You are on page 1of 22

İstanbul Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi, 2012, 27, 147-168

‫نذوذج من تفاسير السياسية العثمانية؛ "نصرة السل"م" لعبد الذوهاب التّوطذواني‬

‫*زياد الرواشدة‬

‫نذوذج من تفاسير السياسية العثمانية؛‬


‫العثمانية؛‬
‫السياسية التّوطذواني‬ ‫السل"م"تفاسير‬
‫لعبد الذوهاب‬ ‫"نصرةنذوذج من‬
‫"نصرة السل"م" لعبد الذوهاب التّوطذواني‬
*
‫زياد الرواشدة‬
*
‫زياد الرواشدة‬
‫ملخص‬

ً‫ وكان والده حريصا‬.‫م‬1853/‫هـ‬1269‫ ولد في مدينة تطوان سنة‬،‫ عبد الوهاب بن محمد لوقش التطواني‬،‫ولد أبو محمد‬
‫على تعليمه وتيفيظه القرآن؛ فما لبث أن اشتهر بالتصوف واللغة والكلم واليفقه إلى جانب تخصصه بالتيفسير ؛ثم تولّى‬
‫ وكان‬.‫ ورجلً سياسياً يعارض حكم والي تطوان آنذاك‬، ً‫ وكان إلى جانب ذلك مصلحاً اجتماعيا‬،‫القضاء بعد ذلك‬
‫ فقام التّطواني بدافع ديني بتيفسير القرآن‬.‫ فقد كان يرى بها دولة اللفة السلمية‬، ‫التطّواني موالياً لسياسة الدولة العثمانية‬
‫ وظهر هذا التيفسير بحلية البعد‬. ‫الكري في اليفترة التي شهدت فيها دولة اللفة العثمانية العداء من الداخل والارج‬
‫السياسي واللصل ح الجتماعي‬.
‫ّوطذواني‬
‫ّوطذواني‬ ‫الذوهابت الت‬
‫الذوهاب ال‬
‫لعبدلعبد‬ "‫السل"م‬
"‫السل"م‬ ‫"نصرة"نصرة‬ ‫العثمانية؛‬
‫العثمانية؛‬ ‫السياسيةالسياسية‬
‫تفاسيرمن تفاسير‬
‫نذوذج من نذوذج‬
.‫القرآن الكري‬.‫الدولة العثمانية‬.‫ التّطواني‬:‫الكلمات الفتاحية‬

***
Abstract

A Pro-Ottoman Political Tafsir : Nusrat al-Islam by Abdulwahhab al-Tıtwani

Tıtwani was born In the year 1341, Titwan, a city from the west of Morocco. Along with
being an expert in tafsir (interpretation) he also knew the Arabic language, Theology and fqh
(Islamic law). He was a socialist, a reformer and a politician. He once opposed the governor of
Titwan. This Titwanian man had political allies form the Ottoman government. He saw the
Ottoman government under the ruling of Islamic Caliphate. Titwani wanted two things, frst,
for all Muslims to be one under the protection of the Ottoman government. And second, for
them to stand against reasons of separation. He wrote a tafsir of the Quran during the period
when the Ottoman government had enemies inside and outside of the country. Because of these
reasons it can be said that the Titwanian’s tafsir is about revival and politics. Along with being
known for having reformist thoughts this Alim (scholar) was also an active politician.

Keywords: Titwanian. Ottoman. The Quran.


*
Dr. Ziyad Alrawasdah, İstanbul Üniversitesi İlahiyat Fakültesi, guller_guler@yahoo.com

147
İstanbul Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi, 2012, 27, 147-168

Özet

“Osmanlı Taraftarı Siyâsî Bir Tefsir Örneği: Abdulvehhab et-Tıtvânî’nin “Nusratu’l-


İslâm” Adlı Eseri

Muhammed Abdulvahab et-Titvani 1269 hicri 1853 miladi yılında Morocconun


batısında Titwanda doğdu. Müfessirlığın yanındada Arap dili, Kelam, ve İslam hukuku da
biliyordu. O bir sosyalist, devrimci, ve bir politilacıydı. Titwanyanın valisine karşı çıkmıştı.
Tidvani siyaseten Osmanlı hükümetiyle aynı görüşe sahip idi. O Osmanlıyı islam ülkelerinin
halifesi olarak gördü. Titwanyalı bilim adamı olarak iki şey istiyordu, birincisi, bütün
Müslimanların Osmanlı hükümiyetin koruma altında olmasını, ikincisi de, islam ümmetinin
bölünme sebeplerine ve nedenlerine karşı çıkmak. Kuranın tefsirini yazdığında, Osmanlının
hem içerden hem dışardan düşmanları vardı. Bu sebebten dolayı, Titwanyalı müfessirin tefsiri
arab isyanı ve dönemin siyaseti hakkında olduğunu söyleyebiliriz. Islahatçı fkirleriyle bilinen
bu Alim, yanısıra bir de aktif politikacıydı.

Anahtar kelimeler: Titwanlı (Tatvani), Osmanlı, Kur’an.

***

‫حياته ونشأته وتعليمه‬:ً:‫أول‬

‫ ولد بدينة تطوان عام‬،‫ عبد الوهاب بن محمد لوقش المُموي الندلسي التطواني‬،‫هو أبو محمد‬
‫ بيت أولد‬، ‫ وينتمي إلى أحد البيوت التطوانية الغربية الندلسية العريقة‬،‫م‬1853/‫هـ‬1
269
1
.‫ وكان قاضياً في مدينته‬،‫ العروف بالوجاهة والسلطة السياسية والعلم‬،‫لوقش‬

: ‫ومن مؤلفاته‬

"‫كتاب "تيفسير نصرة السلم‬-1

‫ لصوويفحة وحالته جيدة‬14‫ وهوو تيفسير مستقل متوسط المجم يتكون من‬: "‫"تيفسير الويفاتوة‬-2
.‫ومازال مخطوطا‬،

.ً‫ "شر ح الكم العطائية" ومازال مخطوطا‬-3

‫ " ثومار القيقة الميانية الحسانية في شر ح العينية اليلنية‬. ‫"شر ح عينية عبد القادر اليلني‬-4
2
.‫ ومعظم كتبه الطوطة في التصوف‬.ً‫ومازال مخطوطا‬،‫القادرية " وهو ممجلد كبير‬

‫الطبعة‬.‫ جعيفر بن الاج السلمي‬.‫د‬.‫أ‬.‫تقيق‬.‫هـ‬1353‫ أبو العباس أحمد الرّهوني ت‬.‫ عمدة الراوين في تاريخ تطاوين‬- 1

.(226/3)(57-56/1) .‫أمُسيمر‬.‫ منشورات جمعية تطوان‬.‫م‬2 0 0 1‫الولى‬


‫لبي محمدعبد الوهاب لوقش الندلسي التطواني‬.‫ موقدموة تيفسير نصرة السلم في اخراج مقامات الدين من القرآن‬- 2

.(12/1) .‫أسيمرا‬.‫تطوان‬.‫م‬20 10‫الطبعة الولى‬.‫جعيفر السّلمي‬.‫د‬.‫للمحقق أ‬

148
‫‪,‬نذوذج من تفاسير السياسية العثمانية؛ "نصرة السل"م" لعبد الذوهاب التّوطذواني‬
‫زياد الرواشدة‬

‫عمُرف أيضا بنشاطه السياسي‪ ،‬حيث كان من أعضاء )الحزب الحفيظي(‪ ،‬العارض وقتئذ للسلطان‬
‫الولى عبد العزيز؛ وكان من الوالي لسياسة الدولة العثمانية‪.‬‬

‫توفي رحمه ال تعالى عام‪1341‬هـ ‪1925/‬م بدينة طنمجة‪ ،‬التي هاجر إليها بعدما احتلت إسبانيا‬
‫‪3‬‬
‫تطوان‪.‬‬

‫لم ند ترجمة لتاريخ اليفسّر التطواني وحياته بسبب غياب ظاهرة الرؤرخي بعد وفاة مرؤرخ تطوان‬
‫الكبير عبد السلم سمُكَيرِج )‪ 1250‬هـ(‪ .‬وكا ووان بعده مرؤرّخ يسمى بـ)أحمد الرّهّوْنِيّ(وهو من‬
‫ألصدقاء اليفسر التطواني؛ لكنّه تعمد عدم ترجمة حياة اليفسر التطواني لواقيفه السياسية‪.‬‬

‫ولم تلق كتبه أية عناية بل وبقيت في ذاكرة النسيان ‪ ،‬وظلت محيفوظة عند أحيفاد التطواني حتى قام‬
‫الستاذ الدكتور جعيفر السّلَمي بالكشف عن آثاره ومرؤليفاته ؛ فبدأ بتحقيق تيفسيره مع زمرة من‬
‫الباحثي والتخصصي‪.‬‬

‫ثانيأ‪ :‬تفسيره‬

‫أ‪.‬اسم التفسير‪.‬‬

‫جعل التطواني لتيفسيره عنواناً طويلً وهو" تفسير نصرة السل"م في إخراج مقامات الدين من‬
‫القرآن" ‪ .‬وفووي تيفسيره هذا يسعى التطواني إلى جمع كلمة السلمي في الشرق والغرب تت راية‬
‫خلييفة واحد للرسول )لصلى ال عليه وسلم( بتحكيم القرآن الكري كدستور للمة‪.‬‬

‫ب‪.‬بداية البدء بكتابته‪.‬‬

‫بدأ التطواني بكتابة تيفسيرة سنة‪1334‬هـ وانتهى من كتابته سنة‪1340‬هـ‪ .‬أي قبل سنة ونصف‬
‫من وفاته توقريوباً ‪ ،‬ول تووجود لكتاب "نوصرة السلم" إل نسخة واحودة هي نسخة الرؤلف‪ ، 4‬وإن دراسة‬
‫مثل هذه النسخة تستلزم الدقة والذر‪ ،‬للتثبت من لصحة أليفاظها ونصولصها‪ 5.‬لجوول ذلك تضى‬

‫‪.(2‬‬‫‪2‬‬‫‪6‬‬‫‪/3)(5‬‬‫‪7-5‬‬
‫‪6‬‬‫‪ -‬عمدة الراوين في تاريخ تطاوين‪ .‬أبو العباس أحمد الرّهوني‪/1) .‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬نيفس الرجع‪ .‬ج‪ .1.‬ص‪.30.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪2‬‬‫‪1‬‬‫‪1‬م‪.‬القاهرة‪.‬ص‪7‬‬‫‪9‬‬‫‪9‬‬‫‪ -‬تقيق التراث العربي منهمجه وتطوره‪.‬د‪.‬عبداليد دياب‪.‬دار العارف الطبعة الثانية‪3.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪149‬‬
‫‪İstanbul Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi, 2012, 27, 147-168‬‬

