Professional Documents
Culture Documents
وﻗﺪ ﺟﮭﺮت ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑﻀﺮورة ﺗﻜﺜﯿﻒ اﻟﺠﮭﻮد ﻟﺘﻤﻜﯿﻦ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻗﺒﺎﺋﻞ
زواوة ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺨﺼﻮص وﻟﻔﺼﻠﮭﺎ ﻋﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺑﻼد اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،وذﻟﻚ ﯾﺮﺟﻊ ﻓﻲ ﻧﻈﺮي ﻟﻤﺎ
رأﺗﮫ ﻣﻦ ﺻﻼﺑﺔ أھﻞ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ دﯾﻨﮭﻢ وأرﺿﮭﻢ وﺣﺮﯾﺘﮭﻢ ﺣﯿﺚ أﻧﮭﺎ ﻟﻢ ﺗﺤﻜﻢ
ﺳﯿﻄﺮﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ زواوة إﻻ ﻋﺎم 1857م واﻟﺜﻮرات ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن
ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺗﺨﻮﻓﺖ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﯿﺮھﺎ ،ﻓﻘﺪ رأت أھﻠﮭﺎ ﻗﺪ اﺳﺘﺠﺎﺑﻮا ﻟﻨﺪاء اﻟﺪاي
ﺣﺴﯿﻦ وداﻓﻌﻮا ﻋﻦ اﻟﺠﺰاﺋﺮ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺳﺎﻧﺪوا اﻷﻣﯿﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﻓﻲ ﺟﮭﺎده اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ
ﻋﺎم 1837م إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ 1846م ،وﺳﺎﻧﺪوا ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺜﻮرات اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ ﻛﺜﻮرة اﻟﺸﺮﯾﻒ ﺳﻲ
ﻣﺤﻤﺪ اﻟﮭﺎﺷﻤﻲ )ت (1849وﺛﻮرة اﻟﺸﺮﯾﻒ ﺑﻮ ﺑﻐﻠﺔ )ت (1854وﺛﻮرة ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺘﻄﺮاوي
)ت (1855وﻓﺎطﻤﺔ ﻧﺴﻮﻣﺮ )أﺳﺮت ﻋﺎم ،(1857وﺛﻮرة اﻟﻤﻘﺮاﻧﻲ )ت.(1871
وھﺬا ﺧﻼﻓﺎ ﻟﺘﺤﻠﯿﻼت اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﯿﻦ اﻟﻤﻌﻠﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻋﻢ أﻧﮭﻢ ﻻﺣﻈﻮا ﻓﻲ أھﻞ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺳﮭﻮﻟﺔ
اﻻﻧﺪﻣﺎج وﺿﻌﻒ اﻟﺘﺪﯾﻦ ،ﻟﺬﻟﻚ طﻤﻌﻮا ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺘﮭﻢ وﺳﻠﺨﮭﻢ ﻋﻦ ھﻮﯾﺘﮭﻢ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
واﻟﻌﺮﺑﯿﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﯿﺮھﻢ.
وﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﻦ آﺛﺎر ھﺬا اﻟﺘﺨﻮف ﺗﺮﻛﯿﺰ ﺣﻤﻼت اﻟﺘﻨﺼﯿﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ زواوة ﺣﯿﺚ اﻧﺘﺸﺮ
ﻓﯿﮭﺎ ﺟﻨﻮد ﻻﻓﯿﺠﺮي "اﻵﺑﺎء اﻟﺒﯿﺾ" ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ وﻛﺎن ﻟﮭﻢ ﻧﺸﺎط واﺳﻊ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻘﺪﯾﻢ
اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺼﺤﯿﺔ واﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ وإﻗﺎﻣﺔ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺮرت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ﻓﺘﺢ ﻣﺪارس
ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻗﺮاھﺎ ﻣﻊ إﺟﺒﺎر اﻷطﻔﺎل ﻋﻠﻰ دﺧﻮﻟﮭﺎ .ﻛﻤﺎ ﺣﺎرﺑﺖ زواﯾﺎ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻘﺮآن وﺧﺎﺻﺔ
زواﯾﺎ اﻟﻄﺮﯾﻘﺔ اﻟﺮﺣﻤﺎﻧﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻧﺪت اﻟﺜﻮرات اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ ﺿﺪ اﻻﺣﺘﻼل.
وﻧﻘﻞ ﻋﻦ اﻟﻜﺎردﯾﻨﺎل ﻻﻓﯿﺠﺮي أﻧﮫ ﻗﺎل ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﻟﻠﺘﻨﺼﯿﺮ ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻋﺎم )(1867
»:إن رﺳﺎﻟﺘﻨﺎ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ أن ﻧﺪﻣﺞ اﻟﺒﺮﺑﺮ ﻓﻲ ﺣﻀﺎرﺗﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ھﻲ ﺣﻀﺎرة آﺑﺎﺋﮭﻢ،
ﯾﻨﺒﻐﻲ وﺿﻊ ﺣﺪ ﻹﻗﺎﻣﺔ ھﺆﻻء اﻟﺒﺮﺑﺮ ﻓﻲ ﻗﺮآﻧﮭﻢ ،ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﻌﻄﯿﮭﻢ ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻹﻧﺠﯿﻞ ،أو
ﺗﺮﺳﻠﮭﻢ إﻟﻰ اﻟﺼﺤﺮاء اﻟﻘﺎﺣﻠﺔ ﺑﻌﯿﺪا ﻋﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺘﻤﺪن«.
