،تعتبر من أهم شروط تحقيق الكفاءة
في عملية تخصيص الموارد و بالتالي توفير التمويل المناسب للنشاط االقتصادي ،لذلك فإن هدف تطوير
الجهاز المصرفي و ضمان سالمته ال يقل أهمية عن هدف تحقيق االستقرار النقدي .40
-3تعزيز سالمة الجهاز المصرفي :و ذلك برفع الحد األدنى لرأسمالها ،ورفع الحد األدنى لمعدل كفاية
رأس المال.
-1تعزيز الرقابة المصرفية :من خالل رفع مستوى الرقابة التي يمارسها البنك المركزي على المصارف
إلى مستوى ينسجم مع المعايير الدولية بهذا الخصوص.
ووضع حدا أدنى لنسبة حقوق المساهمين إلى الموجودات ،إضافة مخاطر السوق إلى معادلة احتساب
معدل كفاية رأس المال ،تطوير إنذار مبكر للمصارف يساعد البنك المركزي في التعرف على مواطن
الضعف في الوضع المالي و اإلداري ألي بنك و هي في مراحلها األولى ،تطبيق مفاهيم الرقابة الشاملة
لتشمل التفتيش الميداني و المكتبي لمختلف فروع البنك الواحد في الداخل و الخارج ،هذا إلى جانب
تطبيق معايير المحاسبة و اإلفصاح المالي المعمول بها دوليا .4
1األمر ، 11-41المؤرخ في 62أوت ، 6141المتعلق بالنقد والقرض :ج ر ج ج :العدد 11بتاريخ أول سبتمبر 2010
2عبد الله البحري .علي صاري .مسؤولية بنك الجزائر في تعزيز و إرساء الشمول المالي في االقتصاد الوطني .مجلة التحليلية االستشراف
االقتصادي.المجلد الثاني .العدد األول 6164.ص 328ص 462
64
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
-5االستفادة من الخبرات المصرفية الخارجية :فسح المجال أمام ترخيص المزيد من المؤسسات
المصرفية الخارجية خاصة ذات الخبرة المميزة
-2تعزيز المنافسة في القطاع المصرفي :إزالة المزايا التفضيلية التي كانت تتمتع بها بعض البنوك في
مجال التسليف ،و توحيد نسبة االحتياطي اإللزامي على كافة أنواع الودائع بالدينار و بالعمالت األجنبية و
لدى كافة البنوك ،و تشجيع البنوك على االندماج فيمها بينها لخلق مؤسسات مصرفية قوية و ذات قاعدة
4
رأسمالية كبيرة تمكنها من المنافسة بشكل مالئم في الداخل و الخارج
-7تطوير أنشطة البنوك :بتشجيع البنوك على إدارة المحافظ االستثمارية بالدينار بالعمالت األجنبية من
خالل إعفاء هذه المحافظ من نسبة االحتياطي النقدي اإللزامي ،و تطوير نظام االستعالم المتعلق باألخطار
المصرفية من خالل الربط الشبكي اآللي ،باإلضافة إلى القيام بتطوير نظام المدفوعات الوطني على أحدث
األسس بهدف تقليل المخاطر المتعلقة بالسيولة و التسوية و إيجاد آلية متطورة للمقاصة و تسوية األوراق
المالية مما يسهل عملية التحويل فيما بين البنوك و تمكينها من تقديم خدمة سريعة و آمنة للمواطنين .4
-6تحديث التشريعات المصرفية و المالية :الحرص على تحديث التشريعات الناظمة للعمل المصرفي
بهدف مواكبتها لما هو معمول به في األسواق المالية المتقدمة ،و إتاحة أيضا للبنوك القيام بعمليات
ال وساطة و اإليجار و الدفع و التحصيل و التعامل بأدوات السوق النقدي و أدوات رأس المال و التعامل
بالعمالت األجنبية في أسواق النقد . 41
تصدر البنك المركزي موقع أساسي في النظام النقدي و المصرفي ،و أنه يتولى مهمة تنظيم الجانب النقدي
و المصرفي و توجيهه و الرقابة و اإلشراف عليه ،إضافة إلى مساهمته الذاتية في عمل هذا النظام.
ولقد جاء المؤتمر المالي العالمي الذي يؤكد على وجود بنك مركزي في كل دولة ،و هذا يؤكد مدى أهمية
الحاجة لوجود بنك مركزي و الدور الذي يؤديه في النظام المصرفي بشكل خاص و االقتصاد عامة ،و مع
تزايد النشاط االقتصادي و المعامالت المصرفية ظهرت الحاجة إلى وجود هيئة تتولى عملية اإلشراف و
الرقابة على عمل البنوك و تنظيم العمل المصرفي فأنشأت البنوك المركزية .42
إضافة إلى:
-االستقرار المالي و بناء جهاز مصرفي قوي ذا كفاءة و فاعلية قادر على أداء دور الوساطة المالية
و تحقيق النمو االقتصادي خدمة للمجتمع.
66
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
-األمر الذي يتطلب ضرورة المحافظة على نظام مصرفي سليم و قوي و معافى. 43
تعد وظيفة محافظ بنك الجزائر إلى جانب وظائف نوابه من أهم الوظائف التي أوكلها المشرع الجزائري
تنظيما خاصا ومحكما نظرا للدور الذي تمثله هذه الهيئة في هذا الجهاز الهام.
يتولى إدارة البنك محافظ يساعد ثالث نواب و يوكل لهم بصالحيات حددها المشرع وفق األمر 44-14
حيث يعود تعيين المحافظ و نوابه الثالثة إلى اختصاص رئيس الجهورية و ذلك بمرسوم رئاسي كما جاء
ذلك في المادة 4444من األمر 44-14و تتنافى وظيفة المحافظ مع كل عهدة انتخابية و كل وظيفة عمومية,
و ينطبق األمر نفسه بالنسبة لوظيفة نائب المحافظ كما ال يمكن للمحافظ و نوابه أن يمارسوا أي نشاط أو
مهنة أو وظيفة أثناء عهدتهم ،ما عدا تمثيل الدولة لدى المؤسسات العمومية الدولية ذات الطابع النقدي أو
المالي أو االقتصادي كما ال يمكنهم اقتراض أي مبلغ من أي مؤسسة جزائرية كانت أو أجنبية كما ال يجوز
لهم خالل مدة سنتين بعد نهاية عهدتهم تسيير أو العمل في مؤسسة خاضعة لسلطة أو مراقبة البنك المركزي
يحدد مرتب المحافظ ومرتب نائبه بمرسوم يتحملها البنك المركزي ،كما يتقاضى المحافظ ونوابه أو ورثتهم
عند االقتضاء إال في حالة العزل بسبب خطأ فادح تعويضا عند انتهاء ممارسة وظيفتهم يساوي مرتب سنتين
يتحمله البنك وذلك باستثناء كل مبلغ أ خر يدفعه هذا البنك من خالل ما سبق نرى أن المشرع الجزائري قد
أحاط مهنة المحافظ و نواب المحافظ بالكثير من اإلجراءات التي من شانها إبعاده عن أي شبهة فساد أو
جرائم في النظام البنكي الذي يعد المسؤول األول عنه.
حدد المشرع الجزائري في المادة 42و 4745من األمر 44-14المتعلق بالنقد و القرض صالحيات
محافظ بنك الجزائر وتتمثل في:
4محمد العوض العبيد علي .دور البنوك المركزية في المحافظة على االستقرار المالي و السالمة المالية –حالة بنك السودان المركزي
– مقدمة لنيل درجة دكتوراه في الدراسات المصرفية.جامعة للعلوم و التكنولوجيا.كلية الدراسات العليا . 4148 -6147.ص .14
1انظر األمر -رقم ، 44-14 :المؤرخ في 62غشت ، 6114يتعلق بالنقد و القرض (,ملغي للقانون رقم ، )41-21 :ج ر ج ج العدد ، 16
الصادرة بتاريخ 66غشت سنة 6114
64
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
-التوقيع باسم بنك الجزائر جميع االتفاقيات والمحاضر المتعلقة بالسنوات المالية و الحصائل وحسابات
النتائج.
-تمثيل بنك الجزائر لدى السلطات العمومية في الجزائر ولدى البنوك المركزية األجنبية
-يرفع الدعاوى القضائية ويدافع عنها بناء على متابعته وتعجيله ويتخذ جميع اإلجراءات التحفظية التي
يراها ضرورية.
-يقوم بكل شراء لألمالك العقارية المرخص بها قانونا والتصرف فيها وينظم مصالح
-يوظف أعوان بنك الجزائر وفقا للشروط المنصوص عليها في القانون األساسي للمستخدمين ويعينهم في
مناصبهم ويرقيهم ويعزلهم ويفصلهم.
-يعين ممثل بنك الجزائر في مجالس المؤسسات األخرى عندما يكون مثل هذا التمثيل
مقررا.
حدد المشرع الجزائري صالحيات المحافظ الذي يقوم بدوره تحديد صالحيات نوابه.
جاءت تشكيلة مجلس إدارة البنك المركزي من خالل القانون رقم ( 44-14فرع أول) و كذا صالحياته
(فرع ثاني)
حسب المادة 4846من األمر 44-14المتعلق بالنقد و القرض يتكون من المحافظ رئيسا و ثالثة نواب
باإلضافة إلى ثالثة موظفين من الدرجات العليا يعينون بمرسوم رئاسي و الغاية من التعيين بهذه الطريقة
هي تقوية المركز القانوني للمجلس من جهة و استعادة الصالحيات الدستورية لرئيس الجمهورية من جهة
أخرى و المالحظ على هذه التركيبة تبعيتها المطلقة للجهاز التنفيذي.
61
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
حسب نص المادة 47 42من األمر 44-14فتتمثل صالحيات مجلس إدارة البنك المركزي في:
-التداول بشأن التنظيم العام لبنك الجزائر وكذا فتح الوكاالت والفروع أو إلغائها؛
-الموافقة على القانون األساسي للمستخدمين ونظام رواتب أعوان بنك الجزائر؛
-البت في جميع الدعاوي القضائية التي ترفع باسم بنك الجزائر والترخيص بإجراء المصالحات والمعامالت
.
-ضبط توزيع األرباح والموافقة على مشروع التقرير المرفوع من قبل المحافظ باسمه إلى رئيس
الجمهورية.
ألغى المشرع بموجب المادة 42حرية أعضاء المجلس في التداول و هي الحرية التي كانت مقررة في
نص المادة 41من القانون ، 41-21و قد عددت المادة 42من األمر 44-14صالحيات المجلس التي
جردته من بعض الصالحيات التي استحوذ عليها بموجب القانون 41-21أين كان مجلس النقد و القرض
هو نفسه مجلس إدارة البنك.
استحدث قانون النقد و القرض هيكل مجلس النقد و القرض ضمن هياكل البنك المركزي و أضفى عليه
وصف السلطة النقدية و منح له سلطات واسعة و ذلك لسد النقص الذي يعتري القطاع المالي.
وبناءا على ما تقدم البد من التطرق إلى تنظيم مجلس النقد و القرض من خالل هذا المطلب.
لقد تم إنشاء مجلس النقد و القرض بموجب القانون رقم 41 -21المتعلق بالنقد
61
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
لم يستقر المشرع على تشكيلة واحدة لمجلس النقد والقرض ،منذ إنشائه بموجب قانون النقد و القرض
رقم 41-21إلى غاية صدور األمر رقم ،49 44-14و عليه سنتطرق إلى عرض التطور التاريخي الذي
عرفته التشكيلة البشرية لهذا المجلس .
بالرجوع إلى أحكام القانون رقم 41-21المتعلق بالنقد و القرض المتضمن إنشاء مجلس النقد و القرض
نجد بأن هذه الهيئة تؤدي دورين أو وظيفتين :وظيفة مجلس إدارة البنك الجزائر و وظيفة السلطة النقدية
للبالد . 50و حسب المادة رقم 51 46من هذا القانون التي تنص على تشكيلة المجلس .يتكون المجلس من:
-و ثالث موظفين سامين معينين بموجب مرسوم من رئيس الحكومة ،نظرا لقدرتهم في الشؤون
االقتصادية و المالية ،و يتم تعيين ثالث مستخلفين ليحلوا محل الموظفين المذكورين عند االقتضاء.
بحيث تما تعديل األمر الرئاسي رقم 14-14من دور مجلس النقد و القرض الذي كان يمثل مجلس إدارة
الجزائر و السلطة النقدية في نفس الوقت ،حيث قام التعديل بالفصل بين هذا الدورين بإنشاء مجلس إدارة
بإضافة إلى مجلس النقد و القرض.
و نجد المشرع في المادة رقم 41من األمر 52 14-14قد أضاف المادة 14مكرر التي نصت على تشكيلة
مجلس النقد و القرض كاآلتي :
49األمر رقم ، 44-14:المؤرخ في 62أوت ، 6114يتعلق بالنقد و القرض ،ج ر ج ج ،عدد 16بتاريخ 67أوت 6114
6الطاهر لطرش .تقنيات البنوك .ديوان المطبوعات الجامعية .الساحة المركزية .بن عكنون .ص . 614
4المادة 46من القانون رقم ، 41-21:المؤرخ في 41أفريل ،4221المتضمن قانون النقد و القرض .ج ر ج ج ،العدد 42بتاريخ
48أفريل 4221
52األمر ، 14-14المؤرخ في 67فيفري ، 6114يتعلق بالنقد و القرض ،ج ر ج ج ،عدد ، 41بتاريخ 6114/16/68
62
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
و يالحظ على هذه التشكيلة أن المجلس شهد ارتفاع في عدد أعضاءه فبعدما كان يتشكل من سبعة () 17
أعضاء حسب القانون 41-21أصبح يضم عشرة ( )41أعضاء وفق األمر السالف الذكر ،حيث يتكون
من نفس أعضاء مجلس اإلدارة و ثالث شخصيات مستقلة .
بالرجوع إلى أحكام األمر 44-14نجد أن المشرع قلص من تشكيلة مجلس النقد و القرض حيث أصبح
يضم تسعة ( )12أعضاء بدال من عشرة ( )41و ذلك حسب المادة 18منه حيث يتشكل المجلس من
أعضاء مجلس إدارة البنك الجزائر و من شخصيتان تختاران بحكم كفاءتهما في المسائل االقتصادية و
النقدية.هنا نالحظ هيمنة أعضاء مجلس اإلدارة على مجلس النقد و القرض لهذا يمكن القول أنه أصبح
مجلس إدارة موسع إلى عضوين ،كما أنه في حالة غيابهما لم ينص المشرع على أمكانية استخالفهما و
هنا يصبح مجلس النقد و القرض يتكون فقط من أعضاء مجلسة اإلدارة ،و عليه فإن فصل المشرع بين
مجلس اإلدارة و مجلس النقد و القرض كان مجرد فصل شكلي.
)4(53
اللذان عدال 54
و القانون 41-47 و هي نفس التشكيلة التي أبقى عليها كل من األمر رقم 11 -41
و تمما األمر . 44-14
-ثالثة موظفين ذوي أعلى درجة معينين بموجب مرسوم من رئيس الجمهورية بحكم كفاءتهم في
المجالين االقتصادي و المالي
إن التعديالت التي مست قانون النقد والقرض أحدثت جملة من التغيرات منها طرق تعيين أعضاء
مجلس النقد والقرض النصوص عليها عند تأسيسه حسب القانون 41-21بحيث تم تغير الجهة المختصة
بالتعيين و ذلك وفقا لألمر 44-14
جاء في نص قانون النقد و القرض 41-21على اختصاص رئيس الحكومة بتعيين ( )14أعضاء من أصل
سبعة ( )17أعضاء ،فيما يعود تعيين األعضاء األربعة اآلخرين لرئيس الجمهورية و هذا طبقا للفقرة
53األمر ، 11-41المؤرخ في 62أوت ، 6141المتعلق بالنقد والقرض :ج ر ج ج :العدد 11بتاريخ أول سبتمبر
6القانون رقم ، 41-47المؤرخ في 44أكتوبر ، 6147المتعلق بالنقد و القرض ،ج ر ج ج ،العدد 17بتاريخ أكتوبر 6147
67
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
السابعة من المادة 26من الدستور )4(55التي نصت على صالحيات رئيس الجمهورية في تعيين محافظ
بنك الجزائر )4(56باإلضافة إلى المادة األولى من مرسوم الرئاسي رقم .57 611 -22
أما بالنسبة لتعيين نواب المحافظ فيتم من طرف رئيس الجمهورية بموجب مرسوم رئاسي يتخذ في مجلس
الوزراء حسب المادة 16من المرسوم الرئاسي . 611-22
و يحدد هذا المرسوم رتبة كل واحد منهم ،كما يتم كل سنة و بصفة تلقائية تبديل نواب المحافظ حسب
ترتيب معاكس للترتيب النصوص عليه في مرسوم التعيين .أما الموظفين السامين الثالث فيقوم رئيس
.58
الحكومة بتعيينهم نظار لقدراتهم في الشؤون االقتصادية و المالية
و فيما يتعلق بمدة التعيين فقد حدد القانون 41-21الملغى عهدة محافظ بنك الجزائر بست ( )12سنوات و
عهدة نواب المحافظ الثالثة بخمس ( )11سنوات ،قابلة للتجديد مرة واحدة و ذلك وفقا لنص المادة 66من
هذا القانون .
ويتم إقالة المحافظ و نوابه في حالتين فقط نص المادة 66من هذا القانون هما حالة العجز الصحي المثبت
1
قانونا أو الخطأ الفادح ،و تكون اإلقالة كذلك بموجب مرسوم رئاسي طبقا لقاعدة توازي األشكال
بالنسبة للموظفين الثالث فإننا نالحظ أن المشرع لم ينص على عهدة عضويتهم يعني أن رئيس الجمهورية
يتمتع بسلطة واسعة في تحديد هذه العهدة ،و عند الرجوع إلى المادة 61من األمر 44-14التي نصت
على " :يعقد الموظفون و مستخلفوهم لدى ممارستهم عهدتهم كأعضاء في مجلس اإلدارة ،جلساتهم بهذه
الصفة " .يفهم من هذه العبارة ( جلساتهم بهذه الصفة ) أن عهدة هؤالء الموظفين كأعضاء في المجلس
مرتبطة بالعهدة التي يقضيها هؤالء الموظفين في إدارتهم األصلية ،و عليه متى انتهت مهام هؤالء الموظفين
تنتهي بالتبعية صفتهم كأعضاء في المجلس .59
حسب ما جاء في كل من المواد 48و 44و 12من األمر 44-14المتعلق بالنقد و القرض نجد أن
رئيس الجمهورية انفرد بتعيين أعضاء مجلس النقد والقرض ،فقد تم استبعاد اختصاص رئيس الحكومة
بتعيين الموظفين الثالث ،هذا ما يعني أن التعيين في مجلس النقد و القرض وفقا لهذا األمر ال يمتاز
بأسلوب التعدد في الجهات المقترحة لألعضاء .6
أما فيما يتعلق بعهدة األعضاء فأن األمر 44-14قد ساير أحكام األمر 14-14الذي ألغى المادة رقم 66
من القانون ، 41-21حيث تم إلغاء مدة التفويض بست ( )12سنوات الخاصة بمحافظ بنك الجزائر و مدة
4المادة 26من القانون 14-42المؤرخ في 12مارس ،6142المتضمن التعديل الدستوري ،ج رج ج،عدد 41بتاريخ 17مارس
. 6142
1مرسوم الرئاسي مؤرخ في 41أفريل ، 4221يتضمن تعيين محافظ البنك المركزي الجزائري ،ج ر ج ج ،عدد 68بتاريخ 44
جويلية . 4221
1المادة االولى من المرسوم الرئاسي رقم ، 611-22المؤرخ في 67أكتوبر ، 4222تتعلق بالتعيين في الوظائف المدنية و العسكرية
للدولة ،ج ر ج ج ،عدد 72بتاريخ 44أكتوبر 4222
58محفوظ لعشب ،مرجع سابق ،ص .12
59سهى درغال ،مرجع سابق ،ص41 ،
68
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
خمس ( )11سنوات الخاصة بنواب المحافظ ،فأصبحت هذه العهدة غير محددة المدة ،و عليه لم يعد هناك
أي نص قانوني يلزم رئيس الجمهورية باحترام عهدة معينة بالمحافظ و نوابه .
و بالنسبة إلقالة أو إنهاء مهام المحافظ و نوابه فإن األمر لم يذكر طريقة اإلقالة أو اإلنهاء حيث أصبح
رئيس الجمهورية يتمتع بسلطة واسعة جدا في إقالة المحافظ و نوابه متى شاء و دون أي سبب.
و بمقتضى نص المادة 414من دستور سنة 6142فإنه ال يمكن لرئيس الجمهورية تفويض سلطته في
تعيين أعضاء مجلس النقد و القرض.
بعدما كان مجلس النقد و القرض يمارس وظيفتين األولى إدارية و الثانية تتعلق بالسياسة النقدية طبقا
للقانون ،41-21إلى أن جاء األمر 44-14الذي منح الوظيفة اإلدارية لمجلس إدارة بنك الجزائر و احتفظ
مجلس النقد و القرض بالوظيفة النقدية .60
إن قانون النقد و القرض حسب أمر 44-14اعتبر المجلس سلطة نقدية وأصبح هناك استقاللية بين مجلس
النقد و القرض وبنك المركزي الجزائري ،و لذلك خولت له صالحيات متخصصة .4
تتمثل صالحيات مجلس النقد والقرض بصفته سلطة نقدية حسب المادة 26من األمر 44-14بمايلي :
- 4إصدار النقد :حيث نجد في مجال تنظيم عملية النقود تنص مادة 48من األمر 44-14على أن اإلصدار
النقدي ضمن شروط التغطية المحددة عن طريق التنظيم المتخذة وفقا للفقرة (أ) من المادة 26بحيث تتضمن
4
تغطية النقد العناصر اآلتية
-العمالت األجنبية؛
-سندات الخزينة؛
62
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
كسر النقود :تتكون من القطع المعدنية و تصدر في الجزائر عن الخزينة و يضعها بالبنك المركزي
للتداول.
األوراق النقدية :هذا النوع من النقود يصدر في صورة أوراق بنكية تصدر عن مؤسسة اإلصدار و هي
في الجزائر البنك المركزي الجزائري و باألصل تكون مضمونة بغطاء معدني أو عملة قابلة للتحويل .
- 2مقاييس و شروط عمليات البنك المركزي ,السيما فيما يخص الخصم و السندات تحت نظام األمانة و
رهن السندات العامة و الخاصة و العمليات المتصلة بالمعادن؛
-4تحديد السياسة النقدية و اإلشراف عليها و متابعتها و تقييمها و لهذا الغرض ،يحدد المجلس األهداف
النقدية السيما فيما يتصل بتطور المجاميع النقدية و القرضية و يحدد استخدام النقد و كذا وضع قواعد
الوقاية في سوق النقد و يتأكد من نشر معلومات في السوق ترمي إلى تفادي مخاطر االختالل؛
-2شروط اعتماد البنوك و المؤسسات المالية و فتحها ,و كذا شروط إقامة شبكاتها ال سيما تحديد الحد
األدنى من رأسمال البنوك و المؤسسات المالية و فتحها ,و كذا كيفيات إبرائه؛
و -8المقاييس و النسب التي تطبق على البنوك و المؤسسات المالية السيما فيما يخص المخاطر
توزيعها ،و السيولة و القدرة على الوفاء و المخاطر بوجه عام؛
المقاييس و القواعد المحاسبية التي تطبق على البنوك و المؤسسات المالية مع مراعاة التطور الحاصل
على الصعيد الدولي في هذا الميدان ،و كذا كيفيات و آجال تبليغ الحسابات و البيانات المحاسبية اإلحصائية
و الوضعيات المقاييس و العمليات المحاسبية اإلحصائية لكل ذوي الحقوق ,السيما منها بنك الجزائر؛
-2الشروط التقنية لممارسة المهنة المصرفية و مهنتي االستشارة و الوساطة في المجالين المصرفي و
المالي؛
-46قواعد السير الحسن و أخالقيات المهنة المطبقة على البنوك والمؤسسات المالية.
-4الترخيص بفتح البنوك و المؤسسات المالية ,و تعديل قوانينها األساسية و سحب االعتماد؛
41
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
يستمع المجلس إلى الوزير المكلف بالمالية بناءا على طلب من هذا األخير ،و تستشير الحكومة المجلس
كلما تداولت في مسائل تتعلق بالنقد أو القرض أو مسائل يمكن أن تنعكس على الوضع النقدي.
فيما يتعلق بصالحيات مجلس النقد و القرض فان األمر 44-14حصرها في المادة 61 26في شؤون
النقد فقط أي كسلطة نقدية ليس له أي دور في مجال االستثمار و تم هذا الحصر بعد إلغاء المادة 484من
القانون رقم ، 41-21كما أصبحت أنظمة المجلس خاضعة لرقابة مجلس الدولة بموجب دعوى إلغاء
ترفع من قبل وزير المالية و يعتبر مجلس النقد و القرض حسب نص المادة 26الفقرة األخيرة المستشار
الوجوبي للحكومة في المسائل النقدية دون المسائل االقتصادية عكس ما هو منصوص عليه في القانون
رقم 41-21السابق.
و في إطار تنظيم المهنة المصرفية فقد أسس المشرع من خالل المادة 22من األمر 44-14جمعية
مصرفيين جزائريين يتعين على كل بنك أو مؤسسة مالية عاملة في الجزائر االنخراط فيها ،و يمكن للوزير
المكلف بالمالية أو المحافظ بنك الجزائر أن يستشر هذه الجمعية في كل المسائل التي تتعلق بالمهنة
المصرفية .62
إن التنظيم الجديد للنظام البنكي الجزائري ،الذي فتح المجال أمام المبادرة الخاصة و األجنبية و الذي
يعتمد على قواعد السوق ،يتطلب أن تكون للسلطة النقدية آليات و هيئات للرقابة على هذا النظام ،حتى
يكون عمله منسجما مع القوانين ،و يستجيب لشروط حفظ األموال ،التي تعود في غالبها إلى الغير .63
حيث تطرقنا إلى لجنة الرقابة المصرفية (فرع أول) ،مركزية المخاطر (فرع ثاني) ،مركزية عوارض
الدفع (فرع ثالث) ،و جهاز مكافحة إصدار الشيكات بدون مؤونة (فرع رابع)
ينص قانون النقد و القرض في مادته 414على أنه " :تنشأ لجنة مصرفية مكلفة بمراقبة حسن تطبيق
64
القوانين و األنظمة التي تخضع لها البنوك و المؤسسات المالية و بمعاقبة المخالفات المثبتة "
61المادة :26األمر رقم 11-41مؤرخ في 62غشت سنة 6141ديوان المطبوعات الجامعية ص12
62محفوظ لعشب ،مرجع سابق ،ص12
4الطاهر لطرش ,كتاب تقنيات البنوك ,ص 611
44
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
-محافظ بنك الجزائر رئيسا لها و يعوضه نائبه في الرئاسة في حالة غيابه .
-قاضيين ينتدبان من المحكمة العليا ،يقترحهما رئيسها األول بعد استشارة المجلس األعلى للقضاء .
-شخصين يقترحهما وزير المالية ( االقتصاد ) بناء على كفاءتهما في األعمال البنكية و خاصة ذات البعد
المحاسبي.
اللجنة المصرفية تجمع تارة كسلطة إدارية ،و أخرى كهيئة قضائية
تتمتع اللجنة المصرفية بمقتضى المواد 417إلى 416من قانون النقد والقرض بسلطة التنظيم و تطبيق
الرقابة و من ثم تستطيع أن تأمر أي شخص بأن يبلغها بأية وثيقة و يدلي أماهما بأيه معلومة ،و ال يحتج
أمامها بالسر المهني . 66
و تقوم اللجنة بأعمالها الرقابية على أساس الوثائق المستندية .كما يمكنها أن تقوم بذلك عن طريق
زياراتها الميدانية إلى مراكز البنوك و المؤسسات المالية .67
و تقوم بأعمال الرقابة بمساعدة البنك المركزي الذي يعين من بين مستخدميه من يقوم بتنظيم الرقابة
المستندية للجنة .و يحق لهذه اللجنة أن تختار من الوثائق ما تراه مناسبا مع المهمة الرقابية التي تقوم بها.
كما يحق لها أن تطلب من البنوك و المؤسسات المالية كل المعلومات و اإلثباتات و اإليضاحات الالزمة
لنفس الغرض ،بل يمكن أن يمتد هذا الحق إلى طلب مثل هذه اإليضاحات من أي شخص له عالقة
68
بموضوع الرقابة دون أن يكون ذلك مبررا للبنك أو للمؤسسات المالية لالحتجاج بدعوى السر المهني
.