‫مثل هذه الطوطات الكتوبة بيد مرؤليفه عناية خالصة‪ ،‬فهي تتل الرتبة الولى في ألصول الققات في‬
‫‪6‬‬
‫منازل النسخ‪.‬‬

‫ولم يتوفر لدينا أي معلومات عن هذا التيفسير إل ما كتبه الستاذ الدكتور جعيفر السّلَمي في تقيقه‬
‫لهذا التيفسير الكون من عشرة ممجلدات‪ ،‬وقد حقق منه السّلَمي لغاية الن ممجلدين‪ .‬أي أنه حقق من‬
‫‪7‬‬
‫سورة اليفاتة إلى سورة آل عمران ‪ ،‬وسيخرج باقي تيفسيره تباعاً برعاية )جمعية تطوان الغربية(‪.‬‬

‫ج‪ .‬مذوضذوع التفسير‪.‬‬

‫كان التطواني ينادي إلى تكيم القرآن الكري كدستور لولموة‪ .‬وكوان يقف ضد الستعمار الغربي ‪،‬‬
‫ويدعو السلمي إلى الوقوف تت لواء الدولة العثمانية؛ ويظهر حسّه الديني وحبّه لدولة اللفة‬
‫العثمانية من خلل تيفسويره‪ .‬كوان التطواني يستغل كل آية للدعوة لنصرتها ومحاربة أعدائها‪ ،‬ويعد‬
‫هذا التيفسير تيفسيراً عثمانياً للقرآن الكري‪.‬‬

‫وقد جمع التطواني في هذا التيفسير بي العلوم الشرعية والتصوف والسياسة؛ فيعدّ تيفسيره كذلك‬
‫تيفسيراً إشارياً كونه لصوفياً ذا مرجعية درقاوية شاذلية قادرية ‪ ،‬وقد جعل التطواني لتيفسيره مقدمتي‪،‬‬
‫وتعدد القدمات في الرؤليفات نهج سلكه العلماء الغاربة في مرؤليفاتهم‪.‬كابن عاشور مثلً إذ جعل في‬
‫‪8‬‬
‫بداية تيفسيره عشرة مقدمات‪.‬‬

‫وكان يسمي نيفسه بــ )الوهاجور( وكوان يقول عن نيفسه ‪:‬أنه مهاجر حتى يتمكن من اللحوق بدولة‬
‫اللفة السلمية‪ .‬ولصر ح في تيفسيره أنه أراد الهمجرة إلى عموم الدولة العثمانية دون تخصيص المجاز‬
‫وغيره ‪ ،‬وولصف نيفسه بالهاجر فيقول عن نيفسه ‪ .." :‬الواج عبد الوهاب لوقش ‪ ،‬القرشي ‪ ،‬الموي‬
‫‪9‬‬
‫‪ ،‬الغربي ‪ ،‬التطواني الهاجر بطنمجة ‪ ،‬حتى ميمُكنه إن شاء ال اللحاق بدولة نصرة خلفة السلم"‪.‬‬

‫‪3‬‬‫‪ -‬تقيق النصوص ونشرها‪.‬عبد السلم هارون‪.‬مكتبة الاني القاهرة‪ .‬الطبعة السابعة‪1998‬م‪.‬ص‪4‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ -‬موقدموة تيفسير نصرة السلم في اخراج مقامات الدين من القرآن‪.‬لبي محمدعبد الوهاب لوقش الندلسي التطواني‬ ‫‪7‬‬

‫‪201‬م‪.‬تطوان‪.‬أسيمرا‪.(10-5/1) .‬‬ ‫للمحقق أ‪.‬د‪.‬جعيفر السّلمي‪.‬الطبعة الولى‪0‬‬


‫‪ 1‬م‪.‬ج‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬‫‪ -‬التحرير والتنويرـ محمد الطاهر بن عاشور‪.‬الطبعة التونسية‪.‬دار سحنون للنشر والتوزيع ‪ -‬تونس ‪7-‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪.1‬ص‪.101-10‬‬
‫‪ - 9‬نصرة السلم‪.‬التطواني‪ .‬ج‪ .1.‬ص‪18.‬‬
‫‪150‬‬
‫‪,‬نذوذج من تفاسير السياسية العثمانية؛ "نصرة السل"م" لعبد الذوهاب التّوطذواني‬
‫زياد الرواشدة‬

‫ثالثا‪:ً:‬علةقة تسمية التفسير بدولة اللفة العثمانية‪.‬‬

‫ميكن تسمية تيفسير التّطواني بــ "تيفسير الامعة السلمية للقرآن الكري" وأقصد بذلك أنه جاء بهذا‬
‫التيفسير ليوضح للمسلمي أن الدولة العثمانية هي استمرار للدول السلمية عبر الوتاريوخ‪ .‬وعوليه؛‬
‫يومجب كول السولمي عولى اختلف أعوراقوهم البوتعاد عون الويفرقوة وأسوبابوها ‪،‬وعوليهم التواد لويكونووا دولوة‬
‫قوية ذات رسالة وسيادة ‪ ،‬وأن إدارتها لميع الوليات في العالم السلمي تثل به شرع ال تعالى ‪،‬‬
‫ويتضح أن التّطواني متمسكاً بهويته السلمية ‪ ،‬معبراً عن هذا الولء بوالة من والها ومعاداة من‬
‫عاداها ‪،‬فمل لصيفحات تيفسيره بالنداءات النمُالصرة لسياسيتها‪.‬فمجاء ميفهوم"نصرة السولم" عونده‬
‫مساوياً لعنى لـ "نصرة الدولة العثمانية"‪.‬‬

‫يقول التطواني في مقدمة تيفسيره الولوى‪ :‬لوا لصارت المة المدية القرآنية السنية بعد ذلك مذاهب‪،‬‬
‫وافترق أهل الغرب عن أهل الشرق ‪ ،‬ولصيروا اللفة الربانية المدية القرآنية ملوكا وعوصبيات‪ .‬فويا‬
‫خلييفة السلم عن الرسول والقرآن )الذي لم يحيفظ ال السلم إل بوه( ارجوعوا الى ما ترككم عليه‬
‫‪1‬‬
‫‪0‬‬
‫رسول ال )لصلى ال عليه وسلم( من الصراط الستقيم ؛ وهو القرآن وخلييفة واحد بعد خلييفة ‪.‬‬

‫يظهر أن التطواني في هذه المل يوجّه نداءً إلى المة )التي بدا يظهر عليها اليفرقة والضعف(‬
‫بالوحدة بي السلمي وبي الدول السلمة‪ ،‬كما يوجّه نداءً آخر للخليفاء والسلطي باللتزام بكتاب‬
‫ال وخلفة رسول ال؛ لكي تبقى خلفة السلم مستمرة‪.‬كما يدعو إلى إلصل ح جميع كوادر‬
‫وقطاعات الدولة كونها أساس الدولة‪ ،‬فبصلحها تصلح المة‪.‬‬

‫‪ :(6‬سوواء‬
‫يقول التطواني في تيفسير قول ال تعالى ‪ ) :‬وأعودوا لهم ما استطعتم من قوة ()النيفال‪0‬‬
‫توت الواء أو فووق الوهواء فوي الوبر أو البحور ‪ ،‬ومون قووة اللت والخوتراعوات والورموايوة‪ " .‬ومون ربواط الويل‬
‫" ومونه الال وجمع كلمة السلمي في خلييفة واحد وطاعته‪ ،‬كما تشمل السياسة والصناعة والزراعة‬
‫واليفلحة والتمجارة وطلب العلم والعمل به ‪ ،‬وحيفظ الدين وتيفويض المور ل والعتماد عليه‪ .‬وكلما‬
‫رجعت دولة اللفة المدية إليه )النبي لصلى ال عليه وسولم( والسوير بسيرته ‪ ،‬وحاربت بقتضاه‬
‫أعوداء ديونها والونتصريون عوليها ‪ ،‬إل قهورتوهم وغولبتهم ونمُوصِرَت عوليهم ورجوع لوها ولولموة شورف كومال‬

‫‪.3‬‬
‫‪ -‬نصرة السلم‪.‬التطواني‪ .‬ج‪ .1.‬ص‪9.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪151‬‬
‫‪İstanbul Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi, 2012, 27, 147-168‬‬

‫دينها وعزها وملكها نصرا وشرفا وكمال وملكا وعزا إلى قيام الساعة إن شاء ال‪ .‬وكول ما ألصابها با‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫كسبت أيديها من مصيبه ‪ ،‬إنا هو من عدم العمل به وهمجران مراد ال منه ‪ ،‬والقبال على غيره‪.‬‬

‫رابعا‪:ً:‬الهنهجية التي سلكها التوطذواني في تفسيره‪.‬‬

‫فسّرَ التطواني الزء الول من "تيفسير نصرة السوولم" الوويفاتووة‪ ،‬وسورة البقرة‪ ،‬التي قسمها إلى‬
‫ممجموعات تتوي كل ممجموعة ثماني آيات توقريوباً‪ .‬كوما خرج الزء الثاني من تيفسيره لسورة آل‬
‫عومران‪ .‬اهوتم التطواني في تيفسيره بتحقيق القراءات السبع ونسبتها إلى شيوخها ‪ ،‬وكان بي الي‬
‫والخر يذكر تيفصيلً للقراءات العشر كذلك عند تيفسيره لاولياوات‪ .‬فاول تر آية إل ضبطها‬
‫بقراءاتها‪،‬كما كان يتبع أسلوب التيفسير الشاري‪ ،‬وكونه فقيهاً مالكياً ؛ كان ييفسر آيات الحكام‬
‫فقهياً‪.‬‬

‫إلى جانب ذلك يعدّ من علماء الذهب السني فل تد في تيفسيره سبيلً ليفكرة اعتزالية ولو من وراء‬
‫حومجاب‪ .‬بول يناقشها ويرد عليها ‪ ،‬كما يمُعد من علماء اللصل ح ؛ فل تكاد تر آية إل اغتنمها فرلصة‬
‫لدانة القضاء واليفتي والوظيفي ‪ ،‬وزعماء القبائل وزعماء الهاد ‪ ،‬والشرفاء وشيوخ الزوايا ‪،‬كما كان‬
‫يحلل الظواهر القلقة كظاهرة تسلط الجانب على الغرب‪،‬حتى انه ميكننا كتابة تاريخ اجتماعي‬
‫للمغرب في زمنه انطلقا من انتقاداته‪ .‬ولم تخلمُ انتقاداته من استشراف للمستقبل كما هو المر عند‬
‫‪1‬‬‫‪2‬‬
‫حديثه عن اليهود‪.‬‬