وﻗﺪ ﻻﺣﻆ اﻟﺪﻛﺘﻮر أﺑﻮ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺳﻌﺪ ﷲ أن اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﯿﻦ ﻗﺪ ﻏﯿﺮوا ﺣﺘﻰ اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت ﺑﻌﺪ
ﻣﺠﺎھﺮﺗﮭﻢ ﺑﺘﺴﯿﯿﺲ اﻟﻘﻀﯿﺔ وﻋﺰﻣﮭﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﯿﻦ أھﻞ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،ﻓﺄﺻﺒﺤﻮا
ﯾﺴﺘﻌﻠﻤﻮن ﻟﻔﻆ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺑﺪل زواوة ،وﻟﻔﻆ اﻟﻘﺒﺎﺋﻠﯿﺔ ﺑﺪل اﻟﺒﺮﺑﺮﯾﺔ.
وﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﯿﺎﺳﺔ اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻌﺮب واﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺟﺰءا ﻻ ﯾﺘﺠﺰأ ﻣﻦ ﺳﯿﺎﺳﺔ اﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ
اﻹﺳﻼم واﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺮب اﻟﺘﻲ ﻗﺎدھﺎ اﻟﻤﻨﺼﺮون واﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن
واﻹﻋﻼﻣﯿﻮن ،وﻗﺪ رأﯾﺖ ﻣﻦ ﺳﻤﻮم اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ واﻟﻌﻨﺼﺮﯾﺔ ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺒﺚ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﺪرﺳﯿﺔ
اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪرس اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺪارﺟﺔ اﻟﻌﺎﻣﯿﺔ آﻧﺬاك ،ﻛﺤﻜﺎﯾﺎت اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﺰواوي ،وﺣﺘﻰ ﺟﺤﺎ
ﻟﻢ ﯾﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻌﺮة ﺣﺘﻰ ﻗﺴﻢ إﻟﻰ ﺟﺤﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﺟﺤﺎ اﻟﻘﺒﺎﯾﻠﻲ وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻮادر
ﯾﻈﮭﺮ ﺟﺤﺎ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ أﯾﻀﺎ!!
وﻻ ﺑﺄس أن ﻧﺬﻛﺮ ھﻨﺎ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﮭﻢ وھﻮ أن اﻟﻤﺠﻠﺔ اﻹﻓﺮﯾﻘﯿﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ اﻟﺼﺎدرة ﺳﻨﺔ 1859
ﻧﺸﺮت ﻣﻘﺎﻻ ﻟﻠﻤﺘﺮﺟﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮي "أﻟﻔﻮﻧﺲ ﻣﺎﯾﯿﺮ" ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان "أﺻﻞ ﺳﻜﺎن ﺑﻼد اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ
ﺣﺴﺐ اﻟﻌﺮف اﻟﻤﺤﻠﻲ" اﻋﺘﻤﺪ ﻓﯿﮫ ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺎدات ﺷﯿﻮخ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ وﻗﺪ ﺑﯿﻦ أﻧﮭﻢ ﯾﻌﺘﻘﺪون أن
أﺻﻠﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺮب ،ﻣﺎ ﻋﺪا ﺛﻼﺛﺔ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻗﺎل ﺷﯿﻮﺧﮭﺎ إن أﺻﻠﮭﻢ ﻓﺎرﺳﻲ !
وﻟﻤﺎ أﻋﻠﻨﺖ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻋﻦ اﺳﺘﺮاﺗﺠﯿﺘﮭﺎ وأطﻠﻘﺖ دﻋﺎوﯾﮭﺎ وﺟﺪت-ﻣﻊ اﻷﺳﻒ اﻟﺸﺪﯾﺪ-ﻣﻦ أﺑﻨﺎء
اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻣﻦ ﯾﺼﺪﻗﮭﺎ ،ﺑﻞ وﻣﻦ ﯾﺘﺤﻤﺲ ﻟﻨﺸﺮھﺎ واﻟﺪﻋﻮة إﻟﯿﮭﺎ وﻧﺼﺮﺗﮭﺎ ،وﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ
اﻟﺸﯿﻮﻋﯿﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺆﻣﻨﻮن ﺑﺄن اﻷﻣﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﺔ أﻣﺔ ﻓﻲ طﺮﯾﻖ اﻟﺘﻜﻮﯾﻦ ،وھﻲ ﺗﺘﺄﻟﻒ
ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻗﺒﺎﺋﻠﯿﺔ وﻣﯿﺰاﺑﯿﺔ وﺷﺎوﯾﺔ وﻋﺮﺑﯿﺔ وﺗﺮﻛﯿﺔ وﻓﺮﻧﺴﯿﺔ وإﯾﻄﺎﻟﯿﺔ وإﺳﺒﺎﻧﯿﺔ
وﻣﺎﻟﻄﯿﺔ.
