You are on page 1of 83

‫وزارة التعـــليــم العــــالي والبحـــث العـــلمــي‬

‫جامعــة قاصــدي مـــرباح – ورقــــلة‬


‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬
‫قسم الحقوق‬

‫مذكرة بعنوان ‪:‬‬

‫مذكرة مكملة لنيل شهادة ماستر في الحقوق‬


‫قسم قانون عام اقتصادي‬
‫إشراف األستاذ‬ ‫إعداد الطالبتين ‪:‬‬
‫األستاذ ‪ /‬محمد بشير بالطيب‬ ‫‪ -‬فطيمة غزال‬
‫‪ -‬مليكة صمعة‬
‫اللجنة المناقشة‬
‫الصفة‬ ‫الدرجة العلمية‬ ‫أعضاء لجنة المناقشة‬
‫رئيسا‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫طه عيساني‬
‫مناقشا‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫اسماعيل لطرش‬
‫مشرفا و مقررا‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫محمد البشير بالطيب‬

‫السنة الجامعية ‪0200 / 0202 :‬‬


‫تَشَكٌ ـ ـ ـ ـ َّـرات‬

‫الحمد لله الذي تتم به الصالحات‪ ,‬و بفضله تتنزل‬


‫الخيرات و البركات و بتوفيقه تتحقق المقاصد‬
‫و الغايات‪.‬‬

‫الشكر الجزيل أوال إلى أستاذنا المشرف بوطيب‬


‫محمد البشير لوقوفه و دعمه لنا منذ البداية و‬
‫و نصائحه لنا‪.‬‬ ‫توجيهاته‬

‫إلى كافة األساتذة الذي رافقونا طوال المسار‬


‫الدراسي‪.‬‬

‫إلى أعضاء لجنة المناقشة و لهم منا فائق االحترام‬


‫و التقدير‬
‫ألأهدأء‬
‫إلى الوالدة أطال ألله فى عمرها‬

‫إلى كافة عائلتى الك يرمة خاصة أب ةن‬


‫ح‬ ‫ي‬
‫أختى منال برى فظها‬

‫إلى كافة ألأخناب و ألأصدقاء‬

‫ملن هك‬
‫ألأهدأء‬
‫إلى الوالدة أطال ألله فى عمرها‬

‫م‬ ‫ح‬ ‫م‬


‫إلى روجى و أولأدي مد و لاك‬

‫ي‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ئ‬


‫إلى كافة عا ى رمة‬
‫ت‬

‫فطت ةم‬
‫قائمة المختصرات‬

‫ص‪ :‬صفحة‬

‫هـ ‪ :‬هجري‬

‫ج ر ج ج‪ :‬جريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‬

‫ج ر‪ :‬جريدة رسمية‬

‫ع أ‪ :‬عمارة أ‬

‫ص ص‪ :‬صفحة و صفحة‬
‫المقدمة‬

‫المقــــدمة‬

‫بعد االستقالل كان لزاما على الدولة الجزائرية بناء مؤسساتها السيادية‪ ,‬خصوصا بعد الفراغ الذي‬
‫خلفه المستعمر‪ ,‬فبدا النظام في إنشاء الهياكل األساسية لهذه الدولة‪.‬‬

‫و من بين المؤسسات سعت السلطة العامة إلى إنشاء مؤسسة بنكية خاصة بها‪ ,‬لكن و بما أن الدولة‬
‫الجزائرية كانت حديثة عهد باالستقالل مرت بمرحلة انتقالية تميزت بفصل الخزينة العمومية عن نظيرتها‬
‫الفرنسية في ‪ 02‬أوت ‪ 2690‬أما اإلنشاء الحقيقي للبنك الجزائر فكان في ‪ 21‬ديسمبر بموجب االمر‪-90‬‬
‫‪ 211‬و الذي كان مملوكا بالكامل للدولة و منحه القانون السالف الذكر صالحيات تقليدية للبنوك كونه بنك‬
‫اإلصدار النقدي و مموال و مسي ار للشؤون النقدية للدولة و المشرف على البنوك التجارية‪ ,‬و رغم أن القانون‬
‫أعطى صالحيات واسعة للبنك المركزي إال انه كان تحت سلطة وزير المالية و مما صعب عليه مهمة‬
‫اإلشراف أن البنوك التجارية كانت كلها أجنبية و مرتبطة بالمنظومة الفرنسية ‪ ,‬و في سنة ‪ 2691‬و وفقا‬
‫لقانون المالية تم وضع البنك المركزي الجزائري في خدمة الخزينة العمومية‪.‬‬

‫و في ظل البحث عن موارد للتمويل المالي و مصادر جديدة للقروض‪ ,‬كان البد من القيام‬
‫بإصالحات جديدة تمكن من خاللها البنك المركزي من إعادة تمويل البنوك الوطنية مع احتفاظ و ازرة المالية‬
‫بالوصاية على البنك المركزي‪ ,‬تالها إصالح سنة ‪ 2669‬المتمثل في قانون القرض و البنك و المؤرخ في‬
‫‪ ,2669/26/26‬حيث تم إدخال إصالحات هامة على الوظيفة البنكية من اجل إرساء المبادئ العامة‬
‫للبنوك العمومية و توحيد اإلطار القانوني الذي يسير المؤسسات المصرفية ‪ ,‬حيث تم تقليص دور الخزينة‬
‫العمومية في مجال االستثمارات كما استعاد البنك وظائفه كبنك للبنوك‪.‬‬

‫و مع انفتاح الدولة على اقتصاد السوق‪ ,‬ارتأت إلى القيام بإصالحات جذرية تمثلت في إصدار‬
‫و الذي تضمن إلغاء‬ ‫القانون رقم ‪ 22-62‬المتعلق بالنقد و القرض و المؤرخ في ‪2662/21/21‬‬
‫احتكار الدولة للقطاع المصرفي و تحرير سوق القرض‪ ,‬و تم االستغناء عن األسلوب اإلداري للقرض‪ ,‬تبعها‬
‫تغييرات هيكلية من خالل إصدار التعديل رقم ‪ 22-22‬المؤرخ في ‪ ,0222‬حيث تم الفصل بين مجلس‬
‫النقد و القرض و مجلس اإلدارة في البنك المركزي‪.‬‬

‫أ‬
‫المقدمة‬

‫ثم تم إلغاء األمر ‪ 22-62‬باألمر ‪ 22-21‬المؤرخ في ‪ 09‬أوت ‪ 0221‬أين تم تدعيم استقاللية اللجنة‬
‫و إمدادها بالوسائل و‬ ‫المصرفية و تفعيل دورها في مراقبة أنشطة البنوك بإضافة أمانة عامة لها‬
‫الصالحيات لممارسة مهامها على أحسن وجه‪.‬‬

‫و يمثل‬ ‫تكمن أهمية دراسة الموضوع‪ ,‬في أن البنك المركزي يعد عصب الحياة االقتصادية‬
‫السلطة العليا للنظام المصرفي و يشرف على السياسة النقدية للدولة‪ ,‬لذا فالتعريف به و نظامه القانوني‬
‫يسمح بتحديد دوره في النمو االقتصادي للدولة‪ ,‬و تقييم أداءه من اجل خدمة التنمية االقتصادية‪ ,‬و تعزيز‬
‫هياكل و مؤسسات الدولة‪.‬‬

‫فتسليط الضوء على النظام القانوني للبنك المركزي‪ ,‬الذي يعد القالب الذي يتشكل من خالله المؤسسات‬
‫المالية للدولة‪ ,‬و من خالل توضيح صالحياته و وظائفه يظهر حجم تأثيره على االقتصاد الوطني‪ ,‬و مدى‬
‫فعاليته في نجاعة المنظمة المصرفية‪.‬‬

‫أما عن أسباب اختيار الموضوع‪ ,‬فتتراوح ما بين ذاتية و أخرى موضوعية‪ ,‬تتمثل األولى في أن‬
‫لهذا الموضوع عالقة بتخصص الدراسة المتمثلة في القانون العام االقتصادي و لكون هذا الموضوع قد‬
‫درس من عدة جوانب‪ ,‬فارتأينا أن يكون دراستنا له بطريقة تكون إضافة جديدة لهذا النوع من البحوث‪.‬‬

‫أما عن األسباب الموضوعية‪ ,‬فهي مكانة و دور البنك المركزي في المنظومة المؤسساتية بشكل عام للدولة‬
‫الجزائرية و التي تعرف تطو ار و إصالحات متجددة‪ ,‬و خصوصا اإلصالحات االقتصادية و محاولة الدولة‬
‫التماشي مع التطورات الدولية و اإلقليمية القتصاد السوق و العولمة‪ ,‬و كذا فتح مجال االستثمار و إعطاءه‬
‫الدفع الالزم لكي يسير في الطريق الصحيح التي رسمتها الدولة‪ .‬فالبنك المركزي يعد الهيكل األساسي‬
‫لالنفت ـ ـ ـاح االقتصـ ـ ـ ـ ـادي و رسم مالمح المنظومة المصرفية و ترقيتها و تطويرها‪.‬‬

‫إشكالية الدراسة‬

‫إن اإلصالحات التي قامت بها الدولة اتجاه البنك المركزي و تنظيم قوانينه ساهمت في تعزيز دور‬
‫البنك الرقابي و اإلشرافي على السياسة النقدية‪ .‬من خالل هذا نطرح اإلشكال التالي‪:‬‬

‫ما هي الضوابط القانونية الحاكمة لهيكلة البنك المركزي و أداءه؟‬

‫الدراسات السابقة‬

‫ب‬
‫المقدمة‬

‫من بين الدراسات التي استفدنا بها للقيام بهذا البحث نذكر‪:‬‬

‫‪-‬أطروحة الدكتوراه للباحثة دار السبع مختارية‪ ,‬نوقشت في كلية الحقوق جامعة الجياللي اليابس سيدي‬
‫بلعباس عام ‪ 0226‬بعنوان إدارة االئتمان في النظام المصرفي الجزائري‪.‬‬

‫و التي أوضحت دور الرقابة القضائية للجنة المصرفية‪.‬‬

‫‪-‬أطروحة الدكتوراه للباحثة حمني حورية‪ ,‬نوقشت في كلية العلوم االقتصادية جامعة منتوري قسنطينة عام‬
‫‪ 0229‬بعنوان آليات رقابة البنك المركزي على البنوك التجارية و فعاليتها –حالة الجزائر‪.‬‬

‫‪--‬أطروحة الدكتوراه للباحثة خيتر فريدة‪ ,‬نوقشت في جامعة الجياللي اليابس سيدي بلعباس عام ‪0226‬‬
‫بعنوان إدارة االئتمان في النظام المصرفي الجزائري‪.‬‬

‫‪-‬أطروحة الدكتوراه للباحث ضويفي محمد‪ ,‬نوقشت في كلية الحقوق جامعة الجزائر عام ‪ 0221‬بعنوان‬
‫المركز القانوني لبنك الجزائر‪ ,‬و التي كانت مذكرة ثرية بالتحليل المنطقي و الكم المعلوماتي و القانوني‬
‫حيث الم كثي ار بالجوانب التشريعية و القانونية‪.‬‬

‫أما عن الصعوبات فتمثلت في قلة المراجع التي تتكلم عن البنك المركزي الجزائري من الجانب‬
‫القانوني رغم وفرتها من الجانب االقتصادي‪ ,‬و طغيان الجانب االقتصادي في اغلب المراجع صعب مهمة‬
‫استحضار المعلومات القانونية‪.‬‬

‫و لإلجابة على هذه اإلشكالية اعتمدنا المنهج الوصفي التحليلي‪ ,‬و ذلك من خالل تطرقنا إلى البنك‬
‫المركزي كتعريف و نشأة و تحليل طبيعته القانونية وصالحياته من خالل النصوص القانونية و التشريعية‬
‫المختلفة المنظمة له‪.‬‬

‫خطة الدراسة‬

‫الفصل األول‪ :‬ماهية و نشأة البنك المركزي الجزائري‬

‫مبحث أول‪ :‬ماهية البنك المركزي الجزائري‬

‫المبحث الثاني‪ :‬للهيكل التنظيمي للبنك المركزي الجزائري‬

‫ج‬
‫المقدمة‬

‫الفصل الثاني‪ :‬صالحيات البنك المركزي الجزائري‬

‫المبحث األول‪ :‬وظائف البنك المركزي الجزائري‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الدور الرقابي للبنك المركزي على البنوك التجارية‬

‫د‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفصل األول‬
‫ماهية و نشأة البنك المركزي الجزائري‬
‫انشأ البنك المركزي الجزائري بموجب القانون رقم ‪ 411-26‬ليكون بداية ألول بنك مركزي يمثل الدولة‬
‫الجزائرية المستقلة‪ ،‬لكنه اكتسب شخصيته و استقالليته مع كل التغيرات التي حصلت في التشريعات‬
‫الجزائرية‪ ،‬و حتى تكوينه الهيكلي كان هو اآلخر معرضا للتغيير حسب حاجة المشرع لتطوير صالحيات‬
‫البنك و جعله مواكبا للمتغيرات االقتصادية سواء الوطنية أو الدولية‪.‬‬

‫فما يمثله البنك المركزي من أهمية بالغة في التأثير المباشر على النقد و السياسة النقدية و لما له من مكانة‬
‫في المنظومة االقتصادية عموما و المصرفية خصوصا‪ ،‬جعل القائمين على التشريع في الجزائر يسعون‬
‫و المطلوب‪.‬‬ ‫إلى مده بجميع اإلمكانيات البشرية أو الهيكلية أو القانونية لكي يلعب دوره بالشكل الالزم‬

‫‪7‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية البنك المركزي الجزائري‬


‫نظرا للمهام و الوظائف التي أسندت للبنك المركزي‪ ،‬عن سائر البنوك التجارية‪ ،‬فهو يحتل صدارة البنوك‪،‬‬
‫و مع طبيعة و حجم العمليات التي يقوم بها كان و البد من التعــرف عليــــــــــه‪ ،‬بالتالي‪ :‬سنتطرق في‬
‫مبحث األول إلى مفهوم البنك المركزي واألساس القانوني في (المطلب األول )‪ ،‬أما (المطلب الثاني)‬
‫خصص إلى الطبيعة القانونية والخصائص ‪ ،‬أما (المطلب الثالث ) إلسقاللية البنك المركزي‪ ،‬و( المطلب‬
‫الرابع ) لألهداف و األهمية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المفهوم و األساس القانوني للبنك‬

‫و‬ ‫للبنك المركزي أهمية كبيرة في النظام المصرفي ألية دولة‪ ،‬ولهذا قبل التطرق لهياكله و المهام‬
‫صالحياته البد من التعرف على مفهومه والتعرف عليه من خالل ما تناوله الفقه و ما عرفه القانون إضافة‬
‫إلى الجانب اللغوي وهذا في (الفرع األول) أما (الفرع الثاني) سنتناول األساس القانوني للبنك‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف البنك المركزي‬

‫ليس من السهل وضع تعريف جامع لمعنى كلمة "بنك" نظرا لمدى التطور الكبير على مر العصور‬
‫لوظيفة البنوك‪ ،‬و اختالف نظرة المذاهب االقتصادية لدورها في الحياة االقتصادية‪.‬‬

‫و قد تعددت التعاريف التي وضعت في هذا الشأن‪ ،‬و كان كل منها يتأثر بروح العصر الذي وضعت فيه‬
‫أو المذهب االقتصادي السائد وقت وضعها‪.‬‬

‫و فيما يلي يتم التعرض – باختصار‪ -‬لمختلف هذه التعاريف‪ ،‬بدا ببيان التعريف اللغوي لكلمة بنك يعقبها‬
‫‪1‬‬
‫تفسيرات الفقهاء ثم التعريف التشريعي للبنك‬

‫أوال ‪ :‬التعريف اللغوي لكلمة بنك‬

‫كلمة بنك مشتقة من الكلمة االيطالية ‪ Banco‬أو ‪ Banca‬و معناها منضدة‪ .‬و تشير إلى أول عهد الصيارفة‬
‫في القرون الوسطى‪ ،‬حيث كانوا يقومون بمهنتهم في استبدال النقود أمام منضدة صغيرة في األسواق و‬
‫كان هؤالء الصيارفة في البداية يقومون بالتجارة العادية‪ ،‬ثم وجدوا إن ازدهار التجارة و ما يتبعه من‬
‫استبدال العمالت الم ختلفة ببعضها يؤدي إلى نشاط كبير و أرباح مغرية‪ ،‬فتخصصوا شيئا فشيئا في‬
‫عمليات استبدال النقود‪ ،‬و ازدهرت مهنة الصيرفة و أطلق عليهم كلمة ‪ Banco‬نسبة إلى المنضدة التي‬
‫يجلسون خلفها‪.‬‬

‫و يالحظ أن الصيارفة اإلغريق في العصر القديم كان يطلق عليهم ‪ ، Trapezite‬و هو وصف مشتق من‬
‫كلمة تعني منضدة ‪ ،‬أما الصيارفة الالتين فكان يطلق عليهم ‪.Argentarius‬‬

‫و‬ ‫و قد شاع استعمال كلمة بنك لسهولتها للتعبير عن مهنة استبدال النقود ‪ ،‬ثم أطلقت على األشخاص‬
‫الهيئات التي تزاول أعمال الصيرفة و أعمال البنوك ‪ ،‬و فيما عدا بعض المسميات الخاصة التي أطلقت‬

‫أحمد شعبان محمد علي‪ ،‬موسوعة البنوك و االئتمان السياسة االئتمانية للبنوك‪ ،‬دار التعليم الجامعي‪ ،6142 ،‬ص ‪.41‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪8‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫على البنوك‪ ،‬في فرنسا مثل ‪ Comptoir‬أو ‪ Credit‬أو ‪ ،Caisse‬فان كلمة بنك أصبحت تعبيرا دوليا ‪-‬‬
‫مهما اختلفت اللغات‪ -‬و تطلق على المؤسسات التي تقوم بعمليات البنوك‪.2‬‬

‫و يقابلها في اللغة العربية كلمة مصرف‪ ،‬و المصرف بكسر الراء مأخوذة من الصرف بمعنى بيع النقد‬
‫بالنقد‪ ،‬و يقصد بالمصرف المكان الذي تتم فيه عمليات الصرف‪.‬‬

‫و قد ورد العديد من التعاريف لكلمة البنك في المعاجم و الموسوعات العربية ففي معجم الوسيط ‪ :‬البنك‬
‫مصرف أو البنك ‪ ،‬تطلق هذه الكلمة بصفة عامة على المؤسسات التي تتخصص في إقراض و اقتراض‬
‫النقود عصب النظام االئتماني‪ ،‬الن النسبة الساحقة من اإلقراض و االقتراض ال تتم مباشرة بين صاحب‬
‫النقود و من يرغب في استخدامها بل عن طريق المصارف‪. 3‬‬

‫اختلفت تسمية و تعاريف المصارف تبعا الختالف المفهوم حول أهمية و وظائف تلك المصارف فقد‬
‫أطلق على البنوك المركزية أسماء مختلفة في دول العالم ففي الواليات المتحدة أطلقت تسمية ( نظام‬
‫االحتياط الفدرالي) و في الهند أطلق عليه تسمية البنك االحتياطي في حين في فرنسا أطلق عليه تسمية بنك‬
‫فرنسا و في بعض الدول جاء تحت تسمية مؤسسة النقد و على الرغم من اختالف التسميات إال أن االسم‬
‫الغالب في معظم دول العالم هو بنك المركزي ‪.4‬‬

‫و من وجهة نظر الكالسيكية يمكن القول أن البنك هو " مؤسسة تعمل كوسيط مالي بين مجموعتين رئيستين‬
‫و المجموعة‬ ‫من العمالء‪ .‬المجموعة األولى لديها فائض من األموال و تحتاج إلى الحفاظ عليه و تنميته‬
‫‪5‬‬
‫أو كالهما"‬ ‫الثانية هي مجموعة من العمالء تحتاج إلى أموال ألغراض أهمها االستثمار أو التشغيل‬

‫ثانيا ‪ :‬التعريف الفقهي‬

‫قدم بعض االقتصاديين تعاريف مختلفة للمصارف المركزية ترتبط تلك التعاريف مع الوظائف التي تقوم‬
‫بها البنوك المركزية و من أهم التعريفات الشائعة للمصارف المركزية هي‪:‬‬

‫عرفت "فيرا سميث ‪" Vera SMITH‬البنوك المركزية بأنها هي النظام المصرفي الذي يوجد فيه مصرف‬
‫واحد له السلطة الكاملة على إصدار النقد‪ .‬أكدت "فيرا سميث" في تعريفها على وظيفة إصدار النقد ‪.4‬‬

‫أما شاو ‪ W.SHAW‬فقد ركز على وظيفة البنك المركزي في كيفية التحكم في حجم االئتمان و تنظيمه‬
‫بتعريفه هو البنك الذي يتحكم في االئتمان و ينظمه ‪.4‬‬

‫و عرفه "‪ "A.Day‬بأنه الذي ينظم السياسة النقدية و يعمل على استقرار النظام المصرفي و يالحظ بان‬
‫"داي" اهتم بالسياسة النقدية باعتبارها من أهم وظائف البنك المركزي باألخص الحفاظ على استقرار‬
‫الجهاز المصرفي ‪.4‬‬

‫‪ 2‬أحمد شعبان محمد علي‪ ،‬المرجع السابق ص‪41‬‬


‫‪3‬محاضرات محاسبة البنوك‪ ،‬اإلدارة العامة التصميم و تطوير المناهج ‪ ،‬السعودية ‪ 4162 ،‬ه ‪ ،‬ص ‪6‬‬
‫‪ 4‬زكرياء الدوري ‪ ،‬يسرا السامرائي ‪ ،‬البنوك المركزية و السياسات النقدية ‪ ،‬ص ‪64‬‬
‫‪1‬محمد عبد الفتاح الصيرفي‪ ,‬إدارة البنوك‪ ,‬دار المناهج للنشر و التوزيع ‪ 6141‬ص ‪44‬‬

‫‪2‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و جاء تعريف "سايرز ‪ "SAYERS‬بان البنك المركزي هو عضو أو جزء من الحكومة الذي يأخذ على‬
‫عاتقه ادارة العمليات المالية للحكومة و بواسطة إدارة هذه العمليات يستطيع التأثير في سلوك المؤسسات‬
‫المالية بما يجعلها تتوافق مع السياسة االقتصادية للدولة و هذا التعريف ركز على وظيفة البنك المركزي‬
‫كبنك الحكومة ‪.4‬‬

‫و جاء تعريف "سامويلسون ‪" SAMUALSON‬ليركز على وظيفة أخرى للمصارف باعتباره البنك‬
‫المركزي هو بنك البنوك و وظيفته هي التحكم في القاعدة النقدية التي من خاللها يستطيع ان يتحكم في‬
‫عرض النقود ‪. 4‬‬

‫و نرى ان "جونسي ‪ "JAUNCY‬قد عرف البنوك المركزية أنها البنك الذي يعتبر المقاصة هي العملية‬
‫الرئيسية له يتضح أن وظيفة إجراء التسويات بين حسابات البنوك هي األساس لتعريف "جونسي"‪.‬‬

‫في حين عرف دي كوك ‪ DE COCK‬البنوك المركزية بأنها البنك المركزي هو البنك الذي يقنن و يحدد‬
‫الهيكل النقدي و المصرفي بحيث يحقق اكبر منفعة لالقتصاد الوطني من خالل قيامه بوظائف متعددة‬
‫كتقنين العملة و القيام بإدارة العمليات المالية ‪.6‬‬

‫يتضح من التعاريف أعاله أن التعريف الذي قدمه "دي كوك" هو جامع شامل لوظائف البنك المركزي‬
‫بخالف التعاريف األخرى التي ركزت على وظيفة واحدة أو وظيفتين من وظائف البنك المركزي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬التعريف التشريعي للبنك المركزي‬

‫يعتبر البنك المركزي أول مؤسسة نقدية يتم تأسيسها في الجزائر المستقلة و قد كان في‬
‫‪ 4226/46/44‬بموجب قانون رقم ‪ ، 411/26‬و قد ورث اختصاصات البنك الجزائري الذي تم تأسيسه‬
‫في عهد االستعمار و قد أوكلت للبنك المركزي كل المهام التي تختص بها البنوك المركزية في دول العالم‬
‫‪ ،‬فهو المسؤول عن إصدار النقود و تدميرها و تحديد معدل إعادة الخصم و كيفيات استعماله‪ ،‬و هو حسب‬
‫قانون تأسيسه بنك البنوك و يجعله ذلك مسؤوال عن السياسة النقدية و االقراضية و هو أيضا بنك الحكومة‬
‫و يحتم عليه ذلك أن يقدم تسهيالته لها بواسطة إعطاء تسبيقات للخزينة أو إعادة خصم السندات المكفولة‬
‫‪7‬‬
‫من طرفها‬

‫‪-2‬عرف القانون رقم ‪ 211/20‬المصادق عليه من قبل مجلس التأســـــيسي في ‪44‬ديسمبر‪ 42268‬الذي‬
‫يعتبر أول قانون عرف البنك المركزي بأنه " مؤسسة وطنية عامة تتمتع بشخصية مدنية و حكم ذاتي "‬
‫يتضح من خالل نص المادة أن المشرع الجزائري أعتبر البنك المركزي بأنه مؤسسة وطنية عامة ‪،‬أي أنه‬
‫منحه الصفة العمومية ‪ ،‬لكن عبارة الشخصية المدنية تثير غموضا‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن مصطلح‬
‫"الشخصية المدنية يعد غريبا إذن أن األحكام العامة للقانون المدني لم تأتي على ذكر الشخصية المدنية‪ ،‬بل‬
‫ذكرت الشخصية القانونية التي تنطبق على كل من الشخص الطبيعي والشخص االعتباري‪ ،‬ولهذا‬

‫‪6‬زكرياء الدوري ‪ ،‬يسرا السامرائي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 64‬‬


‫ابراهيم حراش ‪ ،‬دور البنك المركزي في تطبيق الحوكمة المصرفية ‪ ،‬حالة بنك الجزائر ‪ ،‬المدرسة العليا لإلحصاء و االقتصاد‬
‫‪7‬التطبيقي‬
‫‪loi n062-144 décembre 1962 portant création et fixant les statuts de la banque central‬‬
‫‪d'Algérie JO du 28décember 1962 p110.8‬‬

‫‪41‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كان من األجدر استبدال مصطلح الشخصية المدنية الشخصية القانونية "ألنها األقرب إلى المعنى ‪. 9‬‬

‫لذا فإن منح المشرع للبنك المركزي الشخصية القانونية يكتسب بموجبها البنك الحقوق القانونية كحق‬
‫التقاضي ‪ ،‬كما استعمل المشرع في نص المادة عبارة الحكم الذاتي التي نلتمس من خاللها غموض في‬
‫المعنى‪ ،‬و جاء في المادة الثانية من القانون ‪ 411/26‬أن " البنك المركزي تاجر في عالقاته مع الغير و‬
‫يحكمه أحكام التشريعات التجارية التي ال ينفصل عنها"‪ .‬من خالل هذه الفقرة نجد أن المشرع اعتبر البنك‬
‫المركزي تاجرا في تعامله مع الغير مما ينتج عنه تطبيق أحكام القانون التجاري في هذه المعامالت‪.‬‬

‫‪-0‬تعريف البنك المركزي في القانون رقم ‪20/62‬‬

‫المادة (‪ )41‬البنك المركزي و مؤسسة القرض مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل‬
‫المالي و تقوم بمقتضى وظيفتها االعتيادية بالعمليات المصرفية‪ ،‬و يكون رأسمال البنك المركزي و‬
‫مؤسسات القرض ملك للدولة أو ألحد المؤسسات حسب المفهوم المتعلق باألمالك الوطنية ‪. 10‬‬

‫عند مقارنة هذا النص مع القانون رقم ‪ 411/26‬نالحظ أن التعريف الوارد في القانون رقم ‪ 46/82‬ساوى‬
‫بين البنك المركزي و بين المؤسسات المصرفية األخرى ‪،‬حيث إن المشرع في النص باللغة الفرنسية ‪،‬‬
‫استعمل مصطلح مؤسسة ‪ ،‬الن القانون ‪ 411/26‬المنشور باللغة الفرنسية ‪،‬استعمل مصطلح‬
‫‪ établissement‬الذي يترجم إلى مؤسسة‪.11‬‬