‫أ‪.‬اهتمامه بالقرآءات‪.‬‬

‫كان التطواني يهتم بتيفسيره بتحقيق القراءات السبع ‪ ،‬ونسبتها لشيوخها؛ فيفي قوله تعالى‪):‬فلما‬
‫أنوبأهوم بوأسومائوهم(‪).‬الوبقرة‪ .(33‬يوقول‪):‬أنْوبِئْهمُم(‪.‬اتويفقوا عولى عولى توخيفيف الوهمزة‪ ،‬لن ورشوا لوم‬
‫تدخل في قاعدته‪ ،‬والسوسي من الستثنيات عنده‪ ،‬وأبدلها حمزة في الوقف ياءً‪ ،‬ثم اختليفعنه في‬
‫‪13‬‬
‫ضم الهاء وكسرها‪ ،‬وكلهما لصحيح‪،‬والضم أقيس بذهبه‪.‬‬

‫‪ -‬نصرة السلم‪.‬التطواني ‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.42.‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪ -‬نصرة السلم‪.‬التطواني‪.‬ج‪ .1‬ص‪.29‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪ -‬نصرة السلم‪.‬التطواني‪.‬ج‪.1‬ص‪.83‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪152‬‬
‫‪,‬نذوذج من تفاسير السياسية العثمانية؛ "نصرة السل"م" لعبد الذوهاب التّوطذواني‬
‫زياد الرواشدة‬

‫‪ .(9‬يوقول‪) :‬بويسما( هوذه متصلة ‪،‬وأبدل‬‫وفي قول ال تعالى‪):‬بئسما شروا به أنيفسهم()البقرة‪0‬‬


‫الوهمزة يواء ورش والوسوسوي‪،‬والوباقوون بوالوهمز‪،‬ولوم يوبدل ورش هومزة وقوعت عويناً إل فوي )بويس()الوبير(‬
‫‪14‬‬
‫)الذيب(‪ ،‬وحقق ما سوى ذلك‪.‬‬

‫وفي قول ال تعالى‪):‬ل يرؤاخذك ال باللغو في أميانكم ولكن يرؤاخذكم با كسبت قلوبكم()البقرة‬
‫‪ .(2‬يوقول‪:‬قورأ ورش بإبدال الهمزة واواً ولصلً ووقويفاً‪ .‬وحومزة وقيفاً ل ولصلً‪.‬والباقون بإثباته‬‫‪2‬‬‫‪5‬‬
‫فيهما‪.‬ولخلف عن ورش في قَصره‪.‬وكل من ميد حرف الد بعد الهمزة استثناء؛أي‪:‬قصدت من‬
‫‪15‬‬
‫الميان إذا حنثتم‪.‬‬

‫كان التطواني يمُظهر اهتماماً بالرسم القرآني عند يتكلم في القرآءات القرآنية‪ ،‬وكان أحياناً يربط بي‬
‫القرآءات القرآنية والوجوه النحوية ‪،‬وهذا يدل على إتقانه للقرآءات العشر‪،‬وتكنه من علم ضبط‬
‫الرسم القرآني‪.‬‬

‫‪ (2‬وقود كتبها في تيفسيره‬‫‪1‬‬‫فعند تيفسيره لقول ال تعالى ‪):‬أولئك يرجون رحمت ال()البقرة‪8‬‬
‫بالتاْ الربوطة )رحومة( كوونوه يقرأ على طريقة ورش‪ .‬يوقول‪) :‬رحومت ال( موا رسم بالتاء‪،‬وهو سبع‬
‫‪،(5‬والثالث‪):‬رحمت‬‫مواضع؛ الول هوذا‪،‬والوثانوي‪) :‬إن رحمت ال قريب من السني()العراف‪6‬‬
‫‪ .(7‬والورابوع‪) :‬ذكورمُ رحمتِ ربّكَ()مري‪،(2‬والامس‪):‬آثر رحمت ال()الروم‬‫ال وبركاته()هود‪3‬‬
‫‪.(3‬السابع بها أيضاً‪):‬ورحمت ربك خير‬‫‪،(5‬السادس‪):‬أهم يَقْسِممُونَ رحمتَ ربّكَ()الزخرف‪2‬‬‫‪0‬‬
‫‪16‬‬
‫‪.(3‬‬‫ما يمجمعون()الزخرف‪2‬‬

‫ب‪.‬الانب الفقهي في تفسيره‪.‬‬

‫بالرغم من أن التّطواني مالكي الذهب إل أنه كان ينظر إلى جميع الذاهب من نيفس السافة دون‬
‫تاوعصب؛ ويظهوور ذلاوك ماون حوواراتوه الوذهوبية ماون خلل موناقوشاتوه الوهادئوة فوي آيوات الحووكام فاوقد كاوان‬
‫يووقف عووند الودلويل بووعد اسووتعراض القوووال الاوذهاوبية‪ .‬باول ويمجوومع أحويانواً أمواكون التوويفاق بووي الوذاهوب‬
‫الربعة‪.‬‬

‫‪.1‬‬‫‪0‬‬‫‪ - 14‬نصرة السلم‪.‬التطواني‪.‬ج‪.1‬ص‪6‬‬


‫‪.1‬‬‫‪8‬‬‫‪ - 15‬نصرة السلم‪.‬التطواني‪.‬ج‪.1‬ص‪9‬‬
‫‪.1‬‬‫‪8‬‬‫‪ -‬نصرة السلم‪.‬التطواني‪.‬ج‪.1‬ص‪4‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪153‬‬
‫‪İstanbul Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi, 2012, 27, 147-168‬‬

‫فيفي قوله تعالى‪):‬ليرؤاخذكم ال باللغوا في أميانكم()البقرة‪.(225‬يوقول‪ :‬الولغو كل كلم ساقط‬


‫لي ووعتد ب ووه‪،‬وه ووو م ووا يس ووبق إل وويه ال وولسان م وون غ ووير ق ووصد بووالوولف‪.‬قووال ابوووحوونييفة‪:‬لكوويفارة ف وويه‪.‬وع ووند‬
‫الشافعي‪:‬هو ما يمجري على اللسان من غير قصد للحلف؛نحو‪:‬لوال وبلى وال‪ .‬قال مالك في الوطّأ‪:‬‬
‫أحسن ما سمعت في ذلك أن اللغو حلف النسان على الشيء يتيقن أنه كذا ثم يوجد بخلفه)يظهر‬
‫له خولفوه( فول كيفارة فيه‪ ،‬وإنا على من حلف أن لييفعل الشيء البا ح له فعلمُهمُ‪ ،‬ثم ييفعله‪،‬أو أن ييفعله‬
‫ثم ل ييفعله؛ مثل أن يحلف ليبيع ثوبه بعشرة دراهم ثم يبيعه بذلك‪ ،‬أو يحلف ليضربنّ غلمه ثم‬
‫‪17‬‬
‫ليضربه‪.‬‬

‫كما يورد النقاش والراء الذهبية عند تيفسيره ليات الحكام ‪ ،‬ويورد قول مذهبه الراجح وأقوال غيره‬
‫من الذاهب ‪،‬وقد مييل إليها أحويانواً‪ .‬فويفي تيفسيره لقوله تعالى‪):‬حافظوا على الصلوات والصلة‬
‫الوسطى()البقرة‪ (238‬يوقول )الصلة الوسطى(‪:‬أي اليفمُضلى وهي لصلة العصر‪.‬أو الصبح أو الظهر‬
‫أو الغرب أو الووعشاء‪ .‬وعووند أبي حنييفة)رضي ال عوونه( هووي الووعصر‪ .‬قووال النسيفي‪:‬وعليه‬
‫المهور‪.‬وعندنا )الالكية( هي الوصبح‪ .‬قوال خوليل‪ :‬وهوي الوصبح‪ .‬وحوقق العارف بال سيدي عبد ال‬
‫بن أبي جمرة )وهو موالوكي( فوي )حاشيته على مختصر الوبخاري( أنوها هي العصر والصبح معاً‬
‫مستنداً على حديث النبوي الشوريوف‪) :‬يوتعاقوبون فيكم ملئكة بالليل و ملئكة بالنهار‪ ،‬ويمجتمعون‬
‫‪18‬‬
‫في لصلة العصر ولصلة الصبح(‪.‬‬

‫إن كان التّطواني مييل إلى رأي فقهي خارج الذهب الالكي؛ يقوم بداية بذكر أدلة ذلك الرأي وحده‬
‫دون أدلة الصم‪ ،‬ثم يوقول‪ :‬وذهوب إلى العمل بهذا الرأي )الراجح في نوظره( الوذهوب الويفلنوي‪ .‬فويفي‬
‫تيفسيره لقول ال تعالى‪:‬‬

‫)ليس عليك هداهم ولكن ال يهدي من يشاء وما تنيفقوا من شيء فلنيفسكم وماتنيفقون إل ابتغاء‬
‫وجه ال وما تنيفقوا من خير يوفّ إليكم وأنتم لتمُظلمون()البقرة‪(273‬‬

‫يقول الوتّطوانوي‪ :‬وفويه إمياء إلى أنّ الكيفر لمينع النسان من لصدقة التّطوع على أهل الكافرين‪،‬كما قال‬
‫النبي لصلى ال عليه وسولم‪) :‬فوي كل ذي كبد رطب لصودقوة(‪ .‬ولوا نزلت الية أعطاهم النصار)رضي‬

‫‪.1‬‬‫‪8‬‬‫‪ _ 17‬نصرة السلم‪.‬التطواني‪.‬ج‪.1‬ص‪9‬‬


‫‪.1‬‬‫‪9‬‬‫‪ - 18‬نصرة السلم‪.‬التطواني‪.‬ج‪.1‬ص‪9‬‬

‫‪154‬‬
‫‪,‬نذوذج من تفاسير السياسية العثمانية؛ "نصرة السل"م" لعبد الذوهاب التّوطذواني‬
‫زياد الرواشدة‬

‫ال عونهم( وتوصدقووا عليهم‪.‬واختلف في الواجب؛فمجوز أبو حنييفة لصدقة اليفطر على أهل الذمة‪،‬وأباه‬
‫غيره‪.‬‬

