You are on page 1of 980

‫عبد اهلادي عوض معوض العؿري‪1440 ،‬هـ‬

‫ح‬
‫ففرسة مؽتبة املؾك ففد الوطـقة أثـاء الـرش‬
‫العؿري‪ ،‬عبد اهلادي عوض معوض‬
‫وكؼدا‪ .‬عبد اهلادي عوض معوض العؿري‪،‬‬ ‫آراء ابن عجقبة العؼدية‪ً - :‬‬
‫عرضا ً‬
‫املديـة املـورة ‪1440 - .‬هـ‪.‬‬
‫‪ 980‬ص‪ 24 ×17 ،‬سم×‬
‫ردمك‪978-603-03-1470-6 :‬‬
‫‪ -1‬ابن عجقبة الػايس ‪ ،‬أمحد بن حمؿد ‪ ،‬ت ‪1224‬هـ ‪ -2‬اإليامن (اإلسالم)‬
‫‪ -3‬العؼقدة اإلسالمقة أ‪ .‬العـوان‬
‫‪1440/11041‬‬ ‫ديوي ‪240‬‬

‫رقم اإليداع‪1440/11041 :‬‬


‫ردمك‪978-603-03-1470-6 :‬‬

‫مجقع احلؼوق حمػوظة‬


‫الطبعة األوىل ‪1441‬هـ‪2019 ،‬م‬

‫َّ‬
‫املـسق ال ُّؾغوي‬
‫الصف واإلخراج‪ :‬دار ِّ‬
‫‪www.daralmunassiq.com‬‬
‫املقدمة‬
‫‪ -1‬االفتتاحية‪.‬‬
‫‪ -2‬أمهية ادلوضوع وأسباب اختياره‪.‬‬
‫‪ -3‬ىدف البحث‪.‬‬
‫‪ -4‬الدراسات السابقة‪.‬‬
‫‪ -5‬خطة البحث‪.‬‬
‫‪ -6‬منهج البحث‪.‬‬
‫‪ -7‬الشكر والتقدير‪.‬‬

‫إن احلمددد م همددده‪ ،‬ونسددتهينو‪ ،‬ونهددوا ب ددام مددف نددرور أناسددنا ومددف س ددي ات‬
‫أعمالنا‪ ،‬مف يهده ام فال مضل لو‪ ،‬ومف يضدلل فدال ىدالي لدو‪ ،‬وأندهد أن ال إلدو إال‬
‫ام وحده ال نريك لو وأنهد أن حمم ًدا عبدهُ ورسولو‪.‬‬
‫ﮋ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﮊ(‪.)1‬‬
‫ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟ‬
‫ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﮊ(‪.)2‬‬
‫ﮋﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮮﮯﮰﮱ﮲‬
‫﮳﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﮊ(‪.)3‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫السنة ذلذه الُمة تتحقق باقتااء أثر رسول ام‬
‫فإن اخلريية الثابتة بالكتاب و ُّ‬
‫وصحابتو وتابهيهم بإحسان إىل يوم الديف‪ ،‬فمف سلك سبيل اذلدى جنا ومف حال‬
‫علما‬
‫السنة ً‬
‫عنها ضل وغوى‪ ،‬والنجاة مف الضاللة ال تتم إال باالعتصام بالكتاب و ُّ‬
‫حمممدد أن قيض يف كل زمان‬ ‫وعمال ولعوًة وبيانًا‪ ،‬ومف فضل ام ‪ ‬على أُمة م‬ ‫ً‬
‫ومكان مف يُبّي للناس انتحال ادلبطلّي وتوويل ااجاىلّي ومغاالت الغالّي‪ ،‬ومف بيان‬
‫(‪ )1‬سورة آل عمران‪.102 :‬‬
‫(‪ )2‬سورة النساء‪.1 :‬‬
‫(‪ )3‬سورة الحزاب‪.71-70 :‬‬

‫‪5‬‬
‫الك لراسة ادلؤلاات اليت انتشرت بّي الناس يف مشارق الرض ومغارهبا وسطرهتا‬
‫أقالم ناس وثق هبم قومهم دلا رأوا فيهم مف صالح وضرب يف نىت الهلوم النقلية‬
‫والهقلية ومؤلاات عديدة‪ ،‬فغرىم الك وانطوت عليهم تلك التوويالت الااسدة‬
‫واحملرفة؛ فظنُّوا أنو احلق‪ ،‬ولوال أن أصحاب ىذا القول كثروا وظهروا مل يكف بنا‬
‫حاجة إىل بيان فسال ىذه القوال‪ ،‬وإيضاح ىذا الضالل‪.‬‬
‫وك ددان م ددف ب ددّي الق ددوم أمح ددد ب ددف عجيب ددة‪ ،‬ال ددذي ض ددرب د د واف ددر يف التاس ددري‬
‫واحلديث‪ ،‬واللغدة‪ ،‬واللب‪ ،‬والتصدوف‪ ،‬والهقائدد‪ ،‬فدولف مدا يربدو علدى سسدة وأربهدّي‬
‫كتابًدا‪ ،‬تددداوذلا الندداس مددف عصددره إىل يومنددا ىددذا‪ ،‬ول دو مكانددة عنددد الصددوفية‪ ،‬وضددر و‬
‫أصبح مز ًارا‪.‬‬
‫لددذلك اسددت رت ام ‪ ‬مث استشددرت أول الاضددل بددون تكددون رسدداليت لنيددل‬
‫لرج ددة ال دددكتوراه بهن دوان‪ :‬آراء اب ننج بة ا نند ا ع د نند ‪-‬برضن نا ون نندا‪ ،-‬وام أس ددول‬
‫التوفيق والسدال‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫أٌميت ادلُضُع َأسباب اخخياري‪:‬‬
‫ُ‪ -‬ا‪٤‬ب الاػػات العقديػػة الػػٍب بثهػػا ابػػف عجيبػػة يف كثبػػو ال سػػيدما تاسػػّبه (البحػػر‬
‫ا‪٤‬بديػد يف تاسػػّب القػرآف ا يػػد)‪ ،‬ككثػرة كثبػػو كتنوعهػا‪ ،‬كفيهػػا حكػى كتكلػم عػف قضػػايا‬
‫عقدية كثّبة‪.‬‬
‫س إلحدل الطرؽ الصوفية‪ ،‬كىي الطريقة الدرقاكية‪.‬‬ ‫ِ‪ -‬أنو مؤس ه‬
‫ّ‪ -‬عناية ا‪٤‬بثصوفة بكثبو كنشرىا كالدفاع عنو كمدحو‪.‬‬
‫أٌدف انبحث‪:‬‬
‫ُ‪ٝ -‬بع آراء ابف عجيبة العقدية‪.‬‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة‪.‬‬
‫ِ‪ -‬دراسة آراء ابف عجيبة يف ضوء عقيدة أىل ُّ‬
‫السػنة كا‪١‬بدماعػة يف ا‪٤‬بسػائل الػٍب خػالف فيهػا ابػف‬
‫ّ‪ -‬تقرير كبياف مذىب أىل ُّ‬
‫عجيبة‪.‬‬
‫اندراساث انسابقت‪:‬‬
‫بعػػد البحػػث كالدراسػػة مل أجػػد مػػف كثػػب عػػف آراء ابػػف عجيبػػة العقديػػة كلكػػف‬
‫كج ػػدت رس ػػالة بعن ػواف‪( :‬اب ننج بة ا نند وآراؤ ا ص ننة د‪ ،‬دراس نند يلي ي نند ن د نند)‪،‬‬
‫للباحػػث‪ :‬عػػالء عشػػدماكم زيػػداف عشػػدماكم‪ ،‬مػػف جامع ػة ا‪٤‬بنوفيػػة كليػػة ااداب قسػػم‬
‫الالسػػاة‪ ،‬كىػػي دراسػػة لنيػػل درجػػة ا‪٤‬باجسػػثّب‪ ،‬قػػاـ الباحػػث با‪٤‬بقارنػػة بػػْب ابػػف عجيبػػة‬
‫كآراء أعالـ الثصوؼ السابقْب عليو كالالحقْب لبيػاف مػدل الثػوثّب كمػا إذا كػاف ىنػاؾ‬
‫‪ٜ‬بة جديد أتى بو أك انارد بو‪ ،‬كبْب الباحث مدل ما ‪ٛ‬بثع بػو ابػف عجيبػة ‪-‬مػف كجهػة‬
‫نظػره‪ -‬مػػف ثػراء فكػػرم كاىثدمػاـ كبػػّب بالثصػوؼ كرجالػػو كعػف دكره يف تبسػػيا ا‪٢‬بقػػائق‬
‫الصوفية‪.‬‬
‫ٕ‬
‫كحسب اطالعي على فحول رسالثو تبْب ل‪:‬‬
‫أكال‪ :‬أف دراس ػةى الباح ػػث خاص ػةه بػ ػآراء اب ػػف عجيب ػػة الص ػػوفية‪ ،‬كمل ي ػػدرس آراءىه‬
‫ن‬
‫العقدية‪.‬‬
‫كجاءت رسالة الباحث يف ‪ٟ‬بسة فصوؿ‪:‬‬
‫ا فصل األول‪ :‬ابف عجيبة النشوة كالثكويف الصويف‪.‬‬
‫ا فصل ا ثاني‪ :‬ماهوـ الثصوؼ عند ابف عجيبة كلغثو الرمزية‪.‬‬
‫ا فصل ا ثا ث‪ :‬طريق الثصوؼ عند ابف عجيبة كالاناء يف ا‪٢‬بقيقة ا‪٤‬بطلقة‪.‬‬
‫ا فصل ا رابع‪ :‬ا‪٤‬بعرفة الصوفية عند ابف عجيبة بْب النظرية كالثطبيق‪.‬‬
‫ا فصل ا خامس‪ :‬موقف ابف عجيبة مف قضايا الثصوؼ الالساي‪.‬‬
‫كىػػي ‪ٚ‬بثلػػف عدمػػا سػػوقوـ بػػو إف نػػاء اد ‪ ‬مػػف دراسػػة آرائػػو العقديػػة ‪-‬‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة‪.‬‬ ‫كنقدا‪-‬كفق منهج أىل ُّ‬ ‫عرضا ن‬ ‫ن‬
‫السػػنة كا‪١‬بدماعػػة يف‬‫ثانين ػا‪ :‬أف دراسػػة الباحػػث مل تكػػف مبني ػةن علػػى مػػنهج أىػػل ُّ‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة منو‪.‬‬ ‫العرض كالنقد‪ ،‬كبياف حقيقة الثصوؼ كموقف أىل ُّ‬
‫ػّبا عل ػػى آرائ ػػو‬
‫ثالثنػ ػا‪ :‬أف الباح ػػث أثن ػػاء كالم ػػو ع ػػف اب ػػف عجيب ػػة يث ػػِب ثن ػػاءن كب ػ ن‬
‫الص ػػوفية‪ ،‬كيص ػػف مؤلاات ػػو ‪-‬ا‪٤‬بلي ػػة با‪٤‬ب الا ػػات العقدي ػػة‪ -‬ب ػػالَباث الكب ػػّب‪ ،‬كيص ػػاو‬
‫بالش صية الصوفية الكبّبة‪ ،‬كىذا قوؿ ا‪٤‬بوافق ال ا‪٤‬ب الف‪.‬‬
‫ابعػا‪ :‬أف طريقػػة الباحػػث يف دراسػػثو لاصػػوؿ رسػػالثو أراد بيػػاف آراء ابػػف عجيبػػة‬ ‫رن‬
‫ػث يف‬ ‫الصػػوفية كجهػػوده يف الػػدفاع عػػف الثصػػوؼ‪ ،‬كتقريػػب منهجػػو لكػػل مريػ وػد كباحػ و‬
‫الثصوؼ على حد زعدمو‪.‬‬
‫وأمننا ا فننرد ب ن ج دراسنندي ي ةضننةع ودراسنند ا اا ننث ن و ن ي ارننند‬

‫ٖ‬
‫ب نه ا‪ ،‬كج بيى سا ل اإل ال ال ا دفص ل أُض ف إ ى ما ساق‪:‬‬
‫أكال‪ :‬ان ػػثدملة خط ػػة ٕبث ػػي عل ػػى ب ػػاب بوكدمل ػػو يف مص ػػادر الثلقػ ػي عن ػػد اب ػػف‬
‫ن‬
‫عجيبة‪ ،‬كىذا مل يثطرؽ لو الباحث‪.‬‬
‫ثانين ػا‪ :‬انػػثدملة خطػػة ٕبثػػي علػػى بػػاب يف آراء ابػػف عجيبػػة يف أصػػوؿ اإلٲبػػاف‬
‫كمسائلو‪ ،‬كىذا مل يذكره الباحث‪.‬‬
‫ثالثن ػا‪ :‬ذك ػػرت يف خط ػػٍب آراء ابػػف عجيب ػػة يف الوالي ػػة كالكرامػػة‪ ،‬كى ػػذا مل ي ػػذكره‬
‫الباحث‪.‬‬
‫ابع ػا‪ :‬انػػثدملة خطػػٍب علػػى موقػػف ابػػف عجيبػػة مػػف أعػػالـ الصػػوفية كطرقهػػا‪،‬‬ ‫رن‬
‫كىذا مل يذكره الباحث‪.‬‬
‫خامس ػ ػا‪ :‬ذكػ ػػرت يف الاصػ ػػل السػ ػػادس الثعريػ ػػف بالطريقػ ػػة الدرقاكيػ ػػة كدكره يف‬
‫ن‬
‫أيضا‪.‬‬
‫السنة منها‪ ،‬كىذا مل يذكره ن‬ ‫توسيسها كموقف علدماء أىل ُّ‬
‫نةن أخرى‪ ،‬ال يَ ُ ت إ ى ا ةضةع بصيد‪ ،‬كىي‪:‬‬ ‫وث د رسائل ي ٍ‬
‫ُ‪ -‬ا ش خ ابج بة اد ومنهة ي ا دفس ر‪ ،‬للدكثور‪ :‬حسف عػزكزم‪ ،‬طبعػة‬
‫كزارة الكقػػاؼ كالشػػؤكف اإلسػػالمية بالربػػاط‪ُِِْ ،‬ىػػ‪ََُِ ،‬ـ‪ ،‬تنػػاكؿ الباحػػث يف‬
‫رسالثو منهج ابف عجيبة يف تاسّبه كقػاؿ‪ :‬إف ابػف عجيبػة يػذكر أسػباب النػزكؿ بػدكف‬
‫دق ػػة‪ ،‬كال ع ػػزك يف كث ػػّب م ػػف ا‪٤‬بواض ػػع‪ ،‬كيثع ػػرض لاض ػػائل الس ػػور كااي ػػات‪ ،‬كتع ػػرض‬
‫الباحػػث ‪٤‬بوقػػف ابػػف عجيبػػة مػػف تاسػػّب القػػرآف بػػوقواؿ السػػلف‪ ،‬كقػػاؿ‪ :‬ال يثعػػرض ابػػف‬
‫ػيال كفيهػػا بواطػ يػل‪ ،‬كذكػػر الػػدكثور موقػػف ابػػف عجيبػػة مػػف‬
‫عجيبػػة لسػػوؽ ااثػػار إال قلػ ن‬
‫السػػّبة كالثػػاري كذكػػر الغػػزكات‪ ،‬كمػػنهج ابػػف عجيبػػة مػػف اإلس ػرائيليات كأنػػو يػػذكرىا‬
‫بدكف ‪ٛ‬بحيص‪ ،‬فال عالقة ‪٥‬بذه الدراسة ٗبوضوع ٕبثي‪.‬‬

‫ٗ‬
‫ِ‪ -‬يل ننق ا الننر ا د نند رسػػالة دكثػػوراه للباحػػث‪ :‬أ‪ٞ‬بػػد عبػػد اد القرنػػي‬
‫رسالف مف كلية أصوؿ الديف بطنطا‪ ،‬جامعة الزىر‪.‬‬
‫ّ‪ -‬أ نند بننج بة انند عننابر ا دصننةر ا ربنني‪ ،‬لل ػدكثور نػػور الػػديف نػػاس‬
‫الاقيػػو‪ ،‬رسػػالة لنيػػل دبلػػوـ الدراسػػات العليػػا ا‪٤‬بعدمقػػة مػػف كليػػة ااداب ٔبامعػػة سػػيدم‬
‫‪٧‬بدمػػد بػػف عبػػد اد‪ ،‬باػػاس‪ ،‬قػػاـ الباحػػث بدراسػػة نػػعر ابػػف عجيبػػة يف سػػياؽ رصػػد مػػا‬
‫يزخر بو ا‪٤‬بًب الشعرم الصويف با‪٤‬بغرب مف ‪٩‬بيزات موضوعية فنية‪ ،‬رجػع فيػو إىل ديػواف‬
‫ػددا مػف‬
‫نعر ابف عجيبة‪ ،‬ككثاب (معراج الثشوؼ إىل حقائق الثصوؼ) ككجػد فيػو ع ن‬
‫ا‪٤‬بصطلحات الصوفية الٍب ‪ٚ‬بدـ ٕبثو‪.‬‬
‫ْ‪ -‬دراسد عرح ابج بة اد بيى ا لكم ا عطائ د‪ ،‬للباحث‪٧ :‬بدمػد ‪٧‬بدمػدم‬
‫سليدماف‪ ،‬رسالة ماجسثّب مف كلية ااداب ٔبامعة اإلسكندرية‪.‬‬
‫برضا ون ن ًدا) مل ييكثػب فيػو‬
‫كا‪٣‬بالصة أف موضوع (آراء ابج بة اد ا ع د د‪ً ،‬‬
‫السػػنة كا‪١‬بدماعػػة ‪-‬حسػػب علدمػػي‪ ،-‬كاد أسػػوؿ أف يػػوفقِب فيػػو‬
‫ػث كفػػق مػػنهج أىػػل ُّ‬
‫ٕبػ ه‬
‫للصواب‪.‬‬

‫َُ‬
‫خطت انبحث‪:‬‬
‫تثكوف الرسالة مف مقدمة ك‪ٛ‬بهيد‪ ،‬كثالثة أبواب‪ ،‬كخا‪ٛ‬بة‪ ،‬كفهارس‪.‬‬
‫ا دمد‪ ،‬كفيها‪:‬‬
‫أٮبية ا‪٤‬بوضوع كأسػباب اخثيػاره‪ ،‬كأىػداؼ البحػث‪ ،‬كالدراسػات السػابقة كخطػة‬
‫البحث‪ ،‬كمنهجو‪.‬‬
‫ا د ه د‪ ،‬كفيو‪:‬‬
‫‪ -‬تر‪ٝ‬بة ابف عجيبة تر‪ٝ‬بة موجزة‪.‬‬
‫إ‪ٝ‬باال‪.‬‬
‫‪ -‬الثعريف بالطرؽ الصوفية ن‬
‫ا ااب األول‪ :‬مصادر ا دي ي بند ابج بة اد‪ ،‬كفيو فصالف‪:‬‬
‫ا فصل األول‪ :‬ا كداب وا سنَّد‪ ،‬كفيو مبحثاف‪:‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الكؿ‪ :‬الكثاب‪.‬‬
‫السنة‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الثاين‪ُّ :‬‬
‫ا فصل ا ثاني‪ :‬ا صادر ا صة د ي ا دي ي‪ ،‬كفيو ‪ٟ‬بسة مباحث‪:‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الكؿ‪ :‬الكشف‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الثاين‪ :‬الذكؽ‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الثالث‪ :‬الوجد‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الرابع‪ :‬الرؤل كا‪٢‬بكايات‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫ا‪٣‬بضر‬
‫ا‪٤‬ببحث ا‪٣‬بامس‪ :‬دعول الثلقي عف ‪٣‬بض‬
‫‪٣‬بضر‬
‫ضر‬
‫ا ااب ا ثاني‪ :‬آراء ابج بة اد ي أصةل اإل ان ومسائي ‪ ،‬كفيو سبعة فصوؿ‪:‬‬
‫ا فصل األول‪ :‬آراؤه يف اإلٲباف باد‪ ،‬كفيو ثالثة مباحث‪:‬‬

‫ُُ‬
‫ا‪٤‬ببحث الكؿ‪ :‬مسائل الربوبية‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الثاين‪ :‬مسائل ال‪٠‬باء كالصاات‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الثالث‪ :‬مسائل اللوىية‪.‬‬
‫ا فصل ا ثاني‪ :‬آراؤه يف اإلٲباف با‪٤‬بالئكة‪ ،‬كفيو ثالثة مباحث‪:‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الكؿ‪ :‬معُب اإلٲباف با‪٤‬بالئكة‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الثاين‪ :‬خلق ا‪٤‬بالئكة‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الثالث‪ :‬ا‪٤‬بااضلة بْب ا‪٤‬بالئكة كصا‪٢‬بي البشر‪.‬‬
‫ا فصل ا ثا ث‪ :‬آراؤه يف اإلٲباف بالكثب‪ ،‬كفيو مبحثاف‪:‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الكؿ‪ :‬تعريف الكثب‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الثاين‪ :‬منزلة اإلٲباف بالكثب مف اإلٲباف‪.‬‬
‫ا فصل ا رابع‪ :‬آراؤه يف اإلٲباف بالرسل‪ ،‬كفيو ثالثة مباحث‪:‬‬
‫عدموما‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الكؿ‪ :‬اإلٲباف بالرسل كالنبياء ن‬
‫ا‪٤‬ببحث الثاين‪ :‬الارؽ بْب النيب كالول‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الثالث‪ :‬عقيدتو يف الرسوؿ ‪٧‬بدمد ‪.‬‬
‫ا فصل ا خامس‪ :‬آراؤه يف اإلٲباف باليوـ ااخر‪ ،‬كفيو ثالثة مباحث‪:‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الكؿ‪ :‬أنراط الساعة‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الثاين‪ :‬أحواؿ اليوـ ااخر‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الثالث‪ :‬ا‪١‬بنة كالنار‪.‬‬
‫ا فصل ا سادس‪ :‬آراؤه يف اإلٲباف بالقدر‪ ،‬كفيو ثالثة مباحث‪:‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الكؿ‪ :‬معُب القدر كمراتبو‪.‬‬

‫ُِ‬
‫ا‪٤‬ببحث الثاين‪ :‬أفعاؿ العباد‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الثالث‪ :‬ا‪٤‬بشي ة كاإلرادة‪.‬‬
‫ا فصل ا سابع‪ :‬آراؤه يف مسائل اإلٲباف‪ ،‬كفيو ثالثة مباحث‪:‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الكؿ‪ :‬ماهوـ اإلٲباف كالارؽ بينو كبْب اإلسالـ‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الثاين‪ :‬زيادة اإلٲباف كنقصانو‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الثالث‪ :‬حكم مرتكب الكبّبة‪.‬‬
‫ا ااب ا ثا ث‪ :‬آراء ابج بة اد ا صة د‪ ،‬كفيو سثة فصوؿ‪:‬‬
‫ا فصل األول‪ :‬ا ر د وا ش خ‪ ،‬كفيو مبحثاف‪:‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الكؿ‪ :‬ماهوـ ا‪٤‬بريد كالشي ‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الثاين‪ :‬الصلة بْب ا‪٤‬بريد كالشي ‪.‬‬
‫ا فصل ا ثاني‪ :‬ا ةال د وا كرامد‪ ،‬كفيو مبحثاف‪:‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الكؿ‪ :‬الوالية كمراتب الكلياء‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الثاين‪ :‬الكرامة كأقسامها‪.‬‬
‫ا فصل ا ثا ث‪ :‬ا ليةل وااليلاد وو دة ا ة ةد‪ ،‬كفيو مبحثاف‪:‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الكؿ‪ :‬ا‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الثاين‪ :‬كحدة الوجود‪.‬‬
‫ا فصل ا رابع‪ :‬األ ةال وا امات‪ ،‬كفيو ثالثة مباحث‪:‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الكؿ‪ :‬الحواؿ‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الثالث‪ :‬ا‪٤‬بقامات‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الثالث‪ :‬الصلة بْب الحواؿ كا‪٤‬بقامات‪.‬‬

‫ُّ‬
‫ا فصل ا خامس‪ :‬مةقف منج أبن م ا صنة د وطرقهنا وأثنر بينى منج بعند ‪،‬‬
‫كفيو ثالثة مباحث‪:‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الكؿ‪ :‬موقاو مف أعالـ الصوفية‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الثاين‪ :‬موقاو مف طرقها‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الثالث‪ :‬أثره على مف بعده‪.‬‬
‫ا فصل ا سادس‪ :‬ا دعر ف با طر د ا درقاو د ودور ي يأس سها‪ ،‬ومةقنف‬
‫بي اء أهل ا سنَّد منها‪ ،‬كفيو ثالثة مباحث‪:‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الكؿ‪ :‬الثعريف بالطريقة الدرقاكية‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الثاين‪ :‬دكره يف توسيسها‪.‬‬
‫السنة مف الطريقة الدرقاكية‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث الثالث‪ :‬موقف أعالـ ُّ‬
‫ا خاي د‪ :‬و ها أهم ا ندائج وا دةص ات‪.‬‬
‫ا فهارس ا عي د‪.‬‬
‫ُ‪ -‬فهرس اايات القرآنية‪.‬‬
‫ِ‪ -‬فهرس الحاديث كااثار‪.‬‬
‫ّ‪ -‬فهرس العالـ ا‪٤‬بَبجم ‪٥‬بم‪.‬‬
‫ْ‪ -‬فهرس ا‪٤‬بصطلحات كالغريب‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬فهرس الماكف كالبلداف‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬فهرس الارؽ كا‪٤‬بذاىب‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬فهرس ا‪٤‬بصادر كا‪٤‬براجع‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬فهرس ا‪٤‬بوضوعات‪.‬‬

‫ُْ‬
‫انصعُباث انخي َاخٍج انباحث‪:‬‬
‫ُ‪ -‬كثرة كثب ابف عجيبة كعدـ توفرىا يف مكثبات ا‪٤‬بدملكة العربية السػعودية‪،‬‬
‫‪٩‬بػ ػػا جع ػ ػػل الباحػ ػػث يس ػ ػػافر ع ػ ػدة م ػ ػرات إىل ا‪٤‬بدملك ػ ػػة ا‪٤‬بغربيػ ػػة كينق ػ ػب يف ا‪٤‬بكثب ػ ػػات‬
‫للحصوؿ عليها‪.‬‬
‫ِ‪ -‬ظهر للباحث أف البف عجيبػة ‪٨‬بطوطػات‪ ،‬كىػذا ‪٩‬بػا أثقػل ىػم الباحػث يف‬
‫معرفػػة أماكنهػػا كطريقػػة ا‪٢‬بصػػوؿ عليهػػا‪ ،‬رغػػم أف الباحػػث مل يػػدكف يف مػػنهج ٕبثػػو أنػػو‬
‫س ػػّبجع إليه ػػا‪ ،‬كلك ػػف اد‪ ‬يس ػػر للباح ػػث الثواص ػػل م ػػع الس ػػاارة الس ػػعودية يف‬
‫ا‪٤‬بدملكػة ا‪٤‬بغربيػة‪ ،‬كأخػػذ خطابنػا مػف الػػدكثور خالػد بػف فػػرج آؿ مطلػق ا‪٤‬بلحػق الثقػػايف‪-‬‬
‫موجها للجامعات ا‪٤‬بغربية كا‪٣‬بزانات ا‪٤‬ب ثصة با‪٤‬ب طوطات لثسػهيل‬ ‫السابق‪ -‬بالرباط ن‬
‫إجراءات البحث كاالطالع‪ ،‬كا‪٢‬بصوؿ على نس مف ا‪٤‬بواضيع كا‪٤‬ب طوطات الٍب هتم‬
‫الباحث‪.‬‬
‫ّ‪ -‬صػػعوبة ق ػراءة ا‪٤‬ب طوطػػات فلقػػد يكثبػػة ٖبػػا الرعشػػة ا‪٤‬بغػػر ‪٩ ،‬بػػا تطل ػب بػػذؿ‬
‫ا‪١‬بهد يف قراءهتا كاالسثعانة ٗبف يوثق بو كلو دراية بقراءة خا الرعشة‪.‬‬
‫ْ‪ -‬آثرت أف أكثق ما كثبثو يف ا‪٤‬بقدمة بوف لو ضػرٰبنا يػزكره الصػوفية كػل سػنة‪،‬‬
‫فاسثشػػرت فضػػيلة ا‪٤‬بشػػرؼ علػػى الرسػػالة أف أذىػػب إىل مكػػاف الض ػريح‪ ،‬كأكثػػق ذلػػك‬
‫بالصػػور لكػػي ال يكػػوف الكػػالـ جزافنػا‪ ،‬فشػػد مػػف أزرم كنػػجعِب علػػى ذلػػك‪ ،‬كلكػػف‬
‫سهال كدما ظننثو؛ لف مكاف الضػريح يوجػد يف منطقػة يقػاؿ ‪٥‬بػا ‪ٟ‬بػيس‬ ‫المر مل يكف ن‬
‫اال‪٪‬ب ػرا(ُ) كالػػٍب تبعػػد عػػف مدينػػة طنجػػة َٔ كلػػم‪ ،‬إال أف الض ػريح ال يوجػػد يف ىػػذه‬
‫(ُ) ‪ٟ‬بيس اال‪٪‬برا‪ :‬مل أجد معلومات عنها يف الكثب‪ ،‬كلكف سولة مغربيًّا فقاؿ‪ :‬ىي قرية صغّبة ٯبثدمع الناس فيها‬
‫كل ‪ٟ‬بيس يسدمى سوؽ اال‪٪‬برا‪ ،‬كسكاهنا بيوهتم مثارقة يف نواحي ىذه القرية‪.‬‬
‫كل ‪ٟ‬بيس؛ لف فيها سوقنا ييقاـ ٌ‬

‫ُٓ‬
‫الخ ػػّبة ب ػػل يوج ػػد يف أعل ػػى ا‪١‬بب ػػل يف منطق ػػة يق ػػاؿ ‪٥‬ب ػػا ال ػػزميج‪ ،‬كعن ػػد كص ػػول إلي ػػو‬
‫كجػػدت رجػ نػال مس ػنًّا معػػو ماثػػاح للض ػريح‪ ،‬فاػػثح ل‪ ،‬كقدمػػة بثوثيػػق ضػػرٰبو‪ ،‬ككػػذلك‬
‫أضرحة أبنائو‪.‬‬
‫مث ذىبػػة بعػػد ذلػػك لثوثيػػق ض ػريح ص ػاحب الطريقػػة الدرقاكيػػة يف منطقػػة بػػِب‬
‫زركاؿ كالٍب توجد يف مشاؿ مدينة تطواف‪ ،‬ككل ذلك موثق يف مالحق الرسالة‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬كثرة اسث داـ ابف عجيبة للرموز الصوفية‪٩ ،‬با جعػل عباراتػو غامضػة‪ ،‬فقػد‬
‫يلػػبس علػػى مػػف لػػيس لػػو درايػػة بكػػالـ القػػوـ بون ػو علػػى حػػق‪ ،‬خاصػػة يف كثابػػو البحػػر‬
‫ا‪٤‬بديد‪ ،‬الذم سار يف منهجو بثاسّب اايات بالظاىر كالبػاطف‪ ،‬كىػذا يثطلػب الرجػوع‬
‫إىل كافة كثبو ك‪٨‬بطوطاتو لكي يكوف ا‪٢‬بكم على قولو دقي نقا كمنص ناا‪.‬‬

‫ُٔ‬
‫مىٍح انبحث‪:‬‬
‫سلكة يف كثابة ىذا البحث ا‪٤‬بنهج االسثقرائي الثحليلي النقدم كفق ما يلي‪:‬‬
‫ُ‪ٝ -‬بع ا‪٤‬بادة العلدمية كمعرفة آرائو العقدية‪.‬‬
‫ِ‪ -‬نقدىا يف ضوء مذىب السلف‪.‬‬
‫ّ‪ -‬عزك اايات القرآنية الػواردة يف البحػث إىل مواضػعها مػف القػرآف الكػرًن بػذ‬
‫كر اسم السورة كرقم ااية مع كثابثها بالرسم العثدماين‪.‬‬
‫ْ‪ٚ -‬ب ػريج الحادي ػػث النبوي ػػة م ػػف مص ػػادرىا الص ػػلية‪ ،‬ف ػػإف ك ػػاف ا‪٢‬ب ػػديث يف‬
‫الصػػحيحْب أك أحػػدٮبا اكثايػػة بػػو كإال خرجثػػو مػػف مظانػػو مػػع ذكػػر حكػػم الئدمػػة‬
‫عليو‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬توثيق ااثار الواردة يف البحث إىل مصادرىا‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬نرح اللااظ الغريبة‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬الثعريف بالارؽ كالطوائف كا‪٤‬بذاىب كالماكف كالبلداف‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬تذييل البحث بالاهارس الالزمة‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬الثعريف بالعالـ غّب ا‪٤‬بشثهريف‪.‬‬

‫ُٕ‬
‫انشكز َانخقديز‬
‫ا‪٢‬بدمد د ‪ ‬الذم أنعم علي باضلو ككرمو على إ‪ٛ‬باـ ىذا البحث‪.‬‬
‫الك ػػرًن‪ :‬ﮋﮁ‬ ‫كالش ػػكر ا‪١‬بزي ػػل ‪٤‬ب ػػف ق ػػرف اد ‪ ‬ن ػػكره بش ػػكرٮبا فق ػػاؿ يف كثاب ػػو‬
‫(ُ)‬
‫ػغّبا كسػهال ل طلػب العلػم‬
‫ن‬ ‫ص‬ ‫بياين‬
‫ر‬ ‫اللذاف‬ ‫م‬ ‫الدا‬
‫ك‬ ‫ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮊ‬
‫بثشجيعهدما كدعائهدمػا‪ ،‬كأسػوؿ اد ‪ ‬أف يػوفقِب ل ٮبػا كٲبثٌعػِب بصػحثهدما‪ ،‬كالشػكر‬
‫كذلك لزكجٍب أـ صهيب لص ىا كجهودىا‪.‬‬
‫كعدم ػ نػال بق ػػوؿ الن ػػيب ‪ :‬م ػػف ص ػػنع لك ػػم معركفن ػػا فك ػػاف وه‪ ،‬ف ػػإف مل ٘ب ػػدكا م ػػا‬
‫(ِ)‬
‫ػكر ادى مػف ال‬ ‫تكاف ونو فادعوا لو حػٌب تػركا أنكػم قػد كافػو‪ٛ‬بوه ‪ ،‬كقولػو ‪ :‬ال يش ي‬
‫اس (ّ)؛ فإين أتوجو بالشكر ا‪١‬بزيػل لاضػيلة الشػي الػدكثور عبػد الػر‪ٞ‬بف بػف‬ ‫يشكر الن ى‬
‫س‬ ‫ي‬
‫تاض ػلو باإلن ػراؼ‬
‫عبػػد اد الَبكػػي السػػثاذ بقسػػم العقيػػدة كا‪٤‬بػػذاىب ا‪٤‬بعاصػػرة علػػى ُّ‬
‫دائدمػا علػى الدقػ ًة يف اللاػاظ كالثحػرم يف الصػواب‬ ‫على ىذه الرسػالة كمثػابعٍب كحثػي ن‬
‫‪٩‬با كاف لو أثر يف إخراج ىذا البحث ٕبلثو الٍب أرجو أف يكوف على النحو ا‪٤‬بوموؿ‪.‬‬
‫أيضػػا للدمناقً ىشػْب الكػرٲبْب اللػذيف تاضػال باحػػص ىػذه الرسػػالة‬
‫كأتوجػو بالشػكر ن‬
‫كتقوٲبهػػا‪ ،‬كٮبػػا‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬عبػػد اد بػػف ‪٧‬بدمػػد السػػند‪( ،‬عدميػػد كليػػة أصػػوؿ الػػديف ٔبامعػػة‬
‫اإلم ػػاـ ‪٧‬بدم ػػد ب ػػف سع ػ ػػود اإلس ػػالمية‪ -‬س ػػابقان‪ -‬كالس ػػثاذ بقس ػػم العقي ػػدة كا‪٤‬ب ػػذاىب‬
‫(ُ) سورة لقدماف‪.ُْ :‬‬
‫(ِ) أخرجو اإلماـ أ‪ٞ‬بد‪ ،ِٔٔ/ٗ ،‬رقم ّٓٔٓ ‪ ،‬كأبو داكد‪ ،‬كثاب الزكاة‪ ،‬باب عطية مف سوؿ باد‪ ،َُّ/ِ ،‬رقم‬
‫‪،‬‬ ‫ُِٕٔ‪ ،‬كالنسائي‪ ،‬كثاب الزكاة‪ ،‬باب مف سوؿ باد عز كجل‪ ،ِٖ/ٓ ،‬مف حديث ابف عدمر‬
‫كا‪٢‬بديث صححو اللباين يف صحيح سنف أ داكد ُ‪.ُّْ/‬‬
‫(ّ) أخرجو أبو داكد‪ ،‬كثاب الدب‪ ،‬باب يف نكر ا‪٤‬بعركؼ ٓ‪ ،ُٕٓ/‬رقم ُُْٖ‪ ،‬كالَبمذم‪ ،‬كثاب ال كالصلة‪ ،‬باب ما‬
‫جاء يف الشكر ‪٤‬بف أحسف إليك ْ‪ ،ِٗٗ/‬رقم ُْٓٗ‪ ،‬كصححو اللباين يف صحيح سنف الَبمذم رقم ُِٗٓ‪.‬‬

‫ُٖ‬
‫السػػحيدمي (رئػػيس قسػػم العقيػػدة بكليػػة الػػدعوة‬
‫ا‪٤‬بعاصػػرة)‪ ،‬ك أ‪ .‬د‪ .‬سػػليدماف بػػف سػػامل ُّ‬
‫كأصوؿ الديف با‪١‬بامعة اإلسالمية با‪٤‬بدينة النبوية سابقان)‪.‬‬
‫كدمػا أتوجػػو بالشػػكر إىل جامعػة اإلمػػاـ ‪٧‬بدمػػد بػػف سػعود اإلسػػالمية ‪٩‬بثلػةن يف كليػػة‬
‫أصػػوؿ الػػديف قسػػم العقيػػدة كا‪٤‬بػػذاىب ا‪٤‬بعاصػػرة علػػى مػػا تقدمػػو لطالهبػػا مػػف اىثدمػ وػاـ‬
‫كحسف رعاية‪.‬‬
‫كال ياوتِب أف أنكر مدير تعلػيم ا‪٤‬بدينػة النبويػة السػثاذ ناصػر بػف عبػد اد العبػد‬
‫الكػػرًن علػػى تشػػجيعو ‪٤‬بنسػػو إدارتػػو مػػف مش ػرفْب كمعلدمػػْب‪ ،‬كتػػذليل الصػػعوبات ‪٥‬بػػم‬
‫إلكدم ػ ػػاؿ الدراس ػ ػػات العلي ػ ػػا ‪٤‬ب ػ ػػرحلٍب ا‪٤‬باجس ػ ػػثّب كال ػ ػػدكثوراه يف ا‪١‬بامع ػ ػػات الداخلي ػ ػػة‬
‫كا‪٣‬بارجيػػة‪٩ ،‬بػػا ٰبقػػق الثػػر ا‪٤‬بنشػػود كالناػػع ا‪٤‬بوعػػود بػػإذف اد ‪٥ ‬بػػذه الدكلػػة ا‪٤‬بباركػػة‬
‫ا‪٤‬بدملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫أيضػػا للدملحقيػػة الثقافيػػة السػػعودية يف مدينػػة الربػػاط بدكلػػة ا‪٤‬بغػػرب علػػى‬ ‫كالشػكر ن‬
‫اىثدمامهم كتزكيدىم ل ببعض الكثب كا‪٤‬براجع الٍب كانة مهدمػة يف ٕبثػي مػف داخػل‬
‫مكثبػػة ا‪٤‬بلحقيػػة أك مػػف خارجهػػا‪ ،‬كنػػكرم ا‪٣‬بػػاص ‪٤‬بػػدير ا‪٤‬بلحقيػػة السػػثاذ عبػػد اد‬
‫الب يػػة علػػى حاػػاكة االسػػثقباؿ كا‪٢‬بػػرص علػػى بػػذؿ كػػل مػػا يف الوسػػع مػػف تزكيػػدم‬
‫ببعض ا‪٤‬براجع‪.‬‬
‫ككذلك نكرم كتقديرم ‪٤‬بف فػثح ل بيثػو كقلبػو يف مدينػة الريػاض أثنػاء دراسػٍب‬
‫‪٤‬بنهجي ػػة ال ػػدكثوراه الخ الااض ػػل اللػ ػواء م ػػرزكؽ ب ػػف مبّبي ػػك ا‪٢‬ب ػػر ‪ ،‬قائ ػػد ا دموع ػػة‬
‫ا‪٤‬برافقػة‪ ،‬كا‪٤‬بشػػرؼ علػى ا‪٢‬براسػػة لصػاحب السػػدمو ا‪٤‬بلكػي المػػّب نػايف بػػف عبػد العزيػػز‬
‫كا‪٤‬بسثشػػار لػوزير الداخليػػة صػػاحب السػػدمو ا‪٤‬بلكػػي المػػّب عبػػد العزيػػز‬ ‫آؿ سػػعود‬
‫ػّبا كجع ػػل ذل ػػك يف م ػوازيف حس ػػناتو‪.‬‬‫ب ػػف س ػػعود ب ػػف ن ػػايف آؿ س ػػعود فج ػزاه اد خ ػ ن‬

‫ُٗ‬
‫انخمٍيد‬
‫كفيو‪:‬‬
‫ُ‪ -‬تر‪ٝ‬بة ابف عجيبة تر‪ٝ‬بة موجزة‪.‬‬
‫إ‪ٝ‬باال‪.‬‬
‫ِ‪ -‬الثعريف بالطرؽ الصوفية ن‬
‫حزمجت ابه عديبت حزمجت مُخزة‬

‫أوال‪ :‬اس ونسا وكن د‬


‫ً‬
‫قاؿ‪ :‬أنا أ‪ٞ‬بد بف ‪٧‬بدمد بف ا‪٤‬بهدم بف ا‪٢‬بسْب بف ‪٧‬بدمد بف عجيبة‬
‫ا‪٢‬بجوجي(ُ)‪ ،‬مث يذكر بعد ذلك الصلة بْب عبد اد بف عجيبة كالبية ا‪٢‬بجوجي‬
‫فيقوؿ‪" :‬ا‪٢‬بجوجي بف سيدم بف عبد اد بف عجيبة مث إىل سيدم سحنوف ابف‬
‫موالم إبراىيم بف موالم ‪٧‬بدمد بف موالم موسى بف موالم بف عبد اد مث إىل‬
‫موالم أ‪ٞ‬بد بف موالم إدريس الصغر بف موالم إدريس الك ‪ ،‬ىكذا رأية ٖبا‬
‫جدم ا‪٢‬بسْب ا‪٤‬بذكور أعِب ا‪١‬بدمع بْب النسبثْب ابف عجيبة كا‪٢‬بجوجي"(ِ)‪.‬‬
‫أما كنيثو فيكُب بو العباس(ّ)‪.‬‬
‫كا‪٤‬بالح أف ابف عجيبة يصر على أف يلصق نسبو بآؿ البية(ْ)‪ ،‬فوكد على‬
‫نسبثو بػعبد اد ابف عجيبة الذم يثصل نسبو بالدارسة(ٓ) أنراؼ ا‪٤‬بغرب‪.‬‬

‫(ُ) كىذا اللقب أيطلق على جده ‪-‬بزعدمو‪ -‬أنو يقف كل عاـ مع ا‪٢‬بجاج بعرفة على سبيل الطي كخرؽ العادة‪ ،‬كىذا‬
‫ديدف الصوفية مف ا‪٣‬برافات الٍب ال يصدقها مف لديو أدىن مسكة عقل‪ .‬ينظر‪ :‬الاهرسة‪ ،‬البف عجيبة‪ ،‬صُٔ‪.‬‬
‫(ِ) الاهرسة‪ ،‬صُٔ‪.‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬نجرة النور الزكية يف طبقات ا‪٤‬بالكية ُ‪.ِٓٔ/‬‬
‫كقد أخطو ‪٧‬بدمد ‪٨‬بلوؼ يف كثابو نجرة النور الزكية عند تر‪ٝ‬بثو البف عجيبة بقولو‪" :‬ىو أ‪ٞ‬بد بف عجيبة الااسي"‪،‬‬
‫كعرؼ عف ابف عجيبة أف مركزه الصل يف بِب زركاؿ مث انثقل إىل تطواف كاسثقر هبا‪ ،‬كأما القوؿ بونو فاسي فإنو‬‫ي‬
‫خطو‪ ،‬فهو زار فاس للعلم كمل ٲبكث هبا‪ ،‬ككذلك أخطو يف زمف كفاتو‪ ،‬حيث قاؿ‪ :‬تويف سنة ُِٔٔىػ‪ ،‬كإ٭با‬
‫كانة كفاتو سنة ُِِْىػ‪ .‬ينظر‪ :‬نجرة النور الزكية يف طبقات ا‪٤‬بالكية ِ‪.ِْٔ/‬‬
‫(ْ) كمف تثبع كثب ا‪٤‬بثصوفة ٯبد أف نيوخ ا‪٤‬بثصوفة يلصقوف أناسهم إما با‪٢‬بسف أك ا‪٢‬بسْب عف طريق الرؤل؛ لكي‬
‫تكوف ‪٥‬بم حظوة عند أتباعهم‪ ،‬ينظر‪ :‬طبقات الشاذلية الك ل‪ ،‬صِٔٔ‪.‬‬
‫بطف مف بِب ا‪٢‬بسف السبا أمّب ا‪٤‬بؤمنْب علي بف أ طالب مف بِب ىانم مف العدنانية‪ ،‬كىم بنو‬‫(ٓ) الدارسة‪ :‬ه‬
‫=‬
‫ِّ‬
‫كىذا يظهر مف خالؿ النقاط ااتية‪:‬‬
‫ُ‪ -‬عدـ موافقة بية عبد اد بف عجيبة على ذلك‪ ،‬فقد سعوا إىل عز‪٥‬بم‪.‬‬
‫قاؿ ابف عجيبة‪" :‬كلقد كقعة مشاجرة كبّبة بْب الاريقْب يف حياة ني نا‬
‫العالمة سيدم عبد الكرًن بف قريش حْب أرادكا أف يعزلونا مف نسب الشي ابف‬
‫عجيبة"(ُ)‪.‬‬
‫ِ‪ -‬ابف عجيبة كاف يعيرؼ آباؤه باسم ا‪٢‬بجوجي‪.‬‬
‫ّ‪ -‬تسدمية ابف عجيبة مل تكف مشثهرة لو سول لبناء عبد اد ابف عجيبة‪،‬‬
‫كالذم زعم ابف عجيبة أف جده ا‪٢‬بسْب بف ‪٧‬بدمد ىو ابف أخيو‪.‬‬
‫أيضا على ‪ٙ‬بقيق نسبو أعِب سيدم ا‪٢‬بسْب‪ ،‬غّب‬ ‫يقوؿ ابف عجيبة‪" :‬كمل نقف ن‬
‫أف الظف القوم بو أنو مف قرابة ني و عبد اد بف عجيبة‪ ،‬بل كلد أخيو"(ِ)‪.‬‬
‫ْ‪ -‬نك يف نسبو‪ ،‬يقوؿ‪ ..." :‬فقلة لو يا سيدم(ّ)‪ ،‬ىل كقاة على‬
‫صحة نسبنا؟ فنظر إل كقاؿ‪ :‬ال تشك"(ْ)‪.‬‬
‫مهثدما هبذا المر‪ ،‬قاؿ‪" :‬كلقد كنة فيدما أسلاة‬
‫ٓ‪ -‬إضافة إىل أنو كاف ن‬
‫=‬
‫إ دريس بف عبد اد بف ا‪٢‬بسف ا‪٤‬بثُب بف ا‪٢‬بسف السبا بف أمّب ا‪٤‬بؤمنْب علي بف أ طالب رضي اد تعاىل عنو‪،‬‬
‫ملك با‪٤‬بغرب القصى‪ ،‬ككاف السبب يف ذلك أنو خاؼ مف ا‪٥‬بادم العباسي فار إىل بالد ا‪٤‬بغرب‬ ‫كاف ‪٥‬بم ه‬
‫فثعصب لو مثعصبوف كملك ا‪٤‬بغرب القصى سنة ثالث كسبعْب كمائة‪ ،‬مث ملك بعده أكالده إىل أف غلبهم‬
‫على ذلك ا‪٤‬بنصور بف أ عامر مف القحطانية‪ ،‬كاسثوىل على ما بيدىم مف ذلك مع ما بيده مف الندلس‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬هناية الرب يف معرفة أنساب العرب ُ‪.ٓٗ/‬‬
‫(ُ) الاهرسة‪ ،‬صُٕ‪.‬‬
‫(ِ) الاهرسة‪ ،‬صُٕ‪.‬‬
‫(ّ) أم ني و العر الدرقاكم‪.‬‬
‫(ْ) الاهرسة‪ ،‬صُٗ‪.‬‬

‫ِْ‬
‫مهثدما هبذا المر"(ُ)‪.‬‬
‫ن‬
‫كلكف كيف دفع ابف عجيبة ىذه الشكوؾ؟‬
‫لقد ا‪ٚ‬بذ مف أقواؿ الشيوخ‪ ،‬كالكلياء‪ ،‬كالرؤل مصادر لصحة إلصاؽ نسبو‬
‫بالبية النبوم‪.‬‬
‫أ‪ -‬قوؿ ني و الدرقاكم لو‪ ..." :‬كأنا(ِ) قد خصِب اد تعاىل ٖبصوصية كىي‬
‫أين مهدما رأية الشريف نعرفو مف غّبه‪ ،‬كاد على ما نقوؿ ككيل"(ّ)‪ ،‬كعندما سولو‬
‫ابف عجيبة‪" :‬يا سيدم ىل كقاة على صحة نسبنا؟ فنظر إل كقاؿ‪ :‬ال تشك كلقد‬
‫ٮبدمة أف أكثب بصحة نسبكم على ظهر كثابك‪ ،‬يعِب نرح ا‪٢‬بكم"(ْ)‪.‬‬
‫ب‪ -‬الرؤل‪ ،‬قاؿ‪" :‬كقف علي يف النوـ رجل بيده كثاب فقاؿ‪ :‬خذ تنظر‬
‫تر‪ٝ‬بة جدكم‪ ،‬فاثحة الكثاب فإذا فيو خا رائق‪ ،‬فجعلة أتصاح أكراقو لنقف‬
‫على الَب‪ٝ‬بة‪ ،‬فكلدمِب فلدما نظرت إليو قاؿ ل‪ :‬جدكم ىو عبد اد بف عجيبة بف‬
‫فالف بف فالف بف فالف‪ ،‬فدما زاؿ يذكر أ‪٠‬باء الجداد إىل عدمر بف إدريس"(ٓ)‪.‬‬
‫ج‪ -‬ا‪٣‬بالصة ‪٩‬با سبق أف ابف عجيبة يصل إىل قضية أنغلثو قرابة سب وع‬
‫عاما(ٔ) كىي‪ :‬صحة توكيد نسبو فهو يقوؿ‪" :‬كقد كنة أتنكب االنثساب‪،‬‬ ‫كأربعْب ن‬
‫كأ‪ٙ‬برج منو يف نهاديت ككثيب‪ ،‬لعدـ ‪ٙ‬بقق ذلك حٌب رأية ني نا كني و كٮبا‪:‬‬
‫(ُ) الاهرسة‪ ،‬صُٕ‪.‬‬
‫(ِ) ني و الدرقاكم‪.‬‬
‫(ّ) الاهرسة‪ ،‬صُٗ‪.‬‬
‫(ْ) الاهرسة‪ ،‬صَِ‪.‬‬
‫(ٓ) الاهرسة‪ ،‬صُٗ‪.‬‬
‫(ٔ) يثبْب ىذا الثحديد ‪-‬كاد أعلم‪ -‬مف خالؿ الثال‪ -ُ :‬كلد سنة ُُُٔىػ‪ -ِ ،‬سلك الطريقة على يد نيوخو‬
‫عاـ َُِٖىػ‪-ّ ،‬كثابثهدما لو أثناء ا‪٤‬براسلة لو فقوم اليقْب بصحة النسبة‪.‬‬

‫ِٓ‬
‫(العر الدرقاكم‪ ،‬كالبوزيدم) يصرحاف بو يف كثبهدما ل كلخي كٮبا يثكلدماف باد‪،‬‬
‫قبل كالرؤيا ‪ ...‬فقوم‬
‫كينظراف بنور اد فعلدمة صحة النسبة مع ا‪٢‬بكاية ا‪٤‬بثقدمة ي‬
‫اليقْب بصحة النسب"(ُ)‪.‬‬
‫ثانًا‪ :‬والدي‬
‫كلد ابف عجيبة سنة َُُٔىػ‪ٗ ،‬بدنر أعجيبش مف قبيلة ا‪٢‬بوز(ِ)‪ ،‬كىذه القبيلة‬
‫إحدل القبائل ا‪١‬ببلية الواقعة بْب مدينة تطواف(ّ) كسبثو(ْ) كالرض الٍب عليها تطواف‬
‫كضواحيها تعد قطعة مف ىذه القبيلة‪ ،‬كقبيلة ا‪٢‬بوز قسدماف‪:‬‬
‫ُ‪ -‬ا‪٢‬بوز البحرم كىو ا‪٤‬بثصل بالبحر البيض ا‪٤‬بثوسا‪.‬‬
‫ِ‪ -‬ا‪٢‬بوز ال م كتاصلو ا‪١‬بباؿ عف البحر(ٓ)‪.‬‬
‫كلقد كقع كثّب مف أصحاب الَباجم‪ ،‬يف اضطراب أثناء تنصيصهم على تاري‬
‫كالدتو كمكاهنا‪ ،‬فإهنم نصوا على أف كالدتو كانة يف حدكد عاـ ُُٗٓىػ‪ ،‬كأنو كلد‬

‫(ُ) الاهرسة‪ ،‬صَِ‪.‬‬


‫(ِ) ا‪٢‬بوز‪ :‬إحدل القبائل ا‪١‬ببلية الواقعة يف مدينٍب تطواف كسبثو مشاؿ ا‪٤‬بغرب‪ ،‬كالرض الٍب عليها مدينة تطواف كضواحيها‬
‫تعد قطعة مف ىذه القبيلة‪ ،‬كقبيلة ا‪٢‬بوز قسدماف‪ :‬ا‪٢‬بوز البحرم كىو ا‪٤‬بثصل بالبحر البيض ا‪٤‬بثوسا‪ ،‬كمنو مدانر بِب‬
‫سامل‪ ،‬كالسركر‪ ،‬كالكوؼ‪ ،‬ككادم الزرجوف‪ .‬ينظر‪ :‬تاري تطواف‪٧ ،‬بدمد داكد ٔ‪.ُٕٓ/‬‬
‫أيضا تطاكف‪ ،‬عاصدمةي ا‪٤‬بنطقة الشدمالية للدمغرب‪ ،‬احثلها السباف أكؿ مرة سنة ُِٖٔىػ‪ ،‬مث ا‪٪‬بلو‬
‫(ّ) تطواف‪ :‬كتسدمى ن‬
‫عنها بعد ذلك‪ ،‬كتقع تطواف على بعد َُ كلم مف ناطئ البحر ا‪٤‬بثوسا‪ ،‬كتبعد عف مدينة سبثو حوال َْ كلم‪،‬‬
‫كعف طنجة َٔ كلم‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بدملكة ا‪٤‬بغربية تعريف با‪٤‬بدف كال يقرل كالقبائل كالسر كا‪١‬بهات‪ ،‬صٕٗ‪.ٖٗ-‬‬
‫(ْ) سبثة‪ :‬مدينة مف بالد الندلس على ناطئ ‪٦‬بدمع البحريف‪ ،‬اسثوىل ال تغاليوف عليها سنة ُٖٖىػ‪،‬‬
‫ا مف ا‪٤‬بسلدمْب كالنصارل كاليهود ‪ ،‬ينظر‪ :‬االسثقصاء لخبار دكؿ ا‪٤‬بغرب ُ‪،ُِٓ/‬‬
‫كس ك اهنا خلي ه‬
‫ي‬
‫معجم البلداف ّ‪.ُِٖ /‬‬
‫(ٓ ) ينظر‪ :‬تاري تطواف ٔ‪.ُِْ /‬‬

‫ِٔ‬
‫يف تطواف(ُ)‪ ،‬كىذا خطو‪ ،‬كالذم أكقعهم ‪-‬كاد أعلم‪ -‬يف ىذا عدـ اطالعهم على‬
‫كثاب الاهرسة البف عجيبة‪.‬‬
‫كما قيل أنو كلد يف تطواف ال يسلم ‪٥‬بذا القوؿ‪ ،‬فابف عجيبة يقوؿ عف ناسو‪:‬‬
‫"قدـ أ كأنا صغّب ‪٤‬بدينة تطواف بقصد زيارة علدمائها"(ِ)‪.‬‬
‫ثا ثًا‪ :‬نشأي‬
‫مثوثرا‬
‫عند س حياتو يثضح أف ابف عجيبة منذ أف نشو كاف ‪٧‬ببنا للصوفية ن‬
‫بوسرتو‪ ،‬كلكنو مل ين رط يف الثصوؼ كدمنهج إال بعد أف الثقى بشي و البوزيدم‬
‫كسلك الطريقة الدرقاكية الشاذلية‪ ،‬كىذا يدؿ على أنو مل يكف سالػ ندما مف لوثة‬
‫الثصوؼ الٍب اكثسبها مف أسرتو‪ ،‬فلقد ذكر عدة أمور دلة على ذلك منها‪:‬‬
‫ُ‪ -‬ما ذكره مف تعبده يف زاكية جده ا‪٢‬بسْب ا‪٢‬بجوجي‪ ،‬قاؿ‪" :‬كخلوتو الٍب‬
‫كاف يثعبد فيها مشهورة ‪ ...‬كقد تعبدنا فيها بعض الياـ"(ّ)‪.‬‬
‫ِ‪ -‬ذكره لكرامات جداتو كخرافاهتم الصوفية(ْ)‪.‬‬
‫ّ‪ -‬ككذلك الثناء على ناسو منذ طاولثو‪ ،‬بونو يحا كعيصم‪ ،‬كأنو أي‪٥‬بم منذ‬
‫صغره ‪٢‬بب ا‪٣‬بلوة‪ ،‬كالوحدة(ٓ)‪.‬‬

‫(ُ) ينظر‪ :‬نجرة النور الزكية يف طبقات ا‪٤‬بالكية‪ ،‬صََْ‪ ،‬كاليواقية الثدمينة يف أعياف مذىب عامل ا‪٤‬بدينة‪ ،‬صَٕ‪.‬‬
‫(ِ) الاهرسة‪ ،‬صَْ‪.‬‬
‫(ّ) الاهرسة‪ ،‬صُٔ‪.‬‬
‫مبحث مسثقل يف موضعها‪.‬‬
‫ه‬ ‫(ْ) الاهرسة‪ ،‬صُٔ‪ ،ِْ ،‬كسيويت ‪٥‬با‬
‫(ٓ) الاهرسة‪ ،‬صِٖ‪.‬‬

‫ِٕ‬
‫رابعا‪ :‬طيا يعيم‬
‫ً‬
‫أ‪ -‬طلبو للعلم يف الصغر(َُُٔىػ‪ُُٕٖ-‬ىػ)‪.‬‬
‫صغّبا‪ ،‬فيقوؿ عف ناسو‪" :‬ألقى اد تعاىل يف قليب ‪٧‬ببة‬
‫كضح أنو ابثدأ الطلب ن‬
‫العلم كأنا يف حاؿ الصبا"(ُ)‪ ،‬فقرأ كثابنا يف أحكاـ الصالة(ِ)‪ ،‬مث نرع ٗبدارسة القرآف‬
‫كحاظو‪ ،‬مث تلقى إتقانو بالثجويد على يد نيوخو‪.‬‬
‫ب‪ -‬طلبو للعلم يف طور الشباب (ُُٖٕ‪َُِٖ-‬ىػ)‪.‬‬
‫قاؿ‪" :‬ك‪٤‬با بلغة مف العدمر تسع عشرة سنة أك ‪ٜ‬باف عشرة سنة نرعة يف‬
‫قراءة العلم الظاىر"(ّ)‪.‬‬
‫ككاف طلبو للعلم ابثداءن يف تطواف‪ ،‬مث انثقل إىل مدينة القصر الكبّب(ْ) كبقي‬
‫مشثغال بالعلم إذ يقوؿ‪" :‬ك‪٤‬با اطدموف بنا ا‪٤‬بوضع انثغلة بقراءة العلم‬
‫ن‬ ‫فيو عامْب‬
‫عظيدما حٌب أٮبلة ناسي‪ ،‬كنسية أمرىا"(ٓ)‪ ،‬مث عاد بعد ذلك‬ ‫فانية فيو فناءن ن‬
‫لثطواف عندما أيصيب با‪٢‬بدمى(ٔ)‪.‬‬

‫(ُ) الاهرسة‪ ،‬صِٔ‪.‬‬


‫(ِ) القرطبية‪ ،‬ل العباس النصارم ا‪٤‬بثوىف سنة ٔٓٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الاهرسة‪ ،‬صِٔ‪.‬‬
‫(ّ) الاهرسة‪ ،‬صِٗ‪ ،‬كقصده بالعلم الظاىر‪ :‬علم ا‪٢‬بديث‪ ،‬كالثاسّب‪ ،‬كالاقو‪ ،‬كالنحو‪ ،‬كالسّبة‪ ،‬كا‪٤‬بنطق‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫الاهرسة‪ ،‬صَُُ‪.‬‬
‫(ْ) القصر الكبّب‪ :‬مدينة تقع يف ماَبؽ الطرؽ بْب العرائش كفاس كطنجة ‪ٙ‬بيا هبا ا‪١‬بناف كا‪٢‬بقوؿ كالبساتْب الٍب‬
‫يسقيها هنر اللكوس‪ ،‬كبضاحية ا‪٤‬بدينة على مقربة مف إحدل ‪٧‬بطات القطار الذاىب مف القصر إىل طنجة‬
‫توجد السهوؿ الٍب كقعة فيها معركة كادم ا‪٤‬ب ازف الثارٱبية بْب ا‪١‬بند السعدم كا‪١‬بند ال تغال‪ ،‬سنة ُٖٕٓ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬تعريف با‪٤‬بدف كالقرل كالقبائل كالسر كا‪١‬بهات‪ ،‬صّٖ‪.‬‬
‫(ٓ) الاهرسة‪ ،‬صَِ‪.‬‬
‫(ٔ) الاهرسة‪ ،‬صَّ‪.‬‬

‫ِٖ‬
‫خامسا‪ :‬ع ةخ‬
‫ً‬
‫بدأ ابف عجيبة بذكر أنياخو(ُ) الذيف تثلدمذ على أيديهم فذكر أنو‪:‬‬
‫ُ‪ -‬حا القرآف على يد جده ا‪٤‬بهدم بف ا‪٢‬بسْب بف عجيبة‪.‬‬
‫دارا‬
‫أصال الثطواين ن‬‫ِ‪ -‬أبو عبد اد ‪٧‬بدمد بف علي بف أ‪ٞ‬بد بف ‪٧‬بدمد الورزازم ن‬
‫كموطننا‪ ،‬قاؿ عنو ابف عجيبة‪ :‬لو مشاركة حسنة يف فنوف مف العلم كالاقو‪ ،‬كالنحو‪،‬‬
‫كالبياف‪ ،‬كالصوؿ‪ ،‬كا‪٢‬بساب‪ ،‬كالثنجيم‪ ،‬تويف عاـ ُُِْىػ(ِ)‪.‬‬
‫ّ‪٧ -‬بدمد بف ا‪٢‬بسْب ا‪١‬بنوم‪ ،‬درس على يديو‪٨ :‬بثصر خليل‪ ،‬ك‪٨‬بثصر‬
‫السبكي‪ ،‬ككرقات ا‪٣‬بطاب يف الصوؿ للجويِب‪ ،‬كقرأ عليو صحيح الب ارم مرتْب‪،‬‬
‫كجزءنا مف صحيح مسلم‪ ،‬كالرسالة يف الاقو ا‪٤‬بالكي البف أ زيد القّبكاين‪ ،‬كحكم‬
‫ابف عطاء‪ ،‬كأصوؿ الطريقة يف الثصوؼ‪ ،‬كجزءيف مف تاسّب القرآف العظيم(ّ)‪.‬‬
‫الر ىنام بضم الراء كفثح الشْب (أك الرني أك‬ ‫ْ‪ -‬أ‪ٞ‬بد بف عبد الر‪ٞ‬بف ُّ‬
‫الرناكم)‪ ،‬قرأ عليو ألاية ابف مالك‪ ،‬ك‪٨‬بثصر خليل‪ ،‬كالسلم لألخضرم(ْ)‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬عبد السالـ بف ‪٧‬بدمد بف ‪٧‬بدمد بف قاسم بف سعيد بف قريش‪ ،‬قاضي‬
‫تطواف‪ ،‬درس عليو تاسّب القرآف العظيم‪ ،‬كمشائل الَبمذم‪ ،‬تويف سنة َُِٕىػ(ٓ)‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬عبد الكرًن بف قريش‪ ،‬قرأ عليو الثاسّب‪ ،‬كصحيح الب ارم‪ ،‬ك‪٨‬بثصر‬
‫خليل‪ ،‬كالرسالة‪ ،‬ك‪ٙ‬باة ا‪٢‬بكاـ البف عاصم الغرناطي‪ ،‬كاللاية‪ ،‬كالمية الفعاؿ البف‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬الاهرسة‪ ،‬صِٕ‪.‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬تاري تطواف ٔ‪ ،ُٓٔ/‬كفهرسة أ عبد اد الورزازم‪ ،‬صٓ‪.‬‬
‫(ّ) الاهرسة‪ ،‬صِّ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر تاري تطواف ٕ‪.ّّّ/‬‬
‫(ٓ) ا‪٤‬برجع ناسو ٔ‪.ُِٓ/‬‬

‫ِٗ‬
‫مالك‪ ،‬كجزءنا مف مغِب اللبيب البف ىشاـ النصارم‪ ،‬كالسلم يف ا‪٤‬بنطق‪ ،‬كتل يص‬
‫ا‪٤‬باثاح يف البياف‪ ،‬ك‪٨‬بثصر السبكي يف الصوؿ‪ ،‬كالشاا يف تعريف حقوؼ ا‪٤‬بصطاى‬
‫للقاضي عياض‪ ،‬كا‪٥‬بدمزية يف مدح خّب ال ية للبوصّبم(ُ)‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬أبو عبد اد ‪٧‬بدمد بىػنيس الااسي باثح الباء كتشديد النوف ا‪٤‬بكسورة‪،‬‬
‫درس عليو الارائض‪ ،‬كجزءنا مف الثسهيل البف مالك يف النحو(ِ) كقاؿ عنو‪ :‬كىو‬
‫ني نا الاهامة فرضي كقثو‪ ،‬كإماـ عصره‪ ،‬كاخثص بعلم الارائض فإليو ا‪٤‬بلجو بااس‬
‫يف حل مشكالتو(ّ)‪.‬‬
‫ٖ‪٧ -‬بدمد الثاكدم ابف سودة‪ ،‬أخذ عنو الاقو كا‪٢‬بديث‪ ،‬ككصاو بقولو‪ :‬الاقيو‬
‫احملدث(ْ)‪.‬‬
‫ٗ‪٧ -‬بدمد بف أ‪ٞ‬بد بف غيالف‪ ،‬جلس ابف عجيبة يف حلقثو مرة أك مرتْب(ٓ)‪،‬‬
‫عابدا(ٔ)‪.‬‬
‫فقيها‪ ،‬عالػ ندما ن‬
‫كصاو بونو كاف ن‬
‫َُ‪ -‬أبو ا‪٢‬بسف سيدم علي بف ‪٧‬بدمد بف نطّب ا‪٢‬بسِب‪ ،‬قاؿ عنو ابف‬
‫فقيها ‪٫‬بوينا ‪٧‬بدثنا‪٠ ،‬بعة منو جزءنا مف ألاية ابف مالك‪ ،‬ككاف ييدرس‬
‫عجيبة‪" :‬كاف ن‬
‫صحيح الب ارم يف مسجد الرابطة بثطواف‪ ،‬ك‪٨‬بثصر خليل‪ ،‬تويف سنة َُُٗىػ"(ٕ)‪.‬‬

‫(ُ) الاهرسة‪ ،‬صُّ‪.‬‬


‫(ِ) الاهرسة‪ ،‬صِّ‪.‬‬
‫(ّ) ‪٨‬بطوط طبقات العلدماء كالصلحاء العياف ؿ‪.ِِٖ/‬‬
‫(ْ) ا‪٤‬برجع السابق ؿ‪.ِِٗ-ِِٖ/‬‬
‫(ٓ) الاهرسة‪ ،‬صُّ‪.‬‬
‫(ٔ) ‪٨‬بطوط أزىار البسثاف يف طبقات العياف ؿ‪.َِّ/‬‬
‫(ٕ) ا‪٤‬برجع ناسو ؿ‪ ،ِِٓ/‬ؿ‪.ِِٔ/‬‬

‫َّ‬
‫سادسا‪ :‬ي م ذ‬
‫ً‬
‫يف ا‪٢‬بقيقة مل يذكر ابف عجيبة أ‪٠‬باء تالميذه الذيف تلقوا عنو العلوـ‪ ،‬بل ذكر‬
‫يف كثابو الاهرسة عنوانا "ذكر مف أخذ عنا الَببية النبوية مف الاقراء كا‪٤‬بثجرديف‬
‫أحدا با‪٠‬بو‪ ،‬كعلل سبب ذلك كثرهتم كعدـ اسثقصاء‬ ‫كا‪٤‬بنثسبْب‪ ،‬كمل يذكر ن‬
‫عددىم"(ُ)‪.‬‬
‫كيف موضع آخر فاضل بينهم‪ ،‬كقسدمهم إىل قسدمْب فقاؿ‪:‬‬
‫ُ‪ -‬قسم درس على يدية علم الظاىر‪ ،‬كلكنو كصاهم بالضعف فقاؿ‪" :‬فوما‬
‫مف كنا زرعنا فيو العلم الظاىر حْب الثدريس فكانة ‪ٜ‬برتو ضعياة‪ ،‬فدمنهم مف صار‬
‫إماما للثدريس كمنهم مف انثغل بوسباب ا‪٤‬بعاش"(ِ)‪.‬‬‫قاضينا أك ن‬
‫ِ‪ -‬كقسم درس على يديو علم الباطف‪ ،‬كلقد كصاهم ٕبصو‪٥‬بم على الغُب‬
‫الك فقاؿ‪" :‬كأما مف زرعنا فيو العلم الباطف فجلهم حصل لو الغُب الك كدخلوا‬
‫مثجردا‪ ،‬كإف كاف مثسببنا حصل لو القناعة‪،‬‬
‫ن‬ ‫مقاـ اإلحساف بالذكؽ أك العلم إذا كاف‬
‫كاالسثقامة‪ ،‬كالثقول‪ ،‬كتنوير الباطف فكلهم على بينة مف رهبم"(ّ)‪.‬‬
‫بعضا مف ا‪٤‬بؤرخْب ذكر أ‪٠‬باء بعض تالميذه‪.‬‬ ‫كعند الثنقيب كالبحث كجدت ن‬
‫منهم‪ :‬أبو ‪٧‬بدمد عبد السالـ بف أ‪ٞ‬بد سكّبج الثطواين ا‪٤‬بثوىف سنة َُِٓ قرأ‬
‫على ابف عجيبة النصيحة الزركقيػة‪ ،‬كال دة للبصّبم‪ ،‬كالنحو كالصرؼ‪ ،‬كعبد اد بف‬
‫علي نطّب‪ ،‬قرأ على ابف عجيبة تل يص ا‪٤‬باثاح(ْ)‪ ،‬كعبد الغاور بف الثهامي البناين‪،‬‬
‫(ُ) الاهرسة‪ ،‬صٕٕ‪.‬‬
‫(ِ) الاهرسة‪ ،‬صٕٓ‪.‬‬
‫(ّ) الاهرسة‪ ،‬صٕٕ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬تاري تطواف ٕ‪.َّّ/‬‬

‫ُّ‬
‫كالذم نس البحر ا‪٤‬بديد يف تاسّب القرآف ا يد كحانية ابف عجيبة على ا‪١‬بامع‬
‫الصغّب للحاف السيوطي(ُ)‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬مؤ فاي‬
‫ً‬
‫‪ -1‬يسه ل ا دخل دن د األب ال با ن د ا صا لد بند اإلقاال‬
‫كىو أكؿ كثاب ألاو ابف عجيبة عاـ ُُٔٗىػ كىو يبحث يف النية‪ ،‬فلقد ذكر‬
‫‪٦‬باال للنية يف ذلك‪ ،‬فقد يلبس‬
‫فصال يف نيات لباس الثوب‪ ،‬كذكر سبعة عشر ن‬ ‫ن‬
‫امثثاال للسنة يف‬
‫الثوب بنية سَب العورة كذلك كاجب‪ ،‬كقد يكوف مف أجل الثزيف ن‬
‫إظهار النعم ‪ ...‬كذكر أف مف أسباب تولياو دراسثو لكثاب ا‪٢‬بكم البف عطاء‬
‫اد(ِ)‪ ،‬كا‪٤‬بدخل حملدمد ابف ا‪٢‬باج الااسي(ّ)‪ ،‬كقوت القلوب يف معاملة احملبوب ل‬
‫طالب ا‪٤‬بكي(ْ)‪.‬‬
‫كىذا الكثاب توجد منو نس ة با‪٣‬بزانة العامة بالرباط ‪ٙ‬بدمل رقم ُُْٖؾ‪،‬‬
‫ضدمف ‪٦‬بدموع‪ ،‬صِْٗ‪ ،ُِّ-‬كنس ة ٖبزانة تطواف ‪ٙ‬بدمل رقم ِٕٖ‪ ،‬كلقد قاـ‬
‫بدراسثو ك‪ٙ‬بقيقو الدكثور عبد ا يد ا‪٤‬برزكقي‪.‬‬

‫(ُ) ينظر‪ :‬تاري تطواف ٔ‪.ُِٖ/‬‬


‫(ِ) ىو‪ :‬أ‪ٞ‬بد بف ‪٧‬بدمد بف عبد الكرًن بف عبد الر‪ٞ‬بف أبو العباس الصويف ا‪٤‬بالكي الشاذل‪ ،‬لو عدة مصناات منها‪:‬‬
‫ا‪٢‬بكم العطائية‪ ،‬تاج العركس‪ ،‬لطائف ا‪٤‬بنف‪ ،‬تويف باإلسكندرية سنة َٕٗىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الدرر الكامنة ُ‪،ُِٗ/‬‬
‫طبقات الشافعية الك ل ٗ‪ ،ِْ-ِّ/‬البدر الطالع ُ‪.َُٕ/‬‬
‫(ّ) ىو‪٧ :‬بدمد بف ‪٧‬بدمد بف ‪٧‬بدمد بف ا‪٢‬باج أبو عبد اد العبدرم ا‪٤‬بالكي الااسي‪ ،‬نزيل مصر‪ ،‬تاقو يف بالده‪ ،‬كقدـ‬
‫مصر‪ٝ ،‬بع كثابنا ‪٠‬باه ا‪٤‬بدخل كثّب الاوائد‪ ،‬كمات سنة ّٕٕىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الدرر الكامنة ْ‪.ّٓٓ/‬‬
‫إماـ الطائاة يف الصوؿ كالطريقة‪ ،‬مات ببغداد سنة ُِٗىػ‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫(ْ) ىو‪ :‬أبو عبد اد عدمرك بف عثدماف ا‪٤‬بكي‪ ،‬ي‬
‫طبقات الصوفية‪ ،‬للسلدمي‪ ،‬صََِ‪.‬‬

‫ِّ‬
‫‪ -2‬ا يةائح ا دس د ي عرح ا ةظ فد ا زروق د‬
‫الوظياة الزركقية ىي عبارة عف ‪٦‬بدموعة أدعية كصلوات كآيات قرآنية يثلوىا‬
‫أتباع الطريقة الزركقية كل يوـ‪ ،‬كاحثول نرحو على مقدمثْب الكىل‪ :‬الثعريف‬
‫بزركؽ كمناقبو‪ ،‬كالثانية‪ :‬يف فضل الوظياة ككقثها‪ ،‬ككياية ذكرىا‪ ،‬ككانة مصادره‬
‫يف نرحها‪ ،‬كثب الثاسّب‪ ،‬كثاسّب البيضاكم‪ ،‬كابف جزم‪ ،‬كأحيانا تاسّب ابف‬
‫عطية‪ ،‬كىذا الشرح يعطي صورة كاضحة على النزعة الصوفية البف عجيبة منذ‬
‫بداية حياتو‪ ،‬كقد بينة ىذا مف قبل‪.‬‬
‫كىذا الكثاب توجد منو نس ة ‪٨‬بطوطة يف ا‪٣‬بزانة العامة بثطواف ضدمف‬
‫‪٦‬بدموع برقم َُّ كىو مطبوع‪ ،‬كيقع الكثاب ضدمف ‪٦‬بدموعة رسائل قاـ بثحقيقها‬
‫عبد السالـ العدمراين‪ ،‬ك‪٠‬باىا با‪١‬بواىر العجيبة‪.‬‬
‫‪ -3‬األنةار ا دس د ي عرح ا ص دة ا ه ز د‬
‫كىي نرح لقصيدة البوصّبم‪ ،‬انثدملة على أربع مائة ك‪ٟ‬بسة ك‪ٟ‬بسْب‬
‫مطوال‪ ،‬كاعثدمد يف نرحو على بعض كثب القوـ‪،‬‬‫نرحا ن‬ ‫بيثنا‪ ،‬نرحها ابف عجيبة ن‬
‫مطوال عف اإلحياء‪ ،‬كىو كثاب‬
‫نقال ن‬‫كثاسّب القشّبم‪ ،‬ككثب الغزال فهو ينقل ن‬
‫مطبوع بثحقيق عبد السالـ العدمراين خدًن العلم كالصوفية كدما ‪٠‬بى ناسو‪.‬‬
‫‪ -4‬يأ ف ي ا دة د وا ص ة‬
‫ىذا الكثاب مل يذكره ابف عجيبة يف كثابو الاهرسة‪ ،‬كلكف ذيكر يف كثاب‬
‫تاري تطواف للدمؤلف ‪٧‬بدمد داكد كقاؿ إنو كقف عليو يف عشر صاحات‪.‬‬
‫كىذا المر تطلب مِب السار إىل ا‪٤‬بغرب للثنقيب عف الكثاب‪ ،‬كذىبة‬
‫لل زانة العامة يف الرباط‪ ،‬كاتضح أف المر قد الثبس على ماهرس ا‪٣‬بزانة العامة‬

‫ّّ‬
‫كأدرجو بعنواف كثاب الثوحيد البف عجيبة ضدمف ‪٦‬بدموع ِِٖٗ د‪ ،‬مث تبْب أف‬
‫ا‪٤‬ب طوط ىو نرح ‪ٟ‬برية ابف الاارض البف عجيبة‪.‬‬
‫‪ -5‬عرح خ ر د ابج ا فارض‬
‫كىو نرح لبيات ابف الاارض‪ ،‬ا‪٤‬بشثدملة على اصطالحات صوفية‪ ،‬منها‬
‫الذكؽ‪ ،‬كالشرب‪ ،‬كالسكر‪ ،‬كالصحو‪ ،‬كانثدمل الشرح على أحواؿ الصوفية‬
‫كمقاماهتم‪ ،‬كالكثاب مطبوع باعثناء الدكثور عاصم الكيال الشاذل الدرقاكم‪.‬‬
‫‪ -6‬عرح ا اردة‬
‫نرحا لغوينا‪ ،‬بالغينا‪،‬‬
‫كىي عبارة عف مائة كسثْب بيثنا‪ ،‬نرحها ابف عجيبة ن‬
‫صوفينا‪ ،‬كتوجد مف الشرح نس ة ‪٨‬بطوطة با‪٣‬بزانة العامة بثطواف ‪ٙ‬بدمل الرقم‬
‫ُِٖ‪ ،‬كتقع يف ‪٫‬بو ِّٖ صاحة‪ ،‬كالكثاب مطبوع‪ ،‬بعنواف نرح ال دة كمعو‬
‫كشف الكربة بث ريج أحاديث ال دة‪١ ،‬بامعو أ الاثوح عبد اد بف القادر‬
‫الثليدم‪.‬‬
‫‪ -7‬األنةار ا سن د ي األذكار ا ناة د‬
‫‪٨‬بطوط مل ٰبقق‪ ،‬يوجد يف خزانة تطواف ‪ٙ‬بة رقم ّٖٓ‪ ،‬كىو عبارة عف‬
‫أدعية كأذكار‪ ،‬للصالة كالطهارة‪ ،‬كأذكار البيوع‪ ،‬كأذكار دخوؿ ا‪٤‬بسجد ‪...‬‬
‫لوحا‪ ،‬كبعد تاحصي للدم طوط كجدت أنو‬
‫كانثدمل ا‪٤‬ب طوط على اثنْب كثالثْب ن‬
‫على غرار كثاب الذكار للنوكم‪ ،‬كلكنو حذؼ منو السانيد‪ ،‬كاعثدمد على‬
‫مصدريف يف ‪ٝ‬بعهدما كدما ذكر ذلك يف آخر ا‪٤‬ب طوط كٮبا‪ :‬كثاب الكلم الطيب‬
‫للسيوطي‪ ،‬ككثاب ا‪٢‬بصف ا‪٢‬بصْب البف ا‪١‬بزرم‪ ،‬كذكر تاري تولياو فكاف يوـ‬
‫ا‪٣‬بدميس أكاخر ذم القعدة مف عاـ َُِٓىػ‪.‬‬

‫ّْ‬
‫‪ -8‬مة ةع األدب د واألذكار ا ل د يذنةب واألوزار با ه ييد‬
‫واالسد فار وا ص ة بيى ا ناي ا خدار‬
‫‪٨‬بطوط مل ٰبقق‪ ،‬يوجد يف خزانة تطواف ‪ٙ‬بة رقم ِْٕ‪ ،‬أخذ ا‪٤‬بؤلف يبْب‬
‫للدمريد السالك أف يبدأ باالسثغاار‪ ،‬مث الصالة على النيب ‪٧‬بدمد كذكر ‪ٝ‬بلة‬
‫مف أنواع الذكار‪.‬‬
‫‪ -9‬أربعةن د ثًا ي األصةل وا فروع وا دقائق‬
‫‪٨‬بطوط مل ٰبقق‪ ،‬يوجد يف خزانة ا‪٤‬بكثبة الوطنية يف الرباط‪ ،‬كبْب ذلك‬
‫و‬
‫كنيء‬ ‫بقولو‪" :‬كقد اسث رت اد يف ‪ٝ‬بع ىذه الربعْب يف علم الصوؿ كالاركع‬
‫مف الثصوؼ"(ُ)‪.‬‬
‫يف النية‪ ،‬كأحاديث‬ ‫مث اسثهل ا‪٤‬ب طوط ٕبديث عدمر بف ا‪٣‬بطاب‬
‫يف‬ ‫مثنوعة منها يف الحكاـ كمنها يف الوضوء‪ ،‬كمنها حديث ج يل‬
‫لوحا‪.‬‬
‫اإلٲباف‪ ،‬كصالة ا‪١‬بنازة كفضلها‪ ،‬ككاف عدد لوحات ا‪٤‬ب طوط ثالثة عشر ن‬
‫ا راءات ا دةايرة‬ ‫‪ -11‬ا درر ا ناثرة ي ية‬
‫كىو كثاب مطبوع اعثُب بو كقدمو " خدًن العلم كالصوفية‪ ،‬كطريق بِب‬
‫عجيبة‪ :‬عبد ال سالـ العدمراين ا‪٣‬بالدم العرائشي"(ِ)‪.‬‬
‫كانثدمل الكثاب على آداب القارئ‪ ،‬كفضل القرآف‪ ،‬كسبب تعدد الركاية‬
‫(ُ) ‪٨‬بطوط أربعوف حديثنا يف الصوؿ كالاركع كالدقائق ؿ‪.ُ/‬‬
‫(ِ) مقدمة الكثاب‪ ،‬صّ‪ ،‬كدما ‪٠‬بى ناسو بذلك الوصف نسب نة إىل مدينة العرائش الٍب تقع على الشاطئ الطلسي‬
‫بْب القنيطرة كأصيال على الضاة اليسرل لوادم اللكوس بنية قصبثها سنة ٕٖٗىػ كاحثلها السباف سنة‬
‫َُُٗىػ‪ ،‬إىل أف حررىا السلطاف ا‪٤‬بوىل إ‪٠‬باعيل سنة َُُُىػ فجدد بناءىا كحصنها‪ .‬ينظر‪ :‬تعريف با‪٤‬بدف كالقرل‬
‫كالقبائل كالسر كا‪١‬بهات‪ ،‬صِٖ‪.‬‬

‫ّٓ‬
‫كحصرىا‪ ،‬كالثعريف بالقراء كذكر مسانيدىم‪ ،‬كفائدة اخثالؼ القراءات‪ ،‬كباب‬
‫االسثعاذة كالكالـ عليها مف كجوه‪ ،‬كقد جاء يف أربع مائة كسبع كأربعْب صاحة‪.‬‬
‫‪ -11‬أزهار ا اسدان ي طا ات ا عي اء وا صيلاء األب ان‬
‫كىو ‪٨‬بطوط ض م يف الَباجم مل ٰبقق‪ ،‬توجد منو نس ة يف خزانة ا‪٤‬بكثبة‬
‫الوطنية بالرباط‪ٙ ،‬بة رقم ِٖٔؾ‪ ،‬كانثدمل ا‪٤‬ب طوط على مائثْب ك‪ٟ‬بس‬
‫لوحا قاؿ عنو ابف عجيبة‪ " :‬كتوليف يف طبقات الاقهاء‪ ،‬كذكر أرباب‬ ‫كعشريف ن‬
‫ا‪٤‬بذاىب كالثعريف هبم‪ ،‬كالثعريف ٗبشاىّب أصحاب مذىب مالك مف القرف الثاين‬
‫ا‪٥‬بجرم إىل عصره‪ ،‬على ترتيب كجودىم كل قرف كحده‪ ،‬مث اتبعثهم بذكر‬
‫النحويْب كاحملدثْب كالصوفية غّب أف الصوفية مل نسثكدمل ذكرىم"(ُ)‪ ،‬كىذا ا‪٤‬ب طوط‬
‫ك‪٧‬بادثةي الكياس ٗبف أق مف العلدماء‬
‫كاف عدمدة الكثاين يف كثابو سلوة النااس ي‬
‫كالصلحاء ٗبدينة فاس‪.‬‬
‫‪ -12‬رسائل ي ا ع ائد وا ص ة‬
‫كىو ‪٨‬بطوط مل ٰبقق‪ ،‬عدد ألواحو عشرة ألواح يوجد يف دار الكثب ا‪٤‬بصرية‬
‫بعنواف ‪٦‬باميع ننقيا ٕ‪ ْ/‬كابثدأه بقولو‪" :‬عليك أف تعثقد أف اد موجود قبل‬
‫الكواف قدًن ال أكؿ لو أزل ال بداية لو ‪ ،)ِ("...‬مث تكلم يف الصاات على مذىب‬
‫الناعرة‪ ،‬كيف اللواح الخّبة مف ا‪٤‬ب طوط ‪ٙ‬بدث عف الصالة‪ ،‬كاجباهتا‪ ،‬كسننها‪.‬‬
‫‪ -13‬عرح ص ة ا طب ابج مش ش‬
‫كثاب مطبوع عرؼ باسم الصالة ا‪٤‬بشيشية(ّ) كمطلعها "اللهم صل على مف‬
‫(ُ) ‪٨‬بطوط أزىار البسثاف يف طبقات العلدماء كالصلحاء كالعياف ؿ‪.ُ/‬‬
‫(ِ) ‪٨‬بطوط رسائل يف العقائد ؿ‪.ُ/‬‬
‫(ّ) نسبةن لعبد السالـ بف سليدماف بف مشيش‪ ،‬كلد حوال سنة ٗٓٓىػ‪ ،‬أخذ عف الصوفية أمثاؿ عبد الر‪ٞ‬بف ا‪٤‬بدين‬
‫ا‪٤‬بعركؼ بالزيات‪ ،‬كسعيد الغزكاين‪ ،‬اغثيل مف أ الطواجف الذم ادعى النبوة يف عهد ا‪٤‬بوحديف كذلك عاـ‬
‫ِٓٔ‪ ،‬كدفف يف رأس جبل العلم‪ .‬ينظر‪ :‬االسثقصاء ِ‪.ِّٔ/‬‬

‫ّٔ‬
‫خلق مف نور‪،‬‬ ‫منو انشقة السرار كانالقة النوار‪ ،‬فهم يعثقدكف أف ‪٧‬بدم ندا‬
‫كالكوف مف نوره(ُ)‪ ،‬كىذه الصلوات مشثهرة عند صوفية ا‪٤‬بغاربة‪ ،‬يثسابق الناس‬
‫السثظهارىا كالث ؾ بثالكهتا‪ ،‬كلقد انطوت على أسرار صوفية نرحها ابف عجيبة‪،‬‬
‫مثاؿ ذلك نرحو ‪٤‬بعُب ا‪٢‬بضرة ىي‪ :‬حضور القلب مع الرب أك حضور الركح أك‬
‫السر مع ا‪٢‬بق‪.‬‬
‫‪ -14‬إ اظ ا ه م ي عرح ا لكم‬
‫كثاب مطبوع البف عطاء اد السكندرم باسم ا‪٢‬بكم العطائية نرحو ابف‬
‫عجيبة‪ ،‬كيعث ىذا الكثاب سبب النثقاؿ ابف عجيبة مف العلم الظاىر إىل العلم‬
‫(ِ)‬
‫الباطف كانثقالو إىل العبادة كا‪٣‬بلوة كإبغاض الدنيا كأىلها ‪ ،‬كلقي ىذا الكثاب ن‬
‫قبوال‬
‫اسعا عند الصوفية يف ا‪٤‬بغرب كا‪٤‬بشرؽ(ّ)‪ ،‬كىو خطاب موجو للدمريد السالك للطرؽ‬
‫ك ن‬
‫الصوفية‪ ،‬كمعظم ‪٧‬بثوياهتا تدكر حوؿ آداب السلوؾ كمقامات كأحواؿ ك‪٦‬باىدات‬
‫مف أكؿ الطريق إىل هنايثو‪.‬‬
‫‪ -15‬ا فدة ات اإل ه د ي عرح ا اا ث األصي د‬
‫كىو كثاب مطبوع عبارة عف نرح ‪٤‬بنظومة ا‪٤‬بباحث الصلية البف البنا‬
‫(ْ)‬
‫نرحا صوفينا مف خرؽ‬
‫ن‬ ‫عجيبة‬ ‫ابف‬ ‫نرحها‬ ‫الصوفية‬ ‫اعد‬
‫و‬ ‫كق‬ ‫آداب‬ ‫يف‬ ‫كىي‬ ‫‪،‬‬ ‫السرقسطي‬
‫(ُ) سيويت الرُّد عليهم يف الباب الثاين مف ىذا الكثاب‪.‬‬
‫(ِ) ينظر الاهرسة‪ ،‬صَْ‪.‬‬
‫(ّ) ُّ‬
‫يدؿ على ذلك كثرة نركحها‪ ،‬منها‪ :‬نرح ابف عباد ‪٧‬بدمد بف إبراىيم الرندم كىو مطبوع باسم غيث ا‪٤‬بواىب‬
‫العلية (تِٕٗىػ)‪ ،‬كنرح زركؽ أ‪ٞ‬بد بف ‪٧‬بدمد ال ي نيسي (تٖٗٗىػ) كعنوانو (تنبيو ذكم ا‪٥‬بدمم)‪.‬‬
‫(ْ) ىو أبو العباس أ‪ٞ‬بد بف يوسف الثجييب ا‪٤‬بشهور بابف البنا‪ ،‬أصلو مف سرقيسطة بالندلس‪ ،‬كمنها انثقل إىل فاس‬
‫كهبا تيويف‪ ،‬كمل يثبْب تاري كفاتو‪ ،‬ينظر‪ :‬الاثوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صٔ‪.‬‬

‫ّٕ‬
‫العوائد كضركرة ا‪ٚ‬باذ الشي ا‪٤‬بر ‪ ،‬كقسم ا‪٤‬بؤلف منظومثو إىل ‪ٟ‬بسة فصوؿ‪ :‬الاصل‬
‫الكؿ يف أصل علم الثصوؼ‪ ،‬كالثاين يف فضلو‪ ،‬كالثالث يف أحكاـ علم الثصوؼ‪ ،‬الرابع‪،‬‬
‫يف الرد على مف أنكره‪ ،‬كا‪٣‬بامس يف فقراء العصر‪.‬‬
‫‪ -16‬عرح قص دة ا مج يعاظم‬
‫كثاب مطبوع عبارة عف نرح كضعو ابف عجيبة على القصيدة ا‪٥‬بائية ‪٤‬بؤسس‬
‫الطريقة الرفاعية أ‪ٞ‬بد بف ا‪٢‬بسف الرفاعي‪ ،‬قاؿ يف بداية نرحو‪" :‬فقد سولِب بعض أىل‬
‫(ُ)‬
‫كثّبا‬
‫ن‬ ‫نرحو‬ ‫يف‬ ‫عجيبة‬ ‫ابف‬ ‫اعثدمد‬
‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫تقييدا على قصيدة تنسب للرفاعي"‬
‫احملبة أف أضع ن‬
‫على كثاب ا‪٢‬بكم‪ ،‬كجلها يدكر حوؿ احملبة كا‪٤‬بقامات‪.‬‬
‫‪ -17‬يفس ر ا فايلد ا خدصر‬
‫‪٨‬بطوط مل ٰبقق‪ ،‬يوجد يف دار الكثب ا‪٤‬بصرية برقم ُّّّ‪ُّٗٔ/‬‬
‫ج‪ ،ِّٗٗ/‬انثهى مف تبييضو "بعد صالة العشاء سنة ‪ٟ‬بسة عشر كمائثْب‬
‫لطيف على فا‪ٙ‬بة‬
‫ه‬ ‫كألف"(ِ)‪ ،‬كيقع يف أربعة ألواح‪ ،‬قاؿ يف بدايثو‪" :‬ىذا نر هح‬
‫الكثاب"(ّ) ياسر ااية بثاسّب أىل الظاىر فيثناكؿ ا‪١‬بانب اللغوم‪ ،‬مث يثناكؿ‬
‫الثاسّب الباطف باإلنارات الصوفية(ْ)‪.‬‬
‫‪ -18‬يفس ر ا فايلد ا كا ر‬
‫كىو كثاب مطبوع‪ ،‬ضدمنو عشر مقدمات للثاسّب‪ ،‬كتاسّبات مطولة للاا‪ٙ‬بة‪،‬‬
‫فكانة ا‪٤‬بقدمة الكىل‪ :‬يف تاسّب العلوـ كذكر أصو‪٥‬با كفركعها كبعض مبادئها‪،‬‬
‫(ُ) صُّٖ‪.‬‬
‫(ِ) ‪٨‬بطوط تاسّب الاا‪ٙ‬بة ا‪٤‬ب ثصر ؿ‪.ْ/‬‬
‫(ّ) ا‪٤‬برجع ناسو ؿ‪.ُ/‬‬
‫(ْ) ينظر ؿ‪.ّ/‬‬

‫ّٖ‬
‫كا‪٤‬بقدمة الثانية‪ :‬يف كياية ابثداء نزكؿ القرآف كأكؿ ما نزؿ منو‪ ،‬كذكر ا‪٤‬بكي كا‪٤‬بدين‪،‬‬
‫كا‪٤‬بقدمة الثالثة‪ :‬يف سبب ‪ٝ‬بعو كاخثالؼ ركايثو‪ ،‬كذكر أصػوؿ القراءات كسبب‬
‫اقثصار الناس على السبعة أك العشػرة‪ ،‬كا‪٤‬بقدمة الرابعة‪ :‬يف علوـ القػرآف الظاىػرة‬
‫كالباطنة‪ ،‬كا‪٤‬بقدمة ا‪٣‬بامسة‪ :‬يف نركط ا‪٤‬باسر كآدابو‪ ،‬كذكر العلوـ الٍب ٰبثاج إليها‪،‬‬
‫كا‪٤‬بقدمة السادسة‪ :‬يف معرفة توكيلو كتاسّبه كبياف نرفو كا‪٢‬باجة إليو‪ ،‬كبياف الناس‬
‫كا‪٤‬بنسوخ‪ ،‬كا‪٤‬بقدمة السابعة‪ :‬يف طبقات ا‪٤‬باسريف كأكؿ مف تكلم يف الثاسّب‪،‬‬
‫كا‪٤‬بقدمة الثامنة يف ترتيب آياتو كسوره ك‪ٙ‬بزيبو‪ ،‬كا‪٤‬بقدمة الثاسعة‪ :‬يف تاسّب لا‬
‫القرآف كالكثاب كالارقاف‪ ،‬كالذكر‪ ،‬كالسورة‪ ،‬كااية‪ ،‬كا‪٤‬بقدمة العانرة‪ :‬يف فضل‬
‫القرآف‪ ،‬كفضل قراءتو‪ ،‬كتااضل بعضو على بعض‪ ،‬كذكر خواصو(ُ)‪ ،‬مث نرع يف‬
‫تاسّب البسدملة‪ ،‬كالاا‪ٙ‬بة‪.‬‬
‫‪ -19‬قص دة ي االسم ا فرد (اهلل)‬
‫‪٨‬بطوط مل ٰبقق‪ ،‬يوجد يف ا‪٣‬بزانة العامة يف ا‪٤‬بكثبة الوطنية يف الرباط ‪٦‬بدموع‬
‫رقم ِِٖٗ‪.‬‬
‫‪ -21‬سيك ا در ي ذكر ا ضاء وا در‬
‫ىو كثاب مطبوع‪ ،‬فرغ مف تبييضو يوـ ا‪١‬بدمعة ثالث نواؿ مف عاـ ُُِْىػ‪،‬‬
‫ألاو ابف عجيبة زمف الوباء الذم حصل يف تطواف‪ ،‬كذكر سبب توليف للكثاب‬
‫كثّبا ‪٩‬بف يشار إليو بالعلم كالعدمل قد ضل عنو‪ ،‬كأضل‬
‫بقولو‪ٞ" :‬بلِب عليو أنػي رأية ن‬
‫كثّبا مف‬
‫كجعل يدافع ا‪٤‬بقادير ٗبا يقدر عليو مف السباب كا‪٢‬بيل‪ ...،‬فلقد رأية ن‬
‫العلدماء زمف الوباء يومركف بغلق أبواب ا‪٤‬بدينة‪ ،‬كياركف مف الدخوؿ على ا‪٤‬برضى‪،‬‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬مف صُ إىل صٖٗ‪.‬‬

‫ّٗ‬
‫كىذا الذم ‪ٞ‬بلِب على تقييد ىذا الثوليف‪ ،‬فال ع ة بعلم الكراؽ إذا مل يؤيده‬
‫الوجداف كالذكاؽ"(ُ)‪.‬‬
‫كىذ الكثاب كاف ‪٨‬بطوطنا حققثو الباحثة‪ :‬فا‪ٙ‬بة ‪٦‬بدكين بثاري ُٓ‪/ُُ/‬‬
‫ُٔٗٗـ لنيل دبلوـ يف العقائد كالالساة(ِ)‪.‬‬
‫‪ -21‬عرح ص ة ابج بربي‬
‫كىو كثاب مطبوع ضدمف سلسلة نورانية مايدة(ّ) ‪ٝ‬بع كتقدًن‪ :‬عبد السالـ‬
‫العيدمراين ا‪٣‬بالدم‪ ،‬كمضدموف الكثاب يف مدح النيب كالغلو فيو(ْ)‪ ،‬كىو تقييد على‬
‫تصلية ابف العر ‪ ،‬فلقد اسثوذف ابف عجيبة ني و البوزيدم عند ما طيلب منو أف‬
‫تقييدا على صالة ابف عر (ٓ)‪.‬‬
‫يضع ن‬
‫‪ -22‬كشف ا ن اب بج سر األ ااب‬
‫كىو كثاب مطبوع‪ ،‬عبارة عف رسالة صغّبة‪ٙ ،‬بدث فيها ابف عجيبة بناس‬
‫صويف عف الثوحيد فهو يرل أف فعل العبد كلو مف اد‪ ،‬بل ال فاعل يف الوجود سواه‪،‬‬
‫فهو يقرر عقيدة ا‪١‬ب (ٔ)‪ ،‬مث نرع بعد ذلك يف بياف ا‪٤‬بصطلحات الصوفية مثل‪:‬‬
‫ا‪٢‬بقيقة‪ ،‬ا اىدة‪ ،‬علم اليقْب‪ ،‬عْب اليقْب‪ ،‬كحق اليقْب‪ ،‬كا‪٢‬باؿ(ٕ)‪ ،‬كا‪٤‬بقاـ ‪.)ٖ(...‬‬

‫(ُ) صْٖ‪.‬‬
‫(ِ) كقاة عليو بثاري ِٓ‪ُّْٔ/ٖ/‬ىػ يف مكثبة كلية أصوؿ الديف بثطواف مشاؿ ا‪٤‬بغرب‪ ،‬كعنوانو‪ :‬عقيدة القضاء‬
‫كالقدر يف الاكر الصويف ا‪٤‬بغر (أ‪ٞ‬بد بف عجيبة) مف خالؿ رسالثو سلك الدرر يف ذكر القضاء كالقدر‪،‬‬
‫دراسة ك‪ٙ‬بقيق‪ ،‬كا‪٤‬بشرؼ عليها‪ :‬دكثور إدريس خلياة‪.‬‬
‫(ّ) كدما ك‪٠‬بها ا‪٤‬بقدـ ‪٥‬با‪.‬‬
‫سبب كجود ا‪٤‬بوجودات‪ ،‬فيقولوف ىو بذرة الوجود‪ .‬ينظر‪ :‬نرح صالة ابف عر ‪ ،‬صِْ‪.‬‬
‫ي‬ ‫(ْ) يعثقدكف أف النيب ‪٧‬بدم ندا‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬صُْ‪.‬‬
‫(ٔ) سثويت آراؤه يف القضاء كالقدر يف الباب الثاين مف ىذا الكثاب‪.‬‬
‫الصويف مف حالثو البشرية االعثيادية إىل كضعية خاصة تصدر منو فيها‬
‫ُّ‬ ‫ا‪٢‬باؿ‪ :‬االنثقاؿ إىل كض وع ينسل منو‬‫(ٕ) ي‬
‫كنرعا‪ ،‬كقد اصطلح على تسدمية القواؿ الٍب يثاوه هبا صاحب ا‪٢‬باؿ‬ ‫عقال ن‬‫تصرفات كأقواؿ تكوف مرفوضةن ن‬
‫بالشطحات‪ .‬ينظر‪ :‬موسوعة الثصوؼ‪ ،‬صِٕ‪.‬‬
‫(ٖ) ينظر‪ :‬الصاحات‪ ،‬صّّ‪.ّٓ ،ُٓ ،ْٖ ،‬‬

‫َْ‬
‫ائق ا دصةر‬ ‫‪ -23‬معراج ا دشةر إ ى‬
‫كىو كثاب مطبوع‪ ،‬قاؿ عنو ابف عجيبة‪" :‬مث ألاة كثابنا يف حقائق الثصوؼ‬
‫فيو ثالثة كراريس"(ُ)‪ ،‬كانثدمل الكثاب على حقائق غريبة‪ ،‬كعبارات دقيقة‪ ،‬اصطلح‬
‫القوـ على اسثعدما‪٥‬با ‪ ،)ِ(...‬كقد ي‪ٝ‬بع يف ىذا الكثاب مائة حقيقة مف حقائق‬
‫الثصوؼ‪ ،‬كيعث الكثاب كشافنا للدمصطلحات الصوفية‪ ،‬كالذم يظهر أف مصدر‬
‫ابف عجيبة يف تولياو ‪٥‬بذا الكثاب ىو كثاب الرسالة للقشّبم)ّ(‪.‬‬
‫(ْ)‬
‫‪ -24‬عرح نةن د ا ششدري‬
‫ىو كثاب مطبوع‪ ،‬يدكر حوؿ بث ااراء الصوفية‪ ،‬قاؿ عنو ابف عجيبة‪" :‬مث‬
‫نرحة نونية الششَبم يف أربعة كراريس صغار"(ٓ) كلقد اسثعدمل الكثّب مف ا‪٤‬بصطلحات‬
‫الصوفية‪ ،‬كا‪٢‬بلوؿ‪ ،‬كاال‪ٙ‬باد‪ ،‬كالكرامات‪ ،‬كالاناء‪ ،‬كذبح الناس‪ ،‬مث أفاض يف ‪ٙ‬بليل كنرح‬
‫قيدمة العقل‪ ،‬كآفاتو‪ ،‬مث أخذ يثِب على رموز الصوفية كابف سبعْب‪ ،‬كابف عر ‪ ،‬كابف‬
‫الاارض‪ ،‬كت أهتم مف رميهم با‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد‪.‬‬

‫(ُ) الاهرسة‪ ،‬صّٗ‪.‬‬


‫(ِ) معراج الثشوؼ‪ ،‬صِٓ‪.‬‬
‫(ّ) ىو‪ :‬عبد الكرًن بف ىوازف بف عبد ا‪٤‬بلك بف طلحة النيسابورم‪ ،‬أبو القاسم القشّبم‪ ،‬تثلدمذ على ابف فورؾ‪،‬‬
‫كابف إسحا ؽ السارائيِب‪ ،‬كعبد القاىر البغدادم‪ ،‬ككانة كفاتو سنة ْٓٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعالـ النبالء‬
‫ُُ‪ ،ْٖٕ/‬فوات الوفيات ِ‪.َُّ/‬‬
‫(ْ) ىو‪ :‬أبو ا‪٢‬بسف الششَبم‪ ،‬معجدمثْب أك‪٥‬بدما مضدمونة كالثانية ساكنة بعدىا تاء مثناه فوقية معجدمة مث راء‪ ،‬علي‬
‫بعضا مف طاولثو بالندلس كىي لونة‪ ،‬كلكف‬ ‫بف عبد اد الندمّبم يدعى باللوني نسبةن للقرية الٍب قضى هبا ن‬
‫نيوعا الششَبم‪ ،‬كلد سنة َُٔىػ‪ ،‬مف مؤلااتو‪ :‬الرسالة البغدادية‪ ،‬ديواف نعرم مف قصائد تطرؽ‬ ‫أكثر ألقابو ن‬
‫فيها لكل مواضيع الصوفية الوجودية‪ ،‬كا‪٤‬بعرفية‪ ،‬كالخالقية‪ ،‬كمف نيوخو‪ :‬ابف سبعْب‪ ،‬ابف عر ‪ ،‬تويف سنة‬
‫ٖٔٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬نيل االبثهاج‪ ،‬صَِِ‪ ،‬ناح الطيب ِ‪.َِٓ/‬‬
‫(ٓ) الاهرسة‪ ،‬صّٗ‪.‬‬

‫ُْ‬
‫‪ -25‬اع د ابج بة اد بيى ا ةامع ا ص ر يس ةطي‬
‫‪٨‬بطوط مل ٰبقق‪ ،‬يوجد يف ا‪٣‬بزانة العامة للدمكثبة الوطنية يف مدينة الرباط‬
‫كضعة‬
‫ي‬ ‫لوحا‪ ،‬قاؿ ابف عجيبة‪" :‬مث‬‫با‪٤‬بغرب‪ٙ ،‬بة رقمُُّٖ كيقع يف ِّٖ‪ ،‬ن‬
‫حانية ‪٨‬بثصرة على ا‪١‬بامع الصغّب للسيوطي"(ُ)‪.‬‬
‫‪ -26‬ا فهرسد‬
‫كثاب مطبوع(ِ)‪ٝ ،‬بع فيو سّبتو منذ كالدتو حٌب "ظهر الثاسع مف نهر ربيع‬
‫للعاـ الثاين كعشريف كمائثْب كألف"(ّ) كتكوف الكثاب مف ثالثة فصوؿ‪ ،‬انثدمل‬
‫الاصل الكؿ على نسبو كما يثعلق بوسالفو‪ ،‬كالاصل الثاين ذكر فيو النشوة كالَببية‪،‬‬
‫كالاصل الثالث ذكر فيو ابثداءىه يف طلب العلم‪ ،‬ككياية دخولو يف علم الثصوؼ‪،‬‬
‫ككذلك اإلجازات الٍب حصل عليها مف نيوخو كضدمف آخر الكثاب قصائد يف‬
‫بعض آداب الصوفية‪.‬‬
‫(ْ)‬
‫‪ -27‬عرح ا فدة ات ا دس د ي عرح ا دمد اآل روم د‬
‫‪٫‬با يف نرحو با‪١‬بدمع بْب النحو كالثصوؼ‪ ،‬فعندما يذكر عبارة ا‪٤‬بؤلف يشرحها‬
‫نرحا ‪٫‬بوينا‪ ،‬مث يثبعها با‪٤‬بعُب اإلنارم‪ ،‬يقوؿ يف مقدمة الشرح‪" :‬كقد أردت بعوف‬‫ن‬
‫مثونحا بنكة عجيبة قل أف توجد يف غّبه مف‬ ‫ن‬ ‫نرحا مثوسطنا‪،‬‬
‫اد أف أضع عليها ن‬
‫ا‪٤‬بطوالت‪ ،‬كإنارات صوفية غريبة‪ ،‬قل أف يغوص إليها مف لو نوف يف علم الذكاؽ‬
‫كاإلنارات"(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) الاهرسة‪ ،‬صّٗ‪.‬‬
‫(ِ) حققو الدكثور‪ :‬عبد ا‪٢‬بدميد صاٌف ‪ٞ‬بداف سنة َُٗٗـ كنشره دار الغد العر القاىرة‪.‬‬
‫(ّ) الاهرسة‪ ،‬صُّٓ‪.‬‬
‫(ْ) ىو أبو عبد اد ‪٧‬بدمد بف ‪٧‬بدمد بف داكد الصنهاجي‪ ،‬ييعرؼ بابف آجركـ‪ ،‬كلو مصناات منها‪ :‬ا‪٤‬بقدمة ااجركمية‬
‫يف النحو‪ ،‬كأراجيز‪ ،‬تويف بااس سنة ِّٕىػ‪ ،‬ينظر‪ :‬معجم ا‪٤‬بؤلاْب ُُ‪ ،ُِٓ/‬نذرات الذىب ٔ‪.ِٔ/‬‬
‫(ٓ) نرح الاثوحات القدسية‪ ،‬صُٗٗ‪.‬‬

‫ِْ‬
‫كىو كثاب مطبوع ضدمف سلسات نورانية فريدة مف كثب ابف عجيبة أخرجو‬
‫العدمراين ا‪٣‬بالدم عبد السالـ‪.‬‬
‫(ُ)‬
‫‪ -28‬عرح األب ات ا ث ثد يةن د‬
‫(ِ)‬
‫كثاب مطبوع‪ ،‬عبارة عف رسالة صغّبة ا‪٢‬بجم ال تثجاكز السة صاحات‬
‫نرحا صوفينا(ّ)‪.‬‬ ‫تضدمنة نرح البيات الثالثة ن‬
‫كأك‪٥‬با‪:‬‬
‫كإال ت ػ ػ ػ ػ ػ ػػيدمم بالصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫عيد أك الصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ ًر‬ ‫ػة ذا س ػ ػػر‬ ‫توض ػ ػو ٗب ػ ػ ً‬
‫ػاء الغي ػ ػ ً‬
‫ٍ‬ ‫ػب إف كن ػ ػ ى‬
‫‪ -29‬ا الر ا د د ي يفس ر ا الر ا د د‬
‫كىو كثاب مطبوع يف تاسّب القرآف‪ ،‬مطوؿ مف ‪ٜ‬باف ‪٦‬بلدات‪ٝ ،‬بع بْب الثاسّب‬
‫الظاىر كالثاسّب الباطف كدما قاؿ يف مقدمثو‪" :‬كقد ندبِب ني ي ‪٧‬بدمد البوزيدم أف‬
‫جامعا بْب تاسّب أىل الظاىر‪ ،‬كإنارة أىل الباطف"(ْ)‪.‬‬
‫تاسّبا يكوف ن‬
‫أضع ن‬
‫‪ -31‬عرح أس اء اهلل ا لسنى‬
‫ىذا الكثاب ذكره ابف عجيبة يف الاهرسة‪ ،‬فقد أفرد لكل اسم بابنا‪ ،‬كلكف ىذا‬
‫الكثاب ييعد مف الكثب ا‪٤‬باقودة(ٓ)‪.‬‬

‫(ُ) ىو‪ :‬أبو القاسم ا‪١‬بنيد بف ‪٧‬بدمد بف ا‪١‬بنيد ا‪٣‬براز القواريرم‪ ،‬بغدادم ا‪٤‬بولد كالنشوة كأصلو مف هناكند‪ ،‬تاقو على‬
‫أ ثور‪ ،‬صحب ا‪٢‬بارث احملاسيب‪ ،‬كسرم السقطي‪ ،‬كلو كالـ يف طريقة الثصوؼ‪ ،‬تويف سنة ِٖٗىػ‪ ،‬ينظر‪:‬‬
‫سّب أعالـ النبالء ٗ‪ ،ّْٔ/‬الرسالة القشّبية‪ ،‬صِٖٕ‪.‬‬
‫(ِ) ضدمف كثاب‪ :‬اللطائف اإلٲبانية ا‪٤‬بلكوتية كا‪٢‬بقائق اإلحسانية ا‪١‬ب كتية يف رسائل ابف عجيبة‪ ،‬صُِّ‪.‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬صِِّ‪ ،‬صِّٓ‪.‬‬
‫(ْ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ُٗ/‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬تاري تطواف ُ‪.ُِْ/‬‬

‫ّْ‬
‫‪ -31‬رسا د ي ذم ا اد ومدح ا عز د وا ص ت‬
‫توجد منها نس ة ‪٨‬بطوطة با‪٥‬بي ة العامة للكثاب ٗبصر‪ٙ ،‬بة رقم ِّٗٗ‪،‬‬
‫فرغ مف تولياها سنة ُُٖٗىػ‪.‬‬
‫(ُ)‬
‫‪ -32‬عرح ا لزب ا كا ر يشاذ ي‬
‫توجد منو نس ة ‪٨‬بطوطة يف تطواف‪ ،‬ضدمف ‪٦‬بدموعة برقم َُّ‪ ،‬كيقع يف مائة‬
‫ك‪ٟ‬بس كأربعْب صاحة‪ ،‬فرغ منو عاـ ََُِىػ‪ ،‬كيوجد ضدمف ‪٦‬بدموع مع كثاب‬
‫السرار للدمعسكرم(ِ) ‪ٙ‬بة رقم ُِْٖؾ‪ ،‬يف خزانة ا‪٤‬بكثبة الوطنية يف الرباط‪.‬‬
‫(ّ)‬
‫‪ -33‬اع د بيى مخدصر خي ل‬
‫ذكر أنو ابثدأ حانية على ‪٨‬بثصر خليل مل يثدمو(ْ)‪.‬‬
‫‪ -34‬عرح ا لصج ا لص ج‬
‫كىو نرح البف ا‪١‬بزرم(ٓ)‪ ،‬كلكنو مل يثدمو‪.‬‬

‫(ُ) ىو‪ :‬أبو ا‪٢‬بسف علي بف عبد اد بف عبد ا‪١‬ببار بف يوسف الشاذل‪ ،‬ني الطريقة الشاذلية‪ ،‬نزيل اإلسكندرية‪،‬‬
‫كلد سنة ُٕٓ ىػ‪ ،‬كمف تالميذه‪ :‬أبو ‪٧‬بدمد عبد اد بف سالمة ا‪٢‬ببييب‪ ،‬كأبو العزائم ماضي بف سلطاف‬
‫ا‪٤‬بسركقي‪ ،‬لو عبارات يف الثصوؼ خطّبة موٮبة بادعاء الغيب‪ ،‬تويف سنة ٔٓٔىػ أثناء توجهو للحج‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫ا‪٤‬بطرب ٗبشاىّب أكلياء ا‪٤‬بغرب‪ ،‬صُِِ‪ ،‬ا‪٤‬بااخر العلية يف ا‪٤‬بآثر الشاذلية‪ ،‬صٓ‪.ْٓ-‬‬
‫(ِ) ىو‪ :‬أبو زياف ا‪٤‬بعسكرم‪ ،‬مف مدينة فاس‪ ،‬سلك الطريقة الدرقاكية على يد العر بف أ‪ٞ‬بد الدرقاكم‪ ،‬لو‬
‫مؤلاات منها ‪ :‬كنز السرار يف مناقب العر ‪ ،‬ال زاؿ ‪٨‬بطوطنا حٌب كثابة ىذه الرسالة‪ ،‬طبقات الصوفية يف‬
‫القرف الثالث عشر‪ ،‬تويف عاـ ُِّٗق‪ .‬ينظر‪ :‬الطريقة الشاذلية كأعالمها‪ ،‬صِٕ‪.ّٕ-‬‬
‫(ّ) ىو‪ :‬خليل بف إسحاؽ بف موسى ا‪٤‬بالكي ا‪٤‬بعركؼ با‪١‬بندم‪ ،‬ككاف ييسدمى ‪٧‬بدم ندا‪ ،‬كيلقب ضياء الديف‪٠ ،‬بع مف‬
‫ابف عبد ا‪٥‬بادم‪ ،‬كقرأ على الرنيدم يف العربية كالصوؿ‪ ،‬كعلى الشي عبد اد ا‪٤‬بنويف يف فقو ا‪٤‬بالكية‪ ،‬ككانة‬
‫كفاتو يف نهر ربيع الكؿ سنة ٕٕٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الدرر الكامنة يف أعياف ا‪٤‬بائة الثامنة ِ‪.ُٕٓ/‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬الاهرسة‪ ،‬صّٖ‪.‬‬
‫(ٓ) ىو‪٧ :‬بدمد بف ‪٧‬بدمد بف علي بف يوسف ا‪١‬بزرم‪ ،‬كلد بدمشق عاـ ُٕٓىػ‪ ،‬مث رحل إىل مصر كا‪٢‬بجاز‪ ،‬برع يف‬
‫=‬
‫ْْ‬
‫(ُ)‬
‫ي ا خ رة األز د‬ ‫‪ -35‬عرح يائ د ا اةز دي‬
‫‪٨‬بطوط يوجد يف ا‪٣‬بزانة العامة بالرباط ضدمف ‪٦‬بدموع كرقة (ُُِ‪/‬ب‬
‫ُٗٓ‪/‬ب)‪.‬‬
‫اسا‬
‫نرحا آخر عليها يف اثُب عشر كر ن‬
‫كأعاد نرحها بقولو‪ :‬كلقد أعددت ن‬
‫كنصف(ِ)‪.‬‬
‫كمطلع القصيدة‪:‬‬
‫كسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر كدمالًػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًو ً‬
‫كع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػز كرفعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬ ‫أي ػ ػ ػ ػػا مػ ػ ػ ػ ػف ٘بلػ ػ ػ ػ ػى يف هب ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ػاء ‪ٝ‬بالًػ ػ ػ ػ ػ ًو‬ ‫ى‬
‫‪ -36‬عرح قص دة ا اةز دي ي ا سيةك‬
‫ىي قصيدة رائية عدد أبياهتا تسع كعشركف بيثنا‪ ،‬كىذا مطلعها‪.‬‬
‫كك ػػف ك ػػرًن الخ ػ ً‬
‫ػالؽ يف الس ػػر كا‪١‬بهػ ػ ًر‬ ‫ى‬ ‫علي ػ ػ ػػك بثق ػ ػ ػػول ادً حي ػ ػ ػ ي‬
‫ػث توجه ػ ػ ػػة‬
‫كالشرح يوجد عند بعض ا‪٣‬بواص بااس كتطواف(ّ)‪ ،‬كذكر ابف عجيبة أنو ‪٤‬با‬
‫نديدا(ْ)‪.‬‬
‫فرحا ن‬
‫أمت الشرح أرسلو لشي و فارح بالشرح ن‬

‫=‬
‫علم القراءات‪ ،‬لو مصناات منها‪ :‬النشر يف القراءات العشر‪ ،‬غاية النهاية يف طبقات القراء‪ٙ ،‬ببّب الثيسّب‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬نذرات الذىب ٕ‪.َِْ/‬‬
‫(ُ) ىو‪٧ :‬بدمد بف أ‪ٞ‬بد البوزيدم السلدماين الغدمارم‪ ،‬كلد بقبيلة بِب سلدماف الغدمارية‪ ،‬تثلدمذ على يد موالم العر‬
‫الدرقاكم‪ ،‬ككانة كفاتو سنة ُُِٗىػ بقبيلة بِب زيات الغدمارية قريبنا مف ساحل البحر البيض‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بطرب‬
‫ٗبشاىّب أكلياء ا‪٤‬بغرب‪ ،‬صُِٔ‪.ُِٖ-ُِٕ-‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬الاهرسة‪ ،‬صّٗ‪.‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬أ‪ٞ‬بد بف عجيبة كمنهجو يف الثاسّب‪ ،‬للعزكزم ُ‪.َّٔ/‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬الاهرسة‪ ،‬صَٕ‪.‬‬

‫ْٓ‬
‫ثامنًا‪ :‬و اي‬
‫تويف ابف عجيبة عاـ ُِِْىػ‪ ،‬يف دار ني و ‪٧‬بدمد البوزيدم‪ ،‬كلكنو أيدرج يف‬
‫كانو كبقي مدة مل يدفف حٌب قدـ أخوه عبد اد‪ ،‬فلدما كصل إليهم مرض أخوه‬
‫‪ٝ‬بيعا بزاكيثو ا‪٤‬بسدماه بالزميج(ُ)‪.‬‬
‫أيضا كدفنا ن‬
‫كمات ن‬
‫كضريح ابف عجيبة مغلق طوؿ السنة‪ ،‬كال ياثح إال مرة يف السنة تقاـ فيو‬
‫العدمارة(ِ)‪ ،‬كىو ما يعرؼ با‪٤‬بوسم عند ا‪٤‬بغاربة حيث ٰبصل فيو بدع عظيدمة كمنها ما‬
‫يزعدمونو مف الثقرب إىل اد ‪ ‬ب كة ابف عجيبة بالقربات‪ ،‬كلقد ترؾ ابف عجيبة طريقثو‬
‫الدرقاكية لكالده الثالثة‪ ،‬كقبورىم موجودة ٔبانبو‪ ،‬كعليها قبة‪ ،‬كىم‪ :‬عبد السالـ‪،‬‬
‫كعبد القادر‪ ،‬أما الثالث فهو الصادؽ‪ ،‬كقيل ل أنو دفْب تطواف‪ ،‬كاد أعلم‪.‬‬
‫ك‪٤‬با دخلة الضريح كجدت ق ابف عجيبة مرتاع قدر مَب‪ ،‬كدما ىو كاضح يف‬
‫الصور الٍب أخذهتا لو‪ ،‬كيقع يف الزاكية الٍب عليها القبة ا‪٣‬بضراء بالعلى‪ ،‬كيوجد‬
‫ٔبانبو مكثبة صغّبة فيها مصاحف‪ ،‬ككثب ابف عجيبة ا‪٤‬بطبوعة‪ ،‬كبعض الكثب‬
‫ا‪٤‬بهثدمة بالكراد‪.‬‬
‫كلقد غلة الطريقة الدرقاكية يف ضرٰبو‪ ،‬فهي ‪ٙ‬بثال يف اليوـ الرابع مف نهر‬
‫سبثدم مف كل عاـ ٗبوسم أ‪ٞ‬بد بف عجيبة(ّ)‪.‬‬
‫كلقد مت حوار بيِب كبْب مقدـ الزاكية فظهر ل أنو ال يعرؼ الكثّب عف أتباع‬
‫الطريقة الدرقاكية كعددىم‪ ،‬كىل ىم يف زيادة أـ ال‪ ،‬فقد اكثاى باثح الباب كأخذ‬
‫الجرة على ذلك‪ ،‬كظف أنِب أريد الث ؾ بضريح ابف عجيبة‪.‬‬

‫(ُ) ينظر‪٨ :‬بطوط كنز السرار ؿ‪.َُِ/‬‬


‫(ِ) العدمارة‪ :‬كلدمة مغربية معناىا االجثدماع على الذكر‪ ،‬أخذهتا مشافهة مف ا‪٤‬بسؤكؿ عف فثح الضريح‪.‬‬
‫(ّ) كل ىذا أخذتو مشافهة مف ا‪٤‬بسؤكؿ عف فثح الضريح‪ ،‬كالسيدة ا‪٤‬بكلاة ٗبااتيح الضريح‪.‬‬

‫ْٔ‬
‫كعدموما فهذه الرحلة ا‪٤‬بيدانية رغم كلاثها كبعد الشقة قصدت منها البحث‬
‫ن‬
‫العلدمي؛ كذلك مف أجل إحقاؽ ا‪٢‬بق‪ ،‬كبياف ما عليو القوـ مف باطل‪.‬‬

‫ْٕ‬
‫ً‬
‫(ُ)‬
‫انخعزيف بانطزق انصُفيت إمجال‬

‫السّب إىل اد ‪ ‬كإىل ‪ٙ‬بقيق رضوانو يكوف بطريق كاحد كىو الخذ بكثاب‬
‫اد‪ ‬كاتباع ىدم النيب ‪٧‬بدمد كفق فهم السلف الصاٌف مف المة كعلدمائها‪ ،‬ال‬
‫ما عليو القوـ مف تعدد يف طرقهم‪ ،‬كاخثالؼ أحوا‪٥‬بم‪.‬‬
‫بعضا‪،‬‬
‫تعدد طرؽ القوـ‪ ،‬كاخثالؼ أحوا‪٥‬بم‪ ،‬كتبايف بعضهم ن‬‫كإذا أمعنة النظر يف ُّ‬
‫كتقو‪٥‬بم عليهم مامل‬
‫تيقنة أف السبب يكدمف يف توخر القوـ عف عهد سلانا الصاٌف ُّ‬
‫يقولوا بو فوضحة كل طريقة مف طرؽ القوـ كوهنا نريعة أخرل غّب ما أتى بو كبينو لنا‬
‫نبيُّنا ‪٧‬بدمد (ِ)‪.‬‬
‫احدا بينو كنصبو على‬‫كلكف اد ‪ ‬سد ‪ٝ‬بيع الطرؽ على خلقو إال طري نقا ك ن‬
‫موصال لعباده إليو كىو إفػراده بالعبػودية كإفراد رسولو بالطاعة فال‬
‫ألسف رسلو كجعلو ن‬
‫أحدا يف طاعثو فيجرد الثوحيد كٯبرد مثابعة‬
‫أحدا يف عبػوديثو كال يشػرؾ برسولو ن‬
‫يشرؾ بو ن‬
‫الرسوؿ (ّ)‪.‬‬
‫‪ :‬ﮋﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ‬ ‫قاؿ اد‬
‫ﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮊ(ْ)‪.‬‬

‫(ُ) الطريقة يف اللغة ىي‪ :‬السّبة‪ ،‬كا‪٤‬بذىب‪ ،‬كا‪٢‬باؿ‪ ،‬كٲبكف تعريف الطرؽ الصوفية يف االصطالح‪ :‬بوهنا حركة دينية‬
‫مضادا لالنغدماس يف الَبؼ‪ ،‬مث تطور هبا ا‪٢‬باؿ إىل‬
‫تعبّبا ن‬
‫منثشرة يف العامل اإلسالمي‪ ،‬تدعو للزىد كندة العبادة ن‬
‫أف أصبحة طرقنا تبنة ‪٦‬بدموعة مف العقائد ا‪٤‬ب ثلاة كالرسوـ ا‪٤‬ب َبعة‪ ،‬نثج عنها مناىج ‪٨‬بالاة أخرجثها عف‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة يف أصل أك أكثر مف أصوؿ الديف االعثقادية منها أك العدملية‪ .‬ينظر‪ :‬ينظر‪ :‬لساف العرب‬ ‫ُّ‬
‫َُ‪ ،ُِِ/‬ا‪٤‬بوسوعة ا‪٤‬بيسرة يف الدياف كا‪٤‬بذاىب ُ‪ ،ِْٗ/‬دراسات يف الىواء كالارؽ كالبدع‪ ،‬صّّ‪.‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬الرحلة ا‪٤‬براكشية‪ ،‬صُٓٗ‪.‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬بدائع الاوائد ِ‪.َْ/‬‬
‫(ْ) سورة النعاـ‪.ُّٓ :‬‬

‫ْٖ‬
‫كقاؿ نبيُّنا ‪٧‬بدمد ‪ :‬افَبقة اليهود على إحدل كسبعْب فرقة‪ ،‬فواحدة يف ا‪١‬بنة‪،‬‬
‫كسبعوف يف النار‪ ،‬كافَبقة النصارل على ثنثْب كسبعْب فرقة فإحدل كسبعوف يف النار‪،‬‬
‫ككاحدة يف ا‪١‬بنة‪ ،‬كالذم ناسي ‪٧‬بدمد بيده لثاَبقف أمٍب على ثالث كسبعْب فرقة كاحدة‬
‫يف ا‪١‬بنة‪ ،‬كثنثاف كسبعوف يف النار‪ ،‬قيل يا رسوؿ اد مف ىم‪ :‬قاؿ‪ :‬ا‪١‬بدماعة (ُ)‪.‬‬
‫جدا كمف الصعب حصرىا؛ لكف‬ ‫ككدما ىو معلوـ بوف الطرؽ الصوفية كثّبة ن‬
‫إ‪ٝ‬باال‪.‬‬
‫سوذكر طرقها الكبار كما يثارع منها‪ ،‬كفيدما يلي الثعريف هبا ن‬
‫‪ -1‬ا طر د ا ادر د‬
‫مف الطرؽ الواسعة االنثشار يف ا‪٤‬بغرب‪ ،‬كمؤسسها أبو ‪٧‬بدمد عبد القادر‬
‫ا‪١‬بيالين‪ ،‬ا‪٤‬بولود يف جيالف كراء ط سثاف عاـ ُْٕىػ‪ ،‬مث انثقل إىل بغداد إىل أف‬
‫تويف عاـ ُٔٓىػ‪ ،‬كيؤكد مؤسس الطريقة على أف كاجب السالك يف الطريقة أف‬
‫السنة النبوية‪ ،‬كما كاف عليو سلف المة‪ ،‬فيقوؿ‪" :‬فالذم‬
‫يثدمسك بالقرآف الكرًن ك ُّ‬
‫السنة‪ ،‬باب فيدما أخ بو النيب أف أيمثو‬
‫(ُ) أخرجو ابف ماجو يف الاًب ِ‪ ،ُِِّ/‬رقم ِّٗٗ‪ ،‬كابف أ عاصم يف ُّ‬
‫سثاَبؽ ُ‪ ،)ّٔ :ِّ/‬كالٮبا عف عدمرك بف عثدماف بف سعيد ا‪٢‬بدمصي‪ ،‬ثنا عباد بف يوسف‪ ،‬ثنا صاواف بف‬
‫عدمرك بف راند بف سعد عف عوؼ بف مالك‪ ،‬كركاه الاللكائي يف نرح الصوؿ ُ‪ ،ُْٗ :َُُ/‬مف طريق‬
‫عدمرك بف عثدماف ا‪٢‬بدمصي بو بلاظو‪ ،‬كفيو عباد بف يوسف كىو صدكؽ يغرب كدما قاؿ الذىيب يف الكانف‬
‫كبقية رجالو ثقات‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اد ‪ :‬إف بِب إسرائيل تارقوا على اثنثْب‬ ‫كمنها حديث عبد اد بف عدمرك بف العاص‬
‫كسبعْب ا‪٢‬بديث أخرجو ااجرم يف الشريعة‪ ،‬باب ذكر افَباؽ المم يف دينهم صُٓ‪ ،ُٔ-‬بطريقْب عف‬
‫عبد الر‪ٞ‬بف بف زياد بف أنعم‪ ،‬عف عبد اد بف يزيد‪ ،‬عف عبد اد بف عدمرك‪ ،‬كفيو عبد الر‪ٞ‬بف بف زياد الفريقي‬
‫قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اد ‪ :‬افَبقة بنو إسرائيل على إحدل‬ ‫كىو ضعيف‪ ،‬كمنها حديث سعد بف كقاص‬
‫كسبعْب لملةلة ٗبعناه مف طريق أ بكر بف عياش عف موسى بف عبيدة عف ابنة سعد عف أبيها‪ ،‬كا‪٢‬بديث‬
‫قطعا‪ ،‬بل بعض طرقو صحيحة لذاهتا كدما سبق‪ ،‬ينظر‪ :‬السلسة الصحيحة‬
‫حيح ن‬
‫بشواىده الكثّبة كمثابعاتو ص ه‬
‫لأللباين ّ‪.َْٖ/‬‬

‫ْٗ‬
‫ٯبب على ا‪٤‬ببثدئ يف ىذه الطريقة االعثقاد الصحيح الذم ىو الساس‪ ،‬فيكوف‬
‫على عقيدة السلف الصاٌف"(ُ)‪.‬‬
‫أمورا مبثدعة ال يقدر عليها إال اد‬
‫كلكف أتباع الطريقة القادرية نسبوا لو ن‬
‫الثصرؼ يف الكوف‪ ،‬كإحياء ا‪٤‬بوتى(ِ)‪.‬‬
‫‪ ‬مف علوـ الغيب‪ ،‬ك ُّ‬
‫كلعل أكؿ مف نشر تعاليم ىذه الطريقة يف ا‪٤‬بغرب العر ىو أبو مديف دفْب‬
‫تلدمساف ا‪٤‬بثوىف سنة ٖٗٓىػ(ّ)‪ ،‬كتقوـ ىذه الطريقة على الذكر ا‪١‬بهرم‪ ،‬كالرياضة‬
‫الشاقة‪ ،‬كتقليل الكل‪ ،‬كيويت يف أصوؿ الطريقة القادرية بوجوب طاعة ا‪٤‬بريد لشي و‬
‫كال ٱبالاو يف ما يوجهو إليو(ْ)‪.‬‬
‫‪ -2‬ا طر د ا شاذ د‬
‫نشوت بثونس‪ ،‬كمؤسسها ىو ا‪٤‬بغر أبو ا‪٢‬بسف علي بف عبد اد بف‬
‫عبد ا‪١‬ببار بف ‪ٛ‬بيم ا‪٢‬بسف الشهّب بالشاذل‪ ،‬نسبةن إىل ناذلة كىي قرية على بعد‬
‫مشاال‪ ،‬كلد يف ا‪٤‬بغرب سنة ّٗٓىػ(ٓ)‪ ،‬كمنهجو‬ ‫عشريف كلم مف مدينة تونس ن‬
‫الصويف قائم على تقديس ا‪٤‬بريد لشي و‪ ،‬كإيثار أقوالو كأفعالو(ٔ)‪ ،‬كلقد زعم أنو‬
‫مسثجاب الدعوة‪ ،‬فهو يقوؿ‪" :‬سولة اد أف يكوف القطب الغوث مف بيٍب إىل يوـ‬
‫القيامة‪ ،‬فسدمعة النداء‪ :‬يا علي قد اسثجيب لك"(ٕ)‪ ،‬كىو يزعم أنو يعلم الغيب ‪-‬‬

‫(ُ) الغنية لطاليب طريق ا‪٢‬بق ِ‪.ّٓٗ ،َٓٗ/‬‬


‫(ِ) ينظر‪ :‬ا‪٤‬بوسوعة ا‪٤‬بيسرة يف الدياف كا‪٤‬بذاىب ُ‪.ِٖٓ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬أضواء على أ‪ٞ‬بد الثجاين كأتباعو‪ ،‬صُّ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬موسوعة الثصوؼ‪ ،‬صَِّ‪.‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬ا‪٤‬بااخر العلية يف ا‪٤‬بآثر الشاذلية‪ ،‬صَُ‪ ،‬موسوعة الثصوؼ‪ ،‬صََّ‪.‬‬
‫(ٔ) ا‪٤‬برجع ناسو‪ ،‬صَُّ‪.‬‬
‫(ٕ) ناسو‪ ،‬صَُّ‪.‬‬

‫َٓ‬
‫نسوؿ اد العافية‪ ،-‬بقصة سطرىا بقولو‪ :‬جاءت امرأة بولدىا ليدعوا لو‪ ،‬فوخذ ينظر‬
‫فيو كيثارس فيو ساعة‪ ،‬كمل تسدمع أـ ذلك الصيب بشيء‪ ،‬فقالة‪ :‬مل يا سيدم مل‬
‫أ‪٠‬بعك ‪ٚ‬باطبو بكلدمة‪ ،‬فقاؿ الشاذل‪٤ :‬با جلس بْب يدم أطلعِب اد على عواقب‬
‫أمره‪ ،‬فدما كجدت يف عدملو نينا أكصيو عليو‪ ،‬فاسثحيية مف اد(ُ) كلقد قدسو‬
‫أتباعو كت كوا بآثاره‪ ،‬حٌب أكصلوه إىل مرتبة اللوىية كالنبوة ‪-‬نسوؿ اد العافية‪.)ِ(-‬‬
‫‪ -3‬ا طر د ا ن شاند د‬
‫تنسب إىل هباء الديف ‪٧‬بدمد بف ‪٧‬بدمد الب ارم ا‪٤‬بلقب بشاه نقشبند مات سنة‬
‫ُٕٗىػ‪ ،‬كلقد انثشرت يف فارس كبالد ا‪٥‬بند كآسيا الغربية(ّ)‪ ،‬كطريقة الدخوؿ يف‬
‫النقشبندية‪ ،‬بالثوبة‪ ،‬مث ا‪ٚ‬باذ ني لسلك الطريقة‪ ،‬يليها الذكر‪ ،‬مث ا‪٤‬براقبة كال ‪ٚ‬بثلف‬
‫عقيدهتم يف الول عف بقية الطرؽ الصوفية بزعدمهم أف الول يقوؿ‪ :‬للشيء كف‬
‫فيكوف‪ ،‬كيف عقائدىم كبدعهم نرؾ يف توحيد اللوىية كتوحيد الربوبية(ْ)‪.‬‬
‫‪ -4‬ا طر د ا ر اب د‬
‫تنسب الرفاعية إىل أ‪ٞ‬بد بف علي الرفاعي ا‪٤‬بغر ‪ ،‬ككانة كفاتو عاـ‬
‫ٖٕٓىػ(ٓ)‪ ،‬كىي منثشرة يف العراؽ‪ ،‬كسوريا كلبناف‪ ،‬كمصر‪ ،‬كليبيا‪ ،‬كغرب آسيا(ٔ)‪.‬‬
‫"كأعظم الناس بالء يف ىذا العصر على الديف كالدكلة مبثدعة الرفاعية‪ ،‬فال‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬درة السرار‪ ،‬صّٗ‪.َْ-‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬الدر الثدمْب يف الثعريف بو ا‪٢‬بسف الشاذل كأصحابو الربعْب‪ ،‬صٖ‪ ،ٗ-‬لطائف ا‪٤‬بنف‪ ،‬صُُِ‪.‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬ا‪٤‬بوسوعة ا‪٤‬بيسرة يف الدياف كا‪٤‬بذاىب ُ‪ ،ِٕٔ/‬الطريقة النقشبندية كأعالمها‪ ،‬صُٖ‪.ُٗ-‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬حقائق خطّبة عف الطريقة النقشبندية‪ ،‬صِٖ‪.‬‬
‫(ٓ) موسوعة الثصوؼ‪ ،‬صِِْ‪.‬‬
‫(ٔ) ا‪٤‬برجع ناسو‪ ،‬صِِٔ‪.‬‬

‫ُٓ‬
‫٘بد بدعة إال كمنهم مصدرىا‪ ،‬كعنهم موردىا كموخذىا‪ ،‬فذكرىم عبارة عف رقص‬
‫كغناء كالثجاء إىل غّب اد‪ ‬كعبادة مشائ هم‪ ،‬كأعدما‪٥‬بم عبارة عف مسك‬
‫ا‪٢‬بيات كالعقارب ك‪٫‬بو ذلك"(ُ)‪.‬‬
‫كىذه الطريقة ال تناك عف ‪٧‬بدثات مثنوعة‪ ،‬كا‪ٚ‬باذ ا‪٣‬برقة كالذكار احملدثة‪،‬‬
‫كخوارؽ نيطانية(ِ)‪ ،‬كلقد ناظرىم ابف تيدمية كأبطل مكرىم كبدعهم(ّ)‪.‬‬
‫كطريقثهم مبناىا على ا‪١‬بهر بالذكر‪ ،‬كالثواجد عند ‪٠‬باعو‪ ،‬كا‪٣‬بلوة مرة كل‬
‫سنة‪ ،‬سبعة أياـ تبدأ يف اليوـ الثاين مف عانوراء‪ ،‬إىل مساء اليوـ السابع عشر‪ ،‬كال‬
‫تشاركو يف خلوتو زكجو‪ ،‬كٱبلو طعامو مف كل ركح(ْ)‪.‬‬
‫‪ -5‬ا طر د ا اكداع د‬
‫تنسب إىل بكثاش كل‪ ،‬انثشرت يف تركيا‪ ،‬ككردسثاف‪ ،‬كآسيا الصغرل‪ ،‬كألبانيا‪،‬‬
‫كىي طريقة صوفية نيعية ا‪٢‬بقيقة كا‪٤‬بنشو‪ ،‬كلكنها مع ذلك تربة كترعرعة يف بالد‬
‫‪ ،‬كاالعَباؼ‬ ‫تركيا كمصر‪ ،‬كمف معثقداهتم أهنم يغلوف يف علي بف أ طالب‬
‫با‪٣‬بطو لشي هم؛ لهنم يعثقدكف أنو يغار ‪٥‬بم‪ ،‬كاسثباحوا احملرمات كشرب ا‪٣‬بدمر‪،‬‬
‫ك‪٥‬بم عيد ٰبثالوف بو ىو يوـ ُٔآب(ٓ) كيلبسوف اللبسة الزاىية كيطوفوف حوؿ‬
‫الق ا‪٤‬بقدس ‪-‬عندىم‪ ،-‬كىي مزيج كامل مف عقيدة كحدة الوجود‪ ،‬كعبادة ا‪٤‬بشاي‬
‫كتوليههم‪ ،‬كعقيدة الشيعة يف الئدمة(ٔ)‪.‬‬

‫(ُ) غاية الماين يف الرد على النبهاين ُ‪.َْٖ/‬‬


‫(ِ) ينظر‪ :‬الطرؽ الصوفية يف مصر‪ ،‬صُٔٓ‪.‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬مناظرات ابف تيدمية لىل ا‪٤‬بلل كالنحل‪ ،‬صَٓ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬ال اىْب اإلسالمية يف ىرد الشبهات الاارسية‪ ،‬صُُٗ‪.‬‬
‫(ٓ) يوافق با‪٥‬بجرم ُٗ رجب‪.‬‬
‫(ٔ) ينظر‪ :‬الكشف عف حقيقة الصوفية‪ ،‬صٖٕٗ‪ ،َٕٗ-‬الاكر الصويف ّ‪.ُِْ/‬‬

‫ِٓ‬
‫‪ -6‬ا طر د ا دةان د‬
‫تينسب إىل الثجاين‪ ،‬كا‪٠‬بو أبو العباس أ‪ٞ‬بد بف ‪٧‬بدمد بف ا‪٤‬ب ثار بف أ‪ٞ‬بد بف‬
‫‪٧‬بدمد بف سامل الثجاين‪ ،‬كلد سنة َُُٓىػ كتويف يوـ ا‪٣‬بدميس السابع عشر مف نهر‬
‫نواؿ سنة َُِِىػ كعدمره ‪ٜ‬بانوف سنة(ُ)‪.‬‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة‪ ،‬فهم يؤمنوف بوحدة الوجود‬ ‫كعقائدىم ‪٨‬بالاة ‪٤‬با عليو أىل ُّ‬
‫كيعث كف القائل هبا مف أكل الذكؽ الصحيح‪ ،‬كالكشف الصريح(ِ)‪ ،‬كيعثقدكف أف‬
‫صالة الااتح ‪٤‬با أغلق ىي أفضل مف القرآف(ّ)‪ ،‬كيعثقدكف رؤية النيب يقظة بعد موتو‪،‬‬
‫كٔبواز الثوسل بذات النيب كتنثشر الطريقة يف مشاؿ أفريقيا كغرهبا(ْ)‪.‬‬
‫‪ -7‬ا طر د ا ةزو د‬
‫تينسب إىل ‪٧‬بدمد بف سليدماف بف داكد ا‪١‬بزكل(ٓ) كيرتبا ا‪٠‬بو بكثاب دالئل ا‪٣‬بّبات‬
‫الذم قاـ بثولياو‪ ،‬كىو ا‪٤‬بؤسس للطريقة ا‪١‬بزكلية‪ ،‬كىي طريقة صوفية تربوية تقوـ على‬
‫تربية الناس كهتذيبها للوصوؿ إىل الاناء عف طريق ا اىدة كطريقة الصحبة ‪-‬أم‬
‫ملدما بعلم الظاىر كعلم الباطف‪ ،-‬كأخذ‬ ‫نيوخ الَببية‪ ،-‬كال بد يف الشي أف يكوف ن‬
‫العهد بوف ال ينثسب لشي آخر‪ ،‬كالذكر عندىم بَبديد ا‪٥‬بيللة (ال إلو إال اد)(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬االسثقصاء يف تاري ا‪٤‬بغرب القصى ٖ‪ ،ْٖ-ّٖ/‬بغية ا‪٤‬بسثايد‪ ،‬صُٗٗ‪ ،‬أضواء على أ‪ٞ‬بد الثجاين‬
‫كأتباعو‪ ،‬صّّ‪.‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬جواىر ا‪٤‬بعاين ُ‪.ِٓٗ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬أكراد كأحزاب الثجاين‪ ،‬صُِ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر‪٨ :‬بثصر الثجانية‪ ،‬صٓ‪.ٖٓ ،ِِ ،‬‬
‫(ٓ) نسبةن إىل جزكلة قبيلة كبّبة نهّبة يف سوس‪ .‬ينظر‪ :‬الثشوؼ إىل رجاؿ الثصوؼ‪ ،‬صِٕٔ‪.‬‬
‫(ٔ) ينظر الطريقة ا‪١‬بزكلية‪ ،‬صْٖ‪.‬‬

‫ّٓ‬
‫‪ -8‬ا طر د ا ع ساو د‬
‫نسبة إىل ‪٧‬بدمد بف عيسى‪ ،‬دفْب مكناس با‪٤‬بغرب سنة ّٗٗىػ‪ ،‬كينثدمي ‪٥‬بذه‬
‫الطريقة الطبقة الشعبية‪ ،‬كلقد توثرت ىذه الطريقة بالطريقة الرفاعية(ُ)‪ ،‬كمف ا‪٤‬بناكّب‬
‫الشنيعة الٍب يقوـ هبا أصحاب ىذه الطريقة‪ ،‬كالٍب يث أ منها اإلسالـ أكل ا‪١‬بيف‬
‫كيثلط وف بدمها ا‪٤‬بساوح‪ ،‬كيسدموف ىذا الاعل الشيطاين با‪٢‬باؿ‪ ،‬كلقد جعلوا‬
‫لصابع أيديهم حل نقا مف ا‪٢‬بديد ‪٥‬با رؤكس حادة ٕبيث ٲبكف الذبح هبا‪ ،‬كمو‪٠‬بهم‬
‫ىو اليوـ الثالث عشر مف نهر ربيع النبوم‪ ،‬كينثشركف يف فاس(ِ)‪ ،‬كمكناس(ّ)‪،‬‬
‫كآساي(ْ)‪ ،‬كمراكش(ٓ)‪ ،‬كالصويرة(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬موسوعة الثصوؼ‪ ،‬صَّّ‪.‬‬
‫(ِ) فاس‪ :‬عاصدمة ا‪٤‬بغرب العلدمية‪ ،‬كيرجع تاري بنائها إىل عصر ا‪٤‬بوىل إدريس الثاين‪ ،‬كلقد تعرضة ا‪٤‬بدينة لغزك‬
‫الااطدميْب على يد القائد جوىر الصقلي الذم فثحها سنة ّْٗىػ‪ ،‬مث غزاىا المويوف يف عهد ا‪٤‬بنصور بف أ‬
‫عامر سنة ّٓٔىػ كأىم أثر تارٱبي بااس ىو جامع القركيْب‪ ،‬كتقع ا‪٤‬بدينة يف منثصف الطريق بْب كجدة كالدار‬
‫البيضاء‪ ،‬كتاصلها عف الرباط مسافة ََِ كلم‪ ،‬كعف مكناس َٔ كلم‪ ،‬كعف كجدة َّٓ كلم‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫تعريف با‪٤‬بدف كالقرل كالقبائل كالسر كا‪١‬بهات‪ ،‬صُّٓ‪.ُّٔ-‬‬
‫(ّ) مكناس‪ :‬مدينة مف مدف ا‪٤‬بغرب ا‪ٚ‬بذىا ا‪٤‬بوىل إ‪٠‬باعيل عاصدمةن ‪٤‬بدملكثو فبُب هبا السوار كالقصور كا‪٢‬بدائق‬
‫كالدكر كا‪٤‬بساجد‪ ،‬كا‪٢‬بصوف‪ ،‬كالبراج‪ ،‬كجعلها عاصدمة ‪٤‬بدة نصف قرف‪ ،‬كمف مآثر ا‪٤‬بدينة ا‪٤‬بدرسة العنانية‪ ،‬كباب‬
‫فياللة‪ ،‬كقبة ا‪٣‬بياطْب‪ ،‬كىو ا‪١‬بناح الذم كاف ًّ‬
‫معدا السثقباؿ الساراء الجانب‪ .‬ينظر‪ :‬تعريف با‪٤‬بدف كالقرل كالقبائل‬
‫كالسر كا‪١‬بهات‪ ،‬صُِِ‪.‬‬
‫(ْ) آساي‪ :‬مدينة تقع على الشاطئ الطلسي بْب ا‪١‬بديدة كالصويرة‪ ،‬احثلها ال تغاؿ مر نارا خالؿ القرف العانر‪،‬‬
‫كزا‬
‫كمف آثار ا‪٤‬بدينة القصبة الشهّبة‪ ،‬كبرج البحر‪ ،‬كدار الباركد‪ ،‬كالسوار احمليطة القدٲبة‪ ،‬ككانة ا‪٤‬بدينة مر ن‬
‫للعالقات الثجارية بْب ا‪٤‬بغرب كأكربا‪ .‬ينظر‪ :‬تعريف با‪٤‬بدف كالقرل كالقبائل كالسر كا‪١‬بهات‪ ،‬صَٕ‪.‬‬
‫(ٓ) مراكش‪ :‬ثالث مدينة يف ا‪٤‬بغرب مف حيث الٮبية‪ ،‬تقع يف ساح الطلس الكبّب على بعد َّ كلم منو كيبلغ‬
‫ارتااعها عف سطح البحرَْٓـ‪ ،‬أسسها المّب يوسف بف تاناْب يف أكاسا القرف ا‪٣‬بامس كأ‪ٛ‬بها مف بعده‬
‫ا‪٣‬بلياة عبد ا‪٤‬بؤمف ا‪٤‬بوحدم‪ ،‬ينظر‪ :‬تعريف با‪٤‬بدف كالقرل كالقبائل كالسر كا‪١‬بهات‪ ،‬صَُِ‪.ُُِ-‬‬
‫(ٔ) الصويرة‪ :‬مدينة على ناطئ احمليا الطلسي بْب آساي كأكادير‪ ،‬ينيدت يف أكائل القرف ا‪٤‬باضي يف عهد‬
‫السلطاف ‪٧‬بدمد بف عبد اد العلوم سنة ُُٖٕىػ‪ ،‬ككانة ىدفنا ‪٥‬بجوـ السطوؿ الارنسي سنة َُِٔىػ بعد‬
‫احثالؿ الارنسيْب للجزائر‪ .‬ينظر‪ :‬تعريف با‪٤‬بدف كالقرل كالقبائل كالسر كا‪١‬بهات‪ ،‬صُٖ‪.‬‬

‫ْٓ‬
‫كغّبىا مف مدف ا‪٤‬بغرب(ُ)‪ ،‬كطريقثهم إلحياء مو‪٠‬بهم "الطواؼ بالشوارع مف‬
‫الصباح إىل ا‪٤‬بساء‪ ،‬يطبلوف كيزمركف‪ ،‬كيرقصوف بدكف فثور كال راحة‪ ،‬كياَبسوف ‪٢‬بوـ‬
‫الغنم كا‪٤‬بعز قبل موهتا بعد أف يبقركا بطوهنا‪ ،‬كٲبزقوا أحشاءىا‪ ،‬فثثلوث أبداهنم‪،‬‬
‫كثياهبم بالدماء‪ ،‬كيوكلوف تلك اللحوـ ا‪٤‬بلوثة"(ِ)‪.‬‬
‫"كقد انثهرت الطريقة العيساكية باسثعدما‪٥‬با للدمدائح بصوت عاؿ‪ ،‬كتعرؼ‬
‫ىذه ا‪٤‬بدائح ٕبزب سبحاف الدائم الذم ىو يف الصل حملدمد بف سليدماف ا‪١‬بزكل‪،‬‬
‫كلكف ا‪٢‬بزب يف ليبيا أضيف إليو حزب الاالح‪ ،‬كأضحى الثوسل بالكلياء مف ضدمف‬
‫أصال‪ ،‬كمف مالمح ىذه الطريقة ا‪١‬بدمع بْب الذكر كا‪٤‬بدح‬ ‫ىذا الورد الذم مل يكف فيو ن‬
‫كا‪٢‬بضرة‪ ،‬كاسث داـ ا‪٤‬بوسيقى الندلسية"(ّ)‪.‬‬
‫‪ -9‬ا طر د ا دااغ د‬
‫ا‪٢‬برار ا‪٤‬بعركؼ بالثباغ‪ ،‬ا‪٤‬بثوىف سنة‬
‫تينسب ‪٤‬بؤسسها عبد العزيز بف عبد ا‪٢‬بق ٌ‬
‫أربع عشرة كتسعدمائة‪ ،‬مف مواليد مراكش‪ ،‬ككاف يلزـ أتباعو بوكراد ا‪١‬بزكل‪ ،‬كلكف مل‬
‫يبق ‪٥‬بذه الطائاة اليوـ أثر‪ ،‬إال أف الذم يعدمر زاكيثها اليوـ النساء عشية ا‪١‬بدمعة(ْ)‪.‬‬
‫‪ -11‬ا طر د ا زوان د‬
‫تينسب ‪٤‬بؤسسها ‪٧‬بدمد بف عبد اد بف أ‪ٞ‬بد الغزكاين‪ ،‬ا‪٤‬بثوىف سنة ‪ٟ‬بس كثالثْب‬
‫كتسعدمائة‪ ،‬كىو تلدميذ عبد العزيز الثباغ الذم أذف لو باثح زاكية لو‪ ،‬كبعد كفاة‬
‫ني و أنشو طريقثو الٍب ‪٠‬باىا على ا‪٠‬بو‪ ،‬ك‪٥‬بذه الطائاة اصطالحات كأعدماؿ غريبة‪،‬‬
‫كمف قبيح مثالبهم قو‪٥‬بم‪ :‬الاا‪ٙ‬بة يف نظّب ما يوىب ‪٥‬بم مف الناس‪ ،‬كذلك عند‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬الرحلة ا‪٤‬براكشية أك مرآة ا‪٤‬بساكم الوقثية‪ ،‬صُْٖ‪ ،‬أضواء على الثصوؼ با‪٤‬بغرب الطريقة العيساكية‬
‫٭بوذجا‪ ،‬صِِ‪.‬‬‫ن‬
‫(ِ) إنكالية الاكر الصويف‪ ،‬صٖٓ‪.‬‬
‫(ّ) موسوعة الثصوؼ‪ ،‬صّٖٓ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬الرحلة ا‪٤‬براكشية‪ ،‬صَُٖ‪ ،‬معلدمة الثصوؼ اإلسالمي ِ‪.ٗٗ/‬‬

‫ٓٓ‬
‫جلوسهم للراحة‪ ،‬فكلدما أيعطي أح هد مف الناس نينا قالوا‪ :‬الاا‪ٙ‬بة‪ ،‬كمف ىذه الطائاة‬
‫قوـ يعرفوف بوصحاب الناقة‪ ،‬كىي الناقة الٍب تضرب يف كل سنة على أصحاب‬
‫‪٧‬بثدما حٌب على الاقّب‬
‫فرضا ن‬‫ا‪٢‬برؼ‪ ،‬كىم الدبٌاغة‪ ،‬كقد جعلوا ىذه الضريبة لجلها ن‬
‫كا‪٤‬بسكْب‪ ،‬ككل مف أىب عف دفع ذلك القدر ا‪٤‬برتب عليو مف قبلها قوبل بونواع مف‬
‫العذاب؛ كذلك لجل الناع ا‪٢‬باصل لرؤساء ا‪٢‬برؼ(ُ)‪.‬‬
‫‪ -11‬ا طائفد ا ناصر د‬
‫مؤسسها ‪٧‬بدمد بف ناصر الدرعي الناصرم‪ ،‬كانثشرت ىذه الطريقة يف كافة‬
‫أرجاء ا‪٤‬بغرب كا‪١‬بزائر‪ ،‬كلقد كثرت البدع الٍب حدثة يف ىذه الطريقة‪ ،‬كمنها‪ :‬ضيافة‬
‫ا‪١‬باف الٍب تاعل ٗبواضع مالصقة للزاكية‪ ،‬أك با‪٤‬بقابر مف بيض‪ ،‬ككرد‪ ،‬كرٰباف‪،‬‬
‫كٖبور(ِ)‪ ،‬ككذلك إذا ذٕبة الضاحي با‪٤‬بصلى بادركا يف ضجيج كضوضاء ‪٤‬با ىيوكا‬
‫مف البغاؿ الاارىة ا‪٤‬بسرعة ا‪٤‬بعدات لذلك‪ ،‬كٰبدملوهنا عليها راكبْب خلاها مف غّب‬
‫غسل ا‪٤‬بذبوح منها‪ ،‬كالدماء تسيل على الراكب كا‪٤‬بركوب‪ ،‬كالطرقات‪ ،‬كا‪٤‬بار هبا يف‬
‫إسراع كز‪ٞ‬بة عظيدمة كالعامة يث كوف هبا‪ ،‬كيزعدموف يف خرافاهتم أف مف كصلة كهبا‬
‫رمق مكاف سل ها فذلك دليل على طوؿ عدمر ا‪٤‬بثقرب هبا‪ ،‬كيثنافسوف فيدمف‬
‫يوصلها على تلك ا‪٢‬بالة(ّ)‪.‬‬
‫ككذلك مف البدع الٍب عليها ىذه الطريقة قلب النعش ٕبيث ٯبعل كجهو إىل‬
‫الرض عندما يشرع يف دفف ا‪٤‬بية؛ لهنم يزعدموف أف بقاءه على ىي ثو ككجو إىل‬
‫السدماء أنو ينادم بزيادة ا‪٤‬بوت(ْ)‪.‬‬

‫(ُ) ينظر‪ :‬الرحلة ا‪٤‬براكشية‪ ،‬صَُٖ‪.‬‬


‫(ِ) ا‪٤‬بزايا فيدما أيحدث مف البدع بويـ الزكايا‪ ،‬صٖٗ‪.‬‬
‫(ّ) ا‪٤‬برجع ناسو‪ ،‬صْٖ‪.‬‬
‫(ْ) ناسو‪ ،‬صُُٖ‪.‬‬

‫ٔٓ‬
‫انباب األَل‪:‬‬
‫مصادر انخهقي عىد ابه عديبت‬
‫كفيو فصالف‪:‬‬
‫ا فصل األول‪ :‬الكثاب ك ُّ‬
‫السنة‪.‬‬
‫ا فصل ا ثاني‪ :‬ا‪٤‬بصادر الصوفية يف الثلقي‪.‬‬
‫انفصم األَل‪ :‬انكخاب َانسىت‬
‫كفيو مبحثاف‪:‬‬
‫ا الث األول‪ :‬الكثاب‪.‬‬
‫ا الث ا ثاني‪ُّ :‬‬
‫السنة‪.‬‬
‫ادلبحث األَل‪ :‬انكخــاب‬
‫‪٧‬بل إ‪ٝ‬باع ا‪٤‬بسلدمْب‪ ،‬لكف االخثالؼ يف تناكؿ‬‫ال ريب أف االسثدالؿ بالقرآف ُّ‬
‫نصوص الكثاب كفهدمها كتطبيقها‪ ،‬كا‪٤‬بوفق مف صح فهدمو كحسف قصده عند‬
‫كحسف القصد مف أعظم نعم اد ‪ ‬الٍب أنعم هبا‬ ‫االسثدالؿ هبا‪" ،‬كصحة الاهم ي‬
‫على عبده بل ما أيعطي عب هد عطاءن بعد اإلسالـ أفضل كال أجل منهدما بل ٮبا ساقا‬
‫اإلسالـ كقيامو عليهدما كهبدما يومف العبد طريق ا‪٤‬بغضوب عليهم الذيف فسد قصدىم‪،‬‬
‫كطريق الضالْب الذيف فسدت فهومهم"(ُ)‪.‬‬
‫كعند س آراء ابف عجيبة يف الكثاب كاالسثدالؿ بو ‪٪‬بد أف لديو آراءن توافق‬
‫يدؿ عليو الكثاب كأقواؿ سلف المة‪.‬‬ ‫ا‪٢‬بق‪ ،‬كأخرل خالف فيها ما ُّ‬
‫ك‪٩‬با كافق فيو ا‪٢‬بق قولو(ِ)‪" :‬أما القرآف العظيم فال بد مف اإلٲباف أنو منزهؿ على‬
‫نبينا ‪٧‬بدمد ‪ ،‬فدمف اعثقد أنو منزهؿ على غّبه كالركافض(ّ) فإنو كافر بإ‪ٝ‬باع اليمة"‪،‬‬
‫(ُ) إعالـ ا‪٤‬بوقعْب عف رب العا‪٤‬بْب‪ ،‬البف القيم ُ‪.ٖٕ/‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ٕٓ/‬‬
‫يسّبا‪،‬‬
‫نارا ن‬‫إال ن‬ ‫(ّ) الركافض‪ :‬ىم الذيف يث ؤكف مف أصحاب ‪٧‬بدمد كيسبوهنم كينثقصوهنم كيكاركف الصحابة‬
‫كمنهم علي‪ ،‬كعدمار‪ ،‬كسلدماف ‪ ،‬قاؿ عبد اد بف أ‪ٞ‬بد‪ :‬ي‬
‫سولة أ عف الرافضة؟ فقاؿ‪ :‬الذيف يسبوف أك يشثدموف‬
‫‪ ،‬كقيل ‪٠‬بوا رافضة‬ ‫قلة ل ‪ :‬مف الرافضي؟ قاؿ‪" :‬الذم يسب أبا بكر كعدمر‬ ‫‪ ،‬كقاؿ‪ :‬ي‬ ‫أبا بكر كعدمر‬
‫‪ ،‬كقيل لرفضهم ا‪٢‬بق‪ ،‬كأقوؿ إهنم ٰبدملوف عقائد خطّبة منها‪ :‬انثقاص الرب‬ ‫لرفضهم إمامة أ بكر كعدمر‬
‫السنة‪،‬‬
‫السنة لإلماـ أ‪ٞ‬بد‪ ،‬صُٖ‪ ،‬طبقات ا‪٢‬بنابلة ُ‪ ،ّّ/‬ك ُّ‬‫‪ ،‬كتوليو الئدمة ك‪ٙ‬بكيم غّب نرع اد‪ .‬ينظر‪ُّ :‬‬
‫السنة ُ‪ ،ٖ/‬ا‪٢‬بجة يف بياف احملجة‪ ،‬ل‬
‫السنة‪ ،‬لل الؿ‪ ،‬صِْٗ رقم ٕٕٕ‪ ،‬منهاج ُّ‬ ‫لعبد اد بف أ‪ٞ‬بد ِ‪ُّ ،ْٖٓ/‬‬
‫القاسم الثيدمي ِ‪.ْٕٖ/‬‬
‫بالرسالة‪ ،‬كلكنو أرسلو إىل علي بف‬ ‫كذىبة الغرابية إىل أف اد تعاىل مل يبعث ‪٧‬بدم ندا نبيًّا كمل يرسل إليو ج يل‬
‫‪ ،‬ككاف ‪٧‬بدمدمد أنبو بعلي مف الغراب بالغراب‪ ،‬كقد بعث اد ج يل إىل علي فغلا ج يل‬ ‫أ طالب‬
‫المْب فحادىا‬ ‫يف تبليغ الرسالة إىل علي بف أ طالب‪ ،‬فبلغها إىل ‪٧‬بدمد بف عبد اد‪ ،‬قاؿ ناعرىم‪ً ( :‬‬
‫غلا‬
‫ي‬
‫‪.‬‬ ‫عف حيدرة)‪ ،‬كيلعنوف صاحب الريش‪ ،‬كيعنوف بو ج يل‬
‫=‬
‫ُٔ‬
‫كقاؿ‪ :‬كا‪٤‬براد بإنزالو‪ :‬إما إنزالو كلو إىل ‪٠‬باء الدنيا‪ ،‬أينزؿ ‪ٝ‬بلةن كاحدة يف ليلة القدر مف‬
‫اللوح احملاوظ إىل ‪٠‬باء الدنيا‪ ،‬مث نزؿ ‪٪‬بوما يف و‬
‫ثالث كعشريف سنة‪ ،‬كإما ابثداء نزكلو‪،‬‬ ‫ن‬
‫كىو الظهر(ُ)‪.‬‬
‫كمنها ذكره لبعض خصائص القرآف‪:‬‬
‫ُ‪ -‬حبل اد ا‪٤‬بثْب كىو النور ا‪٤‬ببْب كالشااء النافع‪.‬‬
‫ِ‪ -‬مهيدمف على الكثب(ِ)‪.‬‬
‫ّ‪ -‬حاظو مف الثحريف(ّ)‪.‬‬
‫ْ‪ -‬ال يوتيو الباطل مف بْب يديو كال مف خلاو(ْ)‪.‬‬
‫كمنها قولو‪" :‬كل ما اخثيلف فيو ييرد إىل كثاب اد ‪ ‬مث إىل سنة رسوؿ‬
‫اد ‪ ،‬مث إىل اإل‪ٝ‬باع‪ ،‬مث إىل القياس‪ ،‬فهذه ىي قواعد الشريعة كعليها بنية‬
‫مبطل‪ ،‬فاي كثاب اد ‪ ‬كسنة رسولو مف‬ ‫الحكاـ فدمف خرج عنهدما فهو ه‬
‫علم الصوؿ كالاركع ما فيو غينية‪ ،‬فإف مل يوجد نص فاإل‪ٝ‬باع أك القياس"(ٓ)‪.‬‬
‫تومل ما سبق ذكره مف أمثلة ‪٪‬بد أنو كافق فيها ا‪٢‬بق كما دلة عليو‬ ‫كعند ُّ‬
‫السنة‪ ،‬كقوؿ سلف المة‪.‬‬ ‫النصوص مف الكثاب ك ُّ‬
‫=‬
‫كىذا ال نك يف بطالنو قاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﭑﭒﭓﮊ الاثح‪ ،ِٗ :‬كقاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ‬
‫ﭻﮊ آؿ عدمراف‪ ،ُْْ :‬كقاؿ تعاىل ﮋﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ‬
‫ﯴﯵﯶﯷﯸﮊ الحزاب‪ ،َْ :‬ينظر‪ :‬السيوؼ ا‪٤‬بشرقة ك‪٨‬بثصر الصواقع احملرقة‪ ،‬صِِْ‪.‬‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ٕ‪.ُّّ/‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬برجع ناسو ْ‪.ِٕٔ/‬‬
‫(ّ) ناسو ِ‪.ِٓ ،َِ/‬‬
‫(ْ) الدرر الناثرة يف توجيو القراءات ا‪٤‬بثواترة‪ ،‬ص ٕ‪.‬‬
‫(ٓ) ا‪٤‬برجع ناسو ٓ‪.ُٗٓ/‬‬

‫ِٔ‬
‫السنة كما عليو العلدماء الربانيْب‪.‬‬
‫أمورا ٱبالف فيها نصوص الكثاب ك ُّ‬
‫كبعد ذلك ذكر ن‬
‫ظاىرا لىل الظاىر‪ ،‬كباطننا لىل‬ ‫‪٪‬بد ىذا يف قولو‪" :‬اعلم أف للقرآف العظيم ن‬
‫الباطف‪ ،‬كتاسّب أىل الباطف ال يذكقو إال أىل الباطف‪ ،‬ال ياهدمو غّبىم كال يذكقو‬
‫سواىم‪ ،‬كال يصح ذكره إال بعد تقرير الظاىر‪ ،‬مث يشّب إىل علم الباطف بعبارة رقيقة‬
‫كإنارة دقيقة‪ ،‬فدمف مل يبلغو فهدمو لذكؽ تلك السرار فليسلم‪ ،‬كال يبادر باإلنكار‬
‫فإف علم الذكاؽ مف كراء طور العقوؿ‪ ،‬كال يدرؾ بثواتر النقوؿ"(ُ)‪.‬‬
‫كىذا عند احملققْب ال يوافق عليو؛ فإف العلدماء بينوا ا‪٤‬بعُب الصحيح للظاىر كالباطف‪.‬‬
‫قاؿ الط م(ِ)‪" :‬ظهره الظاىر يف الثالكة‪ ،‬كبطنو ما بطف يف توكيلو"(ّ)‪ ،‬كلقد‬
‫علق على ىذا القوؿ أ‪ٞ‬بد ناكر(ْ) فقاؿ‪" :‬الظاىر ىو ما تعرفو مف كالمها‪ ،‬كما ال‬
‫يعذر أحد ٔبهالثو مف حالؿ كحراـ‪ ،‬كالباطف‪ :‬ىو الثاسّب الذم يعلدمو العلدماء‬
‫باالسثنباط كالاقو‪ ،‬كمل يرد الط م على ما تاعلو الصوفية يف الثالعب بكثاب اد‬
‫كالعبث بدالالت ألااظ القرآف‪ ،‬كادعائهم أف للااظو‬ ‫‪ ‬كسنة رسولو‬
‫"ظاىرا" ىو الذم يعلدمو علدماء ا‪٤‬بسلدمْب‪ ،‬كباطننا يعلدمو أىل ا‪٢‬بقيقة(ٓ) فيدما‬ ‫ن‬
‫(ٔ)‬
‫يزعدموف" ‪.‬‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ْٗ/‬‬
‫(ِ) ىو أبو جعار‪٧ ،‬بدمد بف جرير بف يزيد الط م‪ ،‬ا‪٤‬بؤرخ ا‪٤‬باسر‪ ،‬كلد يف آمل طربسثاف سنة ِِْىػ‪ ،‬كاسثوطف‬
‫الر يسل كا‪٤‬بلوؾ‪ ،‬تويف سنة َُّىػ‪ ،‬ينظر‪ :‬طبقات‬ ‫بغداد‪ ،‬مف مؤلااتو‪ :‬جامع البياف يف تاسّب القرآف‪ ،‬أخبار ُّ‬
‫الشافعية ّ‪ ،َُِ/‬تاري بغداد ِ ‪.ُِٔ/‬‬
‫(ّ) جامع البياف يف توكيل القرآف ُ‪.ِٕ/‬‬
‫(ْ) أ‪ٞ‬بد بف ‪٧‬بدمد ناكر بف أ‪ٞ‬بد بف عبد القادر‪ ،‬عامل با‪٢‬بديث كالثاسّب‪ ،‬كلد سنة َُّٗىػ‪ ،‬كتويف سنة‬
‫ُّٕٕىػ‪ ،‬ينظر‪ :‬العالـ ُ‪.ِّٓ/‬‬
‫(ٓ) ا‪٢‬بقيقة لغة‪ :‬مف ا‪٢‬بق‪ ،‬خالؼ الباطل‪ ،‬ك‪ٝ‬بعو حقوؽ كحقاؽ‪ ،‬كىي يف اصطالح الصوفية‪ :‬كشف رداء الصوف عف‬
‫مظهر الكوف‪ ،‬فياُب مف مل يكف‪ ،‬كيبقى مف مل يزؿ‪ ،‬كىي‪ :‬ذات الشيء كأصلو‪ ،‬كحقيقة اإلنساف‪ :‬ماىيثو كمادتو مل‬
‫يزؿ‪ .‬ينظر‪ :‬لساف العرب َُ‪ ،ْٗ/‬كالقاموس احمليا‪ ،‬ص ُُِٗ‪ ،‬كالاثوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صِْ‪.‬‬
‫(ٔ) جامع البياف يف توكيل القرآف ُ‪ ،ِٕ/‬حانية رقم‪.ِ :‬‬

‫ّٔ‬
‫كيؤيد ىذا الشاطيب(ُ) بقولو‪" :‬مف الناس مف زعم أف للقرآف ظاىران كباطننا كرٗبا‬
‫نقلوا يف ذلك بعض الحاديث كااثار‪ ،‬فعف ا‪٢‬بسف(ِ) ‪٩‬با أرسلو عف النيب أنو‬
‫حرؼ حد‪ ،‬ككل‬ ‫قاؿ‪ :‬ما أنزؿ اد آية إال ك‪٥‬با ظهر كبطف ٗبعُب ظاىر كباطف‪ ،‬ككل و‬
‫حد مطلع‪ ،‬كفيسر بوف الظهر كالظاىر ىو ظاىر الثالكة كالباطف ىو الاهم عف اد‬
‫‪٤‬براده‪ ،‬فإف كاف مراد مف أطلق ىذه العبارة ما فيسر فصحيح كال نزاع فيو‪ ،‬كإف أرادكا‬
‫كمف بعدىم‬ ‫معلوما عند الصحابة‬
‫غّب ذلك فهو إثبات أمر زائد على ما كاف ن‬
‫أصل ٰبكم بو على تاسّب الكثاب‬‫فال بد مف دليل قطعي يثبة ىذه الدعول؛ لهنا ه‬
‫فال يكوف ظنيًّا‪ ،‬كما اسثيدؿ بو إ٭با غايثو إذا صح سنده أف ينثظم يف سلك‬
‫ا‪٤‬براسيل"(ّ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف حزـ(ْ)‪" :‬لو كاف لكل آية ظهر كبطف لكنا ال سبيل لنا إىل علم‬
‫البطف منها بظف‪ ،‬كال بقوؿ قائل‪ ،‬لكف ببياف النيب الذم أمره اد ‪ ‬بوف‬
‫ييبْب للناس ما نػيزؿ إليهم‪ ،‬فإف أكجدكنا بيانا عف النيب فليس أحد أكىل بالثوكيل‬
‫(ُ) ىو‪ :‬أبو إسحاؽ‪ ،‬إبراىيم بف موسى بف ‪٧‬بدمد الل دمي الغرناطي‪ ،‬الشاطيب‪ ،‬أصول‪ ،‬حاف ‪ ،‬كاف مف أئدمة‬
‫ا‪٤‬بالكية‪ ،‬لو مصناات منها‪ :‬االعثصاـ‪ ،‬ا‪٤‬بوافقات‪ ،‬مات سنة َٕٗىػ‪ .‬ينظر‪ :‬العالـ ُ‪.ٕٓ/‬‬
‫‪ ،‬رأل بعض‬ ‫(ِ) ىو أبو سعيد‪ ،‬ا‪٢‬بسف بف أ ا‪٢‬بسف البصرم‪ ،‬كا‪٠‬بو يسار‪ُّ ،‬أمو موالة أـ سلدمة زكج يب‬
‫النيب‬
‫فصيحا‪ ،‬تويف سنة‬ ‫عابدا‪ ،‬ناس نكا‪ ،‬كثّب العلم‬ ‫و‬
‫ن‬ ‫فيعا ن‬
‫جامعا عال نػدما‪ ،‬ر ن‬
‫الصحابة ‪ ،‬كمل يسدمع مف أحد منهم‪ ،‬كاف ن‬
‫َُُىػ‪ .‬ينظر‪ :‬تذكرة ا‪٢‬بيااظ ُ‪ ،ِٕ/‬سّب أعالـ النبالء ْ‪.ُْٔ/‬‬
‫(ّ) ا‪٤‬بوافقات ّ‪.ِِٕ/‬‬
‫(ْ) ىو أبو ‪٧‬بدمد‪ ،‬علي بف أ‪ٞ‬بد بف سعيد بف حزـ بف غالب بف صاٌف بف خلف بف معداف بف ساياف بف يزيد‬
‫‪ ،‬لو‬ ‫الاارسي الصل‪ ،‬مث الندلسي القرطيب اليزيدم موىل المّب يزيد بف أ ساياف بف حرب الموم‬
‫مؤلاات‪ :‬منها‪ :‬احمللى يف الاقو‪ ،‬ا‪٤‬بلل كالنحل‪ ،‬كلد بقرطبة سنة ّْٖىػ‪ ،‬كمات يف نواؿ سنة ْٗٓىػ‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫سّب أعالـ النبالء ُٖ‪.ُْٖ/‬‬

‫ْٔ‬
‫أيضا‪ ،‬كمف الباطل احملاؿ أف يكوف‬
‫يف باطف ما ‪ٙ‬بثدملو تلك ااية مف آخر مف توكؿ ن‬
‫لآلية باطف ال يبيػنيو النيب ؛ لنو كاف يكوف حين ذ مل يبلغ كدما أمر‪ ،‬كىذا ال يقولو‬
‫مسلم فبطل ما ظنُّوه"(ُ)‪.‬‬
‫ككصف أبو الاضل السكسي(ِ) حاؿ القائلْب بالظاىر كالباطف بقولو‪:‬‬
‫السنة كليسوا منهم‪ ،‬قد خالاوىم يف االعثقاد كالفعاؿ‪،‬‬ ‫"كالصوفية يعثزكف إىل أىل ُّ‬
‫ظاىرا كباطننا‬
‫كالقواؿ‪ ،‬أما االعثقاد فسلكوا مسل نكا للباطنية الذيف قالوا‪ :‬إف للقرآف ن‬
‫أيضا‪ -‬فرؽ‬‫فالظاىر ما عليو ‪ٞ‬بلة الشريعة النبوية‪ ،‬كالباطف ما يعثقدكنو‪ ،‬فكذلك – ن‬
‫السنة حقائق خاية باطنية غّب ما عليو علدماء الشريعة‬‫الصوفية قالة‪ :‬إف للقرآف ك ُّ‬
‫مثصال بالنيب بالسانيد‬ ‫ن‬ ‫مف الحكاـ الظاىرة‪ ،‬الٍب نقلوىا خل ناا عف سلف‪،‬‬
‫الصحيحة كالنقلة الثقات كتلقثو المة بالقبوؿ كأ‪ٝ‬بع عليو السواد العظم"(ّ)‪.‬‬
‫كقاؿ ال هبارم(ْ)‪" :‬ككل علم ادعاه العباد مف علم الباطف مل يوجد يف الكثاب‬
‫السنة فهو بدعة كضاللة‪ ،‬ال ينبغي لحد أف يعدمل بو كال يدعو إليو"(ٓ)‪.‬‬
‫كال يف ُّ‬
‫وم َّ ا ؤخذ بيى ابج بة اد يف تلقي القرآف أنو يزعم أف العارفْب يسدمعوف‬
‫القرآف بال كاسطة‪ ،‬حيث قاؿ‪:‬‬
‫(ُ) اإلحكاـ يف أصوؿ الحكاـ ُ‪.ِٖٖ/‬‬
‫(ِ) ىو أبو الاضل‪ ،‬عباس بف منصور بف عباس الَبٲبي السكسكي‪ ،‬فقيو ٲباين‪ ،‬توىل القضاء يف تعز‪ ،‬تويف سنة‬
‫ّٖٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬العالـ ّ‪.ِٖٔ/‬‬
‫(ّ) ال ىاف يف معرفة عقائد أىل الدياف‪ ،‬صٓٔ‪.‬‬
‫(ْ) أبو ‪٧‬بدمد‪ ،‬ا‪٢‬بسف بف علي بف خلف ال هبارم‪ ،‬نسب نة إىل الدكية الٍب ٘بلب مف ا‪٥‬بند‪ ،‬قاؿ ابف ا‪١‬بوزم عف‬
‫السنة‪ ،‬تويف عاـ ِّٗىػ‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫نديدا على أىل البدع‪ ،‬مف مؤلااتو‪ :‬نرح ُّ‬
‫الزىد‪ ،‬ككاف ن‬
‫ال هبارم‪ٝ :‬بع العلم ك ُّ‬
‫طبقات ا‪٢‬بنابلة ِ‪ ،ُٔ/‬البداية كالنهاية ُُ‪ ،ُِّ/‬سّب أعالـ النبالء ُٓ‪ ،َٗ/‬نذرات الذىب ِ‪.ُّٗ/‬‬
‫السنة‪ ،‬صَُٔ‪.‬‬‫(ٓ) نرح ُّ‬

‫ٓٔ‬
‫"العارفوف باد ‪ ‬ال يسدمعوف القرآف إال مف لدف حكيم عليم‪ ،‬بال‬
‫كاسطة‪ ،‬الواسطة ‪٧‬بذكفة يف نظرىم‪ ،‬فهم يسدمعوف مف اد ‪ ‬إىل اد‬
‫‪.)ُ("‬‬
‫أيضا‪" :‬العارؼ مل تبق لو كاسطة بينو كبْب اد ‪ ‬كال بينو كبْب‬ ‫كقاؿ ن‬
‫رسوؿ اد ‪ ،‬بل يوخذ النياء مف معدهنا‪ ،‬فا‪٢‬بقيقة يوخذىا مف معادهنا كىي‬
‫نهود الذات القدس بال كاسطة حس الكواف‪ ،‬بل ‪ٛ‬بثحي الكواف ك‪ٛ‬بحق يف نظره‪،‬‬
‫أىال‬
‫السنة إف كاف ن‬ ‫فال يرل إال ا‪٤‬بكوف‪ ،‬كيوخذ الشريعة مف معادهنا كىي الكثاب ك ُّ‬
‫أحدا مف أىل‬ ‫كإال اسثاٌب قلبو‪ ،‬كلذلك قيل الصويف ال مذىب لو‪ ،‬أم ال يقلد ن‬
‫ا‪٤‬بذىب"(ِ)‪.‬‬
‫كقولو ىذا كاعثقاده مف أخطر ما يكوف على عقيدة العبد كعبادتو إذ إسقاط‬
‫الواسطة بْب اد كبْب خلقة مصادـ لنصوص الشرع‪ ،‬ك‪٤‬با اتاقة عليو أىل ا‪٤‬بلل‪.‬‬
‫‪٩" :‬با أ‪ٝ‬بع عليو أىل ا‪٤‬بلل مف ا‪٤‬بسلدمْب‪ ،‬كاليهود‬ ‫قاؿ ابف تيدمية‬
‫الرسل الذيف بلغوا عف اد‬
‫كالنصارل‪ :‬أهنم يثبثوف الوسائا بْب اد كبْب عباده‪ ،‬كىم ُّ‬
‫ﮋ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ‬ ‫أمره كخ ه‪ ،‬قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫كافر بإ‪ٝ‬باع أىل ا‪٤‬بلل"(ْ)‪.‬‬
‫ه‬ ‫فهو‬ ‫الوسائا‬ ‫ىذه‬ ‫أنكر‬ ‫كمف‬ ‫(ّ)‬
‫ﮆﮇﮊ‬
‫أيضا مف‬
‫كأما ما ذكره ابف عجيبة مف تلقي القرآف ك‪٠‬باعو بال كاسطة فهذه ن‬
‫‪ٚ‬برصات الصوفية‪.‬‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ْ‪.ُٕٓ/‬‬
‫(ِ) نرح صالة ابف عر ‪ ،‬ضدمف سلسالت نورانية فريدة‪ٝ ،‬بع العدمراين ا‪٣‬بالدم‪ ،‬صْٕ‪.‬‬
‫(ّ) سورة ا‪٢‬بج‪.ٕٓ :‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬الواسطة بْب ا‪٢‬بق كا‪٣‬بلق‪ ،‬ضدمف ‪٦‬بدموع الاثاكل‪ ،‬صَُ‪.‬‬

‫ٔٔ‬
‫فكل مف كاف مف أىل اإل‪٥‬باـ كا‪٣‬بطاب كا‪٤‬بكاناة مل يكف‬ ‫قاؿ ابف تيدمية‪ُّ " :‬‬
‫السنة تب نعا ‪٤‬با‬
‫‪ ،‬فعليو أف يسلك سبيلو يف االعثصاـ بالكثاب ك ُّ‬ ‫أفضل مف عدمر‬
‫تبعا ‪٤‬با كرد عليو‪ ،‬كىؤالء الذيف‬
‫ن‬ ‫جاء بو الرسوؿ ال ٯبعل ما جاء بو الرسوؿ‬
‫أخطوكا كضلُّوا كتركوا ذلك‪ ،‬كاسثغنوا ٗبا كرد عليهم‪ ،‬كظنُّوا أف ذلك يغنيهم عف اتباع‬
‫العلم ا‪٤‬بنقوؿ‪ ،‬كصار أحدىم يقوؿ‪ :‬أخذكا علدمهم ميثنا عف مية‪ ،‬كأخذنا علدمنا عف‬
‫ا‪٢‬بي الذم ال ٲبوت فيقاؿ لو‪ :‬أما ما نقلو الثقات عف ا‪٤‬بعصوـ‪ ،‬فهو حق كلوال النقل‬
‫ا‪٤‬بعصوـ لكنة أنة كأمثالك إما مف ا‪٤‬بشركْب‪ ،‬كإما مف اليهود كالنصارل‪ ،‬كأما ما‬
‫كرد عليك فدمف أيف لك أنو كحي مف اد؟ كمف أيف لك أنو ليس مف كحي‬
‫الشيطاف؟"(ُ)‪.‬‬
‫"(ِ)‪.‬‬ ‫عدمرر‬
‫دمر‬
‫مف عدم‬
‫عدم‬ ‫ضاا ‪" :‬فليس يف ى‬
‫احملدثْب ا‪٤‬بلهدمْب أفضل ف‬ ‫أيض‬
‫كيقوؿ ن‬
‫ض‬
‫يض‬
‫كقاؿ ابف ا‪١‬بوزم(ّ)‪" :‬كمف قاؿ حدثِب قليب عف ر فقد صرح أنو غِب عف‬
‫الرسوؿ‪ ،‬كمف صرح بذلك فقد كار‪ ،‬فهذه كلدمة مدسوسة يف الشريعة ‪ٙ‬بثها ىذه‬
‫الزندقة‪ ،‬كمف رأيناه يزرم على النقل علدمنا أنو قد عطل أمر الشرع‪ ،‬كما يؤمف ىذا‬
‫القائل حدثِب قليب عف ر أف يكوف ذلك مف إلقاء الشياطْب فقد قاؿ اد‪:‬‬
‫ﮋﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮊ(ْ)‪ ،‬كىذا ىو‬
‫الظاىر؛ لنو ترؾ الدليل ا‪٤‬بعصوـ كعوؿ على ما يلقي يف قلبو الذم مل يثبة حراسثو‬
‫(ُ) الواسطة بْب ا‪٢‬بق كا‪٣‬بلق‪ ،‬ضدمف ‪٦‬بدموع الاثاكل ُّ‪.ْٕ/‬‬
‫(ِ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُّ‪.ّٕ/‬‬
‫(ّ) ىو أبو الارج‪ ،‬عبد الر‪ٞ‬بف بف علي ا‪٤‬بعركؼ بابف ا‪١‬بوزم البغدادم‪ ،‬تويف سنة ٕٗٓىػ‪ ،‬كمف مصنااتو‪ :‬تلبيس إبليس‪،‬‬
‫زاد ا‪٤‬بسّب‪ ،‬ينظر‪ :‬البداية كالنهاية ُّ‪ ،ِٖ/‬تاري اإلسالـ ُِ‪ ،ُُُْ ،ََُُ/‬العالـ ّ‪.ُّٕ-ُّٔ/‬‬
‫(ْ) سورة النعاـ‪.ُُِ :‬‬

‫ٕٔ‬
‫مف الوساكس كىؤالء يسدموف ما يقرهبم خاطرا"(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف القيم‪" :‬كمف أحالك على غّب أخ نا كحدثنا فقد أحالك إما على‬
‫خياؿ صويف‪ ،‬أك قياس فلساي‪ ،‬أك رأم ناسي‪ ،‬فليس بعد القرآف ك(أخ نا)‬
‫ك(حدثنا) إال نبهات ا‪٤‬بثكلدمْب‪ ،‬كآراء ا‪٤‬بنحرفْب‪ ،‬كخياالت ا‪٤‬بثصوفْب‪ ،‬كقياس‬
‫ا‪٤‬بثالساْب‪ ،‬كمف فارؽ الدليل ضل عف السبيل‪ ،‬كال دليل إىل اد كا‪١‬بنة سول‬
‫السنة فهي طريق ا‪١‬بحيم‬
‫السنة‪ ،‬ككل طريق مل يصحبها دليل القرآف ك ُّ‬ ‫الكثاب ك ُّ‬
‫كالشيطاف الرجيم"(ِ)‪.‬‬
‫ك ا ؤخذ بيى ابج بة اد أن ال يسثدؿ بنصوص الكثاب ك ُّ‬
‫السنة على‬
‫المور العقدية‪ ،‬حيث يقوؿ‪" :‬إذا كقع االخثالؼ يف الحكاـ الظاىرة ‪-‬كىي ما‬
‫السنة احملدمدية‪ ،‬أك اإل‪ٝ‬باع‬
‫يثعلق با‪١‬بوارح الظاىرة‪ -‬يرجع فيو إىل الكثاب العزيز أك ُّ‬
‫أك القياس‪ ،‬كإف كقع االخثالؼ يف المور القلبية ‪-‬كىي ما يثعلق بالعقائد الثوحيدية‬
‫مف طريق الذكاؽ أك العلوـ‪ -‬ييرجع فيو إىل أرباب القلوب الصافية‪ ،‬فإنو ال يثجلى‬
‫فيو إال ما كاف ىو حق كصواب"(ّ)‪.‬‬
‫كمثاؿ ذلك‪ :‬أف ا‪٤‬بريديف ال يعرضوف أك يىًزنوف أقواؿ نيوخهم على الكثاب‬
‫السنة‪ ،‬كلقد نرح ابف عجيبة قوؿ أ ا‪٢‬بسف الشاذل‪" :‬مف آداب ‪٦‬بالسة‬ ‫ك ُّ‬
‫الصديقْب أف تاارؽ ما تعلم لثظار بالسر ا‪٤‬بكنوف"(ْ) فقاؿ‪:‬‬
‫"يعِب إف أردت أف تظار ٗبا عندىم مف السر ا‪٤‬بكنوف فوسقا عنهم ا‪٤‬بيزاف يف‬
‫(ُ) تلبيس إبليس‪ ،‬صُْٓ‪.‬‬
‫(ِ) مدارج السالكْب ِ‪.ْٖٔ/‬‬
‫(ّ) البحر ا‪٤‬بديد ْ‪.ُِٕ/‬‬
‫(ْ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬ص ّٖٔ‪.‬‬

‫ٖٔ‬
‫أقوا‪٥‬بم‪ ،‬كأفعا‪٥‬بم‪ ،‬كأحوا‪٥‬بم‪ ،‬كأما ما دمة تزف عليهم ٗبيزاف علدمك فال تشم رائحة‬
‫مف سرىم"(ُ)‪.‬‬
‫كىذا تناقض كاضطراب منو؛ إذ ‪٫‬بف موموركف باإلٲباف ٔبدميع الكثاب‬
‫كالثحاكم إليو كالثسليم‪ ،‬ال أف نؤمف ببعضو‪ ،‬كنكار بالبعض ااخر‪ ،‬قاؿ‪:‬‬
‫ﮋﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬
‫ﮇﮈﮉﮊﮋﮌ ﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕ ﮊ(ِ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف تيدمية‪" :‬كمف قاؿ‪ :‬أنا ‪٧‬بثاج إىل ‪٧‬بدمد يف علم الظاىر دكف علم‬
‫الباطف‪ ،‬أك يف علم الشريعة دكف علم ا‪٢‬بقيقة‪ ،‬فهو نر مف اليهود كالنصارل الذيف‬
‫رسوؿ إىل اليميْب دكف أىل الكثاب‪ ،‬فإف أكل ك آمنوا ببعض ككاركا‬‫‪٧‬بدمدا ه‬
‫قالوا‪ :‬إف ن‬
‫‪٧‬بدمدا بعث بعلم الظاىر‬
‫ببعض فكانوا يكا نارا بذلك‪ ،‬ككذلك ىذا الذم يقوؿ إف ن‬
‫دكف علم الباطف آمف ببعض ما جاء بو ككار ببعض فهو كافر‪ ،‬كىو أكار مف‬
‫أكل ك؛ لف علم الباطف الذم ىو علم إٲباف القلوب كمعارفها كأحوا‪٥‬با ىو علم‬
‫ٕبقائق اإلٲباف الباطنة كىذا أنرؼ مف العلم ٗبجرد أعدماؿ اإلسالـ الظاىرة‪ ،‬فإذا‬
‫‪٧‬بدمددا إ٭با علم ىذه المور الظاىرة دكف حقائق اإلٲباف؛ كأنو ال‬
‫ادعى ا‪٤‬بدعي أف ن‬
‫السنة فقد ادعى أف بعض الذم آمف بو ‪٩‬با جاء بو‬ ‫يوخذ ىذه ا‪٢‬بقائق عف الكثاب ك ُّ‬
‫الرسوؿ دكف البعض ااخر كىذا نر ‪٩‬بف يقوؿ‪ :‬أؤمف ببعض كأكار ببعض كال‬
‫يدعي أف ىذا البعض الذم آمف بو أدىن القسدمْب"(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صّٖٔ‪ ،ّٔٗ-‬كينظر‪ :‬نرح نونية الششَبم‪ ،‬صُِٔ‪.‬‬


‫(ِ) سورة البقرة‪.ٖٓ :‬‬
‫(ّ) الارقاف بْب أكلياء الر‪ٞ‬بف كأكلياء الشيطاف‪ ،‬صُٓٗ‪.‬‬

‫ٗٔ‬
‫ﮋﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ‬ ‫كقاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﰄ ﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋ ﰌﰍﰎﰏﰐ ﰑﰒﮊ(ُ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف القيم يف تاسّب ىذه ااية‪" :‬فومر تعاىل بطاعثو‪ ،‬كطاعة رسولو‪ ،‬كأعاد‬
‫اسثقالال مف غّب عرض ما أمر بو على‬ ‫ن‬ ‫إعالما بوف طاعة الرسوؿ ٘بب‬ ‫ن‬ ‫الاعل‬
‫الكثاب‪ ،‬بل إذا أمر كجبة طاعثو مطل نقا‪ ،‬سواء كاف ما أمر بو يف الكثاب أكمل يكف‬
‫فيو‪ ،‬فإنو أيكتػً ىي الكثاب كمثلو معو"(ِ)‪.‬‬
‫السنة ٮبا ا‪٤‬بيزاف لألقواؿ كالفعاؿ‪،‬‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة أف الكثاب ك ُّ‬
‫كعقيدة أىل ُّ‬
‫السنة إمامهم‪ ،‬كطلبوا الديف مف‬ ‫‪٥‬بذا يكفقوا لكل خّب؛ لهنم "جعلوا الكثاب ك ُّ‬
‫السنة‪ ،‬فإف‬
‫قبلهدما‪ ،‬كما كقع ‪٥‬بم مف معقو‪٥‬بم كخواطرىم عرضوه على الكثاب ك ُّ‬
‫كجدكه مواف نقا ‪٥‬بدما قبلوه كنكركا اد حيث أراىم ذلك ككفقهم إليو‪ ،‬كإف كجدكه‬
‫السنة‪ ،‬كرجعوا بالثهدمة على‬‫‪٨‬بال ناا ‪٥‬بدما تركوا ما كقع ‪٥‬بم‪ ،‬كأقبلوا على الكثاب ك ُّ‬
‫السنة ال يهدياف إال إىل ا‪٢‬بق‪ ،‬كرأم اإلنساف قد يرل ا‪٢‬بق‬ ‫أناسهم‪ ،‬فإف الكثاب ك ُّ‬
‫كقد يرل الباطل"(ّ)‪.‬‬
‫السنة‪ ،‬قاؿ ابف تيدمية ‪" :‬ككاف مف‬ ‫كىذه مف نعم االعثصاـ بالكثاب ك ُّ‬
‫السنة‪ ،‬فكاف مف الصوؿ ا‪٤‬بثاق‬ ‫أعظم ما أنعم اد بو عليهم اعثصامهم بالكثاب ك ُّ‬
‫عليها بْب الصحابة كالثابعْب ‪٥‬بم بإحساف أنو ال ييقبل مف أحد قا أف يعارض‬
‫القرآف ال برأيو كال ذكقو كال معقولو كال قياسو كال كجده‪ ،‬فإهنم ثبة عنهم بال اىْب‬
‫القطعيات كاايات البينات أف الرسوؿ جاء با‪٥‬بدل كديف ا‪٢‬بق"(ْ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة النساء‪.ٓٗ :‬‬
‫(ِ) إعالـ ا‪٤‬بوقعْب عف رب العا‪٤‬بْب ُ‪.ْٖ/‬‬
‫(ّ) ا‪٢‬بجة يف بياف احملجة ِ‪.ِّٖ/‬‬
‫(ْ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُّ‪.ِٖ/‬‬

‫َٕ‬
‫(ُ)‬
‫السنة‪" :‬فوما أصحاب ا‪٢‬بديث‬ ‫كقاؿ ابف قثيبة مبيػننا طريقة اسثدالؿ أىل ُّ‬
‫فإهنم الثدمسوا ا‪٢‬بق مف كجهثو كتثبعوه مف مظانو‪ ،‬كتقربوا مف اد تعاىل باتباعهم‬
‫سنف رسوؿ اد كطلبهم اثاره كأخباره"(ِ)‪.‬‬
‫السنة بالنصوص ناينا كإثباتنا‪ ،‬كقو‪٥‬بم ىو ما دلة عليو النصوص‪،‬‬
‫كارتبا أىل ُّ‬
‫قاؿ اإلماـ أ‪ٞ‬بد ‪" :‬فآمركم أال تؤثركا على القرآف نينا‪ ،‬فإنو كالـ اد ‪... ‬‬
‫(ّ)‬
‫مث بعد كثاب اد‪ :‬سنة النيب كا‪٢‬بديث عنو كعف ا‪٤‬بهديْب أصحاب النيب "‬
‫اد‪ :‬ﮋﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ‬ ‫"قاؿ‬
‫ﰅ ﰆﰇﰈ ﰉﰊﰋﰌ ﰍﰎﰏ ﰐﰑﰒﮊ(ْ)‪.‬‬
‫كتاسّب ااية "أم إىل كثاب اد كإىل رسولو ما داـ حينا‪ ،‬كبعد كفاتو إىل‬
‫السنة كاجب إف كجد فيهدما‪ ،‬فإف مل يوجد فسبيلو‬ ‫سنثو‪ ،‬كالرد إىل الكثاب ك ُّ‬
‫االجثهاد"(ٓ)‪.‬‬
‫يوما خطًّا مث‬
‫خا لنا رسوؿ اد ن‬ ‫قاؿ‪:‬‬
‫قاؿ‪:‬‬ ‫كعف عبد اد بف مسعود‬
‫سبل على‬‫قاؿ‪ :‬ىذا سبيل اد‪ ،‬مث خا خطوطنا عف ٲبينو كعف مشالو‪ ،‬مث قاؿ‪ :‬ىذه ه‬
‫‪ :‬ﮋﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ‬ ‫كل سبيل نيطاف يدعو إليو مث تال قوؿ اد‬
‫(ُ) ىو أبو ‪٧‬بدمد‪ ،‬عبد اد بف مسلم بف قثيبة الدينورم‪ ،‬صاحب الثصانيف‪ ،‬قاؿ عنو الذىيب‪ :‬الر يجل ليس‬
‫بصاحب حديث‪ ،‬كإ٭با ىو مف كبار العلدماء ا‪٤‬بشهوريف‪ ،‬عنده فنوف ‪ٝ‬بة كعلوـ مهدمة منها‪ :‬غريب القرآف‪،‬‬
‫غريب ا‪٢‬بديث‪ ،‬مشكل ا‪٢‬بديث‪ ،‬تويف سنة ِٕٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬كفيات العياف ّ‪ ،ّْ-ِْ/‬سّب أعالـ النبالء‬
‫ُّ‪.َِّ-ِٗٔ/‬‬
‫(ِ) توكيل ‪٨‬بثلف ا‪٢‬بديث‪ ،‬صُٓ‪.‬‬
‫(ّ) طبقات ا‪٢‬بنابلة ُ‪.ِّْ/‬‬
‫(ْ) سورة النساء‪.ٓٗ :‬‬
‫(ٓ) تاسّب البغوم ِ‪.ِِْ/‬‬

‫ُٕ‬
‫ﮀﮁﮂﮃ ﮄﮅﮆﮇﮈﮉ ﮊﮋ ﮌﮊ(ُ)ُ) ‪.)ِ(،‬‬
‫كال حالكة لإلٲباف إال باتباع ىدم ‪٧‬بدمد ك‪٧‬ببثو كتقدًن قولو على قوؿ كل‬
‫ً‬ ‫ًً‬
‫الكةى اإلٲبىاف‪ :‬أى ٍف يى يكو ىف اللوي‬ ‫الث ىم ٍف يكف فيو ىك ىج ىد ىح ى‬ ‫أحد‪ ،‬قى ىاؿ رسوؿ اد ‪ :‬ثى ه‬
‫ًً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ًً ً‬
‫ىحب إًلىٍيو ‪٩‬با س ىو ياٮبىا‪ ،‬ىكأى ٍف يٰبب الٍ ىدم ٍرءى ال يٰببُّوي إًال للو‪ ،‬ىكأى ٍف يىكىٍرىه أى ٍف يىػعي ى‬
‫ود ًيف‬ ‫ىكىر يسوليوي أ ى‬
‫ؼ ًيف النا ًر (ّ)‪.‬‬
‫الٍ يك ٍا ًر ىك ىدما يىكىٍرهي أى ٍف يػي ٍق ىذ ى‬
‫قاؿ‪ :‬ﮋﯣ ﯤ‬ ‫ككل قوؿ ال يوزف ٗبيزاف الشرع فهو مردكد على صاحبو‬
‫ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ‬
‫ﯳﮊ(ْ)‪ ،‬قاؿ ابف كثّب(ٓ) يف تاسّب ااية‪" :‬لو أجاهبم اد ‪ ‬إىل ما يف أناسهم‬
‫مف ا‪٥‬بول‪ ،‬كنرع المور على كفق ذلك لاسدت السدموات كالرض كمف فيهف"(ٔ)‪.‬‬
‫‪ :‬ﮋﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ‬ ‫كقاؿ تعاىل اد‬
‫ﮗ ﮘﮊ(ٕ)‪" ،‬فثوزف القواؿ كالعدماؿ بوقوالو كأعدمالو‪ ،‬فدما كافق ذلك قيبل‪ ،‬كما‬
‫(ُ) سورة النعاـ‪.ُّٓ :‬‬
‫(ِ) أخرجو أ‪ٞ‬بد يف ا‪٤‬بسند ُ‪ ،ْٔٓ-ّْٓ/‬كالطيالسي يف ا‪٤‬بسند ِْْ‪ ،‬كالدارمي يف السنف ُ‪ ،ٕٔ/‬كالنسائي يف‬
‫حديث‬
‫ه‬ ‫السنف الك ل ُُُْٕ‪ ،‬كابف حباف يف صحيحو ٔ‪ ،ٕ-‬كا‪٢‬باكم يف ا‪٤‬بسثدرؾ ِ‪ ،ُّٖ/‬كقاؿ‪ :‬ىذا‬
‫صحيح اإلسناد‪ ،‬كحسنو اللباين يف ‪ٙ‬بقيقو لكثاب مشكاة ا‪٤‬بصابيح ُ‪ ،ٖٓ/‬رقم ُٔٔ‪.‬‬
‫ي‬
‫(ّ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب اإلٲباف‪ ،‬باب حالكة اإلٲباف ُ‪ ،ِِ/‬رقم ُٔ‪.‬‬
‫(ْ) سورة ا‪٤‬بؤمنوف‪.ُٕ :‬‬
‫(ٓ) ىو‪ :‬أبو الاداء‪ ،‬عدماد الديف‪ ،‬إ‪٠‬باعيل بف عدمر بف كثّب بف ضوء القرني البصركم‪ ،‬مث الدمشقي الاقيو‬
‫الشافعي‪ ،‬كلد سنة َُٕىػ‪ ،‬حا القرآف‪ ،‬كبرع يف الثاسّب‪ ،‬لو عناية بالر ىجاؿ‪ ،‬كا‪٤‬بثوف‪ ،‬كالثاقُّو‪ ،‬كمف مصنااتو‪:‬‬
‫أحكاـ الثنبيو‪ ،‬اخثصار علوـ ا‪٢‬بديث‪ ،‬تاسّب ابف كثّب‪ ،‬تويف سنة ْٕٕىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الدرر الكامنة ُ‪،ََْ/‬‬
‫النجوـ الزاىرة ُُ‪.ُِّ/‬‬
‫(ٔ) تاسّب القرآف العظيم ّ‪.َِٓ/‬‬
‫(ٕ) سورة النور‪.ّٔ :‬‬

‫ِٕ‬
‫خالاو فهو مردكد على قائلو‪ ،‬كفاعلو كائننا مف كاف"(ُ)‪.‬‬
‫وابج بة اد ك ر مج ا صة د(ِ) الذيف يعثقدكف السر(ّ) يف ني الطريقة‪،‬‬
‫فقد كضح ىذا بقولو يف تعريف العلم ا‪٤‬ب زكف الذم تدعيو الصوفية‪ :‬ىو العلم‬
‫ا‪٤‬بوىوب الذم يايض على القلوب مف حضرة عالـ الغيوب‪ ،‬ال ينالو ٕبيلة كال‬
‫اكثساب‪ ،‬كال يؤخذ مف دفَب كال كثاب‪ ،‬كإ٭با مف حضرة الكدماؿ مع حكدمة صحبة‬
‫الرجاؿ‪ ،‬أك ٗبحض الاضل كالنواؿ‪ ،‬كىي أسرار الربوبية الٍب أخااىا اد عف خلقو‪،‬‬
‫كمل يطلع عليها إال خواص أكليائو‪ ،‬فإذا نطقوا هبا مع غّب أىلها ردكا عليهم‪ ،‬كرٗبا‬
‫أباحوا دمائهم‪ ،‬كمنها االطالع على أسرار القدر كعجائب ا‪٤‬بغيبات ‪.)ْ(...‬‬
‫السنة يف ردكدىم ىذا اال‪٫‬براؼ يف ا‪٤‬بعثقد‪ ،‬قاؿ ابف تيدمية‬‫كلقد بْب أئدمة ُّ‬
‫السر‬
‫‪" :‬كلكف لقو‪٥‬بم سر خاي كحقيقة باطنة ال يعرفها إال خواص ا‪٣‬بلق‪ ،‬كىذا ُّ‬
‫كإ‪٢‬بادا مف ظاىره؛ فإف مذىبهم فيو دقة كغدموض كخااء‪ ،‬قد ال‬ ‫ن‬ ‫كارا‬ ‫ىو ُّ‬
‫أند ن‬
‫ياهدمو كثّب مف الناس‪.‬‬
‫(ُ ) تاسّب القرآف العظيم ّ‪.َّٕ/‬‬
‫(ِ ) ينظر‪ :‬إحياء علوـ الديف ُ‪.ْٓ/‬‬
‫(ّ) الس ر يف اللغة ىو‪ :‬إخااء الشيء ككثدمو‪ ،‬قاؿ ابف فارس ‪ :‬السْب كالراء ٯبدمع فركعو إخااء الشيء‪ ،‬كما كاف‬
‫مف خالصو كمسثقره‪ ،‬كال ٱبرج نيءه منو عف ىذا‪ ،‬فالس ر‪ :‬ما تكثدمو ك‪ٚ‬بايو‪ ،‬خالؼ اإلعالف‪ ،‬يقاؿ‪:‬‬
‫أيض ا ما يسره ا‪٤‬برء يف ناسو مف المور الٍب عزـ‬ ‫أسررت الشيء إسر نارا‪ :‬إذا أخايثو‪ ،‬خالؼ أعلنثو‪ ،‬كىو ن‬
‫كالركح يف البدف‪ ،‬كىو ‪٧‬بلُّ ا‪٤‬بشاىدة‪،‬‬ ‫عليها‪ ،‬أم ا يف اصطالح الصوفية‪ :‬فهو‪ :‬لطياةه مودعةه يف القلب ُّ‬
‫كدما أف الركح ‪٧‬بل احملبة‪ ،‬كالقلب ‪٧‬بل ا‪٤‬بعرفة‪.‬‬
‫ً‬
‫كسُّر الربوبية‪ :‬ظهور الرب بصور العياف‪ ،‬فهي مف حيث مظهريثها للرب القائم بذاتو‪ ،‬الظاىر بثعيُّناتو‪ ،‬قائدمة بو‪ ،‬كموجودة‬
‫ا‪٢‬بق رب ‪٥‬با‪ ،‬فدما حصلة الربوبية إال با‪٢‬بق كالعياف معدكمة ٕبا‪٥‬با‬ ‫بوجوده‪ ،‬فهي عبيد مربوبوف يف ىذه ا‪٢‬بيثية‪ ،‬ك ُّ‬
‫يف الزؿ‪ .‬ينظر‪ :‬مقاييس اللغة ّ‪ ،ٕٔ/‬القاموس احمليا‪ ،‬صّٔٔ‪٨ ،‬بثار الصحاح‪ ،‬صُِْ‪ ،‬الرسالة القشّبية‪،‬‬
‫صٕٗ‪ ،‬ا‪٤‬بعجم الصويف‪ ،‬صُِّّ‪ ،‬ا‪٤‬بوسوعة الصوفية‪ ،‬صُٕٗ‪.ِٕٗ-‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صِٕٔ‪.‬‬

‫ّٕ‬
‫كثّبا مف عواـ أىل الديف كا‪٣‬بّب كالعبادة ينشد قصيدة ابف‬ ‫ك‪٥‬بذا ٘بد ن‬
‫الاارض(ُ)‪ ،‬كيثواجد عليها كيعظدمها ظانًّا أهنا مف كالـ أىل الثوحيد كا‪٤‬بعرفة‪ ،‬كىو ال‬
‫ياهدمها كال ياهم مراد قائلها‪.‬‬
‫ككذلك كالـ ىؤالء يسدمعو طوائف مف ا‪٤‬بشهوريف بالعلم كالديف‪ ،‬فال ياهدموف‬
‫حقيقثو‪.‬‬
‫فإما أف يثوقاوا عنو‪ ،‬أك يع كا عف مذىبهم بعبارة مف مل ياهم حقيقة؛ كإما أف‬
‫‪٦‬بدمال مف غّب معر وفة ٕبقيقثو‪ ،‬ك‪٫‬بو ذلك‪ ،‬كىذا حاؿ أكثر ا‪٣‬بلق‬
‫إنكارا ن‬
‫ينكركه ن‬
‫معهم‪.‬‬
‫كأئدمثهم إذا رأكا مف مل ياهم حقيقة قو‪٥‬بم طدمعوا فيو‪ ،‬كقالوا‪ :‬ىذا مف علدماء‬
‫الرسوـ‪ ،‬كأىل الظاىر‪ ،‬كأىل القشر‪ ،‬كقالوا‪ :‬علدمنا ىذا ال يعرؼ إال بالكشف‬
‫كا‪٤‬بشاىدة‪ ،‬كىذا ٰبثاج إىل نركط‪ ،‬كقالوا‪ :‬ليس ىذا عشك فادرج عنو‪ ،‬ك‪٫‬بو ذلك‬
‫ك٘بهيل ‪٤‬بف مل يصل إليو‪ ،‬كإف رأكه عارفنا بقو‪٥‬بم نسبوه‬
‫ه‬ ‫كتشويق إليو‪،‬‬
‫ه‬ ‫تعظيم لو‬
‫‪٩‬با فيو ه‬
‫إىل أنو منهم كقالوا‪ :‬ىو مف كبار العارفْب ‪ ...‬فضال‪٥‬بم عظيم كإفكهم كبّب‬
‫كتلبيسهم نديد‪ ،‬كاد تعاىل يظهر ما أرسل بو رسولو مف ا‪٥‬بدل كديف ا‪٢‬بق ليظهره‬
‫على الديف كلو"(ِ)‪.‬‬

‫ناعر صويف‪ ،‬ني اال‪ٙ‬بادية‪ ،‬لقبو‪( :‬سلطاف‬ ‫(ُ) أبو حاص كأبو القاسم‪ ،‬عدمر بف علي بف مرند ا‪٢‬بدموم ا‪٤‬بصرم‪ ،‬ه‬
‫نهيدا عند الصوفية‪ ،‬يف قصيدتو (الثائية) القوؿ بػ(كحدة الوجود)‪،‬‬
‫ن‬ ‫العانقْب)‪ ،‬قيثل باثول مف العلدماء إل‪٢‬باده‪ ،‬ييعث‬
‫يقوؿ الذىيب عف قصيدتو‪( :‬فإف مل يكف يف تلك القصيدة صريح اال‪ٙ‬باد الذم ال حيلة يف كجوده‪ ،‬فدما يف العامل‬
‫زندقة كال ضالؿ‪ ،‬تويف سنة ِّٓىػ‪ ،‬كعدمره سة ك‪ٟ‬بسوف سنة‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعالـ النبالء ُٔ‪ ،ِٔٓ/‬كفيات‬
‫العياف ِ‪.ُِٔ/‬‬
‫(ِ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ِ‪.ّٕٗ/‬‬

‫ْٕ‬
‫ضالؿ ا‪٤‬بسلدمْب‪" :‬إف الرب يثحد أك ٰبل‬
‫كقاؿ يف موضع آخر‪" :‬كمف قاؿ مف ي‬
‫يف النبياء كالكلياء‪ ،‬كإف ىذا مف السر الذم ال يباح بو‪ ،‬فقولو مف جنس قوؿ‬
‫النصارل يف ا‪٤‬بسيح‪ ،‬كىذا كثّبه يف كالـ كثّب مف ا‪٤‬بشاي كا‪٤‬بدعْب للدمعرفة كالثحقيق‬
‫كالثوحيد‪ ،‬فيجعلوف توحيد العارفْب أف يصّب ا‪٤‬بوحد ىو ا‪٤‬بوحد ‪ ...‬كمف ىؤالء مف‬
‫السر الذم باح بو ا‪٢‬بالج(ُ) كغّبه‪ ،‬كىذا عندىم مف السرار الٍب‬‫يقوؿ‪ :‬إف ىذا ىو ُّ‬
‫يكثدمها العارفوف‪ ،‬فال يبوحوف هبا إال ‪٣‬بواصهم‪.‬‬
‫كمنهم مف يقوؿ‪ :‬إ٭با قثل ا‪٢‬بالج ؛ لنو باح هبذا السر‪ ،‬كينشدكف‪:‬‬
‫(ِ)‬
‫ػار"‬ ‫ً‬
‫بػ ػػْب الرجػ ػػاؿ كمل يؤخػ ػػذ لػ ػػو ثػ ػ ي‬ ‫م ػػف ب ػػاح بالس ػػر ك ػػاف القث ػ يػل ن ػػيدمثىوي‬
‫كقاؿ الشي ابف باز (ّ)‪" :‬فدمنهم مف ٰبب ني ن ا فيثزيا يف صورتو كيقوؿ‪:‬‬
‫طعاما كيسقيو‬ ‫أنا فالف‪ ،‬كيكوف ذلك يف برية كمكاف قار‪ ،‬فيطعم ذلك الش ص ن‬
‫نرابنا‪ ،‬أك يدلُّو على الطريق‪ ،‬أك ٱب ه ببعض المور الواقعة الغائبة‪ ،‬فيظف ذلك الرجل‬
‫أف ناس الشي ا‪٤‬بية أك ا‪٢‬بي فعل ذلك ‪ ،...‬أك ىذا ملك جاء على صورتو‪ ،‬كإ٭با‬
‫(ُ) ا‪٢‬بسْب بف منصور بف ‪٧‬بدمي ا‪٢‬بالج‪ ،‬البيضاكم الاارسي‪ ،‬كلد يف مدينة البيضاء باارس سنة ِْْىػ‪ ،‬كنشو يف‬
‫العراؽ كتنقل فيها كسكف البصرة‪ ،‬مث دخل بغداد‪ ،‬كظهر أمره سنة ِٗٗىػ‪ ،‬مف مؤلااتو‪ :‬الطواسْب‪ ،‬كلقد كاف‬
‫نره كأعلف إ‪٢‬باده قثل على الزندقة كالكار كا‪٢‬بلوؿ‪ ،‬سنةَّٗ ىػ‪.‬‬
‫مف أصحاب اال‪ٙ‬باد كا‪٢‬بلوؿ‪ ،‬كعندما كثر ُّ‬
‫ينظر‪ :‬تاري اإلسالـ ٕ‪ ،ُْْ-ُّْ/‬العالـ‪ ،َِٔ/ِ ،‬ا‪٤‬بوسوعة الصوفية ُِٔ‪.ُُّ/‬‬
‫(ِ) ا‪١‬بواب الصحيح ْ‪.ْٗٔ-ْٗٓ/‬‬
‫(ّ) ىو اإلماـ عبد العزيز بف عبد اد بف عبد الر‪ٞ‬بف بف ‪٧‬بدمد آؿ باز‪ ،‬كلد سنةَُّّىػ يف الرياض‪ ،‬كاف يف‬
‫بداية عدمره بصّبنا‪ ،‬مث فقد بصره عاـ َُّٓ ىػ‪ ،‬حا القرآف قبل سف البلوغ‪ ،‬كمف أبرز مشاٱبو‪:‬‬
‫‪٧‬بدمد بف عبد اللطيف‪ ،‬سعد بف عثيق‪٧ ،‬بدمد بف إبراىيم‪ ،‬تقل د مناصب عدة مف قضاء‪ ،‬كتدريس‪ ،‬كنائبنا‬
‫عاما ‪ ،‬لو مؤلاات عدة‪ :‬منها ‪٦‬بدموع فثاكل كمقاالت‬
‫ئيس ا ‪٥‬با‪ ،‬مث ماثينا ًّ‬
‫لرئيس ا‪١‬بامعة اإلسالمية مث عيْب ر ن‬
‫صلي عليو‬ ‫مثنوعة‪ ،‬الثحقيق كاإليضاح مف مسائل ا‪٢‬بج كالعدمرة كالزيارة‪ ،‬تويف عاـ َُِْىػ يف الطائف ك ي‬
‫يف مكة‪ .‬ينظر‪ :‬تر‪ٝ‬بة لسدماحة الشي ابف باز‪ ،‬صٗ‪.َِ ،ُٕ ،ُُ ،َُ-‬‬

‫ٕٓ‬
‫يكوف ذلك جنينا‪ ،‬فإف ا‪٤‬بالئكة ال تعْب على الشرؾ كاإلفك‪ ،‬كاإلمث كالعدكاف‪ ،‬كقد‬
‫قاؿ اد تعاىل‪ :‬ﮋﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﮊ(ُ)‪،‬‬
‫قاؿ طائاة مف السلف‪ :‬كاف أقواـ يدعوف ا‪٤‬بالئكة كالنبياء‪ ،‬كعزير كا‪٤‬بسيح‪ ،‬فبْب‬
‫اد تعاىل أف ا‪٤‬بالئكة كالنبياء عباد اد كدما أف الذيف يعبدكهنم عباد اد‪ ،‬كبْب أهنم‬
‫يرجوف ر‪ٞ‬بثو كٱبافوف عذابو كيثقربوف إليو كدما ياعل سائر عباده الصا‪٢‬بْب(ِ)‪.‬‬
‫كالذم ظهر أهنم يقصدكف بالسر يف الشي ‪ ،‬اللوىية فيو ‪-‬تعاىل اد عدما‬
‫يقولوف(ّ)‪.‬‬
‫و د اسددل ابج بة اد بآ ات ا كداب على عقائد الصوفية الباطلة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫د وعر عد وأد د بي ها‬ ‫أوال‪ :‬مسأ د‪ :‬ي س م ا د ج إ ى‬
‫ً‬
‫قاؿ‪" :‬علم ا‪٢‬بقيقة ىو علم الباطف‪ ،‬كالشريعة تكليف الظواىر‪ ،‬كا‪٢‬بقيقة نهود‬
‫ا‪٢‬بق يف ٘بليات ا‪٤‬بظاىر‪ ،‬كظاىر الشرع ىو‪ :‬العلم الظاىر كىو العلم ا‪٤‬بنقوؿ‪ ،‬كالعلم‬
‫الباطف ىو العلم ا‪٤‬بوىوب"(ْ)‪.‬‬
‫مل ترد عبارة ا‪٢‬بقيقة كالشريعة كالثدمييز بينهدما يف كالـ الصحابة كال كالـ‬
‫الثابعْب‪ ،‬كإ٭با ذلك مف ألااظ الصوفية كاصطالحاهتم(ٓ)‪.‬‬
‫قاؿ ني اإلسالـ ابف تيدمية ‪" :‬كقد ناع يف كالـ كثّب مف الناس‪ :‬علم‬
‫الظاىر كعلم الباطف كأىل الظاىر كأىل الباطف كدخل يف ىذه العبارات حق كباطل‬
‫(ُ) سورة اإلسراء‪.ٓٔ :‬‬
‫(ِ) ‪٦‬بدموع فثاكل ابف باز ٗ‪.ُُِ/‬‬
‫(ّ ) ينظر‪ :‬نرح كشف الشبهات‪ ،‬صُِْ‪.‬‬
‫(ْ) الاثوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صِّٕ‪.ّّّ ،‬‬
‫(ٓ) البحر احمليا ْ‪ ،ٔٗ/‬كينظر‪ :‬تلبيس إبليس‪ ،‬صِٕٖ‪.‬‬

‫ٕٔ‬
‫‪ ...‬إىل أف قاؿ‪ :‬كمف مل يكف لو علم ٗبا يصلح باطنو كياسده كمل يقصد صالح قلبو‬
‫باإلٲباف كدفع النااؽ كاف مناف نقا إف أظهر اإلسالـ؛ فإف اإلسالـ يظهره ا‪٤‬بؤمف‬
‫كا‪٤‬بنافق كىو عالنية كاإلٲباف يف القلب"(ُ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬كلكف نعلم ‪ٝ‬باع المر أف كل قوؿ كعدمل فال بد لو مف ظاىر‬ ‫كقاؿ ن‬
‫كباطف فظاىر القوؿ لا اللساف كباطنو ما يقوـ مف حقائقو كمعانيو با‪١‬بناف كظاىر‬
‫العدمل حركات البداف كباطنو ما يقوـ بالقلب مف حقائقو كمقاصد اإلنساف‪،‬‬
‫فا‪٤‬بنافق ‪٤‬با أتى بظاىر اإلسالـ دكف حقائق اإلٲباف مل يناعو ذلك ككاف مف أىل‬
‫ا‪٣‬بسراف؛ بل كاف يف الدرؾ السال مف النار"(ِ)‪.‬‬
‫كيزيد توكيد ما سبق فيقوؿ‪" :‬كا‪٤‬بقصود ىنا أف الظاىر ال بد لو مف باطف‬
‫ٰبققو كيصدقو كيوافقو فدمف قاـ بظاىر الديف مف غّب تصديق بالباطف فهو منافق‬
‫ظاىرا فهو كافر منافق بل باطف الديف ٰبقق ظاىره كيصدقو‬
‫كمف ادعى باطننا ٱبالف ن‬
‫كيوافقو كظاىره يوافق باطنو كيصدقو كٰبققو‪ ،‬فكدما أف اإلنساف ال بد لو مف ركح‬
‫كبدف كٮبا مثاقاف فال بد لديف اإلنساف مف ظاىر كباطف يثاقاف فالباطف للباطف مف‬
‫اإلنساف كالظاىر للظاىر منو"(ّ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف عقيل(ْ)‪" :‬جعلة الصوفية الشػريعة ا‪٠‬بنا كقالوا ا‪٤‬براد منها ا‪٢‬بقيقة‪،‬‬
‫كىذا قبيح؛ لف الشريعة كضعها ا‪٢‬بق ‪٤‬بصاٌف ا‪٣‬بلق كتعبداهتم فدما ا‪٢‬بقيقة بعد ىذا‬
‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُّ‪.َِّ/‬‬
‫(ِ) رسالة يف علم الباطف كالظاىر ُ‪ ،ِْٕ/‬يف ‪٦‬بدموع الاثاكل‪.‬‬
‫(ّ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُ‪.ُِٓ/‬‬
‫(ْ) ىو أبو الوفاء‪ ،‬علي بف عقيل بف ‪٧‬بدمد بف عقيل بف عبد اد البغدادم‪ ،‬ا‪٢‬بنبلي‪ ،‬ا‪٤‬بثكلم‪ ،‬ني ا‪٢‬بنابلة‪ ،‬صاحب كثاب‬
‫الانوف‪ ،‬كلد سنة ُّْىػ‪ ،‬كتويف سنة ُّٓىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعالـ النبالء ُِ‪ ،ِْٖ/‬طبقات ا‪٢‬بنابلة ِ‪.ِٓٗ/‬‬

‫ٕٕ‬
‫اقع يف الناس مف إلقاء الشياطْب ككل مف راـ ا‪٢‬بقيقة يف غّب الشريعة‬
‫سػول نيءه ك ه‬
‫ركر ‪٨‬بدكع"(ُ)‪.‬‬
‫فدمغػ ه‬
‫كقاؿ ابف ا‪١‬بوزم‪" :‬كقد فرؽ كثّب مف الصوفية بْب الشريعة كا‪٢‬بقيقة‪ ،‬كىذا‬
‫جهل مف قائلو؛ لف الشريعة كلُّها حقائق" ‪ ،‬كقاؿ ن‬
‫(ِ)‬
‫أيضا‪" :‬كقد ‪٠‬بوا علم الشريعة‬ ‫ه‬
‫(ْ)‬ ‫(ّ)‬
‫‪:‬‬ ‫علم الظاىر‪ ،‬ك‪٠‬بوا ىواجيس الناس علم الباطف" ‪ ،‬كقاؿ ابف رجب‬
‫"ككثّب ‪٩‬بف يدعي العلم الباطف كيثكلم فيو كيقثصر عليو يذـ العلم الظاىر الذم ىو‬
‫الشرائع كالحكاـ كا‪٢‬بالؿ كا‪٢‬براـ‪ ،‬كيطعف يف أىلو كيقوؿ‪ :‬ىم ‪٧‬بجوبوف كأصحاب‬
‫الرسل‬ ‫قشور‪ ،‬كىذا يوجب القدح يف الشريعة ا‪٤‬بطهرة كالعدماؿ الصا‪٢‬بة الٍب جاءت ُّ‬
‫با‪٢‬بث عليها كاالعثناء هبا‪ ،‬كرٗبا ا‪٫‬بل بعضهم عف الثكاليف كادعى أهنا للعامة‪ ،‬كأما‬
‫مف كصل فال حاجة بو إليها كأهنا حجاب لو‪ ،‬كىؤالء كدما قاؿ ا‪١‬بنيد‪-‬سيد الطائاة‬
‫عندىم‪ -‬كغّبه مف العارفْب‪ :‬كصلوا كلكف إىل سقر‪ ،‬كىذا مف أعظم خداع الشيطاف‬
‫كغركره ‪٥‬بؤالء‪ ،‬مل يزؿ يثالعب هبم حٌب أخرجهم عف اإلسالـ‪ ،‬كمنهم مف يظف أف‬
‫السنة!‪ ،‬كإ٭با يثلقى‬
‫ىذا العلم الباطف ال يثلقى مف مشكاة النبوة‪ ،‬كال مف الكثاب ك ُّ‬
‫مف ا‪٣‬بواطر كاإل‪٥‬بامات كالكشوفات! فوساءكا الظف بالشريعة الكاملة‪ ،‬حيث ظنُّوا‬
‫أهنا مل توت هبذا العلم النافع‪ ،‬الذم يوجب صالح القلوب كقرهبا مف عالـ الغيوب!‬
‫كأكجب ذلك ‪٥‬بم اإلعراض عدما جاء بو الرسوؿ يف ىذا الباب بالكلية كالثكلم‬
‫فيو ٗبجرد ااراء كا‪٣‬بواطر‪ ،‬فضلُّوا كأضلُّوا"(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬تلبيس إبليس‪ ،‬صِّْ‪.‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬برجع ناسو‪ ،‬صِّْ‪.‬‬
‫(ّ) ناسو‪ ،‬صُِّ‪.‬‬
‫(ْ) ىو أبو الارج‪ ،‬عبد الر‪ٞ‬بف بف أ‪ٞ‬بد بف رجب‪ ،‬زيف الديف البغدادم الدمشقي‪ ،‬لو مؤلاات منها‪ :‬جامع العلوـ كا‪٢‬بكم‪،‬‬
‫فثح البارم على نرح صحيح الب ارم‪ ،‬القواعد الاقهية‪ ،‬تويف سنة ٕٓٗىػ‪ .‬ينظر‪ :‬نذرات الذىب ٔ‪.ّّٗ/‬‬
‫(ٓ) نرح حديث العلم‪ ،‬صُٔ‪.‬‬

‫ٖٕ‬
‫ك‪٩‬بف ٌرد ىذا الثقسيم ابف القيم حيث قاؿ‪" :‬كمف كيد الشيطاف‪ :‬ما ألقاه إىل‬
‫يجهاؿ ا‪٤‬بثصوفة مف الشطح كالطامات‪ ،‬كأبرزه ‪٥‬بم يف قالب الكشف مف ا‪٣‬بياالت‪،‬‬
‫فوكقعهم يف أنواع الباطيل كالَبىات‪ ،‬كفثح ‪٥‬بم أبواب الدعاكل ا‪٥‬بائالت‪ ،‬كأكحى‬
‫إليهم‪ :‬أف كراء العلم طري نقا إف سلكوه أفضى هبم إىل الكشف العياف‪ ،‬كأغناىم عف‬
‫السنة كالقرآف‪ ،‬فحسف ‪٥‬بم رياضة الناوس كهتذيبها‪ ،‬كتصاية الخالؽ كالثجايف‬ ‫الثقيد ب ُّ‬
‫عدما عليو أىل الدنيا‪ ،‬كأىل الرياسة كالاقهاء‪ ،‬كأرباب العلوـ كالعدمل على تاريغ القلب‬
‫كخلوه مف كل نيء‪ ،‬حٌب ينثقش فيو ا‪٢‬بق بال كاسطة تعلم‪ ،‬فلدما خال مف صورة العلم‬
‫الذل جاء بو الرسوؿ نقش فيو الشيطاف ٕبسب ما ىو مسثع هد لو مف أنواع الباطل‪،‬‬
‫الرسل قالوا‪:‬‬
‫كخيلو للناس حٌب جعلو كا‪٤‬بشاىد كش ناا كعيانا‪ ،‬فإذا أنكره عليهم كرثة ُّ‬
‫لكم العلم الظاىر‪ ،‬كلنا الكشف الباطف‪ ،‬كلكم ظاىر الشريعة‪ ،‬كعندنا باطف ا‪٢‬بقيقة‪،‬‬
‫السنة‬
‫كلكم القشور كلنا اللباب‪ ،‬فلدما ‪ٛ‬بكف ىذا مف قلوهبم سل ها مف الكثاب ك ُّ‬
‫كااثار كدما ينسل الليل عف النهار‪ ،‬مث أحا‪٥‬بم يف سلوكهم على تلك ا‪٣‬بياالت‪،‬‬
‫كأكٮبهم أهنا عف اايات البينات‪ ،‬كأهنا مف قبل اد سبحانو إ‪٥‬بامات كتعرياات فال‬
‫السنة كالقرآف‪ ،‬كال تيعامل إال بالقبوؿ كاإلذعاف‪ ،‬فلغّب اد ال لو سبحانو ما‬
‫تعرض على ُّ‬
‫بعدا‬
‫ياثحو عليهم الشيطاف مف ا‪٣‬بياالت كالشطحات‪ ،‬كأنواع ‪٥‬بذياف‪ ،‬ككلدما ازدادكا ن‬
‫اضا عف القرآف كما جاء بو الرسوؿ كاف ىذا الاثح على قلوهبم أعظم"(ُ)‪.‬‬ ‫كإعر ن‬
‫ك‪٩‬با ٯبب أف يالح ىنا أف فكرة الظاىر كالباطف عند الصوفية جذكرىا‬
‫نيعية كدما رأل الشي إحساف إ‪٥‬بي ظهّب(ِ) يقوؿ‪" :‬كأما الاكرة الخرل الٍب‬
‫(ُ) إغاثة اللهااف مف مصايد الشيطاف ُ‪.ُُٗ/‬‬
‫(ِ) إحساف إ‪٥‬بي ظهّب بف طهور إ‪٥‬بي بف أ‪ٞ‬بد الديف بف نظاـ الديف‪ ،‬مف أسرة سيٍب‪ ،‬عامل باكسثاين‪ ،‬كلد يف‬
‫سيكالوت عاـ ُّّٔىػ‪ ،‬اغثيل عاـ َُْٕىػ‪ .‬ينظر‪ :‬إ‪ٛ‬باـ العالـ‪ ،‬صِٕ‪ ،‬الشي إحساف إ‪٥‬بي ظهّب منهجو‬
‫=‬
‫ٕٗ‬
‫تسربة إىل الثصوؼ مف الثشيع‪ ،‬كاعثنقها الصوفية بثدمامها ىي فكرة تقسيم الشريعة‬
‫إىل الظاىر كالباطف‪ ،‬كالعاـ كا‪٣‬باص‪ ،‬كمنها تدرجة كتطرقة إىل الثوكيل الباطِب‬
‫كالثاسّب ا‪٤‬بعنوم‪ ،‬كتاريق ا‪٤‬بسلدمْب بْب العامة كا‪٣‬باصة‪ ،‬فإف الشيعة ٔبدميع فرقها‪،‬‬
‫كخاصة اإل‪٠‬باعيلية(ُ) منهم مف يعثقدكف أف لكل ظاىر باطننا‪ ،‬كقد اخثص ٗبعرفة‬
‫كأكالده أم أئدمثهم ا‪٤‬بعصوموف حسب زعدمهم‪ ،‬فسدموا ا‪٤‬بوالْب‬ ‫الباطف علي‬
‫‪٥‬بم با‪٣‬باصة‪ ،‬كغّب ا‪٤‬بؤمنْب هبذه الاكرة بالعامة ‪ ...‬مث قالوا‪ :‬إف الظاىر ىو الشريعة‪،‬‬
‫كالباطف ىو ا‪٢‬بقيقة‪ ،‬كصاحب الشريعة ىو الرسوؿ ‪٧‬بدمد كصاحب ا‪٢‬بقيقة ىو‬
‫(ِ)‪.‬‬ ‫الوصي علي بف أ طالب‬
‫فقاؿ‪" :‬إف ‪ٝ‬باعة مف العواـ أنكركا علم الباطف‪،‬‬ ‫كاسثدؿ بقصة ا‪٣‬بضر‬
‫كقالوا ليس إال علم الشريعة الذم ىو العلم الظاىر‪ ،‬كأما علم الباطف فلم ينزؿ بو‬
‫كثاب كال يسنة‪.‬‬
‫ه‬
‫(ّ)‬
‫‪:‬‬ ‫مع ا‪٣‬بضر‬ ‫قلنا ‪ :‬يػيىرُّد عليهم بقوؿ اد ‪ ‬يف قصة موسى‬
‫ﮋﭿﮀ ﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮊ(ْ)"‪.)ٓ(،‬‬

‫=‬
‫كجهوده يف تقرير العقيدة كالرد على الارؽ ا‪٤‬ب الاة‪ ،‬صّٔ‪.‬‬
‫(ُ) اإل‪٠‬باعيلة‪ :‬ىم ا‪٤‬بنسوبوف إىل ‪٧‬بدمد بف إ‪٠‬باعيل كىو ابف جعار الصادؽ‪ ،‬يقولوف بالثاسّب الباطِب‪ ،‬كأف اد‬
‫‪ ‬اخثص بالعلم علي بف أ طالب‪ ،‬كيقولوف بكار مف خالف عليًّا‪ ،‬كيقولوف بإمامة االثِب عشر‪ .‬ينظر‪ :‬الارؽ‬
‫بْب الارؽ‪ ،‬صِْ‪ ،‬كا‪٤‬بلل كالنحل‪ ،‬للشهرسثاين ُ‪.ُُٗ/‬‬
‫السنة‪ ،‬صُِْ‪.‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬الثصوؼ‪ ،‬ا‪٤‬بنشو كا‪٤‬بصادر‪ ،‬صِّْ‪ ،‬الاكر الصويف يف ضوء القرآف ك ُّ‬
‫(ّ) القائل‪ :‬ابف عجيبة‪.‬‬
‫(ْ) سورة الكهف‪ٔٓ :‬‬
‫(ٓ) الاثوحات اإل‪٥‬بية يف نرح ا‪٤‬بباحث الصلية‪ ،‬صِّٕ‪.‬‬

‫َٖ‬
‫فهو يرل أف ا‪٤‬براد مف قولو تعاىل‪ :‬ﮋﮈ ﮉ ﮊﮊ ىو علم ا‪٢‬بقيقة إذ قاؿ يف‬
‫تاسّبه‪:‬‬
‫خاصا‪ ،‬ال ييكثنو كنهو‪ ،‬كال ييقدر قدره‪ ،‬كىو علم‬
‫"كعلدمناه مف لدنا علدما ن‬
‫الغيوب‪ ،‬أك أسرار ا‪٢‬بقيقة"(ُ)‪.‬‬
‫فيجاب عف ذلك أف ىذه القصة باطلة بكالـ العلدماء احملققْب‪ ،‬قاؿ ابف‬
‫(ِ)‬
‫حجر ‪" :‬قولو‪ :‬يا موسى إف ل ن‬
‫علدما ال ينبغي لك أف تعلدمو أم ‪ٝ‬بيعو كإف لك‬
‫علدما ال ينبغي ل أف أعلدمو أم‪ٝ :‬بيعو كتقدير ذلك مثعْب؛ لف ا‪٣‬بضر كاف يعرؼ‬ ‫ن‬
‫مف ا‪٢‬بكم الظاىر ما ال غُب با‪٤‬بكلف عنو كموسى كاف يعرؼ مف ا‪٢‬بكم الباطف ما‬
‫يوتيو بطريق الوحي"(ّ)‪.‬‬
‫(ْ)‬
‫أعلم) أم‬
‫ي‬ ‫أنا‬‫(‬ ‫لو‬‫و‬ ‫بق‬ ‫موسى‬ ‫اد‬‫ر‬ ‫م‬ ‫كقيل‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫كقاؿ القاضي عياض‬
‫بوظائف النبوة كأمور الشريعة كسياسة المر كا‪٣‬بضر أعلم منو بوموور أيخر مف علوـ‬
‫أعلم على ا‪١‬بدملة كالعدموـ ‪٩‬با ال ٲبكف‬ ‫غيبية كدما ذكر مف خ ٮبا‪ ،‬ككاف موسى‬
‫بشيء منو‪ ،‬كا‪٣‬بضر أعلم على ا‪٣‬بصوص ٗبا أعلم مف ‪٧‬بنات الغيب‬ ‫و‬ ‫جهل النبياء‬
‫كحوادث القدر‪ ،‬كقصص الناس ‪٩‬با ال يعلم النبياء منو إال ما أعلدموا بو ‪٩‬با اسثوثر‬
‫اد بو مف غيبو ‪ ،‬كما قدره كسبق يف علدمو ‪٩‬با كاف‪ ،‬كيكوف يف خلقو؛ كلذلك قاؿ‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ِٖٔ/‬‬
‫(ِ) ىو أبو الاضل‪ ،‬أ‪ٞ‬بد بف علي بف ‪٧‬بدمد بف حجر الكناين العسقالين‪ ،‬نهاب الديف‪ ،‬كلد سنة ّٕٕىػ‪ ،‬أقبل‬
‫على ا‪٢‬بديث‪ ،‬كرحل إىل اليدمف لو تصانيف كثّبة‪ ،‬كأصبح حاف اإلسالـ يف عصره‪ ،‬تويف سنة ِٖٓىػ‪ ،‬ينظر‪:‬‬
‫البدر الطالع ٗبحاسف ما بعد القرف السابع ُ‪.ٖٕ/‬‬
‫(ّ) فثح البارم ٖ‪.ُْٖ/‬‬
‫(ْ) أبو الاضل‪ ،‬عياض بف موسى بف عياض بف عدمرك اليحصيب السبٍب‪ ،‬مف علدماء ا‪٤‬بغرب‪ ،‬اسثقر يف فاس‪ ،‬لو‬
‫مؤلاات منها‪ :‬ترتيب ا‪٤‬بدارؾ‪ ،‬كثاب الشااء‪ ،‬تويف سنة ْْٓىػ‪ .‬ينظر‪ :‬كفيات العياف ِ‪.َِّ/‬‬

‫ُٖ‬
‫ا‪٣‬بضر يف ا‪٢‬بديث‪ :‬إنك على علم مف علم اد علدمك ال أعلدمو كأنا على علم مف‬
‫علم اد علدمنيو ال تعلدمو (ُ)‪ ،‬أال تراه مل يعرؼ موسى بِب إسرائيل حٌب عرفو بناسو‬
‫إذا مل يعرفو اد بو"(ِ)‪.‬‬
‫هة واضع بيم ا ل د وا شر عد‬ ‫ثانًا‪ :‬زب أن ا ناي‬
‫قاؿ ابف عجيبة‪" :‬كأما كاضع ىذا العلم فهو النيب علدمو اد بالوحي‬
‫بعضا دكف‬
‫كاإل‪٥‬باـ فنزؿ ج يل بالشريعة‪ ،‬فلدما تقررت نزؿ ثانينا با‪٢‬بقيقة‪ ،‬ف ص هبا ن‬
‫‪ ،‬كأخذه ا‪٢‬بسف البصرم"(ّ)‪.‬‬ ‫بعض‪ ،‬كأكؿ مف تكلم فيو كأظهره علي‬
‫كىذا االسثدالؿ مف ابف عجيبة ال يثبة ما ساقو لجلو‪ ،‬كالنيب توىف كمل‬
‫أحدا بعلم دكف سائر اليمة بل اسثول‬
‫خّبا إال كدؿ اليمة عليو‪ ،‬كمل ٱبص ن‬ ‫يَبؾ ن‬
‫ظاىره كباطنو‪.‬‬
‫‪ :‬ىل ترؾ عندكم‬ ‫قاؿ ابف تيدمية‪" :‬ىذا كدما يف الصحيح أنو قيل لعلي‬
‫رسوؿ اد نينا؟ كيف لا ‪ :‬ىل عهد إليكم رسوؿ اد نينا ‪٤‬با يعهده إىل‬
‫عبدا يف كثابو كما‬ ‫الناس؟ فقاؿ‪ :‬ال كالذم فلق ا‪٢‬ببة كبرأ النسدمة إال ن‬
‫فهدما يؤتيو اد ن‬
‫يف ىذه الصحياة (ْ)‪ )ٓ(،‬كىذا خركج يف االسثدالؿ عف طريق العلدماء‪ ،‬قاؿ الشاطيب‬
‫مبيػننا حاؿ أىل البدع يف االسثدالؿ‪" :‬كحاصلها ا‪٣‬بركج يف االسثدالؿ عف الطريق‬
‫مسجدا كطهورا ‪ْْٔ/ُ ،‬‬
‫ن‬ ‫الثيدمم‪ ،‬باب قوؿ ﷺ‪ :‬جعلة ل الرض‬
‫(ُ) أخرجو الب ارم يف صحيحو‪ ،‬كثاب ُّ‬
‫رقم ُِِ‪.‬‬
‫ٕ‪.ّٔٔ/‬‬ ‫(ِ) إكدماؿ ا‪٤‬بعلم نرح صحيح مسلم ‪ ،‬باب فضائل ا‪٣‬بضر‬
‫(ّ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صِٓ‪.‬‬
‫(ْ) أخرجو الب ارم يف صحيحو‪ ،‬كثاب ا‪١‬بهاد‪ ،‬باب فكاؾ السّب‪ ِّٖ/ْ ،‬رقم َّْٕ‪.‬‬
‫(ٓ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ِ‪.ُِٕ/‬‬

‫ِٖ‬
‫الذم أكضحو العلدماء كبينو الئدمة‪ ،‬كحصر أنواعو الراس وف يف العلم‪ ،‬كمف نظر إىل‬
‫طريق أىل البدع يف االسثدالالت عرؼ أهنا ال تنضبا؛ لهنا سيالة ال تقف عند‬
‫حد كعلى كل كجو يصح لك زائغ ككافر أف يسثدؿ على زيغو ككاره‪ ،‬حٌب ينسب‬
‫النحلة الٍب الثزمها إىل الشريعة فقد رأينا ك‪٠‬بعنا عف بعض الكاار أنو اسثدؿ على‬
‫كاره بآيات القرآف ‪ ...‬ككذلك كل مف اتبع ا‪٤‬بثشاهبات‪ ،‬أك حرؼ ا‪٤‬بناطات‪ ،‬أك‬
‫‪ٞ‬بل اايات ما ال ‪ٙ‬بدملو عند السلف الصاٌف‪ ،‬أك ‪ٛ‬بسك بالحاديث الواىية‪ ،‬أك‬
‫م الرأم لو أف يسثدؿ على كل فعل أك قوؿ‪ ،‬أك اعثقاد كافق غرضو‬‫أخذ الدلة بباد ى‬
‫صال كالدليل عليو اسثدالؿ كل فرقة نهرت بالبدعة‬
‫بآية أك حديث ال ياوز بذلك أ ن‬
‫على بدعثها بآية أك حديث مف غّب توقف"(ُ)‪.‬‬
‫ثا ثًا‪ :‬اسددال با ةل ا نسةب إ ى ب ر‬
‫يثكلدماف يف علم‬ ‫يب كىو كأبو بكر‬ ‫كنة أدخل على النيب‬
‫ي‬ ‫كىو‪:‬‬
‫الثوحيد فوجلس بينهدما كوين ز‪٪‬بي ال أعلم ما يقوالف ‪.‬‬
‫صديق‬
‫قاؿ ابف عجيبة‪" :‬فهذا الثوحيد الذم يثكلم فيو النيب مع الصدد‬
‫ىو الثوحيد ا‪٣‬باص‪ ،‬كىو غوامضو كأسراره الٍب ال تاشى إال لىلو‪ ،‬كىو ا‪٤‬بسدمى‬
‫أيضا‪ -‬بعلم ا‪٢‬بقيقة"(ِ)‪.‬‬
‫عندنا بعلم الباطف‪ ،‬كييسدمى – ن‬
‫ما‬ ‫وهذا األثر َّ‬
‫كذب ابج ي د ال‪" :‬كما قاؿ عدمر بف ا‪٣‬بطاب‬
‫ذكر عنو قا‪ ،‬كال ركل ىذا أحد بإسناد صحيح كال ضعيف‪ ،‬كىو كالـ باطل؛ فإف‬
‫كاف يسدمع كالـ النيب كياهم ما يناعو اد بو‪ ،‬فكيف‬ ‫مف كاف دكف عدمر‬
‫(ُ) االعثصاـ ُ‪.ِْٖ/‬‬
‫(ِ) الاثوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صِْٕ‪.‬‬

‫ّٖ‬
‫كأ بكر‬ ‫بعدمر؟! كعدمر أفضل ا‪٣‬بلق بعد أ بكر‪ ،‬فكيف يكوف كالـ النيب‬
‫ٗبنزلة كالـ الز‪٪‬بي‪ ،‬مث الذيف يذكركف ىذا ا‪٢‬بديث مف مالحدة الباطنية؛‬
‫ك‪ٞ‬بلو كل قوـ على رأيهم‬ ‫يدعوف أهنم علدموا ذلك السر الذل مل ياهدمو عدمر‬
‫كىو ناىد مل ياهم ما قاال‪ ،‬كإف‬ ‫الااسد ‪ ...‬فهل يقوؿ عاقل‪ :‬إف عدمر‬
‫الضالؿ أىل الزندقة كاإل‪٢‬باد كاحملاؿ علدموا معُب ذلك ا‪٣‬بطاب‪ ،‬كمل‬
‫ىؤالء ا‪١‬بهاؿ ُّ‬
‫ينقل أحد لاظو‪ ،‬كإ٭با كضع مثل ىذا الكذب مالحدة الباطنية‪ ،‬حٌب يقوؿ الناس‪:‬‬
‫الرسل مف القرآف كاإلٲباف كالشريعة لو باطف ٱبالف ظاىره؛ ككاف أبو‬‫إف ما أظهره ُّ‬
‫يعلم ذلك الباطف دكف عدمر‪ ،‬كٯبعلوف ىذا ذريعة عند ا‪١‬بيهاؿ إىل أف‬ ‫بكر‬
‫يسل وىم مف ديف اإلسالـ"(ُ)‪.‬‬
‫باآل ات بيى مسأ د ا دفس ر ا لر ي اإلعاري دى‬ ‫رابعا‪ :‬اسددال‬
‫ً‬
‫ا صة د‪ ،‬وا دفس ر ا ااطني‬
‫(ِ)‬
‫تاسّبا حرفينا‪ ،‬قاؿ ابف عجيبة‪:‬‬
‫ن‬ ‫فسر ابف عجيبة قوؿ اد‪ :‬ﮋﭑﮊ‬
‫يقوؿ أىل اإلنارة‪ :‬يقوؿ ا‪٢‬بق جل جاللو‪ :‬ألف أفرد سرؾ إل‪ ،‬اناراد اللف عف‬
‫سائر ا‪٢‬بركؼ‪ ،‬كالالـ‪ :‬لْب جوارحك لعباديت‪ ،‬كا‪٤‬بيم أقم معي ٗبحو رسومك‬
‫كصااتك‪ ،‬أزينك بصااء النس كالقرب مِب(ّ)‪ ،‬كفسر اايات بالثاسّب اإلنارم(ْ)‪،‬‬
‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ّ‪.ُِٖ/‬‬
‫(ِ) سورة البقرة‪.ُ :‬‬
‫(ّ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ِٕ -ُٕ/‬‬
‫(ْ) الثاسّب اإلنارم‪ :‬مف اإلنارة كىي يف اللغة مف أنار إليو بيػده أك ‪٫‬بوٮبا‪ :‬أكمو إليو معبػنرا عف معُب مف ا‪٤‬بعاين‬
‫كالدعوة إىل الدخوؿ أك ا‪٣‬بػركج‪ ،‬كيف االصطالح‪" :‬توكيل القرآف بغّب ظاىرة إلنارة خاياة تظهر لرباب‬
‫أيضا"‪ .‬ينظر‪ :‬لساف العرب ْ‪ ،ِّٖٓ/‬ا‪٤‬بعجم‬ ‫السلوؾ كالثصرؼ‪ ،‬كٲبكف ا‪١‬بدمع بينهدما كبْب الظاىر كا‪٤‬براد ن‬
‫الوسيا ُ‪ ،ْٗٗ/‬مناىل العرفاف يف علوـ القرآف ِ‪.ٔٔ/‬‬

‫ْٖ‬
‫ﮋﭛ ﭜ ﭝﮊ(ُ)‪ ،‬يقوؿ‪:‬‬ ‫اد‪‬‬ ‫كالمثلة على ذلك كثّبة منها‪ :‬عند قوؿ‬
‫ﮋﭟ‬ ‫"يشّب إىل ٕبر علم الشريعة‪ ،‬كٕبر علم ا‪٢‬بقيقة يلثقياف يف اإلنساف الكامل‬
‫ﭠ ﭡ ﭢﮊ(ِ)‪ ،‬كىو العقل فإنو ٰبجز الشريعة أف تعدكا ‪٧‬بلها كا‪٢‬بقيقة أف ٘باكز‬
‫‪٧‬بلها‪ ،‬فالشريعة ‪٧‬بلها الظواىر‪ ،‬كا‪٢‬بقيقة ‪٧‬بلها البواطف‪ ،‬كالعقل برزخ بينهدما(ّ)‪.‬‬
‫فكيف البف عجيبة أف يقوؿ هبذا مع أنو يشار إليو بالبناف يف علوـ نٌب‪،‬‬
‫فسبحاف مف لو المر كإليو ا‪٢‬بكم جل جاللو‪ ،‬كىذه الطريقة الٍب سلكها يف تاسّبه‬
‫آم القرآف مردكدة إف مل ً‬
‫يوت بشركطها‪.‬‬
‫‪" :‬فثلك اإلنارات ىي مف باب االعثبار كالقياس‪،‬‬ ‫يقوؿ ابف تيدمية‬
‫كإ‪٢‬باؽ ما ليس ٗبنصوص با‪٤‬بنصوص مثل االعثبار كالقياس؛ الذم يسثعدملو الاقهاء‬
‫يف الحكاـ؛ لكف ىذا يسثعدمل يف الَبغيب كالَبىيب كفضائل العدماؿ كدرجات‬
‫الرجاؿ ك‪٫‬بو ذلك فإف كانة (اإلنارة اعثبارية) مف جنس القياس الصحيح كانة‬
‫حسنة مقبولة‪ ،‬كإف كانة كالقياس الضعيف كاف ‪٥‬با حكدمو كإف كاف ‪ٙ‬بري ناا للكالـ‬
‫كتوكيال للكالـ على غّب توكيلو كانة مف جنس كالـ القرامطة كالباطنية‬
‫عف مواضعو ن‬
‫(ْ)‬
‫أيضا‪" :‬إف ٯبعل ذلك مف باب االعثبار كالقياس‪ ،‬ال مف باب‬ ‫كا‪١‬بهدمية" ‪ ،‬كقاؿ ن‬
‫(ُ) سورة الر‪ٞ‬بف‪.ُٗ :‬‬
‫(ِ) سورة الر‪ٞ‬بف‪.َِ :‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬البحر ا‪٤‬بديد ٕ‪.َْٓ/‬‬
‫(ْ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ٔ‪.ّٕٕ/‬‬
‫رجال مثوارينا‪ ،‬صار إليو دعاة الباطنية كدعوه إىل معثقدىم فقبل الدعوة‪ ،‬مث صار‬
‫كالقرامطة‪ :‬ىم أتباع ‪ٞ‬بداف بف قرما‪ ،‬كاف ن‬
‫يدعو الناس إليها‪ ،‬ككاف ىالكو سنة ِْٔق‪.‬ػ ينظر‪ :‬اعثقادات فرؽ ا‪٤‬بسلدمْب كا‪٤‬بشركْب‪ ،‬للرازم‪ ،‬صٕٗ‪.‬‬
‫قوـ تسَبكا باإلسالـ‪ ،‬كمالوا إىل الرفض‪ ،‬مف عقائدىم‪ :‬تعطيل الصانع‪ ،‬كإبطاؿ النبوة‪ ،‬كالعبادات‪،‬‬ ‫كالباطنية‪ :‬ىم ه‬
‫كإنكار البعث‪ ،‬كىم ال ييظهركف ىذا يف أكؿ أمرىم‪ ،‬بل يزعدموف أف اد حق‪ ،‬كأف ‪٧‬بدم ندا رسوؿ اد‪ ،‬كالديف‬
‫=‬
‫ٖٓ‬
‫قياسا ىو الذم تسدميو‬
‫داللة اللا فهذا مف نوع القياس‪ ،‬فالذم تسدميو الاقهاء ن‬
‫الصوفية إنارة كىذا ينقسم إىل صحيح كباطل كانقساـ القياس إىل ذلك فدمف ‪٠‬بع‬
‫قوؿ اد تعاىل‪ :‬ﮋﭙ ﭚ ﭛ ﭜﮊ(ُ) كقاؿ‪ :‬إنو اللوح احملاوظ أك ا‪٤‬بصحف‬
‫فقاؿ‪ :‬كدما أف اللوح احملاوظ الذم كثب فيو حركؼ القرآف ال ٲبسو إال بدف طاىر‬
‫فدمعاين القرآف ال يذكقها إال القلوب الطاىرة كىي قلوب ا‪٤‬بثقْب كاف ىذا معُب‬
‫صحيحا ك‪٥‬بذا يركل ىذا عف طائاة مف السلف‪ ،‬قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ن‬ ‫اعثبارا‬
‫صحيحا ك ن‬
‫ن‬
‫ﮋﭑﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛﮊ(ِ)"‪.)ّ(،‬‬
‫كلو قاؿ أحد ا‪٤‬بنافحْب عف ابف عجيبة‪ :‬اسثنبا ىذا الثاسّب بسبب تدبره‬
‫مردكدا بكالـ أىل الثحقيق مف‬
‫للقرآف‪ ،‬فهو عامل بثوجيو القراءات كاللغة‪ ،‬لكاف ىذا ن‬
‫العلدماء‪.‬‬
‫=‬
‫سرا غّب ظاىر‪ ،‬كانثشرت ىذه الارقة يف زماف ا‪٤‬بعثصم‪ ،‬كأبرز مؤسسي ىذه‬ ‫صحيح‪ ،‬لكنهم يقولوف لذلك ًّ‬
‫الدعوة ميدموف بف ديصاف‪ ،‬ا‪٤‬بعركؼ بالقداح‪ ،‬كأطلق عليها ألقاب كثّبة‪ ،‬كمذىبهم ظاىره الرفض كباطنو الكار‬
‫احملض كماثثحو حصر مدارؾ العلوـ يف قوـ اإلماـ ا‪٤‬بعصوـ ‪ ...‬كأف كل زماف ال بد فيو مف إماـ معصوـ‪ ،‬كمف‬
‫ناسا‪،‬‬
‫عقال‪ ،‬كالثاين ن‬
‫قوـ منهم إىل القوؿ بوجود إ‪٥‬بْب كيسدموف الكؿ ن‬ ‫عقائدىم‪ :‬السرية الشديدة‪ ،‬كذىب ه‬
‫خرصا‪ ،‬ينظر‪ :‬تلبيس إبليس‪ ،‬صُُٓ‪ ،‬الارؽ بْب الارؽ‪ ،‬صِْٖ‪ ،ِٖٓ-‬فضائح الباطنية‪ ،‬ل‬ ‫تكذبنا ن‬
‫حامد الغزال‪ ،‬صّٕ‪.‬‬
‫كا‪١‬بهدمية‪ :‬ىم طائاةه مف ا‪٤‬ببثدعة يينسبوف إىل جهم بف صاواف السدمرقندم‪ ،‬مف بدعهم الٍب أحدثوىا‪ :‬القوؿ بناي‬
‫ال‪٠‬باء كالصاات عف اد تعاىل‪ ،‬كأف العبد ‪٦‬ببور على فعلو كال قدرة لو كال اخثيار‪ ،‬كأف اإلٲباف ىو ا‪٤‬بعرفة‪ ،‬كال‬
‫يزيد كال ينقص‪ ،‬ككانة كفاتو سنة ُِٖىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الارؽ بْب الارؽ‪ ،‬صُُِ‪ ،‬مقاالت اإلسالميْب ُ‪،ُِْ/‬‬
‫الاصل يف ا‪٤‬بلل كالىواء كالنحل ْ‪ ،َِْ/‬ا‪٤‬بلل كالنحل ُ‪.ٖٔ/‬‬
‫(ُ) سورة الواقعة‪.ٕٗ :‬‬
‫(ِ) سورة البقرة‪.ِ :‬‬
‫(ّ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ٔ‪.ّٕٕ/‬‬

‫ٖٔ‬
‫قاؿ الشاطيب‪" :‬االعثبارات القرآنية الواردة على القلوب الظاىرة للبصائر إذا‬
‫صحة على كدماؿ نركطها فهي على ضرب ج‪:‬‬
‫أحدٮبا‪ :‬ما يكوف أصل اناجاره مف القرآف‪ ،‬كيثبعو سائر ا‪٤‬بوجودات؛ فإف‬
‫االعثبار الصحيح يف ا‪١‬بدملة ىو الذم ٱبرؽ نور البصّبة فيو حجب الكواف مف غّب‬
‫توقف‪ ،‬فإف توقف فهو غّب صحيح أك غّب كامل‪ ،‬حسبدما بينو أىل الثحقيق بالسلوؾ‪.‬‬
‫كالثاين‪ :‬ما يكوف أصل اناجاره مف ا‪٤‬بوجودات جزئيها أك كليها‪ ،‬كيثبعو‬
‫االعثبار يف القرآف‪.‬‬
‫فإف كاف الكؿ؛ فذلك االعثبار صحيح‪ ،‬كىو معث يف فهم باطف القرآف مف‬
‫غّب إنكاؿ؛ لف فهم القرآف إ٭با يرد على القلوب على كفق ما نزؿ لو القرآف كىو‬
‫احد مف ا‪٤‬بكلاْب كٕبسب الثكاليف كأحوا‪٥‬با‪ ،‬ال‬ ‫ا‪٥‬بداية الثامة على ما يليق بكل ك و‬
‫بإطالؽ‪ ،‬كإذا كانة كذلك؛ فا‪٤‬بشي على طريقها مشي على الصراط ا‪٤‬بسثقيم‪ ،‬كلف‬
‫عدمال بو على تقليد أك اجثهاد؛ فال‬
‫االعثبار القرآين قلدما ٯبده إال مف كاف مف أىلو ن‬
‫ٱبرجوف عند االعثبار فيو عف حدكده‪ ،‬كدما مل ٱبرجوا يف العدمل بو كالث لق بوخالقو‬
‫عف حدكده‪ ،‬بل تناثح ‪٥‬بم أبواب الاهم فيو على توازم أحكامو‪ ،‬كيلزـ مف ذلك أف‬
‫يكوف معثدًّا بو ‪١‬بريانو على ‪٦‬باريو‪ ،‬كالشاىد على ذلك ما نقل مف فهم السلف‬
‫الصاٌف فيو؛ فإنو كلو جا ور على ما تقضي بو العربية‪ ،‬كما تدؿ عليو الدلة الشرعية‬
‫حسبدما تبْب قبل‪.‬‬
‫كإف كاف الثاين؛ فالثوقف عف اعثباره يف فهم باطف القرآف الزـ‪ ،‬كأخذه على‬
‫إطالقو ‪٩‬بثنع؛ لنو خالؼ الكىل"(ُ)‪.‬‬

‫(ُ) ا‪٤‬بوافقات ّ‪.ِٖٕ-ِٖٔ/‬‬

‫ٕٖ‬
‫‪:‬‬ ‫صحيحا ال بد لو مف نركط‪ ،‬قاؿ ابف القيم‬ ‫ن‬ ‫كحٌب يكوف اسثنباطنا‬
‫"كتاسّب الناس يدكر على ثالثة أصوؿ‪ :‬تاسّب على اللا ‪ ،‬كىو الذم ينحو إليو‬
‫ا‪٤‬بثوخركف‪ ،‬كتاسّب على ا‪٤‬بعُب‪ :‬كىو الذم يذكره السلف‪ ،‬كتاسّب على اإلنارة‪ :‬كىو‬
‫الذم ينحو إليو كثّب مف الصوفية كغّبىم‪ ،‬كىذا البوس بو بوربعة نركط‪:‬‬
‫ُ‪ -‬أال يناقض معُب ااية‪.‬‬
‫صحيحا يف ناسو‪.‬‬
‫ن‬ ‫معُب‬
‫ِ‪ -‬كأف يكوف ن‬
‫ّ‪ -‬كأف يكوف يف اللا إنعار بو‪.‬‬
‫ْ‪ -‬كأف يكوف بينو كبْب معُب ااية ارتباط كتالزـ‪ ،‬فإذا اجثدمعة ىذه المور‬
‫الربعة كاف اسثنباطنا حسننا(ُ)‪.‬‬
‫نظرا‪ ،‬كأعلدمهم بصحيح‬‫السنة علم أهنم أدؽ الناس ن‬ ‫كمف تومل أقواؿ أئدمة ُّ‬
‫ا‪٤‬بنقوؿ‪ ،‬كصريح ا‪٤‬بعقوؿ‪ ،‬فوتة أقوا‪٥‬بم موافقة للدمنصوص كا‪٤‬بعقوؿ؛ ك‪٥‬بذا ائثلاة كمل‬
‫‪ٚ‬بثلف‪ ،‬كتوافقة‪ ،‬كمل تثناقض‪ ،‬أما الذيف خالاوىم فلم ياهدموا حقيقة أقواؿ السلف‬
‫كالئدمة‪ ،‬فلم يعرفوا حقيقة ا‪٤‬بنصوص كا‪٤‬بعقوؿ‪ ،‬فثشعبة هبم الطرؽ‪ ،‬كصاركا ‪٨‬بثلاْب‬
‫يف الكثاب‪٨ ،‬بالاْب للكثاب(ِ)‪.‬‬
‫كقاؿ ني اإلسالـ ابف تيدمية ‪" :‬مف فسر القرآف أك ا‪٢‬بديث كتوكلو على‬
‫غّب الثاسّب ا‪٤‬بعركؼ عف الصحابة كالثابعْب فهو ماَب على اللٌو ‪ ،‬ملحد‬
‫يف آيات اللٌو‪٧ ،‬برؼ للكلم عف مواضعو‪ ،‬كىذا فثح لباب الزندقة كاإل‪٢‬باد‪ ،‬كىو‬
‫معلوـ البطالف باالضطرار مف ديف اإلسالـ"(ّ)‪.‬‬
‫(ُ) الثبياف يف أقساـ علوـ القرآف ُ‪.ْٗ/‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬درء تعارض العقل كالنقل ِ‪.َُّ/‬‬
‫(ّ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ِ‪.َِٗ/‬‬

‫ٖٖ‬
‫ك‪٥‬بذا مف مل يوخذ العلم عف العلدماء النقاد الذيف امًب اد‪ ‬عليهم باهم‬
‫حثدما سيقع يف أكدية ا‪١‬بهل كالضالؿ‬ ‫السنة كفق فهم السلف الصاٌف ن‬ ‫الكثاب ك ُّ‬
‫مث نذا رؤساء جهالء يسو‪٥‬بم‪.‬‬
‫اعا ينثزعو مف العباد كلكف‬ ‫قاؿ نبيُّنا ‪٧‬بدمد ‪ :‬إف اد ال يقبض العلم انثز ن‬
‫فس لوا‬
‫جهاال ي‬
‫رؤكسا ن‬ ‫يقبض العلم بقبض العلدماء حٌب إذا مل يبق عامل ا‪ٚ‬بذ الناس ن‬
‫أضلُّوا (ُ)‪.‬‬
‫فوفثوا بغّب علم‪ ،‬فضلُّوا ىك ى‬
‫كما فعلو ابف عجيبة ‪-‬مف ل أعناؽ النصوص‪ -‬غايثو أف ي ىف لقولو‪ ،‬كيشهد‬
‫لذلك قوؿ ا‪٤‬بسثشرؽ نيكلسوف ‪-‬كىو باحث مث صص يف الثصوؼ(ِ)‪" : -‬كال‬
‫مذىب صويف‪ ،‬كمع ذلك اسثطاع الصوفية‬ ‫و‬ ‫أساسا لم‬
‫ٲبكف أف يكوف القرآف ن‬
‫توكيال‬
‫السنة ن‬‫مثبعْب يف ذلك الشيعة أف ي ىنوا بطريقة الثوكيل نصوص الكثاب ك ُّ‬
‫يالئم أغراضهم‪ ،‬على أف كل كلدمة يف القرآف كراءىا معُب باطننا ال يكشاو اد تعاىل‬
‫إال لل اصة مف عباده الذيف تشرؽ ىذه ا‪٤‬بعاين يف قلوهبم يف أكقات كجدىم‪ ،‬كمف‬
‫ىنا نسثطيع أف نثصور كيف سهل على الصوفية بعد أف سلدموا هبذا ا‪٤‬ببدأ أف ٯبدكا‬
‫قوؿ مف أقوا‪٥‬بم‪ ،‬كلم نظرية مف نظرياهتم أيًّا كانة‪ ،‬كأف‬ ‫دليال مف القرآف لكل و‬ ‫ن‬
‫يقولوا‪ :‬إف الثصوؼ ليس يف ا‪٢‬بقيقة إال العلم الباطف الذم كرثو علي بف أ طالب‬
‫عف النيب "(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب العلم‪ ،‬باب كيف يقبض العلم ُ‪ ،ُّ/‬رقم ََُ‪.‬‬
‫(ِ) ىو‪ :‬رينولد ألْب نيكولوسوف‪ ،‬مسثشرؽ إ‪٪‬بليزم‪ ،‬تعلم العربية كالاارسية‪ ،‬درس يف جامعة كيدم دج‪ٚ ،‬بصص‬
‫الثصوؼ‪ ،‬كغّبىا‪ ،‬مات سنة‬
‫لغات نرقية كآداهبا‪ ،‬لو مصناات منها‪ :‬الصوفية يف اإلسالـ‪ ،‬فكرة الش صية يف ُّ‬
‫ُْٓٗ‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بوسوعة العربية ا‪٤‬بيسرة‪.ُٖٖٔ/ِ ،‬‬
‫(ّ) يف الثصوؼ اإلسالمي كتارٱبو‪ ،‬صٕٔ‪.‬‬

‫ٖٗ‬
‫كدما أف القرآف العظيم نزؿ بلساف عر مبْب‪ ،‬ككل معُب يسثنبا مف القرآف‬
‫غّب جار على اللساف العر فليس مف علوـ القرآف مف نيء‪ ،‬ك"للقرآف عرؼ‬
‫كمعاف معهودة ال يناسبو تاسّبىا بغّبىا‪ ،‬كال ٯبوز تاسّبه بغّب عرفو‪ ،‬كا‪٤‬بعهود مف‬
‫معانيو‪ ،‬فإف نسبة معانيو إىل ا‪٤‬بعاين كنسبة ألااظو إىل اللااظ بل أعظم‪ ،‬كدما أف‬
‫ألااظو ملوؾ اللااظ كأجلها كأكضحها‪ ،‬ك‪٥‬با مف الاصاحة أعلى مراتبها الٍب تعجز‬
‫عنها قدر العا‪٤‬بْب‪ ،‬فكذلك معانيو أجل ا‪٤‬بعاين كأعظدمها كأف دمها‪ ،‬فال ٯبوز تاسّبىا‬
‫بغّبىا مف ا‪٤‬بعاين الٍب ال تليق بو"(ُ)‪.‬‬
‫السنة‬
‫الذيف نقلوا إلينا القرآف ك ُّ‬ ‫كرضي اد ‪ ‬عف صحابة رسوؿ اد‬
‫لاظنا كمعُب ككانوا معو كالوحي ينزؿ عليو‪.‬‬
‫قاؿ الشافعي ‪" :‬أدكا إلينا سنف رسوؿ اد كناىدكه كالوحي ينزؿ عليو‬
‫كإرنادا كعرفوا مف سنثو ما عرفنا‬
‫ن‬ ‫كعزما‬
‫كخاصا ن‬
‫ًّ‬ ‫عاما‬
‫ًّ‬ ‫فعلدموا ما أراد رسوؿ اد‬
‫كجهلنا كىم فوقنا يف كل علم كاجثهاد ككرع كعقل كأمر اسثدرؾ بو علم كاسثنبا‬
‫أ‪ٞ‬بد كأكىل بنا مف رأينا عند أناسنا كمف أدركنا ‪٩‬بف يرضى‪ ،‬أك حكي‬
‫بو‪ ،‬كآراؤىم لنا ي‬
‫لنا عنو ببلدنا"(ِ)‪.‬‬
‫معاف خاصة ال يعلدمها إال أصحاب‬‫كقد أخرج ابف عجيبة ألااظ الوحي إىل و‬
‫الذكؽ ‪-‬بزعدمو‪" ،-‬كقد علم باالضطرار أف ما ياسركف بو كالـ اد‪ ‬ككالـ‬
‫فضال عف أف يكوف ىو ا‪٤‬براد‪ ،‬بل‬
‫داخال يف مرادىم ن‬
‫رسولو بل ككالـ غّبٮبا ليس ن‬
‫غالب تااسّبىم منافية ‪٤‬با أراد اد‪ ،‬إما مف ذلك اللا كإما مف غّبه‪ ،‬كإف‬
‫(ُ) الثاسّب القيم‪ ،‬صِٗٔ‪ ،‬كينظر‪ :‬ا‪٤‬بوافقات ّ‪.ِّٓ/‬‬
‫(ِ) إعالـ ا‪٤‬بوقعْب عف رب العا‪٤‬بْب ُ‪.ُٖ/‬‬

‫َٗ‬
‫كاف طوائف مف ا‪٤‬بشهوريف بالاقو كالثصوؼ يطلقوف ىذه العبارات اإلسالمية‬
‫بالثااسّب الالساية القرمطية"(ُ)‪ ،‬كهبذا حادكا عف مثابعة السابقْب الكلْب‪.‬‬
‫قاؿ ابف تيدمية ‪" :‬كأما ا‪٤‬بثوخركف الذيف مل يثحركا مثابعثهم كسلوؾ سبيلهم‬
‫كال ‪٥‬بم خ ة بوقوا‪٥‬بم كأفعا‪٥‬بم بل ىم يف كثّب ‪٩‬با يثكلدموف بو يف العلم كيعدملوف بو‬
‫كالثابعْب يف ذلك مف أىل الكالـ كالرأم كالزىد‬ ‫ال يعرفوف طريق الصحابة‬
‫كالثصوؼ‪ ،‬فهؤالء ٘بد عدمدهتم يف كثّب مف المور ا‪٤‬بهدمة يف الديف إ٭با ىو عدما‬
‫يظنونو مف اإل‪ٝ‬باع كىم ال يعرفوف يف ذلك أقواؿ السلف البثة أك عرفوا بعضها كمل‬
‫يعرفوا سائرىا"(ِ)‪.‬‬
‫أصل لو‪.‬‬
‫كهبذا يظهر أف توكيل ابف عجيبة يف ألااظ القرآف ال ى‬
‫قاؿ الشاطيب ‪" :‬كال يعرفو العرب‪ ،‬ال مف آمف منهم كال مف كار‪ ،‬كالدليل‬
‫على ذلك أنو مل ينقل عف السلف الصاٌف مف الصحابة كالثابعْب تاسّب للقرآف أك‬
‫يقاربو‪ ،‬كلو كاف عندىم معركفنا لنقل؛ لهنم كانوا أحرل باهم ظاىر القرآف كباطنو‬
‫باتااؽ الئدمة‪ ،‬كال يويت آخر ىذه اليمة بوىدل ‪٩‬با كاف عليو أك‪٥‬با‪ ،‬كال ىم أعرؼ‬
‫أيضا مث دليل يدؿ على صحة ىذا الثاسّب‪ ،‬ال مف مساؽ ااية؛‬ ‫بالشريعة منهم‪ ،‬كال ن‬
‫فإنو ينافيو‪ ،‬كال مف خارج؛ إذ ال دليل عليو كذلك‪ ،‬بل مثل ىذا أقرب إىل ما ثبة‬
‫رده كنايو عف القرآف مف كالـ الباطنية كمف أنبههم"(ّ)‪.‬‬
‫كمف تومل أقواؿ ابف عجيبة يف تاسّبه ٯبد أف معاين القرآف تنكشف ‪-‬‬
‫بزعدمو‪ -‬على حسب االسثعداد الركحي ٕبثنا عف ا‪٤‬بعُب الباطف‪ ،‬كلقد صرح بذلك يف‬
‫(ُ) بغية ا‪٤‬برتاد‪ ،‬صُْٖ‪.‬‬
‫(ِ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُّ‪.ِٓ/‬‬
‫(ّ) ا‪٤‬بوافقات ْ‪.ِْٖ/‬‬

‫ُٗ‬
‫كنة يف حاؿ الرياضة كا اىدة إذا أردت أف أتكلم يف الثاسّب‪ ،‬أك غّبه‬
‫قولو‪" :‬كلقد ي‬
‫أنرع يف الكالـ‪ ،‬مث أغيب‪ ،‬فكنة أحس بالكالـ ٱبرج مِب مف غّب اخثيار كونو‬
‫سكة مل يبق إال القليل"(ُ)‪ ،‬ك‪٥‬بذا ٘بد‬
‫ي‬ ‫السحاب‪ ،‬فثصدر مِب علوـ كحكم فإذا‬
‫اضطرابات الصوفية يف ٕبثهم عف ا‪٤‬بعُب الباطف‪ ،‬بل الصويف يعزؿ ناسو عف كسائل‬
‫فهم آيات الكثاب فيغال عف الظاىر كيعرض عف أقواؿ ا‪٤‬باسريف احملققْب‪ ،‬كينصرؼ‬
‫عف أحكاـ اللغة العربية‪ ،‬بل ٯبعل كسائل الاهم يحجب ‪ٙ‬بجب ا‪٤‬باسر عف ا‪٤‬بعُب‬
‫الباطف(ِ)‪.‬‬
‫سر ا رواسي باألبدال ي قة‬
‫خامسا‪ :‬اسددال با كداب‪ ،‬وذ ك بندما َّ‬
‫ً‬
‫(ّ)‬
‫يعا ى‪ :‬ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﮊ‬

‫يقوؿ‪" :‬يف الظاىر‪ :‬ا‪١‬بباؿ‪ ،‬كيف ا‪٢‬بقيقة‪ :‬البداؿ‪ ،‬الذيف ىم أكتاد‪ ،‬هبم‬
‫يقيهم‪ ،‬كهبم يصرؼ عف قريبهم كقاصيهم"(ْ)‪.‬‬
‫كتاسّبه الركاسي بالبداؿ يف ا‪٢‬بقيقة ال ييوافق عليو؛ لعدة أمور‪:‬‬
‫ُ‪٨ -‬بالاثو ‪٤‬با عليو احملققوف مف ا‪٤‬باسريف كابف جرير الط م‪ ،‬كالبغوم(ٓ)‪،‬‬
‫كابف كثّب‪ ،‬كغّبىم(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صّٔٔ‪.‬‬
‫بثصرؼ يسّب‪ ،‬ل طالب ا‪٤‬بكي ُ‪.ٔٗ/‬‬ ‫(ِ) ينظر‪ :‬قوت القلوب ُّ‬
‫(ّ) سورة النحل‪.ُٓ :‬‬
‫(ْ) البحر ا‪٤‬بديد ٓ‪.َٓٓ/‬‬
‫السنة‪ ،‬البغوم الشافعي‪ ،‬ا‪٤‬باسر‪ ،‬صاحب‬
‫(ٓ) ىو أبو ‪٧‬بدمد‪ ،‬ا‪٢‬بسْب بف مسعود بف ‪٧‬بدمد بف الاراء‪ ،‬اإلماـ ا‪٢‬باف ‪٧ ،‬بيي ُّ‬
‫الثصانيف النافعة‪ ،‬تويف سنة ُٔٓىػ‪ .‬ينظر‪ :‬السّب ُٗ‪ ،ّْْ-ّْٗ/‬فيات العياف ِ‪ ،ُّٕ-ُّٔ/‬الوايف‬
‫بالوفيات ُّ‪ ،ِٔ/‬طبقات السبكي ٕ‪ ،َٖ-ٕٓ/‬البداية كالنهاية ُٔ‪ ،ُِٔ/‬نذرات الذىب ْ‪.ْٗ-ْٖ/‬‬
‫(ٔ) ذكر اد تعاىل الرض‪ ،‬كما جعل فيها مف الركاسي الشا‪٨‬بات كا‪١‬بباؿ الراسيات‪ ،‬لثقر الرض كال ‪ٛ‬بيد‪ ،‬أم‪ :‬تضطرب‬
‫=‬
‫ِٗ‬
‫كثاب كال يسنة‪.‬‬ ‫ِ‪ -‬قضية البداؿ ككجودىم ال ُّ‬
‫يدؿ عليها ه‬
‫حٌب إف العلدماء ردكا كل حديث كرد فيها‪ ،‬يقوؿ ابف القيم ‪" :‬أحاديث‬
‫البداؿ(ُ)‪ ،‬كالقطاب(ِ) كالغواث كالنقباء(ّ)‪ ،‬كالنجباء(ْ) كالكتاد(ٓ) كلها باطلة‬
‫على رسوؿ اد ‪ ،‬كأقرب ما فيها‪ :‬ال تسبوا أىل الشاـ‪ ،‬فإف فيهم البدالء‪ ،‬كلدما‬
‫أيضا‪ ،‬فإنو منقطع"(ٕ)‪.‬‬ ‫(ٔ)‬
‫رجال آخر ‪ ،‬كال يصح ن‬ ‫رجل منهم أبدؿ اد مكانو ن‬
‫مات ه‬
‫"أما ال‪٠‬باء الدائرة على ألسنة كث وّب مف النساؾ كالعامة مثل (الغوث) الذم‬
‫ٗبكة (كالكتاد الربعة) ك(القطاب السبعة) ك(البداؿ الربعْب) ك(النجباء‬
‫=‬
‫ٗبا عليها مف ا‪٢‬بيواف فال يهنو ‪٥‬بم عيش بسبب ذلك؛ ك‪٥‬بذا قاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﮥﮦﮊ [النازعات‪ .]ِّ :‬ينظر‪:‬‬
‫تاسّب الط م ُ‪ ،ّْٓ/‬تاسّب البغوم ِ‪ ،َٖٔ/‬تاسّب ابف كثّب ْ‪.ِٓٔ/‬‬
‫(ُ) البداؿ‪ :‬ىم الذيف اسثبدلوا ا‪٤‬بساكئ باحملاسف كاسثبدلوا مف صااهتم صاات ‪٧‬ببوهبم‪ .‬ينظر‪ :‬معراج الثشوؼ إىل‬
‫حقائق الثصوؼ‪ ،‬صٕٗ‪.‬‬
‫(ِ) القطاب‪ :‬ىو القائم ٕبق الكوف‪ ،‬كييسدمى بالغوث مف حيث إغاثثو العوامل ٗبادتو كرتبثو ا‪٣‬باصة‪ ،‬كىو على قلب‬
‫إسرافيل ‪-‬حسب زعدمهم الباطل‪ .-‬ينظر‪ :‬معراج الثشوؼ إىل حقائق الثصوؼ‪ ،‬صَٖ‪ ،‬كمعجم مصطلحات‬
‫الصوفية‪ ،‬صُِٔ‪.‬‬
‫(ّ) النقباء‪ :‬ىم الذيف نقبوا الكوف كخرجوا إىل فضاء نهود ا‪٤‬بكوف‪ .‬ينظر‪ :‬معراج الثشوؼ إىل حقائق الثصوؼ‪،‬‬
‫صَٖ‪.‬‬
‫(ْ) النجباء‪ :‬ىم السابقوف إىل اد لنجابثهم كىم أىل ا‪١‬بد كالقرٰبة مف ا‪٤‬بريديف‪ .‬ينظر‪ :‬معراج الثشوؼ إىل حقائق‬
‫الثصوؼ‪ ،‬صَٖ‪.‬‬
‫(ٓ) الكتاد‪ :‬ىم الراس وف يف معرفة اد كىم أربعة‪ ،‬كوهنم أكتاد لركاف الكوف الربعة‪ .‬ينظر‪ :‬معراج الثشوؼ إىل‬
‫حقائق الثصوؼ‪ ،‬صَٖ‪.‬‬
‫(ٔ) أخرجو أ‪ٞ‬بد يف فضائل الصحابة ِ‪ ،َْٗ/‬رقم ُِّٕ‪ ،‬كالط اين يف ا‪٤‬بعجم الكبّب ُٖ‪ ،ٔٓ/‬رقم َُِ‪ ،‬كابف‬
‫عساكر ُ‪ ،ِٕٕ/‬كا‪٢‬بديث ضعاو اللباين يف سلسلة الحاديث الضعياة َُ‪ ،ُِّ/‬رقم ْٕٕٗ‪ ،‬كيف‬
‫ضعيف ا‪١‬بامع الصغّب‪ ،‬صٖٖٗ‪ ،‬رقم ِِّٔ‪.‬‬
‫(ٕ) ا‪٤‬بنار ا‪٤‬بنيف‪ ،‬صُّٔ‪ ،‬كينظر‪٦ :‬بدموع الاثاكل ُُ‪ ،ْْْ -ّّْ/‬كِٕ‪.َُّ-َُُ/‬‬

‫ّٗ‬
‫أيضا موثورة عف‬
‫الثال‪ٜ‬بائة)‪ :‬فهذه أ‪٠‬باء ليسة موجودة يف كثاب اد تعاىل؛ كال ىي ن‬
‫و‬
‫بإسناد صحيح كال ضعيف ٰبدمل عليو ألااظ البداؿ‪.‬‬ ‫النيب‬
‫حديث نامي منقطع اإلسناد عف علي بف أ طالب‬ ‫ه‬ ‫فقد ركم فيهم‬
‫رجال‬
‫فوعا إىل النيب أنو قاؿ‪ :‬إف فيهم ‪-‬يعِب أىل الشاـ‪ -‬البداؿ الربعْب ن‬ ‫مر ن‬
‫ال "كال توجد ىذه ال‪٠‬باء يف كالـ‬ ‫رجال‬
‫رجل أبدؿ اد تعاىل مكانو ن‬ ‫كلدما مات ه‬
‫السلف كدما ىي على ىذا الَبتيب؛ كال ىي موثورة على ىذا الَبتيب كا‪٤‬بعاين عف‬
‫عاما؛ كإ٭با توجد على ىذه الصورة عف بعض‬ ‫قبوال ًّ‬
‫ا‪٤‬بشاي ا‪٤‬بقبولْب عند المة ن‬
‫ذاكرا‪ ،‬كىذا ا‪١‬بنس ك‪٫‬بوه‬
‫آثرا ‪٥‬با عف غّبه أك ن‬ ‫ا‪٤‬بثوسطْب مف ا‪٤‬بشاي ؛ كقد قا‪٥‬با إما ن‬
‫مف علم الديف قد الثبس عند أكثر ا‪٤‬بثوخريف حقو بباطلو فصار فيو مف ا‪٢‬بق ما‬
‫يوجب قبولو كمف الباطل ما يوجب رده كصار كثّب مف الناس على طريف نقيض‪ ،‬قوـ‬
‫كذبوا بو كلو ‪٤‬با كجدكا فيو مف الباطل‪ ،‬كقوـ صدقوا بو كلو ‪٤‬با كجدكا فيو مف ا‪٢‬بق‬
‫كإ٭با الصواب الثصديق با‪٢‬بق كالثكذيب بالباطل‪ ،‬كىذا ‪ٙ‬بقيق ‪٤‬با أخ بو النيب‬
‫عف ركوب ىذه اليمة سنف مف قبلها حذك ال يقذة بال يقذة‪ ،‬فإف أىل الكثابْب لبسوا‬
‫ا‪٢‬بق بالباطل كىذا ىو الثبديل كالثحريف الذم كقع يف دينهم؛ ك‪٥‬بذا يثغّب الديف‬
‫‪ ....‬كىؤالء الذيف يدعوف ىذه ا‪٤‬براتب فيهم مضاىاة للرافضة مف بعض الوجوه‪ ،‬بل‬
‫ىذا الَبتيب كالعداد تشبو مف بعض الوجوه ترتيب اإل‪٠‬باعيلية كالنصّبية(ُ) ك‪٫‬بوىم‬
‫(ُ) النصّبية‪ :‬كاحدة مف فرؽ الباطنية‪ ،‬يعرفة ع الثاري ٗبسدميات منها‪ :‬النصّبية كىو االسم الذم غلب على‬
‫ك‪٠‬بُّوا بالندمّبية نسبةن ‪٤‬بؤسس فرقثهم ‪٧‬بدمد بف نصّب‬
‫ىذه الطائاة نسب نة إىل مؤسسها كزعيدمها (‪٧‬بدمد بف نصّب)‪ ،‬ي‬
‫لحد بإذاعثو‪ ،‬كمف أفشى سرىم الحقوه‬‫الندمّبم‪ ،‬كمف معثقداهتم‪ :‬السُّر كالكثدماف على معثقدىم كال يسدمح و‬
‫ي‬
‫كيزعدموف أنو ىو الواحد الحد‪ ،‬كأنو اإللو‬ ‫حٌب يقثلوه‪ ،‬يؤلو النصّبية أمّب ا‪٤‬بؤمنْب علي بف أ طالب‬
‫ا‪٢‬بقيقي‪ ،‬ككلدمة السر عندىم ىي‪ :‬ع‪ .‬ـ‪ .‬س‪ ،‬كىي أىم قسم عندىم‪ ،‬ككل حرؼ مف ىذه الحرؼ يشّب إىل‬
‫اسم الش ص الذم غلو فيو‪ :‬ع ىو علي‪ ،‬كا‪٤‬بيم ‪٧‬بدمد‪ ،‬كالسْب سلدماف الاارسي‪ ،‬كىم يلغوف ا‪٤‬بعاد كما يثصل‬
‫=‬
‫ْٗ‬
‫يف السابق كالثال كالناطق كالساس كا‪١‬بسد(ُ) كغّب ذلك مف الَبتيب الذم ما نزؿ‬
‫اد بو مف سلطاف(ِ)‪.‬‬
‫كىذا ا‪٢‬بديث ضعاو ‪ٝ‬بع مف أىل العلم(ّ)‪ ،‬وأما إن قال قائل فظ األبدال‬
‫كرد يف كالـ السلف(ْ)‪ ،‬فا‪٤‬بقصود أهنم قوـ صا‪٢‬بوف كلدما مات رجل منهم أبدؿ اد‬
‫السنة‪ ،‬خالؼ ما اعثقده الصوفية بوف اد ٰبا هبم القاليم السبعة‪،‬‬ ‫بآخر ٰبيٓب هبم ُّ‬
‫كىم سبعة ال يزيدكف كال ينقصوف لكل بلد إقليم فيو كاليثو‪ ،‬فهذا ال دليل عليو مف‬
‫كثاب كال يسنة‪.‬‬
‫قاؿ الصنعاين(ٓ)‪" :‬كإف سلدمنا صحة الحاديث يف ذلك فإنو مل ٯبعل اد ‪٥‬بم‬
‫عالمة يعرفوف هبا بوعياهنم اتااقنا فال يعرؼ أف الش ص مف البداؿ حٌب يعثقد أنو‬
‫كل اد ‪ ‬الوالية ا‪٣‬باصة الٍب يزعدموف كإال فا‪٤‬بؤمنوف ا‪٤‬بثقوف أكلياء اد‪.)ٔ("‬‬

‫=‬
‫بو مف ثواب كعقاب‪ ،‬كجنة كنار‪ ،‬كيقولوف بالثناس ‪ .‬ينظر‪ :‬مقاالت اإلسالميْب‪ ،‬ل ا‪٢‬بسف النعرم‬
‫ُ‪ ،ٖٔ/‬الارؽ بْب الارؽ‪ ،‬صِِٓ‪ ،‬اعثقادات فرؽ ا‪٤‬بسلدمْب كا‪٤‬بشركْب‪ ،‬للرازم‪ ،‬صُٗ‪ ،‬الباكورة السليدمانية‬
‫يف كشف أسرار الديانة النصّبية العلوية‪ ،‬لسليدماف أفندم الذين النصّبم‪ ،‬صُٓ‪ ،ِٓ ،ُٕ-‬ا‪٢‬بركات‬
‫الباطنية يف العامل اإلسالمي‪ ،‬لل طيب‪ ،‬صّْٓ‪.َّٔ ،ّْٕ ،‬‬
‫(ُ) ىذه مراتب الصنعة اإل‪٥‬بية عند اإل‪٠‬باعيلية‪ :‬السابق‪ :‬ىو اد‪ ،‬كأفضى السابق إىل تاليو‪ ،‬كالناطق‪ :‬ىو الر يسوؿ‪،‬‬
‫كالساس‪ :‬ىو اإلماـ القائم‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٢‬بركات الباطنية يف اإلسالـ د‪ .‬مصطاى غالب‪ ،‬صُُٔ‪.‬‬
‫(ِ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُُ‪.ّْْ-ّّْ/‬‬
‫(ّ) ابف القيم‪ ،‬يف كثابو ا‪٤‬بنار ا‪٤‬بنيف‪ ،‬صُّٔ‪ ،‬كاللباين يف ضعيف ا‪١‬بامع ِِٔٔ‪ ،‬كقاؿ‪" :‬كاعلم أف أحاديث البداؿ‬
‫أند ضع ناا مف بعض" سلسلة الحاديث الضعياة ِ‪.ّّٗ/‬‬ ‫يصح منها نيءه ككلُّها معلولة كبعضها ُّ‬
‫ال ُّ‬
‫(ْ) ينظر‪٤ :‬بف ذكرىم يف كثاب‪ ،‬العلل للدارقطِب ٔ‪ ،ِٗ/‬كهتذيب الثهذيب ّ‪.ُِ/‬‬
‫(ٓ) ‪٧‬بدمد بف إ‪٠‬باعيل بف صالح بف ‪٧‬بدمد الصنعاين‪ ،‬كلد سنة َُٗٗىػ‪ ،‬مف نيوخو‪ :‬زيد بف ‪٧‬بدمد ا‪٢‬بسف‪،‬‬
‫عبد اد بف علي الوزير‪ ،‬كمف تالميذه‪ :‬عبد اد بف أ‪ٞ‬بد بف إسحاؽ‪ ،‬كلو مصناات منها‪ :‬إيقاظ الاكرة‬
‫‪٤‬براجعة الاطرة‪ ،‬تطهّب االعثقاد‪ ،‬مات سنة ُُِٖىػ‪ ،‬ينظر‪ :‬البدر الطالع‪ ،‬صْٗٔ‪.‬‬
‫(ٔ) اإلنصاؼ يف حقيقة الكلياء كما‪٥‬بم مف الكرامات كاللطاؼ‪ ،‬صٗٓ‪.‬‬

‫ٓٗ‬
‫ُّ َّ‬
‫ادلبحث انثاوي‪ :‬انسىت‬
‫السػنة النبويػػة ىػػي ا‪٤‬بصػػدر الثػػاين لالسػػثداؿ عنػػد ا‪٤‬بسػػلدمْب‪ ،‬كقػػد اسػػثدؿ هبػػا ابػػف‬
‫ُّ‬
‫السػنة كا‪١‬بدماعػػة يف االسػػثدالؿ هبػػا مػػف‬
‫عجيبػػة يف جوانػػب كثػػّبة‪ ،‬كلكنػػو خػػالف أىػػل ُّ‬
‫أربع جهات‪:‬‬
‫ا ةهد األو ى‪ :‬أد د ا كداب وا سنَّد ست نَّد‪ ،‬بل ظنَّد‬
‫قاؿ ابف عجيبة‪" :‬إف غاية العلوـ الكسبية النقلية الظف القوم‪ ،‬أما علوـ ا‪٢‬بقػائق‬
‫فهي يقْب"(ُ)‪.‬‬
‫كرأيػػو بػػوف الدلػػة الكسػػبية ظنيػة كا‪٢‬بقيقػػة يقػػْب‪ ،‬زعػػم باطػػل‪ ،‬كافػػق فيػػو ا‪٤‬بثكلدمػػْب‬
‫ػوـ مػػف غالبيػػة أىػػل‬‫كأىػػل البػػدع‪ ،‬قػػاؿ نػػي اإلسػػالـ ابػػف تيدميػػة ‪ ..." :‬كيػػزعم قػ ه‬
‫البػػدع أنػػو ال يصػػح االسػػثدالؿ بػػالقرآف كا‪٢‬بػػديث علػػى ا‪٤‬بسػػائل القطعيػػة مطل نق ػا‪ ،‬بنػػاءن‬
‫علػػى أف الداللػػة اللاظيػػة ال تايػػد اليقػػْب ٗبػػا زعدمػوا‪ ،‬كيػػزعم كثػػّب مػػف أىػػل البػػدع أنػػو ال‬
‫يسثدؿ بالحاديث ا‪٤‬بثلقاة بالقبوؿ على مسػائل الصػاات كالقػدر‪ ،‬ك‪٫‬بوٮبػا ‪٩‬بػا ييطلػب‬
‫فيو القطع كاليقْب"(ِ)‪.‬‬
‫السػنة‪ ،‬بػل ‪ٝ‬بيػع بػِب آدـ‬ ‫‪ٚ‬بثص بػالقرآف ك ُّ‬
‫كمف ا‪٤‬بعلوـ أف داللة الدلة اللاظية ال ُّ‬
‫بعض ػا بالدلػػة اللاظيػػة كاإلنسػػاف حي ػواف نػػاطق‪ ،‬فػػالنطق ذايت لػػو‪ ،‬كىػػو‬ ‫يػػدؿ بعضػػهم ن‬
‫مدين بالطبع ال ٲبكف أف يعيش كحده كدما يعيش الوحش‪ ،‬بل ال ٲبكنو أف يعػيش إال‬
‫م ػع بػػِب جنسػػو‪ ،‬فػػال بػػد أف يعػػرؼ بعضػػهم م ػراد بعػػض‪ ،‬ليحصػػل الثعػػاكف‪ ،‬فعلدمهػػم‬
‫ﮋﭰ ﭱ‬ ‫بعضػا مػراده باللاػػاظ‪ ،‬كدمػػا قػػاؿ تعػػاىل‪:‬‬
‫ا‪٢‬بكػػيم العلػػيم تعريػػف بعضػػهم ن‬
‫(ُ) الاثوحات اإل‪٥‬بية يف نرح ا‪٤‬بباحث الصلية‪ ،‬صِٕٕ‪.‬‬
‫(ِ) قاعدة يف ا‪٤‬بعجزات كالكرامات‪ ،‬صُٖ‪ ،ُٗ-‬ضدمف ‪٦‬بدموعة الرسائل كا‪٤‬بسائل‪.‬‬

‫ٔٗ‬
‫ﭲ ﭳﮊ(ُ) فكانة حكدمة ذلك الثعليم‪ ،‬تعريف مراد ا‪٤‬بثكلم‪ ،‬فلو مل ٰبصل لو‬
‫ا‪٤‬بعرفػػة كػػاف يف ذلػػك إبطػػاؿ ‪٢‬بكدمػػة اد‪ ،‬كإفسػػاد ‪٤‬بصػػاٌف بػػِب آدـ‪ ،‬كسػػلب اإلنسػػاف‬
‫خاصيثو الٍب ميزه هبا على سائر ا‪٢‬بيواف‪ ،‬كىذه الطريقة يسثدؿ هبا مف كجوه‪:‬‬
‫ُ‪ -‬أف قػوؿ القائػػل الدلػػة اللاظيػػة الػػٍب جػاء هبػػا الرسػػوؿ ال تايػػدنا ن‬
‫علدمػا كال‬
‫يقيننػا مػػف أعظػػم أنػواع الساسػطة(ِ)‪ ،‬كىػػؤالء نػػر مػػف الػال أدريػػة(ّ) كنػػر مػػف الباطنيػػة‪،‬‬
‫الس ػ ػػنة مثيقن ػ ػػوف ‪٤‬بػ ػ ػراد اد‪ ‬كرسػ ػ ػولو ج ػ ػػازموف ب ػ ػػو‬ ‫فوى ػ ػػل العل ػ ػػم بالكث ػ ػػاب ك ُّ‬
‫ػادا ال يثطػػرؽ إليػػو نػػك كال نػػبهة‪ ،‬أمػا ا‪٤‬بثكلدمػػوف الػػذيف عػػدلوا‬ ‫معثقػػدكف ‪٤‬بوجبػػو اعثقػ ن‬
‫عػػف االسػػثدالؿ بالدلػػة السػػدمعية إىل الدلػػة العقليػػة فهػػم ‪٨‬بثلاػػوف مثحػػّبكف تناقضػػة‬
‫أقوا‪٥‬بم كاضطربة فهومهم(ْ)‪.‬‬
‫قطعػا أف ‪ٝ‬بيػػع المػػم يعػػرؼ بعضػػهم مػراد بعػػض بلاظػػو كيقطػػع بػػو‬ ‫ِ‪ -‬أنػا نعلػػم ن‬
‫كيثيقن ػػو فق ػػوؿ القائ ػػل‪ :‬الدل ػػة اللاظي ػػة ال تاي ػػد اليق ػػْب ق ػػدح يف العل ػػوـ الض ػػركرية ال ػػٍب‬
‫انَبؾ الناس يف العلم هبا(ٓ)‪.‬‬
‫ّ‪ -‬أف الطاػػل أكؿ مػػا ٲبيػػز يعػػرؼ مػراد مػػف يربيػػو بلاظػػو قبػػل أف يعرفػػو نػػينا مػػف‬
‫العلػػوـ الضػػركرية فػػال أقػػدـ عنػػده كال أسػػبق مػػف تيقنػػو ‪٤‬ب ػراد مػػف ٱباطبػػو بلاظػػو فػػالعلم‬
‫(ُ) سورة البقرة‪.ُّ :‬‬
‫ب مف الوٮبيات‪ ،‬كالغرض إفحاـ ا‪٣‬بصم كإسكاتو‪ .‬ينظر‪ :‬الثعرياات‪ ،‬للجرجاين‪،‬‬
‫قياس مرك ه‬
‫(ِ) الساسطة‪ :‬ه‬
‫صُُٖ‪ ،ُُٗ-‬ا‪٤‬بعجم الوسيا ُ‪.ّّْ/‬‬
‫(ّ) الال أدرية‪٠ :‬بوا بذلك نسب نة إىل قو‪٥‬بم ال أدرم‪ ،‬كتيطلق عند احملدثْب على إنكار قيدمة العقل كقدرتو على ا‪٤‬بعرفة‪،‬‬
‫كىم يركف الثوقف عف العلم كعف ا‪٢‬بكم‪ ،‬فدمذىبهم قاـ على الثجاىل‪ ،‬كتطلق على ا‪٤‬بذاىب الالساية الٍب‬
‫تقوؿ بعجز العقوؿ عف إدراؾ ا‪٢‬بقائق‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بعجم الالساي ُ‪.ٖٖٔ/‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬الصواعق ا‪٤‬برسلة يف الرد على ا‪١‬بهدمية ا‪٤‬بعطلة ِ‪.ْٔٔ/‬‬
‫(ٓ) ا‪٤‬برجع ناسو ِ‪.َٔٓ/‬‬

‫ٕٗ‬
‫بذلك مقدـ على سائر العلوـ الضركرية فدمف جعل العقليات تايد اليقػْب كالسػدمعيات‬
‫ال تايد معرفة مراد ا‪٤‬بثكلم فقد قلب ا‪٢‬بقائق كناقض الاطرة(ُ)‪.‬‬
‫ْ‪ -‬أف الثعريػػف بالدلػػة اللاظيػػة أصػ هػل للثعريػػف بالدلػػة العقليػػة فدمػػف مل يكػػف لػػو‬
‫سػبيل إىل العلػم ٗبػدلوؿ ىػذه مل يكػف لػو سػبيل إىل العلػم ٗبػدلوؿ تلػك بػل العلػم ٗبػدلوؿ‬
‫الدلة اللاظية أسبق فإنو يوجد يف أكؿ ‪ٛ‬بييػز اإلنسػاف كحين ػذ فالقػدح يف حصػوؿ العلػم‬
‫ٗبدلوؿ الدلة اللاظية قػدح يف حصػوؿ العلػم ٗبػدلوؿ الدلػة العقليػة بػل ىػي أصػل العلػم‬
‫هبا فإذا بطل الصػل بطػل فرعػو‪ ،‬يوضػحو أف اإلنسػاف يف فهدمػو كإفهامػو للػدليل العقلػي‬
‫‪٧‬بثػػاج إىل معرفػػة مػراد ا‪٤‬ب ػ بػػو الػػذاكر لػػو ‪٤‬بػػف ٱباطبػػو فػػإذا مل ٰبصػػل لػػو علػػم ٗبػراده مػػف‬
‫الدليل فكيف ٰبصل لو علم با‪٤‬بدلوؿ؟‬
‫بعض ػ ػا مر ىادى ػ ػػا‬
‫بعض ػ ػها ن‬
‫ٓ‪ -‬أف اد س ػ ػػبحانو ى ػ ػػدل البه ػ ػػائم كالط ػ ػػّب أف يع ػ ػػرؼ ي‬
‫بوص ػواهتا‪ ،‬كإذا كػػاف الثاػػاىم كالعلػػم ٗب ػراد ا‪٢‬بي ػواف مػػف غػػّبه حاصػ نػال للحيوانػػات فدمػػا‬
‫الظ ػ ُّػف بون ػػرؼ أنواعه ػػا كى ػػو اإلنس ػػاف‪ ،‬فدم ػػا الظ ػ ُّػف بون ػػرؼ ى ػػذا الن ػػوع كى ػػم العق ػػالء‬
‫ا‪٤‬بعثنػػوف بالبيػػاف كاإليضػػاح‪ ،‬فدمػػا الظػ ُّػف بالنبيػػاء ‪-‬علػػيهم السػػالـ‪ -‬ا‪٤‬ب صوصػػْب مػػف‬
‫العلػػم كالبيػػاف كالفهػػاـ ٗبػػا لػػيس مثلػػو لس ػواىم‪ ،‬فدمػػا الظػ ُّػف بوفضػػل النبيػػاء ‪٧‬بدمػػد‬
‫أنصح ا‪٣‬بلق لل لق‪ ،‬كأعلدمهم كأكدملهم بيانػا‪ ،‬كأ‪ٛ‬بهػم فصػاحةن‪ ،‬كأقػدرىم علػى الثعبػّب‬
‫عف ا‪٤‬بعُب باللا الذم ال يزيػد عليػو كال يػنقص عنػو كال يػوىم غػّبه‪ ،‬كأحرصػهم علػى‬
‫كحرص ػا‬
‫ن‬ ‫كفهدم ػا كفصػػاحةن‬
‫أكدمػػل المػػم عقػ نػال ن‬ ‫تعلػػيم اليمػة كتاهػػيدمهم‪ ،‬كأصػػحابو‬
‫على فهم مػراده فكيػف ال يكونػوف قػد تيقنػوا مػراده بولااظػو ككيػف ال يكػوف الثػابعوف‬
‫‪٥‬بم بإحساف قد تيقنوا مرادىم ‪٩‬با بلغوىم إياه عف نبيهم كنقلوه إليهم(ِ)‪.‬‬
‫(ُ) الصواعق ا‪٤‬برسلة على ا‪٤‬بعطلة يف الرد على ا‪١‬بهدمية ا‪٤‬بعطلة ِ‪.ِْٔ/‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬برجع ناسو ِ‪.ْٔٓ-ْْٔ/‬‬

‫ٖٗ‬
‫ٔ‪ -‬أف داللػػة الدلػػة اللاظيػػة علػػى م ػراد ا‪٤‬بػػثكلم أقػػول مػػف داللػػة الدلػػة العقليػػة‬
‫على ا‪٢‬بقائق الثابثة‪ ،‬فكيف بداللة ا‪٤‬بقدمات ا‪٤‬بشثبهة الٍب غايثها أف يكوف فيها حق‬
‫كباطػػل كلػػيس م ػػع أصػػحاهبا إال إحسػػاف الظ ػػف ٗبػػف قا‪٥‬بػػا ف ػػإذا طولب ػوا بال ىػػاف عل ػػى‬
‫صحثها قػالوا ىكػذا قػاؿ العقػالء‪ ،‬كىػذا أم هػر قػد صػقلثو أذىػاهنم كقبلثػو عقػو‪٥‬بم‪ ،‬فبػْب‬
‫ػاكت‬
‫داللػػة الدلػػة اللاظيػػة علػػى م ػراد ا‪٤‬بػػثكلم كداللػػة ىػػذه ا‪٤‬بقػػدمات علػػى ا‪٢‬بقػػائق تاػ ه‬
‫ػب للاط ػػر كتعك ػػيس‬ ‫عظ ػػيم‪ ،‬فكي ػػف تاي ػػد ى ػػذه اليق ػػْب دكف تل ػػك؟ كى ػػل ى ػػذا إال قل ػ ه‬
‫لألذىاف(ُ)‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬أف دالل ػػة ق ػػوؿ الرس ػػوؿ عل ػػى مػ ػراده أكدم ػػل م ػػف دالل ػػة ن ػػبهات ى ػػؤالء‬
‫العقليػػة علػػى معارضػػثو ٗبػػا ال نسػػبة بينهدمػػا فكيػػف تكػػوف نػػبهاهتم تايػػد اليقػػْب ككػػالـ‬
‫اد كرسولو ال يايد اليقْب(ِ)‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬أف قوؿ القائل‪( :‬الدلة اللاظية ال تايد اليقْب) إما أف يريػد بػو ناػي العدمػوـ‬
‫ػاقال ال يػدعي أف كػل دليػل‬ ‫أك عدموـ الناي‪ ،‬فإف أراد ناي العدموـ مل ياده نينا فإف ع ن‬
‫لاظػػي يايػػد اليقػػْب حػػٌب ينصػػب معػػو ا‪٣‬بػػالؼ كٰبػػثج عليػػو‪ ،‬كإف أراد بػػو عدمػػوـ الناػػي‬
‫كاف ىذا مكابرة للعياف كهبثنا ك‪٦‬باىرنة بالكذب كالباطل(ّ)‪.‬‬
‫ا ةهد ا ثان د‪ :‬أخاار اآل اد يُ ال ي أبةاب األب ال دون االبد اد‬
‫فقد قبل أخبار ااحاد يف أبواب العدماؿ‪ ،‬كمف ذلك قولو عند تاسّب قوؿ اد‬
‫ﮋﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ‬ ‫تعاىل‪:‬‬
‫(ُ) الصواعق ا‪٤‬برسلة يف الرد على ا‪١‬بهدمية كا‪٤‬بعطلة ِ‪.ْٕٔ/‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬برجع ناسو ِ‪.ْٕٔ/‬‬
‫(ّ) ناسو ِ‪.َٔٓ/‬‬

‫ٗٗ‬
‫(ُ)‬
‫دليل على قبوؿ خ الواحد العدؿ؛ لنا لو توقانا يف خ ه؛‬
‫ه‬ ‫ة‬
‫ي‬ ‫ااي‬ ‫ىذه‬‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫ﭯﮊ‬
‫لسوينا بينو كبْب الااسق"(ِ)‪.‬‬
‫كردىػ ػػا يف أب ػ ػواب االعثقػ ػػاد؛ بػ ػػدليل توكيلػ ػػو لصػ ػػاات اد ‪ ،‬مثػ ػػل‪ :‬توكيلػ ػػو‬
‫االسثواء‪ ،‬باالسثيالء(ّ)‪ ،‬كالوجو بالذات(ْ)‪ ،)ٓ( ...‬كهبذا خػالف ابػف عجيبػة مػا عليػو‬
‫سلف اليمة ككافق ا‪٤‬بثكلدمْب‪.‬‬
‫قاؿ ني اإلسالـ ابف تيدمية‪" :‬ك‪٥‬بػذا كػاف ‪ٝ‬بهػور أىػل العلػم مػف ‪ٝ‬بيػع الطوائػف علػى‬
‫عدمال بو أنو يوجب العلم"(ٔ)‪.‬‬
‫أف (خ الواحد) إذا تلقثو المة بالقبوؿ تصدي نقا لو أك ن‬
‫كق ػػاؿ أب ػػو ا‪٤‬بظا ػػر الس ػػدمعاين‪" :‬إف ا‪٣‬بػ ػ الواح ػػد إذا ص ػػح ع ػػف رس ػػوؿ كركاة‬
‫الثقػػات كالئدمػػة كأسػػنده خلاهػػم عػػف سػػلاهم إىل رسػػوؿ اد كتلقثػػو اليمػة بػػالقبوؿ‬
‫فإنػو يوجػػب العلػػم فيدمػػا سػػبيلو العلػػم‪ ،‬ىػػذا قػػوؿ أىػػل ا‪٢‬بػػديث كا‪٤‬بثقنػػْب مػػف القػػائدمْب‬
‫السنة‪ ،‬كإ٭با ىذا القوؿ الػذم يػذكر أف خػ الواحػد ال يايػد العلػم ٕبػاؿ‪ ،‬كال بػد‬ ‫على ُّ‬
‫مػػف نقلػػو بطريػػق الث ػواتر لوقػػوع العلػػم بػػو نػػيءه اخَبعثػػو القدريػػة(ٕ) كا‪٤‬بعثزلػػة(ٖ)‪ ،‬ككػػاف‬
‫(ُ) سورة ا‪٢‬بجرات‪.ٔ :‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ٕ‪.ُُٔ/‬‬
‫(ّ) ا‪٤‬برجع ناسو ِ‪.ِِّ/‬‬
‫(ْ) اللطائف اإلٲبانية ا‪٤‬بلكوتية كا‪٢‬بقائق اإلحسانية ا‪١‬ب كتية يف رسائل ابف عجيبة‪ ،‬صْٕ‪.‬‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة يف توكيل‬
‫(ٓ) سيويت ا‪٢‬بديث عنها يف الباب الثاين مف ىذا الكثاب‪ ،‬كال نك يف ‪٨‬بالاثو لىل ُّ‬
‫نصوص الصاات‪.‬‬
‫(ٔ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُّ‪.ُّٓ/‬‬
‫(ٕ) القدرية‪ :‬يقولوف بوف العبد ٰبدث فعل ناسو‪ ،‬كأفعاؿ العباد مقدكرة ‪٥‬بم على كجو االسثقالؿ‪ ،‬كا‪٤‬بثقدموف منهم‬
‫ينكركف العلم السابق د ‪ ‬لألنياء قبل كجودىا‪ ،‬كلقد كارىم السلف بقو‪٥‬بم ىذا‪ ،‬كا‪٤‬بثوخركف منهم‬
‫يثبثوف العلم كينازعوف يف مرتبة ا‪٣‬بلق‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بلل كالنحل ُ‪ ،ّْ/‬مقاالت اإلسالميْب ُ‪.ِٖٗ/‬‬
‫مؤمف كال‬
‫(ٖ) ا‪٤‬بعثزلة‪ :‬ي‪٠‬بُّوا بذلك؛ لف كاصل بف عطاء اعثزؿ ‪٦‬بلس ا‪٢‬بسف البصرم إثر قولو بوف مرتكب الكبّبة ال ه‬
‫كافر‪ ،‬كمف عقائد ا‪٤‬بعثزلة الباطلة‪ -ُ :‬ناي صاات اد ‪ -ِ ،‬القرآف ‪٨‬بلوؽ‪-ّ ،‬اد ‪ ‬ال يرل يف‬
‫=‬
‫ََُ‬
‫قصػػدىم منػػو رد الخبػػار‪ ،‬كتلقاػػو مػػنهم بعػػض الاقهػػاء‪ ،‬الػػذيف مل يكػػف ‪٥‬بػػم يف العلػػم‬
‫قدـ ثابة‪ ،‬كمل يقاوا على مقصدىم مف ىذا القوؿ"(ُ)‪.‬‬
‫ه‬
‫أد د قاةل خار ا ةا د منها‪:‬‬
‫تعاىل‪ :‬ﮋﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ‬ ‫ُ‪ -‬قولو‬
‫ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﮊ(ِ)‪" ،‬كالطائاة يف كالـ‬
‫احدا يف‬
‫يدؿ على أف الطائاة ٯبوز أف تكوف ك ن‬ ‫العرب تقع على الواحد‪ ،‬كا‪١‬بدماعة‪ُّ ،‬‬
‫كرجع إليهم كأنذرىم‬ ‫و‬
‫ىذه ااية‪ ،‬أنو إذا نىػ ىار كاح هد مف كل قوـ كنىػ ىاىر كتاقوى يف الديف ى‬
‫كأعلدمهم ٗبا في ًرض عليهم كاف عليهم أف يقبلوا قولو كينثهوا إىل ما ٱب ىم بو‪ ،‬كال‬
‫ٯبوز ‪٥‬بم أف يردكا خ ه؛ لف على العامي أف يقبل قوؿ العامل"(ّ)‪.‬‬
‫ﮋﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬ ‫ِ‪ -‬قول ػ ػ ػ ػ ػػو تع ػ ػ ػ ػ ػػاىل‪:‬‬
‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﮊ(ْ)‪ ،‬كىػػذه اايػػة اسػػثدؿ هبػػا ابػػف عجيبػػة علػػى قبػػوؿ خ ػ الواحػػد‬
‫العدؿ(ٓ)‪.‬‬
‫كيف القراءة الخرل (فثثبثوا)(ٔ)‪ ،‬كىذا يد ُّؿ على ا‪١‬بزـ بقبوؿ خ الواحد كأنػو ال‬
‫=‬
‫ااخرة‪ -ْ ،‬ناي الشااعة‪ -ٓ ،‬أف اد ليس خال نقا لفعاؿ العباد ‪ ..‬كيسدموف بالقدرية‪ ،‬كالعدلية‪ .‬ينظر‪ :‬الارؽ‬
‫بْب الارؽ‪ ،‬صَِ‪ ،ُِ-‬مقاالت اإلسالميْب ُ‪.ِّٓ/‬‬
‫(ُ) صوف ا‪٤‬بنطق‪ ،‬صَُٔ‪.ُُٔ-‬‬

‫(ِ) سورة الثوبة‪.ُِِ :‬‬


‫(ّ) ا‪٢‬بجة يف بياف احملجة‪ ،‬إ‪٠‬باعيل الصبهاين ُ‪.ّْٕ/‬‬
‫(ْ) سورة ا‪٢‬بجرات‪.ٔ :‬‬
‫(ٓ) البحر ا‪٤‬بديد ٕ‪.ُُ/‬‬
‫(ٔ) الكشف عف كجوه القراءات السبع ُ‪.ّْٗ/‬‬

‫َُُ‬
‫ٰبثاج إىل الثثبية‪ ،‬كلو كاف خ ه ال يايد العلم لمر بالثثبة حٌب ٰبصل العلػم‪ ،‬ك‪٩‬بػا‬
‫أيضا أف السلف الصاٌف كأئدمة اإلسالـ مل يزالوا يقولوف‪ :‬قاؿ رسوؿ اد‬ ‫ُّ‬
‫يدؿ عليو ن‬
‫معلوـ يف كالمهم بالضركرة"(ُ)‪.‬‬
‫كذا كفعل كذا كأمر بكذا كهنى عف كذا‪ ،‬كىذا ه‬
‫أد د ا سنَّد بيى قاةل خار ا ةا د‪:‬‬
‫ُ‪ -‬قاؿ النيب ‪ :‬بلغوا عِب كلو آية (ِ)‪.‬‬
‫ِ‪ -‬قصػة العسػيف(ّ)‪ ،‬فقػد كرد عػػف النػيب أنػو قػاؿ‪ :‬كاغػػد يػا أينػيس‪-‬لرجػػل‬
‫مػػف أسػػلم‪ -‬إىل امػرأة ىػػذا فػػإف اعَبفػػة فار‪ٝ‬بهػػا (ْ)‪ ،‬اعثدمػػد خػ ه فيدمػػا اعَبفػػة‬
‫بو على ناسها(ٓ)‪.‬‬
‫ق ػػاؿ‪ :‬بيندم ػػا الن ػػاس بقب ػػاء يف ص ػػالة‬ ‫ّ‪ -‬يف الص ػػحيحْب ع ػػف اب ػػف عدم ػػر‬
‫الصػػبح‪ ،‬إذ جػػاءىم آت فقػػاؿ‪ :‬إف النػػيب قػػد أينػػزؿ عليػػو الليلػػة قػػرآف‪ ،‬كقػػد أمػػر أف‬
‫يسثقبل القبلة فاسثقبلوىا‪ ،‬ككانة كجوىهم إىل الشاـ‪ ،‬فاسثداركا إىل الكعبة(ٔ)‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪" :‬فلدما نػدب رسػوؿ اد إىل اسػثدماع مقالثػو كحاظهػا كأدائهػا‬
‫امػرأ يؤديهػػا كاإلمػػرء كاحػ هد دؿ علػػى أنػػو ال يػػومر أف يػػؤدل عنػػو إال مػػا تقػػوـ بػػو ا‪٢‬بجػػة‬
‫كماؿ ييؤخذ‬
‫حالؿ‪ ،‬كحر هاـ يٯبثنب‪ ،‬كحد ييقاـ‪ ،‬ه‬ ‫على مف أدل إليو؛ لنو إ٭با يؤدم عنو ه‬
‫كييعطى‪ ،‬كنصيحةه يف دي وف كدنيا"(ٕ)‪.‬‬
‫(ُ) ‪٨‬بثصر الصواعق ا‪٤‬برسلة ِ‪ ،ّْٗ/‬اإلحكاـ‪ ،‬البف حزـ ُ‪.ُُِ-ُُُ/‬‬
‫(ِ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب النبياء‪ ،‬باب ما ذكر عف بِب إسرائيل ْ‪ ،ُْٓ/‬رقم ُّْٔ‪.‬‬
‫(ّ) العسيف‪ :‬الجّب‪ ،‬ينظر‪ :‬الصحاح تاج اللغة كصحاح العربية ْ‪.َُْْ/‬‬
‫(ْ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب أخبار ااحاد‪ ،‬باب ما جاء يف إجازة خ الواحد الصدكؽ‪ُّٓ/ٖ ،‬رقم ّٖٔٔ‪.‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬أخبار ااحاد‪ ،‬للشي ابف ج يف ‪ ،‬صُِّ‪.‬‬
‫(ٔ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب أخبار ااحاد‪ ،‬باب ما جاء يف إجازة خ الواحد الصدكؽ ٖ‪ ،ُّْ-ُّّ/‬رقمّٓٗ‪،‬‬
‫كمسلم‪ ،‬كثاب ا‪٢‬بدكد‪ ،‬باب مف اعَبؼ على ناسو بالزىن ٓ‪ ،ُُِ/‬رقم ُّْٓ‪.‬‬
‫(ٕ) الرسالة‪ ،‬صُٕٓ‪.‬‬

‫َُِ‬
‫كقػػاؿ يف موض ػ وع آخػػر‪" :‬مل أحا ػ ٍ عػػف فقهػػاء ا‪٤‬بسػػلدمْب أهنػػم اخثلا ػوا يف تثبيػ ً‬
‫ػة‬
‫خ الواحد"(ُ)‪.‬‬
‫(ِ)‬
‫أىل العلم مػف أىػل الاقػو كالثػر يف ‪ٝ‬بيػع المصػار‬ ‫ي‬ ‫"أ‪ٝ‬بع‬ ‫‪:‬‬ ‫كقاؿ ابف عبد ال‬
‫‪-‬فيدما‪ -‬علدمة على قبوؿ خ الواحد العدؿ‪ ،‬كإٯباب العدمل بو إذا ثبة كمل ينس و‬
‫غّبه مف أثر أك إ‪ٝ‬باع‪ ،‬علػى ىػذا ‪ٝ‬بي ػع الاقهػاء يف كػل عصػر مػف لػدف الصػحابة‬
‫إىل يومنا ىذا"(ّ)‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ا ةهد ا ثا ثد‪ :‬اسددال بصل ح ا سنَّد بيى و دة ا ة ةد‬
‫اسػثدؿ ابػػف عجيبػة بقػػوؿ النػػيب فيدمػا يركيػػو عػػف ربػو ‪ :‬كمػػا تقػػرب إل‬
‫ا‪٤‬بثقربوف ٗبثل أداء ما افَبضة عليهم‪ ،‬كاليزاؿ عبدم يثقرب إل بالنوافػل حػٌب أحبػو‪،‬‬
‫‪٠‬بع ػ ػ ػا كبص ػ ػ ػرا ‪ ،)ٓ( ...‬كيف ح ػ ػػديث آخ ػ ػػر‪ :‬ف ػ ػػإذا أحببث ػ ػػو‬
‫ف ػ ػػإذا أحببث ػ ػػو كنػ ػ ػػة ل ػ ػػو ن‬
‫كنثو (ٔ)‪.)ٕ(،‬‬
‫(ُ) الرسالة‪ ،‬صُٕٗ‪.‬‬
‫(ِ) ىو أبو عدمر‪ ،‬يوسف بف عبد اد بف ‪٧‬بدمد بف عبد ال بف عاصم‪ ،‬الندلسي القرطيب ا‪٤‬بالكي‪ ،‬كلد سنة‬
‫ّٖٔىػ‪ ،‬لو مصناات كثّبة منها‪ :‬الثدمهيد ‪٤‬با يف ا‪٤‬بوطػو مف ا‪٤‬بعاين كالسانيد‪ ،‬االسثذكار‪ ،‬جامع بياف العلم‬
‫كفضلو‪ ،‬تويف سنة ّْٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعالـ النبالء ُٖ‪ ،ُّٔ ،ُّٓ/‬ترتيب ا‪٤‬بدارؾ ْ‪ ،َُٖ ،َٖٖ/‬كفيات‬
‫العياف ٕ‪ ،ِٕ ،ٔٔ/‬البداية كالنهاية ُٔ‪.ّّ/‬‬
‫(ّ) الثدمهيد ُ‪.ِ/‬‬
‫(ْ) سيويت ا‪٢‬بديث عنها كأثرىا يف الباب الثالث مف ىذا الكثاب‪ ،‬ذكرهتا ىنا مبيػننا فساد اسثدالؿ ابف عجيبة‬
‫صحيح على معثقده الااسد‪.‬‬
‫و‬ ‫و‬
‫ٕبديث‬
‫‪ ،‬كثاب الرقاؽ‪ ،‬باب الثواضع‪ ُِٗ/ْ ،‬رقم‬ ‫(ٓ) أخرجو الب ارم يف صحيحو مف حديث أ ىريرة‬
‫َِٓٔ‪.‬‬
‫(ٔ) ىذه الزيادة مل أجدىا يف مصادر ‪ٚ‬بريج ا‪٢‬بديث‪.‬‬
‫(ٕ) معراج الثشوؼ إىل حقائق الثصوؼ‪ ،‬صٖٓ‪.‬‬

‫َُّ‬
‫كىذا ا‪٢‬بديث ال دليل فيو للقائلْب بوحدة الوجود‪ ،‬بل ىو حجةه عليهم‪.‬‬
‫ا‪٢‬بديث حجةه عليهم مف كجوه كثّبة‪:‬‬ ‫قاؿ ابف تيدمية ‪" :‬ك ي‬
‫‪ -‬منها قولو‪ :‬مف عادل ل كليًّا فقد بارزين باحملار ةبة فوثبة معادينا ‪٧‬باربػنا ككليًّػا‬
‫غّب ا‪٤‬بعادم‪ ،‬كأثبة لناسو سبحانو ىذا كىذا‪.‬‬
‫كمنهػػا قولػػو‪ :‬كمػػا تقػػرب إل عبػػدم ٗبثػػل أداء مػػا افَبضػػة عليػػو فوثبػػة عبػ نػدا‬
‫مثقربنا إىل ربو كربًّا افَبض عليو فرائض‪.‬‬
‫كمنه ػػا قول ػػو‪ :‬كال يػ ػزاؿ عب ػػدم يثق ػػرب إل بالنواف ػػل ح ػػٌب أحبػ ػوػو فوثب ػػة مثقربنػ ػا‬
‫كمثقربنا إليو ك‪٧‬ببًّا ك‪٧‬ببوبنا غّبه‪ ،‬كىذا كلُّو ينقض قو‪٥‬بم‪ :‬الوجود كاحد‪.‬‬ ‫ي‬
‫كمنهػػا قولػػو‪ :‬فػػإذا أحببثػػو كنػػة ‪٠‬بعػػو الػػذم يسػػدمع بػػو‪ ،‬كبصػػره الػػذم يبصػػر بػػو‬
‫إىل آخػػره‪ ،‬فإنػػو جعػػل لعبػػده بعػػد ‪٧‬ببثػػو ىػػذه المػػور‪ ،‬كىػػو عنػػدىم قبػػل احملبػػة كبعػػدىا‬
‫كاحد كىو عندىم ىذه العضاء‪ :‬بطنو كفرجو كنعره ككل نيء ال تعػدد عنػدىم كال‬
‫كثػػرة يف الوجػػود‪ ،‬كلكػػف يثبثػػوف مراتػػب ك‪٦‬بػػال كمظػػاىر؛ فػػإف جعلوىػػا موجػػودة نقضػوا‬
‫قو‪٥‬بم"(ُ)‪.‬‬
‫ا ةهد ا رابعد‪ :‬اال دةاج باأل اد ث ا ضع فد وا ةضةبد‬
‫أ‪ -‬قاؿ ابف عجيبة‪" :‬كرد عف النيب أنو قاؿ‪ :‬مف حا عف أمٍب أربعْب‬
‫حديثنا مف أمر دينها بعثو اد يوـ القيامة يف زمرة الاقهاء كالعلدماء ‪ ،‬كيف ركاية بعثو‬
‫عا‪٤‬با (ِ)(ّ)‪.‬‬
‫عا‪٤‬بػناػا‬
‫فقيها عا‪٤‬ب‬
‫اد ن‬
‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ِ‪.ِّٕ-ُّٕ/‬‬
‫(ِ) ‪٨‬بطوط أربعوف حديثنا يف الصوؿ كالاركع‪ ،‬ا‪٣‬بزانة العامة بالرباط‪ ،‬ضدمف ‪٦‬بدموع ٰبدمل رقم ِِٖٗد‪ ،‬ؿ‪.ُ/‬‬
‫(ّ) أخرجو أبو بكر الشافعي يف الاوائد ا‪٤‬بشهور بالغيالنيات ِ‪ ،ّْٕ/‬كابف ا‪١‬بوزم يف العلل ا‪٤‬بثناىية ُ‪،ُُِ/‬‬
‫ضعيف ضعاو اللباين يف مشكاة ا‪٤‬بصابيح ُ‪.ٓٓ/‬‬
‫ه‬ ‫كابف حباف يف الضعااء كا‪٤‬بَبككْب ِ‪ ،ُّّ/‬كا‪٢‬بديث‬

‫َُْ‬
‫ككذلك قولو‪ :‬إف مف العلم كهي ة ا‪٤‬بكنوف ال يعلدمو إال العلدماء باد فإذا نطقوا‬
‫بو ال ينكره إال أىل الغرة(ُ) باد (ِ)‪ ،‬كلقد نرح ابف عجيبة ىذا ا‪٢‬بديث ا‪٤‬بكذكب‬
‫فقاؿ‪" :‬قاؿ بعضهم يف نرح ا‪٢‬بديث ىي أسرار اد يبديها اد إىل أمناء أكليائو‬
‫كسادات النبالء مف غّب ‪٠‬باع كال دراسة كىي مف السرار الٍب مل يطلع عليها إال‬
‫ا‪٣‬بواص فإذا ‪٠‬بعها العواـ(ّ) أنكركىا كمف جهل نينا عاداه"(ْ)‪.‬‬
‫كى ػػذه الحادي ػػث ال ػػٍب يس ػ ُّ‬
‫ػثدؿ هب ػػا الص ػػوفية عل ػػى عقائ ػػدىم الااس ػػدة ى ػػي يف‬
‫حقيقثه ػػا باطل ػػة ل ػػيس إس ػػنادىا ثابثنػ ػا باتا ػػاؽ أى ػػل ا‪٤‬بعرف ػػة كمل ي ػػرك يف أمه ػػات كث ػػب‬
‫ا‪٢‬بػػديث ا‪٤‬بعثدمػػدة فػػال ٰبثػػاج إىل الكػػالـ يف تاسػػّبه‪ ،‬كإذا قيػدر أف النػػيب قالػػو فهػػو‬
‫لقوؿ معْب فحين وذ فدمػا مػف م و‬
‫ػدع يػدعي أف ا‪٤‬بػراد قولػو إال‬ ‫تعيْب ً‬
‫‪٦‬بدمل ليس فيو ه‬ ‫كالـ ه‬ ‫ه‬
‫(ٓ)‬
‫كاف ‪٣‬بصدمو أف يقوؿ نظّب ذلك ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ذكر ألدب د ماددبد بند ا ةضةء‪:‬‬
‫ُ‪ -‬إذا غسل كجهو قاؿ‪ :‬اللهم بيض كجهي يوـ تبيض كجوه (ٔ)‪.‬‬
‫ا‪١‬بنةة (ٕ)‪.‬‬
‫ِ‪ -‬إذا ‪ٛ‬بضدمض قاؿ‪ :‬اللهم لقِب حجٍب كال ‪ٙ‬برمِب رائحة ن‬
‫(ُ) الغرة‪ :‬أم الغالة‪ .‬ينظر‪ :‬تاج العركس ُّ‪.ِِْ/‬‬
‫(ِ) أخرجو الديلدمي يف ُ‪ ،َُِ/‬رقم َِٖ‪ ،‬كأبو عبد الر‪ٞ‬بف السلدمى يف الربعْب يف الثصوؼ ُٓ‪/‬حِّ‪ ،‬كقاؿ‬
‫العراقي يف ‪ٚ‬بريج أحاديث اإلحياء ُ‪" :ّٗ/‬إسناده ضعيف"‪.‬‬
‫(ّ) يقصد هبم علدماء الشريعة‪ ،‬كاسثشهد بقوؿ البوصّبم‪:‬‬
‫الشدمس مف رم ود ‪ ...‬كينكر الام طعم ً‬
‫ا‪٤‬باء مف سق ًم‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ً ىى‬ ‫العْب ضوءى‬
‫تنكر ي‬‫قد ي‬
‫(ْ) الاثوحات اإل‪٥‬بية يف نرح ا‪٤‬بباحث الصلية‪ ،‬البف عجيبة‪ ،‬على ىامش (إيقاظ ا‪٥‬بدمم يف نرح ا‪٢‬بكم) لو ُ‪.ِٗ/‬‬
‫(ٓ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُّ‪.َِٔ/‬‬
‫(ٔ) ‪٨‬بطوط النوار السنية يف الذكار النبوية‪ ،‬خزانة تطواف رقم ّٖٓ ـ‪.‬ؿ‪.ّ/‬‬
‫(ٕ) ا‪٤‬برجع ناسو ؿ‪.ّ/‬‬

‫َُٓ‬
‫ّ‪ -‬إذا غسل ذراعيو قاؿ‪ :‬اللهم اعطِب كثا بيدميِب (ُ)‪.‬‬
‫تزؿ القداــ (ِ)‪.‬‬ ‫ْ‪ -‬إذا غسل رجليو قاؿ‪ :‬اللهم ثبة قدمي يوـ ُّ‬
‫أف رسػوؿ اد قػاؿ‬ ‫كاسثدؿ ابف عجيبة علػى ذلػك ٗبػا ركم عػف علػي‬
‫لو‪ :‬يا علي إذا قدمة لوضػوئك فقػل‪ :‬بسػم اد العظػيم الػذم ىػدانا لإلسػالـ‪ ،‬اللهػم‬
‫اجعلػػِب مػػف الثػوابْب كاجعلػػِب مػػف ا‪٤‬بثطهػريف‪ ،‬فػػإذا غسػػلة فرجػػك فقػػل‪ :‬اللهػػم حصػف‬
‫فرجػػي‪ ،‬فػػإذا ‪ٛ‬بضدمضػػة فقػػل‪ :‬اللهػػم أعػػِب علػػى تػػالكة ذكػػرؾ‪ ،‬فػػإذا اسثنشػػقة فقػػل‪:‬‬
‫ػيض‬
‫اللهػم أرحػػِب رائحػػة ا‪١‬بنػػة‪ ،‬فػإذا غسػػلة كجهػػك فقػػل‪ :‬اللهػم بػػيض كجهػػي يػػوـ تبػ ُّ‬
‫كتسود كجوه‪ ،‬فإذا غسلة ذراعك اليدمػُب فقػل‪ :‬اللهػم اعطػِب كثػا بيدميػِب يػوـ‬ ‫ُّ‬ ‫كجوه‬
‫ػّبا‪ ،‬فػػإذا غسػػلة ذراعػػك اليسػػرل فقػػل‪ :‬اللهػػم ال تعطػػِب‬ ‫القيامػػة كحاسػػبِب حسػػابنا يسػ ن‬
‫كثػ ػػا بشػ ػػدمال كال مػ ػػف كراء ظهػ ػػرم‪ ،‬فػ ػػإذا مسػ ػػحة برأسػ ػػك فقػ ػػل‪ :‬اللهػ ػػم تغشػ ػػِب‬
‫بر‪ٞ‬بث ػػك‪ ،‬كإذا مس ػػحة بوذني ػػك فق ػػل‪ :‬الله ػػم اجعل ػػِب م ػػف ال ػػذيف يس ػػثدمعوف الق ػػوؿ‬
‫ػورا‬
‫مشكورا كذنيب مغا ن‬‫ن‬ ‫فيثبعوف أحسنو‪ ،‬فإذا غسلة رجليك فقل‪ :‬اللهم اجعل سعيي‬
‫مقبوال (ّ)‪.‬‬
‫كعدملي نال‬
‫كىػػذا ا‪٢‬بػػديث باطػػل‪ ،‬كمل يثبػػة عػػف النػػيب أنػو علدمػػو لصػػحابثو الػػذيف مل‬
‫يَبكوا صغّبة كال كبّبة مف ىػذا الػديف إال فهدموىػا كعدملػوا هبػا فبػارؾ اد ‪٥‬بػم يف العلػم‬
‫كالعدمل‪ ،‬كلو كانة ىػذه الدعيػة صػحيحة لعدملػوا هبػا‪ ،‬كمل ٰباػ مػف سػنة رسػوؿ اد‬
‫مثل ىذه الدعية‪.‬‬
‫(ُ) ‪٨‬بطوط النوار السنية يف الذكار النبوية‪ ،‬خزانة تطواف رقم ّٖٓ ـ‪.‬ؿ‪.ّ/‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬برجع ناسو ؿ‪.ّ/‬‬
‫(ّ) أخرجو ا‪٤‬بسثغارم يف الدعوات‪ ،‬كدما يف النثائج‪ ،‬البف حجر ُ‪ ،ُِّٔ/‬كالديلدمي يف الاردكس ّّٖ‪ ،‬كىذا‬
‫ضعيف ًّ‬
‫جدا‪ ،‬كقاؿ الدارقطِب كغّبه‪ :‬ضعيف‪ ،‬ينظر‪ :‬ميزاف االعثداؿ ُ‪ ،ِٔٓ/‬العلل ا‪٤‬بثناىية يف‬ ‫ه‬ ‫ا‪٢‬بديث‬
‫الحاديث الواىية ُ‪ ،ِِٖ/‬الاوائد ا دموعة يف الحاديث ا‪٤‬بوضوعة‪.ُّ ،‬‬

‫َُٔ‬
‫كىذه الحاديث سواء الضعياة‪ ،‬أك ا‪٤‬بوضوعة‪ ،‬ال ٯبوز العدمل هبا كال يعثقد ما فيها‪.‬‬
‫قػػاؿ أبػو ‪٧‬بدمػػد ا‪٤‬بقدسػػي (ُ)‪" :‬ينبغػػي أف ييعلػػم أف ‪ ...‬الحاديػػث ا‪٤‬بوضػػوعة الػػٍب‬
‫كضعثها الزنادقة(ِ) ليلبسوا هبا على أىل اإلسػالـ أك الحاديػث الضػعياة إمػا لضػعف ركاهتػا‬
‫أك جهالثهم أك لعلة فيها ال ٯبوز أف يقاؿ هبا كال اعثقاد ما فيهػا بػل كجودىػا كعػدمها‪ ،‬كمػا‬
‫كضعثو الزنادقة فهو كقو‪٥‬بم الذم أضافوه إىل أناسهم"(ّ)‪.‬‬
‫كقػ ػػاؿ نػ ػػي اإلسػ ػػالـ ابػ ػػف تيدميػ ػػة ‪" :‬كال ٯبػ ػػوز االعثدمػ ػػاد علػ ػػى الحاديػ ػػث‬
‫الضعياة الٍب ليسة صحيحة كال حسنة"(ْ)‪.‬‬
‫كقػػاؿ تلدميػػذه ابػػف القػػيم ‪" :‬كمل ٰباػ عنػػو أنػػو كػػاف يقػػوؿ علػػى كضػػوئو نػػينا‬
‫غّب الثسدمية‪ ،‬ككل حديث يف أذكار الوضوء الذم يقاؿ عليػو فكػذب ‪٨‬بثلػق‪ ،‬مل يقػل‬
‫رسػػوؿ اد نػػينا منػػو‪ ،‬كال علدمػػو ليمثػػو كمل يثبػػة عنػػو غػػّب الثسػػدمية يف أكلػػو"(ٓ)‪،‬‬
‫أيض ػا‪" :‬كأحاديػػث الػػذكر علػػى أعضػػاء الوضػػوء كلهػػا باطلػػو‪ ،‬لػػيس فيهػػا نػػيءه‬ ‫كقػػاؿ ن‬
‫يصح"(ٔ)‪.‬‬

‫(ُ) ىو موفق الديف‪ ،‬أبو ‪٧‬بدمد‪ ،‬عبد اد بف أ‪ٞ‬بد بف ‪٧‬بدمد بف قدامة بف مقدـ بف نصر ا‪٤‬بقدسي ا‪١‬بدماعيلي‪ ،‬مث‬
‫الدمشقي الصا‪٢‬بي ا‪٢‬بنبلي‪ ،‬لو مؤلاات منها‪ :‬ا‪٤‬بغِب‪ ،‬مسولة العلو‪ ،‬تويف سنة َِٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعالـ النبالء‬
‫ِِ‪.ُٔٔ/‬‬
‫(ِ) الزنادقة ىم‪ :‬الذيف ال يؤمنوف بااخرة‪ ،‬ككحدانية ا‪٣‬بالق‪ ،‬كتطلق الزندقة على القائلْب بدكاـ الدىر‪ ،‬كقد كانة‬
‫ا‪٤‬بانوية ا‪٤‬بزدكية تسدمى الزنادقة أك الزنديقية‪ ،‬كأصل ىذه الكلدمة بالاارسية نسبة إىل (زند كبازند) كٮبا كثاباف‬
‫كضعهدما ا وس يف مصاٌف الدنيا كعدمارة العامل‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بقاالت كالارؽ‪ ،‬صْٔ‪ ،ُّٗ ،‬بغية ا‪٤‬برتاد‪،‬‬
‫صّّٖ‪ ،‬اإلٲباف‪ ،‬صَِّ‪ ،‬الرد على الرافضة‪ ،‬صُّْ‪ ،ُّٓ-‬لساف العرب َُ‪ ُْٕ/‬مادة (زندؽ)‪.‬‬
‫(ّ) ذـ الثوكيل‪ ،‬صْٕ‪.‬‬
‫(ْ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُ‪.َِٓ/‬‬
‫(ٓ) زاد ا‪٤‬بعاد يف ىدم خّب ا‪٤‬بعاد ُ‪.ُٗٔ-ُٗٓ/‬‬
‫(ٔ) ا‪٤‬بنار ا‪٤‬بنيف‪ ،‬صَُِ‪.‬‬

‫َُٕ‬
‫السنة كفق‬
‫كا‪٢‬بقيقة أف مصادر الثلقي عند ابف عجيبة ال تعثدمد على الكثاب ك ُّ‬
‫اعثدمادا‪ ،‬بل‬
‫ن‬ ‫اعثضادا ال‬
‫ن‬ ‫منهج السلف‪ ،‬كإف ذكر أحاديث صحيحة فهو يذكرىا‬
‫كشوفات‪ ،‬ككجد(ُ)‪ ،‬كىذا ىو حاؿ الصوفية كأىل‬
‫ه‬ ‫اؽ‪ ،‬ك‬
‫ا‪٤‬بصادر ا‪٤‬بعثدمدة ىي أذك ه‬
‫عدموما‪.‬‬
‫البدع ن‬
‫قال ا شاطاي‪" :‬كمف نظر إىل طريق أىل البدع يف االسثدالالت عرؼ أهنا ال‬
‫تنضبا؛ لهنا ىسيالةه ال تقف عند حد كعلى كل كجو يصح لك زائغ ككافر أف‬
‫يسثدؿ على زيغو ككاره حٌب ينسب النحلة الٍب الثزمها إىل الشريعة‪ ،‬قد رأينا ك‪٠‬بعنا‬
‫عف بعض الكاار أنو اسثدؿ على كاره بآيات القرآف كدما اسثدؿ بعض النصارل‬
‫ﮋﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ‬ ‫يف الربوبية بقولو تعاىل‪:‬‬ ‫على تشريك عيسى‬
‫ﮋﭑﭒ‬ ‫ﭪﮊ(ِ)‪ ،‬كاسثدؿ على أف الكاار مف أىل ا‪١‬بنة بإطالؽ قولو تعاىل‪:‬‬
‫ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﮊ(ّ)‪ ،‬كاسثدؿ بعض‬
‫ﮋﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ‬ ‫اليهود على تاضيلهم علينا بقولو تعاىل‪:‬‬
‫ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﮊ(ْ) كبعض ا‪٢‬بلولية اسثدؿ على قولو بقوؿ اد تعاىل‪:‬‬
‫‪:‬ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﮊ(ٓ)‪ ،‬كالثناس ى اسثدؿ بقوؿ اد‬
‫تعاىل‪ :‬ﮋﭳﭴﭵ ﭶﭷﭸﮊ(ٔ)‪.‬‬

‫(ُ) سيويت ا‪٢‬بديث عنها يف الاصل الثاين مف ىذا الكثاب‪ ،‬مصادر الصوفية يف االسثدالؿ‪.‬‬
‫(ِ) سورة النساء‪.ُُٕ :‬‬
‫(ّ) سورة البقرة‪.ِٔ :‬‬
‫(ْ) سورة البقرة‪.ْٕ :‬‬
‫(ٓ) سورة ا‪٢‬بجر‪.ِٗ :‬‬
‫(ٔ) سورة االناطار‪.ٖ :‬‬

‫َُٖ‬
‫ككذلك كل مف اتبع ا‪٤‬بثشاهبات‪ ،‬أك حرؼ ا‪٤‬بناطات أك ‪ٞ‬بل اايات ما ال‬
‫م الرأم‬
‫‪ٙ‬بدملو عند السلف الصاٌف‪ ،‬أك ‪ٛ‬بسك بالحاديث الواىية أك أخذ الدلة بباد ى‬
‫و‬
‫حديث ال ياوز‬ ‫بآية أك‬ ‫و‬
‫اعثقاد كافق غرضو و‬ ‫فعل أك و‬
‫قوؿ أك‬ ‫لو أف يسثدؿ على كل و‬
‫صال‪ ،‬كالدليل عليو اسثدالؿ كل فرقة نهرت بالبدعة على بدعثها و‬
‫بآية أك‬ ‫بذلك أ ن‬
‫حديث مف غّب توقف‪ ،‬فدمف طلب خالص ناسو تثبة حٌب يثضح لو الطريق‪ ،‬كمف‬ ‫و‬
‫تساىل رمثو أيدل ا‪٥‬بول يف معاطب ال ‪٨‬بلص لو منها إال ما ناء اد‪.)ُ("‬‬

‫(ُ) االعثصاـ ُ‪.ِٖٓ/‬‬

‫َُٗ‬
‫انفصم انثاوي‪:‬‬
‫ِّ‬
‫ادلصادر انصُفيت يف انخهقي‬
‫كفيو ‪ٟ‬بسة مباحث‪:‬‬
‫ا الث األول‪ :‬الكشف‪.‬‬
‫ا الث ا ثاني‪ :‬الذكؽ‪.‬‬
‫ا الث ا ثا ث‪ :‬الوجد‪.‬‬
‫ا الث ا رابع‪ :‬الرؤل كا‪٢‬بكايات‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫ا الث ا خامس‪ :‬دعول الثلقي عف ا‪٣‬بضر‬
‫ادلبحث األَل‪ :‬انكشف‬

‫أوال‪ :‬معنى ا كشف ي ا ي د‬


‫ً‬
‫يدؿ على اإلظهار كرفع و‬
‫نيء عدما يواريو‬ ‫صحيح ُّ‬ ‫أصل‬
‫ه‬ ‫الكاؼ كالشْب كالااء ه‬
‫كيغطيو(ُ)‪.‬‬
‫ثانًا‪ :‬معنا ي االصط ح‬
‫كجودا أك‬
‫ىو االطالع على ما كراء ا‪٢‬بجاب مف ا‪٤‬بعاين الغيبية كالمور ا‪٣‬باية ن‬
‫نهودا(ِ)‪.‬‬
‫ن‬
‫ثا ثًا‪ :‬يعر ف بند ابج بة اد‬
‫يعرفو بػ"ا عيم ا يدني" كىو‪ :‬الذم يايض على القلوب مف غّب اكثساب كال‬
‫علم"(ّ)‪ ،‬كيقوؿ‪" :‬إف ا‪٢‬بق سبحانو قسم ا‪٣‬بلق إىل قسدمْب كفرقهم فرقثْب‪ ،‬قسم‬
‫اخثصهم ٗبحبثو كجعلهم مف أىل كاليثو‪ ،‬فاثح ‪٥‬بم الباب ككشف ‪٥‬بم ا‪٢‬بجاب‬
‫فونهدىم أسرار ذاتو كمل ٰبجبهم عنو بآثار قدرتو‪ ،‬كقسم يكشف عف قلوهبم‬
‫السرائر‪ ،‬كيريهم النياء كدما ىي بالوحي كاإل‪٥‬باـ كا‪٤‬بنامات الصادقة كىذا القسم‬
‫ٱبثص بنيلو النبياء كالكلياء"(ْ)‪.‬‬
‫كتعريف ابف عجيبة للكشف كتقسيدمو لل لق فيهم دعول باطلة قد بْب بطالهنا‬
‫أىل العلم‪.‬‬

‫(ُ) ينظر‪ :‬مقاييس اللغة ِ‪.ْْٓ/‬‬


‫(ِ) ينظر‪ :‬الثعرياات‪ ،‬صُْٖ‪.‬‬
‫(ّ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪ ،ْٖٗ/ُ ،ِٖٖ/‬كإيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صََٓ‪.‬‬
‫(ْ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم يف نرح ا‪٢‬بكم‪ ،‬صٕٕ‪.‬‬

‫ُُّ‬
‫‪" :‬كأما دعول كقوع نوع مف العلم بغّب سبب مف‬ ‫قاؿ ابف القيم‬
‫االسثدالؿ‪ :‬فليس بصحيح‪ ،‬فإف اد ‪ ‬ربا الثعرياات بوسباهبا‪ ،‬كدما ربا‬
‫الكائنات بوسباهبا‪ ،‬كال ٰبصل لبشر علم إال بدليل يدلو عليو‪ ،‬كقد أيد اد ‪ ‬رسلو‬
‫بونواع الدلة كال اىْب الٍب دلثهم على أف ما جاءىم ىو مف عند اد‪ ،‬كدلة أ‪٩‬بهم‬
‫على ذلك‪ ،‬ككاف معهم أعظم الدلة كال اىْب على أف ما جاءىم ىو مف عند اد‬
‫فكل عل وم ال يسثند إىل دليل فدعول ال دليل عليها‪ ،‬كحكم ال برىاف عند‬ ‫‪ُّ ...‬‬
‫فضال عف أف يكوف لى يدن ػيًّا‪.‬‬
‫علدما‪ ،‬ن‬
‫قائلو‪ ،‬كما كاف كذلك مل يكف ن‬
‫فالعلم الل يدين‪ :‬ما قاـ الدليل الصحيح عليو أنو جاء مف عند اد ‪ ‬على لساف‬
‫فلدنػًٌي مف لدف ناس اإلنساف‪ ،‬منو بدأ كإليو يعود‪ ،‬كقد انبثق سد العلم‬
‫رسلو‪ ،‬كما عداه ي‬
‫الل يدين‪ ،‬كرخص سعره‪ ،‬حٌب ادعة كل طائاة أف علدمهم يلدين‪ ،‬كصار مف تكلم يف‬
‫حقائق اإلٲباف كالسلوؾ كباب ال‪٠‬باء كالصاات ٗبا يسنح لو كيلقيو نيطانو يف قلبو‪:‬‬
‫يزعم أف علدمو يلدين‪ ،‬فدمالحدة اال‪ٙ‬بادية‪ ،‬كزنادقة ا‪٤‬بنثسبْب إىل السلوؾ يقولوف‪ :‬إف‬
‫اللدين مثهوكو ا‪٤‬بثكلدمْب‪ ،‬كزنادقة ا‪٤‬بثصوفْب‪ ،‬كجهلة‬
‫علدمهم يلدين‪ ،‬كقد صنف يف العلم ي‬
‫ا‪٤‬بثالساْب‪ ،‬ككل يزعم أف علدمو يلدين‪ ،‬كصدقوا ككذبوا فإف اللدين منسوب إىل (لدف)‬
‫ٗبعُب عند‪ ،‬فكوهنم قالوا‪ :‬العلم العندم‪ ،‬كلكف الشوف فيدمف ىذا العلم مف عنده كمف‬
‫لدنو‪ ،‬كقد ذـ اد تعاىل بوبلغ الذـ مف ينسب إليو ما ليس مف عنده‪ ،‬كدما قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﮋﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﮊ(ُ)‪ ،‬كقاؿ‬
‫تعاىل‪ :‬ﮋﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱ﮲‬
‫﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﮽ ﮾﮿ ﯀ ﯁‬

‫(ُ) سورة آؿ عدمراف‪.ٕٖ :‬‬

‫ُُْ‬
‫(ُ)‬
‫فكل مف قاؿ‪ :‬ىذا‬
‫ُّ‬ ‫﯂﯃﯄﯅﯆﯇﯈﯉﯊﯋﯌﯍﯎ﮊ‬
‫نصيب كافر مف ىذا الذـ‪ ،‬كىذا‬
‫ه‬ ‫العلم مف عند اد ‪-‬كىو كاذب يف ىذه النسبة‪ -‬فلو‬
‫يف القرآف كثّب‪ ،‬يذـ اد ‪ ‬مف أضاؼ إليو ما ال علم لو بو‪ ،‬كمف قاؿ عليو ما ال يعلم‪،‬‬
‫ك‪٥‬بذا رتب ‪ ‬احملرمات أربع مراتب‪ ،‬كجعل أندىا‪ :‬القوؿ عليو بال علم‪ ،‬فجعلو آخر‬
‫مراتب احملرمات الٍب ال تباح ٕباؿ‪ ،‬بل ىي ‪٧‬برمة يف كل ملة‪ ،‬كعلى لساف كل رسوؿ‪،‬‬
‫علم يلدين ‪٤‬با ال يعلم أنو مف عند اد‪ ،‬كال قاـ عليو برىاف مف اد أنو‬
‫فالقائل‪ :‬إف ىذا ه‬
‫كاذب ما وَب على اد‪ ،‬كىو مف أظلم الظا‪٤‬بْب‪ ،‬كأكذب الكاذبْب"(ِ)‪.‬‬
‫ه‬ ‫مف عنده‪:‬‬
‫كدما يرل ابف عجيبة بوف الكشف حق ال مرية فيو‪ ،‬كىذا ظاىر يف أقوالو‪" :‬ما‬
‫أدركثو الركح أك السر مف ا‪٤‬بعاين اللطياة كالسرار القدٲبة فإف ذلك أذكاؽ ككشوفات‬
‫كىم كال ظف كال خاطر"(ّ)‪.‬‬
‫كمشاىدات‪ ،‬ال يبقى معها ه‬
‫و‬
‫بشيء على لساف الوحي أك اإل‪٥‬باـ مف‬ ‫أيضا‪" :‬إذا كعدؾ ا‪٢‬بق تعاىل‬
‫كيف قولو ن‬
‫نيب أك كل أك ٘بلي قوم‪ ،‬فال تشك أيها ا‪٤‬بريد يف ذلك الوعد"(ْ)‪.‬‬
‫كقاؿ يف موضع آخر‪" :‬يقاؿ للعارؼ(ٓ) إذا أعرض ا‪٣‬بلق عنو‪ ،‬كمل يناع قلوهبم‬
‫تذكّبه ككعظو‪ :‬اتبع ما يوحى إليك مف كراء اإل‪٥‬باـ‪ ،‬فإنو حق يف حق ا‪٣‬بصوص‪ ،‬إذ‬
‫ال يثجلى يف قلوهبم إال ما ىو حق"(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة النعاـ‪.ّٗ :‬‬
‫(ِ) مدارج السالكْب ّ‪.ّّْ-ِّْ/‬‬
‫(ّ) الاثوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صُّٕ‪.‬‬
‫(ْ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صْْ‪ ،‬كالبحر ا‪٤‬بديد ٓ‪.َّٓ/‬‬
‫(ٓ) يقصد الصوفية بالعارؼ‪ :‬الول‪ ،‬كىو مف أنهده اد تعاىل ذاتو كصااتو كأ‪٠‬باءه كأفعالو‪ ،‬فا‪٤‬بعرفة حاؿ ‪ٙ‬بدث عف‬
‫نهود‪ .‬ينظر‪ :‬الثعرياات‪ ،‬للجرجاين‪ ،‬صُُِ‪ ،‬كينظر‪ :‬معجم اصطالحات الصوفية‪ ،‬صَُُ‪.‬‬
‫(ٔ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.َٓٓ/‬‬

‫ُُٓ‬
‫ظ‬
‫كأنزؿ ابف عجيبة كشف الول مكانة كمرتبة عظيدمة‪ ،‬بل ذىب إىل أنو ‪٧‬باو ه‬
‫مف الشياطْب‪ ،‬كيسثدؿ بقوؿ اد ‪ ‬ﮋﭥ ﭦ ﭧ ﭨﮊ(ُ)‪ ،‬قاؿ‪" :‬كحي‬
‫اإل‪٥‬باـ الذم يثنزؿ على القلوب الصافية مف الغيار كوحي الحكاـ ما تثنزؿ بو‬
‫الشياطْب‪ ،‬كما ينبغي ‪٥‬بم كما يسثطيعوف؛ لهنم ‪٩‬بنوعوف مف قلوب العارفْب؛ ‪٤‬با‬
‫احثاة بو مف النوار‪ ،‬كما صاهنا مف السرار"(ِ)‪.‬‬
‫كيصف ابف عجيبة الول ا‪٤‬بكانف بقولو‪" :‬أدركة أنوار ا‪٤‬بلكوت مثصلة ببحر‬
‫ا‪١‬ب كت‪ ،‬كصرت أنة قطب الوجود‪ ،‬تدكره بيدؾ كيف ن ة‪ ،‬خلياة اد يف أرضو‪،‬‬
‫نقطة دائرة كونو"(ّ)‪.‬‬
‫كيوجب ابف عجيبة طاعة الوارد اإل‪٥‬بي‪ ،‬كالعقوبة ‪٤‬بف ٱبالف ذلك‪ ،‬قاؿ‪:‬‬
‫أمْب على ما يويت بو‬
‫"الوارد اإل‪٥‬بي ٘بب طاعثو؛ لنو يثجلى مف حضرة ا‪٢‬بق‪ ،‬كىو ه‬
‫مف العلوـ"(ْ)‪ ،‬كقاؿ‪" :‬فإذا ٘بلى فيو نيءه بومر أك هني فاسثهاف بو كخالاو أدبو‬
‫ا‪٢‬بق على ذلك إما يف ظاىره كىو أخف‪ ،‬كإما يف باطنو با‪٢‬بجبة أك الارقة‪ ،‬كلقد‬‫ُّ‬
‫‪٠‬بعة ني ني نا العر الدرقاكم يقوؿ‪ :‬ل ثالثوف سنة ما خالاة قليب يف و‬
‫نيء‬
‫ا‪٢‬بق تعاىل"(ٓ)‪.‬‬
‫إال أدبِب ُّ‬
‫كمف إغراقو فيدما يعثقده يف الكشف أنو يزعم أف العلم الشرعي حجاب عف‬
‫الكشف؛ كعلل بوف العلدماء مل يصلوا لعلم ا‪٤‬بعاين؛ لهنم "انثغلوا بعلم ا‪٤‬بنقوؿ‪،‬‬
‫(ُ) سورة الشعراء‪.َُِ :‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ْ‪.ُٔٔ/‬‬
‫(ّ) الاثوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صٕٔ‪.‬‬
‫(ْ) البحر ا‪٤‬بديد ٔ‪.ّٗٔ/‬‬
‫(ٓ) ا‪٤‬برجع ناسو ٓ‪ ،َّّ/‬كينظر‪ :‬إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صِٖٕ‪.‬‬

‫ُُٔ‬
‫ب‬
‫كاالطالع على القواؿ الغريبة‪ ،‬ك‪ٙ‬برير ا‪٤‬بسائل الارعية كالثغلل فيها‪ ،‬كىو سب ي‬
‫حجاب علدماء الظاىر"(ُ)‪.‬‬
‫(ِ)‬
‫يوما يجبة‪ ،‬ككاف على رأس الشبلي‬
‫رجل ن‬
‫ه‬ ‫فكساه‬ ‫‪،‬‬‫تلدميذ‬ ‫كقاؿ‪" :‬كاف للشبلي‬
‫قلنسوة‪ ،‬ف طر على قلب الثلدميذ ‪٧‬ببة القلنسوة ليجدمعها مع ا‪١‬بيبة‪ ،‬فكاناو الشي ‪،‬‬
‫فوزاؿ لو ا‪١‬بيبة‪ ،‬ك‪ٝ‬بعهدما مع القلنسوة‪ ،‬كرمى هبدما يف النار‪ ،‬كقاؿ لو‪ :‬ال تبق يف قلبك‬
‫الثااتنا لغّب اد"(ّ)‪.‬‬
‫كغّب ذلك مف القواؿ الٍب مل ة هبا كثبو‪.‬‬
‫كىذه القواؿ الٍب ذكرىا ابف عجيبة عف الكشف حوت الكثّب مف ا‪٤‬بآخذ‬
‫العقدية‪:‬‬
‫كمنها‪ :‬زعدمو الوصوؿ عف طريق الكشف لعلم الغيب‪.‬‬
‫كال نك يف بطالف ىذا القوؿ فعلم الغيب د‪ ‬كحده مل ييطلع عليو‬
‫أحدا مف عباده إال مف ارتضى مف رسوؿ قاؿ اد ‪ :‬ﮋﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ‬ ‫ن‬
‫ﯺ ﯻ ﯽ ﯾﯿ ﰀﰁ ﰂﰃﰄﰅ ﰇ ﰈﰉ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏﰐ‬
‫ﰑ ﰒﰓﰔﰕﰖﰗﮊ(ْ)‪.‬‬
‫‪ :‬كمف حدثك أنو يعلم الغيب فقد‬ ‫يف حق النيب‬ ‫عائشة‬
‫قالة عائش‬
‫كذب (ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) الاثوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صِٕٔ‪.‬‬
‫(ِ) ىو‪ :‬أبو بكر الشبلي الصويف‪ ،‬صاحب الحواؿ كا اىدات‪ ،‬اخثلف يف ا‪٠‬بو كاسم أبيو قيل‪ :‬دلف بف جحدر‪،‬‬
‫كقيل جعار بف يونس‪ ،‬صحب ا‪١‬بنيد‪ ،‬تويف سنة ّّْىػ ببغداد‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعالـ النبالء ُُ‪ ،ْْٓ/‬الوايف‬
‫بالوفيات ُْ‪.ُٖ/‬‬
‫(ّ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم يف نرح ا‪٢‬بكم‪ ،‬صُّٔ‪.‬‬
‫(ْ) سورة ا‪١‬بف‪.ِٕ-ِٔ :‬‬
‫(ٓ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب الثوحيد‪ ،‬باب ﮋﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﮊ رقم ّٖٕ‪.‬‬

‫ُُٕ‬
‫ثص هبا الكلياء ىي يف ا‪٢‬بقيقة‬
‫إف ما يزعدمو مف ىذه ا‪٤‬بكاناات الٍب ٱب ُّ‬
‫منازعة د ‪ ‬يف ربوبيثو كألوىيثو كأ‪٠‬بائو كصااتو‪ ،‬كاد‪ ‬ىو ا‪٤‬بثصرؼ يف‬
‫ﮋﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ‬ ‫ب كال نيب مرسل‪ ،‬قاؿ تعاىل‪:‬‬ ‫ملك مقر ه‬‫ىذا الكوف ال يشاركو ه‬
‫ﭬﭭﭮﭯ ﭰﭱ ﭲﭳﭴﭵﮊ(ُ)‪.‬‬
‫ككذلك أقر ٗبا ييسدمى با‪٤‬بعرفة االسثشراقية(ِ)‪ ،‬كىي الٍب ع ٌ عنها بالنور الذم‬
‫يشرؽ على القلب نثيجة تصايثو مف الغيار عف طريق ا اىدة كالرياضة كخرؽ‬
‫العوائد‪ ،‬كما ىي إال خياالت فاسدة كأحواؿ نيطانية كمف تالعب الشيطاف هبم‪.‬‬
‫‪" :‬فإهنم يدخلوف يف أنواع مف ا‪٣‬بياالت الااسدة‪،‬‬ ‫قاؿ ابف تيدمية‬
‫كالحواؿ الشيطانية ا‪٤‬بناسبة لطريقهم ‪ ...‬ك ن‬
‫كثّبا ما تث يل لو أمور يظنُّها موجودة يف‬
‫ا‪٣‬بارج كال تكوف إال يف ناسو‪ ،‬فيسدمع خطابنا يكوف مف الشيطاف أك مف ناسو‪،‬‬
‫يظف أنو يرل اد بعينو‪ ،‬كأنو يسدمع كالمو بوذنو‬
‫يظنُّو مف اد تعاىل‪ ،‬حٌب إف أحدىم ُّ‬
‫مف خارج‪ ،‬كدما ‪٠‬بعو موسى بف عدمراف‪ ،‬كمنهم مف يكوف ما يراه نياطْب كما‬
‫يسدمعو كالمهم كىو يظنُّو مف كرامات الكلياء"(ّ)‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬ذكر يعيةم ا ا د ا دي يلصل بج طر ق ا كشف‬
‫ً‬
‫يقوؿ‪" :‬كيكانف لو(ْ) عف حقيقة الذات‪ ،‬كىذا مف خصائص القطبانية‪ ،‬إذ‬
‫(ُ) سورة الندمل‪.ٔٓ :‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬بعرفة االسثشراقية‪ :‬ىي تلق مبانر مف العامل الغييب ٕبيث ينعكس على الناوس أك يشرؽ فيها ما ىو منقوش‬
‫مف العامل العلوم مف العلوـ كا‪٤‬بعارؼ‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بعجم الالساي‪١ ،‬بدميل صوفيا ُ‪ ،ْٗ/‬أصوؿ الالساة‬
‫اإلنراقية‪ ،‬صُُٗ‪ ،‬عقيدة الصوفية كحدة الوجود ا‪٣‬باية‪ ،‬صْٗٗ‪.‬‬
‫(ّ) درء تعارض العقل كالنقل ٓ‪.ُّٓ/‬‬
‫أيضا‪،‬‬
‫(ْ) يقصد القطب‪ :‬كىو عند الصوفية رجل كاحد موضع نظر اد ‪ ‬مف العامل يف كل زماف‪ ،‬كيسدمى بالغوث ن‬
‫أيضا بطب العامل‪ ،‬كقطب القطاب‪ ،‬كالقطب‬
‫باعثبار الثجاء ا‪٤‬بلهوؼ إليو‪ ،‬كىو يخلق على قلب ‪٧‬بدمد ‪ ،‬كيسدمى ن‬
‫=‬
‫ُُٖ‬
‫القطب ال يكوف إال عارفنا راس ن ا مثدمكننا‪ ،‬فقد يكشف لو عف ا‪٢‬بجاب ‪ ...‬كإحاطة‬
‫الصاات‪ ،‬أم كيكشف لو عف إحاطة الصاات بالكائنات"(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ يف موضع آخر‪" :‬يكشف لو عف قلوهبم السرائر‪ ،‬كيريهم النياء كدما‬
‫ىي بالوحي كاإل‪٥‬باـ كا‪٤‬بنامات الصادقة كىذا القسم ٱبثص بنيلو النبياء‬
‫كالكلياء"(ِ)‪.‬‬
‫باطل كال يصح؛ لف "لا الغوث كالقطب يف حق البشر كدما‬ ‫كالـ ه‬
‫كىذا ه‬
‫تقدـ مل ينطق بو كثاب كال يسنة‪ ،‬كال تكلم بو أح هد مف الصحابة كالثابعْب ‪٥‬بم‬
‫بإحساف يف ىذا ا‪٤‬بعِب‪ ،‬بل غياث ا‪٤‬بسثغيثْب على اإلطالؽ ىو اد ‪-‬تعاىل‪ -‬كدما‬
‫تعاىل‪ :‬ﮋﭑ ﭒﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬ ‫قاؿ‬
‫(ّ)‬
‫أحدا مف ا‪٣‬بلق غوثنا يغيث ا‪٣‬بلق يف كل ما يسثغيثوف‬
‫ﭛﮊ ‪ ،‬كمل ٯبعل اد ن‬
‫فيو‪ ،‬ال مل نكا كال نبيًّا كال غّبٮبا‪ ،‬بل يف الصحيحْب أف النيب قاؿ‪ :‬ال أي ًلا ىْب‬
‫أحدكم يويت يوـ القيامة على رقبثو بعّب لو يرغاءي فيقوؿ‪ :‬يا رسوؿ اد أغثِب أغثِب‪،‬‬
‫أبلغثك (ْ)‪ ،‬كىذا كقولو‪ :‬يا فاطدمة‬
‫فوقوؿ‪ :‬ال أملك مف اد نينا‪ ،‬يا عباس عم قد ك‬
‫بنة ‪٧‬بدمد‪ ،‬ال أغِب عنك مف اد نينا‪ ،‬يا عباس عم رسوؿ اد ال أيغِب عنك مف‬
‫اد نينا‪ ،‬يا صاية عدمة رسوؿ اد‪ ،‬ال أغِب عنك مف اد نينا‪ ،‬سلوين ما ن ثم (ٓ)‪،‬‬
‫=‬
‫الك ‪ ،‬كقطب اإلرناد‪ ،‬كقطب ا‪٤‬بدار‪ ،‬ينظر‪ :‬معجم ا‪٤‬بصطلحات الصوفية‪ ،‬صُِٕ‪ ،ُِٖ-‬اصطالحات‬
‫الصوفية‪ ،‬صٖٔ‪.ٖٕ-‬‬
‫(ُ) ا‪١‬بواىر العجيبة‪ ،‬صِٖٔ‪.‬‬
‫(ِ) اللوائح القدسية يف نرح الوظياة الزركقية‪ ،‬صُُّ‪.‬‬
‫(ّ) سورة النااؿ‪.ٗ :‬‬
‫(ْ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب بدء الوحي‪ ،‬باب الغلوؿ ْ‪ َٗ/‬رقم َّّٕ‪.‬‬
‫(ٓ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب بدء الوحي‪ ،‬باب ىل يدخل النساء كالولد يف القارب ّ‪ َُُِ/‬رقم َِِٔ‪.‬‬

‫ُُٗ‬
‫كىذا مف توكيل قولو تعاىل‪" :‬ﮋﭿ ﮀ ﮁﮊ(ُ)‪ ،‬كقد يكوف بعض الناس‬
‫سببنا لشر يندفع يف بعض المور فيقاؿ‪ :‬فال هف يسثغيث باالف‪ ،‬كدما قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﮋﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮂ‬
‫ﮃ ﮄ ﮅﮊ(ِ) ىذا كلا النصر كالرزؽ كا‪٥‬بدل‪ ،‬فاد ا‪٥‬بادم النصّب الرزاؽ كليس‬
‫ب كال نيب مرسل‪ ،‬لكف‬ ‫ملك مقر ه‬
‫ىذا النعة على اإلطالؽ لحد إال اد كحده‪ ،‬ال ه‬
‫ىدل أك نصر ٰبصل لغّبه كىو يف ذلك سبب‬ ‫مف ا‪٣‬بلق مف يكوف سببنا يف رزؽ أك ن‬
‫ال يسثقل با‪٢‬بكم‪ ،‬بل ال بد معو مف أسباب أيخر‪ ،‬كال بد مف موانع يدفعها اد كإال‬
‫أمر مف المور قيل‪ :‬إنو‬‫مل ٰبصل ا‪٤‬بطلوب ‪ ...‬كأما لا القطب فدما دار عليو ه‬
‫قطبو‪ ،‬كقطب الرحا كقطب الالك‪ ،‬فدمف كانة لو مرتبة مف إمارة أك علم أك ديف‬
‫فهو قطب تلك المور الٍب دارت عليو‪ ،‬فا‪٤‬بلك قطب ا‪٤‬بلك‪ ،‬كالوال قطب الوالية‬
‫ك‪٫‬بو ذلك‪ ،‬كقطب الديف الذم يؤخذ عنو كال يزا‪ٞ‬بو أحد ىو ‪٧‬بدمد ‪ ،‬كمف‬
‫الصا‪٢‬بْب مف يٯبرل اد‪ ‬على يديو مف ا‪٣‬بّب ما يكوف قطب أمثو‪ ،‬كأما أف‬
‫يكوف للوجود قيطب يدكر عليو بو ينزؿ ا‪٤‬بطر مطل نقا‪ ،‬كبو ٰبصل ا‪٥‬بدل مطل نقا‪ ،‬كبو‬
‫ٰبصل النصر مطل نقا‪ ،‬فهذا ال يكوف ‪٤‬ب لوؽ ألبثو‪ ،‬كلكف قد يكوف مف ا‪٤‬ب لوقْب مف‬
‫ٰبصل بو ما ٰبصل مف نصر كرزؽ كىدل كدما قاؿ النيب ‪ :‬كىل تنصركف كترزقوف‬
‫إال بضعاائكم‪ ،‬بدعائهم كإخالصهم كصالهتم (ّ)"‪.‬‬
‫(ُ) سورة الشعراء‪.ُِْ :‬‬
‫(ِ) سورة القصص‪.ُٓ :‬‬
‫(ّ) جامع ا‪٤‬بسائل ُ‪.ٕٗ-ٕٕ/‬‬
‫كا‪٢‬بديث أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب بدء الوحي‪ ،‬باب مف اسثعاف بالضعااء كالصا‪٢‬بْب يف ا‪٢‬برب‪ ،‬بدكف قولو‪ :‬بدعائهم‬
‫كإخالصهم كصالهتم ‪ ،ْْ/ْ ،‬رقم ِٖٔٗ‪ ،‬كالنسائي يف سننو حَُّٖ‪ ،‬بلا ‪ :‬إ٭با ينصر ىذه المة بضعياها‪،‬‬
‫بدعوهتم كصالهتم كإخالصهم ‪ ،‬كصحح اللباين لا النسائي يف السلسلة الصحيحة ِ‪.ِٕٖ/‬‬

‫َُِ‬
‫رجل ىو أفضل أىل‬ ‫كقاؿ ني اإلسالـ ابف تيدمية‪" :‬كقد يكوف يف الزماف ه‬
‫رجل ىو أفضل‬
‫الرض‪ ،‬كدما قد يكوف رجالف كثالثة كأربعة‪ ،‬كلكف ليس يف الوجود ه‬
‫الرزؽ‪ ،‬كينثى ً‬
‫صرك ىف على‬ ‫صل ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫للناس ي ى‬ ‫أىل الرض‪ ،‬كفيو ما يىقثضي أنو بوجوده ىٰب ي ي‬
‫العداء‪ ،‬كهتثدم قلوهبم مع كوهنم يمعػ ًرضْب عف طاعة اد كرسولو‪ ،‬بل كاف نوح‬
‫عاما يدعوىم إىل اد‪،‬‬ ‫و‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ألف سنة إال ‪ٟ‬بسْب ن‬
‫كث يف قومو ى‬
‫الرض‪ ،‬كقد ىم ى‬ ‫أفضل أىل‬
‫ى‬
‫كقد قاؿ نوح‪ :‬ﮋ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﮊ(ُ)‪ ،‬مث إف اد أغرؽ‬
‫الرسل كهود كصاٌف كنعيب كلوط‬
‫أىل الرض إال مف آمف بو‪ ،‬ككذلك غّبه مف ُّ‬
‫كغّبىم‪ ،‬نعم قد ٰبصل بدعائو كعبادتو مف ا‪٣‬بّب كيندفع مف الشر ما ال ٰبصل‬
‫بدكف ذلك كدما يف قولو‪ :‬بدعائهم كصالهتم كإخالصهم ‪.‬‬
‫ﮋﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ‬ ‫كقاؿ تعاىل لنبيو‪:‬‬
‫ﯷﮊ(ِ)‪.‬‬
‫"ﮋ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬ ‫كقاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬
‫ﮐﮊ(ّ) يقوؿ‪ :‬لوال أف تطوكا أكل ك ا‪٤‬بؤمنْب كا‪٤‬بؤمنات الذيف مل تعلدموىم إذا‬
‫دخلثم مكة بالسيف‪ ،‬لسلطكم على أىل مكة‪ ،‬كلو ‪ٛ‬بيز ا‪٤‬بؤمنوف مف الكاار لعذبنا‬
‫أليدما‪ ،‬فهذا ك‪٫‬بوه ‪٩‬با يوافق ديف ا‪٤‬بسلدمْب"(ْ)‪.‬‬
‫الكاار عذابنا ن‬
‫(ُ) سورة نوح‪.ٔ-ٓ :‬‬
‫(ِ) سورة النااؿ‪.ّّ :‬‬
‫(ّ) سورة الاثح‪.ِٓ :‬‬
‫(ْ) جامع ا‪٤‬بسائل ِ‪.ّٕ-ِٕ/‬‬

‫ُُِ‬
‫كما يزعدمو ابف عجيبة يف القطب ىو مف جنس غلو النصارل(ُ) كالرافضة(ِ)‪،‬‬
‫كىذا مف قوادح توحيد الربوبية‪ ،‬إذ أنو منازعة للربوبية‪ ،‬كمضاىاة ‪٥‬با‪ ،‬كتسوية بْب اد‬
‫مثال لل الق يف و‬
‫نيء مف النياء‬ ‫‪ ‬كبْب ا‪٤‬ب لوقْب‪ ،‬ككل مف جعل ‪٨‬بلوقنا ن‬
‫فوحبو مثل ما ٰبب ا‪٣‬بالق‪ ،‬أك كصاو ٗبثل ما يوصف بو ا‪٣‬بالق فهو مشرؾ(ّ)‪.‬‬
‫يقوؿ ني اإلسالـ ابف تيدمية‪" :‬ككذلك ما يدعيو بعضهم مف أف الواحد مف‬
‫ىؤالء قد يعلم كل كل د كاف‪ ،‬كيكوف‪ ،‬كا‪٠‬بو‪ ،‬كاسم أبيو‪ ،‬كمنزلثو مف اد‪ ،‬ك‪٫‬بو‬
‫ذلك مف ا‪٤‬بقاالت الباطلة الٍب تثضدمف أف الواحد مف البشر يشارؾ اد يف بعض‬
‫نيء عليم‪ ،‬أك على كل و‬
‫نيء قدير‪ ،‬ك‪٫‬بو ذلك‪ ،‬كدما يقوؿ‬ ‫خصائصو مثل أنو بكل و‬
‫بعضهم يف النيب ‪ ،‬كيف نيوخو‪ :‬إف علم أحدىم ينطبق على علم اد‪‬‬
‫كقدرتو منطبقة على قدرة اد‪ ‬فيعلم ما يعلدمو اد‪ ‬كيقدر على ما‬
‫يقدر اد عليو‪ ،‬فهذه ا‪٤‬بقاالت كما يشبهها مف جنس قوؿ النصارل‪ ،‬كالغالية يف علي‬
‫‪ ،‬كىي باطلة بإ‪ٝ‬باع علدماء ا‪٤‬بسلدمْب"(ْ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬كتارة يدعي أحدىم ا‪٤‬بهدية أك القطبية كيقوؿ‪ :‬أنا القطب‬ ‫كقاؿ ن‬
‫(ُ) قاؿ ابف تيدمية‪" :‬كالنصارل يصاوف ا‪٤‬ب لوؽ ٗبا يثصف بو ا‪٣‬بالق فيجعلونو رب العا‪٤‬بْب‪ ،‬خالق كل نيء‪،‬‬
‫كمليكو الذم ىو بكل نيء عليم كعلى كل نيء قدير‪ ،‬ﮋﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ‬
‫ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ‬
‫ﯮ ﯯ ﯰﮊ‪ ،‬كا‪ٚ‬بذكا ا‪٤‬بالئكة كالنبيْب أربابنا‪ ،‬كصوركا ‪ٛ‬باثيل ا‪٤‬ب لوقات‪ ،‬كا‪ٚ‬بذكىم‬
‫ناعاء ‪٥‬بم عند اد كدما فعل يعباد الكثاف" ا‪١‬بواب الصحيح ِ‪.ُِْ-ُُْ/‬‬
‫(ِ) يزعدموف أف الئدمة علدموا ما كاف كما يكوف‪ ،‬كال ٰبجب عنهم علم السدماء كالرض كا‪١‬بنة كالنار‪ .‬ينظر الكايف‬
‫ُ‪ٕ ،ُٔ ،ٓٗ/‬بار النوار ِٔ‪.ُّٕ ،ُُٕ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪٦ :‬بدموع الاثاكل ُّ‪.ُْٔ-ُّٔ/‬‬
‫السنة النبوية ُ‪.ٗٔ-ٗٓ/‬‬
‫(ْ) منهاج ُّ‬

‫ُِِ‬
‫الغوث الارد ا‪١‬بامع كيدخل يف ىذه ال‪٠‬باء ما ىو مف خصائص الربوبية مثل كونو‬
‫يعطي الوالية مف يشاء كيصرفها عدمف يشاء"(ُ)‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬طر ق صةل ا كشف بند ابج بة اد‬
‫ً‬
‫أكضح ابف عجيبة أف طريق حصوؿ الكشف يكوف با اىدة‪ ،‬كتطهّب القلب‬
‫مف حظوظو كنهواتو‪ ،‬كأكرد أسبابنا للكشف‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ُ‪ -‬ا دزام ا ذكر‪" ،‬كالذكر الذم ٰبصل بو الكشف ىو الذكر الصويف ا‪٤‬بثلقى‬
‫عف نيوخ الطريقة‪ ،‬كيكوف بطريقة خاصة يثعلدمها مف نيوخ الطريقة"(ِ)‪.‬‬
‫كف قوم يف طريق الوصوؿ"(ّ)‪ ،‬كقاؿ‪" :‬كأعظم العدماؿ‬ ‫أيضا‪" :‬ىو ر ه‬
‫كقاؿ ن‬
‫كآجال ىو ذكر اد‪ ،‬ك‪ٜ‬برتو ىو النور الذم يشرؽ يف‬ ‫عاجال ن‬‫ن‬ ‫الٍب توجد ‪ٜ‬برهتا‬
‫(ْ)‬
‫أيضا‪" :‬الذكر ا‪٢‬بقيقي ىو الذم يغيب صاحبو عف نهود ناسو‬ ‫القلب" ‪ ،‬كقاؿ ن‬
‫ا‪٢‬بق تعاىل ىو ا‪٤‬بثكلم على لسانو"(ٓ)‪.‬‬
‫كر‪٠‬بو كحسو‪ ،‬حٌب يكوف ُّ‬
‫كقسم ابف عجيبة أقساـ الذكر‪ ،‬كاخثالؼ الناس فيو‪ ،‬قاؿ‪" :‬أقساـ الذكر‪:‬‬
‫ذكر العامة(ٔ) باللساف‪ ،‬كذكر ا‪٣‬باصة با‪١‬بناف‪ ،‬كذكر خاصة ا‪٣‬باصة بالركح‬
‫كالسر"(ٕ)‪ ،‬كقاؿ يف نص آخر مبيػننا اخثالؼ الناس ٕبسب غاياهتم‪" :‬الناس يف‬
‫(ُ) بغية ا‪٤‬برتاد يف الرد على ا‪٤‬بثالساة كالقرامطة كالباطنية‪ ،‬صّّٗ‪.‬‬
‫(ِ) الاثوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صِٕ‪.ِّٓ ،‬‬
‫(ّ) معراج الثشوؼ‪ ،‬صِْ‪.‬‬
‫(ْ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صِْٔ‪.‬‬
‫(ٓ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ِّٔ/‬‬
‫(ٔ) العامة‪ :‬ىم الذيف اقثصركا على علدمهم بالشريعة كيسدموف علدماءىىم الرسوـ‪ .‬معجم ا‪٤‬بصطلحات الصوفية‪،‬‬
‫صُُُ‪.‬‬
‫(ٕ) معراج الثشوؼ‪ ،‬صِْ‪.‬‬

‫ُِّ‬
‫الذكر على ثالثة أقساـ‪ :‬قسم يطلبوف الجور‪ ،‬كقسم يطلبوف ا‪٢‬بضور‪ ،‬كقسم كصلوا‬
‫كرفعوا السثور"(ُ)‪.‬‬
‫كالذم عليو أىل العلم أف الذكر عبادة مف العبادات الٍب بينة الدلة أنو‬
‫يسدمونو بالكشف‪ ،‬إ٭با فيو تقوية‬
‫يَبتب عليو فضائل كأجور مل يذكر فيها الوصوؿ ٗبا ٌ‬
‫اإلٲباف باد كطدمونينة القلوب كرفع الدرجات‪ ،‬كتكاّب السي ات‪ ،‬كمف أمثاؿ ذلك ما‬
‫السنة‪.‬‬
‫كرد يف الكثاب ك ُّ‬
‫ِ‪ -‬خرد ا عةائد‪ :‬قاؿ‪" :‬ا‪٤‬بريد ال تايض عليو العلوـ اللدنية كالسرار الربانية‬
‫حٌب ٱبرؽ عوائد ناسو ‪ ...‬بث ريب ظاىره‪ ،‬حٌب ال يقبلو أحد‪ ،‬كال يقبل عليو أحد‬
‫ظاىرا مثزيػننا بلباس العوائد فال يطدمع يف كركد ا‪٤‬بواىب كالاوائد"(ِ)‪.‬‬
‫‪ ...‬كأما ما داـ ن‬
‫كقاؿ ابف عجيبة يف تاسّبه لسورة العصر ﮋﭑﮊ(ّ)‪ .‬أم‪" :‬عصر الذاكريف‬
‫ﮋﭘ ﭙ‬ ‫ﮋﭓ ﭔ ﭕ ﭖﮊ(ْ)‪ ،‬حيث احثجب عف ربو بناسو كبرؤيثو كجوده‬
‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﮊ(ٓ) إال الذيف آمنوا إٲباف‬
‫ا‪٣‬بصوص‪ ،‬كعدملوا عدمل ا‪٣‬بصوص‪ ،‬كىػو خرؽ العوائد كاكثساب الاوائد‪ ،‬حٌب‬
‫كصلوا إىل كشف ا‪٢‬بجاب"(ٔ)‪.‬‬
‫تدؿ عليها الدلة بل خرؽ‬‫كىذه السبل الٍب سلكها فهي مثل سابقثها ال ُّ‬
‫العوائد مف المور ا‪٣‬بطّبة الٍب سلكها ا‪٤‬بثصوفة‪.‬‬

‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صِْٔ‪.‬‬


‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪ ،ِْٗ/‬كّ‪ ،ْٕٓ/ُ ،ّْٔ/‬كينظر‪ :‬الاثوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صٕٔ‪.‬‬
‫(ّ) سورة العصر‪.ُ :‬‬
‫(ْ) سورة العصر‪.ِ :‬‬
‫(ٓ) سورة العصر‪.ّ :‬‬
‫(ٔ) البحر ا‪٤‬بديد ٕ‪.ُّٓ/‬‬

‫ُِْ‬
‫‪" :‬فإنو إف سلك طريق ا‪١‬بوع كالرياضة ا‪٤‬بارطة خاطر بقلبو‬ ‫قاؿ ابف تيدمية‬
‫كمزاجو كدينو كرٗبا زاؿ عقلو كمرض جسدمو كذىب دينو‪ ،‬كإف سلك طريق الولو‬
‫كاالخثالط بَبؾ الشهوات ليثصل بالركاح ا‪١‬بنية ‪ ...‬فقد أزاؿ عقلو كأذىب مالو‬
‫كمعيشثو كأنقى ناسو نقاءن ال مزيد عليو‪ ،‬كعرض ناسو لعذاب اد يف ااخرة ‪٤‬با‬
‫تركو مف الواجبات كما فعلو مف احملرمات"(ُ)‪.‬‬
‫كالشيطاف يثسلا على اإلنساف إف مل يدفعو بالعلم كالثقول‪ ،‬فيوٮبو ٖبرؽ‬
‫العادات كأهنا مف اد‪ ‬كقد أكضح ذلك ابف تيدمية فقاؿ‪" :‬كىؤالء العيباد‬
‫السنة تقَبف هبم الشياطْب‬
‫الزىاد الذيف ليسوا مف أكلياء اد ا‪٤‬بثقْب ا‪٤‬بثبعْب للكثاب ك ُّ‬
‫ك ُّ‬
‫بعضها‬
‫فيكوف لحدىم مف ا‪٣‬بوارؽ ما يناسب حالو‪ ،‬لكف خوارؽ ىؤالء يعارض ي‬
‫‪ٛ‬بكف مف أكلياء اد تعاىل أبطلها عليهم‪ ،‬كال بد أف يكوف‬ ‫بعضا‪ ،‬كإذا حصل مف لو ُّ‬ ‫ن‬
‫عدمدا‪ ،‬كمف اإلمث ما يناسب حاؿ الشياطْب"(ِ)‪.‬‬
‫جهال أك ن‬ ‫يف أحدىم مف الكذب ن‬
‫أما تاسّبه لسورة العصر فهو تاسّب إنارم لىل الباطف‪ ،‬كىو ‪٨‬بالف ‪٤‬با عليو‬
‫ا‪٤‬باسركف قاؿ الشي السعدم (ّ) يف تاسّبه ‪٥‬بذه السورة‪" :‬أقسم تعاىل بالعصر‪،‬‬
‫الذم ىو الليل كالنهار‪٧ ،‬بل أفعاؿ العباد كأعدما‪٥‬بم أف كل إنساف خاسر‪ ،‬كا‪٣‬باسر‬
‫خسارا مطل نقا‪ ،‬كحاؿ مف‬
‫ن‬ ‫ضد الرابح‪ ،‬كا‪٣‬بسار مراتب مثعددة مثااكتة‪ :‬قد يكوف‬
‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُُ‪.َّّ/‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬برجع ناسو ُُ‪.ِٗٓ/‬‬
‫(ّ) عبد الر‪ٞ‬بف بف ناصر بف عبد اد آؿ سعدم مف النواصر مف بِب عدمرك أحد البطوف الكبار مف قبيلة بِب ‪ٛ‬بيم‪،‬‬
‫كلد يف ‪٧‬برـ عاـ َُّٕىػ يف بلدة عنيزة‪ ،‬أخذ العلم عف عدة مشاي منهم‪٧ :‬بدمد العبد الكرًن الشبل‪،‬‬
‫كإبراىيم بف ‪ٞ‬بد ا‪١‬باسر‪ ،‬ك‪٧‬بدمد أمْب الشنقيطي‪ ،‬كمف تالميذه‪ :‬الشي ‪٧‬بدمد بف صاٌف العثيدمْب‪ ،‬كالشي‬
‫عبد اد بف عبد العزيز العقيل‪ ،‬لو تصانيف عدة منها‪ :‬القوؿ السديد يف نرح كثاب الثوحيد‪ ،‬تيسّب الكرًن الر‪ٞ‬بف‬
‫عاما‪ .‬ينظر‪ :‬مشاىّب علدماء ‪٪‬بد صِٔٓ‪.‬‬ ‫يف تاسّب كالـ ا‪٤‬بناف‪ ،‬ككانة كفاتو ليلة ا‪٣‬بدميس عاـ ُّٕٔىػ كعدمره ٗٔ ن‬

‫ُِٓ‬
‫خسر الدنيا كااخرة‪ ،‬كفاتو النعيم‪ ،‬كاسثحق ا‪١‬بحيم‪.‬‬
‫خاسرا مف بعض الوجوه دكف بعض‪ ،‬ك‪٥‬بذا عدمم اد ا‪٣‬بسار لكل‬ ‫ن‬ ‫كقد يكوف‬
‫إنساف‪ ،‬إال مف اتصف بوربع صاات‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلٲباف ٗبا أمر اد باإلٲباف بو‪ ،‬كال يكوف اإلٲباف بدكف العلم‪ ،‬فهو فرعه عنو‬
‫ال يثم إال بو‪.‬‬
‫نامل لفعاؿ ا‪٣‬بّب كلها‪ ،‬الظاىرة كالباطنة‪،‬‬‫ه‬ ‫ب‪ -‬كالعدمل الصاٌف‪ ،‬كىذا‬
‫ا‪٤‬بثعلقة ٕبق اد كحق عباده‪ ،‬الواجبة كا‪٤‬بسثحبة‪.‬‬
‫بعضهم‬
‫ج‪ -‬كالثواصي با‪٢‬بق‪ ،‬الذم ىو اإلٲباف كالعدمل الصاٌف‪ ،‬أم‪ :‬يوصي ي‬
‫بعضا بذلك‪ ،‬كٰبثو عليو‪ ،‬كيرغبو فيو‪.‬‬‫ن‬
‫د‪ -‬كالثواصي بالص على طاعة اد‪ ،‬كعف معصية اد‪ ،‬كعلى أقدار اد ا‪٤‬بؤ‪٤‬بة‪.‬‬
‫فبالمريف الكلْب يكدمل اإلنساف ناسو‪ ،‬كبالمريف الخّبيف يكدمل غّبه‪،‬‬
‫كبثكدميل المور الربعة‪ ،‬يكوف اإلنساف قد سلم مف ا‪٣‬بسار‪ ،‬كفاز بالربح‬
‫العظيم"(ُ)‪.‬‬
‫كهبذا يظهر أنو ال دليل على ما ذىب إليو ابف عجيبة ال مف قريب كال مف‬
‫بعيد‪.‬‬
‫ّ‪ -‬ا عز د‪ :‬قاؿ ابف عجيبة‪" :‬كل مف اعثزؿ عف ا‪٣‬بلق كانارد با‪٤‬بلك ا‪٢‬بق‪،‬‬
‫طلبنا يف الوصوؿ إىل مشاىدة ا‪٢‬بق‪ ،‬ال بد أف تايض عليو ا‪٤‬بواىب القدسية كالسرار‬
‫الوىبية كالعلوـ اللدنية‪ ،‬كىي نثائج فكرة القلوب الصافية"(ِ)‪.‬‬

‫(ُ) تيسّب الكرًن الر‪ٞ‬بف يف تاسّب كالـ ا‪٤‬بناف ُ‪.ّْٗ/‬‬


‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ّّٗ/‬‬

‫ُِٔ‬
‫أيضا‪" :‬االسث ناس بالناس مف عالمة اإلفالس‪ ،‬كإقبالك على ا‪٢‬بق‬ ‫كقاؿ ن‬
‫إدبارؾ عف ا‪٣‬بلق‪ ،‬كإقبالك على ا‪٣‬بلق إدبارؾ عف ا‪٢‬بق‪ ،‬كقد عدكا مف أصوؿ الطريق‬
‫اإلعراض عف ا‪٣‬بلق يف اإلقباؿ كاإلدبار"(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ يف موضع آخر‪" :‬ا‪ٚ‬باذ الماكف للعبادة كالعزلة مطلوب عند القوـ"(ِ)‪.‬‬
‫كا‪٤‬بثومل ‪٥‬بذا الديف اإلسالمي ٯبد أنو مبِب على الثعاكف بْب ا‪٤‬بسلدمْب‪،‬‬
‫ك‪٨‬بالطثهم كالص على أذاىم‪ ،‬كناعهم قدر الوسع‪ ،‬كرغم أف السلف كانوا يؤثركف‬
‫انثغاال بالعلم كالثعبُّد فإف ذلك مل يقطعهم عف ا‪١‬بدمعة‬
‫ن‬ ‫الوحدة كالعزلة عف الناس‬
‫كا‪١‬بدماعات‪ ،‬كمل ييعرؼ عنهم أهنم الثزموا أماكف مظلدمة للعبادة‪ ،‬أك ترىبنوا يف ا‪١‬بباؿ‬
‫تعاىل‪ :‬ﮋﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ‬ ‫قاؿ‬
‫ﮋﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬ ‫ﯾﮊ(ّ)‪ ،‬كقاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ‬
‫ﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮊ(ْ)‪.‬‬
‫كلقد قاؿ نبيُّنا ‪٧‬بدمد يف أفضل العبادات‪ :‬صالة الر يجل مع الر يجل أزكى‬
‫مف صالتو كحده‪ ،‬كصالتو مع الر يجلْب أزكى مف صالتو مع الر يجل‪ ،‬كما كاف أكثر‬
‫‪.)ٓ( ‬‬
‫فهو أحب إىل اد ‪‬‬

‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صٖٔ‪.‬‬


‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.ْْٗ/‬‬
‫(ّ) سورة ا‪٤‬بائدة‪.ِ :‬‬
‫(ْ) سورة آؿ عدمراف‪.َُّ :‬‬
‫(ٓ) أخرجو أبو داكد‪ ،‬كثاب الصالة‪ ،‬باب فضل صالة ا‪١‬بدماعة ُ‪ ،َِٕ/‬ح ْٓٓ‪ ،‬كالنسائي‪ ،‬كثاب اإلمامة‪ ،‬باب‬
‫ا‪١‬بدماعة إذا كانوا اثنْب‪ ،َُْ/ِ ،‬ح ّْٖ‪ ،‬كصححو اللباين يف السلسلة الصحيحة ْ‪ ِْٓ/‬برقم ُُِٗ‪.‬‬

‫ُِٕ‬
‫اس كيص ي على أذاىم خّبه مف الذم ال ٱبالطهم‬ ‫ا الن ى‬
‫كقاؿ ‪ :‬الذم ٱبال ي‬
‫كال يص ي على أذاىم (ُ)‪.‬‬
‫يناع أخاه فليناعو (ِ)‪.‬‬
‫كثبة عف النيب أنو قاؿ‪ :‬مف اسثطاع أف ى‬
‫كالذم ياعلو ا‪٤‬بثصوفة ىو مف تلبيس الشيطاف عليهم‪ ،‬يقوؿ ابف ا‪١‬بوزم‪" :‬كقد‬
‫كالرىباف يبية كحده‬
‫لبس إبليس على ‪ٝ‬باعة مف ا‪٤‬بثصوفة فدمنهم مف اعثزؿ يف جبل ُّ‬
‫كيصبح كحده‪ ،‬فااتثو ا‪١‬بدمعة كصالة ا‪١‬بدماعة ك‪٨‬بالطة أىل العلم‪ ،‬كعدمومهم اعثزؿ‬
‫يف الربطة فااهتم السعي إىل ا‪٤‬بساجد كتوطنوا على فراش الراحة كتركوا الكسب"(ّ)‪.‬‬
‫أف ا‪٣‬بلوة كالعزلة ا‪٤‬بشركعة نوعاف‪:‬‬ ‫كقد أكضح ني اإلسالـ ابف تيدمية‬
‫وا اد‪ ،‬ومسدلاد‪:‬‬
‫ﮋﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ‬ ‫الواجب اعثزاؿ الناس يف المور احملرمة‪ ،‬قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ‬
‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬ ‫ﰎﮊ(ْ)‪ ،‬كقاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﭜﭝﭞﭟﭠﭡ ﭢ ﭣﮊ(ٓ)‪.‬‬
‫فإف أكل ك مل يكونوا يف مكاف فيو ‪ٝ‬بعة كال ‪ٝ‬باعة كال مف يومر بشرع نيب‬
‫فلهذا أككا إىل الكهف‪ ،‬كا‪٤‬بسثحب ىو اعثزاؿ الناس يف فضوؿ ا‪٤‬بباحات‪ ،‬أك أراد‬
‫(ُ) أخرجو ابف ماجو‪ ،‬كثاب الاًب‪ ،‬باب الص على البالء‪ ،‬كصححو اللباين يف صحيح ا‪١‬بامع برقم ُٓٔٔ‪ ،‬كيف‬
‫السلسلة الصحيحة برقم ّّٗٗ‪.‬‬
‫(ِ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب ااداب‪ ،‬باب اسثحباب الرقية مف العْب ْ‪ُِٕٔ/‬رقم ُِٗٗ‪.‬‬
‫(ّ) تلبيس إبليس‪ ،‬صِّٓ‪.‬‬
‫(ْ) سورة النعاـ‪.ٖٔ :‬‬
‫(ٓ) سورة الكهف‪.ُٔ :‬‬

‫ُِٖ‬
‫اإلنساف ‪ٙ‬بقيق علم أك عدمل فث لى يف بعض الماكف مع ‪٧‬بافظثو على ا‪١‬بدمعة‬
‫كا‪١‬بدماعة فهذا حق(ُ)‪.‬‬
‫ا دةاج ابج بة اد بيى مشروب د ا خيةة‪:‬‬
‫أ‪ٙ -‬بنث النيب يف غار حراء يف مبدأ الوحي‪ ،‬فا‪٣‬بلوة للدمريد ال بد منها يف‬
‫ابثداء أمره‪ ،‬فإذا قوم نوره كدخل مقاـ الاناء صلح لو حين وذ ا‪٣‬بلطة مع الناس‪،‬‬
‫أنباحهم مع ا‪٣‬بلق‬
‫ي‬ ‫رجاال‬
‫ٕبيث يكوف جسده مع ا‪٣‬بلق كقلبو مع ا‪٢‬بق‪ ،‬فإف د ن‬
‫تسعى كأركاحهم يف ا‪٤‬بلكوت ترعى(ِ)‪.‬‬
‫ب‪ -‬احثج بوف اد كاعد موسى أربعْب ليلة مث حصلة لو ا‪٤‬بناجاة كا‪٤‬بكا‪٤‬بة‪،‬‬
‫كقاس النيب على الول(ّ)‪.‬‬
‫كىذه الدلة الٍب اسثدؿ هبا؛ ليصحح ما يراه حق‪ ،‬ال يسلم لو هبا؛ لف النيب‬
‫فعلو قبل النبوة مث مل ياعلها بعد ذلك‪.‬‬
‫قاؿ ني اإلسالـ ابف تيدمية‪" :‬كاالعثكاؼ الشرعي يف ا‪٤‬بساجد كدما كاف النيب‬
‫ياعلو ىو كأصحابو مف العبادات الشرعية‪ ،‬كأما ا‪٣‬بلوات فبعضهم ٰبثج فيها‬
‫بثحنثو بغار حراء قبل الوحي كىذا خطو؛ فإف ما فعلو النيب قبل النبوة إف كاف قد‬
‫نرعو بعد النبوة فنحف موموركف باتباعو فيو كإال فال‪ ،‬كىو مف حْب نبوه اد ‪ ‬مل‬
‫يصعد بعد ذلك إىل غار حراء كال خلااؤه الراندكف كقد أقاـ ٗبكة قبل ا‪٥‬بجرة‬
‫بضع عشرة سنة كدخل مكة يف عدمرة القضاء كعاـ الاثح أقاـ هبا قريبنا مف عشريف‬
‫ليلة‪ ،‬كأتاىا يف حجة الوداع كأقاـ هبا أربع لياؿ كغار حراء قريب منو كمل يقصده"(ْ)‪.‬‬
‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل َُ‪.َْٓ/‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.ْْٗ/‬‬
‫(ّ) ا‪٤‬برجع ناسو ِ‪.ِٓٓ/‬‬
‫(ْ) ‪٦‬بدموع الاثاكل َُ ‪.ّْٗ/‬‬

‫ُِٗ‬
‫كأما احثجاجو على ا‪٣‬بلوة بوف اد‪ ‬كاعد موسى أربعْب ليلة فّبد عليو‬
‫ٗبا يلي‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬أف ىذه ليسة مف نريعة ‪٧‬بدمد بل ينرعة ‪٤‬بوسى‬
‫فيض يايض على‬ ‫مثوثرا بالاالساة فالنبوة عندىم‪ :‬ه‬ ‫‪ -‬قاس الول على النيب ن‬
‫مثدميزا ‪-‬يف قوتو‬ ‫ن‬ ‫اإلنساف ٕبسب اسثعداده‪ ،‬كىي مكثسبة عندىم‪ ،‬كمف كاف‬
‫خطاب يىسدمعو كدما يى ٍس ىدم يع‬
‫ه‬ ‫ناس ًو‬
‫كنكل يف ً‬
‫العلدمية‪ٕ ،‬بيث يسثغِب عف الثعليم‪ ،‬ي ى‬
‫النائم‪ ،‬كيف العدملية ٕبيث يؤثر يف العنصريات‬ ‫ب ي‬ ‫ص يٱباطبو كدما يٱباطى ي‬
‫النائم‪ ،‬كن ه‬
‫ي‬
‫ماضال يويت بالوحي مف اد‬ ‫ن‬ ‫توثّبا غريبنا‪ -‬كاف نبيًّا عندىم ‪ ...‬كىم ال يثبثوف مل نكا‬
‫ن‬
‫تعاىل‪ ،‬كال مالئكة‪ ،‬بل كال جنًّا ٱبرؽ اد هبم العادات لألنبياء‪ ،‬إال قول الناس ‪...‬‬
‫نرا مف أقواؿ كاار اليهود كالنصارل كىو أبعد القواؿ عدما‬ ‫كقوؿ ىؤالء‪ ،‬كإف كاف ًّ‬
‫الر يسل‪ ،‬فقد كقع فيو كثّبه مف ا‪٤‬بثوخريف الذيف مل يشرؽ عليهم نور النبوة‬ ‫جاءت بو ُّ‬
‫مف ا‪٤‬بدعْب للنظر العقلي كالكشف ا‪٣‬بيال الصويف كإف كاف غاية ىؤالء القيسة‬
‫الااسدة كالشك‪ ،‬كغاية ىؤالء ا‪٣‬بياالت الااسدة كالشطح(ُ)‪.‬‬
‫ج‪ -‬أف اد‪ ‬مل ٯبعل الرياضات كا اىدة كا‪٣‬بلوات نرطنا‪ ،‬لكي يطلع‬
‫رسلو على الغيب‪ ،‬بل ارتضى ‪٥‬بم ذلك ﮋﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯽ ﯾ‬
‫ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰇﰈ ﰉ ﮊ(ِ)‪.‬‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة اصطااء مف اد ‪ ‬قاؿ‬
‫كالنبوة كدما ىو مقرهر عند أىل ُّ‬
‫‪ :‬ﮋﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮊ(ّ)‪.‬‬

‫السنة النبوية ِ‪ ،ُْٓ/‬النبوات ُ‪.ّْ/‬‬


‫(ُ) ينظر‪ :‬منهاج ُّ‬
‫(ِ) سورة ا‪١‬بف‪.ِٕ-ِٔ :‬‬
‫(ّ) سورة ا‪٢‬بج‪.ٕٓ :‬‬

‫َُّ‬
‫رسال كج ئيل كميكائيل اللذيف‬
‫قاؿ ابف جرير الط م‪" :‬اد ٱبثار مف ا‪٤‬بالئكة ن‬
‫كانا يرسلهدما إىل أنبيائو‪ ،‬كمف ناء مف عباده كمف الناس‪ ،‬كونبيائو الذيف أرسلهم إىل‬
‫أيضا‬
‫رسال كمف الناس ن‬‫عباده مف بِب آدـ‪ ،‬كمعُب الكالـ‪ :‬اد يصطاي مف ا‪٤‬بالئكة ن‬
‫رسال"(ُ)‪.‬‬
‫ن‬
‫نور إ‪٥‬بي تدرؾ بو حقائق الغيب‬
‫قاؿ ابف تيدمية‪" :‬فدمف أيف ٰبصل لغّب النبياء ه‬
‫كينكشف لو أسرار ىذه المور على ما ىي عليو‪ٕ ،‬بيث يصّب بناسو مدرنكا لصاات‬
‫الرب كمالئكثو‪ ،‬كىذا الكالـ أصلو مف مادة ا‪٤‬بثالساة كالقرامطة الباطنية‪ ،‬الذيف‬
‫فيضا مف العقل الاعاؿ على ناس النيب‪ ،‬كٯبعلوف ما يقع يف ناسو مف‬
‫ٯبعلوف النبوة ن‬
‫الصور ىي مالئكة اد‪ ،‬كما يسدمعو يف ناسو مف الصوات ىو كالـ اد‪ ،‬ك‪٥‬بذا‬
‫ٯبعلوف النبوة مكثسبة‪ ،‬فإذا اسثعد اإلنساف بالرياضة كالثصاية فاض عليو ما فاض‬
‫باطل باتااؽ ا‪٤‬بسلدمْب كاليهود‬
‫ه‬ ‫على ناوس النبياء‪ ،‬كعندىم ىذا الكالـ‬
‫كالنصارل"(ِ)‪.‬‬
‫كقاؿ يف موض وع آخر‪" :‬كال يزاؿ الكلياء مع النبياء يف إٲباف الغيب‪ ،‬كال‬
‫يثصور أف ييعطى الول ما أعطيو الن ُّ‬
‫يب مف ا‪٤‬بشاىدة كا‪٤‬ب اطبة‪ ،‬كأفضل الكلياء أبو‬
‫ك‪٫‬بوىم‪ ،‬كليس يف ىؤالء مف ناىد ما‬ ‫كعدمر كعثدماف كعلي‬ ‫بكر‬
‫ليلة ا‪٤‬بعراج‪ ،‬كال ناىد ا‪٤‬بالئكة الذيف كانوا ينزلوف بالوحي على‬ ‫ناىده النيب‬
‫النيب كال ‪٠‬بع أحد منهم كالـ اد‪ ‬الذم كلم بو نبيو ليلة ا‪٤‬بعراج‪ ،‬كال ‪٠‬بع‬
‫فضال عف الكلياء كالـ اد كدما ‪٠‬بعو موسى بف عدمراف‪ ،‬كال كلم اد‬ ‫عامة النبياء ن‬
‫(ُ) جامع البياف ُٖ‪.ٖٕٔ/‬‬
‫(ِ) درء تعارض العقل كالنقل ٓ‪.ّّٓ/‬‬

‫ُُّ‬
‫فضال عف أف يكوف ذلك ٰبصل‬ ‫تكليدما لداكد كسليدماف كال إبراىيم كال عيسى ن‬
‫ن‬
‫و‬
‫لحد مف الكلياء‪ ،‬كاإلٲباف بكل ما جاء بو النبياء كاجب‪ ،‬فإهنم معصوموف‪ ،‬كال‬
‫الول بل كال ٯبوز‪ ،‬فإنو ما مف أحد مف الناس إال كيؤخذ‬
‫ٯبب اإلٲباف بكل ما يقولو ُّ‬
‫كافرا مر ًّ‬
‫تدا‬ ‫ً‬
‫مف كالمو كيَبؾ إال رسوؿ اد ‪ ،‬كمف سب نبيًّا مف النبياء قيثل ككاف ن‬
‫ٖبالؼ الول"(ُ)‪.‬‬
‫كابف عجيبة يوجب على مف كاف يف عزلثو أف يلثزـ بوكراد مبثدعة للوصوؿ‬
‫لدرجة الكشف‪ ،‬كىو يسّب على منهج الصوفية يف ذلك مثل‪:‬‬
‫‪ -‬ترديد اسم‪ ‬اد اد اد اد(ِ)‪.‬‬
‫‪ -‬مث ذكر ال إلو إال اد‪ ،‬حٌب ٲبثحى صور النياء مف قلوهبم‪ ،‬ك‪ٙ‬بصل ‪٥‬بم‬
‫الطدمونينة باد أك بذكره مث ينثقلوف إىل االسم ا‪٤‬بارد ‪ ...‬حٌب ينكشف ‪٥‬بم مف معناه‬
‫أنوار ا‪٢‬بقائق(ّ)‪.‬‬
‫كىذا الَبديد كدما يزعدموف أف آثاره ىي الوصوؿ إىل اال‪ٙ‬باد كا‪٢‬بلوؿ(ْ)‪،‬‬
‫فوحدىم قد يذكر اد‪ ‬حٌب يغلب على قلبو ذكر اد كيسثغرؽ يف ذلك فال‬
‫مشهود لقلبو إال اد‪ ،‬كياُب ذكره كنهوده ‪٤‬با سواه‪ ،‬فيثوىم أف‬
‫ه‬ ‫مذكور‬
‫ه‬ ‫يبقى لو‬
‫علوا‬
‫النياء قد فنية كأف ناسو فنية حٌب يثوىم أنو ىو اد ‪-‬تعاىل اد عدما يقوؿ ن‬
‫كبّبا‪ -‬كأف الوجود ىو اد(ٓ)‪.‬‬
‫ن‬
‫(ُ) نرح العقيدة الصاهانية‪ ،‬صُٖٓ‪.‬‬
‫(ِ) ‪٨‬بطوط الدعية كالذكار ا‪٤‬بدمحقة للذنوب كالكزار با‪٢‬بيللة كاالسثغاار‪ ،‬خزانة تطواف‪ ،‬ؿُٖ‪.‬‬
‫(ّ) منازؿ السائريف كالواصلْب‪ ،‬كأسرار علم الطريقة‪ ،‬ضدمف ا‪١‬بواىر العجيبة‪ ،‬صُِٓ‪.ِِٓ -‬‬
‫(ْ) سيويت ا‪٢‬بديث عنها يف الباب الثالث مف ىذا الكثاب‪.‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬الرٌد على الشاذل‪ ،‬صَُٔ‪٦ ،‬بدموع الاثاكل ُّ‪ ،ُٖٗ/‬الرٌد على ا‪٤‬بنطقيْب ِ‪.ِِْ/‬‬

‫ُِّ‬
‫‪" :‬كىذه طريقة أىل الثصوؼ‪ ،‬فهم ظنوا أف توحيد الربوبية‬ ‫قاؿ ابف تيدمية‬
‫ىو الغاية‪ ،‬كالاناء(ُ) فيو ىو النهاية‪ ،‬كأنو إذا نهد ذلك سقا عنو اسثحساف‬
‫ا‪٢‬بسف كاسثقباح القبيح‪ ،‬فآؿ هبم المر إىل تعطيل المر كالنهي كالوعد كالوعيد ‪...‬‬
‫ك‪٦‬برد نهود الربوبية مف غّب فعل ما ٰببو اد كيرضاه ليس بإٲباف ينجي مف عذاب‬
‫فضال عف أف يكوف غاية العارفْب"(ِ)‪.‬‬
‫اد ن‬
‫كلو تومل ابف عجيبة النصوص النبوية‪ ،‬كعرؼ ما كاف يومر بو رسوؿ اد‬
‫كياعلو الصحابة للزـ طريق ا‪٢‬بق كمل ىًٰبد عنو‪.‬‬
‫يومر بقوؿ‪ :‬ال إلو إال اد بعد دبر كل صالة ‪٤‬با ‪٥‬با مف الاضل‬ ‫كاف النيب‬
‫العظيم‪ ،‬كمل يومر الناس باخثصارىا‪ ،‬كيف الصحيحْب عنو ‪ :‬أنو كاف يقوؿ يف دبر‬
‫كل صالة ال إلو إال اد كحده ال نريك لو (ّ)‪.‬‬
‫‪ :‬مف قاؿ أنهد أف‬ ‫قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اد‬ ‫كعف عبادة بف الصامة‬
‫‪٧‬بدمدا عبده كرسولو‪ ،‬كأف عيسى عبد اد كابف‬
‫ال إلو إال اد كحده ال نريك لو‪ ،‬كأف ن‬
‫أمثو ككلدمثو ألقاىا إىل مرًن كركح منو‪ ،‬كأف ا‪١‬بنة حق كالنار حق‪ ،‬أدخلو اد ا‪١‬بنة مف‬
‫أم أبواب ا‪١‬بنة الثدمانية ناء"(ْ)‪.‬‬
‫كلقد أكضح ني اإلسالـ ابف تيدمية أف الذكر باالسم ا‪٤‬بضدمر ا‪٤‬بارد أبعد عف‬
‫السنة كأقرب إىل ضالؿ الشيطاف‪" ،‬كا‪٤‬بقصود ىنا أف ا‪٤‬بشركع يف ذكر اد ‪ ‬ىو‬ ‫ُّ‬
‫(ُ) يزعدموف أف العبد ياُب يف ن صو كيبقى يف ربو بعد ‪٦‬باىدة ك‪٦‬بالدة كتصاية للناس‪ ،‬كأكؿ مف قاؿ هبا أبو يزيد‬
‫البسطامي يف القرف الثالث ا‪٥‬بجرم‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بعجم الالساي‪ ،‬صُُْ‪ ،‬كالثعرياات‪ ،‬للجرجاين‪ ،‬صُٕٗ‪.‬‬
‫(ِ) اقثضاء الصراط ا‪٤‬بسثقيم ِ‪ ،ٖٓٔ-ْٖٓ/‬كينظر‪٦ :‬بدموع الاثاكل ٖ‪َُُ-ََُ/‬‬
‫(ّ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب صاة الصالة‪ ،‬باب الذكر بعد الصالة‪ ،ِٖٗ/ُ ،‬رقم ْْٖ‪.‬‬
‫(ْ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب اإلٲباف‪ ،‬باب الدليل على أف مف مات على الثوحيد دخل ا‪١‬بنة ُ‪ ،ٕٓ/‬رقم ِٖ‪.‬‬

‫ُّّ‬
‫ذكره ٔبدملة تامة كىو ا‪٤‬بسدمى بالكالـ كالواحد منو بالكلدمة‪ ،‬كىو الذم يناع القلوب‬
‫كٰبصل بو الثواب كالجر كالقرب إىل اد‪ ،‬كمعرفثو ك‪٧‬ببثو كخشيثو كغّب ذلك‬
‫مظهرا أك‬
‫مف ا‪٤‬بطالب العالية كا‪٤‬بقاصد السامية‪ ،‬كأما االقثصار على االسم ا‪٤‬بارد ن‬
‫فضال عف أف يكوف ذكر ا‪٣‬باصة كالعارفْب‪ ،‬بل ىو كسيلة إىل‬
‫مضدمرا فال أصل لو‪ ،‬ن‬
‫ن‬
‫أنواع البدع كالضالالت‪ ،‬كذريعة إىل تصورات أحواؿ فاسدة مف أحواؿ أىل اإل‪٢‬باد‬
‫كأىل اال‪ٙ‬باد"(ُ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬كال ٯبوز أف يقاؿ إف ىذا مسثحب أك مشركعه إال بدليل نرعي‪،‬‬‫كقاؿ ن‬
‫كال ٯبوز أف يثبة نريعة ٕبديث ضعيف‪ ،‬لكف إذا ثبة أف العدمل مسثحب و‬
‫بدليل‬
‫نرعي كركم لو فضائل بوسانيد ضعياة جاز أف تركل إذا مل ييعلم أهنا كذب‪ ،‬كذلك‬
‫حديث ال يعرؼ أنو كذب‬
‫ه‬ ‫أف مقادير الثواب غّب معلومة فإذا ركم يف مقدار الثواب‬
‫مل ٯبز أف ييكذب بو‪ ،‬كىذا ىو الذم كاف اإلماـ أ‪ٞ‬بد بف حنبل كغّبه يرخصوف فيو‬
‫و‬
‫ٕبديث‬ ‫عدمل مسثحب مشركعه‬
‫كيف ركايات أحاديث الاضائل‪ ،‬كأما أف يثبثوا أف ىذا ه‬
‫ضعيف فحانا د‪ ،‬كدما أهنم إذا عرفوا أف ا‪٢‬بديث كذب فإهنم مل يكونوا يسثحلوف‬‫و‬
‫ركايثو إال أف يبينوا أنو كذب؛ لقوؿ النيب يف ا‪٢‬بديث الصحيح‪ :‬مف ركل عِب‬
‫حديثا يرل أنو كذب فهو أحد الكاذبْب (ِ)"(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل َُ‪.ِّّ-ِِٔ/‬‬


‫فيدمف ركل حديثنا كىو يرل أنو كذب‪ ،‬مف حديث‬
‫(ِ) أخرجو الَبمذم‪ ،‬كثاب العلم عف رسوؿ اد ‪ ،‬باب ى‬
‫ا‪٤‬بغّبة بف نعبة ٓ‪ ،ّٔ/‬رقم ِِٔٔ‪ ،‬كأخرجو ابف ماجو‪ ،‬باب مف حدث عف رسوؿ اد ‪ ‬حديثنا كىو يرل‬
‫أنو كذب‪ ُْ/ُ ،‬رقم ّٖ‪ ،‬كصححو اللباين يف السلسلة الصحيحة ِ‪.َْْ/‬‬
‫(ّ) ‪٦‬بدموع الاثاكل َُ‪.َْٖ/‬‬

‫ُّْ‬
‫‪ -4‬يرو ض ا نَّفس با ذل‪:‬‬
‫الاقر باباف عظيدماف للدخوؿ على اد‪،‬‬ ‫ُّ ُّ‬
‫قاؿ ابف عجيبة‪" :‬فالذؿ ك ي‬
‫الذ ُّؿ بْب القراف حٌب يراه ا‪٣‬باص‬
‫بالذؿ بونو‪ُّ " :‬‬
‫كالوصوؿ إىل حضرتو"‪ ،‬كعرؼ ا‪٤‬براد ُّ‬
‫كل مف كاف يعظدمو مف الصحاب كاإلخواف"(ُ)‪ ،‬كقاؿ يف موضع آخر‪:‬‬ ‫كالعاـ ك ُّ‬
‫ذؿ الناس يف طلب ا‪٢‬بق‪ ،‬يظهر ذلك بْب القراف‪ ،‬لثدموت بو‬ ‫بالذؿ ىو ُّ‬
‫"ا‪٤‬براد ُّ‬
‫الناس سر نيعا‪ ،‬فثحيا الركح ٗبعرفة ا‪٢‬بق كنهوده‪ ،‬كذلك‪ :‬كا‪٤‬بشي با‪٢‬باا‪ ،‬كتعرية‬
‫الذ ُّؿ‬
‫الرأس يف ا‪٤‬بواضع الذم يراه الناس‪ ،‬كالسؤاؿ يف السواؽ كا‪٢‬بوانية‪ ،‬فهذا ىو ُّ‬
‫العز باد"(ِ)‪.‬‬
‫الذم يعقبو ُّ‬
‫توصيال لمر السؤاؿ فقاؿ‪" :‬كيايثو‪ :‬أف يثوضو الر يجل‬ ‫ن‬ ‫كذكر ابف عجيبة‬
‫رجل‬
‫كيصلي ركعثْب‪ ،‬كيوخذ الزنبيل (الوعاء) بيده اليدمُب‪ ،‬كٱبرج إىل السوؽ كمعو ه‬
‫آخر يذكر اد كيذكر الناس‪ ،‬كالناس يعطونو يف ذلك الزنبيل حٌب ٯبدمع ما تيسر مف‬
‫حالال بال تكلُّف‪ ،‬كال كلاة ىذا ما تيسر‬
‫طعاما ن‬‫الطعاـ‪ ،‬كيعيبو بْب الاقراء فيوكلوف ن‬
‫لنا يف حكم السؤاؿ"(ّ)‪.‬‬
‫كما ذكره ابف عجيبة مف تركيض الناس كإذال‪٥‬با مل يومر بو اد‪ ‬كمل‬
‫ياعلو النيب كال الصحابة كال الثابعوف ‪٥‬بم بإحساف إىل يوـ الديف‪ ،‬كقد أمر‬
‫الديف اإلسالمي بإكراـ الناس كحا ا‪٤‬باؿ‪ ،‬كعدـ إسقاط ا‪١‬باه‪ ،‬قاؿ‪:‬‬
‫ﮋﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬
‫فقاؿ‪ :‬اللهم أكثر مالو‬ ‫لنس بف مالك‬ ‫ﮞ ﮟﮊ(ْ)‪ ،‬كدعا النيب‬
‫(ُ) الاهرسة‪ ،‬صّٓ‪.ْٓ-‬‬
‫(ِ) نرح ا‪٤‬بقدمة ااجركمية‪ ،‬ص ِْ‪.‬‬
‫(ّ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صّّّ‪.‬‬
‫(ْ) سورة اإلسراء‪.ٕٓ :‬‬

‫ُّٓ‬
‫ككلده كبارؾ لو (ُ)‪.‬‬
‫ا‪٤‬باؿ الصاٌفي للر يجل الصاٌف (ِ)‪ ،‬كثبة‬
‫كصح عف نبينا ‪٧‬بدمد أنو قاؿ‪ :‬نعم ي‬
‫عف النيب أنو ادخر لزكاجو قوت سنة(ّ)‪ ،‬كالريب أف بعد الصوفية عف الصواب‬
‫بسبب بعدىم عف فهم كالـ اد‪ ‬كرسولو ك‪٥‬بذا عندما خرجوا مف أموا‪٥‬بم‬
‫سقطوا يف أموور هنى عنها الشرع‪ ،‬كمل يثورعوا عف الشبهات‪ ،‬أك اسثشراؼ المواؿ‬
‫مف الظلدمة‪.‬‬
‫قاؿ ‪ ... :‬فدمف اتقى الشبهات فقد اسث أ لدينو كعرضو (ْ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف ا‪١‬بوزم‪" :‬لقد أباف ىؤالء القوـ عف و‬
‫جهل بالشرع كعدـ عقل‪ ،‬كالشرع‬
‫أمر ٕبا ا‪٤‬باؿ كأف ال ييسلم إال إىل رنيد‪ ،‬كجعلو قو ناما لآلدمي‪ ،‬كالعقل يشهد بونو‬
‫إ٭با يخلق للدمصاٌف فإذا رمى بو اإلنساف فقد أفسد ما ىو سبب صالحو كجهل‬
‫كم ٍف ىج ٍهل ىؤالء ‪ٞ‬بلهم تاسّب القرآف على رأيهم الااسد؛ لنو ٰبثج ٗبسح‬ ‫حكدمو‪ً ،‬‬
‫السوؽ كالعناؽ كيظف بذلك جواز الاساد‪ ،‬كالاساد ال ٯبوز يف نريعة كإ٭با مسح‬
‫بيده عليها كقاؿ أنة يف سبيل اد"(ٓ)‪.‬‬
‫‪ :‬ال تزاؿ ا‪٤‬بسولة بوحدكم حٌب يلقى اد ‪ ‬كليس يف كجهو‬ ‫كقاؿ‬

‫(ُ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب الدعوات‪ ،‬باب قوؿ اد تعاىل‪ :‬ﮋ ﮡ ﮢ ﮊ كمف خص أخاه بالدعاء دكف ناسو‬
‫ٓ‪ ،ِّّّ/‬رقم ٕٓٗٓ‪ ،‬كمسلم‪ ،‬كثاب ا‪٤‬بساجد كمواضع الصالة‪ ،‬باب جواز ا‪١‬بدماعة يف النافلة ُ‪ ْٕٓ/‬رقم ِٖٔ‪.‬‬
‫(ِ) أخرجو أ‪ٞ‬بد ْ‪ ،ُٕٗ/‬رقم ُٖٕٕٗ‪ ،‬قاؿ نعيب الرنؤكط‪ :‬إسناده قوم على نرط مسلم مف حديث‬
‫عدمرك بف العاص‪.‬‬
‫(ّ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب الناقات‪ ،‬باب حبس ناقة الر يجل قوت سنة على أىلو ككيف ناقات العياؿ‬
‫‪.‬‬ ‫ٓ‪ ،َِْٖ/‬رقم َِْٓ مف حديث عدمر‬
‫(ْ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب اإلٲباف‪ ،‬باب فضل مف اسث أ لدينو ُ‪ ،ِٖ/‬رقم ِٓ‪.‬‬
‫(ٓ) تلبيس إبليس‪ ،‬صُِٖ‪.ُِّ-‬‬

‫ُّٔ‬
‫‪ :‬ل ف يوخذ أحدكم حبلو فيويت ٕبزمة مف ا‪٢‬بطب على‬ ‫مزعة ‪٢‬بم (ُ)‪ ،‬كقاؿ‬
‫فيكف هبا كجهو خّبه لو مف أف يسوؿ الناس أعطوه أك منعوه (ِ)‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ظهره فيبيعها‬
‫مف أىل الصاة يكثسبوف عند إمكاف االكثساب‬ ‫ككاف فقراء الصحابة‬
‫أحب إىل اد ‪ ‬كرسولو مف الكسب(ّ)‪.‬‬ ‫الذم ال يشغلهم عدما ىو أكجب ك ُّ‬
‫يقوؿ ني اإلسالـ ابف تيدمية ‪" :‬كمل يكف يف الصحابة ال أىل الصاة‬
‫كال غّبىم مف يث ذ مسولة الناس كال اإل‪٢‬باؼ يف ا‪٤‬بسولة بالكدية كالشحاذة ال‬
‫أيضا‪" :‬ك‪ٝ‬بع ا‪٤‬باؿ إذا قاـ بالواجبات فيو كمل‬ ‫بالزنبيل كال غّبه صناعة كحرفة" كقاؿ ن‬
‫يكثسبو مف ا‪٢‬براـ ال يعاقب عليو‪ ،‬لكف إخراج فضوؿ ا‪٤‬باؿ كاالقثصار على الكااية‬
‫أفضل كأسلم كأفرغ للقلب كأ‪ٝ‬بع للهم كأناع يف الدنيا كااخرة"(ْ)‪.‬‬
‫كبْب ابف تيدمية كياية طلب ا‪٤‬باؿ كأهنا نوعاف‪ ،‬اليكىل‪ :‬ما ٰبثاج العبد إليو كدما‬
‫ٰبثاج إىل طعامو كنرابو كمسكنو كمنكحو‪ ،‬فهذا يطلبو مف اد‪ ‬كيرغب إليو فيو‬
‫فيكوف ا‪٤‬باؿ عنده يسثعدملو يف حاجثو‪ ،‬كالثانية‪ :‬ما ال ٰبثاج العبد إليو‪ ،‬فهذا ال ينبغي لو‬
‫مسثبعدا ‪٥‬با‪ ،‬فنقصة عبوديثو كتوكلو(ٓ)‪.‬‬
‫ن‬ ‫أف يعلق قلبو هبا‪ ،‬فإذا تعلق قلبو هبا صار‬
‫كلقد يكًجد الغُب يف النبياء‪ ،‬كما زاؿ يف بعض الصا‪٢‬بْب كلكنهم راقبوا اد‬
‫‪ ‬فيو‪ ،‬يركنو كديعة يف أيديهم‪ ،‬ابثالىم اد ‪ ‬بو؛ لينظر ىل يثصرفوف فيو‬
‫تصرؼ العبد أك تصرؼ ا‪٤‬بالؾ الذيف يعطوف ‪٥‬بواىم كٲبنعوف ‪٥‬بواىم(ٔ)‪.‬‬

‫(ُ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب الزكاة‪ ،‬باب مف سوؿ الناس تكثُّػنرا ِ‪ ،ّٓٔ/‬رقم ُْْٕ‪.‬‬
‫(ِ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب الزكاة‪ ،‬باب االسثعااؼ عف ا‪٤‬بسولة ِ‪ ،ّٓٓ/‬رقم َُْٕ‪.‬‬
‫(ّ) ينظر‪٦ :‬بدموع الاثاكل‪ ،‬البف تيدمية ُُ‪.ْٔ ،ْْ/‬‬
‫(ْ) ا‪٤‬برجع ناسو ُُ‪.َُٖ/‬‬
‫(ٓ) ناسو‪ ،‬بثصرؼ يسّب َُ‪.ُٖٗ/‬‬
‫(ٔ) ينظر‪ :‬طريق ا‪٥‬بجرتْب ُ‪.ُّ/‬‬

‫ُّٕ‬
‫الثكسب فال ٯبوز لو ا‪٤‬بسولة‪ ،‬كما يوخذه مف الناس‬
‫ُّ‬ ‫كاحملثاج الذم يقدر على‬
‫قاؿ‪ٙ :‬بدملة‬ ‫يف ىذه ا‪٢‬بالة حراـ عليو؛ ‪٢‬بديث قبيصة بف ‪٨‬بارؽ ا‪٥‬بالل‬
‫أسولو فيها‪ ،‬فقاؿ‪ :‬أقم حٌب توتينا الصدقة فنومر لك‬ ‫‪ٞ‬بالة‪ ،‬فوتية رسوؿ اد‬
‫رجل ‪ٙ‬بدمل ‪ٞ‬بالة فحلة‬
‫‪ٙ‬بل إال لحد ثالثة‪ :‬ه‬‫هبا مث قاؿ‪" :‬يا قبيصة‪ ،‬إف ا‪٤‬بسولة ال ُّ‬
‫لو ا‪٤‬بسولة حٌب يصيبها مث ٲبسك‪ ،‬كرجل أصابثو جائحة(ُ) اجثاحة مالو فحلة لو‬
‫كرجل أصابثو فاقة‬
‫سدادا مف عيش‪ ،-‬ه‬ ‫ا‪٤‬بسولة حٌب يصيب قو ناما مف عيش ‪-‬أك قاؿ‪ :‬ن‬
‫حٌب يقوؿ ثالثة مف ذكم ا‪٢‬بجا(ِ) مف قومو‪ :‬لقد أصابة فالنا فاقة(ّ) فحلة لو‬
‫سدادا مف عيش‪ ،-‬فدما سواىف مف‬
‫ا‪٤‬بسولة حٌب يصيب قو ناما مف عيش ‪-‬أك قاؿ‪ :‬ن‬
‫فسحة يوكلها صاحبها سحثنا(ْ)ْ) ‪.)ٓ(،‬‬
‫ه‬ ‫ا‪٤‬بسولة يا قبيصة‬
‫ظلم يف حق‬
‫"كا‪٤‬بسولة يف الصل حراـ‪ ،‬كإ٭با أيبيحة للحاجة كالضركرة؛ لهنا ه‬
‫كظلم يف حق السائل‪:‬‬
‫كظلم يف حق ا‪٤‬بسؤكؿ‪ ،‬ه‬‫الربوبية‪ ،‬ه‬
‫َّأما األول‪ :‬فألنو بذؿ سؤالو كفقره كذلو كاسثعطاءه لغّب اد‪ ،‬كذلك نوع‬
‫(ُ) ا‪١‬بائحة‪ :‬اافة الٍب هتلك الثدمار كالمواؿ كتسثوصلها ككل مصيبة عظيدمة كفثنة كبّبة‪ .‬ينظر‪ :‬نرح الطييب على‬
‫مشكاة ا‪٤‬بصابيح ا‪٤‬بسدمى الكانف عف حقائق السنف ٓ‪.َُٓٗ/‬‬
‫(ِ) أصحاب العقوؿ الراندة‪ ،‬ا‪٤‬برجع ناسو ٓ‪َُٓٗ/‬‬
‫(ّ) كىذا ليس مف باب الشهادة‪ ،‬كال يريد بو الثنصيص علي أف الااقة ال تثبة إال بثالثة نهود‪ ،‬إذ مل يسدمع أف‬
‫نيء مف الشهادات‪ ،‬بل لعلو ذكره علي‬‫مدخال يف و‬‫ن‬ ‫أحدا مف الئدمة قاؿ بو‪ ،‬كمل ‪٪‬بد ‪٥‬بذا العدد مف الرجاؿ‬
‫ن‬
‫كجو االسثحباب كطريقة االحثياط؛ ليكوف أدؿ على براءة السائل عف الثهدمة كأدعى للناس إل سد حاجثو‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬نرح الطييب على مشكاة ا‪٤‬بصابيح ا‪٤‬بسدمى الكانف عف حقائق السنف ٓ‪.َُٓٗ/‬‬
‫‪ٙ‬بل لو ا‪٤‬بسولة ِ‪ ،ِِٕ/‬رقم ُِْٓ‪.‬‬
‫(ْ) أخرجو مسلم يف صحيحو‪ ،‬باب مف ُّ‬
‫ٰبل كسبو؛ لنو يسحة ال كة‪ ،‬أم يذىبها‪ .‬ينظر‪ :‬نرح الطييب على مشكاة ا‪٤‬بصابيح‬
‫حة‪ :‬ىو ا‪٢‬براـ الذم ال ُّ‬
‫الس ي‬
‫ك ُّ‬
‫ٓ‪.َُٓٗ/‬‬
‫(ٓ) انظر‪ :‬فثاكل اللجنة الدائدمة‪ ،‬ترتيب أ‪ٞ‬بد عبد الرزاؽ الدكيش‪ ،‬باب الثسوؿ‪.ّٕٓ/ِْ ،‬‬

‫ُّٖ‬
‫عبودية‪ ،‬فوضع ا‪٤‬بسولة يف غّب موضعها‪ ،‬كأنز‪٥‬با بغّب أىلها‪ ،‬كظلم توحيده كإخالصو‪،‬‬
‫كفقره إىل اد‪ ،‬كتوكلو عليو كرضاه بقسدمو‪ ،‬كاسثغُب بسؤاؿ الناس عف مسولة رب‬
‫الناس‪ ،‬كذلك كلُّو يهضم مف حق الثوحيد‪ ،‬كيطائ نوره كيضعف قوتو‪.‬‬
‫وأما ظي ي سؤول‪ :‬فألنو سولو ما ليس عنده‪ ،‬فوكجب لو بسؤالو عليو ًّ‬
‫حقا‬
‫مل يكف لو عليو‪ ،‬كعرضو ‪٤‬بشقة البذؿ‪ ،‬أك لوـ ا‪٤‬بنع‪ ،‬فإف أعطاه أعطاه على كراىة‪،‬‬
‫كإف منعو منعو على اسثحياء كإغدماض‪ ،‬ىذا إذا سولو ما ليس عليو‪ ،‬كأما إذا سولو‬
‫ًّ‬
‫حقا ىو لو عنده‪ :‬فلم يدخل يف ذلك‪ ،‬كمل يظلدمو بسؤالو‪.‬‬
‫وأما ظي نفس ‪ :‬فإنو أراؽ ماء كجهو كذؿ لغّب خالقو‪ ،‬كأنزؿ ناسو أدىن‬
‫تعا ًاو‪،‬‬
‫ا‪٤‬بنزلثْب‪ ،‬كرضي ‪٥‬با بوٖبس ا‪٢‬بالثْب‪ ،‬كرضي بإسقاط نرؼ ناسو‪ ،‬كعزة ُّ‬
‫كراحة قناعثو‪ ،‬كباع ص ه كرضاه كتوكلو كقناعثو ٗبا قسم لو كاسثغناءه عف الناس‬
‫عْب ظلدمو لناسو‪ ،‬إذ كضعها يف غّب موضعها‪ ،‬كأ‪ٟ‬بل نرفها‪ ،‬ككضع‬ ‫بسؤا‪٥‬بم‪ ،‬كىذا ي‬
‫قدرىا‪ ،‬كأذىب عزىا‪ ،‬كصغرىا كحقرىا‪ ،‬كرضي أف تكوف ناسو ‪ٙ‬بة ناس ا‪٤‬بسؤكؿ‪،‬‬
‫كيده ‪ٙ‬بة يده‪ ،‬كلوال الضركرة مل يبح ذلك يف الشرع"(ُ)‪.‬‬
‫السنة‬
‫فعجب لقوؿ ابف عجيبة‪" :‬إذا عارض كشاك الكثاب ك ُّ‬ ‫ه‬ ‫كإف تعجب‬
‫العدمل‬
‫ى‬ ‫فاعدمل بالكثاب"‪" ،‬كال يلزـ مف عدـ العدمل هبا انثقادىا على أىلها‪ ،‬فإف‬
‫ظاىر كباطف‪ ،‬كمسائل اإل‪٥‬بامات تارة ترد على حسب العلم الظاىر‪ ،‬كتارة‬
‫كاسع‪ ،‬لو ه‬
‫على حسب العلم الباطف‪ ،‬فإف مل تاهم فسلم‪ ،‬كدع ما تعرؼ ‪٤‬با ال تعرؼ"(ِ)‪.‬‬
‫ثم ةل بعد ذ ك‪" :‬طريق الثصوؼ مؤسسة على الكثاب ك ُّ‬
‫السنة كإ‪٥‬بامات‬
‫(ُ) مدارج السالكْب ِ‪.ِِْ/‬‬
‫(ِ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صّٖٔ‪.‬‬

‫ُّٗ‬
‫العارفْب‪ ،‬الذيف تنورت عقو‪٥‬بم‪ ،‬كانصقلة مرآة قلوهبم‪ ،‬فثجلى فيها ما كاف ًّ‬
‫حقا‪،‬‬
‫(ُ)‬
‫أيضا‪:‬‬
‫ن‬ ‫كقاؿ‬ ‫‪،‬‬ ‫باطال‪ ،‬فكانة طريقثهم مبنيةن على الثحقيق"‬‫كزىق منها ما كاف ن‬
‫السنة‬
‫"إذا كقع االخثالؼ يف الحكاـ الظاىرة يرجع فيو إىل الكثاب العزيز‪ ،‬أك ُّ‬
‫احملدمدية‪ ،‬أك اإل‪ٝ‬باع‪ ،‬أك القياس‪ ،‬كإف كقع االخثالؼ يف المور القلبية كىي‪ :‬ما‬
‫يثعلق بالعقائد الثوحيدية مف طريق الذكؽ أك العلوـ ييرجع فيو إىل أرباب القلوب‬
‫الصافية‪ ،‬فإنو ال يثجلى فيها إال ما ىو حق كصواب"(ِ)‪.‬‬
‫كما ذكره ابف عجيبة ىو نوع تلبيس كتدليس؛ فدمدار العدماؿ على أصلْب‪:‬‬
‫تابعا لذكاؽ أرباب القلوب‬ ‫عدمل قليب ‪ ،‬كقد جعلو ابف عجيبة ن‬ ‫اإلخالص كىو ه‬
‫ظاىرا كباطننا فليس الع ة‬‫الصافية كدما يزعم‪ ،‬كالصل ااخر‪ :‬ا‪٤‬بثابعة‪ ،‬كجعل ‪٥‬با ن‬
‫باعل الظاىر كدما يزعم‪.‬‬
‫أنزؿ بو كثبىو‪،‬‬
‫عرؼ ا‪٢‬بق الذم بعث ادي بو رسلىو‪ ،‬ك ى‬ ‫الصحيح أف يى ى‬
‫ي‬ ‫الكشف‬
‫ي‬ ‫"ف‬
‫كعدما‪ ،‬ىذا ىو الثحقيق‬ ‫كجودا ن‬‫فيدكر معو ن‬ ‫ً‬
‫كٯبرد إرادةى القلب لو‪ ،‬ي‬ ‫معاينةن لقلبو‪ ،‬ي‬
‫فغركر قبيح"(ّ)‪.‬‬
‫الصحيح‪ ،‬كما خالاو ه‬

‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صّْْ‪.‬‬


‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ْ‪.ُِٕ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬مدارج السالكْب ّ‪.ِّٔ/‬‬

‫َُْ‬
‫ادلبحث انثاوي‪ :‬انذَق‬

‫أوال‪ :‬معنى ا ذود ي ا ي د‬


‫ً‬
‫ذاقوي ذكقنا‪ ،‬ىذ ىكاقنا‪ ،‬كمذاقنا‪ ،‬كمذاقةن‪ :‬اخث طعدمو‪ ،‬كالذكؽ يكوف بالام‪ ،‬كبغّبه‪،‬‬
‫ىم ىخبىػىرهي(ُ)‪.‬‬ ‫و‬ ‫اب قى ىاؿ‪ ،‬كذى ى ً‬
‫اؽ الشيء ًمف ب ً‬
‫اؽ ىما عٍن ىد فيىالف‪ :‬أ ٍ‬ ‫ى‬ ‫كذى ى ٍ ى ٍ ى‬
‫ثانًا‪ :‬ي اصط ح ا صة د‬
‫عبارة عف نور عرفاين يقذفو ا‪٢‬بق بثجليو يف قلوب أكليائو‪ ،‬يارقوف بْب ا‪٢‬بق‬
‫كالباطل مف غّب أف ينقلوا ذلك مف كثاب أك غّبه‪ ،‬كيع كف بذلك عدما ٯبدكنو مف‬
‫‪ٜ‬برات الثجلي‪ ،‬مث الشرب(ِ)(ّ)‪.‬‬
‫معُب الذكؽ عند ابف عجيبة‪" :‬الذكؽ يكوف بعد العلم با‪٢‬بقيقة‪ ،‬كىو عبارة‬
‫عف بركؽ أنوار الذات القدٲبة على العقل‪ ،‬فيغيب عف رؤية ا‪٢‬بدث يف أنوار القدـ‪،‬‬
‫لكنو ال يدكـ ذلك‪ ،‬بل يلدمع تارة كٱباى أخرل‪ ،‬فصاحبو يدخل كٱبرج‪ ،‬فإذا ‪٤‬بع‬
‫غاب عف حسو‪ ،‬كإذا خاي رجع إىل حسو كرؤية ناسو‪ ،‬فهذا ييسدمى عندىم ذكقنا‪،‬‬
‫السكر‪،‬‬
‫فإف داـ لو ذلك النور ساعةن أك ساعثْب فهو الشرب‪ ،‬كإف اتصل كداـ فهو ُّ‬
‫الرسوـ يف نهود ا‪٢‬بي القيُّوـ كالغيبة عف الثر يف نهود ا‪٤‬بؤثٌر‪،‬‬
‫كمرجعو إىل فناء ُّ‬
‫نور مف أنوار اد‬
‫أيضا الاناء‪ ،‬فإف رجع إىل نهود الثر كقيامها باد كأهنا ه‬
‫كييسدمى ن‬
‫أيضا بالرم كبالبقاء إلبقاء النياء باد بعد فنائها‪ ،‬كييسدمى‬
‫فهو الصحو‪ ،‬كيسدمى ن‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬القاموس‪ ،‬صٕٕٗ‪ ،‬لساف العرب َُ‪٨ ،ُُّْ/‬بثار الصحاح‪ ،‬صِِٔ‪ ،‬كلهم يف مادة (ذكؽ)‪.‬‬
‫كتنعدمها بذلك‪ ،‬فشبو ذلك بالشرب؛‬
‫(ِ) الشرب‪ :‬ىو تلقي الركاح كالسرار الطاىرة ‪٤‬با يرد عليها مف الكرامات‪ُّ ،‬‬
‫يرد على قلبو مف أنوار مشاىدة قرب سيده‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بعجم الصويف‪ ،‬صُّّ‪.‬‬ ‫كتنعدمو ٗبا ي‬
‫لثهنيو ُّ‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬الثعرياات‪ ،‬صَُٕ‪ ،‬الرسالة القشّبية‪ ،‬صٖٔ‪.‬‬

‫ُُْ‬
‫أيضا فناء الاناء؛ لنو علم أنو مل يكف مث نيءه يانيو غّب الوىم كا‪١‬بهل كٮبا ال‬ ‫ن‬
‫(ُ)‬
‫حقيقة ‪٥‬بدما" ‪.‬‬
‫ما ذكره ابف عجيبة يف تعرياو للذكؽ حقيقثو أحواؿ(ِ) كمقامات(ّ) ينثقل‬
‫تبحره ٗبا ‪٠‬بٌوه علم ا‪٢‬بقيقة ‪-‬أم علم الباطف‪-‬‬ ‫السالك فيها مف مقاـ إىل مقاـ بعد ُّ‬
‫حٌب يصل إىل مرحلة الاناء الٍب يغيب الااين عف رؤية كل نيء‪ ،‬كالبقاء بوف يرل‬
‫اد يف كل و‬
‫نيء ‪-‬تعاىل اد‪ -‬عدما يقوؿ يع نلوا كبّبا‪ ،‬كىذا ما عي ًرؼ بوحدة الوجود‬
‫تلك العقيدة الكارية الٍب عليها بعض ا‪٤‬بثصوفة‪.‬‬
‫السكر(ْ)‪ ،‬كالصحو(ٓ)‪ ،‬كالغيبة(ٔ) فهي مرادفات الاناء كالبقاء‪،‬‬
‫الشرب‪ ،‬ك ُّ‬‫أما " ُّ‬
‫الٍب ع عنها ابف عجيبة بقولو‪" :‬الاناءي ىو أف تبدك لك العظدمة فثنسيك كل نيء‪،‬‬
‫نيء سول الواحد الذم ليس كدمثلو نيء‪ ،‬كليس معو نيء‪ ،‬أك‬ ‫كتغيبك عف كل و‬
‫تقوؿ ىو نهود حق بال خلق‪ ،‬كأما البقاء فهو نهود خلق ٕبق"(ٕ)‪.‬‬
‫(ُ) معراج الثشوؼ‪ ،‬صٓٔ‪.ٔٔ-‬‬
‫بسا أك قبض‪ ،‬كتيسدمى ا‪٢‬باؿ بالوارد‪ .‬ينظر‪ :‬معجم‬ ‫حزف أك و‬ ‫طرب أك و‬ ‫(ِ) الحواؿ‪ :‬ما يرد على القلب مف و‬
‫مصطلحات الصوفية‪ ،‬صّٕ‪ ،‬كسيويت ٕبثها يف موضعها مف الكثاب‪.‬‬
‫(ّ) مقامات‪ :‬مثل الثوبة‪ ،‬كالورع‪ ،‬كالزىد‪ ،‬كالاقر ‪ ...‬كنرطو أف ال يرتقي مف مقاـ إىل مقاـ‪ ،‬مامل يسثوؼ أحكاـ‬
‫ذلك ا‪٤‬بقاـ‪ .‬ينظر‪ :‬معجم مصطلحات الصوفية‪ ،‬صّٕ‪.‬‬
‫السكر‪ :‬أف يغيب عف ‪ٛ‬بييز النياء‪ ،‬كال يغيب عف النياء كىو أال ٲبيز بْب مرافقو كمالذه كبْب أضدادىا يف‬ ‫(ْ) ُّ‬
‫مرافقة ا‪٢‬بق؛ فإف غلبات كجود ا‪٢‬بق تسقطو عف الثدمييز بْب ما يؤ‪٤‬بو‪ .‬ينظر‪ :‬الثعرؼ ‪٤‬بذىب أىل الثصوؼ‪،‬‬
‫للكالباذم‪ ،‬صُُٔ‪.‬‬
‫(ٓ) الصحو‪ :‬أف ٲبيز فيعرؼ ا‪٤‬بؤمل مف ا‪٤‬بلذ‪ ،‬في ثار ا‪٤‬بؤمل مف موافقة ا‪٢‬بق‪ ،‬كال يشهد المل بل ٯبد لذة يف ا‪٤‬بؤمل‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬الثعرؼ ‪٤‬بذىب أىل الثصوؼ‪ ،‬صُّٓ‪.‬‬
‫ودة فً ًيو غّب أىنو ىعٍنػ ىها بً يش يهود ىما‬ ‫ً‬
‫(ٔ) الغىٍيبىة‪ :‬أىف يغيب ىعف حظوظ نىاسو فى ىال يىػىر ىاىا كىي أعُب ا‪٢‬بظوظ قىائ ىدمة ىم ىعو ىم ٍو يج ى‬
‫للحق‪ .‬ينظر‪ :‬الثعرؼ ‪٤‬بذىب الثصوؼ صُُٖ‪.‬‬
‫(ٕ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صِٗٗ‪.‬‬

‫ُِْ‬
‫كحقيقة المر أف الذكؽ يرتبا بالكشف كالثجلي(ُ)‪ ،‬ظهر ذلك مف خالؿ‬
‫اسثقراء عبارات ابف عجيبة يف تعرياو للذكؽ‪ ،‬كلقد ذكر ابف عجيبة أف ىذه الكراد‬
‫نور إ‪٥‬بي‪ ،‬يقذفو اد يف‬ ‫سبب الحواؿ كا‪٤‬بقامات‪ ،‬فعند نرحو للوارد قاؿ‪" :‬الوارد ه‬
‫قلب مف أحب مف عباده‪ ،‬كىو على ثالثة أقساـ‪ :‬على حسب البداية‪ ،‬كالوسا‪،‬‬
‫كالنهاية‪ ،‬أك تقوؿ على حسب الطالبْب‪ ،‬كالسائريف‪ ،‬كالواصلْب‪ ،‬القسم الكؿ‪ :‬كارد‬
‫نور ٱبرجك مف ظلدمة الغالة إىل نور اليقظة‪ ،‬كىو لىل البداية مف‬ ‫االنثباه‪ :‬كىو ه‬
‫الطالبْب‪ ،‬فإذا تيق مف نومو‪ ،‬كانثبو مف غالثو اسثول على قدمو طالبنا لربو‪ ،‬فييقبل‬
‫نور‬
‫عليو بقلبو كبقالبو‪ ،‬كينجدمع عليو بكليثو‪ ،‬كالقسم الثاين‪ :‬كارد اإلقباؿ‪ ،‬كىو‪ :‬ه‬
‫مشثغال‬
‫ن‬ ‫يقذفو اد يف قلب عبده‪ ،‬فيحركو لذكر مواله‪ ،‬كيغيبو عدما سواه‪ ،‬فال يزاؿ‬
‫بذكره‪ ،‬غائبنا عف غّبه‪ ،‬حٌب ٲبثلئ القلب بالنور‪ ،‬كيغيب عدما سول ا‪٤‬بذكور‪ ،‬فال يرل‬
‫إال النور‪ ،‬في رج مف سجف الغيار‪ ،‬كيثحرر مف رؽ ااثار‪ ،‬كالقسم الثالث‪ :‬كارد‬
‫نور يسثول على قلب العبد‪ ،‬مث يسثول على ظاىره كباطنو‪ ،‬في رجو‬ ‫الوصاؿ كىو‪ :‬ه‬
‫مف سجف ناسو‪ ،‬كيغيبو عف نهود حسو"(ِ)‪.‬‬
‫كا‪٤‬بثومل ‪٤‬با أكرده ابف عجيبة يف ىذه الثقسيدمات يلح أهنا درجات الاناء‪.‬‬
‫بقولو‪" :‬وهذا االسم طيق بيى ث ثد معان‪:‬‬ ‫كلقد دحضها ابف القيم‬
‫الاناء عف كجود السول‪ ،‬كالاناء عف نهود السول‪ ،‬كالاناء عف إرادة السول‪.‬‬
‫فوما الاناء عف كجود السول‪ :‬فهو فناء ا‪٤‬بالحدة‪ ،‬القائلْب بوحدة الوجود‪ ،‬كأنو‬
‫ما مث غّب‪ ،‬كأف غاية العارفْب كالسالكْب الاناء يف الوحدة ا‪٤‬بطلقة‪ ،‬كناي الثكثُّر‬
‫(ُ) الثجلي‪ :‬ما يظهر للقلوب مف أنوار الغيوب‪ .‬معجم اصطالحات الصوفية‪ ،‬صُْٔ‪.‬‬
‫(ِ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صُِٓ‪.ُِٔ-‬‬

‫ُّْ‬
‫أصال‪ ،‬بل يشهد كجود العبد عْب‬
‫غّبا ن‬
‫كالثعدد عف الوجود بكل اعثبار‪ ،‬فال يشهد ن‬
‫كجود الرب‪ ،‬بل ليس عندىم يف ا‪٢‬بقيقة رب كعبد‪.‬‬
‫كفناء ىذه الطائاة يف نهود الوجود كلو كاحد‪ ،‬كىو الواجب بناسو‪ ،‬ما مث‬
‫كجوداف ‪٩‬بكف‪ ،‬ككاجب‪ ،‬كال يارقوف بْب كوف كجود ا‪٤‬ب لوقات باد‪ ،‬كبْب كوف‬
‫كجودىا ىو عْب كجوده‪ ،‬كليس عندىم فرقاف بْب العا‪٤‬بْب كرب العا‪٤‬بْب‪ ،‬كٯبعلوف‬
‫المر كالنهي للدمحجوبْب عف نهودىم كفنائهم‪ ،‬كالمر كالنهي تلبيس عندىم‪،‬‬
‫كاحملجوب عندىم يشهد أفعالو طاعات أك معاصي‪ ،‬ما داـ يف مقاـ الارؽ‪ ،‬فإذا‬
‫ارتاعة درجثو نهد أفعالو كلها طاعات ال معصية فيها‪ ،‬لشهوده ا‪٢‬بقيقة الكونية‬
‫الشاملة لكل موجود‪ ،‬فإذا ارتاعة درجثو عندىم فال طاعة كال معصية‪ ،‬بل ارتاعة‬
‫كمطاعا‪ ،‬كعاصينا‬
‫ن‬ ‫مطيعا‬
‫كتعددا‪ ،‬كتسثلزـ ن‬
‫ن‬ ‫الطاعات كا‪٤‬بعاصي؛ لهنا تسثلزـ اثنينية‬
‫كمعصيًّا‪ ،‬كىذا عندىم ‪٧‬بض الشرؾ‪ ،‬كالثوحيد احملض يوباه‪ ،‬فهذا فناء ىذه الطائاة‪.‬‬
‫كأما عف نهود السول‪ :‬الاناء فهو الاناء الذم يشّب إليو أكثر الصوفية‬
‫ا‪٤‬بثوخريف‪ ،‬كيعدكنو غاية ‪ ...‬كليس مرادىم فناء كجود ما سول اد يف ا‪٣‬بارج‪ ،‬بل‬
‫فناؤه عف نهودىم كحسهم‪ ،‬فحقيقثو‪ :‬غيبة أحدىم عف سول مشهوده‪ ،‬بل غيبثو‬
‫أيضا عف نهوده كناسو؛ لنو يغيب ٗبعبوده عف عبادتو‪ ،‬كٗبذكوره عف ذكره‪،‬‬ ‫ن‬
‫كٗبوجوده عف كجوده‪ ،‬كٗبحبوبو عف يحبو‪ ،‬كٗبشهوده عف نهوده"(ُ)‪.‬‬
‫السنة‪ ،‬كال يف كالـ الصحابة‬‫كقاؿ ابف القيم ‪" :‬مل يرد يف الكثاب‪ ،‬كال يف ُّ‬
‫ذمو‪ ،‬كال اسثعدملوا لاظو يف ىذا ا‪٤‬بعُب ا‪٤‬بشار إليو‬
‫كالثابعْب مدح لا الاناء كال ُّ‬
‫مقاما‪ ،‬كقد كاف‬
‫البثة‪ ،‬كال ذكره مشاي الطريق ا‪٤‬بثقدموف‪ ،‬كال جعلوه غايةن كال ن‬
‫(ُ) مدارج السالكْب ِ‪.ِٗٓ-ِّٗ/‬‬

‫ُْْ‬
‫القوـ(ُ) أحق بكل كدماؿ‪ ،‬كأسبق إىل كل غاية ‪٧‬بدمودة‪ ،‬ك‪٫‬بف ال ننكر ىذا اللا‬
‫مطل نقا‪ ،‬كال نقبلو مطل نقا‪ ،‬كال بد فيو مف الثاصيل‪ ،‬كبياف صحيحو مف معلولو‪... ،‬‬
‫فنقوؿ‪ :‬حقيقة "الاناء" ا‪٤‬بشار إليو ىو اسثهالؾ الشيء يف الوجود العلدمي الذىِب‪،‬‬
‫كىاىنا تىقسدمو أىل االسثقامة كأىل الزيغ كاإل‪٢‬باد‪ ،‬فزعم أىل اال‪ٙ‬باد ‪-‬القائلوف‬
‫بوحدة الوجود‪ -‬أف الاناء ىو غاية الاناء عف كجود السول‪ ،‬فال يثبة للسول كجود‬
‫البثة‪ ،‬ال يف الشهود كال يف العياف‪ ،‬بل يثحقق بشهود كحدة الوجود‪ ،‬فيعلم حين ذ أف‬
‫كجود ‪ٝ‬بيع ا‪٤‬بوجودات ىو عْب كجود ا‪٢‬بق‪ ،‬فدما مث كجوداف‪ ،‬بل ا‪٤‬بوجود كاحد‪،‬‬
‫كىم كخياؿ‪ ،‬فياُب عدما ىو‬
‫كحقيقة الاناء عندىم أف ياُب عدما ال حقيقة لو‪ ،‬بل ىو ه‬
‫فاف يف ناسو‪ ،‬ال كجود لو‪ ،‬فيشهد فناء كجود كل ما سواه يف كجوده‪ ،‬كىذا تعبّب‬ ‫و‬
‫‪٧‬بض‪ ،‬كإال فاي ا‪٢‬بقيقة ليس عند القوـ "سول" كال "غّب" كإ٭با السول كالغّب يف‬
‫الوىم كا‪٣‬بياؿ‪ ،‬فحوؿ ىذا الاناء يدندنوف كعليو ٰبوموف‪ ،‬كأما أىل الثوحيد‬
‫كاالسثقامة‪ :‬فيشّبكف بالاناء إىل أمريف‪ ،‬أحدٮبا أرفع مف ااخر‪ ،‬المر الكؿ‪ :‬الاناء‬
‫تارد الرب تعاىل بالقيومية كالثدبّب‪ ،‬كا‪٣‬بلق‬
‫يف نهود الربوبية كالقيومية‪ ،‬فيشهد ُّ‬
‫كالرزؽ‪ ،‬كالعطاء كا‪٤‬بنع‪ ،‬كالضر كالناع‪ ،‬كأف ‪ٝ‬بيع ا‪٤‬بوجودات مناعلة ال فاعلة‪ ،‬كما لو‬
‫منها فعل فهو مناعل يف فعلو‪٧ ،‬بل ‪٧‬بض ‪١‬برياف أحكاـ الربوبية عليو‪ ،‬ال ٲبلك نينا‬
‫ناعا‪ ،‬فإذا ‪ٙ‬بقق العبد هبذا ا‪٤‬بشهد؛ ‪ٟ‬بدت‬
‫ضرا كال ن‬ ‫منها لناسو كال لغّبه‪ ،‬فال ٲبلك ًّ‬
‫وصا منو إىل‬
‫منو ا‪٣‬بواطر كاإلرادات‪ ،‬نظرا إىل القيوـ الذم بيده تدبّب المور‪ ،‬كن ن‬
‫مشي ثو كحكدمثو فهو ناظر منو بو إليو‪ ،‬فاف بشهوده عف نهود ما سواه‪ ،‬كمع ىذا‬
‫قائدما بالواجبات كالنوافل‪.‬‬
‫فهو ساع يف طلب الوصوؿ إليو‪ ،‬ن‬
‫‪.‬‬ ‫(ُ) ىم الصحابة‬

‫ُْٓ‬
‫المر الثاين‪ :‬الاناء يف مشهد اإل‪٥‬بية‪ ،‬كحقيقثو (الاناء) عف إرادة ما سول اد‬
‫ك‪٧‬ببثو‪ ،‬كاإلنابة إليو‪ ،‬كالثوكل عليو‪ ،‬كخوفو كرجائو‪ ،‬فياُب ٕببو عف يحب ما سواه‪،‬‬
‫كٖبوفو كرجائو عف خوؼ ما سواه كرجائو‪ ،‬كحقيقة ىذا الاناء إفراد الرب سبحانو‬
‫باحملبة‪ ،‬كا‪٣‬بوؼ كالرجاء‪ ،‬كالثعظيم كاإلجالؿ ‪.)ُ("...‬‬
‫كال نك أف ‪ٙ‬بكيم الذكؽ أعقب الكثّب مف ا‪٤‬بااسد‪ ،‬أخطرٮبا نبذ الكثاب‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة كسلف اليمة‪،‬‬
‫السنة‪ ،‬كعدـ الثحاكم إليهدما كىذا خالؼ ما عليو أىل ُّ‬
‫ك ُّ‬
‫بل ىي مف البدع‪.‬‬
‫قاؿ ني اإلسالـ ابف تيدمية ‪" :‬كمف خرج عف الشرع الذم بعث اد‬
‫مثبع للحقيقة فإنو مضاهو للدمشركْب ا‪٤‬بكذبْب للرسل عليهم‬
‫‪٧‬بدمدا ظانا أنو ه‬
‫بو ند‬
‫السالـ"(ِ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف القيم ‪" :‬كقع مف ‪ٙ‬بكيم الذكؽ مف الاساد ما ال يعلدمو إال‬
‫اد‪ ،‬فإف الذكاؽ ‪٨‬بثلاة يف أناسها‪ ،‬كثّبة اللواف‪ ،‬مثباينة أعظم الثبايف‪ُّ ،‬‬
‫فكل‬
‫اؽ كأحو هاؿ كمواجيد‪ٕ ،‬بسب معثقداهتم كسلوكهم‪ ،‬فالقائلوف بوحدة‬ ‫طائاة ‪٥‬بم أذك ه‬
‫الوجود ‪٥‬بم ذكؽ كحاؿ ككجد يف معثقدىم ٕبسبو‪ ،‬كالنصارل ‪٥‬بم ذكؽ يف النصرانية‬
‫ٕبسب رياضثهم كعقائدىم‪ ،‬ككل مف اعثقد نينا أك سلك سلونكا –حقًّا كاف أك‬
‫باطال‪ -‬فإنو إذا ارتاض ك٘برد لزمو‪ ،‬ك‪ٛ‬بكف مف قلبو‪ ،‬كبقي لو فيو حاؿ كذكؽ ككجد‪،‬‬
‫ن‬
‫فيذكؽ مف يزف ا‪٢‬بقائق إذف كيعرؼ ا‪٢‬بق مف الباطل"(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) مدارج السالكْب ّ‪ ،ُّٓ/‬كينظر‪٦ :‬بدموع الاثاكل‪ ،‬البف تيدمية َُ‪.ّّٓ/‬‬


‫(ِ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُُ‪.َٖٓ/‬‬
‫(ّ) مدارج السالكْب ُ‪ ،ِْٗ-ُْٗ/‬كينظر‪ :‬صْٔٗ‪.‬‬

‫ُْٔ‬
‫كعالقة الذكؽ بالكشف كالثجلي(ُ) تكدمف يف ثالث مراتب(ِ)‪:‬‬
‫ُ‪ -‬الثجلي الكؿ‪ :‬ىو الثجلي الذايت‪ ،‬كىو ٘بلي الذات كحدىا لذاهتا‪ ،‬كىي‬
‫ا‪٢‬بضرة الحدية(ّ)‪ ،‬الٍب عرفها ابف عجيبة بقولو‪" :‬ا‪٢‬بضرة عبارة عف كشف رداء‬
‫الصوف عف أصل نور الكوف‪ ،‬فثلوح أنوار القدـ على صاحات العدـ فيثالنى‬
‫ا‪٢‬بادث كيبقى القدًن"(ْ)‪.‬‬
‫ِ‪ -‬الثجلي الثاين‪ :‬ىو الذم تظهر بو أعياف ا‪٤‬بدمكنات الثانية‪ ،‬الٍب ىي نؤكف‬
‫الذات لذاتو تعاىل كىو الثعيْب الكؿ بصاة العا‪٤‬بية كالقابلية؛ لف العياف معلوماتو‬
‫الكىل الذاتية القابلة للثجلي الشهودم‪ ،‬كللحق هبذا تنزؿ ا‪٢‬بضرة الحدية إىل‬
‫ا‪٢‬بضرة الواحدية بالنسبة ال‪٠‬بائية(ٓ)‪.‬‬
‫ّ‪ -‬الثجلي الشهودم‪ :‬ىو ظهور الوجود ا‪٤‬بسدمى باسم النور‪ ،‬كظهور ا‪٢‬بق‬
‫بصور أ‪٠‬بائو يف الكواف الٍب ىي صورىا كىذه ىي عقيدة كحدة الوجود‪.‬‬
‫كعقيدة كحدة الوجود(ٔ) حوت الكثّب مف ا‪٤‬بااسد العقدية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫األول‪ :‬أف حقيقة قو‪٥‬بم‪ :‬أف اد مل ٱبلق نينا كال ابثدعو كال برأه كال صوره؛ لنو‬
‫(ُ) الثجلي الصحيح إذا أريد بو كوف ‪ٝ‬بيع الكائنات آيات د ‪ ‬ناىدة دالة مظهرة ‪٤‬با ىو مسثحق لو مف‬
‫ال‪٠‬باء ا‪٢‬بسُب كالصاات العلى‪ ،‬كعف مقثضى أ‪٠‬بائو كصااتو خلق الكائنات‪ ،‬فهو تعاىل قد أظهر مف آثار‬
‫رب العا‪٤‬بْب‪ ،‬كالعا‪٤‬بوف ‪٩‬بثل وف ٗبا فيهم مف آثار أ‪٠‬بائو كصااتو‪.‬‬
‫علدمو كحكدمثو كر‪ٞ‬بثو ما ال ٰبصيو إال ىو فهو ُّ‬
‫ينظر‪٦ :‬بدموع الاثاكل ِ‪.َُْ-ََْ/‬‬
‫كنقدا‪ ،‬صُّٗ‪.َْٓ ،‬‬
‫عرضا ن‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬ا‪٤‬بصادر العامة للثلقي عند الصوفية ن‬
‫(ّ) معجم اصطالحات الصوفية‪ ،‬صُْٔ‪.‬‬
‫(ْ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صُٗ‪.‬‬
‫(ٓ) معجم اصطالحات الصوفية‪ ،‬صُْٔ‪.‬‬
‫(ٔ) ‪٥‬با مبحث خاص يف الباب الثالث مف ىذا الكثاب‪.‬‬

‫ُْٕ‬
‫إذا مل يكف كجود إال كجوده فدمف ا‪٤‬بدمثنع أف يكوف خال نقا لوجود ناسو أك بارئنا لذاتو‬
‫فإف العلم بذلك مف أبْب العلوـ كأبدىها للعقوؿ‪ ،‬إف الشيء ال ٱبلق ناسو ك‪٥‬بذا قاؿ‬
‫‪ :‬ﮋﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﮊ(ُ) فإهنم يعلدموف أهنم مل يكونوا ‪٨‬بلوقْب مف‬
‫غّب خالق كيعلدموف أف الشيء ال ٱبلق ناسو فثعْب أف ‪٥‬بم خال نقا‪ ،‬كعند ىؤالء الكاار‬
‫ب قد خلقو أك برأه أك أبدعو إال ناسو‬ ‫ا‪٤‬بالحدة الارعونية أنو ما مث نيءه يكوف الر ُّ‬
‫ا‪٤‬بقدسة‪ ،‬كناسو ا‪٤‬بقدسة ال تكوف إال ‪٨‬بلوقة مربوبة مصنوعة م كءة؛ المثناع ذلك يف‬
‫بدائو العقوؿ‪ ،‬كذلك مف أظهر الكار عند ‪ٝ‬بيع أىل ا‪٤‬بلل كااراء‪ ،‬كىذا رد للكثاب‬
‫اد‪ ‬ﮋﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ‬ ‫السنة كاإل‪ٝ‬باع‪ ،‬أيف ىم مف قوؿ‬
‫ك ُّ‬
‫ﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﮊ(ِ)‪.‬‬
‫‪" :‬أم‪ :‬خالقهدما كمبدعهدما‪ ،‬يف غاية ما يكوف مف‬ ‫قاؿ الشي السعدم‬
‫ا‪٢‬بسف كا‪٣‬بلق البديع‪ ،‬كالنظاـ العجيب احملكم"(ّ)‪.‬‬
‫كقاؿ أيضا‪" :‬كاد خالق كل نيء كليس نيء مف ا‪٤‬ب لوقات مشاهبا د و‬
‫بوجو‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫ﮋﯺ ﯻ‬ ‫مف الوجوه‪ ،‬ك‪٤‬با ذكر عدموـ خلقو لألنياء‪ ،‬ذكر إحاطة علدمو هبا فقاؿ‪:‬‬
‫ﯼ ﯽﮊ(ْ)‪ ،‬كيف ذكر العلم بعد ا‪٣‬بلق‪ ،‬إنارة إىل الدليل العقلي إىل ثبوت علدمو‪،‬‬
‫كىو ىذه ا‪٤‬ب لوقات‪ ،‬كما انثدملة عليو مف النظاـ الثاـ‪ ،‬كا‪٣‬بلق الباىر‪ ،‬فإف يف‬
‫ﮋﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬ ‫ذلك داللة على سعة علم ا‪٣‬بالق‪ ،‬ككدماؿ حكدمثو‪ ،‬كدما قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫(ُ) سورة الطور‪.ّٓ :‬‬
‫(ِ) سورة النعاـ‪.َُُ :‬‬
‫(ّ) تيسّب الكرًن الر‪ٞ‬بف يف تاسّب كالـ ا‪٤‬بناف ُ‪.ْٖٗ/‬‬
‫(ْ) سورة ا‪٢‬بديد‪.ّ :‬‬

‫ُْٖ‬
‫ﭠ ﭡ ﭢﮊ(ُ)‪ ،‬ككدما قاؿ تعاىل‪ :‬ﮋ ﯦ ﯧ ﯨﮊ(ِ) ذلكم الذم خلق ما‬
‫خلق‪ ،‬كقدر ما قدر"(ّ)‪.‬‬
‫ا ثاني‪ :‬أف عندىم أف اد ليس ُّ‬
‫رب العا‪٤‬بْب كال مالك ا‪٤‬بلك‪ ،‬إذ ليس إال‬
‫كجوده كىو ال يكوف رب ناسو كال يكوف ا‪٤‬بلك ا‪٤‬بدملوؾ ىو ا‪٤‬بلك ا‪٤‬بالك‪ ،‬كقد‬
‫ماثقر‬
‫صرحوا هبذا الكار مع تناقضو كقالوا‪ :‬إنو ىو ملك ا‪٤‬بلك بناءن على أف كجوده ه‬
‫إىل ذكات النياء‪ ،‬كذكات النياء ماثقرة إىل كجوده فالنياء مالكة لوجوده فهو‬
‫ملك ا‪٤‬بلك‪.‬‬
‫أحدا نينا كال‬
‫أحدا نينا كال أعطى ن‬‫ا ثا ث‪ :‬عندىم‪ ،‬أف اد‪ ‬مل يرزؽ ن‬
‫أحدا‪ ،‬كال أنعم على أحد نعدمةن كال علم‬ ‫أحدا كال أحسف إىل و‬
‫أحد كال ىدل ن‬ ‫رحم ن‬
‫أحدا البياف كعندىم يف ا‪١‬بدملة‪ :‬مل يصل منو إىل أحد ال خّب‪،‬‬ ‫علدما كال علم ن‬‫أحدا ن‬‫ن‬
‫أصال‪ ،‬كأف‬
‫كال نر‪ ،‬كال ناع‪ ،‬كال ضر‪ ،‬كال عطاء‪ ،‬كال منع‪ ،‬كال ىدل كال إضالؿ ن‬
‫ىذه النياء ‪ٝ‬بيعها عْب ناسو ك‪٧‬بض كجوده فليس ىناؾ غّبه يصل إليو كال أح هد‬
‫منصورا أك مهديًّا(ْ)‪.‬‬
‫ن‬ ‫سواه ينثاع هبا كال عبد يكوف مرزكقنا أك‬
‫كقوؿ ابف عجيبة با‪٢‬بضرة الحدية يلزـ عليو ناي ذات اد‪ ‬ككصاو‬
‫با‪٤‬بعدكمات‪ ،‬بل ىو تعطيل د‪ ‬عدما يسثحق ‪ ،‬قاؿ ني اإلسالـ ابف‬
‫تيدمية‪ ..." :‬ككذلك كونو ال يثكلم‪ ،‬أك ال ينزؿ‪ ،‬ليس يف ذلك صاة مدح‪ ،‬كال‬
‫كدماؿ‪ ،‬بل ىذه الصاات فيها تشبيو لو با‪٤‬بنقوصات‪ ،‬أك ا‪٤‬بعدكمات‪ ،‬فهذه الصاات‬
‫(ُ) سورة ا‪٤‬بلك‪.ُْ :‬‬
‫(ِ) سورة يس‪.ُٖ :‬‬
‫(ّ) تيسّب الكرًن الر‪ٞ‬بف يف تاسّب كالـ ا‪٤‬بناف ُ‪.ِّٕ/‬‬
‫(ْ) ينظر‪٦ :‬بدموع الاثاكل ِ‪.ِّٗ/‬‬

‫ُْٗ‬
‫منها ما ال يثصف بو إال ا‪٤‬بعدكـ‪ ،‬كمنها ما ال يثصف بو إال ا‪١‬بدمادات‪،‬‬
‫كالناقص"(ُ)‪.‬‬
‫أما الحواؿ كا‪٤‬بقامات الٍب ذكرىا ابف عجيبة أثناء تعرياو للذكؽ فبينها ابف‬
‫القيم بقولو‪" :‬كلرباب السلوؾ اخثالؼ كثّب يف عدد ا‪٤‬بقامات كترتيبها‪ ،‬كل يصف‬
‫منازؿ سّبه‪ ،‬كحاؿ سلوكو ك‪٥‬بم اخثالؼ يف بعض منازؿ السّب‪ ،‬ىل ىي مف قسم‬
‫الحواؿ؟ كالارؽ بينهدما‪ :‬أف ا‪٤‬بقامات كسبية كالحواؿ كىبية‪ ،‬كمنهم مف يقوؿ‪:‬‬
‫فكل مف كاف أصلح‬ ‫الحواؿ مف نثائج ا‪٤‬بقامات كا‪٤‬بقامات نثائج العدماؿ ُّ‬
‫حاال ‪ ...‬كالصحيح‬‫مقاما كاف أعظم ن‬ ‫كل مف كاف أعلى ن‬ ‫مقاما‪ ،‬ك ُّ‬
‫عدمال كاف أعلى ن‬ ‫ن‬
‫يف ىذا أف الواردات كا‪٤‬بنازالت ‪٥‬با أ‪٠‬باء باعثبار أحوا‪٥‬با‪ ،‬فثكوف لوامع كبوارؽ كلوائح‬
‫عند أكؿ ظهورىا كبدكىا‪ ،‬كدما يلدمع البارؽ‪ ،‬كيلوح عف بعد فإذا نازلثو كبانرىا فهي‬
‫أحواؿ‪ ،‬فإذا ‪ٛ‬بكنة منو كثبثة لو مف غّب انثقاؿ فهي مقامات كىي لوامع كلوائح‬
‫يف أك‪٥‬با كأحواؿ يف أكسطها‪ ،‬كمقامات يف هناياهتا‪ ،‬فالذم كاف بارقنا ىو بعينو ا‪٢‬باؿ‪،‬‬
‫حاال ىو بعينو ا‪٤‬بقاـ‪ ،‬كىذه ال‪٠‬باء لو باعثبار تعلُّقو بالقلب‪ ،‬كظهوره‬ ‫كالذم كاف ن‬
‫لو‪ ،‬كثباتو فيو‪ ،‬كقد ينسل السالك مف مقامو كدما ينسل مف الثوب‪ ،‬كينزؿ إىل ما‬
‫دكنو‪ ،‬مث قد يعود إليو‪ ،‬كقد ال يعود"(ِ)‪.‬‬
‫كال ريب أف مف ‪ٙ‬باكم إىل الذكؽ فيدما يسوغ كٲبثنع‪ ،‬كفيدما ىو صحيح كفاسد‬
‫‪٧‬بكا للحق كالباطل فنبذ لذلك موجب العلم كالنصوص كحكم فيها‬ ‫كجعلو ًّ‬
‫الذكاؽ‪ ،‬كطدمسة معامل اإلٲباف كالسلوؾ ا‪٤‬بسثقيم كانعكس السّب ككاف إىل اد‬
‫(ُ) الرسالة الثدمرية‪ ،‬صِِ‪.‬‬
‫(ِ) مدارج السالكْب ُ‪.ُِٓ-ُُٓ/‬‬

‫َُٓ‬
‫فصّبه إىل الناوس‪ ،‬فالناس احملجوبوف عف أذكاقهم يعبدكف اد كىو كمف على ناكلثو‬
‫يعبدكف أناسهم(ُ)‪.‬‬
‫أساس عر د ا دة د بند ابج بة اد‬ ‫ثا ثًا‪ :‬ا ذود وا ة دان ٌ‬
‫قاؿ ابف عجيبة‪" :‬قد أخذ الصوفية مف ىذا الديف القيم‪ ،‬الذم ىدل اد إليو‬
‫نبيو ‪ ‬خالصثو كلبابو‪ ،‬فوخذكا مف عقائد الثوحيد‪ :‬الشهود كالعياف‬
‫على طريق الذكؽ كالوجداف كمل يقنعوا بالدليل كال ىاف"(ِ)‪.‬‬
‫كابف عجيبة بكالمو ىذا يصرح تصرٰبنا ال مرية فيو أف القوـ اعث كا الذكؽ‬
‫باطل؛ فإف عقيدة الثوحيد مبنية على أصلْب‬ ‫مصدر تىلق ‪٤‬بعرفة الثوحيد‪ ،‬كىذا ه‬
‫السنة كفق فهم سلف المة‪ ،‬فدمف حاد عنهدما ‪ٚ‬ببا يف أكدية‬
‫عظيدمْب ٮبا الكثاب ك ُّ‬
‫الباطل‪ ،‬كما قالو بوف ا‪٥‬بداية إىل اد‪ ‬تكوف عف طريق الذكؽ‪ ،‬فهذا باطل‪.‬‬
‫قاؿ عبد الر‪ٞ‬بف الوكيل(ّ)‪" :‬كيديف الصوفية ببهثاف آخر يدمغها با‪٤‬بركؽ عف‬
‫اإلسالـ ذلك ىو اعثقادىا أف الذكؽ الاردم ‪-‬ال الشرع كال العقل‪ -‬ىو كحده‬
‫كسيلة ا‪٤‬بعرفة كمصدرىا معرفة اد كصااتو كما ٯبب لو فهو ‪-‬أم الذكؽ‪ -‬الذم‬
‫(ُ) مدارج السالكْب ِ‪ ،َُٕ/‬بثصرؼ‪.‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.ُِٗ/‬‬
‫(ّ) ىو‪ :‬عبد الر‪ٞ‬بف بف عبد الوىاب الوكيل‪ ،‬كلد يف قرية زاكية البقلي مركز الشهداء ٗبحافظة ا‪٤‬بنوفية عاـ ُِّّىػ‪،‬‬
‫الثصوؼ كعايشهم كفعل بعض أعدما‪٥‬بم‪ ،‬مث الثحق بكلية‬
‫حا القرآف‪ ،‬مث الثحق ٗبعهد طنطا‪ ،‬كنشو مع أىل ُّ‬
‫أصوؿ الديف نعبة الثوحيد كالالساة‪ ،‬كقد كقع ة يداه على كثاب بعنواف (رأم ابف تيدمية يف ابف عر )‪ ،‬ككاف‬
‫نقطة ‪ٙ‬بولو إىل منهج السلف‪ ،‬إضافة إىل تعرفو على الشي ْب ‪٧‬بدمد حامد الاقي‪ ،‬كعبدالرزاؽ عاياي‪ ،‬مث يعْب‬
‫السنة احملدمدية‪ ،‬لو مؤلاات ك‪ٙ‬بقيقات عدة منها‪ :‬ىذه ىي الصوفية‪ ،‬البهائية‪ ،‬كمف‬ ‫ئيسا ‪١‬بدماعة أنصار ُّ‬
‫ر ن‬
‫‪ٙ‬بقيقاتو‪ :‬الركض النف‪ ،‬للسهيلي‪ ،‬إعالـ ا‪٤‬بوقعْب‪ ،‬البف القيم‪ ،‬مث انثدب أسثا نذا بكلية الشريعة ٗبكة ا‪٤‬بكرمة‪،‬‬
‫السنة احملدمدية‪ ،‬د أ‪ٞ‬بد ‪٧‬بدمد الطاىر‪ ،‬صُْٖ‪.‬‬ ‫ككانة كفاتو سنة َُّٗىػ‪ .‬ينظر‪ٝ :‬باعة أنصار ُّ‬

‫ُُٓ‬
‫يػي ىقوـ حقائق النياء‪ ،‬كٰبكم عليها با‪٣‬بّبية أك الشرية‪ ،‬با‪٢‬بسف أك القبح‪ ،‬بوهنا حق‬
‫أك باطل‪ ،‬فال جرـ أف تديف الصوفية بعدد عديد مف أرباب كآ‪٥‬بة‪ ،‬كال عجب أف‬
‫ترل النحلة منها تعبد كثننا بغّب ما تعبده بو أخرل‪ ،‬أك ‪ٚ‬بنع لصنم يكار بو سواىا‬
‫حاكدما‬
‫مف النحل الصوفية‪ ،‬ال عجب مف ذلك كلو‪ ،‬ما دامة ٘بعل الذكؽ الاردم ن‬
‫كقي ندما على ا‪٤‬بسدميات كأ‪٠‬بائها‪ ،‬فيصح للشيء معناه مرة‪ ،‬مث ينس و بنقيضو مرة‬
‫دائدما يف منطقها ا‪٤‬ب بوؿ‪ ،‬كلقد‬
‫أخرل‪ ،‬ىذه ا‪٢‬بدة يف توتر الثناقض صبغة الصوفية ن‬
‫ضربة الصوفيْب أىواء أحبارىم با‪٢‬بّبة كالارقة‪ ،‬فحاكلوا طرائق قددا‪ ،‬تؤلو كل طريقة‬
‫صندما لو‪ ،‬كتعبده ٗبا ياَبيو ىواه مف خرافات"(ُ)‪ ،‬كىؤالء‬
‫منها ما ارتضاه كاىنها ن‬
‫بدليل نرعي ‪٤‬با يقولوف يرجعوف إىل مصطلحاهتم الااسدة مف كجد‪،‬‬ ‫عندما يطالبوف و‬
‫كذكؽ‪ ،‬قاؿ ابف خلدكف(ِ)‪" :‬كإذا كانة كلدماهتم كتااسّبىم ال تاارؽ اإلهباـ‬
‫كاالسثغالؽ فدما الاائدة فيها؟ فالرجوع إذف إىل كلدمات الشرع كاقثباس معانيها مف‬
‫الثااسّب ا‪٤‬بعثضدة بالثر‪ ،‬كلو كانة ال ‪ٚ‬بلص مف اإلهباـ أكىل مف اهبامهم الذم ال‬
‫يسثند إىل برىاف عقل كال قضية نرع"(ّ)‪.‬‬
‫كابف عجيبة تابع سلاو مف الصوفية بوف ‪ٝ‬بيع علومهم ال تيعرؼ إال عف طريق‬
‫الذكؽ‪.‬‬

‫(ُ) ىذه ىي الصوفية‪ ،‬صُِ‪.ِِ-‬‬


‫(ِ) ىو‪ :‬عبد الر‪ٞ‬بف بف ‪٧‬بدمد بف خلدكف ا‪٢‬بضرمي النهيلي‪ ،‬ا‪٤‬بعركؼ بابف خلدكف‪ ،‬كلد بثونس سنة ِّٕىػ‪،‬‬
‫كحا القرآف‪ ،‬ك‪٠‬بع ا‪٢‬بديث‪ ،‬كدرس العربية يف صغره‪ ،‬رحل إىل الشاـ مث مصر حيث توىل فيها منصب قاضي‬
‫ا‪٤‬بالكية‪ ،‬لو مؤلاات منها‪ :‬مقدمة ابف خلدكف‪ ،‬نااء السائل لثهذيب ا‪٤‬بسائل‪ ،‬ككانة كفاتو سنة َٖٖىػ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬ا‪٤‬بنهل الصايف كا‪٤‬بسثوىف بعد الوايف‪ ،‬البف تغرم بردم ٕ‪ ،َِٓ/‬الضوء الالمع‪ ،‬للس اكم ْ‪.ُْٓ/‬‬
‫(ّ) نااء السائل لثهذيب ا‪٤‬بسائل‪ ،‬صُُِ‪.ُِِ-‬‬

‫ُِٓ‬
‫كنقل الشعراين(ُ) قوؿ ابف عر (ِ)‪ٝ" :،)ّ( ،‬بيع علومنا مف علوـ الذكؽ ال‬
‫إ‪٥‬بي‪ ،‬كالعلم قد ٰبصل‬‫مف علوـ بال ذكؽ؛ فإف علوـ الذكؽ ال تكوف إال عف ٘بل ٌ‬
‫لنا بنقل ا‪٤‬ب الصادؽ كبالنظر الصحيح"(ْ)‪.‬‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة ‪-‬كد ا‪٢‬بدمد‪ -‬فهم مطبقوف على أف الثوحيد مصدره‬ ‫أما أىل ُّ‬
‫السنة‪.‬‬
‫الكثاب ك ُّ‬
‫كمل يثبة عف أحد مف السلف أنو قاؿ‪ :‬إنو عرؼ اد بو‪٠‬بائو كصااتو عف‬
‫لسبقوا كمل ييسبقوا‪.‬‬
‫خّبا ى‬
‫طريق الذكؽ‪ ،‬كلو كاف ن‬
‫السنة كإ‪ٝ‬باع‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة توقياية على الكثاب ك ُّ‬ ‫فدمصادر ا‪٤‬بعرفة عند أىل ُّ‬
‫‪ٝ‬بيعا‪.‬‬
‫اليمة‪ ،‬كىذه الصوؿ الثالثة عندىم ميزاف لقواؿ الناس ن‬
‫قاؿ ني اإلسالـ ابف تيدمية‪ ..." :‬كىم يىزنًيو ىف هبذه الصوؿ الثالثة ‪ٝ‬بيع ما‬
‫عليو الناس مف أقواؿ كأعدماؿ باطنة أك ظاىرة ‪٩‬با لو تعلُّق بالديف"(ٓ)‪.‬‬
‫كيف خثاـ ىذا ا‪٤‬ببحث يثضح جليًّا أف ابف عجيبة يقدـ الذكؽ كالكشف على‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة‪ ،‬كىذا نص صريح لقولو بذلك‪ ،‬فعند‬ ‫مصادر الثلقي ا‪٤‬بعث ة عند أىل ُّ‬
‫(ُ) أبو ‪٧‬بدمد‪ ،‬عبد الوىاب بف أ‪ٞ‬بد بف علي ا‪٢‬بناي الشعراين الصويف‪ ،‬لو مؤلاات عدة منها‪ :‬لواقح النوار يف‬
‫طبقات الخيار ا‪٤‬بعركؼ بالطبقات الك ل‪ ،‬لطائف ا‪٤‬بنف‪ ،‬تويف سنة ّٕٗىػ‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بوسوعة الصوفية‪،‬‬
‫صُٖٗ‪.َّْ ،‬‬
‫(ِ) أبو بكر‪٧ ،‬بدمد بف علي بف ‪٧‬بدمد بف أ‪ٞ‬بد بف عبد اد‪٧ ،‬بيي الديف الطائي ا‪٢‬با‪ٛ‬بي الندلسي ا‪٤‬بعركؼ بابف‬
‫عر الصويف‪ ،‬كلد ٗبرسية بالندلس سنة َٔٓىػ‪ ،‬كسكف يف أنبيلية‪ ،‬مث رحل إىل أفريقية‪ ،‬مث إىل مكة‪ ،‬مث‬
‫اسثقر بالشاـ إىل أف تويف سنة ّٖٔىػ‪ ،‬مف مؤلااتو‪ :‬الاثوحات ا‪٤‬بكية‪ ،‬فصوص ا‪٢‬بكم‪ .‬ينظر‪ :‬تاري اإلسالـ‬
‫ُْ‪ ،ِّٕ/‬البداية كالنهاية ُٕ‪.ِّٓ-ِِٓ/‬‬
‫(ّ) سيويت دفاع ابف عجيبة عف ابف عر يف الباب الثالث مف الكثاب‪.‬‬
‫(ْ) اليواقية كا‪١‬بواىر يف عقيدة الكابر‪ ،‬للشعراين ِ‪.ْٖ/‬‬
‫(ٓ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ّ‪.ُٕٓ/‬‬

‫ُّٓ‬
‫(ُ)‬
‫قاؿ‪" :‬ىم العارفوف‬ ‫ﮋ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﮊ‬ ‫توكيلو لقوؿ اد تعاىل‪:‬‬
‫أمر مف أمر القلوب كوسرار الثوحيد‪ ،‬كأمر ا‪٣‬بواطر‪ ،‬رجعنا‬
‫باد‪ ،‬فإذا أنكل علينا ه‬
‫إليهم؛ لهنم أىل الذكؽ كالكشف‪ ،‬يٯبيبوف سائلهم با‪٥‬بدمة كا‪٢‬باؿ‪ ،‬حٌب يقلعوا عركؽ‬
‫ما أنكل على السائل"(ِ)‪.‬‬
‫كىذا ىو حاؿ كثّب مف الصوفية ييعرضوف عف الدليل الشرعي ا‪٤‬ببِب على‬
‫السنة إىل أقواؿ كخرافات مشاٱبهم كإف كانة ‪٨‬بالاة للنصوص الشرعية‪.‬‬
‫الكثاب ك ُّ‬
‫قاؿ الشاطيب‪" :‬رأل نابثة مثوخرة الزماف ‪٩‬بف يدعى الث لُّق ٖبلق أىل الثصوؼ‬
‫ا‪٤‬بثقدمْب‪ ،‬أك يركـ الدخوؿ فيهم‪ ،‬يعدمدكف إىل ما نيقل عنهم يف الكثب مف الحواؿ‬
‫ا‪١‬بارية عليهم أك القواؿ الصادرة عنهم‪ ،‬فيث ذكهنا ديننا كنريع نة لىل الطريقة كإف‬
‫السنة‪ ،‬أك ‪٨‬بالاة ‪٤‬با جاء عف السلف‬ ‫كانة ‪٨‬بالاة للنصوص الشرعية مف الكثاب ك ُّ‬
‫اة كال نظر عامل‪ ،‬بل يقولوف‪ :‬إف صاحب ىذا‬ ‫الصاٌف‪ ،‬ال يلثاثوف معها إىل فيثيا م و‬
‫أيضا ‪٩‬بف ييقثدل‬
‫الكالـ ثبثة كاليثو‪ ،‬فكل ما ياعلو أك يقولو حق‪ ،‬كإف كاف ‪٨‬بال ناا فهو ن‬
‫بو‪ ،‬كالاقو للعدموـ‪ ،‬كىذه طريقة ا‪٣‬بصوص‪.‬‬
‫فَباىم ٰبسنوف الظف بثلك القواؿ كالفعاؿ كال ٰبسنوف الظف بشريعة ‪٧‬بدمد‬
‫‪ ،‬كىو عْب اتباع الرجاؿ كترؾ ا‪٢‬بق‪ ،‬مع أف أكل ك ا‪٤‬بثصوفة الذيف ينقل عنهم مل‬
‫يثبة أف ما نقل عنهم كاف يف النهاية دكف البداية‪ ،‬كال علم أهنم كانوا مقريف بصحة‬
‫يضا فقد يكوف مف أئدمة الثصوؼ كغّبىم مف زؿ زلةن ٯبب‬ ‫ما صدر عنهم أـ ال‪ ،‬كأ ن‬
‫سَبىا عليو‪ ،‬فينقلها عنو مف ال يعلم حالو ‪٩‬بف مل يثودب بطريق القوـ كل الثودب‪.‬‬

‫(ُ) سورة النحل‪.ّْ :‬‬


‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ُِّ/‬‬

‫ُْٓ‬
‫كقد حذر السلف الصاٌف مف زلة العامل‪ ،‬كجعلوىا مف المور الٍب هتدـ الديف‪،‬‬
‫فإنو رٗبا ظهرت فثطّب يف الناس كل مطار‪ ،‬فيعدكهنا ديننا‪ ،‬كىي ضد الديف‪ ،‬فثكوف‬
‫الزلة حجة يف الديف‪ ،‬فكذلك أىل الثصوؼ‪ ،‬كال بد ‪٤‬بف يريد االقثداء بالصويف مف‬
‫عرض أقوالو كأفعالو على حاكم ٰبكم عليها‪ :‬ىل ىي مف ‪ٝ‬بلة ما يث ذ ديننا أـ ال؟‬
‫أيضا‪ ،‬كأقل ذلك يف الصويف أف‬‫كا‪٢‬باكم ىو الشرع‪ ،‬كأقواؿ العامل تعرض على الشرع ن‬
‫نسولو عف تلك العدماؿ إف كاف عالػ ندما بالاقو‪ ،‬كا‪١‬بنيد كغّبه ‪ ،‬كلكف ىؤالء‬
‫الرجاؿ النابثة ال ياعلوف ذلك‪ ،‬فصاركا مثبعْب الرجاؿ مف حيث ىم رجاؿ ال مف‬
‫حيث ىم راجحوف با‪٢‬باكم ا‪٢‬بق‪ ،‬كىو خالؼ ما عليو السلف الصاٌف"(ُ)‪.‬‬
‫"كأما انثساب الطائاة إىل ني و معْب‪ :‬فال ريب أف الناس ٰبثاجوف مف يثلقوف‬
‫عنو اإلٲباف كالقرآف‪ ،‬كدما تلقى الصحابة ذلك عف النيب كتلقاه عنهم الثابعوف؛‬
‫كبذلك ٰبصل اتباع السابقْب الكلْب بإحساف‪ ،‬فكدما أف ا‪٤‬برء لو مف يعلدمو القرآف‬
‫ص‬‫ك‪٫‬بوه فكذلك لو مف يعلدمو الديف الباطف كالظاىر‪ ،‬كال يثعْب ذلك يف ن و‬
‫معْب؛ كال ٰبثاج اإلنساف يف ذلك أف ينثسب إىل ني و معْب‪ ،‬كل مف أفاد غّبه‬
‫إفادة دينية ىو ني و فيها؛ ‪ ...‬فسلف اليمة نيوخ ا‪٣‬بلااء قرنا بعد قرف؛ كليس‬
‫لحد أف ينثسب إىل ني و يوال على مثابعثو كيعادم على ذلك؛ بل عليو أف يوال‬ ‫و‬
‫كل مف كاف مف أىل اإلٲباف كمف عيرؼ منو الثقول مف ‪ٝ‬بيع الشيوخ كغّبىم كال‬
‫أحدا ٗبزيد مواالة إال إذا ظهر لو مزيد إٲبانو كتقواه‪ ،‬فيقدـ مف قدـ اد تعاىل‬
‫ٱبص ن‬‫ُّ‬
‫كرسولو عليو‪ ،‬كياضل مف فضلو اد كرسولو‪ ،‬قاؿ اد تعاىل‪ :‬ﮋﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ‬
‫ﭺ ﭻﭼﭽ ﭾﭿﮀ ﮁﮂ ﮃﮄﮅﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊﮊ(ِ)‪.)ّ( ،‬‬
‫(ُ) االعثصاـ ِ‪.ٖٕٔ-ٖٔٓ/‬‬
‫(ِ) سورة ا‪٢‬بجرات‪.ُّ :‬‬
‫(ّ) ‪٦‬بدموع الاثاكل‪ ،‬البف تيدمية ُُ‪.ُِٓ-ُُٓ/‬‬

‫ُٓٓ‬
‫كقوؿ ابف عجيبة‪ :‬إف الصوفية قد أخذكا مف ىذا الديف القيم خالصثو كلبابو‪،‬‬
‫فيو تعد ك‪٦‬بانبة للحق؛ فهم مل يعثنوا بنصوص الوحي الٍب أنز‪٥‬با اد فكيف يصل‬
‫للحق مف كانة ىذه حالو‪ ،‬مث زعدمو أهنم أخذكا خالصة الديف كلبابو فهذا يؤدم‬
‫إىل القوؿ بوف يف ديف اد ما ىو لب كمنو ما ىو قشور‪ ،‬كمنو ما ييؤخذ كييَبؾ‪ ،‬كىذا‬
‫كتاصيال‪.‬‬
‫ن‬ ‫باطل ‪ٝ‬بلةن‬
‫ه‬

‫ُٔٓ‬
‫ادلبحث انثانث‪ :‬انُخد‬

‫أوال‪ :‬معنى ا ة د ي ا ي د‬
‫ً‬
‫لو معاف عدة يف اللغة كىي‪ :‬ا‪٢‬بصوؿ على الشيء‪ ،‬كا‪٢‬بزف‪ ،‬كالغضب‪ ،‬كا‪٢‬بب‪،‬‬
‫كالسعة يف الرزؽ‪ ،‬يقوؿ ا‪٣‬بليل بف أ‪ٞ‬بد(ُ)‪" :‬الوجد‪ ،‬مف ا‪٢‬بزف‪ ،‬كا‪٤‬بوجدة مف‬
‫الغضب‪ ،‬كالوجداف‪ ،‬كا‪١‬بًدة مف قولك‪ :‬كجدت الشيء‪ ،‬أم‪ :‬أصبثو"(ِ)‪.‬‬
‫أصل كاحد‪ ،‬كىو الشي‬ ‫يدؿ على و‬‫كقاؿ ابف فارس(ّ)‪" :‬الواك كا‪١‬بيم كالداؿ‪ُّ ،‬‬
‫الغضب ًكجدانا"(ْ)‪.‬‬
‫دت يف ى‬ ‫كج ي‬ ‫ت الضالة ًك ٍجدانا‪ ،‬كحكى ي‬
‫بعضهم‪ :‬ى‬ ‫كك ىج ٍد ي‬
‫ييلايو‪ ،‬ى‬
‫ثانًا‪ :‬معنى ا ة د بند ا صة د‬
‫ىو ما يصادؼ القلب مف فزوع‪ ،‬أك ىم‪ ،‬أك غم‪ ،‬أك ً‬
‫رؤية معُب مف أحواؿ‬
‫حالة بْب العبد كبْب اد‪ ،‬أك ىو ما يرد على القلب بال‬ ‫كشف و‬ ‫ااخرة‪ ،‬أك ً‬
‫تعدمد‪ ،‬كتكلُّف(ٓ)‪.‬‬
‫ُّ‬
‫ارد ٰبرؾ القلب كيزعجو‪ ،‬إما نو هؽ مقلق‪ ،‬فيثّب‬
‫كعرفو ابف عجيبة بقولو‪" :‬ىو ك ه‬
‫قبضا كحزنا"(ٔ)‪.‬‬
‫مزعج فيثّب ن‬
‫خوؼ ه‬ ‫كسركرا‪ ،‬كإما ه‬
‫ن‬ ‫بسطنا‬

‫(ُ) أبو عبد الر‪ٞ‬بف‪ ،‬ا‪٣‬بليل بف أ‪ٞ‬بد الاراىيدم‪ ،‬أكؿ مف اخَبع العركض كالقوايف‪ ،‬كلد سنة مائة‪ ،‬لو مؤلاات كثّبة‬
‫منها‪ :‬العْب‪ ،‬معاين ا‪٢‬بركؼ‪ٝ ،‬بلة آالت العرب‪ ،‬مات سنة َُٕىػ‪ ،‬أك ُٕٓىػ‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بنثظم ٕ‪،ِٕٗ/‬‬
‫البلغة يف تراجم أئدمة النحو كاللغة ُ‪.ُِ/‬‬
‫(ِ) العْب ٔ‪.ُٔٗ/‬‬
‫(ّ) أ‪ٞ‬بد بف فارس بف زكريا بف ‪٧‬بدمد بف حبيب القزكيِب‪ ،‬ا‪٤‬بعركؼ بالرازم‪ ،‬ا‪٤‬بالكي‪ ،‬لغوم‪٧ ،‬بدث‪ ،‬نزيل ٮبذاف‪ ،‬لو‬
‫مؤلاات منها‪٦ :‬بدمل اللغة‪ ،‬جامع الثوكيل‪ ،‬ذـ ا‪٣‬بطو يف الشعر‪ ،‬مات سنة ّّٗىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الوايف بالوفيات‬
‫ٗ‪ ،ٔٗ/‬سّب أعالـ النبالء ُٕ‪.ِٖ ،َٖ/‬‬
‫(ْ) مقاييس اللغة ٔ‪.ٖٔ/‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬الثعرؼ ‪٤‬بذىب أىل الثصوؼ‪ ،‬صُُِ‪ ،‬الرسالة القشّبية ُ‪.ُِٔ/‬‬
‫(ٔ) نرح ‪ٟ‬برية ابف الاارض‪ ،‬صَِ‪.ُِ-‬‬

‫ُٕٓ‬
‫السكر‬
‫أما الوجداف فهو‪ :‬دكاـ حالكة الشهود‪ ،‬كاتصا‪٥‬با للواجد مع غلبة ُّ‬
‫كالدىش فإف اسثدمر مع ذلك حٌب زالة الدىشة كا‪٢‬بّبة كصاية الاكرة كالنظرة‬
‫الوجداف‪،‬‬
‫كمثىار ي‬
‫الوجد‪ ،‬أم ‪٠‬باع خطاب احملبوب‪ ،‬ى‬‫فهو الوجود‪ ،‬كالسدماع ىو ىمثىار ي‬
‫ىو نهود ‪ٝ‬باؿ احملبوب‪ ... ،‬كمثاؿ ذلك الطال يف ا‪٤‬بهد‪ ،‬فإنو يسكف إذا ‪ٙ‬برؾ بو‬
‫ا‪٤‬بهد‪ ،‬كيبكي إذا سكف‪ ،‬كذلك القلب يرتاح إذا ‪ٙ‬برؾ القلب‪ ،‬كإال بقي يضطرب‬
‫فرٗبا ٱبرج عف طوره‪.‬‬
‫ساكف مثدمكف قد اسثونس با‪٢‬بضرة‪ ،‬فرٗبا ٱبرج عف‬
‫ه‬ ‫الوجد فهو‬
‫كأما صاحب ي‬
‫ساكف مثدمكف قد اسثونس با‪٢‬بضرة‪ ،‬كزالة عنو‬ ‫ب الوجداف فهو‬ ‫ً‬
‫ه‬ ‫طوره‪ ،‬كأما صاح ي‬
‫الدىشة كا‪٢‬بّبة فهو كا‪١‬ببل الراسي‪ ،‬قيل للجنيد‪ :‬ما لك؛ كنة تثواجد عند السدماع‬
‫ﮋﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆ‬ ‫مث صرت ال يثحرؾ منك نيء؟ فثال قولو تعاىل‪:‬‬
‫ﰇﰈ ﰉ ﰊﰋﰌﰍﰎﰏ ﰐﰑ ﰒﰓ ﮊ(ُ)‪.‬‬
‫‪ ،‬فإنو ‪٤‬با فاجوىف بباىر ‪ٝ‬بالو‪ :‬غنب عف‬ ‫كناىد ذلك صو ً‬
‫احب ييو يسف‬
‫سف‬
‫إحساسهف ﮋﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﮊ(ِ)‪.‬‬
‫دىشوا كغابوا عف‬
‫ككذلك أرباب الوجداف ‪٤‬با اسثشرفوا على نيور ا‪٢‬بضرة‪ ،‬ي‬
‫إحساسهم‪ ،‬فإذا ‪ٛ‬بكنوا مف نهودىا كأنسوا هبا مل ٰبركهم نيءه مف أنوارىا‪ ،‬كقد يغلب‬
‫على العارؼ نهود ا‪١‬بدماؿ فّبقص كيطرب لكنو نادر"(ّ)‪.‬‬
‫مث إف الوارد الذم ٰبرؾ القلب كيزعجو عند ابف عجيبة يويت عف طريق السدماع‬
‫(ُ) سورة الندمل‪.ٖٖ :‬‬
‫(ِ) سورة يوسف‪.ُّ :‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬نرح ‪ٟ‬برية ابف الاارض‪ ،‬صَِ‪.ُِ-‬‬

‫ُٖٓ‬
‫الصويف ا‪٤‬بقيد بالنغم‪ ،‬قاؿ ابف عجيبة‪" :‬إذا كاف الغناء يهيج لذكر اد‪ ،‬كٰبرؾ إىل حضرة‬
‫باطال‪ ،‬كا‪٢‬باصل أف السدماع عند‬
‫حقا‪ ،‬كإذا كاف ٰبرؾ إىل ا‪٥‬بول الناساين كاف ن‬ ‫اد كاف ًّ‬
‫(ُ)‬
‫‪٠‬باعا مع ني نا‬
‫أيضا‪" :‬كقد حضرت ن‬ ‫الصوفية ركف مف أركاف الطريقة" ‪ ،‬كقاؿ ن‬
‫جامدا جاىل خاؿ مف‬
‫كمشاال ‪ ...‬كال ينكر السدماع إال ن‬
‫البوزيدم‪ ،‬فكاف يثدمايل ٲبيننا ن‬
‫أسرار ا‪٢‬بقيقة"(ِ)‪.‬‬
‫يرد على مف اعَبض على السدماع‪ ،‬بقولو‪" :‬اعلم أف اعَباض‬
‫بل إف ابف عجيبة ُّ‬
‫كخصوصا يف السدماع‬
‫ن‬ ‫أبدا‪ ،‬ىذه يسنة ماضية‪،‬‬
‫أىل الظاىر على الصوفية ال ينقطع ن‬
‫كالرقص‪ ،‬كىم معذكركف؛ لهنم ال يشاىدكف إال ذكاتنا ترقص كتشطح‪ ،‬كال يدركف ما‬
‫يف باطنها مف ا‪٤‬بواجيد كالفراح‪ ،‬فيحدملوف ذلك على ًخاة العقل كالطيش‪ ،‬فيقعوف‬
‫فيهم إال مف عصدمو اد بالثسليم‪ ،‬كلذلك كاف الثصديق بطريقة القوـ كاالعَباض‬
‫جناية"(ّ)‪.‬‬
‫كعرفهدما ابف عجيبة‬
‫الوجد كع عنو بالبسا كالقبض للقلب‪ٌ ،‬‬ ‫فهو أساس ي‬
‫بقولو‪" :‬البسا فر هح يعَبم القلوب أك الركاح‪ ،‬إما بسبب قرب نهود ا‪٢‬ببيب أك‬
‫نهود ‪ٝ‬بالو‪ ،‬أك بكشف ا‪٢‬بجاب عف أكصاؼ كدمالو‪ ،‬ك٘بلي ذاتو‪ ،‬أك بغّب سبب‪،‬‬
‫كضيق يعَبم القلب‪ ،‬إما بسبب فوات مرغوب‪ ،‬أك عدـ حصوؿ‬ ‫ه‬ ‫كالقبض‪" :‬حز هف‬
‫(ْ)‬
‫الوجد‪،‬‬
‫مطلوب‪ ،‬أك بغّب سبب" ‪ ،‬كتلح مف الثعريف أف ‪ٜ‬برة البسا كالقبض يف ي‬
‫الكشف عف ا‪٢‬بجاب ‪-‬أم‪ -‬معرفة الغيب‪ ،‬ك‪ٜ‬برة الكشف كحالكة الشهود الٍب‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ْ‪.ِّٔ/‬‬
‫(ِ) معراج الثشوؼ‪ ،‬صُٔ‪.‬‬
‫(ّ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صََّ‪.‬‬
‫(ْ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صُِٕ‪ ،‬كمعراج الثشوؼ‪ ،‬صْٓ‪.‬‬

‫ُٗٓ‬
‫نصا مف أقواؿ ابف عجيبة بقضية ا‪٢‬بلوؿ‬
‫ذكرىا ىي القوؿ با‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد‪ ،‬كإليك ًّ‬
‫كاال‪ٙ‬باد قاؿ‪" :‬ياثح لك الباب‪ ،‬كيرفع بينك كبينو ا‪٢‬بجاب‪ ،‬فثثنزه يف كدماؿ الذات‪،‬‬
‫كنهود الصاات‪ ،‬فثغيب عف أثر ا‪١‬بالؿ كا‪١‬بدماؿ بشهود الكبّب ا‪٤‬بثعاؿ‪ ،‬فال جاللو‬
‫ٰبجبك عف ‪ٝ‬بالو‪ ،‬كال ذاتو ‪ٙ‬ببسك عف صااتو‪ ،‬كال صااتو ‪ٙ‬ببسك عف ذاتو‪،‬‬
‫تشهد ‪ٝ‬بالو يف جاللو‪ ،‬كجاللو يف ‪ٝ‬بالو‪ ،‬كتشهد ذاتو يف صااتو‪ ،‬كصااتو يف‬
‫اد‪ :‬ﮋﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ‬ ‫ذاتو"(ُ)‪ ،‬أيف ىو مف قوؿ‬
‫ﭭ ﭮﮊ(ِ)‪ ،‬قاؿ الشي السعدم‪" :‬لعظدمثو‪ ،‬كجاللو ككدمالو‪ ،‬أم‪ :‬ال ‪ٙ‬بيا‬
‫بو البصار‪ ،‬كإف كانة تراه‪ ،‬كتارح بالنظر إىل كجهو الكرًن‪ ،‬فناي اإلدراؾ ال يناي‬
‫الرؤية‪ ،‬بل يثبثها با‪٤‬باهوـ‪ ،‬فإنو إذا ناى اإلدراؾ الذم ىو أخص أكصاؼ الرؤية‪ ،‬دؿ‬
‫على أف الرؤية ثابثة‪ ،‬فإنو لو أراد ناي الرؤية لقاؿ‪" :‬ال تراه البصار" ك‪٫‬بو ذلك‪،‬‬
‫فعلم أنو ليس يف ااية حجة ‪٤‬بذىب ا‪٤‬بعطلة‪ ،‬الذيف يناوف رؤية رهبم يف ااخرة‪ ،‬بل‬
‫يدؿ على نقيض قو‪٥‬بم‪ ،‬أم‪ :‬ىو الذم أحاط علدمو‪ ،‬بالظواىر كالبواطف‪،‬‬ ‫فيها ما ُّ‬
‫ك‪٠‬بعو ٔبدميع الصوات الظاىرة‪ ،‬كا‪٣‬باية‪ ،‬كبصره ٔبدميع ا‪٤‬ببصرات‪ ،‬صغارىا‪ ،‬ككبارىا‪،‬‬
‫الذم لطف علدمو كخ تو‪ ،‬كدؽ حٌب أدرؾ‬ ‫ﮋﭬ ﭭ ﭮﮊ‬ ‫ك‪٥‬بذا قاؿ‪:‬‬
‫السرائر كا‪٣‬باايا‪ ،‬كا‪٣‬ببايا كالبواطف"(ّ)‪.‬‬
‫كقاؿ ني االسالـ ابف تيدمية‪ ... :‬كىذا الذم يهيجو السدماع ا‪٤‬ببثدع‪ ،‬ليس‬
‫ىو الذم ٰببو اد‪ ‬كرسولو بل انثدمالو على ما ال ٰببو اد‪ ‬كعلى‬
‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صُّٕ‪.‬‬
‫(ِ) سورة النعاـ‪.َُّ :‬‬
‫(ّ) تيسّب الكرًن الر‪ٞ‬بف يف تاسّب كالـ ا‪٤‬بناف ُ‪.ِٖٔ/‬‬

‫َُٔ‬
‫ما يبغضو أكثر مف انثدمالو على ما ٰببو كال يبغضو كحده عدما ٰببو اد كهنيو عف‬
‫ذلك أعظم‪ ،‬مف ‪ٙ‬بريكو ‪٤‬با ٰببو اد‪ ‬كإف كاف يثّب حبًّا كحركةن كيظف أف ذلك‬
‫ٰببو اد‪ ‬كأنو ‪٩‬با ٰببو اد فإ٭با ذلك مف باب اتباع الظف‪ ،‬ك‪٩‬با يبْب ذلك أف‬
‫اد‪ ‬بْب يف كثابو ‪٧‬ببثو كذكر موجباهتدما كعالماهتا كىذا السدماع يوجب ًّ‬
‫مضادا‬
‫لذلك منافينا لو كذلك أف اد‪ ‬بْب يف كثابو الكرًن كيف تكوف ‪٧‬ببثو؟ قاؿ‬
‫ﮋﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ‬ ‫تعاىل‪:‬‬
‫ﮏ ﮐﮑﮒﮓﮔ ﮕﮖﮗﮘﮙ ﮚﮛﮜ ﮝﮊ(ُ)‪.‬‬
‫ﮋﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ‬ ‫كقاؿ تعاىل‪:‬‬
‫(ِ)‬
‫كجدا بغّب ىدل مف اد‪ ‬سواءن كاف ذلك‬ ‫فكل مف اتبع ذكقنا أك ن‬
‫ُّ‬ ‫ﭼﮊ‬
‫عف حب أك بغض فليس و‬
‫لحد أف يثبع ما ٰببو فيومره بو‪ ،‬كيث ذه ديننا كينهى عدما‬
‫كيذمو كيث ذ ذلك ديننا إال هبدل مف اد‪ ‬كىو نريعة اد‪ ‬الٍب‬ ‫يبغضو ُّ‬
‫كبغضا بغّب الشريعة فقد اتبع ىواه‬
‫جعل عليها رسولو ‪ ،‬كمف اتبع ما يهواه حبًّا ن‬
‫بغّب ىدل مف اد‪ ،‬ك‪٥‬بذا كاف السلف يعدكف كل مف خرج عف الشريعة يف‬
‫نيء مف الديف مف أىل الىواء‪ ،‬كٯبعلوف أىل البدع ىم أىل الىواء كيذموهنم‬ ‫و‬
‫بذلك‪ ،‬كيومركف بوال يغَب هبم كلو أظهركا ما أظهركه مف العلم كالكالـ كا‪٢‬بجاج أك‬
‫العبادة كالحواؿ مثل ا‪٤‬بكاناات كخرؽ العادات(ّ)‪.‬‬
‫كال ريب أف قوؿ ابف عجيبة يف السدماع بونو قربة إىل اد‪ ‬كرمي مف‬
‫ينكره با‪١‬بهل فهو مف مصادمة النصوص الشرعية الٍب أبطلثو كبينة عواره‪ ،‬كزيغ مف‬
‫جعلو قربةن كديانة‪ ،‬كال حوؿ كال قوة إال باد‪.‬‬
‫(ُ) سورة البقرة‪.ُٔٓ :‬‬
‫(ِ) سورة آؿ عدمراف‪.ُّ :‬‬
‫(ّ) االسثقامة‪ ،‬صُِٗ‪.‬‬

‫ُُٔ‬
‫األد د مج ا كداب وا سنَّد بيى بط ن ‪:‬‬
‫ﮋﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬ ‫قولو تعاىل‪:‬‬
‫ﭽﭾ ﭿ ﮀﮁﮂﮊ(ُ)‪.‬‬
‫ا‪٢‬بديث ىو الً ء‬
‫غناء ‪ ،‬ذكر ذلك البغوم كقاؿ‬ ‫ً‬ ‫‪٥ :‬بو‬ ‫قاؿ ابف مسعود‬
‫معُب قولو‪ :‬ﮋ ﭳﭴﭵﮊ أم‪ :‬يسثبدؿ كٱبثار الغناء كا‪٤‬بزامّب كا‪٤‬بعازؼ على‬
‫القرآف(ِ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف كثّب‪ :‬إف ‪٥‬بو ا‪٢‬بديث ىو الغناء(ّ)‪.‬‬
‫‪ :‬ىو الغًناءء (ٓ)‪.‬‬ ‫كقولو تعاىل‪ :‬ﮋ ﮤﮥﮊ(ْ)ػ قاؿ ابف عباس‬
‫ﮋﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶‬ ‫كقولو تعاىل‪:‬‬
‫﮷﮸﮹﮺﮻﮼ ﮽﮾﮿﯀ ﯁ﮊ(ٔ)‪.‬‬
‫قاؿ ‪٦‬باىد(ٕ)‪ :‬بصوتك بالغناء كا‪٤‬بزامّب(ٖ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة لقدماف‪.ٔ :‬‬
‫(ِ) تاسّب البغوم ٔ‪.ِٖٔ/‬‬
‫(ّ) تاسّب القرآف العظيم ّ‪.ُْٓ-َْٓ/‬‬
‫(ْ) سورة النجم‪.ُٔ :‬‬
‫(ٓ) تاسّب البغوم ٕ‪.ُِْ/‬‬
‫(ٔ) سورة اإلسراء‪.ْٔ :‬‬
‫سعدا‪ ،‬كعائشة كأبا ىريرة كأـ‬
‫(ٕ) أبو ا‪٢‬بجاج‪٦ ،‬باىد بف ج ا‪٤‬ب زكمي موالىم ا‪٤‬بكي ا‪٤‬بقرم‪ ،‬تابعي‪ ،‬يماسر‪٠ ،‬بع ن‬
‫ىانئ كعبد اد بف عدمر كابف عباس كلزمو مدة‪ ،‬كقرأ عليو القرآف‪ ،‬ككاف أحد أكعية العلم ركل عنو قثادة‪،‬‬
‫عرضة القرآف على ابف عباس ثالث عرضات أقف‬‫ي‬ ‫كا‪٢‬بكم بف عثيبة كعدمرك بف دينار كمنصور‪ ،‬قاؿ ‪٦‬باىد‪:‬‬
‫آية أسولو فيدما نزلة‪ ،‬ككيف كانة‪ ،‬تويف سنة َُّىػ‪ .‬ينظر‪ :‬تذكرة ا‪٢‬بااظ ُ‪ ،ِٗ/‬طبقات‬ ‫عند كل و‬
‫ا‪٤‬باسريف ُ‪ ،ُُ/‬سّب أعالـ النبالء ٖ‪.َُ/‬‬
‫(ٖ) تاسّب البغوم ٓ‪.َُٓ/‬‬

‫ُِٔ‬
‫ومج ا سنَّد‪:‬‬
‫ا‪٢‬بًىر ىك ٍ‬
‫ا‪٢‬بى ًر ىير ىك ٍ‬
‫ا‪٣‬بى ٍدمىر‬ ‫‪ :‬ليى يكونىف ًم ٍف أيم ًٌب أىقٍػ ىو هاـ يى ٍسثى ًحلُّو ىف ٍ‬
‫قوؿ النيب‬
‫ىكالٍ ىدم ىعا ًز ى‬
‫ؼ ‪.)ُ( ...‬‬
‫اسثحالؿ ا‪٢‬براـ‬
‫ي‬ ‫ا‪٤‬بقصود مف اسثحالؿ (ا‪٢‬بًر)‬
‫ى‬ ‫كجاء يف نرح ىذا ا‪٢‬بديث بوف‬
‫اسثحالؿ النهي عنو‪،‬‬
‫ي‬ ‫مف الاركج‪ ،‬فهذا با‪٢‬باء كالراء ا‪٤‬بهدملثْب‪ ،‬كاسثحالؿ (ا‪٢‬برير)‪:‬‬
‫ﮋﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬ ‫كقد كرد النهي يف كثاب اد تعاىل عف ىذا بقولو تعاىل‪:‬‬
‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮊ(ِ)‪ ،‬كا‪٤‬بعازؼ بالزام ا‪٤‬بعجدمة‪ :‬آالت‬
‫اللهو(ّ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف تيدمية‪" :‬كبا‪١‬بدملة فعلى ا‪٤‬بؤمف أف يعلم أف النيب مل يَبؾ نينا‬
‫يقرب إىل ا‪١‬بنة إال كقد حدث بو كال نينا يبعد عف النار إال كقد حدث بو‪ ،‬كإف‬
‫ﮋﭻ‬ ‫فإف اد يقوؿ‪:‬‬ ‫ىذا السدماع لو كاف مصلحة لشرعو اد‪ ‬كرسولو‬
‫ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬
‫ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐﮑﮒﮊ(ْ)‪ ،‬كإذا كجد فيو مناعة لقلبو كمل ٯبد ناىد ذلك‬
‫السنة مل يلثاة إليو"(ٓ)‪.‬‬
‫ال مف الكثاب كال مف ُّ‬
‫كقاؿ ابف القيم‪" :‬كمف مكايد عدك اد كمصايده الٍب كاد هبا مف قل نصيبو‬
‫مف العلم كالعقل كالديف كصاد هبا قلوب ا‪١‬باىلْب كا‪٤‬ببطلْب‪٠ :‬باع ا‪٤‬بكاء كالثصدية‬
‫يسثحل ا‪٣‬بدمر كيسدميو بغّب ا‪٠‬بو ٔ‪ ،ِّْ/‬رقم َٗٓٓ‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫(ُ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب النربة‪ ،‬باب ما جاء فيدمف‬
‫(ِ) سورة النور‪.ّٔ :‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬الثوضيح لشرح ا‪١‬بامع الصحيح ِٕ‪.ُِٔ/‬‬
‫(ْ) سورة ا‪٤‬بائدة‪.ّ :‬‬
‫(ٓ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُُ‪.ٓٗٓ ،ٖٕٓ/‬‬

‫ُّٔ‬
‫كالغناء بااالت احملرمة الذم يصد القلوب عف القرآف‪ ،‬كٯبعلها عاكاةن على الاسوؽ‬
‫كالعصياف فهو قرآف الشيطاف كا‪٢‬بجاب الكثيف عف الر‪ٞ‬بف‪ ،‬كىو رقية اللواط كالزنا‪،‬‬
‫كبو يناؿ العانق الااسق مف معشوقو غاية ا‪٤‬بُب‪ ،‬كاد بو الشيطاف الناوس ا‪٤‬ببطلة‬
‫مكرا منو كغركرا‪ ،‬كأكحى إليها الشبو الباطلة على حسنو فقبلة كحيو‬ ‫كحسنو ‪٥‬با ن‬
‫كا‪ٚ‬بذت لجلو القرآف مهجورا ‪ ...‬كيا مشاتة أعداء اإلسالـ بالديف يزعدموف أهنم‬
‫‪٥‬بوا كلعبنا‪ ،‬مزامّب الشيطاف‬
‫خواص اإلسالـ قضوا حياهتم لذة كطربنا كا‪ٚ‬بذكا دينهم ن‬
‫أحب إليهم مف اسثدماع سور القرآف‪.‬‬‫ُّ‬
‫لو ‪٠‬بع أحدىم القرآف مف فا‪ٙ‬بثو إىل خا‪ٛ‬بثو ‪٤‬با حرؾ لو ساكننا كال أزعج لو‬
‫ندا‪ ،‬حٌب إذا تيلي‬‫كجدا كال قدح فيو مف لواعج الشوؽ إىل النار ز ن‬
‫قاطننا كال أثار فيو ن‬
‫عليو قرآف الشيطاف ككًف مزموره ‪٠‬بعو تاجرت ينابيع الوجد مف قلبو على عينيو‬
‫فجرت‪ ،‬كعلى أقدامو فرقصة‪ ،‬كعلى يديو فصاقة‪ ،‬كعلى سائر أعضائو فاىثزت‬
‫كطربة‪ ،‬كعلى أنااسو فثصاعدت‪ ،‬كعلى زفراتو فثزايدت‪ ،‬كعلى نّباف أنواقو‬
‫فانثعلة‪ ،‬فيا أيها الااتف ا‪٤‬باثوف ‪ ...‬ىال كانة ىذه النجاف عند ‪٠‬باع القرآف!‪،‬‬
‫كىذه الذكاؽ كا‪٤‬بواجيد عند قراءة القرآف ا يد!‪ ،‬كىذه الحواؿ السنيات عند تالكة‬
‫السور كاايات!‪ ،‬كلكف كل امر وئ يصبو إىل ما يناسبو‪ ،‬كٲبيل إىل ما يشاكلو‪،‬‬
‫(ُ)‬
‫كطبعا‪ ،‬فدمف أيف ىذا‬
‫عقال ن‬ ‫كنرعا‪ ،‬كا‪٤‬بشاكلة سبب ا‪٤‬بيل ن‬
‫قدرا ن‬ ‫ن‬ ‫الضم‬ ‫علة‬ ‫كا‪١‬بنسية‬
‫سبب كمف أيف ىذه ا‪٤‬بصا‪٢‬بة الٍب‬ ‫اإلخاء كالنسب؟ لوال الثعلُّق مف الشيطاف بوقول و‬
‫خلال؟ ﮋﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬ ‫أكقعة يف عقد اإلٲباف كعهد الر‪ٞ‬بف ن‬
‫﮲﮳﮴ ﮵﮶ ﮷ﮊ(ِ)"(ّ)‪.‬‬
‫(ُ) فإف ا‪١‬بنسية علة الض ٌم‪ ،‬فإف اتاقة ىذه ا‪٢‬بالة يف الناس ا‪٣‬بّبة ي‪٠‬بي ذلك ا‪٤‬بعْب مل نكا‪ ،‬كإف اتاقة يف الناس‬
‫الشريرة ي‪٠‬بي ذلك ا‪٤‬بعْب نيطا نا كتلك اإلعانة كسوسة‪ .‬ينظر‪ :‬كشف اصطالحات الانوف كالعلوـ ُ‪.ٖٗٗ/‬‬
‫(ِ) سورة الكهف‪.َٓ :‬‬
‫(ّ) إغاثة اللهااف مف مصائد الشيطاف ُ‪.ِّْ/‬‬

‫ُْٔ‬
‫أما ااثار الااسدة مف أقواؿ ابف عجيبة السابقة فدمنها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ا‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانًا‪ :‬كحدة الشهود الٍب ع عنها ٕبالكة الشهود مع دكاـ السكرة ‪ٙ‬بصل‬
‫الدىشة‪.‬‬
‫ثا ثًا‪ :‬كحدة الوجود‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تلبسهم بوحواؿ نيطانية‪ ،‬قال ابج ا ةةزي‪" :‬ىذا الثواجد‪ ،‬الذم‬ ‫ً‬
‫يثضدمف حركات ا‪٤‬بثواجديف‪ ،‬كقوة صياحهم‪ ،‬ك‪ٚ‬ببطهم‪ ،‬فظاىره أنو مثيػ ىعدمل‪،‬‬
‫كالشياطْب معينوف عليو‪ ،‬فإف قيل‪ :‬فهل يف حق ا‪٤‬ب لص نقص هبذه ا‪٢‬بالة الطارئة‬
‫عليو؟ قيل‪ :‬نعم مف كجهْب‪ :‬أ ده ا‪ :‬أنو لو قوم العلم؛ أمسك‪ ،‬وا ثاني‪ :‬أنو قد‬
‫نقصا"(ُ)‪.‬‬
‫خولف بو طريق الصحابة كالثابعْب كيكاي ىذا ن‬
‫خامسا‪ :‬الوجود ا‪٤‬بقركف بدعوة ا‪٤‬بشاىدة ‪-‬مشاىدة ا‪٢‬بق‪ ،-‬كيعنوف بو رؤية‬
‫اد‪ ،‬كىي‪ :‬رؤية اد يف الدنيا‪.‬‬
‫قاؿ ني اإلسالـ ابف تيدمية‪ ..." :‬كىذا ا‪٤‬بوضع ‪٩‬با يقع الغلا فيو لكثّب مف‬
‫السالكْب‪ ،‬يشهدكف أنياء بقلوهبم فيظنوف أهنا موجودة يف ا‪٣‬بارج ىكذا‪ ،‬حٌب إف‬
‫فيهم خل نقا منهم مف ا‪٤‬بثقدمْب كا‪٤‬بثوخريف يظنوف أهنم يركف اللٌو بعيوهنم؛ ‪٤‬با يغلب‬
‫على قلوهبم مف ا‪٤‬بعرفة كالذكر كاحملبة‪ ،‬يغيب بشهوده فيدما حصل لقلوهبم‪ ،‬كٰبصل‬
‫‪٥‬بم فناء كاصطالـ(ِ)‪ ،‬فيظنوف أف ىذا ىو أمر مشهود بعيوهنم‪ ،‬كال يكوف ذلك إال‬
‫يف القلب؛ ك‪٥‬بذا ظف كثّبه منهم أنو يرل اللٌو بعينو يف الدنيا‪ ،‬كىذا ‪٩‬با كقع ‪١‬بدماعة‬
‫(ُ) تلبيس إبليس‪ ،‬صِٗٗ‪.‬‬
‫يب مف ا‪٥‬بيدماف‪ ،‬كقيل‪ :‬ىو غلبات ا‪٢‬بق الذم ٯبعل كلية العبد‬
‫(ِ) االصطالـ‪ :‬ىو الولو الغالب على القلب‪ ،‬كىو قر ه‬
‫مغلوبة لو بامثحاف اللُّطف يف ناي إرادتو‪ .‬ينظر‪ :‬معجم اصطالحات الصوفية‪ ،‬صُٕ‪.‬‬

‫ُٓٔ‬
‫مف ا‪٤‬بثقدمْب كا‪٤‬بثوخريف‪ ،‬كىو غلا ‪٧‬بض حٌب أكرث ‪٩‬با يدعيو ىؤالء ًّ‬
‫نكا عند أىل‬
‫السنة ما‬
‫النظر كالكالـ الذيف ٯبوزكف رؤية اللٌو يف ا‪١‬بدملة‪ ،‬كليس ‪٥‬بم مف ا‪٤‬بعرفة ب ُّ‬
‫يعرفوف بو ىل يقع يف الدنيا أك ال يقع؟ فدمنهم مف يذكر يف كقوعها يف الدنيا قولْب‪،‬‬
‫كمنهم مف يقوؿ ٯبوز ذلك‪ ،‬كىذا كلُّو ضالؿ؛ فإف أئدمة ُّ‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة مثاقوف مف‬
‫أف اللٌو‪ ‬ال يراه أح هد بعينو يف الدنيا"(ُ)‪.‬‬
‫ﮋﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸‬ ‫كدؿ على ىذا قوؿ اد‪:‬‬
‫﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﮽ ﮾ ﮿ ﯀ ﯁ ﯂ ﯃ ﯄ ﯅ ﯆﯇ ﯈ ﯉ ﯊ ﯋‬
‫﯌﯍﯎﯏ ﯐﯑﯒ ﯓﯔﯕﯖﯗﯘ ﯙﯚﮊ(ِ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف جرير الط م عند تاسّبه ‪٥‬بذه ااية‪" :‬ك‪٤‬با جاء موسى للوقة الذم‬
‫كعدنا أف يلقانا فيو ككلدمو ربو‪ ،‬كناجاه قاؿ موسى لربو‪ :‬أرين أنظر إليك‪ ،‬قاؿ اد لو‬
‫‪٦‬بيبنا‪ :‬لف تراين كلكف انظر إىل ا‪١‬ببل"(ّ)‪ ،‬فإف اد‪ ‬خلق ا‪٣‬بلق يف ىذه الدار‬
‫على نشوة ال يقدركف هبا‪ ،‬كال يثبثوف لرؤية اد‪.)ْ(‬‬
‫ثا ثًا‪ :‬أد د ابج بة اد بيى ا ة د‬
‫‪ -1‬اال دةاج با كداب وا سنَّد‪:‬‬
‫ﮋﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬ ‫احثج ابف عجيبة بقوؿ اد تعاىل‪:‬‬
‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﮊ(ٓ)‪ ،‬قاؿ يف ىذه ااية‪...." :‬‬
‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ٓ‪.ُْٗ-ْٖٗ/‬‬
‫(ِ) سورة العراؼ‪.ُّْ :‬‬
‫(ّ) جامع البياف ُّ‪.َٗ/‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬تيسّب الكرًن الر‪ٞ‬بف يف تاسّب كالـ ا‪٤‬بناف ُ‪.َِّ/‬‬
‫(ٓ) سورة الكهف‪.ُْ :‬‬

‫ُٔٔ‬
‫كالقياـ يف إظهار ا‪٢‬بق أك لداعي الوجد‪ ،‬كالصدع با‪٢‬بق مف غّب مباالة و‬
‫بوحد مف‬
‫ا‪٣‬بلق"(ُ)‪.‬‬
‫كىذا ‪٩‬با تعلقة بو الصوفية إلثبات عقائدىم الباطلة‪ ،‬كأكلوىا على ىواىم‬
‫الااسد‪.‬‬
‫قاؿ القرطيب(ِ)‪" :‬كىذا تعلُّ هق غّب صحيح‪ ،‬ىؤالء قاموا فذكركا اد‪ ‬على‬
‫ىدايثو‪ ،‬كنكركا ‪٤‬با أكالىم مف نعدمو كنعدمثو‪ ،‬مث ىاموا على كجوىهم منقطعْب إىل‬
‫الرسل كالنبياء كالاضالء الكلياء‪ ،‬أيف‬
‫رهبم خائاْب مف قومهم‪ ،‬كىذه يسنة اد يف ُّ‬
‫ىذا مف ضرب الرض بالقداـ كالرقص بالكدماـ كخاصة يف ىذه الزماف عند ‪٠‬باع‬
‫الصوات ا‪٢‬بساف مف ا‪٤‬برد كالنسواف‪ ،‬ىيهات بينهدما كاد ما بْب الرض كالسدماء‪ ،‬مث‬
‫ىذا حر هاـ عند ‪ٝ‬باعة العلدماء"(ّ)‪.‬‬
‫(ْ)‬
‫أك يدكركف على‬ ‫كقاؿ الشاطيب‪" :‬أيف فيو أهنم قاموا يرقصوف أك يزفنوف‬
‫أقدامهم‪ ،‬لكف ىؤالء الاقراء ليس ‪٥‬بم مف الثواجد ‪-‬يف الغالب‪ -‬إال الثاين ا‪٤‬بذموـ‪،‬‬
‫فهم إذنا مثواجدكف بالنغم كاللُّحوف‪ ،‬ال يدركوف مف معاين ا‪٢‬بكدمة نينا‪ ،‬فقد باؤكا إذنا‬
‫بوخسر الصاقثْب‪ ،‬نعوذ باد"(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ِْٓ/‬‬
‫(ِ) ىو أبو عبد اد‪٧ ،‬بدمد بف أ‪ٞ‬بد بف أ بكر بف فرح النصارم ا‪٣‬بزرجي‪ ،‬القرطيب الندلسي ا‪٤‬بالكي‪ ،‬لو‬
‫مصناات كثّبة منها‪ :‬الثذكرة يف أحواؿ ا‪٤‬بوتى كأمور ااخرة‪ ،‬ا‪١‬بامع لحكاـ القرآف‪ ،‬ككانة كفاتو سنة‬
‫ُٕٔق‪ .‬ينظر‪ :‬البداية كالنهاية ُٕ‪ ،ُّٖ/‬الوايف بالوفيات ٕ‪ ،ِْٔ/‬ناح الطيب‪ ،‬للدمقرم ِ‪ ،ٓ/‬حسف‬
‫احملاضرة ُ‪.َِٔ/‬‬
‫(ّ) ا‪١‬بامع لحكاـ القرآف َُ‪.ّٔٔ/‬‬
‫(ْ) زفف يزفف زفننا‪ ،‬أم رقص كلعب‪ .‬ينظر‪ :‬تاج العركس ْٕ‪.ُّٓ/‬‬
‫(ٓ) االعثصاـ ُ‪.ّٓٗ/‬‬

‫ُٕٔ‬
‫الوجد ا‪٢‬باصل عف طريق السدماع ٕبديث‬ ‫ِ‪ -‬ا دج ابج بة اد على جواز ي‬
‫قاؿ‪ :‬كنا عند رسوؿ اد إذ نزؿ ج يل‪ ،‬فقاؿ يا رسوؿ اد‪ :‬إف‬ ‫أنس‬
‫فقراء أمثك يدخلوف ا‪١‬بنة قبل الغنياء بنصف يوـ‪ ،‬كىو ‪ٟ‬بسدمائة عاـ‪ ،‬فارح رسوؿ‬
‫اد فقاؿ‪ :‬ىل منكم مف ينشدنا؟ فقاؿ بدكم‪ :‬نعم يا رسوؿ اد فقاؿ‪ :‬ىات؛‬
‫فونشد أعرا ‪:‬‬
‫ػب ‪٥‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا كال راق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي‬
‫ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػال طبي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ه‬ ‫قػ ػػد لسػ ػػعة حي ػ ػةي ا‪٥‬بػ ػػول كبػ ػػدم‬
‫فعنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػده يرقيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػٍب كتريػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاقي‬ ‫إال ا‪٢‬ببيػ ػ ػػب الػ ػ ػػذم نػ ػ ػػغاة بػ ػ ػػو‬
‫فثواجد رسوؿ اد كتواجد أصحابو معو‪ ،‬حٌب سقا رداؤه عف منكبيو‪،‬‬
‫ما أحسف لعبكم يا‬ ‫كل كاحد إىل مكانو‪ ،‬فقاؿ معاكية‬ ‫فلدما فرغوا أكل ُّ‬
‫رسوؿ اد‪ ،‬فقاؿ‪" :‬مو مو يا معاكية ليس و‬
‫بكرًن مف مل يهثز عند ذكر ا‪٢‬ببيب‪ ،‬مث‬
‫اقثسم رداءه مف حضرىم بوربعدمائة قطعة (ُ)‪.‬‬
‫كىذا مف تالعب الشيطاف على ا‪٤‬بثصوفة إذا ٰبثجوف على باطلهم بالحاديث‬
‫الٍب ال ٲبكف أف تنسب للنيب كال لصحابو ‪.‬‬
‫على فريثهم ىذه بقولو‪" :‬إف الواقف على مًب‬ ‫رد أبو العباس القرطيب‬
‫كٌ‬
‫ا‪٢‬بديث يعلم على القطع أنو مصنوعه موضوع؛ لف الشعر الذم فيو ال يناسب نعر‬
‫العرب‪ ،‬كال يليق ٔبزالة نعرىم كال ألااظهم كإ٭با يليق ٗب نثي نعر ا‪٤‬بولديف(ِ)"(ّ)‪،‬‬
‫مسندا كال أخرجو يف كثابو أح هد‬
‫كقاؿ يف موضع آخر‪" :‬إف ىذا ا‪٢‬بديث ‪٩‬با ال يوجد ن‬
‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صُِٗ‪.ُّٗ-‬‬
‫ك‪٠‬بوا بذلك؛ لهنم كلدكا يف الكالـ أم‪ :‬اسثحدثوا‬
‫(ِ) الشعراء ا‪٤‬بولدكف‪ :‬ىم الذيف جاكؤا بعد عصر االحثجاج‪ ،‬ي‬
‫فيو مامل يكف مف معاين العرب ككالمهم‪ .‬ينظر‪ :‬ترتيب ا‪٤‬بقاصد كا‪٤‬بسالك بشرح ألاية ابف مالك ُ‪.ِِٗ/‬‬
‫(ّ) كشف القناع عف حكم الوجد كالسدماع‪ ،‬صُُٔ‪.‬‬

‫ُٖٔ‬
‫مف أئدمة احملدثْب‪ ،‬كإ٭با ىي أحاديث مركجة كأكاذيب مبهرجة كضعها الزنادقة كأىل‬
‫ا وف ا‪٤‬ب رقة يرموف بذلك نسبة اللهو كا وف إىل النبياء الاضالء"(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ الشاطيب‪" :‬فدمنها اعثدمادىم على الحاديث الواىية الضعياة كا‪٤‬بكذكب‬
‫فيها على رسوؿ اد كالٍب ال يقبلها أىل صناعة ا‪٢‬بديث يف البناء عليها ‪...‬‬
‫كحديث أف النيب تواجد كاىثز عند السدماع حٌب سقا الرداء عف منكبيو كما‬
‫ك‪٨‬بطئ يف‬
‫ه‬ ‫جاىل‬
‫ه‬ ‫أنبو ذلك‪ ،‬فإف ناقل أمثاؿ ىذه الحاديث ‪-‬على ما ىو معلوـ‪-‬‬
‫نقل العلم الشرعي‪ ،‬فلم ينقل الخذ بشيء منها عدمف يي ُّ‬
‫عثد بو يف طريق العلم‪ ،‬كال‬
‫طريق السلوؾ"(ِ)‪.‬‬
‫ٯبثدمعوف على مثل ىذا‬ ‫كقاؿ ابف تيدمية‪" :‬كمل يكف النيب كأصحابو‬
‫السدماع كال حضركه قا‪ ،‬كمف قاؿ إف النيب حضر ذلك فقد كذب عليو باتااؽ‬
‫كسنثو‪ ،‬كا‪٢‬بديث الذم ذكره ‪٧‬بدمد بف طاىر ا‪٤‬بقدسي يف "مسولة‬ ‫أىل ا‪٤‬بعرفة ٕبديثو ي‬
‫السدماع" ك"يف صاة الثصوؼ" كركاه مف طريقو الشي أبو حاص عدمر‬
‫السهركردم(ّ) صاحب عوارؼ ا‪٤‬بعارؼ أف النيب أنشده أعرا ‪:‬‬
‫ػب ‪٥‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا كال راق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي‬
‫ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػال طبي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ه‬ ‫ق ػ ػ ػ ػػد لس ػ ػ ػ ػػعة حيػ ػ ػ ػ ػةي ا‪٥‬ب ػ ػ ػ ػػول كب ػ ػ ػ ػػدم‬
‫فعنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػده يرقيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػٍب كتريػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاقي‬ ‫إال ا‪٢‬ببيػ ػ ػ ػ ػ ػػب الػ ػ ػ ػ ػ ػػذم نػ ػ ػ ػ ػ ػػغاة بػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫كأنو تواجد حٌب سقطة ال دة عف منكبيو فقاؿ لو معاكية‪ :‬ما أحسف ‪٥‬بوكم‬
‫(ُ) كشف القناع عف حكم الوجد كالسدماع‪ ،‬صَُُ‪.َُِ-‬‬
‫(ِ) االعثصاـ ُ‪.ُِٖ/‬‬
‫(ّ) أبو حاص كأبو عبد اد‪ ،‬نهاب الديف عدمر بف ‪٧‬بدمد بف عبد اد السهركردم الصويف‪ ،‬مث البغدادم‪ ،‬كلد يف‬
‫رجب سنة ّٗٓىػ‪ ،‬كصحب عدمو أبا النجيب السهركردم‪ ،‬كأخذ عنو الاقو‪ ،‬كالوع ‪ ،‬كالثصوؼ‪ ،‬تويف سنة‬
‫ِّٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعالـ النبالء ُْ‪ ،ٕٓ/‬كفيات العياف ُ‪.َّٖ/‬‬

‫ُٗٔ‬
‫مهال يا معاكية ليس بكرًن مف مل يثواجد عند ذكر ا‪٢‬ببيب "فهو حديث‬ ‫فقاؿ لو‪ :‬ن‬
‫مكذكب موضوع باتااؽ أىل العلم هبذا الشوف ‪ ...‬كىذا كأمثالو إ٭با يركيو مف ىو‬
‫مف أجهل الناس ٕباؿ النيب كأصحابو كمف بعدىم كمعرفة اإلسالـ كاإلٲباف"(ُ)‪.‬‬
‫كعنف ابف القيم مف اسثدؿ با‪٢‬بديث ا‪٤‬بكذكب على تواجد النيب ‪" :‬مف‬
‫قدميصو فلعف اد‬
‫و‬
‫صو‬ ‫‪٦‬بلسا للاقراء كرقص حٌب نق‬
‫ن‬ ‫ذلك حديث حضر رسوؿ اد‬
‫كاضعو ما أجرأه على الكذب"(ِ)‪.‬‬
‫كقاؿ يف موضع آخر‪ ..." :‬كركاكة نعره‪ ،‬ك‪٠‬باجثو‪ ،‬كما ٘بد عليو مف الثقالة‪،‬‬
‫مف أبْب الشواىد على أنو مف نعر ا‪٤‬بثوخريف البارد‪ ،‬السدمج‪ ،‬فقبح اد‪‬‬
‫الكاذبْب على رسوؿ اد "(ّ)‪.‬‬
‫كقاؿ ‪٧‬بدمد بف موسى الد ًمّبم(ْ)‪" :‬مف نسب السدماع إىل رسوؿ اد‬
‫نديدا‪ ،‬كيعزر تعز نيرا بليغنا‪ ،‬كيدخل يف زمرة الكاذبْب عليو "(ٓ)‪.‬‬
‫يؤدب أدبنا ن‬
‫‪ -3‬ا دةاج ابج بة اد بيى ا ُة د با اس‪:‬‬
‫الوجداف‪،‬‬
‫كمثىار ي‬
‫الوجد‪ ،‬أم ‪٠‬باع خطاب احملبوب‪ ،‬ى‬
‫قاؿ‪" :‬السدماع ىو ىمثىار ي‬
‫ىو نهود ‪ٝ‬باؿ احملبوب‪.‬‬

‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُُ‪ ،ِٓٔ/‬كينظر‪ :‬االسثقامة ُ‪ِٕٗ/‬‬


‫(ِ) ا‪٤‬بنار ا‪٤‬بنيف‪ ،‬صُّٕ‪.‬‬
‫(ّ) الكالـ على مسولة السدماع‪ ،‬صََِ‪.‬‬
‫(ْ) ىو كدماؿ الديف ‪٧‬بدمد بف عيسى الدمّبم ا‪٤‬بصرم‪ ،‬كلد يف حدكد َٕٓق‪ ،‬كلو نرح ا‪٤‬بنهاج‪ ،‬كالديباجة يف نرح‬
‫سنف ابف ماجو‪ ،‬ك‪ٝ‬بع كثابنا ‪٠‬باه (حياة ا‪٢‬بيواف)‪ ،‬تويف يف ‪ٝ‬بادل الكىل سنة َٖٖىػ‪ .‬ينظر‪ :‬طبقات الشافعية‬
‫ْ‪.ُٔ/‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬الرىص كالوقص ‪٤‬بسثحل الرقص‪ ،‬إبراىيم ا‪٢‬بليب‪ ،‬حققو كعلق عليو‪ :‬أبو عبد الر‪ٞ‬بف كائل بف صدقي‪،‬‬
‫صٕٓ‪.ٖٓ-‬‬

‫َُٕ‬
‫كمثاؿ ذلك الطال يف ا‪٤‬بهد‪ ،‬فإنو يسكف إذا ‪ٙ‬برؾ بو ا‪٤‬بهد‪ ،‬كيبكي إذا سكف‪،‬‬
‫كذلك القلب يرتاح إذا ‪ٙ‬برؾ القلب‪ ،‬كإال بقي يضطرب فرٗبا ٱبرج عف طوره"(ُ)‪.‬‬
‫ليعجب مف إنساف ينسب للعلم كالعلدماء كيف‬
‫ي‬ ‫قياس فاسد‪ ،‬كإف الرجل‬
‫كىذا ه‬
‫يرضى هبذه القيسة الٍب ال يسثند هبا العلدماء الربانيوف‪ ،‬بل اسثند هبا أصحاب‬
‫الىواء الباطلة‪.‬‬
‫قاؿ الطرطوني(ِ)‪" :‬انظركا يا ذكم اللباب كيف قادىم ا‪٥‬بول كعشق‬
‫الباطل‪ ،‬كقلة ا‪٢‬بيلة إىل ىذه الس افة‪ ،‬كحسبك مف مذىب إمامهم فيو النعاـ‪،‬‬
‫كالصبياف يف ا‪٤‬بهد‪ ،‬كىكذا ياضح اد‪ ‬مف اتبع الباطل‪ ،‬كحسبك مف و‬
‫عقوؿ‬
‫ال تقثدل بوخيار ا‪٤‬بسلدمْب كعلدمائهم كتقثدم باإلبل‪ ،‬فإف كل ما طربة لو البهائم‬
‫مباحا‪ ،‬فإننا نرل البهيدمة تنزك على أيمها كأخثها كتركب بنثها‪ ،‬أفيلزـ‬
‫مندكبنا أك ن‬
‫االقثداء بالبهيدمة يف مثل ىكذا"(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) ‪ٟ‬برية ابف الاارض‪ ،‬صَِ‪.ُِ-‬‬


‫(ِ) أبو بكر‪٧ ،‬بدمد بف الوليد بف ‪٧‬بدمد بف خلف القرني الاهرم الندلسي الطرطوني ا‪٤‬بالكي‪ ،‬كلد سنة ُْٓىػ‪،‬‬
‫صحب أبا الوليد الباجي ٗبدينة سرقسطة‪ ،‬كأخذ عنو مسائل ا‪٣‬بالؼ ك‪٠‬بع منو كأجاز لو‪ ،‬كقرأ الارائض‬
‫كا‪٢‬بساب بوطنو‪ ،‬كقرأ الدب على أ ‪٧‬بدمد بف حزـ ٗبدينة إنبيلية‪ ،‬كرحل إىل ا‪٤‬بشرؽ سنة ْٕٔىػ‪ ،‬كحج‬
‫كدخل بغداد كالبصرة‪ ،‬كتاقو على أ بكر ‪٧‬بدمد بف أ‪ٞ‬بد الشاني ا‪٤‬بعركؼ با‪٤‬بسثظهرم الاقيو الشافعي‪ ،‬لو‬
‫مؤلاات منها‪ :‬سراج ا‪٤‬بلوؾ‪ ،‬ا‪٢‬بوادث كالبدع‪ ،‬تويف سنة َِٓىػ‪ .‬ينظر‪ :‬كفيات العياف ْ‪.ِِٔ/‬‬
‫(ّ) ‪ٙ‬برًن الغناء كالسدماع‪ ،‬صِّْ‪.‬‬

‫ُُٕ‬
‫ادلبحث انزابع‪ :‬انزؤِ َاحلكاياث‬

‫أوال‪ :‬ا رؤى‬


‫ً‬
‫مصدرا مف‬
‫ن‬ ‫مف مصادر الثلقي عند ابف عجيبة الرؤل ا‪٤‬بنامية فقد جعلها‬
‫مصادر الشريعة الٍب ال يثطرؽ إليها الشك أك الغلا‪ ،‬كاسثند عليها يف تركيج‬
‫ضالالهتم ا‪٤‬بنحرفة‪ ،‬كمعرفة ا‪٢‬بالؿ كا‪٢‬براـ‪ ،‬كتاسّب آيات القرآف الكرًن‪ ،‬كإثبات‬
‫الاضائل لناسو أك لشيوخ طريقثو‪.‬‬
‫كمف ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬أن أُبطي ا دصرر ي ا كةن‬
‫قائال يقوؿ ل‪ :‬الليلة أعطي سيدم أ‪ٞ‬بد بف‬
‫قاؿ ابف عجيبة‪" :‬رأية يف ا‪٤‬بناـ ن‬
‫عجيبة يثصرؼ يف الكوف"(ُ)‪.‬‬
‫‪ -2‬إثاات ب دة ا صة د ي ا خضر بج طر ق ا رؤى‬
‫نقل ابف عجيبة عف أحد الصوفية أنو رأل رسوؿ اد يف ا‪٤‬بناـ فقاؿ لو‪" :‬يا‬
‫رسوؿ اد إف ا‪٣‬بضر أخ ين أنو ‪٠‬بع منك ىذا ا‪٢‬بديث(ِ)‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬صدؽ ا‪٣‬بضر‪،‬‬
‫ككل ما ٰبكيو حق‪ ،‬كىو عامل أىل الرض‪ ،‬كىو رئيس البداؿ‪ ،‬كىو مف جنود اد‬
‫يف الرض"(ّ)‪.‬‬
‫‪ -3‬يفس ر بعض آ ات كداب اهلل‪‬‬
‫ذكر ابف عجيبة يف تاسّبه ما زعدمو أبو ا‪٢‬بسف الشاذل أنو علم معُب قولو‬
‫(ُ) الاهرسة‪ ،‬صٗٔ‪.‬‬
‫(ِ) ىكذا يف الصل‪ ،‬كمل يذكر ا‪٢‬بديث‪.‬‬
‫(ّ) ا‪١‬بواىر العجيبة‪ ،‬صُٔٓ‪.‬‬

‫ُِٕ‬
‫يف ا‪٤‬بناـ‪ ،‬فقاؿ لو‪" :‬يا علي‪ ،‬طىهر ثيابك‬ ‫تعاىل‪ :‬ﮋﯖ ﯗ ﮊ(ُ)؛ لرؤيثو يب‬
‫للنيب‬
‫فقلة‪ :‬كما ثيا يا رسوؿ اد؟ فقاؿ‪ :‬إف‬ ‫مف الدنس‪ ،‬ىٍ‪ٙ‬ب ى ٗبدد اد يف كل نىػ ىاس‪ ،‬ي‬
‫اد كساؾ يحلة ا‪٤‬بعرفة‪ ،‬مث يحلة احملبة‪ ،‬مث يحلة الثوحيد‪ ،‬مث يحلة اإلٲباف‪ ،‬مث يحلة‬
‫كل نيء‪،‬‬‫كمف أحب اد ىاف عليو ُّ‬ ‫كل نيء‪ ،‬ى‬ ‫صغير لديو ُّ‬‫فدمف عرؼ اد ى‬‫اإلسالـ‪ ،‬ى‬
‫كمف أسلم د‬ ‫ً‬
‫كمف آمف باد أىمف مف كل نيء‪ ،‬ى‬ ‫كمف كحد اد مل يشرؾ بو نينا‪ ،‬ى‬ ‫ى‬
‫فاهدمة حين وذ‬
‫ي‬ ‫قلدما يعصيو‪ ،‬كإف عصاه اعثذر إليو‪ ،‬كإذا اعثذر إليو قىبًل عيذره‪ ،‬قاؿ‪:‬‬
‫قولو تعاىل‪ :‬ﮋﯖ ﯗﮊ"(ِ)‪.‬‬
‫إلثاات نسا آلل ا ا ت‬ ‫‪ -4‬زب رؤ د يناي‬
‫أية النيب يف مسجده ا‪٤‬بقدس فقاؿ ل‪ :‬أنة‬ ‫قاؿ ابف عجيبة‪" :‬كلقد ر ي‬
‫فقلة لو‪ :‬نعم أنا عبدكم أ‪ٞ‬بد ابف عجيبة يف رؤيا طويلة‪ ،‬كقاؿ‬
‫الاقيو ابف عجيبة؟ ي‬
‫حقا ال تشك"(ّ)‪.‬‬
‫ل‪ :‬أنة كلدم ًّ‬
‫أن ا رؤى مج مصادر ا دي ي‬‫‪ -5‬أد د بيى َّ‬
‫اسثدؿ ابف عجيبة بوف الرؤل مصدر مف مصادر الثلقي ببعض الدلة‪ ،‬الٍب‬
‫أك‪٥‬با لثوافق عقيدهتم يف الرؤل‪ ،‬كحديث النيب ‪ :‬الرؤيا الصا‪٢‬بة جزء مف سثة‬
‫وة (ْ)(ٓ)‪.‬‬
‫كأربعْب جزءنا مف النبوةة‬
‫ككذلك اسثدؿ بقوؿ النيب ‪ :‬مف رآين يف ا‪٤‬بناـ فقد رآين‪ ،‬فإف الشيطاف ال‬
‫(ُ) سورة ا‪٤‬بدثر‪.ْ :‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ٕ‪.ُْٕ/‬‬
‫(ّ) الاهرسة‪ ،‬صُٕ‪.‬‬
‫(ْ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب الثعبّب‪ ،‬باب الرؤيا الصا‪٢‬بة‪ ،ِٗٔ/ْ ،‬رقم ّٖٗٔ‪.‬‬
‫(ٓ) الاهرسة‪ ،‬صُٗ‪.‬‬

‫ُّٕ‬
‫(ُ) (ِ)‪.‬‬ ‫يثدمثل‬
‫يف ا‪٤‬بناـ كإخباره يف اليقظة‬ ‫كيزعم عند اسثداللو بذلك أف إخبار النيب‬
‫ٕبجة أف الشيطاف ال يثدمثل بالنيب ‪.‬‬
‫كعند تومل موقف ابف عجيبة مف الرؤل ا‪٤‬بنامية ‪٪‬بد أنو مل ٱبرج عف موقف‬
‫سائر الصوفية منها‪ ،‬كىذا ال ييسلم ‪٥‬بم ‪٤‬با يف ذلك مف ا‪٤‬ب الاات العقدية العظيدمة‪.‬‬
‫كالقوؿ ا‪٢‬بق الذم عليو أىل العلم أف الرؤل ليسة حجةن نرعية‪ ،‬كإ٭با‬
‫يسثونس هبا إف مل ‪ٚ‬بالف النصوص الشرعية‪.‬‬
‫قاؿ عبد الر‪ٞ‬بف ا‪٤‬بعلدمي(ّ)‪ ..." :‬اتاق أىل العلم على أف الرؤيا ال تصلح‬
‫للحجة‪ ،‬كإ٭با ىي تبشّب كتنبيو كتصلح لالسث ناس هبا إذا كافقة حجة نرعية‬
‫أنو كاف يقوؿ ٗبثعة ا‪٢‬بج لثبوهتا عنده‬ ‫صحيحة‪ ،‬كدما ثبة عف ابف عباس‬
‫السنة‪ ،‬فرأل بعض أصحابو رؤيا توافق ذلك فاسثبشر ابف عباس‬ ‫بالكثاب ك ُّ‬
‫"(ْ)‪.‬‬

‫يف ا‪٤‬بناـ‪ ،ِٗٗ/ْ ،‬رقم ْٗٗٔ‪.‬‬ ‫(ُ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب الثعبّب‪ ،‬باب مف رأل النيب‬
‫(ِ) الاهرسة‪ ،‬صُٖ‪.ُٗ-‬‬
‫(ّ) عبد الر‪ٞ‬بف بف ٰبٓب بف علي بف أ بكر ا‪٤‬بعلدمي‪ ،‬يينسب إىل بِب ا‪٤‬بعلم مف بالد غندمة باليدمف‪ ،‬كلد سنة‬
‫عدد مف أىل العلم مثل‪ :‬الشي ‪٧‬بدمد بف‬
‫ُُّّىػ يف اليدمف‪ ،‬تنقل بْب ا‪٤‬بدف اليدمنية طالبنا للعلم‪ ،‬أثُب عليو ه‬
‫إبراىيم آؿ الشي ككصاو بالعامل خادـ الحاديث النبوية‪ ،‬كالشي ‪٧‬بدمد عبد الرزاؽ ‪ٞ‬بزة ك‪٧‬بدمد حامد الاقي‬
‫ذىيب عصره العالمة احملقق‪ ،‬لو مؤلاات منها‪ :‬الثنكيل ٗبا يف كثب‬
‫كاللباين‪ ،‬كقاؿ عنو الشي بكر أبو زيد‪ُّ :‬‬
‫الكوثرم مف الباطيل‪ ،‬حقيقة الثوكيل كالرد على ا‪٤‬بثصوفة القائلْب بوحدة الوجود‪ ،‬مات يف نهر صار عاـ‬
‫ُّٖٔىػ عف ّٕ سنة‪ .‬ينظر‪ :‬العالـ ّ‪.ِّْ/‬‬
‫(ْ) الثنكيل ِ‪.ِٓٗ/‬‬

‫ُْٕ‬
‫كأخرج الب ارم كمسلم مف حديث أ ‪ٝ‬برة نصر بف عدمراف الضبعي(ُ) قاؿ‪:‬‬
‫عف ا‪٤‬بثعة(ِ) فومرين هبا‪ ،‬كسولثو عف ا‪٥‬بدم فقاؿ‪ :‬فيها‬ ‫سولة ابف عباس‬
‫ناسا كرىوىا فندمة فرأية يف ا‪٤‬بناـ كوف‬
‫جزكر أك بقرة أك ناة أك نرؾ يف دـ ككوف ن‬
‫فحدثثو فقاؿ‪ :‬اد‬ ‫إنسانا ينادم حج م كر كمثعة مثقبلة فوتية ابف عباس‬
‫أك سنة أ القاسم "(ّ)‪.‬‬
‫‪" :‬يؤخذ منو االسث ناس بالرؤيا ‪٤‬بوافقة الدليل الشرعي‬ ‫قاؿ ابف حجر‬
‫كعرض الرؤيا على العامل"(ْ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف تيدمية‪" :‬كالرؤيا احملضة الٍب ال دليل على صحثها ال ٯبوز أف يثبة‬
‫هبا نيءه باالتااؽ"(ٓ)‪.‬‬
‫احثجاجا قوـ اسثندكا يف أخذ العدماؿ إىل‬
‫ن‬ ‫كقاؿ الشاطيب‪" :‬كأضعف ىؤالء‬
‫ا‪٤‬بقامات كأقبلوا كأعرضوا بسببها فيقولوف‪ :‬رأينا فالنا الرجل الصاٌف فقاؿ لنا‪ :‬اتركوا‬
‫كثّبا للدمثدمرسْب برسم الثصوؼ(ٔ)‪ ،‬كرٗبا قاؿ‬‫كذا كاعدملوا كذا‪ ،‬كيثاق مثل ىذا ن‬
‫يف النوـ فقاؿ ل كذا كأمرين بكذا فيعدمل هبا كيَبؾ هبا‬ ‫بعضهم‪ :‬رأية النيب‬
‫‪ ،‬مات‬ ‫الضبعي‪ ،‬أحد أئدمة العلم‪ ،‬ثقة‪ ،‬نزيل خراساف‪ ،‬ركل عف ابف عباس كابف عدمر‬
‫(ُ) أبو ‪ٝ‬برة‪ ،‬نصر بف عدمراف ي‬
‫سنة ُِٖىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الكانف يف معرفة مف لو ركاية يف الكثب السثة ِ‪.ُّٗ/‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬بقصود العدمرة يف أنهر ا‪٢‬بج‪ ،‬ينظر‪ :‬فثح البارم‪ ،‬البف حجر ّ‪.ِّْ/‬‬
‫(ّ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب ا‪٢‬بج‪ ،‬باب فيدمف ‪ٛ‬بثع بالعدمرة إىل ا‪٢‬بج ُ‪ ،ُٓٓ/‬رقم ُٖٖٔ‪ ،‬كمسلم‪ ،‬كثاب ا‪٢‬بج‪،‬‬
‫باب جواز العدمرة يف أنهر ا‪٢‬بج ِ‪ ،ُُٗ/‬رقم ُِِْ‪.‬‬
‫(ْ) فثح البارم ّ‪.ُّْ/‬‬
‫(ٓ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ِٕ‪.ْٕٓ/‬‬
‫الثدمرس‪ ،‬كىو ندة االلثواء‪ ،‬كالثالعب بالديف كالعبث بو‪ ،‬كا‪٤‬بقصود هبم ىنا ا‪٤‬بقلدكف للصوفية‪،‬‬
‫(ٔ) ا‪٤‬بثدمرسوف‪ :‬مف ُّ‬
‫ينظر‪ :‬النهاية يف غريب ا‪٢‬بديث ْ‪.ُّٖ/‬‬

‫ُٕٓ‬
‫معرضا عف ا‪٢‬بدكد ا‪٤‬بوضوعة يف الشريعة كىو خطو؛ لف الرؤيا مف غّب النبياء ال‬ ‫ن‬
‫نرعا على حاؿ إال أف تعرض على ما يف أيدينا مف الحكاـ الشرعية فإف‬ ‫ٰبكم هبا ن‬
‫سوغثها عدمل ٗبقثضاىا كإال كجب تركها كاإلعراض عنها‪ ،‬كإ٭با فائدهتا البشارة أك‬
‫النذارة خاصة كأما اسثاادة الحكاـ فال"(ُ)‪.‬‬
‫تونيسا كبشارة كنذارة خاصة‪ٕ ،‬بيث ال يقطعوف‬ ‫أيضا‪" :‬نعم يويت ا‪٤‬برئي ن‬ ‫كقاؿ ن‬
‫أصال كىو االعثداؿ يف أخذىا حسبدما فهم مف‬ ‫ٗبقثضاىا حكدمان ‪ ،‬كال يبنوف عليها ن‬
‫الشرع فيها‪ ،‬كاد أعلم"(ِ)‪.‬‬
‫كمعلوـ أف الرؤيا منها ما ىو ر‪ٞ‬باين‪ ،‬كمنها ما ىو نيطاين‪ ،‬كمنها ما ىو ناساين‪،‬‬
‫قاؿ النيب ‪ :‬الرؤيا ثالثة‪ :‬رؤيا مف اد‪ ،‬كرؤيا ‪ٙ‬بزيف مف الشيطاف‪ ،‬كرؤيا ‪٩‬با ٰبدث بو‬
‫الرجل ناسو يف اليقظة‪ ،‬فّباه يف ا‪٤‬بناـ (ّ)‪ ،‬قاؿ البغوم‪" :‬قولو‪( :‬الرؤيا ثالثة) فيو بياف أف‬
‫صحيحا‪ ،‬كٯبوز تعبّبه‪ ،‬إ٭با الصحيح منها ما‬
‫ن‬ ‫ليس كل ما يراه اإلنساف يف منامو يكوف‬
‫كاف مف اد‪ ‬يوتيك بو ملك الرؤيا مف نس ة أـ الكثاب‪ ،‬كما سول ذلك‬
‫أضغاث أحالـ ال توكيل ‪٥‬با‪.‬‬
‫كىي على أنواع قد يكوف مف فعل الشيطاف يلعب باإلنساف‪ ،‬أك يريو ما ٰبزنو‪،‬‬
‫كلو مكايد ٰبزف هبا بِب آدـ‪ ،‬كدما قاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ‬
‫ﯩﯪﯫﯬ ﯭﯮ ﯯﯰ ﯱﯲﯳﯴﮊ(ْ)‪.‬‬
‫(ُ) االعثصاـ ُ‪.ّٕٓ/‬‬
‫(ِ) االعثصاـ ُ‪.ّٕٓ/‬‬
‫(ّ) أخرجو الَبمذم‪ ،‬كثاب الرؤيا‪ ،‬باب أف رؤيا ا‪٤‬بؤمف جزءه مف سثة كأربعْب جزءنا مف النبوة‪ ،ِّٓ/ْ ،‬كالنسائي يف‬
‫‪ ،‬كا‪٢‬بديث‬ ‫السنف الك ل‪ ،‬كثاب الثعبّب‪ ،‬باب إذا رأل ما يكره ْ‪ ،َّٗ/‬مف حديث أ ىريرة‬
‫صححو اللباين يف السلسلة الصحيحة ّ‪.َّّ-ِّٖ/‬‬
‫(ْ) سورة ا ادلة‪.َُ :‬‬

‫ُٕٔ‬
‫كمف لعب الشيطاف بو االحثالـ الذم يوجب الغسل‪ ،‬فال يكوف لو توكيل‪،‬‬
‫كقد يكوف ذلك مف حديث الناس‪ ،‬كدمف يكوف يف أمر‪ ،‬أك حرفة يرل ناسو يف‬
‫ذلك المر‪ ،‬كالعانق يرل معشوقو ك‪٫‬بو ذلك ‪ ...‬فال توكيل و‬
‫لشيء منها"(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف القيم‪" :‬كالذم ىو مف أسباب ا‪٥‬بداية‪ :‬ىو الرؤيا الٍب مف اد‪‬‬
‫خاصة‪ ،‬كرؤيا النبياء كحي‪ ،‬فإهنا معصومة مف الشيطاف‪ ،‬كىذا باتااؽ اليمة‪ ،‬ك‪٥‬بذا‬
‫أقدـ ا‪٣‬بليل على ذبح ابنو إ‪٠‬باعيل ‪ ‬بالرؤيا‪ ،‬كأما رؤيا غّبىم فثعرض‬
‫على الوحي الصريح‪ ،‬فإف كافقثو كإال مل يعدمل هبا‪ ،‬فإف قيل‪ :‬فدما تقولوف إذا كانة‬
‫رؤيا صادقة‪ ،‬أك تواطوت؟‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬مٌب كانة كذلك اسثحاؿ ‪٨‬بالاثها للوحي‪ ،‬بل ال تكوف إال مطابقة لو‪،‬‬
‫منبهة عليو‪ ،‬أك منبهة على اندراج قضية خاصة يف حكدمو‪ ،‬مل يعرؼ الرائي اندراجها‬
‫فيو‪ ،‬فيثنبو بالرؤيا على ذلك‪ ،‬كمف أراد أف تصدؽ رؤياه فليثحر الصدؽ كأكل‬
‫ا‪٢‬بالؿ‪ ،‬كاحملافظة على المر كالنهي‪ ،‬كلينم على طهارة كاملة مسثقبل القبلة‪ ،‬كيذكر‬
‫اد‪ ‬حٌب تغلبو عيناه‪ ،‬فإف رؤياه ال تكاد تكذب البثة"(ِ)‪.‬‬
‫كالنائم ليس يف حالة ضبا للركاية؛ لعدـ حاظو‪٥ ،‬بذا ال ٯبوز إثبات حكم‬
‫نرعي ٗبا جاء بو‪ ،‬قاؿ النوكم أثناء نرحو ‪٢‬بديث مف رآين يف ا‪٤‬بناـ فقد رآين ‪:‬‬
‫"إف معُب ا‪٢‬بديث أف رؤيثو صحيحة كليسة مف أضغاث الحالـ كتلبيس‬
‫الشيطاف‪ ،‬كلكف ال ٯبوز إثبات حكم نرعي بو؛ لف حالة النوـ ليسة حالة ضبا‬
‫ك‪ٙ‬بقيق ‪٤‬با يسدمعو الرائي‪ ،‬كقد اتاقوا على أف مف نرط مف تقبل ركايثو كنهادتو أف‬
‫السنة ُِ‪.ُُِ/‬‬
‫(ُ) نرح ُّ‬
‫(ِ) مدارج السالكْب ُ‪.ٕٓ/‬‬

‫ُٕٕ‬
‫يكوف مثيقظنا ال مغا نال كال سيء ا‪٢‬با ‪ ،‬كال كثّب ا‪٣‬بطو‪ ،‬كال ‪٨‬بثل الضبا‪ ،‬كالنائم‬
‫ليس هبذه الصاة فلم تيقبل ركايثو الخثالؿ ضبطو‪.‬‬
‫مناـ يثعلق بإثبات حكم على خالؼ ما ٰبكم بو الوالة‪ ،‬أما إذا‬‫ىذا كلُّو يف و‬
‫رأل النيب يومره باعل ما ىو مندكب إليو‪ ،‬أك ينهاه عف منهي عنو‪ ،‬أك يرنده إىل‬
‫حكدما‬
‫فعل مصلحة فال خالؼ يف اسثحباب العدمل على كفقو؛ لف ذلك ليس ن‬
‫ٗبجرد ا‪٤‬بناـ بل تقرر مف أصل ذلك الشيء‪ ،‬كاد أعلم"(ُ)‪.‬‬
‫الثحدمل للركاية؛ لعدـ حاظو‪ ،‬فال‬
‫كالنائم ليس مف أىل الثكليف‪ ،‬كال مف أىل ُّ‬
‫يعدمل و‬
‫بشيء رآه يف منامو(ِ)‪.‬‬
‫إال كأكدمل لنا الديف‪ ،‬قاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﭻ ﭼ ﭽ ﭾ‬ ‫كمل ٲبة النيب‬
‫ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ‬
‫ﮑ ﮒﮊ(ّ)‪.‬‬
‫كمل يثبة دليل مف الوحيْب على أف رؤية النيب بعد موتو حجة يثبة هبا‬
‫حكم نرعي بل إف "الرؤيا الٍب ٱب فيها رسوؿ اد ٕبكم فال بد مف النظر فيها‬
‫أيضا؛ لنو إذا أخ ٕبكم موافق لشريعثو‪ ،‬فا‪٢‬بكم اسثقر‪ ،‬كإف أخ ٗب الف‪،‬‬ ‫ن‬
‫فدمحاؿ؛ لنو ال ينس بعد موتو نريعثو ا‪٤‬بسثقرة يف حياتو؛ لف الديف ال يثوقف‬
‫باطل باإل‪ٝ‬باع‪ ،‬فدمف رأل‬
‫اسثقراره بعد موتو على حصوؿ ا‪٤‬برائي النومية؛ لف ذلك ه‬
‫نينا مف ذلك فال عدمل عليو‪ ،‬كعف ذلك نقوؿ‪ :‬إف رؤياه غّب صحيحو‪ ،‬إذ لو رآه‬
‫حقا مل ٱب ه ٗبا ٱبالف الشرع"(ْ)‪.‬‬
‫ًّ‬
‫(ُ) نرح النوكم لصحيح مسلم ُ‪.ُُٓ/‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬ا‪٤‬بدخل‪ ،‬البف ا‪٢‬باج ْ‪ ،ِٖٔ/‬إرناد الاحوؿ‪ ،‬صِِْ‪.‬‬
‫(ّ) سورة ا‪٤‬بائدة‪.ّ :‬‬
‫(ْ) االعثصاـ ُ‪.ُِٔ/‬‬

‫ُٖٕ‬
‫أما اسثدالؿ ابف عجيبة بوف الرؤيا جزءه مف النبوة فدمقلوب عليو؛ لف ا‪٤‬براد‬
‫با‪١‬بزء ىنا ‪ٙ‬بقيق أمر الرؤيا كتوكيده‪ ،‬كإ٭با كانة جزءنا مف النبوة يف حق النبياء‪،‬‬
‫كتوجد الرؤيا الصا‪٢‬بة كذلك يف الصا‪٢‬بْب‪ ،‬كال تعِب حصوؿ النبوة لو بذلك؛ لف‬
‫ٱبثص هبا مف عباده ما يشاء‪.‬‬‫النبوة ىبة مف اد ‪ُّ ‬‬
‫كا‪١‬بزء ال يقوـ مقاـ الكل يف ‪ٝ‬بيع الوجوه‪ ،‬بل إ٭با يقوـ مقامو يف بعض الوجوه‪،‬‬
‫كإ٭با ىي مف باب البشارة كالنذارة؛ لف النبوة ال تثجزأ كال نبوة بعد الرسوؿ (ُ)‪.‬‬
‫كقد يقوؿ قائل‪ :‬ىل ما يراه النائم أك اإل‪٥‬بامات مف الوحي؟‬
‫قاؿ ابف تيدمية‪" :‬فإف ما يلقيو اد‪ ‬يف قلوب ا‪٤‬بؤمنْب مف اإل‪٥‬بامات الصادقة‬
‫العادلة ىي مف كحي اد‪ ،‬ككذلك ما يريهم إياه يف ا‪٤‬بناـ"(ِ)‪.‬‬
‫إيضاحا بقولو‪" :‬فإف ا‪٤‬بناـ تارة يكوف مف اد‪ ‬كتارة يكوف‬ ‫ن‬ ‫كزاد المر‬
‫مف الناس كتارة يكوف مف الشيطاف كىكذا ما يلقى يف اليقظة‪ ،‬كالنبياء معصوموف‬
‫يف اليقظة كا‪٤‬بناـ‪ ،‬ك‪٥‬بذا كانة رؤيا النبياء كحينا ‪ ...‬كليس كل مف رأل رؤيا كانة‬
‫كحينا فكذلك ليس كل مف ألقي يف قلبو نيءه يكوف كحينا‪ ،‬كاإلنساف قد تكوف‬
‫ناسو يف يقظثو أكدمل منها يف نومو‪ ،‬كا‪٤‬بصلي الذم يناجي ربو‪ ،‬فإذا جاز أف يوحى‬
‫إليو يف حاؿ النوـ فلدماذا ال يوحى إليو يف حاؿ اليقظة؟ كدما أكحى إىل أـ موسى‬
‫كا‪٢‬بواريْب كإىل النحل‪ ،‬لكف ليس لحد أف يطلق القوؿ على ما يقع يف ناسو أنو‬
‫يدؿ على ذلك‪ ،‬فإف الوسواس غالب على‬ ‫كحي ال يف يقظة كال يف ا‪٤‬بناـ إال بدليل ُّ‬
‫الناس‪ ،‬كاد أعلم"(ّ)‪.‬‬

‫السنة ُِ‪ ،َِٔ/‬االعثصاـ ُ‪.ّّّ/‬‬


‫(ُ) ينظر‪ :‬نرح ُّ‬
‫(ِ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُٓ‪.ٖٗ/‬‬
‫(ّ) ا‪٤‬برجع ناسو ُٕ‪.ِّٓ/‬‬

‫ُٕٗ‬
‫حقا‪ ،‬كىل ٯبد‬ ‫كلكف ىل كل مف رأل رؤيا يسثطيع أف ٯبزـ بوف رؤيثو صادقة ًّ‬
‫؟‬ ‫مع ‪٥‬با كدمع يوسف‬
‫قاؿ الشاطيب ‪" :‬فإف الرؤيا الٍب ىي جزءه مف أجزاء النبوة مف نرطها أف‬
‫تكوف صا‪٢‬بة مف الرجل الصاٌف‪ ،‬كحصوؿ الشركط ‪٩‬با ينظر فيو‪ ،‬فقد تثوفر كقد ال‬
‫أيضا فهي منقسدمة إىل ا‪٢‬بلم كىو مف الشيطاف‪ ،‬كإىل حديث الناس‪ ،‬كقد‬ ‫تثوفر‪ ،‬ك ن‬
‫تكوف سبب ىيجاف بعض أخالط‪ ،‬فدمٌب تثعْب الصا‪٢‬بة حٌب ٰبكم هبا‪ ،‬كنَبؾ غّب‬
‫أيضا على ذلك أف يكوف ٘بديد كحي ٕبكم بعد النيب كىو‬ ‫الصا‪٢‬بة؟ كيلزـ ن‬
‫منهي عنو باإل‪ٝ‬باع"(ُ)‪.‬‬
‫ه‬
‫كا‪٢‬بديث الذم اسثدؿ بو ابف عجيبة على أف الرؤيا الصا‪٢‬بة جزء مف سثة‬
‫كأربعْب جزءنا مف النبوة ‪ٞ‬بلو ما ال ٰبثدمل‪ ،‬كليس ىذا ا‪٤‬براد مف ا‪٢‬بديث بل ا‪٤‬براد بو‬
‫الثشبيو كدما بْب ذلك زيف الديف العراقي(ِ) بقولو‪" :‬ال يث يل مف ىذا ا‪٢‬بديث أف‬
‫رؤيا الصاٌف جزء مف أجزاء النبوة‪ ،‬فإف الرؤيا إ٭با ىي مف أجزاء النبوة يف حق النبياء‬
‫‪-‬عليهم السالـ‪ -‬كليسة يف حق غّبىم مف أجزاء النبوة كال ٲبكف أف ٰبصل لغّب‬
‫النبياء جزء مف النبوة‪ ،‬كإ٭با ا‪٤‬بعُب أف الرؤيا الواقعة للصاٌف تيشبو الرؤيا الواقعة لألنبياء‬
‫الٍب ىي يف حقهم جزء مف أجزاء النبوة فوطلق أهنا مف أجزاء النبوة على طريق‬
‫الثشبيو"(ّ)‪.‬‬
‫(ُ) االعثصاـ ُ‪.ّّّ/‬‬
‫(ِ) ىو‪ :‬أبو الاضل‪ ،‬زيف الديف عبد الرحيم بف ا‪٢‬بسْب بف عبد الر‪ٞ‬بف بف أ بكر بف إبراىيم الكردم الشافعي‪،‬‬
‫كيعرؼ با‪٢‬باف العراقي‪ ،‬كلد يف ‪ٝ‬بادل الكىل سنة ِٕٓىػ‪ ،‬عامل با‪٢‬بديث‪ ،‬أثُب عليو نيوخ عصره‪،‬‬
‫كالس بكي‪ ،‬كالعالئي‪ ،‬لو مؤلاات منها‪ :‬ا‪٤‬بغِب عف ‪ٞ‬بل الساار يف الساار يف ‪ٚ‬بريج أحاديث اإلحياء‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫كنكة منهاج البيضاكم يف الصوؿ‪ ،‬كذيل على ا‪٤‬بيزاف‪ ،‬مات سنة َٖٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬إنباء الغدمر بوبناء العدمر‬
‫ٓ‪ ،َُٕ/‬الضوء الالمع لىل القرف الثاسع ْ‪ ،ُُٕ/‬نذرات الذىب يف أخبار مف ذىب ٕ‪.ٓٓ/‬‬
‫(ّ) طرح الثثريب يف نرح الثقريب ٖ‪.ُِْ/‬‬

‫َُٖ‬
‫كيقوؿ ابف حجر‪" :‬ظاىر االسثثناء أف الرؤيا نبوة‪ ،‬كليس كذلك ‪٤‬با تقدـ أف ا‪٤‬براد‬
‫تشبيو أمر الرؤيا بالنبوة‪ ،‬أك لف جزء الشيء ال يسثلزـ ثبوت كصاو لو‪ ،‬كدمف قاؿ‪:‬‬
‫افعا صوتو ال يسدمى مؤذنا‪ ،‬كال يقاؿ‪ :‬إنو أذف‪ ،‬كإف كانة‬ ‫أنهد أف ال إلو إال اد ر ن‬
‫جزءنا مف الذاف‪ ،‬ككذا لو قرأ نينا مف القرآف كىو قائم ال يسدمى مصلينا كإف كانة‬
‫القراءة جزءنا مف الصالة"(ُ)‪.‬‬
‫كبعد ىذه النقوؿ يثضح أف ما قالو ابف عجيبة عار مف ا‪٢‬بقيقة‪ ،‬فإف أقواؿ‬
‫العلدماء السابقة تبْب بطالف كل ذلك‪.‬‬
‫كأما زعدمو أنو أيعطي حق الثصرؼ يف الكوف فهذه طامة كداىية ك ل؛ فإف‬
‫الثصرؼ يف الكوف حق د‪ ‬فدمف زعم غّب ذلك فقد جاء بإفك عظيم‪ ،‬كىذا‬
‫كلُّو حدث نثيجة غلوىم يف الول حٌب قاؿ بعضهم‪" :‬إف الول يػي ٍعطىى قوؿ‪" :‬كف"‪،‬‬
‫كقاؿ بعضهم‪ :‬إنو ال ٲبثنع على الول فعل ‪٩‬بكف‪ ،‬كدما ال ٲبثنع على اللٌو تعاىل فعل‬
‫‪٧‬باؿ ‪ ...‬كزاد ابف عر ‪ :‬إف الول ال يعزب عف قدرتو نيءه مف ا‪٤‬بدمكنات‪ ،‬كالذم‬
‫يح منهم بوف الول‬‫ال يعزب عف قدرتو نيء مف ا‪٤‬بدمكنات ىو اللٌو كحده‪ ،‬فهذا تصر ه‬
‫مثل اد‪ ،‬إف مل يكف ىو اللٌو"(ِ)‪.‬‬
‫كبّبا‪.‬‬
‫علوا ن‬‫تعاىل اد عف ذلك ًّ‬

‫(ُ) فثح البارم ُِ‪.ّٕٓ/‬‬


‫(ِ) ‪٦‬بدموع الاثاكل‪ ،‬البف تيدمية ُْ‪.ّْٔ/‬‬

‫ُُٖ‬
‫ثانًا‪ :‬ا لكا ات‬
‫كثّبا كيذكرىا يف ما ٱبالف العقيدة‬ ‫يعثدمد ابف عجيبة على ا‪٢‬بكايات ن‬
‫الصحيحة‪ ،‬كىذه بعض المثلة على ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬االسد اثد ب ر اهلل‪‬‬
‫قوما ركبوا البحر بساينثهم‪ ،‬ف رجة عليهم ساينة النصارل‬ ‫مثاؿ ذلك‪ :‬أف ن‬
‫أحدا مف كاف معهم يف الساينة مف يعرؼ كلينا يسثغيث بو‪،‬‬ ‫فورادكا أخذىم‪ ،‬فطلب ن‬
‫فقاؿ رجل معهم‪ :‬الال(ُ) فاطدمة العجيبية‪ -‬فإذا ىي بينهم كدما ‪-‬زعدموا‪ -‬تدفع‬
‫عنهم ا‪٤‬بركب إىل ال (ِ)‪.‬‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة أف االسثغاثة با‪٤‬ب لوؽ على قسدمْب‪:‬‬
‫عقيدة أىل ُّ‬
‫القسم الكؿ‪ :‬االسثغاثة با‪٤‬ب لوؽ فيدما ال يقدر عليو إال اد‪ ،‬فهذه‬
‫صرؼ للعبادة لغّب اد‪.‬‬ ‫نرؾ أك ؛ لهنا ه‬ ‫ه‬
‫أما االسثغاثة فيدما يقدر عليو ا‪٤‬ب لوؽ مثل اسثغاثثو بغّبه يف ا‪٢‬برب ليساعده‪،‬‬
‫أك يناصره على عدكه؛ فهذا جائز‪ ،‬كدما قاؿ اد ‪ :‬ﮋ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬
‫ﭴ ﭵﭶﮊ(ّ)‪.‬‬
‫كهبذا يثبْب أف مف اسثغاث بول مية‪ ،‬أك غائب‪ ،‬أك ذىب لضريح كل ‪-‬‬
‫معثقدا أنو يارج لو الكرب‪ ،‬فهذا كلُّو‬
‫كحد زعدمو‪ -‬ليسثغيث بو‪ ،‬أك علق قلبو بول ن‬
‫مف الشرؾ الك ا‪٤‬بنهي عنو‪ ،‬كمف كاف ىذه فعلو فهو على خطر عظيم إف مل‬
‫يثدارؾ ناسو بالثوبة‪ ،‬ك٘بريد الثوحيد د ‪.)ْ(‬‬
‫(ُ) الال‪ :‬كلدمة مثداكلة عند أىل ا‪٤‬بغرب تدؿ على االحَباـ‪ ،‬تطلق على الرجل كا‪٤‬برأة‪.‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬الاهرسة‪ ،‬صَِ‪.‬‬
‫(ّ) سورة القصص‪.ُٓ :‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬إعانة ا‪٤‬بسثايد بشرح كثاب الثوحيد ُ‪.ُّٗ/‬‬

‫ُِٖ‬
‫كاد‪ ‬ىو الذم يسثغاث بو لثاريج الكركب كا‪٥‬بدموـ فيجيب الدعوة‪.‬‬
‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬ ‫قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﭛﮊ(ُ)‪.‬‬
‫تعاىل‪ :‬ﮋ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ‬ ‫كقاؿ‬
‫ﯿ ﰀﮊ (ِ)‪.‬‬
‫‪ :‬كاعلم أف اليمة لو اجثدمعوا على‬ ‫كقاؿ النيب لعبد اد بف عباس‬
‫و‬
‫بشيء كثبو اد لك‪ ،‬كلو اجثدمعوا على أف يضركؾ مل‬ ‫أف يناعوؾ مل يناعوؾ إال‬
‫يضركؾ إال و‬
‫بشيء كثبو اد عليك (ّ)‪.‬‬
‫كقاؿ ني اإلسالـ ابف تيدمية ‪" :‬سؤاؿ ا‪٤‬بية كالغائب نبيًّا كاف أك غّبه‬
‫مف احملرمات ا‪٤‬بنكرة باتااؽ أئدمة ا‪٤‬بسلدمْب مل يومر اد بو‪ ‬كال رسولو كال فعلو‬
‫أح هد مف الصحابة كال الثابعْب ‪٥‬بم بإحساف كال اسثحبو أح هد مف أئدمة ا‪٤‬بسلدمْب‪،‬‬
‫أحدا منهم ما كاف يقوؿ‪ :‬إذا نزلة‬ ‫كىذا ‪٩‬با يعلم باالضطرار مف ديف ا‪٤‬بسلدمْب أف ن‬
‫بو ترة(ْ) أك عرضة لو حاجة ‪٤‬بية‪ :‬يا سيدم فالف أنا يف حسبك‪ ،‬أك اقض‬
‫حاجٍب كدما يقوؿ بعض ىؤالء ا‪٤‬بشركْب ‪٤‬بف يدعوهنم مف ا‪٤‬بوتى كالغائبْب‪ ،‬كال أحد‬
‫مف الصحابة اسثغاث بالنيب بعد موتو كال بغّبه مف النبياء ال عند قبورىم‪ ،‬كال‬
‫(ُ) سورة النااؿ‪.ٗ :‬‬
‫(ِ) سورة النعاـ‪.ُٕ :‬‬
‫(ّ) أخرجو الَبمذم ْ‪ ،ِٖٓ/‬رقم ُِٔٓ‪ ،‬كأ‪ٞ‬بد يف ا‪٤‬بسند ُ‪ ،َّٕ ،َّّ ،ِّٗ/‬كالط اين يف الكبّب‬
‫ُِٖٖٗ‪ ،ُِٖٗٗ ،‬كابف السِب يف عدمل اليوـ كالليلة‪ ،ِْٓ ،‬كالبيهقي يف نعب اإلٲباف ُْٕ‪،ُٗٓ ،‬‬
‫حسف صحيح‪ ،‬كصححو اللباين يف السلسلة الصحيحة ٓ‪.ُّٖ/‬‬‫حديث ه‬‫ه‬ ‫كقاؿ الَبمذم‪:‬‬
‫(ْ) الَبة‪ :‬ىي النقص‪ .‬ينظر‪ :‬النهاية يف غريب الثر ُ‪.ْٖٗ/‬‬

‫ُّٖ‬
‫إذا بعدكا عنها كقد كانوا يقاوف تلك ا‪٤‬بواقف العظاـ يف مقابلة ا‪٤‬بشركْب يف القثاؿ كيشثد‬
‫البوس هبم كيظنوف الظنوف كمع ىذا مل يسثغث أح هد منهم بنيب كال غّبه مف ا‪٤‬ب لوقْب‬
‫‪.)ُ("...‬‬
‫‪ -2‬يلي ل ا لرام‬
‫توييدا‬
‫ذكر ابف عجيبة أنواع السحر‪ ،‬مث قاؿ ‪ ...‬كقد يكوف كرامةن لول أك ن‬
‫لشاؾ كدما كقع لاقّب(ِ)‪ ،‬ناكر الشي يف زيارة أمو فغطاه الشي بثوبو فرأل ناسو يف‬
‫بلد أمو فبقي عندىا أربعة أنهر مث أراد الرجوع فوجد ناسو عند الشي ‪ ،‬كقد قرأ‬
‫القارئ بعده ‪ٟ‬بسة عشر حزبنا(ّ)‪.‬‬
‫كىذه ا‪٢‬بكايات اعثدمد عليها بعض ا‪٤‬بثصوفة‪ ،‬فضلُّوا عف ا‪٢‬بق‪ ،‬كأضلوا مف‬
‫بعدىم‪.‬‬
‫كثّبا ما كقع للدمؤرخْب كا‪٤‬باسريف كأئدمة النقل مف‬‫قاؿ ابف خلدكف‪ ..." :‬ك ن‬
‫ا‪٤‬بغالا يف ا‪٢‬بكايات كالوقائع؛ العثدمادىم فيها على ‪٦‬برد النقل‪ ،‬غثًّا أك ‪٠‬بيننا‪ ،‬كمل‬
‫يعرضوىا على أصو‪٥‬با‪ ،‬كال قاسوىا بونباىها كال س كىا ٗبعيار ا‪٢‬بكدمة‪ ،‬فضلُّوا عف‬
‫ا‪٢‬بق‪ ،‬كتاىوا يف بيداء الوىم كالغلا"(ْ)‪ ،‬كالكذب ديدف كل مف أراد نشر باطلو‪،‬‬
‫كيثانف يف صياغة حكايثو‪.‬‬
‫كثّبا مف الناس يدعي الديف كالصالح كأنو أىل‬
‫كيقوؿ ابف ا‪٢‬باج‪" :‬إف ن‬
‫الوصوؿ‪ ،‬كيويت ٕبكايات مف تقدـ مف الكابر كيطرز هبا كالمو كىو مع ذلك يشّب‬
‫(ُ) الرد على البكرم ُ‪.ْٖٖ/‬‬
‫(ِ) يطلق على الصويف‪.‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬الاهرسة‪ ،‬صَٗ‪.‬‬
‫(ْ) ا‪٤‬بقدمة‪ ،‬صٖ‪.‬‬

‫ُْٖ‬
‫إىل ناسو بلساف حالو‪ ،‬كأف عنده مف ذلك طرفنا‪ ،‬كبعضهم يزعم أنو حصل لو مف‬
‫ذلك المر حاصل‪.‬‬
‫كمنهم مف لو القدرة على تصنيف ا‪٢‬بكايات كا‪٤‬برائي الٍب ٱبثلقها مف تلقاء‬
‫ناسو‪ ،‬سيدما ‪-‬كالعياذ باد تعاىل‪ -‬ما ابثلي بو بعضهم مف ٘برئو كدعواه رؤيا النيب‬
‫يف ا‪٤‬بناـ‪ ،‬كأنو أقبل عليو كخاطبو كأمره كهناه‪ ،‬بل بعضهم يدعي رؤيثو‬
‫باب ضيق‪ ،‬كقل مف يقع لو ذلك المر"(ُ)‪.‬‬‫‪ ‬يف اليقظة‪ ،‬كىذا ه‬
‫علم بصحيح‬ ‫تصدر مف ليس لو ه‬ ‫كلقد تضاعف الشُّر ككثر خطره بسبب ُّ‬
‫الركاية مف ضعياها‪ ،‬للثصنيف‪ ،‬كتاسّب الكثاب العزيز ٗبا يناسب أىواءىم؛ إلثبات‬
‫البطالة كانثظار السدماء أف ‪ٛ‬بطر ذىبنا كفضة‪ ،‬فافَبكا على رب العا‪٤‬بْب‪ ،‬فاخثلقوا‬
‫ا‪٣‬برافات ا‪٤‬ب ثلاة‪ ،‬كالقاصيص ا‪٤‬بنحولة‪ ،‬كالساطّب ا‪٤‬باثعلة يف تاسّب كثاب‬
‫اد‪ ‬فحرفوا‪ ،‬كغّبكا كبدلوا‪ ،‬كقد أصيب اإلسالـ كأىلو بداىية دىياء‪ ،‬كفاقرة‬
‫عظدمى‪ ،‬كرزية ك ل‪ ،‬مف أمثاؿ ىؤالء الكذابْب الدجالْب الذيف ٯبَبئوف على‬
‫الكذب‪ ،‬ككثب ا‪٤‬بثصوفة الٍب امثألت مف ا‪٢‬بكايات ا‪٤‬بكذكبة ما اد بو عليم(ِ)‪.‬‬
‫كمل يارؽ ابف عجيبة بْب الكرامات كا‪٢‬بكايات ا‪٤‬ب ثلقة ا‪٤‬بكذكبة‪ ،‬فوصبح‬
‫حالال بزعدمو أنو قد يكوف كرامة لول‪.‬‬
‫السحر ن‬
‫ي‬
‫أمورا كثّبة‪،‬‬
‫قاؿ الشي السعدم ‪ ..." :‬قد أدخل الناس يف الكرامات ن‬
‫السذج مف الناس‪ ،‬كأكٮبوىم بوهنا مف‬
‫اخَبعوىا كافَبكىا‪ ،‬كخدعوا هبا العواـ ك ُّ‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة أبعد‬
‫قسدما مف ا‪٣‬برافات كالشعوذات‪ ،‬كأىل ُّ‬
‫الكرامات كليسة إال ن‬
‫(ُ) ا‪٤‬بدخل ّ‪.ُِٓ/‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬فثح القدير ٓ‪ ،َٓٗ/‬كاجثدماع ا‪١‬بيوش اإلسالمية‪ ،‬صٕٕ‪.‬‬

‫ُٖٓ‬
‫الناس عف الثصديق با‪٣‬برافات كالكاذيب ا‪٤‬باَباة‪ ،‬كأعرؼ بالطرؽ الٍب يثبْب هبا‬
‫كذب الكاذبْب كافَباء ا‪٤‬باَبيف"(ُ)‪.‬‬
‫كالسحر كلُّو حراـ‪ ،‬كىو مف أك الكبائر بعد الشرؾ باد‪ ‬كعده‬
‫عف النيب قاؿ‪ :‬اجثنبوا‬ ‫الرسوؿ مف السبع ا‪٤‬بوبقات‪ ،‬عف أ ىريرة‬
‫السبع ا‪٤‬بوبقات‪ ،‬قالوا يا رسوؿ اد‪ :‬كما ىف؟ قاؿ‪ :‬الشرؾ باد‪ ،‬كالسحر‪ ،‬كقثل‬
‫الناس الٍب حرـ اد إال با‪٢‬بق‪ ،‬كأكل الربا‪ ،‬كأكل ماؿ اليثيم‪ ،‬كالثول يوـ الزحف‪،‬‬
‫كقذؼ احملصنات ا‪٤‬بؤمنات الغافالت (ِ)‪.‬‬
‫كمف السحر‪ ،‬ما يؤثر يف جسم ا‪٤‬بسحور فيقثل أك ٲبرض فيارؽ بْب ا‪٤‬برء‬
‫كل ذلك بقضاء اد كقدره‪ ،‬كمنو ما ىو ‪ٚ‬بييلي كليس لو‬ ‫كزكجو كبْب الحبة‪ ،‬ك ُّ‬
‫حقيقة كىو ما ييسدمى بالسحر الث ييلي‪ٕ ،‬بيث يظهر النياء أماـ الناظر على غّب‬
‫حقيقثها‪ ،‬كدما قاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﭝ ﭞﭟﭠ ﭡ ﭢﭣﭤ ﭥﭦﭧﭨﭩ ﮊ(ّ)‪.‬‬
‫كجرـ كبّب‪ ،‬كال ٯبوز للدمسلم أف يسثعدملو‪ ،‬قاؿ اد‬
‫ذنب عظيم‪ ،‬ه‬ ‫كالثصديق بو ه‬
‫تعاىل‪ :‬ﮋﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬
‫ﮞﮟﮠﮡﮢﮊ(ْ)(ٓ)‪.‬‬
‫‪ -3‬يفس ر اآل ات بج طر ق ا لكا ات‬
‫قاؿ ابف عجيبة يف قوؿ اد‪ :‬ﮋﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮊ(ٔ)‪" ،‬كقد‬
‫(ُ) الثنبيهات اللطياة فيدما احثوت عليو الواسطية مف ا‪٤‬بباحث ا‪٤‬بنياة‪ ،‬صََُ‪.َُُ-‬‬
‫(ِ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب اإلٲباف‪ ،‬باب بياف الكبائر كأك ىا ُ‪ ،ْٔ/‬رقم ُْٓ‪.‬‬
‫(ّ) سورة طو‪.ٔٔ :‬‬
‫(ْ) سورة البقرة‪.َُِ :‬‬
‫(ٓ) ينظر‪٧ :‬باضرات يف العقيدة كالدعوة ّ‪.َُِ/‬‬
‫(ٔ) سورة الذاريات‪.ِِ :‬‬

‫ُٖٔ‬
‫رجال ‪٠‬بع قارئنا يقرأ ىذه ااية فدخل‬‫‪٠‬بهة حكاية أخرل‪ ،‬فيها ع ة‪ ،‬كذلك أف ن‬
‫بيثو كلزـ زاكية منو يذكر فيها‪ ،‬كيثبثل فجاءت امرأتو تنقم عليو كتومره با‪٣‬بدمة‪ ،‬فقاؿ‬
‫‪٥‬با‪ :‬قاؿ تهاىل‪ :‬ﮋﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮊ فلما آيسة منو ذىبة ‪ٙ‬بسر نينا‪،‬‬
‫فوجدت آنية ‪٩‬بلوءة دنانّب‪ ،‬فجاءت إليو‪ ،‬كقالة‪ :‬قد أتانا رزقنا‪ ،‬قم ‪ٙ‬بسره مهي‪ ،‬ىو‬
‫يف موضع كذا‪ ،‬فقاؿ‪ :‬إ٭با قاؿ تهاىل‪ :‬ﮋﮨ ﮩﮊ‪ ،‬كمل يقل يف الرض‪ ،‬فامثنع‬
‫أخ ‪٥‬با تسثهْب بو‪ ،‬فلما فثحثها كجدهتا ‪٩‬بلؤة عقارب‪ ،‬فقالة‪ :‬كام‬
‫فذىبة إىل و‬
‫لطرحنها عليو لنسَبيح منو‪ ،‬فسثحة كوة م السقف‪ ،‬كطرحثها عليو فسقطة‬
‫دنانّب‪ ،‬فقاؿ‪ :‬ااف نهم‪ ،‬قد أتاين م حيث قاؿ ر ‪ :‬ﮋﮨﮩ ﮪ ﮊ"(ُ)‪.‬‬
‫كىذا الثسسّب ا‪٤‬بغلوط لآلية أكرث ا‪٤‬بثصوفة البطالة‪ ،‬كنسي السباب كما مر‬
‫مهنا‪ ،‬كىو ‪٨‬بالف ‪٤‬با عليو ا‪٤‬بسسركف‪ ،‬قاؿ الشي السهدم يف تسسّبه‪" :‬أم مادة‬
‫وع يدك ىف م‬
‫رزقكم‪ ،‬م المطار‪ ،‬كصنوؼ القدار‪ ،‬الرزؽ الديِب كالدنيوم‪ ،‬ىكىما تي ى‬
‫ا‪١‬بزاء يف الدنيا كااخرة‪ ،‬فإنو ينزؿ م عند ام‪ ،‬كسائر القدار(ِ)‪.‬‬
‫‪ -4‬ا لث بيى يعذ ب ا نفس درب دها‬
‫قاؿ اب عجيبة‪ :‬إف بهض الطلبة كاف ساكننا يف مدرسة بساس‪ ،‬ف رجة امرأة‬
‫رجال ينظر يف‬
‫كمهها بنثها ‪ ...‬فرأت البنة بابنا خلسو ضوء فوتة إليو‪ ،‬فوجدت فيو ن‬
‫كثاب‪ ،‬فقالة‪ :‬إف مل يك ا‪٣‬بّب عند ىذا فال يكوف عند أحد‪ ،‬فقرعة الباب‬
‫ف رج الرجل فذكرت لو قصثها‪ ،‬كأهنا خافة على نسسها‪ ،‬فودخلها منزلو‪ ،‬كجهل‬
‫حصّبا‪ ،‬كبقي ينظر يف كثابو‪ ،‬كزي لو الشيطاف أف يهمل هبا عمل سوء‪،‬‬
‫ن‬ ‫بينو كبينها‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ٓ‪.ِْٕ-ُْٕ/‬‬
‫(ِ) تيسّب الكرًن الر‪ٞ‬ب ُ‪.َٖٗ/‬‬

‫ُٕٖ‬
‫كلكف اد‪ ‬حاظو ب كة العلم‪ ،‬فوخذ ا‪٤‬بصباح‪ ،‬كجعل ٍٰب ًر يؽ أصابعو ك ن‬
‫احدا بعد‬
‫كاحد حٌب أحرقها‪ ،‬كالبنة تنظر إليو كتثعجب‪ ،‬مث خرج ينظر إىل الليل فوجده ما‬
‫زاؿ‪ ،‬فوحرؽ أصابع اليد الخرل‪ ،‬ك‪٤‬با أفل الليل كجاء الصباح خرجة سا‪٤‬بة ‪...‬‬
‫كذكرت البنة تلك القصة لبيها‪ ،‬فوتى أبوىا إىل ‪٦‬بلس العلم‪ ،‬كذكر القصة للشي ‪،‬‬
‫فقاؿ للحاضريف‪ :‬أخرجوا أيديكم كأمنوا على دعائي ‪٥‬بذا الرجل‪ ،‬فوخرجوا أيديهم‪،‬‬
‫كبقي رجل‪ ،‬فعلم الشي أنو صاحب القضية(ُ)‪.‬‬
‫كىذه ا‪٢‬بكاية الٍب ذكرىا ابف عجيبة مف ا‪٢‬بكايات الٍب ذكرىا الصوفية يف‬
‫تربية ا‪٤‬بريديف على ا اىدة كتعذيب الناس انثدملة على ‪٨‬بالاات نرعية‪ ،‬كأمور‬
‫باطلة‪ ،‬كىي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اعثبار ىذه ا‪٢‬بكاية مف ا‪١‬بهاد الك الذم ىو جهاد الناس عند‬
‫ا‪٤‬بثصوفة‪ ،‬كتاضيلو على ‪٦‬باىدة السيف‪ ،‬كبو ٰبصل الثجلي فهو يقوؿ‪" :‬كإذ هتذبة‬
‫ككدملة رياضثها‪ ،‬فالواجب اتباع ما يثجلى فيها إذ ال يثجلى فيها إال ا‪٢‬بق‪ ،‬كىذا‬
‫ىو ‪ٜ‬برة ا‪١‬بهاد الك ‪ ،‬كأما ا‪١‬بهاد الصغر الذم ىو جهاد السيف فال ٰبصل نيءه‬
‫ماضوال عند ا‪١‬بهاد الك "(ِ)‪.‬‬
‫ن‬ ‫مف ىذا‪ ،‬فلذلك كاف‬
‫ب‪ -‬ا‪٣‬بلوة احملرمة‪.‬‬
‫لقد جاء الشرع ببياف أسباب الاًب كالثحذير منها كسد الذرائع ا‪٤‬بؤدية إليها‪،‬‬
‫فاثنة النساء مف أعظم الاًب الٍب تيبثلى هبا المم‪ ،‬كالنيب حذرنا منها‪ ،‬كتومل يف‬
‫الحاديث ااتية بعْب البصّبة‪:‬‬

‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.َٓٗ/‬‬


‫(ِ) ا‪٤‬برجع ناسو ُ‪.ِّْ/‬‬

‫ُٖٖ‬
‫كة بعدم فثنةن أضر على‬
‫قاؿ‪ :‬ما تر ي‬ ‫أف النيب‬ ‫عف أسامة بف زيد‬
‫الرجاؿ مف النساء (ُ)‪.‬‬
‫يقوؿ ا‪٢‬باف ابف حجر‪" :‬كيف ا‪٢‬بديث أف الاثنة بالنساء أند مف الاثنة‬
‫بغّبىف‪ ،‬كيشهد لو قولو تعاىل‪ :‬ﮋﮠﮡﮢﮣﮤ ﮥﮊ(ِ)‪.‬‬
‫فجعلهف مف حب الشهوات‪ ،‬كبدأ هبف قبل بقية النواع إنارة إىل أهنف الصل‬
‫يف ذلك"(ّ)‪.‬‬
‫أف النيب قاؿ‪ :‬إف الدنيا حلوة خضرة كإف‬ ‫كعف أ سعيد ا‪٣‬بدرم‬
‫اد مسث لاكم فيها فينظر كيف تعدملوف‪ ،‬فاتقوا الدنيا كاتقوا النساء؛ فإف أكؿ فثنة‬
‫بِب إسرائيل كانة يف النساء (ْ)‪.‬‬
‫نيء إال أتاه مف قبل النساء‪ ،‬كقد كاف السلف الصاٌف‬ ‫كما أيس الشيطاف مف و‬
‫عدمال كمع ىذا فإهنم ال يومنوف على أناسهم فثنة النساء‪.‬‬ ‫أند إٲبانا كأكثر ن‬
‫قاؿ‪ ،‬قاؿ رسوؿ اد ‪ :‬ال ٱبلوف رجل بامرأة إال مع‬ ‫كعف ابف عباس‬
‫ذم ‪٧‬برـ ‪.)ٓ( ...‬‬
‫ج‪ -‬ا اىدة عند الصوفية؛ ‪٢‬بصوؿ الشي على تقديس الناس لو كظهور‬
‫الكرامات(ٔ)‪ ،‬كحصولو للعلم بغّب تعلم‪ ،‬قاؿ ابف عجيبة‪" :‬عداكة الناس ‪ٛ‬بكنك مف‬
‫(ُ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب النكاح‪ ،‬باب ما يػيثقى مف نؤـ ا‪٤‬برأة ٓ‪ ،ُٗٓٗ/‬رقم َْٖٖ‪.‬‬
‫(ِ) سورة آؿ عدمراف‪.ُْ :‬‬
‫(ّ) فثح البارم ٗ‪.ُْ/‬‬
‫(ْ ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب الذكر كالدعاء كالثوبة كاالسثغاار‪ ،‬باب أكثر أىل ا‪١‬بنة الاقراء‪ ،‬كأكثر أىل النار النساء‪،‬‬
‫كبياف الاًب بالنساء ْ‪ ،َِٖٗ/‬رقم ِْٖٕ‪.‬‬
‫رجل بامرأة إال ذك ‪٧‬برـ كالدخوؿ على ا‪٤‬بغيبة‪ ،ّٗٓ/ّ ،‬رقم ِِّٓ‪.‬‬
‫(ٓ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب النكاح‪ ،‬باب ال ٱبلوف ه‬
‫(ٔ) سيويت ٕبثها يف موضعها‪.‬‬

‫ُٖٗ‬
‫إقباال عليك"(ُ)‪ ،‬كقاؿ يف‬
‫نواصي ا‪٣‬بلق‪ ،‬أنة تزيد عداكة لناسك كا‪٣‬بلق يزيد ن‬
‫موضع آخر‪" :‬كمف ‪٦‬باىدة الناس تظهر الكرامات ا‪٤‬بعنوية مف فهم العلوـ كاتساع‬
‫الاهوـ‪ ،‬ك‪ٙ‬بقيق اليقْب‪ ،‬كنهود رب العا‪٤‬بْب‪ ،‬كتس ّب الناوس‪ ،‬كقهرىا كظهور‬
‫ا‪١‬باللة كا‪٤‬بهابة إىل ا‪٣‬بلق"(ِ)‪.‬‬
‫د‪ -‬ال نك أف ىذه ا‪٢‬بكايات ككثرهتا تضليل لتباعهم‪ ،‬كا‪١‬بهلة مف الناس‪.‬‬
‫هن‪ -‬يزعم بعض الصوفية أف ا اىدة سبب للوصوؿ لعقيدة كحدة الوجود‬
‫الباطلة‪ ،‬قاؿ ابف عجيبة "إف اإلنساف إذا جاؿ يف ميداهنا‪ ،‬فجاىدىا حٌب ىذهبا‪،‬‬
‫كطهرىا مف الكصاؼ ا‪٢‬باجبة ‪٥‬با‪ ،‬رجعة ناسو حين ذ إىل أصلها‪ ،‬كىي ا‪٢‬بضرة‬
‫الٍب كانة فيها‪ ،‬إذا مل تكف بينها كبْب ا‪٢‬بضرة إال ا‪٢‬بجب الظلدمانية‪ ،‬فلدما ‪ٚ‬بلصة‬
‫نورا مشرقنا يف قالب ظلدماين‪ ،‬فصارت عنده ياقوتة مكنونة‪،‬‬
‫منها رجعة إىل أصلها‪ ،‬ن‬
‫تيطول عليها أصداؼ ا‪٤‬بكنونات"(ّ)‪.‬‬
‫كبّبا‪ ،-‬قاؿ ابف عجيبة‪:‬‬ ‫و‪ -‬الث لُّق بصاات اد ‪-‬تعاىل اد عدما يقولوف ًّ‬
‫علوا ن‬
‫"فحين وذ يسَب ا‪٢‬بق تعاىل كصاك الذم ىو كصف العبودية بوصاو الذم ىو كصف‬
‫أيضا نعثك‬
‫ا‪٢‬برية‪ ،‬فثثحسف أكصاؼ البشرية بظهور أكصاؼ الركحانية‪ ،‬كيعطى ن‬
‫الذم ىو ا‪٢‬بدكث بنعثو الذم ىو القدـ‪ ،‬أك غطى نعثك الذم ىو العدـ بنعثو الذم‬
‫ﮋ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ‬ ‫ىو الوجود"(ْ)‪ ،‬كىذا مف أقبح الباطل‪ ،‬قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫(ُ) الاثوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صُّْ‪.‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬برجع ناسو‪ ،‬صّٖ‪.‬‬
‫(ّ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صُِْ‪ ،‬الاثوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صُّ‪ ،‬البحر ا‪٤‬بديد ْ‪.ِّْ/‬‬
‫(ْ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صَِٓ‪ ،ُِٓ-‬كىذه عقيدة كحدة الوجود كسيويت ا‪٢‬بديث عنها يف موضعها‪.‬‬

‫َُٗ‬
‫ﭧ ﮊ(ُ) "كقد نىػزه اد ‪ ‬ناسو عف صاات ا‪٤‬ب لوقْب"(ِ)‪ ،‬كقاؿ ابف تيدمية‪" :‬إف‬
‫السنة مثاقوف على أف اد ليس كدمثلو نيءه ال يف ذاتو كال يف صااتو كال يف‬ ‫أىل ُّ‬
‫أفعالو"(ّ)‪ ،‬كعبارة الث لُّق عبارة ننيعة منثزعة مف قوؿ الاالساة بالثشبو باإللو على‬
‫قدر الطاقة‪ ،‬كىي الثشبو(ْ)‪.‬‬
‫أصبعا أك يقثلوا‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة عرفوا طريق ا‪٢‬بق فالثزموه كمل ٰبرقوا ن‬‫أما أىل ُّ‬
‫ناسا بغّب حق‪ ،‬بل غاية مرادىم ‪ٙ‬بقيق العبودية بثزكية أناسهم‪ ،‬قاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﭰ‬
‫ن‬
‫(ٓ)‬
‫ﭱ ﭲ ﭳ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﮊ ‪ ،‬قاؿ ابف تيدمية‪" :‬كإ٭با ديف ا‪٢‬بق ىو ‪ٙ‬بقيق‬
‫العبودية د بكل كجو كىو ‪ٙ‬بقيق ‪٧‬ببة اد بكل درجة كبقدر تكدميل العبودية تكدمل‬
‫‪٧‬ببة العبد لربو كتكدمل ‪٧‬ببة الرب لعبده كبقدر نقص ىذا يكوف نقص ىذا؛ ككلدما‬
‫كاف يف القلب حب لغّب اد كانة فيو عبودية لغّب اد ٕبسب ذلك ككلدما كاف فيو‬
‫كل ‪٧‬بب وة ال تكوف د فهي‬ ‫عبودية لغّب اد كاف فيو حب لغّب اد ٕبسب ذلك‪ ،‬ك ُّ‬
‫باطلة‪ ،‬ككل عدمل ال يراد بو كجو اد فهو باطل‪ ،‬فالدنيا ملعونة ملعوف ما فيها إال ما‬
‫فكل عدمل أريد بو غّب‬
‫كاف د‪ ،‬كال يكوف د إال ما أحبو اد كرسولو كىو ا‪٤‬بشركع‪ُّ ،‬‬
‫كل عدمل ال يوافق نرع اد مل يكف د بل ال يكوف د إال ما ‪ٝ‬بع‬ ‫اد مل يكف د‪ ،‬ك ُّ‬
‫الوصاْب‪ :‬أف يكوف د كأف يكوف مواف نقا حملبة اد كرسولو كىو الواجب‬
‫كا‪٤‬بسثحب"(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة الشورل‪.ُُ :‬‬
‫(ِ) كثاب الثوحيد ُ‪.ْٗ/‬‬
‫السنة ُ‪.ُّْ/‬‬
‫(ّ) منهاج ُّ‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬بدائع الاوائد ِ‪.ِٕٓ/‬‬
‫(ٓ) سورة الشدمس‪.ٗ :‬‬
‫(ٔ) ‪٦‬بدموع الاثاكل َُ‪.ُِّ/‬‬

‫ُُٗ‬
‫توسع ا‪٤‬بثصوفة يف ماهوـ ا اىدة‪ ،‬حٌب خرجوا عف الشرع يف‬
‫كا‪٤‬بالح ىو ُّ‬
‫الثعبد‪ ،‬قاؿ ابف تيدمية‪" :‬كمف عظم مطلق السهر كا‪١‬بوع كأمر هبدما مطل نقا فهو ‪٨‬بطئ‬
‫بل احملدمود السهر الشرعي كا‪١‬بوع الشرعي‪ ،‬فالسهر الشرعي كدما تقدـ مف صالة أك‬
‫ذكر أك قراءة أك كثابة علم أك نظر فيو أك درسو أك غّب ذلك مف العبادات"(ُ)‪.‬‬
‫‪ -5‬ا لكا ات ا دي سددل بها بيى ا دةكل بيى اهلل مع يرك األخذ‬
‫باألسااب‪.‬‬
‫قاؿ ابف عجيبة‪ " :‬يحكي أف بعض الكلياء كلدت لو بنية يف آخر عدمره كماتة‬
‫أيُّمها‪ ،‬كحضرتو الوفاة فقاؿ لو ه‬
‫رجل‪ :‬أكصِب عليها أكالها‪ ،‬قاؿ‪ :‬ال كلكف إذا نامة‬
‫فا‪ٞ‬بلها إىل حرـ اد كدعها يف ا‪٢‬بجر‪ ،‬كامض كدعها يف كاالة اد‪ ،‬فلدما مات فعل‬
‫الرجل ذلك كصار يرقبها على بعد‪ ،‬فرأهتا أـ ا‪٣‬بلياة كىي تطوؼ‪ ،‬فومرت ٕبدملها‬
‫‪٥‬با‪ ،‬فثبنثها كربثها حٌب بلغة كزكجثها البف الوزير‪ ،‬كأصدقثها عشريف ألف دينار‪،‬‬
‫فانظر حاؿ مف توكل على كاالة مواله‪ ،‬كآكل إىل حصف رعايثو ك‪ٞ‬باه"(ِ)‪.‬‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة‪ ،‬كالثوكل‬
‫كناي السباب يف الثوكل خالؼ ما عليو أىل ُّ‬
‫السنة بل ىي مف‬‫الصحيح ال ينايف الخذ بالسباب‪ ،‬الٍب دؿ عليها‪ ،‬الكثاب ك ُّ‬
‫الطرطوني ‪" :‬كالثوُّكل كالكسب ال يثضاداف ‪...‬؛ لف‪،‬‬‫مقثضيات الثوكل‪ ،‬قاؿ الطرطون‬
‫الثوكل ‪٧‬بلو القلب‪ ،‬كالكسب ‪٧‬بلو ا‪١‬بوارح‪ ،‬كال يثضاد ني اف يف ‪٧‬بلْب بعدما يثحقق‬
‫العبد أف ا‪٤‬بقدكر مف اد تعاىل‪ ،‬فإف تعسر نيءه فبثقديره كإف اتاق فبثيسّبه"(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ِِ‪.َّٖ/‬‬


‫(ِ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صُُٓ‪.ُِٓ-‬‬
‫(ّ) سراج ا‪٤‬بلوؾ ِ‪.َِٕ/‬‬

‫ُِٗ‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة يثوكلوف على اد ‪ ‬مع بذؿ السباب‪ ،‬كال يعلقوف‬
‫كأىل ُّ‬
‫القلب هبا‪ ،‬قاؿ ابف القيم‪" :‬كالناس يف السباب كالقول كالطبائع ثالثة أقساـ‪:‬‬
‫منهم‪ :‬مف بالغ يف نايها كإنكارىا‪ ،‬فوضحك العقالء على عقلو‪ ،‬كزعم أنو‬
‫بذلك ينصر الشرع‪ ،‬فجُب على العقل كالشرع‪ ،‬كسلا خصدمو عليو‪.‬‬
‫ومنهم‪ :‬مف ربا العامل العلوم كالسالي هبا بدكف ارتباطها ٗبشي ة فاعل ‪٨‬بثار‪،‬‬
‫كمدبٌر ‪٥‬با يصرفها كيف أراد‪ ،‬فيسلب قوة ىذا كيقيم لقوة ىذا قوة تعارضو‪ ،‬كيكف‬
‫قوة ىذا عف الثوثّب مع بقائها‪ ،‬كيثصرؼ فيها كدما يشاء كٱبثار‪.‬‬
‫كىذاف طرفاف جائراف عف الصواب‪.‬‬
‫كنرعا‪ ،‬كأنز‪٥‬با باحملل الذم أنز‪٥‬با اد بو‪،‬‬
‫قدرا ن‬ ‫ومنهم‪ :‬مف أثبثها خل نقا ك ن‬
‫أمرا‪ ،‬ن‬
‫مف كوهنا ‪ٙ‬بة تدبّبه كمشي ثو‪ ،‬كىي طوع ا‪٤‬بشي ة كاإلرادة‪ ،‬ك‪٧‬بل جرياف حكدمها‬
‫عليها‪ ،‬فيقوم سبحانو بعضها ببعض‪ ،‬كيبطل ‪-‬إف ناء‪ -‬بعضها ببعض‪ ،‬كيسلب‬
‫بعضها قوتو كسببيثو‪ ،‬كيعريها منها‪ ،‬كٲبنعو مف موجبها مع بقائها عليو‪ ،‬ليعلم خلقو‬
‫أنو الاعاؿ ‪٤‬با يريد‪ ،‬كأنو ال مسثقل بالاعل كالثوثّب غّب مشي ثو‪ ،‬كأف الثعلق بالسبب‬
‫دكنو كالثعلق ببية العنكبوت‪ ،‬مع كونو سببنا‪.‬‬
‫عظيم نافع يف الثوحيد‪ ،‬كإثبات ا‪٢‬بكم‪ ،‬يوجب للعبد ‪-‬إذا تبصر‬ ‫باب ه‬ ‫كىذا ه‬
‫فيو‪ -‬الصعود مف السباب إىل مسببها‪ ،‬كالثعلق بو دكهنا‪ ،‬كأهنا ال تضر كال تناع إال‬
‫نافعا‪ ،‬كدكاءىا داءن كداءىا دكاء‪،‬‬
‫ضارا كضارىا ن‬ ‫بإذنو‪ ،‬كأنو إذا ناء جعل نافعها ًّ‬
‫قدح‬ ‫فااللثاات إليها بالكلية ه و‬
‫نرؾ مناؼ للثوحيد‪ ،‬كإنكار أف تكوف أسبابنا بالكلية ه‬
‫يف الشرع كا‪٢‬بكدمة‪ ،‬كاإلعراض عنها ‪-‬مع العلم بكوهنا أسبابنا‪ -‬نقصاف يف العقل‪،‬‬
‫كتنزيلها مناز‪٥‬با‪ ،‬كمدافعة بعضها ببعض‪ ،‬كتسليا بعضها على بعض‪ ،‬كنهود ا‪١‬بدمع‬

‫ُّٗ‬
‫يف تارقها‪ ،‬كالقياـ هبا ىو ‪٧‬بض العبودية كا‪٤‬بعرفة‪ ،‬كإثبات الثوحيد كالشرع كالقدر‬
‫كا‪٢‬بكدمة"(ُ)‪.‬‬
‫كالسبب مقطوع بو فدمف أكل ليثغذل‪ ،‬أك نرب للرم‪ ،‬أك لبس الدرع‬
‫قدحا يف الثوكل‪ ،‬بل أخذنا بالسباب موموريف بو‬ ‫ن‬ ‫ليثحصف مف العدك‪ ،‬ال يعث‬
‫نرعا‪ ،‬فنحف نثعبد اد باعل السبب كدما نثعبده بالثوكل(ِ)‪.‬‬
‫ن‬
‫قاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﯽﯾﯿ ﰀﰁﰂﮊ(ّ)‪.‬‬
‫قاؿ الشي السعدم يف ىذه ااية‪" :‬دؿ ىذا على كجوب الثوُّكل‪ ،‬كعلى أنو‬
‫ٕبسب إٲباف العبد يكوف توكلو"(ْ)‪.‬‬
‫ﮋﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ‬ ‫كقاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﰂﰃﰄﰅﰆﮊ(ٓ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف تيدمية‪" :‬فدمدحوه سبحانو بونو نعم الوكيل ‪٤‬با توكلوا عليو بقو‪٥‬بم‬
‫(حسبنا اد)‪ ،‬أم كافينا اد ال يسثحق ا‪٤‬بدح إف مل ٯبلب ‪٤‬بف توكل عليو مناعة‬
‫كيدفع عنو مضرة‪ ،‬كاد خّب مف توكل العباد عليو فهو نعم الوكيل ٯبلب ‪٥‬بم كل خّب‬
‫كيدفع عنهم كل نر"(ٔ)‪.‬‬

‫(ُ) مدارج السالكْب ُ‪.ِٕٓ/‬‬


‫بثصرؼ‪.‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬إكدماؿ ا‪٤‬بعلم باوائد مسلم ُ‪ُّ ،َِٔ/‬‬
‫(ّ) سورة ا‪٤‬بائدة‪.ِّ :‬‬
‫(ْ) تيسّب الكرًن الر‪ٞ‬بف يف تاسّب كالـ ا‪٤‬بناف ُ‪.ِٕٕ/‬‬
‫(ٓ) سورة آؿ عدمراف‪.ُّٕ :‬‬
‫(ٔ) جامع ا‪٤‬بسائل‪ ،‬صٖٖ‪.‬‬

‫ُْٗ‬
‫كقاؿ‪ :‬ﮋﭶﭷﭸﭹ ﭺﭻﭼﭽﮊ(ُ)‪.‬‬
‫أيضا أثناء بيانو إلزالة إنكاؿ مف اسثشكل فهدمو ‪٥‬بذه ااية‪" :‬أم اد‬ ‫كقاؿ ن‬
‫كافيك ككايف مف اتبعك مف ا‪٤‬بؤمنْب فلو كانة كاايثو للدمؤمنْب ا‪٤‬بثبعْب للرسوؿ‬
‫سواء اتبعوه أك مل يثبعوه مل يكف لإلٲباف كاتباع الرسوؿ ‪ٜ‬بة أثر يف ىذه الكااية‪ ،‬كال‬
‫كاف لث صصهم بذلك معُب ككاف ىذا نظّب أف يقاؿ ىو‪ :‬خالقك كخالق مف‬
‫اتبعك مف ا‪٤‬بؤمنْب كمعلوـ أف ا‪٤‬براد خالؼ ذلك‪ ،‬كإذا كاف ا‪٢‬بسب معُب ٱبثص بو‬
‫ﮋﮧﮨﮩﮪﮫ‬ ‫بعض الناس علم أف قوؿ ا‪٤‬بثوكل حسيب اد كقولو تعاىل‪:‬‬
‫(ِ)‬
‫أمر ‪٨‬بثص ال مشَبؾ كأف الثوكل‬ ‫ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ﮊ ه‬
‫سبب ذلك االخثصاص كاد تعاىل إذا كعد على العدمل بوعد أك خص أىلو بكرامة‬
‫فال بد أف يكوف بْب كجود ذلك العدمل كعدمو فرؽ يف حصوؿ تلك الكرامة‪ ،‬كإف‬
‫كاف قد ٰبصل نظّبىا بسبب آخر‪ ،‬فقد يكاي اد بعض مف مل يثوكل عليو‬
‫كالطااؿ لكف ال بد أف يكوف للدمثوكل أثر يف حصوؿ الكااية ا‪٢‬باصلة للدمثوكلْب‬
‫حاصال مطل نقا كإف عدـ الثوكل‪ ،‬كقد قاؿ‬
‫ن‬ ‫فال يكوف ما ٰبصل مف الكااية بالثوكل‬
‫ﮋﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ‬ ‫تعاىل‪:‬‬
‫ﰅ ﰆ ﮊ(ّ) فدمعقب ىذا ا‪١‬بزاء كا‪٢‬بكم لذلك الوصف كالعدمل ٕبرؼ الااء كىي‬
‫تايد السبب فدؿ ذلك على أف ذلك الثوكل ىو سبب ىذا االنقالب بنعدمة مف‬
‫اد‪ ‬كفضل‪ ،‬كأف ىذا ا‪١‬بزاء جزاء على ذلك العدمل"(ْ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة النااؿ‪.ٔٓ :‬‬
‫(ِ) سورة الطالؽ‪.ّ :‬‬
‫(ّ) سورة آؿ عدمراف‪.ُّٕ :‬‬
‫(ْ) جامع ا‪٤‬بسائل‪ ،‬صٖٖ‪.‬‬

‫ُٓٗ‬
‫ادلبحث اخلامس‪:‬‬
‫دعُِ انخهقي عه اخلضز‬

‫مكانة كبّبة عند الصوفية‪ ،‬كيسعى بعضهم أف يلثقي بو كيوخذ‬ ‫لل ضر‬
‫عنو العلوـ الباطنة‪ ،‬إذ ىي ا‪٤‬بقدمة عندىم‪ ،‬بل اعثقدكا أف تلقي العلم عف ا‪٣‬بضر ال‬
‫يقبل الشك كال ا‪٣‬بطو‪ ،‬كمل يسلم ابف عجيبة مف الثوثر ٗبعثقدات الصوفية يف ا‪٣‬بضر‬
‫ك‪٩‬با يوضح ذلك آراؤه فيو‪.‬‬
‫أناي هة أم و ي‬ ‫خضر‬
‫ضر‬
‫أوال‪ :‬رأي ابج بة اد ي ا خض‬
‫خضر‬ ‫ً‬
‫قاؿ يف تاسّب قوؿ اد تعاىل‪ :‬ﮋﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬
‫ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮊ(ُ) ىي الوحي كالنبوة‪ ،‬كدما ييشعر بو تنكّب الر‪ٞ‬بة‪ ،‬كإضافثها إىل‬
‫قيل‪ :‬إنو نيب‬ ‫سر ا‪٣‬بصوصية‪ ،‬كىي الوالية‪ ،‬فا‪٣‬بضر‬ ‫جناب الك ياء‪ ،‬كقيل‪ :‬ىي ُّ‬
‫(ِ)‬
‫بدليل قولو يف قوؿ اد‪ :‬ﮋﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﮊ‬
‫كقيل‪ :‬ىكًل(ّ)‪.‬‬
‫أنيب ىو أـ‬ ‫تومل ما ذكره ابف عجيبة ‪٪‬بد أنو مل ٯبزـ يف حاؿ ا‪٣‬بضر‬ ‫كعند ُّ‬
‫مرسل مف اد‪.‬‬ ‫كل‪ ،‬ك‪ٝ‬بهور العلدماء على أنو نيب ه‬
‫قاؿ الثعليب(ْ)‪" :‬ىو نيب يف ‪ٝ‬بيع القواؿ"(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة الكهف‪.ٔٓ :‬‬
‫(ِ) سورة الكهف‪.ِٖ :‬‬
‫(ّ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ِٖٖ/‬‬
‫مشهور‬
‫ه‬ ‫(ْ) أبو إسحاؽ‪ ،‬أ‪ٞ‬بد بف ‪٧‬بدمد بف إبراىيم الثعليب‪ ،‬ماسر‪ ،‬لو تاسّب (الكشف كالبياف عف تاسّب القرآف)‬
‫بثاسّب الثعليب‪ ،‬كىو مف أىل نيسابور‪ ،‬تويف سنة ِْٕىػ‪ .‬ينظر‪ :‬كفيات العياف ُ‪ ،َٖ-ٕٗ/‬البداية كالنهاية‬
‫ُٓ‪ٔٓٗ/‬ىػ‪.‬‬
‫(ٓ) الزىر النضر يف حاؿ ا‪٣‬بضر ُ‪.ِٖ/‬‬

‫ُٔٗ‬
‫كقاؿ القرطيب(ُ)‪" :‬كا‪٣‬بضر نيب عند ا‪١‬بدمهور"(ِ)‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حياف(ّ)‪" :‬كا‪١‬بدمهور على أنو نيب"(ْ)‪.‬‬
‫ىي الدالة على تصحيح قػوؿ‬ ‫كقاؿ ابف حجر‪ " :‬غالب أخباره مع موسى‬
‫مف قاؿ‪ :‬إنو كاف نبيًّا"(ٓ)‪.‬‬
‫ػورا ‪٨‬بالاػة ‪٤‬بػا عليػو أىػل العلػم احملققػْب‪،‬‬
‫كالقوؿ بعدـ نبوتو بُب عليو ا‪٤‬بثبعوف لو أم ن‬
‫كىي‪:‬‬
‫ُ‪ -‬أفضلية الول مف النيب(ٔ)‪.‬‬
‫ع ػػف‬ ‫كدم ػػا اسػػثغُب ا‪٣‬بض ػػر‬ ‫ِ‪ -‬اسػػثطاعة ال ػػول االس ػػثغناء عػػف ‪٧‬بدم ػد‬
‫‪.‬‬ ‫موسى‬
‫ّ‪٣ -‬بامت الكلياء طريق إىل اد‪ ‬يسثغِب بو عف خامت النبياء(ٕ)‪.‬‬
‫قػػاؿ ابػػف القػػيم‪" :‬فدمػػف ادعػػى أن ػو مػػع ‪٧‬بدمػػد كا‪٣‬بضػػر مػػع موسػػى‪ ،‬أك جػػوز‬
‫ذلػػك لحػ وػد مػػف اليم ػة فليجػػدد إسػػالمو‪ ،‬كليثشػػهد نػػهادة ا‪٢‬بػػق؛ فإن ػو بػػذلك ماػػارؽ‬
‫(ُ) أبو العباس‪ ،‬أ‪ٞ‬بد بف عدمر بف إبراىيم بف عدمر النصارم القرطيب‪ ،‬كلد سنة ٖٕٓىػ‪ ،‬مف مصنااتو‪ :‬ا‪٤‬باهم ‪٤‬با‬
‫أنكل مف كثاب مسلم‪ ،‬ا‪١‬بامع ‪٤‬بقاصد الصوؿ‪ ،‬تويف سنة ٔٓٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬البداية كالنهاية ُّ‪،ُِّ/‬‬
‫نذرات الذىب ٓ‪.ِْٕ-ِّٕ/‬‬
‫(ِ) الزىر النضر يف حاؿ ا‪٣‬بضر ُ‪.ِٖ/‬‬
‫(ّ) أبو عبد اد‪٧ ،‬بدمد بف يوسف بف علي بف حياف الندلسي ا‪١‬بياين الغرناطي‪ ،‬اإلماـ الكبّب يف العربية كالبالغة‬
‫كالثاسّب‪ ،‬كلد سنة ْٓٔىػ‪ ،‬كنشو يف غرناطة الندلس‪ ،‬كرحل إىل مالقة‪ ،‬مث أقاـ يف القاىرة كتويف فيها‪ ،‬سنة‬
‫ْٕٓىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الدرر الكامنة يف أعياف ا‪٤‬بائة الثامنة ٓ‪ ،َٕ/‬العالـ ٕ‪.ُِٓ/‬‬
‫(ْ) البحر احمليا ٕ‪.َِْ/‬‬
‫(ٓ) الزىر النضر يف حاؿ ا‪٣‬بضر ُ‪.ٖٔ/‬‬
‫(ٔ) سيويت ٕبث ا‪٤‬بسولة يف موضعو إف ناء اد‪.‬‬
‫(ٕ) ينظر‪٦ :‬بدموع الاثاكل ِْ‪.ّّٗ/‬‬

‫ُٕٗ‬
‫فضال عف أف يكوف مف خاصة أكلياء اد‪ ،‬كإ٭با ىو مف أكلياء‬
‫لديف اإلسالـ بالكلية‪ ،‬ن‬
‫الشػػيطاف كخلاائػػو كنوابػػو‪ ،‬كىػػذا ا‪٤‬بوضػػع مقطػػع كماػػرؽ بػػْب زنادقػػة القػػوـ‪ ،‬كبػػْب أىػػل‬
‫االسثقامة منهم‪ ،‬فحرٍؾ تىػىره"(ُ)‪.‬‬
‫ومج أد دهم بيى كةن نا ا‪:‬‬
‫ُ‪ -‬قاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﮊ(ِ)‪.‬‬

‫ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ‬ ‫ِ‪ -‬قاؿ تعاىل‪:‬‬


‫ﮜﮝﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯔﯕ‬
‫ﯖ ﯗﯘﯙ ﯚﯛﯜ ﯝﯞ ﯟﮊ(ّ)‪.‬‬
‫هبذه‬ ‫قاؿ ابف كثّب ‪" :‬فلو كاف كليًّا كليس بنيب مل ٱباطبو موسى‬
‫إ٭با سوؿ صحبثو‬ ‫ىذا الرد‪ ،‬بل موسى‬ ‫ا‪٤‬ب اطبة‪ ،‬كمل يرد على موسى‬
‫ليناؿ ما عنده مف العلم الذم اخثصو اد ‪ ‬بو دكنو‪ ،‬فلو كاف غّب نيب مل يكف‬
‫اجب العصدمة كبّبي‬
‫كرسوؿ كرًنه ك ي‬
‫ه‬ ‫عظيم‬
‫كىو نيب ه‬ ‫‪٤‬بوسىى‬
‫سى‬‫معصوما‪ ،‬كمل تكف وس‬
‫وس‬ ‫ن‬
‫عظيم طىلًبىة يف عل ًم كل غ ًّب كاجب العصدمة‪ ،‬مث ‪٤‬با اجثدمع بو تواضع لو‬ ‫و‬
‫رغبة كال ي‬
‫كعظدمو كاتبعو يف صورة مسثايد منو‪ ،‬دؿ على أنو نيب مثليوي ييوحى إليو كدما ييوحى‬
‫إليو"(ْ)‪.‬‬

‫(ُ) مدارج السالكْب ِ‪.ْٗٔ/‬‬


‫(ِ) سورة الكهف‪.ِٖ :‬‬
‫(ّ) سورة الكهف‪.َٕ -ٔٔ :‬‬
‫(ْ) البداية كالنهاية ِ‪ ،ِْٗ-ِْٖ/‬كينظر‪ :‬تاسّب ابف كثّب ٓ‪.َُٕ/‬‬

‫ُٖٗ‬
‫ي وأن خاطا‬ ‫ثانًا‪ :‬زبم ابج بة اد َّ‬
‫أن ا خضر‬
‫حي قاؿ‪" :‬كقاؿ ‪ٝ‬بهور الكلياء‪ :‬أنو حي‪،‬‬ ‫يزعم ابف عجيبة أف ا‪٣‬بضر‬
‫كقد لقيو كثّبه مف الصلحاء كالكلياء‪ ،‬حٌب تواتر عنهم حياتو"(ُ)‪.‬‬
‫كأكرد قصة لقائو مع ا‪٣‬بضر‪.‬‬
‫يف مقصورة جامع ا‪١‬بعيدم أخذتِب الغيبة‬ ‫قاؿ‪" :‬كقد الثقية مع ا‪٣‬بضر‬
‫رجال ض ندما كبّب اللحية فقرب مِب حٌب مس نعر ‪٢‬بيثو كجهي‪ ،‬كتكلدمة‬ ‫فرأيثو ن‬
‫معو بكالـ غاب عِب اليوـ لطوؿ العهد بو"(ِ)‪.‬‬
‫كدؿ على ذلك إقراره للقصة الٍب نقلها كمل يعلق عليها‪.‬‬
‫كالقصة عف أحد الصوفية أنو رأل النيب يف ا‪٤‬بناـ كسلم عليو كقاؿ لو‪" :‬يا‬
‫رسوؿ اد ‪ ،‬إف ا‪٣‬بضر أخ ين أنو ‪٠‬بع منك ىذا ا‪٢‬بديث‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬صدؽ‬
‫ا‪٣‬بضر ككل ما ٰبكيو حق‪ ،‬كىو عامل أىل الرض‪ ،‬كىو رئيس البداؿ‪ ،‬كىو جنود‬
‫اد يف الرض"(ّ)‪.‬‬
‫بل قاؿ ابف عجيبة أثناء ذكره اداب ا‪٤‬بريد مع الشي ‪:‬‬
‫علػ ػ ػ ػ ػػى غ ػ ػ ػ ػ ػ ًّب مشػ ػ ػ ػ ػ و‬
‫ػركع فػ ػ ػ ػ ػػثم ‪٨‬ب ػ ػ ػ ػ ػػادعي‬ ‫كس ػ ػ ػ ػػلم ل ػ ػ ػ ػػو فيدم ػ ػ ػ ػػا ت ػ ػ ػ ػػراه كإف يك ػ ػ ػ ػػف‬
‫(ْ)‬ ‫و‬ ‫كيف قصػ ػ ػ ػ ػ ًػة ا‪٣‬بض ػ ػ ػ ػ ػ ًر الكػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ػدافع‬
‫ػيم ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬‫بقثػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػل غػ ػ ػ ػ ػ ػػالـ كالكلػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫ػرًن كااي ػ ػ ػ ػ ػةه‬
‫‪.‬‬ ‫قياس مع الاارؽ‪ ،‬فقثل الغالـ دليل على نبوة ا‪٣‬بضر‬ ‫كىذا ه‬
‫قاؿ ابف كثّب ‪" :‬إف ا‪٣‬بضر أقدـ على قثل ذلك الغالـ كما ذاؾ إال للوحي‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ِٖٖ/‬‬
‫(ِ) الاهرسة‪ ،‬صٕٓ‪.‬‬
‫(ّ) اللوائح القدسية يف نرح الوظياة الزركقية‪ ،‬صُٔٓ‪.‬‬
‫(ْ) الاهرسة‪ ،‬صٔٔ‪.‬‬

‫ُٗٗ‬
‫مسثقل على نبوتو كبرىاف ظاىر على عصدمثو؛ لف‬
‫ه‬ ‫دليل‬
‫إليو مف ا‪٤‬بلك العالـ‪ ،‬كىذا ه‬
‫الول ال ٯبوز لو اإلقداـ على قثل الناوس ٗبجرد ما يلقى يف خلده؛ لف خاطره ليس‬
‫بواجب العصدمة إذ ٯبوز عليو ا‪٣‬بطو باالتااؽ"(ُ)‪.‬‬
‫كرٗبا تلبس الشيطاف بش صية ا‪٣‬بضر فظنوا أنو ىو قاؿ ابف ا‪١‬بوزم‪" :‬كرٗبا‬
‫ص فكلدمو‪ ،‬كرٗبا قى ىاؿ بىػ ٍعض ا‪٤‬بثهدمْب لبعض‪ :‬أنا ا‪٣‬بضر‪،‬‬ ‫ظهر الشٍيطىاف لش و‬
‫كأعجب النياء أىف يصدؽ القائل أنا ا‪٣‬بضر كليس لنا فً ًيو عالمة نعرفو هبا‪ ،‬ىكقى ٍد‬
‫‪ٝ‬بعة كثابنا ‪٠‬بيثو (عجالة ا‪٤‬بنثظر بشرح حاؿ ا‪٣‬بضر)‪ ،‬كذكرت فً ًيو ىذه الحاديث‬
‫ً‬
‫ك ىاىنا"(ِ)‪.‬‬ ‫كا‪٢‬بكايات كنظائرىا كبينة خطوىا فلم أر اإلطالة بً ىذل ى‬
‫كأما دعول ابف عجيبة أنو الثقى مع ا‪٣‬بضر‪ ،‬كأنو حي فدعول ال مسثند ‪٥‬با‬
‫مف الصحة بل مصادمة للنصوص الواضحة يف موت ا‪٣‬بضر‪ ،‬مث يقاؿ البف عجيبة ما‬
‫الاائدة الٍب عادت عليك هبذا الوىم‪ ،‬ىل اتبعة نرع النيب ‪٧‬بدمد كمل ‪ٚ‬برج عف‬
‫أكامره كهنيو كحاربة البدع كالَبىات الصوفية؟؛ لف ا‪٣‬بضر لوكاف حيًّا ‪٤‬با كسعو أف‬
‫ٱبرج عف نريعة النيب قاؿ ابف تيدمية ‪" :‬ككثّب مف الناس رأل مف قاؿ إين أنا‬
‫إنكارا ‪٤‬بوت‬
‫ا‪٣‬بضر كإ٭با كاف جنيًّا‪ ،‬مث صار مف الناس مف يكذب هبذه ا‪٢‬بكايات ن‬
‫‪٨‬بطئ فإف‬‫ا‪٣‬بضر‪ ،‬كالذيف قد عرفوا صدقها يقطعوف ٕبياة ا‪٣‬بضر‪ ،‬ككال الطائاثْب ه‬
‫الذيف رأكا مف قاؿ إين أنا ا‪٣‬بضر ىم كثّبكف صادقوف كا‪٢‬بكايات مثواترات؛ لكف‬
‫أخط وا يف ظنهم أنو ا‪٣‬بضر كإ٭با كاف جنيًّا"(ّ)‪.‬‬
‫كل مف ادعى أنو رأل ا‪٣‬بضر‪ ،‬أك رأل مف رأل ا‪٣‬بضر أك ‪٠‬بع‬
‫أيضا‪ُّ " :‬‬
‫كقاؿ ن‬
‫(ُ) البداية كالنهاية ِ‪.ِْٗ/‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬بنثظم يف تاري المم كا‪٤‬بلوؾ ُ‪.ٖٖ/‬‬
‫(ّ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُّ‪.ّٗ/‬‬

‫ََِ‬
‫صا رأل ا‪٣‬بضر أك ظف الرائي أنو ا‪٣‬بضر‪ ،‬أف كل ذلك ال ٯبوز إال على ا‪١‬بهلة‬
‫ن ن‬
‫ا‪٤‬ب رفْب الذيف ال ح ‪٥‬بم مف علم‪ ،‬كال عقل‪ ،‬كال ديف بل ىم مف الذيف ال ياقهوف‬
‫كال يعقلوف"(ُ)‪.‬‬
‫كما زعدمو ابف عجيبة بوف ا‪٣‬بضر سلم عليو‪ ،‬فهذا خطو‪ ،‬قاؿ ابف كثّب ‪:‬‬
‫"كىم يذكركف اد‪ ‬يف حكاياهتم‪ ،‬كما يسثندكنو عف بعض مشاٱبهم أف‬
‫ا‪٣‬بضر يويت إليهم‪ ،‬كيسلم عليهم‪ ،‬كيعرؼ أ‪٠‬باءىم كمناز‪٥‬بم ك‪٧‬با‪٥‬بم‪ ،‬كىو مع ىذا ال‬
‫كليم اد‪ ‬الذم اصطااه اد يف ذلك الزماف‬ ‫يعرؼ موسى بف عدمراف‬
‫على مف سواه‪ ،‬حٌب يثعرؼ إليو بونو موسى بِب إسرائيل"(ِ)‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫كالدلة النقلية كالعقلية كافية برد نبهات القائلْب ٕبياة ا‪٣‬بضر‬
‫أوال‪ :‬األد د ا ن ي د‬
‫ً‬
‫قال يعا ى‪ :‬ﮋﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲﯳﯴ ﯵﯶﯷﯸﮊ(ّ)‪.‬‬
‫بشرا فقد دخل يف ىذا العدموـ ال ‪٧‬بالة‪ ،‬كال‬
‫قاؿ ابف كثّب‪" :‬فا‪٣‬بضر إف كاف ن‬
‫ٯبوز ‪ٚ‬بصيصو منو إال بدليل‪ ،‬كالصل عدمو حٌب يثبة‪ ،‬كمل يذكر ما فيو دليل على‬
‫الث صيص عف معصوـ ٯبب قبولو"(ْ)‪.‬‬
‫كقاؿ الشنقيطي(ٓ)‪" :‬الذم يظهر ل رجحانو بالدليل يف ىذه ا‪٤‬بسولة أف‬
‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ِٕ‪.ْٖٓ/‬‬
‫(ِ) البداية كالنهاية ِ‪.ِٓٔ/‬‬
‫(ّ) سورة النبياء‪.ّْ :‬‬
‫(ْ) البداية كالنهاية ِ‪.ِٔٓ/‬‬
‫(ٓ) ىو‪٧ :‬بدمد المْب بف ‪٧‬بدمد ا‪٤‬ب ثار بف عبد القادر بف ‪٧‬بدمد بف أ‪ٞ‬بد نوح بف ‪٧‬بدمد بف سيدم بف أ‪ٞ‬بد ا‪٤‬ب ثار‬
‫ا‪١‬بكِب‪ ،‬يرجع نسبة إىل قبيلة ‪ٞ‬بّب‪ ،‬كلد سنة ُِّٓىػ‪ ،‬قدـ لداء فريضة ا‪٢‬بج عاـ ُّٕٔىػ‪ ،‬مث قدـ ا‪٤‬بدينة فالثقى‬
‫كتوطدت العالقة بْب الطرفْب‪ ،‬ك٘بددت‬ ‫كالشي عبد العزيز بف صاٌف‬ ‫بالشي ْب الشي عبد اد بف زاحم‬
‫=‬
‫َُِ‬
‫ا‪٣‬بضر ليس ٕبي بل تيويف‪ ،‬كذلك لعدة أدلة أمور‪ :‬فقولو (لبشر) نكرة يف سياؽ‬
‫تعم كل بشر‪ ،‬فيلزـ مف ذلك ناي ا‪٣‬بلد عف كل بشر مف قبلو‪ ،‬كا‪٣‬بضر‬‫الناي فهي ُّ‬
‫خالدا إىل يوـ القيامة لكاف‬
‫بشر مف قبلو‪ ،‬فلو كاف نرب مف عْب ا‪٢‬بياة كصار حيًّا ن‬
‫ه‬
‫(ُ)‬
‫اد‪ ‬قد جعل لذلك البشر الذم ىو ا‪٣‬بضر مف قبلو ا‪٣‬بلد" ‪.‬‬
‫ﮋﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬ ‫كقاؿ تعال‪:‬‬
‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴﮵ ﮶ ﮷﮸ ﮹‬
‫﮺ ﮻﮼﮽﮾ﮊ(ِ)‪.‬‬
‫يقوؿ ابف كثّب ‪" :‬فا‪٣‬بضر إف كاف نبيًّا أك كليًّا فقد دخل يف ىذا ا‪٤‬بيثاؽ‪،‬‬
‫فلو كاف حيًّا يف زمف رسوؿ اد لكاف أنرؼ أحوالو‪ ،‬أف يكوف بْب يديو‪ ،‬يؤمف‬
‫ٗبا أنزؿ اد‪ ‬عليو‪ ،‬كينصره أف يصل أح هد مف العداء إليو ‪ ...‬كىذا عيسى‬
‫إذا نزؿ يف آخر الزماف ٰبكم هبذه الشريعة ا‪٤‬بطهرة ال ٱبرج منها"(ّ)‪.‬‬ ‫ابف مرًن‬
‫كقاؿ ابف تيدمية ‪" :‬كالصواب الذم عليو احملققوف أنو مية كأنو مل يدرؾ‬
‫موجودا يف زمف النيب لوجب عليو أف يؤمف بو كٯباىد معو كدما‬ ‫ن‬ ‫اإلسالـ كلو كاف‬
‫أكجب اد ‪ ‬ذلك عليو كعلى غّبه‪ ،‬كلكاف يكوف يف مكة كا‪٤‬بدينة‪ ،‬كلكاف يكوف‬
‫للجهاد معهم كإعانثهم على الديف أكىل بو مف حضوره‬ ‫حضوره مع الصحابة‬
‫=‬
‫رغبة مثبادلة إلفادة ا‪٤‬بسلدمْب‪ ،‬لو مصناات عدة منها‪ :‬أضواء البياف‪ ،‬الرحلة إىل ا‪٢‬بج‪ ،‬نرح مراقي السعود‪ ،‬ككانة‬
‫كفاتو ضحى يوـ ا‪٣‬بدميس ُٕ‪ُّّٗ/ُِ/‬ىػ‪ٗ ،‬بكة ا‪٤‬بكرمة‪ ،‬كدفف يف مق ة ا‪٤‬بعالة ليلة الحد َِ‪ُّّٗ/ُِ/‬ىػ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬تر‪ٝ‬بة الشي بقلم تلدميذه الشي عطيو ‪٧‬بدمد سامل يف مقدمة أضواء البياف ُ‪.ٕ/‬‬
‫(ُ) أضواء البياف ْ‪.ُِٔ/‬‬
‫(ِ) سورة آؿ عدمراف‪.ُٖ :‬‬
‫(ّ) البداية كالنهاية ِ‪.ِٔٔ/‬‬

‫َِِ‬
‫عند قوـ يكاار لّبقع ‪٥‬بم ساينثهم‪ ،‬كمل يكف ‪٨‬بثاينا عف خّب أيمة أخرجة للناس كىو‬
‫دائدما فكيف مل‬
‫قد كاف بْب ا‪٤‬بشركْب كمل ٰبثجب عنهم‪ ...‬كإذا كاف ا‪٣‬بضر حينا ن‬
‫يذكر النيب ذلك قا كال أخ بو أمثو ‪،‬كال خلااؤه الراندكف؟!"(ُ)‪.‬‬
‫دال د ا سنَّد بيى مةي ‪:‬‬
‫قاؿ‪٤ :‬با‬ ‫قاؿ‪ :‬حدثِب عدمر بف ا‪٣‬بطاب‬ ‫عف عبد اد بف عباس‬
‫كاف يوـ بدر نظر رسوؿ اد إىل ا‪٤‬بشركْب كىم ألف كأصحابو ثال‪ٜ‬بائة كتسعة‬
‫القبلة مث مد يديو فجعل يهثف بربو اللهم‬ ‫رجال فاسثقبل نيب اد ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫عشر ن‬
‫أ‪٪‬بز ل ما كعدتِب‪ ،‬اللهم آت ما كعدتِب‪ ،‬اللهم إف هتلك ىذه العصابة مف أىل‬
‫اإلسالـ ال تعبد يف الرض (ِ)‪.‬‬
‫"ك‪٧‬بل الشاىد منو قولو ‪ :‬ال تعبد يف‬ ‫ُّ‬ ‫‪:‬‬ ‫قاؿ الشي الشنقيطي‬
‫الرض فعل يف سياؽ الناي فهو ٗبعُب‪ :‬ال تقع عبادة لك يف الرض؛ لف الاعل‬
‫ينحل عف مصدر كزمف عند النحويْب‪ ،‬كعف مصدر كنسبة كزمف عند كثّب مف‬ ‫ُّ‬
‫إ‪ٝ‬باعا‪ ،‬فيثسلا عليو الناي فيؤكؿ إىل النكرة‬
‫البالغيْب‪ ،‬فا‪٤‬بصدر كامف يف ماهومو ن‬
‫يف سياؽ الناي‪ ،‬كىي مف صيغ العدموـ ‪ ...‬مث قاؿ‪" :‬فإذا علدمة أف معُب قولو ‪:‬‬
‫إف هتلك ىذه العصابة ال تيعبد يف الرض أم ال تقع عبادة لك يف الرض‪ ،‬فاعلم‬
‫أف ذلك الناي يشدمل بعدمومو كجود ا‪٣‬بضر حيًّا يف الرض؛ لنو على تقدير كجوده‬
‫حيًّا يف الرض فإف اد‪ ‬يعبد يف الرض‪ ،‬كلو على فرض ىالؾ تلك العصابة‬
‫مف أىل اإلسالـ؛ لف ا‪٣‬بضر ماداـ حيًّا فهو يعبد اد‪ ‬يف الرض"(ّ)‪.‬‬
‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُٕ‪.ََُ/‬‬
‫(ِ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب ا‪١‬بهاد كالسّب‪ ،‬باب اإلمداد با‪٤‬بالئكة يف غزكة بدر ّ‪ ،ُّّٖ/‬رقم ْٕٖٔ‪.‬‬
‫(ّ) أضواء البياف ْ‪.ُِٕ/‬‬

‫َِّ‬
‫خضر‬
‫ضر‬
‫ثانًا‪ :‬األد د ا ع ي د بيى مةت ا خض‬
‫خضر‬
‫ذكر ابف القيم ‪ٝ‬بلة مف ىذه الدلة فقاؿ‪" :‬أما الدليل ا‪٤‬بعقوؿ مف موت‬
‫فدمف عشرة أكجو‪:‬‬ ‫ا‪٣‬بضر‬
‫منها‪:‬‬
‫أ دها‪ :‬أف الذم أثبة حياتو يقوؿ إنو كلد آدـ لصلبو كىذا فاسد لوجهْب‪:‬‬
‫أحدٮبا‪ :‬أف يكوف عدمره ااف سثة آالؼ سنة ‪ ...‬كمثل ىذا بعيد يف‬
‫العادات أف يقع يف حق البشر‪.‬‬
‫وا ثاني‪ :‬أنو لو كاف كلده لصلبو أك الرابع مف كلد كلده كدما زعدموا‪ ،‬كأنو كاف‬
‫كزير ذم القرنْب فإف تلك ا‪٣‬بلقة ليسة على خلقثنا بل مارط يف الطوؿ كالعرض‪،‬‬
‫عف رسوؿ اد أنو قاؿ‪ :‬خلق اد‬ ‫كيف الصحيحْب مف حديث أ ىريرة‬
‫اعا فلم يزؿ ا‪٣‬بلق ينقص بعد (ُ)‪.‬‬
‫آدـ طولو سثوف ذر ن‬
‫ا ة ا ثا ث‪ :‬أنو لو كاف ا‪٣‬بضر قبل نوح لركب معو يف الساينة كمل ينقل ىذا أحد‪.‬‬
‫ا ة ا رابع‪ :‬أنو قد اتاق العلدماء أف ن‬
‫نوحا ‪٤‬با نزؿ مف الساينة مات مف كاف‬
‫ﭽﭑ‬ ‫معو مث مات نسلهم كمل يبق غّب نسل نوح‪ ،‬كالدليل على ىذا قولو تعاىل‪:‬‬
‫ﭒ ﭓ ﭔﭼ(ِ)‪ ،‬كىذا يبطل قوؿ مف قاؿ‪ :‬إنو كاف قبل نوح‪.‬‬
‫بشرا مف بِب آدـ يعيش مف‬‫صحيحا أف ن‬
‫ن‬ ‫وا ة ا خامس‪ :‬أف ىذا لو كاف‬
‫حْب يولد إىل آخر الدىر كمولده قبل نوح لكاف ىذا مف أعظم اايات كالعجائب‬
‫مذكورا يف غّب موضع؛ لنو مف أعظم آيات الربوبية‪ ،‬كقد ذكر‬
‫ن‬ ‫ككاف خ ه يف القرآف‬
‫(ُ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب ا‪١‬بنة كصاة نعيدمها كأىلها‪ ،‬باب أكؿ زمرة تدخل ا‪١‬بنة على صورة آدـ ْ‪ ،ُِٕٖ/‬رقم ُِْٖ‪.‬‬
‫(ِ) سورة الصافات‪.ٕٕ :‬‬

‫َِْ‬
‫عاما كجعلو آيةن فكيف ٗبف أحياه‬
‫اد ‪ ‬مف أحياه ألف سنة إال ‪ٟ‬بسْب ن‬
‫إىل آخر الدىر‪ ،‬ك‪٥‬بذا قاؿ بعض أىل العلم‪ :‬ما ألقى ىذا بْب الناس إال نيطاف‪.‬‬
‫ا ة ا سادس‪ :‬أف القوؿ ٕبياة ا‪٣‬بضر قوؿ على اد بال علم كذلك حر هاـ‬
‫بنص القرآف‪ ،‬قاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ‬
‫ﯾ ﯿﮊ(ُ)‪.‬‬
‫أما ا‪٤‬بقدمة الثانية فظاىره‪ ،‬كأما الكىل فإف حياتو لو كانة ثابثة لدؿ عليها‬
‫السنة أك إ‪ٝ‬باع اليمة فهذا كثاب اد تعاىل فويف فيو حياة ا‪٣‬بضر كىذه‬ ‫القرآف أك ُّ‬
‫يدؿ على ذلك بوجو‪ ،‬كىؤالء علدماء المة ىل‬ ‫يسنة رسوؿ اد فويف فيها ما ُّ‬
‫أ‪ٝ‬بعوا على حياتو؟‪.‬‬
‫ا ة ا سابع‪ :‬أنو لو كاف حيًّا لكاف جهاده الكاار كرباطو يف سبيل‬
‫اد‪ ‬كمقامو يف الصف ساعة كحضوره ا‪١‬بدمعة كا‪١‬بدماعة‪ ،‬كتعليدمو العلم أفضل‬
‫لو بكثّب مف سياحثو بْب الوحوش يف القاار كالالوات‪ ،‬كىل ىذا إال مف أعظم‬
‫الطعف عليو كالعيب لو"(ِ)‪.‬‬
‫ا ة ا ثامج‪ :‬أف المة ‪٦‬بدمعة على أف الذم يقوؿ‪ :‬أنا ا‪٣‬بضر‪ ،‬لو قاؿ‪:‬‬
‫‪٠‬بعة رسوؿ اد يقوؿ‪ :‬كذا ككذا‪ ،‬مل يلثاة إىل قولو كمل ٰبثج بو يف الديف إال‬
‫أف يقاؿ إنو مل يوت إىل رسوؿ اد كال بايعو‪ ،‬أك يقوؿ ىذا ا‪١‬باىل إنو مل يرسل‬
‫إليو كيف ىذا مف الكار ما فيو‪.‬‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة كسلف اليمة بوف ا‪٣‬بضر نيب‬ ‫كالقوؿ ا‪٢‬بق الذم عليو أىل ُّ‬
‫مرسل مف اد‪ ‬كمات كدما ٲبوت بِب آدـ‪.‬‬ ‫ه‬
‫(ُ) سورة اإلسراء‪.ّٔ :‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬بنار ا‪٤‬بنيف‪ ،‬صّٕ‪.ٕٕ-‬‬

‫َِٓ‬
‫انباب انثاوي‪:‬‬
‫آراء ابه عديبت يف أصُل اإلميان َمسائهً‬
‫كفيو سبعة فصوؿ‪:‬‬
‫ا فصل األول‪ :‬آراؤه يف اإلٲباف باد‪.‬‬
‫ا فصل ا ثاني‪ :‬آراؤه يف اإلٲباف با‪٤‬بالئكة‪.‬‬
‫ا فصل ا ثا ث‪ :‬آراؤه يف اإلٲباف بالكثب‪.‬‬
‫ا فصل ا رابع‪ :‬آراؤه يف اإلٲباف ُّ‬
‫بالرسل‪.‬‬
‫ا فصل ا خامس‪ :‬آراؤه يف اإلٲباف باليوـ ااخر‪.‬‬
‫ا فصل ا سادس‪ :‬آراؤه يف اإلٲباف بالقدر‪.‬‬
‫ا فصل ا سابع‪ :‬آراؤه يف مسائل اإلٲباف‪.‬‬
‫انفصم األَل‪:‬‬
‫آراؤي يف اإلميان باهلل‬
‫كفيو ثالثة مباحث‪:‬‬
‫ا الث األول‪ :‬مسائل الربوبية‪.‬‬
‫ا الث ا ثاني‪ :‬مسائل ال‪٠‬باء كالصاات‪.‬‬
‫ا الث ا ثا ث‪ :‬مسائل اللوىية‪.‬‬
‫ادلبحث األَل‪ :‬مسائم انزبُبيت‬

‫أوال‪ :‬يعر ف ا دة د ي ا ي د‬ ‫ً‬


‫كثور ىك ىح هد‪ ،‬كتاسّب‬
‫رجل ىك ىح هد‪ ،‬ه‬ ‫ً‬
‫"الو ىح يد‪ :‬الػ يػدمٍنػ ىاريدػ ه‬
‫قاؿ ا‪٣‬بليل الاراىيدم‪ :‬ى‬
‫ؼ لو أىصل‪ ... ،‬ككحد الشيء فهو ٰبد حدة‪ ،‬ككل و‬
‫نيء‬ ‫الو ًحد‪ :‬الذم ال يػي ٍعىر ي‬ ‫الر ً‬
‫ىىى ٍ ي‬ ‫ٍه‬ ‫جل ى‬ ‫ُّ‬
‫على حدة بائف مف آخر‪ ،‬يقاؿ‪ :‬ذلك على حدتو كٮبا على حدهتدما‪ ،‬كىم على‬
‫حدهتم‪ ،‬كالرجل الوحيد ذك الوحدة‪ ،‬كىو ا‪٤‬بنارد ال أنيس معو‪ ،‬كقد كحد يوحد‬
‫ككحدا‪ ،‬كالثوحيد‪ :‬اإلٲباف باد كحده ال نريك لو‪ ،‬كاد الواحد الحد‬ ‫كحادة ككحدة ن‬
‫الثوحد كالوحدانية"(ُ)‪.‬‬
‫ذك ُّ‬
‫يدؿ على االناراد‪ ،‬مف‬ ‫قاؿ ابف فارس‪" :‬الواك‪ ،‬كا‪٢‬باء كالداؿ أصل كاح هد ُّ‬
‫ه‬
‫ذلك‪ :‬الوحدة‪ ،‬كىو كاحد يف قبيلثو‪ ،‬إذ مل يكف فيهم مثلو ‪ ...‬كلقية القوـ موحد‪،‬‬
‫كلقيثو كحده‪ ،‬كال يضاؼ إال يف قو‪٥‬بم‪ :‬نسيج كحده‪ ،‬كعيّب كحده‪ ،‬كجحيش كحده‪،‬‬
‫كنسيج كحده‪ ،‬أم‪ :‬ال ينسج غّبه لنااسثو‪ ،‬كىو مثل‪ ،‬كالواحد‪ :‬ا‪٤‬بنارد"(ِ)‪.‬‬
‫ثانًا‪ :‬يعر ف ا دة د اصط ً ا‬
‫قاؿ الطحاكم(ّ)‪" :‬نقوؿ يف توحيد اد معثقديف بثوفيق اد‪ :‬إف اد كاحد ال‬
‫نريك لو‪ ،‬كال نيء مثلو‪ ،‬كال نيء يعجزه‪ ،‬كال إلو غّبه"(ْ)‪.‬‬

‫(ُ) العْب ّ‪.ُِٖ-َِٖ/‬‬


‫(ِ) مقاييس اللغة ٔ‪.ُٗ-َٗ/‬‬
‫(ّ) ىو أبو جعار‪ ،‬أ‪ٞ‬بد بف ‪٧‬بدمد بف سالمة بف سلدمة الزدم‪ ،‬الطحاكم‪ ،‬كلد سنة ِّٖىػ‪ ،‬انثهة إليو رئاسة‬
‫أصحاب أ حنياة يف زمانو‪ ،‬كركل عنو خلق كثّب منهم‪ :‬أبو ‪٧‬بدمد عبد العزيز ا‪١‬بوىرم قاضي الصعيد‪ ،‬كأبو بكر ‪٧‬بدمد‬
‫بف إبراىيم ا‪٤‬بقرم ا‪٢‬باف ‪ ،‬كلو مصناات منها‪ :‬معاين ااثار‪ ،‬مشكل ااثار‪ ،‬كانة كفاتو سنةُِّىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الطبقات‬
‫السنية يف تراجم ا‪٢‬بناية ُ‪.ُّٔ/‬‬
‫(ْ) مًب الطحاكية‪ ،‬صُّ‪.‬‬

‫ُُِ‬
‫كالقرآف كلُّو توحيد مف فا‪ٙ‬بثو إىل خا‪ٛ‬بثو‪ ،‬قاؿ ابف القيم‪" :‬كل سورة يف القرآف‬
‫قوال كليًّا‪ :‬إف كل آية يف القرآف فهي مثضدمنة‬
‫فهي مثضدمنة لنوعي الثوحيد‪ ،‬بل نقوؿ ن‬
‫للثوحيد‪ ،‬ناىدة بو‪ ،‬داعية إليو‪ ،‬فإف القرآف‪ :‬إما خ ه عف اد‪ ،‬كأ‪٠‬بائو كصااتو‬
‫كأفعالو‪ ،‬فهو الثوحيد العلدمي ا‪٣‬ب م‪ ،‬كإما دعوة إىل عبادتو كحده ال نريك لو‪،‬‬
‫أمر كهني‪ ،‬كإلز هاـ‬
‫كخلع كل ما يعبد مف دكنو‪ ،‬فهو الثوحيد اإلرادم الطليب‪ ،‬كإما ه‬
‫بطاعثو يف هنيو كأمره‪ ،‬فهي حقوؽ الثوحيد كمكدمالتو‪ ،‬كإما خ ه عف كرامة اد لىل‬
‫توحيده كطاعثو‪ ،‬كما فعل هبم يف الدنيا‪ ،‬كما يكرمهم بو يف ااخرة‪ ،‬فهو جزاء‬
‫توحيده‪ ،‬كإما خ ه عف أىل الشرؾ‪ ،‬كما فعل هبم يف الدنيا مف النكاؿ‪ ،‬كما ٰب ُّل هبم‬
‫يف العقىب مف العذاب‪ ،‬فهو خ ه عدمف خرج عف حكم الثوحيد"(ُ)‪.‬‬
‫ثا ثًا‪ :‬يعر ف ية د ا ربةب د ي ا ي د واالصط ح‬
‫ب ربابةن يكربيوبية(ِ)‪ ،‬قاؿ ابف فارس‪" :‬الراء كالباء يدؿ على أصوؿ‪:‬‬
‫مصدر رب يير ُّ‬
‫إصالح الشيء كالقياـ عليو ‪ ،...‬ااخر‪ :‬لزكـ الشيء كاإلقامة عليو‬
‫ي‬ ‫فالكؿ‪:‬‬
‫احدا"(ّ)‪.‬‬
‫قياسا ك ن‬
‫ضم الشيء للشيء‪ ،‬كمٌب أمعف النظر كاف الباب كلو ن‬ ‫‪ ،...‬الثالث‪ُّ :‬‬
‫ب يطلق يف اللغة على‪" :‬ا‪٤‬بالك‪ ،‬كالسيد‪ ،‬كا‪٤‬بدبر‪ ،‬كا‪٤‬بر ‪ ،‬كالقيم‪،‬‬ ‫كالر ُّ‬
‫كا‪٤‬بنعم"(ْ)‪.‬‬
‫ب يف الشرع كيراد بو عْب معناه يف اللغة‪.‬‬
‫كيطلق الر ُّ‬
‫ب‪ -‬سبحانو‪ :‬ىو ا‪٤‬بالك‪ ،‬ا‪٤‬بدبر‪ ،‬ا‪٤‬بعطي‪،‬‬
‫قاؿ ني اإلسالـ ابف تيدمية‪" :‬الر ُّ‬
‫(ُ) مدارج السالكْب ْ‪ِْْ/‬‬
‫(ِ) انثقاؽ أ‪٠‬باء اد تعاىل‪ ،‬صِّ‪.‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬مقاييس اللغة‪ ،‬صّٖٕ‪.‬‬
‫(ْ) لساف العرب ُ‪ ،ّٗٗ/‬كينظر‪ :‬القاموس احمليا‪ ،‬صُُُ‪.‬‬

‫ُِِ‬
‫ا‪٤‬بانع‪ ،‬الضار‪ ،‬النافع‪ ،‬ا‪٣‬بافض‪ ،‬الرافع‪ ،‬ا‪٤‬بعز‪ ،‬ا‪٤‬بذؿ"(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف القيم‪" :‬الرب‪ :‬ىو السيد‪ ،‬كا‪٤‬بالك‪ ،‬كا‪٤‬بنعم‪ ،‬كا‪٤‬بر ‪ ،‬كا‪٤‬بصلح‪ ،‬كاد‬
‫ىو الرب هبذه االعثبارات كلها"(ِ)‪.‬‬
‫يعر ف ية د ا ربةب د ي االصط ح‪:‬‬
‫أيضا‪:‬‬ ‫(ّ)‬ ‫و‬
‫قاؿ ني اإلسالـ‪" :‬ىو اإلقرار بوف اد خالق كل نيء كربو" ‪ ،‬كقاؿ ن‬
‫"فثوحيد الربوبية‪ :‬أنو ال خالق إال اد‪ ،‬فال يسثقل نيءه سواه بإحداث أم ور مف‬
‫المور‪ ،‬بل ما ناء اد كاف‪ ،‬كما مل يشو مل يكف"(ْ)‪.‬‬
‫كقاؿ الشي سليدماف بف عبد اد بف ‪٧‬بدمد بف عبد الوىاب(ٓ)‪" :‬ىو اإلقرار‬
‫رب كل و‬
‫نيء كمالكو كخالقو كرازقو‪ ،‬كأنو احمليي ا‪٤‬بدمية النافع الضار‪،‬‬ ‫بوف اد تعاىل ُّ‬
‫ا‪٤‬بثارد بإجابة الدعاء عند االضطرار‪ ،‬الذم لو المر كلو‪ ،‬كبيده ا‪٣‬بّب كلو‪ ،‬القادر‬
‫على ما يشاء‪ ،‬ليس لو يف ذلك نريك‪ ،‬كيدخل يف اإلٲباف كالقدر"(ٔ)‪.‬‬

‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُ‪.ِٗ/‬‬


‫(ِ) بدائع الاوائد ْ‪.ُِّ/‬‬
‫السنة النبوية ّ‪.ِٖٗ/‬‬
‫(ّ) بدائع الاوائد ُُ‪ ،َٓ/‬كينظر‪ :‬منهاج ُّ‬
‫(ْ) ‪٦‬بدموع الاثاكلَُ‪.ُّّ/‬‬
‫(ٓ) سليدماف بف عبد اد بف ‪٧‬بدمد بف عبد الوىاب‪ ،‬مف آؿ الشي ‪ ،‬الاقيو احملدث الصول‪ ،‬كلد سنة ََُِىػ يف‬
‫بلدة الدرعية‪ ،‬كمف نيوخو‪ :‬الشي ‪٧‬بدمد بف عبد الوىاب‪ ،‬كجده الشي عبد اد‪ ،‬كالشي ‪ٞ‬بد بف ناصر بف‬
‫عثدماف بف معدمر‪ ،‬كالشي عبد اد بف فاضل مف علدماء الدرعية‪ ،‬كمف تالميذه‪ :‬الشي ‪٧‬بدمد بف سلطاف‪،‬‬
‫كالشي عبد الر‪ٞ‬بف بف عبد اد‪ ،‬كمف مصنااتو‪ٙ :‬باة الناسك بوخبار ا‪٤‬بناسك‪ ،‬تيسّب العزيز ا‪٢‬بدميد يف نرح‬
‫كثاب الثوحيد‪ ،‬تويف سنة ُِّّىػ‪ ،‬ككاف عدمره ّّ سنة‪ ،‬ينظر‪ :‬علدماء ‪٪‬بد خالؿ ‪ٜ‬بانية قركف ُ‪،ُِٕ/‬‬
‫العالـ ّ‪ ،ُِٗ/‬مشاىّب علدماء ‪٪‬بد كغّبىم ُ‪.ْْ/‬‬
‫(ٔ) تيسّب العزيز ا‪٢‬بدميد‪ ،‬صُٕ‪ ،‬كينظر‪ :‬نرح الطحاكية‪ ،‬البف أ العز ا‪٢‬بناي ُ‪.ِٓ/‬‬

‫ُِّ‬
‫رابعا‪ :‬يعر ف ابج بة اد دة د ا ربةب د د‬
‫ً‬
‫قاؿ ابف عجيبة‪(" :‬رب) مصدر ٗبعُب الَببية‪ ،‬كىو تبليغ الشيء إىل كدمالو نينا‬
‫فشينا‪ ،‬مث كصف بو للدمبالغة كالصوـ كالعدؿ‪ ،‬كقيل ىو كصف مف ربو يربُّو‪ ،‬كأصلو‪:‬‬
‫ب‪ ،‬مث ادغم‪ ،‬ي‪٠‬بي بو ا‪٤‬بالك؛ لنو ٰبا ما ٲبلكو كيربيو"(ُ)‪.‬‬
‫ربى ى‬
‫خامسا‪ :‬يعر ف ا دة د اصط ً ا‬
‫ً‬
‫ا‪٢‬بق كاحد يف ذاتو كيف صااتو‪ ،‬كيف أفعالو فال نيءى قبلو‬ ‫قاؿ ابف عجيبة‪ُّ " :‬‬
‫كال نيءى بعده كال نيءى معو"(ِ)‪.‬‬
‫كعرفو بقولو‪" :‬إفراد ا‪٢‬بق بالوجود يف الزؿ كالبد"(ّ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬هناية توحيد الواصلْب مف العارفْب كا‪٤‬بريديف السائريف‪ :‬توحيد‬ ‫كقاؿ ن‬
‫الذات‪ ،‬فال يشهدكف إال اد‪ ،‬كال يركف معو سواه"(ْ)‪.‬‬
‫يدؿ على‬ ‫كل ما ُّ‬‫بل ذىب إىل أبعد مف ىذا حْب قاؿ يف موضع آخر‪ُّ " :‬‬
‫الثوحيد مف اللااظ يكاي يف الدخوؿ يف اإلسالـ"(ٓ)‪.‬‬
‫كىذه الثعاريف الٍب أكردىا ابف عجيبة للثوحيد قد انثدملة على ‪٨‬بالاات‬
‫عقدية كىي‪:‬‬
‫ُ‪ -‬أنو يف الثعرياات السابقة ال يقرر إال توحيد الربوبية فقا كأخرج منو الثوحيد‬
‫الرسل عليهم السالـ كخلق ا‪٣‬بليقة مف أجلو أال كىو توحيد اللوىية‪.‬‬
‫الذم بعث بو ُّ‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ْٓ/‬‬
‫(ِ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪.ُٕ ،‬‬
‫(ّ) معراج الثشوؼ إىل حقائق الثصوؼ‪ ،‬صِٗ‪.‬‬
‫(ْ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.ٔٔ/‬‬
‫(ٓ) ا‪٤‬برجع ناسو ُ‪.ٔٗ/‬‬

‫ُِْ‬
‫يقوؿ ني اإلسالـ ابف تيدمية يف رده على مف سلك ىذا ا‪٤‬بسلك أهنم "ظنُّوا‬
‫أف الثوحيد ليس إال اإلقرار بثوحيد الربوبية‪ ،‬كأف اد خلق كل نيء‪ ،‬كىو الذم‬
‫يسدمونو توحيد الفعاؿ"(ُ)‪.‬‬
‫ِ‪ -‬أنو جعل توحيد الربوبية ىو الغاية‪ ،‬إذ فسر معُب ال إلو إال اد بػ "ال‬
‫موجود إال اد"(ِ)‪ ،‬كىذا الثاسّب باطل‪ ،‬كمعلوـ أف كاار قريش يقركف بثوحيد‬
‫‪ٙ‬بث على العبادة‬
‫الربوبية‪ ،‬كقد يقوؿ قائل‪ :‬ىذا تاسّب ابف عجيبة بْب أيدينا ككثبو ُّ‬
‫كالطاعة د‪ ،‬فكيف ال يعرؼ مف الثوحيد سول توحيد الربوبية‪ ،‬فيجاب عليو أنو‬
‫يرل توحيد اللوىية مف عدموـ الديف اإلسالمي‪ ،‬لكنو ال يرل أنو مف حقيقة الثوحيد‬
‫الذم يقع يف الشرؾ ‪٨‬بال ياو‪ ،‬بدليل قولو‪ :‬كل لا مف الثوحيد يكاي يف الدخوؿ يف‬
‫اإلسالـ‪ ،‬قاؿ ابف تيدمية‪" :‬كإذا تبْب أف غاية ما يقرره ىؤالء النظار‪ ،‬أىل اإلثبات‬
‫رب كل و‬
‫نيء كمع ىذا‬ ‫السنة‪ ،‬إ٭با ىو توحيد الربوبية‪ ،‬كأف اد ُّ‬
‫للقدر ا‪٤‬بنثسبوف إىل ُّ‬
‫فا‪٤‬بشركوف كانوا مقريف بذلك مع أهنم مشركوف‪ ،‬ككذلك طوائف مف أىل الثصوؼ‬
‫كا‪٤‬بنثسبْب إىل ا‪٤‬بعرفة كالثحقيق كالثوحيد غاية ما عندىم مف الثوحيد ىو نهود ىذا‬
‫نيء كمليكو كخالقو‪ ،‬ال سيدما إذا غاب‬ ‫رب كل و‬ ‫الثوحيد كأف يشهد أف اد ُّ‬
‫العارؼ(ّ) ٗبوجوده عف كجوده‪ ،‬كٗبشهوده عف نهوده‪ ،‬كٗبعركفو عف معرفثو‪ ،‬كدخل‬
‫يف فناء توحيد الربوبية‪ٕ ،‬بيث ياُب مف مل يكف‪ ،‬كيبقى مف مل يزؿ فهذا عندىم ىو‬
‫(ُ) اقثضاء أصحاب الصراط ا‪٤‬بسثقيم ‪٤‬ب الاة أصحاب ا‪١‬بحيم ِ‪.ّٖٔ/‬‬
‫(ِ) ا‪١‬بواىر العجيبة‪ ،‬صُُٓ‪.‬‬
‫(ّ) العارؼ‪ :‬ىو ا‪٤‬بسثغرؽ يف معرفة اد ك‪٧‬ببثو‪ .‬ينظر‪ :‬الكليات‪ ،‬صَْٗ‪ ،‬كقيل يف الارؽ بْب العارؼ كا‪٤‬بؤمف‪ :‬أف‬
‫ا‪٤‬بؤمف عند الصوفية ينظر بنور اد كالعارؼ ينظر باد‪ ،‬كللدمؤمف قلب كليس للعارؼ قلب‪ ،‬كقلب ا‪٤‬بؤمف‬
‫يطدم ف بذكر اد‪ ،‬كالعارؼ ال يطدم ف بسواه‪ .‬ينظر‪ :‬معجم ا‪٤‬بصطلحات الصوفية‪ ،‬صُُٖ‪.‬‬

‫ُِٓ‬
‫الغاية الٍب ال غاية كراءىا‪ ،‬كمعلوـ أف ىذا ىو ‪ٙ‬بقيق ما أقر بو ا‪٤‬بشركوف مف الثوحيد‪،‬‬
‫فضال عف أف يكوف كليًّا د أك مف‬ ‫مسلدما ن‬
‫ن‬ ‫كال يصّب الرجل ٗبجرد ىذا الثوحيد‬
‫سادات الكلياء"(ُ)‪.‬‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة كفق فهم سلف اليمة أف الثوحيد الذم‬ ‫كمعلوـ لدل أىل ُّ‬
‫الرسل‪ ،‬ىو توحيد اللوىية ا‪٤‬بثضدمف لثوحيد الربوبية‪ ،‬كأكؿ ما يثعلق القلب‬‫دعة إليو ُّ‬
‫بثوحيد الربوبية‪ ،‬مث يرتقي إىل توحيد اللوىية‪.‬‬
‫ّ‪ -‬انثدمالو على العبارات ا دملة الٍب ال يثصور أكثر الناس مراد أىل‬
‫االصطالح منها(ِ)‪.‬‬
‫ْ‪ -‬انثدملة تعارياو للثوحيد على قوؿ اال‪ٙ‬بادية القائلْب بوف كجود ا‪٣‬بالق‬
‫ىو كجود ا‪٤‬ب لوؽ أك قوؿ‪ :‬الوجود كاحد كىو اد كال أرل الواحد كال أرل اد‪ ،‬أك‬
‫ال يشار إليو‪ ،‬كىذه ألااظ باطلة ‪٨‬بالاة ‪٤‬با عليو السلف الصاٌف مف الرجوع إىل‬
‫الوحيْب‪ ،‬فيدما يقولوف بو عف اد كدينو(ّ)‪.‬‬
‫السنة كال قالو أح هد مف‬
‫ٓ‪ -‬أنو فسر الثوحيد بثاسّب مل يدؿ عليو الكثاب ك ُّ‬
‫سلف المة كأئدمثها‪ ،‬كاتبع ا‪٤‬بثكلدمْب الذيف ٯبعلوف ناي الصاات أك بعضها مف‬
‫الثوحيد(ْ) إذ أنهر أنواع الثوحيد عندىم ىو توحيد الفعاؿ‪ ،‬كيعِب أف خالق العامل‬
‫كاحد‪ ،‬قاؿ ني اإلسالـ ابف تيدمية‪" :‬فإف عامة ا‪٤‬بثكلدمْب الذيف يقرركف الثوحيد يف‬
‫كثب الكالـ كالنظر‪ :‬غايثهم أف ٯبعلوا الثوحيد (ثالثة أنواع)‪ ،‬فيقولوف‪ :‬ىو كاحد يف‬
‫(ُ) الثدمرية‪ ،‬صُٖٔ‪.ُٖٕ-‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬الصادية ِ‪.ِِٗ/‬‬
‫(ّ) ا‪٤‬برجع ناسو ِ‪.ِِْ/‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬تلبيس ا‪١‬بهدمية ُ‪ ،ِْٖ/‬كينظر‪ :‬الثدمرية‪ ،‬صُْٖ‪.‬‬

‫ُِٔ‬
‫ذاتو ال قسيم لو‪ ،‬ككاحد يف صااتو ال نبيو لو‪ ،‬ككاحد يف أفعالو ال نريك لو‪،‬‬
‫كأنهر النواع الثالثة عندىم ىو الثالث كىو "توحيد الفعاؿ" كىو أف خالق العامل‬
‫كاحد‪ ،‬كىم ٰبثجوف على ذلك ٗبا يذكركنو مف داللة الثدمانع كغّبىا كيظنوف أف ىذا‬
‫ىو الثوحيد ا‪٤‬بطلوب‪ ،‬كأف ىذا ىو معُب قولنا (ال إلو إال اد) حٌب ٯبعلوا معُب‬
‫اإل‪٥‬بية القدرة على االخَباع"(ُ)‪.‬‬
‫ككضح ابف تيدمية مقصود الناعرة مف ىذا الثقسيم فقاؿ‪" :‬كليس مرادىم بونو‬
‫ال ينقسم كال يثبعض أنو ال يناصل بعضو عف بعض‪ ،‬كأنو ال يكوف إ‪٥‬بْب اثنْب‪ ،‬ك‪٫‬بو‬
‫‪٫‬بوا منو النصارل كا‪٤‬بشركوف‪ ،‬فإف ىذا ‪٩‬با ال ينازعهم فيو ا‪٤‬بسلدموف‪،‬‬ ‫ذلك ‪٩‬با يقوؿ ن‬
‫كىو حق ال ريب فيو‪ ،‬ككذلك كاف علدماء السلف يناوف الثبعيض عف اد هبذا ا‪٤‬بعُب‪،‬‬
‫كإ٭با مرادىم بذلك أنو ال يشهد كال يرل منو نيءه دكف نيء‪ ،‬كال يدرؾ منو نيءه‬
‫دكف نيء‪ٕ ،‬بيث إنو ليس لو يف ناس حقيقة عندىم قائدمة بناسها ٲبكنو ىو أف‬
‫يشّب منها إىل نيء دكف نيء‪ ،‬أك يرل عباده منها نينا دكف نيء ٕبيث إذا ٘بلى‬
‫لعباده يريهم مف ناسو ا‪٤‬بقدسة ما ناء‪ ،‬فإف ذلك غّب ‪٩‬بكف عندىم‪ ،‬كال يثصور‬
‫عندىم أف يكوف العباد ‪٧‬بجوبْب عنو ٕبجاب مناصل عنهم ٲبنع أبصارىم عف رؤيثو‪،‬‬
‫فإف ا‪٢‬بجاب ال ٰبجب ما ىو جسم منقسم كال يثصور عندىم أف اد يكشف عف‬
‫أصال‪ ،‬كال أف يكوف‬
‫كجهو ا‪٢‬بجاب لّباه ا‪٤‬بؤمنوف‪ ،‬كال أف يكوف على كجهو حجاب ن‬
‫ٕبيث يلقاه العبد أك يصل إليو أك يدنو منو أك يقرب إليو يف ا‪٢‬بقيقة‪ ،‬فهذا ك‪٫‬بوه ىو‬
‫ا‪٤‬براد عندىم بكونو ال ينقسم‪ ،‬كيسدموف ذلك ناي الثجسيم‪ ،‬إذ كل ما ثبة لو ذلك‬
‫منقسدما مركبنا‪ ،‬كالبارئ منزه عندىم عف ىذه ا‪٤‬بعاين"(ِ)‪.‬‬
‫ن‬ ‫جسدما‬
‫كاف ن‬
‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ّ‪ ،ٕٗ/‬كالثدمرية‪ ،‬صُٖٓ‪.‬‬
‫(ِ) الثسعينية ّ‪.َٕٖ/‬‬

‫ُِٕ‬
‫كعلق الدكثور عبد الر‪ٞ‬بف احملدمود على قوؿ الناعرة بقولو‪" :‬ك‪ٝ‬باع ا‪٤‬بعاين الٍب‬
‫قائدما بناسو‪ ،‬كال بائننا مف خلقو كال‬
‫قصدكىا بقو‪٥‬بم ىذا‪ :‬أنو تعاىل عف قو‪٥‬بم ليس ن‬
‫على العرش اسثول‪ ،‬كأنو ال ييشار إليو يف جهة العلو‪ ،‬كىذا ما يع كف عنو بناي‬
‫ا‪١‬بسدمية كالثحيُّز‪ ،‬كا‪١‬بهة‪ ،‬ككل مثحيز فهو منقسم‪ ،‬ككل منقسم فهو ليس بوحد‪،‬‬
‫كىكذا صار حقيقة الثوحيد كالواحد كالحد عند ىؤالء ناي صاات اد ا‪٣‬ب ية‪،‬‬
‫كناي علوه على عرنو"(ُ)‪.‬‬
‫كىذا ا‪٤‬باهوـ للثوحيد غريب على اللساف العر ‪ ،‬كالقرآف نزؿ بلغة العرب‪ ،‬كمل‬
‫منقسدما مثل قولو تعاىل‪:‬‬
‫ن‬ ‫السنة إال فيدما ‪٠‬باه ىؤالء‬
‫يرد اسث داـ الواحد يف القرآف ك ُّ‬
‫(ِ)‬
‫ﮋﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﮊ ‪ ،‬كقولو تعاىل‪ :‬ﮋﮗ ﮘ ﮙ‬
‫(ْ)‬ ‫(ّ)‬
‫ﮚﮊ ‪ ،‬كقولو تعاىل‪ :‬ﮋ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬﮊ ‪ ،‬كقولو تعاىل‪ :‬ﮋﯲ ﯳ‬
‫ﯴ ﯵﮊ(ٓ)‪ ،‬فكل ما ‪٠‬بي كاحد يف ىذه اايات يصح انقسامو؛ لنو جسم‬
‫السنة فلقد مر النيب بق يف فقاؿ‪" :‬إهندما‬
‫مف الجساـ الٍب يصح انقسامها‪ ،‬كأما ُّ‬
‫ليعذباف كما يعذباف يف كبّب‪ ،‬أما أحدٮبا فكاف ال يسثَب مف بولو‪ ،‬كأما ااخر فكاف‬
‫ٲبشي بالندميدمة"(ٔ)‪.‬‬
‫كإف قاؿ قائل مف أىل الكالـ‪ :‬ىذا االسث داـ على سبيل ا از‪ ،‬فيجاب‬
‫(ُ) موقف ابف تيدمية مف الناعرة ّ‪.ْٖٗ/‬‬
‫(ِ) سورة البقرة‪.ِٔٔ :‬‬
‫(ّ) سورة الكهف‪.ْٗ :‬‬
‫(ْ) سورة النساء‪.ُُ :‬‬
‫(ٓ) سورة ا‪٤‬بدثر‪.ُُ :‬‬
‫(ٔ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب الدب‪ ،‬باب الندميدمة مف الكبائر ُ‪ ،ٖٗ/‬برقم ُِٔ‪ ،‬كالاثح َُ‪.ِْٕ/‬‬

‫ُِٖ‬
‫عليو بونو باطل؛ لنو ادعاء ال دليل عليو‪ ،‬كدما أنو ال ٲبكف أف يوتوا ٗبثاؿ صحيح‬
‫السنة كاللغة بونو الذم ال ينقسم‪ ،‬فإف لا الواحد كما‬ ‫السث داـ الواحد يف القرآف ك ُّ‬
‫يثصرؼ منو ال يطلق يف لغة العرب كغّبىم مف المم إال على ما يسدميو أىل الكالـ‬
‫منقسدما فهل يصح أف ال يوجد مثاؿ ‪٤‬با ‪٠‬بوه حقيقة؟ كىل أصبحة كل المثلة‬ ‫ن‬
‫‪٦‬بازا؟‪ ،‬كا‪٢‬بقيقة أف ما عرؼ بو أىل الكالـ الواحد ىو نيء ال يثصوره كال يعقلو‬ ‫ن‬
‫(ُ)‬
‫الناس‪ ،‬فإهنم ال يعلدموف كجوده حٌب يع كا عنو ‪.‬‬
‫كىذا الدليل قد يقلب عليهم قاؿ ابف تيدمية‪" :‬إذا قاؿ قائل‪ :‬داللة القرآف على‬
‫نقيض مطلوهبم أظهر‪ ،‬كاف قد قاؿ ا‪٢‬بق‪ ،‬فإف القرآف نزؿ بلغة العرب‪ ،‬كىم ال‬
‫مشارا إليو‪ ،‬كما‬
‫يعرفوف الواحد يف العياف إال ما كاف مثص ناا بالصاات‪ ،‬مبايننا لغّبه‪ ،‬ن‬
‫احدا‪،‬‬
‫مداخال لو‪ ،‬فالعرب ال تسدميو ك ن‬
‫ن‬ ‫أصال‪ ،‬كال مبايننا لغّبه‪ ،‬كال‬
‫مشارا إليو ن‬
‫مل يكف ن‬
‫أحدا بل كال تعرفو‪ ،‬فيكوف االسم الواحد كالحد دؿ على نقيض مطلوهبم منو‬ ‫كال ن‬
‫ال على مطلوهبم"(ِ)‪.‬‬
‫كحٌب ال يكوف الكالـ جزافنا مف غّب دليل فإف ابف عجيبة يعثقد عقيدة‬
‫الناعرة يف تعرياو للثوحيد‪ ،‬فلقد كرد يف كثاب جوىرة الثوحيد(ّ) نر هح ‪٥‬بذه القساـ‬
‫كىي "الوحدانية الشاملة لوحدانية الذات‪ ،‬ككحدانية الصاات‪ ،‬ككحدانية الفعاؿ‬
‫كدموما(ْ) ‪ٟ‬بسة‪:‬‬
‫تناي ن‬
‫السنة كا‪٤‬بثكلدمْب‪ ،‬صَُُ‪.‬‬
‫(ُ) درء تعارض العقل كالنقل ٕ‪ ،ُُٔ-ُُْ/‬كينظر‪ :‬حقيقة الثوحيد بْب أىل ُّ‬
‫(ِ) ا‪٤‬برجع ناسو ٕ‪.ُُٕ/‬‬
‫(ّ) كا‪٠‬بو‪ :‬فثح ا يد يف بياف ‪ٙ‬باة ا‪٤‬بريد على جوىرة الثوحيد‪ ،‬إبراىيم بف ‪٧‬بدمد الباجورم‪ ،‬كىو أحد نركح منظومة‬
‫الثوحيد على عقيدة الناعرة‪ ،‬ل ىاف الديف اللقاين‪.‬‬
‫(ْ) الكم‪ :‬ىو العرض الذم يقثضي االنقساـ لذاتو‪ .‬الثعرياات‪ ،‬للجرجاين‪ ،‬صِّٗ‪.‬‬

‫ُِٗ‬
‫‪ ‬الكم ا‪٤‬بثصل يف الذات كىو ترُّكبها مف أجزاء‪.‬‬
‫‪ ‬الكم ا‪٤‬بناصل فيها كىو تعددىا ٕبيث يكوف ىناؾ إلو ثاف فوكثر كىذاف‬
‫الكدماف مناياف بوحدة الذات‪.‬‬
‫‪ ‬كالكم ا‪٤‬بثصل يف الصاات كىو الثعدد يف صااتو تعاىل مف جنس كاحد‬
‫كٕبث يف ىذا بوف الكم ا‪٤‬بثصل مداره على و‬
‫نيء ذم أجزاء كال‬ ‫كقدرتْب فوكثر‪ ،‬ي‬
‫كذلك الصاات‪ ،‬كٯباب‪ :‬بوهنم نزلوا كوهنا قائدمة بذات كاحدة منزلة مف الَبكيب‪.‬‬
‫‪ ‬كالكم ا‪٤‬بناصل يف الصاات كىو أف يكوف لغّب اد صاة تشبو صاثو تعاىل‪،‬‬
‫ككوف يكوف لزيد قدرة هبا كيعدـ هبا كقدرتو تعاىل‪ ،‬أك إرادة ‪ٚ‬بصص الشيء ببعض‬
‫ا‪٤‬بدمكنات‪ ،‬أك علم ‪٧‬بيا ٔبدميع النياء‪ ،‬كىذاف الكدماف مناياف بوحدانية الصاات‪.‬‬
‫‪ ‬كالكم ا‪٤‬بناصل يف الفعاؿ كىو أف يكوف لغّب اد فعل مف الفعاؿ على‬
‫كجو اإلٯباد‪ ،‬كإ٭با ينسب الاعل على كجو الكسب(ُ) كاالخثيار‪ ،‬كىذا الكم مناي‬
‫بوحدانية الفعاؿ‪ ،‬كيف ذلك رد على ا‪٤‬بعثزلة(ِ) القائلْب بوف العبد ٱبلق أفعاؿ ناسو‬
‫(ُ) ‪ٝ‬بهور الناعرة كمثوخركىم يركف أف اد ‪ ‬خالق أفعاؿ العباد فيثبثوف مرتبٍب ا‪٤‬بشي ة كا‪٣‬بلق‪ ،‬كلكنهم‬
‫يقولوف‪" :‬إف أفعاؿ العباد االخثيارية كاقعة بقدرة اد تعاىل كحدىا‪ ،‬كليس لقدرهتم توثّب فيها‪ ،‬بل اد سبحانو‬
‫اخثيارا‪ ،‬فإذا مل يكف ىناؾ مانع أكجد فيو فعلو ا‪٤‬بقدكر مقارنا ‪٥‬بدما‪،‬‬
‫أجرل عادتو بوف يوجد يف العبد قدرة ك ن‬
‫إبداعا كإحداثنا كمكسوبنا للعبد‪ ،‬كا‪٤‬براد بكسبو إياه مقارنثو لقدرتو كإرادتو مف غّب أف‬
‫فيكوف الاعل ‪٨‬بلوقنا د ن‬
‫‪٧‬بال‪ ،‬فهم يركف أفعاؿ العباد ‪٨‬بلوقة د كىي كسب‬ ‫يكوف ىناؾ مف توثّب أك مدخل يف كجوده سول كونو ن‬
‫للعباد‪ .‬ينظر‪ :‬مصطلحات يف كثب العقائد‪ ،‬صُّٓ‪.‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬بعثزلة‪ :‬مف الارؽ ا‪٤‬بنثسبة إىل اإلسالـ‪ ،‬أتباع كاصل بف عطاء‪ ،‬اخثيلف يف سبب الثسدمية على أقواؿ‪ :‬مف‬
‫أنهرىا اعثزاؿ كاصل بف عطاء ‪٦‬بلس ا‪٢‬بسف البصرم‪ ،‬مف معثقداهتم‪ :‬أف مرتكب الكبّبة‪ ،‬ال ييسدمى مؤمننا‬
‫كافرا مطل نقا‪ ،‬بل يف منزلة بْب ا‪٤‬بنزلثْب‪ ،‬إنكار رؤية اد ‪ ،‬كأف كالـ اد ‪٨‬بلوؽ‪ ،‬كأفعاؿ العباد‬
‫مطل نقا‪ ،‬كال ن‬
‫‪٨‬بلوقة ‪٥‬بم‪ ،‬كأنكركا ا‪٤‬بعراج‪ ،‬كنااعة النيب ‪ ،‬كا‪٢‬بوض كالكوثر‪ ،‬كعذاب الق ‪ .‬ينظر‪ :‬مقاالت اإلسالميْب‬
‫ُ‪ ،ِّٓ/‬نرح العقيدة الطحاكية‪ ،‬صِٖٗ‪ ،‬ا‪٤‬بلل كالنحل‪ ،‬صٔٓ‪.‬‬

‫َِِ‬
‫االخثيارية‪ ،‬كإ٭با مل يكاركا بذلك العَبافهم بوف أقدارىم عليها مف اد تعاىل‪ ،‬كأما‬
‫الكم ا‪٤‬بثصل يف الفعاؿ فإف صورناه بثعدد الفعاؿ فهو ثابة ال يصح نايو؛ لف‬
‫أفعالو كثّبة مف خلق‪ ،‬كرزؽ‪ ،‬كإحياء‪ ،‬كإماتة إىل غّب ذلك‪ ،‬كإف صورناه ٗبشاركة غّب‬
‫اد يف فعل مف الفعاؿ فهو مناي بوحدانية الفعاؿ"(ُ)‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬قوؿ ابف عجيبة كل ما يدؿ على الثوحيد مف اللااظ يكاي يف الدخوؿ‬
‫يف اإلسالـ ‪٨‬بالف للنصوص الشرعية الٍب أبانة كياية الدخوؿ يف اإلسالـ‪ ،‬فلقد‬
‫قوما مف أىل الكثاب‬
‫‪٤‬با بعثو إىل اليدمف‪ :‬إنك تويت ن‬ ‫قاؿ رسوؿ اد ‪٤‬بعاذ‬
‫(ِ)‬
‫يح بلا الثوحيد يف قولو‪:‬‬
‫فليكف أكؿ ما تدعوىم إىل أف يوحدكا اد ‪ ،‬فهذا تصر ه‬
‫"أف يوحدكا" فويف ابف عجيبة مف ىذا؟‪.‬‬
‫كأ‪ٝ‬بع السلف على أف أكؿ أمر يؤمر بو العبد أف يوحد اد‪ ‬كينطق‬
‫بالشهادتْب قاؿ ابف تيدمية‪" :‬إف السلف كالئدمة مثاقوف على أف أكؿ ما يؤمر بو‬
‫العباد الشهادتاف‪ ،‬كمثاقوف على أف مف فعل ذلك قبل البلوغ مل يؤمر بثجديد ذلك‬
‫عند البلوغ"(ّ)‪.‬‬
‫كقاؿ أبوسعيد الدارمي(ْ)‪" :‬كتاسّب الثوحيد عند اليمة كصوابو‪" :‬قوؿ ال إلو‬
‫إال اد كحده ال نريك لو"(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) نرح ا‪١‬بوىرة‪ ،‬صٗٓ‪.َٔ-‬‬
‫(ِ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب اإلٲباف‪ ،‬باب الدعاء إىل الشهادتْب كنرائع اإلسالـ ُ‪ ،ٓٓ/‬رقم ُٗ‪ ،‬كركاه أبو داكد‪،‬‬
‫كثاب الزكاة‪ ،‬باب زكاة السائدمة‪ ،‬رقم ُْٖٓ‪.‬‬
‫(ّ) درء تعارض العقل كالنقل ٖ‪.ُِ-ُُ/‬‬
‫(ْ) ىو‪ :‬عثدماف بف سعيد بف خالد الدارمي السجسثاين‪٧ ،‬بدث ىراة‪ ،‬كلد سنة ََِىػ‪ ،‬كأخذ ا‪٢‬بديث عف ابف‬
‫حنبل‪ ،‬كابف ا‪٤‬بديِب‪ ،‬كإسحاؽ بف راىويو‪ ،‬كابف معْب‪ ،‬لو مصناات منها‪ :‬الرد على بشر ا‪٤‬بريسي‪ ،‬كالرد على‬
‫ا‪١‬بهدمية‪ ،‬ككانة كفاتو سنة َِٖىػ‪ .‬ينظر‪ :‬تذكرة ا‪٢‬بااظ ِ‪.ُِٔ/‬‬
‫(ٓ) نقض الدارمي على بشر ا‪٤‬بريسي ُ‪.ُِٓ/‬‬

‫ُِِ‬
‫كقاؿ الشوكاين‪" :‬كليس ‪٦‬برد قوؿ ال إلو إال اد مثبثنا لإلسالـ؛ فإنو لو قا‪٥‬با‬
‫إسالما"(ُ)‪.‬‬
‫أح هد مف أىل ا‪١‬باىلية كعكف على صندمو يعبده مل يكف ذلك ن‬
‫"كينبغي ‪٤‬بف أراد أف يعرؼ ديف اإلسالـ أف يثومل النصوص النبوية‪ ،‬كيعرؼ ما‬
‫كالثابعوف‪ ،‬كما قالو أئدمة ا‪٤‬بسلدمْب ليعرؼ ا دمع عليو مف‬ ‫كاف ياعلو الصحابة‬
‫ا‪٤‬بثنازع فيو"(ِ)‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬ي س م ا دة د بند ابج بة اد‬
‫ً‬
‫قسم ابف عجيبة الثوحيد إىل ثالثة أقساـ‪ ،‬فقاؿ‪" :‬اعلم أف توحيد ا‪٣‬بلق د‬
‫تعاىل على ثالث درجات‪:‬‬
‫عامد‪ :‬كىو الذم يعصم الناس كا‪٤‬باؿ‪ ،‬كينجو بو مف ا‪٣‬بلود‬
‫الكىل‪ :‬ية د ا َّ‬
‫يف النار‪ ،‬كىو ناي الشركاء كالنداد‪ ،‬كالصاحبة كالكالد‪ ،‬كالنباه كالضداد‪.‬‬
‫خاصد‪ :‬كىو أف يرل الفعاؿ كلها صادرة مف اد كحده‪،‬‬
‫الثانية‪ :‬ية د ا َّ‬
‫كيشاىد ذلك بطريقة الكشف ال بطريق االسثدالؿ‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أال رى ي ا ة ةد إال اهلل‪ ،‬وال شهد مع سةا ‪ ،‬فيغيب عف النظر‬
‫إىل الكواف يف نهود ا‪٤‬بكوف"(ّ)‪.‬‬
‫كقاؿ يف تاسّب سورة اإلخالص‪" :‬قد انثدملة ىذه السورة على الثوحيد‬
‫ا‪٣‬باص‪ ،‬أعِب توحيد أىل العياف‪ ،‬كعلى الثوحيد العاـ‪ ،‬أعِب توحيد أىل ال ىاف‪،‬‬
‫فالثوحيد ا‪٣‬باص لو مقاماف‪ :‬مقاـ السرار ا‪١‬ب كتية‪ ،‬كمقاـ النوار ا‪٤‬بلكوتية‪ ،‬فكلدمة‬
‫(ُ) الدر النضيد يف إخالص كلدمة الثوحيد‪ ،‬صِٕٖ‪.‬‬
‫(ِ) اإلخنائية (الرد على اإلخنائي)‪ ،‬صُْٗ‪.‬‬
‫(ّ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪ ،ُِٗ/‬كينظر‪ :‬ا‪١‬بواىر العجيبة‪ ،‬صِِ‪.ِّ-‬‬

‫ِِِ‬
‫(ىو) تسّب إىل مقاـ السرار اللطياة الصلية ا‪١‬ب كتية‪ ،‬ك(اد) يشّب إىل مقاـ النوار‬
‫الكثياة ا‪٤‬بثدفقة مف ٕبر ا‪١‬ب كت‪ ،‬ككصاو تعاىل بالحدية كالصدمدية كالثنزيو عف‬
‫و‬
‫اسثدالؿ كبرىاف‪ ،‬كىو مقاـ اإلٲباف‪ ،‬كالكؿ مقاـ‬ ‫الولد كالوالد ٰبثاج إىل‬
‫اإلحساف"(ُ)‪.‬‬
‫أيضا عند قوؿ اد تعاىل‪:‬ﮋﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅ ﰆﮊ(ِ)‪.‬‬ ‫كقاؿ ن‬
‫الثوحيد على قسدمْب‪:‬‬
‫ُ‪ -‬توحيد ال ىاف‪ :‬كىو إفراد ا‪٢‬بق بالصاات كالفعاؿ كالذات مف طريق ال ىاف‪.‬‬
‫ِ‪ -‬توحيد العياف‪ :‬كىو إفراد ا‪٢‬بق بالوجود يف الزؿ كالبد(ّ)‪.‬‬
‫كقصده مف ا‪٤‬بسدميات الٍب أطلقها على أقساـ الثوحيد قاؿ‪" :‬كأما عامل‬
‫ا‪١‬ب كت فهو البحر اللطيف الاياض الذم يثدفق منو أنوار ا‪٤‬بلكوت‪ ،‬كىو ما مل يقع‬
‫(ْ)‬
‫الثجلي مف الكنز ا‪٤‬بصوف‪ ،‬كالسر ا‪٤‬بكنوف" ‪ ،‬كقاؿ ن‬
‫أيضا‪" :‬عامل ا‪١‬بدمع‪ ،‬كعامل‬
‫القدرة‪ ،‬كعامل ا‪٤‬بلكوت‪ ،‬كعامل الركاح‪ ،‬كعامل الغيب"(ٓ)‪.‬‬
‫كىنا تلح تقسيدمو للذات اإل‪٥‬بية‪ ،‬إىل ا‪١‬ب كتية‪ ،‬كا‪٤‬بلكوتية‪.‬‬
‫ذات كصاات‪ ،‬بْب حس‬ ‫مث قاؿ‪" :‬كا‪٢‬باصل أف النياء كلها قائدمة بْب و‬
‫كمعُب‪ ،‬بْب قدرةو كحكدمة‪ ،‬فسَب ا‪٢‬بق سبحانو معاين أسرار الذات اللطياة بظهور‬
‫الذكات الكثياة‪ ،‬كسَب ا‪٤‬بعُب اللطيف با‪٢‬بس الكثيف‪ ،‬كسَب القدرة با‪٢‬بكدمة‪ ،‬كالكل‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ٔ‪.ّٕٓ-ّٓٔ/‬‬
‫(ِ) سورة البقرة‪.ُّٔ :‬‬
‫(ّ) معراج الثشوؼ إىل حقائق الثصوؼ‪ ،‬صٔٓ‪.‬‬
‫(ْ) كشف النقاب عف سر اللباب‪ ،‬صُُٖ‪.‬‬
‫(ٓ) ا‪٤‬برجع ناسو‪ ،‬ص ُُٖ‪.‬‬

‫ِِّ‬
‫كقدمص‬
‫ه‬ ‫مف اد‪ ،‬كإىل اد‪ ،‬كال موجود سواه‪ ،‬كىذه الكثائف الظاىرة ىي أرديةه‬
‫للدمعاين اللطياة"(ُ)‪.‬‬
‫كنزا ‪٨‬بايًّا‪ ،‬لطي ناا أزليًّا‪ ،‬مل يعرفو أحد‪ ،‬فلدما‬
‫كيقوؿ‪" :‬اعلم أف اد تعاىل كاف ن‬
‫أراد أف يعرؼ ٘بلٌى بثجليات مف ذلك الكنز‪ ،‬كثاها كأظهرىا ٗبقثضى ا‪٠‬بو الظاىر‪،‬‬
‫مث أبطنها ٗبقثضى ا‪٠‬بو الباطف‪ ،‬فصارت ظاىرة باطنة‪ ،‬أبطنها ٗبا أظهر عليها مف‬
‫أحكاـ العبودية‪ ،‬كأكصاؼ البشرية‪ ،‬كنعوت ا‪٢‬بدثية مف حسف الثكويف كالثشكيل‬
‫كالثغيّب كالثحيُّز‪ ،‬كال حادث يف ا‪٢‬بقيقة‪ ،‬إ٭با ٘بدد ‪٥‬با الثجلي كالظهور‪ ،‬فبطنة بعد‬
‫ظهورىا‪ ،‬فدمف نظر لصلها كغاب عف حسها مل ينحجب هبا عف ا‪٢‬بق تعاىل‪ ،‬كرآه‬
‫ظاىرا فيها‪ ،‬كمف كقف مع حسها الظاىر حجب هبا عف نهود ا‪٢‬بق كصارت يف‬ ‫ن‬
‫حقو ظلدمة ‪...‬‬
‫إىل أف قاؿ‪ :‬كا‪٢‬باصل أف الوجود كاحد‪ ،‬كىو كجود ا‪٢‬بق تعاىل‪ ،‬فدما كقع بو‬
‫الثجلي مف نظره بعْب ا‪١‬بدمع ‪٠‬باه ملكوتنا ‪ ...‬كما مل يقع بو الثجلي مف السرار‬
‫اللطياة الغيبية فهو ج كت"(ِ)‪.‬‬
‫كىذا الثقسم انثدمل على ‪٨‬بالاات عقدية عدة بياهنا كالثال‪:‬‬
‫السنة‪،‬‬
‫ُ‪ -‬أقساـ الثوحيد الٍب ذكرىا ابف عجيبة مل ترد ال يف الكثاب كال يف ُّ‬
‫رمزا(ّ)‪ ،‬كلقد‬
‫بل انثدمل على الرموز كاإلنارات ا‪٣‬باية‪ ،‬كمل يكف ديف اد‪ ‬ن‬
‫يدؿ على ذلك سورة الاا‪ٙ‬بة‬ ‫اسثااضة اايات القرآنية بذكر أقساـ الثوحيد‪ ،‬ك‪٩‬با ُّ‬
‫الٍب دلة على أقساـ الثوحيد فثوحيد الربوبية كال‪٠‬باء كالصاات مبْب يف قولو تعاىل‪:‬‬
‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صِٕٖ‪.‬‬
‫(ِ) كشف النقاب عف سر اللباب‪ ،‬صٗٗ‪.ََُ -‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬مدارج السالكْب ّ‪.ْٖٔ/‬‬

‫ِِْ‬
‫ﮋﭖ ﭗ ﭘ ﭙﮊ(ُ)‪ ،‬فا‪٢‬بدمد يثضدمف مدح احملدمود بصاات كدمالو مع‬
‫‪٧‬ببثو كالرضا عنو‪ ،‬كىذا مثضدم هف لناي النقائص كالعيوب‪ ،‬كقولو تعاىل‪ :‬ﮋﭘ‬
‫ﭙﮊ ُّ‬
‫يدؿ على ربوبيثو كتدبّبه ‪١‬بدميع خلقو كدما يشاء‪ ،‬كقولو تعاىل‪:‬‬
‫ُّ‬
‫يدؿ على توحيد ال‪٠‬باء كالصاات‪ ،‬كقولو تعاىل‪ :‬ﮋﭞ ﭟ‬
‫(ِ)‬
‫ﮋ ﭛ ﭜﮊ‬
‫ﭠﮊ(ّ) ي ُّ‬
‫دؿ على الربوبية ا‪٤‬بطلقة(ْ)‪.‬‬
‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬ ‫كقولو تعاىل‪:‬‬
‫ﭝﮊ(ٓ)‪ ،‬قاؿ الشي السعدم‪" :‬انثدملة ااية على أصوؿ عظيدمة على توحيد‬
‫رب كل نيء كخالقو كرازقو كمدبره‪ ،‬كعلى توحيد اللوىية كالعبادة‬ ‫الربوبية كأنو تعاىل ُّ‬
‫كأنو تعاىل اإللو ا‪٤‬بعبود‪ ،‬كعلى أف ربوبيثو موجب لعبادتو كتوحيده؛ ك‪٥‬بذا أتى بالااء‬
‫نيء فليكف ىو‬‫رب كل و‬ ‫يف قولو‪" :‬ﮋﭖﮊ الدالة على السبب؛ أم فكدما أنو ُّ‬
‫حقا فاعبده‪ ،‬كمنو االصطبار لعبادتو تعاىل كىو جهاد الناس‪ ،‬ك‪ٛ‬برينها ك‪ٞ‬بلها‬‫ا‪٤‬بعبود ًّ‬
‫على عبادة اد تعاىل فيدخل يف ىذا أعلى أنواع الص ‪ ،‬كىو الص على البليات‪،‬‬
‫فإف الص عليها كعدـ تس يطها كالرضى عف اد تعاىل هبا مف أعظم العبادات‬
‫الداخلة يف قوؿ اد تعاىل‪ :‬ﮋﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﮊ‪ ،‬كانثدملة ااية على أف‬
‫كامل يف ال‪٠‬باء كالصاات عظيم النعوت جليل القدر‪ ،‬كليس يف ذلك‬ ‫اد تعاىل ه‬
‫نبيوه كال نظّبه كال ‪٠‬بي‪ ،‬بل تارد بالكدماؿ ا‪٤‬بطلق مف ‪ٝ‬بيع الوجوه كاالعثبارات"(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة الاا‪ٙ‬بة‪.ِ :‬‬
‫(ِ) سورة الاا‪ٙ‬بة‪.ّ :‬‬
‫(ّ) سورة الاا‪ٙ‬بة‪.ْ :‬‬
‫السنة كا‪٤‬بثكلدمْب‪ ،‬صْٖ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬مدارج السالكْب ُ‪ ،ْٖ/‬كحقيقة الثوحيد بْب أىل ُّ‬
‫(ٓ) سورة مرًن‪.ٔٓ :‬‬
‫(ٔ) ا‪٤‬بواىب الربانية مف اايات القرآنية ُ‪.َٔ/‬‬

‫ِِٓ‬
‫رب‬
‫ِ‪ -‬أف غاية ما عندىم ىو نهود ىذا الثوحيد‪ ،‬كىو أف يشهد أف اد ُّ‬
‫نيء كمليكو كخالقو‪ ،‬ال سي دما إذا غاب العارؼ ٗبوجوده عف كجوده‪،‬‬ ‫و‬ ‫كل‬
‫كٗبشهوده عف نهوده‪ ،‬كٗبعركفو عف معرفثو‪ ،‬فابف عجيبة كغّبه مف ا‪٤‬بثصوفة الذيف‬
‫يشهدكف ا‪٢‬بقيقة الكونية‪ ،‬ا‪٤‬بثضدم نة ‪٣‬بلق اد كإٯباده‪ ،‬كأغالوا ا‪٢‬بقيقة الشرعية‬
‫ا‪٤‬بثضدم نة لمر اد كهنية‪ ،‬كاتباع ما جاء بو مف ا‪٥‬بدل كالنور‪ ،‬كا‪٢‬بق يف ذلك أف‬
‫ٯبدمع بْب نهود ا‪٢‬بقيقثْب الكونية كالشرعية(ُ)‪.‬‬
‫ّ‪ -‬القوؿ بوحدة الوجود‪ ،‬كتصور مذىبهم ىذا و‬
‫كاؼ يف بياف فساده‪ ،‬إذ‬
‫الثوحيد عندىم‪" :‬أف ا‪٢‬بق ا‪٤‬بنزه ىو عْب ا‪٣‬بلق ا‪٤‬بشبو‪ ،‬كأن و سبحانو ىو عْب‬
‫كجود كل موجود‪ ،‬كحقيقثو كماىيثو‪ ،‬كأنو آية كل نيء‪ ،‬كلو فيو آية ُّ‬
‫تدؿ على‬
‫أنو عينو‪ ،‬كىذا عند ‪٧‬بققيهم مف خطو الثعبّب‪ ،‬بل ىو ناس ااية‪ ،‬كناس الدليل‪،‬‬
‫كناس ا‪٤‬بسثدؿ‪ ،‬كناس ا‪٤‬بسثدؿ عليو‪ ،‬فالثعدد بوجود اعثبارات كٮبية‪ ،‬ال با‪٢‬بقيقة‬
‫كالوجود‪ ،‬فهو عندىم عْب الناكح‪ ،‬كعْب ا‪٤‬بنكوح كعْب الذابح‪ ،‬كعْب ا‪٤‬بذبوح‪،‬‬
‫كعْب ااكل‪ ،‬كعْب ا‪٤‬بوكوؿ‪.‬‬
‫كمف فركع ىذا الثوحيد‪ :‬أف فرعوف كقومو مؤمنوف كاملو اإلٲباف‪ ،‬عارفوف‬
‫باد على ا‪٢‬بقيقة‪ ،‬كمف فركعو‪ :‬أف عيب اد الصناـ على ا‪٢‬بق كالصواب‪ ،‬كأهنم إ٭با‬
‫عبدكا عْب اد سبحانو ال غّبه‪ ،‬كمف فركعو‪ :‬أف ا‪٢‬بق أف ال فرؽ يف الثحرًن‬
‫كالثحليل بْب اليـ كالخة كالجنبية‪ ،‬كال فرؽ بْب ا‪٤‬باء كا‪٣‬بدمر‪ ،‬كالزنا كالنكاح‪،‬‬
‫الكل يف ع و‬
‫ْب كاحدة‪ ،‬بل ىو العْب الواحدة‪ ،‬كإ٭با احملجوبوف عف ىذا السر قالوا‪:‬‬
‫ىذا حراـ كىذا حالؿ‪ ،‬نعم ىو حراـ عليكم؛ لنكم يف حجاب عف حقيقة ىذا‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬الثدمرية ُ‪ُٖٕ/‬‬

‫ِِٔ‬
‫الثوحيد‪ ،‬كمف فركعو‪ :‬أف النبياء ضيقوا الطريق على الناس‪ ،‬كبعدكا عليهم ا‪٤‬بقصود‪،‬‬
‫كالمر كراء ما جاءكا بو‪ ،‬كدعوا إليو"(ُ)‪.‬‬
‫يح‬
‫كار صر ه‬‫كقاؿ ابف تيدمية‪" :‬أما كوف كجود ا‪٣‬بالق ىو كجود ا‪٤‬ب لوؽ‪ ،‬فهذا ه‬
‫باتااؽ أىل اإلٲباف‪ ،‬كىو مف أبطل الباطل يف بديهة عقل كل إنساف‪ ،‬كإف كاف‬
‫منثحلوه يزعدموف أنو غاية الثحقيق كالعرفاف"(ِ)‪.‬‬
‫كبّبا‪،‬‬
‫علوا ن‬
‫ْ‪ -‬زعم ابف عجيبة أف اد‪ ‬ماثقر لغّبه تعاىل عدما يقوؿ ًّ‬
‫فظهر يف صورة خلقو‪ ،‬بعد أف مل يعرؼ‪.‬‬
‫تعاىل‪ :‬ﮋ ﮥ‬ ‫كىذا مف أننع الباطل كأقبحو‪ ،‬فاد‪ ‬غِب عف عباده‪ ،‬قاؿ‬
‫ﮦ ﮧﮨﮩ ﮪﮫﮬﮭﮮﮯ ﮊ(ّ)‪.‬‬
‫قاؿ الشوكاين يف تاسّبه‪" :‬ذكر ‪ ‬افثقار خلقو إليو‪ ،‬كمزيد حاجثهم إىل‬
‫الغِب على اإلطالؽ ا‪٢‬بدميد أم‪ :‬ا‪٤‬بسثحق‬
‫فضلو‪ ،‬فهم الاقراء إليو على اإلطالؽ كىو ُّ‬
‫للحدمد مف عباده بإحسانو إليهم‪.‬‬
‫مث ذكر سبحانو نوعا مف النواع الٍب يثحقق عندىا افثقارىم إليو‪ ،‬كاسثغناؤه‬
‫عنهم ﮋﮱﯓﯔ ﯕﯖﯗﮊ(ْ)‪ ،‬إف يشو يانكم كيوت بدلكم ٖبلق جديد‬
‫يطيعونو كال يعصونو‪ ،‬أك يوت بنوع مف أنواع ا‪٣‬بلق‪ ،‬كعامل مف العامل غّب ما تعرفوف كما‬
‫ذلك اإلذىاب لكم كاإلتياف بآخريف على اد بعزيز أم‪ٗ :‬بدمثن وع كال مثعسر"(ٓ)‪.‬‬

‫(ُ) مدارج السالكْب ّ‪.ْٕٔ-ْٔٔ/‬‬


‫(ِ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ِ‪.ِٔ/‬‬
‫(ّ) سورة فاطر‪.ُٓ :‬‬
‫(ْ) سورة فاطر‪.ُٔ :‬‬
‫(ٓ) فثح القدير ْ‪.ّٗٓ/‬‬

‫ِِٕ‬
‫كعف النيب فيدما ركل عف اد تبارؾ كتعاىل أنو قاؿ‪ :‬يا عبادم إين حرمة‬
‫الظلم على ناسي‪ ،‬كجعلثو بينكم ‪٧‬برنما فال تظا‪٤‬بوا‪ ،‬يا عبادم كلُّكم ضاؿ إال مف‬
‫ىديثو فاسثهدكين أىدكم‪ ،‬يا عبادم كلُّكم ه‬
‫جائع إال مف أطعدمثو فاسثطعدموين‬
‫أطعدمكم‪ ،‬يا عبادم كلُّكم عا ور إال مف كسوتو فاسثكسوين أكسكم‪ ،‬يا عبادم‬
‫‪ٝ‬بيعا فاسثغاركين أغار لكم‪ ،‬يا‬ ‫أغار الذنوب ن‬‫إنكم ‪ٚ‬بط وف بالليل كالنهار كأنا ي‬
‫عبادم إنكم لف تبلغوا ضرم فثضركين كلف تبلغوا ناعي فثناعوين‪ ،‬يا عبادم لو أف‬
‫رجل كاحد منكم ما زاد ذلك‬ ‫أكلكم كآخركم كإنسكم كجنكم كانوا على أتقى قلب و‬
‫يف ملكي نينا‪ ،‬يا عبادم لو أف أكلكم كآخركم كإنسكم كجنكم كانوا على أفجر‬
‫احد ما نقص ذلك مف ملكي نينا‪ ،‬يا عبادم لو أف أكلكم كآخركم‬ ‫رجل ك و‬‫قلب و‬
‫فوعطية كل إنساف مسولثو ما نقص‬ ‫صعيد ك و‬
‫احد فسولوين‬ ‫كإنسكم كجنكم قاموا يف و‬
‫ي‬
‫ذلك ‪٩‬با عندم إال كدما ينقص ا‪٤‬ب يا إذا أدخل البحر‪ ،‬يا عبادم إ٭با ىي أعدمالكم‬
‫خّبا فليحدمد اد كمف كجد غّب ذلك فال‬ ‫أحصيها لكم مث أكفيكم إياىا فدمف كجد ن‬
‫يلومف إال ناسو (ُ)‪.‬‬
‫كىذا الوصف ال يطلقو أح هد على اد‪ ‬إال مف فسدت عقيدتو كالعياذ‬
‫باد‪ ،‬إذ لو كاف اد‪ ‬ن‬
‫ماثقرا لغّبه دؿ على حاجثو إىل غّبه‪ ،‬قاؿ ابف تيدمية‪:‬‬
‫بوجو مف الوجوه دليل عدـ غناه‪ ،‬كعلى حاجثو إىل غّبه"(ِ)‪،‬‬ ‫"فافثقاره إىل غّبه و‬
‫أيضا‪" :‬كىو سبحانو غِب عف العرش‪ ،‬كعف سائر ا‪٤‬ب لوقات ال ياثقر إىل‬ ‫كيقوؿ ن‬
‫و‬
‫نيء مف ‪٨‬بلوقاتو‪ ،‬بل ىو ا‪٢‬بامل بقدرتو العرش ك‪ٞ‬بلة العرش"(ّ)‪.‬‬
‫(ُ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب ال كالصلة كااداب‪ ،‬باب ‪ٙ‬برًن ظلم ا‪٤‬بسلم كخذلو كاحثقاره ٖ‪ ،ُٔ/‬رقم ّٕٕٔ‪.‬‬
‫(ِ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ِ‪.ّْ/‬‬
‫(ّ) ا‪٤‬برجع ناسو ُ‪.ّٕٔ/‬‬

‫ِِٖ‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة يف تقسيم الثوحيد كفق فهم سلف‬ ‫كالقوؿ ا‪٢‬بق‪ :‬قوؿ أىل ُّ‬
‫الرسل كنزلة بو‬ ‫اليمة قاؿ ني اإلسالـ ابف تيدمية‪" :‬كالثوحيد الذم جاءت بو ُّ‬
‫الكثب ىو توحيد اإل‪٥‬بية‪ ،‬كىو أف يعبد اد كحده ال نريك لو كىو مثضدم هف‬
‫لشي ْب‪ :‬أحدٮبا الثوحيد العلدمي‪ :‬كىو إثبات صاات الكدماؿ لو كتنزيهو عف‬
‫نيء مف صااتو فال يوصف بنقص ٕباؿ كال‬ ‫النقائص كتنزيهو عف أف ٲباثلو أحد يف و‬
‫نيء مف الكدماؿ ‪ ...‬كالثوحيد العدملي اإلرادم‪ :‬أف ال يعبد اال إياه‬ ‫ٲباثلو أح هد يف و‬
‫فال يدعو إال إياه‪ ،‬كال يثوكل إال عليو كال ٱباؼ إال إياه كال يرجو إال إياه‪ ،‬كيكوف‬
‫الديف كلو د كىذا الثوحيد يثضدمف أف اد خالق كل نيء كربو كمليكو ال نريك لو‬
‫يف ا‪٤‬بلك"(ُ)‪.‬‬
‫أيضا ذكره ابف القيم قاؿ‪" :‬الثوحيد نوعاف‪ :‬نوع يف العلم‬ ‫كىذا الثقسيم ن‬
‫كاالعثقاد‪ ،‬كنوع يف اإلرادة كالقصد‪ ،‬كييسدمى الكؿ‪ :‬الثوحيد العلدمي‪ ،‬كالثاين‪ :‬الثوحيد‬
‫القصدم اإلرادم‪ ،‬لثعلُّق الكؿ بالخبار كا‪٤‬بعرفة‪ ،‬كالثاين بالقصد كاإلرادة"(ِ)‪.‬‬
‫كعرؼ ىذيف النوعْب بقولو‪" :‬كالثوحيد العلدمي أساسو إثبات صاات الكدماؿ‬
‫للرب تعاىل كمباينثو ‪٣‬بلقو‪ ،‬كتنزيهو عف العيوب كالنقائص كالثدمثيل‪ ،‬كالثوحيد العدملي‬
‫أساسو ٘بريد القصد با‪٢‬بب‪ ،‬كا‪٣‬بوؼ‪ ،‬كالرجاء‪ ،‬كالثوُّكل‪ ،‬كاإلنابة‪ ،‬كاالسثعانة‪،‬‬
‫كاالسثغاثة‪ ،‬كالعبودية بالقلب‪ ،‬كاللساف‪ ،‬كا‪١‬بوارح د كحده فدمدار ما بعث اد بو رسلو‬
‫علدما‬
‫كأنزؿ بو كثبو على ىذيف الثوحيديف كأقرب ا‪٣‬بلق إىل اد أقومهم هبدما ن‬
‫كعدمال"(ّ)‪.‬‬
‫ن‬
‫(ُ) الصادية ِ‪ ،ِِٗ-ِِٖ/‬كينظر‪ :‬تلبيس ا‪١‬بهدمية ُ‪.ْٕٗ/‬‬
‫(ِ) مدارج السالكْب ُ‪.ٕٓ/‬‬
‫(ّ) الصواعق ا‪٤‬برسلة على ا‪١‬بهدمية ا‪٤‬بعطلة ِ‪.َّْ -َِْ/‬‬

‫ِِٗ‬
‫ككذلك مف العلدماء احملدثْب الذم جاء عنهم تقسيم الثوحيد كفق فهم سلف‬
‫اليمة ىو ابف ًحباف البسٍب(ُ)‪ ،‬ظهر ذلك يف مقدمة كثابو (نزىة الاضالء كركضة‬
‫العقالء) إذ يقوؿ فيو‪" :‬ا‪٢‬بدمد د ا‪٤‬بثارد بوحدانية اللوىية‪ ،‬ا‪٤‬بثعزز بعظدمة الربوبية‪،‬‬
‫القائم على ناوس العامل بآجا‪٥‬با‪ ،‬كالعامل بثقلبها كأحوا‪٥‬با‪ ،‬ا‪٤‬با ٌف عليهم بثواتر آالئو‪،‬‬
‫ْب كال مشّب‪،‬‬ ‫ا‪٤‬بثاضل عليهم بسوابغ نعدمائو‪ ،‬الذم أنشو ا‪٣‬بلق حْب أراد بال مع و‬
‫نبيو كال نظّب‪ ،‬فدمضة فيهم بقدرتو مشي ثو‪ ،‬كناذت‬ ‫كخلق البشر كدما أراد بال و‬
‫تشعب الخالؽ‪ ،‬فهم‬ ‫فيهم بعزتو إرادتو‪ ،‬فو‪٥‬بدمهم حسف اإلطالؽ‪ ،‬كركب فيهم ُّ‬
‫على طبقات أقدارىم ٲبشوف‪ ،‬كعلى تشعُّب أخالقهم يدكركف‪ ،‬كفيدما قضى كقدر‬
‫عليهم يهيدموف ‪ ...‬إىل أف قاؿ‪ :‬كأنهد أف ال إلو إال اد فاطر السدموات العال‬
‫كمنشئ الرضْب كالثرل‪ ،‬ال معقب ‪٢‬بكدمو كال راد لقضائو"(ِ)‪.‬‬
‫كيذكر ىذا الثقسيم ابف أ زيد القّبكاين(ّ)‪ ،‬حيث قاؿ‪" :‬مف ذلك اإلٲباف‬
‫كالنطق باللساف أف اد كاحد ال إلو غّبه‪ ،‬كال نبيو لو‪ ،‬كال نظّب لو‪ ،‬كال كلد لو‪ ،‬كال كالد‬
‫لو‪ ،‬كال صاحبة لو‪ ،‬كال نريك لو‪ ،‬ليس لكليثو ابثداء‪ ،‬كال اخ ًريثو انقضاء‪ ،‬ال يبلغ يكنو‬
‫صاثو الواصاوف‪ ،‬كال ٰبيطوف بومره ا‪٤‬بثاكركف بآياتو‪ ،‬كال يثاكركف يف مائية ذاتو(ْ) إىل‬
‫(ُ) أبو حامت‪٧ ،‬بدمد بف حباف بف أ‪ٞ‬بد بف حباف بف معاذ بف معبد الثدميدمي الدارمي البسٍب‪ ،‬نسبةن إىل بيسة ضدمف‬
‫أفغانسثاف‪ ،‬مف مؤلااتو‪ :‬علل أكىاـ ا‪٤‬بؤرخْب‪ ،‬علل مناقب الزىرم‪ ،‬ا‪٥‬بداية إىل علم السنف‪ ،‬تويف سنة ّْٓىػ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬سّب أعالـ النبالء ُٔ‪.ِٗ/‬‬
‫(ِ) نزىة الاضالء كركضة العقالء‪ ،‬صُٕ‪.‬‬
‫(ّ) عامل أىل ا‪٤‬بغرب‪ ،‬أبو ‪٧‬بدمد‪ ،‬عبد اد ابف أ زيد القّبكاين ا‪٤‬بالكي‪ ،‬كلد سنة َُّىػ بالقّبكاف‪ ،‬يقاؿ لو مالك الصغّب‪،‬‬
‫قاؿ عنو القاضي عياض‪ :‬حاز رئاسة الديف كالدنيا‪ ،‬مف مؤلااتو‪ :‬النوادر كالزيادات‪ ،‬ا‪٤‬بدكنة‪ ،‬كثاب االقثداء ٗبذىب‬
‫مالك‪ ،‬رسالثو يف الرد على القدرية‪ ،‬تويف سنة ّٖٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعالـ النبالء ُٕ‪ ،ُُ-َُ/‬كالاهرسة‪ ،‬صِّٓ‪.‬‬
‫(ْ) مائية ذاتو‪ :‬أم حقيقة ذاتو‪ ،‬كا‪٤‬بائية ال تكوف إال لذم ا‪١‬بنس كالنوع كمالو مثل‪ ،‬اللهم إال أف يريد بذكر ا‪٤‬بائية ضربنا مف‬
‫=‬
‫َِّ‬
‫غُب‪ ،‬أك يكوف‬ ‫عنو‬ ‫أف قاؿ ‪ ...‬تعاىل أف يكوف يف ملكو ما ال يريد‪ ،‬أك يكوف و‬
‫لحد‬
‫ن‬
‫كرب أعدما‪٥‬بم‪ ،‬كا‪٤‬بقدر ‪٢‬بركاهتم كآجا‪٥‬بم‪ ،‬الباعث‬
‫رب العباد ُّ‬ ‫و‬
‫لشيء إال ىو‪ُّ ،‬‬ ‫خالق‬
‫ه‬
‫(ُ)‬
‫الرسل إليهم إلقامة ا‪٢‬بجة عليهم" ‪.‬‬
‫ُّ‬
‫سابعا‪ :‬ا شرك ي ا ربةب د‬
‫ً‬
‫قائال‬
‫أية يف ا‪٤‬بناـ ن‬
‫الثصرؼ يف الكوف‪ ،‬قاؿ‪" :‬ر ي‬ ‫يعطي ُّ‬ ‫ُ‪ -‬زعم ابف عجيبة أنو أ ى‬
‫يقوؿ ل‪ :‬الليلة أيعطي سيدم أ‪ٞ‬بد بف عجيبة يثصرؼ يف الكوف"(ِ)‪.‬‬
‫ِ‪ -‬قاؿ ابف عجيبة عف القطب الارد‪" :‬ىو ا‪٤‬بثصرؼ يف الكوف هبدمثو العالية‪،‬‬
‫ادـ لو‪ ،‬القطب يعرؼ ما كاف‬ ‫كبالسرار الربانية‪ ،‬يقوؿ للشيء كف فيكوف‪ ،‬كالكل خ ه‬
‫(ّ)‬
‫أيضا‪" :‬كأما‬
‫ا‪٤‬بكوف‪ ،‬كىو كاحد" ‪ ،‬كقاؿ ن‬ ‫كما يكوف‪ ،‬كىو القائم ٕبق الكوف‪ ،‬ك ٌ‬
‫تسدميثو بالغوث فدمف حيث إغاثثو للعوامل هبدمثو كمادتو‪ ،‬كرتبثو ا‪٣‬باصة"(ْ)‪.‬‬
‫ّ‪ -‬يزعم ابف عجيبة أف ني يو البوزيدم كالدرقاكم(ٓ) ٯبعالف الاقّب غنيًّا‬
‫ٗبجرد النظر كا‪٤‬بالحظة(ٔ)‪.‬‬
‫=‬
‫ا از كاالتساع‪ ،‬فإذا سوؿ سائل بلاظها فقاؿ‪ :‬أخ كين عف البارم ما ىو؟ قسدمنا عليو ٗبا ٰبثدمل سؤالو‪ .‬ينظر‪ :‬نرح‬
‫عقيدة ابف أ زيد القّبكاين يف كثابو الرسالة‪ ،‬للقاضي عبد الوىاب بف نصر البغدادم ا‪٤‬بالكي‪ ،‬صُٓٔ‪.‬‬
‫(ُ) رسالة ابف أ زيد القّبكاين‪ ،‬كمعها إيضاح ا‪٤‬بعاين على رسالة القّبكاين‪ ،‬صُٕ‪.‬‬
‫(ِ) الاهرسة‪ ،‬صٗٔ‪.‬‬
‫(ّ) رسائل النور ا‪٥‬بادم‪ ،‬صُُٗ‪ ،‬كينظر‪ :‬سلسلة الاثوحات القدسية يف نرح ا‪٤‬بقدمة ااجركمية‪ ،‬صَُِ‪.‬‬
‫(ْ) سلسلة الاثوحات القدسية يف نرح ا‪٤‬بقدمة ااجركمية‪ ،‬صَُِ‪ ،‬كينظر‪ :‬معراج الثشوؼ‪ ،‬صَٖ‪.‬‬
‫(ٓ) ىو‪ :‬العر بف أ‪ٞ‬بد بف ا‪٢‬بسْب بف علي بف ‪٧‬بدمد بف يوسف اإلدريسي الشهّب بالدرقاكم؛ نسبةن إىل أحد‬
‫أجداده أ درقة‪ ،‬كلد سنة َُُٓىػ بقبيلة بِب زركاؿ‪ ،‬ككانة كفاتو سنة ُِّٗىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سلوة النااس‬
‫ك‪٧‬بادثة الكياس ُ‪.ِّْ-ِِْ/‬‬
‫(ٔ) ينظر‪ :‬البحر ا‪٤‬بديد ٔ‪.ّٖٔ/‬‬

‫ُِّ‬
‫كقاؿ يف موضع آخر‪" :‬فدمف أراد أف ٲبده اد يف باطنو بكدماالت الربوبية مف‬
‫كغُب‪ ،‬كعز‪ ،‬كنص ور‪ ،‬كملك‪ ،‬فليثحقق يف ظاىره بنقائص العبودية‪ ،‬مف‬ ‫‪،‬‬ ‫قوةو‪ ،‬كعل و‬
‫م‬
‫ن‬
‫و‬
‫ذؿ‪ ،‬كفق ور‪ ،‬كضعف كعج وز‪ ،‬كجهل" ‪.‬‬
‫(ُ)‬

‫ْ‪ -‬ليس ىناؾ خالق كال ‪٨‬بلوؽ‪ ،‬كمف قاؿ غّب ىذا فهو مشرؾ يف الربوبية ‪-‬‬
‫بزعم‪ -‬ابف عجيبة‪ ،‬يظهر ذلك مف خالؿ نرحو لقوؿ ابف مشيش(ِ)‪" :‬كانشلِب مف‬
‫أكحاؿ الثوحيد‪ ،‬كأغرقِب يف عْب ٕبر الوحدة‪ ،‬حٌب ال أرل كال أ‪٠‬بع كال أجد كال‬
‫أحس إال هبا"‪ ،‬كقاؿ‪" :‬كأىل الثحقيق مل يثبثوا مع ا‪٢‬بق سواه‪ ،‬كرأكا الكل منو كإليو‬
‫فالكل دكف اد‪ ،‬إف حقيقثو عدـ على الثاصيل كاإل‪ٝ‬باؿ"(ّ)‪.‬‬‫ُّ‬
‫أيضا‪" :‬كمف أكحاؿ الثوحيد فانشلِب إهنا ‪ ...‬عقائد أىل الزيغ كا‪١‬بهل‬ ‫كقاؿ ن‬
‫كالبعد‪ ،‬كيف عْب ٕبر الذات أغرقِب إنو ‪٧ ...‬بل نهود ا‪٢‬بق يف كل مشهد"(ْ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬مف كحل عينيو بإ‪ٜ‬بد توحيد الذات ال يسثبعد أف يكوف ا‪٢‬بق‬ ‫كقاؿ ن‬
‫جل جاللو يثجلى بثجل خاص مف أسرار ذاتو كأنوار صااتو ‪ ...‬إذ ٘بلياتو ال‬
‫نور مف ٘بلي ذاتو"(ٓ)‪.‬‬
‫تنحصر‪ ،‬بل كل ما ظهر يف عامل الشهادة فإ٭با ىو ه‬
‫عد مف اال‪٫‬براؼ العظيم يف باب االعثقاد؛ ‪٤‬با فيها مف‬ ‫كىذه القواؿ السابقة تي ُّ‬
‫الثعدم على خصائص ربوبية اد‪ ‬كالٍب خالف فيها النصوص الشرعية الٍب‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ُُٓ/‬‬
‫(ِ) عبد السالـ بف مشيش بف أ بكر منصور بف علي‪ ،‬كلد يف جبل العلم القريب مف تطواف‪ ،‬كتويف بو سنة‬
‫ِٓٔىػ‪ ،‬انثهر بالصالة ا‪٤‬بشيشية‪ ،‬كىي كرد لىل الوحدة كاال‪ٙ‬باد‪ .‬ينظر‪ :‬الركض العطر النااس‪ ،‬صُِّ‪،‬‬
‫طبقات الشاذلية‪ ،‬صٖٓ‪.‬‬
‫(ّ) نرح صالة القطب ابف مشيش‪ ،‬صُّ‪.‬‬
‫(ْ) الاهرسة‪ ،‬صَُٖ‪.‬‬
‫(ٓ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.ِِٓ/‬‬

‫ِِّ‬
‫دلة على تصرؼ اد‪ ‬ا‪٤‬بطلق يف الكوف‪ ،‬كمف ادعى غّب ذلك فقد أنرؾ يف‬
‫تعاىل‪ :‬ﮋﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ‬ ‫الربوبية‪ ،‬قاؿ‬
‫ﮃ ﮄﮅ ﮆﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌﮍﮎ ﮏﮐﮑﮒﮓ ﮔﮊ(ُ)‪.‬‬
‫قاؿ الشي السعدم يف تاسّبه‪ :‬يقوؿ تعاىل مبيػننا لربوبيثو كإ‪٥‬بيثو كعظدمثو‬
‫خلقو ‪٥‬با يف سثة أياـ مع أنو قادر على خلقها يف ‪٢‬بظة كاحدة‪ ،‬كلكف ‪٤‬با لو يف ذلك‬
‫فيق يف أفعالو‪.‬‬
‫مف ا‪٢‬بكدمة اإل‪٥‬بية‪ ،‬كلنو ر ه‬
‫كمف ‪ٝ‬بلة حكدمثو فيها أنو خلقها با‪٢‬بق كللحق‪ ،‬ليعرؼ بو‪٠‬بائو كصااتو كيارد‬
‫بالعبادة‪.‬‬
‫مث بعد خلق السدماكات كالرض اسثول على عرنو اسثواءن يليق بعظدمثو‪.‬‬
‫السالي مف اإلماتة كاإلحياء‪ ،‬كإنزاؿ الرزاؽ‪،‬‬
‫المىر يف العامل العلوم ك ُّ‬
‫كيي ىدبػ ير ٍ‬
‫كمداكلة الياـ بْب الناس‪ ،‬ككشف الضر عف ا‪٤‬بضركريف‪ ،‬كإجابة سؤاؿ السائلْب‪.‬‬
‫فونواع الثدابّب نازلة منو كصاعدة إليو‪ ،‬ك‪ٝ‬بيع ا‪٣‬بلق مذعنوف لعزه خاضعوف‬
‫لعظدمثو كسلطانو(ِ)‪.‬‬
‫ب سبحانو كحده ىو‬ ‫قاؿ ابف تيدمية‪" :‬فدما مف ‪٨‬بلوؽ إال لو نريك كند‪ ،‬كالر ُّ‬
‫الذم ال نريك لو كال ند بل ما ناء كاف كما مل يشو مل يكف‪ ،‬ك‪٥‬بذا ال يسثحق غّبه‬
‫أف ييسدمى خال نقا كال ربًّا مطل نقا ك‪٫‬بو ذلك"(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) سورة يونس‪.ّ :‬‬


‫(ِ) ينظر‪ :‬تيسّب الكرًن الر‪ٞ‬بف يف تاسّب كالـ ا‪٤‬بناف ُ‪.ّٕٓ/‬‬
‫(ّ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ِ‪.ّٓ/‬‬

‫ِّّ‬
‫أيضا‪" :‬كالقرآف مآلف مف توحيد اد تعاىل كأنو ليس كدمثلو نيء‪ ،‬فال‬ ‫كقاؿ ن‬
‫ٲبثل بو نيء مف ا‪٤‬ب لوقات يف و‬
‫نيء مف النياء إذ ليس كدمثلو نيءه ال يف ذاتو‬ ‫ه‬
‫كال يف صااتو كال يف أفعالو كال فيدما يسثحقو مف العبادة كاحملبة كالثوكل كالطاعة‬
‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ‬ ‫كالدعاء كسائر حقوقو‪ ،‬قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ٱبثص بو مف‬
‫ُّ‬ ‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﮊ(ُ) فال أحد يساميو‪ ،‬كال يسثحق أف ييسدمى ٗبا‬
‫ال‪٠‬باء كال يساكيو يف معُب و‬
‫نيء مف ال‪٠‬باء ال يف معُب ا‪٢‬بي كال العليم كال القدير‬
‫كال غّب ذلك مف ال‪٠‬باء كال يف معُب الذات كا‪٤‬بوجود ك‪٫‬بو ذلك مف ال‪٠‬باء العامة‬
‫تعاىل‪ :‬ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭖ ﭗ ﭙﭚ‬ ‫كال يكوف إ‪٥‬بنا كال ربًّا كال خال نقا‪ ،‬فقاؿ‬
‫ﭛ ﭜﭞﭟﭠﭡ ﭢﮊ(ِ)‪.‬‬
‫و‬
‫فلم يكف أح هد يكاف و يف نيء مف النياء‪ :‬فال يساكيو نيءه كال ٲباثلو نيءه‬
‫كال يعادلو نيء"(ّ)‪.‬‬
‫كيبْب ابف القيم حقيقة الشرؾ عند ا‪٤‬بثصوفة الذم أنركوا مع اد‪ ‬إذ‬
‫الصلباف كعيباد النّباف كعيباد الكواكب‬
‫يقوؿ‪" :‬كمذىب القوـ أف عيباد الكثاف كعيباد ُّ‬
‫كلٌهم موحدكف‪ .... ،‬كمف عبد النار كالصليب فهو موح هد عاب هد د‪ ،‬كالشرؾ عندىم‬
‫ك‪٨‬بلوؽ كرب كعبد‪ ،‬ك‪٥‬بذا قاؿ بعض عارفيهم كقد‬ ‫و‬ ‫كخالق‬ ‫و‬
‫كحادث و‬ ‫إثبات كجود و‬
‫قدًن‬
‫قيل لو‪ :‬القرآ يف كلُّو يبطل قولكم‪ ،‬فقاؿ‪ :‬القرآ يف كلُّو ه‬
‫نرؾ كالثوحيد ىو ما نقولو"(ْ)‪.‬‬

‫(ُ) سورة مرًن‪.ٔٓ :‬‬


‫(ِ) سورة اإلخالص‪.ْ-ُ :‬‬
‫(ّ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ِٕ‪.ّٔٔ/‬‬
‫(ْ) مدارج السالكْب ّ‪.ِْٓ/‬‬

‫ِّْ‬
‫ثامنًا‪ :‬طر د ابج بة اد ي إثاات دالئل ية د ا ربةب د‬
‫قسم ابف عجيبة الناس إىل قسدمْب يف طريقة إثبات دالئل الربوبية‪ ،‬فقاؿ‪:‬‬
‫"كالناس على قسدمْب‪ :‬أىل تصديق كإٲباف‪ ،‬كأىل نهود كعياف‪ ،‬فوىل الثصديق‬
‫كاإلٲباف ىم عامة أىل اليدمْب‪ ،‬كىم أكثر ا‪٤‬بسلدمْب مف العلدماء كالصا‪٢‬بْب‪،‬‬
‫كيسثندكف يف معرفثهم باد إىل الدليل كال ىاف‪ ،‬فثارة يقول عندىم الدليل‪ ،‬فيَبقوف‬
‫عف اتباع الظف إىل ا‪١‬بزـ كالثصدميم‪ ،‬كتارة يضعف فّبجعوف إىل اتباع الظف الراجح‪،‬‬
‫كأما الشهود كالعياف فقد غابة عنهم الكواف يف نهود ا‪٤‬بكوف‪ ،‬فصاركا يسثدلوف‬
‫باد على كجود غّبه‪ ،‬فال ٯبحدكنو‪ ،‬حٌب قاؿ بعضهم‪ :‬لو يكلاة أف أرل غّبه مل‬
‫أسثطع‪ ،‬فإنو ال غّب معو حٌب أنهده‪٧ ،‬باؿ أف تشهده كتشهد معو سواه"(ُ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬الثوحيد الذم ينثجو الدليل كال ىاف يعَبيو الزيادة كالنقصاف‪ ،‬إذ‬
‫كقاؿ ن‬
‫(ِ)‬
‫أيضا‪ :‬النظر يف دالئل الكائنات مف غّب‬‫قد تعرض لو الشكوؾ كالكىاـ" ‪ ،‬كقاؿ ن‬
‫تنوير‪ ،‬كال صحبة أىل الثنوير ال تزيد إال حّبة"(ّ)‪ ،‬كقاؿ "ال يسثوم العامل باد مع‬
‫ا‪١‬باىل بو‪ ،‬العامل يعبده على العياف‪ ،‬كا‪١‬باىل بو يف مقاـ االسثدالؿ كال ىاف‪ ،‬العامل‬
‫باد يسثدؿ باد على غّبه‪ ،‬كا‪١‬باىل بو يسثدؿ بالنياء على اد"(ْ)‪ ،‬كقاؿ‪" :‬ككل‬
‫ُّ‬
‫يسثدؿ بغّبه فهو مف البلو"(ٓ)‪ ،‬كقاؿ‪" :‬كل مف مل يعرؼ‬ ‫مف كاف ‪٧‬بجوبنا عف اد‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.ُْٕ/‬‬
‫(ِ) نرح ‪ٟ‬برية ابف الاارض‪ ،‬صَٓ‪.‬‬
‫(ّ) البحر ا‪٤‬بديد ٓ‪.َُّ/‬‬
‫(ْ) ا‪٤‬برجع ناسو ٓ‪.ٖٓ/‬‬
‫(ٓ) ناسو ٔ‪.ْٗ/‬‬

‫ِّٓ‬
‫اد معرفة العياف فهو مف اليميْب"(ُ)‪ ،‬كفسر قوؿ اد تعاىل‪ :‬ﮋﭲ ﭳﮊ(ِ)‪" ،‬ىم‬
‫الذيف حبسهم ا‪١‬بهل كالثقليد‪ ،‬فلم تناذ بصائرىم إىل خالص الثوحيد‪ ،‬فنكصوا عف‬
‫توحيد العياف إىل توحيد الدليل كال ىاف‪ ،‬كىو ضالؿ أىل الشهود كالعياف‪ ،‬كلو بلغ‬
‫يف الصالح غاية اإلمكاف"(ّ)‪.‬‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة أف كل ما يف الكوف مف آيات قولية‬ ‫كالقوؿ الذم عليو أىل ُّ‬
‫ككونية‪ ،‬ك‪٠‬بعية دالة على ربوبيثو اد ‪ ‬كال تعارض بينهدما‪ ،‬قاؿ ابف القيم‪:‬‬
‫كنظرا يف آيات الرب ليصل إىل اد‪ ‬ىو الثوحيد‬ ‫اسثدالال ن‬
‫ن‬ ‫"كالثعلق هبا‬
‫كاإلٲباف"(ْ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬كا‪٤‬بقصود‪ :‬أف اد سبحانو يشهد ٗبا جعل آياتو ا‪٤‬ب لوقة دالةن‬ ‫كقاؿ ن‬
‫عليو‪ ،‬فإف داللثها إ٭با ىي ٖبلقو كجعلو‪ ،‬كيشهد بآياتو القولية الكالمية ا‪٤‬بطابقة ‪٤‬با‬
‫نهدت بو آياتو ا‪٣‬بلقية‪ ،‬فثثطابق نهادة القوؿ كنهادة الاعل‪ ،‬كدما قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﮋﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ‬
‫ﰀﰁ ﮊ(ٓ)‪.‬‬
‫أم أف القرآف حق‪ ،‬فوخ أنو ُّ‬
‫يدؿ بآياتو الفقية كالناسية على صدؽ آياتو‬
‫القولية الكالمية"(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ٔ‪.ُْٖ/‬‬
‫(ِ) سورة الاا‪ٙ‬بة‪.ٕ :‬‬
‫(ّ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ٕٔ/‬‬
‫(ْ) مدارج السالكْب ّ‪.ِْٓ/‬‬
‫(ٓ) سورة فصلة‪.ّٓ :‬‬
‫(ٔ) مدارج السالكْب ّ‪.ِْٓ/‬‬

‫ِّٔ‬
‫كىذه الشواىد الكونية داللة على الكدماؿ اإل‪٥‬بي د‪ ‬قاؿ ابف القيم‪:‬‬
‫يدؿ على كدمالو كنرفو‪،‬‬ ‫"يصح بالشواىد أم‪ :‬بالدلة كاايات كال اىْب‪ ،‬كىذا ‪٩‬با ُّ‬ ‫ُّ‬
‫أف قامة عليو الدلة كنادت عليو الشواىد كأكضحثو اايات كال اىْب‪ ،‬كما عداه‬
‫يصح بشاىد‬ ‫و‬
‫توحيد ال ُّ‬ ‫فكل‬
‫تصح بشاىد‪ُّ ،‬‬ ‫دليل كال ُّ‬‫فدعاكل ‪٦‬بردة ال يقوـ عليها ه‬
‫توحيدا أكدمل مف الثوحيد الذم يصح بالشواىد‬ ‫ن‬ ‫فليس بثوحيد‪ ،‬فال ٯبوز أف يكوف‬
‫كاايات‪ ،‬كتوحيد القرآف مف أكلو إىل آخره كذلك"(ُ)‪.‬‬
‫الر يسل عليهم السالـ أخ كا عف‬ ‫كهبذه الدالئل يعرؼ اد ‪ ،‬ك ُّ‬
‫اد‪ ‬بكالمو‪ ،‬قاؿ ابف القيم‪" :‬كأما آياتو العيانية ا‪٣‬بلقية‪ ،‬كالنظر فيها كاالسثدالؿ‬
‫تدؿ عليو آياتو القولية السدمعية‪ ،‬كآيات الرب‪ :‬ىي دالئلو‬ ‫تدؿ على ما ُّ‬ ‫هبا‪ :‬فإهنا ُّ‬
‫فالرسل‬
‫كبراىينو الٍب هبا يعرفو العباد‪ ،‬كهبا يعرفوف أ‪٠‬باءه كصااتو‪ ،‬كتوحيده‪ ،‬كأمره كهنيو‪ُّ ،‬‬
‫‪ٚ‬ب عنو بكالمو الذم تكلم بو‪ ،‬كىو آياتو القولية‪ ،‬كيسثدلُّوف على ذلك ٗباعوالتو الٍب‬
‫تشهد على صحة ذلك‪ ،‬كىي آياتو العيانية‪ ،‬كالعقل ٯبدمع بْب ىذه كىذه‪ ،‬فيجزـ‬
‫الرسل‪ ،‬فثثاق نهادة السدمع كالبصر كالعقل كالاطرة"(ِ)‪.‬‬ ‫بصحة ما جاءت بو ُّ‬
‫وعاهد ا دي بثَّها ي قة ا عارر ال لداج إ ى د ل سددل ب بيى‬
‫اهلل‪ ‬بل اهلل أغنا بج ا د ل‪ ،‬مقلوبة عليو كدحضها ابف القيم بقولو‪:‬‬
‫"قولو(ّ)‪( :‬كيسلك سبيل إسقاط ا‪٢‬بدث) يريد أنو يف ىذا الشهود‪ ،‬كىذه ا‪٤‬بالحظة‬
‫سالك سبيل الذيف نهدكا عْب الزؿ‪ ،‬فناى عنهم نهود ا‪٢‬بدث‪ ،‬كذلك‬ ‫ا‪٤‬بذكورة‪ :‬ه‬
‫بالاناء يف حضرة ا‪١‬بدمع‪ ،‬فإهنا ىي الٍب ياُب فيها مف مل يكف‪ ،‬كيبقى فيها مف مل يزؿ‪.‬‬

‫(ُ) مدارج السالكْب ّ‪.َٕٓ-َٓٔ/‬‬


‫(ِ) ا‪٤‬برجع ناسو ّ‪.ّْٖ/‬‬
‫(ّ) يقصد صاحب منازؿ السائريف‪.‬‬

‫ِّٕ‬
‫فإف أراد بإسقاط ا‪٢‬بدث‪ :‬أنو يعثقد ناي حدكث نيء‪ ،‬فهذا مكابرة للحس‬
‫كالشهود‪ ،‬كإف أراد إسقاط ا‪٢‬بدث مف قلبو‪ ،‬فال يشهد حادثنا ك‪٧‬بدثنا ‪-‬كىذا مراده‪-‬‬
‫فهذا خالؼ ما أمر اد كرسولو بو‪ ،‬كخالؼ ا‪٢‬بق‪ ،‬فإف العبد مومور أف يشهد‪ :‬أف‬
‫‪٧‬بدمدا رسوؿ اد‪ ،‬كيشهد أف ا‪١‬بنة حق‪ ،‬كالنار حق‪ ،‬كالساعة‬
‫ال إلو إال اد‪ ،‬كأف ن‬
‫حق‪ ،‬كالنبيْب حق‪ ،‬كيشهد حدكث احملدثات بإحداث الرب تعاىل ‪٥‬با ٗبشي ثو‬
‫كقدرتو‪ ،‬كٗبا خلقو مف السباب‪ ،‬ك‪٤‬با خلقو مف ا‪٢‬بكم‪ ،‬كمل يومر العبد ‪-‬بل مل يرد‬
‫فضال‬
‫منو‪ -‬أف ال يشهد حادثنا كال حدكث نيء‪ ،‬كىذا ال كدماؿ فيو‪ ،‬كال معرفة‪ ،‬ن‬
‫عف أف يكوف غاية العارؼ‪ ،‬كأف يكوف توحيد ا‪٣‬باصة‪ ،‬كالقرآف ‪-‬مف أكلو إىل آخره‪-‬‬
‫يح يف خالفو‪ ،‬فإنو أمر بشهود ا‪٢‬بادثات كالكائنات‪ ،‬كالنظر فيها‪ ،‬كاالعثبار هبا‪،‬‬
‫صر ه‬
‫كاالسثدالؿ هبا على كحدانية اد سبحانو‪ ،‬كعلى أ‪٠‬بائو كصااتو‪ ،‬فوعرؼ الناس بو‪،‬‬
‫لب‬
‫اعثبارا هبا‪ ،‬فكيف يكوف ُّ‬‫كنظرا فيها‪ ،‬ك ن‬
‫نهودا ‪٥‬با‪ ،‬ن‬
‫ن‬ ‫كبو‪٠‬بائو كصااتو أعظدمهم‬
‫كسره‪ :‬إسقاطها مف الشهود"(ُ)‪.‬‬
‫الثوحيد كقلبو ُّ‬
‫كهبذا يثضح لكل مف كاف لو قلب أك ألقى السدمع كىو نهيد البوف الشاسع‬
‫بْب أدلة السلف الواضحة كا‪٤‬بوافقة للوحيْب كأدلة ا‪٤‬بثكلدمْب‪ ،‬كىذا الذم أكده ابف‬
‫كثّبا ما يكوف الدليل الذم عرؼ بو ا‪٢‬بق أصح مف كثّب مف أدلة‬ ‫القيم حْب قاؿ‪" :‬ك ن‬
‫كإيصاال إىل‬
‫ن‬ ‫‪ٙ‬بصيال للدمقصود‪،‬‬
‫ن‬ ‫ا‪٤‬بثكلدمْب كمقدماهتا‪ ،‬كأبعد عف الشبو‪ ،‬كأقرب‬
‫كثّبا مف أىل اإلسالـ ‪-‬أك‬ ‫ا‪٤‬بدلوؿ عليو‪ ،‬بل مف اسثقرأ أحواؿ الناس رأل أف ن‬
‫توحيدا‪ ،‬كأكثر معرفةن‪ ،‬كأرس إٲبانا مف أكثر ا‪٤‬بثكلدمْب كأرباب النظر‬
‫أكثرىم‪ -‬أعظم ن‬
‫يصح هبا إٲباهنم ما ىو أظهر‬
‫كا‪١‬بداؿ‪ ،‬كٯبد عندىم مف أنواع الدلة كاايات الٍب ُّ‬
‫(ُ) مدارج السالكْب ّ‪.ِٖٓ-ِٕٓ/‬‬

‫ِّٖ‬
‫كأكضح كأصح ‪٩‬با عند ا‪٤‬بثكلدمْب‪ ،‬كىذه اايات الٍب ندب اد عباده إىل النظر فيها‪،‬‬
‫كاالسثدالؿ هبا على توحيده‪ ،‬كثبوت صااتو كأفعالو‪ ،‬كصدؽ رسلو ىي آيات‬
‫مشهودةه با‪٢‬بس‪ ،‬معلومة بالعقل‪ ،‬مسثقرة يف ً‬
‫الاطىر‪ ،‬ال ٰبثاج الناظر فيها إىل أكضاع‬
‫كعقل‬
‫كل مف لو حس سليم‪ ،‬ه‬ ‫أىل الكالـ كا‪١‬بدؿ‪ ،‬كاصطالحهم‪ ،‬كطرقهم البثة‪ ،‬ك ُّ‬
‫كيقر هبا‪ ،‬كينثقل مف العلم هبا إىل العلم با‪٤‬بدلوؿ‪ ،‬كيف القرآف ما يزيد‬
‫ٲبيز بو يعرفها ُّ‬
‫على عشرات ألوؼ مف ىذه اايات البينات‪ ،‬كمف مل ٰبا القرآف فإنو إذا ‪٠‬بعها‬
‫كفهدمها كعقلها انثقل ذىنو منها إىل ا‪٤‬بدلوؿ أسرع انثقاؿ كأقربو‪.‬‬
‫كل مف علم نينا أمكنو أف يسثدؿ عليو‪ ،‬كال كل مف أمكنو‬ ‫كبا‪١‬بدملة‪ :‬فدما ُّ‬
‫االسثدالؿ عليو ٰبسف ترتيب الدليل كتقريره"(ُ)‪.‬‬
‫ياسعا‪ :‬زبم ابج بة اد أن ا دة د ا خاص سر ال كج أل ٍد معر د و ة‬ ‫ً‬
‫ظهر ألب ح دم مج أظهر‬
‫قاؿ ابف عجيبة‪" :‬أنوار السرائر ىي العلوـ اللدنية كا‪٤‬بعارؼ الربانية‪ ،‬كٯبدمعها‬
‫علم الربوبية الذم ٯبب كثدمو عف غّب أىلو‪ ،‬كمف أباحو أيبيح دمو؛ كىو الذم قثل‬
‫بسببو ا‪٢‬بالج"(ِ)‪.‬‬
‫كل مف أفشى سر الربوبية سلا اد عليو سيف‬ ‫كقاؿ يف موضع آخر‪ُّ " :‬‬
‫الشريعة‪ ،‬فيباح دمو كييهثك عرضو‪ ،‬كدما كقع للحالج كغّبه ‪ ...‬كا‪٤‬براد بسر الربوبية‪:‬‬
‫الثوحيد ا‪٣‬باص‪ :‬الذم ىو الشهود كالعياف ا‪٤‬ب صوص بوىل العرفاف"(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) مدارج السالكْب ّ‪.َٖٓ/‬‬


‫(ِ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صِٖٔ‪.‬‬
‫(ّ) نرح قصيدة يامف تعاظم‪ ،‬صَِ‪.ِِ-‬‬

‫ِّٗ‬
‫كىذه دعاكل عارية مف الصحة كال مسثند ‪٥‬با بل ىي مصادمة ‪٤‬بنهج النبياء‬
‫يف بياف الثوحيد‪.‬‬
‫الر يسل‪،‬‬
‫يقوؿ ابف القيم‪" :‬أفضل صاوة الرب تعاىل‪ :‬النبياء‪ ،‬كأفضلهم‪ُّ :‬‬
‫كأفضلهم‪ :‬أكلو العزـ‪ ،‬كأفضلهم‪ :‬ا‪٣‬بليالف عليهدما الصالة كالسالـ‪ ،‬كعلى سائر‬
‫النبياء كا‪٤‬برسلْب‪ ،‬كالذم أالحو اد إىل أسرارىم مف ذلك ىو أكدمل توحيد عرفو‬
‫العباد‪ ،‬كال أكدمل منو‪ ،‬كليس كراءه إال الشطح كالدعاكل كالوساكس‪ ،‬كىم ‪-‬صلوات‬
‫اد كسالمو عليهم‪ -‬قد تكلدموا بالثوحيد كأكضحوه كقرركه‪ٕ ،‬بيث صار يف حيز‬
‫الثجلي كالظهور كالبياف‪ ،‬فعقلثو القلوب‪ ،‬كحصلثو الف دة‪ ،‬كنطقة بو اللسنة‪،‬‬
‫كأكضحثو الشواىد‪ ،‬كقامة عليو ال اىْب‪ ،‬كنادت عليو الدالئل‪ ،‬كال ٲبكف أح هد أف‬
‫توحيدا ال‬
‫ن‬ ‫ينقل عف نيب مف النبياء‪ ،‬كال كارث نيب داع إىل ما دعا إليو أنو يعلم‬
‫كل ما علدمو‬
‫ٲبكنو النطق بو‪ ،‬كأف اد سبحانو أخرسو عف نطقو كأعجزه عف بثو‪ ،‬بل ُّ‬
‫ظهورا كخااءن‪ ،‬كبْب ذلك‪ ،‬كقد‬
‫القلب أمكف اللساف الثعبّب عنو‪ ،‬كإف اخثلاة العبارة ن‬
‫الر يسل‪.‬‬
‫ال ياهدمو إال بعض الناس‪ ،‬فالناس مل تثاق أفهامهم ‪٤‬با جاءت بو ُّ‬
‫عاجز أف يبْب ما عرفو اد‬
‫كيف يقاؿ‪ :‬إف أعرؼ ا‪٣‬بلق كأفصحهم كأنصحهم ه‬
‫الر يسل عف‬
‫عاجز عف بثو؟ فدما ىذا الثوحيد الذم عجزت النبياء ك ُّ‬
‫مف توحيده‪ ،‬كأنو ه‬
‫بثو‪ ،‬كمنعوا مف النُّطق بو‪ ،‬كعرفو غّبىم؟"(ُ)‪.‬‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة يف بياف إثبات توحيد الربوبية مسل نكا‬
‫ك‪٥‬بذا كاف مسلك أىل ُّ‬
‫السنة‪ ،‬كىي طريقة منهج النبياء كمف سار على هنجهم مف‬ ‫نرعيًّا مف القرآف ك ُّ‬
‫العلدماء ٖبالؼ ما اعثقده ابف عجيبة‪.‬‬
‫(ُ) مدارج السالكْب ّ‪.ّٓٔ-ّٓٓ/‬‬

‫َِْ‬
‫"كيف ىذه اليمة ‪-‬كد ا‪٢‬بدمد‪ -‬مل يزؿ فيها مف يثاطف ‪٤‬با يف كالـ أىل الباطل‬
‫مف الباطل كيرده‪ ،‬كىم ‪٤‬با ىداىم اد بو يثوافقوف يف قبوؿ ا‪٢‬بق‪ ،‬كرد الباطل رأينا‬
‫كركايةن مف غّب تشاعر كال تواطيؤ"(ُ)‪.‬‬

‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ٗ‪.ِّّ/‬‬

‫ُِْ‬
‫ادلبحث انثاوي‪ :‬مسائم األمساء َانصفاث‬

‫أوال‪ :‬يعر ف االسم وا صفد ًد‬


‫ً‬
‫اخديف ا نلة ةن ي أصل اعد اد (اسم) على قولْب‪:‬‬
‫القوؿ الكؿ‪ :‬أف االسم مشثق مف الوسم كىو‪ :‬العالمة‪ ،‬كالصل يف (اسم)‬
‫(كسم) إال أنو حذفة منو الااء الٍب ىي الواك يف (كسم)‪ ،‬كزيدت ا‪٥‬بدمزة يف أكلو‬
‫عوضا عف احملذكؼ‪ ،‬ككزنو أيعل ‪٢‬بذؼ الااء منو‪ ،‬كىذا قوؿ الكوفيْب‪.‬‬
‫ن‬
‫السدمو كىو‪ :‬العلو؛ لنو ُّ‬
‫يدؿ على مسدماه فّبفعو‬ ‫القوؿ الثاين‪ :‬أنو مشثق مف ُّ‬
‫السدمو؛ لف‬‫كييظهره‪ ،‬كىذا القوؿ للبصريْب‪ ،‬كحجثهم يف ذلك‪ :‬أنو مشثق مف ُّ‬
‫‪٠‬بوا‪ :‬إذا عال‪ ،‬كمنو ي‪٠‬بية السدماء ‪٠‬باءن‬
‫السدمو يف اللغة ىو العلو يقاؿ‪٠ :‬با يسدمو ًّ‬
‫ُّ‬
‫لعلوىا‪ ،‬كاالسم يعلو على ا‪٤‬بسدمى ُّ‬
‫كيدؿ على ما ‪ٙ‬بثو مف ا‪٤‬بعُب‪ ،‬كلذلك قاؿ‪ :‬أبو‬ ‫ٌ‬
‫(ُ)‬
‫العباس ‪٧‬بدمد بف يزيد ا‪٤‬ب ٌد ‪ :‬االسم ما دؿ على يمسدمى ‪ٙ‬بثو‪ ،‬كىذا القوؿ كاؼ يف‬
‫االنثقاؽ ال يف الثحديد‪ ،‬فلدما ‪٠‬با االسم على مسدماه كعال على ما ‪ٙ‬بثو مف معناه‬
‫السدمو"(ِ)‪.‬‬
‫دؿ على أنو مشثق مف ُّ‬
‫قال ابج ع ش(‪ )3‬بج هذا ا خ ر‪:‬‬
‫(ُ) ‪٧‬بدمد بف يزيد بف عبد الك الزدم البصرم‪ ،‬ا‪٤‬بعركؼ با‪٤‬ب د‪ ،‬إماـ العربية ببغداد يف زمانو‪ ،‬كلد بالبصرة سنةَُِىػ‪،‬‬
‫كمف نيوخو‪ :‬ا‪١‬باح أبو عثدماف عدمرك بف ٕبر الرياني‪ ،‬كأباف بف رزيف البصرم‪ ،‬كمف تالميذه‪ :‬أ‪ٞ‬بد بف جعار‬
‫الدينورم‪ ،‬كالخاش أبو ا‪٢‬بسف علي بف سليدماف‪ ،‬لو مصناات منها‪ :‬الكامل‪ ،‬ا‪٤‬بقثضب‪ ،‬ا‪٤‬بقصور كا‪٤‬بدمدكد‪ ،‬معاين‬
‫القرآف‪ ،‬مات سنة ِٖٓىػ‪ ،‬كدفف ٗبقابر بغداد‪ .‬ينظر‪ :‬بيغية الوعاة يف طبقات اللغويْب كالنحاة ُ‪.ِٔٗ/‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬اإلنصاؼ يف مسائل ا‪٣‬بالؼ بْب البصريْب كالكوفيْب‪ ،‬النبارم‪ ،‬صٓ‪ ،‬كا‪٤‬ب صص ُٕ‪.ُّْ/‬‬
‫(ّ) أبو البقاء‪ ،‬يعيش بف علي بف يعيش‪ ،‬موفق الديف السدم ا‪٤‬بعركؼ بابف يعيش‪ ،‬كلد سنة ّّٓىػ‪ ،‬كتويف‬
‫ّْٔىػ‪ ،‬مف مصنااتو‪ :‬نرح ا‪٤‬باصل‪ .‬ينظر‪ :‬كفيات العياف ِ‪ ،ُّْ/‬العالـ ٖ‪.َِٔ/‬‬

‫ِِْ‬
‫"ككالمهدما ه‬
‫حسف مف جهة ا‪٤‬بعُب‪ ،‬إال أف اللا يشهد مع البصريْب؛ أال ترل‬
‫الصل‪ :‬أ‪٠‬بوتو‪ ،‬فقلبوا الواك‬
‫أنك تقوؿ‪ :‬أ‪٠‬بيثوي‪ :‬إذا دعوتو با‪٠‬بو‪ ،‬أك جعلة لو ا‪٠‬بنا‪ ،‬ك ي‬
‫ياءن‪ ،‬لوقوعها رابعة‪ ،‬على حد‪( :‬أدعية كأغرية)؛ كلو كاف مف (السدمة) لقيل‪:‬‬
‫أكال"(ُ)‪.‬‬
‫آخرا‪ ،‬كفاء (السدمة) كاك تكوف ن‬
‫السدمو) كاك تكوف ن‬
‫أك‪٠‬بثو؛ لف الـ ( ُّ‬
‫كصاة‬
‫ي‬ ‫وأما ا صفد فثطلق يف لغة العرب على ‪ٙ‬بلية الشيء كنعثو‪ ،‬يقاؿ‪:‬‬ ‫َّ‬
‫عوض مف الواك إذا أخ ت عف أمارتو الالزمة‬ ‫ً‬
‫الشيءى كص ناا كصاةن‪ ،‬كا‪٥‬باء يف صاة ه‬
‫الوزف كالزنة‪ ،‬يراد بو‬
‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫د‬
‫ى‬ ‫‪٢‬بليثو كنعثو(ِ)‪ ،‬كالوصف كالصاة مصدراف‪ ،‬كالوعد كالعً‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫تارنة ىذا كتارنة ىذا(ّ)‪.‬‬
‫ثانًا‪ :‬يعر ف ية د األس اء وا صفات اصط ً ا‬
‫بقولو‪" :‬فوما الكؿ‪ :‬كىو الثوحيد يف الصاات‪ ،‬فالصل‬ ‫عرفو ابف تيدمية‬
‫يف ىذا الباب‪ :‬أف يوصف اد تعاىل ٗبا كصف بو ناسو‪ ،‬كٗبا كصاثو بو رسلو ‪-‬‬
‫عليهم السالـ‪ -‬ناينا كإثباتنا‪ ،‬فيثبة د‪ ‬ما أثبثو لناسو‪ ،‬كيناي عنو ما نااه‬
‫عف ناسو"(ْ)‪.‬‬
‫بقولو‪" :‬ىو اعثقاد اناراد الرب –جل جالليو‪-‬‬ ‫كعرفو الشي السعدم‬
‫بالكدماؿ ا‪٤‬بطلق مف ‪ٝ‬بيع الوجوه‪ ،‬بنعوت العظدمة كا‪١‬بالؿ كا‪١‬بدماؿ‪ ،‬الٍب ال يشاركو‬
‫فيها مشارؾ بوجو مف الوجوه‪ ،‬كذلك بإثبات ما أثبثو اد لناسو‪ ،‬أك أثبثو لو رسولو‬
‫(ُ) ا‪٤‬باصل ُ‪.ِّ/‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬هتذيب اللغة ُِ‪ ،ِْٖ/‬مقاييس اللغة ٔ‪.ُُٓ/‬‬
‫(ّ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ٔ‪.ّّٓ/ّ ،َّْ/‬‬
‫(ْ) ا‪٤‬برجع ناسو ّ‪ .ّ/‬كينظر‪ :‬اإلبانة الك ل ٔ‪ ،ُّٕ-ُِٕ/‬لوامع النوار البهية ُ‪.ُِٗ/‬‬

‫ِّْ‬
‫السنة على‬
‫مف ‪ٝ‬بيع ال‪٠‬باء كالصاات‪ ،‬كمعانيها كأحكامها‪ ،‬الواردة يف الكثاب ك ُّ‬
‫و‬
‫لشيء منها كال تعطيل‪ ،‬كال ‪ٙ‬بريف كال‬ ‫الوجو الالئق بعظدمثو كجاللو مف غّب نا وي‬
‫مف النقائص كالعيوب‪ ،‬كعف‬ ‫‪ٛ‬بثيل‪ ،‬كناي ما نااه عف ناسو أك نااه عنو رسولو‬
‫كل ما ينايف كدمالو"(ُ)‪.‬‬
‫ثا ثًا‪ :‬معد د أهل ا سنَّد وا ة ابد ي أس اء اهلل وصفاي‬
‫السنة الصحيحة إثباتنا‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة يؤمنوف ٗبا كردت بو نصوص القرآف ك ُّ‬ ‫أىل ُّ‬
‫كناينا فهم بذلك يي ىس ُّدموف اد ٗبا ‪٠‬بى بو ناسو يف كثابو أك على لساف رسولو ‪.‬‬
‫كيثبثوف د‪ ‬صااتو ٗبا كصف ناسو يف كثابو أك على لساف رسولو‬
‫و‬
‫تكييف كال ‪ٛ‬بثيل‪.‬‬ ‫يف كال تعطيل‪ ،‬كمف غّب‬ ‫مف غّب ‪ٙ‬بر و‬
‫مع‬ ‫كيناوف عف اد ما نااه عف ناسو يف كثابو أك على لساف رسولو ‪٧‬بدمد‬
‫ا‪٤‬بناي(ِ)‪.‬‬
‫موصوؼ بكدماؿ ضد ذلك المر ٌ‬ ‫ه‬ ‫اعثقاد أف اد‬
‫السنة ال ٰبيدكف عنها‪،‬‬
‫السنة طريقثهم يف ىذا الباب طريقة الكثاب ك ُّ‬
‫فوىل ُّ‬
‫قاؿ ابف تيدمية‪" :‬كطريقة سلف المة كأئدمثها‪ :‬أهنم يصاوف اد ٗبا كصف بو ناسو‬
‫إثبات بال‬ ‫و‬
‫تكييف كال ‪ٛ‬بثيل؛ ه‬ ‫كٗبا كصاو بو رسولو مف غّب ‪ٙ‬بر و‬
‫يف كال تعطيل‪ ،‬كال‬
‫‪ٛ‬بثيل‪ ،‬كتنزيوه بال تعطيل‪ ،‬إثبات الصاات‪ ،‬كناي ‪٩‬باثلة ا‪٤‬ب لوقات‪ ،‬قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫(ّ)‬
‫رد على‬ ‫ﮋ ﭥ ﭦ ﭧﮊ‬ ‫فهذا رد على ا‪٤‬بدمثلة‬ ‫ﮋﭡ ﭢ ﭣﮊ‬
‫ا‪٤‬بعطلة‪.‬‬
‫(ُ) القوؿ السديد يف مقاصد الثوحيد‪ ،‬صَْ‪.‬‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة يف توحيد ال‪٠‬باء كالصاات‪ ،‬للثدميدمي‪ ،‬صٔٓ‪.‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬معثقد أىل ُّ‬
‫(ّ) سورة الشورل‪.ُُ :‬‬

‫ِْْ‬
‫فقو‪٥‬بم يف الصاات مبِب على أصلْب‪:‬‬
‫أحدٮبا‪ :‬أف اد‪ ‬منزه عف صاات النقص مطل نقا كالسنة‪ ،‬كالنوـ‪،‬‬
‫كالعجز‪ ،‬كا‪١‬بهل‪ ،‬كغّب ذلك‪.‬‬
‫كجو االخثصاص‬‫مثصف بصاات الكدماؿ الٍب ال نقص فيها على ً‬ ‫ه‬ ‫كالثاين‪ :‬أنو‬
‫ٗبا لو مف الصاات‪ ،‬فال ٲباثلو نيء مف ا‪٤‬ب لوقات يف و‬
‫نيء مف الصاات"(ُ)‪.‬‬ ‫ه‬
‫رابعا‪ :‬األسس ا ث ثد ا دي ريكز بي ها معد د أهل ا سنَّد وا ة ابد ي‬ ‫ً‬
‫باب أس اء اهلل وصفاي‬
‫السنة الصحيحة مف‬ ‫األساس األول‪ :‬اإلٲباف ٗبا كردت بو نصوص القرآف ك ُّ‬
‫أ‪٠‬باء اد كصااتو إثباتنا كناينا‪.‬‬
‫األساس ا ثاني‪ :‬تنزيو اد عف أف يي ٍشبًوى نيءه مف صااتو نينا مف صاات‬
‫ا‪٤‬ب لوقْب‪.‬‬
‫األساس ا ثا ث‪ :‬قطع الطدمع عف إدراؾ كياية اتصاؼ اد بثلك الصاات(ِ)‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬مةقف مج أس اء اهلل ا لسنى وصفاي ا عُيى‬ ‫ً‬
‫ال ريب أف باب ال‪٠‬باء كالصاات مف أىم مباحث العقيدة‪ ،‬فدمف ظار بو‬
‫كحرـ(ّ)‪ ،‬كابف عجيبة فاتو كثّبه مف‬‫صرؼ عنو فقد خسر ي‬ ‫فقد فاز كغنم‪ ،‬كمف ي‬
‫نظرا ‪٤‬بعثقده النعرم الصويف‪ ،‬فقد سلك مسالك خالف فيها‬ ‫فضائل ىذا الباب؛ ن‬
‫قوال‪ ،‬كلكف‬
‫السنة ن‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة‪ ،‬كإف كاف يف بعض المور كافق أىل ُّ‬ ‫عقيدة أىل ُّ‬
‫خالاهم عدمليًّا‪ ،‬كسيويت بياف ذلك يف المور ااتية‪:‬‬
‫السنة ِ‪.ِّٓ/‬‬
‫(ُ) منهاج ُّ‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬منهج كدراسات ايات ال‪٠‬باء كالصاات‪ ،‬صِٓ‪.‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬هتذيب السنف ُ‪.ّٗ-ِٗ/‬‬

‫ِْٓ‬
‫أوال‪ :‬آراؤ ي أس اء اهلل‪ ‬ا ُلسنى‬
‫ً‬
‫أ‪ -‬طر د ي إثاات األس اء ا لسنى‬
‫ابف عجيبة يقوؿ بإثبات أ‪٠‬باء اد كأهنا كثّبة‪ ،‬كيذكر يف بعض أقوالو أف الذم‬
‫كرد فيو الثوقيف تسعةه كتسعوف ا‪٠‬بنا‪ ،‬فقاؿ‪" :‬أ‪٠‬باء ا‪٢‬بق تعاىل كثّبة‪ ،‬قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﮋﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮊ(ُ)‪،‬‬
‫كالذم كرد هبا الثوقيف تسعةه كتسعوف(ِ)‪.‬‬
‫كقوؿ ابف عجيبة بوف أ‪٠‬باء اد كثّبة حق عليو ‪ٝ‬باىّب أىل العلم‪ ،‬قاؿ ني‬
‫اإلسالـ ابف تيدمية ‪" :‬الذم عليو ‪ٝ‬باىّب ا‪٤‬بسلدمْب أف أ‪٠‬باء اد أكثر مف و‬
‫تسعة‬
‫كتسعْب"(ّ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬إف أىل ا‪٤‬بعرفة مهدما حصلوا مف ا‪٤‬بعرفة كاليقْب كا‪٥‬بدل فهناؾ أمور‬
‫كيقوؿ ن‬
‫مل يصلوا إليها فهذا صحيح"(ْ)‪ ،‬كدما قاؿ النيب ‪ :‬اللهم إين أسولك بكل اس وم ىو‬
‫أحدا مف خلقك‪ ،‬أك اسثوثرت بو‬ ‫ناسك‪ ،‬أك أنزلثو يف كثابك‪ ،‬أك علدمثو ن‬ ‫لك ‪٠‬بية بو ى‬
‫يف علم الغيب عندؾ‪ ،‬أف ٘بعل القرآف ربيع قليب‪ ،‬كنور صدرم‪ ،‬كجالء حزين‪ ،‬كذىاب‬
‫ٮبي كغدمي (ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة العراؼ‪.َُٖ :‬‬
‫(ِ) سلسلة الاثوحات القدكسية يف نرح ا‪٤‬بقدمة ااجركمية‪ ،‬صَٗ‪.‬‬
‫(ّ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ٔ‪ِّٖ-ُّٖ/‬‬
‫(ْ) الاثاكل الك ل ٓ‪.ٕٓ/‬‬
‫(ٓ) أخرجو أ‪ٞ‬بد ُ‪ ،ِْٓ/‬رقم ُّْٖ‪ ،‬كابف أىب نيبة ٔ‪ ،َْ/‬رقم ُِّٖٗ‪ ،‬كالط اين َُ‪ ،ُٔٗ/‬رقم‬
‫َُِّٓ‪ ،‬كابف حباف يف صحيحو باب الدعية‪ ،‬باب ذكر المر ‪٤‬بف أصابو حزف أف يسوؿ اد ذىابو عنو‬
‫فرحا ّ‪ ،ِّٓ/‬رقم ِٕٗ‪ ،‬كا‪٢‬باكم ُ‪ ،َٔٗ/‬رقم ُٕٕٖ‪ ،‬كقاؿ‪ :‬صحيح على نرط مسلم‪، ،‬‬ ‫كإبدالو إياه ن‬
‫رجاؿ الصحيح غّب أ سلدمة ا‪١‬بهدمي‪ ،‬كصححو اللباين يف السلسلة‬‫قاؿ ا‪٥‬بيثدمي َُ‪ :ُّٔ/‬رجالو ي‬
‫الصحيحة ُ‪ ،ُٗٗ/‬رقم ِّٖٓ‪.‬‬

‫ِْٔ‬
‫كعلق ابف تيدمية على ىذا ا‪٢‬بديث بقولو‪" :‬مف قاؿ ىذا أذىب اد ٮبو كغدمو‬
‫فرحا‪ ،‬فقد أخ أف د أ‪٠‬باء اسثوثر هبا يف علم الغيب عنده كىذه ال‬ ‫كأبدلو مكانو ن‬
‫ب كال بشر"(ُ)‪.‬‬‫ملك مقر ه‬
‫يعلدمها ه‬
‫ك‪٩‬با يسثدؿ هبا العلدماء يف ىذا الباب حديث النيب الذم كاف يدعو بو يف‬
‫سجوده اللهم إين أعوذ برضاؾ مف س طك‪ ،‬كٗبعافاتك مف عقوبثك‪ ،‬كبك منك‬
‫ال أحصى ثناءن عليك‪ ،‬أنة كدما أثنية على ناسك (ِ)‪.‬‬
‫ككجو الداللة مف قوؿ النيب ‪ :‬ال أحصى ثناء عليك أنو كىو أعلم‬
‫ا‪٣‬بلق بربو ال ٰبصي الثناءى عليو؛ لكثرة أ‪٠‬بائو ا‪٢‬بسُب الٍب اسثوثر اد هبا يف علم‬
‫الغيب عنده(ّ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف القيم‪" :‬إف ال‪٠‬باء ا‪٢‬بسُب ال تدخل ‪ٙ‬بة حصر‪ ،‬كال ‪ٙ‬بد بعدد؛‬
‫ملك مقرب‪،‬‬
‫فإف د تعاىل أ‪٠‬باء كصاات اسثوثر هبا يف علم الغيب عنده‪ ،‬ال يعلدمها ه‬
‫كال نيب مرسل‪ ،‬كدما يف ا‪٢‬بديث الصحيح‪ :‬أسولك بكل اس وم ىو لك‪٠ ،‬بية بو‬
‫ناسك‪ ،‬أك أنزلثو يف كثابك‪ ،‬أك اسثوثرت بو يف علم الغيب عندؾ ‪ ، ...‬فجعل‬
‫أ‪٠‬باءه ثالثة أقساـ‪ :‬قسم ‪٠‬بى بو ناسو فوظهره ‪٤‬بف ناء مف مالئكثو أك غّبىم‪ ،‬كمل‬
‫ينزؿ بو كثابو‪ ،‬كقسم أنزؿ بو كثابو فثعرؼ بو إىل عباده‪ ،‬كقسم اسثوثر بو يف علم‬
‫أحدا مف خلقو‪ ،‬ك‪٥‬بذا قاؿ‪( :‬اسثوثرت بو) أم اناردت بعلدمو‪،‬‬
‫غيبو فلم ييطلع عليو ن‬
‫ثابة يف ال‪٠‬باء الٍب أنزؿ اد هبا‬
‫كليس ا‪٤‬براد اناراده بالثسدمي بو؛ لف ىذا االناراد ه‬
‫كثابو‪ ،‬كمف ىذا قوؿ‪ :‬النيب يف حديث الشااعة‪ :‬فياثح علي مف ‪٧‬بامده ٗبا ال‬
‫(ُ) اإلٲباف الكسا ُ‪.ُُٓ/‬‬
‫(ِ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب الصالة‪ ،‬باب ما يقاؿ يف الركوع كالسجود‪ ،ِّٓ/ُ ،‬رقم ْٖٔ‪.‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬بياف تلبيس ا‪١‬بهدمية يف بدعهم الكالمية ُ‪ ،َُّ/‬بثصرؼ‪.‬‬

‫ِْٕ‬
‫أحسنو ااف (ُ) (ِ)‪.‬‬
‫أيضا يف بياف حديث النيب ‪ :‬إف د تسعةن كتسعْب ا‪٠‬بنا مف‬ ‫كيقوؿ ن‬
‫أحصاىا دخل ا‪١‬بنة (ّ)‪" :‬فالكالـ ‪ٝ‬بلة كاحدة كقولو‪ :‬مف أحصاىا دخل ا‪١‬بنة‬
‫صاة ال خ مسثقبل‪ ،‬كا‪٤‬بعُب‪ :‬لو أ‪٠‬باء مثعددة مف نوهنا أف مف أحصاىا دخل‬
‫ا‪١‬بنة‪ ،‬كىذا ال يناي أف يكوف لو أ‪٠‬باء غّبىا‪ ،‬كىذا كدما تقوؿ‪ :‬و‬
‫لاالف مائة ‪٩‬بلوؾ‬
‫كقد أعدىم للجهاد‪ ،‬فال يناي ىذا أف يكوف لو ‪٩‬باليك سواىم مع ٌدكف لغّب ا‪١‬بهاد‪،‬‬
‫كىذا ال خالؼ بْب العلدماء فيو"(ْ)‪.‬‬
‫كأما زعدمو أف الذم كرد هبا الثوقيف تسعة كتسعوف فهذا ال يوافق عليو؛ لهنا‬
‫مدرجة يف ا‪٢‬بديث يف عد ال‪٠‬باء ا‪٢‬بسُب‪ ،‬كالصحيح أف ذكر الثسعة كالثسعْب ا‪٠‬بنا‬
‫صحيح عف النيب (ٓ)‪.‬‬
‫ه‬ ‫اجثهاد مف العلدماء مل يرد يف تعيينها نص‬
‫ه‬
‫كقاؿ الصنعاين‪" :‬اتاق ا‪٢‬بااظ مف أئدمة ا‪٢‬بديث أف سردىا إدراج مف بعض‬
‫الركاة"(ٔ)‪.‬‬
‫ب‪ :‬عرح ابج بة اد أس اء اهلل ا لسنى ب ا ةا ق معد د األععري‬
‫كذلك أنو ياسر االسم بالزـ معناه‪ ،‬كىو هبذه الطريقة يوافق الناعرة يف‬
‫موقاهم مف ال‪٠‬باء الٍب ال يثبثوف ما ُّ‬
‫تدؿ عليو مف ا‪٤‬بعاين‪ ،‬كمف أمثلة ذلك لدل ابف‬

‫(ُ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب الثاسّب‪ ،‬باب ﮋ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﮊ ٔ‪ ،ْٖ/‬برقم‬


‫ُِْٕ‪.‬‬
‫(ِ) بدائع الاوائد ُ‪.ُٔٔ/‬‬
‫احدا)‪ ،َُٖ/ٖ ،‬رقم َُْٔ‪.‬‬
‫(ّ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب الدعوات‪ ،‬باب (إف د م ة اسم إال ك ن‬
‫(ْ) بدائع الاوائد ُ‪.ُٕٔ/‬‬
‫(ٓ) ينظر‪٦ :‬بدموع فثاكل ابف تيدمية ِِ‪ ،ِْٖ/‬تاسّب ابف كثّب ِ‪.ِٗٔ/‬‬
‫(ٔ) سبل السالـ ْ‪.َُٖ/‬‬

‫ِْٖ‬
‫عجيبة –عاا اد عنا كعنو– ما يلي‪:‬‬
‫ُ‪ -‬اسم اد (العلي)‪" ،‬فسره بعلو الشرؼ كا‪٤‬بكانة‪ ،‬كناى داللثو على علو‬
‫اد‪ "‬الذايت(ُ)‪.‬‬
‫ِ‪ -‬اسم اد (النور)‪" ،‬فسره ٗبنور السدموات كالرض"(ِ)‪.‬‬
‫ّ‪ -‬اسم اد (ا‪٢‬بليم)‪ :‬أكؿ ا‪٤‬بعُب بقولو‪" :‬الذم ال يعاجل بالعقوبة ‪٤‬بف‬
‫يسثحقها"(ّ)‪.‬‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة ال ٱبالاوف يف تاسّب االسم بالزـ معناه مع إثبات ما‬ ‫كأىل ُّ‬
‫يدؿ عليو مف الصاة؛ كلكف احملذكر لديهم أف ياسر االسم بالزمو مع ناي ما ُّ‬
‫يدؿ‬ ‫ُّ‬
‫عليو مف الصاات؛ لذا كاف مف ا‪٤‬بقرر لديهم أف اإلٲباف بو‪٠‬باء اد تعاىل ال يثم إال‬
‫السنة ا‪١‬بدماعة‪ ،‬كىي‪ :‬اإلٲباف‬‫بثالثة أركاف‪ ،‬كدما مر معنا يف تقرير عقيدة أىل ُّ‬
‫السنة يثبثوف االسم‬
‫باالسم‪ ،‬كٗبا دؿ عليو مف معُب‪ ،‬كٗبا تعلق بو مف أثر‪ ،‬فوىل ُّ‬
‫يدؿ على معُب‪ ،‬كىو‬ ‫حقيقة د‪ ،‬كيعثقدكف أف كل اس وم مف أ‪٠‬باء اد‪ُّ ‬‬
‫الذم ييسدمى بالصاة‪ ،‬فعندما يثبثوف اسم (اد)‪ ،‬يثبثونو حقيقة‪ ،‬قاؿ ابف‬
‫قدير‬
‫عليم حقيقة ه‬ ‫تيدمية‪" :‬كقد اتاق ‪ٝ‬بيع أىل اإلثبات على أف اد حي حقيقة ه‬
‫‪٠‬بيع حقيقة بصّبه حقيقة"(ْ)‪.‬‬
‫حقيقة ه‬
‫كينزىوف اد‪ ‬عف مشاهبة ا‪٤‬ب لوقْب؛ لنو عيلم مف طريق ا‪٤‬بشاىدة أف‬
‫بعض ا‪٤‬ب لوقات تثاق يف ال‪٠‬باء ك‪ٚ‬بثلف يف ا‪٢‬بقيقة كالكياية‪ ،‬فونة تشاىد ‪-‬على‬
‫(ُ) تاسّب سورة الاا‪ٙ‬بة‪ ،‬صُْٓ‪.‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬برجع ناسو‪ ،‬صُِٖ‪.‬‬
‫(ّ) ناسو‪ ،‬صُُْ‪.‬‬
‫(ْ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ٓ‪.ُٔٗ/‬‬

‫ِْٗ‬
‫يدا ليسة كيد الايل‪ ،‬كقوةن ليسة كقوة ا‪١‬بدمل مع‬ ‫سبيل ا‪٤‬بثاؿ‪ -‬أف لإلنساف ن‬
‫االتااؽ يف االسم‪.‬‬
‫قاؿ ابف تيدمية‪" :‬ليس للدمطلق مسدمى موجود يف ا‪٣‬بارج‪ ،‬كلكف العقل ياهم‬
‫قدرا مشَبنكا بْب ا‪٤‬بسدميْب‪ ،‬كعند االخثصاص ييقيد ذلك ٗبا يثدميز بو‬
‫مف ا‪٤‬بطلق ن‬
‫ا‪٣‬بالق عف ا‪٤‬ب لوؽ كا‪٤‬ب لوؽ عف ا‪٣‬بالق‪ ،‬كال بد مف ىذا يف ‪ٝ‬بيع أ‪٠‬باء اد كصااتو‪،‬‬
‫ياهم منها ما دؿ عليو االسم با‪٤‬بواطوة كاالتااؽ كما دؿ عليو باإلضافة‬
‫كاالخثصاص"(ُ)‪.‬‬
‫فاد‪٠ ‬بى ناسو با‪٢‬بي يف قولو تعاىل‪ :‬ﮋﭓﭔﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙﮊ(ِ)‪.‬‬
‫ﮋﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬ ‫ك‪٠‬بى بعض عباده حيًّا‪ ،‬قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﭜﭝ ﭞﭟﭠﭡ ﭢﭣﭤﭥﮊ(ّ)‪.‬‬
‫اسم د ‪٨‬بثص بو‪ ،‬كقولو‬
‫ا‪٢‬بي مثل ىذا ا‪٢‬بي؛ لف قولو‪{ :‬ا‪٢‬بي} ه‬
‫كليس ىذا ُّ‬
‫‪٨‬بثص بو‪ ،‬ككذلك يقاؿ يف اسم اد‬
‫اسم للحي ا‪٤‬ب لوؽ ٌ‬
‫ه‬ ‫تعاىل‪ :‬ﮋ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﮊ‬
‫(العليم) فإف اد تسدمى بو‪ ،‬قاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﯱ ﯲ ﯳﮊ(ْ)‪ ،‬كقاؿ يف حق‬
‫ا‪٤‬ب لوؽ‪ :‬ﮋﰀ ﰁﰂﮊ(ٓ)‪.)ٔ( ،‬‬
‫ٱبصو غّب االسم ااخر‪ ،‬كليس معُب‬
‫ككل اسم مف أ‪٠‬باء اد‪ ‬لو معُب ُّ‬
‫(ُ) نرح الرسالة الثدمرية‪ ،‬صُِٕ‪.‬‬
‫(ِ) سورة البقرة‪.ِ :‬‬
‫(ّ) سورة النعاـ‪.ٗٓ :‬‬
‫(ْ) سورة النساء‪.ِٔ :‬‬
‫(ٓ) سورة الذاريات‪.ِٖ :‬‬
‫(ٔ) ينظر‪٦ :‬بدموع الاثاكل ّ‪.ُُ/‬‬

‫َِٓ‬
‫االسم ىو الذات فقا‪ ،‬إال أف ال‪٠‬باء غّب معلومة ا‪٢‬بقيقة كالكياية‪ ،‬فا‪٤‬بعاين معلومة‬
‫كاضحة لنا مف لغة العرب‪ ،‬أما الكياية فدمجهولة لنا نعجز عف إدراكها‪.‬‬
‫أعالـ باعثبار دالالهتا على الذات‪ ،‬كىي أكصاؼ باعثبار‬
‫كأ‪٠‬باء اد‪ ‬ه‬
‫(ُ)‬
‫ﮋ ﭩ ﭪ ﭫﮊ ‪ ،‬كقاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﮫ ﮬ ﮭ‬ ‫دالالهتا على ا‪٤‬بعاين‪،‬‬
‫ﮮﮊ(ِ)‪.‬‬
‫فااية الكىل أثبثة اسم اد الرحيم‪ ،‬كالثانية أثبثة صاة الر‪ٞ‬بة الٍب تضدمنها‬
‫اسم اد الرحيم‪.‬‬
‫فهذه ال‪٠‬باء مَبادفة باعثبار داللثها على الذات‪ ،‬كمثباينة باعثبار داللثها على‬
‫الصاات‪.‬‬
‫عاما يف‬
‫أما اإلٲباف ٗبا يثعلق بو االسم مف آثار‪ ،‬ىو‪ :‬ا‪٢‬بكم كا‪٤‬بقثضى‪ ،‬كليس ًّ‬
‫كصف مثعد فإنو يثبة االسم كما دؿ عليو‬‫‪ٝ‬بيع ال‪٠‬باء‪ ،‬فإف أ‪٠‬باء اد إف دلة على و‬
‫مف معُب‪ ،‬مثاؿ ذلك‪ :‬اسم اد (الرحيم)‪ ،‬مثضدم هف لصاة الر‪ٞ‬بة‪ ،‬كيثعلق بو الثر‪ ،‬كإف‬
‫دلة ال‪٠‬باء على كصف الزـ غّب مثعد فإف ىذه ال‪٠‬باء تثضدمف أمريف ٮبا‪:‬‬
‫ثبوت ذلك االسم د‪.‬‬
‫أثر أك حكم؛ لنو‬ ‫كثبوت الصاة الٍب تضدمنها االسم د‪ ،‬كليس ‪٥‬با ه‬
‫الزـ ال يثعدل إىل الغّب‪ ،‬مثل‪ :‬اسم ا‪٢‬بي‪ ،‬كىو مثضدم هف لصاة ا‪٢‬بياة‬
‫كصف ه‬
‫ه‬
‫د‪.)ّ(‬‬

‫(ُ) سورة يونس‪.َُٕ :‬‬


‫(ِ) سورة الكهف‪.ٖٓ :‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬القواعد ا‪٤‬بثلى يف صاات اد كأ‪٠‬بائو‪ ،‬صُّ‪.‬‬

‫ُِٓ‬
‫كابف عجيبة مثلو مثل غّبه مف الناعرة يف إثباتو ل‪٠‬باء اد ا‪٢‬بسُب‪ ،‬يثبثها إال‬
‫داال على صاة يؤكلوهنا‪ ،‬ناوا‬
‫أنو يثبثها ٗبا يوافق معثقده النعرم‪ ،‬فإذا كاف االسم ن‬
‫داللة االسم على ىذا ا‪٤‬بعُب الذم يناونو‪ ،‬كإف كاف مواف نقا ‪٤‬بذىب السلف‪ ،‬كسوذكر‬
‫أمثلة على ذلك منها‪:‬‬
‫اسم اهلل (ا عيي األبيى)‪ :‬أكؿ ا‪٤‬بعُب؛ لكي يناي صاة العلو الذايت‬
‫د‪.‬‬
‫عدد مف الناعرة(ُ)‪ ،‬كسيويت إثبات ىذه الصاة كفق‬
‫كىذا الثوكيل قاؿ بو ه‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة‪.‬‬
‫معثقد أىل ُّ‬
‫اسم اهلل (ا لي م)‪ :‬أكؿ ا‪٤‬بعُب بقولو‪" :‬الذم ال يعاجل بالعقوبة ‪٤‬بف‬
‫يسثحقها"(ِ)‪.‬‬
‫كىذا الثاسّب الذم أراد بو الثنزيو ‪-‬بزعدمو‪ -‬قد عطل صاة اد‪ ،‬فقد‬
‫أكؿ االسم لناي الصاة‪ ،‬بل قاؿ‪" :‬فيكوف مف الصاة الناسية"(ّ)‪.‬‬
‫اسم اهلل (ا نةر)‪ :‬أكؿ معناه بػ(منور السدموات)‪.‬‬
‫فاسره بالزمو مع عدـ إثبات ما تضدمنو مف الصاة‪.‬‬
‫يح بونو‬
‫‪" :‬كالقرآف كا‪٢‬بديث كأقواؿ الصحابة صر ه‬ ‫يقوؿ ابف القيم‬
‫‪ ‬نور السدماكات كالرض‪ ،‬كلكف عادة السلف أف يذكر أحدىم يف تاسّب‬
‫(ُ) قاؿ عبد القاىر البغدادم‪" :‬يف إحالة كوف اإللو يف مكاف دكف مكاف"‪ ،‬ينظر‪ :‬أصوؿ الديف للبغدادم‪،‬‬
‫أيضا‪" :‬ال ٰبويو مكاف‪ ،‬كال ٯبرم عليو زماف ‪ ...‬قد كاف كال مكاف كىو ااف على ما كاف"‪.‬‬
‫صُُّ‪ ،‬كيقوؿ ن‬
‫ينظر‪ :‬الارؽ بْب الارؽ‪ ،‬صّّّ‪.‬‬
‫(ِ) تاسّب سورة الاا‪ٙ‬بة‪ ،‬صُُْ‪.‬‬
‫(ّ) ا‪٤‬برجع ناسو‪ ،‬صُُْ‪ ،‬كسيويت بياف تقسيم الصاات عند الناعرة‪.‬‬

‫ِِٓ‬
‫مثاال ينبو السامع‬
‫الزما مف لوازمها أك الغاية ا‪٤‬بقصودة منها أك ن‬ ‫اللاظة بعض معانيها ك ن‬
‫نورا‪،‬‬
‫على نظّبه‪ ،‬كىذا كثّبه يف كالمهم ‪٤‬بف توملو‪ ،‬فكونو سبحانو ىادينا ال ينايف كونو ن‬
‫نورا كأف يكوف النور مف أ‪٠‬بائو‬
‫كما ذكر ‪ ...‬أنو ٗبعُب منور ‪ ...‬ال ينايف كونو يف ناسو ن‬
‫كصااتو بل يؤٌكد ذلك‪ ،‬فإف ا‪٤‬بوجودات النورانية نوعاف (منها) ما ىو يف ناسو مسثنّب‬
‫مثال‪ ،‬فهذا ال يقاؿ لو نور‪ ،‬كمنها ما ىو مسثنّبه يف ناسو كىو‬ ‫كال ينّب غّبه كا‪١‬بدمرة ن‬
‫منّبه لغّبه كالشدمس كالقدمر كالنار‪ ،‬كليس يف ا‪٤‬بوجودات ما ىو منوهر لغّبه كىو يف ناسو‬
‫ليس بنور بل إنارتو لغّبه فرع كونو ن نورا يف ناسو"(ُ)‪.‬‬
‫كما توكلو ابف عجيبة باطل‪ ،‬فوئدمة السلف ‪ ‬أثبثوا ىذا االسم حقيقة‬
‫د‪.‬‬
‫قاؿ ابف القيم‪" :‬كمف أ‪٠‬بائو النور"(ِ)‪.‬‬
‫نورا‪،‬‬
‫نورا‪ ،‬كرسولو ن‬
‫نورا‪ ،‬كجعل كثابو ن‬ ‫أيضا‪" :‬اد‪٠ ‬بى ناسو ن‬ ‫كيقوؿ ن‬
‫نورا‪ ،‬كاحثجب عف خلقو بالنور‪ ،‬كجعل دار أكليائو نونرا يثألل‪ ،‬قاؿ اد تعاىل‪:‬‬
‫كدينو ن‬
‫ﮋ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲﮳ ﮴ ﮵ ﮶﮷ ﮸ ﮹ ﮺‬
‫﮻ ﮼ ﮽ ﮾ ﮿ ﯀ ﯁ ﯂ ﯃ ﯄ ﯅ ﯆ ﯇ ﯈ ﯉ ﯊ ﯋﯌ ﯍ ﯎‬
‫﯏﯐﯑ ﯒ﯓ ﯔﯕﯖﯗ ﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞ ﰀﮊ(ّ)(ْ)‪.‬‬
‫كما فسره ابف عجيبة بكونو يمنور السدماكات كالرض‪ ،‬فهو ياسر ال‪٠‬باء بلوازـ‬
‫قائم بو‪ ،‬كمنو انثق لو‬
‫معناىا مع ناي الصاة‪ ،‬كإال فالنُّور الذم ىو مف أكصافو ه‬
‫(ُ) ‪٨‬بثصر الصواعق ِ‪.ُٗٗ/‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬برجع ناسو ُ‪.ُٔ/‬‬
‫(ّ) سورة النور‪.ّٓ :‬‬
‫(ْ) ‪٨‬بثصر الصواعق ا‪٤‬برسلة ِ‪.َْٓ/‬‬

‫ِّٓ‬
‫(اسم النُّور) الذم ىو أحد ال‪٠‬باء ا‪٢‬بسُب(ُ)‪.‬‬
‫نورا‪ ،‬ك‪٠‬بى‬
‫كضده صاة نقص‪ ،‬ك‪٥‬بذا ‪٠‬بى اد ناسو ن‬ ‫كالنُّور صاة الكدماؿ‪ُّ ،‬‬
‫نورا‪ ،‬كجعل لكليائو النور كلعدائو الظلدمة(ِ)‪.‬‬
‫كثابو ن‬
‫اسم اهلل (ا س م)‪ :‬جعلو مف الصاات السلبية فقاؿ‪" :‬السالـ صاة‬
‫سلب"(ّ)‪.‬‬
‫كمعرفة اد‪ ‬ليسة ٗبعرفة صاات السلب‪ ،‬بل الصل فيها صاات‬
‫تابع كمقصوده تكدميل اإلثبات(ْ)‪.‬‬
‫اإلثبات‪ ،‬كالسلب ه‬
‫فكل‬
‫"فإف السلب ال يراد لذاتو‪ ،‬كإ٭با يقصد ‪٤‬با يثضدمنو مف إثبات الكدماؿ‪ُّ ،‬‬
‫ما نااه اد عف ناسو أك نااه عنو رسولو مف صاات النقص فإنو مثضدم هف للدمدح‬
‫كالثناء على اد بضد ذلك مف النقص مف الكصاؼ ا‪٢‬بدميدة كالفعاؿ الرنيدة"(ٓ)‪.‬‬
‫اسم مف أ‪٠‬باء اد‪ ‬الدالة على تنزيهو عف النقائص كالعيوب‬ ‫كالسالـ‪ :‬ه‬
‫أيضا‪ ،‬كقاؿ العلدماء يف تاسّبه‪:‬‬
‫على جهة العدموـ ن‬
‫كامل يف ذاتو‪ ،‬كصااتو‪ ،‬كأفعالو(ٔ)‪ ،‬كىو‬
‫السامل مف ‪ٝ‬بيع العيوب كالنقائص‪ ،‬ه‬
‫ئ مف اافات الظاىرة كالباطنة(ٕ)‪.‬‬
‫مشثق مف السالمة‪ ،‬أم م ه‬
‫(ُ) ينظر اجثدماع ا‪١‬بيوش اإلسالمية على غزك ا‪٤‬بعطلة ا‪١‬بهدمية‪ ،‬صْْ‪.ْٓ-‬‬
‫(ِ) ينظر ‪٨‬بثصر الصواعق ا‪٤‬برسلة ّ‪.َُّّ ،َُِٓ ،َُْٓ/‬‬
‫(ّ) تاسّب الاا‪ٙ‬بة الكبّب‪ ،‬صُِِ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر‪٦ :‬بدموع الاثاكل ُٕ‪.ُُِ/‬‬
‫(ٓ) نرح القصيدة النونية‪ ،‬للهراس ِ‪ ،ٓٓ/‬كينظر‪ :‬القواعد ا‪٤‬بثلى‪ ،‬صِْ‪.‬‬
‫(ٔ) ينظر بدائع الاوائد ِ‪ ،ُّٖ/‬كنااء العليل ُ‪ ،َُٖ/‬كا‪١‬بامع لحكاـ القرآف َُ‪.ُِْ/‬‬
‫(ٕ) ينظر‪ :‬ماردات ألااظ القرآف‪ ،‬صُِْ‪ ،‬ك‪٨‬بثار الصحاح‪ ،‬صُُّ‪.‬‬

‫ِْٓ‬
‫السلوب‪ ،‬فإف‬
‫‪" :‬كأخطو كل ا‪٣‬بطو مف زعم أنو مف أ‪٠‬باء ُّ‬ ‫قاؿ ابف القيم‬
‫كدماال‪ ،‬بل اسم السالـ مثضدم هف للكدماؿ السامل مف كل ما‬ ‫السلب احملض ال يثضدمف ن‬
‫مسثلزما إلرساؿ الُّر يسل‪ ،‬كإنزاؿ‬
‫ن‬ ‫يضاده‪ ،‬كإذا مل تظلم ىذا االسم ككفيثو معناه كجدتو‬
‫الكثب كنرع الشرائع‪ ،‬كثبوت ا‪٤‬بعاد كحدكث العامل‪ ،‬كثبوت القضاء كالقدر‪ ،‬كعلو‬
‫الرب تعاىل على خلقو كرؤيثو لفعا‪٥‬بم ك‪٠‬بعو لصواهتم كاطالعو على سرائرىم كعلى‬
‫يك بوجو مف الوجوه‪ ،‬فهو‬ ‫نياهتم‪ ،‬كتارده بثدبّبىم كتوحده يف كدمالو ا‪٤‬بقدس عف نر و‬
‫‪٢‬بق مف كل كجو‪ ،‬كدما ىو الثنزيو ال مء عف نقائص البشر مف كل كجو‪،‬‬ ‫السالـ ا ُّ‬
‫ك‪٤‬با كاف سبحانو موصوفنا بوف لو يديف مل يكف فيهدما مشاؿ‪ ،‬بل كلثا يديو ٲبْب‬
‫مباركة‪ ،‬كذلك أ‪٠‬باؤه كلُّها حسُب‪ ،‬كأفعالو كلُّها خّب‪ ،‬كصااتو كلُّها كدماؿ"(ُ)‪.‬‬
‫سالـ يف صااتو مف كل‬‫كقاؿ الشي عبد اد الغنيدماف ‪-‬حاظو اد‪ ..." :-‬ه‬
‫كنقص كنر كظل وم و‬
‫كفعل كاقع على غّب‬ ‫عيب و‬‫كسالـ يف أفعالو مف كل و‬‫ه‬ ‫و‬
‫عيب كنقص‪،‬‬
‫ا‪٢‬بق مف كل كجو كبكل اعثبار‪ ،‬كىذا ىو حقيقة الثنزيو‬
‫كجو ا‪٢‬بكدمة‪ ،‬فهو السالـ ُّ‬
‫الذم نزه بو ناسو‪ ،‬كنزىو بو رسولو‪ ،‬فهو السالـ مف الصاحبة كالولد‪ ،‬كالسالـ مف‬
‫دمي كا‪٤‬بدماثل‪ ،‬كالسالـ مف الشريك‪.‬‬
‫النظّب كالكفء‪ ،‬كالس ُّ‬
‫سالما ‪٩‬با يضاد‬ ‫و‬
‫ك‪٥‬بذا إذا نظرت إىل أفراد صاات كدمالو كجدت كل صاة ن‬
‫سالـ مف كل ما يثوٮبو معط هل أك ‪ٚ‬بيلو مشبو‬
‫كدما‪٥‬با ‪ ...‬كىكذا ‪ٝ‬بيع صااتو كأفعالو ه‬
‫‪-‬تعاىل ربُّنا السالـ‪ -‬عدما يضاد كدمالو ‪ ...‬فللو تعاىل ما يليق بو مف ا‪٤‬بعاين الكاملة‬
‫السا‪٤‬بة مف النقائص كالعيوب‪ ،‬كللدم لوؽ ما يناسبو كيليق بضعاو"(ِ)‪.‬‬

‫(ُ) أحكاـ أىل الذمة ُ‪.ُّٗ/‬‬


‫(ِ) نرح كثاب الثوحيد يف صحيح الب ارم ُ‪.ُِٕ-ُِٔ/‬‬

‫ِٓٓ‬
‫ج‪ :‬يس د هلل‪ ‬ب ا م رد ي ا كداب وا سنَّد‬
‫كمنثقم مف أ‪٠‬بائو تعاىل"(ِ)‪.‬‬
‫ه‬ ‫"‬ ‫‪،‬‬ ‫(ُ)‬
‫مثل‪" :‬ا‪٤‬بنثقم"‪" ،‬كقدًن ال أكؿ لو"‬
‫كضع العلدماء ‪ ‬ضابطنا ‪٤‬بعرفة ال‪٠‬باء ا‪٢‬بسُب‪ ،‬يثبْب ذلك مف خالؿ‬
‫تعريف ابف تيدمية لأل‪٠‬باء ا‪٢‬بسُب‪ ،‬بقولو‪ :‬ال‪٠‬باء ا‪٢‬بسُب ا‪٤‬بعركفة‪ ،‬ىي الٍب ييدعى‬
‫السنة‪ ،‬كىي الٍب تقثضي ا‪٤‬بدح كالثناء بناسها(ّ)‪.‬‬ ‫هبا‪ ،‬كىي الٍب جاءت يف الكثاب ك ُّ‬
‫ا مف قوؿ اد‪ :‬ﮋﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ‬ ‫كىذا الثعريف مسثنب ه‬
‫ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮊ(ْ)‪ ،‬فهي توقياية ٗبعُب أهنا كردت يف‬
‫السنة‪ ،‬كىي معهودة‪ ،‬فاللف كالالـ يف قوؿ اد تعاىل‪ :‬ﮋﭴﮊ للعهد‪،‬‬ ‫الكثاب ك ُّ‬
‫ا مف قوؿ اد‬ ‫ككذلك أ‪٠‬باء اد ا‪٢‬بسُب تقثضي ا‪٤‬بدح كالثناء بناسها‪ ،‬كىذا مسثنب ه‬
‫تعاىل‪ :‬ﮋﭵﮊ‪ ،‬كىي الٍب ييدعى هبا كىي موخوذة مف قوؿ اد تعاىل‪ :‬ﮋﭶﭷﮊ‪.‬‬
‫فإذا اكثدملة ىذه الضوابا يف االسم نثبثو د‪.)ٓ(‬‬
‫‪٨‬بالف ‪٤‬با قرره كبينو أىل العلم‪.‬‬
‫ك‪٥‬بذا قوؿ ابف عجيبة (ا‪٤‬بنثقم) مف أ‪٠‬باء اد‪ ‬ه‬
‫قاؿ ابف تيدمية‪" :‬كاسم (ا‪٤‬بنثقم) ليس مف أ‪٠‬باء اد ا‪٢‬بسُب الثابثة عف النيب‬
‫كإ٭با جاء يف القرآف مقي ندا كقولو تعاىل‪ :‬ﮋﭥ ﭦ ﭧ ﭨﮊ(ٔ)‪ ،‬كقولو تعاىل‪:‬‬
‫ﮋﮛ ﮜﮝ ﮞﮟﮊ(ٕ)(ٖ)‪.‬‬

‫(ُ) رسالة يف العقائد ‪٨‬بطوط‪ ،‬ؿ‪ ،ُ/‬كإيقاظ ا‪٥‬بدمم يف نرح ا‪٢‬بكم‪ ،‬صُٗٗ‪.‬‬
‫(ِ) نرح ال دة‪ ،‬صُِّ‪ ،‬كينظر‪ :‬البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ٔٔ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬نرح العقيدة الصاهانية‪ ،‬صٓ‪.‬‬
‫(ْ) سورة العراؼ‪.َُٖ :‬‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة يف أ‪٠‬باء اد ا‪٢‬بسُب‪ ،‬صّٖ‪.ّٗ-‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬معثقد أىل ُّ‬
‫(ٔ) سورة السجدة‪.ِِ :‬‬
‫(ٕ) سورة إبراىيم‪.ْٕ :‬‬
‫(ٖ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ٖ‪.ٗٔ/‬‬

‫ِٔٓ‬
‫بعدـ صحة ىذا االسم د‪ ‬فقاؿ‪:‬‬ ‫كىذا الذم رجحو ابف تيدمية‬
‫كثاب كال يف سنة نبيو ‪،‬‬ ‫احدا‪ ،‬فهذا اللا ال يوجد يف و‬ ‫"كأما كونو القدًن الزل ك ن‬
‫بل كال جاء اسم القدًن يف أ‪٠‬باء اد تعاىل‪ ،‬كإف كاف مف أ‪٠‬بائو (الكؿ)‪.‬‬
‫السنة كجب اإلقرار بو على‬ ‫منصوصا يف الكثاب ك ُّ‬
‫ن‬ ‫كالقواؿ نوعاف‪ :‬فدما كاف‬
‫كل مسلم‪.‬‬
‫رده حٌب يعرؼ‬ ‫أصل يف النص كاإل‪ٝ‬بػاع‪ ،‬مل ٯبب قبولو كال ُّ‬ ‫كما مل يكف لو ه‬
‫معناه"(ُ)‪.‬‬
‫أيضا على أىل الكالـ الذيف أطلقوا اسم (القدًن) على اد‪‬‬ ‫كرد ن‬
‫"كالصواب أف القدًن ما تقدـ على غّبه يف اللغة الٍب جاء هبا القرآف‪ ،‬كأما كونو كاف‬
‫أحق أف يكوف‬ ‫معدكما‪ ،‬فهذا ال يشَبط يف تسدميثو قدٲبنا‪ ،‬كاد ُّ‬‫ن‬ ‫معدكما‪ ،‬أك مل يكف‬
‫ن‬
‫تدؿ مطلقة‬‫قدٲبنا؛ لنو مثقد هـ على كل نيء لكف ‪٤‬با كاف لا القدًن فيو نو واح ال ُّ‬
‫إال على ا‪٤‬بثقدـ على غّبه‪ ،‬كاف اسم الكؿ أحسف منو فجاء يف أ‪٠‬بائو ا‪٢‬بسُب الٍب‬
‫دعى هبا كبيندما يٱب بو مف‬ ‫السنة أنو الكؿ‪ ،‬كفرؽ بْب ال‪٠‬باء الٍب يي ى‬‫يف الكثاب ك ُّ‬
‫اللااظ لجل ا‪٢‬باجة إىل بياف معانيها"(ِ)‪.‬‬
‫كلذلك عد العلدماء مف اإل‪٢‬باد يف أ‪٠‬باء اد "العدكؿ هبا عف الصواب فيها‪،‬‬
‫كإدخاؿ ما ليس مف معانيها فيها‪ ،‬كمف فعل ذلك فقد كذب على اد‪.)ّ(‬‬
‫قاؿ ابف حجر ‪" :‬قاؿ أىل الثاسّب‪ :‬كمف اإل‪٢‬باد يف أ‪٠‬بائو تسدميثو ٗبا مل‬
‫السنة الصحيحة"(ْ)‪.‬‬‫يرد يف الكثاب أك ُّ‬
‫السنة النبوية ِ‪.ُِّ/‬‬
‫(ُ) منهاج ُّ‬
‫(ِ) بياف تلبيس ا‪١‬بهدمية ٓ‪.ُِٕ-ُُٕ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬بدائع الاوائد‪ ،‬صُّٓ‪.ُْٓ-‬‬
‫(ْ) فثح البارم ُُ‪.ُِِ/‬‬

‫ِٕٓ‬
‫مسأ د‪ :‬االسم وا س َّ ى ومةقف ابج بة اد منها‬
‫قاؿ ابف عجيبة‪" :‬االسم عْب ا‪٤‬بسدمى يف الثحقيق"(ُ)‪ ،‬كهبذا القوؿ قد كافق‬
‫قوؿ الناعرة(ِ)‪.‬‬
‫يف‬ ‫كقد نشوت ىذه ا‪٤‬بقالة نثيجة ا‪٣‬بالؼ مع ا‪٤‬بعثزلة يف عهد اإلماـ أ‪ٞ‬بد‬
‫(ّ)‬
‫علدما أنو كره ا‪٣‬بوض يف ذلك؛ لنو عده‬ ‫ن‬ ‫‪،‬‬ ‫إبطاؿ قو‪٥‬بم‪ :‬إف االسم غّب ا‪٤‬بسدمى‬
‫مف احملدثات(ْ)‪.‬‬
‫كيف ىذا الصدد نبْب موقف العلدماء يف ىذه ا‪٤‬بسولة‪.‬‬
‫قاؿ ابف تيدمية ‪" :‬القوؿ يف االسم كا‪٤‬بسدمى مف ا‪٢‬بدماقات ا‪٤‬ببثدعة الٍب ال‬
‫لحد مف الئدمة‪ ،‬كأف حسب اإلنساف أف ينثهي إىل قولو تعاىل‪:‬‬ ‫قوؿ و‬ ‫يعرؼ فيها ه‬
‫ﮋﭳ ﭴ ﭵ ﭶﮊ(ٓ)‪ ،‬كىذا ىو القوؿ بوف االسم للدمسدمى‪ ،‬كىذا اإلطالؽ‬
‫السنة مف أصحاب اإلماـ أ‪ٞ‬بد كغّبه"(ٔ)‪.‬‬ ‫اخثيار أكثر ا‪٤‬بنثسبْب إىل ُّ‬
‫ا ةل ا ثاني‪ :‬أف االسم ىو ا‪٤‬بسدمى‪ ،‬أم االسم يراد بو ا‪٤‬بسدمى‪.‬‬
‫قاؿ ابف تيدمية‪" :‬كالذيف قالوا‪ :‬االسم ىو ا‪٤‬بسدمى أمثاؿ‪ :‬أ بكر‬
‫عبد العزيز(ٕ)‪ ،‬كأ القاسم الط اين(ٖ)‪ ،‬كالاللىكائي(ٗ)‪ ،‬كأ ‪٧‬بدمد البغوم صاحب‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.ُٓٔ/‬‬
‫(ِ) ينظر‪ٛ :‬بهيد الكائل كتل يص الدالئل‪ ،‬للباقالين‪ ،‬صِٖٓ‪ ،‬كأصوؿ الديف‪ ،‬صُُْ‪.‬‬
‫السنة‪ ،‬للط م‪ ،‬صِٓ‪.ِٔ-‬‬ ‫(ّ) ينظر‪ :‬صريح ُّ‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬ذيل طبقات ا‪٢‬بنابلة ُ‪.ِٗٗ/‬‬
‫(ٓ) سورة العراؼ‪.َُٖ :‬‬
‫(ٔ) قاعدة يف االسم كا‪٤‬بسدمى‪ ،‬ضدمف ‪٦‬بدموع الاثاكل ٔ‪.ُٖٕ/‬‬
‫(ٕ) ىو أبو بكر‪ ،‬عبد العزيز بف جعار البغوم‪ ،‬معركؼ بغالـ ا‪٣‬بالؿ‪ ،‬كىو مف تالميذه‪ ،‬كاف كاسع الركاية ككثّب العبادة‪،‬‬
‫كيعرؼ بونو مف أئدمة ا‪٢‬بنابلة‪ ،‬تويف سنة ّّٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬تاري بغداد َُ‪ ،ْٗٓ/‬طبقات ا‪٢‬بنابلة ِ‪.ُُٗ/‬‬
‫(ٖ) ىو أبو القاسم‪ ،‬سليدماف بف أ‪ٞ‬بد بف أيوب بف مطّب الل دمي الشامي الط اين‪ ،‬كلد بعكا سنة َِٔىػ‪ٝ ،‬بع‬
‫طويال‪ ،‬كازدحم عليو احملدثوف‪ ،‬لو مصناات منها‪ :‬ا‪٤‬بعجم الصغّب‪ ،‬ا‪٤‬بعجم الكبّب‪ ،‬كانة‬ ‫دىرا ن‬‫كصنف كعيدمر ن‬
‫كفاتو سنة َّٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬كفياف العياف ِ‪ ،ِْٕ/‬سّب أعالـ النبالء ُِ‪.َُِ/‬‬
‫(ٗ) ىو ىبة اد بف ا‪٢‬بسف بف منصور الط م الرازم الشافعي الاللكائي‪ ،‬ركل عنو‪ :‬أبو بكر ا‪٣‬بطيب‪ ،‬كابنو ‪٧‬بدمد بف ىبة‬
‫=‬
‫ِٖٓ‬
‫عرح ا سنَّد كغّبىم"(ُ)‪.‬‬
‫كالقوؿ الثاين كىو ا‪٤‬بشهور عف أ ا‪٢‬بسف(ِ)‪ :‬أف ال‪٠‬باء ثالثة أقساـ‪ :‬تارة‬
‫يكوف االسم ىو ا‪٤‬بسدمى كاسم ا‪٤‬بوجود‪ ،‬كتارة يكوف غّب ا‪٤‬بسدمى كاسم ا‪٣‬بالق‪،‬‬
‫كتارة ال يكوف ىو كال غّبه كاسم العليم كالقدير‪.‬‬
‫كىؤالء الذيف قالوا‪ :‬إف االسم ىو ا‪٤‬بسدمى مل يريدكا بذلك أف اللا ا‪٤‬بؤلف‬
‫مف ا‪٢‬بركؼ ىو ناس الش ص ا‪٤‬بسدمى بو‪ ،‬فإف ىذا ال يقولو عاقل؛ ك‪٥‬بذا يقاؿ‪ :‬لو‬
‫كاف االسم ىو ا‪٤‬بسدمى لكاف مف قاؿ‪ :‬نار احَبؽ لسانو‪ ،‬كمف الناس مف ُّ‬
‫يظف أف‬
‫ا عليهم؛ بل ىؤالء يقولوف‪ :‬اللا ىو‬ ‫ىذا مرادىم‪ ،‬كيشنع عليهم‪ ،‬كىذا غل ه‬
‫قلة‪ :‬يا زيد‪ ،‬يا‬ ‫الثسدمية‪ ،‬كاالسم ليس ىو اللا ؛ بل ىو ا‪٤‬براد باللا فإنك إذا ى‬
‫عدمرك‪ ،‬فليس مرادؾ دعاء اللا ‪ ،‬بل مرادؾ دعاء ا‪٤‬بسدمى باللا ‪ ،‬كذكرت االسم‬
‫فصار ا‪٤‬براد باالسم ىو ا‪٤‬بسدمى‪.‬‬
‫ت أ‪٠‬باؤى ػػا‪ ،‬فقي ػػل‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ‬ ‫كىػػذا ال ريػػب فيػػو إذا أخ ػ عػػف النػػياء ف ػ يذكًىر ٍ‬
‫ﭓﮊ(ّ)‪ ،‬ﮋ ﯱ ﯲ ﮊ(ٓ) ‪ ،‬ﮋ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﮊ(ٔ) فل ػ ػػيس ا‪٤‬ب ػ ػراد أف ى ػ ػػذا‬
‫اللا ىو الر يسوؿ‪ ،‬كىو الذم كلدمو اد‪.‬‬
‫=‬
‫اد‪ ،‬ككانة كفاتو سنة ُْٖىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعالـ النبالء ُّ‪.ُّٔ/‬‬
‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ٔ‪.ُٖٖ-ُٖٕ/‬‬
‫‪ ،‬ككاف يف بداية‬ ‫(ِ) أبو ا‪٢‬بسف‪ ،‬علي بف إ‪٠‬باعيل بف إسحاؽ النعرم‪ ،‬مف نسل الصحا أ موسى النعرم‬
‫أمره على مذىب ا‪٤‬بعثزلة‪ ،‬مث انثقل إىل مذىب ال يكالبية‪ ،‬تويف سنة ِّْق‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعالـ النبالء ُٓ‪.ٖٓ/‬‬
‫(ّ) سورة الاثح‪.ِٗ :‬‬
‫(ْ) سورة الحزاب‪.َْ :‬‬
‫(ٓ) سورة الحزاب‪.َْ :‬‬
‫(ٔ) سورة النساء‪.ُْٔ :‬‬

‫ِٗٓ‬
‫عدؿ ك‪٫‬بو ذلك‪ ،‬فإ٭با‬ ‫ككذلك إذا قيل‪ :‬جاء زي هد كأنهد على عدمرك‪ ،‬كفال هف ه‬
‫تذكر ال‪٠‬باء كا‪٤‬براد هبا ا‪٤‬بسدميات‪ ،‬كىذا ىو مقصود الكالـ‪ ،‬فلدما كانة أ‪٠‬باء‬
‫النياء إذا ذيكرت يف الكالـ ا‪٤‬بؤلف فإ٭با ا‪٤‬بقصود ىو ا‪٤‬بسدميات‪ ،‬قاؿ ىؤالء‪ :‬االسم‬
‫ىو ا‪٤‬بسدمى كجعلوا اللا ىو االسم عند الناس ىو الثسدمية‪ ،‬كدما قاؿ البغوم‪:‬‬
‫كاالسم ىو ا‪٤‬بسدمى كعينو كذاتو"(ُ)‪.‬‬
‫"أمػ ػا قول ػػو تع ػػاىل‪ :‬ﮋﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮊ(ِ)‪ ،‬ف ػػوخ‬
‫أف ا‪٠‬ب ػػو ٰب ػػٓب‪ ،‬مث ن ػػادل االس ػػم فق ػػاؿ‪ :‬ﮋﭑﮊ(ّ) فه ػػذا ا‪٠‬ب ػػو‪ ،‬ل ػػيس اس ػػم ذات ػػو‬
‫(ْ)‬
‫فا‪٤‬بقصود ا‪٤‬براد بنػداء االسػم ىػو نػداء ا‪٤‬بسػدمى؛ مل يقصػد نػداء اللاػ " كقػاؿ‪ :‬ﮋﭸ‬
‫ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﮊ(ٓ)‪.‬‬
‫وأراد الن اص ا‪٤‬بعبودة؛ لهنم كانوا يعبدكف ا‪٤‬بسدميات‪ ،‬كقاؿ‪ :‬ﮋ ﮟ ﮠ ﮡ‬
‫(ٕ)‬ ‫(ٔ)‬
‫ﮢﮊ ‪ ،‬كقاؿ تعاىل‪ :‬ﮋ ﮆ ﮇ ﮈﮊ ‪.‬‬
‫أيضا اسم‪ ،‬كاسثعدمالو يف الثسدمية أكثر مف‬ ‫قاؿ أبو ا‪٢‬بسف‪ :‬مث يقاؿ للثسدمية ن‬
‫ا‪٤‬بسدمى‪.‬‬
‫كقاؿ أبو بكر بف فورؾ(ٖ)‪ :‬اخثلاة الناس يف حقيقة االسم‪ ،‬كلىل اللُّغة يف‬
‫ذلك كالـ‪ ،‬كلىل ا‪٢‬بقائق فيو بياف‪ ،‬كبْب ا‪٤‬بثكلدمْب فيو خالؼ‪.‬‬
‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ٔ‪.ُٖٗ-ُٖٖ/‬‬
‫(ِ) سورة مرًن‪.ٕ :‬‬
‫(ّ) سورة مرًن‪.ُِ :‬‬
‫(ْ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ٔ‪.ُِٗ/‬‬
‫(ٓ) سورة يوسف‪.َْ :‬‬
‫(ٔ) سورة العلى‪.ُ :‬‬
‫(ٕ) سورة الر‪ٞ‬بف‪.ٕٖ :‬‬
‫(ٖ) ‪٧‬بدمد بف ا‪٢‬بسف بف فورؾ النصارم‪ ،‬الصبهاين‪ ،‬مف كبار الناعرة ا‪٤‬بثكلدمْب‪ ،‬كمف فقهاء الشافعية‪٠ ،‬بع‬
‫بالبصرة كبغداد‪ ،‬كحدث بنيسابور‪ ،‬مف مصنااتو‪ :‬مشكل ا‪٢‬بديث‪ ،‬ا‪٢‬بدكد يف الصوؿ‪ ،‬تويف سنة َْٔىػ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬سّب أعالـ النبالء ُٕ‪ ،ُِْ/‬طبقات فقهاء الشافعية ُ‪ ،ُّٔ/‬الوايف بالوفيات ُ‪.ِٖٗ/‬‬

‫َِٔ‬
‫حركؼ منظومة دالةه على معُب مارد‪ ،‬كمنهم‬
‫ه‬ ‫فوما أىل اللُّغة فيقولوف‪ :‬االسم‬
‫مف يقوؿ‪ :‬إنو قوؿ ُّ‬
‫يدؿ على مذكور يضاؼ إليو؛ يعِب‪ :‬ا‪٢‬بديث كا‪٣‬ب ‪.‬‬
‫أيضا يف معُب ذلك‪ ،‬فدمنهم مف يقوؿ‪:‬‬ ‫قاؿ‪ :‬كأما أىل ا‪٢‬بقائق فقد اخثلاوا ن‬
‫اسم الشيء ىو ذاتو كعينو (أي هة ا س َّ ى)‪ ،‬كالثسدمية عبارة عنو كداللة عليو‪،‬‬
‫توس نعا‪.‬‬
‫فيسدمى ا‪٠‬بنا ُّ‬
‫كقالة ا‪١‬بهدمية كا‪٤‬بعثزلة‪ :‬ال‪٠‬باء كالصاات‪ :‬ىي القواؿ الدالة على‬
‫يب ‪٩‬با قالو بعض أىل اللُّغة‪.‬‬ ‫ا‪٤‬بسدميات‪ ،‬كىو قر ه‬
‫كالثالث‪ :‬ال ىو‪ ،‬كال ىو غّبه‪ ،‬كالعلم كالعامل‪ ،‬كمنهم مف قاؿ‪ :‬اسم الشيء‬
‫ىو صاثو ككصاو‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كالذم ىو ا‪٢‬بق عندنا‪ :‬قوؿ مف قاؿ‪ :‬اسم الشيء ىو عينو كذاتو‪ ،‬كاسم‬
‫اد ىو اد‪ ،‬كتقدير قوؿ القائل‪ :‬بسم اد أفعل‪ ،‬أم‪ :‬باد أفعل‪ ،‬كأنو ا‪٠‬بو ىو‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كإىل ىذا القوؿ ذىب أبو عبيد القاسم بف سالـ(ُ)‪ ،‬كاسثدؿ بقوؿ‬
‫لىبًيد(ِ)‪:‬‬
‫(ّ)‬
‫ػامال فقػػد اعثػػذر‬
‫ػوال كػ ن‬
‫كمػػف يبػػك حػ ن‬ ‫إىل ا‪٢‬ب ػ ػػوؿ مث اس ػ ػػم الس ػ ػػالـ عليكدم ػ ػػا‬
‫كا‪٤‬بعُب‪ :‬مث السالـ عليكدما‪ ،‬فإف اسم السالـ ىو السالـ‪.‬‬
‫(ُ) أبو عبيد‪ ،‬القاسم بف سالـ ا‪٥‬بركم الزدم البغدادم‪ ،‬مف علدماء ا‪٢‬بديث‪ ،‬كلد سنة ُٕٓىػ‪ ،‬توىل القضاء‬
‫بطرسوس ‪ٜ‬بانية عشرة سنة‪ ،‬لو مصناات منها‪ :‬اإلٲباف كمعا‪٤‬بو كسننو كاسثكدمالو كدرجاتو‪ ،‬الغريب ا‪٤‬بصنف يف غريب‬
‫ا‪٢‬بديث‪ ،‬كانة كفاتو سنة ِِْىػ‪ .‬ينظر‪ :‬تذكرة ا‪٢‬بااظ ِ‪.ُْٕ/‬‬
‫(ِ) لبيد بف ربيعة العامرم‪ ،‬الشاعر‪ ،‬كاف نري ناا يف ا‪١‬باىلية كاإلسالـ‪ ،‬قدـ على النيب ﷺ مع كفد قومو‪ ،‬فوسلم‬
‫كح يسف إسالمو‪ ،‬تويف سنة ُْىػ‪ .‬ينظر‪ :‬طبقات فحوؿ الشعراء ُ‪ ،ُّٓ/‬ا‪٤‬بؤتلف كا‪٤‬ب ثلف‪ ،‬صُْٓ‪.‬‬
‫ى‬
‫(ّ) ديواف لبيد‪ ،‬صٕٗ‪.‬‬

‫ُِٔ‬
‫كتع ػ ػػاىل‪ :‬ﮋ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬ ‫ق ػ ػػاؿ‪ :‬كاح ػ ػػثج أص ػ ػػحابنا يف ذل ػ ػػك بقول ػ ػػو تب ػ ػػارؾ‬
‫ﮋﮟ ﮠ‬ ‫ﮋﮊ(ُ)‪ ،‬كىذا ىو صاة للدمسدمى ال صػاة ‪٤‬بػا ىػو قػوؿ ككػالـ‪ ،‬كبقولػو‪:‬‬
‫س ػػبحانو‪ :‬ﮋ ﮇ ﮈ ﮉ‬ ‫ﮡ ﮢﮊ(ِ)‪ ،‬فػػإف ا‪٤‬بس ػػبح ى ػػو ا‪٤‬بس ػػدمى كى ػػو اد‪ ،‬كبقول ػػو‬
‫(ّ)‬
‫ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮊ ‪ ،‬مث ق ػ ػ ػ ػػاؿ‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ‬
‫(ٓ)‬ ‫(ْ)‬
‫ﭘﮊ ‪ ،‬فنادل االسم كىو ا‪٤‬بسدمى" ‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬الاقهاء أ‪ٝ‬بعوا على أف ا‪٢‬بالف باسم اد كا‪٢‬بالف باد‪ ،‬يف بياف أنو‬
‫تنعقد اليدمْب بكل ك و‬
‫احد منهدما؛ فلو كاف اسم اد غّب اد لكاف ا‪٢‬بالف بغّب اد ال‬
‫تنعقد ٲبينو‪ ،‬فلدما انعقد‪ ،‬كلزـ با‪٢‬بٍنث فيها كاارة دؿ على أف ا‪٠‬بو ىو‪ُّ ،‬‬
‫كيدؿ عليو‬
‫أف القائل إذا قاؿ‪ :‬ما اسم معبودكم؟ قلنا‪ :‬اد‪ ،‬فإذا قاؿ‪ :‬ما معبودكم؟ قلنا‪ :‬اد‪،‬‬
‫فنجيب يف االسم ٗبا ‪٪‬بيب بو يف ا‪٤‬بعبود‪ ،‬فدؿ على أف اسم ا‪٤‬بعبود ىو ا‪٤‬بعبود ال‬
‫ﮋﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬ ‫غّب‪ ،‬كبقولو‪:‬‬
‫ﮆﮊ(ٔ)‪ ،‬كإ٭با عبدكا ا‪٤‬بسدميات ال القواؿ الٍب ىي أعراض ال تعبد‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬فإف قيل‪ :‬أليس يقاؿ‪ :‬اد إلوه كاح هد كلو أ‪٠‬باء كثّبة‪ ،‬فكيف يكوف‬
‫كثّبا؟ قيل‪ :‬إذا أطلق أ‪٠‬باء‪ ،‬فا‪٤‬براد بو مسدميات ا‪٤‬بسدمْب‪ ،‬كالشيء قد ييسدمى‬
‫الواحد ن‬
‫باسم داللثو كدما ييسدمى ا‪٤‬بقدكر قدرة‪.‬‬
‫(ُ) سورة الر‪ٞ‬بف‪.ٕٖ :‬‬
‫(ِ) سورة العلى‪.ُ :‬‬
‫(ّ) سورة مرًن‪.ٕ :‬‬
‫(ْ) سورة مرًن‪.ُِ :‬‬
‫(ٓ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ٔ‪.َُٗ -ُٖٕ/‬‬
‫(ٔ) سورة يوسف‪.َْ :‬‬

‫ِِٔ‬
‫قاؿ‪ :‬فعلى ىذا يكوف معُب قولو‪ :‬باسم اد‪ ،‬أم باد‪ ،‬كالباء معناىا االسثعانة‬
‫كإظهار ا‪٢‬باجة‪ ،‬كتقديره‪ :‬بك أسثعْب كإليك أحثاج‪ ،‬كقيل‪ :‬تقدير الكلدمة‪ :‬أبثدئ‬
‫أك أبدأ با‪٠‬بك فيدما أقوؿ كأفعل‪.‬‬
‫قلة‪ :‬لو اقثصركا على أف أ‪٠‬باء الشيء إذا ذيكرت يف الكالـ فا‪٤‬براد هبا‬‫ي‬
‫(ُ)‬
‫ا‪٤‬بسدميات كدما ذكركه يف قولو‪ :‬ﮋﭑﮊ ‪ ،‬ك‪٫‬بو ذلك لكاف ذلك معُب ك ن‬
‫اضحا ال‬
‫ينازعو فيو مف فهدمو‪ ،‬لكف مل يقثصركا على ذلك؛ ك‪٥‬بذا أنكر قو‪٥‬بم ‪ٝ‬بهور الناس مف‬
‫السنة كغّبىم؛ ‪٤‬با يف قو‪٥‬بم مف المور الباطلة‪ ،‬مثل دعواىم أف لا اسم الذم‬ ‫أىل ُّ‬
‫ىو ا س ـ معناه‪ :‬ذات الشيء كناسو‪ ،‬كأف ال‪٠‬باء الٍب ىي ال‪٠‬باء مثل‪ :‬زيد‬
‫‪٨‬بالف ‪٤‬با يعلدمو‬
‫ه‬ ‫باطل‬
‫كعدمرك ىي الثسدميات‪ ،‬ليسة ىي أ‪٠‬باء ا‪٤‬بسدميات‪ ،‬ككالٮبا ه‬
‫‪ٝ‬بيع الناس مف ‪ٝ‬بيع المم ك‪٤‬با يقولونو‪.‬‬
‫كعدمرا ك‪٫‬بو ذلك ىي أ‪٠‬باء الناس‪ ،‬كالثسدمية جعل الشيء‬
‫فإهنم يقولوف‪ :‬إف ز نيدا ن‬
‫ا‪٠‬بنا لغّبه‪ ،‬كىي مصدر ‪٠‬بيثو تسدميةن إذا جعلة لو ا‪٠‬بنا‪ ،‬كاالسم ىو القوؿ الداؿ على‬
‫ا‪٤‬بسدمى‪ ،‬ليس االسم الذم ىو لا اسم ىو ا‪٤‬بسدمى‪ ،‬بل يراد بو ا‪٤‬بسدمى‪ ،‬لنو حكم‬
‫عليو"(ِ)‪ ،‬قاؿ الشافعي ‪" :‬مف حلف باسم مف أ‪٠‬باء اد تعاىل فعليو الكاارة؛‬
‫لف اسم اد غّب ‪٨‬بلوؽ‪ ،‬كمف حلف بالكعبة‪ ،‬أك بالصاا كا‪٤‬بركة فليس عليو الكاارة؛‬
‫لنو ‪٨‬بلوؽ‪ ،‬كذاؾ غّب ‪٨‬بلوؽ"(ّ)‪.‬‬
‫الصح كالسلم الذم ذكره نارح الطحاكية بقولو‪" :‬كطا‪٤‬با غلا كثّبه‬ ‫ُّ‬ ‫كالرأم‬
‫(ُ) سورة مرًن‪.ُِ :‬‬
‫(ِ) ‪٦‬بدموع الاثاكل‪ ،‬البف تيدمية ٔ‪.ُٔٗ/ُِ ،ُِٗ-ُُٗ-َُٗ/‬‬
‫(ّ) أخرجو ابف أ حامت يف آداب الشافعي‪ ،‬صُّٗ‪ ،‬قاؿ‪ :‬حدثِب الربيع بف سليدماف ا‪٤‬برادم‪ ،‬كأخرجو أبو نعيم يف‬
‫ا‪٢‬بلية ٗ‪ ،ُُّ/‬كالبيهقي يف ال‪٠‬باء كالصاات‪ ،‬صِِٓ‪.ِٓٔ-‬‬

‫ِّٔ‬
‫مف الناس يف ذلك‪ ،‬كجهلوا الصواب فيو‪ ،‬فاالسم يراد بو ا‪٤‬بسدمى تارة‪ ،‬كيراد بو‬
‫اللا الداؿ عليو أخرل‪ ،‬فإذا قلة‪ :‬قاؿ اد كذا‪ ،‬أك ‪٠‬بع اد ‪٤‬بف ‪ٞ‬بده‪ ،‬ك‪٫‬بو ذلك‬
‫‪-‬فهذا ا‪٤‬براد بو ا‪٤‬بسدمى ناسو‪ ،‬كإذا قلة‪ :‬اد اسم عر ‪ ،‬كالر‪ٞ‬بف اسم عر ‪،‬‬
‫كالر‪ٞ‬بف مف أ‪٠‬باء اد ك‪٫‬بو ذلك‪ -‬فاالسم ىاىنا ىو ا‪٤‬براد ال ا‪٤‬بسدمى‪ ،‬كال يقاؿ‬
‫غّبه؛ ‪٤‬با يف لا الغّب مف اإل‪ٝ‬باؿ‪ :‬فإف أريد با‪٤‬بغايرة أف اللا غّب ا‪٤‬بعُب فحق‪ ،‬كإف‬
‫أريد أف اد سبحانو كاف كال اسم لو حٌب خلق لناسو أ‪٠‬باء‪ ،‬أك حٌب ‪٠‬باه خلقو‬
‫بو‪٠‬باء مف صنعهم‪ -‬فهذا مف أعظم الضالؿ كاإل‪٢‬باد يف أ‪٠‬باء اد تعاىل"(ُ)‪.‬‬
‫يقوؿ‪ :‬ﮋﭳ‬ ‫السنة؛ لف اد تعاىل‬
‫كىذا القوؿ ىو ا‪٤‬بوافق لصريح الكثاب ك ُّ‬
‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮊ(ِ)‪ ،‬كقاؿ‬
‫احدا‪ ،‬مف أحصاىا دخل ا‪١‬بنة (ّ)‪.‬‬
‫النيب ‪ :‬إف د تسعةن كتسعْب ا‪٠‬بنا م ة إال ك ن‬
‫ثان ا‪ :‬آراؤ ي صفات اهلل يعا ى‬
‫أ‪ -‬ي س م ا صفات وطر د ي إثاايها‬
‫أوال‪ :‬صفات نفسَّد‪ :‬كىي‪" :‬كل صاة إثبات للناس الزمة ما بقية الناس‬‫ً‬
‫بعلل قائدمة با‪٤‬بوصوؼ"(ْ)‪.‬‬
‫كغّب معللة و‬
‫كمثاؿ ذلك‪ :‬قاؿ ابف عجيبة‪" :‬ا‪٢‬بليم مف الصاة الناسية"(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) نرح العقيدة الطحاكية‪ ،‬البف أ العز ا‪٢‬بناي‪ ،‬صِٖ‪.‬‬
‫(ِ) سورة العراؼ‪.َُٖ :‬‬
‫(ّ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب الشركط‪ ،‬باب ما ٯبوز مف االنَباط كالثُّنيا يف اإلقرار كالشركط الٍب يثعارفها الناس بينهم‬
‫ِ‪ ،ِٖٓ/‬رقم ِّٕٔ‪.‬‬
‫(ْ) الشامل‪ ،‬صَّٖ‪.‬‬
‫(ٓ) تاسّب الاا‪ٙ‬بة الكبّب‪ ،‬صُُْ‪.‬‬

‫ِْٔ‬
‫ثانًا‪ :‬ا صفات ا سياَّد ىي‪" :‬ما يكوف السلب معث نا يف ماهومها"(ُ)‪.‬‬
‫تنزه ا‪٢‬بق عف‬
‫اجع إىل ُّ‬
‫مثاؿ ذلك‪ :‬قاؿ عف اسم اد‪ ‬السالـ‪ :‬معناه ر ه‬
‫اافات ا‪٤‬بقدسة "كىو صاة سلب"(ِ)‪.‬‬
‫صاة دؿ الوصف‬ ‫كل و‬‫ثا ثًا‪ :‬صفات ا عاني أو ا صفات ا ثاةيَّد‪ ،‬كىي‪ُّ " :‬‬
‫هبا على معُب زائد على الذات"(ّ)‪.‬‬
‫كالضابا يف اصطالحهم‪ :‬ىي ما دؿ على معُب كجودم قائ وم بالذات‪ ،‬كمل‬
‫يقر ىؤالء إال بسب وع منها‪ :‬ا‪٢‬بياة‪ ،‬كالعلم‪ ،‬كالقدرة‪ ،‬كاإلرادة‪ ،‬كالسدمع‪ ،‬كالبصر‪،‬‬
‫كالكالـ‪ ،‬كناوا ما عداىا مف صاات ا‪٤‬بعاين‪ ،‬كالرأفة‪ ،‬كالر‪ٞ‬بة‪ ،‬كا‪٢‬بلم(ْ)‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬ا صفات ا عنةَّد‪ ،‬كىي‪" :‬الحكاـ الثابثة للدموصوؼ هبا معللة و‬
‫بعلل‬ ‫ً‬
‫و‬
‫قائدمة با‪٤‬بوصوؼ"(ٓ)‪.‬‬
‫كبصّبا)‪.‬‬ ‫ك‪٠‬بيعا‪،‬‬ ‫ً‬
‫ن‬ ‫يدا‪ ،‬كحيًّا‪ ،‬كعالػ ندما‪ ،‬كمثكل ندما‪ ،‬ن‬
‫قادرا‪ ،‬كمر ن‬
‫كىي (كونو ن‬
‫كىذه الصاات الٍب يزعم ابف عجيبة أنو أثبثها‪ ،‬انثدملة على عشريف صاة‬
‫على حد زعدمو كىي‪" :‬الوجود‪ ،‬كالقدـ‪ ،‬كالبقاء‪ ،‬كا‪٤‬ب الاة للحوادث‪ ،‬كالقياـ‬
‫بالناس‪ ،‬كالوحدانية‪ ،‬كالقدرة‪ ،‬كاإلرادة‪ ،‬كالعلم‪ ،‬كالسدمع‪ ،‬كالبصر‪ ،‬كالكالـ‪ ،‬ككونو‬
‫كبصّبا‪ ،‬كمثكل ندما"(ٔ)‪.‬‬ ‫ك‪٠‬بيعا‪،‬‬ ‫ً‬
‫ن‬ ‫يدا‪ ،‬كعالػ ندما‪ ،‬كحيًّا‪ ،‬ن‬
‫قادرا‪ ،‬كمر ن‬
‫تعاىل ن‬
‫(ُ) الشامل‪ ،‬صَّٖ‪.‬‬
‫(ِ) تاسّب الاا‪ٙ‬بة الكبّب‪ ،‬صُِِ‪.ُْٕ ،‬‬
‫(ّ) الشامل‪ ،‬صَّٖ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬منهج كدراسات ايات ال‪٠‬باء كالصاات‪ ،‬صٓ‪ ،‬الصاات اإل‪٥‬بية تعرياها كأقسامها‪ ،‬صَٖ‪.‬‬
‫(ٓ) اإلرناد‪ ،‬صُٓ‪.‬‬
‫(ٔ) ‪٨‬بطوط رسائل يف العقائد‪ ،‬ؿ‪.ْ/‬‬

‫ِٓٔ‬
‫آمف هبا‬ ‫كالصاات الٍب أخ هبا اد‪ ‬عف ناسو ككصاو هبا رسولو‬
‫‪ ،‬كتلقوىا بالقبوؿ كالثسليم‪ ،‬كسار على هنجهم مف كفقو اد‪‬‬ ‫الصحابة‬
‫لاهدمها كفق منهج السلف الصاٌف‪.‬‬
‫ككذلك مل يثكلاوا تقسيم الصاات أك ا‪٣‬بوض يف ذلك إال عندما اضطركا‬
‫أف تنازعوا يف‬ ‫السنة‪ ،‬كمل يؤثر عف الصحابة‬
‫إليو؛ لهنم مل يثجاكزكا الكثاب ك ُّ‬
‫أمركىا كدما جاءت‪ ،‬قاؿ ا‪٤‬بقريزم (ُ)‪:‬‬ ‫مسولة مف مسائل الصاات‪ ،‬بل آمنوا هبا ك ُّ‬
‫"كمف أمعف النظر يف دكاكيف ا‪٢‬بديث النبوم ككقف على ااثار السلاية‪ ،‬علم أف مل‬
‫على اخثالؼ‬ ‫قا مف طريق صحيح كال سقيم عف أحد مف الصحابة‬ ‫يرد ُّ‬
‫نيء ‪٩‬با كصف الرب‬ ‫طبقاهتم ككثرة عددىم أنو سوؿ رسوؿ اد عف معُب و‬
‫سبحانو بو ناسو الكرٲبة يف القرآف الكرًن‪ ،‬كعلى لساف نبيو ‪٧‬بدمد ‪ ،‬بل كلُّهم‬
‫فهدموا معُب ذلك كسكثوا عف الكالـ يف الصاات ‪ ...‬كال فرؽ أح هد منهم بْب كوهنا‬
‫صاة ذات أك صاة فعل"(ِ)‪.‬‬
‫ردكا بعضها‪،‬‬
‫كلكف ‪٤‬با نبثة نابثة مف أىل البدع كناوا الصاات أك أكلوىا‪ ،‬أك ُّ‬
‫السنة مف رد باطلهم‪.‬‬
‫كاف ال بد لىل ُّ‬
‫كابف عجيبة سلك مسلك الناعرة يف تقسيدمو للصاات كهبذا خالف ما عليو‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة‪.‬‬
‫أىل ُّ‬
‫(ُ) ىو أبو العباس‪ ،‬أ‪ٞ‬بد بف علي بف عبد القادر بف ‪٧‬بدمد بف إبراىيم بف ‪٧‬بدمد تقي الديف ا‪٤‬بقريزم‪ ،‬لو مصناات‬
‫منها‪٘ :‬بريد الثوحيد ا‪٤‬بايد‪ ،‬ا‪٤‬بواع كاالعثبار بذكر ا‪٣‬بطا كااثار‪ ،‬كلد يف مصر‪ ،‬كتويف سنة ْٖٓىػ‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫نذرات الذىب ٗ‪ ،َّٕ/‬إنباء الغدمر بوبناء العدمر‪.َُٕ/ٗ ،‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬بواع كاالعثبار يف ذكر ا‪٣‬بطا كااثار بعنواف‪( :‬ذكر ا‪٢‬باؿ يف عقائد أىل اإلسالـ منذ ابثداء ا‪٤‬بلة اإلسالمية‬
‫إىل أف انثشر مذىب النعرية) ْ‪.ّْْ/‬‬

‫ِٔٔ‬
‫كلقد بْب العلدماء ‪ ‬القوؿ ا‪٢‬بق يف تقسيم الصاات‪.‬‬
‫‪" :‬الصاات نوعاف(ُ)‪:‬‬ ‫قاؿ ابف تيدمية‬
‫أ ده ا‪ :‬صاات نقص‪ ،‬فهذه ٯبب تنزيو اد عنها مطل نقا‪ ،‬كا‪٤‬بوت‪ ،‬كالعجز‪،‬‬
‫كا‪١‬بهل‪.‬‬
‫وا ثاني‪ :‬صاات كدماؿ‪ ،‬مثل القيُّوـ‪ ،‬كصاة ا‪٢‬بياة‪ ،‬كغّبىا مف صاات الكدماؿ‬
‫السنة‪ ،‬فهذه ٲبثنع أف ٲباثلو فيها نيء(ِ)‪.‬‬
‫ا‪٤‬بثبثة يف الكثاب ك ُّ‬
‫وين سم إ ى قس ج‪ :‬صفات ثاةيَّد وصفات منفَّد‪.‬‬
‫كالصاات الثبوتية تنقسم إىل قسدمْب مف جهة تعلقها باد‪ ‬كىي‪:‬‬
‫صفات ذايَّد وصفات عيَّد(ّ)‪.‬‬
‫ُ‪ -‬ا صفات ا ذايَّد‪ :‬ىي الٍب ال ُّ‬
‫تناك عف الذات‪ ،‬كالٍب مل يزؿ كال يزاؿ اد‬
‫مثص ناا هبا(ْ)‪.‬‬
‫مثل‪( :‬الوجو‪ ،‬اليديف‪ ،‬العينْب)(ٓ)‪.‬‬
‫ِ‪ -‬ا صفات ا فعي د‪ :‬كتيسدمى الصاات االخثيارية‪ ،‬كىي ا‪٤‬بثعلقة با‪٤‬بشي ة‬
‫تناك عف الذات(ٔ)‪ ،‬مثل‪ :‬االسثواء‪ ،‬كا ي‪ ،‬كالنزكؿ‪.‬‬
‫كالقدرة‪ ،‬أك ىي الٍب ُّ‬
‫(ُ) على كجو العدموـ‪.‬‬
‫(ِ) الصادية ُ‪.َُِ/‬‬
‫(ّ) كقد تكوف الصاة ذاتية كفعلي ة‪ ،‬مثل‪ :‬صاة الكالـ‪ ،‬صاة ذاتية مف حيث النوع كالصل‪ ،‬كفعلية باعثبار آحاد‬
‫الكالـ‪ ،‬كأفراده صاة فعلية؛ لف أفراد الكالـ‪ ،‬كآحاده تقع ٗبشي ة اد ‪ ،‬ينظر‪ :‬فثح العلي العلى بشرح‬
‫القواعد ا‪٤‬بثلى‪ ،‬الشي عبيد ا‪١‬بابرم‪ ،‬صُُّ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬نرح العقيدة الطحاكية‪ ،‬صُِٕ‪.‬‬
‫(ٓ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ٔ‪.ٖٔ/‬‬
‫(ٔ) ينظر‪٨ :‬بثصر الس لة كالجوبة الصولية على العقيدة الواسطية‪ ،‬صٕٓ‪.‬‬

‫ِٕٔ‬
‫ا صفات ا نف د‪ :‬كىي الٍب نااىا اد‪ ‬عف ناسو يف كثابو أك لساف‬
‫رسولو مع إثبات(ُ) كدماؿ ضدىا لو تعاىل‪.‬‬
‫كدماؿ إال إذا تضدمف إثباتنا‪،‬‬
‫مدح كال ه‬‫ككدما ىو معلوـ أف الناي احملض ليس فيو ه‬
‫عدـ ‪٧‬بض‪.‬‬
‫مدح كال كدماؿ؛ لف الناي احملض ه‬ ‫كإال فدمجرد الناي ليس فيو ه‬
‫ك‪٥‬بذا كاف عامة ما كصف اد‪ ‬بو ناسو مف الناي مثضدمننا إلثبات مدح‬
‫كقولو‪ :‬ﮋﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮊ(ِ) فناي السنىة كالنوـ‬
‫يثضدمف كدماؿ ا‪٢‬بياة كالقياـ(ّ)‪.‬‬
‫وين سم ا صفات مج ث ا د ل إ ى قس ج‪:‬‬
‫ُ‪ -‬ا صفات ا خار د‪ ،‬كىي الٍب دؿ على ثبوهتا ا‪٣‬ب عف اد‪ ‬كرسولو‬
‫كال ‪٦‬باؿ للعقل يف نايها أك إثباهتا(ْ)‪.‬‬
‫ِ‪ -‬ا صفات ا ع يَّد‪ :‬ىي الٍب دؿ العقل(ٓ) عليها إضافةن إىل أهنا ثابثة بداللة‬
‫السنة‪ ،‬فهي نرعية عقلية‪ ،‬قاؿ ابف تيدمية ‪" :‬فهي نرعية؛ لف الشرع‬ ‫الكثاب ك ُّ‬
‫دؿ عليها‪ ،‬كأرند إليها‪ ،‬كىي عقلية؛ لهنا تيعلم صحثها بالعقل‪ ،‬كال يقاؿ إهنا مل‬
‫تيعلم إال ٗبجرد ا‪٣‬ب ‪ ،‬فإذا أخ اد بالشيء كدؿ عليو بالدالالت العقلية صار‬
‫كمدلوال عليو بدليلو العقلي الذم ييعلم بو‪ ،‬فيصّب ثابثنا بالسدمع‬ ‫ن‬ ‫مدلوال عليو ٖب ه‬
‫ن‬
‫داخل يف داللة القرآف الٍب تيسدمى (الداللة الشرعية)"(ٔ)‪.‬‬
‫كالعقل‪ ،‬ككالٮبا ه‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬بدائع الاوائد ُ‪.ُٔٔ/‬‬
‫(ِ) سورة البقرة‪.ِٓٓ :‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬الثدمرية‪ ،‬صٕٓ‪.ٖٓ-‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬بياف تلبيس ا‪١‬بهدمية ُ‪ ،ٖٕ-ٕٓ/‬الصاات اإل‪٥‬بية‪ ،‬حملدمد أماف ا‪١‬بامي‪ ،‬صَِٕ‪ ،‬كالثبصّب يف معامل‬
‫الديف‪ ،‬صُِّ‪.‬‬
‫(ٓ) العقل ا‪٤‬بوافق للشرع‪.‬‬
‫(ٔ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ٔ‪.ِٕ-ُٕ/‬‬

‫ِٖٔ‬
‫أيضا‪" :‬كا‪٤‬بقصود ىنا أف مف صاات اد تعاىل ما قد ييعلم بالعقل‪ ،‬كدما‬
‫كقاؿ ن‬
‫ﮋﭜ ﭝ ﭞ‬ ‫قادر‪ ،‬كأنو حي‪ ،‬كدما أرند إىل ذلك قوؿ اد تعاىل‪:‬‬
‫ييعلم أنو عامل‪ ،‬كأنو ه‬
‫ﭟ ﭠﭡ ﭢﮊ(ُ)‪.‬‬
‫كقد اتاق النُّظار مف مثبثة الصاات على أنو ييعلم بالعقل ‪-‬عند احملققْب‪ -‬أنو‬
‫حي‪ ،‬عليم قدير‪ ،‬مريد‪ ،‬ككذلك السدمع كالبصر كالكالـ يثبة بالعقل عند احملققْب‬
‫ا‪٢‬بب كالرضا‪ ،‬كالغضب ٲبكف إثباتو بالعقل‪ ،‬ككذلك علوه على‬ ‫منهم‪ ،‬بل ككذلك ُّ‬
‫ا‪٤‬ب لوقات كمباينثو ‪٥‬با ‪٩‬با ييعلم بالعقل‪ ،‬كدما أثبثثو الئدمة مثل‪ :‬أ‪ٞ‬بد بف حنبل‬
‫كغّبه"(ِ)‪.‬‬
‫كقسم العلدماء الصاات الاعلية مف جهة تعلُّقها ٗبثعلقها إىل قسدمْب(ّ)‪:‬‬
‫ُ‪ -‬مدعد د‪ :‬كىي ما تعدت ‪٤‬باعو‪٥‬با بال حرؼ جر مثل‪ :‬خلق‪ ،‬كرزؽ‪،‬‬
‫كىدل‪ ،‬كأضل‪ ،‬ك‪٫‬بوىا‪.‬‬
‫ِ‪ -‬الزمد‪ :‬كىي ما تثعدل ‪٤‬باعو‪٥‬با ٕبرؼ جر كاالسثواء كا يء كاإلتياف‬
‫كالنزكؿ ك‪٫‬بوىا‪.‬‬
‫فقد قسدمها ىذا الثقسيم بقولو‪:‬‬ ‫السابق أصليو عند ابف تيدمية‬
‫ي‬ ‫القوؿ‬
‫ك ي‬
‫"القوؿ الثابة‪ :‬إثبات الاعلْب الالزـ كا‪٤‬بثعدم كدما دؿ عليو القرآف فنقوؿ‪ :‬إنو كدما‬
‫أخ عف ناسو‪ :‬أنو خلق السدموات كالرض يف سثة أياـ مث اسثول على العرش‪،‬‬
‫السنة"(ْ)‪.‬‬
‫كىو قوؿ السلف‪ ،‬كأئدمة ُّ‬
‫(ُ) سورة ا‪٤‬بلك‪.ُْ :‬‬
‫(ِ) الثدمرية‪ ،‬صُْٗ‪.َُٓ-‬‬
‫(ّ) الصاات اإل‪٥‬بية تعرياها كأقسامها‪ ،‬صٔٔ‪.‬‬
‫(ْ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ٖ‪.ُْ/‬‬

‫ِٗٔ‬
‫أيضا تبعو على ىذا الثقسيم تلدميذه ابف القيم بقولو‪" :‬فوفعالو نوعاف‪ :‬الزمة‪،‬‬
‫ك ن‬
‫كمثعدية‪ ،‬كدما دلة النصوص الٍب ىي أكثر مف أف ‪ٙ‬بصر على النوعْب"(ُ)‪.‬‬
‫كابف عجيبة كدما يظهر أنو سلك مسلك الناعرة ا‪٤‬بثوخريف بثقسيم الصاات‬
‫إىل أربعة أقساـ‪ ،‬كدما مر معنا‪ ،‬كليس عندىم مف اإلثبات ‪-‬بزعدمهم‪ -‬إال صاات‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة يف إثباهتا‪ ،‬بقو‪٥‬بم إهنا أزلية‪،‬‬
‫ا‪٤‬بعاين الٍب خالاوا فيها منهج أىل ُّ‬
‫أبدا‪ ،‬كىم خشوا بذلك إف أثبثوىا ‪ٕ-‬بسب زعدمهم‪-‬‬
‫كلزكمها لذات الرب أزنال ك ن‬
‫حلوؿ ا‪٢‬بوادث باد تعاىل(ِ)‪.‬‬
‫على ما زعدموه يف ىذه الصاات‬ ‫كرد الشي ‪٧‬بدمد المْب الشنقيطيي‬
‫طي‬ ‫ٌ‬
‫السبع بقولو‪" :‬كالثحقيق أف عد الصاات السبع ا‪٤‬بعنوية ‪ ...‬ال كجو لو؛ لهنا يف‬
‫ا‪٢‬بقيقة إ٭با ىي كياية االتصاؼ با‪٤‬بعاين السبع الٍب ذكرنا‪ ،‬كمف عدىا مف ا‪٤‬بثكلدمْب‬
‫ع ٌدكىا بناءن على ثبوت ما يسدمونو ا‪٢‬باؿ ا‪٤‬بعنوية الٍب يزعدموف أهنا كاسطة ثبوتية‪ ،‬ال‬
‫معدكمة كال موجودة‪ ،‬كالثحقيق أف ىذه خرافة كخياؿ‪ ،‬كأف العقل الصحيح ال ٯبعل‬
‫كل ما‬
‫قطعا‪ ،‬ك ُّ‬
‫معدكـ ن‬
‫ه‬ ‫فكل ما ليس ٗبوجود فهو‬‫بْب الشيء كنقيضو كاسطةن البثة‪ُّ ،‬‬
‫معركؼ عند العقالء"(ّ)‪.‬‬
‫ه‬ ‫قطعا‪ ،‬كال كاسطة البثة كدما ىو‬
‫ليس ٗبعدكـ فهو موجود ن‬

‫(ُ) ‪٨‬بثصر الصواعق ا‪٤‬برسلة ِ‪.ِِٗ/‬‬


‫أيضا‪٦ :‬بدموع‬
‫(ِ) ينظر اإلرناد إىل قواطع الدلة‪ ،‬صَُِ‪ ،َُٓ-‬كا‪٤‬بواقف‪ ،‬لإلٯبي‪ ،‬صُِٖ‪ ،‬كِْٗ‪ ،‬كينظر ن‬
‫الاثاكل ُٔ‪.َُّ/‬‬
‫(ّ) منهج كدراسات ايات ال‪٠‬باء كالصاات‪ ،‬صُٗ‪.َِ-‬‬

‫َِٕ‬
‫ب‪ -‬يأو ي ي باب ا صفات‬
‫آراؤ ي ا صفات ا ذاي د‪.‬‬
‫يعر ف صفد ا عية ومةقف ابج بة اد منها‪.‬‬
‫السال‪.‬‬
‫ضد ُّ‬‫العلو‪ُّ :‬‬
‫يدؿ على‬ ‫أصل كاح هد ي‬
‫العْب كالالـ كا‪٢‬برؼ ا‪٤‬بعثل ياءن كاف‪ ،‬أك ك ناكا‪ ،‬أك أل ناا‪ ،‬ه‬
‫العلو‪ :‬العظدمة كالثج ُّ (ِ)‪،‬‬
‫العلو‪ ،‬فالعالءه‪ :‬الرفعة‪ ،‬ك ُّ‬
‫(ُ)‬
‫السدمو كاالرتااع ‪ ،‬كمنو العالء ك ُّ‬ ‫ُّ‬
‫كالعلو ييطلق يف اللُّغة على معاف ىي‪ :‬علو الذات‪ ،‬كعلو القهر‪ ،‬كعلو القدر ‪.‬‬
‫(ّ)‬

‫كعقال‪ ،‬كفطرنة‪،‬‬
‫‪٠‬بعا‪ ،‬ن‬ ‫كعلو اد ‪ ‬مف الصاات الذاتية الثابثة‪ ،‬ن‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة على إثبات ىذه الصاة على الوجو الالئق بو‬ ‫كلقد أ‪ٝ‬بع أىل ُّ‬
‫‪.‬‬
‫كيعثقد ابف عجيبة أف اد‪ ‬منزهه عف العلو‪ ،‬فقاؿ‪" :‬كاف اد كال أيف كال‬
‫مكاف كىو ااف على ما عليو كاف"(ْ)‪ ،‬كىو هبذا يناي علو اد‪ ‬الذايت‪.‬‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة يف إثباهتا‬
‫كما اعثقده ابف عجيبة ٱبالف ما ذىب إليو أىل ُّ‬
‫بداللة السدمع كالاطرة كالعقل‪.‬‬
‫س عد‬ ‫أوال‪ :‬األد د ا َّ‬
‫ً‬
‫نوعا‪،‬‬
‫الدلة السدمعية على إثبات صاة العلو كثّبة‪ ،‬كقد عد ابف القيم عشريف ن‬
‫ذكر منها(ٓ)‪:‬‬
‫(ُ) مقاييس اللغة ْ‪.ُُِ/‬‬
‫(ِ) العْب ِ‪.ِْٓ/‬‬
‫(ّ) هتذيب اللغة ّ‪.ِّٓٔ/‬‬
‫(ْ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صّٕ‪.‬‬
‫(ٓ) ينظر‪٨ :‬بثصر الصواعق ِ‪.َِٓ/‬‬

‫ُِٕ‬
‫ﮋﯦﯧﯨﯩﯪﯫ‬ ‫* الثصػ ػ ػ ػ ػ ػريح بالص ػ ػ ػ ػ ػػعود‪ ،‬ق ػ ػ ػ ػ ػػاؿ تع ػ ػ ػ ػ ػػاىل‪:‬‬
‫ﯬﯭﮊ(ُ)‪.‬‬
‫ﮋﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ‬ ‫* الثصريح بذكر أنو يف السدماء‪ ،‬قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﮈﮉﮊﮋﮌ ﮊ(ِ)‪.‬‬
‫* الاوقية ا‪٤‬بقركنة بػ(مف)‪ ،‬قاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﮊ(ّ)‪.‬‬
‫* ذكر العلو‪ ،‬قاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﭨ ﭩ ﭪﮊ(ْ)‪.‬‬
‫* ذكر الثنزيل‪ ،‬قاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﮊ(ٓ)‪.‬‬
‫ثانًا‪ :‬األ اد ث ا دا د بيى بية اهلل يعا ى وينةع دال دها‬
‫‪ :‬إف ربكم‬ ‫ُ‪ -‬الثصريح برفع اليدم إىل اد ‪ :‬قاؿ رسوؿ اد‬
‫تبارؾ كتعاىل حيي كرًن يىسٍثحٓب مف عبده إذا رفع يديو إليو أف ييردٮبا ًص ٍانرا (ٔ)‪.‬‬
‫ِ‪ -‬الثصريح بلا اليف‪ ،‬مثل سؤاؿ النيب للجارية‪ ،‬فعف معاكية بف ا‪٢‬بكم‬
‫يح ود كا‪١‬بوانية(ٕ) فاطلعة‬ ‫ً‬
‫غندما ل قػ ػبىل أ ي‬
‫السلدمي ‪ ‬قاؿ‪ :‬كانة ل جاريةه ترعى ن‬
‫آسف كدما‬ ‫ذات و‬
‫يوـ فإذا الذئب قد ذىب بشاةو‬
‫رجل مف بِب آدـ ي‬ ‫ه‬ ‫أنا‬
‫ك‬ ‫غندمها‬ ‫مف‬
‫(ُ) سورة فاطر‪.َُ :‬‬
‫(ِ) سورة ا‪٤‬بلك‪.ُٕ-ُٔ :‬‬
‫(ّ) سورة النحل‪.َٓ :‬‬
‫(ْ) سورة الشورل‪.ْ :‬‬
‫(ٓ) سورة غافر‪.ِ :‬‬
‫(ٔ) أخرجو أ‪ٞ‬بد ٓ‪ ،ّْٖ/‬كأبو داكد‪ ،‬كثاب الصالة‪ ،‬باب الدعاء‪ ،ّٔٔ/ِ ،‬كابف ماجو‪ ،‬باب رفع اليديف يف‬
‫الدعاء ٓ‪ ،ّّ/‬كصححو اللباين يف صحيح ا‪١‬بامع‪ ،‬رقم ُٕٕٓ‪.‬‬
‫ا‪١‬بوانية بالاثح كتشديد ثانية ككسر النوف‪ ،‬كياء مشددة‪ ،‬ىي موضع أك قرية قرب ا‪٤‬بدينة‪ .‬ينظر‪ :‬مراصد االطالع‬
‫(ٕ) ٌ‬
‫على أ‪٠‬باء المكنة كالبقاع ُ‪.ّْٓ/‬‬

‫ِِٕ‬
‫قلة‪ :‬يا‬
‫يوساوف‪ ،‬لكُب صككثيها صكةن‪ ،‬فوتية رسوؿ اد فعظي ىم ذلك علي‪ ،‬ي‬
‫رسوؿ اد أفال أعثقها؟ قاؿ‪ :‬ائثِب هبا ‪ ،‬فوتيثو هبا فقاؿ ‪٥‬با‪ :‬أ ج اهلل؟ قالة‪ :‬يف‬
‫السدماء‪ ،‬قاؿ‪ :‬مف أنا؟ ‪ ،‬قالة‪ :‬أنة رسوؿ اد‪ ،‬قاؿ‪ :‬أعثقها فإهنا مؤمنة (ُ)‪.‬‬
‫ّ‪ -‬الثشهيد‪ ،‬فقد خطب النيب يف حجة الوداع كبلغهم‪ ،‬كعلدمهم‪ ،‬مث قاؿ‬
‫يصبيعً ًو السبابة ٍيرفىػعيها إىل السدماء‪ ،‬كينكثها إىل الناس‪ :‬اللهم انهد‪ ،‬اللهم‬ ‫بو ٍ‬
‫انهد (ِ)‪.‬‬
‫تا ر على أزكاج‬ ‫قاؿ‪ :‬كانة زينب‬ ‫ْ‪ -‬كعف أنس بف مالك‬
‫النيب كتقوؿ‪ :‬زكجكف أىاليكف‪ ،‬كزكجِب اد تعاىل مف فوؽ سبع ‪٠‬باكات (ّ)‪.‬‬
‫ثا ثًا‪ :‬دال د ا فطرة بيى إثاايها‬
‫الناس ماطوركف على ذلك‪ ،‬كاإلنساف إذا ناجى ربو رفع رأسو إىل السدماء‪،‬‬
‫كلذلك ال يلثاة ‪٤‬بف أنكرىا؛ لهنم إما مقركف بقلوهبم كلكف جحدكا بولسنثهم ما‬
‫يف قلوهبم‪ ،‬أك أف فطرهتم تغّبت بسبب علدماء السوء‪ ،‬أك ا ثدمع‪ ،‬كلقد ذكر النيب‬
‫قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اد ‪ :‬ىما‬ ‫أف الاطرة تثغّب با ثدمعات‪ ،‬عف أ ىريرة‬
‫ود إًال ييولى يد ىعلىى الٍ ًاطٍىرةً‪ ،‬فىوىبىػ ىواهي يػي ىهوىدانًًو ٍكيػينىصرانًًو‪ ،‬كدما تنثجوف(ْ) البهيدمة‪،‬‬
‫ًمف مولي و‬
‫ٍ ىٍ‬
‫(ٔ)‬ ‫(ٓ)‬
‫ىل ٘بدكف فيها مف جدعاء حٌب تكونوا أنثم ٘بدعوهنا ‪.‬‬
‫(ُ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب ا‪٤‬بساجد كمواضع الصالة‪ ،‬باب ‪ٙ‬برًن الكالـ يف الصالة كنس ما كاف مف إباحة‬
‫ُ‪ ،ُّٖ/‬رقم ّٕٓ‪.‬‬
‫(ِ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب ا‪٢‬بج‪ ،‬باب حجة النيب ﷺ ِ‪ ،ٖٖٔ/‬رقم ُُِٖ‪.‬‬
‫(ّ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب الثوحيد‪ ،‬باب ﮋﭬ ﭭ ﭮ ﭯﮊ ْ‪ ،ّٖٖ/‬رقم َِْٕ‪.‬‬
‫(ْ) تنثجوف‪ :‬بالبناء للااعل مف اإلنثاج يقاؿ‪ :‬أنثجة الناقة إذا أعنثها على النثاج‪ .‬ينظر‪ :‬منحة البارم بشرح‬
‫صحيح الب ارم‪ ،‬ا‪٤‬بسدمى ‪ٙ‬باة البارم ٗ‪.ِٖٓ/‬‬
‫(ٓ) جدعاء‪ :‬مقطوعة الطراؼ‪ ،‬ا‪٤‬برجع ناسو‪ ،‬صِٖٓ‪.‬‬
‫(ٔ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب القدر‪ ،‬باب اد أعلم ٗبا كانوا عاملْب ْ‪ ،َِٗ/‬رقم ٗٗٓٔ‪.‬‬

‫ِّٕ‬
‫رابعا‪ :‬دال د ا ع ل‬
‫ً‬
‫أما ثبوهتا بالعقل فدمف كجوه‪:‬‬
‫أحدٮبا‪ :‬العلم البديهي القاطع بوف كل موجوديف إما أف يكوف أحدٮبا سارينا يف‬
‫قائدما بناسو بائننا مف ااخر‪.‬‬
‫قائدما بو كالصاات‪ ،‬كإما أف يكوف ن‬ ‫ااخر ن‬
‫خارجا عف ذاتو‪،‬‬
‫الثاين‪ :‬أنو ‪٤‬با خلق العامل فإما أف يكوف خلقو يف ذاتو أك ن‬
‫‪٧‬بال لل سائس‬ ‫أكال فباالتااؽ‪ ،‬كأما ثانينا؛ فألنو يلزـ أف يكوف ًّ‬ ‫كالكؿ باطل‪ ،‬أما ن‬
‫كبّبا‪.‬‬
‫علوا ن‬‫كالقاذكرات‪ ،‬تعاىل اد عف ذلك ًّ‬
‫مناصال‪ ،‬فثعينة ا‪٤‬بباينة؛‬
‫ن‬ ‫اقعا خارج ذاتو‪ ،‬فيكوف‬ ‫كالثاين‪ :‬يقثضي كوف العامل ك ن‬
‫لف القوؿ بونو غّب مثصل بالعامل‪ ،‬كغّب مناصل عنو غّب معقوؿ‪.‬‬
‫كالثالث‪ :‬أف كونو تعاىل ال داخل العامل كال خارجو يقثضي ناي كجوده‬
‫موجودا إما داخلو كإما خارجو‪ ،‬كالكؿ باطل‪،‬‬ ‫ن‬ ‫بالكلية؛ لنو غّب معقوؿ‪ ،‬فيكوف‬
‫فثعْب الثاين فلزمة ا‪٤‬بباينة(ُ)‪.‬‬
‫قريبنا مف ىذا القوؿ فقاؿ‪" :‬قاعدة عظيدمة يف إثبات‬ ‫كذكر ابف تيدمية‬
‫اجب بالعقل الصريح‪ ،‬كالاطرة اإلنسانية الصحيحة‪ ،‬كىو أف‬ ‫عي ٌلوه تعاىل‪ :‬كىو ك ه‬
‫يقاؿ‪ :‬كاف اللو كال نيءى معو مث خلق العامل‪ ،‬فال ٱبلو‪ :‬إما أف يكوف خلقو يف ناسو‬
‫كاناصل عنو‪ ،‬كىذا ‪٧‬باؿ‪ ،‬تعاىل اللو عف ‪٩‬باسة القذار كغّبىا‪ ،‬كإما أف يكوف خلقو‬
‫أيضا‪ ،‬تعاىل أف ٰبل يف خلقو ‪-‬كىاتاف ال نزاع‬ ‫‪٧‬باؿ ن‬‫خارجا عنو مث دخل فيو‪ ،‬كىذا ه‬ ‫ن‬
‫ٰبل‬ ‫و‬
‫خارجا عف ناسو الكرٲبة كمل ٌ‬‫فيهدما بْب أحد مف ا‪٤‬بسلدمْب‪ -‬كإما أف يكوف خلقو ن‬
‫ا‪٢‬بق الذم ال ٯبوز غّبه‪ ،‬كال يليق باللو إال ىو‪ ،‬كىذه القاعدة لإلماـ‬ ‫فيو‪ ،‬فهذا ىو ُّ‬
‫أ‪ٞ‬بد مف حججو على ا‪١‬بهدمية يف زمف احملنة"(ِ)‪.‬‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬نرح الطحاكية صِٗٔ‪.َِٕ-‬‬
‫(ِ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ٓ‪ ،ُِٓ ./‬ينظر‪ :‬الرد على الزنادقة كا‪١‬بهدمية‪ ،‬صَٓ‪.ُٓ-‬‬

‫ِْٕ‬
‫خامسا‪ :‬دال د اإل اع‬
‫ً‬
‫تضافرت أقواؿ السلف إلثبات ىذه الصاة د‪ ،‬كمنها‪:‬‬
‫قوؿ أ سعيد الدارمي يف نقضو على بشر ا‪٤‬بريسي(ُ)‪" :‬مث إ‪ٝ‬باع مف الكلْب‬
‫احد ‪٩‬بف مضى ك‪٩‬بف غ إذا اسثغاث باد‬ ‫كااخريف العا‪٤‬بْب منهم كا‪١‬باىلْب أف كل ك و‬
‫تعاىل‪ ،‬أك دعاه‪ ،‬أك سولو ٲبد يديو كبصره إىل السدماء يدعوه منها‪ ،‬كمل يكونوا يدعوه‬
‫مف أسال منهم مف ‪ٙ‬بة الرض كال مف أمامهم‪ ،‬كال مف خلاهم‪ ،‬كال عف أٲباهنم‬
‫كال عف مشائلهم إال مف فوؽ السدماء؛ ‪٤‬بعرفثهم باد‪ ‬أنو فوقهم‪ ،‬حٌب‬
‫أحدا يقوؿ‬
‫اجثدمعة الكلدمة مف ا‪٤‬بصلْب يف سجودىم (سبحاف ر العلى) ال ترل ن‬
‫(ر السال) حٌب لقد علم فرعوف يف كاره كعثوه على اد أف اد‪ ‬فوؽ‬
‫يف كثابو‪ :‬ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ‬ ‫السدماء فقاؿ فيدما ذكره اد عنو‬
‫ﮓﮔ ﮊ(ِ)"‪.)ّ( ،‬‬
‫كقاؿ أبو ا‪٢‬بسف النعرم يف رسالثو لىل الثغر‪" :‬كأ‪ٝ‬بعوا على أنو تعاىل فوؽ‬
‫‪٠‬باكاتو على عرنو دكف أرضو"(ْ)‪.‬‬
‫ﮋﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬ ‫كقد دؿ على ذلك بقولو‪:‬‬
‫ﭾﮊ(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) ىو‪ :‬بشر بف غياث ا‪٤‬بريسي‪ ،‬مبثدعه ضاؿ يقوؿ ٖبلق القرآف‪ ،‬كناظر عليو كدعا إليو‪ ،‬ككاف رأس ا‪١‬بهدمية‪ ،‬مات‬
‫سنة ُِٖىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعالـ النبالء ٖ‪ ،ّّٕ/‬الوايف بالوفيات َُ‪ ،ْٗ/‬لساف ا‪٤‬بيزاف ِ‪.ِٗ/‬‬
‫(ِ) الرد على ا‪١‬بهدمية‪ ،‬صّٕ‪.‬‬
‫(ّ) سورة غافر‪.ّٔ :‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬رسالة لىل الثغر‪ ،‬صُِّ‪.ِِّ-‬‬
‫(ٓ) سورة ا‪٤‬بلك‪.ُٕ-ُٔ :‬‬

‫ِٕٓ‬
‫‪ٝ‬بيعا يرفعوف أيديهم إذا دعوا ‪٫‬بو السدماء؛ لف‬
‫أيضا‪" :‬كرأينا ا‪٤‬بسلدمْب ن‬
‫كقاؿ ن‬
‫اد مسث وو على العرش"(ُ)‪.‬‬
‫أيضا يف أنو‪ ‬على العرش فوؽ‬ ‫كقاؿ ابف عبد ال ‪" :‬كمف ا‪٢‬بجة ن‬
‫أمر‪ ،‬أك نزلة هبم‬‫السدماكات‪ ،‬أف ا‪٤‬بوحديف أ‪ٝ‬بعْب مف العرب كالعجم إذا كرهبم ه‬
‫ندة‪ ،‬رفعوا كجوىهم إىل السدماء‪ ،‬يسثغيثوف رهبم تبارؾ كتعاىل‪ ،‬كىذا أنهر كأعرؼ‬
‫عند ا‪٣‬باصة كالعامة مف أف يٰبثاج فيو إىل أكثر مف حكايثو؛ لنو اضطرار‪ ،‬كمل يؤنبهم‬
‫عليو أح هد‪ ،‬كال أنكره عليهم مسلم"(ِ)‪.‬‬
‫(ّ)‬
‫‪ٝ‬بيعا‬
‫‪ٝ‬بيعا أهنم إذا دعوا اد‪ ‬ن‬‫كقاؿ ابف أ نيبة ‪" :‬كأ‪ٝ‬بع ا‪٣‬بلق ن‬
‫رفعوا أيديهم إىل السدماء‪ ،‬فلو كاف اد ‪ ‬يف الرض ُّ‬
‫السالى ما كانوا يرفعوف‬
‫أيديهم إىل السدماء كىو معهم على الرض"(ْ)‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬أقةال ا صلابد‬
‫ً‬
‫يف قوؿ اد تعاىل‪ :‬ﮋﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮊ(ٓ)‪،‬‬ ‫ُ‪ -‬عف ابف مسعود‬
‫قاؿ‪ :‬العرش على ا‪٤‬باء‪ ،‬كاد فوؽ العرش‪ ،‬كىو يعلم ما أنثم عليو (ٔ)‪.‬‬
‫أحب قثلو لقثلة‪-‬‬
‫‪ :‬كأًن اد‪ ،‬إين لخشى لو كنة ُّ‬ ‫ِ‪ -‬قوؿ عائشة‬
‫(ُ) اإلبانة‪ ،‬صْٖ‪.‬‬
‫(ِ) الثدمهيد ٕ‪.ّْْ- ّّْ/‬‬
‫(ّ) أبو بكر‪ ،‬عبد اد بف ‪٧‬بدمد القاضي أ نيبة إبراىيم بف عثدماف بف يخواسي العبسي موالىم‪ ،‬مف نيوخو‪:‬‬
‫نريك بف عبد اد القاضي‪ ،‬كمف مؤلااتو‪ :‬ا‪٤‬بصنف‪ ،‬كالثاسّب‪ ،‬مات سنة ِّٓىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعالـ النبالء‬
‫ُُ‪ ،ُِِ/‬هتذيب الثهذيب ٔ‪.ِ/‬‬
‫(ْ) العرش‪ ،‬صُِٗ‪.‬‬
‫(ٓ) سورة العراؼ‪.ْٓ :‬‬
‫(ٔ) أخرجو الب ارم يف كثابو (خلق أفعاؿ العباد)‪ ،‬صّْ‪.‬‬

‫ِٕٔ‬
‫ب قثلو (ُ)‪.‬‬‫‪ ،‬كلكف علم اد مف فوؽ عرنو أين مل أح ٌ‬ ‫تعِب عثدماف‬
‫‪ :‬عف أ يزيد ا‪٤‬بديِب قاؿ‪ :‬لقية امرأةه عدمر يقاؿ ‪٥‬با‪:‬‬ ‫ّ‪ -‬قوؿ عدمر‬
‫خولة بف ثعلبة ‪-‬كىو يسّب مع الناس‪ -‬فاسثوقاثو فوقف ‪٥‬با‪ ،‬كدنا منها‪ ،‬كأصغى‬
‫إليها رأسو حٌب قضى حاجثها كانصرفة‪ ،‬فقاؿ لو رجل‪ :‬يا أمّب ا‪٤‬بؤمنْب حبسة‬
‫رجاالت قريش على ىذه العجوز‪ ،‬فقاؿ‪ :‬كيلك كىل تدرم مف ىذه؟ قاؿ‪ :‬ال‪ ،‬قاؿ‪:‬‬
‫ىذه امرأةه ‪٠‬بع اد نكواىا مف فوؽ سبع ‪٠‬باكات‪ ،‬ىذه خولة بنة ثعلبة‪ ،‬كاد لو مل‬
‫تنصرؼ عِب إىل الليل ما انصرفة عنها حٌب تقضي حاجثها‪ ،‬إال أف ‪ٙ‬بضر صالةه‬
‫أرجع إليها حٌب تقضي حاجثها (ِ)‪.‬‬‫فوصليها‪ ،‬مث ي‬
‫صفد ا ة ‪:‬‬
‫أكؿ ابف عجيبة ىذه الصاة‪ ،‬فقاؿ يف تاسّبه لقوؿ اد تعاىل‪ :‬ﮋﮄ ﮅ ﮆ‬
‫ﮇﮈ ﮉﮊ(ّ) أم‪ :‬ذاتو ا‪٤‬بقدسة"(ْ)‪.‬‬
‫السنة‪،‬‬
‫كصاة الوجو مف الصاات الذاتية ا‪٣‬ب ية الٍب دؿ على ثبوهتا الكثاب ك ُّ‬
‫أمركىا كدما جاءت مف غّب‬ ‫كتلقاىا سلف اليمة بالقبوؿ كالثسليم‪ ،‬كمل يثوكلوىا بل ُّ‬
‫‪ٛ‬بثيل كال تكييف‪ ،‬أما الناعرة فهذا دأهبم يف توكيل الصاات ا‪٣‬ب ية‪،‬‬ ‫يف كال و‬ ‫‪ٙ‬بر و‬
‫فلقد أكلوىا بالذات كدما ذكر ابف عجيبة‪ ،‬ككذلك أكلوىا (بالثواب كا‪١‬بزاء)(ٓ)‪،‬‬
‫كأكلوىا (بالقبلة‪ ،‬كالوجود‪ ،‬كالر‪ٞ‬بة(ٔ)) كغّب ذلك مف الثوكيالت الباطلة الٍب مل ترد ال‬
‫كثاب كال سن وة كال لغة العرب‪.‬‬
‫يف و‬
‫(ُ) أخرجو الدارمي يف الرد على ا‪١‬بهدمية‪ ،‬صٕٓ‪.‬‬
‫(ِ) أخرجو الدارمي يف الرد على ا‪١‬بهدمية‪ ،‬صّٓ‪.ْٓ-‬‬
‫(ّ) سورة الر‪ٞ‬بف‪.ِٕ :‬‬
‫(ْ) البحر ا‪٤‬بديد ٕ‪.ِّٕ/‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬تاسّب النساي ْ‪ ،ُّٖ/‬كالبحر احمليا‪ ،‬ل حياف ْ‪.ُّٔ/‬‬
‫(ٔ) اإلرناد‪ ،‬للجويِب‪ ،‬صُْٕ‪ ،ُْٖ-‬كال‪٠‬باء كالصاات‪ ،‬للبيهقي ِ‪.َٗ-ٖٗ/‬‬

‫ِٕٕ‬
‫أوال‪ :‬األد د مج ا رآن‬
‫ً‬
‫ﮋﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ‬ ‫قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﮞ ﮟﮊ(ُ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف كثّب‪" :‬كقد نعة كجهو الكرًن يف ىذه ااية بونو ذك ا‪١‬بالؿ كاإلكراـ‪،‬‬
‫أىل أف ٯبل فال يعصى كأف ييطاع فال ٱبالف"(ِ)‪.‬‬
‫أم‪ :‬ىو ه‬
‫كقاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﮄﮅ ﮆﮇﮈ ﮉﮊ(ّ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف كثّب‪" :‬ٱب تعاىل أف ‪ٝ‬بيع أىل الرض سيذىبوف كٲبوتوف أ‪ٝ‬بعوف‪،‬‬
‫ككذلك أىل السدموات‪ ،‬إال مف ناء اد‪ ،‬كال يبقى أح هد سول كجهو الكرًن؛ فإف‬
‫أبدا"(ْ)‪.‬‬
‫ا‪٢‬بي الذم ال ٲبوت ن‬
‫الرب ‪-‬تعاىل كتقدس‪ -‬ال ٲبوت‪ ،‬بل ىو ُّ‬
‫ثانًا‪ :‬األد د مج ا سنَّد‪:‬‬
‫ُ‪ -‬عف أ موسى قاؿ قاـ فينا رسوؿ اد ٖبدمس كلدمات فقاؿ‪ :‬إف‬
‫اد‪‬ال يناـ كال ينبغي لو أف يناـ‪ ،‬ٱباض القسا كيرفعو‪ ،‬يرفع إليو ي‬
‫عدمل الليل‬
‫قبل عدمل النهار‪ ،‬كعدمل النهار قبل عدمل الليل‪ ،‬حجابو النور لو كشاو لحرقة‬ ‫ى‬
‫(ٓ)‬
‫سبحات كجهو ما انثهى إليو بصره مف خلقو ‪.‬‬
‫ِ‪ -‬كعف أ بكر بف عبد اد بف قيس عف أبيو عف النيب قاؿ‪ :‬جنثاف‬
‫مف فضو كجنثاف مف ذىب‪ ،‬آنيثهدما كما فيهدما‪ ،‬كما بْب القوـ كبْب أف ينظركا إىل‬
‫(ُ) سورة القصص‪.ٖٖ :‬‬
‫(ِ) تاسّب القرآف العظيم ٕ‪.ْْٗ/‬‬
‫(ّ) سورة الر‪ٞ‬بف‪.ِٕ :‬‬
‫(ْ) تاسّب القرآف العظيم ٕ‪.ْْٗ/‬‬
‫(ٓ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب الثوحيد‪ ،‬باب قوؿ اد تعاىل‪ :‬ﮋﭙ ﭚ ﭛﮊ ْ‪ ،ِّٗ/‬رقم ْْْٕ‪.‬‬

‫ِٖٕ‬
‫رهبم إال رداء الك ياء على كجو يف جنة عدف (ُ)‪.‬‬
‫غالما ل‬
‫أضرب ن‬ ‫ي‬ ‫كنة‬
‫ي‬ ‫قاؿ‪:‬‬ ‫ّ‪ -‬كعف أ مسعود النصارم‬
‫فسدمعة مف خلاي صوتنا‪ :‬اعلم أبا مسعود‪ ،‬اد أقدر عليك منك علي‬
‫عليو فالثاة‬
‫فقلة‪ :‬يا رسوؿ اد‪ :‬ىو حر لوجو اد‪ ،‬فقاؿ‪ :‬أما لو مل‬
‫ي‬ ‫فإذا ىو رسوؿ اد‬
‫تاعل‪ ،‬للاحثك النار‪ ،‬أك ‪٤‬بسثك النار (ِ)‪.‬‬
‫ثا ثًا‪ :‬اإل اع‬
‫رد اإلماـ الدارمي على مف أنكر صاة الوجو د‪ ‬بقولو‪" :‬كلوال كثرة مف‬ ‫ٌ‬
‫يسثنكر ا‪٢‬بق كيسثحسف الباطل ما انثغلنا كل ىذا االنثغاؿ بثثبية كجو اد ذم‬
‫ا‪١‬بالؿ كاإلكراـ‪ ،‬كلو مل يكف فيو إال اجثدماع الكلدمة مف العا‪٤‬بْب‪ :‬أعوذ بوجو اد‬
‫العظيم كأعوذ بوجهك يا رب‪ ،‬كجاىدت ابثغاء كجو اد كأعثقة لوجو اد لكاف‬
‫كافينا ‪٩‬با ذكرنا‪ ،‬إذ عقلو النساء كالصبياف كال كالااجر كالعر كالعجدمي غّب ىذه‬
‫العصابة الزائغة ا‪٤‬بلحدة يف أ‪٠‬باء اد ا‪٤‬بعطلة لوجو اد ك‪١‬بدميع صااتو‪.)ّ("‬‬
‫كقاؿ ابف خزٲبة(ْ)‪٫" :‬بف نقوؿ كعلدماؤنا ‪ٝ‬بيعنا يف ‪ٝ‬بيع القطار‪ :‬إف‬
‫‪٤‬بعبودنا‪ ‬ن‬
‫كجها كدما أعلدمنا اد يف ‪٧‬بكم تنزيلو فذكاه ‪-‬أم كصاو بذك‪-‬‬
‫با‪١‬بالؿ كاإلكراـ‪ ،‬كحكم لو بالبقاء كناي عنو ا‪٥‬بالؾ‪ ،‬كنقوؿ‪ :‬إف لوجو‬
‫ربنا‪ ‬مف النور كالضياء كالبهاء ما لو كشف حجابو لحرقة سبحات‬
‫(ُ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب الثاسّب‪ ،‬باب قولو‪ :‬ﮋﯪ ﯫ ﯬﮊ ُِ‪ ،ُٔٗ/‬رقم ْٖٕٖ‪.‬‬
‫(ِ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب اإلٲباف‪ ،‬باب صحبة ا‪٤‬بدماليك ككاارة مف لطم عبده ٓ‪ ،ِٗ/‬رقم ّْٖٗ‪.‬‬
‫(ّ) نقض الدارمي على ا‪٤‬بريسي ِ‪.ِْٕ-ِّٕ/‬‬
‫(ْ) ‪٧‬بدمد بف إسحاؽ بف خزٲبة النيسابورم السلدمي‪ ،‬الشافعي‪ ،‬كلد سنة ِِِىػ‪ ،‬كقيل ِّ‪ ،‬تويف سنة ُُّىػ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬سّب أعالـ النبالء ُْ‪ ،ّٔٓ/‬نذرات الذىب ِ‪.ِِٔ/‬‬

‫ِٕٗ‬
‫كجهو كل و‬
‫نيء أدركو بصره‪٧ ،‬بجوب عف أبصار أىل الدنيا‪ ،‬ال يراه بشر ما داـ‬
‫يف الدنيا الاانية‪ ،‬كنقوؿ‪ :‬إف كجو ربنا القدًن ال يزاؿ باقينا‪ ،‬فناى عنو ا‪٥‬بالؾ‬
‫كالاناء"(ُ)‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مج أقةال ا صلابد‬
‫ً‬
‫نلثدمس كجو اد‪ ،‬فوقع‬ ‫قاؿ‪ :‬ىاجرنا مع النيب‬ ‫ُ‪ -‬عف خباب‬
‫أجرنا على اد‪ ،‬فدمنا مف مات مل يوكل مف أجره نينا‪ ،‬منهم مصعب بف عدمّب‪،‬‬
‫يح ود فلم ‪٪‬بد ما نكانو إال بردة إذا‬
‫ي‬ ‫أ‬ ‫يوـ‬ ‫قثل‬ ‫‪،‬‬ ‫(ِ)‬
‫كمنا مف أينعة لو ‪ٜ‬برتو فهو يهدهبا‬
‫أف‬ ‫غطينا هبا رأسو خرجة رجاله‪ ،‬كإذا غطينا رجليو خرج رأسو‪ ،‬فومرنا النيب‬
‫نغطي رأسو‪ ،‬كأف ‪٪‬بعل على رجليو مف اإلذخر (ّ)‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬إف العبد ا‪٤‬بسلم إذا قاؿ ا‪٢‬بدمد د‬ ‫ِ‪ -‬عف عبد اد بف مسعود‬
‫كسبحاف اد كال إلو إال اد كاد أك كتبارؾ اد‪ ،‬أخذىا ملك فجعلها ‪ٙ‬بة جناحو‬
‫ٲبر هبا على ‪ٝ‬ب وع مف ا‪٤‬بالئكة إال اسثغاركا لقائلهف حٌب ٯبيء هبا‬
‫مث صعد هبا فال ُّ‬
‫‪.)ٓ( ،‬‬ ‫ْ)‬
‫(ْ)‬
‫ﮋ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬﮊ‬ ‫كجو الر‪ٞ‬بف‪ ،‬مث قرأ عبد اد‬

‫(ُ) كثاب الثوحيد ُ‪.ّٓ/‬‬


‫(ِ) يهدهبا‪ :‬أم ٯبنيها كيقطاها كدما يهدب الرجل الغضا كالرطى‪ .‬ينظر‪ :‬تاج العركس ْ‪.ِّٖ/‬‬
‫(ّ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب ا‪١‬بنائز‪ ،‬باب إذا مل ٯبد كاننا إال ما يوارم رأسو أك قدميو غطى بو رأسو ُ‪ ،ِْٗ/‬رقم ُُِٕ‪.‬‬
‫(ْ) سورة فاطر‪.َُ :‬‬
‫(ٓ) أخرجو البيهقي يف ال‪٠‬باء كالصاات ِ‪ ،َُْ/‬رقم ٕٔٔ‪ ،‬كا‪٢‬باكم يف ا‪٤‬بسثدرؾ‪ ،‬كثاب الثاسّب‪ ،‬تاسّب سورة‬
‫صحيح اإلسناد كمل ٱبرجاه‪ ،‬كابف جرير يف تاسّبه َُ‪،ّٖٗ/‬‬‫ي‬ ‫حديث‬
‫ه‬ ‫ا‪٤‬بالئكة ِ‪ ،ُْٔ/‬كقاؿ‪ :‬ىذا‬
‫كالسيوطي يف الدر ا‪٤‬بنثور ٕ‪.ٖ/‬‬

‫َِٖ‬
‫(با ذات‪ ،‬أو ا ثةاب‪ ،‬أو ا ةزاء‪ ،‬أو‬ ‫خامسا‪ :‬ا رد بيى يأو ت ا ة‬‫ً‬
‫ا ر د)‬
‫لغة مف لغات المم كجو الشيء ٗبعُب ذاتو‬ ‫قاؿ ابف القيم‪" :‬إنو ال يعرؼ يف و‬
‫كناسو‪ ،‬كغاية ما نبو بو ا‪٤‬بعطل كجو الرب أف قالوا‪ :‬ىو كقولو‪ :‬كجو ا‪٢‬بائا‪ ،‬ككجو‬
‫الثوب‪ ،‬ككجو النهار‪ ،‬ككجو المر (فيقاؿ) ‪٥‬بذا ا‪٤‬بعطل ا‪٤‬بشبو‪ :‬ليس الوجو يف ذلك‬
‫ٗبعُب الذات بل ىذا مبطل لقولك فإف كجو ا‪٢‬بائا أحد جانبيو فهو مقابل لدبره‪،‬‬
‫ككدمثل ىذا كجو الكعبة كدبرىا‪ ،‬فهو كجو حقيقة كلكنو ٕبسب ا‪٤‬بضاؼ إليو‪ ،‬فلدما‬
‫كاف ا‪٤‬بضاؼ إليو بناء كاف كجهو مف جنسو"(ُ)‪.‬‬
‫كأنو قد ثبة يف عرؼ الناس كعاداهتم يف ا‪٣‬بطاب العر الذم أ‪ٝ‬بع عليو أىل‬
‫اللغة أف تسدمية الوجو يف أم ‪٧‬بل كقع يف ا‪٢‬بقيقة كا از يزيد على قولنا‪ :‬ذات‪ ،‬كأما‬
‫مشهور حقيقة ال ٲبكف دفعو‪ ،‬كال يسوغ فيو غّب ذلك‪ ،‬كأما يف‬ ‫ه‬ ‫يف ا‪٢‬بيواف فذلك‬
‫أيضا؛ لنو ييقاؿ‪( :‬فال هف كجو القوـ) ال يراد بو ذات القوـ؛ إذ‬
‫مقامات ا از فكذلك ن‬
‫قطعا كيقيننا‪ ،‬كيقاؿ‪( :‬ىذا كجو الثوب)؛ ‪٤‬با ىو أجوده‪ ،‬كيقاؿ‪( :‬ىذا‬‫ذكات القوـ غّبه ن‬
‫أصحو كأقومو‪( ،‬كأتية با‪٣‬ب على كجهو) أم‪ :‬على حقيقثو(ِ)‪.‬‬ ‫كجو الرأم) أم‪ُّ :‬‬
‫كالوجو يف اللغة‪ :‬مسثقبل كل نيء؛ لنو أكؿ ما يواجو منو‪ ،‬ككجو الرأم‬
‫كالمر‪ :‬ما يظهر أنو صوابو كىو يف كل ‪٧‬بل ٕبسب ما يضاؼ إليو‪ ،‬فإف أضيف إىل‬
‫زمف كاف الوجو زمننا‪ ،‬كإف أضيف إىل حيواف كاف ٕبسبو‪ ،‬كإف أضيف إىل ثوب أك‬
‫(ّ)‬
‫حائا كاف ٕبسبو‪ ،‬كإف أضيف إىل ىمف ﮋ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧﮊ‬

‫(ُ) ‪٨‬بثصر الصواعق ا‪٤‬برسلة ّ‪.ٗٗٔ/‬‬


‫(ِ) ينظر‪ :‬بياف تلبيس ا‪١‬بهدمية ُ‪.ّٓ/‬‬
‫(ّ) سورة الشورل‪.ُُ :‬‬

‫ُِٖ‬
‫ا‪٤‬بسثقر يف لغة العرب كجب إثبات ىذه‬
‫ٌ‬ ‫كاف كجهو تعاىل كذلك‪ ،‬فإذا كاف ىذا ىو‬
‫كصف زائ هد على الذات ا ردة(ُ)‪.‬‬
‫الصاة على الوجو الالئق بو سبحانو فهو ه‬
‫عند دخولو للدمسجد يقوؿ‪ :‬أعوذ باد العظيم‪ ،‬كبوجهو‬ ‫ككاف النيب‬
‫الكرًن‪ ،‬كسلطانو القدًن‪ ،‬مف الشيطاف الرجيم (ِ)‪.‬‬
‫فالنيب اسثعاذ بالذات مرة كبالوجو مرة‪ ،‬قاؿ ابف القيم ‪" :‬فثومل كيف‬
‫يح‬
‫فرؽ يف االسثعاذة بْب اسثعاذتو بالذات كبْب اسثعاذتو بالوجو الكرًن‪ ،‬كىذا صر ه‬
‫ات ناسها"(ّ)‪.‬‬
‫يف إبطاؿ قوؿ مف قاؿ‪ :‬إنو الذ ي‬
‫ك‪ٞ‬بلو على الثواب ا‪٤‬بناصل مف أبطل الباطل‪ ،‬فإف اللغة ال ‪ٙ‬بثدمل ذلك كال‬
‫كجها للدمجازم‪.‬‬
‫يعرؼ أف ا‪١‬بزاء ييسدمى ن‬
‫ك‪ٞ‬بل الوجو يف ااية ﮋﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮊ(ْ) على‬
‫ا‪١‬بهة كالقبلة‪ ،‬إما أف يكوف ىو ظاىر ااية أك يكوف خالؼ ظاىرىا‪ ،‬كيكوف ا‪٤‬براد‬
‫بالوجو كجو اد حقيقة؛ لف الوجو إ٭با يراد بو ا‪١‬بهة كالقبلة إذا جاء مطل نقا غّب‬
‫‪" :‬لكف الصحيح أف ا‪٤‬براد‬ ‫و‬
‫مضاؼ إىل اد تعاىل‪ ،‬كقاؿ الشي ابف عثيدمْب‬
‫بالوجو ىنا كجو اد ا‪٢‬بقيقي؛ أم إىل أم جهة تثوجهوف‪ ،‬فثم كجو اد‬
‫ا بكل نيء‪ ،‬كلنو ثبة عف النيب أف ا‪٤‬بصلي إذا قاـ‬ ‫‪‬؛ لف اد ‪٧‬بي ه‬
‫(ُ) ينظر‪٨ :‬بثصر الصواعق ا‪٤‬برسلة ّ‪.ٖٗٗ/‬‬
‫(ِ) أخرجو أبو داكد‪ ،‬كثاب الصالة‪ ،‬باب ‪٩‬با يقولو الرجل عند دخولو ا‪٤‬بسجد ُ‪ ،ُٕٓ/‬رقم ْٔٔ‪ ،‬كقاؿ‬
‫حديث حسف‪ ،‬بسند جيد‪ .‬ينظر‪ :‬نثائج الفكار يف ‪ٚ‬بريج أحاديث الذكار ُ‪،ِْٕ/‬‬
‫ه‬ ‫ا‪٢‬باف بف حجر‪:‬‬
‫كصححو اللباين يف صحيح سنف أ داكد (ُْْ)‪.‬‬
‫(ّ) ‪٨‬بثصر الصواعق ّ‪.ََُُ/‬‬
‫(ْ) سورة البقرة‪.ُُٓ :‬‬

‫ِِٖ‬
‫يصلي فإف اد قًبىل كجهو‪ ،‬ك‪٥‬بذا هنى أف يبصق أماـ كجهو؛ لف اد قبل كجهو ‪...‬‬
‫كىذا معُب صحيح موافق لظاىر ااية‪ ،‬كا‪٤‬بعُب الكؿ ‪-‬كىو تاسّب الوجو بالقبلة‪ -‬ال‬
‫ٱبالاو يف الواقع(ُ)‪ ،‬إذا قلنا فثم كجو اد‪ ،‬ككاف ىناؾ دليل‪ ،‬سواء كاف ىذا الدليل‬
‫السنة‪ ،‬فإنك إذا‬
‫تاسّبا لآلية الثانية يف الوجو الثاين‪ ،‬أك كاف الدليل ما جاءت بو ُّ‬
‫ن‬
‫أيضا‬
‫توجهة إىل اد يف صالتك‪ ،‬فاي جهة اد الٍب يقبل اد صالتك إليها‪ ،‬فثم ن‬
‫حقا‪ ،‬كحين وذ يكوف ا‪٤‬بعنياف ال ينثاياف"(ِ)‪.‬‬
‫كجو اد ًّ‬
‫‪٠‬بيع بصّبه يسدمع مف غّب‬ ‫صفد ا س ع وا اصر‪ :‬قاؿ ابف عجيبة‪" :‬إنو ه‬
‫أصدم ة كآذاف‪ ،‬كيرل مف غّب و‬
‫حدقة كال أجااف"(ّ)‪.‬‬
‫مثبة للصاة‪ -‬كلقد نااىا فر نارا مف إثبات أفعاؿ‬
‫يعثقد ابف عجيبة ‪-‬بزعدمو أنو ه‬
‫أيضا خالف‬
‫اد ‪ ‬الذم يع عنها بقياـ ا‪٢‬بوادث بذات الرب ‪ ،‬ك ن‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة كفصل يف الناي أيضا‪ ،‬علدما أف الناي ا‪٤‬باصل يف القرآف مل ً‬
‫يوت‬ ‫أىل ُّ‬
‫ن ن‬
‫إال على ثالثة أسباب‪:‬‬
‫ُ‪ -‬ناي ما ادعاه الكاذبوف يف حق اد تعاىل مف النقائص‪ ،‬كقولو‪ :‬ﮋﯸ‬
‫ﯹﯺﯻ ﯼﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁﰂﰃﰄﰅ ﰆﰇﰈ ﰉ ﰊ ﰋﰌﮊ(ْ)‪.‬‬
‫ػوىم الػنقص يف كدمػػاؿ اد‪ ،‬كقولػو تعػػاىل‪ :‬ﮋﯿ ﰀ ﰁ‬ ‫ِ‪ -‬دفػع تػ ُّ‬
‫(ٓ)‬
‫ﰂ ﰃ ﰄ ﰅﮊ ‪ ،‬كقولػػو‪ :‬ﮋﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ‬

‫(ُ) ‪٨‬بثصر الصواعق ّ‪ ،ٖٗٗ/‬صَُُٔ‪ ،ُُٕ-‬كينظر لالسثزادة‪٦ :‬بدموع الاثاكل ِ‪ ،ِٕ/‬كالنقض على بشر‬
‫ا‪٤‬بريسي ِ‪.َٕٔ/‬‬
‫(ِ) نرح العقيدة الواسطية‪ ،‬للشي ‪٧‬بدمد بف صاٌف العثيدمْب ُ‪.ِٖٕ/‬‬
‫(ّ) ‪٨‬بطوط رسائل يف العقائد‪ ،‬ؿ‪.ٖ/‬‬
‫(ْ) سورة النعاـ‪.َُُ :‬‬
‫(ٓ) سورة الدخاف‪.ّٖ :‬‬

‫ِّٖ‬
‫(ُ)‬
‫ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﮊ ‪.‬‬
‫ﮋﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ‬ ‫ّ‪ -‬يف سياؽ هتديد الكافريف‪ ،‬كقولو تعاىل‪:‬‬
‫(ِ)‬
‫ﯻﯼﯽ ﯾﯿ ﰀﰁ ﰂﰃﮊ ‪.‬‬
‫كما اعثقده ابف عجيبة باطل حٌب مف القاعدة الصولية(ّ) الٍب نصة على أف‬
‫اإلثبات مقد هـ على الناي(ْ)‪ ،‬كما نااه ابف عجيبة كجب عليو الدليل‪ ،‬كال دليل‪.‬‬
‫كالذم يظهر أف ابف عجيبة يعثقد ما يعثقده الناعرة بوف إثبات الصاات‬
‫الٍب أثبثها اد‪ ‬لناسو يوصف هبا ا‪٤‬ب لوؽ فكاف سببنا للناي‪ ،‬كىذا ال مرية يف‬
‫بطالنو؛ لف صاات اد‪ ‬تليق ٔباللو ككدمالو‪ ،‬كصاات اد‪ ‬صاات‬
‫كدماؿ ال نقص فيها‪ ،‬كال يصح سلبها عف اد‪.‬‬
‫قاؿ ابف خزٲبة‪" :‬أفليس مف احملاؿ يا ذكم ا‪٢‬بجا‪ ،‬أف يقوؿ خليل الر‪ٞ‬بف لبيو‬
‫آزر‪ :‬ﮋﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮊ(ٓ)‪ ،‬كيعيبو بعبادة ما ال يسدمع‪،‬‬
‫كال يبصر‪ ،‬مث يدعوه إىل عبادة مف ال يسدمع‪ ،‬كال يبصر"(ٔ)‪.‬‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة فهم يعثقدكف‬
‫كفصل ا‪٣‬بطاب أف القوؿ ا‪٢‬بق ىو ما عليو أىل ُّ‬
‫بوف السدمع كالبصر صاثاف ذاتيثاف د‪ ،‬كيثبثوهنا على الوجو الالئق باد‬
‫السنة كاإل‪ٝ‬باع‪.‬‬
‫تعاىل‪ ،‬كتضافرت الدلة على ذلك مف القرآف ك ُّ‬
‫(ُ) سورة ؽ‪.ّٖ :‬‬
‫(ِ) سورة إبراىيم‪.ِْ :‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬قواعد الاقو‪ ،‬صّٓ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬ال ىاف يف أصوؿ الاقو ِ‪.َِْ/‬‬
‫(ٓ) سورة مرًن‪.ِْ :‬‬
‫(ٔ) كثاب الثوحيد ُ‪.َُٗ/‬‬

‫ِْٖ‬
‫أوال‪ :‬األد د مج ا رآن‬
‫ً‬
‫(ُ)‬
‫قاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥﭦ ﭧﮊ ‪.‬‬
‫ﮋﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ‬ ‫كقاؿ تعاىل‪:‬‬
‫(ِ)‬
‫ﯿﮊ ‪.‬‬
‫ثانًا‪ :‬األد د مج ا سنَّد‬
‫قاؿ‪٤ :‬با غزا رسوؿ اد خي ‪ ،‬أك‬ ‫ُ‪ -‬عف أ موسى النعرم‬
‫قاؿ‪٤ :‬با توجو رسوؿ اد أنرؼ الناس على ك واد فرفعوا أصواهتم بالثكبّب اد أك‬
‫أد أك ال إلو إال اد‪ ،‬فقاؿ رسوؿ اد ‪ :‬اربعوا على أناسكم‪ ،‬إنكم ال تدعوف‬
‫‪٠‬بيعا قريبنا كىو معكم (ّ)‪.‬‬
‫أصم كال غائبنا‪ ،‬إنكم تدعوف ن‬
‫قاؿ‪" :‬قاـ فينا رسوؿ اد ٖبدمس‬ ‫ِ‪ -‬كعف أ موسى النعرم‬
‫كلدمات‪ ،‬فقاؿ‪ :‬إف اد ‪ ‬ال يناـ‪ ،‬كال ينبغي لو أف يناـ‪ ،‬ٱباض القسا‬
‫كيرفعو‪ ،‬يرفع إليو عدمل الليل قبل عدمل النهار‪ ،‬كعدمل النهار قبل عدمل الليل‪ ،‬حجابو‬
‫النور‪ ،‬لو كشاو لحرقة سبحات كجو ما انثهى إليو بصره مف خلقو (ْ)‪.‬‬
‫ثا ثًا‪ :‬اإل اع بيى إثاات صفد ا س ع وا اصر‬
‫قاؿ الدارمي‪" :‬كلكننا نثبة لو السدمع كالبصر كالعْب بال تكييف كدما أثبثو‬
‫لناسو فيدما أنزؿ مف كثابو كأثبثو لو الرسوؿ "(ٓ)‪.‬‬

‫(ُ) سورة الشورل‪.ُُ :‬‬


‫(ِ) سورة اإلسراء‪.ّٔ :‬‬
‫(ّ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب ا‪٤‬بغازم‪ ،‬باب غزكة خي ٓ‪ ،ُّّ/‬رقم َِْٓ‪.‬‬
‫(ْ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب اإلٲباف‪ ،‬باب يف قولو ‪ :‬إف اد ال يناـ ُ‪ ،ُُُ/‬رقم ُٖ‪.‬‬
‫(ٓ) نقض الدارمي ِ‪.ٖٔٗ/‬‬

‫ِٖٓ‬
‫كيقوؿ أبو ا‪٢‬بسف النعرم‪" :‬كأ‪ٝ‬بعوا على إثبات حياة اد‪ ‬مل يزؿ هبا‬
‫كالما مل يزؿ بو مثكل ندما‪،‬‬ ‫ً‬
‫قادرا‪ ،‬ك ن‬
‫كعلدما مل يزؿ بو عالػ ندما‪ ،‬كقدرةن مل يزؿ هبا ن‬ ‫حيًّا‪ ،‬ن‬
‫بصّبا"(ُ)‪.‬‬
‫‪٠‬بيعا ن‬‫كبصرا مل يزؿ بو ن‬
‫ك‪٠‬بعا ن‬ ‫يدا‪ ،‬ن‬ ‫كإراد نة مل يزؿ هبا مر ن‬
‫كاد‪ ‬مل يكلانا ٗبعرفة كنو الصاة‪ ،‬فال نصف اد إال ٗبا كصف بو ناسو‬
‫يف كثابو أك ٗبا كصاو رسولو كعدـ إدراكنا بالكياية ال ينقص إٲباننا؛ لننا مل‬
‫نكلف بذلك‪.‬‬
‫علدما‬
‫قاؿ أبو القاسم الصبهاين‪" :‬فإف قيل‪ :‬كيف يصح اإلٲباف ٗبا ال ‪٫‬بيا ن‬
‫صحيح ٕبق مف كلٌاناه‪ ،‬كعلدمنا ‪٧‬بيا بالمر الذم ألزمناه‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ٕبقيقثو؟ قيل‪ :‬إف إٲباننا‬
‫كإف مل نعرؼ ما ‪ٙ‬بثها حقيقة كيايثو‪ ،‬كقد أمرنا بوف نؤمف ٗبالئكة اد ككثبو كرسلو‬
‫كباليوـ ااخر كبا‪١‬بنة كنعيدمها‪ ،‬كبالنار كعذاهبا‪ ،‬كمعلوـ أنا ال ‪٫‬بيا علدما بكل و‬
‫نيء‬ ‫ن‬ ‫ه‬
‫منها على الثاصيل كإ٭با كلاناه اإلٲباف هبا ‪ٝ‬بلة(ِ)‪.‬‬
‫كقاؿ البغوم‪" :‬إف االمثناع عف ا‪٣‬بوض يف صاات اد تعاىل بالثكييف‬
‫كالثشبيو كاجب‪ ،‬كإف ا‪٤‬بهثدم مف سلك يف نصوص الصاات عف طريق الثسليم‪،‬‬
‫كإف ا‪٣‬بائض فيها زائغ‪ ،‬كا‪٤‬بنكر معطل‪ ،‬كا‪٤‬بكيف مشبو‪ ،‬تعاىل اد عدما يقوؿ الظا‪٤‬بوف‬
‫علوا كبّبا"(ّ)‪.‬‬
‫ًّ‬
‫ٕباصل لحد؛ "لف العلم بكياية الصاة فرع على العلم‬ ‫و‬ ‫كالعلم بكياية الصاة ليس‬
‫بكياية ا‪٤‬بوصوؼ‪ ،‬فإذا كاف ا‪٤‬بوصوؼ ال تعلم كيايثو‪ ،‬امثنع أف تعلم كياية الصاة"(ْ)‪.‬‬
‫(ُ) رسالة إىل أىل الثغر‪ ،‬صُِٓ‪.‬‬
‫(ِ) ا‪٢‬بجة يف بياف احملجة ُ‪.ُّْ-ُّّ/‬‬
‫السنة ُٓ‪.ِٖٓ-ِٕٓ/‬‬
‫(ّ) نرح ُّ‬
‫(ْ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ٔ‪.ّٗٗ/‬‬

‫ِٖٔ‬
‫الئق با‪٤‬ب لوؽ‪ ،‬فعطلوا‬
‫كا‪٤‬بعطلة مل ياهدموا مف أ‪٠‬باء اد كصااتو إال ما ىو ه‬
‫صاات اد‪.‬‬
‫قاؿ ابف تيدمية‪" :‬أما ا‪٤‬بعطلوف؛ فإهنم مل ياهدموا مف أ‪٠‬باء اد كصااتو إال ما‬
‫ىو الالئق با‪٤‬ب لوؽ‪ ،‬مث نرعوا يف ناي تلك ا‪٤‬باهومات‪ ،‬فقد ‪ٝ‬بعوا بْب الثدمثيل‬
‫‪ٛ‬بثيل منهم للدماهوـ مف أ‪٠‬بائو‬
‫آخرا‪ ،‬كىذا تشبيوه ك ه‬
‫أكال‪ ،‬كعطلوا ن‬ ‫كالثعطيل‪ ،‬مثلوا ن‬
‫كتعطيل ‪٤‬با يسثحقو ىو سبحانو مف‬
‫ه‬ ‫كصااتو با‪٤‬باهوـ مف أ‪٠‬باء خلقو كصااهتم‪،‬‬
‫ال‪٠‬باء كالصاات الالئقة باد‪.)ُ("‬‬
‫احا يف أبداننا ال نعلم‬
‫كقاؿ ابف عبد ال ‪" :‬كقد عقلنا كأدركنا ٕبواسنا أف لنا أرك ن‬
‫كياية ذلك‪ ،‬كليس جهلنا بكياية الركاح يوجب أف ليس لنا أركاح‪ ،‬ككذلك ليس‬
‫جهلنا بكيايثو على عرنو يوجب أف ليس على عرنو"(ِ)‪.‬‬
‫ا اء ي ذ ك مج أقةال ا صلابد‬ ‫رابعا‪:‬‬
‫ً‬
‫قالة‪ :‬ا‪٢‬بدمد د الذم كسع ‪٠‬بعو الصوات لقد جاءت‬ ‫عف عائشة‬
‫تكلٌدمو يف ناحية البية‪ ،‬كما أ‪٠‬بع ما تقوؿ‪ ،‬فونزؿ اد‪:‬‬ ‫ا ادلة إىل النيب‬
‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬

‫‪.)ْ(،‬‬ ‫ّ)‬
‫(ّ)‬
‫ﭣﮊ‬

‫(ُ) الاثول ا‪٢‬بدموية ُ‪.ِٕٔ/‬‬


‫(ِ) الثدمهيد ٕ‪.ُّٕ/‬‬
‫(ّ) سورة ا ادلة‪.ُ :‬‬
‫السنة ّ‪ ،ْٓٓ/‬رقم ٖٗٔ‪.‬‬
‫(ْ) أخرجو الاللكائي يف نرح أصوؿ اعثقاد أىل ُّ‬

‫ِٕٖ‬
‫* صفد ا ك م‪:‬‬
‫و‬
‫بصوت كال‬ ‫قدًن ك و‬
‫احد أزل‪ ،‬فليس‬ ‫قاؿ ابف عجيبة‪" :‬كاد تعاىل مثكلم و‬
‫بكالـ و‬ ‫ه‬
‫(ُ)‬
‫حرؼ‪ ،‬كال ‪٥‬بوات‪ ،‬أك ناة‪ ،‬أك ‪ٙ‬بريك لساف" ‪.‬‬
‫كقاؿ يف موضع آخر‪" :‬أما لا القرآف فدمشث هق مف القرء"(ِ)‪.‬‬
‫كمف خالؿ قولو تبْب أف ابف عجيبة يعثقد أف كالـ اد ييطلق على ا‪٤‬بعُب‬
‫الناسي‪ ،‬فليس ىو حركؼ كأصوات‪ ،‬كأف كالـ اد‪ ‬كاحد‪ ،‬كناى مشي ة اد‬
‫باطل مبِب‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة‪ ،‬كال نك أف ما يعثقده ه‬
‫يف كالمو كدما ىو مقرهر عند أىل ُّ‬
‫(ّ)‬
‫على عقيدتو النعرية‪ ،‬كدما قاؿ الباجورم ‪" :‬مذىب أىل ُّ‬
‫السنة ‪-‬يريد النعرية‪-‬‬
‫أف القرآف ٗبعُب الكالـ الناسي ليس ٗب لوؽ‪ ،‬كأما القرآف ٗبعُب اللا الذم نقرؤه‬
‫فهو ‪٨‬بلوؽ"(ْ)‪.‬‬
‫مردكد بكالـ العلدماء احملققْب‪ ،‬فلم يقل أح هد مف السلف أف كالـ‬ ‫ه‬ ‫كىذا‬
‫اد‪ ‬قدًن‪ ،‬كإ٭با قالوا ىو كالـ اد غّب ‪٨‬بلوؽ‪ ،‬كقالوا مل يزؿ مثكل ندما‪ ،‬إذا ناء‬
‫كمٌب ناء ككيف ناء ككدما ناء‪ ،‬كمل يقل أح هد منهم‪ :‬إف اد‪ ‬يف الزؿ نادل‬
‫‪ ،‬كال قاؿ‪ :‬إف اد مل يزؿ كال يزاؿ يقوؿ‪ :‬يا آدـ‪ ،‬يا نوح‪ ،‬يا موسى‪،‬‬ ‫موسى‬
‫ك‪٫‬بو ذلك ‪٩‬با أخ أنو قاؿ‪ ،‬كاتباع السلف عندما يقولوف‪ :‬إف كالـ اد‪- ‬‬
‫(ُ) ‪٨‬بطوط رسائل يف العقائد‪ ،‬ؿ‪.ٖ/‬‬
‫(ِ) تاسّب سورة الاا‪ٙ‬بة‪ ،‬صّٕ‪.‬‬
‫(ّ) ىو‪ :‬إبراىيم بف ‪٧‬بدمد بف أ‪ٞ‬بد الباجورم‪ ،‬كلد يف بيجور إحدل قرل ا‪٤‬بنوفية ٗبصر‪ ،‬كتعلم يف الزىر‪ ،‬لو‬
‫مصناات منها‪ٙ :‬باة ا‪٤‬بريد على جوىرة الثوحيد‪ ،‬حانية على الشنشورية يف الارائض‪ ،‬كانة كفاتو سنة‬
‫ُِٕٔق‪ .‬ينظر‪ :‬العالـ ُ‪.ُٕ/‬‬
‫(ْ) نرح ا‪١‬بوىرة‪ ،‬صْٗ‪.‬‬

‫ِٖٖ‬
‫قدًن‪ ،‬أم مل يزؿ مثكل ندما إذا ناء ال يقولوف إف ناس الكلدمة ا‪٤‬بعينة قدٲبة‪ ،‬كندائو‬
‫‪٤‬بوسى ك‪٫‬بو ذلك(ُ)‪.‬‬
‫ك‪٥‬بذا بوب اإلماـ الب ارم يف صحيحو عدة أبواب على ذلك فقاؿ‪" :‬باب‪:‬‬
‫كنداء ا‪٤‬بالئكة‪ ،‬كباب‪" :‬كالـ اد تعاىل يوـ‬ ‫كالـ الرب تعاىل مع ج يل‬
‫ﮋﭹ ﭺ ﭻ‬ ‫القيامة مع النبياء كغّبىم‪ ،‬كباب‪ :‬ما جاء يف قولو تعاىل‪:‬‬
‫ﭼﮊ(ِ)‪ ،‬كباب‪" :‬كالـ الرب مع أىل ا‪١‬بنة"(ّ)‪.‬‬
‫ك‪٥‬بذا ما قالو ابف عجيبة ىو حجة عليو إذ يلزمو أف تكوف الصاات السبع الٍب‬
‫يثبثها ‪-‬بزعدمو‪ -‬ىي كاحدة حقيقة كمعُب‪ ،‬كىذا ال نك يف فساده‪.‬‬
‫‪" :‬فقاؿ ‪ٝ‬بهور العقالء ‪٥‬بم‪ :‬تصور ىذا‬ ‫قاؿ ني اإلسالـ ابف تيدمية‬
‫القوؿ يوجب العلم باساده‪ ،‬كقالوا ‪٥‬بم‪ :‬موسى ‪٠‬بع كالـ اد كلو أك بعضو‪ ،‬إف قلثم‬
‫تبعض‪ ،‬كقالوا ‪٥‬بم‪ :‬إذا‬
‫كلو لزـ أف يكوف قد علم علم اد‪ ،‬كإف قلثم بعضو فقد ٌ‬
‫جوزمت أف تكوف حقيقة ا‪٣‬ب ىي حقيقة المر كحقيقة النهي عف كل منهي عنو‪،‬‬
‫كالمر بكل موموور بو ىو حقيقة ا‪٣‬ب عف كل ‪٨‬ب عنو فجوزكا أف تكوف حقيقة‬
‫العلم ىي حقيقة القدرة كحقيقة القدرة ىي حقيقة اإلرادة‪ ،‬فاعَبؼ يحذاقهم بوف‬
‫ىذا الزـ ‪٥‬بم ال ‪٧‬بيد ‪٥‬بم عنو كلزمهم إمكاف أف تكوف حقيقة الذات ىي حقيقة‬
‫الصاات كحقيقة الوجود الواجب ىي حقيقة الوجوب ا‪٤‬بدمكف"(ْ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬كقد خالاثم الشرع كالعقل يف قولكم‪ :‬إنو قدًن‪ ،‬كابثدعثم بدعةن‬
‫كيقوؿ ن‬
‫(ُ) ينظر‪٦ :‬بدموع الاثاكل ُٕ‪.ٖٓ/‬‬
‫(ِ) سورة النساء‪.ُْٔ :‬‬
‫(ّ) ينظر ‪٥‬بذه البواب‪ ،‬نرح ابف حجر ‪٤‬با كرد فيها مف أحاديث ُّ‪.ْٖٖ ،ْٕٕ ،ّْٕ ،ُْٔ/‬‬
‫(ْ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ٗ‪.ِّٖ/‬‬

‫ِٖٗ‬
‫كالثابعْب كأئدمة ا‪٤‬بسلدمْب‪ ،‬كفررمت مف ‪٧‬بذكر‬ ‫مل يسبقكم إليها أح هد مف الصحابة‬
‫إىل ‪٧‬بذكر كا‪٤‬بسثجّب مف الرمضاء بالنار‪ ،‬مث قولكم‪ :‬إنو معُب كاحد كىو‪ :‬مدلوؿ‬
‫‪ٝ‬بيع العبارات مكابرة للعقل كالشرع‪ ،‬فإنا نعلم باالضطرار أنو ليس معُب آية‬
‫الكرسي ىو معُب آية الديف‪ ،‬كال معُب تبة يدا أ ‪٥‬بب ىو معُب سورة اإلخالص‪،‬‬
‫كالثوراة إذا عربناىا مل تصر ىي القرآف العر الذم جاء بو ‪٧‬بدمد‪ ،‬ككذلك إذا تر‪ٝ‬بنا‬
‫إىل أف قاؿ ‪ ...‬كالسلف كالئدمة مل‬ ‫القرآف بالع ية مل يكف ىو توراة موسى‬
‫يقل أح هد منهم بقولكم‪ ،‬لكف قالوا‪ :‬إف اد تكلم بالقرآف كغّبه مف الكثب ا‪٤‬بنزلة‪،‬‬
‫كإف اد‪ ‬نادل موسى بصوت ‪٠‬بعو موسى بوذنو كدما دلة على ذلك‬
‫النصوص‪ ،‬كمل يقل أح هد منهم إف ذلك النداء الذم ‪٠‬بعو موسى قدًن أزل‪ ،‬كلكف‬
‫قالوا‪ :‬إف اد مل يزؿ مثكل ندما إذا ناء ككيف ناء؛ لف الكالـ صاة كدماؿ ال صاة‬
‫نقص‪ ،‬كإ٭با تكوف صاة كدماؿ إذا قاـ بو ال إذا كاف ‪٨‬بلوقنا بائننا عنو فإف ا‪٤‬بوصوؼ‬
‫إال ٗبا قاـ بو ال يثصف ٗبا ىو بائف عنو‪.‬‬
‫يدا ٕبياة قامة بغّبه‬
‫رحيدما مر ن‬ ‫ً‬
‫قادرا مثكل ندما ن‬
‫فال يكوف ا‪٤‬بوصوؼ حيًّا عالػ ندما ن‬
‫كال بعلم كقدرة قامة بغّبه كال بكالـ كر‪ٞ‬بة كإرادة قامة بغّبه‪.‬‬
‫كالكالـ ٗبشي ة ا‪٤‬بثكلم كقدرتو‪ ،‬أكدمل ‪٩‬بف ال يكوف ٗبشي ثو كقدرتو‪ ،‬كأما كالـ‬
‫يقوـ بذات ا‪٤‬بثكلم بال مشي ثو كقدرتو‪ ،‬فإما أنو ‪٩‬بثنع أك ىو صاة نقص كدما يدعى‬
‫كدماال فدكاـ الكدماؿ لو كأنو مل يزؿ موصوفنا‬
‫مثل ذلك يف ا‪٤‬بصركع‪ ،‬كإذا كاف ن‬
‫بصاات الكدماؿ أكدمل مف كونو صار مثكل ندما بعد أف مل يكف لو قدر أف ىذا ‪٩‬بكف‬
‫‪٩‬بثنعا‪.‬‬
‫فكيف إذا كاف ن‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة كلدما ابثدع يف الديف بدعة أنكركىا كمل يقركىا‪،‬‬
‫ككاف أئدمة ُّ‬

‫َِٗ‬
‫ك‪٥‬بذا حا اد ديف اإلسالـ فال يزاؿ يف أيمة ‪٧‬بدمد طائاة ىادية مهدية ظاىرة‬
‫منصورة"(ُ)‪.‬‬
‫"كالثحقيق ىو أف اد‪ ‬قد تكلم با‪٢‬بركؼ كدما يليق ٔباللو كعظدمثو فإنو‬
‫قادر‪ ،‬كالقادر ال ٰبثاج إىل جوارح‪ ،‬كال إىل ‪٥‬بوات‪ ،‬ككذلك لو صوت كدما يليق بو‪،‬‬
‫ييسدمع‪ ،‬كال ياثقر ذلك الصوت ا‪٤‬بقدس إىل ا‪٢‬بلق كا‪٢‬بنجرة كالـ اد تعاىل كدما يليق‬
‫بو‪ ،‬كصوتو كدما يليق بو‪ ،‬كال نناي ا‪٢‬بركؼ كال الصوت عف كالمو سبحانو؛‬
‫الفثقارٮبا منا إىل ا‪١‬بوارح كاللهوات‪ ،‬فإهندما مف جناب ا‪٢‬بق تعاىل ال ياثقراف إىل‬
‫الثعسف‪ ،‬كالثكلف ‪.)ِ("...‬‬
‫ذلك‪ ،‬كىذا ينشرح الصدر لو كيسَبيح اإلنساف بو مف ُّ‬
‫فكالـ اد ‪ ‬صاة ذاتية باعثبار أصلها‪ ،‬كفعلية باعثبار أفرادىا‪ ،‬كىي‬
‫ثابثة د ‪ ‬بالكثاب ك ُّ‬
‫السنة كاإل‪ٝ‬باع كالعقل‪.‬‬
‫السنة ككالـ السلف‬ ‫‪" :‬كعامة ما يوجد يف الكثاب ك ُّ‬ ‫قاؿ ابف تيدمية‬
‫كالئدمة‪ ،‬بل كسائر المم عرهبم كعجدمهم مف لا الكالـ كالقوؿ‪ ،‬كىذا كالـ فالف‬
‫‪ٝ‬بيعا؛ لشدمولو ‪٥‬بدما‪ ،‬ليس حقيقة يف الل ٍا‬
‫‪ ...‬فإنو عند إطالقو يثناكؿ الل ٍا كا‪٤‬بعُب ن‬
‫فقا كدما يقولو قوـ‪ ،‬كال يف ا‪٤‬بعُب فقا كدما يقولو قوـ‪ ،‬كال مشَبؾ بينهدما كدما يقولو‬
‫قوـ‪ ،‬كال مشَبؾ يف كالـ اادميْب كحقيقة يف ا‪٤‬بعُب يف كالـ اد كدما يقولو قوـ"(ّ)‪.‬‬
‫كالكالـ يف ا‪٢‬بقيقة يطلق على الل ٍا كا‪٤‬بعُب‪ ،‬كليس على ا‪٤‬بعُب فقا أك‬
‫اللا ‪ ،‬كما عدا ا‪٢‬بركؼ كالصوات فليس بكالوـ حقيقة(ْ)‪.‬‬
‫(ُ) ا‪١‬بواب الصحيح ‪٤‬بف بدؿ ديف ا‪٤‬بسيح ْ‪.َّْ/‬‬
‫(ِ) رسالة يف إثبات االسثواء كالاوقية كمسولة ا‪٢‬برؼ كالصوت‪ ،‬ضدمف الرسائل ا‪٤‬بنّبية ُ‪.ُْٖ/‬‬
‫(ّ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُِ‪.ْٕٓ-ْٓٔ/‬‬
‫(ْ) ينظر ا‪٢‬بجة يف بياف احملجة ُ‪.ّٗٗ/‬‬

‫ُِٗ‬
‫فعل ماض كمضاروع كأم ور كاسم‬‫فلا القوؿ كالكالـ كما تصرؼ منهدما مف و‬
‫السنة كسائر كالـ العرب إذا كاف لاظنا كمعُب‪ ،‬كمل يكف‬
‫فاعل‪ ،‬إ٭با يعرؼ يف القرآف ك ُّ‬
‫يف يمسدمى الكالـ نزاع بْب الصحابة كالثابعْب ‪٥‬بم بإحساف‪ ،‬كإ٭با حصل النزاع بْب‬
‫ا‪٤‬بثوخريف مف أىل البدع مث انثشر‪.‬‬
‫كال ريب أف يمسدمى الكالـ كالقوؿ ك‪٫‬بوٮبا ليس ىو ‪٩‬با ٰبثاج فيو إىل قوؿ‬
‫ناعر‪ ،‬فإف ىذا ‪٩‬با تكلم بو الكلوف كااخركف مف أىل اللغة‪ ،‬كعرفوا معناه‪ ،‬كدما‬
‫عرفوا يمسدمى الرأس كاليد كالرجل ك‪٫‬بو ذلك‪.‬‬
‫كال نك أف مف قاؿ‪ :‬إف كالـ اد معُب كاحد قائم بناسو تعاىل كإف ا‪٤‬بثلو‬
‫احملاوظ ا‪٤‬بكثوب ا‪٤‬بسدموع مف القارئ حكاية كالـ اد كىو ‪٨‬بلوؽ‪ ،‬فقد قاؿ ٖبلق‬
‫يقوؿ‪ :‬ﮋﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬ ‫القرآف يف ا‪٤‬بعُب كىو ال يشعر‪ ،‬فإف اد تعاىل‬
‫ﭢ ﭣﭤﭥ ﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﮊ(ُ)(ِ)‪.‬‬
‫السنة كأقواؿ الصحابة كاإل‪ٝ‬باع على إثبات‬
‫كالدلة مسثايضة مف الكثاب ك ُّ‬
‫كالـ اد‪.‬‬
‫أوال‪ :‬األد د مج ا رآن‬
‫ً‬
‫ﮋﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ‬ ‫قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﭺ ﭻﭼﮊ(ّ)‪.‬‬
‫ﮋﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹﮺ ﮻ ﮼ ﮽‬ ‫كقاؿ تعاىل‪:‬‬
‫(ُ) سورة اإلسراء‪.ٖٖ :‬‬
‫(ِ) نرح العقيدة الطحاكية‪ ،‬صُْٗ‪.‬‬
‫(ّ) سورة النساء‪.ُْٔ :‬‬

‫ِِٗ‬
‫﮾ ﮿ ﯀ ﯁ ﯂ ﯃ ﯄ ﯅ ﯆﯇ ﯈ ﯉ ﯊ ﯋ ﯌ ﯍ ﯎‬
‫(ُ)‬
‫﯏ ﯐﯑ ﯒ ﯓﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚﮊ ‪.‬‬
‫(ِ)‬
‫كقاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﭑ ﭒﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﮊ ‪.‬‬
‫كفيو إثبات النداء د‪ ‬كىو مف أنواع الكالـ‪ ،‬قاؿ ابف تيدمية‪" :‬كالنداء يف‬
‫فيع ال يطلق النداء على ما ليس بصوت ال حقيقةن كال‬ ‫صوت ر ه‬
‫ه‬ ‫لغة العرب ىو‬
‫‪٦‬بازا"(ّ)‪.‬‬
‫ن‬
‫(ْ)‬
‫قاؿ السجزم ‪" :‬كالنداء عند العرب ه‬
‫صوت ال غّب‪ ،‬كمل يرد عف اد تعاىل كال‬
‫عف رسولو أنو مف اد غّب الصوت"(ٓ)‪.‬‬
‫ﮋﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ‬ ‫كقاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﮊ(ٔ)‪ ،‬كالدلة على أف كالـ اد يسدمع كأف القرآف كالـ‬
‫جدا(ٕ)‪.‬‬
‫اد كأف تالكة الثال د ال ‪ٚ‬برجو عف كالـ اد كثّبةه ًّ‬
‫‪ :‬ﮋ ﭑﭒﭓﭔ ﭕﮊ(ٖ)‪.‬‬ ‫كقاؿ تعاىل ‪٨‬باطبنا موسى‬
‫(ُ) سورة العراؼ‪.ُّْ :‬‬
‫(ِ) سورة مرًن‪.ِٓ :‬‬
‫(ّ) ينظر‪٦ :‬بدموع الاثاكل ٔ‪.ُّٓ/‬‬
‫(ْ) عبد اد بف سعيد بف حامت الوائلي السجزم‪ ،‬صاحب سنة‪ ،‬لو مصناات منها‪ :‬اإلبانة الك ل يف مسولة القرآف‪،‬‬
‫الرد على مف أنكر ا‪٢‬برؼ كالصوت‪ ،‬تويف سنةْْْىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعالـ النبالء ُٕ‪ ،ْٔٓ/‬ا‪١‬بواىر ا‪٤‬بضية يف‬
‫تراجم ا‪٢‬بناية ِ‪ ،ْٗٓ/‬نذرات الذىب ُّ‪.ُِٕ/‬‬
‫(ٓ) الرد على مف أنكر ا‪٢‬برؼ كالصوت‪ ،‬صٔٔ‪.‬‬
‫(ٔ) سورة الثوبة‪.ٔ :‬‬
‫(ٕ) ينظر‪ :‬االسثدالؿ هبذه الدلة‪ ،‬كثاب الثوحيد‪ ،‬البف خزٲبة‪ ،ّّْ- ِّّ/ُ ،‬كالرد على ا‪١‬بهدمية‪ ،‬للدارمي‪،‬‬
‫صِٖ‪ ،ّٖ-‬كالعقيدة السلاية يف كالـ رب ال ية‪ ،‬لعبد اد ا‪١‬بديع‪ ،‬صٔٔ‪.ٖٔ-ٕٔ-‬‬
‫(ٖ) سورة طو‪.ُّ :‬‬

‫ِّٗ‬
‫قاؿ السجزم‪" :‬ككاف يكلدمو مف كراء حجاب ال تر‪ٝ‬باف بينهدما‪ ،‬كاسثدماع‬
‫البشر يف ا‪٢‬بقيقة ال يقع إال للصوت"(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ أبو بكر اإل‪٠‬باعيلي الشافعي(ِ)‪" :‬القرآف كالـ اد غّب ‪٨‬بلوؽ‪ ،‬كأنو‬
‫كيادما ييصرؼ بقراءة القارئ لو كبلاظو‪ ،‬ك‪٧‬باوظنا يف ا‪٤‬بصاحف‪ ،‬غّب ‪٨‬بلوؽ ‪.)ّ("...‬‬
‫كيقوؿ ابف تيدمية‪" :‬كربنا خاطبنا باللساف العر الذم ناهدمو‪ ،‬كليس فيو ‪٠‬باع‬
‫ٰبصل مف غّب صوت"(ْ)‪.‬‬
‫ثانًا‪ :‬األد د مج ا سنَّد‬
‫أف النيب قاؿ‪ :‬احثج آدـ كموسى فقاؿ موسى‪ :‬يا‬ ‫عف أ ىريرة‬
‫آدـ أنة أبونا خيبثنا كأخرجثنا مف ا‪١‬بنة‪ ،‬فقاؿ آدـ‪ :‬يا موسى اصطااؾ اد بكالمو‬
‫كخا لك الثوراة بيده أتلومِب على أمر قدره اد علي قبل أف ٱبلقِب بوربعْب سنة‬
‫آدـ موسى ‪.)ٓ( ‬‬ ‫فحج ي‬
‫بصوت‪ ،‬كينادم عباده‬ ‫فإذا عيلم ىذا ثبة أف اد‪ ‬نادل موسى‬
‫يوـ القيامة بصوت‪.‬‬
‫‪ :‬يقوؿ اد يوـ‬ ‫قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اد‬ ‫فعف أ سعيد ا‪٣‬بدرم‬
‫(ُ) الرد على مف أنكر ا‪٢‬برؼ كالصوت‪ ،‬صُُٔ‪.‬‬
‫السنة‪ ،‬تويف‬
‫(ِ) أبو بكر‪ ،‬أ‪ٞ‬بد بف إبراىيم بف إ‪٠‬باعيل بف العباس اإل‪٠‬باعيلي‪ ،‬ني الشافعية مف يحااظ ا‪٢‬بديث ك ُّ‬
‫سنة ُّٕىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعالـ النبالء ُٔ‪.ِِٗ/‬‬
‫(ّ) اعثقاد أئدمة أىل ا‪٢‬بديث‪ ،‬صََْ‪.َُْ-‬‬
‫(ْ) درء تعارض العقل كالنقل ِ‪.ّٗ/‬‬

‫(ٓ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب الثوحيد‪ ،‬باب ما جاء يف قوؿ اد تعاىل‪ :‬ﮋﭹ ﭺ ﭻ ﭼﮊ ْ‪،َْٕ/‬‬
‫رقم ُٕٓٓ‪.‬‬

‫ِْٗ‬
‫القيامة‪ :‬يا آدـ فيقوؿ‪ :‬لبيك ربنا كسعديك‪ ،‬فينادم بصوت‪ :‬إف اد يومرؾ أف ‪ٚ‬برج‬
‫عث النار؟ قاؿ‪ :‬مف كل و‬
‫ألف ‪-‬أراه قاؿ‬ ‫مف ذريثك بعثنا مف النار‪ ،‬قاؿ‪ :‬يا رب كما بى ي‬
‫تسعدمائة كتسعة كتسعْب ‪.)ُ( ...‬‬
‫ثا ثًا‪ :‬اإل اع‬
‫فلقد أ‪ٝ‬بع أىل اإلسالـ على إثبات ىذه الصاة د‪ ،‬قاؿ ابف حزـ‪" :‬أ‪ٝ‬بع‬
‫أىل اإلسالـ على أف اد تعاىل كلم موسى‪ ،‬كعلى أف القرآف كالـ اد‪ ،‬ككذا غّبه‬
‫مف الكثب ا‪٤‬بنزلة كالصحف"(ِ)‪.‬‬
‫كاد ‪ ‬عاب على مف عبد العجل؛ لنو قد يسلب صاة الكالـ‪ ،‬كىذا‬
‫يدؿ على أف سلبها صاة نقص‪ ،‬كاد‪ ‬منزه عف صاة النقص‪ ،‬قاؿ تعاىل‪:‬‬ ‫ُّ‬
‫ﮋﭞﭟ ﭠ ﭡﭢﭣﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩﮊ(ّ)‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬دال د ا ع ل ا صر ح وأهل ا ي د بيى إثاات صفد ا ك م‬ ‫ً‬
‫بصوت كحرؼ؛ لف‬ ‫و‬ ‫يدؿ على إثبات صاة الكالـ د ‪‬‬ ‫العقل الصريح ُّ‬
‫نقص يف حق كل عاقل‪،‬‬ ‫موصوؼ بالنقص‪ ،‬كعدـ القدرة على الكالـ ه‬ ‫ه‬ ‫غّب ا‪٤‬بثكلم‬
‫كالكالـ ميزة‪ ،‬كنايو نقص‪.‬‬
‫كاتاق أىل اللغة على أف الكالـ يشثدمل على الل ٍا كا‪٤‬بعُب‪.‬‬
‫يدؿ على و‬
‫نطق ماهم‪،‬‬ ‫قاؿ ابف فارس‪" :‬الكاؼ كالالـ كا‪٤‬بيم أصالف‪ ،‬أحدٮبا ُّ‬
‫كااخر على جراح‪ ،‬فالكؿ‪ :‬الكالـ‪ ... ،‬كالصل ااخر‪ :‬ال ىك ٍلم كىو ا‪١‬برح"(ْ)‪.‬‬
‫(ُ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب الثوحيد‪ ،‬باب يف ا‪٤‬بشي ة كاإلرادة‪ ،َُْ/ُ ،‬رقم ّْٖٕ‪.‬‬
‫(ِ) الاصل يف ا‪٤‬بلل كالىواء كالنحل ّ‪.ُُ/‬‬
‫(ّ) سورة طو‪.ٖٗ :‬‬
‫(ْ) مقاييس اللغة ٓ‪.ُُّ/‬‬

‫ِٓٗ‬
‫بيى إثاات هذ ا صفد‬ ‫خامسا‪ :‬مج أقةال ا صلابد‬
‫ً‬
‫قاؿ‪ :‬إذا تكلم اد بالوحي ‪٠‬بع أىل‬ ‫ُ‪ -‬عف عبد اد بف مسعود‬
‫ﮋﭠ‬ ‫السدموات نينا‪ ،‬فإذا فيػزع عف قلوهبم كسكف الصوت عرفوا أنو ا‪٢‬بق كنادكا‪:‬‬
‫ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﮊ (ُ)‪.‬‬
‫يف قصة اإلفك كفيو أهنا قالة‪ :‬كلكف كاد ما كنة‬ ‫ِ‪ -‬كعف عائشة‬
‫منزؿ يف نوين كحينا ييثلى‪ ،‬كلشوين يف ناسي كاف أحقر مف أف يثكلم‬
‫أظف أف اد ه‬‫ُّ‬
‫اد يف بوم ور ييثلى‪ ،‬كلكف كنة أرجو أف يرل رسوؿ اد يف النوـ رؤيا ي ئِب اد‬
‫هبا"(ِ)‪.‬‬

‫(ُ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب الثوحيد‪ ،‬باب قوؿ اد تعاىل‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬
‫ﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﮊ ٗ‪ ،ُُْ/‬رقم ُْٖٕ‪.‬‬
‫(ِ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب الثاسّب‪ ،‬باب قوؿ اد تعاىل‪ :‬ﮋﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ‬
‫ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﮊ ٔ‪ ،َُُ/‬رقم ُُْْ‪.‬‬

‫ِٔٗ‬
‫* آراؤ ي ا صفات االخد ارَّد ا فعيَّد‪:‬‬
‫صفد االسدةاء‪:‬‬
‫كقع ابف عجيبة يف ىذه الصاة يف ‪٧‬بذكريف باطلْب‪:‬‬
‫أو ه ا‪ :‬يأو ل االسدةاء باالسد ء‪.‬‬
‫ثان ه ا‪ :‬ا دفة ض‪.‬‬
‫قاؿ ابف عجيبة يف تاسّب قولو تعاىل‪ :‬ﮋﭫ ﭬ ﭭ ﭮﮊ(ُ)‪" ،‬اسثواء‬
‫و‬
‫اسثيالء كإحاطة‪ ،‬حٌب صار العرش غيبنا يف إحاطة قهريثو كأسرار ذاتو"(ِ)‪.‬‬
‫كقاؿ يف موض وع آخر‪" :‬كأنو مسث وو على العرش على الوجو الذم أراد كبا‪٤‬بعُب‬
‫الذم أراد"(ّ)‪.‬‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة أف اد‪ ‬مسث وو على عرنو حقيقةن‪ ،‬اسثواءن‬ ‫كيعثقد أىل ُّ‬
‫يف‪ ،‬كال تعطيل‪.‬‬‫تكييف كال ‪ٛ‬بثيل‪ ،‬كال ‪ٙ‬بر و‬
‫و‬ ‫يليق ٔباللو‪ ،‬مف غّب‬
‫قيل لإلماـ أ‪ٞ‬بد "كاد تعاىل فوؽ السدماء السابعة على عرنو‪ ،‬بائف مف خلقو‪،‬‬
‫كقدرتو كعلدمو بكل مكاف؟ قاؿ‪ :‬نعم‪ ،‬على عرنو ال ٱبلو نيءه مف علدمو"(ْ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف خزٲبة‪" :‬فنحف نؤمف ٖب اد‪ ‬كأف خالقنا مسث وو على عرنو‪،‬‬
‫قوال غّب الذم قيل لنا"(ٓ)‪.‬‬
‫ال نبدؿ كالـ اد‪ ،‬كال نقوؿ ن‬
‫ال يقولوف بناي ا‪١‬بهة‪ ،‬كال‬ ‫كقاؿ القرطيب‪" :‬كقد كاف السلف الكؿ‬
‫(ُ) سورة الرعد‪.ِ :‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ٔ/‬‬
‫(ّ) ‪٨‬بطوط رسائل يف العقائد ؿ‪٨ ،ُ/‬بطوط تاسّب الاا‪ٙ‬بة الصغّب ؿ‪.ّ/‬‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة ُ‪.َُْ/‬‬
‫(ْ) نرح أصوؿ اعثقاد أىل ُّ‬
‫(ٓ) الثوحيد‪ ،‬صٖٔ‪.‬‬

‫ِٕٗ‬
‫ينطقوف بذلك‪ ،‬بل نطقوا ىم كالكافة بإثباهتا د تعاىل كدما نطق كثابو‪ ،‬كأخ ت بو‬
‫رسلو‪ ،‬كمل ينكر أح هد مف السلف الصاٌف أنو اسثول على عرنو حقيقة ‪ ...‬كإ٭با‬
‫جهلوا كياية االسثواء‪ ،‬فال تعلم حقيقة"(ُ)‪.‬‬
‫أما ابف عجيبة فحالو كحاؿ ا‪٤‬بؤكلة الذيف يناوف اسثواء اد‪ ‬على عرنو‬
‫السنة‪ ،‬كيؤكلوهنا على عدة مذاىب‪ ،‬فدمنهم‬
‫با‪٤‬بعُب الصحيح الذم جاء يف الكثاب ك ُّ‬
‫مف يؤكؿ االسثواء بالقهر كالغلبة‪ ،‬مثل ا‪٤‬بعثزلة(ِ)‪ ،‬كىو رأم للجويِب(ّ)‪ ،‬كابف‬
‫فورؾ(ْ)‪ ،‬كالغزال(ٓ)‪ ،‬كالرازم)ٔ(‪ ،‬كاإلٯبي(ٕ)‪.‬‬
‫(ُ) تاسّب القرطيب ٕ‪.ُِٗ/‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬نرح الصوؿ ا‪٣‬بدمسة لعبد ا‪١‬ببار‪ ،‬صِِٔ‪.‬‬
‫(ّ) قاؿ‪ :‬ا‪٤‬براد باالسثواء القهر كالغلبة كذلك نائع يف اللغة‪ .‬ينظر‪ :‬اإلرناد َْ‪٤ ،ُْ-‬بع الدلة‪ ،‬صٓٗ‪.‬‬
‫كا‪١‬بويِب ىو‪ :‬عبد ا‪٤‬بلك بف عبد اد بف يوسف يف ‪٧‬بدمد ا‪١‬بويِب النيسابورم ا‪٤‬بعركؼ بإماـ ا‪٢‬برمْب‪ ،‬لو مصناات‬
‫منها‪ :‬ال ىاف يف أصوؿ الاقو‪ ،‬الورقات يف أصوؿ الاقو‪ ،‬الشامل يف أصوؿ الديف‪ ،‬كانة كفاتو سنة ْٖٕىػ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬سّب أعالـ النبالء ُٖ‪.ْٕٕ-ْٖٔ/‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬مشكل ا‪٢‬بديث‪ ،‬صُْٔ‪.‬‬
‫(ٓ) قاؿ‪ :‬كليس ذلك إال بطريق القهر كاالسثيالء‪ .‬ينظر‪ :‬قواعد العقائد‪ ،‬صُٓٔ‪.ُٕٔ-‬‬
‫كالغزال ىو‪ :‬أبو حامد‪٧ ،‬بدمد بف ‪٧‬بدمد بف ‪٧‬بدمد بف أ‪ٞ‬بد الطوسي‪ ،‬الشافعي‪ ،‬الغزال‪ ،‬الزـ ا‪١‬بويِب كأخذ عنو معظم‬
‫مدرسا يف ا‪٤‬بدرسة النظامية‪ ،‬لو مصناات منها‪ :‬كثاب اإلحياء‪ ،‬اإلمالء على مشكل‬
‫العلوـ‪ ،‬مث رحل إىل بغداد ن‬
‫اإلحياء‪ ،‬كثاب الربعْب‪ ،‬كا‪٤‬بسثصاى يف أصوؿ الاقو‪ ،‬كانة كفاتو سنة َٓٓىػ‪ .‬ينظر‪ :‬النجوـ الزاىرة يف ملوؾ‬
‫مصر كالقاىرة ُٓ‪.ُّٕ/‬‬
‫(ٔ) قاؿ‪ :‬إف االسثيالء عبارة عف حصوؿ الغلبة بعد العجز‪ .‬ينظر‪ :‬أساس الثقديس‪ ،‬صَِّ‪.‬‬
‫كالرازم ىو‪٧ :‬بدمد بف عدمر ا‪٢‬بسْب‪ ،‬ف ر الديف القرني الرازم الصول ا‪٤‬باسر‪ ،‬كلد سنة ْْٓىػ‪ ،‬لو مصناات‬
‫منها‪ :‬أساس الثقديس‪ ،‬الثاسّب الكبّب‪ ،‬احملصوؿ يف أصوؿ الاقو‪ ،‬كانة كفاتو سنة َٔٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعالـ‬
‫النبالء ُِ‪ ،َُٓ-ََٓ/‬طبقات السبكي ٓ‪.َْ-ّّ/‬‬
‫(ٕ) قاؿ‪ :‬فيؤكؿ االسثواء باالسثيالء‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بواقف ُ‪.َِٕ/‬‬
‫كاإلٯبي ىو‪ :‬عبدالر‪ٞ‬بف بف أ‪ٞ‬بد بف عبد الغاار بف أ‪ٞ‬بد بف عضد الديف اإلٯبي الشّبازم الشافعي‪ ،‬عامل مشارؾ يف‬
‫أنواع العلوـ‪ ،‬كلد سنة َٖٕىػ‪ ،‬كتويف سنة ٕٓٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬طبقات الشافعية الك ل ٔ‪ ،َُٖ/‬الدرر الكامنة‬
‫ِ‪.ِّّ/‬‬

‫ِٖٗ‬
‫كمنهم مف فسر االسثواء با‪٤‬بلك‪ ،‬كا‪٤‬براد‪ :‬أف ا‪٤‬بلك ما اسثول و‬
‫لحد غّبه(ُ)‪،‬‬
‫كهبذا خالاوا صحيح ا‪٤‬بنقوؿ‪ ،‬كصريح ا‪٤‬بعقوؿ‪ ،‬كمل يسّبكا كفق مذىب السلف؛‬
‫لهنم ‪-‬زعدموا‪ -‬أف إثبات االسثواء يلزـ منو ا‪١‬بهة كالثحيُّز‪.‬‬
‫كثاب كال‬
‫كباطال‪ ،‬كمل يرد يف نايها كال إثباهتا ه‬
‫حقا ن‬ ‫كىذه اللااظ ‪٦‬بدملة ‪ٙ‬بثدمل ًّ‬
‫يسنة‪ ،‬فدمف ناى ا‪١‬بهة كمراده بذلك أف اد ‪ ‬ليس مبايننا للعامل‪ ،‬كليس فوقو‪،‬‬
‫يدا أف ا‪٤‬ب لوقات‬
‫باطل غّب صحيح‪ ،‬كمف نااىا مر ن‬ ‫كال ٘بوز اإلنارة إليو‪ ،‬فهذا ا‪٤‬بعُب ه‬
‫‪ٝ‬بع بْب حق كباطل فا‪٤‬بعُب حق‪ ،‬كالل ٍا ا‪٤‬بصرح بو‬ ‫ال ‪ٙ‬بيا بو كال ‪ٙ‬بصره‪ ،‬فهذا ه‬
‫باطل؛ إليهامو ا‪٤‬بعُب الكؿ‪.‬‬
‫‪٧‬بثاجا ‪٥‬بذا ا‪٢‬بيز‪ ،‬فيجاب عنو بوننا ال‬
‫كأما قو‪٥‬بم‪ :‬لو كاف يف جهة لكاف ن‬
‫أمر كجودم‪ ،‬بل قد ييقاؿ إف الػ يدمسدمى‬
‫نيسلم أف كل ما ييسدمي حيػنزا كجهة فهو ه‬
‫با‪١‬بهة كا‪٢‬بيز منو ما يكوف كجوديًّا كىو المكنة الوجودية مثل داخل العامل فإف‬
‫الشدمس كالقدمر كالفالؾ كالرض كا‪٢‬بجر كالشجر ك‪٫‬بو ىذه النياء كلها يف أحياز‬
‫كجودية‪ ،‬أما ما كراء العامل‪ ،‬فهو ليس يف حي وز أك جهة كجودية لكي يصح ما‬
‫زعدمثدموه(ِ)‪.‬‬
‫‪٧‬بدموال بو‪ ،‬فييجاب‬
‫‪٧‬بثاجا إليو‪ ،‬ن‬
‫كأما قو‪٥‬بم‪ :‬لو كاف مسثوينا على العرش لكاف ن‬
‫يصح ىذا ا‪٤‬بعُب لو أيثبة د‪ ‬اسثواءن كاسثواء ا‪٤‬ب لوقْب‪ ،‬أما إذا كاف‬
‫عنو أنو ُّ‬
‫اسثواء اد‪ ‬اسثواءن يليق ٔباللو غّب ‪٩‬باثل السثواء خلقو‪ ،‬فال يصح ىذا‬
‫اإللزاـ‪.‬‬

‫(ُ) رأم عبد القاىر البغدادم‪ ،‬يف كثاب أصوؿ الديف‪ ،‬صُُّ‪.ُُْ-‬‬
‫(ِ) ينظر‪٦ :‬بدموع الاثاكل ُٕ‪ ،ِِٔ/ٓ ،ِّٔ/‬تلبيس ا‪١‬بهدمية ِ‪ ،ُُٓ/‬الثدمرية ٓٔ‪.ٕٔ-‬‬

‫ِٗٗ‬
‫"فيظف ا‪٤‬بثوىم أنو إذا يكصف باالسثواء على العرش كاف‬‫ُّ‬ ‫قاؿ ابف تيدمية ‪:‬‬
‫اسثواؤه كاسثواء اإلنساف على ظهور ال يا ٍلك كالنعاـ‪ ،‬كقولو‪ :‬ﮋﭟ ﭠ ﭡ‬
‫ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭫ ﭬ ﭭﮊ(ُ)‪ ،‬فيث يل أنو إذا كاف‬
‫‪٧‬بثاجا إليو كحاجة ا‪٤‬بسثوم على ال يا ٍلك كالنعاـ‪ ،‬فلو‬ ‫مسثوينا على العرش كاف ن‬
‫ا‪٬‬برقة الساينة لسقا ا‪٤‬بسثوم عليها ‪ ...‬فقياس ىذا أنو لو عيدـ العرش لسقا‬
‫ب تبارؾ كتعاىل‪ ،‬مث يريد ‪-‬بزعدمو‪ -‬أف يناي ىذا فيقوؿ‪ :‬ليس اسثواؤه و‬
‫بقعود كال‬ ‫الر ُّ‬
‫اسثقرار‪ ،‬ككاف ىذا ا‪٣‬بطو مف خط و يف ماهوـ اسثوائو على العرش‪ ،‬حيث ظف أنو‬
‫مثل اسثواء اإلنساف على ظهور النعاـ كال يا ٍلك‪.‬‬
‫يدؿ على ذلك؛ لنو أضاؼ االسثواء إىل ناسو الكرٲبة‪،‬‬ ‫كليس يف الل ٍا ما ُّ‬
‫كدما أضاؼ إليها سائر أفعالو كصااتو ‪ ...‬فلم يذكر اسثواءن مطل نقا يصلح للدم لوؽ‬
‫عاما يثناكؿ ا‪٤‬ب لوؽ‪ ،‬كدما مل يذكر مثل ذلك يف سائر صااتو‪ ،‬كإ٭با ذكر اسثواءن‬
‫كال ًّ‬
‫أضافو إىل ناسو الكرٲبة"(ِ)‪.‬‬
‫يوت نص كاح هد مف الوحيْب ُّ‬
‫يدؿ على أف معُب (اسثول) (اسثوىل)‪.‬‬ ‫كمل ً‬
‫السنة حيث‬‫يقوؿ ابف القيم‪" :‬إف ىذا الل ٍا ‪ -‬اسثول‪ -‬قد اطرد يف القرآف ك ُّ‬
‫كرد بلا االسثواء دكف االسثيالء‪ ،‬كلو كاف معناه اسثوىل لكاف اسثعدمالو يف أكثر‬
‫موضع أك موضعاف بلا اسثول ‪ٞ‬بل على معُب اسثوىل؛‬ ‫ه‬ ‫مورده كذلك‪ ،‬فإذا جاء‬
‫لنو ا‪٤‬بولوؼ ا‪٤‬بعهود‪ ،‬كأما أف يويت إىل لا و قد اطرد اسثعدمالو يف ‪ٝ‬بيع موارده على‬
‫معُب كاحد‪ ،‬فيدعي صرفو يف ا‪١‬بدميع إىل معُب مل يعهد اسثعدمالو فيو فاي غاية‬
‫الاساد‪ ،‬كمل يقصده كياعلو مف قصد البياف‪ ،‬ىذا لو مل يكف يف السياؽ ما يويت ‪ٞ‬بلو‬
‫(ُ) سورة الزخرؼ‪.ُّ-ُِ :‬‬
‫(ِ) نرح الرسالة الثدمرية ُ‪.ِْٓ/‬‬

‫ََّ‬
‫على غّب معناه الذم اطرد اسثعدمالو فيو‪ ،‬فكيف كيف السياؽ ما يوىب ذلك"(ُ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬إف لا االسثواء يف كالـ العرب الذم خاطبنا اد تعاىل بلغثهم‪،‬‬
‫كقاؿ ن‬
‫كأنزؿ هبا كالمو نةبان‪( :‬مطيق) و(م َّد)‪.‬‬
‫قولو‪ :‬ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬ ‫فا‪٤‬بطلق ما مل يوصل معناه ٕبرؼ مثل‬
‫ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛﮊ(ِ) كىذا معناه ىكدمل كتىػ ٌم‪ ،‬يقاؿ‪ :‬اسثول النبات كاسثول‬
‫الطعاـ‪.‬‬
‫د ث ثد أضرب‪:‬‬ ‫وأما ا‬
‫ﮋﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬ ‫أحدىا‪ :‬مقيد بإىل كقولو‪:‬‬
‫ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮊ(ّ) كاسثول فال هف إىل السطح كإىل الغرفة‪ ،‬كقد ذكر سبحانو‬
‫ﮋﯬ ﯭ ﯮ‬ ‫ىذا ا‪٤‬بعدل بػ(إىل) يف موضعْب مف كثابو‪ :‬يف البقرة يف قولو تعاىل‪:‬‬
‫ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﮊ(ْ)‪،‬‬
‫ﮋﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ‬ ‫كالثاين يف قولو تعاىل‪:‬‬
‫ﯰﮊ(ٓ) كىذا ٗبعُب العلو كاالرتااع بإ‪ٝ‬باع السلف‪.‬‬
‫ﮋﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ‬ ‫وا ثاني‪ :‬مقيد بػ(على) كقولو‪:‬‬
‫ﮋﭺ ﭻ ﭼ‬ ‫ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﮊ(ٔ)‪ ،‬كقولو‪:‬‬
‫(ُ) ‪٨‬بثصر الصواعق ا‪٤‬برسلة ِ‪.ِّٖ-ُّٖ/‬‬
‫(ِ) سورة القصص‪.ُْ :‬‬
‫(ّ) سورة العراؼ‪.ْٓ :‬‬
‫(ْ) سورة البقرة‪.ِٗ :‬‬
‫(ٓ) سورة فصلة‪.ُُ :‬‬
‫(ٔ) سورة ىود‪.ْْ :‬‬

‫َُّ‬
‫ﭽ ﭾﭿ ﮀﮁﮂﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊﮋﮌﮊ(ُ)‪،‬‬
‫أيضا معناه العلو كاالرتااع كاالعثداؿ بإ‪ٝ‬باع أىل اللغة‪.‬‬
‫كىذا ن‬
‫ا ثا ث‪ :‬ا‪٤‬بقركف بواك (مع) الٍب تعدم الاعل إىل ا‪٤‬باعوؿ معو‪٫ ،‬بو‪( :‬اسثول‬
‫ا‪٤‬باء كا‪٣‬بشبة) ٗبعُب ساكاىا‪ ،‬كىذه معاين االسثواء ا‪٤‬بعقولة يف كالمهم‪ ،‬ليس فيها‬
‫معُب اسثوىل البثة‪ ،‬كال نقلو أح هد مف أئدمة اللغة الذيف يعثدمد قو‪٥‬بم ‪ ...‬كالذيف قالوا‬
‫ك‪ٞ‬بال منهم للاظة‬
‫نقال‪ ،‬فإنو ‪٦‬باىرة بالكذب كإ٭با قالوه اسثنباطنا ن‬ ‫ذلك مل يقولوه ن‬
‫اسثول على اسثوىل(ِ)‪.‬‬
‫ثانًا‪ :‬األد د مج ا سنَّد بيى إثاات صفد االسدةاء هلل‪‬‬
‫يقوؿ‪٤ :‬با فرغ اد‬ ‫‪٠‬بعة رسوؿ اد‬
‫قاؿ‪ :‬ي‬ ‫منها حديث أ ىريرة‬
‫مف خلقو اسثول على عرنو (ّ)‪.‬‬
‫كدما أخ عف ناسو يف كثابو‪.‬‬ ‫السنة كا‪١‬بدماعة ٱب كف عف اد‬
‫كأىل ُّ‬
‫يس ل ابف العرا (ْ) عف معُب قوؿ اد تعاىل‪ :‬ﮋﮉﮊﮋﮌﮊ(ٓ) فقاؿ‪:‬‬
‫ىو على عرنو كدما أخ ‪ ،‬فقيل يا أبا عبد اد‪ :‬ليس ىذا معناه‪ ،‬إ٭با معناه‪:‬‬
‫اسثوىل‪ ،‬فقاؿ‪ :‬اسكة ما أنة كىذا ال يقاؿ‪ :‬اسثوىل على الشيء إال أف يكوف لو مضاد‬
‫(ُ) سورة الاثح‪.ِٗ :‬‬
‫(ِ) ‪٨‬بثصر الصواعق ُ‪.ِّٕ/‬‬
‫(ّ) أخرجو النسائي يف السنف الك ل‪ ،‬كثاب الثاسّب‪ ،‬باب سورة السجدة ٔ‪.ُُِّٗ/‬‬
‫(ْ) أبو عبد اد ‪٧‬بدمد بف زياد بف العرا ا‪٥‬بامشي‪ ،‬يركم عف‪ :‬أ معاكية الضرير‪ ،‬كالقاسم بف معف‪ ،‬كأ ا‪٢‬بسف‬
‫الكسائي‪ ،‬كعنو‪ :‬إبراىيم ا‪٢‬بر ‪ ،‬كعثدماف الدارمي‪ ،‬كثعلب‪ ،‬كأبو نعيب ا‪٢‬براين‪ ،‬كمشر بف ‪ٞ‬بدكيو‪ ،‬كآخركف‪،‬‬
‫كلد بالكوفة سنة ‪ٟ‬بسْب كمائة‪ ،‬مف مصنااتو‪ :‬كثاب النوادر‪ ،‬كثاب ا‪٣‬بيل‪ ،‬كثاب تاري القبائل‪ ،‬مات بسامراء‬
‫سنة ُِّىػ‪ .‬ينظر‪ :‬كفيات العياف ْ‪ ،َّٔ/‬سّب أعالـ النبالء ٗ‪ ،ٕٓ/‬كمعجم ا‪٤‬بؤلاْب ُ‪.ّّ/‬‬
‫(ٓ) سورة طو‪.ٓ :‬‬

‫َِّ‬
‫فإذا غلب أحدٮبا قيل اسثوىل‪.‬‬
‫أما ‪٠‬بعة النابغة(ُ) يقوؿ‪:‬‬
‫ً(ِ)(ّ)‬
‫س ػػبق ا‪١‬ب ػواد إذا اس ػػثوىل عل ػػى الم ػػد‬ ‫أال ‪٤‬بثلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػك أك مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا أنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة سػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػابقو‬
‫ككذلك يسثشهدكف ٗبعاين االسثواء الٍب يدكر عليها تااسّبىم لو‪.‬‬
‫ػارس الطع ػ ػ ػ ػ ً‬
‫اف‬ ‫قػ ػ ػ ػػد يحص ػ ػ ػ ػلة للاػ ػ ػ ػ ً‬ ‫ات عليه ػ ػ ػ ػ ػ ػػا أرب ػ ػ ػ ػ ػ ػ هػع‬
‫فله ػ ػ ػ ػ ػ ػػم عب ػ ػ ػ ػ ػ ػػار ه‬
‫(ارتا ػػع) ال ػػذم م ػػا في ػػو م ػػف نكػ ػر ًاف‬ ‫كى ػػي (اس ػػثقر) كق ػػد (ع ػػال) كك ػػذلك‬
‫كأب ػ ػ ػػو عبي ػ ػ ػػدة ص ػ ػ ػػاحب الش ػ ػ ػػيباين‬ ‫ككػػذاؾ قػػد (صػػعد) الػػذم ىػػو رابػ هػع‬
‫ً (ْ)‬
‫أدرم مػ ػ ػ ػ ػػف ا‪١‬بهدمػ ػ ػ ػ ػػي بػ ػ ػ ػ ػػالقرآف‬ ‫ٱبث ػ ػ ػ ػ ػػار ى ػ ػ ػ ػ ػػذا الق ػ ػ ػ ػ ػػوؿ يف تاسػ ػ ػ ػ ػ ػ ًّبهً‬
‫ثا ثًا‪ :‬ا رد بيى ابج بة اد ي مسأ د يفة ض صفد االسدةاء‬
‫ُ‪ -‬يعر ف ا دفة ض ي ا ي د‬
‫يدؿ على االتكاؿ يف المر‬ ‫صحيح ُّ‬ ‫أصل‬
‫ه‬ ‫قاؿ ابف فارس‪ :‬الااء كالواك كالضاد ه‬
‫على آخر كرده عليو"(ٓ)‪.‬‬
‫ِ‪ -‬يعر ف ا دفة ض بند أهل ا ك م‬
‫"ىو صرؼ الل ٍا عف ظاىره مع عدـ الثعرض لبياف ا‪٤‬بعُب ا‪٤‬براد بو‪ ،‬بوف ييَبؾ‬
‫كيقاؿ‪ :‬اد أعلم ٗبراده"(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) أبو أمامة‪ ،‬زياد بف معاكية بف ضباب الذبياين الغطااين ا‪٤‬بضرم‪ ،‬ناعر جاىلي مف أىل ا‪٢‬بجاز‪ ،‬تويف سنة‬
‫ُٖىػ‪ .‬ينظر‪ :‬العالـ ّ‪.ْٓ/‬‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة ِ‪ ،ّٗٗ/‬كابف عبد ال يف الثدمهيد ٕ‪،ُُّ/‬‬
‫(ِ) ذكره الاللكائي يف نرح أصوؿ اعثقاد أىل ُّ‬
‫ككذلك ابف القيم يف اجثدماع ا‪١‬بيوش اإلسالمية َُْ‪.‬‬
‫(ّ) ‪٦‬بدموع الاثاكل‪ ،‬البف تيدمية ٓ‪ ،ُْٔ/‬كينظر‪٨ :‬بثصر الصواعق ُ‪.ََْ-َّٖ/‬‬
‫(ْ) النونية مع نرح ا‪٥‬براسُ‪.ِّّ/‬‬
‫(ٓ) مقاييس اللغة‪ ،‬صِِٖ‪.‬‬
‫(ٔ) أساس الثقديس‪ ،‬للرازم‪ ،‬صُّّ‪ ،‬كىداية ا‪٤‬بريد إىل جوىرة الثوحيد‪ ،‬بكرم رجب‪ ،‬صْٖ‪.‬‬

‫َّّ‬
‫كقد يقوؿ قائل‪ :‬إف الثاويض ىو مذىب السلف؛ يفّبُّد عليو بوف السلف‬
‫فوضوا يف كياية الصاة فقا دكف ا‪٤‬بعُب‪ ،‬قاؿ اإلماـ أ‪ٞ‬بد ‪" :‬إنا ال نعلم كياية‬
‫ما أخ اد بو عف ناسو‪ ،‬كإف علدمنا تاسّبه كمعناه"(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ ني اإلسالـ ابف تيدمية ‪" :‬كقد فسر اإلماـ أ‪ٞ‬بد النصوص الٍب‬
‫تسدميها ا‪١‬بهدمية مثشاهبات‪ ،‬فبْب معانيها آيةن آية‪ ،‬كحديثنا حديثنا‪ ،‬كمل يثوقف يف‬
‫يدؿ على أف الثوقف عف بياف معاين آيات الصاات‬ ‫و‬
‫نيء منها ىو كالئدمة قبلو‪٩ ،‬با ُّ‬
‫السنة‪ ،‬كىو أعرؼ ٗبذىب‬ ‫كصرؼ اللااظ عف ظواىرىا مل يكف مذىبنا لئدمة ُّ‬
‫السلف‪ ،‬كإ٭با مذىب السلف إجراء معاين آيات الصاات على ظواىرىا بإثبات‬
‫الصاات لو حقيقة"(ِ)‪.‬‬
‫كمراد السلف بقو‪٥‬بم بال كيف ىو ناي للثوكيل‪.‬‬
‫قاؿ ابف القيم ‪" :‬كمراد السلف بقو‪٥‬بم (بال كيف) ىو ناي الثوكيل‪ ،‬فإنو‬
‫الثكييف الذم يزعدمو أىل الثوكيل‪ ،‬فإهنم ىم الذيف يثبثوف كياية ‪ٚ‬بالف ا‪٢‬بقيقة‬
‫فيقعوف يف ثالثة ‪٧‬باذير‪ :‬ناي ا‪٢‬بقيقة‪ ،‬كإثبات الثكييف بالثوكيل‪ ،‬كتعطيل الرب ‪-‬‬
‫سبحانو‪ -‬عف صاثو الٍب أثبثها لناسو‪ ،‬كأما أىل اإلثبات فليس أحد منهم يكيف‬
‫ما أثبثو اد تعاىل لناسو‪ ،‬كيقوؿ‪ :‬كياية كذا ككذا حٌب يكوف قوؿ السلف بال كيف‬
‫ردا عليهم‪ ،‬كإ٭با ردكا على أىل الثوكيل الذم يثضدمف الثحريف كالثعطيل‪ٙ ،‬بريف‬‫ًّ‬
‫الل ٍا كتعطيل معناه"(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) درء تعارض العقل كالنقل ُ‪.َِٕ/‬‬


‫(ِ) اإلكليل يف ا‪٤‬بثشابو كالثوكيل (ضدمف ‪٦‬بدموع الاثاكل) ُّ‪.ِٗٓ/‬‬
‫(ّ) اجثدماع ا‪١‬بيوش اإلسالمية‪ ،‬صُٗٗ‪.‬‬

‫َّْ‬
‫كالثوكيل ىو أصل الباليا كبابو الذم كقع بسبهها اال‪٫‬برافات العقدية ا‪٤‬ب الاة‬
‫يف قصيدتو‪:‬‬ ‫السنة‪ ،‬كلذا قاؿ ابف القيم‬ ‫لنصوص الكثاب ك ُّ‬
‫توكيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل ذم الثحريػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػف كالػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ػبطالف‬ ‫ى ػ ػ ػ ػػذا كأص ػ ػ ػ ػػل بليػ ػ ػ ػ ػة اإلس ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ػالـ م ػ ػ ػ ػػف‬ ‫ي‬
‫زادت ثالثنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػا قػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوؿ ذم ال ىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ػاف‬ ‫كى ػ ػػو ال ػ ػػذم ق ػ ػػد ف ػ ػػرؽ الس ػ ػػبعْب ب ػ ػػل‬
‫ػداث ‪ٚ‬ب ػ ػ ػ ػػالف موج ػ ػ ػ ػػب الق ػ ػ ػ ػػرآ ًف‬ ‫كأح ػ ػ ػ ػ و‬ ‫ػدع‬
‫ك‪ٝ‬بي ػ ػ ػ ػػع م ػ ػ ػ ػػا يف الك ػ ػ ػ ػػوف م ػ ػ ػ ػػف ب ػ ػ ػ ػ و‬
‫توكيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل أىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل العلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم كاإلٲبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ًف‬ ‫فوساس ػ ػ ػ ػػها الثوكي ػ ػ ػ ػػل ذك ال ػ ػ ػ ػػبطالف ال‬
‫ً (ُ)‬
‫كبي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا يف معن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاهي إىل الذى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف‬ ‫إذ ذاؾ تاس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب ا‪٤‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػراد ككش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ياوي‬
‫أما ا دفة ض بند ابج بة اد فدمبِب على مف سبقو هبذا كىو قوؿ اللقاين(ِ)‪:‬‬
‫(ّ)‬
‫أكل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو أك ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوض كرـ تنز نيه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫ككػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ُّػل نػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػص أكىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ىػم الثش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبيها‬
‫كلذلك يعث ىذا البية عدمدة عند الناعرة‪.‬‬
‫وهذا ك م خط ٌر ‪-‬وا ع اذ باهلل‪ -‬يزم من ةازم باطيد‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ُ‪ -‬القدح يف كثاب اد‪ ‬ك‪٨‬بالاة نصوص الكثاب الٍب كرد فيها الثدبُّر‬
‫لكثاب اد‪ ‬قاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﮑﮒﮓﮔ ﮕﮖﮗﮊ(ْ)‪.‬‬
‫بونو مل يعلم ا‪٤‬براد مف كثاب اد‪.‬‬ ‫ِ‪ -‬الطعف على النيب‬
‫(ُ) الكافية الشافية‪ ،‬صُُُ‪.‬‬
‫(ِ) برىاف الديف إبراىيم بف ‪٧‬بدمد اللقاين‪ ،‬كلد يف صار سنة ُٕٖىػ‪ ،‬كمف نيوخو‪ :‬أ‪ٞ‬بد بف قاسم الشافعي‪ ،‬كٰبٓب‬
‫القرايف ا‪٤‬بالكي‪ ،‬كأبو العباس الشرنو ‪ ،‬كمف تالميذه‪ :‬ابنو عبد السالـ اللقاين‪ ،‬كمف مصنااتو‪ :‬جوىرة الثوحيد‬
‫يف العقيدة‪ ،‬حانية على ‪٨‬بثصر خليل‪ ،‬تويف سنة ٖٔٗىػ‪ .‬ينظر‪ :‬نجرة النور الزكية‪٧ ،‬بدمد ‪٨‬بلوؼ‪ ،‬صُُِ‪،‬‬
‫خالصة الثر يف أعياف القرف ا‪٢‬بادم عشر‪٧ ،‬بدمد الدمشقي ُ‪.ِّٕ/‬‬
‫(ّ) إ‪ٙ‬باؼ ا‪٤‬بريد بشرح جوىرة الثوحيد‪ ،‬صُُّ‪.ُِّ-‬‬
‫(ْ) سورة ‪٧‬بدمد‪.ِْ :‬‬

‫َّٓ‬
‫‪" :‬كأما الثاويض فإنو مف ا‪٤‬بعلوـ أف اد‪‬‬ ‫ك‪٥‬بذا قاؿ عنهم ابف تيدمية‬
‫أمرنا أف نثدبر القرآف‪ ،‬كحضنا على عقلو كفهدمو‪ ،‬فكيف ٯبوز مع ذلك أف يراد منا‬
‫اإلعراض عف فهدمو كمعرفثو كعقلو؟ فعلى قوؿ ىؤالء‪ :‬يكوف النبياء كا‪٤‬برسلوف ال‬
‫يعلدموف معاين ما أنزؿ اد عليهم مف ىذه النصوص‪ ،‬كال ا‪٤‬بالئكة‪ ،‬كال السابقوف‬
‫الكلوف‪ ،‬كحين وذ فيكوف ما كصف اد بو ناسو يف القرآف‪ ،‬أك كثّب ‪٩‬با كصف اد بو‬
‫كمعلوـ أف ىذا‬
‫ه‬ ‫كالما ال يعقلوف معناه ‪...‬‬
‫ناسو ال يعلم النبياء معناه‪ ،‬بل يقولوف ن‬
‫ل كبيانا‬
‫قدح يف القرآف كالنبياء‪ ،‬إذ كاف اد أنزؿ القرآف‪ ،‬كأخ أنو جعلو ىد ن‬
‫للناس‪ ،‬كأمر الرسوؿ أف يبلغ البالغ ا‪٤‬ببْب‪ ،‬كأف يبْب للناس ما نػيزؿ إليهم‪ ،‬كأمر‬
‫ب عف صااتو‪ ،‬أك‬ ‫بثدبُّر القرآف كعقلو‪ ،‬كمع ىذا فونرؼ ما فيو ‪-‬كىو ما أخ بو الر ُّ‬
‫نيء عليم‪ ،‬أك عف كونو أمر كهنى‪ ،‬ككعد‬ ‫عف كونو خال نقا لكل نيء‪ ،‬كىو بكل و‬
‫كتوعد‪ ،‬أك عدما أخ بو عف اليوـ ااخر ال يعلم أحد معناه‪ ،‬فال يعقل كال يثدبٌر‪،‬‬
‫كال يكوف الرسوؿ بْب للناس ما نػيزؿ إليهم‪ ،‬كال بلغ البالغ ا‪٤‬ببْب‪ ،‬كعلى ىذا الثقدير‬
‫كمبثدع‪ :‬ا‪٢‬بق يف ناس المر ما علدمثو برأيي كعقلي‪ ،‬كليس يف‬ ‫و‬ ‫و‬
‫ملحد‬ ‫كل‬
‫فيقوؿ ُّ‬
‫النصوص ما يناقض ذلك‪ ،‬لف تلك النصوص مشكلة مثشاهبة ال يعلم أح هد معناىا‪،‬‬
‫كما ال يعلم أح هد معناه ال ٯبوز أف ييسثدؿ بو‪.‬‬
‫كفثحا لباب مف‬
‫سدا لباب ا‪٥‬بدل كالبياف مف جهة النبياء‪ ،‬ن‬ ‫فيبقي ىذا الكالـ ًّ‬
‫يعارضهم كيقوؿ‪ :‬إف ا‪٥‬بدل كالبياف يف طريقنا ال يف طريق النبياء‪ ،‬لنا ‪٫‬بف نعلم ما‬
‫فضال عف أف يبينوا مرادىم‪.‬‬
‫نقوؿ كنبينو بالدلة العقلية‪ ،‬كالنبياء مل يعلدموا ما يقولوف‪ :‬ن‬
‫فثبْب أف قوؿ أىل الثاويض الذيف يزعدموف أهنم مثبعوف للسنة كالسلف مف‬
‫نر أقواؿ أىل البدع كاإل‪٢‬باد"(ُ)‪.‬‬
‫(ُ) درء تعارض العقل كالنقل ُ‪.َِْ ،ُُٓ/‬‬

‫َّٔ‬
‫ّ‪ -‬أف أئدمة السلف فسركا الكثّب مف آيات الصاات‪ ،‬كنقل تااسّبىم ‪٥‬با غّب‬
‫كاحد‪٩ ،‬با ُّ‬
‫يدؿ على أهنم فهدموا معانيها(ُ)‪.‬‬
‫ْ‪ -‬أف نصوص الصاات قد تواترت بوساليب مثعددة كدالالت مثعاضدة‬
‫أكضحة أف ظاىرىا ىو ا‪٤‬بطلوب فهدمو‪ ،‬فصرؼ العقوؿ كالقلوب عف إدراؾ ىذا‬
‫تعطيل للنصوص عف معانيها(ِ)‪.‬‬
‫ه‬ ‫ا‪٤‬بعُب‪ ،‬ىو‬
‫ٓ‪ -‬جنوا على النصوص حيث جعلوىا دالةن على معُب باطل غّب الئق باد‬
‫تعاىل‪ ،‬كال مراد لو(ّ)‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬معلوـ أف ‪٦‬بلس النيب كاف ٰبضره أقواـ اخثلاة أفهامهم كتباينة‬
‫مداركهم‪ ،‬كمع ذلك مل ينقل عنو أنو كاف ٰبذر مف اإلٲباف ٗبا يظهر مف كالمو‬
‫يف صاات اد‪ ‬أك غّب ذلك مف ا‪٤‬بسائل يف العقائد كالحكاـ‪ ،‬كىذا يبْب أهنا‬
‫على ظاىرىا‪ ،‬كأهنا ماهومة عندىم(ْ)‪.‬‬

‫(ُ) ينظر‪ :‬مذىب أىل الثاويض‪ ،‬صِٕٓ‪.‬‬


‫(ِ) ا‪٤‬برجع ناسو‪ ،‬صِّٗ‪.‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬عالقة اإلثبات كالثاويض بصاات رب العا‪٤‬بْب‪ ،‬صَُُ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬أقاكيل الثقات يف توكيل ال‪٠‬باء كالصاات‪ ،‬صٖٓ‪.‬‬

‫َّٕ‬
‫ها‪:‬‬ ‫* صفد ا ُرب ورأ‬
‫ذات‬
‫قرب الجساـ كدما ال ‪ٛ‬باثل ذاتيو ى‬ ‫قاؿ ابف عجيبة‪" :‬كال ٲباثل قربيو ى‬
‫يب مف كل بعيد‪ ،‬كىو أقرب إىل العبيد مف حبل‬ ‫الجساـ‪ ،‬كىو مع ذلك قر ه‬
‫الوريد"(ُ)‪.‬‬
‫يب كاصطااء"(ِ)‪.‬‬
‫كيقوؿ يف موضع آخر‪" :‬قربو ر‪ٞ‬بةه كاجثباء‪ ،‬كتقر ه‬
‫كقاؿ يف موضع آخر‪" :‬فإذا ‪ٙ‬بقق احملو كاالضدمحالؿ‪ ،‬كزاؿ البىػ ٍْب‪ ،‬كثبة‬
‫ْب كال اناصاؿ"(ّ)‪.‬‬‫قرب كال بع هد كال بى ه‬
‫يبق ه‬
‫الوصاؿ‪ ،‬مل ى‬
‫صحيح ال غبار عليو‪،‬‬
‫ه‬ ‫قوؿ‬
‫ا‪٤‬بالح عند ابف عجيبة االضطراب‪ ،‬فقولو الكؿ ه‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة‪ ،‬كلكف سرعاف ما نقض قولو الكؿ بوقوالو‬ ‫كىذا ىو ما عليو أىل ُّ‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة‬
‫دائدما‪ ،‬كهبذا خالف أىل ُّ‬
‫الخرل؛ كىذه عادة أىل البدع يف الثناقض ن‬
‫كالدلة الصرٰبة الٍب أثبة القرب د‪ٗ ‬با يليق ٔباللو ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬األد د مج ا رآن‬
‫ً‬
‫ﮋﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ‬ ‫ُ‪ -‬قولو تعاىل‪:‬‬
‫(ْ)‬
‫ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺﯻﮊ ‪.‬‬
‫ﮋﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ‬ ‫ِ‪ -‬كقولو تعاىل‪:‬‬
‫(ٓ)‬
‫ﭪ ﭫﮊ ‪.‬‬

‫(ُ) ‪٨‬بطوط رسائل يف العقائد‪ ،‬ؿ‪.ِ/‬‬


‫(ِ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صَٓٓ‪.‬‬
‫(ّ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ُِْ/‬‬
‫(ْ) سورة البقرة‪.ُٖٔ :‬‬
‫(ٓ) سورة سبو‪.َٓ :‬‬

‫َّٖ‬
‫ثانًا‪ :‬األد د مج ا سنَّد‬
‫أهنم كانوا مع النيب يف سار‪ ،‬فكانوا يرفعوف‬ ‫ُ‪ -‬عف أ موسى‬
‫أصواهتم بالثكبّب‪ ،‬فقاؿ‪ :‬أيُّها الناس‪ٍ ،‬اربعوا على أناسكم‪ ،‬فإنكم ال تدعوف ى‬
‫أصم‬
‫‪٠‬بيعا قريبنا‪ ،‬إف الذم تدعونو أقرب إىل أحدكم مف عينيق‬ ‫كال غائبنا‪ ،‬إ٭با تدعوف ن‬
‫راحلثو (ُ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف بطاؿ (ِ)‪" :‬كمعُب قولو ‪( :‬فإنكم ال تدعوف أصم كال غائبنا)‬
‫ناي اافة ا‪٤‬بانعة مف السدمع‪ ،‬كناى ا‪١‬بهل ا‪٤‬بانع مف العلم‪ ،‬كىف ىذا القوؿ منو‬
‫تصح أضداد ىذه الصاات عليو‪،‬‬ ‫بصّبا عالػً ندما‪ ،‬كال ُّ‬
‫‪٠‬بيعا ن‬
‫دليل على أنو مل يزؿ ن‬
‫ه‬
‫إخبار عف كونو عالػً ندما ٔبدميع ا‪٤‬بعلومات ال يعزب عنو نيء" ‪.‬‬
‫(ّ)‬
‫كقولو‪( :‬قريبنا) ه‬
‫ب إل ن نا تقربة‬ ‫قاؿ قاؿ النيب ‪ :‬كمف تىػ ىقر ى‬ ‫ِ‪ -‬كعف أ ىريرة‬
‫عا (ْ)‪.‬‬
‫باعا‬
‫اعا تقربة إليو نع‬
‫اعا‪ ،‬كمف تقرب إل ذر ن‬
‫إليو ذر ن‬
‫ثا ثًا‪ :‬ا رد بيى ابج بة اد ي يفس ر ا رب بة دة ا ة ةد‬
‫السنة مف قرب الرب‬
‫قاؿ ابف تيدمية ‪" :‬فاي ا‪١‬بدملة‪ :‬ما نطق بو الكثاب ك ُّ‬
‫مف عابديو كداعيو ىو مقيد ‪٨‬بصوص؛ ال مطلق عاـ ‪١‬بدميع ا‪٣‬بلق فبطل قوؿ ا‪٢‬بلولية‬
‫كدما قاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﮊ(ٓ) فهذا قربو مف داعيو‪ ،‬كأما‬
‫(ُ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب ا‪١‬بهاد‪ ،‬باب ما يكره مف رفع الصوت بالثكبّب‪ ،ّٓٔ/ِ ،‬رقم ِِٗٗ‪.‬‬
‫(ِ) أبو ا‪٢‬بسف‪ ،‬علي بف خلف بف عبد ا‪٤‬بلك بف بطاؿ القرطيب ا‪٤‬بالكي‪ ،‬ا‪٤‬بعركؼ بابف اللجاـ‪ ،‬تويف سنة ْْٗىػ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬سّب أعالـ النبالء ُٖ‪ ،ْٕ/‬نذرات الذىب ّ‪.ِّٖ/‬‬
‫(ّ) نرح صحيح الب ارم‪ ،‬البف بطاؿ َُ‪.ُْٕ/‬‬
‫(ْ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب الثوبة‪ ،‬باب يف ا‪٢‬بض على الثوبة كالارح هبا‪ ،َُِِ/ْ ،‬رقم ِٕٓٔ‪.‬‬
‫(ٓ) سورة البقرة‪.ُٖٔ :‬‬

‫َّٗ‬
‫ﮋﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ‬ ‫قربو مف عابديو فاي مثل قولو‪:‬‬
‫ﯮﯯﯰ ﯱﯲ ﯳﯴﯵ ﯶﯷﮊ(ُ)‪.‬‬
‫كقوؿ النيب يف ا‪٢‬بديث القدسي‪ :‬مف عادل ل كليًّا فقد آذنثو با‪٢‬برب‪،‬‬
‫أحب إل ‪٩‬با افَبضثو عليو‪ ،‬كال يزاؿ عبدم يثقرب إل‬ ‫و‬
‫بشيء ُّ‬ ‫كما تقرب إل عبدم‬
‫(ّ)‬ ‫(ِ)‬
‫بالنوافل حٌب أحبو ‪ ، ...‬كقاؿ‪ :‬إذا تقرب العبد مِب ن نا تقربة منو ذر ن‬
‫اعععاا‬
‫فهذا قربو إىل عبده كقرب عبده إليو‪ ،‬كدنوه عشية عرفة إىل السدماء الدنيا ال ٱبرج‬
‫عف القسدمْب‪ ... ،‬فدنوه لدعائهم‪ ،‬كأما نزكلو إىل ‪٠‬باء الدنيا كل ليلة فإف كاف ‪٤‬بف‬
‫يدعوه كيسولو كيسثغاره فإف ذلك الوقة ٰبصل فيو مف قرب الرب إىل عابديو ما ال‬
‫ٰبصل يف غّبه"(ْ)‪.‬‬
‫‪" :‬كىذه الزيادة تكوف على الوجو ا‪٤‬بثاق‬ ‫قاؿ ني اإلسالـ ابف تيدمية‬
‫تقربو باخثياره‪ ،‬فكلدما تقرب العبد باخثياره‬ ‫عليو‪ ،‬بزيادة تقريبو للعبد إليو جزاء على ُّ‬
‫ب قيربنا إليو حٌب يكوف كا‪٤‬بثقرب بذراع‪ ،‬فكذلك قرب الرب مف‬ ‫قى ٍدر ن زاده الر ُّ‬
‫قلب العابد‪ ،‬كىو ما ٰبصل يف قلب العبد مف معرفة الرب كاإلٲباف بو‪ ،‬كىو ا‪٤‬بثل‬
‫مبغضا ‪٤‬با‬
‫ب‪ ،‬ن‬ ‫أيضا ال نزاع فيو‪ ،‬كذلك أف العبد يصّب ي‪٧‬ببًّا ‪٤‬با أحب الر ُّ‬
‫العلى‪ ،‬كىذا ن‬
‫أبغض‪ ،‬موالينا ‪٤‬بف يوال‪ ،‬معادينا ‪٤‬بف يعادم‪ ،‬فيثحد مراده مع ا‪٤‬براد ا‪٤‬بومور بو الذم‬
‫ٰببو اد كيرضاه"(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة اإلسراء‪.ٕٓ :‬‬
‫(ِ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب الرقاؽ‪ ،‬باب الثواضع‪ ،ُِٗ/ْ ،‬رقم َِٓٔ‪.‬‬
‫كركايثو عف ربو‪ ،ُٕٓ/ٗ ،‬رقم ّٕٕٓ‪.‬‬ ‫(ّ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب الثوحيد‪ ،‬باب ذكر النيب‬
‫(ْ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ٓ‪.ِْٕ/‬‬
‫(ٓ) نرح حديث النزكؿ‪ ،‬صُّّ‪.ُّْ-‬‬

‫َُّ‬
‫أيضا ‪" ...‬فهذا القرب كلُّو خاص يف بعض الحواؿ دكف بعض‪ ،‬كليس‬
‫كقاؿ ن‬
‫السنة ‪-‬قا‪ -‬قرب ذاتو مف ‪ٝ‬بيع ا‪٤‬ب لوقات يف كل حاؿ؛ فعلم بذلك‬ ‫يف الكثاب ك ُّ‬
‫عاما مطلقا"(ُ)‪.‬‬
‫بطالف قوؿ ا‪٢‬بلولية؛ فإهنم عدمدكا إىل ا‪٣‬باص ا‪٤‬بقيد فجعلوه ًّ‬
‫ب‪‬‬ ‫أيضا مبيػننا أف القرب ليس كا‪٤‬بعية‪" :‬ك‪ٝ‬بيع ما كصف بو الر ُّ‬
‫كيقوؿ ن‬
‫ناسو مف القرب‪ ،‬فليس فيو ما ىو عاـ ‪١‬بدميع ا‪٤‬ب لوقات كدما يف ا‪٤‬بعية؛ فإف ا‪٤‬بعية‬ ‫ى‬
‫كصف ناسو فيها بعدموـ كخصوص‪ ،‬كأما قربو ‪٩‬با يقرب منو‪ ،‬فهو خاص ‪٤‬بف يقرب‬
‫منو‪ ،‬كالداعي كالعابد‪ ،‬ككقربو عشية عرفة‪ ،‬كدنوه إىل السدماء الدنيا لجل‬
‫ا‪٢‬بجاج"(ِ)‪.‬‬

‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ٓ‪.َِْ/‬‬


‫(ِ) نرح حديث النزكؿ‪ ،‬صُُْ‪.‬‬

‫ُُّ‬
‫* صفد ا ضب‪:‬‬
‫قاؿ ابف عجيبة‪" :‬الغضب ثوراف الناس كإرادة االنثقاـ"(ُ)‪.‬‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة صاة الغضب‪ ،‬كىي مف الصاات الاعلية الٍب‬ ‫يثبة أىل ُّ‬
‫ياعلها اد‪ ‬إذا ناء‪ ،‬كمٌب ناء‪ ،‬كدما يليق ٔباللو ‪ ،‬كإثباهتا مف‬
‫غّب تعطيل‪ ،‬كال ‪ٙ‬بريف‪ ،‬كال ‪ٛ‬بثيل‪ ،‬كال تكييف‪.‬‬
‫كما ذىب إليو ابف عجيبة مف توكيلها بإرادة االنثقاـ فهو باطل‪ ،‬قاؿ ابف أ‬
‫العز(ِ)‪" :‬مذىب السلف كسائر الئدمة إثبات صاة الغضب كالرضى‪ ،‬كالعداكة‬
‫السنة‪ ،‬كمنع‬
‫كالوالية‪ ،‬كا‪٢‬بب كالبغض ك‪٫‬بو ذلك مف الصاات الٍب كرد هبا الكثاب ك ُّ‬
‫الثوكيل الذم يصرفها عف حقائقها الالئقة باد تعاىل‪ ،‬كدما يقولوف مثل ذلك يف‬
‫السدمع كالبصر كالكالـ كسائر الصاات ‪ ...‬كال يقاؿ‪ :‬إف الرضى إرادة اإلحساف‪،‬‬
‫كالغضب إرادة االنثقاـ‪ ،‬فإف ىذا ناي للصاة"(ّ)‪.‬‬
‫كيقاؿ البف عجيبة كغّبه مف ا‪٤‬بؤكلة الذيف ناوا صاة الغضب عف اد‪‬‬
‫خشية مشاهبة غضب ا‪٤‬ب لوؽ كدما زعدموا‪ :‬إف ىناؾ ‪ٜ‬بة فركؽ بْب غضب ا‪٤‬ب لوؽ‪،‬‬
‫كغضب ا‪٣‬بالق‪ ،‬كمنها‪:‬‬
‫ُ‪ -‬غضب ا‪٤‬ب لوؽ حقيقثو غلياف دـ القلب‪ ،‬ك‪ٝ‬برة يلقيها الشيطاف يف قلب‬
‫ابف آدـ حٌب ياور‪.‬‬
‫ﮋﭡ ﭢ ﭣﭤ‬ ‫أما غضب ا‪٣‬بالق فإنو صاة ال ‪ٛ‬باثل ىذا‪ ،‬قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫(ُ) اللوائح القدسية يف نرح الوظياة الزركقية‪ ،‬صُّّ‪ ،‬كينظر‪ :‬تاسّب الاا‪ٙ‬بة‪ ،‬صّْْ‪.‬‬
‫(ِ) ىو‪ :‬أبو ا‪٢‬بسف‪ ،‬علي بف عالء الديف بف مشس الديف‪ ،‬ا‪٤‬بعركؼ بابف أ العز‪ ،‬حناي ا‪٤‬بذىب‪ ،‬كاف قاضي القضاة‬
‫بدمشق‪ ،‬مث الديار ا‪٤‬بصرية‪ ،‬تويف سنة ِٕٗىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الدرر الكامنة ّ‪.ٖٕ/‬‬
‫(ّ) نرح العقيدة الطحاكية ِ‪.ٖٔٓ/‬‬

‫ُِّ‬
‫ﭥ ﭦﭧﮊ(ُ)‪.‬‬
‫فاادمي إذا غضب قد ٰبصل‬
‫ُّ‬ ‫آثارا غّب ‪٧‬بدمودة‪،‬‬
‫ِ‪ -‬أف غضب اادمي يؤثر ن‬
‫منو ما ال ٰبدمد‪ ،‬فيقثل ا‪٤‬بغضوب عليو‪ ،‬كرٗبا يطلق زكجثو‪ ،‬أك يكسر اإلناء‪ ،‬ك‪٫‬بو‬
‫ذلك‪ ،‬أما غضب اد فال يَبتب عليو إال آثار ‪ٞ‬بيدة لنو حكيم‪ ،‬فال ٲبكف أف‬
‫يَبتب على غضبو إال ‪ٛ‬باـ الاعل ا‪٤‬بناسب الواقع يف ‪٧‬بلو‪ ،‬فغضب اد ليس كغضب‬
‫ا‪٤‬ب لوقْب‪ ،‬ال يف ا‪٢‬بقيقة كال يف ااثار‪ ،‬كإذا قلنا ذلك فال نكوف كصانا اد ٗبا ٲباثل‬
‫تدؿ على القوة ك‪ٛ‬باـ السلطاف؛ لف الغضب‬ ‫صاات ا‪٤‬ب لوقْب‪ ،‬بل كصاناه و‬
‫بصاة ُّ‬
‫يدؿ على قدرة الغاضب على االنثقاـ ك‪ٛ‬باـ سلطانو؛ فهو بالنسبة لل الق صاة‬ ‫ُّ‬
‫كدماؿ‪ ،‬كبالنسبة للدم لوؽ صاة نقص‪.‬‬
‫ﮋﮨ ﮩ ﮪ‬ ‫ُّ‬
‫كيدؿ على بطالف توكيل الغضب باالنثقاـ قولو تعاىل‪:‬‬
‫ﮫ ﮬ ﮭﮊ(ِ) فإف معُب {ﮩ}‪ :‬أغضبونا؛ فجعل االنثقاـ غّب‬
‫أثرا مَبتبنا عليو؛ فدؿ ىذا على بطالف تاسّب الغضب باالنثقاـ(ّ)‪.‬‬
‫الغضب‪ ،‬بل ن‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة أف القوؿ يف بعض‬
‫ككذلك مف القواعد ا‪٤‬بقررة عند أىل ُّ‬
‫الصاات كالقوؿ يف البعض ااخر‪.‬‬
‫يقوؿ ابف تيدمية ‪" :‬القوؿ يف بعض الصاات كالقوؿ يف بعض؛ فإف كاف‬
‫‪٠‬بيع بسدمع‪ ،‬بصّبه‬
‫قدير بقدرة‪ ،‬ه‬‫عليم بعلم‪ ،‬ه‬
‫ا‪٤‬ب اطب ‪٩‬بف يقوؿ بوف اد حي ٕبياة‪ ،‬ه‬
‫ببصر‪ ،‬مثكل هم بكالـ‪ ،‬مري هد بإرادة‪ ،‬كٯبعل ذلك كلو حقيقة‪ ،‬كينازع يف ‪٧‬ببثو كرضاه‬
‫(ُ) سورة الشورل‪.ُُ :‬‬
‫(ِ) سورة الزخرؼ‪.ٓٓ :‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬القوؿ ا‪٤‬بايد على كثاب الثوحيد ُ‪.ِِْ/‬‬

‫ُّّ‬
‫‪٦‬بازا كياسره إما باإلرادة كإما ببعض ا‪٤‬ب لوقات مف‬‫كغضبو ككراىثو فيجعل ذلك ن‬
‫النعم كالعقوبات فيقاؿ لو‪ :‬ال فرؽ بْب ما نايثو كبْب ما أثبثو بل القوؿ يف أحدٮبا‬
‫قلة‪ :‬إف إرادتو مثل إرادة ا‪٤‬ب لوقْب فكذلك ‪٧‬ببثو كرضاه‬ ‫كالقوؿ يف ااخر؛ فإف ى‬
‫قلة‪ :‬إف لو إرادة تليق بو‪ ،‬كدما أف للدم لوؽ إرادة‬
‫كغضبو كىذا ىو الثدمثيل‪ ،‬كإف ى‬
‫كغضب‬
‫ه‬ ‫رضا‬
‫تليق بو قيل لك‪ :‬ككذلك لو ‪٧‬ببة تليق بو كللدم لوؽ ‪٧‬ببة تليق بو كلو ن‬
‫قلة‪ :‬الغضب غلياف دـ القلب لطلب‬ ‫كغضب يليق بو كإف ى‬ ‫ه‬ ‫رضا‬
‫يليق بو كللدم لوؽ ن‬
‫قلة‪:‬‬
‫االنثقاـ فيقاؿ لو‪ :‬كاإلرادة ميل الناس إىل جلب مناعة أك دفع مضرة‪ ،‬فإف ى‬
‫غضب ا‪٤‬ب لوؽ‪ ،‬ككذلك يلزـ القوؿ يف كالمو‬ ‫ي‬ ‫ىذه إرادة ا‪٤‬ب لوؽ‪ ،‬قيل لك‪ :‬كىذا‬
‫ك‪٠‬بعو كبصره كعلدمو كقدرتو‪ ،‬إف ناي عنو الغضب كاحملبة كالرضا ك‪٫‬بو ذلك ‪٩‬با ىو‬
‫مف خصائص ا‪٤‬ب لوقْب‪ ،‬فهذا منثف عف السدمع كالبصر كالكالـ ك‪ٝ‬بيع الصاات‪،‬‬
‫ٱبثص با‪٤‬ب لوقْب‪ ،‬فيجب نايو عنو‪ ،‬قيل لو‪:‬‬‫ُّ‬ ‫كإف قاؿ‪ :‬إنو ال حقيقة ‪٥‬بذا إال ما‬
‫كىكذا السدمع كالبصر كالكالـ كالعلم كالقدرة"(ُ)‪.‬‬
‫كعلى ىذا ٯبب إثبات صاة الغضب د‪ ‬كدما أثبثها لناسو يف كثابو‪.‬‬
‫ﮋﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬ ‫قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﮛﮜﮝﮞﮟ ﮠﮡ ﮢﮊ(ِ)‪.‬‬
‫قاؿ‪ ،‬قاؿ رسوؿ‬ ‫دمد يف سنثو‪ ،‬عف أ ىريرة‬
‫ككدما أثبثها لو نبيُّنا ‪٧‬بدمدمد‬
‫أحب فالنا فوحبٌو‪ ،‬قاؿ‪:‬‬
‫عبدا دعا ج يل فقاؿ‪ :‬إين ُّ‬
‫اد ‪ :‬إف اد إذا أحب ن‬
‫ٰبب فالنا فوحبوه فيحبو أىل‬
‫فيحبو ج يل مث ينادم يف السدماء فيقوؿ‪ :‬إف اد ُّ‬
‫(ُ) الثدمرية‪ ،‬صِّ‪ ،‬كينظر‪ :‬نرح الطحاكية ِ‪.ٖٔٔ/‬‬
‫(ِ) سورة النساء‪.ّٗ :‬‬

‫ُّْ‬
‫عبدا دعا ج يل فيقوؿ‪:‬‬
‫السدماء‪ ،‬قاؿ‪ :‬مث ييوضع لو القبوؿ يف الرض‪ ،‬كإذا أبغض ن‬
‫إين أبغض فالنا فوبغضو‪ ،‬قاؿ‪ :‬فيبغضو ج يل مث ينادم يف أىل السدماء إف اد‬
‫يبغض فالنا فوبغضوه‪ ،‬قاؿ‪ :‬فيبغضونو مث توضع لو البغضاء يف الرض (ُ)‪.‬‬
‫ج ‪ -‬ا دفص ل ي ا نفي مع ذكر األ فاظ ا ة يد‬
‫قاؿ ابف عجيبة‪" :‬عليك أف تعثقد أف اد ليس ٔبس وم مصور(ِ)‪ ،‬كال جوىر‬
‫‪٧‬بدكد(ّ)‪ ،‬كال عرض"(ْ)‪.‬‬
‫السنة‬
‫السنة‪ ،‬فطريقة الكثاب ك ُّ‬
‫كىذا الثاصيل يف الناي ‪٨‬بالف لطريقة الكثاب ك ُّ‬
‫يف إثبات الصاات ىي الناي ا دمل كاإلثبات ا‪٤‬باصل‪ ،‬فاد‪ ‬ناى عف ناسو‬
‫إ‪ٝ‬باال فقاؿ‪ :‬ﮋﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧﮊ(ٓ) كقاؿ‪:‬‬
‫كل صاات النقص ن‬
‫تاصيال‪ ،‬فقاؿ‪:‬‬
‫ن‬ ‫ﮋﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﮊ(ٔ)‪ ،‬كأثبة لناسو صاات الكدماؿ‬
‫ﮋﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺‬
‫﮻﮼﮽﮾﮿﯀ﮊ(ٕ)‪.‬‬
‫عبدا حببو إىل عباده‪ ،َِّ/ْ ،‬رقم ِّٕٔ‪.‬‬
‫(ُ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب ال كالصلة‪ ،‬باب إذا أحب اد ن‬
‫(ِ) ا‪١‬بسم ا‪٤‬بصور‪ :‬ىو جوىر قابل لألبعاد الثالثة‪ :‬بسيا ركحاين كالعقوؿ‪ ،‬كالناوس ا ردة‪ ،‬كبسيا جسدماين كالعناصر‪،‬‬
‫كمركب يف العقل دكف ا‪٣‬بارج‪ .‬ينظر‪ :‬الثعرياات‪ ،‬ا‪١‬برجاين‪ ،‬صُّٗ‪.ُِْ ،‬‬
‫حامل لألعراض ال تثغّب ذاتيثو‪ ،‬موصوؼ ال كاصف‪ ،‬كيقاؿ ىو غّب قابل‬ ‫ه‬ ‫(ّ) ا‪١‬بوىر‪ :‬ىو القائم بناسو‪ ،‬كىو‬
‫للثكويف كالاساد‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بعجم الالساي ُ‪.ّٖٔ/‬‬
‫(ْ) ‪٨‬بطوط رسائل يف العقائد ؿ‪.ُ/‬‬
‫كالعرض‪ :‬ىو الذم ٰبثاج يف كجوده إىل ‪٧‬بل ليقوـ بو‪ ،‬كاللوف احملثاج يف كجوده إىل جسم يقوـ بو‪ ،‬كيطلق العرض‬
‫على اللواف كا‪٢‬بركة كالسكوف‪ .‬ينظر‪ :‬الثعرياات‪ ،‬للجرجاين‪ ،‬صُٗ‪.‬‬
‫(ٓ) سورة الشورل‪.ُُ :‬‬
‫(ٔ) سورة اإلخالص‪.ْ-ّ :‬‬
‫(ٕ) سورة ا‪٢‬بشر‪.ِِ :‬‬

‫ُّٓ‬
‫كابف عجيبة سلك طريقة ا‪٤‬بثكلدمْب الٍب ماادىا الثاصيل يف الناي كاإل‪ٝ‬باؿ يف‬
‫الناي الذم‬‫اإلثبات‪ ،‬كىي طريقةه ‪٨‬بالاة للقرآف كللعقل؛ أما ‪٨‬بالاثها للعقل‪ :‬فألف ى‬
‫أمرا ثبوتيًّا‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫يسثعدملونو ىو الناي احملض‪ ،‬الذم ال يدؿ على الكدماؿ‪ ،‬كال يثضدمف ن‬
‫فهو نوعه مف الثعطيل؛ ك‪٥‬بذا فإف مف فقو السلف ‪ ‬أهنم ‪٠‬بوا أصحاب ىذا‬
‫ا‪٤‬بذىب با‪٤‬بعطلة؛ لف مف اسثعدمل الناي احملض فإنو ينثهي إىل الثعطيل؛ لف‬
‫النياء ا‪٤‬بعدكمة كا‪٤‬بدمثنعة تشَبؾ يف ىذا الناي‪ ،‬كمف أخص القواعد الشرعية‬
‫موجود ال بد أف يكوف لو صاات تليق بو‪ ،‬كاد ‪ ‬ىو‬ ‫و‬ ‫كالعقلية‪ :‬أف كل‬
‫ا‪٣‬بالق البارئ‪ ،‬الذم خلق ا‪٣‬بلق كأبدع الكائنات‪ ،‬فال بد أف يكوف لو مف الصاات‬
‫ما ٰبصل هبا ىذا الكدماؿ(ُ)‪.‬‬
‫‪٧‬بض؛ فإف الناي الصرؼ ال‬ ‫ناي ه‬ ‫السنة ه‬
‫كليس يف كثاب اد‪ ‬كال يف ُّ‬
‫مدح فيو‪ ،‬كإ٭با ييراد بكل نا وي فيهدما إثبات ما يضاده مف الكدماؿ‪ ،‬فناي الشريك‬
‫كتارده بصاات الكدماؿ‪ ،‬كناي العجز إلثبات كدماؿ‬ ‫كالند إلثبات كدماؿ عظدمثو ُّ‬
‫قدرتو‪ ،‬كناي ا‪١‬بهل إلثبات سعة علدمو كإحاطثو‪ ،‬كناي الظلم إلثبات كدماؿ عدلو‪،‬‬
‫كناي العبث إلثبات كدماؿ حكدمثو‪ ،‬كناي السنىة كالنوـ كا‪٤‬بوت إلثبات كدماؿ حياتو‬
‫وميثًو‪ ،‬كىكذا‪.‬‬
‫كقيُّ ً‬
‫‪٦‬بدمال يف أكثر أحوالو‪ٖ ،‬بالؼ‬
‫السنة إ٭با يويت ن‬
‫ك‪٥‬بذا كاف الناي يف الكثاب ك ُّ‬
‫مقصود لذاتو‪.‬‬
‫ه‬ ‫اإلثبات؛ فإف الثاصيل فيو أكثر مف اإل‪ٝ‬باؿ؛ لنو‬
‫كأما اإل‪ٝ‬باؿ يف اإلثبات فدمثل إثبات الكدماؿ ا‪٤‬بطلق‪ ،‬كا‪٢‬بدمد ا‪٤‬بطلق‪ ،‬كا د‬
‫ا‪٤‬بطلق‪ ،‬ك‪٫‬بو ذلك‪ ،‬كدما يشّب إليو مثل قولو تعاىل‪ :‬ﮋﭖﭗﭘﭙﮊ(ِ)‪.‬‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬نرح العقيدة الطحاكية‪ ،‬صُٗ‪.‬‬
‫(ِ) سورة الاا‪ٙ‬بة‪.ِ :‬‬

‫ُّٔ‬
‫كأما الثاصيل يف اإلثبات فهو مثنا ًكهؿ لكل اس وم أك و‬
‫صاة كردت يف الكثاب‬
‫و‬
‫لحد أف ٰبصيو؛ فإف منها ما اخثص‬ ‫السنة‪ ،‬كىو مف الكثرة ٕبيث ال ٲبكف‬‫ك ُّ‬
‫أنة‬ ‫اد‪ ‬بعلدمو كدما قاؿ نبيُّنا ‪٧‬بدمد ‪ :‬سبحانك ال ‪٫‬بصي ثناءن ى‬
‫عليك ى‬
‫ك (ُ)(ِ)‪.‬‬
‫أثنية على ناسك‬
‫كدما ى‬
‫السنة فدمف قاؿ‪:‬‬
‫أما ىذه اللااظ الٍب أطلقها ابف عجيبة فلم ترد يف الكثاب ك ُّ‬
‫جسم أك ليس ٔبس وم قلنا لو‪ :‬إنك مبثدع كتقولة على اد ‪ ،‬كنطالبو‬ ‫إف اد ه‬
‫ً‬
‫بدليل الناي‪ ،‬كدليل اإلثبات‪ ،‬كيقاؿ لو‪ :‬خالاة طريق السلف كالئدمة الذيف يراعوف‬
‫أيضا اللااظ الشرعية‪ ،‬فيع كف‬ ‫ا‪٤‬بعاين الصحيحة ا‪٤‬بعلومة بالشرع كبالعقل‪ ،‬كيراعوف ن‬
‫اطال نسبوه إىل‬ ‫سبيال‪ ،‬كمف تكلم بقوؿ مبثدع ٰبثدمل ًّ‬
‫حقا كب ن‬ ‫هبا ما كجدكا إىل ذلك ن‬
‫البدعة‪ ،‬كيقولوف قابل البدعة ببدعة كرد الباطل بباطل(ّ)‪.‬‬
‫كلذلك كاف مف أصو‪٥‬بم يف ىذا الباب االلثزاـ باللااظ الشرعية‪ ،‬أما ما كاف‬
‫باطال يرد الل ٍا كا‪٤‬بعُب‪ ،‬كإف كاف لو‬
‫إ‪ٝ‬باؿ فينظر فيها‪ ،‬فإذا كاف ا‪٤‬بعُب ن‬
‫‪٧‬بدثنا أكفيو ه‬
‫معُب حق يرد الل ٍا ي كقيبًل ا‪٤‬بعُب كعي عف ا‪٤‬بعُب باللا الشرعي الصحيح(ْ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف تيدمية ‪" :‬فهذه اللااظ ‪٦‬بدملة‪ ،‬فإف أيريد هبا ا‪٤‬بعركؼ يف اللغة بونو‬
‫ال يناصل بعضو عف بعض‪ ،‬كال يثجزأ فياارؽ جزء منو جزءنا كدما ىو ا‪٤‬بعقوؿ مف‬
‫الثجزئ‪ ،‬كال يثعدد فيكوف إ‪٥‬بْب أك ربْب أك خالقْب‪ ،‬مل يركب فيؤلف فيجدمع‬
‫أبعاضو‪ ،‬فهذا كلُّو ينايف صدمدانيثو‪ ،‬كلكف ال ينايف قياـ ما يثبثو مف الصوات‪ ،‬كدما‬
‫ال ينايف قياـ سائر الصاات‪.‬‬
‫(ُ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب الصالة‪ ،‬باب ما ييقاؿ يف الركوع كالسجود‪ ،َْٓ/ْ ،‬رقم ُُُٖ‪.‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬نرح الواسطية‪ ،‬صّٖ‪.‬‬
‫(ّ) ينظر درء تعارض العقل كالنقل ُ‪ ،ُِْ/‬بياف تلبيس ا‪١‬بهدمية ِ‪.ََٓ-ْٖٗ/‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬نرح العقيدة الطحاكية‪ٙ ،‬بقيق‪ :‬الشي عبد اد الَبكي ‪-‬حاظو اد‪،ِْٓ/ُ -‬‬

‫ُّٕ‬
‫كباطل‬
‫ه‬ ‫باطل بالضركرة‪،‬‬
‫كإف أردت هبذه اللااظ أنو ال يثدميز منو نيء‪ ،‬فهذا ه‬
‫باتااؽ العقالء‪.‬‬
‫كحاصل القوؿ‪ :‬الكالـ يف كصف اد با‪١‬بسم ناينا‪ ،‬كإثباتنا بدعة مل يقل أح هد مف‬
‫سلف اليمة كأئدمثها إف اد ليس ٔبسم‪ ،‬كمل يقولوا إف اد جسم‪ ،‬بل مف أطلق أحد‬
‫كثّبا"(ُ)‪.‬‬
‫اللاظْب اسثياصل عدما أراد بذلك فإف يف لا ا‪١‬بسم بْب الناطقْب بو نز ناعا ن‬
‫كقاؿ يف موضع آخر‪" :‬كىذا الكالـ ا‪٤‬بثشابو الذم ٱبدعوف بو جهاؿ الناس‪،‬‬
‫ىو الذم يثضدمف اللااظ ا‪٤‬بثشاهبة ا دملة الٍب يعارضوف هبا نصوص الكثاب‬
‫السنة ككالـ الناس‪،‬‬ ‫السنة‪ ،‬كتلك اللااظ تكوف موجودة مسثعدملة يف الكثاب ك ُّ‬ ‫ك ُّ‬
‫يخر‪،‬‬
‫يخر غّب ا‪٤‬بعاين الٍب قصدكىا ىم هبا‪ ،‬فيقصدكف ىم هبا معاين أ ى‬ ‫لكف ٗبعاف أ ى‬
‫فيحصل االنثباه كاإل‪ٝ‬باؿ‪ ،‬كلا العقل كالعاقل كا‪٤‬بعقوؿ‪ ،‬فإف لا العقل يف لغة‬
‫عقال‪ ،‬كإما قوة يكوف‬ ‫يدؿ علي عرض‪ ،‬إما يمسدمي مصدر عقل يعقل ن‬ ‫ا‪٤‬بسلدمْب إ٭با ُّ‬
‫قائدما بناسو‪.‬‬
‫جوىرا ‪٦‬برندا ن‬
‫هبا العقل‪ ،‬كىي الغريزة‪ ،‬كىم يريدكف بذلك ن‬
‫ككذلك لا ا‪٤‬بادة كالصورة‪ ،‬بل ككذلك لا ا‪١‬بوىر كالعرض‪ ،‬كا‪١‬بسم‪،‬‬
‫كالثحيُّز‪ ،‬كا‪١‬بهة‪ ،‬كالَبكيب‪ ،‬كا‪١‬بزء‪ ،‬كاالفثقار‪ ،‬كالعلة‪ ،‬كا‪٤‬بعلوؿ‪ ،‬كالعانق‪ ،‬كالعشق‪،‬‬
‫كا‪٤‬بعشوؽ‪ ،‬بل كلا الواحد يف الثوحيد‪ ،‬بل كلا ا‪٢‬بدكث‪ ،‬كالقدـ بل كلا‬
‫الواجب كا‪٤‬بدمكف‪ ،‬بل كلا الوجود‪ ،‬كالذات‪ ،‬كغّب ذلك مف اللااظ(ِ)‪.‬‬
‫لحد أف يثبثو أك ينايو حٌب يسثاصل كيعرؼ‬ ‫كما تنازع فيو ا‪٤‬بثوخركف ليس و‬
‫ا‪٤‬براد منو‪.‬‬

‫(ُ) الثسعينية‪ ،‬صْْٕ‪ ،ْٕٓ-‬كينظر‪ :‬مقاالت اإلسالميْب‪ ،‬لألنعرم ُ‪.ِّٖ-ُِٖ/‬‬


‫(ِ) درء تعارض العقل كالنقلُ‪.ِِِ/‬‬

‫ُّٖ‬
‫قاؿ ابف تيدمية‪" :‬كما تنازع فيو ا‪٤‬بثوخركف نايا كإثباتنا فليس على و‬
‫أحد بل كال لو‬ ‫ن‬
‫حقا قيبًل‪ ،‬كإف‬
‫أحدا على إثبات لاظو أك نايو‪ ،‬حٌب يعرؼ مراده‪ ،‬فإف أراد ًّ‬ ‫أف يوافق ن‬
‫باطال يرد‪ ،‬كإف انثدمل كالمو على حق كباطل مل ييقبل مطل نقا‪ ،‬كمل يػيىرد ‪ٝ‬بيع‬ ‫أراد ن‬
‫معناه‪ ،‬بل يوقف الل ٍا ‪ ،‬كيياسر ا‪٤‬بعُب‪ ،‬كدما تنازع الناس يف ا‪١‬بهة كالثحيُّز كغّب‬
‫ذلك‪ ،‬فلا ا‪١‬بهة قد ييراد بو نيءه موجود غّب اد‪ ،‬فيكوف ‪٨‬بلوقنا‪ ،‬كدما إذا أريد‬
‫با‪١‬بهة ناس العرش‪ ،‬أك ناس السدموات‪ ،‬كقد ييراد بو ما ليس ٗبوجود غّب اد تعاىل‪،‬‬
‫كدما إذا أريد با‪١‬بهة ما فوؽ العامل‪ ،‬كمعلوـ أنو ليس يف النص إثبات لا ا‪١‬بهة كال‬
‫نايو‪ ،‬كدما فيو إثبات العلو‪ ،‬كاالسثواء‪ ،‬كالاوقية‪ ،‬كالعركج إليو‪ ،‬ك‪٫‬بو ذلك‪.‬‬
‫موجود إال ا‪٣‬بالق كا‪٤‬ب لوؽ‪ ،‬كا‪٣‬بالق مبايف للدم لوؽ‬ ‫ه‬ ‫كقد عيلم أف ما مث‬
‫‪ ‬ليس يف ‪٨‬بلوقاتو نيءه مف ذاتو؛ كال يف ذاتو نيءه مف ‪٨‬بلوقاتو‪.‬‬
‫داخال‬
‫موجود ‪٨‬بلوؽ؟ فاد ليس ن‬ ‫ه‬ ‫فيقاؿ ‪٤‬بف ناى ا‪١‬بهة‪ :‬أتريد با‪١‬بهة أهنا نيءه‬
‫يف ا‪٤‬ب لوقات أـ تيريد با‪١‬بهة ما كراء العامل؟‬
‫فال ريب أف اد فوؽ العامل مبايف للدم لوقات‪ ،‬ككذلك يقاؿ ‪٤‬بف قاؿ اد يف‬
‫داخل يف نيء مف‬ ‫ه‬ ‫جهة‪ :‬أتريد بذلك أف اد فوؽ العامل؟ أك تريد بو أف اد‬
‫ا‪٤‬ب لوقات؟‬
‫أردت ا ثاني فهو باطل‪ ،‬ككذلك لا الثحيُّز إف‬ ‫أردت األول فهو حق‪ ،‬كإف ى‬ ‫فإف ى‬
‫أراد بو أف اد ‪ٙ‬بوزه ا‪٤‬ب لوقات فاد أعظم كأك بل قد كسع كرسيُّو السدموات كالرض‪،‬‬
‫حاال فيها‪ ،‬فهو‬‫مناصل عنها ليس ن‬
‫ه‬ ‫مبايف ‪٥‬با‬
‫منحاز عف ا‪٤‬ب لوقات‪ ،‬أم ه‬ ‫كإف أراد بو أنو ه‬
‫بائف مف خلقو"(ُ)‪.‬‬
‫السنة‪ :‬فوؽ ‪٠‬باكاتو على عرنو ه‬ ‫سبحانو كدما قاؿ أئدمة ُّ‬
‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ّ‪ ،ِْ-ُْ/‬كينظر‪ :‬الصواعق ا‪٤‬برسلة ْ‪ ،ُّٕٔ/‬كذـ الثوكيل‪ ،‬البف قدامو‪ ،‬صِّْ‪،ِّٓ-‬‬
‫رقم ّْ‪ ،‬مف بداية‪" :‬كحراـ على العقوؿ أف ‪ٛ‬بثل اد تعاىل كعلى الكىاـ أف ‪ٙ‬بده ‪...‬‬

‫ُّٗ‬
‫قة ‪ :‬ي صفد ا رؤ د‪:‬‬
‫قاؿ ابف عجيبة‪" :‬كرؤيثو تعاىل جائزة يف الدنيا كااخرة‪ ،‬كاقعة يف الداريف عند‬
‫العارفْب"(ُ)‪.‬‬
‫ِب العبد عف نهود ًحسو بشهود معناه‪ ،‬غاب كجوده يف‬ ‫ً‬
‫أيضا‪" :‬فإذا فى ى‬
‫كيقوؿ ن‬
‫كجود معبوده‪ ،‬فشاىد ا‪٢‬بق با‪٢‬بق‪ ،‬فالعارفوف لىدما فنوا عف أناسهم‪ ،‬ال يقع بصرىم‬
‫إال على ا‪٤‬بعاين‪ ،‬فهم يشاىدكف ا‪٢‬بق عيانا"(ِ)‪.‬‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة بوف اد ييرل يوـ القيامة رؤية بصرية حقيقية مف‬
‫يعثقد أىل ُّ‬
‫ا‪٤‬بؤمنْب‪ ،‬مف غّب إحاطة بو‪ ،‬كقد جاءت النصوص مقررنة لذلك‪.‬‬
‫قاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﭙﭚ ﭛﭝ ﭞ ﭟﮊ(ّ)‪.‬‬
‫ﮋﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ‬ ‫كقاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﭠﭡﭢ ﭣﭤﮊ(ْ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف كثّب‪" :‬قولو‪ :‬ﮋﭕﮊ ىي‪ :‬تضعيف ثواب العدماؿ با‪٢‬بسنة عشر‬
‫أمثا‪٥‬با إىل سبعدمائة ضعف‪ ،‬كزيادة على ذلك‪ ،‬كيشدمل ما يعطيهم اد يف ا‪١‬بناف مف‬
‫صور كا‪٢‬بيور كالرضا عنهم‪ ،‬كما أخااه ‪٥‬بم مف قيػرة أعْب‪ ،‬كأفضل مف ذلك كأعاله‬ ‫ال يق ي‬
‫ظر إىل كجهو الكرًن‪ ،‬فإنو زيادة أعظم مف ‪ٝ‬بيع ما أعطوه‪ ،‬ال يسثحقوهنا بعدملهم‪،‬‬
‫الن ي‬
‫بل باضلو كر‪ٞ‬بثو‪ ،‬كقد ركم تاسّب الزيادة بالنظر إىل كجو اد"(ٓ)‪.‬‬

‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ٕ‪.َُٗ/‬‬


‫(ِ) ا‪٤‬برجع ناسو ِ‪.ُِٓ/‬‬
‫(ّ) سورة القيامة‪.ِّ-ِِ :‬‬
‫(ْ) سورة يونس‪.ِٔ :‬‬
‫(ٓ) تاسّب القرآف العظيم ْ‪.ِِٔ/‬‬

‫َِّ‬
‫النظر إىل كجو اد"(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ الط م‪" :‬أال إف ا‪٢‬بسُب ا‪١‬بنة‪ ،‬كالزيادة ي‬
‫كعف صهيب عف النيب قاؿ‪ :‬إذا دخل ي‬
‫أىل ا‪١‬بنة ا‪١‬بنةى قاؿ‪ :‬يقوؿ اد‬
‫تبارؾ كتعاىل‪ :‬تريدكف نينا أزيدكم؟ فيقولوف‪ :‬ألػم تبيض كجوىنا‪ ،‬ألػم تدخلنا ا‪١‬بنة‬
‫أحب إليهم مف النظر‬‫كتنجنا مف النار؟ قاؿ‪ :‬فيكشف ا‪٢‬بجاب‪ ،‬فدما أيعطوا نينا ٌ‬
‫‪.)ِ( ‬‬
‫إىل رهبم ‪‬‬
‫قاؿ‪ :‬إنكم سَبكف ربكم كدما‬ ‫أف النيب‬ ‫كعف جرير بف عبد اد‬
‫تركف ىذا القدمر ال تضاموف يف رؤيثو‪ ،‬فإف اسثطعثم أف ال تيغلبوا على صالةو قبل‬
‫طلوع الشدمس كصالةو قبل غركب الشدمس فافعلوا (ّ)‪.‬‬
‫أما إثبات ابف عجيبة لرؤية اد‪ ‬يف الدنيا كااخرة فدمبِب على مصدر‬
‫الثلقي عنده بالكشف كا‪٤‬بشاىدة‪ ،‬كزعدمو أف اد تعال ‪-‬ىو عْب كجود ا‪٤‬ب لوقات‪-‬‬
‫كبّبا‪ ،‬كتبْب هبذا‬
‫علوا ن‬
‫؛ لف كل كجود يف الوجود ىو كجود اد‪ ،‬تعاىل عدما يقوؿ ًّ‬
‫(ْ)‬
‫مثابعة ابف عجيبة البف عر يف ىذه ا‪٤‬بسولة‪ ،‬كىم ال يركف إال ن‬
‫كجودا مطل نقا ال‬
‫حقيقة لو إال يف أذىاهنم‪ ،‬أك ال كجود لو إال كجود ا‪٤‬ب لوقات‪.‬‬
‫بقولو‪" :‬إف العبد قد يرل اد يف الدنيا إذا زاؿ عف‬ ‫كبْب ىذا ابف تيدمية‬
‫عينو ا‪٤‬بانع إذ ال حجاب عندىم للرؤية مناصل عف العبد كإ٭با ا‪٢‬بجاب مثصل بو‪،‬‬
‫فإذا ارتاع ناىد ا‪٢‬بق‪ ،‬كىم ال يشاىدكف إال ما يثدمثلونو مف الوجود ا‪٤‬بطلق الذم ال‬
‫(ُ) جامع البياف ُٓ‪.ٔٓ/‬‬
‫(ِ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب اإلٲباف‪ ،‬باب إثبات رؤية ا‪٤‬بؤمنْب رهبم يف ااخرة ُ‪ ،ُُِ/‬رقم ْٕٔ‪.‬‬
‫(ّ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب مواقية الصالة‪ ،‬باب فضل صالة العصر ُ‪ ،ُْٓ/‬رقم ْٓٓ‪ ،‬كمسلم‪ ،‬كثاب‬
‫ا‪٤‬بساجد‪ ،‬باب فضل صاليت الصبح كالعصر كاحملافظة عليهدما ِ‪ ،ُُّ/‬رقم ُْٔٔ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬الاثوحات ا‪٤‬بكية ّ‪.ّٕٓ/‬‬

‫ُِّ‬
‫ب ا‪٤‬بشهود عندىم الذم‬
‫حقيقة لو إال يف أذىاهنم أك مف الوجود ا‪٤‬ب لوؽ‪ ،‬فيكوف الر ُّ‬
‫ٱباطبهم يف ‪-‬زعدمهم‪ -‬ال كجود لو إال يف أذىاهنم‪ ،‬أك ال كجود لو إال كجود‬
‫ا‪٤‬ب لوقات؛ كىذا ىو الثعطيل للرب تعاىل كلكثبو كلرسلو‪ ،‬كالبدع دىليز الكار‬
‫كالنااؽ‪ ،‬كدما أف الثشيُّع دىليز الرفض‪ ،‬كالرفض دىليز القرمطة كالثعطيل‪ ،‬فالكالـ‬
‫الثجهم دىليز الزندقة كالثعطيل"(ُ)‪.‬‬
‫الثجهم‪ ،‬ك ُّ‬
‫٘بهم ىو دىليز ُّ‬‫الذم فيو ُّ‬
‫السنة‪ ،‬كإ‪ٝ‬باع سلف اليمة‪.‬‬‫كقوؿ ابف عجيبة مردكد عليو بالكثاب ك ُّ‬
‫ﮋﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﮽‬ ‫قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫﮾ ﮿ ﯀ ﯁ ﯂ ﯃ ﯄ ﯅ ﯆﯇ ﯈ ﯉ ﯊ ﯋ ﯌ ﯍ ﯎‬
‫﯏ ﯐﯑ ﯒ﯓﯔﯕﯖﯗ ﯘﯙﯚ ﮊ(ِ)‪.‬‬
‫عف‬ ‫فقولو تعاىل‪( :‬﮼ ﮽) أم‪ :‬لف تراين يف الدنيا‪ ،‬كذلك لضعف موسى‬
‫الرؤية يف الدنيا كدما دؿ عليو سياؽ ااية‪.‬‬
‫السنة فقد دلة على ناي رؤية اد بالبصار يف الدنيا‪.‬‬‫كأما مف ُّ‬
‫نور‬
‫قاؿ‪ :‬سولة رسوؿ اد ىل رأية ربك؟ فقاؿ‪ :‬ه‬ ‫عف أ ذر‬
‫نورا (ّ)‪.‬‬
‫أىن أررهاه ‪ ،‬كيف ركاية رأية نورر‬
‫أف رسوؿ اد قاؿ‪ :‬إنكم لف تركا ربكم‬ ‫كعف عبادة بف الصامة‬
‫حٌب ‪ٛ‬بوتوا (ْ)‪.‬‬
‫ره ‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬النور الذم‬ ‫نور أىن أراه‬
‫كبْب ابف أ العز معُب قوؿ النيب ‪ :‬ه‬
‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكلِ‪ ،َِّ-ِِٗ/‬كّّٔ‪.ّّٕ-‬‬
‫(ِ) سورة العراؼ‪ُّْ :‬‬
‫(ّ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب اإلٲباف‪ ،‬باب قولو نور أىن أراه ُ‪ ،ُُُ/‬رقم ُْٔ‪.‬‬
‫(ْ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب اإلٲباف‪ ،‬باب معرفة طريق الرؤية ُ‪ ،ُٕٔ/‬رقم َِّ‪.‬‬

‫ِِّ‬
‫ىو ا‪٢‬بجاب ٲبنع مف رؤيثو‪ ،‬فوىن أراه أم كيف أراه كالنور حجاب بيِب كبينو ٲبنعِب‬
‫يف الدنيا كعف غّبه مف باب‬ ‫يح يف ناي الرؤية عف النيب‬‫مف رؤيثو‪ ،‬فهذا صر ه‬
‫أكىل"(ُ)‪.‬‬
‫(ِ)‪ :‬الناس ينظركف إىل اد‪ ‬يوـ‬ ‫كقاؿ اإلماـ مالك بف أنس‬
‫القيامة بوعينهم (ّ)‪.‬‬
‫كأما اإل‪ٝ‬باع‪ :‬فقد "أ‪ٝ‬بع سلف اليمة كأئدمثها على أف ا‪٤‬بؤمنْب يركف رهبم‬
‫بوبصارىم يف ااخرة‪ ،‬كأ‪ٝ‬بعوا على أهنم ال يركنو يف الدنيا بوبصارىم‪ ،‬كمل يثنازعوا إال‬
‫يف النيب ‪ ...‬كمف قاؿ مف الناس إف الكلياء كغّبىم يرل اد بعينو يف الدنيا فهو‬
‫السنة كإ‪ٝ‬باع سلف اليمة"(ْ)‪.‬‬‫مبثدع ضاؿ ‪٨‬بالف للكثاب ك ُّ‬
‫د‪ -‬قة با ةاز ي األس اء وا صفات‬
‫‪٦‬باز ٗبعُب اإلنعاـ‪،‬‬‫السنة كا‪١‬بدماعة بقولو‪ :‬الر‪ٞ‬بة ىنا ه‬‫أىل ُّ‬
‫ابف عجيبة ى‬ ‫خالف ي‬
‫‪٦‬باز عف القدرة الثامة"(ٔ)‪.‬‬ ‫(ٓ)‬
‫كإرادتو كحقيقثو ىنا ي‪٧‬باؿ" ‪ ،‬كقولو‪ :‬بوف "اليد‪ :‬ه‬
‫تقسيدما نرعيًّا كال عقليًّا‪ ،‬كال لغويًّا‪،‬‬
‫ن‬ ‫كتقسيم اللااظ إىل حقيقة ك‪٦‬باز ليس‬
‫حادث بعد القركف ا‪٤‬باضلة‪ ،‬ككاف منشؤه مف جهة ا‪٤‬بعثزلة‬ ‫ه‬ ‫اصطالح‬
‫ه‬ ‫بل ىو‬
‫كا‪١‬بهدمية‪ ،‬كمف سلك طريقثهم مف ا‪٤‬بثكلدمْب‪.‬‬
‫(ُ) نرح العقيدة الطحاكية‪ ،‬صِِْ‪.‬‬
‫(ِ) أبو عبد اد‪ ،‬مالك بف أنس بف مالك بف أ عامر بف عدمرك بف ا‪٢‬بارث الصبحي‪ ،‬تويف سنة ُٕٗىػ‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫سّب أعالـ النبالء ٖ‪.ْٖ/‬‬
‫السنة‪ ،‬لاللكائي ّ‪.َُٓ/‬‬
‫(ّ) اإلبانة عف أصوؿ الديانة‪ ،‬البف بطة ّ‪ ،ِٓ/‬كينظر‪ :‬نرح أصوؿ اعثقاد أىل ُّ‬
‫(ْ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُٔ‪.ّٖ-ِٖ/‬‬
‫(ٓ) ا‪١‬بواىر العجيبة‪ ،‬صِِ‪.‬‬
‫(ٔ) البحر ا‪٤‬بديد ٕ‪.ُٗ/‬‬

‫ِّّ‬
‫كاللااظ الٍب تسثعدمل يف حق ا‪٣‬بالق كا‪٤‬ب لوؽ ‪٥‬با ثالثة اعثبارات‪:‬‬
‫أ دها‪ :‬أف تكوف مقيدة با‪٣‬بالق‪ ،‬كسدمع اد كبصره ككجهو كعلدمو كقدرتو كحياتو‪.‬‬
‫ا ثاني‪ :‬أف تكوف مقيدة با‪٤‬ب لوؽ كيد اإلنساف ككجهو كاسثوائو‪.‬‬
‫ا ثا ث‪ :‬أف ٘برد عف كال اإلضافثْب‪ ،‬كتوجد مطلقة‪.‬‬
‫‪٦‬بازا‪.‬‬
‫فإف جعلثم جهة كوهنا حقيقة تقيدىا با‪٣‬بالق لزـ أف تكوف يف ا‪٤‬ب لوؽ ن‬
‫كطرؼ آخر قاؿ‪ :‬إهنا حقيقة يف ا‪٤‬ب لوؽ ‪٦‬باز يف ا‪٣‬بالق‪ ،‬كإليو صار إماـ‬
‫ا‪٤‬بعطلة‪ :‬جهم با از‪ ،‬كدرج أصحابو على أثره‪.‬‬
‫كذىب أىل ا‪٢‬بق إىل أهنا حقيقة يف ا‪٣‬بالق كا‪٤‬ب لوؽ‪ ،‬كإذا أضيف ذلك إىل‬
‫الرب كاف ٕبسب ما يليق‪ ،‬كال يشركو فيو ا‪٤‬ب لوؽ‪ ،‬كدما أنو إذا أضيف إىل ا‪٤‬ب لوؽ‬
‫كاف ٕبسب ما يليق بو‪ ،‬كال يشركو فيو ا‪٣‬بالق(ُ)‪.‬‬
‫ك‪٩‬با ٯبب أف يذكر ىنا أف القوؿ با از يف باب ال‪٠‬باء كالصاات كاف لو الثر‬
‫الكبّب يف ‪ٙ‬بريف النصوص كتوكيلها‪ ،‬كناي ال‪٠‬باء كالصاات عف اد جل جاللو(ِ)‪.‬‬
‫كمف ىنا قرر أىل العلم أف أ‪٠‬باء اد كصااتو ثابثة د تعاىل على كجو ا‪٢‬بقيقة‬
‫ال على ا از‪.‬‬
‫قاؿ السجزم ‪-‬بعد ذكر صاة اليديف كالضحك كالرضى كالغضب كرد على مف‬
‫ياسر منها إال ما فسره النيب أك‬ ‫أك‪٥‬بىا‪ ،-‬قاؿ‪" :‬كعند أىل الثر أهنا صاات ذاتو ال ٌ‬
‫الصحا ‪ ،‬بل ٭بر ىذه الحاديث على ما جاءت بعد قبو‪٥‬با كاإلٲباف هبا كاالعثقاد ٗبا‬
‫فيها بال كياية"(ّ)‪.‬‬
‫(ُ) ينظر‪٨ :‬بثصر الصواعق ِ‪ ،ْٕٗ/‬بدائع الاوائد ُ‪.ُٔٓ-ُْٔ/‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬مذكرة يف أصوؿ الاقو‪ ،‬للشي ‪٧‬بدمد المْب الشنقيطي‪ ،‬صٖٓ‪.‬‬
‫(ّ) الرد على مف أنكر ا‪٢‬برؼ كالصوت‪ ،‬للسجزم‪ ،‬صُٕٓ‪.‬‬

‫ِّْ‬
‫السنة ‪٦‬بدمعوف على اإلقرار بالصاات الواردة كلها يف‬ ‫كقاؿ ابف عبد ال ‪" :‬أىل ُّ‬
‫السنة‪ ،‬كاإلٲباف هبا ك‪ٞ‬بلها على ا‪٢‬بقيقة‪ ،‬ال على ا از‪ ،‬إال أهنم ال يكياوف‬ ‫القرآف ك ُّ‬
‫نينا مف ذلك كال ٰبدكف فيو صاة ‪٧‬بصورة‪ ،‬كأما أىل البدع ا‪١‬بهدمية كا‪٤‬بعثزلة كلها‬
‫كا‪٣‬بوارج فكلُّهم ينكركهنا كال ٰبدملوف نينا منها على ا‪٢‬بقيقة‪ ،‬كيزعدموف أف مف أقر‬
‫هبا مشبو‪ ،‬كىم عند مف أقر هبا نافوف للدمعبود‪ ،‬كا‪٢‬بق فيدما قالو القائلوف ٗبا نطق بو‬
‫كسنة رسوؿ اد كىم أئدمة ا‪١‬بدماعة"(ُ)‪.‬‬ ‫كثاب اد ي‬
‫السنة كااثار على إثبات‬ ‫كقاؿ ابف القيم‪" :‬قد تطابقة نصوص الكثاب ك ُّ‬
‫اعا توجب العلم الضركرم بثبوهتا‪ ،‬كإرادة‬ ‫الصاات د‪ ،‬كتنوعة داللثها عليها أنو ن‬
‫السنة ناطقةه ٗبثل ما‬
‫ا‪٤‬بثكلم اعثقاد ما دلة عليو‪ ،‬كالقرآف ‪٩‬بلوءه مف ذكر الصاات‪ ،‬ك ُّ‬
‫نطق بو القرآف مقررة لو‪ ،‬مصدقة لو‪ ،‬مشثدملة على زيادة يف اإلثبات‪ … ،‬فدمف أبْب‬
‫احملاؿ كأكضح الضالؿ ‪ٞ‬بل ذلك كلو على خالؼ حقيقثو كظاىره‪ ،‬كدعول ا از‬
‫فيو كاالسثعارة‪ ،‬كأف ا‪٢‬بق يف أقواؿ النااة ا‪٤‬بعطلْب‪ ،‬كأف توكيالهتم ىي ا‪٤‬برادة مف ىذه‬
‫النصوص؛ إذ يلزـ مف ذلك أحد ‪٧‬باذير ثالثة ال بد منها أك مف بعضها كىي‪ :‬القدح‬
‫يف علم ا‪٤‬بثكلم هبا‪ ،‬أك يف بيانو‪ ،‬أك يف نصحو"(ِ)‪.‬‬
‫موصوؼ‬
‫ه‬ ‫‪" :‬إف اد تبارؾ كتعاىل‬ ‫كقاؿ الشي ‪٧‬بدمد المْب الشنقيطي‬
‫جازما ال يثطرؽ إليو نك أف‬ ‫اعثقادا ن‬
‫ن‬ ‫‪٦‬بازا؛ لنا نعثقد‬
‫بثلك الصاات حقيقةن ال ن‬
‫تدؿ البثة إال على الثنزيو عف مشاهبة ا‪٣‬بلق‪،‬‬ ‫ظواىر آيات الصاات كأحاديثها ال ُّ‬
‫‪٦‬بازا‬
‫كاتصافو تعاىل بالكدماؿ كا‪١‬بالؿ‪ ،‬كإثبات الثنزيو كالكدماؿ كا‪١‬بالؿ د حقيقة ال ن‬
‫ال ينكره مسلم"(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) الثدمهيد‪ ،‬البف عبد ال ٕ‪.ُْٓ/‬‬


‫(ِ) الصواعق ا‪٤‬برسلة ُ‪.ِّْ-َِّ/‬‬
‫(ّ) أضواء البياف ٕ‪.ِْٓ/‬‬

‫ِّٓ‬
‫ادلبحث انثانث‪ :‬مسائم األنٌُيت‬

‫أوال‪ :‬يعر ف األ ةه د دً واصط ً ا‬


‫ً‬
‫أصل كاحد‪ ،‬كىو الثعبُّد‪ ،‬فاإللوي‪ :‬اد‬ ‫قاؿ ابف فارس‪" :‬اللف كالالـ كا‪٥‬باء ه‬
‫جل‪ :‬إذا تعبد انثقاقنا‪( ،‬كإلو) كاعاؿ‬ ‫ك‪٠‬بي بذلك؛ لنو معبود‪ ،‬كييقاؿ تولو الر ي‬ ‫تعاىل‪ ،‬ي‬
‫معبودا (إلو) عند مث ذه"(ُ)‪.‬‬ ‫ٗبعُب مولوه‪ ،‬ككل ما يا‪ٚ‬بذ ن‬
‫كقاؿ ني اإلسالـ ابف تيدمية‪" :‬فإف اإللو ىو ا‪٤‬بولوه‪ ،‬كا‪٤‬بولوه ىو الذم يسثحق‬
‫أف ييعبد‪ ،‬ككونو يسثحق أف ييعبد ىو ٗبا اتصف بو مف الصاات الٍب تسثلزـ أف‬
‫يكوف ىو احملبوب غاية ا‪٢‬بب‪ ،‬ا‪٤‬ب ضوع لو غاية ا‪٣‬بضوع‪ ،‬كالعبادة تثضدمف غاية‬
‫ا‪٢‬بب بغاية الذؿ"(ِ)‪.‬‬
‫كقاؿ يف موضع آخر‪" :‬ىو ا‪٤‬بولوه الذم تو‪٥‬بو القلوب‪ ،‬ككونو يسثحق اإل‪٥‬بية‬
‫معبودا ‪٧‬ببوبنا لذاتو إال ىو‬‫ن‬ ‫مسثلزـ لصاات الكدماؿ‪ ،‬فال يسثحق أف يكوف‬
‫اد‪.)ّ("‬‬
‫كإجالال كإكر ناما‬
‫ن‬ ‫كقاؿ ابف القيم‪" :‬كاإللو ىو الذم تو‪٥‬بو القلوب ‪٧‬ببةن كإنابةن‬
‫كخضوعا كخوفنا كرجاءن كتوُّك نال"(ْ)‪.‬‬
‫ن‬ ‫كتعظيدما كذيًّال‬
‫ن‬
‫كإجالال ك‪٧‬ببةن‬
‫ن‬ ‫كقاؿ ابف رجب‪" :‬اإللو‪ :‬ىو الذم ييطاع فال ييعصى ىيبةن لو‬
‫كسؤال منو كدعاءن لو‪ ،‬كال يصلح ىذا كلُّو إال اد‪،‬‬ ‫كخوفنا كرجاءن كتوُّك نال عليو ن‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬مقاييس اللغة ُ‪ ،ُِٕ/‬ك‪٨‬بثار الصحاح‪ ،‬صِِ‪ ،‬كلساف العرب ُّ‪ ،ْٕٔ/‬كتاج العركس ٗ‪،ّْٕ/‬‬
‫كالقاموس احمليا‪.َُّٔ ،‬‬
‫(ِ) ‪٦‬بدموع الاثاكل َُ‪.ِْٗ/‬‬
‫(ّ) اقثضاء الصراط ا‪٤‬بسثقيم ُ‪ ،ِٖٓ/‬كينظر‪ :‬كثاب العبودية‪ ،‬لو‪ ،‬صّٓ‪.‬‬
‫(ْ) إغاثة اللهااف يف مصائد الشيطاف ُ‪.ِٕ/‬‬

‫ِّٔ‬
‫فدمف أنرؾ ‪٨‬بلوقنا يف و‬
‫نيء مف ىذه المور الٍب ىي مف خصائص اإل‪٥‬بية‪ ،‬كاف ذلك‬
‫كنقصا يف توحيده‪ ،‬ككاف فيو مف عبودية‬
‫قدحا يف إخالصو يف قولو‪( :‬ال إلو إال اد) ن‬
‫ن‬
‫(ُ)‬
‫ا‪٤‬ب لوؽ ٕبسب ما فيو مف ذلك" ‪.‬‬
‫كقاؿ الشي ‪٧‬بدمد بف عبد الوىاب(ِ)‪" :‬فاعلم أف معُب اإللو ىو ا‪٤‬بعبود؛ ىذا‬
‫ىو تاسّب ىذه اللاظة بإ‪ٝ‬باع أىل العلم‪ ،‬فدمف عبد نينا فقد ا‪ٚ‬بذه إ‪٥‬بنا مف دكف‬
‫كبّبا"(ّ)‪.‬‬
‫علوا ن‬
‫باطل إال إلو كاحد‪ ،‬كىو اد كحده‪ ،‬تبارؾ كتعاىل ًّ‬
‫اد‪ ،‬ك‪ٝ‬بيع ذلك ه‬
‫ثانًا‪ :‬معنى اإل بند ابج بة اد‬
‫قاؿ ابف عجيبة‪" :‬حقيقة اإللو ىو‪ :‬الواجب الوجود‪ ،‬ا‪٤‬بسثحق للعبادة"(ْ)‪.‬‬
‫كقاؿ يف موضع آخر‪" :‬كاإللو ال بد أف يكوف كاجب الوجود"(ٓ)‪.‬‬
‫ا‪٢‬بق فهو ذكره بوف‬ ‫كعند س أقوالو يف حقيقة اإللو ‪٪‬بد فيو ح ًّقا ن‬
‫كباطال‪ ،‬فوما ُّ‬
‫اإللو ىو ا‪٤‬بسثحق للعبادة‪ ،‬كىذا بال نك حق كصدؽ‪ ،‬فقد كافق ما عليو القرآف‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة‪.‬‬
‫العظيم كما دعة إليو رسل اد عليهم الصالة كالسالـ كما عليو أىل ُّ‬
‫(ُ) كلدمة اإلخالص‪ ،‬صِّ‪.ِْ-‬‬
‫(ِ) ‪٧‬بدمد بف عبد الوىاب بف سليدماف بف على بف ‪٧‬بدمد بف أ‪ٞ‬بد بف راند بف بريد بف ‪٧‬بدمد بف مشرؼ بف‬
‫عدمر بف معضاد بف ريس بف زاخر بف ‪٧‬بدمد الثدميدمي النجدم‪ ،‬كلد يف بلدة العيينة عاـ ُُُٓىػ‪ ،‬قرأ مبادئ‬
‫العلوـ كالاقو‪ ،‬كمف مشاٱبو‪ :‬كالده الشي عبد الوىاب ابف الشي سليدماف بف على‪ ،‬كالشي عبد اد بف‬
‫إبراىيم بف سيف النجدم مث ا‪٤‬بدين‪ ،‬ك‪٧‬بدمد حياة السندم ا‪٤‬بدين صاحب ا‪٢‬بانية ا‪٤‬بشهورة على صحيح اإلماـ‬
‫الب ارم‪ ،‬كالشي ‪٧‬بدمد ا دموعي البصرم‪ ،‬لو تصانيف عدة منها‪ :‬كثاب الثوحيد‪ ،‬ككشف الشبهات‪ ،‬كمايد ا‪٤‬بسثايد‬
‫يف حكم تارؾ الثوحيد‪ ،‬كمسائل ا‪١‬باىلية‪ ،‬ككانة كفاتو عاـ َُِٔق‪.‬ػ ينظر‪ :‬مشاىّب علدماء ‪٪‬بد ُٔ‪.ُٖ ،ُٕ ،‬‬
‫(ّ) الدرر السنية‪ ،‬كثاب الثوحيد ُ‪.َُّ/‬‬
‫(ْ) ا‪١‬بواىر العجيبة‪ ،‬صُُٓ‪.‬‬
‫(ٓ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ُُٕ/‬‬

‫ِّٕ‬
‫كأما الباطل فهو تاسّبه لإللو بونو كاجب الوجود‪ ،‬خالفنا للدمعُب الصحيح‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة‪ ،‬كىو أف اإللو ٗبعُب‬
‫الذم دلة عليو النصوص كقرره علدماء أىل ُّ‬
‫ا‪٤‬بعبود‪ ،‬يقاؿ‪ :‬ألو يولو إ‪٥‬بةن كألوىيةن‪ٗ :‬بعُب عبد عبادة(ُ)‪.‬‬
‫لثضدمنو ما ىو حق كباطل‪.‬‬
‫كال ييسلم لو ىذا الثاسّب؛ ُّ‬
‫قاؿ الشي ال اؾ‪" :‬اإلخبار عف اد تعاىل بونو كاجب الوجود يراد بو أف‬
‫أبدا‪ٖ ،‬بالؼ ا‪٤‬ب لوؽ فإنو ‪٩‬بكف‬‫كجوده سبحانو لذاتو‪ ،‬فيسثحيل عليو العدـ أزنال ك ن‬
‫الوجود أك جائز الوجود‪ ،‬أم ٯبوز عليو الوجود كالعدـ‪ ،‬ككجوده ال لذاتو‪ ،‬بل بإٯباد‬
‫اد تعاىل‪.‬‬
‫اجب ك‪٩‬بكف‪ ،‬فالكؿ‪ :‬كجود اد تعاىل‪ ،‬كالثاين‪ :‬كجود كل‬
‫فالوجود نوعاف‪ :‬ك ه‬
‫‪٨‬بلوؽ سول اد تعاىل؛ لف كل ‪٨‬بلوؽ مسبوؽ بالعدـ‪ ،‬كٯبوز أف يلحقو فناء‬
‫ك‪٩‬بكف ك‪٩‬بثنع‪ ،‬فالواجب ما ال يقبل‬
‫ه‬ ‫اجب‬
‫"فالنياء يف حكم العقل ثالثة‪ :‬ك ه‬
‫ا‪٢‬بدكث كال العدـ‪ ،‬كا‪٤‬بدمكف ما يقبل الوجود كالعدـ‪ ،‬كا‪٤‬بدمثنع‪ :‬ما ال يقبل‬
‫الوجود"(ِ)‪.‬‬
‫كلا (كاجب الوجود) مل يرد يف كالـ اد تعاىل‪ ،‬كال يف كالـ رسولو ‪ ،‬كقد‬
‫اسثحدثو الاالساة(ّ) ا‪٤‬بثوخركف‪.‬‬
‫‪ :‬كأما الكالـ بلا (الواجب الوجود)‪ ،‬ك(‪٩‬بكف‬ ‫يقوؿ ني اإلسالـ‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬دعوة الثوحيد‪ ،‬خليل ىراس‪ ،‬صِّ‪.‬‬
‫(ِ) نرح الرسالة الثدمرية‪ ،‬صٔٗ‪.‬‬
‫(ّ) الاالساة‪ :‬ماردىا فيلسوؼ‪ ،‬كا‪٤‬بقصود أنو عامل يف الالساة يبحث يف ا‪٤‬ببادئ الكىل لألنياء‪ ،‬كيف السباب‬
‫تاسّبا عقليًّا‪ ،‬لذلك الايلسوؼ يقدـ العقل على النقل‪ .‬ينظر‪ :‬معجم اللغة العربية ا‪٤‬بعاصرة‬
‫ن‬ ‫القصول‪ ،‬كياسرىا‬
‫ّ‪.َُْٕ/‬‬

‫ِّٖ‬
‫الوجود)‪ :‬فهذا مف كالـ ابف سينا(ُ) كأمثالو‪ ،‬الذيف انثقوه مف كالـ ا‪٤‬بثكلدمْب‪،‬‬
‫قدًن ك‪٧‬بدث‪ ،‬كقسدمو ىو إىل ك و‬
‫اجب ك‪٩‬بكف‪ ،‬كإال فكالـ‬ ‫فإهنم قسدموا الوجود إىل و‬
‫سلاهم‪ ،‬إ٭با يوجد فيو لا العلة كا‪٤‬بعلوؿ(ِ)‪.‬‬
‫اجب‬
‫كقصد ني اإلسالـ أف ىؤالء ا‪٤‬بعطلة ٰباكلوف أف يثبثوا أف اد تعاىل ك ه‬
‫كجوده‪ ،‬كلكنهم لجل تعطيلهم جعلوا اد تعاىل ‪٩‬بثنع الوجود؛ لهنم كصاوه‬
‫بصاات ا‪٤‬بعدكـ كا‪٤‬بدمثنع‪.‬‬
‫فدليلهم الذم أقاموه على إثبات كوف اد تعاىل كاجب الوجود ىو يف ا‪٢‬بقيقة‬
‫دليل على كوف اد تعاىل ‪٩‬بثنع الوجود‪ ،‬فقد ىدموا بنياهنم بويديهم‪.‬‬‫ه‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة ىي كصف اد‪ٗ ‬با كصف بو ناسو‪ ،‬كٗبا‬ ‫كعقيدة أىل ُّ‬
‫كصاو رسولو ‪ ،‬أما ما مل يرد ذكره يف الكثاب ك ُّ‬
‫السنة فيجوز الخبار عنو إذا كاف‬
‫صحيحا‪.‬‬
‫ن‬ ‫ا‪٤‬بعُب‬
‫ثا ثًا‪ :‬معنى ية د األ ةه د‬
‫الذم دلة عليو أقواؿ ابف عجيبة عند ذكره ‪٤‬بعُب اللوىية أنو ياسرىا بثوحيد‬
‫ﮋﯬ ﯭ‬ ‫سائرا على مذىب أىل الكالـ‪ ،‬إذ قاؿ يف تاسّب قوؿ اد تعاىل‪:‬‬
‫الربوبية ن‬
‫ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ‬
‫ﮋﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﮊ‬ ‫‪:‬‬ ‫ﰂ ﰃ ﰄﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉﮊ(ّ)‪ ،‬فقوؿ صاٌف‬
‫(ُ) ىو أبو علي‪ ،‬ا‪٢‬بسْب بف عبد اد بف ا‪٢‬بسف بف علي بف سينا‪ ،‬البل ي مث الب ارم‪ ،‬كىو رأس الاالساة‪ ،‬حناي‬
‫ا‪٤‬بذىب‪ ،‬صاحب الثصانيف يف الطب كالالساة كا‪٤‬بنطق‪ ،‬ككاف أبوه كاتبنا مف دعاة اإل‪٠‬باعيلية‪ ،‬كلد عاـ‬
‫َّٕىػ‪ ،‬ككانة كفاتو عاـ ِْٖىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعالـ النبالء ُّ‪ ،ُٗٗ/‬النجوـ الزاىرة ٓ‪.ِٓ/‬‬
‫السنة النبوية ِ‪.ُِّ-ُُّ/‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬الصادية ِ‪ ،َُٖ/‬ك‪٦‬بدموع الاثاكل ُ‪ ،َْ/‬كمنهاج ُّ‬
‫(ّ) سورة ىود‪ُٔ :‬‬

‫ِّٗ‬
‫"ىذا إفراد ا‪٢‬بق بالربوبية"(ُ)‪.‬‬
‫كابف عجيبة خالف ا‪٤‬بعُب ا‪٤‬بقصود لكلدمة الثوحيد‪ ،‬كفسرىا بثوحيد الربوبية‪،‬‬
‫ﮋﭑ ﭒ‬ ‫كتوحيد اللوىية ليس لو ذكر يف معثقده‪ ،‬فعندما فسر قوؿ اد تعاىل‪:‬‬
‫ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﮊ(ِ) قاؿ‪" :‬يعِب‪ :‬أف الثوحيد ‪٩‬با‬
‫الرسل كالكثب السدماكية‪ ،‬كالاناء فيو على ثالثة أقساـ‪ :‬فناء يف توحيد‬
‫أ‪ٝ‬بعة عليو ُّ‬
‫الفعاؿ‪ ،‬كىو أال يرل الاعل إال مف اد‪ ،‬كيغيب عف الوسائا كالسباب‪ ،‬كفناء يف‬
‫توحيد الصاات‪ ،‬كىو أف يرل أال قادر كال ‪٠‬بيع كال بصّب كال مثكلم إال اد‪ ،‬كفناء‬
‫كعقدا ‪ ...‬أم‪ :‬يف‬
‫ككجدا ن‬‫يف توحيد الذات‪ ،‬كىو أف يرل أال موجود إال اد ذكقنا ن‬
‫مقاـ الاناء كالبقاء انثهة أقداـ السائريف‪ ،‬كرس ة أسرار العارفْب‪ ،‬مع ترقيات‬
‫ككشوفات أبد اابديف"(ّ)‪.‬‬
‫كهبذا الثعريف للثوحيد مل يذكر نينا عف توحيد اللوىية‪ ،‬بل ىذا الثقسيم‬
‫يقرر فيو ناي السباب كىي عقيدة ا‪١‬ب (ْ)‪ ،‬رغم أنو أثبة الوحدانية يف أفعاؿ‬
‫اد‪ ،‬كلكف ال يلبس علينا ىذا المر فعند س أقوالو الٍب مرت معنا ظهر‬
‫نرؾ يف الربوبية‪.‬‬
‫الثصرؼ يف الكوف‪ ،‬كىذا ه‬
‫تصرٰبو بوف الكلياء ‪٥‬بم ُّ‬
‫كقد ظهر مف خالؿ تقريرات ابف عجيبة ‪٤‬بعُب (ال إلو إال اد) الثناقض‬
‫كاالضطراب‪ ،‬ككثرة ا‪٣‬بطو كدما يلي‪:‬‬
‫كل مف عاداه‪،‬‬
‫فسرىا بثاسّب الناعرة‪ ،‬بقولو‪ :‬ا‪٤‬بسثغِب عدما سواه‪ ،‬ا‪٤‬باثقر إليو ُّ‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.َْٓ/‬‬
‫(ِ) سورة النبياء‪.ِٓ :‬‬
‫(ّ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪ ،ْْٓ/‬كينظر‪ :‬إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صِٖ‪ ،‬كِٗٔ‪ ،ُِٕ ،‬كا‪١‬بواىر العجيبة‪ ،‬صْْ‪.‬‬
‫(ْ) سيويت ا‪٢‬بديث عنها يف موضعو‪.‬‬

‫َّّ‬
‫كمف أبرز القائلْب هبذا الثاسّب مف الناعرة السنوسي(ُ) يف أـ ال اىْب(ِ)‪.‬‬
‫كفسرىا بثاسّب أىل ا‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد‪.‬‬
‫كفسرىا بال موجود إال اد‪.‬‬
‫كفسرىا با‪٤‬بعُب الظاىر‪.‬‬
‫كبْب ابف عجيبة معُب (ال إلو إال اد) الظاىر الذم الثزـ على ناسو بوف‬
‫ياسره‪ ،‬كقرر أف ‪٥‬با تاسّباف‪ ،‬تاسّبه لىل الظاىر كآخر لىل الباطف‪ ،‬كىو ال يعثقد‬
‫موجودا إال‬
‫ن‬ ‫كمعبودا كلو اعثقد ذلك لاسد الذم قرره بونو ال يرل‬‫ن‬ ‫عابدا‬
‫بوف ىناؾ ن‬
‫عبد ادى عنده‪ ،‬تعاىل اد‬ ‫اد‪ ،‬فدمف عبد الشجر أك غّبىا مف ا‪٤‬بعبودات الباطلة فقد ى‬
‫عدما يقوؿ‪ ،‬قاؿ ابف تيدمية‪" :‬كىذا ما يقولو أىل اال‪ٙ‬باد؛ مف أنو ما مث موجود إال اد‬
‫كيقولوف‪ :‬ليس إال اد أم ليس موجود إال اد‪ ،‬كيقولوف‪ :‬إف كجود ا‪٤‬ب لوقات ىو‬
‫ب ىو‬ ‫ب كالر ُّ‬
‫كجود ا‪٣‬بالق كا‪٣‬بالق ىو ا‪٤‬ب لوؽ كا‪٤‬ب لوؽ ىو ا‪٣‬بالق كالعبد ىو الر ُّ‬
‫العبد ك‪٫‬بو ذلك مف معاين اال‪ٙ‬بادية الذيف ال يارقوف بْب ا‪٣‬بالق كا‪٤‬ب لوؽ كال يثبثوف‬
‫ا‪٤‬بباينة بْب الرب كالعبد"(ّ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬ال موجود إال اد كأف كجود ا‪٣‬بالق ىو كجود ا‪٤‬ب لوؽ فال فرؽ‬ ‫كقاؿ ن‬
‫بْب الرب كالعبد فهذا فناء أىل الضالؿ كاإل‪٢‬باد الواقعْب يف ا‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد"(ْ)‪.‬‬
‫(ُ) ىو أبو عبد اد‪٧ ،‬بدمد بف يوسف السنوسي‪ ،‬كلد عاـ َّٖىػ‪ ،‬زعيم الطريقة السنوسية كمؤسسها‪ ،‬تعلم بااس‪،‬‬
‫كتصوؼ على يد عبد الوىاب الثازم‪ ،‬كمف تالميذه‪ :‬الزككام‪ ،‬كابف أ مديف‪ ،‬كأ‪ٞ‬بد زركؽ‪ ،‬لو مؤلاات منها‪:‬‬
‫نرح العقيدة الوسطى‪٨ ،‬بثصر الثاثازاين‪ ،‬زكاجر البنا يف الطب‪ ،‬تويف عاـ ٖٓٗىػ‪ .‬ينظر‪ :‬نجرة النور الزكية‬
‫ُ‪ ،ّْٖ/‬معجم أعالـ ا‪١‬بزائر صَُٖ‪.‬‬
‫(ِ) مًب أـ ال اىْب‪ ،‬صُُ‪.‬‬
‫(ّ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ِ‪.َْٗ/‬‬
‫(ْ) العبودية‪ ،‬صَُِ‪.‬‬

‫ُّّ‬
‫كمقصود ابف عجيبة أف كل موجود يف الكوف لو ىذه الصاات الٍب اناصلة‬
‫مف الذات اإل‪٥‬بية‪ ،‬ك‪٠‬باىا عامل ا‪٤‬بلكوت‪ ،‬كالذم ينظر لباطف ىذه ا‪٤‬بوجودات ال يرل‬
‫إال اد‪ ،‬كال نك أف ‪٦‬برد تصور ىذه العقيدة كاؼ بالعلم باسادىا‪ ،‬ذ ك قال‪:‬‬
‫ا بكل نيء‪ ،‬فوسرار ذاتو العلية أحاطة‬ ‫"إف ا‪٢‬بق ‪-‬جل جاللو‪٧ -‬بي ه‬
‫بالوجود بوسره‪ ،‬فدما فوؽ العرش ىو عْب ما ‪ٙ‬بة الثرل‪ ،‬فلو صعد أح هد إىل ما فوؽ‬
‫السالى لوجد اد؛ إذ عظدمثو‬ ‫العرش لوجد اد‪ ،‬كلو ىبا إىل ما ‪ٙ‬بة الرض ُّ‬
‫أحاطثو بكل نيء‪ ،‬ك‪٧‬بة كجود كل نيء‪ ،‬كاعلم أف ا‪٢‬بق ‪-‬جل جاللو‪ -‬منارد‬
‫بالوجود‪ ،‬ال نيء معو‪ ،‬غّب أف عظدمة الذات ا‪٣‬بارجة عف دائرة قبضة الثكويف باقية‬
‫على أصلها مف اللطافة كالكنزية‪ ،‬كالعظدمة الداخلة يف القبضة حْب دخلها الثكثيف‪،‬‬
‫كتردت برداء الك ياء‪ ،‬فظهر فيها الضداف‪:‬‬ ‫ك‪ٙ‬بسسة ليقع هبا الثجلي‪ ،‬اسثَبت ٌ‬
‫العبودية كالربوبية‪ ،‬كا‪٢‬بس كا‪٤‬بعُب‪ ،‬كالقدرة كا‪٢‬بكدمة‪ ،‬فاسثَبت الربوبية برداء الك ياء‪،‬‬
‫فكاف مف اصطالح الوحي الثنزيلي أف يٱب عف العظدمة الصلية‪ ،‬كينعة أكصافها‪،‬‬
‫سَبا لسر الربوبية أف يظهر‪ ،‬إذ‬
‫كيسكة عف العظدمة الارعية‪ ،‬الٍب كقع هبا الثجلي‪ ،‬ن‬
‫لو ظهر لاسد نظاـ عامل ا‪٢‬بكدمة‪ ،‬كلذلك قاؿ سهل(ُ)‪ :‬لأللوىية سر لو انكشف‬
‫لبطلة النبوات‪ ،‬كللنبوات سر لو انكشف لبطل العًلم‪ ،‬كللعلم سر لو انكشف‬
‫لبطلة الحكاـ‪ ،‬فى ًسُّر اللوىية ىو قيامها بالنياء‪ ،‬كظهورىا هبا‪ ،‬بل ال كجود‬
‫السر ‪١‬بدميع الناس السثغنوا عف العبادة كالعبودية‪،‬‬
‫لألنياء معها‪ ،‬فلو انكشف ىذا ُّ‬
‫كلبطلة أحكاـ النبوة؛ إذ النبوة إ٭با ىي لبياف العبادة كآداب العبودية‪ ،‬كعند ظهور‬
‫(ُ) سهل بف عبد اد الثسَبم‪ ،‬أحد كبار ا‪٤‬بثصوفة‪ ،‬كلد سنة ََِىػ‪ ،‬لو تصانيف منها‪ :‬تاسّب القرآف‪ ،‬كرقائق‬
‫احملبْب‪ ،‬كمواع العارفْب‪ ،‬تويف سنة ِّٖىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعالـ النبالء ُّ‪ ،ُّْ/‬كطبقات الصوفية‪ ،‬للسلدمي‪،‬‬
‫صَِٔ‪.ُُِ-‬‬

‫ِّّ‬
‫أيضا ليسة القلوب كلها تقدر على ‪ٞ‬بل‬
‫ىذا السر يقع االسثغناء عف تلقي الوحي‪ ،‬ك ن‬
‫ىذا السر‪ ،‬فلو ٘بلى للقلوب الضعياة لوقع ‪٥‬با الدىش كا‪٢‬بّبة‪ ،‬كرٗبا أداىا إىل الثلف‪.‬‬
‫كسر النبوات ىو‪ :‬سدؿ ا‪٢‬بجاب بْب اد كعباده‪ ،‬حٌب ياثقر الناس إىل تلقي‬ ‫ُّ‬
‫العلم بواسطة النبوة‪ ،‬فلو انكشف ىذا ا‪٢‬بجاب لوقع االسثغناء عف النبوة‪ ،‬لثلقيو‬
‫حين وذ كش ناا بدكهنا مف غّب تكلُّف‪ ،‬كسر العلم ىو إهباـ العواقب‪ ،‬فلو انكشف ىذا‬
‫احد مآلو للجنة أك النار لبطلة الحكاـ؛ إذ ىمف عرؼ أنو للجنة‬ ‫كل ك و‬‫السر كعرؼ ُّ‬‫ُّ‬
‫قطعا اهندمك يف ا‪٤‬بعاصي‪ ،‬فوخاى اد‬ ‫كمف عرؼ أنو للنار ن‬ ‫قطعا اسثغُب عف العبادة‪ ،‬ى‬
‫ن‬
‫(ُ)‬
‫احد على الرجاء كا‪٣‬بوؼ" ‪.‬‬‫كل ك و‬
‫ىذا السر ليعدمل ُّ‬
‫كلذلك ا‪٫‬برفوا حٌب يف العبادة الٍب ال ٯبوز صرفها لغّب اد ‪ ،‬فهذا ىو‬
‫قوؿ أىل الوحدة الذيف جوزكا أف يعبد كل نيء‪ ،‬قاؿ ابف تيدمية‪" :‬فإهنم أ‪ٝ‬بعوا على‬
‫كل نرؾ يف العامل‪ ،‬كعدلوا باد كل ‪٨‬بلوؽ‪ ،‬كجوزكا أف يعبد كل نيء‪ ،‬كمع كوهنم‬
‫يعبدكف كل نيء فيقولوف‪ :‬ما عبدنا إال اد‪ ،‬فاجثدمع يف قو‪٥‬بم أمراف‪ :‬كل نرؾ‪،‬‬
‫ككل جحود كتعطيل مع ظنهم أهنم عبدكا اد"(ِ)‪.‬‬
‫الزىاد كالعباد بوهنم مل ياهدموا العبادة فحجبوا‬‫كدما أف ابف عجيبة يعيب على ُّ‬
‫نيء ما اسثوحشوا مف نيء‪،‬‬ ‫بعبادهتم كزىدىم فقاؿ‪" :‬كلو عرفوا اد يف كل و‬
‫كلنسوا بكل نيء ‪ ،)ّ("...‬كىذه ىي عْب عقيدة ا‪٢‬بلوؿ(ْ) الٍب ضلة بسببها‬
‫الصوفية قركنا عديدة‪.‬‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ٔ‪.ْٓٓ/ْ ، ُُٓ/ّ ، َُُ ، ُٗ/ُ ، ِْٔ-ِْٓ/‬‬
‫(ِ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ِ‪.ِٕٓ/‬‬
‫(ّ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صِِٔ‪ ،ِِٖ-‬كسيويت ٕبثها يف موضعها إف ناء اد‪.‬‬
‫(ْ) سيويت ٕبثها يف الباب الثالث مف ىذا الكثاب‪.‬‬

‫ّّّ‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة يف قضية مف‬
‫كا‪٤‬بقصود ىنا بياف ما خالف ابف عجيبة أىل ُّ‬
‫الر يسل عليهم السالـ إال لجلها كىي توحيد العبادة‪.‬‬
‫أك القضايا الٍب ما بعث ُّ‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة عناية خاصة بثوحيد اللوىية كبينوه غاية‬‫ك‪٥‬بذا اعثُب أىل ُّ‬
‫البياف‪ ،‬فهو الغاية الٍب ٰبصل هبا كدماؿ بِب آدـ كسعادهتم‪ ،‬ك‪٪‬باهتم بثحقيق معُب ال‬
‫إلو إال اد‪ :‬أم ال معبود ٕبق إال اد‪.‬‬
‫الر يسل مف أك‪٥‬بم إىل آخرىم‪،‬‬‫قاؿ ابف القيم‪" :‬فهو الثوحيد الذم جاءت بو ُّ‬
‫كنزلة بو الكثب كلها‪ ،‬كبو أمر اد الكلْب كااخريف‪ ،‬كذكر اايات الواردة بذلك‪.‬‬
‫ﮋﯔ ﯕ ﯖ‬ ‫الر يسل أنو قاؿ لقومو‪:‬‬
‫مث قاؿ‪ :‬كقد أخ اد عف كل رسوؿ مف ُّ‬
‫ﯗ ﯘﯙﯚﮊ(ُ)‪.‬‬
‫أقاتل الناس حٌب‬
‫أمرت أف ى‬‫ي‬ ‫الر يسل كآخرىا‪ ،‬قاؿ النيب ‪:‬‬
‫كالثوحيد أك يؿ دعوة ُّ‬
‫يشهدكا أف ال إلو إال اد‪ ،‬كأين رسوؿ اد (ِ) كقاؿ‪ :‬مف مات كىو يعلم أف ال إلو‬
‫إال اد‪ ،‬دخل ا‪١‬بنة (ّ)‪ ،‬كالقرآف ‪٩‬بلوءه مف ىذا الثوحيد‪ ،‬كالدعوة إليو‪ ،‬كتعليق النجاة‬
‫كالسعادة يف ااخرة بو‪ ،‬كحقيقثو‪ :‬إخالص الديف كلو‪ ،‬كالاناء يف ىذا الثوحيد مقركف‬
‫بالبقاء‪ ،‬كىو أف تثبة إ‪٥‬بية ا‪٢‬بق تعاىل يف قلبك‪ ،‬كتناي إ‪٥‬بية ما سواه‪ ،‬فثجدمع بْب‬
‫الناي كاإلثبات‪ ،‬فالناي ىو الاناء‪ ،‬كاإلثبات ىو البقاء‪ ،‬كحقيقثو‪ :‬أف تاُب بعبادة اد‬
‫عف عبادة ما سواه‪ ،‬كٗبحبثو عف ‪٧‬ببة ما سواه‪ ،‬كٖبشيثو عف خشية ما سواه كبطاعثو‬
‫عف طاعة ما سواه‪ ،‬كأمرنا تعاىل أف نثوسى بإماـ ىذا الثوحيد يف نايو كإثباتو‪ ،‬كدما‬
‫(ُ) سورة ىود‪.َٓ :‬‬
‫(ِ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب بدء الوحي‪ ،‬باب ﮋﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﮊ‬
‫ُ‪ ،ِْ/‬رقم ِٓ‪.‬‬
‫قطعا‪ ،ٓٓ/ُ ،‬رقم ّْ‪.‬‬
‫(ّ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب اإلٲباف‪ ،‬باب الدليل على أنو مف مات على الثوحيد دخل ا‪١‬بنة ن‬

‫ّّْ‬
‫ﮋﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲‬ ‫قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫﮳﮴﮵﮶﮷﮸﮹﮺﮻﮼﮽﮾﮿﯀﯁﯂﯃﯄﯅‬
‫﯆ ﯇ ﯈ ﯉ ﯊ ﯋ ﯌ ﯍ ﯎ ﯏﯐ ﯑ ﯒ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﮊ(ُ)‪ ،‬كقاؿ‬
‫(ِ)‬
‫تعاىل‪ :‬ﮋﮁﮂﮃ ﮄﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏﮊ ‪.‬‬
‫توحيدا‪ ،‬كال ٯبوز أف يكوف يف اليمة مف‬
‫ن‬ ‫كا‪٣‬بليالف ٮبا أكدمل خاصة ا‪٣‬باصة‬
‫فضال عف أكل العزـ‪،‬‬‫الر ُّسل‪ ،‬ن‬
‫فضال عف ُّ‬
‫توحيدا مف نيب مف النبياء‪ ،‬ن‬ ‫ن‬ ‫ىو أكدمل‬
‫فضال عف ا‪٣‬بليلْب"(ّ)‪.‬‬
‫ن‬
‫أيضا‪ :‬كإف ىذا توحيد خاصة ا‪٣‬باصة‪ ،‬الذم ال نيء فوقو‪ ،‬كال أخص‬ ‫كقاؿ ن‬
‫توحيدا‪ ،‬فليهف العامة نصيهم منو(ْ)‪.‬‬
‫منو‪ ،‬كأف ا‪٣‬بليلْب أكدمل الناس فيو ن‬
‫كقاؿ‪" :‬كلظهوره كجالئو أرسل اد بو رسلو‪ ،‬كأنزؿ بو كثبو‪ ،‬كأمر اد بو الكلْب‬
‫كااخريف مف عباده‪ ،‬كأما الرمز كاإلنارة كالثعقيد الذم ال يكاد أف ياهدمو أح هد مف‬
‫الر يسل‪ ،‬كال دعوا إليو‪ ،‬فظهور ىذا الثوحيد‬
‫الناس إال ٔبهد ككلاة فليس ‪٩‬با جاءت بو ُّ‬
‫كا‪٪‬بالؤه ككضوحو كنهادة الاطر كالعقوؿ بو مف أعظم الدلة أنو أعلى مراتب‬
‫الثوحيد‪ ،‬كذركة سنامو‪ ،‬كلذلك قوم على ناي الشرؾ العظم‪ ،‬فإف الشيء يكلدما‬
‫عظم ال يدفعو إال العظيم‪ ،‬فلو كاف نيء أعظم مف ىذا الثوحيد لدفع اد بو الشرؾ‬
‫العظم‪ ،‬كلعظدمثو كنرفو نيصبة عليو القبلة‪ ،‬كأيسسة عليو ا‪٤‬بلة‪ ،‬ككجبة بو الذمة‪،‬‬
‫كاناصلة بو دار الكار مف دار اإلسالـ‪ ،‬كانقسم بو الناس إىل سعيد كنقي‪ ،‬كمهثد‬
‫الر يسل"(ٓ)‪.‬‬
‫كغوم‪ ،‬كنادت عليو الكثب ك ُّ‬
‫(ُ) سورة ا‪٤‬بدمثحنة‪.ْ :‬‬
‫(ِ) سورة الزخرؼ‪.ِٔ :‬‬
‫(ّ) مدارج السالكْب ّ‪.َٓٔ-َٓٓ/‬‬
‫(ْ) ا‪٤‬برجع ناسو ّ‪.َٓٔ/‬‬
‫(ٓ) ناسو ّ‪.َٕٓ/‬‬

‫ّّٓ‬
‫كلقد تواطو أىل العلم احملققوف يف الرد على مف فسر توحيد اللوىية بالربوبية‪.‬‬
‫قاؿ ابف تيدمية‪" :‬الذيف يقولوف‪( :‬الثوحيد) ىو توحيد الربوبية‪ ،‬ك(اإل‪٥‬بية)‬
‫عندىم ىي‪ :‬القدرة على االخَباع‪ ،‬كال يعرفوف توحيد اإل‪٥‬بية‪ ،‬كال يعلدموف أف اإللو‬
‫توحيدا‬ ‫ب كل و‬
‫نيء ال يكوف‬ ‫ىو ا‪٤‬بولوه ا‪٤‬بعبود‪ ،‬كأف ي‪٦‬برد اإلقرار بوف اد‪ ‬ىر ُّ‬
‫ن‬
‫ﮋﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ‬ ‫حٌب يشهد أف ال إلو إال اد كدما قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﭯﮊ(ُ)‪ ،‬قاؿ عكرمة(ِ)‪ :‬تسو‪٥‬بم مف خلق السدموات كالرض؟ فيقولوف‪ :‬اد‪،‬‬
‫كىم يعبدكف غّبه‪ ،‬كىؤالء يدعوف الثحقيق كالاناء يف الثوحيد كيقولوف إف ىذا هناية‬
‫ا‪٤‬بعرفة كإف العارؼ إذا صار يف ىذا ا‪٤‬بقاـ ال يسثحسف حسنة كال يسثقبح سي ة‬
‫لشهوده الربوبية العامة كالقيومية الشاملة‪ ،‬كىذا ا‪٤‬بوضع كقع فيو مف الشيوخ الكبار(ّ) مف‬
‫ناء اد كال حوؿ كال قوة إال باد‪.‬‬
‫كىؤالء غاية توحيدىم ىو توحيد ا‪٤‬بشركْب الذيف كانوا يعبدكف الصناـ ‪...‬‬
‫فإف ىؤالء ا‪٤‬بشركْب كانوا مقريف بوف اد خالق السدموات كالرض كخالقهم كبيده‬
‫أيضا فإف العرب كانوا يثبثوف القدر يف‬
‫ملكوت كل نيء بل كانوا مقريف بالقدر ن‬
‫ا‪١‬باىلية كىو معركؼ عنهم يف النظم كالنثر كمع ىذا فلدما مل يكونوا يعبدكف اد‬
‫نرا مف اليهود كالنصارل‪ ،‬فدمف كاف‬
‫كحده ال نريك لو بل عبدكا غّبه كانوا مشركْب ًّ‬
‫غاية توحيده ك‪ٙ‬بقيقو ىو ىذا الثوحيد كاف غاية توحيده توحيد ا‪٤‬بشركْب‪.‬‬
‫أم مقاـ زلة فيو أقداـ‪ ،‬كضلة فيو أفهاـ‪ ،‬كبيدؿ فيو ديف‬
‫كىذا ا‪٤‬بقاـ مقاـ ك ٌ‬
‫(ُ) سورة يوسف‪.َُٔ :‬‬
‫(ِ) ىو أبو عبد اد‪ ،‬عكرمة موىل ابف عباس‪ ،‬أصلو بربرم‪ ،‬عامل بالثاسّب‪ ،‬تويف سنة َُْىػ‪ ،‬ينظر‪ :‬كفيات العياف‬
‫ّ‪.ِٓٔ/‬‬
‫(ّ) نيوخ الضالؿ مف مثصوفة‪ ،‬كغّبىم ‪٩‬بف خلا ا‪٢‬بق بالباطل‪.‬‬

‫ّّٔ‬
‫ا‪٤‬بسلدمْب‪ ،‬كالثبس فيو أىل الثوحيد بعباد الصناـ على كث وّب ‪٩‬بف يدعوف هناية الثوحيد‬
‫كالثحقيق كا‪٤‬بعرفة كالكالـ"(ُ)‪.‬‬
‫ثا ثًا‪ :‬معنى ال إ إال اهلل‬
‫قاؿ ابف عجيبة‪" :‬ال إلو إال اد‪ ،‬ال مسثحق للعبادة إال اد الواجب الوجود‪،‬‬
‫كل ما عداه"(ِ)‪.‬‬
‫أك ا‪٤‬بسثغِب عف كل ما سواه‪ ،‬كا‪٤‬باثقر إليو ُّ‬
‫كقاؿ يف تاسّب قوؿ اد تعاىل‪ :‬ﮋﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮊ(ّ)‪" :‬اللوي الواجب‬
‫الوجود ال يسثحق العبادة غّبه"(ْ)‪.‬‬
‫كقاؿ يف تاسّب قوؿ اد تعاىل‪ :‬ﮋﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧﮨﮩﮪ ﮫﮊ(ٓ)‪" :‬أم ال‬
‫معبود ٕبق إال ىو‪ ،‬كال ا‪٤‬بسثحق للعبادة إال ىو‪ ،‬كىو تصريح ٗبا تضدمنو ما قبلو مف‬
‫اخثصاص اللوىية بو ‪ ،‬فإف ما أيسند إليو تعاىل مف خلق ‪ٝ‬بيع ا‪٤‬بوجودات‪ ،‬كمف‬
‫الر‪ٞ‬بانية كا‪٤‬بالكية للكل‪ ،‬كالعلم الشامل‪ ،‬يقثضي اخثصاصو تعاىل باللوىية‬
‫كالربوبية"(ٔ)‪.‬‬
‫كابف عجيبة مل يوفق للدمعُب الصحيح ‪٥‬با فهو ياسرىا بثوحيد الربوبية‪ ،‬فهو‬
‫مطرد مع قولو السابق يف بياف معُب اللوىية كقد مت الرد عليو ‪٩‬با أغُب عف الثكرار‪.‬‬

‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ٖ‪.َُّ/‬‬


‫(ِ) ا‪١‬بواىر العجيبة‪ ،‬صُُٓ‪.‬‬
‫(ّ) سورة البقرة‪.ِٓٓ :‬‬
‫(ْ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ِٖٓ/‬‬
‫(ٓ) سورة طو‪.ٖ :‬‬
‫(ٔ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.َٖ/ِ ،ّْٕ/‬‬

‫ّّٕ‬
‫رابعا‪ :‬أبيى در ات ا دة د بند ابج بة اد‬ ‫ً‬
‫يزعم ابف عجيبة أف توحيد ا‪٣‬باصة أعلى درجات الثوحيد إذ يقوؿ‪" :‬الطريق‬
‫ا‪٤‬بسثقيم الذم أمرنا ا‪٢‬بق بطلبها ىي‪ :‬طريق الوصوؿ إىل ا‪٢‬بضرة‪ ،‬الٍب ىي العلم باد‬
‫الشهود كالعياف‪ ،‬كىو مقاـ الثوحيد ا‪٣‬باص الذم ىو أعلى درجات أىل‬ ‫على نعة ُّ‬
‫الثوحيد"(ُ)‪.‬‬
‫كىذا الثوحيد الذم ذكره كزعم أنو توحيد ا‪٣‬باصة ىو الذم بينو ا‪٥‬بركم يف‬
‫منازل ا سائر ج بقولو‪" :‬كأما الثوحيد الثالث فهو توحيد اخثصو ا‪٢‬بق لناسو‪،‬‬
‫الئحا إىل أسرار طائاة مف صاوتو‪ ،‬كأخرسهم عف نعثو‪،‬‬ ‫كاسثحقو بقدره كأالح منو ن‬
‫ألسف ا‪٤‬بشّبيف‪ ،‬أنو إسقاط ا‪٢‬بدث كإثبات‬‫كأعجزىم عف بثو‪ ،‬كالذم يشار بو على ي‬
‫القدـ‪ ،‬على أف ىذا الرمز يف ذلك الثوحيد علة ال يصح ذلك الثوحيد إال بإسقاطها‬
‫‪ ...‬ىذا قطب اإلنارة إليو على ألسف علدماء ىذا الطريق‪ ،‬كإف زخرفوا لو نعوتنا‪،‬‬
‫نورا كالبسا صعوبةن‪،‬‬
‫تاصيال‪ ،‬فإف ذلك الثوحيد تزيده العبارة خااءن كالصاة ن‬
‫ن‬ ‫كفصلوه‬
‫كإىل ىذا الثوحيد ن ص أىل الرياضة كأرباب الحواؿ‪ ،‬كإليو قصد أىل الثعظيم‪،‬‬
‫كإياه عِب ا‪٤‬بثكلدموف يف عْب ا‪١‬بدمع(ِ)‪ ،‬كعليو تصطلم(ّ) اإلنارات‪ ،‬مث مل ينطق عنو‬
‫حْب أك‬
‫لساف كمل تشر إليو عبارة؛ فإف الثوحيد كراء ما يشّب إليو سكو هف أك يثعاطاه ه‬
‫يقلو سبب"(ْ)‪.‬‬

‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ٔٔ/‬‬


‫(ِ) عْب ا‪١‬بدمع‪ :‬نهود النياء باد كالث م مف ا‪٢‬بوؿ كالقوة إال باد‪ ،‬ك‪ٝ‬بع ا‪١‬بدمع االسثهالؾ بالكلية كالاناء عدما‬
‫سول اد كىو ا‪٤‬برتبة الحدية‪ .‬ينظر‪ :‬الثعرياات صَُِ‪.‬‬
‫(ّ) االصطالـ‪ :‬ىو الولو الغالب على القلب‪ ،‬كىو غلبات ا‪٢‬بق الذم ٯبعل كلية العبد مغلوبة لو بامثحاف اللطف‬
‫يف ناي إرادتو‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بعجم الصويف‪ ،‬صِْ‪.‬‬
‫(ْ) صْٕ‪.‬‬

‫ّّٖ‬
‫كرد عليو ني اإلسالـ فقاؿ‪" :‬كأما الثوحيد الثالث فهو توحيد اخثصو ا‪٢‬بق‬
‫لناسو كاسثحقو بقدره ‪ ...‬إىل آخر كالمو(ُ) كقد تقدـ حكايثو فهؤالء ىم الذيف‬
‫أنكر عليهم أئدمة الطريق كا‪١‬بنيد كغّبه‪ ،‬حيث مل يارقوا بْب القدًن كاحملدث‪ ،‬كحقيقة‬
‫قوؿ ىؤالء‪ :‬اال‪ٙ‬باد كا‪٢‬بلوؿ ا‪٣‬باص مف جنس قوؿ النصارل يف ا‪٤‬بسيح‪ ،‬كىو أف‬
‫يكوف ا‪٤‬بوحد ىو ا‪٤‬بوحد كال يوحد اد إال اد‪ ،‬ككل مف جعل غّب اد‪ ‬يوحد‬
‫فهو جاحد عندىم ‪ ...‬كحقيقة المر‪ :‬أف كل مف تكلم بالثوحيد أك تصوره كىو‬
‫يشهد غّب اد فليس ٗبوحد عندىم‪ ،‬كإذا غاب كفِب عف ناسو بالكلية فثم لو مقاـ‬
‫توحيد الاناء الذم ٯبذبو إىل توحيد أرباب ا‪١‬بدمع‪ ،‬صار ا‪٢‬بق ىو الناطق ا‪٤‬بثكلم‬
‫بالثوحيد‪ ،‬ككاف ىو ا‪٤‬بوحد‪ ،‬كىو ا‪٤‬بوحد‪ ،‬ال موحد غّبه‪.‬‬
‫احدا‪ ،‬كىو‬
‫ب كالعبد نينا ك ن‬ ‫كحقيقة ىذا القوؿ ال يكوف إال بوف يصّب الر ُّ‬
‫اال‪ٙ‬باد فيثحد الالىوت كالناسوت‪ ،‬كدما يقوؿ النصارل‪ :‬إف ا‪٤‬بثكلم ٗبا كاف يسدمع‬
‫مف ا‪٤‬بسيح ىو اد‪ ،‬كعندىم أف الذيف ‪٠‬بعوا منو ىم يرسل اد‪ ،‬كىم عندىم أفضل‬
‫مف إبراىيم كموسى‪.‬‬
‫ك‪٥‬بذا تكلم بلا الالىوت كالناسوت طائاة مف الشيوخ الذيف كقعوا يف‬
‫اال‪ٙ‬باد كا‪٢‬بلوؿ مطل نقا كمعيػننا‪ ،‬فكانوا ينشدكف قصيدة ابف الاارض‪ ،‬كيثحلوف ٗبا فيها‬
‫مف ‪ٙ‬بقيق اال‪ٙ‬باد العاـ‪ ،‬كيركف كل ما يف الوجود ىو ‪٦‬بلي كمظهر ظهر فيو عْب‬
‫منظرا حسننا أنشد‪:‬‬ ‫ا‪٢‬بق‪ ،‬كإذا رأل أحدىم ن‬
‫ً (ِ)‬ ‫يثجل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػى يف ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل طرف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػة ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ و‬
‫ػاس مػ ػ ػ ػ ػ ػػف ا‪١‬بى ىدم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًاؿ جديػ ػ ػ ػ ػ ػػد"‬
‫بلبػ ػ ػ ػ ػ ػ و‬ ‫ْب‬

‫(ُ) يقصد ا‪٥‬بركم‪.‬‬


‫السنة النبوية ٓ‪.ِّٕ ،َّٕ/‬‬
‫(ِ) منهاج ُّ‬

‫ّّٗ‬
‫كيقرر ذلك يف موضع آخر يف نرحو لألبيات الثالية‪:‬‬
‫ػة لػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‪ :‬لػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيس ذاؾ عنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدم‬ ‫قلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫أرب‪ ،‬كعب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ هد‪ ،‬كناػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػي ض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد؟‬
‫ػود ف ٍقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ وػد‪ ،‬كفىػ ٍق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ يػد ىك ٍجػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػد‬
‫كجػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫فقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ‪ :‬مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا عنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدكم؟ فقلنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‪:‬‬
‫ال ىك ٍح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػدم‬ ‫كل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيس ح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػق سػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو ى‬
‫توحيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ يػد حػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػق بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ػَبؾ حػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػق‬
‫كيشرح ابف عجيبة البيات بقولو‪" :‬كمعناىا اإلنكار على مف أثبة الارؽ‪،‬‬
‫قائدما بناسو‪ ،‬كال‬
‫مناصال عف أسرار معاين الربوبية ن‬
‫ن‬ ‫ًّ‬
‫مسثقال‬ ‫بوف جعل للعبودية ًّ‬
‫‪٧‬بال‬
‫نك أف العبودية تضاد أكصاؼ الربوبية على ىذا الارؽ‪ ،‬كأنة تقوؿ يف توحيد‬
‫ا‪٢‬بق‪ :‬ال ضد لو‪ ،‬فقد نقضة كالمك‪ ،‬كلذلك قاؿ‪ :‬كناي ضد؟ فالواك ٗبعُب مع‪،‬‬
‫كىو داخل يف اإلنكار‪ ،‬أم أيوجد رب كعب هد مسثقل مع ناي الضد للربوبية‪،‬‬
‫ا‪٢‬بق أف ا‪٢‬بق تعاىل ٘بلى ٗبظاىر ا‪١‬بدمع يف قوالب‬
‫كالعبودية تضاد أكصاؼ الربوبية‪ ،‬ك ُّ‬
‫الربوبية يف إظهار قوالب العبودية‪ ،‬فال نيءى معو"(ُ)‪.‬‬
‫الارؽ‪ ،‬ظهر بعظدمة ُّ‬
‫كابف عجيبة يغال توحيد اللوىية‪ ،‬كيظهر ذلك مف تقسيدماتو للثوحيد كدما‬
‫الربوبية عند‬
‫تقدـ يف مبحث سابق‪ ،‬فثوحيد الفعاؿ عند ا‪٤‬بثكلدمْب يقابلو توحيد ُّ‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة‪ ،‬كتوحيد الذات كالصاات عند ا‪٤‬بثكلدمْب يقابل توحيد ال‪٠‬باء‬
‫أىل ُّ‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة(ِ)‪.‬‬
‫كالصاات عند أىل ُّ‬
‫خامسا‪ :‬ا عاادة‬
‫ً‬
‫العبادة‪ :‬مصدر ىعبىد يعبي يد عبادةن أم‪ :‬أطاع‪ ،‬كىذا ا‪٤‬بصدر موخوذه مف مادة (ع‬
‫الكؿ لْبه كذؿ‪ ،‬كااخر ندةه ً‬
‫كغلى ه ‪ ،‬كال ييقاؿ ىعبى ىد‬ ‫تدؿ على معنيْب‪ :‬ي‬‫ب د) الٍب ُّ‬
‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صَِٗ‪.‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬اقثضاء الصراط ا‪٤‬بسثقيم ِ‪.ّٖٔ/‬‬

‫َّْ‬
‫يىػ ٍعبي يد ًعبى ىادةن إال لً ىدم ٍف يىػ ٍعبي يد الل ىو تىعاىل‪ ،‬كمنو‪ :‬تىػ ىعب ىد يىػىثػ ىعب يد تىػ ىعبُّ ندا‪ ،‬فالػ يدمىثػ ىعب يد‪ :‬الػ يدمىثػ ىاريد بالعًبى ىادة‪،‬‬
‫الذؿ(ُ)‪.‬‬ ‫يق الػ يدمعبد كىو ا‪٤‬بسلػوؾ ا‪٤‬بذلل‪ ،‬كأصل العبػودية ا‪٣‬بضوعي ك ُّ‬ ‫أيضا‪ :‬الطػر ي‬ ‫كمنو ن‬
‫ي‬
‫كىذا الثعريف اللُّغوم يوافق الثعريف الشرعي الذم ذكره ني اإلسالـ ابف‬
‫الذؿ مع غاية ا‪٢‬بب"(ِ)‪.‬‬ ‫تيدمية حيث قاؿ‪" :‬العبادة ىي غاية ُّ‬
‫الذؿ د كهنايثو‪،‬‬ ‫اسم ٯبدمع كدماؿ ا‪٢‬بيب د‪ ‬كهنايثو ككدماؿ ُّ‬ ‫"كىي ه‬
‫ا‪٣‬بلي عف يحب ال يكوف عبادة‪ ،‬كإ٭با العبادة ما ٯبدمع‬ ‫الذؿ ُّ‬ ‫ا‪٣‬بلي عف ذؿ ك ُّ‬ ‫ب ُّ‬ ‫فا‪٢‬بي ُّ‬
‫كدماؿ المريف"(ّ)‪.‬‬
‫كأخذ ذلك تلدميذه ابف القيم كعرفها يف منظومثو النونية بقولو‪:‬‬
‫م ػ ػ ػ ػ ػ ػػع ذيؿ عاب ػ ػ ػ ػ ػ ػػده ٮب ػ ػ ػ ػ ػ ػػا قطب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ػاف‬ ‫كعبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػادةي الػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر‪ٞ‬ب ًف غاي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػةي يحب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًو‬
‫مػ ػ ػ ػ ػػا دار حػ ػ ػ ػ ػػٌب قامػ ػ ػ ػ ػػة القطب ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ػاف‬ ‫كعليهدم ػ ػ ػ ػ ػػا فل ػ ػ ػ ػ ػػك العب ػ ػ ػ ػ ػػادة دائ ػ ػ ػ ػ ػ هػر‬
‫ً (ْ)‬
‫اس كالشػ ػ ػ ػػيطاف‬ ‫ال بػ ػ ػ ػػا‪٥‬بول كالػ ػ ػ ػػن ً‬ ‫ػداره ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػالم ًر أم ػ ػ ػ ػ ػ ػػر رس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػولًًو‬ ‫كم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬
‫يق يم ىعبد أم‪:‬‬ ‫وبر ها ابج بة اد ب ة ‪" :‬ىي غايةي ا‪٣‬بضوع كالثذلُّل‪ ،‬كمنو طر ه‬ ‫َّ‬
‫يمذلل"(ٓ)‪.‬‬
‫ظاىرا‪ ،‬أما يف الثطبيق‬
‫السنة كا‪١‬بدماعة يف الثعريف ن‬‫أىل ُّ‬
‫ابف عجيبة ى‬ ‫كقد كافق ي‬
‫ًب بشركطها مف اإلخالص كا‪٤‬بثابعة‪ ،‬كأكرد تقسيدمات مبثدعة ال‬‫ف الف الصواب كمل يع ً‬
‫أصل ‪٥‬با يف الشرع كدما يظهر يف الندماذج الٍب ذكرىا كىي‪:‬‬

‫(ُ) ينظر‪ :‬مقاييس اللغة‪ ،َِٔ-َِٓ/ْ ،‬كالصحاح ِ‪.َِٓ/‬‬


‫(ِ) نرح الرسالة الثدمرية‪ ،‬صُْٔ‪.‬‬
‫(ّ) ‪٦‬بدموع الاثاكل َُ‪.ُْٗ/‬‬
‫(ْ) الكافية الشافية يف االنثصار للارقة الناجية ُ‪ ،ُٕٗ/‬رقم ُْ ٓ‪.‬‬
‫(ٓ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ّْ/‬‬

‫ُّْ‬
‫ن اذج مج ا عاادات بند ابج بة اد‪:‬‬
‫‪( -1‬اإلخ ص)‬
‫وعربا‪:‬‬
‫يعر ف اإلخ ص دً ً‬
‫أصل كاح هد‬
‫تعريف اإلخالص لغة‪ :‬قاؿ ابف فارس‪" :‬ا‪٣‬باء كالالـ كالصاد ه‬
‫يء كهتذيبو‪ ،‬يقولوف‪ :‬خلصو مف كذا كخلص ىو‪ ،‬كخالصة‬ ‫مطرد‪ ،‬كىو تنقيةي الش ً‬
‫السدمف‪ :‬ما ألقي فيو مف ‪ٛ‬ب ور أك و‬
‫سويق لي لص بو"(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف منظور(ِ)‪ ..." :‬كأخلصو كخلصو‪ ،‬كأخلص د دينو‪ :‬أ‪٧‬بضو‪،‬‬
‫كأخلص الشيء‪ :‬اخثاره‪ ،‬كاإلخالص يف الطاعة ترؾ الرياء ‪.)ّ("...‬‬
‫يعر ف اإلخ ص ي ا شرع‪:‬‬
‫القلب مف تولُّو ما سول اد تعاىل‬‫ً‬ ‫خلو‬
‫قاؿ ابف أ العز‪" :‬كاإلخالص‪ُّ :‬‬
‫كإرادتو ك‪٧‬ببثو ف لص د فلم يثدمكف منو الشيطاف"(ْ)‪.‬‬
‫كقاؿ الشوكاين‪" :‬اإلخالص‪ :‬أف يقصد العبد بعدملو كجو اد سبحانو"(ٓ)‪.‬‬
‫اإلخ ص وأنةاب بند ابج بة اد‪.‬‬
‫عرفو ابف عجيبة بقولو‪" :‬ىو إخراج ا‪٣‬بلق مف معاملة ا‪٢‬بق كمف ‪ٝ‬بلة الناس‪،‬‬
‫عوضا كال جزاء"(ٔ)‪.‬‬
‫فال ييطلب ‪٥‬با ن‬
‫(ُ) مقاييس اللغة‪ ،‬صِّٕ‪.‬‬
‫(ِ) أبو الاضل‪٧ ،‬بدمد بف مكرـ بف علي‪ٝ ،‬باؿ الديف ابف منظور النصارم الركياعي اإلفريقي‪ ،‬مف نسل ركياع بف‬
‫ثابة النصارم‪ ،‬كلد ٗبصر عاـ َّٔىػ‪ ،‬لو مصناات عديدة‪ :‬منها لساف العرب‪ ،‬سركر الناس ٗبدارؾ ا‪٢‬بواس‬
‫ا‪٣‬بدمس‪ ،‬فصل ا‪٣‬بطاب يف مدارؾ ا‪٢‬بواس ا‪٣‬بدمس‪ ،‬كانة كفاتو عاـ ُُٕىػ‪ .‬ينظر‪ :‬العالـ ٕ‪.َُٖ/‬‬
‫(ّ) لساف العرب ُ‪.ٖٕٖ-ٖٕٕ/‬‬
‫(ْ) نرح العقيدة الطحاكية ِ‪.ْٔٔ/‬‬
‫(ٓ) فثح القدير ْ‪.ْْٖ/‬‬
‫(ٔ) ‪٨‬بطوط حانية ابف عجيبة على ا‪١‬بامع الصغّب ؿ‪.ُِ/‬‬

‫ِّْ‬
‫فاعال"(ُ)‪.‬‬
‫نارحا لثعرياو‪" :‬كيف تطلب العوض عف عدمل لسة لو ن‬
‫كيقوؿ ن‬
‫ككياية ‪ٙ‬بقيق اإلخالص يكوف بث ريب الظاىر‪ ،‬كىو بذلك يدعو لطريقة‬
‫ا‪٤‬بالمثية(ِ)‪.‬‬
‫قاؿ‪" :‬اإلخالص ال يثحقق ذكقنا إال بإظهار ما ينافيو مف الغاليا‪ ،‬كمرجعها إىل‬
‫‪ٚ‬بريب الظاىر‪ ،‬إذ بقدر ما ٱبرب الظاىر يعدمر الباطف‪ ،‬كبقدر ما يعدمر الظاىر ٱبرب‬
‫الباطف"(ّ)‪.‬‬
‫ﮋﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎﰏ ﰐ‬ ‫كقاؿ يف تاسّبه لقوؿ اد تعاىل‪:‬‬
‫ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﰜﮊ(ْ)‪ :‬كالعدمل الصاٌف ىو الذم‬
‫يصحبو اإلخالص يف أكلو‪ ،‬كاإلتقاف يف كسطو‪ ،‬كالغيبة عنو يف آخرة"(ٓ)‪.‬‬
‫وذكر كا د بيى ذ ك‪:‬‬
‫قاعدا على الدرس‪،‬‬
‫فقاؿ‪ " :‬يحكي عف بعض الاضالء أنو كاف يف بعض الياـ ن‬
‫كإذا بو قد أراد أف يٰبوؿ ثوبو‪ ،‬كأكمو إليو ك‪ٙ‬برؾ‪ ،‬مث رجع عنو كجعل يسثغار اد‬
‫(ُ) ‪٨‬بطوط حانية ابف عجيبة على ا‪١‬بامع الصغّب ؿ‪.ُِ/‬‬
‫فاعال بناءن على كسب الناعرة‪ ،‬كسيويت ا‪٢‬بديث عنها يف القضاء كالقدر‪.‬‬
‫كىذا القوؿ مبِب على أف اإلنساف ال ييعد ن‬
‫قوـ مف الصوفية ‪٠‬بوا أناسهم ا‪٤‬بالمثية ‪ ،‬مف ا‪٤‬بالمة؛ لهنم يشثغلوف ٗبالمة أناسهم كيهدملوف الشريعة‬
‫(ِ) ا‪٤‬بالمثية‪ :‬ه‬
‫كالخالؽ‪ ،‬كقد اضدمحلة كطريقة مسثقلة‪ ،‬لكنها اسثدمرت تظهر يف سلوؾ كث وّب مف الكلياء يف كل الطرؽ‪،‬‬
‫اقثحدموا الذنوب كقالوا‪ :‬مقصودنا أف نسقا عف أعْب الناس فنسلم مف ا‪١‬باه"‪ ،‬قاؿ ابف ا‪١‬بوزم معل نقا على‬
‫ىذا الزعم الباطل‪" :‬كىؤالء قد أسقطوا جاىهم عند اد ‪٤‬ب الاة الشرع"‪ .‬ينظر‪ :‬الكشف عف حقيقة الصوفية‬
‫لكؿ مرة‪ ،‬صّّٔ‪ ،‬تلبيس إبليس‪ ،‬صّّ‪.‬‬
‫(ّ) نرح قصيدة يا مف تعاظم‪ ،‬ضدمف سلسالت نورانية فريدة‪ ،‬صِٔ‪.‬‬
‫(ْ) سورة الكهف‪َُُ :‬‬
‫(ٓ) نرح الاثوحات القدكسية يف نرح ا‪٤‬بقدمة ااجركمية‪ ،‬صِِٗ‪.‬‬

‫ّّْ‬
‫تعاىل‪ ،‬فسيل عف ذلك فقاؿ‪ :‬قد كانة مِب الثااتو إىل ثو فوجدتِب قد لبسثو‬
‫مقلوبنا فعزمة على تعديلو مث فكرت أين قد لبسثو حْب قدمة مف الاراش بنية سَب‬
‫العورة‪ ،‬فاسثغارت اد تعاىل ‪٩‬با أردت فعلو‪ ،‬كعلق ابف عجيبة على ىذه ا‪٢‬بكاية‬
‫بقولو‪ :‬إ٭با اسثغار لنو قد تكوف مل ‪ٙ‬بصل لو النية ٕبضرة مف كاف معو يف الوقة(ُ)‪،‬‬
‫بشيء ما لجل حضورىم‪ ،‬كىذه الطائاة توخذ با‪٢‬بزـ كمهدما‬ ‫و‬ ‫أك خاؼ أف يشوبو‬
‫كقع ‪٥‬بم و‬
‫بشيء ‪٩‬با يكدر نيثهم تركوا ذلك البثو"(ِ)‪.‬‬
‫كىذا نقل عف ‪٦‬بهوؿ فكيف يقبل ىذا؟ كلكنو ‪٠‬بةه مف ‪٠‬بات منهجة يف جعل‬
‫ا‪٢‬بكايات مف مصادره كدما مر معنا أثناء ا‪٢‬بديث عف مصادر الثلقي‪.‬‬
‫أنةاع اإلخ ص‪:‬‬
‫اإلخالص على ثالث درجات‪ :‬درجة العواـ‪ ،‬كا‪٣‬بواص‪ ،‬كخواص ا‪٣‬بواص‪،‬‬
‫فإخالص العواـ ىو‪ :‬إخراج ا‪٣‬بلق مف معاملة ا‪٢‬بق‪ ،‬مع طلب ا‪٢‬بظوظ الدنيوية‬
‫كالخركية‪ ،‬كحا البدف كا‪٤‬باؿ كسعة الرزؽ كالقصور كا‪٢‬بور‪ ،‬كإخالص ا‪٣‬بواص‪:‬‬
‫طلب ا‪٢‬بظوظ الخركية دكف الدنيوية‪ ،‬كإخالص خواص ا‪٣‬بواص‪ ،‬إخراج ا‪٢‬بظوظ‬
‫بالكلية فعبادهتم ‪ٙ‬بقيق العبودية‪ ،‬كالقياـ بوظائف الربوبية‪ ،‬أك ‪٧‬ببة كنوقنا إىل‬
‫رؤيثو"(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) قاؿ القشّبم‪ :‬يريدكف بالوقة ما يصادفهم مف تصريف ا‪٢‬بق ‪٥‬بم‪ ،‬دكف ما ٱبثاركنو لناسهم‪ ،‬كيقولوف فالف‬
‫ٕبكم الوقة‪ ،‬أم‪ :‬أنو مسثسلم ‪٤‬با يبدك لو مف الغيب مف غّب اخثيار لو‪ ،‬كقاؿ ابف عجيبة‪ :‬الوقة‪ :‬قد‬
‫يطلقونو على ما ي كوف العبد عليو يف ا‪٢‬باؿ مف قبض كبسا‪ ،‬أك حزف أك سركر‪( .‬كىم يقصدكف بذلك ا‪١‬ب )‪،‬‬
‫ينظر‪ :‬الرسالة القشّبية صُُّ‪ ،‬كمعراج الثشوؼ صّْ‪ ،‬كسيويت ٕبثها‪ ،‬يف مسولة القدر إف ناء اد‪.‬‬
‫(ِ) تسهيل ا‪٤‬بدخل لثندمية العدماؿ بالنية الصا‪٢‬بة عند اإلقباؿ‪ ،‬د عبد ا يد ا‪٤‬برزكقي‪ ،‬صّٗ‪.‬‬
‫(ّ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صَٓ‪.‬‬

‫ّْْ‬
‫بل ال يثحقق اإلخالص حٌب تسقا ا‪٤‬بنزلة عند الناس كدما زعم بقولو‪" :‬كقاؿ‬
‫بعض العارفْب‪ :‬ال يثحقق اإلخالص حٌب يسقا مف عْب الناس‪ ،‬كيسقا الناس مف‬
‫عينو‪ ،‬كلذلك قاؿ آخر‪ :‬يكلدما سقطة مف عْب ا‪٣‬بلق عظدمة يف عْب ا‪٢‬بق‪ ،‬كيكلدما‬
‫عظدمة يف عْب ا‪٣‬بلق سقطة مف عْب ا‪٢‬بق‪ ،‬يعِب مالحظثهم كمراقبثهم‪ ،‬ك‪٠‬بعة‬
‫أبدا"(ُ)‪.‬‬
‫العبد يراقب الناس كيهاهبم ال يثحقق إخالصو ن‬
‫ني نا يقوؿ‪ :‬ما داـ ي‬
‫كتعليق ابف عجيبة على أنو ال ينثقل مف عدمل ىو فيو إىل عدمل آخر ٕبجة‬
‫الوقة‪ ،‬ىو ٘بريد اإلنساف مف اإلرادة ا‪٤‬بوافقة للشرع‪ ،‬كىذا مف الباطل الذم ال يقره‬
‫مف معو مسكة عقل‪.‬‬
‫ماطور‬
‫ه‬ ‫قاؿ ابف تيدمية‪" :‬كأما خلو اإلنساف عف اإلرادة مطل نقا فدمدمثنع؛ فإنو‬
‫على إرادة ما ال بد لو منو‪ ،‬كعلى كراىة ما يضره كيؤذيو‪ ،‬كالزاىد الناسك إذا كاف‬
‫مسلدما فال بد أف يريد أنياء ٰببها اد ‪ ‬مثل أداء الارائض كترؾ احملارـ‪ ،‬بل‬ ‫ن‬
‫ككذلك عدموـ ا‪٤‬بؤمنْب ال بد أف يريد أحدىم أنياء ٰببها اد‪ ،‬كإال فدمف مل ٰبب اد‬
‫ٰبب نينا مف الطاعات‪ ،‬ال الشهادتْب كال غّبٮبا‪ ،‬كال يريد‬‫كال أحب نينا د‪ ،‬فلم ٌ‬
‫ذلك فإنو ال يكوف مؤمننا‪ ،‬فال بد لكل مؤمف مف أف تكوف لو إرادة لبعض ما ٰببو‬
‫اد ‪ ...‬كأما ا‪٣‬بلو عف اإلرادتْب احملدمودة كا‪٤‬بذمومة فيقع على كجهْب‪:‬‬
‫(أ ده ا) مع إعراض العبد عف عبادة اد تعاىل كطاعثو كإف علم هبا فإنو قد‬
‫كثّبا مف المور أنو مومور هبا كىو ال يريدىا كال يكره مف غّبه فعلها كإذا اقثثل‬
‫يعلم ن‬
‫يدا النثصار ىؤالء الذم ٰببو اد كال النثصار ىؤالء‬ ‫ا‪٤‬بسلدموف كالكاار مل يكف مر ن‬
‫الذم يبغضو اد‪.‬‬
‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صَٓ‪.‬‬

‫ّْٓ‬
‫ك(ا ة ا ثاني) يقع مف كثّب مف ُّ‬
‫الزىاد العيباد ا‪٤‬بدمثثلْب ‪٤‬با يعلدموف أف اد أمر‬
‫بو ا ثنبْب ‪٤‬با يعلدموف أف اد هنى عنو‪ ،‬كأمور أخرل ال يعلدموف أهنا مومور هبا كال‬
‫منهي عنها‪ ،‬فال يريدكهنا كال يكرىوهنا لعدـ العلم‪ ،‬كقد يرضوهنا مف جهة كوهنا‬
‫‪٨‬بلوقة مقدرة‪ ،‬كقد يعاكنوف عليها‪ ،‬كيركف ىذا موافقة د كأهنم ‪٤‬با خلوا عف ىول‬
‫موضع يقع فيو‬
‫ه‬ ‫الناس كانوا موموريف بالرضا بكل حادث‪ ،‬بل كا‪٤‬بعاكنة عليو‪ .‬كىذا‬
‫الغلا فإف ما أحبو اد كرسولو علينا أف ‪٫‬بب ما أحبو اد كرسولو كما أبغضو اد‬
‫كرسولو فعلينا أف نبغض ما أبغضو اد كرسولو‪.‬‬
‫كأما ما ال ٰببو اد كرسولو كال يبغضو اد كرسولو كالفعاؿ الٍب ال تكليف‬
‫فيها مثل أفعاؿ النائم كا نوف‪ ،‬فهذا إذا كاف اد ال ٰببها كيرضاىا كال يكرىها‬
‫أيضا ال ينبغي أف ٰببها كيرضاىا كال يكرىها‪.‬‬
‫كيذمها فا‪٤‬بؤمف ن‬
‫كأما كوهنا مقدكرة ك‪٨‬بلوقة د فذاؾ ال ٱبثص هبا بل ىو نامل ‪١‬بدميع‬
‫ا‪٤‬ب لوقات‪ ،‬كاد تعاىل خلق ما خلقو ‪٤‬با ناء مف حكدمثو ‪ ...‬كقوؿ مف قاؿ‪ :‬إف‬
‫العبد يكوف مع اد كا‪٤‬بية مع الغاسل ال يصح كال يسوغ على اإلطالؽ عف أحد‬
‫مف ا‪٤‬بسلدمْب‪ ،‬كإ٭با يقاؿ ذلك يف بعض ا‪٤‬بواضع‪ ،‬كمع ىذا فإ٭با ذلك ‪٣‬بااء أمر اد‬
‫عليو‪ ،‬كإال فإذا علم ما أمر اد بو كأحبو‪ ،‬فال بد أف ٰبب ما أحبو اد‪ ،‬كيبغض ما‬
‫أبغضو اد"(ُ)‪.‬‬
‫ك٘بريد اإلنساف مف اإلرادة كقع فيو الكثّب مف الصوفية‪ ،‬قاؿ ابف تيدمية‪" :‬كىذا‬
‫ا‪٤‬بوضع يلثبس على كثّب مف السالكْب‪ ،‬فيظنوف أف الطريقة الكاملة أال يكوف للعبد‬
‫(ِ)‬
‫نقص‬
‫ه‬ ‫‪-‬‬ ‫؟‬‫يد‬
‫ر‬ ‫ت‬ ‫ماذا‬ ‫‪:‬‬ ‫لو‬ ‫قيل‬ ‫ا‬ ‫دم‬‫ػ‬‫ل‬‫–‬ ‫"‬‫يد‬
‫ر‬ ‫أ‬ ‫أال‬ ‫يد‬
‫ر‬ ‫"أ‬ ‫‪:‬‬ ‫أصال‪ ،‬كأف قوؿ أ يزيد‬
‫إرادة ن‬
‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل َُ‪.ْٖٓ-ُْٖ/‬‬
‫(ِ) أبو يزيد‪ ،‬طياور بف عيسى البسطامي‪ ،‬نسبة إىل بسطاـ‪ ،‬بلدة بْب خراساف كالعراؽ‪ ،‬يقوؿ بوحدة الوجود‪ ،‬كالاناء‬
‫=‬
‫ّْٔ‬
‫كتناقض؛ لنو قد أراد‪ ،‬كٰبدملوف كالـ ا‪٤‬بشاي الذيف ٲبدحوف بَبؾ اإلرادة على ترؾ‬
‫ا منهم على الشيوخ ا‪٤‬بسثقيدمْب‪ ،‬كإف كاف مف الشيوخ مف‬ ‫اإلرادة مطل نقا‪ ،‬كىذا غل ه‬
‫ا ‪٩‬بف قالو فإف ذلك ليس ٗبقدكر كال مومور‪.‬‬ ‫يومر بَبؾ اإلرادة مطل نقا فإف ىذا غل ه‬
‫فإف ا‪٢‬بي ال بد لو مف إرادة‪ ،‬فال ٲبكف حيًّا أال تكوف لو إرادة‪ ،‬فإف اإلرادة‬
‫الٍب ٰببها اد كرسولو كيومر هبا أمر إٯباب أك أمر اسثحباب ال يدعها إال كافر أك‬
‫فاسق أك عاص إف كانة كاجبة‪ ،‬كإف كانة مسثحبة كاف تاركها تارنكا ‪٤‬با ىو خّب‬
‫لو"(ُ)‪.‬‬
‫(ِ)‬
‫أصل لكل خّب‪ ،‬قاؿ‬ ‫ه‬ ‫ىو‬ ‫ك‪٩‬با ال نك فيو أف مبُب العدماؿ على اإلخالص‬
‫نظّبا يف الباطل‪،‬‬ ‫و‬
‫ني اإلسالـ ابف تيدمية‪" :‬إف الشيطاف جعل لكل نيء مف ا‪٣‬بلق ن‬
‫فإف أصل الشر ىو اإلنراؾ باد كدما أف أصل ا‪٣‬بّب ىو اإلخالص د؛ فإف اد‬
‫الر يسل‪ ،‬كبو أنزؿ‬
‫سبحانو خلق ا‪٣‬بلق ليعبدكه كحده ال يشركوا بو نينا كبذلك أرسل ُّ‬
‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬ ‫الكثب كدما قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫كقاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬ ‫ﭟﮊ(ّ)‪،‬‬
‫ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬
‫(ْ)‬
‫ﮏ ﮐﮑﮊ ‪.‬‬

‫=‬
‫الصويف‪ ،‬كيعرؼ أتباعو بالطياورية أك البسطامية‪ ،‬مات سنة ُِٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬ميزاف االعثداؿ ِ‪.ّْٕ-ّْٔ/‬‬
‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل َُ‪ ،ْٗٓ-ْْٗ/‬كىذه ا‪٤‬بسولة تدخل يف مسائل القدر‪ ،‬كأكردهتا ىنا لبياف ما عناه ابف عجيبة مف كلدمثو‬
‫ا‪٤‬بوٮبة (الوقة)‪ ،‬كإال سيثم تضدمينها مع مسائل أخرل يف مبحث القدر‪.‬‬
‫(ِ) ينظر‪ٙ ،‬باة الحوذم ٓ‪.ِِٔ/‬‬
‫(ّ) سورة النبياء‪.ِٓ :‬‬
‫(ْ) سورة النحل‪.ّٔ :‬‬

‫ّْٕ‬
‫َّأما إس اط ا نز د ب ج ا ناس لجل الثواضع كاإلخالص فدمقلوبة على ابف‬
‫عجيبة بكالـ أىل الثحقيق مف العلدماء‪.‬‬
‫يقوؿ ابف رجب ‪" :‬كاإلنساف قد يذـ ناسو بْب الناس يريد بذلك أف ييرل‬
‫أنو مثواضع عند ناسو‪ ،‬فّبتاع بذلك عندىم كٲبدحونو بو‪ ،‬كىذا مف دقائق أبواب‬
‫مطرؼ بف عبد اد الش ّب(ُ)‪ :‬كاى بالناس إطراءن أف تذمها على‬ ‫الرياء ‪ ...‬قاؿ ٌ‬
‫ا‪٤‬بأل‪ ،‬كونك تريد بذمها زينثها‪ ،‬كذلك عند اد ساو"(ِ)‪.‬‬
‫أصل‬
‫كما سلكو ابف عجيبة مف ‪ٚ‬بريب الظاىر ليحقق اإلخالص ال يوجد لو ه‬
‫نانئ مف ا‪١‬بهل بومريف‪ :‬جهل‬
‫السنة كال مف أقواؿ سلف اليمة‪ ،‬بل ه‬ ‫يف الكثاب ك ُّ‬
‫ٕبقيقة الديف‪ ،‬كجهل ٕبقيقة النعيم الذم ىو غاية مطلوب الناوس ككدما‪٥‬با‪ ،‬كبو‬
‫زينثها ك‪ٝ‬با‪٥‬با‪.‬‬
‫ﮋﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ‬ ‫السنة‪ ،‬قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ك‪ٚ‬بريب الظاىر منهي عنو يف الكثاب ك ُّ‬
‫ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ‬
‫ﭻ ﭼﭽﭾﮊ(ّ)‪.)ْ( ،‬‬
‫بالثوسا بْب الثاريا كاإلفراط حٌب يف‬
‫ُّ‬ ‫قاؿ ا‪٤‬بناكم(ٓ)‪ ..." :‬كقد أمر الشارع‬
‫(ُ) ىو أبو عبد اد‪ ،‬مطرؼ بف عبد اد بف الش ّب‪ ،‬العامرم ا‪٢‬برني‪ ،‬البصرل‪ ،‬ثقة‪ ،‬عابد‪ ،‬فاضل‪٪ ،‬با مف فثنة‬
‫ابف النعث‪ ،‬مات سنة ٓٗىػ‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪١‬برح كالثعديل ٖ‪ ،ُُْْ/‬هتذيب الكدماؿ ِٖ‪ ،ٕٔ ،‬معاين الخيار‬
‫‪٩‬بف نرح أ‪٠‬باء رجاؿ معاين ااثار ّ‪ ،ْٖ/‬ا‪٤‬بعجم الصغّب لركاة اإلماـ ابف جرير ِ‪.َٓٔ/‬‬
‫(ِ) ‪٦‬بدموع رسائل ابف رجب ُ‪ ،ٖٖ/‬كينظر ‪٥‬بذا الثر‪ :‬تاري دمشق ٖٓ‪.َُّ/‬‬
‫(ّ) سورة العراؼ‪.ِّ :‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬الركح‪ ،‬صُْٓ‪.‬‬
‫(ٓ) ىو ‪٧‬بدمد عبد الرؤكؼ بف تاج العارفْب بف علي بف زيف العابديف ا‪٢‬بدادم‪ ،‬مث ا‪٤‬بناكم‪ ،‬كلد سنة ِٓٗىػ‪ ،‬كتويف سنة‬
‫َُُّىػ‪ ،‬مف مصنااتو‪ ،‬فيض القدير‪ ،‬نرح ا‪٤‬بسائل للَبمذم‪ ،‬ينظر‪ :‬العالـ ٔ‪ ،َِْ/‬معجم ا‪٤‬بؤلاْب ٓ‪.َِِ/‬‬

‫ّْٖ‬
‫دائدما كمنع ناسو مف غّبه‬
‫العبادة‪ ،‬كفيو رد على مف ‪ٙ‬برل مف الصوفية لبس الصوؼ ن‬
‫منكرا‪ ،‬كقد‬
‫احدا كعدمد إىل رسوـ كأكضاع كىي ات‪ ،‬كيرل ا‪٣‬بركج عنها ن‬ ‫كألزمها زيًّا ك ن‬
‫الكثاف كالصوؼ كالقطف‪ ،‬كما ا‪٥‬بدم إال‬‫كاف ا‪٤‬بصطاى يلبس ما كجد‪ ،‬فلبس ً‬
‫ىديو‪ ،‬كما الفضل إال ما سنو‪ ،‬كىو لبس ما تيسر مف الوسا ا‪٤‬بعثدؿ صوفنا تارةن‬
‫طورا ككثا نا أخرل ‪.)ُ("...‬‬
‫كقطننا ن‬
‫كلقد ‪٠‬بٌى ابف تيدمية ىؤالء با‪٤‬بالمية "الذيف كانوا ٱباوف حسناهتم كيظهركف ما‬
‫ال يظف بصاحبو الصالح مف زم الغنياء كلبس العدمامة فهذا قريب‪ ،‬كصاحبو‬
‫موجور على نيثو؛ مث حدث قوـ فدخلوا يف أمور مكركىة يف الشريعة‪ ،‬مث زاد المر‬
‫قوـ احملرمات مف الاواحش كا‪٤‬بنكرات كترؾ الارائض كالواجبات‪ ،‬كزعدموا أف‬ ‫فاعل ه‬
‫ذلك دخوؿ منهم يف (ا‪٤‬بالميات)‪ ،‬كلقد صدقوا يف اسثحقاقهم اللوـ كالذـ كالعقاب‬
‫مف اد يف الدنيا كااخرة‪ ،‬ك٘بب عقوبثهم ‪ٝ‬بيعهم كمنعهم مف ىذا الشعار ا‪٤‬بلعوف‬
‫كدما ٯبب ذلك يف كل معلف ببدعة أك فجور"(ِ)‪.‬‬
‫بل ‪٪‬بد ابف تيدمية مع رده للدمعُب الباطل للدمالمية يردىم للدمعُب الصحيح‬
‫الوارد يف الشرع‪ ،‬كهبذا ٰبصل الارؽ بْب (ا‪٤‬بالمية) الذيف ياعلوف ما ٰببو اد كرسولو‬
‫كال ٱبافوف لومة الئم يف ذلك كبْب (ا‪٤‬بالمية) الذيف ياعلوف ما يبغضو اد كرسولو‬
‫كيص كف على ا‪٤‬بالـ يف ذلك"(ّ)‪.‬‬
‫كأما تقسيم اإلخالص إىل درجات فلم يرد ال يف كثاب اد‪ ‬كال يف‬
‫السنة كفق‬
‫يسنثو‪ ،‬كمل يقل بو أح هد مف العلدماء ا‪٤‬بشهود ‪٥‬بم باسثنادىم على الكثاب ك ُّ‬
‫(ُ) فيض القدير ُ‪.ُٖٗ/‬‬
‫(ِ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ّٓ‪.ُْٔ/‬‬
‫(ّ) ا‪٤‬برجع ناسو َُ‪.ُٔ/‬‬

‫ّْٗ‬
‫فهم سلف اليمة‪ ،‬كرحم اد القرايف(ُ) إذ قاؿ‪" :‬كأصل كل و‬
‫فساد يف الدنيا كااخرة‬
‫إ٭با ىو ا‪١‬بهل فاجثهد يف إزالثو عنك ما اسثطعة‪ ،‬كدما أف أصل كل خّب يف الدنيا‬
‫كااخرة إ٭با ىو العلم فاجثهد يف ‪ٙ‬بصيلو ما اسثطعة‪ ،‬كاد تعاىل ىو ا‪٤‬بعْب على‬
‫(ِ)‬
‫السنة كفق فهم الصحابة‬‫ا‪٣‬بّب كلو" ‪ ،‬كالعلم الصحيح ىو ا‪٤‬بسثند على الكثاب ك ُّ‬
‫كالثابعْب ‪ ،‬كلو اتبع ابف عجيبة ىديهم ‪٤‬با آؿ بو ىذا ا‪٢‬باؿ‪ ،‬كقولو يف موضع‬
‫آخر يبْب أف العدماؿ كالطاعات ليسة مف إرادة العبد‪ ،‬بل يقرر عقيدة ا‪١‬ب ‪،‬‬
‫حوال كال قونة ال يف عدمل كال يف‬
‫كليس للعبد أم تدبّب‪ ،‬قاؿ‪" :‬أف ال يرل لناسو ن‬
‫حاؿ كال يف ‪٦‬باىدة كال مكابدة بل ما ي ز منها العدماؿ أك مف الحواؿ رآه منة‬
‫مف اد كىدية إليو"(ّ)‪.‬‬
‫كىذا مف مغالطات ا‪٤‬بثصوفة الذيف رد عليهم ابف تيدمية بقولو‪" :‬كقد يغلطوف‬
‫أيضا يف ظنهم أهنم يعبدكف اد بال ح كال إرادة‪ ،‬كأف كل ما يطلب منو فهو ح ُّ‬
‫ن‬
‫الناس‪ ،‬كتوٮبوا أف البشر يعدمل بال إرادة كال مطلوب كال ‪٧‬ببوب‪ ،‬كىو سوء معرفة‬
‫ٕبقيقة اإلٲباف كالديف كااخرة"(ْ)‪.‬‬

‫(ُ) ىو‪ :‬نهاب الديف أ‪ٞ‬بد بف إدريس ا‪٤‬بشهور بالقرايف نهاب الديف الصنهاجي‪ ،‬انثهة إليو رئاسة الاقو على‬
‫كلد سنة ِٔٔىػ‪ ،‬كمف نيوخو‪ :‬عز الديف عبد السالـ الشافعي‪٧ ،‬بدمد بف إبراىيم بف‬ ‫مذىب مالك‬
‫عبد الواح ا‪٤‬بقدسي‪٧ ،‬بدمد بف عدمراف الشهّب بالشريف الكوكي‪ ،‬كلو عدة مصناات منها‪ :‬الاركؽ‪ ،‬الذخّبة‪،‬‬
‫االسثبصار فيدما يدرؾ بالبصار‪ ،‬تويف سنة ِٖٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الوايف بالوفيات ٔ‪.ِّْ-ِّّ/‬‬
‫(ِ) الاركؽ ْ‪.ِٔٓ/‬‬
‫(ّ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صّْْ‪.‬‬
‫(ْ) ‪٦‬بدموع الاثاكل َُ‪.ٔٗٗ/‬‬

‫َّٓ‬
‫‪ -2‬ا دباء‬
‫يعر ف ا دباء دً‪:‬‬
‫دعوا كدعاءن‪ :‬ناداه‪،‬‬
‫الدعاء مصدر الاعل دعا‪ ،‬قاؿ ابف منظور‪" :‬دعا الر يج يل ن‬
‫ة بو كاسثدعيثو"(ُ)‪ ،‬ك" ىدعاهي يدعاءن كدعول‪،‬‬‫كاالسم الدعوة‪ ،‬كدعوت فالنا‪ :‬أص ٍح ي‬
‫(ّ)‬ ‫(ِ)‬
‫احد الدعية‪،‬‬‫حكاه سيبويو يف ا‪٤‬بصادر الٍب آخرىا ألف الثونيث" ‪" ،‬كالدعاء ك ي‬
‫كأصلو دعاك؛ لنو مف دعوت‪ ،‬إال أف الواك ل ػدما جاءت بعد اللف يًٮبىزت"(ْ)‪.‬‬
‫يعر ف ا دباء ي ا شرع‪:‬‬
‫يضره أك‬
‫قاؿ ابف القيم‪" :‬ىو طلب ما يناع الداعي‪ ،‬كطلب كشف ما ُّ‬
‫دفعو"(ٓ)‪.‬‬
‫الدعاء‪ :‬اسثدعاء العبد ربو ‪ ‬العناية‪،‬‬ ‫كقاؿ ا‪٣‬بطا (ٔ)‪" :‬كمعُب ُّ‬
‫كاسثدمداده إياه ا‪٤‬بعونة‪ ،‬كحقيقثو‪ :‬إظهار االفثقار إليو‪ ،‬كالث ؤ مف ا‪٢‬بوؿ كالقوة‪ ،‬كىو‬
‫(ُ) لساف العرب ُْ‪.ِٖٓ/‬‬
‫(ِ) ىو أبو بشر‪ ،‬عدمرك بف عثدماف بف قن ‪ ،‬الاارسي ا‪٤‬بعركؼ بسيبويو‪ ،‬إماـ أىل النحو كحجة العربية‪ ،‬طلب الاقو‬
‫ك‪٠‬بي سيبويو؛ لف كجنثيو كانثا كالثااحة كدما قاؿ‬
‫كا‪٢‬بديث مدة‪ ،‬مث أقبل على العربية‪ ،‬ف ع كساد أىل العصر‪ ،‬ي‬
‫إبراىيم ا‪٢‬بر ‪ ،‬تويف سنة َُٖىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعالـ النبالء ٖ‪ ،ُِّ-ُُّ/‬تاري بغداد ُِ‪ ،ُٗٓ/‬كفيات‬
‫العياف ُ‪.ْٖٖ-ْٖٕ/‬‬
‫(ّ) لساف العرب ُْ‪.ِٕٓ/‬‬
‫(ْ) ا‪٤‬برجع ناسو ُْ‪.ِٕٓ/‬‬
‫(ٓ) بدائع الاوائد ّ‪.ِ/‬‬
‫(ٔ) ىو أبو سليدماف‪ٞ ،‬بد بف ‪٧‬بدمد بف إبراىيم بف ا‪٣‬بطاب البسٍب‪ ،‬كلد سنة بضع عشرة كثالث م ة‪٠ ،‬بع مف أ علي‬
‫الصاار‪ ،‬كأ جعار الرزاز‪ ،‬كغّبٮبا‪ ،‬كركل عنو ا‪٢‬باكم أبو عبد اد ابف الربيع النيسابورم‪ ،‬كعبد الغاار بف ‪٧‬بدمد‬
‫الاارسي‪ ،‬لو تصانيف عدة منها‪ :‬غريب ا‪٢‬بديث‪ ،‬معامل السنف يف نرح سنف أ داكد‪ ،‬أعالـ السنف يف نرح‬
‫الب ارم‪ ،‬نوف الدعاء‪ ،‬كانة كفاتو ببسة يف نهر ربيع ااخر سنة ّٖٖىػ‪ .‬ينظر‪ :‬كفيات العياف ِ‪.ُِْ/‬‬

‫ُّٓ‬
‫‪٠‬بة العبودية‪ ،‬كاسثشعار الذلة البشرية‪ ،‬كفيو معُب الثناء على اد ‪ ‬كإضافة ا‪١‬بود‬
‫كالكرـ إليو"(ُ)‪.‬‬
‫كلٮبية الدعاء اىثم العلدماء احملققوف ببيانو‪ ،‬خوفنا مف أف يقع العبد يف الشرؾ‪،‬‬
‫قاؿ ابف تيدمية‪" :‬ك‪ٝ‬باع المر‪ :‬أف الشرؾ نوعاف‪ :‬نرؾ يف ربوبيثو ‪ ...‬كنرؾ يف‬
‫اللوىية‪ :‬بوف يدعو غّبه دعاء عباده‪ ،‬أك دعاء مسولة"(ِ)‪.‬‬
‫ً‬
‫كقاؿ الصنعاين‪" :‬فإفر ياد اد تعاىل بثوحيد العبادة ال يث ُّم إال بوف يكو ىف الدعاءي‬
‫كلُّو لو‪ ،‬كالنداءي يف الشدائد كالرخاء ال يكوف إال د كحده ‪.)ّ("...‬‬
‫كقاؿ اإلماـ ‪٧‬بدمد بف عبد الوىاب‪" :‬كأعظم هني هنى اد عنو الشرؾ بو‪ ،‬كىو‬
‫أف يدعو مع اد غّبه‪ ،‬أك يقصد بغّب ذلك مف أنواع العبادة"(ْ)‪.‬‬
‫مسأ د و ةب يرك ا دباء‪:‬‬
‫يرل ابف عجيبة أف ترؾ الدعاء سعادة عظدمى ككالية ك ل‪.‬‬
‫قاؿ‪" :‬العبد إذا تعدمر قلبو باد اسثغُب بو حٌب عف طلبو‪ ،‬كرٗبا د‪٥‬بم الدب‬
‫على ترؾ الطلب‪ ،‬كىذه ىي السعادة العظدمى كالوالية الك ل"(ٓ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬كقاؿ بعضهم‪ :‬ما سولة اد تعاىل بلساين نينا منذ ‪ٟ‬بسْب‬
‫كقاؿ ن‬
‫مؤيدا‬
‫سنة‪ ،‬كال أريد أف أدعو‪ ،‬كال أف ييدعى ل‪ ،‬كيذكر ابف عجيبة سبب ىذا القوؿ ن‬
‫عليم ٖبايات‬
‫لو فيقوؿ‪" :‬كذلك لف اد‪ ‬ليس بغافل حٌب يذكر‪ ،‬بل ىو ه‬
‫(ُ) نوف الدعاء‪ ،‬صْ‪.‬‬
‫(ِ) اقثضاء الصراط ا‪٤‬بسثقيم‪ ،‬صّٕٓ‪.‬‬
‫(ّ) تطهّب االعثقاد‪ ،‬صُٔ‪.‬‬
‫(ْ) مؤلاات الشي ‪ ،‬القسم ا‪٤‬ب ثص بالعقيدة‪ ،‬صُّٖ‪.‬‬
‫(ٓ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صَٔٓ‪.‬‬

‫ِّٓ‬
‫أمورؾ‪ ،‬فيوتيك ما قسم لك ‪ ...‬كال ٰبثاج إىل تنبيو؛ لنو ال يهدملك فيدما ىو مف‬
‫قسدمثك"(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ يف موضع آخر‪ ..." :‬أما طلبك منو فلوجود هتدمثك لو؛ لنك إ٭با طلبثو‬
‫‪٨‬بافة أف يهدملك أك يغال عنك‪ ،‬فإ٭با ينبو مف ٯبوز عنو اإلغااء‪ ،‬كإ٭با يذكر مف‬
‫ٲبكف منو اإلٮباؿ ‪ ...‬فالسكوت ‪ٙ‬بة ‪٦‬بارم القدار أفضل عند العارفْب مف‬
‫الثضرع كاالبثهاؿ"(ِ)‪.‬‬
‫مث يذكر خالؼ الصوفية يف ىذه ا‪٤‬بسولة كيرجح ترؾ الدعاء قاؿ‪" :‬اخثلف‬
‫م ا‪٢‬بالْب أفضل؟ ىل الدعاء كاالبثهاؿ‪ ،‬أك السكوت كالرضاء؟ كا‪٤‬ب ثار‪:‬‬‫الصوفية أ ُّ‬
‫أف ينظر العبد ما يثجلى فيو قلبو‪ ،‬فإف انشرح للدعاء فهو يف حقو أفضل‪ ،‬كإف‬
‫فالسكوت أكىل‪ ،‬كالغالب على أىل الثحقيق مف العارفْب الغُب باد‪،‬‬
‫انقبض عنو ُّ‬
‫‪ ،‬فإهنم إبراىيدميوف"(ّ)‪.‬‬ ‫كاالكثااء بعلدمو‪ ،‬كحاؿ ا‪٣‬بليل‬
‫كابف عجيبة يذكر بوف طلب الدعاء يكوف لىل البدايات كاجب‪ ،‬قاؿ‪" :‬إف‬
‫الطلب كلو معلوؿ عند ذكم اللباب ‪ ...‬كىذا مقاـ أىل النهايات‪ ،‬كأما أىل‬
‫الثضرعات‪ ،‬فالدعاء يف‬
‫البدايات فّبخص ‪٥‬بم يف طلب ا‪٢‬باجات‪ ،‬كيف كثرة الدعاء ك ُّ‬
‫اجب أك مندكب‪ ،‬كفيهم كرد الَبغيب يف الدعاء‪ ،‬كاإل‪٢‬باح فيو"(ْ)‪.‬‬
‫حقهم ك ه‬
‫كبالنظر فيدما ذكر يف تلك ا‪٤‬بسائل الٍب يرل فيها أف الدعاء ال ٯبلب بو‬
‫مناعة‪ ،‬كال يدفع بو مضرة‪ ،‬كإ٭با ىو عبادة ‪٧‬بضة تعبدية غّب معقولة ا‪٤‬بعُب كبعض‬
‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صُُّ‪.‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬برجع ناسو‪ ،‬صْٖ‪.‬‬
‫(ّ) البحر ا‪٤‬بديد ٓ‪.ُُٖ/ُ ،ُْٔ/‬‬
‫(ْ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صَِّ‪.‬‬

‫ّّٓ‬
‫أعدماؿ العبادات الخرل‪ ،‬مثل رمي ا‪١‬بدمار كغّبه(ُ)‪ ،‬كىؤالء يركف أنو ال أثر للدعاء‬
‫يف حصوؿ ا‪٤‬بطلوب‪ ،‬كعندما يدعوف اد‪ ‬فهم يريدكف تزيْب ا‪١‬بوارح الظاىرة‬
‫ضرب مف ا‪٣‬بدمة‪ ،‬يريد أف يزيف جوارحو با‪٣‬بدمة‪ ،‬كمنهم يدعوا‬ ‫بالدعاء؛ لف الدعاء ه‬
‫ائثدمارا بالدعاء ‪٤‬با أمره اد تعاىل‪ ،‬كىؤالء على ضربْب‪:‬‬
‫ن‬
‫(ِ)‬
‫منهم مف ٯبعل الدعاء مف ح العامة ‪ ،‬كمنهم مف ٯبعلو للدمبثدئْب يف‬
‫نظرا للقدر(ّ)‪.‬‬
‫الطريق‪ ،‬كأما مقامات ا‪٣‬بواص ترؾ الدعاء ن‬
‫كطائاة مف ا‪٤‬بثالساة كغالية ا‪٤‬بثصوفة الذيف تركوا الدعاء بزعدمهم أنو ال فائدة‬
‫فيو؛ لف ا‪٤‬بسؤكؿ إف كاف قد قدر نالو كال بد كإف مل يقدر مل ينلو فوم فائدة يف‬
‫االنثغاؿ بالدعاء(ْ)‪ ،‬يعِب أف ا‪٤‬بشي ة اإل‪٥‬بية إذا اقثضة كجود ذلك ا‪٤‬بطلوب‬
‫فسوؼ ٰبصل ال ‪٧‬بالة سواءن دعا اد أـ مل يدع‪ ،‬كإف مل تقثضيو فال ٲبكف أف ٰبصل‬
‫كعقال(ٓ)‪.‬‬
‫نرعا ن‬ ‫سواء دعا أـ ال‪ ،‬كىذه مف أفسد القواؿ ن‬
‫ﮋﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ‬ ‫قاؿ اد تعاىل‪:‬‬
‫(ٔ)‬
‫ﭨ ﭩ ﭪ ﮊ ‪ ،‬كقاؿ تعاىل‪ :‬ﮋ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ‬
‫(ٕ)‬
‫ﮯﮊ ‪.‬‬

‫(ُ) ينظر‪ :‬جامع ا‪٤‬بسائل ُ‪.ٖٕ/‬‬


‫الزىاد بالفعاؿ‪ ،‬كدعاء العارفْب بالحواؿ ‪ ...‬كقيل‪:‬‬
‫(ِ) قاؿ القشّبم يف رسالثو‪" :‬دعاء العامة بالقواؿ‪ ،‬كدعاء ُّ‬
‫لسنة ا‪٤‬بثحققْب خرصة عف ذلك" ِ‪.ْٓٓ/‬‬ ‫لسنة ا‪٤‬ببثدئْب منطلقة بالدعاء كأ ً‬
‫أً‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬اللدمع‪ ،‬للطوسي‪ ،‬صّّّ‪ ،‬كمدارج السالكْب ِ‪ ،ُُٖ/‬كالاثاكل َُ‪ ،ِْٖ/ٖ ،ّٓ/‬كبدائع الاوائد ِ‪.َِْ/‬‬
‫(ْ) زاد ا‪٤‬بعاد يف ىدم خّب العباد ّ‪.َِْ/‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬الثحاة العراقية يف العدماؿ القلبية‪ ،‬صُٖٖ‪ ،‬كا‪١‬بواب الكايف ُ‪.ُٓ/‬‬
‫(ٔ) سورة غافر‪.ِْ :‬‬
‫(ٕ) سورة فاطر‪.ُٓ :‬‬

‫ّْٓ‬
‫دائدما إىل اد مف كل كجو‪ ،‬مف جهة أنو‬ ‫قاؿ ابف تيدمية‪" :‬كالعبد ىو فقّبه ن‬
‫معبوده‪ ،‬كأنو مسثعانو‪ ،‬فال يويت بالنعم إال ىو‪ ،‬كال يصلح حاؿ العبد إال بعبادتو‪.‬‬
‫دائدما‬
‫دائدما فقّب مذنب‪ ،‬فيحثاج ن‬ ‫أيضا ال بد لو مف الذنوب فهو ن‬ ‫كىو مذنب ن‬
‫إىل الغاور الرحيم‪ ،‬الغاور الذم يغار ذنوبو‪ ،‬كالرحيم الذم ير‪ٞ‬بو فينعم عليو كٰبسف‬
‫كيدؿ على ذلك ا‪٤‬بعُب الشرعي‬ ‫إليو‪ ،‬فهو دائدما بْب إنعاـ الرب كذنوب ناسو"(ُ)‪ُّ ،‬‬
‫ن‬
‫للدعاء كىو‪ :‬االفثقار إىل اد ‪.‬‬
‫قاؿ ا‪٣‬بطا ‪" :‬كمعُب الدعاء‪ :‬اسثدعاء العبد ربو‪ ‬العناية‪ ،‬كاسثدمداده‬
‫إياه ا‪٤‬بعونة‪ ،‬كحقيقثو إظهار االفثقار إليو‪ ،‬كالث ؤ مف ا‪٢‬بوؿ كالقوة"(ِ)‪.‬‬
‫فكيف يَبؾ الدعاء!! كقد قاؿ الرسوؿ يف ا‪٢‬بديث القدسي‪ :‬قوؿ اد‬
‫تعاىل‪ :‬أنا عند ظف عبدم كأنا معو إذا دعاين (ّ)‪.‬‬
‫كىذا ا‪٢‬بديث صريح الداللة على صاة ا‪٤‬بعية د ‪ ،‬كاد‪‬‬
‫يب مف عباده إذا دعوه‪ ،‬قاؿ الشوكاين‪" :‬أعظم أنواع قرب العبد مف الرب ما صرح‬ ‫قر ه‬
‫ﮋﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ‬ ‫بو يف الكثاب العزيز بقولو‪:‬‬
‫ﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﮊ(ْ)‪.)ٓ(،‬‬
‫قاؿ ابف كثّب‪" :‬إف اد ال ٱبيب دعاء داع‪ ،‬كال يشغلو عنو نيء‪ ،‬بل ىو ‪٠‬بيع‬
‫ترغيب يف الدعاء‪ ،‬كأنو ال يضيع لديو"(ٔ)‪.‬‬
‫ه‬ ‫الدعاء‪ ،‬كفيو‬
‫(ُ) جامع الرسائل كا‪٤‬بسائل ُ‪.ُُٔ/‬‬
‫(ِ) نوف الدعاء‪ ،‬صْ‪.‬‬
‫(ّ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب الثوحيد‪ ،‬باب قوؿ اد تعاىل‪ :‬ﮋﯳ ﯴ ﯵﮊ ْ‪ ،ّْٖ/‬رقم َْٕٓ‪.‬‬
‫(ْ) سورة البقرة‪.ُٖٔ :‬‬
‫(ٓ) قطر الول‪ ،‬صّٗٗ‪.‬‬
‫(ٔ) تاسّب القرآف العظيم ُ‪َٓٔ/‬‬

‫ّٓٓ‬
‫عاما مف كل‬
‫قرب خاص ليس قربنا ًّ‬
‫كقاؿ ابف تيدمية‪" :‬كىذا القرب مف الداعي ىو ه‬
‫يب مف عابديو‪ ،‬كأقرب ما يكوف العبد مف ربو كىو‬ ‫يب مف داعيو‪ ،‬كقر ه‬‫أحد‪ ،‬فهو قر ه‬
‫ساجد"(ُ)‪.‬‬
‫كالقوؿ بوف الدعاء ٱبضع ‪٢‬بالة الارد كما تنشرح لو الناس بعي هد ًّ‬
‫جدا؛ لف‬
‫حكدمو باعثبار ذاتو‪.‬‬
‫قاؿ القرايف‪" :‬اعلم أف الدعاء الذم ىو الطلب مف اد تعاىل لو حكم باعثبار‬
‫ذاتو مف حيث ىو طلب مف اد تعاىل‪ ،‬كىو الندب؛ النثدماؿ ذاتو على خضوع‬
‫العبد ىلربو‪ ،‬كإظهار ذلثو كافثقاره إىل مواله‪ ،‬فهذا ك‪٫‬بوه مومور بو‪ ،‬كقد يعرض لو مف‬
‫مثعلقاتو ما يوجبو‪ ،‬أك ٰبرمو‪ ،‬كالثحرًن قد ينثهي إىل الكار‪ ،‬كقد ال ينثهي"(ِ)‪.‬‬
‫دليل‬
‫كقاؿ ابف القيم‪" :‬كحصوؿ اإلجابة عقيب السؤاؿ على الوجو ا‪٤‬بطلوب ه‬
‫على علم الرب تعاىل با‪١‬بزئيات كعلى ‪٠‬بعو لسؤاؿ عبيده كعلى قدرتو على قضاء‬
‫حوائجهم كعلى رأفثو هبم"(ّ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف تيدمية‪" :‬كالقاعدة الكلية يف نرعنا‪ :‬أف الدعاء إف كاف كاجبنا أك‬
‫حسف ييثاب عليو الداعي‪ ،‬كإف كاف ‪٧‬برنما كالعدكاف يف الدعاء فهو‬
‫ه‬ ‫مسثحبًّا فهو‬
‫مباحا مسثوم‬
‫مكركىا فهو ينثقص مرتبة صاحبو‪ ،‬كإف كاف ن‬
‫ن‬ ‫ذنب كمعصية‪ ،‬كإف كاف‬ ‫ه‬
‫الطرفْب فال لو كال عليو"(ْ)‪.‬‬

‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُٓ‪.ُٕ/‬‬


‫(ِ) الاركؽ ْ‪.َِٔ-ِٓٗ/‬‬
‫(ّ) جالء الفهاـ‪ ،‬صَِٕ‪.‬‬
‫(ْ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ٖ‪.ّّٔ/‬‬

‫ّٔٓ‬
‫ما ابد د بي ابج بة اد ي قة بة ةب يرك ا دباء‪:‬‬
‫اعثدمد فيدما ذىب إليو على نبهات كاىية كمنها‪:‬‬
‫با ش ئد اإل ه د‬ ‫ا شاهد األو ى‪ :‬ا دةا‬
‫ا‪٢‬بق ‪-‬جل جاللو‪ -‬ما كاف كما يكوف يف سابق‬ ‫قاؿ ابف عجيبة‪" :‬قد قضى ُّ‬
‫س تيبديو إال كلو قى ىدهر فيك يٲبضيو‪ ،‬فالواجب على العبد أف يكوف‬ ‫علدمو‪ ،‬فدما مف نىػ ىا و‬
‫ابف كقثو‪ ،‬إذا أصبح نظر ما ياعل اد بو‪ ،‬فوسرار القدر قد اسثوثر اد بعلدمها"(ُ)‪.‬‬
‫كليس فيدما يقولو ابف عجيبة مف تعلُّقو بوف القدر سر قد اسػثوثر اد بعلدمو ما‬
‫يقوم كوف العبد ال يدع اد ‪ ‬كيكوف ابف كقثو‪ ،‬بل ىو رد للشرائع‪.‬‬
‫قاؿ ابف ا‪١‬بوزم عف ىذه الشبهة‪" :‬رد ‪١‬بدميع الشرائع كإبطاؿ ‪١‬بدميع أحكاـ‬
‫الكثب كتبكية لألنبياء كلهم فيدما جاءكا بو؛ لنو إذا قاؿ يف القرآف‪ :‬ﮋﯚ ﯛ‬
‫(ِ)‬
‫سعيدا فدمصّبم إىل السعادة كإف كنة نقيًّا‬ ‫كنة ن‬ ‫ي‬ ‫إف‬ ‫‪٤‬باذا‬ ‫‪:‬‬ ‫القائل‬ ‫قاؿ‬ ‫ﯜﮊ‬

‫فدمصّبم إىل الشقاكة فدما تناعِب إقامة الصالة؟ ‪ ....‬كما ياضي إىل رد الكثب‬
‫‪٧‬باؿ باطل"(ّ)‪.‬‬
‫الر يسل ه‬ ‫ك٘بهيل ُّ‬
‫ﮋﯘ‬ ‫كالدعاء مف السباب الٍب أيمرنا هبا لكشف الضر كغّبه‪ ،‬قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ‬
‫ﯩﮊ(ْ)‪.‬‬
‫السنة لزاد‬
‫قاؿ ابف القيم‪" :‬كلو تثبعنا ما يايػد إثبات السباب مف القرآف ك ُّ‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ُْٖ/‬‬
‫(ِ) سورة النعاـ‪.ِٕ :‬‬
‫(ّ) تلبيس إبليس‪.ّٔٓ ،‬‬
‫(ْ) سورة الندمل‪.ِٔ :‬‬

‫ّٕٓ‬
‫على عشرة آالؼ موضع‪ ،‬كمل نقل ذلك مبالغةن بل حقيقة‪ ،‬كيكاي نهادة ا‪٢‬بس‬
‫العقل كالاطر"(ُ)‪.‬‬
‫ك ً‬
‫قدح يف الشرع‪ ،‬قاؿ ابف القيم‪" :‬االلثاات إىل‬ ‫كإلغاء السباب بالكلية ه‬
‫نقص يف العقل‪،‬‬
‫نرؾ يف الثوحيد‪ ،‬ك‪٧‬بو السباب أف تكوف أسبابنا ه‬ ‫السباب ه‬
‫قدح يف الشرع‪ ،‬كإ٭با الثوكل كالرجاء معُب يثولف مف‬
‫كاإلعراض عف السباب بالكلية ه‬
‫موجب الثوحيد كالعقل كالشرع"(ِ)‪.‬‬
‫فاعل لاعلو حقيقة‪ ،‬كلو قدرة‬
‫كاد‪ ‬ربا السباب ٗبسبباهتا "كأف العبد ه‬
‫كاخثيار‪ ،‬كقدرتو مؤثرة يف مقدكرىا كدما تؤثر القول كالطبائع‪ ،‬كغّب ذلك مف الشركط‬
‫كالسباب"(ّ)‪.‬‬
‫بأن بيم اهلل ‪ ‬بلال ا عاد دريَّب بي بدم ا دباء‬ ‫ا شاهد ا ثان د‪ :‬قة َّ‬
‫كيظهر ىذا جليًّا يف قولو‪" :‬كذلك لف اد‪ ‬ليس بغافل حٌب يي ىذكر‪ ،‬بل‬
‫عليم ٖبايات أمورؾ‪ ،‬فيوتيك ما قسم لك ‪ ...‬كال ٰبثاج إىل تنبيو؛ لنو ال‬
‫ىو ه‬
‫يهدملك فيدما ىو مف قسدمثك"(ْ)‪.‬‬
‫بع لسالفو الصوفية يف ىذه ا‪٤‬بسولة إذ‬
‫كابف عجيبة حْب يذكر ذلك فهو مث ه‬
‫‪ :‬حسيب مف سؤال‬ ‫ىذا ىو ديدهنم‪ ،‬كٰبثجوف ٗبا ركم عف إبراىيم ا‪٣‬بليل‬
‫علدمو ٕبال (ٓ)‪.‬‬

‫(ُ) نااء العليل ُ‪.ُٖٗ/‬‬


‫السنة ٓ‪ ،ّٔٔ/‬كااداب الشرعية ِ‪.ِٖٔ/‬‬
‫(ِ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ٖ‪ ،َُٕ ،ُٔٗ/‬منهاج ُّ‬
‫السنة النبوية ّ‪.َُٗ/‬‬
‫(ّ) منهاج ُّ‬
‫(ْ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صُُّ‪.‬‬
‫(ٓ) ذكره البغوم يف الثاسّب‪ ،‬حكاية عف كعب الحبار ّ‪ ،َّٓ/‬كينظر‪ :‬ركح ا‪٤‬بعاين ِ‪ ،ِٖ/‬كالرسالة القشّبية ُ‪.َِْ/‬‬

‫ّٖٓ‬
‫كىذه ضاللة ك ل‪ ،‬كىي كدما قاؿ ابف ا‪١‬بوزم‪" :‬سد لباب السؤاؿ كالدعاء‪،‬‬
‫جهل بالعلم"(ُ)‪.‬‬
‫كىو ه‬
‫وأصل عاهدهم‪ :‬أف الشيء إذا عيلم كيكثب أنو يكاي ذلك يف كجوده كال‬
‫ٰبثاج إىل ما بو يكوف مف الااعل الذم ياعلو‪ ،‬كسائر السباب(ِ)‪.‬‬
‫كقد رد ابف تيدمية على أصل نبهثهم "مف كجهْب‪:‬‬
‫جهال‪ ،‬فإف العلم يطابق ا‪٤‬بعلوـ‬‫ا ة األول‪ :‬مف جهة كونو جعل العلم ن‬
‫كيثعلق بو على ما ىو عليو‪ ،‬كىو سبحانو قد علم أف ا‪٤‬بكونات تكوف ٗبا ٱبلقو مف‬
‫السباب؛ لف ذلك ىو الواقع‪ ،‬فدمف قاؿ‪ :‬إنو يعلم نينا بدكف السباب فقد قاؿ‬
‫على اد الباطل‪ ،‬كىو ٗبنزلة مف قاؿ‪ :‬إف اد يعلم أف ىذا الولد يكلًد بال أبويف كأف‬
‫ىذا النبات نبة بال ماء‪.‬‬
‫ا ة ا ثاني‪ :‬أف العلم بوف الشيء سيكوف كا‪٣‬ب عنو بذلك ككثابة ذلك ال‬
‫يوجب اسثغناء ذلك عدما بو يكوف مف السباب الٍب ال يثم إال هبا كالااعل كقدرتو‬
‫كمشي ثو؛ فإف اعثقاد ىذا غايةه يف ا‪١‬بهل‪ ،‬إذ ىذا العلم ليس موجبنا بناسو لوجود‬
‫مطابق لو على ما ىو عليو ال يكسبو صاةن كال‬ ‫ه‬ ‫ا‪٤‬بعلوـ باتااؽ العلدماء‪ ،‬بل ىو‬
‫يكثسب منو صاة‪ٗ ،‬بنزلة علدمنا بالمور الٍب قبلنا كا‪٤‬بوجودات الٍب كانة قبل‬
‫كجودنا مثل علدمنا باد كأ‪٠‬بائو كصااتو فإف ىذا العلم ليس مؤثػنرا يف كجود ا‪٤‬بعلوـ‬
‫باتااؽ العلدماء‪ ،‬كإف كاف مف علومنا ما يكوف لو توثّب يف كجود ا‪٤‬بعلوـ كعلدمنا ٗبا‬
‫يدعونا إىل الاعل‪ ،‬كيعرفنا صاثو كقدره‪ ،‬فإف الفعاؿ االخثيارية ال تصدر إال ‪٩‬بف لو‬
‫(ُ) تلبيس إبليس‪ ،‬صّّٕ‪.‬‬
‫(ِ) ينظر‪٦ :‬بدموع الاثاكل ٖ‪.ِٕٕ/‬‬

‫ّٗٓ‬
‫نعور كعلم إذ اإلرادة مشركطة بوجود العلم"(ُ)‪.‬‬
‫ا شاهد ا ثا ثد‪ :‬اسددال بلد ث ساي مج سؤا ي بي بلا ي‬
‫اقثدل بو‪ ،‬كقد‬ ‫فقد قاؿ معل نقا‪" :‬كال نك أف مف كاف على ملة إبراىيم‬
‫كاف بْب السدماء كالرض حْب يرمي بو‪ ،‬فاسثغُب بعلم اد عف سؤالو‪ ،‬فكانة حالة‬
‫يف ذلك الوقة االسثغراؽ يف ا‪٢‬بقيقة"(ِ)‪.‬‬ ‫إبراىيم‬
‫كىذا ا‪٢‬بديث رده علدماء اإلسالـ السابقوف كالالحقوف‪ ،‬قاؿ عنو ابف تيدمية‪:‬‬
‫أصل لو"(ْ)‪.‬‬
‫ى‬ ‫ال‬‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫اللباين‬ ‫عنو‬ ‫كقاؿ‬ ‫‪،‬‬ ‫(ّ)‬
‫معركؼ كىو باطل"‬
‫ه‬ ‫إسناد‬
‫"ليس لو ه‬
‫كىذا مف ناحية اإلسناد‪ ،‬أما مف ناحية ا‪٤‬بعُب فالذم ثبة يف صحيح الب ارم‬
‫حْب‬ ‫أنو قاؿ‪( :‬حسبنا اد كنعم الوكيل) قا‪٥‬با إبراىيم‬ ‫عف ابف عباس‬
‫ﮋﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀ‬ ‫حْب قالوا‪:‬‬ ‫أيلقي يف النار‪ ،‬كقا‪٥‬با‪٧ :‬بدمد‬
‫ﰁﰂﰃﰄﰅﰆﮊ(ٓ)ٓ) (ٔ)‪.‬‬
‫مل يسوؿ اد‪ ‬بل دعا اد‪ ‬أثناء‬ ‫كيف ىذا أف إبراىيم‬
‫تعاىل‪ :‬ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ‬ ‫قيامهدما برفع قواعد البية ا‪٢‬براـ‪ ،‬قاؿ‬
‫ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﮊ(ٕ)‪ ،‬كدعا ربو عندما ترؾ زكجو كابنو يف ك واد غّب‬
‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ٖ‪ ،َِٖ/‬كينظر‪ :‬جامع الرسائل ُ‪.ُِٕ/‬‬
‫(ِ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صُُّ‪.‬‬
‫(ّ) قاعدة يف الثوسل‪ ،‬صّٓ‪.‬‬
‫(ْ) السلسلة الضعياة ُ‪ ،ِٖ/‬رقم ُِ‪.‬‬
‫(ٓ) سورة آؿ عدمراف‪.ُّٕ :‬‬
‫(ٔ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب الثاسّب‪ ،‬باب ﮋ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﮊ ّ‪ ،ُُِ/‬رقم‬
‫ّْٔٓ‪.‬‬
‫(ٕ) سورة البقرة‪.ُِٕ :‬‬

‫َّٔ‬
‫ﮋﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬ ‫ذم زرع‪ ،‬قاؿ اد تعاىل‪:‬‬
‫ﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ‬
‫ﮜﮊ(ُ)‪.‬‬
‫كهبذا يثضح أف ىذا ا‪٢‬بديث الذيف جعلوه عدمدةن ‪٥‬بم خالف الدلة القطعية‬
‫السنة‪ ،‬قاؿ ابف ا‪١‬بوزم‪" :‬ما أحسف قوؿ القائل‪ :‬إذا رأية ا‪٢‬بديث‬ ‫مف الكثاب ك ُّ‬
‫يبايف ا‪٤‬بعقوؿ أك ٱبالف ا‪٤‬بنقوؿ‪ ،‬أك يناقض الصوؿ‪ ،‬فاعلم أنو موضوع"(ِ)‪.‬‬
‫دحضها ابف تيدمية بقولو‪" :‬فكيف يقوؿ إبراىيم‬ ‫كىذه فريةه على إبراىيم‬
‫نيء عليم‪ ،‬كقد أمر العباد بوف‬ ‫‪ :‬حسيب مف سؤال علدمو ٕبال‪ ،‬كاد بكل و‬
‫يعبدكه كيثوكلوا عليو كيسولوه؛ لنو سبحانو جعل ىذه المور أسبابنا ‪٤‬با يرتبو عليها‬
‫مف إثابة العابديف‪ ،‬كإجابة السائلْب‪ ،‬كىو سبحانو يعلم النياء على ما ىي عليو‪،‬‬
‫مذنب ال ينايف أف يومر ىذا بالثوبة كاالسثغاار‪ ،‬كيومر‬
‫‪٧‬بثاج أك ىذا ه‬
‫فعلدمو بوف ىذا ه‬
‫ىذا بالدعاء كغّبه مف السباب الٍب تيقضى هبا حاجثو‪ ،‬كدما يومر ىذا بالعبادة‬
‫كالطاعة الٍب هبا يناؿ كرامثو"(ّ)‪.‬‬
‫‪ ،‬إذ‬ ‫فيجب على كل مف نصح ناسو كأحب ‪٪‬باهتا أف يثبع ىدم النيب‬
‫سعادة العبد يف الداريف معلقة هبدية ‪ ،‬كىو القائل‪ :‬الدعاء ىو العبادة (ْ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة إبراىيم‪.ّٕ :‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬تدريب الراكم ُ‪ ،ِٕٕ/‬كفثح ا‪٤‬بغيث ُ‪.ِٔٗ/‬‬
‫(ّ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُْ‪.ُٓ/‬‬
‫(ْ) أخرجو أ‪ٞ‬بد يف مسنده ْ‪ ،ُِٕ/‬كأبو داكد يف سننو‪ ،‬كثاب الصالة‪ ،‬باب الدعاء ِ‪ ،ُُٔ/‬رقم ُْٕٗ‪،‬‬
‫كالَبمذم يف جامعو يف تاسّب القرآف‪ ،‬باب كمف سورة البقرة ٓ‪ ،ُْٗ/‬رقم ِٗٔٗ‪ ،‬كابف ماجو‪ ،‬كثاب‬
‫الدعاء‪ ،‬باب فضل الدعاء ْ‪ ،ِِٔ/‬رقم ِّٖٖ‪ ،‬كا‪٢‬باكم يف ا‪٤‬بسثدرؾ ُ‪ ،َْٗ/‬مف حديث النعدماف بف‬
‫بشّب‪ ،‬كصححو اللباين يف صحيح ا‪١‬بامع الصغّب رقم َّْٕ‪.‬‬

‫ُّٔ‬
‫سةء ٍ‬
‫أدب مع اهلل‪ ،‬وايهام هلل‬ ‫ا شاهد ا رابعد‪ :‬زب َّ‬
‫أن ا دباء‬
‫بعدم إبطاء ا عاد ما سدلق‬
‫حيث قاؿ‪" :‬طلبك منو فلوجود هتدمثك لو‪ ،‬كرٗبا د‪٥‬بم الدب على ترؾ‬
‫الطلب"(ُ)‪.‬‬
‫كالصحيح أف ترؾ الدعاء ىو مف سوء الدب مع اد‪ ،‬كلقد كاف‬
‫يدعو اد ‪ ‬كمل ييغال الدعاء‪،‬‬ ‫أفضل البشر كأكدملهم ىو نبيُّنا ‪٧‬بدم هد‬
‫كالحاديث مسثايضةه بذلك‪ ،‬منها‪:‬‬
‫قاؿ‪ :‬كاف النيب يدعو عند الكرب يقوؿ‪ :‬ال‬ ‫ُ‪ -‬عف ابف عباس‬
‫إلو إال اد العظيم ا‪٢‬بليم‪ ،‬ال إلو إال اد رب السدموات كالرض كرب العرش‬
‫العظيم (ِ)‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اد ‪ :‬دعوة ذم‬ ‫ِ‪ -‬كعف سعد بف أ كقاص‬
‫كنة مف الظا‪٤‬بْب‪،‬‬
‫النُّوف إذ دعا كىو يف بطف ا‪٢‬بوت ال إلو إال أنة سبحانك إين ي‬
‫نيء ُّ‬
‫قا إال اسثجاب اد لو (ّ)‪.‬‬ ‫فإنو مل يدع هبا رجل مسلم يف و‬
‫ه ه‬
‫قاؿ ابف القيم‪" :‬فإف فيها مف كدماؿ الثوحيد كالثنزيو للرب تعاىل‪ ،‬كاعَباؼ‬
‫ً‬
‫الكرب كا‪٥‬بم كالغم‪ ،‬كأبلغ الوسائل إىل اد‬ ‫العبد بظلدمو كذنبو‪ ،‬ما ىو مف أبلغ أدكية‬
‫سبحانو يف قضاء ا‪٢‬بوائج؛ فإف الثوحيد كالثنزيو يثضدمناف إثبات كل و‬
‫كدماؿ د‪،‬‬
‫‪ٛ‬بثيل عنو‪ ،‬كاالعَباؼ بالظلم يثضدمف إٲباف العبد بالشرع‬ ‫نقص و‬
‫كعيب ك و‬ ‫كسلب كل و‬
‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صْٖ‪.َُّ ،‬‬
‫(ِ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب بدء الوحي‪ ،‬باب الدعاء عند الكرب ٖ‪ ،ّٗ/‬رقم ّْٓٔ‪.‬‬
‫(ّ) أخرجو الَبمذم‪ ،‬كثاب الدعوات‪ ،‬باب جامع الدعوات عف النيب ﷺ ٓ‪ ،ْْٖ/‬رقم َّٓٓ‪ ،‬كصححو‬
‫يف صحيح ا‪١‬بامع‪ ،‬رقم ّّّٖ‪.‬‬ ‫اللباين‬

‫ِّٔ‬
‫كالثواب كالعقاب‪ ،‬كيوجب انكساره كرجوعو إىل اد كاسثقالثو عثرتو‪ ،‬كاالعَباؼ‬
‫الثوسل هبا‪ :‬الثوحيد‪ ،‬كالثنزيو‪،‬‬
‫بعبوديثو‪ ،‬كافثقاره إىل ربو‪ ،‬فهاىنا أربعة أمور قد كقع ُّ‬
‫كالعبودية‪ ،‬كاالعَباؼ"(ُ)‪.‬‬
‫ّ‪ -‬ككاف أكثر دعاء النيب ‪ :‬اللهم آتنا يف الدنيا حسنةن كيف ااخرة حسنةن‬
‫كقنا عذاب النار (ِ)‪.‬‬
‫ْ‪ -‬ككاف يومر الر يج ىل الذم أسلم بعد أف يعلدمو الصالة أف يدعو هبذه‬
‫الكلدمات اللهم اغار ل كار‪ٞ‬بِب كاىدين كعافِب كارزقِب (ّ)‪.‬‬
‫كسؤاؿ اد ‪ ‬ىو حقيقة العبادة‪ ،‬قاؿ ابف رجب‪" :‬اعلم أف سؤاؿ اد‬
‫‪ ‬دكف خلقو ىو ا‪٤‬بثعْب؛ لف السؤاؿ فيو إظهار الذؿ مف السائل كا‪٤‬بسكنة‬
‫كا‪٢‬باجة كاالفثقار‪ ،‬كفيو االعَباؼ بقدرة ا‪٤‬بسؤكؿ على دفع ىذا الضر‪ ،‬كنيل‬
‫ا‪٤‬بطلوب‪ ،‬كجلب ا‪٤‬بنافع‪ ،‬كدرء ا‪٤‬بضار‪ ،‬كال يصلح الذؿ كاالفثقار إال إىل اد كحده؛‬
‫لنو حقيقة العبادة"(ْ)‪.‬‬
‫أن يرك ا دباء مج م ام ا خةاص‬ ‫ا شاهد ا خامسد‪ :‬زب َّ‬
‫حيث قاؿ‪" :‬كترؾ الدعاء مقاـ أىل النهايات أم ا‪٣‬بواص‪ ،‬كأما أىل البدايات‬
‫الثضرعات‪ُّ ،‬‬
‫فالدعاء يف حقهم‬ ‫يفّبخص ‪٥‬بم يف طلب ا‪٢‬باجات‪ ،‬كيف كثرة الدعاء ك ُّ‬
‫كاجب"(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) زاد ا‪٤‬بعاد يف ىدم خّب العباد ْ‪.َُٗ/‬‬
‫(ِ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب بدء الوحي‪ ،‬باب ﮋﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﮊ ٔ‪،ِٖ/‬‬
‫رقم ِِْٓ‪.‬‬
‫(ّ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب الذكر كالدعاء كالثوبة كاالسثغاار‪ ،‬باب فضل الثهليل كالثسبيح كالدعاء‪ ،َِّٕ/ْ ،‬رقم‬
‫ِٕٗٔ‪.‬‬
‫(ْ) جامع العلوـ كا‪٢‬بكم‪ ،‬صُْٖ‪.‬‬
‫(ٓ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صَِّ‪.‬‬

‫ّّٔ‬
‫أما الثاريق بْب ا‪٣‬باص كالعاـ كأىل البداية كالنهاية‪ ،‬فلم يرد فيو نص مف‬
‫السنة بل ىو مف عند ابف عجيبة كقومو‪ ،‬ك‪ٛ‬بييز بْب ا‪٣‬باصة كالعامة دعول‬
‫الكثاب ك ُّ‬
‫معلولة‪ ،‬فهذه العدماؿ يسثوم فيها الصديقوف كالشهداء كالصا‪٢‬بوف‪ ،‬كمف أراد‬
‫خركج ا‪٣‬باصة عنها فقد غلا‪ ،‬فإنو ال ٱبرج عنها مؤمف قا‪ ،‬كإ٭با ٱبرج عنها كافر‬
‫أك منافق(ُ)‪.‬‬
‫و‬
‫بدعاء‬ ‫مل ي ٍدعي يف صالتو‬ ‫كأفضل ا‪٣‬بلق بعد النبياء أبو بكر الصديق‬
‫حٌب سوؿ النيب أف يعلدمو دعاء يدعو بو يف صالتو‪ ،‬فاي الصحيحْب أنو قاؿ‬
‫لرسوؿ اد ‪ :‬علدمِب دعاءن أدعو بو يف صاليت‪ ،‬قاؿ‪ :‬قل اللهم إين ظلدمة ناسي‬
‫كثّبا كال يغار الذنوب إال أنة فاغار ل مغارةن مف عندؾ كار‪ٞ‬بِب إنك أنة‬
‫ظلدما ن‬
‫ن‬
‫(ِ)‬
‫الغاور الرحيم ‪.‬‬
‫كلقد أباف ابف تيدمية أٮبية الدعاء بثاسّبه لسوريت اإلخالص كا‪٤‬بعوذتْب‪ ،‬فقاؿ‪:‬‬
‫"كأما سورة اإلخالص كا‪٤‬بعوذتاف‪ ،‬فاي اإلخالص الثناء على اللو‪ ،‬كيف ا‪٤‬بعوذتْب دعاء‬
‫العبد ربو ليعيذه‪ ،‬كالثناء مقركف بالدعاء‪ ،‬كدما قرف بينهدما يف أـ القرآف ا‪٤‬بقسومة بْب الرب‬
‫كالعبد نصاها ثناءه للرب‪ ،‬كنصاها دعاءه للعبد‪ ،‬كا‪٤‬بناسبة يف ذلك ظاىرة؛ فإف أكؿ‬
‫اإلٲباف بالرسوؿ اإلٲباف ٗبا جاء بو مف الرسالة كىو القرآف‪ ،‬مث اإلٲباف ٗبقصود ذلك‬
‫كغايثو كىو ما ينثهي المر إليو مف النعيم كالعذاب‪ ،‬كىو ا‪١‬بزاء‪ ،‬مث معرفة طريق ا‪٤‬بقصود‬
‫كسببو كىو العدماؿ‪ ،‬خّبىا لياعل‪ ،‬كنرىا ليَبؾ مث خثم ا‪٤‬بصحف ٕبقيقة اإلٲباف كىو‬
‫ذكر اللو كدعاؤه‪ ،‬كدما بنية عليو ُّأـ القرآف‪ ،‬فإف حقيقة اإلنساف ا‪٤‬بعنوية ىو ا‪٤‬بنطق‪،‬‬
‫(ُ) ينظر ‪٦‬بدموع الاثاكل َُ ‪.ُٕ-ُٔ/‬‬
‫(ِ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب الذاف‪ ،‬باب الدعاء قبل السالـ ُ‪ ،ُٔٔ/‬رقم ّْٖ‪.‬‬

‫ّْٔ‬
‫كا‪٤‬بنطق قسدماف‪ :‬خ ه كإنشاء‪ ،‬كأفضل ا‪٣‬ب كأناعو كأكجبو ما كاف خ نا عف اللو كنصف‬
‫الاا‪ٙ‬بة كسورة اإلخالص‪ ،‬كأفضل اإلنشاء الذم ىو الطلب كأناعو كأكجبو ما كاف طلبنا‬
‫مف اللو‪ ،‬كالنصف الثاين مف الاا‪ٙ‬بة كا‪٤‬بعوذتْب"(ُ)‪.‬‬
‫السنة يف دعائو‪ ،‬ال نك أنو سيث با يف‬ ‫فكيف حاؿ مف مل يلثزـ الكثاب ك ُّ‬
‫السنة ىو الذم ٰبا مف نر الناس كالشيطاف بدكف‬ ‫أكدية الباطل؛ لف لزكـ ُّ‬
‫اخثالؽ طرؽ مبثدعة‪.‬‬
‫األوراد واأل زاب ا دي ذكرها ابج بة اد‪:‬‬
‫يعر ف األوراد‪:‬‬
‫قاؿ ابف عجيبة ىي‪" :‬ما يرتبو العبد على ناسو‪ ،‬أك الشي على تلدميذه مف‬
‫الذكار"(ِ)‪.‬‬
‫كقسم ابف عجيبة الورد إىل ثالثة أقساـ‪ ،‬كىي‪:‬‬
‫الزىاد مف ا ثهديف‪.‬‬
‫ُ‪ -‬كرد العيباد ك ُّ‬
‫السلوؾ مف السائريف‪.‬‬
‫ِ‪ -‬كرد أىل ُّ‬
‫ّ‪ -‬كرد أىل الوصوؿ مف العارفْب‪.‬‬
‫الزىاد مف ا ثهديف‪ ،‬ككرد‬
‫إذ قاؿ‪" :‬الورد ينقسم إىل ثالثة أقساـ‪ :‬كرد العيباد ك ُّ‬
‫السلوؾ مف السائريف‪ ،‬ككرد أىل الوصوؿ مف العارفْب‪ ،‬فوما كرد ا ثهديف فهو‬ ‫أىل ُّ‬
‫اسثغراؽ الكقات يف أنواع العبادات‪ ،‬كعباداهتم بْب ذكر كدعاء كصالة كصياـ‪ ،‬كقد‬
‫كردا‬ ‫و‬
‫ذكر يف كثاب اإلحياء كالقوت أكراد النهار كأكراد الليل‪ ،‬كعْب لكل كقة ن‬
‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُٔ‪.ْٕٗ- ْٕٖ/‬‬
‫(ِ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صُِٖ‪.‬‬

‫ّٓٔ‬
‫معلوما‪ ،‬أما كرد السائريف فهو‪ :‬ا‪٣‬بركج مف الشواغل كالشواغب‪ ،‬كترؾ العالئق‬ ‫ن‬
‫كالعوائق‪ ،‬كتطهّب القلوب مف ا‪٤‬بساكم كالعيوب‪ ،‬ك‪ٙ‬بليثها بالاضائل بعد ‪ٚ‬بليثها مف‬
‫الرذائل‪ ،‬كعبادهتم ذكر كاحد‪ ،‬كىو ما يعينو لو الشي ‪ ،‬ال يزيد عليو مع ‪ٝ‬بع القلب‬
‫كحضوره مع الرب‪ ،‬كأما كرد الواصلْب فهو إسقاط ا‪٥‬بول‪ ،‬ك‪٧‬ببة ا‪٤‬بوىل‪ ،‬كعبادهتم‬
‫فكل مف أقامو موااله يف كرد فليلثزمو كال‬
‫فكرة أك نظرة مع العكوؼ يف ا‪٢‬بضرة ُّ‬
‫يثعدل طوره"(ُ)‪.‬‬
‫أمثيد ألوراد ا دي ذكرها ابج بة اد‪:‬‬
‫* زب ا لفظ وا دلصج‬
‫قاؿ‪" :‬اللهم احاظنا مف القواطع كالعالئق كمكف أسرارنا مف أنوار ا‪٢‬بقائق‬
‫حٌب نن رط يف سلك ا‪٤‬بقربْب السوابق"‪.‬‬
‫"اللهم احا أركاحنا مف خوض الغيار كصف أسرارنا مف لوث ااثار كمف‬
‫الوقوؼ مع النوار حٌب ال نشهد إال إياؾ يف السر كاإلجهار"‪.‬‬
‫إ‪٥‬بنا قد علدمنا أف قضاءؾ النافذ يف العبيد ال ترده ٮبة عارؼ كال مريد‪ ،‬لكف‬
‫لطاك ا‪٣‬باي كتوييدؾ الويف ٯبرياف مع كل قضاء عند كل عارؼ ككل‪ ،‬فونهدنا‬
‫ذلك اللُّطف ا‪٣‬باي يف ‪ٝ‬بيع القدار‪ ،‬كارزقنا ذلك الثوييد الويف عند ىجوـ الكدار‬
‫يا كرًن يا حليم يا غاار"‪.‬‬
‫اللهم اكانا نر العدا ‪ ...‬اللهم إنا ندرأ بك يف ‪٫‬بورىم كنعوذ بك مف‬
‫نركرىم‪ ،‬ألف بسم اد الر‪ٞ‬بف الرحيم عف ٲبيِب‪ ،‬كألف بسم اد الر‪ٞ‬بف الرحيم عف‬
‫مشال‪ ،‬كألف بسم اد الر‪ٞ‬بف الرحيم مف أمامي‪ ،‬كألف بسم اد الر‪ٞ‬بف الرحيم مف‬
‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صُِٖ‪.‬‬

‫ّٔٔ‬
‫خلاي‪ ،‬كألف بسم اد الر‪ٞ‬بف الرحيم مف ‪ٙ‬بٍب‪ ،‬كألف بسم اد الر‪ٞ‬بف الرحيم مف‬
‫فوقي‪ ،‬كألف بسم اد الر‪ٞ‬بف الرحيم ‪٧‬بيطة (ُ)‪.‬‬
‫* زب ا عز وا نصر‬
‫"اللهم افثح أبصارنا لشهود عظدمثك‪ ،‬حٌب نراؾ بك ال بغّبؾ‪ ،‬كافثح أ‪٠‬باعنا‬
‫لسدماع كالمك‪ ،‬حٌب نسدمع بك منك‪ ،‬كافثح قلوبنا لوركد مواىب غيبك‪ ،‬حٌب‬
‫‪ٛ‬بثلئ بونوار ‪٧‬ببثك إنك ذك الاضل العظيم‪.‬‬
‫اللهم افثح لنا مف فيض أسرار العلوـ‪ ،‬كمكنا مف خزائف الاهوـ‪ ،‬كاكشف عف‬
‫حي يا قيوـ‪.‬‬
‫قلوبنا أكنة ا‪٢‬بجب يا ُّ‬
‫اللهم يا فثاح يا رزاؽ ارزقنا مف قوت أنباحنا ما تسد بو عنا باب الاقر إىل‬
‫خلقك‪ ،‬كمف قوت أركاحنا ما تغنينا بو عف نهود غّبؾ‪ ،‬كمف قوت أسرارنا ما‬
‫٘بدمعنا بو دائدما يف حضرة قدسك‪ ،‬إنك على كل و‬
‫نيء قدير"(ِ)‪.‬‬ ‫ن‬
‫ىذه الكراد الٍب ذكرىا ابف عجيبة مع ما تضدمنثو مف عقائد الصوفية الباطلة‬
‫كبدعة كحدة الوجود‪ ،‬كالكشف‪ٝ ،‬بيعها تكشف حقيقة الصوفية كأهنم قد كقعوا يف‬
‫كيد الشيطاف كحبائلو‪ ،‬فابثدعوا يف ديف اد مامل يشرعو اد كمل يسنٌو رسولولو ‪ ،‬لذا‬
‫فإف كل مف ا‪ٚ‬بذ نينا مف الذكار غّب ا‪٤‬بشركعة كداكـ عليها كجعلها عبادة راتبة‬
‫مردكد عليو‪ ،‬قاؿ‬
‫يواظب الناس عليها فقد نرع مف الديف مامل يوذف بو اد‪ ،‬كعدملو ه‬
‫عدمال ليس عليو أمرنا فهو رد (ّ)‪.‬‬
‫‪ :‬مف عدمل ن‬

‫(ُ) الاهرسة‪ ،‬صَُّ‪.‬‬


‫(ِ) الاهرسة‪ ،‬صُِّ‪.ُّْ-ُّّ-‬‬
‫(ّ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب القضية‪ ،‬باب نقض الحكاـ الباطلة كرد ‪٧‬بدثات المور ٔ‪ ،ِٕٓ/‬رقم ُُٖٕ‪.‬‬

‫ّٕٔ‬
‫كلقد ان ل العلدماء للرد على كل مف ابثدع نينا مف ىذه الكراد‪.‬‬
‫فحذر القاضي عياض مف الدعية ا‪٤‬بنسوبة لألنبياء ‪-‬عليهم السالـ‪ -‬بقولو‪:‬‬
‫"أذف اد يف دعائو‪ ،‬كعلم الدعاء يف كثابو ‪٣‬بليقثو‪ ،‬كعلم النيب الدعاء ليمثو‪،‬‬
‫كاجثدمعة فيو ثالث أنياء‪ :‬العلم بالثوحيد‪ ،‬كالعلم باللغة‪ ،‬كالنصيحة لأليمة‪ ،‬فال‬
‫لحد أف يعدؿ عف دعائو‪ ،‬كقد احثاؿ الشيطاف للناس يف ىذا ا‪٤‬بقاـ‪ ،‬فقيض‬ ‫ينبغي و‬
‫سوء ٱبَبعوف ‪٥‬بم أدعية يشثغلوف هبا عف االقثداء بالنيب ‪ ،‬كأند ما يف‬ ‫‪٥‬بم قوـ و‬
‫ى‬
‫ا‪٢‬باؿ أهنم ينسبوهنا إىل النبياء كالصا‪٢‬بْب فيقولوف‪ :‬دعاء نوح‪ ،‬دعاء يونس‪ ،‬دعاء‬
‫أ بكر الصديق‪ ،‬فاتقوا اد يف أناسكم كال تشثغلوا مف ا‪٢‬بديث إال بالصحيح"(ُ)‪.‬‬
‫بعض مف ا‪٤‬بسلدمْب بودعية كأذكار منكرة ‪٨‬بَبعة‪ ،‬ما‬ ‫كقاؿ ا‪٣‬بطا ‪" :‬كلقد أكلع ه‬
‫أنزؿ اد هبا مف سلطاف‪ ،‬صناها ‪٥‬بم بعض ا‪٤‬بثكلاْب مف أىل ا‪١‬بهل كا‪١‬برأة على‬
‫زكر كافَباءه على اد‪.)ِ("‬‬
‫اد‪ ،‬كأكثرىا ه‬
‫كحذر ابف العر مف ىذه الدعية ا‪٤‬ب ثلقة فقاؿ‪" :‬فحذار منها‪ ،‬كال يى ٍدعي ىوف‬
‫أح هد منكم إال ٗبا يف الكثب ا‪٣‬بدمسة‪ ،‬كىي كثاب الب ارم‪ ،‬كمسلم‪ ،‬كالَبمذم‪،‬‬
‫كأ داكد‪ ،‬كالنسائي‪ ،‬فهذه الكثب ىي بدء اإلسالـ ‪ ...‬كال يقولف أح هد‪ :‬أخثار‬
‫دعاء كذا؛ فإف اد قد اخثار لو‪ ،‬كأرسل بذلك إىل ا‪٣‬بلق رسولو"(ّ)‪.‬‬
‫قالة‪ ،‬قاؿ‪ :‬رسوؿ اد ‪ :‬مف أحدث يف أمرنا ىذا ما‬ ‫كعف عائشة‬
‫ليس فهو رد (ْ)‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫كثبو‬
‫(ُ) نقل ىذا القوؿ ابف عالف عف القاضي عياض يف الاثوحات الربانية ُ‪ ،ُٕ/‬كمل أجده يف كثبو‬
‫(ِ) نوف الدعاء‪ ،‬صُٔ‪.‬‬
‫(ّ) أحكاـ القرآف ِ‪.ُٖٔ/‬‬
‫(ْ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب الصلح‪ ،‬باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردكد ّ‪ ،ُْٖ/‬رقم ِٕٗٔ‪،‬‬
‫كمسلم‪ ،‬كثاب ا‪٢‬بدكد‪ ،‬باب نقض الحكاـ الباطلة‪ ،‬كرد ‪٧‬بدثات المور ّ‪ ،ُِّّ/‬رقم ُُٖٕ‪.‬‬

‫ّٖٔ‬
‫دعاءن كأمره بالثزاـ النص بدكف زيادة‬ ‫دمدد ال اء بف عازب‬ ‫كعلم نبيُّنا دم‬
‫‪٧‬بدم ه‬
‫أك نقصاف‪ ،‬فقاؿ لو النيب ‪ :‬إذا أتية مضجعك فثوضو كضوءؾ للصالة مث اضطجع‬
‫أسلدمة كجهي إليك‪ ،‬كفوضة أمرم إليك‪ ،‬كأ‪١‬بوت‬ ‫ي‬ ‫على نقك الٲبف‪ ،‬مث قل‪ :‬اللهم‬
‫آمنة‬
‫ظهرم إليك‪ ،‬رغبةن كرىبةن إليك‪ ،‬ال ملجو كال منجى منك إال إليك‪ ،‬اللهم ي‬
‫بكثابك الذم أنزلة‪ ،‬كبنبيك الذم أرسلة‪ ،‬فإف مة مف ليلثك فونة على الاطرة‪،‬‬
‫بلغة (اللهم آمنة‬ ‫كاجعلهف آخر ما تثكلم بو ‪ ،‬قاؿ‪ :‬فردد يهتا على النيب فلدما ي‬
‫قلة (كرسولك)‪ ،‬قاؿ‪ :‬ال‪ ،‬كنبيك الذم أرسلة (ُ)‪.‬‬ ‫بكثابك الذم أنزلة) ي‬
‫كىذا لف العبادات توقياية‪ ،‬فال زيادة كال نقصاف‪ ،‬رغم أف ا‪٤‬بعُب صحيح‪،‬‬
‫كيسثقيم الكالـ‪.‬‬
‫على مف قاؿ‪:‬‬ ‫كقاؿ ابف حجر‪" :‬كأكىل ما قيل يف ا‪٢‬بكدمة يف رده‬
‫(الرسوؿ) بدؿ (النيب) أف ألااظ الذكار توقياية‪ ،‬ك‪٥‬با خصائص كأسرار ال يدخلها‬
‫القياس‪ ،‬فثجب احملافظة على الل ٍا الذم كردت بو ‪ ...‬فيقثصر فيو على الل ٍا‬
‫الوارد ٕبركفو‪ ،‬كقد يثعلق ا‪١‬بزاء بثلك ا‪٢‬بركؼ‪ ،‬كلعلو أكحي إليو هبذه الكلدمات فثعْب‬
‫أداؤىا ٕبركفها"(ِ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف تيدمية‪" :‬العبادات مبناىا على الشرع كاالتباع ال على ا‪٥‬بول كاالبثداع؛‬
‫فإف اإلسالـ مبِب على أصلْب‪ ،‬أحدٮبا‪ :‬أف نعبد اد كحده ال نريك لو‪ ،‬كالثاين‪ :‬أف‬
‫ال نعبده بالىواء كالبدع قاؿ اد تعاىل‪ :‬ﮋﮗ‬ ‫نعبده ٗبا نرعو على لساف رسولو‬
‫ﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮥﮦﮧﮨﮩﮪ‬
‫ﮫﮬ ﮭﮮﮯﮰﮱ﮲﮳ ﮴﮵ ﮊ(ّ)‪.‬‬
‫(ُ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب الوضوء‪ ،‬باب فضل مف بات على الوضوء ُ‪ ،ٕٗ/‬رقم ِْْ‪.‬‬
‫(ِ) فثح البارم ُُ‪.ُُِ/‬‬
‫(ّ) سورة ا‪١‬باثية‪.ُٗ ،ُٖ :‬‬

‫ّٗٔ‬
‫نوعا مف الذكار كالدعية‬ ‫و‬
‫كقاؿ يف موض وع آخر‪" :‬كليس لحد أف يىسف للناس ن‬
‫غّب ا‪٤‬بسنوف‪ ،‬كٯبعلها عباد نة راتبةن يواظب الناس عليها‪ ،‬كدما يواظبوف على الصلوات‬
‫ا‪٣‬بدمس‪ ،‬بل ىذا ابثداع ديف مل يوذف اد بو‪ٖ ،‬بالؼ ما يدعو بو ا‪٤‬برء أحيانا مف غّب‬
‫أف ٯبعلو للناس يسنة‪ ،‬فهذا إذا مل يعلم أنو يثضدمف معُب ‪٧‬برنما مل ٯبز ا‪١‬بزـ بثحرٲبو‪،‬‬
‫لكف قد يكوف فيو ذلك كاإلنساف ال يشعر بو‪ ،‬كىذا كدما أف اإلنساف عند الضركرة‬
‫كرد غّب نرعي‬‫يدعو بودعية تاثح عليو ذلك الوقة فهذا كأمثالو قريب‪ ،‬كأما ا‪ٚ‬باذ و‬
‫كاسثناف ذك ور غّب نرعي فهذا ‪٩‬با يينهى عنو‪ ،‬كمع ىذا فاي الدعية الشرعية كالذكار‬
‫الشرعية غاية ا‪٤‬بطالب الصحيحة كهناية ا‪٤‬بقاصد العلية‪ ،‬كال يعدؿ عنها إىل غّبىا مف‬
‫جاىل أك مارط أك مثعد"(ُ)‪.‬‬
‫ه‬ ‫الذكار احملدثة ا‪٤‬ببثدعة إال‬
‫نيء يثقرب بو إىل اد ‪ ‬أك أكجبو‬ ‫ك‪٩‬با قرره أىل العلم أف مف ندب إىل و‬
‫بقولو أك فعلو مف غّب أف يشرعو اد‪ ‬فقد نرع مف الديف مامل يوذف بو اد‪،‬‬
‫كمف اتبعو يف ذلك فقد ا‪ٚ‬بذه نري نكا د نرع لو مف الديف مامل يوذف بو اد(ِ)‪،‬‬
‫كٯبدر الثنبيو على أم ور ىاـ بوف ا‪٤‬بؤمف ينبغي لو أف ينوع يف الذكار ا‪٤‬بشركعة ن‬
‫اتباعا‬
‫للسنة‪ ،‬كلزكاؿ الارقة كاالخثالؼ‪.‬‬
‫ُّ‬
‫للسنة‬ ‫قاؿ ابف تيدمية‪" :‬الثنوع يف ذلك مثابعة للنيب فإف يف ىذا ن‬
‫اتباعا ُّ‬
‫كا‪١‬بدماعة‪ ،‬كإحياء لسنثو‪ ،‬ك‪ٝ‬بعا بْب قلوب اليمة‪ ،‬كأخ نذا ٗبا يف كل ك و‬
‫احد مف‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫ا‪٣‬باصة‪ ،‬أفضل مف ا‪٤‬بداكمة على نوع و‬
‫معْب مل يداكـ عليو النيب ة ة ‪:‬‬
‫إذا كاف قد فعل ىذا‬ ‫أ دها‪ :‬أف ىذا ىو اتباع ُّ‬
‫السنة كالشريعة فإف النيب‬
‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ِِ‪.ُُٓ/‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬اقثضاء الصراط ا‪٤‬بسثقيم ِ‪.ْٖ/‬‬

‫َّٕ‬
‫تارة كىذا تارة كمل يداكـ على أحدٮبا كاف موافقثو يف ذلك ىو الثوسي كاالتباع‬
‫ا‪٤‬بشركع كىو أف ياعل ما فعل على الوجو الذم فعل لنو فعلو‪.‬‬
‫ا ثاني‪ :‬أف ذلك يوجب اجثدماع قلوب اليمة كائثالفها كزكاؿ كثرة ُّ‬
‫الثارؽ‬
‫كاالخثالؼ كالىواء بينها‪ ،‬كىذه مصلحة عظيدمة كدفع ماسدة عظيدمة ندب‬
‫ﮋﭱ ﭲ ﭳ‬ ‫السنة إىل جلب ىذه كدرء ىذه‪ ،‬قاؿ اد تعاىل‪:‬‬
‫الكثاب ك ُّ‬
‫(ُ)‬
‫ﭴ ﭵ ﭶﮊ ‪ ،‬كقاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ‬

‫ﮯﮊ(ِ)‪ ،‬كقاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿ ﮀﮁ ﮂﮊ(ّ)‪.‬‬


‫ا ثا ث‪ :‬أف ذلك ٱبرج ا‪١‬بائز ا‪٤‬بسنوف عف أف يشبو بالواجب‪ ،‬فإف ا‪٤‬بداكمة‬
‫على ا‪٤‬بسثحب أك ا‪١‬بائز مشبهة بالواجب ك‪٥‬بذا أكثر ىؤالء ا‪٤‬بداكمْب على بعض‬
‫النواع ا‪١‬بائزة أك ا‪٤‬بسثحبة لو انثقل عنو لنار عنو قلبو كقلب غّبه أكثر ‪٩‬با ينار عف‬
‫ترؾ كثّب مف الواجبات؛ لجل العادة الٍب جعلة ا‪١‬بائز كالواجب‪.‬‬
‫ا رابع‪ :‬أف يف ذلك ‪ٙ‬بصيل مصلحة كل كاحد مف تلك النواع؛ فإف كل نووع‬
‫جوحا فكيف إذا كاف مساكينا‪ ،‬كقد قدمنا أف ا‪٤‬برجوح‬
‫ال بد لو مف خاصة كإف كاف مر ن‬
‫اجحا يف مواضع‪.‬‬
‫يكوف ر ن‬
‫كضعا لكث وّب مف ااصار كالغالؿ الٍب كضعها‬ ‫ا خامس‪ :‬أف يف ذلك ن‬
‫الشيطاف على اليمة بال و‬
‫كثاب مف اد كال أثاروة مف علم؛ فإف مداكمة اإلنساف على‬
‫ترجيحا ٰبب مف يوافقو عليو كال ٰبب مف مل يوافقو‬
‫ن‬ ‫مرجحا لو على غّبه‬
‫ن‬ ‫أمر جائز‬
‫(ُ) سورة آؿ عدمراف‪.َُّ :‬‬
‫(ِ) سورة آؿ عدمراف‪.َُٓ :‬‬
‫(ّ) سورة النعاـ‪.ُٓٗ :‬‬

‫ُّٕ‬
‫عليو‪ ،‬بل رٗبا أبغضو ٕبيث ينكر عليو تركو لو كيكوف ذلك سببنا لَبؾ حقوؽ لو‬
‫كغال يف عنقو ٲبنعو أف ياعل‬ ‫كعليو يوجب أف ذلك يصّب إصرا عليو ال ٲبكنو تركو‪ًّ ،‬‬
‫ن‬
‫بعض ما أيمر بو‪ ،‬كقد يوقعو يف بعض ما هني عنو‪ ،‬كىذا القدر الذم قد ذكرتو كاقع‬
‫اعثقادا ك‪٧‬ببةن غّب مشركعْب‪ ،‬مث ٱبرج إىل‬
‫ن‬ ‫كثّبا‪ ،‬فإف مبدأ ا‪٤‬بداكمة على ذلك يورث‬
‫ن‬
‫ا‪٤‬بدح كالذـ كالمر كالنهي بغّب حق‪ ،‬مث ٱبرج ذلك إىل نوع مف ا‪٤‬بواالة كا‪٤‬بعاداة غّب‬
‫ا‪٤‬بشركعْب مف جنس أخالؽ ا‪١‬باىلية كوخالؽ الكس كا‪٣‬بزرج يف ا‪١‬باىلية‪.‬‬
‫كدفعا كغّب‬
‫مث ٱبرج مف ذلك إىل العطاء كا‪٤‬بنع فيبذؿ مالو على ذلك عطيةن ن‬
‫و‬
‫اسثحقاؽ نرعي‪ ،‬كٲبنع مف أمر الشارع بإعطائو إٯبابنا أك اسثحبابنا‪ ،‬مث‬ ‫ذلك مف غّب‬
‫ٱبرج مف ذلك إىل ا‪٢‬برب كالقثاؿ كدما كقع يف بعض أرض ا‪٤‬بشرؽ‪ ،‬كمبدأ ذلك‬
‫تاضيل ما مل تاضلو الشريعة‪ ،‬كا‪٤‬بداكمة عليو كإف مل يعثقد فضلو سبب ال‪ٚ‬باذه‬
‫اعثقادا كإرادة‪ ،‬فثكوف ا‪٤‬بداكمة على ذلك إما منهيًّا عنها كإما ماضولة‪،‬‬‫ن‬ ‫فاضال‬
‫ن‬
‫كالثنوع يف ا‪٤‬بشركع ٕبسب ما تنوع فيو الرسوؿ أفضل كأكدمل‪.‬‬
‫نوع دكف غّبه ىجرا نا لبعض ا‪٤‬بشركع كذلك‬ ‫ا سادس‪ :‬أف يف ا‪٤‬بداكمة على و‬
‫سبب لنسيانو كاإلعراض عنو‪ ،‬حٌب يعثقد أنو ليس مف الديف ٕبيث يصّب يف ناوس‬ ‫ه‬
‫كث وّب مف العامة أنو ليس مف الديف كيف ناوس خاصة ىذه العامة عدملهم ‪٨‬بالف‬
‫علدمهم‪ ،‬فإف علدماءىم يعلدموف أنو مف الديف مث يَبكوف بياف ذلك إما خشيةن مف‬
‫قليال مف الرئاسة كا‪٤‬باؿ كدما كاف عليو أىل الكثاب‪،‬‬
‫ا‪٣‬بلق كإما انَباءن بآيات اد ‪ٜ‬بننا ن‬
‫كدما قد رأينا مف تعود أال يسدمع إقامة إال موترة أك مشاوعة فإذا ‪٠‬بع اإلقامة‬
‫الخرل نار عنها كأنكرىا كيصّب كونو ‪٠‬بع أذانا ليس أذاف ا‪٤‬بسلدمْب‪ ،‬ككذلك مف‬
‫اعثاد القنوت قبل الركوع أك بعده‪ ،‬كىجراف بعض ا‪٤‬بشركع سبب لوقوع العداكة‬

‫ِّٕ‬
‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬ ‫كالبغضاء بْب المة‪ ،‬قاؿ اد تعاىل‪:‬‬
‫ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﮊ(ُ) فوخ‬
‫سبحانو أف نسياهنم حظًّا ‪٩‬با ذيكركا بو سبب إلغراء العداكة كالبغضاء بينهم‪ ،‬فإذا‬
‫‪ٝ‬بيع ا‪٤‬بشركع ا‪٤‬بسنوف كاسثعدمل النواع ا‪٤‬بشركعة ىذا تارة كىذا تارة كاف‬
‫جل ى‬ ‫اتبع الر ي‬
‫كعدمال كزالة ا‪٤‬باسدة ا‪٤‬ب وفة مف ترؾ ذلك‪ ،‬كنكثة ىذا‬‫علدما ن‬ ‫السنة ن‬
‫قد حاظة ُّ‬
‫الوجو أنو كإف جاز االقثصار على فعل نوع لكف حا النوع ااخر مف الديف ليعلم‬
‫أنو جائز مشركع كيف العدمل بو تارة حا للشريعة كترؾ ذلك قد يكوف سببنا‬
‫إلضاعثو كنسيانو‪.‬‬
‫ا سابع‪ :‬أف اد يومر بالعدؿ كاإلحساف كالعدؿ الثسوية بْب ا‪٤‬بثدماثلْب كحرـ‬
‫الظلم على ناسو كجعلو ‪٧‬برنما بْب عباده‪ ،‬كمف أعظم العدؿ العدؿ يف المور الدينية‪،‬‬
‫فإف العدؿ يف أمر الدنيا مف الدماء كالمواؿ كالقصاص كا‪٤‬بواريث كإف كاف كاجبنا كتركو‬
‫ظلم فالعدؿ يف أمر الديف أعظم منو كىو العدؿ بْب نرائع الديف كبْب أىلو‪ ،‬فإذا كاف‬
‫الشارع قد سول بْب عدملْب أك عاملْب كاف تاضيل أحدٮبا مف الظلم العظيم كإذا‬
‫فضل بينهدما كانة الثسوية كذلك كالثاضيل أك الثسوية بالظف كىول الناوس مف‬
‫جنس ديف الكاار‪ ،‬فإف ‪ٝ‬بيع أىل ا‪٤‬بلل كالنحل ياضل أحدىم دينو إما ظنًّا كإما‬
‫الثدمسك بو كذـ غّبه"(ِ)‪.‬‬
‫اقثصادا كىو سبب ُّ‬
‫ن‬ ‫اعثقادا كإما‬
‫ن‬ ‫ىول إما‬
‫الثدمسك بالدعية الٍب سنها لنا النيب "فإهنا‬
‫كالفضل كالمت كالكدمل ىو ُّ‬
‫أفضل كأكدمل باتااؽ ا‪٤‬بسلدمْب مف الدعية الٍب ليسة كذلك كإف قا‪٥‬با بعض‬
‫(ُ) سورة ا‪٤‬بائدة‪.ُْ :‬‬
‫(ِ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ِْ‪.ِْٕ/‬‬

‫ّّٕ‬
‫الشيوخ‪ -‬فكيف يكوف يف عْب الدعية ما ىو خطو أك إمث أك غّب ذلك‪ ،‬كمف أند‬
‫الناس عيبنا مف يث ذ حزبنا ليس ٗبوثوور عف يب‬
‫النيب كإف كاف حزبنا لبعض ا‪٤‬بشاي ‪ ،‬ىك ىيدع‬
‫الحزاب النبوية الٍب كاف يقو‪٥‬با سيد بِب آدـ كإماـ ا‪٣‬بلق‪ ،‬كحجة اد على عباده"(ُ)‪.‬‬
‫بل كصل عند القوـ أف يقاؿ للداعي‪ :‬اسثحضر صورة ني ك أثناء الدعاء‪،‬‬
‫يح‬
‫نرؾ صر ه‬ ‫كال نك أف يف اعثقاد ىذا االسثحضار ما فيو مف الثعلُّق بغّب اد‪ ،‬فهو ه‬
‫كالعياذ باد‪.‬‬
‫اجب على أىل العلم إنكار البدع‪ ،‬قاؿ أبو عدمرك الداين(ِ) "كمف الواجب‬ ‫فو ه‬
‫على السالطْب كالعلدماء إنكار البدع كالضالالت‪ ،‬كإظهار ا‪٢‬بجج كبياف الدالئل مف‬
‫السنة كحجية العقل؛ حٌب يػي ٍقطىع عي ٍذ يريىم‪ ،‬كتىػٍبطيل ينبىػ يههم ك‪ٛ‬بويها يهتم"(ّ)‪.‬‬
‫الكثاب ك ُّ‬
‫سادسا‪ :‬مةقف ابج بة اد مج بدع ا صة د ي ية د ا عاادة‬
‫ً‬
‫يعر ف ا ادبد ي ا ي د‪:‬‬
‫ذكر كال‬ ‫و‬
‫خلق‪ ،‬كال ه‬
‫قبل ه‬
‫إحداث نيء مل يكف لو مف ي‬ ‫ي‬ ‫قاؿ ا‪٣‬بليل‪" :‬البى ٍدعي‪:‬‬
‫يثوٮبهدما‬
‫بديع السدموات كالرض‪ :‬ابثدعهدما‪ ،‬كمل يكونا قبل ذلك نينا ٌ‬‫معرفةه‪ ،‬كاد ي‬
‫مثوىم‪ ،‬كبدع ا‪٣‬بلق‪ ،‬كالبً ٍدعي‪ :‬الشيء الذم يكوف أكنال يف كل أمر كدما قاؿ‬
‫(ْ)‬
‫لسة بوكؿ يم ٍر ىسل‪.‬‬
‫اد‪ :‬ﮋﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮊ ‪ ،‬أم‪ :‬ي‬
‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ِِ‪.ِٓٓ/‬‬
‫(ِ) أبو عدمرك‪ ،‬عثدماف بف سعيد بف عثدماف بف عدمر الموم الندلسي‪ ،‬القرطيب‪ ،‬مث الداين‪ ،‬كلد سنة ُّٕق‪ ،‬كمف‬
‫نيوخو‪ :‬أبو مسلم ‪٧‬بدمد بف أ‪ٞ‬بد الكاتب صاحب البغوم‪ ،‬كىو أك ني لو‪ ،‬كأ‪ٞ‬بد بف فراس ا‪٤‬بكي‪ ،‬تويف يوـ‬
‫نصف نواؿ سنة ْْْىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعالـ النبالء ُٕ‪.ٕٕ/‬‬
‫(ّ) الرسالة الوافية‪ ،‬صِٖٖ‪.‬‬
‫(ْ) سورة الحقاؼ‪.ٗ :‬‬

‫ّْٕ‬
‫كنقوؿ‪ :‬لقد ج ة بوم ور بديع‪ ،‬أم‪ :‬مبثدعه عجيب‪ ،‬كابثدعة‪ :‬ج ة بوم ور‬
‫و‬
‫‪٨‬بثلف مل يعرؼ ذلك"(ُ)‪.‬‬
‫أبدعة الشيء‪ :‬اخَبعثيو ال على مثاؿ‪ ،‬كاد تعاىل بديع‬
‫ي‬ ‫كقاؿ ا‪١‬بوىرم‪" :‬بدع‪:‬‬
‫أيضا‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببثدع ن‬
‫السدموات كالرض‪ ،‬كالبديع‪ :‬ا‪٤‬ببثدع‪ ،‬كالبديع‪ :‬ى‬
‫كنيءه بًدع بالكسر‪ ،‬أم‪ :‬مبثدع‪ ،‬كفال هف بدع يف ىذا المر‪ ،‬أم‪ :‬بديع‪ ،‬كقوـ‬
‫ث يف الديف‬
‫ا‪٢‬بد ي‬
‫كالبدعة‪ :‬ى‬ ‫ﮋﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮊ‬ ‫أبداع ‪ ،...‬كمنو قولو تعاىل‪:‬‬
‫بعد اإلكدماؿ‪.‬‬
‫بديعا‪ ،‬كبدعو‪ :‬نسبو إىل البدعة‪ ،‬كأبدعة الراحلة‪ ،‬أم‪:‬‬
‫كاسثبدعو‪ :‬عده ن‬
‫كلة‪ ،‬كقد أبدع بالرجل‪ ،‬أم‪ :‬كلة راحلثو"(ِ)‪.‬‬
‫ا ادبد ي االصط ح‪:‬‬
‫قاؿ الشاطيب‪" :‬فالبدعة إذف عبارة عف طريقة يف الديف ‪٨‬بَبعة‪ ،‬تضاىي‬
‫الشرعية‪ ،‬يقصد بالسلوؾ عليها ا‪٤‬ببالغة يف الثعبُّد د سبحانو‪.‬‬
‫ٱبصها‬
‫كىذا على رأم مف ال يدخل العادات يف معُب البدعة‪ ،‬كإ٭با ُّ‬
‫بالعبادات‪ ،‬كأما على رأم مف أدخل العدماؿ العادية يف معُب البدعة فيقوؿ‪ :‬البدعة‬
‫طريقةه يف الديف ‪٨‬بَبعة‪ ،‬تضاىي الشرعية‪ ،‬يقصد بالسلوؾ عليها ما يقصد بالطريقة‬
‫الشرعية‪.‬‬
‫كال بد مف بياف ألااظ ىذا ا‪٢‬بد فالطريقة كالطريق كالسبيل كالسنف ىي ٗبعُب‬
‫كاحد كىو ما رسم للسلوؾ عليو‪.‬‬
‫(ُ) العْب ِ‪.ْٓ/‬‬
‫(ِ) الصحاح ّ‪.ُُْٖ-ُُّٖ/‬‬

‫ّٕٓ‬
‫كإ٭با قيدت بالديف؛ لهنا فيو ‪ٚ‬بَبع‪ ،‬كإليو يضياها صاحبها‪.‬‬
‫أيضا فلو كانة طريقة ‪٨‬بَبعة يف الدنيا على ا‪٣‬بصوص مل تسم بدعة‪،‬‬ ‫ك ن‬
‫كإحداث الصنائع كالبلداف الٍب ال عهد هبا فيدما تقدـ‪.‬‬
‫ك‪٤‬با كانة الطرائق يف الديف تنقسم فدمنها ما لو أصل يف الشريعة كمنها ما‬
‫ليس لو أصل فيها‪ ،‬خص منها ما ىو ا‪٤‬بقصود با‪٢‬بد‪ ،‬كىو القسم ا‪٤‬ب َبع‪ ،‬أم‪:‬‬
‫طريقة ابثدعة على غّب و‬
‫مثاؿ تقدمها مف الشارع؛ إذ البدعة إ٭با خاصثها أهنا‬
‫خارجة عدما ر‪٠‬بو الشارع‪ ،‬كهبذا القيد اناصلة عف كل ما ظهر لبادم الرأم أنو‬
‫‪٨‬بَبع‪٩ ،‬با ىو مثعلق بالديف‪ ،‬كعلم النحو كالثصريف كماردات اللغة كأصوؿ الاقو‬
‫كأصوؿ الديف كسائر العلوـ ا‪٣‬بادمة للشريعة فإهنا كإف مل توجد يف الزماف اليكؿ‬
‫فوصو‪٥‬با موجودة يف الشرع"(ُ)‪.‬‬
‫كثّبا منها‪ ،‬كمف البدع الٍب‬
‫كأما موقف ابف عجيبة مف بدع الصوفية فإنو يقرر ن‬
‫قررىا‪:‬‬
‫‪ -1‬ا ص ة بند األضر د‬
‫كنة أخرج إىل قيػبة سيدم طلحة أتعبد فيها‪ ،‬كمرةن أخرج إىل قيػبة‬
‫قاؿ‪ " :‬ي‬
‫فكنة أصلي يف الضحى ‪ٟ‬بسة عشر حزبنا‬ ‫ي‬ ‫سيدم عبد اد الا ار فوتعبد فيها ‪...‬‬
‫أياما‪،‬‬
‫هنارا فبقية كذلك ن‬
‫ليال كال ن‬
‫مف القرآف‪ ،‬كيف الليل كذلك‪ ،‬كال أفَب مف ذكر اد ن‬
‫فرأية سيدم طلحة يف النوـ كأنا عند ضرٰبو فا‪٫‬بُب علي حٌب مس نعر ‪٢‬بيثو‬
‫كجهي"(ِ)‪.‬‬
‫(ُ) االعثصاـ ُ‪.ْٕ/‬‬
‫(ِ) الاهرسة‪ ،‬صّْ‪.‬‬

‫ّٕٔ‬
‫ككل مف تقرب إىل اد ‪ٗ ‬با ليس مف ا‪٢‬بسنات ا‪٤‬بومور هبا ىأمر إٯباب كال‬
‫مثبع ‪٥‬بواه كالشيطاف قائده‪ ،‬كسبيلو مف سبيل الشيطاف كدما قاؿ‬
‫اسثحباب فهو ه‬
‫قاؿ‪ :‬خا لنا رسوؿ اد خطًّا مث قاؿ‪ :‬ىذا سبيل‬ ‫عبد اد بف مسعود‬
‫اد‪ ،‬مث خا خطوطنا عف ٲبينو كعف مشالو‪ ،‬مث قاؿ‪ :‬ىذه سبل ‪ ...‬على كل و‬
‫سبيل‬
‫ﮋ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ‬ ‫منها نيطاف يدعو إليو(ُ)‪ ،‬مث قرأ‪:‬‬
‫ﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉ ﮊﮋﮌﮊ (ِ)‪.‬‬
‫قاؿ الط م يف تاسّبه ‪٥‬بذه ااية‪" :‬البدع كالشبهات"(ّ)‪.‬‬
‫ك‪٥‬بذا ال بد مف معرفة الزيارة الشرعية لقبور ا‪٤‬بسلدمْب مف الزيارة البدعية‪.‬‬
‫قاؿ ابف تيدمية‪" :‬فالزيارة الشرعية أف يكوف مقصود الزائر ُّ‬
‫الدعاء للدمية؛ كدما‬
‫ييقصد بالصالة على جنازتو الدعاء لو‪.‬‬
‫ﮋﮯ ﮰ‬ ‫فالقياـ على ق ه مف جنس الصالة عليو قاؿ اد تعاىل يف ا‪٤‬بنافقْب‪:‬‬
‫ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹﮺ ﮻ ﮼ ﮽ ﮾ ﮿ ﯀ ﯁ﮊ(ْ) فنهى‬
‫نبيو عف الصالة عليهم كالقياـ على قبورىم؛ لهنم كاركا باد كرسولو كماتوا كىم‬
‫كافركف‪ ،‬فلدما هنى عف ىذا‪ ،‬كىذا لجل ىذه العلة كىي الكار دؿ ذلك على انثااء‬
‫(ُ) أخرجو أ‪ٞ‬بد يف مسنده ُ‪ ،ّْٓ/‬رقم ُِْْ‪ ،‬كالدارمي ُ‪ ،ِِّ/‬رقم َِٖ‪ ،‬كالنسائي يف السنف الك ل‬
‫حديث صحيح‬
‫ه‬ ‫ٔ‪ ،ّّْ/‬رقم ُُُْٕ‪ ،‬كابف ًحباف ُ‪ ،َُٖ/‬رقم ٔ‪ ،‬كا‪٢‬باكم ِ‪ ،ّْٖ/‬كقاؿ‪ :‬ىذا‬
‫اإلسناد‪ ،‬ككافقو الذىيب‪ ،‬كقاؿ ا‪٥‬بيثدمي يف ‪٦‬بدمع الزكائد ٕ‪ :ِٓ/‬فيو عاصم بف هبدلة كىو ثقةه كفيو ضعف‪،‬‬
‫كحسنو ابف حجر يف ‪ٚ‬بريج مشكاة ا‪٤‬بصابيح ُ‪.ُُّ/‬‬
‫(ِ) سورة النعاـ‪.ُّٓ :‬‬
‫(ّ) جامع البياف يف تاسّب القرآف ُِ‪.ِِٗ/‬‬
‫(ْ) سورة الثوبة‪.ْٖ :‬‬

‫ّٕٕ‬
‫ىذا النهي عند انثااء ىذه العلة‪ ،‬كدؿ ‪ٚ‬بصيصهم بالنهي على أف غّبىم ييصلى عليو‬
‫كيقاـ على ق ه إذ لو كاف ىذا غّب مشركع يف حق و‬
‫أحد مل ٱبصوا بالنهي‪ ،‬كمل يعلل‬ ‫ي‬
‫ذلك بكارىم؛ ك‪٥‬بذا كانة الصالة على ا‪٤‬بوتى مف ا‪٤‬بؤمنْب كالقياـ على قبورىم مف‬
‫السنة ا‪٤‬بثواترة‪ ،‬فإف النيب ييصلي على موتى ا‪٤‬بسلدمْب كنرع ذلك ليمثو ككاف إذا‬ ‫ُّ‬
‫دفف الرجل مف أمثو يقوـ على ق ه كيقوؿ‪ :‬سلوا لو الثثبية فإنو ااف يسوؿ (ُ)‪،‬‬
‫يح ود كيعلم أصحابو إذا زاركا القبور أف يقوؿ‬
‫ككاف يزكر قبور أىل البقيع كالشهداء بو ي‬
‫أحدىم‪ :‬السالـ على أىل الديار مف ا‪٤‬بؤمنْب كا‪٤‬بسلدمْب كيرحم اد ا‪٤‬بسثقدمْب منا‬
‫كا‪٤‬بسثوخريف كإنا إف ناء اد بكم لالحقوف (ِ)‪.‬‬
‫خرج إىل ا‪٤‬بق ة فقاؿ‪ :‬السالـ‬ ‫أف رسوؿ اد‬ ‫كعف أ ىريرة‬
‫قوـ مؤمنْب‪ ،‬كإنا إف ناء اد بكم الحقوف (ّ)‪ ،‬فهذه الزيارة لقبور‬ ‫عليكم دار و‬
‫ى‬
‫ا‪٤‬بؤمنْب مقصودىا الدعاء ‪٥‬بم‪ ،‬كىذه غّب الزيارة ا‪٤‬بشَبكة الٍب ٘بوز يف قبور ال يكاار‬
‫أنو قاؿ‪ :‬أتى رسوؿ اد‬ ‫كدما ثبة يف الحاديث الصحيحة عف أ ىريرة‬
‫اسثوذنة ر أف أسثغار ليمي فلم يوذف‬‫ي‬ ‫ق أيمو فبكى كأبكى مف حولو مث قاؿ‪:‬‬
‫ل‪ ،‬كاسثوذنثو أف أزكر ق ىا فوذف ل (ْ)‪.‬‬
‫كافرا ٖبالؼ‬
‫فهذه الزيارة الٍب تناع يف تذكّب ا‪٤‬بوت تشرع‪ ،‬كلو كاف ا‪٤‬بقبور ن‬
‫(ُ) أخرجو أبو داكد‪ ،‬كثاب ا‪١‬بنائز‪ ،‬باب االسثغاار عند الق للدمية ّ‪ ،َٓٓ/‬رقم ِِّّ‪ ،‬كصححو ا‪٢‬باكم يف‬
‫ا‪٤‬بسثدرؾ‪ ،‬كثاب ا‪١‬بنائز ُ‪ ،ِٓٔ/‬رقم ُِّٕ‪ ،‬كقاؿ‪ :‬صحيح اإلسناد‪ ،‬كجود إسناده النوكم يف ا دموع‬
‫ٓ‪ ،ِِٗ/‬كصححو اللباين يف ا‪١‬بامع الصغّب كزيادتو ُ‪ ،ِِْ/‬رقم ْٓٗ‪.‬‬
‫(ِ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب ا‪١‬بنائز‪ ،‬باب ما يقاؿ عند دخوؿ القبور كالدعاء ِ‪ ،ٔٔٗ/‬رقم َُِّ‪.‬‬
‫(ّ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب الطهارة‪ ،‬باب ما يقاؿ عند دخوؿ الق ّ‪ ،ّٔ/‬رقم ِِِٗ‪.‬‬
‫(ْ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب ا‪١‬بنائز‪ ،‬باب اسث ذاف النيب ﷺ يف ق أمو ّ‪ ،ٔٓ/‬رقم ُِٕٔ‬

‫ّٖٕ‬
‫الزيارة الٍب يقصد هبا الدعاء للدمية فثلك ال تشرع إال يف حق ا‪٤‬بؤمنْب‪.‬‬
‫كأما الزيارة البدعية فهي الٍب يقصد هبا أف ييطلب مف ا‪٤‬بية ا‪٢‬بوائج أك ييطلب‬
‫منو الدعاء كالشااعة أك يقصد الدعاء عند ق ه لظف القاصد أف ذلك أجوب‬
‫للدعاء‪.‬‬
‫فالزيارة على ىذه الوجوه كلها مبثدعة مل يشرعها النيب كال فعلها الصحابة‬
‫ال عند ق النيب كال عند غّبه كىي مف جنس الشرؾ كأسباب الشرؾ‪.‬‬
‫كلو قصد الصالة عند قبور النبياء كالصا‪٢‬بْب مف غّب أف يقصد دعاءىم‬
‫كالدعاء عندىم مثل أف يث ذ قبورىم مساجد لكاف ذلك ‪٧‬برنما منهيًّا عنو كلكاف‬
‫عف النيب ‪ :‬أنو قاؿ يف‬ ‫مثعرضا لغضب اد كلعنثو‪ ،‬فعف عائشة‬
‫ن‬ ‫صاحبو‬
‫مسجدا ‪،‬‬
‫ند‬ ‫مرضو الذم مات فيو‪ :‬لعف اد اليهود كالنصارل‪ ،‬ا‪ٚ‬بذكا قبور أنبيائهم‬
‫مسجدا(ُ)‪.‬‬
‫ن‬ ‫قالة‪ :‬كلوال ذلك لبرزكا ق ه‪ ،‬غّب أين أخشى أف ييث ذ‬
‫كقاؿ‪ :‬قاتل اد اليهود كالنصارل ا‪ٚ‬بذكا قبور أنبيائهم مساجد (ِ) ٰبذر ما‬
‫صنعوا‪.‬‬
‫سبب لس ا الرب كلعنثو فكيف ٗبف يقصد دعاء‬ ‫فإذا كاف ىذا ‪٧‬برنما كىو ه‬
‫ا‪٤‬بية كالدعاء عنده كبو‪ ،‬كاعثقد أف ذلك مف أسباب إجابة الدعوات كنيل الطلبات‬
‫كقضاء ا‪٢‬باجات؟ كىذا كاف أكؿ أسباب الشرؾ يف قوـ نوح كعبادة الكثاف"(ّ)‪.‬‬
‫كنقل ابف القيم كالـ ني و ابف تيدمية فقاؿ‪" :‬كىذه المور ا‪٤‬ببثدعة عند القبور‬
‫(ُ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب ا‪١‬بنائز‪ ،‬باب ما يكره مف ا‪ٚ‬باذ ا‪٤‬بساجد على القبور ُ‪ ،َْٖ/‬رقم َُّّ‪.‬‬
‫(ِ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب ا‪٤‬بساجد‪ ،‬باب النهي عف بناء ا‪٤‬بساجد على القبور كا‪ٚ‬باذ الصور فيها ِ‪ ،ٕٔ/‬رقم‬
‫ُُِِ‪.‬‬
‫(ّ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُ‪ ،ُٔٔ-ُٔٓ/‬ينظر‪ :‬اقثضاء الصراط ا‪٤‬بسثقيم ِ‪.ُٕٗ-ُٗٔ/‬‬

‫ّٕٗ‬
‫مراتب‪ ،‬أبعدىا عف الشرع‪ :‬أف يسوؿ ا‪٤‬بية حاجثو‪ ،‬كيسثغيث بو فيها‪ ،‬كدما ياعلو‬
‫كثّبه مف الناس‪ ،‬قاؿ‪ :‬كىؤالء مف جنس عيباد الصناـ‪ ،‬ك‪٥‬بذا قد يثدمثل ‪٥‬بم الشيطاف‬
‫يف صورة ا‪٤‬بية أك الغائب كدما يثدمثل لعيباد الصناـ‪ ،‬كىذا ٰبصل لل يكاار مف‬
‫ا‪٤‬بشركْب كأىل الكثاب‪ ،‬يدعو أحدىم مف يعظدمو فيثدمثل لو الشيطاف أحيانا‪ ،‬كقد‬
‫الثدمسح بو كتقبيلو‪.‬‬
‫ٱباطبهم ببعض المور الغائبة‪ ،‬ككذلك السجود للق ‪ ،‬ك ُّ‬
‫كا‪٤‬برتبة الثانية‪ :‬أف يسوؿ اد‪ ‬بو‪ ،‬كىذا ياعلو كثّبه مف ا‪٤‬بثوخريف‪ ،‬كىو‬
‫بدعة باتااؽ ا‪٤‬بسلدمْب‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أف يسولو ناسو‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أف يظف أف الدعاء عند ق ه مسثجاب‪ ،‬أك أنو أفضل مف الدعاء يف‬
‫أيضا مف ا‪٤‬بنكرات‬
‫ا‪٤‬بسجد‪ ،‬فيقصد زيارتو كالصالة عنده لجل طلب حوائجو‪ ،‬فهذا ن‬
‫اعا بْب أئدمة الديف"(ُ)‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببثدعة باتااؽ ا‪٤‬بسلدمْب‪ ،‬كىى ‪٧‬برمة‪ ،‬كما علدمة يف ذلك نز ن‬
‫كىذه البدع آناة الذكر تقدح يف العقيدة‪ ،‬إما أف تنافيها أك تنقضها‪٥ ..." ،‬بذا‬
‫ينبغي أف ييشهر يف الناس فسادىا كعيبها‪ ،‬ليحذرىا الناس فال يقعوا فيها"(ِ)‪.‬‬
‫كلقد أ‪ٝ‬بع العلدماء على بياف فساد أىل البدع‪ ،‬يقوؿ ابف تيدمية ‪" :‬كمثل‬
‫السنة أك العبادات ا‪٤‬ب الاة للكثاب‬
‫أئدمة البدع مف أىل ا‪٤‬بقاالت ا‪٤‬ب الاة للكثاب ك ُّ‬
‫اجب باتااؽ ا‪٤‬بسلدمْب‪ ،‬حٌب قيل‬ ‫السنة‪ ،‬فإف بياف حا‪٥‬بم ك‪ٙ‬بذير اليمة منهم ك ه‬ ‫ك ُّ‬
‫أحب إليك أك يثكلم يف أىل‬ ‫ل‪ٞ‬بد بف حنبل‪ :‬الر يج يل يصوـ كيصلي كيعثكف ُّ‬
‫البدع؟ فقاؿ‪ :‬إذا قاـ كصلى كاعثكف فإ٭با ىو لناسو‪ ،‬كإذا تكلم يف أىل البدع فإ٭با‬
‫(ُ) إغاثة اللهااف يف مصايد الشيطاف ُ‪.ُِٕ/‬‬
‫(ِ) الاركؽ ْ‪.ِٓٗ/‬‬

‫َّٖ‬
‫ىو للدمسلدمْب ىذا أفضل‪ ،‬فبْب أف ناع ىذا عاـ للدمسلدمْب يف دينهم مف جنس‬
‫ا‪١‬بهاد يف سبيل اد؛ إذ تطهّب سبيل اد كدينو كمنهاجو كنرعثو كدفع بغي ىؤالء‬
‫كعدكاهنم على ذلك كاجب على الكااية باتااؽ ا‪٤‬بسلدمْب كلوال مف يقيدمو اد لدفع‬
‫ضرر ىؤالء لاسد الديف ككاف فساده أعظم مف فساد اسثيالء العدك مف أىل‬
‫تبعا كأما‬
‫ا‪٢‬برب؛ فإف ىؤالء إذا اسثولوا مل ياسدكا القلوب كما فيها مف الديف إال ن‬
‫أكل ك فهم ياسدكف القلوب ابثداءن"(ُ)‪.‬‬

‫كيف منهج ابف عجيبة توثػُّهر ك ه‬


‫اضح بآراء الاالساة‪.‬‬
‫قوـ مف مالحدة‬‫قاؿ ابف تيدمية يف رده على الاالساة الدىرية‪" :‬كقد أحدث ه‬
‫الاالساة الدىرية للشرؾ نينا آخر ذكركه يف زيارة القبور كدما ذكر ذلك ابف سينا‪ ،‬كمف‬
‫أخذ عنو كصاحب الكثب ا‪٤‬بضنوف هبا كغّبه ذكركا معُب الشااعة على أصلهم فإهنم ال‬
‫يقركف بوف اد خلق السدموات كالرض يف سثة أياـ كال أنو يعلم ا‪١‬بزئيات كيسدمع‬
‫أصوات عباده كٯبيب دعاءىم‪ ،‬فشااعة النبياء كالصا‪٢‬بْب على أصلهم ليسة كدما‬
‫يعرفو أىل اإلٲباف مف أهنا دعاء يدعو بو الر يجل الصاٌف فيسثجيب اد دعاءه‪ ،‬كدما أف‬
‫ما يكوف مف إنزاؿ ا‪٤‬بطر باسثسقائهم ليس سببو عندىم إجابة دعائهم‪ ،‬بل ىم يزعدموف‬
‫أف ا‪٤‬بؤثر يف حوادث العامل ىو قول الناس أك ا‪٢‬بركات الالكية أك القول الطبيعية‬
‫رجال صا‪٢‬بنا قد مات ال سيدما إف زار ق ه فإنو ٰبصل‬
‫فيقولوف‪ :‬إف اإلنساف إذا أحب ن‬
‫لركحو اتصاؿ بركح ذلك ا‪٤‬بية فيدما يايض على تلك الركح ا‪٤‬باارقة مف العقل الاعاؿ‬
‫عندىم‪ ،‬أك الناس الالكية يايض على ىذه الركح الزائرة ا‪٤‬بسثشاعة مف غّب أف يعلم اد‬
‫و‬
‫بشيء مف ذلك‪ ،‬بل كقد ال تعلم الركح ا‪٤‬بسثشاع هبا بذلك‪ ،‬كمثلوا ذلك بالشدمس إذا‬
‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ِٖ‪.ِِّ-ُِّ/‬‬

‫ُّٖ‬
‫قابلها مرآة فإنو يايض على ا‪٤‬برآة مف نعاع الشدمس‪ ،‬مث إذا قابل ا‪٤‬برآة مرآة أخرل فاض‬
‫ا أك ماءه فاض عليو مف نعاع تلك ا‪٤‬برآة‬
‫عليها مف تلك ا‪٤‬برآة‪ ،‬كإف قابل تلك ا‪٤‬برآة حائ ه‬
‫فهكذا الشااعة عندىم كعلى ىذا الوجو ينثاع الزائر عندىم‪.‬‬
‫كيف ىذا القوؿ مف أنواع الكار ما ال ٱباى على مف تدبره‪ ،‬كال ريب أف‬
‫الكثاف ٰبصل عندىا مف الشياطْب كخطاهبم كتصرفهم ما ىو مف أسباب ضالؿ‬
‫بِب آدـ كجعل القبور أكثانا ىو أكؿ الشرؾ‪.‬‬
‫ك‪٥‬بذا ٰبصل عند القبور لبعض الناس مف خطاب يسدمعو كن ص يراه كتصرؼ‬
‫عجيب ما يظف أنو مف ا‪٤‬بية‪ ،‬كقد يكوف مف ا‪١‬بف كالشياطْب مثل أف يرل الق قد‬
‫انشق كخرج منو ا‪٤‬بية ككلدمو كعانقو‪ ،‬كىذا يرل عند قبور النبياء كغّبىم كإ٭با ىو‬
‫نيطاف فإف الشيطاف يثصور بصور اإلنس كيدعي أحدىم أنو النيب فالف‪ ،‬أك الشي فالف‬
‫كيكوف كاذبنا يف ذلك‪.‬‬
‫كيف ىذا الباب مف الوقائع ما يضيق ىذا ا‪٤‬بوضع عف ذكره‪ ،‬كىي كثّبة ًّ‬
‫جدا‪،‬‬
‫يظف أف ذلك الذم رآه قد خرج مف الق كعانقو أك كلدمو ىو ا‪٤‬بقبور أك‬ ‫كا‪١‬باىل ُّ‬
‫النيب أك الصاٌف كغّبٮبا"(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف تيدمية‪" :‬كما أحا ‪-‬ال عف صحا كال تابعي كال عف و‬
‫إماـ‬
‫معركؼ‪ -‬أنو اسثحب قصد نيء مف القبور للدعاء عنده‪ ،‬كال ركل أح هد يف ذلك‬
‫ني ا‪ ،‬ال عف النيب كال عف الصحابة كال عف و‬
‫أحد مف الئدمة ا‪٤‬بعركفْب‪ ،‬كقد صنف‬ ‫ن‬
‫الناس يف الدعاء كأكقاتو كأمكنثو‪ ،‬كذكركا فيو ااثار‪ ،‬فدما ذكر أح هد منهم يف فضل‬
‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُٔٔ‪ ،ُٖٔ-ُٕٔ-‬ينظر‪ :‬النبذة الشرياة النايسة يف الرد على القبوريْب‪ ،‬صٓٓ‪،ُٗٗ ،‬‬
‫َُُ‪.ُٔٔ ،ُِّ ،َُٖ ،‬‬

‫ِّٖ‬
‫احدا ‪-‬فيدما أعلم‪ ،-‬فكيف ٯبوز ‪-‬كا‪٢‬باؿ ىذه‪ -‬أف‬ ‫و‬
‫الدعاء عند نيء مف القبور ىحٍرفنا ك ن‬
‫يكوف الدعاء عندىا أجوب كأفضل‪ ،‬كالسلف تنكره كال تعرفو‪ ،‬كتنهى عنو كال تومر بو‪.‬‬
‫نعم صار مف ‪٫‬بو ا‪٤‬بائة الثالثة يوجد مثارقنا يف كالـ بعض الناس‪ :‬فال هف تيرجى‬
‫اإلجابة عند ق ه كفال هف ييدعى عند ق ه‪ ،‬ك‪٫‬بو ذلك كدما كجد اإلنكار على مف‬
‫يقوؿ كيومر بو‪ ،‬كائننا مف كاف ‪.)ُ("...‬‬
‫كقاؿ يف موض وع آخر‪" :‬كأما ما يحكي عف بعض ا‪٤‬بشاي مف قولو‪ :‬إذا نزؿ بك‬
‫كنة أك ميثنا‪.‬‬
‫أمر ‪ٚ‬بافو فاسثوحِب فيكشف ما بك مف الشدة حيًّا ى‬ ‫حادث‪ ،‬أك ه‬
‫ه‬
‫فهذا الكالـ ك‪٫‬بوه إما أف يكوف كذبنا مف الناقل أك خطون مف القائل؛ فإنو ه‬
‫نقل‬
‫ال ييعرؼ صدقو عف قائل غّب معصوـ‪ ،‬كمف ترؾ النقل ا‪٤‬بص ٌدؽ عف القائل ا‪٤‬بعصوـ‬
‫ضالال بعيدا"(ِ)‪.‬‬
‫نقال غّب مص ٌدؽ عف قائل غّب معصوـ فقد ضل ن‬ ‫كاتبع ن‬
‫"فعيلم أف ىذا مف الضالؿ‪ ،‬كإف كاف بعض الشيوخ قاؿ ذلك فهو خطو منو‬
‫‪٦‬بثهدا ‪٨‬بطنا‪ ،‬كليس ىو بنيب ٯبب اتباع قولو كال معصوـ فيدما‬
‫كاد يغار لو إف كاف ن‬
‫يومر بو كينهى عنو‪ ،‬كقد قاؿ اد‪ :‬ﮋﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ‬
‫ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑ‬
‫ﰒﮊ(ّ)(ْ)‪.‬‬
‫"كىذه البدع إ٭با ٰبدثها أىل الغلو كالشرؾ ا‪٤‬بشبهْب للنصارل مف أىل البدع‬
‫الرافضة الغالية يف الئدمة كمف أنبههم مف الغالة يف ا‪٤‬بشاي "(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) اقثضاء الصراط ا‪٤‬بسثقيم ِ‪.ِْٔ/‬‬
‫(ِ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ِٕ‪.ُِٓ/‬‬
‫(ّ) سورة النساء‪.ٓٗ :‬‬
‫(ْ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ِٕ‪ ،ْٕٔ-ْٔٓ/ِٕ ،ُِٓ/‬كِٕ‪.ُٖٔ-ُٕٔ/‬‬
‫(ٓ) ا‪٤‬برجع السابق ِٕ‪.ُِٕ/‬‬

‫ّّٖ‬
‫‪ -2‬ا ذكر باالسم ا فرد‬
‫(ُ)‬
‫ﮋﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚﮊ‬ ‫قاؿ ابف عجيبة يف تاسّبه لقوؿ اد تعاىل‪:‬‬
‫"كاذكر اسم ربك‪ ،‬أم‪ :‬اسثغرؽ أنااسك يف ذكر ا‪٠‬بو العظم‪ ،‬كىو االسم ا‪٤‬بارد؛‬
‫اد اد"(ِ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬كالنار الٍب ‪ٙ‬برؽ البشرية ىي ‪٨‬بالاة ا‪٥‬بول‪ ،‬ك‪ٙ‬بدمل الناس ما يثقل‬
‫كقاؿ ن‬
‫كالذؿ كالاقر‪ ،‬ك‪٫‬بوٮبا مع دكاـ ذكر االسم ا‪٤‬بارد‪ ،‬فكلدما فِب فيو ذابة‬ ‫عليها‪ُّ ،‬‬
‫بشريثو‪ ،‬كقوية ركحانيثو حٌب تسثول على بشريثو‪ ،‬فحين وذ يكوف ا‪٢‬بكم ‪٥‬با"(ّ)‪.‬‬
‫كابف عجيبة يف قولو يف االسم ا‪٤‬بارد يسّب على عقيدة ا‪٤‬بثصوفة كابثداعهم‬
‫لألذكار الباطلة‪ ،‬كال ريب أف ىذا مف ااثار السي ة ا‪٤‬بَبتبة على ترؾ ما جاء يف‬
‫الوحيْب‪ ،‬فليثومل العاقل ا‪٢‬بصيف كيف جر ىذا ا‪٤‬بنكر يف االسثغراؽ يف االسم‬
‫ا‪٤‬بارد إىل ما ىو أقبح منو يف اال‪٫‬براؼ العقدم‪.‬‬
‫كمضدمرا‬
‫ن‬ ‫مظهرا‬
‫قاؿ ابف تيدمية يف رده على الصوفية‪" :‬كالذكر باالسم ا‪٤‬بارد ن‬
‫بدعةه يف الشرع‪ ،‬كخطوه يف القوؿ كاللُّغة‪ ،‬فإف االسم ا رد ليس ىو ن‬
‫كالما ال إٲبانا كال‬
‫كارا(ْ)‪.‬‬
‫ن‬
‫كقاؿ يف موض وع آخر‪" :‬كأما االسم ا‪٤‬بارد مظهرا أك مضدمرا فليس و‬
‫بكالـ تاـ‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫كال ‪ٝ‬بلة مايدة‪ ،‬كال يثعلق بو إٲباف‪ ،‬كال كار‪ ،‬كال أمر‪ ،‬كال هني‪ ،‬كمل يذكر ذلك أح هد‬
‫مف سلف المة‪ ،‬كال نرع ذلك رسوؿ اللٌولو ‪ ،‬كال يعطي القلب بناسو معرفة‬
‫(ُ) سورة اإلنساف‪.ِٓ :‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ٕ‪.َِٓ/‬‬
‫(ّ) الاثوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صُِٓ‪.‬‬
‫(ْ) ‪٦‬بدموع الاثاكلَُ‪.ّٗٔ/‬‬

‫ّْٖ‬
‫تصورا مطل نقا‪ ،‬ال ٰبكم عليو بنا وي كال إثبات‪،‬‬
‫نافعا‪ ،‬كإ٭با يعطيو ن‬
‫حاال ن‬
‫مايدة‪ ،‬كال ن‬
‫فإف مل يقَبف بو مف معرفة القلب كحالو ما يايد بناسو كإال مل يكف فيو فائدة‪،‬‬
‫كالشريعة إ٭با تشرع مف الذكار ما يايد بناسو‪ ،‬ال ما تكوف الاائدة حاصلة بغّبه‪،‬‬
‫كقد كقع مف كاظب على ىذا الذكر باالسم ا‪٤‬بارد كبػ(ىو) يف فنوف اإل‪٢‬باد كأنواع مف‬
‫السنة‪ ،‬كأدخل يف البدعة‪ ،‬كأقرب‬‫اال‪ٙ‬باد ‪ ...‬كالذكر باالسم ا‪٤‬بضدمر ا‪٤‬بارد أبعد عف ُّ‬
‫إىل إضالؿ الشيطاف‪ ،‬فإف مف قاؿ‪ :‬يا ىو يا ىو‪ ،‬أك‪ :‬ىو ىو‪ ،‬ك‪٫‬بو ذلك مل يكف‬
‫عائدا إال إىل ما يصوره قلبو‪ ،‬كالقلب قد يهثدم كقد يضل"(ُ)‪.‬‬
‫الضدمّب ن‬
‫مدح كال تعظيم‪ ،‬ككل‬‫يدؿ على و‬ ‫كىذا الذكر باالسم ا‪٤‬بارد ال أصل لو‪ ،‬كال ُّ‬
‫أصحابو‬
‫كطريقة أصحاب‬ ‫ذلك مف البدع كاحملدثات ا‪٤‬ب الاة لطريقة رسوؿ اد‬
‫كل ا‪٣‬بّب يف‬ ‫و‬
‫بإحساف إىل يوـ الديف‪ ،‬كمل يعدمل بو سلف اليمة‪ ،‬فا‪٣‬بّب ُّ‬ ‫كالثابعْب ‪٥‬بم‬
‫اقثااء أثرىم كاتباع ىديهم‪.‬‬
‫مضدمرا فال أصل لو‬
‫ن‬ ‫مظهرا أك‬
‫قاؿ ابف تيدمية‪" :‬كأما االقثصار على االسم ا‪٤‬بارد ن‬
‫فضال عف أف يكوف مف ذكر ا‪٣‬باصة كالعارفْب‪ ،‬بل ىو كسيلة إىل أنواع مف البدع‬ ‫ن‬
‫كالضالالت كذريعة إىل تصورات أحواؿ فاسدة مف أحواؿ أىل اإل‪٢‬باد كأىل‬
‫اال‪ٙ‬باد"(ِ)‪.‬‬
‫أصال‪ ،‬كال مايد نينا‪،‬‬
‫كقاؿ ابف القيم‪" :‬فإف الذكر باالسم ا‪٤‬بارد غّب مشركع ن‬
‫مدح كال تعظيم‪ ،‬كال يثعلق بو إٲبا هف كال ثواب‪ ،‬كال‬
‫يدؿ على و‬‫أصال‪ ،‬كال ُّ‬
‫كال ىو كالـ ن‬
‫يدخل بو الذاكر يف عقد اإلسالـ ‪ٝ‬بلة‪.‬‬

‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل َُ‪.ِِٕ/‬‬


‫(ِ) ا‪٤‬برجع ناسو َُ‪.ِِٕ/‬‬

‫ّٖٓ‬
‫مسلدما‬
‫فلو قاؿ الكافر‪( :‬اد‪ ،‬اد) مف أكؿ عدمره إىل آخره مل يصر بذلك ن‬
‫فضال عف أف يكوف مف ‪ٝ‬بلة الذكر‪ ،‬أك يكوف أفضل الذكار‪ ،‬كبالغ بعضهم يف‬ ‫ن‬
‫ذلك حٌب قاؿ‪ :‬الذكر باالسم ا‪٤‬بضدمر أفضل مف الذكر باالسم الظاىر‪ ،‬أك الذكر‬
‫بقولو‪( :‬ىو‪ ،‬ىو) أفضل مف الذكر بقو‪٥‬بم‪( :‬اد‪ ،‬اد)‪ ،‬ككل ىذا مف أنواع ا‪٥‬بوس‬
‫كا‪٣‬بياالت الباطلة ا‪٤‬باضية بوىلها إىل أنواع مف الضالالت"(ُ)‪.‬‬
‫ذاكرا ‪٨‬بثلينا يف االسم ا‪٤‬بارد ‪-‬كدما زعدموا‪ -‬فدمٌب‬
‫كإذا كاف حاؿ أحدىم ن‬
‫سيثدبر آيات اد‪ ‬كيدرؾ معاين الحاديث النبوية‪ ،‬كيعدمل هبا على ىدم سنة‬
‫كظلم‪ ،‬كفيها اتباع‬
‫جهل ه‬ ‫كعدؿ كىدل‪ ،‬كيف البدعة ه‬‫علم ه‬ ‫السنة ه‬ ‫النيب "فإف طريق ُّ‬
‫الظف كما هتول الناس"(ِ)‪.‬‬
‫كال نك أف ترديد ىذا االسم إىل جانب ما فيو مف البدع‪ ،‬فهو تعد يف‬
‫السنة ما يدؿ على‬‫الدعاء ٔبهر الصوت ا‪١‬بدماعي‪ ،‬كال يوجد ال يف الكثاب كال يف ُّ‬
‫جهرا كال عالنية‪.‬‬
‫االجثدماع على الذكر ن‬
‫قاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﮨ ﮩﮪﮫﮬﮭ ﮮﮯﮰﮊ(ّ)‪.‬‬
‫قاؿ الشي السعدم‪" :‬كمف االعثداء كوف العبد يسوؿ اد مسائل ال تصلح‬
‫داخل يف‬
‫ه‬ ‫فكل ىذا‬
‫لو‪ ،‬أك يثنطع يف السؤاؿ‪ ،‬أك يبالغ يف رفع صوتو بالدعاء‪ُّ ،‬‬
‫االعثداء ا‪٤‬بنهي عنو"(ْ)‪.‬‬
‫الذيف رفعوا صوهتم بالثكبّب‪ ،‬رغم أهنم مل يرفعوه‬ ‫كلقد هنى نبيُّنا ‪٧‬بدم هد‬
‫(ُ) طريق ا‪٥‬بجرتْب‪ ،‬صْٖٗ‪.ْٗٗ-‬‬
‫(ِ) اإلبداع يف مضار االبثداع‪ ،‬صٖٕ‪ ،‬كينظر‪ :‬ا‪٤‬بدخل‪ ،‬البف ا‪٢‬باج ِ‪.ِِْ/‬‬
‫(ّ) سورة العراؼ‪.ٓٓ :‬‬
‫(ْ) تيسّب الكرًن ا‪٤‬بناف يف تاسّب كالـ الر‪ٞ‬بف ُ‪.ُِٗ/‬‬

‫ّٖٔ‬
‫امثثاال لآلية‪.‬‬ ‫و‬
‫بصوت كاحد‪ ،‬كلكف ن‬
‫قاؿ‪ :‬كنا مع النيب يف سا ور فكنا إذا علونا ك نا‪،‬‬ ‫عف أ موسى‬
‫فقاؿ النيب ‪ :‬أيُّها الناس‪ ،‬اربعوا على أناسكم فإنكم ال تدعوف أصم كال غائبنا‬
‫بصّبا (ُ)‪.‬‬
‫‪٠‬بيعا نّب‬
‫كلكف تدعوف ن‬
‫كمف حيث الكياية فإف الشارع إذا ندب لم ور ال بد أف يؤتى بالكياية الٍب‬
‫أمرا‬
‫نرعها‪ ،‬كال يزاد عليها كال ينقص‪ ،‬قاؿ الشاطيب‪" :‬إف الدليل الشرعي إذا اقثضى ن‬
‫مثال‪ ،‬فوتى ا‪٤‬بكلف يف ذلك المر بكياية ‪٨‬بصوصة‪،‬‬ ‫يف ا‪١‬بدملة ‪٩‬با يثعلق بالعبادات ن‬
‫أك زماف ‪٨‬بصوص أك مكاف ‪٨‬بصوص‪ ،‬أك مقارنا لعبادة ‪٨‬بصوصة كالثزـ ذلك ٕبيث‬
‫نرعا مف غّب أف يدؿ الدليل‬‫صار مث نيال أف الكياية أك الزماف أك ا‪٤‬بكاف مقصود ن‬
‫عليو‪ ،‬كاف الدليل و‬
‫ٗبعزؿ عف ذلك ا‪٤‬بعُب ا‪٤‬بسثدؿ عليو‪.‬‬
‫لساف ك و‬
‫احد‬ ‫فإذا ندب الشرع إىل ذكر اد‪ ،‬فالثزـ قوـ االجثدماع عليو على و‬
‫ه‬
‫‪٨‬بصوص عف سائر الكقات‪ ،‬مل يكف يف ندب‬ ‫و‬ ‫كقة و‬
‫معلوـ‬ ‫و‬
‫كبصوت كاحد‪ ،‬أك يف و‬
‫يدؿ على ىذا الث صيص ا‪٤‬بلثزـ‪ ،‬بل فيو ما ُّ‬
‫يدؿ على خالفو؛ لف الثزاـ‬ ‫الشرع ما ُّ‬
‫كخصوصا مع مف ييقثدل بو يف‬
‫ن‬ ‫نرعا نوهنا أف تياهم الثشريع‪،‬‬
‫المور غّب الالزمة ن‬
‫‪٦‬بامع الناس كا‪٤‬بساجد‪ ،‬فإهنا إذا ظهرت ىذا اإلظهار ككضعة يف ا‪٤‬بساجد كسائر‬
‫الشعائر الٍب كضعها رسوؿ اد يف ا‪٤‬بساجد كما أنبهها كالذاف كصالة العيديف‬
‫كاالسثسقاء كالكسوؼ فيهم منها بال نك أهنا يسنف‪ ،‬إذا مل تاهم منو الارضية‬
‫بدعا ‪٧‬بدثةن بذلك‪.‬‬
‫فوحرل أف ال يثناك‪٥‬با الدليل ا‪٤‬بسثدؿ بو فصارت مف ىذه ا‪١‬بهة ن‬
‫كعلى ذلك ترؾ الثزاـ السلف الصاٌف لثلك النياء أك عدـ العدمل هبا كىم‬
‫(ُ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب بدء الوحي‪ ،‬باب الدعاء إذا عال عقبة ٖ‪ ،َُُ/‬قم ِِٗٗ‪.‬‬

‫ّٕٖ‬
‫كانوا أحق هبا كأىلها لو كانة مشركعة على مقثضى القواعد؛ لف الذكر قد ندب‬
‫إليو الشرع يف مواضع كثّبة حٌب إنو مل يطلب يف تكثّب عبادة مف العبادات ما طلب‬
‫ﮋﯺ ﯻ ﯼ ﯽ‬ ‫مف الثكثّب مف الذكر‪ٖ ،‬بالؼ سائر العبادات كقولو تعاىل‪:‬‬
‫ﯾ ﯿ ﰀﮊ(ُ)‪ ،‬كمثل ىذا الدعاء فإنو ذكر اد ‪ ‬كمع ذلك فلم يلثزموا فيو‬
‫كيايات كال قيدكه بوكقات ‪٨‬بصوصة ٕبيث تشعر باخثصاص الثعبد بثلك الكقات‬
‫إال ما عينو الدليل كالغداة كالعشي‪ ،‬كال أظهركا منو إال ما نص الشارع على إظهاره‬
‫كالذكر يف العيديف كنبهو‪ ،‬كما سول ذلك فكانوا مثابريف على إخاائو كسره‪،‬‬
‫كلذلك قاؿ ‪٥‬بم حْب رفعوا اصواهتم‪ :‬اربعوا على أناسكم‪ ،‬إنكم ال تدعوف أصم كال‬
‫غائبنباا كأنباىو كمل يظهركه يف ا‪١‬بدماعات‪.‬‬
‫أكال؛ لنو قيٌد فيو‬
‫فكل مف خالف ىذا الصل فقد خالف إطالؽ الدليل ن‬ ‫ُّ‬
‫بالرأم‪ ،‬كخالف مف كاف أعرؼ منو بالشريعة كىم السلف الصاٌف ‪ ،‬بل كاف‬
‫رسوؿ اد يَبؾ العدمل كىو ٰبب أف يعدمل بو خوفنا أف يعدمل بو الناس فيارض‬
‫عليهم"(ِ)‪.‬‬
‫كالغاية مف ترديد االسم ا‪٤‬بارد عند الصوفية ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬ا ةصةل إ ى و دة ا ة ةد‬
‫قاؿ ابف عجيبة‪" :‬فإف دمة على ذكر ا‪٢‬بضور رفعك إىل ذكر مع الغيبة عدما‬
‫سول ا‪٤‬بذكور‪٤ ،‬با يعدمر قلبك مف النور‪ ،‬كرٗبا قرب يعظم قرب نور ا‪٤‬بذكور فيغرؽ يف‬
‫مذكورا‪ ،‬كالطالب مطلوبنا‪،‬‬
‫ن‬ ‫النور حٌب يغيب عدما سول ا‪٤‬بذكور‪ ،‬حٌب يصّب الذاكر‬
‫(ُ) سورة الحزاب‪.ُْ :‬‬
‫(ِ) االعثصاـ ُ‪.ِْٗ/‬‬

‫ّٖٖ‬
‫كالواصل موصونال ‪ ...‬كىنا يسكة اللساف‪ ،‬كينثقل الذاكر للجناف‪ ،‬فيصّب ذكر اللساف‬
‫غالة يف حق أىل ىذا ا‪٤‬بقاـ ‪...‬؛ لف ذكره باللساف كتكلاو يقثضي كجود الناس‪ ،‬كىو‬
‫نرؾ‪ ،‬كالشرؾ أقبح مف الغالة ‪ ...‬كالارض أف الذكر ‪٧‬بو يف مقاـ العياف"(ُ)‪.‬‬
‫كف قوم يف طريق الوصوؿ"(ِ)‪.‬‬ ‫أيضا‪" :‬كىو ر ه‬
‫كقاؿ ن‬
‫كعلٌق ابف عجيبة على تكرار ابف مشيش للا ا‪١‬باللة بقولو‪" :‬كرره ثالثنا على‬
‫فكل مرةو يعِب هبا عالػى ندما كيَبقى إىل‬
‫عدد العوامل الثالثة‪ :‬ا‪٤‬بلك كا‪٤‬بلكوت كا‪١‬ب كت‪ُّ ،‬‬
‫عا ومل آخر حٌب يثقرر بالثالثة يف عامل ا‪١‬ب كت"(ّ)‪.‬‬
‫(ْ)‬
‫ب‪ -‬ا كشف‬
‫قاؿ ابف عجيبة‪" :‬الناس يف الذكر على ثالثة أقساـ‪ :‬قسم يطلبوف الجور‪،‬‬
‫كقسم يطلبوف ا‪٢‬بضور‪ ،‬كقسم كصلوا كرفعوا السثور"(ٓ)‪.‬‬
‫ج‪ -‬االسد راد‬
‫قاؿ ابف عجيبة‪ :‬ال يكوف الاثح على ‪ٙ‬بقيق العبد ٗبقاـ الرضا إال بعد ‪ٙ‬بققو‬
‫بثالثة أمور‪ :‬االسثغراؽ يف االسم ا‪٤‬بارد‪ ،‬صحبثو للصا‪٢‬بْب‪ ،‬مسكو بالعدمل الصاٌف‬
‫الثدمسك بالشريعة احملدمدية"(ٔ)‪.‬‬
‫الذم مل يثصل بو نيءه مف العلل كىو ُّ‬
‫كىذه الشطحات الصوفية الٍب يريدكف أف يصلوا إليها سبق بياهنا كالرد عليها‬
‫يف مباحث سابقة‪.‬‬
‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صُُٗ‪.َُُ-‬‬
‫(ِ) معراج الثشوؼ‪ ،‬صِْ‪.‬‬
‫(ّ) نرح صالة ابف مشيش‪ ،‬صّّ‪.ّْ-‬‬
‫(ْ) تقدـ يف مصادر الثلقي‪.‬‬
‫(ٓ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صِْٔ‪.‬‬
‫(ٔ) نرح ااجركمية‪ ،‬صِٗ‪.‬‬

‫ّٖٗ‬
‫‪ -3‬ععائر ا دصةر ( اس ا رقعد‪ ،‬ا دي ج‪ ،‬يعي ق ا دساب ح)‬
‫قاؿ ابف عجيبة‪٤ :‬با فثح اد علينا يف علم ا‪٢‬بقيقة أذف ل الشي يف ا‪٣‬بركج إىل‬
‫تذكّب عباد اد كتلقْب الكراد‪ ،‬فثاب الناس كعلقوا الثسابيح يف أعناقهم مث اسثوذنة‬
‫الشي يف لبس ا‪٤‬برقعة(ُ)‪.‬‬
‫(ِ)‬
‫قلة لو‪ :‬أنا بْب يديك افعل ما ن ة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫الورد‬ ‫أيضا‪" :‬ك‪٤‬با لقنِب‬
‫كيقوؿ ن‬
‫مثصف‬
‫ه‬ ‫فقاؿ‪ :‬تبارؾ اد عليك‪ ،‬مث الثاة إىل بعض أصحابو فقاؿ ‪٥‬بم‪ :‬سيدم أ‪ٞ‬بد‬
‫بالزىد كالورع كالثوُّكل كالص كا‪٢‬بلم كالرضى كالثسليم كالشاقة كالر‪ٞ‬بة كالس اء ‪...‬‬ ‫ُّ‬
‫تصوؼ‬‫الثصوؼ‪ ،‬فقاؿ‪ :‬ىذا ُّ‬ ‫مقاما فقلة لو‪ :‬يا سيدم ىذا ىو ُّ‬ ‫حٌب عد اثِب عشر ن‬
‫الظاىر كبقي تصوؼ الباطف سثعرفو إف ناء اد"(ّ)‪.‬‬
‫لبسة ا‪٤‬برقعة فار الناس مِب‪،‬‬‫السبحة الغليظة يف عنقي‪ ،‬ك ي‬ ‫قة ُّ‬ ‫كقاؿ‪ :‬مث عل ي‬
‫غة لسلوؾ الطريق(ْ)‪.‬‬ ‫كتار ي‬
‫كىذه القواؿ الٍب ذكرىا ابف عجيبة تبْب أف بعض الصوفية ا‪ٚ‬بذكا ‪٥‬بم نعائر‬
‫ما أنزؿ اد هبا مف سلطاف‪ ،‬كمل تعرؼ يف عهد الصحابة كال الثابعْب‪.‬‬
‫يقوؿ ابف تيدمية‪" :‬قد عيقل بالنقل ا‪٤‬بثواتر أف الصحابة مل يكونوا ييلبسوف‬
‫(ٓ)‬
‫يقصوف نعورىم‪ ،‬كال الثابعوف‪ ،‬كلكف ىذا فعلو بعض مشاي‬ ‫مريديهم خرقة‪ ،‬كال ُّ‬
‫علم بوحواؿ الصحابة كالثابعْب أنو مل‬
‫كل مف لو ه‬ ‫ا‪٤‬بشرؽ مف ا‪٤‬بثوخريف ‪ ...‬كقد علم ُّ‬
‫ٱبثص أح هد بطريقة تسدمى‬
‫ُّ‬ ‫ملحا‪ ،‬كال‬
‫يكف فيهم أح هد يلبس سراكيل‪ ،‬كال يي ٍس ىقى ن‬
‫(ُ) ينظر الاهرسة‪ ،‬صْٗ‪.ْٓ ،‬‬
‫(ِ) ني و البوزيدم‪ ،‬سبقة تر‪ٝ‬بثو‪.‬‬
‫(ّ) الاهرسة‪ ،‬صْٓ‪.ّٖ ،ٓٔ ،‬‬
‫(ْ) الاهرسة‪ ،‬صّٖ‪.‬‬
‫(ٓ) يعِب ابف تيدمية ٗبريديهم أصحاهبم أك تالمذهتم مف الثابعْب؛ لف ا‪٤‬بريد ىو تلدميذ الشي عند الصوفية‪.‬‬

‫َّٗ‬
‫الاثوة"(ُ)‪.‬‬
‫جهال‬
‫تقليدا لآلباء‪ ،‬أك ن‬
‫كلألسف فالبعض ال زالة عنده لوثة الثصوؼ إما ن‬
‫بالعلم الشرعي‪ ،‬فَباىم يلبسوف ا‪٣‬برقة زاعدمْب أهنا لبس النيب ‪.‬‬
‫قاؿ ابف تيدمية‪" :‬كأما لباس ا‪٣‬برقة الٍب يلبسها بعض ا‪٤‬بشاي ا‪٤‬بريديف فهذه‬
‫السنة كال كاف ا‪٤‬بشاي‬ ‫ليس ‪٥‬با أصل ُّ‬
‫يدؿ عليها الداللة ا‪٤‬بعث ة مف جهة الكثاب ك ُّ‬
‫ا‪٤‬بثقدموف كأكثر ا‪٤‬بثوخريف يلبسوهنا ا‪٤‬بريديف ‪ ...‬كأما جعل ذلك يسنةن كطري نقا إىل اد‬
‫‪ ‬فليس المر كذلك"(ِ)‪.‬‬
‫أما القوؿ ا‪٢‬بق يف ذلك فيثضح ٗبوقف السلف مف علدمائهم كمشاٱبهم‪.‬‬
‫قاؿ ابف تيدمية‪" :‬لكف كانوا قد اجثدمع هبم الثابعوف‪ ،‬كتعلدموا منهم‪ ،‬كتودبوا‬
‫هبم‪ ،‬كاسثاادكا منهم‪ ،‬ك‪ٚ‬برجوا على أيديهم‪ ،‬كصحبوا مف صحبوه منهم‪ ،‬ككانوا‬
‫يسثايدكف مف ‪ٝ‬بيع الصحابة ‪ ...‬كقد انثاع بكل منهم مف ناعو اد‪ ،‬ككلهم مثاقوف‬
‫على ديف كاحد‪ ،‬كطريق كاحدة‪ ،‬كسبيل كاحدة‪ ،‬يعبدكف اد كيطيعوف اد كرسولو‬
‫كمف بلغهم مف الصادقْب عف النيب نينا قبلوه‪ ،‬كمف فهم مف القرآف ك ُّ‬
‫السنة ما‬
‫السنة اسثاادكه‪ ،‬كمف دعاىم إىل ا‪٣‬بّب الذم ٰببو اد كرسولو‬ ‫دؿ عليو القرآف ك ُّ‬
‫ﮋﯘ ﯙ‬ ‫أجابوه‪ ،‬فإف ىذا ك‪٫‬بوه ديف النصارل الذيف قاؿ اد فيهم‪:‬‬
‫ﯚﯛﯜﯝ ﯞﯟﯠﯡﯢﯣ ﯤﯥﯦ‬
‫ﯧﯨﯩ ﯪﯫ ﯬﯭﯮ ﯯﯰﮊ(ّ)‪.‬‬

‫السنة النبوية يف نقض كالـ الشيعة القدرية ٖ‪.ْٕ/‬‬


‫(ُ) منهاج ُّ‬
‫(ِ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُُ‪.ُُٓ/‬‬
‫(ّ) سورة الثوبة‪.ُّ :‬‬

‫ُّٗ‬
‫كمل يكف أح هد منهم ٯبعل ني و ربًّا يسثغيث بو‪ ،‬كاإللو الذم يسولو كيرغب‬
‫إليو‪ ،‬كيعبده كيثوكل عليو‪ ،‬كيسثغيث بو حيًّا كميثنا‪ ،‬كال كالنيب الذم ٘بب طاعثو يف‬
‫كل ما أمر‪ ،‬فا‪٢‬بالؿ ما حللو كا‪٢‬براـ ما حرمو‪ ،‬ككانوا مثعاكنْب على ال كالثقول‪ ،‬ال‬
‫على اإلمث كالعدكاف‪ ،‬مثواصْب با‪٢‬بق‪ ،‬مثواصْب بالص "(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف ا‪١‬بوزم‪" :‬كقد قرركا أف ىذه ا‪٤‬برقعة ال تلبس إال مف يد ني كجعلوا‬
‫كذب ك‪٧‬باؿ ‪ ...‬انظركا إخواين عصدمنا اد كإياكم مف تلبيس‬
‫مثصال كلو ه‬
‫إسنادا ن‬
‫‪٥‬با ن‬
‫إبليس إىل تالعب ىؤالء ا‪١‬بهلة بالشريعة كإ‪ٝ‬باع مشاٱبهم الذم ال يساكم إ‪ٝ‬باعهم‬
‫بعرة"(ِ)‪.‬‬
‫كفعل الصوفية ىذا فيو مصادمة لنصوص الوحي الٍب جاءت مسثايضة با‪٢‬بث‬
‫ﮋﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ‬ ‫على الثزيف كاللباس ا‪٢‬بسف‪ ،‬قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﮋﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬ ‫ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﮊ(ّ)‪ ،‬كقولو تعاىل‪:‬‬
‫ﭢ ﭣﭤﭥﭦﭧ ﭨﭩﭪ ﭫﭬﭭﭮﮊ(ْ)‪.‬‬
‫كاسثحسف النيب إظهار الزينة يف غّب إسراؼ كال ‪٨‬بيلة‪ ،‬فقد قاؿ للر يجل‬
‫ٰبب أف يكوف ثوبو حسننا كنعلو حسنة؟ قاؿ الرسوؿ‬ ‫الذم قاؿ يا رسوؿ‪ :‬الر يج يل ُّ‬
‫ٰبب ا‪١‬بدماؿ (ٓ)‪.‬‬
‫‪ٝ‬بيل ُّ‬
‫‪ :‬إف اد ه‬
‫الثجدمل كالزينة‪،‬‬
‫السنة لوجدت فيها أبوابنا كثّبةن خاصةن ب ُّ‬
‫كإنك لو س ت كثب ُّ‬
‫السنة النبوية ٖ‪.ْٖ-ْٕ/‬‬
‫(ُ) منهاج ُّ‬
‫(ِ) تلبيس إبليس‪ ،‬صِّٔ‪.‬‬
‫(ّ) سورة العراؼ‪.ُّ :‬‬
‫(ْ) سورة فاطر‪.ُِ :‬‬
‫(ٓ) أخرجو مسلم يف صحيحو‪ ،‬كثاب اإلٲباف‪ ،‬باب ‪ٙ‬برًن الك كبيانو ُ‪ ،ٔٓ/‬رقم ِٕٓ‪.‬‬

‫ِّٗ‬
‫لوجدت مؤلايها يدعوف إىل ‪٦‬بانبة الغلو‪ ،‬كٰبذركف مف أىل الىواء يف اعثقاداهتم‬
‫ى‬ ‫ك‬
‫الباطلة يف لباسهم‪ ،‬كنعائرىم البدعية‪ ،‬كيعدكف ذلك مف ضعف اإلٲباف‪ ،‬كمثابعة‬
‫المم السابقة‪.‬‬
‫كيف ذلك قاؿ ااجرم(ُ)‪" :‬مف تصاح أمر ىذه اليمة مف عامل عاقل‪ ،‬علم أف‬
‫أكثرىم العاـ منهم ٯبرم أمورىم على سنف أىل الكثابْب‪ ،‬كدما قاؿ النيب ‪ ،‬كعلى‬
‫سنف كسرل كقيصر كعلى سنف أىل ا‪١‬باىلية‪ ،‬كذلك مثل السلطنة كأحكامهم‬
‫كأحكاـ العيدماؿ كالمراء كغّبىم‪ ،‬كأمر ا‪٤‬بصائب كالفراح كا‪٤‬بساكف كاللباس كا‪٢‬بلية‪،‬‬
‫كالكل كالشرب كالوالئم‪ ،‬كا‪٤‬براكب كا‪٣‬بدـ كا الس كا السة‪ ،‬كالبيع كالشراء‪،‬‬
‫كا‪٤‬بكاسب مف جهات كثّبة‪ ،‬كأنباه ‪٤‬با ذكرت يطوؿ نرحها ٘برم بينهم على‬
‫السنة كالكثاب‪ ،‬كإ٭با ٘برم بينهم على سنف مف قبلنا‪ ،‬كدما قاؿ النيب ‪،‬‬ ‫خالؼ ُّ‬
‫كاد ا‪٤‬بسثعاف‪ ،‬ما أقل مف يث لص مف البالء الذم قد عم الناس‪ ،‬كلف ٲبيز ىذا إال‬
‫عاقل عامله قد أدبو العلم"(ِ)‪.‬‬
‫ه‬
‫الثقشف ‪٨‬بالاة للشرع‪ ،‬بل الواجب‬ ‫للزىد ك ُّ‬‫نعارا ُّ‬
‫كا‪ٚ‬باذ الصوفية ا‪٤‬برقعات ن‬
‫على العبد أف يظهر أثر نعدمة اد عليو‪ ،‬كىذا ىو الذم أمرنا بو نبيُّنا ‪٧‬بدمدمد ‪.‬‬
‫قاؿ رجل‪ :‬دخلة على رسوؿ اد فرآين سيء ا‪٥‬بي ة‪ ،‬فقاؿ النيب ‪ :‬ىل‬
‫لك مف نيء؟ قاؿ‪ :‬نعم مف كل ا‪٤‬باؿ قد آتاين اد‪ ،‬فقاؿ‪ :‬إذا كاف لك ماؿ فلييػىر‬
‫عليك (ّ)‪.‬‬
‫(ُ) أبو بكر‪٧ ،‬بدمد بف ا‪٢‬بسْب بف عبد اد‪ ،‬كقيل عبد اد ااجرم البغدادم ا‪٤‬بكي‪ ،‬كااجرم نسبثو إىل درب ااجر كىي‬
‫‪٧‬بلة ببغداد‪ ،‬كقيل نسبثو إىل ااجر‪ :‬كىو مف طبي اللنب‪ ،‬لو مؤلاات منها‪ :‬كثاب أخالؽ العلدماء‪ ،‬أحكاـ النساء‪،‬‬
‫عاما كقيل ٔٗ‪ .‬ينظر‪ :‬كفيات العياف ْ‪،ُُْ/‬‬ ‫المر بلزكـ ا‪١‬بدماعة كترؾ االبثداع‪ ،‬تويف سنة َّٔىػ كعدمره َٖ ن‬
‫تاري بغداد ِ‪ ،ِّٗ/‬معجم البلداف ُ‪ ،ُٓ/‬سّب أعالـ النبالء ُٔ‪ ُّٓ/‬نذرات الذىب ّ‪.ّٓ/‬‬
‫(ِ) الشريعة ُ‪.ِِّ/‬‬
‫(ّ) أخرجو النسائي‪ ،‬كثاب الزينة‪ ،‬باب ذكر ما يسثحب مف لبس الثياب كما يكره منها ٖ‪ ،ُٗٔ/‬كالَبمذم‬
‫حديث حسف‪ ،‬كصححو اللباين يف السلسلة الصحيحة ّ‪ ،ّْٗ/‬رقم َُِّ‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ْ‪ ،َِٕ/‬كقاؿ‪:‬‬

‫ّّٗ‬
‫كقاؿ ابف بطة(ُ)‪" :‬كمف البدع ‪ ...‬لبس ا‪٢‬برير كالديباج ك‪ٚ‬بريق الثياب"(ِ)‪.‬‬
‫عاقال أمعف النظر اليوـ يف اإلسالـ كأىلو لعلم أف‬ ‫رجال ن‬‫أيضا‪" :‬فلو أف ن‬ ‫كيقوؿ ن‬
‫أمور الناس ‪ٛ‬بضي كلها على سنف أىل الكثابْب ‪ ...‬كمٌب فكرت يف ذلك كجدت المر‬
‫كدما أخ تك يف ا‪٤‬بصائب كالفراح كيف الزم كاللباس ‪ ...‬كل ذلك ٯبرم ٖبالؼ‬
‫السنة"(ّ)‪.‬‬
‫الكثاب ك ُّ‬
‫كلعل يف ىذا الرد غينية‪ ،‬حٌب يراجع ا‪٤‬ببثدع ناسو‪ ،‬كيعود إىل طريق الصواب؛ لف‬
‫ا‪٤‬ببثدع كدما ىو معلوـ معان هد للشرع‪ ،‬فهو يزداد مف اد بػي ٍع ندا كالعياذ باد‪ ،‬إف مل يثداركو‬
‫اد و‬
‫بثوبة قبل ا‪٤‬بوت‪.‬‬
‫قاؿ اد تعاىل‪ :‬ﮋﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬
‫ﮘﮊ(ْ)‪.‬‬
‫السبحة يف العنق فهي مف احملدثات‪ ،‬يقوؿ ابف تيدمية ‪" :‬كأما‬ ‫كأما تعليق ُّ‬
‫ا‪ٚ‬باذه ‪-‬أم الثسبيح با‪٤‬بسبحة‪ -‬مف غّب حاجة‪ ،‬أك إظهاره للناس‪ ،‬مثل تعليقو يف‬
‫العنق‪ ،‬أك جعلو كالسوار يف اليد‪ ،‬أك ‪٫‬بو ذلك‪ :‬فهذا إما رياءه للناس‪ ،‬أك مظنة ا‪٤‬براءاة‬
‫أقل أحوالو الكراىة؛ فإف مراءاة‬‫الكؿ ‪٧‬برـ‪ ،‬كالثاين ُّ‬‫كمشاهبة ا‪٤‬برائْب مف غّب حاجة‪ ،‬ي‬
‫الناس يف العبادات ا‪٤‬ب ثصة كالصالة كالصياـ كالذكر كقراءة القرآف مف أعظم‬
‫الذنوب"(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) أبو عبد اد‪ ،‬يعبيد اد بف ‪٧‬بدمد بف ‪٧‬بدمد بف ‪ٞ‬بداف كقيل ‪ٞ‬براف بف عدمر بف عيسى ا‪٤‬بعركؼ بابف بطة العك م‪،‬‬
‫كلد سنة َّْىػ‪ ،‬مف مؤلااتو‪ :‬ا‪٤‬بناسك‪ ،‬اإلماـ ضامف‪ ،‬اإلنكار على مف قصر بكثب الصحف الكىل‪ ،‬كمف‬
‫نيوخو‪ :‬عدمر بف ا‪٢‬بسْب ا‪٣‬برقي‪ ،‬كأبو بكر النيسابورم‪ ،‬كااجرم‪ ،‬تويف سنة ّٕٖق‪ .‬ينظر‪ :‬البداية كالنهاية‬
‫ُُ‪ ،ّّْ/‬الكامل يف الثاري ٕ‪ ،ّْٗ/‬أسد الغابة ّ‪ ،ّٔٓ/‬تاري اإلسالـ ِٕ‪.َُٕ/‬‬
‫(ِ) الشرح كاإلبانة‪ ،‬صِّْ‪.ّّْ-‬‬
‫(ّ) اإلبانة عف نريعة الارقة الناجية ْ‪.ِٕٓ/‬‬
‫(ْ) سورة النور‪.ّٔ :‬‬
‫(ٓ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ِِ‪.َٓٔ/‬‬

‫ّْٗ‬
‫كيقوؿ ا‪٤‬بناكم‪" :‬أما ما أىلًىاو الغىىالىةي البطلةي مف إمساؾ سبحة يغلب على حباهتا‬
‫الزينة كغلو الثدمف كٲبسكها مف غّب حضور يف ذلك كال فكر كيثحدث كيسدمع الخبار‬
‫مذموـ‬
‫ه‬ ‫كٰبكيها كىو ٰبرؾ حباهتا بيده مع انثغاؿ قلبو كلسانو بالمور الدنيوية فهو‬
‫مكركهه مف أقبح القبائح"(ُ)‪.‬‬
‫أمر زائ هد غّب‬ ‫السب ً‬
‫حة‬ ‫ُّ‬ ‫إىل‬ ‫انضاؼ‬ ‫إذا‬ ‫و‬‫"كإن‬ ‫‪:‬‬ ‫(ِ)‬
‫كقاؿ الشي بكر أبو زيد‬
‫ه‬ ‫ٍ‬
‫مشركع‪ ،‬مثل جعلها يف العناؽ تعبُّ ندا‪ ،‬كالثغال فيها مف أهنا حبل الوصل إىل اد‪،‬‬
‫الثنسك كالزىادة‪ ،‬إىل غّب ذلك ‪٩‬با يوباه‬
‫كضرا‪ ،‬كإظهار ُّ‬
‫ناعا ًّ‬
‫كدخوؿ أم معثقد ن‬
‫الشرع ا‪٤‬بطهر‪ ،‬فإنو ٰبرـ ا‪ٚ‬باذىا‪ ،‬و‬
‫بوجو أند ‪...‬‬
‫السبحة‪ ،‬كأهنا مف نعائر ال يكاار مف البوذيْب‬ ‫كمف كقف على تاري ا‪ٚ‬باذ ُّ‬
‫كا‪٥‬بندكس كالنصارل كغّبىم‪ ،‬كأهنا تسربة إىل ا‪٤‬بسلدمْب مف معابدىم‪ ،‬علم أهنا مف‬
‫خصوصيات معابد الكارة‪ ،‬كأف ا‪ٚ‬باذ ا‪٤‬بسلم ‪٥‬با كسيلة للعبادة بدعة ضاللة‪ ،‬كىذا‬
‫أىم ىم ٍد ىروؾ لًٍل يحكٍم على ُّ‬
‫السٍب ىحة بالبدعة‪ ... ،‬ك‪ٙ‬بقق‬ ‫ظاىر ٕبدمد اد تعاىل‪ ،‬كىذا ُّ‬
‫ه‬
‫مناط ا‪٤‬بنع فيها‪ :‬الثشبُّو"(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) فيض القدير ْ‪.ّٓٓ/‬‬


‫(ِ) بكر بف عبد اد أبو زيد بف ‪٧‬بدمد بف عبد اد بف بكر بف عثدماف بف ٰبٓب‪ ،‬مف قبيلة بِب زيد القضاعية‪ ،‬كلد عاـ‬
‫ُّٓٔىػ‪ ،‬مف مشاٱبو‪ :‬الشي صاٌف بف مطلق‪ ،‬كالشي عبد العزيز بف باز‪ ،‬كالشي ‪٧‬بدمد المْب الشنقيطي‪،‬‬
‫كيال‬
‫إماما كخطيبنا للدمسجد النبوم‪ ،‬مث ك ن‬
‫أيسندت إليو الكثّب مف ا‪٤‬بناصب‪ ،‬يعْب قاضينا يف ا‪٤‬بدينة النبوية‪ ،‬مث ن‬
‫عاما لوزارة العدؿ‪ ،‬لو تصانيف عديدة منها‪ :‬فقو النوازؿ‪ ،‬أجهزة اإلنعاش كعالمة الوفاة‪ ،‬حكم االنثدماء إىل‬
‫ن‬
‫السنة مف الوقيعة يف علدماء اليمة‪ ،‬كانة كفاتو عاـ ُِْٗىػ‪ .‬ينظر‪:‬‬‫الارؽ كالحزاب كا‪١‬بدماعات‪ ،‬براءة أىل ُّ‬
‫فثاكل اللجنة الدائدمة‪ ،‬صُٓ‪.‬‬
‫(ّ) السبحة تارٱبها كحكدمها‪ ،‬صَُُ‪.‬‬

‫ّٓٗ‬
‫ععارا وا َّرد بي ‪:‬‬
‫عاهد مج ايخذ ا سالد ً‬
‫قاؿ البناين(ُ)‪" :‬إف العقد بالنامل إ٭با يثيسر يف الذكار القليلة مف (ا‪٤‬بائة)‬
‫فى يد ٍكف‪ ،‬أما أىل الكراد الكثّبة‪ ،‬كالذكار ا‪٤‬بثصلة‪ ،‬فلو عدكا بوصابعهم لدخلهم‬
‫السٍبحة"(ِ)‪.‬‬
‫الغلا‪ ،‬كاسثوىل عليهم الشغل بالصابع‪ ،‬كىذه حكدمة ا‪ٚ‬باذ ي‬
‫قاؿ الشي بكر أبو زيد ‪" :‬ليس يف الشرع ا‪٤‬بطهر أكثر مف ا‪٤‬بائة يف عدد‬
‫الذكر ا‪٤‬بقيد ٕباؿ أك زماف أك مكاف‪ ،‬كما سول ا‪٤‬بقيد فهو مف الذكر ا‪٤‬بطلق‪ ،‬كاد‬
‫‪ ‬يقوؿ‪ :‬ﮋﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﮊ(ّ)‪ ،‬كتوظيف ا ًإلنساف‬
‫بعدد مل يومر اد بو كال رسولو ىو زيادة على ا‪٤‬بشركع‪،‬‬ ‫على ناسو ذكرا مقي ندا و‬
‫ن‬
‫كناس ا‪٤‬بؤمف ال تشبع مف ا‪٣‬بّب‪ ،‬ككثرة الدعاء كالذكر‪ ،‬كىذا المر ا‪٤‬بطلق مف فضل‬
‫عدد معْب‪،‬‬ ‫اد على عباده يف حدكد ما نرعو اد مف الدعية كالذكار ا‪٤‬بطلقة‪ ،‬بال و‬
‫ككسعًو‪ ،‬كفىػىراغو‪ ،‬كىذا مف تيسّب اد على عباده‪ ،‬كر‪ٞ‬بثو هبم‪.‬‬
‫كل حسب طاقثو ي‬
‫و‬
‫بوعداد ال دليل على ‪ٙ‬بديدىا؛ ىكل ىد ى‪٥‬بي ٍم ىذا‬ ‫كانظر لىدما ألزـ الطرقية أناسهم‬
‫نعارا كتعليقها يف‬ ‫ا ًإلحداث بً ىد نعا مف ا‪ٚ‬باذ ُّ‬
‫السبىح‪ ،‬كإلزاـ أناسهم هبا‪ ،‬كا‪ٚ‬باذىا ن‬
‫العناؽ‪ ،‬كاعثقادات مثنوعة فيها رغبنا‪ ،‬كرىبنا‪ ،‬كالغلو يف ا‪ٚ‬باذىا‪ ،‬حٌب ناءت ٕبدملها‬
‫العاديف هبا‪ ،‬كانٍػ ىق ىس ىم‬
‫بالسقوؼ كا‪١‬بدراف‪ ،‬ىكيكقػ ىاة الوقوؼ على ى‬ ‫ة ُّ‬ ‫البداف‪ ،‬فىػعيل ىق ٍ‬
‫(ُ) ىو‪ :‬أبو بكر‪ ،‬بف ‪٧‬بدمد بف عبد اد البناين الااسي الرباطي‪ ،‬مثصوؼ‪ ،‬مولده ككفاتو يف رباط الاثح‪ ،‬أصلو مف‬
‫فاس‪ ،‬لو يف الثصوؼ أكثر مف سثْب كثابنا‪ ،‬منها‪ :‬رسائلو ا‪٤‬بسدماة مدارج السلوؾ إىل ملك ا‪٤‬بلوؾ‪ ،‬الغيث‬
‫ا‪٤‬بسجم يف نرح ا‪٢‬بكم العطائية‪ ،‬بلوغ المنية يف نرح حديث إ٭با العدماؿ بالنية ‪ ،‬تويف عاـ ُُّٔىػ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬العالـ ِ‪.َٕ/‬‬
‫(ِ) منحة أىل الاثوحات كالذكاؽ‪ ،‬صٗ‪.‬‬
‫(ّ) سورة الحزاب‪.ُْ :‬‬

‫ّٔٗ‬
‫ا‪٤‬بثعبدكف يف ا‪ٚ‬باذىا‪ :‬نوعا ككيايةن‪ ،‬كزمانا كمكانا‪ ،‬كعددا‪ ،‬مث تطورت إىل و‬
‫آلة‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫حديدية مصنعة‪ ،‬إىل آخر ما ىنالك ‪٩‬با يوباه اد كرسولو كا‪٤‬بؤمنوف‪ ،‬فعلى كل و‬
‫عبد‬
‫ناصح لناسو أف يثجرد مف ا ًإلحداث يف الديف‪ ،‬كأف يقصر ناسو على الثوسي ٖبامت‬
‫و‬
‫النبياء كا‪٤‬برسلْب‪ ،‬كصحابثو "(ُ)‪.‬‬
‫‪ -4‬ص ة ا دساب ح‬
‫أ‪ -‬ك ف دها بند ابج بة اد‬
‫قاؿ‪" :‬أربع ركعات تقرأ فيها الاا‪ٙ‬بة كالكافركف كالعصر (‪ )ِ()....‬كاإلخالص‪،‬‬
‫كبعد ذلك سبحاف اد كا‪٢‬بدمد د كال إلو إال اد كاد أك ‪ٟ‬بسة عشر مرة‪ ،‬كيف‬
‫القياـ كيف الركوع كاالعثداؿ كالسجود‪ ،‬كا‪١‬بلوس بينهدما‪ ،‬كاالسَباحة بينهدما كالثشهد‬
‫كبعدىا قبل السالـ يدعو ‪.)ّ("...‬‬
‫ي مشروب دها‬ ‫ب‪ -‬ما سدند بي‬
‫أف رسوؿ اد‬ ‫السنف عف ابف عبباباس‬ ‫كمسثند ا يزيف ‪٥‬با ما ركاه أىل ُّ‬
‫ك أىالى‬ ‫يك أىالى أ ٍىمنى يح ى‬‫اس يىا ىعدماهي أىالى أ ٍيع ًط ى‬ ‫قاؿ للعباس بف عبد ا‪٤‬بطلب‪ :‬يىا ىعب ي‬
‫وؾ أىالى أىفٍػعل بًك ع ٍشر ًخص واؿ إًذىا أىنٍة فىػع ٍل ً‬
‫ك أىكلىوي‬‫ك ذىنٍػبى ى‬ ‫ك ىغ ىاىر اللوي لى ى‬ ‫ة ىذل ى‬ ‫ى ى ى‬ ‫ىي ى ى ى ى‬ ‫ىحبي ى‬
‫أٍ‬
‫ص واؿ‪ ،‬أى ٍف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫آخره قى ًدٲبىو كح ًديثىو خطىوىه كعدم ىده ً‬ ‫ً‬
‫صغ ىّبهي ىكىكبً ىّبهي سرهي ىك ىعالىنيىثىوي ىع ٍشىر خ ى‬ ‫ىك ى ي ي ى ى ي ى ي ى ى ٍ ي ى‬
‫ة ًم ىف الٍ ًقىراءىةً يف‬ ‫ات تىػ ٍقرأي يف يكل رٍكع وة فى ًا‪ٙ‬بىةى ال ًكثى ً‬
‫اب ىك يس ىورنة‪ ،‬فىًإ ىذا فىػىر ٍغ ى‬
‫تيصلي أىربع رىكع و‬
‫ىى‬ ‫ى‬ ‫ى ى ٍى ى ى ى‬
‫ة سٍبحا ىف الل ًو ك ٍ ً ً ً ً‬ ‫أىكًؿ رٍكع وة كأىنٍ ً‬
‫س‬‫ا‪٢‬بى ٍدم يد للو ىكالى إلىوى إال اللوي ىكاللوي أى ٍكبىػ ير ‪ٟ‬بىٍ ى‬ ‫ى‬ ‫ة قىائ هم قيػ ٍل ى ي ى‬
‫ىى ى ى‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬السبحة تارٱبها كحكدمها‪ ،‬صَُْ‪.‬‬
‫(ِ) مل يثضح ل مف ا‪٤‬ب طوط‪.‬‬
‫(ّ) ‪٨‬بطوط النوار السنية كالذكار النبوية ؿ‪.ٔ/‬‬

‫ّٕٗ‬
‫وع فىػثىػ يقوي‪٥‬بىا‬ ‫ك ًم ىف ُّ‬
‫الريك ً‬ ‫ة ىراكً هع ىع ٍشنرا‪ ،‬يمث تىػ ٍرفى يع ىرأٍ ىس ى‬ ‫ىع ٍشىرةى ىمرةن‪ ،‬يمث تىػ ٍرىك يع فىػثىػ يقوي‪٥‬بىا ىكأىنٍ ى‬
‫السج ً‬
‫ود‬ ‫اج هد ع ٍشرا‪ ،‬يمث تىػرفىع رأٍس ى ً‬ ‫اج ندا فىػثػ يقوي‪٥‬با كأىنٍة س ً‬ ‫ع ٍشرا‪ ،‬يمث تىػه ًول س ً‬
‫ك م ىف ُّ ي‬ ‫ٍي ىى‬ ‫ى ن‬ ‫ى ى ى ى ى‬ ‫ٍ ى‬ ‫ى ن‬
‫ً‬
‫س‬‫ك ‪ٟ‬بىٍ ه‬ ‫فىػثىػ يقوي‪٥‬بىا ىع ٍشنرا‪ ،‬يمث تى ٍس يج يد فىػثىػ يقوي‪٥‬بىا ىع ٍشنرا‪ ،‬يمث تىػ ٍرفى يع ىرأٍ ىس ى‬
‫ك فىػثىػ يقوي‪٥‬بىا ىع ٍشنرا‪ ،‬فى ىذل ى‬
‫و ً‬ ‫ً‬
‫صليىػ ىها يف يكل‬ ‫ة أى ٍف تي ى‬‫اسثىطى ٍع ى‬ ‫ك يف أ ٍىربى ًع ىرىك ىعات‪ ،‬إًف ٍ‬ ‫ىك ىسٍبػعيو ىف يف يكل ىرٍك ىع وة تىػ ٍا ىع يل ىذل ى‬
‫يىػ ٍووـ ىمرةن فىافٍػ ىع ٍل‪ ،‬فىًإ ٍف ىملٍ تىػ ٍا ىع ٍل فاي يكل ي‪ٝ‬بي ىع وة ىمرةن‪ ،‬فىًإ ٍف ىملٍ تىػ ٍا ىع ٍل فاي يكل ىن ٍه ور ىمرةن‪،‬‬
‫فىًإ ٍف ىملٍ تىػ ٍا ىع ٍل فاي يكل ىسنى وة ىمرنة‪ ،‬فىًإ ٍف ىملٍ تىػ ٍا ىع ٍل فاي عي يدم ًرىؾ ىمررةنة (ُ)‪.‬‬
‫كىذه الصالة الٍب تعرؼ عند أىل العلم بصالة الثسابيح قد اخثلف فيها أىل‬
‫العلم‪ :‬فدمنهم مف ينكرىا كال يرل مشركعيثها كاإلماـ أ‪ٞ‬بد(ِ)‪ ،‬كمنهم مف يقوؿ‬
‫ٗبشركعيثها كا‪٢‬بناية كالشافعية‪ ،‬كسبب ذلك اخثالفهم يف صحة ا‪٢‬بديث الوارد‬
‫فيها‪ ،‬فدمنهم مف صححو‪ ،‬كمنهم مف حسنو‪ ،‬كمنهم مف ضعاو‪ ،‬كمنهم مف جعلو يف‬
‫ا‪٤‬بوضوعات كابف ا‪١‬بوزم فقد عده مف الحاديث ا‪٤‬بوضوعة الٍب ال تثبة كذكر لو‬
‫‪ٜ‬باف طرؽ كلها حكم عليها بعدـ الثبوت(ّ)‪.‬‬
‫كالذم رجحو بعض أىل العلم عدـ مشركعيثها كأف ا‪٢‬بديث الوارد فيها‬
‫حديث يثبة"(ْ)‪.‬‬
‫ه‬ ‫يصح‪ ،‬قاؿ العقيلي‪" :‬ليس يف صالةً الثسبيح‬
‫ضعيف كال ُّ‬
‫ه‬
‫السنة‪ ،‬باب صالة الثسابيح‬
‫(ُ) أخرجو أبوداكد‪ ،‬باب صالة الثسابيح ُ‪ ،ْٗٗ/‬كابف ماجو‪ ،‬كثاب إقامة الصالة ك ُّ‬
‫رقم ُّٖٔ‪ ُّٖٕ-‬كالَبمذم‪ ،‬كثاب الصالة‪ ،‬باب ما جاء يف صالة الثسابيح ِ‪ ،ّْٖ/‬رقم ُْٖ‪ ،‬كقاؿ‪:‬‬
‫حديث غريب‪ ،‬كقد ركم عف النيب ﷺ غّب حديث يف صالة الثسبيح‪ ،‬كال يصح منها نيء‪ ،‬كأخرجو‬
‫ه‬ ‫ىذا‬
‫البيهقي مف حديث أ رافع (ّ‪ ،)ِٓ/‬كقاؿ اللباين‪ :‬إف ا‪٢‬بديث ثابة يف ‪ٝ‬بيع طرقو كال ينزؿ عف مرتبة‬
‫ا‪٢‬بسف‪ ،‬كىو عندم صحيح ٗبجدموع طرقو‪ .‬ينظر‪ :‬صحيح ا‪١‬بامع الصغّب ِ‪.ُُّْ/‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬ا‪٤‬بغِب ِ‪.ٖٗ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬ا‪٤‬بوضوعات ِ‪.ُْْ/‬‬
‫(ْ) الضعااء الكبّب ُ‪.ُِْ/‬‬
‫=‬
‫ّٖٗ‬
‫صحيح كال ىح ىسف"(ِ)‪.‬‬
‫ه‬ ‫حديث‬
‫ه‬ ‫"كقاؿ أبو بكر بف العر (ُ)‪ :‬ليس فيها‬
‫كضعف ىذه الصالة ا‪٢‬باف أبو ا‪٢‬بجاج ا‪٤‬بزم(ّ)‪.‬‬
‫كضعاو ا‪٥‬بيثدمي(ْ) يف ‪٦‬بدمع الزكائد(ٓ)‪.‬‬
‫كل صالةو فيها المر بثقدير عدد اايات أك ُّ‬
‫السور أك‬ ‫كقاؿ ابف تيدمية ‪ُّ " :‬‬
‫أىل ا‪٤‬بعرفة با‪٢‬بديث‪ ،‬إال صالة الثسبيح فإف فيها قولْب‬‫كذب باتااؽ ً‬‫الثسبيح‪ ،‬فهي ه‬
‫‪٥‬بم‪ ،‬كأظهر القولْب أهنا كذب‪ ،‬كإف كاف قد اعثقد صدقها طائاة مف أىل العلم‪،‬‬
‫ك‪٥‬بذا مل يوخذىا أح هد مف أئدمة ا‪٤‬بسلدمْب‪ ،‬بل أ‪ٞ‬بد بف حنبل كأئدمة أصحابو كرىوىا‬
‫كطعنوا يف حديثها‪ ،‬كأما مالك كأبو حنياة كالشافعي كغّبىم فلم يسدمعوىا بالكلية‪،‬‬
‫=‬
‫كالعقيلي ىو‪ :‬أبو جعار‪٧ ،‬بدمد بف عدمرك بف موسى بف ‪ٞ‬باد العقيلي‪٠ ،‬بع جده لمو يزيد بف ‪٧‬بدمد بف العقيلي‬
‫مقيدما‬
‫ك‪٧‬بدمد بف إ‪٠‬باعيل الصائغ كأبا ٰبٓب بف أ مسرة‪ ،‬كعلي بف عبد العزيز البغوم‪ ،‬ك‪٧‬بدمد بف خزٲبة‪ ،‬ككاف ن‬
‫با‪٢‬برمْب‪ ،‬كحدث عنو أبو ا‪٢‬بسف ‪٧‬بدمد بف نافع ا‪٣‬بزاعي‪ ،‬كيوسف بف الدخيل ا‪٤‬بصرم كأبو بكر بف ا‪٤‬بقرئ‪ ،‬لو‬
‫تصانيف منها‪ :‬الضعااء الكبّب‪ ،‬كثاب الصحابة‪ ،‬كانة كفاتو عاـ ِِّىػ‪ .‬ينظر‪ :‬تذكرة ا‪٢‬بااظ ّ‪.ّّٖ/‬‬
‫(ُ) ىو‪ :‬أبو بكر‪٧ ،‬بدمد بف عبد اد بف ‪٧‬بدمد بف العر اإلنبيلي ا‪٤‬بالكي‪ ،‬القاضي‪ ،‬لو تصانيف منها‪ :‬العواصم مف‬
‫القواصم‪ ،‬عارض ة الحوذم يف نرح الَبمذم‪ ،‬أحكاـ القرآف‪ ،‬القبس يف نرح موطو مالك بف أنس‪ ،‬تويف عاـ‬
‫ّْٓ‪ .‬ينظر‪ :‬تذكرة ا‪٢‬بااظ ْ‪ ،َُُٖ ،ُِْٗ/‬نذرات الذىب ْ‪.ُُْ/‬‬
‫(ِ) عارضة الحوذم ِ‪.ِِٕ-ِِٔ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬الثل يص ا‪٢‬ببّب ِ‪.ٕ/‬‬
‫كالػدمزم ىو‪ :‬أبو ا‪٢‬بجاج‪ٝ ،‬باؿ الديف يوسف بف عبد الر‪ٞ‬بف بف يوسف ا‪٤‬بزم‪ ،‬مف أصحاب ني اإلسالـ ابف‬
‫تيدمية‪ ،‬كاف ‪٧‬بدمود السّبة‪ ،‬مف تالمذتو ا‪٢‬باف ابف كثّب كىو زكج ابنثو‪ ،‬تويف عاـ ِْٕىػ‪ .‬ينظر‪ :‬البداية‬
‫كالنهاية ُْ‪.ُُٗ/‬‬
‫(ْ) ىو‪ :‬أبو ا‪٢‬بسف‪ ،‬علي بف أ بكر بف سليدماف ا‪٥‬بيثدمي‪ ،‬نور الديف‪ ،‬ا‪٤‬بصرم القاىرم‪ ،‬كلد عاـ ّٕٓىػ‪ ،‬لو كثب‬
‫ك‪ٚ‬باريج يف ا‪٢‬بديث‪ ،‬منها‪٦ :‬بدمع الزكائد كمنبع كالاوائد‪ ،‬ترتيب الثقات‪ ،‬البف حباف‪ ،‬كتقريب البغية يف ترتيب‬
‫أحاديث ا‪٢‬بلية‪ ،‬كانة كفاتو عاـ َٕٖق‪.‬ػ ينظر‪ :‬العالـ ْ‪.ِٔٔ/‬‬
‫(ٓ) ‪٦‬بدمع الزكائد كمنبع الاوائد ِ‪.ِٖٓ-ِْٖ/‬‬

‫ّٗٗ‬
‫نقل‬
‫اخثيار منهم‪ ،‬ال ه‬
‫ه‬ ‫كمف يسثحبها مف أصحاب الشافعي كأ‪ٞ‬بد كغّبٮبا فإ٭با ىو‬
‫عف الئدمة"(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ يف موضع آخر‪" :‬كأجود ما يركل مف ىذه الصلوات حديث صالة‬
‫الثسبيح‪ ،‬كقد ركاه أبو داكد(ِ) كالَبمذم(ّ)‪ ،‬كمع ىذا فلم يىػ يقل بو أح هد مف الئدمة‬
‫(ْ)‬
‫الربعة‪ ،‬بل أ‪ٞ‬بد ضعف ا‪٢‬بديث كمل يسثحب ىذه الصلوات‪ ،‬كأما ابف ا‪٤‬ببارؾ‬
‫فإف الصالة ا‪٤‬برفوعة إىل النيب‬ ‫فا‪٤‬بنقوؿ عنو ليس مثل الصالة ا‪٤‬برفوعة إىل النيب‬
‫ليس فيها قعدة طويلة بعد السجدة الثانية‪ ،‬كىذا ٱبالف الصوؿ فال ٯبوز أف تثبة‬
‫ٗبثل ىذا ا‪٢‬بديث‪ ،‬كمف تدبر الصوؿ علم أنو موضوع"(ٓ)‪.‬‬

‫السنة ٕ‪ ،ّْْ/‬كضعف إسنادىا ابف حجر مف ‪ٝ‬بيع الطرؽ‪ ،‬ينظر‪ :‬الثل يص ا‪٢‬ببّب ِ‪.ٖ-ٕ/‬‬
‫(ُ) منهاج ُّ‬
‫(ِ) ىو‪ :‬أبو داكد‪ ،‬سليدماف بف النعث بف إسحاؽ بف بشّب بف نداد بف عدمرك بف عدمراف السجسثاين الزدم‪،‬‬
‫اإلماـ ا‪١‬بليل صاحب السنف‪ ،‬مف سجسثاف اإلقليم ا‪٤‬بعركؼ ا‪٤‬بثاخم لبالد ا‪٥‬بند‪ ،‬كلد سنة َِِىػ‪٠ ،‬بع مف‬
‫سعدكيو كعاصم بف على كالقعنيب كسليدماف بف حرب‪ ،‬كركل عنو الَبمذم كالنسائي كابنو أبو بكر بف أىب داكد‬
‫كأبو على اللؤلؤم كأبو بكر بف داسة كأبو سعيد بف العرا ‪ ،‬كلو مصناات منها‪ :‬كثاب السنف‪ ،‬تويف أبو داكد‬
‫يف سادس عشر نواؿ سنة ِٕٓىػ‪ .‬ينظر‪ :‬طبقات الشافعية الك ل ِ‪.ِّٗ/‬‬
‫(ّ) ىو‪٧ :‬بدمد بف عيسى بف سورة بف الضحاؾ السلدمي الَبمذم‪ ،‬كاف أحد الئدمة الذيف ييقثدل هبم يف علم‬
‫ا‪٢‬بديث‪ ،‬م ٌنزا على القراف‪ ،‬آية يف ا‪٢‬با كاإلتقاف‪ ،‬تلدميذ الب ارم‪ ،‬كلد يف قرية بوغ سنة َِٗىػ‪ ،‬ك‪٠‬بع مف‪:‬‬
‫قثيبة بف سعيد‪ ،‬كأ مصعب‪ ،‬كإبراىيم بف عبد اد ا‪٥‬بركم‪ ،‬كإ‪٠‬باعيل بف موسى السدم‪ ،‬كسويد بف نصر‪،‬‬
‫تويف سنة ِٕٗىػ‪ .‬ينظر‪ :‬تذكرة ا‪٢‬بااظ ِ‪ ،ُْٓ/‬نذرات الذىب ّ‪.ِّٕ/‬‬
‫(ْ) ىو‪ :‬عبد اد بف ا‪٤‬ببارؾ ا‪٤‬بركزم‪ ،‬موىل بِب حنظلة‪ ،‬فقيو خراساف‪ ،‬ثقة ثبة‪ٝ ،‬بع ا‪٢‬بديث‪ ،‬كالاقو‪ ،‬كالعربية كأياـ‬
‫الناس‪ ،‬كلد سنة ُُٖىػ‪ ،‬كتويف يف رمضاف سنة ُُٖىػ‪ ،‬كلو ثالث كسثوف سنة‪ .‬ينظر‪ٝ :‬بهرة تراجم الاقهاء‬
‫ا‪٤‬بالكية ِ‪ ،ّٕٗ/‬ا‪١‬بواىر ا‪٤‬بضية يف طبقات ا‪٢‬بناية ُ‪.ُِٖ/‬‬

‫(ٓ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُُ‪.ٕٓٗ/‬‬

‫ََْ‬
‫(ِ)‬ ‫(ُ)‬
‫ا‪٤‬بنذرم يف‬ ‫يف ا‪٤‬بسولة "قاؿ ا‪٢‬باف‬ ‫كالـ ا‪٤‬بنذرم‬ ‫كنقل ا‪٤‬بباركاورم‬
‫الَبغيب بعد ذكر حديث عكرمة عف ابف عباس ا‪٤‬بذكور‪ :‬كقد ركم ىذا ا‪٢‬بديث مف‬
‫طييروؽ كثّبة كعف ‪ٝ‬باعة مف الصحابة كأمثلها حديث عكرمة ىذا كقد صححو ‪ٝ‬باعة‬
‫منهم ا‪٢‬باف أبو بكر ااجرم ‪ ...‬كني نا ا‪٢‬باف أبو ا‪٢‬بسف ا‪٤‬بقدسي(ّ)‪ ،‬كقاؿ أبو‬
‫صحيح غّب‬
‫ه‬ ‫حديث‬
‫ه‬ ‫بكر بف أ داكد(ْ) ‪٠‬بعة أ يقوؿ‪ :‬ليس يف صالة الثسبيح‬
‫ىذا"(ٓ)‪.‬‬
‫كأما ذكره ا‪٤‬بنذرم يف تصحيحو ‪٥‬بذا ا‪٢‬بديث فقد تعقبو ا‪٢‬باف ابف حجر‬
‫(ُ) ىو أبو العال‪٧ ،‬بدمد بف عبد الر‪ٞ‬بف بف عبد الرحيم ا‪٤‬بباركاورم‪ ،‬كلد ببلدة مبارؾ بور سنة ُِّٖىػ‪ ،‬كانثغل‬
‫السنة يف كلكثو‪،‬‬
‫بالثدريس يف ا‪٤‬بدرسة ال‪ٞ‬بدية ببلدة آره‪ ،‬فدرس كأفاد زمانا‪ ،‬مث انثقل إىل مدرسة دار القرآف ك ُّ‬
‫فدرس هبا مدة‪ ،‬مث اعثزؿ الثدريس كانقطع للثوليف‪ ،‬كأقاـ عند العالمة الشي مشس ا‪٢‬بق العظيم آبادم ثالث‬
‫سنْب‪ ،‬كأعانو يف تكدميل عوف ا‪٤‬بعبود‪ ،‬مث عاد إىل كطنو مباركاور كلزـ بيثو عاك ناا على الثصنيف كالثوليف‪ ،‬تويف‬
‫سنة ُّّٓىػ‪ .‬ينظر‪ :‬اإلعالـ ٗبف يف تاري ا‪٥‬بند مف العالـ‪ ،‬عبد ا‪٢‬بي ف ر الديف الطاليب ٖ‪.ُِِٕ/‬‬
‫(ِ) ىو أبو ‪٧‬بدمد‪ ،‬عبد العظيم بف عبد القوم بف عبد اد‪ ،‬زكي الديف ا‪٤‬بنذرم‪ ،‬عامل با‪٢‬بديث‪ ،‬كالعربية‪ ،‬مف ا‪٢‬بااظ‬
‫ا‪٤‬بؤرخْب‪ ،‬كلد سنة ُٖٓىػ ٗبصر‪ ،‬كقرأ القرآف على الرتاحي‪٠ ،‬بع مف أ عبد اد الرتاحي‪ ،‬كعبد ا يد بف‬
‫زىّب‪ ،‬ك‪٧‬بدمد بف سعيد ا‪٤‬بوموين‪ ،‬كركل عنو‪ :‬الدمياطي‪ ،‬كالشريف عز الديف‪ ،‬كالشي ‪٧‬بدمد الازاز‪ ،‬لو تصانيف‬
‫عديدة منها‪ :‬الَبغيب كالَبىيب‪ ،‬الثكدملة‪ ،‬نرح الثنبيو‪ ،‬تويف سنة ٔٓٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الوايف بالوفيات ٔ‪.َِِ/‬‬
‫(ّ) ىو أبو ا‪٢‬بسف‪ ،‬علي بف أ‪ٞ‬بد بف عبد الدائم بف نعدمة‪ ،‬الشي ا‪٤‬بقرئ ا‪٤‬بسند العابد ا‪٤‬بقدسي الصا‪٢‬بي‪ ،‬قيم‬
‫جامع ا‪١‬ببل‪ ،‬كلد سنة ُٕٔىػ‪ ،‬ك‪٠‬بع مف البهاء عبد الر‪ٞ‬بف‪ ،‬كابف الزبيدم‪ ،‬كابف غساف‪ ،‬كجعار ا‪٥‬بدمداين‬
‫كار‪ٙ‬بل لسدماع ا‪٢‬بديث فسدمع ببغداد مف الكانغرم‪ ،‬ك‪ٝ‬باعة‪ ،‬كنس الجزاء ٖبا ضعيف‪ ،‬كصحب الشي‬
‫الاقيو ببعلبك مدة حصلة لو الشهادة بويدم الثثار سنة ٗٗٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بعجم ا‪٤‬ب ثص باحملدثْب ُ‪.ُٕٓ/‬‬
‫(ْ) ىو أبو بكر‪ ،‬عبد اد بف سليدماف بف النعث بف إسحاؽ بف بشّب بف نداد بف عدمرك بف عدمراف الزدم‬
‫السجسثاين‪ ،‬مف كبار حااظ ا‪٢‬بديث لو تصانيف‪ ،‬كاف إماـ أىل العراؽ‪ ،‬كعدمي يف آخر عدمره‪ ،‬كلد بسجسثاف‪،‬‬
‫كرحل مع أبيو رحلةن طويلة‪ ،‬كناركو يف نيوخو ٗبصر كالشاـ كغّبٮبا‪ ،‬كاسثقر كتويف ببغداد سنة ُّٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬تذكرة‬
‫ا‪٢‬بيااظ ِ‪ ،ِٖٗ/‬تاري بغداد ٗ‪.ْْٔ/‬‬
‫(ٓ) ‪ٙ‬باة الحوذم بشرح جامع الَبمذم ِ‪.ٖٓٗ/‬‬

‫َُْ‬
‫بقولو‪" :‬كا‪٢‬بق أف طرقو كلها ضعياة‪ ،‬كإف كاف حديث ابف عباس يقرب مف نرط‬
‫ا‪٢‬بسف؛ إال أنو ناذ؛ لشدة الاردية فيو‪ ،‬كعدـ ا‪٤‬بثابع كالشاىد مف كجو معث ‪،‬‬
‫ك‪٨‬بالاة ىي ثها ‪٥‬بي ة باقي الصلوات ‪.)ُ("...‬‬
‫باعرا‪ :‬ا شرك ي األ ةه د‬
‫ً‬
‫* يعر ف ا شرك دً‪:‬‬
‫عظيم‪ ،‬كالش ٍركةي‪٨ :‬بالطةي‬
‫يعود إىل ا‪٤‬ب الطة كا‪٤‬بقارنة‪" ،‬قاؿ ا‪٣‬بليل‪ :‬الش ٍريؾ‪ :‬ظيٍل هم ه‬
‫الشريكْب‪ ،‬كانَبكا ٗبعُب تشاركا‪ ،‬ك‪ٝ‬بع نريك‪ :‬نركاء كأنراؾ ‪.)ِ("...‬‬
‫يدؿ على مقارنة‬ ‫كقاؿ ابف فارس‪" :‬الشْب كالراء كالكاؼ أصالف‪ ،‬أحدٮبا‪ُّ :‬‬
‫يدؿ على و‬
‫امثداد كاسثقامة‪.‬‬ ‫كخالؼ اناراد‪ ،‬كااخر ُّ‬
‫فالكؿ‪ :‬الشركة‪ ،‬كىو أف يكوف الشيءي بْب اثنْب ال ينارد بو أحدٮبا‪ ،‬كيقاؿ‪:‬‬
‫صرت نريكو‪ ،‬كأنركة فالنا‪ :‬إذا جعلثو نري نكا لك‪،‬‬‫ناركة فالنا يف الشيء‪ :‬إذا ي‬
‫قاؿ اد ‪-‬جل ثناؤه‪ -‬يف قًصة موسى‪ :‬ﮋﯶ ﯷ ﯸﮊ(ّ)‪ ،‬كيقاؿ يف ال ُّدعاء‪ :‬اللهم‬
‫أنركنا يف دعاء ا‪٤‬بؤمنْب‪ ،‬أم‪ :‬اجعلنا ‪٥‬بم نركاء يف ذلك‪ ،‬كنركة الر يج ىل يف المر‬
‫أنركو‪.‬‬
‫أيضا‪ ،‬كنراؾ النعل‬
‫كأما الصل ااخر‪ :‬فالشرؾ‪ :‬لقم الطريق‪ ،‬كىو نراكو ن‬
‫مشبوه هبذا‪ ،‬كمنو نرؾ الصائد‪٠ ،‬بي بذلك المثداده"(ْ)‪.‬‬

‫(ُ) الثل يص ا‪٢‬ببّب ِ‪.ٕ/‬‬


‫(ِ) العْب ٓ‪.ِْٗ-ِّٗ/‬‬
‫(ّ) سورة طو‪.ِّ :‬‬
‫(ْ) مقاييس اللغة ّ‪.ِٔٓ/‬‬

‫َِْ‬
‫* يعر ف ي االصط ح‪:‬‬
‫‪" :‬فهو أف ىٯبعل د ًّ‬
‫ندا يدعوه كدما يدعو اد‪‬‬ ‫قاؿ الشي السعدم‬
‫أك ٱبافو أك يرجوه أك ٰببو كحب اد ‪ ،‬أك يصرؼ لو ن‬
‫نوعا مف أنواع‬
‫العبادة"(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف تيدمية‪" :‬كمف سول بينو كبْب غّبه يف أم ور مف المور فهو مشرؾ ‪...‬‬
‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬ ‫قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﭟﮊ(ِ)‪.‬‬
‫قاؿ السعدم‪" :‬أم‪ :‬يعدلوف بو سواه‪ ،‬يسوكهنم بو يف العبادة كالثعظيم‪ ،‬مع‬
‫نيء مف الكدماؿ‪ ،‬كىم فقراء عاجزكف ناقصوف مف كل‬ ‫أهنم مل يساككا اد يف و‬
‫كجو"(ّ)‪.‬‬
‫* ا خا فات ا ع د د بند ابج بة اد ي هذا ا ام‪:‬‬
‫ُ‪ -‬االبد اد ي األو اء أنَّهم دمةن ا ضر وا نفع‪ ،‬فيذىبوف إىل قبورىم‬
‫كيثدمسحوف هبا كيدعوف عندىا‪.‬‬
‫قاؿ ابف عجيبة‪ :‬د در صاحب العينية(ْ)‪:‬‬
‫ػائع‬ ‫ً‬ ‫كمش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػر كلي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍذ بالكلي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫‪٥‬ب ػ ػػم م ػ ػػف كث ػ ػػاب ا‪٢‬ب ػ ػػق تل ػ ػػك الوق ػ ػ ي‬ ‫ػاء ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػإهنم‬ ‫ى ٍ‬
‫ػامع‬ ‫ى ػ ػػم ال ػ ػ ُّػذخر للدمله ػ ػ ً‬
‫كم ػ ػػنهم ينػ ػ ػػاؿ ا‪٢‬ب ػ ػػب م ػ ػػا ى ػ ػػو ط ػ ػ ي‬ ‫ػوؼ كالكن ػ ػػز كالرج ػ ػػا‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫(ُ) القوؿ السديد‪ ،‬صُّ‪.‬‬
‫(ِ) سورة النعاـ‪.ُ :‬‬
‫(ّ) تيسّب الكرًن الر‪ٞ‬بف يف تاسّب كالـ ا‪٤‬بناف ُ‪.َِٓ/‬‬
‫(ْ) عبد الكرًن بف إبراىيم ا‪١‬بيلي‪ ،‬صويف فارسي مف أىل جيالف‪ ،‬مف مؤلااتو‪ :‬اإلنساف الكامل يف معرفة الكاخر‬
‫كالكائل‪ ،‬ا‪٤‬بناظر اإل‪٥‬بية‪ ،‬كانة كفاتو سنة ِٖٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بوسوعة الصوفية‪ ،‬صَّْ‪.‬‬

‫َّْ‬
‫ػافع‬
‫ػهم للصػ ػ ػ ػػب يف ا‪٢‬بػ ػ ػ ػػب نػ ػ ػ ػ ي‬ ‫كأينسػ ػ ػ ػ ي‬ ‫السػ ػؤؿ كا‪٤‬ب ػػُب‬
‫ػوب ك ُّ‬
‫ى ػػم القص ػ يػد كا‪٤‬بطل ػ ي‬
‫(ُ)‬
‫ػافع‬
‫فاػ ػ ػ ػ ػ ػػيهم لضػ ػ ػ ػ ػ ػػر العػ ػ ػ ػ ػ ػػا‪٤‬بْب منػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫ػاهبم‬
‫ػة جن ػ ػ ى‬
‫ػالزـ إف عرف ػ ػ ى‬
‫اس ف ػ ػ ٍ‬
‫ى ػ ػ يػم الن ػ ػ ي‬
‫أيضا‪:‬‬
‫كيقوؿ ن‬
‫بعض ا‪٢‬بكاـ‪ ،‬فار إىل الغزال‪ ،‬فجلس عند‬ ‫يحكي عف كل أنو قصد أذيثو ي‬
‫ضرٰبو مشثكينا بلساف ا‪٢‬باؿ‪ ،‬فدمد لو مف الق بعود الرٰباف مكثوبنا فيو ٗبداد مل‬
‫ٯبف مداده‪:‬‬
‫ػدرا‬
‫ف ػ ػ ػػوفر ٍغ ل ػ ػ ػػو صػ ػ ػ ػ نا ككسػ ػ ػ ػع ل ػ ػ ػػو ص ػ ػ ػ ى‬ ‫يوم ػ ػ ػػا بنكبػ ػ ػ ػ وػة‬
‫ػدىر ن‬ ‫إذا م ػ ػ ػػا أت ػ ػ ػػاؾ ال ػ ػ ػ ي‬
‫)ِ(‬
‫كيوم ػػا ت ػػرل يس ػ ىػرا‬ ‫ف ػ ػ ػ ػ ػ ػػإف تص ػ ػ ػ ػ ػ ػػاريف الزم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫فيوم ػػا ت ػػرل عس ػ نػرا ن‬ ‫ن‬ ‫ػاف عجيب ػ ػ ػ ػ ػ ػةه‬
‫‪ -2‬يعظ م ا ش ةخ ور عهم ةد منز دهم‬
‫قاؿ ابف عجيبة يف تاسّب قوؿ اد تعاىل‪ :‬ﮋﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬
‫ﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆ‬
‫ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮊ(ّ)‪" :‬ما زاؿ الاقراء يعظدموف أنياخهم‪ ،‬كيبالغوف يف ذلك‬
‫حٌب يقبلوف أرجلهم كالَباب بْب أيديهم‪ ،‬كٯبثهدكف يف خدمثهم‪ ،‬فإذا رآىم النياخ‬
‫فعلوا ذلك سكثوا عنهم ‪ ...‬لكنهم يرندكهنم إىل ا‪٢‬بضرة‪ ،‬حٌب يانوف عف نهود‬
‫ا رأسهم إ٭با ىو د ال لغّبه ‪ ...‬ككاف ني نا يقوؿ‪:‬‬
‫الواسطة‪ ،‬فيكوف تعظيدمهم كح ٌ‬
‫ال تزكركين على أين ني كم‪ ،‬كلكف اعرفوا فينا‪ ،‬كافنوا عف رؤية حسنا‪ ،‬حٌب يكوف‬
‫الثعظيم إ٭با ىو د ربنا"(ْ)‪.‬‬

‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صِٓ‪.‬‬


‫(ِ) ا‪٤‬بسثطرؼ يف كل فف مسثطرؼ‪ ،‬لألبشيهي ُ‪ ،ُّٓ/‬إيقاظ ا‪٥‬بدمم‪ ،‬صّٕٖ‪.‬‬
‫(ّ) سورة آؿ عدمراف‪.ٕٗ :‬‬
‫(ْ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ّْٕ/‬‬

‫َْْ‬
‫مثاال يف الغلو ا‪٤‬بدمدكح يف الشي حسب ما زعم‪،‬‬
‫كلقد ضرب ابف عجيبة ن‬
‫فقاؿ‪:‬‬
‫"ينبغي للدمريد الذم ‪ٙ‬بقق ٖبصوصية ني و أف يالعف مف ٱباصدمو فيو‪ ،‬كيبعد‬
‫عنو كل البعد‪ ،‬كال يهْب لو ل ال يركبو‪ ،‬كيدفع عف ني و ما اسثطاع‪ ،‬فإف ىذا مف‬
‫الثعظيم الذم ىو سبب يف سعادة ا‪٤‬بريد‪ ،‬كال يصغي إىل ا‪٤‬باسديف الطاعنْب يف‬
‫قلة‪ :‬كقد جاءين بعض مف ينثسب إىل العلم مف أىل فاس‪ ،‬فقاؿ‬ ‫أنصار الديف‪ ،‬ي‬
‫فقلة لو‪ :‬لو اتاق أىل السدموات‬
‫ل‪ :‬قد اتاقة علدماء فاس على بدعة ني كم‪ ،‬ي‬
‫السنة؛ لين‬
‫لقلة أنا‪ :‬إنو مف أىل ُّ‬
‫السبع كالرضْب السبع على أنو مف أىل البدعة ي‬
‫‪ٙ‬بققة ٖبصوصيثو كالشدمس يف أفق السدماء ليس دكهنا سحاب"(ُ)‪.‬‬
‫كرغم أف ابف عجيبة عيرؼ بكونو حافظنا لكثاب د‪ ‬بالقراءات العشر‬
‫إال أنو مل ييوفق ‪٤‬با دلة عليو النصوص كفق فهم سلف اليمة‪ ،‬فويف ىو مف قوؿ اد‬
‫تعاىل‪ :‬ﮋ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚﮛ ﮜﮝﮊ(ِ)‪.‬‬
‫ﮋﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬ ‫كقولو تعاىل‪:‬‬
‫ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬
‫ﮍﮊ(ّ)‪.‬‬
‫ﮋﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ‬ ‫كقولو تعاىل‪:‬‬
‫ﮜﮝﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢﮊ(ْ)‪.‬‬

‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ّٕٕ/‬‬


‫(ِ) سورة الندمل‪.َٔ :‬‬
‫(ّ) سورة فاطر‪.ُّ :‬‬
‫(ْ) سورة فاطر‪.ُْ :‬‬

‫َْٓ‬
‫كتومل ﮋﮈ ﮉﮊ فإنو عاـ يدخل فيو ُّ‬
‫كل مف اعثقد يف الكثاف كالصناـ‬
‫كثّبا‪ ،‬حٌب القطدمّب الذم ىو أحقر‬ ‫كالكلياء‪ ،‬فهم ال ٲبلكوف نينا‪ ،‬ال ن‬
‫قليال كال ن‬
‫و‬
‫لشيء‬ ‫النياء‪ ،‬كىذا مف تنصيص الناي كعدمومو‪ ،‬فكيف يي ٍد ىع ٍو ىف كىم غّب مالكْب‬
‫مف ملك السدماكات كالرض‪ ،‬كمع ىذا ال يسدمعوكم؛ لهنم ما بْب و‬
‫‪ٝ‬باد كأمو و‬
‫ات‬
‫كمالئكة مشغولْب بطاعة رهبم‪ ،‬كعلى فرض أهنم ‪٠‬بعوا لف يسثجيبوا‪ ،‬بل يث ؤكف‬ ‫و‬
‫منكم يوـ القيامة(ُ)‪.‬‬
‫ﮋﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬ ‫مية ال حراؾ فيو كال حس‪ ،‬قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫فكيف ييدعى ه‬
‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ‬
‫ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮊ(ِ)‪.‬‬
‫بالثصرؼ بالعباد‪ ،‬يف حاؿ يقظثهم‬
‫ُّ‬ ‫قاؿ السعدم‪" :‬ٱب تعاىل أنو ا‪٤‬بثارد‬
‫كنومهم‪ ،‬كيف حاؿ حياهتم كموهتم"(ّ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف القيم‪" :‬كمف احملاؿ أف يكوف دعاء ا‪٤‬بوتى‪ ،‬أك الدعاء هبم‪ ،‬أك الدعاء‬
‫كعدمال صا‪٢‬بنا‪ ،‬كييصرؼ عنو القركف الثالثة ا‪٤‬باضلة بنص رسوؿ اد‬
‫مشركعا ن‬
‫ن‬ ‫عندىم‪،‬‬
‫‪ ،‬مث ييرزقو ا‪٣‬بلوؼ الذيف يقولوف ما ال ياعلوف‪ ،‬كياعلوف ما ال يؤمركف‪ ،‬فهذه يسنة‬
‫بضعا كعشريف سنة‪ ... ،‬ىل ٲبكف بشر على كجو‬ ‫رسوؿ اد يف أىل القبور ن‬
‫الرض أف يويت عف أحد منهم بنقل صحيح‪ ،‬أك حسف‪ ،‬أك ضعيف‪ ،‬أك منقطع‪:‬‬
‫فضال أف‬
‫أهنم كانوا إذا كاف ‪٥‬بم حاجة قصدكا القبور فدعوا عندىا‪ ،‬ك‪ٛ‬بسحوا هبا‪ ،‬ن‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬تيسّب الكرًن الر‪ٞ‬بف يف تاسّب كالـ ا‪٤‬بناف ُ‪.ٖٔٔ/‬‬
‫(ِ) سورة الزمر‪.ِْ :‬‬
‫(ّ) تيسّب الكرًن الر‪ٞ‬بف يف تاسّب كالـ ا‪٤‬بناف ُ‪.ِٕٓ/‬‬

‫َْٔ‬
‫يصلُّوا عندىا‪ ،‬أك يسولوا اد بوصحاهبا‪ ،‬أك يسولوىم حوائجهم‪ ،‬فليوقاوا على أث ور‬
‫احد مف ذلك‪ ،‬بلى‪ ،‬ٲبكنهم أف يوتوا عف ا‪٣‬بلوؼ الٍب خلاة‬ ‫حرؼ ك و‬
‫احد أك و‬ ‫ك و‬
‫العهد كاف ذلك أكثر‪ ،‬حٌب لقد‬ ‫بعدىم بكث وّب مف ذلك‪ ،‬ككلدما توخر الزما يف كطاؿ ي‬
‫كجد يف ذلك عدة مصناات ليس فيها عف رسوؿ اد صلى اد تعاىل عليو كآلو‬
‫حرؼ كاح هد مف ذلك‪ ،‬بلى فيها‬ ‫كسلم كال عف خلاائو الرانديف كال عف أصحابو ه‬
‫مف خالؼ ذلك كثّب"(ُ)‪.‬‬
‫كمعلوـ بنصوص الوحي أف اإلنساف إذا مات انقطع عدملو‪ ،‬فعف أ ىريرة‬
‫قاؿ‪ ،‬قاؿ النيب ‪ :‬إذا مات اإلنسا يف انقطع عنو عدمليو إال مف ثالثة‪ :‬إال‬
‫صدقة جار وية‪ ،‬أك عل وم ينثاع بو‪ ،‬أك ك و‬
‫لد صا وٌف يدعو لو (ِ)‪.‬‬ ‫مف و‬
‫ي‬
‫يضركف فقد ضل‬
‫كمف اعثقد يف الكلياء بوهنم يثصرفوف يف الكوف‪ ،‬أك يناعوف أك ُّ‬
‫ضالال مبيننا‪ ،‬كعليو الثوبة قبل ا‪٤‬بوت‪ ،‬كإال مات على الشرؾ الك كالعياذ باد‪.‬‬
‫ن‬
‫قاؿ ابف تيدمية ‪" :‬فهذه النواع مف خطاب ا‪٤‬بالئكة كالنبياء كالصا‪٢‬بْب‬
‫بعد موهتم عند قبورىم‪ ،‬كيف مغيبهم كخطاب ‪ٛ‬باثيلهم ىو مف أعظم أنواع الشرؾ‬
‫ا‪٤‬بوجود يف ا‪٤‬بشركْب مف غّب أىل الكثاب كيف مبثدعة أىل الكثاب كا‪٤‬بسلدمْب الذيف‬
‫ﮋﮭ ﮮ ﮯ‬ ‫أحدثوا مف الشرؾ كالعبادات ما مل يوذف بو اد قاؿ اد تعاىل‪:‬‬
‫ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﮽ ﮾﮿ ﯀ ﯁ ﯂‬
‫﯃ ﯄ﮊ(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) إغاثة اللهااف يف مصايد الشيطاف ُ‪.َِِ/‬‬


‫(ِ) أخرجو مسلم‪ ،‬كثاب ا‪٥‬ببات‪ ،‬باب ما يلحق اإلنساف مف ثواب ّ‪ ،ُِٓٓ/‬رقم ُُّٔ‪.‬‬
‫(ّ) سورة الشورل‪.ُِ :‬‬

‫َْٕ‬
‫رسوال كال أنزؿ‬
‫‪ ...‬كعدملهم ىذا مف الديف الذم مل يشرعو اد كال ابثعث بو ن‬
‫بو كثابنا‪ ،‬كليس ىو كاجبنا كال مسثحبًّا باتااؽ ا‪٤‬بسلدمْب‪ ،‬كال فعلو أح هد مف الصحابة‬
‫إماـ مف أئدمة ا‪٤‬بسلدمْب كإف كاف ذلك ‪٩‬با ياعلو‬
‫كالثابعْب ‪٥‬بم بإحساف‪ ،‬كال أمر بو ه‬
‫كثّبه مف الناس ‪٩‬بف لو عبادة كزىد كيذكركف فيو حكايات كمنامات‪ ،‬فهذا كلُّو مف‬
‫الشيطاف‪ ،‬كفيهم مف ينظم القصائد يف دعاء ا‪٤‬بية كاالسثشااع بو كاالسثغاثة أك‬
‫يذكر ذلك يف ضدمف مديح النبياء كالصا‪٢‬بْب‪ ،‬فهذا كلُّو ليس ٗبشركع كال كاجب‬
‫كال مسثحب باتااؽ أئدمة ا‪٤‬بسلدمْب‪ ،‬كمف تعبد بعبادةو ليسة كاجبة كال مسثحبة‬
‫كىو يعثقدىا كاجبةن أك مسثحبةن فهو ضاؿ مبثدعه بدعةن سي ةن ال بدعةن حسنةن باتااؽ‬
‫اجب أك مسثحب‪ ،‬ككثّب مف الناس يذكركف‬ ‫أئدمة الديف‪ ،‬فإف اد ال ييعبد إال ٗبا ىو ك ه‬
‫ٕبجج مف جهة الرأم أك‬
‫يف ىذه النواع مف الشرؾ منافع كمصاٌف كٰبثجوف عليها و‬
‫الذكؽ‪ ،‬أك مف جهة الثقليد كا‪٤‬بنامات ك‪٫‬بو ذلك‪ ... ،‬كال ريب أف الكثاف ٰبصل‬
‫عندىا مف الشياطْب كخطاهبم كتصرفهم ما ىو مف أسباب ضالؿ بِب آدـ‪ ،‬كجعل‬
‫القبور أكثانا ىو أكؿ الشرؾ‪ ،‬ك‪٥‬بذا ٰبصل عند القبور لبعض الناس مف خطاب‬
‫يسدمعو كن ص يراه كتصرؼ عجيب ما يظف أنو مف ا‪٤‬بية كقد يكوف مف ا‪١‬بف‬
‫كالشياطْب‪ ،‬مثل أف يرل الق قد انشق كخرج منو ا‪٤‬بية ككلدمو كعانقو‪ ،‬كىذا ييرل‬
‫عند قبور النبياء كغّبىم‪ ،‬كإ٭با ىو نيطا هف فإف الشيطاف يثصور بصور اإلنس‬
‫كيدعي أحدىم أنو النيب فالف أك الشي فالف كيكوف كاذبنا يف ذلك‪ ،‬كيف ىذا الباب‬
‫يظف أف ذلك‬‫جدا‪ ،‬كا‪١‬باىل ُّ‬‫مف الوقائع ما يضيق ىذا ا‪٤‬بوضع عف ذكره كىي كثّبة ًّ‬
‫الذم رآه قد خرج مف الق كعانقو أك كلدمو ىو ا‪٤‬بقبور أك النيب أك الصاٌف كغّبٮبا‬
‫كا‪٤‬بؤمف العظيم يعلم أنو نيطاف"(ُ)‪.‬‬
‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُ‪.ُٓٗ/‬‬

‫َْٖ‬
‫أيضا‪" :‬كلكف الشياطْب قد تعينهم كتثصور ‪٥‬بم يف صور اادميْب فّبكهنم‬
‫كقاؿ ن‬
‫بوعينهم كيقوؿ أحدىم‪ :‬أنا إبراىيم أنا ا‪٤‬بسيح أنا ‪٧‬بدمد أنا ا‪٣‬بضر أنا أبو بكر أنا عدمر‬
‫أنا عثدماف أنا علي أنا الشي فالف‪ ،‬كقد يقوؿ بعضهم عف بعض‪ :‬ىذا ىو النيب فالف‬
‫أك ىذا ىو ا‪٣‬بضر كيكوف أكل ك كلهم جنًّا يشهد بعضهم لبعض‪ ،‬كا‪١‬بف كاإلنس‬
‫فدمنهم الكافر كمنهم الااسق كمنهم العاصي كفيهم العابد ا‪١‬باىل فدمنهم مف ٰبب‬
‫ني ن ا فيثزيا يف صورتو كيقوؿ‪ :‬أنا فالف‪ ،‬كيكوف ذلك يف برية كمكاف قار فيطعم ذلك‬
‫طعاما كيسقيو نرابنا أك يدلُّو على الطريق أك ٱب ه ببعض المور الواقعة‬ ‫الش ص ن‬
‫الغائبة فيظف ذلك الر يج يل أف ناس الشي ا‪٤‬بية أك ا‪٢‬بي فعل ذلك كقد يقوؿ‪ :‬ىذا‬
‫سر الشي كىذه رقيقثو كىذه حقيقثو أك ىذا ملك جاء على صورتو‪ ،‬كإ٭با يكوف ذلك‬ ‫ُّ‬
‫جنيًّا؛ فإف ا‪٤‬بالئكة ال تعْب على الشرؾ كاإلفك كاإلمث كالعدكاف"(ُ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف القيم‪" :‬كمف أعظم مكايده الٍب كاد هبا أكثر الناس‪ ،‬كما ‪٪‬با منها إال‬
‫مف مل يرد اد تعاىل فثنثو‪ :‬ما أكحاه قدٲبنا كحديثنا إىل حزبو كأكليائو مف الاثنة بالقبور‪،‬‬
‫حٌب آؿ المر فيها إىل أف عيبد أرباهبا مف دكف اد‪ ،‬كعيبدت قبورىم‪ ،‬كا‪ٚ‬بذت أكثانا‪،‬‬
‫أجسادا ‪٥‬با‬
‫ن‬ ‫كصورت صور أرباهبا فيها‪ ،‬مث يجعلة تلك الصور‬ ‫كبينية عليها ا‪٥‬بياكل‪ ،‬ي‬
‫أصناما‪ ،‬كعيبدت مع اد تعاىل‪ ،‬ككاف أكؿ ىذا الداء العظيم يف قوـ‬ ‫ظل‪ ،‬مث يجعلة ن‬
‫نوح‪ ،‬كدما أخ اد ‪ ‬عنهم يف كثابو‪ ،‬حيث يقوؿ‪ :‬ﮋﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ‬
‫(ِ)‬
‫تعظيم لقبور‬
‫ه‬ ‫ىذا‬ ‫بل‬ ‫‪:‬‬ ‫فقاؿ‬ ‫‪،‬‬ ‫الشيطاف‬ ‫ىم‬ ‫كغر‬ ‫‪...‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮊ‬
‫غلوا‪ ،‬كنثم بقرهبم‬
‫تعظيدما‪ ،‬كأند فيهم ًّ‬
‫ن‬ ‫ا‪٤‬بشاي كالصا‪٢‬بْب‪ ،‬كيكلدما كنثم أند ‪٥‬با‬
‫أسعد‪ ،‬كمف أعدائهم أبعد‪.‬‬
‫(ُ) ‪٦‬بدموع الاثاكل ُ‪.ُٖٓ-ُٕٓ/‬‬
‫(ِ) سورة نوح‪.ُِ :‬‬

‫َْٗ‬
‫كلعدمر اد‪ ،‬مف ىذا الباب بعينو دخل على عباد يغوث كيعوؽ كنسر‪ ،‬كمنو‬
‫دخل على عيباد الصناـ منذ كانوا إىل يوـ القيامة‪.‬‬
‫فجدمع ا‪٤‬بشركوف بْب الغلو فيهم كالطعف يف طريقثهم‪ ،‬كىدل اد أىل الثوحيد‬
‫لسلوؾ طريقثهم‪ ،‬كإنزا‪٥‬بم الٍب أنز‪٥‬بم اد إياىا مف العبودية كسلب خصائص اإل‪٥‬بية‬
‫عنهم‪ ،‬كىذا غاية تعظيدمهم كطاعثهم‪.‬‬
‫فوما ا‪٤‬بشركوف فعصوا أمرىم‪ ،‬كتنقصوىم يف صورة الثعظيم ‪٥‬بم‪ ،‬ككل مف نم‬
‫أدىن رائحة مف العلم كالاقو يعلم أف مف أىم المور سد الذريعة إىل ىذا احملظور‪،‬‬
‫كأف صاحب الشرع أعلم بعاقبة ما هنى عنو ‪٤‬با يؤكؿ إليو‪ ،‬كأحكم يف هنيو عنو‬
‫كتوعده عليو‪ ،‬كأف ا‪٣‬بّب كا‪٥‬بدل يف اتباعو كطاعثو‪ ،‬كالشر كالضالؿ يف معصيثو‬
‫ك‪٨‬بالاثو‪ ،‬كرأية لىب الوفاء بف عقيل يف ذلك ن‬
‫فصال حسننا‪ ،‬فذكرتو بلاظو‪ ،‬قاؿ‪٤" :‬با‬
‫صعبة الثكاليف على ا‪١‬بيهاؿ كالطغاـ عدلوا عف أكضاع الشرع إىل تعظيم أكضاع‬
‫كضعوىا لناسهم‪ ،‬فسهلة عليهم‪ ،‬إذ مل يدخلوا هبا ‪ٙ‬بة أمر غّبىم‪ ،‬قاؿ‪ :‬كىم‬
‫عندم يكا هار هبذه الكضاع‪ ،‬مثل تعظيم القبور كإكرامها‪ٗ ،‬با هنى عنو الشرع‪ ،‬مف‬
‫إيقاد النّباف كتقبيلها ك‪ٚ‬بليقها‪ ،‬كخطاب ا‪٤‬بوتى با‪٢‬بوائج‪ ،‬ككثب الرقاع فيها‪ ،‬يا‬
‫موالم افعل كذا ككذا‪ ،‬كأخذ تربثها ت ُّنكا‪ ،‬كإفاضة الطيب على القبور‪ ،‬كن ٌد‬
‫الرحاؿ إليها‪ ،‬كإلقاء ا‪٣‬برؽ على الشجر‪ ،‬اقثداءن ٗبف عبد الالت كالعيزل ‪ ...‬كمف‬
‫‪ٝ‬بع بْب سنة رسوؿ اد ‪-‬صلى اد عليو كآلو كسلم‪ -‬يف القبور‪ ،‬كما أمر بو كهنى‬
‫عنو‪ ،‬كما كاف عليو أصحابو ‪ ،‬كبْب ما عليو أكثر الناس اليوـ رأل أحدٮبا ن‬
‫مضادا‬
‫أبدا"(ُ)‪.‬‬
‫مناقضا لو‪ٕ ،‬بيث ال ٯبثدمعاف ن‬
‫ن‬ ‫لآلخر‪،‬‬
‫(ُ) إغاثة اللهااف يف مصايد الشيطاف ُ‪.ُٗٓ/‬‬

‫َُْ‬
‫كتعظيم ابف عجيبة للشي كرفعو فوؽ منزلثو كاإللزاـ بطاعثو ٕبجة أهنم علدماء‬
‫ال ييسلم لو‪.‬‬
‫قاؿ ال هبارم‪" :‬العلم ليس بكثرة الركاية كالكثب‪ ،‬كإ٭با العامل مف اتبع العلم‬
‫السنة فهو صاحب‬ ‫السنف كإف كاف قليل العلم كالكثب‪ ،‬كمف خالف الكثاب ك ُّ‬ ‫ك ُّ‬
‫بدعة‪ ،‬كإف كاف كثّب العلم كالكثب"(ُ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬مل ٘بئ بدعةه قا إال مف الرعاع أتباع كل ناعق ‪ ...‬فدمف كاف‬ ‫كيقوؿ ن‬
‫السوء كأصحاب البدع"(ِ)‪.‬‬ ‫ىكذا فال ديف لو ‪ ...‬كىم علدماء ُّ‬
‫عدمال أك تكلم و‬
‫بكالـ ال يوافق كثاب اد كال يسنة رسولو‬ ‫ككل مف عدمل ن‬
‫كسنة ا‪٣‬بلااء الرانديف كقوؿ صحابثو فهو بدعة‪ ،‬كىو ضاللة‪ ،‬كىو ه‬
‫مردكد على‬ ‫ي‬
‫(ّ)‬
‫قائلو أك فاعلو ‪.‬‬
‫السنة كفهدموٮبا كفق فهم سلف‬ ‫كلو اعثصم الصوفية كمف تبعهم بالكثاب ك ُّ‬
‫اليمة ‪٤‬با كصلوا إىل ىذه ا‪٤‬ب الاات العقدية‪ ،‬فعجبنا لفعا‪٥‬بم!! ينهاىم النيب عف‬
‫صلُّوف عندىا‪ ،‬كيدعوف الموات مف دكف اد‪ ،‬بل كصل‬ ‫الصالة إىل القبور فهم يي ى‬
‫(ْ)‬
‫ٰبث على زيارة ا‪٤‬بشاىد‬
‫ُّ‬ ‫بعض مف طدمس اد على بصّبتو أف ألف مؤل ناا‬
‫كتعظيدمها كيهثاوف با‪٠‬بها عند الشدائد‪.‬‬
‫مل يومر ٗبا ذكركه مف أمر‬ ‫"كقد عيلم باالضطرار مف ديف اإلسالـ أف النيب‬
‫السنة‪ ،‬صَُِ‪.‬‬
‫(ُ) نرح ُّ‬
‫(ِ) ا‪٤‬برجع ناسو‪ ،‬صَُُ‪.‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬كثاب الربعْب حديثنا‪ ،‬لآلجرم‪ ،‬صٕٗ‪.‬‬
‫(ْ) قاؿ ابف تيدمية ‪ :‬صنف ابف النعدماف ا‪٤‬بعركؼ با‪٤‬بايد (رافضي) ني ا‪٤‬بوسوم كالطوسي كثابنا ‪٠‬باه (مناسك‬
‫السنة النبوية ُ‪.ْٕٔ/‬‬
‫ا‪٤‬بشاىد) جعل قبور ا‪٤‬ب لوقْب ي‪ٙ‬بج كدما ي‪ٙ‬بج الكعبة البية ا‪٢‬براـ‪ ،‬منهاج ُّ‬

‫ُُْ‬
‫ا‪٤‬بشاىد‪ ،‬كال نرع ليمثو مناسك عند قبور النبياء كالصا‪٢‬بْب‪ ،‬بل ىذا مف ديف‬
‫ﮋﮥ ﮦﮧﮨﮩﮪﮫ ﮬﮭ ﮮﮯﮰ‬ ‫ا‪٤‬بشركْب الذيف قاؿ اد فيهم‪:‬‬
‫ﮱﮊ(ُ)"‪.)ِ(،‬‬
‫‪.‬‬ ‫كفعلهم ىذا كاعل قوـ نوح‬
‫قاؿ الصنعاين يف داليثو‪:‬‬
‫ػطر بالص ػدم ًد الاػ ً‬
‫ػرد‬ ‫ػف ا‪٤‬بضػ ُّ‬ ‫كك ػ ػػم ىثا ػ ػوا عن ػ ػ ىػد الش ػ ػ ً‬
‫ػدائد ً‬
‫ى‬ ‫كدمػػا يهثػ ي‬ ‫با‪٠‬به ػ ػػا‬
‫أيىل ػ ػة لغػ ػػّب اد جهػ ػ نػرا علػ ػػى ىع ٍدم ػ ػ ًد‬ ‫كك ػػم عق ػػركا يف سػ ػػوحها م ػػف عقػ ػػّبةو‬
‫ً (ّ)‬ ‫كمسػػثل ًم الركػ ً‬ ‫كك ػ ػػم ط ػ ػ و‬
‫ػاف مػػنهف باليػػدم‬ ‫ػوؿ القب ػ ػػوًر يم ىقب ػ ػ ػ ول‬
‫ػائف ح ػ ػ ى‬
‫با دباء وا دةسل واالسد اثد‬ ‫‪ -3‬ا دة إ ى ا َّر ُسةل‬
‫كثرت أنعار ا‪٤‬بثصوفة الٍب يقرركف هبا الثوجو بالدعاء كالثوسل كاالسثغاثة‬
‫بالنيب ‪.‬‬
‫قاؿ البوصّبم(ْ)‪:‬‬
‫ً (ٓ)‬ ‫ػوؿ ا‪٢‬بػ ً‬
‫ػادث العدمػم‬ ‫سػواؾ عنػػد حلػ ً‬ ‫ػرـ ا‪٣‬بل ػ ًػق م ػػال م ػػف أل ػػوذي بًػ ػ ًو‬
‫ي ػػا أك ػ ى‬
‫نرحو ابف عجيبة بقولو‪ :‬الذ بو لو نذا كليا نذا‪ :‬الثجو إليو‪ ،‬كا‪٢‬بلوؿ‪ :‬النزكؿ‪،‬‬

‫(ُ) سورة نوح‪.ِّ :‬‬


‫السنة النبوية ُ‪.ْٕٔ/‬‬
‫(ِ) منهاج ُّ‬
‫(ّ) ديواف الصنعاين‪ ،‬صُٗ‪.‬‬
‫(ْ) ىو‪٧ :‬بدمد بف سعيد بف ‪ٞ‬باد البوصّبم ‪ ،‬مف نعراء الصوفية‪ ،‬مف قصائده‪ :‬الكواكب الدرية يف مدح خّب‬
‫ال ية‪ ،‬ا‪٤‬بشهورة ٗبسدم ى (ال دة)‪ ،‬توىف سنة ْٗٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الوايف بالوفيات ِ‪ ،َِٓ/‬العالـ ٔ‪،ُّٗ/‬‬
‫معجم ا‪٤‬بؤلاْب ُ‪.ِٖ/‬‬
‫(ٓ) ال دة‪ ،‬صَِٕ‪.‬‬

‫ُِْ‬
‫يعم ‪ٝ‬بيع ا‪٣‬بلق كما‬ ‫ا‪٢‬بادث‪ :‬ضد القدًن‪ ،‬كالعدم ًم‪ :‬العاـ‪ ،‬كا‪٤‬براد ىنا ا‪٤‬بوت الذم ُّ‬ ‫ك ي‬
‫(ُ)‬
‫بعده مف أىواؿ ا‪٤‬بوقف كالصراط كا‪٤‬بيزاف كغّب ذلك مف الىواؿ ‪ ...‬مث نادل‬
‫تقدـ الوسيلة الثصريح بالكرـ ا‪٤‬بشعر ب اعة االسثهالؿ‬ ‫مسؤكلو ا‪٤‬بهم مف حاجثو بعد ُّ‬
‫على قضاء حاجثو‪ ،‬كمضدموف ىذا الكالـ مؤذف ٕبصوؿ الثواب"(ِ)‪.‬‬
‫كأقر االسثغاثة بو يف نرحو ‪٥‬بذا البية‪:‬‬
‫كم ػ ػػف ى ػ ػػو النعدمػ ػ ػةي العظدم ػ ػػى ‪٤‬بغث ػ ػػن ًم‬ ‫كم ػ ػ ػػف ى ػ ػ ػػو ااي ػ ػ ػػة الك ػ ػ ػ ػ ل ‪٤‬بعث ػ ػ ػ ػ و‬
‫(ّ) مثدم ندما لالسثغاثة بو كاص ناا لو بوصاْب عظيدمْب‬ ‫"الشرح‪ :‬يقوؿ‬
‫عطاهدما على ما قبلو‪ ،‬أم‪ :‬يا ىمف قصده الطالبوف فسعدكا ٗبا طلبوا‪.)ْ("... ،‬‬
‫كيف قولو‪:‬‬
‫س ػ ػػعينا كف ػ ػػوؽ مث ػ ػػوف الىيٍػنيػ ػ ػ ًق ُّ‬
‫ً (ٓ)‬
‫الر يسػ ػ ػم‬ ‫ػاحثىوي‬
‫ػّب ىم ػ ػ ػ ٍف ٲب ػ ػ ػ ىم العػ ػ ػػافوف سػ ػ ػ ى‬
‫يػ ػ ػػا خػ ػ ػ ى‬
‫‪ -4‬ا دة إ ى األو اء با دباء واالسد اثد بهم‬
‫(ٔ)‬
‫يقوؿ ابف عجيبة‪" :‬فإف تعذر عليو الوصوؿ إىل الشي كقد عرض لو ه‬
‫مرض‬
‫(ُ) يقصد البوصّبم‪.‬‬
‫(ِ) نرح ال دة‪ ،‬صَُّ‪.‬‬
‫(ّ ) يقصد صاحب ال دة البوصّبم‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫(ْ) ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬صَِْ ‪ ،‬كسيويت يف مبحث خاص عف عقيدتو يف الرسوؿ‬
‫(ٓ) نرح ال دة لو‪ ،‬صِّٖ‪.‬‬
‫تيدم ندما‪ :‬قصد‪ ،‬كالعافوف‪ :‬الطالبوف‪ ،‬كاالسثعااء‪ :‬طلب‬
‫نرح ا لغويًّا فقاؿ‪ :‬ٲب م ُّ‬
‫كقد نرح ابف عجيبة ىذا البية ن‬
‫الر يسم‪ٝ :‬بع رسوـ كىي الناقة الشديدة الٍب تؤثر يف الرض‬‫العاو‪ ،‬كا‪٤‬بثْب‪ :‬القوم‪ ،‬كالينيق‪ٝ :‬بع ناقة‪ ،‬ك ُّ‬
‫لشدة كط ها‪ ،‬كقد طوع البية ‪٤‬با يعثقده يف تصوفو‪ ،‬كال غرك يف ذلك‪ ،‬فلقد سبق أف نرح ااجركمية‬
‫نرح ا صوفيًّا‪.‬‬
‫ن‬
‫(ٔ) يقصد ا‪٤‬بريد‪.‬‬

‫ُّْ‬
‫أمر فليش ص بْب عينيو بصاثو كىي ثو‪ ،‬كيشكو لو‪ ،‬فإنو ي أ بإذف اد‪ ،‬كإف كاف‬ ‫أك ه‬
‫مع ‪ٝ‬باعة كاسثحيا فليشثك إليو يف قلبو"(ُ)‪.‬‬
‫كالدعاء كاالسثغاثة مف ‪ٝ‬بلة أنواع العبادة الٍب ال يصلح منها نيءه إال د‬
‫‪ ،‬فدمف صرؼ منها نينا لغّب اد ‪ ‬فيدما ال يقدر عليو إال اد فهو‬
‫عاب هد لغّب اد‪ ،‬سواءن ‪٠‬بى دعاءه توُّك نال أك ت ُّنكا كما إىل ذلك‪ ،‬فإف ىذه الثسدمية ال‬
‫يسّبا مف حقيقة ما ذىب إليو ذلك الداعي‪ ،‬كال لذة للعبد إال أف‬ ‫تغّب نينا كلو ن‬
‫يكوف اد سبحانو ىو إ‪٥‬بو كمسثغاثو‪ ،‬الذم إليو مازعو عند الشدائد كإليو مرجعو يف‬
‫عامة ا‪٤‬بطالب كا‪٤‬بقاصد‪.‬‬
‫قاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﭷﭸﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽﭾﮊ(ِ)‪.‬‬
‫قاؿ الط م‪" :‬يعِب أفردكا لو الثوحيد‪ ،‬كأخلصوا لو العبادة"(ّ)‪.‬‬
‫كمف قاؿ‪ :‬أنهد أف ال إلو إال اد كأنهد أف ‪٧‬بدم ندا رسوؿ اد مث يسثغيث‬
‫بغّب اد‪ ‬فهذا ه‬
‫نرؾ أك ‪ ،‬كال يناعو ىذا الثوحيد مع ىذه االسثغاثة‪.‬‬
‫ليعلم اليمة ىي ٘بريد الثوحيد‪ ،‬قاؿ‬ ‫كاالسثغاثة الٍب أرندنا إليها النيب‬
‫اللوسي(ْ)‪" :‬فإذا قيل‪٘ :‬بوز االسثغاثة بالنبياء كالصا‪٢‬بْب كدعاؤىم كالنذر ‪٥‬بم على‬
‫أهنم كسائا ككسائل بْب اد كبْب عباده كأف اد ياعل لجلهم‪ ،‬اهندمة القاعدة‬
‫(ُ) الاثوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صّّٗ‪.‬‬
‫(ِ) سورة ا‪١‬بف‪.ِّ :‬‬
‫(ّ) جامع البياف ِّ‪.ٔٔٓ/‬‬
‫(ْ) ىو أبو ا‪٤‬بعال‪٧ ،‬بدمود نكرم ‪ٝ‬باؿ الديف بف عبد اد هباء الديف بف ‪٧‬بدمود نهاب الديف اللوسي‪ ،‬كنسبثو‬
‫تعود إىل قرية (ألوس) كىي قرية صغّبة على هنر الارات‪ ،‬كلد يف بغداد سنة ُِّٕىػ‪ ،‬كتويف سنة ُِّْىػ‪ ،‬لو‬
‫صب العذاب على مف سب الصحاب‪ ،‬رسالة يف الثوحيد كالثثليث‪ ،‬كمف نيوخو‪ :‬إ‪٠‬باعيل بف‬ ‫مؤلاات منها‪ُّ :‬‬
‫مصطاى ا‪٤‬بوصلي‪ ،‬عبد السالـ بف ‪٧‬بدمد النجدم‪ ،‬الشهّب بالشواؼ‪ .‬ينظر‪ :‬العالـ ٕ‪.ُّٕ-ُِٕ/‬‬

‫ُْْ‬
‫اإلٲبانية‪ ،‬كانثقضة الصوؿ الثوحيدية‪ ،‬كفثح باب الشرؾ العظم‪ ،‬كعادت الرغباب‬
‫كالرىبات‪ ،‬كا‪٤‬بقاصد كالثوجيهات إىل يسكاف القبور كالموات‪ ،‬كمف دعا مع اد مف‬
‫سائر ا‪٤‬ب لوقات‪ ،‬كىذه ىي الغاية الشركية‪ ،‬كالعبادة الوثنية‪ ،‬فنعوذ باد مف الضالؿ‬
‫كالشقاء كاال‪٫‬براؼ عف أسباب الاالح كا‪٥‬بدل ‪ ...‬كعلى القوؿ ٔبعل الوسائا‬
‫كالشاعاء بْب العباد كبْب اد تقلع أصوؿ ىذا الصل العظيم‪ ،‬الذم ىو قطب رحى‬
‫أم و‬
‫فاقة يسدت‪،‬‬ ‫أم نعي وم ك ُّ‬
‫فوم فروح ك ُّ‬
‫اإلٲباف‪ ،‬كينهدـ أساسو الذم ركب عليو البنياف‪ُّ ،‬‬
‫الثوجو كالدعاء‬
‫ناف إذا كاف ُّ‬ ‫أنس كاطدم و‬‫أم و‬‫أم سعادةو حصلة‪ ،‬ك ُّ‬ ‫أم ضركرةو يدفعة‪ ،‬ك ُّ‬
‫ك ُّ‬
‫كاالسثغاثة كالذبح كالنذر لغّب ا‪٤‬بلك ا‪٢‬بناف ا‪٤‬بناف"(ُ)‪.‬‬
‫الثوسل‬
‫كمف عرؼ الشرؾ حق ا‪٤‬بعرفة يعلم أف مف قاؿ‪٘ :‬بوز االسثغاثة ك ُّ‬
‫بالنبياء كالصا‪٢‬بْب كالنذر ‪٥‬بم كا‪٢‬بلف كما أنبهو مف الثعظيم لو نصيب كافر مف‬
‫الكذب على اد كعلى رسولو‪ ،‬كمف الصد عف سبيل اد كابثغاء العوج‪ ،‬كاد‬
‫ا‪٤‬بسثعاف(ِ)‪.‬‬
‫أما االسثغاثة با‪٤‬ب لوؽ فيدما يقدر عليو‪ ،‬فيجوز ذلك‪ ،‬كمثالو‪ :‬أف يسثغيث‬
‫بإنساف قادر‪ ،‬كالدليل عليو قوؿ اد تعاىل‪ :‬ﮋﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬ ‫و‬ ‫إنسا هف مكركب‬
‫ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬
‫ﭴ ﭵﭶﭷﭸ ﭹﭺﭻﭼﭽ ﭾﭿﮀﮁﮂ ﮃﮄ ﮅﮊ(ّ)‪.‬‬
‫فهذا اسثغاثةه بقادر‪ ،‬فهي صحيحة‪.‬‬

‫(ُ) غاية الماين يف الرد على النبهاين ُ‪.ّْٖ/‬‬


‫(ِ) ا‪٤‬برجع ناسو ُ‪.ّٓٗ/‬‬
‫(ّ) سورة القصص‪.ُٓ :‬‬

‫ُْٓ‬
‫أما إذا اسثغيث ٗب و‬
‫لوؽ يف أم ور ال يقدر عليو إال اد‪ ‬فهذا ه‬
‫نرؾ أك ‪،‬‬
‫ﮋﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‬ ‫كقد أتة النصوص بالوعيد ‪٤‬بف فعل ىذا قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﮫ ﮬﮭﮮﮯ ﮰﮱ﮲﮳﮴﮵ ﮶ﮊ(ُ)‪.‬‬
‫كلقد هنى النيب مف الغلو يف تعظيدمو‪ ،‬كمدحو‪ ،‬قاؿ ‪ :‬ال تيطركين(ِ) كدما‬
‫أطرت النصارل ابف مرًن فإ٭با أنا عبده فقولوا عبد اد كرسولو (ّ)‪.‬‬
‫كال نك أف البوصّبم يف ال دة يوجو الدعاء كاللياذ كالعياذ إىل رسوؿ اد ‪،‬‬
‫نرؾ صريح‪.‬‬
‫كىذا ه‬
‫قاؿ الشي عبد الر‪ٞ‬بف بف حسف(ْ)‪" :‬ىذه البيات الٍب مضدموهنا إخالص‬
‫الدعاء كاللياذ كالرجاء كاالعثدماد يف أضيق ا‪٢‬باالت‪ ،‬كأعظم االضطرار لغّب اد‬
‫فناقضوا الر يسوؿ بارتكاب ما هنى عنو أعظم مناقضة‪ ،‬كناقوا اد كرسولو أعظم‬
‫مشاقة‪ ،‬كذلك أف الشيطاف أظهر ‪٥‬بم ىذا الشرؾ العظيم يف قالب ‪٧‬ببة النيب‬
‫كتعظيدمو كأظهر ‪٥‬بم الثوحيد كاإلخالص الذم بعثو اد بو يف قالب تنقيصو‪ ،‬كىؤالء‬
‫ا‪٤‬بشركوف ىم ا‪٤‬بثنقصوف الناقصوف أفرطوا يف تعظيدمو هبا هناىم عنو أند النهي كفرطوا‬
‫يف مثابعثو‪ ،‬فلم يعبوكا بوقوالو كأفعالو كال رضوا ٕبكدمو كال سلدموا لو‪ ،‬كإ٭با ٰبصل‬
‫تعظيم الرسوؿ بثعظيم أمره كهنيو‪ ،‬كاالىثداء هبديو كاتباع يسنثو‪ ،‬كالدعوة إىل دينو‬
‫(ُ) سورة النساء‪.ْٖ :‬‬
‫(ِ) اإلطراء‪٦ :‬باكزة ا‪٢‬بد يف ا‪٤‬بدح كالكذب فيو‪ .‬ينظر‪ :‬النهاية يف غريب ا‪٢‬بديث ّ‪.ُِٕ/‬‬
‫(ّ) أخرجو الب ارم‪ ،‬كثاب أحاديث النبياء‪ ،‬باب ﮋﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﮊ ْ‪ ،ُٕٔ/‬رقم‬
‫ّْْٓ‪.‬‬
‫(ْ) ىو‪ :‬عبد الر‪ٞ‬بف بف حسف بف ‪٧‬بدمد بف عبد الوىاب‪ ،‬تاقو بنجد‪ ،‬مث ٗبصر‪ ،‬نقلو إليها إبراىيم بانا بعد‬
‫اسثيالئو على الدرعية فيدمف نقل مف آؿ سعود كآؿ الشي ‪ ،‬مث عاد إىل ‪٪‬بد سنة ُُِْىػ‪ ،‬كتوىل قضاء‬
‫الرياض‪ ،‬كتويف فيها عاـ ُِٖٓىػ‪ .‬ينظر‪ :‬مشاىّب علدماء ‪٪‬بد ُ‪.ٓٗ/‬‬

‫ُْٔ‬
‫الذم دعا إليو كنصرتو‪ ،‬كمواالة مف عدمل بو‪ ،‬كمعاداة مف خالاو‪.‬‬
‫كعدمال كارتكبوا ما هنى عنو‬ ‫علدما ن‬ ‫فعكس أكل ك ا‪٤‬بشركوف ما أراد اد كرسولو ن‬
‫كرسولو فاد ا‪٤‬بسثعاف"(ُ)‪.‬‬
‫ككاف رسوؿ اد ٰبذر مف الغلو‪ ،‬قاؿ رسوؿ اد ‪ :‬إياكم كالغلو فإ٭با‬
‫أىلك مف كاف قبلكم الغلو (ِ)‪.‬‬
‫‪" :‬ىذا عاـ يف ‪ٝ‬بيع أنواع الغلو يف االعثقادات‬ ‫قاؿ ابف تيدمية‬
‫كالعدماؿ"(ّ)‪.‬‬
‫كقاؿ الشي سليدماف بف عبد اد ‪" :‬فثومل ما يف ىذه البيات مف الشرؾ‪.‬‬
‫منها‪ :‬أنو ناى أف يكوف لو مالذنا إذا حلة بو ا‪٢‬بوادث إال النيب كليس‬
‫ذلك إال د كحده ال نريك لو‪ ،‬فهو الذم ليس للعباد مالذه إال ىو‪.‬‬
‫بالثضرع كإظهار الااقة كاالضطرار إليو‪ ،‬كسوؿ منو ىذه‬ ‫ُّ‬ ‫الثاين‪ :‬أنو دعاه كناداه‬
‫ب إال مف اد‪ ،‬كذلك ىو الشرؾ يف اإل‪٥‬بية‪.‬‬ ‫ا‪٤‬بطالب الٍب ال تيطٍلى ي‬
‫الثالث‪ :‬سؤالو منو أف يشاع لو يف قولو‪:‬‬
‫إذا الكػ ػ ػ ػ ػ ػػرًني ٘بل ػ ػ ػ ػ ػ ػى باس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًم منػ ػ ػ ػ ػ ػػثق ًم‬ ‫ك‬ ‫جاىػ ػ ػ ى‬ ‫كل ػ ػػف يض ػ ػػيق ‪-‬رس ػ ػ ى ً‬
‫ػوؿ اد‪ -‬ي‬ ‫ى‬
‫كىذا ىو الذم أراده ا‪٤‬بشركوف ‪٩‬بف عبدكه‪ ،‬كىو ا‪١‬باه كالشااعة عند اد‪،‬‬
‫أيضا فإف الشااعة ال تكوف إال بعد إذف اد فال معُب لطلبها مف‬
‫كذلك ىو الشرؾ‪ ،‬ك ن‬
‫غّبه‪ ،‬فإف اد تعاىل ىو الذم يوذف للشافع أف يشاع لف الشافع يشاع ابثداء‪.‬‬
‫(ُ) فثح ا يد ُ‪.ُّٖ/‬‬
‫(ِ) أخرجو النسائي‪ ،‬كثاب ا‪٤‬بناسك‪ ،‬باب الثقاط ا‪٢‬بصى ٓ‪ ،ِٕٖ/‬كسنف ابف ماجو‪ ،‬كثاب ا‪٤‬بناسك‪ ،‬باب قدر‬
‫حصى الرمي ِ‪ ،ََُٖ/‬كصححو اللباين يف صحيح سنف النسائي ِ‪.َْٔ/‬‬
‫(ّ) اقثضاء الصراط ا‪٤‬بسثقيم ُ‪.ِّٖ/‬‬

‫ُْٕ‬
‫كذب على اد ‪ ‬كعلى رسولو‬ ‫ه‬ ‫الرابع‪ :‬قولو‪( :‬فإف ل ذمة) إىل آخره‪،‬‬
‫فليس بينو كبْب مف ا‪٠‬بو ‪٧‬بدمد ذمةه إال بالطاعة‪ ،‬ال ٗبجرد اإلنراؾ يف االسم مع الشرؾ‪.‬‬
‫فهذا تناقض عظيم كنرؾ ظاىر‪ ،‬فإنو طلب أكنال أف ال يضيق بو جاىو‪ ،‬مث‬
‫فضال كإحسانا‪ ،‬كإال فيا ىالكو! فيقاؿ‪ :‬كيف طلبة منو‬
‫طلب ىنا أف يوخذ بيده ن‬
‫أكنال الشااعة مث طلبة منو ىنا أف يثاضل عليك؟! فإف كنة تقوؿ‪ :‬إف الشااعة ال‬
‫تكوف إال بعد إذف اد‪ ،‬فكيف تدعو النيب كترجوه كتسولو الشااعة؟! فهال‬
‫‪ٝ‬بيعا الذم لو ملك السدموات كالرض الذم ال تكوف‬ ‫سولثها ىم ٍف لو الشااعة ن‬
‫الشااعة إال مف بعد إذنو‪ ،‬فهذا يبطل عليك طلب الشااعة مف غّب اد‪.‬‬
‫كإف قلة‪ :‬ما أريد إال جاىو‪ ،‬كنااعثو بإذف اد ‪ ‬قيل‪ :‬فكيف سولثو أف‬
‫ﮋﮝﮞﮟﮠﮡ‬ ‫يثاضل عليك كيوخذ بيدؾ يف يوـ الديف‪ ،‬فهذا مضاد لقولو تعاىل‪:‬‬
‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﮲ ﮳ﮊ(ُ)‪ ،‬فكيف ٯبثدمع يف‬
‫قلب عبد اإلٲباف هبذا كىذا؟! كإف قلة‪ :‬سولثو أف يوخذ بيدم‪ ،‬كيثاضل علي ٔباىو‬
‫‪٧‬بض الشرؾ‪.‬‬
‫كنااعثو‪ ،‬قيل‪ :‬عاد المر إىل طلب الشااعة مف غّب اد‪ ،‬كذلك ىو ي‬
‫السادس‪ :‬يف ىذه البيات مف الث م مف ا‪٣‬بالق ‪-‬تعاىل كتقدس‪ -‬كاالعثدماد‬
‫على ا‪٤‬ب لوؽ يف حوادث الدنيا كااخرة ما ال ٱباى على مؤمف‪ ،‬فويف ىذا مف قولو‬
‫ﮋﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬ ‫تعاىل‪ :‬ﮋﭢ ﭣ ﭤ ﭥﮊ(ِ)‪ ،‬كقولو تعاىل‪:‬‬
‫ﮋﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ‬ ‫ﯣ ﯤﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﮊ(ّ)‪ ،‬كقولو‪:‬‬
‫(ُ) سورة االناطار‪.ُٗ-ُٕ :‬‬
‫(ِ) سورة الاا‪ٙ‬بة‪.ٓ :‬‬
‫(ّ) سورة الثوبة‪.ُِٗ :‬‬

‫ُْٖ‬
‫(ُ) (ِ)‬
‫ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳﮊ " ‪.‬‬
‫فكم ضيع على ناسو مف عبادة مف ىثف كتغُب بال دة‪ ،‬كلو رس الثوحيد يف‬
‫قلبو لقوية عالقثو باد ‪ ‬كقطع العالئق مف دكنو‪ ،‬كت أ مف كل معبود سول‬
‫اد ‪ ،‬قاؿ تعاىل‪ :‬ﮋ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮝ ﮞ‬
‫ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶‬
‫﮷﮸ ﮹﮺ﮊ(ّ)‪.‬‬
‫كحذر اد ‪ ‬مف ‪٦‬باكزة ا‪٢‬بد يف ا‪٢‬بق قاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬
‫ﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣ‬
‫ﭤﭥ ﭦﭧﮊ(ْ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف كثّب يف تاسّبه‪" :‬أم‪ :‬ال ٘باكزكا ا‪٢‬بد يف اتباع ا‪٢‬بق‪ ،‬كال تطركا مف أيمرمت‬
‫بثعظيدمو فثبالغوا فيو‪ ،‬حٌب ‪ٚ‬برجوه عف حيز النبوة إىل مقاـ اإل‪٥‬بية‪ ،‬كدما صنعثم يف‬
‫ا‪٤‬بسيح‪ ،‬كىو نيب مف النبياء‪ ،‬فجعلثدموه إ‪٥‬بنا مف دكف اد‪ ،‬كما ذاؾ إال القثدائكم‬
‫بشيوخ الضالؿ‪ ،‬الذيف ىم سلاكم ‪٩‬بف ضل قدٲبنا‪ ،‬ﮋﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬
‫ﭧﮊ أم‪ :‬كخرجوا عف طريق االسثقامة كاالعثداؿ‪ ،‬إىل طريق الغواية كالضالؿ"(ٓ)‪.‬‬

‫(ُ) سورة الارقاف‪.ٖٓ :‬‬


‫(ِ) تيسّب العزيز ا‪٢‬بدميد يف نرح كثاب الثوحيد ُ‪ ،ُِٖ/‬كينظر‪ :‬توسيس الثقديس يف كشف تلبيس داكد بف‬
‫جرجيس‪ ،‬صِٓ‪ ،ٓٗ-ٖٓ ،ْٓ ،‬القوؿ ا‪٤‬بايد على كثاب الثوحيد‪ ،ُِٖ/ُ ،‬إعانة ا‪٤‬بسثايد بشرح كثاب‬
‫الثوحيد ُ‪.ُِْ/‬‬
‫(ّ) سورة ا‪١‬بف‪.ِّ :‬‬
‫(ْ) سورة ا‪٤‬بائدة‪.ٕٕ :‬‬
‫(ٓ) تاسّب القرآف العظيم ّ‪.ُٓٗ/‬‬

‫ُْٗ‬
‫انفصم انثبَي‪:‬‬
‫آراؤِ يف اإلميبٌ ثبدلالئكخ‬
‫كفيو ثبلثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬معُب اإلدياف با‪٤‬ببلئكة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬خلق ا‪٤‬ببلئكة‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬ا‪٤‬بفاضلة بْب ا‪٤‬ببلئكة كصا‪٢‬بي البشر‪.‬‬
‫ادلجحث األٔل‪:‬‬
‫يعىن اإلميبٌ ثبدلالئكخ‬

‫أول‪ :‬تعريف المالئكة لغةً‬


‫ً‬
‫‪ٝ‬بع ىملىك‪ ،‬كأصلو مألك‪ ... ،‬كحذفت ا‪٥‬بمزة؛ للتخفيف فأصبحت ( ىملىك)‪،‬‬
‫كاختلف اللغويوف ُب اشتقاقو‪ ،‬على قولْب‪:‬‬
‫القوؿ األكؿ‪ :‬أنو جام هد غّب مشتق‪.‬‬
‫القوؿ الثاشل‪ :‬أنو مشتق من األلوكة كىي الرسالة(ُ)‪.‬‬
‫قاؿ ا‪١‬بوىرم‪" :‬كال ىػملىك من ا‪٤‬ببلئكة كاح هد ك‪ٝ‬بع‪ ،‬قاؿ الكسائي‪ :‬أصلو مألك‬
‫بتقدصل ا‪٥‬بمزة‪ ،‬من األلوؾ كىى الرسالة‪ٍ ،‬ب قيلًبت كقيدمت البلـ فقي مبلؾ ‪ٍ ...‬ب‬
‫تركت مهزتو لكثرة االستعماؿ‪ ،‬فقي ىملىك‪ ،‬فلما ‪ٝ‬بعوه ردكىا إليو فقالوا‪ :‬مبلئكة‬
‫أيضا"(ِ)‪.‬‬
‫كمبلئك ن‬
‫‪ٝ‬بع تكسّب‪ ،‬جيوز ُب فعلو التذكّب كالتأنيث‪،‬‬
‫كقاؿ ابن عجيبة‪(" :‬كا‪٤‬ببلئكة)‪ :‬ي‬
‫كىو أحسن‪ ،‬تقوؿ‪ :‬قاـ الرجاؿ كقامت الرجاؿ‪ ،‬فمن قرأ‪﴿ :‬ﭣ ﭤ ﴾(ّ)‪،‬‬
‫فعلى تأكي ا‪١‬بماعة‪ ،‬كمن قرأ‪َ ﴿ :‬ف َن َادىٰهُ﴾‪ ،‬أراد تنزيو ا‪٤‬ببلئكة عن التأنيث‪ ،‬ردا على‬
‫ال يكفار"(ْ)‪.‬‬

‫(ُ) ينظر‪ :‬هتذيب اللغة ُ‪.ُْٖ/‬‬


‫(ِ) الصحاح ْ‪.ُُُٔ/‬‬
‫(ّ) سورة آؿ عمراف‪.ّٗ :‬‬
‫(ْ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ّْٗ/‬‬

‫ِِْ‬
‫شرعا‬
‫ثانيًا‪ :‬تعريف المالئكة ً‬
‫اح نورانيةه قادرةه على التشك بإذف ا﵁‪.)ُ(‬‬ ‫ات أك أرك ه‬
‫ذك ه‬
‫‪٨‬بلوقات من نيور‪ ،‬قادرةه على التشك بإذف ا﵁‪ ،‬قائموف‬ ‫ه‬ ‫أك ييقاؿ‪ :‬ىم‬
‫بعبادة ا﵁ ‪ ‬كتدبّب شؤكف الكوف بأمره‪ ،‬ال يعلم عددىم إال ا﵁‪.‬‬
‫"أجساـ نورانية‪ ،‬أيعطيت قدرنة على التشك‬ ‫ه‬ ‫كعرفهم ابن حجر بأهنم‪:‬‬
‫بأشكاؿ و‬
‫‪٨‬بتلفة بإذف ا﵁"(ِ)‪.‬‬ ‫و‬ ‫كالظهور‬
‫أجساـ لطيفةه نورانيةه متحيزة‪٥ ،‬با مادةه نورانيةه‬
‫ه‬ ‫كعرفهم ابن عجيبة بقولو‪" :‬ىي‬
‫كتشكي ه ‪٨‬بصوص"(ّ)‪.‬‬
‫لفظ ا‪١‬بسم على ا‪٤‬ببلئكة دل يأت ُب كتاب ا﵁‪ ‬كال يسنة‬ ‫إطبلؽ ً‬
‫ك ي‬
‫‪٨‬بالف ‪٤‬با‬
‫ه‬ ‫رسولو ‪ ،‬ب ىو بدعة‪ ،‬كدل يذكره أح هد من سلف األيمة‪ ،‬إضافة إذل أنو‬
‫ﮋﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ‬ ‫ثبت ُب النصوص الشرعية‪ ،‬قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮋﯺ ﯻ ﯼ‬ ‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮊ(ْ)‪ ،‬كخيالف كصفو تعاذل ‪٥‬بم بالقوة‪ ،‬قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ‬
‫ﰐ ﰑﰒﰓﰔﰕﰖﰗﰘ ﰙﰚﮊ(ٓ)‪.‬‬
‫؛ ألف معُب الشفافية ُب‬ ‫كقولو (لطيفة) يلزـ منو نفي رؤية النيب ‪١‬بربي‬
‫اللغة الرقة كالقلة‪ ،‬من ذلك الشف‪ :‬السَب الرقيق‪ ،‬يقولوف‪ :‬ي‪٠‬بي بذلك؛ ألنو‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬لوامع األنوار ُ‪.ْْٔ/‬‬
‫(ِ) فتح البارم ٔ‪.َْٓ/‬‬
‫(ّ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ُُٓ/‬‬
‫(ْ) سورة مرصل‪.ُٕ :‬‬
‫(ٓ) سورة ىود‪.ُٖ :‬‬

‫ِّْ‬
‫يستشف ما كراءه(ُ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن تيمية‪" :‬ما تواتر عن األنبياء من كصف ا‪٤‬ببلئكة ىو ‪٩‬با ييوجب العلم‬
‫اليقيِب بوجودىم ُب ا‪٣‬بارج"(ِ)‪.‬‬
‫موجود ُب‬
‫ه‬ ‫ملك‬
‫كقاؿ ابن القيم‪ٍ" :‬ب أخرب عن رؤيتو ‪١‬بربي ‪ ،‬كىذا يتضمن أنو ه‬
‫ا‪٣‬بارج ييرل بالعياف كيدركو البصر‪ ،‬ال كما يقوؿ ا‪٤‬بتفلسفة كمن قلدىم أنو العق‬
‫موجود ُب األذىاف ال‬
‫ه‬ ‫خياؿ‬
‫الفعاؿ كأنو ليس ‪٩‬با ييدرؾ بالبصر‪ ،‬كحقيقتو عندىم أنو ه‬
‫ُب األعياف‪ ،‬كىذا ‪٩‬با خالفوا بو ‪ٝ‬بيع الرس كأتباعهم كخرجوا بو عن ‪ٝ‬بيع ا‪٤‬بل ‪،‬‬
‫ك‪٥‬بذا كاف تقرير رؤية النيب ‪١‬بربي أىم من تقرير رؤيتو لربو تعاذل فإف رؤيتو ‪١‬بربي ىي‬
‫قطعا"(ّ)‪.‬‬
‫أص اإلدياف الذم ال يتم إال باعتقادىا كمن أنكرىا كفر ن‬
‫ثالثًا‪ :‬رأيو في معنى اإليمان بالمالئكة‬
‫صو ىف‬
‫بن عجيبة أف اإلدياف با‪٤‬ببلئكة يعِب‪ :‬أهنم عباد ا﵁ مكرموف ال يىػ ٍع ي‬
‫يرل ا ي‬
‫اللوى ىمآ أ ىىمىريى ٍم ىكيىػ ٍف ىعليو ىف ما يؤمركف‪ ،‬كنفى أف يكونوا بنات ا﵁‪ ،‬كىم ال‬
‫يتقدمونو بًالٍ ىق ٍوًؿ‪ ،‬كال يتكلموف إال ٗبا يأمرىم بو‪ ،‬كىذه صفةه أخرل ‪٥‬بم‪ ،‬منبهةه على‬
‫كماؿ طاعتهم كانقيادىم ألمره تعاذل‪ ،‬كال يتصفوف بذكورة كال أنوثة‪ ،‬كال يعلم عددىم‬
‫إال ا﵁‪ ،‬كعاب على ا‪٤‬بشركْب بأف صرفوا ‪٥‬بم جزءنا من العبادة‪ ،‬كخيتار منهم‬
‫رسبل يرسلهم إذل خلقو‪ ،‬كىم معصوموف عن ا‪٤‬بخالفة‪ ،‬كىم موصوفوف بالقوة‪ ،‬كما‬ ‫ن‬
‫كصف ا﵁‪ ‬جربي بأنو ذك قدرة ‪٤‬با يكلف لو ال يعجز عنو كال يضعف(ْ)‪.‬‬
‫(ُ) مقاييس اللغة ّ‪.ُٔٗ/‬‬
‫(ِ) النبوات ُ‪.ُٗٓ/‬‬
‫(ّ) التبياف ُب أقساـ القرآف ُِّ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬البحر ا‪٤‬بديد ُ‪ ،ٓٓٔ/ّ ،ِّٖ/ٓ ،ْٓٓ/ّ ،ُّٖ/‬كينظر‪ :‬األنوار القدسية ُب شرح القصيدة ا‪٥‬بمزية‪،‬‬
‫لو‪ ،‬صَِٖ‪ ،‬كالبحر ا‪٤‬بديد ٕ‪.َِٓ/‬‬

‫ِْْ‬
‫ال شك أف اإلدياف با‪٤‬ببلئكة أحد األصوؿ الستة الٍب ىي أركاف اإلدياف‪ ،‬كال‬
‫يصح إدياف العبد حٌب حيقق اإلدياف با‪٤‬ببلئكة‪ ،‬كالنعيم كالفبلح كا‪٥‬بدم متوقف على‬
‫ﮋﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬ ‫اإلدياف با‪٤‬ببلئكة‪ ،‬كما قاؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫ﭢﮊ(ُ)‪.‬‬
‫كما اعتقده ابن عجيبة ُب بياف معُب اإلدياف با‪٤‬ببلئكة كافق فيو أى السنة‬
‫إ‪ٝ‬باال لكونو أطلق لفظ ا‪١‬بسم عليهم‪.‬‬
‫كا‪١‬بماعة ن‬
‫قاؿ ابن كثّب‪" :‬ا‪٤‬ببلئكة عباد ا﵁ مكرموف ُب منازؿ عالية كمقامات سامية‪،‬‬
‫كفعبل‪ ... ،‬ال يتقدموف بْب يديو بأم ور كال خيالفونو فيما‬
‫قوال ن‬ ‫كىم لو ُب غاية الطاعة ن‬
‫ط هبم فبل خيفى عليو منهم‬ ‫أمرىم بو‪ ،‬ب يبادركف إذل فعلو‪ ،‬كىو تعاذل علمو ‪٧‬بي ه‬
‫خافية"(ِ)‪.‬‬
‫ككردت أحاديث بكثرهتم كأنو ال يعلمهم إال ا﵁‪ ،‬فعن عبد ا﵁ بن مسعود‬
‫يومئذ ‪٥‬با سبعوف ألف زماـ‪ ،‬مع ك‬ ‫قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ ا﵁ ‪ :‬يؤتى ٔبهنم و‬
‫ي‬
‫زماـ سبعوف ألف ملك جيركهنا (ّ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابن تيمية‪" :‬اإلنس كا‪١‬بن مشَبكوف مع كوهنم أحياء ناطقْب مأمورين‬
‫منهيْب‪ ،‬فإهنم يأكلوف كيشربوف‪ ،‬كينكحوف كينسلوف‪ ،‬كيتغذكف كينموف باألك‬
‫كالشرب‪ ،‬كىذه األمور مشَبكة بينهم‪ ،‬كىم يتميزكف هبا عن ا‪٤‬ببلئكة‪ ،‬فإف ا‪٤‬ببلئكة ال‬
‫تأك كال تشرب كال تنكح كال تنس "(ْ)‪.‬‬

‫(ُ) سورة البقرة‪.ُٕٕ :‬‬


‫(ِ) تفسّب ابن كثّب ّ‪.ُٕٔ/‬‬
‫(ّ) أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب صفة القيامة كا‪١‬بنة كالنار‪ ،‬باب ُب شدة حر جهنم كبعد قعرىا‪ ،ُِْٖ/ْ ،‬رقم ِِْٖ‪.‬‬
‫(ْ) ‪٦‬بموع الفتاكل ُٔ‪.ُِٗ/‬‬

‫ِْٓ‬
‫(ُ)‬
‫كقاؿ سعيد بن ا‪٤‬بسيب ‪" :‬ا‪٤‬ببلئكة ليسوا ن‬
‫ذكورا كال إناثنا‪ ،‬كال يأكلوف‪ ،‬كال‬
‫يشربوف‪ ،‬كال يتناكحوف كال يتوالدكف"(ِ)‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫رابعا‪ :‬قدرتهم على التشكل‪ ،‬أو التمثل‬
‫ً‬
‫قاؿ ابن عجيبة‪" :‬يتشكلوف كيف شاءكا"(ْ)‪.‬‬
‫أعطى ا﵁‪ ‬ا‪٤‬ببلئكة قدرةن على التشك ‪ ،‬كدلت النصوص من الوحيْب‬
‫على ظهور ا‪٤‬ببلئكة لؤلنبياء كغّبىم بصورةً بشر‪.‬‬
‫األدلة من القرآن‪:‬‬
‫ﮋﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﯦ ﯧ ﯨ‬ ‫قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮋﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬ ‫قاؿ تعاذل‪:‬‬ ‫ﯩﮊ(ٓ)‪ ،‬كىم الذين ذىبوا إذل لوط‬
‫ﮘﮙ ﮚﮛﮜﮝ ﮞﮟﮊ(ٔ)‪.‬‬
‫اختبارا‬
‫قاؿ ابن كثّب‪" :‬تبدل ‪٥‬بم ا‪٤‬ببلئكة ُب صورة شباب حساف امتحانا ك ن‬
‫حٌب قامت على قوـ و‬
‫لوط ا‪٢‬بيجة كأخذىم ا﵁‪ ‬أخذ عزي وز مقتدر"(ٕ)‪.‬‬

‫‪ ،‬كتوُب سنة‬ ‫(ُ) ىو‪ :‬سعيد بن ا‪٤‬بسيب بن حزف القرشي ا‪٤‬بخزكمي‪ ،‬كلد لسنتْب مضتا من خبلفة عمر‬
‫ّٗىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعبلـ النببلء ْ‪.ِِِ/‬‬
‫(ِ) فتح البارم ٔ‪.َّٔ/‬‬

‫(ّ) ذكر ُب القرآف ﮋ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮊ سورة مرصل‪.ُْ :‬‬


‫(ْ) البحر ا‪٤‬بديد ٓ‪.َٓٗ/‬‬
‫(ٓ) سورة الذاريات‪.ِٓ-ِْ :‬‬
‫(ٔ) سورة ىود‪.ٕٖ-ٕٕ :‬‬
‫(ٕ) البداية كالنهاية ُ‪.ُٖٔ/‬‬

‫ِْٔ‬
‫األدلة من السنَّة‪:‬‬
‫قاؿ‪ :‬بينما ‪٫‬بن عند رسوؿ ا﵁ ذات يوـ إذ‬ ‫عن عمر بن ا‪٣‬بطاب‬
‫أثر السفر كال‬
‫شديد سواد الشعر ال ييرل عليو ي‬
‫شديد بياض الثياب ي‬ ‫طلع علينا رج ه ي‬
‫يعرفو منا أحد‪ ،‬حٌب جلس إذل النيب فأسند ركبتيو إذل ركبتيو ككضع كفيو على‬
‫فخذيو كقاؿ‪ :‬يا ‪٧‬بم يد أخربشل عن اإلسبلـ‪ ،‬فقاؿ رسوؿ ا﵁ ‪ :‬اإلسبلـ أف تشهد‬
‫أف ال إلو إال ا﵁‪ ،‬كأف ‪٧‬بم ندا رسوؿ ا﵁‪ ،‬كتقيم الصبلة‪ ،‬كتؤتى الزكاة‪ ،‬كتصوـ‬
‫ك‪ٙ‬بج البيت إف استطعت إليو سبيبل‪.‬‬
‫رمضاف‪ٌ ،‬‬
‫قاؿ‪ :‬صدقت‪ ،‬قاؿ‪ :‬فعجبنا لو يسأليو كيصدقو‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬فأخربشل عن اإلدياف‪ ،‬قاؿ‪ :‬أف تؤمن با﵁ كمبلئكتو ككتبو كرسلو كاليوـ‬
‫اآلخر كتؤمن بالقدر خّبه كشره ‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬صدقت‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬فأخربشل عن اإلحساف‪ ،‬قاؿ‪ :‬أف تعبد ا﵁ كأنك تراه فإف دل تكن تراه‬
‫فإنو يراؾ ‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬فأخربشل عن الساعة‪ ،‬قاؿ‪ :‬ما ا‪٤‬بسؤكؿ عنها بأعلم من السائ ‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬فأخربشل عن أمارهتا‪ ،‬قاؿ‪ :‬أف تلد األىىمةي ربتها‪ ،‬كأف ترل ا‪٢‬بفاة العراة‬
‫العالة رعاء الشاء يتطاكلوف ُب البنياف ‪.‬‬
‫فلبثت مليا‪ٍ ،‬ب قاؿ رل‪ :‬يا عمر أتدرل من السائ ؟ ي‬
‫قلت‪:‬‬ ‫قاؿ‪ٍ :‬ب انطلق ي‬
‫ا﵁ي كرسوليو أعلم‪ .‬قاؿ‪ :‬فإنو جربي أتاكم يعلمكم دينكم (ُ)‪.‬‬
‫ك‪ٛ‬بثلت ا‪٤‬ببلئكة بصورة بش ور لغّب األنبياء عليهم السبلـ‪ ،‬فعن أيب ىريرة‬
‫(ُ) أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب اإلدياف‪ ،‬باب معرفة اإلسبلـ كاإلدياف كالقدر‪ ،ّٖ/ُ ،‬رقم ُ‪.‬‬

‫ِْٕ‬
‫أخا لو ُب قر وية أيخرل فأرصد ا﵁ لو على‬ ‫رجبل زار ن‬
‫أف ن‬ ‫‪‬عن النيب‬
‫أخا رل ُب ىذه القرية‪ ،‬قاؿ‪:‬‬
‫مدرجتو مل نكا‪ ،‬فلما أتى عليو قاؿ‪ :‬أين تريد؟ قاؿ‪ :‬أريد ن‬
‫نعمة ترهبا؟ قاؿ‪ :‬ال غّب أشل أحببتو ُب ا﵁ ‪ ،‬قاؿ‪ :‬فإشل‬ ‫ى لك عليو من و‬
‫رسوؿ ا﵁ إليك بأف ا﵁ قد أحبك كما أحببتو فيو (ُ)‪.‬‬
‫ك‪٩‬با جيدر التنبيو عليو أف أى السنة كا‪١‬بماعة‪ ،‬ال خيوضوف ُب كيفية ‪ٛ‬بثي‬
‫ا‪٤‬ببلئكة؛ ب يقفوف ٗبا جاء ُب القرآف كالسنة‪.‬‬
‫قاؿ أبو العباس ال يقرطيب‪" :‬كالبحث عن كيفية ذلك التمثي ليس كراءه ‪ٙ‬بصي ‪،‬‬
‫كالواجب التصديق ٗبا جاء من ذلك‪ ،‬كمن أنكر كجود ا‪٤‬ببلئكة‪ ،‬ك‪ٛ‬بثػلىهم ُب الصور‬
‫فقد كفر"(ِ)‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬عددىم‬
‫ً‬
‫ﮋﯞ‬ ‫يرل ابن عجيبة أنو ال سبي ‪٢‬بصرىم‪ ،‬حيث قاؿ ُب تفسّبه لقوؿ ا﵁‪:‬‬
‫(ّ)‬
‫أم‪ٝ :‬بوع خلقو‪ ،‬الٍب من ‪ٝ‬بلتها ا‪٤‬ببلئكة‬ ‫ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﮊ‬
‫ا‪٤‬بذكوركف‪{ ،‬ﯢ ﯣ}‪ ،‬إذ ال سبي أل و‬
‫حد إذل حصر ‪٨‬بلوقاتو‪ ،‬كالوقوؼ على حقائقها‬
‫إ‪ٝ‬باال"(ْ)‪.‬‬
‫كصفتها‪ ،‬كلو ن‬
‫كقد كافق ابن عجيبة أى ى السنة كا‪١‬بماعة‪ُ ،‬ب ىذه ا‪٤‬بسألة‪ ،‬كدلت النصوص‬
‫على ذلك‪.‬‬

‫(ُ) أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب الرب كالصلة كاآلداب‪ ،‬باب ا‪٢‬بب ُب ا﵁‪ ،ُٖٖٗ/ْ ،‬رقم ِٕٔٓ‪.‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬بفهم ‪٤‬با أشك من تلخيص مسلم ٔ‪.ُِٕ/‬‬
‫(ّ) سورة ا‪٤‬بدثر‪.ُّ :‬‬
‫(ْ) البحر ا‪٤‬بديد ٕ‪.َُٖ/‬‬

‫ِْٖ‬
‫قاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮊ(ُ)‪ ،‬كقاؿ‬
‫‪ٍ ... :‬ب يرفًع رل البيت‬ ‫النيب ُب حديث ا‪٤‬بعراج‪ ،‬عن مالك بن صعصعة‬
‫فقلت‪ :‬يا جربي ! ما ىذا؟ قاؿ‪ :‬ىذا البيت ا‪٤‬بعمور يدخلو ك ي ووـ سبعوف‬ ‫ا‪٤‬بعمور‪ ،‬ي‬
‫أيضا‪" :‬ييؤتى‬
‫ن‬ ‫ألف ملك‪ ،‬إذا خرجوا منو دل يعودكا فيو آخر ما عليهم (ِ)‪ ،‬كقاؿ‬
‫يومئذ ‪٥‬با سبعوف ألف زماـ‪ ،‬مع ك زماـ سبعوف ألف ملك جيركهنا"(ّ)‪.‬‬ ‫ٔبهنم و‬
‫قاؿ ابن حجر‪" :‬ايستدؿ بو على أف ا‪٤‬ببلئكة أكثر ا‪٤‬بخلوقات؛ ألنو ال يعرؼ‬
‫من ‪ٝ‬بيع العوادل من يتجدد من جنسو ُب ك و‬
‫يوـ سبعوف أل نفا‪ ،‬غّب ما ثبت عن‬
‫ا‪٤‬ببلئكة ُب ىذا ا‪٣‬برب"(ْ)‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬أعمالهم‬
‫ً‬
‫أمور ا‪٣‬ببلئق‪ ،‬فقاؿ‪" :‬اعلم أف ا﵁‬
‫يرل ابن عجيبة أف ا﵁‪ ‬جع إليهم ى‬
‫تعاذل خلق من ا‪٤‬ببلئكة أربعة‪ :‬جربي ‪ ،‬كميكائي ‪ ،‬كإسرافي ‪ ،‬كعزرائي ‪ ،‬كىو ملك‬
‫ا‪٤‬بوت‪ ،‬عليهم السبلـ‪ ،‬كجع إليهم أمور ا‪٣‬ببلئق كتدبّبىم‪ ،‬كتدبّب العادل كلٌو إذل‬
‫يوـ القيامة‪ ،‬جربي صاحب الوحي كالرسالة‪ ،‬كميكائي صاحب األمطار‪ ،‬كعزرائي‬
‫صاحب األركاح‪ ،‬كإسرافي صاحب القرف "(ٓ)‪.‬‬
‫كقاؿ ُب موضع آخر‪ ..." :‬كأ‪٠‬باؤىم الركحانيوف"(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة ا‪٤‬بدثر‪.ُّ :‬‬
‫(ِ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب بدء ا‪٣‬بلق‪ ،‬باب ذكر ا‪٤‬ببلئكة‪ ،ِٗٗ-ُٗٗ/ِ ،‬رقم َِّٕ‪.‬‬
‫(ّ) أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب صفة القيامة كا‪١‬بنة كالنار‪ ،‬باب ُب شدة حر جهنم كبعد قعرىا‪ ،ُِْٖ/ْ ،‬رقم ِِْٖ‪.‬‬
‫(ْ) فتح البارم ٕ‪.ُِٓ/‬‬
‫(ٓ) شجرة اليقْب ٗبا يتعلق بكوف رب العا‪٤‬بْب‪ ،‬صُٖٔ‪.‬‬
‫(ٔ) ا‪٤‬برجع نفسو‪ ،‬صُٕٖ‪.‬‬

‫ِْٗ‬
‫افق ألى السنة ُب ا‪١‬بملة‪.‬‬
‫م ابن عجيبة ُب ىذه ا‪٤‬بسألة مو ه‬ ‫ىكرأٍ ي‬
‫كة ُب السماكات كاألرض‬ ‫أعماؿ كثّبة‪ ،‬قاؿ ابن القيم‪" :‬ك حر و‬
‫فا‪٤‬ببلئكة ‪٥‬بم ه‬
‫من حركة األفبلؾ‪ ،‬كالنجوـ‪ ،‬كالشمس‪ ،‬كالقمر‪ ،‬كالرياح‪ ،‬كالسحاب‪ ،‬كالنبات‪،‬‬
‫كا‪٢‬بيواف‪ ،‬فهي ناشئةه عن ا‪٤‬ببلئكة ا‪٤‬بوكلْب بالسماكات كاألرض‪ ،‬كما قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮋﮮ ﮯﮊ(ُ)‪ ،‬كقاؿ‪ :‬ﮋﯭ ﯮﮊ(ِ)‪.‬‬
‫كىى ا‪٤‬ببلئكة عند أى اإلدياف كأتباع الرس عليهم السبلـ‪ ،‬كأما ا‪٤‬بكذبوف‬
‫للرس ‪ ،‬ا‪٤‬بنكركف للصانع‪ ،‬فيقولوف‪ :‬ىي النجوـ ‪ ...‬كقد دؿ الكتاب كالسنة على‬
‫أصناؼ ا‪٤‬ببلئكة‪ ،‬كأهنا موكلة بأصناؼ ا‪٤‬بخلوقات‪ ،‬كأنو سبحانو كك با‪١‬بباؿ مبلئكة‪،‬‬
‫ككك بالسحاب كا‪٤‬بطر مبلئكة‪ ،‬ككك بالرحم مبلئكة تيدبر أمر النطفة حٌب يتم خلقها‪،‬‬
‫ٍب كك بالعبد مبلئكةن ‪٢‬بفظو‪ ،‬كمبلئكةن ‪٢‬بفظ ما يعملو كإحصائو ككتابتو‪ ،‬ككك با‪٤‬بوت‬
‫مبلئكة‪ ،‬ككك بالشمس كالقمر مبلئكة‪ ،‬ككك بالنار كإيقادىا كتعذيب أىلها كعمارهتا‬
‫مبلئكة‪ ،‬ككك بالسؤاؿ ُب القرب مبلئكة‪ ،‬ككك باألفبلؾ مبلئكة يحيركوهنا‪ ،‬ككك با‪١‬بنة‬
‫كعمارهتا كغراسها كعم األهنار فيها مبلئكة‪ ،‬فا‪٤‬ببلئكة أعظم جنود ا﵁ تعاذل ‪...‬‬
‫كمنهم مبلئكة الر‪ٞ‬بة كمبلئكة العذاب‪ ،‬كمبلئكة قد يككلوا ٕبم العرش كمبلئكة قد‬
‫يككلوا بعمارة السماكات بالصبلة كالتسبيح كالتقديس‪ ،‬إذل غّب ذلك من أصناؼ ا‪٤‬ببلئكة‬
‫الٍب ال حيصيها إال ا﵁ تعاذل ‪ ...‬فجربي يموك بالوحى الذل بو حياة القلوب كاألركاح‪،‬‬
‫كميكائي يموك بالقطر الذل بو حياة األرض كالنبات كا‪٢‬بيواف‪ ،‬كإسرافي يموك بالنفخ‬
‫ُب الصور الذل بو حياة ا‪٣‬بلق بعد ‪٩‬باهتم"(ّ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة النازعات‪.ٓ :‬‬
‫(ِ) سورة الذاريات‪.ْ :‬‬
‫(ّ) إغاثة اللهفاف ُب مصايد الشيطاف ِ‪ ،ُِٓ/‬كينظر‪ :‬البداية كالنهاية ُ‪.ُْ/‬‬

‫َّْ‬
‫بالركح؛ ألنو حام الوحي الذم بو حياة‬ ‫ك‪٠‬بى ا﵁‪ ‬جربي‬ ‫ى‬
‫(ُ)‬
‫القلوب إذل الرس من البشر ‪.‬‬
‫كقد ثبت اسم جربي كميكائي ُب القرآف كالسنة‪.‬‬
‫ﮋﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬ ‫قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮨﮊ(ِ)‪.‬‬
‫قاؿ‪ ،‬قاؿ رسوؿ ا﵁ ‪ :‬رأيت الليلة رجلْب‬ ‫كعن ‪٠‬بيرة بن جندب‬
‫مالك خاز يف النار‪ ،‬كأنا جربي ‪ ،‬كىذا ميكائي (ّ)‪.‬‬
‫أتياشل فقاال‪ :‬الذم يوقد النار ه‬
‫أف‬ ‫أما إسرافي فقد كرد ا‪٠‬بو ُب السنة كدل يرد ُب القرآف‪ ،‬فعن عائشة‬
‫رسوؿ ا﵁ كاف إذا قاـ من اللي ييصلي يقوؿ‪ :‬اللهم رب جربي كميكائي‬
‫كإسرافي ‪ ،‬فاطر السموات كاألرض‪ ،‬عادل الغيب كالشهادة‪ ،‬أنت ‪ٙ‬بكم بْب عبادؾ‬
‫فيما كانوا فيو خيتلفوف‪ ،‬اىدشل ‪٤‬با اختيلف فيو من ا‪٢‬بق بإذنك إنك هتدم من تشاء‬
‫إذل صراط مستقيم (ْ)‪.‬‬
‫كأما ما ذكره ابن عجيبة من تسميتهم (ركحانيْب)؛ فإف ىذه التسمية دل ترد ال‬
‫ً‬
‫الكتاب كال ُب السنة‪ ،‬كإمنا ذكرىا بعض العلماء‪ ،‬قاؿ ابن األثّب(ٓ)‪" :‬الركحانيوف‬ ‫ُب‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬شرح العقيدة الطحاكية‪ ،‬صّّٕ‪.‬‬
‫(ِ) سورة البقرة‪.ٖٗ :‬‬
‫(ّ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب بدء ا‪٣‬بلق‪ ،‬باب ذكر ا‪٤‬ببلئكة‪ ،ُّّ/ٔ ،‬رقم ُّٖٔ‪.‬‬
‫(ْ) أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب صبلة ا‪٤‬بسافرين‪ ،‬باب الدعاء ُب صبلة اللي كقيامو‪ ،ّْٓ/ُ ،‬رقم ُْٕٖ‪.‬‬
‫(ٓ) ىو مبارؾ بن ‪٧‬بمد بن ‪٧‬بمد بن عبد الكرصل‪٦ ،‬بد الدين أبو السعادات ابن األثّب الشيباشل ا‪١‬بزرم‪ ،‬ا﵀دث‪ ،‬كلد‬
‫سنة ْْٓىػ‪ ،‬كتوُب سنة َٔٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬السّب ُِ‪ ،ْٖٖ/‬كفياف األعياف ْ‪ ،ُّْ-ُُْ/‬البداية كالنهاية‬
‫ُٕ‪.ٗ-ٖ/‬‬

‫ُّْ‬
‫نسيم الريح‪ ،‬كاأللف‬
‫يركل بضم الراء كفتحها كأنو نسبة إذل الركح أك الركح كىو ي‬
‫أجساـ لطيفةه ال ييدركها البصر"(ُ)‪.‬‬
‫ه‬ ‫كالنوف من زيادة النسب‪ ،‬كيريد بو أهنم‬
‫ككصفهم بأهنم (أجساـ لطيفة ركحانية)‪ ،‬ال يسلم لو؛ ألنو ينفي ما ثبت‬
‫و‬
‫عظيمة تليق ٗبا‬ ‫بالكتاب كالسنة من كصفهم بالقوة‪ ،‬كأف ا﵁‪ ‬خلقهم بصورةو‬
‫كلفهم ا﵁ ‪ ‬بو‪.‬‬
‫عن قولو‪ :‬ﮋﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮊ(ِ)‪،‬‬ ‫النيب‬ ‫كعندما سألت عائشة‬
‫قاؿ‪ :‬إمنا ىو جربي دل أره على صورتو الٍب خلقو ا﵁ عليها إال ىاتْب ا‪٤‬برتْب‪ ،‬رأيتو‬
‫يمٍنهبطنا من السماء سادا عظم خلقو ما بْب السماء كاألرض (ّ)‪ ،‬كعن عائشة‬
‫سأؿ رسوؿ ا﵁ فقاؿ‪ :‬يا رسوؿ ا﵁‪ ،‬كيف‬ ‫‪ :‬أف ا‪٢‬بارث بن ىشاـ‬
‫يأتيك الوحي؟ فقاؿ رسوؿ ا﵁ ‪ :‬أحيانا يأتيِب مث صلصلة ا‪١‬برس كىو أشدىا‬
‫رجبل فييكلمِب فأعي‬
‫كعيت ما قاؿ‪ ،‬كأحيانا يتمث رل ا‪٤‬بلك ن‬ ‫علي‪ ،‬فيفصم عِب‪ ،‬كقد ي‬
‫‪ :‬كلقد رأيتيو ينزؿ عليو الوحي ُب اليوـ الشديد الربد‬ ‫ما يقوؿ‪ ،‬قالت عائشة‬
‫أف رسوؿ‬ ‫فيفصم عنو كإف جبينو ليتفصد عرقناقا (ْ)‪ ،‬كعن جابر بن عبد ا﵁‬
‫ك من مبلئكة ا﵁ من ‪ٞ‬بلة العرش‪ ،‬إف ما‬ ‫ا﵁ قاؿ‪ :‬أيًذف رل أف أيحدث عن ملى و‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫بْب شحمة أيذينًو إذل عاتقو مسّبة سبعمائة عاـ (ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) النهاية ِ‪.ِِٕ/‬‬
‫(ِ) سورة التكوير‪.ِّ :‬‬
‫(ّ) أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب اإلدياف‪ ،‬باب معُب قوؿ ا﵁ ‪ ‬ﮋﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮊ ُ‪ ،ُٓٗ/‬رقم ِٕٖ‪.‬‬
‫(ْ) أخرجو البخارم‪ ،‬باب بدء الوحي‪ ،ْ/ُ ،‬رقم ِ‪.‬‬
‫(ٓ) أخرجو أبو داكد‪ ،‬كتاب السنة‪ ،‬باب ُب ا‪١‬بهمية ْ‪ ،َّٕ/‬رقم ِْٕٗ‪ ،‬كصححو األلباشل ُب السلسلة‬
‫الصحيحة ُ‪.ُُٓ/‬‬

‫ِّْ‬
‫أجساـ حقيقية‪ ،‬ال كما‬
‫ه‬ ‫نصوص دالةه على عظمتهم كقوة ىخ ٍل ًقهم‪ ،‬كأهنم‬
‫ه‬ ‫فهذه‬
‫يقوؿ ابن عجيبة من أهنم أجسا هـ لطيفة‪.‬‬
‫كتسمية صاحب األركاح عزرائي دل تىثبت ال ُب و‬
‫كتاب كال يسنة‪ ،‬كالذم كرد ُب‬
‫ﮋﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅ‬ ‫ك ا‪٤‬بوت‪ ،‬قاؿ ا﵁‪:‬‬ ‫النصوص أنو ىملى ي‬
‫عن رسوؿ ا﵁ ‪ :‬قاؿ‪ :‬جاء ملك ا‪٤‬بوت إذل‬ ‫ﰆﮊ(ُ)‪ ،‬كعن أيب ىريرة‬
‫عْب ملك ا‪٤‬بوت‬ ‫أجب ربك‪ ،‬قاؿ‪ :‬فلطم موسى‬ ‫فقاؿ لو‪ٍ :‬‬ ‫موسى‬
‫ففقأىا‪ ،‬قاؿ‪ :‬فرجع ا‪٤‬بلك إذل ا﵁ تعاذل (ِ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن كثّب‪" :‬كأما ىملىك ا‪٤‬بوت فليس ٗبصروح با‪٠‬بو ُب القرآف كال ُب‬
‫األحاديث الصحاح‪ ،‬كقد جاء تسميتو ُب بعض اآلثار بعزرائي كا﵁ أعلم"(ّ)‪.‬‬
‫يصح بداللة النصوص الشرعية‪.‬‬
‫كهبذا يتضح أف ىذا االسم دل ٌ‬
‫قاؿ الشيخ ابن عثيمْب ‪" :‬كقد اشتهر أف ا‪٠‬بو (عزرائي )‪ ،‬لكنو دل يصح‪،‬‬
‫إمنا كرد ىذا ُب آثار إسرائيلية ال توجب أف نؤمن هبذا االسم‪ ،‬فنسمي من يكك‬
‫ﮋﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ‬ ‫با‪٤‬بوت بػ(ملك ا‪٤‬بوت) كما ‪٠‬باه ا﵁‪ ‬بقولو تعاذل‪:‬‬
‫ﰁﰂ ﰃﰄﰅﰆﮊ(ْ)‪.)ٓ( ،‬‬
‫أيضا‪" :‬كتسميتو (عزرائي ) دل تثبت عن النيب ‪ ،‬إمنا ىي من أخبار بِب‬
‫كقاؿ ن‬
‫إسرائي ‪ ،‬كدل يثبت من أ‪٠‬باء ا‪٤‬ببلئكة إال ‪ٟ‬بسة أ‪٠‬باء‪ ،‬كىي‪ :‬جربائي ‪ ،‬كميكائي ‪،‬‬
‫(ُ) سورة السجدة‪.ُُ :‬‬
‫ْ‪ ،ُِْٖ/‬رقم ِِّٕ‪.‬‬ ‫(ِ) أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب الفضائ ‪ ،‬باب من فضائ موسى‬
‫(ّ) البداية النهاية ُ‪.ْٗ/‬‬
‫(ْ) سورة السجدة‪.ُُ :‬‬
‫(ٓ) ‪٦‬بموع فتاكل كرسائ العثيمْب ّ‪.ُٔٔ/‬‬

‫ّّْ‬
‫كمنكر كنكّب‪ ،‬فهذه ىي األ‪٠‬باء الثابتة فيمن يتولوف‬
‫ه‬ ‫كإسرافي ‪ ،‬كمالك‪ ،‬كرضواف‪،‬‬
‫أعماؿ العباد ‪...‬‬
‫‪ ،‬كىذا من‬ ‫كملك ا‪٤‬بوت ال ييسمى عزرائي ؛ ألنو دل يثبت عن الرسوؿ‬
‫األمور الغيبية الٍب يتوقف إثبا يهتا كنفيها على ما كرد بو الشرع‪.‬‬
‫ٍب إف ىملىك ا‪٤‬بوت لو أعواف يعينونو على إخراج الركح من ا‪١‬بسد حٌب يوصلوىا‬
‫إذل ا‪٢‬بلقوـ‪ ،‬فإذا أكصلوىا إذل ا‪٢‬بلقوـ قبضها ىملىك ا‪٤‬بوت‪ ،‬كقد أضاؼ ا﵁ تعاذل‬
‫الوفاة إذل نفسو‪ ،‬كإذل رسلو أم‪ :‬ا‪٤‬ببلئكة‪ ،‬كإذل ىملىك كاحد‪ ،‬فقاؿ ا﵁ تعاذل‪ :‬ﮋﭧ‬
‫ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ‬
‫ﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀ ﮁﮂﮊ(ُ)‪.‬‬
‫كأضافها إذل ملك كاحد ُب قولو تعاذل‪ :‬ﮋ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ‬
‫ﰄ ﰅﰆﮊ(ِ)‪.‬‬
‫كإذل ا‪٤‬ببلئكة ُب قولو‪ :‬ﮋﭱ ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﮊ(ّ)‪.‬‬
‫اقع بأمره‪ ،‬كأضافو‬
‫كال معارضة بْب ىذه اآليات‪ ،‬فأضافو ا﵁ إذل نفسو؛ ألنو ك ه‬
‫إذل ا‪٤‬ببلئكة؛ ألهنم أعوا هف ‪٤‬بلك ا‪٤‬بوت‪ ،‬كأضافو إذل ملك ا‪٤‬بوت؛ ألنو ىو الذم توذل‬
‫قبضها من البدف"(ْ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابن حباف ‪" :‬إف ا﵁‪ ‬أرس ملك ا‪٤‬بوت إذل موسى رسالة‬
‫أمرا يريد‬
‫ابتبلء كاختبار‪ ،‬كأمره أف يقوؿ لو‪ :‬أجب ربك أمر اختبار كابتبلء ال ن‬
‫ا﵁‪ ‬إمضاءه كما أمر خليلو صلى ا﵁ على نبينا كعليو بذبح ابنو أمر اختبار‬
‫(ُ) سورة الزمر‪.ِْ :‬‬
‫(ِ) سورة السجدة‪.ُُ :‬‬
‫(ّ) سورة األنعاـ‪.ُٔ :‬‬
‫(ْ) الشرح ا‪٤‬بمتع على زاد ا‪٤‬بستقنع ٓ‪.ِْٓ/‬‬

‫ّْْ‬
‫كابتبلء دكف األمر الذم أراد ا﵁ ‪ ‬إمضاءه‪ ،‬فلما عزـ على ذبح ابنو كتلو‬
‫للجبْب فداه بالذبح العظيم‪.‬‬
‫كقد بعث ا﵁‪ ‬ا‪٤‬ببلئكة إذل رسلو ُب صور ال يعرفوهنا كدخوؿ ا‪٤‬ببلئكة‬
‫‪‬كدل يعرفهم حٌب أكجس منهم خيفة ككمجيء جربي‬ ‫على رسولو إبراىيم‬
‫إذل رسوؿ ا﵁ كسؤالو إياه عن اإلدياف كاإلسبلـ فلم يعرفو ا‪٤‬بصطفى حٌب كذل‪.‬‬
‫على غّب الصورة الٍب كاف يعرفو‬ ‫فكاف ‪٦‬بيء ملك ا‪٤‬بوت إذل موسى‬
‫(ُ)‬
‫رجبل دل يعرفو فشاؿ يده‬ ‫غيورا فرأل ُب داره ن‬
‫عليها‪ ،‬ككاف موسى ن‬ ‫موسى‬
‫فلطمو فأتت لطمتو على فقء عينو الٍب ُب الصورة الٍب يتصور هبا ال الصورة الٍب‬
‫خلقو ا﵁ عليها‪.‬‬
‫ك‪٤‬با كاف من شريعتنا أف من فقأ عْب الداخ داره بغّب إذنو‪ ،‬أك الناظر إذل بيتو‬
‫جائزا اتفاؽ ىذه‬ ‫بغّب أمره من غّب جناح على فاعلو كال حرج على مرتكبو ‪ ...‬كاف ن‬
‫الشريعة بشريعة موسى بإسقاط ا‪٢‬برج عمن فقأ عْب الداخ داره بغّب إذنو فكاف‬
‫مباحا لو‪ ،‬كال حرج عليو ُب فعلو‪.‬‬
‫ن‬ ‫استعماؿ موسى ىذا الفع‬
‫فلما رجع ىملىك ا‪٤‬بوت إذل ربو كأخربه ٗبا كاف من موسى فيو‪ ،‬أمره ثانينا بأم ور‬
‫شئت فضع يدؾ‬ ‫آخر أمر اختبار كابتبلء كما ذكرنا قب ‪ ،‬إذ قاؿ ا﵁ لو‪ :‬ق لو‪ :‬إف ى‬
‫على مًب ثور فلك بك ما غطت يدؾ بك شعرةو ىسنىة‪ ،‬فلما علم موسى كليم ا﵁‬
‫صلى ا﵁ على نبينا كعليو أنو ىملىك ا‪٤‬بوت كأنو جاءه بالرسالة من عند ا﵁ طابت‬
‫نفسو با‪٤‬بوت كدل يستمه كقاؿ‪ :‬فاآلف‪.‬‬ ‫ي‬
‫فلو كانت ا‪٤‬برة األكذل عرفو موسى أنو ملك ا‪٤‬بوت الستعم ما استعم ُب‬
‫ا‪٤‬برة األخرل عند تيقنو كعلمو بو"(ِ)‪.‬‬
‫(ُ) شاؿ الرج يده‪ :‬أم رفعها‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بعجم الوسيط ُ‪.َُٓ/‬‬
‫(ِ) صحيح ابن حباف بَبتيب ابن بلباف‪ ،‬باب بدء ا‪٣‬بلق‪ ،ُُِ/ُْ ،‬كينظر‪ :‬فتح البارم ٔ‪.ِْْ/‬‬

‫ّْٓ‬
‫ادلجحث انثبَي‪ :‬خهك ادلالئكخ‬
‫قاؿ ابن عجيبة‪" :‬اعلم أف ا‪٣‬بمرىة األزليةى حْب ٘بلت ُب مرائي ‪ٝ‬با‪٥‬با تلونت ُب‬
‫٘بلياهتا‪ ،‬فتجلت نورانية‪ ،‬كنارية‪ ،‬كمائية‪ ،‬كترابية ك‪٠‬باكية‪ ،‬كىوائية‪ ،‬إذل غّب ذلك من‬
‫أنوار ٘بلياهتا‪ ،‬فكانت ا‪٤‬ببلئكة من النور‪ ،‬كا‪١‬بن من النار‪ ،‬كاآلدمي من الَباب"(ُ)‪.‬‬
‫كقد تأثر ابن عجيبة ُب قولو بالفبلسفة القائلْب بأزلية ا‪٤‬بادة‪ ،‬كجع مواد ا‪٣‬بلق‬
‫أزرل كاحد‪ ،‬كىذا من تعطي ا﵁‪ ‬عن خلقو كقدرتو‬ ‫كلو كاحدة تعود ألص و ي‬
‫كبّبا‪.‬‬
‫‪ ‬كجحد لربوبية ا﵁ تعاذل عن خلقو‪ ،‬تعاذل ا﵁ عما يقوؿ الظا‪٤‬بوف علوا ن‬
‫أيضا بآراء ا‪٤‬ببتدعة ُب بدعة كحدة الوجود ُب القوؿ بأزلية ا‪٤‬بادة‪.‬‬
‫كيبدك أنو متأثر ن‬
‫فا‪٣‬بمرة األزلية ىي ا‪٢‬بب اإل‪٥‬بي‪ ،‬فيبْب حقيقتها بقولو‪" :‬كىذه ا‪٣‬بمرة ‪ ...‬ىي‬
‫اختمار القلوب بأنوار ا﵀بوب‪ ،‬فيحتجب عن األغيار برؤية الواحد القهار‪ ،‬كقد‬
‫كانت ىذه ا‪٣‬بمرة ُب القدر األكؿ ظاىرة أنوارىا‪ ،‬بادية أسرارىا على أرباهبا‪،‬‬
‫فيتداكلوهنا بينهم‪ ،‬كيتكلموف عليها بألطاؼ العبارات‪ ،‬كأنواع اإلشارات‪ٍ ،‬ب‬
‫اندرست‪ ،‬كقلت فخفيت أنوارىا كبطنت أسرارىا ‪ ...‬كحجب ذلك السر ُب قلوب‬
‫أكليائو"(ِ)‪.‬‬
‫ٍب يشرع ُب كصف ىذه ا‪٣‬بمرة‪ ،‬فيقوؿ‪" :‬كا‪٢‬باص ‪ :‬أف ا‪٢‬بق ج جبللو كاف‬
‫ُب سابق أزلو ذاتنا مقدسة‪ ،‬لطيفةن خفيةن عن العقوؿ‪ ،‬نورانيةن متصفةن بصفات‬
‫الكماؿ‪ ،‬ليس معها رسوـ كال أشكاؿ‪ٍ ،‬ب أظهر ا‪٢‬بق تعاذل قبضة من نوره حسيةن‬
‫معنوية؛ إذ ال ظهور للمعُب إال با‪٢‬بس‪ ،‬فقاؿ‪ :‬كوشل ‪٧‬بم ندا‪ ،‬فمن جهة حسها‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ٖٔ/‬‬
‫(ِ) شرح ‪ٟ‬برية ابن الفارض‪ ،‬صُٔ‪.‬‬

‫ّْٔ‬
‫‪٧‬بصورة‪ ،‬كمن جهة معناىا ال هناية ‪٥‬با‪ ،‬متصلة ببحر ا‪٤‬بعاشل األزرل‪ ،‬الذم برزت منو‪،‬‬
‫و‬
‫كخردلة ُب ا‪٥‬بواء ‪.)ُ("...‬‬ ‫كما نسبتها من ذلك البحر من جهة حسها إال‬
‫ٍب يقوؿ ُب موضع آخر‪" :‬فاألشياء كلها قامت با‪٣‬بمرة األزلية‪ ،‬كال كجود ‪٥‬با‬
‫بدكهنا‪ ،‬ب ال نسبة ‪٥‬با معها ‪ ...‬قاؿ بعض ا﵀ققْب‪ :‬لو يكلفت أف أرل غّبه دل‬
‫أستطع‪ ،‬فإنو ال شيء معو حٌب أشهده"(ِ)‪.‬‬
‫فا‪٣‬بمرة األزلية ىي ا‪٢‬بيب اإل‪٥‬بي عند ابن عجيبة‪ ،‬كىي أساس الوجود للكوف‬
‫‪-‬كما يزعم‪ -‬ىو كغّبه من الصوفية‪ ،‬فهذا عبد الر‪ٞ‬بن جامي(ّ) يقوؿ‪ُ" :‬ب تلك‬
‫ا‪٣‬بلوة‪ ،‬الٍب دل يكن فيها للوجود عبلمة‪ ،‬ككاف العادل ‪٧‬بتجبنا ُب زاكية العدـ‪ ،‬كاف‬
‫‪ٝ‬باؿ يمربأه من قيد‬
‫بعيدا عن أقاكيلنا كأقاكيلك‪ ،‬فهو ه‬ ‫كجودا منزنىا عن الشريك‪ ،‬ن‬ ‫ن‬
‫ا‪٤‬بظاىر‪ ،‬يتجلى بنوره على ذاتو‪ ،‬ك٘بلى على اآلفاؽ كاألنفس‪ ،‬فأظهر كجهو ُب ك‬
‫مرآة‪ ،‬كانتشر منو ُب ك مكاف حديث‪ ،‬إذ جع من ذرات الدنيا مرايا‪ ،‬كألقى‬
‫مكاف منها ‪ ...‬ك٘بلى ‪ٝ‬بالو ُب ك مكاف‪ ،‬ك‪ٚ‬بفى ُب معشوقي‬ ‫و‬ ‫بوجهو ُب ك‬
‫الكوف‪ ،‬فهو ا﵀تجب كراء ك ستار تراه‪ ،‬كعشقو ‪٧‬برؾ ك ٌ قلب‪ ،‬فالقلب حييا‬
‫بعشقو‪ ،‬كتسعد الركح شوقنا إليو"(ْ)‪.‬‬

‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.ُّٓ/‬‬


‫(ِ) شرح ‪ٟ‬برية ابن الفارض‪ ،‬صٕٗ‪ ،‬كينظر‪ :‬معراج التشوؼ‪ ،‬صٕٔ‪.‬‬
‫(ّ) ىو‪ :‬عبد الر‪ٞ‬بن بن أ‪ٞ‬بد ا‪١‬بامي‪ ،‬ايشتهر ٗببل جامي‪ ،‬كأصلو من أصفهاف بإيراف‪ ،‬كلد ببلدة جاـ ُب إقليم‬
‫فارسي على الطريقة النقشبندية‪ ،‬يقوؿ بوحدة الوجود‪ ،‬لو شر هح على فصوص‬
‫ي‬ ‫خراساف سنة ُٕٖىػ‪ ،‬كىو صوُبي‬
‫ابن عريب‪ ،‬ككانت كفاتو ُب ىراة بأفغانستاف سنة ٖٖٗىػ‪ ،‬كعمره إحدل ك‪ٜ‬بانوف سنة‪ .‬ينظر‪ :‬إرغاـ أكلياء‬
‫الشيطاف بذكر مناقب أكلياء الر‪ٞ‬بن‪ ،‬صَْْ‪ ،‬الدرر البهية ُب تراجم ا‪٢‬بنفية‪ ،‬صُُُ‪.‬‬
‫(ْ) يوسف كزليخا‪ ،‬صْٕ‪.َٓ-‬‬

‫ّْٕ‬
‫و‬
‫شيء كلواله ‪٤‬با كاف ىناؾ‬ ‫كزعم ابن الفارض أف ا‪٢‬بيب اإل‪٥‬بي(ُ) ىو أساس ك‬
‫أصبل ‪.‬‬
‫كجود للكوف ن‬
‫ه‬
‫م أثناء كصفو للخمرة األزلية‪ ،‬فيقوؿ‪:‬‬ ‫و‬
‫بأسلوب رمز ي‬ ‫كك ذلك‬
‫ق ػ ػ ػ ػػددينا كال ىش ػ ػ ػ ػ ػك ه ىن ػ ػ ػ ػػاؾ كال رس ػ ػ ػ ػ يػم‬ ‫تىػ ىق ػ ػ ػ ػ ػ ػدـ ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ الكائن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ػات ح ػ ػ ػ ػ ػ ػػديثيها‬ ‫ى‬
‫هبػػا احتجبػػت عػػن ك ػ مػػن ال لػػو فهػ يػم‬ ‫كقام ػ ػ ػ ػ ػػت هب ػ ػ ػ ػ ػػا األش ػ ػ ػ ػ ػػياءي ٍب ‪٢‬بكم ػ ػ ػ ػ ػ وػة‬
‫ػح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ نادا‪ ،‬كال ًجػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍرهـ ‪ٚ‬بلل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوي ًج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍريـ‬ ‫كىام ػػت هبػ ػػا ركح ػػي ٕبي ػػث ‪ٛ‬بازج ػػا ات ػ ػ‬
‫كلذلك ٘بد من القوـ من حيفظ قصيدة ابن الفارض كينشدىا ظانا أهنا من الدين‪.‬‬
‫كىذا الشك ُب بطبلنو‪ ،‬يقوؿ ابن تيمية ‪" :‬كمن قاؿ‪ :‬إف لقوؿ ىؤالء‬
‫كباطن ح يق كإنو من ا‪٢‬بقائق الٍب ال يطلع عليها إال خواص خواص ا‪٣‬بلق‪،‬‬
‫ى‬ ‫سرا خفيا‬
‫فهو أحد رجلْب ‪-‬إما أف يكوف من كبار الزنادقة أى اإل‪٢‬باد كا﵀اؿ‪ ،‬كإما أف يكوف‬
‫من كبار أى ا‪١‬به كالضبلؿ‪ ،‬فالزنديق جيب قتلو‪ ،‬كا‪١‬باى ييعرؼ حقيقة األمر‪،‬‬
‫فإف أصر على ىذا االعتقاد الباط بعد قياـ ا‪٢‬بجة عليو كجب قتلو‪.‬‬
‫خفي كحقيقة باطنة ال يعرفها إال خواص ا‪٣‬بلق‪ ،‬كىذا السر‬ ‫كلكن لقو‪٥‬بم سير ي‬
‫كغموض كخفاءه قد ال يفهمو‬
‫ه‬ ‫كإ‪٢‬بادا من ظاىره؛ فإف مذىبهم فيو دقةه‬
‫ن‬ ‫كفرا‬
‫ىو أشد ن‬
‫كثّبا من عواـ أى الدين كا‪٣‬بّب كالعبادة ينشد قصيدة ابن‬
‫كثّبه من الناس‪ ،‬ك‪٥‬بذا ٘بد ن‬
‫الفارض كيتواجد عليها كيعظمها ظانا أهنا من كبلـ أى التوحيد كا‪٤‬بعرفة‪ ،‬كىو ال‬
‫يفهمها كال يفهم مراد قائلها؛ ككذلك كبلـ ىؤالء يسمعو طوائف من ا‪٤‬بشهورين‬
‫بالعلم كالدين فبل يفهموف حقيقتو‪ ،‬فإما أف يتوقفوا عنو أك يعربكا عن مذىبهم بعبارة‬
‫(ُ) يقوؿ ابن عريب‪" :‬العادل ما أكجده ا﵁ إال عن ا‪٢‬بب‪ ،‬فا‪٢‬بب يستصحب ‪ٝ‬بيع ا‪٤‬بقامات كاألحواؿ‪ ،‬فهو سار ُب‬
‫األمور كلها"‪ .‬الفتوحات ا‪٤‬بكية ْ‪.َُٕ/‬‬

‫ّْٖ‬
‫‪٦‬بمبل من غّب معرفة ٕبقيقتو ك‪٫‬بو ذلك‪،‬‬
‫إنكارا ن‬
‫من دل يفهم حقيقة‪ ،‬كإما أف ينكركه ن‬
‫كىذا حاؿ أكثر ا‪٣‬بلق معهم‪ ،‬كأئمتهم إذا رأكا من دل يفهم حقيقة قو‪٥‬بم طمعوا فيو‬
‫كقالوا‪ :‬ىذا من علماء الرسوـ كأى الظاىر كأى القشر‪ ،‬كقالوا‪ :‬علمنا ىذا ال ييعرؼ‬
‫عشك فادرج عنو‬ ‫إال بالكشف كا‪٤‬بشاىدة كىذا حيتاج إذل شركط‪ ،‬كقالوا‪ :‬ليس ىذا ٌ‬
‫ك‪٫‬بو ذلك ‪٩‬با فيو تعظيم لو كتشويق إليو ك٘بهي ‪٤‬بن دل يص إليو‪ ،‬كإف رأكه عارفنا‬
‫بقو‪٥‬بم نسبوه إذل أنو منهم كقالوا‪ :‬ىو من كبار العارفْب‪ ،‬كإذا أظهر اإلنكار عليهم‬
‫كالتكفّب قالوا‪ :‬ىذا قاـ بوصف اإلنكار لتكمي ا‪٤‬براتب كاجملارل‪ ،‬كىكذا يقولوف ُب‬
‫األنبياء كهنيهم عن عبادة األصناـ‪ ،‬كىذا كلو كأمثالو ‪٩‬با رأيتو ك‪٠‬بعتو منهم‪ ،‬فضبل‪٥‬بم‬
‫عظيم كإفكهم كبّب كتلبيسهم شديد‪ ،‬كا﵁ تعاذل يظهر ما أرس بو رسولو من ا‪٥‬بدل‬
‫شهيدا‪ ،‬كا﵁ أعلم"(ُ)‪.‬‬
‫كدين ا‪٢‬بق ليظهره على الدين كلو ككفى با﵁ ن‬
‫كغاية ما يريد الصوفية أف يصلوا إليو هبذه ا‪٣‬بمرة األزلية ىي اال‪ٙ‬باد با﵁‪" ،‬كأف‬
‫تصّب ذات ا﵀بوب عْب ذات ا﵀ب‪ ،‬كذات ا﵀ب عْب ذات ا﵀بوب"(ِ)‪.‬‬
‫قاؿ الدباغ(ّ)‪" :‬كاعلم أف ا﵀ب مادل يص إذل مقاـ اال‪ٙ‬باد ال تنقطع ا‪٢‬بجب‬
‫الٍب بينو كبْب ‪٧‬ببوبو‪ ،‬فإهنا كثّبة لكن بعضها ألطف كأشد نورانية من بعض‪ ،‬ككلما‬
‫كشفت لو منها حجاب تاقت النفس إذل كشف ما بعده حٌب تزكؿ ‪ٝ‬بيعها عند‬
‫اال‪ٙ‬باد"(ْ)‪.‬‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل ِ‪.َّٖ-ّٕٖ/‬‬
‫(ِ) الفتوحات ا‪٤‬بكية ِ‪.ِّٗ/‬‬
‫(ّ) ىو عبد الر‪ٞ‬بن بن ‪٧‬بمد بن علي األنصارم‪ ،‬صوُبي من أى القّبكاف‪ ،‬كلد سنة َٓٔىػ‪ ،‬كتوُب سنة ٗٔٔىػ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬ا‪٢‬بل السندسية ُ‪.ِٓٔ-ِْٗ/‬‬
‫(ْ) مشارؽ أنوار القلوب‪ ،‬صٖٔ‪.‬‬

‫ّْٗ‬
‫كمن ٍب يزعم الصوفية أف ا﵁‪٘ ‬بلى ُب ‪٨‬بلوقاتو‪ ،‬فك ما يراه اإلنساف ُب‬
‫قبيحا؛ ألف الك ٘بليات ا‪٢‬بق‪ ،‬كىذه ىي فكرة‬‫ىذا الكوف ىو ‪٧‬ببوب حٌب كإف كاف ن‬
‫كحدة الوجود(ُ)‪.‬‬

‫(ُ) ينظر‪ :‬الفتوحات ا‪٤‬بكية ِ‪.ِٔٗ/‬‬

‫َْْ‬
‫ادلجحث انثبنث‪:‬‬
‫ادلفبضهخ ثني ادلالئكخ ٔصبحلي انجشر‬
‫كنت‬
‫ىذه ا‪٤‬بسألةي مسألةه أثريةه سلفيةه صحابية‪ ،‬قاؿ ابن تيمية ‪" :‬كقد ي‬
‫دث حٌب رأيتها أثريةن سلفيةن صحابية فانبعثت ا‪٥‬بمة إذل‬
‫أحسب أف القوؿ فيها ي‪٧‬ب ه‬
‫‪ٙ‬بقيق القوؿ فيها ‪.)ُ("...‬‬
‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬ ‫كيقوؿ ابن عجيبة‪ُ :‬ب تفسّبه لقوؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﮊ(ِ)‪" ،‬كالكبلـ‪ :‬إمنا ىو‬
‫مع ا‪٣‬بواص‪ ،‬فخواص اآلدمي‪ ،‬أعِب األنبياء أعظم من خواص ا‪٤‬ببلئكة‪ ،‬كخواص‬
‫ا‪٤‬ببلئكة ‪-‬أعِب من ا‪٤‬بقربْب‪ -‬أعظم من خواص اآلدمي ‪-‬أعِب العارفْب‪ ،-‬كالعارفوف‬
‫أعظم من عواـ ا‪٤‬ببلئكة‪ ،‬كعواـ ا‪٤‬ببلئكة أعظم من عواـ بِب آدـ‪ ،‬كا﵁ تعاذل‬
‫أعلم"(ّ)‪.‬‬
‫(ْ)‪:‬‬ ‫لقد كثر ا‪٣‬بوض ُب ىذه ا‪٤‬بسألة‪ ،‬كتعددت األقواؿ فيها‪ ،‬قاؿ البيهقي‬
‫"كقد تكلم الناس قددينا كحديثنا ُب ا‪٤‬بفاضلة بْب ا‪٤‬ببلئكة كالبشر‪.‬‬
‫فذىب ذاىبوف إذل أف الرس من البشر أفض ي من الرس من ا‪٤‬ببلئكة‪،‬‬
‫كاألكلياء من البشر أفض ي من األكلياء من ا‪٤‬ببلئكة‪.‬‬

‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل ْ‪.ّٕٓ/‬‬


‫(ِ) سورة الزمر‪.ٕٓ :‬‬
‫(ّ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صَِْ‪.‬‬
‫(ْ) ىو‪ :‬أبو بكر‪ ،‬أ‪ٞ‬بد بن ا‪٢‬بسْب بن علي بن موسى ا‪٣‬براساشل البيهقي‪ ،‬كبيهق عدة قرل من أعماؿ نيسابور على‬
‫يومْب منها‪ ،‬كلد سنة ّْٖىػ‪ ،‬أقب على ا‪١‬بمع كالتأليف‪ ،‬كلو مصنفات منها‪ :‬السنن كاآلثار‪ ،‬كاأل‪٠‬باء‬
‫كالصفات‪ ،‬كدالئ النبوة‪ ،‬ككانت كفاتو سنة ْٖٓىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعبلـ النببلء ُٖ‪.ُّٔ/‬‬

‫ُْْ‬
‫كذىب آخركف إذل أف ا‪٤‬بؤل األعلى مفضلوف على يسكاف األرض‪.‬‬
‫كلك ك و‬
‫احد من القولْب كجو"(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابن أيب العز ‪" :‬كقد تكلم الناس ُب ا‪٤‬بفاضلة بْب ا‪٤‬ببلئكة كصا‪٢‬بي‬
‫البشر‪ ،‬كينسب إذل أى السنة تفضي صا‪٢‬بي البشر كاألنبياء فقط على ا‪٤‬ببلئكة‪،‬‬
‫كإذل ا‪٤‬بعتزلة تفضي ا‪٤‬ببلئكة مطل نقا(ِ)‪ ،‬كأتباع األشعرم(ّ) على قولْب‪ :‬منهم من‬
‫قوال‪ ،‬كحكي عن‬
‫ييفض األكلياء كاألنبياء‪ ،‬كمنهم من يقف كال يقطع ُب ذلك ن‬
‫بعضهم ميلهم إذل تفضي ا‪٤‬ببلئكة كحكي ذلك عن غّبىم من أى السنة كبعض‬
‫الصوفية"(ْ)‪.‬‬
‫كاختار شيخ اإلسبلـ ابن تيمية ‪" :‬أف صا‪٢‬بي البشر أفض باعتبار كماؿ‬
‫النهاية‪ ،‬كا‪٤‬ببلئكة أفض باعتبار البداية‪ ،‬فإف ا‪٤‬ببلئكة اآلف ُب الرفيق األعلى منزىوف‬
‫عما يبلبسو بنو آدـ‪ ،‬مستغرقوف ُب عبادة الرب‪ ،‬كال ريب أف ىذه األحواؿ اآلف‬
‫أكم من أحواؿ البشر‪ ،‬كأما يوـ القيامة بعد دخوؿ ا‪١‬بنة‪ ،‬فيصّب حاؿ صا‪٢‬بي‬
‫البشر أكم من حاؿ ا‪٤‬ببلئكة"(ٓ)‪.‬‬
‫على ىذا القوؿ بقولو‪" :‬ك‪٥‬بذا كاف أكثر الناس على‬ ‫كعلق ابن القيم‬
‫(ُ) شعب اإلدياف ُ‪.ُّٓ/‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬الكشاؼ عن حقائق غوامض التنزي ُ‪ ،ُُٕ/ْ ،ُُٕ/‬كينظر‪ :‬الدر ا‪٤‬بنضود ُب الصبلة كالسبلـ على‬
‫أيضا إذل أف الفبلسفة فضلوا ا‪٤‬ببلئكة‪ .‬كينظر‪:‬‬
‫صاحب ا‪٤‬بقاـ ا﵀مود‪ ،‬صٖٓ‪ ،‬كبدائع الفوائد ُ‪ ،ٔٔ/‬كأشار ن‬
‫‪٦‬بموع الفتاكل‪ ،‬البن تيمية ْ‪.ّٓٔ/‬‬
‫(ّ) من تبعو ُب العقيدة ُب طوره الثاشل كمن كبارىم البيهقي‪ ،‬كالباقبلشل‪ ،‬كالقشّبم‪ ،‬كا‪١‬بويِب‪ ،‬كالغزارل‪ ،‬كالفخر‬
‫الرازم‪ ،‬كغّبىم كثّب‪ .‬ينظر‪ :‬موقف ابن تيمية من األشاعرة ّ‪.َُّْ/‬‬
‫(ْ) شرح الطحاكية‪ ،‬صَِّ‪ ،‬كينظر‪ :‬مقاالت اإلسبلميْب ُ‪ ،ِٗٔ/‬كالتعرؼ ‪٤‬بذىب أى التصوؼ‪ ،‬صٗٔ‪.‬‬
‫(ٓ) ‪٦‬بموع الفتاكل ْ‪.ّّْ/‬‬

‫ِْْ‬
‫تفضيلهم ‪-‬أم‪ :‬صا‪٢‬بي البشر‪-‬؛ ألف ا‪٤‬ببلئكة عبادهتم بريئة عن شوائب كدكاعي‬
‫النفوس كالشهوات البشرية‪ ،‬فهي صادرة عن غّب معارضة كال مانع كال عائق‪ ،‬كىي‬
‫كالنفس للحي‪ ،‬كأىما عبادات البشر فمع منازعات النفوس كقمع الشهوات ك‪٨‬بالفة‬
‫دكاعي الطبع‪ ،‬فكانت أكم "(ُ)‪.‬‬

‫(ُ) طريق ا‪٥‬بجرتْب كباب السعادتْب ُ‪( ِٕٕ/‬مع تقدصل كتأخّب ُب النص ا‪٤‬بنقوؿ)‪ .‬كينظر‪٦ :‬بموع الفتاكل‪ ،‬البن‬
‫دليبل على تفضي صا‪٢‬بي البشر على ا‪٤‬ببلئكة ْ‪.ّٕٔ ،ِّٗ ،َّٓ/‬‬ ‫تيمية‪ ،‬فقد ذكر ثبلثة عشر ن‬

‫ّْْ‬
‫انفصم انثبنث‪:‬‬
‫آراؤِ يف اإلميبٌ ثبنكتت‬
‫كفيو مبحثاف‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تعريف الكتب‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬منزلة اإلدياف بالكتب من اإلدياف‪.‬‬
‫ادلجحث األٔل‪ :‬تعريف انكتت‬
‫أول‪ :‬الكتب لغةً‬
‫ً‬
‫‪ٝ‬بع كتاب‪ٗ ،‬بعُب مكتوب‪ ،‬كمعناه يدكر على ا‪١‬بم ًع كالضم‪.‬‬
‫قاؿ ابن فارس‪" :‬الكاؼ كالتاء كالباء أص صحيح كاح هد يدؿ على ‪ٝ‬ب ًع و‬
‫شيء‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫(ُ)‬
‫الكتاب أ ٍكتبيو ىكٍتبنا" ‪.‬‬ ‫كتبت‬ ‫ً‬
‫ى‬ ‫اب كالكتابة‪ ،‬يقاؿ‪ :‬ي‬ ‫إذل شيء‪ ،‬من ذلك الكتى ي‬
‫كقد أشار إذل ىذا ا‪٤‬بعُب ابن عجيبة بقولو‪" :‬الكتاب فهو مصدهر‪ :‬من كتب‬
‫إذا ‪ٝ‬بع‪ ،‬كمنو قي ‪ :‬كتيبة الجتماعها"(ِ)‪.‬‬
‫شرعا‬
‫ثانيًا‪ :‬الكتب ً‬
‫ىي الكتب ا‪٤‬بتضمنة لكبلـ ا﵁‪ ‬ا‪٤‬بنزلة على ير يسلو‪.‬‬
‫كالكتب الٍب جيب اإلدياف هبا‪" :‬ىي الكتب الٍب أنز‪٥‬با ا﵁ تعاذل على ير يسلًو‪،‬‬
‫ر‪ٞ‬بةن للخلق‪ ،‬كىدايةن ‪٥‬بم‪ ،‬ليصلوا هبا إذل سعادة الدنيا كاآلخرة"(ّ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن كثّب‪" :‬كال يكتيب‪ :‬اسم جنس يشم الكتب ا‪٤‬بنزلة من السماء على‬
‫األنبياء حٌب يختًمت بأشرفها‪ ،‬كىو‪ :‬القرآف ا‪٤‬بهيمن على ما قبلو من الكتب"(ْ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابن عجيبة‪" :‬الٍ ًكتاب أم‪ :‬جنس الكتب‪ ،‬فيشم الكتب السماكية‬
‫كلها"(ٓ)‪ ،‬كأشار لبعضها بقولو‪" :‬القرآف‪ ،‬كالتوراة‪ ،‬كاإل‪٪‬بي ‪ ،‬كالزبور‪ ،‬كتبو ا‪٤‬بنزلة على‬
‫رسلو"(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) مقاييس اللغة ٓ‪.ُٖٓ/‬‬
‫(ِ) تفسّب الفا‪ٙ‬بة الكبّب‪ ،‬صِٕ‪.‬‬
‫(ّ) شفاء العلي ُ‪ ،ٖٔٗ/‬كينظر‪ :‬شعب اإلدياف‪ ،‬للبيهقي ُ‪.ُٖٓ/‬‬
‫(ْ) تفسّب القرآف العظيم ُ‪.ْٖٔ/‬‬
‫(ٓ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ِّٗ/‬‬
‫(ٔ) ‪٨‬بطوط رسائ ُب العقائد ؿ‪.ّ/‬‬

‫ْْٕ‬
‫ادلجحث انثبَي‪:‬‬
‫يُسنخ اإلميبٌ ثبنكتت يٍ اإلميبٌ‬
‫اإلدياف بالكتب ىو الركن الثالث من أركاف اإلدياف‪ ،‬كال يتم إديا يف العبد اال بو‪،‬‬
‫ﮋﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬ ‫قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ‬
‫ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ‬
‫ﭺ ﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮊ(ُ)‪.‬‬
‫ﮋﮌ ﮍ ﮎ‬ ‫كحكم ا﵁‪ ‬بالكفر على من كفر هبا‪ ،‬قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮏﮐﮑﮒﮓﮔ ﮕﮖﮗﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟ‬
‫ﮠﮡﮢﮣ ﮤﮥﮦ ﮧﮨﮩ ﮪﮫﮬﮊ(ِ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن كثّب‪" :‬أم‪ :‬فقد خرج عن طريق ا‪٥‬بدل‪ ،‬كبىػعيد عن القصد ك‬
‫البعد"(ّ)‪.‬‬
‫ك‪٠‬بى ا﵁‪ ‬من آمن هبذه ا‪١‬بملة مؤمنْب‪ ،‬كحكم بالكفر ‪٤‬بن كفر هبذه‬
‫ا‪١‬بملة(ْ)‪.‬‬
‫كيتضمن اإلدياف بالكتب أمرين مها‪ :‬التصديق هبا‪ ،‬ككجوب طاعتها فيما‬
‫أمرت‪.‬‬
‫(ُ) سورة البقرة‪.ُٕٕ :‬‬
‫(ِ) سورة النساء‪.ُّٕ-ُّٔ :‬‬
‫(ّ) تفسّب القرآف العظيم ِ‪.ّْْ/‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬شرح العقيدة الطحاكية‪ ،‬صِٕٗ‪.‬‬

‫ْْٖ‬
‫قاؿ ابن تيمية ‪" :‬فإف الكتب تضمنت أصلْب‪ :‬اإلخبار‪ ،‬كاألمر‪ ،‬كاإلدياف‬
‫هبا ال يتم إال بتصديقها فيما أخربت‪ ،‬كإجياب طاعتها فيما أكجبت"(ُ)‪.‬‬
‫فيجب اإلدياف ٔبميع الكتب من غّب تفر ويق كال تبعيض‪.‬‬
‫‪" :‬التفريق كالتبعيض قد يكوف ُب القدر تارة‪ ،‬كقد يكوف ُب‬ ‫كقاؿ‬
‫الوصف"(ِ)‪.‬‬
‫الكم‪ ،‬كإما ُب الكيف كما قد يكوف ُب التنزي‬
‫كتوضيح ذلك يكوف‪ :‬إما ُب ٌ‬
‫تارة كُب التأكي أخرل؛ فإف ا‪٤‬بوجود لو حقيقة موصوفة كلو مقدار ‪٧‬بدكد فما أنزؿ‬
‫ا﵁ على رسلو قد يقع التفريق كالتبعيض ُب قدره‪ ،‬كقد يقع ُب كصفو‪.‬‬
‫دكف ما أنزؿ على‬ ‫كىذا مث اليهود يقولوف‪ :‬نؤمن ٗبا أنزؿ على موسى‬
‫ك‪٧‬بمد ‪ ،‬كىكذا النصارل ُب إدياهنم با‪٤‬بسيح دكف ‪٧‬بمد‪.‬‬ ‫عيسى‬
‫فمن آمن ببعض الرس كالكتب دكف بعض فقد دخ ُب ىذا؛ فإنو دل يؤمن‬
‫ٔبميع ا‪٤‬بنزؿ‪ ،‬ككذلك من كاف من ا‪٤‬بنتسبْب إذل ىذه األيمة يؤمن ببعض نصوص‬
‫الكتاب كالسنة دكف بعض(ّ)‪.‬‬
‫ﮋﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬ ‫قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮈﮉ‬
‫ﮊﮋﮌﮍﮎﮏ ﮐﮊ(ْ)‪.‬‬

‫(ُ) ا‪١‬بواب الصحيح ‪٤‬بن بدؿ دين ا‪٤‬بسيح ِ‪.ُُْ/‬‬


‫(ِ) ‪٦‬بموع الفتاكل ُِ‪.ُّ/‬‬
‫(ّ) ا‪٤‬برجع السابق ُِ‪.ُّ/‬‬
‫(ْ) سورة النساء‪.ُُٓ-َُٓ :‬‬

‫ْْٗ‬
‫يقوؿ ابن جرير ُب تفسّبه ‪٥‬بذه اآلية‪" :‬فقاؿ ج ثناؤه لعباده‪ ،‬يمنبػ نها ‪٥‬بم على‬
‫ضبللتهم ككفرىم ﮋﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮊ‪ ،‬يقوؿ‪ :‬أيها الناس‪ ،‬ىؤالء الذين كصفت‬
‫لكم صفتهم‪ ،‬ىم أى الكفر يب‪ ،‬ا‪٤‬بستحقوف عذايب كا‪٣‬بلود ُب نارم حقا‪ ،‬فاستيقنوا‬
‫ذلك‪ ،‬كال يشككنكم ُب أمرىم انتحا‪٥‬بم الكذب‪ ،‬كدعواىم أهنم يقركف ٗبا زعموا‬
‫أهنم بو مقركف من الكتب كالرس ‪ ،‬فإهنم ُب دعواىم ما ادعوا من ذلك ىك ىذبىةه‪.‬‬
‫كذلك أف ا‪٤‬بؤمن بالكتب كالرس ‪ ،‬ىو ا‪٤‬بص ٌدؽ ٔبميع ما ُب الكتاب الذم‬
‫يزعم أنو بو مصدؽ‪ ،‬كٗبا جاء بو الرسوؿ الذم يزعم أنو بو مؤمن‪.‬‬
‫فأما من صدؽ ببعض ذلك ككذب ببعض‪ ،‬فهو لنبوة من كذب ببعض ما‬
‫جاء بو جاحد‪ ،‬كمن جحد نبوة نيب فهو بو يمكذب‪.‬‬
‫كىؤالء الذين جحدكا نبوة بعض األنبياء‪ ،‬كزعموا أهنم مصدقوف ببعض‪،‬‬
‫يمكذبوف من زعموا أهنم بو مؤمنوف‪ ،‬لتكذيبهم ببعض ما جاءىم بو من عند رهبم‪،‬‬
‫فهم با﵁ كبرسلو الذين يزعموف أهنم هبم مصدقوف‪ ،‬كالذين يزعموف أهنم هبم‬
‫مكذبوف كافركف"(ُ)‪.‬‬
‫حيث قاؿ‪" :‬كىكذا ا‪٢‬بكم ُب ك من فرؽ ا‪٢‬بق‬ ‫كىكذا قرر ابن القيم‬
‫فآمن ببعضو ككفر ببعضو‪ ،‬كمن آمن ببعض الكتاب ككفر ببعض‪ ،‬ككمن آمن ببعض‬
‫األنبياء ككفر ببعض‪ ،‬دل ينفعو إديانو ٗبا كفر بو حٌب يؤمن با‪١‬بميع‪.‬‬
‫يرد آيات الصفات كأخبارىا كيقب آيات األكامر‬ ‫كنظّب ىذا التفريق من ٌ‬
‫كالنواىي‪ ،‬فإف ذلك ال ينفعو ألنو آمن ببعض الرسالة ككفر ببعض‪ ،‬فإف كانت‬
‫الشبهة الٍب عرضت ‪٤‬بن كفر ببعض األنبياء غّب نافعة لو‪ ،‬فالشبهة الٍب عرضت ‪٤‬بن‬
‫(ُ) جامع البياف ُب تأكي القرآف ٗ‪.ّّٓ/‬‬

‫َْٓ‬
‫رد بعض ما جاء بو النيب أكذل أف ال تكوف نافعة كإف كانت ىذه ن‬
‫عذرا لو فشبهة‬
‫من كذب بعض األنبياء مثلها‪ ،‬ككما أنو ال يكوف مؤمننا حٌب يؤمن ٔبميع األنبياء‪،‬‬
‫كمن كفر بنيب من األنبياء فهو كمن كفر ٔبميعهم‪ ،‬فكذلك ال يكوف مؤمننا حٌب‬
‫يؤمن ٔبميع ما جاء بو الرسوؿ‪ ،‬فإذا آمن ببعضو فهو كمن كفر بو كلو"(ُ)‪.‬‬
‫أول‪ :‬رأي ابن عجيبة في الكتب المتقدمة‬
‫ً‬
‫قاؿ‪" :‬إف اإلدياف بالكتب ا‪٤‬بتقدمة دكف معرفة أعياف ا‪٤‬بنزؿ عليهم و‬
‫كاؼ‪ ،‬إال‬
‫من كرد تعيينيو ُب الكتاب كالسنة فبل بد من اإلدياف بو"(ِ)‪.‬‬
‫تفصيبل‪ ،‬كما ذكر‬
‫ن‬ ‫تفصيبل كجب علينا اإلدياف بو‬
‫ن‬ ‫كىذا ح يق‪ ،‬فما ذكر ا﵁ منها‬
‫إ‪ٝ‬باال(ّ)‪ ،‬كنؤمن بو كما أمرنا ا﵁ ‪ ‬كرسولو‬ ‫إ‪ٝ‬باال كجب علينا اإلدياف بو ن‬‫منها ن‬
‫‪ :‬ﭽﯱﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷﭼ (ْ)‪.‬‬
‫كلتقرير اإلدياف بالكتب كلها أمر ا﵁ عباده ا‪٤‬بؤمنْب أف خياطبوا أى الكتاب‬
‫بقولو تعاذل‪ :‬ﭽﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬
‫ﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀ‬
‫ﮁﭼ(ٓ) "فتضمنت اآلية إدياف ا‪٤‬بؤمنْب ٗبا أنزؿ ا﵁ عليهم بواسطة رسولو ‪،‬‬
‫كما أنزؿ على أعياف الرس ا‪٤‬بذكورين ُب اآلية‪ ،‬كما أنزؿ على بقية األنبياء ُب ا‪١‬بملة‬
‫كأهنم ال ييفرقوف بْب الرس ُب اإلدياف ببعضهم دكف بعض‪ ،‬فانتظم ذلك اإلدياف‬
‫ٔبميع الرس كك ما أنزؿ ا﵁ عليهم من الكتب"(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) بدائع الفوائد ْ‪.ُْٗ/‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ٕٓ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬أعبلـ السنة ا‪٤‬بنشورة‪ ،‬صٕٗ‪.‬‬
‫(ْ) سورة الشورل‪.ُٓ :‬‬
‫(ٓ) سورة البقرة‪.ُّٔ :‬‬
‫(ٔ) أصوؿ اإلدياف ُب ضوء الكتاب كالسنة‪ ،‬صُّٔ‪.‬‬

‫ُْٓ‬
‫ثانيًا‪ :‬استدلل ابن عجيبة على اإليمان بالكتب‬
‫قاؿ ُب تفسّبه لقوؿ ا﵁ تعاذل‪ :‬ﮋﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ‬
‫ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬
‫تاب ال ًذم أىنٍػىزىؿ ًم ٍن قىػٍب ي أم‪ :‬جنس‬
‫ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮊ(ُ)‪ ... ،‬كالٍ ًك ً‬
‫ى‬
‫بلال‬
‫ض ن‬ ‫و‬
‫ض ى‬‫الكتاب‪ ،‬فتدخ الكتب ا‪٤‬بتقدمة كلها‪ ،‬كمن يكفر بشيء من ذلك فىػ ىق ٍد ى‬
‫بىعً ن‬
‫يدا"(ِ)‪.‬‬
‫‪... :‬‬ ‫كيستدؿ ابن عجيبة على منزلة اإلدياف بالكتب ٕبديث جربي‬
‫قاؿ‪ :‬فأخربشل عن اإلدياف قاؿ‪ :‬أف تؤمن با﵁ كمبلئكتو ككتبو كرسلو كاليوـ اآلخر‬
‫‪.)ْ()ّ( ...‬‬
‫كقد كرد ُب نصوص الوحيْب ذكر بعض أ‪٠‬باء الكتب الٍب أنز‪٥‬با ا﵁‪ ‬على‬
‫رسلو كىي‪:‬‬
‫ُ‪ -‬القرآف الكرصل‪ :‬كىو الكتاب الذم أينزؿ على نبينا ‪٧‬بممد ‪.‬‬
‫قاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬
‫ﮢﮊ(ٓ)‪.‬‬
‫كالقرآف لو ًعدة أ‪٠‬باء منها‪( :‬الفرقاف) قاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ‬
‫ﯙﯚﯛ ﯜﮊ(ٔ)‪.‬‬

‫(ُ) سورة النساء‪.ّٔ :‬‬


‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديدُ‪.ٕٓٓ/‬‬
‫(ّ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب اإلدياف‪ ،‬باب سؤاؿ جربي النيب عن اإلدياف كاإلسبلـ كاإلحساف‪ ،ّّ/ُ ،‬رقم َٓ‪.‬‬
‫(ْ) ‪٨‬بطوط األربعْب ُب األصوؿ كالفركع‪ ،‬ؿ‪.ِ/‬‬
‫(ٓ) سورة البقرة‪.ُٖٓ :‬‬
‫(ٔ) سورة الفرقاف‪.ُ :‬‬

‫ِْٓ‬
‫كالكتاب‪ ،‬قاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﯛﯜ ﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣ ﯤ ﯥﮊ(ُ)‪.‬‬
‫كالذكر‪ ،‬قاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﮗﮘ ﮙﮚﮛﮜﮝﮊ(ِ)‪.)ّ( ،‬‬
‫قاؿ ابن جرير الطربم‪" :‬كلك اس وم من أ‪٠‬بائو األربعة ُب كبلـ العرب ن‬
‫معُب‬
‫ككجوه غّبي معُب اآلخر ككجهو‪.‬‬
‫اجب أف يكوف تأكيلو على‬ ‫فأما (القرآف)‪ ،‬فإف ا‪٤‬بفسرين اختلفوا ُب تأكيلو‪ ،‬كالو ي‬
‫مصدرا من قوؿ القائ ‪:‬‬ ‫ن‬ ‫من التبلكة كالقراءة‪ ،‬كأف يكوف‬ ‫قوؿ ابن عباس‬
‫(خ ًسرت)‪..‬‬ ‫قرأت‪ ،‬كقولك‪( :‬ا‪٣‬بيسراف) من ى‬
‫تفسّب أى التفسّب جاء ُب ذلك‬ ‫ى‬ ‫كأما تأكي ا‪٠‬بو الذم ىو (فيػ ٍرقاف)‪ ،‬فإف‬
‫لفرؽ بْب الشيئْب‬‫بألفاظ ‪٨‬بتلفة‪ ،‬ىي ُب ا‪٤‬بعاشل مؤتلفة ‪ ...‬كأص (ال يف ٍرقاف) عندنا‪ :‬ا ي‬
‫و‬ ‫و‬ ‫و‬
‫ص ور‪ ،‬كغّب‬‫كالفص بينهما‪ ،‬كقد يكوف ذلك بقضاء‪ ،‬كاستنقاذ‪ ،‬كإظها ًر يحجة‪ ،‬كنى ٍ‬
‫ذلك من ا‪٤‬بعاشل ا‪٤‬بفرقة بْب ا﵀ق ك ً‬
‫ا‪٤‬ببط ‪.‬‬
‫فقد تبْب بذلك أف القرآف ي‪٠‬بي (فرقانا)‪ ،‬لفصلو ‪ٕ-‬بججو كأدلتو كحدكد‬
‫فرائضو كسائر معاشل يحكمو‪ -‬بْب ا﵀ق كا‪٤‬ببط ‪ ،‬كفرقانيو بينهما‪ :‬بنصره ا﵀ق‪،‬‬
‫ك‪ٚ‬بذيلو ا‪٤‬ببط ‪ ،‬يح ن‬
‫كما كقضاءن‪.‬‬
‫كتبت كتابنا) كما‬
‫مصدر من قولك ( ي‬ ‫ه‬ ‫كأما تأكي ا‪٠‬بو الذم ىو ( ه‬
‫كتاب)‪ ،‬فهو‬
‫كحسبت الشيءى حسابنا‪.‬‬
‫ي‬ ‫قياما‪،‬‬
‫قمت ن‬‫تقوؿ‪ :‬ي‬‫ي‬
‫ك‪٠‬بي (كتابنا)‪،‬‬ ‫حركؼ ا‪٤‬بعجم ‪٦‬بموعةن كمفَبقة‪ ،‬ي‬ ‫ى‬ ‫الكتاب ىو خط الكاتب‬‫ك ي‬
‫كإمنا ىو مكتوب ‪ ...‬يعِب بو مكتوبنا‪.‬‬
‫(ُ) سورة الكهف‪.ُ :‬‬
‫(ِ) سورة ا‪٢‬بجر‪.ٗ :‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬جامع البياف ُب تفسّب القرآف‪ ،‬للطربم ُ‪.ْٗ/‬‬

‫ّْٓ‬
‫ذكر من ا﵁‬ ‫ً‬
‫كأما تأكي ا‪٠‬بو الذم ىو (ذ ٍكهر)‪ ،‬فإنو ‪٧‬بتم معنيْب أحدمها‪ :‬أنو ه‬
‫كسائر ما أكدعو من يحكمو‪.‬‬
‫ج ذكره‪ ،‬ذكر بو عباده‪ ،‬فعرفهم فيو حدكده كفرائضو‪ ،‬ى‬
‫كفخر ‪٤‬بن آمن بو كصدؽ ٗبا فيو‪ ،‬كما قاؿ ج‬ ‫كشرؼ ه‬ ‫ه‬ ‫ذكر‬
‫كاآلخر‪ :‬أنو ه‬
‫شرؼ لو كلقومو"(ِ)‪.‬‬ ‫(ُ)‬
‫ثناؤه‪ :‬ﮋﯖﯗﯘﯙﯚﯛ ﯜﮊ ‪ ،‬يعِب بو أنو ه‬
‫‪ ،‬قاؿ‬ ‫ِ‪ -‬التوراة‪ :‬كىو الكتاب الذم أنزلو ا﵁‪ ‬على موسى‬
‫تعاذل‪ :‬ﮋﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮊ(ّ)‪.‬‬
‫قاؿ‬ ‫ّ‪ -‬اإل‪٪‬بي ‪ :‬كىو الكتاب الذم أنزلو ا﵁‪ ‬على عيسى‬
‫تعاذل‪ :‬ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬
‫ﭢﭣ ﭤﭥﭦ ﭧﭨﭩﭪﭫﮊ(ْ)‪.‬‬
‫‪ ،‬قاؿ‪ :‬ﮋﭼ‬ ‫ْ‪ -‬الزبور‪ :‬كىو الكتاب الذم أنزلو على داكد‬
‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮊ(ٓ)‪ ،‬قاؿ سعيد بن‬
‫جبّب ك‪٦‬باىد‪ :‬الزبور ‪ٝ‬بيع الكتب ا‪٤‬بنزلة‪ ،‬كالذكر أـ الكتاب الذم عنده‪ ،‬كا‪٤‬بعُب من‬
‫بعد ما كتب ذكره ُب اللوح ا﵀فوظ"(ٔ)‪ ،‬كقاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﭪﭫ ﭬﮊ(ٕ)‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬صحف إبراىيم كموسى‪ :‬قاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭠ‬
‫ﭡ ﭢﮊ(ٖ)‪.‬‬

‫(ُ) سورة الزخرؼ‪.ْْ :‬‬


‫(ِ) جامع البياف عن تأكي آم القرآف ُ‪.ْٗ/‬‬
‫(ّ) سورة ا‪٤‬بائدة‪.ْْ :‬‬
‫(ْ) سورة ا‪٤‬بائدة‪.ْٔ :‬‬
‫(ٓ) سورة األنبياء‪.َُٓ :‬‬
‫(ٔ) معادل التنزي ٓ‪.ِٖٓ/‬‬
‫(ٕ) سورة النساء‪.ُّٔ :‬‬
‫(ٖ) سورة األعلى‪.ُٗ-ُٖ :‬‬

‫ْْٓ‬
‫كما أشار إليو ابن عجيبة من أف ىذه الكتب ييراد هبا الكتب ا‪٤‬بعينة تارة‪،‬‬
‫كيراد هبا ا‪١‬بنس تارة‪ ،‬فهو صحيح‪.‬‬
‫قاؿ ابن القيم ‪" :‬فإف لفظ التوراة كاإل‪٪‬بي كالزبور كالقرآف ييراد بو الكتب‬
‫ا‪٤‬بعنية تارة‪ ،‬كييراد بو ا‪١‬بنس تارة‪ ،‬فييعرب بلفظ القرآف عن الزبور‪ ،‬كبلفظ التوراة عن‬
‫أيضا"(ُ)‪.‬‬
‫اإل‪٪‬بي ‪ ،‬كعن القرآف ن‬
‫ثالثًا‪ :‬اإليمان بالقرآن الكريم ومنزلتو‬
‫قاؿ ابن عجيبة‪" :‬أما القرآف العظيم فبل بد من اإلدياف أنو يمنىػزهؿ على نبينا‬
‫مد "(ِ)‪.‬‬ ‫‪٧‬بمم ود‬
‫ظ ُب‬ ‫مكتوب ُب ا‪٤‬بصاحف‪٧ ،‬بفو ه‬ ‫ه‬ ‫أيضا‪" :‬إف القرآف مقركءه باأللسن‬‫كيقوؿ ن‬
‫قائم بذاتو تعاذل"(ّ)‪.‬‬
‫القلوب‪ ،‬كأنو مع ذلك قدصله ه‬
‫قد يتبادر إذل الذىن أف قوؿ ابن عجيبة ىذا صحيح موافق العتقاد أى‬
‫مكتوب‬
‫ي‬ ‫السنة كا‪١‬بماعة‪ ،‬خاصة أف ىذا ما قرره أبو ا‪٢‬بسن األشعرم فقاؿ‪" :‬كالقرآ يف‬
‫ظ ُب صدكرنا ُب ا‪٢‬بقيقة‪ ،‬متل يو بألسنتنا ُب ا‪٢‬بقيقة‪،‬‬ ‫ُب مصاحفنا ُب ا‪٢‬بقيقة‪٧ ،‬بفو ه‬
‫مسموعه لنا ُب ا‪٢‬بقيقة"(ْ)‪.‬‬
‫كلكن ىذا الكبلـ ليس على حقيقتو‪ ،‬ب ىذه عبارات عن الكبلـ القدصل‪،‬‬
‫ظ ُب القلوب‬ ‫"كبلـ ا﵁ تعاذل ‪٧‬بفو ه‬ ‫كىي و‬
‫معاف ‪٨‬بلوقةه عند األشاعرة‪ ،‬قاؿ ابن في ىورؾ‪:‬‬
‫ي‬
‫معبود‬
‫لسنىة ه‬ ‫لسنىة مكتوب ُب ا‪٤‬بصاحف كما أف ا﵁ ج ذكره مذكور باأل ً‬ ‫متل يو باأل ً‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫(ُ) ىداية ا‪٢‬بيارل ُب أجوبة اليهود كالنصارل ِ‪.ّٔٗ/‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ٕٓ/‬‬
‫(ّ) ‪٨‬بطوط رسائ ُب العقائد‪ ،‬ؿ‪.ْ/‬‬
‫(ْ) اإلبانة ُب أصوؿ الديانة‪ ،‬صََُ‪.‬‬

‫ْٓٓ‬
‫حاال‪ ،‬كمث ىذا قولو تعاذل‪:‬‬ ‫با‪١‬بوارح‪ ،‬كال جيوز أف يكوف ُب و‬
‫شيء من ذلك ن‬
‫ﮋ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ‬
‫ﯵﮊ(ُ)‪.‬‬
‫كا‪٤‬براد يحب العج ؛ ألف العج دل حي ُب قلوهبم‪ ،‬كاعلم أنا ال نأىب أف كبلـ‬
‫ظ على ا‪٢‬بقيقة‪ ،‬يحيفظ ُب القلوب مكتوب على ا‪٢‬بقيقة ُب ا‪٤‬بصحف‬ ‫ا﵁ تعاذل ‪٧‬بفو ه‬
‫لسنة بتبلكة فيها مسموع ُب األ‪٠‬باع غّب حاؿ ُب و‬
‫شيء من‬ ‫متلو باأل ً ى‬‫كتابة حالة فيها ه‬
‫ىذه ا‪٤‬بخلوقات كال يجيى ىاكز"(ِ)‪.‬‬
‫أيضا عبد القاىر البغدادم حيث قاؿ‪" :)ّ( :‬كبلـ ا﵁ ُب‬‫كأفصح عن ذلك ن‬
‫متلو‪ ،‬كال يقاؿ‪ :‬إنو ُب ا‪٤‬بصاحف‬
‫ا‪٤‬بصحف مكتوب‪ ،‬كُب القلب ‪٧‬بفوظ‪ ،‬كباللساف ٌ‬
‫مكتوب ُب ا‪٤‬بصاحف"(ْ)‪.‬‬
‫ه‬ ‫مطل نقا‪ ،‬كال نقوؿ على التقييد‪ :‬إنو‬
‫كهبذا يتضح ما قصده ابن عجيبة من كبلمو السابق الذم كافق فيو األشاعرة‪،‬‬
‫بأف الذم يوجد ُب ا‪٤‬بصحف ىي كتابة كبلـ ا﵁ الٍب ىي األلفاظ أك ىو عبارة عن‬
‫العربية‪ ،‬ال كونو كبلـ ا﵁ حقيقة‪.‬‬
‫غلطهم من جهة تصوير مذىبهم‪ ،‬كغلطهم ُب‬ ‫تيمية‬
‫كلقد بْب ابن مي‬
‫ميةية‬
‫الشريعة‪ ،‬فقاؿ‪" :‬فإف ىؤالء غلطوا غلطْب غلطنا ُب مذىبهم كغلطنا ُب الشريعة‪.‬‬
‫ط ُب (تصوير مذىبهم) فكاف الواجب أف يقولوا‪ :‬إف القرآف ُب‬
‫أما الغىل ي‬
‫(ُ) سورة البقرة‪.ّٗ :‬‬
‫(ِ) مشك ا‪٢‬بديث‪ ،‬صَُّ‪.‬‬
‫(ّ) ىو‪ :‬أبو منصور‪ ،‬عبد القاىر بن طاىر البغدادم‪ ،‬متكلم‪ ،‬أشعرم‪ ،‬من مصنفاتو‪ :‬الفرؽ بْب الفرؽ‪ ،‬أصوؿ‬
‫الدين‪ ،‬توُب سنة ِْٗىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعبلـ النببلء ُٕ‪ ،ِٕٓ/‬كفيات األعياف ّ‪.َِّ/‬‬
‫(ْ) أصوؿ الدين‪ ،‬صَُٖ‪.‬‬

‫ْٔٓ‬
‫ا‪٤‬بصحف مث ما أف العلم كا‪٤‬بعاشل ُب الورؽ‪ ،‬فكما ييقاؿ‪ :‬العلم ُب ىذا الكتاب‬
‫ييقاؿ‪ :‬الكبلـ ُب ىذا الكتاب؛ ألف الكبلـ عندىم ىو ا‪٤‬بعُب القائم بالذات فيصور‬
‫لو ا‪٤‬بث بالعلم القائم بالذات ال بالذات نفسها‪.‬‬
‫كأما الغلط ُب (الشريعة) ي‬
‫فيقاؿ ‪٥‬بم‪ :‬إف القرآف ُب ا‪٤‬بصاحف مث ما أف اسم‬
‫ا﵁ ُب ا‪٤‬بصاحف؛ فإف القرآف كبلـ‪ :‬فهو ‪٧‬بفو هظ بالقلوب كما يحيفظ الكبلـ‬
‫بالقلوب كىو مذكور باأللسن‪ ،‬كما يذكر الكبلـ باأللسن كىو مكتوب ُب‬
‫ا‪٤‬بصاحف كاألكراؽ‪ ،‬كما أف الكبلـ ييكتب ُب ا‪٤‬بصاحف كاألكراؽ‪ ،‬كالكبلـ الذم‬
‫ىو اللفظ يطابق ا‪٤‬بعُب‪ ،‬كيدؿ عليو كا‪٤‬بعُب يطابق ا‪٢‬بقائق ا‪٤‬بوجودة‪.‬‬
‫ظ كما أف ا﵁ معلوـ‪ ،‬كىو متل يو كما أف ا﵁ مذكور‪،‬‬ ‫فمن قاؿ‪ :‬إف القرآف ‪٧‬بفو ه‬
‫كمكتوب كما أف الرسوؿ مكتوب‪ ،‬فقد أخطأ القياس كالتمثي بدرجتْب‪ :‬فإنو جع‬
‫كجود ا‪٤‬بوجودات القائمة بأنفسها ٗبنزلة كجود العبارة الدالة على ا‪٤‬بعُب ا‪٤‬بطابق ‪٥‬با‪،‬‬
‫(ُ)‬
‫كبْب‬ ‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭕ ﭖ ﭗﮊ‬ ‫كا‪٤‬بسلموف يعلموف الفرؽ بْب قولو تعاذل‪:‬‬
‫قولو تعاذل‪ :‬ﮋﮧ ﮨﮩﮪﮊ(ِ)‪.‬‬
‫مد ال لفظو كال ‪ٝ‬بيع معانيو كلكن‬ ‫فإف القرآف دل ينزؿ على و‬
‫أحد قب ‪٧‬بممد‬
‫أنزؿ ا﵁ ذكره كا‪٣‬برب عنو‪ ،‬كما أنزؿ ذكر ‪٧‬بمد كا‪٣‬برب عنو‪.‬‬
‫فذكر القرآف ُب زبر األكلْب كما أف ذكر ‪٧‬بمد ُب زبر األكلْب‪ ،‬كىو مكتوب‬
‫عندىم ُب التوراة كاإل‪٪‬بي ‪ ،‬فا﵁ كرسولو معلوـ بالقلوب مذكور باأللسن‪ ،‬مكتوب ُب‬
‫ا‪٤‬بصحف‪ ،‬كما أف القرآف معلوـ ‪٤‬بن قبلنا‪ ،‬مذكور ‪٥‬بم‪ ،‬مكتوب عندىم‪ ،‬كإمنا ذاؾ‬
‫(ُ) سورة الواقعة‪.ٕٖ-ٕٕ :‬‬
‫(ِ) سورة الشعراء‪.ُٗٔ :‬‬

‫ْٕٓ‬
‫مكتوب ُب‬
‫ه‬ ‫ذكره كا‪٣‬برب عنو‪ ،‬كأما ‪٫‬بن فنفس القرآف أينزؿ إلينا‪ ،‬كنفس القرآف‬
‫مصاحفنا‪ ،‬كما أف نفس القرآف ُب الكتاب ا‪٤‬بكنوف‪ ،‬كىو ُب الصحف ا‪٤‬بطهرة‪.‬‬
‫ك‪٥‬بذا جيب التفريق بْب قولو تعاذل‪ :‬ﮋﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﮊ(ُ)‪ ،‬كبْب قولو‬
‫تعاذل‪ :‬ﮋﮠﮡﮣﮤﮥﮊ(ِ)‪.‬‬
‫فإف األعماؿ ُب الزبر كالرسوؿ ككالقرآف ُب زبر األكلْب‪ ،‬كأما (الكتاب‬
‫ا‪٤‬بسطور ُب الرؽ ا‪٤‬بنشور) فهو كما ييكتب الكبلـ نفسو كالصحيفة فأين ىذا من‬
‫ىذا؟"(ّ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬ب إذا قرأه الناس أك كتبوه بذلك ُب ا‪٤‬بصاحف‪ ،‬دل خيرج بذلك‬ ‫كقاؿ ن‬
‫عن أف يكوف كبلـ ا﵁ تعاذل حقيقة‪ ،‬فإف الكبلـ إمنا ييضاؼ حقيقة إذل من قالو‬
‫مبتدئنا‪ ،‬ال إذل من قالو يمبلغنا يمؤدينا‪ ،‬كىو كبلـ ا﵁‪ ،‬حركفو كمعانيو‪ ،‬ليس كبلـ ا﵁‬
‫ا‪٢‬بركؼ دكف ا‪٤‬بعاشل‪ ،‬كال ا‪٤‬بعاشل دكف ا‪٢‬بركؼ"(ْ)‪.‬‬
‫كقاؿ الذىيب(ٓ)‪" :‬إنك تنق من ا‪٤‬بصحف مائة مصحف‪ ،‬كذاؾ األكؿ ال‬
‫يتحوؿ ُب نفسو كال يتغّب‪ ،‬كتيلقن القرآف ألف نفس‪ ،‬كما ُب صدرؾ باؽ هبيئتو ال‬
‫انفص عنك كال تغّب‪ ،‬كذاؾ ألف ا‪٤‬بكتوب كاحد كالكتابة تعددت‪ ،‬كالذم ُب صدرؾ‬
‫عْب ما ُب صدرؾ سواءه‪ ،‬كا‪٤‬بتلو كإف تعدد التالوف بو‬
‫كاحد كما ُب صدكر ا‪٤‬بقرئْب ي‬
‫(ُ) سورة القمر‪.ِٓ :‬‬
‫(ِ) سورة الطور‪.ّ-ِ :‬‬
‫(ّ) ‪٦‬بموع الفتاكل ُِ‪.ّٖٓ-ّّٖ/‬‬
‫(ْ) ا‪٤‬برجع نفسو ّ‪.ُْْ/‬‬
‫(ٓ) ىو‪٧ :‬بمد بن أ‪ٞ‬بد بن عثماف بن قادياز الَبكماشل الذىيب‪ ،‬كلد بدمشق‪ ،‬سنة ّٕٔىػ‪ ،‬كتوُب سنة ْٖٕىػ‪ ،‬قاؿ‬
‫عنو السبكي‪ :‬ىو شيخ ا‪١‬برح كالتعدي ‪ ،‬لو مصنفات منها‪ :‬ميزاف االعتداؿ‪ ،‬كتاريخ اإلسبلـ الكبّب‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫طبقات الشافعية ٗ‪ ،َُُ/‬شذرات الذىب ُ‪.ُٔ/‬‬

‫ْٖٓ‬
‫كإنشاؤهي‪،‬‬ ‫و‬
‫ي‬ ‫كك ٍحييوي كتنزيليوي‬
‫كبلـ ا﵁ ى‬
‫سورا كآيات كأجزاءن متعددةن كىو ي‬
‫كاحد‪ ،‬مع كونو ن‬
‫أصبل‪ ،‬نعم‪ ،‬كتكل يمنا بو كتبلكتنا لو كنطقنا بو أفعالنا‪ ،‬ككذلك‬
‫ليس ىو بكبلمنا ن‬
‫كتابتنا لو كأصواتنا بو من أعمالنا قاؿ ا﵁‪ :‬ﮋﯕ ﯖﯗ ﯘﮊ(ُ)"(ِ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابن قتيبة ‪" :‬كالقرآف ال يقوـ بنفسو كحده‪ ،‬كإمنا يقوـ بواحدة من‬
‫أربع‪ :‬كتابة‪ ،‬أك قراءة‪ ،‬أك حفظ‪ ،‬أك استماع‪ ،‬فهو بالعم ُب الكتابة قائم‪ ،‬كالعم‬
‫ا‪٤‬بكتوب قرآ هف كىو غّب ‪٨‬بلوؽ‪ ،‬كىو بالعم ُب القراءة قائم‪،‬‬
‫ي‬ ‫ط كىو ‪٨‬بلوؽ‪ ،‬ك‬ ‫خي‬
‫يك اللساف كاللهوات بالقرآف كىو ‪٨‬بلوؽ‪ ،‬كا‪٤‬بقركء قرآ هف كىو غّب ‪٨‬بلوؽ‪،‬‬
‫كالعم ‪ٙ‬بر ي‬
‫كىو ٕبفظ القلب قائم‪ ،‬كا‪٢‬بفظ عم ه كىو غّب ‪٨‬بلوؽ‪ ،‬كا﵀فوظ قرآ هف كىو غّب‬
‫‪٨‬بلوؽ‪ ،‬كىو باالستماع قائم ُب السمع‪ ،‬كاالستماع عم ه كىو ‪٨‬بلوؽ‪ ،‬كا‪٤‬بسموعي‬
‫قرآ هف كىو غّب ‪٨‬بلوؽ"(ّ)‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬وجوه إعجاز القرآن‬
‫ً‬
‫ﮋﭜ ﭝ‬ ‫بْب ابن عجيبة كجوه إعجاز القرآف‪ ،‬فقاؿ ُب تفسّب قولو تعاذل‪:‬‬
‫ﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ‬
‫ا‪١‬بًن‪ ،‬كاتفقوا على أى ٍف يأٍتيوا ٗبًًثٍ ً ى ىذا الٍ يقر ً‬
‫آف‬ ‫ٍ‬ ‫ك‬ ‫س‬ ‫ن‬
‫ٍ‬ ‫ً‬
‫اإل‬
‫ٍ‬ ‫ﭮﮊ(ْ)‪" :‬قي لىئً ًن اجتىمع ً‬
‫ت‬
‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ي ى‬ ‫ٍ ىى‬ ‫ٍ‬
‫ا‪٤‬بنعوت ٗبا ال تدركو العقوؿ من النعوت ا‪١‬بليلة ُب الببلغة‪ ،‬كحسن النظم‪ ،‬ككماؿ‬
‫أبدا ‪٤‬با تضمنو من العلوـ اإل‪٥‬بية‪ ،‬كالرباىْب الواضحة‪ ،‬كا‪٤‬بعاشل‬ ‫ا‪٤‬بعُب‪ ،‬ال يىأٍتيو ىف ٗبًًثٍلً ًو ن‬
‫ألحد هبا علم‪ٍ ،‬ب جاءت فيو على الكماؿ‪ ،‬كلذلك عجزكا‬ ‫العجيبة‪ ،‬الٍب دل يكن و‬

‫(ُ) سورة الصافات‪.ٗٔ :‬‬


‫(ِ) العلو ِ‪.ُِٗ/‬‬
‫(ّ) االختبلؼ ُب اللفظ‪ ،‬صّٔ‪.‬‬
‫(ْ) سورة اإلسراء‪.ٖٖ :‬‬

‫ْٗٓ‬
‫عن معارضتو‪.‬‬
‫كقاؿ أكثر الناس‪ :‬إمنا عجزكا عنو لفصاحتو‪ ،‬كبراعتو‪ ،‬كحسن نظمو‪ ،‬ككجوه‬
‫إعجازه كثّبة‪ ،‬كإمنا خص الثقلْب بالذكر؛ ألف ا‪٤‬بنكر كونو من عند ا﵁ منهما‪ ،‬ال ألف‬
‫قادر على ا‪٤‬بعارضة‪ ،‬كإمنا أظهر ُب ‪٧‬ب اإلضمار‪ ،‬كدل يق ‪ :‬ال يأتوف بو لئبل‬ ‫غّبمها ه‬
‫مثبل معيػننا‪ ،‬كإيذانا بأف ا‪٤‬براد نفي اإلتياف ٗبثى و ما‪ ،‬أم‪ :‬ال يأتوف و‬
‫بكبلـ‬ ‫يتوىم أف لو ن‬
‫‪٩‬باث و لو فيما ذكر من الصفات البديعة‪ ،‬كفيهم العرب العاربة‪ ،‬أرباب الرباعة كالبياف‪ ،‬فبل‬
‫ض يه ٍم لًبىػ ٍع و‬
‫ض ظى ًه نّبا أم‪ :‬كلو تظاىركا كتعاكنوا على‬ ‫يقدركف على اإلتياف ٗبثلو ىكلىٍو كا ىف بىػ ٍع ي‬
‫اإلتياف ٗبثلو ما قدركا‪ ،‬كىو عطف على مقدر‪ ،‬أم‪ :‬ال يأتوف ٗبثلو لو دل يكن بعضهم‬
‫ظهّبا لبعض‪ ،‬كلو كاف ‪ ..‬إخل‪ ،‬ك‪٧‬بلو النصب على ا‪٢‬بالية‪ ،‬أم‪ :‬ال يأتوف ٗبثلو على ك‬
‫ن‬
‫(ُ)‬
‫حاؿ مفركض‪ ،‬كلو على ىذه ا‪٢‬بالة" ‪.‬‬ ‫و‬
‫أيضا من جهة اللفظ كا‪٤‬بعُب(ِ)‪.‬‬
‫معجز ن‬
‫كىو ه‬
‫معجز من كجوهو متعددة‪.‬‬
‫ابن عجيبة العلماءى ا﵀ققْب ُب أف القرآف ه‬
‫كقد كافق ي‬
‫‪" :‬كوف القرآف أنو معجزة ليس ىو من جهة فصاحتو‬ ‫قاؿ ابن تيمية‬
‫كببلغتو فقط‪ ،‬أك نظمو كأسلوبو فقط‪ ،‬كال من جهة إخباره بالغيب فقط‪ ،‬كال من‬
‫جهة صرؼ الدكاعي عن معارضتو فقط‪ ،‬كال من جهة سلب قدرهتم على معارضتو‬
‫فقط‪ ،‬ب ىو آيةه بينةه معجزةه من كجوهو متعددة‪:‬‬
‫ُ‪ -‬من جهة اللفظ‪.‬‬
‫ِ‪ -‬من جهة النظم‪.‬‬

‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ُِّ/‬‬


‫(ِ) ا‪٤‬برجع نفسو ِ‪.ّْٕ/‬‬

‫َْٔ‬
‫ّ‪ -‬من جهة الببلغة ُب داللة اللفظ على ا‪٤‬بعُب‪.‬‬
‫ْ‪ -‬من جهة معانيو الٍب أخرب هبا عن ا﵁ كأ‪٠‬بائو كصفاتو‪ ،‬كمبلئكتو‪ ،‬كغّب ذلك‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬من جهة معانيو الٍب أخرب هبا عن الغيب‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬من جهة ما ٌبْب فيو من الدالئ اليقينية‪ ،‬كاألقيسة العقلية الٍب ىي‬
‫األمثاؿ ا‪٤‬بضركبة‪.‬‬
‫كما قاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬
‫ﭽﮊ(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬
‫ﭟﮊ(ْ)"(ٓ)‪.‬‬
‫كهبذا يعجز ‪ٝ‬بيع أى األرض أف يأتوا ٗبثلو‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬فإذا كاف قد ‪ٙ‬بداىم با‪٤‬بعارضة ‪-‬مرة بعد مرة‪ -‬كىي‬ ‫كقاؿ ابن تيمية ن‬
‫فمعلوـ أهنم لو كانوا قادرين عليها لفعلوىا‪ ،‬فإنو مع كجود ىذا الداعي‬
‫ه‬ ‫تبط دعوتو‪،‬‬
‫التاـ ا‪٤‬بؤكد إذا كانت القدرة حاصلة‪ ،‬كجب كجود ا‪٤‬بقدكر‪ٍ ،‬ب ىكذا القوؿ ُب سائر‬
‫أى األرض‪.‬‬
‫أحد بعجز ‪ٝ‬بيع أى األرض عن أف يأتوا‬ ‫و‬ ‫علما بيػننا لك‬
‫فهذا القدر يوجب ن‬
‫ٗبث ىذا القرآف و‬
‫ٕبيلة‪ ،‬كبغّب حيلة"(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة اإلسراء‪.ٖٗ :‬‬
‫(ِ) سورة الكهف‪.ْٓ :‬‬
‫(ّ) ا‪١‬بواب الصحيح ‪٤‬بن بدؿ ا‪٤‬بسيح ٓ‪.ِْٖ/‬‬
‫(ْ) سورة الكهف‪.ْٓ :‬‬
‫(ٓ) ا‪١‬بواب الصحيح ‪٤‬بن بدؿ دين ا‪٤‬بسيح ٓ‪.ِْٖ/‬‬
‫(ٔ) ا‪٤‬برجع نفسو ٓ‪.ِْٕ/‬‬

‫ُْٔ‬
‫و‬
‫جانب‬ ‫كهبذا يتبْب خطأ كقصور ا‪٤‬بتكلمْب ُب بياف إعجاز القرآف كحصره ُب‬
‫كاحد‪ ،‬قاؿ ابن القيم ‪ ..." :‬كما اشتم عليو من األمور الٍب تعجز قول البشر‬
‫فرد من أفراد إعجازه‪.‬‬
‫على اإلتياف ٗبثلو الذم فصاحتو كنظمو كببلغتو ه‬
‫قصور كث وّب من ا‪٤‬بتكلمْب‬
‫فتأم ىذا ا‪٤‬بوضع من إعجاز القرآف تعرؼ فيو ى‬ ‫ٌ‬
‫كتقصّبىم ُب بياف إعجازه كأهنم لن يوفوه عشر معشار حقو حٌب قصر بعضهم‬
‫اإلعجاز على صرؼ الدكاعي عن معارضتو مع القدرة عليها‪ ،‬كبعضهم قصر‬
‫اإلعجاز على ‪٦‬برد فصاحتو كببلغتو‪ ،‬كبعضهم على ‪٨‬بالفة أسلوب نظمو ألساليب‬
‫نظم الكبلـ‪ ،‬كبعضهم على ما اشتم عليو من اإلخبار بالغيوب‪ ،‬إذل غّب ذلك من‬
‫األقواؿ القاصرة الٍب ال تشفي كال ٘بدم‪ ،‬كإعجازه فوؽ ذلك ككراء ذلك كلو"(ُ)‪.‬‬
‫كقد خالف ابن عجيبة ا‪٤‬بعتزلة ُب قو‪٥‬بم بأف كجو اإلعجاز ىو ا‪٤‬بنع من‬
‫معارضتو‪ ،‬كالصرفة عند التحدم ٗبثلو(ِ)‪.‬‬
‫كهبذا القوؿ كافق ا‪٢‬بق؛ "ألف إ‪ٝ‬باع األيمة قب حدكث ا‪٤‬بخالف أف القرآف ىو‬
‫معجزا‪،‬‬
‫ا‪٤‬بعجز‪ ،‬فلو قلنا‪ :‬إف ا‪٤‬بنع كالصرفة ىو ا‪٤‬بعجز‪٣ ،‬برج القرآف عن أف يكوف ن‬
‫كذلك خبلؼ اإل‪ٝ‬باع‪.‬‬
‫أمر‬ ‫ً‬
‫كإذا كاف كذلك عيل ىم أف نفس القرآف ىو ا‪٤‬بعجز؛ ألف فصاحتو كببلغتو ه‬
‫كبلـ على ىذا الوجو‪ ،‬فلما دل يكن ذلك الكبلـ‬ ‫خارؽ للعادة؛ إذ دل يوجد قط ه‬ ‫ه‬
‫معجزا"(ّ)‪.‬‬
‫معتادا منهم‪ ،‬دؿ على أف ا‪٤‬بنع كالصرفة دل يكن ن‬
‫مألوفنا ن‬
‫(ُ) بدائع الفوائد ْ‪.ُّٓ/‬‬
‫(ِ) قاؿ الشهرستاشل األشعرم عن النظاـ ا‪٤‬بعتزرل‪" :‬قولو ُب إعجاز القرآف إنو من حيث اإلخبار عن األمور ا‪٤‬باضية‬
‫كتعجيزا‪ ،‬حٌب لو خبلىم‬
‫ن‬ ‫جربا‬
‫كاآلتية‪ ،‬كمن جهة صرؼ الدكاعي عن ا‪٤‬بعارضة‪ ،‬كمنع العرب عن االىتماـ بو ن‬
‫كنظما"‪ .‬ا‪٤‬بل كالنح ُ‪.ٕٓ/‬‬
‫لكانوا قادرين على أف يأتوا بسورة من مثلة ببلغة كفصاحة ن‬
‫(ّ) ا‪١‬بامع ألحكاـ القرآف‪ ،‬للقرطيب ُ‪.ُُٗ/‬‬

‫ِْٔ‬
‫خامسا‪ :‬القرآن معجزة النبي إلى أن يرث اهلل األرض ومن عليها‪.‬‬ ‫ً‬
‫بْب ابن عجيبة أف القرآف معجزة للنيب باستداللو بقوؿ النيب الذم جاء‬
‫نيب إال أيعطي ما مثلو آمن عليو البشر‪ ،‬كإمنا‬
‫‪ :‬ما من األنبياء ي‬ ‫عن أيب ىريرة‬
‫تابعا يوـ القيامة (ُ)‪ ،‬قاؿ‬
‫كاف الذم أكتيت كحينا أكحاه ا﵁ إرل‪ ،‬فأرجو أف أكثرىم ن‬
‫يح ُب أنو ال بد من اآلية لك رسوؿ"(ِ)‪.‬‬
‫ابن عجيبة عن ىذا ا‪٢‬بديث‪" :‬ىو صر ه‬
‫قاؿ ابن كثّب ‪" :‬كُب ىذا ا‪٢‬بديث فضيلةه عظيمةه للقرآف اجمليد على ك‬
‫كتاب أنزلو‪ ،‬كذلك أف معُب ا‪٢‬بديث‪ :‬ما‬‫و‬ ‫معجزةو أعطيها ي‬
‫نيب من األنبياء‪ ،‬كعلى ك‬
‫نيب إال أيعطي من ا‪٤‬بعجزات ما آمن عليو البشر‪ ،‬أم‪ :‬ما كاف ن‬
‫دليبل على‬ ‫من ي‬
‫تصديقو فيما جاءىم بو كاتبعو من اتبعو من البشر‪ٍ ،‬ب ‪٤‬با مات األنبياء دل يبق ‪٥‬بم‬
‫معجزة بعدىم إال ما حيكيو أتباعهم عما شاىده ُب زمانو‪ ،‬فأما الرسوؿ ا‪٣‬باًب‬
‫منقوال إذل الناس بالتواتر‪،‬‬
‫للرسالة ‪٧‬بممد فإمنا كاف معظم ما آتاه ا﵁ كحينا منو إليو ن‬
‫عا ‪ ،‬ككذلك‬ ‫تابعا‬
‫ْب ىو كما أنزؿ‪ ،‬فلهذا قاؿ‪ :‬فأرجو أف أكوف أكثرىم نع‬ ‫ففي ك ح و‬
‫كقع‪ ،‬فإف أتباعو أكثر من أتباع األنبياء لعموـ رسالتو كدكامها إذل قياـ الساعة‪،‬‬
‫كاستمرار معجزتو؛ ك‪٥‬بذا قاؿ ا﵁‪ :‬ﮋﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ‬
‫ﯜﮊ(ّ)"‪.)ْ( ،‬‬
‫مهيمن على الكتب السابقة شاى هد على‬ ‫ه‬ ‫كيقرر ابن عجيبة أف القرآ ىف‬
‫صحتها(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) أخرجو البخارم‪ ،‬باب كيف نزكؿ الوحي ٔ‪ ،ُِٖ/‬رقم ُْٖٗ‪.‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.ِّٖ/‬‬
‫(ّ) سورة الفرقاف‪.ُ :‬‬
‫(ْ) تفسّب القرآف العظيم ُ‪.َِ/‬‬
‫(ٓ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.ْٔ/‬‬

‫ّْٔ‬
‫مهيمن على ‪ٝ‬بيع الكتب السابقة‪،‬‬ ‫ه‬ ‫كىذه فضيلةه عظيمةه للقرآف العظيم فهو‬
‫اؿ ىىٍي ىمن يػي ىهٍي ًم ين ىىٍيمنىةن‪ :‬إً ىذا ىكا ىف ىرقًيبنا ىعلىى‬ ‫(ُ)‬
‫كأص ا‪٥‬بيمنة ا‪٢‬بفظ كاالرتقاب "يػي ىق ي‬
‫الش ٍيء"(ِ)‪.‬‬
‫"ﮋﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬ ‫كلقد دؿ على ذلك قوؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫ﮆﮇﮈ ﮉﮊﮊ(ّ)‪.‬‬
‫‪" :‬ىذا خطاب من ا﵁ تعاذل ذكره لنبيو ‪٧‬بم و‬
‫مد‬ ‫قاؿ ابن جرير الطربم‬
‫ه‬
‫كىو القرآف الذل أنزلو عليو‪،‬‬ ‫ﮋﮁﮊ‬ ‫يقوؿ تعاذل ذكره‪ :‬أنزلنا إليك‪ ،‬يا ‪٧‬بمد‬
‫ﮋﮃ‬ ‫كيعِب بقولو‪ :‬ﮋﮂﮊ‪ ،‬بالصدؽ كال كذب فيو‪ ،‬كال شك أنو من عند ا﵁‬
‫ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮊ يقوؿ‪ :‬أنزلناه بتصديق ما قبلو من كتب ا﵁ الٍب أنز‪٥‬با إذل‬
‫أنبيائو‪ ،‬ﮋﮉ ﮊﮊ‪ ،‬يقوؿ‪ :‬أنزلنا الكتاب الذم أنزلناه إليك‪ ،‬يا ‪٧‬بمد‪ ،‬مصدقنا‬
‫كشهيدا عليها أهنا ح يق من عند ا﵁‪ ،‬أميننا عليها‪ ،‬حافظنا ‪٥‬با"(ْ)‪.‬‬
‫ن‬ ‫للكتب قبلو‪،‬‬
‫‪" :‬فالسلف يكلهم‬ ‫متفق عليو بْب سلف األيمة‪ ،‬قاؿ ابن تيمية‬
‫كىذا ه‬
‫متفقوف على أف القرآف ىو ا‪٤‬بهيمن ا‪٤‬بؤ‪ٛ‬بن الشاىد على ما بْب يديو من الكتب‪،‬‬
‫كمعلوـ أف ا‪٤‬بهيمن على الش ً‬
‫يء أعلى منو مرتبة‪ ،‬كمن أ‪٠‬باء ا﵁ (ا‪٤‬بهيمن) كييسمى‬ ‫ه‬
‫(ٓ)‬
‫ا‪٢‬باكم على الناس القائم بأمورىم (ا‪٤‬بهيمن)" ‪.‬‬

‫(ُ) ينظر‪ :‬جامع البياف ُب تأكي القرآف‪ ،‬للطربم َُ‪.ّٕٕ/‬‬


‫(ِ) لساف العرب ُّ‪ ،ّْٕ/‬كينظر‪ :‬هتذيب اللغة ٔ‪.ُٕٕ/‬‬
‫(ّ) سورة ا‪٤‬بائدة‪.ْٖ :‬‬
‫(ْ) جامع البياف ُب تأكي القرآف َُ‪.ّّٕ/‬‬
‫(ٓ) ‪٦‬بموع الفتاكل ُٕ‪.ّْ/‬‬

‫ْْٔ‬
‫سادسا‪ :‬تفاضل آيات القرآن‬‫ً‬
‫يرل ابن عجيبة أف آيات القرآف تتفاض فيقوؿ‪" :‬أـ القرآف‪ ،‬دل ينزؿ ُب التوراة‬
‫أعظم سورةو ُب القرآف‪ ،‬ككذلك ما كرد ُب سورة البقرة‪،‬‬
‫كال ُب اإل‪٪‬بي مثلها‪ ،‬كأهنا ي‬
‫أهنا أعظم سورة‪ ،‬ككذلك آية الكرسي‪ ،‬كُب سورة اإلخبلص‪ ،‬كا‪٤‬بعوذتْب‪ ،‬كىذه‬
‫اآليات أفض من غّبىا"(ُ)‪.‬‬
‫مأثور عن السلف‪.‬‬‫قوؿ ه‬‫كالقوؿ بأف كبلـ ا﵁‪ ‬بعضو أفض من بعض ىو ه‬
‫أف للمتأخرين قولْب مشهورين ُب تفاض‬ ‫كذكر شيخ اإلسبلـ ابن تيمية‬
‫القرآف ُب نفسو‪ ،‬كى يكوف بعضو أفض من بعض أـ ال؟‬
‫ُ‪ -‬القوؿ األكؿ‪ :‬أنو ال يتفاض ُب نفسو؛ ألنو كبلـ ا﵁ ‪ ‬ككبلـ ا﵁‬
‫صفة لو‪ ،‬كصفة ا﵁ ال تتفاض ‪ ،‬ال سيما مع القوؿ بأنو قدصله فإف القدصل ال يتفاض ‪.‬‬
‫ِ‪ -‬القوؿ الثاشل‪ :‬أف بعض القرآف أفض من بعض‪ ،‬كىذا ىو قوؿ األكثرين‬
‫من السلف(ِ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬كالصواب الذم عليو ‪ٝ‬بهور السلف كاألئمة أف بعض كبلـ‬ ‫كقاؿ ن‬
‫ا﵁‪ ‬أفض من بعض كما دؿ على ذلك الشرع كالعق "(ّ)‪.‬‬
‫يشرؼ بشرؼ ال يػمت ىكلم بو‪،‬‬
‫ي‬ ‫أيضا‪ :‬أف القرآف كبلـ ا﵁‪ ‬كالكبلـ‬ ‫كذكر ن‬
‫كيشرؼ بشرؼ ا‪٤‬بتكلم فيو‪ ،‬فما أخرب ا﵁ بو عن نفسو كقولو تعاذل‪ :‬ﮋﭑ ﭒ ﭓ‬
‫ﭔﮊ(ْ) أعظم ‪٩‬با أخرب بو عن خلقو كقولو تعاذل‪ :‬ﮋﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮊ(ٓ)‪،‬‬
‫(ُ) تفسّب الفا‪ٙ‬بة الكبّب‪ ،‬صٕٗ‪.‬‬
‫(ِ) ينظر‪٦ :‬بموع الفتاكل ُٕ‪.َِٗ-َِٖ/‬‬
‫(ّ) درء تعارض العق كالنق ٕ‪.ِِٕ/‬‬
‫(ْ) سورة اإلخبلص‪.ُ :‬‬
‫(ٓ) سورة ا‪٤‬بسد‪.ُ :‬‬

‫ْٓٔ‬
‫كما أمر فيو باإلدياف كما هنى فيو عن الشرؾ أعظم ‪٩‬با أمر فيو بكتابة الدين كهنى فيو‬
‫عن الربا(ُ)‪.‬‬
‫كاألدلة على ذلك كثّبة منها‪:‬‬
‫أول‪ :‬من القرآن‬
‫ً‬
‫ﮋﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬ ‫قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﭤ ﭥﮊ(ِ)‪.‬‬
‫ﮋﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬ ‫كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮊﮊ(ّ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن كثّب‪" :‬جع ا﵁ ىذا الكتاب العظيم الذم أنزلو آخر الكتب كخا‪ٛ‬بها‬
‫أمشلها كأعظمها كأكملها حيث ‪ٝ‬بع فيو ‪٧‬باسن ما قبلو كزاده من الكماالت"(ْ)‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬األدلة من السنَّة‬
‫‪ :‬يا أبا ا‪٤‬بنذر أتدرم أم آية من‬ ‫ُ‪ -‬قوؿ النيب ألي ىيب بن كعب‬
‫قلت ا﵁ي كرسولو أعلم‪ ،‬قاؿ‪ :‬يا أبا ا‪٤‬بنذر أتدرم أم‬
‫كتاب ا﵁ معك أعظم؟ قاؿ‪ :‬ي‬
‫قلت‪ :‬ﮋﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﮊ(ٓ)‪ ،‬قاؿ‪:‬‬ ‫آية من كتاب ا﵁ معك أعظم؟ قاؿ ي‬
‫فضرب ُب صدرم‪ ،‬كقاؿ‪ :‬كا﵁ ليهنك العلم أبا ا‪٤‬بنذر (ٔ)‪.‬‬

‫(ُ) ينظر‪٦ :‬بموع الفتاكل ُٕ‪.َُِ-َِٗ/‬‬


‫(ِ) سورة البقرة‪.َُٔ :‬‬
‫(ّ) سورة ا‪٤‬بائدة‪.ْٖ :‬‬
‫(ْ) تفسّب القرآف العظيم ّ‪.ُِٖ/‬‬
‫(ٓ) سورة البقرة‪.ِٓٓ :‬‬
‫(ٔ) أخرجو مسلم‪ُ ،‬ب كتاب صبلة ا‪٤‬بسافرين كقصرىا‪ ،‬باب فض سورة الكهف‪ ،‬كآية الكرسي ُ‪ ،ٓٔٔ/‬رقم َُٖ‪.‬‬

‫ْٔٔ‬
‫قاؿ القاضي عياض‪" :‬فيو يحجةه للقوؿ بتفضي بعض القرآف على بعض‬
‫كتفضي القرآف على سائر كتب ا﵁ ‪.)ُ("‬‬
‫كنت أصلي ُب ا‪٤‬بسجد فدعاشل‬
‫قاؿ‪ :‬ي‬ ‫ا‪٤‬بعللىى‬
‫ِ‪ -‬عن أيب سعيد بن ا‪٤‬بع‬
‫‪٤‬بعلعل‬
‫كنت أيصلي فقاؿ‪ :‬ألػم يق ا﵁‪:‬‬
‫فقلت‪ :‬يا رسوؿ ا﵁ إشل ي‬ ‫رسوؿ ا﵁ فلم أجبو‪ ،‬ي‬
‫ﮋ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ‬
‫ﯫﯬﯭﯮﯯﮊ(ِ)؟ ٍب قاؿ رل‪ :‬ألعلمنك سورة ىي أعظم السور‬
‫قلت لو‪ :‬ألػم‬
‫ُب القرآف قب أف ‪ٚ‬برج من ا‪٤‬بسجد ٍب أخذ بيدم فلما أراد أف خيرج ي‬
‫ألعلمنك سورة ىي أعظم سورة ُب القرآف؟ قاؿ‪ :‬ﮋﭖ ﭗ ﭘ‬ ‫تق‬
‫ﭙﮊ(ّ) ىي السبع ا‪٤‬بثاشل كالقرآف العظيم الذم أكتيتو (ْ)‪.‬‬
‫السابقة‬
‫سابعا‪ :‬تحريف الكتب َّ‬
‫ً‬
‫‪ٙ‬بدث ابن عجيبة عن الكتب السماكية‪ ،‬كما اشتملت عليو من النور كا‪٥‬بدل‪،‬‬
‫كما طرأ عليها من التحريف الذم كقع ُب الكتب السابقة من حيث التحريف النصي‪،‬‬
‫ﮋﮗ‬ ‫ك‪ٙ‬بريف األحكاـ ما عدا القرآف العظيم‪ ،‬حيث قاؿ ُب تفسّبه لقوؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮊ(ٓ)‪ ،‬حيث توذل حفظو ا‪٢‬بق ربنا‪ ،‬فبل يزاؿ ‪٧‬بفوظنا لفظنا‬
‫كمعُب إذل قياـ الساعة(ٔ)‪.‬‬
‫ن‬
‫(ُ) إكماؿ ا‪٤‬بعلم بفوائد مسلم ّ‪.ُٕٕ/‬‬
‫(ِ) سورة األنفاؿ‪.ِْ :‬‬
‫(ّ) سورة الفا‪ٙ‬بة‪.ِ :‬‬
‫(ْ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب فضائ القرآف‪ ،‬باب فض فا‪ٙ‬بة الكتاب‪ ،ِّْ/ّ ،‬رقم ََٔٓ‪.‬‬
‫(ٓ) سورة ا‪٢‬بجر‪.ٗ :‬‬
‫(ٔ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.ّْ/‬‬

‫ْٕٔ‬
‫أول‪ :‬التحريف النصي‬
‫ً‬
‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬ ‫قاؿ ابن عجيبة ُب تفسّبه لقوؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫ا‪٢‬بق بًالٍ ً‬ ‫ً ً ً‬
‫ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﮊ "يا أ ٍىى ى الٍكتاب دلى تىػ ٍلبً يسو ىف ٍى‬
‫(ُ)‬
‫باط ً بالتحريف‬
‫كإبراز الباط ُب صورة ا‪٢‬بق‪ ،‬حٌب كتمتم نعت ‪٧‬بممد كحرفتموه‪ ،‬كأظهرًب موضعو‬
‫ا‪٢‬بىق نبوة ‪٧‬بمد ‪ ،‬ىكأىنٍػتي ٍم تىػ ٍعلى يمو ىف‬ ‫أنفسكم؟ ىكتىكٍتي يمو ىف ٍ‬
‫الباط الذم سولت لكم ي‬
‫رسوؿ ا﵁ حقا كأف دينو حق"(ِ)‪.‬‬
‫أنو ي‬
‫ثانيًا‪ :‬تحريف األحكام‬
‫ﮋﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬ ‫قاؿ ُب تفسّب قوؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ‬
‫ﭶﭷ ﭸﭹﭺﭻﭼ ﭽﭾﭿ ﮀﮁ ﮂﮊ(ّ)‪.‬‬
‫قوـ ‪ٛ‬بردكا ُب الكفر كىم أحبارىم‪ ،‬يحيىرفيو ىف‬
‫"يقوؿ ا‪٢‬بق ج جبللو‪ :‬من اليهود ه‬
‫اضعً ًو أم‪ :‬دييلونو عن مواضعو الٍب كضعو ا﵁ فيها‪،‬‬ ‫الٍ ىكلًم ‪-‬كىو التوراة‪ -‬عن مو ً‬
‫ىٍ ى‬ ‫ى‬
‫(ْ)‬
‫آية الرجم‪ ،‬كغّب ذلك" ‪.‬‬‫بإزالة لفظو أك تأكيلو‪ ،‬أك كصفة نبينا ‪٧‬بممد ‪ ،‬ك ً‬
‫لقد تكف ا﵁‪ٕ ‬بفظ القرآف من ك تبدي و كتغيّب‪ ،‬قاؿ ابن جرير‬
‫الطربم‪" :‬كإنا للقرآف ‪٢‬بافظوف من أف ييزاد فيو باط ه ما ليس منو‪ ،‬أك ينقص منو ما‬
‫ىو منو من أحكامو كحدكده كفرائضو‪ ،‬كا‪٥‬باء ُب قولو‪( :‬لو) من ذكر الذكر"(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة آؿ عمراف‪.ُٕ :‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ّٕٔ/‬‬
‫(ّ) سورة النساء‪.ْٔ :‬‬
‫(ْ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ُِِ/ُ ،َٓٗ/‬‬
‫(ٓ) جامع البياف ُب تأكي القرآف ُٕ‪.ٖٔ/‬‬

‫ْٖٔ‬
‫كقاؿ ابن القيم ‪" :‬كلوال أف ا﵁‪ ‬توذل حفظ القرآف بذاتو كضمن‬
‫لؤليمة أال ٘بتمع على ضبللة‪ ،‬ألصابو ما أصاب الكتب قبلو"(ُ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬فا﵁ سبحانو حفظ ‪٧‬بلو‪ ،‬كحفظو من الزيادة كالنقصاف‪،‬‬ ‫كقاؿ ن‬
‫كالتبدي ‪ ،‬كحفظ معانيو من التحريف‪ ،‬كما حفظ ألفاظو من التبدي ‪ ،‬كأقاـ لو من‬
‫حيفظ حركفو من الزيادة كالنقصاف‪ ،‬كمعانيو من التحريف كالتغيّب"(ِ)‪.‬‬
‫كىذه ا‪٤‬بيزة دل ‪ٙ‬بص للكتب السابقة‪ ،‬ب دلت األدلة على التحريف الذم‬
‫حص هبا‪.‬‬
‫ﮋﯣﯤﯥﯦﯧ‬ ‫قاؿ ابن جرير الطربم ُب تفسّبه لقوؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫ﯨ ﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﮊ(ّ)‪.‬‬
‫"كيعِب بقولو‪ :‬ﮋﯮ ﯯﮊ‪ٍ ،‬ب يبدلوف معناه كتأكيلو كيغّبكنو‪ ،‬كأصلو من‬
‫يء عن جهتو)‪ ،‬كىو ميلو عنها إذل غّبىا‪ ،‬فكذلك قولو‪ :‬ﮋﯮ‬ ‫(ا‪٫‬براؼ الش ً‬
‫ﯯﮊ أم دييلونو عن كجهو كمعناه الذم ىو معناه‪ ،‬إذل غّبه‪ ،‬فأخرب ا﵁ ج‬
‫ثناؤه أهنم فعلوا ما فعلوا من ذلك على عل وم منهم بتأكي ما حرفوا‪ ،‬كأنو ٖببلؼ ما‬
‫حرفوه إليو‪ ،‬فقاؿ‪ :‬ﮋ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﮊ‪ ،‬يعِب‪ :‬من بعد‬
‫ما عقلوا تأكيلو‪ ،‬ﮋﯴ ﯵﮊ‪ ،‬أم‪ :‬يعلموف أهنم ُب ‪ٙ‬بريفهم ما حرفوا من‬
‫ذلك مبطلوف كاذبوف"(ْ)‪.‬‬

‫(ُ) ىداية ا‪٢‬بيارل ُب أجوبة اليهود كالنصارل ُ‪.ُّٓ/‬‬


‫(ِ) التبياف ُب أقساـ القرآف‪ ،‬صٗٗ‪ ،‬كينظر‪ :‬ا‪١‬بواب الصحيح ّ‪.ُٖ/‬‬
‫(ّ) سورة البقرة‪.ٕٓ :‬‬
‫(ْ) جامع البياف ُب تأكي القرآف ِ‪.ِْٖ/‬‬

‫ْٗٔ‬
‫‪" :‬كأما التحريف فقد أخرب ا﵁ ‪ ‬عنو ُب‬ ‫كقاؿ ابن القيم‬
‫مواضع متعددة‪ ،‬ككذلك لىػي اللساف بالكتاب ليحسبو السامع منو كما ىو منو‪.‬‬
‫فهذه ‪ٟ‬بسة أمور‪:‬‬
‫أحدىا‪ :‬لبس ا‪٢‬بق بالباط ‪ ،‬كىو خلطو بو ٕبيث ال يتميز ا‪٢‬بق من الباط ‪.‬‬
‫الثاشل‪ :‬كتماف ا‪٢‬بق‪.‬‬
‫يب من كتمانو‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬إخفاؤه‪ ،‬كىو قر ه‬
‫الرابع‪ٙ :‬بريف الكلم عن مواضعو‪ ،‬كىو نوعاف‪ٙ :‬بريف لفظو‪ ،‬ك‪ٙ‬بريف معناه‪.‬‬
‫ا‪٣‬بامس‪ :‬لىػي اللساف بو ليلتبس على السامع اللفظ ا‪٤‬بنزؿ بغّبه‪.‬‬
‫اض ‪٥‬بم دعتهم إذل ذلك"(ُ)‪.‬‬ ‫كىذه األمور إمنا ارتكبوىا ألغر و‬

‫(ُ) ىداية ا‪٢‬بيارل ُب أجوبة اليهود كالنصارل‪ ،‬صُِّ‪.‬‬

‫َْٕ‬
‫انفصم انراثع‪:‬‬
‫آراؤِ يف اإلميبٌ ثبنرضم ٔاألَجيبء‬
‫كفيو ثبلثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلدياف بالرس كاألنبياء عمومان‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الفرؽ بْب النيب كالورل‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬عقيدتو ُب الرسوؿ ‪٧‬بمد ‪.‬‬
‫ادلجحث األٔل‪:‬‬
‫اإلميبٌ ثبنرضم ٔاألَجيبء عًٕيب‬

‫والرسول في اللغة‬
‫أول‪ :‬تعريف النَّبي َّ‬ ‫ً‬
‫مهموز‪ :‬ا‪٣‬بىبىػ ير‪ ،‬كإف‬‫ه‬ ‫يرجع معُب النبأ ُب اللغة إذل ا‪٣‬برب‪ ،‬قاؿ ا‪٣‬بلي ‪" :‬النبأي‬
‫الفع ي نبأتو كأنبأتو كاستنبأتو‪ ،‬كا‪١‬بميع األنباء‪ ،‬كالنبأىةي‪ :‬النػ ٍغيةي‪،‬‬ ‫بلف نبأن‪ ،‬أم‪ :‬خبػرا‪ ،‬ك ً‬
‫ل يف و‬
‫ىىن‬
‫ٗبعُب‬
‫ضرةي‪ ،‬كالنػ ٍغيةي ن‬ ‫الع ٍ‬
‫صوت يي ىشك فيو كال يػيتىػيىػق ين ‪ ..‬كالنبأة‪ ،‬كالبىغمةي‪ ،‬كالط ٍغية‪ ،‬ك ى‬
‫كىو ه‬
‫يينىبء األنباء عن‬ ‫كاحد‪ ،‬كالنبوة‪ ،‬لوال ما جاء ُب ا‪٢‬بديث ى‪٥‬بيًمىز‪ ،‬كالنيب‬
‫حيث تيريد"(ُ)‪.‬‬
‫يأخ يذ ىؾ إذل ي‬ ‫اضح ي‬‫ا﵁‪ ،‬كالنيب‪ ،‬يقاؿ‪ :‬الطريق الو ي‬
‫كيرجع معُب الرسوؿ ُب اللغة إذل االسَبساؿ‪ ،‬كاللْب‪ ،‬قاؿ ا‪٣‬بلي ‪" :‬الر ٍس ي‪:‬‬
‫اسَبساؿ كلْب‪ ،‬كناقةه رسلةي القوائم أم‪ :‬سلًسةه لىيػنىةي الػم ً‬
‫فاص ‪ ...‬كالر ىس ي‪:‬‬ ‫ه‬ ‫الذم فيو‬
‫ى‬ ‫ى ى‬ ‫ىٍ‬
‫و‬ ‫ي ً‬
‫شيء‪ ،‬ك‪ٝ‬بعو إرساؿ‪ ،‬كالر ىس ي يي ىذكر كيؤنث‪،‬‬ ‫طيع من ك‬ ‫‪ٝ‬باعات ا ًإلب ‪ ،‬كالر ىس ي‪ :‬ال ىق ي‬
‫ك ‪ ...‬كالرس ‪ٝ :‬بع الرس ً‬ ‫ً‬
‫وؿ‪ ،‬كُب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫كالرس ي‪ :‬ا‪٥‬بىٍيئةي كالس يكوف‪ ،‬يقاؿ‪ :‬تى ىكل ٍم على ًر ٍسل ى‬
‫وؿ‪ ،‬كالرسائ ‪ٝ‬بع الرسالة"(ِ)‪.‬‬ ‫كىن ىر يس ه‬ ‫و‬
‫رسوؿ ي‬
‫لغة‪ :‬ىي ه‬
‫ص يكرـ ا﵁‪ ‬بو من يصطفيو من عباده ليطلعو‬ ‫أما النبوة فهي خربه خا ي‬
‫على شريعتو ٗبا فيها من األكامر كالنواىي‪ ،‬كالوعظ‪ ،‬كاإلرشاد‪ ،‬كالوعد‪ ،‬كالوعيد(ّ)‪.‬‬
‫كالرسالة ىي‪ :‬سفارة العبد بْب ا﵁‪ ‬كبْب ذكم األلباب من خلقو‬
‫ليصلح هبا مناحي حياهتم‪ ،‬كمصا‪٢‬بهم الدنيوية‪ ،‬كاألخركية(ْ)‪.‬‬
‫(ُ) العْب ٖ‪.ِّٖ/‬‬
‫(ِ) العْب ٕ‪.ُِْ-َِْ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬ا‪٤‬بنهاج ُب شعب اإلدياف ُ‪.ِّٗ/‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬شعب اإلدياف ُ‪.َُٓ/‬‬

‫ّْٕ‬
‫الشرع والفرق بينهما‬ ‫والرسول في َّ‬ ‫ثانيًا‪ :‬تعريف النَّبي َّ‬
‫اختلف العلماءي ُب تعريف ك ي منهما‪ ،‬قاؿ القاضي عياض ‪" :‬كاختلف‬
‫العلماء ى النيب كالرسوؿ ٗبعُب أك ٗبعنيْب فقي ‪ :‬مها سواءه‪ ،‬كأصلو من اإلنباء كىو‬
‫اإلعبلـ‪ ،‬كاستدلوا بقولو تعاذل‪ :‬ﮋﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮊ(ُ) فقد أثبت‬
‫رسوال‪ ،‬كال الرسوؿ إال نبيا‪.‬‬
‫معا اإلرساؿ قاؿ‪ :‬كال يكوف النيب إال ن‬ ‫‪٥‬بما ن‬
‫كقي ‪ :‬مها مفَبقاف من كجو ‪ ..‬إذ قد اجتمعا ُب النبوة الٍب ىي االطبلع على‬
‫الغيب‪ ،‬كاإلعبلـ ٖبواص النبوة أك الرفعة ‪٤‬بعرفة ذلك كحوز درجتها‪.‬‬
‫كافَبقا ُب زيادة الرسالة للرسوؿ‪ ،‬كىو األمر باإلنذار كاإلعبلـ كما قلنا‪،‬‬
‫احدا ‪٤‬با ىح يسن‬
‫كحجتهم من اآلية نفسها التفريق بْب اال‪٠‬بْب‪ ،‬كلو كانا شيئنا ك ن‬
‫تكرارمها ُب الكبلـ البليغ‪.‬‬
‫يب كليس ٗبرس و إذل أحد‪.‬‬ ‫قالوا كا‪٤‬بعُب‪ :‬كما أرسلنا من رسوؿ إذل أيمة‪ ،‬أك نى ي‬
‫كقد ذىب بعضهم إذل أف الرسوؿ قد جاء بشروع مبتدأ‪ ،‬كمن دل يأت بو نيبي‬
‫غّب رسوؿ‪ ،‬كإف أيمر باإلببلغ كاإلنذار‪.‬‬
‫نيب‪ ،‬كليس ك ن ويب‬ ‫رسوؿ ي‬ ‫و‬ ‫ا‪١‬بىماءي الٍغى ًفّبي أىف يك‬
‫كالصحيح كالذم عليو ٍ‬
‫رسوال"(ِ)‪.‬‬
‫ن‬
‫قاؿ الشوكاشل ‪" :‬كالنيب ُب لساف الشرع‪ :‬من بعث إليو بشرع‪ ،‬فإف أيمر بتبليغو‬
‫فرسوؿ‪ ،‬كقي ‪ :‬ىو ا‪٤‬ببعوث إذل ا‪٣‬بلق بالوحي لتبليغ ما أيكحاه‪ ،‬كالرسوؿ قد يكوف مرادفنا‬
‫لو‪ ،‬كقد خيتص ٗبن ىو صاحب كتاب‪ ،‬كقي ‪ :‬ىو ا‪٤‬ببعوث لتجديد شرع أك تقريره‪،‬‬
‫كالرسوؿ ىو‪ :‬ا‪٤‬ببعوث للتجديد فقط‪ ،‬كعلى األقواؿ‪ :‬النيب أعم من الرسوؿ"(ّ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة ا‪٢‬بج‪.ِٓ :‬‬
‫(ِ) الشفاء بتعريف حقوؽ ا‪٤‬بصطفى ُ‪.ْٖٗ-ْٖٖ/‬‬
‫(ّ) ني األكطار ُ‪.ُٗ/‬‬

‫ْْٕ‬
‫ويرى ابن عجيبة أف ىناؾ فرقنا بينهما حيث قاؿ عند تفسّبه لقوؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫ﮋﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬
‫(ُ)‬
‫سوؿ ييوحى إليو بشروع كييؤمر‬‫ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮊ ‪" :‬الر ي‬
‫مقتصر‬
‫ه‬ ‫ف بغ ًّبه‪ ،‬كالنيب‬
‫بالتبليغ‪ ،‬كالنيب ييوحى إليو كدل ييؤمر بالتبليغ‪ ،‬فالرسوؿ مكل ه‬
‫على نفسو"(ِ)‪.‬‬
‫ىذا التفريق فقاؿ‪" :‬كآية ا‪٢‬بج‬ ‫كقد رد الشيخ ‪٧‬بمد األمْب الشنقيطي‬
‫كحي‬ ‫ي‬ ‫ىذه تبْب أف ما اشتهر على أ ً‬
‫كحي إليو ه‬‫ى‬ ‫أ‬ ‫من‬ ‫ىو‬ ‫يب‬ ‫الن‬ ‫أف‬ ‫من‬ ‫العلم‬ ‫أى‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫لس‬
‫ً‬
‫كحي إليو كأيمىر بتبلي ًغ ما أيكحي إليو غّبي‬
‫كدل ييؤمر بتبليغو‪ ،‬كأف الرسوؿ ىو النيب الذم أي ى‬
‫صحيح؛ ألف قولو تعاذل‪ :‬ﮋﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮊ(ّ)‪ ،‬يدؿ على أف‬
‫يكبل منهما يم ٍر ىس ‪ ،‬كأهنما مع ذلك بينهما تغاير‪ ،‬كاستظهر بعضهم أف النيب الذم‬
‫ىو رسوؿ أينزؿ إليو كتا ه‬
‫ب كشرعه مستق ي مع ا‪٤‬بعجزة الٍب ثبتت هبا نبوتو‪ ،‬كأف النيب‬
‫كتاب كإمنا أيكحي إليو أف يدعو‬
‫ا‪٤‬برس الذم ىو غّب الرسوؿ‪ ،‬ىو من دل ينزؿ عليو ه‬
‫الناس إذل شريعة رسوؿ قبلو‪ ،‬كأنبياء بِب إسرائي الذين كانوا ييرسلوف كييؤمركف‬
‫ﮋﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬ ‫بالعم ٗبا ُب التوراة؛ كما بينو تعاذل بقولو‪:‬‬
‫ﮎﮏ ﮐﮑﮒ ﮓ ﮔﮕﮖ ﮗﮘﮊ(ْ)"‪.)ٓ( ،‬‬
‫الفرؽ بْب النيب كالرسوؿ فقاؿ‪" :‬فالنيب‬ ‫ككضح شيخ اإلسبلـ ابن تيمية‬
‫(ُ) سورة ا‪٢‬بج‪.ِٓ :‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪ ،ْْٓ/‬كينظر‪ :‬اللوائح القدسية ُب شرح الوظيفة الزركقية‪ ،‬صَُٕ‪.‬‬
‫(ّ) سورة ا‪٢‬بج‪.ِٓ :‬‬
‫(ْ) سورة ا‪٤‬بائدة‪.ْْ :‬‬
‫(ٓ) أضواء البياف ُب إيضاح القرآف بالقرآف ٓ‪.َِٗ/‬‬