‫كما استمر في منحه الشخصية المعنوية و االستقالل المالي ‪ ،‬مع احتفاظ الدولة بملكية رأسمال البنك‪.‬‬

‫‪-3‬تعريف البنك المركزي في قانون ‪22/66‬‬

‫بعد انهيار أسعار البترول عام ‪ ، 4282‬باشرت السلطات العمومية جملة من اإلصالحات االقتصادية ففي‬
‫المجال المصرفي صدر القانون رقم ‪ ،. 1212/88‬الذي جاء بتعريف جديد للبنك المركزي‪ ،‬إذ نصت المادة‬
‫‪ 6‬منه على " البنك المركزي و مؤسسة القرض مؤسسة عمومية اقتصادية تتمتع بالشخصية المعنوية و‬
‫االستقالل المالي و تقوم بمقتضى وظيفتها االعتيادية بالعمليات المصرفية" ‪. 13‬‬

‫‪ 4‬بوبزاري هاجر‪-‬قنون حكيمة ‪ ،‬المركز القانوني للبنك الجزائري ‪،‬مذكرة ماستر ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة جيجل ‪6148-6147 ،‬‬
‫‪،‬ص ‪.42‬‬

‫‪6‬قانون رقم‪ ، 46-82 :‬المؤرخ في ‪ 42‬غشت سنة ‪ ،4282‬المتعلق بنظام البنوك و القروض ‪ ،‬ج ر ج ج ‪،‬العدد ‪41‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪61‬غشت ‪ ،4282‬ص ‪. 4162‬‬

‫محمد ضويفي‪ ،‬مركز القانوني للبنك الجزائري ‪،‬أطروحة دكتوراه ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪6141-6141 ، 4‬‬
‫‪،11‬ص ‪42‬‬
‫كوثر ناصري ‪ ،‬المركز القانوني للبنك المركزي الجزائري‪ ,‬مذكرة ماستر حقوق ‪ ,‬جامعة ام بواقي‪ ،6142-6148 ,‬ص‪8‬‬
‫‪12‬‬

‫‪ 1‬قانون رقم ‪ 12-88 :‬المؤرخ في ‪ 46‬يناير سنة ‪ ، 4288‬يعدل و يتمم القانون رقم ‪ ، 46-82‬المؤرخ في ‪ 42‬غشت‬
‫‪ ، 4282‬المتعلق بنظام البنوك و القروض ‪ ،‬ج ر ج ج ‪ ،‬العدد ‪ ، 6‬الصادرة بتاريخ ‪ 44‬يناير ‪ ، 4288‬ص ‪. 11‬‬

‫‪44‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫حدد هذا النص طبيعة البنك المركزي‪ ،‬فتم اعتباره مؤسسة عمومية اقتصادية و ساوى بينه و بين المؤسسات‬
‫المصرفية‪ ،‬و قد يفسر ذلك بخضوعه إلى نفس القانون الخاص بالمؤسسات العمومية االقتصادية ‪ ،‬التي‬
‫‪14‬‬
‫تعد شركات ذات أسهم‪.‬‬

‫‪-1‬تعريف البنك المركزي الجزائري من خالل قانون رقم ‪22/02‬‬

‫عرف القانون ‪ 41/21‬المتعلق بالنقد و القرض البنك المركزي الجزائري في مادته ‪ 44‬و التي تنص‬
‫‪15‬‬
‫على أن "البنك المركزي مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل المالي"‬

‫عند مقارنة هذا النص مع القانون رقم ‪ 411/26‬و القانون ‪ ،46/82‬نالحظ انه تم االستغناء عن مصطلح‬
‫‪16‬‬
‫"عمومية " و المحافظة على "عبارة مؤسسة وطنية"‬

‫‪-5‬تعريف بنك الجزائر المركزي من خالل قانون رقم ‪22/23‬‬

‫يعتبر تعديل ‪ 6114‬صياغة جديدة القانون المصرفي الجزائري حيث تم خالله اعتماد آليات‬
‫جديدة في تسيير الجهاز المصرفي و إلغاء قانون النقد و القرض ‪.44/21‬‬

‫عرف القانون رقم ‪ 44/14‬القانون الجزائري المركزي من خالل نص المادة التاســـــــــــــعة منه و‬
‫التي نصت على انه "بنك الجزائر مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل المالي و يعد‬
‫تاجرا في عالقاته مع الغير و يحكمه التشريع التجاري ما لم يخالف ذلك أحكام هذا األمر و يتتبع قواعد‬
‫المحاسبة التجارية و ال يخضع اإلجراءات المحاسبة العمومية و مراقبة مجلس المحاسبة "‪.17‬‬

‫يتبع بنك الجزائر قواعد المحاسبة التجارية ‪ ،‬فهو ال يخضع اإلجراءات المحاسبة العمومية كما ال يخضع‬
‫لرقابة مجلس المحاسبة و ال إلى القيد بالسجل التجاري‪ ،‬كما يعفى من الخضوع إلى جميع الضرائب و‬
‫الحقوق‪ ،‬و الرسوم و األعباء المتصلة بنشاطاته‪ ،‬و تعود ملكية رأس ماله بالكامل للدولة‪.18‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األساس القانوني للبنك المركزي‬

‫يقصد باألساس القانوني للبنك المركزي‪ ،‬هي النصوص و المواد القانونية التي ذكر فيها المشرع‬
‫الجزائري البنك المركزي‪ ،‬و القواعد القانونية المنظمة لهذا الجهاز‪.19.‬‬

‫‪1‬محمد ضويفي ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.61‬‬

‫‪2‬قانون رقم ‪ 41-21 :‬المؤرخ في ‪ 41‬أفريل ‪ ، 4221‬المتعلق ب النقد و القرض ‪ ،‬ج ر ج ج ‪ ،‬العدد ‪ ، 42‬الصادرة بتاريخ ‪ 41‬أفريل ‪، 4221‬‬
‫ص ‪. 166‬‬

‫‪16‬محمد ضويفي ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪64‬‬


‫‪4‬األمر رقم ‪ ، 44-14 :‬المؤرخ في ‪ 62‬غشت ‪ ، 6114‬يتعلق بالنقد و القرض‪ (,‬ملغي للقانون رقم ‪ ، )41-21 :‬ج ر ج ج العدد ‪ ، 16‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪66‬غشت سنة ‪ ، 6114‬ص ‪. 1‬‬

‫‪ 5‬حديوش سعدية ‪ ،‬محاضرات في مقياس قانون النقد و القرض ‪ ،‬سنة ثالثة ‪ ،‬تخصص اقتصاد نقدي و بنكي ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و التجارية و‬
‫علوم التسيير ‪ ،‬جامعة البويرة ‪ ،‬ص ‪. 2‬‬
‫‪6‬كوثر ناصري ‪ ،‬المركز القانوني للبنك المركزي الجزائري ‪ ،‬مذكرة تكميلية لنيل شهادة الماستر في الحقوق ‪،‬كلية الحقوق فرع قانون أعمال ‪،‬‬
‫جامعة العربي بن مهيدي ‪ ،‬أم البواقي ‪ ، 6142-6148،‬ص ‪. 44‬‬

‫‪46‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫نظرا لألهمية التي يحتلها البنك المركزي‪ ،‬مركز الصدارة في الجهاز المصرفي للدولــة و الوظائف‬
‫التي يقوم بها‪ ،‬كبنك للبنوك ‪ ،‬ومستشار الحكومة المالي‪ ،‬و له سلطة وضع وتوجيه السياسة النقدية و المالية‬
‫للدولة التي تعمل على ضمان االستقرار النقـــدي و المحافظة على سالمة النظام المصرفي ‪ ،‬و عليه‬
‫‪20‬‬
‫سنطرق لألسس القانونية التي يقوم عليها ‪.‬‬

‫أوال األساس الدستوري للبنك المركزي و ثانيا األساس التشريعي للبنك المركزي‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬األساس الدستوري للبنك المركزي ‪.‬‬

‫بحيث لم يذكر المؤسس الدستوري البنك المركزي الجزائري في دساتير ‪،4282 4272 ،4224‬‬
‫و في دستور ‪ 4222‬ذكر "عبارة محافظ بنك الجزائر ‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 78‬على أنه‪ ":‬يعين رئيس‬
‫الجمهورية في الوظائف و المهام اآلتية‪......:‬محافظ بنك الجزائر" ‪.‬هذا النص ذكر المحافظ كشخص‬
‫طبيعي يسير و يدير بنك الجزائر ‪ ،‬لكن لم يذكر هذا األخير كشخص معنوي ‪ ،‬وعليه يمكن القول أن بنك‬
‫الجزائر ليس مؤسسة دستورية ‪ ،‬على أساس أنه تم إنشاؤه بموجب نص تشريعي و هو القانون رقم ‪-26‬‬
‫‪ ، 411‬كما أن نص المادة ‪ 46‬من قانون النقد و القرض ‪6‬اشترطت حل بنك الجزائر بموجب قانون‪.‬‬

‫و مما يالحظ أنه لم يعطى البنك المركزي مركزا دستوريا برغم المكانة و األهمية التي يرقى لها على‬
‫مستوى الجهاز المصرفي باعتباره بنك البنوك و احتالله الصدارة في الهرم المصرفي ‪ ،‬إضافة إلى حجم‬
‫الوظائف و العمليات التي يقوم بها‪.‬‬

‫لقد اعتبر المشرع مجلس النقد و القرض " سلطة نقدية" كما منح مجلس إدارة بنك الجزائر "سلطات"‬
‫إدارية لتسيير هذا البنك ‪،‬وهنا يثار التساؤل حول دستورية استعمال مصطلح " السلطة " ( ‪) pouvoir‬‬
‫ألن الفقرة ‪ 8‬من ديباجة دستور ‪ 4222‬نصت على أن المؤسسات الدستورية يتم بناؤها بموجب الدستور‬
‫فقط ‪ ،‬إذن فبنك الجزائر ليس مؤسسة دستورية ‪،‬ألنه أنشئ قبل دستور ‪ 4224‬و بموجب قانون عادي كما‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن المؤسس الدستوري حصر السلطات في ثالث ‪ ،‬هي السلطة التنفيذية ‪ ،‬السلطة‬
‫القضائية السلطة التشريعية ‪ ،‬برغم إضفاء صفة "السلطة" إذن فبنك الجزائر ال يدخل ضمن هذه‬
‫السلطات‪. 21‬‬

‫لقد ذكر المشرع مصطلح "السلطة " في قانون النقد و القرض رقم ‪ ،41-21‬تم إنشاء ( مجلس النقد و‬
‫القرض ) الذي يتصرف كمجلس إدارة البنك المركزي ‪ ،‬و كسلطة نقدية عن طريق إصدار أنظمة نقدية‬
‫و‬ ‫مالية و مصرفية لكن في عام ‪ ، 6114‬تم إنشاء مجلس إدارة البنك الجزائر إلى جانب مجلس النقد‬
‫القرض ‪ ،‬و بذلك لم يعد هذا األخير يتمتع بسلطة التسيير اإلداري لبنك الجزائر‪ ،‬و لقد تمت المحافظة على‬
‫هذا التنظيم في قانون النقد و القرض الصادر بموجب األمر ‪ 44-14‬و هنا يثار التساؤل حول دستورية‬
‫إنشاء هذه السلطات الجديدة‪.‬‬

‫‪1‬أمر رقم ‪ 44-14‬المؤرخ في ‪ 62‬غشت سنة ‪ ،6114‬يتعلق بالنقد و القرض‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد‪ 16‬الصادرة بتاريخ ‪ 67‬غشت سنة ‪ .6114‬معدل‬
‫بموجب المادة ‪ 417‬من األمر رقم ‪ 14-12‬المؤرخ في ‪ 66‬يوليو سنة ‪ ،6112‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،6112‬ج ر‪ ،‬العدد‪،11‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 62‬يوليو سنة ‪ ،6112‬ص ‪ .66‬ثم تم تعديله باألمر رقم ‪11-41‬المؤرخ في ‪ 62‬غشت سنة ‪،6141‬ج ر ‪ ،‬العدد ‪ ، 11‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 14‬سبتمبر سنة ‪ ، 6141‬ثم تمم بموجب المادة ‪ 28‬من القانون رقم ‪ 18-44‬المؤرخ في ‪41‬ديسمبرسنة ‪6144‬المتضمن قانون المالية لسنة‬
‫‪ ،6141‬ج ر ‪،‬العدد‪ ، 28‬الصادرة بتاريخ ‪ 44‬ديسمبر سنة ‪ ،6144‬ص ‪64‬‬
‫‪21‬محمد ضويفي ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪44‬‬

‫‪44‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المادة ‪ 441‬من دستور ‪ 4282‬و المادة ‪ 466‬من دستور ‪ ،4222‬ال تشكل عقبة أمام منح القانون سلطة‬
‫تنظيمية لسلطة إدارية مستقلة‪ ،‬و هي سلطة تنظيمية لكن مقلة‪ ،‬و عليه نعتبر أن البنك المركزي الجزائري‬
‫يتمتع بسلطة تنظيمية متخصصة و محددة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األساس التشريعي للبنك المركزي‬

‫أنشأ البنك المركزي الجزائري من طرف المجلس التأسيسي في ‪ 44‬ديسمبر‪( 4226‬كمؤسسة عمومية‬
‫تتمتع بالشخصية المدنية و االستقالل المالي ) ‪ ،‬و ذلك ليحل ابتداء من أول جانفي ‪ 4224‬محل البنك‬
‫الجزائري الذي أنشأته فرنسا أثناء الفترة االستعمارية‪ ,‬بمقتضى قانون أوت ‪ 22.4814‬وقد خول المشرع‬
‫للبنك المركزي المهام األساسية اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -‬ممارسة احتكار اإلصدار النقدي‪.‬‬

‫‪ -‬دور مصرفي الخزينة ‪.‬‬

‫‪ -‬تسيير احتياطات العملة الدولية ‪.‬‬

‫‪ -‬متابعة السيولة لدى البنوك األولية ‪.‬‬

‫حيث منح للبنك المركزي امتياز اإلصدار النقدي و خوله مهمة تنظيم السيولة و كذا توجيه و مراقبة توزيع‬
‫القروض في إطار السياسة الحكومية‪.‬‬

‫خلق و حفظ – في مجال النقد – القروض و التحويالت و هذا من أجل تأمين تطور حسن ومنظم لالقتصاد‬
‫الوطني و السهر االستقرار الداخلي و الخارجي للنقود ‪.23‬‬

‫بالنسبة لقانون النقد والقرض رقم ‪ 41-21‬ألغى القوانين األساسية (‪ ( les statuts‬للبنك المركزي الملحقة‬
‫( ‪ ) annexe‬بالقانون رقم ‪ ،411-26‬كما نالحظ أنه تم إدراج هذا األخير في تأشيرات األمر رقم ‪-14‬‬
‫‪.44‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الخصائص و الطبيعة القانونية البنك المركزي الجزائري‬

‫إن الوظائف التي ينفرد بها البنك المركزي الجزائري تجعله كسائر البنوك العالمية‪ ،‬يتميز أو يتسم‬
‫بالخصائص الت الية‪ :‬الوحدة و ملكية البنك للدولة‪ ،‬وتخويل البنك المركزي اإلشراف على السياسة النقدية‪،‬‬
‫و استقاللية البنك المركزي و هذا ما سنتناوله في (الفرع األول ) أما (الفرع الثاني ) يخصص للطبيعة‬
‫القانونية للبنك المركزي‪.‬‬

‫‪1‬محفوظ لعشب ‪ ،‬الوجبز في القانون المصرفي الجزائري ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الساحة المركزية ‪ ،‬بن عكنون الجزائر ‪4606112،‬‬
‫‪،‬ص ‪.41‬‬

‫‪23‬أيمن بن عبد الرحمان ‪ ،‬تطور النظام المصرفي في الجزائر ‪ ،‬دار بلقيس للنشر‪ ،‬ع أ ‪،‬دار البيضاء –الجزائر ‪ ،‬ص ‪64‬‬

‫‪41‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬خصائص البنك المركزي‬

‫إن للبنك المركزي خصائص تميزه عن باقي البنوك و المؤسسات المالية األخرى منها وحدة البنك المركزي‬
‫(فرع أول)‪ ،‬ملكية البنك المركزي للدولة (فرع ثاني)‪ ،‬تخويل البنك المركزي اإلشراف على السياسة النقدية‬
‫(فرع ثالث) و استقاللية البنك المركزي (فرع رابع)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬وحدة البنك المركزي‪:‬‬

‫إن المالحظ عمليا في البنوك المركزية لمعظم الدول في العالم وحدتها ‪ ،‬أي وجود بنك وحيد مخول له‬
‫سلطة إصدار النقد و تنظيم التداول النقدي و االئتمان ‪ ،‬و إن وجدت بنوك مركزية في المحافظات أو‬
‫المقاطعات أو الواليات فهي ال تعدو كونها فروعا للبنك المركزي األم المتواجد بالعاصمة ‪ ،‬و ذلك لتسهيل‬
‫المهام و العمل ليس إال ‪.‬‬

‫لكن مع ذلك قد يتعدد البنك المركزي ‪ ،‬و تكاد الواليات المتحدة األمريكية تشكل االستثناء الوحيد في هذا‬
‫إذ يوجد حوالي ‪ 46‬مؤسسة إقليمية لإلصدار النقدي ‪ ،‬رغم أن ذلك ال يعني سوى تقسيما للعمل أيضا وال‬
‫ينفي مبدأ وحدة البنك المركزي ‪ ،‬فجميع هذه المؤسسات تخضع لسلطة مركزية معينة هي اتحاد هذه البنوك‬
‫ضمن ما يسمى بنظام االحتياطي الفيدرالي ‪ ، Fédéral Reserve System‬و هذا االتحاد يعتبر السلطة‬
‫المخول لها اتخاذ القرارات ‪ ،‬و رسم السياسة المتعلقة بشؤون النقد و االئتمان ‪ ،‬و هي ملزمة لكل وحدات‬
‫إصدار النقد‪. 24‬‬

‫ثانيا ‪ :‬ملكية البنك المركزي للدولة ‪:‬‬

‫أن البنوك المركزية مؤسسات نقدية ذات ملكية عامة ‪ ،‬فالدولة هي التي تتولى إدارتها و اإلشراف‬
‫عليها من خالل القوانين التي تسنها و التي تحدد بموجبها أغراضها و واجباتها و تشترك مع الحكومة في‬
‫رسم السياسة النقدية ‪ ،‬و تنفذ هذه السياسة عن طريق التدخل و التوجيه و المراقبة‪.‬‬

‫ال يتوخى البنك المركزي الربح و إنما وجد لتحقيق الصالح العام للدولة‪ ،‬و لكن إن حصل الربح فيكون‬
‫ذلك من قبيل األعمال العارضة و ليس األساسية التي وجد المصرف ألجلها‪ ،‬و غالبا ما تكون البنوك‬
‫المركزية مملوكة من قبل الدولة‪.25‬‬

‫يتمتع بالقدرة على تحويل األصول الحقيقية إلى أصول نقدية و له القدرة على الهيمنة على إصدار النقد و‬
‫عملية االئتمان في االقتصاد الوطني ‪.‬‬

‫يمثل البنك المركزي المؤسسة المحتكرة لعملية إصدار النقد‪ ،‬و لم يعد للمصارف التجارية أي دور في‬
‫اإلصدار في جميع دول العالم‪.4‬‬

‫قبل سنة ‪ 4242‬م كان هناك عدد قليل فقط من البنوك المركزية مملوكة بالكامل من قبل الدولة ‪ ،‬و فيما‬
‫بين سنتي ‪ 4242‬و ‪ 4211‬م جرى تأميم البنوك المركزية في بعض البلدان بينما كل البنوك المركزية‬

‫‪4‬سليمان ناصر ‪ ،‬عالقة البنوك اإلسالمية بالبنوك المركزية ‪ ،‬بحث مقدم لنيل درجة الدكتوراه في العلوم ‪ ،‬فرع علوم التسيير‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية و التسيير ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 6111-6111‬ص ‪21‬‬
‫‪25‬زكرياء الدوري ‪ ،‬يسرا السامرائي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪61‬‬

‫‪41‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الجديدة تقريبا و التي أسست خالل تلك الفترة قد أنشئت منذ البداية كهيئات حكومية‪ ،‬و بعد الحرب العالمية‬
‫الثانية اتسعت عملية تأميم البنوك المركزية بشكل واسع‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬تخويل البنك المركزي اإلشراف على السياسة النقدية‬

‫تعرف السياسة النقدية بالمفهوم الواسع بأنها موقف السلطة السياسة تجاه النظام النقدي للمجتمع‬
‫الذي يحكمه ‪ ،‬و تعرف ( بالمفهوم الضيق ) بأنها إدارة النظام النقدي من أجل الوصول إلى أهداف معينة‬
‫تحقق رفاهية الشعب ككل ‪ ،‬و البنك المركزي هو الجهة المسؤولة عن وضع و تطبيق السياسة النقدية ‪.‬‬

‫كما تعرف السياسة النقدية على أنها مجموعة من اإلجراءات و التدابير التي تتخذها السلطة النقدية متمثلة‬
‫في البنك المركزي ‪ ،‬بفرض الرقابة على االئتمان المصرفي و التأثير فيه لتحقيق األهداف االقتصادية التي‬
‫‪26‬‬
‫تصبو لها الحكومة ‪.‬‬

‫و تهدف السياسة النقدية بالمجمل ‪ ،‬المحافظة على استقرار األسعار الداخلية ‪ ،‬أي كبح جماح التضخم‬
‫تحقيق أكبر معدالت لتشغيل العمالة ‪ ،‬زيادة معدالت النمو االقتصادي ‪ ،‬و بالتالي زيادة الناتج و الدخل‬
‫القومي رفع مستوى معيشة األفراد ‪ ،‬الحفاظ على قيمة العملة و سعر الصرف ‪ ،‬المحافظة على توازن‬
‫ميزان المدفوعات الخارجية ‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة هنا إلى أن اعتبار البنك المركزي سلطة نقدية مرتبطة بمدى إدارته للسياسة النقدية للبلد أي‬
‫أن هناك إمكانية لممارسة السلطة النقدية من قبل هيئات غير البنك المركزي ‪ ،‬كما كان سائدا في بريطانيا‬
‫قبل سنة ‪ ، 4227‬حيث كان بنك إنجلترا يكتفي بوضع اإلطار العام للسياسة النقدية السنوية ضمن ما يعرف‬
‫باإلستراتيجية المالية متوسطة األجل التي يتم اإلعالن عنها سنويا من قبل وزارة الخزانة في نفس الوقت‬
‫التي يتم فيه اإلعالن عن الموازنة العامة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬االستقالل الكامل في إدارة السياسة النقدية‬

‫يمثل مفهوم استقاللية البنك المركزي في منحه االستقالل الكامل في إدارة السياسة النقدية من خالل عزله‬
‫عن أية ضغوط سياسة من قبل السلطة التنفيذية من ناحية ‪ ،‬ومن خالل منحه الحرية الكاملة في وضع‬
‫وتنفيذ السياسة النقدية من ناحية أخرى ‪ ،‬وهذا هو المفهوم األكثر ارتباطا بممارسة البنوك المركزية لعملها‬
‫في الوقت الحالي ‪.‬‬

‫قبل الحرب العالمية األولى و بعدها بقليل كان االتجاه السائد آنذاك هو تقوية و دعم استقاللية البنوك‬
‫المركزية ‪ ،‬و كان ذلك امتدادا لمبدأ الحرية االقتصادية الذي كان سائدا منذ نشأة البنوك المركزية و حتى‬
‫منتصف القرن التاسع عشر و المعروف ب " دعه يعمل دعه يمر "و قد تم التأكيد على هذه االستقاللية في‬
‫مؤتمر بروكسل ‪4261‬م ثم مؤتمر جنوة ‪. 4266‬‬

‫‪4‬إفتخار محمد مناحي ‪ .‬أهمية السياسة النقدية في االستقرار االقتصادي في العراق‪.‬كلية اإلدارة و االقتصاد ‪.‬الجامعة العراقية ‪-6114.‬‬
‫‪. 6141‬ص ‪412‬‬

‫‪42‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫لكن في أعقاب األزمة االقتصادية العالمية (‪ )4244 -4262‬أخذت العالقة بين البنوك المركزية و‬
‫الحكومات منحى جديدا تمثل في تأميم البنوك المركزية‪ ،‬أما التي أنشئت بعد ذلك فكانت ملكيتها تخضع‬
‫للدولة ‪.‬‬

‫ثم حدث بعد ذلك تطور هام جدا تمثل في تدخل الحكومات في إدارة البنوك المركزية بتعيين محافظي هذه‬
‫البنوك و مديريها ‪ ،‬و قد أدى هذا التدخل إلى زيادة تدخل الحكومات في أعمال البنوك المركزية بسبب‬
‫اضطراب الموقف المالي لكثير من الدول بسبب األزمة العالمية ‪ ،‬و كذلك التخلي عن قاعدة الذهب مما‬
‫أدى إلى زيادة االقتراض الحكومي من البنوك المركزية ‪ ،‬ثم ليتعزز هذا الضغط أكثر باالقتراض لتغطية‬
‫نفقات الحرب العالمية الثانية ‪ ،‬و هنا برزت الحاجة ملحة في معظم الدول لتحديد طبيعة العالقة بين‬
‫الحكومات و البنوك المركزية في القوانين هذه األخيرة ‪ ،‬و كانت نيوزيلندا من أوائل الدول في العالم التي‬
‫تم فيها تحديد العالقة قانونيا بين الحكومة و البنك المركزي ‪ ،‬ثم تتبعها الدول األخرى ‪ ،‬إال أن درجة‬
‫االستقاللية بقيت مختلفة بين دولة و أخرى‪. 27‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الطبيعة القانونية لبنك الجزائر‬

‫تلعب البنوك دورا أساسيا في النظام المالي كله‪ ,‬و في االقتصاد الحكومي ألي دولة ‪ ,‬حيث تعمل على‬
‫أساس نموذج عام متشابه رغم ما بينها من اختالفات في الهياكل و الحدود القانونية لنشاطها‪.‬‬

‫لذا يمكننا التطرق إلى الطبيعة القانونية للبنك المركزي الجزائري من ناحيتين الشخصية االعتبارية العامة‬
‫(أوال) و الطبيعة المختلطة للبنك ( ثانيا)‬

‫أوال ‪ :‬الشخصية االعتبارية العمومية لبنك الجزائر ‪ :‬حسب نص المادة التاسعة (‪ )2‬من قانون النقد و‬
‫القرض رقم ‪ 44-14‬المعدل و المتمم و التي جاء فيها‪" :‬بنك الجزائر مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية‪ , "...‬و بتحليل هذه المادة نجد أن المشرع الجزائري قد اقر الشخصية المعنوية لبنك الجزائر و‬
‫حسب القانون المدني المادة (‪ )12‬منه فان الشخص المعنوي العام يتميز بما له من سيادة و حقوق السلطة‬
‫العامة و يمنحه القانون الشخصية المعنوية‪.‬‬

‫و يالحظ أن القانون ‪ 11-88‬المؤرخ في ‪ 46‬جانفي ‪ 4288‬المعدل و المتمم للقانون التجاري و المحدد‬


‫للقواعد الخاصة المطبقة على المؤسسات العمومية االقتصادية حيث نصت المادة الثانية (‪ )6‬منه على‪:‬‬
‫"المؤسسات االقتصادية أشخاص معنوية‪ "...‬و يمتاز الشخص المعنوي العام بأنه يظل تحت إشراف الدولة‬
‫مع تمتعه باالستقالل بأمواله‪ ،‬أي له ذمة مالية مستقلة به‪ ،‬و له حق التقاضي بواسطة ممثل دون الحاجة‬
‫إلى تدخل الدولة في ذلك‪.‬كما أن للشخص المعنوي أهلية وجوب و أهلية أداء‪ ،‬و له ذمة مالية‪ ،‬و اسم و‬
‫موطــــــــــــــــــــــــن و جنسية‪.28‬‬

‫يعتبر بنك الجزائر شخصا معنويا ذو طابع عمومي من عدة أوجه‪ ،‬أهمها أن رأس ماله مملوك بصفة كلية‬
‫للدولة‪ . 29‬كما أن محافظ بنك الجزائر يتم تعيينه بموجب مرسوم رئاسي‪ ،‬تطبيقا لنص المادة ‪ 78‬من دستور‬

