You are on page 1of 5

‫جامعة البلقاء‬

‫كلية الهندسة‬
‫الموضوع نشأة النفط‬
‫المهندس بسام ملكاوي‬
‫رشا عيد كايد اعبيد‬

‫نشأة النفط‬
‫تحول بطيئة للمواد العضوية دامت عصوراً‬
‫النفط مادّة طبيعية تستخرج من التكوينات الجيولوجية في جوف األرض‪ ،‬والتي قد تتج ّمع فيها عبر عملية ّ‬
‫وحقبات طويلة نسبياً‪ .‬يعرّ ف النفط كيميائيا ً أنّه مزيج معقّد من الهيدروكربونات؛ وهو يختلف في مظهره ولونه وتركيبه بشكل كبير حسب‬
‫مكان استخراجه؛ ويع ّد من الخامات الطبيعية‪ ،‬وعندما يستخرج من تحت سطح األرض يس ّمى أيضا ً نفط خام‬

‫نشأة وتكوين النفط ‪:‬‬


‫ينشأ النفط نتيجة دفن كميات الكائنات الحية الدقيقة في أعماق المحيطات بعد أن اتسعت رقعة المساحة المائية على سطح األرض‪،‬‬
‫وتراكمت هذه الكائنات وترسبت تحت الطين والصخور والرمل في أعماق كبيرة جداً تحت األرض‪ ،‬ومن ثم تبدأ مرحلة تكوين الصخور‬
‫الرسوبية بفعل الضغط الهائل واالرتفاع الذي يطرأ على درجات الحرارة في باطن األرض‪ ،‬فيتأثر الصخر الرسوبي بعدّة عمليات‬
‫تعرض هذه المادة الشمعية إلى درجة حرارة تصل إلى مئة درجة سيلسيوس تبدأ المكونات‬ ‫كيميائية تنتج عنها مادة الكيروجين‪ ،‬وعند ّ‬
‫باالنفصال‪ ،‬فتنفصل المادة الغازية (الغاز الطبيعي) عن المادة السائلة (الزيت)‪ ،‬وحتى تتحلّل المادة السائلة الزيتية يجب أن يبقى مدفونا ً‬
‫فتتعرض جزيئات المادة‬ ‫ّ‬ ‫في منطقة ذات عمق أكبر م ّما كانت عليه‪ ،‬كما يجب أن تخضع لدرجات حرارة تتجاوز المئتي درجة حراريّة‪،‬‬
‫‪.‬للضعف والتفكك وبالتالي تتحلل‬

‫المكونات السائلة والغازية باالنتقال إلى طبقات أعلى من طبقات األرض من خالل النفاذ من بين مسامات‬
‫ّ‬ ‫بعد مرور فترة من الزمن تبدأ‬
‫الصخور وشقوقها الدقيقة‪ ،‬وتعزى أسباب عملية انتقال هذه المكونات إلى وجود الماء أو الوزن الضخم الذي تتصف به الطبقات الصخرية‬
‫‪.‬المتواجدة في الطبقة العليا وبالتالي الضغط على الطبقات السفلية فيترسّب الزيت من شقوق الصخر ومساماته‬

‫تتجمع المكونات السائلة (الزيت) والغازية (الغاز الطبيعي) في نوع من الصخر يُس ّمى الصخر الزيتي أو الصخر الخازن‪ ،‬ويمتاز هذا‬
‫النوع من الصخور بخاصيتين تُ ّ‬
‫حفز المكونات على الحركة واالنتقال خالله‪ ،‬وهذه الصفات هي وجود المسامات والشقوق الصغيرة‬
‫والفتحات فيها‪ ،‬والصفة الثانية النفاذية والتي تسمح بمرور السوائل ضمن المسامات التي ترتبط مع بعضها بشكل أفقي حتى تصطدم‬
‫ت صخريّة غير قابلة للنفاذ‪ ،‬فتتج ّمع كميات النفط تحت صخور مكمنية أو ما يسمى بالمحابس من بينها األقبية‪ ،‬والمحابس الطبقية‪،‬‬
‫بطبقا ٍ‬
‫‪.‬وقباب الملح‪ ،‬والصدوع‬

‫نظريات تكون النفط ‪:‬‬


‫النظريات الالعضوية‬
‫وضعت هذه النظريات وتطورت في البالد التي يتواجد فيها البترول في صخور غير رسوبية (صخور نارية) مثل منـاطق روسيا ووسط‬
‫السويد‪ ،‬وقد اعتمد أصحاب هذه النظريات على عدة ظواهر طبيعية‪ ،‬منهـا وجـود كميـات مـن غـازات الهيدروكربونات في األجزاء‬
‫باإلضافة إلى خروج غازات )‪(CH6‬المحيطة باألرض وبالكواكب األخـرى‪ ،‬وبخاصـة تواجـد الميـاه المحتويـة علـى غـاز الميثان‬
‫هيدروكربونية مع البراكين أو نتيجة تفاعل كربيدات المعـادن المختلفـة فـي الصخور النارية مع الماء‪ ،‬وكذلك وجود رواسب نفطية قريبة‬
‫– ‪:‬من بعض الينابيع الحارة‪ .‬ومن أهم النظريات التي تناقش األصل الالعضوي للنفط ما يلي‬

‫النظرية الفضائية‬
‫بنيت أفكار هذه النظرية اعتماداً على المعلومات الواسعة التي توصلت إليها أبحاث الفضاء الحديثة حـول كواكـب األرض والمجموعة‬
‫الشمسية‪ ،‬وعما يكمن في مجال األرض‪ ،‬مما حدا بأحد العلماء بأن يعتقد بأن المجال الهوائي حول األرض مثله مثل باقي الكواكب‪ ،‬كان‬
‫يحتوي على نسبة من غازات هيدروكربونية تكثفت فيما بعد‪ ،‬وبعمليات كيميائية طبيعية مثل البلمرة تحولت إلى مواد هيدروكربونية‬
‫نفطية اختزنت في الصخور‪ .‬ولو صحت هذه النظرية لكان هناك توزيع منتظم لرواسب النفط في صخور القشرة األرضية وتركيز عا ٍل‬
‫لمخزون الـنفط في تكوينات الصخور الجيولوجية القديمة وبخاصة الصخور النارية منها‪ ،‬فيما نجد في الحقيقة أن ‪ %٩٩‬تقريبا ً من‬
‫‪.‬الرواسب النفطية المكتشفة مخزونة في الصخور الرسوبية‬

‫‪:‬نظرية الغازات القلوية –‬

‫افترض عدد من الباحثين أن هناك فلزات قلوية حرة في باطن األرض تتفاعل مع ثاني أكسيد الكربون‪ ،‬وتحت تأثير الضغط والحرارة‬
‫والذي يتحول بعمليات البلمرة وتحـت تأثير حرارة عالية إلى )‪ (CH6‬تتكون هناك كربيدات تتفاعل بدورها مع بخار الماء لتنتج األستلين‬
‫ومنه تتكون هيدروكربونات معقدة التركيب تشبه النفط في تركيبه الكيميائي‪ .‬وعلى الرغم من صحة هذه النظرية كيميائيا ً )‪ (C6H6‬بنزين‬
‫إال أن الظروف التي تتم فيها التفاعالت ال تأتي إال مع أعماق تصل إلى مئـات الكيلومترات في القشرة األرضية‪ ،‬وعندئذ يصعب وجود‬
‫مسامات أو شقوق صخرية يصعد خاللهـا الـنفط إلـى األعمـاق االقتصادية التي يتواجد عليها‪ ،‬فهي بذلك نظرية تغفل الجوانب الجيولوجية‬
‫‪.‬الطبيعية لتواجد النفط‬

‫‪:‬النظرية البركانية –‬

‫يعود أساس هذه النظرية إلى تواجد بعض الرواسب الهيدروكربونية (النفط) في صخور ناريـة‪ ،‬وإلـى تصـاعد غـازات هيدروكربونية من‬
‫الينابيع الحارة‪ ،‬وضمن غازات النشاط البركاني‪ ،‬إال أن العلماء الباحثين في مجال الصخور النارية‪ ،‬أثبتوا إن الرواسب هيدروكربونية‬
‫المحفوظة في داخلها تعود في أصل تكوينها إلى تلك الصخور الرسوبية المحيطة بها‪ .‬من جهة أخرى افترض عدد من العلماء أن أصل‬
‫‪ (Basic‬تكون النفط الموجود في الصخور الرسـوبية هـو الميثـان واالسـتلين وهيدروكربونات بسيطة أخرى من الماغما القاعدية‬
‫‪ ،‬ولكن دون تفسير أو تحديد للظـرو ف الكيميائيـة التي تمت فيها العمليات التفاعلية‪ ،‬والتي تحولت خاللها الهيدروكربونات )‪Magma‬‬
‫‪.‬البسيطة إلى هيدروكربونات معقدة (البترول) فـي طبقات رسوبية ليست عميقة‬

‫‪:‬النظريات العضوية –‬
‫تطورت دراسات البترول مع مرور الزمن وأفادت بأن ‪ %٩٩‬من رواسب النفط تقريبا ً تتواجد في الصخور الرسوبية التـي تدفن فيها‬
‫الكائنات العضوية أثناء الترسيب في األحواض‪ ،‬كما أشارت أن أصل البترول عضوي‪ ،‬يتكـون مـن األحمـاض الدهنية واألمينية‬
‫الموجودة في أجسام الكائنات الحية‪ ،‬ودليل ذلك‪ ،‬وجود هياكل لجزئيات بروتين الدم ومواد كلورفيلية‪ ،‬وقـد أثبتت بعض الدراسات بأنه قد‬
‫توجد في الحقل الواحد أكثر من ‪ ٢٤٠‬مركبا ً لمواد بتروكيماويـة‪ ،‬كمـا تكـون المركبـات البتروجينية (االزوتية) واليوروفين جزءاً من‬
‫تركيب النفط وهي في الوقت نفسه تتواجد فـي خاليـا الكائنـات العضـوية الحيوانية والنباتية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك نجد أن البترول يتصف‬
‫العضوي بين )‪ (C26 H45 OH‬بخاصية النشاط الضوئي التي تتميز بها الكائنـات العضـوية وذلك نظراً لوجود مركب الكولسترول‬
‫‪.‬مكونات النفط‬

