You are on page 1of 14

‫السنة ‪:‬األولى ماستر‬

‫التخصص ‪:‬لسانيات عربية‬

‫المقياس ‪:‬مدارس نحوية‬

‫نوعه ‪:‬محاضرة‬

‫المجموعة ‪:‬مج ‪5‬‬

‫الفوج ‪9 + 8 :‬‬

‫اسم األستاذة ولقبها‪ :‬د ‪/‬سهام صياد‪1‬‬


‫المدرسة البغدادية‪ :‬منهجها و أعالمها‬
‫أصل التسمية‪:‬‬
‫ذكر يف تسميتها ثالث لغات‪ :‬بغداد (بالدال الثانية مهملة)‪ ،‬وبغداذ (بالذال املعجمة) وبغدان‬
‫(بالنون)‪ .‬وبغداد هي األصل واألشهر‪ .‬جاء يف (املصباح املنري) للفيومي ما نصه‪ " :‬بغداد اسم بلد‬
‫يذكر ويؤنث‪ ،‬والدال األوىل مهملة‪ ،‬وأما الثانية فيها ثالث لغات‪ :‬دال مهملة وهو األكثر‪ ،‬والثانية‬
‫نون‪ ،‬والثالثة وهي األقل ذال معجمة"‬
‫وأما معناها اللغوي‪ ،‬فاألشهر أهنا كلمة غري عربية‪ ،‬مركبة من لفظتني ( باغ) و (داد) باغ‬
‫بالفارسية معناها ( بستان)‪ ،‬و (داد) بالفارسية ( اسم رجل)‪،‬جاء يف معجم البلدان لياقوت احلموي‪:‬‬
‫"‪ ...‬قال بعض األعاجم ‪ :‬تفسريه بستان رجل‪ ،‬فباغ بستان و داد اسم رجل‪ ...‬و مسيت مدينة‬
‫السالم ألن دجلة يقال هلا وادي السالم"‪ .‬فها هو ياقوت احلموي يضيف امسا آخر لبغداد هو مدينة‬
‫السالم‪.‬‬
‫موقعها‪:‬‬
‫تقع مدينة بغداد مشال العراق على ضفيت هنر دجلة و الفرات‪ ،‬تبعد حبوايل ‪ 58‬كلم عن مدينة بابل‬
‫األثرية‪ ،‬حيدها مشاال مدينتا أربيل و املوصل و من اجلنوب مدينة البصرة‪.‬‬
‫تأسيسها‪:‬‬
‫كان أول من أسسها أبو جعفر املنصور و أخوه العباس السفاح بني سنيت ‪ 548‬و ‪ 541‬هجرية‪،‬‬
‫ونقل ياقوت احلموي عن سبب تأسيسها أ ّن جنود أيب العباس السفاح قد أفسدهم أهل الكوفة‪:‬‬
‫مصرها و جعلها مدينة املنصور باهلل أبو جعفر بن عبد اهلل‬
‫" ‪ ...‬يف بدء عمارة بغداد كان أول من ّ‬
‫بن حممد بن علي بن عبد اهلل بن عباس بن عبد املطلب ثاين اخللفاء‪...‬و هي مدينة كان قد اختطها‬
‫أخوه أبو العباس السفاح و شرع يف عمارهتا سنة ‪548‬ه‪ ،‬و نزهلا سنة ‪541‬ه و كان سبب عمارهتا‬
‫أن أهل الكوفة كانوا يفسدون جنوده"‬
‫نشأة النحو البغدادي‪:‬‬

‫نشأ النحو يف أحضان البصرة والكوفة كما ذكرنا ‪ ،‬وتطور على أيدي العلماء اخلالفني من كال‬
‫البلدين حىت وصل إىل درجة عالية من النضج واالستقرار ‪ ،‬وذهبت البصرة بالشهرة الكربى يف امليدان‬
‫‪ ،‬لكن الكوفة نافستها حبق وخباصة آخر عهد املدرستني حيث تصدر إلمامة البصرة حممد بن يزيد‬
‫املربد (ت ‪ 558‬هـ) ‪ ،‬وحيث رأس علماء الكوفة أبو العباس أمحد بن حيىي ثعلب (ت ‪. )515‬‬
‫وشهدت بغداد نشاطا حيا يف حلقيت هذين العاملني اجلليلني ‪ ،‬واشتد بينهما الصراع ‪ ،‬وكثرت‬
‫املناظرات مما جعل الدارسني يقبلون عليهما كليهما ويأخذون عنهما معا ‪ ،‬مث يتخريون من هذا ومن‬
‫ذاك ما يراه كل واحد مناسبا لتفكريه واجتاهه ‪.‬‬

‫ازدهر هذا النشاط إذن أواخر القرن الثالث‪ ،‬وما كاد القرن الرابع يبدأ حىت أخذت مدرسة بغداد‬
‫تتميز مبنهجها اخلاص‪ ،‬ومل يكن هذا املنهج جديدا من حيث األسس أو طرائق االستنتاج‪ ،‬ولكنه‬
‫منهج ينبين على االنتقاء من املدرستني البصرية والكوفية‪.‬‬