‫‪27‬سليمان ناصر ‪ ،‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪. 26‬‬


‫‪ . 4‬محمدي فريدة (زواوي) ‪ ،‬مدخل العلوم القانونية ‪ ،‬نظرية الحق‪ CEDOC -‬ص‪411‬‬
‫‪29‬راجع نص المادة ‪ 41‬من األمر رقم ‪44-14 :‬‬

‫‪47‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ ،1996‬والشك أن التعيين بهذه الطريقة يخص المؤسسات والهيئات العمومية فقط ‪ ،‬إضافة إلى ذلك فقد‬
‫جعل المشرع من بنك الجزائر مؤسسة مالية خاصة بالدولة‪. 30‬‬

‫كما مكنه أيضا من استعمال امتيازات السلطة العامة خاصة أنه أصبح يتمتع بسلطة إصدار قرارات تنظيمية‬
‫(أنظمة) و قرارات فردية لتنظيم وضبط النشاط المصرفي‪ ،‬ونتيجة إلى ذلك تم إخضاع هذه القرارات‬
‫لرقابة القضاء اإلداري‪ ،‬وبالتحديد مجلس الدولة ‪. 31‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الطبيعة المختلطة للبنك المركزي‬

‫يـــــــعد بنك الجزائر تاجرا في عالقاته مع الغير بمقتضى نــــص المـــادة ‪ 9‬من األمر رقم ‪ 44-14‬و التي‬
‫جاء فيها "بنك الجزائر مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ ،‬ويعد تاجرا في عالقته‬
‫مع الغير ويحكمه التشريع التجاري ما لم يخالف ذلك أحكام هذا األمر‪ "...‬هذه المادة جعلت من البنك تاجرا‬
‫يخضع للقانون التجاري ما يجعله تابعا للقانون الخاص رغم أنه معفى من التسجيل في السجل التجاري‪،‬‬
‫‪32‬‬
‫وهدفه ليس تحقيق الربح‬

‫كما جاء في نص المادة التاسعة (‪ )2‬من األمر ‪..." 44-14‬ويتبع قواعد المحاسبة التجارية وال يخضع‬
‫إلجراءات المحاسبة العمومية و مراقبة مجلس المحاسبة‪ ,".‬فهو يخضع لقواعد للمحاسبة التجارية‪.‬‬

‫كذلك يخضع بنك الجزائر إلى قواعد القانون العام عند وجود نص صريح‪.‬‬

‫إذن المشرع قد عرف بنك الجزائر تبعا للقواعد القانونية التي يخضع لها‪ ،‬غير أن طبيعته القانونية تبقى‬
‫غامضة بسبب عدم دقة المصطلحات المستعملة‪ ،‬و أن القوانين التي تعاقبت على تنظيمه لم تستقر على‬
‫صفة‪. 33‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬استقاللية البنك المركزي‬

‫باعتبار البنك المركزي أهم مؤسسة في الجهاز المصرفي نتيجة للوظائف التي يقوم بها في إطار اإلشراف‬
‫على شؤون النقد و االئتمان‪ ،‬و كونه يمثل السلطة النقدية في الدولة بحيث يسعى إلى تحقيق أهداف السياسة‬
‫النقدية و التي تساهم بدورها في تحقيق األهداف االقتصادية العامة‪.‬لذا كان من الضرورة منح االستقاللية‬
‫للبنك المركزي و عزله عن أي ضغوط حكومية قد تؤثر على نشاطه‪.34‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬مفهوم االستقاللية للبنك المركزي‪.‬‬

‫يقصد باستقاللية البنك تحرر متخذو القرارات النقدية من النفوذ السياسي و الحكومي المباشر على مزاولتهم‬
‫السياسة النقدية‪ ،‬و عدم ارتباط البنك المركزي بوزارة المالية أو السلطة التنفيذية‪ ،‬فيكون مؤسسة قائمة‬

‫‪30‬راجع نص المادة ‪ 12‬من األمر رقم ‪44-14 :‬‬


‫‪31‬راجع نص المادة ‪ 21 – 21‬من األمر رقم ‪44-14‬‬
‫‪32‬محمد ضويفي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 66‬‬
‫‪33‬محمد ضويفي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪61‬‬
‫‪ 4‬سمير يحياوي ‪ ،‬ليلى معمري‪ ،‬اثر استقاللية البنك المركزي على السياسة النقدية في محاربة التضخم ‪،‬حالة الجزائر ‪ ،‬مجلة التنمية و‬
‫االستشراف للبحوث و الدراسات ‪ ،‬المجلة‪ ، 6‬العدد ‪ 6‬جوان ‪.6147‬ص ‪417‬‬

‫‪48‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و كيفية إدارة‬ ‫بذاتها تعمل بموجب قانونها و تتولى السياسة النقدية بالكامل بما في ذلك اختبار األدوات‬
‫العمليات لتحقيق الهدف‪.35‬‬

‫كما يجدر التنبيه على عدم االعتقاد بان االستقاللية تعني االنفصال بين السلطة النقدية (البنك المركزي)‬
‫و‬ ‫و السلطة االقتصادية (الحكومة) في كل شيء سواء من ناحية رسم و تصميم إدارة سياسته النقدية‬
‫االئتمانية بمعزل عن األوضاع االقتصادية المحيطة أو من ناحية الهيكل التنظيمي و ما إلى ذلك و لكن‬
‫البنك المركزي يعد احد مؤسسات الدولة العامة التي تعمل في اإلطار المؤسسي للدولة و تعد السياسة‬

‫النقدية التي يديرها البنك المركزي إحدى السياسات االقتصادية للدولة‪. 36‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع استقاللية البنك المركزي‬

‫نميز بين األنواع التالية الستقاللية البنك المركزي‪:37‬‬

‫أوال‪ :‬االستقاللية السياسية و االستقاللية االقتصادية‬

‫تعكس االستقاللية السياسية غياب تدخل السلطة السياسية في القرارات المتخذة من قبل البنك المركزي‬
‫خاصة فيما يتعلق بتعيين و إقالة المسيرين‪ ،‬و أيضا ما يتعلق بقوانين البنك المركزي طول مدة عهدة‬
‫المحافظ البنك المركزي ‪،‬طبيعة المسؤوليات الموكلة له‪ ...‬الخ‬

‫أما بالنسبة لالستقاللية االقتصادية فهي تعكس حرية اختيار األهداف و األدوات المستخدمة من طرف البنك‬
‫المركزي و أيضا استحالة تمويل عجز الميزانية العامة للحكومة من خالل خلق النقود‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬االستقاللية التشريعية و االستقاللية الفعلية‬

‫تستند االستقاللية القانونية على العناصر المدرجة في التشريع مثل‪ :‬إجراءات تعيين مجلس إدارة البنك و‬
‫في الكثير من األحيان و مدة عهدته‪ ،‬األهداف التي يجب أن يسعى لتحقيقها البنك المركزي‪ ،‬المساءلة إلى‬
‫هيئة أخرى (تشريعية أو تنفيذية) وجود أو عدم وجود حكومة تنفيذية في مجلس إدارة البنك المركزي‪...‬الخ‬

‫ثالثا‪ :‬استقاللية األهداف و استقاللية األدوات‬

‫يتمتع البنك المركزي باستقاللية في تحديد أهدافه إذا تمتع بحرية إدارة السياسة النقدية دون تحديد دقيق‬
‫لألهداف ‪،‬كما تكون أيضا له استقاللية في تحديد األهداف إذا لم تكن األهداف الخاصة باألسعار محددة‬
‫رقميا ‪،‬بينما استقاللية تحديد األدوات فإنها تتحقق عندما تكون للبنك المركزي السلطة و الحرية في وضع‬
‫و تنفيذ السياسة النقدية التي يراها مناسبة لتحقيق أهدافه‪ ،‬و يكون غير مستقل في تحديد األدوات عندما‬
‫يلتزم بتمويل عجز الميزانية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬االستقاللية العضوية و االستقاللية الوظيفية‬

‫‪35‬بنابي فتيحة ‪ ،‬عالقة استقاللية البنك المركزي بفعالية السياسة النقدية ‪ ،‬مجلة المعارف ‪ ،‬ص ‪418‬‬
‫‪ -36‬سمير يحياوي ‪ ،‬ليلى معمري‪-‬مرجع سابق‪.‬ص‪18‬‬
‫‪ 37‬سمير يحياوي –ليلى معمري ‪-‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ 444‬و ‪446‬‬

‫‪42‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تتعلق االستقاللية العضوية بشروط تعيين المسيرين في البنك المركزي و شروط ممارستهم لوظائفهم في‬
‫حين تتعلق االستقاللية الوظيفية بالمهام و األهداف للبنك المركزي‪ ،‬طبيعة أو قوة اإلصالحات ‪ ,‬مدى إدارة‬
‫أدوات السياسة النقدية‪ ،‬و أخيرا استقاللية ميزانية البنك المركزي‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تطور استقاللية بنك الجزائر‪.‬‬

‫لقد أنشئ بنك الجزائر بموجب القانون رقم ‪ 411-26‬الصادر بتاريخ ‪ 44‬ديسمبر ‪، 4226‬و لكنه‬
‫لم يتمتع بالصالحيات الموكلة للبنوك المركزية في مختلف الدول‪ ،‬حيث بقي تابعا للخزينة العمومية التي‬
‫كانت تلجا إليه لطلب اإلصدار النقدي في حالة عجز الموازنة العامة‪ ,‬مما جعله أداة بيدها تدور حيثما شاء‪،‬‬
‫و لتحقيق األهداف التي تشاء‪ ،‬لكن مع بداية اإلصالحات النقدية و المالية في نهاية الثمانينات و بداية‬
‫التسعينات و مع صدور قانون النقد و القرض عرف هذا األخير البنك بأنه مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية و االستقالل المالي‪ ،‬و أعطى له الكثير من الصالحيات التي لم يتمتع بها من قبل أهمها احتكار‬
‫اإلصدار النقدي و تنظيم التداول النقدي ‪،‬تسيير و مراقبة منح االئتمان‪ ،‬منح القروض للبنوك التجارية و‬
‫المؤسسات المالية‪ ،‬تسيير المديونية الخارجية و تنظيم ســــــوق الصرف‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد عالقته مع‬
‫الخزينة العمومية و إنهاء تحكمها في صالحياتـــــه و تحديد حجم القروض التي يمنحها إياها‪.‬‬

‫كما حدد قانون النقد و القرض العالقة بين بنك الجزائر و الحكومة ‪،‬و عالقة بنك الجزائر بالهيئات الخارجية‬
‫من خالل االتفاقيات الدولية المتعلقة بالدفع و الصرف و المقاصة‪.‬‬

‫و فيما يتعلق بمحافظ بنك الجزائر و نوابه فإنهم يعينون بموجب مرسوم رئاسي و يعطي القانون البنك‬
‫المركزي الصالحية الكاملة في إدارة السياسة النقدية و عالقته بالحكومة ‪،‬و ذلك من خالل األمر ‪44-14‬‬
‫و الذي جاء ليعزز استقاللية بنك الجزائر‪.‬‬

‫أما فيما يخص تحديد األهداف فقد أعطى لبنك الجزائر ممثال في مجلس النقد و القرض من خالل األمر‬
‫‪ 44-14‬في مواده ‪ 11‬و ‪ 11‬منه صالحية تحديد أهدافه و سياسيته النقدية خاصة فيما يتعلق بالمجاميع‬
‫النقدية و القرض‪.‬‬

‫و إجماال يبدو لنا من الناحية القانونية أن بنك الجزائر يتمتع بنسبة البأس بها من االستقاللية إال انه يجب‬
‫اإلشارة إلى نقطة مهمة و المتعلقة بتعيين محافظ بنك الجزائر و نوابه من طرف رئيس الجمهوريةو هذا‬
‫ما يمكن أن يجعلهم تابعين بطريقة أو أخرى للحكومة ‪،‬مما يؤثر بشكل أساسي و سلبي على استقاللية بنك‬
‫الجزائر‪.38‬‬

‫مطلب الرابع‪ :‬أهمية وأهداف البنك المركزي‬

‫بالرجوع إلى العوامل التاريخية التي تم من خاللها‪ ،‬إنشاء البنوك المركزية ‪ ،‬يتبين لنا الدوافع و األهداف‬
‫و األهمية الفعلية ‪ ،‬وهذا من خالل ما قدمته هذه البنوك القتصاد الدول ‪ ،‬خاصة في الجانب النظام المصرفي‬

‫‪38‬فتيحة بنابي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.74‬‬

‫‪61‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ومنه سنتناول األهداف في ( الفرع األول ) و أهمية وجود البنك المركزي الجزائري في (الفرع الثاني )‪،‬‬
‫حيث أن األهداف و األهمية تطورت بما يتماشى مع النظام المصرفي ‪.‬‬

‫باعتبار البنك المركزي على يتربع على قمة النظام المصرفي لكل دولة ‪ ،‬هذا ما يخول له القيام بوظائف‬
‫هامة خالفا لباقي البنوك التجارية ‪ ،‬و منه يسعى إلى تحقيق أهداف من شأنها ترقى باالقتصاد الوطني ‪،‬‬
‫إضافة إلى األهمية التي تعول عليها الحكومة من خالله ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أهداف البنك المركزي‬

‫إن دور البنك المركزي مهم لتحقيق التنمية االقتصادية‪ ,‬حيث تتحقق هذه التنمية بتحقق أهداف البنك‬
‫المركزي المتمثلة في‪:‬‬

‫‪-2‬تحقيق االستقرار النقدي ‪ :‬يعتلي هدف االستقرار النقدي سلم أولويات السياسة النقدية للبنوك المركزية‬
‫‪ ،‬و يقصد باالستقرار النقدي هنا ‪ ،‬استقرار المستوى العام لألسعار ‪ ،‬استقرار سعر الصرف العملة المحلية‬

‫وقد أوضحت المادة ‪ :41‬من األمر ‪ 11-41‬مؤرخ في ‪ 62‬غشت سنة ‪6141‬‬


‫‪39‬‬
‫تتمثل مهمة بنك الجزائر في الحرص على استقرار األسعار باعتباره هدفا من أهداف السياسة النقدية‬

‫بحيث يعتبر االستقرار النقدي أحد أهم أركان البيئة الجاذبة لالستثمارات سواء كانت محلية أو أجنبية‪ ،‬هذه‬
‫االستثمارات هي المحرك الرئيسي للنشاط االقتصادي و بهذا الدور الذي يلعبه البنك المركزي في النمو‬
‫االقتصادي دورا محوريا‪.‬‬

‫‪-0‬تهيئة البيئة المصرفية المناسبة‪ :‬إن وجود بيئة مصرفية سليمة‪ ،‬تعتبر من أهم شروط تحقيق الكفاءة‬
‫في عملية تخصيص الموارد و بالتالي توفير التمويل المناسب للنشاط االقتصادي‪ ،‬لذلك فإن هدف تطوير‬
‫الجهاز المصرفي و ضمان سالمته ال يقل أهمية عن هدف تحقيق االستقرار النقدي ‪.40‬‬

‫‪-3‬تعزيز سالمة الجهاز المصرفي‪ :‬و ذلك برفع الحد األدنى لرأسمالها‪ ،‬ورفع الحد األدنى لمعدل كفاية‬
‫رأس المال‪.‬‬

‫‪-1‬تعزيز الرقابة المصرفية‪ :‬من خالل رفع مستوى الرقابة التي يمارسها البنك المركزي على المصارف‬
‫إلى مستوى ينسجم مع المعايير الدولية بهذا الخصوص‪.‬‬

‫ووضع حدا أدنى لنسبة حقوق المساهمين إلى الموجودات ‪ ،‬إضافة مخاطر السوق إلى معادلة احتساب‬
‫معدل كفاية رأس المال ‪ ،‬تطوير إنذار مبكر للمصارف يساعد البنك المركزي في التعرف على مواطن‬
‫الضعف في الوضع المالي و اإلداري ألي بنك و هي في مراحلها األولى ‪ ،‬تطبيق مفاهيم الرقابة الشاملة‬
‫لتشمل التفتيش الميداني و المكتبي لمختلف فروع البنك الواحد في الداخل و الخارج ‪ ،‬هذا إلى جانب‬
‫تطبيق معايير المحاسبة و اإلفصاح المالي المعمول بها دوليا ‪.4‬‬

‫‪ 1‬األمر ‪، 11-41‬المؤرخ في ‪ 62‬أوت ‪ ، 6141‬المتعلق بالنقد والقرض ‪ :‬ج ر ج ج ‪ :‬العدد ‪ 11‬بتاريخ أول سبتمبر ‪2010‬‬
‫‪ 2‬عبد الله البحري ‪.‬علي صاري ‪.‬مسؤولية بنك الجزائر في تعزيز و إرساء الشمول المالي في االقتصاد الوطني ‪.‬مجلة التحليلية االستشراف‬
‫االقتصادي‪.‬المجلد الثاني ‪.‬العدد األول ‪ 6164.‬ص‪ 328‬ص ‪462‬‬

‫‪64‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-5‬االستفادة من الخبرات المصرفية الخارجية‪ :‬فسح المجال أمام ترخيص المزيد من المؤسسات‬
‫المصرفية الخارجية خاصة ذات الخبرة المميزة‬

‫‪-2‬تعزيز المنافسة في القطاع المصرفي‪ :‬إزالة المزايا التفضيلية التي كانت تتمتع بها بعض البنوك في‬
‫مجال التسليف‪ ،‬و توحيد نسبة االحتياطي اإللزامي على كافة أنواع الودائع بالدينار و بالعمالت األجنبية و‬
‫لدى كافة البنوك‪ ،‬و تشجيع البنوك على االندماج فيمها بينها لخلق مؤسسات مصرفية قوية و ذات قاعدة‬
‫‪4‬‬
‫رأسمالية كبيرة تمكنها من المنافسة بشكل مالئم في الداخل و الخارج‬

‫‪-7‬تطوير أنشطة البنوك ‪ :‬بتشجيع البنوك على إدارة المحافظ االستثمارية بالدينار بالعمالت األجنبية من‬
‫خالل إعفاء هذه المحافظ من نسبة االحتياطي النقدي اإللزامي ‪ ،‬و تطوير نظام االستعالم المتعلق باألخطار‬
‫المصرفية من خالل الربط الشبكي اآللي ‪ ،‬باإلضافة إلى القيام بتطوير نظام المدفوعات الوطني على أحدث‬
‫األسس بهدف تقليل المخاطر المتعلقة بالسيولة و التسوية و إيجاد آلية متطورة للمقاصة و تسوية األوراق‬
‫المالية مما يسهل عملية التحويل فيما بين البنوك و تمكينها من تقديم خدمة سريعة و آمنة للمواطنين ‪.4‬‬

‫‪-6‬تحديث التشريعات المصرفية و المالية ‪ :‬الحرص على تحديث التشريعات الناظمة للعمل المصرفي‬
‫بهدف مواكبتها لما هو معمول به في األسواق المالية المتقدمة ‪ ،‬و إتاحة أيضا للبنوك القيام بعمليات‬
‫ال وساطة و اإليجار و الدفع و التحصيل و التعامل بأدوات السوق النقدي و أدوات رأس المال و التعامل‬
‫بالعمالت األجنبية في أسواق النقد ‪. 41‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية البنك المركزي‬

‫تكمن أهمية البنك المركزي في ما يلي ‪:‬‬

‫تصدر البنك المركزي موقع أساسي في النظام النقدي و المصرفي‪ ،‬و أنه يتولى مهمة تنظيم الجانب النقدي‬
‫و المصرفي و توجيهه و الرقابة و اإلشراف عليه ‪ ،‬إضافة إلى مساهمته الذاتية في عمل هذا النظام‪.‬‬

‫ولقد جاء المؤتمر المالي العالمي الذي يؤكد على وجود بنك مركزي في كل دولة‪ ،‬و هذا يؤكد مدى أهمية‬
‫الحاجة لوجود بنك مركزي و الدور الذي يؤديه في النظام المصرفي بشكل خاص و االقتصاد عامة‪ ،‬و مع‬
‫تزايد النشاط االقتصادي و المعامالت المصرفية ظهرت الحاجة إلى وجود هيئة تتولى عملية اإلشراف و‬
‫الرقابة على عمل البنوك و تنظيم العمل المصرفي فأنشأت البنوك المركزية ‪.42‬‬

‫إضافة إلى‪:‬‬

‫‪ -‬تحقيق السالمة المالية‪.‬‬

‫‪ -‬االستقرار المالي و بناء جهاز مصرفي قوي ذا كفاءة و فاعلية قادر على أداء دور الوساطة المالية‬
‫و تحقيق النمو االقتصادي خدمة للمجتمع‪.‬‬

‫‪4‬عبد الله البحري ‪.‬علي صاري مرجع سابق ص ‪462‬‬

‫‪42‬بوبزاري هاجر ‪.‬قنون حكيمة ‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص ‪.62‬‬

‫‪66‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬األمر الذي يتطلب ضرورة المحافظة على نظام مصرفي سليم و قوي و معافى‪. 43‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الهيكل التنظيمي لبنك الجزائر‬


‫من اجل دراسة شاملة للهيكل التنظيمي لبنك الجزائر المركزي ارتأينا تقسيم هذا المبحث إلى أربع مطالب‬
‫ندرس من خاللها تعيين المحافظ و صالحياته (مطلب أول) مجلس اإلدارة (مطلب ثاني) مجلس النقد و‬
‫القرض (مطلب ثالث) هيئات الرقابة (مطلب رابع)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعيين المحافظ و صالحيات‬

‫تعد وظيفة محافظ بنك الجزائر إلى جانب وظائف نوابه من أهم الوظائف التي أوكلها المشرع الجزائري‬
‫تنظيما خاصا ومحكما نظرا للدور الذي تمثله هذه الهيئة في هذا الجهاز الهام‪.‬‬

‫فرع أول‪ :‬تعيين المحافظ و نواب‬

‫يتولى إدارة البنك محافظ يساعد ثالث نواب و يوكل لهم بصالحيات حددها المشرع وفق األمر ‪44-14‬‬
‫حيث يعود تعيين المحافظ و نوابه الثالثة إلى اختصاص رئيس الجهورية و ذلك بمرسوم رئاسي كما جاء‬
‫ذلك في المادة ‪ 4444‬من األمر ‪ 44-14‬و تتنافى وظيفة المحافظ مع كل عهدة انتخابية و كل وظيفة عمومية‪,‬‬
‫و ينطبق األمر نفسه بالنسبة لوظيفة نائب المحافظ كما ال يمكن للمحافظ و نوابه أن يمارسوا أي نشاط أو‬
‫مهنة أو وظيفة أثناء عهدتهم‪ ،‬ما عدا تمثيل الدولة لدى المؤسسات العمومية الدولية ذات الطابع النقدي أو‬
‫المالي أو االقتصادي كما ال يمكنهم اقتراض أي مبلغ من أي مؤسسة جزائرية كانت أو أجنبية كما ال يجوز‬
‫لهم خالل مدة سنتين بعد نهاية عهدتهم تسيير أو العمل في مؤسسة خاضعة لسلطة أو مراقبة البنك المركزي‬
‫يحدد مرتب المحافظ ومرتب نائبه بمرسوم يتحملها البنك المركزي‪ ،‬كما يتقاضى المحافظ ونوابه أو ورثتهم‬
‫عند االقتضاء إال في حالة العزل بسبب خطأ فادح تعويضا عند انتهاء ممارسة وظيفتهم يساوي مرتب سنتين‬
‫يتحمله البنك وذلك باستثناء كل مبلغ أ خر يدفعه هذا البنك من خالل ما سبق نرى أن المشرع الجزائري قد‬
‫أحاط مهنة المحافظ و نواب المحافظ بالكثير من اإلجراءات التي من شانها إبعاده عن أي شبهة فساد أو‬
‫جرائم في النظام البنكي الذي يعد المسؤول األول عنه‪.‬‬

‫فرع ثاني‪ :‬صالحيات محافظ بنك الجزائر‬

‫حدد المشرع الجزائري في المادة ‪ 42‬و ‪ 4745‬من األمر ‪ 44-14‬المتعلق بالنقد و القرض صالحيات‬
‫محافظ بنك الجزائر وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬تولي شؤون إدارة بنك الجزائر‪.‬‬

‫‪ 4‬محمد العوض العبيد علي ‪.‬دور البنوك المركزية في المحافظة على االستقرار المالي و السالمة المالية –حالة بنك السودان المركزي‬
‫– مقدمة لنيل درجة دكتوراه في الدراسات المصرفية‪.‬جامعة للعلوم و التكنولوجيا‪.‬كلية الدراسات العليا ‪ . 4148 -6147.‬ص ‪.14‬‬
‫‪ 1‬انظر األمر‪ -‬رقم ‪ ، 44-14 :‬المؤرخ في ‪ 62‬غشت ‪ ، 6114‬يتعلق بالنقد و القرض‪ (,‬ملغي للقانون رقم ‪ ، )41-21 :‬ج ر ج ج العدد ‪، 16‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪66‬غشت سنة ‪6114‬‬

‫‪ 45‬انظر األمر ‪ 44-14‬نفس المرجع السابق‬

‫‪64‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬اتخاذ جميع تدابير التنفيذ والقيام بجميع األعمال في إطار القانون‪.‬‬

‫‪ -‬التوقيع باسم بنك الجزائر جميع االتفاقيات والمحاضر المتعلقة بالسنوات المالية و الحصائل وحسابات‬
‫النتائج‪.‬‬

‫‪ -‬تمثيل بنك الجزائر لدى السلطات العمومية في الجزائر ولدى البنوك المركزية األجنبية‬

‫ولدى الهيئات المالية الدولية ولدى الغير بشكل عام‪.‬‬

‫‪ -‬يرفع الدعاوى القضائية ويدافع عنها بناء على متابعته وتعجيله ويتخذ جميع اإلجراءات التحفظية التي‬
‫يراها ضرورية‪.‬‬

‫‪ -‬يقوم بكل شراء لألمالك العقارية المرخص بها قانونا والتصرف فيها وينظم مصالح‬

‫بنك الجزائر ويحدد مهامها‪.‬‬

‫‪ -‬يوظف أعوان بنك الجزائر وفقا للشروط المنصوص عليها في القانون األساسي للمستخدمين ويعينهم في‬
‫مناصبهم ويرقيهم ويعزلهم ويفصلهم‪.‬‬

‫‪ -‬يعين ممثل بنك الجزائر في مجالس المؤسسات األخرى عندما يكون مثل هذا التمثيل‬

‫مقررا‪.‬‬

‫‪ -‬يحدد المحافظ صالحيات كل نائب من نوابه ويوضح سلطاتهم‪.‬‬

‫‪ -‬يمكنه اختيار وكالء خاصين وذلك لتلبية حاجات الخدمة‪.‬‬

‫حدد المشرع الجزائري صالحيات المحافظ الذي يقوم بدوره تحديد صالحيات نوابه‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مجلس إدارة البنك‬

‫جاءت تشكيلة مجلس إدارة البنك المركزي من خالل القانون رقم ‪( 44-14‬فرع أول) و كذا صالحياته‬
‫(فرع ثاني)‬

‫الفرع األول‪ :‬تشكيلة مجلس إدارة البنك‬

‫حسب المادة ‪ 4846‬من األمر ‪ 44-14‬المتعلق بالنقد و القرض يتكون من المحافظ رئيسا و ثالثة نواب‬
‫باإلضافة إلى ثالثة موظفين من الدرجات العليا يعينون بمرسوم رئاسي و الغاية من التعيين بهذه الطريقة‬
‫هي تقوية المركز القانوني للمجلس من جهة و استعادة الصالحيات الدستورية لرئيس الجمهورية من جهة‬
‫أخرى و المالحظ على هذه التركيبة تبعيتها المطلقة للجهاز التنفيذي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صالحيات مجلس إدارة البنك‬

‫‪ 46‬انظر االمر ‪ 44-14‬مرجع سابق‬

‫‪61‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫حسب نص المادة ‪47 42‬من األمر ‪ 44-14‬فتتمثل صالحيات مجلس إدارة البنك المركزي في‪:‬‬

‫‪ -‬التداول بشأن التنظيم العام لبنك الجزائر وكذا فتح الوكاالت والفروع أو إلغائها؛‬

‫‪ -‬ضبط اللوائح المطبقة في بنك الجزائر؛‬

‫‪ -‬الموافقة على القانون األساسي للمستخدمين ونظام رواتب أعوان بنك الجزائر؛‬

‫‪ -‬التداول في جميع االتفاقيات بمبادرة من المحافظ؛‬

‫‪ -‬الفصل في شراء عقارات وفي التصرف فيها؛‬

‫‪ -‬البت في جميع الدعاوي القضائية التي ترفع باسم بنك الجزائر والترخيص بإجراء المصالحات والمعامالت‬
‫‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد ميزانية بنك الجزائر لكل سنة‪.‬‬

‫‪ -‬ضبط توزيع األرباح والموافقة على مشروع التقرير المرفوع من قبل المحافظ باسمه إلى رئيس‬
‫الجمهورية‪.‬‬

‫‪ -‬اإلطالع بجميع الشؤون التي تخص تسيير بنك الجزائر‪.‬‬

‫ألغى المشرع بموجب المادة ‪ 42‬حرية أعضاء المجلس في التداول و هي الحرية التي كانت مقررة في‬
‫نص المادة ‪ 41‬من القانون ‪ ، 41-21‬و قد عددت المادة ‪ 42‬من األمر ‪ 44-14‬صالحيات المجلس التي‬
‫جردته من بعض الصالحيات التي استحوذ عليها بموجب القانون ‪ 41-21‬أين كان مجلس النقد و القرض‬
‫هو نفسه مجلس إدارة البنك‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬مجلس النقد و القرض‬

‫استحدث قانون النقد و القرض هيكل مجلس النقد و القرض ضمن هياكل البنك المركزي و أضفى عليه‬
‫وصف السلطة النقدية و منح له سلطات واسعة و ذلك لسد النقص الذي يعتري القطاع المالي‪.‬‬

‫وبناءا على ما تقدم البد من التطرق إلى تنظيم مجلس النقد و القرض من خالل هذا المطلب‪.‬‬

‫مع التطرق إلى المراحل و التغيرات التي طرأت عليه‪.48‬‬

‫لقد تم إنشاء مجلس النقد و القرض بموجب القانون رقم ‪ 41 -21‬المتعلق بالنقد‬

‫الفرع األول ‪ :‬تشكيلة مجلس النقد و القرض‬

‫‪ 47‬انظر األمر ‪ 44-14‬مرجع سابق‬


‫‪4‬سهى درغال‪ ،‬مجلس النقد و القرض في النظام القانوني المصرفي الجزائري ‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر –شعبة الحقوق –‬
‫تخصص قانون أعمال‪ ،‬قسم الحقوق كلية الحقوق و العلوم السياسية جامعة العربي بن مهيدي –أم البواقي‪ ، 6161-6142-‬ص ‪12‬‬

‫‪61‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫لم يستقر المشرع على تشكيلة واحدة لمجلس النقد والقرض ‪ ،‬منذ إنشائه بموجب قانون النقد و القرض‬
‫رقم ‪ 41-21‬إلى غاية صدور األمر رقم ‪ ،49 44-14‬و عليه سنتطرق إلى عرض التطور التاريخي الذي‬
‫عرفته التشكيلة البشرية لهذا المجلس ‪.‬‬

‫‪-2‬تشكيلة مجلس النقد و القرض حسب القانون ‪22-02‬‬

‫بالرجوع إلى أحكام القانون رقم ‪ 41-21‬المتعلق بالنقد و القرض المتضمن إنشاء مجلس النقد و القرض‬
‫نجد بأن هذه الهيئة تؤدي دورين أو وظيفتين ‪ :‬وظيفة مجلس إدارة البنك الجزائر و وظيفة السلطة النقدية‬
‫للبالد‪ . 50‬و حسب المادة رقم‪ 51 46‬من هذا القانون التي تنص على تشكيلة المجلس‪ .‬يتكون المجلس من‪:‬‬

‫‪ -‬المحافظ رئيسا ‪.‬‬

‫نواب المحافظ الثالث‪ ،‬كأعضاء‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬و ثالث موظفين سامين معينين بموجب مرسوم من رئيس الحكومة‪ ،‬نظرا لقدرتهم في الشؤون‬
‫االقتصادية و المالية‪ ،‬و يتم تعيين ثالث مستخلفين ليحلوا محل الموظفين المذكورين عند االقتضاء‪.‬‬

‫‪-0‬تشكيلة مجلس النقد و القرض حسب األمر رقم ‪22-22‬‬

‫بحيث تما تعديل األمر الرئاسي رقم ‪ 14-14‬من دور مجلس النقد و القرض الذي كان يمثل مجلس إدارة‬
‫الجزائر و السلطة النقدية في نفس الوقت‪ ،‬حيث قام التعديل بالفصل بين هذا الدورين بإنشاء مجلس إدارة‬
‫بإضافة إلى مجلس النقد و القرض‪.‬‬

‫و نجد المشرع في المادة رقم ‪ 41‬من األمر ‪ 52 14-14‬قد أضاف المادة ‪ 14‬مكرر التي نصت على تشكيلة‬
‫مجلس النقد و القرض كاآلتي ‪:‬‬

‫يتكون مجلس النقد و القرض من‪:‬‬

‫‪ -‬أعضاء مجلس إدارة بنك الجزائر‬

‫‪ -‬ثالث (‪ )4‬شخصيات يختارون بحكم كفاءتهم في المسائل االقتصادية و النقدية‬

‫‪49‬األمر رقم ‪، 44-14:‬المؤرخ في ‪ 62‬أوت ‪ ، 6114‬يتعلق بالنقد و القرض ‪،‬ج ر ج ج ‪ ،‬عدد‪ 16‬بتاريخ ‪ 67‬أوت ‪6114‬‬
‫‪6‬الطاهر لطرش ‪.‬تقنيات البنوك ‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ .‬الساحة المركزية ‪ .‬بن عكنون ‪.‬ص ‪. 614‬‬
‫‪4‬المادة ‪ 46‬من القانون رقم ‪ ، 41-21:‬المؤرخ في ‪ 41‬أفريل ‪ ،4221‬المتضمن قانون النقد و القرض ‪ .‬ج ر ج ج ‪،‬العدد ‪ 42‬بتاريخ‬
‫‪ 48‬أفريل ‪4221‬‬
‫‪52‬األمر ‪، 14-14‬المؤرخ في ‪ 67‬فيفري ‪ ، 6114‬يتعلق بالنقد و القرض ‪ ،‬ج ر ج ج ‪ ،‬عدد ‪ ، 41‬بتاريخ ‪6114/16/68‬‬

‫‪62‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و يالحظ على هذه التشكيلة أن المجلس شهد ارتفاع في عدد أعضاءه فبعدما كان يتشكل من سبعة (‪) 17‬‬
‫أعضاء حسب القانون ‪ 41-21‬أصبح يضم عشرة (‪ )41‬أعضاء وفق األمر السالف الذكر‪ ،‬حيث يتكون‬
‫من نفس أعضاء مجلس اإلدارة و ثالث شخصيات مستقلة ‪.‬‬

‫‪-3‬تشكيلة مجلس النقد و القرض حسب األمر رقم ‪22-23‬‬

‫بالرجوع إلى أحكام األمر ‪ 44-14‬نجد أن المشرع قلص من تشكيلة مجلس النقد و القرض حيث أصبح‬
‫يضم تسعة (‪ )12‬أعضاء بدال من عشرة (‪ )41‬و ذلك حسب المادة ‪ 18‬منه حيث يتشكل المجلس من‬
‫أعضاء مجلس إدارة البنك الجزائر و من شخصيتان تختاران بحكم كفاءتهما في المسائل االقتصادية و‬
‫النقدية‪.‬هنا نالحظ هيمنة أعضاء مجلس اإلدارة على مجلس النقد و القرض لهذا يمكن القول أنه أصبح‬
‫مجلس إدارة موسع إلى عضوين‪ ،‬كما أنه في حالة غيابهما لم ينص المشرع على أمكانية استخالفهما و‬
‫هنا يصبح مجلس النقد و القرض يتكون فقط من أعضاء مجلسة اإلدارة ‪ ،‬و عليه فإن فصل المشرع بين‬
‫مجلس اإلدارة و مجلس النقد و القرض كان مجرد فصل شكلي‪.‬‬
‫‪)4(53‬‬
‫اللذان عدال‬ ‫‪54‬‬
‫و القانون ‪41-47‬‬ ‫و هي نفس التشكيلة التي أبقى عليها كل من األمر رقم ‪11 -41‬‬
‫و تمما األمر ‪. 44-14‬‬

‫يتكون مجلس اإلدارة من ‪:‬‬

‫‪ -‬المحافظ رئيسا ‪.‬‬

‫‪ -‬نواب المحافظ الثالثة ‪.‬‬

‫‪ -‬ثالثة موظفين ذوي أعلى درجة معينين بموجب مرسوم من رئيس الجمهورية بحكم كفاءتهم في‬
‫المجالين االقتصادي و المالي‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعيين أعضاء المجلس‬

‫إن التعديالت التي مست قانون النقد والقرض أحدثت جملة من التغيرات منها طرق تعيين أعضاء‬
‫مجلس النقد والقرض النصوص عليها عند تأسيسه حسب القانون‪ 41-21‬بحيث تم تغير الجهة المختصة‬
‫بالتعيين و ذلك وفقا لألمر ‪44-14‬‬

‫‪-2‬تعيين األعضاء حسب القانون ‪: 22-02‬‬

‫جاء في نص قانون النقد و القرض ‪ 41-21‬على اختصاص رئيس الحكومة بتعيين (‪ )14‬أعضاء من أصل‬
‫سبعة (‪ )17‬أعضاء‪ ،‬فيما يعود تعيين األعضاء األربعة اآلخرين لرئيس الجمهورية و هذا طبقا للفقرة‬

‫‪53‬األمر ‪، 11-41‬المؤرخ في ‪ 62‬أوت ‪ ، 6141‬المتعلق بالنقد والقرض ‪ :‬ج ر ج ج ‪ :‬العدد ‪ 11‬بتاريخ أول سبتمبر‬
‫‪6‬القانون رقم ‪ ، 41-47‬المؤرخ في ‪ 44‬أكتوبر ‪ ، 6147‬المتعلق بالنقد و القرض ‪ ،‬ج ر ج ج ‪ ،‬العدد ‪ 17‬بتاريخ أكتوبر ‪6147‬‬

‫‪67‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫السابعة من المادة ‪ 26‬من الدستور ‪ )4(55‬التي نصت على صالحيات رئيس الجمهورية في تعيين محافظ‬
‫بنك الجزائر ‪ )4(56‬باإلضافة إلى المادة األولى من مرسوم الرئاسي رقم ‪.57 611 -22‬‬

‫أما بالنسبة لتعيين نواب المحافظ فيتم من طرف رئيس الجمهورية بموجب مرسوم رئاسي يتخذ في مجلس‬
‫الوزراء حسب المادة ‪ 16‬من المرسوم الرئاسي ‪. 611-22‬‬

‫و يحدد هذا المرسوم رتبة كل واحد منهم ‪ ،‬كما يتم كل سنة و بصفة تلقائية تبديل نواب المحافظ حسب‬
‫ترتيب معاكس للترتيب النصوص عليه في مرسوم التعيين ‪ .‬أما الموظفين السامين الثالث فيقوم رئيس‬
‫‪.58‬‬
‫الحكومة بتعيينهم نظار لقدراتهم في الشؤون االقتصادية و المالية‬

‫و فيما يتعلق بمدة التعيين فقد حدد القانون ‪ 41-21‬الملغى عهدة محافظ بنك الجزائر بست (‪ )12‬سنوات و‬
‫عهدة نواب المحافظ الثالثة بخمس (‪ )11‬سنوات‪ ،‬قابلة للتجديد مرة واحدة و ذلك وفقا لنص المادة ‪ 66‬من‬
‫هذا القانون ‪.‬‬

‫ويتم إقالة المحافظ و نوابه في حالتين فقط نص المادة ‪ 66‬من هذا القانون هما حالة العجز الصحي المثبت‬
‫‪1‬‬
‫قانونا أو الخطأ الفادح‪ ،‬و تكون اإلقالة كذلك بموجب مرسوم رئاسي طبقا لقاعدة توازي األشكال‬

‫بالنسبة للموظفين الثالث فإننا نالحظ أن المشرع لم ينص على عهدة عضويتهم يعني أن رئيس الجمهورية‬
‫يتمتع بسلطة واسعة في تحديد هذه العهدة ‪ ،‬و عند الرجوع إلى المادة ‪61‬من األمر ‪ 44-14‬التي نصت‬
‫على ‪ " :‬يعقد الموظفون و مستخلفوهم لدى ممارستهم عهدتهم كأعضاء في مجلس اإلدارة ‪ ،‬جلساتهم بهذه‬
‫الصفة " ‪ .‬يفهم من هذه العبارة ( جلساتهم بهذه الصفة ) أن عهدة هؤالء الموظفين كأعضاء في المجلس‬
‫مرتبطة بالعهدة التي يقضيها هؤالء الموظفين في إدارتهم األصلية‪ ،‬و عليه متى انتهت مهام هؤالء الموظفين‬
‫تنتهي بالتبعية صفتهم كأعضاء في المجلس ‪.59‬‬

‫‪-0‬تعيين األعضاء حسب األمر ‪22-23‬‬

‫حسب ما جاء في كل من المواد ‪ 48‬و ‪ 44‬و ‪ 12‬من األمر ‪ 44-14‬المتعلق بالنقد و القرض نجد أن‬
‫رئيس الجمهورية انفرد بتعيين أعضاء مجلس النقد والقرض ‪ ،‬فقد تم استبعاد اختصاص رئيس الحكومة‬
‫بتعيين الموظفين الثالث ‪ ،‬هذا ما يعني أن التعيين في مجلس النقد و القرض وفقا لهذا األمر ال يمتاز‬
‫بأسلوب التعدد في الجهات المقترحة لألعضاء ‪.6‬‬

‫أما فيما يتعلق بعهدة األعضاء فأن األمر ‪ 44-14‬قد ساير أحكام األمر ‪ 14-14‬الذي ألغى المادة رقم ‪66‬‬
‫من القانون ‪ ، 41-21‬حيث تم إلغاء مدة التفويض بست (‪ )12‬سنوات الخاصة بمحافظ بنك الجزائر و مدة‬

‫‪4‬المادة ‪ 26‬من القانون ‪ 14-42‬المؤرخ في ‪ 12‬مارس ‪ ،6142‬المتضمن التعديل الدستوري‪ ،‬ج رج ج‪،‬عدد ‪ 41‬بتاريخ ‪ 17‬مارس‬
‫‪. 6142‬‬

‫‪1‬مرسوم الرئاسي مؤرخ في ‪ 41‬أفريل ‪ ، 4221‬يتضمن تعيين محافظ البنك المركزي الجزائري ‪ ،‬ج ر ج ج ‪ ،‬عدد ‪ 68‬بتاريخ ‪44‬‬
‫جويلية ‪. 4221‬‬

‫‪1‬المادة االولى من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ، 611-22‬المؤرخ في ‪ 67‬أكتوبر ‪ ، 4222‬تتعلق بالتعيين في الوظائف المدنية و العسكرية‬
‫للدولة ‪ ،‬ج ر ج ج ‪ ،‬عدد ‪ 72‬بتاريخ ‪ 44‬أكتوبر ‪4222‬‬
‫‪58‬محفوظ لعشب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪59‬سهى درغال ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪41 ،‬‬

‫‪68‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خمس (‪ )11‬سنوات الخاصة بنواب المحافظ ‪ ،‬فأصبحت هذه العهدة غير محددة المدة ‪ ،‬و عليه لم يعد هناك‬
‫أي نص قانوني يلزم رئيس الجمهورية باحترام عهدة معينة بالمحافظ و نوابه ‪.‬‬

‫و بالنسبة إلقالة أو إنهاء مهام المحافظ و نوابه فإن األمر لم يذكر طريقة اإلقالة أو اإلنهاء حيث أصبح‬
‫رئيس الجمهورية يتمتع بسلطة واسعة جدا في إقالة المحافظ و نوابه متى شاء و دون أي سبب‪.‬‬

‫و بمقتضى نص المادة ‪ 414‬من دستور سنة ‪ 6142‬فإنه ال يمكن لرئيس الجمهورية تفويض سلطته في‬
‫تعيين أعضاء مجلس النقد و القرض‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬صالحيات مجلس النقد و القرض‬

‫بعدما كان مجلس النقد و القرض يمارس وظيفتين األولى إدارية و الثانية تتعلق بالسياسة النقدية طبقا‬
‫للقانون ‪ ،41-21‬إلى أن جاء األمر ‪ 44-14‬الذي منح الوظيفة اإلدارية لمجلس إدارة بنك الجزائر و احتفظ‬
‫مجلس النقد و القرض بالوظيفة النقدية ‪.60‬‬

‫‪-2‬صالحيات مجلس النقد و القرض حسب أمر ‪22-23‬‬

‫إن قانون النقد و القرض حسب أمر ‪ 44-14‬اعتبر المجلس سلطة نقدية وأصبح هناك استقاللية بين مجلس‬
‫النقد و القرض وبنك المركزي الجزائري‪ ،‬و لذلك خولت له صالحيات متخصصة ‪.4‬‬

‫‪-0‬صالحيات مجلس النقد و القرض باعتباره سلطة نقدية‬

‫تتمثل صالحيات مجلس النقد والقرض بصفته سلطة نقدية حسب المادة ‪ 26‬من األمر ‪ 44-14‬بمايلي ‪:‬‬
‫‪ - 4‬إصدار النقد ‪ :‬حيث نجد في مجال تنظيم عملية النقود تنص مادة ‪48‬من األمر‪ 44-14‬على أن اإلصدار‬
‫النقدي ضمن شروط التغطية المحددة عن طريق التنظيم المتخذة وفقا للفقرة (أ) من المادة ‪ 26‬بحيث تتضمن‬
‫‪4‬‬
‫تغطية النقد العناصر اآلتية‬

‫‪ -‬السبائك الذهبية و النقود الذهبية؛‬

‫‪ -‬العمالت األجنبية؛‬

‫‪ -‬سندات الخزينة؛‬

‫‪ -‬سندات مقبولة تحت نظام إعادة الخصم أو الضمان أو الرهن‪.‬‬

‫يقدم النقد في ثالث أشكال ‪.‬‬

‫‪ 60‬محفوظ لعشب‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪12‬‬

‫‪62‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كسر النقود ‪ :‬تتكون من القطع المعدنية و تصدر في الجزائر عن الخزينة و يضعها بالبنك المركزي‬
‫للتداول‪.‬‬

‫األوراق النقدية ‪ :‬هذا النوع من النقود يصدر في صورة أوراق بنكية تصدر عن مؤسسة اإلصدار و هي‬
‫في الجزائر البنك المركزي الجزائري و باألصل تكون مضمونة بغطاء معدني أو عملة قابلة للتحويل ‪.‬‬

‫‪ - 2‬مقاييس و شروط عمليات البنك المركزي‪ ,‬السيما فيما يخص الخصم و السندات تحت نظام األمانة و‬
‫رهن السندات العامة و الخاصة و العمليات المتصلة بالمعادن؛‬

‫‪ -4‬تحديد السياسة النقدية و اإلشراف عليها و متابعتها و تقييمها و لهذا الغرض ‪،‬يحدد المجلس األهداف‬
‫النقدية السيما فيما يتصل بتطور المجاميع النقدية و القرضية و يحدد استخدام النقد و كذا وضع قواعد‬
‫الوقاية في سوق النقد و يتأكد من نشر معلومات في السوق ترمي إلى تفادي مخاطر االختالل؛‬

‫‪ – 1‬منتجات التوفير و القرض الجديدة؛‬

‫‪ – 1‬إعداد المعايير و سير وسائل الدفع و سالمتها؛‬

‫‪ -2‬شروط اعتماد البنوك و المؤسسات المالية و فتحها‪ ,‬و كذا شروط إقامة شبكاتها ال سيما تحديد الحد‬
‫األدنى من رأسمال البنوك و المؤسسات المالية و فتحها‪ ,‬و كذا كيفيات إبرائه؛‬

‫‪ -7‬شروط فتح مكاتب تمثيل البنوك و المؤسسات المالية األجنبية في الجزائر؛‬

‫و‬ ‫‪ -8‬المقاييس و النسب التي تطبق على البنوك و المؤسسات المالية السيما فيما يخص المخاطر‬
‫توزيعها ‪ ،‬و السيولة و القدرة على الوفاء و المخاطر بوجه عام؛‬

‫المقاييس و القواعد المحاسبية التي تطبق على البنوك و المؤسسات المالية مع مراعاة التطور الحاصل‬
‫على الصعيد الدولي في هذا الميدان ‪ ،‬و كذا كيفيات و آجال تبليغ الحسابات و البيانات المحاسبية اإلحصائية‬
‫و الوضعيات المقاييس و العمليات المحاسبية اإلحصائية لكل ذوي الحقوق ‪ ,‬السيما منها بنك الجزائر؛‬

‫‪ -2‬الشروط التقنية لممارسة المهنة المصرفية و مهنتي االستشارة و الوساطة في المجالين المصرفي و‬
‫المالي؛‬

‫‪ -41‬تحديد أهداف سياسة سعر الصرف و كيفية ضبط الصرف؛‬

‫‪ -44‬تسيير احتياطات الصرف؛‬

‫‪ -46‬قواعد السير الحسن و أخالقيات المهنة المطبقة على البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫يتخذ المجلس القرارات الفردية اآلتية‪:‬‬

‫‪ -4‬الترخيص بفتح البنوك و المؤسسات المالية ‪ ,‬و تعديل قوانينها األساسية و سحب االعتماد؛‬

‫‪ -6‬الترخيص بفتح مكاتب تمثيل للبنوك األجنبية؛‬

‫‪ -4‬تفويض الصالحيات في مجال تطبيق التنظيم الخاص بالصرف؛‬

‫‪41‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -1‬القرارات المتعلقة بتطبيق األنظمة التي يسنها المجلس‪.‬‬

‫يمارس المجلس سلطاته‪ ,‬في إطار هذا األمر عن طريق األنظمة‬

‫يستمع المجلس إلى الوزير المكلف بالمالية بناءا على طلب من هذا األخير‪ ،‬و تستشير الحكومة المجلس‬
‫كلما تداولت في مسائل تتعلق بالنقد أو القرض أو مسائل يمكن أن تنعكس على الوضع النقدي‪.‬‬

‫فيما يتعلق بصالحيات مجلس النقد و القرض فان األمر ‪44-14‬حصرها في المادة‪ 61 26‬في شؤون‬
‫النقد فقط أي كسلطة نقدية ليس له أي دور في مجال االستثمار و تم هذا الحصر بعد إلغاء المادة ‪ 484‬من‬
‫القانون رقم ‪ ، 41-21‬كما أصبحت أنظمة المجلس خاضعة لرقابة مجلس الدولة بموجب دعوى إلغاء‬
‫ترفع من قبل وزير المالية و يعتبر مجلس النقد و القرض حسب نص المادة ‪ 26‬الفقرة األخيرة المستشار‬
‫الوجوبي للحكومة في المسائل النقدية دون المسائل االقتصادية عكس ما هو منصوص عليه في القانون‬
‫رقم ‪ 41-21‬السابق‪.‬‬

‫و في إطار تنظيم المهنة المصرفية فقد أسس المشرع من خالل المادة ‪ 22‬من األمر ‪ 44-14‬جمعية‬
‫مصرفيين جزائريين يتعين على كل بنك أو مؤسسة مالية عاملة في الجزائر االنخراط فيها ‪،‬و يمكن للوزير‬
‫المكلف بالمالية أو المحافظ بنك الجزائر أن يستشر هذه الجمعية في كل المسائل التي تتعلق بالمهنة‬
‫المصرفية ‪.62‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬هيئات الرقابة في النظام البنكي الجزائري‬

‫إن التنظيم الجديد للنظام البنكي الجزائري ‪ ،‬الذي فتح المجال أمام المبادرة الخاصة و األجنبية و الذي‬
‫يعتمد على قواعد السوق ‪ ،‬يتطلب أن تكون للسلطة النقدية آليات و هيئات للرقابة على هذا النظام ‪ ،‬حتى‬
‫يكون عمله منسجما مع القوانين ‪ ،‬و يستجيب لشروط حفظ األموال‪ ،‬التي تعود في غالبها إلى الغير ‪.63‬‬

‫حيث تطرقنا إلى لجنة الرقابة المصرفية (فرع أول) ‪،‬مركزية المخاطر (فرع ثاني) ‪ ،‬مركزية عوارض‬
‫الدفع (فرع ثالث) ‪،‬و جهاز مكافحة إصدار الشيكات بدون مؤونة (فرع رابع)‬

‫الفرع األول‪ :‬لجنة الرقابة المصرفية‬

‫ينص قانون النقد و القرض في مادته ‪ 414‬على أنه ‪ " :‬تنشأ لجنة مصرفية مكلفة بمراقبة حسن تطبيق‬
‫‪64‬‬
‫القوانين و األنظمة التي تخضع لها البنوك و المؤسسات المالية و بمعاقبة المخالفات المثبتة "‬

‫‪-2‬تشكيل اللجنة المصرفية‬

‫و تتشكل اللجنة المصرفية التي تتخذ قراراتها باألغلبية من ‪:65‬‬

‫‪61‬المادة ‪ :26‬األمر رقم ‪ 11-41‬مؤرخ في ‪ 62‬غشت سنة ‪ 6141‬ديوان المطبوعات الجامعية ص‪12‬‬
‫‪62‬محفوظ لعشب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪12‬‬
‫‪4‬الطاهر لطرش‪ ,‬كتاب تقنيات البنوك ‪,‬ص ‪611‬‬

‫‪ 64‬القانون ‪ 44-14‬المعدل و المتمم‪ ,‬مرجع سابق‬


‫‪1‬المادة ‪ 412‬من القانون ‪ 44-14‬المعدل و المتمم ‪ ,‬مرجع سابق‬

‫‪44‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬محافظ بنك الجزائر رئيسا لها و يعوضه نائبه في الرئاسة في حالة غيابه ‪.‬‬

‫‪-‬قاضيين ينتدبان من المحكمة العليا ‪ ،‬يقترحهما رئيسها األول بعد استشارة المجلس األعلى للقضاء ‪.‬‬

‫‪-‬شخصين يقترحهما وزير المالية ( االقتصاد ) بناء على كفاءتهما في األعمال البنكية و خاصة ذات البعد‬
‫المحاسبي‪.‬‬

‫‪-0‬صالحيات اللجنة المصرفية‪:‬‬

‫اللجنة المصرفية تجمع تارة كسلطة إدارية‪ ،‬و أخرى كهيئة قضائية‬

‫أ ‪ -‬اللجنة المصرفية بوصفها سلطة إدارية‬

‫تتمتع اللجنة المصرفية بمقتضى المواد ‪ 417‬إلى ‪ 416‬من قانون النقد والقرض بسلطة التنظيم و تطبيق‬
‫الرقابة و من ثم تستطيع أن تأمر أي شخص بأن يبلغها بأية وثيقة و يدلي أماهما بأيه معلومة ‪ ،‬و ال يحتج‬
‫أمامها بالسر المهني ‪. 66‬‬

‫و تقوم اللجنة بأعمالها الرقابية على أساس الوثائق المستندية‪ .‬كما يمكنها أن تقوم بذلك عن طريق‬
‫زياراتها الميدانية إلى مراكز البنوك و المؤسسات المالية ‪.67‬‬

‫و تقوم بأعمال الرقابة بمساعدة البنك المركزي الذي يعين من بين مستخدميه من يقوم بتنظيم الرقابة‬
‫المستندية للجنة‪ .‬و يحق لهذه اللجنة أن تختار من الوثائق ما تراه مناسبا مع المهمة الرقابية التي تقوم بها‪.‬‬
‫كما يحق لها أن تطلب من البنوك و المؤسسات المالية كل المعلومات و اإلثباتات و اإليضاحات الالزمة‬
‫لنفس الغرض ‪ ،‬بل يمكن أن يمتد هذا الحق إلى طلب مثل هذه اإليضاحات من أي شخص له عالقة‬
‫‪68‬‬
‫بموضوع الرقابة دون أن يكون ذلك مبررا للبنك أو للمؤسسات المالية لالحتجاج بدعوى السر المهني‬
‫‪.‬‬