‫بنا ًء على هذه األسس والمالحظات انطلق العلماء والباحثون إلى ترجيح األصل العضوي للنفط‪ ،‬وارتباط تكونـه بالكائنـات العضوية‪ ،‬إال‬
‫أنهم اختلفوا في أصل المادة األولية التي تكون منها النفط‪ ،‬لهذا أصبح هناك من يؤمن باألصل النباتي فقط‪ ،‬أو الحيواني فقط‪ ،‬ولكن الكثير‬
‫منهم أيدوا األصل المشترك من نباتات وحيوانات‪ .‬وقد نشأت لذلك النظريات العضوية وملخصها ما يلي‬

‫‪:‬نظريات األصل النباتي‬

‫الحظ العلماء أن هناك كميات من الطحالب والبكتيريا وحبوب اللقاح تتواجد في الطين القابل لالشتعال بسبب احتوائه علـى آثار نفطية‪،‬‬
‫)‪ (Diatm‬كما استطاع أحد الباحثين استخراج مواد هيدروكربونية تشبه في تركيبها المواد النفطية‪ ،‬وذلك عن طريق تقطير نبات الدياتوم‬
‫الذي ينمو بكميات كبيرة في أحواض الترسيب‪ ،‬وعلى الرغم من هذه المشـاهدات إال أن النباتـات البحرية وحدها ال تكفي لتكوين كميات‬
‫‪.‬هائلة من الرسوبيات النفطية التي ما زالت تشكل احتياطا ً هائالً في كثير من البلـدان إلى جانب ما اكتشف حتى اآلن‬

‫‪:‬نظرية األصل الحيواني –‬

‫ظهرت هذه النظرية بعد أن أثبت أحد الباحثين بأن الشحوم الحيوانية تتحول إلى مواد هيدروكربونية عند تسخينها إلى ‪ ٤٠٠‬درجة مئوية‪،‬‬
‫وقد أجريت على شحوم الحيتان حيث افترض العلماء بعد ذلك أن األسماك هي أصل المواد الهيدروكربونيـة المكونة للبترول‪ ،‬إال أنه ما‬
‫يمكن أن تعطيه هذه األسماك من مواد نفطية بعد دفنها وتعرضها إلى درجات حـرارة وضـغط عاليين تعتبر كميات ضئيلة بالمقارنة مع‬
‫‪.‬الكميات الكبيرة من الرواسب النفطية المخزونة والمكتشفة‬

‫‪:‬نظرية األصل المختلط –‬

‫رجح معظم العلماء أن أصل البترول العضوي‪ ،‬إنما هو من كائنات حية نباتية وحيوانية‪ ،‬وأشاروا إلى تكون النفط من أيـة مواد عضوية‬
‫سواء أكانت نباتية أم حيوانية وذلك عندما تترسب وتدفن مع الصخور الرسوبية في أحواض الترسـيب التـي تنطبق عليها الشروط‬
‫المالئمة لتكوين النفط‪ ،‬عندئذ تتحول المواد إلى نفط يختلف في مواصفاته من مكان إلى آخـر نتيجـة لتفاوت تأثير عوامل التفسخ والتحلل‪،‬‬
‫ومداها الزمني‪ ،‬وطبيعة درجة الحرارة والضغط على حوض الترسيب‪ ،‬وما يلي ذلـك من عمليات التكوين‪ ،‬ومن هجرة‪ ،‬وحركة النفط‬
‫إلى أن يتجمع في مكامن ومصائد صخرية مالئمة‪.‬‬
‫المراجع‬

‫‪Matveichuk, Alexander A. Intersection of Oil Parallels: Historical Essays. Moscow: Russian Oil and Gas‬‬
‫‪Institute, 2004‬‬

‫خالد بن سلطان بن عبد العزيز‪" .‬البترول‪ :‬معامل التكرير"‪ .‬موسوعة "مقاتل من الصحراء"‪ .‬مؤرشف من األصل في ‪ 16‬يناير ‪ .2018‬اطلع عليه‬
‫بتاريخ ديسمبر ‪.2018‬‬

‫في ‪ 5‬أغسطس نسرين عزالدين‪" .‬تاريخ النفط في دول الخليج‪ ..‬هكذا بدأت الحكاية"‪ .‬مجلة الرجل‪ .‬مؤرشف من الأصل‬
‫‪ .2018.‬اطلع عليه بتاريخ ديسمبر ‪2018‬‬

‫"اااااا اااااا اااااااا ااااااا اااااا اا ااااا ااااا"‪ .‬اااااااا اااااااا‪.‬‬


‫اا ‪ 29‬اااا ‪ .2019‬اااا اااا اااااا اااااا ااااا اا ااااا‬

‫‪Stokes، Raymond G. (2003).‬؛ ‪Karlsch، Rainer‬‬

You might also like