‫ْٕٓ‬
‫ىو الذم ينبئو ا﵁‪ ،‬كىو ينبئ ٗبا أنبأ ا﵁ بو؛ فإف أيرس مع ذلك إذل من خالف أمر‬
‫ا﵁ ليبلغو رسالةن من ا﵁ إليو فهو رسوؿ‪ ،‬كأما إذا كاف إمنا يعم بالشريعة قبلو‪ ،‬كدل‬
‫نيب كليس برسوؿ؛ قاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﮈ‬ ‫و‬
‫ييرس ىو إذل أحد ييبلغو عن ا﵁ رسالة فهو ي‬
‫إرساال يعم‬
‫ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮊ كقولو‪ :‬ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮊ؛ فذكر ن‬
‫النوعْب‪ ،‬كقد خص أحدمها بأنو رسوؿ؛ فإف ىذا ىو الرسوؿ ا‪٤‬بطلق‪ ،‬الذم أمره‬
‫بتبليغ رسالتو إذل من خالف ا﵁ كنوح‪ ،‬كقد ثبت ُب الصحيح أنٌو أك يؿ و‬
‫رسوؿ بيعث‬
‫إذل أى األرض‪ ،‬كقد كاف قبلو أنبياء؛ كشيث‪ ،‬كإدريس ‪ ،‬كقبلهما آدـ‬
‫‪ :‬كاف بْب آدـ كنوح‪ ،‬عشرة قركف كلهم‬ ‫كاف نبيا يمكل نما‪ ،‬قاؿ ابن عباس‬
‫على اإلسبلـ(ُ)‪ ،‬فأكلئك األنبياء يأتيهم كحي من ا﵁ ٗبا يفعلونو كيأمركف بو ا‪٤‬بؤمنْب‬
‫الذين عندىم؛ لكوهنم مؤمنْب هبم‪ ،‬كما يكوف أى الشريعة الواحدة يقبلوف ما يبلغو‬
‫العلماء عن الرسوؿ‪ ،‬ككذلك أنبياء إسرائي يأمركف بشريعة التوراة‪ ،‬كقد ييوحى إذل‬
‫ص ُب قص وة معينة ‪ ...‬فاألنبياء ينبئهم ا﵁؛ فييخربىم بأمره‪ ،‬كهنيو‪،‬‬
‫كحي خا ي‬
‫أحدىم ه‬
‫كخربه‪ ،‬كىم يينبئوف ا‪٤‬بؤمنْب هبم ما أنبأىم ا﵁ بو من ا‪٣‬برب‪ ،‬كاألمر‪ ،‬كالنهي‪ ،‬فقولو‬
‫تعاذل‪ :‬ﮋﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮊ دلي ه على أف النيب مرس ‪ ،‬كال ييسمى‬
‫رسوال عند اإلطبلؽ؛ ألنو دل يرس إذل و‬
‫قوـ ٗبا ال يعرفونو‪ ،‬ب كاف يأمر ا‪٤‬بؤمنْب ٗبا‬ ‫ن‬
‫ي‬
‫ً‬
‫كالعادل‪ ،‬ك‪٥‬بذا قاؿ النيب ‪ :‬العلماء كرثة األنبياء (ِ)‪ ،‬كليس من‬ ‫حق؛‬
‫يعرفونو أنو ٌ‬
‫رجبل‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬فتح البارم ٔ‪ ،ِّٕ/‬أما ىذا العد فثابت ُب عدد القركف بْب آدـ كنوح من حديث أيب أمامة‪ :‬إف ن‬
‫أنيب كاف آدـ؟ قاؿ‪ :‬نعم قاؿ‪ :‬فكم كاف بينو كبْب نوح؟ قاؿ‪ :‬عشرة قركف ‪ ،‬أخرجو‬ ‫قاؿ‪ :‬يا رسوؿ ا﵁ ي‬
‫أيضا‪:‬‬
‫الطرباشل ُب األكسط ُ‪ ،ُِٖ/‬رقم َّْ‪ ،‬قاؿ ا‪٥‬بيثمي‪ :‬رجالو رجاؿ الصحيح ُ‪ ،ُٗٔ/‬كأخرجو ن‬
‫الطرباشل ُب الكبّب ٖ‪ ،ُُٖ/‬رقم ْٕٓٓ‪ ،‬كا‪٢‬باكم ُب مستدركو ِ‪ ،ِِٔ/‬كصححو‪ ،‬ككافقو الذىيب كابن حباف‬
‫ُب صحيحو رقم َُٗٔ‪ ،‬قاؿ ا‪٥‬بيثمي‪ :‬كرجالو ُب الصحيح غّب أ‪ٞ‬بد بن خليد ا‪٢‬بلىب كىو ثقة ٖ‪.َُِ/‬‬
‫(ِ) أخرجو أ‪ٞ‬بد ُب مسنده ٓ‪ ، ُٗٔ/‬كأبو داكد ُب سننو‪ ،‬كتاب العلم‪ ،‬باب ا‪٢‬بث على طلب العلم‪ ،‬رقم ُّْٔ‪،‬‬
‫=‬
‫ْٕٔ‬
‫شرط الرسوؿ أف يأٌب بشريعة جديدة؛ فإف يوسف كاف على ملة إبراىيم‪ ،‬كداكد‬
‫كسليماف كانا رسولْب‪ ،‬ككانا على شريعة التوراة‪ ،‬قاؿ تعاذل عن مؤمن آؿ فرعوف‪:‬‬
‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬
‫ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﮊ(ُ)‪ ،‬كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮋﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬
‫ﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩ ﭪﭫ ﭬﮊ(ِ)(ّ)‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬رأيو فيما يجب ويستحيل في َحق الرسل واألنبياء ‪-‬عليهم‬
‫السالم‪ -‬وبِ َم تحصل النبُ َّوة‬
‫َّ‬
‫بْب ابن عجيبة ما جيب كيستحي ُب حقهم عليهم السبلـ‪ ،‬فقاؿ‪" :‬كأما‬
‫ٕبقهم ‪-‬عليهم السبلـ‪ -‬فيجب عليو أف يىعتقد أنو جيب ‪٥‬بم الصدؽ‪ ،‬كاألمانة‪،‬‬
‫كالتبليغ‪ ،‬كعصمهم ا﵁‪ ‬من ا‪٤‬بعصية‪ ،‬كصربىم على الطاعة‪ ،‬كيستحي ُب‬
‫حقهم الكذب‪ ،‬كا‪٣‬بيانة‪ ،‬كالكتماف‪ ،‬كجيوز ٕبقهم األعراض البشرية‪ ،‬كا‪٤‬برض‬
‫نقص ُب مراتبهم العلية‪ ،‬ككاألك كالشرب‪ ،‬كالنوـ‪،‬‬ ‫ا‪٣‬بفيف الذم ال يؤدم إذل و‬
‫كالنكاح‪ ،‬كا‪٤‬بشي ُب األسواؽ‪ ،‬ككذلك جيب تصديقهم فيما أخربكا عنو من البعث‪،‬‬
‫كا‪٢‬بشر‪ ،‬كا‪٢‬بساب‪ ،‬كا‪٢‬بوض‪ ،‬كا‪٤‬بيزاف‪ ،‬كالصراط‪ ،‬كا‪١‬بنة‪ ،‬كالنار ‪.)ْ("...‬‬
‫=‬
‫كالَبمذم‪ ،‬كتاب العلم‪ ،‬باب فض الفقو على العبادة ٓ‪ ،ْٖ/‬رقم ُِٖٔ‪ ،‬كابن ماجو ُب سننو ُب ا‪٤‬بقدمة‪،‬‬
‫باب فض العلماء كا‪٢‬بث على طلب العلم‪ ،‬رقم ِِّ‪ ،‬قاؿ ا‪٢‬بافظ بن حجر‪ :‬كضعفو الدارقطِب ُب العل‬
‫ٔ‪ ،ُِٕ-ُِٔ/‬كىو مضطرب اإلسناد‪ ،‬قالو ا‪٤‬بنذرم‪٨ :‬بتصر سنن أيب داكد ٓ‪ ،ِْْ-ِّْ/‬كالتلخيص‬
‫ا‪٢‬ببّب ّ‪ ،ُْٔ/‬كا‪٢‬بديث ضعفو األلباشل‪ .‬ينظر‪ :‬ضعيف ا‪١‬بامع كزياداتو ُ‪ ٓٔٔ/‬رقم ّٖٖٗ‪.‬‬
‫(ُ) سورة غافر‪.ّْ :‬‬
‫(ِ) سورة النساء‪.ُّٔ :‬‬
‫(ّ) النبوات ِ‪.ُٕٖ/‬‬
‫(ْ) ‪٨‬بطوط رسائ ُب العقائد ؿ‪ ،ٔ/‬كينظر‪ :‬البحر ا‪٤‬بديد ْ‪.ٖٖٓ/‬‬

‫ْٕٕ‬
‫ورأي ابن عجيبة ُب حق الرس كاألنبياء ‪-‬عليهم السبلـ‪ -‬ىو الصواب‪ ،‬فقد‬
‫أنو كاف يقوؿ‪ :‬أنا النيب ال كذب أنا ابن عبد ا‪٤‬بطلب ‪ ،‬قاؿ‬ ‫ثبت عن النيب‬
‫‪ :‬أفررًب عن رسوؿ ا﵁ يوـ حنْب؟ قاؿ‪ :‬لكن رسوؿ‬ ‫رج للرباء بن عازب‬
‫ا﵁ دل يىفر‪ ،‬إف ىوازف كانوا ن‬
‫قوما يرىما نة كإنا لػما لقيناىم ‪ٞ‬بلنا عليهم فاهنزموا‪،‬‬
‫فأقب ا‪٤‬بسلموف على الغنائم كاستقبلونا بالسهاـ‪ ،‬فأما رسوؿ ا﵁ فلم يىفر فلقد‬
‫رأيتو كإنو لعلى بغلتو البيضاء كإف أبا سفياف آخ هذ بلجامها كالنيب يقوؿ‪ :‬أنا‬
‫النيب ال كذب أنا ابن عبد ا‪٤‬بطلب (ُ)‪.‬‬
‫كمعُب قولو ‪ :‬أنا النيب ال كذب ‪ :‬أم حقا‪ ،‬كيرجع مراده ُب ذلك إذل‬
‫كجوده ىناؾ حقا؛ ليعلمهم بنفسو فيثبتوا بثباتو‪ ،‬أك يكوف ثبتنا حقا‪ ،‬كمن صفات‬
‫األنبياء صلوات ا﵁ عليهم أ‪ٝ‬بعْب‪ :‬أهنم ال يفركف‪ ،‬أك أنو ال كذب ُب حديثو‪ ،‬كما‬
‫أخربىم من غلبتهم كظهورىم على عدكىم‪ ،‬كليذكرىم بنبوتو؛ لتقول بصائرىم بوفاء‬
‫عهده كظهور أمره"(ِ)‪.‬‬
‫كاألنبياء صلوات ا﵁ عليهم معصوموف فيما خيربكف بو عن ا﵁‪ ‬كُب‬
‫تبليغ رساالتو باتفاؽ األيمة(ّ)‪ ،‬ك‪٥‬بذا كاف الذم عليو سلف األيمة كأئمتها أف األنبياء‬
‫إمنا ىم معصوموف من اإلقرار على الذنوب‪.‬‬
‫كالقوؿ بأف األنبياء عيصموا عن الكبائر دكف الصغائر ىو قوؿ أكثر علماء‬
‫أيضا قوؿ أكثر‬‫اإلسبلـ ك‪ٝ‬بيع الطوائف ‪ ...‬حٌب إف ىذا قوؿ أكثر األشعرية كىو ن‬
‫أى التفسّب كا‪٢‬بديث كالفقو‪ ،‬ب دل ينق عن السلف كاألئمة كالصحابة كالتابعْب‬
‫(ُ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب ا‪١‬بهاد‪ ،‬باب من قاد دابة غّبه ُب ا‪٢‬برب‪ ،ٔٗ/ٔ ،‬رقم ِْٖٔ‪.‬‬
‫(ِ) إكماؿ ا‪٤‬بعلم بفوائد مسلم ٔ‪.ُِّ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪٦ :‬بموع الفتاكل َُ‪.ِٖٗ/‬‬

‫ْٖٕ‬
‫كتابعيهم إال ما يوافق ىذا القوؿ‪ ،‬أما الصغائر فعامة ما ينق عن ‪ٝ‬بهور العلماء أهنم‬
‫غّب معصومْب عن اإلقرار على الصغائر كال يقركف عليها كال يقولوف إهنا ال تقع‬
‫ٕباؿ(ُ)‪.‬‬
‫‪" :‬أ‪ٝ‬بع ا‪٤‬بسلموف على عصمة األنبياء من‬ ‫كقاؿ القاضي عياض‬
‫الفواحش كالكبائر كا‪٤‬بوبقات"(ِ)‪.‬‬
‫‪" :‬فإهنم متفقوف ‪-‬أم ا‪٤‬بسلمْب‪ -‬على أف األنبياء‬ ‫كقاؿ ابن تيمية‬
‫معصوموف فيما يبلغونو عن ا﵁ تعاذل‪ ،‬كىذا ىو مقصود الرسالة؛ فإف الرسوؿ ىو‬
‫الذم يبلغ عن ا﵁ أمره كهنيو كخربه‪ ،‬كىم معصوموف ُب تبليغ الرسالة باتفاؽ‬
‫ا‪٤‬بسلمْب‪ٕ ،‬بيث ال جيوز أف يستقر ُب ذلك شيءه من ا‪٣‬بطأ"(ّ)‪.‬‬
‫أصبل‪ ،‬كال‬
‫أيضا‪" :‬ىم متفقوف على أهنم ىال يػي ىقرك ىف على خطأ ُب الدين ن‬
‫كيقوؿ ن‬
‫على فسوؽ‪ ،‬كال كذب‪ ،‬ففي ا‪١‬بملة ك ما يقدح ُب نبوهتم كتبليغهم عن ا﵁‪‬‬
‫فهم متفقوف على تنزيههم عنو‪ ،‬كعامة ا‪١‬بمهور الذين جيوزكف عليهم الصغائر‬
‫يقولوف‪ :‬إهنم معصوموف من اإلقرار عليها‪ ،‬فبل يصدر عنهم ما يضرىم"(ْ)‪.‬‬
‫كهبذه النقوؿ عن أئمة السلف يتضح أف ابن عجيبة كافق الصواب ُب رأيو‬
‫عما جيوز كيستحي ُب حقهم‪.‬‬
‫كأما رأيو ُب كيفية إدراؾ النبوة ك‪ٙ‬بصيلها فّبل أف النبوة ال تدرؾ بالنسب‬
‫ﮋﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ‬ ‫كا‪٤‬باؿ‪ ،‬حيث قاؿ ُب تفسّبه لقوؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل ْ‪.ُّٗ/‬‬
‫(ِ) الشفاء بتعريف حقوؽ ا‪٤‬بصطفى ِ‪.ِّٕ/‬‬
‫(ّ) منهاج السنة النبوية ّ‪.ِّٕ/‬‬
‫(ْ) ا‪٤‬برجع نفسو ُ‪.ِْٕ/‬‬

‫ْٕٗ‬
‫ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ‬
‫ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﮊ(ُ)‪" ،‬فإف النبوة ليست ٗبجرد النسب كا‪٤‬باؿ‪ ،‬كإمنا ىي‬
‫بفضائ نفسانية ىخييص ا﵁ هبا من يشاء من عباده‪ ،‬ب ٗبحض الفض كالكرـ‪،‬‬
‫فيجتيب لرسالتو من علم أنو يصلح ‪٥‬با"(ِ)‪.‬‬
‫كىو هبذا الرأم يوافق معتقد الفبلسفة كالصوفية‪ ،‬كيخيالف ما عليو أى السنة‬
‫كا‪١‬بماعة‪.‬‬
‫‪" :‬كأما ا‪٤‬بتفلسفة القائلوف بقدـ العادل‬ ‫قاؿ شيخ اإلسبلـ ابن تيمية‬
‫كصدكره عن علة موجبة‪ ،‬مع إنكارىم أف ا﵁ ‪-‬تعاذل‪ -‬يفع بقدرتو كمشيئتو‪ ،‬كأنو‬
‫يفيض على اإلنساف ٕبسب استعداده‪ ،‬كىي‬ ‫ي‬ ‫فيض‬
‫يعلم ا‪١‬بزئيات‪ ،‬فالنبوة عندىم ه‬
‫مكتسبة عندىم‪.‬‬
‫كشك ُب نفسو‬ ‫كمن كاف متميػنزا ُب قوتو العلمية ٕبيث يستغِب عن التعليم‪ ،‬ي‬
‫خطاب يسمعو كما يسمع النائم‪ ،‬كشخص يخياطبو كما خياطب النائم‪- ،‬كُب‬
‫تأثّبا غريبنا‪ -‬كاف نبيا عندىم‪ ،‬كىم ال ييثبتوف‬
‫العملية‪ٕ -‬بيث يؤثر ُب العنصريات ن‬
‫مل نكا مفض نبل يأٌب بالوحي من ا﵁ تعاذل كال مبلئكة‪ ،‬ب كال جنا خيرؽ ا﵁ هبم‬
‫العادات لؤلنبياء إال قول النفس‪ ،‬كقوؿ ىؤالء كإف كاف شرا من أقواؿ يكفار اليهود‬
‫كالنصارل‪ ،‬كىو أبعد األقواؿ عما جاءت بو الرس ‪ ،‬فقد كقع فيو كثّبه من ا‪٤‬بتأخرين‬
‫قلي‪ ،‬كالكشف ا‪٣‬بيارل‬ ‫الذين دل ييشرؽ عليهم نور النبوة من ا‪٤‬بدعْب للنظر الع ٌ‬
‫الصوُب‪ ،‬كإف كاف غاية ىؤالء األقيسة الفاسدة‪ ،‬كالشك‪ ،‬كغاية ىؤالء ا‪٣‬بياالت‬
‫(ُ) سورة األنعاـ‪.ُِْ :‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.ُٕٔ/‬‬

‫َْٖ‬
‫الفاسدة كالشطح"(ُ)‪.‬‬
‫ﮋﭼ‬ ‫والقول الحق في ذلك أ َّن النبوة اصطفاء‪ ،‬كما قاؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅ ﮆﮇﮊ(ِ)‪.‬‬
‫"خيرب تعاذل أنو خيتار من ا‪٤‬ببلئكة ير يس نبل فيما يشاء من‬ ‫قاؿ ابن كثّب ‪ :‬ي‬
‫شرعو كقدره‪ ،‬كمن الناس إلببلغ رساالتو"(ّ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابن جرير الطربم ‪" :‬يقوؿ تعاذل ذكره‪ :‬ا﵁ خيتار من ا‪٤‬ببلئكة ير ىس نبل‬
‫كجربئي كميكائي اللذين كانا يرسلهما إذل أنبيائو‪ ،‬كمن شاء من عباده كمن الناس‪،‬‬
‫كأنبيائو الذين أرسلهم إذل عباده من بِب آدـ‪ ،‬كمعُب الكبلـ‪ :‬ا﵁ يصطفي من‬
‫أيضا ير يس نبل"(ْ)‪.‬‬
‫رسبل كمن الناس ن‬
‫ا‪٤‬ببلئكة ن‬
‫كيقوؿ الشيخ السعدم ‪" :‬أم خيتار كجيتيب من ا‪٤‬ببلئكة ير يس نبل كمن الناس‬
‫رسبل يكونوف أزكى ذلك النوع‪ ،‬كأ‪ٝ‬بعو لصفات اجملد‪ ،‬كأحقو باالصطفاء‪ ،‬فالرس ال‬ ‫ن‬
‫جاىبل‬
‫يكونوف إال صفوة ا‪٣‬بلق على اإلطبلؽ‪ ،‬كالذم اختارىم كاصطفاىم ليس ن‬
‫ٕبقائق األشياء‪ ،‬أك يعلم شيئنا دكف شيء‪ ،‬كإمنا ا‪٤‬بصطفي ‪٥‬بم السميع‪ ،‬البصّب‪ ،‬الذم‬
‫قد أحاط علمو ك‪٠‬بعو كبصره ٔبميع األشياء‪ ،‬فاختياره إياىم عن عل وم منو أهنم أى‬
‫لذلك‪ ،‬كأف الوحي يصلح فيهم كما قاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﯱ ﯲ ﯳ ﯴ‬
‫ﯵﮊ(ٓ)"‪.)ٔ(،‬‬

‫(ُ) النبوات ُ‪.َّ/‬‬


‫(ِ) سورة ا‪٢‬بج‪.ٕٓ :‬‬
‫(ّ) تفسّب القرآف العظيم ٓ‪.ْْٓ/‬‬
‫(ْ) جامع البياف ُب تأكي القرآف ُٖ‪.ٖٕٔ/‬‬
‫(ٓ) سورة األنعاـ‪.ُِْ :‬‬
‫(ٔ) تيسّب الكرصل الر‪ٞ‬بن ُب تفسّب كبلـ ا‪٤‬بناف ُ‪.ْٓٔ/‬‬

‫ُْٖ‬
‫كيقوؿ شيخ اإلسبلـ ابن تيمية ‪" :‬كا﵁ سبحانو قد أخرب أنو يصطفي من‬
‫ا‪٤‬ببلئكة ير يس نبل كمن الناس‪ ،‬كاالصطفاء‪ :‬افتعاؿ من التصفية‪ ،‬كما أف االختيار‪:‬‬
‫افتعاؿ من ا‪٣‬بّبة‪ ،‬فيختار من يكوف مصطفى ‪ ...‬كا﵁ سبحانو ا‪ٚ‬بذ ىر يس نوال فضلو‬
‫بصفات أيخرل دل تيكن موجودةن فيو من قب إرسالو‪ ،‬كما كاف ييظهر لك من رأل‬ ‫و‬
‫موسى كعيسى ك‪٧‬بم ندا من أحوا‪٥‬بم كصفاهتم بعد النبيػوة"(ُ)‪.‬‬
‫وذكر ما جاء في خصائصو‬ ‫محمممدد‬
‫رابعا‪ :‬اإليمان بالنَّبي َّ‬
‫ً‬
‫بعضا من األمور الٍب يتضمنها اإلدياف بنبينا ‪٧‬بمد‬
‫ذكر ابن عجيبة ن‬
‫كخصائصو كىي‪:‬‬
‫عامةٌ للثقلين‪.‬‬ ‫ُ‪َّ -‬‬
‫أن رسالتَو َّ‬
‫ﮋﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬ ‫قاؿ ُب تفسّبه لقوؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫‪ٝ‬بيعا‪،‬‬ ‫أم‪:‬‬ ‫ً‬
‫اس‬ ‫لن‬‫ناؾ إًال ىكافةن لً‬
‫ى‬ ‫ل‬
‫ٍ‬ ‫س‬‫ىر‬
‫أ‬ ‫ما‬‫ك‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬‫(ِ)‬
‫ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮊ‬
‫ن‬ ‫ى ٍى‬
‫إنسهم ً‬
‫كجنٌهم‪ ،‬ىعربيٌهم كعجميٌهم‪ ،‬أ‪ٞ‬برىم كأسودىم‪ ،‬كقدـ ا‪٢‬باؿ لبلىتماـ"(ّ)‪.‬‬
‫‪" :‬يقوؿ ‪-‬تعاذل ذكره‪ :-‬كما أرسلناؾ يا ‪٧‬بم يد إذل ىؤالء‬ ‫قاؿ الطربم‬
‫ا‪٤‬بشركْب با﵁ من قومك خاصة‪ ،‬كلكنا أرسلناؾ كافة للناس أ‪ٝ‬بعْب‪ ،‬العرب منهم‪،‬‬
‫ﮋﮬ ﮭ‬ ‫كنذيرا من كذبك‬
‫بشّبا من أطاعك‪ ،‬ن‬ ‫كالعجم‪ ،‬كاأل‪ٞ‬بر كاألسود‪ ،‬ن‬
‫ﮮ ﮯﮰﮊ أف ا﵁ أرسلك كذلك إذل ‪ٝ‬بيع البشر"(ْ)‪.‬‬
‫(ُ) النبوات ُ‪.َّ/‬‬
‫(ِ) سورة سبأ‪.ِٖ :‬‬
‫(ّ) البحر ا‪٤‬بديد ْ‪.ْٓٗ/‬‬
‫(ْ) جامع البياف َِ‪.َْٓ/‬‬

‫ِْٖ‬
‫كقاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﮢﮣﮤ ﮥﮦ ﮧﮨﮩﮊ(ُ)‪.‬‬
‫ﮋﮥ‬ ‫خطاب لؤل‪ٞ‬بر كاألسود‪ ،‬كالعريب كالعجمي‪،‬‬
‫ه‬ ‫‪" :‬كىذا‬ ‫قاؿ ابن كثّب‬
‫ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮊ أم‪ٝ :‬بيعكم‪ ،‬كىذا من شرفو كعظمتو أنو خاًبي النبيْب‪،‬‬
‫مبعوث إذل الناس كافة"(ِ)‪.‬‬
‫ه‬ ‫كأنو‬
‫قاؿ الطحاكم ‪" :‬فهو ا‪٤‬ببعوث إذل عامة ا‪١‬بن ككافة الورل‪ ،‬با‪٢‬بق كا‪٥‬بيىدل‬
‫كبالنور كالضياء"(ّ)‪.‬‬
‫ﮋﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ‬ ‫مبعوث للناس عامة‪ ،‬قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ه‬ ‫مدد‬
‫فنبينا ‪٧‬بمم ه‬
‫ﯚﯛﯜﮊ(ْ)‪.‬‬
‫‪" :‬كا‪٤‬براد بالعا‪٤‬بْب ىنا‪ ،‬اإلنس كا‪١‬بن؛ ألف النيب كاف‬ ‫قاؿ القرطيب‬
‫‪ٝ‬بيعا"(ٓ)‪.‬‬
‫رسوال إليهما ن‬
‫ن‬
‫مبعوث إذل الثقلْب باتفاؽ‬
‫ه‬ ‫كقاؿ شيخ اإلسبلـ ابن تيمية ‪" :‬ك‪٧‬بم هد‬
‫ا‪٤‬بسلمْب"(ٔ)‪.‬‬
‫بيعث إذل ا‪١‬بن‬ ‫كقاؿ ابن القيم ‪" :‬فأ‪ٝ‬بع ا‪٤‬بسلموف على أف ‪٧‬بم ندا‬
‫كاإلنس‪ ،‬كأنو جيب على ا‪١‬بن طاعتو‪ ،‬كما جيب على اإلنس"(ٕ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة األعراؼ‪.ُٖٓ :‬‬
‫(ِ) تفسّب القرآف العظيم ّ‪.ْٖٗ/‬‬
‫(ّ) العقيدة الطحاكية‪ ،‬صّٗ‪.‬‬
‫(ْ) سورة الفرقاف‪.ُ :‬‬
‫(ٓ) تفسّب القرطيب ُّ‪ ،ْ/‬كينظر‪ :‬شرح العقيدة الطحاكية‪ ،‬صُٔٔ‪ ،‬كلوامع األنوار ِ‪ ،ِٕٗ/‬كمعارج القبوؿ‬
‫ِ‪.ْٗٔ/‬‬
‫(ٔ) ‪٦‬بموع الفتاكل ُُ‪.َّّ/‬‬
‫(ٕ) طريق ا‪٥‬بجرتْب كباب السعادتْب ُ‪.ُٕٔ/‬‬

‫ّْٖ‬
‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ‬ ‫قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ‬
‫ﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂ‬
‫ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ‬
‫ﮙ ﮚﮊ(ُ)‪.‬‬
‫"ﮋﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ‬ ‫‪:‬‬ ‫الشنقيطي‬
‫قاؿ الشنقيط‬
‫ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮊ منطوؽ ىذه اآلية أف من أجاب داعي ا﵁ ‪٧‬بم ندا كآمن بو‪،‬‬
‫كٗبا جاء بو من ا‪٢‬بق غفر ا﵁ لو ذنوبو‪ ،‬كأجاره من العذاب األليم‪ ،‬كمفهومها‪ ،‬أعِب‬
‫مفهوـ ‪٨‬بالفتها ا‪٤‬بعركؼ بدلي ا‪٣‬بطاب‪ ،‬أف من دل جيب داعي ا﵁ من ا‪١‬بن‪ ،‬كدل‬
‫يؤمن بو دل يغفر لو‪ ،‬كدل جيره من عذاب أليم‪ ،‬ب يعذبو كيدخلو النار‪ ،‬كىذا ا‪٤‬بفهوـ‬
‫آيات أيخر‪ ،‬كقولو تعاذل‪ :‬ﮋﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬ ‫جاء مصرحا بو مبيػننا ُب و‬
‫ن‬
‫(ِ)‬
‫ﭫ ﭬ ﭭﮊ كقولو تعاذل‪ :‬ﮋ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬

‫ﭰﭱﮊ(ّ) ‪.)ْ(" ...‬‬


‫ﮋﮖ‬ ‫كهبذا يتبْب أف غّبه من األنبياء رسالتهم خاصة ألقوامهم‪ ،‬قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ‬
‫ﮩﮪﮊ(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة األحقاؼ‪.ِّ-ِٗ :‬‬
‫(ِ) سورة ىود‪.ُُٗ :‬‬
‫(ّ) سورة السجدة‪.ُّ :‬‬
‫(ْ) أضواء البياف ٖ‪.ِٓ/‬‬
‫(ٓ) سورة إبراىيم‪.ْ :‬‬

‫ْْٖ‬
‫قاؿ ابن كثّب ‪" :‬كقد كانت ىذه يسنة ا﵁ ُب خلقو‪ ،‬أنو ما بعث نبيا ُب‬
‫نيب بإببلغ رسالتو إذل أيمتو دكف غّبىم‪،‬‬ ‫و‬
‫أيمة إال أف يكوف بلغتهم‪ ،‬فاختص ك ي‬
‫كاختص ‪٧‬بمد بن عبد ا﵁ رسوؿ ا﵁ بعموـ الرسالة إذل سائر الناس"(ُ)‪.‬‬
‫كاألحاديث كثّبة تشهد ‪٥‬بذا ا‪٤‬بعُب‪ ،‬قاؿ ‪ :‬ككاف النيب يبعث إذل قومو‬
‫مة (ِ)‪.‬‬
‫خاصة كبيعثت إذل الناس عاممة‬
‫أيضا قولو ‪ :‬كالذم نفس ‪٧‬بم ود بيده‪ ،‬ال يسمع يب أح هد من ىذه األيمة‬ ‫ك ن‬
‫رسلت بو‪ ،‬إال كاف من أصحاب‬ ‫يهودم‪ ،‬كال نصراشل‪ٍ ،‬ب ديوت كدل يؤمن بالذم أي ي‬
‫النار (ّ)‪.‬‬
‫﵁ على ىكجهو إال‬ ‫حديث عن رسوؿ ا﵁‬ ‫ه‬ ‫قاؿ سعيد بن جبّب(ْ)‪" :‬ما بلغِب‬
‫كجدت مصداقىو ُب كتاب ا﵁ تعاذل‪ ،‬حٌب قاؿ ال يى ى‬
‫سم يع يب أح هد من ىذه األيمة‪،‬‬ ‫ي‬
‫فقلت‪:‬‬
‫كال يهودم كال نصراشلي‪ٍ ،‬ب ال يؤمن ٗبا أيرسلت بو إال دخ النارر قاؿ سعيد‪ ،‬ي‬
‫أين ىذا ُب كتاب ا﵁؟ حٌب أتيت على ىذه اآلية‪:‬‬
‫ﮋﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ‬
‫ﮨ ﮩ ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﮽‬

‫(ُ) تفسّب القرآف العظيم ْ‪.ْٕٕ/‬‬


‫مسجدا كطهورا ُ‪ ،ْٕ/‬رقم ّّٓ‪.‬‬
‫ن‬ ‫(ِ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب التيمم‪ ،‬باب جعلت رل األرض‬
‫ُ‪ ،ُّْ/‬رقم ُّٓ‪.‬‬ ‫(ّ) أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب اإلدياف‪ ،‬باب كجوب اإلدياف برسالة نبينا ‪٧‬بمد‬
‫(ْ) ىو‪ :‬أبو عبد ا﵁‪ ،‬كقي ‪ :‬أبو ‪٧‬بمد‪ ،‬سعيد بن جبّب بن ىشاـ األسدم بالوالء‪ ،‬موذل بِب كالبة بن ا‪٢‬بارث بطن‬
‫من بِب أسد بن خزدية؛ كوُبي‪ ،‬أحد أعبلـ التابعْب‪ ،‬أخذ العلم عن عبد ا﵁ بن العباس كعبد ا﵁ بن عمر‬
‫‪ ،‬قاؿ لو ابن عباس‪ :‬حدث‪ ،‬فقاؿ‪ :‬أيحدث كأنت ىاىنا؟ فقاؿ‪ :‬أليس من نعمة ا﵁ عليك أف ‪ٙ‬بدث‬
‫كأنا شاىد‪ ،‬فإف أصبت فذاؾ‪ ،‬كإف أخطأت علمتك‪ ،‬قتلو ا‪٢‬بجاج سنة ٓٗىػ‪ ،‬كلو من العمر ‪٫‬بو ‪ٟ‬بسْب سنة‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬كفيات األعياف ِ‪.ُّٕ/‬‬

‫ْٖٓ‬
‫﮾﮿ ﯀﯁﯂ﮊ(ُ) قاؿ‪ :‬من أى ا‪٤‬بل يكلها"(ِ)‪.‬‬
‫ِ‪ -‬أنَّو خاتم النَّبيين‪.‬‬
‫قاؿ ُب تفسّب قوؿ ا﵁ تعاذل‪ :‬ﮋﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬
‫ﯱﯲﯳﯴﯵ ﯶﯷﯸﮊ(ّ)‪:‬‬
‫ْب أم‪ :‬آخرىم الذم ختمهم‪ ،‬أك ختموا بو على قراءة‬ ‫خاًبى النبًي ى‬
‫ى‬ ‫ضاا‬
‫ض‬
‫أيض‬
‫"كاف ن‬
‫عاصم‪ ،‬بفتح التاء‪ٗ ،‬بعُب‪ :‬الطابع‪ ،‬كأنو طبع كختم على مقامات النبوة‪ ،‬كما خيتم على‬
‫عامبل على‬
‫الكتاب لئبل يلحقو شيءه‪ ،‬فبل نيب بعده‪ ،‬كعيسى ‪٩‬بن نػيبأ قبلو‪ ،‬كحْب ينزؿ ن‬
‫كمن قرأ بكسر التاء‪ ،‬فمعناه فاع ا‪٣‬بتم"(ْ)‪.‬‬
‫شريعتو ‪ ،‬كأنو بعض أيمتو‪ ،‬ى‬
‫قاؿ السفاريِب (ٓ)‪" :‬كمعناه أنو ال تبدأ نبوةه‪ ،‬كال تيشرع شريعةه بعد نيبوتو‬
‫كشريعتو"(ٔ)‪.‬‬
‫ص ُب أنو ال نيب بعده‪ ،‬كإذا كاف ال نيب بعده فبل‬ ‫كقاؿ ابن كثّب‪" :‬فهذه اآليةي ن ي‬
‫رسوؿ بعده بطريق األكذل كاألحرل؛ ألف مقاـ الرسالة أخص من مقاـ النبوة‪ ،‬فإف‬
‫نيب‪ ،‬كال ينعكس"(ٕ)‪.‬‬ ‫رسوؿ ي‬‫و‬ ‫ك‬

‫(ُ) سورة ىود‪.ُٕ :‬‬


‫(ِ) تفسّب الطربم ُٓ‪.ِٕٗ/‬‬
‫(ّ) سورة األحزاب‪.َْ :‬‬
‫(ْ) البحر ا‪٤‬بديد ْ‪.ّْٗ/‬‬
‫(ٓ) ىو‪٧ :‬بمد بن أ‪ٞ‬بد بن سادل السفاريِب‪ ،‬كلد بقرية سفارين من قرل نابلس ُب فلسطْب‪ ،‬عاـ ُُُْىػ‪ ،‬من‬
‫شيوخو‪ :‬عبد القادر التغليب‪ ،‬ك‪٧‬بمد حياة السندم‪ ،‬كمن تبلميذه‪٧ :‬بمد مرتضى الزبيدم‪ ،‬كمن مصنفاتو‪ :‬الدرة‬
‫ا‪٤‬برضية ُب عقيدة الفرقة ا‪٤‬برضية‪ ،‬ككشف اللثاـ ُب شرح عمدة األحكاـ‪ ،‬توُب سنة ُُٖٖىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سلك‬
‫الدرر ُب أعياف القرف الثاشل عشر ْ‪.ُّ/‬‬
‫(ٔ) لوامع األنوار ِ‪.ِٕٕ/‬‬
‫(ٕ) تفسّب القرآف العظيم ٔ‪.ِْٖ/‬‬

‫ْٖٔ‬
‫كقاؿ ابن جرير‪ ..." :‬كلكن رسوؿ ا﵁ كخاًب النبيْب‪ ،‬ختم النبوة فطبع عليها‬
‫فبل تيفتح و‬
‫ألحد بعده إذل قياـ الساعة"(ُ)‪.‬‬
‫أف النيب‬ ‫يب أف رسالتو خا‪ٛ‬بة الرساالت‪ ،‬فعن أيب ىريرة‬ ‫كلقد بْب النيب‬
‫قاؿ‪ :‬مثلي كمث األنبياء قبلي كمث رج و بُب بيتنا فأحسنو كأ‪ٝ‬بلو إال موضع‬
‫لبنة من زاكية‪ ،‬فجع الناس يطوفوف كيعجبوف كيقولوف‪ :‬ىبل يكضعت ىذه اللبنة؟‬
‫قاؿ‪ :‬فأنا اللبنة‪ ،‬كأنا خاًب النبيْب (ِ)‪.‬‬
‫يقوؿ ابن حجر ‪" :‬كُب ا‪٢‬بديث ضرب األمثاؿ للتقريب لؤلفهاـ‪ ،‬كفض‬
‫النيب على سائر النبيْب‪ ،‬كأف ا﵁ ختم بو ا‪٤‬برسلْب‪ ،‬كأكم بو الشرائع"(ّ)‪.‬‬
‫إسبلـ إال‬
‫ه‬ ‫متعْب ال يتم إديا هف إال بو‪ ،‬كال يصح‬
‫اجب ه‬ ‫فاإلدياف بالنيب "ك ه‬
‫أف رسوؿ ا﵁ قاؿ‪ :‬كالذم نفس ‪٧‬بمد بيده ال‬ ‫معو"(ْ)‪ ،‬فعن أيب ىريرة‬
‫م كال نصراشل‪ٍ ،‬ب ديوت كدل يؤمن بالذم أيرسلت‬‫يسمع يب أح هد من ىذه األيمة يهود ي‬
‫بو إال كاف من أصحاب النار (ٓ)‪.‬‬
‫عامةن كشاملةن ‪١‬بميع الناس‪ ،‬كنسخ ا‪٤‬بل كلٌها‪.‬‬ ‫ك‪٥‬بذا كانت رسالة النيب‬
‫قاؿ ابن القيم ‪" :‬كعموـ رسالتو بالنسبة إذل ك ما حيتاج إليو العباد‬
‫ُب معارفهم كعلومهم كأعما‪٥‬بم‪ ،‬كأنو دل حيوج أيمتو إذل و‬
‫أحد بعده‪ ،‬كإمنا حاجتهم إذل‬
‫(ُ) جامع البياف ُب تأكي القرآف ُٗ‪.ِٖ/‬‬
‫(ِ) أخرجو البخارم‪ ،‬كاللفظ لو‪ ،‬كتاب ا‪٤‬بناقب‪ ،‬باب خاًب النبيْب ٔ‪ ،ٖٓٓ/‬رقم ّّْٓ‪.‬‬
‫(ّ) فتح البارم ٔ‪.ٓٓٗ/‬‬
‫(ْ) الشفا ٕبقوؽ ا‪٤‬بصطفى ِ‪.ْ/‬‬
‫إذل ‪ٝ‬بيع الناس كنسخ ا‪٤‬بل كلها‬ ‫(ٓ) أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب اإلدياف‪ ،‬باب كجوب اإلدياف برسالة نبينا ‪٧‬بمد‬
‫ِ‪ ،ُٖٔ/‬رقم ُُٔ‪.‬‬

‫ْٕٖ‬
‫من يبلغهم عنو ما جاء بو‪ ،‬فلرسالتو عموماف ‪٧‬بفوظاف ال يتطرؽ إليهما ‪ٚ‬بصيص‪،‬‬
‫عموـ بالنسبة إذل ا‪٤‬برس إليهم‪ ،‬كعموـ بالنسبة إذل ك ما يحيتاج إليو من بعث إليو‬
‫ُب أصوؿ الدين كفركعو؛ فرسالتو كافية شافية عامة‪ ،‬ال ‪ٙ‬بوج إذل سواىا‪ ،‬كال يتم‬
‫اإلدياف بو إال بإثبات عموـ رسالتو ُب ىذا كىذا‪ ،‬فبل خيرج أحد من ا‪٤‬بكلفْب عن‬
‫رسالتو‪ ،‬كال خيرج نوع من أنواع ا‪٢‬بق الذم ‪ٙ‬بتاج إليو األمة ُب علومها كأعما‪٥‬با عما‬
‫جاء بو"(ُ)‪.‬‬
‫ّ‪ -‬أنَّو سيد ولد آدم‪.‬‬
‫قاؿ‪" :‬فإنو يخص بالدعوة العامة‪ ،‬كا‪٢‬بي ىج ًج ا‪٤‬بتكاثرة‪ ،‬كا‪٤‬بعجزات ا‪٤‬بستمرة‪،‬‬
‫كاآليات ا‪٤‬بتعاقبة بتعاقب الدىر‪ ،‬كالفضائ العلمية كالعملية الفائتة للحصر‪ ،‬كلقد‬
‫صرح النيب بفضلو على ‪ٝ‬بيع األنبياء بقولو‪ :‬أنا سي يد كلد آدـ كال فخر (ِ)"(ّ)‪.‬‬
‫بأنو ساد ال يك ‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬أنا سيد كلد‬ ‫كقد فض ا﵁ تعاذل نبينا ‪٧‬بم ندا‬
‫عر‬
‫آدـ كال فخر ‪ ،‬كالسيد من اتصف بالصفات العلية كاألخبلؽ السنية‪ ،‬كىذا يم ٍش ه‬
‫بأنو أفض منهم ُب الدارين‪ ،‬أما ُب الدنيا فلما اتصف بو من األخبلؽ ا‪٤‬بذكورة‪،‬‬
‫ب على األكصاؼ كاألخبلؽ‪ ،‬فإذا فضلهم ُب‬ ‫كأما ُب اآلخرة فؤلف جزاء اآلخرة مرت ه‬
‫الدنيا ُب ا‪٤‬بناقب كالصفات‪ ،‬فضلهم ُب اآلخرة ُب ا‪٤‬براتب كالدرجات‪.‬‬

‫(ُ) إعبلـ ا‪٤‬بوقعْب عن رب العا‪٤‬بْب ْ‪.ِٖٓ/‬‬


‫(ِ) أخرجو الَبمذم‪ ،‬كتاب ا‪٤‬بناقب‪ ،‬باب فض النيب ٓ‪ ،ْٖٓ/‬رقم ُّٓٔ‪ ،‬كابن ماجو‪ ،‬كتاب الزىد‪ ،‬باب ذكر‬
‫حديث صحي هح هبذا اللفظ‪ ،‬ينظر‪ :‬السلسلة الصحيحة لؤللباشل‪ ،‬رقم‬
‫ه‬ ‫الشفاعة ِ‪ ،َُْْ/‬رقم َّْٖ‪ ،‬كىو‬
‫ُُٕٓ‪ ،‬كصحيح ا‪١‬بامع الصغّب ُ‪ ،َّٗ/‬رقم ُْٖٔ‪ ،‬كأخرجو مسلم من غّب زيادة كال فخر‪ ،‬كتاب الفضائ ‪،‬‬
‫باب تفضي نبينا على ‪ٝ‬بيع ا‪٣‬ببلئق‪ ،‬ينظر‪ :‬صحيح مسلم بشرح النوكم ُٓ‪ ،ّْٖ/‬رقم ِِٖٕ‪.‬‬
‫(ّ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ِِٖ/‬‬

‫ْٖٖ‬
‫كإمنا قاؿ ‪ :‬أنا سيد كلد آدـ كال فخر لييعرؼ أيمتو منزلتو من ربو‪،‬‬
‫أف يقطع‬ ‫افتخارا ُب الغالب‪ ،‬أراد‬
‫ن‬ ‫ك‪٤‬با كاف من ذكر مناقب نفسو إمنا يذكرىا‬
‫افتخارا‪ ،‬فقاؿ‪ :‬كال فخر (ُ)‪.‬‬
‫ن‬ ‫ىكىم من يتوىم من ا‪١‬بهلة أنو ذكر ذلك‬
‫طهورا لو‪،‬‬‫ً‬ ‫ْ‪ -‬النَّصر بالرعب‪ ،‬وحل الغنائم‪ ،‬وجعل األرض مسج ًدا‬
‫والشفاعة‪ ،‬وجوامع الكلِم‪.‬‬
‫رل‬‫ت ً‬ ‫ل‬ ‫قاؿ ‪ :‬أيعطيت ‪ٟ‬بسا ىدل يػعطىهن أح هد من األىنٍبًي ًاء قىػبلًي‪ :‬أ ً‬
‫يح‬
‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫ى ٍ‬ ‫ي ن ٍ يٍ ي ى‬
‫ً‬ ‫كجعًلى ٍ ً‬ ‫صرت بالر ٍع ً ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫كطه نورا‪،‬‬
‫ض ىم ٍسج ندا ي‬ ‫رل األ ٍىر ي‬ ‫ت ى‬ ‫ب مس ىّبىة ىش ٍه ور‪ ،‬ي‬ ‫الغىنىائ يم‪ ،‬كني ٍ ي‬
‫صصت ًٔبى ىوام ًع الكلًم (ِ)(ّ)‪.‬‬ ‫كخ‬ ‫ً‬
‫ي‬ ‫اعةى‪ ،‬ي‬
‫يت الش ىف ى‬
‫كأ ٍيعط ي‬
‫"كظاىر ا‪٢‬بديث يقتضي أف ك كاحدةو من ا‪٣‬بمس‬ ‫ي‬ ‫‪:‬‬ ‫قاؿ ابن حجر‬
‫ألحد قبلو‪ ،‬كىو كذلك"(ْ)‪.‬‬ ‫ا‪٤‬بذكورات دل تكن و‬
‫ككبلمو صلوات ريب كسبلمو عليو حيم معاشل جامعة مانعو‪ ،‬فألفاظو موجزة‬
‫مع تناك‪٥‬با للمعاشل الكثّبة جدا ٖبوا‪ٛ‬بها أم‪ :‬كاف خيتم على ا‪٤‬بعاشل الكثّبة الٍب‬
‫تضمنها اللفظ اليسّب فبل خيرج منها شيءه عن طالبو كمستنبطو لعذكبة لفظو‬
‫كجزالتو(ٓ)‪ ،‬كالشواىد على ذلك كثّبة فمنها قولو ‪ :‬من كاف يؤمن با﵁ كاليوـ‬
‫خّبا أك ليصمت (ٔ)‪.‬‬
‫اآلخر فليق ن‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬منية السوؿ ُب تفضي الرسوؿ ‪ ،‬صُٖ‪.‬‬
‫كطهورا‪ ،َّٕ/ُ ،‬رقم ُِٓ‪،‬‬
‫ن‬ ‫مسجدا‬
‫ن‬ ‫(ِ) أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب ا‪٤‬بساجد كمواضع الصبلة‪ ،‬باب جعلت رل األرض‬
‫كينظر‪ :‬صحيح مسلم بشرح النوكم ٓ‪.ُٕٖ/‬‬
‫(ّ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.ّْٗ/‬‬
‫(ْ) فتح البارم ُ‪.ّْٔ/‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬الديباج على صحيح مسلم ٓ‪.ٕٓ/‬‬
‫(ٔ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب الرقاؽ‪ ،‬باب حفظ اللساف‪ َِٓ/ُٓ ،‬رقم ْٕٓٔ‪.‬‬

‫ْٖٗ‬
‫م؛ ًألى ٍف يَبؾ اإلنساف ما ال يعنيو‪ ،‬كأف يشتغ بنفسو‬‫كىذا توجيوه نبو ي‬
‫كإصبلحها كهتذيبها‪ ،‬كلكن ال يعِب ىذا ترؾ األمر با‪٤‬بعركؼ كالنهي عن ا‪٤‬بنكر‪،‬‬
‫فاألمر با‪٤‬بعركؼ كالنهي عن ا‪٤‬بنكر كفق ضوابط الشرع دكف أف يَبتب عليو مفسدة‬
‫ﮋﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ‬ ‫امتثاال لقوؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫أكرب فهذا ‪٩‬با يعِب اإلنساف ن‬
‫ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮊ(ُ)‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬أنُزل عليو القرآن(ِ)‪.‬‬
‫فقاؿ‪" :‬فمن ذلك أنو بيعث إذل ا‪٣‬بلق‬ ‫عد ابن القيم خصائص كثّبة للنيب‬
‫كتاب‬
‫كختم بو ديواف األنبياء‪ ،‬كنزؿ عليو القرآف الذم دل ينزؿ من السماء ه‬ ‫عامة‪ ،‬ي‬
‫يشبهو‪ ،‬كال يقاربو‪ ،‬كأنزؿ على قلبو ‪٧‬بفوظنا متلوا‪ ،‬كضمن لو حفظو إذل أف يأٌب ا﵁‬
‫بأمره‪ ،‬كأيكٌب جوامع الكلم‪ ،‬كنيصر بالرعب ُب قلوب أعدائو كبينهما مسّبة شهر‪،‬‬
‫كجعلت لو‬‫كجعلت صفوؼ أيمتو ُب الصبلة على مثاؿ صفوؼ ا‪٤‬ببلئكة ُب السماء‪ ،‬ي‬ ‫ي‬
‫كطهورا‪ ،‬كأيسرم بو إذل أف جاكز السماكات السبع كرأل ما دل‬
‫ن‬ ‫مسجدا‬
‫ن‬ ‫كألمتو األرض‬
‫كجع سيد كلد آدـ‪ ،‬كانتشرت دعوتو ُب‬ ‫كرفع على سائر النبيْب‪ ،‬ي‬ ‫بشر قبلو‪ ،‬ي‬
‫يره ه‬
‫مشارؽ األرض كمغارهبا‪ ،‬كاتبعو على دينو أتباع أكثر من أتباع سائر النبيْب من عهد‬
‫نوح إذل ا‪٤‬بسيح‪ ،‬فأيمتو ثلثا أى ا‪١‬بنة‪ ،‬كخصو بالوسيلة‪ ،‬كىي أعلى درجة ُب ا‪١‬بنة‪،‬‬‫و‬
‫كبا‪٤‬بقاـ ا﵀مود الذم يغبطو بو األكلوف كاآلخركف‪ ،‬كبالشفاعة العيظمى الٍب يتأخر‬
‫عنها آدـ كنوح كإبراىيم كموسى كعيسى‪ ،‬كأعز ا﵁ بو ا‪٢‬بق كأىلو عزا دل يعزه و‬
‫بأحد‬
‫و‬
‫بأحد قبلو‪ ،‬كآتاه من العلم كالشجاعة‬ ‫من قبلو‪ ،‬كأذؿ بو الباط كحزبو ذال دل حيص‬
‫(ُ) سورة آؿ عمراف‪.َُْ :‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬البحر ا‪٤‬بديد ْ‪.ٕٓ/‬‬

‫َْٗ‬
‫كالسماحة كالصرب كالزىد ُب الدنيا كالرغبة ُب اآلخرة كالعبادات القلبية كا‪٤‬بعارؼ‬
‫كجعلت ا‪٢‬بسنة منو كمن أيمتو بعشر حسنات مثلها إذل‬ ‫اإل‪٥‬بية مادل يؤتو نيبي قبلو‪ ،‬ي‬
‫سبعمائة ضعف إذل أضعاؼ كثّبة‪ ،‬ك٘باكز لو عن أيمتو ا‪٣‬بطأ كالنسياف‪ ،‬كما‬
‫استكرىوا عليو‪ ،‬كصلى ا﵁ عليو ىو ك‪ٝ‬بيع مبلئكتو‪ ،‬كأمر عباده ا‪٤‬بؤمنْب كلهم أف‬
‫تسليما‪ ،‬كقرف ا‪٠‬بو با‪٠‬بو فإذا ذكر ا﵁ ذكر معو‪ ،‬كما ُب ا‪٣‬بطبة‬
‫يصلوا عليو كيسلموا ن‬
‫كالتشهد كاألذاف‪ ،‬فبل يصح و‬
‫ألحد أذا هف كال يخطبةه كال صبلةه حٌب يشهد أنو عبده‬
‫أمرا يطاع‪ ،‬ال ‪٩‬بن قبلو كال ‪٩‬بن ىو كائن بعده إذل أف تيطول‬
‫كرسولو‪ ،‬كدل جيع معو ن‬
‫الدنيا كمن عليها‪ ،‬كأغلق أبواب ا‪١‬بنة إال عمن سلك خلفو‪ ،‬كاقتدل بو‪ ،‬كجع لواء‬
‫ا‪٢‬بمد بيده‪ ،‬فآدـ ك‪ٝ‬بيع األنبياء ‪ٙ‬بت لوائو يوـ القيامة‪ ،‬كجعلو أكؿ من تنشق عنو‬
‫األرض‪ ،‬كأكؿ شافع كأكؿ مشفع‪ ،‬كأكؿ من يقرع باب ا‪١‬بنة‪ ،‬كأكؿ من يدخلها‪ ،‬فبل‬
‫يدخلها أح هد من األكلْب كاآلخرين إال بشفاعتو ‪ ،‬كأعطي من اليقْب كاإلدياف‬
‫كالصرب كالثبات كالقوة ُب أمر ا﵁ تعاذل‪ ،‬كالعزدية على تنفيذ أكامره‪ ،‬كالرضا عنو‪،‬‬
‫ظاىرا كباطننا‪ ،‬سرا كعبلنية‪ُ ،‬ب نفسو كُب‬
‫كالشكر لو‪ ،‬كالتنوع ُب مرضاتو‪ ،‬كطاعتو ن‬
‫ا‪٣‬بلق‪ ،‬ما دل يعطو نيب غّبه‪ ،‬كمن عرؼ أحواؿ العادل‪ ،‬كسّب األنبياء كأ‪٩‬بهم‪ ،‬تبْب لو‬
‫عْب‬
‫أف األمر فوؽ ذلك‪ ،‬فإذا كاف يوـ القيامة ظهر للخبلئق كلهم من ذلك ما ال ه‬
‫أبدا"(ُ)‪.‬‬
‫رأت كال أذ هف ‪٠‬بعت‪ ،‬كال خطر على قلب بشر أنو يكوف ن‬
‫ٔ‪ -‬اإلسراء والمعراج‪.‬‬
‫‪٨‬بصوص بو كقي مرة أك مرتْب‪ ،‬كأما اإلسراء‬‫ه‬ ‫قاؿ‪" :‬إف اإلسراء با‪١‬بى ىسد‬
‫بالركح فيقع لؤلكلياء على قدر تصفية الركح ‪.)ِ("...‬‬
‫(ُ) ىداية ا‪٢‬بيارل ُب أجوبة اليهود كالنصارل ِ‪.ّٔٔ/‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ُُٖ-َُٖ/‬‬

‫ُْٗ‬
‫كما ذكره ابن عجيبة ُب ما يتضمنو اإلدياف بالنيب ‪٧‬بمد من خصائصو‬
‫افق ‪٤‬با عليو أى السنة كا‪١‬بماعة‪ ،‬كلكنو ‪-‬عفا ا﵁ عنو‪ -‬دل يوفق للصواب ُب‬ ‫مو ه‬
‫مسألة اإلسراء كا‪٤‬بعراج‪ ،‬كخالف ما عليو أى السنة كا‪١‬بماعة كفق منهج السلف‬
‫مناما‪ ،‬كما‬
‫أيسرم بركحو كجسده مرة كاحدةن يقظةن ال ن‬ ‫الصاحل كىو أف نبينا ‪٧‬بمد‬
‫ذىب إليو ُب مسألة اإلسراء بركح الورل كافق فيو الصوفيو ُب غلوىم ُب األكلياء‬
‫كرفعهم فوؽ منزلة النبيْب كا‪٤‬برسلْب‪ ،‬كال يشك عاق ه ُب خطأىم كعدـ صواهبم‪،‬‬
‫لكوهنم خالفوا ما دلت عليو النصوص ُب مسألة اإلسراء كا‪٤‬بعراج‪ ،‬كأهنا خاصةه بالنيب‬
‫‪٧‬بمد ‪ ،‬كىي من ا‪٤‬بعجزات العظيمة الدالة على صدقو كأنو مرس من ا﵁ تعاذل‪.‬‬
‫قاؿ ا‪٢‬بافظ عبد الغِب ا‪٤‬بقدسي (ُ)‪" :‬كأ‪ٝ‬بع القائلوف باألخبار كا‪٤‬بؤمنوف‬
‫باآلثار أف رسوؿ ا﵁ أيسرم بو إذل فوؽ سبع ‪٠‬باكات ٍب إذل سدرة ا‪٤‬بنتهى‪ ،‬أيسرم‬
‫ليبل من ا‪٤‬بسجد ا‪٢‬براـ إذل ا‪٤‬بسجد األقصى مسجد بيت ا‪٤‬بقدس‪ٍ ،‬ب عي ًرج بو إذل‬ ‫بو ن‬
‫‪ٝ‬بيعا‪ٍ ،‬ب عاد من ليلتو إذل مكة قب الصبح"(ِ)‪.‬‬
‫السماء ٔبسده كركحو ن‬
‫كقاؿ ابن القيم ‪ٍ" :‬ب أيسرم بركحو كجسده إذل ا‪٤‬بسجد األقصى‪ٍ ،‬ب عيرج‬
‫بو إذل فوؽ السماكات ٔبسده كركحو إذل ا﵁‪ ،‬فخاطبو كفرض عليو الصلوات‪،‬‬
‫ككاف ذلك مرةن كاحدة‪ ،‬ىذا أصح األقواؿ"(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) ىو‪ :‬أبو ‪٧‬بمد‪ ،‬تقي الدين عبد الغِب بن عبد الواحد بن علي بن سركر بن رافع بن حسْب بن جعفر ا‪٤‬بقدسي‬
‫ا‪١‬بماعيلي الدمشقي الصا‪٢‬بي‪ ،‬كلد ٔبماعي من أرض نابلس‪ ،‬سنة ْْٓىػ‪ ،‬حدث عنو ابن خالتو الشيخ‬
‫موفق الدين ابن قدامة‪ ،‬كأكالده ا‪٢‬بافظ عز الدين ‪٧‬بمد‪ ،‬كا‪٢‬بافظ أبو موسى عبد ا﵁‪ ،‬كالفقيو أبو سليماف‪،‬‬
‫كا‪٢‬بافظ الضياء ا‪٤‬بقدسي‪ ،‬ككانت كفاتو سنة ََٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعبلـ النببلء ُِ‪.ْٖٔ-ْٕٔ/‬‬
‫(ِ) عقيدة ا‪٢‬بافظ عبد الغِب ا‪٤‬بقدسي مع شرحها تذكرة ا‪٤‬بؤتسي‪ ،‬صِٖٓ‪.‬‬
‫(ّ) زاد ا‪٤‬بعاد ُب ىدم خّب العباد ُ‪.ٗٗ/‬‬

‫ِْٗ‬
‫ادلجحث انثبَي‪:‬‬
‫(ُ)‬
‫انفرق ثني انُجي ٔانٕيل‬

‫أول‪ :‬تعريف الولي في اللغة والصطالح‬


‫ً‬
‫الورل‪ :‬االسم منو‪ ،‬كمعناه‪:‬‬
‫ا‪٤‬بطر بعد ا‪٤‬بطر‪ ،‬ك ى‬
‫رل ٗبعُب‪ :‬ال يق ٍرب‪ ،‬كالدنيو‪ ،‬ك ي‬
‫الوٍ ي‬
‫ى‬
‫الػ يم ًحب‪ ،‬كالنصّب‪ ،‬كالصاحب‪ ،‬كالرب‪ ،‬كالناصر‪. ...‬‬
‫(ِ)‬

‫بقولو‪" :‬كقد قي إف الورل‬ ‫كأما تعريفو االصطبلحي فقد عرفو ابن تيمية‬
‫ي‪٠‬بي كليا من مواالتو للطاعات أم متابعتو ‪٥‬با‪ ،‬كيقاب الورل العدك على أساس من‬
‫القرب كالبعد"(ّ)‪.‬‬
‫العارؼ الصوُب الذم ارتفع عنو‬
‫ي‬ ‫أما ابن عجيبة فيعرؼ الورل بقولو‪" :‬ىو‬
‫ا‪٢‬بجاب حٌب دخ مقاـ الشهود كالعياف كفتحت لو ميادين الغيوب فلم حيجبو عن‬
‫ا﵁ شيء"(ْ)‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬رأي ابن عجيبة في الولي والنَّبي‬
‫الورل"(ٓ)‪.‬‬ ‫ُ‪ -‬الولي مسا ٍو للنَّبي‪ ،‬يقوؿ‪" :‬ما قي ى ُب النيب يػي ىق ي‬
‫اؿ ُب ى‬
‫ا‪٤‬براتب‪ ،‬يقوؿ‪" :‬أكلياء ىذه األيمة أم‪:‬‬ ‫يرث النيب كيزا‪ٞ‬بو ُب يج‬
‫ِ‪ -‬الورل ي‬
‫ا‪٤‬براتب"(ٔ)‪.‬‬ ‫العارفوف با﵁ يزا‪ٞ‬بوف األنبياء كالرس ُب يج‬
‫(ُ) تقدـ تعريف النيب‪ ،‬صّْٕ‪.ْٕٕ-‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬ا‪٤‬بعجم الوسيط ِ‪.َُٖٓ/‬‬
‫(ّ) الفرقاف بْب أكلياء الر‪ٞ‬بن كأكلياء الشيطاف‪ ،‬صُٔ‪.‬‬
‫(ْ) الفهرسة‪ ،‬صُْ‪.‬‬
‫(ٓ) الفتوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صِْٔ‪.‬‬
‫(ٔ) منازؿ السائرين كالواصلْب‪ ،‬صِْٓ‪.‬‬

‫ّْٗ‬
‫ّ‪ُ -‬حرمة األولياء كحرمة األنبياء‪ ،‬يقوؿ‪" :‬فحرمة األكلياء كحرمة األنبياء‪،‬‬
‫فمن فرؽ بينهم يحرـ بركة ‪ٝ‬بيعهم"(ُ)‪.‬‬
‫معصوم‪ ،‬يقوؿ‪" :‬كأما األكصاؼ الٍب ىي مذمومة ‪ ...‬فهذه ال بد‬
‫ٌ‬ ‫ْ‪ -‬الولي‬
‫من التطهّب منها ُب خصوصية النبوة كالوالية ‪ ...‬أما ُب حق النيب فتطهّبه منها‬
‫معصوـ من ‪ٝ‬بيع النقائص‪ ،‬كأما ُب حق الورل فليس بو و‬
‫اجب لكنو‬ ‫ه‬ ‫كاجب؛ ألنو‬
‫‪٧‬بفوظ"(ِ)‪.‬‬
‫أيضا عند كصفو لل يقطب‪" :‬أف ديد ٗبدد العصمة‪ ،‬كىي ا‪٢‬بفظ اإل‪٥‬بي‬ ‫كيقوؿ ن‬
‫كالعصمة الربانية‪ ،‬كما كاف موركثو غّب أهنا ُب األنبياء كاجبة‪ ،‬كُب األكلياء جائزة‪،‬‬
‫عهدا"(ّ)‪.‬‬
‫كيقاؿ ‪٥‬با ا‪٢‬بفظ‪ ،‬فبل يتجاكز حدا كال ينقض ن‬
‫كالصوفية يطلقوف ا‪٢‬بفظ على العصمة‪ ،‬كبعضهم ييصرح بأف العصمة لؤلنبياء‪،‬‬
‫كا‪٢‬بفظ لؤلكلياء‪ ،‬قاؿ ابن تيمية ‪" :‬طائفة من النساؾ كالعيباد يزعموف ُب بعض‬
‫ا‪٤‬بشايخ أك فيمن يقولوف‪(" :‬إنو كرل ا﵁) أنو ال يذنب‪ ،‬كرٗبا عينوا بعض ا‪٤‬بشايخ كزعموا‬
‫معصوـ كالورل ‪٧‬بفوظ ‪.)ْ("...‬‬
‫ه‬ ‫أنو دل يكن ألحدىم ذنب‪ ،‬كرٗبا قاؿ بعضهم‪ :‬النيب‬
‫ك‪٩‬بن قرر ىذا اللفظ‪ ،‬كأكضح أف الفرؽ ُب اللفظ فقط ال ُب ا‪٤‬بعُب‬
‫عبد الوىاب الشعراشل‪ ،‬بقولو‪" :‬مٌب صح للعبد سجود القلب ﵁‪ ‬استحق‬
‫العصمة إف كاف نبيا‪ ،‬كا‪٢‬بفظ إف كاف كليا‪ ،‬كإمنا خص العلماء لفظ العصمة باألنبياء‬
‫اجب عليهم‬‫من أج فعلهم ا‪٤‬بباح‪ ،‬فإهنم ال يفعلونو إال على جهة التشريع‪ ،‬فهو ك ه‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ّٕٕ/‬‬
‫(ِ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صُْٗ‪.‬‬
‫(ّ) معراج التشوؼ‪ ،‬صُٖ‪.‬‬
‫(ْ) جامع الرسائ ُ‪.ِْٔ/‬‬

‫ْْٗ‬
‫مباحا ال يفعلونو إال على أنو‬
‫فعلو لوجوب التبليغ عليهم ‪ٖ ...‬ببلؼ غّبىم إذا فعلوا ن‬
‫مباح‪ ،‬ىذا ىو الفرؽ بْب العصمة كا‪٢‬بفظ بالنظر للفظ ال للمعُب"(ُ)‪.‬‬
‫وقولو بمساواة الولي للنَّبي في الفضل والعصمة غير صحيح؛ ألف نصوص‬
‫ﮋﭣ‬ ‫القرآف‪ ،‬كأقواؿ العلماء دالةه على تفضي األنبياء على األكلياء‪ ،‬قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳ‬
‫ﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼ ﭽﭾﭿ ﮀﮁﮊ(ِ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن تيمية ‪" :‬فاإلدياف ٗبا جاء بو النبيوف ‪٩‬با أمرنا أف نقولو كنؤمن بو‪،‬‬
‫كىذا ‪٩‬با اتفق عليو ا‪٤‬بسلموف‪ :‬أنو جيب اإلدياف بك نيب‪ ،‬كمن كفر بنيب ك و‬
‫احد فهو‬ ‫ي‬
‫كافر‪ ،‬كمن سبو كجب قتلو باتفاؽ العلماء‪ ،‬كليس كذلك من سول األنبياء‪ ،‬سواء‬
‫ي‪٠‬بوا أكلياء أك أئمة أك حكماء أك علماء أك غّب ذلك‪ ،‬فمن جع بعد الرسوؿ‬
‫معصوما جيب اإلدياف بك ما يقولو فقد أعطاه معُب النبوة‪ ،‬كإف دل يعطو لفظها"(ّ)‪.‬‬‫ن‬
‫أيضا‪ :‬ك‪٩‬با يبْب الفرؽ بْب النبيْب كغّبىم أف ا﵁ سبحانو أكجب اإلدياف‬
‫كيقوؿ ن‬
‫نيب من غّب استثناء؛ ألهنم معصوموف فيما خيربكف عن ا﵁ كرساالتو‪،‬‬ ‫ٗبا أكتيو ك ي‬
‫ٖببلؼ غّب األنبياء فإهنم ليسوا معصومْب كما عصم األنبياء كلو كانوا أكلياء ﵁‪،‬‬
‫ك‪٥‬بذا من سب نبيا من األنبياء قت باتفاؽ الفقهاء‪ ،‬كمن سب غّبىم دل يقت ‪ ،‬كىذه‬
‫العصمة الثابتة لؤلنبياء ىي الٍب حيص هبا مقصود النبوة كالرسالة(ْ)‪.‬‬
‫ﮋﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ‬ ‫كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫(ُ) ا‪١‬بواىر كالدرر‪ ،‬صُِٕ‪.‬‬
‫(ِ) سورة البقرة‪.ُّٔ :‬‬
‫(ّ) منهاج السنة النبوية ٔ‪.َُٗ/‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬الفتاكل الكربل ٓ‪.ِْٗ/‬‬

‫ْٓٗ‬
‫ﰄ ﰅﰆﰇ ﰈﰉﰊﰋﰌ ﰍﰎﰏﰐ ﰑﰒﮊ(ُ)‪.‬‬
‫معصوما‬
‫ن‬ ‫شخصا‬
‫ن‬ ‫فلم يأمرنا بالرد عند التنازع إال إذل ا﵁ كالرسوؿ‪ ،‬فمن أثبت‬
‫غّب الرسوؿ أكجب رد ما تنازعوا فيو إليو؛ ألنو ال يقوؿ عنده إال ا‪٢‬بق كالرسوؿ‪،‬‬
‫كىذا خبلؼ القرآف‪.‬‬
‫أيضا فإف ا‪٤‬بعصوـ ٘بب طاعتو مطل نقا ببل قيد‪ ،‬ك‪٨‬بالفو يستحق الوعيد‪،‬‬
‫ك ن‬
‫كالقرآف إمنا أثبت ىذا ُب حق الرسوؿ خاصة‪ ،‬قاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬

‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ‬
‫ﮋﮊ(ِ)‪.‬‬
‫ﮋﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ‬ ‫كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﯵﯶﯷﮊ(ّ)‪.‬‬
‫فدؿ القرآف ُب غّب موضع على أف من أطاع الرسوؿ كاف من أى السعادة‪،‬‬
‫كدل يشَبط ُب ذلك طاعة معصوـ آخر‪ ،‬كمن عصى الرسوؿ كاف من أى الوعيد‪،‬‬
‫كإف قدر أنو أطاع من ظن أنو معصوـ‪ ،‬فالرسوؿ ىو الذم فرؽ ا﵁ بو بْب أى‬
‫ا‪١‬بنة كأى النار‪ ،‬كبْب األبرار كال يفجار‪ ،‬كبْب ا‪٢‬بق كالباط ‪ ،‬كبْب الغي كالرشاد‪،‬‬
‫شقي كسعيد‪ ،‬فمن‬
‫كا‪٥‬بدل كالضبلؿ‪ ،‬كجعلو القسيم الذم قسم ا﵁ بو عباده إذل ي‬
‫اتبعو فهو السعيد‪ ،‬كمن خالفو فهو الشقي‪ ،‬كليست ىذه ا‪٤‬برتبة لغّبه‪.‬‬
‫و‬
‫شخص سول‬ ‫ك‪٥‬بذا اتفق أى العلم ‪-‬أى الكتاب كالسنة‪ -‬على أف ك‬
‫(ُ) سورة النساء‪.ٓٗ :‬‬
‫(ِ) سورة النساء‪.ٔٗ :‬‬
‫(ّ) سورة النساء‪.ُْ :‬‬

‫ْٔٗ‬
‫الرسوؿ فإنو يؤخذ من قولو كييَبؾ‪ ،‬إال رسوؿ ا﵁ فإنو جيب تصديقو ُب ك ما‬
‫أخرب‪ ،‬كطاعتو ُب ك ما أمر‪ ،‬فإنو ا‪٤‬بعصوـ الذم ال ينطق عن ا‪٥‬بول‪ ،‬إف ىو إال‬
‫ﮋﮉ‬ ‫كحي ييوحى‪ ،‬كىو الذم يسأؿ الناس عنو يوـ القيامة كما قاؿ تعاذل‪:‬‬‫ه‬
‫(ُ)‬
‫ﮊ ﮋﮌﮍﮎﮊ ‪.‬‬
‫كىو الذم ديتحن بو الناس ُب قبورىم‪ ،‬فيقاؿ ألحدىم‪ :‬من ربك؟ كما دينك؟‬
‫كمن نبيك؟ كيقاؿ‪ :‬ما تقوؿ ُب ىذا الرج الذم بعث فيكم؟ فيثبت ا﵁ الذين آمنوا‬
‫بالقوؿ الثابت‪ ،‬فيقوؿ‪ :‬ىو عبد ا﵁ كرسولو‪ ،‬جاءنا بالبينات كا‪٥‬بدل فآمنا بو‬
‫كاتبعناه‪ ،‬كلو ذكر بدؿ الرسوؿ من ذكره من الصحابة كاألئمة‪ ،‬كالتابعْب كالعلماء دل‬
‫ينفعو ذلك‪ ،‬كال ديتحن ُب قربه بشخص غّب الرسوؿ"(ِ)‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي ‪" :‬إف ا﵁ افَبض طاعة رسولو كحتم على الناس اتباع‬
‫لسنة رسولو كذلك ‪٤‬با‬ ‫و‬
‫أمره‪ ،‬فبل جيوز أف ييقاؿ لقوؿ‪ :‬إنو فرض إال لكتاب ا﵁ ٍب ي‬
‫كصفنا من أف ا﵁ تعاذل جع اإلدياف برسولو مقركنا باإلدياف بو كسنة رسولو مبنية‬
‫دليبل على خاصة كعامة‪ٍ ،‬ب قرف ا‪٢‬بكمة بكتابو فأتبعها إياه‪،‬‬‫عن ا﵁ معُب ما أراد ن‬
‫كدل جيع ىذا و‬
‫ألحد من خلقو غّب رسوؿ ا﵁ "(ّ)‪.‬‬
‫أحدا من األكلياء على و‬
‫أحد من‬ ‫كقاؿ أبو جعفر الطحاكم‪" :‬كال نيفض‬
‫ن‬
‫نيب كاح هد أفض ي من ‪ٝ‬بيع األكلياء"(ْ)‪.‬‬
‫األنبياء ‪-‬عليهم السبلـ‪ -‬كنقوؿ‪ :‬ي‬
‫كنقبل‪،‬‬
‫عقبل ن‬
‫أمر مقطوعه بو ن‬
‫كقاؿ القرطيب‪" :‬النيب أفض من الورل‪ ،‬كىذا ه‬
‫(ُ) سورة األعراؼ‪.ٔ :‬‬
‫(ِ) منهاج السنة ٔ‪.َُٗ/‬‬
‫(ّ) األـ ُ‪.ُْ/‬‬
‫(ْ) العقيدة الطحاكية‪ ،‬صّٖ‪.‬‬

‫ْٕٗ‬
‫معلوـ من الشرائع بالضركرة"(ُ)‪.‬‬
‫أمر ه‬ ‫كالصائر إذل خبلفو كافر‪ ،‬فإنو ه‬
‫كقاؿ ا‪٢‬بافظ ابن حجر أثناء كبلمو على نبوة ا‪٣‬بضر‪" :‬كينبغي اعتقاد كونو‬
‫نبيا؛ لئبل يتذرع بذلك أى الباط ُب دعواىم أف الورل أفض ي من النيب حاشا‬
‫ككبل"(ِ)‪.‬‬
‫كالواجب على من طلب النجاة من ىذا ا‪٤‬بنزلق اتباع ما عليو السلف‬
‫كاالعتصاـ بالكتاب كالسنة‪ ،‬قاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﭱ ﭲ ﭳ ﭴﮊ(ّ)‪ ،‬يقوؿ‬
‫ﮋﭱ ﭲ ﭳ ﭴﮊ‬ ‫الكرماشل(ْ)‪" :‬كىذه الَب‪ٝ‬بة مقتبسة من قوؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫إذ ا‪٤‬براد با‪٢‬بب الكتاب كالسنة على سبي االستعارة ا‪٤‬بصرحة كالقرينة إذل ا﵁‪،‬‬
‫سبب للمقصود من‬‫كا‪١‬بامع كوهنما سببنا للمقصود الذم ىو‪ :‬الثواب‪ ،‬كما أف ا‪٢‬بب ى ه‬
‫السقي"(ٓ)‪.‬‬
‫‪" :‬كاعلم أف أكلياء ا﵁ ‪ ‬غّب األنبياء ليسوا‬ ‫كقاؿ الشوكاشل‬
‫ٗبعصومْب‪ ،‬ب جيوز عليهم ما جيوز على سائر عباد ا﵁ ا‪٤‬بؤمنْب‪ ،‬لكنهم قد صاركا‬
‫ُب رتبة رفيعة كمنزلة علية فق أف يقع منهم ما خيالف الصواب كيناُب ا‪٢‬بق‪ ،‬فإذا كقع‬
‫ذلك فبل خيرجهم عن كوهنم أكلياء ﵁‪.)ٔ(" ‬‬
‫(ُ) ا‪٤‬بفهم ٔ‪.ُِٕ/‬‬
‫(ِ) فتح البارم ُّ‪.ِْٓ/‬‬
‫(ّ) سورة آؿ عمراف‪.َُّ :‬‬
‫إماما ُب الفقو‪ ،‬كا‪٢‬بديث‪،‬‬
‫(ْ) ىو‪ :‬مشس الدين ‪٧‬بمد بن يوسف بن علي بن سعيد الكرماشل ٍب البغدادم‪ ،‬كاف ن‬
‫كالتفسّب‪ ،‬كلد بكرماف سنة ُٕٕىػ‪ٍ ،‬ب ار‪ٙ‬ب إذل شّباز‪ ،‬كدخ مصر‪ٍ ،‬ب الشاـ‪ٍ ،‬ب حج كاستوطن بغداد‪ ،‬كمن‬
‫مؤلفاتو‪ :‬شرحو لصحيح البخارم‪ ،‬مات سنة ٖٕٔىػ‪ ،‬ينظر‪ :‬الدرر الكامنة ْ‪ ،َُّ/‬بغية الوعاة ُ‪.ِٕٗ/‬‬
‫(ٓ) الكواكب الدرارم ُب شرح صحيح البخارم‪ ،‬كتاب االعتصاـ بالكتاب كالسنة ِٓ‪.ِٖ/‬‬
‫(ٔ) قطر الورل‪ ،‬صِّْ‪.‬‬

‫ْٖٗ‬
‫كقاؿ ابن تيمية ‪٤" :‬با كاف كرل ا﵁‪ ‬جيوز أف يغلط دل جيب على‬
‫الناس اإلدياف ٔبميع ما يقولو إال أف يكوف نبيا‪ ،‬كال جيوز لو أف يعتمد على ما يلقى‬
‫إ‪٥‬باما ك‪٧‬بادثة كخطابنا‪ ،‬ب جيب عليو أف يعرض ذلك ‪ٝ‬بيعو‬ ‫إليو ُب قلبو ‪٩ ...‬با يراه ن‬
‫‪٧‬بممدد فإف كافقو قبلو‪ ،‬كإف خالفو دل يقبلو‪ ،‬كإف دل يعلم أموافق‬ ‫على ما جاء بو م‬
‫ىو أـ ‪٨‬بالف توقٌف فيو"(ُ)‪.‬‬
‫كال يتصور عاق ه أف ييعطى الورل مث النيب‪ ،‬قاؿ ابن تيمية ‪ " :‬فمن أين‬
‫إ‪٥‬بي تيدرؾ بو حقائق الغيب كينكشف لو أسرار ىذه األمور‬ ‫نور ي‬‫حيص لغّب األنبياء ه‬
‫على ما ىي عليو‪ٕ ،‬بيث يصّب بنفسو مدرنكا لصفات الرب كمبلئكتو‪ ،‬كما أعده ا﵁‬
‫ُب ا‪١‬بنة كالنار ألكليائو كأعدائو؟ كىذا الكبلـ أصلو من مادة ا‪٤‬بتفلسفة كالقرامطة‬
‫(ِ)‬
‫فيضا من العق الفعاؿ على نفس النيب‪ ،‬كجيعلوف ما‬‫الباطنية ‪ ،‬الذين جيعلوف النبوة ن‬
‫يقع ُب نفسو من الصور ىي مبلئكة ا﵁‪ ،‬كما يسمعو ُب نفسو من األصوات ىو‬
‫كبلـ ا﵁‪ ،‬ك‪٥‬بذا جيعلوف النبوة مكتسبة‪ ،‬فإذا استعد اإلنساف بالرياضة كالتصفية فاض‬
‫عليو ما فاض على نفوس األنبياء‪ ،‬كعندىم ىذا الكبلـ باط ه باتفاؽ ا‪٤‬بسلمْب‬
‫كاليهود كالنصارل"(ّ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬كال يتصور أف الورل ييعطى ما أعطيو النيب من ا‪٤‬بشاىدة‬ ‫كقاؿ ن‬
‫كا‪٤‬بخاطبة‪ ،‬كأفض األكلياء أبو بكر كعمر كعثماف كعلي ك‪٫‬بوىم‪.‬‬

‫(ُ) الفرقاف بْب أكلياء الر‪ٞ‬بن كأكلياء الشيطاف‪ ،‬صُٓ‪.ٓٓ-‬‬


‫(ِ) القرامطة الباطنية‪ :‬إحدل الفرؽ ا‪٤‬بنتسبة لئلسبلـ‪ ،‬مؤسسها ميموف القداح‪ ،‬ك‪٧‬بمد بن ا‪٢‬بسن ا‪٤‬بلقب بدندف‪،‬‬
‫كظهرت ُب زمن ا‪٤‬بأموف كسبب تسميتهم‪ :‬قو‪٥‬بم‪ :‬إف للقرآف ظاىر كباطن‪ ،‬كقد تأكلوا أصوؿ الدين‪ ،‬كشرائعو‪،‬‬
‫كمن ألقاب ىذه الفرقة‪ :‬القرامطة‪ ،‬اإل‪٠‬باعيلية‪ ،‬ا‪٤‬بزدكية‪ .‬ينظر‪ :‬الفرؽ بْب الفرؽ‪ ،‬صَِٓ‪ ،‬كالتبصّب ُب الدين‪،‬‬
‫صَُْ‪ ،ُْٕ-‬كتلبيس إبليس‪ ،‬صُِْ‪.‬‬
‫(ّ) درء تعارض العق كالنق ٓ‪.ّّٓ/‬‬

‫ْٗٗ‬
‫كليس ُب ىؤالء من شاىد ما شاىده النيب ليلة ا‪٤‬بعراج كال شاىد ا‪٤‬ببلئكة‬
‫الذين كانوا ينزلوف بالوحي على النيب كال ‪٠‬بع أح هد منهم كبلـ ا﵁‪ ‬الذم‬
‫فضبل عن األكلياء كبلـ ا﵁‪‬‬ ‫كلم بو نبيو ليلة ا‪٤‬بعراج‪ ،‬كال ‪٠‬بع عامة األنبياء ن‬
‫تكليما لداكد كسليماف ب كال إبراىيم كال‬
‫كما ‪٠‬بعو موسى بن عمراف كال كلم ا﵁ ن‬
‫و‬
‫ألحد من األكلياء"(ُ)‪.‬‬ ‫عيسى فضبل عن أف يكوف ذلك حيص‬
‫ظاىرا كباطننا كفق‬
‫فالوالية مرتبة ُب الدين عظيمة ال يبلغها إال من قاـ بالدين ن‬
‫الكتاب كالسنة(ِ)‪.‬‬
‫كالوالية ُب الشرع ىي‪ :‬اإلدياف كالتقول(ّ)‪ ،‬ك‪ٙ‬بقيقها يتعلق بالعبد تارة‪ ،‬كبالرب‬
‫تارة‪ ،‬كالذم يتعلق بالعبد ىو قيامو بأكامر ا﵁ ‪ ‬كاجتناب نواىيو‪.‬‬
‫كجانب يتعلق بالرب كىو ‪٧‬ببة ىذا العبد كنصرتو‪ ،‬كىدايتو‪ ،‬كتثبيتو على‬
‫ا‪٥‬بداية‪ ،‬قاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﭑﭒﭓ ﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚﮊ(ْ)‪.‬‬
‫كجانب يتعلق بالعبد قاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﭜﭝﭞﭟﮊ(ٓ)‪.‬‬
‫كلذلك فالورل ىو الذم جيمع بْب اإلدياف كالتقول‪ ،‬كلكن مهما بلغ من‬
‫أبدا كال يبلغ منزلتها‪ ،‬قاؿ األلوسي (ٔ)‪:‬‬
‫الصبلح كالتقول‪ ،‬فإنو ال يزاحم النبوة ن‬
‫(ُ) شرح العقيدة األصفهانية‪ ،‬صُٖٓ‪.‬‬
‫(ِ) مقدمة ‪ٙ‬بقيق كرامات أكلياء ا﵁ ‪ ،‬صٕ‪.‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬اإلنصاؼ ُب حقيقة األكلياء‪ ،‬صٗ‪.‬‬
‫(ْ) سورة يونس‪.ِٔ :‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬مقدمة ‪ٙ‬بقيق كرامات ا﵁ ‪ ،‬صٖ‪.‬‬
‫(ٔ) ىو‪ :‬أبو ا‪٤‬بعارل‪٧ ،‬بمود شكرم‪ٝ ،‬باؿ الدين بن السيد عبد ا﵁ هباء الدين ابن السيد ‪٧‬بمود شهاب الدين‬
‫األلوسي‪ ،‬نسبة إذل قرية تيسمى (ألوس)‪ ،‬كلد ُب بغداد سنة ُِّٕىػ‪ ،‬كمن شيوخو‪ :‬كالده‪ :‬عبد ا﵁ هباء‬
‫الدين‪ ،‬كإ‪٠‬باعي ا‪٤‬بوصلي‪ ،‬كلو مصنفات منها‪ :‬ركح ا‪٤‬بعاشل‪ ،‬كإزالة الظمأ ٗبا كرد ُب ا‪٤‬باء‪ ،‬ككانت كفاتو سنة‬
‫=‬
‫ََٓ‬
‫"كأحسن ما ييعتمد عليو ُب معرفة الورل اتباع الشريعة الغراء‪ ،‬كسلوؾ ا﵀جة البيضاء‪،‬‬
‫فمن خرج عنها قيد شرب بىػعيد عن الوالية ٗبراح ‪ ،‬فبل ينبغي أف يطلق عليو اسم‬
‫الورل‪ ،‬كلو أتى بألف خارؽ‪ ،‬فالورل الشرعي اليوـ أعز من الكربيت األ‪ٞ‬بر‪ ،‬كال حوؿ‬
‫كال قوة إال با﵁"(ُ)‪.‬‬
‫موروث عن األنبياء‪ ،‬يقوؿ‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫كشف األولياء‬
‫َ‬ ‫ٓ‪ -‬ويعتقد ابن عجيبة َّ‬
‫أن‬
‫"كاف النيب ينذر الناس كيذكرىم بالوحي التنزيلي‪ ،‬كبقي خلفاؤه يذكركف بالوحي‬
‫اإل‪٥‬بامي مواف نقا للتنزيلي"(ِ)‪.‬‬
‫"الوحي على‬ ‫مشارك للنَّبي في الوحي‪ ،‬يقوؿ‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ولي‬ ‫ٔ‪ -‬كما يعتقد َّ‬
‫أنَ ال َّ‬
‫ي‬
‫ككحي أحكاـ‪ ،‬فشاركت‬ ‫ي‬ ‫ككحي إعبلـ‪،‬‬
‫ي‬ ‫ككحي مناـ‪،‬‬
‫ي‬ ‫كحي إ‪٥‬باوـ‪،‬‬
‫أربعة أقساـ‪ :‬ي‬
‫األكلياء األنبياء ُب ثبلثة‪ :‬كحي إ‪٥‬باـ‪ ،‬ككحي مناـ‪ ،‬ككحي إعبلـ كىو الفهم عن‬
‫ا﵁‪ ‬كانفردت األنبياء بوحي األحكاـ"(ّ)‪.‬‬
‫صحيح دؿ عليو القرآف‪،‬‬
‫ه‬ ‫كما ذكره ابن عجيبة من أف اإلنذار يكوف بالوحي‬
‫فالوحي حجةه شرعيةه يستدؿ بو ليس كاإل‪٥‬باـ‪ ،‬قاؿ‬
‫ي‬ ‫كلكن شتاف بْب الوحي كاإل‪٥‬باـ‪،‬‬
‫‪ ،‬لقد حصر ا﵁‪ ‬طرؽ اإلنذار بالوحي‪ ،‬بدلي قوؿ ا﵁‬ ‫الشيخ الشنقيطي‬
‫تعاذل‪ :‬ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﮊ(ْ)‪( ،‬كإمنا)‬
‫صيغة حصر‪ ،‬فإف قي ‪ :‬قد يكوف ذلك عن طريق اإل‪٥‬باـ‪ ،‬فا‪١‬بواب‪ :‬أف ا‪٤‬بقرر ُب‬
‫=‬
‫َُِٕىػ‪ .‬ينظر‪ :‬معجم البلداف ُ‪ ،ُٖٗ/‬كاألعبلـ ٕ‪.ُِٕ/‬‬
‫(ُ) ركح ا‪٤‬بعاشل ُُ‪.ُْٗ/‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.ُّٔ/ْ ،ْٖٔ/‬‬
‫(ّ) إيقاظ ا‪٥‬بمم ُب شرح ا‪٢‬بكم‪ ،‬صّٔٓ‪ ،‬كينظر‪ :‬البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.ْٖٔ/‬‬
‫(ْ) سورة األنبياء‪.ْٓ :‬‬

‫َُٓ‬
‫األصوؿ أف اإل‪٥‬باـ من األكلياء ال جيوز االستدالؿ بو على شيء‪ ،‬لعدـ العصمة‪ ،‬كعدـ‬
‫الدلي على االستدالؿ بو‪ ،‬ب لوجود الدلي على عدـ جواز االستدالؿ بو"(ُ)‪.‬‬
‫أن األولياء أدركوا خاصية النبوة في تلقي الوحي‬ ‫واعتقد ابن عجيبة َّ‬
‫واإللهام(ِ) مثل سائر األنبياء‪ ،‬كقد رد عليو ىذا القوؿ بعض الصوفية‪ ،‬كىذا ‪٩‬با‬
‫يؤكد اضطراهبم‪ ،‬قاؿ الدباغ‪" :‬كقد غلط بعض األكلياء من أى الفتح فظن أف الورل‬
‫العارؼ الكبّب قد يبلغ مقاـ النبوة ُب ا‪٤‬بعرفة‪ ،‬كإف كاف ُب الدرجة ال يصلو‪ ،‬كىذا‬
‫‪٨‬بالف ‪٤‬با ُب نفس األمر‪ ،‬كالصواب أف الورل ‪-‬كلو بلغ ُب ا‪٤‬بعرفة ما‬
‫ط ه‬ ‫الذم ظنوه غل ه‬
‫أصبل"(ّ)‪.‬‬
‫بلغ‪ -‬ال يص إذل ما ذكركه‪ ،‬كال يقرب منو ن‬
‫ككحي من‬
‫ه‬ ‫كحي من الر‪ٞ‬بن‬
‫الوحي كحياف‪ :‬ه‬‫ى‬ ‫‪" :‬كلكن‬ ‫كقاؿ ابن تيمية‬
‫الشيطاف‪ ،‬قاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬
‫(ْ)‬
‫ﮕﮊ ‪ ،‬كقاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬
‫(ٓ)‬
‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮊ ‪ ،‬كقاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﮥ‬
‫ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮊ(ٔ)‪ ،‬كقد كاف ا‪٤‬بختار بن أىب عبيد(ٕ) من ىذا الضرب‬
‫(ُ) أضواء البياف ُب إيضاح القرآف بالقرآف ّ‪.ِّّ/‬‬
‫(ِ) اإل‪٥‬باـ‪ :‬ما ييلقى ُب القلب من معاف كأفكار‪ ،‬كىي ترد على القلب ٗبحض ا‪٤‬بوىبة من غّب تصنع كال اجتبلب‬
‫كال اكتساب‪ :‬كحزف أك بسط‪ ،‬أك قبض أك ذكؽ‪ ،‬أك ىيبة ك‪٫‬بوىا‪ ،‬أك يطلقوف اإل‪٥‬باـ على ا‪٣‬باطر ا‪٤‬بلكي‪،‬‬
‫كمعُب ذلك حصو‪٥‬بم على العلوـ عن طريق إخبار ا﵁ ‪٥‬بم ببل كاسطة‪ .‬ينظر‪ :‬مقامات الصوفية‪ ،‬صٔٔ‪،‬‬
‫القاموس الصوُب‪ ،‬صّٓ‪ ،‬معراج التشوؼ‪ ،‬صِِ‪.ّّ-‬‬
‫(ّ) اإلبريز‪ ،‬صِٕٕ‪.‬‬
‫(ْ) سورة األنعاـ‪.ُُِ :‬‬
‫(ٓ) سورة األنعاـ‪.ُُِ :‬‬
‫(ٔ) سورة الشعراء‪.ُِِ :‬‬
‫(ٕ) ىو‪ :‬ا‪٤‬بختار بن أيب عبيد بن مسعود بن عمرك الثقفي‪ ،‬كلد عاـ ا‪٥‬بجرة‪ ،‬كليست لو صحبة كال ركاية‪ ،‬كاف‬
‫خارجيا‪ٍ ،‬ب صار يدعي االنتصار للحسْب ٍب ادعى النبوة‪ ،‬قت سنة ٕٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬فوات الوفيات ْ‪.ُِّ/‬‬

‫َِٓ‬
‫قي ألحدمها‪ :‬إنو يقوؿ إنو يوحى إليو فقاؿ‪:‬‬ ‫حٌب قي البن عمر كابن عباس‬
‫ﮋﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮊ كقي لآلخر‪ :‬إنو يقوؿ إنو ينزؿ عليو‬
‫فقاؿ‪ :‬ﮋﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮊ(ُ)‪ ،‬فهؤالء حيتاجوف إذل الفرقاف اإلدياشل‬
‫القرآشل النبوم الشرعي أعظم من حاجة غّبىم‪ ،‬كىؤالء ‪٥‬بم حسيات يركهنا‬
‫كيسمعوهنا‪ ،‬كا‪٢‬بسيات يضطر إليها اإلنساف بغّب اختياره كما قد يرل اإلنساف أشياء‬
‫كيسمع أشياء بغّب اختياره‪ ،‬كما أف النظٌار ‪٥‬بم قياس كمعقوؿ كأى السمع ‪٥‬بم‬
‫أخبار منقوالت كىذه األنواع الثبلثة ىي طرؽ العلم‪ :‬ا‪٢‬بس كا‪٣‬برب كالنظر كك‬
‫إنساف يستدؿ من ىذه الثبلثة ُب بعض األمور؛ لكن يكوف بعض األنواع أغلب‬
‫على بعض الناس ُب الدين كغّب الدين"(ِ)‪.‬‬
‫كا‪٤‬بتقرر ُب عقيدة أى السنة كا‪١‬بماعة أف الوحي انقطع ٗبوت النيب ‪٧‬بمد (ّ)‪.‬‬
‫ﮋﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ‬ ‫قاؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫ﰈﰉ ﰊﰋﰌﰍﰎﰏﮊ(ْ)‪.‬‬
‫‪ ..." :‬ىذه اآلية تعم من أكحى ا﵁ إليو من البشر فكبلـ‬ ‫قاؿ ابن تيمية‬
‫ا﵁ الذم كلم بو موسى من كراء حجاب كالوحي ما يوحي ا﵁ إذل النيب من أنبيائو‬
‫عليهم السبلـ؛ ليثبت ا﵁‪ ‬ما أراد من كحيو ُب قلب النيب كيكتبو كىو كبلـ‬
‫ا﵁ ككحيو كمنو ما يكوف بْب ا﵁ كبْب رسلو كمنو ما يتكلم بو األنبياء كال يكتبونو‬
‫ألحد كال يأمركف بكتابتو كلكنهم حيدثوف بو الناس حديثنا كيبينونو ‪٥‬بم؛ ألف ا﵁‬
‫(ُ) سورة الشعراء‪.ُِِ :‬‬
‫(ِ) ‪٦‬بموع الفتاكل ُّ‪.ْٕ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬إرشاد السارم َُ‪.ُِٖ/‬‬
‫(ْ) سورة الشورل‪.ُٓ :‬‬

‫َّٓ‬
‫أمرىم أف يبينوه للناس كيبلغوىم إياه‪ ،‬كمن الوحي ما يرس ا﵁ بو من يشاء ‪٩‬بن‬
‫اصطفاه من مبلئكتو فيكلموف بو أنبياءه من الناس‪ ،‬كمن الوحي ما يرس ا﵁ بو من‬
‫ﮋﮩ‬ ‫يشاء من ا‪٤‬ببلئكة فيوحيو كحينا ُب قلب من يشاء من رسلو ‪ ...‬قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ﮊ(ُ)‪ ،‬كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮋﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ‬
‫ﮋﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬ ‫ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﮊ(ِ)‪ ،‬ب قد قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮊ(ّ)‪.‬‬
‫كقاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮊ فهذا الوحي يكوف لغّب األنبياء كيكوف‬
‫كمناما‪ ،‬كقد يكوف بصوت ىاتف أك يكوف الصوت ُب نفس اإلنساف ليس‬ ‫يقظةن ن‬
‫أيضا ُب نفسو‪ ،‬فهذه‬‫كمناما كما قد يكوف النور الذم يراه ن‬
‫خارجا عن نفسو يقظةن ن‬‫ن‬
‫(الدرجة) من الوحي الٍب تكوف ُب نفسو من غّب أف يسمع صوت ملك ُب أدسل‬
‫ا‪٤‬براتب كآخرىا كىي أك‪٥‬با باعتبار السالك كىي الٍب أدركتها عقوؿ اإل‪٥‬بيْب من‬
‫فبلسفة(ْ) اإلسبلـ الذين فيهم إسبلـ كصبوء فآمنوا ببعض صفات األنبياء كالرس‬
‫(ُ) سورة ا‪٤‬بائدة‪.ُُُ :‬‬
‫(ِ) سورة القصص‪.ٕ :‬‬
‫(ّ) سورة النح ‪.ٖٔ :‬‬
‫(ْ) الفلسفة باليونانية‪ :‬ى‪٧‬ببة ا‪٢‬بكمة‪( ،‬كالفيلسوؼ)‪ :‬مكونة من كلمتْب (فيبل كسوفا) فيبل‪ :‬ىو ا﵀ب‪ ،‬كسوفا‪ :‬ىي‬
‫ا‪٢‬بكمة‪ ،‬أم ‪٧‬بب ا‪٢‬بكمة‪ ،‬كىم ينقسموف إذل ثبلثة أقساـ‪ :‬الدىريوف‪ :‬الذين جحدكا الصانع‪ ،‬كزعموا أف‬
‫العادل قدصل موجود بنفسو‪ ،‬كالقسم الثاشل‪ :‬الطبيعيوف‪ ،‬كىم يعَبفوف بوجود خالق حكيم مطلع على غايات‬
‫األمور‪ ،‬لكنهم يزعموف أف النفس ‪ٛ‬بوت فبل تعود‪ ،‬كجحدكا اآلخرة‪ ،‬كأنكركا ا‪١‬بنة كالقيامة كا‪٢‬بساب‪ ،‬كالقسم‬
‫الثالث‪ :‬اإل‪٥‬بيوف‪ ،‬كىم ا‪٤‬بتأخركف منهم‪ ،‬مث سقراط‪ ،‬كىو أستاذ أفبلطوف‪ ،‬كىو الذم رتب ا‪٤‬بنطق كىذب العلوـ‪،‬‬
‫كىؤالء كقع منهم كفر كضبلؿ‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بل كالنح ِ‪ ،ّٔٗ/‬كا‪٤‬بنقذ من الضبلؿ صُٔ‪.ِٕ ،‬‬

‫َْٓ‬
‫‪-‬كىو قدر مشَبؾ بينهم كبْب غّبىم‪ -‬كلكن كفركا بالبعض‪ ،‬فتجد بعض ىؤالء‬
‫يزعم أف النبوة مكتسبة أك أنو قد استغُب عن الرسوؿ أك أف غّب الرسوؿ قد يكوف‬
‫أفض منو‪ ،‬كقد يزعموف أف كبلـ ا﵁ ‪٤‬بوسى كاف من ىذا النمط كأنو إمنا كلمو من‬
‫‪٠‬باء عقلو كأف الصوت الذم ‪٠‬بعو كاف ُب نفسو أك أنو ‪٠‬بع ا‪٤‬بعُب فائضا من العق‬
‫الفعاؿ أك أف أحدىم قد يص إذل مقاـ موسى‪ ،‬كمنهم من يزعم أنو يرتفع فوؽ‬
‫موسى كيقولوف‪ :‬إف موسى ‪٠‬بع الكبلـ بواسطة ما ُب نفسو من األصوات ك‪٫‬بن‬
‫‪٦‬بردا عن ذلك‪ ،‬كمن ىؤالء من يزعم أف جربي الذم نزؿ على ‪٧‬بممد ىو‬ ‫نسمعو ن‬
‫ا‪٣‬بياؿ النوراشل الذم يتمث ُب نفسو كما يتمث ُب نفس النائم كيزعموف أف القرآف‬
‫أخذه ‪٧‬بم هد عن ىذا ا‪٣‬بياؿ ا‪٤‬بسمى ٔبربي عندىم؛ ك‪٥‬بذا قاؿ ابن عريب صاحب‬
‫(الفصوص) ك(الفتوحات ا‪٤‬بكية)‪ :‬إنو يأخذ من ا‪٤‬بعدف الذم يأخذ منو ا‪٤‬بلك الذم‬
‫يوحي بو إذل الرسوؿ‪ ،‬كزعم أف مقاـ (النبوة) دكف الوالية كفوؽ (الرسالة)‪ ،‬فإف ‪٧‬بم ندا‬
‫‪-‬بزعمهم الكاذب‪ -‬يأخذ عن ىذا ا‪٣‬بياؿ النفساشل ‪-‬الذم ‪٠‬باه مل نكا‪ -‬كىو يأخذ‬
‫عن العق اجملرد الذم أخذ منو ىذا ا‪٣‬بياؿ‪.‬‬
‫كبلما اتصف بو ُب ا‪٢‬بقيقة كال يثبتوف أنو قصد إفهاـ‬ ‫ٍب ىؤالء ال يثبتوف ﵁ ن‬
‫أحدا بعينو؛ إذ علمو كقصده عندىم إذا أثبتوه دل‬ ‫أحد بعينو؛ ب قد يقولوف ال ييعلًم ن‬
‫أحدا بناءن على أنو يعلم الكليات كال يعلم ا‪١‬بزئيات إال على‬‫يثبتوه إال يكليا ال يعْب ن‬
‫كجو كلي‪.‬‬
‫كقد يقرب أك يقرب من مذىبهم من قاؿ باسَبساؿ علمو على أعياف األعراض‬
‫كفر باتفاؽ ا‪٤‬بسلمْب‪ -‬فقد كقع ُب كثّب منو من لو فض ه ُب‬‫كىذا الكبلـ ‪-‬مع أنو ه‬
‫الكبلـ كالتصوؼ ك‪٫‬بو ذلك‪ ،‬كلوال أشل أكره التعيْب ُب ىذا ا‪١‬بواب لعينت أكابر من‬

‫َٓٓ‬
‫خارجا عن نفسو من جهة ا‪٢‬بق تعاذل على‬‫ا‪٤‬بتأخرين‪ ،‬كقد يكوف الصوت الذم يسمعو ن‬
‫لساف ملك من مبلئكتو‪ ،‬أك غّب ملك كىو الذم أدركتو ا‪١‬بهمية من ا‪٤‬بعتزلة ك‪٫‬بوىم‬
‫كاعتقدكا أنو ليس ﵁ تكليم إال ذلك كىو ال خيرج عن قسم الوحي الذم ىو أحد‬
‫أقساـ التكليم أك قسيم التكليم بالرسوؿ‪.‬‬
‫ﮋﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋﰌ ﰍ‬ ‫كىو (القسم الثاني) حيث قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﰎ ﰏﮊ(ُ)‪ ،‬فهذا إحياء الرسوؿ‪ ،‬كىو غّب الوحي األكؿ من ا﵁ الذم ىو‬
‫أيضا (أنواع) ففي الصحيحْب عن عائشة‬
‫أحد أقساـ التكليم العاـ‪ ،‬كإحياء الرسوؿ ن‬
‫أف ا‪٢‬بارث بن ىشاـ سأؿ النيب ‪ :‬كيف يأتيك الوحي؟ قاؿ‪ :‬أحيانا‬
‫يأتيِب مث صلصلة ا‪١‬برس كىو أشده علي فيفصم عِب كقد كعيت ما قاؿ‪ ،‬كأحيانا‬
‫‪ :‬كلقد رأيتيو نزؿ‬ ‫رجبل فيكلمِب فأعي ما يقوؿ ‪ ،‬قالت عائشة‬
‫يتمث رل ا‪٤‬بلك ن‬
‫عليو ُب اليوـ الشديد الربد فيفصم عنو كإف جبينو ليتفصد عرقنا(ِ)‪.‬‬
‫بصوت مث صلصلة‬ ‫و‬ ‫فأخرب أف نزكؿ ا‪٤‬بلك عليو تارةن يكوف ُب الباطن‬
‫ا‪١‬برس‪ ،‬كتارةن يكوف متمث نبل بصورة رج و يكلمو ‪ ...‬كقد ى‪٠‬بى ا﵁ كبل النوعْب ‪-‬إلقاء‬
‫ا‪٤‬بلك كخطابو‪ -‬كحينا؛ ‪٤‬با ُب ذلك من ا‪٣‬بفاء؛ فإنو إذا رآه حيتاج أف يعلم أنو ملك‬
‫كإذا جاء ُب مث صلصلة ا‪١‬برس حيتاج إذل فهم ما ُب الصوت‪.‬‬
‫ك‪٥‬بذا ‪٠‬بى‬ ‫و(القسم الثالث) التكليم من كراء حجاب كما كلم موسى‬
‫ا﵁ ىذا (نداءن) ك(‪٪‬باءن) فقاؿ تعاذل‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﮊ(ّ)‪ ،‬قاؿ‬
‫(ُ) سورة الشورل‪.ُٓ :‬‬
‫(ِ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب بدء الوحي‪ ،‬باب كيف كاف بدء الوحي إذل رسوؿ ا﵁ ‪ ،ُّ/ُ ،‬رقم ِ‪.‬‬
‫(ّ) سورة مرصل‪.ِٓ :‬‬

‫َٔٓ‬
‫ﮋﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﭑ ﭒ‬ ‫تعاذل‪:‬‬
‫(ُ)‬
‫ﮋﭒ ﭓ‬ ‫ص ببعض الرس كما قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﭓ ﭔ ﭕﮊ ‪ ،‬كىذا التكليم ‪٨‬بت ي‬
‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﮊ(ِ)‪ ،‬كقاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ﮊ(ّ)‪ ،‬كقاؿ‬
‫بعد ذكر إحيائو إذل األنبياء‪ :‬ﮋﭹ ﭺ ﭻ ﭼﮊ(ْ) فمن جع ىذا من‬
‫جنس الوحي األكؿ ‪-‬كما يقوؿ ذلك من يقولو من ا‪٤‬بتفلسفة كمن تكلم ُب‬
‫التصوؼ على طريقهم‪ -‬فضبللو ك‪٨‬بالفتو للكتاب كالسنة كاإل‪ٝ‬باع ب كصريح‬
‫ا‪٤‬بعقوؿ من أبْب األمور‪ ،‬ككذلك من زعم أف تكليم ا﵁ ‪٤‬بوسى إمنا ىو من جنس‬
‫اإل‪٥‬باـ كالوحي‪ ،‬كأف الواحد منا قد يسمع كبلـ ا﵁ كما ‪٠‬بعو موسى ‪ -‬كما يوجد‬
‫(ٓ)‬
‫مث ذلك ُب كبلـ طائفة من فركخ ا‪١‬بهمية الكبلبية ك‪٫‬بوىم‪ -‬فهذا ن‬
‫أيضا من‬
‫ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ‬ ‫ضبلال"(ٔ)‪ ،‬قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫أعظم الناس ن‬
‫ﮙﮚﮊ(ٕ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة طو‪.ُُ :‬‬
‫(ِ) سورة البقرة‪.ِّٓ :‬‬
‫(ّ) سورة األعراؼ‪.ُِْ :‬‬
‫(ْ) سورة النساء‪.ُْٔ :‬‬
‫(ٓ) ال يكبلبية‪ :‬طائفة كبلمية تينسب إذل عبد ا﵁ بن سعيد القطاف‪ ،‬ا‪٤‬بشهور بابن يكبلب‪ ،‬حاكؿ الرد على ا‪٤‬بعتزلة بالعق ‪،‬‬
‫كبلـ نفسي‪ ،‬كأف القرآف ليس‬ ‫كلو مقوالت فاسدة منها‪ :‬القوؿ بنفي ا‪٢‬برؼ كالصوت عن كبلـ ا﵁ تعاذل كقاؿ بأنو ه‬
‫كبلـ ا﵁ على ا‪٢‬بقيقة ب ىو حكاية عن كبلـ ا﵁‪ ،‬كنفى الصفات االختيارية؛ نتيجة القوؿ بنفي حلوؿ ا‪٢‬بوادث ُب‬
‫ذات ا﵁ تعاذل‪ ،‬كابتدعوا البحث عن كيفية الصفة فأفضى هبم إذل التشبيو‪ ،‬قاؿ عنهم ابن تيمية‪ " :‬كاف الناس قب‬
‫أيب ‪٧‬بمد بن يكبلب صنفْب‪ ،‬فأى السنة كا‪١‬بماعة يثبتوف ما يقوـ با﵁ تعاذل من الصفات كاألفعاؿ الٍب يشاؤىا‬
‫كيقدر عليها‪ ،‬كا‪١‬بهمية من ا‪٤‬بعتزلة كغّبىم تنكر ىذا كىذا‪ ،‬فأثبت ابن يكبلب قياـ الصفات البلزمة بو‪ ،‬كنفى أف‬
‫ص ٓ‪ ،ٕٕ/‬كالرد على من‬ ‫ً‬
‫يقوـ بو ما يتعلق ٗبشيئتو كقدرتو من األفعاؿ كغّبىا ‪ "...‬توُب سنة َِْىػ‪ ،‬ينظر‪ :‬الف ى‬
‫أنكر ا‪٢‬برؼ كالصوت‪ ،‬صَٖ‪ ،ِِِ ،َُٔ ،ّٖ ،‬كدرء تعارض العق كالنق ُ‪.ّٕٔ/‬‬
‫(ٔ) الرسائ كا‪٤‬بسائ ّ‪.ٗٔ/‬‬
‫(ٕ) سورة األنعاـ‪.ُِ :‬‬

‫َٕٓ‬
‫كقاؿ القاضي عياض ‪" :‬من ادعى أنو يوحى إليو كإف دل يدع النبوة‪ ،‬كأنو‬
‫يصعد إذل السماء كيدخ ا‪١‬بنة كيأك من ‪ٜ‬بارىا‪ ،‬كيعانق ا‪٢‬بور العْب‪ ،‬فهؤالء كلهم‬
‫كفار مكذبوف للنيب ؛ ألنو أخرب النيب أنو خاًب النبيْب"(ُ)‪.‬‬

‫(ُ) كتاب الشفاء ِ‪.ِّٖ/‬‬

‫َٖٓ‬
‫ادلجحث انثبنث‪:‬‬
‫عميدتّ يف انرضٕل حمًد‬

‫المحمدية‬
‫َّ‬ ‫يسمى بالحقيقة‬
‫أول‪ :‬رأيو فيما َّ‬
‫ً‬
‫تعد ا‪٢‬بقيقة ا﵀مدية عند ا‪٤‬بتصوفة ىي العماد الذم قاـ عليو الكوف‪ ،‬كىي‬
‫أكؿ ما خلق ا﵁‪ ،‬كذكر ابن عجيبة ن‬
‫بعضا من مسمياهتا‪ :‬منها العق‬
‫(ُ)‬
‫األكرب فهو‪ :‬أكؿ نور أظهره ا﵁ للوجود‪ ،‬كيقاؿ لو‪ :‬الركح األعظم‪ ،‬كيسمى ن‬
‫أيضا‬
‫القبضة ا﵀مدية(ِ)(ّ)‪.‬‬
‫كيعرب عنها ابن عجيبة ُب داليتو بقولو‪:‬‬
‫عل ػ ػ ػػى عنص ػ ػ ػػر الوج ػ ػ ػػود س ػ ػ ػػر ‪٧‬بمػ ػ ػ ػ ًد‬ ‫ػرش ُب ك ػ ػ ػ ﵀ ػ ػ وػة‬ ‫كص ػ ػ ػ إل ػ ػػوى الع ػ ػ ً‬
‫ى‬
‫فك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف إذل ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر‪ٞ‬ب ًن أكؿ عاب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػد‬ ‫ػور هبائًػ ػ ػ ػ ًو‬ ‫ً‬
‫تق ػ ػ ػػدـ كػ ػ ػ ػ الك ػ ػ ػػوف ن ػ ػ ػ ي‬
‫فأب ػ ػ ػ ػػدل لن ػ ػ ػ ػػا س ػ ػ ػ ػػر اإلل ػ ػ ػ ػ ًػو ا‪٤‬بمجػ ػ ػ ػ ػ ًد‬ ‫قد انشػقت األسػرار مػن سػر سػرهً‬
‫ي‬
‫ات مػػن نػػوًر أ‪ٞ‬بػ ًػد‬ ‫معػػاشل صػػفات الػػذ ً‬ ‫كمػػن نػػوره األسػػُب قػػد انفلقػػت لنػػا‬
‫ػابق يىػ ػ ػ ػدرم حقيق ػ ػ ػ ػةى أ‪ٞ‬ب ػ ػ ػ ًػد‬ ‫ف ػ ػ ػػبل س ػ ػ ػ ه‬ ‫ػوـ ا‪٣‬بلػ ًػق ُب ٕبػ ًر سػػرًه‬ ‫تبلشػػت فهػ ي‬
‫ً(ْ)‬
‫مس من ىو عن بػي ٍعد‬ ‫يناؿ الش ى‬ ‫ككيف ي‬ ‫فهم ػ ػ ػوي‬ ‫ػاءؿ ي‬‫كال الحػ ػ ػ هػق ك ػ ػ ػ ي تضػ ػ ػ ى‬
‫متأثرا بعبد السبلـ بن مشيش الذم اعتقد بأف ‪٧‬بم ندا أص الوجود ُب‬ ‫ككاف ن‬
‫(ُ) العق األكرب‪٠ :‬باه ا‪١‬برجاشل بالعق األكؿ‪ ،‬الذم ىو أكؿ عْب ظهرت بنور ا﵁ ‪ ،‬كقاؿ‪ :‬العق األكؿ ىو‬
‫سبب كجود ا‪٤‬بخلوقات كلها‪ ،‬كقصد بو النيب ‪ ،‬كيتضح أنو ليس ىناؾ فرؽ بْب ما ‪٠‬باه ابن عجيبة بالعق‬
‫األكرب‪ ،‬كا﵁ أعلم‪ ،‬ينظر‪ :‬التعريفات‪ ،‬للجرجاشل‪ ،‬صّٖ‪.‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬التصوؼ اإلسبلمي ُب الدين كا‪٣‬بلق ُ‪.َِّ/‬‬
‫(ّ) معراج التشوؼ إذل حقائق التصوؼ‪ ،‬صْٓ‪.‬‬
‫(ْ) الفهرسة‪ ،‬صَُٕ‪.‬‬

‫َٗٓ‬
‫تصليتو فلقد فسر (انشقاؽ األسرار كانفبلؽ األنوار الواردين) ُب التصلية بقولو‪:‬‬
‫"كحيتم أنو يريد (أم ابن مشيش) بقولو‪ :‬منو انشقت األسرار‪ ،‬أم أسرار ا‪١‬بربكت‪،‬‬
‫كمنو انفلقت األنوار‪ ،‬أم أنوار ا‪٤‬بلكوت‪ ،‬أك تقوؿ‪ :‬منو انشقت األسرار‪ ،‬أم أسرار‬
‫ا‪٢‬بقيقة‪ ،‬كانفلقت األنوار أم أنوار اإلدياف كاإلسبلـ‪ ،‬أك تقوؿ‪ :‬منو انشقت األسرار‪:‬‬
‫أسرار عادل الغيب‪ ،‬كانفلقت األنوار أنوار عادل الشهادة‪ ،‬أك تقوؿ‪ :‬منو انشقت‬
‫األسرار‪ :‬أسرار القدرة‪ ،‬كانفلقت األنوار‪ :‬أنوار ا‪٢‬بكمة"(ُ)‪.‬‬
‫كيقصد ابن عجيبة بأسرار ا‪١‬بربكت‪ :‬البحر ا﵀يط الذم تدفق عنو ا‪٢‬بس‬
‫كا‪٤‬بعُب‪ ،‬كا‪٢‬باص أف القبضة الٍب ظهرت أكنال من فضاء العماء(ِ) حسها الظاىر‬
‫ملك‪ ،‬كمعناىا الباطن ملكوت‪ ،‬كالبحر كاللطيف ا﵀يط الذم تدفقت منو جربكت‪،‬‬
‫فأسرار ا‪٤‬بعاشل رياض العارفْب؛ ألهنا ‪٧‬ب نزىة أركاحهم‪ ،‬كال شك أف ا‪٤‬بعاشل لطيفة‪،‬‬
‫مضاؼ إذل‬
‫ه‬ ‫ال تظهر هبجتها إال ُب ا‪٢‬بس الذم ىو ا‪٤‬بلك‪ ،‬كا‪٢‬بس من حيث ىو‬
‫ينا ؛ ألنو ما ظهر إال لو‪ ،‬كما انشقت أسرار الذات إال من نوره"(ّ)‪.‬‬ ‫نبيينا‬
‫كإنك لتجد أف بعض شعراء ا‪٤‬بغاربة ‪٩‬بن تأثر بالصوفية يركف رأم ابن عجيبة‪:‬‬
‫أف النور ا﵀مدم أص ي ا‪٣‬بلق لك شيء‪ ،‬كىذا ما عرب عنو ‪ٞ‬بدكف ا‪٢‬باج(ْ)‪ ،‬ا‪٤‬بتوَب‬
‫(ُ) شرح صبلة القطب بن مشيش‪ ،‬صُٔ‪.ُٕ-‬‬
‫(ِ) فضاء العماء‪ :‬أم ليس معو شيء‪ .‬ينظر‪ :‬غريب ا‪٢‬بديث ِ‪.ِٖ/‬‬
‫(ّ) معراج التشوؼ‪ ،‬صِٔ‪.‬‬
‫أصبل كحسبنا‪،‬‬
‫(ْ) ىو‪ :‬أبو الفيض‪ٞ ،‬بدكف بن عبد الر‪ٞ‬بن بن ‪ٞ‬بدكف بن عبد الر‪ٞ‬بن الشهّب بابن ا‪٢‬باج‪ ،‬السلمي ن‬
‫دارا كمنشأن‪ ،‬كلد سنة ُُْٕىػ بفاس‪ ،‬كمن شيوخو‪ :‬أبو عبد ا﵁ ‪٧‬بمد بن ا‪٢‬بسن‬ ‫كا‪٤‬برداسي نسبنا‪ ،‬الفاسي ن‬
‫البناشل‪ ،‬أبو ‪٧‬بمد عبد الكرصل بن علي اليازغي الفاسي‪ ،‬أبو عبد ا﵁ ‪٧‬بمد التاكدم ابن سودة‪ ،‬لو مؤلفات منها‪:‬‬
‫مراقي الصعود على تفسّب أيب السعود‪ ،‬كعقود الفا‪ٙ‬بة كىي منظومة ميمية ُب السّبة النبوية على هنج الربدة‬
‫تضمنت أربعة آالؼ بيت‪ ،‬ككانت كفاتو ُِِّىػ‪ .‬ينظر‪ :‬إ‪ٙ‬باؼ ا‪٤‬بطالع بوفيات القرف الثالث عشر كالرابع‬
‫عشر ُ‪ ،َُِ/‬سلوة األنفاس ك‪٧‬بادثة األكياس ٗبن أقرب من العلماء كالصلحاء بفاس ّ‪.ٕ ،ٓ/‬‬

‫َُٓ‬
‫سنة ُِِّىػ‪ ،‬الذم قاؿ‪:‬‬
‫زىػ ػ ػ ػ ػػرةي ا‪٢‬بقيقػ ػ ػ ػ ػ ًػة أزكاى ػ ػ ػ ػػا كأذكاى ػ ػ ػ ػػا‬ ‫زي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ يػن الربي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػة ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذرةي ا‪٣‬بليق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬
‫إنس ػ ػ ػػا يف العي ػ ػ ػػوف كمبناى ػ ػ ػػا كمعناى ػ ػ ػػا‬ ‫ػود كهبج ػ ػ ػ ػ ػةي الصػ ػ ػ ػ ػػدكر‬ ‫أص ػ ػ ػ ػ ػ الوجػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ي‬
‫اج ‪٦‬ببلى ػ ػ ػػا‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ػباح مش ػ ػ ػػكاهتا س ػ ػ ػر ي‬
‫مص ػ ػ ػ ي‬ ‫األرض كوكبيهػػا‬ ‫ػور‬
‫ػور الس ػماكات كنػ ي‬ ‫نػ ي‬
‫ج ػ ػ ػ ػػرل هب ػ ػ ػ ػػا اب ػ ػ ػ ػ يػن غزال ػ ػ ػ ػػة لّبعاى ػ ػ ػ ػػا‬ ‫كم ػ ػ ػا‬ ‫ً‬
‫ػار الس ػ ػ ػماء ى‬ ‫لػ ػ ػػواله دل تىػٍب ػ ػ ػ يد أزىػ ػ ػ ي‬
‫نػ ػ ػ ػ ػ ػػوور كدل تىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػىر ماءىىػ ػ ػ ػ ػ ػػا كمرعاىػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫ػائف مػػن‬ ‫أرض قطػ ى‬ ‫لػػواله مػػا نسػػجت ه‬
‫(ُ)‬
‫ال لػػوح ال فػػرش ال جبػػاؿ أرسػػاىا‬
‫ػرش ال كرس ػ ػ ػػي ال قل ػ ػ ػ هػم‬
‫ل ػ ػ ػػواله ال ع ػ ػ ػ ه‬
‫كيرل ابن عجيبة أف معرفة ا‪٢‬بقيقة ا﵀مدية‪ ،‬ليست لك أحد‪ ،‬ب ىي ‪٤‬بن‬
‫سابق كال الحق‪ ،‬ب ىكلت فهومهم‪،‬‬
‫سلك طريق القوـ‪ ،‬فقاؿ‪" :‬فلم يدركو منا ه‬
‫علومهم عن اإلحاطة ا﵀مدية"(ِ)‪.‬‬ ‫كتقاصرت ي‬
‫نور ‪٧‬بم ود متوسط الكوف‪ ،‬كلوال توسط النور لكاف الوجود‬ ‫كلذلك جع ى‬
‫متجه نما‪ ،‬يطبعو ا‪١‬بفاء‪.‬‬
‫أيضا أف ‪٧‬بم ندا ىو األساس الذم قاـ عليو كألجلو الوجود‪ ،‬يتضح‬ ‫كيرل ن‬
‫ذلك ُب صبلتو على النيب قاؿ‪" :‬الصبلة كالسبلـ على من امتدت من سر‬
‫ً‬
‫ناسوتو(ّ) األكواف‪ ،‬كأشرقت من نور الىوتو(ْ) حقائق العرفاف"(ٓ)‪.‬‬
‫كقاؿ‪" :‬كالصبلة كالسبلـ على قطب دائرة األكواف كسيد األسياد‪ ،‬الذم من‬
‫(ُ) النوافح الغالية ُب األمداح السليمانية‪ ،‬صٕٖ‪.‬‬
‫(ِ) شرح صبلة ابن مشيش‪ ،‬صُِ‪.‬‬
‫(ّ) سر ناسوتو‪ :‬عبارة عن حس األكاشل‪ ،‬ينظر‪ :‬معراج التشوؼ‪ ،‬صَٗ‪.‬‬
‫للملك‪ ،‬كالثاشل للملكوت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صَٗ‪.‬‬
‫(ْ) نور الىوتو‪ :‬عبارة عن أسرار ا‪٤‬بعاشل‪ ،‬كمرجع األكؿ ي‬
‫(ٓ) شرح ‪ٟ‬برية ابن الفارض‪ ،‬صُّ‪.‬‬

‫ُُٓ‬
‫نور فيضو األكؿ ظهرت نعمة اإلجياد كاإلمداد‪ ،‬سيدنا كموالنا ‪٧‬بمد ا‪٤‬ببعوث بالعز‬
‫الدائم كالشرؼ الفاخر ر‪ٞ‬بة للعباد "(ُ)‪.‬‬
‫بب ُب ك موجود ‪ ...‬من أجلو‬ ‫أيضا‪" :‬نوره ىو بذرةي الوجود‪ ،‬كالس ي‬ ‫كيقوؿ ن‬
‫الحت كظهرت أسرار الذات العالية‪ ،‬كقد كانت قب ظهور نوره ‪٧‬بجوبة باطنية‪،‬‬
‫٘بلى فيها ا‪٢‬بق تعاذل با‪٠‬بو الباطن‪ ،‬فلما أراد أف يتجلى با‪٠‬بو الظاىر‪ ،‬أظهر قبضة‬
‫من نوره‪ ،‬فقاؿ‪ :‬كوشل ‪٧‬بم ندا‪ ،‬فمن تلك القبضة ا﵀مدية تكونت األكواف من العرش‬
‫إذل الفرش‪ ،‬فما ظهرت أسرار الذات إال من تلك القبضة النورانية فظاىرىا ذات‪،‬‬
‫كباطنها صفات"(ِ)‪.‬‬
‫‪٨‬بالف ‪٤‬با نصت عليو النصوص الصرحية الٍب بينت بداية ا‪٣‬بلق‪،‬‬ ‫ه‬ ‫كىذا الرأم‬
‫كأكؿ ‪٨‬بلوؽ خلقو ا﵁‪ ‬ىو العرش كما ثبت ذلك ُب ا‪٢‬بديث‪ ،‬قاؿ رسوؿ ا﵁‬
‫‪ :‬كاف ا﵁ كدل يكن شيءه قبلو‪ ،‬ككاف عرشو على ا‪٤‬باء‪ٍ ،‬ب خلق السموات‬
‫كاألرض ككتب ُب الذكر ك شيء (ّ)‪.‬‬
‫كتأثر ابن عجيبة بكتاب دالئ ا‪٣‬بّبات(ْ)‪ ،‬الذم قاؿ عنو‪" :‬فبقيت ُب‬
‫حفظت دالئ ا‪٣‬بّبات"(ٓ)‪.‬‬
‫ي‬ ‫الصبلة على رسوؿ ا﵁ مدة حٌب‬
‫كحفظو لو كاىتمامو بو يدؿ على أنو يقر بك ما فيو من ‪٨‬بالفات ُب طريقة‬
‫(ُ) شرح نونية الششَبم‪ ،‬صْٓ‪.‬‬
‫(ِ) شرح صبلة القطب ابن مشيش‪ ،‬صُٓ‪ .ُٔ-‬كينظر‪ :‬صبلة ابن العريب ا‪٢‬با‪ٛ‬بي‪ ،‬صْٓ‪.‬‬
‫(ّ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب التوحيد‪ ،‬باب قوؿ ا﵁ تعاذل‪ :‬ﮋﭬ ﭭ ﭮ ﭯﮊ ُ‪ ،ّٖٔٗ/‬رقم‬
‫ُْٖٕ‪.‬‬
‫(ْ) ألفو ‪٧‬بمد بن سليماف بن داكد ا‪١‬بزكرل السمبلرل الشاذرل‪ ،‬من أى سوس ا‪٤‬براكشية‪ ،‬تفقو بفاس‪ ،‬كحفظ ا‪٤‬بدكنة‬
‫ُب فقو مالك‪ ،‬مات سنة َٕٖىػ‪ ،‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بطرب ٗبشاىّب أكلياء ا‪٤‬بغرب‪ ،‬صُّْ‪.‬‬
‫(ٓ) الفهرسة‪ ،‬صّْ‪.‬‬

‫ُِٓ‬
‫الصبلة على النيب كمن ىذه الصلوات "اللهم ص على سيدنا ‪٧‬بمد ٕبر أنوارؾ‬
‫‪ ...‬إنساف عْب الوجود‪ ،‬كالسبب ُب ك موجود‪ ،‬عْب أعياف خلقك‪ ،‬ا‪٤‬بتقدـ من نور‬
‫ضيائك"(ُ)‪.‬‬
‫كبّبا جدا‬
‫كما أ‪٠‬باه ابن عجيبة كغّبه با‪٢‬بقيقة ا﵀مدية الشك أف لو ارتباطنا ن‬
‫بوحدة الوجود(ِ)‪.‬‬
‫قاؿ علي اليشرطي(ّ)‪" :‬قبض ا﵁ قبضة من نوره ىي ا‪٢‬بقيقة ا﵀مدية‪،‬‬
‫كظهرت بالصورة ا‪٤‬بكرمة‪ ،‬كجع منها ما كاف كما يكوف"(ْ)‪.‬‬
‫كىذا من الغلو الذم جيع النيب لو التصرؼ ُب الكوف‪ ،‬قاؿ ابن تيمية ‪:‬‬
‫"حدثِب الثقة من أعياهنم أهنم يقولوف‪ :‬إف ‪٧‬بم ندا ىو ا﵁"(ٓ)‪.‬‬
‫كىذه االعتقادات السابقة الذكر ترتب عليها مفاسد عظيمة‪:‬‬
‫الٍب كرد النص‬ ‫أولها‪ :‬إف إثبات ىذا ا‪٤‬بعُب الذم يزعمو نفينا لبشرية الرسوؿ‬
‫كما قاؿ ا﵁ تعاذل ُب‬ ‫يخلق من ذرية آدـ‬ ‫عليها من الوحيْب أف النيب‬
‫كتابو‪ :‬ﮋ ﰄﰅ ﰆﰇﰈﰉ ﰊﰋﰌﰍﰎﮊ(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) دالئ ا‪٣‬بّبات‪ ،‬صََُ‪.‬‬
‫(ِ) سيأٌب ا‪٢‬بديث عنها ُب مبحث مستق ُب الباب الثالث‪.‬‬
‫(ّ) ىو‪ :‬نور الدين علي بن أ‪ٞ‬بد ا‪٤‬بغريب اليشرطي‪ ،‬كلد ُب مدينة بنزرت بتونس عاـ َُِٖىػ‪ ،‬كلقد الزـ منذ صغره‬
‫عاما سلك الطريقة الشاذلية على يد شيخو ‪٧‬بمد بن ‪ٞ‬بزة بن‬
‫شيوخ التصوؼ‪ ،‬كبعد مضي اثنْب كعشرين ن‬
‫ظافر ا‪٤‬بدشل‪ ،‬كأخذ ينشر الطريقة الشاذلية ُب ببلد الشاـ‪ ،‬فأصبح لو مريدكف قاموا بإنشاء الزكايا الشاذلية ُب‬
‫ببلد الشاـ‪ ،‬توُب عاـ ُُّٔىػ كدفن بزاكيتو ُب ىعكا‪ .‬ينظر‪ :‬الطريقة الشاذلية كأعبلمها‪ ،‬صُّّ‪.‬‬
‫(ْ) مسّبٌب ُب ا‪٢‬بق‪ ،‬صٔٔ‪.ٕٔ-‬‬
‫(ٓ) ‪٦‬بموع الفتاكل ُْ‪.ّٔٓ/‬‬
‫(ٔ) سورة الكهف‪.َُُ :‬‬

‫ُّٓ‬
‫بشر‬
‫قاؿ ابن جرير ُب تفسّبه ‪٥‬بذه اآلية‪" :‬ق ‪٥‬بؤالء ا‪٤‬بشركْب يا ‪٧‬بمد‪ :‬إمنا أنا ه‬
‫علم رل إال ما علمِب ا﵁‪ ،‬كإف ا﵁ يوحي إرل أف معبودكم‬ ‫مثلكم من بِب آدـ‪ ،‬ال ى‬
‫معبود كاحد‪ ،‬ال ثاشلى لو‪ ،‬كال‬
‫الذم جيب عليكم أف تعبدكه كال تشركوا بو شيئنا‪ :‬ه‬
‫يك لو"(ُ)‪.‬‬
‫شر ى‬
‫بشرا‪ ،‬فإنو يصيبو ما يصيب البشر من أعراض‪ ،‬ك‪٥‬بذا قاؿ ا﵁ تعاذل رادا‬
‫ن‬ ‫ككونو‬
‫على ا‪٤‬بشركْب‪ :‬ﮋﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬
‫ﯭﮊ(ِ)‪ ،‬كلقد ذكر ا﵁‪ُ ‬ب كتابو العزيز األص الذم يخلق منو البشر قاؿ‬
‫تعاذل‪ :‬ﮋﮯﮰﮱ﮲﮳ﯖﯗﯘﯙﯚﯛﮊ(ّ)‪.‬‬
‫قاؿ الشيخ السعدم ‪" :‬كىذا من نعمو تعاذل على عباده‪ ،‬حيث أراىم‬
‫ﮋﮱ ﮲‬ ‫من آثار قدرتو كبديع صنعتو‪ ،‬أ ٍف ىخلى ىق أبا اإلنس كىو آدـ‬
‫جف‪ ،‬فصار لو‬ ‫ْب مبلوؿ‪ ،‬قد أحكم بلو كأتقن‪ ،‬حٌب ٌ‬ ‫﮳ﮊ أم‪ :‬من ط و‬
‫صلصلة كصوت يشبو صوت الفخار الذم طبخ على النار‪.‬‬
‫ﮋﯖ ﯗﮊ أم‪ :‬أبا ا‪١‬بن‪ ،‬كىو إبليس اللعْب ﮋﯘ ﯙ ﯚ ﯛﮊ أم‪:‬‬
‫من ‪٥‬بب النار الصاُب‪ ،‬أك الذم قد خالطو الدخاف‪ ،‬كىذا يدؿ على شرؼ عنصر‬
‫اآلدمي ا‪٤‬بخلوؽ من الطْب كالَباب‪ ،‬الذم ىو ‪٧‬ب الرزانة كالثق كا‪٤‬بنافع‪ٖ ،‬ببلؼ‬
‫عنصر ا‪١‬باف كىو النار‪ ،‬الٍب ىي ‪٧‬ب ا‪٣‬بفة كالطيش كالشر كالفساد"(ْ)‪ ،‬كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮋﯗﯘ ﯙﯚﯛﯜﯝ ﯞﮊ(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) جامع البياف ُب تأكي القرآف ُٖ‪.ُّٓ/‬‬
‫(ِ) سورة الفرقاف‪.َِ :‬‬
‫(ّ) سورة الر‪ٞ‬بن‪.ُْ :‬‬
‫(ْ) تيسّب الكرصل الر‪ٞ‬بن ُب كبلـ ا‪٤‬بناف ُ‪.ِٖٗ/‬‬
‫(ٓ) سورة اإلسراء‪.ّٗ :‬‬

‫ُْٓ‬
‫يقوؿ ابن جرير ُب تفسّبه‪" :‬يقوؿ‪ :‬ى أنا إال عب هد من عبيده من بِب آدـ‪،‬‬
‫فكيف أقدر أف أفع ما سألتموشل من ىذه األمور‪ ،‬كإمنا يقدر عليها خالقي‬
‫رسوؿ أبلغكم ما أي ي‬
‫رسلت بو إليكم‪ ،‬كالذم سألتموشل أف أفعلو‬ ‫كخالقكم‪ ،‬كإمنا أنا ه‬
‫بيد ا﵁ الذم أنا كأنتم عبي هد لو‪ ،‬ال يقدر على ذلك غّبه"(ُ)‪.‬‬
‫(ِ)‬
‫كأتت النصوص الصرحية مبينة أف أكؿ ‪٨‬بلوؽ خلقو ا﵁‪ ‬ىو العرش‬
‫كما ثبت ذلك ُب ا‪٢‬بديث‪ ،‬قاؿ رسوؿ ا﵁ ‪ :‬كاف ا﵁ كدل يكن شيء قبلو‪،‬‬
‫ككاف عرشو على ا‪٤‬باء‪ٍ ،‬ب خلق السموات كاألرض ككتب ُب الذكر ك شيء (ّ)‪.‬‬
‫كقد يقوؿ قائ ه‪ :‬أتنكركف أف النيب نور‪ ،‬كتعارضوف نصوص القرآف؟‪ ،‬قاؿ‬
‫تعاذل‪ :‬ﮋﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡ ﭣ ﭤﭥﭦﭧﭨﮊ(ْ)‪.‬‬
‫كقولو تعاذل‪ :‬ﮋﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮊ(ٓ)‪.‬‬
‫كصف للقرآف(ٔ)‪،‬‬
‫ه‬ ‫فيجاب عليو بأف بعض ا‪٤‬بفسرين ذكر أف ا‪٤‬براد بالنور‪ :‬ىو‬
‫كبعضهم قاؿ‪" :‬يقوؿ ج شأنيو ‪٥‬بؤالء الذين خاطبهم من أى الكتاب‪ :‬قد جاءكم‬
‫نور يعِب بالنور ‪٧‬بم ندا‪ ،‬الذم أنار ا﵁ بو ا‪٢‬بق‪ ،‬كأظهر‬
‫يا أى التوراة كاإل‪٪‬بي من ا﵁ ه‬
‫بو اإلسبلـ‪ ،‬ك‪٧‬بق بو الشرؾ"(ٕ)‪.‬‬
‫(ُ) جامع البياف ُب تأكي القرآف ُٕ‪.ْٓٓ/‬‬
‫(ِ) اختلف العلماء ى القلم أكؿ ا‪٤‬بخلوقات أك العرش‪ ،‬كالراجح أف العرش أكؿ ا‪٤‬بخلوقات‪ ،‬كقاؿ ابن حجر‪" :‬إف‬
‫أكلية القلم بالنسبة إذل ماعدا ا‪٤‬باء كالعرش‪ ،‬أك بالنسبة إذل ما منو صدر من الكتابة‪ ،‬أم قي اكتب أكؿ ما‬
‫خلق" ينظر‪ :‬بغية ا‪٤‬برتاد‪ ،‬صِٕٔ‪ ،‬كالصفدية ِ‪ ،ٕٗ/‬كفتح البارم ٔ‪.ِٖٗ/‬‬
‫(ّ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب التوحيد‪ ،‬باب قوؿ ا﵁ تعاذل‪ :‬ﮋﭬ ﭭ ﭮ ﭯﮊ ُ‪ ، ّٖٔٗ/‬رقم‬
‫ُْٖٕ‪.‬‬
‫(ْ) سورة األحزاب‪.ْٓ :‬‬
‫(ٓ) سورة ا‪٤‬بائدة‪.ُٓ :‬‬
‫(ٔ) ينظر‪ :‬تفسّب ابن كثّب ِ‪ ،ّٓ/‬كتفسّب السعدم ِ‪.ُِٔ/‬‬
‫(ٕ) جامع البياف ُب تأكي القرآف ْ‪.َُْ/‬‬

‫ُٓٓ‬
‫فبل حجةى لكم هبذه اآلية ب استدالؿ ال صلة لو بقولكم‪.‬‬
‫كقاؿ الشاطيب ‪" :‬كمدار الغلط ُب ىذا الفص إمنا ىو على حرؼ كاحد‪،‬‬
‫كىو ا‪١‬به ٗبقاصد الشرع‪ ،‬كعدـ ضم أطرافو بعضها لبعض‪ ،‬فإف مأخذ األدلة عند‬
‫األئمة الراسخْب إمنا ىو على أف تؤخذ الشريعة كالصورة الواحدة ٕبسب ما ثبت من‬
‫كلياهتا كجزئياهتا ا‪٤‬برتبة عليها كعامها ا‪٤‬برتب على خاصها كمطلقها ا﵀موؿ على‬
‫مقيدىا ك‪٦‬بملها ا‪٤‬بفسر ببينها إذل ما سول ذلك من مناحيها ‪ ...‬فشأف الراسخْب‬
‫صورت صورة‬ ‫بعضا كأعضاء اإلنساف إذا ي‬
‫تصور الشريعة صورة كاحدة خيدـ بعضها ن‬ ‫ٌ‬
‫مثمرة كشأف متبعي ا‪٤‬بتشاهبات أخذ دلي و ما أم دلي كاف ن‬
‫عفوا كأخ نذا أكليا كإف‬
‫ئي فكأف العضو الواحد ال يعطي ُب مفهوـ‬ ‫كاف ٍب ما يعارضو من يكل يى أك جز ي‬
‫حكما حقيقيا فمتبعو متبع متشابو كال يتبعو إال من ُب قلبو زيغ ما‬
‫أحكاـ الشريعة ن‬
‫شهد ا﵁ بو‪ ،‬قاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﭣ ﭤﭥﭦ ﭧﮊ(ُ)‪.)ِ( ،‬‬
‫نور من نور ا﵁ إف أيريد بو أنو ه‬
‫نور ذاٌبي من نور ا﵁ فهو‬ ‫"ككصف النيب بأنو ه‬
‫‪٨‬بالف للقرآف الداؿ على بشريتو‪ ،‬كإف أيريد بأنو ه‬
‫نور باعتبار ما جاء بو من الوحي‬ ‫ه‬
‫الذم صار سببنا ‪٥‬بداية من شاء من ا‪٣‬بلق فهذا صحيح‪ ،‬كال شك أف نور الرسالة‬
‫ﮋﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ‬ ‫كا‪٥‬بداية من ا﵁‪ ‬قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬
‫ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ‬
‫ﭭﮊ(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) سورة النساء‪.ُِِ :‬‬


‫(ِ) االعتصاـ ُ‪.ِْْ/‬‬
‫(ّ) سورة الشورل‪.ّٓ-ُٓ :‬‬

‫ُٔٓ‬
‫كليس ىذا النور مكتسبنا من خاًب األكلياء كما يزعمو بعض ا‪٤‬ببلحدة‪ ،‬أما‬
‫دـ ك‪٢‬بم كعظم ‪ ...‬يخلً ًق من و‬
‫أب كأييـ كدل يسبق لو ه‬
‫خلق قب‬ ‫جسمو فهو ه ه‬
‫كالدتو"(ُ)‪.‬‬
‫ﮋﭽ‬ ‫نورا‪ ،‬كليس ىو نور ا﵁ الذم ىو كصفو‪ ،‬كأما قولو تعاذل‪:‬‬
‫"كليس بدنو ن‬
‫ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮊ(ِ) فا‪٤‬براد بالنور ُب ذلك ما بعثو ا﵁ بو‬
‫من الوحي‪ ،‬من عطف ا‪٣‬باص على العاـ‪ ،‬كدل يثبت ُب القرآف كال ُب السنة‬
‫الصحيحة أنو نور عرش ا﵁‪ ،‬فمن زعم ذلك فهو كاذب؛ ألف ذلك يتناَب مع كماؿ‬
‫ا﵁‪.)ّ("‬‬
‫كقاؿ ابن تيمية ‪" :‬ككذلك ما ذيكر من أف ا﵁ قبض من نور كجهو قبضة‬
‫كنظر إليها فعرقت كدلقت‪ ،‬فخلق من ك قطرةو نبيا‪ ،‬كأف القبضة كانت ىي النيب‬
‫كذب باتفاؽ أى ا‪٤‬بعرفة ٕبديثو"(ْ)‪.‬‬
‫أيضا ه‬
‫كب درم فهذا ن‬
‫‪ ،‬كأنو بقي كو ه‬
‫يخلق ‪٩‬با يخيلق منو البشر‪ ،‬كدل يخيلق أح هد من البشر من‬ ‫أيضا‪" :‬كالنيب‬
‫كقاؿ ن‬
‫نور‪ ،‬ب قد ثبت ُب الصحيح عن النيب أنو قاؿ‪ :‬إف ا﵁‪ ‬خلق ا‪٤‬ببلئكة من‬
‫نور؛ كخلق إبليس من مارج من نار؛ كخلق آدـ ‪٩‬با كصف لكم (ٓ)‪ ،‬كليس تفضي‬
‫بعض ا‪٤‬بخلوقات على بعض باعتبار ما يخلقت منو فقط‪ ،‬ب قػد خيلق ا‪٤‬بؤمن من كافػر؛‬
‫كالكافػر من مؤمػن‪ ،‬كابن نوح منو ككإبراىيم من آزر‪ ،‬كآدـ خلقػو ا﵁ من طْب‪ :‬فلما‬
‫(ُ) فتاكل اللجنة الدائمة للبحوث العلمية كاإلفتاء ُ‪.ُِٓ/‬‬
‫(ِ) سورة ا‪٤‬بائدة‪.ُٓ :‬‬
‫(ّ) فتاكل اللجنة الدائمة للبحوث العلمية كاإلفتاء ُ‪ ،ّْٔ/‬كْٕٔ‪.‬‬
‫(ْ) ‪٦‬بموع الفتاكل ُٖ‪.ّٔٔ/‬‬
‫(ٓ) أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب الزىد كالرقائق‪ ،‬باب ُب أحاديث متفرقة‪ ،ِِْٗ/ْ ،‬رقم ِٔٗٗ‪.‬‬

‫ُٕٓ‬
‫و‬
‫شيء‬ ‫سػواه كنفخ فيو من ركحو كأسجػد لو ا‪٤‬ببلئكػة‪ ،‬كفضلو عليهم بتعليمػو أ‪٠‬باء ك‬
‫كبأف خلقػو بيديو؛ كبغّب ذلك‪ ،‬فهو كصا‪٢‬بو ذريتو أفض من ا‪٤‬ببلئكة؛ كإف كاف ىؤالء‬
‫‪٨‬بلوقْب من طْب‪ ،‬كىؤالء من نور"(ُ)‪.‬‬
‫أن الكون ُخلِ َق من أجل َّ‬
‫محمد‬ ‫ي ابن عجيبة َّ‬ ‫ثانيًا‪ :‬رأ ُ‬
‫مد ‪ ،‬كيى ٍستىدؿ‬ ‫يرل ابن عجيبة أف ‪ٝ‬بيع ما ُب الكوف يخلً ىق من أج النيب ‪٧‬بم ود‬
‫بشبهات أتوا هبا من عند أنفسهم‪ ،‬كىي‪:‬‬ ‫و‬ ‫كغّبه من الصوفية‬
‫ت األفبلؾ"(ِ)‪.‬‬ ‫ُ‪ -‬حديث‪" :‬لوالؾ ما خلً ىقت الكو يف‪ ،‬أك ما خلً ىق ً‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الربدة‪:‬‬ ‫و‬
‫كقاؿ ُب شرحو لبيت من أبيات ي‬
‫الع ػ ػ ػ ػ ىدًـ‬
‫لػ ػ ػ ػػواله دل ى‪ٚ‬ب ػ ػ ػ ػرج الػ ػ ػ ػػدنيا مػ ػ ػ ػػن ى‬ ‫ككيػ ػػف ت ػ ػػدعو إذل ال ػ ػػدنيا ض ػ ػػركرىة ىم ػ ػن‬
‫"ككيف تدعو إذل طلب الدنيا كا‪٤‬بي إليها ضركرة ‪٨‬بلوؽ عظيم لواله دل ‪ٚ‬برج‬
‫ىي من العدـ‪ ،‬من كاف سببنا ُب خلق الدنيا كيف حيتاج إليها كإمنا خلقت من‬
‫(ّ)‬
‫ط من ا‪٢‬بديث ا‪٤‬بوضوع‪ :‬لوالؾ ما خلقت‬ ‫أجلو" ‪ ،‬كشرحو ‪٥‬بذا البيت مستنب ه‬
‫الدنيا (ْ)‪.‬‬
‫غفرت‬ ‫و‬
‫ِ‪ -‬حديث‪٤ :‬با اقَبؼ آدـ ا‪٣‬بطيئة قاؿ‪ :‬يا رب أسألك ٕبق ‪٧‬بمد ‪٤‬با ى‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل ُُ‪.ْٗ/‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ٓ‪ ،ٗ/‬كينظر‪ :‬فضائ نور سيد ا‪٤‬برسلْب كذكر أطواره ُب العا‪٤‬بْب‪ ،‬صِِٕ‪ ،‬تقييداف ُب كحدة‬
‫الوجود‪ ،‬صٖ‪.‬‬
‫(ّ) شرح الربدة‪ ،‬صَٗ‪.‬‬
‫موضوع ال شك فيو‪ ،‬كَب إسناده ‪٦‬بهولوف كضعفاء‪،‬‬
‫ه‬ ‫حديث‬
‫ه‬ ‫(ْ) ذكره ابن ا‪١‬بوزم ُب ا‪٤‬بوضوعات كقاؿ عنو‪ :‬ىذا‬
‫كالضعفاء أبو السكْب كإبراىيم من اليسع‪ ،‬كقاؿ الدارقطِب‪ :‬أبو السكْب ضعيف‪ ،‬كإبراىيم كحيٓب البصرم‬
‫مَبككاف‪ ،‬كقاؿ أ‪ٞ‬بد بن حنب ‪ :‬حرقنا حديث حيٓب البصرم‪ ،‬كقاؿ الفبلس‪ :‬كاف كذابنا حيدث أحاديث‬
‫موضوعة‪ .‬كقاؿ الدارقطِب‪ :‬مَبكؾ‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بوضوعات ُ‪.ِٖٗ/‬‬

‫ُٖٓ‬
‫فت ‪٧‬بم ندا؟ قاؿ‪ :‬ألنك ‪٤‬با خلقتِب بيدؾ كنفخت ُب من ركحك‬
‫رل؟ قاؿ‪ :‬ككيف عر ى‬
‫أيت على قوائم العرش مكتوبنا (ال إلو إال ا﵁ ‪٧‬بمد رسوؿ ا﵁)‬
‫فعت رأسي فر ي‬‫ر ي‬
‫صدقت يا آدـ كلوال‬
‫ى‬ ‫فعلمت أنك دل تضف إذل ا‪٠‬بك إال أحب ا‪٣‬بلق إليك‪ ،‬قاؿ‪:‬‬
‫ي‬
‫‪٧‬بم هد ما خلقتيك (ُ)‪.‬‬
‫كىذا باط ه‪ ،‬فا‪٤‬بقرر ُب نصوص الشريعة أف ا﵁‪ ‬دل خيلق ى‬
‫آدـ كال غّبه‬
‫ﮋﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ‬ ‫من أج أحد‪ ،‬ب خلق الك لعبادتو‪ ،‬قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﭸﮊ(ِ)‪.‬‬
‫‪" :‬ىذه الغاية‪ ،‬الٍب خلق ا﵁ ا‪١‬بن كاإلنس ‪٥‬با‪،‬‬ ‫قاؿ الشيخ السعدم‬
‫كبعث ‪ٝ‬بيع الرس يدعوف إليها‪ ،‬كىي عبادتو‪ ،‬ا‪٤‬بتضمنة ‪٤‬بعرفتو ك‪٧‬ببتو‪ ،‬كاإلنابة إليو‪،‬‬
‫كاإلقباؿ عليو‪ ،‬كاإلعراض عما سواه‪ ،‬كذلك يتضمن معرفة ا﵁ تعاذل‪ ،‬فإف ‪ٛ‬باـ العبادة‬
‫العبد معرفةن لربو كانت عبادتو أكم ‪ ،‬فهذا‬ ‫ف على ا‪٤‬بعرفة با﵁‪ ،‬ب يكلما ازداد ي‬‫متوق ه‬
‫الذم خلىق ا﵁ ا‪٤‬بكلفْب ألجلو‪ ،‬فما خلقهم و‬
‫‪٢‬باجة منو إليهم"(ّ)‪.‬‬ ‫ى ي‬
‫تيميةةية ‪ ..." :‬كأما تصحيح‬‫ابن يم‬
‫يمي‬
‫مي‬ ‫أما ا‪٢‬بديث الذم ذكره ا‪٢‬باكم فقاؿ عنو ي‬
‫ا‪٢‬باكم ‪٥‬بذا ا‪٢‬بديث كأمثالو فهذا ‪٩‬با أنكره عليو أئمة العلم با‪٢‬بديث‪ ،‬كقالوا‪ :‬إف‬
‫ا‪٢‬باكم ييصحح أحاديث كىي موضوعة مكذكبة عند أى ا‪٤‬بعرفة با‪٢‬بديث ‪...‬؛‬
‫ك‪٥‬بذا كاف أى العلم با‪٢‬بديث ال يعتمدكف على ‪٦‬برد تصحيح ا‪٢‬باكم‪ ،‬كإف كاف‬
‫غالب ما يصححو فهو صحيح‪ ،‬لكن ىو ُب ا‪٤‬بصححْب ٗبنزلة الثقة الذم يكثر‬
‫(ُ) أخرجو ا‪٢‬باكم ُب مستدركو على الصحيحْب ِ‪ ،ُٔٓ/‬كالطرباشل ُب معجمو الصغّب ِ‪ ،ِٖ/‬كالبيهقي ُب دالئ‬
‫النبوة ٓ‪ ،ْٖٗ/‬كضعفو األلباشل ُب السلسلة الضعيفة ُ‪.َْٓ/‬‬
‫(ِ) سورة الذاريات‪.ٓٔ :‬‬
‫(ّ) تيسّب الكرصل الر‪ٞ‬بن ُب تفسّب كبلـ ا‪٤‬بناف ُ‪.ُّٖ/‬‬

‫ُٗٓ‬
‫غلطو‪ ،‬كإف الصواب أغلب عليو كليس فيمن يصحح ا‪٢‬بديث أضعف من تصحيحو‬
‫‪ ...‬كمث ىذا ال جيوز أف تيبُب عليو الشريعة‪ ،‬كال يحيتج بو ُب الدين باتفاؽ ا‪٤‬بسلمْب؛‬
‫فإف ىذا من جنس اإلسرائيليات ك‪٫‬بوىا‪ ،‬الٍب ال تيعلم صحتيها إال بنق و و‬
‫ثابت عن‬
‫النيب ‪ ...‬كال ينق ذلك كال ما يشبهو أح هد من ثقات علماء ا‪٤‬بسلمْب الذم‬
‫يعتمد على نقلهم"(ُ)‪.‬‬
‫كأما حديث‪" :‬لوالؾ ‪٤‬با خلقت األفبلؾ" فقاؿ عنو‪ :‬الشيخ األلباشل‪" :‬إنو‬
‫حديث موضوع"‪ ،‬كتعقب قوؿ القارم(ِ) فقاؿ‪" :‬كأما قوؿ الشيخ القارم‪ :‬لكن‬ ‫ه‬
‫(ّ)‬
‫معناه صحيح‪ ،‬فقد ركل الديلمي عن ابن عباس ن‬
‫مرفوعا‪ :‬أتاشل جربي فقاؿ‪ :‬يا‬
‫‪٧‬بمد لوالؾ ‪٤‬با يخلقت ا‪١‬بنة‪ ،‬كلوالؾ ما يخلقت النار كُب ركاية ابن عساكر(ْ)‪:‬‬
‫ليق إال بعد ثبوت ما نقلو‬
‫ا‪١‬بزـ بصحة معناه ال يى ي‬
‫لوالؾ ما خلقت الدنيا فأقوؿ‪ :‬ي‬
‫كنت دل أقف على سنده‪،‬‬ ‫أحدا تعرض لبيانو‪ ،‬كأنا كإف ي‬
‫عن الديلمي‪ ،‬كىذا ‪٩‬با دل ىأر ن‬
‫(ُ) التوس كالوسيلة‪ ،‬صٖٓ‪ ،ٖٕ ،‬كينظر‪ :‬لساف ا‪٤‬بيزاف ّ‪.َّٔ-ّٓٗ/‬‬
‫(ِ) ىو‪ :‬أ‪ٞ‬بد بن عبد ا﵁ القارم‪ ،‬ابن ‪٧‬بمد بشّب خاف‪ ،‬قاض حجازم‪ ،‬من أص ىندم‪ ،‬كلد سنة َُّٗىػ‬
‫كتعلم ُب ا‪٤‬بدرسة الصولتية ٗبكة‪ ،‬كعلم هبا‪ ،‬كعْب قاضينا ‪٤‬بدينة جدة سنة َُّْىػ كجع من أعضاء ‪٦‬بلس‬
‫ئيس ا للمحكمة الشرعية الكربل‪ ،‬فأحد أعضاء رئاسة القضاء سنة ُّٕٓ إذل أف‬ ‫الشورل سنة ُّْٗىػ فر ن‬
‫توُب سنة ُّٗٓىػ‪ ،‬لو‪٦( :‬بلة األحكاـ الشرعية ‪-‬خ) على مذىب اإلماـ أ‪ٞ‬بد بن حنب ‪ُ ،‬ب ‪٫‬بو ألف مادة‪،‬‬
‫عاجلو األج قب طبعها‪ .‬ينظر‪ :‬األعبلـ ُ‪.ُّٔ/‬‬
‫(ّ) ىو‪ :‬شّبكيو بن شهر دار بن شّبكيو بن فناخسرك بفاء كنوف كخاء معجمة كسْب كراء مهملتْب بعدمها كاك‪ ،‬أبو‬
‫شجاع الديلمي ا‪٥‬بمذاشل‪ ،‬ذكره ابن الصبلح فقاؿ‪ :‬كاف ‪٧‬بدثنا كاسع الرحلة حسن ا‪٣‬بىلق كا‪٣‬بيلق‪ ،‬ذكيا صلبنا ُب‬
‫السنة قلي الكبلـ‪ ،‬صنف تصانيف اشتهرت عنو منها‪ :‬كتاب الفردكس‪ ،‬ككتاب ُب حكايات ا‪٤‬بنامات‪ ،‬ككتاب‬
‫تاريخ مهداف‪ ،‬كلد سنة ْْٓىػ‪ ،‬كتوُب ُب رجب سنة َٗٓىػ‪ ..‬ينظر‪ :‬طبقات الشافعية ُ‪.ِٖٓ/‬‬
‫(ْ) ىو‪ :‬أبو القاسم‪ ،‬علي بن ا‪٢‬بسْب بن ىبة ا﵁ ا‪٤‬بعركؼ بابن عساكر‪ ،‬لو مصنفات عدة منها‪ :‬تاريخ ابن‬
‫عساكر‪ ،‬اإلشراؼ على معرفة األطراؼ‪ ،‬كشف ا‪٤‬بغطى ُب فض ا‪٤‬بوطأ‪ ،‬ككانت كفاتو سنة ُٕٓىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب‬
‫أعبلـ النببلء َِ‪.َٕٓ/‬‬

‫َِٓ‬
‫فإشل ال أتردد ُب ضعفو‪ ،‬كحسبنا ُب التدلي على ذلك تىفرد الديلمي بو ‪.)ُ(" ...‬‬
‫كسئ شيخ اإلسبلـ ابن تيمية ‪ :‬كى ا‪٢‬بديث الذم يذكره بعض الناس‪:‬‬
‫قمرا ؟‪،‬‬
‫مشسا كال نر‬ ‫أرضا كال ‪٠‬باءن كال ن‬
‫عرشا كال كرسيا كال ن‬ ‫لوالؾ ما خلق ا﵁ ن‬
‫فأجاب‪٧ :‬بم هد سيد كلد آدـ‪ ،‬كأفض ا‪٣‬بلق كأكرمهم عليو‪ ،‬كمن ىنا قاؿ من قاؿ‪:‬‬ ‫ى‬
‫عرشا‪ ،‬كال كرسيا‪ ،‬كال ‪٠‬باءن‪ ،‬كال‬
‫إف ا﵁ خلق من أجلو العادل أك إنو لوال ىو ‪٤‬با خلق ن‬
‫صحيحا كال‬
‫ن‬ ‫قمرا‪ ،‬لكن ليس ىذا حديثنا عن النيب ال‬ ‫مشسا‪ ،‬كال ن‬
‫أرضا‪ ،‬كال ن‬
‫ن‬
‫ضعي نفا‪ ،‬كدل ينقلو أح هد من أى العلم با‪٢‬بديث عن النيب ‪ ،‬ب كال ييعرؼ عن‬
‫كبلـ ال يي ٍدرل قائلو"(ِ)‪.‬‬
‫الصحابة ‪ ،‬ب ىو ه‬
‫و‬
‫بإسناد حس ون كال‬ ‫أيضا‪" :‬ىذا ا‪٢‬بديث دل ينقلو أح هد عن النيب ال‬ ‫كيقوؿ ن‬
‫صحيح ب كال ضعيف يستأنس بو‪ ،‬كيعتضد بو‪ ،‬كإمنا نيق ىذا كأمثالو كما تينق‬
‫اإلسرائيليات الٍب كانت ُب أى الكتاب‪ ،‬كتينق عن مث كعب(ّ)‪ ،‬ككىب(ْ) ‪...‬‬
‫كمسلمة أى الكتاب‪ ،‬أك غّب مسلمتهم أك عن كتبهم ‪ ...‬كيكفيك أف ىذا‬
‫شيء من دكاكين ا‪٢‬بديث الٍب ييعتمد عليها"(ٓ)‪.‬‬ ‫ا‪٢‬بديث ليس ُب و‬

‫(ُ) سلسلة األحاديث الضعيفة كا‪٤‬بوضوعة ُ‪ ،َْٓ/‬كذكره ابن ا‪١‬بوزم ُب ا‪٤‬بوضوعات ُ‪ ،ِٖٗ-ِٖٖ/‬كقاؿ عنو‬
‫الشوكاشل‪ :‬موضوع‪ ،‬ينظر‪ :‬الفوائد اجملموعة ُب األحاديث ا‪٤‬بوضوعة‪ ،‬صِّٔ‪.‬‬
‫(ِ) ‪٦‬بموع الفتاكل ُُ‪.ٖٔ/‬‬
‫(ّ) ىو‪ :‬كعب بن ماتع ا‪٢‬بمّبم‪ ،‬اليماشل‪ ،‬العبلمة‪ ،‬ا‪٢‬برب‪ ،‬الذم كاف يهوديا‪ ،‬فأسلم بعد كفاة النيب ﷺ‪ ،‬كقدـ‬
‫فجالس أصحاب ‪٧‬بمد ﷺ كيأخذ السنن عن الصحابة‪ ،‬ككاف حيدثهم‬ ‫ا‪٤‬بدينة من اليمن ُب أياـ عمر‬
‫عن اإلسرائيليات‪ ،‬حدث عنو‪ :‬أبو ىريرة‪ ،‬كمعاكية‪ ،‬كابن عباس‪ ،‬توُب ٕبمص ذاىبنا للغزك ُب أكاخر خبلفة‬
‫عن مائة كأربع سنْب‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعبلـ النببلء ّ‪.ْٖٗ/‬‬ ‫عثماف‬
‫كابن‬ ‫(ْ) ىو‪ :‬أبو عبد ا﵁‪ ،‬كىب بن منبو بن كام بن سيج األنبارم اليماشل‪ ،‬أخذ عن بعض الصحابة‬
‫كحبس‪ ،‬كضرب الهتامو بالقدر‪ ،‬كرل قضاء صنعاء‪ ،‬مات سنة ُُْىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعبلـ‬ ‫عباس‪ ،‬كقد امتحن‪ ،‬ي‬
‫النببلء ْ‪.ْْٓ/‬‬
‫(ٓ) االستغاثة ُب الرد على البكرم‪ ،‬صُّْ‪.‬‬

‫ُِٓ‬
‫قولو‪ :‬ﮋﰃ ﰄ ﰅ‬ ‫"كالسموات كاألرض يخلقت ‪٤‬با ذكره ا﵁ ‪ُ ‬ب‬
‫ﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐﰑﰒﰓﰔﰕﰖﰗﰘﰙ‬
‫أساس لو من‬
‫ى‬ ‫ال‬ ‫مكذكب على النيب‬
‫ه‬ ‫ﰚﮊ(ُ)‪ ،‬أما ا‪٢‬بديث ا‪٤‬بذكور فهو‬
‫الصحة"(ِ)‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬تقسيم ابن عجيبة للنَّاس في طريقة صالتهم على النبي‬
‫"قسم ييصلوف على صورتو البشرية‪ :‬كىم أى الدلي كالربىاف‪ ،‬فهم‬ ‫ه‬ ‫قاؿ‪:‬‬
‫يشخصوهنا ُب قلوهبم ُب حاؿ الصبلة عليو‪ ،‬فإذا أكثركا من الصبلة با‪٢‬بضور ثبتت‬
‫كثّبا‪ ،‬كرٗبا تشك ركحو الكردية على صورة‬
‫الصورة الكردية ُب قلوهبم‪ ،‬فّبكنو ُب ا‪٤‬بناـ ن‬
‫جسده الطيب فّبكنو يقظة‪.‬‬
‫كقسم ييصلوف على ركحو النورانية‪ ،‬كىم أى الشهود من السائرين؛ فهم‬ ‫ه‬
‫يصلوف على نوره الفائض من ا‪١‬بربكت‪ ،‬فيشاىدكنو ُب غالب أكقاهتم على قدر‬
‫حضورىم كشهودىم‪.‬‬
‫سم ييصلوف على نوره األصلي‪ ،‬الذم ىو نور األنوار‪ ،‬كىم أى الرسوخ‬ ‫ً‬
‫كق ه‬
‫كالتمكْب من أى الشهود كالعياف‪ ،‬كىؤالء ال يغيب عنهم النيب طرفة عْب"(ّ)‪.‬‬
‫‪ ،‬كمنهم من يدرؾ ركحو‪،‬‬ ‫أيضا‪" :‬فمنهم من يدرؾ شيئنا من سره‬‫كيقوؿ ن‬
‫كمنهم من يدرؾ عقلو‪ ،‬كمنهم من يدرؾ نفسو ‪ ،‬فأى الرسوخ‬
‫كالتمكْب يدركوف سره ‪ ،‬كال يغيب عنهم طرفة عْب ‪.)ْ("...‬‬
‫(ُ) سورة الطبلؽ‪.ُِ :‬‬
‫(ِ) فتاكل اللجنة الدائمة ُ‪.ُِّ/‬‬
‫(ّ) الفتوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صٔ‪.‬‬
‫(ْ) شرح صبلة ابن مشيش‪ ،‬صِِ‪.‬‬

‫ِِٓ‬
‫كىذا كلو باط ؛ إذ ا‪٤‬بعتقد الصحيح ا‪٤‬بستمد من الوحيْب كا‪٤‬بقرر ُب عقيدة‬
‫أى السنة كا‪١‬بماعة أف النيب قد مات‪ ،‬كال ديكن و‬
‫ألحد مهما بلغت منزلتو أف‬
‫يراه يقظة‪ ،‬ب حدثت بعد كفاتو مصائب عظاـ ككاف الصحابة ُب حاجتو‪ ،‬منها‬
‫حرب صفْب‪ ،‬كموقعة ا‪١‬بى ىم ‪ ،‬كال يعق أف يغفلوا عن األسباب الٍب ٘بعلهم يركنو‬
‫يقظةن‪.‬‬
‫قاؿ القرطيب معل نقا على قوؿ الصوفية الذين جوزكا رؤية النيب يقظةن‪" :‬كىذا‬
‫قوؿ يدرؾ فساده بأكائ العقوؿ‪ ،‬كيلزـ عليو أف ال يراه أح هد إال على صورتو الٍب مات‬ ‫ه‬
‫آف ك و‬
‫احد ُب مكانْب‪ ،‬كأف حييا اآلف‪ ،‬كخيرج من قربه كديشي‬ ‫عليها‪ ،‬كأف ال يراه رائياف ُب و‬
‫ُب األسواؽ‪ ،‬كخياطب الناس كخياطبوه‪ ،‬كيلزـ من ذلك أف خيلو قربه من جسده فبل‬
‫يبقى من قربه فيو شيء‪ ،‬فيزار ‪٦‬برد القرب كييسلم على غائب؛ ألنو جائز أف يرل ُب اللي‬
‫كالنهار مع اتصاؿ األكقات على حقيقتو ُب غّب قربه‪ ،‬كىذه جهاالت ال يلتزـ هبا من لو‬
‫أدسل مسكة من عق "(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابن تيمية ‪" :‬كالنيب قاؿ‪ :‬من رآشل ُب ا‪٤‬بناـ فقد رآشل حقا فإف‬
‫الشيطاف ال يتمث ُب صورٌب قاؿ ابن عباس‪ُ :‬ب صورتو الٍب كاف عليها ُب حياتو‪،‬‬
‫أحدا من ا‪٤‬بوتى جييء بنفسو للناس‬
‫كىذه رؤية ُب ا‪٤‬بناـ‪ ،‬كأما ُب اليقظة فمن ظن أف ن‬
‫عيانا قب يوـ القيامة فمن جهلو"(ِ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬ككثّبه من ىؤالء يظن أف النيب نفسو أك غّبه من األنبياء أك‬
‫كيقوؿ ن‬
‫الصا‪٢‬بْب يأتيو ُب اليقظة‪ ،‬كمن يرل ذلك ٍب قرب النيب أك الشيخ كىو صادؽ ُب‬
‫(ُ) ا‪٤‬بفهم ‪٤‬با أشك من تلخيص مسلم ٖ‪.ُّٓ/‬‬
‫(ِ) ‪٦‬بموع الفتاكل ُّ‪.ْٗ/‬‬

‫ِّٓ‬
‫أنو إياه من قاؿ‪ :‬إنو النيب‪ ،‬أك الشيخ‪ ،‬أك قي لو ذلك فيو‪ ،‬لكن غلط حيث ظن‬
‫صدؽ أكلئك‪.‬‬
‫كالذم لو عق كعلم يعلم أف ىذا ليس ىو النيب تارة ‪٤‬با يراه منهم من‬
‫‪٨‬بالفة الشرع‪ ،‬مث أف يأمركه ٗبا خيالف أمر ا﵁ كرسولو‪ ،‬كتارة يعلم أف النيب ما‬
‫أحدا من أصحابو بعد موتو ُب اليقظة‪ ،‬كال كاف خياطبهم من قربه‪ ،‬فكيف‬ ‫كاف يأٌب ن‬
‫يكوف ىذا رل‪ ،‬كتارة يعلم أف ا‪٤‬بيت دل يقم من قربه‪ ،‬كأف ركحو ُب ا‪١‬بنة ال تصّب ُب‬
‫الدنيا ىكذا"(ُ)‪.‬‬
‫‪" :‬كاآليات القرآنية‪ ،‬كاألحاديث النبوية‪ ،‬كا‪٤‬بعلوـ من‬ ‫كقاؿ الصنعاشل‬
‫ﮋﭾ‬ ‫الضركرة الدينية‪ ،‬أف من ىك ىاراهي القرب ال خيرج منو إال ُب ا﵀شر‪ ،‬قاؿ اللو تعاذل‪:‬‬
‫يخر‪ ،‬كقاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﮣ‬ ‫و‬ ‫(ِ)‬
‫ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮊ ‪ ،‬كدل يق ‪ :‬تى ىارات أ ىى‬
‫(ّ)‬
‫ﮤ ﮥ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮊ ‪ ،‬كقاؿ ا﵁ تعاذل‪ :‬ﮋﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬

‫ﭾ ﭿ ﮀﮊ(ْ)‪ ،‬كأما األحاديث النبوية فإهنا متواترة‪ :‬أف من أ ٍيد ًخ ى قربه ال خيرج‬
‫منو إال عند النفخة الثانية ُب الصور ‪ ...‬كبا‪١‬بملة‪ ،‬فالقوؿ ٖبركج ا‪٤‬بيت من قربه‪،‬‬
‫قوؿ ‪٨‬بالف للعق كالنق "(ٓ)‪.‬‬ ‫كبركزه بشخصو لقضاء أغراض األحياء ه‬

‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل ُّ‪.ٕٖ/‬‬


‫(ِ) سورة طو‪.َٓ :‬‬
‫(ّ) سورة عبس‪.ِِ-ُِ :‬‬
‫(ْ) سورة يس‪.ُّ :‬‬
‫(ٓ) اإلنصاؼ ُب حقيقة األكلياء كما ‪٥‬بم من الكرامات كاأللطاؼ‪ ،‬صُٓ‪.‬‬

‫ِْٓ‬
‫انفصم اخلبيص‪:‬‬
‫آراؤِ يف اإلميبٌ ثبنيٕو اآلخر‬
‫كفيو ثبلثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أشراط الساعة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أحواؿ اليوـ اآلخر‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬ا‪١‬بنة كالنار‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬أشراط الساعة‬

‫أول‪:‬اتعريفااألشراطافيااللغةا‬
‫ًا‬
‫األشراط ‪ٚ‬تع َشَرط‪- ،‬بالتحريك‪ -‬وىو العالمة(‪.)1‬‬
‫علوـ متعلق بأمر يقع بوقوعو‪ ،‬وذلك األمر‬ ‫ط‪ :‬كل حك ٍم م ٍ‬ ‫قاؿ الراغب‪ :‬الشر ُ‬
‫كالعالمة لو ‪ ...‬وأشراط الساعة عالماهتا(‪.)2‬‬
‫فشَر َط لو على كذا‬‫شارطو َ‬
‫الفعل‪َ :‬‬
‫ط‪ :‬معروؼ يف البيع‪ ،‬و ُ‬ ‫وقاؿ ا‪٠‬تليل‪" :‬الشر ُ‬
‫الفعل‪َ :‬شَرط يَش ِرط‪ ،‬والبزغُ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫وكذا‪ ،‬يَش ِر ُ‬
‫ط‪ :‬بَػزغُ ا‪ٟ‬تجاـ بالػمشَرط‪ ،‬و ُ‬ ‫ط لو‪ ،‬والشر ُ‬
‫ا‪ٞ‬تميع‪ :‬الش ُرط‪ ،‬فإذا‬ ‫ٍ‬
‫ط‪ :‬شبو ُخيُوط تفتل من ا‪٠‬تُوص‪ ،‬و ُ‬ ‫ط الضعيف‪ ،‬والشري ُ‬ ‫الشر ُ‬
‫سار‪ ،‬قاؿ اهلل تعاىل‪ :‬ﮋﮅ ﮆ ﮇ‬ ‫ِ‬
‫كاف مثلُها من الليف فهي ُد ُسر‪ ،‬والواحد د َ‬
‫(‪)3‬‬
‫يقاؿ إهنما قَػرنا ا‪ٟ‬تمل‪ ،‬وىو‬
‫ود ُس ُرىا‪ُ :‬ش ُرطُها‪ ،‬والشَرطاف‪ :‬كوكباف‪ُ ،‬‬
‫ﮈ ﮉﮊ ُ‬
‫ط الساعة‪:‬‬ ‫ائل كل أم ٍر أشراطَو‪ ،‬وأشرا ُ‬ ‫ٍ‬
‫أو ُؿ َ‪٧‬تم من الربيع‪ ... ،‬ومن ذلك صار أو ُ‬
‫عالماهتا‪ ،‬الواحد َشَرط‪.)4(" ...‬‬
‫وذكر ابن عجيبة ا‪١‬تعٌت اللغوي ألشراط الساعة فقاؿ‪ٚ" :‬تع َشَرط ‪-‬‬
‫(‪)5‬‬
‫أيضا‪" :‬إمنا ُ‪ٝ‬تيت القيامة ساعة لسرعة حساهبا‪،‬‬
‫بالتحريك‪ٔ -‬تعٌت العالمة" ‪ ،‬وقاؿ ً‬
‫أو وقوعها(‪ ،)6‬لقولو تعاىل‪ :‬ﮋﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ ﯚﯛﮊ(‪.)7‬ا‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬لساف العرب‪( ،‬شرط)‪ ،392/7 ،‬والصحاح ‪.1136/3‬‬
‫(‪ )2‬ا‪١‬تفردات ‪.454/1‬‬
‫(‪ )3‬سورة القمر‪.13 :‬‬
‫(‪ )4‬العُت ‪.235-234/6‬‬
‫(‪ )5‬البحر ا‪١‬تديد ‪.366/5‬‬
‫(‪ )6‬ا‪١‬ترجع نفسو ‪.289/2‬‬
‫(‪ )7‬سورة النحل‪.77 :‬‬

‫‪527‬‬
‫ثانيًا‪:‬اتعريفهاافياالشارعا‬
‫ا‬
‫و‪ٝ‬تيت بذلك؛ لسرعة ا‪ٟ‬تساب فيها‪ ،‬أو‬
‫الوقت الذي تقوـ فيو القيامة‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ىي‬
‫ٍ‬
‫بصيحة واحدة(‪.)1‬‬ ‫ألهنا تفجأ الناس يف ٍ‬
‫ساعة فيموت ا‪٠‬تلق كلهم‬
‫‪" :‬وا‪١‬تراد باألشراط‪ :‬العالمات اليت يعقبها قياـ‬ ‫قاؿ ابن حجر‬
‫الساعة"(‪.)2‬‬
‫ثالثًا‪:‬اتقسيماالعلماءاألشراطاالسااعةا‬
‫ا‬
‫قسم العلماء أشرا ط الساعة وفق ثالثة اعتبارات‪:‬‬
‫‪ -1‬زمن خروج األشراط‪ ،‬وىذه قُسمت إىل ثالثة أقساـ‪:‬‬
‫‪ ،‬ومنها‪ :‬بعثتو ‪‬‬ ‫أ‪ -‬ظهر وانقضى وفق ما أخرب بو رسوؿ اهلل‬
‫وموتو‪ ،‬وفتح بيت ا‪١‬تقدس‪ ،‬وظهور نار ا‪ٟ‬تجاز‪ ،‬وغَتىا من األشراط اليت وقعت‬
‫وانقضت‪ ،‬قاؿ السفاريٍت ‪" :‬اعلم أف أشراط الساعة وأماراهتا تنقسم إىل ثالثة‬
‫أقساـ‪ :‬قسم ظهر وانقضى‪ ،‬وىي األمارات البعيدة‪ ،‬وقسم ظهر ومل ينقض‪ ،‬بل اليزاؿ‬
‫يف زيادة حىت إذ ابلغ الغاية ظهر القسم الثالث وىي األمارات القريبة الكبَتة اليت تعقبها‬
‫الساعة‪ ،‬وأهنا تتابع كنظاـ خرزات انقطع سلكها"(‪.)3‬‬
‫ب‪ -‬ظهرت وال تزاؿ تتابع باستمرار مثل كثرة الزالزؿ‪ ،‬وتضييع األمانة‪،‬‬
‫وتوسيد األمر إىل غَت أىلو‪ ،‬واٗتاذ ا‪١‬تساجد طُُرقًا‪ ،‬ورفع العلم‪ ،‬وكثرة ا‪ٞ‬تهل‪ ،‬وغَتىا‬
‫من األشراط الكثَتة‪.‬‬
‫(‪ )1‬النهاية يف غريب ا‪ٟ‬تديث واألثر ‪.464/2‬‬
‫(‪ )2‬فتح الباري ‪.79/13‬‬
‫(‪ )3‬لوامع األنوار البهية ‪.66/2‬‬

‫‪528‬‬
‫‪ ،‬وىي أشراط الساعة‬ ‫ج‪ -‬مل تظهر بعد مثل‪ :‬الدجاؿ‪ ،‬ونزوؿ عيسى‬
‫الكربى ويعقبها قياـ الساعة‪.‬‬
‫‪ -2‬مكاف وقوع األشراط‪.‬‬
‫أ‪ٝ -‬تاوية‪ :‬مثل‪ :‬انشقاؽ القمر‪ ،‬وطلوع الشمس من مغرهبا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أرضية‪ :‬خروج ا‪١‬تسيح الدجاؿ‪ ،‬والدابة‪ ،‬وخروج النار‪ ،‬والريح اليت تقبض‬
‫أرواح ا‪١‬تؤمنُت‪.‬‬
‫‪ -3‬يف نفس الشرط‪ ،‬أىو معتاد أـ ال‪.‬‬
‫يب غَت مألوؼ‪،‬‬‫شكل غر ٍ‬ ‫‪" :‬فأما خروج الدابة على ٍ‬ ‫قاؿ ابن كثَت‬
‫و‪٥‬تاطبتها الناس‪ ،‬وو‪ٝ‬تها إياىم باإلدياف أو الكفر‪ ،‬فأمر خارج عن ‪٣‬تاري العادات‬
‫وذلك أوؿ اآليات األرضية"(‪.)1‬‬
‫ومنهم من قسمها إىل قسمُت‪:‬‬
‫‪ -1‬أشراط صغرى‪ :‬وىي اليت تتقدـ الساعة بأزماف متطاولة‪ ،‬وتكوف من نوع‬
‫ا‪١‬تعتاد‪ ،‬مثل‪ :‬قبض العلم‪ ،‬وظهور ا‪ٞ‬تهل‪ ،‬والتطاوؿ يف البنياف‪.‬‬
‫‪ -2‬أشراط كربى‪ :‬وىي األمور العظاـ اليت تظهر قرب قياـ الساعة‪ ،‬وتكوف‬
‫غَت معتادة‪ ،‬مثل‪ :‬ظهور الدجاؿ‪ ،‬ونزوؿ ا‪١‬تسيح‪ ،‬وخروج الدابة(‪.)2‬‬
‫رابعا‪:‬اوقتاقياماالساعةا‬
‫ًا‬
‫بينت النصوص الشرعية أف معرفة موعد قياـ الساعة من األمور الغيبية اليت مل‬
‫نب مرسل‪ ،‬بل اختص اهلل‪ ‬هبا نفسو‪ ،‬وذكر ابن‬ ‫ك مقرب وال ي‬‫يطلع عليها َملَ ٌ‬
‫(‪ )1‬النهاية يف الفنت وا‪١‬تالحم ‪.214/1‬‬
‫(‪ )2‬ينظر ‪٢‬تذه التقسيمات‪ :‬البعث والنشور‪ ،‬ص‪ ،182‬فتح الباري ‪ ،85/13‬لوامع األنوار ‪ ،66/2‬التذكرة‪ ،‬للقرطب‪،‬‬
‫ص‪ ،624‬اإلرشاد إىل صحيح االعتقاد‪ ،‬ص‪ ،197‬اإلشاعة ألشراط الساعة‪ ،‬ص‪.191 ،153 ،29‬‬

‫‪529‬‬
‫عجيبة ذلك فقاؿ‪" :‬ومن ‪ٚ‬تلة الغيب‪ :‬قياـ الساعة"(‪.)1‬‬
‫ﮋ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭷ‬ ‫قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﭸﭹ ﭺﭻﭼﭽ ﭾﭿﮀﮁﮂﮃ ﮄﮅﮆﮊ(‪.)2‬‬
‫‪( :‬قُل) يا ‪٤‬تمد‬ ‫‪" :‬يقوؿ تعاىل ذكره لنبيو ‪٤‬تمد‬ ‫قاؿ ابن جرير‬
‫لسائليك من ا‪١‬تشركُت عن الساعة مىت ىي قائمة؟‪( :‬ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ)‬
‫الذي قد استأثر اهلل بعلمو‪ ،‬وحجب عنو خلقو غَته‪ ،‬والساعة من ذلك"(‪.)3‬‬
‫ﮋﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ‬ ‫وقاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﰂ ﰃ ﰄﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎﰏﰐ ﰑ ﰒﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗﰘ‬
‫ﰙﮊ(‪.)4‬‬
‫قاؿ ابن سعدي ‪ :‬يقوؿ تعاىل لرسولو ‪٤‬تمد ‪ :‬يسألونك‪ :‬أي ا‪١‬تكذبوف‬
‫لك‪ ،‬عن الساعة‪ ،‬أي مىت وقتها الذي ٕتيء بو‪ ،‬ومىت ٖتل با‪٠‬تلق؟‪.‬‬
‫ص بعلمها‪ ،‬وال يظهرىا لوقتها الذي قدر أف تقوـ‬‫فقل ‪٢‬تم‪ :‬إف اهلل‪٥ ‬تت ي‬
‫أيضا عليهم‪،‬‬
‫فيو إال ىو‪ ،‬وخفي علمها على أىل السماوات واألرض‪ ،‬واشتد أمرىا ً‬
‫فهم من الساعة مشفقوف‪ ،‬وىي تأيت فجأة فلم يستعدوا ويتهيؤوا لقيامها وىم‬
‫مستحف عن السؤاؿ عنها‪ ،‬ومل يعلموا‬
‫ي‬ ‫حريصوف على سؤالك عن الساعة‪ ،‬كأنك‬
‫أنك ‪-‬لكماؿ علمك بربك‪ ،‬وما ينفع السؤاؿ عنو‪ -‬غَت مباؿ بالسؤاؿ عنها‪ ،‬وال‬
‫حريص على ذلك‪ ،‬فلم ال يقتدوف بك‪ ،‬ويكفوف عن االستحفاء عن ىذا السؤاؿ‬
‫(‪ )1‬البحر ا‪١‬تديد ‪.211/4‬‬
‫(‪ )2‬سورة النمل‪.66-65 :‬‬
‫(‪ )3‬جامع البياف يف تأويل القرآف ‪.486/19‬‬
‫(‪ )4‬سورة األعراؼ‪.187 :‬‬

‫‪534‬‬
‫ك مقرب‪ ،‬وىي‬ ‫ا‪٠‬تايل من ا‪١‬تصلحة ا‪١‬تتعذر علمو‪ ،‬فإنو ال يعلمها نب مرسل‪ ،‬وال َملَ ٌ‬
‫من األمور اليت أخفاىا اهلل عن ا‪٠‬تلق‪ ،‬لكماؿ حكمتو وسعة علمو(‪.)1‬‬
‫وقاؿ ابن عجيبة يف تفسَته لآلية السابقة‪" :‬يقوؿ ا‪ٟ‬تق جل جاللو‪ :‬يسألونك‬
‫أي‪ :‬قريش‪ ،‬عن الساعة أي‪ :‬قياـ الناس من قبورىم للحساب‪ ،‬أياف مرساىا أي‪:‬‬
‫مىت إرساؤىا؟‪ ،‬أي‪ :‬ثبوهتا ووقوعها‪ ،‬قل‪ :‬إمنا علمها عند ريب استأثر بعلمها‪ ،‬مل‬
‫مرسال‪ ،‬ال جيليها لوقتها أي‪ :‬ال يظهرىا عند وقت‬‫يُطلِع عليها مل ًكا مقربًا‪ ،‬وال نبيا ً‬
‫وقوعها‪ ،‬إال ىو‪ ،‬وا‪١‬تعٌت إف إخفاءىا يستمر إىل وقت وقوعها‪ ،‬ثقلت يف السماوات‬
‫واألرض‪ :‬عظمت على أىلها من ا‪١‬تالئكة والثقلُت ‪٢‬تو‪٢‬تا‪ ،‬وكأنو إشارة إىل ا‪ٟ‬تكمة يف‬
‫إخفائها‪ ،‬أو ثقلت على السموات واألرض أنفسهما لتبد‪٢‬تما وتغَت حا‪٢‬تما‪ ،‬ال‬
‫تأتيكم إال بغتة فجأة على غفلة"(‪.)2‬‬
‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬ ‫وقاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﭡﮊ(‪.)3‬‬
‫‪ :‬قاؿ‪ٜ :‬تس من الغيب ال يعلمهن إال‬ ‫عن النب‬ ‫وعن أيب ىريرة‬
‫ﮋﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ‬ ‫اهلل ‪ ،‬مث قرأ‪:‬‬
‫ﯻﯼﯽﯾ ﯿﰀﰁ ﰂﰃﰄ ﰅﰆﰇﰈﮊ(‪.)5( ،)4‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬تيسَت الكرًن الر‪ٛ‬تن يف تفسَت كالـ ا‪١‬تناف ‪.314/1‬‬


‫(‪ )2‬البحر ا‪١‬تديد ‪ ،289/2‬و‪.234/7‬‬
‫(‪ )3‬سورة األحزاب‪.63 :‬‬
‫(‪ )4‬سورة لقماف‪.34 :‬‬

‫(‪ )5‬أخرجو البخاري يف صحيحو‪ ،‬كتاب التفسَت‪ ،‬باب ﮋ ﯬ ﯭ ﯮﮊ‪ ،19/1 ،‬رقم ‪.54‬‬

‫‪531‬‬
‫(‪)1‬‬
‫يوما للناس فأتاه جربيل‬
‫ً‬ ‫بارزا‬
‫ً‬ ‫قاؿ‪ :‬كاف النب‬ ‫وعن أيب ىريرة‬
‫فقاؿ‪ :‬ما اإلدياف؟ قاؿ‪ :‬اإلدياف أف تؤمن باهلل‪ ،‬ومالئكتو‪ ،‬وبلقائو‪ ،‬ورسلو‪ ،‬وتؤمن‬
‫بالبعث قاؿ‪ :‬ما اإلسالـ؟ قاؿ‪ :‬اإلسالـ أف تعبد اهلل وال تشرؾ بو‪ ،‬وتقيم‬
‫الصالة‪ ،‬وتؤدي الزكاة ا‪١‬تفروضة‪ ،‬وتصوـ رمضاف قاؿ‪ :‬ما اإلحساف؟ قاؿ‪ :‬أف‬
‫تعبد اهلل كأنك تراه فإف مل تكن تراه فإنو يراؾ قاؿ‪ :‬مىت الساعة قاؿ‪ :‬ما ا‪١‬تسؤوؿ‬
‫عنها بأعلم من السائل (‪.)2‬‬
‫ي ابن عجيبة يف ىذه ا‪١‬تسألة ال خيتلف عن تقريرات أىل السنة وا‪ٞ‬تماعة‪.‬‬ ‫َورأ ُ‬
‫رابعا‪:‬ارأيهافيمااقيلافياتحديداعمراالدنياا‬
‫ًا‬
‫نقل ابن عجيبة يف تفسَت قوؿ اهلل تعاىل‪ :‬ﮋﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮊ(‪،)3‬ا‬
‫قوؿ ابن عطية‪" :‬وأمرىا ‪٣‬تهوؿ التحديد‪ ،‬وكل ما يروى من التحديد يف عمر الدنيا‬
‫فضعيف‪،‬اوعليو ا‪ٞ‬تمهور‪ ،‬يعٍت عدـ التعيُت"(‪.)4‬‬
‫وقد وفق هبذا النقل‪ ،‬الذي ال يشك عاقل أف ٖتديد عمر الدنيا مل ِ‬
‫يأت عن‬ ‫ُ‬
‫رسوؿ اهلل فيو لفظةٌ تصح‪ ،‬قاؿ ابن حزـ‪" :‬فإف اليهود يقولوف‪ :‬للدنيا أربعة‬
‫آالؼ سنة ونيف‪ ،‬والنصارى يقولوف‪ :‬للدنيا ‪ٜ‬تسة آالؼ سنة‪ ،‬وأما ‪٨‬تن فال نقطع‬
‫على عدد معروؼ عندنا‪ ،‬وأما من ادعى يف ذلك سبعة آالؼ سنة‪ ،‬أو أكثر أو أقل‬
‫فقد كذب وقاؿ ما مل يأت قط عن رسوؿ اهلل فيو لفظة تصح‪ ،‬بل صح عنو‬
‫بارزا‪ :‬من الربوز‪ ،‬وىو‪ :‬الظهور‪ .‬ينظر‪ :‬النهاية يف غريب األثر ‪.95/1‬‬
‫(‪ً )1‬‬
‫عن اإلدياف واإلسالـ واإلحساف‬ ‫(‪ )2‬أخرجو البخاري يف ا‪ٞ‬تامع الصحيح‪ ،‬كتاب اإلدياف‪ ،‬باب سؤاؿ جربيل النب‬
‫‪ ،33/1‬رقم ‪.37‬‬
‫(‪ )3‬سورة القمر‪.1 :‬‬
‫(‪ )4‬احملرر الوجيز ‪.211/5‬‬

‫‪532‬‬
‫أمرا ال يعلمو إال اهلل‪ ‬قاؿ اهلل تعاىل‪:‬‬ ‫خالفو بل نقطع على أف للدنيا ً‬
‫ﮋﯛﯜﯝﯞﯟﯠ ﯡﯢ ﯣﯤﯥﯦ ﯧﮊ(‪.)2( ،")1‬‬
‫ويقوؿ ‪٤‬تمد رشيد رضا(‪" :)3‬وما جاء يف اآلثار من أف عمر الدنيا سبعة آالؼ‬
‫سنة مأخوذ من اإلسرائيليات اليت كاف يبثها زنادقة اليهود والفرس يف ا‪١‬تسلمُت"(‪.)4‬‬
‫حديث خيالف صريح القرآف فهو موضوع(‪.)5‬‬ ‫ٍ‬ ‫وذكر العلماء أف أي‬
‫خامسا‪:‬اأشراطاالساعةاالصغرىا‬
‫ًا‬
‫بعضا من أشراط الساعة الصغرى ومنها‪:‬‬
‫عد ابن عجيبة ً‬
‫بعثةاالنبيا ‪.‬‬
‫‪ -1‬بعثةاالنبي‬
‫‪ -2‬انشقاقاالقمر‪.‬‬
‫اهلل‪ :‬ﮋﰀ ﰁ ﰂﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ‬ ‫وذكر ىذا عند تفسَته لقوؿ‬
‫ﰈﮊ(‪.)6‬‬
‫"فقد جاء أشراطها‪ :‬عالماهتا‪ٚ ،‬تع شرط بالتحريك‪ٔ ،‬تعٌت العالمة‪ ،‬وىي‬
‫مبعث ‪٤‬تمد ‪ ،‬وانشقاؽ القمر"(‪ ،)7‬وىذه العالمات اليت ذكرىا ابن عجيبة‬
‫يف تفسَته لآلية‬ ‫صحيحة ودلت عليها النصوص الشرعية‪ ،‬قاؿ ابن كثَت‬
‫(‪ )1‬سورة الكهف‪.51 :‬‬
‫صل ‪ ،84/2‬وينظر‪ :‬النهاية يف الفنت وا‪١‬تالحم ‪.11/1‬‬ ‫ِ‬
‫(‪ )2‬الف َ‬
‫(‪ )3‬ىو‪٤ :‬تمد رشيد بن علي رضا بن ‪٤‬تمد القلموين‪ ،‬بغدادي األصل‪ ،‬ولد سنة ‪1282‬ىػ‪ ،‬أنشأ ‪٣‬تلة ا‪١‬تنار‪ ،‬وتويف‬
‫سنة ‪1354‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬األعالـ ‪.362-361/6‬‬
‫(‪ )4‬تفسَت ا‪١‬تنار ‪.393/9‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬ا‪١‬تنار ا‪١‬تنيف يف الصحيح والضعيف‪ ،‬ص‪ ،73‬وا‪١‬تقاصد ا‪ٟ‬تسنة‪ ،‬ص‪.693‬‬
‫(‪ )6‬سورة ‪٤‬تمد‪.18 :‬‬
‫(‪ )7‬البحر ا‪١‬تديد ‪ ،366/5‬و‪.521/5‬‬

‫‪533‬‬
‫السابقة‪ :‬أي أمارات اقًتاهبا كقولو تعاىل‪ :‬ﮋﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮑ ﮒﮊ(‪،)1‬‬
‫وكقولو‪ :‬ﮋﮈ ﮉ ﮊ‬ ‫وكقولو جلت عظمتو‪ :‬ﮋﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮊ(‪،)2‬‬
‫‪ : ‬ﮋﭑ ﭒ ﭓ‬ ‫ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮊ(‪ ،)3‬وقولو‬
‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﮊ(‪ ،)4‬فبعثة رسوؿ اهلل من أشراط الساعة؛ ألنو خامت الرسل‬
‫الذي أكمل اهلل تعاىل بو الدين‪ ،‬وأقاـ بو ا‪ٟ‬تُجة على العا‪١‬تُت‪ ،‬وقد أخرب بأمارات‬
‫الساعة وأشراطها‪ ،‬وأباف عن ذلك وأوضحو ٔتا مل يؤتو نب قبلو ‪.)5("...‬‬
‫‪-‬وىو يتحدث عن أشراط الساعة‪" :-‬أوُ‪٢‬تا النب ؛ ألنو‬ ‫وقاؿ القرطب‬
‫نب آخر الزماف وقد بعث وليس بينو وبُت القيامة نب"(‪.)6‬ا‬
‫قاؿ‪ :‬كاف رسوؿ اهلل إذا خطب ا‪ٛ‬ترت عيناه‪،‬‬ ‫وعن جابر بن عبد اهلل‬
‫منذر جيش‪ ،‬يقوؿ‪ :‬صبحكم ومساكم‪ ،‬ويقوؿ‪:‬‬ ‫وعال صوتو‪ ،‬واشتد غضبو‪ ،‬حىت كأنو ُ‬
‫بُعثت أنا والساعة كهاتُت ويقرف بُت أصبعيو السبابة والوسطى ‪.)7("...‬‬
‫قاؿ‪ :‬بينما ‪٨‬تن مع رسوؿ اهلل ٔتٌت إذا‬ ‫وعن عبد اهلل بن مسعود‬
‫انفلق القمر فلقتُت فكانت فلقة وراء ا‪ٞ‬تبل وفلقة دونو فقاؿ لنا رسوؿ اهلل ‪:‬‬
‫اشهدوا (‪.)8‬‬
‫(‪ )1‬سورة النجم‪.57-56 :‬‬
‫(‪ )2‬سورة القمر‪.1 :‬‬
‫(‪ )3‬سورة النحل‪.1 :‬‬
‫(‪ )4‬سورة األنبياء‪.1 :‬‬
‫(‪ )5‬تفسَت القرآف العظيم ‪.315/7‬‬
‫(‪ )6‬التذكرة بأحواؿ ا‪١‬توتى وأمور اآلخرة ‪.1219/3‬‬
‫(‪ )7‬أخرجو مسلم يف صحيحو‪ ،‬كتاب صالة ا‪١‬تسافرين وقصرىا‪ ،‬باب ٗتفيف الصالة وا‪٠‬تطبة‪ ،592/2 ،‬رقم ‪.867‬‬
‫(‪ )8‬أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب صفة القيامة وا‪ٞ‬تنة والنار‪ ،‬باب الدخاف‪ ،132/8 ،‬رقم ‪.2844‬‬

‫‪534‬‬
‫‪" :‬وقد جعل اهلل انشقاؽ القمر من عالمات‬ ‫وقاؿ ا‪ٟ‬تافظ ابن رجب‬
‫اقًتاب الساعة كما قاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮊ(‪ )1‬وكاف انشقاقو ٔتكة‬
‫أف يريهم آية‪،‬‬ ‫أف أىل مكة سألوا رسوؿ اهلل‬ ‫قبل ا‪٢‬تجرة"(‪ ،)2‬وعن أنس‬
‫فأراىم انشقاؽ القمر"(‪.)3‬ا‬

‫‪ -3‬قطعااألرحام(‪.)4‬‬

‫جاءت أدلة الكتاب والسنة ‪٤‬تذرًة من قطيعة الرحم؛ ألهنا ٌ‬


‫سبب للعنة‬
‫وا‪ٟ‬ترماف من دخوؿ ا‪ٞ‬تنة‪ ،‬قاؿ اهلل تعاىل‪:‬اﮋﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬

‫ﮆﮇﮊ(‪.)5‬ا‬

‫قاؿ‪ :‬ال تقوـ‬ ‫أف رسوؿ اهلل‬ ‫وعن عبد اهلل بن عمرو بن العاص‬
‫الساعة حىت يظهر الفحش والتفاحش وقطيعة الرحم وسوء اجملاورة (‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬سورة القمر‪.1 :‬‬


‫بعثت بالسيف بُت يدي الساعة‪ ،‬ص‪.14‬‬ ‫(‪ )2‬ا‪ٟ‬تكم ا‪ٞ‬تديرة باإلذاعة من قوؿ النب‬
‫(‪ )3‬أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب صفة القيامة وا‪ٞ‬تنة والنار‪ ،‬باب انشقاؽ القمر‪ ،1158/4 ،‬رقم ‪.2842‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬البحر ا‪١‬تديد ‪ ،366/5‬و‪.371/5‬‬
‫(‪ )5‬سورة ‪٤‬تمد‪.22 :‬‬
‫أيضا‪:‬‬
‫(‪ )6‬أخرجو أ‪ٛ‬تد ‪ ،162/2‬رقم ‪ ،6514‬وا‪ٟ‬تاكم ‪ ،558/4‬رقم ‪ ،8566‬وقاؿ‪ :‬صحيح اإلسناد‪ ،‬وأخرجو ً‬
‫عبد الرزاؽ ‪ ،444/11‬رقم ‪ ،24852‬وا‪ٟ‬تسُت بن ا‪ٟ‬تسن ا‪١‬تروزي يف زوائده على الزىد‪ ،‬البن ا‪١‬تبارؾ‪،‬‬
‫ص‪ ،564‬رقم ‪ ،1614‬والبزار ‪ ،449/6‬رقم ‪ ،2435‬وا‪ٟ‬تديث صحيح‪ ،‬صححو األلباين يف الصحيحة‬
‫‪ ،361/5‬رقم ‪.2288‬‬

‫‪535‬‬
‫سادسا‪:‬اأشراطاالساعةاالكبرىا‬
‫ًا‬
‫‪ -1‬خروجاالدجاال(‪ )1‬وسبباتسميتهابالمسيح‪.‬‬
‫قاؿ ابن عجيبة‪" :‬وأما ا‪١‬تسيح الدجاؿ فإنو ‪٦‬تسوح إحدى العينُت‪ ،‬أو ألنو‬
‫يطوؼ األرض وديسحها‪ ،‬إال مكة وا‪١‬تدينة"(‪.)2‬‬
‫لقد دلت األحاديث الصحيحة على فتنة ا‪١‬تسيح الدجاؿ‪ ،‬وأنو ال يبقى شيء‬
‫قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪ :‬ليس من‬ ‫إال سيطؤه‪ ،‬إال مكة وا‪١‬تدينة‪ ،‬فعن أنس‬
‫نقب إال عليو ا‪١‬تالئكة‬
‫بلد إال سيطؤه الدجاؿ إال مكة وا‪١‬تدينة‪ ،‬ليس لو من نقاهبا ٌ‬
‫صافُت حيرسوهنا‪ ،‬مث ترجف ا‪١‬تدينة بأىلها ثالث رجفات فيخرج اهلل كل كاف ٍر‬
‫ومنافق (‪.)3‬‬
‫أف الدجاؿ قاؿ‪ :‬فأخرج فأسَت يف‬ ‫وجاء يف حديث فاطمة بنت قيس‬
‫األرض‪ ،‬فال أدع قرية إال ىبطتها يف أربعُت ليلة‪ ،‬غَت مكة وطيبة ‪-‬يعٌت ا‪١‬تدينة‪-‬‬
‫احدا ‪-‬منهما‪-‬‬‫فهما ‪٤‬ترمتاف علي كلتامها‪ُ ،‬كلما أردت أف أدخل واحدة‪ ،‬أو و ً‬
‫استقبلٍت َملَك بيده السيف صلتًا يصدين عنها‪ ،‬وإف على كل ٍ‬
‫نقب منها مالئكة‬
‫حيرسوهنا"(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬لفظ الدجاؿ على وزف فعاؿ بفتح أولو‪ ،‬والتشديد من الدجل وىو التغطية‪ ،‬وأصل الدجاؿ معناه‪ :‬ا‪٠‬تلط‪ ،‬يقاؿ‪:‬‬
‫دجاال؛ ألنو يغطي ا‪ٟ‬تق بباطلو‪ ،‬أو‬
‫و‪ٝ‬تي الدجاؿ ً‬ ‫دجل‪ :‬إذا لبس وموه‪ ،‬و‪ٚ‬تع دجاؿ‪ :‬دجالوف‪ ،‬ودجاجلة‪ُ ،‬‬
‫ألنو يغطي على الناس كفره بكذبو و٘تويههم عليو‪ ،‬وتلبيسو عليهم‪ .‬ينظر‪ :‬النهاية يف غريب ا‪ٟ‬تديث ‪،142/2‬‬
‫لساف العرب ‪ ،231/11‬فتح الباري ‪.318/2‬‬
‫(‪ )2‬البحر ا‪١‬تديد ‪.354/1‬‬
‫(‪ )3‬أخرجو البخاري يف صحيحو‪ ،‬كتاب فضائل ا‪١‬تدينة‪ ،‬باب ال يدخل الدجاؿ ا‪١‬تدينة ‪ ،24/2‬رقم ‪.1881‬‬
‫(‪ )4‬أخرجو مسلم يف صحيحو‪ ،‬كتاب الفنت وأشراط الساعة‪ ،‬باب قصة ا‪ٞ‬تساسة‪ ،83/18 ،‬مع شرح النووي‪.‬‬

‫‪536‬‬
‫طويال‬
‫يوما حديثًا ً‬
‫ً‬ ‫قاؿ‪ :‬حدثنا رسوؿ اهلل‬ ‫وعن أيب سعيد ا‪٠‬تدري‬
‫عن الدجاؿ فكاف فيما حيدثنا بو أنو قاؿ‪ :‬يأيت الدجاؿ وىو ‪٤‬ترـ عليو أف يدخل‬
‫نقاب ا‪١‬تدينة‪ ،‬فينتهي إىل بعض السباخ(‪ )1‬اليت تلي ا‪١‬تدينة‪ ،‬فيخرج إليو ٍ‬
‫يومئذ رجل‬
‫ىو خَت الناس ‪-‬أو من خَت الناس‪ -‬فيقوؿ لو‪ :‬أشهد أنك الدجاؿ الذي حدثنا‬
‫رسوؿ اهلل حديثو‪ ،‬فيقوؿ الدجاؿ‪ :‬أرأيتم إف قتلت ىذا مث أحييتو‪ ،‬أتشكوف يف‬
‫األمر؟ فيقولوف‪ :‬ال‪ ،‬فيقتلو مث حيييو‪ ،‬فيقوؿ‪ :‬واهلل ما كنت فيك أشد بصَتة مٍت اليوـ‬
‫اآلف‪ ،‬قاؿ‪ :‬فَتيد الدجاؿ أف يقتلو فال يسلط عليو (‪.)2‬ا‬
‫قاؿ‪:‬‬ ‫وجاءت النصوص مبينة أوصاؼ الدجاؿ فعن أنس بن مالك‬
‫نب إال وقد أنذر أُمتو األعور الكذاب أال إنو أعور‪،‬‬
‫ث ي‬‫قاؿ رسوؿ اهلل ‪ :‬ما بُعِ َ‬
‫وإف ربكم ليس بأعور‪ ،‬ومكتوب بُت عينيو ؾ‪ .‬ؼ‪ .‬ر (‪.)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -2‬نزولاعيسى‬
‫ﮋﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬ ‫قاؿ ابن عجيبة عند تفسَته لقوؿ اهلل تعاىل‪:‬‬
‫ﮧ ﮨﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮊ(‪ ،)4‬يقوؿ ا‪ٟ‬تق جل جاللو‪ :‬وإف من أىل‬
‫الكتاب أي ما من يهودي وال نصراين‪ ،‬أي ا‪١‬توجودين حُت نزولو إال ليؤمنن بعيسى‬
‫قبل موتو أي عيسى‪ ،‬وذلك حُت نزولو من السماء‪ ،‬روي أنو ينزؿ من السماء حُت‬
‫خيرج الدجاؿ فيهلكو‪ ،‬وال يبقى أحد من أىل الكتاب إال ويؤمن بو‪ ،‬حىت تكوف‬
‫(‪ )1‬السباخ‪ :‬بكسر ا‪١‬تهملة ‪ٚ‬تع سبخة ‪٤‬تركة ومسكنة‪ ،‬وىي األرض اليت تعلوىا ا‪١‬تلوحة وال تكاد تنبت إال بعض‬
‫الشجر‪ .‬ينظر‪ :‬النهاية يف غريب ا‪ٟ‬تديث ‪.333/2‬‬
‫(‪ )2‬أخرجو البخاري‪ ،‬كتاب فضائل ا‪١‬تدينة‪ ،‬باب ال يدخل ا‪١‬تدينة الدجاؿ‪ ،21/2 ،‬رقم ‪.1882‬‬
‫(‪ )3‬أخرجو البخاري‪ ،‬كتاب الفنت‪ ،‬باب ال يدخل الدجاؿ ا‪١‬تدينة‪ ،326/4 ،‬رقم ‪.7131‬‬
‫(‪ )4‬سورة النساء‪.159 :‬‬

‫‪537‬‬
‫ا‪١‬تلة واحدة‪ ،‬وىي ملة اإلسالـ‪ ،‬وتقع األمنة حىت يرتع األسود مع اإلبل‪ ،‬والنمور مع‬
‫البقر‪ ،‬والذئاب مع الغنم‪ ،‬ويلعب الصبياف با‪ٟ‬تيات‪ ،‬ويلبث يف األرض أربعُت سنة‪،‬‬
‫مث يتوىف ويصلى عليو ا‪١‬تسلموف ويدفنونو‪ ،‬اوقيل الضمَت يف (بو) إىل عيسى‪ ،‬ويف‬
‫(موتو) إىل الكتايب‪ ،‬أي‪ :‬وإف من أىل الكتاب أحد إال ليؤمنن بعيسى بأنو عبد اهلل‬
‫ورسولو‪ ،‬قبل موتو أي‪ :‬قبل خروج نفس ذلك الكتايب إذا عاين ا‪١‬تلك‪ ،‬فال ينفعو‬
‫حينئذ إديانو؛ ألف كل من نزؿ بو ا‪١‬توت مل ٗترج نفسو حىت يتبُت لو ا‪ٟ‬تق من الباطل‪،‬‬
‫(أحدا) يف معٌت‬
‫ويؤيد ىذا قراءة من قرأ‪{ :‬ليؤمنُن بو قبل موهتم} بضم النوف؛ ألف ً‬
‫ا‪ٞ‬تمع‪ ،‬وىذا كالوعيد ‪٢‬تم والتحريض على معاجلة اإلدياف بو من قبل أف يضطر إليو‬
‫شهيدا يشهد على اليهود بالتكذيب‪،‬‬ ‫ومل ينفعو إديانو‪ ،‬ويوـ القيامة يكوف عليهم ً‬
‫وعلى النصارى بأهنم دعوه ابن اهلل‪ ،‬واهلل تعاىل أعلم"(‪.)1‬‬
‫وقاؿ يف موضع آخر‪" :‬مث يقبض عيسى‪ ،‬ويدفن يف روضتو "(‪.)2‬‬
‫مث قاؿ‪" :‬مث ٗترب الكعبة‪ ،‬مث ينفخ يف الصور للصعق‪ ،‬واقًتب الوعد ا‪ٟ‬تق"(‪.)3‬‬
‫وثابت يف الكتاب والسنة‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ح يق‬ ‫وما ذكره ابن عجيبة من نزوؿ عيسى‬
‫فقد "تواترت األخبار عن النب يف نزوؿ عيسى بن مرًن من السماء إىل األرض‬
‫عند قُرب الساعة‪ ،‬وىذا ىو مذىب أىل السنة"(‪.)4‬‬
‫قاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﮊ إىل قولو تعاىل‪:‬‬
‫ﮋﭑ ﭒ ﭓﮊ(‪ ،)5‬قاؿ ابن جرير ‪" :‬وإف عيسى ظهوره ِعل ٌم يُعلم بو ‪٣‬تيء‬
‫(‪ )1‬البحر ا‪١‬تديد ‪.588/1‬‬
‫(‪ )2‬ا‪١‬ترجع نفسو ‪ 499/3‬و‪.362/1‬‬
‫(‪ )3‬نفسو ‪.499/3‬‬
‫(‪ )4‬عوف ا‪١‬تعبود شرح سنن أيب داود ‪.457/11‬‬
‫(‪ )5‬سورة الزخرؼ‪.64 ،57 :‬‬

‫‪538‬‬
‫دليل على فناء الدنيا‪ ،‬وإقباؿ‬
‫الساعة؛ ألف ظهوره من أشراطها ونزولو إىل األرض ٌ‬
‫اآلخرة"(‪.)1‬‬
‫وقاؿ القرطب ‪ :‬وإنو { َلعلَ ٌم للساعة} (بفتح العُت والالـ) أي‪ :‬أمارة‪ ،‬أي‬
‫عالمة وأمارة على قياـ الساعة‪ ،‬وىذه القراءة مروية عن ابن عباس و‪٣‬تاىد وغَتمها‬
‫من أئمة ا‪ٟ‬تديث(‪.)2‬‬
‫ﮋﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬ ‫وقاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﮮﮊ(‪.)3‬‬
‫‪ ،‬ال يبقى‬ ‫قاؿ ابن جرير الطربي ‪" :‬ذلك عند نزوؿ عيسى ابن مرًن‬
‫أح ٌد من أىل الكتاب إال ليؤمنن بو"(‪.)4‬‬
‫ﮋﮧ ﮨﮊ‬ ‫‪" :‬وحيتمل أف الضمَت يف قولو‪:‬‬ ‫ويقوؿ الشيخ السعدي‬
‫‪ ،‬فيكوف ا‪١‬تعٌت‪ :‬وما من أحد من أىل الكتاب إال ليؤمنن‬ ‫راجع إىل عيسى‬
‫قبل موت ا‪١‬تسيح‪ ،‬وذلك يكوف عند اقًتاب الساعة وظهور عالماهتا‬ ‫با‪١‬تسيح‬
‫الكبار"(‪.)5‬ا‬
‫ﮋﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬ ‫وقاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﮑﮒﮓﮔ ﮕﮊ(‪.)6‬‬
‫(‪ )1‬جامع البياف يف تأويل القرآف ‪.631/21‬‬
‫(‪ )2‬تفسَت القرطب ‪.145/16‬‬
‫(‪ )3‬سورة النساء‪.159 :‬‬
‫(‪ )4‬جامع البياف يف تأويل القرآف ‪.18/6‬‬
‫(‪ )5‬تيسَت الكرًن الر‪ٛ‬تن يف تفسَت كالـ ا‪١‬تناف ‪.213/1‬‬
‫(‪ )6‬سورة ‪٤‬تمد‪.4 :‬‬

‫‪539‬‬
‫قاؿ البغوي ‪" :‬معٌت اآلية‪" :‬أثخنوا ا‪١‬تشركُت بالقتل واألسر حىت يدخل‬
‫أىل ا‪١‬تلل كلها يف اإلسالـ‪ ،‬ويكوف الدين كلو هلل‪ ،‬فال يكوف بعده جهاد وال قتاؿ‪،‬‬
‫وذلك عند نزوؿ عيسى ابن مرًن ‪.)1("‬‬
‫متواترة منها‪:‬‬ ‫واألحاديث يف نزوؿ عيسى‬
‫قاؿ‪ :‬قاؿ‪ :‬رسوؿ اهلل ‪ :‬كيف أنتم إذا أُنزؿ ابن مرًن‬ ‫عن أيب ىريرة‬
‫فيكم وإمامكم منكم؟ (‪.)2‬‬
‫قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪ :‬والذي نفسي بيده؛‬ ‫وعن أيب ىريرة‬
‫دال‪ ،‬فيكسر الصليب‪ ،‬ويقتل ا‪٠‬تنزير‪،‬‬
‫حكما ع ً‬
‫ليوشكن أف ينزؿ فيكم ابن مرًن ً‬
‫ويضع ا‪ٞ‬تزية (ا‪ٟ‬ترب)‪ ،‬ويفيض ا‪١‬تاؿ حىت ال يقبلو أحد‪ ،‬حىت تكوف السجدة‬
‫‪" :‬واقرؤوا إف شئتم‬ ‫خَتا من الدنيا وما فيها مث يقوؿ أبو ىريرة‬
‫الواحدة ً‬
‫ﮋﮠ ﮡﮢﮣ ﮤﮥﮦﮧﮨﮩ ﮪﮫﮬﮭﮮﮊ(‪.)4( ،)3‬‬
‫فال يثبت‪ ،‬والذي‬ ‫أمااقولاابناعجيبة‪ :‬يقبض عيسى‪ ،‬ويدفن يف روضتو‬
‫يظهر أنو استند على ا‪ٟ‬تديث الذي أخرجو ابن عساكر يف تارخيو عن عائشة‬
‫قلت‪ :‬يا رسوؿ اهلل إين أرى أين أعيش من بعدؾ فتأذف يل أف أُدفن إىل‬
‫قالت‪ُ :‬‬
‫جنبك؟ فقاؿ‪ :‬وأىن لك بذلك ا‪١‬توضع؟ ما فيو إال موضع قربي وقرب أيب بكر وقرب‬
‫وقرب عيسى ابن مرًن"(‪.)5‬‬ ‫عمر‬
‫(‪ )1‬معامل التنزيل يف تفسَت القرآف ‪.214/4‬‬
‫‪ ،491/6‬رقم ‪.3265‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجو البخاري‪ ،‬كتاب أحاديث األنبياء‪ ،‬باب نزوؿ عيسى‬
‫(‪ )3‬سورة النساء‪.159 :‬‬
‫(‪ )4‬أخرجو البخاري‪ ،‬كتاب أحاديث األنبياء‪ ،‬باب نزوؿ عيسى ابن مرًن ‪ ،491-494/6‬رقم ‪.2149‬‬
‫(‪ )5‬تاريخ دمشق ‪.523/47‬‬

‫‪544‬‬
‫قاؿ ابن كثَت ‪" :‬وقد ورد يف ذلك حديث ذكره ابن عساكر يف آخر تر‪ٚ‬تة‬
‫مرفوعا أنو يُدفن مع رسوؿ اهلل وأيب بكر‪،‬‬
‫ً‬ ‫يف كتابو عن عائشة‬ ‫ا‪١‬تسيح‬
‫وعمر يف ا‪ٟ‬تجرة النبوية‪ ،‬ولكن ال يصح إسناده"(‪.)1‬‬
‫وقاؿ ا‪ٟ‬تافظ ابن حجر ‪" :‬وروي عنها يف حديث ال يثبت أهنا استأذنت‬
‫النب إف عاشت بعده أف تُدفن إىل جانبو فقاؿ ‪٢‬تا‪ :‬وأىن لك بذلك وليس يف‬
‫ذلك ا‪١‬توضع إال قربي وقرب أيب بكر وعمر وعيسى ابن مرًن"(‪.)2‬‬
‫عن النب‬ ‫أمااقوله‪:‬ا(ثماتخرباالكعبة)‪ ،‬فهو صحيح‪ ،‬فعن أيب ىريرة‬
‫قاؿ‪ :‬خيرب الكعبة ذو السويقتُت من ا‪ٟ‬تبشة (‪.)3‬‬
‫وقوؿ النب ‪ :‬ذو السويقتُت مها‪ :‬تصغَت ساقي اإلنساف لرقتهما وىي صفة‬
‫سوؽ السوداف غالبًا‪ ،‬وال يعارض ىذا قولو تعاىل‪ :‬ﮋﮪ ﮫﮊ(‪)4‬؛ ألف معناه آمنًا‬
‫إىل قرب القيامة(‪.)5‬‬
‫وخرابو يكوف بعد رفع القرآف من صدور الناس ومن ا‪١‬تصاحف‪ ،‬وذلك بعد‬
‫(‪.)6‬‬ ‫موت عيسى‬
‫‪ -3‬خروجايأجوجاومأجوج‪.‬‬
‫فقيل‪ :‬مها ا‪ٝ‬تاف أعجمياف ُمنعا من الصرؼ للعلمية والعُجمة‪ ،‬وعلى ىذا‬
‫(‪ )1‬البداية والنهاية ‪.527/2‬‬
‫(‪ )2‬فتح الباري ‪.66/7‬‬
‫(‪ )3‬أخرجو البخاري‪ ،‬كتاب ا‪ٟ‬تج‪ ،‬باب ىدـ الكعبة‪ ،592/1 ،‬رقم ‪.1596‬‬
‫(‪ )4‬سورة القصص‪.57 :‬‬
‫(‪ )5‬شرح النووي على مسلم ‪.35/18‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬تفسَت القرطب ‪.234/13‬‬

‫‪541‬‬
‫فليس ‪٢‬تما اشتقاؽ؛ ألف األعجمية ال تُشتق من العربية‪ ،‬وقيل‪ :‬بل مها عربياف‪،‬‬
‫واختلف يف اشتقاقهما‪ ،‬فقيل‪ :‬من أجيج النار وىو التهاهبا‪ ،‬وقيل‪ :‬من األجاج وىو‬
‫ا‪١‬تاء الشديد ا‪١‬تلوحة‪ ،‬وقيل‪ :‬من األج وىو سرعة العدو‪ ،‬وقيل‪ :‬من األجة بالتشديد‬
‫وىي االختالط واالضطراب‪ ،‬وقرأ ا‪ٞ‬تمهور‪ :‬ياجوج وماجوج بدوف مهز‪ ،‬وأما قراءة‬
‫عاصم فهي با‪٢‬تمزة الساكنة فيهما(‪.)1‬‬
‫وما ذُكر يف اشتقاقهما يناسب حا‪٢‬تم‪ ،‬ويؤيد االشتقاؽ من ماج ٔتعٌت‬
‫اضطرب قولو تعاىل‪ :‬ﮋﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﮊ(‪ ،)2‬وذلك‬
‫حُت خيرجوف من السد(‪.)3‬ا‬
‫ولقد أشار ابن عجيبة إىل ىذه األقواؿ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ﮋ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﮊ‬ ‫قاؿ عند تفسَته لقوؿ اهلل تعاىل‪:‬‬
‫وقت وعده ٓتروج يأجوج ومأجوج‪ ،‬أو بقياـ الساعة بأف شارؼ قيامها"(‪.)5‬‬
‫وقرئ با‪٢‬تمز فيهما؛ ألنو من أجيج النار‪ ،‬أي‪ :‬ضوؤىا وشررىا‪ُ ،‬شبهوا بو يف‬
‫كثرهتم وشدهتم‪ ،‬وىو غَت منصرؼ للعجمة والعلمية"(‪.)6‬‬
‫وتعرض ابن عجيبة ألصلهم‪ ،‬ونفى أهنم من ذرية آدـ فقط دوف حواء فقاؿ‪:‬‬
‫"ىم جيل من الًتؾ‪ ،‬وما يقاؿ‪ :‬إهنم من نطفة احتالـ آدـ ال يصح"(‪ ،)7‬وىذا‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬لساف العرب ‪ ،247/ 2‬فتح الباري‪ ،‬البن حجر ‪ ،146/ 13‬لوامع األنوار البهية ‪.113/2‬‬
‫(‪ )2‬سورة الكهف‪.99 :‬‬
‫(‪ )3‬اإلشاعة ألشراط الساعة‪ ،‬ص‪.324‬‬
‫(‪ )4‬سورة الكهف‪.98 :‬‬
‫(‪ )5‬البحر ا‪١‬تديد ‪.348/3‬‬
‫(‪ )6‬ا‪١‬ترجع نفسو ‪.345/3‬‬
‫(‪ )7‬نفسو ‪.345/3‬‬

‫‪542‬‬
‫(‪.)1‬‬ ‫صواب‪ ،‬فهم من ذرية يافث أيب الًتؾ‪ ،‬ويافث من ولد نوح‬
‫بشر من ذرية آدـ وحواء‪ ،‬ودليل ذلك‪" :‬عن أيب سعيد ا‪٠‬تدري‬ ‫وىم ٌ‬
‫قاؿ‪ : :‬يقوؿ اهلل تعاىل‪ :‬يا آدـ فيقوؿ‪ :‬لبيك وسعديك وا‪٠‬تَت يف يديك فيقوؿ‪:‬‬
‫ألف تسع مئة وتسعة‬ ‫أخرج بعث النار‪ ،‬قاؿ‪ :‬وما بعث النار؟ قاؿ‪ :‬من كل ٍ‬
‫وتسعُت‪ ،‬فعنده يشيب الصغَت‪ ،‬وتضع كل ذات ‪ٛ‬تل ‪ٛ‬تلها‪ ،‬وترى الناس ُسكارى‬
‫بسكارى‪ ،‬ولكن عذاب اهلل شديد قالوا‪ :‬وأينا ذلك الواحد؟ قاؿ‪ :‬أبشروا‬ ‫وما ىم ُ‬
‫رجال ومن يأجوج ومأجوج ألف (‪.)2‬‬ ‫فإف منكم ً‬
‫وما قيل بأهنم من ذرية آدـ ال من حواء؛ بسبب أف آدـ احتلم واختلط منيو‬
‫بالًتاب‪ ،‬ال دليل عليو ٔتن يُوثق بقولو(‪.)3‬‬
‫يب جدا‪ ،‬ال دليل عليو ال من عقل‪ ،‬وال‬ ‫قوؿ غر ٌ‬
‫قاؿ ابن كثَت ‪" :‬وىذا ٌ‬
‫من نقل‪ ،‬وال جيوز االعتماد ىاىنا على ما حيكيو بعض أىل الكتاب؛ ‪١‬تا عندىم من‬
‫األحاديث ا‪١‬تفتعلة"(‪.)4‬‬
‫‪" :‬وقد أشار النووي وغَته إىل حكاية من زعم أف‬ ‫وقاؿ ا‪ٟ‬تافظ ابن حجر‬
‫آدـ ناـ فاحتلم فاختلط منيو بًتاب فتولد منو ولد يأجوج ومأجوج من نسلو وىو‬
‫منكر جدا ال أصل لو إال عن بعض أىل الكتاب"(‪.)5‬‬
‫قوؿ ٌ‬
‫وقد دؿ على ظهورىم كتاب اهلل‪ُ ‬‬
‫وسنة رسوؿ اهلل ‪.‬‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬النهاية يف الفنت وا‪١‬تالحم ‪.241/1‬‬
‫(‪ )2‬أخرجو البخاري‪ ،‬كتاب األنبياء‪ ،‬باب قصة يأجوج ومأجوج ‪ ،382/6‬رقم ‪.3348‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬النهاية يف الفنت وا‪١‬تالحم ‪.241/1‬‬
‫(‪ )4‬تفسَت القرآف العظيم ‪.195/5‬‬
‫(‪ )5‬فتح الباري ‪.368/6‬‬

‫‪543‬‬
‫قاؿ تعاىل‪ :‬ﮋﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮊ(‪.)1‬‬
‫وجاء السياؽ القرآين يف قصتهم أثناء سياقو لقصة ذي القرنُت‪:‬‬
‫ﮋﮱ ﯓ ﯔ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬ ‫وقاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﯢﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯸﯹ‬
‫ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰅ ﰆ ﰇﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏﰐ‬
‫ﰑﰒﰓﰔﰕﰖﰗﰘﰙﰛﰜﰝﰞﰟﰠﰡﰢﭑﭒ‬
‫ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗﭘﭙﭚﭛ ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﮊ(‪.)2‬‬
‫مرضا يف رقاهبم‪ ،‬فيموتوف مرة واحدة‪،‬‬
‫وقاؿ ابن عجيبة‪" :‬مث يبعث اهلل عليهم ً‬
‫مطرا تغسل األرض منهم‪ ،‬مث تُوضع فيها الربكة‪ ،‬وىذا بعد‬‫مث يرسل اهلل‪ً ‬‬
‫‪ ،‬مث تنقرض الدنيا"(‪.)3‬‬ ‫خروج الدجاؿ ونزوؿ عيسى‬
‫بعد خروج ا‪١‬تسيح الدجاؿ فيقتلو اهلل‪ ‬على يديو ‪-‬‬ ‫ونزوؿ عيسى‬
‫بباب لُد(‪ -)4‬ويبعث اهلل يف أيامو يأجوج ومأجوج فيهلكهم اهلل بربكة دعائو(‪.)5‬‬
‫وجاء يف حديث النواس بن ‪ٝ‬تعاف ‪-‬الطويل‪ -‬يف ذكر الدجاؿ‪ ،‬وصفاتو‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫وىالكو‪ ،‬علي يد عيسى‬
‫الدجاؿ ذات غداة فخفض‬ ‫ذكر رسوؿ اهلل‬ ‫فعن النواس بن ‪ٝ‬تعاف‬
‫(‪ )1‬سورة األنبياء‪.96 :‬‬
‫(‪ )2‬سورة الكهف‪.98-92 :‬‬
‫(‪ )3‬البحر ا‪١‬تديد ‪.348/3‬‬
‫(‪ )4‬لُ يد‪ :‬بالضم‪ ،‬والتشديد‪ ،‬وىو ‪ٚ‬تع ألد‪ ،‬واأللد‪ :‬الشديد ا‪٠‬تصومة‪ ،‬وبباب لُد‪ :‬قرية قرب بيت ا‪١‬تقدس من نواحي‬
‫فلسطُت بباهبا يدرؾ عيسى ابن مرًن الدجاؿ فيقتلو‪.‬اينظر‪ :‬معجم البلداف ‪.15/5‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬تفسَت القرآف العظيم ‪.524-519/1‬‬

‫‪544‬‬
‫فيو ورفع حىت ظنناه يف طائفة النخل‪ ،‬فلما رحنا إليو عرؼ ذلك فينا فقاؿ‪ :‬ما‬
‫شأنكم؟ قلنا‪ :‬يا رسوؿ اهلل ذكرت الدجاؿ غداة فخفضت فيو ورفعت حىت ظنناه‬
‫يف طائفة النخل‪ ،‬فقاؿ‪ :‬غَت الدجاؿ أخوفٍت عليكم إف خيرج وأنا فيكم فأنا‬
‫حجيجو دونكم‪ ،‬وإف خيرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسو‪ ،‬واهلل خليفيت على كل‬
‫ب قطط(‪ ،)1‬عينو طافئة كأين أشبهو بعبد العزى بن قطن‪ ،‬فمن أدركو‬
‫مسلم‪ ،‬إنو شا ي‬
‫منكم فليقرأ عليو فواتح سورة الكهف‪ ،‬إنو خارج خلة بُت الشاـ والعراؽ فعاث ديينًا‬
‫مشاال‪ ،‬يا عباد اهلل‪ ،‬فاثبتوا ‪.‬‬
‫وعاث ً‬
‫يوما يوـ كسنة‪ ،‬ويوـ‬‫قلنا‪ :‬يا رسوؿ اهلل وما لبثو يف األرض؟ قاؿ‪ :‬أربعوف ً‬
‫كشهر‪ ،‬ويوـ كجمعة‪ ،‬وسائر أيامو كأيامكم ‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬يا رسوؿ اهلل فذلك اليوـ الذي كسنة أتكفينا فيو صالة يوـ؟ قاؿ‪ :‬ال‪،‬‬
‫اقدروا لو قدره ‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬يا رسوؿ اهلل وما إسراعو يف األرض؟ قاؿ‪ :‬كالغيث استدبرتو الريح‬
‫فيأيت على القوـ فيدعوىم فيؤمنوف بو ويستجيبوف لو فيأمر السماء فتمطر واألرض‬
‫ضروعا وأمده خواصر‪ ،‬مث‬
‫ً‬ ‫فتنبت فًتوح عليهم سارحتهم أطوؿ ما كانت ذرا وأسبغو‬
‫يأيت القوـ فيدعوىم فَتدوف عليو قولو فينصرؼ عنهم فيصبحوف ‪٦‬تحلُت(‪ )2‬ليس‬
‫بأيديهم شيء من أموا‪٢‬تم‪ ،‬ودير با‪٠‬تربة فيقوؿ‪٢ :‬تا أخرجي كنوزؾ فتتبعو كنوزىا‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫رجال ‪٦‬تتلئًا شبابًا فيضربو بالسيف فيقطعو جزلتُت‬
‫كيعاسيب النحل ‪ ،‬مث يدعو ً‬
‫(‪ )1‬قطط‪ :‬صاحب الشعر الشديد ا‪ٞ‬تعودة‪ ،‬ينظر‪ :‬النهاية يف غريب ا‪ٟ‬تديث ‪.81/2‬‬
‫(‪٦ )2‬تحلُت‪ٔ :‬تعٌت الذي أجدبت أرضو‪ ،‬وقحطت‪ ،‬وغلت أسعاره‪ ،‬ينظر‪ :‬لساف العرب ‪.617/17‬‬
‫(‪ )3‬يعاسيب النحل‪ٚ :‬تع يعسوب‪ ،‬وىو أصل فحل النحل‪ ،‬أي‪ :‬تظهر لو وٕتتمع عنده كما جيتمع النحل على‬
‫يعاسيبو‪ ،‬ينظر‪ :‬النهاية يف غريب ا‪ٟ‬تديث ‪.235/3‬‬
‫(‪ )4‬جزلتُت‪ :‬بكسر ا‪ٞ‬تيم وسكوف الزاي‪ ،‬أي‪ :‬قطعتُت‪ .‬ينظر‪ :‬تاج العروس ‪.244/28‬‬

‫‪545‬‬
‫رمية الغرض(‪ ،)1‬مث يدعوه فيقبل ويتهلل وجهو يضحك فبينما ىو كذلك إذ بعث‬
‫(‪)2‬‬
‫اضعا‬
‫ً‬ ‫و‬ ‫اهلل ا‪١‬تسيح ابن مرًن فينزؿ عند ا‪١‬تنارة البيضاء شرقي دمشق بُت مهرودتُت‬
‫(‪)3‬‬
‫كفيو على أجنحة ملكُت إذا طأطأ رأسو قطر وإذا رفعو ٖتدر منو ‪ٚ‬تاف كاللؤلؤ‬
‫فال حيل لكافر جيد ريح نفسو إال مات ونفسو ينتهي حيث ينتهي طرفو فيطلبو حىت‬
‫(‪)4‬‬
‫قوـ قد عصمهم اهلل منو فيمسح‬ ‫ٌ‬ ‫مرًن‬ ‫ابن‬ ‫عيسى‬ ‫يأيت‬ ‫مث‬ ‫‪،‬‬‫لو‬‫فيقت‬ ‫يدركو بباب لُد‬
‫عن وجوىهم وحيدثهم بدرجاهتم يف ا‪ٞ‬تنة فبينما ىو كذلك إذ أوحى اهلل إىل عيسى‬
‫إين قد أخرجت عبادا يل ال يداف ٍ‬
‫ألحد بقتا‪٢‬تم فحرز عبادي إىل الطور‪ ،‬ويبعث اهلل‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫يأجوج ومأجوج وىم من كل حدب ينسلوف فيمر أوائلهم على ْتَتة طربية فيشربوف‬
‫وحيصر نب اهلل عيسى‬ ‫ما فيها‪ ،‬ودير آخرىم فيقولوف‪ :‬لقد كاف هبذه مرة ماء‪ُ ،‬‬
‫خَتا من مائة دينار ألحدكم اليوـ فَتغب‬ ‫وأصحابو حىت يكوف رأس الثور ألحدىم ً‬
‫نب اهلل عيسى وأصحابو فَتسل اهلل عليهم النغف(‪ )5‬يف رقاهبم فيصبحوف فرسى‬
‫كموت نفس واحدة‪ ،‬مث يهبط نب اهلل عيسى وأصحابو إىل األرض فال جيدوف يف‬
‫األرض موضع شرب إال مؤله زمههم(‪ )6‬ونتنهم فَتغب نب اهلل عيسى وأصحابو إىل اهلل‬
‫طَتا كأعناؽ البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء اهلل‪ ،‬مث يرسل اهلل‬ ‫فَتسل اهلل ً‬
‫(‪ )1‬الغرض ‪ :‬ا‪٢‬تدؼ‪ ،‬أراد أنو يكوف بعد ما بُت القطعتُت بقدر رمية السهم إىل ا‪٢‬تدؼ‪ .‬ينظر‪ :‬النهاية يف غريب‬
‫ا‪ٟ‬تديث ‪.664/3‬‬
‫(‪ )2‬مهرودتُت‪ :‬روي بالداؿ‪ ،‬وبالذاؿ‪ ،‬مفردىا‪ :‬مهرودة‪ ،‬وىو‪ :‬الثوب الذي صبغ‪ ،‬وا‪١‬تعٌت أنو البس ثوبُت مصبوغُت‬
‫بالورس‪ ،‬أي بالزعفراف‪ .‬ينظر‪ :‬النهاية يف غريب ا‪ٟ‬تديث ‪.258/5‬‬
‫(‪ )3‬اللؤلؤ‪ :‬أي ينحدر منو ا‪١‬تاء على ىيئة اللؤلؤ يف صفائو‪ ،‬وا‪ٞ‬تماف حبات من الفضة تصنع على ىيئة اللؤلؤ‬
‫الكبار‪ .‬ينظر‪ :‬النهاية يف غريب ا‪ٟ‬تديث ‪.341/1‬‬
‫(‪ )4‬تقدـ التعريف بو‪ ،‬ص‪.544‬‬
‫(‪ )5‬النغف‪:‬دود يكوف يف أنوؼ اإلبل والغنم‪ ،‬واحدهتا نغفة‪ .‬ينظر‪ :‬النهاية يف غريب ا‪ٟ‬تديث ‪.87/5‬‬
‫(‪ )6‬زمههم‪ :‬أي‪ :‬د‪ٝ‬تهم ورحيهم ا‪١‬تنتنة‪ ،‬وأراد أف األرض تننت من جيفهم‪ .‬ينظر‪ :‬النهاية يف غريب ا‪ٟ‬تديث ‪.313/2‬‬

‫‪546‬‬
‫مطرا ال يكن منو بيت مدر وال وبر فيغسل األرض حىت يًتكها كالزلفة(‪ ،)1‬مث يقاؿ‬ ‫ً‬
‫فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلوف‬ ‫ٍ‬ ‫وردي بركتك‬
‫لؤلرض أنبيت ‪ٙ‬ترؾ ُ‬
‫بقحفها(‪ )2‬ويبارؾ يف الرسل(‪ )3‬حىت إف اللقحة من اإلبل لتكفي الفئاـ من الناس‬
‫واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من‬
‫الناس‪ ،‬فبينما ىم كذلك إذ بعث اهلل رحيًا طيبةً فتأخذىم ٖتت آباطهم فتقبض روح‬
‫كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجوف فيها هتارج ا‪ٟ‬تُ ُمر فعليهم تقوـ‬
‫الساعة"(‪.)4‬‬
‫أف‬ ‫عن زينب بنت جحش‬ ‫وعن أـ حبيبة بنت أيب سفياف‬
‫يل للعرب من شر قد‬ ‫فزعا يقوؿ‪ :‬ال إلو إال اهلل‪ ،‬و ٌ‬
‫يوما ً‬
‫رسوؿ اهلل دخل عليها ً‬
‫اقًتب‪ ،‬فُتح اليوـ من ردـ يأجوج ومأجوج مثل ىذه (وحلق بأصبعيو اإلهباـ واليت‬
‫فقلت‪ :‬يا رسوؿ اهلل! أهنلك وفينا الصا‪ٟ‬توف؟‬ ‫تليها) ‪ ،‬قالت زينب بنت جحش‪ُ :‬‬
‫قاؿ‪ :‬نعم؛ إذا كثر ا‪٠‬تبث (‪.)5‬‬
‫قاؿ‪ :‬اطلع النب علينا و‪٨‬تن نتذاكر‬ ‫ي‬
‫ري‬ ‫غفا‬
‫فا‬
‫وعن حذيفة بن أُسيد غف‬
‫الغفاري‬
‫فقاؿ‪ :‬ما تذاكروف؟ قالوا‪ :‬نذكر الساعة قاؿ‪ :‬إهنا لن تقوـ حىت تروف قبلها عشر‬
‫(‪ )1‬الزلفة‪ :‬بالتحريك ‪ٚ‬تعها زلف‪ :‬مصانع ا‪١‬تاء‪ ،‬أراد أف ا‪١‬تطر يغدر يف األرض فتصَت كأهنا مصنعة من مصانع ا‪١‬تاء‪،‬‬
‫وقيل الزلفة‪ :‬ا‪١‬ترآة‪ ،‬شبهها هبا الستوائها ونظافتها‪ .‬النهاية يف غريب ا‪ٟ‬تديث ‪.349/ 2‬‬
‫تشبيها بقحف الرأس‪ ،‬وىو الذي فوؽ الدماغ‪ ،‬وقيل‪ :‬ىو ما انفلق من ‪ٚ‬تجمتو وانفصل‪.‬‬
‫(‪ )2‬قحفها‪ :‬أي قشرىا ً‬
‫ا‪١‬ترجع السابق ‪.17/4‬‬
‫(‪ )3‬الرسل‪ :‬بكسر الراء‪ ،‬وإسكاف السُت‪ ،‬وىو‪ :‬اللنب‪ .‬ينظر‪ :‬شرح النووي‪١ ،‬تسلم ‪.96/18‬‬
‫(‪ )4‬أخرجو مسلم يف صحيحو‪ ،‬كتاب الفنت وأشراط الساعة‪ ،‬باب ذكر الدجاؿ وصفتو وما معو‪ ،2255/4 ،‬رقم‬
‫‪.7564‬‬
‫(‪ )5‬أخرجو البخاري يف صحيحو‪ ،‬كتاب األنبياء‪ ،‬باب قصة يأجوج ومأجوج‪ ،381/6 ،‬رقم ‪.3346‬‬

‫‪547‬‬
‫آيات ‪ ...‬ويأجوج ومأجوج (‪.)1‬‬
‫‪ -4‬طلوعاالشمسامنامغربها‪.‬‬
‫قاؿ ابن عجيبة عند تفسَته لقوؿ اهلل تعاىل‪ :‬ﮋﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﮊ(‪ ،)2‬وىو‪:‬‬
‫طلوع الشمس من مغرهبا"(‪.)3‬‬
‫وتفسَته ‪٢‬تذه اآلية ح يق‪ ،‬فهي عالمة من عالمات الساعة‪ ،‬وىذا مقرٌر عند‬
‫أىل السنة وا‪ٞ‬تماعة‪ ،‬قاؿ ابن جرير الطربي ‪" :‬وأوىل األقواؿ بالصواب يف ذلك‬
‫ما تظاىرت بو األخبار عن رسوؿ اهلل أنو قاؿ‪ :‬ذلك حُت تطلع الشمس من‬
‫مغرهبا"(‪.)4‬‬
‫يوما‪:‬‬
‫أف النب قاؿ ً‬ ‫وثبت ذلك يف ا‪ٟ‬تديث الذي رواه أبو ذر‬
‫أتدروف أين تذىب ىذه الشمس؟ قالوا‪ :‬اهلل ورسولو أعلم‪ ،‬قاؿ‪ :‬إف ىذه‬
‫الشمس ٕتري حىت تنتهي ٖتت العرش‪ ،‬فتخر ساجدةً فال تزاؿ كذلك حىت يقاؿ‬
‫‪٢‬تا‪ :‬ارتفعي ارجعي من حيث جئت فتصبح طالعةً من مطلعها‪ ،‬مث ٕتري حىت تنتهي‬
‫إىل مستقرىا ذاؾ ٖتت العرش فتخر ساجدةً وال تزاؿ كذلك حىت يقاؿ ‪٢‬تا‪ :‬ارتفعي‬
‫ارجعي من حيث ِ‬
‫جئت فًتجع فتصبح طالعةً من مطلعها مث ٕتري ال يستنكر الناس‬
‫منها شيئًا حىت تنتهي إىل مستقرىا ذاؾ ٖتت العرش فيقاؿ ‪٢‬تا‪ :‬ارتفعي أصبحي‬
‫طالعةً من مغربك فتصبح طالعة من مغرهبا‪ ،‬فقاؿ رسوؿ اهلل ‪ :‬أتدروف مىت ذاكم؟‬
‫(‪ )1‬أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب الفنت وأشراط الساعة‪ ،‬باب اآليات اليت تكوف قبل قياـ الساعة‪ ،2225/4 ،‬رقم‬
‫‪.7468‬‬
‫(‪ )2‬سورة األنعاـ‪.158 :‬‬
‫(‪ )3‬البحر ا‪١‬تديد ‪.194/2‬‬
‫(‪ )4‬جامع البياف يف تأويل القرآف ‪.266/12‬‬

‫‪548‬‬
‫ﮋﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ‬ ‫ذاؾ‬
‫ﭷﮊ(‪.)2( )1)1‬‬
‫نفسا إدياهنا عند طلوع الشمس‬
‫قاؿ القرطب ‪" :‬قاؿ العلماء‪ :‬وإمنا ال ينفع ً‬
‫من مغرهبا؛ ألنو خلص إىل قلوهبم من الفزع ما ٗتمد معو كل شهوة من شهوات‬
‫النفس‪ ،‬وتفًت كل قُػوةٍ من قُوى البدف‪ ،‬فيصَت الناس كلهم ‪ -‬إليقاهنم بدنو القيامة‪-‬‬
‫يف حاؿ من حضرة ا‪١‬توت؛ يف انقطاع الدواعي إىل أنواع ا‪١‬تعاصي عنهم‪ ،‬وبطالهنا‬
‫من أبداهنم‪ ،‬فمن تاب يف مثل ىذه ا‪ٟ‬تاؿ؛ مل تُقبل توبتو؛ كما ال تُقبل توبة من‬
‫حضره ا‪١‬توت"(‪.)3‬‬
‫ويقوؿ ابن كثَت ‪" :‬إذا أنشأ الكافر أديانًا يومئذ ال يُقبل منو‪ ،‬فأما من كاف‬
‫مصلحا يف عملو فهو ٓتَت عظيم‪ ،‬وإف كاف ‪٥‬تلطًا‬ ‫ً‬ ‫مؤمنًا قبل ذلك؛ فإف كاف‬
‫فأحدث توبةً حينئذ مل تُقبل منو توبو"(‪.)4‬‬
‫وقاؿ ابن أيب زمنُت ا‪١‬تالكي(‪" :)5‬وأىل السنة يؤمنوف بطلوع الشمس من‬
‫مغرهبا"(‪.)6‬‬
‫(‪ )1‬سورة األنعاـ‪.158 :‬‬
‫(‪ )2‬أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب اإلدياف‪ ،‬باب الزماف الذي ال يقبل فيو اإلدياف‪ ،138/1 ،‬رقم ‪.159‬‬
‫(‪ )3‬التذكرة بأحواؿ ا‪١‬توتى واآلخرة ‪.1346/1‬‬
‫(‪ )4‬تفسَت القرآف العظيم ‪.376/3‬‬
‫(‪ )5‬أبو عبد اهلل‪٤ ،‬تمد بن عبد اهلل بن عيسى بن ‪٤‬تمد ا‪١‬تري‪ ،‬األندلسي‪ ،‬اإللبَتي‪ ،‬شيخ قرطبة‪ ،‬ولد يف أوؿ سنة‬
‫‪324‬ىػ‪ ،‬ولو مصنفات منها‪ :‬حياة القلوب‪ ،‬وأدب اإلسالـ‪ ،‬وأصوؿ السنة‪ ،‬تويف يف ربيع اآلخر سنة ‪399‬ىػ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬سَت أعالـ النبالء ‪.11/13‬‬
‫(‪ )6‬أصوؿ السنة‪ ،‬ص‪.184‬‬

‫‪549‬‬
‫‪ -5‬خروجاالدابة‪.‬‬
‫قاؿ ابن عجيبة يف تفسَته لقوؿ اهلل تعاىل‪ :‬ﮋﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬
‫ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮊ(‪ )1‬وإذا وقع القوؿ عليهم أي‪ :‬وقع‬
‫مصداؽ القوؿ الناطق ٔتجيء الساعة‪ ،‬بأف قرب إتياهنا‪ ،‬وظهرت أشراطها‪ ،‬فأراد‬
‫بالوقوع‪ :‬دنوه واقًتابو‪ ... ،‬و{وقع}‪ :‬عبارة عن الثبوت واللزوـ‪ ،‬وىذا ٔتنزلة‪ :‬حق‬
‫عليو كلمة العذاب‪ ،‬أي‪ :‬وإذا انتجز وعد عذاهبم الذي تضمنو القوؿ األزيل‪ ،‬وأراد‬
‫أف ينفذ يف الكافرين سابق علمو ‪٢‬تم من العذاب أخرج ‪٢‬تم دابةً من األرض"(‪.)2‬‬
‫وقاؿ يف موض ٍع آخر عند تفسَته لقوؿ اهلل تعاىل‪ :‬ﮋﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬
‫(‪)3‬‬
‫قطعا يف الدنيا‪ ،‬اليت وعدكم هبا‪،‬‬
‫ً‬ ‫آياتو‬ ‫سَتيكم‬ ‫ا‬ ‫ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮊ‬
‫كخروج الدابة وسائر األشراط"(‪.)4‬‬
‫قاؿ ابن كثَت ‪" :‬ىذه الدابةُ ٗترج يف آخر الزماف عند فساد الناس وتركهم‬
‫أوامر اهلل‪ ‬وتبديلهم الدين ا‪ٟ‬تق‪ ،‬خيرج اهلل ‪٢‬تم دابةً من األرض فتكلم الناس‬
‫على ذلك"(‪.)5‬‬
‫قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ‬ ‫وقد رود ذكر خروج الدابة يف السنة‪ ،‬فعن أيب ىريرة‬
‫اهلل ‪ :‬بادروا باألعماؿ ستا‪ :‬الدجاؿ‪ ،‬والدخاف‪ ،‬ودابة األرض‪ ،‬وطلوع الشمس‬
‫من مغرهبا‪ ،‬وأمر العامة‪ ،‬وخويصة(‪ )6‬أحدكم ‪.‬‬
‫(‪ )1‬سورة النمل‪.82 :‬‬
‫(‪ )2‬البحر ا‪١‬تديد ‪.218/4‬‬
‫(‪ )3‬سورة النمل‪.93 :‬‬
‫(‪ )4‬البحر ا‪١‬تديد ‪.277/4‬‬
‫(‪ )5‬تفسَت القرآف العظيم ‪.219/4‬‬
‫(‪ )6‬خويصة أي‪ :‬الواقعة اليت ٗتص أحدكم‪ ،‬يريد حادثة ا‪١‬توت اليت ٗتص كل إنساف‪ ،‬وىي تصغَت خاصة‪ ،‬وصغرت‬
‫الحتقارىا يف جنب ما بعدىا من البعث والعرض وا‪ٟ‬تساب‪ .‬ينظر‪ :‬النهاية يف غريب ا‪ٟ‬تديث ‪.37/2‬ا‬

‫‪554‬‬
‫قاؿ‪ :‬اطلع النب علينا و‪٨‬تن نتذاكر‪ ،‬فقاؿ‪:‬‬ ‫وعن حذيفة بن أسيد‬
‫ما تذاكروف؟ قالوا‪ :‬نذكر الساعة قاؿ‪ :‬إهنا لن تقوـ الساعة حىت تروا قبلها عشر‬
‫آيات فذكر الدخاف‪ ،‬والدجاؿ‪ ،‬والدابة‪ ،‬وطلوع الشمس من مغرهبا‪ ،‬ونزوؿ عيسى‬
‫ابن مرًن‪ ،‬ويأجوج ومأجوج‪ ،‬وثالثة خسوؼ‪ :‬خسف با‪١‬تشرؽ وخسف با‪١‬تغرب‬
‫وخسف ّتزيرة العرب‪ ،‬وآخر ذلك نار ٗترج من اليمن تطرد الناس إىل ‪٤‬تشرىم (‪.)1‬‬
‫‪ -6‬الدخان‪.‬‬
‫ىو من العالمات الكربى ألشراط الساعة‪ ،‬وقد ذكر ذلك ابن عجيبة عند‬
‫تفسَته لقوؿ اهلل تعاىل‪ :‬ﮋﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮊ(‪.)2‬‬
‫ٍ‬
‫بدخاف مبُت‪ ،‬قاؿ‬ ‫يقوؿ ا‪ٟ‬تق جل جاللو‪" :‬فارتقب فانتظر يوـ تأيت السماء‬
‫علي وابن عباس وابن عمر وا‪ٟ‬تسن ‪ :‬ىو دخاف جييء قبل يوـ القيامة‪ ،‬يصيب‬ ‫ي‬
‫ا‪١‬تؤمن منو مثل الزكاـ‪ ،‬وينضج رؤوس ا‪١‬تنافقُت والكافرين ‪ ، ...‬وانكر ىذا ابن‬
‫‪ ،‬وقاؿ‪ :‬ىذا الدخاف قد رأتو قريش حُت دعا عليهم النب بسب ٍع‬ ‫مسعود‬
‫كسبع يوسف(‪ )3‬فكاف الرجل يرى من ا‪ٞ‬توع ُدخانًا بينو وبُت السماء (‪.)4‬‬
‫تفسَتا صوفيا إشاريا للدخاف بقولو‪ :‬يوـ يربز من ‪ٝ‬تاء‬‫ً‬ ‫ولكنو بعد ذلك ذكر‬
‫الغيوب بدخاف ا‪ٟ‬تس‪ ،‬وظلمة األسباب تغشى قلوب الناس‪ ،‬فتحجبهم عن مشس‬
‫العرفاف(‪. )5‬‬

‫(‪ )1‬أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب الفنت‪ ،‬باب يف اآليات اليت تكوف قبل قياـ الساعة‪ ،2225/4 ،‬رقم ‪.2914‬‬
‫(‪ )2‬سورة الدخاف‪.14 :‬‬
‫(‪ )3‬أخرجو البخاري‪ ،‬كتاب التفسَت‪ ،‬باب ﮋﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮊ‪ ،511/8 ،‬رقم ‪.4823‬‬
‫(‪ )4‬البحر ا‪١‬تديد ‪.45/7‬‬
‫(‪ )5‬ا‪١‬ترجع نفسو ‪.45/7‬‬

‫‪551‬‬
‫وىذا التفسَت اإلشاري ال يُقبل منو؛ ألنو مل يطابق شروط قبوؿ التفسَت‬
‫اإلشاري الذي مر معنا‪.‬‬
‫وابن عجيبة أصاب يف رأيو األوؿ ولكنو مل يثبت على ذلك‪.‬‬
‫وللعلماء يف ىذه ا‪١‬تسألة قوالف‪:‬‬
‫األوؿ‪ :‬أنو ىو الذي أصاب قريش من ِشدة ا‪ٞ‬توع‪ ،‬وىذا القوؿ ذىب إليو ابن‬
‫مسعود‪ ،‬و‪ٚ‬تاعة من السلف (‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬القوؿ الذي قالو عبد اهلل بن‬
‫ورجح ىذا القوؿ الطربي فقاؿ‪" :‬وإمنا ُ‬
‫مسعود ىو أوىل بتأويل اآلية؛ ألف اهلل جل ثناؤه توعد بالدخاف مشركي قريش وأف‬
‫‪ :‬ﮋﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮊ(‪ )2‬ايف سياؽ خطاب اهلل كفار‬ ‫قولو لنبيييوو‬
‫ﮋﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬ ‫قريش وتقريعو إياىم بشركهم بقولو‪:‬‬
‫ﮋ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮊ(‪ ،)3‬مث أتبع ذلك قولو لنبيو عليو الصالة والسالـ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ﮋﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮊ ا ً‬
‫أمرا منو لو بالصرب إىل أف يأتيهم بأسو‬
‫وعيدا ‪٢‬تم قد أحلو هبم أشبو من أف يكوف‬
‫وهتديدا للمشركُت فهو بأف يكوف إذ كاف ً‬
‫ً‬
‫أخره عنهم لغَتىم‪.‬ا‬
‫والقوؿ الثاين‪ :‬أف ىذه العالمة من أشراط الساعة ا‪١‬تنتظرة‪ ،‬و‪٦‬تن ذىب ‪٢‬تذا‬
‫والتابعُت‪ ،‬روى ابن جرير الطربي عن عبد‬ ‫القوؿ ابن عباس‪ ،‬وبعض الصحابة‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬تفسَت الطربي ‪ ،113-111/15‬وتفسَت القرطب ‪ ،131/16‬وابن كثَت ‪.232/7‬‬
‫(‪ )2‬سورة الدخاف‪.14 :‬‬
‫(‪ )3‬سورة الدخاف‪.9-8 :‬‬
‫(‪ )4‬سورة الدخاف‪.14 :‬‬

‫‪552‬‬
‫غدوت على ابن عباس ذات يوـ‪ ،‬فقاؿ‪ :‬ما منت الليلة‬‫ُ‬ ‫اهلل بن أيب مليكة(‪ )1‬قاؿ‪:‬‬
‫حىت أصبحت‪ ،‬قلت‪ :‬مل؟ قاؿ‪ :‬قالوا‪ :‬طلع الكوكب ذو الذنب‪ ،‬فخشيت أف يكوف‬
‫الدخاف قد طرؽ‪ ،‬فما منت حىت أصبحت (‪.)2‬‬
‫صحيح إىل ابن عباس حرب األُمة وتر‪ٚ‬تاف‬
‫ٌ‬ ‫قاؿ ابن كثَت ‪" :‬وىذا ٌ‬
‫إسناد‬
‫والتابعُت أ‪ٚ‬تعُت‪ ،‬مع األحاديث‬ ‫القرآف‪ ،‬وىكذا قوؿ من وافقو من الصحابة‬
‫ا‪١‬ترفوعة من الصحاح وا‪ٟ‬تساف وغَتمها ‪ ...‬ا‪٦‬تا فيو مقنع وداللة ظاىرة على أف‬
‫اهلل‪ :‬ﮋﮓ ﮔ ﮕ ﮖ‬ ‫الدخاف من اآليات ا‪١‬تنتظرة‪ ،‬مع أنو ظاىر القرآف‪ ،‬قاؿ‬
‫ﮗ ﮘﮊ(‪ )3‬أي‪ :‬بُت واضح يراه كل أحد‪ ،‬وعلى ما فسر بو ابن مسعود‬
‫إمنا ىو خياؿ رأوه يف أعينهم من ِشدة ا‪ٞ‬توع وا‪ٞ‬تهد‪ ،‬وىكذا قولو‪ :‬ﮋﮚ ﮛﮜ‬
‫(‪)4‬‬
‫أمرا خياليا خيص أىل مكة‬
‫ً‬ ‫كاف‬ ‫لو‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ويعمهم‬ ‫اىم‬ ‫يتغش‬ ‫‪:‬‬ ‫أي‬ ‫ﮝ ﮞ ﮟﮊ‬

‫ا‪١‬تشركُت‪١ ،‬تا قيل فيو‪ :‬ﮋﮚﮛﮊ(‪.)5‬‬


‫وقاؿ ابن جرير ‪":‬وبعد‪ ،‬فإنو غَت منكر أف يكوف أحل بالكفار الذين‬
‫‪٤‬تال فيما يستأنف بعد بآخرين دخانًا على‬
‫توعدىم هبذا الوعيد ما توعدىم‪ ،‬ويكوف ً‬
‫ما جاءت بو األخبار عن رسوؿ اهلل عندنا كذلك؛ ألف األخبار عن رسوؿ اهلل‬
‫قد تظاىرت بأف ذلك كائن‪ ،‬فإنو قد كاف ما روى عن عبد اهلل بن مسعود‬
‫(‪ )1‬عبد اهلل بن أيب مليكة زىَت بن عبد اهلل بن جدعاف التيمي ا‪١‬تكي‪ ،‬تويف سنة ‪117‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سَت أعالـ النبالء‬
‫‪ ،429/5‬وا‪١‬تقتٌت يف سرد الكٌت ‪.115/1‬‬
‫(‪ )2‬تفسَت الطربي ‪.17/22‬‬
‫(‪ )3‬سورة الدخاف‪.14 :‬‬
‫(‪ )4‬سورة الدخاف‪.11 :‬‬
‫(‪ )5‬تفسَت ابن كثَت ‪.249/7‬‬

‫‪553‬‬
‫اهلل صحيح"(‪.)1‬‬ ‫‪ ،‬فكال ا‪٠‬تربين اللذين ُرويا عن رسوؿ هلل‬
‫وهبذا يتضح صحة ما ذىب إليو ابن عجيبة من ِذك ِره لعالمات الساعة الكربى‪،‬‬
‫وسأذكر بعض نقوؿ األئمة يف معتقداهتم اليت يؤكدوف على وجوب اإلدياف هبا‪.‬‬
‫قاؿ ابن منده(‪" :)2‬ذكر وجوب اإلدياف باآليات العشر اليت أخرب هبا رسوؿ اهلل‬
‫اليت تكوف قبل قياـ الساعة ‪ ...‬ودابة األرض ‪.)3(" ...‬‬
‫‪" :‬ونؤمن بأشراط الساعة من خروج الدجاؿ‪ ،‬ونزوؿ‬ ‫وقاؿ الطحاوي‬
‫من السماء‪ ،‬ونؤمن بطلوع الشمس من مغرهبا‪ ،‬وخروج دابة‬ ‫عيسى بن مرًن‬
‫من األرض من موضعها"(‪.)4‬‬
‫قدامة ‪" :‬وجيب اإلدياف بكل ما أخرب بو النب وصح بو النقل‬ ‫وقاؿ ابن قدام‬
‫عنو فيما شاىدناه‪ ،‬أو غاب عنا‪ ،‬نعلم أنو ح يق‪ ،‬وصدؽ‪ ،‬وسواء يف ذلك ما عقلناه‬
‫وجهلناه‪ ،‬ومل نطلع على حقيقة معناه ‪ ...‬ومن ذلك أشراط الساعة‪ ،‬مثل خروج‬
‫فيقتلو‪ ،‬وخروج يأجوج ومأجوج‪ ،‬وخروج‬ ‫الدجاؿ ونزوؿ عيسى ابن مرًن‬
‫الدابة‪ ،‬وطلوع الشمس من مغرهبا‪ ،‬وأشباه ذلك ‪٦‬تا صح بو النقل"(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬تفسَت الطربي ‪.19/22‬‬


‫(‪ )2‬أبو عبد اهلل‪٤ ،‬تمد بن إسحاؽ بن ‪٤‬تمد بن حيِت بن منده‪ ،‬األصبهاين‪ ،‬مؤرخ ومن ُحفاظ ا‪ٟ‬تديث الثقات‪ ،‬ولد‬
‫سنة ‪314‬ىػ‪ ،‬وتويف سنة ‪395‬ىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سَت أعالـ النبالء ‪ ،28/17‬ا‪١‬تنتظم يف تاريخ األمم وا‪١‬تلوؾ ‪.52/15‬‬
‫(‪ )3‬اإلدياف ‪.919-918-917/2‬‬
‫(‪ )4‬شرح العقيدة الطحاوي‪ ،‬بشرح ابن أيب العز ا‪ٟ‬تنفي‪ ،‬ص‪.754‬‬
‫(‪١ )5‬تعة االعتقاد‪ ،‬ص‪.34-29-28‬‬

‫‪554‬‬
‫ادلجحث انثبَي‪:‬‬
‫اآلخر‬
‫ِ‬ ‫أحٕال انيٕو‬

‫أول‪ :‬تعريف اليوم اآلخر‬


‫ً‬
‫اليوـ مفرد أياـ‪ ،‬مقداره من طلوع الشمس إذل غركهبا‪ ،‬أك من طلوع الفجر‬
‫الصادؽ إذل غركب الشمس‪ ،‬أك انتشار ضوء البصر كافَباقو‪ ،‬كقد ييراد بو الوقت‬
‫ليبل(ُ)‪ ،‬قاؿ ابن فارس‪" :‬الياء كالواك كا‪٤‬بيم كلمةه كاحدة‪ ،‬كىي‬
‫هنارا كاف أك ن‬
‫كا‪٢‬بْب ن‬
‫احد من األياـ"(ِ)‪.‬‬
‫اليوـ الو ي‬
‫ي‬
‫نقيض ا‪٤‬بتقدـ‪ ،‬قاؿ ابن فارس‪" :‬ا‪٥‬بمزة كا‪٣‬باء كالراء أص ه كاح هد‬ ‫ك ً‬
‫اآلخ ير‪:‬‬
‫ي‬
‫خبلؼ التقدـ"(ّ)‪.‬‬
‫ي‬ ‫صحيح إليو ترجع فركعو كىو‬‫ه‬
‫كيراد باليوـ اآلخر يوـ القيامة الذم يبعث ا﵁‪ ‬فيو الناس للحساب‬
‫يوـ بعده سواه(ْ)‪.‬‬
‫(اليوـ اآلخر)؛ ألنو آخر يوـ‪ ،‬ال ى‬
‫يوـ القيامة ى‬
‫كا‪١‬بزاء‪ ،‬كإمنا ي‪٠‬بى ي‬
‫انقطاع‬
‫ى‬ ‫‪" :‬فإف قاؿ قائ ‪ :‬ككيف ال يكوف بعده يوـ‪ ،‬كال‬ ‫قاؿ الطربم‬
‫يوما بليلتو الٍب قبلو‪،‬‬
‫لآلخرة كال فناء‪ ،‬كال زكاؿ؟ قي ‪ :‬إف اليوـ عند العرب إمنا ‪٠‬بي ن‬
‫يوما‪ ،‬فيوـ القيامة يوـ ال لي بعده‪ ،‬سول الليلة الٍب‬
‫فإذا دل يتقدـ النهار لي دل يسم ن‬
‫قامت ُب صبيحتها القيامة‪ ،‬فذلك اليوـ ىو آخر األياـ‪ ،‬كلذلك ‪٠‬باه ا﵁ ج ثناؤه‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬القاموس ا﵀يط ُ‪ ،ِٔٗ/‬تاج العركس ُْ‪ ،ُّْ/ّْ ،ُّٖ/‬لساف العرب ٓ‪ ،ِّٔ/‬ا‪٤‬بصباح ا‪٤‬بنّب‬
‫ِ‪.ِٕٔ/‬‬
‫(ِ) مقاييس اللغة ٔ‪.ُٓٗ/‬‬
‫(ّ) ا‪٤‬برجع نفسو ُ‪.َٕ/‬‬
‫(ْ) ينظر‪٦ :‬بموع الفتاكل ّ‪ ،ِٗ/‬فتح البارم ُ‪ ،ُُٖ/‬معارج القبوؿ ِ‪ ،َّٕ/‬كجامع البياف ُب تأكي القرآف‬
‫ُ‪.ُِٕ/‬‬

‫ٓٓٓ‬
‫(اليوـ اآلخر)‪ ،‬كنعتو بالعقيم‪ ،‬ككصفو بأنو يوـ عقيم؛ ألنو ال لي بعده"(ُ)‪.‬‬
‫كن من أركاف اإلدياف كبو يطمئن القلب إذل خرب‬ ‫كاإلدياف باليوـ اآلخر ر ه‬
‫ا﵁‪.‬‬
‫قاؿ ابن القيم ‪" :‬فهذه الطمأنينة أص أصوؿ اإلدياف الٍب قاـ عليو بناؤه‪،‬‬
‫ٍب يطمئن إذل خربه عما بعد ا‪٤‬بوت من أمور الربزخ كما بعدىا من أحواؿ القيامة‬
‫حٌب كأنو يشاىد ذلك كلو عيانا‪ ،‬كىذا حقيقة اليقْب الذم كصف بو ‪‬‬
‫أى اإلدياف حيث قاؿ‪ :‬ﮋﭯ ﭰ ﭱﮊ(ِ)‪ ،‬فبل حيص اإلدياف باآلخرة حٌب يطمئن‬
‫القلب إذل ما أخرب ا﵁ سبحانو بو عنها طمأنينتو إذل األمور الٍب ال يشك فيها كال‬
‫يرتاب‪ ،‬فهذا ىو ا‪٤‬بؤمن حقا باليوـ اآلخر"(ّ)‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬معنى اإليمان باليوم اآلخر‬
‫ىو التصديق ا‪١‬بازـ بك ما أخرب بو ا﵁‪ُ ‬ب كتابو كأخرب بو رسولو‬
‫ُب يسنتو‪ ،‬كيدخ ُب ذلك اإلدياف بأشراط الساعة كأماراهتا الٍب تكوف قبلها ال ‪٧‬بالة‪،‬‬
‫كبا‪٤‬بوت كما بعده من فتنة القرب كعذابو‪ ،‬كنعيمو‪ ،‬كبالنفخ ُب الصور‪ ،‬كخركج ا‪٣‬ببلئق‬
‫من القبور‪ ،‬كما ُب موقف القيامة من األىواؿ كاألفزاع‪ ،‬كتفاصي ا﵀شر نشر‬
‫الصحف‪ ،‬ككضع ا‪٤‬بوازين‪ ،‬كبالصراط كا‪٢‬بوض‪ ،‬كالشفاعة كغّبىا‪ ،‬كبا‪١‬بنة كنعيمها‬
‫الذم أعبله النظر إذل كجو ا﵁‪ ،‬كبالنار كعذاهبا الذم أشده حجبهم عن‬
‫رهبم‪.)ْ(‬‬
‫(ُ) جامع البياف ُب تأكي القرآف ُ‪.ِِٕ/‬‬
‫(ِ) سورة البقرة‪.ْ :‬‬
‫(ّ) الركح‪ ،‬صُِِ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬أعبلـ السنة ا‪٤‬بنشورة‪ ،‬بتصرؼ‪ ،‬صٓٓ‪.‬‬

‫ٔٓٓ‬
‫ثالثًا‪ :‬فتنة القبر‬
‫ا﵁‪ :‬ﮋﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‬ ‫قاؿ ابن عجيبة ُب تفسّبه لقوؿ‬
‫ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮊ(ُ)‪" :‬يثبت‬
‫ا﵁ الذين آمنوا بالقوؿ الثابت كىو ال إلو إال ا﵁‪ ،‬أك ك ما يثبت ُب القلب‪ ،‬كيتمكن‬
‫فيو من ا‪٢‬بق‪ ،‬با‪٢‬بيجة الواضحة ُب ا‪٢‬بياة الدنيا مدة حياهتم‪ ،‬فبل يزلوف إذا افتتنوا ُب‬
‫حياهتم‪ ،‬أك عند موهتم‪ ،‬كىي حسن ا‪٣‬با‪ٛ‬بة‪ ،‬كُب اآلخرة عند السؤاؿ‪ ،‬فبل يتلعثموف إذا‬
‫يسئلوا عن معتقدىم ُب القرب‪ ،‬كعند ا‪٤‬بوقف‪ ،‬فبل تدىشهم أىواؿ القيامة"(ِ)‪.‬‬
‫كذكر اسم ا‪٤‬بلكْب اللذين يسأالف ا‪٤‬بيت فقاؿ‪ :‬كُب ا‪٣‬برب إذا كضع العبد ُب‬
‫القرب‪ ،‬أتاه منكر كنكّب‪ ،‬أسوداف أزرقاف ‪.)ّ( ...‬‬
‫ثابت ُب الكتاب كالسنة كأقواؿ سلف األيمة بأف ا‪٤‬بيت يفًب ُب قربه‬
‫كىذا ه‬
‫كيسألو منكر كنكّب‪.‬‬
‫ﮋﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ‬ ‫قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﭹﭺﭻﭼﭽﭾ ﭿ ﮀﮊ(ْ)‪.‬‬
‫يب بفتنة القرب‪ ،‬فقد ركل البخارم ُب صحيحو عن الرباء بن‬
‫كقد فسرىا النيب‬
‫أف رسوؿ ا﵁ قاؿ‪ :‬ا‪٤‬بسلم إذا يسئ ُب القرب يشهد أف ال إلو إال‬ ‫عازب‬
‫ﮋﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬ ‫ا﵁ كأف ‪٧‬بم ندا رسوؿ ا﵁‪ ،‬فذلك قولو‪:‬‬
‫(ُ) سورة إبراىيم‪.ِٕ :‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ٓ‪.ّٗٔ/‬‬
‫(ّ) شجرة اليقْب ٗبا يتعلق بكوف رب العا‪٤‬بْب‪ ،‬صَِِ‪.‬‬
‫(ْ) سورة إبراىيم‪.ِٕ :‬‬

‫ٕٓٓ‬
‫ﭵﭶ ﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮊ(ُ)ُ) ‪.)ِ( ،‬‬
‫كأما األحاديث ُب إثبات فتنة القرب فمتواترة كما قاؿ ابن القيم(ّ)‪ ،‬كأكرد‬
‫السيوطي ُب شرح الصدكر بشرح حاؿ ا‪٤‬بوتى كالقبور منها من ركاية ستة كعشرين من‬
‫الصحابة كمنها‪:‬‬
‫‪ :‬كإنو قد أكحي إرل أنكم تيفتنوف ُب القبور مث أك‬ ‫ُ‪ -‬عن أ‪٠‬باء‬
‫قريب من فتنة ا‪٤‬بسيح الدجاؿ (ْ)‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ ا﵁ ‪ :‬إذا قيرب ا‪٤‬بيت‪ ،‬أك قاؿ‪:‬‬ ‫ِ‪ -‬عن أيب ىريرة‬
‫أحدكم‪ ،‬أتاه ملكاف أسوداف أزرقاف‪ ،‬يقاؿ ألحدمها‪ :‬ا‪٤‬بنكر‪ ،‬كلآلخر‪ :‬النكّب‪،‬‬
‫فيقوالف‪ :‬ما كنت تقوؿ ُب ىذا الرج ؟ فيقوؿ‪ :‬ما كاف يقوؿ‪ :‬ىو عبد ا﵁ كرسولو‪،‬‬
‫أشهد أف ال إلو إال ا﵁‪ ،‬كأف ‪٧‬بم ندا عبده كرسولو‪ ،‬فيقوالف‪ :‬قد كنا نعلم أنك تقوؿ‬
‫اعا ُب سبعْب‪ٍ ،‬ب يينور لو فيو‪ٍ ،‬ب يقاؿ لو‪ ،‬ىزل‪،‬‬
‫ىذا‪ٍ ،‬ب يفسح لو ُب قربه سبعوف ذر ن‬
‫فيقوؿ‪ :‬أرجع إذل أىلي فأخربىم‪ ،‬فيقوالف‪ :‬ىزل كنومة العركس(ٓ) الذم ال يوقظو إال‬
‫‪٠‬بعت‬
‫ي‬ ‫أحب أىلو إليو(ٔ)‪ ،‬حٌب يبعثو ا﵁ من مضجعو ذلك‪ ،‬كإف كاف مناف نقا قاؿ‪:‬‬
‫الناس يقولوف‪ ،‬فقلت مثلو‪ ،‬ال أدرم‪ ،‬فيقوالف‪ :‬قد كنا نعلم أنك تقوؿ ذلك‪ ،‬فيقاؿ‬
‫(ُ) سورة إبراىيم‪.ِٕ :‬‬
‫(ِ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب التفسّب‪ ،‬باب ﮋﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﮊ ٔ‪ ،َٖ/‬رقم ْٗٗٔ‪.‬‬
‫(ّ) الركح‪ ،‬صِٓ‪.‬‬
‫(ْ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب الوضوء‪ ،‬باب من دل يتوضأ من الغشي ا‪٤‬بثق ‪ ،َٖ/ُ ،‬رقم ُْٖ‪.‬‬
‫(ٓ) العركس‪ :‬يطلق على الذكر كاألنثى ُب أكؿ اجتماعهما‪ ،‬كقد يقاؿ للذكر‪ :‬العريس‪ ،‬كإمنا شبٌو نومو بنومة العركس؛‬
‫ألنو يكوف ُب طيب العيش‪ .‬ينظر‪ٙ :‬بفة األحوذم ّ‪.ُّْ/‬‬
‫(ٔ) ىذه العبارة تدؿ على مكانتو كعزتو عند أىلو‪ ،‬فيأتيو ليلة زفافو من ىو أحب كألطف فيوقظو على الرفق كاللْب‪.‬‬
‫ينظر‪ٙ :‬بفة األحوذم ّ‪.ُّْ/‬‬

‫ٖٓٓ‬
‫لؤلرض‪ :‬التئمي عليو‪ ،‬فتلتئم عليو‪ ،‬فتختلف فيها أضبلعو‪ ،‬فبل يزاؿ فيها يمعذبا حٌب‬
‫يبعثو ا﵁ من مضجعو ذلك (ُ)‪.‬‬
‫عن النيب قاؿ‪ :‬العبد إذا كضع ُب قربه‬ ‫ّ‪ -‬كعن أنس بن مالك‬
‫رل كذىب أصحابو‪ ،‬حٌب إنو ليسمع قرع نعا‪٥‬بم‪ ،‬أتاه ملكاف فأقعداه‪ ،‬فيقوالف‬ ‫كتيػ يو ى‬
‫كنت تقوؿ ُب ىذا الرج ‪٧‬بمد ؟ فيقوؿ‪ :‬أشهد أنو عبد ا﵁ كرسولو‪،‬‬ ‫لو‪ :‬ما ى‬
‫مقعدا من ا‪١‬بنة‪ ،‬قاؿ النيب ‪:‬‬
‫فيقاؿ‪ :‬انظر إذل مقعدؾ من النار‪ ،‬أبدلك ا﵁ بو ن‬
‫‪ٝ‬بيعا‪ ،‬كأما الكافر أك ا‪٤‬بنافق فيقوؿ‪ :‬ال أدرم كنت أقوؿ ما يقوؿ الناس‪،‬‬ ‫فّبامها ن‬
‫فيقاؿ‪ :‬ال دريت كال تليت‪ٍ ،‬ب يضرب ٗبطرقة من حديد ضربةن بْب أذنيو فيصيح‬
‫صيحةن يسمعها من يليو إال الثقلْب"(ِ)‪.‬‬
‫أف النيب كاف يقوؿ‪ :‬اللهم إشل أعوذ بك من‬ ‫ْ‪ -‬كعن عائشة‬
‫الكس كا‪٥‬برـ‪ ،‬كا‪٤‬بأٍب كا‪٤‬بغرـ‪ ،‬كمن فتنة القرب كعذاب القرب (ّ)‪.‬‬
‫افق ‪٤‬با قرره أى العلم ا﵀ققوف‪،‬‬
‫كتسمية ابن عجيبة للملكْب ٗبنكر كنكّب مو ه‬
‫قاؿ أبو بكر اإل‪٠‬باعيلي‪" :‬كيؤمنوف ٗبسألة منكر كنكّب على ما ثبت بو ا‪٣‬برب عن‬
‫مع قوؿ ا﵁ تعاذل‪ :‬ﮋﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬ ‫رسوؿ ا﵁‬
‫ﭶ ﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾ ﭿﮀﮊ(ْ)"‪.)ٓ( ،‬‬

‫(ُ) أخرجو الَبمذم‪ ،‬كتاب ا‪١‬بنائز‪ ،‬باب ما جاء ُب عذاب القرب‪ ،ّْٕ/ِ ،‬رقم َُُٕ‪ ،‬كابن حباف‪ ،‬باب اسم‬
‫ا‪٤‬بلكْب اللذين يسأالف الناس ُب قبورىم ٕ‪ ،ّٖٔ/‬رقم ُُّٕ‪ ،‬كابن أيب عاصم ُب ظبلؿ ا‪١‬بنة‪ ،‬باب ُب القرب‬
‫كعذاب القرب‪ ،ُُْ/ِ ،‬كقاؿ األلباشل‪ :‬حسن صحيح‪ .‬ينظر‪ :‬التعليقات ا‪٢‬بساف على صحيح ابن حباف‬
‫ٓ‪ ،ٗٗ/‬رقم ُُّٗ‪.‬‬
‫(ِ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب ا‪١‬بنائز‪ ،‬باب ا‪٤‬بيت يسمع خفق النعاؿ‪ ،َُْ/ُ ،‬رقم‪.ُّّٖ :‬‬
‫(ّ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب الدعوات‪ ،‬باب التعوذ من ا‪٤‬بآٍب كا‪٤‬بغرـ‪ ،ُٔٔ/ْ ،‬رقم ّٖٔٔ‪.‬‬
‫(ْ) سورة إبراىيم‪.ِٕ :‬‬
‫(ٓ) اعتقاد أى السنة شرح أصحاب ا‪٢‬بديث ُ‪.ُِٓ/‬‬

‫ٗٓٓ‬
‫كقرر ىذا الطحاكم ُب بياف اعتقاد أى السنة كا‪١‬بماعة على مذىب أيب‬
‫حنيفة كصاحبيو حيث قاؿ‪" :‬كنؤمن ٗبلك ا‪٤‬بوت ا‪٤‬بوك بقبض أركاح العا‪٤‬بْب‪،‬‬
‫أىبل‪ ،‬كسؤاؿ منكر كنكّب ُب قربه عن ربو كدينو كنبيو‪،‬‬ ‫كبعذاب القرب ‪٤‬بن كاف لو ن‬
‫على ما جاءت بو األخبار عن رسوؿ ا﵁ كعن الصحابة ‪ ،‬كالقرب ركضة من‬
‫رياض ا‪١‬بنة أك حفرة من حفر النّباف"(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ أبو عمر الداشل‪( :‬فص ُب القرب كفتنتو)‪" :‬كمن قو‪٥‬بم‪ :‬إف ا‪٤‬بؤمنْب‬
‫كالكافرين حييوف ُب قبورىم‪ ،‬كييفتنوف كيسألوف‪ ،‬كإف فتاشل القرب أسوداف أزرقاف كمها‬
‫منكر كنكّب‪ ،‬يسأالف ا‪٤‬بؤمن كالكافر كما صح ا‪٣‬برب كثبت النق بذلك عن رسوؿ‬
‫ﮋﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ‬ ‫؛ كقولو تعاذل‪:‬‬ ‫ا﵁‬
‫ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮊ(ِ)‪ ،‬كأف أركاح ا‪٤‬بؤمنْب منعمة إذل‬
‫يوـ الدين‪ ،‬كأف أركاح الكافرين ُب العذاب األليم"(ّ)‪.‬‬
‫كىذه األخبار ثابتة توجب العلم‪ ،‬فنرغب إذل ا﵁ أف يثبتنا ُب قبورنا عند‬
‫مسألة منكر كنكّب بالقوؿ الثابت ُب ا‪٢‬بياة الدنيا كُب اآلخرة(ْ)‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬النَّفخ في الصور والصعق‬
‫ً‬
‫صاحب القرف(ٓ)‪ ،‬الذم‬ ‫بْب ابن عجيبة أف النافخ ُب الصور ىو إسرافي‬
‫ذكر ُب قوؿ ا﵁‪ :‬ﮋﯬ ﯭ ﯮ ﯯﮊ(ٔ)‪" ،‬كىو القرف الذم ينفخ فيو‬
‫(ُ) شرح ابن أيب العز ُ‪.َٓ/‬‬
‫(ِ) سورة إبراىيم‪.ِٕ :‬‬
‫(ّ) الرسالة الوافية ُ‪.ُٕٗ/‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬السنة ِ‪ ،ُْٗ/‬شرح السنة‪ ،‬للربهبارم ُ‪.ّٕ/‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬شجرة اليقْب ٗبا يتعلق بكوف رب العا‪٤‬بْب‪ ،‬صَِٕ‪.‬‬
‫(ٔ) سورة النم ‪.ٖٔ :‬‬

‫َٔٓ‬
‫(ُ)‪.‬‬ ‫إسرافي‬
‫كلقد كرد تسمية الصور بالقرف‪ ،‬فعن عبد ا﵁ بن عمرك بن العاص‬
‫فيو (ِ)‪.‬‬ ‫ايب إذل النيب فقاؿ‪ :‬ما الص ي‬
‫ور؟ قاؿ‪ٍ :‬قر هف يين ىفخ ويو‬ ‫قاؿ‪ :‬جاء أعر ي‬
‫كالصور كهيئة البوؽ(ّ)‪ ،‬كقد يقوؿ قائ ‪ :‬إف تشبيو الصور بالبوؽ تشبيو قبيح؛‬
‫مذموما أف‬
‫ن‬ ‫ألف البوؽ من آالت ا‪٤‬بعازؼ‪ ،‬كجياب عليو بأنو "ال يلزـ من كوف الشيء‬
‫ال يشبو بو ا‪٤‬بمدكح فقد كقع تشبيو صوت الوحي بصلصلة ا‪١‬برس مع النهي عن‬
‫استصحاب ا‪١‬برس كما تقدـ تقريره ُب بدء الوحي‪ ،‬كالصور إمنا ىو قرف كما جاء ُب‬
‫األحاديث ا‪٤‬برفوعة"(ْ)‪.‬‬
‫‪ ،‬قاؿ‪ :‬قاؿ‬ ‫كجاءت تسميتو بصاحب القرف‪ ،‬فعن أيب سعيد ا‪٣‬بدرم‬
‫القرف القر ىف كحُب جبهتو كأصغى‬ ‫رسوؿ ا﵁ ‪ :‬كيف أنعم كقد التقم صاحب ً‬
‫‪٠‬بعو ينتظر أف يؤمر أف ينفخ فينفخ (ٓ)‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫كقد أ‪ٝ‬بع العلماء على أف الذم ينفخ ُب الصور ىو إسرافي ‪ ،‬قاؿ القرطيب‬
‫"(ٔ)‪.‬‬ ‫"قاؿ علماؤنا‪ :‬كاألمم ‪٦‬بمعوف على أف الذم ينفخ ُب الصور إسرافي‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ْ‪.ِِِ/‬‬
‫(ِ) أخرجو أبو داكد‪ ،‬باب ُب ذكر البعث كالصور ْ‪ ،ِّٔ/‬رقم ِْْٕ‪ ،‬كالَبمذم‪ُ ،‬ب صفة القيامة‪ ،‬باب ما جاء‬
‫ُب شأف الصور‪ ،ّّٕ/ٓ ،‬رقم ِّْْ‪ ،‬كقاؿ‪ :‬ىذا حديث حسن صحيح‪ ،‬كالنسائي ُب سننو الكربل‬
‫ٔ‪ ،ْْٖ/‬رقم ُُْٔٓ‪ ،‬كأ‪ٞ‬بد ُب مسنده ِ‪ ،ُِٗ/‬رقم‪ ،َٖٔٓ :‬كابن حباف ُب صحيحو ُٔ‪ ،َّْ/‬رقم‬
‫ُِّٕ‪ ،‬كا‪٢‬باكم ُب مستدركو ِ‪ ،َٓٓ/‬رقم َّٕٖ‪ ،‬كقاؿ‪ :‬صحيح اإلسناد كدل خيرجاه‪ ،‬كقاؿ الشيخ‬
‫األلباشل‪ :‬صحيح‪ ،‬ينظر‪ :‬السلسلة الصحيحة ّ‪.ُْٓ/‬‬
‫(ّ) نقلو ا‪٢‬بافظ ابن حجر عن ‪٦‬باىد‪ .‬ينظر‪ :‬فتح البارم ُُ‪.ْْٔ/‬‬
‫(ْ) فتح البارم ُٖ‪.ّٓٗ/‬‬
‫(ٓ) أخرجو الَبمذم ُب سننو ٓ‪ ،ّّٕ/‬رقم ِّّْ‪ ،‬كقاؿ‪ :‬حديث حسن‪ ،‬كصححو األلباشل ُب صحيح كضعيف‬
‫سنن الَبمذم ٕ‪.ِّْ/‬‬
‫(ٔ) التذكرة بأحواؿ ا‪٤‬بوتى كأمور اآلخرة ُ‪.ْٖٖ/‬‬

‫ُٔٓ‬
‫ﮋﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬ ‫كقاؿ ابن عجيبة عند تفسّب قوؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﮊ(ُ) أم‪ :‬نفخ ُب الصور ‪ ...‬كاختيلف ُب أف ا‪٤‬براد بو يوـ النفخة‬
‫األكذل أك الثانية‪ ،‬كا‪٢‬بق أهنا الثانية؛ إذ ىي الٍب خيتص عسرىا بالكافرين‪ ،‬كأما النفخة‬
‫األكذل فحكمها ‪-‬الذم ىو اإلصعاؽ‪ -‬يعم الرب كالفاجر‪ ،‬على أهنا ‪٨‬بتصة ٗبن كاف‬
‫حيا عند كقوعها‪ ،‬كقد جاء ُب األخبار‪ :‬أف ُب الصور ثقبنا بعدد األركاح‪ ،‬كأهنا ٘بمع‬
‫ُب تلك الثقب ُب النفخة الثانية‪ ،‬فتخرج عند النفخ من ك ثقبة ركح‪ ،‬فَبجع إذل‬
‫ا‪١‬بسد الذم نزعت منو‪ ،‬فيعود ا‪١‬بسد كما كاف حيا"(ِ)‪.‬‬
‫كماؿ ابن عجيبة ُب عدد النفخات إذل قوؿ القرطيب‪ ،‬كظاىره أف النفخ مرتاف‬
‫فقط‪ ،‬كاعتمده القرطيب كغّبه(ّ)‪.‬‬
‫كقد اختلف أى العلم ُب ذلك على قولْب‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬أهنا ثبلث نفخات‪ ،‬كذىب إليو ‪ٝ‬باعة من أى العلم كشيخ‬
‫اإلسبلـ ابن تيمية‪ ،‬كابن كثّب‪ ،‬كابن العريب ا‪٤‬بالكي(ْ)‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬إف ىذه النفخات نفخة فزع‪ ،‬كنفخة صعق‪ ،‬كنفخة بعث‪.‬‬
‫ا﵁‪ :‬ﮋﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ‬ ‫نفخة الفزع‪ :‬قاؿ‬
‫ﯶﯷ ﯸﯹﯺﯻ ﯼﯽﯾﮊ(ٓ)‪.‬‬

‫(ُ) سورة ا‪٤‬بدثر‪.َُ-ٖ :‬‬


‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ٕ‪.ُّٕ/‬‬
‫كىذا ا‪٣‬برب أخرجو أبو الشيخ ُب كتاب العظمة ِ‪ َّٔ/‬من قوؿ كىب بن منبٌو‪ ،‬كسنده فيو ‪٧‬بمد بن إبراىيم بن‬
‫عبلء‪ ،‬كىو منكر ا‪٢‬بديث‪ ،‬ينظر‪ :‬التقريب‪ ،‬صْٔٔ‪ ،‬رقم ٖٗٔٓ‪ ،‬كذكره ا‪٢‬بافظ ُب فتح البارم ُُ‪،ّٕٔ/‬‬
‫كالسيوطي ُب ا‪٢‬ببائك ُب أخبار ا‪٤‬ببلئك‪ ،‬صُّ‪ ،ِّ-‬كإف ثبت ىذا األثر فهو من اإلسرائيليات‪.‬‬
‫(ّ) البحر ا‪٤‬بديد ْ‪.ِِِ/‬‬
‫(ْ) نقلو عنو ا‪٢‬بافظ ابن حجر ُب الفتح ُُ‪.ْْٗ/‬‬
‫(ٓ) سورة طو‪.َُِ :‬‬

‫ِٔٓ‬
‫ا﵁‪ :‬ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬ ‫كالنفخة الثانية نفخة الصعق‪ ،‬قاؿ‬
‫ﭗ ﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﮊ(ُ)‪.‬‬
‫ا﵁‪ :‬ﮋﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬ ‫كالنفخة الثالثة‪ :‬نفخة البعث‪ ،‬قاؿ‬
‫ﭧﮊ(ِ)(ّ)‪.‬‬
‫القول الثاني‪ :‬أهنما نفختاف‪ ،‬كذىب إليو طائفة من أى العلم‪ ،‬كالقرطيب‪،‬‬
‫كابن حجر‪ ،‬كالشوكاشل‪ ،‬ر‪ٞ‬بهم ا﵁(ْ)‪.‬‬
‫ﮋﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﯕ‬ ‫كاستدلوا بقوؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫ﯖﯗ ﯘﯙ ﯚﯛﮊ(ٓ)‪.‬‬
‫كقاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﮱﯓﯔﮊ(ٔ)‪.‬‬
‫كقاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﭠﭡﭢﭣ ﭤ ﭥﭦ ﭧﮊ(ٕ)‪.‬‬
‫ﮋﭛﭜﭝ‬ ‫كالذم يظهر أهنما نفختاف فقط؛ لثبوت االستثناء بقولو تعاذل‪:‬‬
‫معا من‬
‫ﭞ ﮊ ُب ك ي من اآليتْب‪ ،‬كال يلزـ من مغايرة الصعق للفزع أف ال حيصبل ن‬
‫النفخة األكذل(ٖ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة الزمر‪.ٖٔ :‬‬
‫(ِ) سورة الزمر‪.ٖٔ :‬‬
‫(ّ) ينظر‪٦ :‬بموع الفتاكل ُٔ‪ ،ّٓ/‬كالفًب كا‪٤‬ببلحم ُ‪ ،َِٕ/‬كالبياف كالتحصي ُٖ‪.ّٖٔ/‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬فتح البارم ُُ‪ ،ْْٗ/‬كفتح القدير ْ‪ ،ُْٓ/‬كالتذكرة بأحواؿ ا‪٤‬بوتى كاآلخرة ُ‪.َٕٓ/‬‬
‫(ٓ) سورة يس‪.ْٗ :‬‬
‫(ٔ) سورة النازعات‪.ٔ :‬‬
‫(ٕ) سورة الزمر‪.ٖٔ :‬‬
‫(ٖ) فتح البارم ُُ‪ ،َّٕ/‬تفسّب القرطيب ُّ‪.َِْ/‬‬

‫ّٔٓ‬
‫ا﵁‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ‬ ‫كدل جيزـ ابن عجيبة با‪٤‬بستثُب من الصعق ُب قوؿ‬
‫(ُ)‬
‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧﮊ ‪،‬‬
‫فقاؿ‪ :‬إف قلنا‪ :‬ا‪٤‬براد هبا النفخة الثانية‪ ،‬فا‪٤‬بستثُب ىم من سبقت ‪٥‬بم ا‪٢‬بسُب‪ ،‬بدلي‬
‫قولو‪ :‬ﮋﭜ ﭝ ﭞ ﭟﮊ(ِ)‪ ،‬كإف قلنا‪ :‬ىي نفخة الصعق‪ ،‬فا‪٤‬بستثُب قي ‪:‬‬
‫ىم جربي ‪ ،‬كميكائي ‪ ،‬كإسرافي ‪ ،‬كملك ا‪٤‬بوت‪ ،‬كقي ‪ :‬ا‪٢‬بور ك‪ٞ‬بلة العرش‪ ،‬كإف‬
‫قلنا‪ :‬ا‪٤‬براد نفخة الفزع ُب الدنيا‪ ،‬فا‪٤‬بستثُب أركاح األنبياء كاألكلياء كالشهداء‬
‫كا‪٤‬ببلئكة(ّ)‪.‬‬
‫كاستضعف بعض أى النظر أكثر ىذه األقواؿ؛ ألف االستثناء كقع من سكاف‬
‫السماكات كاألرض كىؤالء ليسوا من سكاهنا؛ ألف العرش فوؽ السماكات فحملتو‬
‫ليسوا من سكاهنا كجربي كميكائي من الصافْب حوؿ العرش ‪ ...‬كيدؿ على أف‬
‫ا‪٤‬بستثُب غّب ا‪٤‬ببلئكة ما أخرجو عبد ا﵁ بن أ‪ٞ‬بد ُب زكائد ا‪٤‬بسند كصححو ا‪٢‬باكم‬
‫مطوال كفيو‪ :‬يلبثوف ما لبثتم ٍب تبعث الصائحة(ْ) فلعمر‬
‫من حديث لقيط بن عامر ن‬
‫إ‪٥‬بك ما تدع على ظهرىا من أحد إال مات حٌب ا‪٤‬ببلئكة الذين مع ربك ‪.)ٓ( ...‬‬
‫كرجح الطربم كالقرطيب كابن كثّب كا‪٢‬بليمي أف ا‪٤‬بستثُب ُب اآلية ىم‬
‫الشهداء(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة الزمر‪.ٖٔ :‬‬
‫(ِ) سورة األنبياء‪.َُّ :‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬البحر ا‪٤‬بديد ْ‪.ِِّ/‬‬
‫(ْ) الصائحة ىي‪ :‬صيحة ا‪٤‬بناحة كالفزع‪ ،‬ا‪٤‬بعجم الوسيط‪ ،‬باب الصاد ُ‪.َّٓ/‬‬
‫(ٓ) أخرجو عبد ا﵁ بن أ‪ٞ‬بد ُب زكائده على ا‪٤‬بسند ْ‪ ،ُّ/‬كالطرباشل ُب معجمو الكبّب ُٗ‪ ،ُِْ/‬رقم ْٕٕ‪،‬‬
‫كأبو داككد ُب سننو ّ‪ ،ُِِ/‬رقم ِّٔٔ‪ ،‬كصححو ا‪٢‬باكم ُب ا‪٤‬بستدرؾ ْ‪ ،َٖٔ/‬رقم ّٖٖٔ‪.‬‬
‫(ٔ) ينظر‪ :‬جامع البياف ُب تأكي القرآف ُِ‪ ،ُّّ/‬التذكرة بأحواؿ ا‪٤‬بوتى كاآلخرة ُ‪ ،ْْٓ/‬النهاية ُب الفًب‬
‫كا‪٤‬ببلحم ِ‪ ،ّٖٖ/‬ا‪٤‬بنهاج ُ‪.ُّْ/‬‬

‫ْٔٓ‬
‫كذكر ابن عجيبة أف مقدار ما بْب النفختْب أربعوف سنة(ُ)‪ ،‬كالصحيح أنو دل‬
‫يدؿ على‬ ‫ثابت بتقديرىا‪ ،‬ب ا‪٢‬بديث الذم ركاه أبو ىريرة‬ ‫ص ه‬ ‫يرد ُب ذلك ن ي‬
‫عدـ علمو هبا‪ ،‬فعن أيب ىريرة عن النيب قاؿ‪ :‬بْب (ما بْب) النفختْب أربعوف‬
‫ت‪ ،‬قاؿ‪:‬‬ ‫ت‪ ،‬قاؿ‪ :‬أربعوف سنة قاؿ‪ :‬أبىػٍي ي‬ ‫يوما قاؿ‪ :‬أبىػٍي ي‬
‫قالوا‪ :‬يا أبا ىريرة أربعوف ن‬
‫ت ‪.)ِ("...‬‬‫شهرا قاؿ‪ :‬أبىػٍي ي‬
‫أربعوف ن‬
‫ت) با‪٤‬بوحدة كمعناه‪ :‬امتنعت من‬ ‫فقوؿ أيب ىريرة ‪٤‬با قي لو أربعوف سنة‪( :‬أبىػٍي ي‬
‫عدـ صحة‬ ‫تبيينو؛ ألشل ال أعلمو فبل أخوض فيو بالرأم(ّ)‪ ،‬كذكر ابن حجر‬
‫النصوص الٍب كرد فيها ‪ٙ‬بديد مقدار ما بْب النفختْب‪ ،‬فقاؿ‪" :‬كقد جاء أف بْب‬
‫قلت‪ :‬كقع كذلك ُب طريق ضعيف عن أيب ىريرة ُب تفسّب بن‬ ‫عاما ي‬ ‫النفختْب أربعْب ن‬
‫مردكيو‪ ،‬كأخرج بن ا‪٤‬ببارؾ ُب الرقائق من مرس ا‪٢‬بسن (بْب النفختْب أربعوف سنة‬
‫األكذل دييت ا﵁‪ ‬هبا ك حي‪ ،‬كاألخرل حييي ا﵁‪ ‬هبا ك ميت)‪ ،‬ك‪٫‬بوه‬
‫أيضا ما يدؿ على‬ ‫أيضا‪ ،‬كعنده ن‬ ‫عند ابن مردكيو من حديث ابن عباس كىو ضعيف ن‬
‫أف أبا ىريرة دل يكن عنده علم بالتعيْب فأخرج عنو و‬
‫بسند جيد أنو ‪٤‬با قالوا‪ :‬أربعوف‬
‫ماذا؟ قاؿ ىكذا ‪٠‬بعت"(ْ)‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الحشر وأىل الموقف‬ ‫ً‬
‫بْب ابن عجيبة ا‪٢‬بشر كأىوالو ُب كث وّب من اآليات‪ ،‬فقاؿ ُب تفسّب قوؿ ا﵁‬
‫تعاذل‪ :‬ﮋﭠﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥﭦ ﭧﭨ ﭩﭪﮊ(ٓ)‪" :‬ك(حشرناىم)‪:‬‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.َّٓ/‬‬
‫(ِ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب تفسّب القرآف‪ ،‬باب كنفخ ُب الصور‪ ،ِٖٓ/ّ ،‬رقم ُْْٖ‪.‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬فتح البارم ُُ‪.َّٕ/‬‬
‫(ْ) ا‪٤‬برجع نفسو ُُ‪ ،َّٕ/‬كينظر‪ :‬مبارؽ األزىار ُب شرح مشارؽ األنوار ِ‪.ٖ/‬‬
‫(ٓ) سورة الكهف‪.ْٕ :‬‬

‫ٓٔٓ‬
‫عطف على (نيسّب) للداللة على ‪ٙ‬بقق ا‪٢‬بشر ا‪٤‬بتفرع على البعث الذم ينكره‬
‫ا‪٤‬بشركوف"(ُ)‪.‬‬
‫ﮋﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ‬ ‫كقاؿ ُب تفسّبه آلية أخرل‪:‬‬
‫ﭹﭺﮊ(ِ)‪" :‬لنجمعنهم بالسوؽ إذل ا﵀شر بعد ما أخرجتهم من األرض"(ّ)‪.‬‬
‫ﮋﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‬ ‫كفسر قوؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸ ﭹﭺﮊ(ْ)‪" :‬كذلك يوـ ا‪٢‬بشر كالناس ُب ا‪٤‬بوقف"(ٓ)‪.‬‬
‫ك‪ٚ‬بتلف أحواؿ الناس ُب ا‪٤‬بوقف فبعضهم يكوف عليو مقدار ‪ٟ‬بسْب ألف‬
‫سنة‪ ،‬كىو على الكفار قدر ‪ٟ‬بسْب ألف سنة ‪٥‬بولو(ٔ)‪ ،‬أما ا‪٤‬بؤمن فإنو يهوف مقدار‬
‫قاؿ‪ ،‬قاؿ رسوؿ ا﵁ ‪ُ :‬ب يوـ كاف‬ ‫صبلة مكتوبة‪ ،‬فعن أيب سعيد ا‪٣‬بدرم‬
‫قلت‪ :‬يا رسوؿ ا﵁‪ ،‬ما أطوؿ ىذا اليوـ؟ فقاؿ ‪:‬‬ ‫مقداره ‪ٟ‬بسْب ألف سنة‪ ،‬ي‬
‫كالذم نفسي بيده إنو ليخفف على ا‪٤‬بؤمن حٌب يكوف أخف عليو من صبلة‬
‫مكتوبة يصليها ُب الدنيا (ٕ)‪.‬‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ّٕٔ/‬‬
‫(ِ) سورة مرصل‪.ٖٔ :‬‬
‫(ّ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ّّٓ/‬‬
‫(ْ) سورة األنبياء‪.َُْ :‬‬
‫(ٓ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.َّٓ/‬‬
‫(ٔ) ينظر‪ :‬البحر ا‪٤‬بديد ْ‪.ّٖٕ ،ِٗ/‬‬
‫(ٕ) أخرجو أ‪ٞ‬بد ُب مسنده ْ‪ ،ُّٗ/‬رقم ُِِٖٕ‪ ،‬كابن حباف ُب صحيحو‪ ،‬باب ذكر األخبار عن كصف ما‬
‫خيفف بو طوؿ يوـ القيامة على ا‪٤‬بؤمنْب ُٔ‪ ،ِّٗ/‬كأخرجو ابن جرير الطربم ُب جامع البياف ِٗ‪ ِٕ/‬عن‬
‫يونس‪ ،‬عن ابن كىب‪ ،‬هبذا اإلسناد‪ ،‬كأبو يعلى ُب مسنده ِ‪ ،ِٕٓ/‬رقم َُّٗ من طريق ا‪٢‬بسن بن موسى‬
‫عن أيب ‪٥‬بيعة‪ ،‬كذكره ا‪٥‬بيثمي ُب ‪٦‬بمع الزكائد َُ‪ ،ّّٕ/‬كقاؿ‪ :‬إسناده حسن على ضعف ُب الركاية‪.‬‬

‫ٔٔٓ‬
‫عن رسوؿ ا﵁ قاؿ‪ :‬يقوـ الناس لرب العا‪٤‬بْب‬ ‫كعن أيب ىريرة‬
‫مقدار نصف يوـ من ‪ٟ‬بسْب ألف سنة يهوف ذلك على ا‪٤‬بؤمنْب كتدرل الشمس‬
‫للغركب إذل أف تغرب (ُ)‪.‬‬
‫أف رسوؿ‬ ‫كأحوا‪٥‬بم متفاكتة على قدر أعما‪٥‬بم فعن عبد ا﵁ بن عمر‬
‫ا﵁ قاؿ ُب قولو تعاذل‪ :‬ﮋﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﮊ(ِ)‪ ،‬حٌب يغيب أحدىم ُب‬
‫رشحو (ّ) إذل أنصاؼ أذنيو (ْ)‪.‬‬
‫ﮋﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬ ‫أما الكافر فيحشر على كجهو‪ ،‬قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﭟﭠ ﭡﭢﭣﭤﮊ(ٓ)‪.‬‬
‫رجبل سأؿ النيب ‪ :‬كيف حيشر‬ ‫أف ن‬ ‫كذكر ابن عجيبة حديث أنس‬
‫الكافر على كجهو؟ فقاؿ‪ :‬أليس الذم أمشاه على الرجلْب ُب الدنيا ن‬
‫قادرا على أف‬
‫ديشيو على كجهو يوـ القيامة (ٔ) (ٕ)‪.‬‬
‫ﮋﭠ ﭡﭢ‬ ‫كبكما‪ ،‬كصما‪ ،‬قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫كحيشركف على كجوىهم عمينا ن‬
‫ﭣ ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ ﭭﭮﭯﮊ(ٖ)‪.‬‬
‫كبكما كصما ال يبصركف ما يقر‬
‫كيرل ابن عجيبة أهنم حاؿ كوهنم عمينا ن‬
‫عن البعث‪ ،ِّٖ/ُٔ ،‬قاؿ شعيب األرنؤكط‪ :‬إسناده صحيح‬ ‫(ُ) أخرجو ابن حباف ُب صحيحو‪ ،‬باب إخباره‬
‫على شرط البخارم‪.‬‬
‫(ِ) سورة ا‪٤‬بطففْب‪.ٔ :‬‬
‫(ّ) الرشح‪ :‬ىو‪ :‬العرؽ؛ ألنو خيرج من البدف شيئنا فشيئنا كما يرشح اإلناء ا‪٤‬بتخلخ األجزاء‪ .‬ينظر النهاية ُب غريب‬
‫ا‪٢‬بديث ِ‪ِِْ/‬‬
‫(ْ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب التفسّب‪ ،‬باب ﮋﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﮊ‪ ،ِِّ-ُِّ/ّ ،‬رقم ّْٖٗ‪.‬‬
‫(ٓ) سورة الفرقاف‪.ّْ :‬‬
‫(ٔ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب تفسّب القرآف‪ ،‬باب ﮋﭚ ﭛ ﭜ ﭝﮊ‪ ،ُِٕ/ّ ،‬رقم َْٕٔ‪.‬‬
‫(ٕ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ِّٓ/‬‬
‫(ٖ) سورة اإلسراء‪.ٕٗ :‬‬

‫ٕٔٓ‬
‫أعينهم‪ ،‬كال ينطقوف ٗبا يقب منهم‪ ،‬كال يسمعوف ما يلذ مسامعهم‪٤ ،‬با كانوا ُب‬
‫الدنيا ال يستبصركف باآليات كالعرب‪ ،‬كال ينطقوف با‪٢‬بق كال يستمعونو‪ ،‬كجيوز أف‬
‫حيشركا بعد ا‪٢‬بساب من ا‪٤‬بوقف إذل النار‪ ،‬ىم يؤكُب(ُ) القول كا‪٢‬بواس‪ ،‬كأف حيشركا‬
‫كذلك‪ٍ ،‬ب تعاد إليهم قواىم كحواسهم‪ ،‬فإف إدراكاهتم هبذه ا‪٤‬بشاعر ُب بعض‬
‫ا‪٤‬بواطن ‪٩‬با ال ريب فيو(ِ)‪.‬‬
‫كىذه اآلية الكردية يدؿ ظاىرىا على أف الكفار يبعثوف يوـ القيامة عمينا‬
‫كبكما كصما‪.‬‬
‫ن‬
‫ﮋﯷ ﯸ‬ ‫آيات أيخر تدؿ على خبلؼ ذلك‪ ،‬كقولو تعاذل‪:‬‬
‫كقد جاءت ه‬
‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ‬ ‫ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﮊ(ّ)‪ ،‬ككقولو تعاذل‪:‬‬
‫ﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟ‬
‫ﭠﮊ(ْ)‪.‬‬
‫كا‪١‬بواب عن ىذا من ثبلثة أكجو‪:‬‬
‫الوجو األول‪ :‬أف ىذا يكوف ُب مبدأ األمر ٍب يىػ يرد ا﵁ تعاذل إليهم أبصارىم‬
‫كنطقهم ك‪٠‬بعهم فّبكف النار كيسمعوف زفّبىا كينطقوف ٗبا حكى ا﵁ تعاذل عنهم ُب‬
‫غّب موضع‪.‬‬

‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ِّٓ/‬‬


‫(ّ) ىم يؤكُب‪ :‬صيغة ‪ٝ‬بع مضافة‪ ،‬من اآلفة‪ ،‬كىى العاىة‪ ،‬كأيف الزرع‪ :‬أصابتو آفة‪ ،‬فهو مؤكؼ على كزف‪ :‬معوؼ‪.‬‬
‫انظر‪ :‬الصحاح (أكؼ) ْ‪.ُّّّ/‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ِّٓ/‬‬
‫(ّ) سورة الكهف‪.ّٓ :‬‬
‫(ْ) سورة السجدة‪.ُِ :‬‬

‫ٖٔٓ‬
‫الوجو الثاني‪ :‬أهنم ال يركف شيئنا يسرىم‪ ،‬كال يسمعوف كذلك كال ينطقوف‬
‫ٕبجة‪ ،‬كما أهنم كانوا ُب الدنيا ال يستبصركف كال ينطقوف با‪٢‬بق كال يسمعونو‪ ،‬فنزؿ‬
‫ما يقولونو كيسمعونو كيبصركنو منزلة العدـ لعدـ االنتفاع بو‪.‬‬
‫(ُ)‬
‫كقع‬ ‫ﮋﭬ ﭭ ﭮ ﭯﮊ‬ ‫الوجو الثالث‪ :‬أف ا﵁‪ ‬إذا قاؿ ‪٥‬بم‪:‬‬
‫هبم ذاؾ العمى كالصم كالبكم من شدة الكرب كاليأس من الفرج‪ ،‬قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫(ِ)‬
‫كعلى ىذا القوؿ تكوف األحواؿ الثبلثة‬ ‫ﮋﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙﮊ‬
‫مقدرة(ّ)‪.‬‬
‫كبكما‪ٍ ،‬ب ترد إليهم‬
‫كالراجح أهنم ُب أكؿ ا‪٢‬بشر يكونوف عمينا‪ ،‬كصما‪ ،‬ن‬
‫حواسهم(ْ)‪.‬‬
‫كذكر ابن عجيبة أف األمم كلهم حيشركف حٌب البهائم‪ ،‬كالدكاب‪ ،‬كالطّب‪،‬‬
‫ﮋﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ‬ ‫كىذا صواب‪ ،‬كىو الذم جاء ُب قوؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫ﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ ﮈﮉﮊﮊ(ٓ)‪.)ٔ( ،‬‬
‫‪" :‬أم ‪ٝ‬بيع ا‪٢‬بيوانات‪ ،‬األرضية كا‪٥‬بوائية‪ ،‬من البهائم‬ ‫قاؿ السعدم‬
‫كالوحوش كالطيور‪ ،‬كلها أمم أمثالكم خلقناىا‪ ،‬كما خلقناكم‪ ،‬كرزقناىا كما‬
‫رزقناكم‪ ،‬كنفذت فيها مشيئتنا كقدرتنا‪ ،‬كما كانت نافذة فيكم‪ ،‬كما أمهلنا كال أغفلنا‬
‫(ُ) سورة ا‪٤‬بؤمنوف‪.َُٖ :‬‬
‫(ِ) سورة النم ‪.ٖٓ :‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬دفع إيهاـ االضطراب عن آيات الكتاب ُ‪.ُِْ/‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬أضواء البياف ُب إيضاح القرآف ْ‪.ُِٕ/‬‬
‫(ٓ) سورة األنعاـ‪.ّٖ :‬‬
‫(ٔ) ينظر‪ :‬البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.ّْٓ/‬‬

‫ٗٔٓ‬
‫ُب اللوح ا﵀فوظ شيئنا من األشياء‪ ،‬ب ‪ٝ‬بيع األشياء‪ ،‬صغّبىا ككبّبىا‪ ،‬مثبتة ُب‬
‫اللوح ا﵀فوظ‪ ،‬على ما ىي عليو‪ ،‬فتقع ‪ٝ‬بيع ا‪٢‬بوادث طبق ما جرل بو القلم‪.‬‬
‫كُب ىذه اآلية دلي ي على أف الكتاب األكؿ قد حول ‪ٝ‬بيع الكائنات‪ ،‬كىذا‬
‫أحد مراتب القضاء كالقدر‪ ،‬فإهنا أربع مراتب‪ :‬علم ا﵁ الشام ‪١‬بميع األشياء‪،‬‬
‫ككتابو ا﵀يط ٔبميع ا‪٤‬بوجودات‪ ،‬كمشيئتو كقدرتو النافذة العامة لك شيء‪ ،‬كخلقو‬
‫‪١‬بميع ا‪٤‬بخلوقات‪ ،‬حٌب أفعاؿ العباد‪.‬‬
‫كحيتم أف ا‪٤‬براد بالكتاب ىذا القرآف‪ ،‬ك‪ٝ‬بيع األمم ‪ٙ‬بشر ك٘بمع إذل ا﵁ ُب‬
‫موقف القيامة‪ُ ،‬ب ذلك ا‪٤‬بوقف العظيم ا‪٥‬بائ ‪ ،‬فيجازيهم بعدلو كإحسانو‪ ،‬كديضي‬
‫عليهم حكمو الذم حيمده عليو األكلوف كاآلخركف‪ ،‬أى السماء كأى األرض"(ُ)‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬الميزان والحساب‬
‫ً‬
‫ين)(ِ)‪.‬‬‫ً‬ ‫ً‬
‫الػمٍيػىزا يف ُب اللغة‪ :‬مذكر‪ ،‬كأصلو من الواك ك‪ٝ‬بعو ( ىم ىواز ي‬
‫قاؿ ابن فارس‪" :‬الواك كالزام كالنوف بناءه يدؿ على تعدي و كاستقامة‪ ،‬كزنت‬
‫قدر كزف الشيء"(ّ)‪.‬‬
‫الشيءى كزنا‪ ،‬كالزنة‪ :‬ي‬
‫كا‪٤‬بيزاف‪ :‬ىو اآللة الٍب يوزف هبا األشياء أك ما تقدر هبا األشياء ًخفةن ن‬
‫كثقبل(ْ)‪.‬‬
‫كقد أشار ابن عجيبة إذل ىذا التعريف فقاؿ‪" :‬كىو ‪ٝ‬بع ميزاف‪ ،‬كىو ما يوزف‬
‫بو الشيء لييعرؼ كميتو‪ ،‬كإمنا ‪ٝ‬بع ا‪٤‬بوازين لتعظيم شأهنا"(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬تيسّب الكرصل الر‪ٞ‬بن ُب تفسّب كبلـ ا‪٤‬بناف ُ‪.ِٓٓ/‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬بصباح ا‪٤‬بنّب ُ‪.ّّٗ/‬‬
‫(ّ) مقاييس اللغة ٔ‪.َُٕ/‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬هتذيب اللغة ُّ‪ ،ُٕٔ/‬لساف العرب ُّ‪.ْْٔ/‬‬
‫(ٓ) البحر ا‪٤‬بديد ْ‪.َِٓ/‬‬

‫َٕٓ‬
‫حقيقي لو لساف‬
‫ي‬ ‫كُب الشرع‪" :‬ما توزف فيو األعماؿ يوـ القيامة‪ ،‬كىو ميزا هف‬
‫ككفتاف كال يعلم قدره إال ا﵁"(ُ)‪.‬‬
‫رأي ابن عجيبة في إثبات الميزان‪.‬‬
‫ﮋﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ‬ ‫ييثبت ابن عجيبة ا‪٤‬بيزاف‪ ،‬كما ُب قوؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫ﮞﮟ ﮠﮡﮊ(ِ)‪.‬‬
‫كأما رأيو ُب الوزف ى ىو لؤلعماؿ أـ الصحائف‪ ،‬فّبل أنو لصحائف‬
‫األعماؿ‪ ،‬يقوؿ‪" :‬ﮋﮘﮊ أم‪ :‬كزف األعماؿ‪ ،‬على نعت ا‪٢‬بق كالعدؿ‪ ،‬حاص ه‬
‫يوـ القيامة‪ ،‬حْب ييسأؿ الرس كال يػمرس إليهم‪ ،‬كا‪١‬بمهور على أف صحائف‬
‫كقطعا‬
‫إظهارا للمعدلة ن‬‫ن‬ ‫األعماؿ تيوزف ٗبيزاف لو لساف ككفتاف‪ ،‬ينظر إليو ا‪٣‬ببلئق؛‬
‫للمعذرة كما يسأ‪٥‬بم عن أعما‪٥‬بم‪ ،‬فتعَبؼ هبا ألسنتهم‪ ،‬كتشهد هبا جوارحهم‪،‬‬
‫تسعةه كتًسعيو ىف ًسجبل‪،‬‬
‫نشر عليو ى‬‫كيؤيده ما يرًكم‪ :‬أف الرج ييؤتى بو إذل ا‪٤‬بيزاف‪ ،‬فيي ى‬
‫يك ًس ًج ي م ٌد البصر‪ ،‬فتخرج لو بطاقة فيها كلمة الشهادة‪ ،‬فتوضع السجبلت ُب‬
‫كفة‪ ،‬كالبطاقة ُب كفة‪ ،‬فتثق البطاقة‪ ،‬كتطيش السجبلت (ّ)‪ ،‬كقي ‪ :‬توزف‬
‫األشخاص؛ ‪٤‬با ركم عنو أنو قاؿ‪ :‬إنو ليأٌب العظيم السمْب يوـ القيامة ال يزف‬
‫عند ا﵁ تعاذل جناح بعوضة (ْ)‪ ،‬كالتحقيق‪ :‬أف ا‪٤‬براد بو اإلىانة كالتصغّب‪ ،‬كأنو ال‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬شرح أصوؿ اعتقاد أى السنة كا‪١‬بماعة ٔ‪ ،ُِْٓ/‬لوامع األنوار البهية ِ‪ ،ُْٖ/‬ك‪٦‬بموع الفتاكل‬
‫ْ‪ٙ ،َِّ/‬بقيق الربىاف ُب إثبات حقيقة ا‪٤‬بيزاف ِ‪.ُٕٖ/‬‬
‫(ِ) سورة األعراؼ‪.ٖ :‬‬
‫(ّ) أخرجو ابن ماجو ِ‪ ،ُّْٕ/‬رقم ََّْ‪ ،‬كا‪٢‬باكم ُب ا‪٤‬بستدرؾُ ‪ ،َُٕ/‬رقم ُّٕٗ‪ ،‬كقاؿ‪ :‬صحيح‬
‫اإلسناد‪ ،‬على شرط مسلم‪ ،‬كالَبمذم ٓ‪ ،ِْ/‬رقم ِّٗٔ‪ ،‬كقاؿ‪ :‬حسن غريب‪ ،‬كابن حباف ُ‪ ،ُْٔ/‬رقم‬
‫ِِٓ‪ ،‬كاللفظ لو‪ ،‬كصححو األلباشل ُب صحيح ا‪١‬بامع‪ ،‬رقم َٖٓٗ‪.‬‬
‫(ْ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب التفسّب‪ ،‬باب ﮋﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮊ‪ ،ِٕٓ/ّ ،‬رقم‬
‫ِْٕٗ‪.‬‬

‫ُٕٓ‬
‫يساكم عند ا﵁ شيئنا؛ التباعو ا‪٥‬بول‪.‬‬
‫ٍب فص ُب األعماؿ فقاؿ‪ :‬ﮋﮜ ﮝ ﮞﮊ أم‪ :‬حسناتو‪ ،‬أك ا‪٤‬بيزاف‬
‫الذم يوزف بو حسناتو‪ ،‬ك‪ٝ‬بعو باعتبار اختبلؼ ا‪٤‬بوزكنات كتعدد الوزف‪ ،‬فعلى األكؿ‬
‫ﮋﮟ ﮠ‬ ‫ىو ‪ٝ‬بع موزكف‪ ،‬كعلى الثاشل ‪ٝ‬بع ميزاف‪ ،‬فمن رجحت حسناتو‬
‫ﮡﮊ"(ُ)‪.‬‬
‫افق ألقواؿ أى العلم‪ ،‬قاؿ البقاعي(ِ)‪" :‬ﮋﮘﮊ ٗبيز واف‬ ‫م ابن عجيبة مو ه‬ ‫ىكرأٍ ي‬
‫حقيقي لصحف األعماؿ أك لؤلعماؿ أنفسها بعد تصويرىا ٗبا تستحقو من الصور‬ ‫ي‬
‫أك بغّب ذلك بعد أف يقذؼ ا﵁ ُب القلوب العلم بو"(ّ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابن حجر ‪" :‬كأ‪ٝ‬بع أى السنة على اإلدياف با‪٤‬بيزاف‪ ،‬كأف أعماؿ‬
‫العباد توزف يوـ القيامة‪ ،‬كأف ا‪٤‬بيزاف لو لسا هف ككفتاف‪ ،‬كديي باألعماؿ"(ْ)‪.‬‬
‫حجازا كعراقنا‬
‫ن‬ ‫كقاؿ أبو حاًب(ٓ) كأبو زرعة(ٔ)‪" :‬أدركنا العلماء ُب ‪ٝ‬بيع األمصار‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪ ،ْٔٓ/‬كينظر‪ :‬تفسّب البيضاكم ّ‪.ٔ/‬‬
‫(ِ) ىو‪ :‬أبو ا‪٢‬بسن‪ ،‬إبراىيم بن عمر بن حسن الرباط برىاف الدين البقاعي الشافعي‪ ،‬كلد سنة َٖٗىػ‪٧ ،‬بدث‬
‫لفات منها‪ٙ :‬بذير العباد من‬ ‫كمفسر‪ ،‬مقرئ‪ ،‬من شيوخو‪٧ :‬بمد بن ‪٧‬بمد ا‪١‬بزرم‪ ،‬كابن حجر العسقبلشل‪ ،‬لو مؤ ه‬
‫ضبلء ىبَب ًاجم‬
‫أى العناد ببدعة اال‪ٙ‬باد‪ ،‬كتنبيو الغيب إذل تكفّب ابن عريب‪ ،‬توُب سنة ٖٖٓىػ‪ .‬ينظر‪ :‬إمتاع ال يف ى‬
‫الثامن ا‪٥‬بجرم ِ‪.ْٕ/‬‬ ‫ال يقراء فًيما بعد القرف ً‬
‫(ّ) نظم الدرر ُب تناسب اآليات كالسور ٕ‪ ،ّٓٗ/‬كينظر‪ :‬تفسّب القرآف العظيم ّ‪.ّٖٗ/‬‬
‫(ْ) فتح البارم ُّ‪ ،ّٖٓ/‬كينظر‪ :‬أصوؿ السنة‪ ،‬صُِٔ‪.‬‬
‫ث حافظ‪ ،‬قاؿ عن‬ ‫(ٓ) ىو‪٧ :‬بمد بن إدريس بن ا‪٤‬بنذر بن داكد بن مهراف ا‪٢‬بافظ الغطفاشل‪ ،‬أحد األعبلـ‪٧ ،‬بد ه‬
‫نفسو‪ :‬كتبت ا‪٢‬بديث سنة َِٗىػ‪ ،‬كلد سنة ُٓٗىػ‪ ،‬كتوُب سنة ِٕٕىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعبلـ النببلء‬
‫ُّ‪ ،ِْٕ/‬تذكرة ا‪٢‬بيفاظ ِ‪.ٕٓٔ/‬‬
‫(ٔ) ىو‪ :‬أبو زرعة‪ ،‬يعبيد ا﵁ بن عبد الكرصل بن يزيد بن فركخ الرازم‪ ،‬ي‪٧‬بدث الرم‪ ،‬من مؤلفاتو‪ :‬كتاب الضعفاء‬
‫كا‪٤‬بَبككْب‪ ،‬توُب سنة ِْٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعبلـ النببلء ُّ‪ ،ٔٓ/‬تذكرة ا‪٢‬بيفاظ ِ‪.ٕٓٓ/‬‬

‫ِٕٓ‬
‫كشاما كديننا فكاف من مذىبهم ‪ ...‬أف ا‪٤‬بيزاف حق‪ ،‬لو كفتاف‪ ،‬توزف فيو أعماؿ العباد‬
‫ن‬
‫(ُ)‬
‫حسنها كسيئها" ‪.‬‬
‫كمسألة كزف األعماؿ أك الصحائف مسألة خبلفية بْب أى العلم‪:‬‬
‫فمنهم من قاؿ‪ :‬إف الذم يوزف صحائف األعماؿ‪ ،‬كىذا القوؿ كصف‬
‫با‪٤‬بشهور‪ ،‬كنسب إذل ‪ٝ‬بهور ا‪٤‬بفسرين‪ ،‬كاختاره القرطيب(ِ)‪ ،‬كابن ا‪١‬بوزم(ّ)‪ ،‬كابن‬
‫عطية(ْ)‪ ،‬كالشوكاشل(ٓ)‪ ،‬كاستدلوا ٕبديث البطاقة ا‪٤‬بشهور(ٔ)‪.‬‬
‫كمنهم من قاؿ‪ :‬إف الذم يوزف األعماؿ نفسها‪ ،‬كىذا ظاىر تبويب‬
‫البخارم(ٕ)‪ ،‬كصححو ابن حجر(ٖ)‪ ،‬كىو مفهوـ كبلـ ابن تيمية(ٗ)‪ ،‬كابن رجب(َُ)‪،‬‬
‫ر‪ٞ‬بهم ا﵁‪.‬‬
‫كاستدلوا بأحاديث منها‪:‬‬
‫قوؿ النيب ‪ :‬كلمتاف حبيبتاف إذل الر‪ٞ‬بن‪ ،‬خفيفتاف على اللساف‪ ،‬ثقيبلف‬
‫ُب ا‪٤‬بيزاف ‪.)ُُ( ...‬‬
‫(ُ) شرح أصوؿ اعتقاد أى السنة كا‪١‬بماعة ُ‪.ُٕٗ/‬‬
‫(ِ) ا‪١‬بامع ألحكاـ القرآف ٕ‪.ُٔٔ-ُٔٓ/‬‬
‫(ّ) زاد ا‪٤‬بسّب ّ‪.َُٕ/‬‬
‫(ْ) ا﵀رر الوجيز ٓ‪.ّّْ/‬‬
‫(ٓ) فتح القديرِ ‪.ٕٗ/‬‬
‫(ٔ) تقدـ‪ ،‬صُٕٓ‪.‬‬
‫(ٕ) باب قوؿ ا﵁ تعاذل‪ :‬ﮋ ﭪ ﭫ ﭬﮊ كأف أعماؿ بِب آدـ كقو‪٥‬بم يوزف‪.ِْٕٗ/ٔ ،‬‬
‫(ٖ) فتح البارمُّ‪ ،ِٕٔ/‬قاؿ‪ :‬كالصحيح أف األعماؿ ىي الٍب توزف‪.‬‬
‫(ٗ) ‪٦‬بموع الفتاكل ْ‪.َِّ/‬‬
‫(َُ) جامع العلوـ كا‪٢‬بكم ِ‪ ،ُٔ/‬عند ا‪٢‬بديث الثالث كالعشرين‪.‬‬
‫(ُُ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب الدعوات‪ ،‬باب فض التسبيح‪ ،َُُِ/ْ ،‬رقم َْٔٔ‪.‬‬

‫ّٕٓ‬
‫كقوؿ النيب ‪ :‬الطهور شطر اإلدياف‪ ،‬كا‪٢‬بمد ﵁ ‪ٛ‬بؤل ا‪٤‬بيزاف ‪.)ُ( ...‬‬
‫كمنهم من قاؿ‪ :‬إف الذم يوزف العام نفسو‪ ،‬نقلو البغوم(ِ)‪ ،‬كابن ا‪١‬بوزم(ّ)‪،‬‬
‫عند ما‬ ‫عود‬
‫ود‬
‫سعو‬‫كابن كثّب(ْ)‪ ،‬كاستدلوا با‪٢‬بديث الذم ذيكر فيو مناقب ابن مس‬
‫مسعود‬
‫مسع‬
‫صعد على الشجرة ليجتِب للصحابة فهبت الريح ككشفت عن ساقيو فضحكوا‬
‫يحد (ٓ)‪.‬‬‫فقاؿ رسوؿ ا﵁ ‪ :‬كالذم نفسي بيده ‪٥‬بما أثق ُب ا‪٤‬بيزاف من جب أ ي‬
‫كقي ‪ :‬إف العام يوزف مع عملو كصحيفتو(ٔ)‪ ،‬كىذا الذم يظهر قاؿ ابن‬
‫صحيحا‪ ،‬فتارةن‬
‫ن‬ ‫كثّب ‪" :‬كقد ديكن ا‪١‬بمع بْب ىذه اآلثار‪ ،‬بأف يكوف ذلك كلو‬
‫توزف األعماؿ‪ ،‬كتارةن توزف ‪٧‬بلها‪ ،‬كتارة يوزف فاعلها"(ٕ)‪ ،‬كا﵁ أعلم‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬الصراط‬
‫ً‬
‫‪٩‬بدكد على مًب جهنم‪ ،‬منعوت ُب ا‪٢‬بديث‬
‫كجسر ه‬‫ه‬ ‫ط ُب اللغة‪ :‬الطريق‪،‬‬
‫الصرا ي‬
‫ط بالسْب لغةه فيو(ٖ)‪.‬‬
‫الصحيح‪ ،‬كالسرا ي‬
‫‪٩‬بدكد على ظهر جهنم يرده األكلوف كاآلخركف حٌب‬
‫ه‬ ‫"جسم‬
‫ه‬ ‫كُب الشرع‪:‬‬
‫ال يكفار كاألنبياء كالصديقوف كمن يدخ ا‪١‬بنة بغّب حساب"(ٗ)‪.‬‬

‫(ُ) أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب فض الوضوء‪ ،َِّ/ُ ،‬رقم ِِّ‪.‬‬
‫(ِ) معادل التنزي ِ‪.ُْٗ/‬‬
‫(ّ) زاد ا‪٤‬بسّب ّ‪.ُُٕ/‬‬
‫(ْ) النهاية ُب الفًب كا‪٤‬ببلحم ِ‪.ِِٗ/‬‬
‫(ٓ) أخرجو أ‪ٞ‬بد ُب ا‪٤‬بسند ُ‪ ،ْ/‬رقم ُِْ‪ ،‬كالطرباشل ُب معجمو الكبّب ُٗ‪ ،ِٖ/‬رقم ٗٓ‪ ،‬كالطيالسي ُب مسنده‬
‫صحيح اإلسناد كدل‬
‫ي‬ ‫حديث‬
‫ه‬ ‫ُ‪ ،ُْٓ/‬رقم َُٖٕ‪ ،‬كأخرجو ا‪٢‬باكم ُب ا‪٤‬بستدرؾ ّ‪ ،ّٖٓ/‬كقاؿ‪ :‬ىذا‬
‫خيرجاه‪ ،‬كا‪٢‬بديث صححو الشيخ األلباشل ُب السلسلة الصحيحة ٔ‪ ،َٕٓ/‬رقم َِٕٓ‪.‬‬
‫(ٔ) شرح العقيدة الطحاكية ِ‪ ،َُٔ/‬كينظر‪ :‬معارج القبوؿ ِ‪.ْٖٓ/‬‬
‫(ٕ) تفسّب ابن كثّب ّ‪٤ ،ُّٓ/‬بعة االعتقاد‪ ،‬صُُِ‪.‬‬
‫(ٖ) القاموس ا﵀يطُ‪ ،ٕٔٓ/‬كينظر‪ :‬تاج العركس ُٗ‪.ّْٕ/‬‬
‫(ٗ) االقتصاد ُب االعتقاد‪ ،‬صٔٓ‪ ،‬كينظر‪ :‬رسالة ألى الثغر ُ‪.ِٖٔ/‬‬

‫ْٕٓ‬
‫رأي ابن عجيبة في الصراط‪:‬‬
‫ا‪٤‬بنصوب على مًب جهنم‪ ،‬كالناس‬
‫ي‬ ‫ا‪١‬بسر‬
‫ي‬ ‫ذكر ابن عجيبة أف الصراط ىو‪:‬‬
‫يتباينوف ُب ا‪٤‬بركر عليو بقدر أعما‪٥‬بم‪ ،‬فمنهم من دير عليو كالفرس كا‪١‬بواد‪ ،‬كمنهم‬
‫كالريح العاصف‪ ،‬كىو أرؽ من الشعرة‪ ،‬كأحد من السيف(ُ)‪ ،‬كذكر ا‪٤‬بقصود من‬
‫قوؿ ا﵁ تعاذل‪ :‬ﮋﮐ ﮑ ﮒ ﮓﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮊ(ِ) أف الناس ديركف على‬
‫الصراط كالنار من ‪ٙ‬بت أقدامهم(ّ)‪.‬‬
‫كهبذا يؤيد القوؿ بأف ا‪٤‬بركر على الصراط ليس ا‪٤‬بقصود منو الدخوؿ‪ ،‬فعن أـ‬
‫مبشر أهنا ‪٠‬بعت النيب يقوؿ عند حفصة‪ :‬ال يدخ النار إف شاء ا﵁ من‬ ‫ٌ‬
‫أصحاب الشجرة أحد‪ ،‬الذين بايعوا ‪ٙ‬بتها قالت‪ :‬بلى يا رسوؿ ا﵁ فانتهرىا‪،‬‬
‫قد قاؿ ا﵁‪:‬‬ ‫فقاؿ النيب‬ ‫ﮋﮐ ﮑ ﮒ ﮓﮊ‬ ‫‪:‬‬ ‫فقالت حفصة‬
‫ﮋﮛﮜﮝﮞ ﮟﮠﮡﮢﮊ(ْ)‪.)ٓ( ،‬‬
‫‪ :‬كاختلف ا‪٤‬بفسركف ُب ا‪٤‬براد بالوركد ا‪٤‬بذكور ُب قولو‬ ‫قاؿ ابن أيب العز‬
‫تعاذل‪ :‬ﮋﮐ ﮑ ﮒ ﮓﮊ(ٔ)‪ ،‬ما ىو؟ كاألظهر كاألقول أنو ا‪٤‬بركر على الصراط‪،‬‬
‫إذل أف كركد النار‬ ‫قاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮊ(ٕ)‪ ،‬أشار‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬شجرة اليقْب ٗبا يتعلق بكوف رب العا‪٤‬بْب‪ ،‬صِِٓ‪.ِِٔ-‬‬
‫(ِ) سورة مرصل‪.ُٕ :‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬شجرة اليقْب ٗبا يتعلق بكوف رب العا‪٤‬بْب‪ ،‬صِِٔ‪.‬‬
‫(ْ) سورة مرصل‪.ِٕ :‬‬
‫(ٓ) أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب فضائ الصحابة رضي ا﵁ تعاذل عنهم‪ ،‬باب من فضائ أصحاب الشجرة أى بيعة‬
‫الرضواف ٕ‪ ،ُٔٗ/‬رقم َٔٓٔ‪.‬‬
‫(ٔ) سورة مرصل‪.ُٕ :‬‬
‫(ٕ) سورة مرصل‪.ِٕ :‬‬

‫ٕٓٓ‬
‫ال يستلزـ دخو‪٥‬با‪ ،‬كأف النجاة من الشر ال تستلزـ حصولو‪ ،‬ب يستلزـ انعقاد سببو‪،‬‬
‫فمن طلبو عدكه ليهلكوه كدل يتمكنوا منو‪ ،‬يقاؿ‪٪ :‬باه ا﵁ منهم ‪ ...‬كذلك حاؿ‬
‫الوارد ُب النار‪ ،‬ديركف فوقها على الصراط‪ٍ ،‬ب ينجي ا﵁ الذين اتقوا كيذر الظا‪٤‬بْب‬
‫بْب ُب ا‪٢‬بديث ا‪٤‬بذكور‪ :‬أف الوركد ىو الوركد على الصراط(ُ)‪.‬‬‫فيها جثيا‪ ،‬فقد ْب‬
‫الوركد هبذا‪ ،‬كىذا عاـي ‪١‬بميع‬ ‫‪" :‬كفسر النيب‬ ‫كقاؿ ابن تيمية‬
‫ا‪٣‬بلق"(ِ)‪.‬‬
‫ثامنًا‪ :‬حقيقة الروح وعالقتها بوحدة الوجود عند ابن عجيبة‪:‬‬
‫قاؿ ابن عجيبة‪" :‬كحقيقة اإلنساف ىي‪ :‬ركحانية‪ ،‬كىي لطيفة نورانية جربكتية‪،‬‬
‫ٍب احتجبت ببشرية كثيفة ناسوتيو"(ّ)‪ ،‬كقاؿ ُب موض وع آخر‪ " :‬ككوف األركاح حادثة‬
‫جيرم على مذىب أى الفرؽ‪ ،‬كأما أى ا‪١‬بمع فبل حادث عندىم لفناء الكائنات‬
‫كسألت بعض إخواننا العارفْب‪ :‬ى األركاح حادثة أك قددية؟ فقاؿ‪:‬‬
‫ي‬ ‫عن نظرىم ‪...‬‬
‫الرجاؿ األشباح عندىم قددية‪ ،‬كيشّب إذل مقاـ الفناء كما تقدـ لكنو سير مكتوـ"(ْ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬ك‪٠‬بو األركاح أسر نارا؛ ألهنا ‪٤‬با اتصفت رجعت ألصلها كىي‬ ‫كيقوؿ ن‬
‫قطعة من السر ا‪١‬بربكٌب القدصل‪ ،‬فإذا استولت على األشباح رجع ا‪١‬بميع قددينا"(ٓ)‪.‬‬
‫كىذه األقواؿ فاسدةه باتفاؽ أى السنة كا‪١‬بماعة؛ ألف الكبلـ على الركح قد‬
‫قيػيد بقيود ثقاؿ من الوحيْب "كال جيوز و‬
‫ألحد أف يقفو ما ليس لو بو علم‪ ،‬كال يقوؿ‬
‫(ُ) شرح العقيدة الطحاكية ِ‪.َٔٔ/‬‬
‫(ِ) درء تعارض العق كالنق ٓ‪.َّّ/‬‬
‫(ّ) الفتوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صّٗ‪.‬‬
‫(ْ) معراج التشوؼ‪ ،‬صْٖ‪.‬‬
‫(ٓ) ا‪٤‬برجع نفسو‪ ،‬صِٕ‪ ،‬كينظر‪ :‬البحر ا‪٤‬بديد ٔ‪ ،ََْ/‬كإيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صَِِ‪.‬‬

‫ٕٔٓ‬
‫ﮋﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ‬ ‫على ا﵁ ما ال يعلم‪ ،‬قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮋﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬ ‫ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﮊ(ُ)‪ ،‬كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮊ(ِ)‪ ،‬كليس ُب‬
‫الكتاب كالسنة أف ا‪٤‬بسلمْب هنوا أف يتكلموا ُب الركح ٗبا دؿ عليو الكتاب كالسنة ال‬
‫ُب ذاهتا كال ُب صفاهتا‪ ،‬كأما الكبلـ بغّب علم فذلك ‪٧‬برهـ ُب ك شيء"(ّ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن تيمية ‪" :‬كمذىب الصحابة كالتابعْب ‪٥‬بم بإحساف كسائر سلف‬
‫عْب قائمةه بنفسها تفارؽ البدف كتينعم كتيعذب ليست ىي‬ ‫األيمة كأئمة السنة أف الركح ه‬
‫‪٩‬بن نص على‬ ‫البدف‪ ،‬كال جزءنا من أجزائو كالنفس ا‪٤‬بذكور‪ ،‬ك‪٤‬با كاف اإلماـ أ‪ٞ‬بد‬
‫ذلك كما نص عليو غّبه من األئمة دل خيتلف أصحابو ُب ذلك ‪.)ْ("...‬‬
‫كقاؿ ُب موض وع آخر‪" :‬كالصواب أهنا ليست مركبة من ا‪١‬بواىر ا‪٤‬بفردة‪ ،‬كال من‬
‫ا‪٤‬بادة كالصورة‪ ،‬كليست من جنس األجساـ ا‪٤‬بتحيزات ا‪٤‬بشهودة ا‪٤‬بعهودة‪ ،‬كأما‬
‫اإلشارة إليها فإنو ييشار إليها‪ ،‬كتصعد‪ ،‬كتنزؿ‪ ،‬ك‪ٚ‬برج من البدف‪ ،‬كتي ىس منو‪ ،‬كما‬
‫كدلت عليو الشواىد العقلية‪ ،‬كأما قوؿ القائ أين مسكنها‬ ‫جاءت بذلك النصوص ى‬
‫بشيء من ا‪١‬بسد ب ىي سارية ُب ا‪١‬بسد كما‬ ‫و‬ ‫من ا‪١‬بسد؟ فبل اختصاص للركح‬
‫تسرم ا‪٢‬بياة الٍب ىي عرض ُب ‪ٝ‬بيع ا‪١‬بسد‪ ،‬فإف ا‪٢‬بياة مشركطة بالركح فإذا كانت‬
‫الركح ُب ا‪١‬بسد كاف فيو حياة كإذا فارقتو الركح فارقتو ا‪٢‬بياة"(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة اإلسراء‪.ّٔ :‬‬
‫(ِ) سورة األعراؼ‪.ّّ :‬‬
‫(ّ) من كبلـ ابن تيمية ُب ‪٦‬بموع الفتاكل ْ‪.َِّ/‬‬
‫(ْ) ‪٦‬بموع الفتاكل ُّ‪.ُّْ/‬‬
‫(ٓ) ا‪٤‬برجع نفسو ٗ‪.َِّ/‬‬

‫ٕٕٓ‬
‫‪٨‬بالف با‪٤‬باىية ‪٥‬بذا ا‪١‬بسم‬
‫ه‬ ‫جسم‬
‫ه‬ ‫كبْب ابن القيم حقيقة الركح فقاؿ‪" :‬إنو‬
‫حي‪ ،‬متحرؾ‪ ،‬ينفذ ُب جوىر‬ ‫خفيف‪ ،‬ي‬
‫ه‬ ‫م‪،‬‬
‫جسم نوراشلي‪ ،‬علو ي‬
‫ه‬ ‫ا﵀سوس‪ ،‬كىو‬
‫األعضاء‪ ،‬كيسرم فيها سرياف ا‪٤‬باء ُب الورد‪ ،‬كسرياف الدىن ُب الزيتوف‪ ،‬كالنار ُب‬
‫الفحم‪ ،‬فما دامت ىذه األعضاء صا‪٢‬بةن لقبوؿ اآلثار الفائضة عليها من ىذا ا‪١‬بسم‬
‫اللطيف بقي ذلك ا‪١‬بسم اللطيف مشاب نكا ‪٥‬بذه األعضاء‪ ،‬كأفادىا ىذه اآلثار من‬
‫ا‪٢‬بس كا‪٢‬بركة اإلرادية‪ ،‬كإذا فسدت ىذه األعضاء بسب استيبلء األخبلط الغليظة‬
‫عليها كخرجت عن قبوؿ تلك اآلثار فارؽ الركح البدف‪ ،‬كانفص إذل عادل األركاح‪،‬‬
‫كىذا القوؿ ىو الصواب ُب ا‪٤‬بسألة ىو الذم ال يصح غّبه كك األقواؿ سواه باطلة‬
‫كعليو دؿ الكتاب كالسنة كإ‪ٝ‬باع الصحابة كأدلة العق كالفطرة"(ُ)‪.‬‬
‫أصناؼ القائلْب بقدـ الركح فقاؿ‪" :‬كاعلم أف القائلْب‬ ‫كذكر ابن تيمية‬
‫بقدـ الركح صنفاف‪:‬‬
‫صنف من الصابئة(ِ) الفبلسفة يقولوف‪ :‬ىي قددية أزلية لكن ليست من ذات‬ ‫ه‬
‫الرب‪ ،‬كما يقولوف ذلك ُب العقوؿ‪ ،‬كالنفوس الفلكية‪ ،‬كيزعم من دخ من أى‬
‫ا‪٤‬بل فيهم أهنا ىي ا‪٤‬ببلئكة‪.‬‬
‫كضبل‪٥‬با ‪-‬من ا‪٤‬بتصوفة كا‪٤‬بتكلمة كا﵀دثة‪-‬‬
‫كصنف من زنادقة ىذه األيمة ي‬
‫ه‬
‫قوال من أكلئك‪ ،‬كىؤالء جعلوا اآلدمي‬
‫يزعموف أهنا من ذات ا﵁‪ ،‬كىؤالء أشر ن‬
‫نصفْب‪ :‬نصف الىوت‪ ،‬كىو ركحو‪ ،‬كنصف ناسوت‪ ،‬كىو جسده نصفو رب‬
‫كنصفو عبد‪ ،‬كقد كفر ا﵁ النصارل بنحو من ىذا القوؿ ُب ا‪٤‬بسيح فكيف ٗبن يعم‬
‫(ُ) الركح‪ ،‬صُٖٕ‪.‬‬
‫(ِ) الصابئة‪ :‬من صبأ‪ ،‬كىو ا‪٣‬بركج من دين إذل دين‪ ،‬كىم قسماف‪ :‬صابئة حنفاء‪ ،‬كصابئة مشركوف يعظموف‬
‫الكواكب السبعة كالربكج االثِب عشر‪ ،‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بل كالنح ِ‪.ِٖٗ/‬‬

‫ٖٕٓ‬
‫ذلك ُب ك أحد؟ حٌب ُب فرعوف‪ :‬كىاماف كقاركف"(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ ُب موض وع آخر‪" :‬من قاؿ إف أركاح بِب آدـ قددية غّب ‪٨‬بلوقة فهو من‬
‫أعظم أى البدع ا‪٢‬بلولية الذين جير قو‪٥‬بم إذل التعطي ‪ٔ ،‬بع العبد ىو الرب‪ ،‬كغّب‬
‫ذلك من البدع الكاذبة ا‪٤‬بضلة"(ِ)‪.‬‬
‫أيضا األدلة على أف الركح ‪٨‬بلوقة فقاؿ‪" :‬كك ما دؿ‬ ‫كذكر ُب موض وع آخر ن‬
‫‪٨‬بلوؽ مربوب‪ ،‬كأف ا﵁‪ ‬ربو كخالقو كمالكو كإ‪٥‬بو فهو‬ ‫على أف اإلنساف عب هد ه‬
‫معا ب ىو بالركح‬‫يدؿ على أف ركحو ‪٨‬بلوقة‪ ،‬فإف اإلنساف عبارة عن البدف كالركح ن‬
‫أخص منو بالبدف كإمنا البدف مطية للركح"(ّ)‪.‬‬
‫كجها تدؿ على أف الركح ‪٨‬بلوقة‪ ،‬فقاؿ‪:‬‬‫كذكر تلميذه ابن القيم اثِب عشر ن‬
‫"فص ه‪ ،‬كالذم يدؿ على خلقها كجوه منها‪:‬‬
‫الوجو األول‪ :‬قوؿ ا﵁ تعاذل‪ :‬ﮋ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮊ(ْ)‪،‬‬
‫ظ عاـي ال ‪ٚ‬بصيص فيو و‬
‫بوجو ما‪ ،‬كال يدخ ُب ذلك صفاتو فإهنا داخلة ُب‬ ‫فهذا اللف ي‬
‫يمسمى ا‪٠‬بو‪ ،‬فا﵁ سبحانو ىو اإللو ا‪٤‬بوصوؼ بصفات الكماؿ‪ ،‬فعلمو كقدرتو‬
‫داخبل ُب‬
‫كحياتو كإرادتو ك‪٠‬بعو كبصره كسائر صفاتو داخ ُب يمسمى ا‪٠‬بو ليس ن‬
‫األشياء ا‪٤‬بخلوقة كما دل تدخ ذاتو فيها‪ ،‬فهو سبحانو كصفاتو ا‪٣‬بالق كما سواه‬
‫قطعا أف الركح ليست ىي ا﵁ كال صفة من صفاتو كإمنا ىي مصنوعه‬ ‫كمعلوـ ن‬
‫ه‬ ‫‪٨‬بلوؽ‪،‬‬
‫من مصنوعاتو فوقوع ا‪٣‬بلق عليها كوقوعو على ا‪٤‬ببلئكة كا‪١‬بن كاإلنس‪.‬‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل ْ‪.ِِِ-ُِِ/‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬برجع نفسو ْ‪.ِِٔ/‬‬
‫(ّ) نفسو ْ‪.ِِِ-ُِِ-َِِ/‬‬
‫(ْ) سورة األنعاـ‪.َُِ :‬‬

‫ٕٗٓ‬
‫(ُ)‬
‫كىذا‬ ‫ﮋ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮊ‬ ‫الوجو الثاني‪ :‬قولو تعاذل‪:‬‬
‫ا‪٣‬بطاب لركحو كبدنو ليس لبدنو فقط؛ فإف البدف كحده ال يفهم كال خياطب كال‬
‫يعق كإمنا الذم يفهم كيعق كخياطب ىو الركح‪.‬‬
‫الوجو الثالث‪ :‬قولو تعاذل‪ :‬ﮋﯕ ﯖﯗ ﯘﮊ(ِ)‪.‬‬
‫ﮋﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬ ‫الوجو الرابع‪ :‬قولو تعاذل‪:‬‬
‫ﯥﮊ(ّ)‪ ،‬كىذا اإلخبار إمنا يتناكؿ أركاحنا كأجسادنا كما يقولو ا‪١‬بمهور‪ ،‬كأما أف‬
‫اقعا على األركاح قب خلق األجساد كما يقولو من يزعم ذلك كعلى التقدير‬ ‫يكوف ك ن‬
‫يح ُب خلق األركاح‪.‬‬
‫فهو صر ه‬
‫الوجو الخامس‪ :‬النصوص الدالة على أنو سبحانو ربنا كرب آبائنا األكلْب‬
‫كرب ك شيء‪ ،‬كىذه الربوبية شاملة ألركاحنا كأبداننا‪ ،‬فاألركاح مربوبة لو ‪٩‬بلوكة كما‬
‫أف األجساـ كذلك‪ ،‬كك مربوب ‪٩‬بلوؾ فهو ‪٨‬بلوؽ‪.‬‬
‫الوجو السادس‪ :‬أكؿ سورة ُب القرآف كىي الفا‪ٙ‬بة‪ ،‬تدؿ على أف األركاح‬
‫‪٨‬بلوقة من عدة أكجو‪:‬‬
‫أحدىا‪ :‬قولو تعاذل‪ :‬ﮋﭖ ﭗ ﭘ ﭙﮊ(ْ) كاألركاح من ‪ٝ‬بلة العادل‬
‫فهو رهبا‪.‬‬
‫الثاشل‪ :‬قولو تعاذل‪ :‬ﮋ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﮊ‬
‫(ٓ)‬
‫فاألركاح عابدة لو‬
‫(ُ) سورة مرصل‪.ٗ :‬‬
‫(ِ) سورة الصافات‪.ٗٔ :‬‬
‫(ّ) سورة األعراؼ‪.ُُ :‬‬
‫(ْ) سورة الفا‪ٙ‬بة‪.ُ :‬‬
‫(ٓ) سورة الفا‪ٙ‬بة‪.ٓ :‬‬

‫َٖٓ‬
‫مستعينة‪ ،‬كلو كانت غّب ‪٨‬بلوقة لكانت معبودةن مستعا نا هبا‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أهنا فقّبة إذل ىداية فاطرىا كرهبا تسألو أف يهديها صراطو ا‪٤‬بستقيم‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬أهنا منعم عليها مرحومة كمغضوب عليها كضالة شقية‪ ،‬كىذا شأف‬
‫ا‪٤‬بربوب كا‪٤‬بملوؾ ال شأف القدصل غّب ا‪٤‬بخلوؽ"(ُ)‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬عالقتها بوحدة الوجود‬
‫ً‬
‫كحبست‬ ‫زعم ابن عجيبة أف الركح جزءه من ذات ا﵁‪ ،‬كلكن انفصلت عنو‪ ،‬ي‬
‫ُب البدف فحنت لنصفها البلىوٌب فتجلى ا﵁ ‪٥‬با ‪-‬تعاذل ا﵁ عما يقوؿ‪ -‬فالركح‬
‫عبارة عن ‪٧‬ب التجليات اإل‪٥‬بية ككشف األنوار ا‪٤‬بلكوتية‪ ،‬كالسر‪ :‬عبارة عن ‪٧‬ب‬
‫التجليات اإل‪٥‬بية‪ ،‬ككشف األنوار ا‪٤‬بلكوتية للخواص‪ ،‬كالسر ‪٣‬بواص ا‪٣‬بواص(ِ)‪.‬‬
‫ككصوؿ الركح إذل مرتبة السر الفانية ُب شهود ذات ا﵁‪ ‬غاية كربل ‪-‬‬
‫عنده‪ -‬موصلة إذل عقيدة كحدة الوجود‪ ،‬فلذلك قاؿ‪" :‬كأما السر فهو األمر ا‪٣‬بفي‬
‫الذم ال ييدرؾ‪ ،‬فلذلك قالوا ُب ا‪٣‬بمرة األزلية كا‪٤‬بعاشل القددية أسرار‪ ،‬ك‪٠‬بوا األركاح‬
‫بعد التصفية أسر نارا؛ ألهنا ‪٤‬با تصفت رجعت ألصلها‪ ،‬كىي قطعةه من السر ا‪١‬بربكٌب‬
‫القدصل‪ ،‬فإذا استولت على األشباح رجع ا‪١‬بميع قددينا"(ّ)‪.‬‬
‫كىذه التصفية للركح تكوف عن طريق شيخ الَببية(ْ) ‪-‬كما يزعم‪ -‬الذم‬
‫أرجعها إذل أصلها حٌب يص إذل الغيبة عن ا‪٣‬بلق بشهود ا‪٤‬بلك ا‪٢‬بق(ٓ) "ٍب تكوف‬
‫(ُ) الركح‪ ،‬صُْٔ‪.‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬معراج التشوؼ‪ ،‬صْٕ‪.‬‬
‫(ّ) ا‪٤‬برجع نفسو‪ ،‬صُٕ‪ ،‬كينظر‪ :‬الفتوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صُّ‪.‬‬
‫(ْ) سيأٌب ا‪٢‬بديث عن الصلة بْب الشيخ كا‪٤‬بريد ُب الباب الثالث‪.‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صْٔ‪.‬‬

‫ُٖٓ‬
‫مطمئنة حْب تطمئن بشهود ا‪٢‬بق ببل كاسطة‪ ،‬ب تستدؿ با﵁ على غّبه‪ ،‬فبل ترل‬
‫كترجع األشياء كلها إذل أصو‪٥‬با‪ ،‬كىو القدـ كاألبد‪،‬‬ ‫و‬
‫سواه‪ ،‬فحينئذ ترجع إذل أصلها‪ ،‬ي‬
‫فيتبلشى ا‪٢‬بادث كيبقى القدصل كحده‪ ،‬كما كاف كحده"(ُ)‪.‬‬
‫كقولو‪ :‬إف الركح جزءه من ذات ا﵁‪ٍ ،‬ب انفصلت عنو ىو ُب ا‪٢‬بقيقة عقيدة‬
‫فلسفية أفبلطونية‪ ،‬تأثر هبا ابن عجيبة كغّبه من الصوفية(ِ)‪ ،‬كىي كما قاؿ‬
‫التفتازاشل(ّ)‪" :‬ك‪٫‬بن ‪٪‬بد فكرهتم ىذه تشبو فكرة الفيلسوؼ اليوناشل أفبلطوف(ْ) ُب‬
‫أف النفس اإلنسانية كانت موجودة من قب عادل آخر غّب ىذا العادل‪ ،‬كذلك قب أف‬
‫هتبط إذل البدف‪ ،‬حيث كانت ُب صحبة اآل‪٥‬بة‪ ،‬كمتحققة ٗبعرفة ا‪٤‬بث ‪ ،‬كأف معرفتها‬
‫با‪٤‬بث بعد حلو‪٥‬با ُب البدف عبارة عن تذكر للمعرفة السابقة ‪٥‬با ُب صحبة اآل‪٥‬بة"(ٓ)‪.‬‬

‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ٕ‪.ُٖٕ/‬‬


‫(ِ) ينظر‪ :‬التصوؼ كوعي ك‪٩‬بارسة‪ ،‬صَِٕ‪.‬‬
‫(ّ) مسعود بن عمر بن عبد ا﵁ التفتازاشل الشافعي‪ ،‬سعد الدين‪ ،‬كلد بتفتازاف سنة ُِٕىػ‪ ،‬من مصنفاتو‪ :‬هتذيب‬
‫ا‪٤‬بنطق‪ ،‬مقاصد األدلة‪ ،‬مات سنة ُٕٗىػ بسمرقند‪ .‬ينظر‪ :‬الدرر الكامنة ْ‪ ،َّٓ/‬بغية الوعاة ِ‪.ِٖٓ/‬‬
‫(ْ) أفبلطوف‪ :‬فيلسوؼ يوناشل من أثينا‪ ،‬تلميذ سقراط‪ ،‬أنشأ مدرسة على أبواب أثينا ي‪٠‬بيت باألكادديية نسبة إذل‬
‫معبدا كجعلها ‪ٝ‬بعية دينية علمية‪ ،‬توُب سنة ِْٕ قب ا‪٤‬بيبلد‪.‬‬
‫بستاف أكادديوس الذم تط عليو‪ ،‬كأقاـ فيها ن‬
‫ينظر‪ :‬تاريخ الفلسفة اليونانية‪ ،‬يوسف كرـ‪ ،‬صِٔ‪.‬‬
‫(ٓ) ابن عطاء ا﵁ السكندرم كتصوفو‪ ،‬صُٖٓ‪.‬‬

‫ِٖٓ‬
‫َ‬ ‫ج َ‬
‫ادلجحث انثبنث‪ :‬الُخ ٔانُبر‬

‫الجنَّة والنار مخلوقتان موجودتان‬


‫أول‪َ :‬‬
‫ً‬
‫يعتقد ابن عجيبة أف ا‪١‬بنة كالنار ‪٨‬بلوقتاف‪ ،‬يقوؿ ُب تفسّبه لقوؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫ﮋﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﮊ(ُ)‪:‬‬
‫ﮋﭛﮊ أم‪ :‬يىيئت للمتقْب‪ ،‬كفيو‪" :‬دلي ه على أف ا‪١‬بنة ‪٨‬بلوقة‪ ،‬كأهنا خارجةه عن‬
‫ىذا العادل"(ِ)‪.‬‬
‫ﮋﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ‬ ‫كقاؿ ُب تفسّبه لقوؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫(ّ)‬
‫إشعار بأف‬
‫ه‬ ‫"كفيو‬ ‫‪،‬‬ ‫ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﮊ‬
‫النار موجودة إذ ال يػي ىعد ا‪٤‬بعدكـ‪ ،‬كأهنا بالذات يم ىعدة للكافرين‪ ،‬كبالعرض‬
‫للعاصْب"(ْ)‪.‬‬
‫حق دلت عليو‬
‫كما ذىب إليو ابن عجيبة ُب تفسّبه لآليات السابقة ىو ه‬
‫‪.‬‬
‫النصوص الشرعية كأقواؿ ا‪٤‬بفسرين‬
‫‪" :‬كعامة العلماء على أف ا‪١‬بنٌة ‪٨‬بلوقةه موجودة ‪.)ٓ("...‬‬ ‫قاؿ القرطيب‬
‫كقاؿ ابن كثّب ‪ :‬األظهر أف الضمّب ُب ﮋﯹ ﯺﮊ عائ هد إذل النار الٍب‬
‫كقودىا الناس كا‪٢‬بجارة‪ ،‬كحيتم عوده على ا‪٢‬بجارة‪ ... ،‬كقد استدؿ كثّبه من أئمة السنة‬
‫(ُ) سورة آؿ عمراف‪.ُّّ :‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.َْٔ/‬‬
‫(ّ) سورة آؿ عمراف‪.ُُّ-َُّ :‬‬
‫(ْ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.َْٔ/‬‬
‫(ٓ) ا‪١‬بامع ألحكاـ القرآف ْ‪.َِٓ/‬‬

‫ّٖٓ‬
‫كىيئت"(ُ)‪.‬‬ ‫ً‬
‫هبذه اآلية على أف النار موجودة اآلف؛؛ لقولو‪ :‬ﮋﯹﮊ أم‪ :‬أيٍرصدت ي‬
‫األحاديث مستفيضةه بذلك‪.‬‬
‫ي‬ ‫ك‬
‫أما أقواؿ العلماء ُب ًصحة ىذا القوؿ فهي مقررةه ُب كتبهم‪.‬‬
‫أبدا كال تبيداف‪ ،‬فإف‬
‫قاؿ الطحاكم ‪" :‬كا‪١‬بنة كالنار ‪٨‬بلوقتاف‪ ،‬ال تفنياف ن‬
‫أىبل‪ ،‬فمن شاء منهم إذل ا‪١‬بنة‬‫ا﵁ تعاذل خلق ا‪١‬بنة كالنار قب ا‪٣‬بلق‪ ،‬كخلق ‪٥‬بما ن‬
‫عدال منو‪ ،‬كك ي يعم ‪٤‬با قد فرغ لو‪ ،‬كصائر إذل‬ ‫فضبل منو‪ ،‬كمن شاء منهم إذل النار ن‬‫ن‬
‫ما خلق لو‪ ،‬كا‪٣‬بّب كالشر مقدراف على العباد"(ِ)‪.‬‬
‫كقاؿ اآلجرم ‪" :‬كتاب اإلدياف كالتصديق بأف ا‪١‬بنة كالنار ‪٨‬بلوقتاف‪ ،‬كأف‬
‫أبدا"(ّ)‪.‬‬
‫أبدا‪ ،‬كأف عذاب النار ال ينقطع عن أىلها ن‬ ‫نعيم ا‪١‬بنة ال ينقطع عن أىلها ن‬
‫(ْ)‪" :‬كمها ‪٨‬بلوقتاف اآلف؛ لقولو تعاذل ُب ا‪١‬بنة‪:‬‬ ‫كقاؿ الشيخ ابن عثيمْب‬
‫ﮋﭛ ﭜﮊ كُب النار‪ :‬ﮋﯹ ﯺ ﮊ‪ ،‬كاإلعداد التهيئة‪ ،‬كلقولو‪ ،‬حْب‬
‫عنقودا‪ ،‬كلو أخذتو ألكلتم‬
‫ن‬ ‫صلى صبلة الكسوؼ‪ :‬إشل رأيت ا‪١‬بنة‪ ،‬فتناكلت منها‬
‫منظرا قط أفظع (ٓ)‪.)ٔ( ،‬‬
‫منو ما بقيت الدنيا‪ ،‬كرأيت النار‪ ،‬فلم أر كاليوـ ن‬
‫(ُ) تفسّب القرآف العظيم ُ‪.َِِ/‬‬
‫(ِ) مًب العقيدة الطحاكية‪ ،‬صَٓ‪.‬‬
‫(ّ) الشريعة ّ‪.ُِّْ/‬‬
‫(ْ) ىو‪ :‬أبو عبد ا﵁‪٧ ،‬بمد بن صاحل بن سليماف بن عبد الر‪ٞ‬بن بن عثماف بن عبد ا﵁ بن عبد الر‪ٞ‬بن بن أ‪ٞ‬بد بن‬
‫مقب ‪ ،‬من آؿ مقب ‪ ،‬من آؿ ريس الوىييب التميمي‪ ،‬كلد ُب عنيزة سنة ُّْٕىػ‪ ،‬كتعلم القرآف على جده من جهة‬
‫أمو عبد الر‪ٞ‬بن بن سليماف الدامغ ‪ ،‬كمن شيوخو‪ :‬الشيخ عبد الر‪ٞ‬بن السعدم‪ ،‬كالشيخ عبد العزيز بن باز‪ ،‬لو‬
‫مؤلفات منها‪ :‬الشرح ا‪٤‬بمتع على زاد ا‪٤‬بستنقع‪ ،‬كشرح العقيدة الواسطية كغّبىا‪ ،‬توُب عاـ ُُِْىػ‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪١‬بامع‬
‫‪٢‬بياة العبلمة ‪٧‬بمد بن صاحل العثيمْب‪ ،‬صُِْ‪ ،‬ابن عثيمْب اإلماـ الزاىد‪ ،‬صِٔٗ‪.‬‬
‫(ٓ) ‪٦‬بموع فتاكل كرسائ العثيمْب ٓ‪.َٕ/‬‬
‫(ٔ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب الكسوؼ‪ ،‬باب صبلة الكسوؼ ‪ٝ‬باعة‪ ،ُّّ/ُ ،‬رقم َُِٓ‪.‬‬

‫ْٖٓ‬
‫ثانيًا‪ :‬الجنة والنار ل تفنيان‬
‫يذىب ابن عجيبة إذل أف ا‪١‬بنة كالنار ال تفنياف‪ ،‬يقوؿ ُب تفسّبه لقوؿ ا﵁‬
‫تعاذل‪ :‬ﮋﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﮊ(ُ)‪" :‬إف‬
‫نارا شديدة التسعّب‪ ،‬أم‪:‬‬ ‫سعّبا ن‬
‫ا﵁ لعن الكافرين أبعدىم عن ر‪ٞ‬بتو‪ ،‬كأعد ‪٥‬بم ن‬
‫أبدا‪ ،‬كىذا يرد مذىب ا‪١‬بهمية ُب زعمهم أف النار تفُب‪،‬‬ ‫اإليقاد‪ ،‬خالدين فيها ن‬
‫ك(خالدين)‪ :‬حاؿ مقدرة من ضمّب ‪٥‬بم ‪ .‬ال جيدكف كليا حيفظهم‪ ،‬كال نصّبا دينعهم‬
‫كيدفع العذاب عنهم"(ِ)‪.‬‬
‫كىو يوافق ما عليو أى السنة كا‪١‬بماعة‪ ،‬كال غرابة ُب ذلك فإف ابن عجيبة‬
‫أشعرم ا‪٤‬بعتقد‪ ،‬كاألشاعرة مطبقوف على ذلك(ّ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن أيب زمنْب ‪" :‬كأى السنة يؤمنوف بأف ا‪١‬بنة كالنار ال يفنياف كال‬
‫ديوت أىلها ‪.)ْ("...‬‬
‫كقاؿ أبو حاًب كأبو زرعو(ٓ)‪" :‬كا‪١‬بنة ح يق‪ ،‬كالنار حق‪ ،‬كمها ‪٨‬بلوقاف ال يفنياف‬
‫عقاب ألى معصيتو إال من رحم ا﵁‪.)ٔ("‬‬ ‫اب ألكليائو‪ ،‬كالن يار ه‬ ‫أبدا‪ ،‬كا‪١‬بنة ثو ه‬
‫ن‬
‫ثالثًا‪ :‬مكان الجنَّة‬
‫قاؿ ابن عجيبة ُب تفسّبه لقولو تعاذل‪ :‬ﮋﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ‬
‫ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﮊ(ٕ)‪" ،‬يقوؿ ا‪٢‬بق‬
‫(ُ) سورة األحزاب‪.ْٔ :‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ْ‪.ُْٔ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪ٙ :‬بفة ا‪٤‬بريد‪ ،‬صُِٕ‪ ،‬كاألبكار ّ‪ ،ِْٖ/‬كالغنية ُب أصوؿ الدين‪ ،‬صُٕٔ‪ ،‬كا‪٤‬بل كالنح ‪ ،‬صَٗ‪.‬‬
‫(ْ) أصوؿ السنة‪ ،‬صُّٗ‪.‬‬
‫(ٓ) تقدـ التعريف هبما‪ ،‬صِٕٓ‪.‬‬
‫(ٔ) شرح أصوؿ أى السنة ُ‪.ُٗٗ/‬‬
‫(ٕ) سورة األعراؼ‪.َٓ :‬‬

‫ٖٓٓ‬
‫صبوا‬
‫ج جبللو‪ :‬كنادل يوـ القيامة أصحاب النار أصحاب ا‪١‬بنة أف أفيضوا أم‪ :‬ي‬
‫علينا من ا‪٤‬باء‪ ،‬كفيو دلي ه على أف ا‪١‬بنة فوؽ النار"(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ‪" :‬كُب السماء ما تيوعدكف من الثواب؛ ألف ا‪١‬بنة ُب السماء السابعة‪،‬‬
‫سقفها العرش"(ِ)‪.‬‬
‫أيضا ُب قولو‪ :‬ﮋﮭ ﮮ ﮯﮊ(ّ)؛ مرتفعة ا‪٤‬بكاف؛ ألهنا ُب السماء‬ ‫كيقوؿ ن‬
‫السابعة(ْ)‪.‬‬
‫كالذم قرره ُب تفسّبه دلت عليو النصوص الشرعية‪.‬‬
‫قاؿ‪ ،‬قاؿ رسوؿ ا﵁ ‪ :‬من آمن با﵁ كبرسولو‪ ،‬كأقاـ‬ ‫فعن أيب ىريرة‬
‫الصبلة‪ ،‬كصاـ رمضاف‪ ،‬كاف حقا على ا﵁ ‪ ‬أف يدخلو ا‪١‬بنة جاىد ُب سبي‬
‫ا﵁ أك جلس ُب أرضو الٍب كلد فيها ‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسوؿ ا﵁ أفبل نبشر الناس؟ قاؿ‪:‬‬
‫إف ُب ا‪١‬بنة مائة درجة‪ ،‬أعدىا ا﵁ ‪ ‬للمجاىدين ُب سبي ا﵁‪ ،‬ما بْب‬
‫الدرجتْب كما بْب السماء كاألرض‪ ،‬فإذا سألتم ا﵁ فاسألوه الفردكس‪ ،‬فإنو أكسط‬
‫ا‪١‬بنة كأعلى ا‪١‬بنة‪ ،‬أراه فوقو عرش الر‪ٞ‬بن كمنو تفجر أهنار ا‪١‬بنة (ٓ)‪.‬‬
‫كعلق ابن القيم ‪ :‬على حديث‪ :‬ا‪١‬بنة مائة درجة ما بْب ك درجتْب كما بْب‬
‫السماء كاألرض (ٔ) بقولو‪" :‬كىذا يدؿ على أهنا ُب غاية العلو كاالرتفاع‪ ،‬كا﵁ أعلم"(ٕ)‪.‬‬

‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.ُِِ/‬‬


‫(ِ) ا‪٤‬برجع نفسو ٓ‪.ُْٕ/‬‬
‫(ّ) سورة ا‪٢‬باقة‪.ِِ :‬‬
‫(ْ) البحر ا‪٤‬بديد ٕ‪.ُِٕ/‬‬
‫(ٓ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب ا‪١‬بهاد كالسّب‪ ،‬باب درجات اجملاىدين ُب سبي ا﵁‪ ،َّّ/ِ ،‬رقم َِٕٗ‪.‬‬
‫(ٔ) أخرجو أ‪ٞ‬بد ُب مسنده ٓ‪ ،ُِّ/‬كالَبمذم ُب سننو ْ‪ ،ٕٔٓ/‬كا‪٢‬باكم ُب مستدركو ِ‪ ،ّٗ/‬كصححو األلباشل‬
‫ُب صحيح كضعيف ا‪١‬بامع ُِ‪.ّٕٖ/‬‬
‫(ٕ) حادم األركاح إذل ببلد األفراح‪ ،‬صْٕ‪.‬‬

‫ٖٔٓ‬
‫انفصم انطبدش‪:‬‬
‫آراؤِ يف اإلميبٌ ثبنمدر‬
‫كفيو ثبلثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬معُب القدر كمراتبو‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أفعاؿ العباد‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬ا‪٤‬بشيئة كاإلرادة‪.‬‬
‫ادلجحث األٔل‪:‬‬
‫يعىن انمدر ٔيراتجّ‬

‫أول‪ :‬تعريف القدر‬


‫ً‬
‫ال َق َدر في اللغة‪ :‬القضاءي كا‪٢‬بي ٍكم‪ ،‬قاؿ ابن فارس‪" :‬القاؼ‪ ،‬كالداؿ‪ ،‬كالراء‬
‫يء كيكٍنهو كهنايتو‪ ،‬فال ىق ٍد ير‪ :‬مبلغ ك شيء‪ ،‬ييقاؿ‪:‬‬ ‫أص صحيح يدؿ على مبلغ الش ً‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫رت الشيء أقٍ ًد يره كأقٍ يد يره من التقدير‪،‬‬
‫قى ٍد يره كذا‪ ،‬أم مبلغو‪ ،‬ككذلك ال ىق ىدر‪ ،‬كقى ىد ي‬
‫كقد ٍرتو أيقىدره‪ ،‬كال ىق ٍد ير‪ :‬قضاء ا﵁ تعاذل األشياء على مبالغها كهناياهتا الٍب أرادىا ‪٥‬با‪،‬‬
‫ﮋﭑ‬ ‫أيضا"(ُ)‪ ،‬كقاؿ ابن سيده(ِ)‪" :‬ال ىق ىد ير‪ :‬القضاءي كا‪٢‬بكٍم‪ ،‬قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫كىو ال ىق ىد ير ن‬
‫(ْ)‬ ‫(ّ)‬
‫القضاء‬
‫ي‬ ‫كة‪:‬‬ ‫‪٧‬بر‬ ‫ر‬ ‫د‬
‫ى‬ ‫ق‬
‫ى‬ ‫ال‬ ‫"‬ ‫آبادم‪:‬‬ ‫الفّبكز‬ ‫كقاؿ‬ ‫‪،‬‬ ‫م"‬‫ك‬‫ٍ‬ ‫ا‪٢‬ب‬
‫ي‬ ‫أم‬ ‫‪:‬‬ ‫ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﮊ‬
‫ضم كا‪٤‬بقدار كالطاقة كال ىق ٍدر فيهما ‪ ...‬كال ىق ٍدر‪ :‬الغُب‬ ‫لغ الشيء‪ ،‬كيي ى‬
‫كمٍب ي‬
‫ٍم ى‬
‫كا‪٢‬بك ي‬
‫ﮋﯦ‬ ‫كاليسار كالقوة"(ٓ)‪ ،‬كقاؿ الزبيدم(ٔ)‪" :‬كالقدر‪ :‬التعظيم‪ ،‬كبو فيسر قولو تعاذل‪:‬‬
‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﮊ(ٕ) أم ما عظموا ا﵁ حق تعظيمو‪ ،‬كالقدر‪ :‬تدبّب األمر‪ ،‬يقاؿ‪:‬‬
‫قدره يقدره‪ ،‬بالكسر أم‪ :‬دبره‪ ،‬كالقدر‪ :‬قياس الش ً‬
‫يء بالشيء يقاؿ‪ :‬قدره بو قى ٍد نرا‪،‬‬
‫(ُ) مقاييس اللغة ٓ‪.ّٔ-ِٔ/‬‬
‫(ِ) ىو أبو ا‪٢‬بسْب‪ ،‬علي بن إ‪٠‬باعي ا‪٤‬برسي‪ ،‬إماـ اللغة‪ ،‬كلد ٗبرسيو شرؽ األندلس‪ ،‬كلو مصنفات منها‪:‬‬
‫ا‪٤‬بخصص‪ ،‬كا﵀كم كا﵀يط األعظم‪ .‬ينظر‪ :‬كفيات األعياف ّ‪ ،َّّ/‬سّب أعبلـ النببلء ُٖ‪.ُْْ/‬‬
‫(ّ) ا﵀كم كا﵀يط األعظم ٔ‪.ُّٖ/‬‬
‫(ْ) سورة القدر‪.ُ :‬‬
‫(ٓ) القاموس ا﵀يط ِ‪.ُُّ/‬‬
‫(ٔ) ‪٧‬بمد مرتضى بن ‪٧‬بمد بن ا‪٢‬بسن الزبيدم‪ ،‬أصلو من كاسط بالعراؽ‪ ،‬كنشأ ُب زبيد ُب اليمن‪ ،‬لو مؤلفات منها‪:‬‬
‫تاج العركس‪ ،‬إ‪ٙ‬باؼ السادة ا‪٤‬بتقْب‪ ،‬ككانت كفاتو سنة َُِٓىػ‪ .‬ينظر‪ :‬األعبلـ ٕ‪.ٗٓ/‬‬
‫(ٕ) سورة الزمر‪.ٕٔ :‬‬

‫ٖٗٓ‬
‫أيضا‪ :‬قدرت ألمر كذا أقدر لو‪ ،‬هبذا ا‪٤‬بعُب ‪ ...‬كال ىق ٍدر‪:‬‬
‫كقدره‪ :‬إذا قاسو‪ ،‬كيقاؿ ن‬
‫الشرؼ‪ ،‬كالعظمة‪ ،‬كالتزيْب‪ ،‬ك‪ٙ‬بسْب الصورة"(ُ)‪.‬‬
‫وفي َّ‬
‫الشرع‪:‬‬
‫علم ا﵁ً ككتابيو كما طابق ذلك من مشيئتو كخلقو"(ِ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن تيمية ‪" :‬ىو ي‬
‫"علم ا﵁ كقدرتيو ككتابتيو كمشيئتيو"(ّ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابن القيم ‪ :‬ىو ي‬
‫يِب ‪" :‬القدر عند السلف‪ :‬ما سبق بو العلم‪ ،‬كجرل بو القلم‪،‬‬ ‫كقاؿ السفاريِب‬
‫رِب‬
‫كائن إذل األبد‪ ،‬كأنو‪ ‬قدر مقادير ا‪٣‬ببلئق كما يكوف من األشياء قب‬ ‫‪٩‬با ىو ه‬
‫أف تكوف ُب األزؿ"(ْ)‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬تعريف القضاء‬
‫القضاء ُب اللغة قاؿ ا‪٣‬بلي ‪" :‬قضي‪ :‬قضى يقضي قضاءن كقضية أم‪ :‬حكم‪،‬‬
‫عهدا‪ ،‬معناه الوصية‪ ،‬كمنو قولو تعاذل‪ :‬ﮋﮀﮁ ﮂﮃﮊ"(ٓ) (ٔ)‪.‬‬ ‫كقضى إليو ن‬
‫كُب الشرع‪:‬‬
‫قاؿ ابن حجر ‪" :‬ىو ا‪٢‬بكم ال يكلي اإل‪ٝ‬بارل ُب األزؿ‪ ،‬كالقدر جزيئات‬
‫ذلك ا‪٢‬بكم كتفاصيلو"(ٕ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابن عثيمْب ‪ :‬ىو ما قضى بو ا﵁ ‪ُ ‬ب خلقو من إجياد أك إعداـ‬
‫أك تغيّب(ٖ)‪.‬‬
‫(ُ) تاج العركس ُّ‪.َّٖ ،ّْٕ/‬‬
‫(ِ) جامع الرسائ ِ‪.ّٓٓ/‬‬
‫(ّ) شفاء العلي ِ‪.ّّٕ/‬‬
‫(ْ) لوامع األنوار ُ‪.ّْٖ/‬‬
‫(ٓ) سورة اإلسراء‪.ْ :‬‬
‫(ٔ) العْب ٓ‪.ُٖٓ/‬‬
‫(ٕ) فتح البارم ُُ‪.ْٖٔ/‬‬
‫(ٖ) ينظر‪ :‬شرح العقيدة الواسطية ِ‪.ُٖٖ-ُٖٕ/‬‬

‫َٗٓ‬
‫ثالثًا‪ :‬تعريف ابن عجيبة‬
‫أ‪ -‬تعريفو للقدر‪" :‬ال ىق ىدر ‪-‬بتحريك الداؿ ا‪٤‬بهملة كسكوهنا‪ -‬مصدر قد ي‬
‫رت‬
‫الشيءى‪ :‬إذا أحطت ٗبقداره‪ ،‬كىو عبارة عن تىػ ىعلق عْب علم ا﵁ بالكائنات قب‬
‫كجودىا‪ ،‬فبل يظهر ُب عادل الشهادة شيءه من ا‪٣‬ببلئق إال كقد سبق علمو كقدره‬
‫السابق‪ ،‬كال يصدر من خلقو قوؿ كال فع كال حركة كال سكوف إال كقد سبق ُب‬
‫علمو كقدره كيف يكوف"(ُ)‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعريفو للقضاء‪" :‬كالرضا بقضائو كقدره ىو‪ :‬ا‪٣‬بركج عن تدبّبه كاختياره‬
‫إذل حسن تدبّب ا﵁‪ ‬كاختياره"(ِ)‪.‬‬
‫بوجو ضاحك‪ ،‬أك سركر جيده‬ ‫كقاؿ ُب موضع آخر‪" :‬الرضا‪ :‬تلقي ا‪٤‬بهالك و‬
‫القلب عند حلوؿ القضاء‪ ،‬أك ترؾ االختيار على ا﵁ فيما ىدبر كأمضى‪ ،‬أك شرح‬
‫الصدر كرفع اإلنكار ‪٤‬با يرد من الواحد القهار"(ّ)‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مراتب القدر‬
‫ً‬
‫ذكر ابن عجيبة مراتب القدر‪ ،‬كىي‪:‬‬
‫ُ‪ -‬العلم‪:‬‬
‫قاؿ ُب تفسّبه لقوؿ ا﵁ تعاذل‪ :‬ﮋﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬
‫(ْ)‬
‫كبصرا‪ ،‬فاآلية‬
‫ن‬ ‫ا‬ ‫ك‪٠‬بع‬
‫ن‬ ‫ا‬ ‫علم‬
‫ن‬ ‫لك‪،‬‬‫بذ‬ ‫ا﵁‬ ‫أحاط‬ ‫"فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮊ‬
‫مقررة ‪٤‬با قبلها من كماؿ علمو كمشولو"(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) سلك الدرر ُب ذكر القضاء كالقدر‪ ،‬صَٓ‪.‬‬
‫(ِ) اللوائح القدسية ُب شرح الوظيفة الزركقية‪ ،‬صٖٓ‪.‬‬
‫(ّ) معراج التشوؼ‪ ،‬صِّ‪.‬‬
‫(ْ) سورة الرعد‪.َُ :‬‬
‫(ٓ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ُِ/‬‬

‫ُٗٓ‬
‫ﮋﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ‬ ‫كُب قولو تعاذل‪:‬‬
‫ﮯﮰﮊ(ُ)‪" :‬ألف علمو أحاط بك معلوـ"(ِ)‪.‬‬
‫ﮋﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﯯ ﯰ ﯱ‬ ‫كُب قولو تعاذل‪:‬‬
‫ﯲ ﯳﮊ(ّ)‪" :‬أحاط علمنا بك شيء‪ ،‬فنجرم األشياء على ما سبق بو علمنا‪،‬‬
‫كاقتضتو حكمتنا"(ْ)‪.‬‬
‫ﮋﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ‬ ‫كُب قولو تعاذل‪:‬‬
‫ﮚﮊ(ٓ)‪" :‬كمن كاف ُب علم ا﵁ أنو ديوت على الضبلؿ"(ٔ)‪.‬‬
‫ِ‪ -‬الكتابة‪.‬‬
‫ﮋﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ‬ ‫قاؿ ُب تفسّبه لقوؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ﮊ(ٕ)‪" :‬االستفهاـ للتقرير‪ ،‬أم‪ :‬قد علمت أف ا﵁‬
‫يعلم ك ما حيدث ُب السماء كاألرض‪ ،‬كال خيفى عليو شيءه من األشياء‪ ،‬كمن‬
‫‪ٝ‬بلتها‪ :‬ما تقولو الكفرة كما يعملونو‪ ،‬إف ذلك ُب و‬
‫كتاب ُب اللوح ا﵀فوظ‪ ،‬إف ذلك‬
‫على ا﵁ يسّب أم‪ :‬علمو ٔبميع ذلك عليو يسّب"(ٖ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة إبراىيم‪.ّٖ :‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ٕٔ/‬‬
‫(ّ) سورة األنبياء‪.ُٖ :‬‬
‫(ْ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ْْٖ/‬‬
‫(ٓ) سورة الزخرؼ‪.َْ :‬‬
‫(ٔ) البحر ا‪٤‬بديد ٓ‪.َِٓ/‬‬
‫(ٕ) سورة ا‪٢‬بج‪.َٕ :‬‬
‫(ٖ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ُٓٓ/‬‬

‫ِٗٓ‬
‫ّ‪ -‬المشيئة‪.‬‬
‫ﮋ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ‬ ‫قاؿ ُب تفسّبه لقولو تعاذل‪:‬‬
‫ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﮊ(ُ)‪" :‬كنكتب ما قدموا أم‪ :‬ما أسلفوا من األعماؿ‬
‫و‬
‫شيء‬ ‫الصا‪٢‬بات كغّبىا‪ ،‬كآثارىم ما تركوه بعدىم من آثار حسنة ‪ ...‬كك‬
‫أحصيناه‪ :‬حفظناه أك عددناه كبيناه ُب و‬
‫إماـ‪ :‬كتاب مب و‬
‫ْب اللوح ا﵀فوظ؛ ألنو أص‬
‫الكتب كإمامها"(ِ)‪.‬‬
‫ْ‪ -‬الخلق واإليجاد‪.‬‬
‫ﮋﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ‬ ‫قاؿ ُب تفسّبه لقولو تعاذل‪:‬‬
‫ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﮛ ﮜ‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮊ(ّ)‪" :‬قي ٍ يا ‪٧‬بم يد‬
‫للمشركْب‪ :‬من رب السماكات كاألرض أم‪ :‬خالقهما‪ ،‬كمدبر أمرمها‪ ،‬ق ‪٥‬بم‪ :‬ىو‬
‫ا﵁ ال خالق سواه‪ ،‬كال مدبر غّبه‪ ،‬أجاب عنهم بذلك‪ ،‬إذ ال جواب ‪٥‬بم سواه؛‬
‫ألهنم يقركف بو‪ ،‬كلكنهم يشركوف بو"(ْ)‪.‬‬
‫كقاؿ ُب موض وع آخر‪" :‬كا﵁‪ ‬خلق ا‪٣‬بلق كأعما‪٥‬بم‪ ،‬كقدر أرزاقهم‬
‫كآجا‪٥‬بم"(ٓ)‪.‬‬
‫أزرل دل يزؿ موصوفنا ُب‬ ‫أيضا‪" :‬يعلم ا‪٣‬بواطر كخفيات السرائر بعل وم و‬
‫قدصل ي‬ ‫كقاؿ ن‬
‫(ُ) سورة يس‪.ُِ :‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ْ‪.َٓٔ/‬‬
‫(ّ) سورة الرعد‪.ٓ :‬‬
‫(ْ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ُٔ/‬‬
‫(ٓ) ‪٨‬بطوط رسائ ُب العقائد ؿ‪.ٓ/‬‬