‫ج‪.‬التفسير الشاري في تفسيره‪.‬‬

‫إن تيفسوير" نوصرة السلم في إخراج مقامات الدين من القرآن" يوونتمي إلى ما يسمى التيفسير‬
‫‪ 1‬هـ( في تيفسيره "البحر‬‫‪2‬‬‫‪2‬‬‫الشاري‪ ،‬مثلما فعل أبو العباس‪ ،‬أحمد بن محمد ابن عمجيبة )ت‪4‬‬
‫الديد‪ ،‬في تيفسير القرآن اليد"‪ .‬فقد طغى الانب الشاري على تيفسيره‪ ،‬وكان التركيز الكبر عليه‪،‬‬
‫والتطواني مييل بتيفسيره إلى الختصار والتلخيص في جانب النقول‪ ،‬بل متى ما استطرد في الديث‬
‫أثناء تيفسيره بالظاهر‪ ،‬فإنه يلمس الانب الشاري؛ ولعل هذا راجع إلى التطواني ينتمي للطريقة‬
‫الشاذلية الدرقاوية العمجيبية‪ ،‬وهو ما يتضح بكتابته لثمان وتسعي بيتا من القصيدة العينية الشهيرة‬
‫‪5‬هـ(؛ وهذا واضح بالضور القوي لرباب العرفان فيه ‪ ،‬مثل‬‫‪6‬‬‫للشيخ عبد القادر اليلني )ت‪1‬‬
‫‪1‬هـ(‪.‬‬‫‪1‬‬‫‪3‬‬‫‪1‬هـ(‪ ،‬وعبد العزيز الدباغ )ت‪2‬‬‫‪3‬‬‫‪1‬‬‫شيخه عبد القادر ابن عمجيبة )ت‪3‬‬

‫ويرى التّطواني أن ألصل التّصوف امتدادٌ لدرسة الصمُيفّة‪ ،‬فيفي قوله توعالوى‪) :‬لوليفقراء الذين أمُحصروا في‬
‫‪.(2‬يقول التطواني‪ :‬نزلت في أهل الصمُيفّة وهم أربع مئة من الهاجرين )رضي‬‫‪7‬‬‫سبيل ال(‪).‬البقرة‪5‬‬
‫ال عنهم(‪ ،‬أمُرلصِدوا لتعلم القرآن الكري‪،‬والروج مع السّرايا‪ ،‬وزهدوا في الدنيا حساً ومعنى‪.‬وهم‬
‫‪1‬‬‫‪9‬‬
‫الصوفيّة الولون الذين نوّه ال بقدرهم‪..‬‬

‫كما تضمّن التيفسير الشاري في تيفسيره ملخصاً لضمون السلم والميان والحسان ؛ فكل آية‬
‫عنده تيفهم من منظور "السولم" ثوم "الميوان" ثوم "الحوسان" ‪ .‬وهوي مراتب الميان وكأنه يحاول أن‬
‫يووبيّ أن الووقرآن يوخاطوب فووي نوويفس الياوة الساولم عوولى حسووب درجووة إميوانوه ؛ أكووان مسوولما أم مورؤمونا أم‬
‫محسناً ‪.‬‬

‫فيقول في تيفسيره الشاري تت هذه القاعدة في قوله تعالى‪:‬‬

‫‪(2‬‬‫‪8‬‬‫)وقالوا سمعنا وأطعنا غيفرانك ربنا وإليك الصير()البقرة‪5‬‬

‫‪.2‬‬‫‪3‬‬‫‪ - 19‬نصرة السلم‪ .‬التطواني‪.‬ج‪.1‬ص‪4‬‬


‫‪155‬‬
‫‪İstanbul Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi, 2012, 27, 147-168‬‬

‫يقول‪):‬وقالوا سمعنا(؛أي‪:‬أجبنا ظاهراً وباطناً ؛ في مقام السلم‪،‬ما أمرنا به فيه‪ .‬وفي مقام الميان‪ ،‬ما‬
‫أمورنوا بوه فويه‪ ،‬كولّ مون فمُوتح عوليه فويه‪ .‬وفوي موقام الحوسان‪ ،‬موا أمورنوا بوه فويه‪ ،‬كولّ مون فمُوتح عوليه فويه سوماع‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫طاعة وقبوله جميعاً‪.‬‬

‫ونأخذ مثالً آخراً لنظريته في تقسيم الطاب في الية إلى مقامات السلم والميان‬

‫والحسان‪.‬يقول ال تعالى‪:‬‬

‫‪.(2‬‬‫)وقوموا ل قانتي()البقرة‪38‬‬

‫)وقوموا ل(‪ :‬فوي الصلة يا أهل مقا"م السل"م مطيعي‪).‬وقوموا ل( فوي الصلة يا أهل مقا"م الميان‬
‫قانتي خاشعيت بقلوبكم‪ ،‬مخلصي ذاكرين له سبحانه في القيام والركوع والسمجود وكل حركة؛ لنّ‬
‫القنوت هو الذكر أيضاً‪).‬وقوموا ل( بوال وفي ال وإلى ال في الصلة يا أهل مقا"م الحسان ؛قانتي‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫قنوتاً معنوياً فاني عنكم في ال‪،‬وعن لصلتكم في لصلة ال‪،‬وعن وجودكم في وجوده‪.‬‬

‫وفي تيفسيره للمقامات الثلثة في قول ال تعالى‪:‬‬

‫‪(2‬‬‫) ربنا لترؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا()البقرة‪86‬‬

‫يقول‪):‬إن نسينا( شيئاً من طاعتك وسهينا عنه بقلوبنا وجوارحنا في مقام السلم؛ في لصلة أو زكاة‬
‫أو حج‪ ،‬وهو أشد حمجاباً وغيفله‪ ،‬وقد سنّ ال فيه في الصلة السمجود‪).‬إن نسوينا( شويئاً من طاعات‬
‫القلوب في مقام الميان؛ من خوف أو رجاء أو شكر أو لصبر أو توبة أو زهد )إن نسوينا( شويئاً من‬
‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫طاعات الروا ح في مقام الحسان‪...‬‬

‫كما يتكلم بلسان علماء التصوف أثناء تيفسيره‪ ،‬فعندما يسلك النهج الشاري يستخدم مصطلح‬
‫القيقة والشريعة والظاهر والباطن وأمثالها‪.‬فيفي تيفسيره لقول ال تعالى‪:‬‬

‫)وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك النة وكل منها رغداً حيث شئتما ولتقربا هذه الشمجرة فتكونا من‬
‫‪(3‬‬‫الظالي()البقرة‪5‬‬

‫‪ -‬نصرة السلم‪ .‬التطواني‪.‬ج‪.1‬ص‪.245‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪ -‬نصرة السلم‪ .‬التطواني‪.‬ج‪.1‬ص‪.200‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪ -‬نصرة السلم‪.‬التطواني‪.‬ج‪.1‬ص‪.248‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪156‬‬
‫‪,‬نذوذج من تفاسير السياسية العثمانية؛ "نصرة السل"م" لعبد الذوهاب التّوطذواني‬
‫زياد الرواشدة‬

‫يقول التطواني‪:‬وبلسان القيقة‪ ،‬وقلنا‪:‬لكل تلّ تلّ لهوتي ومظهر جبروتي‪:‬يا آدم‪ ،‬يا قبظة‬
‫البروت اسكن أنت وزوجك‪ ،‬باطن القبظة جبروتي وظاهروها مولكوتوي‪) .‬الونة(‪ :‬جونة الشهود‬
‫‪2‬‬‫‪3‬‬
‫والعيان اللصلية‪) ،‬وجنة الزخارف( السيّة‬

‫‪) .‬ولتوقربوا هذه الشمجرة(‪:‬شمجرة المجاب عن ال‪ ،‬برؤية السوى والغيار والكوان‪ ،‬فما نصبت لك‬
‫الووكائوونات لاووتراهاووا؛ولاووكن ل ووترى فووويها مووولهووا‪).‬ولتووقربووا ها ووذه الشمجا وورة( فا ووتصيرا )ما وون الاووظالاووي(‪:‬ماوون‬
‫المجوببي عنه برؤية غيره‪ ،‬ول غير معه قط في ملكته‪).‬فأزلهما الشويطان(‪ :‬الونيفس والهوى وأقران‬
‫السوء عنهما عن جنة الشهود والعيان‪ ،‬فأخرجهما ماكانا فيه من رفع المجاب‪).‬وقلنا اهوبطوا( لوعالوم‬
‫المجاب وسمجن الدليل والوبرهوان‪).‬بوعضكم( مون التيفقّرَة الاهلي‪،‬والعلماء الذين على ظاهر الشريعة‬
‫متمجمدين‪ ،‬والبابرة الغافلي ‪،‬والقراء الداهني‪).‬لبعض(‪:‬وهم سائر العارفي‪).‬عدو(‪:‬حسداً‬
‫‪2‬‬‫‪4‬‬
‫وعناداً‪،‬بدعوى أن ولية العارف انقطعت تعمجيزاً للقدرة اللهية‪.‬‬

‫د‪.‬مذوةقفه من محمد عبده ورشيد رضا والعتزلة‪.‬‬

‫أول‪:ً:‬مذوةقفه من محمد عبده وتلميذه رشيد رضا‪.‬‬

‫كان التّطواني في تيفسيره ل يخرج عن آراء أهل السنة والماعة سواء أكان في السائل اليفقهية أو‬
‫الوعقلية‪ .‬وكوان يَرمُدّ على الركة التيفسيرية التي كان يقودها محمد عبده ورشيد رضا في مصر ‪،‬‬
‫ولصرّ ح بالرد عليهما في بعض العقليات ذات اللصول العتزالية‪.‬كما كان التّطواني يمجادل الراء‬
‫العتزالية كلما عرض لهم رأياً أو قولً‪.‬‬

‫بالرغم من مواقيفه لاليفيه من اليفسرين كمحمد عبده ورشيد رضا وعلماء العتزال إل أنه لم يكن‬
‫يحمل عليهم بل كان يظهر الحترام لاليفيه ؛ وإن كان يردّ عليهم ردّ قاسياً؛ فيفي تيفسيره لقوله‬
‫تعالى‪:‬‬

‫)ربنا لترؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا(‪).‬البقرة‪.(286‬‬

‫‪ - 23‬ويظهر أن التطواني نقل هذا الصطلح من ابن عمجيبة لصاحب تيفسير البحر الديد؛ فقد كان يرى ابن عمجيبة في هذه‬
‫الدنيا جنتان مختليفتان الولى )جنة العارف( والثانية )جنة الزخارف(‪ ،‬وكلٌ من النتي تبدأ في الياة الدنيا ‪ ،‬وتستمر‬
‫كذلك في الخرة بالبعد الادي والعنوي في إدراكها للمجنة‬
‫‪Mahmut AY, Kur'an'ın Tasavvufi Yorumu, İnsan Yayınları, İstanbul, 2011, s. 465.‬‬
‫‪.8‬‬‫‪ - 24‬نصرة السلم‪.‬التطواني‪.‬ج‪.1‬ص‪5‬‬

‫‪157‬‬
‫‪İstanbul Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi, 2012, 27, 147-168‬‬

‫يوقول‪ :‬وأموا ماقاله الشيخ عبدو )رحمه ال( وتولميذه راشد رضا )يقصد رشويد( هونا في هذه الية‬
‫فقد أفرطا وفرّطا‪ ،‬وكادا أن ينكرا القدر‪.‬‬

‫يروي رشيد رضا عن محمد عبده في ذلك فيقول‪:‬قال الستاذ الموام‪ :‬ومون الناس من قال أن الطأ‬
‫والنسيان لمرؤاخذة عليهما؛لن الناسي والطئ ل إرادة لهما فيما فعله نسياناً أو خطأ‪ ،‬ومثل هذا‬
‫الكلم يووجود فوي كوتب اللصوول والكلم‪ .‬وإذا رجوع النوسان إلوى نويفسه وتوأمول المور فوي ذاتوه عولم أن‬
‫الناسي يصح أن يرؤاخذ‪ ،‬فيقال له‪:‬لم نسويت؟!‪ .‬فوإن النسيان قد يكون من عدم العناية في الشيء‬
‫وترك إجالة اليفكر فيه‪ ،‬وترديده في النيفس ليستقر في الذاكرة‪ ،‬فتبرز عنده الاجة إليه؛لذلك ينسى‬
‫النسان ما ل يهمه ويحيفظ ما يوهمه‪ .‬فوإذا كان النسيان غير اختياري فسببه الذي بينّاه آنيفاً اختياري‪،‬‬
‫‪25‬‬
‫ولذلك يرؤاخذ الناس بعضهم بعضاً بالنسيان لسيما نسيان الدنى لا يأمره به من أعلى‪.‬‬

‫يقول التطواني‪:‬وأما ما استشهدَ به من قوله تعالى‪:‬‬

‫)ولقد عهدنا إلى آدمَ من قبلمُ فنسيَ ولم ندْ لهمُ عزماً()طه‪.(115‬‬

‫لقد فهم منه أن ال آخَذَ آدمَ على ذنبه ثم تاب عليه‪ ،‬فليس كما فهم؛ لن النبياء معصومون‪،‬ليسوا‬
‫كوغيرهوم‪.‬وإنوهم إذا عواتوبوا أنويفسهم بشويء خوطر فوي بوالوهم نوزل الووحوي أو الوقرآن بوه‪ ،‬مووافوقة لوا يخوطر فوي‬
‫قلوبهم‪.‬‬

‫وأما ما استشهد به من آية )أتتك آياتمُنا فنسيتَها()طه‪.(126‬فالنسيان هنا الراد به الترك‪.‬أي‪:‬تركت‬


‫العمل بها‪،‬ل النسيان القيقي‪ ،‬الذي هو موضوع آية التيفسير‪.‬‬

‫ويستدل التطواني لرأي أهل السنة الذي يقول به بحديث يرفعه كل من ابن ماجه وابن النذر وابن‬
‫حبان والدارقطني والبيهقي )في السن( إلى ابن عباس‪:‬‬

‫)إن ال تاوز عن امتي الطأ والنسيان وما استكرهوا عليه(‪.26‬‬

‫‪ - 25‬تيفسير القرآن الكيم العروف بتيفسير النار‪.‬محمد رشيد رضا‪.‬دار العرفة‪.‬بيروت لبنان‪.‬ط‪.2/‬من غير تاريخ‪.‬ج‬
‫‪.3‬ص‪.149-148‬‬
‫‪ - 26‬العمجووم اليفهرس لليفاظ الديث النبوي‪.‬اعتنى به وجمعه أ‪.‬ى‪.‬وِنْ وسْنك‪ .‬دار الدعوة‪.‬استانبول‪1988‬م‪.‬ج‪.1‬ص‬
‫‪.95‬ج‪.2‬ص‪ .42‬رواه البخاري ومسلم في كتاب الميان‪ ،‬وابو داود والترمذي وابن ماجه في كتاب الطلق؛ بأليفاظ‬
‫قريبة‪ .‬ج‪.1‬ص‪ ، 95‬ج‪.2‬ص‪.42‬‬
‫‪158‬‬
‫‪,‬نذوذج من تفاسير السياسية العثمانية؛ "نصرة السل"م" لعبد الذوهاب التّوطذواني‬
‫زياد الرواشدة‬

‫ويرد على تضعيف لصديق حسن خان القنوجي لصاحب تيفسير)فتح البيان في مقالصد الوقرآن( لهوذا‬
‫الديث؛ والصيفاً إياه بأنه‪:‬‬

‫ليس في درجة اليفاظ الذين يضعيفون لهرؤلء الئمة‪،‬بل وليس بحافظ على الطلق ول متقن كل‬
‫‪2‬‬‫‪7‬‬
‫التقان؛ فكثير ما تختلط عليه في تيفسيره روايات القرآءات‪.‬‬

‫كما ليسلم رشيدرضا من نقد التّطواني؛ ويسميه في تيفسيره بــــ)راشد رضا(‪ ،‬وفي معرض ردّ‬
‫الشيخ رشيد رضا على الدّث القَرافي في تسينه للحديث الرفوع عن ابن عباس؛ يدافع عن القرافي‬
‫ويشنّع على رشيد رضا‪.‬‬

‫وقد قال القرافي معلقاً على هذا الديث ‪:‬فإنه وإن لم يصح إل أن معناه متيفق عليه؛ ومن ذلك العيفو‬
‫عن عثرات ذوي الهيئات‪،‬فإنه يثبت في الشرع إقالتهم عن الزلت وأن ل يعاملوا بسببها معاملة‬
‫غيرهم‪ ،‬فيفي الديث‪):‬أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم(‪.‬وفي حديث آخور‪) :‬تواوزوا عن عقوبة ذوي‬
‫‪2‬‬‫‪8‬‬
‫الروءة والصل ح(‪.‬‬

‫قال رشيد رضا‪ :‬وقد أخطأ القرافي في "فروقه" با كتب في هذا القام خطأً ندعوا ال أن يغيفر له‪.29‬‬

‫قال التطواني مخاطباً رشيد رضا‪ :‬بل ما كتبه شيخنا المام القَرافي )رحمه ال ورضي عنه( ووافق فيه‬
‫الية والديث‪،‬وسلمه جميع الئمة إلى وقته وقولدوه‪ .‬ليوضرّه اعتراضك عليه‪.‬ويمُقال لوك‪ :‬كوادت‬
‫‪3‬‬‫‪0‬‬
‫البعوضةمُ تكسرمُ عظم فيل‪ .‬وغيفر ال لنا ولشيخك ولسائر السلمي آمي‪.‬‬

‫الثبتون لهذا الديث ‪:‬ابن حبان ؛ حيث أخرجه في لصحيحه ‪ ،‬وابن حزم‪ .‬والاكم في الستدرك ‪.‬والنووي حيث قال في‬
‫الربعي )رقم‪ (39‬وفووي اليفتاوى)‪ (138‬حوديوث حسن‪ ،‬وقال في الويفتاوى‪):‬حومجة(‪ .‬وقوال في الموع)ج‪ .6‬ص‬
‫‪:(309‬رواه البيهقي بأسانيد لصوحيحة‪ .‬وابون حمجر؛ حيث قال عن حديث ابن عباس ‪ :‬رجوالوه ثوقات‪ .،‬والسويوطوي في‬
‫‪ :(3‬فهوذه شواهد قوية ‪ ،‬تقضي‬ ‫‪3‬‬‫‪(2611‬؛ وقال في"الشباه والنظائر")ص‪9.‬‬ ‫الامع الصغير وزياداته حديث رقم )‬
‫للحديث بوالوصحة‪ .‬وكوما لصححه العلمة أحمد بن الصديق الغماري ؛ حيث ألّف رسالةً بوعنوان‪ ":‬شوهود العيان ‪،‬‬
‫بثبوت حديث " رفووع عن أمتي الطأ والنسيان " كووما لصححه محمد التبريزي في"مشكاة الوصابويح" حوديوث رقم)‬
‫‪(6293‬وقال‪:‬لصحيح لطرقه‪.‬‬
‫‪.25‬‬‫‪ -‬نصرة السلم‪.‬التطواني‪.‬ج‪.1‬ص‪0-249‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪ - 28‬اليفروق‪.‬أبو العباس أحمد بن إدريس الصنهاجي القرافي‪ .‬تقيق‪:‬خليل النصور‪ .‬دار الكتب العلمية‪.‬بيروت‪.‬لعام‬
‫‪1418‬هـ‪1998-‬م‪.‬ج‪.1‬ص‪.302‬‬
‫‪.15‬‬‫‪ -‬تيفسير النار‪.‬محمد رشيد رضا‪.‬ج‪.3‬ص‪0‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪ -‬نصرة السلم‪.‬التطواني‪.‬ج‪.1‬ص‪.250‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪159‬‬
‫‪İstanbul Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi, 2012, 27, 147-168‬‬

‫ثانيا‪ :ً:‬مذوةقفه من أفكار العتزال‪.‬‬

‫يقف التطواني عند اليات التي فسرها العتزلة في مسائل الكلم؛ وييفسرها منتصراً لراء أهل السنة‬
‫من الشاعرة والاتريدية معارضاً العتزلة في تلك الفوكار‪ .‬وفوي رده على العتزلة في مسألة مرتكب‬
‫الكبيرة؛ يقول في تيفسيره لقوله تعالى‪:‬‬

‫)فيغيفر لن يشاء ويعذب من يشاء(‪).‬البقرة‪.(284‬‬

‫يقول‪:‬فيغيفر بيفضله لن يشاء أن يغيفر له من الرؤمني وإن كان ذنبه كبيراً‪ ،‬أو يعذب بعدله من يشاء؛‬
‫طائيفة من السلمي الذين ورد فيهم الوعيد‪،‬وهم أهل الكبائر أو بعضهم‪ .‬بل له أن يعذب على الذنب‬
‫ولو كان لصغيراً‪ ،‬حسبما تقتضيه مشيئته البنية على الكم‪ ،‬ويعذب جميع الكيفار ل محالة؛لنه‬
‫سبحانه ليغيفر أن يمُشرك بوه‪ .‬وتوقدي الغيفرة على التعذيب لتقدم رحمته على غضبه‪ ،‬وهو لصريح في‬
‫‪31‬‬
‫نيفي وجوب التعذيب‪.‬‬

