‫الراعي والذئب وأهل القرية‬

‫ك ان رج ل راعي ا‪ ،‬امسه حام د‪ ،‬ي رعى أغن ام القري ة‪ ،‬وك ان يأخ ذ األغن ام يف الص باح الب اكر وخيرج هبا إىل‬
‫أطراف القرية‪ ،‬حيث األشجار والعشب األخضر‪.‬‬

‫كان حامد حيمل يف يده اليمىن عصا كبرية ويف يده اليسرى طعامه ومزماره وكان يصحبه كلبه‪ ،‬كالذي‬
‫جيري أمام األغنام وخلفها‪.‬‬

‫عندما يصل حامد إىل املرعى‪ ،‬يرتك أغنامه ترعى ويذهب إىل شجرة كبرية‪ ،‬جيلس حتتها‪ ،‬ليتناول مزماره‬
‫ويغين بعض األحلان اجلميلة مث ينام قليال ويستيقظ‪ ،‬ليتفقد أغنامه‪ ،‬وعند العصر جيمع أغنامه ويعود هبا إىل القرية‬
‫سعيدا‪.‬‬

‫فّك ر حامد ذات يوم وقال لنفسه ‪ :‬ملاذا ال أسخر من أهل القرية‪.‬‬

‫ص عد حام د إىل ش جرة غالي ة وأخ ذ يص رخ بص وت ع ال ‪ :‬ال ذئب ال ذئب‪ ...‬لق د هجم ال ذئب على‬
‫أغنامكم‪ ...‬أنقذوين‪ ...‬أنقذوين‪...‬‬

‫ا مسع أهل القرية نداء الراعي‪ ،‬أسرعوا إليه‪ ،‬فلّم ا وصلوا إىل مكانه‪ ،‬أخذ ينظر إليهم ويضحك مث قال هلم ‪:‬‬
‫ّمل‬
‫لقد كذبت عليكم ‪...‬ها‪...‬ها‪...‬ها‪ .‬عاد الناس إىل القرية غاضبني مث نسوا املوضوع‪.‬‬

‫بعد أيام أعاد الراعي فعلته‪ ،‬وأسرع إليه أهل القرية ‪ ،‬فلما وصلوا إليه‪ ،‬أخذ يضحك ويسخر‪.‬‬

‫يف املرة الثالثة مسع أهل القرية نداء الراعي‪ ،‬فقالوا ‪ :‬ال تذهبوا إليه إنه كاذب ‪ .‬ومل يكن الراعي كاذبا هذه‬
‫املرة بل كان صادقا فقد جاءه الذئب وأكله‪.‬‬

‫يف العصر عادت األغنام إىل القرية ‪ ،‬ولكن الراعي مل يعد‪ .‬فذهب أهل القرية إىل املرعى يتفقدون الراعي‬
‫وعندما وصلوا إىل هناك‪ ،‬مل جيدوا الراعي ولكن وجدوا آثار الذئب ومالبس الراعي املمزقة‪.‬‬