You are on page 1of 6

‫محاضرة رقم ‪ : 12‬الصحافة اإللكترونية في الجزائر‬

‫تمهيد ‪:‬‬

‫ب دأت المواق ع والص حف اإللكتروني ة الجزائري ة تنتش ر من ذ مطل ع األلفي ة‪ ،‬حيث ظه رت العدي د من‬

‫الص حف اإلخباري ة بالخص وص‪ ،‬قب ل أن تظه ر ص حف إلكتروني ة متخّص ص ة في المج االت الثقافي ة‬

‫واألدبي ة والرياض ية والفني ة‪ ،‬إال أّن نش اطها لم يكن مقّنن ا ولم يكن ق انون اإلعالم لع ام ‪ 1990‬ق ادرا‬

‫على احتوائه ا وتنظيمه ا أو الّتحكم في م ا ينش ر من خالله ا‪ ،‬خاص ة إذا تعّل ق األم ر بالتج اوزات‬

‫القانوني ة أو بتج اوز أخالقي ات المهن ة‪ .‬إلى أن ح اول ق انون اإلعالم المطّب ق حالي ا إنه اء الف راغ‬

‫الق انوني ال ذي طب ع نش اط الص حافة اإللكتروني ة‪ .‬وق د تط ّر ق الق انون العض وي لإلعالم ‪05-12‬‬

‫للص حافة اإللكتروني ة في ب اب مس تقل ألول م رة‪ ،‬حيث ورد في الم ادة ‪ 67‬أن ه " يقص د بالص حافة‬

‫اإللكتروني ة ك ل خدم ة اتص ال مكت وب ع بر اإلن ترنيت موجه ة للجمه ور أو فئ ة من ه‪ ،‬وينش ر بص فة‬

‫مهنية من قبل شخص طبيعي أو معنوي يخضع للقانون الجزائري‪ ،‬ويتحكم في محتواها االفتت احي" ‪.‬‬

‫أم ا الم ادة ‪ 68‬فأوض حت أن" نش اط الص حافة المكتوب ة ع بر اإلن ترنيت يتمث ل في إنت اج مض مون‬

‫أص لي موج ه للص الح الع ام‪ ،‬ويج ّد د بص فة منتظم ة ويتك ّو ن من أخب ار له ا ص لة باألح داث وتك ون‬

‫موضوع معالجة ذات طابع صحفي"‪ .‬وال تتدخل المطبوعات الورقية ضمن هذا الصنف عندما تكون‬

‫النس خة ع بر األن ترنيت والنس خة األص لية مط ابقتين‪ .‬أم ا الم ادة ‪ 71‬فتنص أن ه " يم ارس نش اط‬

‫الص حافة اإللكتروني ة والسمعي البصري عبر اإلن ترنيت في ظل اح ترام أحكام المادة ‪ 2‬من القانون‬

‫العضوي لإلعالم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وتشير المعلومات الواردة عن وزارة االتصال نهاية العام ‪ ،2020‬أّن الفض اء اإللك تروني الجزائري‬

‫يحصي ‪ 150‬موقعا إلكترونيا‪ ،‬تعاني من عدة صعوبات قانونية ومالية وحتى تقنية‪.‬‬

‫أوال‪ -‬المرسوم التنفيذي المنّظ م للصحافة اإللكترونية في الجزائر‪:‬‬

‫كشفت الحكوم ة الجزائري ة خالل النص ف الث اني من س نة ‪ 2020‬على لس ان ناطقه ا الرس مي‪ ،‬وزي ر‬
‫االتص ال‪ ،‬الس يد " عم ار بلحيم ر " عن المرس وم التنفي ذي المتعّل ق بكيفي ة ممارس ة نش اط اإلعالم ع بر‬
‫اإلنترنيت ‪ .‬و يحّد د المرسوم كيفيات ممارسة نشاط اإلعالم عبر اإلنترنيت ونشر الرد أو الّتصحيح‬
‫ع بر الموق ع اإللك تروني‪ .‬وص در المرس وم ي وم ‪ 1‬ديس مبر ‪ 2020‬في الع دد رقم ‪ 70‬من الجري دة‬
‫الرس مية‪ ،‬حيث يتك ون من فص لين يش مالن ‪ 8‬م واد ح ّد د خالله ا ش روط والتزام ات ممارس ة ه ذا‬
‫النشاط‪.‬‬

‫ويهدف المرسوم التنفيذي إلى تطبيق األحكام الّتشريعية الص ادرة في القانون العضوي لإلعالم ‪-12‬‬

‫‪ 05‬الم ؤرخ في ‪ 12/01/2012‬لت أطير الص حافة المكتوب ة اإللكتروني ة وت وطين اس تفادتها على‬

‫الصعيد القانوني‪ ،‬وذلك بغرض مواكبة التطور السريع الذي يشهده هذا الجانب الهام من الصحافة‬

‫الوطنية‪.1‬‬

‫ويأتي هذا النص التنظيمي الذي نشرته وكالة األنباء الجزائرية امتدادا للمادتين ‪ 66‬و‪ 113‬من القانون‬

‫العضوي المتعلق باإلعالم‪ ،‬إذ يهدف خاصة إلى وضع الصحافة االلكترونية المكتوبة في مسار يتوافق‬

‫وأهداف القانون‪.‬‬

‫ويح دد النص القواع د ال تي تنظم اإلج راء التص ريحي للتأس يس ويؤك د في ه ذا الش أن على أّن نش اط‬

‫اإلعالم ع بر االن ترنت ه و نش اط ح ر‪ .‬كم ا يوض ح كيفي ات ممارس ة حق وق التص حيح وال رد كم ا تنص‬

‫عليها المادتان ‪ 100‬و‪ 101‬من قانون اإلعالم‪.‬‬

‫‪ - 1‬وكالة األنباء الجزائرية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫كما يؤكد مشروع المرسوم التنفيذي‪ ،‬أّن حرية التعبير مبدأ ال يمكن أن يكون مطلقا كيفما كانت طريقة‬

‫السير المنتهجة وأن التقدم التكنولوجي يوفر للناشرين اإلعالميين سبل ووسائل متمّيزة للتعبير‪.‬‬

‫وورد أيض ا في النص أّن " الص حافة االلكتروني ة تتمّي ز بإمكاني ة الوص ول إليه ا بش كل متواص ل وه و‬

‫االمر الذي لم يتمكن القانون من التحكم في آثاره ونتائجه على النظام العام"‪.‬‬

‫ويشير مشروع المرسوم التنفيذي إلى أّن الصحافة االلكترونية تع ّز ز من إمكانيات نشر المعلومة بحيث‬

‫يمكنها المساهمة بشكل نشط في المجهود الجماعي الرامي إلى دمقرطة وأخلقة الحياة العامة‪.‬‬

‫وأشار النص كذلك إلى أنه "يمكن للناشرين الصحفيين‪ ،‬الذين أضحوا ُم ؤطرين بشكل أفضل من الج انب‬

‫القانوني‪ ،‬المشاركة بشكل فعال في تحقيق وظائف وأهداف المادتين ‪ 2‬و ‪ 5‬من القانون العضوي ‪-12‬‬

‫‪ 05‬المتعلق باإلعالم"‪.‬‬

‫ثانيا – أهم الشروط التي حّد دها المرسوم ‪:‬‬

‫من أهم الشروط التي ح ّد دها المرسوم التنفيذي لممارسة اإلعالم الرقمي أو إنشاء مواقع إلكترونية‪ ،‬أن‬

‫يحوز المسؤول على وسيلة اإلعالم عبر اإلنترنيت على شهادة جامعية أو شهادة أخرى تعادله ا‪ ،‬وأن ال‬

‫تقّل خبرته على ‪ 3‬سنوات في مجال اإلعالم‪.‬‬

‫كما اشترط التصريح بمصدر األموال المكونة لرأس المال وأموال التسيير وتبريرها‪ ،‬إلى جانب تبرير‬

‫كل دعم مادي من أي هيئة مانحة وتبيان العالقة العضوية مع منع تلقي تمويالت من أي جهة أجنبية‪،‬‬

‫وكذا يمنع مساهمة أي شخص معنوي أو طبيعي في أكثر من جهاز واحد لإلعالم عبر اإلنترنت‪.‬‬

‫ويخض ع نش اط اإلعالم ع بر االن ترنت "إلى النش ر ع بر موق ع الك تروني م وَطن حص ريا من الناحي ة‬

‫المادية والمنطقية بالجزائر ومسجال في نطاق ‪( +dz.+‬المادة ‪.)06‬‬


‫‪3‬‬
‫ويقصد بالتوطين المادي والمنطقي "أن تكون كل الموارد (معدات وبرامج ويد عاملة وإ بداع واستغالل)‬

‫الالزمة إليواء موقع‪ ،‬بالجزائر" والذي يجب أن يسجل ضمن نطاق ‪ +dz.+‬وأن يحمل إجباريا الحقة‬

‫‪ +dz.+‬وهو ما يعني أن الحصول على النطاق يكون في الجزائر عن طريق الدولة (مركز البحث في‬

‫اإلعالم العلمي والتقني)"‪.‬‬

‫وحسب ذات النص "يمكن أن يكون اآلوي مؤسسة عمومية أو خاصة او صاحب الموقع ذاته من خالل‬

‫اقتناء المعدات الالزمة"‪.‬‬

‫وبخص وص أن واع اإلي واء ال واجب توطينه ا في الجزائ ر يوض ح النص أن ه "سيخص ص خ ادم م ادي‬

‫لإليواء بما فيها جزء النظام (المنطق) في حين سيأوي خادم كبير العديد من المواقع التي ستتقاسم كل‬