‫رابعا‪:ً:‬جانب اللصل ح السياسي والجتماعي في تفسيره‬

‫يمُعدّ التطواني مصلحاً اجتماعياً ؛ فنراه في ثنايا تيفسيره يشدد على اللصل ح الوظييفي في الدولة‪،‬‬
‫ويونصح العلماء بعدم إلصدار الكتب واليفتاوى الضللة والباطلة للناس في التمع ‪ ،‬ويحذر القضاة من‬
‫الظلم في الكم‪.‬ويقول التطواني في تيفسيره لقول ال تعالى‪:‬‬

‫) ول تلبسوا الق بالباطل (‪).‬سورة البقرة‪.(42‬‬

‫فإنها تعني )أيوضاً( عولماء السوء من قضاة وميفتي وغيرهم ؛ الذين يقبلون أحكام النوازل الشرعية‬
‫في الدعاوي بي الصوم ‪ ،‬فيصير الظالم ذا حق والظلوم ذا باطل لا يقبضونه من الرشاوي‪).‬ومنهم(‬
‫العلماء الظلمة الولصوفون مع الكيفار‪ ،‬التنالصرين على استئصال السلم‪ ،‬الذين أليفوا التآليف الضالة‪.‬‬
‫أو يقولون ‪:‬إن دولة اللفة السلمية التّركية ليست على لصواب في جهادها أعداء الدين‪.‬‬

‫)وسبب ذل ووك( نووصرة لتبوعيهم الكافرين العاندين؛ لا يقبضونه منهم من الرتبات‬


‫والونياشوي)الوسومة( الوصليبية‪ ،‬فقد اشتروا بآيات ال ثمناً قليلً وبئس ما يشوترون‪ .‬طهّور المُ منهم‬

‫‪.2‬‬‫‪4‬‬‫‪ -‬نصرة السلم‪.‬التطواني‪.‬ج‪.1‬ص‪4‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪160‬‬
‫‪,‬نذوذج من تفاسير السياسية العثمانية؛ "نصرة السل"م" لعبد الذوهاب التّوطذواني‬
‫زياد الرواشدة‬

‫البلد والعباد ومن متبوعيهم‪.‬وجمع كلمة السلم وقلوب أهل السلم على نصر دينه وإعلء كلمته‬
‫‪3‬‬‫‪2‬‬
‫مع الدولة التّركية‪ ،‬ونصرها وغنمها وجمعنا بها ومتعنا بها ومتعها بنا" ‪.‬‬

‫ند أن التطواني في تيفسيره لسورة اليفاتة أنه قام بتيفسير آية )إياك نوعبد( مون منظور علم الجتماع‬
‫السياسي‪ ،‬وقد تكلم عن أن السلطان خلييفة ال في الرض وأن ولي المر يمجب أن يكون من‬
‫السلمي ل من سواهم؛ فقال‪:‬‬

‫السلطان خلييفة ال في أرضه ؛ فقد قال ال توعالوى‪ ) :‬يوا أيها الذين آمنوا أطيعوا ال وأطيعوا الرسول‬
‫‪ .(59‬أي‪:‬ل من غويركوم‪ .‬وهوذا يكون في باب جنود ممُلك السلم قبل‬
‫وأولي المر منكم(‪).‬النساء‪:‬‬
‫فمجئ العدو )ميفاجئة العدو للمسلمي(‪ ،‬فإن فمجَأ العدو فالكل جند )حتى الونساء(‪ .‬وطواعوتهم في‬
‫تعلم سياسة اللك ‪ ،‬وحكمه ولصنائعه ‪ ،‬وحرفه وتاراته وزيادة اليش عددَه وعمُدّتَه على الدوام ‪،‬‬
‫بقدر ما يقهر به عدو الدين‪.‬‬

‫كان التّطواني حريصاً على عملية اللصل ح السياسي في أركان الدولة السلمية‪،‬وكان يحذر من‬
‫اليفساد والظلم الذي حلّ في مرؤسسات الدولة‪ ،‬وكان يتبرأ من كل من يضع يده بيد الستعمر‪.‬كما‬
‫امتدت دعوته اللصلحية لتشمل جميع فئات التمع‪.‬فيفي تيفسيره لقول ال تعالى ‪:‬‬

‫)أل إنهم هم اليفسدون ولكن ل يشعرون(‪).‬البقرة‪.(9:‬‬

‫يوقول‪ :‬هوذه الية تشير إلى كل من اتخذ من السلمي من دول الكيفر وأفرادها أولياء من دون‬
‫الرؤمني‪ ،‬ومن أخذ منهم راتبا أو عطاءً ‪ ،‬أو نيشانا أو مرتبة ليطلعهم على عورات السلمي ‪ ،‬أو‬
‫يخضع لهم بلداً أو قبيلة أو إقليما أو رجلً ‪ ،‬أو ينصر رايتهم وكلمتهم على السلم ورايته ‪ ،‬بأن لهم‬
‫ملكا لصوريا على السلم ‪ ،‬أو وزيرا أو قائداً أو قاضياً أو ميفتياً أو كاتباً ‪ ،‬وبذلك ينيفذ لهم أمر كيفرهم‬
‫بي السلمي ‪ .‬وقد يكون شيخ طريقة يغرّون به الغرّرين من عباد ال ‪ ،‬أو عسكريا يقاتلون به السلم‬
‫‪3‬‬‫‪3‬‬
‫‪ .‬وإن قدر يهرب الرء ويهاجر بدينه في أرض ال ‪ ...‬و" إنا ل وأنا إله راجعون ‪.‬‬

‫‪ - 32‬نصرة السلم‪.‬التطواني‪.‬ج‪.1‬ص‪.88-87‬‬
‫‪ - 33‬نصرة السلم‪.‬التطواني‪.‬ج‪.1‬ص‪.73‬‬
‫‪161‬‬
‫‪İstanbul Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi, 2012, 27, 147-168‬‬

‫خامسا‪ :ً:‬الانب السياسي في تفسير التّوطذواني‬

‫كان التطواني من عائلة لوقش وهي عائلة عريقة وغنية ومعروفة حتى في دولة الندلس‪ ،‬ولم يكن‬
‫يوونقصه مورتوبة سوياسوية ول ديوونية ؛ فووقد كووان قواضوياً كووما كووان لووه موكانوة ديوونية فووي الوزاويوة الودرقوويوة‪.‬‬
‫وكانت لتلك العائلة امتدادٌ ومكانة دينية وسياسية في الغرب العربي‪ ،‬ما أريد قوله هوو‪ :‬أن التطواني‬
‫في تيفسيره الذي يحمل اللون العثماني لم يكن يسعى لعلة غائية من السلطان العثماني من تيفسيره‬
‫هذا‪ ،‬مع العلم أنه لم يسافر في حياته إلى استانبول‪ ،‬وكان الـممُحَرّك له في هذا التيفسير هو الوازع‬
‫الديني فقط‪.‬‬

‫لقد كان التطواني يستغل كل فرلصة وجدها لتوجيه نداءه للخلييفة العثماني موالياً لدولة اللفة من‬
‫جانب ومصلحاً لا يرى فيه اللل من جانب آخر؛كونه كان يرى أن الدولة العثمانية في أزمة حقيقية‬
‫بسبب الخطار الارجية والداخلية التي كانت تلّ بها ؛ فيقول في مقدمته الولى لسورة اليفاتة‪:‬‬

‫فيا خلييفة السلم الغازي السيد التركي ورجال دولته وسائر رعيته شرقا وغربا النّمجاء النّمجاء ‪ .‬تيقظوا‬
‫وارجعوا إلى ما ترككم عليه رسول ال )لصلى ال عليه وسولم(‪) .‬توسكو بوالوقرآن( بومجوارحوكم‬
‫وقلوبكم وأرواحكم وأسراركم ‪ ،‬تسعدوا وتنصروا وتَغلبوا وتيفوزوا بخيري الدارين ‪ ،‬ولن تنتصروا‬
‫‪3‬‬‫‪4‬‬
‫على عدوكم إل بالرجوع إليه‪.‬‬

‫وقد جعل التطواني للقيام بدولة السلم تت ظل خلييفة ال مقامات منها باب حب ال ورسوله وباب‬
‫ترتيب بيت الال ‪،‬وباب ترتيب الوزارات والعمال والقواد والرؤساء كباراً ولصغاراً‪،‬‬
‫والوتحمجير)وإلوزاموهم( عوليهم في العمل بالكتاب والسنة‪ ،‬وممجانبة البدعة و"النصيحة ل ولرسوله "‬
‫ولكتابه ولدينه وسلطانه وخالصة السلمي وعامتهم ‪ ،‬والرفق بالضعيفاء والرامل واليتام ‪،‬وجميع عباد‬
‫‪3‬‬‫‪5‬‬
‫‪.‬‬
‫ال‪،‬وبالدواب الستعملي وبكل شيء‬

‫كما كان التطواني يعادي من عادى دولة اللفة العثمانية‪ ،‬فنراه في أكثر من موضع يحمل على‬
‫الارجي عليها وعلى العادين لها‪ .‬فيقول‪:‬‬

‫‪.4‬‬‫‪ - 34‬نصرة السلم‪.‬التطواني‪ .‬ج‪.1‬ص‪3.‬‬


‫‪5‬‬‫نصرة السلم‪.‬التطواني ‪.‬ج‪.1‬ص‪4‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪162‬‬
‫‪,‬نذوذج من تفاسير السياسية العثمانية؛ "نصرة السل"م" لعبد الذوهاب التّوطذواني‬
‫زياد الرواشدة‬

‫لقد بدّعوا دولة اللفة السلمية الباركة التّركية ‪ ،‬حي قامت تارب عن حياة الدين نصرة لكلمة‬
‫ربّ العالي ‪.‬كيف أمكنهم أن يخدعوا الغشماء الغافلي؟ وكيف قاموا بنصرة الكافرين على‬
‫استئصال السلمي؟ وأشدهم خطراً من سافر على أنه حاج الى مكة ‪ ،‬وفي القيقة كان ذهابه لاربة‬
‫واحتلل الرمي الشوريويفي‪ .‬فوردهوم ال خائبي مدحورين آيسي خيبهم ال في الدنيا والخرة وقطع‬
‫دابرهم ودابر متبوعيهم ونصر دولة اللفة السلمية القائمة بمجهاد الدين وانصارها‪.‬جعلنا ال وعقبَنا‬
‫‪3‬‬‫‪6‬‬
‫وانصار الدين خصولصا دولة اللفة من اهلها آمي‪.‬‬

‫ونرى أن التطواني يمُشبّه مخاليفي الدولة العثمانية وأعداءها بالسّحرة‪ ،‬ويحذر السلمي من علماء‬
‫السوء الذين يسعون لليفتنة وإضعاف دولة اللفة السلمة؛ فيقول‪:‬‬

‫ولهذا كلما قويت دولة إسلمية ظهرت في رعيتها السنة و التخلق بأخلق القرآن ‪ ،‬ومات السحر‬
‫وأهله ‪ .‬وكولما ضعيفت ظهر السحر وأهله وفسدت الرعية ‪ .‬فولما جاء سيدنا محمد– لصلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ -‬أنوزل ال تعالى في القرآن تبرئة سليمان– عليه السلم– من السحر وردّاً على اليهود في‬
‫‪3‬‬
‫‪7‬‬
‫قولهم " انظروا إلى محمد يذكر سليمان في النبياء وما كان إل ساحراً‪.‬‬

‫لقد كان التطواني يرى أن الغرب يتّبع في سياستة السلم والرب لخضاع الدول العربية‪ ،‬وسبب ذلك‬
‫هو الجهاز على دولة اللفة الوعثمانوية‪ .‬فومن ل يستطيع الغرب إغراءه بالال والنصب يمُوحارَب‪ .‬لوذا‬
‫ظهر طبقة من رجالت الدولة والوظيفي من يروجون لسياسة الستعمار الوروبوي‪ .‬لوذا يسعى من‬
‫خلل تيفسيره ليقاظ ضمائر التاجرين بالوطان‪ ،‬فيفي قول ال تعالى‪:‬‬

‫)قالوا إنا معكم إنا نحن مستهزئون(‪).‬البقرة‪.(15‬‬

‫يقول التطواني‪:‬إخواننا السلمون الوظيفون الستخدمون مع الكيفار من الغاربة‪ ،‬وإن لم يقولوا لهم إنا‬
‫معكم في الكيفر‪،‬يقولولن لهم إنا معكم في العاونةوالرافقة والقاتلة والنصيحة ورفع رايتهم‪ ،‬وربا‬
‫استحليفونهم تارةً أنهم ل يخونونها ول يغشّونها‪،‬إل النادر منهم‪،‬فال يحكم بيننا وبينهم‬
‫أجمعي‪،‬وهو خير الاكمي‪،‬أو يشيفيهم ويعافينا أجومعي‪ .‬و)إنوا نحن مسوتهزئوون( بوهم‪ ،‬بإظهار‬
‫‪3‬‬‫‪8‬‬
‫الميان لهم‪ .‬وهذه حالة غالب الوظيفي من الغاربة ليقولونها‪.‬‬
‫‪ - 36‬نصرة السلم‪.‬التطواني‪.‬ج‪.1‬ص‪.65‬‬
‫‪ - 37‬نصرة السلم‪.‬التطواني ج‪ .1‬ص‪.111‬‬
‫‪ - 38‬نصرة السلم‪ .‬التّطواني‪.‬ج‪.1‬ص‪.74-73‬‬
‫‪163‬‬
‫‪İstanbul Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi, 2012, 27, 147-168‬‬

‫ويقول في موضع آخر عن استعمار أوروبا للدول العربية واستغلل ثرواتها‪:‬‬

‫وقد اجتمع الن جبابرة أوروبا وحاربوا السلم شرقاً وغرباً‪ ،‬وقاتلوه قتالً لصليبياً حسّاً ومعنى بسياسة‬
‫كاذبة باطلة ‪ ،‬وأرادوا أن يردوا أهل السلم عنه ‪ ،‬ويستألصلوهم )السلمي(‪ ،‬ويستألصلوا أموالهم‬
‫وأراضيهم بالغصب والتعدي والضرائب الكاذبة ‪ ،‬وعملوا على قتل الشبان والكهول بحروبهم‬
‫وإدخال الصبيان لدارسهم ‪،‬وإفساد عقائدهم باستخدام رؤساء أقوياء وعلماء وأمراء وشرفاء في مراتب‬
‫ملكتهم الوكيفريوة‪ .‬ول مخلص لهل السلم من هذه الداهية إل براجعة دينهم بالهاد الذي وجب‪،‬‬
‫وبذلك يمجب الهاد حتى على النساء ‪ ،‬كما يلزم قتل كل الواسيس والعيون وأنصار الكيفر كائني‬
‫‪3‬‬‫‪9‬‬
‫من كانوا‪.‬‬

‫كما نلحظ أن التطواني كان يعاني من همجمة السبان على بلد الغرب ‪ ،‬ويرى انهزام الدول السلمة‬
‫أمام الستعمر بات أمراً واقعاً ل موحال‪ .‬كوما كان يعاني من تآمر العداء على الدولة العثمانية‪ ،‬فل‬
‫غرابة من حزنه الشديد على وضع المة‪ ،‬ويصف تلك اليفترة بقوله‪:‬‬

‫وهاهم طغاة الكيفار السبانيول ل يزالون يقاتلون السلمي ‪ ،‬ويحتلون قراهم وأسواقهم وطرقهم وسائر‬
‫أراضيهم ‪.‬وكلما ملكوا )سيطروا عولى( طوائويفة ردوهم عن دينهم‪ ،‬وقاتلوا بهم إخوانهم الرؤمني‪،‬‬
‫وجعلوهم عيونا لهم يأتون بأخبار عورات السولم‪ .‬فومن مات من هرؤلء الرتدين مات كافراً ‪ ،‬ذلك‬
‫لنه قتل في لصف الوكافوريون‪ .‬وكوان يقاتل عنهم فـــ " أولئووك حبطت أعمالهم " نووسأل ال العيفو‬
‫‪4‬‬‫‪0‬‬
‫والعافية ‪.‬‬

‫كما ينادي للصلح بي السلمي واليفاظ على دولة اللفة السلمية‪ ،‬إذ هي ليست مرتبطة بعرق أو‬
‫بنسب‪ ،‬فالسلمون بخير مادامت إدارة دولتهم بِأيديهم سواء أكان الالكم أموياً أم عباسياً أم‬
‫عثمانياً‪ ،‬فل فرق بي من يحكم مادامت الكومة تكم بكتاب ال تعالى وتــــمُحَكّمَ شوريوعته‪ .‬ويورى‬
‫أنه ليمجوز لي مسلم كان أن يقف أمام سياسة الدولة الوعثمانوية‪ .‬ومون يحارب الدولة العثمانية‬
‫يكون بذلك يسعى لهدم دولة اللفة السلمية‪ .‬ويشير إلى ذلك عند تيفسيره لقوله تعالى‪:‬‬

‫‪.1‬‬‫‪8‬‬‫‪ - 39‬نصرة السلم‪.‬التطواني ج‪.1‬ص‪3‬‬


‫‪.1‬‬‫‪8‬‬‫‪ .- 40‬نصرة السلم‪.‬التطواني ج‪.1‬ص‪4‬‬
‫‪164‬‬
‫‪,‬نذوذج من تفاسير السياسية العثمانية؛ "نصرة السل"م" لعبد الذوهاب التّوطذواني‬
‫زياد الرواشدة‬

‫)ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الوت فقال لهم نبيهم موتوا ثم أحياهم إن ال‬
‫‪.(2‬‬‫‪4‬‬‫لذو فضل على الناس ولكن اكثر الناس ل يشكرون(‪).‬البقرة‪3:‬‬

‫يقول التطواني ‪ :‬تاودل على أولد اللوك من الشرفاء والعرب وأتباعهم وعولمائوهم‪ .‬إذ رأوا الدولة‬
‫التركية زادها ال نصراً وظيفرا وعزا وتأييدا ‪.‬فقد قامت الدولة العثمانية بالهاد لعلء كلمة ال‬
‫ولنصرة دين ال ‪ ،‬وليفظ ملك خلفة السلم بشارق الرض ومغاربها‪ ،‬ودعا ال بها التنالصرين على‬
‫‪41‬‬
‫قطع الدين في آخر الزمان‪.‬‬

‫سادسا‪ :ً:‬انضما"م التتوطذواني لركة اللصل ح الذوطهني‬

‫كان للتطواني نشاطاً سياسياً ووطنياً‪ ،‬وكان ولءه لسياسة الامعة العثمانية التي كان لها نشاطا في‬
‫الغرب كذلك‪ ،‬فممجلة "الوصبا ح" الوتي كانت تصدر في طنمجة آنذاك‪،‬كانت تنشر القالت التي‬
‫تعرف بالدستور الوعثمانوي‪ .‬كوما تولت جريدة "الوق" مون ولئها للسبان الى ولئها للدولة العثمانية‬
‫‪1‬م‪ .‬وقود أسقط أهل تطوان حكومة مولي عبد العزيز‬‫‪9‬‬‫‪ ،‬وقد استمرت في الصدور حتى عام‪14‬‬
‫قبل أن يسقط الستعمار اليفرنسي سلطة مولي عبد اليفيظ ‪ ،‬وبعدها اتخذّ التطواني قرارا سياسيا‬
‫ودينيا في نيفس الوقت ‪ ،‬وقام بالهمجرة إلى أرض الدولة العثمانية ‪ ،‬وكان ذلك في يوم الحتلل‬
‫‪1‬م‪ .‬كووما خرج معه بعض كبار علماء فاس إلى أرض‬‫‪9‬‬‫السباني لتطوان سنة‪1331‬هـ الوافق‪13‬‬
‫اللفة العثمانية ؛ لنهم يرون حرمة اللوس في بلد يحكمه الكافرون ‪ ،‬ويرون بوجوب الهمجرة‬
‫‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫للعيش بدولة اللفة بدافع العاطيفة الدينية‪.‬‬

‫سابعا‪:ً:‬رسائل التوطذواني إلى الدولة العثمانية من خلل تفسيره‪.‬‬

‫قرر التطواني أن يمجاهد بقلمه ‪ ،‬وأن يكون جهاده تت لواء دولة اللفة العثمانية ‪ ،‬فامتل تيفسيره‬
‫بعبارات تدل على محبته الشديدة وثنائه على دولة اللفة العثمانية فقد كان يقدم النصائح خوفاً‬
‫على لصر ح اللفة من الزوال‪.‬؛فيقول‪:‬‬

‫‪.2‬‬‫‪0‬‬‫‪ - 41‬نصرة السلم‪.‬التطواني‪ .‬ج‪.1‬ص‪5‬‬


‫‪1‬‬‫‪5‬‬‫‪-1‬‬‫‪ -‬نصرة السلم‪.‬التطواني‪ .‬ج‪ .1.‬ص‪4.‬‬ ‫‪42‬‬

‫‪165‬‬
‫‪İstanbul Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi, 2012, 27, 147-168‬‬

‫ارجعوا إلى ما ترككم عليه رسول ال لصلى ال عليه وسلم من الصراط الستقيم ؛ وهو القرآن ‪،‬‬
‫‪4‬‬‫‪3‬‬
‫وخلييفة واحد بعد خلييفة‪.‬‬

‫أ‪ .‬أسباب الهزائم التي لقت بالدولة العثمانية برأي التوطذواني‬

‫كان التطواني يحاول فهم سبب هزائم العثمانيي الارجية )في جبهاتهم على الودود( والوداخولية‪.‬‬
‫فيقول‪:‬‬

‫وهناك سبب فيما يقع للدولة العليّة من الذلن والنكسار في بعض حروبها ‪ ،‬و)سبب ذلك(‬
‫‪4‬‬‫‪4‬‬
‫تعطيل تشية سياستها على مراد الشريعة في حال السلم‪.‬‬

‫ويقول في مكان آخور‪ :‬ذلوك أن ال تعالى خلق بعض أراضي مالك السلم لصالة ومهيأة من حيث‬
‫نيفسها دون مدد خارجي للهمجوم على العدو في كل حي ‪ ،‬وبعضها لصالة مهيئة للدفاع عن السلم‬
‫باللصالة والهمجوم بتكلف )بوصعوبوة( وتعسور ومشقه؛ فالولى الدينة النورة التي اختارها ال دار‬
‫الهمجرة وسكنى في الياة والوت للرسول )لصلى ال عليه وسولم( والوليفاء من بعده ؛ لحاطتها‬
‫بمالك السلم من كل جوهة‪ .‬والوثانوية الستانة العلية للفة الرسول )لصلى ال عليه وسولم( لنوها‬
‫محاطة بشوكة الكيفر والعناد والبغضاء من كل جهة‪.‬‬

‫ب‪ .‬رأي التوطذواني بكرسي اللفة‪.‬‬

‫يقتر ح التطواني جعل كرسيي للخلفة ؛ الول في الدينة النورة‪ ،‬وكرسي اللفة الثاني في استانبول؛‬
‫فيقول ‪:‬‬

‫سيحصل بهذا المن للحمجاج والراحة والركة ‪ ،‬ويحضر لدى اللييفة كل سنة جميع أهل القاليم‬
‫بل دعوة ول طلب ‪ ،‬ويعرضون عليه أحوال أمرائه وجيوشه ودِيَانَةِ كل إقليم وممُوَالتِهِم للمرؤمني أو‬
‫الكافرين ‪ ،‬فييفصل فيهم با أمرهم ال تعالى‪ .‬وأيضا سيعسر على أمراء أعداءه ملقاته ‪ ،‬وتكون لزمة‬
‫بواسطة خلييفته بالستانة ‪ ،‬وفي ذلك فسحة عظيمة وعزٌ للييفة السلم ‪ ،‬وإمكان مشاورة جميع المة‬
‫‪4‬‬
‫‪5‬‬
‫إن احتاج إلى ذلك"‪.‬‬

‫‪ -‬نصرة السلم‪.‬التطواني ج‪ .1.‬ص‪19.‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪ -‬نصرة السلم‪.‬التطواني ج‪ .1.‬ص‪19.‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪ -‬نصرة السلم‪.‬التطواني‪ .‬ج‪ .1.‬ص‪41-40.‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪166‬‬
‫‪,‬نذوذج من تفاسير السياسية العثمانية؛ "نصرة السل"م" لعبد الذوهاب التّوطذواني‬
‫زياد الرواشدة‬

‫ويقتر ح التطواني على الساسة في الدولة العثمانية نقل عالصمة اللفة الى الدينة النورة ؛ فيقول‪:‬‬

‫فلو أعدّت كرسياً آخر للفتها بالدينة النورة على الدوام‪ ،‬ثم تطلق سككها في جميع الهات‪ ،‬لو‬
‫فعلت ذلك لمعت بي الهمجوم والدفاع ‪ ،‬وتصير قوتها قوتي‪ ،‬كما أنه مع الدب مع رسول ال لصلى‬
‫ال عليه وسلم أن يكون اللييفة حاضراً لديه‪ ،‬متأدبا‪ ،‬خاضعاَ بي يديه على الودوام‪ .‬ومون بي يدي‬
‫النبي لصلى ال عليه وسلم خرجت هذه اللفة التي أحاطت بمجميع ألصناف الرؤمني بعربها وتركها‬
‫‪ .(1‬وأيووضاً حمُرمة اللييفة تزيد‬
‫وسائر الناس ؛ قال ال تعالى ‪) :‬إنووا الرؤمنون إخوة(‪).‬المجرات‪0.‬‬
‫وتعظم بسكناه لدى الرسول لصلى ال عليه وسوولم‪ .‬وهوول تترم المة الستانة احترامها الرمي‬
‫‪46‬‬
‫الشرييفي‪.‬؟!‬

‫ولا اكتيفت الدولة العلية )الوعثمانوية( بوإقواموة كرسي اللفة بالستانة دون الدينة النورة‪ ،‬رضيت‬
‫لنيفسها وللسلم أن تكون دولة دفاعية ل همجومية‪ ،‬وتركت المجاز للشريف وأعراب البوادي ييفعلون‬
‫‪47‬‬
‫فيه مايشاءون من الستبداد‪.‬‬

‫الاتة‪:‬‬

‫لقد عاش اليفسر التطواني في فترة همجمة الستعمار السباني على الغرب العربي وبالخص لدينة‬
‫تطوان سنة‪1331‬هـ الوافق‪1913‬م‪ .‬كووما عاش في اليفترة الخيرة للدولة الوعثمانوية‪ .‬لوذا نراه في‬
‫تيفسيره يغتنم كل آية لدعوة السلمي الى الصلح والوحدة ‪،‬كما يدعوا كذلك إلى وجوب وقوف‬
‫كل السلمي تت ظل اللفة العثمانية‪.‬‬

‫ولم يمُحقق هذا التيفسير لد الن ‪ ،‬وقد لقي إهمالً لعدم توفر أي معلومات عن اليفسر التطواني ؛‬
‫بسبب تقصّد الرؤرخي العالصرين له من عدم ترجمة اسمه بي العلماء بسبب مواقيفه السوياسوية‪ .‬وقود‬
‫قامت جمعية تطوان بالشتراك مع عدّة باحثي بالبدء بتحقيق هذا السيفر العظيم‪ ،‬وقد طمُبِع منه أول‬
‫جزئي بعد تقيقهما سنة‪2010‬م‪ .‬وسوأقووم بدراسة شاملة لميع هذا التيفسير بأبعاده السياسية‬
‫واليفكرية إنّ شاء ال تعالى‪.‬‬

‫‪.1‬‬‫‪ .-‬نصرة السلم‪.‬التطواني ج‪ .1.‬ص‪9.‬‬ ‫‪46‬‬

‫‪4‬‬‫‪1-4‬‬‫‪ -‬نصرة السلم‪.‬التطواني‪ .‬ج‪ .1.‬ص‪0.‬‬ ‫‪47‬‬

‫‪167‬‬
‫‪İstanbul Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi, 2012, 27, 147-168‬‬

‫الراجع‪:‬‬

‫‪ -1‬تقيق النصوص ونشرها‪.‬عبد السلم هارون‪.‬مكتبة الاني القاهرة‪ .‬الطبعة السابعة‪1998‬م‬

‫‪ - 2‬تيفساو ووير نصرة السلم في اخراج مقامات الدين من القرآن‪.‬لبي محمدعبد الوهاب لوقش‬
‫الندلسي التطواني للمحقق أ‪.‬د‪.‬جعيفر السّلمي‪.‬الطبعة الولى‪.‬تطوان‪.‬أسيمرا‪.‬الغرب‪2010.‬م‪.‬‬

‫‪ -3‬تيفسير القرآن الكيم العروف بتيفسير النار‪.‬محمد رشيد رضا‪.‬دار العرفة‪.‬بيروت لبنان‪.‬ط‪.2/‬من‬
‫غير تاريخ‪.‬‬

‫‪ -4‬تيفسوير التحرير والتنويرـ محمد الطاهر بن عواشوور‪ ..‬دار سحنون للنشر والتوزيع‪.‬الطبعة التونسية‬
‫‪ 1‬م‪.‬‬‫‪9‬‬‫‪9‬‬‫تونس‪7.‬‬

‫‪ -5‬تووقيق التراث العربي منهمجه وتطوره‪.‬د‪.‬عبداليد دياب‪.‬دار العارف الطبعة الوثانوية‪ .‬الوقاهورة‪.‬‬
‫‪1‬م‪.‬‬‫‪9‬‬‫‪9‬‬‫‪3‬‬

‫‪1‬هـ‪.‬توقيق‪.‬أ‪.‬د‪ .‬جوعيفر بن‬‫‪3‬‬‫‪5‬‬‫‪ -6‬عومدة الراوين في تاريخ توطاويون‪ .‬أبوو العباس أحمد الرّهوني ت‪3‬‬
‫‪2‬م‪.‬‬‫‪0‬‬‫‪0‬‬‫الاج السلمي‪.‬الطبعة الولى منشورات جمعية تطوان‪.‬أمُسيمر‪1.‬‬

‫‪ -7‬الويفروق‪.‬أبوو العباس أحمد بن إدريس الصنهاجي الوقرافوي‪ .‬توقيق‪:‬خوليل الوونصور‪ .‬دار الكتب‬
‫‪19‬م‪.‬‬‫‪9‬‬‫‪1‬هـ‪8-‬‬‫‪4‬‬‫‪1‬‬‫العلمية‪.‬بيروت‪.‬لعام‪8‬‬

‫‪ -8‬العمجووم اليفهرس لليفاظ الديث النبوي‪.‬اعتنى به وجمعه أ‪.‬ى‪.‬وِنْوسْنك‪ .‬دار الدعوة‪.‬استانبول‬


‫‪1‬م‪.‬‬‫‪9‬‬‫‪8‬‬‫‪8‬‬

‫‪Ma‬‬ ‫‪Kur‬‬
‫‪hmutAY,‬‬ ‫‪'a‬‬
‫‪n‬‬
‫‪' ı‬‬
‫‪nTa‬‬
‫‪s‬‬‫‪a‬‬‫‪vvufiYo‬‬
‫‪r‬‬‫‪umu‬‬
‫‪,‬‬‫‪İ‬‬‫‪ns‬‬
‫‪a‬‬‫‪nYa‬‬
‫‪y‬‬‫‪ı‬‬‫‪nl‬‬
‫‪a‬‬‫‪r‬‬‫‪ı‬‬
‫‪,‬‬‫‪İ‬‬‫‪s‬‬
‫‪t‬‬‫‪a‬‬‫‪nb‬‬‫‪ul‬‬
‫‪,‬‬‫‪.2‬‬‫‪0‬‬‫‪1‬‬‫‪1-9‬‬

‫‪168‬‬

You might also like