‫الرواد األوائ ل ملدرسة بغداد يقبلون على الكوفة ويزيدون من األخذ عنها لكنهم يأخذون عن‬
‫البصرة ‪ ،‬وإن كان ميلهم إىل الكوفة أشد ‪ ،‬وأشهر هؤالء الرواد ابن كيسان (ت‪511‬هـ) وابن شقير‪،‬‬
‫(ت ‪558‬ه) وابن الخياط (ت ‪553‬هـ) ‪.‬‬

‫ويف االجتاه الثاين كان عدد آخر من العلماء يقبلون على البصرة ويأخذون عن الكوفة لكن‬
‫ميلهم إىل البصرة أشد‪ ،‬وأشهر هؤالء الزجاجي (ت ‪ ،)553‬وأبو علي الفارسي (ت ‪533‬هـ)‪ ،‬وأبو‬
‫الفتح عثمان بن جني (ت ‪515‬هـ)‪.‬‬

‫وبدأ العلماء يتتابعون يف بغداد‪ ،‬واحدا يف إثر واحد ‪ ،‬مع اجتاه أقوي إىل مدرسة البصرة ‪ ،‬نذكر‬
‫لك منهم الزخمشري ‪،‬وابن الشجري ‪،‬وأبا الربكات األنباري ‪،‬وأبا البقاء العكربي ‪،‬وابن يعيش ‪،‬والرضي‬
‫اإلسرتاباذي ‪.‬‬

‫اتبع حناة بغداد يف القرن الرابع اهلجري هنجا جديدا يف دراساهتم ومصنفاهتم النحوية يقوم على‬
‫االنتخاب من آراء املدرستني البصرية والكوفية مجيعا‪ ،‬وكان من أهم ما هيأ هلذا االجتاه اجلديد أن‬
‫أوائل هؤالء النحاة تتلمذوا للمربد وثعلب‪ ،‬وبذلك نشأ جيل من النحاة حيمل آراء مدرستيهما ويعىن‬
‫بالتعمق يف مصنفات أصحاهبما والنفوذ من خالل ذلك إىل كثري من اآلراء النحوية اجلديدة‪.‬‬
‫وكان من هذا اجليل من يغلب عليه امليل إىل اآلراء الكوفية ومن يغلب عليه امليل إىل اآلراء‬
‫البصرية‪ ،‬فاضطرب كتَّاب الرتاجم والطبقات إزاءه‪ ،‬فمنهم من حاول تصنيف أفراده يف املدرستني‬
‫الكوفية والبصرية على حنو ما صنع الزبيدي يف طبقاته‪ ،‬ومنهم من أفردهم مبدرسة مستقلة كما صنع‬
‫ابن الندمي يف الفهرست‪ ،‬وإن كان قد أدخل فيهم نفرا ليس هلم نشاط حنوي مذكور مثل ابن قتيبة‪،‬‬
‫وأيب حنيفة الدينوري‪.‬‬

‫وحاول بعض الباحثني املعاصرين أن ينفي وجود املدرسة البغدادية‪ ،‬معتمدا على من ينظمون‬
‫أفرادها يف البصريني والكوفيني‪ ،‬وأن علمني من أعالم جيلها الثاين ينسبان أنفسهما يف البصريني‪ ،‬ومها‬
‫أبو علي الفارسي وتلميذه ابن جين‪ ،‬إذ يعربان يف تصانيفهما عنهم كثريا بكلمة أصحابنا ‪ ،‬وينتصران‬
‫يف أغلب األمر لآلراء البصرية وكثريا ما يطلق ابن جين على الكوفيني اسم البغداديني ‪،‬وكأهنم مدرسة‬
‫واحدة‪.‬‬

‫أما إطالق ابن جين اسم البغداديني على الكوفيني أحيانا‪ ،‬فريجع إىل أن مجهور اجليل األول من‬
‫البغداديني كانت تغلب عليه النزعة الكوفية‪ ،‬فسماهم الكوفيني تارة‪ ،‬وتارة مساهم البغداديني‪ ،‬وأمههم‬
‫ثالثة‪:‬ابن كيسان (ت ‪511‬هـ) ‪ ،‬وابن ش َق ْري (ت ‪558‬هـ) ‪ ،‬وابن اخلياط (ت ‪553‬هـ) ‪ ،‬وفيهم‬
‫يقول الزجاجي‪" :‬من علماء الكوفيني الذين أخذت عنهم‪ :‬أبو احلسن بن كيسان‪ ،‬وأبو بكر بن‬
‫شقري‪ ،‬وأبو بكر بن اخلياط؛ ألن هؤالء قدوة أعالم يف علم الكوفيني‪ ،‬وكان أول اعتمادهم عليه‪ ،‬مث‬
‫درسوا علم البصريني بعد ذلك فجمعوا بني العلمني"‬

‫أما أشهر حناة الكوفة الوافدين إىل بغداد جند ‪:‬الكسائي ‪ ،‬الفراء ‪،‬أما حناة البصرة فنجد سيبويه‬
‫الذي تغلب عليه الكسائي يف املسألة الزنبورية ‪،‬هلذا مل يطب له املقام فخرج من بغداد مكسورا‪،‬مث‬
‫األخفش البصري الذي ذهب انتقاما لسيبويه‪.‬‬

‫خصائص المدرسة البغدادية‪:‬‬


‫_السماع‪ :‬كان املذهب البصري يتشدد يف األخذ عن العرب ومل يقبل إال ما مسع من العرب‬
‫الفصحاء الذين سلمت فصاحتهم من شوائب التحضر وآفاته‪ ،‬وهم سكان البوادي وجند واحلجاز‬
‫وهتامة من قيس ومتيم وأسد‪ ،‬بينما كان الكوفيون ال مييزون بني لغات العرب‪ ،‬ويأخذون عن مجيعهم‬
‫بدويهم وحضرهم‪.‬‬

‫أما البغداديون فلم يكونوا مييزون بني لغة وأخرى‪ ،‬أو يفضلون ما ورد عن قبيلة على ما ورد عن‬
‫قبيلة أخرى‪ ،‬فاللغات عندهم كما عند الكوفيني‪ ،‬كلها حيتج هبا‪ ،‬فهذا ابن جين الذي ميثل املذهب‬
‫البغدادي يف أقواله خري متثيل‪ ،‬قال‪( :‬اللغات على اختالفها كلها حجة ‪ ،‬وأن الزجاجي الذي سبق‬
‫ابن جين ‪،‬وهو بغدادي أيضا ‪ ،‬كان جييز لغات العرب مهما تنوعت وحيرتمها وال يقبل أن يصفها‬
‫بالشذوذ‪ ،‬وإن خالفت قياس البصريني)‪.‬‬

‫ومل خيالف البغداديون البصريون يف عدم التمييز بني لغات العرب فحسب‪ ،‬وإمنا كانوا يأخذون عن‬
‫األعراب الذين توطنوا يف احلاضرة‪.‬‬

‫وقد ذهب الزخمشري من البغداديني املتأخرين أبعد من ذلك ‪،‬فكان يرى جواز االحتجاج بكالم ‪،‬‬
‫أئمة اللغة وكبار رواهتا جاعال ما يقولونه مبنزلة ما يروونه‪.‬‬

‫وخالصة القول‪ :‬إن املذهب البغدادي يقف وسطا بني املذهبني ‪ ،‬فال مييز بني لغات العرب إال‬
‫بقدر فصاحتها‪ ،‬وال يرفض أية لغة منها‪ ،‬ولكن جيوز لنفسه أن يأخذ بلغة من غري رفض األخرى أو‬
‫تضعيفها ‪.‬‬

‫_القياس ‪ :‬لقد بين البصريون قواعدهم على األعم األغلب من كالم العرب‪ ،‬فكانوا ال يقيسون على‬
‫املثال الواحد‪ ،‬أو األمثلة النادرة‪ ،‬وكانوا يتشددون يف ذلك‪.‬‬

‫أما الكوفيون فكانوا يقيسون على املثال الواحد‪ ،‬واألمثلة النادرة‪ ،‬ولو عارضت قاعدة من‬
‫قواعدهم‪ ،‬أو أصال من أصوهلم‪.‬‬
‫وقد وقف البغداديون موقفا وسطا بني املذهبني البصري والكويف يف القياس تبعا لألخفش‬
‫األوسط مؤسس مذهبهم ‪،‬فقد يقبلون املثال الواحد الشاذ عند البصريني ‪ ،‬وفق مبدأ معني وبعد‬
‫مناقشة له ‪ ،‬وجيوز عدم قبوله ‪.‬‬

‫وكان الزجاجي البغدادي يقيس على النادر الشاذ من األمثلة‪ ،‬فكان يرى أن (أمس) قد تأيت‬
‫مبنية على الفتح قياسا على قول الشاعر‪:‬‬

‫عجائزا مثل السعايل مخسا‬ ‫إين رأيت عجبا مذ أمسا‬

‫وجوز ابن جين متبعا األخفش أن يتصل ضمري املفعول به الفاعل املتقدم قياسا على قول أحد‬
‫(‪)51‬‬
‫أصحاب مصعب بن الزبري فيه‪،‬‬

‫وكاد لو ساعد املقدور ينتصر‬ ‫ملا طالبوه مصعبا ذعروا‬

‫فقد اشتمل الفاعل (طالبوه)على ضمري يعود على املفعول به املتأخر (مصعبا) ‪.‬‬

‫_القراءات الشاذة‪ :‬ليس هناك شك أن القران الكرمي أفصح ما نطقت العرب به‪ ،‬وهو الينبوع‬
‫األعظم‪ ،‬والدليل األسلم يف تقرير قواعد النحو‪ ،‬وحترير مسائله فكثر استشهاد النحاة به‪ ،‬واعتمادهم‬
‫عليه‪ ،‬وقد اتفق النحاة على صحة االحتجاج بقراءاته املختلفة‪.‬‬

‫قال السيوطي ‪(:‬فكل ما ورد انه قرئ به جاز االحتجاج به يف العربية سواء كان تواترا أم أحاد‪ ،‬أم‬
‫شاذ‪ ،‬وقد أطبق الناس على االحتجاج بالقراءات الشاذة يف العربية إذا مل ختالف قياسا معروفا‪) ....‬‬

‫غري أن البصريني كانوا ال يقرون االحتجاج بالقراءات الشاذة بل كانوا يرفضوهنا ‪ ،‬أما البغداديون‬
‫فكانوا يرون أن القران الكرمي حمكم ال يتكلم العرب بشيء أجود منه‪ ،‬فكان الزجاج البغدادي يقول‪:‬‬
‫(القران الكرمي حمكم ال حلن فيه وال شيء يتكلم العرب بأجود منه يف اإلعراب)‪.‬‬

‫ويبني ابن حين سبب قبول الشاذ من القراءات فضال عن دعم الرواية له‪ ،‬فريى أن من أقوى‬
‫األسباب روايته عن الرسول(صلى اهلل عليه وسلم) وألن اهلل أمر باألخذ به‪ ،‬قال‪( :‬وعاذ اهلل وكيف‬
‫يكون هذا رفض الشاذ والرواية تنمية إىل رسول اهلل(صلى اهلل عليه وسلم) واهلل تعاىل يقول‪( :‬وما‬
‫أتاكم الرسول فخذوه) وهذا حكم عام يف املعاين واأللفاظ وأخذه هو األخذ به‪ ،‬فكيف يسوغ مع‬
‫ذلك أن ترفضه وجتتنبه‪......‬؟) ‪.‬‬

‫وابن جين ال يعرب يف هذا القول عن رأيه اخلاص وإمنا عن حناة املذهب البغدادي ‪ ،‬وخباصة أبو‬
‫علي النحوي الذي كان ينوي أن يؤلف كتابا يف القراءات الشاذة حيتج هلا ويدافع عنها‪ ،‬ولكنه جيب‬
‫أال يفهم أن ابن جين وغريه من البغداديني ‪ ،‬كان يقبل الشاذ على علىته دون دراسة أو دعم بأدلة‬

‫مروية‪ ،‬إمنا كان يرجع بالقراءة إىل اللغة ليلتمس دليال يقيسها عليه‪ ،‬فإذا مل جتد دليال يستند إليه فال‬
‫حرج من ردها وتضعيفها وخري مثال على ذلك قراءة أيب يعفر يزيد (للمالئكة اسجدوا) بضم التاء‬
‫هذا ضعيف عندنا جدا‪.‬‬

‫والخالصة‪ :‬كان البغداديون يقبلون من القراءات الشاذة ما دعمته الرواية‪ ،‬وقام عليه الدليل‬
‫فيضعونه حينئذ يف مركز قوى ال يقبل عن مكانه الفصيح الذي يقاس عليه ‪ ،‬ولكنه إذا أعوزها الدليل‬
‫‪،‬ومل يعثر على سند هلا رفضت وردت‪ ،‬عدا الزخمشري الذي كان مييل إىل رفض الشاذ‪ ،‬وبالغ يف رفضه‬
‫فيقبحه و يستهجن القراءة به‪.‬‬

‫_ـ االحتجاج بالحديث‪ :‬كان النحاة األوائل من بصريني وكوفيني حيتجون باحلديث النبوي يف مواطن‬
‫قليلة جدا‪ ،‬وبعد حترج شديد ألسباب كثرية‪.‬‬

‫أما البغداديون فقد خرجوا يف القرن الرابع اهلجري على املبدأ الذي سار عليه البصريون‬
‫والكوفيون‪ ،‬فاختذوا من احلديث مصدرا من مصادر السماع األساسية‪ ،‬واحتجوا به يف مواطن كثرية‪.‬‬

‫وقد احتج به الزجاجي يف جزم فعل األمر للمخاطب‪ ،‬قال‪( :‬وإذا كان األمر للمخاطب بالالم‬
‫كان جمزوما هبا‪ ،‬كقولك‪( :‬لتخرج يا زيد‪ ،‬ولرتكب يا عمرو‪ ،‬وهي لغة جيدة) وقد روى عن الرسول‬
‫(صلى اهلل عليه وسلم)أنه قرأ (فبذلك فلتفرحوا) ‪.‬‬
‫ومن البغداديني الذين أكثروا من االحتجاج باحلديث الشريف جار اهلل الزخمشري يف كتابه(األحاجي‬
‫النحوية) خاصة ‪،‬فقد احتج على إبدال السني شينا والشني سينا‪ ،‬قال(فعيل)اجملموع على (فَـ َعلة)‬

‫مجع(س ِر َ‬
‫ي) وهو اسم مجع جعله سيبويه يف انه غري تكسري مثل(إخوة)يف مجع(أخ)‬ ‫َ‬ ‫قوهلم(سراة) ويف‬
‫(سروات)يعين لو كان تكسريا حنو( َكتبة) ملا قبل ذلك كما يقال‬
‫قال‪ :‬ويدلك على هذا قوهلم َ‬
‫(كتبات وكفرات)‪.‬‬

‫_ـ االحتجاج بشعر المولدين‪ :‬واملولدون من الطبقة الرابعة ويقال هلم احملدثون‪ ،‬كبشار وأيب نؤاس‪،‬‬
‫ومل يستشهد أحد من الكوفيني بشعر املولدين عدا الفراء الذي خرج على مذهب أصحابه وقد تأثر‬
‫البغداديون به فأكثروا من ذلك‪.‬‬

‫ومن البغداديني الذين استشهدوا بشعر املولدين أبو علي النحوي‪ ،‬فقد استشهد ببيت أيب متام‪:‬‬

‫روض األماين مل يزل مهزوال‬ ‫من كان مرعى عزمه ومهومه‬

‫وكان الزخمشري يستشهد بشعر أيب متام ويقول‪( :‬وهو وإن كان حمدثا ال يستشهد بشعره يف اللغة‪،‬‬
‫فهو من علماء العربية ‪،‬فاجعل ما يقوله مبنزلة ما يرويه‪.).....‬‬

‫أما ابن جين يستشهد بشعر املتنيب يف جمال املعىن فقط‪.‬‬

‫_ـ االنتخاب من المذهبين‪ :‬إذا كان التعصب قد بلغ أشده يف بغداد بني املذهبني البصري والكويف‬
‫يف منتصف القرن الثالث اهلجري على يد املربد وثعلب‪ ،‬فان التعصب قد انصهر وتالشى ‪،‬فكان‬
‫عامال من عوامل ظهور املذهب البغدادي ومل يعد النحو البغدادي يفرق بني حنوي بصري ‪،‬أو حنوي‬
‫كويف ‪ ،‬فكان يأخذ عن هذا وعن ذاك ‪،‬ويروي البصريني والكوفيني‪ ،‬ومن الذين اشتهروا بالرواية عن‬
‫املذهبني ‪ :‬الزجاج ‪،‬وأبو علي النحوي ‪ ،‬وابن جين ‪،‬وقد وجد البغداديون أمامهم ثروة حنوية هائلة‬
‫خلفها هلم البصريون والكوفيون ‪،‬ووجدوا آراء متعددة يف املسألة الواحدة ومن أمثلة ذلك ما يأيت‪:‬‬

‫_ مسألة حبذا‪ :‬مذهب سيبويه أن(حب)فعل ماض‪ ،‬و(ذا) فاعل ‪،‬واملخصوص مبتدأ يف مثل‬
‫(حبذا زيد)واجلملة من الفعل والفاعل خربه‪ ،‬والرابط بينهما اسم إشارة ‪،‬وقيل‪:‬املخصوص مبتدأ‬
‫حمذوف وقيل املخصوص خرب حمذوف املبتدأ‪ ،‬وقيل ‪ :‬عطف بيان‪ ،‬وقيل ‪:‬بدل ‪ ،‬وقيل ‪:‬إن (حب)و‬
‫(ذا) مركبان‪ ،‬وغلبت عليه الفعلية لتقدم الفعل فصار اجلمع فعال ماضيا ‪ ،‬وما بعده من املخصوص‬
‫فاعل‪ ،‬وقيل‪ :‬مركبان ‪،‬ولكن االمسية هي اليت غلبت‪ ،‬واالثنان اسم مبتدأ‪ ،‬وما بعده من املخصوص‬
‫‪.‬‬
‫خربه‬

‫_ مسألة(ما رأيته مذ يومان) و(منذ يومان)‪:‬‬

‫قيل (مذ) و(منذ) كل منهما مبتدأ ‪،‬وما بعدمها خرب عنهما واجب التأخي‪ ،‬وقيل مها خربان مقدمان‬
‫وما بعدمها مبتدأ‪ ،‬وقيل ‪ :‬مها ظرفان وما بعدمها فاعل بـ (كان)تامة حمذوفة ‪ ،‬والتقدير‪ :‬من الزمان‬
‫الذي هو يومان‪.‬‬

‫_ كثرة اللجوء إلى التحليل والتأويل والحجاج والجدل المصحوب باالستدالل والتعليل‪ ،‬فابن‬
‫جين مثال أكثر من التعليل واملبالغة واإلسراف يف استعماله‪ ،‬وكذلك ابن كيسان الذي اعتمد على‬
‫التعليل ودفعه ذلك إىل تأليف كتابه‪ :‬املختار يف علل النحو‪.‬‬

‫_استعمال أسلوب تقسيم املوضوع إىل أجزائه وأحواله وأنواعه‪ ،‬مث حد كل جزء منها مبا مييزه من‬
‫األجزاء واألنواع األخرى‪.‬‬

‫_تأثر بعض البغداديني بألفاظ املنطق وعلم الفلسفة ومصطلحاهتم فاستخدموها يف كتبهم اللغوية‬
‫والنحوية كالعرض واجلوهر والعلة‪ ،‬وعلة العلة والدليل واحلجة‪....‬‬

‫_من القواعد التي ركن فيها البغداديين إلى المذهب الكوفي‪:‬‬


‫‪ -‬إعمال اسم املصدر عمل فعله كما تقدم‪.‬‬
‫‪ -‬جميء "بله" لالستثناء‪.‬‬
‫‪ -‬إعطاء املستثىن املتقدم على املستثىن منه حكم املستثىن منه على سبيل القياس‪ ،‬فيصري املستثىن منه‬
‫املؤخر بدل كل ألنه عام أريد به خاص‪.‬‬
‫‪ -‬جواز نداء املعرف بأل يف االختيار دون التوصيل إليه بأي أو اسم إشارة‪.‬‬
‫_عدم تنوين املنقوص املمنوع من الصرف مع الفتح حال اجلر‪.‬‬
‫_مراعاة لفظ اجلمع يف العدد فيجرد من التاء يف حنو ثالث محامات‪.‬‬
‫ومن القواعد التي عولوا فيها على المذهب البصري‪:‬‬
‫ام ِيف يَـ ْوٍم ِذي َم ْسغَبَ ٍة يَتِيما}‪.‬‬
‫_ عمل املصدر املنون عمل فعله‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬أ َْو إِطْ َع ٌ‬
‫ومن القواعد الخاصة بالمذهب البغدادي جند‪:‬‬
‫‪ -‬جواز تعريف احلال مطلقا خالفا للبصريني املوجبني التنكري مطلقا‪ ،‬والكوفيني إن مل يشعر بالشرط‬
‫حنو عبد اهلل احملسن أفضل منه املسيء‪.‬‬
‫‪ -‬جواز عدم الفصل بني أن املخففة والفعل املتصرف‪ ،‬قال الرضي "وحكى املربد عن البغداديني‬
‫علمت أن خترج بالرفع بال عوض‪.‬‬
‫‪ -‬جواز بناء اسم ال مع ارتباط الظرف واجلار به‪ ،‬قال الرضي "وحكى أبو علي عن البغداديني أهنم‬
‫جييزون كون الظرف واجلار يف حنو ال آمر باملعروف وال عاصم اليوم من أمر اهلل من صلة املنفي املبين‪.‬‬
‫‪ -‬جواز إتباع حمل املعطوف عليه مع عدم أصالته‪ ،‬قال ابن هشام بعد ذكره الشرط األول لصحة‬
‫العطف عليه‪" :‬الثاين أن يكون املوضع حبق األصالة فال جيوز هذا ضارب زيدا وأخيه‪ ،‬ألن الوصف‬
‫املستويف لشروط العمل األصل إعماله‪ ،‬ال إضافته اللتحاقه بالفعل‪ ،‬وأجازه البغداديون" ‪.‬‬
‫‪ -‬تقدير عامل النصب يف وحيه وأختيها من مادهتا‪ ،‬وقيل يف ذلك‪" :‬وذهب بعض البغداديني إىل أن‬
‫"وحيه وويله وويسه" منصوبة بأفعال من لفظها"‪.‬‬
‫هذا هو منط املذهب البغدادي الذي زاوله كثريون‪ ،‬ذكرنا بعضا منهم فيمن مجع بني النزعتني‪،‬‬
‫ولقد مالوا أخريا يف مؤلفاهتم إىل جعل املذهب البصري أساسا وتلك السنة سرت فيمن بعدهم‪ ،‬وما‬
‫تزال إىل أيامنا هذه يف أكثر الكتب النحوية‪.‬‬
‫النحاة في المدرسة البغدادية‪:‬‬
‫دأب مؤرخو النحو العريب يف ترمجتهم لنحاة بغداد أن يصنفوهم إىل ثالثة أصناف‪:‬‬
‫‪ -‬حناة اتسم منهجهم بالنزعة البصرية‪.‬‬
‫‪ -‬حناة اتسم منهجهم بالنزعة الكوفية‪.‬‬
‫ـ ـ ـ حناة اتسم منهجهم باملزج بني النزعتني البصرية و الكوفية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬من ظلوا على المنهج البصري‪:‬‬
‫‪ – 5‬الزجاج‪:‬‬
‫ري‪ ،‬غلب عليه لقب (الزجاج) ألنه كان يشتغل بصناعة الزجاج‪ ،‬ولد‬
‫الس ّ‬
‫أبو اسحاق إبراهيم بن ّ‬
‫وتعلم و نشأ ببغداد‪ ،‬من شيوخه‪ :‬ثعلب الكويف واملربد‪ ،‬وملا طلب عبيد اهلل بن سليمان مؤدبا لولده‬
‫القاسم اقرتح عليه املربد الزجاج فقبله عبيد اهلل وجعله مؤدبا لولده القاسم‪ ،‬و أثر عن الزجاج أنه كان‬
‫متعصبا للبصريني ولسيبويه وكتابه‪ ،‬كما أنه عارض ثعلبا ملا حتامل على سيبويه و كتابه‪ .‬له مؤلفات‬
‫منها‪ :‬خمتصر النحو‪ ،‬ما ينصرف وما ال ينصرف‪ ،‬شرح كتاب سيبويه‪...‬تويف ببغداد سنة ‪553‬ه ـ ـ‬
‫‪،‬وقيل ‪551‬ه‪.‬‬
‫السراج‪:‬‬
‫‪ – 5‬ابن ّ‬
‫السري‪ ،‬املشهور بابن السراج‪ ،‬و لد و نشأ و تعلم ببغداد‪ ،‬من شيوخه املربد‪ ،‬طلب‬
‫أبو بكر بن ّ‬
‫علم املوسيقى بداية مث جلب اهتمامه كتاب سيبويه فأقبل عليه و درسه و ختصص فيه‪ .‬تويف سنة‬
‫‪ 551‬هـ و من تصانيفه‪ :‬كتاب األصول يف النحو‪ ،‬كتاب اجلمل‪ ،‬و شرح كتاب سيبوبه‪.‬‬
‫‪ – 5‬الزجاجي‪:‬‬
‫هو أبو القاسم بن عبد الرمحن بن اسحاق‪ ،‬ولد مبدينة تسمى هناوند ببالد فارس‪ ،‬وتعلم ببغداد‬
‫السري الزجاج فلقب بالزجاجي نسبة لشيخه‪ ،‬ومن شيوخه أيضا‪ :‬ابن‬ ‫ّ‬ ‫ومن شيوخه إبراهيم بن‬
‫كيسان‪ ،‬وابن السراج‪...‬كان ولوعا بالعلم يطلبه يف مظانه فارحتل إىل الشام و استقر زمنا بدمشق مث‬
‫حبلب و طربية‪ ،‬تويف سنة ‪ 553‬هــ‪ ،‬و له كثري من التصانيف غري أهنا ضاعت يف معظمها و منها‪:‬‬
‫كتاب اجلمل‪ ،‬األمايل‪ ،‬كتاب اإليضاح يف علل النحو‪ ،‬كتاب الالمات‪ ،‬خمتصر الزاهر‪...‬‬
‫‪ – 4‬مبرمان‪:‬‬
‫أبو بكر بن حممد بن علي العسكري‪ ،‬من شيوخه املربد و الزجاج‪ ،‬نبغ يف النحو حىت ذاع صيته‬
‫يف األقطار‪ ،‬و لكن يقال أنه كان ضنينا مبا عنده إال مبقابل‪ ،‬تويف سنة ‪ 548‬هـ من مؤلفاته‪ :‬شرح‬
‫شواهد سيبويه‪ ،‬شرح كتاب األخفش‪.‬‬
‫‪ – 8‬ابن درستويه‪:‬‬
‫أبو حممد عبد اهلل بن جعفر بن درستويه املرزبان‪ ،‬من بالد فارس‪ ،‬ارحتل به والده إىل بغداد‬
‫فسمع عن املربد‪ ،‬و ثعلب و ابن قتيبة‪ ،‬وصف بأنه شديد التعصب ملذهب البصريني تويف سنة ‪543‬‬
‫ه ـ و له من املؤلفات‪ :‬اإلرشاد يف النحو‪ ،‬شرح كتاب اجلرمي‪ ،‬غريب احلديث‪ ،‬شرح الفصيح لثعلب‪،‬‬
‫املقصور و املمدود‪.‬‬
‫‪ – 1‬أبو علي الفارسي‪:‬‬
‫هو احلسن بن أمحد بن عبد الغفار بن سليمان‪ ،‬ولد بفارس‪ ،‬و ارحتل إىل بغداد و أخذ عن‬
‫علمائها و منهم‪ :‬املربد‪ ،‬و ابن السراج‪ ،‬و الزجاجي فنبغ يف النحو حىت قيل عنه أنه فاق املربد فيه‪،‬‬
‫تويف سنة ‪ 533‬ه ـ من مؤلفاته‪ :‬التذكرة‪ ،‬واإليضاح‪ ،‬و احلجة يف القراءات‪ ،‬و كتب يف مسائل مبعىن‬
‫ينسب مسائله للمكان الذي يوجد فيه‪ :‬كالبغداديات نسبة إىل بغداد‪ ،‬الشريازيات نسبة ملكان‬
‫يسمى شرياز‪ ،‬العسكريات نسبة ملكان يسمى عسكر‪...‬‬
‫‪ – 3‬ابن جني‪:‬‬
‫هو عثمان بن جين‪ ،‬كنيته أبو الفتح‪ ،‬رومي األصل ‪ ،‬من شيوخه‪ :‬أيب علي الفارسي‪ ،‬كان إماما‬
‫يف النحو و الصرف غزير التأليف فيهما‪ ،‬شاعرا و راوية ‪...‬تويف سنة ‪ 515‬ه ـ من مؤلفاته‪:‬‬
‫اخلصائص‪ ،‬اللمع يف العربية‪ ،‬سر صناعة اإلعراب‪ ،‬احملتسب‪ ،‬التصريف امللوكي‪ ،‬علل التثنية‪....‬‬
‫ثانيا‪ :‬من اختاروا المنهج الكوفي‪:‬‬
‫‪ – 5‬أبو موسى الحامض‪:‬‬
‫سليمان بن حممد بن أمحد‪ ،‬غلب عليه لقب احلامض و قد برروه حبدة مزاجه و هتوره‪ ،‬مكث‬
‫طويال يأخذ العلم عن ثعلب‪ ،‬كان ذا فطنة و حافظة‪ ،‬شديد التعصب للكوفيني‪ ،‬تويف سنة ‪ 538‬هـ‪،‬‬
‫من كتبه‪ :‬خمتصر يف النحو‪ ،‬كتاب الوحوش‪ ،‬كتاب النبات‪...‬‬
‫‪ – 5‬ابن األنباري‪:‬‬
‫أبو بكر حممد بن القاسم بن بشار بن األنباري‪ ،‬اشتهر بالقراءة و النحو‪ ،‬من شيوخه والده‬
‫القاسم ابن حممد األنباري األديب احملدث‪ ،‬و ثعلب ‪ ،‬وإمساعيل القاضي و غريهم كان آية يف احلفظ‬
‫و الفهم صادقا متدينا‪ ،‬تويف سنة ‪553‬هـ‪ ،‬من املؤلفات و منها‪ :‬خلق اإلنسان‪ ،‬خلق الفرس‪،‬‬
‫األمثال‪ ،‬غريب احلديث‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬من انتخبوا من المنهجين البصري و الكوفي‪:‬‬
‫‪ – 5‬ابن قتيبة‪:‬‬
‫أبو حممد عبد اهلل بن مسلم بن قتيبة ولد بالكوفة‪ ،‬عاش زمنا ببغداد وتتلمذ على أيدي الزيادي‬
‫والرياشي وابن راهويه وغريهم‪.‬‬
‫قال عنه أبو الطيب اللغوي يف (مراتب النحويني)‪..." :‬إال أن ابن قتيبة خلّط عليه حبكايات عن‬
‫يتسرع يف أشياء ال يقوم هبا‪ ،‬حنو تعرضه لتأليف كتابه يف‬
‫الكوفيني مل يكن أخذها عن ثقات‪ ،‬وكان ّ‬
‫النحو‪ ،‬وكتابه يف (تعبري الرؤيا )‪،‬وكتابه يف (معجزات النيب صلى عليه وسلم وعلى آله)‪ ،‬و (عيون‬
‫األخبار)‪ ،‬و(املعارف)‪ ،‬و ( الشعراء )‪ ،‬وحنو ذلك مما أزرى به عند العلماء"‪.‬‬
‫تويف سنة ‪ 553‬ه ـ من مؤلفاته‪ :‬أدب الكاتب‪ ،‬اجلامع الكبري يف النحو‪ ،‬و اجلامع الصغري‪.‬‬
‫‪ – 5‬ابن كيسان‪:‬‬
‫أبو احلسن حممد بن أمحد بن كيسان‪ ،‬ولد ببغداد و هبا نشأ و تعلم و مل يغادرها حىت ل ّقب‬
‫فعد من املازجني بني املذهبني‪ ،‬من تالميذه أبو جعفر‬
‫بالبغدادي‪ ،‬مسع عن املربد و عن ثعلب ّ‬
‫النحاس‪ ،‬تويف سنة ‪ 511‬ه ـ‪ ،‬و لديه تصانيف كثرية منها‪ :‬شرح السبع الطوال‪ ،‬علل النحو‪ ،‬غريب‬
‫احلديث‪ ،‬الكايف يف النحو‪ ،‬شرح معلقة امرئ القيس ‪...‬‬
‫‪ – 5‬األخفش الصغير‪ ( :‬األصغر)‬
‫هو أبو احلسن علي بن سليمان بن الفضل البغدادي‪ ،‬ولد ببغداد‪ ،‬و قرأ على ثعلب و املربد فنبغ‬
‫يف النحو العربية‪ ،‬و سافر إىل مصر مث إىل حلب و مكث هبما حينا من الزمن‪ ،‬عاد إىل بغداد و هبا‬
‫تويف فجأة سنة ‪ 558‬هـ و قيل ‪551‬ه‪.‬‬
‫و قال عنه الذهيب‪" :‬الزم ثعلبا و املربد وبرع يف العربية ‪ ،‬و ما أظنه صنف شيئا"و يف هذا نفي من‬
‫قبل الذهيب التأليف عن األخفش األصغر غري أن خدجية احلديثي تذكر له مؤلفات منها‪ :‬كتاب‬
‫األنواء‪ ،‬التثنية و اجلمع‪ ،‬تفسري رسالة سيبويه‪...‬‬
‫‪ – 4‬ابن شقير‪:‬‬
‫أبو بكر أمحد بن الفرج بن شقري النحوي‪ ،‬كان عاملا بالنحو متأثرا كثريا بنحاة الكوفة‪ ،‬تويف سنة‬
‫‪553‬ه ـ و من مؤلفاته‪ :‬خمتصر يف النحو‪ ،‬املقصور و املمدود‪ ،‬املذكر و املؤنث‪.‬‬
‫‪ – 8‬ابن الخياط‪:‬‬
‫أبو بكر حممد بن أمحد ‪ ،‬أصله من مسرقند و وفد على بغداد‪ ،‬و مسع عن الزجاج وكانت بينهما‬
‫عد من امللفقني بني املذهبني‪ ،‬كان وقورا حسن األخالق‪ ،‬تويف بالبصرة سنة ‪553‬ه ـ ‪،‬من‬‫مناظرة‪ّ ،‬‬
‫تصانيفه‪ :‬النحو الكبري‪ ،‬املوجز‪ ،‬املقنع‪..‬‬
‫‪ – 1‬نفطويه‪:‬‬
‫أبو عبد اهلل إبراهيم بن حممد بن عرفة بن سليمان‪ ،‬من شيوخه‪ :‬ثعلب و املربد‪ ،‬أثر عنه أنه‬
‫ظاهرة يف احلفظ إذ حيفظ شعر النقائض‪ ،‬و شعر ذي الرمة‪ ،‬و كان خيلط بني حنو املدرستني‪ ،‬تويف‬
‫سنة ‪ 555‬ه ـ من آثاره غريب القرآن‪ ،‬البارع‪ ،‬تاريخ اخللفاء‪....‬‬
‫و لقد زاد شوقي ضيف على أعالم املدرسة البغدادية صنفا بعنوان‪ :‬بغداديون متأخرون و منهم‪:‬‬
‫الزمخشري‪:‬‬
‫أبو القاسم جار اهلل حممود بن عمر املشهور بالزخمشري نسبة إىل القرية اليت ولد هبا وهي زخمشر‬
‫خبوارزم‪ ،‬و هبا نشأ و تعلم‪ ،‬مث انتقل إىل خبارى مث بغداد‪ ،‬و نزل مبكة زمنا و يقال إنه كان معتزليا‪،‬‬
‫تويف سنة ‪ 855‬ه ـ و له تصانيف عديدة منها‪ :‬تفسري الكشاف‪ ،‬أساس البالغة‪....‬‬

You might also like