وﻛﻤﺎ وﺟﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻼء واﻟﻀﺤﺎﯾﺎ ﻣﻦ ﺗﺒﻨﻰ ھﺬه اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻌﻨﺼﺮﯾﺔ اﻟﻤﻌﺎدﯾﺔ ﻟﻺﺳﻼم
واﻟﻌﺮوﺑﺔ ،ﻓﻘﺪ وﺟﺪ ﻣﻦ اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﯿﻦ ﻣﻦ ﯾﺼﺪ ھﺬا اﻟﻔﻜﺮ وھﺬه اﻟﺮدة ،وﻣﻦ أوﻟﮭﻢ أﺑﻮ ﯾﻌﻠﻰ
اﻟﺰواوي )ت (1952اﻟﺬي أﻟﻒ ﻛﺘﺎب ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺰواوة ﻋﺎم 1918وطﺒﻌﮫ ﻋﺎم 1924م
ﺑﺪﻣﺸﻖ وﻛﺎن ﻣﻦ أھﻢ أﻏﺮاﺿﮫ ﺑﯿﺎن أﺻﻞ اﻟﺒﺮﺑﺮ ودﻓﻊ اﻟﻔﺮﯾﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻋﻢ أن
أﺻﻠﮭﻢ آري ﺟﺮﻣﺎﻧﻲ ،وﻣﻤﺎ وھﻮ ﻣﺸﮭﻮر أﯾﻀﺎ ذﻟﻚ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺬي أﻟﻘﺎه ﯾﺤﯿﻰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ
ﺣﻤﻮدي اﻟﻮرﺛﯿﻼﻧﻲ )ت (1972ﻋﺎم 1936ﻓﻲ أﺣﺪ اﺟﺘﻤﺎﻋﺎت ﺟﻤﻌﯿﺔ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺎﻟﻠﮭﺠﺔ
اﻟﻘﺒﺎﺋﻠﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺮد ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻋﺎوي اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﺒﺮﺑﺮ اﻟﺘﻲ ﺷﮭﺮھﺎ اﻹﻋﻼم ﻓﻲ ﺗﻠﻚ
اﻷﯾﺎم ،وﻗﺪ ﺗﺒﻌﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ ﺑﻦ ﺑﺎدﯾﺲ ﺑﺨﻄﺎب ﺟﻌﻞ ﻋﻨﻮاﻧﮫ "ﻣﺎ ﺟﻤﻌﺘﮫ ﯾﺪ ﷲ ﻻ ﺗﻔﺮﻗﮫ ﯾﺪ
اﻟﺸﯿﻄﺎن" وﻗﺪ ﻧﺸﺮ ﻓﺤﻮاه وﻣﻌﻨﺎه ﻓﻲ اﻟﺒﺼﺎﺋﺮ ﺑﺘﺎرﯾﺦ 17ﺟﺎﻧﻔﻲ 1936م ﺑﺈﻣﻀﺎء اﺑﻦ
ﺑﺎدﯾﺲ اﻟﺼﻨﮭﺎﺟﻲ.
اﻻﻧﻔﺠﺎر اﻷول ﻓﻲ ﺣﺰب اﻟﺸﻌﺐ
وﻣﻦ اﻟﻤﺤﻄﺎت اﻟﻤﮭﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻷزﻣﺔ اﻟﺒﺮﺑﺮﯾﺔ أزﻣﺔ ﺣﺰب اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻘﺒﺎﺋﻠﻲ داﺧﻞ ﺣﺰب
اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ،اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﺣﻘﯿﻘﺔ دﻋﺎة اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﻌﺮﻗﯿﺔ اﻷواﺋﻞ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺒﻼد،
وﻛﺎﻧﺖ ﺑﻮادر ظﮭﻮر ھﺬه اﻟﻨﺰﻋﺔ داﺧﻞ ﺣﺰب اﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﻋﺎم 1945وذﻟﻚ ﻓﻲ وﺳﻂ
اﻟﻤﻐﺘﺮﺑﯿﻦ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ،ﺣﯿﺚ طﻠﺐ اﻟﻤﻨﺎﺿﻞ ﺑﻨﺎي واﻋﻠﻲ ﻟﺠﻨﺔ ﺗﻨﻈﯿﻢ ﺣﺰب اﻟﺸﻌﺐ
اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﺑﺘﻮﺣﯿﺪ ﻛﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ زواوة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻟﻐﺔ اﻟﺒﺮﺑﺮ ﻓﻲ إﻗﻠﯿﻢ واﺣﺪ ،ودﻋﻢ اﻗﺘﺮاﺣﮫ
ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﺮواﺑﻂ اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ واﻟﻠﻐﻮﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺴﻜﺎن إﻻ أن ﻗﯿﺎدة اﻟﺤﺰب رﻓﻀﺖ
اﻗﺘﺮاﺣﮫ.
وﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1947طﺮﺣﺖ اﻷطﺮاف اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻨﺖ اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﻌﺮﻗﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺗﻤﺮ اﻟﺤﺰب ﻣﺴﺄﻟﺔ
اﻟﮭﻮﯾﺔ ﻓﺮﻓﻀﺖ ﻷﻧﮭﺎ أﻣﻮر ﻗﺪ ﺣﺴﻤﮭﺎ اﻟﺤﺰب اﻟﺬي ﻛﺎن ﯾﺘﺒﻨﻰ اﻟﮭﻮﯾﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ،
وﻧﺘﯿﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ أﻋﻠﻨﺖ ﻓﯿﺪراﻟﯿﺔ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﺎم رﻓﻀﮭﺎ ﻟﻔﻜﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ،
وذﻟﻚ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺰﻋﻤﮭﺎ ﻋﻠﻲ ﯾﺤﯿﻰ اﻟﻤﺪﻋﻮ رﺷﯿﺪ ،وأﻋﻠﻨﻮا أطﺮوﺣﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺟﺰاﺋﺮﯾﺔ .وﻟﻤﺎ
ﻓﺘﺢ ﺣﺰب اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻛﺘﺘﺎﺑﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ،أظﮭﺮ ﻋﻠﻲ ﯾﺤﯿﻰ اﻟﻤﺬﻛﻮر رﻓﻀﮫ
ﺑﻞ وﻋﺪاءه ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ھﻮ ﻋﺮﺑﻲ.