و ال تتوقف حدود مجال الرقابة عند نشاطات البنك أو المؤسسة المالية ،بل يمكن أن تمتد إلى أي شخص
و له مساهمة أو عالقة مالية سواء كان يسيطر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على هذه البنوك
المؤسسات المالية .كما يمكن أن تمتد هذه الرقابة إلى الشركات التابعة لهذه المؤسسات ،سواء كان نشاطها
يتم بالكامل داخل الجزائر أو لها فروعا في الخارج كانت نشأتها في إطار اتفاقيات دولية.
بهده الصفة و بمقتضى أحكام المواد من 414إلى 417من القانون 41-21فإن اللجنة المصرفية أن تتخذ
مجموعة من التدابير و العقوبات .69
66محفوظ لعشب ,الوجيز في القانون المصرفي الجزائري ,ديوان المطبوعات الجامعية ,ص71
67الطاهر لطرش ,مرجع سابق ص611
46
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
تختتم العمليات الرقابية لهذه اللجنة بتدابير و عقوبات تأديبية إن استدعى األمر ذلك ،و تتماشى درجة
شدتها حسب األخطاء و المخالفات المثبتة .و من بين هذه التدابير دعوة البنوك و المؤسسات المالية موضوع
الرقابة إلى العمل على إعادة توازناتها المالية أو تصحيح و تكييف أساليبها اإلدارية التي قد تبدو للجنة غير
فعالة أو مخالفة للتنظيم .كما يمكن أن تمتد هذه التدابير إلى غاية إمكانية تعيين مدير مؤقت مخول بإدارة
و تسيير أعمال المؤسسة المعينة .و إضافة إلى كل ذلك ،يمكن للجنة اتخاذ تدابير أخرى من بين التدابير
المقترحة في المادة 412من قانون النقد و القرض ( التنبيه ،اللوم ،إلغاء الترخيص بممارسة العمل
.).....
في إطار الوضع الجديد الذي يتسم بحرية المبادرة و قواعد السوق في العمل البنكي ،تتزايد
المخاطر المرتبطة بالقروض .و يحاول البنك المركزي أن يجمع كل المعلومات التي تهدف إلى مساعدة
النظام البنكي على التقليل من هذه المخاطر .و في هذا اإلطار أسس قانون النقد والقرض في مادته 421
هيئة تقوم بتجميع هذه المعلومات سميت مركز المخاطر " :ينظم و يسير بنك الجزائر مصلحة مركزية
المخاطر تدعي مركز المخاطر تتكفل بجميع أسماء المستفيدين من القروض و طبيعة و سقف القروض
70
الممنوحة و المبالغ المسحوبة الضمانات المعطاة لكل قرض من جميع البنوك و المؤسسات المالية " .
و تتضمن الالئحة 14 – 26المؤرخة في 66مارس 4226و الصادرة عن بنك الجزائر تنظيم مركز
المخاطر و طرق عمله .
و حسب المادة األولى منها ،يعتبر مركز المخاطر ،من بين هياكل بنك الجزائر .و يشكل في واقع األمر
و هيئة للمعلومات على مستوى البنك ترتبط بكل ما يتعلق بالمستفيدين من القروض البنكية
مؤسسات القرض األخرى .
في الحقيقة ،لقد فرض بنك الجزائر على كل هيئات القرض التي لها نشاط على التراب الوطني االنضمام
إلى هذه المركزية و احترام قواعد عملها احتراما صارما .و ينبغي عليها في هذا اإلطار أن تقدم تصريح
خاص بكل القروض الممنوحة إلى الزبائن سواء كانوا أشخاصا طبيعيين أم معنويين.
و ال يمكن للهيئة المالية أن تمنح قروضا مصرحا بها لدى مركزية المخاطر على أنها قروض ذات مخاطر
إلى زبون جديد إال بعد استشارتها .و من الواضح أن مثل هذا اإلجراء يهدف إلى كشف و تدارك المخاطر
المرتبطة بالقرض ،و منح البنوك و المؤسسات المالية المعلومات الضرورية المرتبطة بالقروض و
الزبائن التي تشكل مخاطر محتملة .
باإلضافة إلى الوظيفة اإلعالمية لمركزية المخاطر ،فإن وجودها يسمح بتحقيق غايات متعددة نذكر عددا
منها فيما يلي :
44
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
-مراقبة و متابعة نشاطات المؤسسات المالية و معرفة مدى العمل الذي تقوم به في مجال الخضوع
لمعايير و قواعد العمل ( خاصة فيما يتعلق بقواعد الحذر ) التي يحددها بنك الجزائر.
-منح البنوك و المؤسسات المالية فرصة القيام بمفاضالت بين القروض المتاحة بناء على معطيات
سليمة نسبيا.
-تركيز المعلومات المرتبطة بالقروض ذات المخاطر في خلية واحدة بالبنك المركزي .و يسمح له
ذلك بتسيير أفضل لسياسة القرض .
في المحيط االقتصادي و المالي الجديد ،الذي يتميز بالتغير و عدم االستقرار ،تقوم البنوك و المؤسسات
المالية بأنشطتها في منح القروض إلى الزبائن .و أثناء ذلك ،من المحتمل أن تحدث بعض المشاكل على
مستوى استرجاع هذه القروض.71
و بالرغم من أن ذلك يرتبط بالمخاطر المهنية للنشاط البنكي ،إال أن االحتياط ضد وقوعه يعد من عوامل
الفطنة لدى البنوك .ورغم أن هناك مركزية للمخاطر على مستوى بنك الجزائر تعطي مسبقا معلومات
خاصة ببعض أنواع القروض و الزبائن ،إال أن ذلك ال يلغي بشكل كامل المخاطر المرتبطة بهذه القروض
.
و لذلك ،فقد قام بنك الجزائر بموجب النظام رقم 16 – 26المؤرخ في 66مارس 4226بإنشاء مركزية
لعوارض الدفع ،و قرض على كل الوساطة المالية االنضمام إلى هذه المركزية و تقديم كل المعلومات
الضرورية لها .
و تقوم مركزية عوارض الدفع بتنظيم المعلومات المرتبطة بكل الحوادث و المشاكل التي تظهر عند
استرجاع القروض أو تلك التي لها عالقة باستعمال مختلف وسائل الدفع .
و مهمة مركزية عوارض الدفع ،في هذا المجال ،تتلخص في عنصرين :
األول :هو تنظ يم بطاقية مركزية لعوارض الدفع و ما قد ينجم عنها و تسييرها
و تتضمن هذه البطاقية بطبيعة الحال كل الحوادث المسجلة بشأن مشاكل الدفع أو تسديد القروض
الثاني :هو نشر قائمة عوارض الدفع و ما يمكن أن ينجم عنها من من تبعات وذلك بطريقة دورية
و تبليغها إلى الوسطاء الماليين و إلى أية سلطة أخرى معينة .
41
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
و إذا كانت مركزية عوارض الدفع تهتم بتجميع المعلومات المرتبطة بمشاكل الدفع الخاصة
بالقروض أو بأدوات الدفع ،فإن جهاز مكافحة إصدار الشيكات بدون مؤونة جاء ليدعم ضبط قواعد العمل
بأهم أحد وسائل الدفع و هي الشيك .وقد تم إنشاء هذا الجهاز بموجب النظام 14-26المؤرخ في 66
مارس . 4226و يعمل هذا الجهاز على تجميع المعلومات المرتبطة بعوارض دفع الشيكات لعدم كفاية
الرصيد و القيام بتبليغ هذه المعلومات إلى الوسطاء الماليين المعنيين.72
و يجب على الوسطاء الماليين الذين وقعت لديهم عوارض دفع لعدم كفاية الرصيد أو لعدم وجوده أصال
أن يصرحوا بذلك إلى مركزية عوارض الدفع حتى يمكن استغاللها و تبليغها إلى الوسطاء الماليين اآلخرين
.و يجب عليهم في هذا المجال أن يطلعوا على سجل عوارض الدفع قبل تسليم أول دفتر للشيكات للزبون
.
ومن المالحظ أن إنشاء مركز الوقاية و مكافحة إصدار شيكات بدون رصيد ،باإلضافة إلى وظيفته
اإلعالمية ،يهدف إلى تطهير النظام البنكي من المعامالت التي تنطوي على عنصر الغش ،و خلق قواعد
للتعامل المالي يقوم على أساس الثقة .
كما يهدف أيضا إلى وضع آليات للرقابة على استعمال واحد من وسائل الدفع المستعملة في االقتصاد
المعاصر بغية تطوير استعمالها و االستفادة بها.73
41
ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري الفصل األول:
و تطور التعريف العام للبنك على حسب التشريعات المتالحقة ,حسب كل قانون مصاحب للتطورات
اإلصالحات التي قامت بها الدولة الجزائرية.
حيث يتمتع البنك المركزي بالشخصية االعتبارية العمومية و يخضع لطبيعة مختلطة باعتباره تاجرا مع
الغير ,و ال يخضع للقانون التجاري و ال للمحاسبة العمومية.
كما يعتبر البنك المركزي البنك الوحيد المخول إلصدار النقد و اإلشراف على السياسة النقدية ,مع تمتعه
باستقاللية نسبية بعيدا عن ضغوط السلطة التنفيذية.
كما يهدف البنك إلى تنفيذ السياسة النقدية و سياسة سعر الصرف و استقرار األسعار.
أما عن تنظيمه الهيكلي فيشرف على البنك محافظ و نوابه الثالثة ,باإلضافة لمجلس إدارة يخول
له مجموعة من الصالحيات إضافة إلى مجلس النقد و القرض و هيئات رقابية متمثلة في اللجنة المصرفية
و مركزية المخاطر و مركزية عوارض الدفع و جهاز مكافحة شيكات بدون مؤونة باعتبارها أجهزة
مساعدة للبنك في أداء دوره الرقابي.
42
صالحيات البتك المركزي الجزائري الفصل الثاني:
البنك المركزي هو المؤسسة النقدية الحكومية التي تهيمن على النظام النقدي و المصرفي للبلد ,و تقع على
مسؤوليتها إصدار النقد ،و العمل كوكيل للحكومة و مراقبة األجهزة المصرفية األخرى ،و مراقبة عملية
االئتمان لتدعيم النمو االقتصادي. 1
لذا سنرى في( المطلب األول) البنك المركزي بنك اإلصدار و في( المطلب الثاني) بنك الحكومة و مستشارها
و( مطلب ثالث) البنك المركزي بنك البنوك و (مطلب ثالث) إدارة السياسة االئتمانية.
يعتبر البنك المركزي أول مؤسسة نقدية يتم تأسيسها في الجزائر المستقلة و قد أوكلت للبنك المركزي كل
المهام التي تختص بها البنوك المركزية في كل دول العالم ،فهو المسؤول عن إصدار النقود و تدميرها ،و
تحديد معدل إعادة خصم و كيفيات استعماله ،و تعد وظيفة إصدار النقد من صالحيات التي نص عليها
المشرع في الباب الثاني في نص المادة. 216
1
-زكرياء الدوري ،يسرا السامرائي ،مرجع سابق ،ص . 61
2
-أنظر المادة 48قانون النقد و القرض .
47
صالحيات البتك المركزي الجزائري الفصل الثاني:
الفرع األول :إصدار األوراق النقدية
يقوم البنك المركزي بالعديد من الوظائف التي تعمل على تحقيق االستقرار النقدي ،و تحقيق أفضل معدالت
النمو و االستقرار منها:
إصدار البنكنوت غير أن هذا اإلصدار ليس مطلقا ،ألن هناك قيود على اإلصدار يحددها التشريع ،و
أهمها نوع األصول التي يغطي البنكنوت بها ،و نسبة ما يشتمل عليه الغطاء من رصيد الذهب أو من
العمالت األجنبية أو من النوعين معا. 1
بحيث قسم القانون 22-62صالحيات البنك المركزي و حددها تحت عناوين ،من أبرزها (إصدار النقد )
حيث يقوم بممارسة امتياز اإلصدار النقدي بشروط تغطية تتضمن أربعة عناصر أساسية وهي سبائك و
عمالت ذهب ،عمالت أجنبية حرة التداول ،سندات مصدرة من الخزينة و سندات مقبولة تحت نظام األمانة
أو محسومة أو مرهونة . 2
هذا ما نصت عليه المادة 16قانون النقد والقرض و التي أوكلتها الدولة الجزائرية إلى البنك المركزي"،
حيث اعتبر القانون األوراق النقدية الصادرة فقط من البنك المركزي الجزائري ،الوحيدة التي لها الحق في
التداول وقوة اإلبراء النهائية أما سلطة إصدار القطع النقدية المعدنية فتعود للخزينة العمومية .و لقد تم في
هذا اإلطار إبرام اتفاقية في 2690/26/06
بين الدولة الجزائرية و بنك الجزائر الموروث عن االستعمار و هذا لتأطير عمليات اإلصدار النقدي في
( الدينار الجزائري ) قد تم انتظار إنشاء البنك المركزي و تجدر اإلشارة إلى أن إحداث العملة الوطنية
. 3
بموجب قانون نقدي صدر في 22أبريل 2691
ارتبط حق إصدار النقود في معظم الدول تقريبا بنشأة البنوك المركزية إذ أن هذه المهمة تقتصر عليها دون
غيرها من المؤسسات األخرى .لهذا فإن البنك المركزي يعد مصرفا حكوميا يخضع لألشراف و التوجيه
الحكومي و بحسب القوانين التي تنظم عالقته بالدولة استنادا إلى طبيعة النظام االقتصادي السائد في البلد.
1
-علي سيد إسماعيل ،مصادر توفير السيولة في البنوك االسالمية ،ص . 662
2
-أيمن بن عبد الرحمان ،مرجع سابق ،ص . 87
3
-أيمن بن عبد الرحمان ،مرجع سابق ،ص . 61
48
صالحيات البتك المركزي الجزائري الفصل الثاني:
وقد سارت وظيفة اإلصدار جنبا إلى جنب مع تطور نظام البنوك المركزية وكانت األساس لتميز هذا النوع
من البنوك عن غيره حتى أوائل القرن الحالي حيث أصبح البنك المركزي يعرف على انه بنك اإلصدار
ونظ ار بما لوظيفة اإلصدار من أهمية كبيرة فقد شغلت أذهان رجال البنوك وطالب المسائل النقدية وظهر
رأيين في هذا المجال رأي ينادي بحرية اإلصدار ورأي بتقييد اإلصدار.
-2نظام اإلصدار الجزئي الوثيق :وبمقتضاه خول للبنك المركزي إصدار نقود ورقية حدمعين مقابل سندات
حكومية وما ازد عنها يكون غطاؤه ذهبا وهذا يعني أن األوراق المالية كانت تغطي مقدا ار ثابتا من النقد
. 1
المصدر (أوراق النقد الوثيق) بحيث كل زيادة فوق اإلصدار الوثيق يجب أن تعطى ذهبا
- 3نظام غطاء الذهب النسبي :طبقا لهذا النظام فإن وجود الذهب ضروري كعنصر من عناصر
الغطاء إذ يسمح هذا النظام بتغطية أوراق النقد بالذهب ويمثل نسبة معينة من قيمتها إلى جانب أوراق أخرى
خاصة. ضمان شروط فيها تتوفر أوراق أو مالية أوراق تكون قد
- 4نظام الحد األقصى لإلصدار :يتضمن التخلي عن ضرورة وجود عالقة ثابتة وأساسية بين أوراق النقد
2
المصدر وبين االحتياطات الذهبية وإنما يعين القانون لحد األقصى بما يصدره البنك من أوراق النقد
- 5نظام اإلصدار الحر :قانون اإلصدار ال ينص على حد أقصى لحجم النقد المصدر فيتغير حجم
اإلصدار إلى تقدير السلطة النقدية سعيا منها نحو تحقيق أهداف سياسية نقدية ومالية معينة . 3
يقوم البنك المركزي في كل الدول بوظيفة وكيل الدولة و مستشارها في المسائل المالية إذ يدير البنك المركزي
الحسابات المصرفية للدوائر و الهيئات الحكومية ،و يقدم قروض للحكومة بانتظار جباية الضرائب و
1
-أيمن بن عبد الرحمان ،مرجع سابق ،ص . 61
2
-زكرياء الدوري ،يسرا السامرائي ،ص . 44
3
-زكرياء الدوري ،يسرا السامرائي ،مرجع سابق ،ص . 44
42
صالحيات البتك المركزي الجزائري الفصل الثاني:
اإليرادات األخرى و هذا ما تناوله المشرع في الباب األول تحت عنوان صالحيات عامة و قد أشار في
نصوص إلى ذلك .
هذه الوظيفة مشتقة من خصائص الوحدة و الملكية العامة للبنك المركزي ،فتركيز الق اررات المتعلقة بالسياسة
النقدية في البنك المركزي و االتجاه نحو تملك الدولة لهذه المؤسسة كل هذا يهدف إلى خلق عالقات وثيقة
بين السلطة التنفيذية و البنك المركزي بحيث أصبح البنك ليس مصد ار لألوراق النقد أو مراقبا للسياسة
النقدية و المالية بما يتفق مع المصالح االقتصادية لالقتصاد البالد ككل.1
-22 و هذا ما نجده في النصوص القانونية من قانون النقد و القرض حسب المادة : 2 11األمر رقم
21مؤرخ في 09غشت سنة ( 0222تتمثل مهمة بنك الجزائر في الحرص على استقرار األسعار
باعتباره هدفا من أهداف السياسة النقدية ............لنمو سريع لالقتصاد مع السهر على االستقرار النقدي
و المالي).
من نفس القانون ( تستشير الحكومة بنك الجزائر في كل مشروع قانون و 3
كما جاء في نص المادة 19
نص تنظيمي يتعلقان بالمسائل المالية و النقدية.
يمكن بنك الجزائر أن يقترح على الحكومة كل تدبير من شأنه أن يحسن ميزان المدفوعات .........تنمية
االقتصاد ).
و كمصرف للحكومة ،فإن البنك المركزي يقوم بمسك حسابات الخزينة و اإلدارات العامة أي حفظ حسابات
و الصكوك الدوائر الحكومية و المؤسسات و المصالح التابعة لها فهو يتولى قبول الودائع الحكومية
و الحواالت.
و يعتبر البنك المركزي أمين صندوق الدولة و يحرص على امتيازات الخزينة عن طريق التسبيقات التي
يقدمها لها على شكل قروض مباشرة تمنح بشروط ( المواد 11 ، 11قانون ( 211-90منح تسبيقات
القروض )
1
-زكرياء الدزري ،يسرا السامرائي ،نفس المرجع ،ص . 41
2
-أنظر المادة : 41األمر رقم 11-41مؤرخ في 62غشت سنة . 6141
3
-أنظر المادة : 42األمر رقم 11-41مؤرخ في 62غشت سنة . 6141
11
صالحيات البتك المركزي الجزائري الفصل الثاني:
الفرع الثاني :البنك المركزي وكيل الحكومة و مستشارها
و المؤسسات إن الصلة الوثيقة بين البنك المركزي من جهة و بين و البنوك التجارية و المتخصصة
األخرى التي تتعامل باالئتمان كسوق األوراق المالية و شركات التأمين و مؤسسات االستثمار ،قد جعل
من البنك المركزي الوكيل المالي إلدارة الدين العام ،فهو الذي يبيع السندات الحكومية و أذونات الخزانة
عند إصدارها و هو الذي يتولى دفع فوائدها طول فترة سريانها ،و هو الذي يتولى تسديد قيمتها عندما
يحين موعد استحقاقها هذا ما . 1
أشارت إليه المادة 19من قانون النقد و القرض "تستشير الحكومة بنك الجزائر "......
كذلك نجد هذا في النصوص السابقة من قانون 211-90كما يعتبر البنك المركزي العون المالي للدولة
( المادة )90من قانون 211-90
فهو يحتفظ بالحساب الجاري للخزينة و يسير القيم المتنقلة ( سندات الخزانة ،سندات التجهيز ) التي تعود
للدولة و يقوم أيضا بمساعدة الدولة في العالقات المالية الخارجية و المعونات و االتفاقيات ،و أيضا
تمثيل الدولة في التنظيمات الدولية بصفته النقدية أو المالية ( البنك الدولي و صندوق النقد الدولي ) . 2
يعتبر البنك المركزي هو بنك البنوك و هذه الوظيفة مشتقة من سمة مبدأ االزدواج في النظام المصرفي و
من العالقة الخاصة بين البنك المركزي و المصارف التجارية . 3حيث يقوم باالحتفاظ بالودائع و أرصدة
البنوك التجارية (فرع أول) كما يعمل كقائد للنظام المصرفي (فرع ثاني)
حيث أن جميع البنوك التجارية ملزمة إما بحكم العرف المصرفي أو بقوة القانون بان تحتفظ بجزء من
احتياطاتها النقدية على هيئة ودائع لدى البنك المركزي و باإلضافة إلى الوظيفة األساسية لهذه الودائع
البنكية في تمكين البنك المركزي في فرض رقابته على حجم االئتمان المصرفي فان لها وظيفة أخرى هامة
1
-زكرياء الدوري ،يسرا السامرائي ،مرجع سابق ،ص . 48
2
-أيمن بن عبد الرحمان ،مرجع سابق ،ص . 61
3
-زكرياء الدوري ،يسرا السامرائي ،مرجع سابق ،ص . 48
14
صالحيات البتك المركزي الجزائري الفصل الثاني:
هي تسوية المديونيات المتبادلة بين البنوك التجارية نتيجة إليداع العمالء في بنوكهم شيكات مسحوبة على
بنوك أخرى.
واضطالع البنوك المركزية القديمة بهذه المهمة كان وليد تطور غير مرسوم فقد كانت عوامل اليسر و المالئمة
هي كل ما يحفز البنوك التجارية إلى إيداع ما يفيض عن حاجتها من احتياطاتها النقدية لدى بنك اإلصدار
الرئيسي. 1
و ذلك عن طريق:
-1يعتبر الملجأ األخير للبنوك التجارية عند األزمة أو المورد الوحيد للنقود النهائية و مركز االحتياطيات و
.2
ملجأ إعادة خصم األوراق التجارية
-1يشرف البنك المركزي الجزائري على مختلف البنوك ،إذ تنص المادة 12من األمر 22-21على انه"
يمكن بنك الجزائر أن يجري كل العمليات المصرفية مع البنوك أو المؤسسات المالية العاملة في الجزائر
و مع كل البنوك العاملة بالخارج إال بالعمالت األجنبية"
-1كما نصت المادة 10من األمر 22-21على '' يجب على كل بنك يعمل في الجزائر أن يكون له
حساب جاري دائن مع بنك الجزائر لتلبية حاجات المقاصة "
و يمكن أيضا لبنك الجزائر أن يمنح البنك قروضا بالحساب الجاري لمدة سنة على األكثر و يجب أن
تكون هذه القروض مكفولة بضمانات من سندات الخزينة أو بالذهب أو بالعمالت األجنبية أو بسندات
قابلة للخصم بموجب األنظمة المتخذة بهذا الخصوص. 3
المطلب الرابع :إدارة السياسة االئتمانية
إن دور البنك المركزي كمراقب لعمليات االئتمان متمثل في التوقي من مخاطر عدم السداد لذا يجب أن
يكون تنظيمه محكم من خالل إدارة متمكنة ،و إلى جانب التنظيم اإلداري و القانوني المحكم للبنك المركزي
1
-بان صالح الصالحي ،دور البنك المركزي في مالية الدولة ،جامعة بغداد ،ص . 41
2
-يوسف كمال محمد ،المصرفية اإلسالمية ،دار النشر للجامعات ،ص . 44
3
-كوثر ناصري ،مرجع سابق ،ص . 14
16
صالحيات البتك المركزي الجزائري الفصل الثاني:
لذا فان إيجاد األساليب و اآلليات الناجحة للتحكم في نشاط البنوك التجارية و لما له من أهمية في تحقيق
استقرار النظام المصرفي ككل و النظام االقتصادي للدولة عموما .1
يعرف االئتمان المصرفي على انه يرتضي بمقتضاها البنك ،مقابل فائدة أو عمولة معينة أو محددة ،أن
يمنح عميال (فردا ،أو شركة أعمال) بناءا على طلبه سواء حاال أو بعد وقت معين تسهيالت في صورة
أموال نقدية أو أي صورة أخرى و ذلك لتغطية العجز في السيولة ليتمكن من مواصلة نشاطه المعتاد ،أو
إقراض العميل ألغراض استثمارية أو تكون في شكل تعهد متمثلة في كفالة البنك للعميل أو تعهد البنك عن
العميل لدى الغير. 2
و يعرف أيضا على انه مبادلة نقود حاضرة مقابل وعد بنقود أجلة باإلضافة إلى فائدة محددة و معلومة و
يعد االئتمان المصرفي عمال تجاريا بالدرجة األولى لذلك يخضع الحتماالت الربح و الخسارة و التي تتعرض
لها كافة األعمال التجارية. 3
أما التشريع الجزائري فقد عرف االئتمان المصرفي في نص المادة 96من األمر 22-21
المتعلق بالنقد و القرض بانه "كل عمل لقاء عوض يضع بموجبه شخص ما أو يعد بوضع أموال تحت
تصرف شخص آخر"...
حيث قام من خاللها بتحديد األشكال التي يمكن أن يتخذها االئتمان المصرفي الذي يمنح للزبون ،إذ قد
يتم عن طريق وضع األموال تحت تصرف الزبون ،أو الوعد بتقديم أموال ،كما قد يتخذ منح االئتمان شكل
دعم العميل بالثقة عن طريق التزام البنك بالتوقيع لصالح زبونه ككفيل أو كضامن احتياطي.
1
-دار السبع مختارية ،مذكرة دكتوراه ،إدارة االئتمان في النظام المصرفي الجزائري ،جامعة الجياللي اليابس ،سيدي بلعباس ،
كلية الحقوق ، 6148-6147،ص . 418
2
-صدفي ولد محمد عبد الرحمان ،مذكرة ماجيستير ،البنك المركزي و مراقبة االئتمان – دراسة حالة موريتانيا ( )6116- 4226
– كلية العلوم االقتصادية جامعة بسكرة ، 6112-6111ص . 8
3
-أحمد عبد العزيز األلفي ،االئتمان و التحليل االئتماني ،ص . 44
14
صالحيات البتك المركزي الجزائري الفصل الثاني:
على خالف المادة 112ق.م.ج التي عرفت القرض بأنه عبارة عن" اتفاق في حين العمل هو صورة من
االلتزامات التي قد يتضمنها عقدها". 1
أ /عالقة مديونية :حيث يفترض وجود دائن (وهو مانح االئتمان) و مدين (و هو متلقي االئتمان) و هو ما
يعني بالضرورة وجود ثقة بينهما
ب /وجود دين :و هو المبلغ النقدي الذي أعطاه الدائن للمدين و الذي يتعين على األخير أن يقوم برده
لألول ,و هو ما يظهر في ارتباط االئتمان بالنقود .
ج /األجل أو الفارق الزمني :و هي الفترة الفاصلة بين حدوث المديونية و التخلص منها ،و هذا الفارق
الزمني هو العنصر الجوهري في االئتمان و يفرق بين المعامالت الفورية و المعامالت االئتمانية.
د /المخاطرة :و تتمثل فيما يمكن أن يتحمله الدائن نتيجة انتظاره على مدينه ،ناهيك عن احتمال عدم دفع
الدين ،و لعل هذا هو المبرر لحصول الدائن على دينه مزيدا بملغ معين هو الفائدة. 2
أ -األوراق التجارية :و منها الكمبيالة و السند األدنى و الشيك و اذونات الخزانة.
ب -األوراق المالية :و هي من قبيل حقوق الملكية فجملة األسهم هم شركاء في رأس المال و بالتالي ال
يحصلون على فائدة و إنما يحققون أرباحا أو يتحملون خسارة تبعا لألداء المالي للمشروع الذي اصدر هذه
األسهم. 3
تعد عملية منح االئتمان من قبل المؤسسات المصرفية أهم عملية بنكية ,كونها محفوفة بالمخاطر
و خاصة المخاطر المالية التي لها اثر على الدولة ،فاإلفراط في منح االئتمان دون التقيد بضوابطه القانونية
و التي ألح عليها المشرع الجزائري في مختلف قوانينه وأنظمته خاصة منها قانون النقد و القرض المعدل و
1
-شمو ليديا ،عكوش سارة ،آليات منح االئتمان المصرفي في ظل التشريع الجزائري ،جامعة البويرة ، 6148-6147 ،ص . 41
2
-صدفي ولد محمد عبد الرحمان ،مرجع سابق ،ص . 1
3
-صدفي ولد محمد عبد الرحمان ،نفس المرجع السابق ،ص . 46
11
صالحيات البتك المركزي الجزائري الفصل الثاني:
المتمم ،و هذا يؤدي إلى انهيار المؤسسات المالية و دخولها في مجال اإلفالس،لهذا بدوره له اثر على
و سالمته و نظ ار لخطورة هذا الوضع اقر القانون الجزائري الرقابة المصرفية على االقتصاد الوطني
عمليات منح االئتمان ،و من هنا انتهجت البنوك الجزائرية سياسة إدارة االئتمان للحد من المخاطر و
القروض.
إن الجزائر كغيرها من الدول سعت إلى تفعيل دور البنك المركزي في الرقابة على البنوك زيادة على محاولة
تطوير مختلف مكونات النظام البنكي بالقدر الذي يؤهلها إلى تحقيق التنمية االقتصادية و إضافة إلى رقابة
البنك المركزي للبنوك و لتوقي مخاطر عدم السداد توجد آليات و إجراءات داخلية لها وظيفة رقابية. 1
-1تعريف السياسة االئتمانية :تشير الدراسات المالية و النقدية للدولة إلى أن السياسة النقدية تحتوي على
ثالث سياسات فرعية هي:االئتمانية ,سياسة السعر و الصرف و سياسة اإلصدار النقدي. 2
لذا يمكننا تعريف السيا سة االئتمانية بأنها مجموعة القواعد و اإلجراءات و التدابير المتعلقة بتحديد حجم و
مواصفات ضوابط اإلقراض بمراحلها المختلفة و أن تكون هذه القواعد مرنة و مبلغة إلى جميع المستويات
اإلدارية المعنية بنشاط اإلقراض.
و يتولى مهمة إقرار السياسة االئتمانية بنك الجزائر و هذا حسب ما نصن عليه المادة 11من األمر -21
و يوجهها بكافة الوسائل 22المتعلق بالنقد و القرض ،بحيث يكلف بتنظيم الحركة النقدية و يراقبها
المالئمة ،و يقوم بتوزيع القرض و يسهر على حسن تسيير التعهدات المالية اتجاه الخارج و ضبط سوق
الصرف و السهر على االستق ارر الداخلي و الخارجي للنقد. 3
بحيث تكون العناصر األساسية للسياسة االئتمانية هي الربحية ،السيولة و األمان .0
إن تنظيم إدارة االئتمان المصدر من البنوك التجارية و غيرها من المؤسسات يتم عن طريق السياسة النقدية
لتجنب االختناقات و األزمات االقتصادية مستخدما في ذلك ما يلي:
أ-وسائل و أدوات نقدية :تهدف إلى التأثير على كمية أو حجم االئتمان منها
1
-دار السبع مختارية ،مرجع سابق ،ص . 417
2
-صدفي ولد محمد عبد الرحمان ،مرجع سابق ،ص . 46
3
-شمو ليديا ،عكوش سارة ،مرجع سابق ،ص . 41
11
صالحيات البتك المركزي الجزائري الفصل الثاني:
-تغيير الخصم ,القيام بعمليات السوق المفتوحة ببيع و شراء األوراق المالية
ب -أدوات كيفية :منها تنظيم االئتمان بتوجيهه إلى وجوه االستعمال المرغوب فيها و إعطاء أسعار
تفضيلية لسعر الخصم و نوع الضمان ،و حد أقصى لفوائد اإلقراض.
1
ج -الرقابة المباشرة ,و ذلك بالتأثير و اإلغراء األدبي و التعليمات و األوامر المباشرة و التفتيش الدوري
.
تعد الرقابة المصرفية من أهم وظائف البنك المركزي ,فهي العملية التي من خاللها يتم تقييم األداء و التحقق
من سير العمل وفق الخطط و القوانين و التشريعات المعمول بها ،و منه التمكن من معرفة االنحراف و
األخطاء الواقعة خاصة في المجال المصرفي الذي يعتبر جد هام و حساس ,ما له عالقة باالقتصاد ككل
فأي تجاوز أو خطا يكلف الكثير ،لذا كان البد من وجود رقابة مصرفية صارمة لتحقيق نتائج تعمل على
تطوير هذا القطاع و تضمن الحماية للمتعاملين في هذا سواء كانوا مؤسسات عامة أو خاصة أو أجانب
باإلضافة إلى األهداف التي تشعر لها السياسة النقدية و سوق الصرف و االستقرار في األسعار.
فهناك عدة أنواع من الرقابة و على حسب الجهة التي تمارسها أوقات حدوثها و نطاق تطبيقها :رقابة داخلية
و رقابة خارجية ،رقابة قبلية و رقابة بعدية ،رقابة مستندية و رقابة ذاتية ،الرقابة الدورية و الرقابة المستمرة.
يخضع لها القطاع المصرفي بآليات و أساليب مختلفة تعمل على ضبط البنوك و المؤسسات المالية ففي
(المطلب األول) ارتأينا أن نتطرق إلى مفهوم الرقابة البنكية أما (المطلب الثاني) الضمانات الممنوحة ألداء
البنك المركزي لدوره الرقابي أما (المطلب الثالث) آليات البنك في ممارسة هذه الرقابة و (المطلب الرابع)
الصالحيات التأديبية لبنك الجزائر.
نعرج أوال في (الفرع األول) على تعريف الرقابة و في (الفرع الثاني) على أهمية الرقابة المصرفية
1
-يوسف كمال محمد ،المصرفية اإلسالمية السياسة النقدية ،الطبعة الثانية ،دار الوفاء للطباعة و النشر و التوزيع سنة – 4222
المنصورة ،ص . 41
12
صالحيات البتك المركزي الجزائري الفصل الثاني:
الفرع األول :تعريف الرقابة
يوجد اتفاق على تعريف الرقابة و هو تعريف فايول على أنها '' تتمثل في التحقيق فيما إذا كان كل شيء
يحدث وفقا للخطة المتبناة و للتعليمات الصادرة و للمبادئ التي تم إعدادها ،و من أهدافها توضيح نقاط
الضعف و األخطاء بغرض منع تكرارها''
و يمكن تعريفها أيضا الرقابة المصرفية انطالقا من مبادئها العامة على أنها " جزء أساسي من العملية
اإلدارية ،و يتمثل هدفها الرئيسي في التحقق من أن التنفيذ و األداء الفعلي يسيران طبقا للخطة الموضوعة،
1
فهي ليست جامدة ،و إنما هناك حدود مسموح بها لالختالف بين الخطة الموضوعة والتنفيذ
ازدادت أهمية التدقيق و الرقابة المصرفية في العقود األخيرة نتيجة انتشار البنوك و المؤسسات المالية
على نطاق واسع ،و زيادة حجم معامالتها و تشعب أعمالها و ارتفاع درجة المنافسة بينها األمر الذي
أدى إلى بروز حاجة متزايدة و ملحة أمام إدارات هذه المؤسسات للبحث عن آلية و طريقة تضمن سالمة
المركز المالي و المحاسبي لها و تمكنها من تقييم نتائج أعمالها ووضع خططها المستقبلية . 2
حتى يحقق البنك المركزي فعالية في أداء مهامه الرقابية على أحسن وجه ،و بكفاءة البد من وجود ضمانات
تمنح له من قبل المنظومة المصرفية و بصفة شرعية ومن بين هذه ضمان االستقاللية التامة للبنك المركزي
في اتخاذ الق اررات و إدارة شؤونه الداخلية و تسيير الكتلة النقدية مع عدم تدخل السلطات إضافة إلى وجود
ضمان أخر هو تعدد وسائل وطرق لممارسة هذه الرقابة.
فاالستقاللية تعطى كضمان لتحقيق األهداف التي أنشأ من اجلها البنك المركزي في التسيير األمثل بحيث
إذا كانت أهداف البنك المركزي أو السياسة النقدية محددة بدقة فهذا يعني أن االستقاللية في تحديد األهداف
-1بن بوعزيز أسية ،ريمان حسينة ،رقابة البنك المركزي على البنوك التجارية ،مجلة الباحث للدراسات األكاديمية ،المجلة ، 11
العدد ، 6148 ، 14ص . 441
2
-خالد أمين عبد الله ،التدقيق و الرقابة في البنوك ،دار وائل للطباعة و النشر و التوزيع االردن 4228 ،
17
صالحيات البتك المركزي الجزائري الفصل الثاني:
ضعيفة و العكس فإذا كانت األهداف غير محددة بدقة فتكون استقاللية أكبر ،كما أنه إذا كانت األهداف
كثيرة و متعددة فإن هذه األهداف تتناقض و بالتالي تقل االستقاللية في تحديدها ،كذلك إذا كانت مهمة
البنك المركزي هي استقرار األسعار فإنه يكون أكثر استقاللية .1
لقد تم تكريس هذه االستقاللية على البنك المركزي الجزائري بموجب قانون رقم 29-66المتضمن نظام
و المالية للدولة ،لكن هذه البنوك و القروض ،إذ أصبح هذا األخير هو من يتولى السياسة النقدية
االستقاللية لم تكن مطلقة إلى غاية مجيء أهم إصالح عرفته الدولة الجزائرية و هو إصدار القانون رقم
22- 26المتعلق بالنقد و القرض الذي كرس بصورة واضحة استقاللية البنك المركزي كما كلف هذا البنك
خالل هذه الفترة بتنظيم الحركة النقدية و توجيه و مراقبته حسن سير التعهدات المالية مع الخارج و كذا
ضبط سوق
كما تعد االستقاللية البنك المركزي وسيلة لضمان عدم المساس بالخيارات اإلستراتيجية التي تتخذها البنوك
المركزية أثناء أداء مهامها ،و التدابير الكفيلة برقابة النظام المصرفي و حمايته تفرض تمتع الجهة المكلفة
بذلك االستقاللية. 2
لقد تم التطرق إلى مفهوم االستقاللية و أنواعها و المعايير المحددة لها في المبحث األول من الفصل
األول.
و تتولى دائرة الرقابة على الجهاز المصرفي التحقق من مالئمة األوضاع المالية للبنوك ومراقبتها
اإلشراف عليها بما يكفل سالمة مراكزها المالية و حماية حقوق المودعين و المساهمين في البنوك وفق
أحكام التشريعات و قواعد الحوكمة التي يضعها البنك المركزي بموجب التعليمات التي يصدرها لهذه الغاية
،كما تعمل على وضع القواعد و الضوابط الالزمة لقيام البنوك بالتعامل مع عمالئها بطريقة عادلة و شفافة
1
-في إطار الملتقى الدولي حول إصالح النظام المصرفي ،قياس استقاللية البنك المركزي في ظل اإلصالحات المصرفية الحديثة
أستاذ عزوز علي ،جامعة ورقلة 46-44 ،مارس . 6118
2
-اتيشر صونيا ،لعجوز منال ،مرجع سابق ،ص
18
صالحيات البتك المركزي الجزائري الفصل الثاني:
بما يعزز تنافسيتها ويساهم في حمايتها من مخاطر السمعة وبما يضمن مساهمتها في التنمية االقتصادية
.1
ينفرد البنك المركزي دون غيره من البنوك في كونه مؤسسة عامة ،تنظم النشاط المصرفي و اإلشراف عليه
باعتباره بنك البنوك عن طريق توجيه النشاط المصرفي وفقا لسياسة النقدية و التي تعتبر أهم األدوات
المستخدمة من قبل اإلدارة االقتصادية ،و التي تسعى الستقرار االقتصادي.
تعتبر السياسة النقدية بمثابة حجر الزاوية في بناء السياسة االقتصادية الكلية ،فهي أحد العناصر األساسية
المكونة لها إذ أن لها تأثير على حالة االقتصاد الوطني على المستوى الكلي انكماشا و توسعا و التي يقصد
بها مجموعة من القواعد و اإلجراءات و التدابير التي تقوم بها ،السلطة النقدية بالتأثير في عرض النقود بما
يتالءم مع النشاط االقتصادي لتحقيق أهداف اقتصادية مهنية خالل فترة زمنية محددة ،كما يمكن تعريفها
على أنها ذلك التدخل المباشر المعتمد من طرف السلطة النقدية بهدف التأثير على فعاليات ،عن طريق
تغيير عرض النقود و توجيه االئتمان باستخدام وسائل الرقابة على النشاط االئتماني للبنوك التجارية .
المطلب الثالث :اآلليات البنك المركزي لممارسة الدور الرقابي على البنوك
تخضع المصارف إلى أسلوبين من الرقابة هما الرقابة المكتبية (فرع أول) و الرقابة الميدانية (فرع ثاني)
تعتبر الرقابة المكتبية من أهم أنواع الرقابة التي يقوم بها البنك المركزي ،حيث تعمل هذه الرقابة على
تطوير منهج رقابي فعال لتحليل المخاطر التي يتعرض لها كل بنك بحيث يمكن تتبع أنواع و تطور المخاطر
التي تواجه البنوك و تقييم مدى تأثير بعض األحداث على البنوك ،و كذا تطوير نظام إنذار مبكر يسمح
للبنك المركزي باتخاذ إجراءات استباقية للتأكد من أمان و سالمة الجهاز المصرفي.
و تشمل الرقابة المكتبية مراجعة و تحليل البيانات المالية التي تقدم إلى السلطات الرقابة من قبل البنوك إن
تحليل هذه البيانات عادة يشمل عمليات الرقابة على أداء البنوك و بالتالي يمكن معرفة المشاكل التي قد
1
-جميع الحقوق محفوظة ، 6142الموقع الرسمي البنك األردني
CBG.GOV.JO/PAGES/VIEWPAGE.ASPX ?PAGEID=20
12
صالحيات البتك المركزي الجزائري الفصل الثاني:
تط أر على أعمال البنك و هذا نوع من الرقابة يجعل من عملية الرقابة الميدانية عملية فعالة ،كذلك مقارنة
أداء البنوك إزاء بعضها البعض تمكن المحلل من معرفة االتجاه التي تتجه إليه هذه البنوك .1
يمارس البنك المركزي هذه الرقابة عن طريق إجراء فحوصات دورية على البيانات التي يطلبها من البنوك
و درجة الكفاءة التي تمارس بها التي تكون تحت تصرفه من أجل اإلشراف على حقيقة مراكزها المالية
الوظيفة ،ومن بين هذه البيانات نجد عناصر األصول الخسائر ،الميزانية ،حيث تقوم البنوك عادة لموافاة
المعلومات للبنك المركزي و التي تكون على فترات دورية تبعا لمقتضيات العمل و لمتطلبات البنك المركزي.
يتمتع البنك المركزي أثناء أداء دوره الرقابي بحرية تامة في الحصول على البيانات و المعلومات التي يريدها
حيث ال توجد أية قيود يحتج بها إتجاه البنك المركزي ،فله مطلق الحرية في االطالع عليها و تحديد الوقت
الذي يراه مناسب و ذلك من أجل تحقيق أهدافه الرقابية ،و منه نجد أن البنك المركزي لم يقيد بمبدأ السرية
المصرفية.
يمارس البنك المركزي الرقابة المكتبية عن طريق حصوله على المعلومات و الكشوف في المواعيد المحددة
و وفقا للنماذج التي يقرها البنك المركزي ،كما يمكن له طلب معلومات إضافية في حالة ما إذا رأى ضرورة
اإليضاح و على البنك المرخص أن يقدمها في المواعيد المحددة ،كما يمكن للبنك المركزي أن يقوم بنشر
هذه المعلومات لكن بشرط أن ال يكون في هذا النشر الكشف عن أعمال البنك المرخص إال إذا حصل على
موافقته.2
تكون الكشوف و البيانات الدورية التي يزود بها البنك المركزي إما بشكل يومي مثل الكشف اليومي و الذي
يحتوي رصيد الحساب الجاري للبنك المرخص لدى البنك المركزي و يكون الهدف منه معرفة الرصيد و
االحتساب االحتياطي النقدي لكل بنك من البنوك المرخصة.
يكون بشكل شهري كالبيان الشهري الذي هو عبارة عن ميزانية شهرية لكل بنك مرخص تعكس كافة نشاطه
حيث يتم تحليلها بهدف مراقبة األداء و احتساب النسب النقدية و المالية المتعددة ،و كشوف التركزات
1
-محمد الفاتح محمود بشير المغربي ،الرقابة اإلدارية عميد كلية االقتصاد و العلوم االجتماعية ،جامعة القرآن الكريم و العلوم
اإلسالمية ،السودان ،ص . 86
2
-اتشير صونيا ،لعجوز منال ،مرجع سابق ،ص . 62
11
صالحيات البتك المركزي الجزائري الفصل الثاني:
االئتمانية و االستثمارات و العقارات المستملكة ،وكذا كشوف السيولة حسب مبدأ االستحقاق ،كما يحتوي
و هو جانب المدين ،و قسم المطلوبات و هو جانب الدائن . هذا البيان على قسم من الموجودات
إضافة إلى التقرير السنوي ،حيث يراجع البنك المركزي التقارير السنوية التي يضعها مراقبو الحسابات لدى
البنوك و ذلك للتثبيت من تنفيذ ق ارراته و التأكيد من خلو نشاط البنك من أي مخالفة ،كما يراقب البنك
المركزي النسب المالية و النقدية و من أهمها:
-يتم من خالل الرقابة الميدانية بالتأكيد من أن البنك يقوم بممارسة أعماله حسب القوانين و التشريعات
السائدة باإلضافة إلى التأكد من مدى دقة و صحة البيانات التي يتم تزويد السلطات الرقابية بها.
ما تعرف بالرقابة (المكانية ) تمارس الرقابة بعين المكان سواء كانت آنية أو دورية أو حسب قطاع
معين أو ذات طابع عام طبقا للبرنامج المسطر من اللجنة المصرفية بحيث يكلف بنك الجزائر بتنظيم
هذه الرقابة لحساب اللجنة المصرفي . 2
و صالحية تشكل الرقابة المكانية األساس الثاني لألشراف البنكي ،يسمح بالتأكد من صحة
المعطيات و المعلومات المرسلة من البنوك و المؤسسات المالية عن طريق التقارير المحاسبية الحذرة
1
-اتشير صونيا ،لعجوز منال ،مرجع سابق ،ص . 41
2
-بلعيد جميلة ،الرقابة على البنوك و المؤسسات المالية ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ،تخصص قانون ،كلية الحقوق و العلوم
السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،6147ص .424
14
صالحيات البتك المركزي الجزائري الفصل الثاني:
،و كذا تقارير سنوية تتعلق بالرقابة الداخلية و مراقبة المخاطر ،و تلك المرتبطة بتدبير مكافحة تبيض
األموال و تمويل اإلرهاب ،كما تقوم هذه الرقابة بتقدير نوعية الحوكمة و التسيير في المؤسسات التي
تم تفتيشها ،وهي رقابة مكملة للرقابة حسب الوثائق إذ ال يمكن معرفة هذه الظواهر من خالل الوثائق.
تتم الرقابة في عين المكان وفق أشكال مختلفة ،يمكن أن تكون الرقابة شاملة ،تغطي مجموع المخاطر
للمؤسسة الخاضعة للتفتيش ،و يمكن أن تخص مجاال محدودا و مهام حسب موضوع محدد ،تتم
بمهام مفاجئة و بعثات بمبادرة من بنك الجزائر ،حسب الصالحيات المخولة له بموجب اإلصالحات
الجديدة التي جاء بها األمر رقم 21-22المتعلق بالنقد و القرض. 1
إن أهم أهداف الرقابة على البنوك هو التأكد من مدى سالمته و متانة الوضع المالي للبنك و بالتالي
لقياس مدى متانة و سالمة الوضع استخدام نظام ( ) CAMELSالذي يشير إلى األحرف األولى من
نشاطات البنك و هي (رأس المال ,نوعية الموجودات .اإلدارة الربحية ،السيولة ،و من تم حساسية
الموجودات لمخاطر السوق )(.)2
1
-بلعيد جميلة ،نفس المرجع السابق ،ص . 474
2
-حورية حمني ،آليات رقابة البنوك التجارية و فعاليتها -حالة الجزائر -مذكرة لتيل شهادة الماجيستير في العلوم االقتصادية ،
ص. 444
16
صالحيات البتك المركزي الجزائري الفصل الثاني:
اخضع المشرع الجزائري النشاط المصرفي لرقابة اللجنة المصرفية بصفتها سلطة ضبط لتفرض ما تراه
مناسبا من تدابير وقائية و عقوبات على الرغم من أن مهمة و سلطة سن العقوبات من اختصاص القضاء
بموجب المادة 221من األمر 22-21المتعلق بالنقد و القرض .1
حيث أناط المشرع الجزائري باللجنة المصرفية صالحيات إصدار العقوبات المتعلقة بالمخالفات التي ترتكبها
البنوك أو المؤسسات المالية عند تأسيسها أو أثناء ممارستها لنشاطها و هو ما نصت عليه الفقرتان 1و
9من المادة .221
2
التدابير الوقائية (فرع أول) و تنقسم الجزاءات العقابية التي تصدرها اللجنة المصرفية إلى نوعين و هما
و التدابير العقابية (فرع ثاني)
تصنف التدابير الوقائية ضمن التدابير التي تهدف إلى ضمان حسن سير البنوك و المؤسسات المالية ،و
حماية المودعين بشكل خاص و النظام المالي بشكل عام ،فهي ذات طابع وقائي ال تحمل بين طياتها غاية
قمعية و هو األمر الذي يميزها عن غيرها من التدابير التأديبية .3
و قد نصت عليها المواد 222،220و 221من األمر 22-21و انطالقا من هذه المواد يمكننا تقسيمها
إلى ما يلي: 4
-1التحذير:
نصت المادة 111من األمر 22-21على أنه" :إذا أخلت إحدى المؤسسات الخاضعة لرقابة اللجنة
بقواعد حسن سير المهنة ،يمكن اللجنة أن توجه لها تحذيرات بعد إتاحة الفرصة لمسيري هذه المؤسسة
لتقديم تفسيراتهم" . 5
حيث يوجه التحذير من قبل اللجنة المصرفية إلى البنوك و المؤسسات المالية ،و ذلك في حالة وجود إخالل
بقواعد حسن سير المهنة ،و يكون ذلك بعد إتاحة الفرصة لمسيرها لتقديم تفسيراتها في الموضوع و هو
1
-حورية حمني ،مرجع سابق ،ص .444
2
-أسماء حقاص ،دور اللجنة المصرفية في الرقابة على النشاط المصرفي ،جامعة عباس لغرور ،خنشلة ،ص . 481
3
-كنزة سعودي ،اللجنة المصرفية كهيئة رقابة على الجهاز المصرفي ،مذكرة ماستر ،جامعة أم البواقي ، 6142-6148 ،ص
. 48
4
-كنزة سعودي ،مرجع سابق ،ص . 48
5
-األمر 44-14مرجع سابق
14
صالحيات البتك المركزي الجزائري الفصل الثاني:
إجراء ذو طابع وقائي و ليس ردعي يهدف إلى حث المؤسسة إلى إصالح وضعها المالي ،و كان هذا
اإلجراء منصوصا عليه في القانون رقم 22-62تحت تسمية اللوم . 1
من بين الجزاءات الوقائية التي منحها المشرع الجزائري صالحية اتخاذها للجنة المصرفية إجراء دعوة هذه
األخيرة للبنك أو المؤسسة المالية لتبرير وضعيته داخل المنظومة المصرفية الجزائرية ،وقد نصت المادة
112على هذا اإلجراء والتي جاء فيها ":يمكن اللجنة أن تدعو أي بنك أو مؤسسة مالية عندما تبرر
وضعيته ذلك ،ليتخذ في أجل معين كل التدابير التي من شأنها أن تعيد أو تدعم توازنه المالي أو تصحح
أساليب تسييره فزيادة على دعوة اللجنة المصرفية لمسيري البنك أو المؤسسة المالية لتبرير وضعية هذا
األخير متى الحظت اللجنة وجود خلل في مركزه المالي ،خاصة فيما يتعلق باإلقراض واالئتمان فإنها تقوم
بأمره باتخاذ مجموعة من التدابير التي تراها مناسبة والتي تهدف إلى إعادة التوازن المالي له ،أو إلى تدعيم
هذا التوازن ،كما يمكن أن تهدف إلى تصحيح األسلوب الذي تعتمده إدارة البنك أو المؤسسة المالية في
عملية التسيير ،ويتعين على البنك أو المؤسسة المالية االمتثال لهذه األوامر ،و إ الا فإن اللجنة يحق لها
إصدار أحد الجزاءات الردعية التي سيتم التطرق لها الحقا كجزاء على عدم إذعان البنك أو المؤسسة
المالية لهذه األوامر.2
وهو الجزاء الوقائي الذي تتخذه اللجنة المصرفية في حق البنك أو المؤسسة المالية استنادا إلى نص المادة
113والتي جاء فيها ":يمكن اللجنة تعيين قائم باإلدارة مؤقتا تنقل له كل السلطات الالزمة إلدارة أعمال
المؤسسة المعنية أو فروعها في الجزائر وتسييرها ،ويحق له إعالن التوقف عن الدفع.
يتم هذا التعيين إما بناء على مبادرة من مسيري المؤسسة المعنية إذا لم يعد باستطاعتهم ممارسة مهامهم
بشكل عادي ،و إ ما بمبادرة من اللجنة إذا رأت أنه لم يعد باإلمكان إدارة المؤسسة المعنية في ظروف
عادية أو عندما تقرر ذلك إحدى العقوبات المنصوص عليها في الفقرتين 4و 5من المادة 114أدناه
حيث منح بذلك المشرع الجزائري للجنة المصرفية صالحية تعيين شخص يقوم بإدارة البنك أو المؤسسة
1
-عكوش كاهنة ،تكليش ياسمينة ،دور اللجنة المصرفية في ضبط النشاط المصرفي ،جامعة أكلي امحند اولحاج 6147-6142 ،
،ص . 18
2
-كنزة سعودي ،مرجع سابق . 48 ،
11
صالحيات البتك المركزي الجزائري الفصل الثاني:
المالية لفترة مؤقتة تحددها اللجنة ،سواء كانت بنوكا ،أو مؤسسات جزائرية أو أجنبية يوجد مقرها في
الخارج ،ولها فروعا في الجزائر ،بحيث تعطى لهذا الشخص كامل الصالحيات قصد إدارة البنك أو المؤسسة
المالية ،كما منحت له أيضا سلطة خطيرة تتمثل في أحقية هذا األخير في إعالن التوقف عن الدفع والذي
من شأنه المساس بالمركز القانوني للبنك أو المؤسسة المالية.
وأضافت ذات المادة بأن هذا التعيين يكون في إحدى ثالث حاالت وهي:
وذلك في الحالة التي يرى فيها مسيروها أنهم لم يعودوا قادرين على ممارسة مهام التسيير بصفة عادية،
مما قد يؤثر على نشاط البنك أو المؤسسة المالية داخل المنظومة المصرفية.
وهي الحالة التي تقوم فيها اللجنة المصرفية تعيين قائم بإدارة البنك أو المؤسسة المالية بدال عن مسيريه،
ودون طلب منه متى ارتأت هذه األخيرة أو أحد األجهزة الرقابية األخرى عجزةالمسيرين عن القيام بمهامهم
بصفة عادية ،والذي يستشف من الحالة المالية للبنك مما قد يرتب عن بقائهم في التسيير مخالفة التشريع
أو التنظيم المعمول به ،والذي يعرض البنك لعقوبة جزائية ردعية.
ج -حالة تعرض البنك أو المؤسسة المالية إلحدى العقوبتين المنصوص عليهما في الفقرتين 4:و 5
من المادة 114
وهي الحالة التي تقوم فيها اللجنة المصرفية بالتوقيف المؤقت ألحد أو كل مسيري البنك أو المؤسسة
المالية ،أو بإنهاء مهامهم بصفة نهائية فيستتبع ذلك تعيين اللجنة المصرفية للقائم باإلدارة بصفة مؤقتة
جوازيا في حالة التوقيف المؤقت و وجوبيا في حالة اإلنهاء النهائي للمهام ,و يجدر الذكر بأن اللجنة هي
من تحدد كيفيات اإلدارة المؤقتة وفقا لنص المادة 116من األمر . 1 22-21
-1األوامر:
1
-كنزة سعودي ،مرجع سابق ،ص . 48
11
صالحيات البتك المركزي الجزائري الفصل الثاني:
يهدف هذا اإلجراء إلى محاولة وقاية المؤسسة القرضية من أي خلل ممكن أن يمس و يؤثر على الصيرورة
الحسنة لنشاطاتها ,و بناءا عليه يجوز للجنة المصرفية أمر أي بنك أو مؤسسة مالية باتخاذ جميع التدابير
التي من شانها أن تعزز توازنها المالي أو تصحح
إذا خالف البنك أحد األحكام القانونية أو التنظيمية المتعلقة بممارسة نشاطه ،أو لم يذعن ألمر صدر عن
اللجنة المصرفية ،يمكن لهذه األخيرة أن تصدر ضده عدة عقوبات تأديبية تبدأ من التنبيه وقد تصل إلى
سحب االعتماد ،كما لها أن تأمر كعقوبة بديلة أو تكميلية للعقوبات السابقة بعقوبة مالي 2،إلى جانب
إمكانية اللجنة المصرفية اتخاذ تدابير وقائية ،يمكن لها توقيع عقوبات حددتها المادة 221من األمر -21
22في حالة ما إذا ارتكب البنوك أو المؤسسات المالية مخالفات بنكية ترتبط باإلخالل بإحدى األحكام
القانونية المنظمة للنشاط المصرفي ،أو لم تتمثل لألمر أو لم تعمل بمعايير النشاط.3
و تختلف نوعية العقوبة المطلقة حسب المخالفة المقترفة ،يمكن تقسيمها إلى:
للجنة المصرفية سلطة تطبيق إحدى العقوبتين على ممثلي المؤسسة المصرفية بصفته الطرف المسؤول
عن وجود المخالفة المثبتة إما أن تأمر بتوقيف و إنهاء مهام المسير ،أو تنزع له صفة الممثل.
أ-التوقيف المؤقت للمسير آو أكثر مع تعيين قائم باإلدارة مؤقتا استنادا للمادة 211فقرة 0من األمر -21
.22
فالرجوع لنص المادة رقم 20من التعليمة رقم 21-0222تبين لنا إجراءات التعيين ،حيث تقضي المادة
على انه في حالة ما إذا كان إمام بنك معتمد و تم تغيير احد المسيرين لسبب أو ألخر ,فانه البد من إعالم
المحافظ مع نهاية مهام هذا المسير ،و لتعيين مسير جديد البد من التماس الحصول على ترخيص من
1
-أسماء حقاص ،مرجع سابق ،ص . 26
2
-محمدي سماح ،مقال بعنوان دور اللجنة المصرفية في حماية الجهاز المصرفي ، 6148مجلة الباحث للدراسات االكاديمية ،ص
.7
3
-عنكوش كاهنة ،تكليش ياسمينة ،مرجع سابق ،ص .24
12
صالحيات البتك المركزي الجزائري الفصل الثاني:
محافظ بنك الجزائر الذي يتأكد من توفر الشروط المطلوبة،إلى جانب إعالم بنك الجزائر مع كل تغيير يط أر
على المعلومات المقدمة عن كل تسيير . 1
يجوز للجنة المصرفية وقف مسير أو أكثر عن العمل لمدة تتراوح ما بين ثالثة ( )21أشهر إلى ثالثة
( )21سنوات و في حالة العود يمكن تجديد العقوبة أو تقرير الطرد النهائي للمسير من مجمل القطاع
المصرفي .2
ب-نزع صفة ممثل البنك :بالرجوع إلى نص المادة 21من النظام 21-60نجدها تنص على انه يجب
على مسيري البنوك أن يتصفوا بالطريقة السلمية ،و أن ال يرتكبوا األخطاء المهنية التي قد تتسبب في
خسائر للمؤسسة و زبائنها.
و تنص المادة 62من األمر 22-21التي تفضي انه يجب على ممثل البنك أن يستجيب لمتطلبات النزاهة
و األخالق.
نجد أن هذه الشروط قد صدرت عامة ،ففي حالة ما إذا ارتكب ممثل بنك أو مؤسسة مالية خطا جسيم أثناء
تأديته لوظيفته و الحق الضرر بالمؤسسة أو لم يراعي أخالق المهنة و النزاهة يمكن للجنة أن تنزع له صفة
الممثل.
.
ثانيا :الجزاءات المقررة للمؤسسة المصرفية كشخص معنوي
-1اإلنذار و التوبيخ:
يعتبر اإلنذا ر أو التوبيخ من اإلجراءات التي تتخذها اللجنة المصرفية عموما جراء مخالفة البنوك إلحكام
سير المهنة ،3و يمكن أن تقضي اللجنة المصرفية بنشر هذا التدبير ،و هو ما يترتب عليه اإلضرار بسمعة
و مصلحة البنوك و المؤسسات المعنية بهذا اإلجراء ،لذلك تفضل اللجنة في الغالب عدم اللجوء إلى النشر
في إطار مهمتها الرقابية الوقائية الهادفة إلى إعادة التوازن للمؤسسات.4
1
-عنكوش كاهنة ،تكليش ياسمينة ،مرجع سابق . 24 ،
2
-محمدي سماح ،مرجع سابق ،ص . 7
3
-عنكوش كاهنة ،تكليش ياسمينة ،مرجع سابق ،ص . 26
4
-محمدي سماح ،مرجع سابق ،ص . 8
17
صالحيات البتك المركزي الجزائري الفصل الثاني:
استعمل المشرع الجزائري في قانون رقم 22-62مصطلح التنبيه ،و استبدله في األمر 22-21باإلنذار
في نص المادة ،221و اإلنذار يعتبر بمثابة تحذير عن اإلخالل لواجبات الوظيفة المقررة قانونا حيث أن
عدم احترام هذا التحذير يمكن ان يؤدي باللجنة المصرفية إلى تقرر عقوبات اشد ،إذ أن ذكر هذه العقوبة
في أول قائمة الجزاءات التأديبية يشير إلى أنها أخفها ،حيث يتم توقيع اإلنذار عادة بمناسبة الخطأ
اليسير.أما التوبيخ في العقوبة التقويمية الثانية التي نصت عليها المادة 221من األمر 22-21يعد عقوبة
اإلنذار ،حيث توقع على المخالفات و اإلخالالت التي تكون اشد من تلك التي تستوجب توقيع اإلنذار
و تلك التي تستوجب التوبيخ بالتالي االختيار بينما السلطة التقديرية للجنة المصرفية .1
- 0المنع من ممارسة بعض العمليات و غيرها من أنواع الحد من ممارسة النشاط و من أمثلة هذه
الممارسات قرار اللجنة المصرفية ضد بنك "يونين بنك" و القاضي بمنع هذه المؤسسة من تحويل رؤوس
األموال إلى الخارج و وقف عمليات التجارة الخارجية ،األمر الذي ساهم كثي ار في انهيار هذا البنك .2
حيث تعد هذه العقوبات اخطر العقوبات ،حيث ترتب على المؤسسة المصرفية التي سحب االعتماد منها
إلى استحالة استمرارها في ممارسة األعمال المصرفية ،كون أن لهذه العقوبة اثرين و هما:
-توقيف البنك أو المؤسسة المالية عن ممارسة النشاط المصرفي ,الن رخصة االعتماد هي التي اكسبها
الحق في الممارسة الفعلية لألعمال المصرفية على وجه االحتراف.
مع اإلشارة إلى أن سحب االعتماد ال يؤدي إلى سحب صفة البنك على المؤسسة ،مما يجعل البنك معرضا
في هذه المرحلة للمساءلة في حالة ما إذا ارتكب مخالفات أخرى.
-تصفية البنك من اآلثار المترتبة أيضا على سحب االعتماد و هو وضع البنك أو المؤسسة المالية قيد
3
التصفية
تقرر المادة 221من األمر 21-22المعدل و المتمم لألمر 22-21المتعلق بقانون النقد و القرض انه
يصبح قيد التصفية كل بنك أو كل مؤسسة مالية خاضعة للقانون الجزائري تقرر سحب االعتماد منها و
1
-عنكوش كاهنة ،تكليش ياسمينة ،مرجع سابق ،ص . 26
2
-محمدي سماح ،مرجع سابق ،ص . 8
3
-عنكوش كاهنة ،تكليش ياسمينة ،مرجع سابق ،ص . 26
18
صالحيات البتك المركزي الجزائري الفصل الثاني:
كذلك بالنسبة لفروع البنوك و المؤسسات المصرفية األجنبية العاملة في الجزائر ،و تقوم اللجنة بتعيين
مصفي تنقل إليه كل سلطات اإلدارة و التسيير و التمثيل.
و يتعين على البنك آو المؤسسة المصرفية خالل فترة تصفيتها أال تقوم أال بالعمليات الضرورية لتطهير
الوضعية ،و أن يذكر بأنها قيد التصفية ،و أن تبقى خاضعة لمراقبة اللجنة.
و تتمثل مهمة المصفي في تحديد حقوق المودعين بهدف تعويضهم عن طريق شركة ضمان الودائع
المصرفية ،و يشترط حياده لتحقيق التسيير العادل لعمليات التصفية .1
1
-محمدي سماح ،مرجع سابق ،ص . 2
12
الخاتمة
الخـــــــاتمة
و في نهاية هذا البحث نستخلص أن وجود مؤسسة البنك المركزي له من األهمية ما يجعله
يتبوء قمة النظام المصرفي ,حيث تطرقنا إلى التعريف بالبنك المركزي من حيث التعريف
اللغوي و القانوني و الفقهي ,كما أبرزنا أساسه القانوني من حيث الدستور و القوانين المختلفة,
و ذكرنا بأهميته و أهدافه التي انشأ من اجلها ,و هذا بالمرور بخصائصه و طبيعته القانونية.
علما أن البنك المركزي يرأسه محافظ و ينوب عنه 4ثالث نواب يعينون بمرسوم رئاسي
و يحدد القانون صالحيتهم ,و يتكون أيضا من مجلسين هما مجلس اإلدارة ,به ( )17سبعة
أعضاء و مجلس النقد و القرض و يتكون من ( )12تسعة أعضاء يعينون بمرسوم رئاسي و
يحدد القانون صالحيتهم.
إضافة إلى هيئات رقابية مساعدة تشمل اللجنة المصرفية و مركزية المخاطر و مركزية
عوارض الدفع.
ارتبط حق اإلصدار في جميع الدول بالبنوك المركزية ,إضافة إلى كون البنك المركزي يعتبر
بنك البنوك و مستشار الحكومة و وكيلها.
كما أن له دورا رقابيا و إشرافيا مهما على السياسة النقدية و االقراضية ,سواء كانت هذه
الرقابة قبلية أو بعدية من خالل األساليب المتبعة ضمن آليات الرقابة و الردع ,وهذا ال يكون
إال من خالل الضمانات التي تمنحها له السلطة العامة.
-توصلنا إلى أن البنك المركزي هو البنك المحوري على جميع البنوك التجارية و المؤسسات
المالية.
و -و أن البنك المركزي الجزائري شهد عدة تغيرات سواء على نظامه القانوني أو هياكله
هذا منذ االستقالل إلى غاية آخر تعديل قانوني.
-إن المشرع استحدث هيئات داخلية جعلت البنك أكثر فعالية في البيئة المصرفية و نقصد بها
مجلس النقد و القرض و اللجنة المصرفية.
12
الخاتمة
-رغم كل ما شهده البنك المركزي يعتبر في شقه تاجرا مع الغير إال انه في الشق اآلخر
خاضع للمحاسبة العمومية و تملك الدولة كل رأس ماله.
-يعتبر البنك المركزي سلطة هامة و ركنا من أركان الدولة إال أن الدستور لم يأتي على ذكره
إال من خالل تعيين المحافظ من قبل رئيس الجمهورية.
و من نقترح ما يلي:
ضرورة منح البنك المركزي االستقاللية الالزمة التي تمكنه من ممارسة دوره سواء على
مستوى إدارة السياسة النقدية أو الرقابة أو اإلشراف.
تفعيل صالحية إصدار القرارات على مستوى السياسة النقدية بما يتناسب و الظروف
االقتصادية.
21
خـــــــاتمة
صالحيات البنك المركزي الجزائري الفصل الثاني
الخـــــــاتمة
و في نهاية هذا البحث نستخلص أن وجود مؤسسة البنك المركزي له من األهمية ما يجعله
يتبوء قمة النظام المصرفي ,حيث تطرقنا إلى التعريف بالبنك المركزي من حيث التعريف
اللغوي و القانوني و الفقهي ,كما أبرزنا أساسه القانوني من حيث الدستور و القوانين المختلفة,
و طبيعته و ذكرنا بأهميته و أهدافه التي انشأ من اجلها ,و هذا بالمرور بخصائصه
القانونية.
علما أن البنك المركزي يرأسه محافظ و ينوب عنه 4ثالث نواب يعينون بمرسوم رئاسي
و يحدد القانون صالحيتهم ,و يتكون أيضا من مجلسين هما مجلس اإلدارة ,به ( )17سبعة
أعضاء و مجلس النقد و القرض و يتكون من ( )12تسعة أعضاء يعينون بمرسوم رئاسي و
يحدد القانون صالحيتهم.
إضافة إلى هيئات رقابية مساعدة تشمل اللجنة المصرفية و مركزية المخاطر و مركزية
عوارض الدفع.
ارتبط حق اإلصدار في جميع الدول بالبنوك المركزية ,إضافة إلى كون البنك المركزي يعتبر
بنك البنوك و مستشار الحكومة و وكيلها.
كما أن له دورا رقابيا و إشرافيا مهما على السياسة النقدية و االقراضية ,سواء كانت هذه
الرقابة قبلية أو بعدية من خالل األساليب المتبعة ضمن آليات الرقابة و الردع ,وهذا ال يكون
إال من خالل الضمانات التي تمنحها له السلطة العامة.
-توصلنا إلى أن البنك المركزي هو البنك المحوري على جميع البنوك التجارية و المؤسسات
المالية.
و -و أن البنك المركزي الجزائري شهد عدة تغيرات سواء على نظامه القانوني أو هياكله
هذا منذ االستقالل إلى غاية آخر تعديل قانوني.
22
صالحيات البنك المركزي الجزائري الفصل الثاني
-إن المشرع استحدث هيئات داخلية جعلت البنك أكثر فعالية في البيئة المصرفية و نقصد بها
مجلس النقد و القرض و اللجنة المصرفية.
-رغم كل ما شهده البنك المركزي يعتبر في شقه تاجرا مع الغير إال انه في الشق اآلخر
خاضع للمحاسبة العمومية و تملك الدولة كل رأس ماله.
-يعتبر البنك المركزي سلطة هامة و ركنا من أركان الدولة إال أن الدستور لم يأتي على ذكره
إال من خالل تعيين المحافظ من قبل رئيس الجمهورية.
و من نقترح ما يلي:
ضرورة منح البنك المركزي االستقاللية الالزمة التي تمكنه من ممارسة دوره سواء على
مستوى إدارة السياسة النقدية أو الرقابة أو اإلشراف.
تفعيل صالحية إصدار القرارات على مستوى السياسة النقدية بما يتناسب و الظروف
االقتصادية
20
ملخص
بما لديه من,إن البنك المركزي صمام األمان في النظام المصرفي عموما و الجزائري خصوصا
صالحيات و خصوصيات و وظائف جعلت منه سلطة الضبط على البنوك و المؤسسات المالية و مساعدا
.للحكومة في إصدار قراراتها االقتصادية بإشرافه على االئتمان المصرفي و السياسة النقدية
.و جعله الحارس األول على نشاطات البنوك التجارية و موجها لها في اإلدارة االئتمانية و تطبيق القوانين
. السياسة النقدية، المصرفي، االئتمان، المالية، المؤسسات، البنوك، النظام المصرفي:الكلمات المفتاحية
RESUME
Et fait de lui , le premier gardien des activités des banque commerciales et dirigé
vers elles dans la gestion et l'application du crédit .
Abstract
The Central Bank; generally, and particularly in Algeria, embodies the safety
valve in banking system. This is due to its authority, specificities, and functions
that made the Central Bank a regulator over banks and financial institutions;
besides, it assists the government to make economic decisions by its supervision
on Bank Credit and Monetary Policy.
It has become the first guardian on Banks' commercial activities, and their guide
to credit management and laws application.
-قانون رقم ، 46-82 :المؤرخ في 42غشت سنة ،4282المتعلق بنظام البنوك و القروض ،ج ر ج ج ،العدد 41الصادر
بتاريخ 61غشت ،4282ص . 4162
-قانون رقم 60-88 :المؤرخ في 21يناير سنة ، 2888يعدل و يتمم القانون رقم ، 21-80المؤرخ في 28غشت 2880
،المتعلق بنظام البنوك و القروض ،ج ر ج ج ،العدد ، 1الصادرة بتاريخ 21يناير ، 2888ص . 55
-قانون رقم 44-21 :المؤرخ في 41أفريل ، 4221المتعلق ب النقد و القرض ،ج ر ج ج ،العدد ، 42الصادرة بتاريخ 41
أفريل ، 4221ص . 166
( )6القانون رقم ، 41-47المؤرخ في 44أكتوبر ، 6147المتعلق بالنقد و القرض ،ج ر ج ج ،العدد 17بتاريخ أكتوبر 6147
ب – األوامر
-األمر ، 11-41المؤرخ في 62أوت ، 6141المتعلق بالنقد والقرض :ج ر ج ج :العدد 11بتاريخ أول سبتمبر 2010
-باللغة الفرنسية
1 –loi n062-144 décembre 1962 portant création et fixant les statuts de la banque central
d'Algérie JO du 28décember 1962 .
(Le conseil est investi des pouvoirs en tant qu' autorité monétaire , dans les domaines
)…concernant..
"La Banque d'Algérie est administrée par un conseil d' administration , qui est investi des pouvoirs ci
)après..
ثانيا /الكتـــــــــب
-4أحمد عبد العزيز األلفي ،االئتمان و التحليل االئتماني .
-6أحمد شعبان محمد علي ،موسوعة البنوك و االئتمان السياسة االئتمانية للبنوك ،دار التعليم الجامعي
.6142 ،
-4افتخار محمد مناحي ،أهمية السياسة النقدية في االستقرار االقتصادي في العراق.كلية اإلدارة و
االقتصاد .الجامعة العراقية . 6141-6114.
-1أيمن بن عبد الرحمان ،تطور النظام المصرفي الجزائري ،دار بلقيس للنشر ،الدار البيضاء –
الجزائر
-1خالد أمين عبد الله .التدقيق و الرقابة في البنوك .دار وائل للطباعة و النشر و التوزيع .األردن
4228.
-2لطرش الطاهر ،تقنيات البنوك ،الطبعة السابعة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر . 6141 ،
-8محفوظ لعشب ،الوجيز في القانون المصرفي الجزائري ،الطبعة الثانية ،ديوان المطبوعات
الجامعية ،الجزائر 6111 ،
- 41محمد الفاتح محمود بشير المغربي ،الرقابة اإلدارية ،األكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي،السودان
.
-44محمدي فريدة (زواوي) ،مدخل العلوم القانونية ،نظرية الحق CEDOC ،
-44يوسف كمال محمد ،المصرفية اإلسالمية السياسة النقدية ،الطبعة الثانية للكتاب ،دار الوفاء
للطباعة و النشر و التوزيع سنة –4222المنصورة.
ثالثا /ملتقــــــيات
- 4في إطار الملتقى الدولي حول إصالح النظام المصرفي .قياس استقاللية البنك المركزي في ظل
اإلصالحات المصرفية الحديثة أستاذ عزوز علي جامعة ورقلة 46-44.مارس . 6118
-6محمدي سماح مقال بعنوان دور اللجنة المصرفية في حماية الجهاز المصرفي 6148مجلة الباحث
للدراسات األكاديمية .،
- 4سمير يحياوي ،ليلى معمري ،اثر استقاللية البنك المركزي على السياسة النقدية في محاربة
التضخم ،حالة الجزائر ،مجلة التنمية و االستشراف للبحوث و الدراسات ،المجلة ، 6العدد 6جوان
.6147
-1فتيحة بنابي ،عالقة استقاللية البنك المركزي بفعالية السياسة النقدية ،مجلة معارف مجلة علمية و
محكمة دولية .
- 1عبد الله البحري .علي صاري .مسؤولية بنك الجزائر في تعزيز و إرساء الشمول المالي في
االقتصاد الوطني .مجلة التحليل و االستشراف االقتصادي.المجلد الثاني ،العدد األول . 6164
-2أسماء حقاص ،خديجة عمراوي ،جامعة عباس لغرور خنشلة دور اللجنة المصرفية في الرقابة
على النشاط المصرفي ،مجلة البحوث القانونية و االقتصادية ،مجلد ، 11العدد . 6166 ، 14
- 7بان صالح الصالحي ،دور البنك المركزي في مالية الدولة ،جامعة بغداد .مقالة .
-6محمد ضويفي ،مركز القانوني للبنك الجزائري ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر 4
. 6141-6141 ،
-4محمد العوض العبيد علي .دور البنوك المركزية في المحافظة على االستقرار المالي و السالمة
المالية –حالة بنك السودان المركزي – مقدمة لنيل درجة دكتوراه في الدراسات المصرفية .جامعة
للعلوم و التكنولوجيا .كلية الدراسات العليا . 4148 -6147.
- 1دار السبع مختارية ،مذكرة دكتوراه ،إدارة االئتمان في النظام المصرفي الجزائري ،جامعة
الجياللي سيدي بلعباس ،كلية الحقوق . 6148-6147 ،
- 1بلعيد جميلة ،الرقابة على البنوك المؤسسات المالية ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ،تخصص
قانون ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو . 6147 ،
ب -مذكرات الماجيستير
-4شودار حمزة ،عالقة البنوك المشاركة بالبنوك المركزية في ظل نظم الرقابة النقدية التقليدية – دراسة
تطبيقية حول عالقة بنك الجزائر ببنك البركة الجزائري – مذكرة مقدمة ضمن متطلبات الحصول على
شهادة الماجيستير في العلوم االقتصادية .فرع اقتصاديات المالية .بنوك ونقود .كلية العلوم االقتصادية
و علوم التسيير .قسم العلوم االقتصادية .جامعة فرحات عباس – سطيف .6117-6112.
-6حورية حمني .آليات رقابة البنك المركزي على البنوك التجارية و فعاليتها –حالة الجزائر-مذكرة
لنيل شهادة الماجيستير في العلوم االقتصادية.
– 4صادفي ولد محمد عبد الرحمان ،البنك المركزي و مراقبة االئتمان – دراسة حالة موريتانيا –
الفترة ، 6116 – 4226مذكرة ماجيستير ،كلية العلوم االقتصادية جامعة بسكرة 6112-6111 ،االئتمان
و السياسة االئتمانية ،جامعة بسكرة .
-1عنكوش كاهنة و تكليش ياسمينة ،دور اللجنة المصرفية في ضبط النشاط المصرفي ،مذكرة ماستر
،جامعة أكلي امحند اولحاج .، 6147-6142
ج -مذكرات الماستر
– 4كوثر ناصري ،المركز القانوني للبنك المركزي الجزائري ،مذكرة تكميلية لنيل شهادة الماستر في
الحقوق ،كلية الحقوق فرع قانون أعمال ،جامعة العربي بن مهيدي ،أم البواقي . 6142-6148،
- 6بوبزاري هاجر ،قنون حكيمة ،المركز القانوني لبنك الجزائر ،مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر
في القانون الخاص فرع قانون خاص لألعمال ،جامعة محمد الصديق بن يحي جيجل . 6148-6147 ،
-4كنزة سعودي اللجنة المصرفية كهيئة رقابة على الجهاز المصرفي مذكرة ماستر جامعة أم البواقي
.6142-6148
- 1اتيشر صونيا .لعجوز منال .أجهزة الرقابة الخارجية على البنوك التجارية مذكرة نيل شهادة ماستر
في الحقوق .القانون الخاص.جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية . 6147.
– 5ابراهيم حراش ،دور البنك المركزي في تطبيق الحوكمة المصرفية ،حالة بنك الجزائر ،المدرسة
العليا لإلحصاء و االقتصاد التطبيقي ،
سادسا /المحـــــــــــــاضرات
– 4حديوش سعدية ،محاضرات في مقياس قانون النقد و القرض ،سنة ثالثة ،تخصص اقتصاد نقدي و
بنكي ،كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ،جامعة البويرة .
-6محاضرات محاسبة البنوك ،اإلدارة العامة التصميم و تطوير المناهج ،السعودية 4162 ،هـ .
28
14 المطلب الرابع :األهمية و األهداف للبنك المركزي
14 أهداف البنك المركزي الفرع األول :
16 أهمية البنك المركزي الفرع الثاني :
16 المبحث الثاني :الهيكل التنظيمي لبنك المركزي الجزائري
16 المطلب األول :المحافظ و النواب
16 تعيين المحافظ و نوابه الفرع األول :
17 صالحيات المحافظ الفرع الثاني :
18 المطلب الثاني :مجلس إدارة البنك المركزي
18 تشكيلة مجلس إدارة البنك المركزي الفرع األول :
18 صالحيات مجلس إدارة البنك المركزي الفرع الثاني :
19 المطلب الثالث :مجلس النقد و القرض
19 تشكيلة مجلس النقد و القرض الفرع األول :
19 أوال :تشكيلة مجلس النقد و القرض حسب القانون 41-21
19 ثانيا :تشكيلة مجلس النقد و القرض حسب األمر رقم 14-14
20 ثالثا :تشكيلة مجلس النقد و القرض حسب األمر رقم 44-14
21 تعيين األعضاء مجلس النقد و القرض الفرع الثاني :
21 أوال :تعيين األعضاء حسب القانون 41-21
21 ثانيا :تعيين األعضاء حسب األمر 44 -14
22 صالحيات المجلس النقد والقرض الفرع الثالث :
24 المطلب الرابع :هيئات المراقبة في النظام البنكي الجزائري
24 اللجنة المصرفية الفرع األول :
24 أوال :تشكيل اللجنة المصرفية
25 ثانيا :صالحياتها
26 مركزية المخاطر الفرع الثاني :
27 مركزية عوارض الدفع الفرع الثالث :
27 جهاز مكافحة إصدار الشيكات بدون مؤونة الفرع الرابع :
الفصل الثاني
صالحيات البنك المركزي الجزائري
30 المبحث األول :وظائف البنك المركزي الجزائري
30 المطلب األول :البنك المركزي بنك اإلصدار
31 الفرع األول :إصدار األوراق النقدية
32 أنواع اإلصدار الفرع الثاني :
32 المطلب الثاني :بنك الدولة و مستشارها
33 الفرع االول :البنك المركزي بنك الحكومة
22
34 الفرع الثاني :البنك المركزي وكيل الحكومة و مستشارها
34 المطلب الثالث :بنك البنوك
34 االحتفاظ بالودائع و أرصدة البنوك التجارية الفرع األول :
35 يعمل كقائد للنظام المصرفي الفرع الثاني :
36 المطلب الرابع :ادارة السياسة االئتمانية
36 مفهوم االئتمان المصرفي الفرع األول :
36 تعريف االئتمان المصرفي :2
37 عناصر االئتمان المصرفي :0
37 أدوات االئتمان المصرفي :3
37 السياسة االئتمانية الفرع الثاني :
38 تعريف السياسة االئتمانية :2
38 أدوات السياسة االئتمانية :0
39 المبحث الثاني :الدور الرقـابي للبنك المركزي على البنوك التجارية
40 المطلب األول :مفهوم الرقابة على البنوك التجارية
40 تعريف الرقابة الفرع األول :
40 الفرع الثاني :أهمية الرقابة
40 المطلب الثاني :الضمانات الممنوحة للبنك المركزي ألداء دوره الرقابي
41 توسيع مجال االستقاللية للبنك المركزي الفرع األول :
41 تعدد وسائل الرقابة لدى البنك الفرع الثاني :
42 المطلب الثالث :آليات البنك المركزي لممارسة الدور الرقابي على البنوك
42 الرقابة المكتبية الفرع األول :
43 تعريف الرقابة المكتبية : 2
43 ممارسة الرقابة المكتبية : 0
45 الفرع الثاني :الرقابة الميدانية
45 تعريف الرقابة الميدانية : 2
45 أهداف الرقابة الميدانية : 0
46 المطلب الرابع :الصالحيات التأديبية لبنك الجزائر المركزي
46 الفرع األول :التدابير الوقائية
49 الفرع الثاني :التدابير العقابية
54 الخاتمة
قـائمة المراجع
قـائمة المحتويات
71
74