‫م وارده (أق راص‪ ،‬ذاكرة حي ة ‪ )..‬بم ا فيه ا ج زء النظ ام"‪ ،‬وأن ه "س يتم تخص يص ج زء منطقي من خ ادم‬

‫مادي كبير يخصص للموقع"‪ ،‬مبرزا أن هذا "النوع مطلوب جدا نظرا لسهولة تنصيبه من الناحية التقنية‬

‫بواسطة منصات خدمة ذاتية"‪.‬‬

‫ويجب أن يكون تسيير الموقع "من الجزائر" مع ضمان تسيير محتوى الموقع فما يخص إضافة وتغيير‬

‫وحذف المقاالت الصحفية والتسيير التقني المتمثل في الصيانة (تصميم‪ ،‬إضافة أقسام تحديثات االمان‬

‫وأرشفة السجالت (‪ ،)logs‬حسبما جاء في النص الذي أكد أنه "يمكن للمسير أو اآلوي أن يشرف على‬

‫هذا التسيير"‪.‬‬

‫و يرى وزير االتصال أّن توطين المواقع االلكترونية في الجزائر‪ ،‬يعني " جزأرة " مواقع البث والنشر‬

‫( جعله ا جزائري ة )‪ ،‬على غ رار القن وات التلفزيوني ة الخاص ة‪ ،‬مض يفا أّن المواق ع اإللكتروني ة "من‬

‫المفروض أن يكون منطلق نشاطها من الجزائر‪ ،‬طبقا للقوانين المحددة لنشاط المؤسسات اإلعالمية في‬

‫الجزائر الناشطة عبر األنترنت"‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مض يف ب أن " الت وطين" يه دف إلى "ض بط نش اط ه ذه المواق ع طبق ا للق انون الجزائ ري"‪ ،‬األم ر ال ذي‬

‫س يمكن الناش رين وأص حاب المواق ع ‪ -‬مثلم ا ق ال ‪ -‬من "تف ادي اللهث وراء األم وال أو تحويله ا بص يغ‬

‫وطرق غير مشروعة"‪.‬‬

‫وبخصوص اآلليات التي ستستفيد منها الصحف اإللكتروني ة من اإلشهار العمومي‪ ،‬قال السيد بلحيمر‬

‫أن ه "بع د ص دور النص الق انوني للص حافة اإللكتروني ة‪ ،‬س يتم تحدي د المع ايير الخاص ة باإلش هار‬

‫اإللك تروني‪ ،‬ح تى وإ ن ك انت من حيث المرجعي ة والمب ادئ العام ة ال تختل ف كث يرا عن المع ايير ال تي‬

‫ضبطت للصحافة المكتوبة الورقية"‪ ،‬وهو الشق الذي سيحدده بصفة " قطعية " قانون اإلشهار الذي يعد‬

‫‪--‬مثلما أضاف‪" --‬أحد أبرز ورشات قطاع االتصال"‪.‬‬

‫و بخصوص تمويل ودعم اإلعالم اإللكتروني‪ ،‬حسب ما ورد في المادة السابعة من المرسوم التنفيذي‬

‫ف إّن المؤّس س ة المالك ة لجه از اإلعالم ع بر اإلن ترنت ملزم ة ب أن ت برر مص در األم وال المكون ة ل رأس‬

‫ماله ا؛ واألموال الض رورية لتسييرها وهو وض ع ط بيعي لكنه يحت اج إلى تفص يل أكبر وتحدي د لماهية‬

‫تلك المصادر‪ .‬كما أنها لم تفّص ل في قضية الدعم وحدوده فيما كانت واضحة تماما في رفض أي دعم‬

‫أجنبي”‪.‬‬

‫و قد تحّفظ بعض الصحفيين حول عدم اشتراط المرسوم لألقدمية والخبرة الالزمة للمسؤول األّو ل على‬

‫المؤسسة اإلعالمية اإللكترونية‪ ،‬كونه يمكن ألّي صحفي يحوز على خبرة ‪ 3‬سنوات فقط من الحصول‬

‫على االعتماد‪ ،‬عكس ما هو معمول به في الجرائد الورقية التي يشترط فيها الحصول على ‪ 10‬سنوات‬

‫أقدمي ة لم دير النش ر‪ .‬فق د أعطى المرس وم التنفي ذي ب ذلك‪ ،‬لقلي ل الخ برة إمكاني ة اإلش راف على ص نع‬

‫الرأي العام؛ ألّن ثالث سنوات قليلة جدا الكتساب الخبرة الالزمة‪ ،‬خاصة في ظل واقع ضعف تكوين‬

‫‪5‬‬
‫الصحفيين في مدرجات الجامعة‪ ،‬وغياب التدريب والمتابعة في الميدان ‪ .‬فثالث سنوات ال يمكن لها أن‬

‫تصنع مسؤوال للنشر قادرا على اإللمام بمختلف جوانب هذا المنصب الحساس‪.‬‬

‫‪6‬‬

You might also like