وﻓﻲ وﻗﺖ ﻻﺣﻖ وﻗﻔﺖ اﻟﻘﯿﺎدة ﻋﻠﻰ رﺳﺎﻟﺔ أرﺳﻠﮭﺎ ﻋﻤﺮ أوﺻﺪﯾﻖ ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻦ إﻟﻰ ﺑﻨﺎي
ﻓﺎﻛﺘﺸﻔﺖ ﺗﻨﻈﯿﻤﺎ ﺳﺮﯾﺎ ﯾﺴﻤﻰ "ﺣﺰب اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻘﺒﺎﺋﻠﻲ" ﻣﻤﺎ أدى ﺑﻘﯿﺎدة اﻟﺤﺰب ﻋﺎم
1949م إﻟﻰ ﺣﻞ ﻓﺪراﻟﯿﺔ ﻓﺮﻧﺴﺎ ،وﻓﺼﻞ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻮرطﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺆاﻣﺮة ﻣﻦ اﻟﺤﺰب
وﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺼﻮﻟﯿﻦ :ﻋﻠﻲ ﯾﺤﯿﻰ رﺷﯿﺪ ،وﺑﻨﺎي واﻋﻠﻲ ،وﻋﻤﺎر وﻟﺪ ﺣﻤﻮدة ،وﻋﻤﺮ
أوﺻﺪﯾﻖ ،واﻟﺼﺎدق ھﺠﺮﯾﺲ ،وﻋﻠﻲ ﻋﯿﻤﺶ وﻣﺒﺮوك ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ،وﯾﺤﯿﻰ ھﻨﯿﻦ ،واﻟﺴﻌﯿﺪ
أوﺑﻮزار ،وﺑﻠﻌﯿﺪ آﯾﺖ ﻣﺪري.
وﻗﺪ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺆرخ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺮﺑﻲ!! أن ﻧﺸﺄة ھﺆﻻء ﻛﺎن ﻟﮭﺎ دور ﻓﻲ ﺗﻮﺟﮭﮭﻢ اﻟﻔﻜﺮي ﻓﻌﻠﻲ
ﯾﺤﯿﻰ رﺷﯿﺪ وآﺧﺮون ﯾﻨﺤﺪرون ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻼت ﻣﺘﺠﻨﺴﺔ ﺑﺎﻟﺠﻨﺴﯿﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ وﯾﺠﺮي ﻋﻠﯿﮭﺎ
اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ،ووﻟﺪ ﺣﻤﻮدة وﻋﻤﺮ أوﺻﺪﯾﻖ ﻣﺘﺨﺮﺟﺎن ﻣﻦ دار اﻟﻤﻌﻠﻤﯿﻦ ﺑﺒﻮزرﯾﻌﺔ
وﻣﺘﺄﺛﺮان ﺟﺪا ﺑﺎﻷﻓﻜﺎر اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿﺔ ،وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﻛﺎن ﯾﻌﻠﻦ ﻋﺪاءه ورﻓﻀﮫ ﻟﻺﺳﻼم ﺻﺮاﺣﺔ،
وﻟﯿﺴﺖ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿﺔ أو اﻟﺸﯿﻮﻋﯿﺔ ھﻲ ﻓﻘﻂ ﻣﺎ أدى ﺑﮭﻢ إﻟﻰ ھﺬا اﻻﻧﺸﻘﺎق ،ﺑﻞ ذﻟﻚ
أﯾﻀﺎ ﺛﻤﺮة اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﻲ ﺑﺜﮭﺎ اﻵﺑﺎء اﻟﺒﯿﺾ واﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ﻣﻦ أن اﻟﻌﺮب ﻏﺰاة
ﻓﺮﺿﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻟﻐﺘﮭﻢ ودﯾﻨﮭﻢ ﺑﻘﻮة اﻟﺤﺪﯾﺪ واﻟﻨﺎر
وﻗﺪ ﻧﺠﺎ ﺣﺴﯿﻦ آﯾﺖ أﺣﻤﺪ اﻟﺬي ﻛﺎن رﺋﯿﺴﺎ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ وﻋﻀﻮا ﻓﻲ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻤﺮﻛﺰﯾﺔ
ﻣﻦ ﻗﺮار اﻟﻄﺮد ﺑﻌﺪ أن أﻧﻜﺮ ﻋﻠﻤﮫ ﺑﺎﻟﻤﺆاﻣﺮة ،ﺛﻢ ﺗﺒﺮأ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺒﯿﻦ ﻣﻦ ﺻﺪق
ﻣﺎ اﺗﮭﻤﻮا ﺑﮫ!! وﻧﻈﺮا ﻟِﺤﻮم اﻟﺸﺒﮭﺎت ﺣﻮﻟﮫ وﻟﻜﻮﻧِﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﯿﻦ ﻟﺪى اﻟﺸﺮطﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ
ﺑﻌﺪ اﻛﺘﺸﺎف اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ أرﺳﻞ إﻟﻰ اﻟﻘﺎھﺮة ﻟﯿﺮاﻓﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﯿﻀﺮ واﻟﺸﺎذﻟﻲ اﻟﻤﻜﻲ
ھﻨﺎك .وﻗﺪ ﻋﻠﻞ أﯾﺖ أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺬﻛﺮاﺗﮫ )ص(211ﻋﺪم ﻣﻮاﻓﻘﺘﮫ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺑﻘﻮﻟﮫ":ﻷﻧﻨﺎ
ﻧﻘﺒﻞ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻋﺮﺑﯿﺔ ﺑﺪل أن ﺗﻜﻮن ﻓﺮﻧﺴﯿﺔ ،وﻻﺣﻈﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ،أن ھﻨﺎك ﻣﻦ
ﯾﻔﻀﻞ اﻟﺠﺰاﺋﺮ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺰاﺋﺮ اﻟﺒﺮﺑﺮﯾﺔ"..
وﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﺮارة اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﻔﺮﻗﺔ وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻤﺮﻛﺰة ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺒﺪوا أﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻓﻠﻢ ﯾﻜﻦ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺪة اﻟﺤﺰب ﻣﻦ ﯾﺘﺤﻤﺲ ﻟﮭﺬه اﻟﻔﻜﺮة إﻻ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻓﻲ ﻗﺴﻤﺔ
ﻋﯿﻦ اﻟﺤﻤﺎم –وﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ 12ﻗﺴﻤﺔ ﯾﻮﻣﮭﺎ-وﻟﻘﺪ ﻛﺎن "ﻛﺮﯾﻢ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ" و"ﻋﻤﺎر
أوﻋﻤﺮان" -اﻟﻤﺠﺎھﺪان اﻟﻤﻌﺮوﻓﺎن ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ذراع اﻟﻤﯿﺰان -ﻣﻤﻦ وﻗﻒ ﻣﻊ اﻟﻘﯿﺎدة ﻓﻲ ھﺬه
اﻟﻘﻀﯿﺔ ،ﺑﻞ ﺛﺒﺖ أن ﻛﺮﯾﻢ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ أطﻠﻖ اﻟﻨﺎر ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻛﺎن ﯾﺤﻤﻞ ھﺬه اﻟﻔﻜﺮة-ھﻮ
ﻋﻠﻲ ﻓﺮﺣﺎت -وأﺻﺎﺑﮫ ﺑﺠﺮوح ﺑﻠﯿﻐﺔ ،وھﻜﺬا ﺑﻘﯿﺖ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ وﻓﯿﺔ ﻟﻤﺒﺎدئ ﺣﺰب
اﻟﺸﻌﺐ ،ﺑﻞ وﻟﻤﺼﺎﻟﻲ اﻟﺤﺎج ﺣﺘﻰ ﺿﺪ ﺧﺼﻮﻣﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﺮﻛﺰﯾﯿﻦ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺻﯿﻒ 1954م.
وﻟﻤﺎ طﺮد ھﺆﻻء اﻟﻤﺬﻛﻮرﯾﻦ ﻣﻦ ﺣﺰب اﻟﺸﻌﺐ اﻧﻀﻤﻮا إﻟﻰ اﻷﺣﺰاب اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﺳﺐ أﻓﻜﺎرھﻢ
اﻟﻤﻠﺤﺪة وﺷﻌﺎراﺗﮭﻢ اﻟﻤﻌﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻌﺮﺑﯿﺔ واﻹﺳﻼم ﻓﺎﻧﺨﺮطﻮا ﻓﻲ اﻟﺤﺰب اﻟﺸﯿﻮﻋﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي
)ﻛﺎﻟﺼﺎدق ھﺠﺮﯾﺲ اﻟﺬي أﺻﺒﺢ رﺋﯿﺴﺎ ﻟﮫ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﻌﺪ( أو إﻟﻰ اﻟﺤﺰب اﻟﺸﯿﻮﻋﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ.
وﻣﻤﺎ ﯾﻨﺒﻐﻲ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻨﺪه أﯾﻀﺎ أن اﻟﻤﻨﺎﺿﻞ اﻟﻘﺪﯾﻢ ﻓﻲ ﺣﺰب اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺜﻤﺎن
اﻟﺴﻌﺪي ذﻛﺮ أن ﻗﯿﺎدة اﻟﺤﺰب اﻛﺘﺸﻔﺖ دﺧﻼء ﯾﻌﻠﻤﻮن ﻟﺤﺴﺎب واﻟﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ "ﺷﺎﺗﻨﯿﻮن"
أﺳﮭﻤﻮا ﻓﻲ ﺑﺚ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺰﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺿﻠﻲ اﻟﺤﺰب وﺧﻄﻄﻮا ﻟﺸﻖ اﻟﺼﻒ ،ﻓﻘﺎﻣﺖ ﻗﯿﺎدة
اﻟﺤﺰب ﺑﺘﺼﻔﯿﺘﮭﻢ ﺟﺴﺪﯾﺎ.