‫و ال تتوقف حدود مجال الرقابة عند نشاطات البنك أو المؤسسة المالية‪ ،‬بل يمكن أن تمتد إلى أي شخص‬
‫و‬ ‫له مساهمة أو عالقة مالية سواء كان يسيطر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على هذه البنوك‬
‫المؤسسات المالية‪ .‬كما يمكن أن تمتد هذه الرقابة إلى الشركات التابعة لهذه المؤسسات‪ ،‬سواء كان نشاطها‬
‫يتم بالكامل داخل الجزائر أو لها فروعا في الخارج كانت نشأتها في إطار اتفاقيات دولية‪.‬‬

‫ب – اللجنة المصرفية بوصفها هيئة قضائية إدارية‬

‫بهده الصفة و بمقتضى أحكام المواد من ‪ 414‬إلى ‪ 417‬من القانون ‪ 41-21‬فإن اللجنة المصرفية أن تتخذ‬
‫مجموعة من التدابير و العقوبات ‪.69‬‬

‫‪66‬محفوظ لعشب‪ ,‬الوجيز في القانون المصرفي الجزائري ‪ ,‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ,‬ص‪71‬‬
‫‪67‬الطاهر لطرش‪ ,‬مرجع سابق ص‪611‬‬

‫‪4‬الطاهر لطرش‪ ,‬مرجع سابق ص‪611‬‬

‫‪46‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تختتم العمليات الرقابية لهذه اللجنة بتدابير و عقوبات تأديبية إن استدعى األمر ذلك ‪ ،‬و تتماشى درجة‬
‫شدتها حسب األخطاء و المخالفات المثبتة‪ .‬و من بين هذه التدابير دعوة البنوك و المؤسسات المالية موضوع‬
‫الرقابة إلى العمل على إعادة توازناتها المالية أو تصحيح و تكييف أساليبها اإلدارية التي قد تبدو للجنة غير‬
‫فعالة أو مخالفة للتنظيم ‪ .‬كما يمكن أن تمتد هذه التدابير إلى غاية إمكانية تعيين مدير مؤقت مخول بإدارة‬
‫و تسيير أعمال المؤسسة المعينة‪ .‬و إضافة إلى كل ذلك ‪ ،‬يمكن للجنة اتخاذ تدابير أخرى من بين التدابير‬
‫المقترحة في المادة ‪ 412‬من قانون النقد و القرض ( التنبيه ‪ ،‬اللوم ‪ ،‬إلغاء الترخيص بممارسة العمل‬
‫‪.).....‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مركزية المخاطر‬

‫في إطار الوضع الجديد الذي يتسم بحرية المبادرة و قواعد السوق في العمل البنكي ‪ ،‬تتزايد‬
‫المخاطر المرتبطة بالقروض ‪ .‬و يحاول البنك المركزي أن يجمع كل المعلومات التي تهدف إلى مساعدة‬
‫النظام البنكي على التقليل من هذه المخاطر ‪.‬و في هذا اإلطار أسس قانون النقد والقرض في مادته ‪421‬‬
‫هيئة تقوم بتجميع هذه المعلومات سميت مركز المخاطر ‪ " :‬ينظم و يسير بنك الجزائر مصلحة مركزية‬
‫المخاطر تدعي مركز المخاطر تتكفل بجميع أسماء المستفيدين من القروض و طبيعة و سقف القروض‬
‫‪70‬‬
‫الممنوحة و المبالغ المسحوبة الضمانات المعطاة لكل قرض من جميع البنوك و المؤسسات المالية " ‪.‬‬

‫و تتضمن الالئحة ‪ 14 – 26‬المؤرخة في ‪ 66‬مارس ‪ 4226‬و الصادرة عن بنك الجزائر تنظيم مركز‬
‫المخاطر و طرق عمله ‪.‬‬

‫و حسب المادة األولى منها ‪ ،‬يعتبر مركز المخاطر ‪ ،‬من بين هياكل بنك الجزائر ‪ .‬و يشكل في واقع األمر‬
‫و‬ ‫هيئة للمعلومات على مستوى البنك ترتبط بكل ما يتعلق بالمستفيدين من القروض البنكية‬
‫مؤسسات القرض األخرى ‪.‬‬

‫في الحقيقة ‪ ،‬لقد فرض بنك الجزائر على كل هيئات القرض التي لها نشاط على التراب الوطني االنضمام‬
‫إلى هذه المركزية و احترام قواعد عملها احتراما صارما ‪ .‬و ينبغي عليها في هذا اإلطار أن تقدم تصريح‬
‫خاص بكل القروض الممنوحة إلى الزبائن سواء كانوا أشخاصا طبيعيين أم معنويين‪.‬‬

‫و ال يمكن للهيئة المالية أن تمنح قروضا مصرحا بها لدى مركزية المخاطر على أنها قروض ذات مخاطر‬
‫إلى زبون جديد إال بعد استشارتها ‪ .‬و من الواضح أن مثل هذا اإلجراء يهدف إلى كشف و تدارك المخاطر‬
‫المرتبطة بالقرض ‪ ،‬و منح البنوك و المؤسسات المالية المعلومات الضرورية المرتبطة بالقروض و‬
‫الزبائن التي تشكل مخاطر محتملة ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى الوظيفة اإلعالمية لمركزية المخاطر‪ ،‬فإن وجودها يسمح بتحقيق غايات متعددة نذكر عددا‬
‫منها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪70‬الطاهر لطرش‪ ,‬مرجع سابق‪612 ,‬‬

‫‪44‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬مراقبة و متابعة نشاطات المؤسسات المالية و معرفة مدى العمل الذي تقوم به في مجال الخضوع‬
‫لمعايير و قواعد العمل ( خاصة فيما يتعلق بقواعد الحذر ) التي يحددها بنك الجزائر‪.‬‬

‫‪ -‬منح البنوك و المؤسسات المالية فرصة القيام بمفاضالت بين القروض المتاحة بناء على معطيات‬
‫سليمة نسبيا‪.‬‬

‫‪ -‬تركيز المعلومات المرتبطة بالقروض ذات المخاطر في خلية واحدة بالبنك المركزي‪ .‬و يسمح له‬
‫ذلك بتسيير أفضل لسياسة القرض ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬مركزية عوارض الدفع‬

‫في المحيط االقتصادي و المالي الجديد‪ ،‬الذي يتميز بالتغير و عدم االستقرار ‪ ،‬تقوم البنوك و المؤسسات‬
‫المالية بأنشطتها في منح القروض إلى الزبائن‪ .‬و أثناء ذلك‪ ،‬من المحتمل أن تحدث بعض المشاكل على‬
‫مستوى استرجاع هذه القروض‪.71‬‬

‫و بالرغم من أن ذلك يرتبط بالمخاطر المهنية للنشاط البنكي‪ ،‬إال أن االحتياط ضد وقوعه يعد من عوامل‬
‫الفطنة لدى البنوك‪ .‬ورغم أن هناك مركزية للمخاطر على مستوى بنك الجزائر تعطي مسبقا معلومات‬
‫خاصة ببعض أنواع القروض و الزبائن ‪ ،‬إال أن ذلك ال يلغي بشكل كامل المخاطر المرتبطة بهذه القروض‬
‫‪.‬‬

‫و لذلك ‪ ،‬فقد قام بنك الجزائر بموجب النظام رقم ‪ 16 – 26‬المؤرخ في ‪ 66‬مارس ‪ 4226‬بإنشاء مركزية‬
‫لعوارض الدفع‪ ،‬و قرض على كل الوساطة المالية االنضمام إلى هذه المركزية و تقديم كل المعلومات‬
‫الضرورية لها ‪.‬‬

‫و تقوم مركزية عوارض الدفع بتنظيم المعلومات المرتبطة بكل الحوادث و المشاكل التي تظهر عند‬
‫استرجاع القروض أو تلك التي لها عالقة باستعمال مختلف وسائل الدفع ‪.‬‬

‫و مهمة مركزية عوارض الدفع ‪ ،‬في هذا المجال ‪ ،‬تتلخص في عنصرين ‪:‬‬

‫‪ ‬األول ‪ :‬هو تنظ يم بطاقية مركزية لعوارض الدفع و ما قد ينجم عنها و تسييرها‬

‫و تتضمن هذه البطاقية بطبيعة الحال كل الحوادث المسجلة بشأن مشاكل الدفع أو تسديد القروض‬

‫‪ ‬الثاني ‪ :‬هو نشر قائمة عوارض الدفع و ما يمكن أن ينجم عنها من من تبعات وذلك بطريقة دورية‬
‫و تبليغها إلى الوسطاء الماليين و إلى أية سلطة أخرى معينة ‪.‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬جهاز مكافحة إصدار الشيكات بدون مؤونة‬

‫‪4‬الطاهر لطرش‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪618‬‬

‫‪41‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و إذا كانت مركزية عوارض الدفع تهتم بتجميع المعلومات المرتبطة بمشاكل الدفع الخاصة‬
‫بالقروض أو بأدوات الدفع ‪ ،‬فإن جهاز مكافحة إصدار الشيكات بدون مؤونة جاء ليدعم ضبط قواعد العمل‬
‫بأهم أحد وسائل الدفع و هي الشيك ‪ .‬وقد تم إنشاء هذا الجهاز بموجب النظام ‪ 14-26‬المؤرخ في ‪66‬‬
‫مارس ‪ . 4226‬و يعمل هذا الجهاز على تجميع المعلومات المرتبطة بعوارض دفع الشيكات لعدم كفاية‬
‫الرصيد و القيام بتبليغ هذه المعلومات إلى الوسطاء الماليين المعنيين‪.72‬‬

‫و يجب على الوسطاء الماليين الذين وقعت لديهم عوارض دفع لعدم كفاية الرصيد أو لعدم وجوده أصال‬
‫أن يصرحوا بذلك إلى مركزية عوارض الدفع حتى يمكن استغاللها و تبليغها إلى الوسطاء الماليين اآلخرين‬
‫‪ .‬و يجب عليهم في هذا المجال أن يطلعوا على سجل عوارض الدفع قبل تسليم أول دفتر للشيكات للزبون‬
‫‪.‬‬

‫ومن المالحظ أن إنشاء مركز الوقاية و مكافحة إصدار شيكات بدون رصيد ‪ ،‬باإلضافة إلى وظيفته‬
‫اإلعالمية ‪ ،‬يهدف إلى تطهير النظام البنكي من المعامالت التي تنطوي على عنصر الغش ‪ ،‬و خلق قواعد‬
‫للتعامل المالي يقوم على أساس الثقة ‪.‬‬

‫كما يهدف أيضا إلى وضع آليات للرقابة على استعمال واحد من وسائل الدفع المستعملة في االقتصاد‬
‫المعاصر بغية تطوير استعمالها و االستفادة بها‪.73‬‬

‫‪72‬الطاهر لطرش‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪612‬‬


‫‪73‬الطاهر لطرش مرجع سابق ص ‪612‬‬

‫‪41‬‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ملخص الفصل األول‬


‫عرف البنك المركزي على انه مؤسسة وطنية عامة‪ ,‬تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل المالي‪,‬‬
‫تتربع على رأس هرم النظام المصرفي الجزائري‪ ,‬بصفتها بنك البنوك و مستشار الحكومة‪.‬‬

‫و‬ ‫تطور التعريف العام للبنك على حسب التشريعات المتالحقة‪ ,‬حسب كل قانون مصاحب للتطورات‬
‫اإلصالحات التي قامت بها الدولة الجزائرية‪.‬‬

‫حيث يتمتع البنك المركزي بالشخصية االعتبارية العمومية و يخضع لطبيعة مختلطة باعتباره تاجرا مع‬
‫الغير‪ ,‬و ال يخضع للقانون التجاري و ال للمحاسبة العمومية‪.‬‬

‫كما يعتبر البنك المركزي البنك الوحيد المخول إلصدار النقد و اإلشراف على السياسة النقدية‪ ,‬مع تمتعه‬
‫باستقاللية نسبية بعيدا عن ضغوط السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫كما يهدف البنك إلى تنفيذ السياسة النقدية و سياسة سعر الصرف و استقرار األسعار‪.‬‬

‫أما عن تنظيمه الهيكلي فيشرف على البنك محافظ و نوابه الثالثة‪ ,‬باإلضافة لمجلس إدارة يخول‬
‫له مجموعة من الصالحيات إضافة إلى مجلس النقد و القرض و هيئات رقابية متمثلة في اللجنة المصرفية‬
‫و مركزية المخاطر و مركزية عوارض الدفع و جهاز مكافحة شيكات بدون مؤونة باعتبارها أجهزة‬
‫مساعدة للبنك في أداء دوره الرقابي‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫صالحيات البتك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬وظائف البنك المركزي الجزائري‬

‫البنك المركزي هو المؤسسة النقدية الحكومية التي تهيمن على النظام النقدي و المصرفي للبلد‪ ,‬و تقع على‬
‫مسؤوليتها إصدار النقد‪ ،‬و العمل كوكيل للحكومة و مراقبة األجهزة المصرفية األخرى‪ ،‬و مراقبة عملية‬
‫االئتمان لتدعيم النمو االقتصادي‪. 1‬‬

‫لذا سنرى في( المطلب األول) البنك المركزي بنك اإلصدار و في( المطلب الثاني) بنك الحكومة و مستشارها‬
‫و( مطلب ثالث) البنك المركزي بنك البنوك و (مطلب ثالث) إدارة السياسة االئتمانية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬البنك المركزي بنك اإلصدار‬

‫يعتبر البنك المركزي أول مؤسسة نقدية يتم تأسيسها في الجزائر المستقلة و قد أوكلت للبنك المركزي كل‬
‫المهام التي تختص بها البنوك المركزية في كل دول العالم‪ ،‬فهو المسؤول عن إصدار النقود و تدميرها‪ ،‬و‬
‫تحديد معدل إعادة خصم و كيفيات استعماله‪ ،‬و تعد وظيفة إصدار النقد من صالحيات التي نص عليها‬
‫المشرع في الباب الثاني في نص المادة‪. 216‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬زكرياء الدوري ‪ ،‬يسرا السامرائي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 61‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 48‬قانون النقد و القرض ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫صالحيات البتك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إصدار األوراق النقدية‬

‫يقوم البنك المركزي بالعديد من الوظائف التي تعمل على تحقيق االستقرار النقدي‪ ،‬و تحقيق أفضل معدالت‬
‫النمو و االستقرار منها‪:‬‬

‫إصدار البنكنوت غير أن هذا اإلصدار ليس مطلقا‪ ،‬ألن هناك قيود على اإلصدار يحددها التشريع‪ ،‬و‬
‫أهمها نوع األصول التي يغطي البنكنوت بها‪ ،‬و نسبة ما يشتمل عليه الغطاء من رصيد الذهب أو من‬
‫العمالت األجنبية أو من النوعين معا‪. 1‬‬

‫بحيث قسم القانون ‪ 22-62‬صالحيات البنك المركزي و حددها تحت عناوين‪ ،‬من أبرزها (إصدار النقد )‬
‫حيث يقوم بممارسة امتياز اإلصدار النقدي بشروط تغطية تتضمن أربعة عناصر أساسية وهي سبائك و‬
‫عمالت ذهب‪ ،‬عمالت أجنبية حرة التداول‪ ،‬سندات مصدرة من الخزينة و سندات مقبولة تحت نظام األمانة‬
‫أو محسومة أو مرهونة ‪. 2‬‬

‫هذا ما نصت عليه المادة ‪ 16‬قانون النقد والقرض و التي أوكلتها الدولة الجزائرية إلى البنك المركزي"‪،‬‬
‫حيث اعتبر القانون األوراق النقدية الصادرة فقط من البنك المركزي الجزائري‪ ،‬الوحيدة التي لها الحق في‬
‫التداول وقوة اإلبراء النهائية أما سلطة إصدار القطع النقدية المعدنية فتعود للخزينة العمومية‪ .‬و لقد تم في‬
‫هذا اإلطار إبرام اتفاقية في ‪2690/26/06‬‬

‫بين الدولة الجزائرية و بنك الجزائر الموروث عن االستعمار و هذا لتأطير عمليات اإلصدار النقدي في‬
‫( الدينار الجزائري ) قد تم‬ ‫انتظار إنشاء البنك المركزي و تجدر اإلشارة إلى أن إحداث العملة الوطنية‬
‫‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫بموجب قانون نقدي صدر في ‪ 22‬أبريل ‪2691‬‬

‫ارتبط حق إصدار النقود في معظم الدول تقريبا بنشأة البنوك المركزية إذ أن هذه المهمة تقتصر عليها دون‬
‫غيرها من المؤسسات األخرى ‪ .‬لهذا فإن البنك المركزي يعد مصرفا حكوميا يخضع لألشراف و التوجيه‬
‫الحكومي و بحسب القوانين التي تنظم عالقته بالدولة استنادا إلى طبيعة النظام االقتصادي السائد في البلد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬علي سيد إسماعيل ‪ ،‬مصادر توفير السيولة في البنوك االسالمية ‪،‬ص ‪. 662‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-‬أيمن بن عبد الرحمان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 87‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬أيمن بن عبد الرحمان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 61‬‬

‫‪48‬‬
‫صالحيات البتك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫وقد سارت وظيفة اإلصدار جنبا إلى جنب مع تطور نظام البنوك المركزية وكانت األساس لتميز هذا النوع‬
‫من البنوك عن غيره حتى أوائل القرن الحالي حيث أصبح البنك المركزي يعرف على انه بنك اإلصدار‬
‫ونظ ار بما لوظيفة اإلصدار من أهمية كبيرة فقد شغلت أذهان رجال البنوك وطالب المسائل النقدية وظهر‬
‫رأيين في هذا المجال رأي ينادي بحرية اإلصدار ورأي بتقييد اإلصدار‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أنواع اإلصدار البنكي‬

‫وفيما يلي نميز األنواع التالية من أنواع اإلصدار البنكي‪:‬‬


‫‪-1‬نظام غطاء الذهب الكامل‪ :‬حيث تقابل قيمة أوراق النقد المصدرة ما يعادلها ذهب وطبقا له يتحدد‬
‫حجم النقد المصدر ومعدل تغيره بحجم الغطاء الذهبي‪.‬‬

‫‪ -2‬نظام اإلصدار الجزئي الوثيق‪ :‬وبمقتضاه خول للبنك المركزي إصدار نقود ورقية حدمعين مقابل سندات‬
‫حكومية وما ازد عنها يكون غطاؤه ذهبا وهذا يعني أن األوراق المالية كانت تغطي مقدا ار ثابتا من النقد‬
‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫المصدر (أوراق النقد الوثيق) بحيث كل زيادة فوق اإلصدار الوثيق يجب أن تعطى ذهبا‬
‫‪ - 3‬نظام غطاء الذهب النسبي ‪ :‬طبقا لهذا النظام فإن وجود الذهب ضروري كعنصر من عناصر‬
‫الغطاء إذ يسمح هذا النظام بتغطية أوراق النقد بالذهب ويمثل نسبة معينة من قيمتها إلى جانب أوراق أخرى‬
‫خاصة‪.‬‬ ‫ضمان‬ ‫شروط‬ ‫فيها‬ ‫تتوفر‬ ‫أوراق‬ ‫أو‬ ‫مالية‬ ‫أوراق‬ ‫تكون‬ ‫قد‬
‫‪ - 4‬نظام الحد األقصى لإلصدار‪ :‬يتضمن التخلي عن ضرورة وجود عالقة ثابتة وأساسية بين أوراق النقد‬
‫‪2‬‬
‫المصدر وبين االحتياطات الذهبية وإنما يعين القانون لحد األقصى بما يصدره البنك من أوراق النقد‬

‫‪ - 5‬نظام اإلصدار الحر‪ :‬قانون اإلصدار ال ينص على حد أقصى لحجم النقد المصدر فيتغير حجم‬
‫اإلصدار إلى تقدير السلطة النقدية سعيا منها نحو تحقيق أهداف سياسية نقدية ومالية معينة ‪. 3‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬بنك الحكومة و مستشارها‬

‫يقوم البنك المركزي في كل الدول بوظيفة وكيل الدولة و مستشارها في المسائل المالية إذ يدير البنك المركزي‬
‫الحسابات المصرفية للدوائر و الهيئات الحكومية‪ ،‬و يقدم قروض للحكومة بانتظار جباية الضرائب و‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أيمن بن عبد الرحمان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 61‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬زكرياء الدوري ‪ ،‬يسرا السامرائي ‪ ،‬ص ‪. 44‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬زكرياء الدوري ‪ ،‬يسرا السامرائي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 44‬‬

‫‪42‬‬
‫صالحيات البتك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫اإليرادات األخرى و هذا ما تناوله المشرع في الباب األول تحت عنوان صالحيات عامة و قد أشار في‬
‫نصوص إلى ذلك ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬البنك المركزي بنك الحكومة‬

‫هذه الوظيفة مشتقة من خصائص الوحدة و الملكية العامة للبنك المركزي‪ ،‬فتركيز الق اررات المتعلقة بالسياسة‬
‫النقدية في البنك المركزي و االتجاه نحو تملك الدولة لهذه المؤسسة كل هذا يهدف إلى خلق عالقات وثيقة‬
‫بين السلطة التنفيذية و البنك المركزي بحيث أصبح البنك ليس مصد ار لألوراق النقد أو مراقبا للسياسة‬
‫النقدية و المالية بما يتفق مع المصالح االقتصادية لالقتصاد البالد ككل‪.1‬‬

‫‪-22‬‬ ‫و هذا ما نجده في النصوص القانونية من قانون النقد و القرض حسب المادة ‪ : 2 11‬األمر رقم‬
‫‪ 21‬مؤرخ في ‪ 09‬غشت سنة ‪ ( 0222‬تتمثل مهمة بنك الجزائر في الحرص على استقرار األسعار‬
‫باعتباره هدفا من أهداف السياسة النقدية ‪............‬لنمو سريع لالقتصاد مع السهر على االستقرار النقدي‬
‫و المالي)‪.‬‬

‫من نفس القانون ( تستشير الحكومة بنك الجزائر في كل مشروع قانون و‬ ‫‪3‬‬
‫كما جاء في نص المادة ‪19‬‬
‫نص تنظيمي يتعلقان بالمسائل المالية و النقدية‪.‬‬

‫يمكن بنك الجزائر أن يقترح على الحكومة كل تدبير من شأنه أن يحسن ميزان المدفوعات ‪.........‬تنمية‬
‫االقتصاد )‪.‬‬

‫و كمصرف للحكومة‪ ،‬فإن البنك المركزي يقوم بمسك حسابات الخزينة و اإلدارات العامة أي حفظ حسابات‬
‫و الصكوك‬ ‫الدوائر الحكومية و المؤسسات و المصالح التابعة لها فهو يتولى قبول الودائع الحكومية‬
‫و الحواالت‪.‬‬

‫و يعتبر البنك المركزي أمين صندوق الدولة و يحرص على امتيازات الخزينة عن طريق التسبيقات التي‬
‫يقدمها لها على شكل قروض مباشرة تمنح بشروط ( المواد ‪ 11 ، 11‬قانون ‪( 211-90‬منح تسبيقات‬
‫القروض )‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬زكرياء الدزري ‪ ،‬يسرا السامرائي ‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬أنظر المادة ‪ : 41‬األمر رقم ‪ 11-41‬مؤرخ في ‪ 62‬غشت سنة ‪. 6141‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬أنظر المادة ‪ : 42‬األمر رقم ‪ 11-41‬مؤرخ في ‪ 62‬غشت سنة ‪. 6141‬‬

‫‪11‬‬
‫صالحيات البتك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬البنك المركزي وكيل الحكومة و مستشارها‬

‫و المؤسسات‬ ‫إن الصلة الوثيقة بين البنك المركزي من جهة و بين و البنوك التجارية و المتخصصة‬
‫األخرى التي تتعامل باالئتمان كسوق األوراق المالية و شركات التأمين و مؤسسات االستثمار ‪ ،‬قد جعل‬
‫من البنك المركزي الوكيل المالي إلدارة الدين العام ‪ ،‬فهو الذي يبيع السندات الحكومية و أذونات الخزانة‬
‫عند إصدارها و هو الذي يتولى دفع فوائدها طول فترة سريانها ‪ ،‬و هو الذي يتولى تسديد قيمتها عندما‬
‫يحين موعد استحقاقها هذا ما ‪. 1‬‬

‫أشارت إليه المادة ‪ 19‬من قانون النقد و القرض "تستشير الحكومة بنك الجزائر ‪"......‬‬

‫كذلك نجد هذا في النصوص السابقة من قانون ‪ 211-90‬كما يعتبر البنك المركزي العون المالي للدولة‬
‫( المادة ‪ )90‬من قانون ‪211-90‬‬

‫فهو يحتفظ بالحساب الجاري للخزينة و يسير القيم المتنقلة ( سندات الخزانة‪ ،‬سندات التجهيز ) التي تعود‬
‫للدولة و يقوم أيضا بمساعدة الدولة في العالقات المالية الخارجية و المعونات و االتفاقيات ‪ ،‬و أيضا‬
‫تمثيل الدولة في التنظيمات الدولية بصفته النقدية أو المالية ( البنك الدولي و صندوق النقد الدولي ) ‪. 2‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬البنك المركزي هو بنك البنوك‬

‫يعتبر البنك المركزي هو بنك البنوك و هذه الوظيفة مشتقة من سمة مبدأ االزدواج في النظام المصرفي و‬
‫من العالقة الخاصة بين البنك المركزي و المصارف التجارية‪ . 3‬حيث يقوم باالحتفاظ بالودائع و أرصدة‬
‫البنوك التجارية (فرع أول) كما يعمل كقائد للنظام المصرفي (فرع ثاني)‬

‫الفرع األول‪ :‬االحتفاظ بالودائع و أرصدة البنوك التجارية‬

‫حيث أن جميع البنوك التجارية ملزمة إما بحكم العرف المصرفي أو بقوة القانون بان تحتفظ بجزء من‬
‫احتياطاتها النقدية على هيئة ودائع لدى البنك المركزي و باإلضافة إلى الوظيفة األساسية لهذه الودائع‬
‫البنكية في تمكين البنك المركزي في فرض رقابته على حجم االئتمان المصرفي فان لها وظيفة أخرى هامة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬زكرياء الدوري ‪ ،‬يسرا السامرائي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 48‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬أيمن بن عبد الرحمان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 61‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬زكرياء الدوري ‪ ،‬يسرا السامرائي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 48‬‬

‫‪14‬‬
‫صالحيات البتك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫هي تسوية المديونيات المتبادلة بين البنوك التجارية نتيجة إليداع العمالء في بنوكهم شيكات مسحوبة على‬
‫بنوك أخرى‪.‬‬

‫واضطالع البنوك المركزية القديمة بهذه المهمة كان وليد تطور غير مرسوم فقد كانت عوامل اليسر و المالئمة‬
‫هي كل ما يحفز البنوك التجارية إلى إيداع ما يفيض عن حاجتها من احتياطاتها النقدية لدى بنك اإلصدار‬
‫الرئيسي‪. 1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬يعمل كقائد للنظام المصرفي‬

‫و ذلك عن طريق‪:‬‬

‫‪ -2‬تحديد نسبة االحتياطي القانوني النقدي للودائع و إيداعه طرفه‪.‬‬


‫‪ -0‬يقوم باألعمال المركزية الخاصة و بالمقاصة و التسويات و التحويالت‪.‬‬

‫‪ -1‬يعتبر الملجأ األخير للبنوك التجارية عند األزمة أو المورد الوحيد للنقود النهائية و مركز االحتياطيات و‬
‫‪.2‬‬
‫ملجأ إعادة خصم األوراق التجارية‬

‫‪-1‬يشرف البنك المركزي الجزائري على مختلف البنوك‪ ،‬إذ تنص المادة‪ 12‬من األمر ‪ 22-21‬على انه"‬
‫يمكن بنك الجزائر أن يجري كل العمليات المصرفية مع البنوك أو المؤسسات المالية العاملة في الجزائر‬
‫و مع كل البنوك العاملة بالخارج إال بالعمالت األجنبية"‬

‫‪-1‬كما نصت المادة ‪ 10‬من األمر ‪ 22-21‬على '' يجب على كل بنك يعمل في الجزائر أن يكون له‬
‫حساب جاري دائن مع بنك الجزائر لتلبية حاجات المقاصة "‬

‫و يمكن أيضا لبنك الجزائر أن يمنح البنك قروضا بالحساب الجاري لمدة سنة على األكثر و يجب أن‬
‫تكون هذه القروض مكفولة بضمانات من سندات الخزينة أو بالذهب أو بالعمالت األجنبية أو بسندات‬
‫قابلة للخصم بموجب األنظمة المتخذة بهذا الخصوص‪. 3‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬إدارة السياسة االئتمانية‬
‫إن دور البنك المركزي كمراقب لعمليات االئتمان متمثل في التوقي من مخاطر عدم السداد لذا يجب أن‬
‫يكون تنظيمه محكم من خالل إدارة متمكنة‪ ،‬و إلى جانب التنظيم اإلداري و القانوني المحكم للبنك المركزي‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بان صالح الصالحي ‪ ،‬دور البنك المركزي في مالية الدولة ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬يوسف كمال محمد ‪ ،‬المصرفية اإلسالمية ‪ ،‬دار النشر للجامعات ‪ ،‬ص ‪. 44‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬كوثر ناصري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 14‬‬

‫‪16‬‬
‫صالحيات البتك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫لذا فان إيجاد األساليب و اآلليات الناجحة للتحكم في نشاط البنوك التجارية و لما له من أهمية في تحقيق‬
‫استقرار النظام المصرفي ككل و النظام االقتصادي للدولة عموما ‪.1‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم االئتمان المصرفي‬

‫‪-1‬تعريف االئتمان المصرفي‬

‫يعرف االئتمان المصرفي على انه يرتضي بمقتضاها البنك‪ ،‬مقابل فائدة أو عمولة معينة أو محددة‪ ،‬أن‬
‫يمنح عميال (فردا‪ ،‬أو شركة أعمال) بناءا على طلبه سواء حاال أو بعد وقت معين تسهيالت في صورة‬
‫أموال نقدية أو أي صورة أخرى و ذلك لتغطية العجز في السيولة ليتمكن من مواصلة نشاطه المعتاد‪ ،‬أو‬
‫إقراض العميل ألغراض استثمارية أو تكون في شكل تعهد متمثلة في كفالة البنك للعميل أو تعهد البنك عن‬
‫العميل لدى الغير‪. 2‬‬

‫و يعرف أيضا على انه مبادلة نقود حاضرة مقابل وعد بنقود أجلة باإلضافة إلى فائدة محددة و معلومة و‬
‫يعد االئتمان المصرفي عمال تجاريا بالدرجة األولى لذلك يخضع الحتماالت الربح و الخسارة و التي تتعرض‬
‫لها كافة األعمال التجارية‪. 3‬‬

‫أما التشريع الجزائري فقد عرف االئتمان المصرفي في نص المادة ‪ 96‬من األمر ‪22-21‬‬

‫المتعلق بالنقد و القرض بانه "كل عمل لقاء عوض يضع بموجبه شخص ما أو يعد بوضع أموال تحت‬
‫تصرف شخص آخر‪"...‬‬

‫حيث قام من خاللها بتحديد األشكال التي يمكن أن يتخذها االئتمان المصرفي الذي يمنح للزبون‪ ،‬إذ قد‬
‫يتم عن طريق وضع األموال تحت تصرف الزبون‪ ،‬أو الوعد بتقديم أموال‪ ،‬كما قد يتخذ منح االئتمان شكل‬
‫دعم العميل بالثقة عن طريق التزام البنك بالتوقيع لصالح زبونه ككفيل أو كضامن احتياطي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬دار السبع مختارية ‪ ،‬مذكرة دكتوراه ‪ ،‬إدارة االئتمان في النظام المصرفي الجزائري ‪ ،‬جامعة الجياللي اليابس ‪ ،‬سيدي بلعباس ‪،‬‬
‫كلية الحقوق ‪ ، 6148-6147،‬ص ‪. 418‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬صدفي ولد محمد عبد الرحمان ‪ ،‬مذكرة ماجيستير ‪ ،‬البنك المركزي و مراقبة االئتمان – دراسة حالة موريتانيا ( ‪)6116- 4226‬‬
‫– كلية العلوم االقتصادية جامعة بسكرة ‪ ، 6112-6111‬ص ‪. 8‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬أحمد عبد العزيز األلفي ‪ ،‬االئتمان و التحليل االئتماني ‪،‬ص ‪. 44‬‬

‫‪14‬‬
‫صالحيات البتك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫على خالف المادة ‪ 112‬ق‪.‬م‪.‬ج التي عرفت القرض بأنه عبارة عن" اتفاق في حين العمل هو صورة من‬
‫االلتزامات التي قد يتضمنها عقدها"‪. 1‬‬

‫‪-2‬عناصر االئتمان المصرفي‪:‬‬

‫و تتمثل عناصر االئتمان المصرفي في‪:‬‬

‫أ‪ /‬عالقة مديونية‪ :‬حيث يفترض وجود دائن (وهو مانح االئتمان) و مدين (و هو متلقي االئتمان) و هو ما‬
‫يعني بالضرورة وجود ثقة بينهما‬

‫ب‪ /‬وجود دين‪ :‬و هو المبلغ النقدي الذي أعطاه الدائن للمدين و الذي يتعين على األخير أن يقوم برده‬
‫لألول‪ ,‬و هو ما يظهر في ارتباط االئتمان بالنقود ‪.‬‬

‫ج‪ /‬األجل أو الفارق الزمني ‪ :‬و هي الفترة الفاصلة بين حدوث المديونية و التخلص منها ‪ ،‬و هذا الفارق‬
‫الزمني هو العنصر الجوهري في االئتمان و يفرق بين المعامالت الفورية و المعامالت االئتمانية‪.‬‬

‫د‪ /‬المخاطرة ‪ :‬و تتمثل فيما يمكن أن يتحمله الدائن نتيجة انتظاره على مدينه‪ ،‬ناهيك عن احتمال عدم دفع‬
‫الدين‪ ،‬و لعل هذا هو المبرر لحصول الدائن على دينه مزيدا بملغ معين هو الفائدة‪. 2‬‬

‫‪-3‬أدوات االئتمان المصرفي‬

‫أ‪ -‬األوراق التجارية ‪ :‬و منها الكمبيالة و السند األدنى و الشيك و اذونات الخزانة‪.‬‬

‫ب‪ -‬األوراق المالية ‪ :‬و هي من قبيل حقوق الملكية فجملة األسهم هم شركاء في رأس المال و بالتالي ال‬
‫يحصلون على فائدة و إنما يحققون أرباحا أو يتحملون خسارة تبعا لألداء المالي للمشروع الذي اصدر هذه‬
‫األسهم‪. 3‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬السياسة االئتمانية‬

‫تعد عملية منح االئتمان من قبل المؤسسات المصرفية أهم عملية بنكية‪ ,‬كونها محفوفة بالمخاطر‬
‫و خاصة المخاطر المالية التي لها اثر على الدولة‪ ،‬فاإلفراط في منح االئتمان دون التقيد بضوابطه القانونية‬
‫و التي ألح عليها المشرع الجزائري في مختلف قوانينه وأنظمته خاصة منها قانون النقد و القرض المعدل و‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬شمو ليديا ‪ ،‬عكوش سارة ‪ ،‬آليات منح االئتمان المصرفي في ظل التشريع الجزائري ‪ ،‬جامعة البويرة ‪ ، 6148-6147 ،‬ص ‪. 41‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬صدفي ولد محمد عبد الرحمان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 1‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬صدفي ولد محمد عبد الرحمان ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 46‬‬

‫‪11‬‬
‫صالحيات البتك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫المتمم‪ ،‬و هذا يؤدي إلى انهيار المؤسسات المالية و دخولها في مجال اإلفالس‪،‬لهذا بدوره له اثر على‬
‫و سالمته و نظ ار لخطورة هذا الوضع اقر القانون الجزائري الرقابة المصرفية على‬ ‫االقتصاد الوطني‬
‫عمليات منح االئتمان‪ ،‬و من هنا انتهجت البنوك الجزائرية سياسة إدارة االئتمان للحد من المخاطر و‬
‫القروض‪.‬‬

‫إن الجزائر كغيرها من الدول سعت إلى تفعيل دور البنك المركزي في الرقابة على البنوك زيادة على محاولة‬
‫تطوير مختلف مكونات النظام البنكي بالقدر الذي يؤهلها إلى تحقيق التنمية االقتصادية و إضافة إلى رقابة‬
‫البنك المركزي للبنوك و لتوقي مخاطر عدم السداد توجد آليات و إجراءات داخلية لها وظيفة رقابية‪. 1‬‬

‫‪-1‬تعريف السياسة االئتمانية‪ :‬تشير الدراسات المالية و النقدية للدولة إلى أن السياسة النقدية تحتوي على‬
‫ثالث سياسات فرعية هي‪:‬االئتمانية‪ ,‬سياسة السعر و الصرف و سياسة اإلصدار النقدي‪. 2‬‬

‫لذا يمكننا تعريف السيا سة االئتمانية بأنها مجموعة القواعد و اإلجراءات و التدابير المتعلقة بتحديد حجم و‬
‫مواصفات ضوابط اإلقراض بمراحلها المختلفة و أن تكون هذه القواعد مرنة و مبلغة إلى جميع المستويات‬
‫اإلدارية المعنية بنشاط اإلقراض‪.‬‬

‫و يتولى مهمة إقرار السياسة االئتمانية بنك الجزائر و هذا حسب ما نصن عليه المادة ‪ 11‬من األمر ‪-21‬‬
‫و يوجهها بكافة الوسائل‬ ‫‪ 22‬المتعلق بالنقد و القرض‪ ،‬بحيث يكلف بتنظيم الحركة النقدية و يراقبها‬
‫المالئمة‪ ،‬و يقوم بتوزيع القرض و يسهر على حسن تسيير التعهدات المالية اتجاه الخارج و ضبط سوق‬
‫الصرف و السهر على االستق ارر الداخلي و الخارجي للنقد‪. 3‬‬

‫بحيث تكون العناصر األساسية للسياسة االئتمانية هي الربحية‪ ،‬السيولة و األمان ‪.0‬‬

‫‪-2‬أدوات السياسة االئتمانية‪:‬‬

‫إن تنظيم إدارة االئتمان المصدر من البنوك التجارية و غيرها من المؤسسات يتم عن طريق السياسة النقدية‬
‫لتجنب االختناقات و األزمات االقتصادية مستخدما في ذلك ما يلي‪:‬‬

‫أ‪-‬وسائل و أدوات نقدية‪ :‬تهدف إلى التأثير على كمية أو حجم االئتمان منها‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬دار السبع مختارية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 417‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬صدفي ولد محمد عبد الرحمان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 46‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-‬شمو ليديا ‪ ،‬عكوش سارة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬

‫‪11‬‬
‫صالحيات البتك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫‪-‬تغيير الخصم‪ ,‬القيام بعمليات السوق المفتوحة ببيع و شراء األوراق المالية‬

‫‪-‬تغيير نسبة االحتياطي – وضع سقوف االئتمان‪.‬‬

‫ب‪ -‬أدوات كيفية‪ :‬منها تنظيم االئتمان بتوجيهه إلى وجوه االستعمال المرغوب فيها و إعطاء أسعار‬
‫تفضيلية لسعر الخصم و نوع الضمان‪ ،‬و حد أقصى لفوائد اإلقراض‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ج‪ -‬الرقابة المباشرة‪ ,‬و ذلك بالتأثير و اإلغراء األدبي و التعليمات و األوامر المباشرة و التفتيش الدوري‬
‫‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الدور الرقابي للبنك المركزي على البنوك التجارية‬

‫تعد الرقابة المصرفية من أهم وظائف البنك المركزي‪ ,‬فهي العملية التي من خاللها يتم تقييم األداء و التحقق‬
‫من سير العمل وفق الخطط و القوانين و التشريعات المعمول بها‪ ،‬و منه التمكن من معرفة االنحراف و‬
‫األخطاء الواقعة خاصة في المجال المصرفي الذي يعتبر جد هام و حساس‪ ,‬ما له عالقة باالقتصاد ككل‬
‫فأي تجاوز أو خطا يكلف الكثير‪ ،‬لذا كان البد من وجود رقابة مصرفية صارمة لتحقيق نتائج تعمل على‬
‫تطوير هذا القطاع و تضمن الحماية للمتعاملين في هذا سواء كانوا مؤسسات عامة أو خاصة أو أجانب‬
‫باإلضافة إلى األهداف التي تشعر لها السياسة النقدية و سوق الصرف و االستقرار في األسعار‪.‬‬

‫فهناك عدة أنواع من الرقابة و على حسب الجهة التي تمارسها أوقات حدوثها و نطاق تطبيقها‪ :‬رقابة داخلية‬
‫و رقابة خارجية‪ ،‬رقابة قبلية و رقابة بعدية‪ ،‬رقابة مستندية و رقابة ذاتية‪ ،‬الرقابة الدورية و الرقابة المستمرة‪.‬‬

‫يخضع لها القطاع المصرفي بآليات و أساليب مختلفة تعمل على ضبط البنوك و المؤسسات المالية ففي‬
‫(المطلب األول) ارتأينا أن نتطرق إلى مفهوم الرقابة البنكية أما (المطلب الثاني) الضمانات الممنوحة ألداء‬
‫البنك المركزي لدوره الرقابي أما (المطلب الثالث) آليات البنك في ممارسة هذه الرقابة و (المطلب الرابع)‬
‫الصالحيات التأديبية لبنك الجزائر‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الرقابة على البنوك التجارية‬

‫نعرج أوال في (الفرع األول) على تعريف الرقابة و في (الفرع الثاني) على أهمية الرقابة المصرفية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬يوسف كمال محمد ‪ ،‬المصرفية اإلسالمية السياسة النقدية ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬دار الوفاء للطباعة و النشر و التوزيع سنة ‪– 4222‬‬
‫المنصورة ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬

‫‪12‬‬
‫صالحيات البتك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الرقابة‬

‫يوجد اتفاق على تعريف الرقابة و هو تعريف فايول على أنها '' تتمثل في التحقيق فيما إذا كان كل شيء‬
‫يحدث وفقا للخطة المتبناة و للتعليمات الصادرة و للمبادئ التي تم إعدادها‪ ،‬و من أهدافها توضيح نقاط‬
‫الضعف و األخطاء بغرض منع تكرارها''‬

‫و يمكن تعريفها أيضا الرقابة المصرفية انطالقا من مبادئها العامة على أنها " جزء أساسي من العملية‬
‫اإلدارية‪ ،‬و يتمثل هدفها الرئيسي في التحقق من أن التنفيذ و األداء الفعلي يسيران طبقا للخطة الموضوعة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫فهي ليست جامدة‪ ،‬و إنما هناك حدود مسموح بها لالختالف بين الخطة الموضوعة والتنفيذ‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية الرقابة البنكية‬

‫ازدادت أهمية التدقيق و الرقابة المصرفية في العقود األخيرة نتيجة انتشار البنوك و المؤسسات المالية‬
‫على نطاق واسع ‪ ،‬و زيادة حجم معامالتها و تشعب أعمالها و ارتفاع درجة المنافسة بينها األمر الذي‬
‫أدى إلى بروز حاجة متزايدة و ملحة أمام إدارات هذه المؤسسات للبحث عن آلية و طريقة تضمن سالمة‬
‫المركز المالي و المحاسبي لها و تمكنها من تقييم نتائج أعمالها ووضع خططها المستقبلية ‪. 2‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الضمانات الممنوحة للبنك المركزي ألداء دوره الرقابي‬

‫حتى يحقق البنك المركزي فعالية في أداء مهامه الرقابية على أحسن وجه‪ ،‬و بكفاءة البد من وجود ضمانات‬
‫تمنح له من قبل المنظومة المصرفية و بصفة شرعية ومن بين هذه ضمان االستقاللية التامة للبنك المركزي‬
‫في اتخاذ الق اررات و إدارة شؤونه الداخلية و تسيير الكتلة النقدية مع عدم تدخل السلطات إضافة إلى وجود‬
‫ضمان أخر هو تعدد وسائل وطرق لممارسة هذه الرقابة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬توسيع مجال االستقاللية للبنك المركزي‬

‫فاالستقاللية تعطى كضمان لتحقيق األهداف التي أنشأ من اجلها البنك المركزي في التسيير األمثل بحيث‬
‫إذا كانت أهداف البنك المركزي أو السياسة النقدية محددة بدقة فهذا يعني أن االستقاللية في تحديد األهداف‬

‫‪ -1‬بن بوعزيز أسية ‪ ،‬ريمان حسينة ‪ ،‬رقابة البنك المركزي على البنوك التجارية ‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمية ‪ ،‬المجلة ‪، 11‬‬
‫العدد ‪ ، 6148 ، 14‬ص ‪. 441‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬خالد أمين عبد الله ‪ ،‬التدقيق و الرقابة في البنوك ‪ ،‬دار وائل للطباعة و النشر و التوزيع االردن ‪4228 ،‬‬

‫‪17‬‬
‫صالحيات البتك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫ضعيفة و العكس فإذا كانت األهداف غير محددة بدقة فتكون استقاللية أكبر ‪ ،‬كما أنه إذا كانت األهداف‬
‫كثيرة و متعددة فإن هذه األهداف تتناقض و بالتالي تقل االستقاللية في تحديدها ‪ ،‬كذلك إذا كانت مهمة‬
‫البنك المركزي هي استقرار األسعار فإنه يكون أكثر استقاللية ‪.1‬‬

‫لقد تم تكريس هذه االستقاللية على البنك المركزي الجزائري بموجب قانون رقم ‪ 29-66‬المتضمن نظام‬
‫و المالية للدولة ‪ ،‬لكن هذه‬ ‫البنوك و القروض‪ ،‬إذ أصبح هذا األخير هو من يتولى السياسة النقدية‬
‫االستقاللية لم تكن مطلقة إلى غاية مجيء أهم إصالح عرفته الدولة الجزائرية و هو إصدار القانون رقم‬
‫‪ 22- 26‬المتعلق بالنقد و القرض الذي كرس بصورة واضحة استقاللية البنك المركزي كما كلف هذا البنك‬
‫خالل هذه الفترة بتنظيم الحركة النقدية و توجيه و مراقبته حسن سير التعهدات المالية مع الخارج و كذا‬
‫ضبط سوق‬

‫الصرف و هو ما تم تأكيده بموجب األمر رقم ‪ 22 -21‬المعدل و المتمم‪.‬‬

‫كما تعد االستقاللية البنك المركزي وسيلة لضمان عدم المساس بالخيارات اإلستراتيجية التي تتخذها البنوك‬
‫المركزية أثناء أداء مهامها‪ ،‬و التدابير الكفيلة برقابة النظام المصرفي و حمايته تفرض تمتع الجهة المكلفة‬
‫بذلك االستقاللية‪. 2‬‬

‫لقد تم التطرق إلى مفهوم االستقاللية و أنواعها و المعايير المحددة لها في المبحث األول من الفصل‬
‫األول‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعدد وسائل الرقابة لدى البنك المركزي‬

‫و‬ ‫تتولى دائرة الرقابة على الجهاز المصرفي التحقق من مالئمة األوضاع المالية للبنوك ومراقبتها‬
‫اإلشراف عليها بما يكفل سالمة مراكزها المالية و حماية حقوق المودعين و المساهمين في البنوك وفق‬
‫أحكام التشريعات و قواعد الحوكمة التي يضعها البنك المركزي بموجب التعليمات التي يصدرها لهذه الغاية‬
‫‪ ،‬كما تعمل على وضع القواعد و الضوابط الالزمة لقيام البنوك بالتعامل مع عمالئها بطريقة عادلة و شفافة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬في إطار الملتقى الدولي حول إصالح النظام المصرفي ‪ ،‬قياس استقاللية البنك المركزي في ظل اإلصالحات المصرفية الحديثة‬
‫أستاذ عزوز علي ‪ ،‬جامعة ورقلة ‪ 46-44 ،‬مارس ‪. 6118‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬اتيشر صونيا ‪ ،‬لعجوز منال ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‬

‫‪18‬‬
‫صالحيات البتك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫بما يعزز تنافسيتها ويساهم في حمايتها من مخاطر السمعة وبما يضمن مساهمتها في التنمية االقتصادية‬
‫‪.1‬‬

‫ينفرد البنك المركزي دون غيره من البنوك في كونه مؤسسة عامة‪ ،‬تنظم النشاط المصرفي و اإلشراف عليه‬
‫باعتباره بنك البنوك عن طريق توجيه النشاط المصرفي وفقا لسياسة النقدية و التي تعتبر أهم األدوات‬
‫المستخدمة من قبل اإلدارة االقتصادية‪ ،‬و التي تسعى الستقرار االقتصادي‪.‬‬

‫تعتبر السياسة النقدية بمثابة حجر الزاوية في بناء السياسة االقتصادية الكلية ‪ ،‬فهي أحد العناصر األساسية‬
‫المكونة لها إذ أن لها تأثير على حالة االقتصاد الوطني على المستوى الكلي انكماشا و توسعا و التي يقصد‬
‫بها مجموعة من القواعد و اإلجراءات و التدابير التي تقوم بها‪ ،‬السلطة النقدية بالتأثير في عرض النقود بما‬
‫يتالءم مع النشاط االقتصادي لتحقيق أهداف اقتصادية مهنية خالل فترة زمنية محددة ‪ ،‬كما يمكن تعريفها‬
‫على أنها ذلك التدخل المباشر المعتمد من طرف السلطة النقدية بهدف التأثير على فعاليات ‪ ،‬عن طريق‬
‫تغيير عرض النقود و توجيه االئتمان باستخدام وسائل الرقابة على النشاط االئتماني للبنوك التجارية ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اآلليات البنك المركزي لممارسة الدور الرقابي على البنوك‬

‫تخضع المصارف إلى أسلوبين من الرقابة هما الرقابة المكتبية (فرع أول) و الرقابة الميدانية (فرع ثاني)‬

‫الفرع األول‪ :‬الرقابة المكتبية (المستندات و الوثائق)‬

‫تعتبر الرقابة المكتبية من أهم أنواع الرقابة التي يقوم بها البنك المركزي ‪ ،‬حيث تعمل هذه الرقابة على‬
‫تطوير منهج رقابي فعال لتحليل المخاطر التي يتعرض لها كل بنك بحيث يمكن تتبع أنواع و تطور المخاطر‬
‫التي تواجه البنوك و تقييم مدى تأثير بعض األحداث على البنوك ‪ ،‬و كذا تطوير نظام إنذار مبكر يسمح‬
‫للبنك المركزي باتخاذ إجراءات استباقية للتأكد من أمان و سالمة الجهاز المصرفي‪.‬‬

‫‪ - 1‬تعريف الرقابة المكتبية‪:‬‬

‫و تشمل الرقابة المكتبية مراجعة و تحليل البيانات المالية التي تقدم إلى السلطات الرقابة من قبل البنوك إن‬
‫تحليل هذه البيانات عادة يشمل عمليات الرقابة على أداء البنوك و بالتالي يمكن معرفة المشاكل التي قد‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬جميع الحقوق محفوظة ‪ ، 6142‬الموقع الرسمي البنك األردني‬
‫‪CBG.GOV.JO/PAGES/VIEWPAGE.ASPX ?PAGEID=20‬‬
‫‪12‬‬
‫صالحيات البتك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫تط أر على أعمال البنك و هذا نوع من الرقابة يجعل من عملية الرقابة الميدانية عملية فعالة ‪ ،‬كذلك مقارنة‬
‫أداء البنوك إزاء بعضها البعض تمكن المحلل من معرفة االتجاه التي تتجه إليه هذه البنوك ‪.1‬‬

‫يمارس البنك المركزي هذه الرقابة عن طريق إجراء فحوصات دورية على البيانات التي يطلبها من البنوك‬
‫و درجة الكفاءة التي تمارس بها‬ ‫التي تكون تحت تصرفه من أجل اإلشراف على حقيقة مراكزها المالية‬
‫الوظيفة‪ ،‬ومن بين هذه البيانات نجد عناصر األصول الخسائر ‪ ،‬الميزانية ‪ ،‬حيث تقوم البنوك عادة لموافاة‬
‫المعلومات للبنك المركزي و التي تكون على فترات دورية تبعا لمقتضيات العمل و لمتطلبات البنك المركزي‪.‬‬

‫يتمتع البنك المركزي أثناء أداء دوره الرقابي بحرية تامة في الحصول على البيانات و المعلومات التي يريدها‬
‫حيث ال توجد أية قيود يحتج بها إتجاه البنك المركزي‪ ،‬فله مطلق الحرية في االطالع عليها و تحديد الوقت‬
‫الذي يراه مناسب و ذلك من أجل تحقيق أهدافه الرقابية ‪ ،‬و منه نجد أن البنك المركزي لم يقيد بمبدأ السرية‬
‫المصرفية‪.‬‬

‫‪ - 2‬ممارسة الرقابة المكتبية‪:‬‬

‫يمارس البنك المركزي الرقابة المكتبية عن طريق حصوله على المعلومات و الكشوف في المواعيد المحددة‬
‫و وفقا للنماذج التي يقرها البنك المركزي‪ ،‬كما يمكن له طلب معلومات إضافية في حالة ما إذا رأى ضرورة‬
‫اإليضاح و على البنك المرخص أن يقدمها في المواعيد المحددة ‪ ،‬كما يمكن للبنك المركزي أن يقوم بنشر‬
‫هذه المعلومات لكن بشرط أن ال يكون في هذا النشر الكشف عن أعمال البنك المرخص إال إذا حصل على‬
‫موافقته‪.2‬‬

‫تكون الكشوف و البيانات الدورية التي يزود بها البنك المركزي إما بشكل يومي مثل الكشف اليومي و الذي‬
‫يحتوي رصيد الحساب الجاري للبنك المرخص لدى البنك المركزي و يكون الهدف منه معرفة الرصيد و‬
‫االحتساب االحتياطي النقدي لكل بنك من البنوك المرخصة‪.‬‬

‫يكون بشكل شهري كالبيان الشهري الذي هو عبارة عن ميزانية شهرية لكل بنك مرخص تعكس كافة نشاطه‬
‫حيث يتم تحليلها بهدف مراقبة األداء و احتساب النسب النقدية و المالية المتعددة ‪ ،‬و كشوف التركزات‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد الفاتح محمود بشير المغربي ‪ ،‬الرقابة اإلدارية عميد كلية االقتصاد و العلوم االجتماعية ‪ ،‬جامعة القرآن الكريم و العلوم‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬السودان ‪ ،‬ص ‪. 86‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬اتشير صونيا ‪ ،‬لعجوز منال ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 62‬‬

‫‪11‬‬
‫صالحيات البتك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫االئتمانية و االستثمارات و العقارات المستملكة ‪ ،‬وكذا كشوف السيولة حسب مبدأ االستحقاق ‪ ،‬كما يحتوي‬
‫و هو جانب المدين ‪ ،‬و قسم المطلوبات و هو جانب الدائن ‪.‬‬ ‫هذا البيان على قسم من الموجودات‬

‫إضافة إلى التقرير السنوي‪ ،‬حيث يراجع البنك المركزي التقارير السنوية التي يضعها مراقبو الحسابات لدى‬
‫البنوك و ذلك للتثبيت من تنفيذ ق ارراته و التأكيد من خلو نشاط البنك من أي مخالفة‪ ،‬كما يراقب البنك‬
‫المركزي النسب المالية و النقدية و من أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬نسبة السيولة القانونية و حدها األدنى ‪ % 222‬إلجمالي العمالت و(‪ ) %02‬للدينار‬


‫‪ -‬السيولة حسب االستحقاق‪.‬‬
‫‪ -‬نسبة كفاية رأس ماله و حدها األدنى(‪ )%20‬من الموجودات المرجحة بالمخاطر‪،‬‬
‫و أن ال تتجاوز مجموع ملكية البنك في رأس مال جميع الشركات (‪ )%12‬من رأس مال البنك‬
‫المكتتب به‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم خدمة األخطار المصرفية للبنوك حيث يطلب من البنوك التصريح عن أخطار كافة عمالئها‬
‫و التي تزيد تسهيالتهم عن (‪ )02‬دينار‪ ،‬و هذا من شأنه مساعدة البنوك على اتخاذ القرار المناسب‬
‫عند منح أي تسهيالت لعمالئها في ضوء أخطار هؤالء العمالء‪. 1‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الرقابة الميدانية (التفتيش الدوري)‬

‫‪ -‬يتم من خالل الرقابة الميدانية بالتأكيد من أن البنك يقوم بممارسة أعماله حسب القوانين و التشريعات‬
‫السائدة باإلضافة إلى التأكد من مدى دقة و صحة البيانات التي يتم تزويد السلطات الرقابية بها‪.‬‬

‫‪-1‬تعريف الرقابة الميدانية ‪:‬‬

‫ما تعرف بالرقابة (المكانية ) تمارس الرقابة بعين المكان سواء كانت آنية أو دورية أو حسب قطاع‬
‫معين أو ذات طابع عام طبقا للبرنامج المسطر من اللجنة المصرفية بحيث يكلف بنك الجزائر بتنظيم‬
‫هذه الرقابة لحساب اللجنة المصرفي ‪. 2‬‬

‫و صالحية‬ ‫تشكل الرقابة المكانية األساس الثاني لألشراف البنكي ‪ ،‬يسمح بالتأكد من صحة‬
‫المعطيات و المعلومات المرسلة من البنوك و المؤسسات المالية عن طريق التقارير المحاسبية الحذرة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬اتشير صونيا ‪ ،‬لعجوز منال ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪. 41‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬بلعيد جميلة ‪ ،‬الرقابة على البنوك و المؤسسات المالية ‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ‪ ،‬تخصص قانون ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم‬
‫السياسية ‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو ‪ ،6147‬ص ‪.424‬‬

‫‪14‬‬
‫صالحيات البتك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫‪ ،‬و كذا تقارير سنوية تتعلق بالرقابة الداخلية و مراقبة المخاطر ‪ ،‬و تلك المرتبطة بتدبير مكافحة تبيض‬
‫األموال و تمويل اإلرهاب ‪ ،‬كما تقوم هذه الرقابة بتقدير نوعية الحوكمة و التسيير في المؤسسات التي‬
‫تم تفتيشها ‪ ،‬وهي رقابة مكملة للرقابة حسب الوثائق إذ ال يمكن معرفة هذه الظواهر من خالل الوثائق‪.‬‬

‫تتم الرقابة في عين المكان وفق أشكال مختلفة ‪ ،‬يمكن أن تكون الرقابة شاملة ‪ ،‬تغطي مجموع المخاطر‬
‫للمؤسسة الخاضعة للتفتيش ‪ ،‬و يمكن أن تخص مجاال محدودا و مهام حسب موضوع محدد ‪ ،‬تتم‬
‫بمهام مفاجئة و بعثات بمبادرة من بنك الجزائر ‪،‬حسب الصالحيات المخولة له بموجب اإلصالحات‬
‫الجديدة التي جاء بها األمر رقم ‪ 21-22‬المتعلق بالنقد و القرض‪. 1‬‬

‫‪-2‬أهداف الرقابة الميدانية ‪:‬‬

‫إن أهم أهداف الرقابة على البنوك هو التأكد من مدى سالمته و متانة الوضع المالي للبنك و بالتالي‬
‫لقياس مدى متانة و سالمة الوضع استخدام نظام (‪ ) CAMELS‬الذي يشير إلى األحرف األولى من‬
‫نشاطات البنك و هي (رأس المال‪ ,‬نوعية الموجودات‪ .‬اإلدارة الربحية‪ ،‬السيولة‪ ،‬و من تم حساسية‬
‫الموجودات لمخاطر السوق )(‪.)2‬‬

‫و تهدف الرقابة الميدانية‬

‫‪ -‬أمن و شمولية المعلومات المحاسبية‬

‫‪ -‬احترام القوانين التنظيمية‬

‫‪ -‬تقديم آراء حول نوعية وجودة التسيير‬

‫‪ -‬توفير معلومات مفصلة لصالح األمانة العامة للجنة المصرفية ‪.2‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬الصالحيات التأديبية لبنك الجزائر‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بلعيد جميلة ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 474‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬حورية حمني ‪ ،‬آليات رقابة البنوك التجارية و فعاليتها ‪-‬حالة الجزائر‪ -‬مذكرة لتيل شهادة الماجيستير في العلوم االقتصادية ‪،‬‬
‫ص‪. 444‬‬

‫‪16‬‬
‫صالحيات البتك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫اخضع المشرع الجزائري النشاط المصرفي لرقابة اللجنة المصرفية بصفتها سلطة ضبط لتفرض ما تراه‬
‫مناسبا من تدابير وقائية و عقوبات على الرغم من أن مهمة و سلطة سن العقوبات من اختصاص القضاء‬
‫بموجب المادة ‪ 221‬من األمر ‪ 22-21‬المتعلق بالنقد و القرض ‪.1‬‬

‫حيث أناط المشرع الجزائري باللجنة المصرفية صالحيات إصدار العقوبات المتعلقة بالمخالفات التي ترتكبها‬
‫البنوك أو المؤسسات المالية عند تأسيسها أو أثناء ممارستها لنشاطها و هو ما نصت عليه الفقرتان ‪ 1‬و‬
‫‪ 9‬من المادة ‪.221‬‬

‫‪2‬‬
‫التدابير الوقائية (فرع أول)‬ ‫و تنقسم الجزاءات العقابية التي تصدرها اللجنة المصرفية إلى نوعين و هما‬
‫و التدابير العقابية (فرع ثاني)‬

‫الفرع األول‪ :‬التدابير الوقائية‬

‫تصنف التدابير الوقائية ضمن التدابير التي تهدف إلى ضمان حسن سير البنوك و المؤسسات المالية‪ ،‬و‬
‫حماية المودعين بشكل خاص و النظام المالي بشكل عام‪ ،‬فهي ذات طابع وقائي ال تحمل بين طياتها غاية‬
‫قمعية و هو األمر الذي يميزها عن غيرها من التدابير التأديبية ‪.3‬‬

‫و قد نصت عليها المواد ‪ 222،220‬و ‪ 221‬من األمر ‪ 22-21‬و انطالقا من هذه المواد يمكننا تقسيمها‬
‫إلى ما يلي‪: 4‬‬

‫‪ -1‬التحذير‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 111‬من األمر ‪ 22-21‬على أنه"‪ :‬إذا أخلت إحدى المؤسسات الخاضعة لرقابة اللجنة‬
‫بقواعد حسن سير المهنة‪ ،‬يمكن اللجنة أن توجه لها تحذيرات بعد إتاحة الفرصة لمسيري هذه المؤسسة‬
‫لتقديم تفسيراتهم" ‪. 5‬‬

‫حيث يوجه التحذير من قبل اللجنة المصرفية إلى البنوك و المؤسسات المالية‪ ،‬و ذلك في حالة وجود إخالل‬
‫بقواعد حسن سير المهنة‪ ،‬و يكون ذلك بعد إتاحة الفرصة لمسيرها لتقديم تفسيراتها في الموضوع و هو‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حورية حمني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.444‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬أسماء حقاص ‪ ،‬دور اللجنة المصرفية في الرقابة على النشاط المصرفي ‪ ،‬جامعة عباس لغرور ‪ ،‬خنشلة ‪ ،‬ص ‪. 481‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬كنزة سعودي ‪ ،‬اللجنة المصرفية كهيئة رقابة على الجهاز المصرفي ‪ ،‬مذكرة ماستر ‪ ،‬جامعة أم البواقي ‪ ، 6142-6148 ،‬ص‬
‫‪. 48‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬كنزة سعودي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 48‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬األمر ‪ 44-14‬مرجع سابق‬

‫‪14‬‬
‫صالحيات البتك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫إجراء ذو طابع وقائي و ليس ردعي يهدف إلى حث المؤسسة إلى إصالح وضعها المالي‪ ،‬و كان هذا‬
‫اإلجراء منصوصا عليه في القانون رقم ‪ 22-62‬تحت تسمية اللوم ‪. 1‬‬

‫‪ -0‬الدعوة التخاذ تدابير تصحيحيه‬

‫من بين الجزاءات الوقائية التي منحها المشرع الجزائري صالحية اتخاذها للجنة المصرفية إجراء دعوة هذه‬
‫األخيرة للبنك أو المؤسسة المالية لتبرير وضعيته داخل المنظومة المصرفية الجزائرية‪ ،‬وقد نصت المادة‬
‫‪112‬على هذا اإلجراء والتي جاء فيها "‪:‬يمكن اللجنة أن تدعو أي بنك أو مؤسسة مالية عندما تبرر‬
‫وضعيته ذلك‪ ،‬ليتخذ في أجل معين كل التدابير التي من شأنها أن تعيد أو تدعم توازنه المالي أو تصحح‬
‫أساليب تسييره فزيادة على دعوة اللجنة المصرفية لمسيري البنك أو المؤسسة المالية لتبرير وضعية هذا‬
‫األخير متى الحظت اللجنة وجود خلل في مركزه المالي‪ ،‬خاصة فيما يتعلق باإلقراض واالئتمان فإنها تقوم‬
‫بأمره باتخاذ مجموعة من التدابير التي تراها مناسبة والتي تهدف إلى إعادة التوازن المالي له‪ ،‬أو إلى تدعيم‬
‫هذا التوازن‪ ،‬كما يمكن أن تهدف إلى تصحيح األسلوب الذي تعتمده إدارة البنك أو المؤسسة المالية في‬
‫عملية التسيير‪ ،‬ويتعين على البنك أو المؤسسة المالية االمتثال لهذه األوامر‪ ،‬و إ الا فإن اللجنة يحق لها‬
‫إصدار أحد الجزاءات الردعية التي سيتم التطرق لها الحقا كجزاء على عدم إذعان البنك أو المؤسسة‬
‫المالية لهذه األوامر‪.2‬‬

‫‪ -1‬تعيين قائم باإلدارة مؤقتا‪:‬‬

‫وهو الجزاء الوقائي الذي تتخذه اللجنة المصرفية في حق البنك أو المؤسسة المالية استنادا إلى نص المادة‬
‫‪113‬والتي جاء فيها "‪:‬يمكن اللجنة تعيين قائم باإلدارة مؤقتا تنقل له كل السلطات الالزمة إلدارة أعمال‬
‫المؤسسة المعنية أو فروعها في الجزائر وتسييرها‪ ،‬ويحق له إعالن التوقف عن الدفع‪.‬‬

‫يتم هذا التعيين إما بناء على مبادرة من مسيري المؤسسة المعنية إذا لم يعد باستطاعتهم ممارسة مهامهم‬
‫بشكل عادي‪ ،‬و إ ما بمبادرة من اللجنة إذا رأت أنه لم يعد باإلمكان إدارة المؤسسة المعنية في ظروف‬
‫عادية أو عندما تقرر ذلك إحدى العقوبات المنصوص عليها في الفقرتين ‪ 4‬و ‪ 5‬من المادة ‪ 114‬أدناه‬
‫حيث منح بذلك المشرع الجزائري للجنة المصرفية صالحية تعيين شخص يقوم بإدارة البنك أو المؤسسة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عكوش كاهنة ‪ ،‬تكليش ياسمينة ‪ ،‬دور اللجنة المصرفية في ضبط النشاط المصرفي ‪ ،‬جامعة أكلي امحند اولحاج ‪6147-6142 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪. 18‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬كنزة سعودي ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 48 ،‬‬

‫‪11‬‬
‫صالحيات البتك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫المالية لفترة مؤقتة تحددها اللجنة‪ ،‬سواء كانت بنوكا‪ ،‬أو مؤسسات جزائرية أو أجنبية يوجد مقرها في‬
‫الخارج‪ ،‬ولها فروعا في الجزائر‪ ،‬بحيث تعطى لهذا الشخص كامل الصالحيات قصد إدارة البنك أو المؤسسة‬
‫المالية‪ ،‬كما منحت له أيضا سلطة خطيرة تتمثل في أحقية هذا األخير في إعالن التوقف عن الدفع والذي‬
‫من شأنه المساس بالمركز القانوني للبنك أو المؤسسة المالية‪.‬‬

‫وأضافت ذات المادة بأن هذا التعيين يكون في إحدى ثالث حاالت وهي‪:‬‬

‫أ ‪-‬بمبادرة من مسيري البنك أو المؤسسة المالية المعنية‪:‬‬

‫وذلك في الحالة التي يرى فيها مسيروها أنهم لم يعودوا قادرين على ممارسة مهام التسيير بصفة عادية‪،‬‬
‫مما قد يؤثر على نشاط البنك أو المؤسسة المالية داخل المنظومة المصرفية‪.‬‬

‫ب ‪ -‬بمبادرة من اللجنة المصرفية من تلقاء نفسها‪:‬‬

‫وهي الحالة التي تقوم فيها اللجنة المصرفية تعيين قائم بإدارة البنك أو المؤسسة المالية بدال عن مسيريه‪،‬‬
‫ودون طلب منه متى ارتأت هذه األخيرة أو أحد األجهزة الرقابية األخرى عجزةالمسيرين عن القيام بمهامهم‬
‫بصفة عادية‪ ،‬والذي يستشف من الحالة المالية للبنك مما قد يرتب عن بقائهم في التسيير مخالفة التشريع‬
‫أو التنظيم المعمول به‪ ،‬والذي يعرض البنك لعقوبة جزائية ردعية‪.‬‬

‫ج ‪ -‬حالة تعرض البنك أو المؤسسة المالية إلحدى العقوبتين المنصوص عليهما في الفقرتين ‪ 4:‬و ‪5‬‬
‫من المادة ‪114‬‬

‫وهي الحالة التي تقوم فيها اللجنة المصرفية بالتوقيف المؤقت ألحد أو كل مسيري البنك أو المؤسسة‬
‫المالية‪ ،‬أو بإنهاء مهامهم بصفة نهائية فيستتبع ذلك تعيين اللجنة المصرفية للقائم باإلدارة بصفة مؤقتة‬
‫جوازيا في حالة التوقيف المؤقت و وجوبيا في حالة اإلنهاء النهائي للمهام‪ ,‬و يجدر الذكر بأن اللجنة هي‬
‫من تحدد كيفيات اإلدارة المؤقتة وفقا لنص المادة‪ 116‬من األمر ‪. 1 22-21‬‬

‫‪-1‬األوامر‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬كنزة سعودي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 48‬‬

‫‪11‬‬
‫صالحيات البتك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫يهدف هذا اإلجراء إلى محاولة وقاية المؤسسة القرضية من أي خلل ممكن أن يمس و يؤثر على الصيرورة‬
‫الحسنة لنشاطاتها‪ ,‬و بناءا عليه يجوز للجنة المصرفية أمر أي بنك أو مؤسسة مالية باتخاذ جميع التدابير‬
‫التي من شانها أن تعزز توازنها المالي أو تصحح‬

‫أساليب تسييرها‪ ,‬و ذلك ضمن آجال محددة‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التدابير العقابية‬

‫إذا خالف البنك أحد األحكام القانونية أو التنظيمية المتعلقة بممارسة نشاطه ‪ ،‬أو لم يذعن ألمر صدر عن‬
‫اللجنة المصرفية ‪ ،‬يمكن لهذه األخيرة أن تصدر ضده عدة عقوبات تأديبية تبدأ من التنبيه وقد تصل إلى‬
‫سحب االعتماد ‪ ،‬كما لها أن تأمر كعقوبة بديلة أو تكميلية للعقوبات السابقة بعقوبة مالي‪ 2،‬إلى جانب‬
‫إمكانية اللجنة المصرفية اتخاذ تدابير وقائية‪ ،‬يمكن لها توقيع عقوبات حددتها المادة ‪ 221‬من األمر ‪-21‬‬
‫‪ 22‬في حالة ما إذا ارتكب البنوك أو المؤسسات المالية مخالفات بنكية ترتبط باإلخالل بإحدى األحكام‬
‫القانونية المنظمة للنشاط المصرفي‪ ،‬أو لم تتمثل لألمر أو لم تعمل بمعايير النشاط‪.3‬‬

‫و تختلف نوعية العقوبة المطلقة حسب المخالفة المقترفة‪ ،‬يمكن تقسيمها إلى‪:‬‬

‫‪-2‬الجزاءات المقررة لممثلي المؤسسة المصرفية‬

‫للجنة المصرفية سلطة تطبيق إحدى العقوبتين على ممثلي المؤسسة المصرفية بصفته الطرف المسؤول‬
‫عن وجود المخالفة المثبتة إما أن تأمر بتوقيف و إنهاء مهام المسير ‪،‬أو تنزع له صفة الممثل‪.‬‬

‫أ‪-‬التوقيف المؤقت للمسير آو أكثر مع تعيين قائم باإلدارة مؤقتا استنادا للمادة ‪ 211‬فقرة ‪ 0‬من األمر ‪-21‬‬
‫‪.22‬‬

‫فالرجوع لنص المادة رقم ‪ 20‬من التعليمة رقم ‪ 21-0222‬تبين لنا إجراءات التعيين ‪،‬حيث تقضي المادة‬
‫على انه في حالة ما إذا كان إمام بنك معتمد و تم تغيير احد المسيرين لسبب أو ألخر‪ ,‬فانه البد من إعالم‬
‫المحافظ مع نهاية مهام هذا المسير‪ ،‬و لتعيين مسير جديد البد من التماس الحصول على ترخيص من‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أسماء حقاص ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 26‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمدي سماح ‪ ،‬مقال بعنوان دور اللجنة المصرفية في حماية الجهاز المصرفي ‪ ، 6148‬مجلة الباحث للدراسات االكاديمية ‪ ،‬ص‬
‫‪.7‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عنكوش كاهنة ‪ ،‬تكليش ياسمينة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.24‬‬

‫‪12‬‬
‫صالحيات البتك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫محافظ بنك الجزائر الذي يتأكد من توفر الشروط المطلوبة‪،‬إلى جانب إعالم بنك الجزائر مع كل تغيير يط أر‬
‫على المعلومات المقدمة عن كل تسيير ‪. 1‬‬

‫يجوز للجنة المصرفية وقف مسير أو أكثر عن العمل لمدة تتراوح ما بين ثالثة (‪ )21‬أشهر إلى ثالثة‬
‫(‪ )21‬سنوات و في حالة العود يمكن تجديد العقوبة أو تقرير الطرد النهائي للمسير من مجمل القطاع‬
‫المصرفي ‪.2‬‬

‫ب‪-‬نزع صفة ممثل البنك‪ :‬بالرجوع إلى نص المادة ‪ 21‬من النظام ‪ 21-60‬نجدها تنص على انه يجب‬
‫على مسيري البنوك أن يتصفوا بالطريقة السلمية ‪ ،‬و أن ال يرتكبوا األخطاء المهنية التي قد تتسبب في‬
‫خسائر للمؤسسة و زبائنها‪.‬‬

‫و تنص المادة ‪ 62‬من األمر ‪ 22-21‬التي تفضي انه يجب على ممثل البنك أن يستجيب لمتطلبات النزاهة‬
‫و األخالق‪.‬‬

‫نجد أن هذه الشروط قد صدرت عامة ‪،‬ففي حالة ما إذا ارتكب ممثل بنك أو مؤسسة مالية خطا جسيم أثناء‬
‫تأديته لوظيفته و الحق الضرر بالمؤسسة أو لم يراعي أخالق المهنة و النزاهة يمكن للجنة أن تنزع له صفة‬
‫الممثل‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجزاءات المقررة للمؤسسة المصرفية كشخص معنوي‬

‫تتمثل هذه العقوبات حسب نص المادة ‪ 221‬من األمر ‪ 22-21‬في‪:‬‬

‫‪-1‬اإلنذار و التوبيخ‪:‬‬

‫يعتبر اإلنذا ر أو التوبيخ من اإلجراءات التي تتخذها اللجنة المصرفية عموما جراء مخالفة البنوك إلحكام‬
‫سير المهنة‪ ،3‬و يمكن أن تقضي اللجنة المصرفية بنشر هذا التدبير‪ ،‬و هو ما يترتب عليه اإلضرار بسمعة‬
‫و مصلحة البنوك و المؤسسات المعنية بهذا اإلجراء‪ ،‬لذلك تفضل اللجنة في الغالب عدم اللجوء إلى النشر‬
‫في إطار مهمتها الرقابية الوقائية الهادفة إلى إعادة التوازن للمؤسسات‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عنكوش كاهنة ‪ ،‬تكليش ياسمينة ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 24 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمدي سماح ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 7‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عنكوش كاهنة ‪ ،‬تكليش ياسمينة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 26‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬محمدي سماح ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 8‬‬

‫‪17‬‬
‫صالحيات البتك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫استعمل المشرع الجزائري في قانون رقم ‪ 22-62‬مصطلح التنبيه ‪،‬و استبدله في األمر ‪ 22-21‬باإلنذار‬
‫في نص المادة ‪،221‬و اإلنذار يعتبر بمثابة تحذير عن اإلخالل لواجبات الوظيفة المقررة قانونا حيث أن‬
‫عدم احترام هذا التحذير يمكن ان يؤدي باللجنة المصرفية إلى تقرر عقوبات اشد ‪،‬إذ أن ذكر هذه العقوبة‬
‫في أول قائمة الجزاءات التأديبية يشير إلى أنها أخفها‪ ،‬حيث يتم توقيع اإلنذار عادة بمناسبة الخطأ‬
‫اليسير‪.‬أما التوبيخ في العقوبة التقويمية الثانية التي نصت عليها المادة ‪ 221‬من األمر ‪ 22-21‬يعد عقوبة‬
‫اإلنذار ‪ ،‬حيث توقع على المخالفات و اإلخالالت التي تكون اشد من تلك التي تستوجب توقيع اإلنذار‬
‫و تلك التي تستوجب التوبيخ بالتالي االختيار بينما السلطة التقديرية للجنة المصرفية ‪.1‬‬

‫‪- 0‬المنع من ممارسة بعض العمليات و غيرها من أنواع الحد من ممارسة النشاط و من أمثلة هذه‬
‫الممارسات قرار اللجنة المصرفية ضد بنك "يونين بنك" و القاضي بمنع هذه المؤسسة من تحويل رؤوس‬
‫األموال إلى الخارج و وقف عمليات التجارة الخارجية ‪ ،‬األمر الذي ساهم كثي ار في انهيار هذا البنك ‪.2‬‬

‫‪- 3‬سحب االعتماد‬

‫حيث تعد هذه العقوبات اخطر العقوبات ‪ ،‬حيث ترتب على المؤسسة المصرفية التي سحب االعتماد منها‬
‫إلى استحالة استمرارها في ممارسة األعمال المصرفية‪ ،‬كون أن لهذه العقوبة اثرين و هما‪:‬‬

‫‪-‬توقيف البنك أو المؤسسة المالية عن ممارسة النشاط المصرفي‪ ,‬الن رخصة االعتماد هي التي اكسبها‬
‫الحق في الممارسة الفعلية لألعمال المصرفية على وجه االحتراف‪.‬‬

‫مع اإلشارة إلى أن سحب االعتماد ال يؤدي إلى سحب صفة البنك على المؤسسة‪ ،‬مما يجعل البنك معرضا‬
‫في هذه المرحلة للمساءلة في حالة ما إذا ارتكب مخالفات أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬تصفية البنك من اآلثار المترتبة أيضا على سحب االعتماد و هو وضع البنك أو المؤسسة المالية قيد‬
‫‪3‬‬
‫التصفية‬

‫‪ -4‬تعيين مصفي للبنك أو المؤسسة المالية قيد التصفية‪:‬‬

‫تقرر المادة ‪ 221‬من األمر ‪ 21-22‬المعدل و المتمم لألمر ‪ 22-21‬المتعلق بقانون النقد و القرض انه‬
‫يصبح قيد التصفية كل بنك أو كل مؤسسة مالية خاضعة للقانون الجزائري تقرر سحب االعتماد منها و‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عنكوش كاهنة ‪ ،‬تكليش ياسمينة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 26‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمدي سماح ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 8‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عنكوش كاهنة ‪ ،‬تكليش ياسمينة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 26‬‬

‫‪18‬‬
‫صالحيات البتك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫كذلك بالنسبة لفروع البنوك و المؤسسات المصرفية األجنبية العاملة في الجزائر‪ ،‬و تقوم اللجنة بتعيين‬
‫مصفي تنقل إليه كل سلطات اإلدارة و التسيير و التمثيل‪.‬‬

‫و يتعين على البنك آو المؤسسة المصرفية خالل فترة تصفيتها أال تقوم أال بالعمليات الضرورية لتطهير‬
‫الوضعية ‪ ،‬و أن يذكر بأنها قيد التصفية ‪ ،‬و أن تبقى خاضعة لمراقبة اللجنة‪.‬‬

‫و تتمثل مهمة المصفي في تحديد حقوق المودعين بهدف تعويضهم عن طريق شركة ضمان الودائع‬
‫المصرفية ‪ ،‬و يشترط حياده لتحقيق التسيير العادل لعمليات التصفية ‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمدي سماح ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 2‬‬

‫‪12‬‬
‫الخاتمة‬

‫الخـــــــاتمة‬

‫و في نهاية هذا البحث نستخلص أن وجود مؤسسة البنك المركزي له من األهمية ما يجعله‬
‫يتبوء قمة النظام المصرفي‪ ,‬حيث تطرقنا إلى التعريف بالبنك المركزي من حيث التعريف‬
‫اللغوي و القانوني و الفقهي‪ ,‬كما أبرزنا أساسه القانوني من حيث الدستور و القوانين المختلفة‪,‬‬
‫و ذكرنا بأهميته و أهدافه التي انشأ من اجلها‪ ,‬و هذا بالمرور بخصائصه و طبيعته القانونية‪.‬‬

‫علما أن البنك المركزي يرأسه محافظ و ينوب عنه ‪ 4‬ثالث نواب يعينون بمرسوم رئاسي‬
‫و يحدد القانون صالحيتهم ‪ ,‬و يتكون أيضا من مجلسين هما مجلس اإلدارة‪ ,‬به (‪ )17‬سبعة‬
‫أعضاء و مجلس النقد و القرض و يتكون من (‪ )12‬تسعة أعضاء يعينون بمرسوم رئاسي و‬
‫يحدد القانون صالحيتهم‪.‬‬

‫إضافة إلى هيئات رقابية مساعدة تشمل اللجنة المصرفية و مركزية المخاطر و مركزية‬
‫عوارض الدفع‪.‬‬

‫ارتبط حق اإلصدار في جميع الدول بالبنوك المركزية‪ ,‬إضافة إلى كون البنك المركزي يعتبر‬
‫بنك البنوك و مستشار الحكومة و وكيلها‪.‬‬

‫كما أن له دورا رقابيا و إشرافيا مهما على السياسة النقدية و االقراضية‪ ,‬سواء كانت هذه‬
‫الرقابة قبلية أو بعدية من خالل األساليب المتبعة ضمن آليات الرقابة و الردع‪ ,‬وهذا ال يكون‬
‫إال من خالل الضمانات التي تمنحها له السلطة العامة‪.‬‬

‫و من النتائج المتوصل إليها من خالل هذا البحث‪:‬‬

‫‪ -‬توصلنا إلى أن البنك المركزي هو البنك المحوري على جميع البنوك التجارية و المؤسسات‬
‫المالية‪.‬‬

‫و‬ ‫‪ -‬و أن البنك المركزي الجزائري شهد عدة تغيرات سواء على نظامه القانوني أو هياكله‬
‫هذا منذ االستقالل إلى غاية آخر تعديل قانوني‪.‬‬

‫‪ -‬إن المشرع استحدث هيئات داخلية جعلت البنك أكثر فعالية في البيئة المصرفية و نقصد بها‬
‫مجلس النقد و القرض و اللجنة المصرفية‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -‬رغم كل ما شهده البنك المركزي يعتبر في شقه تاجرا مع الغير إال انه في الشق اآلخر‬
‫خاضع للمحاسبة العمومية و تملك الدولة كل رأس ماله‪.‬‬

‫‪ -‬يعتبر البنك المركزي سلطة هامة و ركنا من أركان الدولة إال أن الدستور لم يأتي على ذكره‬
‫إال من خالل تعيين المحافظ من قبل رئيس الجمهورية‪.‬‬

‫‪ -‬للبنك المركزي الشخصية القانونية التي تمنحه حق التقاضي‪.‬‬

‫و من نقترح ما يلي‪:‬‬

‫ضرورة منح البنك المركزي االستقاللية الالزمة التي تمكنه من ممارسة دوره سواء على‬
‫مستوى إدارة السياسة النقدية أو الرقابة أو اإلشراف‪.‬‬

‫تفعيل صالحية إصدار القرارات على مستوى السياسة النقدية بما يتناسب و الظروف‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫خـــــــاتمة‬
‫صالحيات البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الخـــــــاتمة‬

‫و في نهاية هذا البحث نستخلص أن وجود مؤسسة البنك المركزي له من األهمية ما يجعله‬
‫يتبوء قمة النظام المصرفي‪ ,‬حيث تطرقنا إلى التعريف بالبنك المركزي من حيث التعريف‬
‫اللغوي و القانوني و الفقهي‪ ,‬كما أبرزنا أساسه القانوني من حيث الدستور و القوانين المختلفة‪,‬‬
‫و طبيعته‬ ‫و ذكرنا بأهميته و أهدافه التي انشأ من اجلها‪ ,‬و هذا بالمرور بخصائصه‬
‫القانونية‪.‬‬

‫علما أن البنك المركزي يرأسه محافظ و ينوب عنه ‪ 4‬ثالث نواب يعينون بمرسوم رئاسي‬
‫و يحدد القانون صالحيتهم ‪ ,‬و يتكون أيضا من مجلسين هما مجلس اإلدارة‪ ,‬به (‪ )17‬سبعة‬
‫أعضاء و مجلس النقد و القرض و يتكون من (‪ )12‬تسعة أعضاء يعينون بمرسوم رئاسي و‬
‫يحدد القانون صالحيتهم‪.‬‬

‫إضافة إلى هيئات رقابية مساعدة تشمل اللجنة المصرفية و مركزية المخاطر و مركزية‬
‫عوارض الدفع‪.‬‬

‫ارتبط حق اإلصدار في جميع الدول بالبنوك المركزية‪ ,‬إضافة إلى كون البنك المركزي يعتبر‬
‫بنك البنوك و مستشار الحكومة و وكيلها‪.‬‬

‫كما أن له دورا رقابيا و إشرافيا مهما على السياسة النقدية و االقراضية‪ ,‬سواء كانت هذه‬
‫الرقابة قبلية أو بعدية من خالل األساليب المتبعة ضمن آليات الرقابة و الردع‪ ,‬وهذا ال يكون‬
‫إال من خالل الضمانات التي تمنحها له السلطة العامة‪.‬‬

‫و من النتائج المتوصل إليها من خالل هذا البحث‪:‬‬

‫‪ -‬توصلنا إلى أن البنك المركزي هو البنك المحوري على جميع البنوك التجارية و المؤسسات‬
‫المالية‪.‬‬

‫و‬ ‫‪ -‬و أن البنك المركزي الجزائري شهد عدة تغيرات سواء على نظامه القانوني أو هياكله‬
‫هذا منذ االستقالل إلى غاية آخر تعديل قانوني‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫صالحيات البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬إن المشرع استحدث هيئات داخلية جعلت البنك أكثر فعالية في البيئة المصرفية و نقصد بها‬
‫مجلس النقد و القرض و اللجنة المصرفية‪.‬‬

‫‪ -‬رغم كل ما شهده البنك المركزي يعتبر في شقه تاجرا مع الغير إال انه في الشق اآلخر‬
‫خاضع للمحاسبة العمومية و تملك الدولة كل رأس ماله‪.‬‬

‫‪-‬يعتبر البنك المركزي سلطة هامة و ركنا من أركان الدولة إال أن الدستور لم يأتي على ذكره‬
‫إال من خالل تعيين المحافظ من قبل رئيس الجمهورية‪.‬‬

‫‪ -‬للبنك المركزي الشخصية القانونية التي تمنحه حق التقاضي‪.‬‬

‫و من نقترح ما يلي‪:‬‬

‫ضرورة منح البنك المركزي االستقاللية الالزمة التي تمكنه من ممارسة دوره سواء على‬
‫مستوى إدارة السياسة النقدية أو الرقابة أو اإلشراف‪.‬‬

‫تفعيل صالحية إصدار القرارات على مستوى السياسة النقدية بما يتناسب و الظروف‬
‫االقتصادية‬

‫‪20‬‬
‫ملخص‬

‫ بما لديه من‬,‫إن البنك المركزي صمام األمان في النظام المصرفي عموما و الجزائري خصوصا‬
‫صالحيات و خصوصيات و وظائف جعلت منه سلطة الضبط على البنوك و المؤسسات المالية و مساعدا‬
.‫للحكومة في إصدار قراراتها االقتصادية بإشرافه على االئتمان المصرفي و السياسة النقدية‬

.‫و جعله الحارس األول على نشاطات البنوك التجارية و موجها لها في اإلدارة االئتمانية و تطبيق القوانين‬

.‫ السياسة النقدية‬،‫ المصرفي‬،‫ االئتمان‬،‫ المالية‬،‫ المؤسسات‬،‫ البنوك‬،‫ النظام المصرفي‬:‫الكلمات المفتاحية‬

RESUME

La banque centrale est une soupape de sécurité dans le système bancaire en


général et en Algérie en particulier, avec ses pouvoirs , caractéristiques et
fonctions qui en fait l'autorité de contrôle des banque et institutions

Financières et un assistant du gouvernement dans l'émission de ses décisions


économique en supervisant crédit bancaire et politique monétaire.

Et fait de lui , le premier gardien des activités des banque commerciales et dirigé
vers elles dans la gestion et l'application du crédit .

Mots Clés: système bancaire , banque, institutions, financières , crédit, bancaire ,


politique monétaire .

Abstract

The Central Bank; generally, and particularly in Algeria, embodies the safety
valve in banking system. This is due to its authority, specificities, and functions
that made the Central Bank a regulator over banks and financial institutions;
besides, it assists the government to make economic decisions by its supervision
on Bank Credit and Monetary Policy.

It has become the first guardian on Banks' commercial activities, and their guide
to credit management and laws application.

Keywords: Banking System, Banks, Financial, Institutions, Bank, Credit,


Monetary Policy.
‫قائمة المصادر و المراجع‬
‫أوال ‪ :‬النصوص القانونية‬
‫‪ -‬باللغة العربية‬
‫أ – القوانين‬
‫‪ -‬قانون النقد والقرض رقم ‪ ، 44-14 :‬المؤرخ في ‪ 62‬غشت ‪ ، 6114‬يتعلق بالنقد و القرض‪ (,‬ملغي للقانون رقم ‪:‬‬
‫‪ ، )41-21‬ج ر ج ج العدد ‪ ، 16‬الصادرة بتاريخ ‪66‬غشت سنة ‪6114‬‬

‫‪ -‬قانون رقم ‪ ، 46-82 :‬المؤرخ في ‪ 42‬غشت سنة ‪ ،4282‬المتعلق بنظام البنوك و القروض ‪ ،‬ج ر ج ج ‪،‬العدد ‪ 41‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪61‬غشت ‪ ،4282‬ص ‪. 4162‬‬

‫‪ -‬قانون رقم ‪ 60-88 :‬المؤرخ في ‪ 21‬يناير سنة ‪ ، 2888‬يعدل و يتمم القانون رقم ‪ ، 21-80‬المؤرخ في ‪ 28‬غشت ‪2880‬‬
‫‪ ،‬المتعلق بنظام البنوك و القروض ‪ ،‬ج ر ج ج ‪ ،‬العدد ‪ ، 1‬الصادرة بتاريخ ‪ 21‬يناير ‪ ، 2888‬ص ‪. 55‬‬

‫‪ -‬قانون رقم ‪ 44-21 :‬المؤرخ في ‪ 41‬أفريل ‪ ، 4221‬المتعلق ب النقد و القرض ‪ ،‬ج ر ج ج ‪ ،‬العدد ‪ ، 42‬الصادرة بتاريخ ‪41‬‬
‫أفريل ‪ ، 4221‬ص ‪. 166‬‬

‫(‪ )6‬القانون رقم ‪ ، 41-47‬المؤرخ في ‪ 44‬أكتوبر ‪ ، 6147‬المتعلق بالنقد و القرض ‪ ،‬ج ر ج ج ‪ ،‬العدد ‪ 17‬بتاريخ أكتوبر ‪6147‬‬

‫ب – األوامر‬
‫‪ -‬األمر ‪، 11-41‬المؤرخ في ‪ 62‬أوت ‪ ، 6141‬المتعلق بالنقد والقرض ‪ :‬ج ر ج ج ‪ :‬العدد ‪ 11‬بتاريخ أول سبتمبر ‪2010‬‬

‫‪ -‬باللغة الفرنسية‬

‫‪1 –loi n062-144 décembre 1962 portant création et fixant les statuts de la banque central‬‬
‫‪d'Algérie JO du 28décember 1962 .‬‬

‫‪(Le conseil est investi des pouvoirs en tant qu' autorité monétaire , dans les domaines‬‬
‫)…‪concernant..‬‬

‫‪JO n0 52 du 27 aout 2003.‬‬

‫‪"La Banque d'Algérie est administrée par un conseil d' administration , qui est investi des pouvoirs ci‬‬
‫)‪après..‬‬
‫ثانيا ‪ /‬الكتـــــــــب‬
‫‪ -4‬أحمد عبد العزيز األلفي‪ ،‬االئتمان و التحليل االئتماني ‪.‬‬

‫‪-6‬أحمد شعبان محمد علي ‪ ،‬موسوعة البنوك و االئتمان السياسة االئتمانية للبنوك ‪ ،‬دار التعليم الجامعي‬
‫‪.6142 ،‬‬

‫‪-4‬افتخار محمد مناحي ‪ ،‬أهمية السياسة النقدية في االستقرار االقتصادي في العراق‪.‬كلية اإلدارة و‬
‫االقتصاد ‪.‬الجامعة العراقية ‪. 6141-6114.‬‬

‫‪-1‬أيمن بن عبد الرحمان ‪ ،‬تطور النظام المصرفي الجزائري ‪ ،‬دار بلقيس للنشر‪ ،‬الدار البيضاء –‬
‫الجزائر‬

‫‪-1‬خالد أمين عبد الله ‪.‬التدقيق و الرقابة في البنوك ‪.‬دار وائل للطباعة و النشر و التوزيع ‪.‬األردن‬
‫‪4228.‬‬

‫‪ -2‬لطرش الطاهر ‪ ،‬تقنيات البنوك ‪ ،‬الطبعة السابعة ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪. 6141 ،‬‬

‫‪ -7‬علي سيد إسماعيل‪ ،‬مصادر توفير السيولة في البنوك اإلسالمية ‪.‬‬

‫‪ -8‬محفوظ لعشب ‪ ،‬الوجيز في القانون المصرفي الجزائري ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪6111 ،‬‬

‫‪ – 2‬زكرياء الدوري ‪ ،‬يسرا السامرائي ‪،‬البنوك المركزية و السياسات النقدية ‪.‬‬

‫‪ - 41‬محمد الفاتح محمود بشير المغربي ‪ ،‬الرقابة اإلدارية ‪ ،‬األكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي‪،‬السودان‬
‫‪.‬‬

‫‪ -44‬محمدي فريدة (زواوي) ‪ ،‬مدخل العلوم القانونية ‪ ،‬نظرية الحق ‪CEDOC ،‬‬

‫‪ - 46‬يوسف كمال محمد ‪ ،‬المصرفية اإلسالمية ‪ ،‬دار النشر للجامعات ‪.‬‬

‫‪ -44‬يوسف كمال محمد ‪ ،‬المصرفية اإلسالمية السياسة النقدية ‪ ،‬الطبعة الثانية للكتاب ‪،‬دار الوفاء‬
‫للطباعة و النشر و التوزيع سنة ‪ –4222‬المنصورة‪.‬‬

‫ثالثا ‪ /‬ملتقــــــيات‬
‫‪ - 4‬في إطار الملتقى الدولي حول إصالح النظام المصرفي ‪ .‬قياس استقاللية البنك المركزي في ظل‬
‫اإلصالحات المصرفية الحديثة أستاذ عزوز علي جامعة ورقلة ‪ 46-44.‬مارس ‪. 6118‬‬

‫رابعا ‪ /‬المقـــــــــــاالت و الدراسات‬


‫‪ - 4‬بن بوعزيز أسية ‪ ،‬ريمان حسينة ‪ ،‬رقابة البنك المركزي على البنوك التجارية ‪ ،‬مجلة الباحث‬
‫للدراسات األكاديمية ‪ ،‬المجلة ‪ ، 11‬العدد ‪. 6148، 14‬‬

‫‪ -6‬محمدي سماح مقال بعنوان دور اللجنة المصرفية في حماية الجهاز المصرفي ‪ 6148‬مجلة الباحث‬
‫للدراسات األكاديمية ‪.،‬‬

‫‪ - 4‬سمير يحياوي ‪ ،‬ليلى معمري‪ ،‬اثر استقاللية البنك المركزي على السياسة النقدية في محاربة‬
‫التضخم ‪،‬حالة الجزائر ‪ ،‬مجلة التنمية و االستشراف للبحوث و الدراسات ‪ ،‬المجلة‪ ، 6‬العدد ‪ 6‬جوان‬
‫‪.6147‬‬

‫‪ -1‬فتيحة بنابي ‪ ،‬عالقة استقاللية البنك المركزي بفعالية السياسة النقدية ‪ ،‬مجلة معارف مجلة علمية و‬
‫محكمة دولية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد الله البحري ‪.‬علي صاري ‪.‬مسؤولية بنك الجزائر في تعزيز و إرساء الشمول المالي في‬
‫االقتصاد الوطني ‪.‬مجلة التحليل و االستشراف االقتصادي‪.‬المجلد الثاني ‪ ،‬العدد األول ‪. 6164‬‬

‫‪ -2‬أسماء حقاص ‪ ،‬خديجة عمراوي ‪ ،‬جامعة عباس لغرور خنشلة دور اللجنة المصرفية في الرقابة‬
‫على النشاط المصرفي ‪ ،‬مجلة البحوث القانونية و االقتصادية ‪ ،‬مجلد ‪ ، 11‬العدد ‪. 6166 ، 14‬‬

‫‪ - 7‬بان صالح الصالحي‪ ،‬دور البنك المركزي في مالية الدولة ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ .‬مقالة ‪.‬‬

‫خامسا ‪ /‬الرسائل و مذكرات الجامعية‬


‫أ ‪ -‬رسائل دكتوراه‬
‫‪ - 4‬سليمان ناصر ‪ ،‬عالقة البنوك اإلسالمية بالبنوك المركزية ‪ ،‬بحث مقدم لنيل درجة الدكتوراه في‬
‫العلوم ‪ ،‬فرع علوم التسيير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و التسيير ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 6111-6111‬‬

‫‪ -6‬محمد ضويفي ‪ ،‬مركز القانوني للبنك الجزائري ‪،‬أطروحة دكتوراه ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪4‬‬
‫‪. 6141-6141 ،‬‬

‫‪ -4‬محمد العوض العبيد علي ‪.‬دور البنوك المركزية في المحافظة على االستقرار المالي و السالمة‬
‫المالية –حالة بنك السودان المركزي – مقدمة لنيل درجة دكتوراه في الدراسات المصرفية ‪.‬جامعة‬
‫للعلوم و التكنولوجيا ‪.‬كلية الدراسات العليا ‪. 4148 -6147.‬‬

‫‪ - 1‬دار السبع مختارية ‪ ،‬مذكرة دكتوراه ‪ ،‬إدارة االئتمان في النظام المصرفي الجزائري ‪ ،‬جامعة‬
‫الجياللي سيدي بلعباس ‪ ،‬كلية الحقوق ‪. 6148-6147 ،‬‬

‫‪ - 1‬بلعيد جميلة ‪ ،‬الرقابة على البنوك المؤسسات المالية ‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ‪ ،‬تخصص‬
‫قانون ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو ‪. 6147 ،‬‬
‫ب ‪ -‬مذكرات الماجيستير‬
‫‪ -4‬شودار حمزة ‪ ،‬عالقة البنوك المشاركة بالبنوك المركزية في ظل نظم الرقابة النقدية التقليدية – دراسة‬
‫تطبيقية حول عالقة بنك الجزائر ببنك البركة الجزائري – مذكرة مقدمة ضمن متطلبات الحصول على‬
‫شهادة الماجيستير في العلوم االقتصادية ‪ .‬فرع اقتصاديات المالية ‪ .‬بنوك ونقود ‪ .‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫و علوم التسيير ‪ .‬قسم العلوم االقتصادية ‪ .‬جامعة فرحات عباس – سطيف ‪.6117-6112.‬‬

‫‪ -6‬حورية حمني ‪.‬آليات رقابة البنك المركزي على البنوك التجارية و فعاليتها –حالة الجزائر‪-‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة الماجيستير في العلوم االقتصادية‪.‬‬

‫‪ – 4‬صادفي ولد محمد عبد الرحمان ‪ ،‬البنك المركزي و مراقبة االئتمان – دراسة حالة موريتانيا –‬
‫الفترة ‪، 6116 – 4226‬مذكرة ماجيستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية جامعة بسكرة ‪ 6112-6111 ،‬االئتمان‬
‫و السياسة االئتمانية ‪ ،‬جامعة بسكرة ‪.‬‬

‫‪ -1‬عنكوش كاهنة و تكليش ياسمينة ‪ ،‬دور اللجنة المصرفية في ضبط النشاط المصرفي ‪ ،‬مذكرة ماستر‬
‫‪،‬جامعة أكلي امحند اولحاج ‪.، 6147-6142‬‬

‫ج ‪ -‬مذكرات الماستر‬
‫‪ – 4‬كوثر ناصري ‪ ،‬المركز القانوني للبنك المركزي الجزائري ‪ ،‬مذكرة تكميلية لنيل شهادة الماستر في‬
‫الحقوق ‪،‬كلية الحقوق فرع قانون أعمال ‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي ‪ ،‬أم البواقي ‪. 6142-6148،‬‬

‫‪ - 6‬بوبزاري هاجر ‪ ،‬قنون حكيمة ‪ ،‬المركز القانوني لبنك الجزائر ‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر‬
‫في القانون الخاص فرع قانون خاص لألعمال‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن يحي جيجل ‪. 6148-6147 ،‬‬

‫‪ -4‬كنزة سعودي اللجنة المصرفية كهيئة رقابة على الجهاز المصرفي مذكرة ماستر جامعة أم البواقي‬
‫‪.6142-6148‬‬

‫‪ - 1‬اتيشر صونيا ‪.‬لعجوز منال ‪.‬أجهزة الرقابة الخارجية على البنوك التجارية مذكرة نيل شهادة ماستر‬
‫في الحقوق ‪ .‬القانون الخاص‪.‬جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية ‪. 6147.‬‬

‫‪ – 5‬ابراهيم حراش ‪ ،‬دور البنك المركزي في تطبيق الحوكمة المصرفية ‪ ،‬حالة بنك الجزائر ‪ ،‬المدرسة‬
‫العليا لإلحصاء و االقتصاد التطبيقي ‪،‬‬

‫سادسا ‪ /‬المحـــــــــــــاضرات‬
‫‪ – 4‬حديوش سعدية ‪ ،‬محاضرات في مقياس قانون النقد و القرض ‪ ،‬سنة ثالثة ‪ ،‬تخصص اقتصاد نقدي و‬
‫بنكي ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ‪ ،‬جامعة البويرة ‪.‬‬
‫‪ -6‬محاضرات محاسبة البنوك ‪ ،‬اإلدارة العامة التصميم و تطوير المناهج ‪ ،‬السعودية ‪ 4162 ،‬هـ ‪.‬‬

‫سابعا ‪ /‬المواقع االلكترونية‬


‫الموقع الرسمي البنك االردني ‪ ،1611‬جميع الحقوق محفوظة‬
‫‪Cbj.gov.jo/pages/viewpage.aspx?pageID=20.‬‬
‫الصفحة‬ ‫الـ ـ ـ ـ ـ ـفـ ـ ـ ـهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرس‬
‫التشكرات‬
‫اإله ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـداء‬
‫قـائمة المختصرات‬
‫مقــــــــــدمة‬
‫الفصل األول‬
‫ماهية ونشأة البنك المركزي الجزائري‬
‫‪4‬‬
‫‪4‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬ماهية البنك المركزي الجزائري‬
‫‪2‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬المفهوم و األساس القانوني للبنك‬
‫‪2‬‬ ‫تعريف البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفرع األول ‪:‬‬
‫‪2‬‬ ‫التعريف اللغوي‬ ‫أوال ‪:‬‬
‫‪3‬‬ ‫التعريف الفقهي‬ ‫ثانيا ‪:‬‬
‫‪4‬‬ ‫التعريف التشريعي‬ ‫ثالثا ‪:‬‬
‫‪6‬‬ ‫األساس القانوني للبنك المركزي الجزائري‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫‪7‬‬ ‫األساس الدستوري‬ ‫أوال ‪:‬‬
‫‪8‬‬ ‫األساس التشريعي‬ ‫ثانيا ‪:‬‬
‫‪8‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬الخصائص و الطبيعة القانونية للبنك المركزي الجزائري‬
‫‪8‬‬ ‫خصائص البنك المركزي‬ ‫الفرع األول ‪:‬‬
‫‪9‬‬ ‫وحدة البنك المركزي‬ ‫أوال ‪:‬‬
‫‪9‬‬ ‫ملكية البنك المركزي للدولة‬ ‫ثانيا ‪:‬‬
‫‪9‬‬ ‫تخويل البنك المركزي اإلشراف على السياسة النقدية‬ ‫ثالثا ‪:‬‬
‫‪10‬‬ ‫استقاللية البنك المركزي‬ ‫رابعا ‪:‬‬
‫‪11‬‬ ‫الطبيعة القانونية للبنك المركزي‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫‪11‬‬ ‫الشخصية االعتبارية العمومية لبنك الجزائر‬ ‫أوال ‪:‬‬
‫‪11‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬الطبيعة المختلطة للبنك‬
‫‪12‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬استقاللية البنك المركزي الجزائري‬
‫‪12‬‬ ‫مفهوم االستقاللية‬ ‫الفرع األول ‪:‬‬
‫‪12‬‬ ‫أنواع االستقاللية‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫‪13‬‬ ‫أوال ‪ :‬االستقاللية السياسية و االستقاللية االقتصادية‬
‫‪13‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬االستقاللية التشريعية و االستقاللية الفعلية‬
‫‪13‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬استقاللية األهداف و استقاللية األدوات‬
‫‪13‬‬ ‫رابعا ‪ :‬االستقاللية العضوية و االستقاللية الوظيفية‬
‫‪13‬‬ ‫تطور استقاللية البنك المركزي الجزائري‬ ‫الفرع الثالث ‪:‬‬

‫‪28‬‬
‫‪14‬‬ ‫المطلب الرابع ‪ :‬األهمية و األهداف للبنك المركزي‬
‫‪14‬‬ ‫أهداف البنك المركزي‬ ‫الفرع األول ‪:‬‬
‫‪16‬‬ ‫أهمية البنك المركزي‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫‪16‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬الهيكل التنظيمي لبنك المركزي الجزائري‬
‫‪16‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬المحافظ و النواب‬
‫‪16‬‬ ‫تعيين المحافظ و نوابه‬ ‫الفرع األول ‪:‬‬
‫‪17‬‬ ‫صالحيات المحافظ‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫‪18‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬مجلس إدارة البنك المركزي‬
‫‪18‬‬ ‫تشكيلة مجلس إدارة البنك المركزي‬ ‫الفرع األول ‪:‬‬
‫‪18‬‬ ‫صالحيات مجلس إدارة البنك المركزي‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫‪19‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬مجلس النقد و القرض‬
‫‪19‬‬ ‫تشكيلة مجلس النقد و القرض‬ ‫الفرع األول ‪:‬‬
‫‪19‬‬ ‫أوال ‪ :‬تشكيلة مجلس النقد و القرض حسب القانون ‪41-21‬‬
‫‪19‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬تشكيلة مجلس النقد و القرض حسب األمر رقم ‪14-14‬‬
‫‪20‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬تشكيلة مجلس النقد و القرض حسب األمر رقم ‪44-14‬‬
‫‪21‬‬ ‫تعيين األعضاء مجلس النقد و القرض‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫‪21‬‬ ‫أوال ‪ :‬تعيين األعضاء حسب القانون ‪41-21‬‬
‫‪21‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬تعيين األعضاء حسب األمر ‪44 -14‬‬
‫‪22‬‬ ‫صالحيات المجلس النقد والقرض‬ ‫الفرع الثالث ‪:‬‬
‫‪24‬‬ ‫المطلب الرابع ‪ :‬هيئات المراقبة في النظام البنكي الجزائري‬
‫‪24‬‬ ‫اللجنة المصرفية‬ ‫الفرع األول ‪:‬‬
‫‪24‬‬ ‫أوال ‪ :‬تشكيل اللجنة المصرفية‬
‫‪25‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬صالحياتها‬
‫‪26‬‬ ‫مركزية المخاطر‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫‪27‬‬ ‫مركزية عوارض الدفع‬ ‫الفرع الثالث ‪:‬‬
‫‪27‬‬ ‫جهاز مكافحة إصدار الشيكات بدون مؤونة‬ ‫الفرع الرابع ‪:‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫صالحيات البنك المركزي الجزائري‬
‫‪30‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬وظائف البنك المركزي الجزائري‬
‫‪30‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬البنك المركزي بنك اإلصدار‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬إصدار األوراق النقدية‬
‫‪32‬‬ ‫أنواع اإلصدار‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫‪32‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬بنك الدولة و مستشارها‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع االول ‪ :‬البنك المركزي بنك الحكومة‬

‫‪22‬‬
‫‪34‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬البنك المركزي وكيل الحكومة و مستشارها‬
‫‪34‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬بنك البنوك‬
‫‪34‬‬ ‫االحتفاظ بالودائع و أرصدة البنوك التجارية‬ ‫الفرع األول ‪:‬‬
‫‪35‬‬ ‫يعمل كقائد للنظام المصرفي‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫‪36‬‬ ‫المطلب الرابع ‪ :‬ادارة السياسة االئتمانية‬
‫‪36‬‬ ‫مفهوم االئتمان المصرفي‬ ‫الفرع األول ‪:‬‬
‫‪36‬‬ ‫تعريف االئتمان المصرفي‬ ‫‪:2‬‬
‫‪37‬‬ ‫عناصر االئتمان المصرفي‬ ‫‪:0‬‬
‫‪37‬‬ ‫أدوات االئتمان المصرفي‬ ‫‪:3‬‬
‫‪37‬‬ ‫السياسة االئتمانية‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫‪38‬‬ ‫تعريف السياسة االئتمانية‬ ‫‪:2‬‬
‫‪38‬‬ ‫أدوات السياسة االئتمانية‬ ‫‪:0‬‬
‫‪39‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬الدور الرقـابي للبنك المركزي على البنوك التجارية‬
‫‪40‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم الرقابة على البنوك التجارية‬
‫‪40‬‬ ‫تعريف الرقابة‬ ‫الفرع األول ‪:‬‬
‫‪40‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬أهمية الرقابة‬
‫‪40‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬الضمانات الممنوحة للبنك المركزي ألداء دوره الرقابي‬
‫‪41‬‬ ‫توسيع مجال االستقاللية للبنك المركزي‬ ‫الفرع األول ‪:‬‬
‫‪41‬‬ ‫تعدد وسائل الرقابة لدى البنك‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫‪42‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬آليات البنك المركزي لممارسة الدور الرقابي على البنوك‬
‫‪42‬‬ ‫الرقابة المكتبية‬ ‫الفرع األول ‪:‬‬
‫‪43‬‬ ‫تعريف الرقابة المكتبية‬ ‫‪: 2‬‬
‫‪43‬‬ ‫ممارسة الرقابة المكتبية‬ ‫‪: 0‬‬
‫‪45‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬الرقابة الميدانية‬
‫‪45‬‬ ‫تعريف الرقابة الميدانية‬ ‫‪: 2‬‬
‫‪45‬‬ ‫أهداف الرقابة الميدانية‬ ‫‪: 0‬‬
‫‪46‬‬ ‫المطلب الرابع ‪ :‬الصالحيات التأديبية لبنك الجزائر المركزي‬
‫‪46‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬التدابير الوقائية‬
‫‪49‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬التدابير العقابية‬
‫‪54‬‬ ‫الخاتمة‬
‫قـائمة المراجع‬
‫قـائمة المحتويات‬

‫‪71‬‬
74

You might also like