‫ّٗٓ‬
‫أزؿ األزؿ ال بعل وم متجدد"(ُ)‪.‬‬
‫إ‪ٝ‬باال‪ ،‬لكنو خالف ُب ا‪٤‬بسائ‬
‫كُب ا‪٢‬بقيقة أف ابن عجيبة أثبت مراتب القدر ن‬
‫التفصيلية ُب القدر‪ ،‬كما ىو ا‪٢‬باؿ ُب ا‪٤‬بذىب األشعرم‪ ،‬قاؿ البيجورم‪" :‬فالقضاءي‬
‫القدر راجعاف ‪٤‬با تقدـ من العلم كاإلرادة كتعلق القدرة"(ِ)‪ ،‬كقاؿ الرازم ُب تقرير‬
‫ك ي‬
‫الدالئ اإلخبارية على صحة القوؿ بالقضاء كالقدر‪" :‬ا‪٢‬بجة الثبلثوف‪ :‬عن أيب‬
‫قاؿ‪ :‬أكؿ ما خلق ا﵁ تعاذل القلم‪ ،‬فقاؿ‪ :‬اكتب‪،‬‬ ‫ظبياف(ّ) عن ابن عباس‬
‫كائن إذل يوـ القيامة (ْ)‪ ،‬فأدخ ‪ٝ‬بيع أفعاؿ‬
‫فقاؿ‪ :‬كما أكتب؟ قاؿ‪ :‬اكتب ما ىو ه‬
‫العباد ُب ىذا ا‪٤‬بكتوب"(ٓ)‪ٍ ،‬ب يقوؿ إف كتابة ا‪٤‬بقادير ليست كاجبة؛ "ألف ا‪٤‬بسلمْب‬
‫قوما خاصةن دالةن‬
‫أ‪ٝ‬بعوا على أف العلم بوجود اللوح ا﵀فوظ‪ ،‬كبأف ا﵁ أحدث فيو ر ن‬
‫على أحواؿ ىذا العادل؛ ليس من شرائط اإلدياف كال من كاجباتو"(ٔ)‪.‬‬
‫أحد أركاف اإلدياف الستة‪ ،‬قاؿ‬
‫اجب كىو ي‬ ‫كىذا القوؿ فاس هد؛ فاإلدياف بالقدر ك ه‬
‫النيب حْب يسئً عن اإلدياف فقاؿ‪ :‬أف تؤمن با﵁ كمبلئكتو ككتبو كرسلو كاليوـ‬
‫اآلخر‪ ،‬كتؤمن بالقدر خّبه كشره (ٕ)‪.‬‬
‫(ُ) ‪٨‬بطوط رسائ ُب العقائد ؿ‪.ِ/‬‬
‫(ِ) حاشية البيجورم على جوىرة التوحيد‪ ،‬صُٖٗ‪.‬‬
‫‪٦‬بمع على صدقو‪ ،‬كاف ‪٩‬بن‬
‫(ّ) ىو‪ :‬أبو ظىٍبياف‪ ،‬حصْب بن جندب بن ا‪٢‬بارث ا‪١‬بىٍنيب الكوُب‪ ،‬من علماء الكوفة‪ ،‬ه‬
‫غزا القسطنطينية مع يزيد بن معاكية سنة ‪ٟ‬بسْب‪ ،‬مات سنة تسعْب كقي غّب ذلك‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعبلـ النببلء‬
‫ٓ‪.ُِِ/‬‬
‫(ْ) أخرجو أ‪ٞ‬بد ُب مسنده ٓ‪ ،ُّٕ/‬رقم ِِٕٗٓ‪ ،‬كالطرباشل ُب معجمو الكبّب ُِ‪ ،ٔٗ/‬رقم ََُِٓ‪ ،‬كمسند‬
‫الشاميْب ِ‪ ،ّٖٗ/‬رقم ُِٕٓ‪ ،‬كعبد الرزاؽ ُب مصنفو ٕ‪ ،ُِٕ/‬رقم ََّّٔ‪ ،‬كصححو األلباشل ُب‬
‫صحيح ا‪١‬بامع ُ‪ ،َْٓ/‬رقم َُِٕ‪.‬‬
‫(ٓ) ا‪٤‬بطالب العالية ٗ‪.ِْْ/‬‬
‫(ٔ) ا‪٤‬برجع نفسو ٗ‪.ُِِ/‬‬
‫(ٕ) أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب اإلدياف‪ ،‬باب معرفة اإلدياف كاإلسبلـ كالقدر كعبلمات الساعة‪ ،َْ/ُ ،‬رقم ٖ‪.‬‬

‫ْٗٓ‬
‫قررىا ابن عجيبة في مسائل القدر‬
‫خامسا‪ :‬المخالفات العقدية التي َّ‬
‫ً‬
‫ُ‪ -‬ترك التدبير والختيار‪.‬‬
‫قاؿ ُب تفسّبه لقوؿ ا﵁ تعاذل‪ :‬ﮋﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ‬
‫(ُ)‬
‫‪ٙ‬بضيض على ترؾ التدبّب كاالختيار‪ ،‬مع‬
‫ه‬ ‫اآلية‬ ‫ُب‬‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭﮊ‬
‫تدبّب الواحد القهار‪ ،‬كىو أص ه كبّبه عند أى التصوؼ‪ ،‬أيفرد بالتأليف‪ ،‬كُب ا‪٢‬بكم‪:‬‬
‫أرح نفسك من التدبّب‪ ،‬فما قاـ بو غّبؾ عنك ال تقم بو أنت عن نفسك ‪ ...‬فإذا‬
‫العبد أف ا‪٢‬بق تعاذل ىو الذم خيلق ما يشاء كخيتار‪ ،‬دل يبق لك مع ا﵁‬ ‫علمت أيها ي‬
‫اختيار‪ ،‬فا‪٢‬بالة الٍب أقامك فيها ىي الٍب تليق بك‪ ،‬كلذلك قي ‪ :‬العارؼ ال يعارض ما‬
‫فقرا كاف أك غُب"(ِ)‪.‬‬ ‫ح بو‪ ،‬ن‬
‫كقاؿ ُب موض وع آخر‪" :‬كمن ذلك قصيدة ُب سلب اإلرادة مع ا‪٢‬بق كترؾ‬
‫التدبّب على ألسنة ىواتف ا‪٢‬بق‪.‬‬
‫بقصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد سػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّبؾ إذل الرش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاد‬ ‫م ػ ػ ػ ػ ػرادم منػ ػ ػ ػ ػػك رفػ ػ ػ ػ ػػض مػ ػ ػ ػ ػػا س ػ ػ ػ ػ ػوانا‬
‫كمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا يفضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػك إذل البعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاد‬ ‫م ػ ػ ػ ػ ػ ػرادم منػ ػ ػ ػ ػ ػػك الػ ػ ػ ػ ػ ػػَبؾ للحظػ ػ ػ ػ ػ ػػوظ‬
‫لغ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب يحبن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبل م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػراد‬ ‫م ػ ػ ػ ػ ػ ػرادم منػ ػ ػ ػ ػ ػػك نس ػ ػ ػ ػ ػػياف اللحػ ػ ػ ػ ػ ػػوظ‬
‫(ّ)‬
‫هتدم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو األق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدار باس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتبداد"‬ ‫فك ػ ػ ػ ػ ػ ػ م ػ ػ ػ ػ ػ ػػا تب ػ ػ ػ ػ ػ ػػِب م ػ ػ ػ ػ ػ ػػن األم ػ ػ ػ ػ ػ ػػاشل‬
‫كصرح بو ابن عجيبة فقاؿ‪" :‬التحقيق أف العبد ‪٦‬ببور‪ ،‬لكن ُب قالب االختيار‪،‬‬
‫فمن نظر للجرب الباطِب ‪٠‬باه حقيقة‪ ،‬كمن نظر لقالب االختيار ‪٠‬باه شريعة"(ْ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة القصص‪.ٖٔ :‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ْ‪.َِٕ/‬‬
‫(ّ) الفهرسة‪ ،‬صَُِ‪.‬‬
‫(ْ) الفتوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صِّٕ‪.‬‬

‫ٓٗٓ‬
‫كقاؿ ُب موض وع آخر‪" :‬العبد إمنا ىو آلة مسخرة‪ ،‬فإذا سخره ربو ‪ٙ‬برؾ‪ ،‬كإال فبل‪،‬‬
‫(ُ)‬
‫كإذا كاف كذلك فبل نسبة لك ُب العم إال ظهور عليك ا‪٢‬بكمة" ‪ ،‬كيقوؿ ن‬
‫أيضا‪:‬‬
‫"قد تقرر عند أى ا‪٢‬بق أف العبد ‪٦‬ببور ُب قالب ‪٨‬بتار‪ ،‬فليس لو فع كال اختيار‪ ،‬كإمنا‬
‫الفاع ىو الواحد القهار‪ ،‬قاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﮊ"(ِ)‪ ،‬فإذا تقرر‬
‫ىذا فكيف يطلب العبد األجر على عم و ليس ىو فاعلو"(ّ)‪.‬‬
‫ظاىرا‪-‬؛ لوقوعهم بْب ا‪٤‬بقولة الٍب يزعموهنا ‪-‬ا‪٢‬بقيقة‬
‫فهو يقوؿ با‪١‬برب ‪-‬باطننا ال ن‬
‫كالشريعة‪ -‬كىذه العقيدة الفاسدة أجبلىا علماء السلف كذموىا كبينوا عورىا‪.‬‬
‫قاؿ ابن القيم ‪" :‬مشهد أصحاب ا‪١‬برب كىم الذين يشهدكف أهنم ‪٦‬ببوركف‬
‫على أفعا‪٥‬بم‪ ،‬كأهنا كاقعة بغّب قدرهتم‪ ،‬ب ال يشهدكف أهنا أفعا‪٥‬بم البتة‪ ،‬يقولوف‪ :‬إف‬
‫أحدىم غّب فاع ُب ا‪٢‬بقيقة كال قادر‪ ،‬كأف الفاع فيو غّبه‪ ،‬كا﵀رؾ لو سواه كأنو آلة‬
‫‪٧‬بضة‪ ،‬كحركاتو ٗبنزلة ىبوب الرياح‪ ،‬كحركات األشجار‪ ،‬كىؤالء إذا أنكرت عليهم‬
‫أفعا‪٥‬بم احتجوا بالقدر‪ ،‬ك‪ٞ‬بلوا ذنوهبم عليو‪ ،‬كقد يغلوف ُب ذلك حٌب يركا أفعا‪٥‬بم‬
‫يكلها طاعات خّبىا كشرىا؛ ‪٤‬بوافقتها للمشيئة كالقدر‪ ،‬كيقولوف‪ :‬كما أف موافقة‬
‫األمر طاعة فموافقة ا‪٤‬بشيئة طاعة كما حكى ا﵁ تعاذل عن ا‪٤‬بشركْب إخواهنم‪ ،‬أهنم‬
‫دليبل على أمره هبا كرضاه‪ ،‬كىؤالء شير من القدرية‬
‫جعلوا مشيئة ا﵁ تعاذل ألفعا‪٥‬بم ن‬
‫النفاة‪ ،‬كأشد منهم عداكة ﵁ كمناقضةن لكتبو كرسلو كدينو‪ ،‬حٌب إف من ىؤالء من‬
‫يعتذر عن إبليس‪ ،‬كيتوجع لو‪ ،‬كيقيم عذره ٔبهده‪ ،‬كينسب ربو تعاذل إذل ظلمو‬
‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صِْٓ‪.‬‬
‫(ِ) سورة القصص‪.ٖٔ :‬‬
‫(ّ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صِّٕ‪.‬‬

‫ٔٗٓ‬
‫بلساف ا‪٢‬باؿ كا‪٤‬بقاؿ ‪ ...‬كىؤالء أعداء ا﵁ حقا كأكلياء إبليس كأحباؤه كإخوانو‪ ،‬كإذا‬
‫أمرا عجبا‪ ،‬كرأيت من ظلمهم‬ ‫نائح على إبليس رأيت من البكاء كا‪٢‬بنْب ن‬ ‫ناح منهم ه‬
‫األقدار كاهتامهم ا‪١‬ببار ما يبدك على فلتات ألسنتهم كصفحات كجوىهم‪ ،‬كتسمع‬
‫من أحدىم من التظلم كالتوجع ما تسمعو من ا‪٣‬بصم ا‪٤‬بغلوب العاجز عن خصمو‬
‫فهؤالء ىم الذين قاؿ فيهم شيخ اإلسبلـ ابن تيمية ُب تائيتو(ُ)‪:‬‬
‫ً (ّ)‬
‫إذل الن ػ ػ ػار طيػ ػ ػػرا(ِ) معش ػ ػ ػػر القدري ػ ػ ػػة"‬ ‫كييػ ػ ػ ػدعى خصػ ػ ػ ػػوـ ا﵁ يػ ػ ػ ػػوـ معػ ػ ػ ػػادىم‬
‫ككذلك ُب آراء ابن عجيبة السابقة ٘بد أف تركو للتدبّب كاالختيار أدم بو إذل‬
‫دائما حٌب يرتقي‬
‫عقيدة كحدة الوجود علم أـ دل يعلم‪ ،‬كىذا ما يفعلونو مع السالك ن‬
‫إذل البقاء‪.‬‬
‫قاؿ ابن القيم ‪" :‬كاال‪ٙ‬بادم يقوؿ‪ :‬إف السالك ُب أكؿ سلوكو يرل أنو ال‬
‫فاع ُب ا‪٢‬بقيقة إال ا﵁‪ ،‬فهذا توحيد العلم‪ ،‬كال يقدر ُب طوره األكؿ على أكثر من‬
‫ذلك‪ٍ ،‬ب ينتق عن ىذا إذل الدرجة الثانية‪ ،‬كىي شهود عود األفعاؿ إذل الصفات‪،‬‬
‫كالصفات إذل الذات‪ ،‬فعاد األمر كلو إذل الذات‪ ،‬فيجحد كجود السول بال يكلية‪،‬‬
‫جحدا‪ٍ ،‬ب يرتقي عن ىذه الدرجة إذل ركوب البحر الذم‬ ‫فهذا ىو االضمحبلؿ ن‬
‫مطلق ال يتقيد باس وم كال فع و‬
‫أمر ه‬‫تغرؽ فيو األفعاؿ كاأل‪٠‬باء كالصفات‪ ،‬كال يبقى إال ه‬
‫كال صفة‪ ،‬قد اضمح فيو ك معُب كقيد كصفة كرسم‪ ،‬كىذا عندىم غاية السفر‬
‫(ُ) القصيدة التائية ُب القدر‪ ،‬صَُٖ‪.‬‬
‫‪ٝ‬بيعا‪ ،‬كيقوؿ ذك األصبع العدكاشل‪:‬‬
‫(ِ) طيرا أم‪ :‬ن‬
‫أنتم ىم ٍع ىشهر ىزيٍ هد على ًمئى وة ‪ ...‬فأ‪ٝ‬بعوا ىكٍي ىدكم طيرا فى ًك ي‬
‫يد ًكشل‬ ‫ك ي‬
‫ينظر‪ :‬الصحاح ِ‪ ،ِٖٖ/‬ا﵀كم كا﵀يط األعظم ُ‪ ،ُِٓ/‬دلي السالك إذل ألفية ابن مالك ُ‪.َّٕ/‬‬
‫(ّ) مدارج السالكْب ُ‪.ّْٕ-ّْٔ/‬‬

‫ٕٗٓ‬
‫و‬
‫فحينئذ يأخذ ُب السفر الثاشل‪ ،‬كىو البقاء"(ُ)‪.‬‬ ‫األكؿ‪،‬‬
‫كعند الصوفية أف السالك ال بد أف يرتقي إذل ثبلثة حقائق ُب باب القدر‬
‫احدا‪ ،‬كالعياذ با﵁‪.‬‬
‫حٌب يص إذل عدـ التفرقة بْب الرب كالعبد فيصبح األمر ك ن‬
‫ىذه ا‪٢‬بقائق‪ ،‬كىي‪:‬‬ ‫كبْب ابن القيم‬
‫حقيقة إيمانية نبوية‪ ،‬كىى حقيقة العبودية الٍب ىي كماؿ ا‪٢‬بيب ككماؿ الذؿ‪،‬‬
‫كسّب أى االستقامة إمنا ىو إذل ىذه ا‪٢‬بقيقة‪ ،‬كمنازؿ السّب الٍب ينزلوف فيها ىي‬
‫منازؿ اإلدياف ا‪٤‬بوصلة إليها‪ ،‬كا‪٤‬بنحرفوف ال يرضوف هبذه ا‪٢‬بقيقة كال يقفوف معها‬
‫كيركهنا منزلة من منازؿ العامة‪.‬‬
‫الحقيقة الثانية‪( :‬حقيقة كونية قدرية) يشاىدكف فيها انفراد الرب تعاذل‬
‫بالتكوين كاإلجياد كحده‪ ،‬كأف العادل كا‪٤‬بيت يقلبو كيصرفو كيف يشاء‪ ،‬كىم يعظموف‬
‫ىذا ا‪٤‬بشهد كيركف الفناءى فيو غاية ما بعدىا شيء‪.‬‬
‫كىذا من أغبلطهم ُب ا‪٤‬بعرفة كالسلوؾ‪ ،‬فإف ىذا ا‪٤‬بشهد ال يدخ صاحبو ُب‬
‫فضبل عن أف يكوف أفض مشاىد أك ً‬
‫لياء ا﵁ ا‪٤‬بقربْب‪ ،‬فإف عيباد األصناـ‬ ‫اإلدياف ن‬
‫شهدكا ىذا ا‪٤‬بشهد كدل ينفعهم كحده‪.‬‬
‫ﮋﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ‬ ‫قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﯠ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯲ‬
‫ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰁ ﰂﰃ ﰄ ﰅ‬
‫ﰆﮊ(ِ)‪.‬‬
‫(ُ) مدارج السالكْب ُ‪.َُٕ/‬‬
‫(ِ) سورة ا‪٤‬بؤمنوف‪.ٖٗ-ْٖ :‬‬

‫ٖٗٓ‬
‫كقاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﮊ(ُ)‪.‬‬
‫ﮋﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ‬ ‫كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﯯﮊ(ِ)‪.‬‬
‫كقاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﭟﭠ ﭡﭢﭣ ﭤﭥﭦﭧﭨﮊ(ّ)‪.‬‬
‫العبد ُب دائرة اإلسبلـ‪،‬‬
‫ى‬ ‫كىذا كثّبه ُب القرآف‪ ،‬فالفناءي ُب ىذا ا‪٤‬بشهد ال ييدخ‬
‫فكيف جيعلو ىو ا‪٢‬بقيقة الٍب ينتهي إليها سّب السالكْب‪ ،‬كجيع حقيقة اإلدياف‬
‫كدعوة الرس منزؿ من منازؿ العامة‪ ،‬كى ىذا إال غاية اال‪٫‬براؼ كالبعد عن الصراط‬
‫ا‪٤‬بستقيم كقلب للحقائق؟ ككم قد ىلك ُب ىذه ا‪٢‬بقيقة من أيمم ال حيصيهم إال ا﵁‪،‬‬
‫ككم عط ألجلها الواقفوف معها من الشرائع‪ ،‬كخربوا من ا‪٤‬بنازؿ‪ ،‬كما ‪٪‬با من‬
‫معاطبها إال من مشلتو العناية الربانية‪ ،‬كنفذ ببصره من ىذه ا‪٢‬بقيقة إذل ا‪٢‬بقيقة‬
‫اإلديانية النبوية‪ ،‬حقيقة يرس ا﵁ كأنبيائو كأتباعهم‪ ،‬كذلك فض ا﵁ يؤتيو من يشاء‪.‬‬
‫والحقيقة الثالثة‪( :‬حقيقة ا‪ٙ‬بادية ب كاحدية) ال يفرؽ فيها بْب الرب كالعبد‪ ،‬كال‬
‫بْب القدصل كا﵀دث‪ ،‬كال بْب صان وع كمصنوع‪ ،‬ب األمر كلو كاحد‪ ،‬كاألمر ا‪٤‬بخلوؽ ىو‬
‫عْب األمر ا‪٣‬بالق‪.‬‬
‫كىذه ا‪٢‬بقيقة الٍب يشّب إذل عينها طائفة اال‪ٙ‬بادية‪ ،‬كيعدكف من دل يكن من‬
‫خياؿ فاسد‪ ،‬كعق ه‬
‫أىلها ‪٧‬بجوبنا‪ ،‬كىذه حقيقة كفرية ا‪ٙ‬بادية‪ ،‬كىى مع ذلك ه‬
‫كذكؽ من عْب منتنة‪ ،‬ككفر أىلها أعظم من كفر ك أيمة‪ ،‬فإهنم جحدكا‬‫منكوس‪ ،‬ه‬
‫(ُ) سورة الزخرؼ‪.ٖٕ :‬‬
‫(ِ) سورة الزخرؼ‪.َِ :‬‬
‫(ّ) سورة األنعاـ‪.ُْٕ :‬‬

‫ٗٗٓ‬
‫الصانع حقا كإف أثبتوه جعلوا كجوده كجود ك موجود‪ ،‬كالذين أثبتوا الصانع كعدلوا‬
‫بو غّبه كسوكا بينو كبْب غّبه ُب العبادة مقالتهم خّبه من مقالة ىؤالء الذين جعلوه‬
‫كبّبا‪.‬‬ ‫و‬
‫كجود ك موجود كعْب ك شيء تعاذل ا﵁ عما يقوؿ الكاذبوف ا‪٤‬بفَبكف علوا ن‬
‫فعليك بالفرؽ بْب السائرين إذل ىذه ا‪٢‬بقيقة‪ ،‬كالسائرين إذل عْب ا‪٢‬بقيقة‬
‫الكونية ا‪٢‬بكمية"(ُ)‪.‬‬
‫ِ‪ -‬نفي األسباب قلبًا وقالبًا‬
‫انقطاعا يكليا‪،‬‬
‫ن‬ ‫قاؿ ابن عجيبة‪ " :‬فإذا أراد ‪ٙ‬بصي علم اليقْب فلينقطع إذل ا﵁‬
‫كيتجرد عن األسباب قلبنا‪ ،‬كقالبنا‪ ،‬فإف ا﵁ ييؤتيو رزقو من غّب سبب"(ِ)‪.‬‬
‫شرعا‬
‫كا‪٤‬بقرر عند أى العلم أف ا﵁‪ ‬خلق األسباب كمسبباهتا كربطهما ن‬
‫كقدرا‪ ،‬دؿ على ذلك الكتاب كالسنة كاإل‪ٝ‬باع‪.‬‬
‫ن‬
‫األدلَّة من القرآن‪ ،‬كىي أنواع‪:‬‬
‫‪ -‬ترتيب ا‪٢‬بكم على ما قبلو ٕبرؼ أفاد التسبب‪.‬‬
‫كقولو تعاذل‪ :‬ﮋ ﯕﯖﯗ ﯘﯙ ﯚﯛﯜﮊ(ّ)‪.‬‬
‫‪ -‬ترتيب ا‪٢‬بكم الشرعي أك ا‪١‬بزائي على الوصف لفيد كونو سببنا لو‪.‬‬
‫ﮋﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ‬ ‫كقولو تعاذل‪:‬‬
‫ﭫ ﭬﮊ(ْ)‪ ،‬كقولو‪ :‬ﮋﭛﭜﭝ ﭞﭟﭠﭡﭢﮊ(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) طريق ا‪٥‬بجرتْب ُ‪.ّْٕ/‬‬
‫(ِ) سلك الدر ُب ذكر القضاء كالقدر‪ ،‬صٕٔ‪.‬‬
‫(ّ) سورة ا‪٢‬باقة‪.ِْ :‬‬
‫(ْ) سورة ا‪٤‬بائدة‪.ّٖ :‬‬
‫(ٓ) سورة النور‪.ِ :‬‬

‫ََٔ‬
‫‪ -‬ترتيب الشرط على ا‪١‬بزاء‪.‬‬
‫كقولو تعاذل‪ :‬ﮋﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬
‫ﮇ ﮈﮉﮊﮋ ﮌﮍ ﮎﮊ(ُ)‪.)ِ(،‬‬
‫يح ُب ترتيب ا‪١‬بزاء‬
‫قاؿ ابن القيم‪" :‬كبا‪١‬بملة فالقرآف من أكلو إذل آخره صر ه‬
‫با‪٣‬بّب كالشر‪ ،‬كاألحكاـ الكونية كاألمرية على األسباب‪ ،‬ب ترتيب أحكاـ الدنيا‬
‫كاآلخرة كمصا‪٢‬بهما كمفاسدمها على األسباب كاألعماؿ"(ّ)‪.‬‬
‫‪ -‬األدلة من السنَّة‪:‬‬
‫أف النيب قاؿ‪ :‬إف ىذه القبور ‪٩‬بلوءة ظلمة على‬ ‫‪ -‬عن أيب ىريرة‬
‫أىلها كإف ا﵁ ‪ ‬ينورىا ‪٥‬بم بصبلٌب عليهم (ْ)‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كاف رسوؿ ا﵁‬ ‫‪ -‬كعن عامر بن سعد بن أيب كقاص عن أبيو‬
‫فقلت‪ :‬إشل قد بلغ يب من الوجع كأنا ذك‬
‫يعودشل عاـ حجة الوداع من كج وع اشتد يب ي‬
‫ماؿ كال يرثِب إال ابنة أفأتصدؽ بثلثي مارل؟ قاؿ‪ :‬ال فقلت‪ :‬بالشطر فقاؿ‪ :‬ال‬ ‫و‬
‫ٍب قاؿ‪ :‬الثلث كالثلث كبّب أك كثّب‪ ،‬إنك أف تذر كرثتك أغنياء خّبه من أف تذرىم‬
‫عالة يتكففوف الناس‪ ،‬كإنك لن تنفق نفقة تبتغي هبا كجو ا﵁ إال أي ًجرت هبا حٌب ما‬
‫٘بع ي ُب ُب امرأتك فقلت يا رسوؿ ا﵁‪ :‬أي ىخلف بعد أصحايب؟ قاؿ‪ :‬إنك لن‬
‫ازددت بو درجةن كرفعة‪ٍ ،‬ب لعلك أف ي‪ٚ‬بلف حٌب ينتفع‬
‫ى‬ ‫عمبل صا‪٢‬بنا إال‬
‫ن‬ ‫ي‪ٚ‬بلف فتعم‬
‫كيضر بك آخركف ‪.)ٓ( ...‬‬ ‫بك أقو هاـ ٌ‬
‫(ُ) سورة األنفاؿ‪.ِٗ :‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬شفاء العلي ُ‪.ُٖٗ-ُٖٖ/‬‬
‫(ّ) الداء كالدكاء‪ ،‬صّْ‪.‬‬
‫(ْ) أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب ا‪١‬بنائز‪ ،‬باب الصبلة على القرب‪ ،ٓٔ/ّ ،‬رقم ِِٗٓ‪.‬‬
‫(ٓ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب ا‪١‬بنائز‪ ،‬باب رثاء النيب سعد بن خولة‪ ،ّٗٗ/ُ ،‬رقم ُِٓٗ‪.‬‬

‫َُٔ‬
‫‪ -‬اإلجماع‪:‬‬
‫قاؿ شيخ اإلسبلـ ابن تيمية ‪" :‬كالعلماءي متفقوف على إثبات حكمة ا﵁‬
‫ُب خلقو كأمره‪ ،‬كإثبات األسباب كالقول"(ُ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬كا﵁ سبحانو خلق األسباب كمسبباهتا‪ ،‬كجع خلق‬ ‫ن‬ ‫كيقوؿ‬
‫غِب عن االشَباط كالتسبب كنظم‬ ‫البعض شرطنا كسببنا ُب خلق غّبه‪ ،‬كىو مع ذلك ي‬
‫و‬
‫‪٢‬بكمة تتعلق باألسباب كتعود إليها‪ ،‬كا﵁ عز هيز حكيم"(ِ)‪.‬‬ ‫بعضها ببعض‪ ،‬لكن‬
‫كقدرا‪ ،‬كجع‬
‫شرعا ن‬ ‫كقاؿ ابن القيم ‪" :‬ا﵁‪ ‬ربط األسباب ٗبسبباهتا ن‬
‫األسباب ‪٧‬ب حكمتو‪ُ ،‬ب أمره الديِب كالشرعي‪ ،‬كأمره الكوشل القدرم"(ّ)‪.‬‬
‫(ْ)‪" :‬فإف ا﵁‪ ‬أجرل عادتو اإل‪٥‬بية ُب ىذا‬ ‫كقاؿ مرعي الكرمي‬
‫أسباب كمسببات تيناط بتلك األسباب"(ٓ)‪.‬‬‫و‬ ‫العلم على‬
‫كمو على ما سبق‬ ‫ً‬
‫كح ي‬
‫كقاؿ القرطيب ‪" :‬كربط األسباب با‪٤‬بسببات حكمتيو ي‬
‫بو علمو"(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) الرد على ا‪٤‬بنطقيْب‪ ،‬صُّٓ‪.‬‬
‫(ِ) ‪٦‬بموع الفتاكل ٖ‪.ُّٗ/‬‬
‫(ّ) شفاء العلي ِ‪.ِّٓ/‬‬
‫(ْ) ىو‪ :‬مرعي بن يوسف بن أىب بكر بن أ‪ٞ‬بد الكرمي ا‪٤‬بقدسي ا‪٢‬بنبلي‪ ،‬كالكرمي نسبة إذل طور كرـ‪ ،‬قرية بالقرب من‬
‫نابلس بفلسطْب‪ ،‬كا‪٤‬بقدسي نسبة لبيت ا‪٤‬بقدس‪ ،‬كىو على مذىب اإلماـ أ‪ٞ‬بد ُب الفقو‪ ،‬أما ُب العقيدة فهو‬
‫مضطرب ُب نصوص الصفات‪ ،‬كميلو إذل التأكي ‪ ،‬كلد سنة ٖٖٗىػ‪ ،‬كمن شيوخو‪٧ :‬بمد ا‪٤‬برداكم‪ ،‬كالشيخ القاضي‬
‫حيٓب ا‪٢‬بجاكم‪ ،‬لو مؤلفات منها‪ :‬غاية ا‪٤‬بنتهى ُب ا‪١‬بمع بْب اإلقناع كا‪٤‬بنتهى‪ ،‬دلي الطالب لني ا‪٤‬بطالب‪ ،‬توُب سنة‬
‫َُّّىػ ٗبصر‪ .‬ينظر‪ :‬مقدمة رفع الشبهة كالغرر‪ ،‬صْٕ‪ ،ْٖ-‬خبلصة األثر ّ‪ ،ّٓٔ/‬إ‪ٙ‬باؼ ذكم األلباب ُب‬
‫قولو تعاذل‪ :‬ﮋﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﯚ ﯛ ﯜ ﯝﮊ‪ ،‬دراسة ك‪ٙ‬بقيق لفضيلة األستاذ الدكتور‬
‫عبد الر‪ٞ‬بن بن عبد ا﵁ الَبكي‪.‬‬
‫(ٓ) رفع الشبهة كالغرر عمن حيتج على فع ا‪٤‬بعاصي بالقدر‪ ،‬صِِ‪.‬‬
‫(ٔ) ا‪٤‬بفهم ٓ‪.ِٓٗ/‬‬

‫َِٔ‬
‫كيقوؿ ابن القيم ‪" :‬كلو تتبعنا ما يفيد إثبات األسباب من القرآف كالسنة‬
‫لزاد على عشرة آالؼ موضع‪ ،‬كدل نق ذلك مبالغةن ب حقيقة"(ُ)‪.‬‬
‫كهبذا يتضح أف من نفى األسباب فقد خالف الكتاب كالسنة كإ‪ٝ‬باع السلف‬
‫كاألئمة كصرائح ا‪٤‬بعقوؿ‪.‬‬
‫‪ -3‬الرضا بكل مقضي كيفما كان‪:‬‬
‫قاؿ ابن عجيبة‪" :‬فإذا علمت أيها اإلنساف أف أنفاسك قد عمها القدر‪ ،‬كال‬
‫يصدر منك كال من غّبؾ إال ما سبق بو علمو‪ ،‬كجرل بو قلمو لزمك أف ترضى‬
‫بك ما جيرم بو القضاء‪ ،‬فأنفاسك معدكدة‪ ،‬كطرفاتك ك‪٢‬بظاتك ‪٧‬بصورة ‪...‬‬
‫بوجو ضاحك"(ِ)‪.‬‬‫كحقيقة الرضا ىو تلقي ا‪٤‬بهالك و‬
‫كلذلك ال فرؽ بْب الطاعة كا‪٤‬بعصية عنده‪ ،‬قاؿ‪" :‬كأما خاصة ا‪٣‬باصة فبل‬
‫احدا‪ ،‬كاستغنوا‬
‫يطلبوف شيئنا‪ ،‬كال خيافوف من شيء‪ ،‬صارت األشياء عندىم شيئنا ك ن‬
‫احد عن ك كاحد‪ ،‬فهم ينظركف ما يربز من عنصر القدرة‪ ،‬فيتلقونو بالقبوؿ‬ ‫بشهود ك و‬
‫و‬
‫كالرضا‪ ،‬فإف كاف طاعة شهدكا فيها ا‪٤‬بنة‪ ،‬كإف كاف معصية شهدكا فيها القهرية‪،‬‬
‫كتأدبوا مع ا﵁ فيها بالتوبة كاالنكسار‪ ،‬قيا نما بأدب شريعة النيب ا‪٤‬بختار"(ّ)‪.‬‬
‫مرضي فيو تفصي ‪ ،‬فه علينا أف نرضى بك ما قضى ا﵁‬
‫ي‬ ‫كاألمر بالرضا بك‬
‫اب‪ :‬أننا "غّب مأمورين بالرضا بك ما يقضيو ا﵁‪ ،‬كيقدره‪ ،‬كدل‬
‫‪‬؟ ا‪١‬بو ي‬
‫كتاب كال سنة"(ْ)‪.‬‬
‫يرد بذلك ه‬
‫(ُ) شفاء العلي ِ‪.ِّٓ/‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ِّٓ/‬‬
‫(ّ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صِْٓ‪.‬‬
‫(ْ) شرح العقيدة الطحاكية‪ ،‬صِٖٓ‪ ،‬كينظر‪ :‬منهاج السنة ّ‪ ،َِٓ/‬االستقامة ِ‪.ُِٔ-ُِٓ/‬‬

‫َّٔ‬
‫ُب قصيدتو التائية ُب القدر‪:‬‬ ‫قاؿ شيخ اإلسبلـ ابن تيمية‬
‫أيمرنػ ػ ػ ػ ػػا بػ ػ ػ ػ ػػأف نرضػ ػ ػ ػ ػػى ٗبث ػ ػ ػ ػ ػ ا‪٤‬بصػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ػيبة‬ ‫ػاء فإمن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػا‬ ‫كأم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػا رضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػانا بالقضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫كم ػ ػ ػػا ك ػ ػ ػػاف م ػ ػ ػػن م ػ ػ ػ و‬
‫ػؤذ ب ػ ػ ػػدكف جرديػ ػ ػ ػ ًػة‬ ‫ذؿ كغيرب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ وػة‬‫كسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍق وم كفىػ ٍقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ور ٍب ي‬
‫ي‬
‫فػ ػ ػ ػػبل نػ ػ ػ ػػص يػ ػ ػ ػػأٌب ُب رضػ ػ ػ ػػاىا بطاعػ ػ ػ ػ ًػة‬ ‫فأمػ ػ ػ ػ ػا األفاعيػ ػ ػ ػ ػ ي ال ػ ػ ػ ػػٍب يكرى ػ ػ ػ ػػت لن ػ ػ ػ ػػا‬
‫ػذنوب الكب ػ ػ ػ ػػّبةً‬ ‫بفعػ ػ ػ ػ ػ ً ا‪٤‬بعاص ػ ػ ػ ػػي كال ػ ػ ػ ػ ً‬ ‫ض ػ ػا‬
‫ٍ‬ ‫ػوـ مػ ػػن أكرل العلػ ػػم ال ر ن‬ ‫كقػ ػػد قػ ػػاؿ قػ ػ ه‬
‫نرتض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي مس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػخوطةن ‪٤‬بش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ػيئة‬ ‫فػ ػ ػ ػ ػػإف إلػ ػ ػ ػ ػػوى ا‪٣‬بلػ ػ ػ ػ ػ ًػق دل ى‬
‫يرضػ ػ ػ ػ ػػها فػ ػ ػ ػ ػػبل‬
‫كال نرتض ػ ػ ػ ػػي ا‪٤‬بقض ػ ػ ػ ػػي أق ػ ػ ػ ػػبح خص ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ػلة‬ ‫كق ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ فري ػ ػ ػ ػ ػ ػ هػق‪ :‬نرتض ػ ػ ػ ػ ػ ػػي بقض ػ ػ ػ ػ ػ ػػائًًو‬
‫ى‬
‫ً (ُ)‬ ‫كق ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ فري ػ ػ ػ ػ ػ ػػق‪ :‬نرتض ػ ػ ػ ػ ػ ػػي بإض ػ ػ ػ ػ ػ ػ و‬
‫إليػ ػ ػ ػػو كم ػ ػ ػ ػػا فينػ ػ ػ ػػا فنلق ػ ػ ػ ػػى بس ػ ػ ػ ػػخطة‬ ‫ػافة‬ ‫ه‬
‫أقساـ الرضا فقاؿ‪" :‬كذلك أف الرضا نوعان‪:‬‬ ‫ك ْب‬
‫بْب‬
‫كبْب‬
‫أحدىما‪ :‬الرضا بفع ما أمر بو كترؾ ما هني عنو‪ ،‬كيتناكؿ ما أباحو ا﵁ من‬
‫غّب تع يد إذل ا﵀ظور‪ ،‬كما قاؿ‪ :‬ﮋﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﯵﮊ(ِ)‪،‬‬
‫ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬ ‫كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫(ّ)‬
‫ذـ من تركو بقولو‬
‫كىذا الرضا كاجب؛ ك‪٥‬بذا ٌ‬ ‫ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮊ‬
‫ﮋﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬ ‫تعاذل‪:‬‬
‫ﮊﮊ(ْ)‪.‬‬
‫مستحب‬
‫ي‬ ‫والنوع الثاني‪ :‬الرضا با‪٤‬بصائب كالفقر كا‪٤‬برض كالذؿ‪ ،‬فهذا الرضا‬
‫(ُ) القصيدة التائية ُب القدر ُ‪.ُٗٗ/‬‬
‫(ِ) سورة التوبة‪.ِٔ :‬‬
‫(ّ) سورة التوبة‪.ٓٗ :‬‬
‫(ْ) سورة التوبة‪.ٖٓ :‬‬

‫َْٔ‬
‫ُب أحد قورل العلماء كليس بواجب‪ ،‬كقد قي ‪ :‬إنو كاجب‪ ،‬كالصحيح أف الواجب‬
‫ىو الصرب‪.‬‬
‫كأما الرضا بالكفر كالفسوؽ كالعصياف‪ ،‬فالذم عليو أئمة الدين أنو ال يرضى‬
‫بذلك؛ فإف ا﵁ ال يرضاه كما قاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮊ(ُ)‪ ،‬كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮋﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ‬ ‫ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮊ(ِ)‪ ،‬كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫تعاذل‪ :‬ﮋﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ‬ ‫ﮖﮊ(ّ)‪ ،‬كقاؿ‬
‫ﮋﯥ ﯦ‬ ‫ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮊ(ْ)‪ ،‬كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮋﯜ ﯝ‬ ‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﮊ(ٓ)‪ ،‬كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ‬
‫ﮋﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬ ‫ﯮ ﮊ(ٔ)‪ ،‬كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮛﮊ(ٕ)‪ ،‬كقاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮊ(ٖ)‪،‬‬
‫فإذا كاف ا﵁ سبحانو ال يرضى ‪٥‬بم ما عملوه ب يسخطو ذلك كىو يسخط عليهم‬
‫كيغضب عليهم فكيف يشرع للمؤمن أف يرضى ذلك كأال يسخط كيغضب ‪٤‬با‬
‫يسخط ا﵁ كيغضبو‪.‬‬
‫(ُ) سورة الزمر‪.ٕ :‬‬
‫(ِ) سورة البقرة‪.َِٓ :‬‬
‫(ّ) سورة التوبة‪.ٗٔ :‬‬
‫(ْ) سورة النساء‪ّٗ :‬‬
‫(ٓ) سورة ‪٧‬بمد‪.ِٖ :‬‬
‫(ٔ) سورة التوبة‪.ٖٔ :‬‬
‫(ٕ) سورة ا‪٤‬بائدة‪.َٖ :‬‬
‫(ٖ) سورة الزخرؼ‪.ٓٓ :‬‬

‫َٓٔ‬
‫كإمنا ض ىنا فريقان من الناس‪:‬‬
‫قوـ من أى الكبلـ ا‪٤‬بنتسبْب إذل السنة ُب مناظرة القدرية(ُ) ظنوا أف ‪٧‬ببة‬ ‫ه‬
‫ا‪٢‬بق كرضاه كغضبو كسخطو يرجع إذل إرادتو‪ ،‬كقد علموا أنو مري هد ‪١‬بميع الكائنات‬
‫‪٧‬بب ‪٥‬با مري هد ‪٥‬با‪ٍ ،‬ب أخذكا حيرفوف الكبلـ عن‬‫أيضا ي‬
‫خبلفنا للقدرية‪ ،‬كقالوا‪ :‬ىو ن‬
‫مواضعو‪ ،‬فقالوا‪ :‬ال حيب الفساد‪ٗ ،‬بعُب ال يريد الفساد‪ :‬أم ال يريده للمؤمنْب كال‬
‫يرضى لعباده الكفر‪ ،‬أم ال يريده لعباده ا‪٤‬بؤمنْب‪ ،‬كىذا غلط عظيم؛ فإف ىذا‬
‫عندىم ٗبنزلة أف يقاؿ‪ :‬ال حيب اإلدياف كال يرضى لعباده اإلدياف‪ ،‬أم ال يريده‬
‫للكافرين كال يرضاه للكافرين‪ ،‬كقد اتفق أى اإلسبلـ على أف ما أمر ا﵁ بو فإنو‬
‫يكوف مستحبا حيبو‪ٍ ،‬ب قد يكوف مع ذلك كاجبنا كقد يكوف مستحبا ليس بواجب‬
‫سواءن فيعً أك دل يفع ‪.‬‬
‫والفريق الثاني‪ :‬من غالطي ا‪٤‬بتصوفة شربوا من ىذه العْب‪ ،‬فشهدكا أف ا﵁‬
‫رب الكائنات ‪ٝ‬بيعها‪ ،‬كعلموا أنو قدر على ك شيء كشاءه كظنوا أهنم ال يكونوف‬
‫راضْب حٌب يرضوا بك ما يقدره كيقضيو من الكفر كالفسوؽ كالعصياف‪ ،‬حٌب قاؿ‬
‫نار ‪ٙ‬برؽ من القلب ك ما سول مراد ا﵀بوب‪ ،‬قالوا‪ :‬كالكوف كلو‬ ‫بعضهم‪ :‬ا﵀بة ه‬
‫عظيما حيث دل يفرقوا بْب اإلرادة الدينية كالكونية‬
‫ضبلال ن‬‫مراد ا﵀بوب‪ ،‬كض ىؤالء ن‬
‫كاإلذف الكوشل كالديِب كاألمر الكوشل كالديِب كالبعث الكوشل كالديِب‪ ،‬كاإلرساؿ‬
‫الكوشل كالديِب‪.‬‬
‫(ُ) القدرية‪ :‬ىم الذين كانوا خيوضوف ُب القدر‪ ،‬كيذىبوف إذل إنكاره‪ ،‬كرأس ىؤالء معبد ا‪١‬بهِب ا‪٤‬بقتوؿ سنة َٖىػ‪،‬‬
‫كا‪٤‬بعتزلة أصحاب كاص بن عطاء الغزارل‪٤ ،‬با اعتزؿ ‪٦‬بلس ا‪٢‬بسن البصرم كقرر أف مرتكب الكبّبة ليس ٗبؤمن‬
‫كال كافر‪ ،‬كأثبت ا‪٤‬بنزلة بْب ا‪٤‬بنزلتْب فطرده‪ ،‬فاعتزلو‪ ،‬كتبعو ‪ٝ‬باعة ي‪٠‬بوا با‪٤‬بعتزلة‪ ،‬كا‪٤‬بعتزلة يسموف أصحاب العدؿ‬
‫كالتوحيد‪ ،‬كييلقبوف بالقدرية‪ ،‬كقد جعلوا لفظ القدرية مشَبنكا‪ ،‬كقالوا‪ :‬لفظ القدرية يطلق على من يقوؿ بالقدر‬
‫خّبه كشره من ا﵁ تعاذل احَب نازا عن كصمة اللقب‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بل كالنح ُ‪.َٔ-ٕٓ/‬‬

‫َٔٔ‬
‫كىؤالء يؤكؿ األمر هبم إذل أال ييفرقوا بْب ا‪٤‬بأمور كا﵀ظور كأكلياء ا﵁ كأعدائو‬
‫كاألنبياء كا‪٤‬بتقْب‪ ،‬كجيعلوف الذين آمنوا كعملوا الصا‪٢‬بات كا‪٤‬بفسدين ُب األرض‬
‫كجيعلوف ا‪٤‬بتقْب كال يفجار كجيعلوف ا‪٤‬بسلمْب كاجملرمْب كيعطلوف األمر كالنهي كالوعد‬
‫كالوعيد كالشرائع كرٗبا ‪٠‬بوا ىذا (حقيقة)‪ ،‬كلعمرم إنو حقيقة كونية لكن ىذه‬
‫ﮋﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬ ‫ا‪٢‬بقيقة الكونية قد عرفها عيباد األصناـ كما قاؿ‪:‬‬
‫(ُ)‬
‫﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷﮸ ﮹ ﮺ﮊ ‪ ،‬كقاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﮱ ﯓ ﯔ ﯕ‬

‫ﯖ ﯗﯘﯙﯛﯜﯝ ﯞﯟﯠﮊ(ِ)‪.‬‬
‫و‬
‫شيء كربو‬ ‫خالق ك‬
‫فا‪٤‬بشركوف الذين يعبدكف األصناـ كانوا مقرين بأف ا﵁ ي‬
‫كملي يكو‪ ،‬فمن كاف ىذا منتهى ‪ٙ‬بقيقو كاف أقرب أف يكوف كعيباد األصناـ‪ ،‬ك(ا‪٤‬بؤمن)‬
‫إمنا فارؽ الكفر باإلدياف با﵁ كبرسلو كبتصديقهم فيما أخربكا كطاعتهم فيما أمركا‬
‫كاتباع ما يرضاه ا﵁ كحيبو دكف ما يقدره كيقضيو من الكفر كالفسوؽ كالعصياف‪،‬‬
‫كلكن يرضى ٗبا أصابو من ا‪٤‬بصائب ال ٗبا فعلو من ا‪٤‬بعائب‪ ،‬فهو من الذنوب‬
‫ﮋﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬ ‫يستغفر‪ ،‬كعلى ا‪٤‬بصائب يصرب‪ ،‬فهو كما قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮊ(ّ)‪ ،‬فيجمع بْب طاعة األمر‬
‫ﮋﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ‬ ‫كالصرب على ا‪٤‬بصائب‪ ،‬كما قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﯱ ﯲﯳﯴﯵﮊ(ْ)"(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة الزمر‪.ّٖ :‬‬
‫(ِ) سورة ا‪٤‬بؤمنوف‪.ٖٓ-ْٖ :‬‬
‫(ّ) سورة غافر‪.ٓٓ :‬‬
‫(ْ) سورة آؿ عمراف‪.َُِ :‬‬
‫(ٓ) ‪٦‬بموع الفتاكل َُ‪ ،ٖٔٓ-ُٖٔ/‬كينظر‪ :‬الدرة البهية ُب شرح العقيدة التائية‪ ،‬صٖٔ‪ ،‬تسلية أى ا‪٤‬بصائب‪،‬‬
‫صُِٓ‪.ُُٔ ،‬‬

‫َٕٔ‬
‫اس‬
‫اضطراب الناس ُب ىذا األمر فقاؿ‪" :‬كقد اضطرب الن ي‬ ‫كبْب ابن القيم‬
‫عظيما‪ ،‬ك‪٪‬با منو أصحاب الفرؽ كالتفصي ‪ ،‬فإف لفظ الرضا‬ ‫ن‬ ‫ُب ذلك اضطرابنا‬
‫مأمور بو‪ ،‬كىو من مقامات الصديقْب‪ ،‬فصارت لو حرمة‬ ‫ه‬ ‫‪٧‬بمود‬
‫ه‬ ‫ظ‬
‫بالقضاء لف ه‬
‫أكجبت لطائفة قبولو من غّب تفصي ‪ ،‬كظنوا أف ك ما كاف ‪٨‬بلوقنا للرب تعاذل فهو‬
‫مرضي لو ينبغي لو الرضا بو‪ٍ ،‬ب انقسموا على فرقتين‪:‬‬
‫ي‬ ‫مقضي‬
‫ي‬
‫فمعلوـ أنا مأموركف ببيغض‬
‫ه‬ ‫فقالت فرقةٌ‪ :‬إذا كاف القضاء كالرضا متبلزمْب‬
‫ا‪٤‬بعاصي‪ ،‬كالكفر كالظلم‪ ،‬فبل تكوف مقضية مقدرة‪.‬‬
‫وفرقةٌ قالت‪ :‬قد دؿ العق كالشرع على أهنا كاقعةه بقضاء ا﵁ كقدره فنحن‬
‫نرضى هبا‪.‬‬
‫كالطائفتاف منحرفتاف‪ ،‬جائرتاف عن قصد السبي ‪ ،‬فأكلئك أخرجوىا عن قضاء‬
‫الرب كقدره‪ ،‬كىؤالء رضوا هبا كدل يسخطوىا‪ ،‬ىؤالء خالفوا الرب تعاذل ُب رضاه‬
‫كسخطو‪ ،‬كخرجوا عن شرعو كدينو‪ ،‬كأكلئك أنكركا تعلق قضائو كقدره هبا‪.‬‬
‫كاختلفت طرؽ أى اإلثبات للقدر كالشرع ُب جواب الطائفتين‪.‬‬
‫فقالت طائفة‪ :‬دل يقم دلي ه من الكتاب كال السنة كال اإل‪ٝ‬باع على جواز‬
‫فضبل عن كجوبو كاستحبابو‪ ،‬فأين أمر ا﵁ عباده أك رسولو أف‬
‫الرضا بك قضاء‪ ،‬ن‬
‫يرضوا بك ما قضاه ا﵁ كقدره؟‪.‬‬
‫كىذه طريقة كثّب من أصحابنا كغّبىم ‪ ...‬فإف قي ‪ :‬أفَبضوف بقضاء ا﵁‬
‫كقدره؟ قي لو‪ :‬نرضى بقضاء ا﵁ الذم ىو خلقو‪ ،‬الذم أمرنا أف نرضى بو‪ ،‬كال‬
‫نرضى من ذلك ما هنانا عنو أف نرضى بو‪ ،‬كال نتقدـ بْب يدم ا﵁ تعاذل‪ ،‬كال نعَبض‬
‫على حكمو‪.‬‬

‫َٖٔ‬
‫وقالت طائفةٌ أخرى‪ :‬يطلق الرضا بالقضاء ُب ا‪١‬بملة‪ ،‬دكف تفاصي ا‪٤‬بقضي‬
‫ا‪٤‬بقدر‪.‬‬
‫فنقول‪ :‬نرضى بقضاء ا﵁ ‪ٝ‬بل نة كال نسخطو‪ ،‬كال نطلق الرضا على ك كاحد من‬
‫تفاصي ا‪٤‬بقضي‪.‬‬
‫وقالت طائفةٌ أخرى‪ :‬نرضى هبا من جهة إضافتها إذل الرب خل نقا كمشيئة‪،‬‬
‫كقياما بو‪.‬‬
‫كنسخطها من جهة إضافتها إذل العبد كسبنا لو ن‬
‫وقالت طائفةٌ أخرى‪ :‬ب نرضى بالقضاء كنسخط ا‪٤‬بقضي‪ ،‬فالرضا كالسخط‬
‫دل يتعلقا و‬
‫بشيء كاحد"(ُ)‪.‬‬
‫ككذلك كضح ابن القيم رأيو ُب ىذه ا‪٤‬بسألة كما يدين ا﵁ بو فقاؿ‪" :‬كالذم‬
‫يكشف ىذه الغيمة‪ ،‬كيبصر من ىذه العماية‪ ،‬كينجي من ىذه الورطة إمنا ىو التفريق‬
‫احدا‪ ،‬كال مها متبلزمْب‪ ،‬ب‬
‫بْب ما فرؽ ا﵁ بينو‪ ،‬كىو ا‪٤‬بشيئة كا﵀بة‪ ،‬فإهنما ليسا ك ن‬
‫قد يشاء ما ال حيبو‪ ،‬كحيب ما ال يشاء كونو‪.‬‬
‫فاألول‪ :‬كمشيئتو لوجود إبليس كجنوده‪ ،‬كمشيئتو العامة ‪١‬بميع ما ُب الكوف‬
‫مع بغضو لبعضو‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬كمحبتو إدياف الكفار‪ ،‬كطاعات الفجار‪ ،‬كعدؿ الظا‪٤‬بْب‪ ،‬كتوبة‬
‫الفاسقْب‪ ،‬كلو شاء ذلك لوجد كلو ككاف ‪ٝ‬بيعو‪ ،‬فإنو ما شاء كاف‪ ،‬كما دل يشأ دل يكن‪.‬‬
‫فإذا تقرر ىذا األص ‪ ،‬كأف الفع غّب ا‪٤‬بفعوؿ‪ ،‬كالقضاء غّب ا‪٤‬بقضي‪ ،‬كأف ا﵁‬
‫سبحانو دل يأمر عباده بالرضا بك ما خلقو كشاءه‪ ،‬زالت الشبهات‪ ،‬كا‪٫‬بلت‬
‫اإلشكاالت‪ ،‬ك﵁ ا‪٢‬بمد‪ ،‬كدل يبق بْب شرع الرب كقدره تناقض‪ٕ ،‬بيث يظن إبطاؿ‬
‫(ُ) مدارج السالكْب ِ‪.ُٖٓ/‬‬

‫َٗٔ‬
‫أحدمها لآلخر‪ ،‬ب القدر ينصر الشرع‪ ،‬كالشرع يصدؽ القدر‪ ،‬كك ي منهما حيقق‬
‫اآلخر‪ ،‬كإذا عي ًرؼ ىذا فالرضا بالقضاء الديني الشرعي كاجب‪ ،‬كىو أساس‬
‫اإلسبلـ كقاعدة اإلدياف‪ ،‬فيجب على العبد أف يكوف راضينا بو ببل حرج كال منازعة‬
‫ﮋﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬ ‫كال معارضة كال اعَباض‪ ،‬قاؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫ﯣﯤﯥﯦﯧ ﯨﯩﯪﯫ ﯬﯭﯮﮊ(ُ)‪.‬‬
‫والرضا بالقضاء الكوني القدري ا‪٤‬بوافق ﵀بة العبد كإرادتو كرضاه ‪-‬من‬
‫الزـ ٗبقتضى الطبيعة؛ ألنو مبلئم للعبد‪،‬‬
‫أمر ه‬‫الصحة‪ ،‬كالغُب‪ ،‬كالعافية‪ ،‬كاللذة‪ -‬ه‬
‫‪٧‬ببوب لو‪ ،‬فليس ُب الرضا بو عبودية‪ ،‬ب العبودية ُب مقابلتو بالشكر‪ ،‬كاالعَباؼ‬
‫با‪٤‬بنة‪ ،‬ككضع النعمة مواضعها الٍب حيب ا﵁ أف تيوضع فيها‪ ،‬كأف ال يعصى ا‪٤‬بنعم هبا‪،‬‬
‫كأف يرل التقصّب ُب ‪ٝ‬بيع ذلك‪.‬‬
‫والرضا بالقضاء الكوني القدري الجاري على خبلؼ مراد العبد ك‪٧‬ببتو ‪٩-‬با‬
‫مستحب‪ ،‬كىو من مقامات أى اإلدياف‪ ،‬كُب‬
‫ي‬ ‫ال يبلئمو‪ ،‬كال يدخ ‪ٙ‬بت اختياره–‬
‫كجوبو قوالف‪ ،‬كىذا كا‪٤‬برض كالفقر‪ ،‬كأذل ا‪٣‬بلق لو‪ ،‬كا‪٢‬بر كالربد‪ ،‬كاآلالـ ك‪٫‬بو ذلك‪.‬‬
‫والرضا بالقدر الجاري عليو باختياره ‪٩-‬با يكرىو ا﵁ كيسخطو‪ ،‬كينهى عنو‬
‫كأنواع الظلم كالفسوؽ كالعصياف‪ -‬حر هاـ يعاقب عليو‪ ،‬كىو ‪٨‬بالفة لربو تعاذل‪ ،‬فإف‬
‫ا﵁ ال يرضى بذلك كال حيبو‪ ،‬فكيف تتفق ا﵀بة كرضا ما يسخطو ا‪٢‬ببيب كيبغضو؟‬
‫فعليك هبذا التفصي ُب مسألة الرضا بالقضاء"(ِ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة النساء‪.ٔٓ :‬‬
‫(ِ) مدارج السالكْب ِ‪.ُٖٗ-ُٖٖ/‬‬

‫َُٔ‬
‫كقاؿ ا‪٢‬بافظ ابن عبد ا‪٥‬بادم (ُ)‪" :‬القضاءي يراد بو ثبلثة أشياء‪ :‬أحدمها‪:‬‬
‫األمر كالنهي‪ ،‬فهذا الرضا بو كاجب‪ ،‬كالثاشل‪ :‬الكفر كا‪٤‬بعاصي‪ ،‬فهذا الرضا بو ليس‬
‫اجب أك مستحب؟‬ ‫بواجب‪ ،‬كالثالث‪ :‬ا‪٤‬بصائب الٍب تصيب العبد فهذا الرضا بو ك ه‬
‫قاؿ‪ٍ :‬ب يقاؿ‪ :‬القضاء الذم ىو صفة ا﵁ الرضا بو كاجب‪ ،‬كأما ا‪٤‬بقضي كىو الكفر‬
‫كا‪٤‬بعاصي الٍب ىي أفعاؿ العباد‪ ،‬فالرضا هبا ليس بواجب"(ِ)‪.‬‬
‫‪ -4‬نفي الحكمة والتعليل في أفعال اهلل‪:‬‬
‫قاؿ ابن عجيبة‪" :‬ج ٌ حكم األزؿ أف يضاؼ إذل العل "(ّ)‪.‬‬
‫كقاؿ ُب شرحو لقوؿ ابن عطاء‪" :‬خّب من تصحب من يطلبك ال و‬
‫لشيء يعود‬
‫منك إليو"‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كال يوجد ىذا الوصف اجمليد إال للغِب ا‪٢‬بميد الفعاؿ ‪٤‬با يريد‪،‬‬ ‫قاؿ‪ " :‬ي‬
‫حيب من يشاء ببل علة كال سبب‪ ،‬كديقت من يشاء ببل ضرور يلحقو كال تعب‪،‬‬
‫يقرب من يشاء ببل عم ‪ ،‬كيبعد من يشاء ببل زل ‪ ،‬قاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﯮ ﯯ ﯰ ﯱ‬
‫ﯲﯳﮊ(ْ)"‪.)ٓ( ،‬‬
‫كقاؿ ُب تفسّبه لقوؿ ا﵁ تعاذل‪ :‬ﮋﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚﮛ ﮜ‬
‫سبب كال ًعلة"(ٕ)‪.‬‬
‫ﮝﮞ ﮟﮠ ﮡﮊ(ٔ) "أم‪ :‬ييضيق ‪٤‬بن يشاء ببل و‬
‫(ُ) ىو‪ :‬أبو عبد ا﵁‪ ،‬مشس الدين ‪٧‬بمد بن أ‪ٞ‬بد بن عبد ا‪٥‬بادم بن عبد ا‪٢‬بميد بن عبد ا‪٥‬بادم ا‪٤‬بقدسي‬
‫ا‪١‬بماعيلي األص ‪ٍ ،‬ب الصا‪٢‬بي‪ ،‬كلد سنة َْٕىػ‪ ،‬كلو مصنفات منها‪ :‬العقود الدرية‪ ،‬كا﵀رر ُب ا‪٢‬بديث‪ ،‬توُب‬
‫سنة ْْٕىػ‪ .‬ينظر‪ :‬طبقات ا‪٢‬بنابلة ٓ‪.ُُٓ/‬‬
‫(ِ) نقلو السفاريِب ُب لوامع األنوار البهية ُ‪.ِّٔ/‬‬
‫(ّ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ُٕٕ/‬‬
‫(ْ) سورة األنبياء‪.ِّ :‬‬
‫(ٓ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صِٔٓ‪.‬‬
‫(ٔ) سورة الزمر‪.ِٓ :‬‬
‫(ٕ) البحر ا‪٤‬بديد ٓ‪.َٗ/‬‬

‫ُُٔ‬
‫كابن عجيبة ُب قولو ىذا دل خيرج عن عقيدة األشاعرة ُب نفيهم للحكمة‬
‫كالتعلي (ُ)‪ ،‬كأف ا﵁ يفع األفعاؿ ﵀ض ا‪٤‬بشيئة؛ فتعمقوا كخاضوا ُب فع ا﵁ إثباتنا‬
‫كفكرا‪ ،‬باألقيسة العقلية‪ ،‬كبذلك ا‪٫‬برفوا عن منهج أى السنة كا‪١‬بماعة‬ ‫كنفينا‪ ،‬ن‬
‫كسلف األيمة‪ ،‬كأقوا‪٥‬بم شاىدة عليهم‪.‬‬
‫قاؿ اإلجيي‪" :‬ا‪٤‬بقصد الثامن ُب أف أفعاؿ ا﵁ تعاذل ليست معللة باألغراض‪،‬‬
‫إليو ذىب األشاعرة"(ِ)‪.‬‬
‫كيقوؿ الرازم‪" :‬ا‪٤‬بسألة السادسة كالعشركف‪ُ :‬ب أنو ال جيوز أف تكوف أفعاؿ ا﵁‬
‫تعاذل كأحكامو معللة بعلة البتو"(ّ)‪.‬‬
‫والقول الحق الذم عليو أى السنة كا‪١‬بماعة‪" :‬أف أفعالو‪ ‬صادرة عن‬
‫حكمة بالغة ألجلها فع كما ىي ناشئة عن أسباب هبا فع "(ْ)‪" ،‬كلو ا‪٢‬بكمة‬
‫(ٓ)‬
‫كسنة النيب ‪٩‬بلوآف من تعلي‬ ‫ي‬ ‫القرآف‬ ‫ك‬ ‫"‬ ‫‪،‬‬ ‫البالغة فيما فع كترؾ‪ ،‬كقدر‪ ،‬كقضى"‬
‫األحكاـ با‪٢‬بكم كا‪٤‬بصاحل‪ ،‬كتعلي ا‪٣‬بلق هبما‪ ،‬كالتنبيو على كجوه ا‪٢‬بً ىكم الٍب ألجلها‬
‫شرع تلك األحكاـ‪ ،‬كألجلها خلق تلك األعياف‪ ،‬كلو كاف ىذا ُب القرآف كالسنة ُب‬
‫‪٫‬بو مئة موضع أك مئتْب لسقناىا‪ ،‬كلكنو يزيد على ألف موضع و‬
‫بطرؽ متنوعة"(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) ينظر لشبهات األشاعرة ُب ىذا ا‪٤‬بسلك كتاب‪ٛ :‬بهيد األكائ كتلخيص الدالئ ‪ ،‬صَٓ‪ ،‬كهناية األقداـ‪،‬‬
‫صّٗٗ‪ ،‬كاألربعْب‪ ،‬للرازم‪ ،‬صَّٓ‪ ،‬كغّبىا‪ ،‬كلقد أبطلها ابن القيم ُب كتابو‪ :‬شفاء العلي ِ‪-ٕٕٓ/‬‬
‫ْٖٓ‪.ّٓٗ-ٖٓٔ ،‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬بواقف‪ ،‬صُّّ‪.‬‬
‫(ّ) األربعْب ُب أصوؿ الدين‪ ،‬صَّٓ‪.‬‬
‫(ْ) شفاء العلي ُ‪.َُٗ/‬‬
‫(ٓ) إيثار ا‪٢‬بق‪ ،‬صِْٗ‪.‬‬
‫(ٔ) مفتاح دار السعادة ِ‪.ّّٔ/‬‬

‫ُِٔ‬
‫األدلة من القرآن‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬التصريح بلفظ ا‪٢‬بكمة كما تصرؼ منو‪ ،‬كقولو تعاذل‪:‬‬
‫ﮋﯩ‬ ‫ﮋﯪﯫﮊ(ُ)‪ ،‬كقولو‪ :‬ﮋﯳﯴﯵﯶﯷﮊ(ِ)‪ ،‬كقولو‪:‬‬
‫ﯪﯫﯬﯭﯮﯯﮊ(ّ)‪.‬‬
‫ﮋﭵ‬ ‫النوع الثاني‪ :‬إخباره أنو فع كذا لكذا كأنو أمر بكذا لكذا‪ ،‬كقولو‪:‬‬
‫ﮋﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ‬ ‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮊ(ْ)‪ ،‬كقولو تعاذل‪:‬‬
‫ﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐﰑﰒﰓﰔﰕﰖﰗﰘﰙﰚ‬
‫ﰛﮊ(ٓ)‪.‬‬
‫ﮋﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬ ‫النوع الثالث‪ :‬اإلتياف بكي الصرحية ُب التعلي ‪ ،‬كقولو تعاذل‪:‬‬
‫ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜ‬
‫ﮝ ﮞﮊ(ٔ) فعل سبحانو تسمية الفيء بْب ىذه األصناؼ كي ال يتداكلو‬
‫األغنياء دكف الفقراء كاألقوياء دكف الضعفاء‪.‬‬
‫ﮋﭯ‬ ‫النوع الرابع‪ :‬ذكر ا‪٤‬بفعوؿ لو كىو علة للفع ا‪٤‬بعل بو‪ ،‬كقولو تعاذل‪:‬‬
‫ﭰﭱﭲﭳﭴ ﭵﭶﭷﭸﮊ(ٕ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة القمر‪.ٓ :‬‬
‫(ِ) سورة النساء‪.ُُّ :‬‬
‫(ّ) سورة البقرة‪.ِٔٗ :‬‬
‫(ْ) سورة ا‪٤‬بائدة‪ٕٗ :‬‬
‫(ٓ) سورة الطبلؽ‪.ُِ :‬‬
‫(ٔ) سورة ا‪٢‬بشر‪.ٕ :‬‬
‫(ٕ) سورة النح ‪.ٖٗ :‬‬

‫ُّٔ‬
‫النوع الخامس‪ :‬اإلتياف بأف كالفع ا‪٤‬بستقب بعدىا ن‬
‫تعليبل ‪٤‬با قبلو‪ ،‬كقولو‪:‬‬
‫ﮋﮩ ﮪﮫﮬﮭﮮ ﮯﮰﮱﮊ(ُ)‪.‬‬
‫النوع السادس‪ :‬ذكر ما ىو من صرائح التعلي كىو من أج ‪ ،‬كقولو‪ :‬ﮋﭑ‬
‫ﭒﭓﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬
‫ﭢ ﭣ ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﮊ(ِ)‪.‬‬
‫النوع السابع‪ :‬ذكػر ا‪٢‬بكم الكوشل كالشرعي عقيب الوصف ا‪٤‬بناسب لو كتارة‬
‫‪٦‬بردا‪ ،‬فاألكؿ كقولو‪ :‬ﮋﮰ ﮱ ﮲ ﮳‬ ‫يذكر بأف كتارة يقػرف بالفاء كتارة يذكر ن‬
‫﮴﮵﮶﮷﮸﮹﮺ﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣ‬
‫ﯤﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ‬
‫ﯱﮊ(ّ)(ْ)‪.‬‬
‫األدلة من السنَّة‪:‬‬
‫قاؿ‪ :‬كاف النيب إذا قاـ من اللي يتهجد قاؿ‪:‬‬ ‫عن ابن عباس‬
‫أنت قيم السموات‬
‫اللهم لك ا‪٢‬بمد‪ ،‬أنت رب السموات كاألرض‪ ،‬لك ا‪٢‬بمد ى‬
‫فيهن‪ ،‬لك‬
‫فيهن‪ ،‬كلك ا‪٢‬بمد لك ملك السموات كاألرض كمن ٌ‬ ‫كاألرض كمن ٌ‬
‫ا‪٢‬بمد‪ ،‬أنت نور السموات كاألرض قولك ا‪٢‬بق‪ ،‬ككعدؾ ا‪٢‬بق‪ ،‬كلقاؤؾ حق‪ ،‬كا‪١‬بنة‬
‫حق‪ ،‬كالنار حق‪ ،‬كالساعة حق‪ ،‬اللهم لك أسلمت‪ ،‬كبك آمنت‪ ،‬كعليك توكلت‪،‬‬
‫مت كما أخرت‪،‬‬‫كإليك أنبت‪ ،‬كبك خاصمت‪ ،‬كإليك حاكمت‪ ،‬فاغفر رل ما قد ي‬
‫أسررت كما أعلنت‪ ،‬أنت إ‪٥‬بي ال إلو رل غّبؾ (ٓ)‪.‬‬
‫ي‬ ‫كما‬

‫(ُ) سورة األنعاـ‪.ُٓٔ :‬‬


‫(ِ) سورة ا‪٤‬بائدة‪.ِّ :‬‬
‫(ّ) سورة األنبياء‪.َٗ-ٖٗ :‬‬
‫(ْ) ينظر شفاء العلي ُ‪.َُٗ-ُٖٖ/‬‬
‫(ٓ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب التوحيد‪ ،‬باب ﮋﯤﯥﯦﯧﯨﯩﮊ‪ ،ُّٖ/ْ،‬رقم ّٖٕٓ‪.‬‬

‫ُْٔ‬
‫(ُ)‪ :‬فيو إشارة من البخارم إذل مذىب أى السنة ُب‬ ‫قاؿ ابن الوزير‬
‫إثبات ا‪٢‬بكمة(ِ)‪.‬‬
‫ﮋﯤ‬ ‫بوب على ىذا ا‪٢‬بديث‪ ،‬باب قوؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬ ‫كذلك أف البخارم‬
‫ﯥﯦﯧﯨﯩﮊ(ّ) (ْ)‪.‬‬
‫كقاؿ الراغب األصفهاشل‪" :‬كا‪٢‬بق يقاؿ على أكجو‪:‬‬
‫األكؿ‪ :‬يقاؿ ‪٤‬بوجد الشيء بسبب ما تقتضيو ا‪٢‬بكمة‪ ،‬ك‪٥‬بذا قي ُب ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫ىو ا‪٢‬بق‪ ،‬قاؿ ا﵁ تعاذل‪ :‬ﮋﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ﮊ(ٓ)‪،‬‬
‫كقي بعيد ذلك‪ :‬ﮋﯸ ﯹﯺﯻﯼﯽﯾ ﯿﰀﰁﰂ ﰃﰄﮊ(ٔ)‪.‬‬
‫كالثاشل‪ :‬يقاؿ للموجد ٕبسب مقتضى ا‪٢‬بكمة‪ ،‬ك‪٥‬بذا يقاؿ‪ :‬فع ا﵁ تعاذل كلو‬
‫ﮋﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ‬ ‫حق‪٫ ،‬بو قولنا‪ :‬ا‪٤‬بوت حق‪ ،‬كالبعث حق‪ ،‬كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﯜ ﯝﮊ(ٕ)‪ ،‬إذل قولو تعاذل‪ :‬ﮋﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﮊ(ٖ)‪ ،‬كقاؿ ُب القيامة‪:‬‬
‫علي ا‪٤‬برتضى بن الفض ا‪٢‬بسِب القا‪٠‬بي‪ ،‬ا‪٤‬بعركؼ بابن الوزير اليمِب‬
‫(ُ) ىو‪ :‬أبو عبد ا﵁‪٧ ،‬بمد بن إبراىيم بن ٌ‬
‫الصنعاشل‪ ،‬كلد هبجرة الظهراكم من شظب‪ ،‬كىو جب عاؿ باليمن‪ُ ،‬ب رجب عاـ ٕٕٓىػ‪ ،‬كلو مصنفات‬
‫منها‪ :‬العواصم كالقواصم ُب الذب عن سنة أيب القاسم‪ ،‬توُب سنة َْٖىػ‪ .‬ينظر‪ :‬فهرس الفهارس ِ‪،ُُِْ/‬‬
‫البدر الطالع ِ‪ ،ُٖ/‬معجم ا‪٤‬بؤلفْب ٖ‪.َُِ/‬‬
‫(ِ) إيثار ا‪٢‬بق‪ ،‬صُِٗ‪.‬‬
‫(ّ) سورة األنعاـ‪.ّٕ :‬‬
‫(ْ) صحيح البخارم ٗ‪.ُُٕ/‬‬
‫(ٓ) سورة يونس‪.ُّ :‬‬
‫(ٔ) سورة يونس‪.ِّ :‬‬
‫(ٕ) سورة يونس‪.ْ :‬‬
‫(ٖ) سورة يونس‪.ٓ :‬‬

‫ُٓٔ‬
‫‪ :‬ﮋﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ‬ ‫ﮋﰉ ﰊ ﰋﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑﮊ(ُ)‪ ،‬كقولو‬
‫ﭧﭨﮊ(ِ)" (ّ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابن القيم ‪" :‬كىذه ا‪٢‬بكمة ىي الغاية‪ ،‬كالفع كسيلة إليها‪ ،‬فإثبات‬
‫الفع مع نفيها إثبات للوسائ كنفى للغايات كىو ‪٧‬باؿ‪ ،‬إذ نفي الغاية مستلزـ لنفى‬
‫الوسيلة‪ ،‬فنفي الوسيلة كىي‪ :‬الفع الزـ لنفى الغاية كىى ا‪٢‬بكمة‪ ،‬كنفى قياـ الفع‬
‫كا‪٢‬بكمة بو نفى ‪٥‬بما ُب ا‪٢‬بقيقة‪ ،‬إذ فع ال يقوـ بفاعلو كحكمة ال تقوـ با‪٢‬بكيم‬
‫شيء ال يعق ‪ ،‬كذلك يستلزـ إنكار ربوبيتو كإ‪٥‬بيتو(ْ)‪.‬‬
‫اإلجماع‪:‬‬
‫ك‪٩‬بن حكى اإل‪ٝ‬باع كثّب من العلماء ا﵀ققْب فمنهم‪:‬‬
‫قاؿ‪" :‬ككذلك ا‪٢‬بكمة كشرع األحكاـ للحكم ‪٩‬با‬ ‫شيخ اإلسبلـ ابن تيمية‬
‫(ٓ)‬
‫أيضا‪" :‬كمن كافػق جهم بن صفػواف من‬ ‫اتفق عليو الفقهاء مع السلف" ‪ ،‬كيقوؿ ن‬
‫ا‪٤‬بثبتْب للقػدر على أف ا﵁ ال يفع شيئنا ‪٢‬بكمة كال لسبب‪ ،‬كأنو ال فػرؽ بالنسبة إذل ا﵁‬
‫بْب ا‪٤‬بأمور كا﵀ظور‪ ،‬كال حيب بعض األفعاؿ كيبغض بعضها‪ ،‬فقولو فاسد ‪٨‬بالف‬
‫للكتاب كالسنة كاتفاؽ السلف"(ٔ)‪.‬‬
‫‪" :‬ك‪ٝ‬بهور األيمة يثبت حكمتو سبحانو‪ ،‬كالغايات‬ ‫كقاؿ ابن القيم‬
‫(ُ) سورة يونس‪.ّٓ :‬‬
‫(ِ) سورة البقرة‪.ُْٕ :‬‬
‫(ّ) ا‪٤‬بفردات ُب غريب القرآف‪ ،‬صِْٔ‪.‬‬
‫(ْ) طريق ا‪٥‬بجرتْب كباب السعادتْب ُ‪.َٗ/‬‬
‫(ٓ) ‪٦‬بموع الفتاكل ٖ‪.ْٖٓ/‬‬
‫(ٔ) منهاج السنة ّ‪.ٖٗ/‬‬

‫ُٔٔ‬
‫‪٠‬بع كال عق ه كال إ‪ٝ‬باع‪ ،‬ب السمع كالعق‬
‫ا﵀مودة ُب أفعالو‪ ،‬فليس مع النفاة ه‬
‫كاإل‪ٝ‬باع كالفطرة تشهد ببطبلف قو‪٥‬بم"(ُ)‪.‬‬
‫كهبذا يتضح أف من أنكر ا‪٢‬بكمة كالتعلي قد خالف الكتاب كالسنة كصريح‬
‫ا‪٤‬بعقوؿ‪ ،‬ككافق الفبلسفة ُب أص نفيهم للحكمة كالتعلي "كىو البحث عن حكمة‬
‫اإلرادة‪ ،‬كدل فع ما فع ؛ كىي مسألة القدر‪ ،‬ظهر هبا ما كاف السلف يقولونو‪ :‬إف‬
‫الكبلـ ُب القدر ىو أبو جاد الزندقة‪ ،‬كعلم بذلك حكمة هنيو ‪٤‬با رآىم يتنازعوف‬
‫ُب القدر عن مث ما ىلك بو األمم‪ ،‬قاؿ ‪٥‬بم‪ :‬هبذا ىلكت األمم قبلكم أف تضربوا‬
‫كتاب ا﵁ بعضو ببعض‪ ،‬كعن ىذا نشأ مذىب اجملوس القدرية‪٦ ،‬بوس ىذه األيمة‪،‬‬
‫حيث خاضوا ُب التعدي كالتجويز ٗبا ىو من فركع ىذه ا‪٢‬بجة‪ ،‬كما أف التجهم من‬
‫فركع تلك ا‪٢‬بجة"(ِ)‪.‬‬

‫(ُ) شفاء العلي ِ‪.ُٕٓ-َٕٓ/‬‬


‫(ِ) بياف تلبيس ا‪١‬بهمية ُ‪.ْٕٗ/‬‬

‫ُٕٔ‬
‫ادلجحث انثبَي‪ :‬أفعبل انعجبد‬
‫قاؿ ابن عجيبة‪" :‬قد جع ا﵁ ٕبكمتو الباىرة ُب العبد كسبنا فيما يظهر لو‪،‬‬
‫يقصد بو ا‪٣‬بّب كالشر‪ ،‬كُب ا‪٢‬بقيقة‪ :‬ىو ‪٦‬بركر بسلسلة‪ ،‬لكن الشريعة تنسب الفع‬
‫إليو‪ ،‬بسبب ذلك الكسب‪ ،‬فتقوـ ا‪٢‬بيجة عليو"(ُ)‪.‬‬
‫ﮋﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ‬ ‫كيقوؿ ُب تفسّبه لقوؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﮊ(ِ)‪" :‬كما استخرج ا‪٢‬بق ‪-‬ج جبلليو‪ -‬من بْب‬
‫خالصا سائغنا للشاربْب استخرج مذىب أى السنة القائلْب بالكسب‬ ‫كدـ لبننا‬ ‫و‬
‫فرث و‬
‫ن‬
‫قوـ أفرطوا و‬
‫كقوـ فرطوا"(ّ)‪.‬‬ ‫من بْب مذىب ا‪١‬بربية كمذىب ا‪٤‬بعتزلة‪ ،‬بْب و‬
‫‪٦‬ببور ُب قالب ‪٨‬بتار‪،‬‬
‫العبد ه‬
‫كقاؿ ُب موض وع آخر‪" :‬قد تقرر عند أى ا‪٢‬بق أف ى‬
‫فليس لو فع ‪ ،‬كال اختيار‪ ،‬كإمنا الفع ىو الواحد القهار"(ْ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬فالتحقيق أف العبد ‪٦‬ببور‪ ،‬لكن ُب قالب االختيار‪ ،‬فمن نظر‬
‫كيقوؿ ن‬
‫للجرب الباطِب ‪٠‬باه حقيقة‪ ،‬كمن نظر لقالب االختيار ‪٠‬باه شريعة"(ٓ)‪.‬‬
‫أول‪ :‬مفهوم الكسب عند األشاعرة‪ ،‬ومقصود ابن عجيبة من قولو‪( :‬ل‬ ‫ً‬
‫فاعل إل اهلل)‬
‫عرؼ األشاعرة الكسب بتعر و‬
‫يفات متنوعة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫(ُ) سلك الدرر ُب القضاء كالقدر‪ ،‬صْٓ‪.‬‬
‫(ِ) سورة النح ‪.ٔٔ :‬‬
‫(ّ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ُُْ/‬‬
‫(ْ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صِّٕ‪.‬‬
‫(ٓ) الفتوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صّّٕ‪.‬‬

‫ُٖٔ‬
‫ُ‪ -‬تعريف الباجورم‪" :‬ىو تعلق القدرة ا‪٢‬بادثة‪ ،‬كقي ‪ :‬ىو اإلرادة‬
‫ا‪٢‬بادثة"(ُ)‪.‬‬
‫ِ‪ -‬تعريف السنوسي‪" :‬عبارة عن إجياد ا﵁ تعاذل ا‪٤‬بقدكر فيو"(ِ) أم‪ُ :‬ب‬
‫العبد‪.‬‬
‫(ّ)‬
‫إبداعا كإحداثنا‪ ،‬ككسبنا من‬
‫ن‬ ‫تعاذل‬ ‫ا﵁‬ ‫من‬ ‫ا‬ ‫ق‬
‫ن‬ ‫خل‬ ‫"الفع‬ ‫‪:‬‬ ‫ّ‪ -‬تعريف اآلمدم‬
‫العبد لوقوعو مقارنا للقدرة"(ْ)‪.‬‬
‫ْ‪ -‬تعريف الشهرستاشل(ٓ)‪" :‬ا‪٤‬بكتسب‪ :‬ىو ا‪٤‬بقدكر بالقدرة ا‪٢‬باصلة‬
‫كا‪٢‬باص ‪ٙ‬بت القدرة ا‪٢‬بادثة"(ٔ)‪.‬‬
‫كبالرغم من التعريفات ا‪٤‬بختلفة لؤلشاعرة إال أف حقيقة قو‪٥‬بم ىو القوؿ با‪١‬برب‪،‬‬
‫كال فكاؾ عنو مهما تلونت تعريفاهتم‪ ،‬كصرح بذلك بعضهم‪.‬‬
‫‪٨‬بتار‬
‫‪٦‬ببور باطننا ه‬
‫قاؿ الباجورم‪" :‬كبا‪١‬بملة فليس للعبد تأثّبه ما‪ ،‬فهو ه‬
‫ظاىرا"(ٕ)‪.‬‬
‫ن‬
‫(ُ) ‪ٙ‬بفة ا‪٤‬بريد‪ ،‬صَُٓ‪.‬‬
‫(ِ) شرح الوسطى‪ ،‬صِّّ‪.‬‬
‫(ّ) ىو‪ :‬أبو ا‪٢‬بسن‪ ،‬علي بن أيب علي بن ‪٧‬بمد بن سادل التغليب‪ ،‬ييلقب بسيف الدين اآلمدم‪ ،‬كلد عاـ ُٓٓىػ‪،‬‬
‫لو مؤلفات ُب علم الكبلـ منها‪ :‬أبكار األفكار ُب علم الكبلـ‪ ،‬دقائق ا‪٢‬بقائق‪ ،‬كانت كفاتو سنة ُّٔىػ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬كفيات األعياف ّ‪.ِّٗ/‬‬
‫(ْ) أبكار األفكار ِ‪.َُُ/‬‬
‫(ٓ) ىو‪ :‬أبو الفتح‪٧ ،‬بمد بن عبد الكرصل بن أ‪ٞ‬بد الشهرستاشل‪ ،‬من أى الكبلـ كا‪٢‬بكمة‪ ،‬كلد عاـ ْٗٔىػ بشهرستاف‪ ،‬لو‬
‫مؤلفات منها‪ :‬ا‪٤‬بل كالنح ‪ ،‬هناية اإلقداـ‪ ،‬كانت كفاتو عاـ ْٖٓىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعبلـ النببلء ُٓ‪.ِٗ/‬‬
‫(ٔ) ا‪٤‬بل كالنح ُ‪.ٕٗ/‬‬
‫(ٕ) ‪ٙ‬بفة ا‪٤‬بريد‪ ،‬صُُٓ‪.‬‬

‫ُٗٔ‬
‫كعوقب‬
‫ى‬ ‫يثيب‬
‫كقاؿ الدسوقي‪" :‬ك‪٤‬با أضيفت األفعاؿ للعبد من جهة الكسب أ ى‬
‫م ُب إجياد ا﵁ الفع كالقدرة‬ ‫سبب عاد ي‬
‫نظرا ‪٤‬با عنده من االختيار الذم ىو ه‬ ‫عليها؛ ن‬
‫‪٨‬بتار ٕبسب الظاىر كإال فمآلو للجرب؛ ألف اختياره ٖبلق ا﵁‪،‬‬ ‫العبد ه‬
‫عليو‪ٍ ،‬ب إف ى‬
‫‪٦‬ببور ُب صورة ‪٨‬بتار خبلفنا للمعتزلة القائلْب إنو‬
‫‪٦‬ببور باطننا‪ ،‬فهو ه‬
‫ىرا ه‬ ‫‪٨‬بتار ظا ن‬
‫فالعبد ه‬
‫ظاىرا كباطننا ‪ ...‬كا‪٢‬باص أف ا‪١‬برب‬‫ظاىرا كباطننا‪ ،‬كللجربية القائلْب إنو ‪٦‬ببور ن‬
‫‪٨‬بتار ن‬
‫ظافر بالدلي ‪ ،‬فمن زاد عليو حٌب نفى الكسب نيسب إذل اإلفراط‪،‬‬ ‫ىو ا‪٢‬بق فمدعيو ه‬
‫‪٨‬بَبعا‪ ،‬فلذا‬
‫كا‪٤‬بعتزلة دل يظفركا با‪٤‬بطلوب الذم ىو ا‪١‬برب‪ ،‬ب كقفوا دكنو كجعلوا العبد ن‬
‫نسبهم إذل التفريط"(ُ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن عجيبة‪" :‬ىو يحجتنا على ا‪٤‬بعتزلة ُب خلق أفعاؿ العباد"؛ ألف ا‪٤‬بعتزلة‬
‫يقولوف إف العبد خالق لفعلو(ِ)‪ ،‬كىو يوافق األشاعرة ُب قو‪٥‬بم (ا﵁ خالق أفعاؿ‬
‫العباد)‪ ،‬كلكن مراده من ذلك غّب ما يقر بو األشاعرة‪ ،‬ب ينسحب على ما يعتقده‬
‫بوحدة الوجود‪.‬‬
‫كيقوؿ ابن عجيبة "فالشريعة تنسب العم للعبد باعتبار ما جع فيو من‬
‫االختيار ُب الظاىر‪ ،‬الذم ىو الكسب‪ ،‬كا‪٢‬بقيقة تنفيو باعتبار ما ُب نفس األمر‪،‬‬
‫و‬
‫كىكذا يسّب العبد بْب حقيقة كشريعة‪ ،‬فا‪٢‬بقيقة اعتقاده ُب الباطن كالشريعة عم ه‬
‫ُب الظاىر"(ّ)‪.‬‬
‫فهو يسّب مع األشاعرة ُب عقيدة ا‪١‬برب ا‪٤‬بتوسطة الٍب تذىب إذل أف للعبد‬
‫كسبنا ُب فعلو‪ ،‬كلو قدرة كمشيئة على فعلو ‪-‬كما قاؿ اختيار‪ -‬كلكنها غّب مؤثرة‪،‬‬
‫(ُ) حاشية الدسوقي‪ ،‬صُِٔ‪.‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬البحر ا‪٤‬بديد ْ‪.ُّٔ/‬‬
‫(ّ) كشف النقاب عن سر األلباب‪ ،‬صُٖٕ‪.‬‬

‫َِٔ‬
‫قاؿ ابن القيم ‪" :‬كالذم استقر عليو قوؿ األشعرم أف القدرة ا‪٢‬بادثة ال تؤثر ُب‬
‫مقدكرىا‪ ،‬كدل يقع ا‪٤‬بقدكر كال صفة من صفاتو هبا‪ ،‬ب ا‪٤‬بقدكر ٔبميع صفاتو كاقع‬
‫بالقدرة القددية كال تأثّب للقدرة ا‪٢‬بادثة فيو‪ ،‬كتابعو على ذلك عامة أصحابو"(ُ)‪.‬‬
‫كلكن ى كقف ابن عجيبة عند ىذا األمر على عقيدة األشاعرة ُب ا‪١‬برب؟‬
‫ا‪٢‬بقيقة الٍب اتضحت من أقوالو الصرحية‪ ،‬أنو بُب عليو معتقده ُب كحدة‬
‫الوجود(ِ)‪ ،‬فقاؿ‪" :‬اعلم أف فع العبد كلو من ا﵁‪ ،‬بأف ال فاع ُب الوجود‬
‫(ّ)‬
‫سواه" ‪ ،‬كهبذا كافق ا‪١‬بهمية ُب عقيدة ا‪١‬برب‪ ،‬كاختلف عنهم ٔبعلها ن‬
‫أصبل ُب كحدة‬
‫أصبل إلثبات الوحدانية كعدـ اإلشراؾ‬
‫الوجود‪ ،‬أما ا‪١‬بهمية فجعلوا عقيدهتم ُب ا‪١‬برب ن‬
‫اختيارا للبشر للزـ ‪-‬كما زعموا‪ -‬أف يكوف‬
‫بو ‪-‬كما زعموا‪ -‬فلوا أثبتوا إرادة كقدرنة ك ن‬
‫كفاعبل مع ا﵁‪ ،‬كىذا ىو الشرؾ الذم يزعموف(ْ)‪.‬‬ ‫اإلنساف خال نقا ن‬
‫على القائلْب بوحدة الوجود فقاؿ‪..." :‬‬ ‫كرد شيخ اإلسبلـ ابن تيمية‬
‫أكال طاعةن كمعصية‪ٍ ،‬ب طاعةن ببل معصية‪،‬‬ ‫كجيعلوف ا‪٤‬براتب ثبلثة‪ ،‬يقولوف‪ :‬العبد يشهد ن‬
‫ٍب ال طاعة كال معصية‪ ،‬كالشهود األكؿ ىو الشهود الصحيح‪ ،‬كىو الفرؽ بْب‬
‫الطاعات كا‪٤‬بعاصي‪ ،‬كأما الشهود الثاشل فّبيدكف بو شهود القدر ‪ ...‬كأما ا‪٤‬برتبة الثالثة‪:‬‬
‫أف ال يشهد طاعة كال معصية‪ ،‬فإنو يرل أف الوجود كاحد‪ ،‬كعندىم أف ىذا غاية‬
‫التحقيق كالوالية ﵁‪ ،‬كىو ُب ا‪٢‬بقيقة غاية اإل‪٢‬باد ُب أ‪٠‬باء ا﵁ كآياتو‪ ،‬كغاية العداكة‬
‫﵁‪ ،‬فإف صاحب ىذا ا‪٤‬بشهد يتخذ اليهود كالنصارل كسائر ال يكفار أكلياء"(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) شفاء العلي ُ‪ ،ّٔٗ/‬كينظر‪ :‬منهاج السنة ُ‪ ،ْٓٗ/‬األربعْب‪ ،‬للرازم‪ ،‬صَِّ‪.‬‬
‫(ِ) سيأٌب ا‪٢‬بديث عنها ُب مبحث مستق إف شاء ا﵁‪.‬‬
‫(ّ) كشف النقاب عن سر األلباب‪ ،‬صِٖ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬شفاء العلي ُ‪ ،ُُْ/‬كخلق أفعاؿ العباد‪ ،‬صِْ‪.‬‬
‫(ٓ) الفرقاف بْب أكلياء الر‪ٞ‬بن كأكلياء الشيطاف ُ‪.ُٔٔ/‬‬

‫ُِٔ‬
‫أما أى السنة كا‪١‬بماعة فيفرقوف بْب الفع كا‪٤‬بفعوؿ كا‪٣‬بلق كا‪٤‬بخلوؽ‪.‬‬
‫قاؿ ابن تيمية ‪" :‬كالتحقيق ما عليو أئمة السنة ك‪ٝ‬بهور األمة؛ من الفرؽ‬
‫بْب الفع كا‪٤‬بفعوؿ كا‪٣‬بلق كا‪٤‬بخلوؽ؛ فأفعاؿ العباد ىي كغّبىا من ا﵀دثات ‪٨‬بلوقة‬
‫مفعولة ﵁‪ ،‬كما أف نفس العبد كسائر صفاتو ‪٨‬بلوقة مفعولة ﵁ كليس ذلك نفس‬
‫خلقو كفعلو ب ىي ‪٨‬بلوقة كمفعولة‪ ،‬كىذه األفعاؿ ىي فع العبد القائم بو ليست‬
‫قائمة با﵁ كال يتصف هبا فإنو ال يتصف ٗبخلوقاتو كمفعوالتو‪ ،‬كإمنا يتصف ٖبلقو‬
‫كفعلو كما يتصف بسائر ما يقوـ بذاتو‪ ،‬كالعبد فاع ‪٥‬بذه األفعاؿ كىو ا‪٤‬بتصف هبا‬
‫كلو عليها قدرة كىو فاعلها باختياره كمشيئتو كذلك كلو ‪٨‬بلوؽ ﵁ فهي فع العبد‬
‫كمفعولة للرب"(ُ)‪.‬‬
‫كأما ما ذكره ابن عجيبة من أف الشريعة تنسب الفع إذل العبد بسبب ذلك‬
‫الكسب فتقوـ عليو ا‪٢‬بجة‪ ،‬كالعبد ‪٦‬بركر بسلسلة؛ ‪٤‬با يعتقد (با‪٢‬بقيقة كالشريعة)‪،‬‬
‫فيقوؿ‪" :‬الشريعة عم ا‪١‬بوارح‪ ،‬كا‪٢‬بقيقة معرفة البواطن‪ ،‬فالشريعة أف تعبده كا‪٢‬بقيقة‬
‫أف تشهده‪ ،‬فالشريعة من كظائف البشرية‪ ،‬كا‪٢‬بقيقة من كظائف الركحانية‪ ،‬كالشريعة‬
‫قوت البشرية‪ ،‬كا‪٢‬بقيقة قوت الركحانية"(ِ)‪.‬‬
‫قائما با﵁‪ ،‬كال‬ ‫و‬
‫أيضا‪" :‬فمن نظر إذل الباطن ككحد ا﵁ كجد ك شيء ن‬ ‫كيقوؿ ن‬
‫اختيارا ُب ا‪١‬بملة‪ ،‬يقوـ إذا شاء كجيلس‬
‫فاع سواه‪ ،‬كمن نظر إذل ظاىر العبد كجد لو ن‬
‫إذا شاء‪ ،‬كيفع كيَبؾ باختياره ُب الظاىر‪ ،‬كعلى ىذا كقع ُب التكليف‪ ،‬كىو الشريعة‪،‬‬
‫كيسمي الكسب عند ا‪٤‬بتكلمْب‪ ،‬فالتحقيق أف العبد ‪٦‬ببور‪ ،‬لكن ُب قالب االختيار‪،‬‬
‫فمن نظر للجرب الباطِب ‪٠‬باه حقيقة‪ ،‬كمن نظر لقالب االختيار ‪٠‬باه شريعة"(ّ)‪.‬‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل ِ‪.ُُٗ/‬‬
‫(ِ) الفتوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صِّٕ‪.‬‬
‫(ّ) ا‪٤‬برجع نفسو‪ ،‬صِّٕ‪.‬‬

‫ِِٔ‬
‫قاؿ ابن تيمية ‪" :‬فهذا ه‬
‫كبلـ باط ه‪ ،‬ب العبد ىو ا‪٤‬بصلي الصائم ا‪٢‬باج‬
‫ا‪٤‬بعتمر ا‪٤‬بؤمن‪ ،‬كىو الكافر الفاجر القات الزاشل السارؽ حقيقة‪ ،‬كا﵁ تعاذل ال‬
‫بشيء من ىذه الصفات ب ىو منزهه عن ذلك؛ لكنو ىو الذم جع العبد‬ ‫و‬ ‫يوصف‬
‫أيضا حقيقة‪،‬‬‫فاعبل ‪٥‬بذه األفعاؿ‪ ،‬فهذه ‪٨‬بلوقاتو كمفعوالتو حقيقة كىي فع العبد ن‬
‫ن‬
‫كلكن طائفة من أى الكبلـ ‪-‬ا‪٤‬بثبتْب للقدر‪ -‬ظنوا أف الفع ىو ا‪٤‬بفعوؿ كا‪٣‬بلق ىو‬
‫ا‪٤‬بخلوؽ؛ فلما اعتقدكا أف أفعاؿ العباد ‪٨‬بلوقة مفعولة ﵁ قالوا‪ :‬فهي فعلو‪ ،‬فقي ‪٥‬بم‬
‫مع ذلك‪ :‬أىي فع العبد؟ فاضطربوا؛ فمنهم من قاؿ‪ :‬ىي كسبو ال فعلو كدل يفرقوا‬
‫بفرؽ ‪٧‬بقق‪ ،‬كمنهم من قاؿ‪ :‬ب ىي فع بْب فاعلْب‪ ،‬كمنهم‬ ‫و‬ ‫بْب الكسب كالفع‬
‫من قاؿ‪ :‬ب الرب فع ذات الفع كالعبد فع صفاتو"(ُ)‪.‬‬
‫أيضا عن الكسب عند األشعرية‪" :‬كىم كإف كانوا ال ييثبتوف لقدرة العبد‬‫كقاؿ ن‬
‫مقدكرا‬
‫ن‬ ‫أثرا ُب حصوؿ ا‪٤‬بقدكر‪ ،‬فإهنم ييفرقوف بْب ما كاف ُب ‪٧‬ب القدرة فيجعلونو‬
‫ن‬
‫مقدكرا للعبد‪ ،‬كأكثر من نازعهم‬‫ن‬ ‫خارجا عن ‪٧‬ب القدرة فبل جيعلونو‬
‫للعبد‪ ،‬كما كاف ن‬
‫كبلـ ال ييعق ؛ فإنو إذا دل يثبت للقدرة أثر‪ ،‬دل يكن الفرؽ بْب ما‬
‫يقوؿ‪ :‬إف ىذا ه‬
‫كاف ُب ‪٧‬ب القدرة‪ ،‬كبْب ما كاف ُب غّب ‪٧‬ب القدرة إال فرقنا ُب ‪٧‬ب ا‪٢‬بادث‪ ،‬من‬
‫مقدكرا دكف ىذا ‪ٙ‬بك هم ‪٧‬بض‪،‬‬ ‫ن‬ ‫غّب أف يكوف للقدرة ُب ذلك تأثّب‪ ،‬كتسمية ىذا‬
‫كتفريق بْب ا‪٤‬بتماثلْب ‪ ...‬إذا قي ‪٥‬بؤالء‪ :‬الكسب الذم أثبتموه ال تيعق حقيقتو‪،‬‬
‫فإذا قالوا‪ :‬الكسب ما يكجد ُب ‪٧‬ب القدرة ا﵀دثة مقارنا ‪٥‬با من غّب أف يكوف للقدرة‬
‫تأثّب فيو‪ ،‬قي ‪٥‬بم‪ :‬فبل فرؽ بْب ىذا الكسب‪ ،‬كبْب سائر ما حيدث ُب غّب ‪٧‬بلها‬
‫كغّب مقارف ‪٥‬با؛ إذ اشَباؾ الشيئْب ُب زماهنما ك‪٧‬بلهما ال ييوجب كوف أحدمها لو‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل ِ‪.ُُٗ/‬‬

‫ِّٔ‬
‫زماف كاحد‪ ،‬ب قد‬ ‫قدرة على اآلخر‪ ،‬كاشَباؾ العرضْب ا‪٢‬بادثْب ُب ‪٧‬ب ي كاحد‪ُ ،‬ب و‬
‫ييقاؿ‪ :‬ليس جع الكسب قدرة كالقدرة كسبنا بأكذل من العكس إذا دل يكن إال ‪٦‬برد‬
‫ا‪٤‬بقارنة ُب الزماف كا﵀ "(ُ)‪.‬‬
‫كيفية التعام مع لفظ ا‪١‬برب‪ ،‬كالتأثّب‬ ‫تيميةةية‬
‫كبْب شيخ اإلسبلـ ابن مي‬
‫مي‬
‫إ‪ٝ‬باؿ ييراد بو إكراه الفاع على الفع بدكف رضاه كما‬ ‫بقولو‪" :‬لفظ (الجبر) فيو ه‬
‫‪٦‬بربا‬
‫يقاؿ‪ :‬إف األب جيرب ا‪٤‬برأة على النكاح‪ ،‬كا﵁ تعاذل أج كأعظم من أف يكوف ن‬
‫جربا هبذا‬
‫هبذا التفسّب‪ ،‬فإنو خيلق للعبد الرضا كاالختيار ٗبا يفعلو كليس ذلك ن‬
‫االعتبار‪ ،‬كيراد با‪١‬برب خلق ما ُب النفوس من االعتقادات كاإلرادات كقوؿ ‪٧‬بمد بن‬
‫كعب القرظي(ِ)‪ :‬ا‪١‬ببار الذم جرب العباد على ما أرادد ‪ ،‬ككما ُب الدعاء ا‪٤‬بأثور عن‬
‫(ّ)‬
‫ثابت هبذا‬
‫جبار القلوب على فطراهتا شقيها كسعيدىا ‪ ،‬كا‪١‬برب ه‬ ‫عليي‬
‫لي‬
‫عل ي‬
‫عل‬
‫‪٦‬بمبل هنى األئمة األعبلـ عن إطبلؽ إثباتو أك نفيو‬‫التفسّب‪ ،‬فلما كاف لفظ ا‪١‬برب ن‬
‫إ‪ٝ‬باؿ فإف القدرة مع مقدكرىا كالسبب مع ا‪٤‬بسبب‬‫‪ ...‬ككذا لفظ (التأثير) فيو ه‬
‫كالعلة مع ا‪٤‬بعلوؿ كالشرط مع ا‪٤‬بشركط فإف أيريد بالقدرة القدرة الشرعية ا‪٤‬بصححة‬
‫كسبب من أسبابو كعلةه ناقصة لو‪ ،‬كإف أيريد‬
‫ه‬ ‫ط للفع‬
‫للفع ا‪٤‬بتقدمة عليو فتلك شر ه‬
‫(ُ) الصفدية ُ‪ ،ُُٓ/‬كينظر‪٦ :‬بموع الفتاكل ٖ‪ ،ْٕٔ/‬النبوات ُ‪ ،ِْٔ/‬منهاج السنة النبوية ّ‪ ،َِٗ/‬درء‬
‫تعارض العق كالنق ُ‪.ُِْ/ِ ،ِٖ/‬‬
‫(ِ) ىو أبو ‪ٞ‬بزة‪٧ ،‬بمد بن كعب القرظي‪ ،‬من التابعْب‪ ،‬ركل عن فضالة بن عبيد كأيب ىريرة‪ ،‬كانت كفاتو سنة‬
‫َُٖىػ‪ .‬ينظر‪ :‬اإلصابة ُب معرفة الصحابة ٔ‪ ،ِّٕ/‬االستيعاب ُب معرفة األصحاب ّ‪.ُّٕٕ/‬‬
‫(ّ) أخرجو عبد الرزاؽ ُب مصنفو ٔ‪ ،ٔٔ/‬رقم َِِٓٗ‪ ،‬كابن أيب شيبو ُب مصنفو ٕ‪ ،ّٖ/‬كالطرباشل ُب ا‪٤‬بعجم‬
‫علي مرسلو‪،‬‬
‫األكسط ٗ‪ ،ْْ/‬رقم ٖٖٗ‪ ،‬كقاؿ ا‪٥‬بيثمي‪ :‬ركاه الطرباشل ُب األكسط كسبلمة الكندم ركايتو عن ي‬
‫بسند ضعيف‪ .‬ينظر‪ :‬القوؿ البديع‪ ،‬صّْ‪،‬‬ ‫موقوؼ و‬
‫ه‬ ‫ينظر‪ :‬اجملموع ُ‪ ،ُّٔ/‬كقاؿ السخاكم‪ :‬ا‪٢‬بديث‬
‫كضعفو األلباشل ُب سلسلة األحاديث الضعيفة كا‪٤‬بوضوعة ُْ‪.َُِ/‬‬

‫ِْٔ‬
‫تاـ‪ ،‬كمعلوـ أنو‬
‫كسبب ٌ‬
‫ه‬ ‫بالقدرة القدرة ا‪٤‬بقارنة للفع ا‪٤‬بستلزمة لو فتلك علةه للفع‬
‫كسبب تاـي للحوادث ٗبعُب أف كجوده‬
‫ه‬ ‫ليس ُب ا‪٤‬بخلوقات شيءه ىو كحده علةه تامةه‬
‫مستلزـ لوجود ا‪٢‬بوادث ب ليس ىذا إال مشيئة ا﵁ تعاذل خاصة فما شاء ا﵁ كاف‬ ‫ه‬
‫كما دل يشأ دل يكن"(ُ)‪.‬‬
‫‪" :‬كليس ُب الوجود شيءه مستق ي بالتأثّب سول مشيئة‬ ‫كيقوؿ ابن القيم‬
‫الرب سبحانو كقدرتو‪ ،‬كك ما سواه ‪٨‬بلوؽ لو كىو أثر قدرتو كمشيئتو‪ ،‬كمن أنكر‬
‫ذلك لزمو إثبات خالق سول ا﵁‪ ،‬أك القوؿ بوجود ‪٨‬بلوؽ ال خالق لو‪ ،‬فإف فع‬
‫استقبلال كإما على سبي الشركة‪،‬‬
‫ن‬ ‫العبد إف دل يكن ‪٨‬بلوقنا ﵁ كاف ‪٨‬بلوقنا للعبد إما‬
‫كإما أف يقع بغّب خالق‪ ،‬كال ‪٨‬بلص عن ىذه األقساـ ‪٤‬بنكر دخوؿ األفعاؿ ‪ٙ‬بت‬
‫قدرة الرب كمشيئتو كخلقو‪ ،‬كإذا عرؼ ىذا فنقوؿ‪ :‬الفع كقع بقدرة الرب خل نقا‬
‫كتكويننا كما كقعت سائر ا‪٤‬بخلوقات بقدرتو كتكوينو‪ ،‬كبقدرة العبد سببنا كمباشرة‪،‬‬
‫كا﵁ خلق الفع كالعبد فعلو كباشره كالقدرة ا‪٢‬بادثة كأثرىا كاقعاف بقدرة الرب‬
‫كمشيئتو"(ِ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬كعلى صحة ىذا ا‪٤‬بذىب أكثر من ألف دلي و من القرآف كالسنة‬
‫كقاؿ ن‬
‫كا‪٤‬بعقوؿ ك ً‬
‫الفطر"(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل ٖ‪.ُّّ/‬‬


‫(ِ) شفاء العلي ُ‪.ُْٔ/‬‬
‫(ّ) بدائع الفوائد ُ‪.ُِٔ/‬‬

‫ِٓٔ‬
‫ثانيًا‪ :‬دللة الكتاب والسنَّة وإجماع السلف على َّ‬
‫أن العباد فاعلون‬
‫حقيقة‪ ،‬واهلل خالق أفعالهم‬
‫أ‪ -‬من القرآن‪:‬‬
‫قاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﯕ ﯖﯗﯘﮊ(ُ)‪ ،‬فأخرب ا﵁ أنو خلق العباد كأعما‪٥‬بم‪.‬‬
‫(ِ)‬
‫فدخلت أفعاؿ‬ ‫ﮋﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮊ‬ ‫كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫العباد ُب عموـ ك ‪.‬‬
‫ﮋﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ‬ ‫كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ‬
‫ﮄ ﮅﮊ(ّ)‪" ،‬فأخرب أنو ىو الذم جع السرابي كىي الدركع كالثياب‬
‫ا‪٤‬بصنوعة كمادهتا ال تسمى سرابي إال بعد أف ‪ٙ‬بيلها صنعة اآلدميْب كعملهم‪ ،‬فإذا‬
‫كانت ‪٦‬بعولة ﵁ فهي ‪٨‬بلوقة لو ٔبملتها صورهتا كمادهتا كىيآهتا‪ ،‬كنظّب ىذا قولو‪:‬‬
‫ﮋﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ‬
‫ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ‬
‫ﮅﮊ(ْ)‪ ،‬فأخرب سبحانو أف البيوت ا‪٤‬بصنوعة ا‪٤‬بستقرة كا‪٤‬بتنقلة ‪٦‬بعولة لو كىي‬
‫إمنا صارت بيوتنا بالصنعة اآلدمية"(ٓ)‪.‬‬

‫(ُ) سورة الصافات‪.ٗٔ :‬‬


‫(ِ) سورة الزمر‪.ِٔ :‬‬
‫(ّ) سورة النح ‪.ُٖ :‬‬
‫(ْ) سورة النح ‪.ُٖ :‬‬
‫(ٓ) شفاء العلي ُ‪.ْٓ/‬‬

‫ِٔٔ‬
‫ب‪ -‬من السنَّة‪:‬‬
‫األحاديث مستفيضة كمتواترة كتلقاىا أى السنة كا‪١‬بماعة بإثبات فع العبد‬
‫حقيقة لو‪.‬‬
‫شيء بقد ور حٌب العجز كالكيس أك الكيس‬ ‫و‬ ‫قاؿ رسوؿ ا﵁ ‪ :‬ك‬
‫كالعجز (ُ)‪.‬‬
‫أنو قاؿ‪ :‬إف ا﵁ خالق ك صانع‬ ‫عن النيب‬ ‫كعن حذيفة‬
‫كصنعتو (ِ)‪.‬‬
‫قاؿ البخارم‪" :‬فأخرب أف الصناعات كأىلها ‪٨‬بلوقة"(ّ)‪.‬‬
‫كقاؿ رسوؿ ا﵁ ‪ :‬كال يزاؿ عبدم يتقرب إرل بالنواف حٌب أحببوبو (ْ)‪.‬‬
‫فرحا بتوبة عبده من رج و أض راحلتو و‬
‫بأرض‬ ‫كقاؿ رسوؿ ا﵁ ‪ :‬﵁ أشد ن‬
‫دكية مهلكة عليها طعامو كشرابو‪ ،‬فطلبها فلم جيدىا‪ ،‬فناـ ‪ٙ‬بت شجرة ينتظر ا‪٤‬بوت‪،‬‬
‫فرحا بتوبة عبده من ىذا‬
‫فلما استيقظ إذا ىو بدابتو عليها طعامو كشرابو‪ ،‬فا﵁ أشد ن‬
‫براحلتو (ٓ)‪.‬‬
‫ج‪ -‬اإلجماع‪:‬‬
‫‪" :‬أفعاؿ العباد ‪٨‬بلوقة باتفاؽ سلف األيمة"(ٔ)‪.‬‬ ‫قاؿ ابن تيمية‬
‫(ُ) أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب القدر‪ ،‬باب ك شيء بقدر‪ ،ُٓ/ٖ ،‬رقم ِِٗٔ‪.‬‬
‫صحيح على شرط مسلم‪ ،‬كصححو ا‪٢‬بافظ ُب الفتح ُّ‪ ،ْٖٗ/‬كاأللباشل ُب‬
‫ه‬ ‫(ِ) أخرجو ا‪٢‬باكم ُ‪ ،ُّ/‬كقاؿ‪:‬‬
‫الصحيحة ْ‪ ،ُُٖ/‬رقم ُّٕٔ‪.‬‬
‫(ّ) خلق أفعاؿ العباد ِ‪.ٔٔ/‬‬
‫(ْ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب الدعوات‪ ،‬باب التواضع‪ ،ُِٗ/ْ ،‬رقم َّٓٔ‪.‬‬
‫(ٓ) أخرجو مسلم‪ ،‬باب ُب ا‪٢‬بض على التوبة كالفرح هبا‪ ،َُِْ/ْ ،‬رقم ِْٕٔ‪.‬‬
‫(ٔ) ‪٦‬بموع الفتاكل ٖ‪.َْٔ/‬‬

‫ِٕٔ‬
‫كقاؿ ابن أيب عاصم (ُ)‪" :‬ك‪٩‬با اتفق أى العلم على أف نسبوه إذل السنة‪:‬‬
‫القوؿ بإثبات القدر ‪ ...‬كأفعاؿ العباد من ا‪٣‬بّب كالشر فع ‪٥‬بم خلق ‪٣‬بالقهم"(ِ)‪.‬‬
‫كيقوؿ الصابوشل (ّ)‪" :‬كمن قوؿ أى السنة كا‪١‬بماعة ُب أكساب العباد‬
‫أهنا ‪٨‬بلوقة ﵁ تعاذل‪ ،‬ال ديَبكف فيو‪ ،‬كال يعدكف من أى ا‪٥‬بدل كدين ا‪٢‬بق من ينكر‬
‫ىذا القوؿ كينفيو"(ْ)‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬موقف أىل السنَّة والجماعة من أفعال العباد‬
‫فهم يقركف با‪٤‬براتب األربع الثابتة‪ ،‬كالٍب دلت عليها النصوص‪ ،‬كىي العلم‪،‬‬
‫كالكتابة‪ ،‬كا‪٤‬بشيئة‪ ،‬كا‪٣‬بلق‪ ،‬أما أفعاؿ العباد فهي داخلة ُب ا‪٤‬برتبة الرابعة؛ كلذلك‬
‫فهم يقولوف فيها‪ :‬إف ا﵁ خالق أفعاؿ العباد كلها‪ ،‬كفع العبد فع ه لو حقيقة‪ ،‬كلكنو‬
‫‪٨‬بلوؽ ﵁‪ ،‬كمفعوؿ ﵁‪ ،‬ال يقولوف‪ :‬ىو نفس فع ا﵁‪ ،‬كيفرقوف بْب ا‪٣‬بلق كا‪٤‬بخلوؽ‬
‫كالفع كا‪٤‬بفعوؿ‪ ،‬ككذلك ‪٥‬بم قدرة كإرادة على فع أعما‪٥‬بم كلكنها ال ‪ٚ‬برج عن‬
‫مشيئة ا﵁ الكونية(ٓ)‪.‬‬

‫(ُ) أبو بكر بن أيب عاصم‪ ،‬أ‪ٞ‬بد بن عمرك بن الضحاؾ بن ‪٨‬بلد الشيباشل‪ ،‬من يحفاظ ا‪٢‬بديث‪ ،‬كلد سنة َِٔىػ‪،‬‬
‫كرد أصبهاف كسكنها‪ ،‬لو مؤلفات منها‪ :‬كتاب السنة‪ ،‬ا‪٤‬بسند الكبّب‪ ،‬كانت كفاتو سنة ِٕٖىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب‬
‫أعبلـ النببلء َُ‪ ،َْٔ/‬شذرات الذىب ّ‪.ّْٔ/‬‬
‫(ِ) السنة ِ‪.َُِٕ/‬‬
‫(ّ) أبو عثماف الصابوشل‪ ،‬إ‪٠‬باعي بن عبد الر‪ٞ‬بن بن أ‪ٞ‬بد النيسابورم‪ ،‬كلد سنة ّّٕىػ‪ ،‬مشهود لو با‪٢‬بفظ‬
‫كالتفسّب‪ ،‬مات سنة ْْٗىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعبلـ النببلء ُّ‪ ،ِٗٗ/‬شذرات الذىب ٓ‪.ُِِ/‬‬
‫(ْ) عقيدة السلف كأصحاب ا‪٢‬بديث‪ ،‬صٖٓ‪ ،‬كينظر‪ :‬االنتصار ُب الرد على ا‪٤‬بعتزلة القدرية األشرار ُ‪،ََُ/‬‬
‫شرح العقيدة الطحاكية ُ‪.ُِّ/‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬منهاج السنة النبوية ِ‪ ،ِٖٗ/‬موقف ابن تيمية من األشاعرة ِ‪.َُِٖ/‬‬

‫ِٖٔ‬
‫ادلجحث انثبنث‪ :‬ادلشيئخ ٔاإلرادح‬
‫من ض ُب ىذا الباب دل يفرؽ بينهما‪ ،‬قاؿ الباقبلشل (ُ)‪" :‬كاعلم أنو ال‬
‫فرؽ بْب اإلرادة كا‪٤‬بشيئة‪ ،‬كاالختيار‪ ،‬كالرضا‪ ،‬كا﵀بة"(ِ)‪ ،‬كابن عجيبة يؤكد ذلك‬
‫بقولو‪" :‬ا‪٤‬بشيئة كاإلرادة شيءه كاح هد كإليهما تستند األشياء‪ ،‬كما قاؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫ﮋ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ‬ ‫ﮋﭸﭹ ﭺﭻﭼﭽﭾﭿ ﮀﮁﮂ ﮃﮊ(ّ)‪ ،‬كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﭿ ﮀﮁﮊ(ْ)‪ ،‬إذل غّب ذلك من اآليات الدالة على سبق ا‪٤‬بشيئة"(ٓ)‪.‬‬
‫كىو هبذا دل ييوفق للصواب الذم دؿ عليو االستقراء الصحيح لكتاب‬
‫ا﵁‪ ‬بأف إرادة ا﵁‪ ‬تنقسم إذل قسمْب‪ ،‬إرادة كونية قدرية‪ ،‬كإرادة شرعية‬
‫دينية‪.‬‬
‫قاؿ ابن تيمية ‪" :‬طريقة أئمة الفقهاء كأى ا‪٢‬بديث ككثّب من أى النظر‬
‫كغّبىم أف اإلرادة ُب كتاب ا﵁ نوعاف‪ :‬إرادة تتعلق باألمر‪ ،‬كإرادة تتعلق با‪٣‬بلق ‪...‬‬
‫فإرادة األمر ىي ا‪٤‬بتضمنة للمحبة كالرضا كىي اإلرادة الدينية‪ ،‬كالثانية ا‪٤‬بتعلقة با‪٣‬بلق‬
‫ىي ا‪٤‬بشيئة كىي اإلرادة الكونية القدرية"(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) ىو‪٧ :‬بمد بن الطيب بن ‪٧‬بمد بن جعفر الباقبلشل‪ ،‬كلد ُب البصرة عاـ ّّٖىػ‪ ،‬كسكن بغداد‪ ،‬كمن تبلميذه‬
‫الذين الزموه كأخذكا عنو علم الكبلـ حٌب برع فيو ‪٧‬بمد بن أ‪ٞ‬بد السمناشل‪ ،‬كمن شيوخ الباقبلشل أبو عبد ا﵁‬
‫الطائي األشعرم درس عليو علم الكبلـ‪ ،‬لو مؤلفات منها‪ :‬اإلنصاؼ‪ ،‬التمهيد‪ ،‬توُب عاـ َّْىػ‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫الواُب بالوفيات ُ‪ ،ُُٕ/‬سّب أعبلـ النببلء ُّ‪.ِٖٔ/‬‬
‫(ِ) اإلنصاؼ‪ ،‬صٗٗ‪.‬‬
‫(ّ) سورة اإلنساف‪.َّ :‬‬
‫(ْ) سورة األنعاـ‪.ُُِ :‬‬
‫(ٓ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صَّٗ‪.‬‬
‫(ٔ) منهاج السنة النبوية ّ‪.ُٓٔ/‬‬

‫ِٗٔ‬
‫كقاؿ ابن أيب العز ‪" :‬كا﵀ققوف من أى السنة يقولوف‪ :‬اإلرادة ُب كتاب‬
‫ا﵁ نوعاف‪ :‬إرادة كونية خلقية‪ ،‬كإرادة دينية أمرية شرعية"(ُ)‪.‬‬
‫أولً‪ :‬اإلرادة الكونيَّة القدريَّة‪:‬‬
‫كىي ا‪٤‬بشيئة الشاملة ‪١‬بميع ا‪٢‬بوادث كالٍب تتعلق ٗبا أراد ا﵁‪ ‬فعلو‪،‬‬
‫كتستلزـ كقوع ا‪٤‬براد‪ ،‬كىي كقوؿ ا‪٤‬بسلمْب‪ :‬ما شاء ا﵁ كاف كما دل يشأ دل يكن(ِ)‪.‬‬
‫األدلة عليها‪:‬‬
‫كقولو تعاذل‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬
‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬
‫ﮋﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬ ‫ﭮﮊ(ّ)‪ ،‬كقولو تعاذل‪:‬‬
‫ﯟﯠﯡﯢ ﯣﯤﮊ(ْ)‪.‬‬
‫"فهذه اإلرادة تعلقت باإلضبلؿ كاإلغواء‪ ،‬كىذه ىي ا‪٤‬بشيئة فإف ما شاء ا﵁‬
‫كاف"(ٓ)‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬اإلرادة الدينيَّة الشرعيَّة‪:‬‬
‫كىي اإلرادة ا‪٤‬بتعلقة باألمر الذم يريد ا﵁‪ ‬من العبد فعلو‪ ،‬كىي‬
‫ا‪٤‬بتضمنة للمحبة كالرضا‪ ،‬كال تستلزـ كقوع ا‪٤‬براد إال إذا تعلقت باإلرادة الكونية(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) شرح العقيدة الطحاكية‪ ،‬صٗٔ‪.‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬منهاج السنة النبوية ّ‪٦ ،ُٔ/‬بموع الفتاكل ٖ‪ ،ُٖٗ/‬تذكرة ا‪٤‬بؤتسي شرح عقيدة ا‪٢‬بافظ عبد الغِب‬
‫ا‪٤‬بقدسي‪ ،‬صُُٓ‪.ُّٓ-‬‬
‫(ّ) سورة األنعاـ‪.ُِٓ :‬‬
‫(ْ) سورة ىود‪.ّْ :‬‬
‫(ٓ) منهاج السنة النبوية ّ‪.ُٔ/‬‬
‫(ٔ) ا‪٤‬برجع نفسو ّ‪.ُٓٔ/‬‬

‫َّٔ‬
‫األدلة عليها‪:‬‬
‫كقولو تعاذل‪ :‬ﮋﯗ ﯘ ﯙﯚ ﯛﯜﯝﯞﮊ(ُ)‪.‬‬
‫كقولو تعاذل‪ :‬ﮋﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ‬
‫ﯯﯰ ﯱﯲﯳﮊ(ِ)‪.‬‬
‫كقولو تعاذل‪ :‬ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬
‫ﭜ ﭝﮊ(ّ)‪.‬‬
‫كقولو تعاذل‪ :‬ﮋﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ‬
‫ﮍﮎﮏﮐﮊ(ْ)‪.‬‬
‫كقولو تعاذل‪ :‬ﮋﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮊ(ٓ)‪.‬‬
‫كيقوؿ ابن القيم ‪" :‬كالصواب أف األمر يستلزـ اإلرادة الدينية كال يستلزـ‬
‫شرعا كديننا‪ ،‬كقد يأمر ٗبا ال يريده كونا‬
‫اإلرادة الكونية‪ ،‬فإنو ال يأمر إال ٗبا يريده ن‬
‫من أمره كدل ييوفق لئلدياف"(ٔ)‪.‬‬
‫كقدرا‪ ،‬كإدياف ٍ‬
‫ن‬
‫اجتماع ىاتْب اإلرادتْب كافَباقهما فقاؿ‪:‬‬ ‫كلقد ذكر شيخ اإلسبلـ ابن تيمية‬
‫أحدىا‪ :‬ما تعلقت بو اإلرادتاف‪ ،‬كىو ما كقع ُب الوجود من األعماؿ الصا‪٢‬بة‪،‬‬
‫فإف ا﵁ أراده إرادة دي ون كشرع؛ فأمر بو كأحبو كرضيو كأراده إرادة كوف فوقع؛ كلوال‬
‫ذلك ‪٤‬با كاف‪.‬‬
‫(ُ) سورة البقرة‪.ُٖٓ :‬‬
‫(ِ) سورة النساء‪.ِٔ :‬‬
‫(ّ) سورة النساء‪.ِٖ :‬‬
‫(ْ) سورة ا‪٤‬بائدة‪.ٔ :‬‬
‫(ٓ) سورة األحزاب‪.ّّ :‬‬
‫(ٔ) شفاء العلي ِ‪.ِٖٗ/‬‬

‫ُّٔ‬
‫والثاني‪ :‬ما تعلقت بو اإلرادة الدينية فقط‪ ،‬كىو ما أمر ا﵁ بو من األعماؿ‬
‫الصا‪٢‬بة‪ ،‬فعصى ذلك األمر ال يكفار كال يفجار فتلك كلها إرادة دين كىو حيبها‬
‫كيرضاىا لو كقعت كلو دل تقع‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬ما تعلقت بو اإلرادة الكونية فقط‪ ،‬كىو ما قدره كشاءه من ا‪٢‬بوادث‬
‫الٍب دل يأمر هبا‪ ،‬كا‪٤‬بباحات كا‪٤‬بعاصي‪ ،‬فإنو دل يأمر هبا كدل يرضها كدل حيبها إذ ىو ال‬
‫يأمر بالفحشاء كال يرضى لعباده الكفر‪ ،‬كلوال مشيئتو كقدرتو كخلقو ‪٥‬با ‪٤‬با كانت‪،‬‬
‫ك‪٤‬با كجدت فإنو ما شاء ا﵁ كاف كما دل يشأ دل يكن‪.‬‬
‫والرابع‪ :‬ما دل تتعلق بو اإلرادتاف‪ ،‬كىو ما دل يكن من أنواع ا‪٤‬بباحات‬
‫أيضا دل يردىا كونا‪ ،‬فلم تقع(ُ)‪.‬‬
‫شرعا كدل يردىا‪ ،‬كىو ن‬
‫كا‪٤‬بعاصي‪ ،‬فإف ا﵁ دل يأمر هبا ن‬
‫‪:‬‬ ‫كقاؿ الشيخ ابن عثيمْب‬
‫"كالفرؽ بينهما‪ :‬أف الكونية يلزـ فيها كقوع ا‪٤‬براد كال يلزـ أف يكوف ‪٧‬ببوبنا ﵁‪،‬‬
‫فإذا أراد شيئنا قاؿ لو‪ :‬كن فيكوف‪.‬‬
‫كأما الشرعية‪ :‬فإنو ال يلزـ فيها كقوع ا‪٤‬براد كيلزـ أف يكوف ‪٧‬ببوبنا ﵁‪ ،‬ك‪٥‬بذا‬
‫نقوؿ‪ :‬اإلرادة الشرعية ٗبعُب ا﵀بة‪ ،‬كالكونية ٗبعُب ا‪٤‬بشيئة‪.‬‬
‫شرعا؟‬
‫فإف قي ‪ :‬ى ا﵁ يريد ا‪٣‬بّب كالشر كونا أك ن‬
‫كشرعا‪ ،‬كإذا دل يقع؛ فهو مراد ﵁‬
‫أجيب‪ :‬إف ا‪٣‬بّب إذا كقع؛ فهو مراد ﵁ كونا ن‬
‫شرعا كإذا دل يقع؛ فهو غّب‬
‫شرعا فقط‪ ،‬كأما الشر فإذا كقع؛ فهو مراد ﵁ كونا ال ن‬
‫ن‬
‫(ِ)‬
‫شرعا" ‪.‬‬
‫مراد كونا كال ن‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل ٖ‪.ُٖٗ/‬‬
‫(ِ) القوؿ ا‪٤‬بفيد على كتاب التوحيد ِ‪ ،ِٗٔ/‬كينظر‪ :‬شرح الواسطية للشيخ الفوزاف‪ ،‬صّٖ‪.‬‬

‫ِّٔ‬
‫قاؿ ابن القيم ‪" :‬كالذم يكشف ىذه الغيمة‪ ،‬كيبصر من ىذه العماية‪،‬‬
‫كينجي من ىذه الورطة‪ :‬إمنا ىو التفريق بْب ما فرؽ ا﵁ بينو‪ ،‬كىو ا‪٤‬بشيئة كا﵀بة‪،‬‬
‫احدا‪ ،‬كال مها متبلزمْب‪ ،‬ب قد يشاء ما ال حيبو‪ ،‬كحيب ما ال يشاء‬ ‫فإهنما ليسا ك ن‬
‫كونو"(ُ)‪.‬‬

‫(ُ) مدارج السالكْب ِ‪.ُِٗ/‬‬

‫ّّٔ‬
‫انفصم انطبثع‪:‬‬
‫آراؤِ يف يطبئم اإلميبٌ‬
‫كفيو ثبلثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوـ اإلدياف كالفرؽ بينو كبْب اإلسبلـ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬زيادة اإلدياف كنقصانو‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬حكم مرتكب الكبّبة‪.‬‬
‫ادلجحث األٔل‪:‬‬
‫يفٕٓو اإلميبٌ ٔانفرق ثيُّ ٔثني اإلضالو‬

‫أول‪ :‬تعريف اإليمان في اللغة‬ ‫ً‬


‫ا‪٤‬بأم ين‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يأمن أمننا‪ .‬ك ى‬
‫‪" :‬األى ٍم ين‪ :‬ضد ا‪٣‬بوؼ‪ ،‬كالفع منو‪ :‬أمن ي‬ ‫قاؿ ا‪٣‬بلي‬
‫اسم موضوعه من أمنت"(ُ)‪.‬‬‫موضع األمن‪ ،‬كاألىىمنىةي‪ :‬من األمن‪ ،‬ه‬
‫كقاؿ ابن فارس‪(" :‬أمن) ا‪٥‬بمزةي ك ي‬
‫ا‪٤‬بيم كالنوف أصبلف متقارباف‪ ،‬أحدمها‪ :‬األمانة‬
‫اآلخر‪ :‬التصديق‪ ،‬كا‪٤‬بعنياف كما قلنا‬ ‫ً‬
‫الٍب ىي ضد ا‪٣‬بيانة‪ ،‬كمعناىا سكوف القلب‪ ،‬ك ي‬
‫متدانياف‪ ،‬قاؿ ا‪٣‬بلي ‪ :‬األىىمنىةي‪ :‬من األمن‪ ،‬كاألما يف‪ :‬إعطاء األمنة‪ ،‬كاألمانةي‪ً :‬ضد‬
‫ا‪٣‬بيانة"(ِ)‪.‬‬
‫ككثّبه من أى العلم عرؼ اإلدياف لغةن بالتصديق‪ ،‬كلكن التحقيق أف اإلدياف‬
‫ليس مرادفنا للتصديق من ك كجو‪ ،‬كنبو على ىذا األمر الراغب األصفهاشل ُب‬
‫تفسّب قوؿ ا﵁ تعاذل‪ :‬ﮋﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻﮊ(ّ) "قي ‪ :‬معناه‪ٗ ،‬بصد وؽ‬
‫لنا‪ ،‬إال أف اإلدياف ىو التصديق الذم معو أمن"(ْ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابن تيمية ‪ ..." :‬فإف اشتقاقو من األمن الذم ىو القرار كالطمأنينة‪،‬‬
‫كذلك إمنا حيص إذا استقر ُب القلب التصديق كاالنقياد"(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) العْب ٖ‪.ّٖٖ/‬‬
‫(ِ) مقاييس اللغة ُ‪.ُّّ/‬‬
‫(ّ) سورة يوسف‪.ُٕ :‬‬
‫(ْ) مفردات ألفاظ القرآف ُ‪.َٓ/‬‬
‫(ٓ) الصارـ ا‪٤‬بسلوؿ‪ ،‬صُٗٓ‪.‬‬

‫ّٕٔ‬
‫ثانيًا‪ :‬تعريف اإليمان في الشرع‬
‫جيزئ كاح هد من‬
‫قوؿ كعم ه كنية‪ ،‬ال ي‬ ‫أ‪ٝ‬بع السلف الصاحل على "أف اإلديا ىف ه‬
‫الثبلثة إال باآلخر"(ُ)‪.‬‬
‫يد كينقص"(ِ)‪.‬‬
‫قوؿ كعم ‪ ،‬يز ي‬‫قاؿ اإلماـ أ‪ٞ‬بد ‪" :‬اإلديا يف ه‬
‫تصديق بالقلب‪ ،‬كإقر يار باللساف‪،‬‬
‫ه‬ ‫رم ‪" :‬باب القوؿ بأف اإلدياف‬ ‫جرم‬
‫كقاؿ اآلجرر‬
‫كعم ه با‪١‬بوارح‪ ،‬ال يكوف مؤمننا إال أف ٘بتمع فيو ىذه ا‪٣‬بصاؿ الثبلث"(ّ)‪.‬‬
‫قوؿ‬
‫كقاؿ أبو عثماف الصابوشل ‪" :‬كمن مذىب أى ا‪٢‬بديث أف اإلدياف ه‬
‫كينقص با‪٤‬بعصية"(ْ)‪.‬‬
‫ي‬ ‫يد بالطاعة‬
‫كعم ه كمعرفة‪ ،‬يز ي‬
‫ألف رج و من أى العلم أى‬ ‫"لقيت أكثر من ً‬
‫ي‬ ‫كقاؿ اإلماـ البخارم ‪:‬‬
‫ا‪٢‬بجاز‪ ،‬كمكة‪ ،‬كا‪٤‬بدينة‪ ،‬كالكوفة‪ ،‬كالبصرة‪ ،‬ككاسط‪ ،‬كبغداد‪ ،‬كالشاـ‪ ،‬كمصر‪،‬‬
‫احدا منهم خيتلف ُب‬ ‫أيت ك ن‬ ‫و‬
‫لقيتهم كرات‪ ،‬قرنا بعد قرف ٍب قرنا بعد قرف ‪ ...‬فما ر ي‬
‫قوؿ كعم ‪.)ٓ(" ...‬‬ ‫ىذه األشياء‪ :‬أف الدين ه‬
‫(ُ) ذكر ىذا اإل‪ٝ‬باع شيخ اإلسبلـ ابن تيمية عن الشافعي ُب ‪٦‬بموع الفتاكل ٕ‪ ،َّٖ ،َِٗ/‬كاإلدياف‪ ،‬صُٔٔ‪،‬‬
‫كقاؿ إنو ُب كتاب األـ‪( ،‬باب النية ُب الصبلة)‪ ،‬كدل أجده فيو هبذا اللفظ؛ فلعلو نقلو من نسخة أخرل لكتاب‬
‫(ألـ)‪ ،‬أك فهمو من نفي الشافعي للخبلؼ ُب اشَباط النية ُب الصبلة كالصوـ ُب ىذا الباب‪ ،‬يقوؿ الشافعي‪:‬‬
‫"كإمنا تكم صبلة ا‪٤‬بصلي الصبلة الواجبة‪ ،‬كصوـ الصائم الواجب عليو إذا قدـ فيو مع دخولو ُب الصبلة ني نة‬
‫يدخ هبا ُب الصبلة‪ ،‬فلو كرب ال ينوم كاجبنا من الصبلة أك دخ ُب الصوـ ال ينوم كاجبنا دل ٘بزه صبلتو كال‬
‫قلت ُب ىذا داخ ه ُب داللة يسنة أك أثر ال أعلم أى العلم اختلفوا فيو"‬
‫صيامو من الواجب عليو منهما‪ ،‬كما ي‬
‫األـ ُ‪ ،ِّْ/‬كنفي ا‪٣‬ببلؼ من عبارات الشافعي ُب إثبات اإل‪ٝ‬باع‪.‬‬
‫(ِ) السنة ُ‪.َّٕ/‬‬
‫(ّ) الشريعة ِ‪.ُُٔ/‬‬
‫(ْ) عقيدة السلف كأصحاب ا‪٢‬بديث‪ ،‬صِْٔ‪.‬‬
‫(ٓ) أخرجو البللكائي ُب شرح أصوؿ اعتقاد أى السنة ُ‪.ُْٕ-ُّٕ/‬‬

‫ّٖٔ‬
‫كقاؿ أبو زرعة كأبو حاًب ر‪ٞ‬بهما ا﵁‪" :‬أدركنا العلماء ُب ‪ٝ‬بيع األمصار‪:‬‬
‫يد‬
‫قوؿ كعم ه يز ي‬
‫كشاما‪ ،‬كديننا‪ ،‬فكاف من مذىبهم‪ :‬اإلدياف ه‬‫ن‬ ‫حجازا‪ ،‬كعراقنا‪،‬‬
‫ن‬
‫كينقص"(ُ)‪.‬‬
‫ُب بياف األصوؿ الٍب اتفق عليها أى السنة كا‪١‬بماعة‪:‬‬ ‫كقاؿ ابن تيمية‬
‫ً‬
‫القلب‬ ‫قوؿ‬
‫قوؿ كعم ‪ ،‬ي‬ ‫"كمن أصوؿ أى السنة كا‪١‬بماعة أف الدين كاإلدياف ه‬
‫كينقص‬
‫ي‬ ‫كاللساف‪ ،‬كعم ي القلب كاللساف كا‪١‬بوارح‪ ،‬كأف اإلدياف يزيد بالطاعة‪،‬‬
‫با‪٤‬بعصية"(ِ)‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬تعريف ابن عجيبة لإليمان‪ ،‬وحقيقة العمل فيو‬
‫التصديق بالقلب"(ّ)‪.‬‬
‫ي‬ ‫قاؿ‪" :‬فاإلدياف ىو‬
‫التصديق بالقلب بوجود الرب"(ْ)‪.‬‬
‫ي‬ ‫كقاؿ ُب موض وع آخر‪" :‬كاإلدياف ُب اللغة‪:‬‬
‫أما حقيقة العم فّبل أف العم ليس من اإلدياف‪ ،‬ب خيرجو عن يمسمى‬
‫اإلدياف‪ ،‬يقوؿ ُب تفسّبه لقوؿ ا﵁ تعاذل‪ :‬ﮋ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﮊ(ٓ)‪" :‬كفيو‬
‫دلي ه على أف العم ليس من اإلدياف"(ٔ)‪.‬‬

‫(ُ) أخرجو البللكائي ُب شرح أصوؿ اعتقاد أى السنة ُ‪.ُٕٔ/‬‬


‫(ِ) العقيدة الواسطية‪ ،‬صُُُ‪.‬‬
‫أيضا يقوؿ بو بعض ا‪٤‬باتريدية‪ ،‬قاؿ أبو ا‪٤‬بعْب النسفي‪" :‬اإلدياف ُب اللغة عبارة عن‬
‫(ّ) البحر ا‪٤‬بديد ٕ‪ ،َِّ/‬كىذا القوؿ ن‬
‫التصديق"‪ ،‬التمهيد ُب أصوؿ الدين‪ ،‬صٗٗ‪ ،ََُ-‬كال شك أف ىناؾ تقاربنا بْب األشاعرة كا‪٤‬باتريدية؛ ألهنما انبثقتا‬
‫من ال يكبلبية‪ .‬ينظر‪ :‬شرح العقائد النسفية‪ ،‬صٓٓ‪ ،ٓٔ-‬كا‪٤‬بل كالنح ‪ ،‬صّٗ‪.َْ-‬‬
‫(ْ) البحر ا‪٤‬بديد ٓ‪.ّ/‬‬
‫(ٓ) سورة يونس‪.ِٔ :‬‬
‫(ٔ) البحر ا‪٤‬بديد ٕ‪.ُٕٓ/‬‬

‫ّٗٔ‬
‫كقولو‪( :‬إف اإلدياف ىو التصديق بالقلب) ىو قوؿ أكثر األشاعرة(ُ)‪ ،‬الذين‬
‫‪" :‬كأما‬ ‫كافقوا ا‪١‬بهمية ُب مسألة اإلدياف كحقيقة العم فيو‪ ،‬قاؿ ابن تيمية‬
‫جهما ُب قولو ُب اإلدياف‪ ،‬كأنو‬
‫األشعرم‪ :‬فا‪٤‬بعركؼ عنو كعن أصحابو أهنم ييوافقوف ن‬
‫‪٦‬برد تصديق القلب‪ ،‬أك معرفة القلب ‪.)ِ("...‬‬
‫جهم فكاف يقوؿ‪ :‬إف اإلدياف ‪٦‬برد تصديق‬ ‫كقاؿ ُب موض وع آخر‪" :‬كأما ه‬
‫القلب‪ ،‬كإف دل يتكلم بو"(ّ)‪.‬‬
‫فمردكد من عدة أمور‪:‬‬
‫ه‬ ‫كأما إطبلؽ لفظ التصديق ُب اللغة على مسمى اإلدياف‬
‫ُ‪" -‬ينبغي أف ييعلم أف األلفاظ ا‪٤‬بوجودة ُب القرآف كا‪٢‬بديث إذا عيرؼ‬
‫تفسّبىا كما أيريد هبا من جهة النيب دل حيتج ُب ذلك إذل االستدالؿ بأقواؿ أى‬
‫اللغة كال غّبىم؛ ك‪٥‬بذا قاؿ الفقهاء‪ :‬األ‪٠‬باء ثبلثة أنواع‪ :‬نوعه ييعرؼ ىحده بالشرع‪،‬‬
‫كالصبلة كالزكاة‪ ،‬كنوعه ييعرؼ ىحده باللغة‪ ،‬كالشمس‪ ،‬كالقمر‪ ،‬كنوعه ييعرؼ ىحده‬
‫بالعيرؼ‪ ،‬كلفظ القبض‪ ،‬كلفظ ا‪٤‬بعركؼ ُب قولو‪ :‬ﮋﯢ ﯣﮊ(ْ) ‪...‬‬
‫فاسم الصبلة كالزكاة كالصياـ كا‪٢‬بج ك‪٫‬بو ذلك(ٓ) قد بْب الرسوؿ ما ييراد هبا ُب‬
‫كبلـ اللو كرسولو‪ ،‬ككذلك لفظ ا‪٣‬بمر كغّبىا‪ ،‬كمن ىناؾ ييعرؼ معناىا‪ ،‬فلو أراد‬
‫أح هد أف يفسرىا بغّب ما بينو النيب دل ييقب منو‪ ،‬كأما الكبلـ ُب اشتقاقها ككجو‬
‫ى‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬اإلنصاؼ للباقبلشل‪ ،‬صِِ‪ ،‬اللمع‪ ،‬صٖٕ‪ ،‬ا‪٤‬بواقف‪ ،‬صّْٖ‪ٙ ،‬بفة ا‪٤‬بريد‪ ،‬صْٖ‪ .‬اإلرشاد‪،‬‬
‫صّّّ‪.ّّْ-‬‬
‫(ِ) النبوات ُ‪.َٖٓ/‬‬
‫(ّ) ‪٦‬بموع الفتاكل ُّ‪.ْٕ/‬‬
‫(ْ) سورة النساء‪.ُٗ :‬‬
‫(ٓ) "كاسم البيع كالنكاح كالقبض كالدرىم كالدينار‪ ،‬ك‪٫‬بو ذلك من األ‪٠‬باء الٍب دل حيدىا الشارع ٕبد‪ ،‬كال ‪٥‬با حد‬
‫كاحد يشَبؾ فيو ‪ٝ‬بيع أى اللغة ب خيتلف قدره كصفتو باختبلؼ عادات الناس" ‪٦‬بموع الفتاكل ُٗ‪.ِّٓ/‬‬

‫َْٔ‬
‫داللتها‪ ،‬فذاؾ من جنس علم البياف‪ ،‬كتعلي األحكاـ‪ ،‬ىو زيادة ُب العلم‪ ،‬كبياف‬
‫حكمة ألفاظ القرآف‪ ،‬لكن معرفة ا‪٤‬براد هبا ال يتوقٌف على ىذا‪.‬‬
‫كاسم اإلدياف كاإلسبلـ كالنفاؽ كالكفر‪ ،‬ىي أعظم من ىذا كلو‪ ،‬فالنيب قد‬
‫بْب ا‪٤‬براد هبذه األلفاظ بيانا ال حيتاج معو إذل االستدالؿ على ذلك باالشتقاؽ؛‬
‫فلهذا جيب الرجوع ُب مسميات ىذه األ‪٠‬باء إذل بياف اللو كرسولو‪ ،‬فإنو و‬
‫شاؼ‬ ‫ي‬
‫كاؼ‪ ،‬ب معاشل ىذه األ‪٠‬باء معلومة من حيث ا‪١‬بملة للخاصة كالعامة‪ ،‬ب ك من‬ ‫و‬
‫تأم ما تقولو ا‪٣‬بوارج كا‪٤‬برجئة ُب معُب اإلدياف علم باالضطرار أنو ‪٨‬بالف للرسوؿ‬
‫كيعلم باالضطرار أف طاعة اللو كرسولو من ‪ٛ‬باـ اإلدياف"(ُ)‪.‬‬
‫ِ‪" -‬أف لفظ اإلدياف ُب اللغة دل يقاب بالتكذيب كلفظ التصديق‪ ،‬فإنو من‬
‫ا‪٤‬بعلوـ ُب اللغة أف ك ‪٨‬برب ييقاؿ لو‪ :‬صدقت أك كذبت‪ ،‬كيقاؿ‪ :‬صدقناه أك كذبناه‪،‬‬
‫كال ييقاؿ لك ‪٨‬برب‪ :‬آمنا لو أك كذبناه‪ ،‬كال يقاؿ‪ :‬أنت مؤمن لو أك مكذب لو‪ ،‬ب‬
‫ا‪٤‬بعركؼ ُب مقابلة اإلدياف لفظ الكفر‪ ،‬يقاؿ‪ :‬ىو مؤمن أك كافر‪ ،‬كالكفر ال خيتص‬
‫بالتكذيب‪ ،‬ب لو قاؿ‪ :‬أنا أعلم أنك صادؽ لكن ال أتبعك‪ ،‬ب أعاديك كأبغضك‬
‫كأخالفك كال أكافقك‪ ،‬لكاف كفره أعظم‪ ،‬فلما كاف الكفر ا‪٤‬بقاب لئلدياف ليس ىو‬
‫التكذيب فقط‪ ،‬علم أف اإلدياف ليس ىو التصديق فقط"(ِ)‪.‬‬
‫مستلزـ ‪٤‬با كجب من‬
‫ه‬ ‫ّ‪" -‬كإف كاف ىو التصديق‪ ،‬فالتصديق التاـ القائم‬
‫أعماؿ القلب كا‪١‬بوارح‪ ،‬فإف ىذه لوازـ اإلدياف التاـ‪ ،‬كانتفاء البلزـ دلي ه على انتفاء‬
‫ا‪٤‬بلزكـ‪ ،‬كنقوؿ‪ :‬إف ىذه اللوازـ تدخ ُب مسمى اللفظ تارة‪ ،‬ك‪ٚ‬برج عنو أخرل"(ّ)‪.‬‬
‫(ُ) كتاب اإلدياف‪ ،‬صَِْ‪.‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬برجع نفسو‪ ،‬صِِٗ‪.‬‬
‫(ّ) نفسو‪ ،‬صُُٕ‪.‬‬

‫ُْٔ‬
‫ْ‪ -‬أف األفعاؿ تيسمى تصدي نقا كما كرد ُب ا‪٢‬بديث الثابت عن أيب ىريرة عن‬
‫النيب أنو قاؿ‪ :‬إف ا﵁ ‪ ‬كتب على ابن آدـ حظو من الزنا أدرؾ ذلك ال‬
‫‪٧‬بالة‪ ،‬فزنا العْب النظر‪ ،‬كزنا اللساف ا‪٤‬بنطق‪ ،‬كالنفس ‪ٛ‬بُب كتشتهي‪ ،‬كالفرج يصدؽ‬
‫ذلك أك يك ٌذبو (ُ)‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬يلزـ من فساد ىذا القوؿ أف من صدؽ بقلبو فهو مؤمن‪ ،‬كلو دل يركع أك‬
‫يسجد ﵁‪ ‬سجد نة كاحدة(ِ)‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬أف ىذا القوؿ ‪٨‬بالف لؤلدلة الشرعية الٍب تثبت أف العم ى داخ ه ُب‬
‫اإلدياف‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫أول‪ :‬من القرآن‬
‫ً‬
‫ﮋﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬ ‫قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫‪" :‬فيقاؿ‪ :‬من أحواؿ القلب‬ ‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﮊ(ّ)‪ ،‬قاؿ ابن تيمية‬
‫كأعمالو ما يكوف من لوازـ اإلدياف الثابتة فيو‪ٕ ،‬بيث إذا كاف اإلنساف مؤمننا‪ ،‬لزـ‬
‫ذلك بغّب قصد منو كال تىعمد لو‪ ،‬كإذا دل يوجد دؿ على أف اإلدياف الواجب دل‬
‫حيص ُب القلب‪ ،‬كىذا كقولو تعاذل‪ :‬ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬

‫ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﭦ ﭧ ﭨ‬
‫ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﮊ(ْ)‪ ،‬فأخرب أنك ال ٘بد مؤمننا يواد ا﵀ادين ﵁‬
‫كرسولو‪ ،‬فإف نفس اإلدياف يناُب موادتو‪ ،‬كما ينفي أحد الضدين اآلخر‪ ،‬فإذا كجد‬
‫(ُ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب االستئذاف‪ ،‬باب زنا ا‪١‬بوارح دكف الفرج‪ ،ُّٗ/ْ ،‬رقم ِّْٔ‪.‬‬
‫(ِ) شرح العقيدة الطحاكية ِ‪.ُْٔ/‬‬
‫(ّ) سورة األنفاؿ‪.ِ :‬‬
‫(ْ) سورة اجملادلة‪.ِِ :‬‬

‫ِْٔ‬
‫اإلدياف انتفى ضده‪ ،‬كىو مواالة أعداء ا﵁‪ ،‬فإذا كاف الرج يوارل أعداء ا﵁ بقلبو‪،‬‬
‫دليبل على أف قلبو ليس فيو اإلدياف الواجب"(ُ)‪.‬‬
‫كاف ذلك ن‬
‫كقاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﮐﮑ ﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ ﮙﮚﮊ(ِ)‪.‬‬
‫كعقدا‪ ،‬كقد‬
‫كعمبل ن‬ ‫قاؿ ابن قتيبة ‪" :‬فإدياف العبد با﵁‪ :‬تصديقو ن‬
‫قوال ن‬
‫‪٠‬بى ا﵁ الصبلة ‪ُ-‬ب كتابو‪ -‬إديانا‪ ،‬فقاؿ‪ :‬ﮋﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮊ أم‪ :‬صبلتكم‬
‫إذل بيت ا‪٤‬بقدس"(ّ)‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬من السنَّة‬
‫بضع كستوف شعبة‪ ،‬فأفضليها قوؿ ال إلو إال‬ ‫ُ‪ -‬قاؿ رسوؿ ا﵁ ‪ :‬اإلدياف ه‬
‫ا﵁‪ ،‬كأدناىا إماطةي األذل عن الطريق‪ ،‬كا‪٢‬بياءي شعبةه من اإلدياف (ْ)‪.‬‬
‫ِ‪ -‬قاؿ رسوؿ ا﵁ لوفد عبد القيس‪ :‬آمركم باإلدياف كحده‪ ،‬أتدركف ما‬
‫اإلدياف با﵁ كحده؟ قالوا‪ :‬ا﵁ كرسولو أعلم‪ ،‬قاؿ‪ :‬شهادة أف ال إلو إال ا﵁ كأف‬
‫‪٧‬بم ندا رسوؿ ا﵁‪ ،‬كإقاـ الصبلة‪ ،‬كإيتاء الزكاة‪ ،‬كصوـ رمضاف‪ ،‬كتعطوا ا‪٣‬بمس من‬
‫ا‪٤‬بغنم (ٓ)‪.‬‬
‫ّ‪ -‬قاؿ رسوؿ ا﵁ ‪ :‬آيةي اإلدياف يحب األنصار‪ ،‬كآيةي النفاؽ ي‬
‫بغض‬
‫األنصار (ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) اإلدياف‪ ،‬صُٕ‪.‬‬
‫(ِ) سورة البقرة‪.ُّْ :‬‬
‫(ّ) غريب القرآف‪ ،‬صُٔ‪.‬‬
‫(ْ) أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب اإلدياف‪ ،‬باب عدد شعب اإلدياف كفضلها‪ ،ّٔ/ُ ،‬رقم ّٓ‪.‬‬
‫(ٓ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب اإلدياف‪ ،‬باب ‪ٙ‬بريض النيب كفد قيس على أف حيفظوا اإلدياف كالعلم كخيربكا من‬
‫كرائهم‪ ،ْٖ/ُ ،‬رقم ِٓ‪.‬‬
‫(ٔ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب اإلدياف‪ ،‬باب عبلمة اإلدياف حب األنصار‪ ،ِِ/ُ ،‬رقم ُٕ‪.‬‬

‫ّْٔ‬
‫قوؿ كعم ‪ ،‬قوؿ‬‫كالقوؿ ا‪٢‬بق ىو ما عليو أى السنة كا‪١‬بماعة "أف اإلدياف ه‬
‫القلب كاللساف‪ ،‬كعم القلب كاللساف كا‪١‬بوارح"(ُ)‪ ،‬كىذا "أًب من قوؿ من يقوؿ‪:‬‬
‫إف اإلدياف اعتقاد با‪١‬بناف‪ ،‬كإقرار باللساف‪ ،‬كعم باألركاف‪ ،‬صحيح أف ىذا يرد‬
‫مذىب ا‪٣‬بوارج ا‪٤‬برجئة‪ ،‬لكن ما ذكره الشيخ من ىذه األمور ا‪٣‬بمسة أًب‪ ،‬يعِب‪:‬‬
‫يستوعب ك جوانب اإلدياف"(ِ)‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الفرق بين اإليمان واإلسالم‬
‫ً‬
‫الفرؽ بْب اإلدياف كاإلسبلـ من ا‪٤‬بسائ ا‪٥‬بامة جدا؛ "لكثرة ذكرمها‪ ،‬ككثرة كبلـ‬
‫كمقيدا‬
‫ن‬ ‫الناس فيهما‪ ،‬كاالسم يكلما كثر التكلم فيو‪ ،‬فتكلم بو مطل نقا كمقي ندا بقيد‪،‬‬
‫بقيد آخر ُب موضع آخر‪ ،‬كاف ىذا سببنا الشتباه بعض معناه‪ٍ ،‬ب يكلما كثر ‪٠‬باعو‬
‫كثر من يشتبو عليو ذلك‪ ،‬كمن أسباب ذلك أف يسمع بعض الناس بعض موارده‬
‫كال يسمع بعضو‪ ،‬كيكوف ما ‪٠‬بعو مقي ندا بقيد أكجبو اختصاصو ٗبعُب‪ ،‬فيظن معناه‬
‫ُب سائر موارده كذلك‪ ،‬فمن اتبع علمو حٌب عرؼ مواقع االستعماؿ عامة‪ ،‬كعلم‬
‫مأخذ الشبو أعطى ك ذم حق حقو‪ ،‬كعلم أف خّب الكبلـ كبلـ اللٌو‪ ،‬كأنو ال بياف‬
‫أًب من بيانو"(ّ)‪.‬‬
‫كذىب ابن عجيبة أنو ال فرؽ بْب اإلسبلـ كاإلدياف‪ ،‬كاستدؿ بقوؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫ﮋﭪ ﭫ ﭬﭭﭮﭯ ﭱﭲﭳﭴ ﭵﭶﭷﮊ(ْ)‪.‬‬
‫فقاؿ‪" :‬كفيو دلي ه على أف اإلسبلـ كاإلدياف كاحد‪ ،‬أم‪ :‬باعتبار الشرع فهما‬
‫(ُ) العقيدة الواسطية‪ ،‬صُُُ‪.‬‬
‫(ِ) شرح العقيدة الواسطية‪ ،‬للرباؾ‪ ،‬صِّٓ‪.‬‬
‫(ّ) كتاب اإلدياف‪ ،‬صَّْ‪.‬‬
‫(ْ) سورة الذاريات‪.ّٔ-ّٓ :‬‬

‫ْْٔ‬
‫متبلزماف‪ ،‬فبل إسبلـ إال بعد إدياف‪ ،‬كال إدياف إال بعد النطق بالشهادة إال لعذر‪ ،‬كأما‬
‫ُب اللغة فمختلف‪ ،‬كاإلسبلـ ‪٧‬بلو الظاىر‪ ،‬كاإلدياف ‪٧‬بلو الباطن"(ُ)‪.‬‬
‫كاستدالؿ ابن عجيبة هبذه اآلية ىو نفس قوؿ النسفي إذ يقوؿ‪" :‬كفيو دلي ه‬
‫على أف اإلدياف كاإلسبلـ كاحد"(ِ)‪.‬‬
‫كىذا القوؿ ‪٨‬بالف كمردكد بتفسّب ا﵁‪ ‬كرسولو لئلدياف "فإف ا﵁‬
‫كرسولو قد فسرا اإلدياف بأنو اإلدياف با﵁ كمبلئكتو ككتبو كرسلو كاليوـ اآلخر‪ ،‬كبيػنىا‬
‫أيضا أف العم ٗبا أمر بو يدخ ُب اإلدياف‪ ،‬كدل يسم ا﵁‪ ‬اإلدياف ٗببلئكتو‬ ‫ن‬
‫إسبلما‪ ،‬ب إمنا ‪٠‬بٌى اإلسبلـ االستسبلـ لو بقلبو‬
‫ن‬ ‫ككتبو كرسلو كالبعث بعد ا‪٤‬بوت‬
‫خالصا لوجهو‪ ،‬فهذا ىو‬ ‫كقصده كإخبلص الدين كالعم ٗبا أمر بو؛ كالصبلة كالزكاة ن‬
‫ﮋﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬ ‫إسبلما كجعلو ديننا‪ ،‬كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ن‬ ‫الذم ‪٠‬باه ا﵁‬
‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﮊ(ّ) ‪ ...‬كىذا يقتضي أف ك من داف بغّب دين‬
‫اإلسبلـ فعملو مردكد‪ ،‬كىو خاسر ُب اآلخرة‪ ،‬فيقتضي كجوب دين اإلسبلـ كبطبلف‬
‫ما سواه‪ ،‬ال يقتضي أف يمسمي الدين ىو يمسمى اإلدياف‪ ،‬ب أمرنا أف نقوؿ‪:‬‬
‫(ٓ)‬
‫فأمرنا باثنْب فكيف‬ ‫ﮋﭫ ﭬ ﭭﮊ‬ ‫ﮋﯼ ﯽﮊ(ْ)‪ ،‬كأمرنا أف نقوؿ‪:‬‬
‫احدا؟"(ٔ)‪.‬‬
‫‪٪‬بعلهما ك ن‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ٓ‪.ْٕٓ/‬‬
‫(ِ) مدارؾ التنزي ّ‪.ُْٗ/‬‬
‫(ّ) سورة آؿ عمراف‪.ٖٓ :‬‬
‫(ْ) سورة البقرة‪.ُّٔ :‬‬
‫(ٓ) سورة البقرة‪.ُّٔ :‬‬
‫(ٔ) اإلدياف‪ ،‬صَِّ‪.ُِّ-‬‬

‫ْٓٔ‬
‫كبْب شيخ اإلسبلـ لفظ اإلسبلـ كاإلدياف حاؿ االقَباف كالتفرد فقاؿ‪" :‬إذا تبْب‬
‫ٌ‬
‫ىذا كعيلم أف اإلدياف الذم ُب القلب من التصديق كا‪٢‬بب كغّب ذلك يستلزـ األمور‬
‫الظاىرة من األقواؿ الظاىرة كاألعماؿ الظاىرة‪ ،‬كما أف القصد التاـ مع القدرة‬
‫يستلزـ كجود ا‪٤‬براد كأنو ديتنع مقاـ اإلدياف الواجب ُب القلب من غّب ظهور موجب‬
‫ذلك كمقتضاه زالت الشبو العلمية ُب ىذه ا‪٤‬بسألة ‪ -‬كىي دعول إمكانية حصوؿ‬
‫اإلدياف ُب القلب دكف حصوؿ أثره ُب الظاىر‪ )ُ(-‬كدل يبق إال (نزاع لفظي) ُب أف‬
‫موجب اإلدياف الباطن ى ىو جزء منو داخ ُب يمسماه فيكوف لفظ اإلدياف داال‬
‫عليو بالتضمن كالعموـ؟ أك ىو الزـ لئلدياف كمعلوؿ لو ك‪ٜ‬برة لو فتكوف داللة اإلدياف‬
‫عليو بطريق اللزكـ؟ كحقيقة األمر أف اسم اإلدياف يستعم تارة ىكذا كتارة ىكذا‬
‫كما قد تقدـ‪ ،‬فإذا قرف اسم اإلدياف باإلسبلـ أك العم كاف داال على الباطن فقط‪،‬‬
‫كإف أفرد اسم اإلدياف فقد يتناكؿ الباطن كالظاىر كهبذا تأتلف النصوص‪.‬‬
‫فقولولو‪ : ::‬اإلدياف بضع كسبعوف شعبة‪ ،‬أعبلىا قوؿ ال إلو إال ا﵁‪ ،‬كأدناىا‬
‫إماطة األذل عن الطريق‪ ،‬كا‪٢‬بياء شعبة من اإلدياف ‪ ،‬أفرد لفظ اإلدياف فدخ فيو‬
‫الباطن كالظاىر‪ ،‬كقولو‪ُ :‬ب حديث جربي ‪ :‬اإلدياف أف تؤمن با﵁ كمبلئكتو‬
‫اإلسبلـ أف تشهد أف ال إلو إال ا﵁‬ ‫ككتبو كرسلو كاليوـ اآلخر ‪ ،‬ذكره مع قولو‪:‬‬
‫كأف ‪٧‬بم ندا رسوؿ ﵁‪ ،‬كتقيم الصبلة‪ ،‬كتؤٌب الزكاة‪ ،‬كتصوـ رمضاف‪ ،‬ك‪ٙ‬بج البيت‬
‫فلما أفرده عن اسم اإلسبلـ ذكر ما خيصو االسم ُب ذاؾ ا‪٢‬بديث ‪٦‬برندا عن‬
‫االقَباف‪ ،‬كُب ىذا ا‪٢‬بديث مقركف باسم اإلسبلـ ‪ ...‬كمن علم أف داللة اللفظ‬
‫‪ٚ‬بتلف باإلفراد كاالقَباف كما ُب اسم الفقّب كا‪٤‬بسكْب كا‪٤‬بعركؼ كا‪٤‬بنكر كالبغي كغّب‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬آراء ا‪٤‬برجئة ُب مصنفات شيخ اإلسبلـ ابن تيمية‪ ،‬أ‪.‬د عبد ا﵁ السند‪ ،‬صِِٕ‪.‬‬

‫ْٔٔ‬
‫ذلك من األ‪٠‬باء ككما ُب لغات سائر األمم عرهبا كعجمها زاحت عنو الشبهة ُب‬
‫ىذا الباب"(ُ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬إذا عرؼ أف أص اإلدياف ُب القلب فاسم (اإلدياف) تارة يطلق على‬‫كقاؿ ن‬
‫ما ُب القلب من األقواؿ القلبية كاألعماؿ القلبية من التصديق كا﵀بة كالتعظيم‪ ،‬ك‪٫‬بو‬
‫ذلك‪ ،‬كتكوف األقواؿ الظاىرة كاألعماؿ لوازمو كموجباتو كدالئلو‪ ،‬كتارة على ما ُب‬
‫داخبل ُب يمسماه كهبذا يتبْب أف األعماؿ‬
‫جعبل ‪٤‬بوجب اإلدياف كمقتضاه ن‬ ‫القلب كالبدف ن‬
‫إسبلما كأهنا تدخ ُب يمسمى اإلدياف تارة كال تدخ فيو تارة‪.‬‬
‫الظاىرة تيسمى ن‬
‫كذلك أف االسم الواحد ‪ٚ‬بتلف داللتو باإلفراد كاالقَباف‪ ،‬فقد يكوف عند‬
‫اإلفراد فيو عموـ ‪٤‬بعنيْب كعند االقَباف ال يدؿ إال على أحدمها‪ ،‬كلفظ الفقّب‬
‫سمى‬
‫كا‪٤‬بسكْب إذا أفرد أحدمها تناكؿ اآلخر كإذا ‪ٝ‬بع بينهما كاف لك كاحد يم ٌ‬
‫خيصو ‪ ...‬كاألقواؿ كاألعماؿ الظاىرة نتيجة األعماؿ الباطنة كالزمها‪.‬‬
‫كإذا أفرد اسم (اإلدياف) فقد يتناكؿ ىذا كىذا كما ُب قوؿ النيب ‪ :‬اإلدياف‬
‫بضع كسبعوف شعبة‪ ،‬أعبلىا قوؿ ال إلو إال ا﵁‪ ،‬كأدناىا إماطة األذل عن الطريق ‪،‬‬
‫داخبل ُب يمسمى اإلدياف كجزءنا منو فيقاؿ حينئذ‪ :‬إف اإلدياف‬ ‫و‬
‫كحينئذ فيكوف اإلسبلـ ن‬
‫اسم ‪١‬بميع الطاعات الباطنة كالظاىرة"(ِ)‪.‬‬
‫ه‬
‫كقاؿ ا‪٣‬بطايب ‪" :‬كالصحيح من ذلك أف يقيد الكبلـ ُب ىذا‪ ،‬كال ييطلق‬
‫على أحد الوجهْب‪ ،‬كذلك أف ا‪٤‬بسلم قد يكوف مؤمننا ُب بعض األحواؿ‪ ،‬كال يكوف‬
‫مؤمننا ُب بعضها‪ ،‬كا‪٤‬بؤمن مسلم ُب ‪ٝ‬بيع األحواؿ‪ ،‬فك مؤمن مسلم‪ ،‬كليس ك‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل ٕ‪.ٕٓٔ-ٕٓٓ/‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬برجع نفسو ٕ‪.ُٓٓ/‬‬

‫ْٕٔ‬
‫مسلم مؤمننا‪ ،‬فإذا ‪ٞ‬بلت األمر على ىذا استقاـ لك تأكي اآليات‪ ،‬كاعتدؿ القوؿ‬
‫فيها كدل خيتلف منها شيء"(ُ)‪.‬‬
‫كيقوؿ ا‪٢‬بافظ ابن رجب ‪" :‬فأما اإلسبلـ‪ ،‬فقد فسره النيب بأعماؿ‬
‫ا‪١‬بوارح الظاىرة من القوؿ كالعم ‪ ،‬كأكؿ ذلك شهادة أف ال إلو إال ا﵁‪ ،‬كأف ‪٧‬بم ندا‬
‫رسوؿ ا﵁‪ ،‬كىو عم اللساف‪ٍ ،‬ب إقاـ الصبلة‪ ،‬كإيتاء الزكاة‪ ،‬كصوـ رمضاف‪ ،‬كحج‬
‫البيت ‪٤‬بن استطاع إليو سبيبل ‪ ...‬كأما اإلدياف‪ ،‬فقد فسره النيب ُب ىذا ا‪٢‬بديث‬
‫باالعتقادات الباطنة ‪ ...‬كأما كجو ا‪١‬بمع بْب ىذه النصوص كبْب حديث سؤاؿ‬
‫عن اإلسبلـ كاإلدياف‪ ،‬كتفريق النيب بينهما‪ ،‬كإدخالو األعماؿ ُب‬ ‫جربي‬
‫يمسمى اإلسبلـ دكف اإلدياف‪ ،‬فإنو يتضح بتقرير أص ‪ ،‬كىو أف من األ‪٠‬باء ما يكوف‬
‫شامبل ‪٤‬بسميات متعددة عند إفراده كإطبلقو‪ ،‬فإذا قي ًرف ذلك االسم بغّبه‪ ،‬صار داال‬
‫ن‬
‫على بعض تلك ا‪٤‬بسميات‪ ،‬كاالسم ا‪٤‬بقركف بو داؿ على باقيها‪ ،‬كىذا كاسم الفقّب‬
‫كا‪٤‬بسكْب‪ ،‬فإذا أفرد أحدمها دخ فيو ك من ىو ‪٧‬بتاج‪ ،‬فإذا قرف أحدمها باآلخر‪،‬‬
‫دؿ أحد اال‪٠‬بْب على بعض أنواع ذكم ا‪٢‬باجات‪ ،‬كاآلخر على باقيها‪ ،‬فهكذا اسم‬
‫اإلسبلـ كاإلدياف‪ :‬إذا أفرد أحدمها‪ ،‬دخ فيو اآلخر كدؿ بانفراده على ما يدؿ عليو‬
‫اآلخر بانفراده‪ ،‬فإذا قرف بينهما دؿ أحدمها على بعض ما يدؿ عليو بانفراده‪ ،‬كدؿ‬
‫اآلخر على الباقي"(ِ)‪.‬‬
‫كيقوؿ ا‪٣‬بطايب ‪" :‬كىذه ا‪٤‬بسألة ‪-‬يعِب الفرؽ بْب اإلسبلـ كاإلدياف‪٩ -‬با‬
‫قد أكثر الناس الكبلـ فيها‪ ،‬كصنفوا ‪٥‬با صح نفا طويلة‪ ،‬كا‪٤‬بقدار الذم ال بد من ذكره‬
‫ىنا على كجو اإلجياز كاالختصار‪:‬‬

‫(ُ) معادل السنن ْ‪.ُّٓ/‬‬


‫(ِ) جامع العلوـ كا‪٢‬بكم ُ‪.َُِ ،ٖٗ/‬‬

‫ْٖٔ‬
‫أف اإلدياف كاإلسبلـ قد جيتمعاف ُب مواضع‪ ،‬فيقاؿ للمسلم مؤمن‪ ،‬كللمؤمن‬
‫مسلم‪ ،‬كيفَبقاف ُب مواضع‪ ،‬فبل ييقاؿ لك مسل وم مؤمن‪ ،‬كيقاؿ لك مؤم ون مسلم‪،‬‬
‫فا‪٤‬بوضع الذم يتفقاف فيو ىو أف يستوم الظاىر كالباطن‪ ،‬كا‪٤‬بوضع الذم ال يتفقاف‬
‫فيو ىو أف ال يستويا‪ ،‬كيقاؿ لو عند ذلك مسلم"(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابن أيب العز ‪" :‬كطائفة جعلوا اإلسبلـ مرادفنا لئلدياف ‪ ...‬مع أهنم‬
‫قالوا‪ :‬إف اإلدياف ىو التصديق بالقلب ٍب قالوا‪ :‬اإلسبلـ كاإلدياف شيءه كاحد فيكوف‬
‫اإلسبلـ ىو التصديق‪ ،‬كىذا دل يقلو أح هد من أى اللغة كإمنا ىو االنقياد كالطاعة‪،‬‬
‫ت (ِ)‪.)ّ( ،‬‬
‫آمنت‬
‫أسلمت كبك ي‬‫ي‬ ‫كقد قاؿ النيب ‪ :‬اللهم لك‬
‫كأما االستدالؿ باآلية السابقة "فبل يحجة فيو؛ ألف أى البيت ال يػم ٍخىرج كانوا‬
‫متصفْب باإلسبلـ كاإلدياف كال يلزـ من االتصاؼ هبما ترادؼ"(ْ)‪.‬‬
‫"كالتحقيق ُب الفرؽ بينهما أف اإلدياف ىو تصديق القلب كإقراره كمعرفتو‪،‬‬
‫كاإلسبلـ ىو استسبلـ العبد ﵁ كخضوعو كانقياده لو‪ ،‬فيكوف حينئذ ا‪٤‬براد باإلدياف‬
‫جنس تصديق القلب‪ ،‬كباإلسبلـ جنس العم ‪ ،‬كمن ىنا قاؿ ا﵀ققوف من العلماء‪ :‬ك‬
‫مؤمن مسلم‪ ،‬فإف من حقق اإلدياف كرسخ ُب قلبو قاـ بأعماؿ اإلسبلـ‪ ،‬فبل يتحقق‬
‫القلب باإلدياف إال كتنبعث ا‪١‬بوارح ُب أعماؿ اإلسبلـ‪ ،‬كليس ك مسلم مؤمننا‪ ،‬فإنو قد‬
‫يكوف اإلدياف ضعي نفا فبل يتحقق القلب بو ‪ٙ‬بق نقا تاما مع عم جوارحو أعماؿ اإلسبلـ‪،‬‬
‫مسلما‪ ،‬كليس ٗبؤمن اإلدياف التاـ"(ٓ)‪.‬‬
‫فيكوف ن‬
‫(ُ) أعبلـ ا‪٢‬بديث ُ‪.ُُٔ-َُٔ/‬‬
‫(ِ) أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب صبلة ا‪٤‬بسافرين‪ ،‬باب الدعاء ُب صبلة اللي ‪ ،ّّٓ/ُ ،‬رقم ٕٗٔ‪.‬‬
‫(ّ) شرح العقيدة الطحاكية‪ ،‬صِّٖ‪.ّّٖ-‬‬
‫(ْ) ا‪٤‬برجع نفسو‪ ،‬صّٕٖ‪.‬‬
‫(ٓ) جامع العلوـ كا‪٢‬بكم‪ ،‬صِٔ‪.ِٕ-‬‬

‫ْٗٔ‬
‫األدلة على التفريق بينهما‪:‬‬
‫قاؿ‪ :‬بينما ‪٫‬بن عند رسوؿ ا﵁‬ ‫ُ‪ -‬حديث عمر بن ا‪٣‬بطاب‬
‫ذات يوـ إذ طلع علينا رج شديد بياض الثياب‪ ،‬شديد سواد الشعر‪ ،‬ال ييرل عليو‬
‫أثر السفر‪ ،‬كال يعرفو منا أحد‪ ،‬حٌب جلس إذل النيب ‪ ،‬فأسند ركبتيو إذل ركبتيو‪،‬‬
‫ككضع كفيو على فخذيو‪ ،‬كقاؿ‪ :‬يا ‪٧‬بمد أخربشل عن اإلسبلـ‪ ،‬فقاؿ‪ :‬رسوؿ ا﵁‬
‫اإلسبلـ أف تشهد أف ال إلو إال ا﵁ كأف ‪٧‬بم ندا رسوؿ ا﵁ ‪ ،‬كتقيم الصبلة‪ ،‬كتؤٌب‬
‫بل قاؿ‪ :‬صدقت‪ ،‬قاؿ‪:‬‬ ‫سبيبل‬
‫الزكاة‪ ،‬كتصوـ رمضاف‪ ،‬ك‪ٙ‬بج البيت إف استطعت إليو ن‬
‫فعجبنا لو يسألو كيصدقو‪ ،‬قاؿ‪ :‬فأخربشل عن اإلدياف قاؿ‪ :‬أف تؤمن با﵁‪ ،‬كمبلئكتو‪،‬‬
‫ككتبو‪ ،‬كرسلو‪ ،‬كاليوـ اآلخر‪ ،‬كتؤمن بالقدر خّبه كشره قاؿ‪ :‬صدقت‪ ،‬قاؿ‪ :‬فأخربشل‬
‫عن اإلحساف قاؿ‪ :‬أف تعبد ا﵁ كأنك تراه فإف دل تكن تراه فإنو يراؾ قاؿ‪:‬‬
‫فأخربشل عن الساعة قاؿ‪ :‬ما ا‪٤‬بسؤكؿ عنها بأعلم من السائ قاؿ‪ :‬فأخربشل عن‬
‫أمارهتا؟ قاؿ‪ :‬أف تلد األىىمةي ربتها‪ ،‬كأف ترل ا‪٢‬بفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاكلوف‬
‫عمر أتدرم من السائ ؟‬
‫فلبثت مليا ٍب قاؿ رل‪ :‬يا ي‬
‫ي‬ ‫انطلق‬
‫ُب البنياف قاؿ‪ٍ :‬ب ى‬
‫قلت‪ :‬ا﵁ كرسولو أعلم‪ ،‬قاؿ‪ :‬فإنو جربي أتاكم يعلمكم دينكم (ُ)‪.‬‬
‫ي‬
‫أف رسوؿ ا﵁ أعطى رىطنا كسع هد جالس‪ ،‬فَبؾ‬ ‫ِ‪ -‬عن سعد‬
‫فقلت‪ :‬يا رسوؿ ا﵁ ما لك عن فبلف؟ فوا﵁‬ ‫رجبل ىو أعجبهم إرل ي‬ ‫ن‬ ‫رسوؿ ا﵁‬
‫فعدت‬
‫ي‬ ‫قليبل ٍب غلبِب ما أعلم منو‬
‫فسكت ن‬
‫ي‬ ‫مسلمما ‪،‬‬
‫إشل ألراه مؤمننا‪ ،‬فقاؿ‪ :‬أك ن‬
‫مسلمما ‪ٍ ،‬ب غلبِب‬
‫فقلت‪ :‬ما لك عن فبلف؟ فوا﵁ إشل ألراه مػؤمننا‪ ،‬فقاؿ‪ :‬أك ن‬
‫‪٤‬بقالٍب ي‬
‫دت ‪٤‬بقالٍب كعاد رسوؿ ا﵁ ٍب قاؿ‪ :‬يا ي‬
‫سعد إشل ألعطي الرج‬ ‫ما أعلم منو فعػ ي‬
‫(ُ) أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب اإلدياف‪ ،‬باب اإلدياف كاإلسبلـ كاإلحساف‪ ،ّٔ/ُ ،‬رقم ٖ‪.‬‬

‫َٓٔ‬
‫ار (ُ)‪.‬‬
‫ىحب إرل منو خشية أف يكبو ا﵁ ُب الن ر‬
‫كغّبه أ ى‬
‫‪٤‬با قاؿ لو‪ :‬دل‬ ‫قاؿ ابن رجب ‪" :‬ككذلك قوؿ النيب لسعد‬
‫تعط فبلنا كىو مؤمن ‪ ،‬فقاؿ النيب ‪ :‬أك مسلم يشّب إذل أنو دل يتحقق مقاـ‬
‫اإلدياف فإمنا ىو مقاـ اإلسبلـ الظاىر‪ ،‬كال ريب أنو مٌب ضعف اإلدياف الباطن لزـ‬
‫أيضا"(ِ)‪.‬‬
‫منو ضعف أعماؿ ا‪١‬بوارح الظاىرة ن‬
‫عن النيب قاؿ‪ :‬يدخ أى ا‪١‬بنة ا‪١‬بنة‬ ‫ّ‪ -‬عن أيب سعيد ا‪٣‬بدرم‬
‫كأى النار النار ٍب يقوؿ ا﵁ تعاذل‪ :‬أخرجوا من النار من كاف ُب قلبو مثقاؿ ىحب وة من‬
‫و‬
‫خردؿ من إدياف ‪.)ّ( ...‬‬
‫‪" :‬كقولو ُب ا‪٢‬بديث‪ :‬أخرجوا من‬ ‫قاؿ الشيخ ‪٧‬بمد بن عبد الوىاب‬
‫النار من ُب قلبو ‪ ...‬إخل‪ ،‬يوافق ما ذكرناه –من التفريق بْب اإلسبلـ كاإلدياف‪ ،-‬فإف‬
‫اإلدياف أعلى من اإلسبلـ‪ ،‬فيخرج اإلنساف من اإلدياف إذل اإلسبلـ الذم ينفعو‪ ،‬كإف‬
‫ناقصا")ْ(‪.‬‬
‫كاف ن‬

‫(ُ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب اإلدياف‪ ،‬باب إذا دل يكن اإلسبلـ على ا‪٢‬بقيقة‪ ،ُّ/ُ ،‬رقم ِٕ‪.‬‬
‫(ِ) جامع العلوـ كا‪٢‬بكم‪ ،‬صِٕ‪.‬‬
‫(ّ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب اإلدياف‪ ،‬باب تفاض أى اإلدياف ُب األعماؿ‪ ،ِّ/ُ ،‬رقم ِِ‪.‬‬
‫(ْ) الدرر السنية ُ‪.ُٖٖ/‬‬

‫ُٓٔ‬
‫ادلجحث انثبَي‪:‬‬
‫زيبدح اإلميبٌ َٔمصبَّ‬

‫أول‪ :‬أدلة زيادة اإليمان ونقصانو من القرآن‬


‫ً‬
‫ﮋ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ‬ ‫قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﭺﭻﭼﭽ ﭾ ﭿﮀﮊ(ُ)‪.‬‬
‫ﮋﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ‬ ‫كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﭱﭲﭳﭴﭵﮊ(ِ(‪.‬‬
‫قاؿ ابن كثّب ‪" :‬كىذه اآلية من أكرب الدالئ على أف اإلدياف يزيد كينقص‬
‫كما ىو مذىب أكثر السلف كا‪٣‬بلف من أئمة العلماء"(ّ( ‪.‬‬
‫كقاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﯱﯲﯳ ﯴﯵﯶﮊ(ْ( ‪.‬‬
‫ﮋﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ‬ ‫كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﰏ ﰐ ﰑﰒ ﰓﮊ(ٓ(‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ىذه اآليات دلت على الزيادة فقط‪،‬‬‫‪" :‬فإف ى‬ ‫قاؿ الكرماشل‬
‫كا‪٤‬بقصود بياف الزيادة كالنقصاف كليهما قلت‪ :‬ك ما قب الزيادة ال بد كأف يكوف‬
‫قاببل للنقصاف ضركرة"(ٔ)‪.‬‬
‫ن‬
‫(ُ) سورة الفتح‪.ْ :‬‬
‫(ِ) سورة التوبة‪.ُِْ :‬‬
‫(ّ) تفسّب القرآف العظيم ِ‪.َِْ/‬‬
‫(ْ) سورة ‪٧‬بمد‪.ُٕ :‬‬
‫(ٓ) سورة األحزاب‪.ِِ :‬‬
‫(ٔ) الكواكب الدرارم ُ‪.ُٕ/‬‬

‫ِٓٔ‬
‫كقاؿ ابن بطاؿ ‪" :‬كبياف ذلك أنو من دل ‪ٙ‬بص لو بذلك الزيادة‪ ،‬فإديانو‬
‫أنقص من إدياف من حصلت لو"(ُ)‪.‬‬
‫قوؿ‬
‫‪" :‬كقالوا‪- :‬أم أى السنة كا‪١‬بماعة‪ -‬إف اإلدياف ه‬ ‫كقاؿ البغوم‬
‫كعم ه‪ ،‬يزيد بالطاعة‪ ،‬كينقص با‪٤‬بعصية‪ ،‬على ما نطق بو القرآف ُب الزيادة‪ ،‬كجاء ُب‬
‫ا‪٢‬بديث بالنقصاف ُب كصف النساء(ِ)"(ّ)‪.‬‬
‫ﮋﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ‬ ‫كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮇﮈﮉﮊﮋﮌ ﮍﮎ ﮏﮐﮑﮒﮊ(ْ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن بطاؿ ‪" :‬ىذه اآلية يحجة ُب زيادة اإلدياف كنقصانو؛ ألف ىذه‬
‫اآلية نزلت يوـ عرفة ُب ىحجة الوداع يوـ كملت الفرائض كالسنىن كاستقر الدين‪،‬‬
‫كأراد ا﵁ قبض نبيو‪ ،‬فدلت ىذه اآلية أف كماؿ الدين إمنا حص بتماـ الشريعة‪،‬‬
‫صر ُب ذلك كضيع"(ٓ)‪.‬‬‫فمن حافظ على التزامها فإديانو أكم من إدياف من قى ى‬
‫ثانيًا‪ :‬أدلَّة زيادة اإليمان ونقصانو من السنَّة‬
‫إذا ىأم يرىم‪ ،‬أمرىم من‬ ‫قالت‪ :‬كاف رسوؿ ا﵁‬ ‫ُ‪ -‬عن عائشة‬
‫األعماؿ ٗبا يطيقوف‪ ،‬قالوا‪ :‬إنا لسنا كهيئتك يا رسوؿ ا﵁‪ ،‬إف ا﵁ قد غفر لك ما‬
‫(ُ) شرح صحيح البخارم ُ‪.ٓٔ/‬‬
‫ناقصات عق و كدين)‪ ،‬كجع من نقصاف دينها أهنا إذا حاضت ال تصوـ كال تصلي‪ ،‬كهبذا استدؿ غّب‬
‫ي‬ ‫(ِ) كأهنن (‬
‫كاحد على أنو ينقص‪ .‬ينظر‪٦ :‬بموع الفتاكل‪ ،‬البن تيمية ُّ‪" ،ِّّ/ٕ ،ُٓ/‬كليس ا‪٤‬بقصود بذكر النقص ُب‬
‫‪ٙ‬بذيرا من االفتتاف هبن ‪ ."...‬ينظر‪:‬‬
‫النساء لومهن على ذلك؛ ألنو من أص ا‪٣‬بلقة‪ ،‬لكن التنبيو على ذلك ن‬
‫فتح البارم ُ‪.َْٔ/‬‬
‫(ّ) شرح السنة ُ‪.ّٗ/‬‬
‫(ْ) سورة ا‪٤‬بائدة‪.ّ :‬‬
‫(ٓ) شرح صحيح البخارم ُ‪ ،َُِ/‬كينظر‪ :‬عمدة القارم ُ‪.ِٖٓ/‬‬

‫ّٓٔ‬
‫تقدـ من ذنبك كما تأخر‪ ،‬فيغضب حٌب يعرؼ الغضب ُب كجهو ٍب يقوؿ‪ :‬إف‬
‫أتقاكم كأعلمكم با﵁ أنا (ُ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن حجر ‪" :‬كفيو دلي ه على زيادة اإلدياف كنقصانو؛ ألف قولو ‪:‬‬
‫(أنا أعلمكم با﵁) ظاىر ُب أف العلم با﵁ درجات‪ ،‬كأف بعض الناس فيو أفض من‬
‫بعض‪ ،‬كأف النيب منو أعلى الدرجات‪ ،‬كالعلم با﵁ يتناكؿ ما بصفاتو كما بأحكامو‬
‫كما يتعلق بذلك فهذا ىو اإلدياف ا‪٢‬بقيقي"(ِ)‪.‬‬
‫أف النيب قاؿ‪ :‬ال يزشل الزاشل حْب يزشل كىو‬ ‫ِ‪ -‬عن أيب ىريرة‬
‫مؤمن‪ ،‬كال يسرؽ حْب يسرؽ كىو مؤمن‪ ،‬كال يشرب ا‪٣‬بمر حْب يشرهبا كىو مؤمن‪،‬‬
‫كالتوبة معركضة بعد (ّ)‪.‬‬
‫معل نقا على ىذا ا‪٢‬بديث‪" :‬كإمنا صاركا ناقصي اإلدياف‬ ‫قاؿ ابن عبد الرب‬
‫بارتكاهبم الكبائر‪ ،‬أال ترل إذل قوؿ رسوؿ ا﵁ ‪ :‬ال يزشل الزاشل حْب يزشل كىو‬
‫مؤمن‪ ،‬كال يسرؽ السارؽ حْب يسرؽ كىو مؤمن‪ ،‬كال يشرب ا‪٣‬بمر حْب يشرهبا كىو‬
‫مؤمن يريد مستكم اإلدياف‪ ،‬كدل يرد بو نفي ‪ٝ‬بيع اإلدياف عن فاع ذلك بدلي‬
‫اإل‪ٝ‬باع على توريث الزاشل كالسارؽ كشارب ا‪٣‬بمر‪ ،‬إذا صلٌوا للقبلة‪ ،‬كانتحلوا دعوة‬
‫اإلسبلـ من قرابتهم ا‪٤‬بؤمنْب الذين آمنوا بتلك األحواؿ‪ ،‬كُب إ‪ٝ‬باعهم على ذلك مع‬
‫إ‪ٝ‬باعهم على أف الكافر ال يرث ا‪٤‬بسلم أكضح الدالئ على صحة قولنا‪ :‬إف‬
‫مرتكب الذنوب ناقص اإلدياف بفعلو ذلك كليس بكافر كما زعمت ا‪٣‬بوارج ُب‬
‫أنا أعلمكم با﵁‪ ،ِّ/ُ ،‬رقم َِ‪.‬‬ ‫(ُ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب اإلدياف‪ ،‬باب قوؿ النيب‬
‫(ِ) فتح البارم ُ‪.َٕ/‬‬
‫(ّ) أخرجو البخارم ّ‪ ،ُّٔ/‬رقم ِْٕٓ‪ ،‬كمسلم‪ ،‬كتاب اإلدياف‪ ،‬باب بياف نقصاف اإلدياف با‪٤‬بعاصي ُ‪،ٕٔ/‬‬
‫رقم ٕٓ‪ ،‬كاللفظ ‪٤‬بسلم‪.‬‬

‫ْٓٔ‬
‫حدكدا جعلها ىكفارةن‬
‫ن‬ ‫تكفّبىم ا‪٤‬بذنبْب‪ ،‬كقد جع ا﵁‪ُ ‬ب ارتكاب الكبائر‬
‫كتطهّبا"(ُ)‪.‬‬
‫ن‬
‫قاؿ النوكم ُب بياف معُب ا‪٢‬بديث‪" :‬فالقوؿ الصحيح الذم قالو ا﵀ققوف أف‬
‫معناه ال يفع ىذه ا‪٤‬بعاصي كىو كام اإلدياف‪ ،‬كىذا من األلفاظ الٍب تيطلق على‬
‫نفي الشيء كييراد نفي الكماؿ"(ِ)‪.‬‬
‫‪ :‬من اقتُب كلبنا‬ ‫قاؿ‪ ،‬قاؿ‪ :‬رسوؿ ا﵁‬ ‫ّ‪ -‬عن عبد ا﵁ بن عمر‬
‫ماشية أك ضارينا(ّ) نقص من عملو ك يوـ قّباطاف (ْ)‪.‬‬ ‫إال كلب و‬
‫ى‬
‫ُب شرحو ‪٥‬بذا ا‪٢‬بديث‪" :‬كُب ا‪٢‬بديث ا‪٢‬بث على تكثّب‬ ‫قاؿ ابن حجر‬
‫األعماؿ الصا‪٢‬بة‪ ،‬كالتحذير من العم ٗبا ينقصها‪ ،‬كالتنبيو على أسباب الزيادة فيها‬
‫كالنقص منها؛ لتجتنب أك ترتكب‪ ،‬كبياف لطف ا﵁ تعاذل ٖبلقو ُب إباحة ما ‪٥‬بم بو‬
‫نفع كتبليغ نبيهم ‪٥‬بم أمور معاشهم كمعادىم‪ ،‬كفيو ترجيح ا‪٤‬بصلحة الراجحة‬
‫على ا‪٤‬بفسدة؛ لوقوع استثناء ما يينتفع بو ‪٩‬با يحرـ ا‪ٚ‬باذه"(ٓ)‪.‬‬
‫أف رسوؿ ا﵁ قاؿ‪ :‬يدخ ا‪١‬بنة من‬ ‫ْ‪ -‬عن عمراف بن حصْب‬
‫أيمٍب سبعوف أل نفا بغّب حساب ‪ ،‬قالوا‪ :‬من ىم يا رسوؿ ا﵁؟ قاؿ‪ :‬ىم الذين ال‬
‫لوف (ٔ)‪.‬‬
‫يسَبقوف كال يتطّبكف كال يكتوكف كعلى رهبم يتوك ف‬

‫(ُ) التمهيد ٗ‪.ِّْ/‬‬


‫(ِ) شرح صحيح مسلم ِ‪.ُْ/‬‬
‫ضىرل بالشيء‪ ،‬كيقاؿ‪ :‬ضرا الكلب كأضراه صاحبو أم‪ :‬عوده كأغراه‬
‫غرل بالصيد‪ ،‬ي‪٠‬بي ضارينا؛ ألنو يى ٍ‬
‫(ّ) ضارينا‪ :‬يم ن‬
‫بالصيد‪ .‬ينظر‪ :‬مقاييس اللغة ّ‪ ،ّٕٗ/‬غريب ا‪٢‬بديث ُ‪ ،َْْ/‬فتح البارم ٗ‪.َٔٗ/‬‬
‫(ْ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب الذبائح كالصيد‪ ،‬باب من اقتُب كلبا ليس بكلب و‬
‫صيد أك ماشية‪ ،ِْٓ/ّ ،‬رقم ِْٖٓ‪.‬‬ ‫ن‬
‫(ٓ) فتح البارم ٓ‪.ٕ/‬‬
‫(ٔ) أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب اإلدياف‪ ،‬باب الدلي على دخوؿ طوائف من ا‪٤‬بسلمْب ا‪١‬بنة بغّب حساب كال عذاب‪،‬‬
‫ُ‪ ،ُٖٗ/‬رقم‪.ّٓٓ :‬‬

‫ٓٓٔ‬
‫قاؿ ابن تيمية ‪ ..." :‬كُب حديث السبعْب أل نفا الذين يدخلوف ا‪١‬بنة بغّب‬
‫حساب كفاية فإنو من أعظم األدلة على زيادة اإلدياف كنقصانو؛ ألنو كصفهم بقوة‬
‫اإلدياف كزيادتو ُب تلك ا‪٣‬بصاؿ الٍب تدؿ على قوة إدياهنم‪ ،‬كتوكلهم على ا﵁‪‬‬
‫ُب أمورىم كلها"(ُ)‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬رأي ابن عجيبة في زيادة اإليمان ونقصانو‬
‫يقوؿ ابن عجيبة ُب تفسّبه لقوؿ ا﵁ تعاذل‪ :‬ﮋ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ‬
‫ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆﮊ(ِ) "كىذا يدؿ على أف‬
‫اإلدياف يزيد كينقص‪ ،‬فيزيد ٕبسب التوجو إذل ا﵁ كالتفرغ ‪٩‬با سواه‪ ،‬كينقص ٕبسب‬
‫أيضا بالطاعة كالنظر كاالعتبار‪ ،‬كينقص با‪٤‬بعصية‬ ‫التوجو إذل الدنيا كشغبها‪ ،‬كيزيد ن‬
‫كالغفلة كاالغَبار"(ّ)‪.‬‬
‫كلكن ىذا النص سرعاف ما ينقضو بتنزيلو على ا‪٤‬بريدين‪ ،‬أما الزيادة كالنقص فهي‬
‫لعواـ ا‪٤‬بسلمْب‪ ،‬أما ا‪٤‬بريدين فهم الذين يزدادكف يقيننا كإديانا عندما يؤذكف فيتحققوف أهنم‬
‫على ا‪٤‬بنهج السليم لينقلبوا ‪٤‬برحلة الشهود كا‪٤‬بعاينة فيتحقق مقاـ اإلحساف الذم ىو‬
‫(ٓ)‬
‫مقاـ الشهود كالعياف(ْ)‪ ،‬كال ‪ٙ‬بقق الزيادة إال بصحبة أى العرفاف ‪-‬أم أى ا‪٤‬بعرفة‪-‬‬
‫ناقصا(ٔ)‪.‬‬
‫كىم أى كحدة الوجود فمن دل يصحبهم بقي إديانو ن‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل ٕ‪.ِِٔ/‬‬
‫(ِ) سورة آؿ عمراف‪.ُّٕ :‬‬
‫(ّ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ّْٕ/‬‬
‫(ْ) ا‪٤‬بشاىدة‪" :‬ىي رؤية الذات اللطيفة ُب مظاىر ٘بلياهتا الكثيفة فَبجع إذل تكثيف اللطيف‪ ،‬فإذا ترقق الوداد‪،‬‬
‫كرجعت األنوار الكثيفة لطيفة فهي ا‪٤‬بعاينة‪ ،‬فَبجع إذل تلطيف الكثيف‪ ،‬فا‪٤‬بعاينة أرؽ من ا‪٤‬بشاىدة كأًب"‪.‬‬
‫معراج التشوؼ‪ ،‬صِٓ‪.‬‬
‫(ٓ) ا‪٤‬بعرفة‪ :‬ىي التمكْب من ا‪٤‬بشاىدة كاتصا‪٥‬با‪ ،‬فهي شهود دائم بقلب ىائم فبل يشهد إال مواله‪ .‬ينظر‪ :‬معراج‬
‫التشوؼ‪ ،‬صِٓ‪.‬‬
‫(ٔ) ينظر‪ :‬البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ُّّ/ِ ،ّّْ/‬‬

‫ٔٓٔ‬
‫ﮋﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬ ‫كنق عن زركؽ ُب تفسّبه لقولو تعاذل‪:‬‬
‫ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﮊ(ُ) قولو‪" :‬اعلم أف اإلدياف‬
‫على ثبلثة أقساـ‪ :‬إدياف ال يزيد كال ينقص‪ ،‬كىو إدياف ا‪٤‬ببلئكة‪ ،‬كإدياف يزيد كينقص‪،‬‬
‫كىو إدياف عامة ا‪٤‬بسلمْب‪ ،‬كإدياف يزيد كال ينقص كىو إدياف األنبياء كالر يس ‪ ،‬كمن‬
‫كاف على قدمهم من العارفْب الركحانيْب الراسخْب ُب علم اليقْب‪ ،‬كمن تعلق هبم‬
‫دائما ُب الَبقي ُب‬
‫دائما ُب الزيادة‪ ،‬كأركاحهم ن‬
‫من ا‪٤‬بريدين السائرين‪ ،‬فهؤالء إدياهنم ن‬
‫ا‪٤‬بعرفة‪ ،‬يزيدكف بالطاعة كا‪٤‬بعصية لتيقظهم ككماؿ توحيدىم"(ِ)‪.‬‬
‫كقد احتول ىذا النص على ‪٨‬بالفات عقدية منها‪:‬‬
‫ُ‪ -‬ا‪٣‬بوض ُب مادل يرد دلي ه عليو ُب إدياف ا‪٤‬ببلئكة‪.‬‬
‫ِ‪ -‬التسوية بْب إدياف األنبياء ‪-‬عليهم السبلـ‪ -‬كإدياف العارفْب الركحانيْب‬
‫الذين كصلوا ‪-‬كما يزعم‪ -‬لدرجة االتصاؿ با﵁ ‪ ‬عن طريق اجملاىدة كا‪١‬بوع‬
‫ك‪ٙ‬برصل الطيبات من الرزؽ‪ ،‬كىذا ال شك ُب بطبلنو‪ ،‬كيتضح ذلك عند بياف مذىب‬
‫حكيما‪ ،‬مقد نسا عن‬
‫ن‬ ‫فاطرا‪،‬‬
‫صانعا‪ ،‬ن‬
‫أصحاب الركحانيات الذين يزعموف "أف للعادل ن‬
‫‪٠‬بات ا‪٢‬بدثاف‪ ،‬كالواجب علينا معرفة العجز عن الوصوؿ إذل جبللو‪ ،‬كإمنا ييتقرب‬
‫كفعبل‪،‬‬
‫جوىرا‪ ،‬ن‬
‫إليو با‪٤‬بتوسطات ا‪٤‬بقربْب لديو‪ ،‬كىم الركحانيوف‪ ،‬ا‪٤‬بطهركف‪ ،‬ا‪٤‬بقدسوف ن‬
‫كحالةن ‪ ...‬فالواجب علينا أف نطهر نفوسنا عن دنس الشهوات الطبيعية‪ ،‬كهنذب‬
‫أخبلقنا عن عبلئق القول الشهوانية كالغضبية‪ ،‬حٌب ‪ٙ‬بص مناسبة ما بيننا كبْب‬
‫الركحانيات‪ ،‬فحينئذ نسأؿ حاجاتنا منهم‪ ،‬كنعرض أحوالنا عليهم‪ ،‬كنصبو ُب ‪ٝ‬بيع‬
‫(ُ) سورة األنفاؿ‪.ِ :‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.َّٓ/‬‬

‫ٕٓٔ‬
‫أمورنا إليهم‪ ،‬فيشفعوف لنا إذل خالقنا كخالقهم‪ ،‬كرازقنا كرازقهم‪ ،‬كىذا التطهّب‬
‫كالتهذيب ليس حيص إال باكتسابنا كرياضتنا كفطامنا أنفسنا عن دنيات الشهوات‪،‬‬
‫باستمداد من جهة الركحانيات‪ ،‬كاالستمداد ىو التضرع كاالبتهاؿ بالدعوات‪ ،‬كإقامة‬
‫الصلوات‪ ،‬كبذؿ الزكوات‪ ،‬كالصياـ عن ا‪٤‬بطعومات كا‪٤‬بشركبات‪ ،‬كتقريب القرابْب‬
‫كالذبائح‪ ،‬كتبخّب البخورات‪ ،‬كتعزصل العزائم‪ ،‬فيحص لنفوسنا استعداد كاستمداد من‬
‫غّب كاسطة‪ ،‬ب يكوف حكمنا كحكم من يدعي الوحي على كتّبة كاحدة"(ُ)‪.‬‬
‫ّ‪ -‬عدـ النظر ‪٢‬بقيقة اإلدياف من حيث إنو يزيد كينقص ب نظر ‪٤‬بتعلقو من‬
‫األشخاص‪ ،‬كاألكذل أف يقرر ما قرره أئمة أى السنة كا‪١‬بماعة ُب زيادة اإلدياف كنقصانو‪.‬‬
‫ْ‪ -‬ال ييسلم لو قولو‪( :‬لتيقظهم ككماؿ توحيدىم)؛ ألهنم ليسوا معصومْب ب تقع‬
‫منهم ا‪٤‬بعصية كال يكونوف مع ىذا ُب كماؿ توحيدىم‪ ،‬كإف كانوا من أكلياء ا﵁ الصا‪٢‬بْب‪،‬‬
‫فبل عصمة مكفولة ‪٥‬بم من رب العا‪٤‬بْب‪ ،‬فا‪٣‬بطأ كا‪٤‬بي إذل ا‪٥‬بول عليهم كارد‪.‬‬
‫كخلى ًفها من‬
‫ٍب إنو جع األكلياء أفض من األنبياء‪ ،‬كا‪٤‬بقرر عند سلف األيمة ى‬
‫أى السنة كا‪١‬بماعة أف األنبياء أفض من األكلياء‪ ،‬كأنو ال جيوز تفضي أح هد من‬
‫األكلياء على و‬
‫أحد من األنبياء(ِ)‪.‬‬
‫أحدا من األكلياء على أى ىح ود من األنبياء ‪-‬‬
‫ن‬ ‫قاؿ الطحاكم ‪" :‬كال نيفض‬
‫نيب كاح هد أفض ي من ‪ٝ‬بيع األكلياء"(ّ)‪.‬‬
‫عليهم السبلـ‪ -‬كنقوؿ‪ :‬ي‬

‫(ُ) ا‪٤‬بل كالنح ِ‪.ْٔ/‬‬


‫(ِ) ينظر‪ :‬الفرقاف بْب أكلياء الر‪ٞ‬بن كأكلياء الشيطاف‪ ،‬صُٖٔ‪.‬‬
‫(ّ) العقيدة الطحاكية ِ‪.ُْٕ/‬‬

‫ٖٓٔ‬
‫ادلجحث انثبنث‪:‬‬
‫حكى يرتكت انكجريح‬

‫أول‪ :‬تقسيم الذنوب إلى كبائر وصغائر‬


‫ً‬
‫ذىب ا‪١‬بماىّب من السلف كا‪٣‬بلف إذل تقسيم الذنوب إذل صغائر ككبائر‪،‬‬
‫كتظاىر على ذلك دالئ الكتاب كالسنة كاستعماؿ سلف األيمة كخلفو(ُ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن القيم ‪" :‬كقد دؿ القرآ يف كالسنةي كإ‪ٝ‬باعي الصحابة كالتابعْب بعدىم‬
‫كاألىئمة على أف من الذنوب كبائر كصغائر"(ِ)‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬أدلة الكتاب والسنَّة على ذلك‬
‫أ‪ -‬من القرآن‪:‬‬
‫ﮋﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ‬ ‫قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮜ ﮝﮊ(ّ)‪.‬‬
‫كقاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﮎﮏ ﮐﮑﮒﮓﮔ ﮕﮖ ﮗﮊ(ْ)‪.‬‬
‫ب‪ -‬من السنَّة‪:‬‬
‫أف رسوؿ ا﵁ كاف يقوؿ‪ :‬الصلوات ا‪٣‬بمس كا‪١‬بمعة‬ ‫عن أيب ىريرة‬
‫ات ما بينهن إذا اجتينبت الكبائر (ٓ)‪.‬‬
‫إذل ا‪١‬بمعة كرمضاف إذل رمضاف مكفر ه‬
‫(ُ) شرح النوكم على مسلم ِ‪.ٖٓ/‬‬
‫(ِ) ا‪١‬بواب الكاُب‪ ،‬صُِٓ‪.‬‬
‫(ّ) سورة النساء‪.ُّ :‬‬
‫(ْ) سورة النجم‪.ِّ :‬‬
‫(ٓ) أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب الصلوات ا‪٣‬بمس‪ ،َِٗ/ُ ،‬رقم ِّّ‪.‬‬

‫ٗٓٔ‬
‫قالت قاؿ‪ : :‬ما من مصيبة تصيب ا‪٤‬بسلم إال كفر ا﵁‬ ‫كعن عائشة‬
‫هبا عنو حٌب الشوكة يشاكها (ُ)‪.‬‬
‫نصب كال و‬
‫كصب كال‬ ‫كعن أيب ىريرة عن النيب قاؿ‪ :‬ما يصيب ا‪٤‬بسلم من و‬
‫ى يم كال حزف كال أذل كال غ يم حٌب الشوكة يشاكها إال كفر ا﵁ هبا من خطاياه (ِ)‪.‬‬
‫كذىب ‪ٝ‬بهور أى العلم إذل أف األعماؿ الصا‪٢‬بة تيكفر صغائر الذنوب كأما‬
‫الكبائر فبل تي ىكفر ٗبجرد فع األعماؿ الصا‪٢‬بة ب ال بد من التوبة بشركطها حٌب‬
‫تي ىكفر(ّ)‪.‬‬
‫كيقوؿ القاضي عياض‪" :‬ىذا ا‪٤‬بذكور ُب ا‪٢‬بديث من غفراف الذنوب ما دل‬
‫تؤت كبّبة ىو مذىب أى السنة كا‪١‬بماعة كأف الكبائر إمنا تكفرىا التوبة أك ر‪ٞ‬بة‬
‫ا﵁ تعاذل كفضلو"(ْ)‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬حد الكبيرة وحصرىا‬
‫كرد االختبلؼ ُب حد الكبّبة كالصغّبة على أقواؿ‪ ،‬كملخصها على ضربين‪:‬‬
‫الضرب األول‪ :‬من حصر الكبّبة ُب و‬
‫عدد معْب‪.‬‬
‫قاؿ ابن عجيبة‪" :‬كاختلف ُب الكبائر‪ ،‬ى تعرؼ بالعد أك با‪٢‬بد؟ فقي ‪:‬‬
‫سبع(ٓ)‪ ،‬كقي ثبلث‪ ،‬كقي أربع(ٔ)‪ ،‬كقي ‪ :‬سبعوف(ٕ)‪ ،‬كقي ‪ :‬ك معصية فهي‬
‫(ُ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب ا‪٤‬برضى‪ ،‬باب ما جاء ُب كفارة ا‪٤‬برض ْ‪ ،ِّ/‬رقم‪.َْٓٔ :‬‬
‫(ِ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب ا‪٤‬برضى‪ ،‬باب ما جاء ُب كفارة ا‪٤‬برض‪ ،ِّ/ْ ،‬رقم ُْٔٓ‪.‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬ني األكطار ّ‪.ٕٓ/‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬شرح النوكم على صحيح مسلم‪ ،‬باب فض الوضوء كالصبلة عقبو‪.ُُِ/ّ ،‬‬
‫ٓ‪.ُْ/‬‬ ‫(ٓ) ركل ذلك ابن جرير عن علي بن أيب طالب‬
‫ٓ‪.َْ ،ّٕ/‬‬ ‫(ٔ) ركل ذلك ابن جرير عن عبد ا﵁ بن مسعود‬
‫ٓ‪.ُْ/‬‬ ‫(ٕ) ركل ذلك ابن جرير عن ابن مسعود‬

‫َٔٔ‬
‫كبّبة(ُ)‪ ،‬كقي ‪" :‬ك ما هنى من ٌأكؿ السورة(ِ) إذل ىهنا(ّ) من الكبائر"(ْ)‪.‬‬
‫كىذا التحديد ليس لو دلي كال كجو لو؛ ألف ىناؾ نصوص صحيحة ذكرىا‬
‫عن‬ ‫النيب كعدىا من الكبائر‪ ،‬مث ‪ :‬حديث السبع ا‪٤‬بوبقات عن أيب ىريرة‬
‫النيب قاؿ‪ :‬اجتنبوا السبع ا‪٤‬بوبقات قالوا‪ :‬يا رسوؿ ا﵁ كما ىن"‪ ،‬قاؿ‪ :‬الشرؾ‬
‫با﵁‪ ،‬كالسحر‪ ،‬كقت النفس الٍب حرـ ا﵁ إال با‪٢‬بق كأك الربا‪ ،‬كأك ماؿ اليتيم‪،‬‬
‫كالتورل يوـ الزحف‪ ،‬كقذؼ ا﵀صنات ا‪٤‬بؤمنات الغافبلت (ٓ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن كثّب ‪" :‬فالنص على ىذه السبع بأهنن كبائر ال ينفي ما عداىن‪،‬‬
‫إال عند من يقوؿ ٗبفهوـ اللقب(ٔ)‪ ،‬كىو ضعيف عند عدـ القرينة‪ ،‬كال سيما عند‬
‫قياـ الدلي با‪٤‬بنطوؽ على عدـ ا‪٤‬بفهوـ"(ٕ)‪.‬‬
‫كسبب حصر ىذه السبع كالتنصيص عليها؛ لكوهنا من أفحش الكبائر مع‬
‫كثرة كقوعها ال سيما فيما كانت عليو ا‪١‬باىلية(ٖ)‪.‬‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ْٓٗ/‬‬
‫(ِ) سورة النساء‪.‬‬

‫(ّ) إذل قولو تعاذل‪ :‬ﮋﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮊ‪،‬‬


‫سورة النساء‪.ُّ :‬‬
‫(ْ) درج الدرر ُب تفسّب اآلم كالسور ُ‪.ّْٖ/‬‬

‫(ٓ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب الوصايا‪ ،‬باب قوؿ ا﵁ تعاذل‪ :‬ﮋ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬


‫ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮊ ٓ‪ ،ّّٗ/‬رقم ِٕٔٔ‪.‬‬
‫(ٔ) مفهوـ اللقب ‪ :‬ىو ‪ٚ‬بصيص اسم ٕبكم‪ ،‬كىو حجة عند مالك كأ‪ٞ‬بد‪ ،‬كأنكره األكثر‪ ،‬ينظر‪ :‬شرح الكوكب‬
‫ا‪٤‬بنّب‪ ،‬صْٕٓ‪ ،‬ا‪٤‬بدخ ‪ ،‬البن بدراف ُ‪.َّٖ/‬‬
‫(ٕ) تفسّب القرآف العظيم ِ‪.ِِٕ/‬‬
‫(ٖ) ينظر‪ :‬شرح النوكم على مسلم ِ‪ ،َِٕ/‬الزكاجر عن اقَباؼ الكبائر ُ‪ ،ُْ/‬لوامع األنوار البهية ُ‪.ّٕٔ/‬‬

‫ُٔٔ‬
‫كذلك كردت أحاديث صحيحة كنصت على أف من يفع ىذا الفع فقد‬
‫فع كبّبة‪ ،‬كمنها‪:‬‬
‫قاؿ‪ ،‬قاؿ رسوؿ ا﵁ ‪ :‬أال‬ ‫عن عبد الر‪ٞ‬بن بن أيب بكرة عن أبيو‬
‫أنبئكم بأكرب الكبائر؟ قلنا‪ :‬بلى يا رسوؿ ا﵁‪ ،‬قاؿ‪ :‬اإلشراؾ با﵁‪ ،‬كعقوؽ‬
‫الوالدين ‪ ،‬ككاف متكئنا فجلس فقاؿ‪ :‬أال كقوؿ الزكر كشهادة الزكر‪ ،‬أال كقوؿ الزكر‬
‫كشهادة الزكر (ُ)‪.‬‬
‫الكبائر‪ :‬اإلشراؾ با﵁‪،‬‬
‫ي‬ ‫عن النيب قاؿ‪:‬‬ ‫كعن عبد ا﵁ بن عمرك‬
‫كعقوؽ الوالدين‪ ،‬كقت النفس‪ ،‬كاليمْب الغموس (ِ)‪.‬‬
‫كييبلحظ زيادة (عقوؽ الوالدين‪ ،‬كشهادة الزكر) ُب ا‪٢‬بديث األكؿ‪ ،‬ك(اليمْب‬
‫نصوص صحيحةه دلت على أف ىذه األفعاؿ من‬ ‫ه‬ ‫الغموس) ُب ىذا ا‪٢‬بديث‪ ،‬فهذه‬
‫الكبائر‪.‬‬
‫الضرب الثاني‪ :‬كىو تعريف الكبّبة ‪-‬بضابط‪ -‬دكف ذكر و‬
‫عدد معْب مع‬
‫اختبلفهم ُب التعريف‪.‬‬
‫عرفها ابن عجيبة بقولو‪" :‬ما يكرب عقابو من الذنوب‪ ،‬كىو ما رتب عليو‬
‫الوعيد ٖبصوصو"(ّ)‪.‬‬
‫كنق قوؿ ابن عطيو (ْ)‪" :‬ك‪ٙ‬برير القوؿ ُب الكبائر‪ :‬أهنا ك معصية يوجد‬
‫(ُ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب عقوؽ الوالدين من الكبائر‪ ،َْٓ/َُ ،‬رقم ٕٔٗٓ‪.‬‬
‫(ِ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب األدياف كالنذكر‪ ،‬باب اليمْب الغموس‪ ،ْٓٔ/ُُ ،‬رقم ٕٓٔٔ‪.‬‬
‫(ّ) البحر ا‪٤‬بديد ٓ‪.ُُٓ/‬‬
‫(ْ) ىو‪ :‬أبو ‪٧‬بمد‪ ،‬عبد ا‪٢‬بق بن غالب بن عبد ا‪٤‬بلك بن ‪ٛ‬باـ بن عطية األندلسي ا﵀اريب‪ ،‬كلد سنة َْٖىػ‪ ،‬لو‬
‫مصنفات منها‪ :‬ا﵀رر الوجيز ُب تفسّب الكتاب العزيز‪ ،‬فهرس ابن عطيو‪ ،‬كتوُب سنة ِْٓىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الواُب‬
‫بالوفيات ُٖ‪.َْ/‬‬

‫ِٔٔ‬
‫فيها ح يد ُب الدنيا‪ ،‬أك توعد عليها بنا ور ُب اآلخرة‪ ،‬أك و‬
‫بلعنة ك‪٫‬بوىا"(ُ)‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫أيضا‪" :‬كقي ‪ :‬ك ما فيو حق الغّب فهو كبائر‪ ،‬كما كاف بينك كبْب ا﵁‬ ‫كقاؿ ن‬
‫تعاذل صغائر"(ِ)‪.‬‬
‫كقي ُب تعريفها‪" :‬ك ما اتفقت عليو الشرائع بتحرديها"(ّ)‪.‬‬
‫أيضا ىي‪ :‬ك ذنب يَبتب عليو ح يد أك ٌ‬
‫توعد عليو بالنار‪ ،‬أك اللعنة‪ ،‬أك‬ ‫كقي ن‬
‫غضب ا﵁‪.)ْ(‬‬
‫ذنب نيص على كً ىربه‪ ،‬أك عظمو أك‬ ‫و‬ ‫كقاؿ ا‪٤‬بباركفورم ‪" :‬كالراجح‪ :‬أف ك‬
‫توعد عليو بالعقاب ُب اآلخرة‪ ،‬أك يختم بالغضب‪ ،‬أك اللعنة‪ ،‬أك عيلق عليو ح يد‪ ،‬أك‬
‫كصف فاعلها بالفسق فهو كبّبة"(ٓ)‪.‬‬ ‫يشدد النكّب عليو‪ ،‬أك ً‬
‫‪" :‬إف ىذا الضابط أكذل من سائر تلك‬ ‫قاؿ شيخ اإلسبلـ ابن تيمية‬
‫الضوابط لعدة كجوه‪:‬‬
‫أحدىا‪ :‬أنو ا‪٤‬بأثور عن السلف‪ٖ ،‬ببلؼ تلك الضوابط؛ فإهنا ال تعرؼ عن‬
‫و‬
‫أحد من الصحابة كالتابعْب كاألئمة‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أف ا﵁ قاؿ‪ :‬ﮋﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬
‫ﮛ ﮜ ﮝﮊ(ٔ) فقد كعد ‪٦‬بتنب الكبائر بتكفّب السيئات كاستحقاؽ‬
‫(ُ) ا﵀رر الوجيز ٓ‪.ُْٖ/‬‬
‫يب من ىذا قوؿ سفياف الثورم‪( :‬الكبائر‪ :‬ما كاف فيو من ا‪٤‬بظادل بينك كبْب العباد‪،‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬برجع نفسو ُ‪ ،ْٗٓ/‬كقر ه‬
‫كالصغائر‪ :‬ما كاف بينك كبْب ا﵁)‪ .‬مدارج السالكْب ُ‪.ِّٕ/‬‬
‫(ّ) شرح العقيدة الطحاكية ِ‪.ِٓٓ/‬‬
‫(ْ) قالو ابن أيب العز ُب شرح العقيدة الطحاكية ِ‪.ِٓٓ/‬‬
‫(ٓ) مرقاة ا‪٤‬بفاتيح شرح مشكاة ا‪٤‬بصابيح ُ‪.ُُِ/‬‬
‫(ٔ) سورة النساء‪.ُّ :‬‬

‫ّٔٔ‬
‫الوعد الكرصل‪ ،‬كك من كعد بغضب ا﵁ أك لعنتو أك نار أك حرماف جنة أك ما يقتضي‬
‫ذلك فإنو خارج عن ىذا الوعد‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أف ىذا الضابط مرجعو إذل ما ذكره ا﵁ كرسولو ُب الذنوب‪ ،‬فهو ىحد‬
‫ييتلقى من خطاب الشارع‪ ،‬كما سول ذلك ليس متل ٌقى من كبلـ ا﵁‪ ‬ككبلـ‬
‫رسولو ‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬أف ىذا الضابط ديكن الفرؽ بو بْب الكبائر كالصغائر‪ ،‬كأما تلك‬
‫األمور فبل ديكن الفرؽ هبا بْب الكبائر كالصغائر‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬أف تلك األقواؿ فاسدة‪:‬‬
‫فقوؿ من قاؿ‪ :‬إهنا ما اتفقت الشرائع على ‪ٙ‬برديو دكف ما اختلفت فيو؛‬
‫يوجب أف تكوف ا‪٢‬بىبة من ماؿ اليتيم كمن السرقة كا‪٣‬بيانة كالكذبة الواحدة كبعض‬
‫اإلساءات ا‪٣‬بفية ك‪٫‬بو ذلك كبّبة‪ ،‬كأف يكوف الفرار من الزحف ليس من الكبائر؛ إذ‬
‫ا‪١‬بهاد دل جيب ُب ك شريعة‪ ،‬ككذلك يقتضي أف يكوف التزكج با﵀رمات بالرضاعة‬
‫كالصهر كغّبمها ليس من الكبائر؛ ألنو ‪٩‬با دل تتفق عليو الشرائع‪ ،‬ككذلك إمساؾ‬
‫ا‪٤‬برأة بعد الطبلؽ الثبلث ككطئها بعد ذلك مع اعتقاد التحرصل‪.‬‬
‫ككذلك من قاؿ‪ :‬إهنا ما تسد باب ا‪٤‬بعرفة أك ذىاب النفوس كاألمواؿ؛ يوجب‬
‫أف يكوف القلي من الغضب كا‪٣‬بيانة كبّبة‪ ،‬كأف يكوف عقوؽ الوالدين كقطيعة الرحم‬
‫كشرب ا‪٣‬بمر كأك ا‪٤‬بيتة ك‪٢‬بم ا‪٣‬بنزير كقذؼ ا﵀صنات الغافبلت ا‪٤‬بؤمنات ك‪٫‬بو‬
‫ذلك ليس من الكبائر‪.‬‬
‫كمن قاؿ‪ :‬إهنا ‪٠‬بيت كبائر بالنسبة إذل ما دكهنا كأف ما عيصي ا﵁‪ ‬بو‬
‫فهو كبّبة؛ فإنو يوجب أف ال تكوف الذنوب ُب نفسها تنقسم إذل كبائر كصغائر‪،‬‬

‫ْٔٔ‬
‫كىذا خبلؼ القرآف فإف ا﵁ قاؿ‪ :‬ﮋﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮊ(ُ)‪،‬‬
‫ﮋﮒ‬ ‫كقاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮊ(ِ)‪ ،‬كقاؿ‪:‬‬
‫ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮊ(ّ)‪،‬‬
‫ﮋﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ‬ ‫كقاؿ‪:‬‬
‫ﮘ ﮙ ﮚﮊ(ْ)‪ ،‬كقاؿ‪ :‬ﮋﭥ ﭦ ﭧ ﭨﮊ(ٓ)‪ ،‬كاألحاديث كثّبة ُب‬
‫الذنوب الكبائر‪.‬‬
‫قوؿ ببل دلي ‪.‬‬
‫كمن قاؿ‪ :‬ىي سبعة عشر‪ ،‬فهو ه‬
‫كمن قاؿ‪ :‬إهنا مبهمة أك غّب معلومة‪ ،‬فإمنا أخرب عن نفسو أنو ال يعلمها‪.‬‬
‫تقصّبا؛ إذ الوعيد قد‬
‫ن‬ ‫كمن قاؿ‪ :‬إنو ما تيوعد عليو بالنار قد يقاؿ‪ :‬إف فيو‬
‫يكوف بالنار كقد يكوف بغّبىا‪ ،‬كقد يقاؿ‪ :‬إف ك كعيد فبل بد أف يستلزـ الوعيد‬
‫بالنار‪.‬‬
‫كأما من قاؿ‪ :‬إهنا ك ذنب فيو كعيد‪ ،‬فهذا يندرج فيما ذكره السلف؛ فإف‬
‫ك ذنب فيو ىحد ُب الدنيا ففيو كعي هد من غّب عكس‪ ،‬فإف الزنا كالسرقة‪ ،‬كشرب‬
‫ا‪٣‬بمر‪ ،‬كقذؼ ا﵀صنات ك‪٫‬بو ذلك فيها كعيد‪ ،‬كمن قاؿ‪ :‬إف الكبّبة ما فيها‬
‫كعيد"(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة النجم‪.ِّ :‬‬
‫(ِ) سورة الشورل‪.ّٕ :‬‬
‫(ّ) سورة النساء‪.ُّ :‬‬
‫(ْ) سورة الكهف‪.ْٗ :‬‬
‫(ٓ) سورة القمر‪.ّٓ :‬‬
‫(ٔ) ‪٦‬بوع الفتاكل ُُ‪.ْٔٓ/‬‬

‫ٓٔٔ‬
‫رابعا‪ :‬حكم مرتكب الكبيرة‬
‫ً‬
‫تدؿ نصوص الوحيْب داللةن كاضحةن على أف مرتكب الكبّبة ال خيرج من ا‪٤‬بلة‪،‬‬
‫ب ينقص إديانو بقدر ما اقَبؼ من الكبائر‪ ،‬كيطلق عليو مؤمن بإديانو فاسق بكبّبتو‪،‬‬
‫كال يسلب عنو اإلدياف‪ ،‬كمع ذلك ال يستحق أف يطلق عليو اسم مؤمن بإطبلؽ‪ ،‬ب‬
‫يبقى معو مطلق اإلدياف‪.‬‬
‫أ‪ -‬أدلة الكتاب على ذلك‪:‬‬
‫ُ‪ -‬قاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﮲‬
‫﮳﮴ ﮵﮶ﮊ(ُ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن جرير ‪" :‬كقد أبانت ىذه اآلية أف ك صاحب كبّبة ففي مشيئة‬
‫ا﵁‪ ‬إف شاء عفا عنو‪ ،‬كإف شاء عاقبو عليها مادل تكن الكبّبة شرنكا"(ِ)‪.‬‬
‫كقاؿ النوكم ‪" :‬كُب ىذه داللة ‪٤‬بذىب أى ا‪٢‬بق كما أ‪ٝ‬بع عليو السلف‬
‫أنو ال خيلد ُب النار أح هد مات على التوحيد‪ ،‬كا﵁ أعلم"(ّ)‪.‬‬
‫ِ‪ -‬كقاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ‬
‫ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫ﮩﮪ ﮫﮬﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱﮊ(ْ)‪.‬‬
‫أخا لورل‬
‫قاؿ ابن أيب العز ‪" :‬فلم يخيرج القات من الذين آمنوا‪ ،‬كجعلو ن‬
‫القصاص‪ ،‬كا‪٤‬براد أيخوة الدين ببل ريب"(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة النساء‪.ْٖ :‬‬
‫(ِ) جامع البياف ٓ‪.ُِٔ/‬‬
‫(ّ) شرح النوكم على مسلم ّ‪.ٖٓ/‬‬
‫(ْ) سورة البقرة‪.ُٕٖ :‬‬
‫(ٓ) شرح العقيدة الطحاكية ِ‪.ِْْ/‬‬

‫ٔٔٔ‬
‫ﮋﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ‬ ‫ّ‪ -‬كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴﮵ ﮶ ﮷ ﮸‬
‫﮹ﮊ(ُ)‪.‬‬
‫قاؿ السعدم ‪" :‬كإف اإلدياف‪ ،‬كاألخوة اإلديانية‪ ،‬ال تزكؿ مع كجود القتاؿ‬
‫كغّبه من الذنوب الكبار‪ ،‬الٍب دكف الشرؾ‪ ،‬كعلى ذلك مذىب أى السنة‬
‫كا‪١‬بماعة"(ِ)‪.‬‬
‫ب‪ -‬أدلة السنَّة على ذلك‪:‬‬
‫أف النيب قاؿ‪ :‬بايعوشل على أف ال‬ ‫ْ‪ -‬عن عبادة بن الصامت‬
‫تشركوا با﵁ شيئنا‪ ،‬كال تسرقوا كال تزنوا‪ ،‬كال تقتلوا أكالدكم‪ ،‬كال تأتوا ببهتاف تفَبكنو‬
‫بْب أيديكم كأرجلكم‪ ،‬كال تعصوا ُب معركؼ‪ ،‬فمن كَب منكم فأجره على ا﵁‬
‫‪ ،‬كمن أصاب من ذلك شيئنا فعوقب ُب الدنيا فهو يكفارة لو‪ ،‬كمن أصاب من‬
‫ذلك شيئنا ٍب سَبه ا﵁ فهو إذل ا﵁ إف شاء عفا عنو كإف شاء عاقبو‪ ،‬فبايعناه على‬
‫ذلك (ّ)‪.‬‬
‫فيضع عليو كنفوي(ْ) كيستيػ يره‬
‫ي‬ ‫ٓ‪ -‬كقاؿ النيب ‪ :‬إف ا﵁ يدشل من ا‪٤‬بؤمن‬
‫أتعرؼ ذنب كذا؟ أتعرؼ ذنب كذا؟ فيقوؿ‪ :‬نعم أم رب حٌب إذا قررهي‬ ‫ي‬ ‫فيقوؿ‪:‬‬
‫(ُ) سورة ا‪٢‬بجرات‪.ٗ :‬‬
‫(ِ) تيسّب الكرصل الر‪ٞ‬بن ُب تفسّب كبلـ ا‪٤‬بناف ُ‪.ََٖ/‬‬
‫(ّ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب اإلدياف‪ ،‬باب عبلمة اإلدياف حب األنصار ُ‪ ،ِِ/‬رقم ُٖ‪ ،‬كمسلم‪ ،‬كتاب ا‪٢‬بدكد‪،‬‬
‫باب الكفارات ألىلها ّ‪ ،ُّّّ/‬رقم َُٕٗ‪.‬‬
‫(ْ) كنفو‪ :‬رعاه كحفظو‪ ،‬كىو ُب حرزه كظلو يكنفو بالكبلءة كحسن الوالية‪ .‬ينظر‪ :‬العْب ٓ‪ ،ُّٖ/‬لساف العرب‬
‫ٗ‪.َّٖ/‬‬

‫ٕٔٔ‬
‫لك قاؿ‪ :‬سَبهتا عليك ُب الدنيا كأنا أغفرىا لك اليوـ‪،‬‬
‫بذنوبو كرأل ُب نفسو أنو ىا ه‬
‫ﮋﯳ ﯴ ﯵ‬ ‫فيعطى كتاب حسناتو‪ ،‬كأما الكافر كا‪٤‬بنافق‪ ،‬فيقوؿ األشهاد‪:‬‬
‫ﯶﯷﯸﯹﯺ ﯻﯼﯽﮊ(ُ)ُ) ‪.)ِ(،‬‬
‫ىذه ىي عقيدة أى السنة كا‪١‬بماعة قاطبة ُب مرتكب الكبّبة‪.‬‬
‫ذنوبا كثّبة‬
‫‪" :‬كيعتقد أى السنة أف ا‪٤‬بؤمن كإف أذنب ن‬ ‫يقوؿ الصابوشل‬
‫صغائر ككبائر فإنو ال يىكفر هبا‪ ،‬كإف خرج من الدنيا غّب تائب منها كمات على‬
‫التوحيد كاإلخبلص فإف أمره إذل ا﵁‪ ‬إف شاء عفا عنو كأدخلو ا‪١‬بنة يوـ‬
‫القيامة سالػ نما غامننا‪ ،‬غّب مبتلى بالنار‪ ،‬كال معاقب على ما ارتكبو كاكتسبو‪ٍ ،‬ب‬
‫استصحبو إذل يوـ القيامة من اآلثاـ كاألكزار‪ ،‬كإف شاء عاقبو كعذبو مدةن بعذاب‬
‫النار‪ ،‬كإذا عذبو دل خيلده فيها‪ ،‬ب أعتقو كأخرجو منها إذل نعيم دار القرار"(ّ)‪.‬‬
‫كذىب ابن عجيبة إذل ىذا بقولو‪" :‬كمذىب أى السنة أف مرتكب الكبّبة ال‬
‫يخيلد ُب النار‪ ،‬كأنو ُب حكم ا‪٤‬بشيئة‪ ،‬كفيو ردي على ا‪٤‬بعتزلة القائلْب بتخليد عصاة‬
‫ا‪٤‬بؤمنْب ُب النار"(ْ)‪.‬‬

‫(ُ) سورة ىود‪.ُٖ :‬‬


‫(ِ) أخرجو البخارم كتاب ا‪٤‬بظادل‪ ،‬باب قوؿ ا﵁ تعاذل‪ :‬ﮋﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﮊ ٓ‪ ،ٗٔ/‬رقم ُِْْ‪.‬‬
‫(ّ) عقيدة السلف كأصحاب ا‪٢‬بديث‪ ،‬صِٕٔ‪.‬‬
‫(ْ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.ْٖ/ُ ،ُِ/‬‬

‫ٖٔٔ‬
‫انجبة انثبنث‪:‬‬
‫آراء اثٍ عجيجخ انصٕفيخ‬
‫كفيو ستة فصوؿ‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ا‪٤‬بريد كالشيخ‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الوالية كالكرامة‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ا‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد ككحدة الوجود‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬األحواؿ كا‪٤‬بقامات‪.‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬موقفو من أعبلـ الصوفية كطرقها كأثره‬
‫على من بعده‪.‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬التعريف بالطريقة الدرقاكية كدكره ُب‬
‫تأسيسها‪ ،‬كموقف علماء أى السنة منها‪.‬‬
‫انفصم األٔل‪ :‬ادلريد ٔانشيخ‬
‫كفيو مبحثاف‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوـ ا‪٤‬بريد كالشيخ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الصلة بْب ا‪٤‬بريد كالشيخ‪.‬‬
‫ادلجحث األٔل‪:‬‬
‫يفٕٓو ادلريد ٔانشيخ‬

‫أول‪ :‬مفهوم المريد والشيخ‬


‫ً‬
‫عرؼ ابن عريب ا‪٤‬بريد بأنو‪" :‬الذم صح لو األ‪٠‬باء كدخ ُب ‪ٝ‬بلة ا‪٤‬بنقطعْب‬
‫إذل ا﵁ باالسم"(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ ا‪١‬برجاشل‪" :‬ىو اجملرد عن اإلرادة"(ِ)‪.‬‬
‫نفسو عن طيبات الدنيا‪ ،‬كأعرض عن لذاهتا لتلذذه‬
‫كقي ‪ :‬ىو "من عزفت ي‬
‫بوظائف العبادات"(ّ)‪.‬‬
‫كعرفو ابن عجيبة بقولو‪" :‬ىو الذم فعلو ‪ٞ‬بيد‪ ،‬كرأيو سديد‪ ،‬كبصره حديد‪،‬‬
‫كٕبره مديد‪ ،‬يستفيد كيفيد"(ْ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬فهو الذم تعلقت إرادتو ٗبعرفة ا‪٢‬بق‪ ،‬كدخ ‪ٙ‬بت تربية‬
‫كقاؿ ن‬
‫ا‪٤‬بشايخ"(ٓ)‪.‬‬
‫كقسم ابن عجيبة ا‪٤‬بريد إذل ثبلث مراتب‪ ،‬فقاؿ‪" :‬كىي ثبلثة مراتب‪ :‬إرادة‬
‫التربؾ كا‪٢‬برمة‪ ،‬كىي ‪٤‬بن ضعفت ًمهتو ككثرت عبلقتو‪ ،‬كإرادة الوصوؿ إذل ا‪٢‬بضرة‪،‬‬
‫كىي ألى التجريد(ٔ) كقيػوة العزـ‪ ،‬كإرادة ا‪٣‬ببلفة ككماؿ ا‪٤‬بعرفة‪ ،‬كىي ‪٤‬بن ظهرت‬
‫(ُ) اصطبلحات الصوفية‪ ،‬صِٗٓ‪.‬‬
‫(ِ) التعريفات‪ ،‬صِٗٔ‪ ،‬كينظر‪ :‬معجم اصطبلحات الصوفية‪ ،‬صِِْ‪.‬‬
‫(ّ) القاموس الصوُب‪ ،‬صِٖٖ‪.‬‬
‫(ْ) قوانْب صوفية‪ ،‬صّْ‪.‬‬
‫(ٓ) معراج التشوؼ إذل حقائق التصوؼ‪ ،‬صٖٕ‪.‬‬
‫(ٔ) التجريد‪ :‬أف يتجرد بظاىره عن األعراض كبباطنو عن األعواض‪ ،‬كال يأخذ من عرض الدنيا شيئنا‪ ،‬كال يطلب‬
‫=‬
‫ّٕٔ‬
‫شيخ كام و أك و‬
‫ىاتف صادؽ"(ُ)‪.‬‬ ‫كصرح لو با‪٣‬ببلفة من و‬ ‫‪٪‬بابتو ككملت أىليتو ي‬
‫فطريق التربؾ يكفي فيو تعلم الفقو كالتوحيد‪ ،‬كأف يكوف ا‪٤‬بريد ي‪٧‬ببا لشيخو‬
‫كإخوانو‪ ،‬كطريق اإلرادة أف يلقي التلميذ بنفسو بْب يدم الشيخ‪ ،‬فيكوف كا‪٤‬بيت بْب‬
‫يدم الغاس يفع بو ما يشاء‪ ،‬كييقلبو كيف يشاء‪ ،‬فمريد اإلرادة يسلب إرادتو‬
‫أفعاال‪ ،‬كإف دل يفع ذلك فهو منازع‬
‫لشيخو‪ ،‬فهو يتلقى الطريق من شيخو أقو ناال ك ن‬
‫للشيخ فيما يريد(ِ)‪.‬‬
‫َّأما مفهوم الشيخ فعرفو القاشاشل(ّ) بقولو‪" :‬اإلنساف الكام ُب علوـ الشريعة‬
‫كالطريقة كا‪٢‬بقيقة‪ ،‬البالغ إذل حد التمكْب فيها لعلمو بآفات النفوس كأمراضها‬
‫كأدكائها‪ ،‬كمعرفتو بدكائها‪ ،‬كقدرتو على شفائها‪ ،‬كالقياـ هبداىا إف استعدت ككفقت‬
‫الىتدائها"(ْ)‪.‬‬
‫كقي ‪" :‬ىو الذم سلك طريق ا‪٢‬بق‪ ،‬كعرؼ ا‪٤‬بخاكؼ كا‪٤‬بهالك‪ ،‬فّبشد ا‪٤‬بريد‬
‫كيشّب إليو ٗبا ينفعو كما يضره"(ٓ)‪.‬‬

‫=‬
‫عوضا من عاج و كال آج ‪ ،‬ب يفع ذلك لوجوب حق ا﵁ تعاذل‪ ،‬ال لعلة غّبه‪ ،‬كال لسبب‬ ‫على ما ترؾ منها ن‬
‫سواه‪ ،‬كيتجرد بسره عن مبلحظة ا‪٤‬بقامات الٍب حيلها‪ ،‬كاألحواؿ الٍب يناز‪٥‬با ٗبعُب السكوف إليها‪ .‬ينظر‪ :‬التعرؼ‬
‫‪٤‬بذىب أى التصوؼ‪ ،‬صُُ‪.‬‬
‫(ُ) معراج التشوؼ‪ ،‬صُّ‪.‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬مواعظ حامدية‪ ،‬صٗ‪.َُ-‬‬
‫ُب كلو مؤلفات ُب التصوؼ منها‪ :‬كشف الوجوه‬
‫(ّ) عبد الرزاؽ ‪ٝ‬باؿ الدين بن أ‪ٞ‬بد الكاشاشل أك القاشاشل‪ ،‬صو ي‬
‫الغر‪ ،‬كلطائف اإل‪٥‬باـ‪ ،‬كرشح الزالؿ‪ ،‬كانت كفاتو سنة َّٕىػ‪ .‬ينظر‪ :‬كشف الظنوف ُ‪.ِِٔ/‬‬
‫(ْ) اصطبلحات الصوفية‪ ،‬صُِٔ‪.‬‬
‫(ٓ) معجم مصطلحات الصوفية‪ ،‬صُّْ‪.‬‬

‫ْٕٔ‬
‫ثانيًا‪ :‬أمور يجب على المريد أن يسلكها‬
‫من ‪ٝ‬بلة األمور الٍب يسلكها ا‪٤‬بريد كبدكهنا ال يص ‪٤‬بقاـ الوالية ‪-‬حسب‬
‫زعمهم‪ -‬اجملاىدة كالعزلة‪ ،‬كالصوـ‪ ،‬كا‪١‬بوع‪ ،‬كتسليط الناس‪ ،‬كالتجرد من الدنيا‬
‫كملذاهتا(ُ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن عجيبة‪" :‬كأعظم ما يشتغ عنو ا‪٤‬بريد كيغيب عنو يحب الدنيا‪ ،‬فإنو‬
‫س يم قاطع‪ ،‬كال ديكن السّب إذل ا﵁ بصفاء القلوب مع بقاء و‬
‫شيء منها‪ ،‬كقليلها‬ ‫ي‬
‫(ِ)‬
‫ككثّبىا" ‪.‬‬
‫كقاؿ ُب موض وع آخر‪" :‬فإف أضاؼ ا‪٤‬بريد إذل العزلة(ّ) الصمت كا‪١‬بوع كالسهر‬
‫فقد كملت كاليتو‪ ،‬كظهرت عنايتو‪ ،‬كأشرقت عليو األنوار‪ ،‬كامنحت من مرآة قلبو‬
‫صور األغيار"(ْ)‪.‬‬
‫كيقسم الصوفية العزلة إذل قسمْب‪ :‬عزلة ا‪٤‬بريد با‪١‬بسم عن ‪٨‬بالطة األغيار‪،‬‬
‫كىو ُب ىذا ا‪٤‬بقاـ دل يص إذل كحدة الشهود‪ ،‬كالقسم الثاشل‪ :‬عزلة ا﵀ققْب كتكوف‬
‫بالقلب عن الكوف‪ ،‬فهؤالء كصلوا ‪-‬بزعمهم‪ -‬لوحدة الشهود كالعياف‪ ،‬فكملت‬
‫كاليتهم‪ ،‬كىم بذلك يتحقق فيهم ا‪٤‬بقولة الكفرية كحدة الوجود‪.‬‬
‫ينفع‪،‬‬
‫‪٩‬بدكحا‪ ،‬فا‪٤‬بمدكح من العزلة اعتزاؿ ما يؤذم‪ ،‬كمن ا‪٣‬بلطة ما ي‬
‫كىذا ليس ن‬
‫فبل ينبغي أف تقطع العزلةي عن العلم كا‪١‬بماعات ك‪٦‬بالس الذكر كاالحَباؼ للعائلة‪،‬‬
‫كحضور ا‪١‬بنائز‪ ،‬كعيادة ا‪٤‬برضى(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬شرح الصبلة ا‪٤‬بشيشية‪ ،‬صُْ‪ ،‬البحر ا‪٤‬بديد ْ‪.ٓٔٔ/ُ ،ِّْ/‬‬
‫(ِ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صّْٔ‪.‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬اإلسفار عن رسالة أى األنوار فيما يتجلى ألى الذكر ُب ا‪٣‬بلوة من األنوار‪ ،‬صّٖ‪ ،‬لطائف األعبلـ‬
‫ِ‪.َّٔ/‬‬
‫(ْ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صَٔ‪.‬‬
‫(ٓ) غذاء األلباب شرح منظومة اآلداب ِ‪ ،ِّٕ/‬ينظر‪٨ :‬بتصر منهاج القاصدين‪ ،‬صُُٔ‪ ،‬تلبيس إبليس‪ ،‬صِّٓ‪.‬‬

‫ٕٓٔ‬
‫ﮋﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ‬ ‫كلقد فسر ابن عجيبة قوؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮊ(ُ) بقولو‪" :‬ا‪٢‬برـ اآلمن ُب ىذه‬
‫الدار ىو التبت كاالنقطاع عن الدنيا كأبنائها‪ ،‬كالتجرد من أسباهبا"(ِ)‪.‬‬
‫‪٨‬بالف لتفسّب العلماء ا﵀ققْب‪ ،‬قاؿ ابن كثّب ‪" :‬يقوؿ تعاذل‬ ‫كىذا التفسّب ه‬
‫‪٩‬بتنا على قريش فيما أحلهم من حرمو الذم جعلو للناس سواءن العاكف فيو كالباد‪،‬‬
‫كمن دخلو كاف آمنا فهم ُب أم ون عظيم‪ ،‬كاألعراب حولو ينهب بعضهم بعضا‪،‬‬
‫ﮋﭑ ﭒﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬ ‫كيقت بعضهم بعضا‪ ،‬كما قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﭙﭚﭛﭜﭞ ﭟﭠﭡﭢﭣﭤﮊ(ّ)"(ْ)‪.‬‬
‫كتفسّب ابن عجيبة ا‪٤‬بخالف لآلية جاء نتيجة اجملاىدة كالرياضة الٍب كاف عليها‬
‫ابن عجيبة فقد "كاف قلي اللحم‪ ،‬يابس ا‪١‬بلد على العظم؛ من كثرة اجملاىدة كالزىد‬
‫كالورع‪ ،‬كيلبس جبلبة مرتقعة"(ٓ)‪ ،‬فهو يصف نفسو عندما تكوف تلك حالتو بقولو‪:‬‬
‫كنت ُب حاؿ الرياضة كاجملاىدة إذا أردت أف أتكلم ُب التفسّب‪ ،‬أك غّبه أشرع‬
‫"كلقد ي‬
‫ُب الكبلـ‪ٍ ،‬ب أغيب(ٔ)‪ ،‬فكنت أحس بالكبلـ خيرج مِب من غّب اختيار كأنو‬
‫السحاب‪ ،‬فتصدر مِب علوـ ً‬
‫كح ىكم‪ ،‬فإذا سكت دل يبق منو إال القلي "(ٕ)‪.‬‬ ‫ه‬
‫(ُ) سورة العنكبوت‪.ٕٔ :‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ْ‪.ُِّ/‬‬
‫(ّ) سورة قريش‪.ْ-ُ :‬‬
‫(ْ) تفسّب ابن كثّب ٔ‪ ،ِٔٓ/‬كينظر‪ :‬ا﵀رر الوجيز ْ‪ ،ِّٓ/‬كالبحر ا﵀يط ّ‪.ِّٕ/‬‬
‫(ٓ) ينظر‪٨ :‬بطوط كنز األسرار‪ ،‬للمعسكرم‪ ،‬صُّ‪ ،‬كىذه مسالك الصوفية ا‪٤‬ببتدعة الٍب دل ترد ُب الشرع‪.‬‬
‫(ٔ) غيبة القلب عن علم ما جيرم من أحواؿ ا‪٣‬بلق؛ الشتغاؿ ا‪٢‬بس ٗبا كرد عليو‪ٍ ،‬ب قد يغيب عن إحساسو بنفسو‬
‫كغّبه بوارد من تذكر ثواب أك تفكر عقاب‪ .‬ينظر‪ :‬الرسالة القشّبية‪ ،‬صّٔ‪.‬‬
‫(ٕ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صّٔٔ‪.‬‬

‫ٕٔٔ‬
‫‪" :‬الرياضة تستعم ُب ثبلثة أنواع‪ُ :‬ب رياضة األبداف‬ ‫قاؿ ابن تيمية‬
‫با‪٢‬بركة كا‪٤‬بشي كما يذكر األطباء كغّبىم‪ ،‬كُب رياضة النفوس باألخبلؽ ا‪٢‬بسنة‬
‫ا‪٤‬بعتدلة كاآلداب ا﵀مودة‪ ،‬كُب رياضة األذىاف ٗبعرفة دقيق العلم كالبحث عن األمور‬
‫الغامضة"(ُ)‪.‬‬
‫خطابات شيطانية‪ ،‬نتيجة الرياضات‬
‫ه‬ ‫كما تومهو ابن عجيبة ىو ُب ا‪٢‬بقيقة‬
‫كاجملاىدات الشاقة على النفس‪.‬‬
‫‪" :‬فمن أين للمخاطب أف ىذا ا‪٣‬بطاب ر‪ٞ‬باشل‪ ،‬أك‬ ‫قاؿ ابن القيم‬
‫ملكي؟ بأم برىاف؟ أك بأم دلي ؟ كالشيطاف يقذؼ ُب النفس كحيو‪ ،‬كيلقي ُب‬
‫السمع خطابو‪ ،‬فيقوؿ ا‪٤‬بغركر ا‪٤‬بخدكع‪ :‬قي رل كخوطبت‪ ،‬صدقت لكن الشأف ُب‬
‫القائ لك كا‪٤‬بخاطب ‪ ...‬خطاب حارل‪ ،‬تكوف بدايتو من النفس‪ ،‬كعوده إليها‪،‬‬
‫كثّبا ما يعرض‬
‫فيتومهو من خارج‪ ،‬كإمنا ىو من نفسو‪ ،‬منها بدأ كإليها يعود‪ ،‬كىذا ن‬
‫للسالك‪ ،‬فيغلط فيو‪ ،‬كيعتقد أنو خطاب من ا﵁‪ ،‬كلمو بو منو إليو‪ ،‬كسبب غلطو أف‬
‫اللطيفة ا‪٤‬بدركة من اإلنساف إذا صفت بالرياضة‪ ،‬كانقطعت علقها عن الشواغ‬
‫الكثيفة صار ا‪٢‬بكم ‪٥‬با ٕبكم استيبلء الركح كالقلب على البدف‪ ،‬كمصّب ا‪٢‬بكم‬
‫‪٥‬بما‪ ،‬فتنصرؼ عناية النفس كالقلب إذل ٘بريد ا‪٤‬بعاشل الٍب ىي متصلة هبما‪ ،‬كتشتد‬
‫عناية الركح هبا‪ ،‬كتصّب ُب ‪٧‬ب تلك العبلئق كالشواغ ‪ ،‬فتمؤل القلب‪ ،‬فتنصرؼ‬
‫تلك ا‪٤‬بعاشل إذل ا‪٤‬بنطق كا‪٣‬بطاب القليب الركحي ٕبكم العادة‪ ،‬كيتفق ٘برد الركح‪،‬‬
‫فتشك تلك ا‪٤‬بعاشل للقوة السامعة بشك األصوات ا‪٤‬بسموعة‪ ،‬كللقوة الباصرة‬
‫بشك األشخاص ا‪٤‬برئية‪ ،‬فّبل صورىا‪ ،‬كيسمع ا‪٣‬بطاب‪ ،‬ككلو ُب نفسو ليس ُب‬
‫(ُ) الرد على ا‪٤‬بنطقيْب‪ ،‬صِٓٓ‪.‬‬

‫ٕٕٔ‬
‫ا‪٣‬بارج منو شيء‪ ،‬كحيلف أنو رأل ك‪٠‬بع‪ ،‬كصدؽ‪ ،‬لكن رأل ك‪٠‬بع ُب ا‪٣‬بارج‪ ،‬أك ُب‬
‫نفسو؟ كيتفق ضعف التمييز‪ ،‬كقلة العلم‪ ،‬كاستيبلء تلك ا‪٤‬بعاشل على الركح‪ ،‬ك٘بردىا‬
‫من الشواغ "(ُ)‪.‬‬
‫خطر ىذه الرياضات كاجملاىدات كما ينتج‬ ‫كبْب شيخ اإلسبلـ ابن تيمية‬
‫عنها من اعتقادات فاسدة فقاؿ‪" :‬ككذلك أصحاب الرياضة كالتجرد ‪ ...‬قد تنعقد‬
‫أحكاما فاسدة‬
‫ن‬ ‫ُب قلبو مقاييس فاسدة كمواجيد فاسدة حيكم ٗبقتضاىا ُب الربوبية‬
‫مث ‪ ... :‬اعتقاد أف الرب ىو الوجود ا‪٤‬بطلق الذم ال يتميز‪ ،‬كأف عْب الوجود ىو‬
‫عْب ا‪٣‬بالق كأنو ليس كراء السموات كاألرض شيءه آخر‪ ،‬كإمنا ىذه األشياء كلها‬
‫مراتب للصفات كأف الربوبية كاإل‪٥‬بية مراتب ذىنية شكوكية‪ ،‬كأما ُب ا‪٢‬بقيقة فليس‬
‫إال عْب ذاتو فا﵀جوبوف يركف ا‪٤‬براتب كا‪٤‬بكاشف ما ترل إال عْب ا‪٢‬بق"(ِ)‪.‬‬
‫كىذه اجملاىدات ا‪٤‬ببتدعة ليست من الدين‪ ،‬فا‪٤‬بشقة ال تقصد لذاهتا‪ ،‬أما‬
‫ا‪٤‬بشقة الٍب يثاب عليها ا‪٤‬بؤمن فهي الٍب تلحقو أثناء التكليف‪ ،‬كأما أف تقصد لذاهتا‬
‫ﮋﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ‬ ‫ك٘بتنب رخص ا﵁ فبل‪ ،‬قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮖﮗ ﮘﮙﮚ ﮛﮜ ﮝﮞ ﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥ‬
‫ﮦﮧ ﮨﮩﮪﮫﮬ ﮭﮮﮯﮰﮊ(ّ) (ْ)‪.‬‬
‫كىو يبْب البدع الٍب عليها ا‪٤‬بتصوفة‪" :‬كمن ذلك أهنم يبنوف‬ ‫قاؿ الشاطيب‬
‫طريقهم على اجتناب الرخص ‪ٝ‬بلة ‪ ...‬فالتزاـ العزائم مع كجود مضار الرخص الٍب‬
‫(ُ) مدارج السالكْب ُ‪.ٖٓ/‬‬
‫(ِ) ‪٦‬بموع الفتاكل ِ‪.ٔٔ ،ّٔ/‬‬
‫(ّ) سورة التوبة‪.َُِ :‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬ا‪٤‬بوافقات ِ‪.ُِٓ/‬‬

‫ٖٕٔ‬
‫(ُ)‬
‫قاؿ فيها رسوؿ ا﵁ ‪ :‬إف ا﵁ حيب أف تؤتى رخصو كما حيب أف تؤتى عزائمو‬
‫قمعا للنفس عن االسَبساؿ ُب ا‪٤‬بي إذل‬
‫فيو ما فيو‪ ،‬كظاىره أنو بدعة استحسنوىا ن‬
‫كإيثارا إذل ما يبُب عليو من اجملاىدة"(ِ)‪.‬‬
‫الراحة ن‬
‫ثالثًا‪ :‬تجرد المريد عن المال‬
‫ال بد للمريد أف يفتح على نفسو أربعة؛ ليدخ ُب طريق القوـ‪" :‬يفتح باب‬
‫الذؿ‪ ،‬كيغلق باب العز‪ ،‬كيفتح باب اجملاىدة‪ ،‬كيغلق باب الراحة‪ ،‬كيفتح باب‬
‫السهر‪ ،‬كيغلق باب النوـ‪ ،‬كيفتح باب الفقر‪ ،‬كيغلق باب الغُب"(ّ)‪.‬‬
‫كقصد القوـ من اجملاىدة الوصوؿ لئل‪٥‬باـ كالكشف‪ ،‬قاؿ الغزارل‪" :‬فباجملاىدة‬
‫كا‪١‬بلوس مع ا﵁ ُب ا‪٣‬بلوة مع تطهّب القلب عن شواغ الدنيا تنكشف دقائق علوـ‬
‫الدين‪ ،‬كتنفجر ينابيع ا‪٢‬بكمة من القلب من غّب ىع يد كال حصر‪ ،‬فتصفية القلب‬
‫كا‪١‬بلوس ُب ا‪٣‬بلوة مع ا﵁ تعاذل ىو مفتاح اإل‪٥‬باـ كمنبع الكشف"(ْ)‪.‬‬
‫"كك مريد اشتغ بإصبلح حالو كبنظافة ثيابو‪ ،‬كلبس األصواؼ الرفيعة كغّبىا‬
‫ال يفلح ُب طريق القوـ‪ ،‬كلو كاف شيخو من أكرب األكلياء"(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) أخرجو أ‪ٞ‬بد ِ‪ ،َُٖ/‬كابن حباف ُب صحيحو ٔ‪ ،ّٖٓٔ ،ّّّ/ٖ ،ِِْٕ ،ُْٓ/‬لكن ُب ا‪٤‬بوضع الثاشل‬
‫بلفظ‪ :‬كما جيب أف تؤتى عزائمو ‪ ،‬كالبزار ُِ‪ ،َِٓ/‬رقم ٖٗٗٓ‪ ،‬كالبيهقي ُب كتاب الصبلة‪ ،‬باب كراىية‬
‫ترؾ التقصّب كا‪٤‬بسح على ا‪٣‬بفْب كما يكوف رخصة رغبة عن السنة‪ ،َُْ/ّ ،‬كا‪٣‬بطيب ُب تارخيو َُ‪،ّْٕ/‬‬
‫كالقضاعي ُب مسند الشهاب َُٖٕ‪ ،‬كقاؿ ا‪٥‬بيثمي ُب اجملمع‪ :‬ركاه الطرباشل ُب الكبّب كالبزار‪ ،‬كرجاؿ البزار‬
‫ثقات ككذلك رجاؿ الطرباشل‪ .‬ينظر‪ ،ُٔٔ-ُٔٓ/ّ :‬كا‪٢‬بديث صححو األلباشل ُب اإلركاء ح‪.ْٓٔ :‬‬
‫(ِ) االعتصاـ ُ‪.ِّٕ/‬‬
‫(ّ) من كبلـ أيب مدين‪٨ ،‬بطوط آداب ا‪٤‬بريد كالشيخ‪ ،‬تطواف‪ ،‬ضمن ‪٦‬بموع رقم َُٖٖ‪ ،‬صَُْ‪.‬‬
‫أيضا أثناء مناقشة الوالية‪،‬‬
‫(ْ) فا‪ٙ‬بة العلوـ‪ ،‬للغزارل‪ ،‬صِٗ‪ ،‬ككذلك الوصوؿ لوحدة الوجود‪ ،‬كىذا ما سوؼ يتبْب ن‬
‫ككحدة الوجود‪.‬‬
‫(ٓ) األنوار القدسية ُب معرفة قواعد الصوفية ُ‪.َُٗ/‬‬

‫ٕٗٔ‬
‫كنت قب أف أدخ ُب طريق‬ ‫كابن عجيبة سلك ىذا ا‪٤‬بسلك إذ يقوؿ‪" :‬كقد ي‬
‫و‬
‫بشيء من الدنيا‪ ،‬كاف عندم بستاف كعرصتاف من اللشْب(ُ)‪ ،‬من قب‬ ‫القوـ متلب نسا‬
‫ا‪٢‬ببس كبقرة ‪ٙ‬بلب كمبلح ا‪٤‬بلح كخزانة من كتب العلم‪ ،‬فلما دخلت ُب الطريق‬
‫ذىب ذلك كلو كبقيت كما قاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﯱ ﯲ ﯳﮊ(ِ)‪ ،‬كبعت كتب العلم‬
‫الظاىر‪ ،‬كأنفقت ج ذلك على الشيخ(ّ) ُب بنياف داره كُب تزكجيو"(ْ)‪.‬‬
‫ذليبل‪ ،‬فارغ اليد‪ ،‬ليس من الدين ُب شيء‪،‬‬ ‫كا‪٣‬بركج عن ا‪٤‬باؿ بأف يصبح العبد ن‬
‫أحدا با‪٣‬بركج عن مالو‪ ،‬كال أمر صاحب‬ ‫كدل يفعلو النيب مع أصحابو‪" ،‬كدل يأمر ن‬
‫صنعة با‪٣‬بركج عن صنعتو‪ ،‬كال صاحب ٘بارة با‪٣‬بركج عن مالو‪ ،‬كال صاحب ٘بارة‬
‫بَبؾ ٘بارتو‪ ،‬كىم كانوا أكلياء ا﵁ حقا‪ ،‬كالطالبوف لسلوؾ طريق ا‪٢‬بق صدقنا‪ ،‬كإف‬
‫سلك من بعدىم ألف سنة دل يبلغ شأهنم كدل يبلغ ىداىم‪ٍ ،‬ب إنو كما يكوف ا‪٤‬باؿ‬
‫شاغبل عنو‪،‬‬
‫شاغبل ُب الطريق عن بلوغ ا‪٤‬براد‪ ،‬فكذلك يكوف فراغ اليد منو ‪ٝ‬بلة ن‬ ‫ن‬
‫كليس أحد العارضْب أكذل باالعتبار من اآلخر"(ٓ)‪.‬‬
‫كترؾ ما يستعْب بو العبد على طاعة ا﵁‪ ‬ليس من الزىد ا‪٤‬بشركع(ٔ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن القيم ‪" :‬الزىد ُب الدنيا ‪ٝ‬بلة‪ ،‬كليس ا‪٤‬براد ‪ٚ‬بليها من اليد كال‬
‫صفرا منها‪ ،‬كإمنا ا‪٤‬براد إخراجها من قلبو بال يكلية‪ ،‬فبل يلتفت إليها‪،‬‬
‫إخراجها كقعوده ن‬
‫كال يدعها تساكن قلبو‪ ،‬كإف كانت ُب يده‪ ،‬فليس الزىد أف تَبؾ الدنيا من يدؾ‬
‫(ُ) اللشْب‪ :‬الربتقاؿ‪ ،‬الفهرسة‪ ،‬صّٓ‪.‬‬
‫(ِ) سورة األنعاـ‪.ْٗ :‬‬
‫(ّ) يقصد شيخو العريب الدرقاكم‪.‬‬
‫(ْ) الفهرسة‪ ،‬صّٓ‪.‬‬
‫(ٓ) االعتصاـ ُ‪.ِْٕ-ِّٕ/‬‬
‫(ٔ) ينظر‪٦ :‬بموع الفتاكل ُُ‪.ِٖ/‬‬

‫َٖٔ‬
‫كىي ُب قلبك كإمنا الزىد أف تَبكها من قلبك كىي ُب يدؾ‪ ،‬كىذا كحاؿ ا‪٣‬بلفاء‬
‫الراشدين كعمر بن عبد العزيز(ُ) الذل يضرب بزىده ا‪٤‬بث مع أف خزائن األمواؿ‬
‫‪ٙ‬بت يده‪ ،‬ب كحاؿ سيد كلد آدـ حْب فتح ا﵁ عليو من الدنيا ما فتح‪ ،‬كال‬
‫زىدا فيها"(ِ)‪.‬‬
‫يزيده ذلك إال ن‬
‫كرأم ابن عجيبة كغّبه(ّ) بعيد عن دين الوسطية كاالعتداؿ‪ ،‬فالنفس ‪٥‬با إقباؿ‬
‫كإدبار ُب ما تقوـ بو من أعماؿ‪ ،‬ك‪٥‬بذا بْب لنا النيب ا‪٤‬بنهج الصحيح فقاؿ‪:‬‬
‫لك عم و شرة‪ ،‬كلك شرة فَبة‪ ،‬فمن كانت فَبتو إذل يسنٍب فقد اىتدل‪ ،‬كمن‬
‫كانت فَبتو إذل غّب ذلك فقد ىلك (ْ)‪ ،‬كمن دل ‪ٚ‬برجو فَبتو من تضيع فرض أك‬
‫تدخلو ُب فع ‪٧‬برـ ييرجى لو أف يعود أفض ‪٩‬با كاف عليو(ٓ)‪.‬‬
‫كيقوؿ ابن تيمية ‪" :‬كمن عظم مطلق السهر كا‪١‬بوع‪ ،‬كأمر هبما مطل نقا‬
‫فهو ‪٨‬بطئ‪ ،‬ب ا﵀مود السهر الشرعي‪ ،‬كا‪١‬بوع الشرعي‪ ،‬فالسهر الشرعي كما تقدـ‬
‫(ُ) أبو حفص‪ ،‬عمر بن عبد العزيز بن مركاف بن ا‪٢‬بكم األموم الدمشقي‪ ،‬أمّب ا‪٤‬بؤمنْب‪ ،‬كرل إمارة ا‪٤‬بدينة للوليد‪ ،‬ككاف‬
‫مع سليماف كالوزير‪ ،‬ككرل ا‪٣‬ببلفة بعده فىػ يعد مع ا‪٣‬بلفاء الراشدين‪ ،‬ركل عن عركة بن الزبّب‪ ،‬كأيب بكر بن عبد الر‪ٞ‬بن‪،‬‬
‫كالربيع بن سّبة‪ ،‬كغّبىم‪ ،‬كعنو الزىرم كأبو بكر بن حزـ‪ ،‬حديثو عند الستة‪ ،‬مات ُب رجب سنة َُُىػ‪ ،‬كلو‬
‫أربعوف سنة‪ ،‬كمدة خبلفتو سنتاف كنصف‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪١‬برح كالتعدي ٔ‪ ،ُِّ/‬سّب أعبلـ النببلء ٓ‪.ُُْ/‬‬
‫(ِ) طريق ا‪٥‬بجرتْب‪ ،‬صِِٓ‪.‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬اآلداب ا‪٤‬برضية لسالك طريق الصوفية‪ ،‬صّٓ‪ ،ّّٓ ،‬سلوؾ الطريقة الوارية بالشيخ كا‪٤‬بريد كالزاكية‪،‬‬
‫صّٕ‪.َُٕ ،‬‬
‫(ْ) أخرجو أ‪ٞ‬بد ُب ا‪٤‬بسند ٓ‪ ،َْٗ/‬رقم َِّٕٖ‪ ،‬كالبزار ُب ا‪٤‬بسند ٔ‪ ،ّّٖ-ّّٕ/‬رقم ِّْٓ‪ ،‬كِّْٔ‪ ،‬كقاؿ‬
‫ا‪٥‬بيثمي ُب ‪٦‬بمع الزكائد‪ :‬رجالو رجاؿ الصحيح ِ‪ ،ِٖٓ/‬كأخرجو البيهقي ُب شعب اإلدياف ّ‪ ،ّٗٗ/‬رقم ّٖٕٖ‪،‬‬
‫كابن حباف ُب صحيحو ُ‪ ،ُٖٕ/‬رقم ُُِ‪ ،‬كحسنو األلباشل ُب التعليقات ا‪٢‬بساف على صحيح ابن حباف‬
‫حسن صحيح‪ ،‬كصححو األلباشل ُب ظبلؿ ا‪١‬بنة رقم ُُٓ‪.‬‬
‫حديث ه‬
‫ه‬ ‫ُ‪ ،َّٖ/‬كأخرجو الَبمذم ِ‪ ،ْٕ/‬كقاؿ‪:‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬مدارج السالكْب ّ‪.ُُّ/‬‬

‫ُٖٔ‬
‫من صبلة‪ ،‬أك ذكر‪ ،‬أك قراءة‪ ،‬أك كتابة علم‪ ،‬أك نظر فيو‪ ،‬أك درسو‪ ،‬أك غّب ذلك من‬
‫العبادات"(ُ)‪.‬‬
‫كثّبا منهم ُب الرىبانية‪ ،‬كا‪٣‬بركج عن‬
‫ن‬ ‫أيضا‪" :‬كىذا ىو الذم أدخ‬ ‫كقاؿ ن‬
‫الشرعية‪ ،‬حٌب تركوا من األك كالشرب‪ ،‬كاللباس كالنكاح ما حيتاجوف إليو‪ ،‬كما ال‬
‫تتم مصلحة دينهم إال بو ‪ ...‬فبلزموا ا‪١‬بوع كالسهر‪ ،‬كا‪٣‬بلوة كالصمت كغّب ذلك ‪٩‬با‬
‫فيو ترؾ ا‪٢‬بظوظ كاحتماؿ ا‪٤‬بشاؽ"(ِ)‪.‬‬
‫‪ٍ" :‬ب ق من عم ىذه ا‪٣‬بلوات ا‪٤‬ببتدعة إال كاضطرب‪،‬‬ ‫كقاؿ الذىيب‬
‫كفسد عقلو‪ ،‬كجف دماغو‪ ،‬كرأل مرأل ك‪٠‬بع خطابنا الكجود لو ُب ا‪٣‬بارج"(ّ)‪.‬‬
‫كيقوؿ ابن تيمية ‪" :‬كليس ألكلياء ا﵁‪ ‬شيء يتميزكف بو عن الناس‬
‫مباحا‪ ،‬كال‬
‫ُب الظاىر من األمور ا‪٤‬بباحات‪ ،‬فبل يتميزكف بلباس دكف لباس إذا كاف ن‬
‫مباحا‪ ،‬كما قي كم من صديق ُب قباء‪ ،‬ككم‬ ‫ٕبلق شعر أك تقصّبه أك ضفر إذا كاف ن‬
‫من زنديق ُب عباء‪ ،‬ب يوجدكف ُب ‪ٝ‬بيع أصناؼ أمة ‪٧‬بمد إذا دل يكونوا من‬
‫أى البدع الظاىرة كالفجور‪ ،‬فيوجدكف ُب أى القرآف كأى العلم‪ ،‬كيوجدكف ُب أى‬
‫ا‪١‬بهاد كالسيف‪ ،‬كيوجدكف ُب التجار كالصناع كالزراع"(ْ)‪.‬‬
‫كجيب على ا‪٤‬بؤمن أف يسلك ما جاءت بو النصوص الشرعية بتسديد العبد‬
‫كتوفيقو من ا﵁‪.‬‬
‫ﮋﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‬ ‫قاؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل ِِ‪.َّٖ/‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬برجع نفسو َُ‪.ُٕٖ-ُٕٕ ،ُٕٓ/‬‬
‫(ّ) سّب أعبلـ النببلء ّْ‪.َٖ/‬‬
‫(ْ) ‪٦‬بموع الفتاكل ُُ‪.ُْٗ/‬‬

‫ِٖٔ‬
‫ﭲﭳﭴﭵ ﭶﮊ(ُ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن كثّب ‪" :‬أم‪ :‬لوال ىو يرزؽ من يشاء التوبة كالرجوع إليو‪ ،‬كيزكي‬
‫و‬
‫أخبلؽ رديئة‪ ،‬ك ٕبسبو‪٤ ،‬با‬ ‫النفوس من شركها كفجورىا كدسها كما فيها من‬
‫خّبا"(ِ)‪.‬‬
‫حص أحد لنفسو زكاة كال ن‬
‫كلن تنعم ىذه النفس ُب أنواع العبادات إال إذا تزكت بتحقيق التوحيد العلمي‬
‫ا‪٣‬بربم كاإلرادم الطليب‪ ،‬فا﵁‪ ‬خلق ا‪٣‬بلق لقياـ توحيده كعبادتو‪ ،‬كأسبغ‬
‫عليهم نعمو ليتوسلوا بشكرىا إذل زيادة كرامتو(ّ)‪.‬‬
‫كمن تأم ىدم النيب كجده أفض ا‪٥‬بدم ُب مطعمو كمشربو كملبسو‪،‬‬
‫مفقودا‪ ،‬فكاف إف حضر‬‫ن‬ ‫موجودا‪ ،‬كال يتكلف‬
‫ن‬ ‫"يأك ما تيسر إذا اشتهاه‪ ،‬كال يرد‬
‫ك‪٢‬بم أكلو‪ ،‬كإف حضر فاكهة كخبز ك‪٢‬بم أكلو‪ ،‬كإف حضر ‪ٛ‬بر كحده أك خبز‬ ‫خبز ه‬ ‫ه‬
‫أيضا‪ ،‬ككاف أحب الشراب إليو ا‪٢‬بلو‬ ‫كحده أكلو‪ ،‬كإف حضر حلو أك عس طعمو ن‬
‫البارد‪ ،‬ككاف يأك القثاء بالرطب‪ ،‬فلم يكن إذا حضر لوناف من الطعاـ يقوؿ‪ :‬ال‬
‫آك لونْب‪ ،‬كال ديتنع من طعاـ ‪٤‬با فيو من اللذة كا‪٢‬ببلكة‪ ،‬ككاف أحيا نا ديضي‬
‫الشهراف كالثبلثة ال يوقد ُب بيتو نار‪ ،‬كال يأكلوف إال التمر كا‪٤‬باء‪ ،‬كأحيانا يربط على‬
‫طعاما فإف اشتهاه أكلو‪ ،‬كإال تركو ‪...‬‬‫بطنو ا‪٢‬بجر من ا‪١‬بوع‪ ،‬ككاف ال يعيب ن‬
‫(ْ)‬
‫ككذلك اللباس كاف يلبس القميص كالعمامة‪ ،‬كيلبس اإلزار كالرداء كيلبس ا‪١‬بيبة‬
‫كالفركج(ٓ)‪ ،‬ككاف يلبس من القطن كالصوؼ كغّب ذلك ‪ ...‬ككاف يلبس ‪٩‬با يجيلب‬
‫(ُ) سورة النور‪.ُِ :‬‬
‫(ِ) تفسّب القرآف العظيم ٔ‪.َّ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬مدارج السالكْب ُ‪.ُْْ/‬‬
‫(ْ) ا‪١‬بيبة‪ :‬ثوب سابغ كاسع ال يكمْب مشقوؽ ا‪٤‬بقدـ يلبس فوؽ الثياب‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بعجم الوسيط ُ‪.َُْ/‬‬
‫(ٓ) الفركج‪ :‬شبو القباء‪ ،‬كىو ثوب يلبس فوؽ الثياب أك القميص كيتمنطق عليو‪ .‬ا‪٤‬برجع نفسو ِ‪.ُّٕ/‬‬

‫ّٖٔ‬
‫من اليمن كغّبىا‪ ،‬كغالب ذلك مصنوعه من القطن‪ ،‬ككانوا يلبسوف من قباطي مصر‪،‬‬
‫فسنتيو ُب ذلك تقتضي أف يلبس الرج كيطعم ‪٩‬با يسره‬ ‫كىي منسوجة من الكتاف‪ ،‬ي‬
‫ا﵁ ببلده من الطعاـ كاللباس‪ ،‬كىذا يتنوع بتنوع األمصار‪.‬‬
‫كقد كاف اجتمع طائفة من أصحابو على االمتناع من أك اللحم ك‪٫‬بوه‪،‬‬
‫ﮋﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬ ‫كعلى االمتناع من تزكج النساء‪ ،‬فأنزؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬
‫ﮮﮯﮰﮊ(ُ)‪.‬‬
‫رجاال قاؿ أحدىم‪ :‬أما أنا فأصوـ ال أفطر‪،‬‬
‫كُب الصحيحْب عنو أنو بلغو أف ن‬
‫كقاؿ اآلخر‪ :‬أما أنا فأقوـ ال أناـ‪ ،‬كقاؿ اآلخر‪ :‬أما أنا فبل أتزكج النساء‪ ،‬كقاؿ‬
‫اآلخر‪ :‬أما أنا فبل آك اللحم‪ ،‬فقاؿ‪ :‬لكِب أصوـ كأفطر‪ ،‬كأقوـ كأناـ‪ ،‬كأتزكج‬
‫النساء كآك اللحم‪ ،‬فمن رغب عن سنٍب فليس مِب (ِ)‪.‬‬
‫ﮋﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ‬ ‫كقد قاؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫ﮈ ﮉ ﮊﮊ(ّ)‪ ،‬فأمر بأك الطيبات كالشكر ﵁ فمن حرـ الطيبات كاف‬
‫مضيعا ‪٢‬بق ا﵁‪ .‬كثبت عن النيب أنو قاؿ‪ :‬إف‬
‫معتدينا‪ ،‬كمن دل يشكر كاف مفرطنا ن‬
‫ا﵁ لّبضى عن العبد أف يأك األكلة فيحمده عليها‪ ،‬كيشرب الشربة فيحمده‬
‫عليها (ْ) ‪ ...‬فهذه ىي الطريقة الٍب كاف عليها النيب كا‪٫‬برؼ عنها قوـ ابتدعوا‬
‫(ُ) سورة ا‪٤‬بائدة‪.ٖٖ-ٖٕ :‬‬
‫(ِ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب ما يكره من التبت كا‪٣‬بصاء‪ ،ُُٕ/ٗ ،‬رقم َّٕٓ‪.َْٕٓ ،‬‬
‫(ّ) سورة البقرة‪.ُِٕ :‬‬
‫(ْ) أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب الذكر كالدعاء كالتوبة كاالستغفار‪ ،‬باب استحباب ‪ٞ‬بد ا﵁ تعاذل بعد األك كالشرب‪،‬‬
‫ُٕ‪ ،َُِ/‬رقم ِّْٕ‪.‬‬

‫ْٖٔ‬
‫رىبانية دل يشرعها اإلسبلـ‪ ،‬كأحدثوا ‪٦‬باىدات مبتدعة موىومة لتحقيق التقول ‪...‬‬
‫مشركعا لنا ب‬
‫ن‬ ‫كأما ‪٦‬برد تعذيب النفس كالبدف من غّب منفعة راجحة فليس ىذا‬
‫أمرنا ا﵁ ٗبا ينفعنا كهنانا عما يضرنا"(ُ)‪.‬‬
‫معتصما بالكتاب كالسنة كاف ُب خّب‪ ،‬كٗبنأل عن‬
‫ن‬ ‫كالتقول إذا كاف صاحبها‬
‫قياس فلسفي أك خياؿ صوُب نتيجة رياضة النفس‪ ،‬قاؿ ابن تيمية ‪" :‬ا‪٢‬بق أف‬
‫التقول كتصفية القلب من أعظم األسباب على ني العلم‪ ،‬لكن ال بد من االعتصاـ‬
‫أحدا بعد الرسوؿ يعلم ما أخرب بو‬
‫بالكتاب كالسنة ُب العلم كالعم ‪ ،‬كال ديكن أف ن‬
‫الرسوؿ من الغيب بنفسو ببل كاسطة الرسوؿ‪ ،‬كال يستغِب أحد ُب معرفة الغيب عما‬
‫عيارا‬
‫جاء بو الرسوؿ‪ ،‬ككبلـ الرسوؿ مبْب للحق بنفسو‪ ،‬ليس كشف أحد كال قياسو ن‬
‫عليو‪ ،‬فما كافق كشف اإلنساف كقياسو كافقو‪ ،‬كما دل يكن كذلك خالفو‪ ،‬ب ما‬
‫كقياسا ىو ‪٨‬بالف للرسوؿ فهذا قياس فاسد كخياؿ فاسد"(ِ)‪.‬‬
‫يسمى كش نفا ن‬
‫فغاية اإلنساف أف جيع عبادتو كأعمالو لوجو ا﵁ ‪ ،‬ن‬
‫متبعا ُب ذلك يسنة‬
‫ا﵁‪ :‬ﮋﯗ‬ ‫مبتعدا عن ك مشقة مؤذية للنفس كالبدف‪ ،‬قاؿ‬
‫مد ‪ ،‬ن‬‫نبينا ‪٧‬بمد‬
‫ﯘﯙﯚﯛ ﯜﮊ(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل ِِ‪ ،ُِّ/‬بتصرؼ‪.‬‬


‫(ِ) الرد على ا‪٤‬بنطقيْب‪ ،‬صُُٓ‪.‬‬
‫(ّ) سورة البقرة‪.ِٖٔ :‬‬

‫ٖٓٔ‬
‫ادلجحث انثبَي‪:‬‬
‫انصهخ ثني ادلريد ٔانشيخ‬

‫التامة والتعظيم المفرط‬


‫أول‪ :‬الطاعة َّ‬‫ً‬
‫الصلة بْب ا‪٤‬بريد كالشيخ قائمة على الطاعة التامة لك ما يأمر بو الشيخ‬
‫ظاىرا كباطننا‪" ،‬كلو اعَبض ا‪٤‬بريد على الشيخ باطننا فذلك يوجب التوبة ك٘بديد‬‫ن‬
‫(ُ)‬
‫العهد" ‪.‬‬
‫كال بد من تعظيم ا‪٤‬بريد لشيخو‪ ،‬يقوؿ ابن عجيبة‪" :‬ينبغي للمريد الذم ‪ٙ‬بقق‬
‫ٖبصوصية شيخو أف يبلعن من خياصمو فيو‪ ،‬كيبعد عنو ك البعد‪ ،‬كال يهْب لو لئبل‬
‫سبب ُب سعادة‬
‫يركبو‪ ،‬كيدفع عن شيخو ما استطاع؛ فإف ىذا من التعظيم الذم ىو ه‬
‫قلت‪ :‬كقد جاءشل بعض‬ ‫ا‪٤‬بريد‪ ،‬كال يصغي إذل ا‪٤‬بفسدين الطاعنْب ُب أنصار الدين‪ ،‬ي‬
‫من ينتسب إذل العلم من أى فاس‪ ،‬فقاؿ رل‪ :‬قد اتفقت علماء فاس على بدعة‬
‫فقلت لو‪ :‬لو اتفق أى السماكات السبع كاألرضْب السبع على أنو من‬ ‫شيخكم‪ ،‬ي‬
‫لقلت أنا‪ :‬إنو من أى السنة؛ ألشل ‪ٙ‬بققت ٖبصوصيتو‪ ،‬كالشمس ُب‬ ‫أى البدعة ي‬
‫أفق السماء ليس دكهنا سحاب"(ِ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬ما زاؿ الفقراء يعظموف أشياخهم‪ ،‬كيبالغوف ُب ذلك حٌب ييقبلوف‬
‫كقاؿ ن‬
‫أرجلهم كالَباب بْب أيديهم كجيتهدكف ُب خدمتهم ‪.)ّ("...‬‬
‫ب عد بعض ا‪٤‬بتصوفة أف ‪٦‬برد االعَباض على الشيخ "س يم قات ه كداءه‬
‫عاض "(ْ)‪.‬‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬بغية السالك ُب أشرؼ ا‪٤‬بسالك ُ‪.ُِٔ/‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ّْٕ ،ّْٔ/‬‬
‫(ّ) ا‪٤‬برجع نفسو ُ‪.ِْٕ/‬‬
‫(ْ) ا‪٤‬بنهاج الواضح ُب ‪ٙ‬بقيق كرامات أيب ‪٧‬بمد صاحل‪ ،‬صِٖ‪.‬‬

‫ٖٔٔ‬
‫كليس للمريد أف يعَبض على شيخو كلو رأل منو القبيح ب عده ابن عجيبة‬
‫"من أقبح ك قبيح‪ ،‬كأشنع من ك شنيع‪ ،‬كىو سبب تسويس بذرة اإلرادة‪ ،‬فتفسد‬
‫شجرة اإلرادة"(ُ)‪.‬‬
‫ب بلغ من التعظيم أف ابن عجيبة يقرر ا‪٣‬بضوع للشيخ‪ ،‬كلكن على ىيئة‬
‫تقبي القدـ أك األرض بْب يدم الشيخ حيث يقوؿ‪" :‬ا‪٢‬بق سبحانو غيور‪ ،‬ال يرضى‬
‫لغّبه أف يعبد معو غّبه‪ ،‬سواء كاف على كجو الواسطة كالتقريب‪ ،‬أك على كجو‬
‫االستقبلؿ؛ لذلك ىح يرـ السجود لغّب ا﵁‪ ،‬كأما ا‪٣‬بضوع لؤلكلياء العارفْب با﵁‪ ،‬على‬
‫غّب كجو العبادة‪ ،‬فهو عْب ا‪٣‬بضوع ﵁؛ ألف ا﵁ تعاذل أمر با‪٣‬بضوع للرس ‪ ،‬الدالْب‬
‫على ا﵁‪ ،‬كىم كرثتهم ُب الداللة‪ ،‬لكن ال يكوف ذلك على ىيئة السجود‪ ،‬كإمنا‬
‫يكوف على كجو تقبي القدـ كاألرض"(ِ)‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫كا‪٢‬بقيقة بينها أى ا‪٢‬بق من علماء السنة كا‪١‬بماعة‪ ،‬قاؿ ابن القيم‬
‫"شرؾ ككفر؛ ‪٢‬بقيقتو كمعناه‪ ،‬ال ال‪٠‬بو كلفظو‪ ،‬فمن سجد‬
‫"فالشرؾ كالكفر ىو ه‬
‫و‬
‫بسجود لو‪ ،‬ىذا خضوع كتقبي األرض با‪١‬ببهة‪ ،‬أك ىذا‬ ‫‪٤‬بخلوؽ كقاؿ‪ :‬ليس ىذا‬
‫سجودا لغّب ا﵁ ‪.)ّ("‬‬
‫ن‬ ‫إكراـ‪ ،‬دل خيرج هبذه األلفاظ عن كونو‬
‫فالسجود لغّب ا﵁ ‪ ‬ال شك ُب ‪ٙ‬برديو دؿ على ذلك إنكار رسوؿ ا﵁‬
‫‪ ،‬عندما رجع من الشاـ فسجد للنيب فقاؿ رسوؿ ا﵁ ‪:‬‬ ‫على فع معاذ‬
‫ما ىذا يا معاذ؟ فقاؿ‪ :‬يا رسوؿ ا﵁ رأيتهم يسجدكف ألساقفتهم‪ ،‬كيذكركف ذلك‬
‫أحدا أف يسجد ألحد‪ ،‬ألمرت‬ ‫عن أنبيائهم‪ ،‬فقاؿ‪ :‬كذبوا يا معاذ‪ ،‬لو كنت ن‬
‫آمرا ن‬
‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بمم ُ‪.َُٓ/‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ٔ‪.ِّٔ/‬‬
‫(ّ) بدائع الفوائد ِ‪.ِّٓ/‬‬

‫ٕٖٔ‬
‫ا‪٤‬برأة أف تسجد لزكجها من ًعظىم ًحقو عليها‪ ،‬يا معاذ أرأيت إذا مررت بقربم أكنت‬
‫ساجدا؟ ‪ ،‬قاؿ‪ :‬ال‪ ،‬قاؿ‪ :‬فبل تفع ‪ ،‬أك كما قاؿ رسوؿ ا﵁ (ُ)‪.‬‬‫ن‬
‫كالقياـ كالركوع‪ ،‬كالسجود حق للواحد األحد‪ ،‬ا‪٤‬بعبود خالق السموات‬
‫خالصا ﵁ ‪ ‬دل يكن لغّبه فيو نصيب(ِ)‪.‬‬‫كاألرض‪ ،‬كما كاف حقا ن‬
‫كإنك لتلحظ أف الصوفية يستقوف من منبع كاحد ب يلتمسوف العذر‬
‫لشيوخهم‪ ،‬فهذا الدباغ يقوؿ‪" :‬من شركط ا‪٤‬بريد أف يعتقد ُب شيخو أنو على شريعة‬
‫من ربو‪ ،‬كبينة منو‪ ،‬كال يزف أحوالو ٗبيزانو‪ ،‬فقد تصدر من الشيخ صورة مذمومة ُب‬
‫الظاىر كىي ‪٧‬بمودة ُب الباطن كا‪٢‬بقيقة‪ ،‬فيجب التسليم‪ ،‬ككم من رج بيده ‪ٟ‬بر‬
‫‪ٟ‬برا كىو ما شرب إال‬
‫عسبل‪ ،‬كالناظر يراه شرب ن‬‫كرفعو إذل فيو كقلب ا﵁ فيو ن‬
‫عسبل"(ّ)‪.‬‬
‫ن‬
‫كما ىذه األفعاؿ إال حي باطلة لفقها الصوفية على مريديهم‪ ،‬فالشريعة أمرت‬
‫بسد الذرائع ا‪٤‬بفضية إذل ا‪٤‬بفاسد‪ ،‬فكيف هبؤالء يتحايلوف على مريديهم‪.‬‬
‫ُب كيفية سد الذرائع‪٤" :‬با كانت ا‪٤‬بقاصد ال ييتوص إليها‬ ‫قاؿ ابن القيم‬
‫إال بأسباب كطرؽ تيفضي إليها كانت طرقها كأسباهبا تابعة ‪٥‬با معتربة هبا‪ ،‬فوسائ‬
‫ا﵀رمات كا‪٤‬بعاصي ُب كراىتها كا‪٤‬بنع منها ٕبسب إفضائها إذل غاياهتا كارتباطاهتا هبا‪،‬‬
‫(ُ) أخرجو أ‪ٞ‬بد ُب مسنده ْ‪ ،ُّٖ/‬كأبو داكد‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب حق الزكج على ا‪٤‬برأة َُِْ‪ ،‬كالَبمذم‪،‬‬
‫يب من ىذا الوجو‪ ،‬كابن ماجو‪،‬‬
‫حسن غر ه‬
‫كتاب الرضاع‪ ،‬باب حق الزكج على ا‪٤‬برأة‪ ،‬رقم‪ ،ُُٓٗ :‬كقاؿ‪ :‬ه‬
‫كتاب النكاح‪ ،‬باب حق الزكجة‪ ،‬رقم‪ ،ُّٖٓ :‬كحسن إسناده األلباشل ُب اإلركاء ٕ‪ُ ،ٓٔ/‬ب سياؽ ا‪٢‬بديث‬
‫ُٖٗٗ‪ ،‬كعده ُب الصحيحة ُب مواضع َُِّ‪.َّْٗ ،ّّٔ ،‬‬
‫(ِ) ينظر منهاج التأسيس‪ ،‬صُٖٗ‪.ِٕٓ ،‬‬
‫(ّ) اإلبريز‪ ،‬صَّْ‪.‬‬

‫ٖٖٔ‬
‫ككسائ الطاعات كالقربات ُب ‪٧‬ببتها كاإلذف فيها ٕبسب إفضائها إذل غايتها‪،‬‬
‫فوسيلة ا‪٤‬بقصود تابعة للمقصود‪ ،‬ككبلمها مقصود‪ ،‬لكنو مقصود قصد الغايات‪ ،‬كىي‬
‫مقصودة قصد الوسائ ‪ ،‬فإذا حرـ الرب تعاذل شيئنا كلو طرؽ ككسائ تيفضي إليو فإنو‬
‫كمنعا أف يقرب ‪ٞ‬باه‪ ،‬كلو أباح الوسائ‬
‫حيرمها كدينع منها‪ٙ ،‬بقي نقا لتحرديو‪ ،‬كتثبيتنا لو‪ ،‬ن‬
‫نقضا للتحرصل‪ ،‬كإغراء للنفوس بو‪ ،‬كحكمتو تعاذل‬
‫كالذرائع ا‪٤‬بفضية إليو لكاف ذلك ن‬
‫كعلمو يأىب ذلك ك اإلباء‪ ،‬ب سياسة ملوؾ الدنيا تأىب ذلك؛ فإف أحدىم إذا منع‬
‫جنده أك رعيتو أك أى بيتو من شيء‪ٍ ،‬ب أباح ‪٥‬بم الطرؽ كاألسباب كالذرائع ا‪٤‬بوصلة‬
‫متناقضا‪ ،‬ك‪٢‬بص من رعيتو كجنده ضد مقصوده‪ ،‬ككذلك األطباء إذا أرادكا‬ ‫ن‬ ‫إليو لعيد‬
‫حسم الداء منعوا صاحبو من الطرؽ كالذرائع ا‪٤‬بوصلة إليو‪ ،‬كإال فسد عليهم ما‬
‫يركموف إصبلحو‪ ،‬فما الظن هبذه الشريعة الكاملة الٍب ىي ُب أعلى درجات ا‪٢‬بكمة‬
‫كا‪٤‬بصلحة كالكماؿ؟ كمن تأم مصادرىا كمواردىا علم أف ا﵁ تعاذل كرسولو سد‬
‫الذرائع ا‪٤‬بفضية إذل ا﵀ارـ بأف حرمها كهنى عنها ‪.)ُ("...‬‬
‫كلكن الغلو ُب مشاخيهم قادىم إذل إ‪٢‬باقهم ٗبا ال يستحقونو قاؿ الشاطيب‬
‫‪" :‬كمنها رأم و‬
‫قوـ تغالوا ُب تعظيم شيوخهم‪ ،‬حٌب أ‪٢‬بقوىم ٗبا ال يستحقونو‪،‬‬ ‫ي‬
‫فا‪٤‬بقتصد فيهم يزعم أنو ال كرل ﵁ أعظم من فبلف‪ ،‬كرٗبا أغلقوا باب الوالية دكف‬
‫سائر األمة إال ىذا ا‪٤‬بذكور‪ ،‬كىو باط ه ‪٧‬بض‪ ،‬كبدعة فاحشة"(ِ)‪.‬‬
‫كيصف عبد الر‪ٞ‬بن الوكي غلو ا‪٤‬بريد مع شيخو فيقوؿ‪" :‬ما أ‪٢‬بفت الصوفية‬
‫ُب و‬
‫شيء إ‪٢‬بافها ُب الدعوة إذل ا‪ٚ‬باذ شيوخها أربابنا من دكف ا﵁‪ ،‬ففرضت على‬
‫(ُ) إعبلـ ا‪٤‬بوقعْب ّ‪.َُٖ/‬‬
‫(ِ) االعتصاـ ُ‪.ِٖٓ/‬‬

‫ٖٗٔ‬
‫(ُ)‬
‫كجثة ا‪٤‬بيت‬
‫ذليبل لشيخو مستعبد الفكر سليب اإلرادة ي‬ ‫الدركيش أف يكوف كطاءن ن‬
‫ُب يد الغاس ‪ ،‬كجعلت ىذه العبودية ا‪٤‬بمتهنة أكذل الدالئ على طاعة ا‪٤‬بريد لشيخو‪،‬‬
‫كعلى حبو لو‪ ،‬كعلى أف يرقى معارج الوصوؿ إذل حضائر القدس"(ِ)‪.‬‬
‫كإذا كاف األنبياء قد يعصموا فيما يبلغونو عن ا﵁ ‪ ‬كال جيوز إقرارىم عن‬
‫شيء يبلغونو عن ا﵁‪ ،‬فه ىؤالء الشيوخ بلغوا مرتبتهم فبل‬‫خطأ يصدر منهم ُب و‬
‫أبدا"(ّ)‪.‬‬
‫ييسألوف كال ييعارضوف؟ كما يقوؿ ابن عجيبة‪" :‬من قاؿ لشيخو‪ :‬ال‪ ،‬ال يفلح ن‬
‫قاؿ ابن تيمية ‪" :‬اتفق ا‪٤‬بسلموف على أهنم ‪-‬يعِب األنبياء‪ -‬معصوموف‬
‫فيما يبلغونو عن ا﵁‪ ،‬فبل جيوز أف يقرىم على ا‪٣‬بطأ ُب و‬
‫شيء ‪٩‬با يبلغونو عنو‪ ،‬كهبذا‬
‫معصوما قب أف يبعث نبيا ال خيطئ أك‬
‫ن‬ ‫حيص ا‪٤‬بقصود من البعثة‪ ،‬كأما كجوب كونو‬
‫يذنب فليس ُب النبوة ما يستلزـ ىذا"(ْ)‪.‬‬
‫كىو يصف حاؿ ا‪٤‬بريد مع شيخو‪" :‬كيسلموف أنفسهم‬ ‫كقاؿ ابن عقي‬
‫إذل شيوخهم‪ ،‬فإف عولوا إذل مرتبة شيخو قي ‪ :‬الشيخ ال يعَبض عليو‪ ،‬فحد من ح‬
‫رسن ذلك الشيخ كا‪٫‬بطاطو ُب سلك األقواؿ ا‪٤‬بتضمنة للكفر كالضبلؿ ا‪٤‬بسمى‬
‫أمردا قي ر‪ٞ‬بة‪ ،‬كإف‬
‫شطحا كُب األفعاؿ ا‪٤‬بعلومة كوهنا ُب الشريعة فس نقا‪ ،‬فإف قب ن‬
‫ن‬
‫(ٓ)‬
‫خبل بأجنبية قي بنتو كقد لبست ا‪٣‬برقة ‪ ،‬كإف قسم ثوبنا على غّب أربابو من غّب‬
‫رضا مالكو قي حكم ا‪٣‬برقة"(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) الدركيش‪ :‬الزاىد‪ ،‬الفقّب ا‪٤‬بتعبد‪ ،‬ا‪١‬بواؿ عند الصوفية‪ .‬ينظر‪٦ :‬بمع اللغة العربية ا‪٤‬بعاصرة ُ‪.ِْٕ/‬‬
‫(ِ) ىذه الصوفية‪ ،‬صٗٗ‪.‬‬
‫(ّ) الفتوحات اإل‪٥‬بية ِ‪ ،ُُ/‬طبعة البايب ا‪٢‬بليب على ىامش إيقاظ ا‪٢‬بكم‪.‬‬
‫(ْ) منهاج السنة ِ‪.ّٗٔ/‬‬
‫(ٓ ) عبارة عن قميص يلبسو الشيخ للمريد الذم يدخ ُب إرادتو‪ ،‬كىي عبلمة التفويض كالتسليم لدخوؿ ا‪٤‬بريد ُب‬
‫حكم الشيخ‪ .‬ينظر‪ :‬عوارؼ ا‪٤‬بعارؼ‪ ،‬صِٗ‪ ،‬معجم اصطبلحات الصوفية‪ ،‬صُٖٕ‪.‬‬
‫(ٔ) نقلو ابن ا‪١‬بوزم ُب كتاب تلبيس إبليس‪ ،‬صْْٗ‪.‬‬

‫َٗٔ‬
‫مآؿ من عظم شيخو‪ ،‬فقاؿ‪" :‬من‬ ‫كلقد بْب شيخ اإلسبلـ ابن تيمية‬
‫شيخا من ا‪٤‬بشايخ خيلص مريديو يوـ القيامة من العذاب‪ ،‬فقد ادعى أف‬ ‫ادعى أف ن‬
‫شيخو أفض من ‪٧‬بمد بن عبد ا﵁ ‪ ،‬كمن قاؿ ىذا فإنو يستتاب فإف تاب كإال‬
‫قت ‪ ،‬فإنو قد ثبت ُب ا‪٢‬بديث الصحيح أف النيب قاؿ‪ :‬يا فاطمة بنت ‪٧‬بمد ال‬
‫أغِب عنك من ا﵁ شيئنا‪ ،‬يا صفية عمة رسوؿ ا﵁ ال أغِب عنك من ا﵁ شيئنا‪ ،‬يا‬
‫عباس عم رسوؿ ا﵁ ال أغِب عنك من ا﵁ شيئنا سلوشل ما شئتم من مارل (ُ)‪ ...‬فإذا‬
‫يقوؿ مث ىذا ألى بيتو كأصحابو الذين آمنوا بو كعزركه‬ ‫كاف رسوؿ ا﵁‬
‫كنصركه؛ من ا‪٤‬بهاجرين كاألنصار ‪-‬يقوؿ‪ :‬إنو ليس يغِب عنهم من ا﵁ شيئنا‪ -‬فكيف‬
‫ﮋﮝ ﮞ‬ ‫يقاؿ ُب شيخ غايتو أف يكوف من التابعْب ‪٥‬بم بإحساف؟ كقد قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮟ ﮠﮡﮣﮤ ﮥﮦﮧﮨ ﮪﮫ ﮬﮭﮮﮯﮰ ﮱ﮲ ﮳ﮊ(ِ)‪.‬‬
‫ﮋﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ‬ ‫كقاؿ‪:‬‬
‫ﰁ ﰂﮊ(ّ)‪ ،‬كأمثاؿ ذلك من نصوص القرآف كالسنة"(ْ)‪.‬‬
‫كتعظيم ا‪٤‬بريد لشيخو آؿ بو إذل تعطي شعّبة األمر با‪٤‬بعركؼ كالنهي عن‬
‫ا‪٤‬بنكر‪ ،‬كقد تطابق على كجوهبا الكتاب كالسنة كإ‪ٝ‬باع األمة‪.‬‬
‫ﮋﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬ ‫قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﭴﭵ ﭶﭷﭸﭹ ﭺﮊ(ٓ)‪.‬‬

‫(ُ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب التفسّب‪ ،‬باب ﮋﭿ ﮀ ﮁﮊ ّ‪ ،ِِٕ/‬رقم ُْٕٕ‪.‬‬


‫(ِ) سورة االنفطار‪.ُٗ-ُٕ :‬‬
‫(ّ) سورة البقرة‪.ْٖ :‬‬
‫(ْ) ‪٦‬بموع الفتاكل ِ‪.َُٓ/‬‬
‫(ٓ) سور ا‪٤‬بائدة‪.ٔ :‬‬

‫ُٗٔ‬
‫قاؿ الشوكاشل ‪" :‬أم لعنهم ا﵁ سبحانو على لساف داكد كعيسى ابن مرصل‬
‫أم ُب الزبور كاإل‪٪‬بي على لساف داكد كعيسى ٗبا فعلوه من ا‪٤‬بعاصي كاعتدائهم ُب‬
‫السبت ككفرىم بعيسى‪ ... ،‬كاإلشارة بذلك إذل اللعن‪ ،‬أم ذلك اللعن بسبب‬
‫ا‪٤‬بعصية كاالعتداء ال بسبب آخر‪ ...،‬كا‪٤‬بعُب‪ ،‬أهنم كانوا ال ينهوف العاصي عن‬
‫معاكدة معصية قد فعلها‪ ،‬أك هتيأ لفعلها‪ ،‬كحيتم أف يكوف كصفهم بأهنم قد فعلوا‬
‫ا‪٤‬بنكر باعتبار حالة النزكؿ ال حالة ترؾ اإلنكار‪ ،‬كبياف العصياف كاالعتداء بَبؾ‬
‫التناىي عن ا‪٤‬بنكر؛ ألف من أخ بواجب النهي عن ا‪٤‬بنكر فقد عصى ا﵁ سبحانو‬
‫كتعدل حدكده‪ ،‬كاألمر با‪٤‬بعركؼ كالنهي عن ا‪٤‬بنكر من أىم القواعد اإلسبلمية‬
‫كأج الفرائض الشرعية"(ُ)‪.‬‬
‫ُب تفسّب ىذه اآلية‪" :‬كانوا يفعلوف ا‪٤‬بنكر‪ ،‬كال‬ ‫كيقوؿ الشيخ السعدم‬
‫بعضا‪ ،‬فيشَبؾ بذلك ا‪٤‬بباشر كغّبه الذم سكت عن النهي عن ا‪٤‬بنكر‬
‫ينهى بعضهم ن‬
‫مع قدرتو على ذلك‪ ... ،‬كإمنا كاف السكوت عن ا‪٤‬بنكر ‪-‬مع القدرة‪ -‬موجبنا‬
‫للعقوبة؛ ‪٤‬با فيو من ا‪٤‬بفاسد العظيمة‪ ،‬منها‪ :‬أف ‪٦‬برد السكوت فع معصية‪ ،‬كإف دل‬
‫يباشرىا الساكت‪ ،‬فإنو ‪-‬كما جيب اجتناب ا‪٤‬بعصية‪ -‬فإنو جيب اإلنكار على من‬
‫فع ا‪٤‬بعصية"(ِ)‪.‬‬
‫كيقوؿ النيب ‪ :‬من رأل منكم ن‬
‫منكرا فليغّبه بيده‪ ،‬فإف دل يستطع فبلسانو‪،‬‬
‫فإف دل يستطع فبقلبو‪ ،‬كذلك أضعف اإلدياف (ّ)‪.‬‬
‫(ُ) فتح القدير ِ‪.ْٕ/‬‬
‫(ِ) تيسّب الكرصل الر‪ٞ‬بن ُب تفسّب كبلـ ا‪٤‬بناف ُ‪.َِْ/‬‬
‫(ّ) أخرجو مسلم ُب صحيحو‪ ،‬كتاب اإلدياف‪ ،‬باب بياف كوف النهي عن ا‪٤‬بنكر من اإلدياف‪ ،‬كأف اإلدياف يزيد‬
‫كينقص‪ ،‬كأف األمر با‪٤‬بعركؼ كالنهي عن ا‪٤‬بنكر كاجباف‪ ،ٔٗ/ُ ،‬رقم ْٗ‪.‬‬

‫ِٗٔ‬
‫‪ :‬أف النيب دخ عليها‬ ‫كعن أـ ا‪٤‬بؤمنْب أـ ا‪٢‬بكم زينب بنت جحش‬
‫فزعا مرعوبنا يقوؿ‪ :‬ال إلو إال ا﵁‪ ،‬كي ه للعرب من شير قد اقَبب‪ ،‬فتح اليوـ من‬ ‫ن‬
‫(ِ)‬ ‫(ُ)‬
‫ردـ يأجوج كمأجوج مث ىذه‪ ،‬كحلق بإصبعيو اإلهباـ كالٍب تليها ‪ ،‬فقلت‪ :‬يا‬
‫رسوؿ ا﵁! أهنلك كفينا الصا‪٢‬بوف؟‪ ،‬قاؿ‪ :‬نعم‪ ،‬إذا كثر ا‪٣‬ببث (ّ)"(ْ)‪.‬‬
‫‪ :‬عن النيب قاؿ‪ :‬مث القائم ُب حدكد ا﵁‪،‬‬ ‫كعن النعماف بن بشّب‬
‫كالواقع فيها‪ ،‬كمث قوـ استهموا على سفينة‪ ،‬فصار بعضهم أعبلىا‪ ،‬كبعضهم‬
‫أسفلها‪ ،‬ككاف الذين ُب أسفلها إذا استقوا من ا‪٤‬باء مركا على من فوقهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬لو‬
‫أنا خرقنا ُب نصيبنا خرقنا‪ ،‬كدل نؤذ من فوقنا‪ ،‬فإف تركوىم كما أرادكا ىلكوا‪ ،‬كىلكوا‬
‫‪ٝ‬بيعا‪ ،‬كإف أخذكا على أيديهم ‪٪‬بوا‪ ،‬ك‪٪‬بوا ‪ٝ‬بيعا (ٓ)‪.‬‬
‫كا‪٤‬بريد غّب يمهتد بعدـ إنكاره على شيخو‪ ،‬ب ىو ُب يخسر‪ ،‬يقوؿ الشيخ‬
‫الشنقيطي ‪" :‬ك‪٩‬با يدؿ على أف تارؾ األمر با‪٤‬بعركؼ غّب مهتد‪ ،‬أف ا﵁ تعاذل‬
‫ﮋﭑ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬ ‫أقسم أنو ُب خسر ُب قولو تعاذل‪:‬‬
‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﮊ(ٔ)‪ ،‬فا‪٢‬بق كجوب األمر با‪٤‬بعركؼ كالنهي عن‬
‫ا‪٤‬بنكر‪ ،‬كبعد أداء الواجب ال يضر اآلمر ضبلؿ من ض "(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ الربهبارم ‪" :‬كإذا رأيت الرج من أى السنة ردمء الطريق كا‪٤‬بذىب‪،‬‬
‫(ُ) ردـ‪ :‬ىو السد الذم بناه ذك القرنيْب‪ ،‬ينظر‪ :‬فتح البارم‪ ،‬البن حجر َِ ‪.ُْٖ/‬‬
‫(ِ) أم جعلهما مث ا‪٢‬بلقة‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬برجع نفسو ِ‪.ُْٖ/‬‬
‫(ّ) ا‪٣‬ببث‪ :‬أم ا‪٤‬بعاصي كالشركر كأىلها‪ .‬ينظر‪ :‬حاشية السندم على ابن ماجو ٕ‪.ِّّ/‬‬
‫(ْ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب أحاديث األنبياء‪ ،‬باب قصة يأجوج كمأجوج‪ ،ْٖٓ/ِ ،‬رقم ّّْٔ‪.‬‬
‫(ٓ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب الشركة‪ ،‬باب ى يقرع ُب القسمة كاالستهاـ فيو‪ ،َِٓ/ِ ،‬رقم ِّْٗ‪.‬‬
‫(ٔ) سورة العصر‪.ّ-ِ-ُ :‬‬
‫(ٕ) أضواء البياف ُ‪.ْٓٗ/‬‬

‫ّٗٔ‬
‫فاجرا صاحب معاصي‪ ،‬ضاال كىو على السنة‪ ،‬فاصحبو‪ ،‬كاجلس معو‪ ،‬فإنو‬ ‫فاس نقا ن‬
‫‪٦‬بتهدا ُب العبادة متقش نفا ‪٧‬بَبقنا بالعبادة‬
‫ن‬ ‫ليس يضرؾ معصيتو‪ ،‬كإذا رأيت الرج‬
‫صاحب ىول‪ ،‬فبل ٘بالسو‪ ،‬كال تقعد معو‪ ،‬كال تسمع كبلمو‪ ،‬كال ‪ٛ‬بش معو ُب‬
‫طريق‪ ،‬فإشل ال آمن أف تستحلي طريقتو؛ فتهلك معو"(ُ)‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬طريقة تأسيس العالقة بين المريد والشيخ‬
‫"يعترب أخذ العهد كتلقْب الورد أكذل عبلمات قبوؿ ا‪٤‬بريد كتأسيس العبلقة بينو‬
‫كبْب شيخو"(ِ)‪.‬‬
‫‪٥‬بذا يقوؿ ابن عجيبة‪" :‬فلما قبضت الورد من شيخنا البوزيدم‪ ،‬لبست جبلبة‬
‫غليظة‪ ...،‬كاستأذنت الشيخ ُب لبس ا‪٤‬برقعة(ّ)"(ْ)‪.‬‬
‫ىكذا تأثر الصوفية بالرىبنة ا‪٤‬بسيحية الٍب كاف فيها الرىباف يلبسوف الصوؼ‬
‫كىم ُب أديرهتم كثرة كثّبة من ا‪٤‬بنقطعْب ‪٥‬بذه ا‪٤‬بمارسة على امتداد األرض الٍب حررىا‬
‫دكرا ُب التأثّب الذم بدا على سلوؾ األكائ (ٓ)‪.‬‬
‫اإلسبلـ بالتوحيد أعطى ىو اآلخر ن‬
‫(ٔ)‬
‫أيضا على أثر العقائد ا‪٥‬بندية أف‬
‫يقوؿ ا‪٤‬بستشرؽ جولد تسيهر ‪" :‬ك‪٩‬با يدؿ ن‬
‫(ُ) شرح السنة ُ‪.َُِ/‬‬
‫(ِ) التصوؼ كوعي ك‪٩‬بارسة‪ ،‬صُُّ‪.‬‬
‫(ّ) كأمر بعض الصوفية مث ‪٧‬بمد ا‪٢‬ببيب الدرقاكم أتباعو كمريديو بارتداء أفض ا‪٤‬ببلبس الٍب يسمح هبا كضعهم‬
‫منوذجا‪ ،‬صَُٗ‪.‬‬
‫االجتماعي‪ .‬ينظر‪ :‬األثر الصوُب ا‪٤‬بغريب ُب بريطانيا‪ ،‬الزاكية الدرقاكية ن‬
‫(ْ) الفهرسة‪ ،‬صْٓ‪.‬‬
‫معتقدا كسلونكا‪ ،‬صُٕ‪.‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬الصوفية ن‬
‫(ٔ) ىو‪ :‬مستشرؽ ‪٦‬برم من أص يهودم‪ ،‬كلد سنة َُٖٓـ ُب اجملر‪ ،‬كدرس ُب بودابست‪ ،‬كأكم دراستو ُب‬
‫برلْب‪ ،‬زار مصر كالشاـ كفلسطْب ُب رحلة علمية‪ ،‬كأصبح أستاذنا للغات السامية سنة ُْٖٗـ ُب بودابست‪،‬‬
‫توُب سنة ُُِٗـ‪ .‬ينظر‪ :‬موسوعة ا‪٤‬بستشرقْب‪ ،‬عبد الر‪ٞ‬بن بدكم‪ ،‬صُُٗ‪.‬‬

‫ْٗٔ‬
‫رمزا إذل الفقر كاعتزاؿ‬
‫ا‪٤‬بريد عندما يتم قبولو ُب ا‪١‬بماعة الصوفية دينح خرقة تعترب ن‬
‫الدنيا‪ ... ،‬كلكن ال نستطيع أف نتجاى أف ا‪٣‬برقة كرمز لبلندماج ُب ا‪١‬بماعة‬
‫الصوفية تشبو طريق االندماج ُب ‪ٝ‬باعة (البيكشو) ا‪٥‬بندية الذم يتم تسليم الثوب‬
‫كمعرفة القواعد كاآلداب الٍب يتحتم على ا‪٤‬بريد اتباعها"(ُ)‪.‬‬
‫كلبس ا‪٣‬برقة من البدع الٍب اقَبفها الصوفية‪ ،‬كاىتموا بتأليف الكتب فيها(ِ)‪،‬‬
‫أف ليس ‪٥‬با أص من الدين‪ ،‬فقاؿ‪ :‬كأما‬ ‫تيميةةية‬
‫كلقد بْب شيخ اإلسبلـ ابن مي‬
‫مي‬
‫لباس ا‪٣‬برقة فليس ‪٥‬با أص يدؿ عليها الداللة ا‪٤‬بعتربة من جهة الكتاب كالسنة كال‬
‫كاف ا‪٤‬بشايخ ا‪٤‬بتقدموف كأكثر ا‪٤‬بتأخرين يلبسوهنا‪.‬‬
‫كأما ما يستدلوف بو على قو‪٥‬بم بأف امرأة نسجت(ّ) بردة كأعطتها النيب ٍب‬
‫ليس فيو دلي على الوجو الذم يفعلونو‪ ،‬فإف إعطاء‬ ‫سأ‪٥‬با منو أحد الصحابة‬
‫الرج لغّبه ما يلبسو كإعطائو إياه ما ينفعو كأخذ ثوب من النيب على كجو الربكة‬
‫ليس ىذا كلباس ا‪٣‬برقة بقصد ا‪٤‬بتابعة كاالقتداء‪ ،‬أك ا‪ٚ‬باذ ذلك يسنة كطريق إذل ا﵁(ْ)‪.‬‬
‫فهذا كذب ‪٨‬بتلق باتفاؽ‬ ‫أصبل ُب إسنادىا إذل النيب‬
‫كما زعموا بأف ‪٥‬بم ن‬
‫بسنتو (ٓ)‪.‬‬
‫أى ا‪٤‬بعرفة ي‬
‫(ُ) العقيدة كالشريعة ُب اإلسبلـ‪ ،‬صُْٓ‪.ُْٔ-‬‬
‫(ِ) لبس ا‪٣‬برقة ُب السلوؾ الصوُب‪ ،‬صُ‪.ٗٗ-‬‬
‫قاؿ‪" :‬جاءت امرأة بربدة‪ ،‬قاؿ سه ‪ :‬ى تدرم ما الربدة؟ قاؿ‪ :‬نعم ىي‬ ‫(ّ) من حديث سه بن سعد‬
‫الشملة منسوج ُب حاشيتها‪ ،‬قالت‪ :‬يا رسوؿ ا﵁ إشل نسجت ىذه بيدم أكسوكها فأخذىا رسوؿ ا﵁‬
‫‪٧‬بتاجا إليها فخرج إلينا كإهنا إلزاره فجسها رج ه من القوـ فقاؿ يا رسوؿ ا﵁‪ :‬اكسنيها قاؿ‪ :‬نعم ‪ .‬أخرجو‬
‫ن‬
‫البخارم‪ ،‬كتاب اللباس‪ ،‬باب الربكد كا‪٢‬برب كالشملة‪ ،ٖٓ/ْ ،‬رقم َُٖٓ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر‪٦ :‬بموع الفتاكل ُُ‪.َُٓ/‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬ا‪٤‬بصدر السابق ُُ‪.ٖٖ/‬‬

‫ٓٗٔ‬
‫أما لبس ا‪٤‬برقعات فليس من لبس السلف‪ ،‬ب كاف السلف يرقعوف ضركرة‪،‬‬
‫كما يشتهر بو ا‪٤‬بتصوفة من ىذا اللباس فليس من الزىد ُب شيء‪ ،‬ب أمرنا‬
‫ا﵁‪ ‬بإظهار النعمة‪ ،‬فقاؿ ُب ‪٧‬بكم التنزي ‪ :‬ﮋﮠﮡﮢ ﮣﮊ(ُ)‪.)ِ( ،‬‬
‫كقاؿ النيب ‪ :‬البذاذة من اإلدياف (ّ)‪ ،‬كبْب معناه الطحاكم بقولو‪" :‬أم‪:‬‬
‫أهنا من سيما أى اإلدياف‪ ،‬إذ معهم الزىد‪ ،‬كالتواضع‪ ،‬كترؾ التكرب‪ ،‬كما كاف األنبياء‬
‫صلوات ا﵁ عليهم قبلهم ُب مث ذلك"(ْ)‪.‬‬
‫ككاف أحب الثياب إذل النيب أف يلبسها‪ :‬ا‪٢‬بًبىػىرة(ٓ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن بطاؿ ‪ً " :‬حبىػىرة‪ .‬الربكد ىي‪ :‬بركد اليمن تصنع من قطن‪ ،‬كىى‬
‫يسجي هبا‬ ‫ا‪٢‬بربات يشتم هبا‪ ،‬كىى كانت أشرؼ الثياب عندىم‪ ،‬أال ترل أنو‬
‫لسجي بو‪ ،‬كفيو جواز لباس رفيع‬
‫حْب تيوُب‪ ،‬كلو كاف عندىم أفض من الربكد شيءه ي‬
‫ﮋﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬ ‫الثياب للصا‪٢‬بْب كذلك داخ ُب معُب قولو تعاذل‪:‬‬
‫ﭫﭬﭭﮊ(ٔ)‪.)ٕ( ،‬‬
‫قاؿ ابن ا‪١‬بوزم ‪" :‬كمن الصوفية من يلبس الصوؼ كحيتج بأف النيب‬
‫لبس الصوؼ كٗبا ركم ُب فضيلة لبس الصوؼ‪ ،‬فأما لبس رسوؿ ا﵁ الصوؼ‬
‫(ُ) سورة الضحى‪.ُُ :‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬تلبيس إبليس‪ ،‬صِّْ‪.‬‬
‫(ّ) أخرجو أبو داكد‪ ،‬كتاب الَبج ‪ ،ّّٗ/ْ ،‬رقم ُُْٔ‪ ،‬كابن ماجو‪ ،‬كتاب الزىد‪ ،‬باب من ال يؤبو لو‪،‬‬
‫ٓ‪ ،ِٓٔ/‬رقم ُُْٖ‪ ،‬كصححو األلباشل ُب صحيح سنن ابن ماجو ِ‪ ،ّٗٓ/‬كُب الصحيحة‪ ،‬رقم ُّْ‪.‬‬
‫(ْ) شرح مشك اآلثار ْ‪.ُّٗ/‬‬
‫(ٓ) أخرجو البخارم من حديث أنس بن مالك‪ ،‬كتاب اللباس‪ ،‬باب الربكد كا‪٢‬برب كالشملة‪ ،ٓٗ/ْ ،‬رقم ُِٖٓ‪.‬‬
‫(ٔ) سورة األعراؼ‪.ِّ :‬‬
‫(ٕ) الكواكب الدرارم ُب شرح صحيح البخارم ٗ‪.ٗٗ/‬‬

‫ٔٗٔ‬
‫فقد كاف يلبسو ُب بعض األكقات دل يكن لبسو شهرة عند العرب‪ ،‬كأما ما يركل ُب‬
‫فض لبسو فمن ا‪٤‬بوضوعات الٍب ال يثبت منها شيء"(ُ)‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬آداب المريد مع شيخو‬
‫ذكر ابن عجيبة ‪ٝ‬بلة من اآلداب الٍب ٘بب على ا‪٤‬بريد مع شيخو‪ ،‬فقاؿ‪" :‬كأما‬
‫اآلداب الٍب تكوف مع الشيخ فمرجعها إذل ‪ٜ‬بانية أمور‪ ،‬أربعة ظاىرة‪ ،‬كأربعة باطنة‪،‬‬
‫فأما الظاىرة‪:‬‬
‫فأولها‪ :‬امتثاؿ أمره كإف ظهر لو خبلفو‪ ،‬كاجتناب هنيو كإف كاف حتفو‪ ،‬فخطأ‬
‫الشيخ أحسن من صواب ا‪٤‬بريد‪.‬‬
‫وثانيها‪ :‬السكينة كالوقار ُب ا‪١‬بلوس بْب يديو‪ ،‬فبل يضحك بْب يديو‪ ،‬كال‬
‫يرفع صوتو عليو‪ ،‬كال يتكلم حٌب يستدعيو للكبلـ أك يفهم عنو بقرائن األحواؿ‪،‬‬
‫كحاؿ ا‪٤‬بذاكرة‪ٖ ،‬بفض صوت كرفق كلْب‪ ،‬كال يأك معو‪ ،‬كال بْب يديو‪ ،‬كال يناـ‬
‫معو أك قريبنا منو‪.‬‬
‫وثالثهما‪ :‬ا‪٤‬ببادرة إذل خدمتو بقدر اإلمكاف‪ ،‬بنفسو‪ ،‬أك ٗبالو‪ ،‬أك بقولو‪،‬‬
‫فخدمة الرجاؿ سبب الوصاؿ ‪٤‬بوذل ا‪٤‬بوارل‪.‬‬
‫ورابعهما‪ :‬دكاـ حضور ‪٦‬بلسو‪.‬‬
‫وأما اآلداب الباطنية‪:‬‬
‫فأولها‪ :‬اعتقاد كمالو‪ ،‬كأنو أى للشيخوخة كالَببية؛ ‪١‬بمعو بْب شر و‬
‫يعة‬ ‫ه‬
‫كحقيقة‪ ،‬كبْب و‬
‫جذب كسلوؾ‪ ،‬كأنو على قدـ النيب ‪.‬‬

‫(ُ) تلبيس إبليس‪ ،‬صُْٕ‪.‬‬

‫ٕٗٔ‬
‫كحاضرا‪ ،‬كتربية ‪٧‬ببتو ُب قلبو‪ ،‬كىو دلي‬
‫ن‬ ‫وثانيها‪ :‬تعظيمو‪ ،‬كحفظ حرمتو غائبنا‬
‫صدقو‪ ،‬كبقدر التصديق يكوف‪ ،‬فمن ال صدؽ لو ال سّب لو كلو بقي مع الشيخ‬
‫ألف سنة‪.‬‬
‫وثالثهما‪ :‬انعػزالو عن عقلو‪ ،‬كرياستو‪ ،‬كعلمو‪ ،‬كعملو إال ما يرد عليو من قب شيخو‪.‬‬
‫ورابعهما‪ :‬عدـ التشوؼ إذل غّب شيخو كاالنتقاؿ عنو‪ ،‬كىذا عندىم من أقبح‬
‫ك قبيح كأشنع ك شنيع‪ ،‬كىو سبب تسويس بذرة اإلرادة‪ ،‬فتفسد شجرة اإلرادة‬
‫لفساد أصلها‪ ،‬كىذا كلو مع شيوخ الَببية‪ ،‬كأما شيوخ أى الظاىر فبل بأس أف ينتق‬
‫عنهم إذل أى الباطن إف كجدًب‪ ،‬كال حيتاج إذل إذف"(ُ)‪.‬‬
‫بشر أخطئ كأصيب‪ ،‬فانظركا ُب‬ ‫كا‪٤‬بتأم لقوؿ اإلماـ مالك ‪" :‬إمنا أنا ه‬
‫قورل‪ ،‬فك ما كافق الكتاب كالسنة فخذكا بو‪ ،‬كمادل يوافق الكتاب كالسنة‬
‫توجيها بأف تيعرض آراء الرجاؿ كأقوا‪٥‬بم على الدلي ‪،‬‬ ‫ن‬ ‫فاتركوه"(ِ)‪ ،‬يلحظ أف ىناؾ‬
‫فما كافقو منها اعتد بو كقيب ‪ ،‬كما كاف ‪٨‬بال نفا يرد كدل يعتد بو‪.‬‬
‫بعد تعريفو للمريد عند القوـ ا‪٤‬بنهج ا‪٢‬بق الذم جيب أف‬ ‫كيبْب ابن القيم‬
‫يتبع‪ ،‬فقاؿ‪" :‬ا‪٤‬بريد ُب اصطبلحهم‪ :‬ىو الذم قد شرع ُب السّب إذل ا﵁‪ ،‬كىو فوؽ‬
‫العابد كدكف الواص ‪ ،‬كىذا اصطبلح ٕبسب حاؿ السالكْب‪ ،‬كإال فالعابد مريد‪،‬‬
‫كالسالك مريد‪ ،‬كالواص مريد‪ ،‬فاإلرادة ال تفارؽ العبد ما داـ ‪ٙ‬بت حكم العبودية‪.‬‬
‫كقد ذكر الشيخ للتمكن ُب ىذه الدرجة ثبلثة أمور‪ :‬صحة قصد‪ ،‬كصحة‬
‫علم‪ ،‬كسعة طريق‪ ،‬فبصحة القصد يصح سّبه‪ ،‬كبصحة العلم تنكشف لو الطريق‪،‬‬
‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صُْٖ‪ ،َُٓ-‬كينظر‪ :‬الفهرسة‪ ،‬صٓٔ‪.ٔٔ-‬‬
‫(ِ) إعبلـ ا‪٤‬بوقعْب عن رب العا‪٤‬بْب ُ‪.َٔ/‬‬

‫ٖٗٔ‬
‫كبسعة الطريق يهوف عليو السّب‪ ،‬كك طالب أمر من األمور فبل بد لو من تعْب‬
‫مطلوبو‪ ،‬كىو ا‪٤‬بقصود‪ ،‬كمعرفة الطريق ا‪٤‬بوص إليو‪ ،‬كاألخذ ُب السلوؾ‪ ،‬فمٌب فاتو‬
‫دائر بْب مطلوب يتعْب إيثاره‬
‫كاحد من ىذه الثبلث دل يصح طلبو كال سّبه‪ ،‬فاألمر ه‬
‫على غّبه‪ ،‬كطلب يقوـ بقصد من يقصده‪ ،‬كطريق توص إليو‪.‬‬
‫فإذا ‪ٙ‬بقق العبد بطلب ربو كحده تعْب مطلوبو‪ ،‬فإذا بذؿ جهده ُب طلبو صح‬
‫لو طلبو‪ ،‬فإذا ‪ٙ‬بقق باتباع أكامره‪ ،‬كاجتناب نواىيو صح لو طريقو‪ ،‬كصحة القصد‬
‫كالطريق موقوفة على صحة ا‪٤‬بطلوب‪.‬‬
‫أىبل لئليثار كاف‬
‫فحكم القصد ييتلقى من حكم ا‪٤‬بقصود‪ ،‬فمٌب كاف ا‪٤‬بقصود ن‬
‫القصد ا‪٤‬بتعلق بو كذلك‪ ،‬فالقصد كالطريق تابعاف للمقصود‪.‬‬
‫ُب مقصوده كقصده كطريقو‪.‬‬ ‫ك‪ٛ‬باـ العبودية أف يوافق الرسوؿ‬
‫فمقصوده ا﵁ كحده كقصده تنفيذ أكامره ُب نفسو كُب خلقو‪ ،‬كطريقو اتباع ما‬
‫على ذلك حٌب ‪٢‬بقوا بو‪ٍ ،‬ب جاء التابعوف ‪٥‬بم‬ ‫أكحي إليو‪ ،‬فصحبو الصحابة‬
‫بإحساف‪ ،‬فمضوا على آثارىم‪.‬‬
‫ٍب تفرقت الطرؽ بالناس‪ ،‬فخيار الناس من كافقو ُب ا‪٤‬بقصود كالطريق‪،‬‬
‫كأبعدىم عن ا﵁ كرسولو من خالفو ُب ا‪٤‬بقصود كالطريق‪ ،‬كىم أى الشرؾ با‪٤‬بعبود‪،‬‬
‫كالبدعة ُب العبادة‪ ،‬كمنهم من كافقو ُب ا‪٤‬بقصود كخالفو ُب الطريق‪ ،‬كمنهم من كافقو‬
‫ُب الطريق كخالفو ُب ا‪٤‬بقصود‪.‬‬
‫فمن كاف مراده ا﵁ كالدار اآلخرة فقد كافقو ُب ا‪٤‬بقصود‪ ،‬فإف عبد ا﵁ ٗبا بو أمر‬
‫على لساف رسولو فقد كافقو ُب الطريق‪ ،‬كإف عبده بغّب ذلك فقد خالفو ُب الطريق‪.‬‬
‫كمن كاف مقصوده من أى العلم‪ ،‬كالعبادة‪ ،‬كالزىد ُب الدنيا الرياسة‪ ،‬فقد‬

‫ٗٗٔ‬
‫خالفو ُب ا‪٤‬بقصود‪ ،‬كإف تقيد باألمر"(ُ)‪.‬‬
‫كىذه اآلداب الٍب كضعها ابن عجيبة كغّبه(ِ) جعلت ا‪٤‬بريد يعيش "قالبنا‬
‫حديدا حيبسوف فيو السلوؾ اإلنساشل كيقيدكف من تلقائيتو كانطبلقو"(ّ)‪.‬‬
‫ن‬

‫(ُ) مدارج السالكْب ّ‪.َِٓ/‬‬


‫(ِ) ينظر‪ :‬التعريف الشمورل با‪١‬بزكرل‪ ،‬صُٕ‪.ِٕ-‬‬
‫(ّ) التصوؼ كوعي ك‪٩‬بارسة‪ ،‬صُُٓ‪.ُِٓ-‬‬

‫ََٕ‬
‫انفصم انثبَي‪:‬‬
‫انٕاليــخ ٔانكرايــخ‬
‫كفيو مبحثاف‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الوالية كمراتب األكلياء‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الكرامة كأقسامها‪.‬‬
‫ادلجحث األٔل‪:‬‬
‫انٕاليخ ٔيراتت األٔنيبء‬

‫أول‪ :‬تعريف الولية‬


‫ً‬
‫عرفها ابن عجيبة بقولو‪" :‬الوالية‪ :‬ىي حصوؿ األنس بعد ا‪٤‬بكابدة‪ ،‬كاعتناؽ‬
‫الركح بعد اجملاىدة‪ ،‬كحاصلها‪ٙ :‬بقيق الفناء ُب الذات بعد ذىاب حس الكائنات‪،‬‬
‫فيبقى مادل يكن كيبقى مادل يزؿ‪ ،‬فأك‪٥‬با التمكن من الفناء‪ ،‬كهنايتها ‪ٙ‬بقيق البقاء‬
‫مدا"(ُ)‪.‬‬
‫أبدا سر ن‬‫كبقاء البقاء‪ ،‬كيبقى الَبقي كاالتساع فيها ن‬
‫كقاؿ القاشاشل‪" :‬ىي قياـ العبد با‪٢‬بق عند الفناء عن نفسو‪ ،‬كذلك بتورل ا‪٢‬بق‬
‫إياه حٌب يبلغو غاية مقاـ القرب كالتمكن"(ِ)‪.‬‬
‫كعرفها ا‪١‬بيلي بقولو‪" :‬عبارة عن تورل ا‪٢‬بق ‪ ‬عبده بظهور أ‪٠‬بائو‬
‫كحاال كأثر لذة كتصرفنا"(ّ)‪.‬‬
‫علما كعيننا ن‬
‫كصفاتو عليو ن‬
‫ثانيًا‪ :‬تعريف الولي‬
‫قاؿ ابن عجيبة ُب تعريفو‪" :‬الورل‪ :‬ىو من ارتفع عنو ا‪٢‬بجاب حٌب دخ مقاـ‬
‫الشهود كالعياف‪ ،‬كفتحت لو ميادين الغيوب‪ ،‬فلم حيجبو عن ا﵁ شيء"(ْ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬كاألكلياء ىم من كشف عنهم ا‪٢‬بجاب‪ ،‬كأفضوا إذل الشهود‬ ‫كقاؿ ن‬
‫كالعياف"(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) معراج التشوؼ‪ ،‬صِّ‪.‬‬
‫(ِ) معجم اصطبلحات الصوفية‪ ،‬صْٓ‪.‬‬
‫(ّ) اإلنساف الكام ُب معرفة األكائ كاألكاخر ِ‪.ٖٓ/‬‬
‫(ْ) الفهرسة‪ ،‬صُْ‪.‬‬
‫(ٓ) البحر ا‪٤‬بديد ْ‪.ُْْ/‬‬

‫َّٕ‬
‫أما التعريفات ا‪٤‬بوافقة للكتاب كالسنة فهي الٍب بينها العلماء ا﵀ققوف‪.‬‬
‫‪" :‬كالواليةي‪ :‬ضد العداكة‪ ،‬كأص الوالية‪ :‬ا﵀بة كالقرب‪،‬‬ ‫قاؿ ابن تيمية‬
‫كأص العداكة‪ :‬البغض كالبعد"(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ الشوكاشل‪" :‬كالواليةي‪ :‬ضد العداكة‪ ،‬كأص الوالية‪ :‬ا﵀بة كالتقرب كما‬
‫ذكره أى اللغة‪ ،‬كأص العداكة‪ :‬البغض كالبعد"(ِ)‪.‬‬
‫الوًٍرل كىو القرب‪ ،‬كما أف ى‬
‫الع يدك من العدك‬ ‫كعرؼ ابن تيمية الورل بقولو‪" :‬من ى‬
‫كىو البعد‪ ،‬فورل من كااله با‪٤‬بوافقة لو ُب ‪٧‬ببوباتو‪ ،‬كمرضياتو‪ ،‬كتقرب إليو ٗبا أمر بو‬
‫من طاعاتو"(ّ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬أكلياء ا﵁ تعاذل ىم الذين آمنوا بو ككالوه‪ ،‬فأحبوا ما حيب‪،‬‬ ‫كقاؿ ن‬
‫كأبغضوا ما يبغض"(ْ)‪.‬‬
‫كأما تعريفات ابن عجيبة كغّبه فقد جعلت أعداء اإلسبلـ يعتقدكف أف ىذا‬
‫ىو الورل عند ا‪٤‬بسلمْب(ٓ)‪ ،‬كمفادىا الفناء كالبقاء‪ ،‬كالوصوؿ إذل ا‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد‪.‬‬
‫شيء كتغيبك عن‬‫و‬ ‫قاؿ ابن عجيبة‪" :‬الفناء أف تبدك لك العظمة فتنسيك ك‬
‫شيء سول الواحد الذم ليس كمثلو شيء كليس معو شيء‪ ،‬أك تقوؿ‪ :‬ىو‬ ‫و‬ ‫ك‬
‫شهود حق ببل خلق كما أف البقاء ىو شهود خلق ٕبق"(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) الفرقاف بْب أكلياء الر‪ٞ‬بن كأكلياء الشيطاف‪ ،‬صٗ‪.‬‬
‫(ِ) قطر الورل على حديث الورل‪ ،‬صِِّ‪.‬‬
‫(ّ) الرسائ كا‪٤‬بسائ ُ‪.َُٓ/‬‬
‫(ْ) الفرقاف بْب أكلياء الر‪ٞ‬بن كأكلياء الشيطاف‪ ،‬صُٔ‪.‬‬
‫(ٓ) قاؿ ا‪٤‬بستشرؽ نيكولسن‪" :‬يطلق ا‪٤‬بسلموف اسم الورل على الرج الذم كص إذل مقاـ الفناء ُب ذاتو كإرادتو‬
‫كبقي باإلرادة اإل‪٥‬بية"‪ ،‬كىذا ا‪٤‬بعُب عند ا‪٤‬بتصوفة‪ ،‬كال يعتقده أى السنة كا‪١‬بماعة‪ .‬ينظر‪ُ :‬ب التصوؼ‬
‫اإلسبلمي كتارخيو‪ ،‬صُٕٓ‪.‬‬
‫(ٔ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صِٗٗ‪.ُِٔ-ُِٓ ،‬‬

‫َْٕ‬
‫ففي حاؿ الفناء يغيب عن ك شيء كال يرل إال ا﵁ فهذا ما يعرب عنو بوحدة‬
‫الشهود‪.‬‬
‫كحاؿ البقاء فبل يغيب عنو شيء؛ ألنو يرل ا﵁ ُب ك شيء‪ ‬عما‬
‫كبّبا‪.‬‬
‫يقوؿ عيليوا ن‬
‫كىذه التعريفات ال ‪ٛ‬بت اإلسبلـ بشيء‪ ،‬ب تدؿ على تأثر الصوفية بفلسفة‬
‫أفلوطْب‪.‬‬
‫أقساـ الفناء بقولو‪" :‬إف الفناء ثبلثة أنواع‪:‬‬ ‫كلقد بْب ابن تيمية‬
‫نوع للكاملْب من األنبياء كاألكلياء‪ ،‬كنوع للقاصدين من األكلياء كالصا‪٢‬بْب‪،‬‬
‫كنوع للمنافقْب ا‪٤‬بلحدين ا‪٤‬بشبهْب‪.‬‬
‫(فأما األول)‪ :‬فهو الفناء عن إرادة ما سول ا﵁‪ٕ ،‬بيث ال حيب إال ا﵁ كال‬
‫يعبد اال إياه كال يتوك إال عليو كال يطلب غّبه‪ ،‬كىو ا‪٤‬بعُب الذم جيب أف يقصد‬
‫بقوؿ أيب يزيد حيث قاؿ‪ :‬أريد أف ال أريد إال ما يريد‪ ،‬أم ا‪٤‬براد ا﵀بوب ا‪٤‬برضي‪،‬‬
‫كىو ا‪٤‬براد باإلرادة الدينية‪ ،‬ككماؿ العبد أف ال يريد كال حيب كال يرضى إال ما أراده‬
‫ا﵁ كرضيو كأحبو كىو ما أمر بو أمر إجياب أك استحباب‪ ،‬كال حيب إال ما حيبو ا﵁‬
‫كا‪٤‬ببلئكة كاألنبياء كالصا‪٢‬بْب ‪...‬‬
‫وأما النوع الثاني‪ :‬فهو الفناء عن شهود السول‪ ،‬كىذا حيص لكثّب من‬
‫السالكْب‪ ،‬فإهنم لفرط ا‪٪‬بذاب قلوهبم إذل ذكر ا﵁ كعبادتو ك‪٧‬ببتو كضعف قلوهبم‬
‫عن أف تشهد غّب ما تعبد كترل غّب ما تقصد؛ ال خيطر بقلوهبم غّب ا﵁‪ ،‬ب كال‬
‫يشعركف ‪ ...‬فإذا قوم على صاحب الفناء ىذا فإنو يغيب ٗبوجوده عن كجوده‬
‫كٗبشهوده عن شهوده كٗبذكوره عن ذكره كٗبعركفو عن معرفتو حٌب يفُب من دل يكن‬

‫َٕٓ‬
‫كىي ا‪٤‬بخلوقات ا‪٤‬بعبدة ‪٩‬بن سواه كيبقى من دل يزؿ كىو الرب تعاذل ‪ ...‬كىذا‬
‫ا‪٤‬بوضع زؿ فيو أقواـ كظنوا أنو ا‪ٙ‬باد كأف ا﵀ب يتحد با﵀بوب حٌب ال يكوف بينهما‬
‫أصبل ب ال يتحد‬‫فرؽ ُب نفس كجودمها‪ ،‬كىذا غلط؛ فإف ا‪٣‬بالق ال يتحد بو شيءه ن‬
‫بشيء إال إذا استحاال كفسدا كحص من ا‪ٙ‬بادمها أمر ثالث ال ىو ىذا كال‬ ‫و‬
‫شيءه‬
‫ىذا كما إذا ا‪ٙ‬بد ا‪٤‬باء كاللنب كا‪٤‬باء كا‪٣‬بمر ك‪٫‬بو ذلك‪ ،‬كلكن يتحد ا‪٤‬براد كا﵀بوب‬
‫كا‪٤‬بكركه كيتفقاف ُب نوع اإلرادة كالكراىة فيحب ىذا ما حيب ىذا‪ ،‬كيبغض ىذا ما‬
‫يبغض ىذا كيرضى ما يرضى كيسخط ما يسخط كيكره ما يكره كيوارل من يوارل‬
‫كيعادم من يعادم كىذا الفناء كلو فيو نقص‪ ،‬كأكابر األكلياء كأيب بكر كعمر‬
‫فضبل عمن ىو‬‫كالسابقْب األكلْب من ا‪٤‬بهاجرين كاألنصار دل يقعوا ُب ىذا الفناء ن‬
‫فوقهم من األنبياء‪ ،‬كإمنا كقع شيءه من ىذا بعد الصحابة ‪.‬‬
‫وأما النوع الثالث‪٩ :‬با قد يسمى فناء فهو أف يشهد أف ال موجود إال ا﵁ كأف‬ ‫َّ‬
‫كجود ا‪٣‬بالق ىو كجود ا‪٤‬بخلوؽ فبل فرؽ بْب الرب كالعبد‪ ،‬فهذا فناء أى الضبلؿ‬
‫كاإل‪٢‬باد الواقعْب ُب ا‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد ‪ ...‬كىو ‪ٙ‬بقيق آؿ فرعوف"(ُ)‪.‬‬
‫كا‪٤‬ببلحظ من تعريف ابن عجيبة للورل أنو جع معرفة الورل تكوف عمن صدر‬
‫كشف‪ ،‬كىذا ال شك ُب بطبلنو‪.‬‬ ‫عنو ه‬
‫كثّبا من ىؤالء عمدهتم ُب اعتقاد كونو كليا ﵁ أنو‬
‫قاؿ ابن تيمية ‪" :‬ك٘بد ن‬
‫قد صدر عنو مكاشفة ُب بعض األمور أك بعض التصرفات ا‪٣‬بارقة للعادة ‪ ...‬كليس‬
‫شيء من ىذه األمور ما يدؿ على أف صاحبها كرل ﵁؛ ب قد اتفق أكلياء ا﵁‬ ‫ُب و‬
‫على أف الرج لو طار ُب ا‪٥‬بواء أك مشى على ا‪٤‬باء دل ييغَب بو حٌب ينظر متابعتو‬
‫لرسوؿ ا﵁ كموافقتو ألمره كهنيو‪.‬‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل َُ‪.ِٖٖ/‬‬

‫َٕٔ‬
‫ككرامات أكلياء ا﵁ تعاذل أعظم من ىذه األمور‪ ،‬كىذه األمور ا‪٣‬بارقة للعادة‬
‫كإف كاف قد يكوف صاحبها كليا ﵁‪ ‬فقد يكوف عدكا ﵁‪‬؛ فإف ىذه‬
‫ا‪٣‬بوارؽ تكوف لكثّب من الكفار كا‪٤‬بشركْب كأى الكتاب كا‪٤‬بنافقْب كتكوف ألى‬
‫البدع كتكوف من الشياطْب فبل جيوز أف يظن أف ك من كاف لو شيءه من ىذه‬
‫األمور أنو كرل ﵁؛ ب يعترب أكلياء ا﵁ بصفاهتم كأفعا‪٥‬بم كأحوا‪٥‬بم الٍب دؿ عليها‬
‫الكتاب كالسنة كيعرفوف بنور اإلدياف كالقرآف كٕبقائق اإلدياف الباطنة كشرائع اإلسبلـ‬
‫الظاىرة"(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ الشيخ النجمي (ِ)‪" :‬إف من يعتقد عقيدة الصوفية ا‪٤‬بارقة أصحاب‬
‫كحدة الوجود الذين جيعلوف للمخلوؽ صفات ا‪٣‬بالق‪ ،‬فإنو يعترب قد أشرؾ با﵁ شرنكا‬
‫أكرب‪ ،‬كخرج من اإلسبلـ بإعطائو للمخلوؽ صفات ا‪٣‬بالق ج شأنو كعز سلطانو‬
‫كتعالت صفاتو"(ّ)‪.‬‬
‫أيضا "‪ :‬إف من قاس ا﵁‪ٖ ‬بلقو فقد تنقصو كشبهو‪ ،‬لذلك فهو‬ ‫كيقوؿ ن‬
‫جدير بأف حيبس كيضرب كيستتاب؛ ألنو دل يؤمن هبيمنة ا﵁‪ ‬على عباده‪،‬‬
‫كعلمو الشام كقدرتو النافذة"(ْ)‪.‬‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل ُُ‪.ُِّ/‬‬
‫(ِ) ىو‪ :‬الشيخ أ‪ٞ‬بد بن حيٓب بن ‪٧‬بمد بن شبّب النجمي آؿ شبّب من بِب ي‪ٞ‬بٌد‪ ،‬إحدل القبائ ا‪٤‬بشهورة ٗبنطقة‬
‫جازاف‪ ،‬كاف مفٍب منطقة جنوب السعودية‪ ،‬كلد بقرية النجامية ُب ِِ شواؿ عاـ ُّْٔىػ‪ ،‬من مشاخيو‪:‬‬
‫الشيخ عبد ا﵁ القرعاكم‪ ،‬كالشيخ ‪٧‬بمد بن إبراىيم آؿ الشيخ‪ ،‬كالشيخ ابن باز‪ ،‬كالشيخ حافظ حكمي‬
‫‪ ، ‬كمن مؤلفاتو‪ :‬أكضح اإلشارة ُب الرد على من أجاز ا‪٤‬بمنوع من الزيارة‪ ،‬رسالة ُب حكم ا‪١‬بهر‬
‫بالبسملة‪ ،‬توُب عاـ ُِْٗىػ‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بورد العذب الزالؿ‪ ،‬صْ‪.ٓ-‬‬
‫(ّ) رد على صوُب‪ ،‬صِّ‪.‬‬
‫(ْ) أكضح اإلشارة ُب الرد على من أجاز ا‪٤‬بمنوع من الزيارة‪ ،‬صِٕٗ‪.‬‬

‫َٕٕ‬
‫ثالثًا‪ :‬أسباب حصول الولية‬
‫‪ -1‬المجاىدة ومحاربة النفس(ُ)‪ ،‬قاؿ ابن عجيبة‪" :‬كعد ا﵁ ا‪٤‬بتوجهْب إليو‬
‫بالوصوؿ إذل سر ا‪٣‬بصوصية كىي الوالية‪ ،‬لكن بعد اجملاىدة كا﵀اربة للنفوس؛ ألف‬
‫ا‪٢‬بضرة ال يدخلها إال أى التهذيب كالتدريب"(ِ)‪.‬‬
‫‪ -2‬الذكر(ّ)‪ ،‬قاؿ ابن عجيبة‪" :‬فإف الذكر منشور الوالية‪ ،‬كال بد منو ُب‬
‫البداية كالنهاية‪ ،‬فمن أيعطي الذكر فقد أيعطي ا‪٤‬بنشور‪ ،‬كمن ترؾ الذكر فقد‬
‫عزؿ"(ْ)‪.‬‬
‫‪٩‬با ال شك فيو أف الذكر لو فوائد ك‪ٜ‬بار قررىا أى السنة كا‪١‬بماعة(ٓ)‪ ،‬كلكن‬
‫مفاد الصوفية هبذه الطريقة ىو الوصوؿ إذل كحدة الوجود‪ ،‬كلقد أكرد ابن عجيبة نصا‬
‫بذلك فقاؿ‪" :‬فإف دمت على ذكر ا‪٢‬بضور رفعك إذل ذكر مع الغيبة عما سول‬
‫ا‪٤‬بذكور‪٤ ،‬با يغمر قلبك من النور‪ ،‬كرٗبا يعظم قرب نور ا‪٤‬بذكور فيغرؽ ُب النور حٌب‬
‫مذكورا‪ ،‬كالطالب مطلوبنا‪ ،‬كالواص‬
‫ن‬ ‫يغيب عما سول ا‪٤‬بذكور‪ ،‬حٌب يصّب الذاكر‬
‫موصوال ‪ ...‬كىاىنا يسكت اللساف‪ ،‬كينتق الذكر للجناف‪ ،‬فيصّب ذكر اللساف غفلةن‬ ‫ن‬
‫ُب حق أى ىذا ا‪٤‬بقاـ ‪ ...‬ألف ذكره باللساف كتكلفو يقتضي كجود النفس‪ ،‬كىو‬
‫شرؾ‪ ،‬كالشرؾ أقبح من الغفلة ‪ ...‬كالفرض أف الذاكر ‪٧‬بو ُب مقاـ العياف"(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) سبق نقدىا صُِّ‪.َُْ-‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.َّٗ/‬‬
‫(ّ) سبق الرد عليهم ُب بدعة الذكر ا‪٤‬بفرد‪.‬‬
‫(ْ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صُُٕ‪.ُُٗ-‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬الواب الصيب‪ ،‬صِٓ‪.‬‬
‫(ٔ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صُُٗ‪ ،َُِ-‬كينظر‪ :‬شرح صبلة ابن مشيش‪ ،‬صّّ‪.ّْ-‬‬

‫َٖٕ‬
‫قاؿ ابن تيمية ‪ :‬ككذلك أصحاب الرياضة كالتجرد‪ ،‬فإف صفوهتم الذين‬
‫يشتغلوف بذكر بسيط مث (ال إلو إال ا﵁) إف دل يغلوا فيقتصركا على ‪٦‬برد (ا﵁ ا﵁)‬
‫كيعتقدكف أف ذلك أفض كأكم ‪ ،‬كما فعلو كثّب منهم‪ ،‬كرٗبا اقتصر بعضهم على‬
‫(ىو ىو)‪ ،‬أك على قولو‪( :‬ال ىو إال ىو)؛ ألف ىذا الذكر ا‪٤‬ببتدع الذم ىو ال يفيد‬
‫بنفسو إال أنو مطل نقا ليس فيو بنفسو ذكر ﵁ إال بقصد ا‪٤‬بتكلم‪ ،‬فقد ينضم إذل ذلك‬
‫اعتقاد صاحبو أنو ال كجود إال ىو كما يصرح بو بعضهم كيقوؿ‪( :‬ال ىو إال ىو) أك‬
‫(ال موجود إال ىو) كىذا عند اال‪ٙ‬بادية أجود من قوؿ (ال إلو إال ا﵁)؛ ألنو مصرح‬
‫ٕبقيقة مذىبهم الفرعوشل القرمطي حٌب يقوؿ بعضهم‪( :‬ال إلو إال ا﵁) ذكر العابدين‬
‫ك(ا﵁ ا﵁) ذكر العارفْب كىو ىو ذكر ا﵀ققْب كجيع ذكره (يا من ال ىو إال ىو)‪،‬‬
‫كإذا قاؿ (ا﵁ ا﵁) إمنا يفيد ‪٦‬برد ثبوتو فقد ينضم إذل ذلك نفي غّبه ال نفي إ‪٥‬بية‬
‫غّبه فيقع صاحبو ُب كحدة الوجود كرٗبا انتفى شهود القلب للسول إذا كاف ُب مقاـ‬
‫الفناء فهذا قريب‪ ،‬أما اعتقاد أف كجود الكائنات ىي ىو فهذا ىو الضبلؿ‪،‬‬
‫نوعا من التصفية مث ترؾ الشهوات البدنية من الطعاـ كالشراب‬‫كيضموف إذل ذلك ن‬
‫أيضا‬
‫كالرياسة كا‪٣‬بلوة كغّب ذلك من أنواع الزىادة ا‪٤‬بطلقة كالعبادة ا‪٤‬بطلقة فيصلوف ن‬
‫إذل تأل وو مطلق كمعرفة مطلقة بثبوت الرب ككجوده ك‪٫‬بو ذلك من ‪٫‬بو ما يص إليو‬
‫أرباب القياس(ُ)‪.‬‬
‫كطريق حصوؿ الوالية كفق ا‪٤‬بنهج ا‪٢‬بق باتباع الشريعة الغراء كسلوؾ ا﵀جة البيضاء‪.‬‬
‫‪" :‬أكلياء ا﵁ ‪ ‬ىم الذين نعتهم ا﵁ ُب كتابو‪ ،‬حيث‬ ‫قاؿ ابن تيمية‬
‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭜ ﭝ ﭞ‬ ‫قاؿ‪:‬‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل ِ‪.ّٔ/‬‬

‫َٕٗ‬
‫ﭟﮊ(ُ) فك من كاف مؤمننا تقيا كاف ﵁ كليا‪.‬‬
‫كُب ا‪٢‬بديث الصحيح عن النيب أنو قاؿ‪ :‬يقوؿ ا﵁ تعاذل‪ :‬من عادل رل‬
‫كليا فقد بارزشل با﵀اربة‪ ،‬كما تقرب إرل عبدم ٗبث أداء ما افَبضت عليو‪ ،‬كال يزاؿ‬
‫عبدم يتقرب إرل بالنواف حٌب أيحبو‪ ،‬فإذا أحببتو كنت ‪٠‬بعو الذم يسمع بو‪ ،‬كبصره‬
‫الذم يبصر بو‪ ،‬كيده الٍب يبطش هبا‪ ،‬كرجلو الٍب ديشي هبا‪ ،‬فيب يسمع‪ ،‬كيب يبصر‪،‬‬
‫كيب يبطش‪ ،‬كيب ديشي‪ ،‬كلئن سألِب ألعطينو‪ ،‬كلئن استعاذشل ألعيذنو‪ ،‬كما ترددت‬
‫شيء أنا فاعلو ترددم ُب قبض نفس عبدم ا‪٤‬بؤمن‪ ،‬يكره ا‪٤‬بوت كأكره مساءتو‪،‬‬ ‫ُب و‬
‫كال بد لو منو (ِ)‪.‬‬
‫مبِب على أصلْب‪ ،‬على أف ال نعبد إال ا﵁‪ ،‬كأف نعبده ٗبا شرع‪،‬‬‫كدين اإلسبلـ ي‬
‫ﮋﰐﰑﰒﰓﰔﰕﰖﰗﰘﰙﰚﰛ‬ ‫ال نعبده بالبدع‪ ،‬قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﰜﮊ(ّ)‪.‬‬
‫فالعم الصاحل ما أحبو ا﵁ كرسولو‪ ،‬كىو ا‪٤‬بشركع ا‪٤‬بسنوف"(ْ)‪ ،‬كقاؿ الطربم‬
‫‪" :‬كالصواب من القوؿ ُب ذلك أف يقاؿ‪ :‬الورل ىو من كاف بالصفة الٍب كصفو‬
‫ا﵁ هبا كىو الذم آمن كاتقى كما قاؿ‪ :‬ﮋﭜﭝﭞﭟﮊ(ٓ)"‪.)ٔ( ،‬‬
‫كيقوؿ األلوسي‪" :‬كأحسن ما يعتمد عليو ُب معرفة الوالية اتباع الشريعة الغراء‪،‬‬
‫(ُ) سورة يونس‪.ّٔ-ِٔ :‬‬
‫(ِ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب الرقاؽ‪ ،‬باب التواضع‪ ،ُِٗ/ْ ،‬رقم َِٓٔ‪.‬‬
‫(ّ) سورة الكهف‪َُُ :‬‬
‫(ْ) الفتاكل الكربل ُ‪.َِٔ/‬‬
‫(ٓ) سورة يونس‪.ّٔ :‬‬
‫(ٔ) جامع البياف ُب تأكي القرآف ُٓ‪.ُِّ/‬‬

‫َُٕ‬
‫كسلوؾ ا﵀جة البيضاء‪ ،‬فمن خرج عنها قيد شرب بىػعي ىد عن الوالية ٗبراح ‪ ،‬فبل ينبغي‬
‫أف يطلق عليو اسم الورل‪ ،‬كلو أتى بألف ألف خارؽ‪ ،‬فالورل الشرعي اليوـ أعز من‬
‫الكربيت األ‪ٞ‬بر‪ ،‬كال حوؿ كال قوة إال با﵁"(ُ)‪.‬‬
‫رابعا‪َ :‬ز َعم َّ‬
‫أن الولي يرث النَّبي‬ ‫ً‬
‫قاؿ‪" :‬كما أمر ا﵁‪ ‬بطاعة رسولو ُب حياتو أمر بطاعة كرثتو بعد‬
‫‪٩‬باتو‪ ،‬كىم العلماء األتقياء الذين يعدلوف ُب األحكاـ‪ ،‬كاألكلياء العارفوف الذين‬
‫حيكموف بوحي اإل‪٥‬باـ"(ِ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬شيوخ الَببية خلفاء الرسوؿ ُب القياـ بالَببية النبوية‪ ،‬فيجب‬ ‫كقاؿ ن‬
‫امتثاؿ ك ما أمركا بو‪ ،‬كاجتناب ك ما هنوا عنو‪ ،‬في ًهم معناه أك دل ييفهم"(ّ)‪.‬‬
‫ب جع حرمة األكلياء كحرمة األنبياء‪ ،‬فقاؿ‪" :‬فحرمة األكلياء كحرمة‬
‫األنبياء‪ ،‬فمن فرؽ بينهم يح ًرـ بركة ‪ٝ‬بيعهم"(ْ)‪.‬‬
‫كىذا كلو بعي هد عن قوؿ أى السنة كا‪١‬بماعة‪ ،‬الذين بينوا "أفض أكلياء ا﵁ ىم‬
‫األنبياء‪ ،‬كأفض األنبياء ىم ا‪٤‬برسلوف‪ ،‬كأفض الرس ىم أكلو العزـ‪ :‬نوح كإبراىيم‬
‫كموسى كعيسى‪-‬عليهم السبلـ‪ -‬ك‪٧‬بمد ‪ ،‬كأفض أكرل العزـ نبينا ‪٧‬بمد ‪ ،‬كىو‬
‫ﮋﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ‬ ‫الذم أنزؿ ا﵁‪ ‬عليو‬
‫(ٓ)‬
‫فجع سبحانو صدؽ ‪٧‬ببة ا﵁‪ ‬متوقفة على اتباعو‪ ،‬كجع‬ ‫ﭻ ﭼﮊ‬

‫(ُ) ركح ا‪٤‬بعاشل ُُ‪.ُْٗ/‬‬


‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.ِّٓ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬ا‪٤‬برجع نفسو ْ‪.ٕٔ/‬‬
‫(ْ) ا‪٤‬برجع نفسو ُ‪.ّٕٕ/‬‬
‫(ٓ) سورة آؿ عمراف‪.ُّ :‬‬

‫ُُٕ‬
‫اتباعو سبب حصوؿ ا﵀بة من ا﵁ سبحانو"(ُ)‪ ،‬كلذلك "ال بد للورل من أف يكوف‬
‫مقتدينا ُب أقوالو كأفعالو بالكتاب كالسنة‪ ،‬كأف ذلك ىو ا‪٤‬بعيار الذم يعرؼ بو ا‪٢‬بق‬
‫من الباط ‪ ،‬فمن ظهر منو شيءه ‪٩‬با خيالف ىذا ا‪٤‬بعيار فهو ردي عليو‪ ،‬كال جيوز ألحد‬
‫أف يعتقد فيو أنو كرل ا﵁‪ ،‬فإف أمثاؿ ىذه األمور تكوف من أفعاؿ الشياطْب‪ ،‬كما‬
‫نشاىده ُب الذين ‪٥‬بم تابع من ا‪١‬بن‪ ،‬فإنو قد يظهر على يده ما يظن من دل‬
‫يستحضر ىذا ا‪٤‬بعيار أنو كرامة‪ ،‬كىو ُب ا‪٢‬بقيقة ‪٨‬باريق شيطانية كتلبيسات إبليسية‪.‬‬
‫ك‪٥‬بذا تراه يظهر من أى البدع‪ ،‬ب من أى الكفر ك‪٩‬بن يَبؾ فرائض ا﵁‬
‫سبحانو كيتلوث ٗبعاصيو؛ ألف الشيطاف أمي إليهم لبلشَباؾ بينو كبينهم ُب ‪٨‬بالفة‬
‫ما شرعو ا﵁ سبحانو لعباده‪.‬‬
‫كقد يظهر شيءه ‪٩‬با يظن أنو كرامة من أى الرياضة‪ ،‬كترؾ االستكثار من‬
‫الطعاـ كالشراب على ترتيب معلوـ‪ ،‬كقانوف معركؼ حٌب ينتهي حالو إذل أف ال‬
‫يسّبا‪.‬‬
‫يأك إال ُب أياـ ذكات العدد‪ ،‬كيتناكؿ بعد مضي أياـ شيئنا ن‬
‫فيكوف لو بسبب ذلك بعض صفاء من الكدكرات البشرية‪ ،‬فيدرؾ ما ال يدركو‬
‫غّبه‪ ،‬كليس ىذا من الكرامات ُب شيء‪ ،‬كلو كاف من الكرامات الربانية كالتفضبلت‬
‫الر‪ٞ‬بانية دل يظهر على أيدم أعداء ا﵁"(ِ)‪.‬‬
‫مساكاة األنبياء باألكلياء فقاؿ‪ ..." :‬كاإلدياف بك ما‬ ‫كدحض ابن تيمية‬
‫جاء بو األنبياء كاجب‪ ،‬فإهنم معصوموف‪ ،‬كال جيب اإلدياف بك ما يقولو الورل ب‬
‫كال جيوز‪ ،‬فإنو ما من أحد من الناس إال يؤخذ من كبلمو كيَبؾ إال رسوؿ ا﵁ ‪،‬‬
‫كافرا مرتدا ٖببلؼ الورل"(ّ)‪.‬‬
‫كمن سب نبيا من األنبياء قيت ككاف ن‬
‫(ُ) قطر الورل على حديث الورل‪ ،‬صِِْ‪.‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬برجع نفسو‪ ،‬صَِْ‪.‬‬
‫(ّ) شرح العقيدة األصفهانية‪ ،‬صُٖٓ‪.‬‬

‫ُِٕ‬
‫أيضا‪" :‬فإف ك من بلغو رسالة ‪٧‬بمد ال يكوف كليا ﵁ إال باتباع ‪٧‬بمد‬ ‫كقاؿ ن‬
‫‪ ،‬كك ما حص لو من ا‪٥‬بدل كدين ا‪٢‬بق ىو بتوسط ‪٧‬بممدد ككذلك من بلغو‬
‫رسالة رسوؿ إليو ال يكوف كليا ﵁ إال إذا اتبع ذلك الرسوؿ الذم أرس إليو"(ُ)‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬أقسام الولية‬
‫ً‬
‫قاؿ ابن عجيبة‪" :‬الوالية على قسمْب‪ :‬كالية عامة‪ ،‬ككالية عرفية خاصة‪،‬‬
‫فالوالية العامة‪ :‬ىي الٍب ذكرىا ا‪٢‬بق تعاذل‪ ،‬فك من حقق اإلدياف كالتقول فلو من‬
‫الوالية على قدر ما حص منها‪ ،‬كالوالية ا‪٣‬باصة‪ :‬خاصة بأى الفناء كالبقاء‬
‫ا‪١‬بامعْب بْب ا‪٢‬بقيقة كالشريعة‪ ،‬بْب ا‪١‬بذب كالسلوؾ مع الزىد التاـ كا﵀بة الكاملة‪،‬‬
‫كصحبة من ‪ٙ‬بققت كاليتو"(ِ)‪.‬‬
‫كيقوؿ ُب موض وع آخر‪" :‬كتطلق على ثبلث مراتب‪ ،‬كالية عامة‪ :‬كىي ألى‬
‫ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗ‬ ‫اإلدياف كالتقول‪ ،‬كما ُب اآلية كىي قولو تعاذل‪:‬‬
‫ﭘ ﭙ ﭚ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﮊ(ّ)‪ ،‬ككالية خاصة‪ :‬كىي ألى‬
‫االستشراؽ(ْ) على العلم با﵁‪ ،‬ككالية خاصة ا‪٣‬باصة‪ :‬كىي ألى التمكن ُب معرفة‬
‫ا﵁ على نعت العياف"(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل ُُ‪.ِٔٔ-ِْْ/‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.ْْٖ/‬‬
‫(ّ) سورة يونس‪.ّٔ-ِٔ :‬‬
‫(ْ) االستشراؽ‪ :‬كىي ا‪٤‬بعرفة االستشراقية كمقصدىم بذلك ظهور األنوار الٍب تفيض على األنفس بسبب الرياضة‬
‫كاجملاىدة‪ ،‬حٌب يصلوا ‪-‬بزعمهم‪ -‬للتلقي ا‪٤‬بباشر من العادل الغييب‪ ،‬فينعكس على النفوس‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بعجم‬
‫الفلسفي ُ‪.ُْٗ/‬‬
‫(ٓ) معراج التشوؼ‪ ،‬صِّ‪.‬‬

‫ُّٕ‬
‫كلقد جع الغاية الكربل من الوالية الوصوؿ إذل كحدة الوجود‪ ،‬كىي التمكن‬
‫ُب ا‪٤‬بعرفة‪ ،‬كلذلك طريقتو أف ينتق السالك من مقاـ إذل مقاـ حٌب يص للتمكْب‪.‬‬
‫قاؿ‪" :‬كا‪٤‬بقامات ىي التوبة‪ ،‬كالتقول‪ ،‬كاالستقامة‪ ،‬كالزىد‪ ،‬كالورع ‪ ...‬كك‬
‫مقاـ لو علم كعم كحاؿ‪ ،‬فأكلو علم‪ ،‬كثانيو عم ‪ ،‬كثالثو حاؿ‪ٍ ،‬ب مقاـ‪ ،‬فإذا بلغ‬
‫مقاـ ا‪٤‬بعرفة ك‪ٛ‬بكن فيها انقطعت ا‪٤‬بقامات"(ُ)‪.‬‬
‫فلقد حصر الوالية ُب أى التمكْب الذين كصلوا إذل كحدة الوجود ‪-‬كما‬
‫زعم‪ ،-‬حٌب إنو يرل أف من يص إذل ىذه ا‪٤‬بعرفة تسقط عنو التكاليف‪" ،‬مادامت‬
‫البشرية موجودة فبل بد من التكليف ‪ ...‬فإذا اهندمت البشرية سقطت‬
‫التكاليف"(ِ)‪.‬‬
‫‪ٛ‬باما ُب الشك كا‪٤‬بضموف كا‪٤‬بوضوع‪،‬‬ ‫كهبذا يتضح أف "الوالية ‪٥‬با معُب آخر ن‬
‫فورل ا﵁ عند الصوفية من اختاره ا﵁ كجذبو إليو‪ ،‬كليس من شرط ذلك أف يكوف‬
‫أم مواصفات للصبلح كالتقول؛ إذ الوالية عندىم نوع‬ ‫عند ىذا ا‪٤‬بختار كاجملذكب ٌ‬
‫من الوىب اإل‪٥‬بي دكف سبب‪ ،‬كبغّب حكمة‪ ،‬كجيعلوف الوالية الكسبية ىي كالية‬
‫العواـ كا‪٤‬بتنسكْب كالوالية ا‪٢‬بقيقية عندىم ىي الوالية الوىبية"(ّ)‪.‬‬
‫كهبذا جعلوا اجملاذيب كاجملانْب كالفسقة كالظلمة كا‪٤‬ببلحدة ا‪٤‬بشركْب من أى‬
‫كحدة الوجود‪ ،‬أكلياء ﵁ ٗبجرد أف ظهر على أيديهم بعض خوارؽ العادات(ْ)‪.‬‬
‫دليبل على الوالية؛ ألهنا رٗبا‬
‫كمعتقد أى السنة كا‪١‬بماعة أف ا‪٣‬بوارؽ ليست ن‬
‫تقع من الرب كالفاجر‪.‬‬
‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صُّٗ‪.‬‬
‫(ِ) الفتوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صِّٖ‪ ،‬إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صَّٗ‪.‬‬
‫(ّ) الفكر الصوُب ُب ضوء الكتاب كالسنة‪ ،‬صُِِ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬ا‪٤‬برجع نفسو‪ ،‬صِِِ‪.‬‬

‫ُْٕ‬
‫قاؿ ابن تيمية ‪" :‬كإذا كاف اجملنوف ال يصح منو اإلدياف كال التقول كال‬
‫التقرب إذل ا﵁ بالفرائض كالنواف كامتنع أف يكوف كليا فبل جيوز ألحد أف يعتقد أنو‬
‫كرل ﵁؛ ال سيما أف تكوف حجتو على ذلك إما مكاشفة ‪٠‬بعها منو أك نوع من‬
‫تصرؼ مث أف يراه قد أشار إذل كاحد فمات أك صرع؛ فإنو قد علم أف الكفار‬
‫كا‪٤‬بنافقْب ‪-‬من ا‪٤‬بشركْب كأى الكتاب‪٥ -‬بم مكاشفات كتصرفات شيطانية‬
‫كالكهاف كالسحرة كعباد ا‪٤‬بشركْب كأى الكتاب فبل جيوز ألحد أف يستدؿ ٗبجرد‬
‫ذلك على كوف الشخص كليا ﵁ كإف دل يعلم منو ما يناقض كالية ا﵁ فكيف إذا‬
‫علم منو ما يناقض كالية ا﵁ مث أف يعلم أنو ال يعتقد كجوب اتباع النيب باطننا‬
‫كظاىرا‪ ،‬ب يعتقد أنو يتبع الشرع الظاىر دكف ا‪٢‬بقيقة الباطنة‪ ،‬أك يعتقد أف ألكلياء‬
‫ن‬
‫(ُ)‬
‫ا﵁ طري نقا إذل ا﵁ غّب طريق األنبياء عليهم السبلـ" ‪.‬‬
‫كطلب ا‪٣‬بوارؽ باجملاىدة كتعذيب النفس من األمور ا‪٣‬بطرة الٍب تفسد القلب‬
‫كالعق كا‪٤‬بزاج(ِ)‪.‬‬
‫ُب سلك ىذا الطريق ففسد مزاجو‪ ،‬كمرض بدنو‪ ،‬كاختلط عقلو(ّ)‪.‬‬
‫فكم من صو ي‬
‫سادسا‪ :‬إخفاء الولية وأن تكون سرا من األسرار‪.‬‬
‫ً‬
‫قاؿ‪" :‬فإف الوالية سير من أسرار ا﵁ أكدعها قلوب أصفيائو‪ ،‬ال تظهر على‬
‫جوارحهم‪ ،‬كال تكوف ُب الغالب إال ُب أى التجريد‪ ،‬كأى ا‪٣‬بموؿ‪ ،‬أخفاىا ا﵁ ُب‬
‫عابده‪ ،‬فمن ادعاىا من غّب ٘بريد كال ‪ٚ‬بريب فهو مد وع"(ْ)‪.‬‬
‫(ُ) الفرقاف بْب أكلياء الر‪ٞ‬بن كأكلياء الشيطاف‪ ،‬صُٓ‪.‬‬
‫(ِ) ينظر‪٦ :‬بموع الفتاكل ُُ‪.َّّ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬إحياء علوـ الدين ّ‪.َِ/‬‬
‫(ْ) البحر ا‪٤‬بديد ٓ‪.ِْٔ/‬‬

‫ُٕٓ‬
‫كلو طريقة ُب إخفاء الوالية كىي "ا‪٤‬بغالطة‪ :‬كتعِب إظهار الغلط‪ ،‬كإيقاع الغّب‬
‫فيو‪ ،‬مع إخفاء الصواب‪ ،‬كتيسمى عند الصوفية التلبيس‪ ،‬كإظهار الرغبة‪ ،‬كإخفاء‬
‫الزىد‪ ،‬كإخفاء ا﵀بة‪ ،‬كإظهار السلواف‪ ،‬يفعلوف ذلك صيانةن للسر‪ ،‬ك‪ٚ‬بريب الظاىر‪،‬‬
‫كتعمّب الباطن"(ُ)‪.‬‬
‫كىذا القوؿ باط ؛ فوالية ا﵁‪ ‬مبذكلة لك من سعى إليها كسار ُب‬
‫ﮋ ﮧﮨﮩﮪﮬ‬ ‫طريقها ككفقو ا﵁ ‪ ‬إذل بلوغها كما قاؿ‪:‬‬
‫ﮭ ﮯ ﮰ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯘ ﯙ ﯛ ﯜﮊ(ِ)‪ ،‬كقاؿ‪:‬‬
‫ﮋﮠﮡ ﮢﮣﮤﮥﮦ ﮧﮨ ﮩﮊ(ّ)‪.‬‬
‫كال شك أنو على الرغم من أف ك مؤم ون ىو كرل ا﵁ ‪ ‬فإف كالية ا﵁‬
‫للعبد ك‪٧‬ببتو لو تتفاكت ٕبسب اإلدياف كالتقول كالعم الصاحل ف يكلما ازداد إدياف‬
‫العبد كترقى ُب درجات الكماؿ كالصبلح ك‪ٙ‬بلى بالتقول كاف أعظم كالية‪ ،‬كأقرب‬
‫من ربو‪.‬‬
‫ﮋﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸‬ ‫كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫﮹﮺﮻ﮊ(ْ)‪.‬‬
‫فجع ‪ ‬تقواه كا‪ٚ‬باذ الوسيلة منو ىي الطريق ا‪٤‬بوص لر‪ٞ‬بتو‬
‫فيستحي أف تكوف ر‪ٞ‬بة ا﵁ الٍب خيتص هبا من يشاء كائنة دكف حكمة؛ ألف ا﵁‬
‫ﮋﯱﯲﯳ‬ ‫‪ ‬يعلم أين جيع رسالتو كأين يضع ىدايتو كما قاؿ‪:‬‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ٓ‪.ِْٔ/‬‬
‫(ِ) سورة اللي ‪.ٓ :‬‬
‫(ّ) سورة العنكبوت‪.ٔٗ :‬‬
‫(ْ) سورة ا‪٤‬بائدة‪.ّٓ :‬‬

‫ُٕٔ‬
‫ﯴﯵﮊ(ُ)‪.)ِ( ،‬‬
‫كما ادعوه ُب سرية الوالية جعلهم ال ينكركف ا‪٤‬بعاصي الٍب تظهر على الورل‪،‬‬
‫ب يركهنا صورية ال حقيقية‪ ،‬كالقصد منها امتحاف ا‪٤‬بشاىد ‪٥‬با(ّ)‪.‬‬
‫كىو الذم يراه ابن عجيبة بأف الورل معصوـ فهو ديد ٗبدد العصمة كىو ا‪٢‬بفظ‬
‫اإل‪٥‬بي(ْ)‪.‬‬
‫كالصوفية يطلقوف ا‪٢‬بفظ ٗبعُب العصمة‪ ،‬كيعتقدكف عصمة شيوخهم(ٓ)‪ ،‬قاؿ‬
‫‪" :‬طائفة من النساؾ كالعيباد يزعموف ُب بعض ا‪٤‬بشايخ أك فيمن‬ ‫ابن تيمية‬
‫يقولوف‪(" :‬إنو كرل ا﵁) أنو ال يذنب‪ ،‬كرٗبا عينوا بعض ا‪٤‬بشايخ كزعموا أنو دل يكن‬
‫ألحدىم ذنب‪ ،‬كرٗبا قاؿ بعضهم‪ :‬النيب معصوـ كالورل ‪٧‬بفوظ"(ٔ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬ككثّبه من الناس يغلط ُب ىذا ا‪٤‬بوضع فيظن ُب شخص أنو كرل‬ ‫كقاؿ ن‬
‫﵁ كيظن أف كرل ا﵁ يقب منو ك ما يقولو كيسلم إليو ك ما يقولو كيسلم إليو ك‬
‫ما يفعلو كإف خالف الكتاب كالسنة فيوافق ذلك الشخص لو كخيالف ما بعث ا﵁‬
‫بو رسولو الذم فرض ا﵁ على ‪ٝ‬بيع ا‪٣‬بلق تصديقو فيما أخرب كطاعتو فيما أمر ‪...‬‬
‫كىؤالء مشاهبوف للنصارل الذين قاؿ ا﵁ تعاذل فيهم‪ :‬ﮋﯘ ﯙ‬
‫ﯚﯛﯜﯝ ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦ‬
‫ﯧﯨﯩ ﯪﯫ ﯬﯭﯮﯯﯰﮊ(ٕ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة األنعاـ‪.ُِْ :‬‬
‫(ِ) ينظر الفكر الصوُب‪ ،‬صُِِ‪.‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬اإلبريز‪ ،‬صِّّ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬معراج التشوؼ‪ ،‬صُٖ‪.‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬جواىر ا‪٤‬بعاشل ُ‪ ،ِِٓ/‬الرسالة‪ ،‬صُِٓ‪.‬‬
‫(ٔ) جامع الرسائ كا‪٤‬بسائ ُ‪.ِْٔ/‬‬
‫(ٕ) سورة التوبة‪.ُّ :‬‬

‫ُٕٕ‬
‫عنها‬ ‫كُب الَبمذم عن عدم بن حاًب ُب تفسّب ىذه اآلية ‪٤‬با سأؿ النيب‬
‫فقاؿ‪ :‬ما عبدكىم؟ فقاؿ النيب ‪ :‬أحلوا ‪٥‬بم ا‪٢‬براـ كحرموا عليهم ا‪٢‬ببلؿ‬
‫فأطاعوىم ككانت ىذه عبادهتم إياىم (ُ)‪.)ِ( ،‬‬
‫ﮋﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬ ‫كقاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀ‬
‫ﮁﮊ(ّ)‪.‬‬
‫‪" :‬أرشد ا﵁ تعاذل عباده ا‪٤‬بؤمنْب إذل اإلدياف ٗبا أنزؿ إليهم‬ ‫قاؿ ابن كثّب‬
‫مفصبل كٗبا أنزؿ على األنبياء ا‪٤‬بتقدمْب ‪٦‬بمبل"(ْ)‪.‬‬
‫ن‬ ‫بواسطة رسولو ‪٧‬بممد‬
‫معصوما كأكجب اإلدياف بك ما قالو كفعلو فقد‬
‫ن‬ ‫فمن جع بعد الرسوؿ‬
‫جعلو مضاىينا لؤلنبياء‪ ،‬كأعطاه معُب النبوة كإف دل يعطو لفظها(ٓ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابن تيمية ‪" :‬فمن أكجب طاعة أحد غّب رسوؿ ا﵁ ُب ك ما يأمر‬
‫بو‪ ،‬كأكجب تصديقو ُب ك ما خيرب بو‪ ،‬كأثبت عصمتو أك حفظو ُب ك ما يأمر بو‬
‫كخيرب من الدين فقد جع فيو من ا‪٤‬بكافأة لرسوؿ ا﵁ كا‪٤‬بضاىاة لو ُب خصائص الرسالة‬
‫ٕبسب ذلك سواء جع ذلك ا‪٤‬بضاىي لرسوؿ ا﵁ بعض الصحابة أك بعض‬
‫القرابة أك بعض األئمة كا‪٤‬بشايخ أك األمراء من ا‪٤‬بلوؾ كغّبىم"(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) أخرجو الَبمذم ُب سننو‪ ،‬كتاب التفسّب‪ ،‬باب التوبة‪ ،ِٕٖ/ٓ ،‬برقم َّٓٗ‪ ،‬كالبيهقي ُب السنن الكربل‪،‬‬
‫باب ما يقضي بو القاضي كيفٍب بو ا‪٤‬بفٍب َُ‪ ،ُُٔ/‬رقم َُِّٕ‪ ،‬كالطرباشل ُب ا‪٤‬بعجم الكبّب ُٕ‪،ِٗ/‬‬
‫رقم ُِٖ‪ ،‬كحسنو األلباشل ُب غاية ا‪٤‬براـ ُب ‪ٚ‬بريج أحاديث ا‪٢‬ببلؿ كا‪٢‬براـ ُ‪.َُٗ/‬‬
‫(ِ) ‪٦‬بموع الفتاكل ُُ‪.َِِ/‬‬
‫(ّ) سورة البقرة‪.ُّٔ :‬‬
‫(ْ) تفسّب القرآف العظيم ُ‪.ْْٖ/‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬منهاج السنة ٔ‪.ُٖٖ-ُٖٕ/‬‬
‫(ٔ) جامع الرسائ ُ‪.ِّٕ/‬‬

‫ُٖٕ‬
‫أيضا‪" :‬فقد أ‪ٝ‬بع ‪ٝ‬بيع سلف ا‪٤‬بسلمْب كأئمة الدين من ‪ٝ‬بيع الطوائف‬‫كقاؿ ن‬
‫أنو ليس بعد رسوؿ ا﵁ أحد معصوـ كال ‪٧‬بفوظ ال من الذنوب كال من ا‪٣‬بطايا‪،‬‬
‫ب من الناس من إذا أذنب استغفر كتاب كإذا أخطأ تبْب لو ا‪٢‬بق فرجع إليو كليس‬
‫ىذا كاجبنا ألحد بعد رسوؿ ا﵁ ب جيوز أف ديوت أفض الناس بعد األنبياء كلو‬
‫ذنب يغفره ا﵁ كقد خفى عليو من دقيق العلم ما دل يعرفو‪ ،‬ك‪٥‬بذا اتفقوا على أنو‬
‫"(ُ)‪.‬‬ ‫ما من الناس أحد إال يؤخذ من قولو كيَبؾ إال رسوؿ ا﵁‬
‫سابعا‪ :‬مراتب األولياء‬
‫ً‬
‫قاؿ ابن عجيبة‪" :‬اعلم أف دائرة الوالية مؤلفة من أكلياء‪ ،‬ك‪٪‬بباء‪ ،‬كنقباء‪،‬‬
‫كأكتاد‪ ،‬كبدالء‪ ،‬كأقطاب‪ ،‬كغوث‪ ،‬كىو كاحد"(ِ)‪.‬‬
‫كقاؿ عنهم‪" :‬ىم أى العلم با﵁ على نعت العياف"(ّ)‪.‬‬
‫كقاؿ عن مسكنهم‪" :‬مسكن ىؤالء الرجاؿ ال يتعْب ُب ك زماف‪ ،‬ككذلك‬
‫دائما ُب مكة‪ ،‬كما ىو مشاىد ُب بعض األزماف‪ ،‬فقد‬ ‫الغوث ال يلزـ أف يكوف ن‬
‫يكوف الغوث با‪٤‬بغرب‪ ،‬كقد يكوف با‪٤‬بشرؽ‪ ،‬كلع ا‪٤‬براد أف يكوف مركز نظره مكة‪ ،‬أك‬
‫مقيما ٗبكة"(ْ)‪.‬‬
‫شخصا يكوف ن‬
‫ن‬ ‫خيلق ا﵁ من ركحانيتو‬
‫كيرل أف القطب "ىو القائم ٕبق الكوف كا‪٤‬بكوف كىو كاحد ‪ ...‬كىو الغوث‬
‫الذم يص منو ا‪٤‬بدد الركحاشل إذل دكائر األكلياء‪ ،‬من ‪٪‬بيب كنقيب كأكتاد كأبداؿ‪،‬‬
‫كلو اإلمامة كاإلرث كا‪٣‬ببلفة الباطنة‪ ،‬كىو ركح الكوف الذم عليو مداره كما يشّب إذل‬
‫(ُ) جامع الرسائ ُ‪.ِٔٔ/‬‬
‫(ِ) ا‪١‬بواىر العجيبة‪ ،‬صِٓٔ‪.‬‬
‫(ّ) معراج التشوؼ‪ ،‬صٕٗ‪.‬‬
‫(ْ) منازؿ السائرين كالواصلْب‪ ،‬صِٔٔ‪.ِٕٔ-‬‬

‫ُٕٗ‬
‫ذلك كونو ٗبنزلة إنساف العْب من العْب‪ ،‬كال يعرؼ ذلك إال من لو قسط كنصب من‬
‫سر البقاء با﵁"(ُ)‪.‬‬
‫قائبل‬
‫أيت ُب ا‪٤‬بناـ ن‬‫كيرل أف األكلياء يتصرفوف ُب الكوف فهو يقوؿ عن نفسو‪" :‬ر ي‬
‫يقوؿ رل‪ :‬الليلة أيعطي سيدم أ‪ٞ‬بد بن عجيبة يتصرؼ ُب الكوف‪ ،‬أك ُب الوجود"(ِ)‪.‬‬
‫‪٨‬بالف للكتاب كالسنة‪ ،‬ك‪٤‬با قرره أى السنة كا‪١‬بماعة ُب مراتب األكلياء‪.‬‬
‫ككبلمو ه‬
‫قال ابن تيمية‬
‫‪" :‬كأكلياء ا﵁ على طبقتْب‪:‬‬
‫سابقوف مقربوف‪.‬‬
‫كأصحاب ديْب مقتصدكف‪.‬‬
‫كلقد ذكرىم ا﵁‪ُ ‬ب عدة مواضع من كتابو العزيز قاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﮍ ﮎ‬
‫ﮏﮑﮒﮓﮕﮖﮘﮙﮚﮛﮝﮞﮟﮡﮢﮣ‬
‫ﮥﮦﮧﮩﮪﮫﮬﮭﮯﮰﮱ﮲﮳ﯖ‬
‫ﯗ ﯙ ﯚ ﯜ ﯝ ﯞﮊ(ّ) فهذا تقسيم الناس إذا قامت القيامة الكربل‬
‫الٍب جيمع ا﵁ فيها األكلْب كاآلخرين ‪ ...‬كقد ذكر النيب عم القسمْب ُب‬
‫حديث األكلياء فقاؿ‪ :‬يقوؿ ا﵁ تعاذل‪ :‬من عادل رل كليا فقد بارزشل با﵀اربة‪ ،‬كما‬
‫تقرب إرل عبدم ٗبث أداء ما افَبضتو عليو‪ ،‬كال يزاؿ عبدم يتقرب إرل بالنواف حٌب‬
‫أيحبو؛ فإذا أحببتو كنت ‪٠‬بعو الذم يسمع بو‪ ،‬كبصره الذم يبصر بو‪ ،‬كيده الٍب‬
‫يبطش هبا‪ ،‬كرجلو الٍب ديشي هبا‪ ،‬كإف سألِب ألعطينو‪ ،‬كلئن استعاذشل ألعيذنو‪ ،‬كما‬
‫ترددت عن و‬
‫شيء أنا فاعلو ترددم عن نفس ا‪٤‬بؤمن يكره ا‪٤‬بوت كأنا أكره مساءتو ‪.‬‬
‫(ُ) معراج التشوؼ‪ ،‬صَٖ‪.‬‬
‫(ِ) الفهرسة‪ ،‬صٗٔ‪.‬‬
‫(ّ) سورة الواقعة‪.ُِ-ُ :‬‬

‫َِٕ‬
‫فاألبرار أصحاب اليمْب ىم ا‪٤‬بتقربوف إليو بالفرائض يفعلوف ما أكجب ا﵁‬
‫عليهم كيَبكوف ما حرـ ا﵁ عليهم كال يكلفوف أنفسهم با‪٤‬بندكبات؛ كال الكف عن‬
‫فضوؿ ا‪٤‬بباحات‪.‬‬
‫كأما السابقوف ا‪٤‬بقربوف فتقربوا إليو بالنواف بعد الفرائض ففعلوا الواجبات‬
‫كا‪٤‬بستحبات كتركوا ا﵀رمات كا‪٤‬بكركىات فلما تقربوا إليو ٔبميع ما يقدركف عليو من‬
‫‪٧‬ببوباهتم أحبهم الرب يحبا تاما"(ُ)‪.‬‬
‫ﮋﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬ ‫"كقد قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫(ِ)‬
‫كىذه األربعة ىي مراتب العباد‪ :‬أفضلهم األنبياء‬ ‫ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮊ‬

‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬ ‫ٍب الصديقوف‪ٍ ،‬ب الشهداء‪ٍ ،‬ب الصا‪٢‬بوف ‪ ...‬فإف ا﵁ يقوؿ‪:‬‬


‫ﭖﭗﭘﭙﭚﮊ(ّ) فك من كاف مؤمننا تقيا كاف ﵁ كليا‪.‬‬
‫كىم على درجتْب‪ :‬السابقوف ا‪٤‬بقربوف‪ ،‬كأصحاب اليمْب ا‪٤‬بقتصدكف‪ ،‬كما‬
‫قسمهم ا﵁ تعاذل ُب سورة فاطر كسورة الواقعة كاإلنساف كا‪٤‬بطففْب"(ْ)‪.‬‬
‫"كإذا كاف (أكلياء ا﵁) ىم ا‪٤‬بؤمنْب ا‪٤‬بتقْب فبحسب إدياف العبد كتقواه تكوف‬
‫كاليتو ﵁ تعاذل‪ ،‬فمن كاف أكم إديانا كتقول كاف أكم كالية ﵁‪ ،‬فالناس‬
‫متفاضلوف ُب كالية ا﵁‪ٕ ‬بسب تفاضلهم ُب اإلدياف كالتقول"(ٓ)‪ ،‬كأفض‬
‫األكلياء ىم األنبياء‪ ،‬كأفضلهم ا‪٤‬برسلوف منهم‪ ،‬كأفض ا‪٤‬برسلْب أكلو العزـ من الرس‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل ُُ‪.ُٕٔ/‬‬
‫(ِ) سورة النساء‪.ٔٗ :‬‬
‫(ّ) سورة يونس‪.ِٔ :‬‬
‫(ْ) ‪٦‬بموع الفتاكل ِ‪.ِِٓ/‬‬
‫(ٓ) ا‪٤‬برجع نفسو ُُ‪.ُٕٓ/‬‬

‫ُِٕ‬
‫‪" :‬كأفض األكلياء من ىذه األمة ىم صا‪٢‬بو‬ ‫‪-‬عليهم السبلـ‪ ،-‬قاؿ ابن تيمية‬
‫ﮋﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‬ ‫كما قاؿ تعاذل‪:‬‬ ‫ا‪٤‬بؤمنْب الذين صحبوا رسوؿ ا﵁‬
‫ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮊ(ُ)‪ ،‬كأفض ىؤالء أبو بكر كعمر‬
‫باتفاؽ أئمة السلف كا‪٣‬بلف ‪ ...‬كمن قاؿ من ‪٨‬بطئي الصوفية أنو قد ديكن‬
‫‪ ...‬فهم ‪٨‬بطئوف ُب‬ ‫أف يكوف ُب ا‪٤‬بتأخرين من ىو أفض من أيب بكر كعمر‬
‫ذلك بالكتاب كالسنة كاإل‪ٝ‬باع"(ِ)‪.‬‬
‫"ك‪٥‬بذا كاف أفض أكلياء ا﵁ ىم الصديقوف اآلخذكف عن األنبياء ‪-‬عليهم‬
‫تبع لؤلنبياء‪ ،‬كإمنا يقرهنم هبهم فيجع ‪٥‬بم طري نقا إذل ا﵁ غّب‬‫السبلـ‪ ،-‬فاألكلياء ه‬
‫طريق األنبياء مبلحدة الصوفية ك‪٫‬بوىم"(ّ)‪.‬‬
‫كدعول القطب كالغوث كاألبداؿ كالنجباء كاألكتاد‪ ،‬ال أص ‪٥‬با من و‬
‫كتاب كال‬
‫يسنة‪ ،‬كال قوؿ أحد من الصحابة كال التابعْب كال أئمة ا‪٤‬بسلمْب كشيوخهم الذين‬
‫‪٥‬بم ُب األمة لساف صدؽ(ْ)‪.‬‬
‫كىي باطلة من عدة أكجو‪ ،‬منها‪:‬‬
‫الوجو األول‪ :‬عندنا أصبلف ثابتاف بالكتاب كالسنة كاإل‪ٝ‬باع األكؿ‪ :‬أف أكلياء‬
‫ا﵁ ىم ا‪٤‬بؤمنوف ا‪٤‬بتقوف‪ ،‬كالثاشل‪ :‬أف ا﵁ جيلب للناس ى‬
‫ا‪٤‬بنافع كيدفع عنهم ا‪٤‬بضار بدعاء‬
‫ً‬
‫عباده ا‪٤‬بؤمنْب كصبلهتم كعبادهتم‪ ،‬كما قاؿ النيب ‪ :‬كى تي ى‬
‫نصركف كتيػٍرىزقوف إال‬
‫بضعفائكم بدعائهم كإخبلصهم (ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة التحرصل‪.ْ :‬‬
‫(ِ) الصفدية ُ‪.ِْٕ/‬‬
‫(ّ) الصفدية ُ‪.ِٓٓ/‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬جامع ا‪٤‬بسائ ‪ ،‬صٗٓ‪.‬‬
‫(ٓ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب ا‪١‬بهاد‪ ،‬باب من استعاف بالضعفاء كالصا‪٢‬بْب ُب ا‪٢‬برب‪ ،ْٓ/ٔ ،‬رقم ِٖٔٗ‪.‬‬

‫ِِٕ‬
‫عدد ‪٧‬بصور تتساكل فيو‬ ‫إذا عرفنا ىذين األصلْب تبْب لنا أنو ليس ألكلياء ا﵁ ه‬
‫األزمنة‪ ،‬كال ‪٥‬بم مكا هف يمعْب من األمكنة‪ ،‬ب ىم يزدادكف كينقصوف ٕبسب زيادة‬
‫نفر‬
‫أى اإلدياف كالتقول كنقصاهنم‪ ،‬كقد بعث ا﵁ رسولو با‪٢‬بق‪ ،‬كآمن معو ٗبكة ه‬
‫قلي ه كانوا أق من سبعة‪ٍ ،‬ب أق من أربعْب‪ٍ ،‬ب أق من سبعْب‪ٍ ،‬ب أق من ثبلث‬
‫مائة‪ ،‬فأين كاف أكلئك األبداؿ كغّبىم ‪٩‬بن يذكرىم الصوفية بالعدد كالَبتيب‬
‫كالطبقات؟ ى كانوا ُب الكفار‪.‬‬
‫إذل ا‪٤‬بدينة‪ ،‬كهبا انعقدت بيعة ا‪٣‬بلفاء‬ ‫كأصحابو‬ ‫ٍب ىاجر النيب‬
‫الراشدين‪ ،‬كمن ا‪٤‬بمتنع أنو قد كاف ٗبكة ُب زمنهم من يكوف أفض منهم‪ ،‬فمن كاف‬
‫ىو الغوث الذم يدعي الصوفية كجوده ٗبكة بعد ا‪٥‬بجرة‪.‬‬
‫ٍب إف اإلسبلـ انتشر ُب مشارؽ األرض كمغارهبا‪ ،‬ككاف ُب ا‪٤‬بؤمنْب ُب ك‬
‫صى‪ ،‬كال حيصركف بثبلث مائة كال بثبلثة‬ ‫كقت من أكلياء ا﵁ ا‪٤‬بتقْب عدد ال يحي ى‬
‫عمدا أك خطنا‪.‬‬
‫‪٧‬بصورا فهو من ا‪٤‬ببطلْب ن‬
‫ن‬ ‫عددا‬
‫آالؼ‪ ،‬فك من جع ‪٥‬بم ن‬
‫كنسأ‪٥‬بم ىمن كاف القطب كاألبداؿ كغّبىم من زمن آدـ كنوح كإبراىيم كقب‬
‫‪٧‬بمد ‪-‬عليهم الصبلة كالسبلـ‪ُ -‬ب الفَبة حْب كاف عامة الناس كفرة؟ كإف زعموا‬
‫و‬
‫حديث‬ ‫آية كبأم‬‫زماف كانوا؟ كمن أك يؿ ىؤالء؟ كبأم و‬
‫أهنم كانوا بعد رسولنا ففي أم و‬
‫ى‬
‫كجود ىؤالء هبذه األعداد حٌب‬‫ثبت ي‬ ‫مشهوور كبأم و‬
‫إ‪ٝ‬باع متوات ور من القركف الثبلثة ى‬
‫نعتقده؟ ألف العقائد ال تعتقد إال من ىذه األدلة الثبلثة كمن الربىاف العقلي‪ ،‬ﮋ ﭠ‬
‫ﭡﭢﭣ ﭤﭥﮊ(ُ) فإف دل يأتوا بو فهم الكاذبوف ببل ريب‪ ،‬فبل نعتقد‬
‫أكاذيبهم(ِ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة النم ‪.ْٔ :‬‬
‫(ِ) جامع ا‪٤‬بسائ ِ‪.ّْ/‬‬

‫ِّٕ‬
‫الوجو الثاني‪ :‬الصوفية أخرجوا القطب ٗبا خيتص بو البشر‪ ،‬كحلقوا بو ُب عادل‬
‫كشف لو عن حقيقة الذات‬ ‫الربوبية‪ ،‬كقد ذكركا لو ‪ٟ‬بس عشرة عبلمة‪ ،‬منها أنو يي ى‬
‫علما بصفات ا﵁ تعاذل‪ ،‬كأف علم القطب ال حدكد لو‪ ،‬فبل خيفى‬ ‫اإل‪٥‬بية‪ ،‬كحييط ن‬
‫عليو شيءه من الدنيا كاآلخرة‪ ،‬كحييط ٗبعرفة أحكاـ الشريعة كلو كاف أيميا‪ ،‬يقوؿ ابن‬
‫كرل يكوف أيميا‪ ،‬ك٘بده عنده من العلوـ كا‪٢‬بكم كالتوحيد ما ال‬ ‫عجيبة‪" :‬كم من ي‬
‫يوجد عند ‪٫‬بارير العلماء"(ُ) (ِ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن تيمية ‪" :‬ىذه األمور كغّبىا ‪٩‬با ذكره الصوفية ال خيفى ما ُب‬
‫االعتقاد هبا من خطورة على عقيدة التوحيد‪ ،‬فهي ‪٧‬باكلة خبيثة لتجريد اإللو‬
‫ا‪٢‬بق‪ ‬من اختصاصاتو الٍب ال يشاركو فيها ‪٨‬بٍلوؽ‪ ،‬كجعلها ن‬
‫مشاعا بْب ا‪٣‬بالق‬
‫كا‪٤‬بخلوؽ على ح يد سواء‪ ،‬كىذا ىو الشرؾ ُب الربوبية ‪-‬كالعياذ با﵁‪ ،-‬كىو أقبح‬
‫أنواع الشرؾ‪ ،‬فقد كاف ا‪٤‬بشركوف ال يقدامى على عل وم بربوبية ا﵁ كخصوصيتو ُب ا‪٣‬بلق‪،‬‬
‫كالرزؽ‪ ،‬كا‪٤‬بلك‪ ،‬كالتدبّب‪ ،‬كاإلحياء‪ ،‬كاإلماتة‪ ،‬كغّبىا من أمور الربوبية كما حكى‬
‫عنهم القرآف‪ ،‬فالذم يعتقد ذلك ُب األكلياء ىو أجه من أكلئك ا‪٤‬بشركْب كأض ٌ‪.‬‬
‫كهبذا نعرؼ ما نتج عن فكرة القطب ىذه من ‪٨‬باطر جسيمة ُب باب العقيدة‬
‫لدل عامة الناس‪ ،‬الذين تعلقوا هبا كاعتقدكىا كنشأكا عليها ُب البيئات الصوفية‪ ،‬كليقنوىا‬
‫منذ الصغر‪ ،‬كال زلنا نرل ُب الببلد اإلسبلمية من ينادم (الغوث) للمدد‪ ،‬كيعتقد ُب‬
‫األكلياء ٗبا ال جيوز اعتقاده إالٌ ُب ا﵁‪ ‬فإنا ﵁ كإنا إليو راجعوف"(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ْ‪.ُِّ/‬‬


‫(ِ) ينظر جامع ا‪٤‬بسائ ِ‪.ُٔ/‬‬
‫(ّ) ا‪٤‬برجع نفسو ِ‪.َّ/‬‬

‫ِْٕ‬
‫الوجو الثالث‪ :‬فأما لفظ الغوث كالغياث "فبل يستحقو إال ا﵁ فهو غياث‬
‫نيب مرس ‪ ،‬كمن زعم‬‫ا‪٤‬بستغيثْب فبل جيوز ألحد االستغاثة بغّبه ال ٗبلك مقرب كال ي‬
‫أف أى األرض يرفعوف حوائجهم الٍب يطلبوف هبا كشف الضر عنهم كنزكؿ الر‪ٞ‬بة‬
‫إذل الثبل‪ٜ‬بائة إذل السبعْب‪ ،‬كالسبعْب إذل األربعْب‪ ،‬كاألربعْب إذل السبعة‪ ،‬كالسبعة إذل‬
‫ضاؿ مشرؾ‪ ،‬فقد كاف ا‪٤‬بشركوف كما أخرب‬ ‫كاذب ي‬ ‫األربعة‪ ،‬كاألربعة إذل الغوث فهو ه‬
‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ‬ ‫ا﵁ تعاذل عنهم بقولو‪:‬‬
‫ﭢ ﭣﭤﮊ(ُ)‪.‬‬
‫‪٤‬با رفعوا أصواهتم بالذكر‪ :‬أيها الناس اربعوا على‬ ‫كقاؿ النيب ألصحابو‬
‫‪٠‬بيعا قريبنا‪ ،‬إف الذين تدعونو‬
‫أنفسكم؛ فإنكم ال تدعوف أصم كال غائبنا كإمنا تدعوف ن‬
‫أقرب إذل أحدكم من عنق راحلتو (ِ) (ّ)‪.‬‬
‫الوجو الرابع‪" :‬كأما األكتاد فقد يوجد ُب كبلـ البعض أنو يقوؿ‪ :‬فبلف من‬
‫األكتاد يعِب بذلك أف ا﵁ تعاذل يثبت بو اإلدياف كالدين ُب قلوب من يهديهم ا﵁ بو‬
‫ثابت لك من كاف هبذه الصفة من العلماء‬ ‫كما يثبت األرض بأكتادىا‪ ،‬كىذا ا‪٤‬بعُب ه‬
‫فك من حص بو تثبيت العلم كاإلدياف ُب ‪ٝ‬بهور الناس كاف ٗبنزلة األكتاد العظيمة‬
‫‪٧‬بصورا ُب أربعة كال أق كال‬
‫ن‬ ‫كا‪١‬بباؿ الكبّبة كمن كاف بدكنو كاف ٕبسبو كليس ذلك‬
‫أكثر ب جع ىؤالء أربعة مضاىاة بقوؿ ا‪٤‬بنجمْب ُب أكتاد األرض‪.‬‬
‫وأما القطب فيوجد ن‬
‫أيضا ُب كبلمهم فبلف من األقطاب أك فبلف قطب فك‬ ‫َّ‬
‫(ُ) سورة اإلسراء‪.ٕٔ :‬‬
‫(ِ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب الوصايا‪ ،‬باب ما يكره من رفع الصوت ُب التكبّب‪ ،ّٓٔ/ِ ،‬رقم ِِٗٗ‪.‬‬
‫(ّ) ‪٦‬بموع الفتاكل ّ‪.ُّْ/‬‬

‫ِٕٓ‬
‫ظاىرا فهو قطب ذلك األمر‬ ‫من دار عليو أمر من أمور الدين أك الدنيا باطننا أك ن‬
‫كمداره سواء كاف الدائر عليو أمر داره أك دربو أك قريتو أك مدينتو أمر دينها أك دنياىا‬
‫باطننا أك ظاىرا‪ ،‬كال اختصاص ‪٥‬بذا ا‪٤‬بعُب بسبعة كال أق كال أكثر؛ لكن ا‪٤‬بمدكح من‬
‫مدارا لصبلح الدنيا كالدين دكف ‪٦‬برد صبلح الدنيا‪ ،‬فهذا ىو القطب‬ ‫ذلك من كاف ن‬
‫ُب عرفهم فقد يتفق ُب بعض األعصار أف يكوف شخص أفض أى عصره كقد‬
‫يتفق ُب عصر آخر أف يتكافأ اثناف أك ثبلثة ُب الفض عند ا﵁ سواء كال جيب أف‬
‫يكوف ُب ك زماف شخص كاحد ىو أفض ا‪٣‬بلق عند ا﵁ مطل نقا"(ُ)‪.‬‬
‫"ولفظ (النقباء) ذكر ُب الكتاب كالسنة با‪٤‬بعُب الذم ذكره ا﵁ تعاذل ُب قولو‪:‬‬
‫ﮋﭴ ﭵﭶﭷ ﭸﭹﭺﭻ ﭼﭽ ﭾﮊ(ِ)‪ ،‬كجع النيب‬
‫لؤلنصار اثِب عشر نقيبنا على عدد نقباء موسى‪ ،‬ككذلك ا‪٣‬بلفاء الراشدكف كانوا‬
‫ييعرفوف العيىرفاء كينقبوف النقباء‪ ،‬لييعرفوىم بأخبار الناس كينقبوا عن أحوا‪٥‬بم‪ ،‬فهؤالء‬
‫ىم النقباء ا‪٤‬بعركفوف ُب الكتاب كالسنة‪ ،‬كإطبلؽ ىذا اللفظ على أكلياء ا﵁ ليس لو‬
‫أص ُب كبلـ السلف"(ّ)‪.‬‬
‫الوجو الخامس‪ :‬قد يقوؿ قائ كردت ىذه األ‪٠‬باء على لساف السلف أك‬
‫أى العلم ا‪٤‬بتأخرين بقو‪٥‬بم‪ :‬فبلف من األبداؿ‪ ،‬فعند تر‪ٝ‬بة فركة بن ‪٦‬بالد(ْ)‪ ،‬قي‬
‫عنو‪" :‬ككانوا ال يشكوف أنو من األبداؿ"(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل ُُ‪.َْْ/‬‬
‫(ِ) سورة ا‪٤‬بائدة‪.ُِ :‬‬
‫(ّ) جامع ا‪٤‬بسائ ِ‪.ِْ/‬‬
‫مرسبل‪ ،‬قاؿ ابن‬
‫ن‬ ‫تابعي ركل عنو حساف بن عطية‪ ،‬موذل ‪٣‬بم من فسلطْب‪ ،‬ركل عن النيب‬‫(ْ) فركة بن ‪٦‬بالد‪ ،‬ي‬
‫حجر‪ :‬ككاف مستجاب الدعوة يعد ُب األبداؿ‪ .‬ينظر‪ :‬اإلصابة ٓ‪.ّٗٔ/‬‬
‫(ٓ) هتذيب التهذيب ٖ‪ ،ِْٔ/‬التاريخ الكبّب ٕ‪.ُِٕ/‬‬

‫ِٕٔ‬
‫فيجاب عليو ليس مقصود السلف على الوجو الذم يتصوره الصوفية‪ ،‬ب با‪٤‬بعُب‬
‫ا‪٤‬بناسب الذم ال يعارض أصوؿ الدين(ُ)‪ ،‬قاؿ ابن تيمية ‪" :‬كأما أى العلم فكانوا‬
‫يقولوف‪ :‬ىم (األبداؿ)؛ ألهنم أبداؿ األنبياء كقائموف مقامهم حقيقة ليسوا من ا‪٤‬بعدمْب‬
‫الذين ال يعرؼ ‪٥‬بم حقيقة ك منهم يقوـ مقاـ األنبياء ُب القدر الذم ناب عنهم فيو‪:‬‬
‫ىذا ُب العلم كا‪٤‬بقاؿ كىذا ُب العبادة كا‪٢‬باؿ كىذا ُب األمرين ‪ٝ‬بيعا"(ِ)‪.‬‬
‫الوجو السادس‪:‬‬
‫ما يراه ابن عجيبة بأف الورل يتصرؼ ُب الكوف منازعة ﵁‪ُ ‬ب‬
‫ا﵁‪ :‬ﮋﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬ ‫خصائصو‪ ،‬قاؿ‬
‫ﭵﮊ(ّ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن سعدم ‪" :‬كذلك أف ا﵁ تعاذل ىو ا‪٤‬بنفرد بعلم الغيب‪ ،‬فمن ادعى‬
‫شيء من ذلك بكهانة‪ ،‬أك عرافة‪ ،‬أك غّبمها‪ ،‬أك صدؽ من ادعى ذلك‪،‬‬ ‫مشاركة ا﵁ ُب و‬
‫فقد جع ﵁ شري نكا فيما ىو من خصائصو‪ ،‬كقد كذب ا﵁ كرسولو"(ْ)‪.‬‬
‫فمن ادعى الوالية كيستدؿ عليها بإخباره ببعض ا‪٤‬بغيبات‪ ،‬فهو من أكلياء‬
‫الشيطاف ال من أكلياء الر‪ٞ‬بن(ٓ)‪.‬‬

‫(ُ) ينظر جامع ا‪٤‬بسائ ِ‪.ِْ/‬‬


‫(ِ) ‪٦‬بموع الفتاكل ْ‪.ٕٗ/‬‬
‫(ّ) سورة النم ‪.ٔٓ :‬‬
‫(ْ) القوؿ السديد شرح كتاب التوحيد‪ ،‬صََُ‪.‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬تيسّب العزيز ا‪٢‬بميد‪ ،‬صِّٓ‪.‬‬

‫ِٕٕ‬
‫ادلجحث انثبَي‪ :‬انكرايخ ٔألطبيٓب‬

‫أول‪ :‬تعريف الكرامة في اللغة‬


‫ً‬
‫شرؼ‬
‫صحيح لو باباف‪ ،‬أحدمها‪ :‬ه‬‫ه‬ ‫قاؿ ابن فارس‪" :‬الكاؼ كالراء كا‪٤‬بيم أص ه‬
‫ُب الشيء ُب نفسو أك شرؼ ُب خلي وق من األخبلؽ ‪ ...‬كالكرـ ُب ا‪٣‬بلق يقاؿ‪ :‬ىو‬
‫الصفح عن ذنب ا‪٤‬بذنب‪ ،‬قاؿ عبد ا﵁ بن مسلم بن قتيبة‪ ::‬الكرصل الصفوح كا﵁‬
‫تعاذل ىو الكرصل الصفوح عن ذنوب عباده ا‪٤‬بؤمنْب"(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابن منظور‪" :‬الكرصل من صفات ا﵁ كأ‪٠‬بائو كىو‪ :‬الكثّب ا‪٣‬بّب ا‪١‬بواد‬
‫ا‪٤‬بعطي الذم ال ينفذ عطاؤه"(ِ)‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬تعريف الكرامة في الصطالح‬
‫خارؽ للعادة غّب مقركف بدعول النبوة‪ ،‬كال‬
‫أمر ه‬‫عرفها السفاريِب بقولو‪" :‬ىي ه‬
‫نيب يكلف بشريعتو‬
‫ىو مقدمة‪ ،‬يظهر على يد عبد ظاىر الصبلح‪ ،‬ملتزـ ‪٤‬بتابعة ي‬
‫مصحوب بصحيح االعتقاد كالعم الصاحل‪ ،‬علم هبا ذلك العبد الصاحل أك دل‬
‫يعلم"(ّ)‪.‬‬
‫عبدا‬
‫كقاؿ ابن أيب العز‪" :‬إمنا الكرامة لزكـ االستقامة‪ ،‬كإف ا﵁‪ ‬دل يكرـ ن‬
‫بكرامة أعظم من موافقتو فيما يحيبٌو كيرضاه‪ ،‬كىو طاعتو كطاعة رسولو"(ْ)‪.‬‬

‫(ُ) مقاييس اللغة ٓ‪.ّٕٗ/‬‬


‫(ِ) لساف العرب ُِ‪.َُٓ/‬‬
‫(ّ) لوامع األنوار البهية ِ‪.ِّٗ/‬‬
‫(ْ) شرح العقيدة الطحاكية‪ ،‬صْٔٗ‪.‬‬

‫ِٖٕ‬
‫ثالثًا‪ :‬تعريف الكرامة عند الصوفية‬
‫عرفها ابن عجيبة بقولو‪" :‬ىي االستقامة ككشف ا‪٢‬بجاب بْب ا﵁‪‬‬
‫كعبده حٌب تشاىده عيانا كيذىب األكىاـ كالشكوؾ"(ُ)‪.‬‬
‫ظاىرا على‬
‫كعرفها القشّبم‪..." :‬الكرامة فع ناقص للعادة ُب أياـ التكليف ن‬
‫موصوؼ بالوالية ُب معُب تصديقو ُب حالو"(ِ)‪.‬‬
‫كمن خبلؿ التعريفْب السابقْب يتضح أف الكرامة عند الصوفية ىي ا﵀ور‬
‫كا‪٤‬برتكز األكؿ ُب بياف فض الورل؛ كللداللة على صدقو‪ ،‬فهم يهتموف بالوالية‬
‫الصوفية كالٍب تثبت عندىم بالطرؽ الصوفية‪ ،‬كيأٌب إثباهتا عن طريق الكرامة‪ ،‬يقوؿ‬
‫ا‪٤‬بناكم‪" :‬كتكوف للداللة على صدقو كفضلو‪ ،‬أك لقوة يقْب صاحبها أك غّبه"(ّ)‪.‬‬
‫كلذلك سلك ابن عجيبة طرقنا للحصوؿ على الكرامة فا‪ٚ‬بذ ‪٦‬باىدة النفس‬
‫كفطمها عن ا‪٤‬بألوفات سببنا للوصوؿ للكرامة بنوعيها ا‪٢‬بسي كا‪٤‬بعنوم‪ ،‬فقاؿ‪ :‬فمن‬
‫‪٦‬باىدة البدف تظهر الكرامات ا‪٢‬بسية‪ ،‬كا‪٤‬بشي على ا‪٤‬باء‪ ،‬كالطّباف ُب ا‪٥‬بواء‪ ،‬كطي‬
‫األرض‪ ،‬كمن ‪٦‬باىدة النفس تظهر الكرامات ا‪٤‬بعنوية‪ ،‬من فهم العلوـ‪ ،‬كاتساع‬
‫الفهوـ‪ ،‬كشهود رب العا‪٤‬بْب‪ ،‬كاالطبلع على الغيب(ْ)‪.‬‬
‫كهبذا ٘بدىم متسرعْب با‪٢‬بكم على الشخص بأنو صاحب كرامة‪ٗ ،‬بجرد رؤية‬
‫ىذه األمور الٍب صدرت منو سواء ظاىره الصبلح أك ال‪ ،‬متجاىلْب أف الشيطاف‬
‫يغوم بِب آدـ بتخرصات كأكىاـ ما أنزؿ ا﵁ هبا من سلطاف‪.‬‬

‫(ُ) ينظر‪ :‬البحر ا‪٤‬بديد ٓ‪.ُّّ/ُ ،ُِّ/‬‬


‫(ِ) الرسالة القشّبية ُب علم التصوؼ‪ ،‬صُٖٓ‪.‬‬
‫(ّ) الكواكب الدرية ُب تراجم الصوفية ُ‪.ٓ/‬‬
‫(ْ) الفتوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صَٓ‪.ُٓ-‬‬

‫ِٕٗ‬
‫نورا ُب السماء فإف كاف‬ ‫قاؿ ابن ا‪١‬بوزم ‪" :‬من العباد من يرل ضوءنا أك ن‬
‫ُب رمضاف قاؿ‪ :‬رأيت ليلة القدر‪ ،‬كإف كاف ُب غّبه قاؿ‪ :‬قد فيتحت رل أبواب‬
‫السماء‪ ،‬كقد يتفق لو الشيء الذم يطلبو فيظن ذلك كرامة‪ ،‬كرٗبا كاف اتفاقنا"(ُ)‪.‬‬
‫كاتفق أى العلم على أف الرج لو طار ُب ا‪٥‬بواء‪ ،‬كمشى على ا‪٤‬باء‪ ،‬دل تثبت‬
‫لو كالية‪ ،‬ب كال إسبلـ حٌب يينظر ُب أمره‪ ،‬كمدل استقامتو على شرع ا﵁‪،)ِ(‬‬
‫قي للشافعي‪ :‬إف الليث بن سعد(ّ) يقوؿ‪ :‬لو رأيت صاحب بدعة ديشي على ا‪٤‬باء‬
‫ما قىبًلتو‪ ،‬قاؿ‪" :‬أ ىما إنو قصر‪ ،‬لو رأيتو ديشي ُب ا‪٥‬بواء ما قبلتو"(ْ)‪.‬‬
‫كيرل ابن عجيبة أف خرؽ العوائد دلي ه لظهور الكرامة‪ ،‬كطريقتو ُب خرؽ‬
‫العوائد إبدا‪٥‬با بضدىا‪ ،‬فيستبدؿ كثرة األك كالنوـ با‪١‬بوع كالسهر‪ ،‬كتبدي كثرة‬
‫اللباس بالتقل منو‪ ،‬أك لبس ا‪٤‬برقعات‪ ،‬كتبدي ا‪٣‬بلطة بالعزلة‪ ،‬كىكذا(ٓ)‪.‬‬
‫كال ييسلم لو أف خرؽ العادات دلي ه على الكرامة بإطبلؽ؛ إذ ال بد من معرفة‬
‫طريقة حصو‪٥‬با كغاياهتا‪ ،‬فمن جعلها غاية لو‪ ،‬كعبد ا﵁‪ ‬ألجلها لعبت بو‬
‫الشياطْب‪ ،‬كأظهرت لو خوارؽ من جنس خوارؽ الكهاف كالسحرة(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) تلبيس إبليس‪ ،‬صّٖٕ‪.‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬الفتاكل ا‪٤‬بصرية‪ ،‬صٕٕٔ‪.‬‬
‫(ّ) ىو‪ :‬الليث بن سعد بن عبد الر‪ٞ‬بن الفهمي‪ ،‬حنفي ا‪٤‬بذىب‪ ،‬من تابعي التابعْب‪٠ ،‬بع من عطاء بن أيب رباح‪،‬‬
‫كعبد ا﵁ بن أيب مليكة‪ ،‬كنافع موذل ابن عمر‪ ،‬كلد سنة ْٗ بقرية قرقشندة من أسف أعماؿ مصر‪ ،‬كتوُب يوـ‬
‫ا‪٣‬بميس من نصف شعباف سنة ُٕٓىػ‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪١‬بواىر ا‪٤‬بضية ُب طبقات ا‪٢‬بنفية ُ‪ ،ُْٔ/‬طبقات ابن سعد‬
‫ٕ‪ ،ُٕٓ/‬ميزاف االعتداؿ ّ‪ ،ِّْ/‬سّب النببلء ٕ‪.َِْ/‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬آداب الشافعي كمناقبو‪ ،‬صُُْ‪ ،‬قطر الورل شرح حديث الورل‪ ،‬صِٖٕ‪.‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬إيقاظ ا‪٥‬بمم ِْٕ‪.ِْٖ-‬‬
‫(ٔ) ينظر‪ :‬منهاج السنة ٖ‪.َِٔ/‬‬

‫َّٕ‬
‫‪" :‬يىعدكف ‪٦‬برد خرؽ العادة ألحدىم أنو كرامة من‬ ‫قاؿ ابن أيب العز‬
‫ا﵁‪ ‬لو‪ ،‬كال يعلموف أنو ُب ا‪٢‬بقيقة إمنا الكرامة لزكـ االستقامة ‪ ...‬كأما ما‬
‫يبتلي ا﵁‪ ‬بو عبده من السر ٖبرؽ العادة أك بغّبىا أك بالضراء فليس ذلك‬
‫ألج كرامة العبد على ربو كال ىوانو عليو‪ ،‬ب قد سعد هبا قوـ إذا أطاعوه‪ ،‬كشقي‬
‫هبا قوـ إذا عصوه"(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ الشوكاشل ‪" :‬كإذا عرفت أنو ال بد للورل من أف يكوف مقتدينا ُب‬
‫أقوالو كأفعالو بالكتاب كالسنة‪ ،‬كأف ذلك ىو ا‪٤‬بعيار الذم يعرؼ بو ا‪٢‬بق من الباط ‪،‬‬
‫فمن ظهر منو شيء ‪٩‬با خيالف ىذا ا‪٤‬بعيار فهو ردي عليو‪ ،‬كال جيوز ألحد أف يعتقد‬
‫فيو أنو كرل ا﵁‪ ،‬فإف أمثاؿ ىذه األمور تكوف من أفعاؿ الشياطْب‪ ،‬كما نشاىده ُب‬
‫الذين ‪٥‬بم تابع من ا‪١‬بن فإنو قد يظهر على يده ما يظن من دل يستحضر ىذا ا‪٤‬بعيار‬
‫أنو كرامة‪ ،‬كىو ُب ا‪٢‬بقيقة ‪٨‬باريق شيطانية كتلبيسات إبليسية‪.‬‬
‫ك‪٥‬بذا تراه يظهر من أى البدع‪ ،‬ب من أى الكفر ك‪٩‬بن يَبؾ فرائض ا﵁‬
‫سبحانو كيتلوث ٗبعاصيو؛ ألف الشيطاف أمي إليهم لبلشَباؾ بينو كبينهم ُب ‪٨‬بالفة‬
‫ما شرعو ا﵁ سبحانو لعباده‪.‬‬
‫كقد يظهر شيءه ‪٩‬با يظن أنو كرامة من أى الرياضة كترؾ االستكثار من‬
‫الطعاـ كالشراب على ترتيب معلوـ‪ ،‬كقانوف معركؼ حٌب ينتهي حالو إذل أف ال‬
‫يسّبا‪ ،‬فيكوف لو بسبب‬
‫يأك إال ُب أياـ ذكات العدد‪ ،‬كيتناكؿ بعد مضي أياـ شيئنا ن‬
‫ذلك بعض صفاء من الكدكرات البشرية‪ ،‬فيدرؾ ما ال يدركو غّبه‪ ،‬كليس ىذا من‬
‫الكرامات ُب شيء"(ِ)‪.‬‬

‫(ُ) شرح العقيدة الطحاكية ِ‪.ْٕٖ/‬‬


‫(ِ) قطر الورل على حديث الورل‪ ،‬صِّٕ‪.‬‬

‫ُّٕ‬
‫كقعد الشاطيب ضابطنا ىاما لصحة ىذا الكرامات كقبو‪٥‬با فقاؿ‪" :‬كذلك أف‬
‫حكما شرعيا كال قاعد نة‬‫ىذه األمور ال يصح أف يتراعى كتعترب إال بشرط أف ال ‪ٚ‬برـ ن‬
‫حكما شرعيا ليس ٕب يق ُب نفسو‪ ،‬ب ىو إما‬ ‫دينية‪ ،‬فإف ما خيرـ قاعدة شرعية أك ن‬
‫خياؿ أك كىم‪ ،‬كإما من إلقاء الشيطاف ‪ ...‬كذلك أف التشريع الذم أتى بو رسوؿ‬ ‫ه‬
‫ا﵁ عاـي ال خاص ‪ ...‬كأصلو ال ينخرـ‪ ،‬كال ينكسر لو اطراد‪ ،‬كال حياشى من‬
‫الدخوؿ ‪ٙ‬بت حكمو مكلف‪ ،‬كإذا كاف كذؿ فك ما جاء من ىذا القبي الذم‬
‫‪٫‬بن بصدده مضادا ‪٤‬با ُب الشريعة فهو فاس هد باط "(ُ)‪.‬‬
‫أمرا شرعيا‪ ،‬كال أف‬‫أيضا‪" :‬ليس القصد بالكرامات كا‪٣‬بوارؽ أف ‪ٚ‬برؽ ن‬ ‫كقاؿ ن‬
‫فمحاؿ أف ينتج ا‪٤‬بشركع‬
‫ه‬ ‫شيء منو بالنقض‪ ،‬كيف كىي نتائج عن اتباعو؟‬ ‫تعود على و‬
‫ما ليس ٗبشركع‪ ،‬أك يعود الفرع على أصلو بالنقض‪ ،‬ىذا ال يكوف البتو"(ِ)‪.‬‬
‫الفرؽ بْب الكرامة كاستدراج الشيطاف‬ ‫كبْب الشيخ سليماف بن عبد ا﵁‬
‫بقولو‪" :‬إذا كاف الشخص ‪٨‬بال نفا للشرع فما جيرم لو من ىذه األمور ليس بكرامة‪،‬‬
‫ب ىي إما استدراج‪ ،‬كإما من عم الشياطْب‪ ،‬كيكوف سببها ىو ارتكاب ما هنى‬
‫ا﵁ عنو كرسولو ‪ ،‬فإف ا‪٤‬بعاصي ال تكوف سببنا لكرامة ا﵁‪ ،‬كال يستعاف‬
‫بالكرامات عليها"(ّ)‪.‬‬
‫كلذلك من ادعى أك زعم أف لدية القدرة على معرفة الغيب فإنو كاذب‪،‬‬
‫فالغيب ﵁‪.‬‬
‫كثّبا‬
‫كلقد تبلعب الشيطاف بالصوفية ُب مسألة ا‪٣‬بوارؽ‪ ،‬حٌب إنك لتجدىم ن‬
‫(ُ) ا‪٤‬بوافقات ِ‪.ِٔٔ/‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬بوافقات ِ‪.ِِٕ/‬‬
‫(ّ) تيسّب العزيز ا‪٢‬بميد‪ ،‬صّٕٗ‪.‬‬

‫ِّٕ‬
‫أخبارا ُب قضاء حاجاهتم‪ ،‬كمن ذلك إيراد ابن عجيبة كرامة ‪١‬بدتو ‪-‬‬‫ما يذكركف ن‬
‫حسب زعمو‪ -‬فقاؿ‪" :‬كجدتنا لؤلب كاألـ الولية الشهّبة ا‪٤‬بكاشفة الكبّبة فاطمة‬
‫بنت الورل الصاحل سيدم إبراىيم بن عجيبة‪ ،‬كانت من أى اإلغاثة ُب الرب كالبحر‬
‫ك‪٥‬با كرامات‪ ،‬منها‪ :‬أف بعض البحرية طلعت عليهم سفينة النصارل كأرادكا أخذىم‬
‫كاستغلبوا عليهم‪ ،‬كقاؿ رئيس السفينة من كاف يعرؼ كليا ُب بلده فليستغث بو‪،‬‬
‫فقاؿ رج ه من طنجة(ُ) البل فاطمة العجيبية كاف يسمع هبا فظهرت معهم ُب‬
‫ا‪٤‬بركب كىي تدفع ا‪٤‬بركب إذل الرب كتقوؿ ا﵁ ا﵁ الرجاؿ فسلموا"(ِ)‪.‬‬
‫أخبارا مث ىذه ُب تراجم شيوخهم(ّ)‪ ،‬فيتصور‬ ‫ن‬ ‫كثّبا ما يورد الصوفية‬
‫ك ن‬
‫الشيطاف بصورة ذلك الرج أك ا‪٤‬برأة ا‪٤‬بستغاثة كيأٌب إليهم كيقضي حاجتهم‪ ،‬كىذا‬
‫ديدف ك من يتعلق بغّب ا﵁‪.‬‬
‫قاؿ ابن تيمية ‪" :‬كقد جرل مث ىذا رل كلغّبم ‪٩‬بن أعرفو ذكر غّب كاحد‬
‫أنو استغاث يب من ببلد بعيدة كأنو رآشل قد جئتو‪ ،‬كمنهم من قاؿ‪ :‬رأيتك راكبنا‬
‫بلباسك كصورتك‪ ،‬كمنهم من قاؿ‪ :‬رأيتك على جب ‪ ،‬كمنهم من قاؿ غّب ذلك‪،‬‬
‫(ُ) طنجة‪ :‬مدينة كبّبة فيها آثار كثّبة كقصور‪ ،‬ككاف فيها ماء ‪٦‬بلوب ُب قناة كبّبة‪ ،‬كقي إف طنجة آخر حدكد‬
‫إفريقية ُب ا‪٤‬بغرب‪ ،‬كىي طنجة البيضاء ا‪٤‬بذكورة ُب التواريخ‪ ،‬ككاف فيها رخاـ كصخر كمنجور جلي ‪ ،‬منها‬
‫كانت القنطرة على ٕبر الزقاؽ إذل ساح أندلس الٍب دل يكن ُب العادل مثلها‪ ،‬ككانت ‪ٛ‬بر عليها القواف‬
‫كالعساكر من ساح طنجة إذل ساح األندلس‪ ،‬فلما كاف قب فتح جزيرة األندلس بنحو ََِ سنة طغى‬
‫ماء البحر كخرج من البحر ا﵀يط إذل ٕبر الزقاؽ‪ ،‬فغرؽ ىذه القنطرة كغّبىا من ا‪٤‬بواضع اجملاكرة ‪٥‬با‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫االستبصار ُب عجائب األمصار ُ‪.ُّٗ-ُّٖ/‬‬
‫(ِ) الفهرسة‪ ،‬صَِ‪.‬‬
‫(ّ) مث ما زعموا أف جاكّبا الكردم استغاث بو رج ُب البحر‪ ،‬فجاء إليهم ُب السفينة كأنقذىم‪ ،‬ىكذا زعموا‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬جامع الكرامات‪ ،‬للنبهاشل ُ‪ ،ّٕٗ/‬طبقات الشعراشل ُ‪.ُِّ/‬‬

‫ّّٕ‬
‫فأخربهتم أشل دل أغثهم كإمنا ذلك شيطا هف تصور بصورٌب ليضلهم ‪٤‬با أشركوا با﵁‬
‫كدعوا غّب ا﵁‪.)ُ("‬‬
‫بينما لو قاؿ أحدىم‪" :‬ال إلو إال ا﵁ العظيم ا‪٢‬بليم‪ ،‬ال إلو إال ا﵁ رب العرش‬
‫العظيم‪ ،‬ال إلو إال ا﵁ رب السماكات كرب األرض كرب العرش الكرصل"(ِ)‪ ،‬لفرج‬
‫ا﵁‪ ‬عليهم الكرب كالشدائد‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬قاؿ النيب ‪ :‬دعوة ذم النوف إذ دعا‬ ‫كعن سعد بن أيب كقاص‬
‫كىو ُب بطن ا‪٢‬بوت ال إلو إال أنت سبحانك إشل كنت من الظا‪٤‬بْب فإنو دل يدع هبا‬
‫شيء قط إال استجاب ا﵁ لو (ّ)‪.‬‬‫رج مسلم ُب و‬
‫ه ه‬
‫قاؿ ابن القيم عن ىذه الدعوات‪" :‬كأما دعوة ذم النوف فإف فيها من كماؿ‬
‫التوحيد كالتنزيو للرب تعاذل‪ ،‬كاعَباؼ العبد بظلمو كذنبو‪ ،‬ما ىو من أبلغ أدكية‬
‫الكرب كا‪٥‬بم كالغم‪ ،‬كأبلغ الوسائ إذل ا﵁‪ُ ‬ب قضاء ا‪٢‬بوائج‪ ،‬فإف التوحيد‬
‫كالتنزيو يتضمناف إثبات ك كماؿ ا﵁‪ ،‬كسلب ك نقص كعيب ك‪ٛ‬بثي عنو‪،‬‬
‫كاالعَباؼ بالظلم يتضمن إدياف العبد بالشرع كالثواب كالعقاب‪ ،‬كيوجب انكساره‬
‫كرجوعو إذل ا﵁ كاستقالتو عثرتو‪ ،‬كاالعَباؼ بعبوديتو‪ ،‬كافتقاره إذل ربو‪ ،‬فهاىنا أربعة‬
‫أمور قد كقع التوس هبا‪ :‬التوحيد‪ ،‬كالتنزيو‪ ،‬كالعبودية‪ ،‬كاالعَباؼ"(ْ)‪.‬‬
‫(ُ) ا‪١‬بواب الصحيح ‪٤‬بن بدؿ دين ا‪٤‬بسيح ِ‪.ُِّ/‬‬
‫(ِ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب الدعوات‪ ،‬باب الدعاء عند الكرب‪ ،ُُٔ/ْ ،‬رقم ّْٓٔ‪.‬‬
‫(ّ) أخرجو أ‪ٞ‬بد ُب ا‪٤‬بسند ُ‪ ،َُٕ/‬رقم ُِْٔ‪ ،‬كالَبمذم‪ ،‬كتاب الدعوات‪ ،‬باب جامع الدعوات عن النيب ‪،‬‬
‫ٓ‪ ،ْْٖ/‬رقم َّٓٓ‪ ،‬كأبو يعلى ُب مسنده ِ‪ ،ُُُ/‬رقم ِٕٕ‪ ،‬كا‪٢‬باكم ُب ا‪٤‬بستدرؾ ِ‪ ،ّّٖ/‬كقاؿ‬
‫ا‪٥‬بيثمي ٕ‪ :ٖٔ/‬كرجالو رجاؿ الصحيح غّب إبراىيم بن ‪٧‬بمد بن سعد بن أيب كقاص كىو ثقة‪ .‬كصححو‬
‫األلباشل ُب صحيح ا‪١‬بامع‪ ،‬رقم ّّّٖ‪.‬‬
‫(ْ) زاد ا‪٤‬بعاد ُب ىدم خّب العباد ٔ‪.ِّٗ/‬‬

‫ّْٕ‬
‫ا﵁‪ :‬ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬ ‫كيقوؿ ابن القيم ُب قوؿ‬
‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﮊ(ُ)‪" ،‬فتأم ىذا‬
‫ا‪٤‬بث كمطابقتو ‪٢‬باؿ من أشرؾ با﵁ كتعلق بغّبه‪ ،‬كجيوز لك ُب ىذا التشبيو أمراف‪:‬‬
‫تشبيها مركبا‪ ،‬كيكوف قد شبو من أشرؾ با﵁ كعبد معو غّبه‬
‫أحدمها‪ :‬أف ٘بعلو ن‬
‫برج قد تسبب إذل ىبلؾ نفسو ىبل نكا ال ييرجى معو ‪٪‬باة‪ ،‬فصور بصورة حاؿ من‬
‫خر من السماء فاختطفتو الطّب ُب ا‪٥‬بوم فتمزؽ مزقنا ُب حواصلها‪ ،‬أك عصفت بو‬
‫الريح حٌب ىوت بو ُب بعض ا‪٤‬بطارح البعيدة‪ ،‬كعلى ىذا ال تنظر إذل ك فرد من‬
‫أفراد ا‪٤‬بشبو كمقابلو من ا‪٤‬بشبو بو‪.‬‬
‫كالثاشل‪ :‬أف يكوف من التشبيو ا‪٤‬بفرؽ‪ ،‬فيقاب ك كاحد من أجزاء ا‪٤‬بمث‬
‫با‪٤‬بمث بو‪ ،‬كعلى ىذا فيكوف قد شبو اإلدياف كالتوحيد ُب علوه كسعتو كشرفو‬
‫بالسماء الٍب ىي مصعده كمهبطو‪ ،‬فمنها ىبط إذل األرض‪ ،‬كإليها يصعد منها‪،‬‬
‫كشبو تارؾ اإلدياف كالتوحيد بالساقط من السماء إذل أسف سافلْب من حيث‬
‫التضييق الشديد كاآلالـ ا‪٤‬بَباكمة كالطّب الذم ‪ٚ‬بطف أعضاءه ك‪ٛ‬بزقو ك ‪٩‬بزؽ‬
‫بالشياطْب الٍب يرسلها ا﵁ ‪ ‬عليو كتؤزه أزا كتزعجو كتقلقو إذل مظاف‬
‫ىبلكو؛ فك شيطاف لو مزعة من دينو كقلبو‪ ،‬كما أف لك طّب مزعة من ‪٢‬بمو‬
‫كأعضائو‪ ،‬كالريح الٍب هتوم بو ُب مكاف سحيق ىو ىواه الذم ‪ٞ‬بلو على إلقاء نفسو‬
‫ُب أسف مكاف كأبعده من السماء"(ِ)‪.‬‬
‫ُب‬ ‫كزعم ابن عجيبة أف لو كرامات خاصة بو‪ ،‬فمنها أنو التقى با‪٣‬بضر‬
‫(ُ) سورة ا‪٢‬بج‪.ُّ :‬‬
‫(ِ) إعبلـ ا‪٤‬بوقعْب عن رب العا‪٤‬بْب ِ‪.ُُّ/‬‬

‫ّٕٓ‬
‫(ُ)‬
‫ضخما كبّب اللحية‪ ،‬كاقَبب منو حٌب مست‬‫ن‬ ‫مقصورة جامع ا‪١‬بعيدم ‪ ،‬كرآه ن‬
‫رجبل‬
‫شعر ‪٢‬بيتو كجهو‪ ،‬كتكلم معو بكبلـ غاب عنو ‪-‬أم نسيو‪ -‬لطوؿ العهد بو(ِ)‪.‬‬
‫‪٩‬بكور بو‬
‫كلو عرض ابن عجيبة قولو ىذا على الكتاب كالسنة لعلم أنو ‪٨‬بدكع ه‬
‫قد طمع الشيطاف بو‪ ،‬فا‪٣‬بضر دل يدرؾ اإلسبلـ‪ ،‬قاؿ ابن تيمية ‪" :‬كالصواب‬
‫موجودا ُب زمن النيب‬
‫ن‬ ‫الذم عليو ا﵀ققوف أنو ميت‪ ،‬كدل يدرؾ اإلسبلـ‪ ،‬كلو كاف‬
‫لوجب عليو أف يؤمن بو‪ ،‬كجياىد معو‪ ،‬كما أكجب ا﵁‪ ‬ذلك عليو كعلى‬
‫غّبه‪ ،‬كلكاف يكوف ُب مكة كا‪٤‬بدينة‪ ،‬كلكاف يكوف حضوره عند قوـ يكفار لّبقع ‪٥‬بم‬
‫سفينتهم‪ ،‬كدل يكن ‪٨‬بتفينا عن خّب أيمة أيخرجت للناس‪ ،‬كىو قد كاف بْب ا‪٤‬بشركْب كدل‬
‫حيتجب عنو"(ّ)‪.‬‬
‫كطريقة الصوفية كمن سار على هنجهم أهنم يعتمدكف على الكشف ُب معرفة‬
‫الكرامة‪ ،‬فهذا ابن عجيبة يزعم أف من كراماتو أنو ييكشف لو عن حقيقة ما يريد‬
‫استعمالو من الطعاـ‪ ،‬فيعرؼ حرامو من حبللو(ْ)‪.‬‬
‫كلكن ىذه األمة ك﵁ ا‪٢‬بمد ال يزاؿ فيها من يتفطن ‪٤‬با ُب كبلـ أى الباط‬
‫من الباط كيرده(ٓ)‪.‬‬
‫أيضا جامع ا‪١‬بعيدم نسبة إذل بانيو الشيخ علي بن مسعود ا‪١‬بعيدم الذم أًب بناءه سنة‬
‫(ُ) ىو جامع العيوف‪ ،‬كييسمى ن‬
‫ََُّىػ‪ ،‬كىو من أعظم مساجد مدينة تطواف‪ ،‬كقد زيد فيو من جهة ديْب القبلة‪ٍ ،‬ب أضيف الصحن‪ ،‬كقب عشرة‬
‫أعواـ أيعيد بناؤه كزيد فيو‪ .‬ينظر‪٦ :‬بلة دعوة ا‪٢‬بق (مساجد تطواف العتيقة كعناية ا‪٤‬بلوؾ العلويْب هبا)‪ ،‬إ‪٠‬باعي‬
‫ا‪٣‬بطيب‪ ،‬كزارة األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية ا‪٤‬بملكة ا‪٤‬بغربية‪ ،‬العددَّٖ‪ ،‬صَِ‪ ،‬شواؿ ُُْٓىػ‪.‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬الفهرسة‪ ،‬صٕٓ‪.‬‬
‫(ّ) ‪٦‬بموع الفتاكل ُٕ‪.ََُ/‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬اللوائح القدسية ُب شرح الوظيفة الزركقية‪ ،‬صُُِ‪.‬‬
‫(ٓ) ينظر‪٦ :‬بموع الفتاكل ٗ‪.ِّّ/‬‬

‫ّٕٔ‬
‫‪" :‬إهنم يعتمدكف ُب كث وّب من األحكاـ على الكشف‬ ‫يقوؿ الشاطيب‬
‫كا‪٤‬بعاينة‪ ،‬كخرؽ العادة فيحكموف با‪٢‬ب كا‪٢‬برمة كيثبتوف على ذلك اإلقداـ‬
‫كاإلحجاـ"(ُ)‪.‬‬
‫‪" :‬إف أكثر الكرامات الٍب شاعت بْب العواـ كحازت‬ ‫كيقوؿ الصنعاشل‬
‫على عقوؿ ا‪٣‬بواص كذب من العواـ الذين ىم فتنة دين اإلسبلـ أتباع ك ناعق دل‬
‫يستضيئوا بنور العلم كىم ا‪٥‬بمج الرعاع"(ِ)‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬أقسام الكرامات‬
‫ً‬
‫ُ‪ -‬الكرامة ا‪٢‬بسية‪ ،‬كعرفها ابن عجيبة بقولو‪" :‬ىي خرؽ ا‪٢‬بس العادم‪،‬‬
‫كا‪٤‬بشي على ا‪٤‬باء‪ ،‬كالطّباف ُب ا‪٥‬بواء‪ ،‬كطي األرض‪ ،‬كنبع ا‪٤‬باء‪ ،‬كجلب الطعاـ‪،‬‬
‫كاالطبلع على ا‪٤‬بغيبات‪ ،‬كغّب ذلك من خوارؽ العادات"(ّ)‪.‬‬
‫ِ‪ -‬الكرامة ا‪٤‬بعنوية‪ ،‬كعرفها بػ‪" :‬استقامة العبد مع ربو ُب الظاىر كالباطن‪،‬‬
‫ككشف ا‪٢‬بجاب عن قلبو‪ ،‬حٌب عرؼ مواله‪ ،‬كالظفر بنفسو‪ ،‬ك‪٨‬بالفة ىواه‪ ،‬كقوة‬
‫يقينو‪ ،‬كسكونو كطمأنينتو با﵁"(ْ)‪.‬‬
‫كذكر مناذج للكرامات ا‪٢‬بسية فقاؿ‪" :‬فمنها كضع الربكة ُب الطعاـ كغّبه‪،‬‬
‫كثّبا"(ٓ)‪.‬‬
‫حٌب يكثر القلي ‪ ،‬كيكفي اليسّب‪ ،‬كىذا مشاىد ألكلياء ا﵁ ن‬
‫كمنها‪" :‬تيسّب دراىم أك دنانّب أك كليهما ‪٩‬با تدعو إليو ا‪٢‬باجة‪ ،‬كقد كاف‬
‫(ُ) االعتصاـ ُ‪.ُِٕ/‬‬
‫(ِ) اإلنصاؼ ُب حقيقة األكلياء كما‪٥‬بم من الكرامات كاأللطاؼ‪ ،‬صٗٔ‪.‬‬
‫(ّ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صُّٕ‪.‬‬
‫(ْ) ا‪٤‬برجع نفسو‪ ،‬صُّٕ‪.‬‬
‫(ٓ) اللوائح القدسية‪ ،‬صَُِ‪.‬‬

‫ّٕٕ‬
‫بعض ا‪٤‬بشايخ ُب أكؿ أمره جز نارا فتعذر عليو شغ ا‪١‬بزارة تعذ نرا شرعيا‪ ،‬فكاف إذا‬
‫قضى كظيفتو ذكره يرفع رأسو فيجد ُب حجره درمهنا يشَبم بو قوت ذلك اليوـ"(ُ)‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬االطبلع على ا‪٤‬بغيبات فيقوؿ‪ ..." :‬كقد خيرؽ لو العادة فيطلعو ا﵁‬
‫على ‪ٝ‬بيع اللغات"(ِ)‪.‬‬
‫خرؽ ‪٤‬با اعتاد عليو‬
‫كال غرابة بأف حيتار العق ُب الكرامات ا‪٢‬بسية؛ إذ ىي ه‬
‫البشر ك‪٤‬با ألفوه‪ ،‬يقوؿ ابن تيمية ‪" :‬كالرس جاءت ٗبا يعجز العق عن دركو‪،‬‬
‫دل تأت ٗبا يعلم بالعق امتناعو‪ ،‬لكن ا‪٤‬بسرفوف فيو قضوا بوجوب أشياء كجوازىا‬
‫كامتناعها ‪٢‬بجج عقلية بزعمهم اعتقدكىا حقا كىي باط ‪ ،‬كعارضوا هبا النبوات كما‬
‫جاءت بو‪ ،‬كا‪٤‬بعرضوف عنو صدقوا بأشياء باطلة‪ ،‬كدخلوا ُب أحواؿ كأعماؿ فاسدة‪،‬‬
‫كخرجوا عن التمييز الذم فض ا﵁ بو بِب آدـ على غّبىم"(ّ)‪.‬‬
‫ك‪٥‬بذا فإف العيباد كالزىاد الذين ال يتبعوف الكتاب كالسنة تقَبف هبم الشياطْب‪،‬‬
‫فيكوف ألحدىم من ا‪٣‬بوارؽ ما يناسب حالو‪ ،‬كلكن خوارؽ ىؤالء يعارض بعضها‬
‫بعضا‪ ،‬كإذا حص من لو ‪ٛ‬بكن من أكلياء ا﵁ أبطلها عليهم‪ ،‬كال بد أف يكوف ُب‬ ‫ن‬
‫عمدا‪ ،‬كمن اإلٍب ما يناسب حاؿ الشياطْب ا‪٤‬بقَبنة هبم؛‬‫جهبل أك ن‬ ‫أحدىم الكذب ن‬
‫ليفرؽ ا﵁ بذلك بْب أكليائو ا‪٤‬بتقْب كبْب ا‪٤‬بتشبهْب هبم من أكلياء الشياطْب(ْ)‪.‬‬
‫أمثلةن على تلبيس الشياطْب على ىؤالء القوـ كىي‬ ‫كلقد ضرب ابن تيمية‬
‫من ‪٨‬باطبة الشيطاف ‪٥‬بم‪ ،‬فقاؿ‪ " :‬فإشل أعرؼ من ‪ٚ‬باطبو النباتات ٗبا فيها من ا‪٤‬بنافع‬
‫(ُ) اللوائح القدسية‪ ،‬صَُِ‪.‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ّْ/‬‬
‫(ّ) ‪٦‬بموع الفتاكل ّ‪.ّّٗ/‬‬
‫(ْ) ينظر‪٦ :‬بموع الفتاكل ُُ‪.ِٗٓ/‬‬

‫ّٖٕ‬
‫كإمنا خياطبو الشيطاف الذم دخ فيها‪ ،‬كأعرؼ من خياطبهم ا‪٢‬بجر كالشجر كتقوؿ‪:‬‬
‫ىنيئنا لك يا كرل ا﵁ فيقرأ آية الكرسي فيذىب ذلك‪ ،‬كأعرؼ من يقصد صيد الطّب‬
‫فتخاطبو العصافّب كغّبىا كتقوؿ‪ :‬خذشل حٌب يأكلِب الفقراء كيكوف الشيطاف قد‬
‫دخ فيها كما يدخ ُب اإلنس كخياطبو بذلك‪ ،‬كمنهم من يكوف ُب البيت كىو‬
‫مغلق فّبل نفسو خارجو كىو دل يفتح كبالعكس‪ ،‬ككذلك ُب أبواب ا‪٤‬بدينة كتكوف‬
‫ا‪١‬بن قد أدخلتو كأخرجتو بسرعة‪ ،‬أك ‪ٛ‬بر بو أنوار أك ‪ٙ‬بضر عنده من يطلبو كيكوف‬
‫ذلك من الشياطْب يتصوركف بصورة صاحبو فإذا قرأ آية الكرسي مرة بعد مرة ذىب‬
‫ذلك كلو‪ ،‬كأعرؼ من خياطبو ‪٨‬باطب كيقوؿ لو‪ :‬أنا من أمر ا﵁ كيعده بأنو ا‪٤‬بهدم‬
‫الذم بشر بو النيب كيظهر لو ا‪٣‬بوارؽ"(ُ)‪.‬‬
‫كىذه الكرامات ا‪٢‬بسية ليست معتربة ‪٢‬بصوؿ الوالية‪ ،‬فإهنا قد تظهر على‬
‫شخص متلبس با‪٤‬بعاصي‪ ،‬كظهورىا عليو ال يعِب كماؿ صاحبها‪ ،‬كلكن القوـ‬
‫عمدهتم فيما اعتقدكا فيو الوالية أنو قد صدر منو مكاشفة ُب بعض األمور‪ ،‬أك‬
‫بعض التصرفات ا‪٣‬بارقة للعادة كأف ديؤل إبري نقا من ا‪٥‬بواء‪ ،‬أك أف خيتفي أحيانا عن‬
‫أعْب الناس‪ ،‬أك أف بعض الناس استغاث بو كىو غائب أك ميت فرآه قد جاءه‬
‫شيء من ىذه األمور ما يدؿ على أف صاحبها كرل ﵁‪،‬‬ ‫فقضى حاجتو‪ ،‬كليس ُب و‬
‫ب قد اتفق أكلياء ا﵁ على أف الرج لو طار ُب ا‪٥‬بواء أك مشى على ا‪٤‬باء دل يغَب بو‬
‫حٌب ينظر متابعتو لرسوؿ ا﵁ كموافقتو ألمره كهنيو‪ ،‬فإف ىذه ا‪٣‬بوارؽ قد تكوف‬
‫لكثّب من ال يكفار كا‪٤‬بشركْب كأى الكتاب كا‪٤‬بنافقْب‪ ،‬كتكوف ألى البدع‪ ،‬كتكوف‬
‫من الشياطْب‪ ،‬فبل جيوز أف يظن أف ك من كاف لو شيءه من ىذه األمور أنو كرل‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل ُُ‪.ََّ/‬‬

‫ّٕٗ‬
‫﵁‪ ،‬فكرامات أكلياء ا﵁ سببها اإلدياف كالتقول‪ ،‬فمن كانت خوارقو ‪ٙ‬بص عند‬
‫الشرؾ با﵁‪ ،‬مث دعاء ا‪٤‬بيت‪ ،‬أك االطبلع على ا‪٤‬بغيبات فهذه من خوارؽ أعداء ا﵁‬
‫ال من كرامات أكلياء ا﵁(ُ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن حجر ‪" :‬إف الذم استقر عند العامة أف خرؽ العادة يدؿ على‬
‫ط ‪٩‬بن يقولو؛ فإف ا‪٣‬بارؽ قد يظهر‬ ‫أف من كقع لو ذلك من أكلياء ا﵁ تعاذل‪ ،‬كىو غل ه‬
‫على يد ا‪٤‬ببط من ساحر ككاىن كراىب‪ ،‬فيحتاج من يستدؿ بذلك على كالية‬
‫أكلياء ا﵁ تعاذل إذل فارؽ‪ ،‬كأكذل ما ذكركه أف خيترب حاؿ من كقع لو ذلك‪ ،‬فإف كاف‬
‫متمس نكا باألكامر الشرعية كالنواىي كاف ذلك عبلمة كاليتو كمن ال فبل"(ِ)‪ ،‬كمع‬
‫ذلك فإف أى العلم بينوا أف الورل ليس ٗبعصوـ ب جيوز عليو ما جيوز على سائر‬
‫عباد ا﵁ ا‪٤‬بؤمنْب‪ ،‬ككرامات الصا‪٢‬بْب دلت على صحة الدين الذم جاء بو الرسوؿ‬
‫معصوـ ك٘بب طاعتو(ّ)‪.‬‬
‫ه‬ ‫ال على أف الورل‬
‫كقد ذىب ابن عجيبة إذل أف الكرامة ا‪٢‬بسية ليست معتربة‪ ،‬فهي تظهر على‬
‫يد من دل تكم استقامتو‪ ،‬كىذا ح يق كما بينو أى العلم‪ٍ ،‬ب بعد ذلك يذىب إذل‬
‫أف الكرامة ا‪٤‬بعتربة‪ :‬الفهم عن ا﵁‪ ،‬كالرضا بقضاء ا﵁‪ ،‬كترؾ التدبّب‪ ،‬كىي ا‪٤‬بعتربة‬
‫عند ا﵀ققْب ‪-‬يقصد الكرامة ا‪٤‬بعنوية ‪ -‬أما ا‪٢‬بسية فبل يطلبوهنا كال يلتفتوف إليها(ْ)‪.‬‬
‫كيريد ابن عجيبة أف يص إذل أبعد من ىذا عند ذمو للكرامة ا‪٢‬بسية؛ ألهنا‬
‫حسب زعمو مانعة لو من مشاىدة الوحدة‪ ،‬ككشف ا‪٢‬بجاب بينو كبْب ا﵁ ‪-‬تعاذل‬
‫(ُ) ينظر‪٦ :‬بموع الفتاكل ُُ‪.َِّ ،ُِّ/‬‬
‫(ِ) فتح البارم ٕ‪.ّْْ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬النبوات‪ ،‬صُٗ‪ ،َِ-‬قطر الورل‪ ،‬صِْٖ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صُّٕ‪.ُّٖ-‬‬

‫َْٕ‬
‫كبّبا‪ ،-‬فهو يبْب أف من كقف مع ىذه الكرامات ا‪٢‬بسية فهو‬ ‫علوا ن‬‫عما يقوؿ ن‬
‫‪٧‬بجوب عن رؤية النور األصلي‪ ،‬فالكرامة عنده ىي الرسوخ كالتمكْب ُب معرفة ا﵁‪،‬‬ ‫ه‬
‫(ُ)‬
‫أم زكاؿ ا‪٢‬بجاب ‪.‬‬
‫فهو يرل مشاىدة ا‪٢‬بق أعظم كرامة‪ ،‬فيقوؿ ُب موضع آخر‪" :‬كأم كرامة‬
‫أعظم من كشف ا‪٢‬بجاب بينهم كبْب ‪٧‬ببوهبم‪ ،‬حٌب عاينوه كشاىدكه حقا ككجود‬
‫‪٧‬باال ضركريا"(ِ)‪.‬‬
‫السوم ن‬
‫كال ريب أف ما عناه ىنا ىي كحدة الوجود‪ ،‬فالذم ال يشهد السوم مطل نقا‬
‫ىو قوؿ ا‪٤‬ببلحدة القائلْب بوحدة الوجود‪ ،‬كىؤالء قد يبلغ هبم األمر إذل أف يركا أف‬
‫شهود الذات ‪٦‬بردة عْب الصفات ىو أعلى مقامات الشهود‪ ،‬كىذا من جهلهم؛‬
‫فإف الذات اجملردة عن الصفات ال حقيقة ‪٥‬با ُب ا‪٣‬بارج‪ ،‬كليس ذاؾ رب العا‪٤‬بْب‪،‬‬
‫كلكنهم ُب أنفسهم جردكىا عن الصفات كشهدكا ‪٦‬برد الذات كما يشهد اإلنساف‬
‫تارة علم الرب كتارة قدرتو‪ ،‬فهؤالء شهدكا ‪٦‬برد ذات ‪٦‬بردة‪ ،‬فهذا ُب غاية النقص ُب‬
‫معرفة ا﵁ كاإلدياف بو فكيف يكوف ىذا غاية؟ كمنهم من ينظر ىذا شرطنا ُب السلوؾ‬
‫كليس كذلك ب السابقوف األكلوف أكم الناس كدل يكن مث ىذا خيطر بقلوهبم كلو‬
‫ذكره أحد عندىم لذموه كعابوه(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) ينظر‪ :‬الفهرسة‪ ،‬صِٕ‪ ،‬شرح نونية الششَبم‪ ،‬صِّ‪.‬‬


‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ِّْ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬الرد على ا‪٤‬بنطقيْب ُ‪.ُٖٓ/‬‬

‫ُْٕ‬
‫انفصم انثبنث‪:‬‬
‫احلهٕل ٔاالحتبد ٔٔحدح انٕجٕد‬
‫كفيو مبحثاف‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ا‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬كحدة الوجود‪.‬‬
‫ادلجحث األٔل‪ :‬احلهٕل ٔاالحتبد‬

‫تعترب عقيدة ا‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد من العقائد الٍب سرت إذل بعض غبلة الصوفية‬
‫‪٩‬بن ينتسب لئلسبلـ‪ ،‬كىي عقيدة قددية ظهرت ُب األدياف الوثنية القددية‪ٍ ،‬ب سرت‬
‫كخصوصا ا‪٤‬بتقدمْب من غبلة‬
‫ن‬ ‫إذل النصرانية‪ٍ ،‬ب إذل بعض من انتسب لئلسبلـ‬
‫الشيعة(ُ)‪ ،‬كسيتضح إف شاء ا﵁ من خبلؿ سرب أقواؿ ابن عجيبة موقفو من قضية‬
‫ا‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد‪.‬‬
‫أول‪ :‬تعريف الحلول والتحاد‪.‬‬ ‫ً‬
‫الحلول ىو‪" :‬عبارة عن ا‪ٙ‬باد ا‪١‬بسمْب ٕبيث تكوف اإلشارة إذل أحدمها‬
‫حاال‪ ،‬كا‪٤‬بسرم فيو‬
‫إشارة إذل اآلخر‪ ،‬كحلوؿ ماء الورد ُب الورد‪ ،‬فيسمى السارم ن‬
‫‪٧‬ببل"(ِ)‪.‬‬
‫ككذلك يراد بو ‪-‬عند من يعتقده‪ -‬أف ‪ٙ‬ب الذات اإل‪٥‬بية ُب الذات البشرية‪،‬‬
‫كيصبح ا‪٤‬بخلوؽ ظرفنا‪٣ ،‬بالقو‪ ،‬تعاذل ا﵁ عن ذلك علوا كبّبا(ّ)‪.‬‬
‫كينقسم إذل قسمْب‪:‬‬
‫حلوؿ خاص‪ :‬كالنصارل كالغالية من ىذه األمة الذين يقولوف با‪٢‬بلوؿ إما ُب‬
‫أك غّبه‪.‬‬ ‫علي‬
‫‪٫‬بوا ‪٩‬با قالتو النصارل ُب‬
‫حلوؿ عاـ‪ :‬كالذين يقولوف ُب ‪ٝ‬بيع ا‪٤‬بخلوقات ن‬
‫أك ما ىو شير منو(ْ)‪.‬‬ ‫ا‪٤‬بسيح‬
‫(ُ) ينظر ا‪٢‬بركات الباطنية‪ ،‬ص ّٔٓ‪.‬‬
‫(ِ) التعريفات‪ ،‬صِٔ‪.‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬ا‪٤‬برجع نفسو‪ ،‬صُِٓ‪ ،‬ا‪٤‬بعجم الصوُب‪ ،‬صُٖ‪ ،‬ا‪٤‬بعجم الفلسفي‪ ،‬صَُٔ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬درء تعارض العق كالنق ٔ‪.ُُٓ/‬‬

‫ْٕٓ‬
‫والتحاد ىو‪" :‬شهود الوجود ا‪٢‬بق ا‪٤‬بطلق الذم الك بو موجود با‪٢‬بق فيتحد‬
‫معدكما بنفسو ال من حيث إف لو‬ ‫موجودا بو‬ ‫و‬
‫شيء‬ ‫بو الك من حيث كوف ك‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫كجودا خاصا بو"(ُ)‪.‬‬
‫ن‬
‫(ِ)‬
‫ككذلك يراد بو "اختبلط الذات اإل‪٥‬بية بالذات البشرية لتصبحا ذاتنا كاحدة" ‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬موقفو من الحلول والتحاد‬
‫قاؿ‪" :‬فبل كجود لؤلشياء مع كجوده‪ ،‬فانتفى القوؿ با‪٢‬بلوؿ‪ ،‬إذا ا‪٢‬بلوؿ‬
‫يقتضي كجود السوم حٌب حي فيو معُب الربوبية‪ ،‬كالفرض أف السوم عدـ ‪٧‬بض فبل‬
‫يتصور ا‪٢‬بلوؿ ‪ ...‬كتقرر أف األشياء كلها ُب حيز العدـ‪ ،‬إذ ال يثبت ا‪٢‬بادث مع من‬
‫لو كصف القدـ‪ ،‬فانتفى القوؿ باال‪ٙ‬باد‪ ،‬إذ معُب اال‪ٙ‬باد ىو اقَباف القدصل مع‬
‫أيضا على كجود‬
‫مبِب ن‬‫احدا كىو ‪٧‬باؿ‪ ،‬إذ ىو ي‬ ‫ا‪٢‬بادث‪ ،‬فيتحداف حٌب يكوف شيئنا ك ن‬
‫السوم كال سوم"(ّ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬اال‪ٙ‬باد يطلق على معنيْب‪ :‬أحدمها‪ :‬اختبلط جرمْب حٌب يصّب‬ ‫كقاؿ ن‬
‫كفر ‪٤‬بن اعتقده‪ ،‬كيطلق على الوحدة‬ ‫احدا‪ ،‬كىذا ‪٧‬باؿ ُب حقو تعاذل‪ ،‬كىو ه‬ ‫جرما ك ن‬
‫ن‬
‫(ْ)‬
‫احدا" ‪.‬‬
‫ا‪٢‬بقيقية‪ ،‬يقاؿ‪ :‬ا‪ٙ‬بد الشيء إذا صار ك ن‬
‫كقاؿ ُب موضع آخر‪" :‬كقد يطلقوف اال‪ٙ‬باد على الوحدة"(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) معجم اصطبلحات الصوفية‪ ،‬صْٗ‪.‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬التعريفات‪ ،‬صِِ‪ ،‬ا‪٤‬بعجم الصوُب‪ ،‬صُُ‪ ،‬ا‪٤‬بعجم الفلسفي‪ ،‬صَُٔ‪.‬‬
‫(ّ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صٕٓ‪.‬‬
‫(ْ) شرح ‪ٟ‬برية ابن الفارض‪ ،‬صَٖ‪.‬‬
‫(ٓ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صٖٓ‪.‬‬
‫قاؿ ابن عريب‪" :‬إذا ‪٠‬بعت باال‪ٙ‬باد من أى ا﵁‪ ،‬أك كجدتو ُب مصنفاهتم‪ ،‬فبل تفهم منو ما فهمت من اال‪ٙ‬باد الذم‬
‫يكوف بْب الوجودين؛ فإف مرادىم من اال‪ٙ‬باد ليس إال شهود الوجود ا‪٢‬بق الواحد ا‪٤‬بطلق‪ ،‬الذم الك بو‬
‫خاصا‬
‫كجودا ن‬
‫معدكما بنفسو‪ ،‬ال من حيث إف لو ن‬‫ن‬ ‫موجودا بو‬
‫ن‬ ‫موجود‪ ،‬فيتحد بو الك من حيث كوف ك شيء‬
‫ا‪ٙ‬بد بو‪ ،‬فإنو ‪٧‬باؿ"‪ .‬ابن الفارض كا‪٢‬بب اإل‪٥‬بي‪ ،‬صُّٗ‪.‬‬

‫ْٕٔ‬
‫كيقوؿ‪" :‬إذا قاؿ الفقّب ‪-‬أم الصوُب‪:-‬‬
‫(ُ)‬
‫نح ن روح ان حللن ا ب دنا‬ ‫أن ا م ن أى وى وم ن أى وى أن ا‬
‫قب ‪ٙ‬بقق فنائو فما أبعده عن الصواب‪ ،‬كإذا ‪ٙ‬بقق فناؤه فبل يقولو إال مع من‬
‫ييصدقو ُب حالو‪ ،‬كإال تعرض لقتلو"(ِ)‪.‬‬
‫كرد ابن عجيبة على من يتهم الصوفية با‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد(ّ)‪ ،‬فقاؿ‪" :‬كسبب‬
‫انتقاد أى الظاىر على أى الباطن‪ :‬أف أى الباطن ‪٤‬با استشرفوا على ٕبار زكاخر‬
‫من التوحيد ا‪٣‬باص راـ بعضهم للتعبّب عن تلك األسرار فضاقت عبارهتم عن ذلك‪،‬‬
‫ففهموا منو غّب ما أرادكه فرموا با‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد‪ ،‬كليس ٍب حلوؿ كال ا‪ٙ‬باد"(ْ)‪.‬‬
‫كلذلك يرل سبب مقت ا‪٢‬ببلج أنو أفشى ىذا السر‪ ،‬فقاؿ‪" :‬ك من أفشى‬
‫سر الربوبية سلط ا﵁ عليو سيف الشريعة فيباح دمو كيهتك عرضو‪ ،‬كما كقع‬
‫للحبلج كغّبه ‪ ...‬كا‪٤‬براد بسر الربوبية التوحيد ا‪٣‬باص‪ ،‬الذم ىو الشهود كالعياف‬
‫ا‪٤‬بخصوص بأى العرفاف"(ٓ)‪.‬‬
‫كفسر قوؿ ا﵁ تعاذل‪ :‬ﮋﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ‬
‫ﮯﮊ(ٔ)‪" ،‬أم أفبل يرجعوف عن تلك العقائد الزائفة كاألقواؿ الفاسدة‪،‬‬
‫كيستغفركنو بالتوحيد كالتوبة عن اال‪ٙ‬باد كا‪٢‬بلوؿ"(ٕ)‪.‬‬
‫(ُ) ديواف ا‪٢‬ببلج‪ ،‬صْٕ‪.‬‬
‫(ِ) الفتوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صّٕٔ‪.‬‬
‫(ّ) ابن عريب‪ ،‬كابن الفارض‪ ،‬كمن تبعهم‪.‬‬
‫(ْ) شرح نونية الششَبم‪ ،‬صَُ‪.‬‬
‫(ٓ) شرح قصيدة يامن تعاظم‪ ،‬صَِ‪.ُِ-‬‬
‫(ٔ) سورة ا‪٤‬بائدة‪.َٕ :‬‬
‫(ٕ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.َِّ/‬‬

‫ْٕٕ‬
‫كذكر حديثنا يوىم با‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد‪ ،‬فقاؿ‪ :‬يقوؿ ا﵁ تعاذل ُب ا‪٢‬بديث‬
‫القدسي‪ :‬دل يسعِب أرضي كال ‪٠‬بائي‪ ،‬ككسعِب قلب عبدم ا‪٤‬بؤمن (ُ)‪.‬‬
‫حديث باط ه ال أص لو‪ ،‬قاؿ السخاكم(ِ)‪" :‬ذكره الغزارل ُب اإلحياء‬‫ه‬ ‫كىذا‬
‫بلفظ (قاؿ ا﵁‪:‬دل يسعِب) كذكره بلفظ (ككسعِب قلب عبدم ا‪٤‬بؤمن اللْب الوادع)‬
‫أصبل"(ْ)‪.‬‬ ‫(ّ)‬
‫كقاؿ ‪٨‬برجو العراقي ‪:‬دل أر لو ن‬
‫كقاؿ السخاكم‪" :‬كرأيت ٖبط الزركشي(ٓ) بعض أى العلم يقوؿ‪ :‬ىذا باط‬
‫كىو من كضع بعض ا‪٤‬ببلحدة‪ ،‬كأكثر ما يركيو ا‪٤‬بتكلم على رؤكس العواـ علي بن‬
‫كفا(ٔ) ‪٤‬بقاصد يقصدىا‪ ،‬كيقوؿ عند الوجد كالرقص‪ :‬طوفوا ببيت ربكم"(ٕ)‪.‬‬
‫عما يركل عن النيب عن ا﵁‪ ‬قاؿ‪ :‬ما‬ ‫كسئ ابن تيمية‬
‫كسعِب ال ‪٠‬بائي كال أرضي كلكن كسعِب قلب عبدم ا‪٤‬بؤمن ‪ ،‬فأجاب‪ :‬ا‪٢‬بمد ﵁‪،‬‬
‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صَِْ‪.‬‬
‫(ِ) ىو‪ :‬أبو ا‪٣‬بّب‪ ،‬مشس الدين ‪٧‬بمد بن عبد الر‪ٞ‬بن بن ‪٧‬بمد السخاكم‪ ،‬عادل با‪٢‬بديث كالتفسّب كاألدب‪ ،‬أصلو من سخا‪،‬‬
‫من قرل مصر‪ ،‬كلد ُب القاىرة سنة ُّٖىػ‪ ،‬لو مؤلفات منها‪ :‬القوؿ البديع ُب أحكاـ الصبلة على ا‪٢‬ببيب الشفيع‪،‬‬
‫اإلعبلف بالتوبيخ ‪٤‬بن ذـ التاريخ‪ ،‬ا‪٤‬بقاصد ا‪٢‬بسنة‪ ،‬كانت كفاتو سنة َِٗىػ‪ .‬ينظر‪ :‬شذرات الذىب ٖ‪.ُٓ/‬‬
‫(ّ) ىو‪ :‬أبو الفض ‪ ،‬زين الدين عبد الرحيم بن ا‪٢‬بسْب بن عبد الر‪ٞ‬بن بن أيب بكر بن إبراىيم العراقي‪ ،‬كلد ُب ُِ‬
‫‪ٝ‬بادل األكذل سنة ِٕٓىػ‪ ،‬لو مؤلفات منها‪ :‬ا‪٤‬بغِب عن ‪ٞ‬ب األسفار ُب األسفار ُب ‪ٚ‬بريج ما ُب اإلحياء من‬
‫األخبار‪ ،‬التقييد كاإليضاح ُب شرح مقدمة ابن الصبلح‪ ،‬كانت كفاتو سنة َٖٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬البدر الطالع ُب ‪٧‬باسن ما‬
‫بعد القرف السابع ُ‪.ّْٓ/‬‬
‫(ْ) ا‪٤‬بقاصد ا‪٢‬بسنة‪ ،‬صٖٗٓ‪.‬‬
‫(ٓ) ىو‪ :‬أبو عبد ا﵁‪٧ ،‬بمد بن هبادر بن عبد ا﵁ ا‪٤‬بصرم‪ ،‬بدر الدين الزركشي‪ ،‬فقيوه أصورلي ‪٧‬بدث‪ ،‬تركي األص مصرم‬
‫ا‪٤‬بولد‪ ،‬توُب سنة ْٕٗىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الدرر الكامنة ّ‪.ّٖٗ-ّٕٗ/‬‬
‫(ٔ) ىو‪ :‬علي بن ‪٧‬بمد بن كفاء‪ ،‬ابن لصاحب الطريقة الوفائية‪ ،‬كلد سنة ُٕٔىػ‪ ،‬كمات سنة َُٖىػ‪ ،‬ينظر‪:‬‬
‫طبقات الشعراشل ِ‪.َِ/‬‬
‫(ٕ) كشف ا‪٣‬بفاء ِ‪.ُِّٓ/‬‬

‫ْٖٕ‬
‫ىذا ما ذكركه ُب اإلسرائيليات ليس لو إسناد معركؼ عن النيب ‪ ،‬كمعناه كسع‬
‫بيت الرب ىذا من جنس األكؿ؛ فإف‬ ‫القلب ي‬‫ي‬ ‫قلبو ‪٧‬ببٍب كمعرفٍب‪ ،‬كما يركل‪:‬‬
‫القلب بيت اإلدياف با﵁‪ ‬كمعرفتو ك‪٧‬ببتو"(ُ)‪.‬‬
‫رادا على من خيتلق األحاديث ا‪٤‬بكذكبة‪" :‬ككذلك ‪٩‬با حرمو ا﵁‬ ‫كيقوؿ‬
‫تعاذل أف يقوؿ الرج على ا﵁ ما ال يعلم مث أف يركم عن ا﵁ كرسولو أحاديث‬
‫جيزـ هبا كىو ال يعلم صحتها‪ ،‬أك يصف ا﵁ بصفات دل ينزؿ هبا كتاب من ا﵁ كال‬
‫أثارة من علم عن رسوؿ ا﵁ ‪ ،‬سواء كانت من صفات النفي كالتعطي ‪ ...‬أك‬
‫كانت من صفات اإلثبات كالتمثي ‪ ،‬مث من يزعم أنو ديشي ُب األرض‪ ،‬أك جيالس‬
‫ا‪٣‬بلق ‪ ...‬أك أنو سار ُب ‪٨‬بلوقاتو إذل غّب ذلك من أنواع الفرية على ا﵁‪.)ِ("‬‬
‫تناقض كفساد‪ ،‬كىي ال ‪ٚ‬برج عن‬
‫ه‬ ‫كقاؿ ُب موضع آخر‪" :‬كىؤالء أقوا‪٥‬بم فيها‬
‫كحدة الوجود كا‪٢‬بلوؿ أك اال‪ٙ‬باد‪ ،‬كىم يقولوف با‪٢‬بلوؿ ا‪٤‬بطلق كالوحدة ا‪٤‬بطلقة‬
‫كاال‪ٙ‬باد ا‪٤‬بطلق؛ ٖببلؼ من يقوؿ با‪٤‬بعْب كالنصارل كالغالية من الشيعة‪ ،‬ك‪٥‬بذا‬
‫يقولوف‪ :‬إف النصارل إمنا كاف خطؤىم ُب التخصيص‪ ،‬ككذلك يقولوف ُب ا‪٤‬بشركْب‬
‫عيباد األصناـ إمنا كاف خطؤىم ألهنم اقتصركا على بعض ا‪٤‬بظاىر دكف بعض‪ ،‬كىم‬
‫جيوزكف الشرؾ كعبادة األصناـ مطل نقا على كجو اإلطبلؽ كالعموـ‪ ،‬كال ريب أف ُب‬
‫قوؿ ىؤالء من الكفر كالضبلؿ ما ىو أعظم من كفر اليهود كالنصارل"(ّ)‪.‬‬
‫حاال ك‪٧‬ببل‪،‬‬
‫أيضا عنهم‪" :‬كىؤالء يفركف من لفظ ا‪٢‬بلوؿ؛ ألنو يقتضي ن‬
‫كيقوؿ ن‬
‫كمن لفظ اال‪ٙ‬باد؛ ألنو يقتضي شيئْب ا‪ٙ‬بد أحدمها باآلخر‪ ،‬كعندىم الوجود كاحد‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل ُٖ‪.ُِِ/‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬برجع نفسو ّ‪.ِْٓ/‬‬
‫(ّ) نفسو ِ‪.ِٗٔ/‬‬

‫ْٕٗ‬
‫كيقولوف‪ :‬النصارل إمنا كفركا ‪٤‬با خصصوا ا‪٤‬بسيح بأنو ىو ا﵁‪ ،‬كلو عمموا ‪٤‬با كفركا‪.‬‬
‫ككذلك يقولوف ُب عباد األصناـ‪ :‬إمنا أخطأكا ‪٤‬با عبدكا بعض الظاىر دكف بعض‪،‬‬
‫فلو عبدكا ا‪١‬بميع ‪٤‬با أخطأكا عندىم‪ ،‬كالعارؼ ا﵀قق عندىم ال يضره عبادة األصناـ"(ُ)‪.‬‬
‫ٍب كضح مباينة ا‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد بقولو‪" :‬حقيقة قوؿ ىؤالء‪ :‬إف كجود الكائنات‬
‫ىو عْب كجود ا﵁ تعاذل ليس كجودىا غّبه كال شيء سواه البتة‪ ،‬ك‪٥‬بذا من ‪٠‬باىم‬
‫خارجا عن الدخوؿ‬
‫حلولية أك قاؿ ىم قائلوف با‪٢‬بلوؿ رأكه ‪٧‬بجوبنا عن معرفة قو‪٥‬بم ن‬
‫إذل باطن أمرىم؛ ألف من قاؿ‪ :‬إف ا﵁ حي ُب ا‪٤‬بخلوقات فقد قاؿ بأف ا﵀ غّب‬
‫ا‪٢‬باؿ كىذا تثنية عندىم كإثبات لوجودين‪ ،‬أحدمها كجود ا‪٢‬بق ا‪٢‬باؿ‪ ،‬كالثاشل كجود‬
‫ا‪٤‬بخلوؽ ا﵀ كىم ال يقركف بإثبات كجودين البتة"(ِ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬كأما كجو تسميتهم ا‪ٙ‬بادية ففيو طريقاف‪ ،‬أحدمها‪ :‬ال يرضونو؛ ألف‬
‫كقاؿ ن‬
‫اال‪ٙ‬باد على كزف االقَباف‪ ،‬كاالقَباف يقتضي شيئْب ا‪ٙ‬بد أحدمها باآلخر كىم ال يقركف‬
‫أبدا‪ ،‬كالطريق الثاشل‪ :‬صحة ذلك بناء على أف الكثرة صارت كحدة"(ّ)‪.‬‬
‫بوجودين ن‬
‫ك‪٥‬بذا قاؿ ابن عجيبة‪" :‬كقد يطلقوف اال‪ٙ‬باد على الوحدة"(ْ)‪.‬‬
‫كرأل ابن تيمية ‪" :‬أف ك ك و‬
‫احد من اال‪ٙ‬باد كا‪٢‬بلوؿ إما معْب ُب شخص‬
‫كإما مطلق‪ ،‬فا‪٤‬بعْب كقوؿ النصارل كالغالية من األئمة من الرافضة‪ ،‬كُب ا‪٤‬بشايخ من‬
‫جهاؿ الصوفية فإهنم يقولوف بالتعيْب كا‪ٙ‬باد ا﵁ با‪٤‬باء كاليعقوبية(ٓ) من النصارل أك‬
‫(ُ) الفرقاف بْب أكلياء الر‪ٞ‬بن كأكلياء الشيطاف‪ ،‬صُُْ‪.ُُٓ-‬‬
‫(ِ) ‪٦‬بموع الفتاكل ِ‪.َُْ/‬‬
‫(ّ) ا‪٤‬برجع نفسو ِ ‪.ُُْ/‬‬
‫(ْ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صٖٓ‪.‬‬
‫كدما‪ ،‬فصار اإللو ىو‬
‫‪٢‬بما ن‬‫(ٓ) اليعقوبية‪ :‬أصحاب يعقوب‪ ،‬قالوا باألقانيم الثبلثة‪ :‬إال أهنم قالوا انقلبت الكلمة ن‬
‫ا‪٤‬بسيح‪ ،‬كىو الظاىر ٔبسده ب ىو ىو‪ ،‬كزعم أكثر اليعقوبية أف ا‪٤‬بسيح جوىر كاحد‪ ،‬أقنوـ كاحد إال أنو من‬
‫=‬
‫َٕٓ‬
‫با‪٢‬بلوؿ كىو قوؿ النسطورية(ُ)‪ ،‬كباال‪ٙ‬باد من كجو دكف كجو كىو قو‬
‫ا‪٤‬بلكانية(ِ)"(ّ)‪.‬‬
‫كتلحظ أف أى ا‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد يثبتوف االثنينية؛ أما أى كحدة الوجود فبل‬
‫تعَبؼ إال بالوحدة‪.‬‬
‫اال‪ٙ‬باد باالختبلط كاالمتزاج بْب ا‪٣‬بالق‬ ‫كعرؼ شيخ اإلسبلـ ابن تيمية‬
‫كا‪٤‬بخلوؽ‪ٍ ،‬ب قاؿ‪" :‬كىذا حقيقة اال‪ٙ‬باد‪ ،‬ال ييعق اال‪ٙ‬باد إال ىكذا"(ْ)‪.‬‬
‫كيتبْب ‪٩‬با سبق أف ابن عجيبة يرل كفر من يعتقد با‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد‪ ،‬فنهاية‬
‫ا‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد كحدة الوجود‪.‬‬
‫تقوؿ الدكتور سارة آؿ جلوم‪" :‬كيرل معظم الباحثْب‪ :‬أف فكرة كحدة الوجود‬
‫طبيعي لفكرة ا‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد الٍب قاؿ هبا بعض الصوفية‪ ،‬كذلك ألف الذات‬‫ي‬ ‫تطوهر‬
‫اإل‪٥‬بية إذا كانت تقب ا‪٢‬بلوؿ ُب أجساد طائفة من ا‪٣‬بلق‪ ،‬أك اال‪ٙ‬باد معها فبل يوجد‬
‫ما دينع أف يصحب ىذا ا‪٢‬بلوؿ أك اال‪ٙ‬باد عاما يشم ‪ٝ‬بيع ا‪٤‬بخلوقات حيٌها‬
‫ك‪ٝ‬بادىا‪ٕ ،‬بيث ال يكوف ُب الكوف شيءه إال ا﵁"(ٓ)‪.‬‬

‫=‬
‫جوىرين‪ ،‬كرٗبا قالوا طبيعة كاحدة من طبيعتْب‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بل كالنح ِ‪.َّ/‬‬
‫(ُ) النسطورية‪ :‬أصحاب نسطور ا‪٢‬بكيم الذم ظهر ُب زمن ا‪٤‬بأموف‪ ،‬كتصرؼ ُب األناجي ٕبكم رأيو‪ ،‬كقاؿ‪ :‬إف ا﵁‬
‫تعاذل كاحد ذك أقانيم ثبلثة‪ ،‬كمنهم من أطلق القوؿ بأف ك كاحد من األقانيم الثبلثة‪ ،‬حي‪ ،‬ناطق‪ ،‬إلو‪،‬‬
‫كزعموا أف االبن دل يزؿ متو نلدا مع األب كإمنا ٘بسد كا‪ٙ‬بد ٔبسد ا‪٤‬بسيح حْب كلد‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بل كالنح ِ‪.ِٗ/‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬بلكانية‪ :‬أصحاب ملكاف الذم ظهر بأرض الركـ‪ ،‬كاستوذل عليها‪ ،‬كمعظم الركـ ملكانية‪ ،‬قالوا إف الكلمة‬
‫ا‪ٙ‬بدت ٔبسد ا‪٤‬بسيح‪ ،‬كتدرعت بناسوتو‪ ،‬كيعنوف بالكلمة أقنوـ العلم‪ ،‬كيعنوف بركح القدس أقنوـ ا‪٢‬بياة‪ ،‬ينظر‪:‬‬
‫ا‪٤‬بل كالنح ِ‪.ِٕ/‬‬
‫(ّ) ‪٦‬بموع الفتاكل ِ‪.ْٔٓ/‬‬
‫(ْ) ا‪١‬بواب الصحيح ‪٤‬بن بدؿ دين ا‪٤‬بسيح ْ‪.ٖ-ٕ/‬‬
‫(ٓ) نظرية االتصاؿ عند الصوفية‪ ،‬صّٗ‪.‬‬

‫ُٕٓ‬
‫ادلجحث انثبَي‪ٔ :‬حدح انٕجٕد‬

‫أول‪ :‬معنى وحدة الوجود في اللغة‬


‫ً‬
‫الداؿ أص ه كاح هد يدؿ على االنفراد‪ ،‬من ذلك‬
‫قاؿ ابن فارس‪" :‬الواك كا‪٢‬باء ك ي‬
‫(ُ)‬
‫احدا‪ ،‬كالواحد‪ :‬ا‪٤‬بنفرد بذاتو ُب عدـ ا‪٤‬بث‬
‫الو ٍحدة" ‪ ،‬ككحد الشيء‪ :‬جعلو ك ن‬ ‫ى‬
‫(ِ)‬
‫كالنظر ‪.‬‬
‫كالوجود‪ :‬الثبوت كا‪٢‬بصوؿ‪ ،‬كيطلق على الوصف الذم تشَبؾ فيو الكائنات‪،‬‬
‫فيميزىا عن ا‪٤‬بعدكمات‪ ،‬فيقاؿ‪" :‬ككجد الشيء عن عدـ فهو موجود"(ّ)‪.‬‬
‫اصطالحا‬
‫ً‬ ‫ثانيًا‪ :‬معنى وحدة الوجود‬

‫عقيدة الصوفية ُب كحدة الوجود تكمن ُب قو‪٥‬بم إف ا﵁‪ ‬كالعادل شيءه‬


‫كاحد(ْ)‪.‬‬
‫قاؿ الكاشاشل‪" :‬كجود مقاـ يضمح رسم الوجود فيو بالكلية ٕبصوؿ الواجد‬
‫ُب عْب األزلية‪ ،‬كا‪٤‬براد‪ :‬كجود ا‪٢‬بق عينو بعينو‪ ،‬حيث ال رسم‪ ،‬كال اسم"(ٓ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابن عريب‪" :‬العارؼ من يرل ا‪٢‬بق ُب ك شيء‪ ،‬ب يراه عْب ك‬
‫شيء"(ٔ)‪.‬‬
‫فهم يعتقدكف أف ا﵁ ك ما يرل‪.‬‬

‫(ُ) مقاييس اللغة ٔ‪.َٗ/‬‬


‫(ِ) ينظر‪ :‬القاموس ا﵀يط ُ‪ ،ّّْ/‬ا‪٤‬بعجم الوسيط ِ‪.َُُٔ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬لساف العرب ّ‪.ْْٓ/‬‬
‫(ْ) ينظر‪٦ :‬بموع الفتاكل ِ‪.ْٔٔ/‬‬
‫(ٓ) معجم اصطبلحات الصوفية‪ ،‬صُّٕ‪.‬‬
‫(ٔ) فصوص ا‪٢‬بكم ِ‪.ّٖٓ/‬‬

‫ِٕٓ‬
‫كيقوؿ ابن سبعْب‪" :‬ا﵁ فقط ىو الك با‪٤‬بطابقة"(ُ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن عجيبة‪" :‬أال يرل ُب الوجود إال ا﵁‪ ،‬كال يشهد معو سواه فيغيب عن‬
‫ا‪٤‬بكوف"(ِ)‪.‬‬
‫النظر إذل األكواف ُب شهود ٌ‬
‫خياؿ كمهي‪ ،‬ال حقيقة لوجوده"(ّ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬إف ما سول ا‪٢‬بق ه‬ ‫كقاؿ ن‬
‫‪٧‬باؿ ُب حقو ا‪٢‬بجاب‪ ،‬فبل‬ ‫كعند شرحو لوحدة الوجود قاؿ‪" :‬ا‪٢‬بق تعاذل ه‬
‫شيء كقب ك شيء كبعد ك شيء‪ ،‬فبل ظاىر معو‪،‬‬ ‫و‬ ‫حيجبو شيء؛ ألنو ظهر بك‬
‫كال موجود سواه"(ْ)‪.‬‬
‫تلك بعض التعريفات كالشركح الٍب بينت ا‪٤‬بقصود من كحدة الوجود‪.‬‬
‫أقواؿ الصوفية ُب كحدة الوجود‪ ،‬كأهنا‬ ‫كلقد أباف شيخ اإلسبلـ ابن تيمية‬
‫كإف تعددت "إال أف حقيقة أمرىم أهنم يركف أف عْب كجود ا‪٢‬بق ىو عْب كجود‬
‫ا‪٣‬بلق‪ ،‬كأف كجود ذات ا﵁ خالق السموات كاألرض ىي نفس كجود ا‪٤‬بخلوقات"(ٓ)‪.‬‬
‫أهنم تفرقوا إذل ثبلثة طرؽ‪:‬‬ ‫كذكر‬
‫األُولى‪ :‬القائلوف‪ :‬بثبوت الذكات كلها ُب العدـ(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) رسائ ابن سبعْب‪ ،‬صُِٗ‪.‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪ ،ّْٕ/ٓ ،ُِٗ/‬كينظر‪ :‬ا‪١‬بواىر العجيبة‪ ،‬صِِ‪.‬‬
‫(ّ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صَُٓ‪.‬‬
‫(ْ) ا‪٤‬برجع نفسو ُ‪.ٔٓ-ْٔ/‬‬
‫(ٓ) ‪٦‬بموع الفتاكل ِ‪.ْٔٔ/‬‬
‫(ٔ) "كما يقولو كثّب من ا‪٤‬بعتزلة كالرافضة ‪-‬كىو مذىب باط بالعق ا‪٤‬بوافق للكتاب كالسنة كاإل‪ٝ‬باع‪ ،‬ككثّب من‬
‫متكلمة أى اإلثبات كالقاضي أيب بكر‪ -‬كفر من يقوؿ هبذا‪ ،‬كإمنا غلط ىؤالء من حيث دل يفرقوا بْب علم‬
‫ا﵁ باألشياء قب كوهنا كأهنا مثبتة عنده ُب أـ الكتاب ُب اللوح ا﵀فوظ كبْب ثبوهتا ُب ا‪٣‬بارج عن علم ا﵁ تعاذل‬
‫فإف مذىب ا‪٤‬بسلمْب أى السنة كا‪١‬بماعة أف ا﵁ ‪ ‬كتب ُب اللوح ا﵀فوظ مقادير ا‪٣‬ببلئق قب‬
‫أف خيلقها فيفرقوف بْب الوجود العلمي كبْب الوجود العيِب ا‪٣‬بارجي"‪٦ .‬بموع الفتاكل ِ‪.ْٔٔ/‬‬

‫ّٕٓ‬
‫قو‪٥‬بم‪" :‬إف الذكات بأسرىا كانت ثابتة ُب العدـ‪ ،‬ذاهتا أبدية أزلية‪،‬‬ ‫فذكر‬
‫حٌب ذكات ا‪٢‬بيواف كالنبات كا‪٤‬بعادف‪ ،‬كا‪٢‬بركات كالسكنات‪ ،‬كأف كجود ا‪٢‬بق فاض‬
‫على تلك الذكات‪ ،‬فوجودىا كجود ا‪٢‬بق‪ ،‬كذكاهتا ليست ذكات ا‪٢‬بق‪ ،‬كيفرقوف بْب‬
‫الوجود كالثبوت‪ ،‬فما كنت بو ُب ثبوتك ظهرت بو ُب كجودؾ‪.‬‬
‫أحدا‪ ،‬كال أسعده كال‬‫أحدا شيئنا‪ ،‬كال أغُب ن‬
‫كيقولوف‪ :‬إف ا﵁ سبحانو دل ييعط ن‬
‫أشقاه‪ ،‬كإمنا كجوده فاض على الذكات‪ ،‬فبل ‪ٙ‬بمد إال نفسك‪ ،‬كال تذـ إال‬
‫نفسك"(ُ)‪.‬‬
‫أف ىذا القوؿ ىو قوؿ صاحب فصوص ا‪٢‬بكم(ِ)(ّ)‪.‬‬ ‫ٍب ذكر‬
‫كنت أخاطب بكشف أمرىم لبعض الفضبلء الضالْب‪،‬‬ ‫كيقوؿ عنهم‪" :‬ك ي‬
‫كأقوؿ‪ :‬إف حقيقة أمرىم ىو حقيقة قوؿ فرعوف ا‪٤‬بنكر لوجود ا‪٣‬بالق الصانع؛ حٌب‬
‫حدثِب بعض عن كثّب من كربائهم أهنم يعَبفوف كيقولوف‪٫ :‬بن على قوؿ فرعوف"(ْ)‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬القائلون َّ‬
‫بأن وجود اهلل‪ ‬ىو الوجود المطلق والمعيَّن‪.‬‬
‫ذكر عنهم القوؿ‪" :‬إف ا﵁ تعاذل ىو الوجود ا‪٤‬بطلق كا‪٤‬بعْب‪ ،‬كما يفرؽ بْب‬
‫ا‪٢‬بيواف ا‪٤‬بطلق كا‪٢‬بيواف ا‪٤‬بعْب‪ ،‬كا‪١‬بسم ا‪٤‬بطلق‪ ،‬كا‪١‬بسم ا‪٤‬بعْب؛ كا‪٤‬بطلق ال يوجد إال‬
‫ُب ا‪٣‬بارج مطل نقا‪ ،‬ال يوجد ا‪٤‬بطلق إال ُب األعياف ا‪٣‬بارجة‪ ،‬فحقيقة قولو إنو ليس ﵁‬
‫أصبل كال حقيقة‪ ،‬كال ثبوت إال نفس الوجود القائم با‪٤‬بخلوقات"(ٓ)‪.‬‬
‫سبحانو كجود ن‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل ِ‪.ْٔٔ/‬‬
‫(ِ) يقصد ابن عريب‪.‬‬
‫(ّ) ‪٦‬بموع الفتاكل ِ‪.ْٔٗ/‬‬
‫(ْ) ا‪٤‬برجع نفسو ِ‪.ْٔٔ/‬‬
‫(ٓ) نفسو ِ‪.ْٖٔ/‬‬

‫ْٕٓ‬
‫أصبل كأنو ليس لو ُب‬
‫ٍب قاؿ عنهم بأهنم يقولوف‪" :‬إف ا﵁ تعاذل ال يرل ن‬
‫ا‪٢‬بقيقة اسم كال صفة‪ ،‬كيصرحوف بأف ذات الكلب كا‪٣‬بنزير كالبوؿ كالعذرة عْب‬
‫كجوده‪ ،‬تعاذل ا﵁ عما يقولوف"(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ‪ :‬إف ىذا قوؿ(ِ) الصدر القونوم الركمي(ّ)‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬القائلون ما ثَ َّم غير اهلل‪ ،‬ول سوى بأي وجو‬
‫قو‪٥‬بم‪" :‬ما ىٍب غّب كال سول بوجو من‬ ‫ذكر شيخ اإلسبلـ ابن تيمية‬
‫الوجوه‪ ،‬كأف العبد إمنا يشهد السول ما داـ ‪٧‬بجوبنا فإذا انكشف حجابو رأل أنو ما‬
‫ىٍب غّب يبْب لو األمر"(ْ)‪.‬‬
‫أف ىذا القوؿ‪ ،‬ىو رأم التلمساشل(ٓ)‪.‬‬ ‫ٍب ذكر‬
‫كقاؿ شيخ اإلسبلـ عنو‪ :‬فهو أخبث القوـ كأعمقهم ُب الكفر؛ ألنو ال يفرؽ‬
‫بْب الوجود كالثبوت كال يفرؽ بْب ا‪٤‬بطلق كا‪٤‬بعْب(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل ِ‪.ُْٕ/‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬برجع نفسو ِ‪.ُْٕ/‬‬
‫(ّ) ىو‪٧ :‬بمد بن إسحاؽ بن ‪٧‬بمد بن يوسف بن علي القونوم الركمي‪ ،‬صدر الدين‪ ،‬صوُبي من كبار تبلميذ ‪٧‬بيي‬
‫العريب أمو‪ ،‬كرباه‪ ،‬ككاف شافعي ا‪٤‬بذىب‪ ،‬من مصنفاتو‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫الدين ابن العريب‪ ،‬كلد ُب قونية بَبكيا‪ ،‬كتزكج ابن‬
‫النصوص ُب ‪ٙ‬بقيق الطور ا‪٤‬بخصوص‪ ،‬اللمعة النورانية ُب مشكبلت الشجرة النعمانية البن عريب‪ ،‬كإعجاز‬
‫البياف‪ ،‬توُب سنة ِٕٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬األعبلـ ٔ‪.َّ/‬‬
‫(ْ) ‪٦‬بموع الفتاكل ِ‪.ُْٕ/‬‬
‫كومي‬
‫(ٓ) ىو‪ :‬سليماف بن علي بن عبد ا﵁ بن علي ال يكومي التلمساشل كلد سنة َُٔىػ‪ ،‬عفيف الدين شاعر‪ٌ ،‬‬
‫األص ‪ ،‬من قبيلة كومة‪ ،‬تنق ُب ببلد الركـ كسكن دمشق‪ ،‬فباشر فيها بعض األعماؿ‪ ،‬كأخذ التصوؼ عن‬
‫القونوم‪ ،‬ككاف يتصوؼ كيتكلم على اصطبلح القوـ يتبع طريقة ابن العريب‪ ،‬توُب سنة َٗٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬العرب‬
‫ّ‪ ،ِّٕ/‬األعبلـ ّ‪.َُّ/‬‬
‫(ٔ) ‪٦‬بموع الفتاكل ِ‪.ِْٕ-ُْٕ/‬‬

‫ٕٓٓ‬
‫يقول التلمساني‪:‬‬
‫ػاؼ كأ‪٠‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫كث ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّبةه ذات أكص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ و‬
‫ػاء‬ ‫ي‬ ‫ػك فين ػ ػػا كى ػ ػػي كاح ػ ػػدة‬ ‫ت ن ٍف ىس ػ ػ ى‬ ‫ىش ػ ػ ًه ٍد ى‬
‫عينن ػ ػ ػ ػ ػ ػا هب ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ا‪ٙ‬بػ ػ ػ ػ ػ ػػد ا‪٤‬برئ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي كالرائ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي‬ ‫ك‪٫‬بػ ػ ػ ػػن فيػ ػ ػ ػػك ش ػ ػ ػ ػ ًه ٍدنا بعػ ػ ػ ػػد كثٍػىرتنػ ػ ػ ػػا‬
‫كآ ًخػ ػ ػ ػ ػ هػر أنػ ػ ػ ػ ػػت عنػ ػ ػ ػ ػػد النػ ػ ػ ػ ػػازًح النػ ػ ػ ػ ػػائي‬ ‫فػ ػ ػػأكهؿ أنػ ػ ػػت مػ ػ ػػن قب ػ ػ ػ الظ يهػ ػ ػػوًر لنػ ػ ػػا‬
‫ات بأ‪٠‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ػاء‬ ‫كظػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاىر المتيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاز و‬ ‫ً‬
‫ه‬ ‫ػاطن ُب ش ػ ػ ػ ػػهود الع ػ ػ ػ ػػْب كاح ػ ػ ػ ػ ػ يدهي‬ ‫كب ػ ػ ػ ػ ه‬
‫(ُ)‬
‫صغي لنج ػ ػ ػوائي‬
‫كأنػ ػ ػػت نيطٍقػ ػ ػ ىػي كال ػ ػ ػ يػم ٍ‬ ‫أن ػ ػ ػ ػ ػػت ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ يػملىق ين سػ ػ ػ ػ ػ ػػرا ال أفػ ػ ػ ػ ػ ػ يػوهي بػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػو‬
‫الفرؽ بْب الطرؽ الثبلث بقولو‪:‬‬ ‫كبعد ذلك بْب ابن تيمية‬
‫الفريق األكؿ يفرؽ بْب الوجود كالثبوت‪ ،‬كيفرؽ الثاشل بْب ا‪٤‬بطلق كا‪٤‬بعْب‪ ،‬أما‬
‫كفرا فإنو ال يفرؽ بْب شيء‪ ،‬ك‪٥‬بذا كاف‬ ‫الثالث كالذم أعده من أخبثهم كأعمقهم ن‬
‫يستح ‪ٝ‬بيع ا﵀رمات؛ حٌب حكى عنو الثقات أنو كاف يقوؿ‪ :‬البنت كاألـ‬
‫كاألجنبية شيءه كاح هد ليس ُب ذلك حراـ علينا كإمنا ىؤالء ا﵀جوبوف قالوا‪ :‬حراـ‪،‬‬
‫(ِ)‬
‫فقلنا‪ :‬حراـ عليكم‪ ،‬ككاف يقوؿ ‪ :‬القرآ يف كلو ه‬
‫شرؾ ليس فيو توحي هد كإمنا التوحيد ُب‬
‫كبلمنا(ّ)‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬أسماء وحدة الوجود كما بيَّنها ابن عجيبة‬
‫ُ‪ -‬الفردانية‪ ،‬ىي‪" :‬انفراد ا‪٢‬بق بالوجود‪ ،‬بانطباؽ ٕبر األحدية على الك ‪،‬‬
‫ٕبيث دل يبق كجود لغّبه فقط"(ْ)‪.‬‬

‫(ُ) ديوانو ُ‪.ٖٔ-ٖٓ/‬‬


‫(ِ) التلمساشل‪.‬‬
‫(ّ) ينظر‪٦ :‬بموع الفتاكل ِ‪.ِْٕ-ُْٕ/‬‬
‫(ْ) معراج التشوؼ‪ ،‬صّٓ‪.‬‬

‫ٕٔٓ‬
‫كىذا مفاده إنكار صفة الربوبية‪ ،‬قاؿ ابن تيمية ‪" :‬إف عندىم أف ا﵁ ليس‬
‫رب العا‪٤‬بْب‪ ،‬كال مالك ا‪٤‬بلك‪ ،‬إذ ليس إال كجوده‪ ،‬كىو ال يكوف رب نفسو‪ ،‬كال‬
‫يكوف ا‪٤‬بلك ا‪٤‬بملوؾ ىو ا‪٤‬بلك ا‪٤‬بالك‪ ،‬كقد صرحوا هبذا الكفر مع تناقضو‪ ،‬كقالوا‪:‬‬
‫إنو ىو ملك ا‪٤‬بلك‪ ،‬بناءن على أف كجوده مفتقر إذل ذكات األشياء‪ ،‬كذكات األشياء‬
‫مفتقرة إذل كجوده‪ ،‬فاألشياء مالكة لوجوده‪ ،‬فهو ملك ا‪٤‬بلك"(ُ)‪.‬‬
‫ِ‪ -‬الفناء‪" ،‬كىو ‪٧‬بو الرسوـ كاألشكاؿ بشهود الكبّب ا‪٤‬بتعاؿ"(ِ)‪.‬‬
‫كمراد القوـ هبذا ا‪٤‬بصطلح كحدة الوجود‪ ،‬كىو الفناء عن كجود السوم(ّ)‪ ،‬قاؿ‬
‫ابن عجيبة‪" :‬إذا قاؿ الفقّب ‪-‬أم الصوُب‪ -‬أنا من أىول ‪ ...‬كمن أىو ل أنا(ْ)‪،‬‬
‫قب ‪ٙ‬بقق فنائو‪ ،‬فما أبعده عن الصواب‪ ،‬كإذا ‪ٙ‬بقق فناؤه فبل يقولو إال مع ييصدقو‬
‫ُب حالو‪ ،‬كإال تعرض لقتلو"(ٓ)‪.‬‬
‫‪" :‬فأما الفناء عن كجود السوم‪ ،‬فهو فناء ا‪٤‬ببلحدة‬ ‫يقوؿ ابن القيم‬
‫القائلْب بوحدة الوجود‪ ،‬كأنو ما ىٍب غّب‪ ،‬كأف غاية العارفْب كالسالكْب الفناء ُب‬
‫غّبا‬
‫الوحدة ا‪٤‬بطلقة‪ ،‬كنفي التكثر‪ ،‬كالتعدد عن الوجود بك اعتبار‪ ،‬فبل يشهد ن‬
‫ب‬‫أصبل‪ ،‬ب يشهد كجود العبد عْب كجود الرب‪ ،‬ب ليس عندىم ُب ا‪٢‬بقيقة ر ي‬ ‫ن‬
‫كعبد"(ٔ)‪.‬‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل ِ‪.ِْٗ/‬‬
‫(ِ) معراج التشوؼ‪ ،‬صّٓ‪.‬‬
‫(ّ) ينظر‪٦ :‬بموع الفتاكل ِ‪.َّٕ-ّٔٗ/‬‬
‫(ْ) ديواف ا‪٢‬ببلج‪ ،‬صْٕ‪.‬‬
‫(ٓ) الفتوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صّٕٔ‪.‬‬
‫(ٔ) مدارج السالكْب ُ‪.ُْٕ/‬‬

‫ٕٕٓ‬
‫ّ‪ -‬توحيد خاصة الخاصة‪ ،‬كىو "إفراد ا‪٢‬بق بالوجود ُب األزؿ كاألبد"(ُ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬نهاية توحيد الواصلين من العارفْب كا‪٤‬بريدين السائرين‬ ‫ْ‪ -‬كيقوؿ ن‬
‫توحيد الذات فبل يشهدكف إال ا﵁‪ ،‬كال يركف معو سواه"(ِ)‪.‬‬
‫ك‪٥‬بذا فإف كحدة الوجود ىي الغاية ا‪٢‬بقيقية من التصوؼ‪ ،‬يقوؿ ابن عجيبة‪:‬‬
‫"ا‪٢‬بقيقة شهود ا‪٢‬بق ُب ٘بليات ا‪٤‬بظاىر"(ّ)‪.‬‬
‫كيرل ابن عجيبة أف كحدة الوجود ال يشهدىا إال خاصة ا‪٣‬باصة‪ ،‬فقاؿ‪:‬‬
‫"٘بلي الذات ال يدركو إال ا‪٣‬بواص‪ ،‬أك خواص ا‪٣‬بواص‪ ،‬كمن شأف السر أال يدركو‬
‫إال األفراد"(ْ)‪.‬‬
‫بعضا؛ فإنو إف كاف‬
‫كىذه األقواؿ متناقضة كباطلة فهذا الكبلـ ينقض بعضو ن‬
‫احدا دل يكن أحد الشاىدين غّب اآلخر كدل يكن الشاىد غّب ا‪٤‬بشهود‪،‬‬ ‫الوجود ك ن‬
‫ك‪٥‬بذا قاؿ بعض شيوخ ىؤالء‪ :‬من قاؿ إف ُب الكوف سول ا﵁ فقد كذب‪ ،‬فقاؿ لو‬
‫آخر‪ :‬فمن الذم كذب؟ فأفحمو‪ ،‬كىذا ألنو إذا دل يكن موجود سول الواجب‬
‫بنفسو‪ ،‬كاف ىو الذم يكذب كيظلم كيأك كيشرب‪ ،‬كىذا يصرح بو أئمة ىؤالء‬
‫كما يقوؿ صاحب الفصوص كغّبه‪ :‬إنو موصوؼ ٔبميع صفات الذـ كإنو ىو الذم‬
‫ديرض كيضرب كتصيبو اآلفات كيوصف با‪٤‬بعايب كالنقائص كما أنو ىو الذم‬
‫يوصف بنعوت ا‪٤‬بدح كالذـ(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) معراج التشوؼ‪ ،‬صّٓ‪.‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.ٔٔ/‬‬
‫(ّ) كشف النقاب عن سر األلباب‪ ،‬صُُٖ‪.‬‬
‫(ْ) شرح صبلة القطب‪ ،‬صُٓ‪.‬‬
‫(ٓ) ينظر‪٦ :‬بموع الفتاكل ِ‪.َّٓ/‬‬

‫ٖٕٓ‬
‫كيقوؿ ابن تيمية ‪" :‬كمن قاؿ‪ :‬إف لقوؿ ىؤالء سرا خفيا كباطن حق كإنو‬
‫من ا‪٢‬بقائق الٍب ال يطلع عليها إال خواص خواص ا‪٣‬بلق فهو أحد رجلْب ‪-‬إما أف‬
‫يكوف من كبار الزنادقة أى اإل‪٢‬باد كا﵀اؿ‪ ،‬كإما أف يكوف من كبار أى ا‪١‬به‬
‫كالضبلؿ‪ ،‬فالزنديق جيب قتلو‪ ،‬كا‪١‬باى يعرؼ حقيقة األمر‪ ،‬فإف أصر على ىذا‬
‫االعتقاد الباط بعد قياـ ا‪٢‬بجة عليو كجب قتلو‪.‬‬
‫خفي كحقيقة باطنة ال يعرفها إال خواص ا‪٣‬بلق‪ ،‬كىذا السر‬
‫كلكن لقو‪٥‬بم سير ي‬
‫كإ‪٢‬بادا من ظاىره؛ فإف مذىبهم فيو دقة كغموض كخفاء‪ ،‬قد ال‬ ‫ن‬ ‫كفرا‬
‫ىو أشد ن‬
‫كثّبا من عواـ أى الدين كا‪٣‬بّب كالعبادة ينشد‬
‫يفهمو كثّب من الناس‪ ،‬ك‪٥‬بذا ٘بد ن‬
‫قصيدة ابن الفارض‪ ،‬كيتواجد عليها كيعظمها‪ ،‬ظانا أهنا من كبلـ أى التوحيد‬
‫كا‪٤‬بعرفة‪ ،‬كىو ال يفهمها كال يفهم مراد قائلها؛ ككذلك كبلـ ىؤالء يسمعو طوائف‬
‫من ا‪٤‬بشهورين بالعلم كالدين فبل يفهموف حقيقتو فإما أف يتوقفوا عنو أك يعربكا عن‬
‫‪٦‬بمبل من غّب معرفة‬
‫إنكارا ن‬
‫مذىبهم بعبارة من دل يفهم حقيقة‪ ،‬كإما أف ينكركه ن‬
‫ٕبقيقتو ك‪٫‬بو ذلك‪ ،‬كىذا حاؿ أكثر ا‪٣‬بلق معهم‪.‬‬
‫كأئمتهم إذا رأكا من دل يفهم حقيقة قو‪٥‬بم طمعوا فيو‪ ،‬كقالوا‪ :‬ىذا من علماء‬
‫الرسوـ‪ ،‬كأى الظاىر‪ ،‬كأى القشر‪ ،‬كقالوا‪ :‬علمنا ىذا ال يعرؼ إال بالكشف‬
‫كا‪٤‬بشاىدة‪ ،‬كىذا حيتاج إذل شركط‪ ،‬كقالوا‪ :‬ليس ىذا عشك فادرج عنو‪ ،‬ك‪٫‬بو ذلك‬
‫‪٩‬با فيو تعظيم لو كتشويق إليو‪ ،‬ك٘بهي ‪٤‬بن دل يص إليو‪ ،‬كإف رأكه عارفنا بقو‪٥‬بم نسبوه‬
‫إذل أنو منهم‪ ،‬كقالوا‪ :‬ىو من كبار العارفْب‪ ،‬كإذا أظهر اإلنكار عليهم كالتكفّب قالوا‪:‬‬
‫ىذا قاـ بوصف اإلنكار لتكمي ا‪٤‬براتب كاجملارل‪ ،‬كىكذا يقولوف ُب األنبياء كهنيهم‬
‫عن عبادة األصناـ‪.‬‬

‫ٕٗٓ‬
‫كىذا كلو كأمثالو ‪٩‬با رأيتو ك‪٠‬بعتو منهم‪ ،‬فضبل‪٥‬بم عظيم‪ ،‬كإفكهم كبّب‪،‬‬
‫كتلبيسهم شديد‪ ،‬كا﵁ تعاذل يظهر ما أرس بو رسولو من ا‪٥‬بدل كدين ا‪٢‬بق ليظهره‬
‫شهيدا‪ ،‬كا﵁ أعلم"(ُ)‪.‬‬
‫على الدين كلو‪ ،‬ككفى با﵁ ن‬
‫كىذا التوحيد الذم يشّب إليو ىؤالء ا‪٤‬ببلحدة ‪-‬ىو كحدة الوجود‪ -‬أمر ‪٩‬بتنع‬
‫ُب نفسو ال يتصور ‪ٙ‬بققو ُب ا‪٣‬بارج؛ فإف الوحدة العينية الشخصية ‪ٛ‬بتنع ُب الشيئْب‬
‫ا‪٤‬بتعددين‪ ،‬كلكن الوجود كاحد ُب نوع الوجود ٗبعُب أف اسم ا‪٤‬بوجود اسم عاـ يتناكؿ‬
‫ك أحد كما أف اسم ا‪١‬بسم كاإلنساف ك‪٫‬بومها يتناكؿ ك جسم كك إنساف كىذا‬
‫ا‪١‬بسم ليس ىو ذاؾ كىذا اإلنساف ليس ىو ذاؾ ككذلك ىذا الوجود ليس ىو‬
‫ذاؾ(ِ)‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬شبهات ابن عجيبة للدللة على وحدة الوجود‬
‫ً‬
‫قاؿ ابن عجيبة‪" :‬كُب القرآف تلوحيات كإشارات إذل ىذه ا‪٤‬بعاشل اللطيفة‪،‬‬
‫كاألنوار الربانية‪ ،‬كقوؿ ا﵁ تعاذل‪ :‬ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﮊ(ّ)‪ ،‬كال يفهم‬
‫ىذه األسرار إال من خاض مقاـ الفناء كالبقاء"(ْ)‪.‬‬
‫كىذا من الباط ‪ ،‬قاؿ ابن تيمية ‪" :‬دل يرد بو إنك أنت ا﵁‪ ،‬كإمنا أراد‪:‬‬
‫أنك أنت رسوؿ ا﵁ كمبلغ أمره كهنيو‪ ،‬فمن بايعك فقد بايع ا﵁‪ ‬كما أف من‬
‫أطاعك فقد أطاع ا﵁‪ ،‬كدل يرد بذلك أف الرسوؿ ىو ا﵁؛ كلكن الرسوؿ أمر ٗبا أمر‬
‫ا﵁ بو‪ ،‬فمن أطاعو فقد أطاع ا﵁‪ ،‬كما قاؿ النيب ‪ :‬من أطاعِب فقد أطاع ا﵁‪،‬‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل ِ‪.َّٖ-ّٖٕ/‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬ا‪٤‬برجع نفسو ِ‪.ُّٓ/‬‬
‫(ّ) سورة الفتح‪.َُ :‬‬
‫(ْ) شرح قصيدة يامن تعاظم‪ ،‬صُّ‪.‬‬

‫َٕٔ‬
‫كمن أطاع أمّبم فقد أطاعِب‪ ،‬كمن عصاشل فقد عصى ا﵁‪ ،‬كمن عصى أمّبم فقد‬
‫(ُ)‬
‫لوـ أف أمّبه ليس ىو إياه‪.‬‬
‫ه‬ ‫كمع‬ ‫عصاشل‬
‫كمن ظن ُب قولو‪ :‬ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﮊ(ِ) أف ا‪٤‬براد بو أف فعلك‬
‫حاؿ فيك ك‪٫‬بو ذلك فهو ‪-‬مع جهلو كضبللو ب كفره‬ ‫ىو فع ا﵁‪ ،‬أك ا‪٤‬براد أف ا﵁ ي‬
‫كإ‪٢‬باده‪ -‬قد سلب الرسوؿ خاصيتو كجعلو مث غّبه‪.‬‬
‫قدرا مشَبنكا بينو‬
‫فاعبل لفعلك لكاف ىذا ن‬
‫كذلك أنو لو كاف ا‪٤‬براد بو كوف ا﵁ ن‬
‫كبْب سائر ا‪٣‬بلق‪ ،‬ككاف من بايع أبا جه فقد بايع ا﵁‪ ،‬كمن بايع مسيلمة الكذاب‬
‫فقد بايع ا﵁‪ ،‬كمن بايع قادة األحزاب فقد بايع ا﵁‪ ،‬كعلى ىذا التقدير فا‪٤‬ببايع ىو‬
‫أيضا‪ ،‬فيكوف ا﵁ قد بايع ا﵁؛ إذ ا﵁ خالق ‪٥‬بذا ك‪٥‬بذا‪ ،‬ككذلك إذا قي ٗبذىب‬ ‫ا﵁ ن‬
‫أى ا‪٢‬بلوؿ كالوحدة كاال‪ٙ‬باد فإنو عاـ عندىم ُب ىذا كىذا‪ ،‬فيكوف ا﵁ قد بايع ا﵁‪،‬‬
‫كىذا يقولو كثّب من شيوخ ىؤالء ا‪٢‬بلولية اال‪ٙ‬بادية‪ ،‬حٌب إف أحدىم إذا أمر بقتاؿ‬
‫العدك يقوؿ‪ :‬أقات ا﵁؟ ما أقدر أف أقات ا﵁ ك‪٫‬بو ىذا الكبلـ الذم ‪٠‬بعناه من‬
‫شيوخهم‪ ،‬كبينا فساده ‪٥‬بم كضبل‪٥‬بم فيو غّب مرة"(ّ)‪.‬‬
‫ﮋﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬ ‫أيضا بقولو ا﵁ تعاذل‪:‬‬
‫كيستدؿ ابن عجيبة ن‬
‫ﭝﮊ(ْ) (ٓ)‪.‬‬
‫‪" :‬دل يرد بو أف فع العبد ىو فع‬ ‫كىذا االستدالؿ باط ‪ ،‬قاؿ ابن تيمية‬
‫(ُ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب الوصايا‪ ،‬باب يقات كراء اإلماـ كييتقى بو‪ ،ّْٕ/ ِ ،‬رقم ِٔٓٗ‪.‬‬
‫(ِ) سورة الفتح‪.َُ :‬‬
‫(ّ) ‪٦‬بموع الفتاكل ِ ‪.ّّّ/‬‬
‫(ْ) سورة األنفاؿ‪.ُٕ :‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صٗٔ‪.‬‬

‫ُٕٔ‬
‫صحيحا لكاف ينبغي‬
‫ن‬ ‫ا﵁ تعاذل ‪-‬كما تظنو طائفة من الغالطْب‪ -‬فإف ذلك لو كاف‬
‫أف يقاؿ لك أحد حٌب يقاؿ للماشي‪ :‬ما مشيت إذ مشيت كلكن ا﵁ مشى‪،‬‬
‫كيقاؿ للراكب‪ :‬كما ركبت إذ ركبت كلكن ا﵁ ركب‪ ،‬كيقاؿ للمتكلم‪ :‬ما تكلمت إذ‬
‫تكلمت كلكن ا﵁ تكلم‪ ،‬كيقاؿ مث ذلك لآلك كالشارب كالصائم كا‪٤‬بصلي ك‪٫‬بو‬
‫ذلك‪ ،‬كطرد ذلك‪ :‬يستلزـ أف يقاؿ للكافر‪ :‬ما كفرت إذ كفرت كلكن ا﵁ كفر‬
‫كافر‬
‫كيقاؿ‪ :‬للكاذب ما كذبت إذ كذبت كلكن ا﵁ كذب‪ ،‬كمن قاؿ مث ىذا فهو ه‬
‫ملح هد خار هج عن العق كالدين‪.‬‬
‫كلكن معُب اآلية أف النيب يوـ بدر رماىم كدل يكن ُب قدرتو أف يوص‬
‫الرمي إذل ‪ٝ‬بيعهم فإنو إذ رماىم بالَباب كقاؿ‪ :‬شاىت الوجوه (ُ) دل يكن ُب‬
‫قدرتو أف يوص ذلك إليهم كلهم فا﵁ تعاذل أكص ذلك الرمي إليهم كلهم بقدرتو‪،‬‬
‫يقوؿ‪ :‬كما أكصلت إذ حذفت كلكن ا﵁ أكص ‪ ،‬فالرمي الذم أثبتو لو ليس ىو‬
‫الرمي الذم نفاه عنو؛ فإف ىذا مستلزـ للجمع بْب النقيضْب ب نفى عنو اإليصاؿ‬
‫سهما فأكصلو ا﵁ إذل العدك‬
‫كالتبليغ كأثبت لو ا‪٢‬بذؼ كاإللقاء‪ ،‬ككذلك إذا رمى ن‬
‫إيصاال خارقنا للعادة كاف ا﵁ ىو الذم أكصلو بقدرتو ‪ ...‬فالقوؿ بأف ا﵁ خالق‬ ‫ن‬
‫حاؿ ُب ا‪٤‬بخلوؽ أك كجوده كجود ا‪٤‬بخلوؽ‬ ‫أفعاؿ العباد ح يق كالقوؿ بأف ا‪٣‬بلق ي‬
‫باط ‪ ،‬كىؤالء ينتقلوف من القوؿ بتوحيد الربوبية إذل القوؿ با‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد كىذا‬
‫عْب الضبلؿ كاإل‪٢‬باد"(ِ)‪.‬‬
‫أنو قاؿ‪ :‬كاف ا﵁ كال شيء معو‪،‬‬ ‫ككذلك استدؿ ٗبا يذكركنو عن النيب‬
‫(ُ) أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب ا‪١‬بهاد‪ ،‬باب غزكة حنْب‪ ،َُِْ/ّ ،‬رقم ُٕٕٕ‪.‬‬
‫(ِ) ‪٦‬بموع الفتاكل ِ‪.ُّّ/‬‬

‫ِٕٔ‬
‫كىو اآلف على ما عليو كاف (ُ)‪.‬‬
‫كذب مفَبل على رسوؿ ا﵁ ‪ ،‬اتفق أى العلم با‪٢‬بديث على أنو‬ ‫كىذا ه‬
‫موضوع ‪٨‬بتلق كليس ىو ُب و‬
‫شيء من دكاكين ا‪٢‬بديث ال كبارىا‪ ،‬كال صغارىا‪ ،‬كال‬ ‫ه ه‬
‫و‬
‫بإسناد ال صحيح كال ضعيف كال بإسناد ‪٦‬بهوؿ‪ ،‬كإمنا تكلم‬ ‫ركاه أحد من أى العلم‬
‫هبذه الكلمة‪ :‬بعض متأخرم متكلمة ا‪١‬بهمية كقصدكا هبا نفي الصفات عن‬
‫ا﵁‪ ‬فتلقاىا منهم ىؤالء الذين كصلوا إذل آخر التجهم بنفي كجود السوم(ِ)‪.‬‬
‫كىكذا ديدف أى البدع يعتقدكف ٍب يستدلوف‪ ،‬فاعتقدكا الباط ٍب استدلوا‬
‫بالباط ‪.‬‬
‫أما ا‪٢‬بديث الثابت الصحيح فهو قوؿ النيب ‪ :‬كاف ا﵁ كدل يكن شيء‬
‫قبلو‪ ،‬ككاف عرشو على ا‪٤‬باء‪ٍ ،‬ب خلق السموات كاألرض‪ ،‬ككتب ُب الذكر ك‬
‫شيء (ّ)‪.‬‬
‫كذكر ُب ركاية أخرل‪ :‬كاف ا﵁ كدل يكن شيء غّبه (ْ)‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬حكم من اعتقد وحدة الوجود‬
‫ً‬
‫بعد بياف آراء ابن عجيبة ُب كحدة الوجود‪ ،‬أصبح لز ناما بياف أقواؿ العلماء‬
‫ٕبكمهم على من اعتقد بوحدة الوجود‪.‬‬
‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صّٕ‪ ،‬كينظر كذلك ُب من استدؿ هبذا‪ :‬الفتوحات ا‪٤‬بكية‪.ُٖٗ/ُ ،‬‬
‫(ِ) ينظر‪٦ :‬بموع الفتاكل ِ‪.ِِٕ/‬‬
‫(ّ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب التوحيد‪ ،‬باب ﮋﭬ ﭭ ﭮ ﭯﮊ ‪ ،‬ﮋﯩ ﯪ ﯫ ﯬﮊ ‪،‬‬
‫ْ‪ ،ّٖٕ/‬رقم ُْٕٕ‪.‬‬
‫(ْ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب بدء ا‪٣‬بلق‪ ،‬باب ما جاء ُب قوؿ ا﵁ تعاذل‪ :‬ﮋ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﮊ‬
‫ِ‪ ،ُْٖ/‬رقم ُُّٗ‪.‬‬

‫ّٕٔ‬
‫إ‪ٝ‬باع ا‪٤‬بسلمْب على كفر "من ادعى ‪٦‬بالسة‬ ‫فقد حكى القاضي عياض‬
‫ا﵁ كالعركج إليو كمكا‪٤‬بتو أك حلولو ُب أحد األشخاص‪ ،‬كقوؿ بعض ا‪٤‬بتصوفة‬
‫كالباطنية كالنصارل كالقرامطة "(ُ)‪.‬‬
‫كيقوؿ عز الدين بن عبد السبلـ (ِ)‪" :‬من زعم أف اإللو حي ُب و‬
‫شيء من‬
‫أجساد الناس أك غّبىم فهو كافر"(ّ)‪.‬‬
‫(ْ)‬
‫عن القائ بوحدة الوجود‪ ،‬فقاؿ‪ :‬يقت‬ ‫"كسئ كالد الشيخ ‪٧‬بمد الرملي‬
‫تأكيبل‪ ،‬ككفره أشد من كفر‬
‫ن‬ ‫ىذا ا‪٤‬برتد كترمى جيفتو للكبلب؛ ألف قولو ىذا ال يقب‬
‫اليهود كالنصارل"(ٓ)‪.‬‬
‫كقاؿ شيخ اإلسبلـ ابن تيمية ‪" :‬كإذا كاف عندىم أف ا‪٤‬برئي بالعْب ىو ا﵁‬
‫يح باتفاؽ ا‪٤‬بسلمْب ‪ ...‬كال سيما إذا قي ‪ :‬ظهر فيها ك٘بلى؛ فإف‬ ‫كفر صر ه‬
‫فهذا ه‬
‫اللفظ يصّب مشَبنكا بْب أف تكوف ذاتو فيها أك تكوف قد صارت ٗبنزلة ا‪٤‬برآة الٍب‬
‫يظهر فيها مثاؿ ا‪٤‬برئي‪ ،‬ككبلمها باط ‪ ،‬فإف ذات ا﵁ ليست ُب ا‪٤‬بخلوقات‪ ،‬كال ُب‬
‫نفس ذاتو ترل ا‪٤‬بخلوقات كما يرل ا‪٤‬برئي ُب ا‪٤‬برآة"(ٔ)‪.‬‬
‫علما ضركريا بأهنم ا‪ٙ‬بادية‬
‫‪" :‬من طالع كتب ىؤالء علم ن‬ ‫كقاؿ الذىيب‬
‫(ُ) الشفا ِ‪.َٔٔ/‬‬
‫شافعي ‪٦‬بتهد‪ ،‬كلد سنة ٕٕٓىػ‪ ،‬كتوُب ٗبصر‬
‫ي‬ ‫(ِ) ىو‪ :‬العز بن عبد السبلـ بن أيب القاسم السلمي الدمشقي‪ ،‬فقيوه‬
‫يوـ االثنْب ِٓ ‪ٝ‬بادل األكذل‪ ،‬سنة َٔٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬النجوـ الزاىرة ٕ‪ ،َِٖ/‬الذي على الركضتْب‪ ،‬صُِٔ‪.‬‬
‫نقبل من كتاب ا‪٢‬باكم‪ ،‬للسيوطي ِ‪.ُِْ/‬‬
‫(ّ) ن‬
‫(ْ) ىو‪ :‬شهاب الدين أ‪ٞ‬بد بن أ‪ٞ‬بد بن ‪ٞ‬بزة الرملي األنصارم‪ ،‬الشافعي‪ ،‬تلميذ القاضي زكريا‪ ،‬توُب ُب مصر سنة‬
‫ٕٓٗىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الكواكب السائرة بأعياف ا‪٤‬بائة العاشرة ّ‪ ،َُُ/‬األعبلـ ُ‪.َُِ/‬‬
‫(ٓ) الكشف عن حقيقة الصوفية‪ ،‬صٕٗ‪.‬‬
‫(ٔ) ‪٦‬بموعة الرسائ كا‪٤‬بسائ ْ‪.ِٗ/‬‬

‫ْٕٔ‬
‫مارقة من الدين"(ُ)‪.‬‬
‫كضبلال من زعم أف ربو نفس كجود‬
‫ن‬ ‫كقاؿ ابن القيم ‪" :‬أعظم ا‪٣‬بلق ن‬
‫كفرا‬
‫ىذه ا‪٤‬بوجودات‪ ،‬كأف عْب كجوده فاض عليها فاكتسبت عْب كجوده‪ ،‬فا‪ٚ‬بذت‬
‫حجابنا من أعياهنا‪ ،‬كاكتسبت جلبابنا من كجوده‪ ،‬كلبس عليهم ما لبسوه على‬
‫ضعفاء العقوؿ كالبصائر من عدـ التفرقة بْب كجود ا‪٢‬بق سبحانو كإجياده‪ ،‬كأف إجياده‬
‫ص بو ال يشاركو فيو‬ ‫ىو الذم فاض عليها‪ ،‬كىو الذم اكتستو‪ ،‬كأما كجوده فمخت ي‬
‫ص ٗباىيتو كصفاتو‪ ،‬فهو بائن عن خلقو‪ ،‬كا‪٣‬بلق بائنوف عنو‪،‬‬ ‫غّبه‪ ،‬كما ىو ‪٨‬بت ي‬
‫فوجود ما سواه ‪٨‬بلوؽ كائن بعد أف دل يكن‪ ،‬حاص بإجياده لو‪ ،‬فهو الذم أعطى‬
‫شيء خلق‪ ،‬ككجوده ا‪٤‬بختص بو‪ ،‬كباف بذاتو كصفاتو ككجوده عن خلقو"(ِ)‪.‬‬ ‫و‬ ‫ك‬

‫(ُ) تاريخ اإلسبلـ ْٗ‪.ِٖٕ/‬‬


‫(ِ) مدارج السالكْب ّ‪.ُْْ/‬‬

‫ٕٓٔ‬
‫انفصم انراثع‪:‬‬
‫األحــٕال ٔادلمبيــبد‬
‫كفيو ثبلثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬األحواؿ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬ا‪٤‬بقامات‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الصلة بْب األحواؿ كا‪٤‬بقامات‪.‬‬
‫ادلجحث األٔل‪ :‬األحٕال‬

‫أول‪ :‬تعريف الحال في اللغة والصطالح‬


‫ً‬
‫لغة‪" :‬ح ا‪٤‬بكاف‪ ،‬كبو حي ‪ ...‬نزؿ بو‪ ،‬كاحتلو‪ ،‬كبو فهو ي‬
‫حاؿ"(ُ)‪ ،‬كا‪٢‬باؿ‪:‬‬
‫"هناية ا‪٤‬باضي كبداية ا‪٤‬بستقب "(ِ)‪.‬‬
‫و‬
‫اجتبلب كال‬ ‫اصطالحا‪" :‬معُب يرد على القلب من غّب تصن وع كال‬ ‫ً‬
‫اكتساب"(ّ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن عجيبة‪" :‬ا‪٢‬باؿ‪ :‬معُب يرد على القلب من غّب تعم ود كال اجتبلب‪،‬‬
‫ب كال اكتساب"(ْ)‪.‬‬ ‫كال تسب و‬
‫ٍب ذكر أنو قد يكوف متسببنا ُب حصوؿ ا‪٢‬باؿ فقاؿ‪" :‬كقد يكتسب ا‪٢‬باؿ‬
‫بنوع تعم ‪ ،‬كحضور حلق الذكر‪ ،‬كاستعماؿ السماع‪ ،‬كقد يطلب اكتسابو ٖبرؽ‬
‫عوائد النفس حْب يعَبيها بركدة كفتور‪ ،‬كفرؽ ككس "(ٓ)‪.‬‬
‫كىذه األحواؿ ال بد من عرضها على الشرع فإف كانت موافقة لو أيخذت كإال‬
‫طرحت‪.‬‬
‫فاألحواؿ تنقسم إذل‪ :‬حاؿ ر‪ٞ‬باشل‪ ،‬كحاؿ شيطاشل‪ ،‬كما يكوف ‪٥‬بؤالء من خرؽ‬
‫عادة ٗبكاشفة كتصرؼ عجيب‪ ،‬فتارة يكوف من جنس ما يكوف للسحرة كال يكهاف‪،‬‬
‫كتارة يكوف من الر‪ٞ‬بن من جنس ما يكوف من أى التقول كاإلدياف من كج القلب‪،‬‬
‫(ُ) القاموس ا﵀يط‪ ،‬صُِْٕ‪.‬‬
‫(ِ) التعريفات‪ ،‬صُُْ‪.‬‬
‫(ّ) التعريفات‪ ،‬صُُْ‪.‬‬
‫(ْ) معراج التشوؼ‪ ،‬صْْ‪.‬‬
‫(ٓ) ا‪٤‬برجع نفسو‪ ،‬صّْ‪.‬‬

‫ٕٗٔ‬
‫كدمع العْب‪ ،‬كاقشعرار ا‪١‬بسوـ فهذه أفض األحواؿ الٍب نطق هبا الكتاب كالسنة(ُ)‪.‬‬
‫كمراد القوـ من الواردات بينو ابن عجيبة بقولو‪" :‬الوارد نور إ‪٥‬بي‪ ،‬يقذفو ا﵁ ُب‬
‫قلب من أحب من عباده‪ ،‬كىي على ثبلثة أقساـ‪ :‬على حسب البداية‪ ،‬كالوسط‪،‬‬
‫كالنهاية‪ ،‬أك تقوؿ على حسب الطالبْب‪ ،‬كالسائرين‪ ،‬كالواصلْب‪.‬‬
‫القسم األول‪ :‬كارد االنتباه‪ ،‬كىو نور خيرجك من ظلمة الغفلة إذل نور‬
‫اليقظة‪ ،‬كىو ألى البداية من الطالبْب‪ ،‬فإذا تيقظ من نومو كانتبو من غفلتو استول‬
‫على قدمو طالبنا لربو‪ ،‬فيقب عليو بقلبو كبقالبو‪ ،‬كينجمع عليو بكليتو‪.‬‬
‫والقسم الثاني‪ :‬كارد اإلقباؿ‪ ،‬كىو نور يقذفو ا﵁ ُب قلب عبده‪ ،‬فيحركو لذكر‬
‫مشتغبل بذكره‪ ،‬غائبنا عن غّبه‪ ،‬حٌب ديتلئ القلب‬
‫ن‬ ‫مواله‪ ،‬كيغيبو عما سواه‪ ،‬فبل يزاؿ‬
‫بالنور كيغيب عما سول ا‪٤‬بذكور‪ ،‬فبل يرل إال النور‪ ،‬فيخرج من سجن األغيار‪،‬‬
‫كيتحرر من رؽ اآلثار‪.‬‬

‫والقسم الثالث‪ :‬كارد الوصاؿ‪ ،‬كىو ه‬


‫نور يستورل على قلب العبد ٍب يستورل‬
‫على ظاىره كباطنو‪ ،‬فيخرجو من سجن نفسو‪ ،‬كيغيب عن شهود حسو"(ِ)‪.‬‬
‫بعد ذلك شرح القسم الثالث فقاؿ‪" :‬أم إمنا أكرد عليك كارد الوصاؿ بعد أف‬
‫أىب عليك نفحات اإلقباؿ‪ ،‬ليخرجك من سجن رؤية كجودؾ إذل فضاء‪ ،‬أم‬
‫اتساع شهودؾ لربك‪ ،‬فرؤيتك كجودؾ مانعة لك من شهود ربك‪ ،‬إذ ‪٧‬باؿ أف‬
‫تشهده كتشهد معو سواه‪ ،‬كجودؾ ذنب ال يقاس بو"(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) ينظر‪٦ :‬بموع الفتاكل ِِ‪.ِِٓ-ُِٓ/‬‬


‫(ِ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صُِٓ‪.ُِٔ-‬‬
‫(ّ) ا‪٤‬برجع نفسو‪ ،‬صُِٔ‪.‬‬

‫َٕٕ‬
‫كعند التأم ُب ىذه الواردات‪٪ ،‬بد أهنا بعينها درجات الفناء‪ ،‬فناء عن كجود‬
‫السول‪ ،‬كفناء عن شهود السول‪ ،‬كفناء عن عبادة السول(ُ)‪.‬‬
‫"فاألول‪ :‬ىو فناء أى الوحدة ا‪٤‬ببلحدة كما فسركا بو كبلـ ا‪٢‬ببلج‪ ،‬كىو أف‬
‫احدا‪.‬‬
‫كجودا ك ن‬
‫جيع الوجود ن‬
‫وأما الثاني‪- :‬كىو الفناء عن شهود السول‪ ،-‬فهذا ىو الذم يعرض لكثّب‬
‫من السالكْب ‪ ...‬كىو مقاـ االصطبلـ(ِ)‪ ،‬كىو أف يغيب ٗبوجوده عن كجوده‬
‫كٗبعبوده عن عبادتو كٗبشهوده عن شهادتو كٗبذكوره عن ذكره فيفُب من دل يكن‬
‫كيبقى من دل يزؿ ‪.)ّ("...‬‬
‫ك‪٥‬بذا صارت األحواؿ تتصف بالتحوؿ كعدـ الثبات؛ يقوؿ ابن عجيبة‪:‬‬
‫"الفرؽ بْب ا‪٢‬باؿ كا‪٤‬بقاـ‪ :‬أف ا‪٢‬باؿ يتحوؿ فيذىب كجييء‪ٖ ،‬ببلؼ ا‪٤‬بقاـ‪ ،‬فإنو‬
‫رسوخ ك‪ٛ‬بكْب"(ْ)‪.‬‬
‫كبسبب الواردات الٍب ترد على السالك ٘بد القوـ يكثر عندىم الشطح‬
‫كا‪٤‬بخالفات العقدية سواء با‪١‬بوارح أك اللساف‪.‬‬
‫كما قاؿ ابن عجيبة عن األحواؿ‪" :‬كيظهر آثاره على ا‪١‬بوارح قب‬
‫(ُ) فهذا حاؿ النبيْب كأتباعهم كىو أف يفُب بعبادة ا﵁ عن عبادة ما سواه كٕببو عن حب ما سواه كٖبشيتو عن‬
‫خشية ما سواه كبطاعتو عن طاعة ما سواه كبالتوك عليو عن التوك على ما سواه؛ فهذا ‪ٙ‬بقيق توحيد ا﵁‬
‫كحده ال شريك لو كىو ا‪٢‬بنيفية ملة إبراىيم‪ ،‬كيدخ ُب ىذا‪ :‬أف يفُب عن اتباع ىواه بطاعة ا﵁ فبل حيب إال‬
‫﵁ كال يبغض إال ﵁ كال يعطي إال ﵁ كال دينع إال ﵁ فهذا ىو الفناء الديِب الشرعي الذم بعث ا﵁ بو رسلو‬
‫كأنزؿ بو كتبو‪ .‬ينظر‪٦ :‬بموع الفتاكل ِ‪.ُّّ/‬‬
‫نعت ىكلىوو يرد على القلب ‪ٙ‬بت سلطاف القهر‪ .‬ينظر‪ :‬القاموس الصوُب‪ ،‬للمناكم صُّ‪.‬‬
‫(ِ) االصطبلـ‪ :‬ي‬
‫(ّ) ‪٦‬بموع الفتاكل ِ‪.ُّّ/‬‬
‫(ْ) معراج التشوؼ‪ ،‬صْْ‪.‬‬

‫ُٕٕ‬
‫التمكْب(ُ)‪ ،‬من شطح كرقص‪ ،‬كسّب كىياـ‪ ،‬كىو أثر ا﵀بة؛ ألهنا ‪ٙ‬برؾ الساكن أكنال‬
‫ٍب تسكن كتطمئن‪ ،‬كلذا قي فيها‪ :‬أك‪٥‬با جنوف‪ ،‬ككسطها فنوف‪ ،‬كآخرىا سكوف"(ِ)‪.‬‬
‫كإضافة إذل غموض رموز كمصطلحات األحواؿ كا‪٤‬بقامات إال أف ابن عجيبة‬
‫يرل بسرية الواردات الٍب ترد على السالك كال يرل اإلفصاح عنها‪.‬‬
‫فيقوؿ‪" :‬إف ىذه الواردات اإل‪٥‬بية كا‪٤‬بواىب االختصاصية أسرار من الكرصل‬
‫الغفار‪ ،‬ال دينحها إال ألى الصيانة كاألمانة‪ ،‬ال ألى اإلفشاء كا‪٣‬بيانة"(ّ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬إف ىذه األمور أذكاؽ باطنية‪ ،‬كأسرار ربانية‪ ،‬ال يفهمها إال‬ ‫ٍب يقوؿ ن‬
‫أمانات كسير من‬
‫ه‬ ‫أيضا ىي‬
‫أرباهبا‪ ،‬فذكرىا ‪٤‬بن ال يفهمها كال يذكقها جه بقدرىا‪ ،‬ك ن‬
‫أسرار ا‪٤‬بلك‪ ،‬كسر ا‪٤‬بلك ال حي إفشاؤه‪ ،‬فمن أفشاه كاف خائننا‪ ،‬كاستحق الطرد‬
‫كالعقوبة‪ ،‬كال يصلح أف يكوف أميننا بعد ذلك‪ ،‬فكتم األسرار من شأف األخيار‪،‬‬
‫كىتك األسرار من شأف األشرار"(ْ)‪.‬‬
‫كسبب ىذه الرموز كا‪٤‬بصطلحات الٍب يستخدمها الصوفية ُب تعبّبىم عن‬
‫األحواؿ كا‪٤‬بقامات خوفهم من أف تنكشف لغّبىم‪ ،‬كىذا تأكي منهم لتمرير الباط‬
‫كالتلبيس على الناس‪ ،‬كلذلك يقاؿ عن التصوؼ "إنو علم اإلشارة؛ ألف شاىدات‬
‫القلوب كمكاشفات األسرار ال ديكن التعبّب عنها على التحقيق‪ ،‬ب تعلم با‪٤‬بنازالت‬
‫كا‪٤‬بواجيد‪ ،‬كال يعرفها إال من نازؿ تلك األحواؿ كح تلك ا‪٤‬بقامات"(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) التمكْب‪ :‬صفة أى ا‪٢‬بقائق فما داـ السالك ُب الطريق فهو صاحب تلوين يَبقى من حاؿ إذل أخرل كمن كصف إذل‬
‫آخر‪ ،‬حٌب إذا كص كاتص غدا صاحب ‪ٛ‬بكْب كمن أى ا‪٢‬بقائق‪ .‬ينظر‪ :‬الرسالة القشّبية ُ‪.ِِٓ/‬‬
‫(ِ) معراج التشوؼ‪ ،‬صّْ‪.‬‬
‫(ّ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صُٔٓ‪.‬‬
‫(ْ) ا‪٤‬برجع نفسو‪.ُٓٔ ،‬‬
‫(ٓ) التعرؼ ‪٤‬بذىب أى التصوؼ‪ ،‬صَُٔ‪ ،‬كينظر‪ :‬اليواقيت كا‪١‬بواىر ُ‪.ُٗ/‬‬

‫ِٕٕ‬
‫كلذلك ٘بدىم أصحاب تصوؼ ظاىر‪ ،‬كتصوؼ باطن‪ ،‬كىذا قو‪٥‬بم‬
‫متصف‬
‫ه‬ ‫بأنفسهم‪ ،‬فالبوزيدم عد صفات ابن عجيبة أماـ أصحابو فقاؿ‪" :‬أ‪ٞ‬بد‬
‫بالزىد كالورع كالتوك كالصرب كا‪٢‬بلم كالرضا كالتسليم كالشفقة كالر‪ٞ‬بة كالسخاء‬
‫مقاما‪ ،‬فقاؿ ابن عجيبة‪ :‬يا سيدم ىذا التصوؼ؟‪،‬‬ ‫كالكرـ‪ ،‬حٌب عد اثِب عشر ن‬
‫فقاؿ‪ :‬ىذا تصوؼ الظاىر كبقي تصوؼ الباطن‪ ،‬ستعرفو إف شاء ا﵁ ‪ٍ ...‬ب‬
‫جعلت(ُ) أزكره ببِب زركاؿ(ِ) حٌب فتح ا﵁ علينا بالفتح الكبّب"(ّ)‪.‬‬
‫فهذه ا‪٤‬بقامات كاألحواؿ ليست ا‪٥‬بدؼ األ‪٠‬بى الذم يسعى لو الصوفية‪ ،‬ب‬
‫ىي كسيلة ‪٤‬بقصودىم للوصوؿ إذل كحدة الوجود؛ لذلك اعتربكا الوقوؼ عند ىذا‬
‫كشغبل عن الوصوؿ إذل مقاـ الوحدة‪ ،‬كنصوص ابن عجيبة ُب ىذا‬ ‫ا‪٢‬بد حجابنا ن‬
‫كثّبة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫قولو‪" :‬شأف أى ا‪٢‬بجاب يحيبسوف ُب ا‪٤‬بقامات كاألحواؿ‪ ،‬تشغلهم حبلكة‬
‫ذلك عن ا﵁ تعاذل‪ ،‬فإذا فقدكا ذلك ا‪٢‬باؿ أك ا‪٤‬بقاـ سلبوا كأفلسوا‪ ،‬كأى الغُب با﵁‬
‫(ْ)‬
‫أيضا‪" :‬كبقي حجاباف‬ ‫ال يقفوف مع حاؿ كال مقاـ ىم مع موالىم" ‪ ،‬كيقوؿ ن‬
‫آخراف‪ ،‬إذا خرقهما العبد أفضى إذل مشاىدة ا‪٤‬بتكلم دكف كاسطة‪ ،‬أك‪٥‬بما‪ :‬حجاب‬
‫حبلكة الطاعة كا‪٤‬بعاملة الظاىرة‪ ،‬كالوقوؼ مع ا‪٤‬بقامات أك الكرامات فإهنا عند‬
‫العارفْب ‪٠‬بوـ قاتلة"(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) ا‪٤‬بقصود زيارة ابن عجيبة لشيخو كتردده عليو‪.‬‬
‫‪ٛ‬باما كدل يبق منها إال االسم شأف‬
‫(ِ) بنو زركاؿ‪ :‬من القبائ ا‪١‬ببلية الشهّبة بشماؿ ا‪٤‬بغرب‪ ،‬بربرية األص ٍب تعربت ن‬
‫قبائ كثّبة با‪٤‬بغرب‪ ،‬كدكالة‪ ،‬كتنقسم قبيلة زركاؿ إذل ‪ٟ‬بس فخذات‪ :‬بِب إبراىيم‪ ،‬كبِب مكة‪ ،‬كبِب ملوؿ كبو‬
‫معاف‪ ،‬كأكالد قاسم‪ ،‬حيدىا شرقنا قبيلة كثامة‪ ،‬كغربنا قبيلة بنو مستارة‪ ،‬كجنوبنا قبائ سبلس‪ .‬ينظر‪ :‬قبيلة بِب‬
‫زركاؿ‪ ،‬صٖ‪.ٗ-‬‬
‫(ّ) الفهرسة‪ ،‬صْٔ‪.‬‬
‫(ْ) البحر ا‪٤‬بديد ُ‪.َٕٓ/‬‬
‫(ٓ) ا‪٤‬برجع نفسو ِ‪.َُٗ/‬‬

‫ّٕٕ‬
‫أيضا‪" :‬فإف حبلكة الطاعة ‪٠‬بوـ قاتلة‪ ،‬دينع الوقوؼ معها من الَبقي إذل‬ ‫كقاؿ ن‬
‫حبلكة الشهود كلذة ا‪٤‬بعرفة ‪.)ُ("...‬‬
‫فعندما يتكلموف بالتصوؼ الظاىر فهم يريدكف التلبيس على الناس؛ لكي‬
‫ييظن هبم أهنم على ح يق كأهنم موافقوف لعموـ ا‪٤‬بسلمْب من تفسّبىم لؤلحواؿ الٍب‬
‫تعرؼ عند ا‪٤‬بسلمْب بأعماؿ القلوب‪ ،‬كمثاؿ قوؿ ابن عجيبة عن مفهوـ الصرب‪،‬‬
‫يتبْب مراد القوـ‪ ،‬فعندما عرفو قاؿ بأنو‪" :‬حبس القلب على حكم الرب"(ِ)‪.‬‬
‫كىذا جي هد؛ إذ ىو يوافق معُب الصرب ا‪٤‬بتعارؼ عليو بأنو حبس النفس عن ا‪١‬بزع(ّ)‪.‬‬
‫كالصرب على ا‪٤‬بصائب كاجب(ْ)‪.‬‬
‫كعند تقسيمو للصرب يظهر مدل تأثره بعقيدة كحدة الوجود‪.‬‬
‫فقاؿ‪" :‬صرب العامة‪ :‬حبس القلب على مشاؽ الطاعات كرفض ا‪٤‬بخالفات‪،‬‬
‫كصرب ا‪٣‬باصة‪ :‬حبس النفس على الرياضات‪ ،‬كاجملاىدات‪ ،‬كارتكاب األىواؿ ُب‬
‫سلوؾ طريقة األحواؿ‪ ،‬مع مراقبة القلب ُب دكاـ ا‪٢‬بضور‪ ،‬كطلب رفع الستور‪ ،‬كصرب‬
‫خاصة ا‪٣‬باصة‪ :‬حبس الركح أك السر ُب ا‪٤‬بشاىدات كا‪٤‬بعاينات‪ ،‬أك دكاـ النظر‬
‫كالعكوؼ ُب ا‪٢‬بضرة"(ٓ)‪.‬‬
‫أما الصرب على طاعة ا﵁‪ ،‬كالصرب على امتحاف ا﵁‪ ،‬كالصرب عن معصية ا﵁‬
‫فعند الصوفية تقسيم العواـ‪.‬‬
‫(ُ) البحر ا‪٤‬بديد ٓ‪.ُِّ/‬‬
‫(ِ) معراج التشوؼ‪ ،‬صَِ‪.‬‬
‫(ّ) ينظر‪٦ :‬بموع الفتاكل ُٕ‪.ِّّ/‬‬
‫(ْ) ‪٦‬بموع الفتاكل ٖ‪.ُُٗ/‬‬
‫(ٓ) معراج التشوؼ‪ ،‬صَِ‪.‬‬

‫ْٕٕ‬
‫ثانيًا‪ :‬أمثلة على األحوال‬
‫أ‪ -‬القبض والبسط‪.‬‬
‫قاؿ ابن عجيبة‪" :‬البسط‪ :‬فر هح يعَبم القلوب أك األركاح‪ ،‬إما بسبب قرب‬
‫شهود ا‪٢‬ببيب‪ ،‬أك شهود ‪ٝ‬بالو‪ ،‬أك بكشف ا‪٢‬بجاب عن أكصاؼ كمالو‪ ،‬ك٘بلي‬
‫ذاتو‪ ،‬أك بغّب سبب"(ُ)‪.‬‬
‫كضيق يعَبم القلب‪ ،‬إما بسبب فوات مرغوب‪ ،‬أك‬
‫كقاؿ عن القبض‪" :‬حز هف ه‬
‫عدـ حصوؿ مطلوب‪ ،‬أك بغّب سبب"(ِ)‪.‬‬
‫ٍب يذكر بعد ذلك من ‪ٜ‬برات القبض كالبسط‪" :‬يفتح لك الباب كيرفع بينك‬
‫كبينو ا‪٢‬بجاب‪ ،‬فتتنزه ُب كماؿ الذات‪ ،‬كشهود الصفات‪ ،‬فتغيب عن أثر ا‪١‬ببلؿ‬
‫كا‪١‬بماؿ بشهود الكبّب ا‪٤‬بتعاؿ‪ ،‬فبل جبللو حيجبك عن ‪ٝ‬بالو‪ ،‬كال ‪ٝ‬بالو حيجبك عن‬
‫جبللو‪ ،‬كال ذاتو ‪ٙ‬ببسك عن صفاتو‪ ،‬كال صفاتو ‪ٙ‬ببسك عن ذاتو‪ ،‬تشهد ‪ٝ‬بالو ُب‬
‫جبللو‪ ،‬كجبللو ُب ‪ٝ‬بالو‪ ،‬كتشهد ذاتو ُب صفاتو‪ ،‬كصفاتو ُب ذاتو"(ّ)‪.‬‬
‫لقد أدخ ابن عجيبة عبارات كمعاشلى ‪٧‬بدثة ألعماؿ القلوب كسيلتها الوصوؿ‬
‫إذل ا‪٤‬بكاشفة‪ ،‬كمعرفة الغيب‪ ،‬ككحدة الوجود‪ ،‬كا‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد‪ٍ ،‬ب يعتذر ألصحاب‬
‫الشطحات بأهنم فنوا(ْ) كغابوا ُب شهود ا‪١‬ببلؿ كا‪١‬بماؿ‪ ،‬كاعتربكا العواـ دكف‬
‫ا‪٣‬باصة ُب األعماؿ الباطنة‪ ،‬قاؿ ابن تيمية ‪" :‬كىذه األعماؿ الباطنة كمحبة ا﵁‬
‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صُِٕ‪.‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬برجع نفسو‪ ،‬صُِٕ‪ ،‬كينظر‪ :‬معراج التشوؼ‪ ،‬صْٓ‪ ،‬كمعجم اصطبلحات الصوفية‪ ،‬صَُٔ‪.‬‬
‫(ّ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صُّٕ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬ردكد ابن تيمية بقو‪٥‬بم ُب الفناء َُ‪ ،ِِِ ،ُِٖ/‬كالذم سبق بيانو‪ ،‬صَٕٓ‪.َٕٕ-‬‬

‫ٕٕٓ‬
‫كاإلخبلص لو كالتوك عليو كالرضا عنو ك‪٫‬بو ذلك كلها مأمور هبا ُب حق ا‪٣‬باصة‬
‫‪٧‬بمودا ُب حاؿ أحد كإف ارتقى مقامو ‪ ...‬كىي حسنة ‪٧‬ببوبة‬
‫كالعامة ال يكوف تركها ن‬
‫ُب حق ك أحد من النبيْب كالصديقْب كالشهداء كالصا‪٢‬بْب‪ ،‬كمن قاؿ إف ىذه‬
‫ا‪٤‬بقامات تكوف للعامة دكف ا‪٣‬باصة فقد غلط ُب ذلك إف أراد خركج ا‪٣‬باصة عنها‪،‬‬
‫مؤمن قط كإمنا خيرج عنها كافر أك منافق"(ُ)‪.‬‬
‫فإف ىذه ال خيرج عنها ه‬
‫كقاؿ ابن القيم ‪" :‬إف دعول ا‪٤‬بدعى أىهنا من منازؿ العواـ كدعول أهنا‬
‫معلولة غلط من كجهْب‪:‬‬
‫أحدىما‪ :‬أىف أعلى ا‪٤‬بقامات مقركف بأدناىا مصاحب لو كما تقدـ‪ ،‬متضمن‬
‫أبدا‪ ،‬كلكن‬
‫لو تضمن الك ‪١‬بزئو‪ ،‬أك مستلزـ لو استلزاـ ا‪٤‬بلزكـ لبلزمو ال ينفك عنو ن‬
‫الندراجو فيو كانطو ًاء حكمو ‪ٙ‬بتو يصّب ا‪٤‬بشهد كا‪٢‬بكم للعارل‪.‬‬
‫الوجو الثاني‪ :‬أف تلك ا‪٤‬بقامات كا‪٤‬بنازؿ إًمنا تكوف ُب منازؿ العواـ كتعرض ‪٥‬با‬
‫العل ٕبسب متعلقاهتا كغاياهتا‪ ،‬فإًف كاف متعلقها كغاياهتا بريئنا من شوائب العل‬
‫كىو أج متعلٌق كأىعظمو‪ ،‬فبل علة فيها ٕباؿ‪ ،‬كىي من منازؿ ا‪٣‬بواص من جهة‬
‫تعلقها ٕبظو ‪.)ِ("...‬‬
‫كزعم ىؤالء القوـ بإسقاط التدبّب(ّ) عن ا‪٣‬بواص الذين فنوا ُب أفعاؿ ا﵁‪،‬‬
‫كغابوا عن ك شيء‪ ،‬كاستول عندىم ك شيء‪" ،‬فبل تغّبىم كاردات األحواؿ؛‬
‫ألهنم با﵁ ك﵁ ال و‬
‫لشيء سواه"(ْ)‪ ،‬فلم يقفوا مع حاؿ كال مقاـ‪.‬‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل َُ‪.ُٕ-ُٔ/‬‬
‫(ِ) طريق ا‪٥‬بجرتْب‪ ،‬صُِٗ‪.‬‬
‫(ّ) كىذا أدل إذل ضبل‪٥‬بم ُب باب القدر بإسقاط التدبّب كاالختيار عن العبد‪.‬‬
‫(ْ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صُِٕ‪.ُّٕ-‬‬

‫ٕٕٔ‬
‫كفند ابن تيمية ىذه الشبهة بقولو‪" :‬كبعض من تكلم ُب عل ا‪٤‬بقامات‪ ،‬جع‬
‫ا‪٢‬بب‪ ،‬كالرضا‪ ،‬كا‪٣‬بوؼ‪ ،‬كالرجاء من مقامات العامة‪ ،‬بناءن على مشاىدة القدر‪ ،‬كأف‬
‫من شهد القدر فشهد توحيد األفعاؿ حٌب فِب من دل يكن‪ ،‬كبقي من دل يزؿ‪ ،‬خيرج‬
‫كشرعا‪ ،‬أما ا‪٢‬بقيقة فإف ا‪٢‬بي ال يتصور‬
‫عن ىذه األمور كىذا كبلـ مستدرؾ حقيقة ن‬
‫مبغضا ‪٤‬با ينافره‪ ،‬كمن قاؿ إف ا‪٢‬بي يستوم عنده‬
‫حساسا ‪٧‬ببا ‪٤‬با يبلئمو ن‬
‫ن‬ ‫أف ال يكوف‬
‫‪ٝ‬بيع ا‪٤‬بقدكرات فهو أحد رجلْب‪ :‬إما أنو ال يتصور ما يقوؿ ب ىو جاى ‪ ،‬كإما أنو‬
‫اصطبلما‬
‫ن‬ ‫مكابر معاند‪ ،‬كلو قدر أف اإلنساف حص لو حاؿ أزاؿ عقلو ‪-‬سواء ‪٠‬بي‬
‫‪٧‬بوا أك فناءن أك غشينا أك ضع نفا‪ -‬فهذا دل يسقط إحساس نفسو بالكلية ب لو‬ ‫أك ن‬
‫إحساس ٗبا يبلئمو كما ينافره كإف سقط إحساسو ببعض األشياء فإنو دل يسقط‬
‫ٔبميعها‪ ،‬فمن زعم أف ا‪٤‬بشاىد لتوحيد الربوبية يدخ إذل مقاـ ا‪١‬بمع كالفناء فبل‬
‫يشهد فرقنا فإنو غالط ب ال بد من الفرؽ فإنو أمر ضركرم لكن إذا خرج عن الفرؽ‬
‫مطيعا ‪٤‬بواله"(ُ)‪.‬‬
‫متبعا ‪٥‬بواه ال ن‬
‫الشرعي بقي ُب الفرؽ الطبعي فيبقى ن‬
‫فليس ‪٥‬بم عذر ُب أحوا‪٥‬بم الٍب غلبت عليهم فظهرت منهم شطحات كأقواؿ‪،‬‬
‫كأفعاؿ منكرات‪ ،‬فظن ا‪٤‬بخدكعوف هبم أهنم أكلياء‪.‬‬
‫كظاىرا فصدقو فيما‬
‫ن‬ ‫قاؿ ابن تيمية ‪" :‬كليس ﵁ كرلي إال من اتبعو باطننا‬
‫أخرب بو من الغيوب كالتزـ طاعتو فيما فرض على ا‪٣‬بلق من أداء الواجبات كترؾ‬
‫ملتزما طاعتو فيما أكجب كأمر بو ُب‬
‫ا﵀رمات‪ ،‬فمن دل يكن لو مصدقنا فيما أخرب ن‬
‫األمور الباطنة الٍب ُب القلوب كاألعماؿ الظاىرة الٍب على األبداف دل يكن مؤمننا‬
‫فضبل عن أف يكوف كليا ﵁‪ ،‬كلو حص لو من خوارؽ العادات ماذا عسى أف‬ ‫ن‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل َُ‪.ِِْ/‬‬

‫ٕٕٕ‬
‫حيص ‪ ...‬لكن من ليس ٗبكلف من األطفاؿ كاجملانْب قد رفع القلم عنهم فبل‬
‫كظاىرا ما يكونوف بو من أكلياء ا﵁‬
‫ن‬ ‫يعاقبوف كليس ‪٥‬بم من اإلدياف با﵁ كتقواه باطننا‬
‫ا‪٤‬بتقْب كحزبو ا‪٤‬بفلحْب"(ُ)‪.‬‬
‫كهبذا خالفوا أى السنة كا‪١‬بماعة كما عليو سلف األيمة "فك ىؤالء ‪٧‬بجوبوف‬
‫عن معرفة مقادير السلف‪ ،‬كعن عمق علومهم‪ ،‬كقلة تكلفهم‪ ،‬ككماؿ بصائرىم‪،‬‬
‫كتا﵁ ما امتاز عنهم ا‪٤‬بتأخركف إال بالتكلف كاالشتغاؿ باألطراؼ الٍب كانت مهة‬
‫القوـ مراعاة أصو‪٥‬با‪ ،‬كضبط قواعدىا‪ ،‬كشد معاقدىا‪ ،‬كمهمهم مشمرة إذل ا‪٤‬بطالب‬
‫العالية ُب ك شيء‪ ،‬فا‪٤‬بتأخركف ُب شأف كالقوـ ُب شأف"(ِ)‪.‬‬
‫ب‪ -‬حال الوقت‪:‬‬
‫قاؿ ابن عجيبة‪" :‬الوقت قد يطلقونو على ما يكوف العبد عليو ُب ا‪٢‬باؿ من‬
‫كبسط أك و‬
‫حزف أك سركر"(ّ)‪.‬‬ ‫قبض و‬ ‫و‬
‫ٍب شرحو بقولو‪" :‬كىو إقامتو حيث أقامو ا﵁‪ ... ‬فإذا أقامو ا﵁ ‪‬‬
‫ُب حالة من األحواؿ فبل يستحقرىا‪ ،‬كيطلب ا‪٣‬بركج منها إذل حالة أخرل‪ ،‬فلو أراد‬
‫ا‪٢‬بق أف خيرجو من تلك ا‪٢‬بالة كيستعملو فيما سواىا الستعملو من غّب أف يطلب‬
‫منو أف خيرجو‪ ،‬ب ديكث على ما أقامو فيو ا‪٢‬بق تعاذل‪ ،‬حٌب يكوف ىو الذم يتوذل‬
‫إخراجو‪ ،‬كما توذل إدخالو"(ْ)‪.‬‬
‫وضرب أمثَّلو على ذلك فقال‪" :‬إذا كاف أعزب ال يتمُب التزكيج‪ ،‬كإذا كاف‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل َُ‪.ّّٖ ،ُّْ/‬‬
‫(ِ) مدارج السالكْب ُ‪.ُٓٔ/‬‬
‫(ّ) معراج التشوؼ‪ ،‬صّْ‪.‬‬
‫(ْ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صُٖ‪.‬‬

‫ٖٕٕ‬
‫فقّبا ال يتمُب الغُب‪ ...،‬كإذا كاف قويا ال يتمُب‬
‫ذليبل ال يتمُب العز‪ ،‬كإذا كاف ن‬‫ن‬
‫الضعف‪ ،‬كىكذا باقي األحواؿ ينظر ا﵁ ما يفع ا﵁ بو‪ ،‬كال ينظر ما يفع بنفسو‬
‫لتحقق زكالو‪ ،‬ب يكوف كا‪٤‬بيت بْب يدم الغاس ‪ ،‬أك كالقلم بْب األصابع"(ُ)‪.‬‬
‫كىذا كلو باط ‪ ،‬فنحن مأموركف بالتحاكم لكتاب ا﵁‪ ،‬ال إذل الوقت‪،‬‬
‫خاضع ‪٢‬بكم الوقت‪ ،‬كترتب‬
‫ه‬ ‫أبدا‪ ،‬ب ىو‬‫كمراد القوـ من ىذا أال يكوف للعبد إرادة ن‬
‫عليو لو عم أحدىم طاعة سواء كاجبة أك مندكبة ال يقتضيها حكم الوقت الذم‬
‫اتباعا ‪٤‬با أملت عليو نفسو‪.‬‬
‫فعبل ن‬ ‫ىو فيو فقد خرج عن دائرة العبادة كفع ن‬
‫كلذلك نبذكا ا‪ٚ‬باذ األسباب كراء ظهورىم‪ ،‬كظنوا أهنم مؤمنوف بالقدر على‬
‫الوجو ا‪٤‬بقصود‪.‬‬
‫كاؼ ُب حصوؿ ا‪٤‬بقصود‪،‬‬‫قاؿ ابن تيمية ‪" :‬آمنوا بالقدر‪ ،‬كظنوا أف ذلك و‬
‫فأعرضوا عن األسباب الشرعية‪ ،‬كاألعماؿ الصا‪٢‬بة‪ ،‬كىؤالء يؤكؿ هبم األمر إذل أف‬
‫يكفركا بكتب ا﵁ كرسلو كدينو"(ِ)‪.‬‬
‫ك‪٥‬بذا ال بد من معرفة ا‪٤‬بوقف الشرعي للتعام مع األسباب‪ ،‬قاؿ ابن تيمية‬
‫ناظرا إذل القدر فقد ض ‪ ،‬كمن‬
‫‪" :‬فمن أعرض عن األمر كالنهي كالوعد كالوعيد ن‬
‫معرضا عن القدر فقد ض ‪ ،‬ب ا‪٤‬بؤمن كما قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫طلب القياـ باألمر كالنهي ن‬
‫ﮋ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﮊ فنعبده ن‬
‫(ّ)‬
‫اتباعا لؤلمر كنستعينو إديانا بالقدر‪ ،‬كُب‬
‫أنو قاؿ‪ :‬ا‪٤‬بؤمن القوم خّبه كأحب إذل ا﵁ من‬ ‫ا‪٢‬بديث الصحيح عن النيب‬
‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صُٖ‪.‬‬
‫(ِ) ‪٦‬بموع الفتاكل ٖ‪.ُٕ/‬‬
‫(ّ) سورة الفا‪ٙ‬بة‪.ٓ :‬‬

‫ٕٕٗ‬
‫ا‪٤‬بؤمن الضعيف‪ ،‬كُب ك ي خّب‪ ،‬احرص على ما ينفعك كاستعن با﵁ كال تعجز‪ ،‬كإف‬
‫أصابك شيء فبل تق ‪ :‬لو أشل فعلت لكاف كذا ككذا كلكن ق ‪ :‬قدر ا﵁ كما شاء‬
‫فع ‪ ،‬فإف لو تفتح عم الشيطاف (ُ)‪ ،‬فأمره النيب بشيئْب‪ :‬أف حيرص على ما‬
‫ينفعو كىو امتثاؿ األمر كىو العبادة كىو طاعة ا﵁ كرسولو كأف يستعْب با﵁ كىو‬
‫يتضمن اإلدياف بالقدر‪ ،‬أنو ال حوؿ كال قوة إال با﵁‪ ،‬كأنو ما شاء ا﵁ كاف كما دل‬
‫يشأ دل يكن(ِ)‪.‬‬
‫ك‪٨‬بالف لشرع‬
‫ه‬ ‫كاذب‬
‫كمن زعم أف ليس لو إرادة ب ىو ُب حكم الوقت فهو ه‬
‫ا﵁‪.‬‬
‫مفطور‬
‫ه‬ ‫قاؿ ابن تيمية ‪" :‬أما خلو اإلنساف عن اإلرادة مطل نقا فممتنع؛ فإنو‬
‫على إرادة ما ال بد لو منو كعلى كراىة ما يضره كيؤذيو‪ ،‬كالزاىد الناسك إذا كاف‬
‫مسلما فبل بد أف يريد أشياء حيبها ا﵁‪ ،‬مث أداء الفرائض‪ ،‬كترؾ ا﵀ارـ‪ ،‬ب ككذلك‬
‫ن‬
‫عموـ ا‪٤‬بؤمنْب ال بد أف يريد أحدىم أشياء حيبها ا﵁‪ ،‬كإال فمن دل حيب ا﵁ كال أحب‬
‫شيئنا ﵁ فلم حيب شيئنا من الطاعات ال الشهادتْب كال غّبمها‪ ،‬كال يريد ذلك فإنو ال‬
‫يكوف مؤمننا فبل بد لك مؤمن من أف تكوف لو إرادة لبعض ما حيبو ا﵁ ‪...‬‬
‫كأما ا‪٣‬بلو عن اإلرادتْب ا﵀مودة كا‪٤‬بذمومة فيقع على وجهين‪:‬‬
‫الوجو األول‪ :‬مع إعراض العبد عن عبادة ا﵁ تعاذل كطاعتو كإف علم هبا فإنو‬
‫كثّبا من األمور أنو مأمور هبا كىو ال يريدىا كال يكره من غّبه فعلها‪ ،‬كإذا‬
‫قد يعلم ن‬
‫(ُ) أخرجو مسلم‪ ،‬كتاب القدر‪ ،‬باب ُب األمر بالقوة كترؾ العجز كاالستعانة با﵁ كتفويض ا‪٤‬بقادير ﵁‪،َِِٓ/ْ ،‬‬
‫رقم ِْٔٔ‪.‬‬
‫(ِ) ‪٦‬بموع الفتاكل ٖ‪.ّٕ/‬‬

‫َٖٕ‬
‫يدا النتصار ىؤالء الذم حيبو ا﵁ كال النتصار‬
‫اقتت ا‪٤‬بسلموف كالكفار دل يكن مر ن‬
‫ىؤالء الذم يبغضو ا﵁‪.‬‬
‫والوجو الثاني‪ :‬يقع من كثّب من الزىاد العيباد ا‪٤‬بمتثلْب ‪٤‬با يعلموف أف ا﵁ أمر‬
‫بو‪ ،‬اجملتنبْب ‪٤‬با يعلموف أف ا﵁ هنى عنو‪ ،‬كأمور أخرل ال يعلموف أهنا مأمور هبا‪ ،‬كال‬
‫منهي عنها‪ ،‬فبل يريدكهنا كال يكرىوهنا؛ لعدـ العلم‪ ،‬كقد يرضوهنا من جهة كوهنا ‪٨‬بلوقة‬
‫مقدرة‪ ،‬كقد يعاكنوف عليها كيركف ىذا موافقة ﵁ كأهنم ‪٤‬با خلوا عن ىول النفس كانوا‬
‫موضع يقع فيو الغلط‪ ،‬فإف ما‬
‫ه‬ ‫مأمورين بالرضا بك حادث‪ ،‬ب كا‪٤‬بعاكنة عليو‪ ،‬كىذا‬
‫أحبو ا﵁ كرسولو علينا أف ‪٫‬بب ما أحبو ا﵁ كرسولو‪ ،‬كما أبغضو ا﵁ كرسولو فعلينا أف‬
‫نبغض ما أبغضو ا﵁ كرسولو‪ ،‬كأما ما ال حيبو ا﵁ كرسولو كال يبغضو ا﵁ كرسولو‬
‫كاألفعاؿ الٍب ال تكليف فيها‪ ،‬مث أفعاؿ النائم كاجملنوف فهذا إذا كاف ا﵁ ال حيبها‬
‫أيضا ال ينبغي أف حيبها كيرضاىا كال يكرىها‪.‬‬
‫كيرضاىا كال يكرىها كيذمها فا‪٤‬بؤمن ن‬
‫كأما كوهنا مقدكرة ك‪٨‬بلوقة ﵁ فذاؾ ال خيتص هبا ب ىو شام ه ‪١‬بميع‬
‫و‬
‫شيء‬ ‫ا‪٤‬بخلوقات‪ ،‬كا﵁ تعاذل خلق ما خلقو ‪٤‬با شاء من حكمتو‪ ،‬كقد أحسن ك‬
‫خلقو ‪ ...‬كقوؿ من قاؿ‪( :‬إف العبد يكوف مع ا﵁ كا‪٤‬بيت مع الغاس ) ال يصح كال‬
‫يسوغ على اإلطبلؽ عن أحد من ا‪٤‬بسلمْب كإمنا يقاؿ ذلك ُب بعض ا‪٤‬بواضع‪ ،‬كمع‬
‫ىذا فإمنا ذلك ‪٣‬بفاء أمر ا﵁ عليو كإال فإذا علم ما أمر ا﵁ بو كأحبو فبل بد أف حيب‬
‫ما أحبو ا﵁ كيبغض ما أبغضو"(ُ)‪.‬‬
‫كك من نظر بعْب اإلنصاؼ ُب تلك األمثلة الٍب ضرهبا ابن عجيبة تعجب‬
‫من تركهم لسنن ا‪٤‬برسلْب ٕبجة حكم الوقت الذم فيو ا‪٤‬بريد‪.‬‬

‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل َُ‪.ْٖٓ ،ُْٖ/‬‬

‫ُٖٕ‬
‫ﮋ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬ ‫قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮊ(ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ ‪ :‬أما كا﵁ إشل ألخشاكم ﵁ كأتقاكم لو‪ ،‬لكِب أصوـ كأفطر‪ ،‬كأصلي‬
‫ِب (ِ)‪.‬‬
‫كأرقد‪ ،‬كأتزكج النساء فمن رغب عن يسنٍب فليس مِب‬
‫كلقد أكضح الفقهاء حكم النكاح‪ ،‬قاؿ ابن قدامة ا‪٤‬بقدسي ‪" :‬كالناس ُب‬
‫النكاح على ثالثة أضرب‪ :‬منهم من خياؼ على نفسو الوقوع ُب ‪٧‬بظور إف ترؾ‬
‫النكاح‪ ،‬فهذا جيب عليو النكاح ُب قوؿ عامة الفقهاء؛ ألنو يلزمو إعفاؼ نفسو‪،‬‬
‫كصوهنا عن ا‪٢‬براـ‪ ،‬كطريقو النكاح‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬من يستحب لو‪ ،‬كىو من لو شهوة يأمن معها الوقوع ُب ‪٧‬بظور‪ ،‬فهذا‬
‫االشتغاؿ لو بو أكذل من التخلي لنواف العبادة‪ ،‬كىو قوؿ أصحاب الرأم‪ ،‬كىو ظاىر‬
‫كفعلهم‪ ،‬قاؿ ابن مسعود‪ :‬لو دل يبق من أجلي إال عشرة أياـ‪،‬‬ ‫قوؿ الصحابة‬
‫يوما‪ ،‬كرل طوؿ النكاح فيهن‪ ،‬لتزكجت ‪٨‬بافة الفتنة‪.‬‬ ‫كأعلم أشل أموت ُب آخرىا ن‬
‫والثالث‪ :‬من ال شهوة لو‪ ،‬إما ألنو دل خيلق لو شهوة كالعنْب‪ ،‬أك كانت لو‬
‫شهوة فذىبت بكرب أك مرض ك‪٫‬بوه‪ ،‬ففيو كجهاف‪ ،‬أحدمها‪ :‬يستحب لو النكاح؛‬
‫لعموـ ما ذكرنا‪ ،‬كالثاشل‪ :‬التخلي لو أفض ؛ ألنو ال حيص مصاحل النكاح‪ ،‬كدينع‬
‫زكجتو من التحصْب بغّبه‪ ،‬كيضر هبا‪ ،‬كحيبسها على نفسو‪ ،‬كيعرض نفسو لواجبات‬
‫كحقوؽ لعلو ال يتمكن من القياـ هبا‪ ،‬كيشتغ عن العلم كالعبادة ٗبا ال فائدة فيو‪،‬‬
‫كاألخبار ‪ٙ‬بم على من لو شهوة؛ ‪٤‬با فيها من القرائن الدالة عليها"(ّ)‪.‬‬
‫(ُ) سورة النساء‪.ّ :‬‬
‫(ِ) أخرج البخارم‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب الَبغيب ُب النكاح‪ ،ّْٓ/ّ ،‬رقم َّٔٓ‪.‬‬
‫(ّ) ا‪٤‬بغِب ٔ‪.ْْٖ-ْْٔ/‬‬

‫ِٖٕ‬
‫كيقوؿ ابن تيمية ‪" :‬كىذا ىو الذم أدخ ن‬
‫كثّبا منهم ُب الرىبانية كا‪٣‬بركج‬
‫عن الشريعة حٌب تركوا من األك كالشرب كاللباس كالنكاح ما حيتاجوف إليو كما ال‬
‫تتم مصلحة دينهم إال بو ‪ ...‬فبلزموا من ا‪١‬بوع كالسهر كا‪٣‬بلوة كالصمت كغّب ذلك‬
‫‪٩‬با فيو ترؾ ا‪٢‬بظوظ كاحتماؿ ا‪٤‬بشاؽ ما أكقعهم ُب ترؾ كاجبات كمستحبات كفع‬
‫مكركىات ك‪٧‬برمات"(ُ)‪.‬‬

‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل َُ‪.ُٕٓ/‬‬

‫ّٖٕ‬
‫ادلجحث انثبَي‪ :‬ادلمبيبد‬

‫أول‪ :‬تعريف المقام‬


‫ً‬
‫أيضا موضع‬ ‫مقاما‪ ،‬كا‪٤‬بقاـ ن‬ ‫لغة‪" :‬اإلقامة كا‪٤‬بقاـ بالفتح‪ :‬مصدر قاـ يقوـ ن‬
‫القياـ"(ُ)‪" ،‬كأقاـ الشيء‪ :‬أم أدامو‪ ،‬من قولو تعاذل‪ :‬ﮋﭠ ﭡﮊ(ِ)‪ ،‬كالػ يمقامة‬
‫بالضم‪ :‬اإلقامة‪ ،‬كالػ ىمقامة بالفتح‪ :‬اجمللس‪ ،‬كا‪١‬بماعة من الناس‪ ،‬كأما ال ىػمقاـ كالػ يمقاـ‬
‫احد منهما ٗبعُب اإلقامة كقد يكوف ٗبعُب موضع القياـ"(ّ)‪.‬‬‫فقد يكوف ك ك و‬
‫اصطالحا‪" :‬عبارة عما ييتوص إليو بنوع تصرؼ‪ ،‬كيتحقق بو بضرب تطلب‪،‬‬
‫ً‬
‫(ْ)‬ ‫كمقاساة تكلف‪ ،‬فمقاـ ك ك و‬
‫احد موضع إقامتو عند ذلك" ‪.‬‬
‫كعرفو ابن عجيبة بقولو‪" :‬كأما ا‪٤‬بقاـ‪ ،‬فهو ما يتحقق العبد ٗبنازلتو كاجتهاد من‬
‫و‬
‫أحد‬ ‫ب كتطلب‪ ،‬فمقاـ ك‬ ‫األدب‪ ،‬كما يتمكن فيو من مقامات اليقْب بتكس و‬
‫موضع إقامتو"(ٓ)‪.‬‬
‫ي‬
‫ككضع ابن عجيبة فركقنا للمقامات كاألحواؿ‪ ،‬فقاؿ‪" :‬األحواؿ مواىب‪،‬‬
‫(ٔ)‬
‫أيضا‪" :‬الفرؽ بْب ا‪٢‬باؿ كا‪٤‬بقاـ أف ا‪٢‬باؿ يتحوؿ‬ ‫كا‪٤‬بقامات مكاسب" ‪ ،‬كيقوؿ ن‬
‫رسوخ ك‪ٛ‬بكْب"(ٕ)‪.‬‬
‫فيذىب كجييء‪ٖ ،‬ببلؼ ا‪٤‬بقاـ فإنو ه‬
‫(ُ) الفركؽ اللغوية‪ ،‬صَّٕ‪.‬‬
‫(ِ) سورة البقرة‪.ّ :‬‬
‫(ّ) الصحاح ُب اللغة ٓ‪.َُِٕ/‬‬
‫(ْ) التعريفات‪ ،‬صِِٖ‪.‬‬
‫(ٓ) معراج التشوؼ‪ ،‬صْْ‪.‬‬
‫(ٔ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صُُٔ‪.‬‬
‫(ٕ) الفتوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صُٓٔ‪.‬‬

‫ْٖٕ‬
‫كمقصود الصوفية من ا‪٤‬بقامات ىي ا‪٤‬براح الٍب يسلكها السالك ُب‬
‫العبادات‪.‬‬
‫مقاما‬
‫قاؿ ابن عجيبة‪" :‬فمقامات اليقْب ينزؿ فيها الفقّب أكنال با‪٢‬باؿ‪ٍ ،‬ب تصّب ن‬
‫مقاما‪ ،‬ككذلك الورع كالرضا‪،‬‬
‫حاال‪ٍ ،‬ب ن‬ ‫‪ ...‬فبل بد أف يكوف سلك مقاـ الزىد ن‬
‫كالتسليم‪ ،‬كا‪٤‬براقبة كا‪٤‬بشاىدة"(ُ)‪.‬‬
‫"فإف قي ما معُب ا‪٤‬بقامات؟ يقاؿ‪ :‬معناه مقاـ العبد بْب يدم ا﵁‪‬‬
‫فيما يقاـ فيو من العبادات كاجملاىدات كالرياضات كاالنقطاع إذل ا﵁‪.)ِ("‬‬
‫ثانيًا‪ :‬تعيين المقامات واألحوال‬
‫رغم شهرة األحواؿ كا‪٤‬بقامات عند القوـ إال أهنم دل يتفقوا على تعيينها‪ ،‬فظهر‬
‫االختبلؼ ُب تعيْب ا‪٤‬بقامات كاألحواؿ‪ ،‬قاؿ ابن عجيبة‪" :‬كقد يطلق ا‪٢‬باؿ على‬
‫حاال"(ّ)‪.‬‬
‫مثبل ن‬‫ا‪٤‬بقاـ‪ ،‬فيقاؿ فبلف صار عند الشهود ن‬
‫مقاما منها‪" :‬التوبة‪ ،‬كالتقول‪ ،‬كاالستقامة‪،‬‬
‫كعد ابن عجيبة ‪ٟ‬بسة عشر ن‬
‫كالزىد‪ ،‬كالورع‪ ،‬كا‪٣‬بوؼ‪ ،‬كالرجاء‪.)ْ("... ،‬‬
‫كقي ىي تسعة‪" :‬التوبة‪ ،‬كالزىد‪ ،‬كالصرب‪ ،‬كالشكر‪ ،‬كا‪٣‬بوؼ‪ ،‬كالرضا‪،‬‬
‫كالرجاء‪ ،‬كالتوك ‪ ،‬كا﵀بة"(ٓ)‪.‬‬
‫اختبلؼ القوـ ُب تعيْب ا‪٤‬بقامات فقاؿ‪" :‬كألرباب‬ ‫كقد بْب ابن القيم‬
‫(ُ) الفتوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صّٓٓ‪.ّٓٔ-‬‬
‫(ِ) اللمع‪ ،‬صٓٔ‪.‬‬
‫(ّ) معراج التشوؼ‪ ،‬صْْ‪.‬‬
‫(ْ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صُّٗ‪ ،‬معراج التشوؼ‪ ،‬صُٕ‪.ِٓ-‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬التنوير ُب إسقاط التدبّب‪ ،‬البن عطاء‪ ،‬صِٓ‪.ّٓ-‬‬

‫ٖٕٓ‬
‫السلوؾ اختبلؼ كثّب ُب عدد ا‪٤‬بقامات كترتيبها‪ ،‬ك ي يصف منازؿ سّبه‪ ،‬كحاؿ‬
‫سلوكو‪ ،‬ك‪٥‬بم اختبلؼ ُب بعض منازؿ السّب ى ىي من قسم األحواؿ؟ كالفرؽ‬
‫بينهما‪ :‬أف ا‪٤‬بقامات كسبية‪ ،‬كاألحواؿ كىبية‪ ،‬كمنهم من يقوؿ‪ :‬األحواؿ من نتائج‬
‫عمبل كاف أعلى مقاما‪،‬‬
‫ا‪٤‬بقامات‪ ،‬كا‪٤‬بقامات نتائج األعماؿ‪ ،‬فك من كاف أصلح ن‬
‫حاال ‪ ...‬كالصحيح ُب ىذا أف الواردات‬ ‫مقاما كاف أعظم ن‬ ‫كك من كاف أعلى ن‬
‫كا‪٤‬بنازالت ‪٥‬با أ‪٠‬باء باعتبار أحوا‪٥‬با‪ ،‬فتكوف لوامع كبوارؽ كلوائح عند أكؿ ظهورىا‬
‫كبدكىا‪ ،‬كما يلمع البارؽ كيلوح عن بعد‪ ،‬فإذا نازلتو كباشرىا فهي أحواؿ‪ ،‬فإذا‬
‫‪ٛ‬بكنت منو كثبتت لو من غّب انتقاؿ فهي مقامات‪ ،‬كىي لوامع كلوائح ُب أك‪٥‬با‪،‬‬
‫كأحواؿ ُب أكسطها‪ ،‬كمقامات ُب هناياهتا‪ ،‬فالذم كاف بارقنا ىو بعينو ا‪٢‬باؿ‪ ،‬كالذم‬
‫حاال ىو بعينو ا‪٤‬بقاـ‪ ،‬كىذه األ‪٠‬باء لو باعتبار تعلقو بالقلب‪ ،‬كظهوره لو‪ ،‬كثباتو‬
‫كاف ن‬
‫فيو‪ ،‬كقد ينسلخ السالك من مقامو كما ينسلخ من الثوب‪ ،‬كينزؿ إذل ما دكنو‪ٍ ،‬ب قد‬
‫يعود إليو‪ ،‬كقد ال يعود"(ُ)‪.‬‬
‫ككذلك رد عليهم ابن القيم ُب دعول كجوب ترتيب ا‪٤‬بقامات فقاؿ‪" :‬على أف‬
‫الَبتيب الذم يشّب إليو ك مرتب للمنازؿ ال خيلو عن ‪ٙ‬بكم‪ ،‬كدعول من غّب‬
‫مطابقة‪ ،‬فإف العبد إذا التزـ عقد اإلسبلـ‪ ،‬كدخ فيو كلو‪ ،‬فقد التزـ لوازمو الظاىرة‬
‫كالباطنة‪ ،‬كمقاماتو كأحوالو‪ ،‬كلو ُب ك عقد من عقوده ككاجب من كاجباتو أحواؿ‬
‫كمقامات‪ ،‬ال يكوف موفينا لذلك العقد كالواجب إال هبا‪ ،‬كيكلما كَب كاجبنا أشرؼ‬
‫على كاجب آخر بعده‪ ،‬ككلما قطع منزلة استقب أخرل‪ ،‬كقد يعرض لو أعلى‬
‫ا‪٤‬بقامات كاألحواؿ ُب أكؿ بداية سّبه‪ ،‬فينفتح عليو من حاؿ ا﵀بة كالرضا كاألنس‬
‫(ُ) مدارج السالكْب ُ‪.ُِٓ-ُُٓ/‬‬

‫ٖٕٔ‬
‫كالطمأنينة ما دل حيص بعد لسالك ُب هنايتو‪ ،‬كحيتاج ىذا السالك ُب هنايتو إذل أمور‬
‫من البصّبة‪ ،‬كالتوبة‪ ،‬كا﵀اسبة أعظم من حاجة صاحب البداية إليها‪ ،‬فليس ُب ذلك‬
‫لي الزـ للسلوؾ"(ُ)‪.‬‬
‫ترتيب يك ي‬
‫أف ا‪٤‬بتأخرين من ا‪٤‬بتصوفة خالفوا ا‪٤‬بتقدمْب ُب الطريقة يقوؿ‪:‬‬ ‫كأكضح‬
‫كبلما مطل نقا‬
‫"فاألكذل الكبلـ ُب ىذه ا‪٤‬بقامات على طريق ا‪٤‬بتقدمْب من أئمة القوـ ن‬
‫ُب ك مقاـ مقاـ‪ ،‬ببياف حقيقتو كموجبو‪ ،‬كآفتو ا‪٤‬بانعة من حصولو‪ ،‬كالقاطع عنو‪،‬‬
‫كذكر عامو كخاصو‪ ،‬فكبلـ أئمة الطريق ىو على ىذا ا‪٤‬بنهاج ‪ ...‬فإهنم تكلموا على‬
‫جامعا مبيٌػننا مطل نقا من غّب ترتيب‪ ،‬كال‬
‫مفصبل ن‬ ‫ن‬ ‫كبلما‬
‫أعماؿ القلوب‪ ،‬كعلى األحواؿ ن‬
‫حصر للمقامات بعدد معلوـ‪ ،‬فإهنم كانوا أج من ىذا‪ ،‬كمههم أعلى كأشرؼ‪ ،‬إمنا‬
‫ىم حائموف على اقتباس ا‪٢‬بكمة كا‪٤‬بعرفة‪ ،‬كطهارة القلوب‪ ،‬كزكاة النفوس‪ ،‬كتصحيح‬
‫ا‪٤‬بعاملة‪ ،‬ك‪٥‬بذا كبلمهم قلي ‪ ،‬فيو الربكة‪ ،‬ككبلـ ا‪٤‬بتأخرين كثّب طوي قلي الربكة"(ِ)‪.‬‬
‫أما عقيدة أى السنة فتوجب ا‪١‬بمع بْب ا‪٤‬بقامات‪ ،‬ليس كما قاؿ ابن عجيبة‪:‬‬
‫مقاما حٌب يستوُب أحكامو"(ّ)‪.‬‬
‫"أال يَبقى ن‬
‫قاؿ ابن القيم ‪" :‬ك مقاـ مع الذل فوقو‪ ،‬كالتوك مع الرضا‪ ،‬ككا‪٣‬بوؼ‬
‫كالرجاء مع ا‪٢‬بب‪ ،‬فًإف ا‪٤‬بقاـ ال ينعدـ بالَبقي إذل اآلخر كلو عدـ ‪٣‬بلفو ضده؛‬
‫كذلك رجوع إذل نقص الطبيعة كصفات النفس ا‪٤‬بذمومة‪ ،‬كإًمنا يندرج حكمو ُب‬
‫ا‪٤‬بقاـ الذل أعلى منو‪ ،‬فيصّب ا‪٢‬بكم لو كما يندرج مقاـ ا‪٤‬بتوك ُب مقاـ ا﵀بة‬
‫كالرضا‪ ،‬كليس ىذا كمنازؿ سّب األبداف الذل إذا قطع منها منزنال خلفو كراءى ظهره‬
‫معرضا عن األىكؿ بار‪ٙ‬بالو"(ْ)‪.‬‬
‫كاستقب ا‪٤‬بنزؿ اآلخر ن‬
‫(ُ) مدارج السالكْب ُ‪.ُٖٓ/‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬برجع نفسو ُ‪.ُٖٓ/‬‬
‫(ّ) الفتوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صٓٗ‪.‬‬
‫(ْ) طريق ا‪٥‬بجرتْب‪ ،‬صُِٗ‪.‬‬

‫ٕٖٕ‬
‫ثالثًا‪ :‬أمثلة على المقامات‬
‫أ‪ -‬الشكر‪:‬‬
‫قسمو ابن عجيبة إذل ثبلثة أقساـ فيقوؿ‪" :‬كاعلم أف الناس ُب الشكر على‬
‫ثبلث درجات‪ :‬عواـ‪ ،‬كخواص‪ ،‬كخواص ا‪٣‬بواص‪ ،‬فشكر العواـ على النعم فقط‪،‬‬
‫كشكر ا‪٣‬بواص على النعم كالنقم‪ ،‬كشكر خواص ا‪٣‬بواص‪ :‬الغيبة(ُ) ُب ا‪٤‬بنعم عن‬
‫شهود النعم كالنقم"(ِ)‪.‬‬
‫كىذا ا‪٫‬براؼ عن ا‪٤‬بفهوـ الصحيح للشكر كالذم بينو العلماء ا﵀ققوف‪.‬‬
‫قاؿ ابن القيم ‪" :‬منزلة الشكر كىي من أعلى ا‪٤‬بنازؿ‪ ،‬كىي فوؽ منزلة الرضا‬
‫كزيادة‪ ،‬فالرضا مندرج ُب الشكر‪ ،‬إذ يستحي كجود الشكر بدكنو‪ ،‬كىو نصف اإلدياف‬
‫‪ ...‬كاإلدياف نصفاف‪ :‬نصف شكر‪ ،‬كنصف صرب‪ ،‬كقد أمر ا﵁ بو‪ ،‬كهنى عن ضده‪،‬‬
‫كأثُب على أىلو‪ ،‬ككصف بو خواص خلقو‪ ،‬كجعلو غاية خلقو كأمره‪ ،‬ككعد أىلو بأحسن‬
‫كحارسا كحافظنا لنعمتو"(ّ)‪.‬‬
‫ن‬ ‫جزائو‪ ،‬كجعلو سببنا للمزيد من فضلو‪،‬‬
‫كابن عجيبة يعتربه من مقاـ العواـ‪ ،‬ب جع مقاـ الفناء فوقو‪ ،‬فيا عجبنا! "أم‬
‫مقاـ أرفع من الشكر‪ ،‬الذم يندرج فيو ‪ٝ‬بيع مقامات اإلدياف‪ ،‬حٌب ا﵀بة كالرضا‬
‫كالتوك كغّبىا‪ ،‬فإف الشكر ال يصح إال بعد حصو‪٥‬با‪ ،‬كتا﵁ ليس ‪٣‬بواص أكلياء ا﵁‬
‫كأى القرب منو سبي أرفع من الشكر‪ ،‬كال أعلى"(ْ)‪.‬‬
‫(ُ) الغيبة‪ :‬من األحواؿ ا‪٤‬برادفة للفناء كالبقاء‪ ،‬كىي‪" :‬غيبة القلب عن علم ما جيرم من أحواؿ ا‪٣‬بلق ٗبا يرد عليو من ا‪٢‬بق‪ٍ ،‬ب‬
‫أيضا إذا عظم الوارد"‪ .‬حدائق ا‪٢‬بقائق‪ ،‬صَّٕ‪.‬‬‫قد يغيب عن غّبه فقط‪ ،‬كقد يغيب عن غّبه كعن نفسو ن‬
‫(ِ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صُّْ‪.ُْْ-‬‬
‫(ّ) مدارج السالكْب ِ‪.ِِٓ/‬‬
‫(ْ) ا‪٤‬برجع نفسو ِ‪.ِٓٗ/‬‬

‫ٖٖٕ‬
‫مقاما أج منو كأعلى؛ ألف‬
‫"كلكن أصحاب الفناء كلهم يركف أف فوؽ ىذا ن‬
‫الشكر عندىم يتضمن نوع دعول‪ ،‬كأنو شكر ا‪٢‬بق على إنعامو‪ ،‬ففي الشاكر بقية‬
‫من بقايا ر‪٠‬بو دل يتخلص عنها كيفرغ منها‪ ،‬فلو فِب عنها بتحقيقو أف ا‪٢‬بق سبحانو‬
‫ىو الذم شكر نفسو بنفسو‪ ،‬كأف من دل يكن كيف يشكر من دل يزؿ‪ ،‬علم أف‬
‫الشكر من منازؿ العامة"(ُ)‪.‬‬
‫كرد عليهم ابن القيم بقولو‪" :‬فأما تضمن الشكر لنوع دعول فإف أريد هبذه‬
‫الدعول إضافة العبد الفع إذل نفسو‪ ،‬كأنو كاف بو كغاب بذلك عن كونو ٕبوؿ ا﵁‬
‫كقوتو‪ ،‬كمنتو على عبده فلعمر ا﵁ ىذه علة مؤثرة كدعول باطلة كاذبة‪.‬‬
‫كإف أريد‪ :‬أف شهوده لشكره شهوده لنعمة ا﵁ عليو بو كتوفيقو لو فيو كإذنو لو‬
‫بو كمشيئتو عليو كمنتو‪ ،‬فشهد عبوديتو كقيامو هبا‪ ،‬ككوهنا با﵁‪ ،‬فأم دعول ُب ىذا؟‬
‫كأم علة؟ نعم غايتو أنو ال جيامع الفناء‪ ،‬كال خيوض تياره فكاف ماذا؟ فأنتم جعلتم‬
‫الفناء غاية‪ ،‬فأكجب لكم ما أكجب‪ ،‬كقدمتموه على ما قدمو ا﵁ كرسولو‪ ،‬فتضمن‬
‫أخر‪ ،‬كتأخّب ما ق ٌدـ‪ ،‬كإلغاء ما اعترب‪ ،‬كاعتبار ما ألغى"(ِ)‪.‬‬
‫ذلك تقدصل ما ٌ‬
‫ب‪ -‬الزىد‪.‬‬
‫قاؿ ابن عجيبة‪" :‬الزىد ُب الشيء ىو خركج ‪٧‬ببتو من القلب‪ ،‬كبركدتو منو‪،‬‬
‫كعند القوـ بغض ك ما يشغ عن ا﵁‪ ،‬كحيبس عن حضرة ا﵁"(ّ)‪.‬‬
‫أول‪ :‬الزىد ُب ا‪٤‬باؿ‪ ،‬كعبلمتو أف يستوم‬
‫تقسيما صوفيا للزىد فقاؿ‪ً " :‬‬
‫ن‬ ‫ٍب ذكر‬
‫(ُ) مدارج السالكْب ِ‪.َِٔ-ِٓٗ/‬‬
‫(ِ) ا‪٤‬برجع نفسو ِ‪.َِٓ/‬‬
‫(ّ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صُُْ‪.‬‬

‫ٖٕٗ‬
‫الذىب كالَباب‪ ،‬كالفضة كا‪٢‬بجر‪ ،‬كالغُب كالفقر‪ ،‬كا‪٤‬بنع كالعطاء‪ ،‬وثانيًا‪ :‬الزىد ُب ا‪١‬باه‬
‫كا‪٤‬براتب‪ ،‬كعبلمتو أف يستوم عنده العز كالذؿ‪ ،‬كالظهور كا‪٣‬بموؿ‪ ،‬كا‪٤‬بدح كالذـ‪،‬‬
‫كالرفعة كالسقوط‪ ،‬وثالثًا‪ :‬كيكوف ثالثنا ُب ا‪٤‬بقامات‪ ،‬كالكرامات‪ ،‬كا‪٣‬بصوصيات‪،‬‬
‫كعبلمتو أف يستوم عنده ا‪٣‬بوؼ كالرجاء‪ ،‬كالقوة كالضعف‪ ،‬كالبسط كالقبض‪ ،‬يسّب‬
‫هبذا كما يسّب هبذا‪ ،‬أك يعرؼ ُب ىذا كما يعرؼ ُب ىذا‪ٍ ،‬ب يكوف الزىد ُب الكوف‬
‫بأسره بشهود ا‪٤‬بكوف كأمره‪ ،‬فإذا ‪ٙ‬بقق ا‪٤‬بريد هبذا ا‪٤‬بقامات ُب الزىد أك جلها كاف‬
‫قليبل ُب ا‪٢‬بس عند الناس"(ُ)‪.‬‬
‫كبّبا ُب ا‪٤‬بعُب عند ا﵁‪ ،‬كإف كاف ن‬
‫عظيما ن‬
‫عملو كلو ن‬
‫كال ريب أف الزىد مقاـ شريف حيرص عليو ا‪٤‬بؤمن‪ ،‬لكن كفق الكتاب كالسنة‬
‫اىدا‪ ،‬ب ىو‬ ‫و‬
‫كما عليو سلف األيمة‪ ،‬فمن رغب عن شيء نافع مشركع ال ييسمى ز ن‬
‫جه ه كضبلؿ‪.‬‬
‫كيكلما ابتعد الزاىد عن ا‪٤‬بفهوـ الشرعي للزىد ظهرت البدع كا‪٣‬برافات‪.‬‬
‫قاؿ ابن ا‪١‬بوزم ‪" :‬دخ ا‪٤‬بتزىدكف ُب طرؽ دل يسلكها الرسوؿ ‪ ،‬كال‬
‫أصحابو من إظهار التخشع الزائد ُب ا‪٢‬بد كالتنوؽ(ِ) ُب ‪ٚ‬بشْب ا‪٤‬بلبس ‪.)ّ("...‬‬
‫أيضا‪" :‬قد يسمع العامي ذـ الدنيا ُب القرآف اجمليد كاألحاديث فّبل أف‬
‫كقاؿ ن‬
‫النجاة تركها كال يدرم ما الدنيا ا‪٤‬بذمومة فيلبس عليو إبليس بأنك ال تنجو ُب‬
‫اآلخرة إال بَبؾ الدنيا‪ ،‬فيخرج على كجهو إذل ا‪١‬بباؿ‪ ،‬فيبعد عن ا‪١‬بمعة كا‪١‬بماعة‬
‫كخيي إليو أف ىذا ىو الزىد ا‪٢‬بقيقي"(ْ)‪.‬‬
‫كالعلم كيصّب كالوحش‪ ،‬ي‬
‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صُُْ‪.‬‬
‫(ِ) التنوؽ‪ :‬ا‪٤‬ببالغة ُب التجويد‪ ،‬يقاؿ‪ :‬تنوؽ ُب منطقو‪ ،‬كتنوؽ ُب ملبسو‪ .‬ينظر‪ :‬العْب ٓ‪ ،َِِ/‬ا﵀كم كا﵀يط‬
‫األعظم ٔ‪.ُُٓ/‬‬
‫(ّ) صيد ا‪٣‬باطر‪ ،‬صُُِ‪.‬‬
‫(ْ) تلبيس إبليس‪ ،‬صُٖٓ‪.‬‬

‫َٕٗ‬
‫كديننا أمرنا باالعتداؿ ُب ك شؤكننا‪ ،‬فبل يكلف اإلنساف نفسو ٗبا ال‬
‫يستطيع‪ ،‬قاؿ تعاذل‪ :‬ﮋﮧ ﮨﮩ ﮪﮊ(ُ)‪.‬‬
‫عن النيب قاؿ‪ :‬دعوشل ما تركتكم‪ ،‬إمنا ىلك من‬ ‫كعن أيب ىريرة‬
‫كاف قبلكم بسؤا‪٥‬بم كاختبلفهم على أنبيائهم‪ ،‬فإذا هنيتكم عن و‬
‫شيء فاجتنبوه‪ ،‬كإذا‬
‫أمرتكم بأم ور فأتوا منو ما استطعتم (ِ)‪.‬‬
‫أف النيب دخ عليها كعندىا امرأة فقاؿ‪ :‬من ىذه؟‬ ‫كعن عائشة‬
‫قالت‪ :‬فبلنة تذكر من صبلهتا قاؿ‪ :‬مو عليكم ٗبا تطيقوف‪ ،‬فوا﵁ ال دي ٌ ا﵁ حٌب‬
‫‪ٛ‬بلوا‪ ،‬ككاف أحب الدين إليو ما داـ عليو صاحبو (ّ)‪.‬‬
‫كال شك أف ابن عجيبة جانب الصواب ٗبحاربة النفس كقهرىا‪ ،‬كترؾ الدنيا‬
‫بال يكلية كالتجرد من ا‪٤‬باؿ‪.‬‬
‫يقوؿ ابن قدامة ا‪٤‬بقدسي ‪" :‬كالزىد عبارة عن انصراؼ الرغبة عن الشيء‬
‫إذل ما ىو خّب منو‪ ،‬كشرط ا‪٤‬برغوب عنو أف يكوف مرغوبنا فيو بوجو من الوجوه‪ ،‬فمن‬
‫اىدا‪ ،‬كمن ترؾ‬ ‫و‬
‫رغب عن شيء ليس مرغوبنا فيو كال مطلوبنا ُب نفسو دل ييسم ز ن‬
‫اىدا‪.‬‬
‫الَباب ال ييسمى ز ن‬
‫كقد جرت العادة بتخصيص اسم الزاىد ٗبن ترؾ الدنيا‪ ،‬كمن زىد ُب ك‬
‫و‬
‫شيء سول ا﵁ تعاذل‪ ،‬فهو الزاىد الكام ‪ ،‬كمن زىد ُب الدنيا مع رغبتو ُب ا‪١‬بنة‬
‫أيضا زاىد‪ ،‬كلكنو دكف األكؿ‪ ،‬كاعلم أنو ليس من الزىد ترؾ ا‪٤‬باؿ‪،‬‬
‫كنعيمها فهو ن‬
‫(ُ) سورة التغابن‪.ُٓ :‬‬
‫(ِ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب االعتصاـ‪ ،‬باب االقتداء بسنن رسوؿ ا﵁ ‪ ،ُّٔ/ْ ،‬رقم ِٖٖٕ‪.‬‬
‫(ّ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب اإلدياف‪ ،‬باب أحب الدين إذل ا﵁ أدكمو‪ ،َّ/ُ ،‬رقم ّْ‪.‬‬

‫ُٕٗ‬
‫كبذلو على سبي السخاء كالقوة‪ ،‬كاستمالة القلوب‪ ،‬كإمنا الزىد أف يَبؾ الدنيا للعلم‬
‫ٕبقارهتا بالنسبة إذل نفاسة اآلخرة"(ُ)‪.‬‬
‫كيبْب ابن القيم ا‪٤‬بعُب ا‪٢‬بقيقي للزىد فيقوؿ‪" :‬كليس ا‪٤‬براد ‪ٚ‬بليها من اليد كال‬
‫صفرا منها‪ ،‬كإمنا ا‪٤‬براد إخراجها من قلبو بال يكلية‪ ،‬فبل يلتفت إليها‪،‬‬
‫إخراجها كقعوده ن‬
‫كال يدعها تساكن قلبو‪ ،‬كإف كانت ُب يده‪ ،‬فليس الزىد أف تَبؾ الدنيا من يدؾ كىي‬
‫ُب قلبك كإمنا الزىد أف تَبكها من قلبك كىى ُب يدؾ‪ ،‬كىذا كحاؿ ا‪٣‬بلفاء الراشدين‬
‫كعمر بن عبد العزيز الذل يضرب بزىده ا‪٤‬بث مع أف خزائن األمواؿ ‪ٙ‬بت يده‪ ،‬ب‬
‫كحاؿ سيد كلد آدـ حْب فتح ا﵁ عليو من الدنيا ما فتح‪ ،‬كال يزيده ذلك إال‬
‫ىدا فيها"(ِ)‪.‬‬
‫يز ن‬
‫ج‪ -‬الرجاء‪:‬‬
‫قاؿ ابن عجيبة‪" :‬الرجاءي‪ٛ :‬بِب الشيء مع السعي ُب أسبابو‪ ،‬كإال فهو‬
‫أمنية"(ّ)‪.‬‬
‫كيرل أف عدـ ا‪٣‬بوؼ من الذنب من مظاىر االعتداؿ ُب باب ا‪٤‬بقامات‪،‬‬
‫كالطاعة كا‪٤‬بعصية سواء‪.‬‬
‫كىذا؛ ألنو متأثػهر ببدعة كحدة الوجود‪ ،‬فهو يصفهم بأى ا‪٣‬بصوص‬
‫فعبل ‪٥‬بم‪ ،‬كإمنا ىي ﵁ تعاذل‪ ،‬كىذه‬
‫الواصلْب؛ ألنو يرل أف أفعاؿ العباد ليست ن‬
‫ا‪٤‬بسألة مرتبطة بعقيدتو ُب ا‪١‬برب كما مر معنا‪.‬‬
‫فعبل كال ترنكا‪ ،‬فهم ينظركف إذل‬
‫فقاؿ‪" :‬كأما الواصلوف فبل يركف ألنفسهم ن‬
‫(ُ) ‪٨‬بتصر منهاج القاصدين‪ ،‬صّٓٓ‪.‬‬
‫(ِ) طريق ا‪٥‬بجرتْب ُ‪.ِِٓ/‬‬
‫(ّ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صٔٔ‪.‬‬

‫ِٕٗ‬
‫تصريف ا‪٢‬بق‪ ،‬كما جيرم بو سابق القدر‪ ،‬فيتلقونو بالقبوؿ كالرضا‪ ،‬فإف كاف طاعة‬
‫شكركا كشهدكا منة ا﵁‪ ،‬كإف كاف معصية اعتذركا كتأدبوا‪ ،‬كدل يقفوا مع أنفسهم‪ ،‬إذ‬
‫الكجود ‪٥‬با عندىم‪ ،‬كإمنا ينظركف إذل ما يربز من عنصر القدرة"(ُ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬كمن ‪ٝ‬بلة ذلك ا‪٣‬بوؼ كالرجاء ٕبيث إذا صدرت منهم طاعة‬ ‫كيقوؿ ن‬
‫ال يزيد رجاؤىم‪ ،‬كإذا كقعت منهم زلة ال يعظم خوفهم‪ ،‬كال تنقص استقامتهم"(ِ)‪.‬‬
‫كطمعا‪ ،‬كرجاءن‪.‬‬
‫مصادـ للنصوص الشرعية الٍب أمرت بعبادة ا﵁ خوفنا‪ ،‬ن‬
‫ه‬ ‫كىذا‬
‫كالتوحيد كاإلدياف ال يتم إال با﵀بة‪ ،‬كا‪٣‬بوؼ‪ ،‬كالرجاء؛ لذلك أثُب ا﵁‪‬‬
‫قاؿ‪ :‬ﮋﯥﯦﯧﯨ‬ ‫على عباده؛ ألهنم يعبدكنو با‪٣‬بوؼ كالرجاء‪،‬‬
‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﮊ(ّ)‪ ،‬كقاؿ‬
‫(ْ)‬
‫ﮋﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮊ‬ ‫سبحانو‪:‬‬
‫كالطمع ىو الرجاء‪ ،‬ك‪٤‬با ذكر ا﵁ تعاذل األنبياء إبراىيم كإسحاؽ كيعقوب كداكد‬
‫ﮋﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‬ ‫كسليماف كأيوب كإ‪٠‬باعي كاليسع كىود‪ ،‬قاؿ بعد ذلك‪:‬‬
‫(ٓ)‬
‫ىب‪:‬‬
‫ي‬ ‫الر‬
‫ك‬ ‫‪،‬‬‫الرجاء‬ ‫‪:‬‬‫غب‬
‫ي‬ ‫الر‬ ‫ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱﮊ‬
‫ا‪٣‬بوؼ‪ ،‬فإذا فيقد ا‪٣‬بوؼ كالرجاء كا﵀بة دل يكن ىناؾ إديا هف كال توحيد(ٔ)‪.‬‬

‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صُُِ‪.ُِِ-‬‬


‫(ِ) ا‪٤‬برجع نفسو‪ ،‬صِٕٗ‪.‬‬
‫(ّ) سورة اإلسراء‪.ٕٓ :‬‬
‫(ْ) سورة السجدة‪.ُٔ :‬‬
‫(ٓ) سورة األنبياء‪.َٗ :‬‬
‫(ٔ) شريط كاسيت مفرغ ُب ا‪٤‬بكتبة الشاملة لشرح الطحاكية للشيخ عبد العزيز الراججي‪.‬‬
‫‪http://shamela.ws/index.php/page/download-shamela.‬‬

‫ّٕٗ‬
‫ُب الكافية الشافية‪:‬‬ ‫كيقوؿ ابن القيم‬
‫م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػع ذيؿ عاب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػدهً مه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا قطب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ػاف‬ ‫كعب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػادةي ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر‪ٞ‬ب ًن غاي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػةي يحبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًو‬
‫مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا دار حػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػٌب قامػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت القطبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ػاف‬ ‫ك العبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػادةً دائػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ هػر‬ ‫كعليهمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا فىػلى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬
‫ال ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‪٥‬بول كال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنفس كالش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ػيطاف‬ ‫ػدارهي بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاألم ًر أمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر رس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػولًًو‬ ‫كمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬
‫ً (ُ)‬
‫حس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف إهنم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو أص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبلف‬ ‫ػاـ ديػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًن ا﵁ً ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػاإلخبلص كاإل‬ ‫فقي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬
‫كهبذا يتضح ‪٨‬بالفة ابن عجيبة ألى السنة كا‪١‬بماعة كموافقتو للمرجئة بتغليبو‬
‫جانب الرجاء‪ ،‬فمن فع طاعة ال يىػ ٍعظيم رجاؤه‪ ،‬كمن فع معصية ال يىػ ٍعظيم خوفو‬
‫كال تنقص استقامتو‪.‬‬
‫كالواصلوف ‪-‬حسب ما كصفهم‪ -‬يسقط عنهم التدبّب كاالختيار‪ ،‬كأما العواـ‬
‫فهم يبقوف ُب ىذه ا‪٤‬بقامات‪.‬‬
‫‪" :‬كبعض من تكلم ُب عل ا‪٤‬بقامات‪ ،‬جع ا‪٣‬بوؼ‬ ‫قاؿ ابن تيمية‬
‫كالرجاء كا‪٢‬بب كالرضا من مقامات العامة‪ ،‬بناءن على مشاىدة القدر‪ ،‬كأف من شهد‬
‫القدر فشهد توحيد األفعاؿ حٌب فِب من دل يكن‪ ،‬كبقي من دل يزؿ‪ ،‬خيرج عن ىذه‬
‫كشرعا‪ ،‬أما ا‪٢‬بقيقة فإف ا‪٢‬بي ال يتصور أف ال‬ ‫األمور‪ ،‬كىذا كبلـ مستدرؾ حقيقةن ن‬
‫مبغضا ‪٤‬با ينافره‪ ،‬كمن قاؿ إف ا‪٢‬بي يستوم عنده ‪ٝ‬بيع‬ ‫حساسا ‪٧‬ببنا ‪٤‬با يبلئمو ن‬ ‫ن‬ ‫يكوف‬
‫ا‪٤‬بقدكرات فهو أحد رجلْب إما أنو ال يتصور ما يقوؿ ب ىو جاى ‪ ،‬كإما أنو مكابر‬
‫‪٧‬بوا‬
‫اصطبلما أك ن‬ ‫ن‬ ‫معاند كلو قدر أف اإلنساف حص لو حاؿ أزاؿ عقلو ‪-‬سواء ‪٠‬بي‬
‫أك فناءن أك غشينا أك ضع نفا‪ -‬فهذا دل يسقط إحساس نفسو بالكلية ب لو إحساس‬
‫ٗبا يبلئمو كما ينافره كإف سقط إحساسو ببعض األشياء فإنو دل يسقط ٔبميعها‪،‬‬
‫(ُ) النونية‪ ،‬صّٓ‪.‬‬

‫ْٕٗ‬
‫فمن زعم أف ا‪٤‬بشاىد لتوحيد الربوبية يدخ إذل مقاـ ا‪١‬بمع كالفناء فبل يشهد فرقنا‬
‫فإنو غالط ب ال بد من الفرؽ فإنو أمر ضركرم‪ ،‬لكن إذا خرج عن الفرؽ الشرعي‬
‫مطيعا ‪٤‬بواله"(ُ)‪.‬‬
‫متبعا ‪٥‬بواه ال ن‬
‫بقي ُب الفرؽ الطبعي فيبقى ن‬
‫د‪ -‬المحبة‪:‬‬
‫قاؿ ابن عجيبة‪" :‬ا﵀بة ‪٥‬با بداية‪ ،‬ككسط‪ ،‬كهناية‪ ،‬فأكؿ ا﵀بة كبدايتها‪ :‬مبلزمة‬
‫ﮋﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬ ‫امتثاؿ أمر ا﵁‪ ،‬كاجتناب النهي‪ ،‬قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼﮊ(ِ)‪ ،‬ككسطها‪٥ :‬بج اللساف بالذكر‪ ،‬كتعلق‬
‫القلب بشهود ا﵀بوب‪ ،‬كهنايتها‪ :‬ال تيدرؾ بالعبارة‪ ،‬كال تلحقها اإلشارة‪ ،‬كُب ىذا‬
‫ا‪٤‬بعُب قي ‪:‬‬
‫ػب غ ػػاب ع ػػن كػ ػ مقص ػ ًػد‬
‫ػب لقل ػ و‬
‫حبي ػ ه‬ ‫فل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم يب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػق إال ا﵁ ال رب غ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّبه‬
‫فهذه ا‪٤‬بعاشل ال تدركها العامة كال ا‪٣‬باصة‪ ،‬كإمنا يذكقها خاصة ا‪٣‬باصة"(ّ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬ا﵀بة ا‪٢‬بقيقية كا‪٤‬بعرفة الكامنة ال تكوف على أيدم الوسائط‪،‬‬ ‫كقاؿ ن‬
‫كاألكلياء كسائطهم خلفاء األنبياء‪ ،‬كىم أى العلم با﵁ الذكقي العياشل ‪ ...‬كتوسيط‬
‫األنبياء للعموـ ُب مطلق ا﵀بة‪ ،‬كتعليم ما يقرب إليها‪ ،‬كأما ا﵀بة ا‪٢‬بقيقية فهي‬
‫خاصة باألكلياء لؤلكلياء"(ْ)‪.‬‬
‫كقوؿ ابن عجيبة ُب ا﵀بة امتثاؿ أمر ا﵁‪ ‬كاجتناب ما هنى عنو‪ ،‬ىذا ما‬
‫كحب خاص‪ ،‬فا‪٢‬بب‬ ‫حب عاـ‪ ،‬ي‬ ‫يعرب عنو الصوفية با‪٢‬بب العاـ‪" ،‬ا‪٢‬بب حباف‪ :‬ي‬
‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل َُ‪.ِِْ/‬‬
‫(ِ) سورة آؿ عمراف‪.ُّ :‬‬
‫(ّ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صّٗٓ‪.‬‬
‫(ْ) البحر ا‪٤‬بديد ّ‪.ٓٓٔ/‬‬

‫ٕٓٗ‬
‫مطيعا‪ ،‬كىذا الذم عناه بعض‬ ‫العاـ يفسر بامتثاؿ األمر‪ ،‬كمن شرط ا﵀ب أف يكوف ن‬
‫منظورا‬
‫شيوخ الطريق حْب كضع ا‪٢‬بب ُب ا‪٤‬بقامات ال ُب األحواؿ‪ ،‬فيكوف ا‪٢‬بب ىنا ن‬
‫حب عاـي يدخ فيو ك‬ ‫أيضا صحيح‪ ،‬كلكنو ي‬ ‫إليو بعْب الكسب باألعماؿ‪ ،‬كىو ن‬
‫أى طاعة ا﵁ كسبنا بطاعتهم‪ ،‬كا‪٢‬بب ا‪٣‬باص الذم ىو من أعلى كأرقى ا‪٤‬بقامات‬
‫كفضبل‪ ،‬كينشأ عن‬‫ن‬ ‫ا‪٤‬بوىوبة ‪-‬عند الصوفية‪ -‬ىو حب الذات للذات ىبة من ا﵁‬
‫مطالعة الركح‪ ،‬كىو من نور ا﵁ إذل ٘بلي نور ا﵁ على الكائنات كالعوادل‪ ،‬كىو من‬
‫اصطفاء ا﵁ كمنتو على عبده كما قلنا‪ ،‬كىذا ا‪٢‬بب ليس للكسب فيو دخ ‪ ،‬كلذلك‬
‫كاف من أشرؼ األحواؿ كأج ا‪٤‬بذاىب اإل‪٥‬بية"(ُ)‪.‬‬
‫ب يزعموف أف ا﵀بة ا‪٣‬باصة ‪٧‬ببة كىبية‪ ،‬كاصطفاء من ا﵁‪.‬‬
‫يقوؿ الكبلباذم(ِ) ُب كصف ىذه ا﵀بة‪" :‬ا﵀بة على كجهْب‪٧ :‬ببة اإلقرار‪،‬‬
‫كىي للخاص كالعاـ‪ ،‬ك‪٧‬ببة الوجد من طريق اإلصابة فبل يكوف فيو رؤية النفس‬
‫كا‪٣‬بلق‪ ،‬كال رؤية األسباب كاألحواؿ ب يكوف مستغرقنا ُب رؤية ما ﵁ كما منو"(ّ)‪.‬‬
‫كىذا القوؿ خطّب؛ فالصوُب ليس ٕباجة ‪-‬كما يزعموف‪ -‬إذل صبلة كال صياـ‬
‫كال طاعة‪ ،‬ب ينتظر اصطفاء ا﵁ ‪ ‬لو‪ ،‬عند ما تتجلى األنوار إذل قلبو‪.‬‬
‫فعجب قو‪٥‬بم‪ ،‬فا﵁ ‪ ‬ذكر ُب كتابو االصطفاء‪ ،‬أم اصطفاء‬ ‫ه‬ ‫كإف تعجب‬
‫ا‪٤‬ببلئكة‪ ،‬كالرس كمع ذلك أمرىم بطاعتو‪.‬‬
‫ﮋﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬ ‫قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫(ُ) ‪ٝ‬بهرة األكلياء ُ‪.ُِْ/‬‬
‫(ِ) أبو بكر‪٧ ،‬بمد بن أيب إسحاؽ بن إبراىيم بن يعقوب الكبلباذم البخارم‪ ،‬من أى ٖبارل‪ ،‬كمن أى ا‪٢‬بديث‬
‫كالفقو كاألصوؿ‪ ،‬توُب سنة َّٖىػ‪ .‬ينظر‪ :‬الفوائد البهية ُب تراجم ا‪٢‬بنفية‪ ،‬صَِٗ‪.‬‬
‫(ّ) التعرؼ ‪٤‬بذىب التصوؼ‪ ،‬صَُُ‪.‬‬

‫ٕٔٗ‬
‫ﮋﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬ ‫ﮇﮊ(ُ)‪ ،‬كمع ذلك طالبهم بطاعتو‪ ،‬قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮧﮨﮩ ﮪﮫ ﮬﮊ(ِ)‪.‬‬
‫مصادـ لنصوص الشرع‬‫ه‬ ‫كقوؿ الصوفية بأف ا﵀بة تناؿ ىبة بدكف عم كطاعة‪،‬‬
‫الٍب جعلت الطاعات سببنا ﵀بة ا﵁‪ ‬للعبد‪.‬‬
‫و‬
‫بشيء أحب إرل‬ ‫ُب ا‪٢‬بديث القدسي‪ :‬كما تقرب إرل عبدم‬ ‫قاؿ النيب‬
‫‪٩‬با افَبضتيو عليو‪ ،‬كال يزاؿ عبدم يتقرب إرل بالنواف حٌب أيحببوبو (ّ)‪.‬‬
‫كالغاية الٍب يسعى ‪٥‬با ابن عجيبة من ‪٥‬بج اللساف بالذكر ىي الوصوؿ إذل كحدة‬
‫الوجود‪ ،‬كيتضح ذلك من قولو ُب دكاـ ذكر االسم ا‪٤‬بفرد‪" :‬ف يكلما فِب فيو ذابت‬
‫بشريتو‪ ،‬كقويت ركحانيتو‪ ،‬حٌب تستورل على بشريتو فحينئذ يكوف ا‪٢‬بكم ‪٥‬با"(ْ)‪ ،‬كىذا‬
‫ىو الذم صرح بو بقولو‪" :‬شراب ا﵀بة ىو ‪ٟ‬برة الفناء‪ ،‬كالغيبة ُب ا﵁"(ٓ)‪.‬‬
‫كأما التقسيمات الٍب ذكرىا ُب ا﵀بة‪ ،‬فباطلة‪ ،‬قاؿ شيخ اإلسبلـ ابن تيمية‪:‬‬
‫"كىذه األعماؿ الباطنة كمحبة ا﵁ كاإلخبلص لو كالتوك عليو كالرضا عنو ك‪٫‬بو‬
‫‪٧‬بمودا ُب حاؿ أحد‬
‫ن‬ ‫ذلك كلها مأمور هبا ُب حق ا‪٣‬باصة كالعامة ال يكوف تركها‬
‫كإف ارتقى مقامو ‪ ...‬كىي حسنة ‪٧‬ببوبة ُب حق ك أحد من النبيْب كالصديقْب‬
‫كالشهداء كالصا‪٢‬بْب‪ ،‬كمن قاؿ إف ىذه ا‪٤‬بقامات تكوف للعامة دكف ا‪٣‬باصة فقد‬
‫غلط ُب ذلك إف أراد خركج ا‪٣‬باصة عنها فإف ىذه ال خيرج عنها مؤمن قط كإمنا‬
‫(ُ) سورة ا‪٢‬بج‪.ٕٓ :‬‬
‫(ِ) سورة األنبياء‪.ُٓ :‬‬
‫(ّ) أخرجو البخارم‪ ،‬كتاب الرقاؽ‪ ،‬باب التواضع‪ ،ُِٗ/ْ ،‬رقم َِٓٔ‪.‬‬
‫(ْ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬ص ُِٓ‪.‬‬
‫(ٓ) البحر ا‪٤‬بديد ْ‪.ُِْ/‬‬

‫ٕٕٗ‬
‫خيرج عنها كافر أك منافق"(ُ)‪.‬‬
‫اعا من أمور‬
‫أيضا‪" :‬ككثّبه من السالكْب سلكوا ُب دعول حب ا﵁ أنو ن‬ ‫كقاؿ ن‬
‫ا‪١‬به بالدين‪ ،‬إما من تعدم حدكد ا﵁‪ ،‬كإما من تضييع حقوؽ ا﵁‪ ،‬كإما‬
‫من ادعاء الدعاكل الباطلة الٍب ال حقيقة ‪٥‬با"(ِ)‪.‬‬
‫كقد بْب ابن القيم ‪‬مسألة عظيمة ‪٤‬بدعي ا﵀بة فقاؿ‪:‬‬
‫"ىهنا مسألة يغلط فيها كثّبه من ا‪٤‬بدعْب للمحبة‪ ،‬كىي أف موافقة ا﵀بوب ُب‬
‫مراده ليس ا‪٤‬بعُب هبا مراده ا‪٣‬بلقي الكوشل‪ ،‬فإف ك الكوف مراده‪ ،‬كك ما يفعلو‬
‫ا‪٣‬ببلئق فهو موجب مشيئتو كإرادتو الكونية‪ ،‬فلو كانت موافقتو ُب ىذا ا‪٤‬براد ىي‬
‫أصبل‪ ،‬ككانت الشياطْب كال يكفار كا‪٤‬بشركوف عيباد األكثاف‬‫‪٧‬ببتو دل يكن لو عدكا ن‬
‫كبّبا"(ّ)‪.‬‬
‫كالشمس كالقمر أكلياءه كأحبابو‪ ،‬تعاذل ا﵁ عن ذلك علوا ن‬

‫(ُ) ‪٦‬بموع الفتاكل َُ‪.ُٕ-ُٔ/‬‬


‫(ِ) ا‪٤‬برجع نفسو َُ‪.َِٗ/‬‬
‫(ّ) طريق ا‪٥‬بجرتْب‪ ،‬صِْٓ‪.‬‬

‫ٖٕٗ‬
‫ادلجحث انثبنث‪:‬‬
‫انصهخ ثني األحٕال ٔادلمبيبد‬
‫ىناؾ تداخ بْب األحواؿ كا‪٤‬بقامات‪ ،‬فمن ‪ٙ‬بقق با‪٤‬بقاـ فإنو قد ترد عليو‬
‫األحواؿ‪ ،‬كصاحب ا‪٢‬باؿ قد يَبقى منها على ا‪٤‬بقامات(ُ)‪.‬‬
‫"األعماؿ حركة ا‪١‬بسم باجملاىدة‪ ،‬كاألحو ياؿ حركة القلب‬
‫ي‬ ‫قاؿ ابن عجيبة‪:‬‬
‫مثبل‪ :‬فإنو‬
‫ا‪٤‬بقامات سكوف القلب بالطمأنينة‪ ،‬مثاؿ ذلك‪ :‬مقاـ الزىد ن‬‫ي‬ ‫با‪٤‬بكابدة‪ ،‬ك‬
‫أكال عملو ‪٦‬باىدة بَبؾ الدنيا كأسباهبا‪ٍ ،‬ب يكوف مكابدة بالصرب على الفاقة‬
‫يكوف ن‬
‫مقاما"(ِ)‪.‬‬
‫حاال‪ٍ ،‬ب يسكن القلب كيذكؽ حبلكتو فيصّب ن‬ ‫حٌب يصّب ن‬
‫أيضا‪" :‬ا‪٤‬بقامات تكوف أحو ناال حيث دل يتمكن ا‪٤‬بريد منها؛ ألهنا‬‫كيقوؿ ن‬
‫مثبل‪ٙ :‬بص ٍب تنقص‪ ،‬حٌب تصّب‬ ‫تتحوؿ ٍب تصّب مقامات بعد التمكْب‪ ،‬كالتوبة ن‬
‫مقاما‪ ،‬كىي التوبة النصوح‪ ،‬كىكذا بقية ا‪٤‬بقامات"(ّ)‪.‬‬
‫ن‬
‫حاال‪ ،‬لكن بعد‬
‫مقاما كاف ن‬
‫كعلة التداخ بينهما يكمن ُب أف ا‪٤‬بقاـ قب كونو ن‬
‫ا‪٤‬بكابدة كاجملاىدة ‪ٙ‬بوؿ إذل مقاـ‪.‬‬
‫فيقوؿ ابن عجيبة‪" :‬التوبة‪ ،‬كالورع‪ ،‬كالزىد‪ ،‬كالتوك ‪ ،‬كالرضا‪ ،‬كالتسليم‪ ،‬تكوف‬
‫أحو ناال‪ٍ ،‬ب تصّب مقامات‪ ،‬فما دامت ‪٦‬باىدة فهي أحواؿ‪ ،‬فإذا كانت ذكقنا فهي‬
‫مقامات"(ْ)‪.‬‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬ابن عطاء السكندرم كتصوفو‪ ،‬صَِّ‪.‬‬
‫(ِ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صُُٔ‪.‬‬
‫(ّ) معراج التشوؼ‪ ،‬صْْ‪.‬‬
‫(ْ) الفتوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صُٓٔ‪.‬‬

‫ٕٗٗ‬
‫علما‬
‫ككذلك يرل الصلة بْب األحواؿ كا‪٤‬بقامات‪ ،‬بأف لك كاحد منهما ن‬
‫كعمبل‪.‬‬
‫ن‬
‫فيقوؿ‪" :‬اعلم أف ا‪٤‬بقاـ كا‪٢‬باؿ لك كاحد‪ :‬علم كعم ‪ ،‬فا‪٤‬بقاـ يتعلق بو العلم‬
‫مقاما‪ ،‬ككذلك ا‪٢‬باؿ يتعلق بو‬
‫حاال‪ٍ ،‬ب يصّب ن‬
‫أكال‪ٍ ،‬ب يسعى ُب عملو حٌب يكوف ن‬ ‫ن‬
‫كحاال"(ُ)‪.‬‬
‫مقاما ن‬
‫أكال‪ٍ ،‬ب العم ‪ٍ ،‬ب يصّب ن‬
‫العلم ن‬

‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صُُٔ‪.‬‬

‫ََٖ‬
‫انفصم اخلبيص‪:‬‬
‫يٕلفّ يٍ أعالو انصٕفيخ ٔطرلٓب‬
‫ٔأثرِ عهى يٍ ثعدِ‬
‫كفيو ثبلثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬موقفو من أعبلـ الصوفية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬موقفو من طرقها‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أثره على من بعده‪.‬‬
‫ادلجحث األٔل‪:‬‬
‫يٕلفّ يٍ أعالو انصٕفيخ‬
‫مدح ابن عجيبة أعبلـ الصوفية‪ ،‬كنافح عنهم‪ ،‬كبالغ ُب تعظيمهم‪ ،‬فيقوؿ عن‬
‫ابن الفارض‪" :‬ىو الورل الكبّب‪ ،‬كا﵀ب الشهّب‪ ،‬إماـ العيشاؽ"(ُ)‪.‬‬
‫كمدح ابن عريب بقولو‪" :‬العارؼ الرباشل‪ ،‬كالقطب الصمداشل‪ٕ ،‬بر زمانو‪ ،‬كفريد‬
‫عصره كأكانو‪٧ ،‬بيي الدين ابن العريب ا‪٢‬با‪ٛ‬بي‪ ،‬ا‪٤‬بتوَب ُب حدكد القرف السادس"(ِ)‪.‬‬
‫ككذلك مدح ابن مشيش صاحب الصبلة ا‪٤‬بشيشية(ّ) الٍب مطلعها‪" :‬اللهم ص‬
‫على ىمن منو انشقت األسرار‪ ،‬كانفلقت األنوار‪ ،‬كفيو ارتفعت ا‪٢‬بقائق‪ ،‬كتنزلت علوـ‬
‫آدـ فأعجز ا‪٣‬ببلئق ‪ ...‬كزج يب ُب ٕبار األحدية كانشلِب من أكحاؿ التوحيد ‪.)ْ("...‬‬
‫مادحا‪" :‬ىو الشيخ اإلماـ‪ ،‬العارؼ الواص ‪ ،‬الورل الكبّب‪ ،‬كالقطب الشهّب‪،‬‬
‫فقاؿ ن‬
‫مشس زمانو‪ ،‬كفريد عصره كأكانو‪ ،‬سيدنا كموالنا عبد السبلـ بن مشيش ‪.)ٓ("...‬‬
‫(ُ) شرح نونية الششَبم‪ ،‬صُٕٓ‪.‬‬
‫(ِ) شرح صبلة ابن العريب ا‪٢‬با‪ٛ‬بي‪ ،‬صُْ‪.‬‬

‫كالصحيح أف ابن عريب توُب ُب القرف السابع سنة ّٖٔىػ‪ ،‬فقد عاش ُب الفَبة من (َٔٓ‪ّٖٔ-‬ىػ) ن‬
‫متأثرا بالَباث‬
‫الفارسي كا‪٥‬بندم‪ .‬ينظر‪ :‬الشيخ األكرب ابن عريب صاحب الفتوحات ا‪٤‬بكية‪ ،‬للفيومي‪ ،‬صِٔ‪.‬‬
‫‪ ،‬زعموا أف ‪٥‬با فضائ ‪٢‬بث‬ ‫(ّ) كىي صبلة بدعية مليئة بعقائد الصوفية من كحدة الوجود‪ ،‬كالغلو ُب الرسوؿ‬
‫منصورا على‬
‫ن‬ ‫الصوفية على ا﵀افظة عليها كمن ىذه الفضائ ‪ :‬دل يزؿ قارئها بصدؽ كإخبلص مشركح الصدر‪،‬‬
‫مؤيدا بتأييد ا﵁ العظيم ُب ‪ٝ‬بيع أموره‪ ،‬ملحوظنا بعْب عناية ا﵁ الكرصل‪ ،‬ينظر‪:‬‬
‫‪ٝ‬بيع األعداء‪ ،‬ن‬
‫‪http: //www. shazly. com‬‬
‫(ْ) النفحة العلية ُب أكراد الشاذلية‪ ،‬صُٓ‪ ،ُٔ-‬ينظر‪ :‬اإل‪٤‬باـ كاألعبلـ بنفثة من ٕبور علم ما تضمنتو صبلة ابن‬
‫مشيش‪ ،‬صٓٓ‪.‬‬
‫(ٓ) شرح صبلة القطب ابن مشيش‪ ،‬صَُ‪.‬‬

‫َّٖ‬
‫لطيف على تصلية القطب ا‪١‬بامع‪ ،‬سيدم‬
‫ح ه‬ ‫ٍب شرع بشرحها فقاؿ‪" :‬فهذا شر ه‬
‫عبد السبلـ ابن مشيش نفعنا ا﵁ بذكره‪ ،‬كأفاض علينا من صيب فيضو آمْب‪ ،‬ندبِب‬
‫إليو شيخنا العارؼ الرباشل‪ ،‬قدكة السائرين‪ ،‬كمريب الواصلْب‪ ،‬سيدم ‪٧‬بمد بن أ‪ٞ‬بد‬
‫البوزيدم ا‪٢‬بسِب‪ ،‬فأجبتو إذل ذلك‪ ،‬رجاء التحقيق ٗبحبتو‪ ،‬كالشرب من فيض‬
‫مدده"(ُ)‪.‬‬
‫منافحا عنهم‪" :‬قد يرمي كثّبه من األكلياء ا﵀ققْب‬
‫ن‬ ‫كيقوؿ ُب موضع آخر‬
‫باال‪ٙ‬باد كا‪٢‬بلوؿ كابن العريب ا‪٢‬با‪ٛ‬بي‪ ،‬كابن الفارض‪ ،‬كابن سبعْب(ِ)‪ ،‬كالششَبم‬
‫كا‪٢‬ببلج‪ ،‬كغّبىم كىم بػيىرآء منو؛ كسبب ذلك أهنم ‪٤‬با خاضوا ٕبار التوحيد‪ ،‬ككوشفوا‬
‫بأسرار التفريد‪ ،‬أك أسرار ا‪٤‬بعاشل قائمة باألكاشل‪ ،‬سارية ُب ك شيء‪ ،‬ماحية لك‬
‫شيء‪ ... ،‬فأرادكا أف يعربكا عن تلك ا‪٤‬بعاشل فضاقت عبارهتم عنها؛ ألهنا خارجة عن‬
‫مدارؾ العقوؿ‪ ،‬ال تدرؾ بالسطور كال بالنقوؿ‪ ،‬كإمنا ىي أذكاؽ ككجداف‪ ،‬فمن عرب‬
‫عنها بعبارة اللساف كفر كزندؽ‪ ،‬كىذه ا‪٤‬بعاشل ىي ا‪٣‬بمرة األزلية الٍب كانت خفية‬
‫لطيفة‪ٍ ،‬ب ظهرت ‪٧‬باسنها‪ ،‬كأبدت أنوارىا كأسرارىا‪ ،‬كىي أسرار الذات كأنوار‬
‫الصفات‪ ،‬فمن عرفها ككوشف هبا ا‪ٙ‬بد عنده الوجود‪ ،‬كأفضى إذل مقاـ الشهود‪،‬‬
‫كىي منزىة عن ا‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد‪ ،‬إذ ال ثاشل ‪٥‬با حٌب ‪ٙ‬ب فيو أك تتحد معو"(ّ)‪.‬‬
‫كلذلك يرل أف من أفشى سر الربوبية ‪-‬كيقصد بو كحدة الوجود‪ -‬قيت ‪.‬‬
‫(ُ) شرح صبلة القطب ابن مشيش‪ ،‬صَُ‪.‬‬
‫(ِ) ىو‪ :‬أبو ‪٧‬بمد‪ ،‬عبد ا‪٢‬بق بن إبراىيم بن ‪٧‬بمد بن نصر بن ‪٧‬بمد بن سبعْب‪ ،‬قطب الدين ا‪٤‬برسي الرقوطي‬
‫الصوُب‪ ،‬صوُبي على قواعد الفبلسفة‪ ،‬كبلمو تعق مفرداتو‪ ،‬كال تعق مركباتو‪ ،‬لو السبعينية‪ ،‬توُب سنة ٗٔٔىػ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬الواُب بالوفيات ُٖ‪.ّٕ/‬‬
‫(ّ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.ُِ/‬‬

‫َْٖ‬
‫فيقوؿ‪" :‬ك من أفشى سر الربوبية سلط ا﵁ عليو سيف الشريعة‪ ،‬فيباح دمو‪،‬‬
‫كيهتك عرضو‪ ،‬كما كقع للحبلج كغّبه ‪ ...‬كا‪٤‬براد بسر الربوبية‪ :‬التوحيد ا‪٣‬باص‬
‫الذم ىو الشهود كالعياف ا‪٤‬بخصوص بأى العرفاف"(ُ)‪.‬‬
‫ككيف ديدح من طفحت مقاالهتم بوحدة الوجود الٍب آلت هبم إذل اإلدياف‬
‫اط مستقيم‪ ،‬كأف ا‪٣‬بلق ىو ا‪٢‬بق‪ ،‬كتصويب‬ ‫بوحدة األدياف‪ ،‬كأف ‪ٝ‬بيع ا‪٣‬بلق على صر و‬
‫ك كفر‪ ،‬كمنهم من زعم أنو يبلقي ا﵁ مرة ك شهر عند ادعائو للوالية(ِ)(ّ)‪.‬‬
‫كلقد أيكلع من انتموا للتصوؼ بتعظيم ىؤالء القوـ‪ ،‬كدافعوا عنهم‪ ،‬كغضبوا‬
‫لغضبهم‪ ،‬ككاف الواجب عليهم أف يكوف غضبهم لرهبم إذا انتهكت يحرماتو ال لبشر‬
‫غّب معصوـ من الزل ‪ ،‬فهؤالء شير من الفبلسفة الذين يكذبوف ا﵁ كرسلو‪ ،‬كيقولوف‬
‫بقدـ العادل كينكركف البعث‪.‬‬
‫كمع ذلك فبل يشهد على أعياهنم بكفر(ْ)‪ ،‬كال إدياف ‪١‬بواز توبتهم قب ا‪٤‬بوت‪،‬‬
‫كأمرىم يمشك كحساهبم على ا﵁‪ ،‬أما مقاالهتم فبل ريب أهنا شير من الشرؾ(ٓ)‪.‬‬
‫كال ريب أف ا‪٤‬بطالع لكتب ابن عريب بعْب اإلنصاؼ جيدىا مشحونة بصريح‬
‫الكفر‪ ،‬فمن أردأ تواليفو كتاب فصوص ا‪٢‬بكم الذم إف دل يكن فيو كفر فما ُب‬
‫(ُ) شرح قصيدة يامن تعاظم‪ ،‬صَِ‪.ِِ-‬‬
‫شهرا بشهر إذل انقضاء العمر"‪ .‬الفتوحات ا‪٤‬بكية‬
‫(ِ) قاؿ ابن عريب‪" :‬كال تشغلو الوالية عن ا‪٤‬بثوؿ بْب أيدينا ن‬
‫ُِ‪.ُُِ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬مصرع التصوؼ‪ ،‬صُٗ‪ ،َّ ،‬ىذه الصوفية‪ ،‬صِٓ‪.‬‬
‫(ْ) أفٌب القاضي ‪٧‬بمد بن يوسف ا‪٤‬بتوَب سنة َِّىػ بقت ا‪٢‬ببلج‪ ،‬كحكم القاضي إبراىيم بن الفض بن حياف‬
‫ا‪٢‬بلواشل ا‪٤‬بتوَب سنة ُِّىػ بكفر ا‪٢‬ببلج الذم ادعى ا‪٢‬بلوؿ كقاؿ عنو‪ :‬كتب كتبنا فيها من الطبلسم كالرموز‬
‫كاإلشارات ما يوجب كفره‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعبلـ النببلء ُْ‪.ُّٓ ،ّّٗ/‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬البحر ا﵀يط ّ‪ ،ْْٗ/‬تاريخ اإلسبلـ ْٗ‪.ِْٖ/‬‬

‫َٖٓ‬
‫الدنيا كفر‪ ،‬كا﵁ أعلم ٗبا مات عليو)ُ(‪.‬‬
‫كلقد بْب القارم(ِ) نتيجة الرياضة عند ابن عريب ُب كتابو الفصوص كأهنا‬
‫القوؿ با‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد‪" :‬كقد صرح ُب الفصوص بأف الرياضة إذا كملت اختلط‬
‫ناسوت صاحبها ببلىوت ا﵁‪ ،‬كىذا ىو عْب مذىب النصارل‪ ،‬حيث قالوا‪:‬‬
‫امتزجت الكلمة بعيسى امتزاج ا‪٤‬باء باللنب‪ ،‬فاختلط ناسوتو ببلىوت ا﵁ سبحانو‪،‬‬
‫حٌب ادعوا أنو ابن ا﵁‪ ،‬تعاذل شأنو كتعظم سلطانو"(ّ)‪.‬‬
‫كصرح ابن سبعْب كذلك بكبلـ كفرم‪ ،‬مفاده أف الكائنات الدنسة ىي ا﵁‪،‬‬
‫كبّبا‪ -‬فقاؿ‪" :‬اختلط ا﵁ ُب اإلحاطة الزكج مع الفرد‪،‬‬
‫‪-‬تعاذل ا﵁ عما يقوؿ علوا ن‬
‫كا‪ٙ‬بد النجو(ْ) مع الورد"(ٓ)‪.‬‬
‫كال ريب أف ىذه ا‪٤‬بواقف من أعبلمهم تسببت بظهور بدع شنيعة ُب ببلد‬
‫ا‪٤‬بغرب كغّبىا منذ أعصار متطاكلة ال سيما ُب ا‪٤‬بائة العاشرة كما بعدىا‪ ،‬فقدسوا‬
‫أضرحة الشيوخ(ٔ)‪ ،‬كجعلوىا أكثانا تيعبد من دكف ا﵁‪ ،‬فمن بدعهم الشنيعة ‪٧‬باكاهتم‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬سّب أعبلـ النببلء ِّ‪.ْٖ/‬‬
‫(ِ) ىو‪ :‬علي بن سلطاف ا‪٥‬بركم القارم ا‪٢‬بنفي‪ ،‬كلد بالعراؽ‪ ،‬كرح إذل مكة كاستقر هبا‪ ،‬توُب سنة َُُْ‪ ،‬ينظر‪:‬‬
‫البدر الطالع ُ‪ ،ْْٓ/‬معجم ا‪٤‬بؤلفْب ٕ‪.ََُ/‬‬
‫(ّ) الرد على القائلْب بوحدة الوجود‪ ،‬صِّ‪.‬‬
‫(ْ) النجو‪ :‬ما خيرج من البطن من بوؿ‪ ،‬كريح‪ ،‬كغائط‪ ،‬ينظر‪ :‬القاموس الفقهي ُ‪ ،َّٔ/‬ا‪٤‬بصباح ا‪٤‬بنّب ُ‪.ّْٗ/‬‬
‫(ٓ) رسائ ابن سبعْب‪ ،‬صُّْ‪.‬‬
‫(ٔ) مث ضريح ا‪١‬بزكرل ُب مراكش الذم يزدحم عليو الناس كيقصدكنو ُب قضاء ا‪٢‬باجات كما سوؿ ‪٥‬بم الشيطاف‪،‬‬
‫كالعياذ با﵁‪ .‬ينظر‪ :‬الطريقة ا‪١‬بزكلية‪ ،‬صٖٓ‪ ،‬تعطّب األنفاس ُب التعريف بالشيخ أيب العباس‪ ،‬البن ا‪٤‬بوقت‪،‬‬
‫صٖٗ‪ ،ٗٗ-‬ككذلك ضريح ابن عجيبة ُب قرية الزميج‪ ،‬كمعتقد أى القرية بأف األرزاؽ تأتيهم بربكة السيد‬
‫(يعِب ابن عجيبة) كىذا القوؿ‪٠ :‬بعتو من ا‪٤‬بريدين عند زيارٌب ‪٥‬بذه القرية‪.‬‬

‫َٖٔ‬
‫أضرحة الشيوخ لبيت ا﵁ ا‪٢‬براـ‪ ،‬من جع الكسوة ‪٥‬با‪ ،‬ك‪ٙ‬بديد ا‪٢‬برـ على مسافة‬
‫معلومة ٕبيث يكوف من دخ تلك البقعة من أى ا‪١‬برائم أصبح آمننا‪ ،‬كسوؽ‬
‫الذبائح إليها على ىيئة ا‪٥‬بدم‪ ،‬كا‪ٚ‬باذ ا‪٤‬بواسم ك عاـ‪ ،‬كىذا كأمثالو دل يشرع إال ُب‬
‫حق الكعبة‪ ،‬كمن ا‪٤‬بناكّب الٍب جيب أف تغّب اجتماع القوـ ك سنة للوقوؼ يوـ عرفة‬
‫بضريح عبد السبلـ ابن مشيش‪ ،‬كيسموف ذلك ٕبج ا‪٤‬بسكْب‪ ،‬فانظر إذل ىذه‬
‫الطامة الٍب اخَبعها ىؤالء العامة(ُ(‪.‬‬
‫مدحا أك منافحة؟‬
‫فمن كانت ىذه مقاالتو فه يستحق ن‬
‫كإنك لتعجب من ابن عجيبة كيف ديدح ا‪٢‬ببلج الذم اعتقد أف إبليس‬
‫موحد‪ ،‬بقولو‪" :‬كما كاف موحد ُب أى السماء مث إبليس"(ِ)‪.‬‬
‫امتداد ألكلئك فبليستغرب منو ذلك‪ ،‬فا‪٤‬بعدف كاحد‪ ،‬ككما قي ‪:‬‬ ‫ه‬ ‫كابن عجيبة‬
‫الصوفية أى بيت كاحد كإف اختلفت عباراهتم‪.‬‬
‫فهؤالء القوـ تأثركا بفلسفات كأفكار إ‪٢‬بادية ‪ -‬كالعياذ با﵁‪ -‬فجعلوا‬
‫مقصودىم التشبو بصفات ا﵁ ٕبلو‪٥‬بم فيو ‪ -‬تعاذل ا﵁ عم ا يقولوف‪ -‬فزعموا أف‬
‫من أكليائهم من يتصرؼ ُب الكوف(ّ)‪ ،‬أك ينطق بكن(ْ) قب أف تكوف‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬االستقصا ألخبار دكؿ ا‪٤‬بغرب األقصى ُ‪ ،َُِ/‬معلمة التصوؼ ُ‪.َِٗ/‬‬
‫(ِ) طواسْب ا‪٢‬ببلج‪ ،‬صٕٗ‪.‬‬
‫(ّ) نق الشيخ األلباشل عن أحد الصوفية قولو‪" :‬كنراىم ‪-‬يعِب العامة‪ -‬حيلفوف باألكلياء‪ ،‬كينطقوف ُب حقهم ٗبا ظاىره‬
‫الكفر الصراح‪ ،‬ب ىو الكفر حقيقة ببل ريب كالشك ‪ ...‬فإف عندنا با‪٤‬بغرب من يقوؿ عن القطب األكرب موالنا‬
‫عبد السبلـ ابن مشيش‪ :‬أنو الذم خلق الدين كالدنيا! كمنهم من قاؿ كا‪٤‬بطر نازؿ بشدة‪ :‬يا موالنا عبد السبلـ‬
‫الطف بعبادؾ! فهذ كفر" كعلق األلباشل على ىذا بقولو‪" :‬فهذا الكفر أشد من كفر ا‪٤‬بشركْب؛ ألف ىذا فيو‬
‫أيضا‪ ،‬كىو ‪٩‬با ال نعلم أنو كقع من ا‪٤‬بشركْب أنفسهم! كأما الشرؾ ُب األلوىية‬
‫التصريح بالشرؾ ُب توحيد الربوبية ن‬
‫فهو أكثر ُب جهاؿ ىذه األمة‪ ،‬كال أقوؿ عوامهم"‪ٙ .‬بذير الساجد من ا‪ٚ‬باذ القبور مساجد‪ ،‬صّٕ‪.‬‬
‫كرب‪ ،‬كالعبد ال يتميز عن الرب إال باالفتقار‪ ،‬فإذا ذىب ا﵁ بفقره كساه حلة‬ ‫(ْ) كقوؿ ابن عريب‪" :‬ما ٍب إال عب هد ٌ‬
‫الصفة الربانية‪ ،‬فأعطاه أف يقوؿ للشيء كن فيكوف"‪ .‬الفتوحات ا‪٤‬بكية‪ ،‬البن عريب ُُ‪ ،ٖٓ/‬ينظر‪ :‬شرح‬
‫اآلجركمية البن عجيبة‪ ،‬صَُُ‪.‬‬

‫َٕٖ‬
‫األشياء(ُ)؛ فقدسوا مشاخيهم كأطاعوىم ُب غّب طاعة ا﵁ كرسولو‪ ،‬فتفرقت هبهم‬
‫السب ‪ ،‬كالذكا للطواؼ على قبورىم كمناجاهتم لكشف الكرب عنهم‪ ،‬فا‪٢‬بذر ا‪٢‬بذر‬
‫من ىؤالء القوـ الذين لعب الشيطاف هبم‪ ،‬كأخرجهم عن طريق أى العلم‪ ،‬بزعمهم‬
‫ي‬
‫أف ا﵁‪ ‬حاؿ ُب ك شيء‪ ،‬كاألرض ال ‪ٚ‬بلو منو لكنو ي‬
‫يظهر ‪٣‬بلقو ُب صور‬
‫‪٨‬بتلفة ُب ك زماف غّب الصورة الٍب ظهر هبا ُب الزماف الذم قبلو كُب الزماف الذم‬
‫بعده‪ ،‬فلم يقدركا ا﵁‪ ‬حق قدره‪ ،‬كتكلموا فيو بكبلـ ال يوافق كتابنا كال سنة‪،‬‬
‫كال قوؿ الصحابة ‪ ،‬كال قوؿ أئمة ا‪٤‬بسلمْب‪ ،‬فبل يحجة ‪٥‬بم فيما يدعوف‪ ،‬كال إماـ‬
‫من العلماء يتبعوف فيما يفعلوف(ِ)‪.‬‬
‫كُب ا‪٤‬بقاب ‪٪‬بد أف ابن عجيبة ذـ العلماء الذين يأخذكف بظاىر النص مع‬
‫كجوب العم بو‪ ،‬كىو هبذا خيالف أى السنة كطريقتهم‪ ،‬ب كحيذر من ا‪١‬بلوس‬
‫معهم فيقوؿ‪" :‬كا‪١‬بلوس مع علماء الظاىر أقبح ُب حق الفقّب ‪ ...‬كا﵁ ما رأيت‬
‫أبدا‪ ،‬فبل قاطع أعظم منهم‪ ،‬إال من عرؼ‬ ‫فقّبا صحبهم فأفلح ُب طريق القوـ ن‬ ‫ن‬
‫(ّ)‬
‫بالتسليم ألى النسبة‪ ،‬كقلي ه ما ىم" ‪.‬‬
‫جاىبل؛‬
‫ن‬ ‫كفقّبا‬
‫غافبل‪ ،‬ن‬
‫كيقوؿ‪" :‬ا‪١‬بلوس معهم اليوـ أقبح من سبعْب عامينا ن‬
‫ألهنم ال يعرفوف إال ظاىر الشريعة‪ ،‬كيركف من خالفهم ُب ىذا الظاىر خاطئ أك‬
‫ضاؿ‪ ،‬فيجهدكف ُب رد من خالفهم‪ ،‬يعتقدكف أهنم ينصحوف‪ ،‬كىم يغشوف‪ ،‬فليحذر‬
‫ا‪٤‬بريد من صحبتهم كالقرب منهم‪ ،‬ما استطاع‪ ،‬فإف توقف ُب مسألة كدل جيد من‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬جامع كرامات األكلياء ُ‪.ٕٓ/‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬الشريعة‪ ،‬صُِٗ‪ ،‬ككتاب التوحيد كمعرفة أ‪٠‬باء ا﵁ ‪ ‬كصفاتو على االتفاؽ كالتفرد ُ‪،ُٔ/‬‬
‫كالتبصّب ُب معادل الدين‪ ،‬صُّٔ‪ ،‬كاإلبانة عن شريعة الفرقة الناجية ك‪٦‬بانبة الفرؽ ا‪٤‬بذمومة ّ‪.ُٕٗ/‬‬
‫(ّ) الفتوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صِّْ‪.‬‬

‫َٖٖ‬
‫يسأؿ عنها من أى الباطن فليسألو على حذر‪ ،‬كيكوف معو كا‪١‬بالس مع العقرب‬
‫أبدا ُب‬
‫أحدا قط من الفقراء قرب منهم‪ ،‬كصحبهم فأفلح ن‬ ‫كا‪٢‬بية‪ ،‬كا﵁ ما رأيت ن‬
‫طريق ا‪٣‬بصوص"(ُ)‪.‬‬
‫أما بالنسبة للكتب فلقد زعم أهنا سبب لتبديع الصوفية كرميهم بالكفر‪.‬‬
‫فيقوؿ‪" :‬النظر ُب الكتب يضعف ا‪٤‬بسالك؛ لتشعبها ككثرهتا عند اختبلؼ‬
‫ا‪٥‬بمم‪ ،‬ال سيما من جبلت طبيعتو على علم الظاىر‪ ،‬فإنو أبعد الناس عن الطريق ما‬
‫دل يتداركو ا﵁ بفتح منو؛ ألف التشريع ك حكمة ‪ٙ‬بتها حكم من دل يفهمها فبستانو‬
‫كثّبا من الصوفية على أيدم‬
‫مزىر غّب مثمر‪ ،‬كمن ىنا كقع اإلنكار‪ ،‬حٌب امتحن ا﵁ ن‬
‫علماء الظاىر‪ ،‬عندما نسبوىم للكفر كالزندقة كالبدعة كالضبلؿ‪ ،‬كسر ا‪٣‬بصوصية‬
‫يقتضي ذلك ال ‪٧‬بالة"(ِ)‪.‬‬
‫كىذا الذم سطره ابن عجيبة ىو ديدف الصوفية الذين لقنوه ‪٤‬بريديهم منذ‬
‫بداية سلوكهم ُب الطريق‪ ،‬فصوركا ‪٥‬بم علماء الشريعة بأهنم أعداء ‪٥‬بم حٌب اعتقدكا‬
‫أنو ال يصح منهم االسَبشاد كال يقب منهم نصيحة(ّ)‪.‬‬
‫كلذا أعرضوا عن الكتاب‪ ،‬كنبذكا السنة كراء ظهورىم‪ ،‬كزىدكا الناس فيها‪،‬‬
‫كانسلخ أقواـ من حفظها كمعرفتها‪ ،‬فطعنوا ُب أىلها‪ ،‬كرموىم بالقبيح من القوؿ‬
‫بسنة رسوؿ ا﵁ كآثار‬ ‫خبّبا ي‬
‫كالفع ‪ ،‬فكيف ‪٤‬بن دل يكن عالػ نما ٗبعاشل القرآف ن‬
‫عامبل بو أف يكوف على صراط مستقيم!!(ْ)‪.‬‬
‫فقيها ُب ذلك ن‬
‫ن‬ ‫الصحابة‬

‫(ُ) إيقاظ ا‪٥‬بمم‪ ،‬صُُّ‪.‬‬


‫(ِ) ا‪٤‬برجع نفسو‪ ،‬صُِْ‪.‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬اإلبداع ُب مظاىر االبتداع‪ ،‬صَّٗ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬االنتصار ألصحاب ا‪٢‬بديث‪ ،‬صِْ‪ ،ْٓ-‬العقيدة األصفهانية‪ ،‬صُٓٔ‪.‬‬

‫َٖٗ‬
‫ادلجحث انثبَي‪ :‬يٕلفّ يٍ طرلٓب‬
‫يرل ابن عجيبة أف الصوفية كإف اختلفت مسالكها فأتباعها متفقوف ُب‬
‫األصوؿ كالفركع‪ ،‬يقوؿ‪" :‬كانت مذاىب القراء ‪ٟ‬بسة كعشرين ركاية‪ٍ ،‬ب تقررت ُب‬
‫عشرة‪ ،‬ككانت مذاىب النحاة على مذىبْب‪ ،‬بصرم ككوُب‪ٖ ،‬ببلؼ مذىب الصوفية‬
‫فهي متفقة ُب ا‪٤‬بقصد كالعم كإف اختلفت ا‪٤‬بسالك‪ ،‬فمرجع كبلـ القوـ ُب ك‬
‫باب ألحوا‪٥‬بم‪ ،‬كإال فبل تناُب بْب أقوا‪٥‬بم ‪٤‬بن تأملها‪ ،‬كذلك ٖببلؼ مذىب غّبىم‪،‬‬
‫كالوجو فيو أف ا‪٢‬بق كاحد‪ ،‬كطريقو كإف اختلفت مسالكها فالنهاية كاحدة‪ ،‬كالذكؽ‬
‫كاحد ‪ ...‬كمذىب الصوفية ىو االتفاؽ ُب األصوؿ كالفركع‪ ،‬أما األصوؿ فنهايتهم‬
‫أمر ذكقي ال خيتلف"(ِ)‪.‬‬
‫ه‬ ‫ألنو‬ ‫فيو؛‬ ‫متفقوف‬ ‫كىم‬ ‫العياف‪،‬‬
‫ك‬ ‫(ُ)‬
‫الشهود‬
‫ابن عجيبة ا‪٥‬بجويرم(ّ) كىو من األقطاب ‪-‬عند الصوفية‪ -‬فيقوؿ‪:‬‬ ‫كقد تابع ي‬
‫"كمهما كانوا ‪-‬أم الصوفية‪٨ -‬بتلفْب ُب ا‪٤‬بعامبلت كاجملاىدات كا‪٤‬بشاىدات‬
‫كالرياضات‪ ،‬فإهنم موافقوف كمتفقوف ُب أصوؿ كفركع الشرع كالتوحيد"(ْ)‪.‬‬
‫كك من انتسب إذل الصوفية فقد كقع ُب البدعة؛ فانتسابو ُب حد ذاتو بدعة‪،‬‬
‫زىدا بدعةه كا‪٫‬براؼ‪ ،‬قاؿ‬
‫فبل يوجد زى هد عند الصوفية با‪٤‬بعُب ا‪٤‬بمدكح‪ ،‬كما يسمونو ن‬
‫(ُ) رؤية ا‪٢‬بق با‪٢‬بق‪ ،‬كحضور مرة بنعت ا‪٤‬براقبة كأخرل بنعت ا‪٤‬بشاىدة‪ ،‬كأنو فيض من النور اإل‪٥‬بي ينغمس فيو‬
‫الركح كينكشف بو سر ا‪٣‬بليقة‪ ،‬يسّب فيو الصوُب من شهود الفع إذل شهود الصفات‪ٍ ،‬ب شهود الذات‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬عوارؼ ا‪٤‬بعارؼ‪ ،‬صِٖٓ‪ ،‬التعريفات‪ ،‬صُٗٔ‪.‬‬
‫(ِ) الفتوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صْٔ‪.‬‬
‫(ّ) ىو‪ :‬علي بن عثماف بن أيب علي ا‪١‬ببليب ا‪٥‬بجويرم‪ ،‬كلد سنة َّٖىػ‪ ،‬لو رحبلت إذل ا‪٥‬بند كتنق فيها‪ ،‬كمن‬
‫أشهر كتبو‪ :‬كشف ا﵀جوب‪ ،‬كلقد أيسر ُب الىور على يد ا‪٥‬بندكس‪ ،‬كتوُب فيها سنة ْٓٔىػ‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بوسوعة‬
‫الصوفية‪ ،‬صَُْ‪ ،‬مقدمة كتاب كشف ا﵀جوب ِ‪.ُِ-ُٓ/‬‬
‫(ْ) كشف ا﵀جوب ِ‪.َّْ/‬‬

‫َُٖ‬
‫ركيدا‪ ،‬ككاف‬ ‫ابن تيمية ‪" :‬فإف ا‪٤‬بذاىب قد ظهرت بعد القركف ا‪٤‬بفضلة ن‬
‫ركيدا ن‬
‫أصحاهبا األكلوف قد انفردكا ٗبا أتوا من الزىد كالورع‪ ،‬الذم دل يكن عليو رسوؿ ا﵁‬
‫ﮋﮓ‬ ‫‪ ،‬كمن تبعهم بإحساف‪ ،‬كإذل ىذا يشّب قوؿ ا﵁ تعاذل‪:‬‬ ‫كأصحابو‬
‫ﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ ﮜﮝﮞﮟﮊ(ُ)"(ِ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابن أيب العز‪" :‬كالرىبا يف كىم يجهاؿ ا‪٤‬بتصوفة‪ ،‬ا‪٤‬بعَبضوف على حقائق‬
‫اإلدياف كالشرع‪ ،‬باألذكاؽ كا‪٤‬بواجيد كا‪٣‬بياالت كالكشوفات الباطلة الشيطانية‪،‬‬
‫ا‪٤‬بتضمنة شرع دين دل يأذف بو ا﵁‪ ،‬كإبطاؿ دينو الذم شرعو على لساف نبيو‬
‫كالتعوض عن حقائق اإلدياف ٖبيدع الشيطاف كحظوظ النفس"(ّ)‪.‬‬
‫أيضا‪" :‬كأكثر ا‪٤‬بنحرفْب من العباد من ا‪٤‬بتصوفة ك‪٫‬بوىم فيهم شبو من‬ ‫كيقوؿ ن‬
‫النصارل‪ ،‬ك‪٥‬بذا دييلوف إذل نوع من الرىبانية كا‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد"(ْ)‪.‬‬
‫كقد ماؿ ابن عجيبة إذل الطريقة الشاذلية كزعم أهنا تسّب بْب ا‪٢‬بقيقة كالشريعة‬
‫زكرا كهبتانا أهنا ىي الٍب تقوـ عليها الساعة‪،‬‬
‫حٌب يقع التمكْب كاالعتداؿ‪ ،‬ب قاؿ ن‬
‫كينزؿ عيسى ابن مرصل كجيد منها خل نقا من حواريو(ٓ)‪.‬‬
‫فهو الداعي إذل الطريقة الدرقاكية(ٔ) الشاذلية‪ ،‬كىو ا‪٤‬بتحدث باسم الدرقاكية‪،‬‬
‫كفعبل‪ ،‬ككتابة(ٕ)‪.‬‬
‫قوال ن‬
‫كا‪٤‬بدافع عن مبادئها ن‬
‫(ُ) سورة ا‪٢‬بديد‪.ِٕ :‬‬
‫(ِ) الصوفية كالفقراء‪ ،‬صٓ‪ ،‬كينظر‪٦ :‬بموع الفتاكل َُ‪.ُٕٗ/‬‬
‫(ّ) شرح العقيدة الطحاكية‪ ،‬صَِْ‪.‬‬
‫(ْ) ا‪٤‬برجع نفسو‪ ،‬صِٔٓ‪.‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬الفتوحات اإل‪٥‬بية‪ ،‬صُٓ‪.‬‬
‫(ٔ) سيأٌب ا‪٢‬بديث عنها ُب مبحث مستق من الكتاب‪.‬‬
‫(ٕ) ينظر‪ :‬إشكالية إصبلح الفكر الصوُب‪ ،‬صَُْ‪.‬‬

‫ُُٖ‬
‫دخلت ُب طريق القوـ‪ ،‬كحص رل‬ ‫ي‬ ‫كنت حْب‬
‫فقد قاؿ عن نفسو‪" :‬كلقد ي‬
‫اإلذف من الشيخ ُب تذكّب الناس نطوؼ عليهم ُب ا‪٤‬بداشر كالقبائ نعلمهم الدين‪،‬‬
‫كند‪٥‬بم عليو‪ ،‬فعلت ذلك ثبلث سنْب أك أكثر‪ ،‬كىا ‪٫‬بن ما زلنا على ذلك ‪...‬‬
‫فنحن كا‪٢‬بمد ﵁ نيعلم الناس التوحيد ا‪٣‬باص ُب ا‪٤‬بداشر(ُ)‪ ،‬كالقبائ ‪ ،‬كا‪٤‬بساجد‪،‬‬
‫كا‪١‬بوامع ‪٤‬بن قدر عليو‪ ،‬كمن دل يقدر علمناه ما يقدر من توحيد الدلي ‪ ،‬حٌب يفتح‬
‫ا﵁ سبحانو عليو ُب توحيد العياف"(ِ)‪.‬‬
‫ك‪٥‬بذا كاف من ا‪٤‬بهتمْب بالطريقة الدرقاكية كالداعْب إليها كبلغ اىتمامو هبا أنو‬
‫كاف يينشئ مع ك دار لو زاكية معمورة بالفقراء‪ ،‬كخيرج ‪٥‬بم الطعاـ ُب ك الفَبات‪،‬‬
‫تاحا(ّ)‪.‬‬
‫فقيها‪ ،‬كمؤذنا مر ن‬ ‫كجيع ُب ك زاكية ن‬
‫ككاف ابن عجيبة ُب الغالب مواف نقا لبلنتقادات الٍب أبداىا ابن البنا ُب منظومتو‬
‫ُب التصوؼ‪ ،‬كالذم يعترب ابن عجيبة أشهر شراحها‪.‬‬
‫كش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػجر أغص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاهنا ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد يبس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت‬ ‫فه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذه طريق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد درس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت‬
‫فاسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتبدلت مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذاىبنا سػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػخيفة‬ ‫اردا شػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػريفة‬
‫كان ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت إذف مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو ن‬
‫كأس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػها اآلف ٗبح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػض ا‪١‬به ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ‬ ‫قػ ػ ػػد أيسسػ ػ ػػت علػ ػ ػػى صػ ػ ػ ً‬
‫ػحيح العق ػ ػ ػ‬
‫كاآلف أض ػ ػ ػ ػ ػػحت حائطنػ ػ ػ ػ ػ ػا قص ػ ػ ػ ػ ػ ػّبا(ْ)‪.‬‬ ‫كان ػ ػ ػ ػػت تض ػ ػ ػ ػػاىي الكوك ػ ػ ػ ػػب ا‪٤‬بن ػ ػ ػ ػ ػّبا‬
‫فلقد شرح ابن عجيبة البيت األخّب بقولو‪" :‬كانت طريقة القوـ رفيعة القدر‬
‫عالية الشأف تضاىي أم تشابو أك ‪ٙ‬باكي الكوكب ا‪٤‬بضيء ُب الرفعة ‪ ...‬كاآلف صار‬
‫(ُ) ا‪٤‬بداشر‪ :‬كلمة مغربية تطلق على القرية الصغّبة‪ ،‬ينظر‪ :‬الفهرسة‪ ،‬صُٔ‪.‬‬
‫(ِ) الفهرسة‪ ،‬صٕٔ‪.‬‬
‫(ّ) الفهرسة‪ ،‬صٕٖ‪ ،‬طيب األنفاس ُب تاريخ بعض زكايا كأضرحة فاس‪ ،‬صْٓ‪.ٓٓ-‬‬
‫(ْ) ا‪٤‬بباحث األصلية‪ ،‬صّْٗ‪.َّٓ-‬‬

‫ُِٖ‬
‫ينتسب إليها األشرار كال يفجار فتجد فيها ىذا قائد كىذا باشا كغّب ذلك‪ ،‬فمنهم‬
‫من يتخذىا حصننا يتحصن هبا من عواقب ظلمة يظن ذلك ينفعو بزعمو‪ ،‬كمنهم من‬
‫يتخذىا حرفة فصارت كا‪٢‬بائط القصّب يتخطاه القوم كالضعيف‪ ،‬كسبب ذلك عدـ‬
‫سقوطهم على شيخ الَببية"(ُ)‪.‬‬
‫كلكن ابن عجيبة دل يكن لّبتضي سحب ىذا التعميم الذم قاؿ بو ابن البنا‬
‫على سائر الطوائف الصوفية‪ ،‬فهو يقوؿ‪" :‬ال ‪ٚ‬بلو األرض من قائم ﵁ ٕبيجتو‪ ،‬كشيخ‬
‫أبدا؛ إذ ال ديكن أف يكوف القطب إال بعد الَببية كىو ال‬ ‫الَببية ال خيلو الزماف منو ن‬
‫‪ٚ‬بلو األرض منو كما ىو مقرهر عند أى الفن ‪ ،)ِ("...‬كتعترب الطريقتاف العيساكية‬
‫كا‪٢‬بمدكشية من الطرؽ الصوفية ُب عهد ابن عجيبة كالٍب ظهرت فيها بدعه أكضحت‬
‫عن سذاجتها‪ ،‬فالطريقة العيساكية الٍب تنسب ﵀مد بن عيسى الفهدم ا‪٤‬بكناسي‪ ،‬كاف‬
‫معظم اتباعها من العواـ الذين كانوا يقوموف بأعماؿ قبيحة‪ ،‬من افَباس ‪٢‬بوـ الغنم‬
‫كالبقر قب موهتا بعد أف يبقركا بطوهنا كديزقوا أحشاءىا‪ ،‬فتتلوث أبداهنم كثياهبم بالدماء‪،‬‬
‫كيأكلوف تلك اللحوـ ا‪٤‬بلوثة هبا كبغّبىا من الفضبلت(ّ)‪ ،‬ككذلك طائفة ا‪٢‬بمادشة الٍب‬
‫تنسب إذل علي بن ‪٧‬بمد ‪ٞ‬بدكش الشريف‪ ،‬كالذم عرؼ با‪١‬بذب إذل حد فقداف‬
‫الوعي حيث يصّب أحيانا كاألسد يضرب الناس بك ما يقع بْب يديو من حجارة أك‬
‫(ْ)‬
‫آنية ‪ ،‬كانتسب إليو ‪ٝ‬باعة عرفوا ٕبمادشة مارسوا ن‬
‫أعماال بدعية قبيحة فهم "جيلبوف‬
‫على رؤكسهم با‪٤‬بعاكؿ كالفؤكس‪ ،‬فتسي دماء رؤكسهم على كجوىم كثياهبم‪ ،‬كأرعبوا‬
‫(ُ) شرح ا‪٤‬بباحث األصلية‪ ،‬صُّٓ‪.‬‬
‫(ِ) البحر ا‪٤‬بديد ِ‪.ُِٕ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬تاريخ تطواف ّ‪ ،ُِِ/‬منهج ابن عجيبة ُب التفسّب ُ‪.ٕٖ/‬‬
‫(ْ) سلوة األنفاس ُ‪.ّْٓ/‬‬

‫ُّٖ‬
‫النساء كاألطفاؿ‪ ،‬كاعتقدكا بأهنم عابدكف ﵁ هبذه األفعاؿ"(ُ)‪.‬‬
‫ك‪٥‬بذا يرل ابن عجيبة أف ىذه الطرؽ ال تتماشى مع أسس طريقتو الدرقاكية‪،‬‬
‫ألحياء أسس كأصوؿ التصوؼ‪ ،‬كارتباط ا‪٤‬بريد بشيخ الَببية‪ ،‬فيقوؿ‪" :‬كقد ظهركا‬
‫(أم شيوخ الَببية) ُب زماننا ىذا بعد اندراس(ِ) أنوار الطريقة‪ ،‬ك‪ٟ‬بود أسرار ا‪٢‬بقيقة‪،‬‬
‫فجدد ا﵁ هبم الطريقة‪ ،‬كأحيا هبم أسرار ا‪٢‬بقيقة ‪.)ّ("...‬‬
‫كا‪٢‬بقيقة أف الطرؽ الصوفية ال ‪ٚ‬بلو من الشرؾ‪ ،‬كعبادة بعض شيوخهم‪،‬‬
‫كاالستغاثة هبم‪ ،‬كعدـ االعَباؼ بالشرع الذم جاء بو نبينا ‪٧‬بمد ‪ ،‬إذل غّب ىذا‬
‫من بدعهم الكثّبة‪ ،‬ككفع بعضهم مع ا‪٤‬بريدين‪ ،‬حيث يقوؿ‪ :‬عليك أف تيسلم‬
‫للشيخ حالو كمراده‪ ،‬كأال تعَبض عليو‪ ،‬كأف تكوف معو كا‪٤‬بيت بْب يدم الغاس ‪،‬‬
‫طرؽ فاسدة‪ ،‬كيكلها ضالة(ْ)‪.‬‬
‫فهذه كلها ه‬

‫(ُ) ينظر‪ :‬تاريخ تطواف ّ‪.ُِِ/‬‬


‫س‪ :‬اً‪٧‬بىى‪ ،‬كانٍ ىدثػىىر‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بعجم الوسيط ُ‪.َِٖ/‬‬ ‫ً‬
‫(ِ) اندراس‪ :‬امنحاء كاندثار‪ ،‬من انٍ ىد ىر ى‬
‫(ّ) شرح ا‪٤‬بباحث األصلية‪ ،‬صُّٓ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر‪٦ :‬بموع فتاكل كمقاالت متنوعة‪ ،‬البن باز ٗ‪.َّٔ/‬‬

‫ُْٖ‬
‫ادلجحث انثبنث‪:‬‬
‫أثرِ عهى يٍ ثعدِ‬

‫أ‪ -‬أثره على من خلفو في الطريقة‬


‫خلف ابن عجيبة بعد كفاتو ُب إكماؿ ا‪٤‬بهمة ‪٧‬بمد ا‪٢‬براؽ(ُ) الذم شرع‬
‫بإلقاء دركسو ُب تطواف ُب أحضاف الزاكية الدرقاكية‪ ،‬كظن الناس أف بدايتو ستكوف‬
‫ُب شرح التفسّب‪ ،‬كالفقو‪ ،‬لكن البداية كانت بتدريس ا‪٢‬بكم العطائية‪ ،‬فانتعشت‬
‫الطريقة الدرقاكية من جديد ُب تطواف‪ ،‬كدخ فيها كثّبه من الناس‪ ،‬بعد أف أعاد‬
‫تأسيسها على أربع قواعد‪ :‬ذكر‪ ،‬كمذاكرة‪ ،‬كعل هم‪ ،‬ك‪٧‬ببة‪ ،‬كينهى عن التجرد كخرؽ‬
‫العوائد‪ ،‬كينصح طبلبو أال يدخلوا ُب طريق التصوؼ إال بعد التبحر ُب علم الظاىر‪.‬‬
‫كىكذا خلف ا‪٢‬براؽ ابن عجيبة ُب نشر التصوؼ‪ ،‬فلم جيد صعوبة ُب جلب‬
‫األتباع إليو باإلضافة إذل الدرقاكيْب ا‪٤‬بتبقْب بتطواف‪ ،‬فقد ‪ٙ‬بوؿ كثّبه من ا‪٤‬بعجبْب‬
‫بعلمو كفصاحتو إذل أنصار لو ُب التلقْب كالتجربة الصوفية‪.‬‬
‫خلق كثّب‪ٍ ،‬ب توسعت زاكيتو‬
‫كلقد ذاع صيتو كأصبحت لو زاكية جيتمع عليو ه‬
‫سنة ُِِْىػ‪ ،‬كأنشأ زاكيتْب ر‪٠‬بيتْب ُب فاس سنة ُِْٔىػ‪ ،‬كُب طنجة سنة‬
‫ُِْٓىػ(ِ)‪.‬‬
‫(ّ)‬
‫الذم رد على منكرم الطريقة‬ ‫أيضا ال ىػمكودم‬
‫ك‪٩‬بن تأثر بابن عجيبة ن‬
‫(ُ) ىو‪٧ :‬بمد بن ‪٧‬بمد ا‪٢‬براؽ بن عبد الواحد بن حيٓب‪ ،‬كلد سنة ُِٖٖىػ ٗبدينة شفشاكف على بعد ستْب كلم من‬
‫تطواف‪ ،‬أصبح ىو الشيخ الصوُب ا‪٤‬بتصدم لتلقْب األكراد كتربية ا‪٤‬بريدين ُب تطواف‪ .‬ينظر‪ :‬النور الرباؽ ُب تر‪ٝ‬بة‬
‫الشيخ ‪٧‬بمد ا‪٢‬براؽ‪ ،‬صِِ‪.‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬إشكالية إصبلح الفكر الصوُب‪ ،‬صِْٕ‪.‬‬
‫(ّ) ىو‪ :‬أبو عبد ا﵁‪٧ ،‬بمد بن ‪٧‬بمد بن عبد ا﵁ التازم ال ىػمكودم‪ ،‬كقي بتخفيف الكاؼ‪ ،‬نسبة لبِب ىمكود قبيلة‬
‫=‬
‫ُٖٓ‬
‫الدرقاكية‪ ،‬كأنكر على من سجن ابن عجيبة فقاؿ‪" :‬كما ذنبو الذم استحق بو‬
‫السجن‪ ،‬كالقهر على الرجوع عن حالو‪ ،‬كاإلشهاد عليو بذلك‪ ،‬كاللوـ كالتوبيخ ُب‬
‫العلماء مع أهنم لو أنصفوا ‪١‬بثوا على الركب بْب يديو طيوؿ عمرىم ‪...‬‬ ‫‪٦‬بلس أكلئك ي‬
‫فإف قالوا‪ :‬إهنم رأكا منو ما خيالف الشريعة ا‪٤‬بطهرة‪ ،‬كأثبتوا ارتكابو ألمور من البدع‬
‫عمبل بالطريقة كا‪٢‬بقيقة"(ُ)‪.‬‬
‫ا﵀رمة‪ ،‬فأقوؿ‪ :‬ىو أعرؼ منهم بالشريعة‪ ،‬كأشدىم ن‬
‫كىذا يدؿ على تأثر ا‪٤‬بكودم بابن عجيبة مثلو مث ا‪٤‬بعسكرم مؤرخ الدرقاكية‬
‫كطبقاهتم الذم قاؿ عن ابن عجيبة‪" :‬كاف يحجة الطائفة الدرقاكية‪ ،‬مبيػننا‬
‫ينبوعا لشموسها كأقمارىا‬ ‫كناشرا ألعبلمها‪ ،‬سرب عن علومها حٌب صار ن‬ ‫ألحكامها‪ ،‬ن‬
‫ك‪٪‬بومها ‪ ...‬كقد ألف نيػ نفا كثبلثْب تألي نفا بْب فيها الشريعة كالطريقة كا‪٢‬بقيقة ‪...‬‬
‫كا‪٢‬باص ىو أشهر من نار على علم‪ ،‬يبعد مثلي أف ييعرؼ بو كبأمثالو"(ِ)‪.‬‬
‫ب‪ -‬أثره على أسرتو‬
‫لقن أ‪ٞ‬بد بن عجيبة علم ا‪٢‬بقيقة أخاه ‪٧‬بمد بن ‪٧‬بمد بن عجيبة كيكُب بأيب‬
‫ط صوُبي ُب مدينة سبل(ّ) كغّبىا‪ ،‬كتاب على يديو كثّب من‬
‫عبد ا﵁‪ ،‬كأصبح لو نشا ه‬
‫=‬
‫من الرببر‪ ،‬كىم أى ثركة من أحواز تازا كىي مدينة بْب فاس ككجدة تبعد َِّ كلم من مدينة الرباط‪ ،‬من‬
‫شيوخو‪ :‬العريب الدرقاكم‪ ،‬توُب ا‪٤‬بكودم سنة ُُِْىػ‪ .‬ينظر‪ :‬كنز األسرار كمعدف األخيار ؿ‪ ،ِٖ/‬جذكة‬
‫االقتباس ُب ذكر من ح من األعبلـ مدينة فاس ُ‪.ِٗٗ/‬‬
‫(ُ) سلوؾ الطريقة الدرقاكية كالرد على منكريها‪ ،‬صّٕ‪.‬‬
‫(ِ) ‪٨‬بطوط كنز األسرار‪٨ ،‬بطوط‪ ،‬ؿ‪.ٕٗ/‬‬
‫(ّ) سبل‪ :‬مدينة ُب ا‪٤‬بغرب‪ ،‬بينها كبْب مراكش على ساح البحر تسع مراح ‪ ،‬كىي مدينة قددية أزلية‪ ،‬فيها آثار‬
‫لؤلكؿ معركفة بضفة الوادم‪ ،‬متصلة بالعمارة الٍب أحدثها ىناؾ أحد ملوؾ بِب عبد ا‪٤‬بؤمن‪ ،‬ككاف قد ا‪ٚ‬بذ‬
‫أرباب البلد مدينة بالعدكة الشرقية‪ ،‬كىي ا‪٤‬بعركفة اآلف بسبل ا‪٢‬بديثة‪ ،‬كىي على ضفة البحر‪ ،‬كسبل القددية‬
‫خراب اآلف‪ .‬كأما سبل ا‪٢‬بديثة فهي منيعة من جهة البحر‪ ،‬ال يقدر أحد من أى ا‪٤‬براكب على الوصوؿ إليها‬
‫=‬
‫ُٖٔ‬
‫العصاة كسلكوا الطريقة الدرقاكية(ُ)‪ ،‬كلقد أيدخ السجن إثر كاقعة حدثت لو ذكرىا‬
‫بعض‬
‫أ‪ٞ‬بد بن عجيبة بقولو‪ :‬ك‪٤‬با ظهر الطريق كانتشر ذكر ا﵁ ُب الببلد نقم علينا ه‬
‫من العواـ ادعى على أخي أنو دخ داره‪ ،‬كلقن امرأتو الورد ُب غيبتو كىو برمءه من‬
‫ذلك‪ ،‬إمنا لقنها مع بعض النساء ُب دار غّبه‪ ،‬كىو ال يعرفها‪ ،‬ف يقبض عليو كأيًمر‬
‫فس ًجنت معو(ّ)‪.‬‬
‫ي‬ ‫أخي‬ ‫أفارؽ‬ ‫ال‬ ‫‪:‬‬‫(ِ)‬
‫فقلت‬
‫بسجنو‪ ،‬ي‬
‫أثره على أولده‪:‬‬
‫(ْ)‬
‫متزكجا بأربع نسوة إضافة‬
‫ن‬ ‫كاف‬ ‫ػ‬ ‫ى‬‫ُِِْ‬ ‫عاـ‬ ‫حدكد‬ ‫ُب‬ ‫أنو‬ ‫ذكر ابن عجيبة‬
‫إذل اثنتْب قد تزكجهما من قب ‪ ،‬كاحدة كاف قد طلقها كاألخرل ماتت بعد سبعة‬
‫أشهر من البناء‪ ،‬ككاف أكؿ زكاجو عاـ ُُّٗىػ‪ ،‬ك‪٦‬بموع ما كلد لو من األكالد‬
‫كاحد كثبلثوف‪ ،‬توُب معظمهم ُب سنوات الوباء عاـ ُُِْىػ(ٓ)‪ ،‬أما الذين كلدكا‬
‫بعد ذلك كبقوا على ا‪٢‬بياة فتسعة‪ :‬ثبلث إناث كستة ذكور‪:‬‬
‫أما الذكور فهم‪:‬‬
‫‪٧ -‬بمد الصديق‪ ،‬كلد ُب العشر األكاخر من رمضاف عاـ َُِِىػ‪،‬‬
‫=‬
‫من جهتو‪ ،‬كىي حسنة ُب أرض رم ‪ ،‬ك‪٥‬با أسواؽ نافقة ك٘بارات كدخ كخرج‪ ،‬كألىلها سعة أمواؿ‪ ،‬كالطعاـ‬
‫هبا كثّب رخيص جدا‪ .‬ينظر‪ :‬الركض ا‪٤‬بعطار ُب خرب األقطار ُ‪.ُّٗ/‬‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬كنز األسرار‪٨ ،‬بطوط ؿ‪.ُِّ ،ُُّ/‬‬
‫(ِ) القائ ‪ :‬أ‪ٞ‬بد ابن عجيبة‪.‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬الفهرسة‪ ،‬صٕٓ‪.‬‬
‫(ْ) الفهرسة‪ ،‬صٖٔ‪.‬‬
‫(ٓ) تاريخ تطواف ُ‪ ،ُّٓ/‬كينظر‪ :‬الطاعوف األسود بْب الواقع كالتأكي ُب ا‪٤‬بغرب العريب (أ‪ٞ‬بد بن عجيبة ك‪ٞ‬بداف‬
‫منوذجا) رسالة ضمن كتاب خصوصية التجربة الصوفية ُب ا‪٤‬بغرب‪ ،‬صُٕٔ‪.‬‬ ‫خواجة ن‬

‫ُٕٖ‬
‫‪ -‬أ‪ٞ‬بد ا‪٢‬باضر‪ ،‬كقد كلد يوـ رابع ‪ٝ‬بادل اآلخرة من عاـ ُِِِىػ‬
‫‪ -‬عبد القادر‪ ،‬كلد ُب صفر من عاـ ُِِْىػ‪.‬‬
‫كأيمهم منانة بنت ‪٧‬بمد الر‪ٞ‬بوشل العلمي‪ ،‬كىي آخر من تزكج من النساء‪.‬‬
‫‪ -‬ا‪٤‬بهدم‪ ،‬كلد ُب ذم ا‪٢‬بجة عاـ ُُِٓىػ‪.‬‬
‫‪ -‬عبد السبلـ‪ ،‬كلد ليلة الثبلثاء آخر رمضاف عاـ ُِِِق‪.‬ػ‬
‫كأيمهما ر‪ٞ‬بة بنت ا‪٤‬بقدـ الزراد‪.‬‬
‫‪ -‬أما السادس فهو عبد الباقي‪ ،‬كقد كلد ُب رمضاف عاـ ُُِِىػ كأيمو‬
‫فاطمة بنت سيد ا‪٥‬بامشي‪.‬‬
‫أما ‪٧‬بمد الصديق(ُ) أك الصادؽ فكاف من العلماء‪ ،‬قضى معظم سنْب حياتو‬
‫ُب تدريس العلم كبثٌو بْب الناس ُب البادية‪ ،‬كقد خلف من الذرية أربع بنات‪ ،‬توُب‬
‫عاـ َُِٗىػ‪ ،‬كلو من العمر سبعوف سنة‪ ،‬كقد دفن قريبنا من ضريح كالده‪.‬‬
‫كأما أ‪ٞ‬بد بن أ‪ٞ‬بد بن عجيبة فقد نزؿ بطنجة بعدما درس العلم بفاس كباشر‬
‫تدريس العلم هبا مع تلقْب الطريقة الٍب كاف قد أخذىا عن الشيخ أ‪ٞ‬بد بن‬
‫عبد ا‪٤‬بؤمن(ِ)‪ ،‬ك‪٤‬با تبْب للناس ما يتصف بو نزي طنجة من حسن ا‪٣‬بلق كشرؼ‬
‫النسب كمهابة العلم أكرموه كزكجوه من زكجتو بالبيت الذم كاف يسكنو من دارىا‪،‬‬
‫ٍب فصلت البيت عن الدار كتركتو مز نارا يتربؾ بو‪.‬‬

‫(ُ) ىو‪ :‬عبد ا﵁ ‪٧‬بمد بن الصديق اإلدريسي الغمارم صاحب الطريقة الصديقية كمؤسسها‪ ،‬كلد سنة ُِٓٗىػ‪،‬‬
‫كتوُب سنة َُّٓىػ‪ ،‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بطرب ُب مشاىّب أكلياء ا‪٤‬بغرب‪ ،‬صِِْ‪.ُِٓ ،‬‬
‫(ِ) ىو‪ :‬أ‪ٞ‬بد بن عبد ا‪٤‬بؤمن‪ ،‬ابن الصديق الغمارم ا‪٢‬بسِب‪ ،‬متصوؼ (درقاكم) تنق بْب الطرؽ الصوفية بدأ‬
‫بالطريقة الناصرية‪ٍ ،‬ب ا‪٣‬بلوتية‪ٍ ،‬ب الطريقة الدرقاكية‪ ،‬نزؿ ٗبدينة طنجة ككثر أتباع طريقتو‪ ،‬كلد سنة ََُِىػ‬
‫كتوُب سنة ُِِٔىػ هبا‪ ،‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بطرب ُب مشاىّب أكلياء ا‪٤‬بغرب‪ ،‬صِّٖ‪ ،‬األعبلـ ٔ‪.ِِ/‬‬

‫ُٖٖ‬
‫كقد خلف تآليف كثّبة ضاع معظمها‪ ،‬كيذكر أحد أحفاد ابن عجيبة ا‪٤‬بعاصرين‬
‫أف لو كتابنا ُب البدع تعرض فيو إذل لعب "الكرطة" كالشطرنج كغّبمها‪ ،‬كما أف لو كتابنا‬
‫آخر ُب النيات ضمنو آداب زيارة القبور ك‪ٙ‬برصل ما يرافق ذلك من ‪٩‬بارسات بدعية‪،‬‬
‫كىم يرجعوف إليو الفض ُب بناء الزاكية الدرقاكية باأل‪٪‬برة‪ ،‬كيبدك أف أ‪٪‬باؿ ابن عجيبة‬
‫كأحفاده كانوا على قدر من ا‪١‬باه كا‪٤‬بكانة ُب الوسط الطنجي بعد نزكح أ‪ٞ‬بد بن‬
‫أ‪ٞ‬بد بن عجيبة إليها‪ ،‬فقد أكرد جورج سا‪٤‬بوف(ُ) نصا صدر عاـ َُٓٗـ يصف‬
‫حالة الدرقاكيْب بطنجة قب تأسيس الشيخ ‪٧‬بمد بن الصديق لزاكيتو هبا كفيو‪" :‬كيوجد‬
‫بالفحص الكثّب من الدرقاكيْب التابعْب كإخواهنم بطنجة للشيخ ابن عجيبة أم‬
‫أ‪ٞ‬بد بن أ‪ٞ‬بد بزاكية األ‪٪‬برة‪ ،‬إذ ال شيخ لدرقاكيي طنجة اآلف كلكن يوجد هبا أكالد‬
‫ابن عجيبة أ‪٪‬باؿ الشيخ الكبّب بأ‪٪‬برة كىم ‪٧‬بَبموف بطنجة كباقي الشرفاء هبا"‪.‬‬
‫كقد خلف أ‪ٞ‬بد بن أ‪ٞ‬بد بن عجيبة عدة أكالد من بينهم‪:‬‬
‫إماما بقرية الزميج كغّبىا من القرل‪ ،‬توُب عاـ ُّْٔىػ‪.‬‬
‫‪٧ -‬بمد الساعد‪ ،‬ككاف ن‬
‫‪ -‬فاطمة بنت أ‪ٞ‬بد‪ ،‬أخذت الطريقة الدرقاكية عن ىعمها سيدم‬
‫عبد القادر بن عجيبة اآلٌب ذكره‪ ،‬تأدبت بأدب التصوؼ كاشتهرت با‪٣‬بّب كالصبلح‬
‫‪٩‬با جعلها عظيمة ا‪١‬باه‪ ،‬مقبولة الشفاعة‪ ،‬كىي كالدة ‪٧‬بمد بن الصديق مؤسس‬
‫الزاكية الدرقاكية بطنجة‪ ،‬كزكجها ىو الصديق بن أ‪ٞ‬بد بن عبد ا‪٤‬بومن أحد تبلمذة‬
‫العريب الدرقاكم‪.‬‬

‫(ُ) جورج سا‪٤‬بوف كلد ُب فرنسا عاـ ُٕٖٔـ‪ ،‬كدرس ُب مدرسة اللغات الشرقية‪ٍ ،‬ب تابع تعليمو ُب السوربوف‬
‫با‪٤‬بدرسة التطبيقية للدراسات العليا ُب باريس الٍب تأسست سنة ُٖٖٔـ‪ ،‬كالٍب درس فيها العديد من مفكرم‬
‫فرنسا‪ ،‬لو مؤلفات منها‪ :‬أضرحة طنجة‪ ،‬الطرؽ كالزكايا ُب طنجة‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫‪http: //www. aranthropos. com .‬‬

‫ُٖٗ‬
‫‪ -‬عبد ا‪٢‬بفيظ‪ ،‬كاف صوفيا عالػ نما‪ ،‬استقر ٗبدينة طنجة‪ ،‬ككاف ذا كجاىة لدل‬
‫كثّبا ما كاف يرفع صوتو با‪٥‬بيللة ُب الطريق‪ ،‬اشتغ‬
‫ا‪٣‬باصة كالعامة من الناس‪ ،‬ك ن‬
‫باإلمامة كالتدريس طواؿ حياتو إذل أف توُب عاـ ُّّٓىػ‪ُّْٗ /‬ـ‪ ،‬كقد زكج ابنتو‬
‫الزىراء البن أختو فاطمة الشيخ ‪٧‬بمد بن الصديق الذم عبل صيتو كقدره بفض‬
‫ىذه ا‪٤‬بصاىرة‪.‬‬
‫أما عبد القادر بن أ‪ٞ‬بد بن عجيبة‪ ،‬فقد كلد قب كفاة أبيو بستة أشهر‪ ،‬ك‪٥‬بذا‬
‫كاف ٕباجة إذل من يرعاه رعاية تامة كتربية صا‪٢‬بة‪ ،‬كىو ما ‪ٙ‬بملو الشيخ أبو ا‪٢‬بسن‬
‫علي اللغميش القائم بوظيفة الطريقة بعد كفاة أ‪ٞ‬بد بن عجيبة‪ ،‬كىكذا سهر على‬
‫تربية عبد القادر إذل أف بلغ سنا يؤىلو لئلمساؾ بزماـ الطريقة‪ ،‬فأصبح عالػ نما مربينا‬
‫نىػ ىه ىج هنٍ ىج أبيو ُب العض على مبادئ الدرقاكية كااللتزاـ هبا بشدة‪ ،‬كقد كاف لو عدد‬
‫ال يحيصى من األتباع كا‪٤‬بريدين سواء ُب قبيلة أ‪٪‬برا أك ُب قبيلٍب غمارة كبِب سعيد‪،‬‬
‫‪٧‬بَبما من طرؼ ا‪٢‬بيكاـ كالسلطاف‪ ،‬حٌب إف ا‪٤‬بلك ا‪٢‬بسن األكؿ عندما زار‬ ‫ككاف ن‬
‫مدينة تطواف ُب موكب ر‪٠‬بي سأؿ عنو فىػ يقدـ إليو كمعو اثناف من فقراء الطريقة‪،‬‬
‫حيمبلف تفسّب كالده "البحر ا‪٤‬بديد ُب تفسّب القراف اجمليد"‪ ،‬فلما مث بْب يديو سلم‬
‫إليو التفسّب ىدية كسلم إليو السلطاف كيسْب من النقود ا‪٢‬بسنية‪ ،‬فأخذمها الشيخ‬
‫حاضرا مع‬
‫ن‬ ‫عبد القادر منو كسلمهما لورل العهد آنذاؾ موالم عبد العزيز الذم كاف‬
‫اىدا كصا‪٢‬بنا مث ىذا"‪ ،‬كقد تزكج‬
‫أبيو‪ ،‬فقاؿ لو ا‪٤‬بلك ا‪٢‬بسن األكؿ‪" :‬كا﵁ دل أر ز ن‬
‫عبد القادر بن عجيبة عدة مرات كخلف حوارل أربعْب من األبناء‪ ،‬من بينهم ‪ٟ‬بسة‬
‫ذكور كانوا علماء منهم‪:‬‬
‫مقيما بتازة كنواحيها مدر نسا‪ ،‬كقد قضى هبا أكثر من أربعْب‬
‫‪ -‬تاج الدين‪ ،‬ككاف ن‬

‫َِٖ‬
‫سنة عاد بعدىا إذل قرية الزميج بعد كفاة كالده‪ ،‬كقد اشتغ ُب القضاء بقبيلة أ‪٪‬برة‬
‫كدفن‬
‫كخلف كتابنا ُب علم الوثائق‪ ،‬توُب عاـ ُِّْ عن س ين يناىز ا‪٣‬بامسة كالثمانْب ي‬
‫داخ ضريح كالده‪.‬‬
‫‪ -‬أ‪ٞ‬بد بن عبد القادر بن عجيبة‪ ،‬قضى حياتو كلها ُب التدريس‪ ،‬سكن ُب‬
‫الزميج ٍب ار‪ٙ‬ب إذل قبيلة غمارة حيث أخذ يعظ الناس كيرشدىم إذل معادل الطريق‬
‫الصوُب‪ٍ ،‬ب ار‪ٙ‬ب بعد ذلك إذل قبيلة بِب سعيد حيث بُب زاكية ىناؾ بقرية‬
‫(أخليفاتن) عرفت بالزاكية الدرقاكية العجيبة‪ ،‬توُب عاـ ُّْٓىػ عن س ين يناىز‬
‫التسعْب سنة‪.‬‬
‫أيضا ا‪٤‬بأموف كاألمْب كعبد السبلـ‪.‬‬
‫كمن أبناء عبد القادر بن عجيبة ن‬
‫كيظهر أف أ‪ٞ‬بد بن عجيبة كاف ُب و‬
‫سعة من الرزؽ كلديو ما يكفيو لكي يعوؿ‬
‫أسرتو بكام أفرادىا‪ ،‬فقد كاف ديلك دارين عامرتْب إحدامها ببِب سعيد كأخرل‬
‫بالزميج‪ ،‬كما بينيت لو ثالثة بالفحص إال أنو دل يسكنها‪ ،‬يقوؿ ُب فهرستو ُب معرض‬
‫‪ٙ‬بدثو عما من بو ا﵁ عليو ُب ىذا الشأف‪" :‬كعندم داراف كمها قائمتاف با﵁ ُب ك‬
‫ما ‪٫‬بتاج إليو من مطعم كمشرب كملبس‪ ،‬كأىلي كا‪٢‬بمد ﵁ أغنياء‪ ،‬ك زكجة ‪٥‬با‬
‫اج‬
‫كسوة بنات األغنياء كفراش األغنياء‪ ،‬ك ذلك من عند ا﵁‪ ،‬إذ ليس عندم خر ه‬
‫اتب مرتب إال ما يفتح ا﵁ بو من الغيب‪ ،‬كمع ك دار زاكية معمورة‬ ‫معلوـ كال ر ه‬
‫بالفقراء كخيرج إليها الطعاـ ُب الصباح كالغداء كالعشاء‪ ،‬كُب ك زاكية فقيوه كمؤذ هف‬
‫مرتباف‪ ،‬فللو ا‪٢‬بمد كلو الشكر ‪.)ُ("...‬‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬ابن عجيبة كمنهجو ُب التفسّب ُ‪.َُِ-ٖٗ/‬‬

‫ُِٖ‬
‫ج‪ -‬أثره على من بعده في العصر الحاضر‬
‫‪ٛ‬بجيدا‪ٛ ،‬بث ىذا ُب كثرة الندكات(ُ)‪،‬‬
‫لقد ناؿ ابن عجيبة ُب العصر ا‪٢‬باضر ن‬
‫كالكتابات سواء من األكاددييْب أك ا‪٤‬بستشرقْب‪ ،‬كمن ىذه الندكات‪:‬‬
‫منوذجا‪-‬‬
‫‪ -‬ا‪٤‬بذىب ا‪٤‬بالكي كالتصوؼ ‪-‬ابن عجيبة ن‬
‫قاؿ عنو الدكتور ‪٧‬بمود أم(ِ)‪" :‬ىو عادله مدق هق كفقيوه غّب مقلد‪ ،‬حٌب إنو‬
‫أيضا‪ " :‬ال شك أف ابن عجيبة من أىم‬ ‫يعترب من أى الَبجيج"‪ ،‬كيقوؿ عنو ن‬
‫‪ٙ‬بديدا ُب القرف الثاشل عشر كالثالث‬‫ن‬ ‫الشخصيات ا‪٤‬بتميزة بْب العلماء كالصوفيْب‬
‫عشر ا‪٥‬بجرم ‪.)ّ("...‬‬
‫كقالت عنو كردية بن سعاد كىي باحثة مساعدة ٗبركز ا‪١‬بنيد للدراسات‬
‫عارؼ رباشلي كبّب‪ ،‬كعادله صوُب‪ ،‬اجتمعت لديو‬ ‫ه‬ ‫كالبحوث الصوفية ا‪٤‬بتخصصة‪:‬‬
‫عوارؼ العلوـ كالفنوف‪ ،‬كانكشفت لو أسرار الفهوـ‪ ،‬ق نظّبه ُب ببلد ا‪٤‬بغرب‪ ،‬كعبل‬
‫صنيعو بببلد ا‪٤‬بشرؽ‪ ،‬كقد سلكت طريقو العديد من النفوس(ْ)‪.‬‬
‫أيضا عبد السبلـ العمراشل ا‪٣‬بالدم الذم يطلق على‬ ‫ككذلك من ا‪٤‬بتأثرين بو ن‬
‫نفسو خدصل الطريقة العجيبية‪ ،‬فلو مداخلة ُب ندكة إماـ العلوـ الكسبية كالوىبية أيب‬
‫العباس سيدم أ‪ٞ‬بد بن عجيبة‪ ،‬بعنواف‪ :‬سيدم أ‪ٞ‬بد بن عجيبة تربيتو النبوية‪ ،‬كعلومو‬
‫الذكقية‪ ،‬فيقوؿ عنو‪ :‬سيدم أ‪ٞ‬بد بن عجيبة ىو الشيخ اإلماـ‪ ،‬ا‪٢‬برب ا‪٥‬بماـ‪ ،‬العارؼ‬
‫(ُ) أعماؿ ندكة أ‪ٞ‬بد ابن عجيبة ا‪٤‬بفكر كالعادل الصوُب‪ ،‬منشورات ‪ٝ‬بعية تطاكف أسيمر ُُ‪ /ُِ/‬صفر ُِْٓىػ‪،‬‬
‫ط‪ََِٔ/‬ـ‪.‬‬
‫(ِ) باحث أكادديي ُب تركيا‪.‬‬
‫(ّ) ندكة أكادديية بعنواف ا‪٤‬بذىب ا‪٤‬بالكي كالتصوؼ ُب سياقات ا‪٤‬بعاصرة‪ ،‬صّٗ‪.‬‬
‫(ْ) ‪.http: \\www. aljounaid. ma/article. aspx com‬‬

‫ِِٖ‬
‫الرباشل كالفرد الصمداشل قدكة السالكْب‪ ،‬كمنار الواصلْب‪ ،‬ا‪١‬بامع بْب الشريعة كا‪٢‬بقيقة‪،‬‬
‫كا‪٤‬بتغلغ ُب علوـ القوـ‪ ،‬ا‪٤‬بَبقي ُب الذكؽ كاإل‪٥‬باـ‪ٍ ،‬ب أخذ بعد ذلك يتحدث عن‬
‫الَببية النبوية عند ابن عجيبة(ُ)‪.‬‬
‫كمن ا‪٤‬بؤيدين إلخراج تراثو الصوُب الدكتور عبد اجمليد الصغّب الذم قاؿ‪:‬‬
‫جدير بأف حيظى تراث ابن عجيبة باىتماـ الدارسْب ا‪٤‬بعاصرين كالعلماء ا﵀ققْب‬
‫األكفاء‪ ،‬كإف مسؤكلية جامعة عبد ا‪٤‬بالك السعدم بتطواف لكبّبة ٗبعية النخبة ا‪٤‬بثقفة‬
‫ُب ىذه ا‪٤‬بدينة الٍب شهدت أعجب ٘بربة صوفية‪٘ ،‬بربة ابن عجيبة الٍب شغلت‬
‫ا‪٣‬باص كالعاـ‪ ،‬كأشار إذل رفض ابن عجيبة لقضية ا‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد بقولو‪ :‬ليس‬
‫بالغريب أف ‪٪‬بد ابن عجيبة كىو ا‪٤‬بتصوؼ كالفقيو السِب الذم دل يفتأ يؤكد نفوره من‬
‫نظرية ا‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد(ِ)‪.‬‬
‫د‪ -‬امتداد الطريقة الدرقاوية‪.‬‬
‫لقد كاف ابن عجيبة أحد ا‪٤‬بتصوفة ا‪٤‬بعركفْب بشماؿ ا‪٤‬بغرب (تطواف)‪ ،‬كقضى‬
‫معظم حياتو فيها إال أف شفشاكف(ّ) قد تأثرت بطريقتو؛ ألنو كاف يَبدد على شيخو‬
‫البوزيدم ُب مدينة شفشاكف ُب الشماؿ؛ فأيسست زاكية باسم ابن عجيبة ُب مدينة‬
‫شفشاكف ُب زمن ابنو عبد القادر ا‪٤‬بتوَب سنة ُُّّىػ‪ ،‬كال زالت ىذه الزاكية‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬أعماؿ ندكة الشيخ أ‪ٞ‬بد ابن عجيبة ا‪٤‬بفكر كالعلم الصوُب‪ ،‬صٗ‪.ُُ-َُ-‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬ماذا بقي من فكر ابن عجيبة‪ ،‬رسالة ضمن كتاب خصوصية التجربة الصوفية ُب ا‪٤‬بغرب مفاىيم‬
‫ك٘بليات‪ ،‬صَُٖ‪.ُٗٔ ،ُُٖ-‬‬
‫(ّ) شفشاكف‪ :‬مدينة ُب مشاؿ ا‪٤‬بغرب‪ ،‬كىي مركز إقليم شفشاكف‪ ،‬اختطت ُب حدكد سنة ٕٖٔىػ على يد ا‪٢‬بسن بن‬
‫‪٧‬بمد بن ا‪٢‬بسن ينتهي نسبو إذل أيب ‪٧‬بمد عبد السبلـ بن مشيش؛ لتحصْب ا‪٤‬بسلمْب من نصارل سبتو؛ ألهنم‬
‫عندما استولوا عليها كانوا يتطاكلوف على أىلها‪ .‬ينظر‪ :‬االستقصا ألخبار دكؿ ا‪٤‬بغرب األقصى ْ‪.ُُِ/‬‬

‫ِّٖ‬
‫مفتوحة األبواب‪ ،‬ككاف من أبرز من نشر الطريقة العجيبية بشفشاكف ا‪٤‬بفض بن‬
‫ا‪٢‬بسن أزيات ا‪٣‬برشاُب ا‪٤‬بتوَب سنة َُّٔىػ‪ ،‬كىو أحد مريدم عبد القادر بن‬
‫و‬
‫بنشاط ُب نشر الطريقة الدرقاكية(ُ)‪.‬‬ ‫عجيبة‪ ،‬كلذلك عيرفت شفشاكف‬

‫(ُ) ابن عجيبة كامتداد طريقتو ُب شفشاكف‪ ،‬منشورات ‪ٝ‬بعية تطواف‪ ،‬صَُّ‪.َُْ-‬‬

‫ِْٖ‬
‫انفصم انطبدش‪:‬‬
‫انتعريف ثبنطريمخ اندرلبٔيخ‪ٔ ،‬دٔرِ يف تأضيطٓب‬

‫ٔيٕلف عهًبء أْم انطُخ يُٓب‬


‫كفيو ثبلثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التعريف بالطريقة الدرقاكية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دكره ُب تأسيسها‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬موقف أعبلـ السنة من الطريقة الدرقاكية‪.‬‬
‫ادلجحث األٔل‪:‬‬
‫انتعريف ثبنطريمخ اندرلبٔيخ‬

‫أ‪ -‬التعريف بالطريقة الدرقاوية وسبب تسميتها‬


‫ٗبا أف ابن عجيبة أحد أئمة ا‪٤‬بتصوفة ا‪٤‬بنتسبْب إذل الطريقة الدرقاكية فقد‬
‫اقتضى البحث أف نقف على تعريف ‪٥‬بذه الطريقة‪ ،‬فقد ي‪٠‬بيت ىذه الطريقة هبذا‬
‫االسم نسبةن ‪٤‬بؤسسها أيب عبد ا﵁ ‪٧‬بمد العريب بن أ‪ٞ‬بد الدرقاكم الزركارل‪ ،‬ينتمي‬
‫‪١‬بده ‪٧‬بمد بن يوسف ا‪٤‬بلقب بأيب درقة(ُ) من ذرية إدريس أيب العباس(ِ)‪.‬‬
‫كلد ُب أكائ النصف الثاشل عشر بقرية بِب عبد ا﵁ من قبيلة بِب زركاؿ سنة‬
‫َُُٓىػ‪ ،‬كتوُب عاـ ُِّٗىػ‪ ،‬عيرؼ بكثرة زيارتو ألضرحة األكلياء(ّ) طوافنا‬
‫(ْ)‬
‫طويبل يبحث عن‬ ‫عليهم ‪ ،‬كىذه العقيدة راسخة عند العريب الدرقاكم فلقد لبث ن‬
‫شيخ مريب ليسلك على يديو طريق الصوفية‪ ،‬كأخرب عن نفسو أنو ختم القرآف ستْب‬
‫مرة عند ضريح ا‪٤‬بوذل إدريس بفاس‪ ،‬كتضرع بالدعاء حٌب أجاب ا﵁ ‪ ‬دعاءه‬
‫(ُ) حيث كانت لو درقة كبّبة حيتمي هبا ُب ا‪٢‬بركب أياـ ا‪٤‬بوحدين كصار ىذا اللقب يطلق على ذريتو كأتباعو‪،‬‬
‫رب ًمن الَبسة‪ ،‬الواحدة ىد ىرقة‪ ،‬ي‬
‫ك٘ب ىمع على األدراؽ‬ ‫ض ه‬‫ينظر‪ :‬ا‪٤‬بطرب ٗبشاىّب أكلياء ا‪٤‬بغرب‪ ،‬صَِٓ‪ ،‬كا ىلد ىرؽ‪ :‬ى‬
‫كدراؽ‪ .‬ينظر‪ :‬هتذيب اللغة‬ ‫تيػتخذ من جلود دكاب تكوف ُب ببلد ا‪٢‬ببش‪ ،‬الواحدة درقىة كا‪١‬بمع درؽ كأدراؽ ً‬
‫ىى‬ ‫ىى‬ ‫ٌ‬
‫ٗ‪ ،ْٓ/‬ك‪ٝ‬بهرة اللغة‪ ،‬البن دريد ُ‪.ّّٓ/‬‬
‫(ِ) ىو أ‪ٞ‬بد بن إدريس اإلدريسي‪ ،‬صاحب الطريقة اإلدريسية‪ ،‬كلد بنواحي فاس سنة ُُِٕىػ‪ ،‬التحق ٗبعهد‬
‫القويْب‪ ،‬أخذ الطريقة الشاذلية عن عبد الوىاب التازم‪ ،‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بطرب ٗبشاىّب أكلياء ا‪٤‬بغرب‪ ،‬صِِٕ‪.‬‬
‫(ّ) ضريح عبد السبلـ بن مشيش‪ُ ،‬ب جب العلم‪ ،‬كموقعو شرؽ جنوب طنجة كغرب جنوب تطواف‪ ،‬يبعد عن‬
‫تطواف ستْب كلم‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بطرب ٗبشاىّب أكلياء ا‪٤‬بغرب‪ ،‬صُٗ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر ا‪٤‬برجع نفسو‪ ،‬صَِٔ‪.‬‬

‫ِٕٖ‬
‫كالتقى بعلي العمراشل ا‪٤‬بلقب با‪١‬بم (ُ) ٗبدينة فاس سنة ُُِٖىػ‪ ،‬ىو ابن ثبلث أك‬
‫أربع كعشرين سنة تقريبنا(ِ)‪ ،‬فهو يعترب الشيخ ضركرة للمريد فيقوؿ‪" :‬من ال شيخ لو‬
‫فالشيطاف شيخو‪ ،‬كمن ال شيخ لو ال قبلة لو‪ ،‬كمن ال شيخ لو فهو بطاؿ"(ّ)‪.‬‬
‫كال شك أف من الباط ‪ٚ‬بصيص مكاف للعبادة بطريقة غّب مشركعة بالكتاب‬
‫كالسنة كفق منهج السلف الصاحل الذين عبدكا ا﵁ حق عبادتو كدل ينق عن أحد‬
‫(ْ)‬
‫منهم أنو خص مكانا دكف آخر كما يفع ذلك بعض الصوفية ُب الزكايا‬
‫كاألربطة(ٓ)؛ لييجع بعد ذلك يسنة يقتفيها ك أتباع الطرؽ الصوفية‪.‬‬
‫قاؿ ابن ا‪١‬بوزم مبيػننا ما عليو الصوفية من إحيائهم الزكايا بالعبادة‪" :‬أما بناء‬
‫قوما من ا‪٤‬بتعبدين ا‪٤‬باضْب ا‪ٚ‬بذكىا لبلنفراد بالتعبد كىؤالء إذا صح‬ ‫األربطة فإف ن‬
‫قصدىم فهم على ا‪٣‬بطأ من ستة أكجو‪:‬‬
‫أحدىا‪ :‬أهنم ابتدعوا ىذا البناء كإمنا بنياف أى اإلسبلـ ا‪٤‬بساجد‪.‬‬
‫نظّبا ييقل ‪ٝ‬بعها‪.‬‬
‫كالثاشل‪ :‬أهنم جعلوا للمساجد ن‬
‫(ُ) ىو‪ :‬علي بن عبد الر‪ٞ‬بن العمراشل ا‪٤‬بلقب با‪١‬بم ‪ ،‬من مشاىّب التصوؼ ُب القرف الثاشل عشر‪ ،‬كىو من مريدم‬
‫الطيب الوزاشل‪ ،‬توُب سنة ُُّٗىػ‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بطرب ٗبشاىّب أكلياء ا‪٤‬بغرب صََِ‪٦ ،‬بلة أم ُب تاريخ الزكايا‬
‫كالطرقية با‪٤‬بغرب‪ ،‬صَِ‪.‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬رسائ العريب الدرقاكم‪ ،‬صٓ‪ ،ٔ ،‬ا‪٤‬بطرب ٗبشاىّب أكلياء ا‪٤‬بغرب‪ ،‬صَِٕ‪.‬‬
‫(ّ) ا‪٤‬بطرب ٗبشاىّب أكلياء ا‪٤‬بغرب‪ ،‬صٔ‪.‬‬
‫(ْ) تقسم الزكايا إذل ثبلثة أقساـ‪ :‬زكايا بسيطة كىي الٍب دل تنب على ضريح كرل‪ ،‬كال نسبت إذل كرل أك إذل طريقة‬
‫صوفية‪ ،‬كالقسم الثاشل‪ :‬الزاكية ذات الورل كىي ما أنشئت حوؿ ضريح‪ ،‬كتكتسب ‪٠‬بعة من أج ذلك‪،‬‬
‫كسرعاف ما تتحوؿ إذل مركز عمراشل كبّب‪ ،‬كالقسم الثالث كىي الٍب تنتسب إذل طريقة من الطرؽ الصوفية‪ ،‬مث‬
‫الزاكية العجيبية ُب شفشاكف‪ .‬ينظر‪ :‬الشعر الدالئي‪ ،‬صٔ‪.‬‬
‫(ٓ) األربطة‪ٝ :‬بع رباط‪ ،‬كأصلو من مرابط ا‪٣‬بي ‪ ،‬كىو ارتباطها بإزاء العدك ُب بعض الثغور‪ٍ ،‬ب أيطلقت على ما أحدثو‬
‫الصوفية من أبنية للخلوة كالعزلة‪ ،‬كىذا ‪٩‬با خيالف الشرع إذ هبا تَبؾ ا‪٤‬بساجد‪ ،‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بعجم الصوُب‪ ،‬صَُِ‪.‬‬

‫ِٖٖ‬
‫كالثالث‪ :‬أهنم أفاتوا أنفسهم نق ا‪٣‬بطى إذل ا‪٤‬بساجد‪.‬‬
‫كالرابع‪ :‬أهنم تشبهوا بالنصارل بانفرادىم باألديرة‪.‬‬
‫(ُ)‬
‫‪٧‬بتاج إذل النكاح‪.‬‬
‫ه‬ ‫أكثرىم‬‫ك‬ ‫شباب‬ ‫كىم‬ ‫كا‪٣‬بامس‪ :‬أهنم تعزبوا‬
‫علما ينطق بأهنم يزىاد فيوجب ذلك زيارهتم‬ ‫كالسادس‪ :‬أهنم جعلوا ألنفسهم ن‬
‫كالتربؾ هبم ‪ ...‬كقد رأينا ‪ٝ‬بهور ا‪٤‬بتأخرين منهم مسَبحيْب ُب األربطة من كد ا‪٤‬بعاش‬
‫متشاغلْب باألك كالشرب كالغناء كالرقص يطلبوف الدنيا من ك ظادل كال يتورعوف‬
‫من عطاء ماكس‪ ،‬كأكثر أربطتهم قد بناىا الظلمة ككقفوا عليها األمواؿ ا‪٣‬ببيثة"(ِ)‪.‬‬
‫كاألدلة مستفيضة من الكتاب كالسنة كاإل‪ٝ‬باع كالقياس على ‪ٙ‬برصل ذلك‪.‬‬
‫أ‪ -‬من الكتاب‪:‬‬
‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬ ‫قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﭚ ﭛﭜﭝﭞ ﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧ ﭨﭩﭪﮊ(ّ)‪.‬‬
‫ككجو االستدالؿ باآلية عمومها؛ إذ االسم ا‪٤‬بوصوؿ بصلة عامة يعم بعمومها‬
‫حٌب يرد ‪ٚ‬بصيصو‪ ،‬فك مسجد شارؾ مسجد سبب النزكؿ ُب التفرقة كالضرر كاف‬
‫كهو ُب ا‪٢‬بكم ‪ ...‬فسبب النزكؿ ال خيصص الدلي العاـ كما ىو معلوـ ُب‬
‫األصوؿ‪ ،‬ك‪٤‬با كانت القباب كالزكايا أعظم ضار كمفرؽ أخذت بذلك حكم مسجد‬
‫الضرار(ْ)‪.‬‬

‫(ُ) تعزبوا‪ :‬تركوا النكاح‪ ،‬ينظر‪ :‬ا﵀كم كا﵀يط األعظم ُ‪.ُٖٗ/‬‬


‫(ِ) تلبيس إبليس ُ‪.ُٕٓ/‬‬
‫(ّ) سورة التوبة‪.َُٕ :‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬حكم السنة كالكتاب ُب الزكايا كالقباب‪ ،‬صَّ‪.‬‬

‫ِٖٗ‬
‫ب‪ -‬من السنَّة‪:‬‬
‫قاؿ ‪ :‬اشتد غضب ا﵁ على و‬
‫قوـ ا‪ٚ‬بذكا قبور أنبيائهم مساجد (ُ)‪.‬‬
‫كقاؿ‪ :‬لعن ا﵁ اليهود كالنصارل ا‪ٚ‬بذكا قبور أنبيائهم مساجد (ِ)‪.‬‬
‫كقاؿ‪ :‬ال تتخذم قربم كثنننانا (ّ)‪.‬‬
‫قاؿ ابن عبد الرب ‪" :‬الوثن‪ :‬الصنم‪ ،‬كىو الصورة من ذىب كاف أك من‬
‫صنما كاف أك‬
‫فضة‪ ،‬أك غّب ذلك من التمثاؿ‪ ،‬كك ما يعبد من دكف ا﵁ فهو كثن‪ ،‬ن‬
‫غّب صنم‪ ،‬ككانت العرب تيصلي إذل األصناـ كتعبدىا‪ ،‬فخشي رسوؿ ا﵁ على‬
‫أيمتو أف تصنع كما صنع بعض من مضى من األمم كانوا إذا مات ‪٥‬بم ي‬
‫نيب عكفوا‬
‫حوؿ قربه كما ييصنع بالصنم‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬اللهم ال ٘بع قربم كثننا يصلى إليو‪،‬‬
‫كييسجد ‪٫‬بوه‪ ،‬كييعبد فقد اشتد غضب ا﵁ على من فع ذلك‪ ،‬ككاف رسوؿ ا﵁‬
‫مرسبل ُ‪ ،ُِٕ/‬رقم ُْْ‪ ،‬كقاؿ الزرقاشل ُب شرح‬
‫(ُ) أخرجو مالك ُب ا‪٤‬بوطأ ُب قصر الصبلة‪ ،‬باب جامع الصبلة ن‬
‫موصوال من حديث‬
‫ن‬ ‫ا‪٤‬بوطأ‪ ،ْٗٔ/ُ :‬قاؿ ابن عبد الرب‪ :‬ال خبلؼ عن مالك ُب إرساؿ ىذا ا‪٢‬بديث‪ ،‬كقد صح‬
‫‪ ،‬كابن سعد ُب الطبقات ِ‪ ،َِْ/‬كأخرجو ا‪٢‬بميدم‪ ،‬باب ا‪١‬بنائز ِ‪ ،ْْٓ/‬رقم َُِٓ‪،‬‬ ‫أيب ىريرة‬
‫كالديلمي ُب مسنده ُ‪ ،ّْٗ/‬رقم ََُِ‪ ،‬كأسنده البزار عن عمر بن ‪٧‬بمد عن زيد عن عطاء‪ ،‬عن أيب سعيد‬
‫ا‪٣‬بدرم عن النيب ‪ ،‬كقولو‪ :‬اشتد غضب ا﵁ على قوـ ا‪ٚ‬بذكا قبور أنبيائهم مساجد ‪٧‬بفوظ من طرؽ كثّبة‬
‫صحاح‪ ،‬كعمر بن ‪٧‬بمد بن عبد ا﵁ بن عمر بن ا‪٣‬بطاب من ثقات أشراؼ أى ا‪٤‬بدينة‪ ،‬ركل عنو مالك كالثورم‬
‫كسليماف بن ببلؿ‪ ،‬فا‪٢‬بديث صحيح عند من حيتج ٗبراسي الثقات‪ ،‬كعند من قاؿ با‪٤‬بسند إلسناد عمر بن ‪٧‬بمد‬
‫لو بلفظ ا‪٤‬بوطأ سواد كىو من تقب زيادتو كلو شاىد عند العقيلي من طريق سفياف عن ‪ٞ‬بزة بن ا‪٤‬بغّبة عن‬
‫سهي بن أيب صاحل عن أيب ىريرة رفعو‪ ،‬كصححو األلباشل ُب مشكاة ا‪٤‬بصابيح ُ‪ ،ِّْ/‬رقم َٕٓ‪.‬‬
‫(ِ) أخرجو البخارم‪ ،‬باب ما يكره من ا‪ٚ‬باذ ا‪٤‬بساجد على القبور‪ ،ٖٖ/ِ ،‬رقم َُّّ‪ ،‬كمسلم‪ ،‬كتاب ا‪١‬بهاد‬
‫كالسّب‪ ،‬باب النهي عن بناء ا‪٤‬بساجد على القبور‪ ،ّٕٔ/ُ ،‬رقم ُٗ‪.‬‬
‫(ّ) أخرجو أ‪ٞ‬بد ُب ا‪٤‬بسند ِ‪ ،ِْٔ/‬رقم ِّٕٓ‪ ،‬كأبو يعلى ُب مسنده ُِ‪ ،ّّ/‬كا‪٢‬بميدم ُب مسنده ِ‪،ْْٓ/‬‬
‫كقاؿ أ‪ٞ‬بد شاكر ُب ‪ٙ‬بقيق ا‪٤‬بسند ُّ‪ :ٖٖ/‬إسناده صحيح‪ ،‬كذكره الدارقطِب ُب عللو ِ‪ ،ُِِ/‬رقم ِّّ‪،‬‬
‫كقاؿ‪" :‬كا﵀فوظ ىو ا‪٤‬بوقوؼ"‪ ،‬كقاؿ األلباشل ُب ‪ٙ‬بذير الساجد صُُّ‪ :‬سنده صحيح‪.‬‬

‫َّٖ‬
‫يحيذر أصحابو كسائر أيمتو من سوء صنيع األمم قبلو‪ ،‬الذين صلوا إذل قبور أنبيائهم‪،‬‬
‫كمسجدا‪ ،‬كما صنعت الوثنية باألكثاف الٍب كانوا يسجدكف إليها‬‫ن‬ ‫كا‪ٚ‬بذكىا قبلة‬
‫كيعظموهنا‪ ،‬كذلك الشرؾ األكرب‪ ،‬فكاف النيب خيربىم ٗبا ُب ذلك من سخط ا﵁‬
‫كغضبو‪ ،‬كأنو ‪٩‬با ال يرضاه خشية عليهم من امتثاؿ طرقهم"(ُ)‪.‬‬
‫ج‪ -‬من اإلجماع‪" :‬ال يَبدد ه‬
‫مؤمن يعلم ىذا ُب ‪ٙ‬برصل ذلك‪ ،‬كال يعترب من‬
‫ا‪٣‬ببلؼ ‪ ...‬كما خالف فيما نيق عن العلماء إال حيٓب الزيدم(ِ) حيث قاؿ‪ " :‬جيوز‬
‫بناء القباب كا‪٤‬بساجد على قبور أى الفض الستعماؿ ا‪٤‬بسلمْب ذلك‪ ،‬كدل‬
‫ينكركه"(ّ)‪ ،‬كلكن ال يلتفت لقولو‪ ،‬كال يقدح ُب اإل‪ٝ‬باع ب اإل‪ٝ‬باع قادح فيو‪.‬‬
‫كيػيىرد على ىذا ا‪٤‬بخالف من سبعة أكجو‪:‬‬
‫كما تقدـ ُب حديث اللعن كاشتداد‬ ‫أول‪٨ :‬بالفتو ‪٤‬با جاء عن رسوؿ‬
‫ً‬
‫هبدمها كتسويتها‪.‬‬ ‫الغضب كغّبمها من أمر رسوؿ ا﵁‬
‫ﮋﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬ ‫‪ ،‬قاؿ تعاذل‪:‬‬ ‫ثانيًا‪٨ :‬بالفتو لفع رسوؿ ا﵁‬
‫ﭴﭵﭶﭷ ﭸﭹﭺﭻ ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮊ(ْ)‪.‬‬
‫كاآلية دالةه على عدـ جواز ‪٨‬بالفة أمر رسوؿ ا﵁ كنقض اإل‪ٝ‬باع‪.‬‬
‫قاؿ ابن كثّب ‪" :‬كمن سلك غّب طريق الشريعة الٍب جاء هبا الرسوؿ ‪،‬‬
‫(ُ) التمهيد ٓ‪.ْٓ/‬‬
‫(ِ) ىو‪ :‬حيٓب بن ‪ٞ‬بزة بن علي بن إبراىيم بن ‪٧‬بمد بن إدريس الزيدم‪ ،‬كلد بصنعاء ُب ِٕ صفر سنة ٗٔٔىػ‪ ،‬لو‬
‫مؤلفات منها‪ :‬ا‪٢‬باكم ُب الفقو‪ ،‬ا﵀ص ُب شرح أسرار ا‪٤‬بفص ‪ ،‬مات سنة َٕٓىػ ٗبدينة ذمار كدفن هبا‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬البدر الطالع ِ‪.ُّّ/‬‬
‫(ّ) البحر الزخار ا‪١‬بامع ‪٤‬بذاىب علماء األمصار ِ‪.ُِّ/‬‬
‫(ْ) سورة النساء‪.ُُٓ :‬‬

‫ُّٖ‬
‫فصار ُب ش يق كالشرع ُب شق‪ ،‬كذلك عن عمد منو بعدما ظهر لو ا‪٢‬بق كتبْب لو‬
‫كاتضح لو‪ ،‬كقولو‪ :‬ﮋﭷ ﭸ ﭹﮊ ىذا مبلزـ للصفة األكذل‪ ،‬كلكن قد تكوف‬
‫ا‪٤‬بخالفة لنص الشارع‪ ،‬كقد تكوف ‪٤‬با أ‪ٝ‬بعت عليو األيمة ا﵀مدية‪ ،‬فيما علم اتفاقهم‬
‫عليو ‪ٙ‬بقي نقا‪ ،‬فإنو قد ضمنت ‪٥‬بم العصمة ُب اجتماعهم من ا‪٣‬بطأ‪ ،‬تشري نفا ‪٥‬بم‬
‫كتعظيما لنبيهم"(ُ)‪.‬‬
‫ن‬
‫ثالثنا‪٨ :‬بالفتو للصحابة حيث دل يفعلوا‪.‬‬
‫كصرح بو من أف ذلك النهي ُب‬ ‫ابعا‪ :‬مناقضة فهمو ‪٤‬با فهمو رسوؿ ا﵁‬‫رن‬
‫قبور األنبياء كالصلحاء الذم قيٌد بو ىو النهي‪.‬‬
‫خامسا‪٨ :‬بالفتو ‪٤‬با عليو سلف األيمة كعلمائها‪.‬‬
‫ن‬
‫موجودا أك حاضنرا بك ذم‬
‫ن‬ ‫سادسا‪ :‬فتحو بفتواه باب عبادة األكثاف كما ييرل‬
‫ن‬
‫بصر كبصّبة‪.‬‬
‫سابعا‪٨ :‬بالفتو ‪٤‬با خاؼ رسوؿ ا﵁ على أيمتو من التشبو باليهود كالنصارل‬
‫ن‬
‫كغّبىم بفتواه الٍب تدؿ على أنو ال خوؼ عليهم من ذلك(ِ)‪.‬‬
‫د‪ -‬من بالقياس‪:‬‬
‫أف ضرر مسجد آلخر يينقص ‪ٝ‬باعتو كعمارتو‪ ،‬ككذلك ىذه األبنية الٍب‬
‫حالت بْب السواد األعظم من ا‪٤‬بسلمْب كبْب مساجدىم كبيوت رهبم كجرهتم إذل‬
‫الويبلت كعبادة األكثاف فيها كالسجود كالركوع إذل العظاـ النخرة هبا‪ ،‬كسؤاؿ ا‪٢‬بوائج‬
‫الٍب ال يقدر عليها إال ا﵁ من ر‪٩‬بهم البالية كتعظيمهم كتعظيم ا﵁‪ ‬كالتقرب‬
‫(ُ) تفسّب القرآف العظيم ِ‪.ُِْ/‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬حكم السنة كالكتاب ُب الزكايا كالقباب‪ ،‬صِٗ‪.ٓٔ-ّٓ ،َّ-‬‬

‫ِّٖ‬
‫إليهم باألمواؿ‪ ،‬كالذبائح‪ ،‬كعقر ا‪٢‬بيواف كتسييبها ‪٥‬بم‪ ،‬كاعتقاد أف ا﵁ رىن إشارهتم‪،‬‬
‫رب كال مربوب‪ ،‬كإف فع‬
‫كطوع أيديهم‪ ،‬كأكامرىم‪ ،‬كأف اجمليء إليهم ال خيشى من ي‬
‫ما فع (ُ)‪.‬‬
‫كإذا كاف شأف ىذه البيوت كالقباب كالزكايا ىو نفسو شأف مسجد الضرار‬
‫فإهنا تػي ٍل ىح يق بو ٔبامع الضرر ا‪٤‬بتحقق من قبلها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الطريقة الدرقاوية وانتشارىا‬
‫‪ -1‬الطريقة الدرقاوية‪:‬‬
‫عيرفت بطريقة خرؽ العوائد(ِ)(ّ)‪ ،‬كمثلها العريب الدرقاكم‪ ،‬كتلميذه البوزيدم‪،‬‬
‫كأ‪ٞ‬بد بن عجيبة‪ ،‬كىي تدعو إذل تصوؼ عملي اجتماعي يشارؾ ُب ا‪٢‬بياة‬
‫السياسية كاالجتماعية‪ ،‬كيرجع ُب ذلك الكتاب كالسنة كسّبة السلف الصاحل ُب‬
‫األقواؿ كاألفعاؿ كالعبادات(ْ)‪ ،‬ككانت ‪٥‬با شارات عرفت هبا سلوؾ الطريقة الدرقاكية‬
‫كىي‪ :‬لبس ا‪٤‬برقعة(ٓ)‪ ،‬كتقلد السبحة ذات ا‪٢‬ببات ا‪٣‬بشبية الكبّبة‪ ،‬كيلفوهنا حوؿ‬
‫أعناقهم‪ ،‬ك‪ٞ‬ب العصا ُب اليد(ٔ)‪.‬‬
‫أساسا ُب طريقتهم‪ ،‬كقد‬
‫ن‬ ‫جهرا كاعتربكه‬
‫كقد اشتهر الدرقاكيوف بالذكر ن‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬ا‪٤‬برجع نفسو‪ ،‬صٖٓ‪.‬‬
‫صعب خركجها عنو‪ ،‬فخرؽ العوائد إبدا‪٥‬با بضدىا‪،‬‬
‫(ِ) خرؽ العوائد‪ :‬ك ما تعودتو النفس كألفتو كاستمرت معو حٌب ي‬
‫كخرؽ العادة ىو‪٘ :‬باكز كتقويض كإبطاؿ ا‪٤‬بألوؼ‪ .‬ينظر‪ :‬كشاؼ اصطبلحات الفنوف كالعلوـ ُ‪.ُِٖ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬الفهرسة‪ ،‬صِٓ‪.‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬إشكالية إصبلح الفكر الصوُب ُب القرنْب ُٖ‪ ،ُٗ/‬صُٔ‪ ،‬الزاكية الدرقاكية ٕباضرة آسفي‪ ،‬صُٔ‪.‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬كشف ا﵀جوب‪ ،‬صُِْ‪.‬‬
‫(ٔ) ينظر‪ :‬الزاكية الدرقاكية ٕباضرة آسفي‪ ،‬صُٕ‪.‬‬

‫ّّٖ‬
‫استحسنو العريب الدرقاكم(ُ)‪ ،‬ككصف ا‪٤‬بعسكرم الذكر عند العريب الدرقاكم بقولو‪:‬‬
‫كانت حلقات الذكر عنده ىي أسس الوسائ كأ‪٠‬بى الفضائ (ِ)‪.‬‬
‫كال شك أف إطبلؽ مرجعيتها إذل الكتاب كالسنة يتناَب مع كاقعهم االعتقادم‬
‫كالسلوكي‪ ،‬فكيف ٗبن كانت عقائدىم ا‪٢‬بلوؿ ككحدة الوجود‪ ،‬كتقديس األكلياء‪،‬‬
‫تادا‬
‫كاالعتقاد فيهم أهنم يعلموف الغيب‪ ،‬كيتصرفوف ُب الكوف‪ ،‬كأف فيهم أقطابنا كأك ن‬
‫يستغاث هبم من دكف ا﵁‪ ،‬كمؤلفاهتم تدينهم بالضبلؿ‪ ،‬كيف جيتمع ىذا مع‬
‫ادعاء الرجوع إذل الكتاب كالسنة؟‬
‫ك‪٥‬بذا ال يرتاب ا‪٤‬بسلم ُب أف أصحاب ىذه الطرؽ خارجوف عن السنة بعيدكف‬
‫عنها‪ ،‬فمن ادعى أف عملو كفق سّبة السلف الصاحل فليأت بدلي كلن جيد‪ ،‬فهؤالء‬
‫القوـ حينما غلب عليهم ا‪٥‬بول مع ا‪١‬به بطريقة أى السنة‪ ،‬تومهوا أف ما ظهر ‪٥‬بم‬
‫بعقو‪٥‬بم ىو الطريق القوصل دكف غّبه‪ ،‬فساركا عليو‪ ،‬فحادكا بسببو عن الطريق ا‪٤‬بستقيم‪،‬‬
‫فهم ضالوف من حيث ظنوا أهنم راكبوف للجادة‪ ،‬كالذم دير باللي على ا‪١‬بادة‪ ،‬كليس‬
‫لو دلي يهديو‪ ،‬فيوشك أف يض عنها فيقع ُب متاىة‪ ،‬كإف كاف بزعمو يتحرل قصدىا‪،‬‬
‫فا‪٤‬ببتدع من ىذه األيمة إمنا ض ُب أدلتها حيث أخذىا مأخذ ا‪٥‬بول كالشهوة‪ ،‬ال مأخذ‬
‫االنقياد ‪ٙ‬بت أحكاـ ا﵁‪.)ّ(‬‬
‫‪" :‬كاعلم أف الناس لو كقفوا عند ‪٧‬بدثات األمور‪ ،‬كدل‬ ‫قاؿ الربهبارم‬
‫كبلما ‪٩‬با دل جيئ فيو أثر عن رسوؿ ا﵁ ‪ ،‬كال عن‬ ‫جياكزكىا بشيء‪ ،‬كدل يولدكا ن‬
‫أصحابو دل تكن بدعة"(ْ)‪.‬‬
‫(ُ) شورا الطوية ُب مذىب الصوفية‪٨ ،‬بطوط‪ ،‬ؿ‪.ُّ/‬‬
‫(ِ) كنز األسرار ُب مناقب العريب الدرقاكم‪٨ ،‬بطوط‪ ،‬ؿ‪.ُّ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬االعتصاـ ُ‪.ُّْ/‬‬
‫(ْ) شرح السنة‪ ،‬صْٔ‪.‬‬

‫ّْٖ‬
‫‪ -2‬انتشار الطريقة الدرقاوية داخل المغرب وخارجو‪.‬‬
‫انتشرت الطريقة الدرقاكية ُب ا‪٤‬بدف كالبوادم ا‪٤‬بغربية‪ ،‬ككانت تضم ُب سنة‬
‫ُّٗٗـ حوارل ّّٔٓٗ ألف تابع ُب ا‪٤‬بغرب موزعة على الشك اآلٌب(ُ)‪:‬‬
‫عدد أتباع الدرقاويين‬ ‫المنطقة‬
‫(ِ)‬
‫ِٖٖٓ‬ ‫كجدة‬
‫(ّ)‬
‫ِٕٖٓ‬ ‫تازة‬
‫ُْٖٕ‬ ‫فاس‬
‫َُُٖ‬ ‫مكناس‬
‫(ْ)‬
‫ٕٗٔ‬ ‫القنيطرة‬

‫(ُ) اجمللة ا‪٤‬بغربية لعلم االجتماع السياسي‪ ،‬العدد ُّ‪٦ ،ُُٗٗ ،ُْ/‬بم التاريخ الديِب با‪٤‬بغرب صَُْ‪.ُُْ-‬‬
‫(ِ) كجدة‪ :‬مدينة كبّبة مسورة قددية‪ ،‬كثّبة البساتْب كا‪٤‬بياه كالعيوف‪ ،‬طيبة ا‪٥‬بواء‪ ،‬جيدة الَببة‪ ،‬كعليها طريق ا‪٤‬بار‬
‫كالصادر من ببلد ا‪٤‬بشرؽ إذل ببلد ا‪٤‬بغرب‪ ،‬كسجلماسة كغّبىا‪ ،‬كىي أقرب مدينة مغربية إذل ا‪٢‬بدكد ا‪١‬بزائرية‪،‬‬
‫اختطها زيرم بن عطية بن عبد الر‪ٞ‬بن بن خزر ا‪٤‬بغراكم‪ ،‬سنة ّْٖىػ‪ ،‬كبُب هبا ا‪٤‬بلوؾ ا‪٤‬برابطوف كا‪٤‬بوحدكف‬
‫عدة مآثر‪ ،‬افتتحها يوسف بن تاشفْب‪ .‬ينظر‪ :‬االستبصار ُب عجائب األمصار‪ ،‬صُٕٕ‪ ،‬تاريخ ابن خلدكف‬
‫ٕ‪ ،ّْ/‬تعريف با‪٤‬بدف كالقرل كالقبائ كاألسر كا‪١‬بهات‪ ،‬صُُٓ‪.‬‬
‫(ّ) تازة‪ :‬من أقدـ ا‪٤‬بدف ا‪٤‬بغربية‪ ،‬تقع كسط قبيلة غياثة ُب منتصف الطريق بْب مكناس ككجدة على بعد َُِ كلم‬
‫شرؽ فاس كِٓٓكلم من كجدة ُب موقع جبلي بْب األطلس ا‪٤‬بتوسط كجباؿ الريف ُب ‪٩‬بر إسَباتيجي عظيم‬
‫بْب الغرب الشرقي كسهوؿ فاس‪ ،‬أيسست سنة ِٗٓىػ‪ ،‬كتقع فوؽ ىضبة مرتفعة ‪٫‬بو ََٔـ ‪ٙ‬بيط هبا ا‪١‬بناف‬
‫كا‪٢‬بقوؿ كالبساتْب كغابات الزيتوف‪ ،‬كتضم عدة مآثر تارخيية‪ .‬ينظر‪ :‬تعريف با‪٤‬بدف كالقرل كالقبائ كاألسر‬
‫كا‪١‬بهات‪ ،‬صٓٗ‪.‬‬
‫(ْ) القنيطرة‪ :‬تقع على بعد َُكلم مشاؿ الرباط‪ ،‬كُُْكلم جنوب القصر الكبّب‪ ،‬كُْٗكلم من مكناس‪ ،‬بناىا‬
‫ا‪٢‬بسن األكؿ على الضفة اليسرل لنهر سبو ُب أكائ ىذا القرف‪ ،‬كبُب هبا قصبة كربل على بعد َُ كلم من‬
‫مصب النهر ُب ا﵀يط األطلسي‪ ،‬كعلى مقربة منها توجد عدة آثار ركمانية ُب مكاف يدعى ‪ٛ‬بوزيد على بعد ْ‬
‫=‬
‫ّٖٓ‬
‫(ُ)‬
‫ٖٗٗ‬ ‫الرباط‬
‫(ِ)‬
‫ََْٓ‬ ‫الدار البيضاء‬
‫(ّ)‬
‫َُّٔ‬ ‫ا‪١‬بديدة‬
‫ُٔٗ‬ ‫أسفي‬
‫ِٕٕٗ‬ ‫مراكش‬
‫(ْ)‬
‫ُِّٗ‬ ‫كسط األطلس‬
‫(ٓ)‬
‫ُٕٕٗ‬ ‫تافيبلت‬

‫=‬
‫كلم من ا‪٤‬بدينة‪ .‬ينظر‪ :‬تعريف با‪٤‬بدف كالقرل كالقبائ كاألسر كا‪١‬بهات‪ ،‬صْٖ‪.‬‬
‫(ُ) الرباط‪ :‬مدينة تقع على ا﵀يط األطلسي‪ ،‬اختطت زمن ا‪٤‬بوحدين ُب القرف السادس للهجرة‪ ،‬ككانت تيسمى رباط‬
‫الفتح‪ ،‬كىي اآلف عاصمة ا‪٤‬بغرب السياسية‪ .‬ينظر‪ :‬البداية كالنهاية ُ‪.ُِٕ/‬‬
‫(ِ) الدار البيضاء‪ :‬اختطها عبد الر‪ٞ‬بن بن عديس‪ ،‬كبناىا مركاف بن ا‪٢‬بكم‪ ،‬كىي عاصمة ا‪٤‬بغرب التجارية‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫ا‪٤‬بسالك كا‪٤‬بمالك ِ‪.َْٔ/‬‬
‫(ّ) ا‪١‬بديدة‪ :‬عاصمة لناحية دكالة‪ ،‬كهبا ميناء متوسط على الشاطئ األطلسي‪ ،‬احت ا‪٤‬بدينة الربتغاؿ سنة َٖٗىػ‬
‫إذل أف ‪ٛ‬بكن ‪٧‬بمد بن عبد ا﵁ من إجبلئهم عنها سنة ُُّٖىػ‪ ،‬ككانت تيسمى من قب بالربجية كا‪٤‬بهدكمة‪،‬‬
‫كال زالت هبا عدة آثار برتغالية‪ ،‬كتقع ا‪٤‬بدينة على بعد ٕٗ كلم من الدار البيضاء‪ ،‬كُٕ كلم من أزمور‪،‬‬
‫كُٓٗكلم من مراكش‪ ،‬كَُٓكلم من آسفي‪ .‬ينظر‪ :‬تعريف با‪٤‬بدف كالقرل كالقبائ كاألسر‪ ،‬صٕٓ‪.‬‬
‫(ْ) كسط األطلس‪ :‬يطلق ىذا االسم على السلسلة ا‪١‬ببلية الٍب تفص ا‪٤‬بغرب إذل شطرين‪ ،‬من الشماؿ الشرقي إذل‬
‫ا‪١‬بنوب الغريب‪ ،‬كتنقسم إذل ثبلثة أقساـ‪ :‬األطلس الكبّب‪ ،‬األطلس ا‪٤‬بتوسط‪ ،‬األطلس الصغّب‪ ،‬كيَباكح ارتفاعها‬
‫ُب بعض النقاط من َََِ إذل َََْـ‪ .‬ينظر‪ :‬تعريف با‪٤‬بدف كالفرل كالقبائ كاألسر‪ ،‬صْٕ‪.‬‬
‫(ٓ) يطلق اسم تافيبلت ‪-‬من الناحية اإلدارية‪ -‬على ‪٦‬بموعة من الواحات الواقعة على ضفٍب كادم زيز‪ ،‬كالضفة‬
‫اليمُب لواد غريس‪ ،‬ككاحات النيف‪ ،‬كتبلغ مساحة ىذه الواحات ‪٫‬بو ُِ ألف ىكتار‪ ،‬كيبلغ عدد النخي هبا‬
‫‪٫‬بو َّٔ أل نفا كتزدىر بتافيبلت عدة صناعات ‪٧‬بلية أمهها صناعة دبغ ا‪١‬بلود‪ .‬ينظر‪ :‬تعريف با‪٤‬بدف كالقرل‬
‫كالقبائ كاألسر‪ ،‬صٓٗ‪.‬‬

‫ّٖٔ‬
‫َِْٓ‬ ‫مناطق ا‪٢‬بدكد ا‪٤‬بغربية ا‪١‬بزائرية‬
‫(ُ)‬
‫ّّٔٓٗ‬ ‫المجموع‬
‫ككانت ا‪١‬بزائر ُب أكاخر القرف الثامن عشر أرضية خصبة لنشر الطريقة‬
‫الدرقاكية؛ لسوء األكضاع السياسية كاالجتماعية‪ ،‬كاالقتصادية(ِ)‪ ،‬ك‪٥‬بذا شكلت‬
‫ببلدا لنشر دعوهتم كالبحث عن مريدين جدد كسط‬ ‫ا‪١‬بزائر بالنسبة للدرقاكيْب ن‬
‫السكاف ا‪٤‬بستائْب من حكم العثمانيْب‪ ،‬فأصبح شاذلية ا‪١‬بزائر ييعرفوف بالدرقاكيْب‬
‫خاصة بغرب الببلد‪ ،‬فهم ديثلوف الفرع ا‪٤‬بغريب للشاذلية(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) ىذه اإلحصائية قب ثبلث كعشرين سنة‪ ،‬فما بالك اآلف فهم ُب تزايد‪ ،‬كدل أستطع أف أحص على إحصائية‬
‫جديدة قب إكماؿ الرسالة‪ ،‬رغم حرصي على ذلك‪.‬‬
‫(ِ) ينظر‪ٙ :‬بفة الزائر ُب مآثر األمّب عبد القادر كأخبار ا‪١‬بزائر‪ ،‬صُُٕ‪.ُُٖ-‬‬
‫(ّ) الدكر السياسي للطريقة الدرقاكية ُب العبلقات بْب ا‪٤‬بغرب كا‪١‬بزائر ُ‪.َِٔ/‬‬

‫ّٕٖ‬
‫ادلجحث انثبَي‪ :‬دٔرِ يف تأضيطٓب‬
‫سلك ابن عجيبة الطريقة الدرقاكية عاـ َُِٖىػ‪ ،‬عندما التقى بشيخو‬
‫البوزيدم‪ ،‬لكن ابن عجيبة كاف مي ناال للفكر الصوُب قب ىذا التاريخ فابن عجيبة "دل‬
‫جيع من تلك السنىة تارخينا النتسابو للتصوؼ‪ ،‬كتفضيلو على ا‪٤‬بيادين األخرل‪ ،‬ب‬
‫(ُ)‬
‫شيخا مربػينا‪ ،‬كإال فإف ميلو إذل الفكر‬
‫ن‬ ‫لو‬ ‫ا‪ٚ‬بذ‬ ‫إف مقصوده أنو ُب ىذه السنىة‬
‫الصوُب كاف منذ الصغر"(ِ)‪.‬‬
‫كدؿ على ذلك أنو ذكر سبب بداية انتقالو من العلم إذل العم أنو كجد‬
‫نسخة من كتاب ا‪٢‬بكم البن عطاء ا﵁ ٍب نسخها كطالع عليها شرح ابن عباد(ّ)‪،‬‬
‫ٍب يحببت لو ا‪٣‬بلوة كالتعبد ُب مقامات الصوفية‪ ،‬كقد عزـ على الطلوع إذل ضريح‬
‫عبد السبلـ بن مشيش با‪١‬بب للتعبد‪ ،‬لكنو عدؿ عن ذلك(ْ)‪.‬‬
‫ٍب ذكر بعد ذلك ‪ٙ‬بولو الكام إذل الطريقة الدرقاكية الشاذلية‪ ،‬فلقد التقى‬
‫بالشيخ‪ ،‬كأخذ عنو علم الباطن سنة ‪ٜ‬باف كمائتْب كألف‪ٍ ،‬ب التقى بالشيخ موالم‬
‫العريب‪ ،‬كسيدم ‪٧‬بمد البوزيدم‪ ،‬مرة أخرل ُب زركاؿ كمكث عندىم ثبلثة أياـ‬
‫يتدارسوف التصوؼ‪ ،‬فتأثر هبم ابن عجيبة‪ٍ ،‬ب قاؿ لشيخو البوزيدم‪" :‬أنا من‬
‫أصحابك"(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) سنة َُِٖىػ‪ ،‬كالٍب سلك الطريقة الدرقاكية على يد شيخو البوزيدم‪.‬‬
‫(ِ) إشكالية إصبلح الفكر الصوُب ُب القرنْب ُٖ‪ ،ُٗ/‬صُّٗ‪.‬‬
‫(ّ) ىو‪٧ :‬بمد بن إبراىيم بن عباد النفرم الرندم‪ ،‬كمدينة رندة ُب األندلس‪ ،‬كاستقر بفاس‪ ،‬كلو مؤلفات منها‪:‬‬
‫غيث ا‪٤‬بواىب العلية‪ ،‬كفاية ا﵀تاج‪ ،‬توُب سنة ِٕٗىػ‪ .‬ينظر‪ :‬األعبلـ ٓ‪.ِٗٗ/‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬الفهرسة‪ ،‬صَْ‪.ُْ-‬‬
‫(ٓ) ا‪٤‬برجع نفسو‪ ،‬صْٓ‪.‬‬

‫ّٖٖ‬
‫ٍب سافر ابن عجيبة إذل تطواف فبدأ يراسلو البوزيدم ككتب إليو رسالة‬
‫مضموهنا‪ :‬إف أردت مفاتيح العلوـ‪ ،‬ك‪٨‬بازف الفهوـ‪ ،‬فعليك بالقدكـ‪ ،‬فقدـ إليو ابن‬
‫عجيبة كلقنو الورد ٍب قاؿ ابن عجيبة لشيخو‪" :‬أنا بْب يديك افع يب ماشئت"(ُ)‪،‬‬
‫ٍب قاـ ٖبدمة شيخو كتتلمذ على يديو قاؿ‪" :‬كأقيم معو أي ناما نتفنن ُب العلوـ اللدنية‪،‬‬
‫فأنا الذم بنيت غرفتو الٍب يسكن فيها‪ ،‬كا‪٤‬بطبخ كا‪٢‬بماـ"(ِ)‪.‬‬
‫كبعد ذلك أذف لو الشيخ بتلقْب الناس األكراد‪ ،‬إذ يقوؿ‪" :‬ك‪٤‬با فتح ا﵁ علينا‬
‫ُب علم ا‪٢‬بقيقة أذف رل الشيخ ُب ا‪٣‬بركج إذل تذكّب عباد ا﵁‪ ،‬كتلقْب األكراد‪،‬‬
‫فخرجنا ُب ‪ٝ‬باعة من الفقراء إذل القرل نذكر الناس‪ ،‬ككانوا يدخلوف ُب دين ا﵁‬
‫أفواجا‪ ،‬كعلقوا التسابيح ُب أعناقهم"(ّ)‪.‬‬
‫كالطريقة الدرقاكية إذ ذاؾ دل تكن معركفة بْب يسكاف تطواف أك ىي على األق‬
‫غريبة بينهم‪.‬‬
‫دؿ على ذلك قوؿ ابن عجيبة بعد أف ذكر كيفية انتسابو إذل الدرقاكية كخرقو‬
‫للعوائد‪ ،‬كلبسو لباس الفقراء‪.‬‬
‫قاؿ‪ ..." :‬فدخلت ا‪٤‬بدينة بتلك ا‪١‬ببلبية كالفقراء معي ‪ ...‬كالناس ينظركف‬
‫كيتعجبوف"(ْ)‪.‬‬
‫فتعجب يسكاف تطواف من سلوؾ الدرقاكيْب يدؿ على غرابة ىذه الطريقة ُب‬
‫ا‪٤‬بدينة قب ابن عجيبة‪ ،‬إضافة إذل أف الكبلـ ُب ا‪٢‬بقائق على اصطبلح الصوفية دل‬
‫(ُ) الفهرسة‪ ،‬صْٔ‪.‬‬
‫(ِ) الفهرسة‪ ،‬صْٔ‪.‬‬
‫(ّ) الفهرسة‪.ْٗ-ْٖ-ْٕ ،‬‬
‫(ْ) الفهرسة‪ ،‬صّٓ‪.‬‬

‫ّٖٗ‬
‫كمنتشرا قب (أم قب ابن عجيبة) ُب تطواف‪ ،‬أم قب سنة َُِٖىػ‬ ‫ن‬ ‫يكن معركفنا‬
‫كىي السنىة الٍب أصبح فيها ابن عجيبة صوفيا درقاكيا‪.‬‬
‫كىذا يدؿ على أف العريب الدرقاكم كاف حريصا أال تنتشر طريقتو كسط و‬
‫طرؽ‬ ‫ن‬
‫‪٨‬بالفة ألسس طريقتو(ُ)‪ ،‬أك مناقضة لو‪ ،‬إال بعد أف جيد ‪٥‬با شخصية مهيئة لتلك‬
‫ا‪٤‬بهمة(ِ)‪ ،‬فلقد كاف ك من العريب الدرقاكم كمريده ‪٧‬بمد البوزيدم يبحثاف عن عادل‬
‫من علماء الظاىر جيلبانو إذل صفهما كيستطيع القياـ هبذه ا‪٤‬بهمة‪ ،‬كىكذا أصبح ابن‬
‫عجيبة منذ ذلك الوقت ا‪٤‬بتحدث باسم الطائفة الدرقاكية(ّ)‪.‬‬

‫(ُ) الطريقة الريسونية‪ ،‬كا‪٢‬بمدكشية‪ ،‬كسبق ا‪٢‬بديث عنها‪.‬‬


‫(ِ) ينظر‪ :‬تاريخ تطواف ّ‪.ُُِ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬كنز األسرار‪٨ ،‬بطوط‪ ،‬ؿ‪ ،ُِْ/‬إشكالية الفكر الصوُب‪ ،‬صُّْ‪.‬‬

‫َْٖ‬
‫ادلجحث انثبنث‪:‬‬
‫ُّ َ‬
‫يٕلف أعالو انطُخ يٍ انطريمخ اندرلبٔيخ‬
‫دلت النصوص من الكتاب كالسنة على أف ا‪٤‬بنهج ا‪٢‬بق كالصراط ا‪٤‬بستقيم ىو‬
‫ما كاف عليو النيب كأصحابو فمن ‪ٛ‬بسك بو ‪٪‬با‪ ،‬كمن حاد عنو ض كغول‪.‬‬
‫خّبا سلوؾ ىذا الطريق‪ ،‬كتاب ا﵁‪ ‬كسنن‬ ‫كعبلمة من أراد ا﵁ بو ن‬
‫رسوؿ ا﵁ كسنن أصحابو كمن تبعهم بإحساف‪ ،‬كما كاف عليو أئمة ا‪٤‬بسلمْب‬
‫بلد إذل آخر ما كاف من العلماء‪ ،‬كمن كاف على مث طريقهم‪ ،‬ك‪٦‬بانبة ك‬ ‫ُب ك و‬
‫مذىب ال يذىب إليو ىؤالء(ُ)‪.‬‬
‫(ِ)‬
‫كالطريقة الدرقاكية كغّبىا من الطرؽ الصوفية الٍب أفسدت أعما‪٥‬با بشطحاهتم‬
‫الٍب أخرجتهم عن الكتاب كالسنة كما عليو سلف األيمة‪" ،‬فانظر ر‪ٞ‬بك ا﵁ ك من‬
‫شيء منو حٌب تسأؿ‪ ،‬كتنظر‬ ‫‪٠‬بعتو من أى زمانك خاصة فبل تعجلن كال تدخلن ُب و‬
‫أثرا عنهم‬
‫أك أحد من العلماء فإف كجدت فيو ن‬ ‫ى تكلم بو أصحاب رسوؿ ا﵁‬
‫فتمسك بو‪ ،‬كال ٘باكزه لشيء‪ ،‬كال ‪ٚ‬بَب عليو شيئنا فتسقط ُب النار"(ّ)‪.‬‬
‫كعندما يسئ عبد الر‪ٞ‬بن بن مهدم(ْ) عن ىؤالء القوـ كمناىجهم الٍب‬
‫كضعوىا‪ ،‬بْب أف بعضهم أخرجهم األمر إذل ا‪١‬بنوف كبعضهم أخرجهم إذل الزندقة(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬الشريعة‪ ،‬لآلجرم ُ‪.ََّ/‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬إغاثة اللهفاف ُ‪.ُُٗ/‬‬
‫(ّ) شرح السنة‪ ،‬للربهبارم‪ ،‬ص ٔٔ‪.‬‬
‫(ْ) ىو‪ :‬عبد الر‪ٞ‬بن بن مهدم بن حساف أبو سعيد العنربم ‪-‬كقي ‪ :‬األزدم‪ -‬موالىم‪ ،‬البصرم‪ ،‬اللؤلؤم‪ ،‬كلد سنة‬
‫ُّٓىػ‪ ،‬عادل با‪٢‬بديث‪ ،‬ككاف ثقة من ا‪٢‬بيفاظ‪ ،‬توُب سنة ُٖٗىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعبلـ النببلء ٗ‪.ُّٗ/‬‬
‫(ٓ) ينظر‪ :‬ا‪٢‬بث على التجارة كالصناعة كالعم ‪ ،‬للخبلؿ‪ ،‬صِٕ‪.ّٕ-‬‬

‫ُْٖ‬
‫كقد أنكر ابن العريب ا‪٤‬بالكي(ُ) زعمهم أف صفاء القلب يوجب ٘بلي العلوـ فيو‬
‫كىو سبب النكشاؼ األسرار بقولو‪" :‬إنو خطأ ٕبت كدعول عريضة ال برىاف عليها‬
‫من العق ‪ ،‬كال من جهة السمع ‪ ...‬فإف أرادكا أف الفكر ُب ا‪٤‬بخلوقات كاآليات‬
‫قطعا‪ ،‬كما أعلمِب ٗبا حيوموف حولو كيسفوف عليو"(ِ)‪.‬‬
‫أيضا ن‬
‫يوص إليها فباط ن‬
‫كلقد دعا أى السنة إذل االبتعاد عن مناىج الطرؽ الصوفية‪ ،‬كالٍب ‪ٞ‬بلت الببليا‬
‫كالرزايا‪ ،‬كمن ببلياىم القوؿ بوحدة الوجود‪ ،‬كتقديس القبور ُب مشارؽ األرض‬
‫كمغارهبا قاؿ القرطيب‪" :‬قاؿ علماؤنا‪ :‬حيرـ على ا‪٤‬بسلمْب أف يتخذكا قبور األنبياء‬
‫كالعلماء مساجد"(ّ)‪ ،‬كىم يعتقدكف أف بركة األكلياء موجودة حٌب بعد موهتم كأف‬
‫الكوف ييسّبه األكلياء‪ ،‬كىذا قوؿ ألحد الفقراء الذم فتح رل الزاكية الدرقاكية ُب بِب‬
‫زركاؿ أثناء الدراسة ا‪٤‬بيدانية الٍب أجريتها مشاؿ ا‪٤‬بغرب العريب بتاريخ ٖ‪ُّْٖ/ٓ/‬ىػ‪،‬‬
‫فلقد قاؿ‪ :‬إف ا‪٤‬بطر يأتينا بربكة سيدم الدرقاكم‪ ،‬كال حوؿ كال قوة إال با﵁‪.‬‬
‫فالواجب ‪ٙ‬بذير األيمة من خطر الصوفية‪ ،‬كالعودة هبم إذل الكتاب كالسنة كما‬
‫ذلكم ىو الطريق النافع لؤليمة كالذم خيلصها من األكضاع‬ ‫كاف عليو الصحابة‬
‫ﮋﮥ‬ ‫ا‪٤‬بهلكة كالٍب من أعظم أسباهبا الفكر الصوُب كعقائده كمناىجو(ْ)‪ .‬قاؿ تعاذل‪:‬‬
‫ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸‬
‫﮹﮺﮻﮼ﮊ(ٓ)‪.‬‬
‫(ُ) ىو‪٧ :‬بمد بن عبد ا﵁ بن العريب األندلسي األشبيلي‪ ،‬كلد سنة ْٖٔىػ‪ ،‬لو مؤلفات منها‪ :‬عارضة األحوذم‪،‬‬
‫العواصم من القواصم‪ ،‬توُب سنة ّْٓىػ‪ .‬ينظر‪ :‬سّب أعبلـ النببلء َِ‪.ُٕٗ/‬‬
‫(ِ) قانوف التأكي ‪ ،‬ص ٖٓٓ‪.‬‬
‫(ّ) ا‪١‬بامع ألحكاـ القرآف َُ‪.َّٖ/‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬كشف زيف التصوؼ كبياف حقيقة كحاؿ ‪ٞ‬بلتو‪ ،‬صِٓ‪.ْٗ ،‬‬
‫(ٓ) سورة األحزاب‪.َٕ :‬‬

‫ِْٖ‬
‫‪" :‬فانظركا ر‪ٞ‬بكم ا﵁ أينما كجدًب سدرة أك‬ ‫قاؿ أبو بكر الطرطوشي‬
‫شجرة يقصدىا الناس‪ ،‬كيعظموهنا‪ ،‬كيرجوف الرب كالشفاء من قًبلها‪ ،‬كيضربوف هبا‬
‫ا‪٤‬بسامّب كا‪٣‬برؽ فهي ذات أنواط فاقطعوىا"(ُ)‪.‬‬
‫كعندما يسئ اإلماـ مالك عن أفعا‪٥‬بم من رقصاهتم كشطحاهتم‪ ،‬قاؿ‪ :‬ما‬
‫أحدا من أى اإلسبلـ يفع ىذا(ِ)‪.‬‬
‫‪٠‬بعت أف ن‬‫ي‬
‫كما مذىب الصوفية إال بطالة كجهالة كضبللة‪ ،‬كما اإلسبلـ إال كتاب كسنة‪.‬‬
‫عبدا حذر من ىذه الطرؽ كجانب البدع كاتبع كدل يبتدع كلزـ األثر‪،‬‬ ‫فرحم ا﵁ ن‬
‫كطلب الطريق ا‪٤‬بستقيم كاستعاف ٗبواله الكرصل(ّ)‪.‬‬
‫موقف أعالم السنَّة من قول ابن عجيبة (إ َّن أىل السنَّة ىم األشاعرة)‪:‬‬
‫صرح ابن عجيبة بذلك ُب قولو‪" :‬أما أى السنة فهم األشاعرة"(ْ)‪.‬‬
‫كىذا القوؿ ال صحة لو باألدلة ا﵀ررة من علماء أى السنة الذين بينوا‬
‫صفات أى السنة كا‪١‬بماعة‪.‬‬
‫أول‪ :‬تعريف أىل السنَّة‪ :‬أى الش ً‬
‫يء ىم أخص الناس بو‪ ،‬ييقاؿ ُب اللغة‪:‬‬ ‫ً‬
‫أى الرج ‪ :‬أخص الناس بو‪ ،‬كأى البيت‪ :‬يسكانو‪ ،‬كأى األمر‪ :‬كالتو‪ ،‬كأى‬
‫ا‪٤‬بذىب‪ :‬ىمن يدين بو(ٓ)‪.‬‬

‫(ُ) ا‪٢‬بوادث كالبدع‪ ،‬صُٖ‪.ُٗ-‬‬


‫(ِ) ينظر‪ :‬ترتيب ا‪٤‬بدارؾ ِ‪.ْٓ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬الشريعة ُ‪.ُّْ/‬‬
‫(ْ) تفسّب الفا‪ٙ‬بة الكبّب‪ ،‬صّْٕ‪.‬‬
‫(ٓ) مقاييس اللغة ِ‪ ،َُٓ/‬كلساف العرب‪ ،ِٗ/ُُ ،‬مادة (أى )‪.‬‬

‫ّْٖ‬
‫واصطالحا‬
‫ً‬ ‫ثانيًا‪ :‬تعريف السنَّة لغة‬
‫السنة ُب اللغة‪ :‬مشتقة من ( ىسن)‪ ،‬قاؿ ابن فارس‪" :‬السْب كالنوف أص ه كاحد‬
‫ت ا‪٤‬باء على كجهي‬ ‫ً‬
‫مطرد‪ ،‬كىو جرياف الشيء كاطراده ُب يسهولة‪ ،‬كاألص قو‪٥‬بم ىسنىػٍن ي‬
‫إرساال"(ُ)‪ ،‬كىي الطريقة كالسّبة(ِ)‪.‬‬
‫أسنوي ىسنا‪ :‬إذا أرسلتو ن‬‫ي‬
‫قاؿ األزىرم‪ :‬السنة‪ :‬الطريقة ا﵀مودة ا‪٤‬بستقيمة‪ ،‬كلذلك قي فبلف من أى‬
‫السنة معناه‪ :‬من أى الطريقة ا‪٤‬بستقيمة ا﵀مودة(ّ)‪.‬‬
‫أما ُب اصطبلح ا﵀دثْب فهي‪ :‬ما أيثًر عن النيب من و‬
‫قوؿ أك فع و أك تقري ور‬
‫أك و‬
‫صفة ىخ ٍلقية أك يخليقية أك سّبة‪ ،‬سواء كاف قب البعثة أك بعدىا(ْ)‪.‬‬
‫منقوال عن النيب على ا‪٣‬بصوص ‪٩‬با دل‬ ‫كُب اصطبلح األيصوليْب "ما جاء ن‬
‫يينص عليو ُب الكتاب العزيز‪ ،‬ب إمنا نص عليو من جهتو ‪ ،‬كاف‬
‫قوؿ أك فع و أك‬ ‫بيانا ‪٤‬با ُب الكتاب أكنال‪ ،‬كتيطلق على ما جاء عن النيب من و‬
‫تقرير"(ٓ)‪.‬‬
‫كإذا أيطلق مصطلح أى السنة فا‪٤‬براد بو أحد معنيْب‪:‬‬
‫المعنى األول‪ :‬معُب عاـي‪ ،‬فيدخ فيو ك ما سول الرافضة(ٔ)‪ ،‬من الطوائف‬
‫ا‪٤‬بنتسبة لئلسبلـ‪.‬‬
‫(ُ) مقاييس اللغة‪.َٔ/ّ ،‬‬
‫(ِ) ينظر النهاية‪ ،‬البن األثّب ِ‪.َْٗ/‬‬
‫(ّ) ينظر هتذيب اللغة ُِ‪.ِٕ/‬‬
‫(ْ) ينظر‪ :‬توجيو النظر إذل أصوؿ األثر‪ ،‬صّ‪.‬‬
‫(ٓ) ا‪٤‬بوافقات ْ‪.ّ/‬‬
‫(ٔ) ينظر‪ :‬مقاالت اإلسبلميْب ُ‪ ،ٖٗ/‬منهاج السنة النبوية ِ‪ ،ٗٔ/‬أصوؿ مذىب الشيعة اإلمامية ُ‪.َُٖ/‬‬

‫ْْٖ‬
‫فيقاؿ‪ :‬ا‪٤‬بنتسبوف لئلسبلـ قسماف‪ :‬أى السنة‪ ،‬كالشيعة‪ ،‬كما بْب شيخ‬
‫‪ ،‬كىو ا‪٤‬بعُب ا‪٤‬بشهور عند العامة‪ ،‬فإهنم ال يعرفوف ضد السِب إال‬ ‫اإلسبلـ‬
‫ِب فإمنا معناه عندىم‪ :‬لست رافضيا(ُ)‪.‬‬
‫الرافضي‪ ،‬فإذا قاؿ أحدىم‪ :‬أنا يس ي‬
‫الثورم ‪ :‬يا أبا‬
‫ورم‬
‫رم‬‫كقد كرد عن بعض السلف ىذا ا‪٤‬بعُب‪ ،‬فقد يسئ سفياف ور‬
‫عبد ا﵁ ما موافقة السنة؟ فقاؿ‪" :‬القرآف كبلـ ا﵁ غّب ‪٨‬بلوؽ منو بدأ كإليو يعود من‬
‫قوؿ كعم ه كنية يزيد كينقص‪ ،‬يزيد بالطاعة كينقص‬
‫قاؿ غّب ىذا فهو كافر‪ ،‬كاإلدياف ه‬
‫با‪٤‬بعصية كال جيوز القوؿ إال بالعم ‪ ،‬كال جيوز القوؿ كالعم إال بالنية‪ ،‬كال جيوز‬
‫القوؿ كالعم كالنية إال ٗبوافقة السنة ‪ ...‬كموافقة السنة تكوف بتقدصل الشيخْب أيب‬
‫"(ِ)‪.‬‬ ‫بكر كعمر‬
‫المعنى الثاني‪ :‬معُب أخص‪ ،‬كىو ما يقاب ا‪٤‬ببتدعة كأى األىواء‪ ،‬كىو‬
‫ماال كعليو كتب ا‪١‬برح كالتعدي (ّ)‪.‬‬
‫األكثر استع ن‬
‫قاؿ الشاطيب ‪" :‬كيطلق (أم لقب السنة) ُب مقابلة البدعة‪ ،‬فيقاؿ‪ :‬فبل هف‬
‫على يسنة إذا عم على كفق ما عليو النيب ‪ ،‬كاف ذلك ‪٩‬با نص عليو ُب الكتاب‬
‫أك ال‪ ،‬كيقاؿ‪ :‬فبلف على بدعة إذا عم على خبلؼ ذلك"(ْ)‪.‬‬
‫‪" :‬فلفظ أى السنة يراد بو من أثبت خبلفة ا‪٣‬بلفاء‬ ‫كقاؿ ابن تيمية‬
‫الثبلثة فيدخ ُب ذلك ‪ٝ‬بيع الطوائف إال الرافضة‪ ،‬كقد ييراد بو أى ا‪٢‬بديث كالسنة‬
‫ا﵀ضة‪ ،‬فبل يىدخ فيو إال من يثبت الصفات ﵁ تعاذل كيقوؿ إف القرآف غّب ‪٨‬بلوؽ‪،‬‬
‫(ُ) ‪٦‬بم االعتقاد ضمن ‪٦‬بموع الفتاكل ّ‪ ،ّٓٔ/‬منهاج السنة النبوية ُ‪.ُُِ/‬‬
‫(ِ) ركاه البللكائي ُب شرح أصوؿ اعتقاد أى السنة كا‪١‬بماعة ُ‪.ُِٓ/‬‬
‫(ّ) ‪٦‬بموع الفتاكل ِ‪.ٖ-ٕ/‬‬
‫(ْ) ا‪٤‬بوافقات ْ‪.ْ/‬‬

‫ْٖٓ‬
‫كإف ا﵁ ييرل ُب اآلخرة‪ ،‬كيثبت القدر‪ ،‬كغّب ذلك من األصوؿ ا‪٤‬بعركفة عند أى‬
‫ا‪٢‬بديث"(ُ)‪.‬‬
‫‪" :‬فأى السنة ا﵀ضة السا‪٤‬بوف من‬ ‫كقاؿ الشيخ عبد الر‪ٞ‬بن السعدم‬
‫كأصحابو ُب األصوؿ كلها‪ ،‬أصوؿ‬ ‫البدع الذين ‪ٛ‬بسكوا ٗبا كاف عليو النيب‬
‫التوحيد كالرسالة كالقدر كمسائ اإلدياف كغّبىا‪ ،‬كغّبىم من خوارج كمعتزلة كجهمية‬
‫كقدرية كرافضة كمرجئة كمن تفرع عنهم كلهم من أى البدع االعتقادية"(ِ)‪.‬‬

‫(ُ) منهاج السنة ِ‪.ُّٔ/‬‬


‫(ِ) الفتاكل السعدية‪ ،‬صّٔ‪.ْٔ-‬‬

‫ْٖٔ‬
‫اخلبمتخ‬
‫اخلبمتخ‬
‫ا‪٢‬بمد ﵁ رب العلمْب‪ ،‬كالصبلة كالسبلـ على نبينا ‪٧‬بمد كآلو كصحبو كمن‬
‫تبعهم بإحساف إذل يوـ الدين‪.‬‬
‫و‬
‫لكتاب غّب كتابو‪ ،‬كا‪٤‬بنصف من‬ ‫فالكماؿ البشرم عزيز‪ ،‬كيأىب ا﵁ العصمة‬
‫اغتفر قلي خطأ ا‪٤‬برء ُب كثّب صوابو‪ ،‬كا‪٤‬بقاـ ىنا لذكر أىم نتائج البحث كىي‬
‫كاآلٌب‪:‬‬
‫ُ‪ -‬طىىرؽ التصوؼ أبواب مدينة تطواف ُب أكائ القرف ا‪٢‬بادم عشر‪،‬‬
‫كانتشرت الطرؽ الصوفية الٍب كاف ‪٥‬با أثر على ا‪٢‬بياة االجتماعية ُب مدينة تطواف‪،‬‬
‫كتكونت قب قياـ ابن عجيبة بدعوتو لطريقتو الصوفية مث ‪ :‬الطريقة الريسونية‪،‬‬
‫كالعيساكية‪ ،‬كالناصرية‪.‬‬
‫ِ‪ -‬دل تكن طريقة ابن عجيبة معركفة بْب يسكاف أى تطواف أك كانت غريبة‬
‫عليهم‪ ،‬فعندما دخ عليهم كمعو الفقراء رافعْب أصواهتم بالذكر البسْب ا‪١‬ببلبية‬
‫الغليظة تعجبوا منهم‪ ،‬كاستنكركىم‪.‬‬
‫ّ‪ -‬دل يكن الكبلـ ُب ا‪٢‬بقائق ‪-‬حسب مصطلحات الصوفية‪ -‬معركفنا‬
‫كمنتشرا بْب أى تطواف إال ُب سنة َُِٖىػ‪ ،‬كىي السنة الٍب أصبح فيها ابن‬ ‫ن‬
‫عجيبة صوفيا درقاكيا‪ ،‬كال يعِب ذلك أنو دل يكن متصوفنا‪ ،‬ب ذكره لكرامات أسرتو‬
‫كخلواهتم كعزلتهم دالة على تأثره بالتصوؼ منذ حداثة ًسنة‪ ،‬فلقد كجد ابن عجيبة‬
‫ُب مدينة تطواف منذ أكاخر سنة َُُِىػ إال أنو دل يكن سال نكا للطريقة الصوفية‬
‫الدرقاكية ر‪٠‬بيا إال سنة َُِٖىػ‪.‬‬
‫ك‪٦‬بددا‬
‫ن‬ ‫مؤسسا‬
‫ن‬ ‫ْ‪ -‬عاش ابن عجيبة ُب القرف الثالث عشر ا‪٥‬بجرم‪ ،‬كيعد‬
‫ْٖٗ‬
‫للطريقة الدرقاكية‪ ،‬الٍب تعدت حدكد ا‪٤‬بغرب‪ ،‬كانتشرت ُب بداية العصر ا‪٢‬بديث ُب‬
‫كثّب من البلداف اإلسبلمية كاألكربية‪ ،‬كيتضح ذلك من خبلؿ كثرة زكايا الطريقة‬
‫الدرقاكية‪ ،‬ككثرة طباعة كتب ابن عجيبة ُب مصر كسوريا‪.‬‬
‫م متأخر‪ ،‬كصوُبي ُب السلوؾ‪ ،‬كدل ينق عن أى السنة‬ ‫ٓ‪ -‬ابن عجيبة أشعر ي‬
‫اب‬
‫م ديي إذل ا‪١‬برب‪ ،‬كلديو اضطر ه‬ ‫من كتبهم إال ُب مواضع يسّبة‪ ،‬فهو أشعر ي‬
‫كتناقض‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬يستدؿ ابن عجيبة بالكتاب كالسنة‪ ،‬كمصادره ا‪٤‬بعتمدة ُب التطبيق ىي‬
‫الكشف‪ ،‬كالذكؽ‪ ،‬كالرؤل‪ ،‬كا‪٢‬بكايات‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬كقع ابن عجيبة ُب كث وّب من البدع كالتربؾ بالقبور‪ ،‬كالصبلة عندىا‬
‫كالطواؼ كالدعاء‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬خالف ابن عجيبة ُب مفهوـ اإلدياف فزعم أنو ىو التصديق فقط‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬سار ابن عجيبة كفق منهج الصوفية ُب أف التوحيد ال ديكن التعبّب عنو‪،‬‬
‫كأف التوحيد ا‪٢‬بقيقي ىو كحدة الوجود‪ ،‬أما توحيد العواـ فهو التوحيد الذم أيرس بو‬
‫الرس عليهم السبلـ‪.‬‬
‫َُ‪ -‬فسر ابن عجيبة توحيد األلوىية بتوحيد الربوبية‪.‬‬
‫ُُ‪ -‬غبل ابن عجيبة ُب النيب ‪٧‬بممد ‪٩ ،‬با أدل إذل إخراجو من طور البشرية‬
‫إذل األلوىية‪ ،‬كأف الكوف يخلًق من نوره‪.‬‬
‫ُِ‪ -‬اعتقد ابن عجيبة بأف الورل مسا وك للنيب‪ ،‬فهو يكشف الضر‪ ،‬كيعلم‬
‫الغيب‪ ،‬كييستغاث بو‪.‬‬
‫ُّ‪ -‬ا‪٫‬برؼ ابن عجيبة ُب أبواب القدر ‪-‬رغم أنو كافق أى العلم نظريا‪-‬‬

‫َٖٓ‬
‫م يقوؿ بالكسب‪.‬‬ ‫كلكنو قاؿ بإسقاط التدبّب كاالختيار عن العبد‪ ،‬فهو جرب ي‬
‫ُْ‪ -‬كقع ابن عجيبة ُب التأكي ‪-‬أم تأكي صفات ا﵁ ‪‬‬
‫كتفويضها‪ -‬كهبذا خالف أى السنة كا‪١‬بماعة مث األشاعرة‪.‬‬
‫ُٓ‪ -‬يغلب على مؤلفات ابن عجيبة ا‪٤‬بطبوعة كا‪٤‬بخطوطة الرموز كالغموض‪،‬‬
‫فهو يرل أف أى الظاىر ال يفهموف إال ظواىر الشريعة‪ ،‬كلذلك نافح كدافع عن ابن‬
‫اسعا ألصحاب‬ ‫عريب كابن الفارض كالتلمساشل كاعتذر ‪٥‬بم‪ ،‬كهبذا فتح بابنا ك ن‬
‫بعيدا عن ا‪٤‬بنهج ا‪٢‬بق‬
‫اال٘باىات ا‪٤‬بنحرفة من رل النصوص كتطويعها حسب أىوائهم ن‬
‫الذم عليو السلف الصاحل‪.‬‬
‫أذكارا كصلوات ‪٩‬با أدل إذل ا‪٫‬برافو ُب أعماؿ القلوب‬‫ُٔ‪ -‬ابتدع ابن عجيبة ن‬
‫كتسميتها بأحواؿ كمقامات كنتج عنها تأثره ببدعة كحدة الوجود‪.‬‬
‫ُٕ‪ -‬عمد ابن عجيبة إذل إذالؿ النفس كتركيضها ليحص ‪٥‬با خرؽ العوائد‬
‫كتتمكن من الرقي ُب ا‪٤‬بعارؼ‪ ،‬حسب زعمو‪.‬‬
‫ُٖ‪ -‬يورل ابن عجيبة الشيخ مكانةن ىامةن‪ ،‬فهو يرل طوؿ صحبتو‪ ،‬كاإلذعاف‬
‫منكر‪ ،‬ب‬
‫شيئ ه‬ ‫كا‪٣‬بضوع لو‪ ،‬كعدـ اإلنكار عليو مهما رأل ا‪٤‬بريد‪ ،‬كهبذا ال يوجد ه‬
‫معركؼ‪ ،‬كهبذا عط شريعة األمر با‪٤‬بعركؼ كالنهي عن ا‪٤‬بنكر‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ك ما يراه ا‪٤‬بريد‬
‫حي دل ديت‪ ،‬كيزعم أنو التقى بو ُب جامع‬ ‫ا‪٣‬بضر ي‬
‫ى‬ ‫ُٗ‪ -‬يعتقد ابن عجيبة أف‬
‫ا‪١‬بعيدم‪ ،‬كهبذا خالف ما عليو أى ي العل ًم ا﵀ققوف‪.‬‬
‫َِ‪ -‬البن عجيبة مكانة عظيمة عند قومو‪ ،‬كلع بياف ما كقع فيو من‬
‫‪٨‬بالفات عقدية يكشف الغيمة عن عيوف مريديو؛ ليعودكا إذل ا‪٤‬بنهج السليم ا‪٤‬ببِب‬
‫بعيدا عن خرافات الطريقة‪.‬‬
‫على الكتاب كالسنة كفق فهم سلف األيمة‪ ،‬ن‬

‫ُٖٓ‬
‫انتٕصيبد‬
‫ُ‪ -‬نشر العقيدة الصحيحة كفق منهج السلف الصاحل‪ ،‬كبياف ما عليو‬
‫ا‪٤‬بتصوفة من ‪٨‬بالفات عقدية خطّبة‪.‬‬
‫ِ‪ -‬مناصحة أصحاب البدع كتبصّبىم بالعقيدة الصحيحة‪.‬‬
‫ّ‪ -‬تعميق الدراسات العقدية عن الطرؽ الصوفية ا‪٤‬بنتشرة ُب بلداف العادل‬
‫اإلسبلمي كمن ضمنها الريسونية كالعيساكية كغّبىا‪ ،‬كبياف ما فيها من ‪٨‬بالفات‬
‫عقدية‪.‬‬
‫ْ‪ -‬أكصي طبلب العلم الوافدين من ببلدىم كالٍب يكثر فيها ‪٨‬بالفات عقدية‬
‫أف ييقدموا دراسات عقدية عما يقع ُب ببلدىم‪ ،‬كىذا من باب النصح ‪٥‬بم كدعوهتم‬
‫إذل العقيدة الصحيحة‪ ،‬خاصة أف بعض ا‪١‬بامعات العربية أخذت تيػ ىقعد كتنشر الفكر‬
‫الصوُب كالطرقية‪ ،‬كذلك عن طريق فتح مسارات للماجستّب كالدكتوراه‪ ،‬كزيارات‬
‫لؤلضرحة‪ ،‬كمن ذلك أف جامعة ‪٧‬بمد ا‪٣‬بامس قامت بزيارة مع طبلب ا‪٤‬باجستّب ُب‬
‫الفكر الصوُب إذل ضريح ا‪٤‬بوذل عبد السبلـ بن مشيش الذم ييعد أكؿ من أدخ‬
‫التصوؼ إذل ا‪٤‬بغرب كىو من شيوخ ابن عجيبة‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬أكصي بالتفصي ُب دراسة الطريقة الدرقاكية كإبراز آرائها كزعمائها‬
‫ك‪٨‬بالفاهتا‪ ،‬ككاقعها ا‪٤‬بعاصر كردكد أى العلم عليها‪.‬‬
‫أعتذر عن ا‪٣‬بطأ‬
‫كُب ا‪٣‬بتاـ أ‪ٞ‬بد ا﵁ ‪ ‬أف يسر رل إعداد ىذا الكتاب‪ ،‬ك ي‬
‫كالتقصّب‪ ،‬كآخر دعوانا أف ا‪٢‬بمد ﵁ رب العا‪٤‬بْب‪.‬‬
‫كصلى ا﵁ على نبينا ‪٧‬بم ود كعلى آلو كصحبو كسلم‪.‬‬

‫ِٖٓ‬
‫ادلالحك‬
‫ضريح ابن عجيبة من بابو‬

‫ٖٓٓ‬
‫ضريح ابنو عبد القادر ٔبانبو‬

‫ٖٔٓ‬
‫باب ضريح أ‪ٞ‬بد ابن عجيبة‬

‫ٕٖٓ‬
‫سور قبة ضريح أ‪ٞ‬بد ابن عجيبة‬

‫ٖٖٓ‬
‫قبة ضريح ابنو عبد السبلـ‬

‫ٖٗٓ‬
‫ضريح أ‪ٞ‬بد ابن عجيبة من الداخ‬

‫َٖٔ‬
‫ا‪٤‬بكتبة من الداخ‬

‫ُٖٔ‬
‫الفهارس العلوية‬
‫ُ‪ -‬فهرس اآليات القرآنية‪.‬‬
‫ِ‪ -‬فهرس األحاديث كاآلثار‪.‬‬
‫ّ‪ -‬فهرس األعالـ املًتجم هلم‪.‬‬
‫ْ‪ -‬فهرس املصطلحات كالغريب‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬فهرس األماكن كالبلداف‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬فهرس الفرؽ كاملذاىب‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬فهرس املصادر كاملراجع‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬فهرس املوضوعات‪.‬‬
‫ا‬
‫أوًل‪ :‬فهزس اآليات القزآًية‬
‫سورة الفاتحة‬
‫ِِٓ‪,ُّٔ ,‬‬
‫ُ‬ ‫ﮋ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﮊ‬
‫ْٕٔ‪َٖٓ ,‬‬
‫ِِٓ‬ ‫ّ‬ ‫ﮋ ﭛ ﭜﮊ‬
‫ِِٓ‬ ‫ْ‬ ‫ﮋﭞ ﭟ ﭠ ﮊ‬
‫ُْٖ‪,َٖٓ ,‬‬
‫ٓ‬ ‫ﮋ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﮊ‬
‫ٕٕٗ‬
‫ِّٔ‬ ‫ٕ‬ ‫ﮋﭲ ﭳﮊ‬
‫سورة البقرة‬
‫ْٖ‪ٖٔ ,‬‬ ‫ُ‬ ‫ﮋﭑ ﮊ‬
‫ْٖ‪ٖٔ ,‬‬ ‫ِ‬ ‫ﮋﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﮊ‬
‫ْٖٕ‬ ‫ّ‬ ‫ﮋﭠﭡﮊ‬
‫ٔٓٓ‬ ‫ْ‬ ‫ﮋ ﭯﭰﭱﮊ‬
‫َُّ‬ ‫ِٗ‬ ‫ﮋ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﮊ‬
‫ٔٗ‬ ‫ُّ‬ ‫ﮋﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﮊ‬
‫ﮋﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ‬
‫َُٖ‬ ‫ْٕ‬
‫ﭻ ﭼﮊ‬
‫ﮋﯰﯱ ﯲﯳ ﯴﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹﯺ ﯻﯼ ﯽ‬
‫ُٗٔ‬ ‫ْٖ‬
‫ﯾﯿ ﰀﰁ ﰂ ﮊ‬
‫ﮋﭑﭒﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ‬
‫َُٖ‬ ‫ِٔ‬
‫ﭚﭛﭜ ﮊ‬
‫ﮋﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ‬
‫ْٗٔ‬ ‫ٕٓ‬
‫ﯮ ﯯﯰﯱﯲﯳﯴ ﯵﮊ‬
‫ٖٓٔ‬
‫ﮋ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ‬
‫ْٔٓ‬ ‫ّٗ‬
‫ﯰﯱﯲﯳﯴﯵﮊ‬
‫ﮋﮝﮞﮟﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤﮥ‬
‫ُّْ‬ ‫ٖٗ‬
‫ﮦﮧ ﮨ ﮊ‬
‫ﮋﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ‬
‫ُٖٔ‬ ‫َُِ‬
‫ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮊ‬
‫ﮋ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬
‫ْٔٔ‬ ‫َُٔ‬
‫ﭡﭢﭣ ﭤﭥ ﮊ‬
‫ِِٖ‬ ‫ُُٓ‬ ‫ﮋ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮊ‬
‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ‬
‫َّٔ‬ ‫ُِٕ‬
‫ﭝ ﭞ ﭟﮊ‬
‫ُْٓ‪,ْٗٓ ,‬‬ ‫ﭽﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ‬
‫ُّٔ‬
‫ْٓٔ‪ُٕٖ ,‬‬ ‫ﭯ ﭰﭼ‬
‫ّْٔ‪ّْٔ ,‬‬ ‫ُّْ‬ ‫ﮋ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮊ‬
‫ُٔٔ‬ ‫ُْٕ‬ ‫ﭽﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭼ‬
‫ُّٔ‬ ‫ُٖٓ‬ ‫ﮋ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﮊ‬
‫ِِّ‬ ‫ُّٔ‬ ‫ﮋ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆﮊ‬
‫ُُٔ‬ ‫ُٓٔ‬ ‫ﮋ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮊ‬
‫ْٖٔ‬ ‫ُِٕ‬ ‫ﮋ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮊ‬
‫ِْٓ‪ْْٖ ,‬‬ ‫ُٕٕ‬ ‫ﮋﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﮊ‬
‫ٔٔٔ‬ ‫ُٖٕ‬ ‫ﮋ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮊ‬
‫ِْٓ‬ ‫ُٖٓ‬ ‫ﮋﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮊ‬
‫َّٖ‪,َّٗ ,‬‬ ‫ُٖٔ‬ ‫ﮋ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﮊ‬

‫ٖٔٔ‬
‫ّٓٓ‬
‫َٓٔ‬ ‫َِٓ‬ ‫ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮊ‬
‫َٕٓ‬ ‫ِّٓ‬ ‫ﮋ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﮊ‬
‫َِٓ‪,ِٖٔ ,‬‬
‫ِٓٓ‬ ‫ﮋ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮊ‬
‫ّّٕ‪ْٔٔ ,‬‬
‫ُِٖ‬ ‫ِٔٔ‬ ‫ﮋﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﮊ‬
‫ُّٔ‬ ‫ِٗٔ‬ ‫ﮋﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﮊ‬
‫ٖٓٔ‬ ‫ِٖٔ‬ ‫ﮋﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﮊ‬
‫سورة آؿ عمراف‬
‫ُٖٗ‬ ‫ُْ‬ ‫ﮋﮠﮡ ﮢﮣﮤﮥﮊ‬
‫ُُٔ‪,ُُٕ ,‬‬
‫ُّ‬ ‫ﮋ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﮊ‬
‫ٕٓٗ‬
‫ِِْ‬ ‫ّٗ‬ ‫﴿ﭣ ﭤ﴾‬
‫ْٖٔ‬ ‫ُٕ‬ ‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﮊ‬
‫ُُْ‬ ‫ٖٕ‬ ‫ﮋ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﮊ‬
‫ﮋﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ‬
‫َْْ‬ ‫ٕٗ‬
‫ﭺﭻ ﭼﭽﭾﭿﮀ ﮊ‬
‫ﮋﮛﮜﮝﮞﮟﮠ ﮡﮢﮣﮤﮥ‬
‫َِِ‬ ‫ُٖ‬
‫ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮊ‬
‫ﮋﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹ ﭺ‬
‫ْٓٔ‬ ‫ٖٓ‬
‫ﭻﮊ‬
‫ٓ‬ ‫َُِ‬ ‫ﮋﭤﭥﭦﭧ ﭨﭩ ﭪﭫﭬﭭﭮﭯ ﮊ‬
‫ُِٕ‪,ُّٕ ,‬‬
‫َُّ‬ ‫ﮋ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﮊ‬
‫ْٖٗ‬

‫ٕٖٔ‬
‫ﮋﮖ ﮗﮘﮙﮚﮛﮜ ﮝﮞ ﮟ‬
‫َْٗ‬ ‫َُْ‬
‫ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮊ‬
‫ُّٕ‬ ‫َُٓ‬ ‫ﮋﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮊ‬
‫ﮋ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ‬
‫َٕٔ‬ ‫َُِ‬
‫ﯴﯵ ﮊ‬
‫ﮋﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ‬
‫ّٖٓ‬ ‫َُّ‬
‫ﯳﯴﮊ‬
‫ّٖٓ‪ْٖٓ ,‬‬ ‫ُُّ‬ ‫ﮋﯶﯷﯸﯹﯺ ﮊ‬
‫ﮋﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬
‫ّٖٓ‪ْٖٓ ,‬‬ ‫ُّّ‬
‫ﭚﭛﭜﮊ‬

‫ُْٗ‪,ُٗٓ ,‬‬ ‫ﮋﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼ ﯽﯾﯿﰀ‬


‫ُّٕ‬
‫ٔٓٔ‬ ‫ﰁﰂﰃﰄﰅﰆ ﮊ‬
‫ﮋﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ‬
‫َّٔ‬ ‫ُّٕ‬
‫ﰄﰅﰆﮊ‬
‫سورة النساء‬
‫ٓ‬ ‫ُ‬ ‫ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﮊ‬
‫ِٖٕ‬ ‫ّ‬ ‫ﮋ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮊ‬
‫ُِٖ‬ ‫ُُ‬ ‫ﮋ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮊ‬
‫ﮋﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲ‬
‫ْٔٗ‬ ‫ُْ‬
‫ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﮊ‬
‫َْٔ‬ ‫ُٗ‬ ‫ﮋ ﯢ ﯣﮊ‬
‫ﮋﯥﯦﯧﯨ ﯩﯪﯫﯬﯭ‬
‫َِٓ‪ُّٔ ,‬‬ ‫ِٔ‬
‫ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﮊ‬

‫ٖٖٔ‬
‫ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙﭚ‬
‫ُّٔ‬ ‫ِٖ‬
‫ﭛﭜﭝﮊ‬
‫ٗٓٔ‪,ّٔٔ ,‬‬ ‫ﮋﮒﮓ ﮔﮕﮖﮗﮘﮙ ﮚ‬
‫ُّ‬
‫ٓٔٔ‬ ‫ﮛﮜﮝﮊ‬
‫ﮋﭻﭼﭽﭾﭿﮀ ﮁﮂﮃﮄ‬
‫ِْٓ‬ ‫ّٔ‬
‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮊ‬
‫ْٖٔ‬ ‫ْٔ‬ ‫ﮋ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﮊ‬
‫ُْٔ‪ٔٔٔ ,‬‬ ‫ْٖ‬ ‫ﮋ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮊ‬
‫َٕ‪,ّّٖ ,ُٕ ,‬‬
‫ٗٓ‬ ‫ﮋ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﮊ‬
‫ْٓٗ‬
‫َُٔ‬ ‫ٓٔ‬ ‫ﮋ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﮊ‬
‫ﮋﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀﮁ ﮂﮃ ﮄ‬
‫ْٔٗ‪ُِٕ ,‬‬ ‫ٗٔ‬
‫ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮊ‬
‫ﮋﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ‬
‫ُّْ‪َٔٓ ,‬‬ ‫ّٗ‬
‫ﮚﮛ ﮜﮝﮞﮟﮠ ﮡﮢﮊ‬
‫ُّٔ‬ ‫ُُّ‬ ‫ﮋﯳﯴﯵﯶﯷﮊ‬
‫ُٔٓ‬ ‫ُِِ‬ ‫ﮋﭣ ﭤﭥﭦﭧﮊ‬
‫ﮋﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ‬
‫ْْٗ‬ ‫َُٓ‬
‫ﭺﭻﮊ‬
‫ّٕٓ‪,ّٓٗ ,‬‬ ‫ﮋﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬
‫ُٗٓ‬
‫َْٓ‬ ‫ﮭ ﮮﮊ‬
‫ْْٓ‪ْٕٕ ,‬‬ ‫ُّٔ‬ ‫ﮋ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﮊ‬
‫ِٗٓ‪,ِِٗ ,‬‬
‫ُْٔ‬ ‫ﮋﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ‬
‫ِٖٗ‪َٕٓ ,‬‬
‫ٖٗٔ‬
‫ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﮊ‬
‫ﮋﮌﮍﮎ ﮏ ﮐﮑﮒﮓﮔﮕ‬
‫ْْٖ‬ ‫ُّٔ‬
‫ﮖﮗ ﮊ‬
‫ﮋﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬
‫ْْٖ‬ ‫ُّٕ‬
‫ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮊ‬
‫َُٖ‬ ‫ُُٕ‬ ‫ﮋﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﮊ‬
‫سورة المائدة‬
‫ُِٕ‬ ‫ِ‬ ‫ﮋ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﮊ‬
‫ُّٔ‪ُٕٖ ,‬ف‬
‫ّ‬ ‫ﮋﭻﭼﭽ ﭾﭿﮀﮁﮊ‬
‫ّٓٔ‬
‫ُّٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ﮋ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮊ‬
‫ِٕٔ‬ ‫ُِ‬ ‫ﮋﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﮊ‬
‫ّّٕ‬ ‫ُْ‬ ‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﮊ‬
‫ُٓٓ‪ُٕٓ ,‬‬ ‫ُٓ‬ ‫ﮋ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮊ‬
‫ُْٗ‬ ‫ِّ‬ ‫ﮋ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂﮊ‬

‫ﮋﭑﭒﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬
‫ُْٔ‬ ‫ِّ‬ ‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ‬
‫ﭦﭧ ﭨﭩﭪﭫ ﮊ‬
‫ﮋﮯﮰﮱ﮲﮳﮴﮵﮶‬
‫ُٕٔ‬ ‫ّٓ‬
‫﮷﮸﮹﮺﮻ﮊ‬
‫ﮋﭟﭠ ﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧ‬
‫ََٔ‬ ‫ّٖ‬
‫ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﮊ‬
‫ْْٓ‪ْٕٓ ,‬‬ ‫ْْ‬ ‫ﮋﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮊ‬

‫َٕٖ‬
‫ْْٓ‬ ‫ْٔ‬ ‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﮊ‬
‫ﮋﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬
‫ْٔٔ‬ ‫ْٖ‬
‫ﮉ ﮊﮊ‬
‫ْٕٕ‬ ‫َٕ‬ ‫ﮋﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮊ‬
‫ُْٗ‬ ‫ٕٕ‬ ‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﮊ‬
‫ﮋﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬
‫ُٗٔ‬ ‫ٖٕ‬
‫ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﮊ‬
‫ﮋﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ‬
‫َٓٔ‬ ‫َٖ‬
‫ﮚﮛﮊ‬
‫ﮋﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬
‫ْْٔ‬ ‫ْٖ‬
‫ﮉ ﮊﮊ‬
‫ﮋ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ‬
‫ْٖٔ‬ ‫ٕٖ‬
‫ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮊ‬
‫ﮋ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ‬
‫ْٖٔ‬ ‫ٖٖ‬
‫ﮰﮊ‬
‫ُّٔ‬ ‫ٕٗ‬ ‫ﮋﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼ ﭽﭾ ﭿﮊ‬
‫ﮋﮩﮪﮫ ﮬﮭﮮﮯ ﮰﮱ﮲‬
‫َْٓ‬ ‫ُُُ‬
‫﮳﮴ ﮵ﮊ‬
‫سورة األنعاـ‬
‫َّْ‬ ‫ُ‬ ‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﮊ‬
‫ُّٖ‬ ‫ُٕ‬ ‫ﮋ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﮊ‬
‫َٕٓ‬ ‫ُِ‬ ‫ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮊ‬
‫ٗٔٓ‬ ‫ّٖ‬ ‫ﮋ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮊ‬

‫ُٕٖ‬
‫ُْٔ‬ ‫ٔٓ‬ ‫ﮋﮩﮪﮫﮬﮭﮮ ﮯﮰﮱ ﮊ‬
‫ّْْ‬ ‫ُٔ‬ ‫ﮋﭱﭲﭳﭴ ﭵﭶﭷ ﭸﭹ ﭺ ﮊ‬
‫ُِٖ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ﮋﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﮊ‬
‫ّٕٓ‬ ‫ِٕ‬ ‫ﮋﯚ ﯛ ﯜ ﮊ‬
‫ُٓٔ‬ ‫ّٕ‬ ‫ﭽ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﭼ‬
‫ُُْ‬ ‫ّٗ‬ ‫ﮋ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮊ‬
‫َٖٔ‬ ‫ْٗ‬ ‫ﮋﯱﯲﯳ ﮊ‬
‫َِٓ‬ ‫ٓٗ‬ ‫ﮋﭒﭓﭔﭕﭖﮊ‬
‫ُْٖ‪ِّٖ ,‬‬ ‫َُُ‬ ‫ﮋﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﮊ‬
‫ٕٗٓ‬ ‫َُِ‬ ‫ﮋ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮊ‬
‫َُٔ‬ ‫َُّ‬ ‫ﮋ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮﮊ‬
‫ِٗٔ‪َِٓ ,‬‬ ‫ُُِ‬ ‫ﮋ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﮊ‬
‫ﮋﭮﭯﭰﭱ ﭲﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ‬
‫ُّٖ‬ ‫ُُٓ‬
‫ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮊ‬
‫ﮋ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ‬
‫ٕٔ‪َِٓ ,‬‬ ‫ُُِ‬
‫ﮔﮕﮊ‬

‫ْٕٗ‪,ُْٖ ,‬‬ ‫ﮋ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ‬
‫ُِْ‬
‫ُٕٔ‬ ‫ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﮊ‬
‫َّٔ‬ ‫ُِٓ‬ ‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﮊ‬
‫ٗٗٓ‬ ‫ُْٕ‬ ‫ﮋﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ ﭦﭧﭨﮊ‬
‫ْٖ‪ّٕٕ ,ُٕ ,‬‬ ‫ُّٓ‬ ‫ﮋﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮊ‬
‫ﮋﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪ ﭫﭬﭭﭮ‬
‫ْٖٓ‪ْٓٗ ,‬‬ ‫ُٖٓ‬
‫ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﮊ‬

‫ِٕٖ‬
‫ُّٕ‬ ‫ُٗٓ‬ ‫ﮋﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮊ‬
‫سورة األعراؼ‬
‫ْٕٗ‬ ‫ٔ‬ ‫ﮋﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮊ‬
‫ُٕٓ‬ ‫ٖ‬ ‫ﮋ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮊ‬
‫َٖٓ‬ ‫ُُ‬ ‫ﮋ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﮊ‬
‫ِّٗ‬ ‫ُّ‬ ‫ﮋ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﮊ‬
‫ٔٗٔ‪ّْٖ ,‬‬ ‫ِّ‬ ‫ﮋ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﮊ‬
‫ﮋﮀﮁﮂﮃ ﮄﮅﮆ ﮇﮈﮉﮊ ﮋﮌﮍ‬
‫ٕٕٓ‬ ‫ّّ‬
‫ﮎ ﮏﮐﮑﮒﮓﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮊ‬
‫ﮋﯡﯢﯣ ﯤ ﯥﯦﯧﯨ ﯩﯪﯫﯬ‬
‫ٖٓٓ‬ ‫َٓ‬
‫ﯭ ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﮊ‬
‫ﮋﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬
‫ِٕٔ‪َُّ ,‬‬ ‫ْٓ‬
‫ﮐﮑﮒﮊ‬
‫َٕٓ‬ ‫ُِْ‬ ‫ﮋﮯﮰﮱ﮲﮳ ﮴ﮊ‬
‫ُٔٔ‪,ِِٗ ,‬‬
‫ُّْ‬ ‫ﮋ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹﮺ ‪..‬ﮊ‬
‫ِِّ‬
‫ّْٖ‬ ‫ُٖٓ‬ ‫ﮋ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮊ‪.‬‬
‫ِْٔ‪,ِٓٔ ,‬‬ ‫ﮋ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ‬
‫َُٖ‬
‫ِٖٓ‪ِْٔ,‬‬ ‫ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮊ‬
‫َّٓ‬ ‫ُٕٖ‬ ‫ﮋ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﮊ‬
‫سورة األنفاؿ‬
‫ِْٔ‪ٕٔٓ ,‬‬ ‫ِ‬ ‫ﮋﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﮊ‬
‫ُُٗ‪ُّٖ ,‬‬ ‫ٗ‬ ‫ﮋﭑﭒﭓ ﭔﭕﭖ ﭗﭘﭙ‬

‫ّٕٖ‬
‫ﭚ ﭛﮊ‬
‫ُٕٔ‬ ‫ُٕ‬ ‫ﮋ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﮊ‬
‫ﮋﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬
‫ْٕٔ‬ ‫ِْ‬
‫ﯤﯥﮊ‬
‫َُٔ‬ ‫ِٗ‬ ‫ﮋ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮊ‬
‫ﮋ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ‬
‫ُُِ‬ ‫ّّ‬
‫ﯷﮊ‬
‫ُٓٗ‬ ‫ٓٔ‬ ‫ﮋ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﮊ‬
‫سورة التوبة‬
‫ﮋﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ‬
‫ِّٗ‬ ‫ٔ‬
‫ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﮊ‬
‫ﮋﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬
‫ُّٗ‪ُٕٕ ,‬‬ ‫ُّ‬
‫ﯟ ﯠ ﯡﮊ‬
‫ﮋ ﭻﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅﮆ‬
‫َْٔ‬ ‫ٖٓ‬
‫ﮇﮈ ﮉ ﮊﮊ‬
‫ﮋﮌﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑﮒﮓ ﮔﮕ‬
‫َْٔ‬ ‫ٗٓ‬
‫ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮊ‬
‫َْٔ‬ ‫ِٔ‬ ‫ﮋ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﯵﮊ‬
‫ﮋﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬
‫َٓٔ‬ ‫ٖٔ‬
‫ﯤﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﮊ‬
‫ﮋﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹﮺ ﮻ ﮼ ﮽‬
‫ّٕٕ‬ ‫ْٖ‬
‫﮾ ﮿ ﯀ ﯁ﮊ‬
‫َٓٔ‬ ‫ٔٗ‬ ‫ﮋﮍﮎ ﮏﮐ ﮑﮒﮓﮔﮕ ﮖﮊ‬

‫ْٕٖ‬
‫ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗ‬
‫ِٖٗ‬ ‫َُٕ‬
‫ﭘﮊ‬
‫ﮋﮎ ﮏﮐ ﮑﮒ ﮓﮔ ﮕ ﮖﮗﮘ‬
‫ٖٕٔ‬ ‫َُِ‬
‫ﮙﮊ‬
‫َُُ‬ ‫ُِِ‬ ‫ﮋ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬﮊ‬
‫ﮋ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ‬
‫ِٓٔ‬ ‫ُِْ‬
‫ﭰﭱﭲ ﭳﭴﭵﮊ‬
‫ﮋ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ‬
‫ُْٖ‬ ‫ُِٗ‬
‫ﯪ ﯫ ﯬﮊ‬
‫سورة يونس‬
‫ﮋﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ‬
‫ِّّ‬ ‫ّ‬
‫ﮁﮂ ﮊ‬
‫ُٓٔ‬ ‫ْ‬ ‫ﭽ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﭼ‬
‫ُٓٔ‬ ‫ٓ‬ ‫ﭽ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﭼ‬
‫َِّ‪ّٔٗ ,‬‬ ‫ِٔ‬ ‫ﮋ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﮊ‬
‫ُٓٔ‬ ‫ُّ‬ ‫ﭽ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ﭼ‬
‫ُٓٔ‬ ‫ِّ‬ ‫ﭽ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄﭼ‬
‫ُٔٔ‬ ‫ّٓ‬ ‫ﭽﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﭼ‬
‫ََٓ‪,َٕٗ ,‬‬
‫ِٔ‬ ‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﮊ‬
‫ُّٕ‪ُِٕ ,‬‬
‫ََٓ‪,َٕٗ ,‬‬
‫ّٔ‬ ‫ﮋ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﮊ‬
‫ُّٕ‪َُٕ ,‬‬
‫ُِٓ‬ ‫َُٕ‬ ‫ﮋ ﭩ ﭪ ﭫﮊ‬

‫ٕٖٓ‬
‫سورة ىود‬
‫ﮋﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢ ﮣ‬
‫ْٖٓ‬ ‫ُٕ‬
‫ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫﮊ‬
‫ٖٔٔ‬ ‫ُٖ‬ ‫ﮋ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﮊ‬
‫ﮋ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ‬
‫َّٔ‬ ‫ّْ‬
‫ﯡﯢﯣﯤﮊ‬
‫ﮋﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ‬
‫َُّ‬ ‫ْْ‬
‫ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﮊ‬
‫ّّْ‬ ‫َٓ‬ ‫ﮋﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﮊ‬
‫ﮋ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬
‫ِّٗ‬ ‫ُٔ‬
‫ﯹﯺ ﮊ‬
‫ﮋﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞ‬
‫ِْٔ‬ ‫ٕٕ‬
‫ﮟﮊ‬
‫ِّْ‬ ‫ُٖ‬ ‫ﮋﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂﮊ‬
‫ْْٖ‬ ‫ُُٗ‬ ‫ﮋﭥ ﭦﭧ ﭨﭩ ﭪﭫ ﭬﭭﮊ‬
‫سورة يوسف‬
‫ّٕٔ‬ ‫ُٕ‬ ‫ﮋﭵﭶﭷﭸﭹ ﭺﭻﮊ‬
‫ُٖٓ‬ ‫ُّ‬ ‫ﮋﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﮊ‬
‫ﮋﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ‬
‫َِٔ‪ِِٔ ,‬‬ ‫َْ‬
‫ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮊ‬
‫ّّٔ‬ ‫َُٔ‬ ‫ﮋ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﮊ‬
‫سورة الرعد‬
‫ِٕٗ‬ ‫ِ‬ ‫ﮋ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﮊ‬

‫ٕٖٔ‬
‫ّٗٓ‬ ‫ٓ‬ ‫ﮋ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮊ‬
‫ُٗٓ‬ ‫َُ‬ ‫ﮋ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮊ‬
‫ِٗٓ‬ ‫ّٖ‬ ‫ﮋ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮊ‬
‫سورة إبراىيم‬
‫ْْٖ‬ ‫ْ‬ ‫ﮋ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮊ‬
‫ٕٓٓ‪,ٓٓٗ ,‬‬ ‫ﮋﭭ ﭮﭯﭰﭱ ﭲﭳﭴ ﭵ ﭶ‬
‫ِٕ‬
‫َٔٓ‬ ‫ﭷﭸ ﮊ‬
‫ﮋﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬
‫ُّٔ‬ ‫ّٕ‬
‫ﮎﮊ‬
‫ِْٖ‬ ‫ِْ‬ ‫ﮋﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﮊ‬
‫ِٔٓ‬ ‫ْٕ‬ ‫ﮋ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮊ‬
‫سورة ِ‬
‫الحجر‬
‫ّْٓ‪ْٕٔ ,‬‬ ‫ٗ‬ ‫ﮋﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮊ‬
‫ٗٗ‪َُُ ,‬‬ ‫ُٔ‬ ‫ﮋ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﮊ‬
‫َُٖ‬ ‫ِٗ‬ ‫ﮋﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﮊ‬
‫سورة النحل‬
‫ّْٓ‬ ‫ُ‬ ‫ﮋ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮊ‬
‫ِٗ‬ ‫ُٓ‬ ‫ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﮊ‬
‫ﮋﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬
‫ّْٕ‬ ‫ّٔ‬
‫ﭾﭿ ﮊ‬
‫ُْٓ‬ ‫ّْ‬ ‫ﮋﭚﭛ ﭜﭝ ﭞﭟ ﭠ ﮊ‬
‫ِِٕ‬ ‫َٓ‬ ‫ﮋﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﮊ‬
‫ُٖٔ‬ ‫ٔٔ‬ ‫ﮋﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‬

‫ٕٕٖ‬
‫ﭲ ﭳ ﭴﮊ‬
‫ﮋﮇﮈﮉ ﮊﮋﮌﮍ ﮎﮏ ﮐﮑ ﮒ‬
‫َْٓ‬ ‫ٖٔ‬
‫ﮓﮊ‬
‫ِٕٓ‬ ‫ٕٕ‬ ‫ﮋﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﮊ‬
‫ِٔٔ‬ ‫َٖ‬ ‫ﮋﭬﭭﭮﭯﭰﭱﮊ‬
‫ُّٔ‬ ‫ٖٗ‬ ‫ﮋﭯﭰ ﭱﭲﭳﭴ ﮊ‬
‫سورة اإلسراء‬
‫َٗٓ‬ ‫ْ‬ ‫ﮋﮀﮁﮂﮃﮊ‬
‫َِٓ‪,ِٖٓ ,‬‬
‫ّٔ‬ ‫ﮋ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﮊ‬
‫ٕٕٓ‬
‫ﮋﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ‬
‫ٕٔ‬ ‫ٔٓ‬
‫ﯣﮊ‬
‫َُّ‪ّٕٗ ,‬‬ ‫ٕٓ‬ ‫ﮋﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﮊ‬
‫ُِٔ‬ ‫ْٔ‬ ‫ﮋﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ﮊ‬
‫ِٕٓ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﮊ‬
‫ﮋﮏﮐﮑﮒﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗﮘ ﮙ‬
‫ُّٓ‬ ‫ٕٓ‬
‫ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮊ‬
‫ﮋﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ‬
‫ِِٗ‪ْٓٗ ,‬‬ ‫ٖٖ‬
‫ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﮊ‬
‫ﮋﭰ ﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷ ﭸﭹ ﭺﭻﭼ‬
‫ُْٔ‬ ‫ٖٗ‬
‫ﭽﮊ‬
‫ُْٓ‬ ‫ّٗ‬ ‫ﮋﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞ ﮊ‬
‫ٕٔٓ‬ ‫ٕٗ‬ ‫ﮋ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﮊ‬

‫ٖٕٖ‬
‫سورة الكهف‬
‫ّْٓ‬ ‫ُ‬ ‫ﮋ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﮊ‬
‫ﮋﯟ ﯠﯡﯢ ﯣ ﯤﯥﯦ ﯧﯨ‬
‫ُٔٔ‬ ‫ُْ‬
‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﮊ‬
‫ﮋﭑ ﭒﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗﭘ ﭙﭚ ﭛ‬
‫ُِٖ‬ ‫ُٔ‬
‫ﭜﭝﭞ ﭟﭠﭡﭢﭣﮊ‬
‫ٓٔٓ‬ ‫ْٕ‬ ‫ﮋﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﮊ‬
‫ُِٖ‪ٔٔٓ ,‬‬ ‫ْٗ‬ ‫ﮋ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮊ‬
‫ﮋ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳﮴ ﮵‬
‫ُْٔ‬ ‫َٓ‬
‫﮶﮷ﮊ‬
‫ﮋﯛﯜﯝ ﯞ ﯟﯠﯡﯢ ﯣﯤ ﯥ‬
‫ّّٓ‬ ‫ُٓ‬
‫ﯦﯧ ﮊ‬
‫ٖٔٓ‬ ‫ّٓ‬ ‫ﮋ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﮊ‬
‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ‬
‫ُْٔ‬ ‫ْٓ‬
‫ﭝﭞﭟﮊ‬
‫ُِٓ‬ ‫ٖٓ‬ ‫ﮋ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮊ‬
‫ﮋﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬
‫َٖ‪ُٗٔ ,‬‬ ‫ٓٔ‬
‫ﮊﮊ‬
‫ُٖٗ‬ ‫ٔٔ‬ ‫ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮊ‬
‫ُٖٗ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ﮋﮘﮙﮚﮛ ﮜﮝ ﮊ‬
‫ُٖٗ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ﮋﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮊ‬
‫ُٖٗ‬ ‫ٗٔ‬ ‫ﮋﮨﮩﮪ ﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﮊ‬
‫ُٖٗ‬ ‫َٕ‬ ‫ﮋﯔﯕﯖﯗ ﯘﯙﯚﯛ ﯜﯝﯞﯟﮊ‬

‫ٕٖٗ‬
‫ُٔٗ‪ُٖٗ ,‬‬ ‫ِٖ‬ ‫ﮋ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﮊ‬
‫ْْٓ‬ ‫ِٗ‬ ‫ﮋﮱﯓﯔﮊ‬
‫ﮋﯖﯗﯘﯙﯚﯛ ﯜﯝﯞﯟﯠﯡ‬
‫ْْٓ‬ ‫ّٗ‬
‫ﯢﮊ‬
‫ﮋﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰ‬
‫ْْٓ‬ ‫ْٗ‬
‫ﯱﯲﯳﯴﯵﯶﮊ‬
‫ْْٓ‬ ‫ٓٗ‬ ‫ﮋﯸﯹ ﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀ ﰁﰂ ﰃﮊ‬
‫ﮋ ﰅ ﰆ ﰇﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ‬
‫ْْٓ‬ ‫ٔٗ‬
‫ﰕﰖﰗﰘﰙ ﮊ‬
‫ْْٓ‬ ‫ٕٗ‬ ‫ﮋ ﰛ ﰜ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﰡ ﰢﮊ‬
‫ِْٓ‪ْْٓ ,‬‬ ‫ٖٗ‬ ‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﮊ‬
‫ِْٓ‬ ‫ٗٗ‬ ‫ﮋ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﮊ‬
‫ّّْ‪,ُّٓ ,‬‬
‫َُُ‬ ‫ﮋ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎﮊ‬
‫َُٕ‬
‫سورة مريم‬
‫َِٔ‪ِِٔ ,‬‬ ‫ٕ‬ ‫ﮋﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮊ‬
‫َٖٓ‬ ‫ٗ‬ ‫ﮋﮩ ﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮊ‬
‫َِٔ‪,ِِٔ ,‬‬
‫ُِ‬ ‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﮊ‬
‫ِّٔ‬
‫ِّْ‬ ‫ُٕ‬ ‫ﮋﭾﭿ ﮀﮁﮂ ﮃﮄ ﮊ‬
‫ِْٖ‬ ‫ِْ‬ ‫ﮋﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮊ‬
‫ِّٗ‪َٓٔ ,‬‬ ‫ِٓ‬ ‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﮊ‬
‫ِِٓ‪ِّْ ,‬‬ ‫ٓٔ‬ ‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﮊ‬
‫ٔٔٓ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ﮋﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹ‬

‫َٖٖ‬
‫ﭺﮊ‬
‫ٕٓٓ‬ ‫ُٕ‬ ‫ﮋ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮊ‬
‫ٕٓٓ‬ ‫ِٕ‬ ‫ﮋﮛﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠﮡﮢ ﮊ‬
‫سورة طو‬
‫َِّ‬ ‫ٓ‬ ‫ﮋﮉﮊﮋﮌﮊ‬
‫ّّٕ‬ ‫ٖ‬ ‫ﮋ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮊ‬
‫َٕٓ‬ ‫ُُ‬ ‫ﮋﯦﯧﯨﯩﮊ‬
‫َٕٓ‬ ‫ُِ‬ ‫ﮋ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﮊ‬
‫ِّٗ‪َٕٓ ,‬‬ ‫ُّ‬ ‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﮊ‬
‫َِْ‬ ‫ِّ‬ ‫ﮋ ﯶ ﯷ ﯸﮊ‬
‫ِْٓ‬ ‫َٓ‬ ‫ﮋﭾﭿ ﮀﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅﮊ‬
‫ُٖٔ‬ ‫ٔٔ‬ ‫ﮋ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﮊ‬
‫ِٓٗ‬ ‫ٖٗ‬ ‫ﮋﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﮊ‬
‫ﮋﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲ ﯳﯴﯵﯶﯷﯸ‬
‫ِٔٓ‬ ‫َُِ‬
‫ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﮊ‬
‫سورة األنبياء‬
‫ّْٓ‬ ‫ُ‬ ‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﮊ‬
‫ُُٔ‬ ‫ِّ‬ ‫ﮋﯮﯯﯰﯱﯲﯳﮊ‬
‫َُِ‬ ‫ِْ‬ ‫ﮋ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﮊ‬
‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬
‫َّّ‪ّْٕ ,‬‬ ‫ِٓ‬
‫ﭟﮊ‬
‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬
‫َُٓ‬ ‫ْٓ‬
‫ﭜﮊ‬

‫ُٖٖ‬
‫ٕٕٗ‬ ‫ُٓ‬ ‫ﮋﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮊ‬
‫ِٗٓ‬ ‫ُٖ‬ ‫ﮋ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﮊ‬
‫ﮋﮰﮱ﮲ ﮳﮴﮵﮶ ﮷﮸﮹‬
‫ُْٔ‬ ‫ٖٗ‬
‫﮺ﮊ‬
‫ُْٔ‪ّٕٗ ,‬‬ ‫َٗ‬ ‫ﮋ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥﮊ‬
‫ﮋﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋ‬
‫ْْٓ‬ ‫ٔٗ‬
‫ﮌﮊ‬
‫ْٔٓ‬ ‫َُّ‬ ‫ﮋﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﮊ‬
‫ٔٔٓ‬ ‫َُْ‬ ‫ﮋ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮﮊ‬
‫ﮋﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀﮁﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ‬
‫ْْٓ‬ ‫َُٓ‬
‫ﮇﮊ‬
‫سورة الحج‬
‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬
‫ّٕٓ‬ ‫ُّ‬
‫ﭞﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﮊ‬
‫ﮋﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬
‫ْْٕ‪,ْٕٓ ,‬‬
‫ِٓ‬ ‫ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ‬
‫ْٕٔ‬
‫ﮡﮢﮣ ﮊ‬
‫ﮋ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ‬
‫ِٗٓ‬ ‫َٕ‬
‫ﮱ﮲﮳﮴ﮊ‬
‫ٔٔ‪,َُّ ,‬‬ ‫ﮋ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ‬
‫ٕٓ‬
‫ُْٖ‪ٕٗٔ ,‬‬ ‫ﮆﮇﮊ‬
‫سورة المؤمنوف‬
‫ٖٗٓ‪َٕٔ ,‬‬ ‫ْٖ‬ ‫ﮋ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﮊ‬

‫ِٖٖ‬
‫ٖٗٓ‪َٕٔ ,‬‬ ‫ٖٓ‬ ‫ﮋ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﮊ‬
‫ٖٗٓ‪َٕٔ ,‬‬ ‫ٖٔ‬ ‫ﮋﯢﯣﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨﯩﮊ‬
‫ٖٗٓ‪َٕٔ ,‬‬ ‫ٕٖ‬ ‫ﮋ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﮊ‬
‫ﮋﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶﯷﯸﯹ ﯺﯻﯼﯽ‬
‫ٖٗٓ‪َٕٔ ,‬‬ ‫ٖٖ‬
‫ﯾﯿ ﮊ‬
‫ٖٗٓ‪َٕٔ ,‬‬ ‫ٖٗ‬ ‫ﮋ ﰁ ﰂﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﮊ‬
‫ٗٔٓ‬ ‫َُٖ‬ ‫ﮋﭬ ﭭﭮ ﭯﮊ‬
‫سورة النور‬
‫ََٔ‬ ‫ِ‬ ‫ﮋ ﭛﭜ ﭝﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﮊ‬
‫ِٖٔ‬ ‫ُِ‬ ‫ﮋﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩ ﭪﭫﭬﭭﮊ‬
‫ِّٓ‬ ‫ّٓ‬ ‫ﮋ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮊ‬
‫ﮋﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗ‬
‫ِٕ‪ّْٗ ,ُّٔ ,‬‬ ‫ّٔ‬
‫ﮘﮊ‬
‫سورة الفرقاف‬
‫ِْٓ‪,ّْٔ ,‬‬
‫ُ‬ ‫ﮋﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﮊ‬
‫ّْٖ‬
‫ﮋﯢ ﯣ ﯤﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩﯪ‬
‫ُْٓ‬ ‫َِ‬
‫ﯫﯬﯭﮊ‬
‫ﮋﭚ ﭛﭜﭝﭞ ﭟﭠﭡ ﭢ‬
‫ٕٔٓ‬ ‫ّْ‬
‫ﭣ ﭤﮊ‬
‫ُْٖ‬ ‫ٖٓ‬ ‫ﮋ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﮊ‬
‫سورة الشعراء‬
‫ْٕٓ‬ ‫ُٔٗ‬ ‫ﮋﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮊ‬
‫َُِ‬ ‫ُِْ‬ ‫ﮋﭿ ﮀﮁﮊ‬

‫ّٖٖ‬
‫َِٓ‬ ‫ُِِ‬ ‫ﮋﮥﮦﮧﮨﮩ ﮪﮊ‬
‫سورة النمل‬
‫َْٓ‬ ‫َٔ‬ ‫ﮋ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮊ‬
‫ّٕٓ‬ ‫ِٔ‬ ‫ﮋﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﮊ‬
‫ِّٕ‬ ‫ْٔ‬ ‫ﮋ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﮊ‬
‫ﮋ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬
‫ُُٖ‪ِٕٕ ,‬‬ ‫ٓٔ‬
‫ﭵﮊ‬
‫َّٓ‬ ‫ٔٔ‬ ‫ﮋ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮊ‬
‫ﮋﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ‬
‫َٓٓ‬ ‫ِٖ‬
‫ﮒﮓﮔ ﮕﮊ‬
‫ٗٔٓ‬ ‫ٖٓ‬ ‫ﮋ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙﮊ‬
‫َٔٓ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ﮋﯬﯭﯮﯯﮊ‬
‫ﮋ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ‬
‫ُٖٓ‬ ‫ٖٖ‬
‫ﰎﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﮊ‬
‫َٓٓ‬ ‫ّٗ‬ ‫ﮋ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮊ‬
‫سورة القصص‬
‫َْٓ‬ ‫ٕ‬ ‫ﮋ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﮊ‬
‫َُّ‬ ‫ُْ‬ ‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﮊ‬
‫َُِ‪,ُِٖ ,‬‬
‫ُٓ‬ ‫ﮋﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﮊ‬
‫ُْٓ‬
‫ُْٓ‬ ‫ٕٓ‬ ‫ﮋﮪﮫﮊ‬
‫ٓٗٓ‪ٓٗٔ ,‬‬ ‫ٖٔ‬ ‫ﮋﯞﯟﯠﯡﯢﯣﮊ‬
‫ِٖٕ‬ ‫ٖٖ‬ ‫ﮋ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮊ‬

‫ْٖٖ‬
‫سورة العنكبوت‬
‫ٕٔٔ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ﮋ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮊ‬
‫ُٕٔ‬ ‫ٗٔ‬ ‫ﮋ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮊ‬
‫سورة لقماف‬
‫ﮋﭰ ﭱﭲﭳﭴ ﭵﭶﭷﭸﭹﭺ‬
‫ُِٔ‬ ‫ٔ‬
‫ﭻﮊ‬
‫ُّٓ‬ ‫ّْ‬ ‫ﮋﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﮊ‬
‫سورة السجدة‬
‫ّّْ‪ّْْ ,‬‬ ‫ُُ‬ ‫ﮋﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀﰁﰂﰃﰄ ﰅﰆﮊ‬
‫ٖٔٓ‬ ‫ُِ‬ ‫ﮋﭑﭒﭓ ﭔ ﭕﭖﭗﭘﮊ‬
‫ﮋﭨﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯﭰ‬
‫ْْٖ‬ ‫ُّ‬
‫ﭱﮊ‬
‫ﮋ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘﮙﮚ ﮛ ﮜ‬
‫ّٕٗ‬ ‫ُٔ‬
‫ﮝﮞﮊ‬
‫ِٔٓ‬ ‫ِِ‬ ‫ﮋﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﮊ‬
‫سورة األحزاب‬
‫ِٓٔ‬ ‫ِِ‬ ‫ﮋﰁﰂﰃ ﰄﰅ ﰆﰇﰈﰉﰊﮊ‬
‫ُّٔ‬ ‫ّّ‬ ‫ﮋﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮊ‬
‫ِٗٓ‪ْٖٔ ,‬‬ ‫َْ‬ ‫ﮋ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﮊ‬
‫ّٖٖ‪ّٗٔ ,‬‬ ‫ُْ‬ ‫ﮋﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﮊ‬
‫ُٓٓ‬ ‫ْٓ‬ ‫ﮋﭛﭜﭝ ﭞﭟﭠﭡ ﮊ‬
‫ُٓٓ‬ ‫ْٔ‬ ‫ﮋﭣﭤﭥﭦﭧﭨﮊ‬
‫ُّٓ‬ ‫ّٔ‬ ‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﮊ‬

‫ٖٖٓ‬
‫ٖٓٓ‬ ‫ْٔ‬ ‫ﮋﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﮊ‬
‫ٖٓٓ‬ ‫ٓٔ‬ ‫ﮋ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﮊ‬
‫ٓ‪ِْٖ ,ِٕ ,‬‬ ‫َٕ‬ ‫ﮋ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮊ‬
‫ٓ‪ِْٖ ,ِٕ ,‬‬ ‫ُٕ‬ ‫ﮋﮮﮯﮰﮱ﮲﮳﮴ﮊ‬
‫سورة سبأ‬
‫ِٔٗ‬ ‫ِّ‬ ‫ﮋﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﮊ‬
‫ِْٖ‬ ‫ِٖ‬ ‫ﮋﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮊ‬
‫َّٖ‬ ‫َٓ‬ ‫ﮋ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﮊ‬
‫سورة فاطر‬
‫ِِٕ‪َِٖ ,‬‬ ‫َُ‬ ‫ﮋ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﮊ‬
‫ِّٗ‬ ‫ُِ‬ ‫ﮋ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﮊ‬
‫َْٓ‬ ‫ُّ‬ ‫ﮋ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﮊ‬
‫َْٓ‬ ‫ُْ‬ ‫ﮋ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮊ‬
‫ّْٓ‬ ‫ُٓ‬ ‫ﮋ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮊ‬
‫سورة يس‬
‫ّٗٓ‬ ‫ُِ‬ ‫ﮋ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﮊ‬
‫ِْٓ‬ ‫ُّ‬ ‫ﮋﭶ ﭷﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽﭾﭿﮀﮊ‬
‫ّٔٓ‬ ‫ْٗ‬ ‫ﮋﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱ ﮲ﮊ‬
‫ّٔٓ‬ ‫َٓ‬ ‫ﮋ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﮊ‬
‫ُْٗ‬ ‫ُٖ‬ ‫ﮋ ﯦ ﯧ ﯨﮊ‬
‫سورة الصافات‬
‫َِْ‬ ‫ٕٕ‬ ‫ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭼ‬
‫ْٗٓ‪,َٖٓ ,‬‬
‫ٔٗ‬ ‫ﮋ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﮊ‬
‫ِٔٔ‬

‫ٖٖٔ‬
‫الزمر‬
‫سورة ُّ‬
‫َٓٔ‬ ‫َٕ‬ ‫ﮋ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮊ‬

‫ﮋﮭﮮﮯﮰ ﮱ﮲ ﮳﮴﮵‬
‫َٕٔ‬ ‫ّٖ‬
‫﮶ ﮷﮸ ﮹ ﮺ ﮊ‬
‫َْٔ‪ّْْ ,‬‬ ‫ِْ‬ ‫ﮋ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﮊ‬
‫ُُٔ‬ ‫ِٓ‬ ‫ﮋ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮊ‬
‫ِٔٔ‬ ‫ِٔ‬ ‫ﮋ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮊ‬
‫ٖٗٓ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ﮋ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﮊ‬

‫ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚﭛﭜﭝ‬
‫ّٔٓ‪ْٓٔ ,‬‬ ‫ٖٔ‬
‫ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﮊ‬

‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ‬
‫ُْْ‬ ‫ٕٓ‬
‫ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﮊ‬
‫سورة النمل‬
‫ِِٕ‬ ‫ِ‬ ‫ﮋﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﮊ‬

‫ﮋ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬
‫ّْٓ‬ ‫ِْ‬
‫ﭧﭨﭩ ﭪ ﮊ‬
‫ْٕٕ‬ ‫ّْ‬ ‫ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﮊ‬
‫ِٕٓ‬ ‫ّٔ‬ ‫ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮊ‬
‫َٕٔ‬ ‫ٓٓ‬ ‫ﮋﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮊ‬
‫صلت‬
‫سورة فُ ِّ‬
‫َُّ‬ ‫ُُ‬ ‫ﮋﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﮊ‬
‫ِّٔ‬ ‫ّٓ‬ ‫ﮋ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﮊ‬

‫ٕٖٖ‬
‫سورة الشورى‬
‫ِِٕ‬ ‫ْ‬ ‫ﮋ ﭨ ﭩ ﭪﮊ‬
‫َُٗ‪,ِْْ ,‬‬
‫ُِٖ‪,ِٖٓ ,‬‬ ‫ُُ‬ ‫ﮋ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧﮊ‬
‫ُِّ‪ُّٓ ,‬‬
‫ُْٓ‬ ‫ُٓ‬ ‫ﭽﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﭼ‬
‫َْٕ‬ ‫ُِ‬ ‫ﮋﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ﮊ‬
‫ٓٔٔ‬ ‫ّٕ‬ ‫ﮋﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖ ﮗﮊ‬
‫َّٓ‪,َٓٔ ,‬‬ ‫ﮋﯹ ﯺﯻﯼ ﯽﯾﯿ ﰀﰁﰂﰃ ﰄﰅﰆ‬
‫ُٓ‬
‫ُٔٓ‬ ‫ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﮊ‬

‫َّٓ‪,َٓٔ ,‬‬ ‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬
‫ِٓ‬
‫ُٔٓ‬ ‫ﭞﮊ‬
‫سورة الزخرؼ‬
‫ََّ‬ ‫ُِ‬ ‫ﮋ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﮊ‬
‫ََّ‬ ‫ُّ‬ ‫ﮋﭫ ﭬ ﭭ ﮊ‬
‫ٗٗٓ‬ ‫َِ‬ ‫ﮋ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﮊ‬
‫ّّٓ‬ ‫ِٔ‬ ‫ﮋﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬
‫ّّٓ‬ ‫ِٕ‬ ‫ﮋ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮊ‬
‫ﮋﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ‬
‫ِٗٓ‬ ‫َْ‬
‫ﮚﮊ‬
‫ْْٓ‬ ‫ْْ‬ ‫ﮋﯖ ﯗ ﯘ ﯙﯚ ﯛ ﯜ ﮊ‬
‫ُّّ‪َٔٓ ,‬‬ ‫ٓٓ‬ ‫ﮋﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮊ‬
‫ّٖٓ‬ ‫ٕٓ‬ ‫ﮋﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﮊ‬
‫ٗٗٓ‬ ‫ٕٖ‬ ‫ﮋ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﮊ‬

‫ٖٖٖ‬
‫سورة الدخاف‬
‫ِٓٓ‬ ‫ٖ‬ ‫ﮋﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮊ‬
‫ِٓٓ‬ ‫ٗ‬ ‫ﮋ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮊ‬
‫ُٓٓ‪,ِٓٓ ,‬‬
‫َُ‬ ‫ﮋﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮊ‬
‫ّٓٓ‬
‫ّٓٓ‬ ‫ُُ‬ ‫ﮋﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮊ‬
‫ِّٖ‬ ‫ّٖ‬ ‫ﮋﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﮊ‬
‫سورة الجاثية‬
‫ّٗٔ‬ ‫ُٖ‬ ‫ﮋ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮊ‬
‫ّٗٔ‬ ‫ُٗ‬ ‫ﮋ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮊ‬
‫سورة األحقاؼ‬
‫ّْٕ‪ّٕٓ ,‬‬ ‫ٗ‬ ‫ﮋﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮊ‬
‫ْْٖ‬ ‫ِٗ‬ ‫ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖ ﭗ ﭘﮊ‬
‫ْْٖ‬ ‫َّ‬ ‫ﮋ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﮊ‬
‫ْْٖ‬ ‫ُّ‬ ‫ﮋ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﮊ‬
‫ْْٖ‬ ‫ِّ‬ ‫ﮋ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮊ‬
‫محمد‬
‫سورة َّ‬
‫ّٗٓ‬ ‫ْ‬ ‫ﮋ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮊ‬
‫ِٓٔ‬ ‫ُٕ‬ ‫ﮋﯱ ﯲﯳ ﯴﯵﯶﮊ‬
‫ّّٓ‬ ‫ُٖ‬ ‫ﮋ ﰀ ﰁ ﰂﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈﮊ‬
‫ّٓٓ‬ ‫ِِ‬ ‫ﮋﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮊ‬
‫َّٓ‬ ‫ِْ‬ ‫ﮋﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮊ‬
‫ﮋﯥﯦﯧﯨﯩﯪ ﯫﯬ‬
‫َٓٔ‬ ‫ِٖ‬
‫ﯭ ﯮﮊ‬

‫ٖٖٗ‬
‫سورة الفتح‬
‫ِٓٔ‬ ‫ْ‬ ‫ﮋ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﮊ‬
‫َٕٔ‪ُٕٔ ,‬‬ ‫َُ‬ ‫ﮋﭑﭒ ﭓﭔ ﭕﭖ ﮊ‬
‫ﮋﭳﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺﭻﭼ‬
‫ُُِ‬ ‫ِٓ‬
‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮊ‬
‫ِٗٓ‪َُّ ,‬‬ ‫ِٗ‬ ‫ﮋﭑ ﭒ ﭓﮊ‬
‫الحجرات‬
‫سورة ُ‬
‫ٕٔٔ‬ ‫ٗ‬ ‫ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮊ‬
‫ﮋﭵﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽﭾ‬
‫ُٓٓ‬ ‫ُّ‬
‫ﭿﮊ‬
‫سورة ؽ‬
‫ﮋﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ‬
‫ِّٖ‬ ‫ّٖ‬
‫ﭹ ﭺ ﭻﮊ‬
‫سورة الذاريات‬
‫َّْ‬ ‫ْ‬ ‫ﮋﯭﯮﮊ‬
‫ُٖٔ‪ُٖٕ ,‬‬ ‫ِِ‬ ‫ﮋ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮊ‬
‫ِْٔ‬ ‫ِْ‬ ‫ﮋﯙﯚﯛﯜﯝ ﯞﮊ‬
‫ِْٔ‬ ‫ِٓ‬ ‫ﮋ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﮊ‬
‫َِٓ‬ ‫ِٖ‬ ‫ﮋ ﰀ ﰁ ﰂﮊ‬
‫ْْٔ‬ ‫ّٓ‬ ‫ﮋﭪﭫﭬﭭﭮﭯﮊ‬
‫ْْٔ‬ ‫ّٔ‬ ‫ﮋﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﮊ‬
‫ُٗٓ‬ ‫ٔٓ‬ ‫ﮋﭳﭴﭵﭶﭷﭸﮊ‬
‫سورة الطور‬
‫ْٖٓ‬ ‫ِ‬ ‫ﮋﮠﮡﮊ‬
‫َٖٗ‬
‫ْٖٓ‬ ‫ّ‬ ‫ﮋﮣ ﮤ ﮥ ﮊ‬
‫ُْٖ‬ ‫ّٓ‬ ‫ﮋ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮﭯ ﭰ ﭱ ﮊ‬
‫سورة النجم‬
‫ٗٓٔ‪ٔٔٓ ,‬‬ ‫ِّ‬ ‫ﮋﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖ ﮗﮊ‬
‫ّْٓ‬ ‫ٔٓ‬ ‫ﮋ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮊ‬
‫ّْٓ‬ ‫ٕٓ‬ ‫ﮋﮑﮒﮊ‬
‫ُِٔ‬ ‫ُٔ‬ ‫ﮋﮤﮥﮊ‬
‫سورة القمر‬
‫ِّٓ‪,ّْٓ ,‬‬
‫ُ‬ ‫ﮋ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮊ‬
‫ّٓٓ‬
‫ُّٔ‬ ‫ٓ‬ ‫ﮋﯪﯫﮊ‬
‫ِٕٓ‬ ‫ُّ‬ ‫ﮋﮅﮆﮇﮈﮉﮊ‬
‫ْٖٓ‬ ‫ِٓ‬ ‫ﮋﭟﭠﭡﭢﭣﮊ‬
‫ٓٔٔ‬ ‫ّٓ‬ ‫ﮋﭥﭦﭧ ﭨﮊ‬
‫سورة الرحمن‬
‫ُْٓ‬ ‫ُْ‬ ‫ﮋﮯﮰﮱ﮲﮳ ﮊ‬
‫ُْٓ‬ ‫ُٓ‬ ‫ﮋ ﯖ ﯗﯘﯙ ﯚ ﯛ ﮊ‬
‫ٖٓ‬ ‫ُٗ‬ ‫ﮋ ﭛ ﭜ ﭝﮊ‬
‫ٖٓ‬ ‫َِ‬ ‫ﮋ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﮊ‬
‫ِٕٕ‪ِٕٖ ,‬‬ ‫ِٕ‬ ‫ﮋ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ‬
‫َِٔ‪ِِٔ ,‬‬ ‫ٖٕ‬ ‫ﮋﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮊ‬
‫سورة الواقعة‬
‫ُِ‪َِٕ ,‬‬ ‫ُ‬ ‫ﮋﮍ ﮎﮏﮊ‬
‫ُِ‪َِٕ ,‬‬ ‫ِ‬ ‫ﮋﮑ ﮒﮓﮊ‬

‫ُٖٗ‬
‫ُِ‪َِٕ ,‬‬ ‫ّ‬ ‫ﮋ ﮕﮖﮊ‬
‫ُِ‪َِٕ ,‬‬ ‫ْ‬ ‫ﮋﮘﮙﮚﮛ ﮊ‬
‫ُِ‪َِٕ ,‬‬ ‫ٓ‬ ‫ﮋﮝﮞﮟﮊ‬
‫ُِ‪َِٕ ,‬‬ ‫ٔ‬ ‫ﮋ ﮡ ﮢ ﮣﮊ‬
‫ُِ‪َِٕ ,‬‬ ‫ٕ‬ ‫ﮋ ﮥ ﮦ ﮧﮊ‬
‫ُِ‪َِٕ ,‬‬ ‫ٖ‬ ‫ﮋﮩﮪﮫﮬﮭ ﮊ‬
‫ُِ‪َِٕ ,‬‬ ‫ٗ‬ ‫ﮋﮯﮰﮱ﮲﮳ﮊ‬
‫ُِ‪َِٕ ,‬‬ ‫َُ‬ ‫ﮋﯗﯗﮊ‬
‫ُِ‪َِٕ ,‬‬ ‫ُُ‬ ‫ﮋﯙﯚ ﮊ‬
‫ُِ‪َِٕ ,‬‬ ‫ُِ‬ ‫ﮋﯜﯝﯞﮊ‬
‫ْٕٓ‬ ‫ٕٕ‬ ‫ﮋﭑ ﭒﭓﮊ‬
‫ْٕٓ‬ ‫ٖٕ‬ ‫ﮋﭕﭖﭗ ﮊ‬
‫ٖٔ‬ ‫ٕٗ‬ ‫ﮋﭙﭚﭛﭜﮊ‬
‫سورة الحديد‬
‫ُْٖ‬ ‫ّ‬ ‫ﮋﯺﯻﯼﯽﮊ‬
‫ُُٖ‬ ‫ِٕ‬ ‫ﭽﮓ ﮔﮕﮖﮗﮘﮙ ﮚﮛﮊ‬
‫سورة المجادلة‬
‫ِٕٖ‬ ‫ُ‬ ‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﮊ‬
‫ُٕٔ‬ ‫َُ‬ ‫ﮋ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﮊ‬
‫ﮋﭑﭒﭓ ﭔﭕﭖ ﭗﭘﭙﭚ ﭛ‬
‫ِْٔ‬ ‫ِِ‬
‫ﭜﮊ‬
‫سورة الحشر‬
‫ُّٔ‬ ‫ٕ‬ ‫ﮋﮈﮉ ﮊﮋ ﮌﮍﮎ ﮏﮐﮑﮒ ﮓ ﮔ‬

‫ِٖٗ‬
‫ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮊ‬
‫ﮋﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷‬
‫ُّٓ‬ ‫ِِ‬ ‫﮸ ﮹ ﮺ ﮻﮼ ﮽ ﮾ ﮿‬
‫﯀ﮊ‬
‫سورة الممتحنة‬
‫ّّٓ‬ ‫ْ‬ ‫ﮋ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮊ‬
‫سورة التغابن‬
‫ُٕٗ‬ ‫ُٓ‬ ‫ﮋﮧﮨﮩﮪ ﮊ‬
‫سورة الطالؽ‬
‫ُٓٗ‬ ‫ّ‬ ‫ﮋ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮊ‬
‫ِِٓ‪ُّٔ ,‬‬ ‫ُِ‬ ‫ﮋﰃ ﰄﰅ ﰆﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﮊ‬
‫سورة التحريم‬
‫ﮋ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ‬
‫ِِٕ‬ ‫ْ‬
‫ﮣﮤﮥﮦ ﮊ‬
‫سورة الملك‬
‫ُْٖ‪ِٔٗ ,‬‬ ‫ُْ‬ ‫ﮋﭜ ﭝﭞ ﭟﭠ ﭡﭢﮊ‬
‫ِٕٓ‬ ‫ُٔ‬ ‫ﮋ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﮊ‬
‫ِِٕ‬ ‫ُٕ‬ ‫ﮋ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮊ‬
‫سورة الحاقة‬
‫ٖٔٓ‬ ‫ِِ‬ ‫ﮋﮭﮮﮯﮊ‬
‫ََٔ‬ ‫ِْ‬ ‫ﮋﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﮊ‬
‫سورة نوح‬
‫ُُِ‬ ‫ٓ‬ ‫ﮋﮱﯓﯔﯕ ﯖﯗﯘﮊ‬
‫ُُِ‬ ‫ٔ‬ ‫ﮋﯚﯛﯜﯝﯞﮊ‬

‫ّٖٗ‬
‫َْٗ‬ ‫ُِ‬ ‫ﮋ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮊ‬
‫ﮋﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ‬
‫ُِْ‬ ‫ِّ‬
‫ﮱﮊ‬
‫سورة الجن‬
‫ُْْ‬ ‫ُٖ‬ ‫ﮋﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﮊ‬
‫ُْٗ‬ ‫َِ‬ ‫ﮋﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮊ‬
‫ُْٗ‬ ‫ُِ‬ ‫ﮋ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮊ‬
‫ُْٗ‬ ‫ِِ‬ ‫ﮋﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮊ‬

‫ﮋﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷‬
‫ُْٗ‬ ‫ِّ‬
‫﮸ ﮹ ﮺ﮊ‬
‫ُُٕ‪َُّ ,‬‬ ‫ِٔ‬ ‫ﮋﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﮊ‬
‫ُُٕ‪َُّ ,‬‬ ‫ِٕ‬ ‫ﮋ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰇ ﰈ ﰉﮊ‬

‫ﮋﰋﰌﰍﰎ ﰏﰐﰑﰒ ﰓﰔﰕﰖ‬


‫ُُٕ‬ ‫ِٖ‬
‫ﰗﮊ‬
‫سورة المدثر‬
‫ُّٕ‬ ‫ْ‬ ‫ﮋﯖ ﯗ ﮊ‬
‫ِٔٓ‬ ‫ٖ‬ ‫ﮋﯣﯤﯥﯦ ﮊ‬
‫ِٔٓ‬ ‫ٗ‬ ‫ﮋﯨﯩﯪﯫﮊ‬
‫ِٔٓ‬ ‫َُ‬ ‫ﮋﯭﯮﯯﯰﮊ‬
‫ُِٖ‬ ‫ُُ‬ ‫ﮋﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﮊ‬
‫ِْٗ‬ ‫ُّ‬ ‫ﮋ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮊ‬
‫ِْٖ‬ ‫ُّ‬ ‫ﮋ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﮊ‬

‫ْٖٗ‬
‫سورة القيامة‬
‫َِّ‬ ‫ِِ‬ ‫ﮋﭙ ﭚ ﭛ ﮊ‬
‫َِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ﮋﭝ ﭞ ﭟ ﮊ‬
‫سورة اإلنساف‬
‫ّْٖ‬ ‫ِٓ‬ ‫ﮋﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﮊ‬
‫ِٗٔ‬ ‫َّ‬ ‫ﮋ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮊ‬
‫سورة النازعات‬
‫َّْ‬ ‫ٓ‬ ‫ﮋﮮﮯﮊ‬
‫ّٔٓ‬ ‫ٔ‬ ‫ﮋﮱﯓﯔ ﮊ‬
‫سورة عبس‬
‫ِْٓ‬ ‫ُِ‬ ‫ﮋﮣﮤﮥﮊ‬
‫ِْٓ‬ ‫ِِ‬ ‫ﮋﮧﮨﮩﮪﮊ‬
‫سورة التكوير‬
‫ِّْ‬ ‫ِّ‬ ‫ﮋﮭﮮﮯﮰ ﮊ‬
‫سورة االنفطار‬
‫َُٖ‬ ‫ٖ‬ ‫ﮋﭳﭴﭵﭶﭷﭸﮊ‬
‫ُْٖ‪ُٔٗ ,‬‬ ‫ُٕ‬ ‫ﮋﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮊ‬
‫ُْٖ‪ُٔٗ ,‬‬ ‫ُٖ‬ ‫ﮋﮣﮤﮥﮦﮧﮨ ﮊ‬
‫ُْٖ‪ُٔٗ ,‬‬ ‫ُٗ‬ ‫ﮋ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮊ‬
‫سورة المطففين‬
‫ٕٔٓ‬ ‫ٔ‬ ‫ﮋﯯﯰ ﯱﯲﯳﮊ‬
‫سورة األعلى‬
‫َِٔ‪ِِٔ ,‬‬ ‫ُ‬ ‫ﮋﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮊ‬
‫ْْٓ‬ ‫ُٖ‬ ‫ﮋ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﮊ‬

‫ٖٓٗ‬
‫ْْٓ‬ ‫ُٗ‬ ‫ﮋﭠﭡﭢﮊ‬
‫سورة الشمس‬
‫ُُٗ‬ ‫ٗ‬ ‫ﮋﭰ ﭱﭲ ﭳ ﮊ‬
‫ُُٗ‬ ‫َُ‬ ‫ﮋﭵﭶﭷﭸﮊ‬
‫سورة الليل‬
‫ُٕٔ‬ ‫ٓ‬ ‫ﮋﮧﮨ ﮩﮪ ﮊ‬
‫ُٕٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ﮋﮬﮭﮊ‬
‫ُٕٔ‬ ‫ٕ‬ ‫ﮋﮯﮰﮊ‬
‫ُٕٔ‬ ‫ٖ‬ ‫ﮋﯓﯔﯕﯖ ﮊ‬
‫ُٕٔ‬ ‫ٗ‬ ‫ﮋﯘﯙﮊ‬
‫ُٕٔ‬ ‫َُ‬ ‫ﮋﯛﯜﮊ‬
‫سورة الضحى‬
‫ٔٗٔ‬ ‫ُُ‬ ‫ﮋﮠﮡﮢﮣ ﮊ‬
‫سورة القدر‬
‫ٖٗٓ‬ ‫ُ‬ ‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﮊ‬
‫سورة العصر‬
‫ُِْ‪ّٔٗ ,‬‬ ‫ُ‬ ‫ﮋﭑﮊ‬
‫ُِْ‪ّٔٗ ,‬‬ ‫ِ‬ ‫ﮋﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﮊ‬
‫ﮋﭘﭙﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ‬
‫ُِْ‪ّٔٗ ,‬‬ ‫ّ‬
‫ﭠﮊ‬
‫سورة قريش‬
‫ٕٔٔ‬ ‫ُ‬ ‫ﮋ ﭑ ﭒﮊ‬
‫ٕٔٔ‬ ‫ِ‬ ‫ﮋ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﮊ‬
‫ٕٔٔ‬ ‫ّ‬ ‫ﮋﭙﭚﭛﭜﮊ‬

‫ٖٔٗ‬
‫ٕٔٔ‬ ‫ْ‬ ‫ﮋ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﮊ‬
‫سورة المسد‬
‫ْٓٔ‬ ‫ُ‬ ‫ﮋ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮊ‬
‫سورة اإلخالص‬
‫ِّْ‪ْٔٓ ,‬‬ ‫ُ‬ ‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﮊ‬
‫ِّْ‬ ‫ِ‬ ‫ﮋ ﭖ ﭗﮊ‬
‫ِّْ‬ ‫ّ‬ ‫ﮋﭙ ﭚ ﭛ ﭜﮊ‬
‫ِّْ‪ُّٓ ,‬‬ ‫ْ‬ ‫ﮋﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﮊ‬

‫ٕٖٗ‬
‫ا‬
‫ثاًيا‪ :‬فهزس األحاديث واآلثار‬
‫الصفحة‬ ‫طرؼ الحديث واألثر‬
‫رجال كمن يأجوج كمأجوج ألف ‪ّْٓ .............................................‬‬ ‫أبشركا فإف منكم ن‬
‫أتاين جربيل فقاؿ يا حممد لوالؾ ملا خلقت اجلنة ‪َِٓ ............... ................................‬‬
‫أتدركف أين تذىب ىذه الشمس؟ ‪ْٖٓ ........................... ................................‬‬
‫اجتنبوا السبع املوبقات قالوا يا رسوؿ ا﵁ كما ىن؟ ‪ُٔٔ ,ُٖٔ .......................................‬‬
‫أحب الثياب إىل النَّيب أف يلبسها الًبىػىرة ‪ٔٗٔ ................. ................................‬‬
‫احتج آدـ كموسى ‪ِْٗ ....................................... ................................‬‬
‫أحلوا هلم الراـ كحرموا عليهم الالؿ فأطاعوىم ككانت ىذه عبادهتم إياىم ‪ُٕٖ .......................‬‬
‫علي ‪ِّْ .............................................‬‬‫أحيانا يأتيٍت مثل صلصلة اجلرس كىو أشدىا َّ‬
‫أخرجوا من النار من ُب قلبو مثقاؿ حبة من خردؿ ‪ُٔٓ .............................................‬‬
‫اعا ‪َُّ ..................... ................................‬‬‫تقربت منو ذر ن‬‫شربا َّ‬
‫مٍت ن‬ ‫تقرب العبد ٍّ‬
‫إذا َّ‬
‫إذا تكلَّم ا﵁ بالوحي مسع أىل السموات شيئنا‪ِٗٔ ................ ................................ ,‬‬
‫إذا دخل أىل اجلنة اجلنة قاؿ يقوؿ ا﵁ تبارؾ كتعاىل تريدكف شيئنا أزيدكم ‪ُِّ ..........................‬‬
‫إذا قرب امليت‪ ,‬أك قاؿ أحدكم‪ ,‬أتاه ملكاف أسوداف أزرقاف ‪ٖٓٓ .......................................‬‬
‫فلَت عليك ‪ّّٗ ................................ ................................‬‬ ‫إذا كاف لك ماؿ ى‬
‫إذا مات اإلنسا يف انقطع عنو عمليو إال من ثالثة ‪َْٕ ...............................................‬‬
‫إذا كضع العبد ُب القرب‪ ,‬أتاه منكر كنكَت‪ ,‬أسوداف أزرقاف ‪ٕٓٓ .......................................‬‬
‫أذف يل أف أحدث عن ملك من مالئكة ا﵁ من محلة العرش ‪ِّْ ....................................‬‬
‫أصم كال غائبنا ‪ّٖٖ ,ِٖٓ .....................................‬‬
‫اربعوا على أنفسكم‪ ,‬إنَّكم ال تدعوف َّ‬
‫أسألك بكل اسم ىو لك مسيت بو نفسك أك أنزلتو ُب كتابك أك استأثرت بو ُب علم الغيب عندؾ ‪ِْٕ ..‬‬
‫استأذنت ريب أف أستغفر ألمي فلم يأذف يل كاستأذنتو أف أزكر قربىا فأذف ‪ّٕٖ .........................‬‬
‫حممدا رسوؿ ﵁ كتقيم الصالة كتؤٌب الزكاة ‪ْٔٔ .................‬‬
‫اإلسالـ أف تشهد أف ال إلو إال ا﵁ كأف ن‬
‫حمم ندا رسوؿ ا﵁ ‪ِْٕ .......................................‬‬
‫أف َّ‬‫اإلسالـ أف تشهد أف ال إلو إال ا﵁‪ ,‬ك َّ‬
‫اشتد غضب ا﵁ على قوـ اختذكا قبور أنبيائهم مساجد ‪َّٖ .........................................‬‬
‫اشهدكا ‪ّْٓ ................... ................................ ................................‬‬
‫اطلع النيب علينا كرمن نتذاكر فقاؿ ما تذاكركف؟ ‪ْٖٓ ............... ................................‬‬

‫ٖٖٗ‬
‫أعتقها فإهنا مؤمنة ‪ِّٕ ......................................... ................................‬‬
‫ٌح هد من األىنٍبًيى ًاء قىػٍبلًي ‪ْٖٗ ................ ................................‬‬
‫مخسا ىَلٍ يػي ٍعطى يه َّن أ ٌ‬
‫يعطيت ن‬
‫أ ي‬
‫اعلم أبا مسعود‪ ,‬ا﵁ أقدر عليك منك عليو ‪ِٕٗ ................... ................................‬‬
‫أعوذ با﵁ العظيم كبوجهو الكرًن كسلطانو القدًن من الشيطاف الرجيم ‪ِِٖ .............................‬‬
‫افًتقت اليهود على إحدل كسبعُت فرقة‪ ,‬فواحدة ُب اجلنة‪ ,‬كسبعوف ُب النار‪ْٗ ........................ ,‬‬
‫أقم حىت تأتينا الصدقة فنأمر لك ُّا ‪ُّٖ ......................... ................................‬‬
‫أال أنبئكم بأكرب الكبائر قلنا بلى يا رسوؿ ا﵁ ‪ِٔٔ ................. ................................‬‬
‫أال تراه َل يعرؼ موسى بٍت إسرائيل حىت عرفو بنفسو إذا َل يعرفو ا﵁ بو ‪ِٖ ............................‬‬
‫قادرا على أف ديشيو على كجهو يوـ القيامو ‪ٕٓٔ ...............‬‬
‫أليس الذم أمشاه على الرجلُت ُب الدنيا ن‬
‫أما كا﵁ إين ألخشاكم ﵁ كأتقاكم لو ‪ِٕٖ ......................... ................................‬‬
‫أمرت أف أقاتل الناس حىت يشهدكا أف ال إلو إال ا﵁‪ ,‬كأين رسوؿ ا﵁ ‪ّّْ .............................‬‬
‫آمركم باإلدياف كحده‪ ,‬أتدركف ما اإلدياف با﵁ كحده؟ قالوا ا﵁ كرسولو أعلم ‪ّْٔ ........................‬‬
‫إف أتقاكم كأعلمكم با﵁ أنا ‪ْٔٓ ................................ ................................‬‬ ‫َّ‬
‫إف الدنيا حلوة خضرة كإف ا﵁ مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملوف فاتقوا الدنيا كاتقوا النساء ‪ُٖٗ .......‬‬
‫جال‪ ,‬يك ُّل ًس ًجل مد البصر ‪ُٕٓ ..............‬‬
‫سعو ىف ًس ن‬‫ً‬
‫نشر عليو تس ىعةه كت ي‬
‫الرجل ييؤتى بو إىل امليزاف‪ ,‬فيي ى‬
‫أف َّ‬
‫إف العبد املسلم إذا قاؿ المد ﵁ كسبحاف ا﵁ كال إلو إال ا﵁ كا﵁ أكرب كتبارؾ ا﵁‪َِٖ ................ ,‬‬
‫عبدا دعا جربيل فقاؿ إين أحب فالنا فأحبو ‪ُّْ ...................................‬‬ ‫إف ا﵁ إذا أحب ن‬
‫إف ا﵁ مجيل حيب اجلماؿ ‪ِّٗ ................................... ................................‬‬
‫إف ا﵁ خالق كل صانع كصنعتو ‪ِٕٔ .............................. ................................‬‬
‫عز كجل اليناـ‪ ,‬كال ينبغي لو أف يناـ‪ ,‬خيفض القسط كيرفعو‪ِٕٖ ,ِٖٓ ....................... ,‬‬ ‫إف ا﵁ َّ‬
‫أف ا﵁ قبض من نور كجهو قبضة كنظر إليها فعرقت كدلقت ‪ُٕٓ .....................................‬‬ ‫َّ‬
‫إف ا﵁ كتب على ابن آدـ حظو من الزنا أدرؾ ذلك ال حمالة ‪ِْٔ ....................................‬‬
‫إف ا﵁ خلق املالئكة من نور؛ كخلق إبليس من مارج من نار؛ كخلق آدـ دما كصف لكم‪ُٕٓ ........‬‬ ‫َّ‬
‫اعا ينتزعو من العباد كلكن يقبض العلم بقبض العلماء ‪ٖٗ .....................‬‬
‫إف ا﵁ ال يقبض العلم انتز ن‬
‫إف ا﵁ لَتضى عن العبد أف يأكل األكلة فيحمده عليها ‪ْٖٔ ........................................‬‬ ‫َّ‬
‫إف ا﵁ حيب أف تؤتى رخصو كما حيب أف تؤتى عزائمو ‪ٕٔٗ .........................................‬‬
‫فيضع عليو كنفوي كيستيػيره ‪ٕٔٔ ................ ................................‬‬
‫إف ا﵁ يدين من املؤمن ي‬

‫ٖٗٗ‬
‫إف النيب قد أنزؿ عليو الليلة قرآف‪َُِ ............................ ................................ ,‬‬
‫أف تؤمن با﵁ كمالئكتو ككتبو كرسلو كاليوـ اآلخر‪ ,‬كتؤمن بالقدر خَته كشره ‪َٔٓ ,ْٓٗ .................‬‬
‫حيي كرًن ‪ِِٕ ................................‬‬
‫حيي كرًن إف ربكم تبارؾ كتعاىل ٌ‬
‫إف ربكم تبارؾ كتعاىل ٌ‬
‫أخا لو ُب قرية أخرل فأرصد ا﵁ لو على مدرجتو مل نكا ‪ِْٖ ..............................‬‬‫رجال زار ن‬
‫أف ن‬
‫أف رسوؿ ا﵁ خرج إىل املقربة فقاؿ السالـ عليكم دار قوـ مؤمنُت كإنا إف شاء ا﵁ بكم الحقوف ‪ّٕٖ .....‬‬
‫إف فقراء أمتك يدخلوف اجلنة قبل األغنياء بنصف يوـ‪ ,‬كىو مخسمائة عاـ ‪ُٖٔ ........................‬‬
‫أف ُب الصور ثقبنا بعدد األركاح ‪ِٓٔ .............................. ................................‬‬‫َّ‬
‫رجال ‪ْٗ .......‬‬
‫رجال كلما مات رجل أبدؿ ا﵁ تعاىل مكانو ن‬
‫إف فيهم ‪-‬يعٍت أىل الشاـ‪ -‬األبداؿ األربعُت ن‬
‫إف ﵁ تسعة كتسعُت امسنا من أحصاىا دخل اجلنة ‪ِْٔ ,ِْٖ ........................................‬‬
‫َّ‬
‫إف من العلم كهيئة املكنوف ال يعلمو إال العلماء با﵁ ‪َُٓ ...........................................‬‬
‫إف ىذه القبور دملوءة ظلمة على أىلها كإف ا﵁ ينورىا هلم بصالٌب عليهم ‪َُٔ .........................‬‬
‫أنا النيب ال كذب أنا ابن عبد املطلب ‪ْٕٖ ........................ ................................‬‬
‫آد ىـ كال فخر ‪ْٖٗ ,ْٖٖ ............................. ................................‬‬ ‫ً‬
‫أنىا ىسيٍّ يد ىكلىد ى‬
‫قوما من أىل الكتاب فليكن أكؿ ما تدعوىم إىل أف يوحدكا ا﵁ ‪ُِِ ........................‬‬ ‫إنك تأٌب ن‬
‫إنك على علم من علم ا﵁ علَّمك ال أعلمو ‪ِٖ .................... ................................‬‬
‫إنكم سًتكف ربكم كما تركف ىذا القمر التضاموف ُب رؤيتو‪ُِّ .................................... ,‬‬
‫إنكم لن تركا ربكم حىت دتوتوا ‪ِِّ ............................... ................................‬‬
‫إمنا ىو جربيل َل أره على صورتو اليت خلقو ا﵁ عليها إال ىاتُت املرتُت ‪ِّْ ............................‬‬
‫أنو ادخر ألزكاجو قوت سنة ‪ُّٔ ................................. ................................‬‬
‫أنو كاف يقوؿ ُب دبر كل صالة ال إلو إال ا﵁ كحده ال شريك لو ‪ُّّ .................................‬‬
‫إنو ليأٌب العظيم السمُت يوـ القيامة ال يزف عند ا﵁ تعاىل جناح بعوضة ‪ُٕٓ ...........................‬‬
‫إهنما ليعذباف كما يعذباف ُب كبَت‪ُِٖ ........................... ................................ ,‬‬
‫عنقودا‪ ,‬كلو أخذتو ألكلتم منو ما بقيت الدنيا ‪ْٖٓ ......................‬‬
‫إين رأيت اجلنة‪ ,‬فتناكلت منها ن‬
‫أكؿ ما خلق ا﵁ تعاىل القلم ‪ْٓٗ ................................. ................................‬‬
‫إياكم كالغلو فإمنا أىلك من كاف قبلكم الغلو ‪ُْٕ ................. ................................‬‬
‫آية اإلدياف حب األنصار‪ ,‬كآية النفاؽ بغض األنصار ‪ّْٔ ...........................................‬‬
‫اإلدياف أف تؤمن با﵁‪ ,‬كمالئكتو‪ ,‬كبلقائو‪ ,‬كرسلو‪ ,‬كتؤمن بالبعث ‪ْٔٔ ,ِّٓ ...........................‬‬

‫ََٗ‬
‫اإلدياف بضع كسبعوف شعبة أعالىا قوؿ ال إلو إال ا﵁ ‪ْٕٔ ,ْٔٔ ,ّْٔ ..............................‬‬
‫أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم ال تدعوف أصم كال غائبا ‪ّٖٕ ,َّٗ ,ِٕٓ .....................‬‬
‫بايعوين على أف ال تشركوا با﵁ شيئنا كال تسرقوا كال تزنوا‪ ,‬كال تقتلوا أكالدكم ‪ٕٔٔ ........................‬‬
‫بدعائهم كصالهتم كإخالصهم ‪ُُِ .............................. ................................‬‬
‫البذاذة من اإلدياف ‪ٔٗٔ ......................................... ................................‬‬
‫بلغوا عٍت كلو آية ‪َُِ .......................................... ................................‬‬
‫يوما قاؿ أبيت ‪ٓٔٓ .............................‬‬‫بُت (ما بُت) النفختُت أربعوف قالوا يا أبا ىريرة أربعوف ن‬
‫بُت النفختُت أربعوف سنة ‪ٓٔٓ ................................... ................................‬‬
‫بينما رمن عند رسوؿ ا﵁ ذات يوـ إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ‪َٔٓ ,ِْٕ ..................‬‬
‫بينما رمن مع رسوؿ ا﵁ مبٌت إذا انفلق القمر فلقتُت ‪ّْٓ ............................................‬‬
‫اف ‪ِٕ .......................... ................................‬‬ ‫الث من يك َّن فً ًيو كج ىد حالكةى اإلديى ً‬
‫ىى ى ى‬ ‫ثى ه ى ٍ‬
‫الثلث كالثلث كبَت أك كثَت ‪َُٔ .................................. ................................‬‬
‫ٍب رفع يل البيت املعمور فقلت يا جربيل ما ىذا قاؿ ىذا البيت املعمور ‪ِْٗ ...........................‬‬
‫ور؟ قاؿ ٍقرف يين ىفخ فيو ‪ُٓٔ .........................................‬‬ ‫الص ي‬
‫النيب فقاؿ ما ُّ‬
‫جاء أعرايب إىل ٍّ‬
‫جاء ملك املوت إىل موسى فقاؿ لو أجب ربك ‪ّّْ ..............................................‬‬
‫اجلبَّار الذم جرب العباد على ما أراد ‪ِْٔ .......................... ................................‬‬
‫جبار القلوب على فطراهتا شقيها كسعيدىا ‪ِْٔ ................... ................................‬‬
‫اجلنة مائة درجة ما بُت كل درجتُت كما بُت السماء كاألرض ‪ٖٓٔ ........................................‬‬
‫جنتاف من فضو كجنتاف من ذىب‪ ,‬آنيتهما كما فيهما‪ِٕٗ ......................................... ,‬‬
‫حىت يغيب أحدىم ُب رشحو إىل أنصاؼ أذنيو ‪ٕٓٔ ................ ................................‬‬
‫حسبنا ا﵁ كنعم الوكيل قاهلا إبراىيم حُت ألقي ُب النار ‪َّٔ .........................................‬‬
‫حسيب من سؤايل علمو ْتايل ‪ُّٔ ,َّٔ ,ّٖٓ ................... ................................‬‬
‫شق قميصو ‪َُٕ .........................................‬‬ ‫جملسا للفقراء كرقص حىت َّ‬ ‫حضر رسوؿ ا﵁ ن‬
‫المد ﵁ الذم كسع مسعو األصوات لقد جاءت اَّادلة إىل النيب ‪ِٖٕ ................................‬‬
‫يوما خطنا ٍب قاؿ ىذا سبيل ا﵁ ‪ُٕ ............................................‬‬ ‫ن‬ ‫خط لنا رسوؿ ا﵁‬
‫خط لنا رسوؿ ا﵁ خطنا ٍب قاؿ ىذا سبيل ا﵁‪ٍ ,‬ب خط خطوطا عن ديينو كعن مشالو ‪ّٕٕ ................‬‬
‫خلق ا﵁ آدـ طولو ستوف ذراعا فلم يزؿ اخللق ينقص بعد ‪َِْ .......................................‬‬

‫َُٗ‬
‫مخس من الغيب ال يعلمهن إال ا﵁ ‪ُّٓ .......................... ................................‬‬
‫الدعاء ىو العبادة ‪ُّٔ .......................................... ................................‬‬
‫دعوة ذم النوف إذ دعا كىو ُب بطن الوت ال إلو إال أنت سبحانك إين كنت من الظاملُت‪ّْٕ ,ِّٔ .. ,‬‬
‫دعوين ما تركتكم ‪ُٕٗ .......................................... ................................‬‬
‫الذم خيالط الناس كيصرب على أذاىم خَت من الذم ال خيالطهم كاليصرب على أذاىم ‪ُِٖ ...............‬‬
‫رأيت الليلة رجلُت أتياين فقاال الذم يوقد النار مالك خازف النار كأنا جربيل كىذا ميكائيل ‪ُّْ ..........‬‬
‫نورا ‪ِِّ ................. ................................ ................................‬‬‫رأيت ن‬
‫الرؤيا الصالة جزء من ستة كأربعُت جزءنا من النبوة ‪ُّٕ .............................................‬‬
‫الرؤيا ثالثة رؤيا من ا﵁‪ ,‬كرؤيا حتزين من الشيطاف ‪ُٕٔ ................ ................................‬‬
‫الزبور مجيع الكتب املنزلة‪ ,‬كالذكر أـ الكتاب الذم عنده ‪ْْٓ ........................................‬‬
‫زكجكن أىاليكن كزكجٍت ا﵁ تعاىل من فوؽ سبع مساكات ‪ِّٕ .......................................‬‬
‫سألت رسوؿ ا﵁ ىل رأيت ربك ‪ِِّ ............................ ................................‬‬
‫أثنيت على نفسك ‪ُّٕ ....................................‬‬ ‫عليك أنت كما ى‬ ‫سبحانك ال رمصي ثناءن ى‬
‫السالـ على أىل الديار من املؤمنُت كاملسلمُت كيرحم ا﵁ املستقدمُت منا كاملستأخرين ‪ّٕٖ ..............‬‬
‫سلوا لو التثبيت فإنو اآلف يسأؿ ‪ّٕٖ ............................. ................................‬‬
‫شاىت الوجوه ‪ِٕٔ ............................................ ................................‬‬
‫صالة الرجل مع الرجل أزكى من صالتو كحده‪ُِٕ ................ ................................ ,‬‬
‫الصلوات اخلمس كاجلمعة إىل اجلمعة كرمضاف إىل رمضاف مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر‪ٔٓٗ .....‬‬
‫الطهور شطر اإلدياف‪ ,‬كالمد ﵁ دتأل امليزاف ‪ْٕٓ ................... ................................‬‬
‫العبد إذا كضع ُب قربه كتويل كذىب أصحابو‪ ,‬حىت إنو ليسمع قرع نعاهلم ‪ٓٓٗ .........................‬‬
‫العرش على املاء‪ ,‬كا﵁ فوؽ العرش كىو يعلم ما أنتم عليو ‪ِٕٔ .......................................‬‬
‫العلماء كرثة األنبياء ‪ْٕٔ ........................................ ................................‬‬
‫غدكت على ابن عباس ذات يوـ ‪ّٓٓ ............................ ................................‬‬ ‫ي‬
‫فأخرج فأسَت ُب األرض‪ ,‬فال أدع قرية إال ىبطتها ُب أربعُت ليلة‪ ,‬غَت مكة كطيبة ‪ّٓٔ ..................‬‬
‫فإذا أحببتو كنتو ‪َُّ ........................................... ................................‬‬
‫فرأل بعض أصحابو رؤيا توافق ذلك فاستبشر ابن عباس ‪ُْٕ .......................................‬‬
‫فضرب ُب صدرم كقاؿ كا﵁ ليهنك العلم أبا املنذر ‪ْٔٔ ............................................‬‬

‫َِٗ‬
‫فمن اتقى الشبهات فقد استربأ لدينو كعرضو ‪ُّٔ .................. ................................‬‬
‫فيفتح علي من حمامده مبا ال أحسنو اآلف ‪ِْٖ ..................... ................................‬‬
‫قاتل ا﵁ اليهود كالنصارل اختذكا قبور أنبيائهم مساجد ‪ّٕٗ ..........................................‬‬
‫قاؿ فأخربين عن اإلدياف قاؿ أف تؤمن با﵁ كمالئكتو ككتبو كرسلو كاليوـ اآلخر ‪ِْٓ .....................‬‬
‫الرب ‪ْٕٗ .......................................... ................................‬‬ ‫بيت َّ‬
‫القلب ي‬
‫ي‬
‫كاف إذا قاـ من الليل يصلي يقوؿ اللهم رب جربيل كميكائيل كإسرافيل فاطر السموات ‪ُّْ ............‬‬
‫كاف ا﵁ كال شيء معو‪ ,‬كىو اآلف على ما عليو كاف ‪ّٕٔ ...........................................‬‬
‫كاف ا﵁ كَل يكن شيء غَته ‪ّٕٔ ................................ ................................‬‬
‫كاف ا﵁ كَل يكن شيء قبلو ككاف عرشو على املاء ‪ّٕٔ ,ُٓٓ ,ُِٓ ................................‬‬
‫كاف النيب إذا قاـ من الليل يتهجد قاؿ اللهم لك المد‪ ,‬أنت رب السموات كاألرض ‪ُْٔ ..............‬‬
‫كاف النيب يدعو عند الكرب يقوؿ ال إلو إال ا﵁ العظيم الليم‪ِّٔ .................................. ,‬‬
‫كاف بُت آدـ كنوح‪ ,‬عشرة قركف كلهم على اإلسالـ ‪ْٕٔ ............................................‬‬
‫امحرت عيناه‪ ,‬كعال صوتو ‪ّْٓ ..........................................‬‬‫كاف رسوؿ ا﵁ إذا خطب َّ‬
‫كانت زينب ‪-‬رضي ا﵁ عنها‪ِّٕ ............................. ................................ -‬‬
‫الكبائر اإلشراؾ با﵁ كعقوؽ الوالدين كقتل النفس كاليمُت الغموس ‪ِٔٔ ...............................‬‬
‫شيء بقد ور حىت العجز كالكيس أك الكيس كالعجز ‪ِٕٔ ........................................‬‬ ‫كل و‬
‫ُّ‬
‫كلمتاف حبيبتاف إىل الرمحن‪ ,‬خفيفتاف على اللساف‪ ,‬ثقيالف ُب امليزاف‪ّٕٓ .......................... ...‬‬
‫يتكلَّماف ُب علم التوحيد ‪ّٖ .........................‬‬ ‫النيب كىو كأبو بكر‬‫كنت أدخل على يب‬ ‫ي‬
‫كيف أنتم إذا أينزؿ ابن مرًن فيكم كإمامكم منكم ‪َْٓ .............................................‬‬
‫كيف أنعم كقد التقم صاحب ً‬
‫القرف القر ىف كحٌت جبهتو كأصغى مسعو ينتظر أف يؤمر أف ينفخ فينفخ ‪ُٓٔ ..‬‬
‫كيف يأتيك الوحي؟ قاؿ أحيانا يأتيٍت مثل صلصلة اجلرس كىو أشده علي فيفصم عٍت كقد كعيت ما قاؿَٔٓ‬
‫ال أي ًلف ى َّ‬
‫ُت أحدكم يأٌب يوـ القيامة على رقبتو بعَت لو يرغاءي ‪ُُٗ ........................................‬‬
‫ال إلو إال ا﵁‪ ,‬كيل للعرب من شر قد اقًتب‪ ,‬فيتح اليوـ من ردـ يأجوج كمأجوج ‪ّٔٗ ,ْٕٓ .............‬‬
‫ال تتخذم قربم كثننا ‪َّٖ ....................................... ................................‬‬
‫ال تزاؿ املسألة بأحدكم حىت يلقى ا﵁ كليس ُب كجهو مزعة لم ‪ُّٕ .................................‬‬
‫رجال آخر ‪ّٗ .............‬‬
‫ال تسبوا أىل الشاـ‪ ,‬فإف فيهم البدالء‪ ,‬كلما مات رجل منهم أبدؿ ا﵁ مكانو ن‬
‫ال تيطركين كما أطرت النصارل ابن مرًن فإمنا أنا عبده فقولوا عبد ا﵁ كرسولو ‪ُْٔ ......................‬‬

‫َّٗ‬
‫ال تقوـ الساعة حىت يظهر الفحش كالتفاحش كقطيعة الرحم كسوء اَّاكرة ‪ّٓٓ ........................‬‬
‫ال خيلوف رجل بامرأة إال مع ذم حمرـ ‪ُٖٗ ......................... ................................‬‬
‫ال يدخل النار إف شاء ا﵁ من أصحاب الشجرة أحد ‪ٕٓٓ ..........................................‬‬
‫ال يزين الزاين حُت يزين كىو مؤمن ‪ْٔٓ ........................... ................................‬‬
‫سم يع يب أح هد من ىذه األ َّيمة‪ ,‬كال يهودم كال نصراينٌّ‪ٍ ,‬ب ال يؤمن مبا أيرسلت بو إال دخل النار ‪ْٖٓ ...‬‬
‫ال يى ى‬
‫ألعلمنك سورة ىي أعظم السور ُب القرآف قبل أف خترج من املسجد ‪ْٕٔ .............................‬‬
‫لعن ا﵁ اليهود كالنصارل اختذكا قبور أنبيائهم مساجد ‪َّٖ ..........................................‬‬
‫مسجدا ‪ّٕٗ ..........................................‬‬ ‫ن‬ ‫لعن ا﵁ اليهود كالنصارل اختذكا قبور أنبيائهم‬
‫كلكل شرة فًتة ‪ُٖٔ ............................. ................................‬‬ ‫عمل شرة‪ٍّ ,‬‬ ‫لكل و‬ ‫ٍّ‬
‫لكٍت أصوـ كأفطر كأقوـ كأناـ كأتزكج النساء كآكل اللحم فمن رغب عن سنيت فليس مٍت ‪ْٖٔ ...........‬‬
‫فرحا بتوبة عبده من رجل أضل راحلتو بأرض دكية مهلكة عليها طعامو ‪ِٕٔ ...................‬‬ ‫﵁ أشد ن‬
‫َل تعط فالنا كىو مؤمن‪ ,‬فقاؿ النيب‪ :‬أك مسلم ‪ُٔٓ ................ ................................‬‬
‫َل يسعٍت أرضي كال مسائي‪ ,‬ككسعٍت قلب عبدم املؤمن ‪ْٕٖ .........................................‬‬
‫ملا اقًتؼ آدـ اخلطيئة قاؿ يا رب ْتق حممد َل غفرت يل ‪ُٓٗ .......................................‬‬
‫ملا فرغ ا﵁ من خلقو استول على عرشو ‪َِّ ....................... ................................‬‬
‫ا﵁ أكرب سنة أيب القاسم ‪ُٕٓ ................................... ................................‬‬
‫اللهم آتنا ُب الدنيا حسنة كُب اآلخرة حسنة كقنا عذاب النار ‪ّّٔ ...................................‬‬
‫أسلمت كجهي إليك ‪ّٔٗ .................................. ................................‬‬ ‫ي‬ ‫اللهم‬
‫اللهم اشهد‪ ,‬اللهم اشهد ‪ِّٕ ................................... ................................‬‬
‫اللهم اعطٍت كتايب بيميٍت ‪َُٔ ................................... ................................‬‬
‫اللهم اغفر يل كارمحٍت كاىدين كعافٍت كارزقٍت ‪ّّٔ .................. ................................‬‬
‫اللهم أكثر مالو ككلده كبارؾ لو ‪ُّٔ .............................. ................................‬‬
‫اللهم أذمز يل ما كعدتٍت ‪َِّ .................................... ................................‬‬
‫أحدا من خلقك ‪ِْٔ ....‬‬
‫اللهم إين أسألك بكل اسم ىو لك مسيت بو نفسك‪ ,‬أك أنزلتو ُب كتابك‪ ,‬أك علمتو ن‬
‫اللهم إين أعوذ برضاؾ من سخطك كمبعافاتك من عقوبتك ‪ِْٕ .....................................‬‬
‫اللهم إين أعوذ بك من الكسل كاهلرـ‪ ,‬كاملأٍب كاملغرـ‪ ,‬كمن فتنة القرب كعذاب القرب ‪ٓٓٗ ..................‬‬
‫كثَتا كال يغفر الذنوب إال أنت ‪ّْٔ ...................................‬‬ ‫ظلما ن‬ ‫إين ظلمت نفسي ن‬ ‫اللهم ٍّ‬

‫َْٗ‬
‫اللهم بيض كجهي يوـ تبيض كجوه ‪َُٔ ,َُٓ .................... ................................‬‬
‫تزؿ األقداـ ‪َُٔ ............................ ................................‬‬ ‫اللهم ثبٍّت قدمي يوـ ُّ‬
‫اللهم ال جتعل قربم كثنا يصلى إليو‪َّٖ ......................... ................................ ,‬‬
‫اللهم لقٍٍّت حجيت كال حترمٍت رائحة اجلنة ‪َُٓ ...................... ................................‬‬
‫اللهم لك أسلمت كبك آمنت ‪ْٔٗ .............................. ................................‬‬
‫الديث ىو الًغناء ‪ُِٔ ...................................... ................................‬‬ ‫ً‬ ‫هلو‬
‫لو َل يبق من أجلي إال عشرة أياـ‪ِٕٖ .......................... ................................ ,‬‬
‫لوالؾ ملا خلقت األفالؾ ‪َِٓ ................................... ................................‬‬
‫لوالؾ ما خلقت الدنيا ‪َِٓ ,ُٖٓ ............................... ................................‬‬
‫ليس من بلد إال سيطؤه الدجاؿ إال مكة كاملدينة ‪ّٓٔ ..............................................‬‬
‫ؼ ‪ُّٔ ..................................‬‬ ‫اخلى ٍمىر ىكالٍ ىم ىعا ًز ى‬ ‫ليى يكونى َّن ًم ٍن أ َّيم ًىت أىقٍػ ىو هاـ يى ٍستى ًحلُّو ىف ٍ‬
‫الًىر ىكا ٍلى ًر ىير ىك ٍ‬
‫لئن يأخذ أحدكم حبلو فيأٌب ْتزمة من الطب على ظهره فيبيعها فيكف ُّا كجهو‪ُّٕ ............... ,‬‬
‫ما أنزؿ ا﵁ آية إال كهلا ظهر كبطن ‪ْٔ ............................. ................................‬‬
‫ما بعث نيب إال كقد أنذر أمتو األعور الكذاب أال إنو أعور ‪ّٕٓ .....................................‬‬
‫كجدت مصداقىو ُب كتاب ا﵁ تعاىل ‪ْٖٓ .............‬‬‫ي‬ ‫﵁ على ىكجهو إال‬ ‫حديث عن رسوؿ ا﵁‬ ‫ه‬ ‫ما بلغٍت‬
‫ما تركت بعدم فتنة أضر على الرجاؿ من النساء ‪ُٖٗ ..............................................‬‬
‫ما من األنبياء نيب إال أيعطي ما مثلو آمن عليو البشر‪ّْٔ .......................................... ,‬‬
‫ما من مصيبة تصيب املسلم إال كفر ا﵁ ُّا عنو حىت الشوكة يشاكها ‪َٔٔ ............................‬‬
‫ود إًَّال ييولى يد ىعلىى الٍ ًفطٍىرة ‪ِّٕ ............................ ................................‬‬ ‫ما ًمن مولي و‬
‫ى ٍ ىٍ‬
‫ما كسعٍت ال مسائي كال أرضي كلكن كسعٍت قلب عبدم املؤمن ‪ْٕٖ ..................................‬‬
‫ما يصيب املسلم من نصب كال كصب كال ىم كال حزف كال أذل كال غم ‪َٔٔ .........................‬‬
‫مثل القائم ُب حدكد ا﵁‪ ,‬كالواقع فيها‪ ,‬كمثل قوـ استهموا على سفينة‪ ,‬فصار بعضهم أعالىا ‪ّٔٗ .......‬‬
‫مثلي كمثل األنبياء قبلي كمثل رجل بٌت بيتنا فأحسنو كأمجلو إال موضع لبنة من زاكية ‪ْٖٕ ................‬‬
‫املسلم إذا سئل ُب القرب يشهد أف ال إلو إال ا﵁ ‪ٕٓٓ ............... ................................‬‬
‫من أحدث ُب أمرنا ىذا ما ليس فهو رد ‪ّٖٔ ...................... ................................‬‬
‫من استطاع أف ينفع أخاه فلينفعو ‪ُِٖ ............................ ................................‬‬
‫من أطاعٍت فقد أطاع ا﵁ كمن أطاع أمَتم فقد أطاعٍت ‪ُٕٔ .........................................‬‬

‫َٓٗ‬
‫من اقتٌت كلبنا إال كلب ماشية أك ضارينا نقص من عملو كل يوـ قَتاطاف ‪ٔٓٓ ..........................‬‬
‫من آمن با﵁ كبرسولو كأقاـ الصالة كصاـ رمضاف كاف ح نقا على ا﵁ أف يدخلو اجلنة ‪ٖٓٔ ...............‬‬
‫من حفظ عن أميت أربعُت حديثنا من أمر دينها بعثو ا﵁ يوـ القيامة ُب زمرة الفقهاء كالعلماء ‪َُْ .........‬‬
‫من رآين ُب املناـ فقد رآين حقًّا ‪ِّٓ ,ُٕٕ ,ُّٕ ................ ................................‬‬
‫من رآين ُب املناـ فقد رآين‪ ,‬فإف الشيطاف ال يتمثل يب ‪ُْٕ ..........................................‬‬
‫منكرا فليغَته بيده‪ ,‬فإف َل يستطع فبلسانو‪ ,‬فإف َل يستطع فبقلبو‪ِٔٗ .................. ,‬‬‫من رأل منكم ن‬
‫من ركل عٍت حديثا يرل أنو كذب فهو أحد الكاذبُت ‪ُّْ ..........................................‬‬
‫من عادل يل كلينا فقد آذنتو بالرب‪َُّ ........................ ................................ ,‬‬
‫من عادل يل كليًّا فقد بارزين با﵀اربة ‪َِٕ ,َُٕ ................... ................................‬‬
‫عمال ليس عليو أمرنا فهو رد ‪ّٕٔ ....................... ................................‬‬ ‫من عمل ن‬
‫حممدا عبده كرسولو ‪ُّّ .......................‬‬ ‫من قاؿ أشهد أف ال إلو إال ا﵁ كحده ال شريك لو كأف ن‬
‫خَتا أك ليصمت ‪ْٖٗ .........................................‬‬ ‫من كاف يؤمن با﵁ كاليوـ اآلخر فليقل ن‬
‫من مات كىو يعلم أف ال إلو إال ا﵁‪ ,‬دخل اجلنة ‪ّّْ .............. ................................‬‬
‫مو عليكم مبا تطيقوف ‪ُٕٗ ...................................... ................................‬‬
‫مو مو يا معاكية ليس بكرًن من َل يهتز عند ذكر البيب‪ُٖٔ ...................................... ,‬‬
‫أحب إىل ا﵁ من املؤمن الضعيف ‪َٕٖ ...........................................‬‬ ‫القوم خَته ك ُّ‬
‫املؤمن ُّ‬
‫النَّاس ينظركف إىل ا﵁‪ ‬يوـ القيامة بأعينهم ‪ِّّ .............................................‬‬
‫نعم املاؿ الصاحل للرجل الصاحل ‪ُّٔ .............................. ................................‬‬
‫نور أىن أراه ‪ِِّ ............... ................................ ................................‬‬‫ه‬
‫ىاجرنا مع النيب نلتمس كجو ا﵁‪ ,‬فوقع أجرنا على ا﵁‪ ,‬فمنا من مات َل يأكل من أجره شيئنا ‪َِٖ .......‬‬
‫ىذا الدخاف قد رأتو قريش حُت دعا عليهم النَّيب بسب وع كسبع يوسف ‪ُٓٓ .............................‬‬
‫ىذا سبيل ا﵁ ‪ّٕٕ ............................................. ................................‬‬
‫ىذه امرأةه مسع ا﵁ شكواىا من فوؽ سبع مساكات ‪ِٕٕ .............. ................................‬‬
‫ىل عهد إليكم رسوؿ ا﵁ شيئنا ملا يعهده إىل الناس ‪ِٖ .............. ................................‬‬
‫ىو دخاف جييء قبل يوـ القيامة ‪ُٓٓ ............................. ................................‬‬
‫ﮋﮮ ﮯﮰ ﮱ ﮲ بصوتك بالغناء كاملزامَت ‪ُِٔ ................................‬‬
‫كاعلم أف األمة لو اجتمعوا على أف ينفعوؾ َل ينفعوؾ إال بشيء كتبو ا﵁ لك ‪ُّٖ .....................‬‬

‫َٔٗ‬
‫كاغد يا أينيس‪-‬لرجل من أسلم‪ -‬إىل امرأة ىذا فإف اعًتفت فارمجها ‪َُِ ...............................‬‬
‫كالذم نفس حممد بيده‪ ,‬ال يسمع يب أحد من ىذه األمة يهودم‪ ,‬كال نصراين‪ٍ ,‬ب ديوت كَل يؤمن بالذم‬
‫أرسلت بو ‪ْٖٕ ,ْٖٓ .......................................... ................................‬‬
‫كالذم نفسي بيده إنو ليخفف على املؤمن ‪ٓٔٔ .................... ................................‬‬
‫كالذم نفسي بيده هلما أثقل ُب امليزاف من جبل أحد ‪ْٕٓ ...........................................‬‬
‫عدال‪ ,‬فيكسر الصليب ‪َْٓ .................‬‬
‫حكما ن‬‫كالذم نفسي بيده ليوشكن أف ينزؿ فيكم ابن مرًن ن‬
‫ﮋ ﮤ ﮥ ﮊ ىو الغًناء ‪ُِٔ ............................... ................................‬‬
‫كإنو قد أكحي إيل أنكم تفتنوف ُب القبور مثل أك قريب من فتنة املسيح الدجاؿ ‪ٖٓٓ ....................‬‬
‫كأىن لك بذلك كليس ُب ذلك املوضع إال قربم كقرب أيب بكر كعمر كعيسى بن مرًن ‪ُْٓ ...............‬‬
‫كأًن ا﵁‪ ,‬إين ألخشى لو كنت أحب قتلو لقتلت ‪ِٕٔ ............... ................................‬‬
‫ككاف النيب يبعث إىل قومو خاصة كبعثت إىل الناس عامة ‪ْٖٓ ........................................‬‬
‫كاليزاؿ عبدم يتقرب إىل بالنوافل حىت أحبو ‪ِٕٔ ................... ................................‬‬
‫كلقد رأيتو ينزؿ عليو الوحي ُب اليوـ الشديد الربد فيفصم عنو َّ‬
‫كإف جبينو ليتفصد عرقنا ‪ِّْ ..............‬‬
‫كلكن كا﵁ ما كنت أظن أف ا﵁ منزؿ ُب شأين كحينا يتلى‪ِٗٔ ...................................... ,‬‬
‫كما تقرب إىل املتقربوف مبثل أداء ما افًتضت عليهم‪َُّ ........................................... ,‬‬
‫إيل دما افًتضتيو عليو ‪ٕٕٗ .........................................‬‬ ‫تقرب إيل عبدم و‬
‫أحب َّ‬ ‫بشيء َّ‬ ‫كما َّ َّ‬
‫باعا ‪َّٗ .....................‬‬
‫اعا‪ ,‬تقربت إليو ن‬ ‫إيل ذر ن‬ ‫تقرب َّ‬ ‫اعا‪ ,‬كمن َّ‬ ‫شربا تقربت إليو ذر ن‬ ‫ب إيلَّ ن‬ ‫كمن تىػ ىقَّر ى‬
‫كمن حدثك أنو يعلم الغيب فقد كذب ‪ُُٕ ....................... ................................‬‬
‫نصركف كتيػ ٍرىزقوف إالٌ بضعفائكم بدعائهم كإخالصهم ‪ِِٕ ......................................‬‬ ‫كىل تي ى‬
‫كىل تنصركف كترزقوف إال بضعفائكم‪ ,‬بدعائهم كإخالصهم كصالهتم ‪َُِ .............................‬‬
‫يا أبا املنذر أتدرم أم آية من كتاب ا﵁ معك أعظم ‪ْٔٔ ...........................................‬‬
‫يا آدـ فيقوؿ لبيك كسعديك كاخلَت ُب يديك ‪ّْٓ ................. ................................‬‬
‫إيل منو خشية أف يكبَّو ا﵁ ُب النَّار ‪ُٔٓ ........................‬‬ ‫ب َّ‬‫ىح ُّ‬‫الرجل كغَته أ ى‬ ‫إين ألعطي َّ‬ ‫سعد ٍّ‬‫يا ي‬
‫حمرما فال تظاملوا ‪ِِٖ ..........................‬‬‫يا عبادم إين حرمت الظلم على نفسي‪ ,‬كجعلتو بينكم ن‬
‫ص واؿ ‪ّٕٗ ...................‬‬ ‫ً‬ ‫وؾ أىالى أىفٍػ ىع يل بً ى‬ ‫اس يىا ىع َّماهي أىالى أ ٍيع ًط ى‬
‫ك ىع ٍشىر خ ى‬ ‫ىحبي ى‬
‫ك أىالى أ ٍ‬
‫يك أىالى أ ٍىمنى يح ى‬ ‫يىا ىعبَّ ي‬
‫يا فاطمة بنت حممد‪ ,‬ال أغٍت عنك من ا﵁ شيئنا‪ُٔٗ ,ُُٗ ........................................ ,‬‬
‫يا قبيصة‪ ,‬إف املسألة ال حتل إال ألحد ثالثة رجل ‪ُّٖ .............. ................................‬‬

‫َٕٗ‬
‫يأٌب الدجاؿ كىو حمرـ عليو أف يدخل نقاب املدينة ‪ّٕٓ ............................................‬‬
‫خيرب الكعبة ذك السويقتُت من البشة ‪ُْٓ ....................... ................................‬‬
‫يدخل اجلنة من أميت سبعوف أل نفا بغَت حساب ‪ٔٓٓ ................. ................................‬‬
‫يدخل أىل اجلنة اجلنة كأىل النار النار ٍب يقوؿ ا﵁ تعاىل أخرجوا من كاف ‪ُٔٓ .........................‬‬
‫يقوؿ ا﵁ تعاىل أنا عند ظن عبدم يب كأنا معو إذا دعاين ‪ّٓٓ ........................................‬‬
‫يقوؿ ا﵁ يوـ القيامة يا آدـ فيقوؿ لبيك ربنا كسعديك‪ِٗٓ ......................................... ,‬‬
‫يقوـ الناس لرب العاملُت مقدار نصف يوـ من مخسُت ألف سنة يهوف ذلك على املؤمنُت ‪ٕٓٔ ...........‬‬
‫يلبثوف ما لبثتم ٍب تبعث فلعمر إهلك ما تدع على ظهرىا من أحد إال مات ‪ْٓٔ .......................‬‬
‫يؤتى ّتهنم يومئذ هلا سبعوف ألف زماـ مع كل زماـ سبعوف ألف ملك جيركهنا ‪ِْٓ ,ِْٗ ...............‬‬

‫َٖٗ‬
‫ا‬
‫ثالثا‪ :‬فهزس األعالم املرتجن هلن‬
‫الصفحة‬ ‫الع ػ ػلَم‬
‫َ‬
‫إبراىيم بن حممد بن أمحد الباجورم ‪ِٖٖ .......................... ................................‬‬
‫الرباط أبو السن برىاف الدين البقاعي ‪ِٕٓ ................................‬‬‫إبراىيم بن عمر بن حسن ُّ‬
‫إبراىيم بن موسى بن حممد اللخمي الغرناطي الشاطيب ‪ْٔ ............................................‬‬
‫ابن القيم ‪ِّٓ ................. ................................ ................................‬‬
‫أبو السن األشعرم ‪ِٕٓ ....................................... ................................‬‬
‫أبو بكر الشبلي الصوُب ‪ُُٕ .................................... ................................‬‬
‫أبو بكر بن فورؾ ‪َِٔ .......................................... ................................‬‬
‫أبو بكر بن حممد بن عبد ا﵁ البناين الفاسي الرباطي ‪ّٗٔ ...........................................‬‬
‫أبو زياف املعسكرم ‪ْْ .......................................... ................................‬‬
‫أبو سعيد الدارمي ‪ِٕٓ ......................................... ................................‬‬
‫إحساف إهلي ظهَت بن طهور إهلي بن أمحد الدين بن نظاـ الدين ‪ٕٗ ...................................‬‬
‫أمحد بن إدريس شهاب الدين القراُب ‪َّٓ ......................... ................................‬‬
‫أمحد بن السُت بن علي بن موسى اخلراساين = أبو بكر البيهقي ‪ُْْ ................................‬‬
‫أمحد بن عمرك بن الضحاؾ بن خملد الشيباين = أبو بكر بن أيب عاصم ‪ِٖٔ ..........................‬‬
‫أمحد بن حممد بن سالمة بن سلمة األزدم ‪ُُِ ................... ................................‬‬
‫أمحد بن حممد بن عبد الكرًن بن عبد الرمحن أبو العباس الصوُب املالكي الشاذيل ‪ِّ ....................‬‬
‫أمحد بن إبراىيم بن إمساعيل بن العباس اإلمساعيلي ‪ِْٗ .............................................‬‬
‫أمحد بن أمحد بن محزة شهاب الدين الرملي األنصارم ‪ْٕٔ ..........................................‬‬
‫أمحد بن إدريس اإلدريسي ‪ِٖٕ .................................. ................................‬‬
‫أمحد بن عبد ا﵁ القارم ‪َِٓ .................................... ................................‬‬
‫أمحد بن عبد املؤمن‪ ,‬ابن الصديق الغمارم السٍت ‪ُٖٖ .............................................‬‬
‫أمحد بن علي بن حممد بن حجر الكناين العسقالين ‪ُٖ .............. ................................‬‬
‫أمحد بن علي بن عبد القادر بن حممد بن إبراىيم بن حممد‪ ,‬أبو العباس تقي الدين املقريزم ‪ِٔٔ .........‬‬
‫أمحد بن عمر بن إبراىيم بن عمر أبو العباس األنصارم القرطيب‪ُٕٗ ................................ ,‬‬
‫أمحد بن فارس بن زكريا بن حممد بن حبيب القزكيٍت ‪ُٕٓ ...........................................‬‬

‫َٗٗ‬
‫أمحد بن حممد شاكر بن أمحد بن عبد القادر ‪ّٔ .................... ................................‬‬
‫أمحد بن حممد بن إبراىيم الثعليب‪ُٗٔ ............................ ................................ ,‬‬
‫أمحد بن حيِت بن حممد بن شبَت النجمي آؿ ‪َٕٕ .................. ................................‬‬
‫أمحد بن يوسف التجييب‪ ,‬أبو العباس ‪ّٕ ........................... ................................‬‬
‫إمساعيل بن عبد الرمحن بن أمحد النيسابورم = أبو عثماف الصابوين ‪ِٖٔ ..............................‬‬
‫إمساعيل بن عمر بن كثَت بن ضوء القرشي البصركم ‪ِٕ .............. ................................‬‬
‫أفالطوف ‪ِٖٓ ,َْٓ............................................ ................................‬‬
‫برىاف الدين إبراىيم بن حممد اللقاين ‪َّٓ ......................... ................................‬‬
‫بشر بن غياث املريسي ‪ِٕٓ ..................................... ................................‬‬
‫بكر بن عبد ا﵁ أبو زيد بن حممد بن عبد ا﵁ بن بكر بن عثماف بن حيِت ‪ّٗٓ .........................‬‬
‫مجاؿ الدين يوسف بن عبد الرمحن بن يوسف أبو الجاج املزم ‪ّٗٗ .................................‬‬
‫مجاؿ الدين بن السيد عبد ا﵁ ُّاء الدين ابن السيد حممود شهاب الدين األلوسي‪ ,‬أبو املعايل ‪ََٓ .......‬‬
‫اجلنيد بن حممد بن اجلنيد اخلراز القواريرم‪ ,‬أبو القاسم ‪ّْ ............................................‬‬
‫جورج ساملوف ‪ُٖٗ ............................................. ................................‬‬
‫جولد تسيهر ‪ْٔٗ .............. ................................ ................................‬‬
‫السن بن أيب السن البصرم ‪ْٔ ................................. ................................‬‬
‫السن بن علي بن خلف الربُّارم ‪ٔٓ ............................ ................................‬‬
‫السُت بن مسعود بن حممد بن الفراء ‪ِٗ ............................ ................................‬‬
‫السُت بن عبد ا﵁ بن السن بن علي بن سينا‪ ,‬البلخي‪ ,‬أبو علي ‪ِّٗ ..............................‬‬
‫السُت بن منصور بن حممي الالج‪ ,‬البيضاكم الفارسي ‪ٕٓ .........................................‬‬
‫حصُت بن جندب بن الارث اجلنيب ‪ْٓٗ ......................... ................................‬‬
‫محد بن حممد بن إبراىيم بن اخلطاب البسيت‪ ,‬أبو سليماف ‪ُّٓ .........................................‬‬
‫محداف بن قرمط ‪ٖٓ .............. ................................ ................................‬‬
‫محدكف بن عبد الرمحن بن محدكف بن عبد الرمحن = أبو الفيض ابن الاج ‪َُٓ .........................‬‬
‫خليل بن إسحاؽ بن موسى املالكي = اجلندم ‪ْْ .................. ................................‬‬
‫اخلليل بن أمحد الفراىيدم ‪ُٕٓ .................................. ................................‬‬
‫رينولد ألُت نيكولوسوف ‪ٖٗ ....................................... ................................‬‬

‫َُٗ‬
‫زياد بن معاكية بن ضباب الذبياين الغطفاين املضرم‪ ,‬أبو أمامة ‪َّّ ..................................‬‬
‫زين الدين عبد الرحيم بن السُت بن عبد الرمحن العراقي الكردم الشافعي ‪َُٖ ........................‬‬
‫السجزم ‪ِّْ .................. ................................ ................................‬‬
‫سعيد بن املسيب بن حزف القرشي املخزكمي ‪ِْٔ .................. ................................‬‬
‫سعيد بن جبَت بن ىشاـ األسدم ‪ْٖٓ ........................... ................................‬‬
‫سليماف بن أمحد بن أيوب بن مطَت اللخمي الشامي الطرباين ‪ِٖٓ ...................................‬‬
‫سليماف بن األشعث بن إسحاؽ السجستاىن‪ ,‬أبو داكد ‪ََْ .........................................‬‬
‫سليماف بن عبد ا﵁ بن حممد بن عبد الوىاب ‪ُِّ ................. ................................‬‬
‫سليماف بن علي بن عبد ا﵁ بن علي ال يكومي التلمساين ‪ٕٓٓ ........................................‬‬
‫سهل بن عبد ا﵁ التسًتم ‪ِّّ .................................. ................................‬‬
‫شَتكيو بن شهر دار بن شَتكيو بن فناخسرك ‪َِٓ .................. ................................‬‬
‫طيفور بن عيسى البسطامي‪ ,‬أبو يزيد ‪ّْٔ .......................... ................................‬‬
‫عبَّاس بن منصور بن عبَّاس الًتديي السكسكي ‪ٔٓ .................. ................................‬‬
‫عبد الرمحن بن عبد الوىاب الوكيل ‪ُُٓ ........................... ................................‬‬
‫عبد الرمحن بن حممد بن خلدكف الضرمي األشهيلي = ابن خلدكف ‪ُِٓ ..............................‬‬
‫عبد الرزاؽ مجاؿ الدين بن أمحد الكاشاين أك القاشاين ‪ْٕٔ ..........................................‬‬
‫اجلماعيلي الدمشقي الصالي‪ ,‬تقي الدين أبو حممد ‪ِْٗ .............‬‬
‫عبد الغٍت بن عبد الواحد املقدسي َّ‬
‫عبد الكرًن بن ىوازف بن عبد امللك بن طلحة النيسابورم ‪ُْ .........................................‬‬
‫عبد ا﵁ بن أيب مليكة زىَت بن عبد ا﵁ بن جدعاف التيمي املكي ‪ّٓٓ ................................‬‬
‫عبد ا﵁ بن سليماف بن األشعث بن إسحاؽ = أبو بكر السجستاين ‪َُْ .............................‬‬
‫عبد امللك بن عبد ا﵁ بن يوسف ين حممد اجلويٍت النيسابورم ‪ِٖٗ ...................................‬‬
‫عبد الق بن إبراىيم بن حممد بن سبعُت = قطب الدين املرسي الرقوطي الصوُب ‪َْٖ ...................‬‬
‫عبد الق بن غالب بن عبد امللك بن دتاـ بن عطية األندلسي ا﵀اريب ‪ِٔٔ ............................‬‬
‫عبد الرمحن بن أمحد اجلامي = مال جامي ‪ّْٕ ..................... ................................‬‬
‫عبد الرمحن بن أمحد بن رجب‪ ,‬زين الدين البغدادم الدمشقي ‪ٕٖ ........................................‬‬
‫عبد الرمحن بن حسن بن حممد بن عبد الوىاب ‪ُْٔ ............... ................................‬‬
‫عبد الرمحن بن علي = ابن اجلوزم ‪ٕٔ .............................. ................................‬‬

‫ُُٗ‬
‫عبد الرمحن بن حممد بن علي األنصارم ‪ّْٗ ...................... ................................‬‬
‫عبد الرمحن بن مهدم بن حساف أبو سعيد العنربم ‪ُْٖ ............................................‬‬
‫عبد الرمحن بن ناصر بن عبد ا﵁ آؿ سعدم ‪ُِٓ .................. ................................‬‬
‫عبد الرمحن بن حيِت بن علي بن أيب بكر املعلمي ‪ُْٕ .............. ................................‬‬
‫عبد السالـ بن سليماف بن مشيش ‪ّٔ ............................ ................................‬‬
‫عبد السالـ بن مشيش بن أيب بكر منصور بن علي ‪ِِّ ............................................‬‬
‫عبد العزيز بن جعفر البغوم = أبو بكر ‪ِٖٓ ........................ ................................‬‬
‫عبد العزيز بن عبد ا﵁ بن عبد الرمحن بن حممد آؿ باز ‪ٕٓ .........................................‬‬
‫عبد العظيم بن عبد القوم بن عبد ا﵁ أبو حممد زكي الدين املنذرم ‪َُْ ..............................‬‬
‫عبد القاىر بن طاىر البغدادم ‪ْٓٔ .............................. ................................‬‬
‫عبد الكرًن بن إبراىيم اجليلي ‪َّْ ................................ ................................‬‬
‫عبد ا﵁ ابن أيب زيد القَتكاين املالكي‪ ,‬أبو حممد ‪َِّ ................... ................................‬‬
‫عبد ا﵁ حممد بن الصديق اإلدريسي الغمارم ‪ُٖٖ ................. ................................‬‬
‫عبد ا﵁ بن أمحد بن حممد بن قدامة موفق الدين أبو حممد املقدسي اجلماعيلي ‪َُٕ ...................‬‬
‫عبد ا﵁ بن املبارؾ املركزم ‪ََْ .................................. ................................‬‬
‫عبد ا﵁ بن سعيد بن حاًب الوائلي السجي ‪ِّٗ .................... ................................‬‬
‫عبد ا﵁ بن مسلم بن قتيبة الدينورم ‪ُٕ ........................... ................................‬‬
‫عبد الوىاب بن أمحد بن علي النفي الشعراين الصوُب‪ ,‬أبو حممد ‪ُّٓ ................................‬‬
‫عبدالرمحن بن أمحد بن عبد الغفار بن أمحد بن عضد الدين اإلجيي الشَتازم الشافعي ‪ِٖٗ ..............‬‬
‫عبدا﵁ بن حممد القاضي أيب شيبة إبراىيم بن عثماف بن يخواسي أبو بكر العبسي ‪ِٕٔ ..................‬‬
‫يعبيد ا﵁ بن عبد الكرًن بن يزيد بن فركخ أبو زرعة الرازم ‪ِٕٓ .......................................‬‬
‫يعبيد ا﵁ بن حممد بن حممد بن محداف = أبو عبد ا﵁ ابن بطة العكربم ‪ّْٗ ...........................‬‬
‫عثماف بن سعيد بن خالد الدارمي السجستاين ‪ُِِ ................ ................................‬‬
‫عثماف بن سعيد بن عمرك األموم األندلسي‪ ,‬أبو عمرك ‪ّْٕ ........................................‬‬
‫العريب بن أمحد بن السُت بن علي بن حممد بن يوسف اإلدريسي الشهَت بالدرقاكم ‪ُِّ ...............‬‬
‫العز بن عبد السالـ بن أيب القاسم السلمي الدمشقي ‪ْٕٔ ..........................................‬‬
‫عكرمة موىل ابن عباس‪ ,‬أبو عبد ا﵁ ‪ّّٔ ......................... ................................‬‬

‫ُِٗ‬
‫علي بن أيب علي بن حممد بن ساَل التغليب = أبو السن سيف الدين اآلمدم ‪ُٔٗ ....................‬‬
‫علي بن إمساعيل بن إسحاؽ األشعرم‪ ,‬أبو السن ‪ِٓٗ .............. ................................‬‬
‫علي بن السُت بن ىبة ا﵁ = أبو القاسم ابن عساكر ‪َِٓ .........................................‬‬
‫علي بن عبد ا﵁ النمَتم اللوشي = أبو السن الششًتم ‪ُْ .........................................‬‬
‫علي بن عبد ا﵁ بن عبد اجلبار بن يوسف الشاذيل‪ ,‬أبو السن ‪ْْ ...................................‬‬
‫علي بن عالء الدين بن مشس الدين‪ = ,‬أبو السن ابن أيب العز ‪ُِّ .....................................‬‬
‫علي بن أيب بكر بن سليماف اهليثمي‪ ,‬أبو السن‪ ,‬نور الدين‪ ,‬املصرم القاىرم ‪ّٗٗ ....................‬‬
‫علي بن أمحد بن سعيد بن حزـ ‪ْٔ ............................... ................................‬‬
‫علي بن أمحد بن عبد الدائم بن نعمة الشيخ‪ ,‬أبو السن املقدسي الصالي ‪َُْ .......................‬‬
‫علي بن إمساعيل املرسي‪ ,‬أبو السُت ‪ٖٓٗ ......................... ................................‬‬
‫علي بن خلف بن عبد امللك بن بطاؿ القرطيب املالكي = ابن اللجاـ ‪َّٗ ............................‬‬
‫علي بن سلطاف اهلركم القارم النفي ‪َٖٔ ........................ ................................‬‬
‫علي بن عبد الرمحن العمراين امللقب باجلمل ‪ِٖٖ ................... ................................‬‬
‫علي بن عثماف بن أيب علي اجلاليب اهلجورم ‪َُٖ .................. ................................‬‬
‫علي بن عقيل بن حممد بن عقيل بن عبد ا﵁ البغدادم‪ ,‬النبلي‪ ,‬أبو الوفاء ‪ٕٕ ..............................‬‬
‫علي بن حممد بن كفاء ‪ْٕٖ ..................................... ................................‬‬
‫عمر بن عبد العزيز بن مركاف بن الكم األموم الدمشقي أبو حفص ‪ُٖٔ ...............................‬‬
‫عمر بن علي بن مرشد الموم املصرم ‪ْٕ .......................... ................................‬‬
‫عمر بن حممد بن عبد ا﵁ السهركردم ‪ُٔٗ ........................ ................................‬‬
‫عمرك بن عثماف املكي‪ ,‬أبو عبد ا﵁ ‪ِّ ........................... ................................‬‬
‫عمرك بن عثماف بن فنرب‪ ,‬الفارسي‪ = ,‬أبو بشر بسيبويو ‪ُّٓ ........................................‬‬
‫عياض بن موسى بن عياض بن عمرك اليحصيب السبيت ‪ُٖ ...........................................‬‬
‫فركة بن جمالد ‪ِٕٔ ............................................. ................................‬‬
‫القاسم بن سالـ اهلركم األزدم البغدادم‪ ,‬أبو عبيد ‪ُِٔ ...........................................‬‬
‫كعب بن ماتع المَتم ‪ُِٓ .................................... ................................‬‬
‫كماؿ الدين حممد بن عيسى الدَّمَتم ‪َُٕ ........................ ................................‬‬
‫لبيد بن ربيعة العامرم ‪ُِٔ ...................................... ................................‬‬

‫ُّٗ‬
‫الليث بن سعد بن عبد الرمحن الفهمي ‪َّٕ ....................... ................................‬‬
‫مالك بن أنس بن مالك بن أيب عامر بن عمرك بن الارث األصبحي‪ ,‬أبو عبد ا﵁ ‪ِّّ ................‬‬
‫مبارؾ بن حممد بن حممد بن عبد الكرًن‪ ,‬أبو السعادات ابن األثَت الشيباين اجلزرم ‪ُّْ .................‬‬
‫جماىد بن جرب أبو الجاج املخزكمي ‪ُِٔ ......................... ................................‬‬
‫حممد األمُت بن حممد املختار اجلكٍت الشنقيطي ‪َُِ ............... ................................‬‬
‫حممد بن أيب إسحاؽ بن إبراىيم بن يعقوب الكالباذم‪ ,‬أبو بكر ‪ٕٗٔ ................................‬‬
‫حممد بن أمحد البوزيدم السلماين الغمارم ‪ْٓ ...................... ................................‬‬
‫حممد بن أمحد بن أيب بكر بن فرح األنصارم اخلزرجي‪ ,‬القرطيب ‪ُٕٔ ..................................‬‬
‫حممد بن ُّادر بن عبد ا﵁ املصرم‪ ,‬بدر الدين أبو عبد ا﵁ الزركشي ‪ْٕٖ .............................‬‬
‫حممد بن عبد الرمحن بن عبد الرحيم أبو العال املباركفورم ‪َُْ .......................................‬‬
‫حممد بن عبد الرمحن بن حممد السخاكم مشس الدين أبو اخلَت ‪ْٕٖ ......................................‬‬
‫حممد بن عمر السُت‪ ,‬فخر الدين القرشي الرازم األصويل ‪ِٖٗ ......................................‬‬
‫حممد بن كعب القرظي‪ ,‬أبو محزة ‪ِْٔ ............................ ................................‬‬
‫حممد بن حممد بن حممد بن أمحد الطوسي‪ ,‬الشافعي‪ ,‬أبو حامد الغزايل ‪ِٖٗ ...........................‬‬
‫حممد بن حممد بن حممد بن الاج أبو عبد ا﵁ العبدرم املالكي ‪ِّ ....................................‬‬
‫حممد بن حممد بن داكد الصنهاجي‪ ,‬أبو عبد ا﵁ ‪ِْ ................. ................................‬‬
‫حممد بن نصَت ‪ْٗ .............. ................................ ................................‬‬
‫حممد عبد الرؤكؼ بن تاج العارفُت بن علي بن زين العابدين الدادم ‪ّْٖ ...............................‬‬
‫حممد مرتضى بن حممد بن السن الزبيدم ‪ٖٓٗ .................... ................................‬‬
‫حممد بن إبراىيم بن عباد النفرم الرندم ‪ّٖٖ ...................... ................................‬‬
‫علي املرتضى السٍت القامسي‪ = ,‬أبو عبد ا﵁ ابن الوزير اليمٍت الصنعاين ‪ُٔٓ ........‬‬
‫حممد بن إبراىيم بن ٌ‬
‫حممد بن أمحد بن ساَل السفاريٍت ‪ْٖٔ ............................ ................................‬‬
‫حممد بن أمحد بن عبد اهلادم مشس الدين املقدسي اجلماعيلي أبو عبد ا﵁ ‪ُُٔ .......................‬‬
‫حممد بن أمحد بن عثماف بن قادياز الًتكماين الذىيب ‪ْٖٓ ............................................‬‬
‫حممد بن إدريس بن املنذر بن داكد بن مهراف الافظ التظلي الغطفاين = أبو حاًب الرازم ‪ِٕٓ ..........‬‬
‫حممد بن إسحاؽ بن خزدية النيسابورم السلمي ‪ِٕٗ ................ ................................‬‬
‫حممد بن إسحاؽ بن حممد بن حيِت بن منده‪ ,‬األصبهاين ‪ْٓٓ ........................................‬‬

‫ُْٗ‬
‫حممد بن إسحاؽ بن حممد بن يوسف بن علي القونوم الركمي = الصدر القونوم الركمي ‪ٕٓٓ ...........‬‬
‫حممد بن إمساعيل بن صالح بن حممد الصنعاين ‪ٗٓ ................. ................................‬‬
‫حممد بن السن بن فورؾ األنصارم‪ ,‬األصبهاين ‪َِٔ ............... ................................‬‬
‫حممد بن السُت بن عبد ا﵁ كقيل عبد ا﵁ اآلجرم البغدادم ‪ّّٗ ......................................‬‬
‫حممد بن الطيب بن حممد بن جعفر الباقالين ‪ِٔٗ .................. ................................‬‬
‫حممد بن الوليد بن حممد بن خلف القرشي الفهرم األندلسي ‪ُُٕ ...................................‬‬
‫حممد بن جرير بن يزيد الطربم ‪ّٔ ................................ ................................‬‬
‫حممد بن حباف بن أمحد بن حباف بن معاذ بن معبد التميمي الدارمي البسيت‪ ,‬أبو حاًب ‪َِّ .............‬‬
‫حممد بن رشيد بن علي رضا بن حممد القلموين ‪ّّٓ ................ ................................‬‬
‫حممد بن زياد بن األعرايب‪ ,‬أبو عبد ا﵁ ‪َِّ ....................... ................................‬‬
‫حممد بن سعيد بن محاد البوصَتم ‪ُِْ .......................... ................................‬‬
‫حممد بن سليماف بن داكد اجلزكيل ‪ّٓ .............................. ................................‬‬
‫حممد بن صاحل بن سليماف بن عبد الرمحن بن مقبل‪ ,‬من آؿ مقبل‪ ,‬أبو عبد ا﵁‪ْٖٓ ..................... ,‬‬
‫حممد بن عبد الكرًن بن أمحد أبو الفتح الشهرستاين ‪ُٔٗ .............. ................................‬‬
‫حممد بن عبد ا﵁ بن العريب األندلسي األشبيلي ‪ِْٖ ................ ................................‬‬
‫حممد بن عبد ا﵁ بن عيسى بن حممد املرم األندلسي اإللبَتم ‪ْٓٗ ...................................‬‬
‫حممد بن عبد ا﵁ بن حممد أبو بكر بن العريب اإلشبيلي املالكي‪ّٗٗ ................................. ,‬‬
‫حممد بن عبد الوىاب بن سليماف التميمي النجدم ‪ِّٕ ...........................................‬‬
‫حممد بن علي بن حممد ‪ ,‬حمي الدين أبو بكر الطائي الادتي األندلسي = ابن عريب الصوُب ‪ُّٓ ........‬‬
‫حممد بن عمرك بن موسى بن محاد العقيلي‪ ,‬أبو جعفر ‪ّٗٗ .........................................‬‬
‫حممد بن عيسى بن سورة بن الضحاؾ السلمي الًتمذم ‪ََْ ........................................‬‬
‫حممد بن حممد الراؽ بن عبد الواحد بن حيِت ‪ُٖٓ ................. ................................‬‬
‫حممد بن حممد بن عبد ا﵁ التازم ‪ُٖٓ ............................ ................................‬‬
‫حممد بن حممد بن علي بن يوسف اجلزرم ‪ْْ ...................... ................................‬‬
‫حممد بن مكرـ بن علي بن منظور األنصارم الركيفعي اإلفريقي‪ ,‬أبو الفضل ‪ِّْ .......................‬‬
‫باملربد ‪ِِْ ...................................‬‬
‫حممد بن يزيد بن عبد األكرب األزدم البصرم‪ ,‬املعركؼ ٍّ‬
‫حممد بن يوسف السنوسي‪ ,‬أبو عبد ا﵁ ‪ُّّ ...................... ................................‬‬

‫ُٓٗ‬
‫حممد بن يوسف بن علي بن حياف األندلسي اجلياين الغرناطي‪ ,‬أبو عبد ا﵁ ‪ُٕٗ .......................‬‬
‫حممد بن يوسف بن علي بن سعيد مشس الدين الكرماين ‪ْٖٗ .......................................‬‬
‫حممود شكرم أبو املعايل شهاب الدين األلوسي ‪ُْْ ............... ................................‬‬
‫املختار بن أيب عبيد بن مسعود بن عمرك الثقفي ‪َِٓ ............... ................................‬‬
‫مرعي بن يوسف بن أىب بكر بن أمحد الكرمي املقدسي النبلي ‪َِٔ ..................................‬‬
‫مسعود بن عمر بن عبد ا﵁ التفتازاين الشافعي ‪ِٖٓ ................ ................................‬‬
‫الشخَت ‪ّْٖ .............................. ................................‬‬ ‫مطرؼ بن عبد ا﵁ بن ٌ‬
‫ميموف بن ديصاف القداح ‪ٖٔ ..................................... ................................‬‬
‫الضبعي‪ ,‬أبو مجرة ‪ُٕٓ .............................. ................................‬‬
‫نصر بن عمراف ي‬
‫نور الدين علي بن أمحد املغريب اليشرطي ‪ُّٓ ...................... ................................‬‬
‫ىبة ا﵁ بن السن بن منصور الطربم الرازم الشافعي الاللكائي ‪ِٖٓ .....................................‬‬
‫كاصل بن عطاء ‪ََُ ........................................... ................................‬‬
‫كىب بن منبو بن كامل بن سيج األنبارم‪ ,‬أبو عبد ا﵁ ‪ُِٓ .........................................‬‬
‫حيِت بن محزة بن علي بن إبراىيم بن حممد بن إدريس الزيدم ‪ُّٖ ....................................‬‬
‫يعيش بن علي بن يعيش‪ ,‬موفق الدين األسدم = أبو البقاء ابن يعيش ‪ِِْ ...........................‬‬
‫يوسف بن عبد ا﵁ بن حممد بن عبد الرب بن عاصم‪ ,‬أبو عمر األندلسي القرطيب املالكي ‪َُّ ............‬‬

‫ُٔٗ‬
‫ا‬
‫رابعا‪ :‬فهزس املصطلحات والغزيب‬
‫الصفحة‬ ‫المصطلح ‪ /‬الغريب‬
‫األبداؿ ‪ّٗ ..................... ................................ ................................‬‬
‫االحتاد ‪ْٕٔ ................... ................................ ................................‬‬
‫األحواؿ ‪ُِْ .................. ................................ ................................‬‬
‫األربطة ‪ِٖٖ ................... ................................ ................................‬‬
‫األساس ‪ٗٓ .................... ................................ ................................‬‬
‫االستشراؽ ‪ُّٕ ............... ................................ ................................‬‬
‫األشراط ‪ِٕٓ .................. ................................ ................................‬‬
‫االصطالـ ‪ُٔٓ ................ ................................ ................................‬‬
‫اإلطراء ‪ُْٔ ................... ................................ ................................‬‬
‫األغواث ‪ّٗ .................... ................................ ................................‬‬
‫األقطاب ‪ّٗ ................... ................................ ................................‬‬
‫اإلهلاـ ‪َِٓ .................... ................................ ................................‬‬
‫األلوىية ‪ِّٔ .................. ................................ ................................‬‬
‫اندراس ‪ُْٖ ................... ................................ ................................‬‬
‫أىل القيقة ‪ّٔ ................. ................................ ................................‬‬
‫أىل العرفاف ‪ٔٓٔ ............... ................................ ................................‬‬
‫أىل الغرة ‪َُٓ ................. ................................ ................................‬‬
‫األكتاد ‪ّٗ ..................... ................................ ................................‬‬
‫اإلدياف ‪ّٕٔ ................... ................................ ................................‬‬
‫بارزا ‪ِّٓ ..................... ................................ ................................‬‬
‫ن‬
‫البقاء ‪ُُْ .................... ................................ ................................‬‬
‫بقحفها ‪ْٕٓ .................. ................................ ................................‬‬
‫التجريد ‪ّٕٔ .................. ................................ ................................‬‬
‫التجلٍّي ‪ُّْ ................... ................................ ................................‬‬
‫الًتة ‪ُّٖ ...................... ................................ ................................‬‬

‫ُٕٗ‬
‫تصطلم ‪ّّٖ .................. ................................ ................................‬‬
‫تعزبوا ‪ِٖٗ .................... ................................ ................................‬‬
‫َّ‬
‫التفسَت اإلشارم ‪ْٖ ............................................ ................................‬‬
‫التفويض ‪َّّ ................. ................................ ................................‬‬
‫التمكُت ‪ِٕٕ .................. ................................ ................................‬‬
‫تنتجوف ‪ِّٕ .................. ................................ ................................‬‬
‫التنوؽ ‪َٕٗ .................... ................................ ................................‬‬
‫توحيد الذات ‪ٕٖٓ ............................................. ................................‬‬
‫التوحيد ‪ُُِ .................. ................................ ................................‬‬
‫جائحة ‪ُّٖ ................... ................................ ................................‬‬
‫اجلبة ‪ّٖٔ ..................... ................................ ................................‬‬
‫جدعاء ‪ِّٕ ................... ................................ ................................‬‬
‫جزلتُت ‪ْٓٓ ................... ................................ ................................‬‬
‫املصور ‪ُّٓ .............. ................................ ................................‬‬
‫اجلسم َّ‬
‫مجع اجلمع ‪ّّٖ ................ ................................ ................................‬‬
‫اجلوىر ‪ُّٓ ................... ................................ ................................‬‬
‫الاؿ ‪َْ ..................... ................................ ................................‬‬
‫الب اإلهلي ‪ّْٔ .............. ................................ ................................‬‬
‫الضرة األحدية ‪ُْٕ ........................................... ................................‬‬
‫القيقة ‪ّٔ ..................... ................................ ................................‬‬
‫اللوؿ ‪ْٕٓ ................... ................................ ................................‬‬
‫اخلبث ‪ّٔٗ ................... ................................ ................................‬‬
‫خرؽ العوائد ‪ّّٖ ............... ................................ ................................‬‬
‫اخلرقة ‪َٔٗ .................... ................................ ................................‬‬
‫اخلمرة األزلية ‪ّْٔ .............. ................................ ................................‬‬
‫خويصة أحدكم ‪َٓٓ ........................................... ................................‬‬
‫الدجاؿ ‪ّٓٔ .................. ................................ ................................‬‬

‫ُٖٗ‬
‫الدركيش ‪َٔٗ ................. ................................ ................................‬‬
‫ذكر العامة ‪ُِّ ................ ................................ ................................‬‬
‫الذكؽ ‪ُُْ .................... ................................ ................................‬‬
‫ذكك الجا ‪ُّٖ ................ ................................ ................................‬‬
‫ردـ ‪ّٔٗ ...................... ................................ ................................‬‬
‫الرسل ‪ْٕٓ .................... ................................ ................................‬‬ ‫ٍّ‬
‫الرسوؿ ‪ّْٕ ................... ................................ ................................‬‬
‫الرشح ‪ٕٓٔ .................... ................................ ................................‬‬
‫الزلفة ‪ْٕٓ .................... ................................ ................................‬‬
‫زمههم ‪ْٓٔ .................... ................................ ................................‬‬
‫السابق ‪ٗٓ ..................... ................................ ................................‬‬‫َّ‬
‫السباخ ‪ّٕٓ ................... ................................ ................................‬‬
‫السحت ‪ُّٖ .................. ................................ ................................‬‬
‫ًسُّر الربوبية ‪ّٕ .................. ................................ ................................‬‬
‫سر ناسوتو ‪ُُٓ ............... ................................ ................................‬‬ ‫ٌ‬
‫السر ‪ّٕ ....................... ................................ ................................‬‬‫ٍّ‬
‫السفسطة ‪ٕٗ .................. ................................ ................................‬‬
‫السكر ‪ُِْ ................... ................................ ................................‬‬ ‫ُّ‬
‫شاؿ الرجل يده ‪ّْٓ ........................................... ................................‬‬
‫الشرب ‪ُُْ ................... ................................ ................................‬‬
‫الشطحات ‪َْ ................. ................................ ................................‬‬
‫الشعراء املولدكف ‪ُٖٔ ........................................... ................................‬‬
‫الشيخ ‪ْٕٔ .................... ................................ ................................‬‬
‫الصائحة ‪ْٓٔ ................. ................................ ................................‬‬
‫الصحو ‪ُِْ .................. ................................ ................................‬‬ ‫َّ‬
‫ضارينا ‪ٔٓٓ .................... ................................ ................................‬‬
‫طيًّرا ‪ٕٓٗ ...................... ................................ ................................‬‬

‫ُٗٗ‬
‫الطريقة ‪ْٖ ..................... ................................ ................................‬‬
‫العارؼ ‪ُُٓ ................... ................................ ................................‬‬
‫العامة ‪ُِّ .................... ................................ ................................‬‬
‫العرض ‪ُّٓ ................... ................................ ................................‬‬
‫العركس ‪ٖٓٓ ................... ................................ ................................‬‬
‫العسيف ‪َُِ .................. ................................ ................................‬‬
‫العقل األكرب ‪َٓٗ .............. ................................ ................................‬‬
‫العلم الظاىر ‪ِٖ ................ ................................ ................................‬‬
‫العلم اللدين ‪ُُّ ............... ................................ ................................‬‬
‫العمارة = املوسم ‪ْٔ ............................................. ................................‬‬
‫عُت اجلمع ‪ّّٖ ................ ................................ ................................‬‬
‫الغرة ‪َُٓ ..................... ................................ ................................‬‬
‫َّ‬
‫الغرض ‪ْٓٔ ................... ................................ ................................‬‬
‫الغىٍيبىة ‪ُِْ .................... ................................ ................................‬‬
‫الفردانية ‪ٕٓٔ .................. ................................ ................................‬‬
‫الفركج ‪ّٖٔ ................... ................................ ................................‬‬
‫فضاء العماء ‪َُٓ .............. ................................ ................................‬‬
‫ً‬
‫الفطٍىرة ‪ِّٕ .................... ................................ ................................‬‬
‫الفناء ‪ُّّ .................... ................................ ................................‬‬
‫فيلسوؼ ‪ِّٖ ................. ................................ ................................‬‬
‫قحفها ‪ْٕٓ ................... ................................ ................................‬‬
‫القدر ‪ٖٓٗ .................... ................................ ................................‬‬
‫القطب ‪ُُٖ ................... ................................ ................................‬‬
‫القطبانية ‪ُُٖ ................. ................................ ................................‬‬
‫قطط ‪ْٓٓ .................... ................................ ................................‬‬
‫الكتب ‪ْْٕ ................... ................................ ................................‬‬
‫الكسب ‪َِِ .................. ................................ ................................‬‬

‫َِٗ‬
‫الكشف كالتجلي ‪ُْٕ ,ُّْ.................................... ................................‬‬
‫الكشف ‪ُُّ .................. ................................ ................................‬‬
‫الكم ‪ُِٗ ..................... ................................ ................................‬‬
‫كنفو ‪ٕٔٔ ..................... ................................ ................................‬‬
‫الال أدرية ‪ٕٗ ................... ................................ ................................‬‬
‫الال فاطمة ‪ُِٖ ................ ................................ ................................‬‬
‫الال ‪ُِٖ ...................... ................................ ................................‬‬
‫اللشُت ‪َٖٔ ................... ................................ ................................‬‬
‫للمتمرسُت ‪ُٕٓ ................ ................................ ................................‬‬
‫اللؤلؤ ‪ْٓٔ .................... ................................ ................................‬‬
‫مائية ذاتو ‪َِّ ................. ................................ ................................‬‬
‫املتعة ‪ُٕٓ ..................... ................................ ................................‬‬
‫املتمرسوف ‪ُٕٓ ................. ................................ ................................‬‬
‫املداشر ‪ُِٖ ................... ................................ ................................‬‬
‫املريد ‪ّٕٔ .................... ................................ ................................‬‬
‫املشاىدة ‪ٔٓٔ ,ْٗٗ........................................... ................................‬‬
‫املعرفة االستشراقية ‪ُُٖ ......................................... ................................‬‬
‫املعرفة ‪ٔٓٔ .................... ................................ ................................‬‬
‫مفهوـ اللقب ‪ُٔٔ ............................................. ................................‬‬
‫املقاـ ‪ْٕٖ ..................... ................................ ................................‬‬
‫مقامات ‪ُِْ .................. ................................ ................................‬‬
‫املقامات ‪َُٓ ................. ................................ ................................‬‬
‫املالئكة ‪ِِْ .................. ................................ ................................‬‬
‫دمحلُت ‪ْٓٓ ................... ................................ ................................‬‬
‫مهركدتُت ‪ْٓٔ ................. ................................ ................................‬‬
‫ىم يؤكُب ‪ٖٓٔ .................... ................................ ................................‬‬
‫الناطق ‪ٗٓ ..................... ................................ ................................‬‬

‫ُِٗ‬
‫النيب ‪ّْٕ ..................... ................................ ................................‬‬
‫النجباء ‪ّٗ ..................... ................................ ................................‬‬
‫النجو ‪َٖٔ .................... ................................ ................................‬‬
‫النغف ‪ْٓٔ ................... ................................ ................................‬‬
‫النقباء ‪ّٗ ...................... ................................ ................................‬‬
‫نور الىوتو ‪ُُٓ ................ ................................ ................................‬‬
‫نومة العركس ‪ٖٓٓ .............. ................................ ................................‬‬
‫الوارد ‪ُّْ .................... ................................ ................................‬‬
‫الوجد ‪ُٕٓ .................... ................................ ................................‬‬
‫كحدة الوجود ‪ِٕٓ ............................................. ................................‬‬
‫الوقت ‪ّْْ ................... ................................ ................................‬‬
‫الوالية ‪َّٕ .................... ................................ ................................‬‬
‫الويل ‪ّْٗ ..................... ................................ ................................‬‬
‫يأجوج كمأجوج ‪ُْٓ ........................................... ................................‬‬
‫يزفنوف ‪ُٕٔ .................... ................................ ................................‬‬
‫يعاسيب النحل ‪ْٓٓ ............................................ ................................‬‬
‫يهدُّا ‪َِٖ ................... ................................ ................................‬‬
‫اليوـ اآلخر ‪ٓٓٓ ............... ................................ ................................‬‬

‫ِِٗ‬
‫ا‬
‫خاهسا‪ :‬فهزس األهاكي والبلداى‬
‫الصفحة‬ ‫المكاف ‪ /‬البلد‬
‫يحد ‪ِِٕ ..................... ................................ ................................‬‬ ‫أي‬
‫أخليفاتن ‪ُِٖ ................. ................................ ................................‬‬
‫آسفي ‪ْٓ ...................... ................................ ................................‬‬
‫آسيا الصغرل ‪ِٓ ............... ................................ ................................‬‬
‫آسيا الغربية ‪ُٓ ................. ................................ ................................‬‬
‫آسيا ‪ُٓ ....................... ................................ ................................‬‬
‫أفريقيا ‪ّٓ ...................... ................................ ................................‬‬
‫ألبانيا ‪ِٓ ...................... ................................ ................................‬‬
‫ألوس ‪ُْْ .................... ................................ ................................‬‬
‫األذمرة ‪ُٖٗ .................... ................................ ................................‬‬
‫باب ليد = ليد ‪ْْٓ ............................................. ................................‬‬
‫بدر ‪ِٕٔ ...................... ................................ ................................‬‬
‫البصرة ‪ّٖٔ ................... ................................ ................................‬‬
‫بغداد ‪ْٗ ...................... ................................ ................................‬‬
‫البقيع ‪ّٕٖ .................... ................................ ................................‬‬
‫بيت ا﵁ الراـ ‪َٖٕ ............................................ ................................‬‬
‫بيت املقدس ‪ِْٗ .............. ................................ ................................‬‬
‫تازة ‪ّٖٓ ...................... ................................ ................................‬‬
‫تافيالت ‪ّٖٔ .................. ................................ ................................‬‬
‫تركيا ‪ِٓ ....................... ................................ ................................‬‬
‫تطواف = تطاكف ‪ِٔ ............................................. ................................‬‬
‫تلمساف ‪َٓ .................... ................................ ................................‬‬
‫تونس ‪َٓ ...................... ................................ ................................‬‬
‫اجلديدة ‪ّٖٔ .................. ................................ ................................‬‬
‫اجلزائر ‪ٓٔ ...................... ................................ ................................‬‬

‫ِّٗ‬
‫جزيرة العرب ‪ُٓٓ .............. ................................ ................................‬‬
‫اجلوانية ‪ِِٕ ................... ................................ ................................‬‬
‫ٌ‬
‫جيالف ‪ْٗ ..................... ................................ ................................‬‬
‫الجاز ‪ِٖٓ ................... ................................ ................................‬‬
‫الجرة النبوية ‪ُْٓ ............................................. ................................‬‬
‫حنُت ‪ْٕٖ .................... ................................ ................................‬‬
‫مخيس االذمرا = األذمرة ‪ُٓ ....................................... ................................‬‬
‫خيرب ‪ِٖٓ ..................... ................................ ................................‬‬
‫الدار البيضاء ‪ّٖٔ .............. ................................ ................................‬‬
‫دمشق ‪ٕٓٓ ,ْٓٔ ,َْٓ ...................................... ................................‬‬
‫الرباط ‪ّٖٔ .................... ................................ ................................‬‬
‫الرياض ‪ُٗ ..................... ................................ ................................‬‬
‫زاكية البقلي ‪ُُٓ ............... ................................ ................................‬‬
‫الزميج ‪ُٔ ...................... ................................ ................................‬‬
‫سبتة ‪ِٔ ....................... ................................ ................................‬‬
‫سال ‪ُٖٔ ..................... ................................ ................................‬‬
‫سوريا ‪ُٓ ...................... ................................ ................................‬‬
‫شاذلة ‪َٓ ...................... ................................ ................................‬‬
‫الشاـ ‪ْٖٗ .................... ................................ ................................‬‬
‫شفشاكف ‪ِّٖ ................. ................................ ................................‬‬
‫الصويرة ‪ْٓ .................... ................................ ................................‬‬
‫طربستاف ‪ْٗ .................... ................................ ................................‬‬
‫طربية ‪ْٓٔ .................... ................................ ................................‬‬
‫طنجة ‪ّّٕ .................... ................................ ................................‬‬
‫الطُّور ‪ْٓٔ .................... ................................ ................................‬‬
‫العراؽ ‪ُٓ ...................... ................................ ................................‬‬
‫العرائش ‪ّٓ .................... ................................ ................................‬‬

‫ِْٗ‬
‫عرفة ‪ّٔٓ ..................... ................................ ................................‬‬
‫غار حراء ‪ُِٗ ................. ................................ ................................‬‬
‫فارس ‪ُٓ ...................... ................................ ................................‬‬
‫فاس ‪ْٓ ....................... ................................ ................................‬‬
‫الفحص ‪ُٖٗ .................. ................................ ................................‬‬
‫القصر الكبَت ‪ِٖ ................ ................................ ................................‬‬
‫القنيطرة ‪ّٖٓ .................. ................................ ................................‬‬
‫كردستاف ‪ِٓ ................... ................................ ................................‬‬
‫الكوفة ‪ّٖٔ ................... ................................ ................................‬‬
‫لبناف ‪ُٓ ....................... ................................ ................................‬‬
‫لوشة ‪ُْ ....................... ................................ ................................‬‬
‫ليبيا ‪ُٓ ........................ ................................ ................................‬‬
‫مدشر أعجيبش ‪ِٔ ............................................. ................................‬‬
‫املدينة ‪َِِ .................... ................................ ................................‬‬
‫مراكش ‪ْٓ ..................... ................................ ................................‬‬
‫املسجد األقصى ‪ِْٗ ........................................... ................................‬‬
‫املشرؽ ‪ُٓٓ ................... ................................ ................................‬‬
‫مصر ‪ُٓ ....................... ................................ ................................‬‬
‫املغرب ‪َُ ..................... ................................ ................................‬‬
‫مقصورة جامع اجلعيدم ‪ّٕٔ .................................... ................................‬‬
‫مكة ‪ٕٓ ....................... ................................ ................................‬‬
‫مكناس ‪ْٓ ..................... ................................ ................................‬‬
‫اهلند ‪ُٓ ....................... ................................ ................................‬‬
‫كاسط ‪ّٖٔ .................... ................................ ................................‬‬
‫كجدة ‪ّٖٓ .................... ................................ ................................‬‬
‫كسط األطلس ‪ّٖٔ ............................................ ................................‬‬
‫اليمن ‪ُِٓ .................... ................................ ................................‬‬

‫ِٓٗ‬
‫ا‬
‫سادسا‪ :‬فهزس الفزق واملذاهب‬
‫الصفحة‬ ‫الفرقة ‪ /‬المذىب‬
‫األدارسة ‪ِّ .................... ................................ ................................‬‬
‫اإلمساعيلة ‪َٖ .................. ................................ ................................‬‬
‫أىل السنة ‪ّْٖ ................ ................................ ................................‬‬
‫الباطنية ‪ٖٓ ..................... ................................ ................................‬‬
‫اجلربية ‪ُٖٔ .................... ................................ ................................‬‬
‫اجلهميَّة ‪ٖٔ .................... ................................ ................................‬‬
‫اللولية ‪ٕٓٗ ................... ................................ ................................‬‬
‫الركافض = الرافضة ‪ُٔ .......................................... ................................‬‬
‫الزنادقة ‪َُٕ ................... ................................ ................................‬‬
‫الصابئة ‪ٕٖٓ ................... ................................ ................................‬‬
‫الغرابية ‪ُٔ ..................... ................................ ................................‬‬
‫الفالسفة ‪ِّٖ ................. ................................ ................................‬‬
‫القدرية ‪ََُ ................... ................................ ................................‬‬
‫القرامطة الباطنية ‪ْٗٗ ........................................... ................................‬‬
‫القرامطة ‪ٖٓ .................... ................................ ................................‬‬
‫ال يك َّالبية ‪َٕٓ .................. ................................ ................................‬‬
‫الال أدرية ‪ٕٗ ................... ................................ ................................‬‬
‫املعتزلة ‪ََُ .................... ................................ ................................‬‬
‫املالمتية ‪ّّْ .................. ................................ ................................‬‬
‫امللكانية ‪ُٕٓ .................. ................................ ................................‬‬
‫النسطورية ‪ُٕٓ ................ ................................ ................................‬‬
‫النصَتية ‪ْٗ .................... ................................ ................................‬‬
‫اليعقوبية ‪َٕٓ .................. ................................ ................................‬‬

‫ِٔٗ‬
‫ا‬
‫سابعا‪ :‬فهزس املصادر واملزاجع‬
‫أوال‪ :‬القرآف الكريم‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيًا‪ :‬الكتب‪:‬‬
‫ُ‪ -‬اإلبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرؽ المذمومة‪ ,‬البن بطة‪ ,‬حتقيق‪ :‬عثماف عبد ا﵁‬
‫آدـ األثيويب كآخرين‪ ,‬دار الراية‪ ,‬الرياض‪ ,‬طِ‪ُُْٓ ,‬ىػ‪ُْٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِ‪ -‬أبجد العلوـ‪ ,‬لصديق بن حسن القنوجي‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬حتقيق‪ :‬عبد اجلبار‬
‫زكار‪ُٕٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّ‪ -‬اإلبداع في مضار االبتداع‪ ,‬لعلي حمفوظ‪ ,‬دار املعرفة‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ُّٕٓ ,‬ىػ‪ُٗٓٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫ْ‪ -‬اإلبريز من كالـ سيدي عبد العزيز الدباغ‪ ,‬ألمحد السلجماسي‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬طُ‪,‬‬
‫ُُْٖىػ‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬إبعاد الغُمم عن إيقاظ الهمم في شرح الحكم‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬دار الكتب العلمية‪,‬‬
‫بَتكت‪ ,‬طُ‪ََِٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬أبكار األفكار في أصوؿ الدين‪ ,‬أليب السن سيف الدين علي بن حممد اآلمدم‪ ,‬حتقيق‪:‬‬
‫أمحد فريد املزيدم‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ُِْْ ,‬ىػ‪ََِِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬ابن عطاء اهلل السكندري وتصوفو‪ ,‬أليب الوفاء التفتازاين‪ ,‬مكتبة األذملو املصرية‪ ,‬طِ‪,‬‬
‫ُّٖٗىػ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬إتحاؼ أعالـ الناس بجماؿ أخبار حاضرة مكناس‪ ,‬لعبد الرمحن بن حممد َّ‬
‫السجلماسي‪,‬‬
‫مكتبة الثقافة الدينية‪ ,‬القاىرة‪ ,‬طُ‪ُِْٗ ,‬ىػ‪ََِٖ ,‬ـ‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬إتحاؼ المريد بشرح جوىرة التوحيد‪ ,‬لعبد السالـ اللقاين‪ ,‬املكتبة األزىرية‪ ,‬أكقف ىذا‬
‫الكتاب حسن الصَتُب على طلبة العلم باجلامع األزىر‪ُِْْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫َُ‪ -‬إتحاؼ المطالع بوفيات أعالـ القرف الثالث عشر والرابع‪ ,‬البن سودة‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد‬
‫حجي‪ ,‬دار الغرب اإلسالمي‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪ُُْٕ ,‬ىػ‪ُٕٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُُ‪ -‬إتماـ األعالـ‪ ,‬لنزار أباظة‪ ,‬كحممد رياض امللح‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬طِ‪ُِْْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُِ‪ -‬اجتماع الجيوش اإلسالمية‪ ,‬﵀مد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد مشس الدين ابن قيم‬
‫اجلوزية‪ ,‬حتقيق‪ :‬عواد عبد ا﵁ املعتق‪ ,‬مطابع الفرزدؽ التجارية‪ ,‬الرياض‪ ,‬طُ‪َُْٖ ,‬ىػ‪ُٖٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُّ‪ -‬أحكاـ أىل الذمة‪ ,‬البن القيم‪ ,‬حتقيق‪ :‬يوسف بن أمحد البكرم‪ ,‬شاكر بن توفيق العاركرم‪,‬‬

‫ِٕٗ‬
‫رمادم للنشر‪ ,‬الدماـ‪ ,‬طُ‪ُُْٖ ,‬ىػ‪ُٕٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُْ‪ -‬اإلحكاـ في أصوؿ األحكاـ‪ ,‬أليب حممد علي بن أمحد بن سعيد بن حزـ األندلسي القرطيب‬
‫الظاىرم‪ ,‬حتقيق‪ :‬الشيخ أمحد حممد شاكر‪ ,‬تقدًن‪ :‬د‪ .‬إحساف عباس‪ ,‬دار اآلفاؽ اجلديدة‪ ,‬بَتكت‪.‬‬
‫ُٓ‪ -‬إحياء علوـ الدين‪ ,‬أليب حامد بن حممد الغزايل‪ ,‬كبذيلو‪ :‬كتاب املغٍت عن محل األسفار ُب‬
‫ختريج ما ُب اإلحياء من األخبار‪ ,‬لعبد الرحيم بن السُت العراقي‪ ,‬مكتبة كمطبعة املشهد السيٍت بالقاىرة‪.‬‬
‫ُٔ‪ -‬اإلحياء والتجديد الصوفي في المغرب‪ ،‬الدرقاوية واإلحياء الصوفي الشاذلي‪ ,‬د‪ .‬أمحد‬
‫بوكادم‪ ,‬منشورات كزارة األكقاؼ كالشؤكف اإلسالمية باملغرب‪ ,‬مطبعة فضالة ا﵀مدية‪ ,‬طُ‪ُِْٕ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُٕ‪ -‬أخبار اآلحاد في الحديث النبوي‪ ،‬حجيتها‪ ،‬مفادىا‪ ،‬العمل بموجبها‪ ,‬للشيخ الدكتور‪:‬‬
‫عبد ا﵁ بن عبد الرمحن بن عبد ا﵁ بن اجلربين‪ ,‬دار طيبة‪ ,‬طُ‪َُْٖ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُٖ‪ -‬االختالؼ في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة‪ ,‬البن قتيبة الدينورم‪ ,‬حتقيق‪ :‬عمر بن‬
‫حممود أيب عمر‪ ,‬دار الراية‪ ,‬طُ‪ُُِْ ,‬ىػ‪ُُٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُٗ‪ -‬آداب الشافعي ومناقبو‪ ,‬أليب حاًب الرازم‪ ,‬حتقيق‪ :‬عبدالغٍت عبد اخلالق‪ ,‬دار الكتب العلمية‪,‬‬
‫بَتكت‪ ,‬طُ‪ُِْْ ,‬ىػ‪ََِّ ,‬ـ‪.‬‬
‫َِ‪ -‬اآلداب الشرعية والمنح المرعية‪ ,‬البن مفلح املقدسي‪ ,‬حتقيق‪ :‬شعيب األرنؤكط‪ ,‬عمر‬
‫القياـ‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ُُْٕ ,‬ىػ‪ُٗٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُِ‪ -‬اآلداب المرضية لسالك طريق الصوفية‪ ,‬﵀مد بن أمحد البوزيدم‪ ,‬دار الفتح للدراسات‬
‫عماف‪ ,‬األردف‪ُِّْ ,‬ىػ‪َُُِ ,‬ـ‪.‬‬
‫كالنشر‪َّ ,‬‬
‫ِِ‪ -‬آراء المرجئة في مصنفات شيخ اإلسالـ ابن تيمية‪ ,‬عرض كنقد‪ ,‬د‪ .‬عبد ا﵁ بن حممد‬
‫السند‪ ,‬رسالة دكتوراه‪ ,‬دار التوحيد‪ ,‬طُ‪ُِْٖ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِّ‪ -‬األربعوف في أصوؿ الدين‪ ,‬للرازم‪ ,‬حتقيق‪ :‬أمحد حجازم‪ ,‬السقا‪ ,‬دار اجليل‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪,‬‬
‫ُِْْىػ‪ََِْ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِْ‪ -‬األربعين في التصوؼ‪ ,‬أليب عبد الرمحن السلمي‪ ,‬جملس دائرة املعارؼ العثمانية‪ ,‬حيدر أباد‪ ,‬اهلند‪.‬‬
‫ِٓ‪ -‬إرشاد الفحوؿ إلي تحقيق الحق من علم األصوؿ‪ ,‬للشوكاين‪ ,‬حتقيق‪ :‬الشيخ أمحد عزك‬
‫عناية‪ ,‬قدـ لو‪ :‬الشيخ خليل امليس‪ ,‬كالدكتور كيل الدين صاحل فرفور‪ ,‬دار الكتاب العريب‪ ,‬دمشق‪ ,‬كفر بطنا‪,‬‬
‫طُ‪ُُْٗ ,‬ىػ‪ُٗٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِٔ‪ -‬اإلرشاد إلى صحيح االعتقاد والرد على أىل الشرؾ واإللحاد‪ ,‬للشيخ صاحل الفوزاف‪ ,‬دار‬
‫ابن اجلوزم‪ ,‬طْ‪َُِْ ,‬ىػ‪ُٗٗٗ ,‬ـ‪.‬‬

‫ِٖٗ‬
‫ِٕ‪ -‬اإلرشاد إلى قواطع األدلة في أصوؿ االعتقاد‪ ,‬للجويٍت‪ ,‬مؤسسة الكتب الثقافية‪ ,‬بَتكت‪,‬‬
‫طُ‪َُْٓ ,‬ىػ‪ُٖٗٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِٖ‪ -‬إرغاـ أولياء الشيطاف بذكر مناقب أولياء الرحمن‪ ,‬لزين الدين حممد عبد الرؤكؼ املناكم‪,‬‬
‫حتقيق‪ :‬حممد أديب اجلادر‪ ,‬دار صادر‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪ُٗٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِٗ‪ -‬إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل‪ ,‬﵀مد ناصر الدين األلباين‪ ,‬املكتب‬
‫اإلسالمي‪ ,‬طّ‪ُُْٓ ,‬ىػ‪.‬‬
‫َّ‪ -‬أساس التقديس‪ ,‬للرازم‪ ,‬حتقيق‪ :‬أمحد حجازم السقا‪ ,‬مكتبة الكليات األزىرية‪ ,‬القاىرة‪,‬‬
‫َُْٔىػ‪ُٖٗٔ-‬ـ‪.‬‬
‫ُّ‪ -‬أساس التقديس‪ ,‬للرازم‪ ,‬مطبعة الليب‪ ,‬القاىرة‪ُّْٓ ,‬ىػ‪ُّٗٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِّ‪ -‬االستبصار في عجائب األمصار‪ ,‬لكاتب مراكشي‪ ,‬دار الشؤكف الثقافية‪ ,‬بغداد‪ُٖٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّّ‪ -‬االستغاثة في الرد على البكري‪ ,‬البن تيمية‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد ا﵁ بن دجُت َّ‬
‫الس ىهلي‪,‬‬
‫الرياض‪ ,‬دار املنهاج‪ ,‬طّ‪ُُّْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّْ‪ -‬االستقامة‪ ,‬البن تيمية‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد رشاد ساَل‪ , ,‬جامعة اإلماـ حممد بن سعود‪ ,‬املدينة‬
‫املنورة‪ ,‬طُ‪َُّْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّٓ‪ -‬االستقصا ألخبار دوؿ المغرب األقصى‪ ,‬لشهاب الدين أيب العباس أمحد بن خالد بن حممد‬
‫الناصرم الدرعي اجلعفرم السالكم‪ ,‬حتقيق‪ :‬جعفر الناصرم‪ ,‬حممد الناصرم‪ ,‬دار الكتاب‪ ,‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫ّٔ‪ -‬أسد الغابة في معرفة الصحابة‪ ,‬البن األثَت‪ ,‬حتقيق كتعليق‪ :‬الشيخ علي معوض‪ ,‬كعادؿ‬
‫أمحد عبد اجلواد‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ُُْٓ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّٕ‪ -‬اإلسفار عن رسائل أىل األنوار فيما يتجلى ألىل الذكر في الخلوة من األنوار‪ ,‬لعبد‬
‫الكرًن اجليلي‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عاصم الكيايل‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ .‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫ّٖ‪ -‬األسماء والصفات‪ ,‬للبيهقي‪ ,‬حتقيق‪ :‬عبد ا﵁ بن حممد الاشدم‪ ,‬مكتبة السوادم‪ ,‬جدة‪,‬‬
‫طُ‪ُُّْ ,‬ىػ‪ُّٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّٗ‪ -‬اإلشاعة ألشراط الساعة‪ ,‬للربزذمي‪ ,‬دار املنهاج‪ ,‬طّ‪ُِْٔ ,‬ىػ‪ََِٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫َْ‪ -‬اشتقاؽ أسماء اهلل ‪ ,‬لعبد الرمحن بن إسحاؽ أيب القاسم الزجاجي‪ ,‬حتقيق‪ :‬عبد‬
‫ا﵀سن املبارؾ‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طِ‪َُْٔ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُْ‪ -‬إشكالية إصالح الفكر الصوفي في القرنين ‪81/81‬ـ‪ ،‬أحمد بن عجيبة‪ ،‬ومحمد‬
‫الحراؽ‪ ,‬د‪ .‬عبد اَّيد الصغَت‪ ,‬دار اآلفاؽ اجلديدة‪ ,‬املغرب‪ ,‬طِ‪ُُْٓ ,‬ىػ‪ُْٗٗ ,‬ـ‪.‬‬

‫ِٗٗ‬
‫ِْ‪ -‬اإلصابة في تمييز الصحابة‪ ,‬البن حجر العسقالين‪ ,‬حتقيق‪ :‬عادؿ أمحد عبد املوجود كعلى‬
‫حممد معوض‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪ُُْٓ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّْ‪ -‬اصطالحات الصوفية‪ ,‬البن عريب الادتي‪ ,‬مطبعة دائرة املعارؼ العثمانية‪ ,‬حيدر أباد الدكن‬
‫ُُْٗـ‪.‬‬
‫والسنَّة‪ ,‬لنخبة من العلماء‪ ,‬كزارة الشؤكف اإلسالمية‬
‫ْْ‪ -‬أصوؿ اإليماف في ضوء الكتاب ُّ‬
‫كاألكقاؼ كالدعوة كاإلرشاد‪ ,‬اململكة العربية السعودية طُ‪ُُِْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ْٓ‪ -‬أصوؿ الدين‪ ,‬أليب منصور عبد القاىر البغدادم‪ ,‬طّ‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪,‬‬
‫َُُْىػ‪.‬‬
‫السنَّة‪ ,‬البن أيب زمنُت املالكي‪ ,‬كمعو رياض اجلنة بتخريج أصوؿ ا ُّ‬
‫لسنَّة‪ ,‬حتقيق كختريج‬ ‫ْٔ‪ -‬أصوؿ ُّ‬
‫كتعليق‪ :‬عبد ا﵁ بن حممد عبد الرحيم بن حسُت البخارم‪ ,‬مكتبة الغرباء األثرية‪ ,‬املدينة النبوية‪ ,‬اململكة‬
‫العربية السعودية‪ ,‬طُ‪ُُْٓ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ْٕ‪ -‬أصوؿ الفلسفة اإلشراقية عند شهاب الدين السهروردي‪ ,‬د‪ .‬حممد أبو رياف‪ ,‬دار املعرفة‬
‫اجلامعية‪ ,‬اإلسكندرية‪ُٖٕٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ْٖ‪ -‬أضواء البياف في إيضاح القرآف بالقرآف‪ ,‬﵀مد األمُت بن حممد املختار بن عبد القادر‬
‫اجلكٍت الشنقيطي‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ُُْٓ ,‬ىػ‪ُٗٗٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫ْٗ‪ -‬أضواء على أحمد التجاني وأتباعو‪ ,‬لعبد الباقي مفتاح‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬لبناف‪ ,‬طُ‪,‬‬
‫ََِٗـ‪.‬‬
‫نموذجا‪ ،‬لعبد الرمحن امللحوين‪ ,‬كزارة‬
‫ً‬ ‫َٓ‪ -‬أضواء على التصوؼ بالمغرب‪ ،‬الطريقة العيساوية‬
‫الثقافة باملغرب‪ ,‬تصنيف كسحب‪ :‬مطبعة دار املناىل‪.‬‬
‫ُٓ‪ -‬إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد‪ ,‬لصاحل بن فوزاف بن عبد ا﵁ الفوزاف‪ ,‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طّ‪ُِّْ ,‬ىػ‪ََِِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِٓ‪ -‬االعتصاـ‪ ,‬أليب إسحاؽ إبراىيم بن موسى الشاطيب‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد بن عبد الرمحن الشقَت‪,‬‬
‫دار ابن اجلوزم‪ ,‬طُ‪ُِْٗ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّٓ‪ -‬اعتقاد أئمة الحديث‪ ,‬أليب بكر أمحد بن إبراىيم بن إمساعيل بن العباس بن مرداس‬
‫اإلمساعيلي اجلرجاين‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد بن عبد الرمحن اخلميس‪ ,‬دار العاصمة‪ ,‬الرياض‪ ,‬طُ‪ُُِْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ْٓ‪ -‬اعتقادات فرؽ المسلمين والمشركين‪ ,‬أليب عبد ا﵁ حممد بن عمر بن السن بن السُت‬
‫التيمي الرازم امللقب بفخر الدين الرازم‪ ,‬حتقيق‪ :‬علي سامي النشار‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪.‬‬

‫َّٗ‬
‫السنَّة المنشورة العتقاد الطائفة الناجية المنصورة‪ ,‬لافظ بن أمحد بن علي‬ ‫ٓٓ‪ -‬أعالـ ُّ‬
‫الكمي‪ ,‬حتقيق‪ :‬حازـ القاضي‪ ,‬كزارة الشؤكف اإلسالمية كاألكقاؼ كالدعوة كاإلرشاد‪ ,‬اململكة العربية‬
‫السعودية‪ ,‬طِ‪ُِِْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫السنَّة المنشورة العتقاد الطائفة الناجية المنصورة‪ ,‬للشيخ حافظ بن أمحد الكمي‪,‬‬
‫ٔٓ‪ -‬أعالـ ُّ‬
‫كزارة الشؤكف اإلسالمية كاألكقاؼ كالدعوة كاإلرشاد‪ ,‬اململكة العربية السعودية‪َُِْ ,‬ىػػ‪.‬‬
‫ٕٓ‪ -‬إعالـ الموقعين عن رب العالمين‪ ,‬﵀مد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد مشس الدين ابن قيم‬
‫اجلوزية‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد عبد السالـ إبراىيم‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬يَتكت‪ ,‬طُ‪ُُُْ ,‬ىػ‪ُُٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ٖٓ‪ -‬اإلعالـ بمن في تاريخ الهند من األعالـ املسمى‪ :‬نزىة اخلواطر كُّجة املسامع‪ ,‬لعبد الي‬
‫الطاليب‪ ,‬دار ابن حزـ‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طُ‪َُِْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ٗٓ‪ -‬األعالـ‪ ,‬خلَت الدين بن حممود بن حممد بن علي بن فارس الزركلي الدمشقي‪ ,‬دار العلم‬
‫للماليُت‪ ,‬طُٓ‪ ,‬أيار‪ ,‬مايو ََِِـ‪.‬‬
‫َٔ‪ -‬إغاثة اللهفاف من مصايد الشيطاف‪ ,‬﵀مد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد مشس الدين ابن‬
‫قيم اجلوزية‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد حامد الفقي‪ , ,‬مكتبة املعارؼ‪ ,‬الرياض‪ ,‬اململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫ُٔ‪ -‬أقاويل الثقات في تأويل األسماء والصفات‪ ,‬ملرعي بن يوسف الكرمي‪ ,‬حتقيق‪ :‬شعيب‬
‫األرنؤكط‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪ُُْٔ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِٔ‪ -‬االقتصاد في االعتقاد‪ ,‬للمقدسي‪ ,‬حتقيق‪ :‬أمحد بن عطية بن علي الغامدم‪ ,‬مكتبة العلوـ‬
‫كالكم‪ ,‬املدينة املنورة‪ ,‬اململكة العربية السعودية‪ ,‬طُ‪ُُْ ,‬ىػ‪ُّٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّٔ‪ -‬اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم‪ ,‬البن تيمية‪ ,‬حتقيق‪ :‬ناصر عبد‬
‫الكرًن العقل‪ ,‬دار عاَل الكتب‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طٕ‪ُُْٗ ,‬ىػ‪ُٗٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ْٔ‪ -‬اإلكليل في المتشابو والتأويل‪ ,‬البن تيمية‪ ,‬خرج أحاديثو كعلَّق عليو‪ :‬حممد الشيمي‬
‫شحاتو‪ ,‬دار اإلدياف‪ ,‬اإلسكندرية‪ ,‬مصر‪.‬‬
‫ٓٔ‪ -‬إكماؿ اإلكماؿ (تكملة لكتاب اإلكماؿ البن ماكوال)‪ ,‬البن نقطة النبلي‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد‬
‫القيوـ عبد ريب النيب‪ ,‬جامعة أـ القرل ‪ -‬مكة املكرمة‪ ,‬طُ‪َُُْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ٔٔ‪ -‬إكماؿ ال ُػمعلم بفوائد مسلم‪ ,‬للقاضي عياض‪ ,‬حتقيق‪ ,‬د‪ .‬حيِت إمساعيل‪ ,‬دار الوفاء‪ ,‬مصر‪,‬‬
‫طُ‪ُُْٗ ,‬ىػ‪ُٖٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ٕٔ‪ -‬اإللماـ واإلعالـ بنفثة من بحور علم ما تضمنتو صالة القطب ابن مشيش‪ ,‬أليب عبد ا﵁‬
‫حممد بن عبد الرمحن بن زكي الفاسي‪ ,‬دراسة كحتقيق د‪ .‬حممد علوم‪ ,‬دار أيب رقراؽ‪ ,‬طُ‪ُّّْ ,‬ىػ‪.‬‬

‫ُّٗ‬
‫ٖٔ‪ -‬أـ البراىين‪ ,‬أليب عبد ا﵁ بن يوسف السنوسي‪ ,‬حتقيق‪ :‬خالد زىرم‪ ,‬دار الكتب العلمية‪,‬‬
‫بَتكت‪ ,‬طُ‪ُِْْ ,‬ىػ‪ََِّ ,‬ـ‪.‬‬
‫ٗٔ‪ -‬األـ‪ ،‬أليب عبد ا﵁ حممد بن إدريس بن العباس الشافعي‪ ,‬دار املعرفة‪ ,‬بَتكت‪َُُْ ,‬ىػ‪َُٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫َٕ‪ -‬إنباء الغمر بأبناء العمر‪ ,‬البن حجر العسقالين‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حسن حبشي‪ ,‬اَّلس األعلى‬
‫للشؤكف اإلسالمية ‪ -‬جلنة إحياء الًتاث اإلسالمي‪ ,‬مصر‪ُّٖٗ ,‬ىػ‪ُٗٔٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُٕ‪ -‬االنتصار في الرد على المعتزلة القدرية األشرار‪ ,‬أليب السُت حيِت بن أيب اخلَت بن ساَل‬
‫العمراين اليمٍت الشافعي‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬سعود بن عبد العزيز اخللف‪ ,‬دار أضواء السلف‪ ,‬الرياض‪ ,‬اململكة‬
‫العربية السعودية‪ ,‬طُ‪ُُْٗ ,‬ىػ‪ُٗٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِٕ‪ -‬االنتصار ألصحاب الحديث‪ ,‬أليب املظفر‪ ,‬منصور بن حممد بن عبد اجلبار ابن أمحد املركزم‬
‫السمعاين التميمي النفي ٍب الشافعي‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد بن حسُت بن حسن اجليزاين‪ ,‬مكتبة أضواء املنار‪,‬‬
‫السعودية‪ ,‬طُ‪ُُْٕ ,‬ىػ‪ُٗٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّٕ‪ -‬األنساب‪ ,‬للسمعاين‪ ,‬أيب أسعد عبد الكرًن بن حممد بن منصور التميمي‪ ,‬دار الفاركؽ‬
‫الديثة‪ ,‬القاىرة‪.‬‬
‫ْٕ‪ -‬اإلنساف الكامل في معرفة األوائل واألواخر‪ ,‬لعبد الكرًن اجليلي‪ ,‬مطبعة الليب‪ ,‬مصر‪,‬‬
‫طْ‪َُْْ ,‬ىػ‪ُُٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ٕٓ‪ -‬اإلنصاؼ في حقيقة األولياء ومالهم من الكرامات واأللطاؼ‪ ,‬﵀مد بن إمساعيل بن‬
‫صالح بن حممد السٍت‪ ,‬الكحالين ٍب الصنعاين‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد الرزاؽ بن عبد ا﵀سن البدر‪ ,‬عمادة‬
‫البحث العلمي باجلامعة اإلسالمية‪ ,‬املدينة النبوية‪ ,‬اململكة العربية السعودية‪ ,‬طُ‪ُُِْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ٕٔ‪ -‬اإلنصاؼ في مسائل الخالؼ بين النحويين البصريين والكوفيين‪ ,‬لألنبارم‪ , ,‬املكتبة‬
‫العصرية‪ ,‬طُ‪ُِْْ ,‬ىػ‪ََِّ ,‬ـ‪.‬‬
‫ٕٕ‪ -‬األنوار القدسية في شرح القصيدة الهمزية للبوصيري‪ ,‬شرح‪ :‬أمحد بن عجيبة‪ ,‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طِ‪َُِّ ,‬ـ‪.‬‬
‫ٖٕ‪ -‬األنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية‪ ,‬لعبد الوىاب الشعراين‪ ,‬حتقيق‪ :‬طو عبد القام‬
‫سركر‪ ,‬كحممد عبد الشافعي‪ ,‬مكتبة املعارؼ‪ ,‬بَتكت‪ُٖٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ٕٗ‪ -‬أوضح اإلشارة في الرد على من أجاز الممنوع من الزيارة‪ ,‬للنجمي‪ ,‬الرئاسة العامة‬
‫للبحوث العلمية‪ ,‬الرياض‪َُْٓ ,‬ىػ‪.‬‬
‫َٖ‪ -‬اإليجاز في ترجمة الشيخ ابن باز‪ ,‬لعبد الرمحن بن يوسف عبد الرمحن بن حممد‪ ,‬د‪ .‬ط‪,‬‬

‫ِّٗ‬
‫ُُْٗىػ‪.‬‬
‫ُٖ‪ -‬إيقاظ الهمم في شرح الحكم‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬دار املعارؼ‪ ,‬القاىرة‪.‬‬
‫ِٖ‪ -‬إيقاظ الهمم في شرح الحكم‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬ضبط كحتقيق‪ :‬د‪ .‬عاصم إبراىيم الكيايل‬
‫الدرقاكم‪ ,‬طْ‪ ,َُِّ ,‬لبناف‪.‬‬
‫)‪ ,‬ألمحد بن عبد الليم بن تيمية‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪.‬‬ ‫ّٖ‪ -‬اإليماف األوسط (شرح حديث جربيل‬
‫علي الزىراين‪ ,‬دار ابن اجلوزم‪.‬‬
‫ْٖ‪ -‬اإليماف‪ ,‬البن تيمية‪ ,‬خرج أحاديثو‪ :‬الشيخ حممد ناصر الدين األلباين‪ ,‬املكتب اإلسالمي‬
‫بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طٓ‪ُُْٔ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ٖٓ‪ -‬الباعث الحثيث إلى اختصار علوـ الحديث‪ ,‬البن كثَت‪ ,‬حتقيق‪ :‬أمحد حممد شاكر‪ ,‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طِ‪.‬‬
‫ٖٔ‪ -‬بحار األنوار‪ ,‬﵀مد باقر اَّلسي‪ ,‬دار إحياء الًتاث العريب‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫ٕٖ‪ -‬البحر الزخار الجامع لمذاىب علماء األمصار‪ ,‬لإلماـ اَّتهد املهدم لدين ا﵁ أمحد بن‬
‫حيِت بن املرتضى املتوَب سنة َْٖىػ‪ ,‬كُّامشو كتاب‪ :‬جواىر األخبار كاآلثار املستخرجة من جلة البحر‬
‫الزخار‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد بن حيِت ُّراف الصعدم املتوَب سنة ٕٓٗىػ‪ ,‬ضبط نصو ككثق خترجياتو كعلق عليو‪ :‬د‪.‬‬
‫حممد حممد تامر‪ ,‬كلية دار العلوـ‪ ,‬قسم الشريعة‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طُ‪,‬‬
‫ُِِْىػ‪ََُِ,‬ـ‪.‬‬
‫ٖٖ‪ -‬البحر المديد في تفسير القرآف المجيد‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪,‬‬
‫طّ‪ََُِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ٖٗ‪ -‬البداية والنهاية‪ ,‬أليب الفداء إمساعيل بن عمر بن كثَت القرشي البصرم ٍب الدمشقي‪ ,‬حتقيق‪:‬‬
‫د‪ .‬عبد ا﵁ بن عبد ا﵀سن الًتكي‪ ,‬طُ‪ُُْٕ ,‬ىػ‪.‬‬
‫َٗ‪ -‬البداية والنهاية‪ ,‬أليب الفداء إمساعيل بن عمر بن كثَت القرشي البصرم ٍب الدمشقي‪ ,‬دار عاَل‬
‫الكتب‪ ,‬الرياض‪ ,‬طِ‪ُِْْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُٗ‪ -‬بدائع الفوائد‪ ,‬البن القيم‪ ,‬دار عاَل الفوائد‪ ,‬طِ‪ُِْٕ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِٗ‪ -‬البدر الطالع بمحاسن من بعد القرف السابع‪ ,‬﵀مد بن علي الشوكاين‪ ,‬دار املعرفة‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪.‬‬
‫ّٗ‪ -‬البرىاف في أصوؿ الفقو‪ ,‬للجويٍت‪ ,‬حتقيق‪ :‬صالح بن حممد بن عويضة‪ ,‬دار الكتب العلمية‪,‬‬
‫بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طُ‪ُُْٖ ,‬ىػ‪ُٕٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ْٗ‪ -‬البرىاف في معرفة عقائد أىل األدياف‪ ,‬للسكسكي‪ ,‬حتقيق‪ :‬خليل أمحد الاج‪ ,‬دار الًتاث‬

‫ّّٗ‬
‫العريب‪ ,‬طُ‪ََُْ ,‬ىػ َُٖٗـ‪.‬‬
‫ٓٗ‪ -‬البستاف في ذكر األولياء والعلماء بتلمساف‪ ,‬لعبد ا﵁ بن حممد التلمساين‪ ,‬املطبعة الثعالبية‪,‬‬
‫ُِٔٔىػ‪َُٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ٔٗ‪ -‬البعث والنشور‪ ,‬للبيهقي‪ ,‬حتقيق‪ :‬الشيخ عامر أمحد حيدر‪ ,‬مركز اخلدمات كاألْتاث الثقافية‪,‬‬
‫بَتكت‪ ,‬طُ‪َُْٔ ,‬ىػ‪ُٖٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫ٕٗ‪ -‬بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية‪ ,‬ألمحد بن عبد الليم بن تيمية‪,‬‬
‫مكتبة العلوـ كالكم‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬موسى سليماف الدكيش‪ ,‬طُ‪ُُْٓ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ٖٗ‪ -‬بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة‪ ,‬للسيوطي‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد أيب الفضل إبراىيم‪,‬‬
‫املكتبة العصرية‪ ,‬لبناف‪ ,‬صيدا‪.‬‬
‫ٗٗ‪ -‬البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة‪َّ ,‬د الدين أيب طاىر حممد بن يعقوب الفَتكزآبادل‪ ,‬دار‬
‫سعد الدين‪ ,‬طُ‪ُُِْ ,‬ىػ‪َََِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ََُ‪ -‬بياف تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكالمية‪ ,‬البن تيمية‪ ,‬حتقيق‪ :‬جمموعة من‬
‫ا﵀ققُت‪ ,‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف‪ ,‬طُ‪ُِْٔ ,‬ىػ‪.‬‬
‫َُُ‪ -‬البياف والتحصيل والشرح والتوجيو والتعليل لمسائل المستخرجة‪ ,‬أليب الوليد حممد بن‬
‫أمحد بن رشد القرطيب‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد حجي كآخرين‪ ,‬دار الغرب اإلسالمي‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طِ‪,‬‬
‫َُْٖىػ‪ُٖٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫َُِ‪ -‬تاج العروس من جواىر القاموس‪ ,‬للزبيدم‪ ,‬حتقيق‪ :‬جمموعة من ا﵀ققُت‪ ,‬الًتاث العريب‪,‬‬
‫مطبعة حكومة الكويت‪ ,‬طِ‪َُْٕ ,‬ىػ‪.‬‬
‫َُّ‪ -‬تاريخ اإلسالـ ووفيات المشاىير واألعالـ‪ ,‬لشمس الدين حممد بن أمحد بن عثماف‬
‫الذىيب‪,‬دار الكتاب العريب‪ ,‬لبناف‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪َُْٕ ,‬ىػ‪ُٖٕٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫َُْ‪ -‬تاريخ اإلسالـ ووفيات المشاىير واألعالـ‪ ,‬لشمس الدين حممد بن أمحد بن عثماف‬
‫الذىيب‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عمر عبد السالـ تدمرم‪ ,‬دار الكتاب العريب‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طِ‪ُُّْ ,‬ىػ‪ُّٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫َُٓ‪ -‬التاريخ الكبير‪ ,‬للبخارم‪ ,‬مطبعة دائرة املعارؼ العثمانية‪ ,‬حيدر آباد‪ ,‬الدكن‪ ,‬طبع حتت‬
‫مراقبة‪ :‬حممد عبد املعيد خاف‪.‬‬
‫َُٔ‪ -‬تاريخ بغداد‪ ,‬أليب بكر أمحد بن علي بن ثابت البغدادم‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬بشار عواد معركؼ‪,‬‬
‫دار الغرب اإلسالمي‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪ُِِْ ,‬ىػ‪ََِِ ,‬ـ‪.‬‬
‫َُٕ‪ -‬تاريخ تطواف‪ ,‬حممد داكد‪ ,‬دار أيب رقراؽ‪ ,‬الرباط‪ ,‬املغرب‪ ,‬د‪ .‬ط‪َُِّ ,‬ـ‪.‬‬

‫ّْٗ‬
‫َُٖ‪ -‬تاريخ دمشق‪ ,‬البن عساكر‪ ,‬حتقيق‪ :‬عمرك بن غرامة العمركم‪ ,‬دار الفكر‪ُُْٓ ,‬ىػ‪,‬‬
‫ُٓٗٗـ‪.‬‬
‫َُٗ‪ -‬تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس‪ ,‬لعبد ا﵁ أيب بطُت‪ ,‬حتقيق‪ :‬عبد‬
‫السالـ بن برجس العبد الكرًن‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪ُِِْ ,‬ىػ‪ََُِ ,‬ـ‪.‬‬
‫َُُ‪ -‬تأويل مختلف الحديث‪ ,‬أليب حممد عبد ا﵁ بن مسلم بن قتيبة الدينورم‪ ,‬املكتب‬
‫اإلسالمي‪ ,‬مؤسسة اإلشراؽ‪ ,‬طِ‪ُُْٗ ,‬ىػ‪ُٗٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُُُ‪ -‬التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرؽ الهالكين‪ ,‬لطاىر بن حممد‬
‫األسفراييٍت‪ ,‬حتقيق‪ :‬كماؿ يوسف الوت‪ ,‬دار عاَل الكتب‪ ,‬لبناف‪ ,‬طُ‪َُّْ ,‬ىػ‪ُّٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُُِ‪ -‬التبصير في معالم الدين‪ ,‬للطربم‪ ,‬حتقيق‪ :‬علي بن عبد العزيز بن علي الشبل‪ ,‬دار‬
‫العاصمة‪ ,‬طُ‪ُُْٔ ,‬ىػ‪ُٗٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُُّ‪ -‬التبياف في أقساـ القرآف‪ ,‬البن قيم اجلوزية‪ ,‬دراسة كحتقيق‪ :‬حممد حامد الفقي‪ ,‬دار‬
‫املعرفة‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪.‬‬
‫ُُْ‪ -‬تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد‪ ،‬﵀مد ناصر الدين األلباين‪ ,‬املكتب اإلسالمي‪,‬‬
‫بَتكت‪ ,‬طْ‪.‬‬
‫ُُٓ‪ -‬تحريم الغناء والسماع‪ ,‬أليب بكر حممد بن الوليد الطرطوشي‪ ,‬حتقيق كتقدًن كفهرسة‪ :‬عبد‬
‫اَّيد تركي‪ ,‬دار الغرب اإلسالمي‪ ,‬طُ‪ُٕٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُُٔ‪ -‬تحفة األحوذي بشرح جامع الترمذي‪ ,‬للمباركفورم‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪.‬‬
‫ُُٕ‪ -‬تحفة الزائر في مآثر األمير عبد القادر وأخبار الجزائر‪ ،‬بدكف ذكر املؤلف‪ ,‬املطبعة‬
‫التجارية‪ ,‬غرزكزم كجاكيش‪ ,‬األسكندرية‪َُّٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُُٖ‪ -‬التحفة العراقية في األعماؿ القلبية‪ ,‬البن تيمية‪ ,‬حتقيق كدراسة‪ .‬د‪ .‬حيِت حممد اهلنيدم‪,‬‬
‫مكتبة الرشد‪ ,‬الرياض‪ ,‬طُ‪ُُِْ ,‬ق‪,‬ػ َََِـ‪.‬‬
‫ُُٗ‪ -‬تحفة المريد على جوىرة التوحيد‪ ,‬إلبراىيم بن حممد البيجورم‪ ,‬طبعة مصطفى البايب‬
‫الليب‪ ,‬القاىرة‪ُّٖٓ ,‬ىػ‪ُّٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫َُِ‪ -‬تحفة أىل الفتوحات واألذواؽ في اتخاذ السبحة وجعلها في األعناؽ‪ ,‬للبناين‪ ,‬حتقيق‪:‬‬
‫أمحد فريد املزيج‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ََِٕ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُُِ‪ -‬تحقيق البرىاف في إثبات حقيقة الميزاف‪ ,‬ملرعي النبلي‪ ,‬حتقيق‪ :‬سليماف بن صاحل‬
‫اخلزم‪ ,‬مطبعة املدين‪ ,‬القاىرة‪َُْٗ ,‬ىػ‪.‬‬

‫ّٓٗ‬
‫ُِِ‪ -‬تخريج العقيدة الطحاوية‪ ,‬أليب جعفر أمحد بن حممد بن سالمة املعركؼ بالطحاكم‪ ,‬شرح‬
‫كتعليق‪ :‬حممد ناصر الدين األلباين‪ , ,‬املكتب اإلسالمي‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طِ‪ُُْْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُِّ‪ -‬تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي‪ ,‬لعبد الرمحن بن أيب بكر السيوطي‪ ,‬مكتبة‬
‫الرياض الديثة‪ ,‬الرياض‪ ,‬حتقيق‪ :‬عبد الوىاب عبد اللطيف‪.‬‬
‫ُِْ‪ -‬تذكرة الحفاظ‪ ,‬﵀مد بن أمحد بن عثماف الذىىب‪ ,‬دراسة كحتقيق‪ :‬زكريا عمَتات‪ ,‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طُ‪ُُْٗ ,‬ىػ‪ُٖٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُِٓ‪ -‬تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ المقدسي‪ ،‬د‪ .‬عبد الرزاؽ البدر‪ ,‬دار غراس‪ ,‬طُ‪,‬‬
‫ُِْْىػ‪.‬‬
‫ُِٔ‪ -‬تذكرة أولي النهى والعرفاف‪ ,‬إلبراىيم العبيد‪ ,‬مكتبة الرشد‪ ,‬الرياض‪ ,‬طُ‪ُِْٖ , ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُِٕ‪ -‬التذكرة في أحواؿ الموتى وأمور اآلخرة‪ ,‬للقرطيب‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممود بن منصور البسطويسي‪,‬‬
‫دار البخارم‪ ,‬املدينة املنورة‪ ,‬طُ‪ُُْٕ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُِٖ‪ -‬ترجمة سماحة الشيخ العالمة عبد العزيز بن باز‪ ،‬إعداد أيب معاذ‪ :‬ظافر بن حسن آؿ مجعاف‪.‬‬
‫ُِٗ‪ -‬التسعينية‪ ,‬البن تيمية‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد بن إبراىيم العجالف‪ ,‬الرياض‪ ,‬مكتبة املعارؼ‪,‬‬
‫طُ‪َُِْ ,‬ىػ‪ُٗٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫َُّ‪ -‬تسلية أىل المصائب‪ ,‬أليب عبد ا﵁ حممد بن حممد بن حممد املنبجي النبلي‪ ,‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ,‬بَتكت‪ُٖٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُُّ‪ -‬تسهيل المدخل لتنمية األعماؿ بالنية الصالحة عند اإلقباؿ‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬دراسة‬
‫كحتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد اَّيد املرزكقي‪ ,‬دار‪ ,‬ىبة‪ ,‬الصويرة‪ ,‬املغرب‪ ,‬طُ‪َُِْ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُِّ‪ -‬التصوؼ اإلسالمي في الغرب (األثر الصوُب املغريب ُب بريطانيا‪ -‬الزاكية البيبة الدرقاكية‬
‫منوذجا)‪ ,‬عزيز الكبيطي إدريسي‪ ,‬مطبعة أميمة‪ ,‬فاس‪ ,‬منشورات املركز األكادديي للثقافة كالدراسات‬
‫ن‬
‫املغاربية‪ ,‬الشرؽ أكسطية كاخلليجية‪ ,‬طُ‪ََِٖ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُّّ‪ -‬التصوؼ المغربي‪ ,‬مصدر إشعاع وتواصل‪ ,‬أ‪ .‬نفيسة الذىيب‪ ,‬منشورات كلية اآلداب‬
‫كالعلوـ اإلنسانية‪ ,‬جامعة ابن طفيل‪ ,‬القنيطرة‪ ,‬طُ‪ُّْٔ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُّْ‪ -‬التصوؼ بين اإلفراط والتفريط‪ ,‬لعمر كامل‪.‬‬
‫ُّٓ‪ -‬التصوؼ كوعي وممارسة‪ ,‬دراسة في الفلسفة الصوفية عند أحمد بن عجيبة‪ ,‬د‪ .‬عبد‬
‫اَّيد الصغَت‪ ,‬دار الثقافة‪ ,‬الدار البيضاءػ‪ ,‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ,‬الدار البيضاء‪ ,‬طُ‪ُٗٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُّٔ‪ -‬التصوؼ‪ ،‬المنشأ والمصادر‪ ,‬إلحساف إهلي ظهَت‪َُْٕ ,َُّٔ ,‬ىػ‪ ,‬دار ابن حزـ‬

‫ّٔٗ‬
‫القاىرة‪ ,‬طُ‪ُِْٗ ,‬ىػ‪ََِٖ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُّٕ‪ -‬تطهير االعتقاد من أدراف اإللحاد‪ ,‬﵀مد بن إمساعيل الصنعاين‪ ,‬ضمن عقيدة الفرقة الناجية‪,‬‬
‫تقدًن‪ :‬عبد ا﵁ حجاج‪ ,‬دار اجليل‪ ,‬بَتكت‪ ,‬مكتبة الًتاث اإلسالمي‪ ,‬القاىرة‪ ,‬طِ‪َُْٕ ,‬ىػ‪ُٖٕٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُّٖ‪ -‬التعرؼ لمذىب أىل التصوؼ‪ ,‬الكالباذم‪ ,‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ,‬القاىرة‪ ,‬طُ‪,‬‬
‫َُّْىػ‪ََِٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُّٗ‪ -‬تعريف بالمدف والقرى والقبائل واألسر والجهات‪ ,‬د‪ .‬عبد الرحيم بن سالمة‪ ,‬مطبوعات‬
‫اجلمعية املغربية للتضامن اإلسالمي‪ ,‬طِ‪َُِٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫َُْ‪ -‬التعريفات‪ ,‬لعلي بن حممد بن علي اجلرجاين‪ ,‬حتقيق‪ :‬إبراىيم األبيارم‪ ,‬دار الكتاب العريب‪,‬‬
‫بَتكت‪ ,‬طُ‪َُْٓ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُُْ‪ -‬تعطير األنفاس بالشيخ أبي العباس‪ ,‬﵀مد بن حممد املعركؼ بابن املوقت‪ ,‬نشر‪ :‬أمحد متفكر‪.‬‬
‫ُِْ‪ -‬التعليق الوفي على رسالة رد على صوفي‪ ,‬للشيخ‪ :‬أمحد بن حيِت النجمي‪ ,‬دار اإلماـ‬
‫أمحد‪ ,‬القاىرة‪ ,‬طُ‪ُِْٗ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُّْ‪ -‬تفسير أبي السعود المسمى إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم‪ ,‬حتقيق‪:‬‬
‫عبدالقادر أمحد عطا‪ ,‬مطبعة السعادة‪ ,‬مصر‪ ,‬توزيع مكتبة الرياض الديثة‪.‬‬
‫ُْْ‪ -‬تفسير البحر المحيط‪ ,‬أليب حياف األندلسي‪ ,‬دار الفكر‪.‬‬
‫ُْٓ‪ -‬تفسير البغوي‪ ,‬أليب حممد السُت بن مسعود البغوم‪ ,‬دار طيبة‪ ,‬طّ‪ُُّْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُْٔ‪ -‬تفسير الرازي‪ ,‬للرازم‪ ,‬دار إحياء الًتاث العريب‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طّ‪َُِْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُْٕ‪ -‬تفسير الفاتحة الكبير‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬دار الكتب العلمية بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طِ‪,‬‬
‫ََِٔـ‪ُِْٕ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُْٖ‪ -‬تفسير القرآف العظيم‪ ,‬للحافظ أيب الفداء إمساعيل بن عمر بن كثَت القرشي الدمشقي‪,‬‬
‫دار طيبة‪ ,‬الرياض‪ ,‬طّ‪ُِْٔ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُْٗ‪ -‬تفسير القرآف الكريم‪ ,‬﵀مد بن أيب بكر بن أيوب بن مشس الدين ابن قيم اجلوزية‪ ,‬حتقيق‪:‬‬
‫مكتب الدراسات كالبحوث العربية كاإلسالمية بإشراؼ الشيخ إبراىيم رمضاف‪ ,‬دار كمكتبة اهلالؿ‪ ,‬بَتكت‪,‬‬
‫طُ‪َُُْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫َُٓ‪ -‬تقريب التهذيب‪ ,‬البن حجر العسقالين‪ ,‬دار الرشيد‪ ,‬سوريا‪ ,‬حتقيق حممد عوامو‪ ,‬طُ‪,‬‬
‫َُْٔىػ‪ُٖٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُُٓ‪ -‬تقييداف في وحدة الوجود‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬حتقيق كتقدًن‪ :‬جاف لويس ميشوف‪ ,‬دار‬

‫ّٕٗ‬
‫الزرقاء مراكش‪ ,‬املغرب‪ ,‬طُ‪ُُْٗ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُِٓ‪ -‬تلبيس إبليس‪ ,‬لعبد الرمحن بن علي بن حممد أيب الفرج‪ , ,‬دار الكتاب العريب‪ ,‬بَتكت‪,‬‬
‫طُ‪َُْٓ ,‬ىػ‪ُٖٗٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُّٓ‪ -‬تلخيص الحبير في أحاديث الرافعي الكبير‪ ,‬ألمحد بن علي بن حجر العسقالين‪ ,‬حتقيق‪:‬‬
‫السيد عبد ا﵁ ىاشم اليماين املدين‪ ,‬دار املدينة املنورة‪ُّْٖ ,‬ىػ‪ُْٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُْٓ‪ -‬تلخيص الحبير في أحاديث الرافعي الكبير‪ ,‬ألمحد بن علي بن حجر العسقالين‪ ,‬حتقيق‪:‬‬
‫أيب عاصم حسن بن عباس بن قطب‪ ,‬مؤسسة قرطبة‪ ,‬مصر‪ ,‬طُ‪ُُْٔ ,‬ىػ‪ُٗٗٓ/‬ـ‪.‬‬
‫ُٓٓ‪ -‬تمهيد األوائل وتلخيص الدالئل‪ ,‬أليب بكر الباقالين‪ ,‬حتقيق‪ :‬أمحد فريد املزيدم‪ ,‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ُِْٔ ,‬ىػ‪ََِٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُٔٓ‪ -‬تمهيد األوائل وتلخيص الدالئل‪ ,‬أليب بكر الباقالين‪ ,‬حتقيق‪ :‬عماد الدين أمحد حيدر‪,‬‬
‫مؤسسة الكتب الثقافية‪ ,‬لبناف‪ ,‬طُ‪َُْٕ , ,‬ىػ ‪ُٖٕٗ -‬ـ‪.‬‬
‫ُٕٓ‪ -‬التمهيد لما في الموطأ من المعاني واألسانيد‪ ,‬البن عبد الرب‪ ,‬حتقيق‪ :‬مصطفى بن أمحد‬
‫العلوم‪ ,‬حممد عبد الكبَت البكرم‪ ,‬كزارة عموـ األكقاؼ كالشؤكف اإلسالمية‪ ,‬املغرب‪ُّٖٕ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُٖٓ‪ -‬التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليو الواسطية من المباحث المنيفة‪ ,‬لعبد الرمحن بن‬
‫ناصر بن عبد ا﵁ آؿ سعدم‪ ,‬دار طيبة‪ ,‬الرياض‪ ,‬طُ‪ُُْْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُٗٓ‪ -‬التنكيل بما في تأنيب الكوثري من األباطيل‪ ,‬للمعلمي‪ ,‬خترجيات كتعليقات‪ :‬حممد ناصر‬
‫الدين األلباين‪ ,‬زىَت الشاكيش‪ ,‬عبد الرزاؽ محزة‪ ,‬املكتب اإلسالمي‪ ,‬طِ‪َُْٔ ,‬ىػ‪ُٖٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫َُٔ‪ -‬التنوير في إسقاط التدبير‪ ,‬كُّامشو تاج العركس الاكم لتهذيب النفوس‪ ,‬البن عطاء ا﵁‬
‫السكندرم‪ ,‬مكتبة عباس شقركف‪ ,‬الطبعة األخَتة د‪ .‬ت‪.‬‬
‫ُُٔ‪ -‬تهذيب التهذيب‪ ,‬البن حجر العسقالين‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬طُ‪َُْْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُِٔ‪ -‬تهذيب السنن‪ ,‬البن القيم‪ ,‬حتقيق كتعليق كختريج‪ :‬د‪ .‬إمساعيل بن غازم مرحبا‪ ,‬مكتبة‬
‫املعارؼ‪ ,‬الرياض‪ ,‬طُ‪ُِْٖ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُّٔ‪ -‬تهذيب اللغة‪ ,‬لألزىرم‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد عوض مرعب‪ ,‬دار إحياء الًتاث العريب‪ ,‬بَتكت‪,‬‬
‫طُ‪ََُِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُْٔ‪ -‬التوسل والوسيلة‪ ,‬البن تيمية‪ ,‬ضمن جمموع الفتاكل‪.‬‬
‫ُٓٔ‪ -‬توضيح المشتبو في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناىم‪ ,‬﵀مد بن عبد ا﵁‬
‫(أيب بكر) بن حممد بن أمحد بن جماىد القيسي الدمشقي الشافعي‪ ,‬مشس الدين‪ ,‬الشهَت بابن ناصر الدين‪,‬‬

‫ّٖٗ‬
‫حتقيق‪ :‬حممد نعيم العرقسوسي‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪ُّٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُٔٔ‪ -‬التوضيح لشرح الجامع الصحيح‪ ,‬البن امللقن‪ ,‬حتقيق‪ :‬دار الفالح للبحث العلمي‬
‫كحتقيق الًتاث‪ ,‬دار النوادر‪ ,‬دمشق‪ ,‬سوريا‪ ,‬طُ‪ُِْٗ ,‬ىػ‪ََِٖ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُٕٔ‪ -‬توضيح ىداية المريد إلى جوىرة التوحيد‪ ,‬لبكرم رجب‪ ,‬دار العصماء‪ََِْ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُٖٔ‪ -‬تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد الذى ىو حق اهلل على العبيد‪,‬‬
‫لسليماف بن عبد ا﵁ بن حممد بن عبد الوىاب‪ ,‬حتقيق‪ :‬زىَت الشاكيش‪ ,‬املكتب اإلسالمي‪ ,‬بَتكت‪ ,‬دمشق‪,‬‬
‫طُ‪ُِّْ ,‬ىػ‪ََِِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُٗٔ‪ -‬تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالـ المناف‪ ,‬للشيخ عبد الرمحن بن ناصر َّ‬
‫السعدم‪,‬‬
‫دار ابن اجلوزم‪ ,‬طّ‪ُّّْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫َُٕ‪ -‬جامع البياف في تأويل القرآف‪ ,‬﵀مد بن جرير بن يزيد بن كثَت بن غالب اآلملي‪ ,‬أيب‬
‫جعفر الطربم‪ ,‬حتقيق‪ :‬أمحد حممد شاكر‪ , ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬طُ‪َُِْ ,‬ىػ‪َََِ,‬ـ‪.‬‬
‫ُُٕ‪ -‬جامع الرسائل‪ ,‬ألمحد بن عبد الليم بن تيمية‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد رشاد ساَل‪ ,‬دار العطاء‪,‬‬
‫الرياض‪ ,‬طُ‪ُِِْ ,‬ىػ‪ََُِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُِٕ‪ -‬الجامع الصحيح المسند من حديث رسوؿ اهلل ‪ ,‬﵀مد بن إمساعيل البخارم‪ ,‬املكتبة‬
‫السلفية‪ ,‬القاىرة‪ ,‬طُ‪ََُْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُّٕ‪ -‬جامع العلوـ والحكم في شرح خمسين حديثًا من جوامع الكلم‪ ,‬البن رجب‪ ,‬حتقيق‪:‬‬
‫شعيب األرناؤكط‪ ,‬إبراىيم باجس‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طٕ‪ُِِْ ,‬ىػ‪ََُِ ,‬ـ‪.‬‬
‫الضحاؾ‪,‬‬
‫َّ‬ ‫ُْٕ‪ -‬الجامع الكبير‪ = ,‬سنن الًتمذم‪ ,‬﵀مد بن عيسى بن ىس ٍورة بن موسى بن‬
‫الًتمذم‪ ,‬أيب عيسى‪ ,‬حتقيق‪ :‬بشار عواد معركؼ‪ ,‬دار الغرب اإلسالمي‪ ,‬بَتكت‪ُٖٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُٕٓ‪ -‬جامع المسائل‪ ,‬البن تيمية‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد عزير مشس‪ ,‬إشراؼ‪ :‬الشيخ بكر بن عبد ا﵁‬
‫أيب زيد‪ ,‬دار عاَل الفوائد‪ ,‬طُ‪ُِِْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُٕٔ‪ -‬جامع كرامات األولياء‪ ,‬للنبهاين‪ ,‬حتقيق كمراجعة‪ :‬إبراىيم عطوة عوض‪ ,‬مطبعة مصطفى‬
‫البايب الليب‪ ,‬القاىرة‪ ,‬طّ‪َُْْ ,‬ىػ‪ُْٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫السنَّة وآي الفرقاف‪ ,‬﵀مد بن أمحد األنصارم‬
‫ُٕٕ‪ -‬الجامع ألحكاـ القرآف والمبيِّن لما تضمنو من ُّ‬
‫القرطيب‪ ,‬حتقيق‪ :‬معايل الدكتور عبد ا﵁ بن عبد ا﵀سن الًتكي‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬طُ‪ُِْٕ ,‬ىػ‪ََِٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُٖٕ‪ -‬الجامع لحياة العالمة محمد بن عثيمين العلمية والعملية وماقيل فيو من المراثي‪,‬‬
‫لوليد بن أمحد السُت‪ ,‬طُ‪ُِِْ ,‬ىػ‪.‬‬

‫ّٗٗ‬
‫ُٕٗ‪ -‬جذوة االقتباس في ذكر من حل بمدينة فاس‪ ,‬دار املنصور‪ ,‬الرباط‪ُّٕٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫َُٖ‪ -‬الجرح والتعديل‪ ,‬البن أيب حاًب‪ , ,‬طبعة جملس دائرة املعارؼ العثمانية‪ْ ,‬تيدر آباد‬
‫الدكن‪ ,‬اهلند‪ ,‬دار إحياء الًتاث العريب‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪ُُِٕ ,‬ىػ‪ُِٗٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُُٖ‪ -‬جالء األفهاـ في فضل الصالة على محمد خير األناـ‪ ,‬البن القيم‪ ,‬دار العركبة‪,‬‬
‫الكويت‪ ,‬حتقيق‪ :‬شعيب األرناؤكط‪ ,‬عبد القادر األرناؤكط‪ ,‬طِ‪َُْٕ ,‬ىػ‪ُٖٕٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫السنَّة المحمدية نشأتها‪ ،‬أىدافها‪ ،‬منهجها‪ ،‬جهودىا‪ ,‬د‪ .‬أمحد حممد‬
‫ُِٖ‪ -‬جماعة أنصار ُّ‬
‫الطاىر‪ ,‬دار اهلدم النبوم‪ ,‬طُ‪ُِْٓ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُّٖ‪ -‬جمهرة األولياء وأعالـ التصوؼ‪ ,‬﵀مود أيب الفيض املنوُب‪ ,‬القاىرة‪ ,‬مؤسسة الليب‪,‬‬
‫كشركاه‪ ,‬طُ‪ُّٖٕ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُْٖ‪ -‬جمهرة تراجم الفقهاء المالكية‪ ,‬د‪ .‬قاسم علي سعد‪ ,‬دار البحوث للدراسات اإلسالمية‬
‫كإحياء الًتاث‪ ,‬ديب‪ ,‬طُ‪ُِّْ ,‬ىػ‪ََِِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُٖٓ‪ -‬الجواب الصحيح لمن َّ‬
‫بدؿ دين المسيح‪ ,‬لتقي الدين أيب العباس أمحد بن عبد‬
‫الليم بن تيمية الراين النبلي الدمشقي‪ ,‬حتقيق‪ :‬عبد العزيز بن إبراىيم العسكر كآخرين‪ ,‬دار العاصمة‪,‬‬
‫السعودية‪ ,‬طُ‪ُُْْ , ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُٖٔ‪ -‬الجواب الكافي لمن سأؿ عن الدواء الشافي (الداء كالدكاء)‪ ,‬البن القيم‪ ,‬حتقيق‪ :‬علي‬
‫حسن عبد الميد‪ ,‬دار ابن اجلوزم‪ ,‬الدماـ‪ ,‬طُ‪ُُْٔ ,‬ىػ‪ُٗٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُٕٖ‪ -‬الجواىر العجيبة من تأليف ابن عجيبة‪ ,‬مجع كتقدًن‪ :‬عبد السالـ العمراين اخلالدم‪ ,‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ,‬طِ‪ُِْٖ-ََِٕ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُٖٖ‪ -‬الجواىر المضية في طبقات الحنفية‪ ,‬لعبد القادر بن حممد بن نصر ا﵁ القرشي‪ ,‬أيب‬
‫حممد‪ ,‬حميي الدين النفي‪ ,‬مَت حممد كتب خانو‪ ,‬كراتشي‪.‬‬
‫ُٖٗ‪ -‬جواىر المعاني وبلوغ األماني في فيض سيدي أبي العباس التيجاني‪ ,‬لعلي بن حرازـ‬
‫العريب‪ ,‬براده املغريب الفاسي‪ ,‬دار اجليل بَتكت‪ ,‬لبناف‪َُْٖ ,‬ىػ‪ُٖٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫َُٗ‪ -‬الجواىر والدرر مما استفاده عبد الوىاب الشعراني من سيده علي الخواص‪ ,‬لعبد‬
‫الوىاب الشعراين‪ُّ ,‬امش اإلبريز‪ ,‬للدباغ‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت لبناف‪ََِٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُُٗ‪ -‬حادي األرواح إلى بالد األفراح‪ ,‬﵀مد بن أيب بكر بن قيم اجلوزية‪ ,‬مكتبة املدين‪ ,‬جدة‪.‬‬
‫ُِٗ‪ -‬الحاوي للفتاوي‪ ,‬للسيوطي‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ُِْْ ,‬ىػ‪ََِْ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُّٗ‪ -‬الحبائك في أخبار المالئك‪ ,‬للسيوطي‪ ,‬حتقيق‪ :‬خادـ ُّ‬
‫السنَّة املطهرة أيب ىاجر حممد‬

‫َْٗ‬
‫السعيد بن بسيوين زغلوؿ‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طُ‪َُْٓ ,‬ىػ‪ُٖٗٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُْٗ‪ -‬الحث على التجارة والصناعة والعمل واإلنكار على من يدعي التوكل في ترؾ العمل‬
‫والحجة عليهم في ذلك‪ ,‬أليب بكر‪ ,‬أمحد بن حممد اخلالؿ البغدادم‪ ,‬حتقيق‪ :‬عبد الفتاح أيب غدة‪,‬‬
‫مكتبة املطبوعات اإلسالمية‪ ,‬حلب‪ ,‬طُ‪ُُْٓ ,‬ىػ‪ُٗٗٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫السنَّة‪ ,‬إلمساعيل بن حممد بن الفضل بن‬
‫ُٓٗ‪ -‬الحجة في بياف المحجة وشرح عقيدة أىل ُّ‬
‫السنَّة‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد بن ربيع بن ىادم‬
‫علي القرشي الطليحي التيمي األصبهاين‪ ,‬أيب القاسم‪ ,‬امللقب بقواـ ُّ‬
‫عمَت املدخلي‪ ,‬دار الراية‪ ,‬السعودية‪ ,‬الرياض‪ ,‬طِ‪ُُْٗ ,‬ىػ‪ُٗٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُٔٗ‪ -‬حدائق الحقائق‪ ,‬﵀مد بن أيب بكر بن عبد القادر الرازم‪ ,‬حتقيق‪ :‬سعيد عبد الفتاح‪,‬‬
‫مكتبة الثقافة الدينية‪ ,‬طُ‪ُِِْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُٕٗ‪ -‬الحركات الباطنية في اإلسالـ‪ ,‬د‪ .‬مصطفى غالب‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬دار الكتاب العريب‪ ,‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫ُٖٗ‪ -‬الحركات الباطنية في العالم اإلسالمي‪ ,‬﵀مد أمحد اخلطيب‪ ,‬األردف‪ ,‬مكتبة األقصى‪ ,‬دار عاَل‬
‫الكتب‪ ,‬الرياض‪ ,‬طِ‪َُْٔ ,‬ىػ‪ ,‬أصل الكتاب رسالة علمية ُب جامعة اإلماـ حممد بن سعود اإلسالمية‪.‬‬
‫السنَّة والمتكلمين‪ ,‬د‪ .‬عبد الرحيم السلمي‪ ,‬مركز التأصيل‬
‫ُٗٗ‪ -‬حقيقة التوحيد بين أىل ُّ‬
‫للدراسات كالبحوث‪ ,‬طُ‪ُّْٓ ,‬ىػ‪َُِْ ,‬ـ‪.‬‬
‫السنَّة والكتاب في الزوايا والقباب‪ ,‬لعبد الرمحن بن حممد النتيفي‪ ,‬دار اجليل‪ ,‬د‪ .‬ط‪ ,‬ت‪.‬‬
‫ََِ‪ -‬حكم ُّ‬
‫َُِ‪ -‬الحلل السندسية في األخبار التونسية‪ ,‬﵀مد بن حممد األندلسي الوزير السراج‪ ,‬تقدًن‬
‫كحتقيق‪ :‬حممد البيب اهليلة‪ ,‬دار الغرب اإلسالمي‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪ُٖٗٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫َِِ‪ -‬خصوصية التجربة الصوفية في المغرب‪ ,‬مفاىيم وتجليات‪ ,‬د‪ .‬عبد اَّيد الصغَت‪ ,‬دار‬
‫رؤية‪ ,‬القاىرة‪ ,‬طُ‪ََُِ ,‬ـ‪.‬‬
‫َِّ‪ -‬خالصة األثر في أعياف القرف الحادي‪ ,‬للمحيب‪ ,‬دار صادر بَتكت‪ ,‬لبناف‪.‬‬
‫َِْ‪ -‬خلق أفعاؿ العباد والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل‪ ,‬﵀مد بن إمساعيل البخارم‪,‬‬
‫دار أطلس اخلضراء‪ ,‬اململكة العربية السعودية‪ ,‬الرياض‪ ,‬طِ‪َُّْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫َِٓ‪ -‬الدر المنضود في الصالة والسالـ على صاحب المقاـ المحمود‪ ,‬البن حجر اهليتمي‪,‬‬
‫عٍت بو‪ :‬بومجعة عبد القادر مكرم كحممد شادم مصطفى عربش‪ ,‬دار املنهاج‪ ,‬جدة‪ ,‬طُ‪ُِْٔ ,‬ىػ‪.‬‬
‫َِٔ‪ -‬الدر النضيد في إخالص كلمة التوحيد‪ ,‬للشوكاين‪ ,‬طُ‪َُّْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫َِٕ‪ -‬درء تعارض العقل والنقل‪ ,‬ألمحد بن عبد الليم بن تيمية الراين أيب العباس‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد‬
‫رشاد ساَل‪ ,‬دار الكنوز األدبية‪ ,‬الرياض‪ُُّٗ ,‬ىػ‪.‬‬

‫ُْٗ‬
‫َِٖ‪ -‬الدرة البهية شرح القصيدة التائية في حل المشكلة القدرية‪ ,‬للسعدم‪ ,‬حتقيق‪ :‬أيب حممد‬
‫أشرؼ بن عبد املقصود‪ ,‬دار أضواء السلف‪ ,‬طُ‪ُُْٗ ,‬ىػ‪ُٖٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫َِٗ‪ -‬الدرر السنية في األجوبة النجدية‪ ,‬جمموعة رسائل كمسائل يعلماء ذمد األعالـ من عصر‬
‫الشيخ حممد بن عبد الوىاب إىل عصرنا ىذا‪ ,‬مجع‪ :‬عبد الرمحن بن قاسم النجدم‪ ,‬طٔ‪ُُْٕ ,‬ىػ‪ُٗٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫َُِ‪ -‬الدرر الكامنة في أعياف المائة الثامنة‪ ,‬البن حجر العسقالين‪ ,‬حتقيق كمراقبة‪ :‬حممد عبد‬
‫املعيد خاف‪ ,‬جملس دائرة املعارؼ العثمانية‪ ,‬حيدر أباد‪ ,‬اهلند‪ ,‬طِ‪ُِّٗ ,‬ىػ‪ُِٕٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُُِ‪ -‬الدُّرر الناثرة في توجيو القراءات المتواترة‪ ,‬أمحد بن عجيبة‪ ,‬أعده كاعتٌت بو‪ :‬عبد السالـ‬
‫العمراين‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طُ‪ُّْْ ,‬ىػ‪َُِّ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُِِ‪ -‬دعوة التوحيد‪ ,‬للشيخ حممد خليل ىراس‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طُ‪,‬‬
‫ُُْٔىػ‪.‬‬
‫ُِّ‪ -‬دفع الشبهة والغرر عمن يحتج على فعل المعاصي بالقدر‪ ,‬ملرعي الكرمي‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪.‬‬
‫عبد ا﵁ بن سليماف الغفيلي‪ ,‬دار املسَت‪ ,‬الرياض‪ ,‬طُ‪ُُْٗ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُِْ‪ -‬دفع إيهاـ االضطراب عن آيات الكتاب‪ ,‬للشنقيطي‪ ,‬مكتبة ابن تيمية‪ ,‬القاىرة‪ ,‬توزيع‪:‬‬
‫مكتبة اخلراز‪ ,‬جدة‪ ,‬طُ‪ُُْٕ ,‬ىػ‪ُٗٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُِٓ‪ -‬دالئل الخيرات وشوارؽ األنوار في ذكر الصالة على النبي المختار‪ ,‬للجزكيل‪,‬‬
‫دارالفقيو‪ََِٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُِٔ‪ -‬دالئل النبوة ومعرفة أحواؿ صاحب الشريعة‪ ,‬للبيهقي‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪,‬‬
‫طُ‪َُْٓ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُِٕ‪ -‬الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج‪ ,‬للسيوطي‪ ,‬حتقيق كتعليق‪ :‬أيب اسحق الويٍت‬
‫األثرم‪ ,‬دار ابن عفاف‪ ,‬اململكة العربية السعودية‪ ,‬اخلرب‪ ,‬طُ‪ُُْٔ ,‬ىػ‪ُٗٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُِٖ‪ -‬ديواف ابن الفارض‪ ,‬لعمر بن علي الفارض‪ ,‬املكتبة الثقافية‪ ,‬بَتكت‪.‬‬
‫ُِٗ‪ -‬ديواف التلمساني‪ ,‬لعفيف الدين التلمساين‪ ,‬دراسة كحتقيق‪ :‬يوسف زيداف‪ ,‬دار الشركؽ‪.‬‬
‫َِِ‪ -‬ديواف الحالج‪ ,‬كيليو‪ :‬أخباره كطواسينو‪ ,‬للحسُت منصور الالج‪ ,‬مجعو كقدـ لو‪ :‬د‪.‬‬
‫سعدم ضناكم‪ ,‬دار صادر‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪ُٖٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُِِ‪ -‬ديواف الصنعاني‪ ,‬﵀مد بن إمساعيل السيٍت الصنعاين‪ ,‬مطبعة املدين القاىرة‪ ,‬طُ‪,‬‬
‫ُّْٖىػ‪.‬‬
‫ِِِ‪ -‬ذـ التأويل‪ ,‬البن قدامة املقدسي‪ ,‬حتقيق‪ :‬بدر بن عبد ا﵁ البدر‪ ,‬الدار السلفية‪ ,‬الكويت‪,‬‬

‫ِْٗ‬
‫طُ‪َُْٔ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِِّ‪ -‬ذيل طبقات الحنابلة‪ ,‬البن رجب‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد الرمحن بن سليماف العثيمُت‪ ,‬مكتبة‬
‫العبيكاف‪ ,‬الرياض‪ ,‬طُ‪ُِْٓ ,‬ىػ ََِٓـ‪.‬‬
‫ِِْ‪ -‬الذيل على الروضتين تراجم رجاؿ القرنين السادس والسابع‪ ,‬أليب شامو املقدسي‪ ,‬دار‬
‫اجليل‪ ,‬طِ‪ُْٕٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِِٓ‪ -‬الرحلة المراكشية أو مرآة المساوي الوقتية‪ ,‬كيسمى ن‬
‫أيضا‪ :‬السيف املسلوؿ على املعرض‬
‫عن سنة الرسوؿ ‪ ,‬﵀مد بن حممد بن عبد ا﵁ املوقت‪ ,‬تقدًن‪ :‬د‪ .‬أمحد الشقَتم الديٍت‪ ,‬طّ‪َََِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِِٔ‪ -‬الرد على األخنائي واستحباب زيارة خير البرية‪ ,‬البن تيمية‪ ,‬حتقيق‪ :‬عبد الرمحن بن حيِت‬
‫املعلمي اليماين‪ ,‬املطبعة السلفية‪ ,‬القاىرة‪.‬‬
‫ِِٕ‪ -‬الرد على البكري‪ ,‬البن تيمية‪ ,‬الدار العلمية‪ ,‬دهلي‪ ,‬اهلند‪ ,‬طِ‪َُْٓ , ,‬ىػ‪ُٖٗٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِِٖ‪ -‬الرد على الجهمية والزنادقة‪ ,‬ألمحد بن حممد بن حنبل الشيباين‪ ,‬دار اإلماـ البخارم‪,‬‬
‫الدكحة‪ ,‬طُ‪ُِْٗ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِِٗ‪ -‬الرد على الجهمية‪ ,‬أليب سعيد عثماف بن سعيد بن خالد بن سعيد الدارمي‪ ,‬حتقيق‪:‬‬
‫بدر بن عبدا﵁ البدر‪ ,‬دار ابن األثَت‪ ,‬الكويت‪ ,‬طِ‪ُٗٗٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫َِّ‪ -‬الرد على الشاذلي في حزبيو‪ ،‬وما صنفو في آداب الطريق‪ ,‬البن تيمية‪ ,‬حتقيق‪ :‬علي بن‬
‫حممد العمراف‪ , ,‬دار عاَل الفوائد‪ ,‬مكة‪ ,‬طُ‪ُِْٗ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُِّ‪ -‬الرد على القائلين بوحدة الوجود‪ ,‬لعلي بن (سلطاف) حممد‪ ,‬أيب السن نور الدين املال اهلركم‬
‫القارم‪ ,‬حتقيق‪ :‬علي رضا بن عبد ا﵁ بن علي رضا‪ ,‬دار املأموف للًتاث‪ ,‬دمشق‪ ,‬طُ‪ُُْٓ ,‬ىػ‪ُٗٗٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِِّ‪ -‬الرد على المنطقيين‪ ,‬ألمحد بن عبد الليم بن تيمية الراين أيب العباس‪ ,‬دار املعرفة‪ ,‬بَتكت‪.‬‬
‫ِّّ‪ -‬رسالة ابن أبي زيد القيرواني‪ ,‬كمعها إيضاح املعاين على رسالة القَتكاين‪ ,‬ألمحد مصطفى‬
‫قاسم الطهطاكم‪ ,‬دار الفضيلة‪ ,‬د‪ .‬ط‪.‬‬
‫ِّْ‪ -‬الرسالة التدمرية‪ ,‬البن تيمية‪ ,‬املطبعة السلفية‪ ,‬القاىرة‪ ,‬مصر‪ ,‬طِ‪ُّٕٗ ,‬ىػ‪ُٕٕٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِّٓ‪ -‬رسالة السجزي إلى أىل زبيد في الرد على من أنكر الحرؼ والصوت‪ ,‬لعبيد ا﵁ بن‬
‫سعيد السجزم‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد باكرًن باعبد ا﵁‪ ,‬اجلامعة اإلسالمية‪ ,‬املدينة املنورة‪ ,‬طِ‪ُِّْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِّٔ‪ -‬الرسالة القشيرية‪ ,‬لعبد الكرًن بن ىوازف بن عبد امللك القشَتم‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد الليم‬
‫حممود‪ ,‬د‪ .‬حممود بن الشريف‪ ,‬دار املعارؼ‪ ,‬القاىرة‪.‬‬
‫ِّٕ‪ -‬الرسالة الوافية‪ ,‬أليب عمر الداين‪ ,‬طُ‪ ,‬دار اإلماـ أمحد‪ ,‬الكويت‪.‬‬

‫ّْٗ‬
‫ِّٖ‪ -‬رسالة إلى أىل الثغر‪ ,‬أليب السن األشعرم‪ ,‬حتقيق‪ :‬عبد ا﵁ شاكر اجلنيدم‪ ,‬مكتبة العلوـ‬
‫كالكم‪ ,‬دمشق‪ ,‬طُ‪َُْٗ ,‬ىػ‪ُٖٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِّٗ‪ -‬رسالة في إثبات االستواء والفوقية ومسألة الحرؼ والصوت‪ ,‬ضمن جمموع الرسائل‬
‫املنَتية‪ ,‬البن تيمية‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد منَت الدمشقي‪ ,‬املطبعة املنَتية‪ُّّْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫َِْ‪ -‬الرسالة‪ ,‬للشافعي‪ ,‬حتقيق‪ :‬أمحد شاكر‪ ,‬مكتبو الليب‪ ,‬مصر‪ ,‬طُ‪ُّٖٓ ,‬ىػ‪َُْٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُِْ‪ -‬رسائل ابن سبعين‪ ,‬لعبد الق بن إبراىيم بن سبعُت املرسي‪ ,‬حتقيق كتقدًن‪ :‬د‪ .‬عبد الرمحن‬
‫بدكم‪ ,‬الدار املصرية للتأليف كالًتمجة‪ ,‬القاىرة‪.‬‬
‫ِِْ‪ -‬رسائل العربي الدرقاوي‪ ,‬حتقيق‪ :‬بساـ حممد بارك‪ ,‬اَّمع الثقاُب‪ ,‬أبو ظيب‪ُٗٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِّْ‪ -‬رسائل النور الهادي‪ ,‬عبد السالـ العمراين اخلالدم‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬طُ‪,‬‬
‫ُِْْىػ‪.‬‬
‫ِْْ‪ -‬الرىص والوقص لمستحل الرقص‪ ,‬إلبراىيم بن حممد بن إبراىيم الليب ٍب القسطنطيٍت‬
‫النفي‪ ,‬حتقيق كتعليق‪ :‬أيب عبد الرمحن كائل بن صدقي‪ ,‬مؤسسة بينونة‪ ,‬اإلمارات‪ ,‬طُ‪ُّّْ ,‬ىػ‪َُِِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِْٓ‪ -‬روح المعاني في تفسير القرآف العظيم والسبع المثاني‪ ,‬لأللوسي‪ ,‬حتقيق‪ :‬علي عبد‬
‫البارم عطية‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪ُُْٓ ,‬ىػ‪.‬‬
‫والسنَّة‪ ,‬البن‬
‫ِْٔ‪ -‬الروح في الكالـ على أرواح األموات واألحياء بالدالئل من الكتاب ُّ‬
‫القيم‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ُّٗٓ ,‬ىػ‪ُٕٗٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِْٕ‪ -‬الروض العطر األنفاس بأخبار الصالحين من أىل فاس‪ ,‬منسوب أليب عبد ا﵁ حممد بن‬
‫عيشوف‪ ,‬دراسة كحتقيق‪ :‬زىراء النظاـ‪ ,‬منشورات كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية جامعة حممد اخلامس‪,‬‬
‫الرباط‪ ,‬طُ‪ُٕٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِْٖ‪ -‬الروض المعطار في خبر األقطار‪ ,‬﵀مد بن عبد املنعم المَتم‪ ,‬حتقيق‪ :‬إحساف عباس‪,‬‬
‫مؤسسة ناصر للثقافة‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طِ‪َُٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِْٗ‪ -‬روضة العقالء ونزىة الفضالء‪ ,‬﵀مد بن حباف بن أمحد بن حباف بن معاذ بن ىم ٍع ى‬
‫بد‪,‬‬
‫التميمي‪ ,‬أيب حاًب‪ ,‬الدارمي‪ ,‬البيسيت‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد حمي الدين عبد الميد‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪.‬‬
‫َِٓ‪ -‬الروضة المقصودة في مآثر بني سودة‪ ,‬لسليماف الوات‪ ,‬حتقيق‪ :‬عبد العزيز التيالين‪,‬‬
‫مؤسسة حممد بن سودة الثقافية‪ ,‬فاس‪ُْٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُِٓ‪ -‬روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين‪ ,‬﵀مد بن صاحل بن عثماف‪ ,‬طِ‪,‬‬
‫َُّْىػ‪.‬‬

‫ْْٗ‬
‫ِِٓ‪ -‬زاد المسير في علم التفسير‪ ,‬جلماؿ الدين أيب الفرج عبد الرمحن بن علي بن حممد‬
‫اجلوزم‪ ,‬حتقيق‪ :‬عبد الرزاؽ املهدم‪ ,‬دار الكتاب العريب‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪ُِِْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِّٓ‪ -‬زاد المعاد في ىدي خير العباد‪ ,‬البن القيم‪ ,‬طُ‪ُِّْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِْٓ‪ -‬الزاوية الدرقاوية بحاضرة أسفي‪ ،‬ومريدوىا من العلماء‪ ,‬﵀مد بوغ‪ ,‬دار كليلي‪ ,‬طُ‪ََِٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِٓٓ‪ -‬الزىر النضر في أخبار الخضر‪ ,‬البن حجر العسقالين‪ ,‬حتقيق‪ :‬صالح مقبوؿ أمحد‪,‬‬
‫جممع البحوث اإلسالمية‪ ,‬جوغا بائي‪ ,‬نيو دهلي‪ ,‬طُ‪َُْٖ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِٔٓ‪ -‬الزواجر عن اقتراؼ الكبائر‪ ,‬البن حجر اهليتمي‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬طُ‪َُْٕ ,‬ىػ‪ُٖٕٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِٕٓ‪ -‬السبحة تاريخها وحكمها‪ ,‬لبكر بن عبد ا﵁ أيب زيد‪ ,‬دار العاصمة‪ ,‬طُ‪ُُْٗ ,‬ىػ‪,‬‬
‫ُٖٗٗـ‪.‬‬
‫ِٖٓ‪ -‬سبل السالـ شرح بلوغ المراـ‪ ,‬﵀مد بن إمساعيل الصنعاين‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪.‬‬
‫ِٗٓ‪ -‬سراج الملوؾ‪ ,‬للطرطوشي‪ ,‬حتقيق‪ :‬﵀مد فتحي أيب بكر‪ ,‬تقدًن‪ :‬د‪ .‬شوقي ضيف‪ ,‬مطبعة‬
‫املدين‪ ,‬القاىرة‪ ,‬الدار املصرية اللبنانية‪ ,‬طُ‪ُُْْ ,‬ىػ‪ُٗٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫َِٔ‪ -‬سلسلة األحاديث الصحيحة‪ ,‬للشيخ حممد ناصر الدين األلباين‪ ,‬األردف‪ ,‬املكتبة‬
‫اإلسالمية‪ ,‬طّ‪َُْٔ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُِٔ‪ -‬سلسلة األحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرىا السيئ في األمة‪ ,‬أليب عبد الرمحن حممد‬
‫ناصر الدين األلباين‪ ,‬دار املعارؼ‪ ,‬الرياض‪ ,‬املمكلة العربية السعودية‪ ,‬طُ‪ ,‬قُُِْىػ‪ُِٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِِٔ‪ -‬سلك الدرر في ذكر القضاء والقدر‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬دار الرشاد الديثة‪ ,‬الدار‬
‫البيضاء‪ ,‬املغرب‪ ,‬مجع كتقدًن‪ :‬العمراين اخلالدم عبد السالـ‪ ,‬طُ‪َُِْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِّٔ‪ -‬سلوة األنفاس ومحادثة األكياس بمن أقبر من العلماء والصالحين بفاس‪ ,‬للشريف أيب‬
‫عبد ا﵁ حممد بن جعفر بن إدريس الكتاين‪ ,‬دار األماف‪ ,‬الرباط‪ ,‬املغرب‪ ,‬طّ‪ُّْٓ ,‬ىػ‪َُِْ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِْٔ‪ -‬سلوؾ الطريقة الدرقاوية والرد على منكريها المسماة‪ ,‬اإلرشاد والتبياف‪ ,‬﵀مد بن‬
‫حممد بن عبد ا﵁ املكودم‪ ,‬دار الرشاد الديثة‪ ,‬الدار البيضاء‪ ,‬املغرب‪ ,‬طُ‪ََِٕ-ُِْٖ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِٓٔ‪ -‬سلوؾ الطريقة الوارية بالشيخ والمريد والزاوية‪ ,‬﵀مد املنايل الزبادم‪ ,‬املطبعة كالوراقة‬
‫الوطنية‪ ,‬مراكش‪ ,‬طُ‪َُُِ ,‬ـ‪.‬‬
‫السنَّة‪ ,‬لإلماـ أيب بكر أمحد بن عمرك بن أيب عاصم‪ ,‬حتقيق‪ :‬باسم بن فيصل اجلوابرة‪,‬‬
‫ِٔٔ‪ُّ -‬‬
‫الرياض‪ ,‬دار الصميعي‪ ,‬طّ‪ُِْٔ ,‬ىػ‪ََِٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِٕٔ‪ -‬سنن ابن ماجو‪ ,‬للحافظ أيب عبد ا﵁ حممد بن زيد القزكيٍت‪ ,‬حتقيق كترقيم‪ :‬حممد فؤاد عبد‬

‫ْٓٗ‬
‫الباقي‪ ,‬طبعة دار إحياء الكتب العلمية‪.‬‬
‫ِٖٔ‪ -‬سنن أبي داود‪ ,‬لإلماـ أيب داكد سليماف بن األشعث األزدم‪ ,‬السجستاين‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد‬
‫عوامو‪ ,‬دار اليسر‪ ,‬املدينةاملنورة‪ ,‬اململكة العربية السعودية‪ ,‬طّ‪ُُّْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِٗٔ‪ -‬سنن الترمذي‪ ,‬أليب عيسى بن حممد بن عيسى‪ ,‬حتقيق كشرح‪ :‬أمحد حممد شاكر‪ ,‬طبعة‬
‫دار الفكر‪.‬‬
‫َِٕ‪ -‬السنن الصغرى‪ ,‬للنسائي‪ ,‬أيب عبد الرمحن أمحد بن شعيب بن علي اخلراساين‪ ,‬النسائي‪,‬‬
‫حتقيق‪ :‬عبد الفتاح أيب غدة‪ ,‬مكتب املطبوعات اإلسالمية‪ ,‬حلب‪ ,‬طِ‪َُْٔ ,‬ىػ‪.ُٖٗٔ ،‬‬
‫ُِٕ‪ -‬السنن الكبرى‪ ,‬أليب عبد الرمحن أمحد بن شعيب بن علي اخلراساين‪ ,‬النسائي‪ ,‬حققو‬
‫كخرج أحاديثو‪ :‬حسن عبد املنعم شليب‪ ,‬أشرؼ عليو‪ :‬شعيب األرناؤكط‪ ,‬قدـ لو‪ :‬د‪ .‬عبد ا﵁ بن عبد‬
‫ا﵀سن الًتكي‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪ُُِْ ,‬ىػ‪ََُِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِِٕ‪ -‬سير أعالـ النبالء‪ ,‬لشمس الدين أيب عبد ا﵁ حممد بن أمحد الذىيب‪ ,‬حتقيق‪ :‬شعيب‬
‫األرناؤكط‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬طِ‪ُِْٗ ,‬ىػ‪ََِٖ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِّٕ‪ -‬الشامل في أصوؿ الدين‪ ,‬أليب املعايل اجلويٍت‪ ,‬حتقيق‪ :‬علي النشار كفيصل عوف كسهَت‬
‫خمتار‪ ,‬نشر منشأة املعارؼ باإلسكندرية‪ُٗٔٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِْٕ‪ -‬شأف الدعاء‪ ,‬للخطايب‪ ,‬حتقيق‪ :‬ألمحد يوسف الدقاؽ‪ ,‬دار الثقافة العربية‪ ,‬طُ‪َُْْ ,‬ىػ‪,‬‬
‫ُْٖٗـ‪.‬‬
‫ِٕٓ‪ -‬شجرة النور الزكية في طبقات المالكية‪ ,‬﵀مد بن خملوؼ‪ ,‬تعليق‪ :‬عبد اَّيد خيايل‪.‬‬
‫ِٕٔ‪ -‬شجرة اليقين فيما يتعلق بكوف رب العالمين‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬ضمن اجلواىر العجيبة‪,‬‬
‫مجع كتقدًن‪ :‬عبد السالـ العمراين‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طُ‪ُِْٓ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِٕٕ‪ -‬شذرات الذىب في أخبار من ذىب‪ ,‬لعبد الي بن أمحد بن حممد النبلي‪ ,‬حتقيق‪ :‬عبد‬
‫القادر األرناؤكط‪ ,‬حممود األرناؤكط‪ ,‬دار ابن كثَت‪ ,‬دمشق‪ ,‬طُ‪َُْٔ , ,‬ىػ‪.‬‬
‫والسنَّة وإجماع الصحابة‬
‫السنَّة والجماعة من الكتاب ُّ‬
‫ِٖٕ‪ -‬شرح أصوؿ اعتقاد أىل ُّ‬
‫والتابعين ومن تبعهم‪ ،‬لإلماـ أيب القاسم ىبة ا﵁ بن السن الاللكائي‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬أمحد سعد محداف‪,‬‬
‫الرياض‪ ,‬دار العاصمة‪ ,‬طِ‪ُِّْ ,‬ىػ‪ََِّ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِٕٗ‪ -‬شرح األصوؿ الخمسة‪ ,‬للقاضي عبد اجلبار‪ ,‬حتقيق‪ :‬عبد الكرًن عثماف‪ ,‬مكتبة كىبة‬
‫بالقاىرة‪ ,‬طُ‪ُّْٖ ,‬ىػ‪ُٗٔٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫َِٖ‪ -‬شرح البردة‪ ,‬البن عجيبة‪ ,‬كمعو كشف الكربة بتخريج أحاديث شرح الربدة‪ ,‬دار األماف‪,‬‬

‫ْٔٗ‬
‫الرباط‪ ,‬املغرب‪ ,‬طُ‪ُِّْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُِٖ‪ -‬شرح الرسالة التدمرية‪ ,‬للشيخ عبد الرمحن بن صاحل الرباؾ‪ ,‬دار كنوز إشبيليا‪ ,‬الرياض‪,‬‬
‫طُ‪ُِْٓ ,‬ىػ‪.‬‬
‫السنَّة‪ ,‬للربُّارم‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬خالد الردام‪ ,‬مكتبة الغرباء األثرية‪ ,‬اململكة العربية‬
‫ِِٖ‪ -‬شرح ُّ‬
‫السعودية‪ ,‬طُ‪ُُْْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫السنَّة‪ ,‬للبغوم‪ ,‬حتقيق‪ :‬شعيب األرنؤكط‪ ,‬حممد زىَت الشاكيش‪ ,‬املكتب اإلسالمي‪,‬‬
‫ِّٖ‪ -‬شرح ُّ‬
‫دمشق‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طِ‪َُّْ ,‬ىػ‪ُّٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِْٖ‪ -‬شرح الطيبي على مشكاة المصابيح املسمى (الكاشف عن حقائق السنن)‪ ,‬لشرؼ‬
‫الدين السُت بن عبد ا﵁ الطييب‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد الميد ىنداكم‪ ,‬السعودية‪ ,‬مكة‪ ,‬الرياض‪ ,‬مكتبة نزار‬
‫مصطفى الباز‪ُُْٕ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِٖٓ‪ -‬شرح العقيدة األصفهانية‪ ,‬البن تيمية‪ ,‬دراسة كحتقيق‪ :‬حسُت حممد خملوؼ‪ ,‬دار الكتب‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫ِٖٔ‪ -‬شرح العقيدة الطحاوية‪ ,‬البن أيب العز‪ ,‬حتقيق‪ :‬شعيب األرنؤكط‪ ,‬د‪ .‬عبد ا﵁ بن ا﵀سن‬
‫الًتكي‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طَُ‪ُُْٕ ,‬ىػ‪ُٕٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِٕٖ‪ -‬شرح العقيدة الطحاوية‪ ,‬للشيخ‪ :‬عبد العزيز بن عبد ا﵁ بن عبد الرمحن الراجحي‪ ,‬كىي‬
‫أشرطة مفرغة ضمن الدكرة العلمية اليت أقيمت ّتامع شيخ اإلسالـ ابن تيمية‪ ,‬بالرياض‪.‬‬
‫ِٖٖ‪ -‬شرح العقيدة الواسطية‪ ,‬﵀مد بن خليل حسن ٌ‬
‫ىراس‪ ,‬كيليو ملحق الواسطية‪ ,‬ضبط نصو‬
‫كخرج أحاديثو ككضع امللحق‪ :‬علوم بن عبد القادر َّ‬
‫السقاؼ‪ ,‬دار اهلجرة‪ ,‬اخلرب‪ ,‬طّ‪ُُْٓ ,‬ىػ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ِٖٗ‪ -‬شرح العقيدة الواسطية‪ ,‬﵀مد بن صاحل بن حممد العثيمُت‪ ,‬حتقيق‪ :‬سعد فواز الصميل‪.‬‬
‫َِٗ‪ -‬شرح القصيدة النونية‪ ,‬املسماة (الكافية الشافية ُب االنتصار للفرقة الناجية)‪ ,‬البن القيم‪,‬‬
‫شرحها كحققها‪ :‬د‪ .‬حممد خليل ىراس‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طِ‪ُِْْ ,‬ىػ‪ََِّ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُِٗ‪ -‬شرح الكوكب المنير ‪ ,‬البن النجار النبلي‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد الزحيلي كنزيو محاد‪ ,‬مكتبة‬
‫العبيكاف‪ ,‬طِ‪ُُْٖ ,‬ىػ‪ُٕٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫المفصل‪ ,‬البن يعيش‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طُ‪ُِِْ ,‬ىػ‪ََُِ ,‬ـ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ِِٗ‪ -‬شرح‬
‫ِّٗ‪ -‬الشرح الممتع على زاد المستقنع‪ ,‬البن عثيمُت‪ ,‬دار ابن اجلوزم‪ ,‬طُ‪ُِِْ ,‬ىػ‪ُِْٖ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِْٗ‪ -‬شرح الوسطى‪ ,‬أليب عبد ا﵁ بن يوسف السنوسي‪ْ ,‬تث مرقوـ ُب خزانة كلية اآلداب‬
‫بالرباط‪ ,‬لنيل دبلوـ الدراسات العليا‪ ,‬للباحث‪ :‬عبد العزيز أسعد‪ُٗٗٗ-ُٖٗٗ ,‬ـ‪.‬‬

‫ْٕٗ‬
‫ِٓٗ‪ -‬شرح حديث النزوؿ‪ ,‬البن تيمية‪ ,‬املكتب اإلسالمي‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طٓ‪ُّٕٗ ,‬ىػ‪ُٕٕٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِٔٗ‪ -‬شرح صالة ابن العربي الحاتمي‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬دار الرشاد الديثة‪ ,‬الدار البيضاء‪,‬‬
‫املغرب‪ ,‬طُ‪َُِْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِٕٗ‪ -‬شرح صالة القطب بن مشيش‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬مجع كتقدًن‪ :‬العمراين اخلالدم عبد‬
‫السالـ‪ ,‬دار الرشاد الديثة‪ ,‬الدار البيضاء‪ ,‬املغرب‪ ,‬طُ‪َُِْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِٖٗ‪ -‬شرح عقيدة ابن أبي زيد القيرواني في كتابة الرسالة‪ ,‬للقاضي عبد الوىاب بن نصر‬
‫البغدادم املالكي‪ ,‬دار البحوث للدراسات اإلسالمية كإحياء الًتاث‪ ,‬اإلمارات العربية‪ ,‬دراسة كحتقيق‪ ,‬د‪.‬‬
‫أمحد حممد نور سيف‪ ,‬طُ‪ُِْْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِٗٗ‪ -‬شرح قصيدة الرفاعي‪ ,‬يامن تعاظم‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬ضمن سلسلة نورانية فريدة‪ ,‬مجع‬
‫كتقدًن‪ :‬العمراين اخلالدم‪ ,‬دار الرشاد الديثة‪ ,‬الدار البيضاء‪ ,‬طُ‪ُُْٕ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ََّ‪ -‬شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري‪ ,‬لعبد ا﵁ الغنيماف‪ ,‬دار العاصمة‪ ,‬الرياض‪.‬‬
‫َُّ‪ -‬شرح كشف الشبهات‪ ,‬﵀مد بن إبراىيم بن عبد اللطيف آؿ الشيخ‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد بن‬
‫عبد الرمحن بن قاسم‪ ,‬طبع على نفقة حممد بن عبد الرمحن بن قاسم‪ ,‬طُ‪ُُْٗ ,‬ىػ‪.‬‬
‫َِّ‪ -‬شرح مشكل اآلثار‪ ,‬للطحاكم‪ ,‬حققو كضبطو كخرج أحاديثو كعلق عليو‪ :‬شعيب‬
‫األرنؤكط‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬طُ‪ُُْٓ ,‬ىػ‪.‬‬
‫َّّ‪ -‬شرح نونية الششتري‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬تقدًن كحتقيق كتعليق‪ :‬د‪ .‬حممد العدلوين‬
‫األدريسي‪ ,‬دار الثقافة‪ ,‬الدار البيضاء‪ ,‬طُ‪ُّْْ ,‬ىػ‪َُِّ ,‬ـ‪.‬‬
‫َّْ‪ -‬شعب اإليماف‪ ,‬للبيهقي‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد السعيد بسيوين زغلوؿ‪ ,‬دار الكتب العلمية‪,‬‬
‫بَتكت‪ ,‬طُ‪َُُْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫َّٓ‪ -‬الشعر الدالئي‪ ,‬لعبد اجلواد السقاط‪ ,‬مطبعة املعارؼ اجلديدة‪ ,‬الرباط‪ُٖٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫َّٔ‪ -‬الشفا بتعريف حقوؽ المصطفى ‪ ,‬للقاضي عياض‪ ,‬دار الكتاب العريب‪َُْْ ,‬ق‪ُْٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫َّٕ‪ -‬شفاء السائل لتهذيب المسائل‪ ،‬البن خلدكف‪ ,‬كملحق بو ثالث رسائل ُب السلوؾ‬
‫الصوُب‪ ,‬البن عباد‪ ,‬كالقبَّاب‪ ,‬كاليوسي‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد مطيع الافظ‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬دمشق‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪,‬‬
‫طُ‪ُُْٕ ,‬ىػ‪.‬‬
‫َّٖ‪ -‬شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل‪ ,‬البن القيم‪ ,‬دار الصميعي‪,‬‬
‫طُ‪ُِْٗ ,‬ىػ‪.‬‬
‫َّٗ‪ -‬الشيخ إحساف إلهي ظهير منهجو وجهوده في تقرير العقيدة والرد على الفرؽ‬

‫ْٖٗ‬
‫المخالفة‪ ,‬د‪ .‬علي بن موسى الزىراين‪ ,‬دار املسلم‪ ,‬الرياض‪ ,‬طُ‪ُِْٓ ,‬ىػ ََِْـ‪.‬‬
‫َُّ‪ -‬الشيخ أحمد بن عجيبة ومنهجو في التفسير‪ ,‬د‪ .‬أمحد حسن عزكزم‪ ,‬مطبوعات كزارة‬
‫األكقاؼ كالشؤكف اإلسالمية‪ ,‬املغرب‪ ,‬د‪.‬ط‪ُِِْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُُّ‪ -‬الشيخ األكبر ابن عربي صاحب الفتوحات المكية‪ ,‬د‪ .‬حممد إبراىيم الفيومي‪ ,‬مشاىَت‬
‫الكتاب العرب‪ ,‬للناشئة كالشباب‪ ,‬الدار املصرية اللبنانية‪ .‬د‪ .‬ط‪ ,‬ت‪.‬‬
‫ُِّ‪ -‬الصارـ المسلوؿ على شاتم الرسوؿ‪ ,‬البن تيمية‪ ,‬دار ابن حزـ‪ ,‬بَتكت‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد‬
‫عبد ا﵁ عمر اللواين‪ ,‬حممد كبَت أمحد شودرم‪ ,‬طُ‪ُُْٕ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُّّ‪ -‬الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية‪ ,‬أليب نصر إمساعيل بن محاد اجلوىرم الفارايب‪ ,‬حتقيق‪:‬‬
‫أمحد عبد الغفور عطار‪ ,‬دار العلم للماليُت‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طْ‪َُْٕ ,‬ىػ‪ُٖٕٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُّْ‪ -‬صحيح ابن حباف بترتيب ابن بلباف‪ ,‬﵀مد بن حباف بن أمحد أيب حاًب التميمي البسيت‪,‬‬
‫حتقيق‪ :‬شعيب األرنؤكط‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طِ‪ُُْْ ,‬ىػ‪ُّٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُّٓ‪ -‬صحيح ابن خزيمة‪ ,‬أليب بكر حممد بن إسحاؽ بن خزدية بن املغَتة بن صاحل بن بكر‬
‫السلمي النيسابورم‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد مصطفى األعظمي‪ ,‬املكتب اإلسالمي‪ ,‬بَتكت‪.‬‬
‫ُّٔ‪ -‬صحيح البخاري = اجلامع املسند الصحيح املختصر من أمور رسوؿ ا﵁ كسننو كأيامو‪,‬‬
‫﵀مد بن إمساعيل البخارم اجلعفي‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد زىَت بن ناصر الناصر‪ ,‬دار طوؽ النجاة (مصورة عن‬
‫السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم حممد فؤاد عبد الباقي)‪ ,‬طُ‪ُِِْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُّٕ‪ -‬صحيح مسلم‪ ,‬ملسلم بن الجاج أيب السُت القشَتم النيسابورم‪ ,‬دار إحياء الًتاث‬
‫العريب‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طِ‪ُِّٗ ,‬ىػ‪.‬‬
‫السنَّة‪ ,‬أليب جعفر حممد بن جرير الطربم‪ ,‬دار اخللفاء للكتاب اإلسالمي‪,‬‬
‫ُّٖ‪ -‬صريح ُّ‬
‫الكويت‪ ,‬حتقيق‪ :‬بدر يوسف املعتوؽ‪ ,‬طُ‪َُْٓ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُّٗ‪ -‬الصفات اإللهية تعريفها وأقسامها‪ ,‬أ‪ .‬د حممد خليفة التميمي‪ ,‬الرياض‪ ,‬دار أضواء‬
‫السلف‪ ,‬طُ‪ُِِْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫السنَّة النبوية في ضوء اإلثبات والتنزيو‪ ,‬أليب أمحد حممد أماف بن‬
‫َِّ‪ -‬الصفات اإللهية في الكتاب و ُّ‬
‫علي جامي علي‪ ,‬اَّلس العلمي باجلامعة اإلسالمية‪ ,‬املدينة املنورة‪ ,‬اململكة العربية السعودية‪ ,‬طُ‪َُْٖ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُِّ‪ -‬الصفدية‪ ,‬البن تيمية‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد رشاد ساَل‪ ,‬مصر‪ ,‬دار اهلدم النبوم‪ ,‬طُ‪,‬‬
‫ُُِْىػ‪َََِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِِّ‪ -‬الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة‪ ,‬البن قيم اجلوزية‪ ,‬حتقيق‪ :‬علي بن‬

‫ْٗٗ‬
‫حممد الدخيل ا﵁‪ ,‬دار العاصمة‪ ,‬الرياض‪ ,‬اململكة العربية السعودية‪ ,‬طُ‪َُْٖ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِّّ‪ -‬صوفية المغرب حقائق وأسرار‪ ,‬ملصطفى باجو‪ ,‬طُ‪َُِْ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِّْ‪ -‬الصوفية معتق ًدا وسلوًكا‪ ,‬د‪ .‬صابر طعيمة‪ ,‬الرياض‪ ,‬دار عاَل الكتب‪ ,‬طِ‪َُْٔ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِّٓ‪ -‬صوف المنطق والكالـ على فن المنطق والكالـ‪ ,‬نشره كعلق عليو‪ :‬سامي النشار‪ ,‬مطبعة‬
‫السعادة‪ ,‬مكتبة اخلاذمي‪ ,‬مصر‪ ,‬طُ‪ ,‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫ِّٔ‪ -‬صيد الخاطر‪ ,‬البن اجلوزم‪ ,‬دار القلم‪ ,‬دمشق‪ ,‬طُ‪ُِْٓ ,‬ىػ‪ََِْ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِّٕ‪ -‬الضعفاء الكبير‪ ,‬للعقيلي‪ ,‬حتقيق‪ :‬عبد املعطي أمُت قلعجي‪ ,‬دار املكتبة العلمية‪ ,‬بَتكت‪,‬‬
‫طُ‪َُْْ ,‬ىػ‪ُْٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِّٖ‪ -‬ضعيف الجامع الصغير وزيادتو‪ ,‬أليب عبد الرمحن حممد ناصر الدين األلباين‪ ,‬أشرؼ على‬
‫طبعو‪ :‬زىَت الشاكيش‪ ,‬املكتب اإلسالمي‪.‬‬
‫ِّٗ‪ -‬الضوء الالمع ألىل القرف التاسع‪ ,‬لشمس الدين السخاكم‪ ,‬بَتكت‪ ,‬دار اجليل‪ ,‬طُ‪,‬‬
‫ُُِْىػ‪.‬‬
‫َّّ‪ -‬طبقات الحفاظ‪ ,‬للسيوطي‪ ,‬بَتكت‪ ,‬دار الكتاب‪ ,‬طُ‪َُّْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُّّ‪ -‬طبقات الحنابلة‪ ,‬أليب السُت ابن أيب يعلى‪ ,‬حممد بن حممد‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد حامد الفقي‪,‬‬
‫دار املعرفة‪ ,‬بَتكت‪.‬‬
‫ِّّ‪ -‬طبقات الشاذلية الكبرى‪ ,‬﵀يي الدين الطعمي‪ ,‬دار اجليل‪ ,‬طُ‪ُُْٔ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّّّ‪ -‬طبقات الشافعية الكبرى‪ ,‬لتاج الدين بن علي بن عبد الكاُب السبكي‪ ,‬دار ىجر‪ ,‬طِ‪,‬‬
‫ُُّْىػ‪.‬‬
‫ّّْ‪ -‬طبقات الشافعية‪ ,‬البن قاضي شهبة‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬الافظ عبد العليم خاف‪ ,‬عاَل الكتب‪,‬‬
‫بَتكت‪ ,‬طُ‪ َُْٕ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّّٓ‪ -‬طبقات الصوفية‪ ,‬للسلمي‪ ,‬حتقيق‪ :‬مصطفى عبد القادر عطا‪ ,‬دار الكتب العلمية‪,‬‬
‫بَتكت‪ ,‬طُ‪ُُْٗ ,‬ق‪ُٖٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّّٔ‪ -‬الطبقات الكبرى‪ ,‬أليب عبد ا﵁ حممد بن سعد البصرم‪ ,‬البغدادم املعركؼ بابن سعد‪,‬‬
‫حتقيق‪ :‬إحساف عباس‪ ,‬دار صادر‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪ُٖٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّّٕ‪ -‬الطبقات الكبرى‪ ,‬للشعراين‪ ,‬حتقيق‪ :‬خليل املنصور‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬طُ‪ُُْٖ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّّٖ‪ -‬طبقات المدلسين (تعريف أىل التقديس مبراتب املوصوفُت بالتدليس)‪ ,‬أليب الفضل‬
‫أمحد بن علي بن حممد بن أمحد بن حجر العسقالين‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عاصم بن عبد ا﵁ القريوٌب‪ ,‬مكتبة املنار‪,‬‬

‫َٓٗ‬
‫عماف‪ ,‬طُ‪َُّْ ,‬ىػ‪ُّٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّّٗ‪ -‬طبقات المفسرين‪ ,‬لعبد الرمحن بن أيب بكر السيوطي‪ ,‬حتقيق‪ :‬علي حممد عمر‪ ,‬مكتبة‬
‫كىبة‪ ,‬القاىرة‪ ,‬طُ‪ُّٗٔ ,‬ىػ‪.‬‬
‫َّْ‪ -‬طبقات فحوؿ الشعراء‪ ,‬﵀مد بن سالـ اجلمحي‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممود شاكر‪ ,‬دار املدين‪ ,‬جدة‪.‬‬
‫ُّْ‪ -‬طرح التثريب في شرح التقريب‪ ,‬للعراقي‪ ,‬دار إحياء الًتاث العريب‪ ,‬كدار الفكر‪.‬‬
‫ِّْ‪ -‬طريق الهجرتين وباب السعادتين‪ ,‬البن القيم‪ ,‬دار عاَل الفوائد‪ ,‬طُ‪ُِْٗ ,‬ق‪.‬‬
‫ّّْ‪ -‬الطريقة الجزولية‪ ،‬التصوؼ والشرؽ والسلطة في المغرب‪ ,‬د‪ .‬أمحد الوارث‪ ,‬طُ‪,‬‬
‫مطبعة النجاح اجلديدة‪ ,‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫ّْْ‪ -‬الطريقة الدرقاوية الشاذلية في القرف ‪81/81‬ـ‪ ،‬د‪ .‬الاج ساسيوم الفيالين‪ ,‬مطبعة‬
‫كراقة سجلماسة‪ ,‬الزيتوف‪ ,‬مكناس‪.‬‬
‫ّْٓ‪ -‬الطريقة الشاذلية وأعالمها‪ ,‬﵀مد درنيقة‪ ,‬املؤسسة اجلامعية‪ ,‬طُ‪َُُْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫طيب األنفاس في تاريخ بعض زوايا وأضرحة فاس‪ ,‬﵀مد بن السن بن العريب بن حممد‬
‫ّْٔ‪ُ -‬‬
‫الجوم الثعاليب‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد اَّيد خيايل‪ ,‬مطبعة األمنية‪ ,‬الرباط‪ ,‬منشورات دار األماف‪.‬‬
‫ّْٕ‪ -‬العبر في خبر من غبر‪ ,‬لشمس الدين أيب عبد ا﵁ حممد بن أمحد الذىيب‪ ,‬حتقيق‪ :‬أيب‬
‫ىاجر حممد السعيد بن بسيوين زغلوؿ‪ , ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪.‬‬
‫ّْٖ‪ -‬العبودية‪ ,‬البن تيمية‪ ,‬تقدًن‪ :‬عبد الرمحن الباين‪ ,‬املكتب اإلسالمي‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طٓ‪,‬‬
‫ُّٗٗىػ‪.‬‬
‫ّْٗ‪ -‬العرش وما روي فيو‪ ,‬أليب جعفر حممد بن عثماف ابن أيب شيبة العبسي‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد بن‬
‫محد المود‪ ,‬مكتبة املعال‪ ,‬الكويت‪ ,‬طُ‪َُْٔ ,‬ىػ‪.‬‬
‫َّٓ‪ -‬العقيدة السلفية فى كالـ رب البرية وكشف أباطيل المبتدعة الردية‪ ,‬لعبد ا﵁ بن يوسف‬
‫اجلديع‪ ,‬دار اإلماـ مالك‪ ,‬دار الصميعي‪ ,‬طِ‪ُُْٔ ,‬ىػ‪ُٗٗٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُّٓ‪ -‬العقيدة والشريعة في اإلسالـ‪ ,‬ألجناس جولد تسيهر‪ ,‬ترمجة كتعليق‪ :‬عدد من الباحثُت‪,‬‬
‫دار الرائد العريب‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طبعة مصورة عن طبعة دار الكتاب املصرم‪ُْٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِّٓ‪ -‬عقيدة وحدة الوجود الخفية‪ ,‬د‪ .‬أمحد القصَت‪ ,‬مكتبة الرشد‪ ,‬طُ‪ُِْْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّّٓ‪ -‬عالقة اإلثبات والتفويض بصفات رب العالمين‪ ,‬د‪ .‬رضا بن نعساف معطي‪ ,‬دار اهلجرة‪,‬‬
‫الثقبة‪ ,‬طٔ‪ُُْٔ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّْٓ‪ -‬العلل المتناىية في األحاديث الواىية‪ ,‬جلماؿ الدين أيب الفرج عبد الرمحن بن علي بن حممد‬

‫ُٓٗ‬
‫اجلوزم‪ ,‬حتقيق‪ :‬إرشاد الق األثرم‪ ,‬إدارة العلوـ األثرية‪ ,‬فيصل آباد‪ ,‬باكستاف‪ ,‬طِ‪َُُْ ,‬ىػ‪ُُٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّٓٓ‪ -‬العلل الواردة في األحاديث النبوية‪ ,‬أليب السن علي بن عمر بن أمحد بن مهدم البغدادم‬
‫الدارقطٍت‪ ,‬حتقيق كختريج‪ :‬حمفوظ الرمحن زين ا﵁ السلفي (جُ‪ ,)ُُ-‬دار طيبة‪ ,‬الرياض‪ ,‬طُ‪َُْٓ ,‬ىػ‪,‬‬
‫ُٖٓٗـ‪ ,‬كحممد بن صاحل بن حممد الدباسي‪( ,‬جُِ‪ ,)ُٓ-‬دار ابن اجلوزم‪ ,‬الدماـ‪ ,‬طُ‪ُِْٕ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّٔٓ‪ -‬علماء نجد خالؿ ثمانية قروف‪ ,‬لعبد ا﵁ بن عبد الرمحن بن صاحل َّ‬
‫البساـ‪ ,‬مطبعة النهضة‬
‫الديثة مكة املكرمة‪ ,‬طُ‪ُّٖٗ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّٕٓ‪ -‬عمل اليوـ والليلة‪ ,‬للنسائي‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬فاركؽ محادة‪ ,‬طبع على نفقة الرئاسة العامة لإلفتاء‬
‫كالبحوث العلمية‪ ,‬كأشرؼ على الطباعة املكتب التعليمي السعودم كاملغريب‪ ,‬طُ‪َُُْ ,‬ىػ‪ُُٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّٖٓ‪ -‬عوارؼ المعارؼ‪ ,‬للسهركردم‪ ,‬حتقيق‪ :‬عبد الليم حممود كحممود بن الشريف‪ ,‬دار‬
‫املعارؼ‪ ,‬القاىرة‪َََِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّٗٓ‪ -‬عوف المعبود شرح سنن أبي داود‪ ,‬﵀مد مشس الق العظيم آبادم أيب الطيب مع شرح‬
‫ابن قيم اجلوزية‪ ,‬ضبط كحتقيق‪ :‬عبد الرمحن حممد عثماف‪ ,‬دار الفكر‪ .‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫َّٔ‪ -‬العين‪ ,‬أليب عبد الرمحن اخلليل بن أمحد بن عمرك بن دتيم الفراىيدم البصرم‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪.‬‬
‫مهدم املخزكمي‪ ,‬د‪ .‬إبراىيم السامرائي‪ ,‬دار كمكتبة اهلالؿ‪.‬‬
‫ُّٔ‪ -‬غاية األماني في الرد على النبهاني‪ ,‬لأللوسي‪ ,‬حتقيق‪ :‬أيب عبد ا﵁ الداين بن منَت آؿ‬
‫زىوم‪ ,‬مكتبة الرشد‪ ,‬الرياض‪ ,‬اململكة العربية السعودية‪ ,‬طُ‪ُِِْ ,‬ىػ‪ََُِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِّٔ‪ -‬غريب الحديث‪ ,‬البن قتيبة‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد ا﵁ اجلبورم‪ ,‬مطبعة العاين‪ ,‬بغداد‪ ,‬طُ‪,‬‬
‫ُّٕٗىػ‪.‬‬
‫ّّٔ‪ -‬غريب القرآف‪ ,‬البن قتيبة الدينورم‪ ,‬حتقيق‪ :‬أمحد صقر‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ُّٖٗ ,‬ىػ‪,‬‬
‫ُٖٕٗـ‪.‬‬
‫ّْٔ‪ -‬الغيالنيات ‪ ,‬أليب بكر حممد بن إبراىيم البغدادم الشافعي‪ ,‬دار ابن اجلوزم‪ ,‬السعودية‪,‬‬
‫الرياض‪ ,‬طُ‪ُُْٕ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّٓٔ‪ -‬الفتاوى الكبرى‪ ,‬ألمحد بن تيمية‪ ,‬حتقيق كتعليق كتقدًن‪ :‬حممد عبد القادر عطا‪ ,‬كمصطفى‬
‫عبد القادر عطا‪ ,‬دار الرايات للًتاث‪ ,‬القاىرة‪ ,‬طُ‪َُْٖ ,‬ىػ‪ُٖٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّٔٔ‪ -‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء‪ ,‬أمحد بن عبد الرزاؽ الدكيش‪ ,‬الرئاسة‬
‫العامة للبحوث العلمية كاإلفتاء‪.‬‬
‫ّٕٔ‪ -‬فتح الباري بشرح صحيح البخاري‪ ,‬البن حجر‪ ,‬رقم كتبو كأبوابو كأحاديثو‪ :‬حممد فؤاد‬

‫ِٓٗ‬
‫عبد الباقي‪ ,‬كحققو‪ :‬عبد العزيز بن عبد ا﵁ بن باز‪ ,‬دار الفكر‪.‬‬
‫ّٖٔ‪ -‬فتح العلي األعلى بشرح القواعد المثلى‪ ,‬للشيخ عبيد اجلابرم‪ ,‬مكتبة الفرقاف‪ ,‬عجماف‪,‬‬
‫اإلمارات طُ‪ُِْْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّٗٔ‪ -‬فتح القدير‪ ,‬للشوكاين‪ ,‬دار ابن كثَت‪ ,‬دار الكلم الطيب‪ ,‬دمشق‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪ُُْْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫َّٕ‪ -‬فتح المغيث شرح ألفية الحديث‪ ,‬للسخاكم‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪َُّْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُّٕ‪ -‬الفتوحات اإللهية في شرح المباحث األصلية‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬املكتبة األزىرية‬
‫للًتاث‪ُّْْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِّٕ‪ -‬الفتوحات اإللهية في شرح المباحث األصلية‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬لبناف‪ ,‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ,‬طُ‪ََُِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّّٕ‪ -‬الفتوحات القدسية في شرح المقدمة اآلجرومية‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬ضمن سلسلة نورانية‬
‫فريدة‪ ,‬مجع كتقدًن‪ :‬العمراين اخلالدم عبد السالـ‪ ,‬دار الرشاد الديثة‪ ,‬الدار البيضاء‪ ,‬املغرب‪ ,‬طُ‪ُُْٕ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّْٕ‪ -‬الفتوحات المكية‪ ,‬﵀يي الدين بن عريب‪ ,‬املطبعة العربية‪ ,‬القاىرة‪.‬‬
‫ّٕٓ‪ -‬الفتوحات المكية‪ ,‬﵀يي الدين بن عريب‪ ,‬دار إحياء الًتاث العريب‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪,‬‬
‫ُُْٖىػ‪ُٖٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّٕٔ‪ -‬الفتوى الحموية الكبرى‪ ,‬البن تيمية‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬محد بن عبد ا﵀سن التوجيرم‪ ,‬دار‬
‫الصميعي‪ ,‬الرياض‪ ,‬طِ‪ُِْٓ ,‬ىػ‪ََِْ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّٕٕ‪ -‬الفرؽ بين الفرؽ وبياف الفرقة الناجية‪ ,‬لعبد القاىر بن طاىر بن حممد بن عبد ا﵁‬
‫البغدادم‪ ,‬دار اآلفاؽ اجلديدة‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طِ‪ُٕٕٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّٖٕ‪ -‬الفرقاف بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطاف‪ ,‬لشيخ اإلسالـ أمحد بن عبد الليم بن‬
‫تيمية‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد الرمحن بن عبدالكرًن اليحِت‪ ,‬دار الفضيلة‪ ,‬الرياض‪.‬‬
‫ّٕٗ‪ -‬الفروؽ اللغوية‪ ,‬للعسكرم‪ ,‬حتقيق كتعليق‪ :‬حممد إبراىيم سليم‪ ,‬دار العلم كالثقافة‪ ,‬القاىرة‪ ,‬مصر‪.‬‬
‫َّٖ‪ -‬الفروؽ‪ = ,‬أنوار البروؽ في أنواء الفروؽ‪ ,‬للقراُب‪ ,‬دراسة كحتقيق‪ :‬مركز الدراسات الفقهية‬
‫كاالقتصادية د‪ .‬حممد أمحد سراج‪ ,‬د‪ .‬علي مجعة‪ ,‬دار السالـ‪ ,‬طِ‪ُِْٖ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُّٖ‪ -‬الفصل في الملل واألىواء والنحل‪ ,‬لعلي بن أمحد بن سعيد بن حزـ الظاىرم أيب حممد‪,‬‬
‫مكتبة اخلاذمي‪ ,‬القاىرة‪.‬‬
‫ِّٖ‪ -‬فصوص الحكم‪ ,‬البن عريب‪ ,‬تعليق‪ :‬أيب العالء عفيفي‪ ,‬دار إحياء الكتب العربية‪ُّٔٓ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّّٖ‪ -‬فضائح الباطنية‪ ,‬أليب حامد حممد بن حممد الغزايل الطوسي‪ ,‬حتقيق‪ :‬عبد الرمحن بدكم‪,‬‬

‫ّٓٗ‬
‫مؤسسة دار الكتب الثقافية‪ ,‬الكويت‪.‬‬
‫ّْٖ‪ -‬فضائل نور سيد المرسلين‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬ضمن اجلواىر العجيبة‪ ,‬مجع كتقدًن‪ :‬عبد‬
‫السالـ العمراين‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طُ‪ُِْٓ ,‬ىػ‪.‬‬
‫السنَّة‪ ,‬لعبد الرمحن عبد اخلالق‪ ,‬الدار السلفية‪ ,‬الكويت‪.‬‬
‫ّٖٓ‪ -‬الفكر الصوفي في ضوء القراف و ُّ‬
‫ّٖٔ‪ -‬فهرس الفهارس واألثبات‪ ،‬ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسالت‪ ,‬لعبد الي بن‬
‫عبد الكبَت الكتاين‪ ,‬حتقيق‪ :‬إحساف عباس‪ ,‬دار الغرب اإلسالمي‪ ,‬بَتكت‪ .‬طِ‪ُِٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّٕٖ‪ -‬الفهرسة‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬دار الغد العريب‪ ,‬القاىرة‪ ,‬طُ‪َُٗٗ ,‬ـ‪َُُْ ,‬ق‪.‬‬
‫ّٖٖ‪ -‬الفهرست‪ ,‬﵀مد بن إسحاؽ أيب الفرج ابن الندًن‪ ,‬قابلو على أصولو كعلق عليو كقدـ لو‪:‬‬
‫أدين فؤاد سيد‪ ,‬مؤسسة الفرقاف للًتاث اإلسالمي‪ ,‬لندف‪َُّْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّٖٗ‪ -‬فوات الوفيات‪ ,‬﵀مد بن شاكر الكتيب‪ ,‬حتقيق‪ :‬إحساف عباس‪ ,‬دار صادر‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪,‬‬
‫ُّٕٗـ‪ُْٕٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫َّٗ‪ -‬الفوائد المجموعة في األحاديث الموضوعة‪ ,‬﵀مد بن علي بن حممد الشوكاين‪ ,‬حتقيق‪:‬‬
‫عبد الرمحن بن حيي املعلمي اليماين‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪.‬‬
‫ُّٗ‪ -‬في التصوؼ اإلسالمي وتاريخو‪ ,‬ملرينولد نيكلسوف‪ ,‬ترمجة‪ :‬أيب العالء عفيفي‪ ,‬مطبعة جلنة‬
‫التأليف كالًتمجة كالنشر‪ُّٔٔ ,‬ىػ‪ُْٕٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِّٗ‪ -‬فيض القدير شرح الجامع الصغير‪ ,‬للمناكم‪ ,‬املكتبة التجارية الكربل‪ ,‬مصر‪ ,‬طُ‪ُّٓٔ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّّٗ‪ -‬قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة‪ ,‬البن تيمية‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬ربيع بن ىادم عمَت املدخلي‪,‬‬
‫مكتبة الفرقاف‪ ,‬عجماف‪ ,‬طُ‪ُِِْ ,‬ىػ‪ََُِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّْٗ‪ -‬القاموس الصوفي من كالـ عبد الرزاؽ الكاشاني‪ ,‬د‪ .‬عاصم إبراىيم الكيايل‪ ,‬دار كتاب‪,‬‬
‫بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طُ‪ُِّْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّٓٗ‪ -‬القاموس الصوفي‪ ،‬مختصر التوقيف على مهمات التعاريف‪ ,‬لعبد الرءكؼ املناكم‪,‬‬
‫حتقيق‪ :‬عبد الميد صاحل محداف‪ ,‬املكتبة األزىرية للًتاث‪ ,‬دار عاَل الكتب‪ ,‬القاىرة‪َُُْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫واصطالحا‪ ,‬لسعدم أيب جيب‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬دمشق‪ ,‬سورية‪ ,‬طِ‪,‬‬
‫ً‬ ‫ّٔٗ‪ -‬القاموس الفقهي لغةً‬
‫َُْٖىػ‪ُٖٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّٕٗ‪ -‬القاموس المحيط‪َّ ،‬د الدين أيب طاىر حممد بن يعقوب الفَتكزآبادل‪ ,‬حتقيق‪ :‬مكتب‬
‫العرقسوسي‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طٖ‪,‬‬
‫ي‬ ‫حتقيق الًتاث ُب مؤسسة الرسالة‪ ,‬بإشراؼ‪ :‬حممد نعيم‬
‫ُِْٔىػ‪ََِٓ ,‬ـ‪.‬‬

‫ْٓٗ‬
‫ّٖٗ‪ -‬قبيلة بني زرواؿ مظاىرىا حياتها الثقافية واالجتماعية واالقتصادية‪ ,‬﵀مد البشَت الفاسي‬
‫الفهرم‪ ,‬مطبوعات أفريقية الشمالية الفنية‪ ,‬الرباط‪ُِٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّٗٗ‪ -‬قصيدة البردة‪ ,‬ضمن اَّموع الكامل للمتوف‪ ,‬لشرؼ الدين حممد بن سعيد الصنهاجي‬
‫البوصَتم‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طُ‪ُِْٓ ,‬ىػ‪ُِْٔ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ََْ‪ -‬القصيدة التائية في القدر‪ ,‬البن تيمية‪ ,‬شرح كحتقيق‪ :‬حممد بن إبراىيم المد‪ ,‬دار ابن‬
‫خزدية‪ ,‬الرياض‪ ,‬طُ‪ُِْْ ,‬ىػ‪ََِّ ,‬ـ‪.‬‬
‫َُْ‪ -‬قطر الولي على أحاديث الولي‪ ,‬﵀مد بن علي الشوكاين‪ ,‬دار إحياء الًتاث العريب‪,‬‬
‫بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬د‪ .‬ط‪ .‬ت‪.‬‬
‫َِْ‪ -‬قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني‪ ,‬لعبد ا﵀سن بن محد‬
‫البدر‪ ,‬دار الفضيلة‪ ,‬الرياض‪ ,‬اململكة العربية السعودية‪ ,‬طُ‪ُِّْ ,‬ىػ‪ََِِ ,‬ـ‪.‬‬
‫َّْ‪ -‬قواعد العقائد‪ ,‬للغزايل‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد موسى علي‪ ,‬دار عاَل الفوائد‪ ,‬طِ‪َُْٓ ,‬ىػ‪ُٖٗٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫َْْ‪ -‬قواعد العقائد‪ ,‬للغزايل‪ ,‬طبع ضمن اإلحياء‪ ,‬كطبعة أخرل مستقلة بدار النصر للطباعة‪,‬‬
‫القاىرة‪ ,‬سلسلة البحوث اإلسالمية َُّٗىػ‪َُٕٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫َْٓ‪ -‬قواعد الفقو‪ ,‬﵀مد عميم اإلحساف اَّددم الربكيت‪ ,‬الصدؼ ببلشرز‪ ,‬كراتشي‪ ,‬طُ‪,‬‬
‫َُْٕىػ‪ُٖٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫َْٔ‪ -‬القواعد المثلى في صفات اهلل وأسمائو الحسنى‪ ,‬﵀مد بن صاحل العثيمُت‪ ,‬اجلامعة‬
‫اإلسالمية‪ ,‬املدينة املنورة‪ ,‬طّ‪ُُِْ ,‬ىػ‪ََُِ ,‬ـ‪.‬‬
‫َْٕ‪ -‬قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقاـ التوحيد‪ ,‬أليب طالب‬
‫حممد بن علي بن عطية املكي‪ ,‬حتقيق‪ :‬سعيد نسيب مكارـ‪ ,‬دار صادر‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪ُٗٗٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫َْٖ‪ -‬القوؿ السديد شرح كتاب التوحيد‪ ,‬للشيخ َّ‬
‫السعدم‪ ,‬حتقيق‪ :‬املرتضى الزين أمحد‪,‬‬
‫جمموعة التحف النفائس الدكلية‪ ,‬طّ‪.‬‬
‫َْٗ‪ -‬القوؿ المفيد على كتاب التوحيد‪ ,‬﵀مد بن صاحل بن حممد العثيمُت‪ ,‬دار ابن اجلوزم‪,‬‬
‫اململكة العربية السعودية‪ ,‬طِ‪ُِْْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫َُْ‪ -‬الكاشف في معرفة من لو رواية بالكتب الستة‪ ,‬للذىيب‪ ,‬دار القبلة للثقافة اإلسالمية‪,‬‬
‫مؤسسة علوـ القرآف‪ ,‬جدة‪ ,‬طُ‪ُُّْ ,‬ىػ‪ُِٗٗ ،‬ـ‪.‬‬
‫ُُْ‪ -‬الكافي‪ ,‬أليب جعفر حممد بن يعقوب بن إسحاؽ الكليٍت‪ ,‬دار الكتب اإلسالمية‪ ,‬طهراف‪,‬‬
‫إيراف‪ ,‬طٓ‪ُّّٔ ,‬ىػ‪.‬‬

‫ٓٓٗ‬
‫ُِْ‪ -‬الكامل في التاريخ‪ ,‬البن األثَت‪ ,‬حتقيق‪ :‬عمر عبد السالـ تدمرم‪ ,‬دار الكتاب العريب‪,‬‬
‫بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طُ‪ُُْٕ ,‬ىػ‪ُٕٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُّْ‪ -‬كتاب األربعين حديثًا‪ ,‬اآلجرم‪ ,‬طِ‪َُِْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُْْ‪ -‬كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب ‪ ،‬البن خزدية‪ ,‬حتقيق‪ :‬عبد العزيز الشهواف‪,‬‬
‫الرياض‪ ,‬دار الرشيد‪ ,‬طِ‪ُُُْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُْٓ‪ -‬كتاب الشريعة‪ ,‬أليب بكر حممد بن سليماف اآلجرم‪ ,‬دار الدليل األثرية‪ ,‬طُ‪ُِْٖ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُْٔ‪ -‬الكشاؼ عن حقائق غوامض التنزيل‪ ,‬للزخمشرم‪ ,‬دار الكتاب العريب‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طّ‪,‬‬
‫َُْٕىػ‪.‬‬
‫ُْٕ‪ -‬كشف اصطالحات الفنوف‪ ,‬للقاضي حممد التهانوم‪ ,‬نشر‪ :‬سهيل أكادديي‪ ,‬الىور‪,‬‬
‫باكستاف‪ ,‬طُ‪ُُّْ ,‬ىػ‪ُّٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُْٖ‪ -‬كشف الخفاء ومزيل اإللباس عما اشتهر من األحاديث على ألسنة الناس‪,‬‬
‫إلمساعيل بن حممد العجلوين‪ ,‬تصحيح‪ :‬أمحد القالش‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طّ‪َُّْ ,‬ىػ‪ُّٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُْٗ‪ -‬كشف الظنوف‪ ,‬لاجي خليفة‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ُُّْ ,‬ىػ‪ُِٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫َِْ‪ -‬كشف المحجوب‪ ,‬لعلي بن عثماف اهلجويرم‪ ,‬دراسة كحتقيق‪ :‬د‪ .‬إسعاد عبد اهلادم‬
‫قنديل‪ ,‬دار النهضة العربية‪ ,‬بَتكت‪َُٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُِْ‪ -‬كشف النقاب عن حكم الوجد والسماع‪ ,‬ألمحد بن عمر بن إبراىيم أيب العباس األنصارم‪,‬‬
‫املعركؼ بابن املزين‪ ,‬حتقيق كدراسة‪ :‬قسم التحقيق بالدار‪ ,‬دار الصحابة للًتاث بطنطا‪ ,‬طُ‪ُُِْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِِْ‪ -‬كشف النقاب عن سر األلباب‪ ,‬ضمن اجلواىر العجيبة‪ ,‬مجع كتقدًن‪ :‬عبد السالـ‬
‫العمراين‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طُ‪ُِْٓ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِّْ‪ -‬الكشف عن حقيقة الصوفية ألوؿ مرة في التاريخ‪ ,‬لعبد الرؤكؼ القاسم‪ ,‬املكتبة‬
‫اإلسالمية‪ ,‬األردف‪ ,‬طُ‪ُُْٓ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِْْ‪ -‬الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها‪ ,‬أليب حممد مكي بن أيب طالب‬
‫القيسي‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حميي الدين رمضاف‪ ,‬مطبوعات جممع اللغة العربية بدمشق‪ُّْٗ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِْٓ‪ -‬الكالـ على مسألة السماع‪ ,‬البن قيم اجلوزية‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد عزيز مشس كفق املنهج املعتمد‬
‫من الشيخ بكر أيب زيد‪ ,‬دار عاَل الفوائد‪ ,‬طُ‪ُِّْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِْٔ‪ -‬كلمة اإلخالص وتحقيق معناىا‪ ,‬لعبد الرمحن بن رجب النبلي‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد ناصر الدين‬
‫األلباين كآخر‪ ,‬املكتب اإلسالمي‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طْ‪ُّٕٗ ,‬ىػ‪.‬‬

‫ٔٓٗ‬
‫ِْٕ‪ -‬الكليات معجم في المصطلحات والفروؽ اللغوية‪ ,‬أليوب بن موسى السيٍت القرديي‬
‫الكفوم‪ ,‬أيب البقاء النفي‪ ,‬حتقيق‪ :‬عدناف دركيش‪ ,‬حممد املصرم‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بَتكت‪.‬‬
‫ِْٖ‪ -‬الكواكب الدراري في تراجم السادة الصوفية‪ ,‬لزين الدين حممد عبد الرؤكؼ املناكم‪,‬‬
‫حتقيق‪ :‬حممد أديب اجلادر‪ ,‬دار صادر‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪ُٗٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِْٗ‪ -‬الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (شرح الكرماين على البخارم)‪ ,‬﵀مد بن‬
‫يوسف بن سعيد‪ ,‬مشس الدين الكرماين‪ ,‬مصور عن الطبعة املصرية‪ ,‬طُ‪ُّٓٔ ,‬ىػ‪ُّٕٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫َّْ‪ -‬الكواكب السائرة بأعياف المئة العاشرة‪ ,‬لنجم الدين حممد بن حممد الغزم‪ ,‬حتقيق‪ :‬خليل‬
‫املنصور‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طُ‪ُُْٖ ,‬ىػ‪ُٕٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُّْ‪ -‬الآللئ المصنوعة في األحاديث الموضوعة‪ ,‬للسيوطي‪ ,‬حتقيق‪ :‬أيب عبد الرمحن‬
‫صالح بن حممد بن عويضة‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪ُُْٕ ,‬ىػ‪ُٗٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِّْ‪ -‬لبس الخرقة في السلوؾ الصوفي‪ ,‬د‪ .‬عاصم إبراىيم الكيايل‪ ,‬دار الكتب العلمية‪,‬‬
‫بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طُ‪ََِٖ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّّْ‪ -‬لساف العرب‪ ,‬﵀مد بن مكرـ بن منظور األفريقي املصرم‪ ,‬دار صادر‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪.‬‬
‫ّْْ‪ -‬لساف الميزاف‪ ,‬البن حجر العسقالين‪ ,‬دائرة املعرؼ النظامية‪ ,‬اهلند‪ ,‬مؤسسة األعلمي‬
‫للمطبوعات‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طِ‪َُّٗ ,‬ىػ‪ُُٕٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّْٓ‪ -‬اللطائف اإليمانية الملكوتية والحقائق اإلحسانية الجبروتية في رسائل ابن عجيبة‪ ,‬البن‬
‫عجيبة‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪ُِْٕ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّْٔ‪ -‬اللمع‪ ,‬أليب نصر عبد ا﵁ بن علي السراج الطوسي‪ ,‬حتقيق كتعليق‪ :‬د‪ .‬عبد الليم حممود‪,‬‬
‫طو عبد الباقي سركر‪ ,‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ,‬القاىرة‪.‬‬
‫ّْٕ‪ -‬لمعة االعتقاد‪ ,‬البن قدامة املقدسي‪ ,‬كزارة الشؤكف اإلسالمية كاألكقاؼ كالدعوة كاإلرشاد‪,‬‬
‫اململكة العربية السعودية‪ ,‬طِ‪َُِْ ,‬ىػ‪َََِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّْٖ‪ -‬لوامع األنوار البهية وسواطع األسرار األثرية لشرح الدرة المرضية في عقد الفرقة‬
‫المرضية‪ ,‬﵀مد بن أمحد السفاريٍت‪ ,‬املكتب اإلسالمي‪ ,‬بَتكت‪ ,‬كدار اخلاين‪ ,‬الرياض‪ ,‬طّ‪ُُُْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّْٗ‪ -‬لوامع األنوار البهية وسواطع األسرار األثرية لشرح الدرة المرضية في عقد الفرقة‬
‫المرضية‪ ,‬﵀مد بن أمحد السفاريٍت‪ ,‬مع تعليقات عبد ا﵁ أيب بطُت‪ ,‬كسليماف بن سحماف‪ ,‬املكتب‬
‫اإلسالمي‪ ,‬دمشق‪ ,‬بَتكت‪ ,‬مكتبة أسامة‪ ,‬الرياض‪ ,‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫َْْ‪ -‬اللوائح القدسية في شرح الوظيفة الزروقية‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬ضمن اجلواىر العجيبة‪,‬‬

‫ٕٓٗ‬
‫مجع كتقدًن‪ :‬عبد السالـ العمراين‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طُ‪ُِْٓ ,‬ىػ‬
‫ُْْ‪ -‬مبارؽ األزىار في شرح مشارؽ األنوار‪ ,‬لعبد اللطيف بن عبد العزيز أمُت بن امللك‪ ,‬دار‬
‫اجليل‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬د‪.‬ط‪ُُْٓ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِْْ‪ -‬متن القصيدة النونية‪ ,‬املسماة بالكافية الشافية‪ ,‬البن القيم‪ ,‬مكتبة ابن تيمية‪ ,‬القاىرة‪,‬‬
‫طِ‪ُُْٕ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّْْ‪ -‬مجمع الزوائد ومنبع الفوائد‪ ,‬للهيثمي‪ ,‬دار الرياف للًتاث بالقاىرة‪ ,‬كدار الكتاب العريب‬
‫بَتكت ُُْٕىػ‪.‬‬
‫ْْْ‪ -‬مجموع فتاوى شيخ اإلسالـ أحمد بن تيمية‪ ,‬مجع كترتيب‪ :‬عبد الرمحن بن حممد بن‬
‫قاسم العاصمي النجدم النبلي‪ ,‬كساعده ابنو حممد‪ ,‬طيبع بأمر خادـ الرمُت الشريفُت امللك فهد بن عبد‬
‫العزيز‪ ,‬إشراؼ الرئاسة العامة لشؤكف الرمُت الشريفُت‪.‬‬
‫ْْٓ‪ -‬مجموع وفتاوى الشيخ ابن عثيمين‪ ,‬القسم املختص بالعقيدة‪ ,‬مجع كترتيب‪ :‬فهد بن‬
‫ناصر بن إبراىيم السليماف‪ ,‬دار الثريا‪ ,‬طُ‪ُِْٗ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ْْٔ‪ -‬مجموعة رسائل الحافظ ابن رجب الحنبلي‪ ,‬لعبد الرمحن بن رجب النبلي‪ ,‬دراسة‬
‫كحتقيق‪ :‬أيب يمصعب طلعت بن فؤاد اليلواين‪ ,‬دار الفاركؽ الديثة‪ ,‬القاىرة‪ ,‬طِ‪ُِْٗ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ْْٕ‪ -‬محاضرات في العقيدة والدعوة‪ ,‬للشيخ صاحل بن فوزاف الفوزاف‪ ,‬دار العاصمة الرياض‪,‬‬
‫طُ‪ُِِْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ْْٖ‪ -‬المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز‪ ,‬البن عطية‪ ,‬حتقيق‪ :‬عبد السالـ عبد الشاُب‬
‫حممد‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪ُِِْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ْْٗ‪ -‬المحكم والمحيط األعظم‪ ,‬البن سيده‪ ,‬حتقيق‪ :‬عبد الميد ىنداكم‪ ,‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪ُُِْ ,‬ىػ‪َََِ ,‬ـ‪.‬‬
‫َْٓ‪ -‬مختار الصحاح‪ ,‬لزين الدين أيب عبد ا﵁ حممد بن أيب بكر بن عبد القادر النفي الرازم‪,‬‬
‫حتقيق‪ :‬يوسف الشيخ حممد‪ ,‬املكتبة العصرية‪ ,‬الدار النموذجية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬صيدا‪ ,‬طٓ‪َُِْ ,‬ىػ‪ُٗٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُْٓ‪ -‬مختصر األسئلة واألجوبة األصولية على العقيدة الواسطية‪ ,‬أليب حممد عبد العزيز بن‬
‫حممد السلماف‪ ,‬طُِ‪ُُْٖ ,‬ىػ‪ُٕٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫والسنَّة‪ ,‬د‪ .‬على بن‬
‫ِْٓ‪ -‬مختصر التيجانية دراسة ألىم عقائد التيجانية على ضوء الكتاب ُّ‬
‫حممد آؿ دخيل ا﵁‪ ,‬دار العاصمة‪ ,‬اململكة العربية السعودية‪ ,‬طُ‪ُِِْ ,‬ىػ‪ََِِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّْٓ‪ -‬مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة‪ ,‬﵀مد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد‬

‫ٖٓٗ‬
‫مشس الدين ابن قيم اجلوزية‪ ,‬اختصره‪ :‬حممد بن حممد بن عبد الكرًن بن رضواف البعلي مشس الدين‪ ,‬ابن‬
‫املوصلي‪ ,‬حتقيق‪ :‬سيد إبراىيم‪ ,‬دار الديث‪ ,‬القاىرة‪ ,‬مصر‪ ,‬طُ‪ُِِْ ,‬ىػ‪ََُِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ْْٓ‪ -‬مختصر منهاج القاصدين‪ ,‬ألمحد بن حممد بن عبد الرمحن بن قدامو املقدسي‪ ,‬حتقيق‪:‬‬
‫شعيب األرناؤكط‪ ,‬عبد القادر األرناؤكط‪ ,‬دار البياف‪ ,‬مؤسسة علوـ القرآف‪ُّٖٗ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ْٓٓ‪ -‬المخصص‪ ,‬البن سيده‪ ,‬دار إحياء الًتاث العريب‪ ,‬بَتكت‪ ,‬حتقيق‪ :‬خليل إبراىم جفاؿ‪,‬‬
‫طُ‪ُُْٕ ,‬ىػ ُٔٗٗـ‪.‬‬
‫ْٔٓ‪ -‬مدارج السالكين بين منازؿ إياؾ نعبد وإياؾ نستعين‪ ,‬﵀مد بن أيب بكر بن أيوب بن‬
‫سعد مشس الدين ابن قيم اجلوزية‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد املعتصم با﵁ البغدادم‪ ,‬دار الكتاب العريب‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪,‬‬
‫طّ‪ُُْٔ ,‬ىػ‪ُٗٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫ْٕٓ‪ -‬المدخل إلى التصوؼ اإلسالمي‪ ,‬أليب الوفاء التفتازاين‪ ,‬دار الثقافة‪ ,‬طِ‪.‬‬
‫ْٖٓ‪ -‬المدخل إلى مذىب اإلماـ أحمد بن حنبل‪ ,‬البن بدراف‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد ا﵁ بن عبد‬
‫ا﵀سن الًتكي‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طِ‪ُُُْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ْٗٓ‪ -‬المدخل‪ ,‬البن الاج‪ ,‬دار الًتاث‪ ,‬د‪ .‬ط‪ ,‬ت‪.‬‬
‫َْٔ‪ -‬مذكرة في أصوؿ الفقو‪ ,‬﵀مد األمُت الشنقيطي‪ ,‬مكتبة العلوـ كالكم‪ ,‬املدينة املنورة‪,‬‬
‫طٓ‪ََُِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُْٔ‪ -‬المذىب المالكي في سياقاتو المعاصرة‪ ,‬ندكة أكادديية دكلية مبشاركة مركز البحوث‬
‫كالدراسات ُب الفقو املالكي بالقنيطرة كبتعاكف مع جامعة سيدم حممد بن عبد ا﵁ بفاس‪ ,‬كجامعة بن طفيل‬
‫بالقنيطرة‪ ,‬إعداد‪ :‬د‪ .‬مجزة الكتاين‪ ,‬د‪ .‬عبد ا﵁ بنصر العلوم‪ ,‬د‪ .‬حممد العلمي‪ ,‬دار أيب رقراؽ‪ ,‬كاملؤسسة‬
‫العلمية الكتانية‪ ,‬الرباط‪ ,‬طُ‪ُّّْ ,‬ىػ‪َُِِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِْٔ‪ -‬مذىب أىل التفويض في نصوص الصفات‪ ,‬عرض كنقد‪ ,‬ألمحد بن عبد الرمحن بن‬
‫عثماف القاضي‪ ,‬دار العاصمة‪ ,‬الرياض‪ُُْٔ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّْٔ‪ -‬مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح‪ ,‬للهركم القارم‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪,‬‬
‫طُ‪ُِِْ ,‬ىػ‪ََِِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ْْٔ‪ -‬المزايا فيما أحدث من البدع بأـ الزوايا (الزاوية الناصرية)‪ ,‬﵀مد بن عبد السالـ‬
‫الناصرم‪ ,‬دار الكتب العلمية بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طُ‪ََِّ ,‬ـ‪.‬‬
‫ْٓٔ‪ -‬المسالك والممالك‪ ,‬أليب إسحاؽ إبراىيم بن حممد الفارسي االصطخرم‪ ,‬املعركؼ‬
‫بالكرخي‪ ,‬اهليئة العامة لقصور الثقافة‪ ,‬القاىرة‪.‬‬

‫ٗٓٗ‬
‫ْٔٔ‪ -‬مستدرؾ الحاكم على الصحيحين‪ ,‬أليب عبد ا﵁ الاكم حممد بن عبد ا﵁‪ ,‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪.‬‬
‫ْٕٔ‪ -‬مسند أبي داود الطيالسي‪ ,‬أليب داكد سليماف بن داكد بن اجلاركد الطيالسي البصرل‪,‬‬
‫حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد بن عبد ا﵀سن الًتكي‪ ,‬دار ىجر‪ ,‬مصر‪ ,‬طُ‪ُُْٗ ,‬ىػ‪ُٗٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ْٖٔ‪ -‬مسند اإلماـ أحمد بن حنبل‪ ,‬أليب عبد ا﵁ أمحد بن حممد بن حنبل بن ىالؿ بن أسد‬
‫الشيباين‪ ,‬حتقيق‪ :‬شعيب األرنؤكط‪ ,‬عادؿ مرشد‪ ,‬كآخرين‪ ,‬إشراؼ‪ :‬د‪ .‬عبد ا﵁ بن عبد ا﵀سن الًتكي‪,‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ,‬طُ‪ُُِْ ,‬ىػ‪ََُِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ْٗٔ‪ -‬مسند البزار المنشور باسم البحر الزخار‪ ،‬أليب بكر أمحد بن عمرك بن عبد اخلالق بن‬
‫خالد بن عبيد ا﵁ العتكي املعركؼ بالبزار‪ ,‬حتقيق‪ :‬حمفوظ الرمحن زين ا﵁‪( ,‬ج ُ ‪ ,)ٗ -‬كعادؿ بن سعد‬
‫(جَُ ‪ ,)ُٕ -‬كصربم عبد اخلالق الشافعي (ج ُٖ)‪ ,‬مكتبة العلوـ كالكم ‪ -‬املدينة املنورة‪ ,‬طُ‪,‬‬
‫(بدأت ُٖٖٗـ‪ ,‬كانتهت ََِٗـ)‪.‬‬
‫َْٕ‪ -‬مسند الحميدي‪ ,‬أليب بكر عبد ا﵁ بن الزبَت بن عيسى بن عبيد ا﵁ القرشي األسدم‬
‫َّاراينٌ‪ , ,‬دار السقا‪ ,‬دمشق‪ ,‬سوريا‪,‬‬
‫الميدم املكي‪ ,‬حقق نصوصو كخرج أحاديثو‪ :‬حسن سليم أسد الد ى‬
‫طُ‪ُٗٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُْٕ‪ -‬مسند الدارمي املعركؼ بػ(سنن الدارمي)‪ ,‬أليب حممد عبد ا﵁ بن عبد الرمحن بن‬
‫الفضل بن ىُّراـ بن عبد الصمد الدارمي‪ ,‬التميمي السمرقندم‪ ,‬حتقيق‪ :‬حسُت سليم أسد الداراين‪ ,‬دار‬
‫املغٍت‪ ,‬اململكة العربية السعودية‪ ,‬طُ‪ُُِْ ,‬ىػ‪َََِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِْٕ‪ -‬مسند الشاميين‪ ,‬للطرباين‪ ,‬حتقيق كختريج‪ :‬محدم عبد اَّيد السلفي‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪,‬‬
‫بَتكت‪َُْٗ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّْٕ‪ -‬مشارؽ أنوار القلوب ومفاتيح أسرار الغيوب‪ ,‬لعبد الرمحن بن حممد األنصارم املعركؼ‬
‫بابن الدباغ‪ ,‬دار صادر بَتكت‪ ,‬د‪ .‬ط‪ ,‬ت‪.‬‬
‫ْْٕ‪ -‬مشاىير علماء نجد وغيرىم‪ ,‬لعبد الرمحن بن عبد اللطيف بن عبد ا﵁ بن حممد بن عبد‬
‫الوىاب‪ ,‬طبع على نفقة املؤلف بإشراؼ دار اليمامة‪ ,‬الرياض‪ ,‬طُ‪ُِّٗ ,‬ىػ‪ُِٕٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ْٕٓ‪ -‬مشكل الحديث وبيانو‪ ,‬البن فورؾ األنصارم‪ ,‬حتقيق‪ :‬موسى حممد علي‪ ,‬دار عاَل‬
‫الكتب‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طِ‪ُٖٗٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫ْٕٔ‪ -‬المصادر العامة للتلقي عند الصوفية‪ ,‬لصادؽ سليم‪ ,‬مكتبة الرشد‪ ,‬طُ‪ُُْٓ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ْٕٕ‪ -‬المصباح المنير‪ ,‬ألمحد بن حممد بن علي الفيومي املقرم‪ ,‬دراسة كحتقيق‪ :‬يوسف الشيخ‬

‫َٔٗ‬
‫حممد‪ , ,‬املكتبة العصرية‪.‬‬
‫ْٖٕ‪ -‬مصرع التصوؼ أو تنبيو الغبي إلى تكفير ابن عربي‪ ,‬لربىاف الدين البقاعي‪ ,‬حتقيق‬
‫كتعليق‪ :‬عبد الرمحن الوكيل‪.‬‬
‫ْٕٗ‪ -‬مصطلحات في كتب العقائد دراسة وتحليل‪ ,‬﵀مد بن إبراىيم المد‪ ,‬دار ابن خزدية‪,‬‬
‫طُ‪ُِْٕ ,‬ق‪.‬‬
‫َْٖ‪ -‬المصنف‪ ,‬أليب بكر عبد الرزاؽ بن مهاـ الصنعاين‪ , ,‬املكتب اإلسالمي‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طِ‪,‬‬
‫َُّْىػ‪.‬‬
‫ُْٖ‪ -‬المطالب العالية من العلم اإللهي‪ ,‬لفخر الدين الرازم‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪,‬‬
‫حتقيق‪ :‬حممد عبد السالـ شاىُت‪ ,‬طُ‪َُِْ ,‬ىػ‪ُٗٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِْٖ‪ -‬المطرب بمشاىير أولياء المغرب‪ ,‬لعبد ا﵁ بن عبد القادر التليدم‪ ,‬شركة البشائر‬
‫اإلسالمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طّ‪ُّّْ ,‬ىػ‪َُِِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّْٖ‪ -‬معارج القبوؿ بشرح سلم الوصوؿ إلى علم األصوؿ‪ ,‬لافظ بن أمحد بن علي الكمي‪,‬‬
‫حتقيق‪ :‬عمر بن حممود أيب عمر‪ ,‬دار ابن القيم‪ ,‬الدماـ‪ ,‬طُ‪َُُْ ,‬ىػ‪َُٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫السنَّة والجماعة في أسماء اهلل الحسنى‪ ,‬د‪ .‬حممد بن خليفة التميمي‪ ,‬دار‬
‫ْْٖ‪ -‬معتقد أىل ُّ‬
‫أضواء السلف‪ ,‬الرياض‪ ,‬طُ‪ُُْٗ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ْٖٓ‪ -‬معجم اصطالحات الصوفية‪ ,‬لعبد الرزاؽ الكاشاين‪ ,‬مكتبة اآلداب‪ ,‬القاىرة‪ ,‬طّ‪ََِٕ ,‬ـ‪.‬‬
‫ْٖٔ‪ -‬معجم أعالـ الجزائر من صدر اإلسالـ حتى الوقت الحاضر‪ ,‬لعادؿ نويهض‪ ,‬مؤسسة‬
‫نويهض الثقافية للتأليف كالًتمجة كالنشر‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طِ‪ََُْ ,‬ىػ‪َُٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ْٕٖ‪ -‬معجم البلداف‪ ,‬لياقوت الموم‪ ,‬دار صادر‪ ,‬كدار بَتكت‪َُْْ ,‬ىػ‪ُْٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ْٖٖ‪ -‬المعجم الصغير‪ ,‬للطرباين‪ ,‬صححو‪ :‬عبد الرمحن حممد عثماف‪ ,‬املكتبة السلفية‪ ,‬املدينة‬
‫املنورة‪ ,‬دار النصر‪ ,‬للطباعة‪ ,‬القاىرة‪ُّٖٖ ,‬ىػ‪ُٖٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫ْٖٗ‪ -‬المعجم الصوفي‪ ,‬د‪ .‬سعاد الكيم‪ ,‬دندرة‪ ,‬توزيع املؤسسة اجلامعية للدراسات كالنشر‪,‬‬
‫بَتكت‪ ,‬طُ‪َُُْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫َْٗ‪ -‬المعجم الفلسفي‪ ,‬جلميل صلبيا‪ ,‬الشركة العاملية للكتاب‪ ,‬دار الكتاب للنسائي‪.‬‬
‫ُْٗ‪ -‬المعجم الفلسفي‪ ,‬ملراد كىبة‪ ,‬دار قباء الديثة‪ ,‬القاىرة‪ََِٕ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِْٗ‪ -‬معجم اللغة العربية المعاصرة‪ ,‬د‪ .‬أمحد خمتار عبد الميد عمر‪ ,‬كآخركف‪ ,‬دار عاَل‬
‫الكتب‪ ,‬طُ‪ُِْٗ ,‬ىػ‪ََِٖ ,‬ـ‪.‬‬

‫ُٔٗ‬
‫ّْٗ‪ -‬المعجم المختص بالمحدثين‪ ,‬للذىيب‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد البيب اهليلة‪ ,‬مكتبة الصديق‪,‬‬
‫الطائف‪ ,‬طُ‪َُْٖ ,‬ىػ‪ُٖٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ْْٗ‪ -‬معجم المؤلفين‪ ،‬لعمر رضا كحالة‪ ,‬مكتبة املثٌت‪ ,‬بَتكت‪ ,‬دار إحياء الًتاث العريب‪.‬‬
‫ْٓٗ‪ -‬المعجم الوسيط‪ ,‬إلبراىيم مصطفى‪ ,‬كآخرين‪ ,‬حتقيق‪ :‬جممع اللغة العربية‪ ,‬دار الدعوة‪.‬‬
‫ْٔٗ‪ -‬معجم مصطلحات التصوؼ الفلسفي‪ ,‬د‪ .‬حممد العدلوين األدريسي‪ ,‬دار الثقافة‪ ,‬الدار‬
‫البيضاء‪ ,‬طُ‪ُِّْ ,‬ىػ‪ََِِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ْٕٗ‪ -‬معجم مصطلحات الصوفية‪ ,‬لعبد املنعم حنفي‪ ,‬دار املسَتة‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪ََُْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ْٖٗ‪ -‬معراج التشوؼ إلى حقائق التصوؼ‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬مركز الًتاث الثقاُب املغريب‪ ,‬الدار‬
‫البيضاء‪ ,‬طُ‪ُِْٓ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ْٗٗ‪ -‬معلمة التصوؼ اإلسالمي‪ ,‬لعبد العزيز بن عبد ا﵁‪ ,‬دار نشر املعرفة الي الصناعي الرباط‪,‬‬
‫طُ‪ََُِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ََٓ‪ -‬المغرب في ترتيب المعرب‪ ,‬أليب الفتح ناصر الدين بن عبد السيد بن علي املطرزم‪,‬‬
‫مكتبة أسامة بن زيد‪ ,‬حلب‪ ,‬طُ‪ُٕٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫َُٓ‪ -‬المغني‪ ,‬البن قدامة املقدسي‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد ا﵁ عبد ا﵀سن الًتكي‪ ,‬كد‪ .‬عبد الفتاح‬
‫اللو‪ ,‬دار ىجر‪ ,‬القاىرة‪ ,‬طِ‪ُُِْ ,‬ىػ‪ُِٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫َِٓ‪ -‬المفاخر العلية في المآثر الشاذلية‪ ,‬ألمحد بن حممد بن عباد الشافعي‪ ,‬مصطفى البايب‬
‫الليب‪ ,‬القاىرة‪ ,‬الطبعة األخَتة‪ُُّْ ,‬ىػ‪ُّٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫َّٓ‪ -‬مفردات ألفاظ القرآف‪ ,‬للحسُت بن حممد بن املفضل املعركؼ بالراغب األصفهاين أيب‬
‫القاسم‪ ,‬دار القلم‪ ,‬دمشق‪.‬‬
‫َْٓ‪ -‬المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم‪ ,‬للقرطيب‪ ,‬حتقيق كتعليق‪ :‬د‪ .‬حميي الدين‬
‫ديب كآخرين‪ ,‬دار ابن كثَت‪ ,‬طْ‪ُِْٗ ,‬ىػ‪.‬‬
‫َٓٓ‪ -‬المقاصد الحسنة في بياف كثير من األحاديث المشتهرة على األلسنة‪ ,‬﵀مد بن عبد‬
‫الرمحن السخاكم‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد عثماف اخلشت‪ ,‬دار الكتاب العريب‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪َُْٓ ,‬ىػ‪ُٖٗٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫َٔٓ‪ -‬مقاالت اإلسالميين واختالؼ المصلين‪ ،‬أليب السن علي بن إمساعيل األشعرم‪ ,‬دار‬
‫إحياء الًتاث العريب‪ ,‬بَتكت‪ ,‬حتقيق‪ :‬ىلموت ريًت‪ ,‬طّ‪.‬‬
‫َٕٓ‪ -‬مقاييس اللغة‪ ,‬أليب السُت أمحد بن فارس بن زكريا‪ ,‬حتقيق‪ :‬عبد السالـ حممد ىاركف‪ ,‬دار‬
‫الفكر‪ُّٗٗ ,‬ىػ‪ُٕٗٗ ,‬ـ‪.‬‬

‫ِٔٗ‬
‫َٖٓ‪ -‬المقدمة‪ ,‬البن خلدكف‪ ,‬حتقيق كتقدًن كتعليق‪ :‬عبد السالـ الشدادم‪ ,‬الدار البيضاء‪ ,‬طُ‪,‬‬
‫ََِٓـ‪.‬‬
‫َٗٓ‪ -‬الملل والنحل‪ ,‬أليب الفتح حممد بن عبد الكرًن بن أىب بكر أمحد الشهرستاين‪ ,‬حتقيق‪:‬‬
‫أمحد فهمي‪ ,‬دار الكتب‪ ,‬طُ‪َُُْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫َُٓ‪ -‬المنار المنيف في الصحيح والضعيف‪ ,‬أليب عبد ا﵁ حممد بن أيب بكر أيوب الزرعي‪,‬‬
‫حتقيق‪ :‬عبد الفتاح أيب غدة‪ ,‬مكتب املطبوعات اإلسالمية‪ ,‬حلب‪ ,‬طِ‪َُّْ ,‬ق‪ُّٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُُٓ‪ -‬منازؿ السائرين والواصلين وأسرار علم الحقيقة‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬ضمن اجلواىر‬
‫العجيبة‪ ,‬مجع كتقدًن‪ :‬عبد السالـ العمراين‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طُ‪ُِْٓ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُِٓ‪ -‬مناىل العرفاف في علوـ القرآف‪ ,‬﵀مد عبد العظيم ُّ‬
‫الزٍرقاين‪ ,‬مطبعة عيسى البايب الليب‬
‫كشركاه‪ ,‬طّ‪.‬‬
‫ُّٓ‪ -‬المنتظم في تاريخ األمم والملوؾ‪ ,‬البن اجلوزم‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد عبد القادر عطا‪ ,‬مصطفى‬
‫عبد القادر عطا‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪ُُِْ ,‬ىػ‪ُِٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُْٓ‪ -‬منحة الباري بشرح صحيح البخاري‪ ,‬املسمى حتفة البارم‪ ,‬لزكريا األنصارم املصرم‬
‫الشافعي‪ ,‬حتقيق‪ :‬سليماف بن دريع الازمي‪ ,‬طُ‪ُِْٔ ,‬ىػ‪ََِٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُٓٓ‪ -‬منشورات جمعية تطاوف أسيمر‪ ,‬أعماؿ ندكة‪ :‬الشيخ أمحد بن عجيبة‪ ,‬املفكر كالعاَل‬
‫الصوُب‪ ,‬مطبعة اخلليج العريب‪ ,‬شارع السن الثاين‪ ,‬تطواف‪ ,‬طُ‪ََِٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُٔٓ‪ -‬المنقذ من الضالؿ‪ ,‬كمعو كيمياء السعادة كالقواعد العشرة كاألدب ُب الدين‪ ,‬للغزايل‪,‬‬
‫مؤسسة الكتب الثقافية‪ ,‬د‪ .‬ط‪ ,‬ت‪.‬‬
‫السنَّة النبوية‪ ,‬البن تيمية‪ ,‬مؤسسة قرطبة‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد رشاد ساَل‪ ,‬طُ‪َُْٔ ,‬ق‪.‬‬
‫ُٕٓ‪ -‬منهاج ُّ‬
‫ُٖٓ‪ -‬المنهاج الواضح في تحقيق كرامات أبي محمد صالح‪ ,‬حتقيق‪ :‬أمحد فريد املزيدم‪ ,‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ََِٕ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُٗٓ‪ -‬المنهاج في شعب اإليماف‪ ,‬للحليمي‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬طُ‪ُّٗٗ ,‬ىػ‪ُٕٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫َِٓ‪ -‬منهج ودراسات آليات األسماء والصفات‪ ,‬للشيخ حممد األمُت الشنقيطي‪ ,‬دار السلفية‬
‫الكويت‪ ,‬طْ‪َُْْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُِٓ‪ -‬المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي‪ ,‬ليوسف بن تغرم بردم األتابكي مجاؿ الدين أيب‬
‫ا﵀اسن‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد حممد أمُت‪ ,‬دار اهليئة املصرية للكتاب‪ ,‬د‪ .‬ط‪.‬‬
‫ِِٓ‪ -‬منية السوؿ في تفضيل الرسوؿ ‪ ،‬للدمشقي‪ ,‬ركاية‪ :‬الافظ شرؼ الدين أيب عبدا﵁ حممد‬

‫ّٔٗ‬
‫امليدكمي‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬صالح الدين املنجد‪ ,‬دار الكتاب اجلديد‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طُ‪َُُْ ,‬ىػ‪ُُٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِّٓ‪ -‬مواعظ حامدية‪ ,‬لسالمة حسن الراضي‪ ,‬مطبعة القاىرة‪َُْْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِْٓ‪ -‬المواعظ واالعتبار في ذكر الخطط واآلثار‪ ,‬لتقي الدين أمحد بن علي املقريزم‪ ,‬حتقيق‪:‬‬
‫أدين فؤاد سيد‪ ,‬مؤسسة الفرقاف للًتاث اإلسالمي‪ ,‬لندف‪ُِّْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِٓٓ‪ -‬الموافقات‪ ,‬للشاطيب‪ ,‬حتقيق‪ :‬أيب عبيدة مشهور بن حسن آؿ سلماف‪ ,‬دار ابن عفاف‪,‬‬
‫طُ‪ُُْٕ ,‬ىػ‪ُٕٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِٔٓ‪ -‬المواقف في علم الكالـ‪ ,‬لعضد الدين اإلجيي‪ ,‬مكتبة املتنيب‪ ,‬القاىرة‪.‬‬
‫ِٕٓ‪ -‬المواىب الربانية من اآليات القرآنية‪ ,‬للسعدم‪ ,‬طُ‪ُُْٔ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِٖٓ‪ -‬المؤتَلِف والمختَلِف‪ ,‬أليب السن علي بن عمر بن أمحد بن مهدم بن مسعود بن‬
‫النعماف بن دينار البغدادم الدارقطٍت‪ ,‬حتقيق‪ :‬موفق بن عبد ا﵁ بن عبد القادر‪ ,‬دار الغرب اإلسالمي‪,‬‬
‫بَتكت‪ ,‬طُ‪َُْٔ ,‬ىػ‪ُٖٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِٗٓ‪ -‬المورد العذب الزالؿ فيما انتقد على بعض المناىج الدعوية من العقائد واألعماؿ‪,‬‬
‫للشيخ أمحد بن حيِت النجمي‪ ,‬مكتبة الفرقاف‪ ,‬اإلمارات‪ ,‬عجماف‪ ,‬طِ‪ُِِْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫الميسرة‪ ,‬د‪ .‬آزار سعيد مسو كآخركف‪ ,‬دار النفائس‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪,‬‬
‫َّ‬ ‫َّٓ‪ -‬موسوعة التصوؼ‬
‫طُ‪ُّْٔ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ُّٓ‪ -‬موسوعة التصوؼ‪ ,‬دراسة حتليلية نقدية جامعة كموثقة‪ ,‬د‪ .‬عبد الباسط الناشي‪ ,‬دار‬
‫التونسية للكتاب‪ ,‬طُ‪َُُِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِّٓ‪ -‬الموسوعة الصوفية‪ ,‬د‪ .‬عبد املنعم الفٍت‪ ,‬دار الرشاد‪ ,‬القاىرة‪ ,‬طُ‪ُِِْ ,‬ىػ‪ُِٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّّٓ‪ -‬الموسوعة العربية الميسرة‪ ,‬د‪ .‬حممود حممد حافظ كآخركف‪ ,‬إشراؼ‪ :‬حممد شفيق غرباؿ‪,‬‬
‫دار اجليل بَتكت‪ ,‬اجلمعية املصرية القاىرة‪ ,‬طُ‪َََِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّْٓ‪ -‬موسوعة الفلسفة‪ ,‬لعبد الرمحن بدكم‪ ,‬املؤسسة العربية للدار كالنشر‪ُٗٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّٓٓ‪ -‬الموسوعة المنتخبة من المتوف الشرعية المتداولة‪ ,‬دار الرشاد‪ ,‬الدار البيضاء‪ ,‬املغرب‬
‫طُ‪ُُّْ ,‬ىػ‪ََُِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّٔٓ‪ -‬الموضوعات‪ ,‬البن اجلوزم‪ ,‬ضبط كتقدًن كحتقيق‪ :‬د‪ .‬نور الدين بن شكرم‪ ,‬دار أضواء‬
‫السلف‪ ,‬الرياض‪ ,‬طُ‪ُِْٖ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّٕٓ‪ -‬موقف ابن تيمية من األشاعرة‪ ,‬د‪ .‬عبد الرمحن بن صاحل بن صاحل ا﵀مود‪ ,‬مكتبة الرشد‪,‬‬
‫الرياض‪ ,‬طُ‪ُُْٓ ,‬ىػ‪ُٗٗٓ ,‬ـ‪.‬‬

‫ْٔٗ‬
‫ّٖٓ‪ -‬مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوىاب‪ ,‬القسم املختص بالعقيدة‪ ,‬اَّلد األكؿ‪ ,‬مكتبة‬
‫ابن تيمية‪.‬‬
‫ّٗٓ‪ -‬ميزاف االعتداؿ في نقد الرجاؿ‪ ,‬لشمس الدين أيب عبد ا﵁ حممد بن أمحد الذىيب‪,‬‬
‫حتقيق‪ :‬علي حممد البجاكم‪ ,‬دار املعرفة‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طُ‪ُِّٖ ,‬ىػ‪ُّٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫َْٓ‪ -‬ميزاف االعتداؿ في نقد الرجاؿ‪ ,‬لشمس الدين أيب عبد ا﵁ حممد بن أمحد الذىيب‪,‬‬
‫حتقيق‪ :‬علي حممد معوض‪ ,‬كعادؿ أمحد عبد املوجود‪.‬‬
‫ُْٓ‪ -‬النادرات العينية‪ ,‬لعبد الكرًن اجليلي‪ ,‬حتقيق‪ :‬يوسف زيداف‪ ,‬دار األمُت‪ ,‬طُ‪ُُْٗ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ِْٓ‪ -‬النبذة الشريفة النفيسة في الرد على القبوريين‪ ,‬لمد بن ناصر بن معمر‪ ,‬حتقيق‪ :‬عبد‬
‫السالـ آؿ عبد الكرًن‪ ,‬دار العاصمة‪ ,‬الرياض‪ ,‬طُ‪َُُْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّْٓ‪ -‬نبذة عن مناقب الزىاد السبعة‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬ضمن اجلواىر العجيبة‪ ,‬مجع كتقدًن‪:‬‬
‫عبد السالـ العمراين‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طُ‪ُِْٓ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ْْٓ‪ -‬النبوات‪ ,‬البن تيمية‪ ,‬حتقيق‪ :‬عبد العزيز بن صاحل الطوياف‪ ,‬دار أضواء السلف‪ ,‬الرياض‪,‬‬
‫اململكة العربية السعودية‪ ,‬طُ‪َُِْ ,‬ىػ‪َََِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ْٓٓ‪ -‬نتائج األفكار في تخريج أحاديث األذكار‪ ,‬للحافظ ابن حجر العسقالين‪ ,‬دار ابن كثَت‪,‬‬
‫دمشق‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طِ‪ُِْٗ ,‬ىػ ََِٖـ‪.‬‬
‫ْٔٓ‪ -‬النجوـ الزاىرة في ملوؾ مصر والقاىرة‪ ,‬لألتابكي‪ ,‬نسخة مصورة عن طبعة دار الكتب‬
‫مع استدراكات كفهارس جامعة‪ْٖٕ -ُّٖ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ْٕٓ‪ -‬نزىة األلباء في طبقات األدباء‪ ,‬لألنبارم‪ ,‬حتقيق‪ :‬إبراىيم السامرائي‪ ,‬مكتبة املنار‪ ,‬الزرقاء‪,‬‬
‫األردف‪ ,‬طّ‪َُْٓ ,‬ىػ‪ُٖٗٓ ,‬ـ‪.‬‬
‫ْٖٓ‪ -‬نظرية االتصاؿ عند الصوفية‪ ,‬د‪ .‬سارة آؿ جلوم‪ ,‬جدة‪ ,‬دار املنارة‪ ,‬طُ‪ُُُْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ْٗٓ‪ -‬نظم الدرر في تناسب اآليات والسور‪ ,‬للبقاعي‪ ,‬دار الكتاب اإلسالمي‪ ,‬القاىرة‪.‬‬
‫َٓٓ‪ -‬نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب‪ ,‬وذكر وزيرىا لساف الدين بن الخطيب‪,‬‬
‫لشهاب الدين أمحد بن حممد املقرم التلمساين‪ ,‬حتقيق‪ :‬إحساف عباس‪ ,‬دار صادر‪ ,‬بَتكت‪.‬‬
‫ُٓٓ‪ -‬النفحة العلية في أوراد الشاذلية‪ ,‬لعبد القادر زكي‪ ,‬مكتبة املتنيب‪.‬‬
‫ِٓٓ‪ -‬نقض اإلماـ أبي سعيد عثماف بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على‬
‫اهلل عز وجل من التوحيد‪ ,‬أليب سعيد عثماف بن سعيد الدارمي‪ ,‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬رشيد بن حسن األملعي‪ ,‬مكتبة‬
‫الرشيد‪ ,‬الرياض‪ ,‬طُ‪ُٖٗٗ ,‬ـ‪.‬‬

‫ٓٔٗ‬
‫ّٓٓ‪ -‬نهاية األرب في معرفة أنساب العرب‪ ,‬ألمحد بن علي القلقشندم‪ ,‬دار الكتاب اللبنانيُت‬
‫بَتكت‪ ,‬طِ‪ََُْ ,‬ىػ ‪.‬‬
‫ْٓٓ‪ -‬نهاية األقداـ في علم الكالـ‪ ,‬للشهرستاين‪ ,‬حتقيق‪ :‬الفرد جيوـ‪ ,‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ,‬القاىرة‪.‬‬
‫ٓٓٓ‪ -‬النهاية في الفتن والمالحم‪ ,‬البن كثَت‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬لبناف‪ ,‬بَتكت‪ ,‬طُ‪,‬‬
‫َُْٖىػ‪ُٖٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ٔٓٓ‪ -‬النهاية في غريب الحديث واألثر‪ ,‬البن األثَت‪ ,‬حتقيق‪ :‬طاىر أمحد الزاكل‪ ,‬حممود حممد‬
‫الطناحي‪ ,‬املكتبة العلمية‪ ,‬بَتكت‪ُّٗٗ ,‬ىػ‪ُٕٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ٕٓٓ‪ -‬النوافح الغالية في األمداح السليمانية‪ ,‬لمدكف الاج السلمي‪ ,‬دراسة كحتقيق‪ :‬د‪ .‬أمحد‬
‫العراقي‪ ,‬منشورات كزارة األكقاؼ كالشؤكف اإلسالمية باململكة املغربية‪ُُِْ ,‬ىػ َََِـ‪.‬‬
‫ٖٓٓ‪ -‬النور البراؽ في ترجمة الشيخ محمد الحراؽ‪ ,‬﵀مد داكد‪ ,‬تطواف‪ ,‬املطبعة املهدية‪ُٖٗٔ ,‬ـ‪.‬‬
‫ٗٓٓ‪ -‬نيل االبتهاج بتطريز الديباج‪ ,‬للتنبكيت‪ ,‬دار الكتاب‪ ,‬طرابلس‪ ,‬ليبيا‪ ,‬طِ‪َََِ ,‬ـ‪.‬‬
‫َٔٓ‪ -‬نيل األوطار‪ ,‬للشوكاين‪ ,‬دار الديث‪ ,‬مصر‪ ,‬طُ‪ُُّْ ,‬ىػ‪ُّٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ُٔٓ‪ -‬ىداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى‪ ,‬البن قيم اجلوزية‪ ,‬دار ابن زيدكف‪ ,‬بَتكت‪,‬‬
‫لبناف‪ ,‬طُ‪َُُْ ,‬ىػ‪َُٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ِٔٓ‪ -‬ىدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنوف‪ ,‬إلمساعيل باشا‬
‫البغدادم‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ُُّْ ,‬ىػ‪.‬‬
‫ّٔٓ‪ -‬ىذه الصوفية‪ ,‬لعبد الرمحن الوكيل‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بَتكت‪ ,‬لبناف‪ ,‬طْ‪ُْٖٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ْٔٓ‪ -‬الوابل الصيب من الكلم الطيب‪ ,‬البن القيم‪ ,‬حتقيق‪ :‬سيد إبراىيم‪ ,‬دار الديث‪ ,‬القاىرة‪,‬‬
‫طّ‪ُٗٗٗ ,‬ـ‪.‬‬
‫ٓٔٓ‪ -‬الواسطة بين الحق والخلق‪ ,‬لتقي الدين أيب العباس أمحد بن عبد الليم بن عبد‬
‫السالـ بن عبد ا﵁ بن أيب القاسم بن حممد ابن تيمية الراين النبلي الدمشقي‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد بن مجيل زينو‪,‬‬
‫مطابع اجلامعة اإلسالمية‪ ,‬املدينة النبوية‪ ,‬اململكة العربية السعودية‪ ,‬طُ‪.‬‬
‫ٔٔٓ‪ -‬الوافي بالوفيات‪ ,‬لصالح الدين خليل بن أيبك الصفدم‪ ,‬اعتناء‪ :‬ىلموت ريًت‪ ,‬املعهد‬
‫األملاين لألْتاث الشرقية‪ ,‬بَتكت‪ُِْٗ ,‬ىػ‪ََِٖ ,‬ـ‪.‬‬
‫ٕٔٓ‪ -‬وفيات األعياف وأنباء أبناء الزماف‪ ,‬أليب العباس مشس الدين أمحد بن حممد بن أيب‬
‫بكر بن خلكاف‪ ,‬حتقيق‪ :‬إحساف عباس‪ ,‬دار صادر‪ ,‬بَتكت‪.‬‬
‫ٖٔٓ‪ -‬اليواقيت والجواىر في بياف عقيدة األكابر‪ ,‬لعبد الوىاب بن أمحد الشعراين‪ ,‬دار صادر‪,‬‬

‫ٔٔٗ‬
‫بَتكت‪ ,‬طُ‪ُِْْ ,‬ىػ‪ََِّ ,‬ـ‪.‬‬
‫ٗٔٓ‪ -‬يوسف وزليخا‪ ,‬لنور الدين عبد الرمحن اجلامي‪ ,‬ترمجة كتعليق‪ :‬عبد العزيز بقوش‪ ,‬اَّلس‬
‫األعلى للثقافة‪ ,‬القاىرة‪ََِِ ,‬ـ‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬المجالت العلمية‪:‬‬
‫َٕٓ‪ -‬إتحاؼ ذوي األلباب في قولو تعالى‪ :‬ﮋ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﯚ ﯛ ﯜ‬
‫ﯝﮊ‪ ,‬ملرعي بن يوسف الكرمي (تَُّّىػ)‪ ,‬دراسة كحتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد الرمحن بن عبد ا﵁‬
‫الًتكي‪ ,‬مستلة من جملة كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية‪ ,‬يونيو ََِٗـ‪.‬‬
‫ُٕٓ‪ -‬تاريخ الزوايا والطرقية بالمغرب‪ ,‬جملة أمل‪ ,‬عدد‪ ,ِّ ,ِِ ,‬السنة ََُِـ‪ ,‬صَِ‪,‬‬
‫مطبعة النجاح‪ ,‬الدار البيضاء‪ ,‬املغرب‪,‬‬
‫صالًح‬
‫والس َور‪ ,‬للجرجاين‪ ,‬دراسة كحتقيق‪ :‬كليد بن أمحد بن ى‬
‫ِٕٓ‪ -‬درج الدُّرر في تفسير اآلي ُّ‬
‫الي ىس ٍُت‪( ,‬الفاحتة كالبقرة)‪ ,‬كشاركو ُب بقية األجزاء‪ :‬إياد عبد اللطيف القيسي‪ ,‬جملة الكمة‪ ,‬بريطانيا‪ ,‬طُ‪,‬‬
‫ُِْٗىػ‪ََِٖ ,‬ـ‪.‬‬
‫ّٕٓ‪ -‬دعوة الحق‪ ,‬جملة شهرية تعٌت بالدراسات اإلسالمية كشؤكف الثقافة كالفكر‪ ,‬أسسها امللك‬
‫السنَّة الثانية كاخلمسوف‪ ,‬العدد ّٓٗ‪ ,‬ربيع الثاين‪ُُّْ ,‬ىػ‪ ,‬مطبعة األمنية‪ ,‬الرباط‪.‬‬
‫حممد اخلامس‪ُّ ,‬‬
‫ْٕٓ‪ -‬قوانين صوفية‪ ,‬البن عجيبة‪ ,‬حتقيق‪ :‬حسناء ابن عجيبة‪ ,‬كمهدية ابن عجيبة‪ْ ,‬تث مرقوـ‬
‫مبكتبة امللك عبد العزيز للعلوـ اإلسالمية كاإلنسانية‪ ,‬املغرب‪ ,‬الدار البيضاء‪ ,‬كىو ضمن جملة دعوة الق‪.‬‬
‫ٕٓٓ‪ -‬مساجد تطواف العتيقة وعناية الملوؾ العلويين بها‪ ,‬جملة دعوة الق‪ ,‬إلمساعيل اخلطيب‪,‬‬
‫كزارة األكقاؼ كالشؤكف اإلسالمية باململكة املغربية‪ ,‬العددَّٖ‪ ,‬صَِ‪ ,‬شواؿ ُُْٓىػ‪.‬‬
‫ابعا‪ :‬المخطوطات‪:‬‬
‫رً‬
‫ٕٔٓ‪ -‬آداب المريد والشيخ‪ ,‬أليب مدين شعيب بن السن األندلسي التلمساين‪ ,‬خزانة‪ ,‬تطواف‪,‬‬
‫ضمن جمموع رقم‪.َُٖٖ :‬‬
‫ٕٕٓ‪ -‬األدعية واألذكار الممحقة للذنوب واألوزار بالحيللة واالستغفار‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪,‬‬
‫خزانة تطواف‪ ,‬حتت رقم‪ ِْٕ :‬ؽ‪ .‬ـ‪.‬‬
‫ٖٕٓ‪ -‬أربعوف حديثًا في األصوؿ والفروع‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬اخلزانة العامة بالرباط‪ ,‬ضمن جمموع‬
‫حيمل رقم ِِٖٗد‪.‬‬
‫ٕٗٓ‪ -‬أزىار البستاف في طبقات العلماء والصلحاء األعياف‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬خزانة املكتبة‬
‫ٕٔٗ‬
‫الوطنية بالرباط‪ ,‬حتت رقم‪ِٖٔ :‬ؾ‪.‬‬
‫َٖٓ‪ -‬األنوار السنية في األذكار النبوية‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬خزانة تطواف رقم ّٖٓ‪.‬‬
‫ُٖٓ‪ -‬تفسير الفاتحة الصغير‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬دار الكتب املصرية‪ ,‬حتت رقمُّّّ‪.ُّٗٔ/‬‬
‫ِٖٓ‪ -‬حاشية على الجامع الصغير‪ ,‬للسيوطي‪ ,‬خزانة املكتبة الوطنية ُب الرباط‪ ,‬حتت رقم‪.ُُّٖ :‬‬
‫ّٖٓ‪ -‬رسائل في العقائد والصالة‪ ,‬ألمحد بن عجيبة‪ ,‬دار الكتب املصرية‪ ,‬القاىرة‪ ,‬حتت جماميع‬
‫شنقيطى ٕ‪.ْ/‬‬
‫ْٖٓ‪ -‬شورا الطوية في مذىب الصوفية‪ ,‬للعريب الدرقاكم‪ ,‬جمموعة رسائل العريب الدرقاكم خزانة‬
‫املكتبة الوطنية‪ ,‬الرباط‪ ,‬رقم‪ُٖٓٔ :‬د‪.‬‬
‫ٖٓٓ‪ -‬كنز األسرار ومعدف األخيار في مناقب موالنا العربي الدرقاوي‪ ،‬وبعض أصحابو‬
‫األخيار‪ ,‬﵀مد أيب زياف املعسكرم‪ ,‬خزانة املكتبة الوطنية بالرباط‪ ,‬حتت رقم‪ِّّٗ :‬د‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬المواقع اإللكترونية‪:‬‬
‫ً‬
‫ٖٔٓ‪ -‬ترمجة جلورج ساملوف عن طريق ىذا الرابط‪:‬‬
‫‪http: //www. aranthropos. com‬‬
‫ٕٖٓ‪ -‬موقع الطريقة الشاذلية الدرقاكية‪:‬‬
‫‪http: //www. shazly. com‬‬
‫ٖٖٓ‪ -‬موقع‪:‬‬
‫‪http: \\www. aljounaid. ma/article. aspx com.‬‬

‫ٖٔٗ‬
‫ا‬
‫ثاهٌا‪ :‬فهزس املىضىعات‬
‫المقدمة ‪ّ..................... ................................ ................................‬‬
‫أمهية املوضوع كأسباب اختياره‪ٕ.............................. ................................ :‬‬
‫أىدؼ البحث‪ٕ........................................... ................................ :‬‬
‫الدراسات السابقة‪ٕ......................................... ................................ :‬‬
‫خطة البحث‪ُُ ........................................... ................................ :‬‬
‫الصعوبات اليت كاجهت الباحث‪ُٓ .......................... ................................ :‬‬
‫منهج البحث‪ُٕ ........................................... ................................ :‬‬
‫الشكر كالتقدير ‪ُٖ .......................................... ................................‬‬
‫التمهيد‪ُِ .................. ................................ ................................ :‬‬
‫ترجمة ابن عجيبة ترجمة موجزة ‪ِّ .......................... ................................‬‬
‫أكال‪ :‬امسو كنسبو ككنيتو ‪ِّ ................................... ................................‬‬
‫ن‬
‫ثانينا‪ :‬كالدتو ‪ِٔ ............................................. ................................‬‬
‫ثالثنا‪ :‬نشأتو ‪ِٕ ............................................. ................................‬‬
‫ابعا‪ :‬طلبو للعلم ‪ِٖ ......................................... ................................‬‬‫رن‬
‫خامسا‪ :‬شيوخو ‪ِٗ .......................................... ................................‬‬
‫ن‬
‫سادسا‪ :‬تالميذه ‪ُّ ......................................... ................................‬‬
‫ن‬
‫سابعا‪ :‬مؤلفاتو ‪ِّ ........................................... ................................‬‬
‫ن‬
‫ثامننا‪ :‬كفاتو ‪ْٔ .............. ................................ ................................‬‬
‫إجماال ‪ْٖ ......................... ................................‬‬
‫ً‬ ‫التعريف بالطرؽ الصوفية‬
‫ُ‪ -‬الطريقة القادرية ‪ْٗ ...................................... ................................‬‬
‫ِ‪ -‬الطريقة الشاذلية ‪َٓ ..................................... ................................‬‬
‫ّ‪ -‬الطريقة النقشبندية ‪ُٓ ................................... ................................‬‬
‫ْ‪ -‬الطريقة الرفاعية ‪ُٓ ...................................... ................................‬‬
‫ٓ‪ -‬الطريقة البكتاشية ‪ِٓ .................................... ................................‬‬
‫ٔ‪ -‬الطريقة التجانية ‪ّٓ ...................................... ................................‬‬

‫ٗٔٗ‬
‫ٕ‪ -‬الطريقة اجلزكلية ‪ّٓ ...................................... ................................‬‬
‫ٖ‪ -‬الطريقة العيساكية ‪ْٓ .................................... ................................‬‬
‫ٗ‪ -‬الطريقة التباغية ‪ٓٓ ...................................... ................................‬‬
‫َُ‪ -‬الطريقة الغزكانية ‪ٓٓ .................................... ................................‬‬
‫ُُ‪ -‬الطائفة الناصرية ‪ٓٔ .................................... ................................‬‬
‫مصادر التلقي عند ابن عجيبة ‪ٕٓ ............................................‬‬ ‫الباب األوؿ‪:‬‬
‫الفصل األوؿ‪ :‬الكتاب كالسنة ‪ٓٗ .............................. ................................‬‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬الكتػػاب ‪ُٔ .................................... ................................‬‬
‫أكال‪ :‬مسألة‪ :‬تقسيم الدين إىل حقيقة كشريعة كأدلتو عليها ‪ٕٔ ....................................‬‬ ‫ن‬
‫النيب ىو كاضع علم القيقة كالشريعة ‪ِٖ ......................................‬‬ ‫ثانينا‪ :‬زعمو أف يب‬
‫‪ّٖ .............................................‬‬ ‫عمرر‬
‫مر‬‫ىل عم‬
‫عم‬ ‫ثالثنا‪ :‬استداللو بالقوؿ املنسوب إىل‬
‫ابعا‪ :‬استداللو باآليات على مسألة التفسَت الرُب اإلشارم لدل الصوفية‪ ,‬كالتفسَت الباطٍت ‪ْٖ .......‬‬
‫رن‬
‫فسر الركاسي باألبداؿ ُب قولو تعاىل‪ :‬ﮋﭑ ﭒ ﭓ‬
‫خامسا‪ :‬استداللو بالكتاب‪ ,‬كذلك عندما َّ‬
‫ن‬
‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﮊ ‪ِٗ ..................................‬‬
‫السنَّة ‪ٗٔ ....................................... ................................‬‬‫المبحث الثاني‪ُّ :‬‬
‫السنَّة ليست يقينيَّة‪ ,‬بل ظنيَّة ‪ٗٔ .....................................‬‬
‫اجلهة األكىل‪ :‬أدلة الكتاب ك ُّ‬
‫اجلهة الثانية‪ :‬أخبار اآلحاد تيقبل ُب أبواب األعماؿ دكف االعتقاد ‪ٗٗ ..............................‬‬
‫السنَّة على كحدة الوجود ‪َُّ ....................................‬‬‫اجلهة الثالثة‪ :‬استداللو بصحيح ُّ‬
‫اجلهة الرابعة‪ :‬االحتجاج باألحاديث الضعيفة كاملوضوعة ‪َُْ ....................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املصادر الصوفية ُب التلقٍّي ‪ُُُ .................. ................................‬‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬الكشف ‪ُُّ .................................. ................................‬‬
‫أكال‪ :‬معٌت الكشف ُب اللغة ‪ُُّ ............................. ................................‬‬‫ن‬
‫ثانينا‪ :‬معناه ُب االصطالح ‪ُُّ ............................... ................................‬‬
‫ثالثنا‪ :‬تعريفو عند ابن عجيبة ‪ُُّ ............................. ................................‬‬
‫ابعا‪ :‬ذكره للعلوـ الغيبية اليت حتصل عن طريق الكشف ‪ُُٖ .....................................‬‬
‫رن‬
‫خامسا‪ :‬طريق حصوؿ الكشف عند ابن عجيبة ‪ُِّ ...........................................‬‬ ‫ن‬

‫َٕٗ‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الذكؽ ‪ُُْ ................................... ................................‬‬
‫أكال‪ :‬معٌت الذكؽ ُب اللغة ‪ُُْ ............................... ................................‬‬
‫ن‬
‫ثانينا‪ُ :‬ب اصطالح الصوفية ‪ُُْ .............................. ................................‬‬
‫أساس ملعرفة التوحيد عند ابن عجيبة ‪ُُٓ .................................‬‬
‫ثالثنا‪ :‬الذكؽ كالوجداف ه‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الوجد ‪ُٕٓ ................................... ................................‬‬
‫أكال‪ :‬معٌت الوجد ُب اللغة ‪ُٕٓ ............................... ................................‬‬
‫ن‬
‫ثانينا‪ :‬معٌت الوجد عند الصوفية ‪ُٕٓ .......................... ................................‬‬
‫ثالثنا‪ :‬أدلة ابن عجيبة على الوجد ‪ُٔٔ ........................ ................................‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬الرؤل كالكايات ‪ُِٕ .......................... ................................‬‬
‫أكال‪ :‬الرؤل ‪ُِٕ ............................................ ................................‬‬
‫ن‬
‫ثانينا‪ :‬الكايات ‪ُِٖ ........................................ ................................‬‬
‫‪ُٗٔ ............................................‬‬ ‫المبحث الخامس‪ :‬دعول التلقي عن اخلضر‬
‫أنيب ىو أـ كيل ‪ُٗٔ .......................................‬‬
‫ٌّ‬ ‫اخلضرر‬
‫ضر‬‫أكال‪ :‬رأم ابن عجيبة ُب خلض‬
‫خلض‬ ‫ن‬
‫حي كأنو خاطبو ‪ُٗٗ .....................................‬‬
‫ٌّ‬ ‫اخلضرر‬
‫ضر‬ ‫أف خلض‬
‫خلض‬ ‫ثانينا‪ :‬زعم ابن عجيبة َّ‬
‫الثاني‪ :‬آراء ابن عجيبة ُب أصوؿ اإلدياف كمسائلو ‪َِٕ ...............................‬‬ ‫الباب‬
‫الفصل األوؿ‪ :‬آراؤه ُب اإلدياف با﵁ ‪َِٗ ........................ ................................‬‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬مسائل الربوبية ‪ُُِ ............................. ................................‬‬
‫أكال‪ :‬تعريف التوحيد ُب اللغة ‪ُُِ ............................ ................................‬‬‫ن‬
‫اصطالحا ‪ُُِ .......................... ................................‬‬
‫ن‬ ‫ثانينا‪ :‬تعريف التوحيد‬
‫ثالثنا‪ :‬تعريف توحيد الربوبية ُب اللغة كاالصطالح ‪ُِِ ...........................................‬‬
‫ابعا‪ :‬تعريف ابن عجيبة لتوحيد الربوبية لغة ‪ُِْ ............... ................................‬‬
‫رن‬
‫اصطالحا ‪ُِْ ....................... ................................‬‬
‫ن‬ ‫خامسا‪ :‬تعريف التوحيد‬
‫ن‬
‫سادسا‪ :‬تقسيم التوحيد عند ابن عجيبة ‪ِِِ ................... ................................‬‬
‫ن‬
‫سابعا‪ :‬الشرؾ ُب الربوبية ‪ُِّ ................................ ................................‬‬
‫ن‬
‫ثامننا‪ :‬طريقة ابن عجيبة ُب إثبات دالئل توحيد الربوبية ‪ِّٓ ......................................‬‬
‫سر ال ديكن و‬
‫ألحد معرفتو كلو ظهر ألبيح دـ من أظهره ِّٗ‬ ‫تاسعا‪ :‬زعم ابن عجيبة أف التوحيد اخلاص ٌّ‬
‫ن‬

‫ُٕٗ‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مسائل األمساء كالصفات ‪ِِْ .................... ................................‬‬
‫أكال‪ :‬تعريف االسم كالصفة لغةن ‪ِِْ .......................... ................................‬‬
‫ن‬
‫اصطالحا ‪ِّْ ...........................................‬‬
‫ن‬ ‫ثانينا‪ :‬تعريف توحيد األمساء كالصفات‬
‫السنَّة كاجلماعة ُب أمساء ا﵁ كصفاتو ‪ِْْ ......................................‬‬
‫ثالثنا‪ :‬معتقد أىل ُّ‬
‫السنَّة كاجلماعة ُب باب أمساء ا﵁ كصفاتو ‪ِْٓ .....‬‬
‫ابعا‪ :‬األسس الثالثة اليت يرتكز عليها معتقد أىل ُّ‬
‫رن‬
‫العلى ‪ِْٓ .........................................‬‬
‫خامسا‪ :‬موقفو من أمساء ا﵁ السٌت كصفاتو ي‬
‫ن‬
‫أكال‪ :‬آراؤه ُب أمساء ا﵁ ‪ ‬اليسٌت ‪ِْٔ ................... ................................‬‬
‫ن‬
‫أ‪ :‬طريقتو ُب إثبات األمساء السٌت ‪ِْٔ ....................... ................................‬‬
‫ب‪ :‬شرح ابن عجيبة أمساء ا﵁ السٌت مبا يوافق معتقده األشعرم ‪ِْٖ .............................‬‬
‫السنَّة ‪ِٓٔ ........................................‬‬
‫ج‪ :‬تسميتو ﵁‪ ‬مبا َل يرد ُب الكتاب ك ُّ‬
‫املسمى كموقف ابن عجيبة منها ‪ِٖٓ ...........................................‬‬
‫مسألة‪ :‬االسم ك َّ‬
‫ثانينا‪ :‬آراؤه ُب صفات ا﵁ تعاىل ‪ِْٔ .......................... ................................‬‬
‫أ‪ -‬تقسيم الصفات كطريقتو ُب إثباهتا ‪ِْٔ ..................... ................................‬‬
‫ب‪ -‬تأكيالتو ُب باب الصفات ‪ُِٕ .......................... ................................‬‬
‫ج ‪ -‬التفصيل ُب النفي مع ذكر األلفاظ اَّملة ‪ُّٓ ............................................‬‬
‫د‪ -‬قولو باَّاز ُب األمساء كالصفات ‪ِّّ ...................... ................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مسائل األلوىية ‪ِّٔ ........................... ................................‬‬
‫اصطالحا ‪ِّٔ ...................... ................................‬‬
‫ن‬ ‫أكال‪ :‬تعريف األلوىية لغةن ك‬
‫ن‬
‫ثانينا‪ :‬معٌت اإللو عند ابن عجيبة ‪ِّٕ ......................... ................................‬‬
‫ثالثنا‪ :‬معٌت توحيد األلوىية ‪ِّٗ ............................... ................................‬‬
‫ثالثنا‪ :‬معٌت ال إلو إال ا﵁ ‪ّّٕ ................................ ................................‬‬
‫ابعا‪ :‬أعلى درجات التوحيد عند ابن عجيبة ‪ّّٖ ............... ................................‬‬
‫رن‬
‫خامسا‪ :‬العبادة ‪َّْ ........................................ ................................‬‬
‫ن‬
‫سادسا‪ :‬موقف ابن عجيبة من بدع الصوفية ُب توحيد العبادة ‪ّْٕ ................................‬‬
‫ن‬
‫عاشرا‪ :‬الشرؾ ُب األلوىية ‪َِْ ............................... ................................‬‬
‫ن‬

‫ِٕٗ‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آراؤه ُب اإلدياف باملالئكة ‪ُِْ .................... ................................‬‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬معٌت اإلدياف باملالئكة ‪ِِْ ....................... ................................‬‬
‫أكال‪ :‬تعريف املالئكة لغةن ‪ِِْ ................................ ................................‬‬ ‫ن‬
‫شرعا ‪ِّْ .............................. ................................‬‬
‫ثانينا‪ :‬تعريف املالئكة ن‬
‫ثالثنا‪ :‬رأيو ُب معٌت اإلدياف باملالئكة ‪ِْْ ....................... ................................‬‬
‫ابعا‪ :‬قدرهتم على ُّ‬
‫التشكل‪ ,‬أك التمثُّل ‪ِْٔ .................... ................................‬‬ ‫رن‬
‫خامسا‪ :‬عددىم ‪ِْٖ ....................................... ................................‬‬ ‫ن‬
‫سادسا‪ :‬أعماهلم ‪ِْٗ ....................................... ................................‬‬‫ن‬
‫المبحث الثاني‪ :‬خلق املالئكة ‪ّْٔ .............................. ................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬املفاضلة بُت املالئكة كصالي البشر ‪ُْْ .........................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬آراؤه ُب اإلدياف بالكتب ‪ْْٓ .................. ................................‬‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬تعريف الكتب ‪ْْٕ ............................. ................................‬‬
‫أكال‪ :‬الكتب لغةن ‪ْْٕ ....................................... ................................‬‬
‫ن‬
‫شرعا ‪ْْٕ ..................................... ................................‬‬
‫ثانينا‪ :‬الكتب ن‬
‫المبحث الثاني‪ :‬منزلة اإلدياف بالكتب من اإلدياف ‪ْْٖ .............................................‬‬
‫أكال‪ :‬رأم ابن عجيبة ُب الكتب املتقدٍّمة ‪ُْٓ .................. ................................‬‬ ‫ن‬
‫ثانينا‪ :‬استدالؿ ابن عجيبة على اإلدياف بالكتب ‪ِْٓ ............................................‬‬
‫ثالثنا‪ :‬اإلدياف بالقرآف الكرًن كمنزلتو ‪ْٓٓ ....................... ................................‬‬
‫ابعا‪ :‬كجوه إعجاز القرآف ‪ْٓٗ ............................... ................................‬‬ ‫رن‬
‫يب إىل أف يرث ا﵁ األرض كمن عليها‪ّْٔ .......................... .‬‬ ‫خامسا‪ :‬القرآف معجزة النيب‬
‫ن‬
‫سادسا‪ :‬تفاضل آيات القرآف ‪ْٔٓ ............................ ................................‬‬ ‫ن‬
‫السابقة ‪ْٕٔ ........................... ................................‬‬
‫سابعا‪ :‬حتريف الكتب َّ‬ ‫ن‬
‫الفصل الرابع‪ :‬آراؤه ُب اإلدياف بالرسل كاألنبياء ‪ُْٕ ..............................................‬‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬اإلدياف بالرسل كاألنبياء ن‬
‫عموما ‪ّْٕ ............... ................................‬‬
‫الرسوؿ ُب اللغة ‪ّْٕ ....................... ................................‬‬ ‫أكال‪ :‬تعريف النَّيب ك َّ‬
‫ن‬
‫الرسوؿ ُب الشَّرع كالفرؽ بينهما ‪ْْٕ .........................................‬‬ ‫ثانينا‪ :‬تعريف النَّيب ك َّ‬
‫السالـ‪ً -‬كِبى حتصل النُّبيػ َّوة ‪ْٕٕ .......‬‬
‫الرسل كاألنبياء ‪-‬عليهم َّ‬
‫ثالثنا‪ :‬رأيو فيما جيب كيستحيل ُب ىح ٍّق ُّ‬
‫ّٕٗ‬
‫كذكر ما جاء ُب خصائصو ‪ِْٖ ....................................‬‬ ‫حممد‬
‫مد‬‫َّيب َّ‬
‫ابعا‪ :‬اإلدياف بالن ٍّ‬
‫رن‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الفرؽ بُت النيب كالويل ‪ّْٗ ....................... ................................‬‬
‫أكال‪ :‬تعريف الويل ُب اللُّغة كاالصطالح ‪ّْٗ ................... ................................‬‬ ‫ن‬
‫الويل كالنَّيب ‪ّْٗ ...................... ................................‬‬
‫ثانينا‪ :‬رأم ابن عجيبة ُب ٍّ‬
‫المبحث الثالث‪ :‬عقيدتو ُب الرسوؿ حممد ‪َٓٗ ............... ................................‬‬
‫ا﵀مدية ‪َٓٗ .................... ................................‬‬
‫يسمى بالقيقة َّ‬‫أكال‪ :‬رأيو فيما َّ‬
‫ن‬
‫حممد ‪ُٖٓ ...................................‬‬ ‫أف الكوف يخلً ىق من أجل َّ‬
‫ٍم ابن عجيبة َّ‬
‫ثانينا‪ :‬رأ ي‬
‫‪ِِٓ .............................‬‬ ‫ثالثنا‪ :‬تقسيم ابن عجيبة للنَّاس ُب طريقة صالهتم على النيب‬
‫يب‬
‫الفصل الخامس‪ :‬آراؤه ُب اإلدياف باليوـ اآلخر ‪ِٓٓ ..............................................‬‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬أشراط الساعة ‪ِٕٓ ............................. ................................‬‬
‫أكال‪ :‬تعريف األشراط ُب اللغة ‪ِٕٓ ........................... ................................‬‬ ‫ن‬
‫ثانينا‪ :‬تعريفها ُب الشَّرع ‪ِٖٓ ................................. ................................‬‬
‫الساعة ‪ِٖٓ ...................... ................................‬‬
‫ثالثنا‪ :‬تقسيم العلماء ألشراط َّ‬
‫ابعا‪ :‬كقت قياـ الساعة ‪ِٓٗ ................................. ................................‬‬‫رن‬
‫ابعا‪ :‬رأيو فيما قيل ُب حتديد عمر الدنيا‪ِّٓ ................. ................................ .‬‬
‫رن‬
‫خامسا‪ :‬أشراط الساعة الصغرل ‪ّّٓ ......................... ................................‬‬‫ن‬
‫سادسا‪ :‬أشراط الساعة الكربل ‪ّٓٔ .......................... ................................‬‬‫ن‬
‫ً‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أحواؿ اليوـ اآلخر ‪ٓٓٓ ......................... ................................‬‬
‫أكال‪ :‬تعريف اليوـ اآلخر ‪ٓٓٓ ................................ ................................‬‬ ‫ن‬
‫ثانينا‪ :‬معٌت اإلدياف باليوـ اآلخر ‪ٓٓٔ .......................... ................................‬‬
‫ثالثنا‪ :‬فتنة القرب ‪ٕٓٓ ........................................ ................................‬‬
‫ابعا‪ :‬النَّفخ ُب الصور كالصعق ‪َٓٔ ........................... ................................‬‬
‫رن‬
‫خامسا‪ :‬الشر كأىل املوقف ‪ٓٔٓ ............................ ................................‬‬‫ن‬
‫سادسا‪ :‬امليزاف كالساب ‪َٕٓ ................................ ................................‬‬
‫ن‬
‫سابعا‪ :‬الصراط ‪ْٕٓ ........................................ ................................‬‬‫ن‬
‫ثامننا‪ :‬حقيقة الركح كعالقتها بوحدة الوجود عند ابن عجيبة‪ٕٓٔ ................................ :‬‬
‫تاسعا‪ :‬عالقتها بوحدة الوجود ‪ُٖٓ ........................... ................................‬‬
‫ن‬

‫ْٕٗ‬
‫المبحث الثالث‪ :‬اجلىنَّة كالنَّار ‪ّٖٓ ............................... ................................‬‬
‫أكال‪ :‬اجلىنَّة كالنار خملوقتاف موجودتاف ‪ّٖٓ ...................... ................................‬‬
‫ن‬
‫ثانينا‪ :‬اجلنة كالنار ال تفنياف ‪ٖٓٓ .............................. ................................‬‬
‫ثالثنا‪ :‬مكاف اجلنَّة ‪ٖٓٓ ...................................... ................................‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬آراؤه ُب اإلدياف بالقدر ‪ٖٕٓ ................... ................................‬‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬معٌت القدر كمراتبو ‪ٖٓٗ ......................... ................................‬‬
‫أكال‪ :‬تعريف القدر ‪ٖٓٗ ..................................... ................................‬‬‫ن‬
‫ثانينا‪ :‬تعريف القضاء ‪َٓٗ .................................... ................................‬‬
‫ثالثنا‪ :‬تعريف ابن عجيبة ‪ُٓٗ ................................. ................................‬‬
‫ابعا‪ :‬مراتب القدر ‪ُٓٗ ..................................... ................................‬‬‫رن‬
‫خامسا‪ :‬املخالفات العقدية اليت َّقررىا ابن عجيبة ُب مسائل القدر ‪ٓٗٓ ...........................‬‬
‫ن‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أفعاؿ العباد ‪ُٖٔ ............................... ................................‬‬
‫أكال‪ :‬مفهوـ الكسب عند األشاعرة‪ ,‬كمقصود ابن عجيبة من قولو‪( :‬ال فاعل إال ا﵁) ‪ُٖٔ ...........‬‬ ‫ن‬
‫السنَّة كإمجاع السلف على َّ‬
‫أف العباد فاعلوف حقيقة‪ ,‬كا﵁ خالق أفعاهلم ‪ِٔٔ .....‬‬ ‫ثانينا‪ :‬داللة الكتاب ك ُّ‬
‫السنَّة كاجلماعة من أفعاؿ العباد ‪ِٖٔ ..........................................‬‬
‫ثالثنا‪ :‬موقف أىل ُّ‬
‫المبحث الثالث‪ :‬املشيئة كاإلرادة ‪ِٔٗ ............................ ................................‬‬
‫أكال‪ :‬اإلرادة الكونية القدريَّة ‪َّٔ ............................. ................................‬‬
‫ن‬
‫أكال‪ :‬اإلرادة الدينيَّة الشرعيَّة ‪َّٔ ............................. ................................‬‬
‫ن‬
‫الفصل السابع‪ :‬آراؤه ُب مسائل اإلدياف ‪ّٔٓ ...................... ................................‬‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬مفهوـ اإلدياف كالفرؽ بينو كبُت اإلسالـ ‪ّٕٔ .......................................‬‬
‫أكال‪ :‬تعريف اإلدياف ُب اللغة ‪ّٕٔ ............................. ................................‬‬
‫ن‬
‫ثانينا‪ :‬تعريف اإلدياف ُب الشرع ‪ّٖٔ ........................... ................................‬‬
‫ثالثنا‪ :‬تعريف ابن عجيبة لإلدياف‪ ,‬كحقيقة العمل فيو ‪ّٔٗ .........................................‬‬
‫ابعا‪ :‬الفرؽ بُت اإلدياف كاإلسالـ ‪ْْٔ ......................... ................................‬‬
‫رن‬
‫المبحث الثاني‪ :‬زيادة اإلدياف كنقصانو ‪ِٔٓ ....................... ................................‬‬
‫أكال‪ :‬أدلة زيادة اإلدياف كنقصانو من القرآف ‪ِٔٓ ................ ................................‬‬ ‫ن‬
‫ثانينا‪ :‬أدلَّة زيادة اإلدياف كنقصانو من ُّ‬
‫السنَّة ‪ّٔٓ ................ ................................‬‬

‫ٕٓٗ‬
‫ثالثنا‪ :‬رأم ابن عجيبة ُب زيادة اإلدياف كنقصانو ‪ٔٓٔ .............................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬حكم مرتكب الكبَتة ‪ٔٓٗ ...................... ................................‬‬
‫أكال‪ :‬تقسيم الذنوب إىل كبائر كصغائر ‪ٔٓٗ .................... ................................‬‬‫ن‬
‫السنَّة على ذلك ‪ٔٓٗ ..................... ................................‬‬
‫ثانينا‪ :‬أدلة الكتاب ك ُّ‬
‫ثالثنا‪ :‬حد الكبَتة كحصرىا ‪َٔٔ .............................. ................................‬‬
‫ابعا‪ :‬حكم مرتكب الكبَتة ‪ٔٔٔ ............................. ................................‬‬ ‫رن‬
‫الثالث‪ :‬آراء ابن عجيبة الصوفية ‪ٔٔٗ ................ ................................‬‬ ‫الباب‬
‫الفصل األوؿ‪ :‬املريد كالشيخ ‪ُٕٔ .............................. ................................‬‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬مفهوـ املريد كالشيخ ‪ّٕٔ ........................ ................................‬‬
‫أكال‪ :‬مفهوـ املريد كالشيخ ‪ّٕٔ ............................... ................................‬‬
‫ن‬
‫ثانينا‪ :‬أمور جيب على املريد أف يسلكها ‪ٕٔٓ ................... ................................‬‬
‫جترد املريد عن املاؿ ‪ٕٔٗ ............................... ................................‬‬
‫ثالثنا‪ُّ :‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الصلة بُت املريد كالشيخ ‪ٖٔٔ ..................... ................................‬‬
‫التامة كالتعظيم املفرط ‪ٖٔٔ ....................... ................................‬‬
‫أكال‪ :‬الطاعة َّ‬‫ن‬
‫ثانينا‪ :‬طريقة تأسيس العالقة بُت املريد كالشيخ ‪ْٔٗ .............. ................................‬‬
‫ثالثنا‪ :‬آداب املريد مع شيخو ‪ٕٔٗ ............................. ................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الواليػػة كالكرامػػة ‪َُٕ ........................... ................................‬‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬الوالية كمراتب األكلياء ‪َّٕ ...................... ................................‬‬
‫أكال‪ :‬تعريف الوالية ‪َّٕ ..................................... ................................‬‬ ‫ن‬
‫ثانينا‪ :‬تعريف الويل ‪َّٕ ...................................... ................................‬‬
‫ثالثنا‪ :‬أسباب حصوؿ الوالية ‪َٕٖ ............................. ................................‬‬
‫ابعا‪ :‬ىز ىعم َّ‬
‫أف الويل يرث النَّيب ‪ُُٕ ........................... ................................‬‬ ‫رن‬
‫خامسا‪ :‬أقساـ الوالية ‪ُّٕ .................................. ................................‬‬ ‫ن‬
‫سرا من األسرار‪ُٕٓ ......................................... .‬‬
‫سادسا‪ :‬إخفاء الوالية كأف تكوف ًّ‬ ‫ن‬
‫سابعا‪ :‬مراتب األكلياء ‪ُٕٗ .................................. ................................‬‬ ‫ن‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الكرامة كأقسامها ‪ِٕٖ .......................... ................................‬‬
‫أكال‪ :‬تعريف الكرامة ُب اللغة ‪ِٕٖ ............................ ................................‬‬
‫ن‬
‫ٕٔٗ‬
‫ثانينا‪ :‬تعريف الكرامة ُب االصطالح ‪ِٕٖ ...................... ................................‬‬
‫ثالثنا‪ :‬تعريف الكرامة عند الصوفية ‪ِٕٗ ........................ ................................‬‬
‫ابعا‪ :‬أقساـ الكرامات ‪ّٕٕ .................................. ................................‬‬
‫رن‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اللوؿ كاالحتاد ككحدة الوجود ‪ّْٕ .............. ................................‬‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬اللوؿ كاالحتاد ‪ْٕٓ ............................ ................................‬‬
‫أكال‪ :‬تعريف اللوؿ كاالحتاد‪ْٕٓ ............................ ................................ .‬‬
‫ن‬
‫ثانينا‪ :‬موقفو من اللوؿ كاالحتاد ‪ْٕٔ .......................... ................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬كحدة الوجود ‪ِٕٓ .............................. ................................‬‬
‫أكال‪ :‬معٌت كحدة الوجود ُب اللغة ‪ِٕٓ ......................... ................................‬‬‫ن‬
‫اصطالحا ‪ِٕٓ ...................... ................................‬‬
‫ن‬ ‫ثانينا‪ :‬معٌت كحدة الوجود‬
‫املعُت‪ْٕٓ ............................ .‬‬
‫بأف كجود ا﵁ ‪ ‬ىو الوجود املطلق ك َّ‬ ‫الثانية‪ :‬القائلوف َّ‬
‫بأم كجو ‪ٕٓٓ .........................................‬‬
‫الثالثة‪ :‬القائلوف ما ىٍبَّ غَت ا﵁‪ ,‬كال سول ٍّ‬
‫ثالثنا‪ :‬أمساء كحدة الوجود كما بيَّنها ابن عجيبة ‪ٕٓٔ .............................................‬‬
‫ابعا‪ :‬شبهات ابن عجيبة للداللة على كحدة الوجود ‪َٕٔ .......................................‬‬ ‫رن‬
‫خامسا‪ :‬حكم من اعتقد كحدة الوجود ‪ّٕٔ ................... ................................‬‬ ‫ن‬
‫الفصل الرابع‪ :‬األح ػواؿ كاملقامػػات ‪ٕٕٔ ........................ ................................‬‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬األحواؿ ‪ٕٔٗ .................................. ................................‬‬
‫أكال‪ :‬تعريف الاؿ ُب اللغة كاالصطالح ‪ٕٔٗ ................... ................................‬‬‫ن‬
‫ثانينا‪ :‬أمثلة على األحواؿ ‪ٕٕٓ ................................ ................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬املقامات ‪ْٕٖ .................................. ................................‬‬
‫أكال‪ :‬تعريف املقاـ ‪ْٕٖ ...................................... ................................‬‬
‫ن‬
‫ثانينا‪ :‬تعيُت املقامات كاألحواؿ ‪ٕٖٓ ........................... ................................‬‬
‫ثالثنا‪ :‬أمثلة على املقامات ‪ٕٖٖ ............................... ................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الصلة بُت األحواؿ كاملقامات ‪ٕٗٗ ............... ................................‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬موقفو من أعالـ الصوفية كطرقها كأثره على من بعده ‪َُٖ .......................‬‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬موقفو من أعالـ الصوفية ‪َّٖ .................... ................................‬‬

‫ٕٕٗ‬
‫المبحث الثاني‪ :‬موقفو من طرقها ‪َُٖ ........................... ................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أثره على من بعده ‪ُٖٓ ......................... ................................‬‬
‫أ‪ -‬أثره على من خلفو ُب الطريقة ‪ُٖٓ ........................ ................................‬‬
‫ب‪ -‬أثره على أسرتو ‪ُٖٔ .................................... ................................‬‬
‫ج‪ -‬أثره على من بعده ُب العصر الاضر ‪ِِٖ ................. ................................‬‬
‫د‪ -‬امتداد الطريقة الدرقاكية‪ِّٖ ............................ ................................ .‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬التعريف بالطريقة الدرقاكية‪ ,‬كدكره ُب تأسيسها كموقف علماء أىل السنة منها ‪ِٖٓ ..‬‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬التعريف بالطريقة الدرقاكية ‪ِٖٕ .................. ................................‬‬
‫أ‪ -‬التعريف بالطريقة الدرقاكية كسبب تسميتها ‪ِٖٕ .............................................‬‬
‫ب‪ -‬الطريقة الدرقاكية كانتشارىا ‪ّّٖ ......................... ................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دكره ُب تأسيسها ‪ّٖٖ .......................... ................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬موقف أعالـ ُّ‬
‫السنَّة من الطريقة الدرقاكية ‪ُْٖ .....................................‬‬
‫السنَّة من من الطريقة الدرقاكية‪ُْٖ ................ ................................ :‬‬
‫موقف أعالـ ُّ‬
‫السنَّة ىم األشاعرة)‪ّْٖ .......................... :‬‬ ‫السنَّة من قوؿ ابن عجيبة َّ‬
‫(إف أىل ُّ‬ ‫موقف أعالـ ُّ‬
‫الخاتمة ‪ْٖٕ .................. ................................ ................................‬‬
‫التوصيات ‪ِٖٓ ................ ................................ ................................‬‬
‫المالحق ‪ّٖٓ ................. ................................ ................................‬‬
‫الفهارس العلمية ‪ّٖٔ .......................................... ................................‬‬
‫أوال‪ :‬فهرس اآليات القرآنية ‪ٖٔٓ ............................. ................................‬‬
‫ً‬
‫ثانيًا‪ :‬فهرس األحاديث كاآلثار ‪ٖٖٗ ........................... ................................‬‬
‫ثالثًا‪ :‬فهرس األعالـ املًتجم هلم ‪َٗٗ .......................... ................................‬‬
‫ابعا‪ :‬فهرس املصطلحات كالغريب ‪ُٕٗ ....................... ................................‬‬
‫رً‬
‫خامسا‪ :‬فهرس األماكن كالبلداف ‪ِّٗ ......................... ................................‬‬
‫ً‬
‫سادسا‪ :‬فهرس الفرؽ كاملذاىب ‪ِٗٔ .......................... ................................‬‬
‫ً‬
‫سابعا‪ :‬فهرس املصادر كاملراجع ‪ِٕٗ ........................... ................................‬‬
‫ً‬
‫ثامنًا‪ :‬فهرس املوضوعات ‪ٗٔٗ ................................ ................................‬‬

‫ٖٕٗ‬

You might also like