ﺣﺮب اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ ووﺣﺪة اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺠﺰاﺋﺮي
أﻣﺎ أﺛﻨﺎء اﻟﺤﺮب اﻟﺘﺤﺮﯾﺮﯾﺔ ﻓﻠﻢ ﯾﻜﻦ ﺛﻤﺔ أي ﺣﺪﯾﺚ ﻋﻦ اﻟﻘﻀﯿﺔ اﻟﺒﺮﺑﺮﯾﺔ أو ﻧﻘﺎش ﺣﻮل
اﻟﮭﻮﯾﺔ ،ﻷﻧﮭﺎ أﻣﻮر ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺴﻮﻣﺔ اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺑﯿﺎن أول ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ اﻟﺬي ﻧﺺ ﻋﻠﻰ "ﺗﺤﻘﯿﻖ
وﺣﺪة ﺷﻤﺎل إﻓﺮﯾﻘﯿﺎ ﻓﻲ داﺧﻞ إطﺎرھﺎ اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ" ،واﻧﺘﮭﺎء ﺑﺘﺒﻨﻲ
اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻮطﻨﻲ ﻟﻠﺜﻮرة اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﺔ ﻋﺸﯿﺔ اﻻﺳﺘﻘﻼل ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﻌﺮﯾﺐ ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ طﺮاﺑﻠﺲ،
ﺣﯿﺚ أﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة ﺗﻤﻜﯿﻦ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻣﻦ اﺳﺘﻌﺎدة ﻣﻜﺎﻧﺘﮭﺎ ﻛﻠﻐﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ وﺣﻀﺎرة
وﻋﻤﻞ ،وذﻟﻚ ﻷن ﻋﻤﻼء ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟﻜﺒﺎر ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﮭﻢ أي دور ﻓﻲ اﻟﺤﺮب اﻟﺘﺤﺮﯾﺮﯾﺔ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ
اﻧﺼﮭﺮوا ﻓﻲ اﻟﺤﺰب اﻟﺸﯿﻮﻋﻲ اﻟﺬي ﺑﻘﻲ ﻣﻌﺎدﯾﺎ ﻟﺠﺒﮭﺔ اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ وﺟﯿﺶ اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ ،إﻻ أﻧﻨﺎ
ﻧﺠﺪ أﻓﺮادا ﻣﻨﮭﻢ رﺑﻤﺎ رﺟﻌﻮا إﻟﻰ ﻋﻘﻮﻟﮭﻢ أو رﺟﺤﻮا اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺒﻼد ﻣﺜﻞ ﻋﻤﺮ أو
ﺻﺪﯾﻖ ،وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﺟﺎھﺮ ﺑﻌﺪاء اﻟﺜﻮرة ﻓﺘﻤﺖ ﺗﺼﻔﯿﺘﮫ ﺑﻌﺪ ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﮫ ﻧﺤﻮ واﻋﻠﻲ ﺑﻨﺎي ووﻟﺪ
ﺣﻤﻮدة ،وﻣﺎ ﺣﺎﻛﻤﮭﻢ وﻧﻔﺬ ﻓﯿﮭﻢ اﻟﺤﻜﻢ إﻻ ﻗﺎدة ھﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ وأﺑﻄﺎﻟﮭﺎ ﻛﺮﯾﻢ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ وأﻋﻤﺮ
أوﻋﻤﺮان .ﻛﻤﺎ أﻧﻨﺎ ﻧﺠﺪ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺜﻮرة ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺗﻌﻠﯿﻤﺎت اﻟﻌﻘﯿﺪ ﻋﻤﯿﺮوش اﻟﺘﻲ
ﻧﺼّﺖ ﻋﻠﻰ إﺟﺒﺎرﯾﺔ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺼﻼة ﻓﻲ ﺻﻔﻮف ﺟﯿﺶ اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ اﻟﻮطﻨﻲ ،وﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﯿﻢ
اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻸﻣﯿﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎﺗﻠﯿﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﺎھﺎ اﻟﻤﺠﺎھﺪون ﺑﺼﺪر رﺣﺐ ووﺟﺪت اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ
واﺳﻌﺔ ،وﻗﺪ ﻛﺘﺒﺖ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﻣﺪة ﺑﺤﺜﺎ ﻣﻮﺛﻘﺎ ﺑﻌﻨﻮان "اﻟﻌﻘﯿﺪ ﻋﻤﯿﺮوش اﻟﻤﺠﺎھﺪ وﺧﺎدم
اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻌﺮﺑﯿﺔ" ،ﻓﻠﯿﺮاﺟﻌﮫ ﻣﻦ ﺷﺎء.
وﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻘﻼل ﺣﺪﺛﺖ ﻋﻮاﻣﻞ اﺳﺘﻐﻠﺖ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﻌﻨﺼﺮﯾﺔ ﺑﻘﻮة ،ﻓﻔﺘﻨﺔ ﺻﯿﻒ
1962اﻟﺘﻲ ﯾﻘﺎل أن أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﻼ اﺑﺘﺪأھﺎ ﻟﻤﺎ ﻧﺰل ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻗﺎدﻣﺎ ﻣﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺣﯿﺚ ﻗﺎل
"ﻧﺤﻦ ﻋﺮب" –ﻗﺎﻟﮭﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ وھﻮ اﻟﻤﻌﺮوف أن أﺻﻮﻟﮫ ﺑﺮﺑﺮﯾﺔ-وھﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻛﺎن
ﯾﺮﯾﺪ ﺑﮭﺎ إرﺿﺎء ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ اﻟﺴﻨﺪ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻟﺘﻤﺮده ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ،وﻣﻨﮭﻢ
ﻣﻦ ﺣﻤﻠﮭﺎ ﻣﺤﻤﻞ اﻟﺘﻌﺮﯾﺾ ﺑﻮزﯾﺮ اﻟﺪﻓﺎع ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ "ﻛﺮﯾﻢ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ" واﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﮭﺎ،
اﻟﻤﻨﺤﺪر ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ!! وﻟﻤﺎ اﻧﺤﺼﺮ اﻟﻤﺆﯾﺪون ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻷزﻣﺔ ﻓﻲ
اﻟﻮﻻﯾﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﺮاﺑﻌﺔ أﺻﺒﺤﺖ اﻟﻘﻀﯿﺔ ﺗﻈﮭﺮ ﻟﻸﺟﯿﺎل اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺎﯾﺸﮭﺎ وﻛﺄﻧﮭﺎ ﻓﺘﻨﺔ
ﺟﮭﻮﯾﺔ ،وھﻲ ﻟﯿﺴﺖ ﻛﺬﻟﻚ ،ورﻏﻢ أن أﻛﺜﺮ اﻟﻤﺘﻘﺎﺗﻠﯿﻦ ﺗﺼﺎﻟﺤﻮا ﻓﯿﻤﺎ ﺑﻌﺪ ،إﻻ أن ﺗﻠﻚ
اﻷزﻣﺔ اﺳﺘﻐﻠﺖ أﺑﺸﻊ اﺳﺘﻐﻼل وﻓﺴّﺮت ﺗﻔﺴﯿﺮات ﻋﻨﺼﺮﯾﺔ ﻻ ﺗﻤﺖ ﻟﻠﺤﻘﯿﻘﺔ ﺑﺄدﻧﻰ ﺻﻠﺔ.
وﻣﺎ زال اﻟﺪور اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻗﺎﺋﻤﺎ
وﻣﻊ أن اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻗﺪ اﺳﺘﻘﻠﺖ واﺳﺘﺮﺟﻌﺖ ﺳﯿﺎدﺗﮭﺎ وﺷﺮﻋﺖ ﻓﻲ ﺗﺮﺳﯿﺦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ھﻮﯾﺘﮭﺎ
إﻻ أن ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﺴﻠﻢ ،وﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﺤﻮك اﻟﻤﺆاﻣﺮة ﺗﻠﻮ اﻟﻤﺆاﻣﺮة ﺿﺪ ﺑﻠﺪﻧﺎ اﻟﺤﺒﯿﺐ ،ﻓﻔﻲ
ﺳﻨﺔ 1967أوﺣﺖ إﻟﻰ ﺿﺎﺑﻂ ﺳﺎﺑﻖ ﻓﻲ اﻟﺠﯿﺶ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ وﺻﯿﺪﻟﻲ وﻣﻐﻨﻲ وﺻﺤﻔﻲ ﻛﻠﮭﻢ
ﯾﺤﻤﻞ اﻟﺠﻨﺴﯿﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ،أن ﯾﺆﺳﺴﻮا اﻷﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ اﻟﺒﺮﺑﺮﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﺎرﯾﺲ ،ﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﺸﺮوﻋﮭﺎ
ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﮭﻢ وﺗﻨﻔﺬه ﺑﺄﯾﺪﯾﮭﻢ ،ﺛﻢ اﻟﺘﺤﻖ ﺑﮭﻢ ﺟﺰاﺋﺮﯾﻮن آﺧﺮون ﻣﻨﮭﻢ ﻣﺤﻨﺪ أﻋﺮاب ﺑﺴﻌﻮد
اﻟﺬي ﺻﺎر رﺋﯿﺴﺎ ﻟﮭﺎ-ﻛﺎن ﻣﺘﮭﻤﺎ ﺑﺎﻟﺨﯿﺎﻧﺔ أﺛﻨﺎء اﻟﺜﻮرة ،-وﻛﺎن ﻣﻦ إﺻﺪاراﺗﮭﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ
اﻟﻨﺸﺮات اﻟﺘﺤﺮﯾﻀﯿﺔ اﻟﻤﻠﯿﺌﺔ ﺑﺎﻟﻜﺬب واﻟﺘﺰوﯾﺮ واﻻﻓﺘﺮاء واﻟﺤﻘﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ واﻹﺳﻼم.
وﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻧﺸﺄت أﯾﻀﺎ ﻣﺆﺳﺴﺎت أﺧﺮى ﺗﺘﺒﻨﻰ اﻟﻔﻜﺮة وﺗﻨﺎﺿﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺒﺮﺑﺮﯾﺔ،
ﻓﻔﻲ ﺳﻨﺔ 1973اﻧﺸﻖ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎن ﻋﻦ اﻷﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ اﻟﻤﺬﻛﻮرة ،وأﺳﺴﻮا ﺟﻤﺎﻋﺔ
اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺒﺮﺑﺮﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎرﯾﺲ ﻋﺎم ،1973وﻗﺪ اﺗﮭﻤﮭﻢ ﯾﻮﻣﮭﺎ ﻣﺤﻨﺪ ﺑﺴﻌﻮد ﺑﺎﻟﻮﻻء
ﻟﻠﺼﯿﻦ!! وﻓﻲ ﻋﺎم 1978ﺗﻜ ﱠﻮن اﺗﺤﺎد اﻟﺸﻌﺐ اﻷﻣﺎزﯾﻐﻲ اﻟﺬي ﻧﺸﺮ ﻣﺠﻠﺔ ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ ﺗﺤﺖ
ﻋﻨﻮان "اﻟﺮاﺑﻄﺔ" ،وﻛﺎن ﻣﻦ أھﻢ ﻣﻄﺎﻟﺒﮫ ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺘﻌﺮﯾﺐ ،واﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺎﻟﻠﮭﺠﺔ اﻟﻘﺒﺎﺋﻠﯿﺔ
ﻟﻐﺔ رﺳﻤﯿﺔ ﻟﻠﺠﺰاﺋﺮ ،ﺛﻢ أﺳﺲ ﻣﻮﻟﻮد ﻣﻌﻤﺮي ﻋﺎم 1982ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث
اﻷﻣﺎزﯾﻐﯿﺔ ﺑﺒﺎرﯾﺲ وﻣﺠﻠﺔ "أوال" )اﻟﻜﻠﻤﺔ(.
وﻣﻊ ﻛﺜﺮة ھﺬه اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻋﻢ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﮭﻮﯾﺔ واﻟﺘﺎرﯾﺦ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،إﻻ أﻧﮭﺎ ﻟﻢ ﺗﺒﺬل
أي ﺟﮭﺪ ﻟﺠﻤﻊ اﻟﺘﺮاث اﻟﺒﺮﺑﺮي وﺗﺪوﯾﻨﮫ ،وإﻧﻤﺎ اﻗﺘﺼﺮت ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ
واﻹﺳﻼم ،واﻟﻤﺘﺎﺟﺮة ﺑﺎﻟﮭﻮﯾﺔ اﻟﺒﺮﺑﺮﯾﺔ ﻷﻏﺮاض ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ ﺑﻌﯿﺪة ﻛﻞ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ
وﻣﻌﺎﻧﯿﮭﺎ ،وھﻲ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﺷﻚ ﻟﻦ ﺗﺠﺮأ أﺑﺪا ﻋﻠﻰ إظﮭﺎر اﻟﺘﺮاث اﻟﺒﺮﺑﺮي اﻟﻤﻜﺘﻮب اﻟﺸﻔﮭﻲ
ﺑﻘﺼﺼﮫ وأﻣﺜﺎﻟﮫ وأﺷﻌﺎره ﻷﻧﮫ ﺳﻮف ﯾﻜﻮن ﻓﻲ ﻏﯿﺮ ﺻﺎﻟﺤﮭﺎ ﺑﻞ ﺳﯿﻔﻀﺤﮭﺎ وﯾﻌﺮﯾﮭﺎ ،ﻷﻧﮫ
ﺗﺮاث ﯾﻤﺠﺪ اﻹﺳﻼم واﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،وﻷﻧﮫ ﺗﺎرﯾﺦ ﯾﺆﻛﺪ اﺗﺤﺎد اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ واﻟﺒﺮﺑﺮﯾﺔ واﻣﺘﺰاج
اﻟﺪﻣﺎء اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﺒﺮﺑﺮي ﻓﻲ ﻧﺼﺮة اﻹﺳﻼم وﻧﺸﺮ اﻹﺳﻼم واﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻹﺳﻼم.
وھﻜﺬا ﻧﺼﻞ ﻓﻲ آﺧﺮ ھﺬه اﻟﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ إﻟﻰ ﻣﻼﺣﻈﺔ اﻗﺘﺮان ھﺬه اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﻌﻨﺼﺮﯾﺔ
ﺑﺎﻟﻌﺪاء ﻟﻺﺳﻼم واﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،وﺑﻤﻮاﻻة اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﯿﻦ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﯾﻦ وﺗﺒﻨﻲ اﻟﺸﯿﻮﻋﯿﺔ أو اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿﺔ،
وھﻲ ﻻ ﺗﺰال ﻛﺬﻟﻚ إﻟﻰ ﯾﻮﻣﻨﺎ ھﺬا ،ﻧﺴﺄل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﯾﺠﻌﻞ ﻛﯿﺪ اﻟﺨﺎﺋﻨﯿﻦ ﻓﻲ ﻧﺤﻮرھﻢ
وﺗﺪﻣﯿﺮھﻢ ﻓﻲ ﺗﺪﺑﯿﺮھﻢ.
أھﻢ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
-أﺑﺤﺎث وآراء ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻷﺑﻲ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺳﻌﺪ ﷲ اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ واﻟﺨﺎﻣﺲ
-ﻓﺮﻧﺴﺎ واﻷطﺮوﺣﺔ اﻟﺒﺮﺑﺮﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻷﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﻌﻤﺎن
-ﺟﺒﮭﺔ اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ اﻟﻮطﻨﻲ اﻷﺳﻄﻮرة واﻟﻮاﻗﻊ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﺣﺮﺑﻲ
-ﺟﺮﯾﺪة اﻟﺒﺼﺎﺋﺮ
-روح اﻻﺳﺘﻘﻼل ﻵﯾﺖ أﺣﻤﺪ ﺣﺴﯿﻦ
-ﻣﻘﺎﻻت أﺧﺮى ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺒﻜﺔ اﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺗﯿﺔ.