You are on page 1of 114

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫‪LARBI TEBESSI – TEBESSAUNIVERSITY‬‬ ‫جامعة العربي التبسي – تبس ــة‬


‫‪UNIVERSITE LARBI TEBESSI – TEBESSA-‬‬ ‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫قسم‪:‬الت ــاريخ واآلثـار‬
‫الميدان‪ :‬علوم إنسانية واجتماعية‬
‫الشعبة‪:‬علوم إنسانية‬
‫التخصص‪:‬تاريخ معاصر‬

‫العنوان‪:‬‬

‫العمليات العسكرية الفرنسية الكبرى في الوالية األولى‬


‫‪1962-1956‬‬

‫إشراف األستاذ ‪:‬‬ ‫إعداد الطلبة ‪:‬‬


‫بوبكر حفظ اهلل‬ ‫‪ _1‬خولة فارح‬
‫‪ _2‬مريم خالدي‬
‫لجنة المناقشة‬
‫الصفة‬ ‫الرتبة العلمية‬ ‫االسم واللقب‬
‫رئيسا‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫عبد الوهاب شاللي‬
‫مشرفا و مقر ار‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫بوبكر حفظ اهلل‬
‫عضوا ممتحنا‬ ‫أستاذ مساعد ب‬ ‫جودي بخوش‬

‫السنة الجامعية‪2018 _ 2017:‬‬


‫س ُبلَ َنا ۚ َوإِنَّ َّ َ‬
‫َّللا لَ َم َع ا ْل ُم ْحسِ نِينَ (‪)69‬‬ ‫َوالَّذِينَ َجا َهدُوا فِي َنا لَ َن ْه ِد َي َّن ُه ْم ُ‬
‫سورة العنكبوت‬
‫إهــــداء‬
‫باسمه أستعين وبعلمه أستقيم وبعبادته أدعيه ‪ ،‬إلهي ال تطيب اللحظات إال بذكرك‬
‫وال تطيب اآلخرة إال بعفوك وال تطيب الجنة إال برؤيتك ‪...‬‬

‫إلى أمي بسمتي وسر نجاحي ‪ ،‬أطال اهلل في عمرها ورزقها الصحة والعافية ‪...‬‬

‫إلى إخوتي سندي في هذه الحياة ‪ ،‬أمين ‪ ،‬زينب ‪ ،‬كريمة ‪..‬‬

‫إلى كل أفراد عائلتي‪...‬‬

‫إلى رفيقتي ومن قاسمتني هذا العمل صديقتي خولة ‪...‬‬

‫إلى جميع صديقاتي أصدقائي خاصة حليمة ‪...‬‬

‫إلى كل من ذكرهم القلب ونسيهم القلم ‪...‬‬

‫مرمي‬
‫إهداء‬
‫الحمد هلل الذي أعطى فأكرم ‪ ،‬وهدى فأنعم ‪.‬‬

‫إلى من قال فيهما الرحمان‪ " :‬واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي‬
‫ارحمهما كما ربياني صغي ار " ‪ ،‬إلى أمي و أبي أطال اهلل في عمريهما ‪.‬‬

‫إلى إخوتي سندي في هذه الحياة ‪ ،‬وكل أفراد عائلتي ‪...‬‬

‫إلى رفيقتي ومن قاسمتني هذا العمل صديقتي مريم ‪...‬‬

‫إلى جميع صديقاتي أصدقائي‪.....‬‬

‫إلى كل من ذكرهم القلب ونسيهم القلم ‪...‬‬

‫خولة‬
‫شكر وتقدير‬
‫الحمد هلل الذي وهبنا نعمة العقل سبحانه والشكر له على نعمه وفضله وكرمه‬

‫وعونه لنا في إتمام هذا العمل ‪.‬‬

‫نتقدم بخالص الشكر وعميق االمتنان وفائق التقدير واالحترام إلى األستاذ‬

‫المشرف ‪ :‬بوبكر حفظ اهلل الذي وجهنا خير توجيه فلم يبخل علينا يوما بنصائحه‬

‫وتوجيهاته رغم كثرة التزاماته ومسؤولياته ‪ ،‬كما نتوجه بالشكر لألساتذة األفاضل‬

‫أعضاء لجنة المناقشة لقبولهم مناقشة هذه المذكرة وال يفوتنا في هذا المقام أن نوجه‬

‫شكرنا وامتنانا أيضا إلى كل أساتذة قسم التاريخ خاصة األستاذ صادق مالك‬

‫كما نتوجه بالشكر الجزيل لموظفي المكتبة لكلية العلوم اإلنسانية لحسن تعاملهم‬

‫وتسهيلهم مهمة البحث فلهم منا جميعا كل االمتنان ‪.‬‬

‫كما نشكر كل من قدم لنا يد المساعدة في إنجاز هذا العمل سواء من قريب‬

‫أو بعيد‪.‬‬
‫قائمة المختصرات‬

‫ترجمة‬ ‫تر‬

‫الجزء‬ ‫ج‬

‫دون سنة طبع‬ ‫(د‪ .‬س ‪ .‬ط)‬

‫دون مكان طبع‬ ‫(د‪ .‬م ‪.‬ط)‬

‫تقديم‬ ‫تق‬
‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس المحتويات‬

‫فهرس المحتويات‬

‫البسملة ‪....................................................................................‬‬

‫تعهد ‪.......................................................................................‬‬
‫اإلهداء ‪....................................................................................‬‬

‫شكر وتقدير ‪...............................................................................‬‬

‫قائمة المختصرات‪..........................................................................‬‬

‫فهرس المحتويات ‪..........................................................................‬‬

‫مقدمة ‪................................................................................‬أ ‪ -‬د‬

‫الفصل التمهيدي ‪ :‬الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪ 1954‬ـ ‪32-9 ..............1956‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬تفجير الثورة في المنطقة األولى األوراس‪17-10............................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التطورات السياسية والعسكرية للثورة في المنطقة األولى"األوراس"……‪23-17‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬رد فعل السلطات االستعمارية‪31-23......................................‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى‪54-34.......1958-1956‬‬


‫المبحث األول ‪ :‬الهيكلة السياسية والعسكرية للوالية األولى " األوراس "‪43-35................‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اإلستراتيجية العسكرية للجيش الفرنسي ‪ 1956‬ـ ‪49-43..............1958‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أهم العمليات العسكرية الفرنسية بالوالية األولى‪53-49.......1958 -1956‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى‪69-56 .... 1962 -1958‬‬

‫المبحث األول‪ :‬العمليات العسكرية الفرنسية بالوالية األولى ‪ 1958‬ـ ‪65-57...........1960‬‬


‫فهرس المحتويات‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬العمليات العسكرية الفرنسية بالوالية األولى ‪ 1961‬ـ ‪68 - 65........1962‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬انعكاسات العمليات العسكرية الفرنسية وردود الفعل‪85-71.................‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬انعكاسات العمليات العسكرية الفرنسية‪76-72..............................‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬رد فعل جيش التحرير على العمليات العسكرية الفرنسية‪84-76.............‬‬

‫الخاتمة‪88-87........................................................................... .‬‬

‫المالحق ‪96-90...........................................................................‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪104-98..........................................................‬‬


‫مقدمة‬
‫مقدمـــــة‬

‫التعريف بالموضوع‬

‫شكلت ثورة أول نوفمبر ‪ ، 1954‬مرحلة هامة وفاصلة في تاريخ الشعب الجزائري من‬
‫جهة ‪ ،‬كما أحدثت خلل في النظام الفرنسي من جهة أخرى ‪ ،‬إذ حققت الثورة الجزائرية منذ‬
‫اندالعها انتصارات على الصعيدين السياسي و العسكري وعلى الجانبين الداخلي والخارجي ‪،‬‬
‫ما جعل السلطات االستعمارية الفرنسية تتفنن في وضع الخطط والقوانين والبرامج المختلفة‬
‫لكسر الثورة وخنقها ومحاصرتها ‪ ،‬وذلك من خالل تسليط أبشع األساليب والعمليات العسكرية‬
‫على الشعب الجزائري ‪ ،‬فتنوعت اإلستراتيجية العسكرية المطبقة من قبل القيادة الفرنسية ‪،‬‬
‫وازدادت خطورة بعد أن مالت الكفة لصالح المؤسسة العسكرية وجنراالتها للسيطرة على‬
‫األوضاع في الجزائر ‪.‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع‬

‫اختلفت أسباب اختيارنا للموضوع بين أسباب موضوعية وأخرى ذاتية ‪ ،‬ومن أهم األسباب‬
‫الموضوعية نذكر ‪:‬‬

‫‪ -‬معرفة أهم العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى " أوراس النمامشة" ‪-1956‬‬
‫‪. 1962‬‬
‫‪ -‬التعرف على إستراتيجية جيش التحرير في مواجهة العمليات العسكرية الفرنسية ‪.‬‬
‫‪ -‬تبيان مدى دعم الشعب الجزائري للثورة التفافه حولها ‪.‬‬

‫أما فيما يخص األسباب الذاتية نذكر ‪:‬‬

‫‪ -‬رغبتنا الشخصية في دراسة الموضوع والتعرف على فظاعة الممارسات العسكرية‬


‫الفرنسية ‪.‬‬

‫‌أ‬
‫مقدمـــــة‬

‫‪ -‬رغبتنا في التعرف على التاريخ العسكري للثورة الجزائرية وانتصارات جيش التحرير‬
‫والصعوبات التي واجهته ‪ ،‬وطموحاتنا في مواصلة دراساتنا العليا في هذا المجال ‪.‬‬

‫اإلشكالية‬

‫إن اإلشكالية الرئيسية التي ستطرح في هذا الموضوع هي محاولة اإللمام بمختلف العمليات‬
‫العسكرية الفرنسية في الوالية التاريخية األولى " أوراس – النمامشة " ومنه يمكننا طرح اإلشكال‬
‫الرئيسي التالي ‪ :‬فيما تمثلت أهم العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى " أوراس‬
‫النمامشة " في الفترة الممتدة بين ‪ 1962 – 1956‬؟‬

‫ويندرج ضمن هذا اإلشكال عدة تساؤالت فرعية هي ‪:‬‬

‫‪ -‬فيما تمثلت اإلستراتيجية العسكرية الفرنسية للقضاء على الثورة في األوراس ؟‬


‫‪ -‬ما هي أهم التطورات السياسية والعسكرية التي عرفتها الثورة في الوالية األولى األوراس ؟‬
‫‪ -‬كيف تصدت الثورة لهذه العمليات ؟‬
‫‪ -‬فيما تمثلت تداعيات العمليات العسكرية الفرنسية على الثورة وعلى الشعب الجزائري ؟‬

‫مناهج البحث‬

‫لإلجابة عن هذه التساؤالت اتبعنا عدة مناهج هي ‪:‬‬

‫‪ -‬المنهج التاريخي التحليلي ‪ :‬وذلك من خالل تحليل بعض األحداث والمعطيات الستنتاج‬
‫انعكاسات العمليات العسكرية الفرنسية على الجانبين الجزائري والفرنسي وعلى الصعيدين‬
‫الداخلي والخارجي ‪.‬‬
‫‪ -‬المنهج الوصفي ‪ :‬لتتبع األحداث بالتسلسل وتناول الحقائق بطريقة كرونولوجية كونه‬
‫المنهج المالئم لطبيعة الموضوع ‪.‬‬

‫‌ب‬
‫مقدمـــــة‬

‫‪ -‬المنهج المقارن ‪ :‬وذلك للمقارنة بين إستراتيجية العدو لقمع الثورة ‪ ،‬واإلستراتيجية‬
‫المضادة لجيش وجبهة التحرير الوطني ‪.‬‬

‫نقد المصادر‬

‫لإللمام بالموضوع اعتمدنا على جملة من المصادر والمراجع لعل أهمها ‪:‬‬

‫فبالنسبة للمصادر اعتمدنا على عدة مذكرات شخصية أهمها مذكرات الطاهر زبيري ‪ :‬مذكرات‬
‫آخر قادة األوراس التارخيين ( ‪ ،) 1962 – 1929‬ومذكرات عمار مالح‪ :‬من مذكرات‬
‫ووثائق الرائد عمار مالح ‪ ،‬وقائع وحقائق الثورة التحريرية باألوراس ‪ ،‬الناحية (‪ )3‬بوعريف‬
‫‪ ،‬إضافة إلى بعض الدوريات كجريدة المجاهد ‪ ،‬باإلضافة إلى مجموعة من الكتب ككتاب‬
‫ملحمة الجزائر الجديدة لعمار قليل ‪ ،‬الثورة الجزائرية ‪ ،‬سنوات المخاض لمحمد حربي‪...‬‬

‫أما بالنسبة للمراجع فأهمها كتاب ثورة نوفمبر ‪ 54‬في الجزائر( ‪ ، ) 1962-1954‬أوراس‬
‫النمامشة أو فاتحة النار لمحمد العيد مطمر ‪ ،‬وكتاب السياسة الفرنسية في الجزائر‬
‫وانعكاساتها على الثورة ‪ 1958-1956‬إلبراهيم طاس ‪ ،‬وكتاب فرنسا والثورة الجزائرية‬
‫‪ 1958 - 1954‬للغالي غربي ‪.‬‬

‫وقد جاء المعلومات متشابهة في أغلب المصادر والمراجع ‪.‬‬

‫وصف الخطة‬

‫قمنا بتقسيم البحث وفق خطة تتكون من مقدمة وفصل تمهيدي إضافة إلى ثالث فصول‬
‫والخاتمة ‪ ،‬خصصنا الفصل التمهيدي للثورة في المنطقة األولى " األوراس " ‪،1956-1954‬‬
‫وتندرج ضمنه ثالثة مباحث تناولت تفجير الثورة في المنطقة والتطورات السياسية والعسكرية‬
‫للثورة في المنطقة ورد فعل السلطات االستعمارية ‪ ،‬أما الفصل األول والذي كان بعنوان‬
‫العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى ‪ ، 1958-1956‬فقد خصصناه للهيكلة السياسية‬

‫‌ج‬
‫مقدمـــــة‬

‫والعسكرية للوالية األولى " األوراس " ‪ ،‬وكذا اإلستراتيجية العسكرية للجيش الفرنسي ‪-1956‬‬
‫‪ ، 1958‬ثم أهم العمليات العسكرية الفرنسية بالوالية األولى " األوراس "‪، 1958-1956‬‬
‫وبالنسبة للفصل الثاني فقد كان بعنوان العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى ما بين‬
‫‪ ، 1962-1958‬وتطرقنا فيه إلى العمليات العسكرية الفرنسية بالوالية األولى ما بين ‪-1958‬‬
‫‪ ، 1960‬والعمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى مابين ‪ ، 1962-1961‬أما الفصل‬
‫األخير فعنوناه بانعكاسات العمليات العسكرية الفرنسية وردود الفعل ‪ ،‬ويندرج تحته مبحثين‬
‫األول بعنوان انعكاسات العمليات العسكرية الفرنسية والثاني رد فعل جيش التحرير على‬
‫العمليات العسكرية الفرنسية ‪ ،‬وفي األخير الخاتمة والتي كانت عبارة عن النتائج التي عملنا‬
‫على استخالصها من خالل دراستنا للموضوع ‪.‬‬

‫أهم الصعوبات‬

‫وكأي بحث فقد واجهتنا خالل انجاز بحثنا بعض الصعوبات ولعل أهمها ‪:‬‬

‫‪ -‬تداخل األحداث فيما بينها مما تعذر علينا في كثير من األحيان تفادي ظاهرة التكرار ‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة الحصول على المصادر والمراجع التي تناولت موضوع العمليات العسكرية‬
‫الفرنسية في الوالية األولى " األوراس " بصفة خاصة ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إتاحة الفرصة لإلطالع على األرشيف الوطني الجزائري الخاص بالسياسة الفرنسية‬
‫أثناء الثورة وبالتحديد المتعلق بالوالية األولى " أوراس النمامشة "‪.‬‬

‫‌د‬
‫الفصل التمهيدي ‪ :‬الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪1956 – 1954‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬تفجير الثورة في المنطقة األولى األوراس‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬التطورات السياسية والعسكرية للثورة في المنطقة األولى " األوراس "‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬رد فعل السلطات االستعمارية‬


‫الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪ 1954‬ـــ‪1956‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫الفصل التمهيدي ‪ :‬الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪1954‬ـــ ‪1956‬‬

‫إن الثورة التحريرية الجزائرية لم لتكن وليدة فترة معينة ‪ ،‬كما أنها لم تحدث صدفة وبطريقة‬
‫عفوية ‪ ،‬وانما هي نتيجة مجموعة من الظروف والعوامل ‪ ،‬وحصيلة نضال شعب بأكمله ‪،‬‬
‫ونتاج تاريخي للحركة الوطنية بجميع اتجاهاتها ‪ ،‬مع التفاوت في األدوار والتضحيات ‪ ،‬ومنذ‬
‫اندالع الثورة التحريرية في الفاتح نوفمبر ‪ ، 1954‬كانت تهدف لردع العدو الذي كان يعمل‬
‫بشتى الطرق والوسائل واألساليب لعرقلتها والقضاء عليها ‪ ،‬فقد أحدث انفجار ثورة نوفمبر الهلع‬
‫والفزع في نفوس المعمرين والسلطات االستعمارية ‪ ،‬وتعتبر المنطقة األولى " األوراس " قاعدة‬
‫الثورة ومهدها حيث احتضنت الثورة منذ بدايتها ‪ ،‬وكانت محط أنظار قوات االحتالل منذ الوهلة‬
‫األولى ‪ ،‬ومنذ انطالق أول رصاصة في سبيل الحرية واالستقالل ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪ 1954‬ـــ‪1956‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬تفجير الثورة في المنطقة األولى األوراس‬

‫ال يمكن التطرق الندالع الثورة التحريرية ‪ 1‬نوفمبر‪ ، 1954‬دون المرور بمراحل التحضير‬
‫لهذا الحدث البارز‪ ، 1‬فعند الحديث عن اندالع الثورة يتبادر إلى األذهان منذ الوهلة األولى‬
‫اللجنة الثورية للوحدة والعمل ‪ ،‬التي اتخذت ق ار ار حاسما في هذا الموضوع ‪ ،‬حيث انتقلت من‬
‫العمل في إطار حزب معترف به من قبل إدارة االحتالل الفرنسية إلى العمل المسلح الذي‬
‫يسمح للشعب الجزائري باستعادة حريته واستقالله‪ ، 2‬فبعد انكشاف المنظمة الخاصة ‪ ،‬عرفت‬
‫حركة انتصار الحريات الديمقراطية أزمة أدت إلى انشقاق الحزب إلى ‪:‬‬

‫‪ -‬جماعة المصاليين المنضوية تحت لواء مصالي الحاج ‪ ،‬أحمد مزغنة ‪ ،‬موالي مرباح ‪،‬‬
‫عبد اهلل فياللي ‪ ،‬عيسى عبدلي ‪...‬‬
‫‪ -‬جماعة المركزيين ويقودها حسين لحول ‪ ،‬كيوان عبد الرحمان ‪ ،‬سيدعلي عبد الحميد ‪،‬‬
‫بن يوسف بن خدة ‪ ،‬أحمد بودة ‪...‬‬
‫‪ -‬جماعة المحايدين يؤطرها محمد بوضياف ‪،‬مصطفى بن بولعيد ‪ ،‬العربي بن مهيدي‬
‫‪3‬‬
‫ديدوش مراد ‪ ،‬رابح بيطاط ‪...‬‬

‫عرفت حركة انتصار الحريات الديمقراطية في أوائل عام ‪ ، 1954‬نزاع داخلي ‪،‬‬
‫فحاول الشباب الثوري أن يوفقوا بين وجهة نظر الطرفين المتناحرين ‪ ،‬اللجنة المركزية من جهة‬
‫‪4‬‬
‫ومصالي الحاج من جهة أخرى ‪ ،‬غير أنهم لم يوفقوا في ذلك ‪ ،‬ولهذا قرروا االنفصال عن‬

‫‪1‬‬
‫ـ وهيبة سعيدي ‪ :‬الثورة الجزائرية ومشكلة السالح (‪ 1954‬ـــ ‪ ، )1962‬دار المعرفة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2009 ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪2‬‬
‫ـ أحسن بومالي ‪ :‬أول نوفمبر ‪ ، 1954‬بداية النهاية لـ "خرافة " الجزائر الفرنسية ‪ ،‬دار المعرفة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2010 ،‬ص‬
‫‪. 65‬‬
‫‪3‬‬
‫ـ عيسى كشيدة ‪ :‬مهندسو الثورة ‪ ،‬شهادة ‪ ،‬تر ‪ :‬موسى أشرشور ‪ ،‬ط‪ ، 2‬منشو ار ت الشهاب ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2010 ،‬ص ‪60‬‬
‫‪. 61 ،‬‬
‫‪ 4‬ـ يحيى بوعزيز ‪ :‬الثورة في الوالية الثالثة ‪ 1954‬ــ ‪ ، 1962‬ط‪ ، 2‬دار األمة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2010 ،‬ص ‪. 31‬‬
‫‪10‬‬
‫الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪ 1954‬ـــ‪1956‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫الطرفين ‪ ،‬وشكلوا اللجنة الثورية للوحدة والعمل خلفا للمنظمة الخاصة‪ ، 1‬وظهرت هذه اللجنة‬
‫إلى الوجود في ‪ 23‬مارس ‪ ، 1954‬وعملت على حل الخالفات واصالح الوضع داخل الحزب‬
‫" حركة انتصار الحريات الديمقراطية " ‪ ،‬غير أن الجهود والمحاوالت باءت بالفشل ‪ ،‬وكانت‬
‫آخر محاولة التي قام بها مصطفى بن بولعيد عندما توجه نحو فرنسا إلقناع مصالي الحاج‬
‫بضرورة عقد مؤتمر الوحدة‪ ، 2‬إال أن هذا األخير نظم مؤتمر في ‪15‬جويلية‪ 1954‬بمدينة‬
‫أورنو البلجيكية عرف بمؤتمر االنشقاق‪.3‬‬

‫أمام هذه األوضاع وكثرة الخالفات واألزمات ‪ ،‬وحتى ال تضيع الجهود المبذولة ‪ ،‬قرر‬
‫أعضاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل االنفصال عن الطرفين المتناحرين ‪ ،‬وعقدوا اجتماع سري‬
‫ضم ‪ 22‬مناضال وعرف هذا االجتماع باجتماع ‪ 22‬وعقد بمنزل المناضل إلياس دريش بحي‬
‫المدينة ( صالمبي سابقا ) وضم كل من ‪ :‬محمد بوضياف ‪ ،‬العربي بن مهيدي ‪ ،‬مصطفى بن‬
‫بولعيد ‪ ،‬ديدوش مراد ‪ ،‬رابح بيطاط ‪ ،‬الزبير بوعجاج ‪ ،‬عثمان بلوزداد ‪ ،‬محمد مرزوقي ‪،‬‬
‫بوشعايب أحمد ‪ ،‬سويداني بوجمعة ‪ ،‬عبد الحفيظ بوصوف ‪ ،‬عبد المالك رمضان ‪ ،‬عبد القادر‬
‫العمودي ‪ ،‬لخضر بن طوبال ‪ ،‬عمار بن عودة ‪ ،‬زيغود يوسف ‪ ،‬باجي مختار ‪ ،‬مشاطي أحمد‬
‫‪ ،‬حباشي عبد السالم ‪ ،‬السعيد بوعلي ‪ ،‬رشيد مالح ‪ ،‬والعضو ‪ 22‬هو إلياس دريش ‪ ،‬وتقرر‬
‫خالل هذا االجتماع ضرورة اإلعداد للثورة المسلحة والتعجيل بتفجيرها لتجاوز األزمة وتوحيد‬
‫الجهود ضد االستعمار لتحقيق االستقالل‪ ، 4‬وكان هذا االجتماع بمثابة ميالد جديد للمنظمة‬
‫‪5‬‬
‫الخاصة‪ ،‬حيث طغى الحماس على الجو العام‪ ،‬وكان الخوف من ضياع الفرصة لتفجير الثورة‬

‫‪1‬‬
‫ـ يحيى بوعزيز ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 31‬‬
‫‪2‬‬
‫ـ عيسى كشيدة ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 62‬‬
‫‪3‬‬
‫ـ الطاهر سعيداني ‪ :‬مذكرات الطاهر سعيداني‪،‬القاعدة الشرقية قلب الثورة النابض‪ ،‬دار األمة ‪ ،‬الجزائر‪ ، 2010 ،‬ص‪.14‬‬
‫‪4‬‬
‫ـ يحيى بوعزيز ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 37‬‬
‫‪5‬‬
‫ـ سعيد بورنان ‪ :‬شخصيات بارزة في كفاح الجزائر(‪ ، )1962 – 1830‬أبرز قادة ثورة نوفمبر ‪ ، 1954‬ج‪ ، 3‬ط‪، 2‬‬
‫دار األمل ‪ ، 2004 ،‬ص ‪. 12‬‬
‫‪11‬‬
‫الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪ 1954‬ـــ‪1956‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫واضحا ‪ ،‬لذلك تم تعيين مجموعة مصغرة كلفت بالتحضير للثورة وضمت كل من ‪ :‬ديدوش‬
‫مراد ‪ ،‬محمد بوضياف ‪ ،‬رابح بيطاط ‪ ،‬مصطفى بن بولعيد ‪ ،‬العربي بن مهيدي ‪ ،‬كريم بلقاسم‪،‬‬
‫وتم عقد عدة اجتماعات سرية تقرر فيها بعث نشاط المنظمة الخاصة ‪ ،‬وتكثيف التدريبات‬
‫العسكرية ‪ ،‬وجمع السالح وصناعة المتفجرات ‪ ،‬كما تم تقسيم البالد إلى خمس مناطق لكل‬
‫‪1‬‬
‫منطقة قائد يرأسها ‪.‬‬

‫‪ -‬المنطقة األولى األوراس ‪ :‬كانت تحت قيادة مصطفى بن بولعيد ويساعده بشير شيحاني‪،‬‬
‫كما كان معه عباس لغرور وعجال عجول ‪.‬‬
‫‪ -‬المنطقة الثانية الشمال القسنطيني ‪ :‬كانت تحت قيادة ديدوش مراد وكان معه زيغود‬
‫يوسف ‪ ،‬لخضر بن طوبال ‪ ،‬بن عودة ‪ ،‬باجي مختار ‪.‬‬
‫‪ -‬المنطقة الثالثة القبائل ‪ :‬أوكلت مهمة قيادتها لكريم بلقاسم وكان معه كل من عمر‬
‫أوعمران و زعموم رابح المدعو صالح ‪.‬‬
‫‪ -‬المنطقة الرابعة االجزائر العاصمة ‪ :‬كانت تحت قيادة رابح بيطاط وكان معه الزبير‬
‫بوعجاج‪ ،‬و سويداني بوجمعة و بوشعيب ‪.‬‬
‫‪ -‬المنطقة الخامسة وهران ‪ :‬تحت قيادة العربي بن مهيدي ‪ ،‬بن علة عبد المالك ‪ ،‬عبد‬
‫الحفيظ بوصوف‪. 2‬‬

‫كانت التحضيرات لتفجير الثورة في األوراس على أوجها بفضل مصطفى بن بولعيد ‪ ،‬وفي‬
‫آخر اجتماع عقده الستة في ‪23‬أكتوبر‪ 1954‬تم االتفاق على حل اللجنة الثورية للوحدة والعمل‬
‫‪3‬‬
‫وتسمية الهيئة التي تقود الثورة بجبهة التحرير الوطني كما تم تدعيمها بجناح عسكري يسمى‬

‫‪ 1‬ـ سعيد بورنان ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 13‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ Ahmed Mahsas : Le Mouvement Révolutionnaire En Algérie De La 1er Guerre Mondiale‬ـ‬
‫‪à 1954 , El Maarifa , Alger , 2007 , P 316 .‬‬
‫‪3‬‬
‫ـ بشير بالح وآخران ‪ :‬تاريخ الجزائر المعاصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬دار المعرفة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2010 ،‬ص ‪. 128‬‬
‫‪12‬‬
‫الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪ 1954‬ـــ‪1956‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫جيش التحرير الوطني ‪ ،‬كما تم تحديد تاريخ اندالع الثورة التحريرية حيث وقع االختيار على‬
‫الفاتح نوفمبر كأول يوم ال نطالق العمل المسلح ‪ ،‬وتم تحديد خريطة المناطق وتعيين قادتها‬
‫بشكل نهائي ووضع اللمسات األخيرة لخريطة المخطط الهجومي لليلة أول نوفمبر ‪ ،‬كما تم‬
‫تحديد كلمة السر وتمثلت في خالد وعقبة‪.1‬‬

‫اندلعت الثورة التحريرية في ليلة الفاتح نوفمبر ‪ ، 1954‬واستهدفت مراكز الشرطة والدرك‬
‫وبعض مراكز المصالح اإل دارية والتقنية للسلطات االستعمارية ‪ ،‬وكذا مزارع المعمرين ‪ ،‬ووقعت‬
‫أغلب العمليات الهجومية بالمنطقة األولى األوراس التي كانت تحت قيادة مصطفى بن بولعيد‪،2‬‬
‫غير أن اإلمكانيات المادية والبشرية التي انطلقت بها الثورة التحريرية تكاد ال تذكر إذا ما‬
‫قورنت بإمكانيات االستعمار الفرنسي ‪ ،‬فحسب بعض المصادر والكتابات والشهادات الوطنية‬
‫فإن عدد المناضلين لم يتجاوز الثالثة آالف مناضل ‪ ،‬مسلحين ببنادق صيد وبنادق حربية من‬
‫مخلفات الحرب العالمية الثانية ‪ ،‬أما المصادر الفرنسية فقد حددت عدد المناضلين المشاركين‬
‫في العمليات األولى ب ‪ 800‬مناضل يمتلكون ‪ 400‬قطعة سالح‪. 3‬‬

‫حددت الوالية العامة عدد حوادث ليلة الصفر" الفاتح نوفمبر ‪ " 1954‬بحوالي ‪ 70‬هجوما‪،‬‬
‫أخطرها في المنطقة األولى األوراس ‪ ،‬وقد كانت االنطالقة قوية منها لتعهد قائدها مصطفى بن‬
‫‪4‬‬
‫بولعيد بالصمود لفترة تتراوح مابين ‪ 10 – 8‬أشهر‪ ،‬حتى تنتشر الثورة في كامل أرجاء‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بشير بالح وآخران ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 129‬‬
‫‪2‬‬
‫ـ زهير احدادن ‪ :‬المختصر في تاريخ الثورة الجزائرية ‪ 1954‬ــ ‪ ، 1962‬ط‪ ، 2‬مؤسسة احدادن للنشر والتوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪ ، 2007‬ص ‪. 12‬‬
‫‪3‬‬
‫ـ أحسن بومالي ‪ :‬أدوات التجنيد والتعبئة الجماهيرية أثناء الثورة التحريرية الجزائرية ‪ 1954‬ـ ‪ ، 1956‬دار المعرفة ‪،‬‬
‫الجزائر ‪ ، 2010 ،‬ص ‪. 28‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬عمار مالح ‪ :‬من مذكرات ووثائق الرائد عمار مالح – وقائع وحقائق الثورة التحريرية باألوراس – الناحية (‪)3‬بوعريف‬
‫‪ ،‬دار الهدى ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2003 ،‬ص ‪. 110‬‬
‫‪13‬‬
‫الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪ 1954‬ـــ‪1956‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫الوطن ‪ ،‬واتجهت األفواج المجمعة قبل الفاتح نوفمبر إلى باتنة ‪ ،‬بسكرة ‪ ،‬سريانة ‪ ،‬اشمول ‪،‬‬
‫عين القصر ‪ ،‬خنشلة ‪ ،‬وكان عددها يفوق ‪ 350‬مجاهد‪. 1‬‬

‫تعددت العمليات العسكرية الهجومية في المنطقة األولى األوراس* ‪ ،‬ولقيت نجاحا كبي ار‬
‫بفضل التحضير الجيد بقيادة مصطفى بن بولعيد ‪ ،‬حيث تمكنت مجموعات المجاهدين من‬
‫تنفيذ عملياتها العسكرية التي استهدفت‪ 2‬المراكز الفرنسية في المنطقة ليلة أول نوفمبر ‪، 1954‬‬
‫وبذلك اعتبرت المنطقة األولى مهد الثورة التحريرية ورائدة الكفاح المسلح في الجزائر‪. 3‬‬

‫العمليات األولى ليلة اال نطالقة التاريخية في المنطقة األولى " األوراس " نوفمبر ‪: 1954‬‬

‫باتنة ‪ :‬انطلقت العملية متأخرة عن موعدها بعد بدء اإلنذار ‪ ،‬حيث هاجم المجاهدون ثكنتين‬
‫عسكريتين ‪ ،‬مقر الدائرة ‪ ،‬ومراكز التموين وذلك من خالل فوجين األول بقيادة محمد الطاهر‬
‫عبيدي المدعو الحاج لخضر ‪ ،‬والثاني بقيادة بعزي ويرافقه بلقاسم قرين‪ ، 4‬اتجه الفوج األول‬
‫صوب ثكنة عسكرية بهدف الحصول على السالح ‪ ،‬وتمكن المجاهدون من دخول مخزن‬
‫األسلحة إال أنها كانت موثقة مع بعضها البعض بشبكة من السالسل واألقفال األمر الذي‬
‫صعب المهمة ‪ ،‬إضافة إلى انكشاف أمرهم من قبل الجنود الفرنسيين ‪ ،‬فحدث اشتباك انتهى‬
‫بانسحاب الحاج لخضر ورفقائه بعد تخريبهم لمخزن السالح عن طريق تفجيره بعدة قنابل ‪ ،‬أما‬
‫‪5‬‬
‫الفوج الثاني فبدأ مهمته بتحطيم محطة الكهرباء ‪ ،‬كما قام بالهجوم على مقر الشرطة ‪ ،‬مقر‬

‫‪1‬‬
‫ـ عمار مالح ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪. 110‬‬
‫*أنظر ملحق رقم (‪ )01‬خريطة توضح توزيع العمليات الهجومية ليلة الفاتح نوفمبر ‪ 1954‬بمنطقة األوراس ‪ ،‬عمار قليل ‪:‬‬
‫ملحمة الجزائر الجديدة ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ط‪ ، 1‬دار البعث ‪ ،‬قسنطينة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 1991 ،‬ص ‪. 206‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. 13‬‬ ‫ـ محفوظ قداش ‪ :‬وتحررت الجزائر ‪ ،‬تر ‪ :‬العربي بوينون ‪ ،‬دار األمة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2011 ،‬ص‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬محمد العيد مطمر ‪ :‬ثورة نوفمبر ‪ 54‬في الجزائر (‪ ، )1962- 1954‬أوراس النمامشة أو فاتحة النار ‪ ،‬دار الهدى ‪،‬‬
‫عين مليلة ‪ ،‬الجزائر ‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ط) ‪ ،‬ص ‪. 92‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬محمد حربي ‪ :‬الثورة الجزائرية ‪ ،‬سنوات المخاض ‪ ،‬تر ‪ :‬نجيب عباد ‪ ،‬فوفم للنشر ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 1994 ،‬ص ‪. 18‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬أحسن بومالي ‪ :‬أول نوفمبر ‪ 1954‬بداية النهاية لـ " خرافة" الجزائر الفرنسية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 114‬‬
‫‪14‬‬
‫الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪ 1954‬ـــ‪1956‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫الدرك ‪ ،‬إدارة الحاكم ومقر سكناه ‪ ،‬وتمكن المجاهدون من تنفيذ عملياتهم لعجز الجنود‬
‫الفرنسيين عن التحرك في الظالم ‪ ،‬وقد كان لهذه العملية صدى واسع في المنطقة‪. 1‬‬

‫خنشلة ‪ :‬هاجم المجاهدون محافظة الشرطة المركزية وألقوا القبض على حراسها وجردوهم من‬
‫أسلحتهم ‪ ،‬وقاموا بتحطيم المولد الكهربائي ‪ ،‬كما هاجموا الثكنة العسكرية وقتلوا الضابط أرنولت‬
‫وجرحوا شخصين وقطعوا خط الهاتف‪.‬‬

‫تكوت ‪ :‬قاموا بالهجوم على مركز الدرك ‪ ،‬وتمكنوا من أسر ‪ 8‬رجال ‪ 4 ،‬نسوة ‪ 5 ،‬أطفال‬
‫وعزلوا القرية تماما‪. 2‬‬

‫أريس ‪ :‬اعترضت مجموعة بقيادة بشير شيحاني طريق حافلة متجهة من بسكرة نحو أريس ‪،‬‬
‫واعتقلوا الحاج بن صادق لوقاحته ومحاولته استعمال السالح ‪ ،‬كما قتلوا المعلم مونرو وأصابوا‬
‫زوجته بجروح خطيرة ‪.‬‬

‫بسكرة ‪ :‬هاجمت مجموعة يقودها حسين برحايل محافظة الشرطة ‪ ،‬البلدية المختلطة ‪ ،‬مركز‬
‫الكهرباء ‪ ،‬كما حاولت هذه الجموعة إضرام النار في محطة األرتال وفي معمل التجارة‬
‫"غوردون" ونتج عن هذه العملية ‪ 4‬جرحى‪ ، 3‬وانسحب المجاهدون بغنيمة من األسلحة قدرت‬
‫ب ‪ 15‬قطعة‪. 4‬‬

‫‪5‬‬
‫انتشار الثورة في المنطقة األولى " األوراس " ‪ :‬كانت عمليات أول نوفمبر ‪ 1954‬بمثابة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أحسن بومالي ‪ :‬أول نوفمبر ‪ 1954‬بداية النهاية لـ " خرافة " الجزائر الفرنسية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 114‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬يحيى بوعزيز ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 43‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬محمد حربي ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 18 ، 17‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬أحسن بومالي ‪ :‬أول نوفمبر ‪ ، 1954‬بداية النهاية لـ"خرافة" الجزائر الفرنسية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 115‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬خليصة عناني ‪ :‬الوالية األولى في الثورة "المنطقة الرابعة أنموذجا ‪ ،"1962 – 1956‬مذكرة ماستر في تاريخ الثورة‬
‫التحريرية ‪ ،‬باتنة ‪ ،2017 ،‬ص ‪20‬‬
‫‪15‬‬
‫الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪ 1954‬ـــ‪1956‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫االنطالقة األولى التي أشعلت لهيب الثورة في األوراس في وجه االستعمار الفرنسي ‪ ،‬وسرعان‬
‫ما عمت الثورة مختلف أرجاء المنطقة ‪ ،‬فبعد إعالن الثورة اتجه بعض أفراد القيادة أمثال‬
‫مصطفى بن بولعيد ‪ ،‬بشير شيحاني ‪ ،‬عجال عجول ‪...‬إلى جهة الهارة بتكوت ‪ ،‬وهناك تابعوا‬
‫األحداث واالتصاالت مع األفواج ‪ ،‬وبعد أسبوع توجه مصطفى بن بولعيد إلى مشونش‬
‫لالتصال بحسين برحايل الذي قاد أفواج إلى كل من بسكرة ‪ ،‬ومشونش قاصدين الثكنات‬
‫الفرنسية ‪ ،‬وجرت بين هم وبين الجيش الفرنسي معركة ‪ ،‬انسحب منها المجاهدون بعد أن خلفوا‬
‫خسائر للعدو وغنموا أسلحة ‪ ،‬وأصابوا مفتش الشرطة‪. 1‬‬

‫عمل مصطفى بن بولعيد على مواصلة نشر الثورة في المنطقة األولى " األوراس " ‪ ،‬حيث‬
‫أصدر أمر لحسين برحايل مفاده نشر الثورة من جهة أحمر خدو ‪ ،‬غسيرة ‪ ،‬بن ملكم ‪ ،‬أوالد‬
‫أيوب وأوالد سليمان بن عيسى ‪ ،‬فلبوا الدعوة وانضموا إلى الثورة بسالحهم وأموالهم ‪ ،‬كما قام‬
‫أحمد نواورة بالتوجه إلى ناحية واد عبدي وواد لحمر واتصل بهم وكون في أول اتصال له‬
‫مناضلين ‪،‬وقام بتنظيم لجان وجمع األسلحة وكل ما يحتاجه جيش التحرير ‪ ،‬وبمجرد تكوين‬
‫اللجان األولى رحب الشعب بالثورة وانسجم معها ماديا ومعنويا ‪ ،‬وبدأت عملية التجنيد لاللتحاق‬
‫بصفوف جيش التحرير ‪ ،‬ومن ناحية أريس توجه مصطفى بن بولعيد مع أعضاء القيادة إلى‬
‫كيمل لمواصلة الرقابة وتتبع األحداث‪. 2‬‬

‫تم تفجير الثورة بالوسائل المحلية ‪ ،‬وعمل بن بولعيد ورفاقه على إشراك الشعب فيها ‪،‬‬
‫فوسعوا االتصاالت بالقاعدة النضالية وشرعوا في توفير األسلحة بكافة أنواعها وفتحوا باب‬
‫االنضمام أمام جميع الطاقات البشرية ‪ ،‬وشرعوا في تدريب المواطنين على فنون الحرب‬
‫والقتال‪. 3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬خليصة عناني ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 20‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عمار مالح ‪ :‬محطات حاسمة في ثورة أول نوفمبر ‪ ، 1954‬دار الهدى ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2004 ،‬ص ‪. 74‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬وهيبة سعيدي ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬
‫‪16‬‬
‫الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪ 1954‬ـــ‪1956‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫بهذه الطريقة عمت الثورة منطقة األوراس ‪ ،‬وخالل فترة قصيرة من اندالعها وصلت الثورة‬
‫إلى الحدود التونسية وحدود المنطقة الثانية شرقا وشماال ‪ ،‬وحدود المنطقة الثالثة والرابعة ‪،‬‬
‫وانتشرت في الصحراء من وادي سوف إلى غرداية ‪.‬‬

‫إن هذه العمليات العسكرية التي تم تنفيذها ليلة الفاتح نوفمبر ‪ 1954‬تم اختيارها من قبل‬
‫القيادات الجهوية بكل دقة حيث استهدفت بالدرجة األولى الثكنات العسكرية للحصول على‬
‫األسلحة ‪ ،‬كما هاجمت وسائل االتصال والمواصالت ومصالح المعمرين ‪ ،‬والشركات‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬تحقيقا‬ ‫االستعمارية حيث مست العمليات البنية التحتية دون أن تتعرض للمدنيين‬
‫لإل ستراتيجية العسكرية التي تبنتها مجموعة الستة التي تهدف إلى إثارة جو من عدم الثقة عن‬
‫طريق ضرب المصالح االقتصادية واألمنية االستعمارية‪. 2‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬التطورات السياسية والعسكرية للثورة في المنطقة األولى " األوراس "‬

‫جاءت الثورة التحريرية نتيجة عدة أزمات وعقبات وضغوطات حادة تعرض لها الشعب‬
‫الجزائري منذ بداية االحتالل الفرنسي للجزائر سنة ‪ ، 31830‬وقد خطط القادة منذ البداية على‬
‫أن تكون األوراس معقل الثورة ومهدها األول ‪ ،‬ويرجع هذا االختيار لعدة عوامل لعل أهمها‬
‫طبيعة المنطقة الوعرة ووفرت السالح بها ‪ ،‬وقد تحملت األوراس حمال ثقيال للحفاظ على شعلة‬
‫الثورة حتى تم تعميمها في كافة أرجاء الوطن‪. 4‬‬

‫‪5‬‬
‫بالموازاة مع العمليات العسكرية أصدرت القيادة الثورية بيان أول نوفمبر ‪ ،‬الذي تم توزيعه‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد حربي ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 71‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد بوضياف ‪ :‬التحضير ألول نوفمبر ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار النعمان ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2010 ،‬ص ‪. 70‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬محمد الصالح الصديق ‪ :‬كيف ننسى وهذه جرائمهم ؟ ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2012 ،‬ص ‪. 82‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬عمار قليل ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 231‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬محمد لحسن أزغيدي ‪ :‬مؤتمر الصومام وتطور ثورة التحرير الوطني الجزائري ‪ ، 1962-1956‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪ ، 2009‬ص ‪.70‬‬
‫‪17‬‬
‫الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪ 1954‬ـــ‪1956‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫في المناطق العسكرية الخمسة ‪ ،‬وتم اعتباره عمال مكمال للعمليات المسلحة ‪ ،‬حيث وضح أن‬
‫مرحلة النضال السياسي قد تجاوزتها األحداث وأن عهد الكفاح المسلح قد بدأ ‪ ،‬وتم توجيه‬
‫البيان لكافة الشعب الجزائري بمختلف طبقاته وانتماءاته ‪ ،‬حيث دعت جبهة التحرير الوطني‬
‫الجزائريين الحتضان الثورة واالنضمام إليها ‪ ،‬وحددت من خالل البيان أن الهدف من العمل‬
‫المسلح هو تحقيق االستقالل واستعادة السيادة الوطنية ‪ ،‬كما شرحت األسباب التي دفعت إلى‬
‫القيام بهذه الثورة‪. 1‬‬

‫أعطى بي ان أول نوفمبر نقلة نوعية للحركة الوطنية من مرحلة التصور والرؤية السياسية‬
‫للقضية الجزائرية إلى مرحلة التجسيد الميداني لتلك الرؤية والعمل المباشر والى الكفاح المسلح‬
‫كوسيلة ال بديل لها في ظل استعمار استيطاني سعى إللغاء وجود الكيان الجزائري ‪ ،‬ولذلك فقد‬
‫وضع البيان حدا لكل أشكال التردد وانعكاساته على مستقبل الشعب الجزائري‪. 2‬‬

‫عرفت منطقة األوراس تطو ار سريعا في األحداث ‪ ،‬حيث عقد القائد مصطفى بن بوليد عدة‬
‫اجتماعات لدراسة خط سير الثورة في مرحلتها األولى حيث وضع إستراتيجية عمل تقوم‬
‫باألساس على تشكيل أفواج صغيرة وسريعة الحركة وتم إرسالها إلى مختلف مناطق األوراس‬
‫لتوسيع مجال الثورة‪ ، 3‬وشهدت الثورة في منطقة األوراس عمليات عسكرية مكثفة وحملة‬
‫اعتقاالت واسعة في صفوف المدنيين ‪ ،‬إذ حشدت السلطات االستعمارية الفرنسية كافة‬
‫إمكانياتها السياسية والعسكرية وحتى اإلعالمية للقضاء على الثورة قبل انتشارها‪ ، 4‬واعتمدت‬
‫‪5‬‬
‫بالدرجة األولى سياسة القمع تحت شعار إجراءات فرض النظام ‪ ،‬كما أعلنت فرض عقوبات‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد لحسن أزغيدي ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 70‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ابراهيم مياسي ‪ :‬مقاربات في تاريخ الجزائر ‪ ، 1962-1830‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2012 ،‬ص ‪. 273‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عمار مالح ‪ :‬محطات حاسمة ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 74‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬أحسن بومالي ‪ :‬أدوات التجنيد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 94‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬حدة مناصرية ‪ :‬المجلس الوطني للثورة الجزائرية وعالقته بالداخل والخارج (‪ ، )1962-1956‬مذكرة ماستر في‬
‫التاريخ المعاصر‪ ،‬تبسة ‪ ،2016 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪18‬‬
‫الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪ 1954‬ـــ‪1956‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫صارمة ضد كل من يظهر تعاطفه مع الثورة كإجراء لعزل الجماهير عنها ‪ ،‬وعلى الرغم مما‬
‫أحدثته هذه السياسة الترهيبية من خسائر إال أنها ساهمت في تعزيز صفوف جيش التحرير‬
‫بمزيد من المناضلين‪ ، 1‬فأمام تلك األوضاع السائدة لم تقف جبهة التحرير الوطني مكتوفة‬
‫اليدين بل تبنت مهمة التوعية وتعبئة الجماهير ووضعت أسس وهياكل كفيلة بمجابهة السلطات‬
‫االستعمارية والتصدي للدعاية الفرنسية من جهة وازالة اللبس لدى الرأي العام حول جبهة‬
‫التحرير من جهة أخرى‪ ، 2‬واضافة إلى هذا انتهج جيش التحرير الوطني أسلوب حرب‬
‫العصابات التي تعتمد باألساس على األفواج الصغيرة وعنصر المفاجئة بهدف تشتيت قوة العدو‬
‫النظامية‪. 3‬‬

‫كانت السنة األولى من الثورة سنة جد صعبة ‪ ،‬وما زاد من صعوبتها دخول جيش التحرير‬
‫في مواجهات مع الحركات المناوئة ونقص السالح ‪ ،‬إضافة إلى انعزال المناطق عن بعضها‬
‫البعض ‪ ،‬دون أن ننسى المشاكل التنظيمية الناجمة عن استشهاد أغلب قادة المناطق واعتقال‬
‫البعض اآلخر ‪ ،‬وعل الرغم من ذلك فإن قوة الثورة في األوراس ازدادت حدة ‪ ،‬حيث أربكت‬
‫اإلدارة الفرنسية ‪ ،‬خاصة أمام الدعم الشعبي الذي حظيت به ‪ ،‬فمع مطلع عام ‪ 1955‬تطوع‬
‫أفراد الشعب بصورة واسعة في صفوف جيش التحرير ‪ ،‬وساهموا باألسلحة والذخيرة ‪ ،‬فزاد عدد‬
‫المجاهدين‪ ، 4‬إذ تشير المصادر إلى أن تعداد جيش التحرير وصل سنة ‪ 1955‬ما بين‬
‫‪1000‬و‪ 1500‬مجاهد‪ ، 5‬وقد برز خالل هذه المرحلة وعي سياسي أفرز روح جديدة للثورة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حدة مناصرية ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 11‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬الغالي غربي ‪ :‬فرنسا والثورة الجزائرية ‪ ، 1958 – 1954‬دراسة في السياسات والممارسات ‪ ،‬دار غرناطة ‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ ، 2009 ،‬ص ‪. 433‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬بشير بالح وآخران ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 132‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬عمار قليل ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 220‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬بوبكر حفظ اهلل ‪ :‬التموين والتسليح إبان ثورة أول نوفمبر ‪ ، 1962 – 1954‬طاكسيج كوم للنشر ‪ ،‬الجزائر ‪2011 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪. 181‬‬
‫‪19‬‬
‫الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪ 1954‬ـــ‪1956‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫تمثلت في الدقة واليقظة والتنظيم المحكم ‪ ،‬حيث أصبح الشعب الجزائري يشارك في الثورة‬
‫برجاله ونسائه ‪ ،‬بشيوخه وشبابه ‪ ،‬وهكذا استطاعت الثورة أن تستقطب الجماهير الشعبية وأن‬
‫تنظمها تنظيما يتماشى مع الخط الذي رسمته ‪ ،‬وبالتالي أصبحت الجماهير المحيط الحيوي‬
‫الذي تتحرك فيه وحدات جيش التحرير الوطني ‪ ،‬وتستمد منها قوتها وحصانتها‪ ، 1‬وباإلمكانيات‬
‫البسيطة والمعنويات المرتفعة تمكن قادة األوراس من التصدي لهجوم ‪ 19‬جانفي ‪، 1955‬‬
‫حيث قام ت القوات الفرنسية بهجوم شامل على المنطقة بمشاركة حوالي خمسة آالف جندي‬
‫مدعمين بالمدرعات والطائرات ‪ ،‬وفرضت عليها حصار ‪ ،‬غير أنها لم تتمكن من التوغل إلى‬
‫عمق المنطقة بسبب وعورة الطرق ‪ ،‬إال أنها خلفت خسائر مادية وبشرية إذ دمرت عشرات‬
‫القرى والمداشر إثر القصف الذي تعرضت له ‪ ،‬غير أن أهم وأبرز حدث عرفته المنطقة األولى‬
‫" األوراس " هو اعتقال القائد مصطفى بن بولعيد في ‪ 11‬فيفري ‪ 1955‬قرب الحدود التونسية‪-‬‬
‫الليبية ‪ ،‬إثر توجهه لجلب السالح ‪ ،‬وعرفت عقبها المنطقة حصا ار قاسيا إذ تم إصدار قرار‬
‫بمنع الدخول والخروج من األوراس‪.2‬‬

‫أمام هذا الوضع سعى قادة جيش التحرير إلى توزيع العمليات العسكرية في المنطقة‬
‫األولى " األو ارس " ‪ ،‬حيث عمل بشير شيحاني على توسيع العمل إلى خنشلة نحو تبسة‬
‫والحدود ‪ ،‬ثم إلى عين البيضاء وسوق أهراس ‪ ،‬ومن شيليا إلى الخروب ‪ ،‬ومن باتنة إلى‬
‫سطيف ‪ ،‬ومن أريس إلى منعة ‪ ،‬ومن مشونش إلى بسكرة ‪ ،‬ومن كيمل إلى واد سوف‪ 3‬وقد‬
‫حقق جيش التحرير في المرحلة األولى من الثورة وبالمنطقة األولى خاصة انتصارات عديدة‬
‫‪4‬‬
‫ومستمرة وكان لها تأثير كبير وواضح على الصعيدين الداخلي والخارجي‪،‬واختلفت االنتصارات‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أحسن بومالي ‪ :‬أول نوفمبر ‪ ،1954‬بداية النهاية لـ"خرافة"الجزائر الفرنسية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 184، 183‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عمار قليل ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 222 – 220‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬محمد الطاهر عزوي ‪ :‬واقع الثورة في الوالية األولى باألوراس في السنوات األولى بين توحيد القيادة وتفكيكها ‪،‬‬
‫انتصارات اختالفات ‪ ،‬الثورة الجزائرية ‪ ،‬أحداث وتأمالت ‪ ،‬مطابع عمار قرفي ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 1994 ،‬ص ‪. 63‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬بشير بالح وآخران ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 132 – 131‬‬
‫‪20‬‬
‫الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪ 1954‬ـــ‪1956‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫بين معارك طويلة دامت عدة أيام وكمائن خاطفة وعمليات تصفية الخونة والعمالء المتعاونين‬
‫مع السلطات العسكرية‪ ، 1‬غير أن هذا لم يكن كافيا فالحصار الذي فرض على المنطقة كان‬
‫قاسيا وحال دون وصول السالح والتموين إلى المجاهدين ‪ ،‬ما دفع القادة الثوريين إلى نقل‬
‫الثورة للمناطق المجاورة‪. 2‬‬

‫انتقلت القيادة العليا من جبال األوراس إلى جبال النمامشة ‪ ،‬فقامت القيادة بأنشطة ثورية‬
‫متعددة بهدف تعميم العمل المسلح خاصة في هذه الناحية التي يمتاز سكانها بالعراقة في‬
‫النضال والبسالة في القتال وكانت أول معركة كبرى شاركت القيادة في خوض غمارها بجبال‬
‫النم امشة معركة أم الكماكم ‪ ،‬والتي دارت وقائعها يوم العيد األضحى المبارك بتاريخ ‪23‬‬
‫جويلية ‪ 1955‬بقيادة بشير شيحاني ومعه سيدي حني ‪ ،‬ودامت المعركة حوالي ‪ 13‬ساعة ‪،‬‬
‫ومن بين األسباب التي أدت إلى نشوب هذه المعركة ما كانت تقوم به القوات العسكرية‬
‫االستعمارية من عمليات تمشيط واسعة النطاق في معظم تراب ناحية تبسة ‪ ،‬وقد نتج عن هذه‬
‫المعركة سقوط طائرتين عموديتين للقوات االستعمارية ‪ ،‬وقتل ‪ 152‬فرد من جنود العدو‬
‫الفرنسي ‪ ،‬كما استشهد في هذه المعركة حوالي ‪ 25‬مجاهد من بينهم إبراهيم فارس ‪ ،‬المقدادي‬
‫فرحي وغيرهم ‪ ،‬أما الجرحى فكانوا األزهر دعاس ‪ ،‬الطيب فارح ‪ ،‬محمد بن عثمان نصر ‪،‬‬
‫محمد الرشاش مباركية‪ ، 3‬وكان للنصر الكبير الذي حققه المجاهدون في هذه المعركة على‬
‫العدو أثره في تقوية العزائم وترسيخ اإليمان في نفوس القيادة بصفة خاصة ‪ ،‬لذا أخذت هذه‬
‫األخيرة تفكر في نشر الثورة وتوسيع رقعتها في النواحي المجاورة لناحية تبسة خاصة ولباقي‬
‫‪4‬‬
‫المناطق عامة لذا استنجدت قيادة المنطقة األولى بالمنطقة الثانية "الشمال القسنطيني" لتخفيف‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بشير بالح وآخران ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 132‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد لحسن أزغيدي ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 103‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬أمينة عمراوي ‪ :‬دور المنطقة األولى ( األوراس – النمامشة ) في الثورة التحريرية ‪ ، 1956 – 1954‬مذكرة ماستر‬
‫في التاريخ المعاصر ‪ ،‬بسكرة ‪ ، 2013 ،‬ص ‪. 98-96‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬محمد العربي الزبيري ‪ :‬الثورة الجزائرية في عامها األول ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار البعث ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 1984 ،‬ص‪. 130‬‬
‫‪21‬‬
‫الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪ 1954‬ـــ‪1956‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫الضغط من جهة ولتوسيع نطاق الثورة من جهة أخرى ‪ ،‬ووقع هجوم ‪ 20‬أوت ‪ 1955‬الذي‬
‫شتت قوات االستعمار وفك الحصار على المنطقة األولى " األوراس "‪. 1‬‬

‫تميزت المنطقة األولى في هذه المرحلة بعد أن خف عليها الضغط بتصاعد وتيرة العمليات‬
‫العسكرية ‪ ،‬ووصلت إل درجة من القوة بحيث أصبحت قادرة على حشد عدد كبير من‬
‫المجاهدين والمسلحين بسالح حربي بما فيه الرشاشات الثقيلة في معركة واحدة ‪ ،‬سواء كانت‬
‫طويلة أو كمين ‪ ،‬كما تمكنت هذه المنطقة من إقامة جهات حرة ال يستطيع الجيش الفرنسي‬
‫الدخول إليها‪ ، 2‬كما عرفت األوراس أيضا انضمام ناحية سوق أهراس ‪ -‬مركز القيادة الشرقية‬
‫فيما بعد ‪ -‬إليها وذلك خالل شهر أكتوبر‪ 1955‬بعد استشهاد باجي مختار ‪ ،‬وقد لعبت هذه‬
‫الناحية دو ار هاما في عملية التسليح والتموين‪. 3‬‬

‫عرفت المنطقة األولى " األوراس " في المرحلة األولى ‪ ، 1956 – 1954‬والتي تعرف‬
‫بمرحلة االنطالق عدة معارك كبرى ‪ ،‬لعل أبرزها معركة الجرف التي دارت أحداثها ما بين ‪22‬‬
‫– ‪ 29‬سبتمبر ‪ 1955‬بقيادة بشير شيحاني ‪ ،‬عاجل عجول ‪ ،‬عباس لغرور‪ ، 4‬وقد تزامنت‬
‫المعركة مع وصول قافلة تموين بالسالح والذخيرة الحربية قادمة من تونس ‪ ،‬وهو ما أعطى‬
‫دفعا وتحوال كبي ار في سيرها‪ ، 5‬وقد كان لمعركة الجرف صدى واسع حيث وصل صيتها إلى‬
‫المحافل الدولية ‪ ،‬ودعمت نتائج هجومات ‪ 20‬أوت ‪ ، 1955‬في تدويل القضية الجزائرية ‪،‬‬
‫وألحق المجاهدون بالقوات الفرنسية خسائر فادحة مادية وبشرية‪. 6‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد العربي الزبيري ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 130‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬زهير احدادن ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 21‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬بشير بالح و آخران ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 132‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬جريدة المجاهد ‪ :‬العدد ‪ ، 01‬يوم الجمعة ‪ 19‬سبتمبر ‪ ، 1958‬ص ‪. 10‬‬
‫‪5‬‬
‫ـ عمار قليل ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 264‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬بشير بالح وآخران ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 132‬‬
‫‪22‬‬
‫الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪ 1954‬ـــ‪1956‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫إلى جانب معركة الجرف وقعت معركة افري البلح بتاريخ ‪ 13‬جانفي ‪ 1956‬بقيادة‬
‫مصطفى بن بولعيد بعد ف ارره من السجن في ‪ 11‬نوفمبر ‪ ، 1955‬وسانده بلقاسم محمد بن‬
‫مسعود بلقاسمي ‪ ،‬ودامت المعركة يومين وكان عدد المجاهدين يقارب ‪ 150‬مجاهد ‪ ،‬ويعود‬
‫سبب المعركة الكتشاف العدو الفرنسي مكان تواجد المجاهدين إثر قيامه بجولة استطالعية‬
‫بالطائرة العسكرية وقد أسفرت هذه المعركة عن سقوط ‪ 30‬شهيدا‪. 1‬‬

‫من بين أهم المعارك أيضا معركة جبل أرقو بتبسة والتي تولى قيادتها لزهر شريط ووقعت‬
‫المعركة في جويلية ‪ 1956‬وجاءت بعد استشهاد مصطفى بن بولعيد ‪ ،‬لتؤكد استم اررية الثورة‬
‫في المنطقة ‪ ،‬وخالل هذه المعركة أصيب العقيد بيجار برصاصة قرب قلبه كادت أن تنهي‬
‫بحياته‪ ، 2‬وعموما ال يمكن إحصاء جميع المعارك والكمائن والهجمات التي دارت بالمنطقة‬
‫األولى في المرحلة األولى من الثورة التحريرية ‪ ، 1956 – 1954‬وانما ذكرنا بعض المعارك‬
‫التي كان لها انعكاسات واسعة على الصعيدين الداخلي والخارجي ‪.‬‬

‫بعد رصد كل هذا النشاط لجيش التحرير الوطني ولجبهة التحرير الوطني ‪ ،‬نالحظ أن‬
‫وتيرة العمل العسكري كانت أسرع من العمل السياسي ‪ ،‬كما يمكن أن نقف على نجاح جيش‬
‫التحرير في تحقيق أهدافه المسطرة لمرحلة التوسع و االنتشار ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬رد فعل السلطات االستعمارية‬

‫تعتبر فترة ‪ 1956 – 1954‬الفترة الحاسمة من الثورة والتي قامت فيها المنطقة األولى‬
‫‪3‬‬
‫بجهد جبار منقطع النظير جعل العدو الفرنسي يعترف بأن الجانب العسكري قد حسم لصالح‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أمينة عمراوي ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 111‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد زروال ‪ :‬اللمامشة في الثورة ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2003 ،‬ص ‪. 150‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬يوسف مناصرية ‪ :‬قوات الجيش االستعماري في مواجهة الثورة التحريرية في المنطقة األولى (أوراس النمامشة )‬
‫‪ ، 1956-1954‬مجلة الذاكرة ‪ ،‬العدد ‪ ، 06‬نوفمبر ‪ ، 2000‬ص ‪. 59‬‬
‫‪23‬‬
‫الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪ 1954‬ـــ‪1956‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫الجزائريين ‪ ،‬حيث الحظ بعض الجنراالت الفرنسيين أن القطر الجزائري كان ينعم بشبه هدوء‬
‫في حين كانت المنطقة األولى أكثر المناطق انفجا ار‪ ، 1‬وهنا بدأت فرنسا بوضع إستراتجيتها‬
‫الحربية الجديدة فكان أول رد فعل رسمي من طرف ميتران وزير الداخلية في حكومة منداس‬
‫فرانس على هذا البيان الثوري يوم ‪ 5‬نوفمبر ‪ 1954‬أمام اللجنة الداخلية للمجلس الوطني بأن‬
‫الجزائر هي مركز وقلب الجمهورية الفرنسية وضمان المستقبل الفرنسي ‪ ،‬وسندافع عنها بكل‬
‫الوسائل وكل الوسائل تعني اللجوء إلى اإلستراتيجية العسكرية والنفسية أوال ثم السياسية‬
‫والدبلوماسية واإلعالمية واالقتصادية ثانيا‪. 2‬‬

‫لقد أدى االمتداد السريع للثورة بجهات األوراس لقيام القادة الفرنسيين بعقد سلسلة من‬
‫االجتماعات بهدف خنق الثورة قبل أن يشتد لهيبها ‪ ،‬وتمتد خارج نطاقها ‪ ،‬حيث عقد اجتماع‬
‫للسلطات الفرنسية بباتنة يوم ‪ 10‬نوفمبر ‪ 1954‬حضره كاتب الدولة للدفاع جاك شوفالي ‪،‬‬
‫الوالي العام للجزائر روجي ليونارد ‪ ،‬نائب البرلمان الفرنسي روني ميي ار ‪ ،‬القائد العام للقوات‬
‫الفرنسية في الجزائر الجنرال شاريير ‪ ،‬عامل عمالة قسنطينة ديبيش ‪ ،‬والجنراالت والقادة‬
‫المكلفون بالعمليات بمنطقة األوراس ‪ ،‬وهنا علق الجنرال شاريير على الثورة في األوراس قائال ‪:‬‬
‫" األوراس يوشك أن يصبح الوكر األساسي للتمرد ‪ ،‬ولذلك يصبح تطهير هذه المنطقة ضرورة‬
‫حتمية "‪ ،‬كما وجه رسالة للوالي العام بتاريخ ‪ 17‬نوفمبر ‪ 1954‬قال فيها ‪ " :‬األوراس هي‬
‫الحرب " كما أرسلت السلطات الفرنسية وزير الداخلية فرانسوا ميتران يوم ‪ 26‬نوفمبر ‪1954‬‬
‫ليشرف مع الجنرال جيل على أول عملية تمشيط بنواحي دوفانة ‪ ،‬فم الطوب ‪ ،‬خنقة أمعاش‬
‫وكذلك مالحقة الثوار في الهارة ‪ ،‬غابات كيمل ‪ ،‬بني ملول ‪ ،‬لبراجة‪. 3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬يوسف مناصرية ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 59‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬لخضر شريط وآخرون ‪ :‬إستراتيجية العدو الفرنسي لتصفية الثورة الجزائرية ‪ ،‬منشورات المركز الوطني للدراسات‬
‫والبحث في الحركة الوطنية وثورة نوفمبر‪ ، 1954‬الجزائر ‪ ، 2007 ،‬ص ‪. 171 – 170‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬زايد غسكالي ‪ :‬بوعريف تاريخ وصمود ‪ ،‬قرفي وشركاؤه للنشر والتوزيع ‪ ،‬باتنة ‪ ،‬الجزائر ‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ط) ‪ ،‬ص ‪. 25 -24‬‬
‫‪24‬‬
‫الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪ 1954‬ـــ‪1956‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫في ‪29‬نوفمبر استشهد قرين بلقاسم ‪ ،‬وهو أحد أقوى الزعماء العسكريين للثورة في منطقة‬
‫األوراس خالل معركة مع قوات المظليين الفرنسيين بقيادة العقيد دي كورنو‪ ،‬ونشرت الصحف‬
‫الفرنسية جثته على صفحاتها األولى كدليل على نجاح القوات الفرنسية وأكدت أن جميع أفراد‬
‫المجموعة تم قتلهم وأن هذه تعتبر أول هزيمة عسكرية لجيش التحرير الوطني‪. 1‬‬

‫في ‪ 2‬ديسمبر ‪ 1954‬طلب الجنرال شاريير من الحكومة الفرنسية إمداده بقوات وعتاد‬
‫عسكري لمواصلة تطهير األو ارس ‪ ،‬فدعمته بأربعة فيالق تمركزت في كل من فم الطوب ‪،‬‬
‫أريس ‪ ،‬تكوت ‪ ،‬خنشلة ‪ ،‬بقيادة دي كورنو ‪ ،‬وفي ‪ 13‬ديسمبر ‪ 1954‬كتب الجنرال شاريير ‪:‬‬
‫" األوراس لم يعد إليه السالم والهدوء ألن بعض البلديات التي تقع شمال األوراس قد دخلتها‬
‫الثورة ‪ ،...‬لكننا سنواصل العمل فيها " ‪ ،‬كلف الفيلق التاسع عشر بشق الطرقات في الغابات‬
‫والمناطق الوعرة لتسهيل عمليات التمشيط مما أقحم القوات الفرنسية في معركة طاحنة يوم ‪14‬‬
‫ديسمبر ‪ 1954‬بصفائح اللوز المعروفة باسم تبابوشت بكيمل‪ ، 2‬من أجل إخماد الثورة في‬
‫األوراس عمل الجنرال شاريار منذ جانفي ‪ 1955‬على تنفيذ عمليتين عسكريتين تشبهان اآللة‬
‫الضاغطة ‪ ،‬وجهز لتنفيذ العمليتين قوات بلغت حتى جويلية ‪: 1955‬‬

‫‪ 4 -‬فيالق وطابور مغربي منتشرة في أريس ‪.‬‬


‫‪ 6 -‬فيالق وطابور مغربي (فيلق) منتشرة في خنشلة ‪.‬‬
‫‪ 1 -‬فيلق وطابور مغربي وكتيبة صحراوية متنقلة منتشرة على جنوب بسكرة ‪.‬‬
‫‪ 3 -‬طوابير (فيالق مغربية وكتيبتان متنقلتان من اللفيف األجنبي) منتشرة في تبسة ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ 2 -‬فيالق و ‪ 6‬سرايا منتشرة في باتنة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬رمضان بورغدة ‪ :‬الثورة الجزائرية والجنرال ديغول (‪ ، )1962-1958‬سنوات الحسم والخالص ‪ ،‬منشورات بونة للبحث‬
‫والدراسات ‪ ،‬عنابة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2012 ،‬ص ‪. 100‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬زايد غسكالي ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 25‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬يوسف مناصرية ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 59‬‬
‫‪25‬‬
‫الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪ 1954‬ـــ‪1956‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫‪ -‬وبهذا بلغ مجموع القوات االستعمارية بالمنطقة األولى حتى منتصف ‪ 19 ، 1955‬فيلق‬
‫و ‪ 3‬كتائب و ‪ 6‬سرايا‪. 1‬‬

‫صعد الجيش الفرنسي جهوده للقضاء على الثورة وقام بعمليات ضخمة ضد معاقل الثوار‪،‬‬
‫حيث شهد جبل أحمر خدو بمنطقة األوراس عملية فيرونيك بتاريخ ‪ 19‬جانفي ‪ ، 1955‬شارك‬
‫فيها ‪ 5000‬جندي فرنسي ‪ ،‬مدعمين بالمدفعية والدبابات وسالح الطيران ‪ ،‬لكن النتائج خيبة‬
‫آمال القيادة العسكرية الفرنسية ‪ ،‬وهذا ما أكدته شهادة أحد المظليين الذين شاركوا فيها ‪ ،‬عندما‬
‫عقب على هذه العملية " كانت قيادات األركان غير راضية ‪ ،‬فالنتائج التي تم الحصول عليها‬
‫هزيلة مقارنة بالوسائل المستعملة ‪ ،‬وتقرر من خاللها توجيه ضربة قاسية للثوار ‪"...‬‬

‫بتاريخ ‪ 23‬جانفي ‪ 1955‬باشرت القوات الفرنسية هجوما كبي ار ضد معاقل الثوار ‪ ،‬عرف‬
‫بعملية فيوليت والتي استمرت ثالثة أيام حيث تمركزت على جبال تازة وفوش جنوب األوراس‬
‫وكذلك كانت نتائج هذه العملية مخيبة لآلمال‪. 2‬‬

‫كان أول إمداد قامت به حكومة منداس فرانس في فيفري ‪ ، 1955‬فأصبح بذلك عدد‬
‫الجنود ‪ 83400‬جندي فيما كان قبلها ‪ 56500‬جندي وذلك ألجل تكثيف العمل البوليسي‬
‫والتمشيط وكلهم أمل في القضاء على المجاهدين قبل أن يكثر عددهم ‪ ،‬غير أن النتائج كانت‬
‫عكس توقعاتهم ‪ ،‬ولما كان الفشل مصاحب لعمليات القوات الفرنسية في خنق الثورة في مهدها‬
‫اعتقدت حكومة منداس فرانس أن مثل هذا العمل البوليسي البسيط ال يمكنه تهدئة الوضع في‬
‫الجزائر فاألمر يقتضي تنشيط مخطط إصالحي فتمحورت سياستها حول نقطتين أساسيتين‬
‫‪3‬‬
‫هما ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬يوسف مناصرية ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 60‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬رمضان بورغدة ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 102‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬لخضر شريط وآخرون ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 173 – 172‬‬
‫‪26‬‬
‫الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪ 1954‬ـــ‪1956‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫‪ -‬إعالن الحكومة الفرنسية عن رغبتها في تطبيق برنامج إصالحي في الجزائر ‪.‬‬


‫‪ -‬اتخاذ قرار بتصعيد العمليات العسكرية للقضاء على ما سمي حينها بجيوب التمرد ‪.‬‬

‫لكن هزيمة منداس فرانس أغرقت فرنسا في أزمة سياسية ‪ ،‬وهذا ما سمح إلدقارفور للفوز بالثقة‬
‫واعالن حكومته بتاريخ ‪ 24‬فيفري ‪ ، 1955‬وكانت هذه الفترة التي أعلن فيها جاك سوستال أن‬
‫فرنسا لن تتخلى عن الجزائر‪. 1‬‬

‫جاء جاك سوستال ببرنامج يريد تطبيقه في الجزائر وهو ال يخلو من الفضائح االستعمارية‬
‫التعسفية ضد الشعب الجزائري خاصة بعد المصادقة على قانون الطوارئ بداية من ‪ 31‬أفريل‬
‫‪. 21955‬‬

‫وحالة الطوارئ هو إجراء جديد اتخذته السلطات الفرنسية تجنبا للجوء لحالة الحصار كما‬
‫ورد في بيان و ازرة الداخلية الفرنسية ‪ ،‬أن حالة الطوارئ تشكل حال وسطا بين الحالة العادية‬
‫حيث االحترام الكلي لجميع الحريات وحالة الحصار التي تؤدي إلى تعطيل الهياكل التقليدية‬
‫اإلدارية ألنها تنقل الحكم للسلطات العسكرية في حين تبقي حالة الطوارئ حق ممارسة السلطة‬
‫في يد السلطة المدنية ‪.‬‬

‫لكن في الواقع حالة الطوارئ تتداخل مع مفهوم حالة الحصار ألن حالة الطوارئ تتضمن‬
‫تدابير قانونية تمس الحريات الفردية ألنها تركز على اإلجراءات التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬حظر حرية التجول ‪.‬‬


‫‪ -‬حظر إقامة أي شخص غير مرغوب فيه‪. 3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد العربي الزبيري ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 103 – 100‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬لمياء بوقريوة ‪ :‬تطور الثورة التحريرية الجزائرية واإلستراتيجية الفرنسية للقضاء عليها (‪ ، )1959 – 1958‬دار‬
‫الهدى ‪ ،‬عين مليلة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2013 ،‬ص ‪. 24‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬رمضان بورغدة ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 102 ، 101‬‬

‫‪27‬‬
‫الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪ 1954‬ـــ‪1956‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫‪ -‬الحكم باإلقامة الجبرية على أي شخص ‪.‬‬


‫‪ -‬حظر االجتماعات العامة ‪.‬‬
‫‪ -‬إجراء تفتيش في المنازل ليال ونها ار ‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية غلق المقاهي وقاعات السينما والمسارح ‪.‬‬
‫‪ -‬فرض الرقابة على الصحف والمنشورات والروايات ‪.‬‬
‫‪ -‬تشريد السكان وأمرهم بتسليم أسلحة الصيد للحكومة ‪.‬‬
‫‪ -‬تتولى المحاكم العسكرية المحاكمات عوض المحاكم المدنية ‪.‬‬

‫وبعد صدور هذا القانون قام رئيس مجلس الوزراء بإصدار قرار تم فيه تطبيق حالة الطوارئ في‬
‫الجزائر‪ ،‬بدائرتي تيزي وزو وباتنة ‪ ،‬وبلدية تبسة المختلطة ذات الصالحيات الكاملة وهي‬
‫المناطق التي تمثل المعاقل األساسية للثوار والتي شهدت نشاطا كثيفا‪. 1‬‬

‫سلمت فرنسا مهمة القضاء على الثورة التحريرية إلى جنراالت فرنسيين لهم الخبرة في‬
‫خوض المعارك في الدول العربية وضباط جاؤوا من الهند الصينية محاولين تطبيق طرقهم‬
‫المجربة سابقا متناسين طبيعة المنطقة المختلفة عن بقية مستعمرات فرنسا‪.2‬‬

‫وفي هذا السياق عين الجنرال بارلنج بتاريخ ‪ 28‬أفريل ‪ 1955‬قائدا عاما للمناطق التي‬
‫أعلنت بها حالة الطوارئ للقيام بالتدابير العسكرية والسياسية واإلدارية ‪ ،‬كما وضعت تحت‬
‫سلطته الفيلق الذي حصل على أكبر عدد من األوسمة في الجيش الفرنسي ‪ ،‬ووصل هذا الفبلق‬
‫لألوراس بتاريخ ‪ 3‬ماي ‪ ، 1955‬وصاحبت هذه العملية حملة دعائية واسعة تمجد بطوالت‬
‫‪3‬‬
‫المظليين إلرهاب الثوار وفي إحدى المناشير التي ألقيت على منطقة األوراس بواسطة طائرة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬رمضان بورغدة ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 103‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬لمياء بوقريوة ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 25‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬رمضان بورغدة ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 106‬‬
‫‪28‬‬
‫الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪ 1954‬ـــ‪1956‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫بلغ عددها ‪ 50‬ألف نسخة حذرت فيه السلطات الفرنسية السكان المسلمين من اللحاق بالثورة ‪،‬‬
‫ودعت الثوار إلى التفكير في العواقب الوخيمة التي سيتحملونها ‪ ،‬وفي آخر المنشور هددت‬
‫الثوار بقولها ‪ " :‬عما قريب سينزل السخط على رؤوس المتمردين ‪ ،‬وبعد ذلك سيحل السلم‬
‫الفرنسي من جديد " ‪.‬‬

‫كما طبق بارلنج مبدأ المسؤولية الجماعية بمنطقة األوراس حيث أدى تطبيق هذا المبدأ‬
‫أحيانا لما أسمته لجنة التحقيق البرلمانية الفرنسية ‪ ،‬عمليات حجز الرهائن أو قنبلة القرى وحتى‬
‫عمليات االنتقام الجماعي ‪ ،‬والتي ندد به ليس ألسباب إنسانية بل سياسية محضة ‪ ،‬لكن‬
‫السلطات االستعمارية تجاهلت ق اررات هذه اللجنة ألن التعذيب يعمل على إنجاح المجهود‬
‫الحربي للقضاء على الثورة في نظرهم ‪.‬‬

‫صادق كل من بورجس مونري ووزير الداخلية والجنرال كوينغ وزير الدفاع الوطني في‬
‫حكومة إدغارفور على تعليمة تحديد السلوك الذي يجب إتباعه لمواجهة المتمردين ‪ ،‬وتضمنت‬
‫التعليمة أم ار للقيام برد عسكري أكثر شراسة ‪ ،‬أكثر سرعة ‪ ،‬أكثر كماال واللجوء إلى إطالق‬
‫النار لتصفية الثوار ‪ ،‬وعلقت رفائيل برانش على هذا بقولها ‪ ":‬إن إطالق النار على الفارين هو‬
‫إضفاء للشرعية على اإلعدام دون محاكمة " وهذا ما جعل العسكريين يقومون بعمليات قتل‬
‫‪1‬‬
‫تعسفية ‪.‬‬

‫بذلت السلطات االستعمارية كل ما في وسعها لخنق الثورة فافتعلت إشاعات فحواها ‪ " :‬أن‬
‫المتمردين في جبال األوراس قد تلقوا عن طريق الجو األسلحة التي أرسلتها دول أجنبية إلغراق‬
‫‪2‬‬
‫البالد في الفوضى واالضطراب "‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬رمضان بورغدة ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.108 – 106‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد العربي الزبيري ‪ :‬تاريخ الجزائر المعاصر(‪ ،)1962- 1954‬ج‪ ، 2‬منشورات اتحاد الكتاب العرب ‪( ،‬د‪.‬م‪.‬ط) ‪،‬‬
‫‪ ، 1999‬ص‪. 20‬‬
‫‪29‬‬
‫الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪ 1954‬ـــ‪1956‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫كما نشرت الصحافة أن ليبيا ومصر هما من يدعمان المتمردين من أجل االنفصال عن‬
‫الوطن األم‪. 1‬‬

‫لعل الهدف المرجو من هذه اإلشاعات واألخبار المغلوطة التي تعتمد السلطات الفرنسية‬
‫نشرها في صحائفها هو التقليل من شأن الثورة وزرع البلبلة أوساط الثوار ودفع الدول المساندة‬
‫للثورة الجزائرية للتخلي عم دعمهم للجزائر من خالل ما تقوم به مثل نشر خبر إلقاء القبض‬
‫على المالزم العراقي حمادي عبد العزيز وهو يحارب مع الجزائريين ‪.‬‬

‫استمرت فرنسا في سحب قواتها من الحلف األطلسي على دفعات متتالية كما سحبت‬
‫وحداتها المسماة بالوحدات الدرية وأرسلتها إلى الجزائر فتلقى الشعب الجزائري بذلك قنابل مدمرة‬
‫من طائراتها ‪.‬‬

‫كما عمل الجنرال بارلنج على إقامة المحتشدات لمراقبة السكان منذ سنة ‪ 1955‬في كل‬
‫من مشونش ‪ ،‬تكوت ‪ ،‬بوحمامة ‪ ،‬والسترجاع اإلقليم بالقضاء على المجاهدين ‪ ،‬وتم وضع‬
‫المحتشدات تحت إدارة ضباط الفرق اإلدارية المختصة ‪ ، SAS‬كما أعلن جاك سوستال عن‬
‫مصطلح التهدئة سنة ‪ 1955‬إلعادة األمن واالستقرار والقيام بإصالحات من أجل تحسين‬
‫وضعية السكان التي ترى فيها السبب الحقيقي للثورة ‪ ،‬وفي حقيقة األمر أن التهدئة هي مزيج‬
‫من الهجوم السياسي والعسكري ‪ ،‬لذلك كان التركيز على العمل البسيكولوجي والذي ال عالقة له‬
‫بالبسيكولوجيا إال االسم ‪ ،‬وذلك بإحصاء السكان واصدار بطاقات هوية لمعرفة الثوار وكذلك‬
‫توزيع كميات من المواد الغذائية والمعونات الطبية المجانية عن طريق مكاتب ‪.2SAS‬‬

‫هنا يبدو واضحا أن هذه اإلعانات التي تقدمها السلطات االستعمارية لم تكن من منطلق‬
‫إنساني بل كانت ألهداف سياسية تساهم في القضاء على الثورة من خالل استمالة السكان ألنها‬

‫‪1‬‬
‫ـ محمد العربي الزبيري ‪ :‬تاريخ الجزائر المعاصر‪ ،‬ج‪ ، 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 20‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬لمياء بوقريوة ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 29 – 28‬‬
‫‪30‬‬
‫الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪ 1954‬ـــ‪1956‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫كانت تظن بذلك أنها تستطيع خنق الثورة والقضاء على الثوار ‪ ،‬ألن في نظرها أن الجوع‬
‫والحرمان هما سبب الثورة‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الغالي غربي ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 363‬‬
‫‪31‬‬
‫الثورة في المنطقة األولى األوراس ‪ 1954‬ـــ‪1956‬‬ ‫الفصل التمهيدي ‪:‬‬

‫كانت المنطقة األولى األوراس حافلة بتاريخها المجيد وبمساهمتها في بناء تاريخ الجزائر‬
‫عامة ‪ ،‬حيث كانت مهد الثورة األول ‪ ،‬وقد سبق تفجير الثورة التحريرية المباركة العديد من‬
‫التحضيرات التي انتهت باجتماع الستة تم االتفاق فيه على تقسيم التراب الوطني إلى خمسة‬
‫مناطق وتعيين قادتها ‪ ،‬حيث تعهدت المنطقة األولى بتحمل عبء الثورة وثقلها لمدة تتراوح‬
‫مابين ‪ 10 – 8‬أشهر ‪ ،‬فتعددت العمليات العسكرية للثوار‪ ،‬ولقيت نجاحا كونها استهدفت‬
‫المراكز الحيوية االقتصادية و األمنية للسلطات االستعمارية ‪ ،‬ما أفرز الرعب والفزع لدى‬
‫المعمرين ‪ ،‬فاتخذت قوات االحتالل على عاتقها مهمة خنق الثورة في مهدها بإتباعها سياسة‬
‫عسكرية قمعية وسياسة إصالحية ترغيبية عن طريق تعيين قادة وجنراالت من أجل ذلك ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى ‪ 1956‬ـــ ‪1958‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬الهيكلة السياسية والعسكرية للوالية األولى " األوراس "‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اإلستراتيجية العسكرية للجيش الفرنسي ‪ 1956‬ـ ـ ‪1958‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬أهم العمليات العسكرية الفرنسية بالوالية األولى ‪ 1956‬ـ ـ ‪1958‬‬
‫العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى‪1958_1956‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تتتت‬ ‫ف تتتت‬ ‫ئس ت ت ت ت‬ ‫فرنس ت ت ت ت فت ت ت تتا ز ئ ت ت ت ت ا ت ت ت تتئر ا ا ر ت ت ت ت ‪ ،‬ئاس ت ت ت ت ئ‬ ‫اس ت ت ت ت‬


‫س ست ت ت ا فرنست ت ت‬ ‫ا ئز ت ت ت ا د ر ت ت ت‬ ‫إ ك ن هت ت ت ئه هت ت ت ا د ت ت ت ئا بش ت تتر ‪ ،‬ئ ت تتد ا ةت ت ت‬
‫ا ست ت ت ئ ر خن ت تتو ا ت تتئر ئاخ دهت ت ت ئا زةت ت ت‬ ‫ا ئس ت تتكر ا ت تتا ش ت تتن ه ا زت ت تئا‬ ‫ف ت تتا ا ئ ت ت ت‬
‫ف ت تتا ا ز ت تترى ئا داش ت تتر‪،‬‬ ‫ا ئت ت ت‬ ‫ا ت ت تدن‬ ‫ا س ت تتك‬ ‫است ت ت هدف‬ ‫هت ت ت ا ئه ت ت ت‬ ‫ع هت ت ت ‪ ،‬ئاغ ت ت ت‬
‫تتت‬ ‫بت ت ت ا ز ت ت ت د ا ئس ت تتكر ‪،‬‬ ‫تتت‬ ‫ا ئس ت تتكر ا هبزت ت ت‬ ‫ئا ك كت ت ت‬ ‫األست ت ت‬ ‫ك ت ت ت نئعت ت ت‬
‫فت ت تتا‬ ‫س ت ت ت هر ع ت ت ت األئة ت ت ت‬ ‫ئ ئت ت ت‬ ‫ست ت ت‬ ‫ا فرنست ت تتا ك ت ت ت‬ ‫ةت ت تتب ه ئ ت ت ت د ا ت ت ت‬ ‫نت ت ت ف‬
‫ت ت ت ت ال ا فرنست ت تتا ‪،‬‬ ‫ا‬ ‫تتت‬ ‫أئ ئ ت ت ت‬ ‫ت ت ت بت ت ت‬ ‫ا ئ ت ت ت األئ ت ت ت األئ ار‬ ‫ا ا ت ت تتر ‪ ،‬ئك ن ت ت ت‬
‫‪. 1958_1956‬‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫عسكر خ ص فا ا ف ر ا‬ ‫عد ع‬ ‫عرف‬

‫‪34‬‬
‫العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى‪1958_1956‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬الهيكلة السياسية والعسكرية للوالية األولى األوراس‬

‫ا ن هو‬ ‫ا ف ح نئف بر ‪ ، 1954‬انزهع ا نس و ب‬ ‫ا س ح فا‬ ‫بئد انهالو ا ئ‬


‫د ب س ر شؤئ ا ئر فا‬ ‫‪ ،‬إ اه م ك‬ ‫ا س زال‬ ‫ا ئري فا إه ر‬ ‫ائ‬ ‫ا ا ئاص‬
‫ئفز‬ ‫ز و أهداف بد‬ ‫رس ه بنفس‬ ‫إس ار‬ ‫ئفو نظئر ا خ ص ‪ ،‬ئ س‬ ‫نهز‬
‫‪1‬‬
‫ا ن هو‬ ‫ةئف ا نس و ب‬ ‫‪ ،‬ئد ك‬ ‫سئا ا د أئ ا بشر ا‬ ‫ظرئف ئاإل ك ن‬
‫نزه ةئف‬ ‫هد دا خه ار ئ‬ ‫ع بئةه ا بئض شك‬ ‫فا شب ع‬ ‫ئ‬ ‫ا ا كن‬
‫ع‬ ‫عزد ؤ ر ا صئ م ةرئر‬ ‫ا ئر ‪ ،‬ا ك‬ ‫ز‬ ‫نف‬ ‫سغه‬ ‫ئدئ أ‬ ‫ك‬
‫د نظ م س سا‬ ‫إ‬ ‫ب ئر ا ة‬ ‫دي ا سئ د ‪ ،‬ف ظرئف ا ا أ ه‬ ‫د ئب ر ا ئز د‬
‫سئ‬ ‫ا فرنسا ا ا ك ن‬ ‫ا‬ ‫زئا‬ ‫ا ئسكر‬ ‫ئعسكري ‪ ،‬خ ص أ م ا د ا ئ‬
‫إلخ د ا ئر ئا زة ع ه ‪. 2‬‬

‫األهداف ئ أه هت ت ت ت ت ‪:‬‬ ‫زو‬ ‫ؤ ر ا صئ م فا ‪ 20‬أئ ‪1956‬‬

‫ئ األخه ئ داركه ‪.‬‬ ‫ع ر ا ئر صد‬ ‫األئ‬ ‫‪ -‬ز ما ر‬


‫عا ‪.‬‬ ‫‪ -‬إ د نظ م د د فا ا دا ا س سا ئا ئسكري ئك ا اإلداري ئ ا‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬‬ ‫ا ئهن‬ ‫اس‬ ‫ع‬ ‫ا هرئ‬ ‫زة‬ ‫‪ -‬ئ د ا ئا ف ئا هئد ب نسب‬

‫ن هو ئك‬ ‫األخ ر إ ت ت ت ت ت ت‬ ‫‪ ،‬ئس‬ ‫ئ‬ ‫ا ن هو إ‬ ‫ئ‬ ‫ؤ ر ا صئ م‬ ‫زرر خال‬


‫‪4‬‬
‫‪.‬‬ ‫ا س دس‬ ‫‪ ،‬ئ م إة ف ت ا ئ‬ ‫س‬ ‫إ‬ ‫ك ن‬ ‫س‬ ‫نئا ا ‪ ،‬ك‬ ‫نهز إ‬

‫‪ ،‬ا ا ر ‪ ، 2008 ،‬ص‪. 36‬‬ ‫ا د‬ ‫‪1‬ـ ص ح ب ج ‪ :‬تاريخ الثورة الجزائرية ‪ ،‬دار ا ك‬


‫‪ ،‬ا ا ر ‪ ، 2012 ،‬ص‪. 367‬‬ ‫‪ :‬ثوار عظماء ‪ ،‬شهادات ‪ 17‬شخصية وطنية ‪ ،‬دار هئ‬ ‫د عب‬ ‫‪2‬ت ت‬
‫‪3‬‬
‫‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 383‬‬ ‫‪ -‬ع ر‬
‫‪4‬‬
‫فا ا رك ا ئهن‬ ‫ئا ب‬ ‫ا رك ا ئهنا دراس‬ ‫ت كتاب مرجعي عن الثورة التحريرية ‪ ، 1962 _ 1954‬نشئ ار‬
‫ئ ئر أئ نئف بر ‪ ،1954‬ا ا ر ‪ ، 2007 ،‬ص ‪. 52‬‬
‫‪35‬‬
‫العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى‪1958_1956‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ا س * فا‪:‬‬ ‫ائ‬ ‫ئ‬ ‫بد‬ ‫ك فا ا س بو إ أنه رس‬ ‫ائ‬ ‫ا دئد ب‬ ‫بز‬

‫ده ت ت شر ت ت ا دئد ا ئنس ت ت ت ‪ ،‬ش ت ت‬ ‫شتتت ‪-‬‬ ‫‪ -‬ان‬ ‫‪ :‬األئ ار‬ ‫األئ ت ت ت ت ت ت‬ ‫_ ائ‬
‫‪ ،‬نئب ا ص ار ‪.‬‬ ‫سنه ن ئسه ف ‪ ،‬غرب برج بئعر ر ج ئا س‬

‫ا ش تتتت‬ ‫‪،‬‬ ‫ا شرو ا دئد ا ئنس‬ ‫ده‬ ‫ا زسنه نا‬ ‫‪ :‬اش‬ ‫ا ن‬ ‫_ ائ‬
‫‪.‬‬ ‫األئ‬ ‫ا نئ ا ئ‬ ‫ا غر خراه ئسه ف ‪ ،‬ئ‬ ‫ا ب ر األب ض ا ئسه ‪،‬‬

‫ا بت ت ر األب ض‬ ‫األئ ‪ ،‬ا ش‬ ‫ه ا شرو ا ئ‬ ‫ده‬ ‫‪ :‬ا زب‬ ‫ا‬ ‫_ ائ‬


‫ا رابه ب ت ت ت ت ت ت ت ت‬ ‫بس م ‪ ،‬ئ نئب خه ا سك ا د د‬ ‫األخةر ‪ ،‬ع‬ ‫ا غر‬ ‫ا ئسه ‪،‬‬
‫ا ا ر ئ سنه ن ‪.‬‬

‫‪ ،‬ت ت ت ت ت ت تدئد‬ ‫شر ‪ ،‬ا ب ر ا ئسه ش‬ ‫ا‬ ‫ده ا ئ‬ ‫ا رابئ ‪ :‬ا ئسه‬ ‫_ ائ‬
‫‪ ،‬بئغ ري نئب ‪.‬‬ ‫بس م ‪ ،‬ا برئا‬ ‫ئه ار غرب ‪ ،‬ا بئ ر ‪ ،‬ع‬ ‫ع‬

‫ئه ار ‪.‬‬ ‫دئد ع‬ ‫ا خ س ‪ :‬فا ا غر ا ا ري دئده ه بز‬ ‫_ ائ‬

‫ت ئا رابئت ت ئا ص ار‬ ‫ا‬ ‫ائ‬ ‫اش ت‬ ‫ده‬ ‫ا س دس ‪:‬فا ا ن تئ‬ ‫_ ائ‬


‫‪1‬‬
‫األخرى ‪.‬‬ ‫ا ه‬

‫داي ‪.)2...‬‬ ‫‪ ،‬س‬ ‫أئ‬ ‫م اع ب ر د ن ا ا ر ئةئا ه (األب ر ‪ ،‬س ن‬ ‫ك‬

‫ئةح ا زس م ا س سا ئا ئسكري بئد ؤ ر ا صئ م ‪ ،‬عبد ا ئا د بئ بر ‪ :‬الجانب‬ ‫و ر م (‪ )02‬خر ه‬ ‫*أنظر‬


‫العسكري للثورة الجزائرية ‪ ،‬الوالية األولى ‪ ،‬المنطقة الخامسة ‪ ،‬األوراس النمامشة ‪ (،‬د‪.‬م‪.‬ه )‪ (،‬د‪. .‬ه )‪،‬ص ‪. 320‬‬
‫‪ 1‬ت ص ح ب ج ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 37 ، 36‬‬
‫صر داغر ‪ ،‬ه‪، 1‬‬ ‫د ربا ‪ :‬جبهة التحرير الوطني ‪ ،‬األسطورة الواقع ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 1962 – 1954‬ر ‪ :‬ك‬ ‫‪2‬ت‬
‫‪ ، 1983 ،‬ص ‪. 254‬‬ ‫‪ ،‬بن‬ ‫دار ا ك‬

‫‪36‬‬
‫العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى‪1958_1956‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫به ا ر ر ا ئهنا‪. 1‬‬ ‫د‬ ‫زر‬ ‫‪ ،‬ئأصب‬ ‫ا‬ ‫سز‬ ‫نهز‬

‫‪ ،‬عسكر ‪،‬‬ ‫نظ م ا ئر س س‬ ‫‪1956‬‬ ‫ؤ ر ا صئ م ‪ 20‬أئ‬ ‫ار ار‬


‫األخرى ‪،‬‬ ‫ائ‬ ‫‪ ،‬كغ ره‬ ‫األئ ار‬ ‫األئ‬ ‫ه ا ا نظ م ا ئ‬ ‫ع ئ غراف ‪ ،‬ئ‬ ‫ا‬
‫ده صهف ب بئ ئ د فا ‪25‬‬ ‫اس شه د‬ ‫غ به ئعدم ةئره ا ؤ ر بسب‬ ‫ب رغم‬
‫‪2‬‬
‫ا ز ار ار‬ ‫فا‬ ‫خرج ؤ ر ا صئ م بن ج ه‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1956‬‬ ‫ر‬
‫هب و‬ ‫ع‬ ‫األئ‬ ‫ائ‬ ‫اإلدار ئ ا س س ئا ئسكر ‪ ،‬ئع‬ ‫ا ئان‬ ‫‪،‬ش‬ ‫ا نظ‬
‫ئاع د ه ك ه بئد ا ش ك ا ا عرف ه ا ر اس شه د ا ز د‬ ‫نظ م ا ئ‬ ‫أ‬ ‫ه ا ز ار ار‬
‫‪3‬‬
‫ا نف‬ ‫إ أنه م دخ‬ ‫هب و ا ز ار ار‬ ‫رصهم ع‬ ‫‪ ،‬غ ر أن ئب رغم‬ ‫ب بئ ئ د‬
‫ا ز د ا ا ظهر ب‬ ‫فا هرو ئأس‬ ‫ا خالف‬ ‫ه ع سن ‪1957‬م‪ ، 4‬ئ ك بسب‬
‫بئب فا‬ ‫بر ع ر ا ي ك‬ ‫از د‬ ‫نا ‪ ،‬ئ ز‬ ‫ا ز د ‪ ،‬خ ص بئد اس شه د بش ر ش‬
‫ب نهز ‪،‬‬ ‫ع‬ ‫خ ص ئأفراد ا شئ‬ ‫هد‬ ‫سخه ئ ر ا‬ ‫ا نهز ‪ ،‬األ ر ا ي أدى إ‬
‫ع ئ نفس‬ ‫سم ع‬ ‫رئ ه أئاخر أك ئبر ‪ 1956‬عند‬ ‫ئا ن اع‬ ‫ا خالف‬ ‫ئد بغ‬
‫‪5‬‬
‫‪.‬‬ ‫د ا ئر فا األئ ار‬ ‫ب‬ ‫ب إلعدام‬ ‫ا فرنس ا ر ا كم ع‬ ‫سه‬

‫أربع ن هو ‪:‬‬ ‫ش‬ ‫األئ ار‬ ‫األئ‬ ‫ائ‬ ‫أصب‬

‫برج بئعر ر ج‪.‬‬ ‫ئ ‪،‬بر ك ‪،‬ا س ‪،‬سه ف‪،‬‬ ‫‪ :‬ب ن ‪،‬ع‬ ‫‪ -‬ا نهز األئ‬
‫‪6‬‬
‫ا زصر ( بئعر ف ) ‪.‬‬ ‫‪ ،‬خنش ‪ ،‬ع‬ ‫‪،‬ك‬ ‫‪ -‬ا نهز ا ن ‪ :‬أر‬

‫‪1‬‬
‫د ربا ‪ :‬األسطورة والواقع ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 254‬‬ ‫ت‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬ا ا ر ‪ ، 1980 ،‬ص ‪. 158‬‬ ‫‪ :‬ثورات الجزائر في القرنين التاسع عشر والعشرين ‪ ،‬دار ا بئ‬ ‫بئع‬ ‫ت‬
‫‪3‬‬
‫س أ غ دي ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 151‬‬ ‫د‬ ‫ت‬
‫‪4‬‬
‫ت ع ر الح ‪ :‬وقائع وحقائق عن الثورة ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 116‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 410 ، 409‬‬ ‫تع ر‬
‫‪6‬‬
‫ت ع ر الح ‪ :‬وقائع وحقائق عن الثورة ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 108‬‬
‫‪37‬‬
‫العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى‪1958_1956‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫ا ب ة ‪ ،‬أم ا بئا ا ‪ ،‬سد ار ‪ ،‬ع‬ ‫‪ -‬ا نهز ا رابئ ‪ :‬ع‬


‫‪.‬‬ ‫‪ -‬ا نهز ا س دس ‪ :‬بس ‪ ،‬ب ر ا ئ ر ‪ ،‬ا شر ئ ‪ ،‬ا‬

‫ا س دس " ا ص ار " ‪ ،‬ئا نهز ا خ س أصب‬ ‫ائ‬ ‫أصب‬ ‫أ ا نهز ا‬ ‫فا‬


‫ك آل ا ‪:‬‬ ‫ف رك‬ ‫‪ ،‬ه ا بخصئص زس م ا ئ * ‪ ،‬أ ا ز دا‬ ‫نهز سئو أه ار‬

‫د ا نهز ا رابئ أم ا بئا ا‪،‬‬ ‫د ا نهز ا ن خنش ‪،‬‬ ‫ب ن ‪،‬‬ ‫د ا نهز األئ‬
‫د ا نهز ا س دس بس ‪.‬‬

‫د بر ب ص غ نا ‪ ،‬ئهئ سؤئ ع م س سا ئعسكري س عد فا ه‬ ‫ائ‬ ‫أر‬


‫‪،‬‬ ‫‪ ،‬عسكري ا ئ‬ ‫‪ :‬س سا ا ئ‬ ‫بر ب ص غ أئ ‪ ،‬ئ ك فئ ب ه م ا‬ ‫نئا‬ ‫ال‬
‫ئاألخب ر ‪.‬‬ ‫سؤئ ا ص‬

‫بر ب‬ ‫سؤئ ع م س سا ئعسكري بر ب ة به نا س عد ال نئا‬ ‫ا نهز رأسه‬


‫‪ :‬عسكري ا نهز ‪ ،‬س سا ا نهز ‪ ،‬إخب ري ا نهز ‪.‬‬ ‫ة به أئ ‪ ،‬ك فئ ب ه م ا‬

‫بر ب‬ ‫ال م نا ئ س عد أربئ نئا‬ ‫رأسه سؤئ ع م س سا ئعسكري بر ب‬ ‫ان‬


‫ئ‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ ،‬إخب ري ا ن‬ ‫‪ ،‬س سا ا ن‬ ‫‪ :‬عسكري ا ن‬ ‫ك فئ ب ه م ا‬ ‫ال م أئ‬
‫‪.‬‬ ‫ان‬

‫أربئ نئا‬ ‫س عد ئ س عد فا ه‬ ‫رأسه سؤئ ع م س سا ئعسكري بر ب‬ ‫ا زس‬


‫‪ ،‬إخب ري ا زس‬ ‫‪ ،‬س سا ا زس‬ ‫‪ :‬عسكري ا زس‬ ‫ك فئ ب ه م ا‬ ‫بر ب عر ف أئ‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ئ ئ ا زس‬

‫ؤ ر ا صئ م ‪ ،‬ع ر الح‪ :‬وقائع‬ ‫عز‬ ‫األئ ار‬ ‫األئ‬ ‫و ر م (‪ ،)03‬خر ه ئةح ا زس م ا ئسكري ئ‬ ‫*أنظر‬
‫وحقائق ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪1‬‬
‫ت ع ر الح ‪ :‬نفسه ‪ ،‬ص ‪. 120 – 103‬‬
‫‪38‬‬
‫العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى‪1958_1956‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أ‬ ‫‪ ،‬ئب رغم‬ ‫د ائ‬ ‫هرف‬ ‫سؤئ ئا ا ن هو ئا نئا ا ئا زس‬ ‫م ئ‬


‫سهع ئ‬ ‫أن‬ ‫به ا ر ر ا ئهنا ‪ ،‬إ‬ ‫ا رك ي س ه‬ ‫هئ ا‬ ‫د ائ‬
‫از د * ا ا‬ ‫ئئد إ‬ ‫ع هم أئ خف ض ر بهم ‪ ،‬فه ا ا‬ ‫صال‬ ‫س عد ‪،‬ئ‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ا ار‬ ‫زدم إ ه أك ر‬ ‫أ‬ ‫ز د ائ‬ ‫ك‬

‫ئرف‬ ‫ا ئسكر ئ ن‬ ‫ئد ا شر ف ‪ ،‬أئ كف‬ ‫إلشراف‬ ‫األئ‬ ‫أ ئر ا ئ‬ ‫س‬


‫ه ك‬ ‫ئد ا شر ف فا إع د بن‬ ‫ش ‪ ،‬ئ د س هم‬ ‫ان‬ ‫ب‬ ‫ا د ب نهز فهئ أص‬
‫نهز بس ‪.2‬‬ ‫أر‬ ‫ص ح ب عا ع‬ ‫ئع‬ ‫األئ ار‬ ‫األئ‬ ‫ائ‬

‫ؤ ر ا صئ م‬ ‫ار ار‬ ‫ب‬ ‫ا شئب ا ا ك ن‬ ‫بإنش ا‬ ‫األئ‬ ‫ائ‬ ‫اه‬


‫ك‬ ‫س ئى ا دئائ ر ‪ ،‬فك‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ا ئسكر ‪ ،‬ئ د أنش‬ ‫ائ‬ ‫كئ رك‬
‫‪،‬‬ ‫ئا ئ‬ ‫ئاألخب ر ئاأل‬ ‫ئا دع‬ ‫ب‬ ‫كف‬ ‫‪ 5‬أعة‬ ‫شئبا كئ‬ ‫دئار‬
‫سؤئ دشر بع س ه ا‬ ‫نه‬ ‫ك‬ ‫أر‬ ‫داشر ‪ ،‬ع‬ ‫ك دئار كئ‬ ‫ئك‬
‫هم ه‬ ‫ؤ ر ا صئ م‪ ، 4‬ئ‬ ‫ب‬ ‫ا شئب ب نهز ا ن‬ ‫ا شئبا‪ ، 3‬ئ د ظهر ا‬
‫ئ ر هم ‪ ،‬ئ ع األخب ر‬ ‫ا فدا‬ ‫ا راك ‪ ،‬ئان ز‬ ‫ئ كئ‬ ‫ا فص فا ا خصئ‬ ‫ا‬
‫ا شهدا ‪.‬‬ ‫ئ س عد ع‬ ‫ف د ا ئر ‪ ،‬ئ ع ا‬

‫فو‬ ‫ب‬ ‫د ائ‬ ‫ئهم ع‬ ‫‪ ،‬خ رهم‬ ‫ئا س خب ار‬ ‫*ا ز د ‪ :‬ةم سؤئ س س ‪ ،‬سؤئ عسكر ‪ ،‬ئع ا ص‬
‫د ربا ‪ :‬األسطورة والواقع ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. ) 254‬‬ ‫د أنظر‬ ‫ن ا نس و ئا نف ‪( ،‬‬ ‫ع‬
‫د ربا ‪ :‬األسطورة والواقع ‪ ،‬نفسه ‪ ،‬ص ‪. 254‬‬ ‫‪1‬ت‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬ا ا ر ‪ ، 2000 ،‬ص ‪. 128‬‬ ‫سئدي ب ا ج ‪ :‬مذكرات الرائد عثمان سعدي بن الحاج ‪ ،‬ه‪ ، 1‬دار األ‬ ‫تع‬
‫‪3‬‬
‫ت ص ح ب ج ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 38‬‬
‫‪4‬‬
‫ت ع ا ك فا ‪ :‬مذكرات علي كافي من المناضل السياسي إلى القائد العسكري ‪ ، 1962 – 1946 ،‬دار ا زصب ‪ ،‬ا ا ر‬
‫‪ ، 1999 ،‬ص ‪. 105‬‬
‫‪39‬‬
‫العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى‪1958_1956‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فرنس‬ ‫دراس‬ ‫ئ ك س‬ ‫األئ ار‬ ‫األئ‬ ‫ا رر ب ئ‬ ‫أ م هئر د ار‬


‫ا ر ر ئئةع‬ ‫ا ةرئري إع د ه ك‬ ‫األ ن سن ‪1957‬م‪ ، 1‬ك‬ ‫أعد ه ا س ه‬
‫ا ئر ‪،‬‬ ‫ا د نش ه ا ئدئ زة ع‬ ‫خ ص فا ظ‬ ‫عه ا ر‬ ‫ش‬ ‫نظ م عسكري‬
‫ان ئ ا ا ‪:‬‬ ‫ع‬ ‫از‬ ‫ا نظ م ا د د ئ دا‬ ‫ف‬

‫‪ 11‬فردا ‪.‬‬ ‫‪ -‬ا فئج ‪ :‬كئ‬


‫‪ 3‬أفئاج ئعدده ‪ 35‬فرد ‪.‬‬ ‫‪ -‬ا فر ‪ :‬كئن‬
‫‪ 3‬فرو ئعدده ‪ 110‬فرد ‪.‬‬ ‫‪ -‬ا ك ب ‪ :‬كئن‬
‫ئعدده ‪ 350‬فرد‪. 2‬‬ ‫‪3‬ك‬ ‫‪ -‬ا ف و ‪ :‬كئ‬

‫ئد ا شر ف ئأ غا نظ م‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫سئدي ب ا ج أ نظ م ا ف و أس‬ ‫ئ كر ع‬


‫فا‬ ‫ئا ه ا ئدئ ئا‬ ‫ا ر ر م راع هرو ئأس‬ ‫األفئاج‪ ، 3‬ئخال ه ك‬
‫إ‬ ‫ئ صن ف ا ن ة‬ ‫ك م نظ م ا‬ ‫‪ ،‬ئاة ف إ‬ ‫اك‬ ‫ئنص‬ ‫ر ا ئص ب‬
‫ا ئسكري ئ‬ ‫هد هئ‬ ‫ا‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ ،‬ا فدا‬ ‫‪ ،‬ا سب‬ ‫هد‬ ‫‪ 3‬أصن ف ‪ ،‬ا‬
‫فا‬ ‫األئ‬ ‫ب در‬ ‫ه‬ ‫‪،‬‬ ‫ا سك‬ ‫ب‬ ‫األ‬ ‫نظر ع‬ ‫سالح ‪ ،‬أ ا سب ف ئ‬
‫‪ ،‬فا‬ ‫ا نز ئ ه م ا راس ئا ئ‬ ‫ا ر ر فا رك‬ ‫ا ئدئ ئ س عد‬ ‫نشآ‬ ‫خر‬
‫ه‬ ‫دد‬ ‫بئد إنش ئ د‬ ‫ا ظرئف ف‬ ‫ا فدا ا فا ا د ‪ ،‬ئ د ا ة‬ ‫كئ ع‬
‫س ئى ا نهز ئام ك‬ ‫ع‬ ‫أئ كئ ندئس‬ ‫نصف ا فئج ا ي ةم ‪ 5‬نئد ‪ ،‬ئأفئاج فدا‬
‫‪4‬‬
‫‪،‬‬ ‫خه ا صئ م ا نظ‬ ‫ع‬ ‫ا ا أدخ‬ ‫ا ئد ال‬ ‫نه ‪ 110‬نئد‪ ،‬ئ ئد ك‬

‫‪1‬‬
‫ت فظ اهلل بئبكر ‪ :‬التطورات العسكرية بمنطقة تبسة إبان الثورة التحريرية من خالل أرشيف ما وراء البحار ‪ ،‬سئه م ‪،‬‬
‫ا ا ر ‪ ، 2017 ،‬ص ‪. 113‬‬
‫‪2‬‬
‫د ربا ‪ :‬األسطورة والواقع ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 254‬‬ ‫ت‬
‫‪3‬‬
‫سئدي ب ا ج ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 129‬‬ ‫تع‬
‫‪4‬‬
‫ت ص ح ب ج ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬
‫‪40‬‬
‫العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى‪1958_1956‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫األع‬ ‫األسف إ‬ ‫ا ئسكر ئها‬ ‫ار‬ ‫أئ دد‬ ‫أدخ‬ ‫ا صن ف‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ئا‬
‫ا صئ م ك آل ا ‪:‬‬ ‫صه‬ ‫س‬

‫‪ -‬ا ندي األئ ‪ ،‬ا ئر ف ‪ ،‬ا ئر ف األئ ‪ ،‬ا س عد ‪ ،‬ا ال م األئ ‪ ،‬ا ال م ا نا ‪،‬‬
‫رب‬ ‫ا ة به األئ ‪ ،‬ا ة به ا نا ‪ ،‬ا ص غ األئ ‪ ،‬ا ص غ ا نا ئها أع‬
‫ا فرنسا‪. 2‬‬ ‫ا‬ ‫خ ف هر ه ع هر‬ ‫كد‬ ‫‪ ،‬ئه ا ر‬ ‫‪1‬‬
‫ا س زال‬

‫ك‬ ‫ا ر ر ا ئهنا‬ ‫ص ح‬ ‫كب ر‬ ‫د ا ئر بئد ؤ ر ا صئ م أه‬ ‫أئ‬


‫ب نه ‪:‬‬ ‫ص حئ‬ ‫عد‬ ‫ب شك‬

‫رغم ا ص ر‬ ‫ا ئ‬ ‫ب غ زة‬ ‫د ا ئر أه‬ ‫‪ :‬أئ‬ ‫ئا خ‬ ‫ا ئ‬ ‫‪ -‬ص‬


‫ع ربئ ا ئه ئب خصئص‬ ‫ا سئ ر ع‬ ‫اسه‬ ‫ص دي ا ي فرة‬ ‫ا‬
‫ئة‬ ‫ا ئ‬ ‫ه‬ ‫ن د أفئاج ئ‬ ‫ك م‬ ‫أ‬ ‫–ئ‬ ‫– األئ ار‬ ‫األئ‬ ‫ائ‬
‫اس رار إلن ح ا ئر ‪. 3‬‬
‫ئا ه ه ا ئر فا بدا ه ها ك ف‬ ‫شك‬ ‫أصئ‬ ‫ا ئ د ئا س ح ‪ :‬إ‬ ‫ص‬ ‫‪-‬‬
‫فزد‬ ‫ئفر‬ ‫ا سالح‬ ‫ه ر بأ‬ ‫ا‬ ‫ه ‪ ،‬ئا ن‬ ‫ا سالح‬ ‫ا صئ ع‬
‫ا ئ ئد عند‬ ‫ع األس‬ ‫سئى‬ ‫هد‬ ‫سه ئ ةئف ئنئ ه ‪ ،‬ئ م ك أ م ا‬
‫ه أخرى ‪، 4‬‬ ‫ا ئدئ‬ ‫صئ ع ه ع هر و ن عه‬ ‫ه ئا سئا‬ ‫ا شئ‬

‫‪1‬‬
‫ت ه ر ا داد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 32‬‬
‫‪2‬‬
‫د ربا ‪ :‬األسطورة والواقع ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 254‬‬ ‫ت‬
‫‪3‬‬
‫ت فظ اهلل بئبكر ‪ :‬التموين والتسليح ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 59‬‬
‫‪4‬‬
‫ت سئ دي ئه ب ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 30‬‬
‫‪41‬‬
‫العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى‪1958_1956‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫"األئ ار "‬ ‫األئ‬ ‫د ائ‬ ‫ب‬ ‫ا ئر فزد زا اه م كب ر‬ ‫أ ا سالح هئ عص‬ ‫ئب‬


‫ا خ رج‪. 1‬‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ئد ا صفز‬ ‫ا ا أخ‬

‫فا‬ ‫ز ر ‪ 10‬أشهر ‪ ،‬ب ئن‬ ‫" بئد فراغ دام‬ ‫" األئ ار‬ ‫األئ‬ ‫ئ‬ ‫د‬ ‫أئ‬ ‫شك‬
‫‪:‬‬ ‫ن ا نس و ئا نف ع ر أئع ار ئ كئ‬ ‫هرف ندئ‬ ‫‪2‬أفر ‪، 1957‬‬

‫‪.‬‬ ‫د ائ‬ ‫ئد ا شر ف‬ ‫‪-‬‬


‫‪.‬‬ ‫د ئ ئري س سا ا ئ‬ ‫‪-‬‬
‫‪.‬‬ ‫ا سؤئ ا ئسكري ئ‬ ‫‪ -‬عبد اهلل ب هئش‬
‫ئاألخب ر ‪.‬‬ ‫‪ -‬أ د نئائر سؤئ ا ص‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬ع ا رك ا سؤئ ا ئ‬

‫ع‬ ‫األئ‬ ‫ن ا نس و ئا نف أع د ه ك ا ئ‬ ‫ئد ا شر ف فا عةئ‬ ‫ئبئد ر‬


‫ان ئ ا ا ‪:‬‬

‫بر ب ص غ نا ‪.‬‬ ‫د ائ‬ ‫د ئ ئري‬ ‫‪-‬‬


‫بر ب ص غ أئ ‪.‬‬ ‫‪ -‬أ د نئائر ا سؤئ ا س سا ئ‬
‫بر ب ص غ أئ ‪.‬‬ ‫ا سؤئ ا ئسكري ئ‬ ‫‪ -‬عبد اهلل ب هئش‬
‫ئاألخب ر بر ب ص غ أئ ‪.‬‬ ‫‪ -‬ص ح ب ع ا سؤئ ا ص‬

‫ر أخرى‬ ‫دد‬ ‫د‬ ‫ف شك‬ ‫ائ‬ ‫د األرك‬ ‫د ئ ئري إ‬ ‫ي ‪ 1958‬نز‬ ‫فا‬


‫ان ئ ا ا ‪:‬‬ ‫ع‬ ‫ئ ك ب ر خ ‪ 22‬ي ‪ 1958‬ئك ن‬

‫بر ب ص غ نا‪. 2‬‬ ‫د ائ‬ ‫‪ -‬أ د نئائر‬

‫‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 243‬‬ ‫ـع ر‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫ت ع ر الح ‪ :‬وقائع وحقائق عن الثورة ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 117 – 116‬‬
‫‪42‬‬
‫العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى‪1958_1956‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بر ب ص غ أئ ‪.‬‬ ‫ا سؤئ ا ئسكري ئ‬ ‫‪ -‬عبد اهلل ب هئش‬


‫ئاألخب ر بر ب ص غ أئ ‪.‬‬ ‫‪ -‬ع ا ا ن ر سؤئ اإل ص‬

‫اس شهد فا ص ف‬ ‫ب ن ب ئعند‬ ‫فا ا داخ‬ ‫ا ص غ األئ ع ا ا ن ر زئد ا ئ‬ ‫ك‬


‫"األئ ار " ب ن ب فا ا داخ ‪.‬‬ ‫األئ‬ ‫‪1958‬م خ ف ا ار د ا ج خةر ئ د ا ئ‬

‫ا س زال ‪ ،‬نظ ار‬ ‫بئد سن ‪1958‬م ئ‬ ‫ا ار‬ ‫ا ز د فا ا ئد د‬ ‫شك‬ ‫ئ د اخ ف‬


‫غ ر ا ظرئف ‪ ،‬إ اس شه د أ د ا ز د أئ ر هم‪.1‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اإلستراتيجية العسكرية للجيش الفرنسي ‪1958 – 1956‬‬

‫ال‬ ‫ا‬ ‫ا ز د ا ئسكر‬ ‫ا ئر ا ر ر فا نئف بر ‪1954‬م ‪ ،‬بدأ‬ ‫ن اند‬


‫إخ د ا ئر ئا زة‬ ‫در ع‬ ‫عسكر ش‬ ‫ا ر فا رسم ال ح إس ار‬ ‫ا فرنسا ب‬
‫‪2‬‬
‫ا ئسكر ا ا اع د ه ا كئ‬ ‫اإلس ار‬ ‫‪،‬ئ‬ ‫ئا خ ر‬ ‫ا دادا ه ا داخ‬ ‫ع‬
‫ا س س ا ئدئان‬ ‫ه‬ ‫ن انهالو ا ئر ب خ الف أشك ه ئ نئ أس به ك عرف‬ ‫ا ئ ب‬
‫شدا‬ ‫ا‬ ‫ا هئارئ ئا‬ ‫عسكر ئادار كإعال‬ ‫ئان‬ ‫بس‬ ‫خ ف بدأ‬ ‫ار‬
‫ة عف ا هد‬ ‫خال‬ ‫اإل ار ‪،3‬ئ ك‬ ‫ا ئسكر ا ز ئ‬ ‫ة عف ا ئ‬ ‫ئصئ إ‬
‫ائ‬ ‫زه ع‬ ‫فا ا ا ر بك‬ ‫ا فرنس‬ ‫ا سئ ر‬ ‫اسه‬ ‫ر‬ ‫ا ئسكري‪،‬‬
‫بدئ ئكأنه كن كب ر نظ ار ك ر ا ئ دا‬ ‫أ ا ا ر أصب‬ ‫ا زئ در‬ ‫ا ئسكري ئاس ئ‬
‫‪4‬‬
‫نه و ا ئر ئش ئ ه‬ ‫رابه ب غر ا ا ري خ ص أ م ا س‬ ‫ا ئسكر ا ن شر عبر ك‬

‫‪1‬‬
‫ت ع ر الح ‪ :‬وقائع وحقائق عن الثورة ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 117‬‬
‫‪2‬‬
‫ت ا غ ا غربا ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 336‬‬
‫‪3‬‬
‫ئ األسالك ا ش ك‬ ‫ز ا ئهنا األئ‬ ‫ئب ئ ا‬ ‫ت ئسف ن صر ئآخرئ ‪ :‬األسالك الشائكة المكهربة ‪ ،‬دراس‬
‫ئا ب ئ فا ا رك ا ئهن ئ ئر نئف بر ‪ ، 1954‬ا ا ر‪ ،2007 ،‬ص ‪.189‬‬ ‫ا رك ا ئهنا دراس‬ ‫ئاأل غ م ‪ ،‬نشئ ار‬
‫‪4‬‬
‫‪ :‬السياسة الفرنسية وانعكاساتها على الثورة ‪ 1956‬ـ ‪ ، 1958‬دار ا هدى ‪ ،‬ا ا ر ‪ ، 2013 ،‬ص ‪. 56‬‬ ‫ت ابراه م ه‬
‫‪43‬‬
‫العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى‪1958_1956‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ا زسنه نا ‪ ،‬ئه ئ‬ ‫‪1955‬م ب ش‬ ‫‪ 20‬أئ‬ ‫ه ئ‬ ‫ك ف ا زهر ا ا ري* ‪ ،‬عز‬


‫أك ئبر ‪1955‬م ب غر ا ا ري‪.1‬‬

‫عسكر‬ ‫ئ ئان‬ ‫‪ 1958 – 1956‬عد خهه ئب ار ج ئا ار ا‬ ‫د ب‬ ‫افر ا‬ ‫شهد‬


‫ع‬ ‫ا ره ب‬ ‫صر ه ئ س ه أبشع األس‬ ‫د د هدفه األس سا خنو ا ئر ئ‬ ‫فرنس‬
‫‪2‬‬
‫ا فرنسا غا ئ ا فا‬ ‫ا كئ‬ ‫ر‬ ‫‪ ،‬فزد أع‬ ‫ئر ئئهن‬ ‫ا ا ري كئز‬ ‫ا شئ‬
‫ع‬ ‫ك‬ ‫ئرج ك رئ‬ ‫ا ن ار‬ ‫‪ ،‬ئع‬ ‫اإلصال‬ ‫‪ 1956‬ع‬ ‫ئا‬ ‫شهر‬
‫كن‬ ‫ئع‬ ‫رار ئ أ‬ ‫ار ع ع‬ ‫إخ د ا ئر ‪ ،‬ك سرع‬ ‫ا ر ‪ ،‬ئك ف ب ه‬
‫‪3‬‬
‫ئرج‬ ‫عبرئا ع رفةهم ا ه و‬ ‫‪ ،‬ا‬ ‫ةغه ا س ئهن‬ ‫ئ ك بسب‬ ‫رئب ر كئس‬
‫ك رئ ئ ر ئا ك ب ظ هر ئم ‪ 6‬ف فري ‪1956‬م ئر ا غا ئ ا ب ه هم ئا ب ض أ ن‬
‫ا ر‪. 4‬‬ ‫ر‬

‫ا ئسكر ئ د ئةئ‬ ‫ا ئر إلس ار‬ ‫زة ع‬ ‫األئ ئ‬ ‫أعه رئب ر كئس‬


‫رفع شئ ر‬ ‫أر ع‬ ‫ئ‬ ‫ئهئ‬ ‫إل م ه‬ ‫ئبشر ةخ‬ ‫د‬ ‫إ كن‬ ‫د‬ ‫ب‬
‫فا ‪30‬‬ ‫ئ ئند ا فرنس‬ ‫صرح فا ر د‬ ‫ا ئر "‪ ،5‬ك‬ ‫ع‬ ‫" ا ربع س ع األخ ر زة‬
‫ا‪:‬‬ ‫أفر ‪ 1956‬ب‬

‫‪ :‬المرجع السابق ‪،‬‬ ‫ا ئسكر ا فرنس فا ا ا ر ‪ ،‬ابراه م ه‬ ‫ئا ع ان ش ر ا ئ دا‬ ‫و ر م (‪، )04‬خر ه ب‬ ‫*أنظر‬
‫ص ‪. 506‬‬
‫‪ :‬ا ر ع ا س بو ‪ ،‬ص ‪. 56‬‬ ‫‪1‬ت إبراه م ه‬
‫‪2‬‬
‫رخ‬ ‫ت ص ا ن ر ‪ :‬تطور تنظيم جيش التحرير الوطني واإلستراتيجية العسكرية الفرنسية ( ‪ 1956‬ـ ‪، ) 1958‬‬
‫ا غر ا ئربا ‪ ،‬ا ئدد ‪ ، 01‬ئا ‪ ، 2010‬ص ‪. 391‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 100، 99‬‬ ‫فئظ دا‬ ‫ت‬
‫‪4‬‬
‫‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 57‬‬ ‫ت إبراه م ه‬
‫‪5‬‬
‫‪ Charles- henris Favord : La Révolution Algérienne , Edition Dahleb , Algérie , 2007 , p‬ت‬
‫‪431 .‬‬
‫‪44‬‬
‫العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى‪1958_1956‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ه‬ ‫أ ه ا هد‬ ‫‪ ...‬ع‬ ‫خهه ا هد ا ئ‬ ‫نف‬ ‫" ئ د س س ن فا ا ا ر ع‬


‫صه ح ر‬ ‫فإ ا زصئد‬ ‫صر ح رئب ر كئس‬ ‫"‪ ،1‬ئبن ا ع‬ ‫ب‬ ‫أسس عسكر‬
‫زة‬ ‫ا فرنس‬ ‫سه‬ ‫ا ئسكر ئا دن‬ ‫ئاألدئا‬ ‫ع ا ئس‬ ‫هئ شد ئ ئب‬ ‫ا هد‬
‫‪2‬‬
‫ا ز ئ برفع عدد‬ ‫نف إس ار‬ ‫‪ ،‬ئبدأ رئب ر كئس‬ ‫ا ئر ئفو نظر ا هدم ئا بن‬ ‫ع‬
‫‪ 400‬أ ف بئد سبئ أشهر أي فا ئ‬ ‫نفا ‪ 1956‬إ‬ ‫‪ 200‬أ ف ندي فا‬ ‫ا نئد‬
‫ك فا ‪5‬أفر‬ ‫بت ‪ 100‬أ ف ندي إة فا ئك‬ ‫دع م ا‬ ‫كئس‬ ‫ه‬ ‫‪، 1956‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬‬ ‫هب‬ ‫ب‬ ‫إ أ اس‬ ‫ا كئ‬ ‫ع‬ ‫‪ ، 1956‬ئ ك‬

‫ا فرنس‬ ‫ار هم؟ أ عدد ا زئا‬ ‫د ا ص ح ا صد و فا ك ب ك ف ننس ئه‬ ‫كر‬


‫‪ 190‬أ ف فا ر‬ ‫سن ‪1956‬م ‪ ،‬إ ار فع‬ ‫فا ا نصف األئ‬ ‫ا د بصئر ئاة‬
‫ا ا ا فا ك‬ ‫ا دف‬ ‫ا سن ‪ ،‬ه ا عدا ئ دا‬ ‫نف‬ ‫ئا‬ ‫‪ 373‬أ ف فا أئ‬ ‫‪1956‬م إ‬
‫‪4‬‬
‫‪.‬‬ ‫ا فرنس‬ ‫ا دن‬ ‫ه ئا ا انخره ف ه ا ئد د‬

‫إ‬ ‫سئ‬ ‫ا ئسكري ‪،‬‬ ‫فا ا‬ ‫د اس ئ‬ ‫إ ار ا‬ ‫ا خ رئب ر كئس‬


‫ا داخ ا ئا خ ر ا‬ ‫ا سئ‬ ‫ا ئسكر ‪ ،‬ئ هب و س س خنو ا ئر ئع‬ ‫ك ف ائ‬
‫أدرك أ‬ ‫كئس‬ ‫‪ ،‬غ و ا دئد ) ‪ ،‬ئا ز ز أ رئب ر‬ ‫ر‬ ‫‪ ،‬ا ن هو ا‬ ‫شدا‬ ‫(ا‬
‫إخ د ا ئر ئا زة ع ه ‪ ،‬ئ أ ا ك إ ب ئ ا‬ ‫أس س‬ ‫ة عف ا هد ا ئسكري‬
‫ا نئد‬ ‫فا ا ا ر‪ ، 5‬ئ ة عف عدد ا نئد اس دع‬ ‫ا فرنسا ا ئ‬ ‫بشر ئ د‬

‫‪1‬‬
‫‪ ،‬ا ا ر ‪ (،‬د‪. .‬ه) ‪ ،‬ص ‪. 306‬‬ ‫‪ :‬الثورة الجزائرية ‪ ،‬دار ا ار د ك‬ ‫ت صهف هال‬
‫‪2‬‬
‫ا ئ ئم‬ ‫دك ئ ار ‪ ،‬ك‬ ‫د ب دار ‪ :‬الحرب النفسية الفرنسية ورد فعل الثورة الجزائرية ‪ 1955‬ــ ‪ ، 1960‬أهرئ‬ ‫ت‬
‫ع ‪ ،‬ا ا ر ‪ ، 2008 ،‬ص ‪. 94‬‬ ‫اإلنس ن ئا‬
‫‪3‬‬
‫‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 61 ، 60‬‬ ‫ت ابراه م ه‬
‫‪4‬‬
‫د ا ص ح ا صد و ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 119‬‬ ‫ت‬
‫د بئهن ف ‪ :‬مشاريع التهدئة الفرنسية ابان الثورة التحريرية وانعكاساتها على المسلمين الجزائريين ‪ 1954‬ــ ‪1962‬‬ ‫‪5‬ت‬
‫ئا ئ صر ‪ ،‬ب ن ‪ ، 2014 ،‬ص ‪. 116‬‬ ‫س ر فا ا ر خ ا د‬ ‫كر‬ ‫‪،‬‬
‫‪45‬‬
‫العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى‪1958_1956‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫رسئم‬ ‫‪ 27‬شه ار‪ ، 1‬ئب ز ة‬ ‫‪ 18‬شه ار إ‬ ‫ا ئسكر‬ ‫د ا خد‬ ‫ئأه‬ ‫ه‬ ‫ا‬
‫د عدد ا نئد ئ ة عف‬ ‫ئنئري‬ ‫بئر‬ ‫صدر فا ‪13‬أفر ‪ ، 1956‬رر ئ ر ا دف‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ا فرنس ا ا زئد ا ر ةد ا ا ر‬ ‫عدد ا زئا‬

‫ا س سا بد ئا رئب ر‬ ‫سؤئ ا ك‬ ‫ئ‬ ‫ك‬ ‫ا ئ ار شر‬ ‫بئد ص د‬


‫‪:‬‬ ‫ا‬ ‫فا ا خ اإل ار ا‬ ‫ا ئسكر‬ ‫ا سؤئ‬ ‫ئبز‬ ‫كئس‬

‫ب غ عددهم ئا ا‬ ‫ه ا‬ ‫نئد ا‬ ‫خال اس دع‬ ‫ئ ك‬ ‫نئد إة ف‬ ‫‪ ‬إرس‬


‫‪ 1956‬م‪، 3‬‬ ‫ئ‬ ‫غ‬ ‫ا ار إ‬ ‫إ‬ ‫‪ 200‬أ ف ندي ‪ ،‬ئ م إرس هم عبر دفئ‬
‫فا ا ا ر ئا ا ‪ 400‬أ ف ندي ك سبو ا كر‪،‬‬ ‫ا فرنس ا ئ‬ ‫صبح عدد ا زئا‬
‫شر‬ ‫‪،‬ك‬ ‫اإل ص‬ ‫نف‬ ‫بال نش‬ ‫ب ر ك إ ف نئ ‪ ،‬ئ‬ ‫ا ؤف‬ ‫ئ د دم ك‬
‫د أئاخر سب بر ‪ 1956‬إ‬ ‫األ م ا‬ ‫نظ‬ ‫إ‬ ‫زر ر به ا ر ر ا ئهنا ا ئ‬
‫‪.4‬‬ ‫ا درك‬ ‫ا ر ئ ‪ 100‬أ ف‬ ‫ئ ئد ‪ 400‬أ ف ندي نظ ا ب‬

‫‪،‬‬ ‫درع‬ ‫ع د‪،‬‬ ‫بأ د‬ ‫ا نئد ا فرنس‬ ‫ه‬ ‫أ بخصئص ا ئ د ا ربا فزد م‬
‫أصدر‬ ‫م ا س ئ ن بئ د ا ف األه سا‪، 5‬‬ ‫رب ‪،‬‬ ‫ئه ار‬ ‫رئ‬
‫فرنس ه ا ا ئ د ‪،‬‬ ‫اس ئ‬ ‫‪ 1956‬بالغ ؤ د ف‬ ‫ر‬ ‫ا ف األه سا فا ‪27‬‬ ‫نظ‬
‫م ش ار بئض‬ ‫ا ئ ه ب رادار‪ ، 6‬ك‬ ‫شه ب دافع ا ز‬ ‫ئد‬ ‫س ح فرنس بأ‬ ‫ئه ا‬

‫‪1‬‬
‫‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 60‬‬ ‫ت ابراه م ه‬
‫‪2‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪ :‬التاريخ السياسي للجزائر من البداية ولغاية ‪ ، 1962‬ه‪ ، 1‬دار ا غر اإلسال ا ‪ ،‬ب رئ ‪ ،‬بن‬ ‫ت ع ر بئ ئ‬
‫‪ ، 1997‬ص ‪. 418‬‬
‫‪3‬‬
‫د بئهن ف ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 117‬‬ ‫ت‬
‫‪4‬‬
‫‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 60‬‬ ‫ت ابراه م ه‬
‫‪5‬‬
‫ت ا غ ا غربا ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 342‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ :‬المصدر السابق ‪ ، 1991 ،‬ص ‪. 412‬‬ ‫تع ر‬
‫‪46‬‬
‫العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى‪1958_1956‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫م‬ ‫ا صر أن‬ ‫ا‬ ‫سب‬ ‫‪ ،‬ئن كر ع‬ ‫د األ ر ك‬ ‫ا‬ ‫ائ‬ ‫أنئا األس‬
‫‪ ، MAS 49‬ا ئد بخ ا‬ ‫ا رش‬ ‫ا سد‬ ‫هئر ‪،‬‬ ‫ا بر بأس‬ ‫س ح أفراد ا زئا‬
‫‪ ،‬ك س ح أفراد بئض ا فرو فا ا ز‬ ‫ا نصف آ‬ ‫ا بند‬ ‫د ع‬ ‫سع ‪ 40‬خرهئش ‪،‬‬
‫ار ‪.‬‬ ‫فئو ا‬ ‫نئ ‪ Carabine‬ا ئد ب ن ظ ر س خدم األشئ‬ ‫ا ا ببن دو أ ر ك‬

‫كب ار ب هئ ر سالح ا ه ار ئ ك أله‬ ‫اه‬ ‫ا ز د ا ئسكر ا فرنس‬ ‫أئ‬ ‫ك‬


‫ا ر ر ا ئهنا ‪ ،‬فسالح ا ه ار‬ ‫د‬ ‫ا ا بن ه‬ ‫ر ا ئص ب‬ ‫ا زصئى فا ئا ه‬
‫ئا‬ ‫فا نز ا زئا‬ ‫سه‬ ‫األرض ئ د ره ‪ ،‬إة ف إ‬ ‫د د ا ئا ع ع‬ ‫ئ د بإ ك ن‬
‫ا ئعر ‪ ،‬ك نهز‬ ‫فا ا ن هو ا ب‬ ‫فئ‬ ‫‪ ،‬إة ف إ‬ ‫ائ‬ ‫ئان ا ه فا أ ك‬
‫األرض ن ئ نز ه‬ ‫ا بر ع‬ ‫إرش د ا زئا‬ ‫اه ر‬ ‫ت ‪ ،‬إ بإ ك‬ ‫األئ‬ ‫ت ائ‬ ‫األئ ار‬
‫‪Les‬‬ ‫اس خدام ا ئا‬ ‫أه‬ ‫ا ر ر ‪ ،‬ئفا ه ا اإله ر بر‬ ‫ئا‬ ‫رك‬
‫ا سالح ‪،‬‬ ‫س ه ا ا نئ‬ ‫اك شف ا فرنس ئ أنهم فا‬ ‫‪ Helicopteres‬ئسرع‬
‫نئف بر ‪ 1956‬ص‬ ‫‪ 67‬فا نه‬ ‫‪ 1956‬إ‬ ‫فا أئ‬ ‫‪ 35‬ئا‬ ‫ئ ا ار فع عدده‬
‫ر ش ار ه‬ ‫ئا ا ‪1,5‬‬ ‫ا فرنس‬ ‫اسه‬ ‫فا ئا ‪، 1957‬ئخصص‬ ‫‪ 160‬ئا‬ ‫إ‬
‫ا ب ر ك ار ب‬ ‫زئا‬ ‫ه‬ ‫م نح أئ ئ‬ ‫ا ئ‪.‬م‪.‬أ‪ 1‬ئبر ه ن ‪ ،‬ك‬ ‫ف ه ا غرب‬
‫اإلن ا ‪.‬‬ ‫األرة كئ‬ ‫ا ش رك فا ا ئ‬ ‫ا سف ئ ف شه ئ‬

‫ا ا ن ه رئب ر كئس‬ ‫ئا صال‬ ‫ا ئ ا‬ ‫ئصئ ك ه‬ ‫ا ز ز أن عز‬


‫م األ ئر ‪،‬‬ ‫ب ئا ا‬ ‫دد‬ ‫ا ر ةد ا ئر ر‬ ‫ا فرنسا ‪ ،‬دخ‬
‫‪2‬‬
‫فا ا ا ر‬ ‫ائ‬ ‫ا زئا‬ ‫أر‬ ‫ع‬ ‫اس دع راؤئ س‬ ‫خ ص ئأ رئب ر كئس‬

‫‪1‬‬
‫ت ا غ ا غربا ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 342‬‬
‫‪2‬‬
‫د بئهن ف ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 118‬‬ ‫ت‬
‫‪47‬‬
‫العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى‪1958_1956‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ك ف ائ‬ ‫ع‬ ‫ئراؤئ س‬ ‫كئس‬ ‫رئب ر‬ ‫ك‬ ‫خ ف هنري ئر ئ ‪ ،‬ئع‬


‫ا ئسكر ‪.1‬‬

‫ا ز د ا ئسكر‬ ‫ب‬ ‫ا هبز‬ ‫ا ئسكر‬ ‫ئاإلس ار‬ ‫األس‬ ‫نئع‬


‫ئد د‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ا ئر ب ب‬ ‫ن اند عه ‪ ،‬إ ك ن‬ ‫ا فرنسا ئا ه ا ئر ا ا ر‬
‫ئئ‬ ‫س‬ ‫ا فرنسا ك‬ ‫ف ه ةب ه ئ د ا‬ ‫ا ئسكر ‪ ،‬ن ف‬ ‫ئا هب ز‬ ‫ا نظر‬
‫ا ئر ا ي‬ ‫ه فا ئةع د ه‬ ‫بن‬ ‫ا س س ا فرنس‬ ‫فا هرم ا ؤسس ا ئسكر إل ن‬
‫أي ك ك عسكري هئ ا زة ع‬ ‫ا هدف ا ر سا‬ ‫ك ربئ ا ئه ‪ ،‬ئك‬ ‫ا د ش‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ا ئر ا ا ر بصئر هئ ئنه‬

‫ا ئا د‬ ‫فا زئ‬ ‫كئس‬ ‫ا ئسكر ا ا ا خ ه ا ئ ر ا ز م رئب ر‬ ‫بئد اإل ار ا‬


‫‪3‬‬
‫األسالك ا ش ك‬ ‫م بإنش‬ ‫‪ ،‬ك‬ ‫ا ئسكر‬ ‫ائ‬ ‫ا ر ‪ ،‬شر فا نف‬ ‫ا فرنسا ب‬
‫ال ‪ " :‬أغ زن ا دئد إغال‬ ‫ئ‬ ‫ك‬ ‫أع‬ ‫هئ ا دئد ا ا ر‬ ‫ا كهرب ع‬
‫ا ا ري ‪،‬‬ ‫ا ار‬ ‫بنشر راك ا كدر ج ا شه ر فا عد أ ك‬ ‫م كئس‬ ‫ك "ك‬
‫ال ا فرنسا ئ‬ ‫ا‬ ‫ئ كشئف ب‬ ‫ئا ه ئاة‬ ‫ئا ز ز أن م ك هن ك أ‬
‫ا زرى ئا داشر ئا دئائ ر ا ا ر‬ ‫ئه ع‬ ‫ا فرنس صب‬ ‫ا ر ر ا ئهنا ‪ ،‬ف زئا‬
‫از ع‬ ‫أع‬ ‫ا سئ‬ ‫إ ار ا ‪،‬‬ ‫خر أي هد عسكري أئ ع‬ ‫ئدئ أ‬ ‫دئ‬
‫م زصرئا فا سفك د‬ ‫ا‬ ‫ا فرنس‬ ‫م س ح ا دن‬ ‫ا د ا ار ‪ ،‬إ‬ ‫ش‬
‫‪4‬‬
‫‪.‬‬ ‫إلنس ن‬ ‫راع‬ ‫دئ‬ ‫األبر‬

‫‪1‬‬
‫د بئهن ف ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 118‬‬ ‫ت‬
‫‪2‬‬
‫ت ا غ ا غربا ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 15‬‬
‫‪3‬‬
‫كر س ر فا ا ر خ ا د‬ ‫ر ‪ :‬إستراتيجية روبير الكوست لقمع الثورة الجزائرية ‪ 1956‬ــ ‪، 1958‬‬ ‫ب‬ ‫تر‬
‫ن ‪ ، 2015 ،‬ص ‪. 32‬‬ ‫ئا ئ صر ‪ ،‬خ‬
‫‪4‬‬
‫‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 413 ، 412‬‬ ‫تع ر‬
‫‪48‬‬
‫العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى‪1958_1956‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ا ا زئم‬ ‫ا س ئ ر ا فرنس هب ئ ا ئر ا ا ر ‪ ،‬ئاألس‬ ‫م فهم ا س ه‬ ‫ئع ئ‬


‫زةا‬ ‫أ‬ ‫عسكر ةخ‬ ‫أنه س ه ع ب شد ئا‬ ‫ع ه ئا ب دئ ا ا س ند إ ه ‪ ،‬فظن‬
‫ئ‪. 1‬‬ ‫سأ‬ ‫أ ا سأ‬ ‫ا ئر ‪ ،‬كئنه ئه‬ ‫ع‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬أهم العمليات العسكرية الفرنسية بالوالية األولى ‪ 1956‬ــ ‪1958‬‬

‫ا ئر ا ر ر‬ ‫ن اند‬ ‫ا ئر‬ ‫ائ‬ ‫فا ا رد ع‬ ‫ا فرنس‬ ‫م أخر ا زئا‬


‫ا ز ع ئا د ر ‪ ،‬ب س عد ا ف األه سا‬ ‫خ ف ئس‬ ‫فرنس‬ ‫ند‬ ‫ا ار ‪،‬‬
‫م ا‬ ‫فه‬ ‫ا ئر ئئ ف‬ ‫ع‬ ‫زة‬ ‫ا هئد ا ئسكر ا ب ئ‬ ‫ك ف‬
‫عسكر كبرى فا ا زرى‬ ‫ا ئر (‪ 1956‬ت ‪ )1958‬بئ‬ ‫ا ن‬ ‫ا فرنسا فا ا ر‬
‫ر *‬ ‫ا ن هو ا‬ ‫نفا ‪ 1956‬فا إ‬ ‫ن أئاخر‬ ‫ئا داشر ئاألر ف ‪ ،‬ئشر‬
‫‪2‬‬
‫خ ف أر‬ ‫نه و ا ئر ئش ئ ه ت ت‬ ‫‪ ،‬ئأ م ا س‬ ‫ا ئر ع ا شئ‬ ‫شدا ** ئ‬ ‫ئا‬
‫ا دد‬ ‫ال م ع ا ر‬ ‫نظ م نفسه نظ‬ ‫ال ا فرنسا إ‬ ‫ا‬ ‫ئا‬ ‫ا ئه س رع‬
‫هد ا ئر‬ ‫"األئ ار " ب ع ب ره‬ ‫األئ‬ ‫ئ‬ ‫األئ ئ‬ ‫ا ز د ا ئسكر ا فرنس‬ ‫ن‬
‫فا غ به ردئد أفئ‬ ‫ا فرنسا ب ألئ ار‬ ‫األئ‬ ‫ائ‬ ‫ئ ئز ه األئ ‪ ،‬ئا ك ن‬
‫ئفر األخب ر ع ئ ئد ئار فإ ا ئ‬ ‫دان إ‬ ‫بئ‬ ‫زئم ب ا ئار ‪ ،‬أئ‬ ‫ك‬
‫‪،3‬‬ ‫األئ‬ ‫درئس ئ خهه ه بئن ‪ ،‬غ ر أنه م س هدف ا ئار ب در‬ ‫بئد أصب‬ ‫ف‬

‫‪1‬‬
‫د ا ص ح ا صد و ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 119‬‬ ‫ت‬
‫د أنظر‬ ‫ا رئر ع ه أئ عبئره ‪،‬‬ ‫به أئ ا سك به أئ‬ ‫ظر اإل‬ ‫نئع‬ ‫ر ‪ :‬ن هو‬ ‫* ا ن هو ا‬
‫‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 126‬‬ ‫إبراه م ه‬
‫به ‪،‬‬ ‫اإل‬ ‫ع‬ ‫بر ا سك‬ ‫ا فرنس ‪،‬‬ ‫رسه ب س رار ا‬ ‫ه ب ألسالك ا ش ك‬ ‫‪ :‬راك‬ ‫شدا‬ ‫**ا‬
‫ا ص در ‪ ،‬ا رك‬ ‫د أنظر أ س بئ ا ‪" :‬مراكز الموت البطيء ‪ ،‬وصمة عار في جبين فرنسا االستعمارية "‪،‬‬
‫فا ا رك ا ئهن ئ ئر أئ نئف بر ‪ ، 1954‬ا ئدد ‪ ، 08‬ي ‪ ، 2003‬ص ‪. 41‬‬ ‫ئا ب‬ ‫ا ئهنا دراس‬
‫‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 27‬‬ ‫‪ 2‬ت سئ د بئرن‬
‫‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 411‬‬ ‫‪3‬تع ر‬
‫‪49‬‬
‫العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى‪1958_1956‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ا ش ه‪ ،‬ك‬ ‫فا ا ئ‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ئا‬ ‫شرع‬ ‫‪،‬‬ ‫ائ‬ ‫ا دن‬ ‫اس هدف‬ ‫ئان‬
‫ا رح ا ن ار بئفر ‪Beaufre‬‬ ‫ر ‪،‬‬ ‫ع ئا ن هو ا‬ ‫راك ا‬ ‫إنش‬ ‫أة إ‬ ‫عد‬
‫ن هو س م‬ ‫"األئ ار " إ‬ ‫األئ‬ ‫ائ‬ ‫ف‬ ‫ا ئهنا ب‬ ‫زس م ا ار‬ ‫رئب ر كئس‬ ‫ع‬
‫‪ ،‬ئا ن‬ ‫شدا‬ ‫ا‬ ‫ار ب ئ س‬ ‫ئ خةع‬ ‫ع ف ه ا سك‬ ‫‪ ،‬ف ألئ‬ ‫ئع‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ا زصف ئا زنب ئ دع ا ن هو ا‬ ‫ئ صبح خ ةئ ئ‬ ‫عنه ا سك‬

‫خط موريس وشال ‪:‬‬

‫نف‬ ‫دئد ‪ ،‬ئا ا‬ ‫اإلس ار‬ ‫األه‬ ‫ا س ئ ر ا فرنس‬ ‫اسه‬ ‫أدرك‬


‫ئاعد‬ ‫إ‬ ‫ئ‬ ‫ا ن هو ا دئد‬ ‫ئا خ ر ‪ ،‬خصئص ئأ ه‬ ‫األس‬ ‫سر‬ ‫رس‬
‫دد‬ ‫ا سئ ر س س‬ ‫اسه‬ ‫ا س ح داخ ا ا ر ‪ ،‬ف بن‬ ‫ئدعم ا ئ‬ ‫ئ‬ ‫خف‬
‫هئ‬ ‫إ دا‬ ‫ئ ار ه إ‬ ‫هدف‬ ‫األسالك ا ش ك ا كهرب ئك ن‬ ‫إ‬ ‫ع‬ ‫اع د‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ئار ا ا ر‬ ‫خر‬ ‫ا داخ ئا خ رج ئ نع ئصئ أي إ دادا‬ ‫ب‬ ‫نه‬

‫األشغ‬ ‫ا دئد ا ا ر أئاخر ع م ‪ *1956‬ئاك‬ ‫األسالك ا ش ك ع‬ ‫إ‬ ‫بدأ‬


‫دن‬ ‫نئ‬ ‫ا شر ا ب د ن عن ب إ‬ ‫اس‬ ‫د خه ئر‬ ‫فا ع م ‪، 1957‬‬
‫أسالك ش ك‬ ‫ب غ هئ ‪ 370‬ك م‪ ، 3‬ئ كئ ا خه‬ ‫نزر‬ ‫رئ ار بب ر ا ئ ر‬ ‫بس‬
‫ب أل غ م‬ ‫أرة‬ ‫( ‪ 5000‬ئ‪ 7000‬فئ ه ) ئ رع‬ ‫ب‬ ‫ئد ب ر كهرب ا ه‬ ‫ئأع د‬
‫هئ األسالك ب ئد ‪ 50‬أ ف غم فا‬ ‫ع‬ ‫ع ‪ ،‬ئئةئ‬ ‫م ا فرد ئا‬ ‫ا خ ف األ‬

‫‪1‬‬
‫د بئهن ف ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 120‬‬ ‫ت‬
‫‪2‬‬
‫ت ئسف ن صر ئآخرئ ‪ :‬األسالك الشائكة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 156‬‬
‫ند ‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫اإلن‬ ‫إن ا األسالك ا ش ك ب ن ا ا ر شرئ بئ‬ ‫و ر م (‪ )05‬صئر ئةح ع‬ ‫*أنظر ا‬
‫خطا موريس وشال على الحدود الجزائرية التونسية والمغربية وتأثيراتهما على الثورة الجزائرية ‪ 1957‬ــ ‪ ، 1962‬ه‪، 1‬‬
‫‪ ،‬ا ا ر ‪ ، 2006 ،‬ص ‪. 217‬‬ ‫دار ا ة‬
‫‪3‬ت ا غ ا غربا ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 38‬‬
‫‪50‬‬
‫العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى‪1958_1956‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ب أل غ م ئاألسالك ا ش ك ئداخ ا خهئه‬ ‫ا خه أ ة فا ا نب‬ ‫ك ‪ 20‬ك م ‪ ،‬ك ع‬


‫أألسالك ب راك ا ار ب ا ئد بأ ه‬ ‫ئ با ‪ ،‬ئأئص‬ ‫شك‬ ‫ئ د أسالك ع‬ ‫ا كهرب‬
‫ن رانه صئ‬ ‫ئا درع‬ ‫آ‬ ‫ه و ا دافع ا ز‬ ‫ا صئ‬ ‫نه و ا نبه‬ ‫إدار ئعند‬
‫‪،‬‬ ‫عسكر ئاس ار‬ ‫ك ** ئ ع ب ار‬ ‫األئ ئ‬ ‫ئا ة ا‬ ‫ف ائ‬ ‫ا ي‬ ‫ا ك‬
‫شرو ا ز‬ ‫ا ئسه رئ ار بأم ا هبئ ئ‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫بخه آخر ئهئ خه ش‬ ‫دع‬
‫ئاسع ئ غم ا نب‬ ‫أ م هر و ئبد هئ‬ ‫ا خه‬ ‫ئب ن‬ ‫ا ه رف فا ا دئد ا شر‬ ‫إ‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ك س ا خه ا ئ‬ ‫ن ئ أ د ئبر ن‬

‫د‬ ‫فا ا ف ر ا‬ ‫األئ ار‬ ‫األئ‬ ‫فا ا ئ‬ ‫ا ئسكر ا فرنس‬ ‫أبر ا ئ‬ ‫ئ‬
‫ا‪:‬‬ ‫‪ 1956‬ت ‪1958‬‬ ‫ب‬

‫بس ) ‪ ،‬ئ ك‬ ‫بر د ( ئ‬ ‫ا ر فا ا ئه د بب د‬ ‫ا فرنسا ‪ 43‬دن‬ ‫‪ -‬أز ا‬


‫‪. 21956‬‬ ‫ب أ بئ فا ئ‬ ‫فا ئرك‬ ‫بئد انه ا‬
‫‪:‬‬ ‫ا ئسكر ا فرنس ب دك‬ ‫‪ -‬ائ‬

‫ئا‬ ‫ئ كن‬ ‫عسكر بدئار ا دك‬ ‫ا فرنس بئ‬ ‫ا زئا‬ ‫فا ئم ‪3‬سب بر ‪ 1956‬م‬
‫ب نئ ا خ ه بزسنه ن ‪ ،‬ئخال‬ ‫عبد اهلل فظ اهلل ئهئ ه‬ ‫اع ز‬ ‫فظ ا نظ م‬
‫ا ئ و ا ئ ز ب ز رر‬ ‫ئي ا ئد د‬ ‫ز د ا نهز ئك ن‬ ‫فظ‬ ‫ب ئ‬ ‫ك‬ ‫اع ز‬
‫‪3‬‬
‫نه ‪:‬‬ ‫ئا راسال‬

‫ند ‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫نهز بس ‪ ،‬نزر‬ ‫و ر م (‪ ) 06‬صئر ئةح ار ب ا خه ا كهر ب رادا ار ا ا غه‬ ‫**أنظر‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 224‬‬
‫‪1‬ت ص ا ن ر ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 395‬‬
‫‪2‬‬
‫نشر ئا ئ ع ‪،‬‬ ‫ئد ‪ :‬الثورة الجزائرية ‪ ،‬ثورة أول نوفمبر ‪ ، 1954‬معالمها األساسية ‪ ،‬دار ا نئ‬ ‫ت تبئعالم ب‬
‫ا ا ر ‪ ، 2012 ،‬ص ‪. 398‬‬
‫‪3‬‬
‫ت فظ اهلل بئبكر ‪ :‬التطورات العسكرية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 128‬‬
‫‪51‬‬
‫العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى‪1958_1956‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫رسه )‬ ‫ش (ا ب د ا خ ه بس ‪ ،‬ب د‬ ‫ا رر ا ن‬ ‫د‬ ‫نظ م‬


‫ش ‪.‬‬ ‫ا رر ن‬ ‫نش ه‬
‫ا ر ر ب بس ‪.‬‬ ‫نش ه‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ا رك فا ئن‬
‫ا شر ئ‬ ‫ب زر‬ ‫فا ب بئك‬ ‫ئئ‬ ‫د‬ ‫‪ -‬كر ‪Pierre Vidal Naquet‬‬
‫ك فا‬ ‫فا ا ئه د ئك‬ ‫ب ب‬ ‫ا فرنسا إن ا ا‬ ‫أ بر ا‬ ‫بس ‪ ،‬أ‬ ‫ئ‬
‫شهر أك ئبر ‪.2 1956‬‬
‫ب سم‬ ‫عرف‬ ‫ب بس‬ ‫ا زه‬ ‫ك‬ ‫فا ف فري ‪ 1957‬ش‬ ‫عسكر‬ ‫‪ -‬ع‬
‫‪.L’Opération Pénéloppe‬‬
‫شره ا ر ف ‪،‬‬ ‫ئ د ا نز‬ ‫سن ‪ ، 1957‬م نف ‪ 13‬ع‬ ‫‪ -‬فا شهر ئ‬
‫شره‬ ‫ا س ئال‬ ‫فا ص‬ ‫به عنصر ئ‬ ‫ئ‬ ‫أه ه فك ك خ‬ ‫ك‬
‫‪ 30‬نفا ‪ 1957‬ب س عد عنصر ئ‬ ‫فا ع د ن م كئ ف‬ ‫ا فرنس ‪ ،‬ئ خر‬
‫ا ز د دي زداد فا ‪ 7‬سب بر ‪ 1957‬ب در ئ‬ ‫ا زبض ع‬ ‫م إز‬ ‫ب ن م ك‬
‫هر ب ع هر و شبك ه ا ندس فا‬ ‫كن‬ ‫‪ ،‬إ أ ا ئر‬ ‫ب زر‬
‫نفا ‪. 1958‬‬ ‫اإلدار ا س ئ ر ئ م ك فا‬
‫شر‬ ‫فرك‬ ‫د‬ ‫‪ 1‬ئ ‪ 2‬فا ا نهز ا‬ ‫سئك‬ ‫‪ -‬فا ا ف ح ف فري م نف ع‬
‫ا دئد ا ئنس ‪.3‬‬ ‫ب غ فئف ع‬ ‫ئ‬

‫س دي‬ ‫صف ا نهز ا دئد س‬ ‫ع‬ ‫أر‬ ‫ا سئ ر ب ك ب‬ ‫ئم ك ف ا س ه‬

‫‪1‬‬
‫ت فظ اهلل بئبكر ‪ :‬التطورات العسكرية ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪. 128‬‬
‫‪2‬‬
‫ئد ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 398‬‬ ‫ت بئعالم ب‬
‫‪3‬‬
‫كر‬ ‫ت فر د نصر اهلل ‪ :‬التطور السياسي والعسكري والتنظيمي للثورة التحريرية بمنطقة تبسة ‪ 1954‬ــ ‪، 1958‬‬
‫س ر‪ ،‬ر خ ئ صر ‪ ،‬ا ا ر ‪ ، 2016 ،‬ص ‪. 174‬‬
‫‪52‬‬
‫العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى‪1958_1956‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪،‬‬ ‫د سع ك‬ ‫د د فا ‪ 8‬ف فري ‪1958‬‬ ‫ئب‬ ‫ا سن‬ ‫نف‬ ‫ا شهر‬ ‫ئسف فا نف‬
‫د‬ ‫ا فرنس‬ ‫رد رد فئ ئأ ا ه ار‬ ‫فرنسا ف د أ ا زصف ك‬ ‫ا زصف ب‬ ‫ئعز‬
‫ئزبهم‪.1‬‬ ‫اةهره إ‬ ‫هن ك‬ ‫فئا إ‬ ‫أ ا ئار‬ ‫ئن ئ‬ ‫راك‬ ‫بز فه إ‬ ‫ئ ه‬

‫‪:‬‬ ‫ا ار م ا ا كره ‪ Pierre Vidal Naquet‬ر‬ ‫ب‬ ‫ئ‬

‫ا فرنسا‬ ‫انه م ف ه ا‬ ‫بئد اش ب ك‬ ‫األئ ار‬ ‫خنش‬ ‫ب زر‬ ‫ر‬ ‫‪ -‬اب د‬


‫(‪ 1956‬ت‪.) 1957‬‬
‫ب س عد ا ئر ‪ ،‬فز هم‬ ‫‪ ،‬ه ا األخ ر ا هم ا ر‬ ‫ا نز‬ ‫بأ ر‬ ‫‪ -‬إ راو خ م ر‬
‫‪.‬‬ ‫ا ر‬ ‫ك ب شئ ه‬ ‫هم ‪ ،‬ئ د شهد ا ندي‬ ‫رك نس هم ئأئ دهم أ م‬

‫هد‬ ‫و ال ز ا‬ ‫سئ‬ ‫ا فرنس‬ ‫ا كئ‬ ‫رخص‬ ‫ز ا ئ د راؤئ س‬


‫س دي ئسف ك‬ ‫ا رخص فا صف س‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫خ رج ا دئد ا ا ر ئ د اس ئ‬
‫ا شن ئ إ ر ا رأي ا ئ م ا ئربا ئا ئ ا ‪،‬‬ ‫اه ئ‬ ‫ائ‬ ‫ع ه‬ ‫أشرن س بز ‪ ،‬ئ ر‬
‫ا كئ‬ ‫دخ‬ ‫ا ئنسا ‪ ،‬ك‬ ‫ع ا شئ‬ ‫ئ اإلسال‬ ‫ا ئرب‬ ‫ك ا شئئ‬ ‫ة ن‬
‫ا ز زا‬ ‫ا زصف ا ئ‬ ‫ع‬ ‫‪ ،‬ئأبر‬ ‫األئة‬ ‫هد‬ ‫ا بر ه ن‬ ‫ئ ك ا ا كئ‬ ‫األ ر ك‬
‫ار رفض‬ ‫أظهر ا خ هر ا ا هدد نهز ا غر ا ئربا‬ ‫ر فا ا ا ر ك‬
‫ئا ر فا ا ا ر‪. 2‬‬ ‫نه ا أل‬ ‫فرنس ئةع‬

‫‪1‬‬
‫‪ ،‬سنه ن ‪ ،‬ا ا ر ‪ ، 1991 ،‬ص ‪. 76 ، 75‬‬ ‫‪ :‬ملحمة الجزائر الجديدة ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ه‪ ، 1‬دار ا بئ‬ ‫ت ع ر‬
‫‪2‬‬
‫ئد ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 401 ، 398‬‬ ‫ت بئعالم‬
‫‪53‬‬
‫العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى‪1958_1956‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ا ئر ا ر ر فا ر ه ا ن‬ ‫ئ س رعه ‪ ،‬أ بر‬ ‫فا خةم هئر األ دا‬


‫بنا‬ ‫د سئا‬ ‫ال ا فرنسا ‪ ،‬ا س س ئ ئا ئسكر ئ ع‬ ‫(‪ ) 1958 – 1956‬د ا‬
‫م إخ ده ئا زة‬ ‫ا س س ا ئسكر كخ ر ةرئري ئأس سا هئ و ا ئر ئخنزه ئ‬
‫إل ه ض‬ ‫د خر فا أسر ئ‬ ‫أ‬ ‫ا فرنس‬ ‫ا كئ‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫‪ ،‬إ ك‬ ‫ع ه نه‬
‫هر ا ئر ئسندا ا ئ ر ‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ا ر ر ‪ ،‬خ ص ئأ اإلدار ا س ئ ر ك ن‬ ‫ائ‬
‫ئأئسع‬ ‫ا ره ب‬ ‫س ه أبشع األس‬ ‫س ر ا ئر ا ر ر ئدفئه‬ ‫أفزده ئا نه ه‬
‫ا ا ر ك س ئ ر فرنس ‪.‬‬ ‫فظ ع‬ ‫ا ئسكر‬ ‫ائ‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى ‪ 1958‬ـــ ‪1962‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬العمليات العسكرية الفرنسية بالوالية األولى ‪ 1958‬ـ ـ ‪1960‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬العمليات العسكرية الفرنسية بالوالية األولى ‪ 1961‬ـ ـ ‪1962‬‬


‫الفصل الثاني ‪ :‬العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى ‪1960 - 1958‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى ‪1960 – 1958‬‬


‫بعد أن تصاعدت أعمال الثوار و توالت انتصارات الثورة الجزائرية منذ اندالعها ‪ ،‬و رغم‬
‫اإلجراءات و التعزيزات التي اتخذتها الجمهورية الفرنسية الرابعة لردع الثورة من حصار لمعاقل‬
‫الثوار و قصف القرى و المداشر‪ ،‬و سن القوانين الجائرة ‪ ...‬إال أن فشلها الذريع على‬
‫الصعيدين السياسي و العسكري أدى بها إلى االنهيار و قيام الجمهورية الخامسة برئاسة‬
‫ديغول‪ ،‬هذا األخير رمى بكل ثقله على الجانب العسكري ‪ ،‬حيث قام بتكثيف العمليات‬
‫العسكرية و حشد كل العدة و العتاد للقضاء على الثورة ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى ‪1960 - 1958‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬العمليات العسكرية الفرنسية بالوالية األولى ‪1960 – 1958‬‬


‫بعد وصول ديغول* إلى الحكم و اعتالءه السلطة ‪ ،‬عمل على تدعيم مركزه للتصرف‬
‫بحرية ‪ ،‬فاستحدث دستور الجمهورية الخامسة ‪ ،‬و سعى إلى تحقيق هدفه الممثل في سحق‬
‫الثورة الجزائرية ‪ ،‬سياسيا و عسكريا‪ 1‬فعين موريس شال** قائدا أعلى للجيش الفرنسي بالجزائر‬
‫خلفا للجنرال ساالن ‪ ،‬ذلك أنه من الحزب اليمني المساند له ‪ ،‬و الذي وضع خطة شاملة إلدارة‬
‫الحرب ‪ ،‬و تمثلت في مشروع عسكري أدخل فيه تطوي ار على األساليب السابقة ‪. 2‬‬
‫عقب استالم شال مقر قيادته في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ، 1958‬شرع في ضبط مخططه العملي‪،3‬‬
‫الذي درس خطته مع الجنرال ديغول ‪ ،‬وفي هذا الصدد يذكر‪" :‬و قبل أن يتوجه إلى الجزائر‬
‫تدارست خطته و وافقت عليها ‪ ...‬و تنطوي على شن هجوم تباعا على مراكز الثوار و القضاء‬
‫عليها " ‪. 4‬‬

‫*شارل ديغول ‪ :‬رجل دولة فرنسي ‪ ،‬ولد بمدينة " ليل" الفرنسية بالشمال الفرنسي في ‪22‬نوفمبر ‪ ، 1890‬عمل بالجيش حيث‬
‫التحق بمدرسة سنسير و تخرج منها ‪ ،‬تقلد عد مناصب عسكرية و سياسية ‪ ،‬ابتعد عن السلطة في الفترة ‪، 1958 – 1946‬‬
‫ثم عاد كرئيس أول للجمهورية الفرنسية الخامسة ‪ 1958‬بعد انقالب ‪ 13‬ماي ‪ ، 1958‬توفي في بلدة كولومبي في ‪ 12‬نوفمبر‬
‫‪ ، 1970‬تميزت فترة حكمه بأشد و أمكر الخطط الهادفة للقضاء على الثورة ‪ ،‬للمزيد أنظر‪ :‬صالح بلحاج ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬‬
‫ص ‪. 93‬‬
‫‪ -1‬عبد اهلل مقالتي ‪ :‬العالقات الجزائرية المغاربية إبان الثورة التحريرية ‪ ،‬ج‪ ، 2‬دار بوسعادة ‪ ،‬الجزائر ‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ط) ‪ ،‬ص‬
‫‪. 377‬‬
‫**موريس شال ‪ :‬ولد في ‪ 5‬سبتمبر ‪ 1905‬بفرنسا ‪ ،‬التحق بمدرسة سان سير سنة ‪ ، 1923‬و تخرج منها برتبة مالزم أول‬
‫سنة ‪ ، 1925‬تولى منصب القائد األعلى للقوات المسلحة في الجزائر ‪ ، 1961-1958‬و هو صاحب المشروع العسكري الذي‬
‫يحمل اسمه ‪ ،‬للمزيد أنظر ‪ :‬لخضر شريط و آخرون ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 284‬‬
‫‪ -2‬يحيى بوعزيز ‪ :‬ثورات الجزائر ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 233‬‬
‫‪ -3‬محمد تقية ‪ :‬حرب التحرير في الوالية الرابعة ‪ ،‬تر ‪ :‬بشير بولفراق ‪ ،‬دار القصبة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2012 ،‬ص ‪. 143‬‬
‫‪ -4‬شارل ديغول ‪ :‬مذكرات األمل ‪ ،‬التجديد ‪ ، 1962-1958‬تر ‪ :‬سموحي فوق العادة ‪ ،‬ط‪ ، 1‬منشورات عويدات ‪،‬بيروت ‪،‬‬
‫لبنان ‪ ، 1981 ،‬ص ‪. 73‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى ‪1960 - 1958‬‬

‫أسند ديغول مهمة القضاء على الثورة للجنرال شال ‪ ،‬و ضمن له الدعم الكافي لتحقيق‬
‫مخططه ‪،‬ألنه يعي تماما أنه البد من إضعاف القوة التي تستند عليها جبهة التحرير ‪ ،‬و لكي‬
‫يصلوا لتحقيق أهدافهم تم تسخير كل اإلمكانات العسكرية و اللوجستيكية إلنجاز هذه المهمة في‬
‫آجال محددة ‪. 1‬‬
‫حصل مخطط شال على موافقة لجنة الدفاع في باريس بتاريخ ‪ 27‬فيفري ‪ ،1959‬إذ‬
‫اعتمد هذا المخطط على تحريك قوة كبيرة من الجيش الفرنسي باتجاه المناطق الثائرة وتطهيرها‪،‬‬
‫و استعمل في هذا المخطط كتائب سميت – كوموندو المطاردة – التي تعيش متنقلة حالها حال‬
‫المجاهدين لكن في ظروف أفضل حيث يتوفر لها سالح فردي آلي ‪ ،‬رشاشات ثقيلة ‪ ...‬مع‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬و يذكر دومينيك فارال في كتابه معركة جبال النمامشة (‪)1962-1954‬‬ ‫ضمان التموين‬
‫في هذا اإلطار أن ظروف حياة العسكر الفرنسيين كانت صعبة ‪ ،‬إذ كان بعضهم يلتجئ إلى‬
‫الحفر في أرضية المراكز العسكرية لينام فيها وقاية من البرد القارص ‪ ،‬و يلتحف أغطية‬
‫مصنوعة من قماش الخيام الخشن ‪. 3‬‬
‫مست عمليات شال كافة التراب الوطني ‪ ،‬حيث خصص ‪ 5‬عمليات كبرى واحدة لكل‬
‫والية من الخامسة إلى األولى بالترتيب التنازلي ‪ ،‬و قرر أن يكون التنفيذ من األسهل إلى‬
‫األصعب حسب رأيه ‪ ، 4‬و يتم تنفيذ هذا المخطط كالتالي ‪:‬‬
‫‪ -‬غلق الحدود التونسية و المغربية بواسطة األسالك الشائكة المكهربة ‪.‬‬
‫‪ -‬عزل الشعب عن الثورة ‪.‬‬

‫‪ -1‬مسعود عثماني‪ :‬الثورة التحريرية أمام الرهان الصعب ‪ ،‬دار الهدى ‪ ،‬عين مليلة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2013 ،‬ص ‪. 454‬‬
‫‪ -2‬بوعالم بن حمودة ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 350‬‬
‫‪ -3‬دومينيك فارال ‪ :‬معركة جبال النمامشة (‪ ، )1962-1954‬مثال ملموس من حرب العصابات و الحرب المضادة ‪ ،‬تر‪:‬‬
‫مسعود حاج مسعود ‪ ،‬دار القصبة للنشر ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2008 ،‬ص ‪. 114‬‬
‫‪ -4‬صالح بلحاج ‪ :‬مخطط شال و آثاره في تطوير حرب التحرير ‪ ،‬مجلة المصادر ‪ ،‬عدد ‪ ، 12‬المركز الوطني للدراسات‬
‫والبحث في الحركة الوطنية و ثورة أول نوفمبر ‪ ، 1954‬الجزائر ‪ ، 2005 ،‬ص ‪. 201‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى ‪1960 - 1958‬‬

‫‪ -‬المحافظة على مراكز التربيع ‪*Quadrillage‬‬


‫‪ -‬إشراك القوات الجوية و البرية لتطهير المناطق من جيش التحرير‪. 1‬‬
‫وما يمكن أن نالحظه في مخطط شال ‪ ،‬أنه سطر على أساس قيادة كل والية مستقلة كليا عن‬
‫الواليات األخرى ‪ ،‬لكن الحقيقة أن جيش التحرير قد أصبح منذ مؤتمر الصومام جيش منظم له‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬كما اعتمد مخطط شال على التعبئة المكثفة ألقوى‬ ‫هيئة تشرف على الواليات و تنسق بينها‬
‫‪3‬‬
‫‪ ،‬و لم تسلم الوالية التاريخية‬ ‫الوسائل العسكرية بغية مكافحة جيش التحرير الوطني و تطويقه‬
‫األولى – أوراس النمامشة – من هذا المخطط الجهنمي ‪ ،‬و إن كانت آخر الواليات ضمن‬
‫البرنامج ‪ ،‬و بدأ شال العمليات في هذه الوالية بـ ‪:‬‬
‫‪ -‬عملية الشرارة ‪: Etincelles‬‬
‫جاءت عملية الش اررة** في صيف ‪ ، 1959‬وبالتحديد خالل شهري جوان و جويلية ‪ ،‬حيث‬
‫أعطت الصالحيات الكاملة للجنرال شال لتطبيق مخططه العسكري ‪ ،‬كما وفرت له كافة‬
‫الوسائل من قوات برية ‪ ،‬جوية و عتاد عسكري حديث و متطور‪ ، 4‬و جاءت هذه العملية‬
‫لتدعم السد الشائك المكهرب المعروف بخط شال و موريس ‪.‬‬

‫*‪-‬‬
‫التربيع ‪ : Quadrillage‬يعتمد هذا األسلوب على تركيز عدد من القوات في أماكن محددة لتأمين حراستها مع القيام‬
‫بعمليات تمشيطية واسعة النطاق ‪ ،‬و اقتضى األمر تقسيم البالد إلى مناطق مربعة محدودة المساحة و حصرها و تطويقها‬
‫وتطهيرها الواحدة تلو األخرى ‪ ،‬للمزيد أنظر ‪ :‬الغالي غربي ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 352‬‬
‫‪ -1‬يحيى بوعزيز ‪ :‬ثورات الجزائر ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 234‬‬
‫‪ -2‬عقيلة ضيف اهلل ‪ :‬التنظيم السياسي و اإلداري للثورة ‪ ، 1962-1954‬ط‪ ،1‬دار البصائر الجديدة ‪ ،‬الحراش ‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ، 2013‬ص ‪. 383‬‬
‫‪ -3‬محمد تقية ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 144‬‬
‫**‪ -‬أنظر ملحق رقم (‪ : )06‬مخطط توضيحي لعملية الش اررة ‪ ،‬عبد الحميد زوزو ‪ :‬محطات في تاريخ الجزائر ‪ ،‬دراسات في‬
‫الحركة الوطنية و الثورة التحريرية ( على ضوء وثائق جديدة ) ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2004 ،‬ص ‪. 545 ، 544‬‬
‫‪ -4‬سعيدي وهيبة ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 134‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى ‪1960 - 1958‬‬

‫كانت عملية الش اررة تهدف إلى القضاء على فرق جيش التحرير الوطني في الجبال‬
‫واحتالل مواقعه بصفة دائمة ‪،‬و كذا القضاء على التنظيم السياسي و اإلداري لجبهة التحرير‬
‫الوطني ‪ ، 1‬و قد خصص شال لتنفيذ هذه العملية ‪:‬‬
‫‪ -‬اللواء ‪ 10‬للمظليين ‪.‬‬
‫‪ -‬اللواء ‪ 25‬للمظليين ‪.‬‬
‫‪ -‬اللواء ‪ 21‬للمشاة ‪.‬‬
‫إضافة إلى القوات المتمركزة بالمدن والقرى والقوم والحركى ‪. 2‬‬
‫امتدت عملية الش اررة على مساحة المنطقة األولى و الناحية األولى للمنطقة الثانية ‪ ،‬حيث‬
‫عملت على تفكيك مواقع جيش التحرير الوطني عن طريق تكثيف العمليات العسكرية ‪ ،‬و هذا‬
‫من أجل إنشاء مراكز صغيرة على امتداد خط السكة الحديدية ‪ ،‬حتى تتمكن السلطات‬
‫‪3‬‬
‫‪ ،‬فوجد المواطنون أنفسهم مجبرين‬ ‫االستعمارية من ضمان حماية نقل البترول باتجاه سكيكدة‬
‫على إخالء مناطقهم ‪ ،‬لكن صمود جيش التحرير الوطني جعل المواجهة حتمية مع العدو ‪،‬‬
‫حيث ذهب ضحية هذه العملية آالف المدنيين العزل ‪ ،‬و أبيدت قرى و مداشر و دواوير عن‬
‫آخرها ‪ ،‬بالقذائف و القنابل ‪ ،‬سواء كان ذلك بالطائرات أو بالمدفعية الثقيلة ‪. 4‬‬
‫يذكر بن نوي في مذك ارته أن لهذه العملية آثار جد مزعجة على جيش التحرير الوطني ‪،‬‬
‫حيث أدت إلى توقف في حركتهم و السبب في ذلك يرجع إلى إلقاء القبض على عدد كبير من‬
‫‪5‬‬
‫المناضلين ‪ ،‬وتم تسليط مختلف أشكال التعذيب عليهم ‪ ،‬األمر الذي دفعهم إل كشف مواقعهم‬

‫‪ -1‬بشير بالح و آخران ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 163‬‬


‫‪ -2‬عمار مالح ‪ :‬قادة جيش التحرير الوطني الوالية (‪ ، )01‬ج‪ ، 2‬دار الهدى‪ ،‬عين مليلة ‪ ،‬الجزائر‪ ، 2012 ،‬ص ‪. 124‬‬
‫‪ -3‬مسعود فلوسي ‪ :‬مذكرات مصطفى مراردة – بن نوي – شهادات و مواقف من مسيرة الثورة في الوالية األولى ‪ ،‬دار‬
‫الهدى ‪ ،‬عين مليلة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2009 ،‬ص ‪. 137‬‬
‫‪ -4‬عمار قليل ‪ :‬ملحمة الجزائر الجديدة ‪ ،‬ج‪ ، 2‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 158‬‬
‫‪ -5‬مسعود فلوسي ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 137‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى ‪1960 - 1958‬‬

‫ومخابئهم للعدو الفرنسي ‪ ،‬كما تم استعمال المقبوض عليهم ضد جيش التحرير عند القيام‬
‫بعمليات عسكرية ‪ ،‬فصاروا من يعذبون إخوانهم و يقومون بكشف المدنيين المتعاونين مع‬
‫المجاهدين ‪ ،‬و هو ما أدى إلى انكشاف مخابئ السالح و المؤونة و مواقع و مكاتب جيش‬
‫التحرير الوطني للعدو الفرنسي ‪. 1‬‬
‫كانت هذه أولى العمليات التي قامت بها القوات الفرنسية بالوالية التاريخية األولى "‬
‫أوراس‪ -‬النمامشة " ضمن مخطط شال العسكري و التي سخرت لها السلطات االستعمارية‬
‫الفرنسية قوات هائلة للقضاء على الثوار فيها ‪ ،‬و يذكر المجاهد محمد صم في مذكراته أن‬
‫مخطط شال كان من أولوياته نيل انتصار عسكري يكون له صدى كبير ‪ ،‬و يمكن الجنرال‬
‫ديغول من فرض حل سياسي لألزمة الجزائرية على طريقته و وفق شروطه و دون مشاركة‬
‫جبهة التحرير الوطني ‪. 2‬‬
‫‪ -‬عملية المذراة ‪: Trident‬‬
‫بعد نهاية العملية األولى " الش اررة " بأوراس‪ -‬النمامشة شرعت القوات الفرنسية في تطوير‬
‫عملياتها العسكرية مع بداية سنة ‪ ، 1960‬و أكيد كان ذلك بقيادة الجنرال موريس شال ‪ ،‬حيث‬
‫قامت قوات اال حتالل بشن سلسلة من العليات الهجومية ‪ ،‬و تعتبر عملية المذراة الثالثية ثاني‬
‫‪3‬‬
‫‪ ،‬حيث كان‬ ‫عملية ضمن مخطط شال تستهدف الوالية األولى ‪ ،‬وكان ذلك في افريل ‪1960‬‬
‫العدو الفرنسي متأكد من أنه ال يستطيع القضاء على جيش التحرير في هذه الوالية الصعبة‬
‫التي تحملت عبء الثورة منذ بدايتها في نوفمبر ‪ 1954‬وذلك بسبب صعوبة تضاريس المنطقة‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫وتالحم شعبها وانضمامه للثورة والتفافه حولها ومساندته لها ‪.‬‬

‫‪ -1‬مسعود فلوسي ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 137‬‬


‫‪ -2‬محمد صم ‪ :‬مذكرات المجاهد صم ‪ ،‬القواعد الخلفية لجيش التحرير الوطني بالمغرب ‪ ،‬إصدارات و ازرة المجاهدين‬
‫والمركز الوطني للدراسات و البحث في الحركة الوطنية و ثورة أول نوفمبر ‪ ، 1954‬الجزائر ‪ ، 2016 ،‬ص ‪. 351‬‬
‫‪ -3‬بشير بالح و آخران ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 163‬‬
‫‪ -4‬عمار مالح ‪ :‬قادة جيش التحرير ‪ ،‬ج‪ ، 2‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 125‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى ‪1960 - 1958‬‬

‫واجهت القوات الفرنسية العديد من الصعوبات في ميدان القتال ‪ ،‬ألن قادة هذه الحملة‬
‫رغم طول المدة التي مكثوها في الوالية األولى بقواتهم العسكرية لم يتمكنوا من تحقيق األهداف‬
‫التي سطروها ‪ ،‬و المتمثلة في فصل الشعب عن الثورة و إبادة كتائب المجاهدين و المسبلين‬
‫وأفراد الشعب العزل ‪. 1‬‬
‫إضافة إلى هاتين العمليتين في الوالية األولى كانت هناك عمليات أخرى ضمن مخطط‬
‫شال العسكري ‪ ،‬و كانت هي أيضا ترمي لنفس األهداف و المتمثلة في القضاء على الثورة في‬
‫هذه الوالية ‪ ،‬و التي جعلها شال آخر محطة له ضمن مخططه ألنه يدرك تماما مدى صعوبتها‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬و تواصلت العمليات العسكرية‬ ‫من ناحية التضاريس ‪ ،‬و كذلك من حيث كتائب المجاهدين‬
‫الفرنسية خالل سنة ‪ ، 1960‬و تمثلت أبرز عملية في عملية السباق الطويل أو ما يعرف‬
‫بالمراطون ‪ Marathon‬خالل سنة ‪ 1960‬وكانت ما بين ‪ 30 - 24‬ماي من نفس السنة ‪،‬‬
‫ودارت أحداثها على الحدود الجزائرية – التونسية ‪. 3‬‬
‫خالل مرحلة تطبيق مخطط شال بالوالية األولى " أوراس – النمامشة " بلغ القمع البوليسي‬
‫الفرنسي ذروته بالمدن و القرى و الجبال‪ ،‬كما تضاعفت أعمال العنف ضد كل ماهو جزائري ‪،‬‬
‫إذ تحولت الجزائر إلى معسكر ا عتقال واسع ‪ ،‬و كل هذا كان يهدف إلخضاع الجماهير وعزلها‬
‫‪4‬‬
‫‪ ،‬غير أن النتيجة جاءت عكسية حيث أدت هذه الجرائم إلى‬ ‫عن الثورة ليسهل القضاء عليها‬
‫‪5‬‬
‫‪.‬‬ ‫تمسك الشعب الجزائري بثورته ومساندته لها‬
‫تواصلت العمليات العسكرية الفرنسية بالوالية األولى ‪ ،‬ففي شهر أفريل ‪ 1960‬تم تعيين‬
‫الجنرال كريبان خلفا للجنرال شال موريس على رأس القوات الفرنسية ‪ ،‬لكن دون إحداث تغيرات‬

‫‪ -1‬محمد حربي ‪ :‬األسطورة و الواقع ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 230‬‬


‫‪ -2‬دومينيك فارال ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 230‬‬
‫‪ -3‬صالح بلحاج ‪ :‬مخطط شال و آثاره ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 201‬‬
‫‪ -4‬محفوظ قداش ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 102‬‬
‫‪ -5‬عمار قليل ‪ :‬ملحمة الجزائر الجديدة ‪ ،‬ج‪ ، 2‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 160‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى ‪1960 - 1958‬‬

‫في إستراتيجية الحرب التي اعتمدوا فيها على برنامج شال العسكري ‪ ،‬حيث شرع جنراالت‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬خاصة أمام التفوق‬ ‫فرنسا في التحضير لعملية ضخمة بهدف إضعاف الثوار باألوراس‬
‫التقني و العددي الذي يؤهلهم لتحقيق انتصار عسكري شامل على وحدات جيش التحرير‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬حيث أسندت مهمة العمليات العسكرية في الوالية التاريخية األولى " أوراس –‬ ‫الوطني‬
‫النمامشة " إلى الفيلق الـ ‪ 25‬من قوات المظليين ‪ ،‬وفي سبتمبر ‪ 1960‬هاجمت القوات الفرنسية‬
‫جيش التحرير في عين طاقة شمالي أريس و أسرت ‪ 15‬مجاهدا و سقط قرابة ‪ 95‬شهيدا ‪،‬‬
‫واستولت على ما يقارب ‪ 60‬قطعة سالح من بينها بندقية رشاشة ‪. 3‬‬
‫‪ -‬عملية أرياج ‪ Ariage‬أكتوبر ‪: 1960‬‬
‫واصل الجنرال كريبان تطبيق مخطط شال العسكري بشن العمليات العسكرية الكبرى بالوالية‬
‫األولى " أوراس – النمامشة " و سميت العملية بإسم أرياج ‪ ،‬حيث بدأ تطبيقها و هو يدرك أنه‬
‫سيهاجم والية من أصعب الواليات ‪،‬ألنها هي الوحيدة التي بقيت كتائبها بتعدادها و تنظيمها‬
‫رغم العمليات العسكرية التي خاضها جيش التحرير الوطني منذ سنة ‪ 1954‬ضد الوحدات‬
‫‪4‬‬
‫‪ ،‬و تمكنت و ازرة التسليح و االستعالمات من الحصول على معلومات خطيرة‬ ‫العسكرية للعدو‬
‫حول هذه العملية ‪ ،‬و تم إرسالها إلى قيادة الوالية األولى في سبتمبر ‪ 1960‬تتضمن المراحل‬
‫الثالثة لهذه العملية المتمثلة في ‪:‬‬
‫‪ -‬جمع المعلومات حول جيش التحرير من حيث قدراته العسكرية و تحديد مكان قيادة الوالية‬
‫‪5‬‬
‫األولى " أوراس – النمامشة " و توزيع قواته و تحديد تضاريس المنطقة ‪.‬‬

‫‪ -1‬الطاهر زبيري ‪ :‬مذكرات آخر قادة األوراس التارخيين ( ‪ ، ) 1962 – 1929‬منشورات ‪ ، ANEP‬الرويبة ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪ ، 2008‬ص ‪. 248‬‬
‫‪ -2‬محمد حربي ‪ :‬األسطورة و الواقع ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 231‬‬
‫‪ -3‬دومينيك فارال ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 234‬‬
‫‪ -4‬محمد عباس ‪ :‬الثورة الجزائرية نصر بال ثمن (‪ ، )1962-1954‬دار القصبة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2009 ،‬ص ‪. 556‬‬
‫‪ -5‬الطاهر زبيري ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 248‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى ‪1960 - 1958‬‬

‫‪ -‬تدخل عسكري بهدف القضاء الكلي على الثورة ‪ ،‬معتمدين في ذلك على اإلنزال الجوي‬
‫باألماكن المرتفعة عن طريق الهليكوبتر‪ ،‬كما أوكلت مهمة تطويق القطاع للقوافل العسكرية ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلبقاء على التواجد العسكري الفرنسي في الجبال و الغابات مدة ال تقل عن ثالثة أشهر بهدف‬
‫القضاء على أي تمرد من الممكن أن يحدث ‪.‬‬
‫هذا إضافة إلى عملية شق الطرقات بالغابات و الجبال ليتمكنوا من تسهيل عملية توغل اآلليات‬
‫العسكرية إلى أبعد منطقة ممكنة ‪. 1‬‬
‫كانت بداية عملية أرياج شهر أكتوبر ‪ ، 1960‬شارك فيها لواءين من المظليين و اللفيف‬
‫األجنبي ‪ ،‬اللواء الـ ‪ 10‬و الـ ‪ ، 25‬و العديد من الفيالق من األسلحة الثقيلة و الدبابات‬
‫والمصفحات و كذلك ثالث فيالق من الدبابات الخفيفة للمراقبة و اقتحام األماكن الوعرة ‪ ،‬و ‪30‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬وقدر عدد الجنود بحوالي ‪ 45000‬جندي تحت قيادة عدد من الجنراالت‬ ‫فرقة من الهندسة‬
‫منهم ‪:‬‬
‫و يتمركز بباتنة ‪.‬‬ ‫‪Gambiez‬‬ ‫‪ -‬الجنرال قامبياز‬
‫و يتمركز بسطيف ‪.‬‬ ‫‪Faure‬‬ ‫‪ -‬الجنرال فور‬
‫و يتمركز بخنشلة ‪.‬‬ ‫‪Ducourneau‬‬ ‫‪ -‬الجنرال دوكورنو‬
‫و يتمركز بأريس ‪.‬‬ ‫‪Ducaraef‬‬ ‫‪ -‬الجنرال دوكرايف‬
‫‪3‬‬
‫و يتمركز ببريكة ‪.‬‬ ‫‪Rafaa‬‬ ‫‪ -‬الجنرال رافع‬
‫شرعت القوات الفرنسية بتاريخ ‪ 04‬أكتوبر ‪ 1960‬بالزحف على األوراس من عدة جهات ‪،‬‬
‫كما أنزلت قوات المظ ليين على األماكن المرتفعة ‪ ،‬و قامت بمهاجمة المنطقة الثانية في الوالية‬
‫‪4‬‬
‫‪ ،‬و يذكر محمد زروال‬ ‫التي كانت بقيادة محمد الصالح يحياوي ‪ ،‬و التي بها مركز الوالية‬

‫‪ -1‬الطاهر زبيري ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 249‬‬


‫‪ -2‬محمد عباس ‪ :‬نصر بال ثمن ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 556‬‬
‫‪ -3‬دومينيك فارال ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 234‬‬
‫‪ -4‬الطاهر زبيري ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 250‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى ‪1960 - 1958‬‬

‫في كتابه إشكالية القيادة في الثورة الجزائرية أنهم كانوا يعتقدون أنها حملة تفتيشية تقوم بها‬
‫السلطات الف رنسية كعادتها ‪ ،‬و استمرت عملية أرياج لمدة ثالثة أشهر متواصلة و شملت كافة‬
‫أرجاء األوراس و خلفت خسائر مادية و بشرية معتبرة في صفوف جيش التحرير الوطني ‪ ،‬غير‬
‫أن هذا لم يكن عائقا أمام صموده و مقاومته ‪. 1‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬العمليات العسكرية الفرنسية بالوالية األولى ‪1962 – 1961‬‬
‫تواصلت العمليات العسكرية الفرنسية الكبرى بالوالية األولى ‪ ،‬فكان النصف األول من سنة‬
‫‪ 1961‬شاهدا على ذلك لكن أغلب هذه العمليات لم تكن بالحجم الذي شهدته هذه الوالية في‬
‫الفترة السابقة ‪ ،‬و الستكمال ما بدأه شال و كيربان تم تعيين الجنرال قامبياز بتاريخ ‪ 14‬فيفري‬
‫‪2‬‬
‫فشن‬ ‫‪ 1961‬الذي أعلن في شهر مارس ‪ 1961‬استعداده لمواصلة تطبيق البرنامج باألوراس‬
‫في هذا الشهر عملية عسكرية سميت بعملية جبل أحمر خدو التي استعمل فيها إطارات‬
‫عسكرية لهم خبرة عالية ‪ ،‬كما وفر قوات كبيرة مكونة من اللواء ‪ 25‬يضم مظليين من اللفيف‬
‫األجنبي و المشاة و الحركى ‪ ،‬كما استخدم خالل هذه العملية أسراب من الطائرات المختلفة‬
‫والمروحيات و فرق المدفعية الخفيفة و الثقيلة ‪ ،‬وكذلك الدبابات و المصفحات ‪. 3‬‬
‫تمركزت قوات العدو الفرنسي في المنطقة لمدة أسبوع كامل تحت قيادة الجنرال نفسه ‪،‬‬
‫مدعمين بمختلف أنواع الطائرات التي كانت تقنبل المنطقة إلى أن تحولت إلى أرض محروقة‬
‫بسبب القنابل الملقاة عليها ‪ ،‬كذلك كانت المروحيات تتولى مهمة التحليق على مستوى منخفض‬
‫للبحث عن المجاهدين في الكهوف وبين األشجار وتطلق عليهم الرصاص بالرشاشات الثقيلة‪،4‬‬
‫كما كانت المروحيات تنقل وتنزل الفرق الخاصة بسالحها طوال الليل ليحاصروا المجاهدين‬

‫‪ -1‬محمد زروال ‪ :‬إشكالية القيادة في الثورة الجزائرية – الوالية األولى أنموذجا ‪ ،-‬طبعة خاصة بو ازرة المجاهدين ‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ ، 2004 ،‬ص ‪. 455‬‬
‫‪ -2‬صالح بلحاج ‪ :‬مخطط شال و آثاره في تطوير حرب التحرير الوطني ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 209‬‬
‫‪ -3‬عمار مالح ‪ :‬قادة جيش التحرير الوطني ‪ ،‬ج‪ ، 2‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 120‬‬
‫‪ -4‬صالح بلحاج ‪ :‬مخطط شال و آثاره ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 209‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى ‪1960 - 1958‬‬

‫ويهجموا على مواقعهم المكتشفة ‪ ،‬حيث قال الجنرال قامبيز بهذا الخصوص ‪ " :‬إن االشتباكات‬
‫في هذه المنطقة تنتهي بدفع ثمن كبير ‪" ...‬‬
‫بعد أن أنهى الجنرال قامبيز هذه العملية التي دامت أسبوع من القنبلة ومطاردة المجاهدين‬
‫أعلن عن انتهاء العمليات العسكرية باألوراس والتي كان من نتائجها تحطيم هياكل النظام‬
‫السياسي ‪ ،‬وكذلك التمكن من القضاء على كتائب جيش التحرير في هذه الوالية ‪ 1‬حيث أن هذه‬
‫الفترة التي تم فيها تطبيق مخطط شال بالوالية األولى تميزت بنشاطات مكثفة للعدو الفرنسي‬
‫كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬إنشاء وحدات عسكرية صغيرة ‪-‬أي دوريات عسكرية تسير‪ -‬تهدف لغلق الطريق ‪.‬‬
‫‪ -‬قنبلة مستمرة على المواقع والطرق التي يسلكها المجاهدين وزرع األلغام فيها ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬شل أي نوع من االتصاالت بين جيش التحرير الوطني و الشعب ‪.‬‬
‫أعاد المجاهدون تشكيل الوحدات والفيالق والكتائب والفصائل واألفواج ‪ ،‬إذ أصبحت‬
‫األفواج تتشكل من ‪ 11‬إلى ‪ 15‬مجاهد ‪ ،‬وتصغير الوحدات هذا ما فرضته مشكلة نقص‬
‫السالح والتموين ‪. 3‬‬
‫لما كان مركز الجيش الفرنسي في الجبال والغابات قرر جيش التحرير أن يركز‬
‫عملياته ضد العدو على مصالح الشرطة والدرك والجيش وأمالك المعمرين في القرى الصغيرة‬
‫والمدن المتوسطة‪ ، 4‬كما أنهم شكلوا عناصر الكوماندو التي بفضلها تم القضاء على القومية‬
‫والحركى ‪ ،‬كما قام العديد من الجنود الفارين من الجيش الفرنسي بتدعيم صفوف المجاهدين ‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫والى جانب نشاطهم الفدائي كان لهم أيضا نشاط سياسي بهدف حماية وحدة الجيش والشعب‬

‫‪ -1‬دومينيك فارال ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 236‬‬


‫‪ -2‬مسعود فلوسي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 136‬‬
‫‪ -3‬محمد زروال ‪ :‬إشكالية القيادة في الثورة ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 457‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬الطاهر الزبيري ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 248‬‬
‫‪ -5‬مسعود فلوسي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 142‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى ‪1960 - 1958‬‬

‫الجزائري وبالرغم من الوسائل المحدودة لجيش التحرير إال أنهم استطاعوا أن يقفوا موقف الند‬
‫للند أمام العدو الفرنسي‪. 1‬‬
‫مثل نقل فضاء المعارك من الجبال والمداشر إلى المدن والتجمعات السكانية صفعة قوية‬
‫للعدو الفرنسي ‪ ،‬حيث كثف جيش التحرير العمليات والهجومات المضادة والسريعة والخاطفة‬
‫على العدو الفرنسي في أماكن تجمعه بالمدن وذلك بهدف فك الحصار على القرى والمداشر‬
‫التي ظلت تتعرض لعمليات المسح ‪ ،‬كما أنهم تجنبوا المواجهة مع العدو ألن القوات غير‬
‫متكافئة وتعاملوا معه بأسلوب تكتيكي يقوم على عنصر المفاجئة واالستنزاف اليومي مستغلين‬
‫معرفتهم بميدان المعركة ‪. 2‬‬
‫أدت هذه العمليات العسكرية في الوالية األولى إلى استشهاد حوالي ‪ 1000‬مجاهد ومدني‪،‬‬
‫كان من بينهم الرائد علي سويعي* والضابط الثاني عبد المجيد بن عبد الصمد والمالزم الثاني‬
‫عبد الحميد شعباني الذي كان مسؤوال على الناحية الرابعة ‪ ،‬أما الحصيلة الفرنسية فتمثلت في‬
‫إسقاط ‪ 10‬طائرات حربية وكذلك إحراق العشرات من الدبابات وقتل ما بين ‪ 700‬و‪ 800‬جندي‬
‫فرنسي‪. 3‬‬
‫عند النظر في حجم اإلمكانات المادية والبشرية نجد أن مخطط شال من المؤكد أنه‬
‫سينجح في القضاء على الثورة وابادتها عن آخرها ألن اإلمكانات غير متكافئة تماما بين‬
‫الطرفين‪ ،‬فالطرف الجزائري أي مجاهدي وسكان هذه الوالية – أوراس النمامشة – ليست لهم‬
‫‪4‬‬
‫أي فرصة في التغلب على القوات الفرنسية رغم أنها أكثر الواليات حيازة للسالح مقارنة بباقي‬

‫‪ - 1‬مسعود فلوسي ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 143‬‬


‫‪ - 2‬لخضر بورقعة ‪ :‬مذكرات الرائد سي لخضر بورقعة شاهد على اغتيال الثورة ‪ ،‬دار الحكمة‪ ،‬الجزائر‪ ،2000،‬ص‪.46‬‬
‫*‪ -‬استشهد خالل عملية أرياج ‪ ،‬حيث أصابته الرصاصة األولى للعدو الفرنسي ‪ ،‬للمزيد أنظر محمد زروال ‪ :‬إشكالية القيادة‬
‫في الثورة ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 458‬‬
‫‪ –3‬الطاهر الزبيري ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 257‬‬
‫‪ -4‬محمد الصالح الصديق ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 125‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى ‪1960 - 1958‬‬

‫الواليات ‪ ،‬إال أن إيمان مجاهدي المنطقة بضرورة الكفاح حتى آخر لحظة جعل المهمة تسير‬
‫بشكل حسن وساعدهم في ذلك معرفتهم بطبيعة المنطقة الوعرة وأيضا اعتيادهم على حرب الكر‬
‫والفر ضد العدو الفرنسي ‪ ،‬وهذا ما أدى إلى الفشل الحتمي حيث القت قوات العدو العديد من‬
‫الصعوبات خالل القيام بهذه العملية ‪ ،‬ولم يتمكنوا رغم طول المدة التي قضوها في أوراس‬
‫النمامشة من فصل الثورة عن الشعب و القضاء على كتائب المجاهدين‪ ،‬وبهذا نستطيع القول‬
‫‪1‬‬
‫دون تحقيق األهداف المرجوة منه ‪ ،‬و أمام هذا الفشل الذريع الذي‬ ‫أن مخطط شال قد انتهى‬
‫منيت به القوات االستعمارية الفرنسية ورغم مساعدات الحلف األطلسي لها لجأت إلى أسلوب‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬وتم استعمال هذه المحتشدات‬ ‫آخر من أساليب القمع والتنكيل تمثل في إنشاء المحتشدات‬
‫حتى تخفي القيادة الفرنسية فشلها في هذا المخطط عن الرأي العام الفرنسي ‪ ،‬و كذلك بهدف‬
‫البحث عن المجاهدين بين السكان الذين تم تجميعهم في المحتشدات ‪ ،‬حتى تتمكن من عزلهم‬
‫عن الثورة و الشعب نهائيا ‪. 3‬‬
‫لقد انتهت العمليات العسكرية الفرنسية ضمن مخطط شال في أوراس النمامشة ولم تستطع‬
‫القوات الفرنسية القضاء على وحدات كوموندونات جيش التحرير الوطني حيث صرح كولونيل‬
‫فرنسي بهذا الخصوص قائال ‪ " :‬ما فائدة الطائرات و الدبابات في محاربة مقاومين مدربين‬
‫على حرب العصابات و يختفون في األحراش خلف الصخور وفي الجبال "‪. 4‬‬
‫وبهذا سقط الحل العسكري وهو ما أدى لتزايد قناعة ديغول بضرورة االتجاه للحل السياسي‬
‫للمشكلة الجزائرية ‪ ،‬حيث يمكن اعتبار إعالن مبدأ تقرير المصير أحد اآلثار لمخطط شال‬
‫الذي الزال مستم ار ‪ ،‬إال أن التقييم األولي لنتائجه دفعت بديغول للتفكير في هذا الحل ‪. 5‬‬

‫‪ -1‬محمد الصالح الصديق ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 125‬‬


‫‪ -2‬عقيلة ضيف اهلل ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 386‬‬
‫‪ -3‬أزغيدي محمد لحسن ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 201‬‬
‫‪ -4‬عمار قليل ‪ :‬ملحمة الجزائر الجديدة ‪ ،‬ج‪ ، 2‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 171‬‬
‫‪ -5‬صالح بلحاج ‪ :‬مخطط شال و أثره في تطوير حرب التحرير ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 204‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى ‪1960 - 1958‬‬

‫إن العمليات العسكرية الفرنسية الكبرى التي خصصت للوالية األولى في الفترة الممتدة ما‬
‫بين ‪ 1962 – 1958‬لم تحقق ما كانت تصبو إليه ‪ ،‬إذ أثبت جيش التحرير الوطني قدرته‬
‫العسكرية ووعيه السياسي في مجابهة السياسة الزجرية االستعمارية الفرنسية حيث تأقلم وتكيف‬
‫مع تطورات ا إلستراتيجية الفرنسية ‪ ،‬وتمكن من إحباط مخططاتها ‪ ،‬وأجبرها على اللجوء إلى‬
‫الحل السياسي إلنهاء الحرب بالجزائر ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬انعكاسات العمليات العسكرية الفرنسية وردود الفعل‬

‫المبحث األول ‪ :‬انعكاسات العمليات العسكرية الفرنسية‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬رد فعل جيش التحرير على العمليات العسكرية الفرنسية‬
‫انعكاسات العمليات العسكرية الفرنسية وردود الفعل‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫سار حجم العمليات العسكرية الفرنسية إبان الثورة التحريرية ‪ 1962 – 1954‬نحو الزيادة‪،‬‬
‫سواء من حيث القوات واألسلحة المستخدمة في العملية الواحدة ‪ ،‬أو الرقعة الجغرافية التي‬
‫كانت تغطيها ‪ ،‬وقد خلفت السياسة القمعية التي انتهجتها السلطات االستعمارية الفرنسية أثا ار‬
‫متعددة على الثورة ‪ ،‬سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي ‪ ،‬وأدت إلى إفراز ردود أفعال‬
‫متعددة في مجملها رافضة للسياسة الترهيبية التدميرية التي تبنتها قوات االحتالل ‪ ،‬وفي الوقت‬
‫الذي كانت فيه فرنسا تعمل على تطوير أساليبها الحربية في الجزائر ‪ ،‬سعى قادة الثورة إلى‬
‫إتباع مجموعة من التدابير الالزمة لتسخير كل الطاقات في الداخل من أجل مواجهة‬
‫استراتيجيات فرنسا الزجرية التي تهدف إلى عزل الثورة ومنع وصول اإلمدادات إليها وبالتالي‬
‫إخمادها والقضاء عليها ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫انعكاسات العمليات العسكرية الفرنسية وردود الفعل‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬انعكاسات العمليات العسكرية الفرنسية‬

‫خلفت السياسة القمعية – العسكرية التي انتهجتها السلطات االستعمارية الفرنسية أثا ار‬
‫متعددة على الجانبين الجزائري والفرنسي ‪ ،‬وعلى الصعيدين الداخلي والخارجي ‪ ،‬إذ كان لهذه‬
‫السياسة انعكاسات واضحة على الجزائريين سواء منهم المدنيين العزل أو مناضلي جيش وجبهة‬
‫التحرير الوطني ‪ ،‬وحتى بعض عناصر النخبة التي أدت إلى إقرار ردود أفعال متنوعة معادية‬
‫في غالبيتها للسياسة اإلجرامية والعمليات العسكرية التي تبنتها قوات االحتالل إلخماد الثورة‬
‫والقضاء عليها ‪ ،‬وقد أدرك قادة الثورة منذ البداية أن تحقيق أي نصر عسكري على فرنسا أمر‬
‫مستبعد ‪ ،‬لذا تبنوا إستراتيجية تستهدف إضعاف الجيش الفرنسي وارباكه ‪ ،‬وايقاع خسائر‬
‫اقتصادية بغرض تعكير صفو الحياة اليومية للمعمرين الفرنسيين وزعزعة الوضع الداخلي ‪،‬‬
‫والعمل على عزل فرنسا في الداخل والخارج‪. 1‬‬

‫على الصعيد الداخلي ‪:‬‬

‫ألحقت العمليات العسكرية الفرنسية أض ار ار كبيرة في صفوف جيش التحرير الوطني ‪،‬‬
‫خاصة في الفترة الممتدة بين ‪ ، 1961 – 1959‬والتي تزامنت مع تطبيق مخطط شال ‪ ،‬حيث‬
‫تدهورت ظروف العيش والنضال ‪ ،‬إذ انتهى الزمن الذي شهد الجنود وهم يتجولون بأعداد كبيرة‬
‫في وضح النهار بأسلحتهم وزيهم العسكري‪ ،‬ولم يبق من الفرق والكتائب إال مجموعات صغيرة‪،‬‬
‫كما تناقصت ال ذخيرة نتيجة الحصار ‪ ،‬وانقطعت االتصاالت بين مختلف األقسام والنواحي في‬
‫الوالية الواحدة وبين بعض الواليات فيما بينها ‪ ،‬فصار انشغال الجنود األساسي هو البقاء وليس‬
‫‪3‬‬
‫القتال‪ ، 2‬فسياسة الحصار التي تبنتها السلطات االستعمارية والمتمثلة في غلق الحدود‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬إبراهيم طاس ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 69‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬صالح بلحاج ‪ :‬تاريخ الثورة الجزائرية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 213‬‬
‫‪3‬‬
‫_ جمال قندل ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 94‬‬
‫‪72‬‬
‫انعكاسات العمليات العسكرية الفرنسية وردود الفعل‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫باألسالك الشائكة ‪ ،‬انعكست سلبا على عملية التسليح ‪ ،‬حيث شهدت تراجعا ملحوظا رغم‬
‫استمرار محاوالت اختراق السد التي أصبحت جد مكلفة ‪ ،‬إذ تعرض الكثير من جنود جيش‬
‫التحرير لإلبادة أثناء محاولتهم العبور ‪ ،‬بسبب انفجار األلغام والقصف المدفعي المكثف ‪ ،‬إلى‬
‫جانب المالحقة والمطاردة من قبل قوات االستعمار‪ ، 1‬وقد أثرت هذه السياسة على نشاط‬
‫وحدات جيش التحرير المتنقلة على الحدود إلى غاية التمكن من إيجاد إستراتيجية فعالة للتقليل‬
‫من خطر األسالك الشائكة المكهربة‪ ، 2‬وبالرغم من أن العمليات العسكرية الفرنسية ألحقت‬
‫ضربات موجعة بالثورة وأفقدتها إطاراتها المؤهلة والمكونة سياسيا ‪ ،‬وحصدت األرواح حيث‬
‫استشهد خالل شهرين فقط حوالي ‪ 6‬آالف مجاهد في منطقة بوشقوف وحدها‪ ، 3‬إال أن الوالية‬
‫األولى أوراس النمامشة بقيت صامدة ولم تطبق التعليمات المتعلقة باالنقسام إلى وحدات‬
‫صغيرة‪ ،‬ذلك كون عمليات شال لم تصل إليها ‪ ،‬وعند تنفيذ كريبان لعملية أرياج في خريف‬
‫‪ 1960‬وجد الوالية أكثر استعدادا للمواجهة‪ ، 4‬وهو ما أجبر السلطات االستعمارية على‬
‫االعتراف بأنها تواجه جيشا منظما تنظيم ا محكما له من التفكير في العمليات الحربية ما‬
‫يستحق التقدير ‪ ،‬وعليه فإن القوة العسكرية القمعية لم تزد الثورة الجزائرية إال قوة وتطو ار رغم‬
‫كل الخسائر البشرية والمادية المترتبة على ذلك‪. 5‬‬

‫أصبحت حرب الجزائر تشكل عبئا ثقيال على االقتصاد الفرنسي إذ تضاعفت النفقات‬
‫العسكرية الفرنسية ‪ ،‬ووصلت تكاليف الحرب إلى ما يعادل مليار فرنك فرنسي في اليوم الواحد‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫لتقفز إلى مليارين ثم ‪3‬مليارات سنة ‪ 1957‬وهي السنة التي عرفت فيها فرنسا أزمة اقتصادية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬جمال قندل ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 94‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬بشير بالح وآخران ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 143‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬يزيد بوهناف ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 194‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬صالح بلحاج ‪ :‬تاريخ الثورة الجزائرية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 223‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬يحيى بوعزيز ‪ :‬موضوعات وقضايا في تاريخ الجزائر والعرب ‪ ،‬ج‪ ، 2‬دار الهدى ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2009 ،‬ص ‪. 582‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬ابراهيم طاس ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 75 ، 74‬‬
‫‪73‬‬
‫انعكاسات العمليات العسكرية الفرنسية وردود الفعل‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫حادة ‪ ،‬وإلدراك قادة الثورة أهمية الجانب االقتصادي في إضعاف العدو ‪ ،‬دعت جبهة التحرير‬
‫الوطني إلى استعمال سالح المقاطعة االقتصادية وأمرت باالمتناع عن استهالك التبغ من شمة‬
‫أو دخان قصد تحطيم اقتصاد العدو‪. 1‬‬

‫لم تقتصر األزمة الفرنسية على الجوانب االقتصادية فقط بل مست بالدرجة األولى الجيش‬
‫الفرنسي ‪،‬الذي يمثل الحجر األساس وعماد هذه الحرب ‪،‬حيث بدأ الضعف يتسلل إلى صفوفه ‪،‬‬
‫فأمام صمود جيش التحرير الوطني رغم قلة الذخيرة واإلمكانيات سواء المادية أو البشرية‬
‫وخاصة في الوالية األولى األوراس ‪ ،‬بدأت نفسية الجيش الفرنسي تتغير ‪ ،‬ولم يتفطن القادة‬
‫الفرنسيون في البداية أن الحرب في الجزائر ليست حرب انتصار أو هزيمة ‪ ،‬وانما هي حرب‬
‫إنهاك وتعب ‪ ،‬فالتعب يحطم أفضل الوحدات العسكرية وذلك حسب تصريح أدلى به ضابط‬
‫فرنسي ‪ ،‬والذي ختمه قائال ‪" :‬احذروا أننا نجتاز الربع ساعة األخير‪ ،‬ولكنه ربع ساعتنا نحن‪" 2‬‬
‫وهكذا اهتزت معنويات الفرنسيين وأصبحوا يعيشون وضعا غامضا ومربكا يتناقض مع الحقيقة‬
‫والواقع ‪ ،‬وهذا الوضع يعد في حد ذاته كسب للثورة ونوع من االنتصار‪. 3‬‬

‫على الصعيد الخارجي ‪:‬‬

‫استغلت جبهة التحرير الوطني العمليات العسكرية القمعية التي شنتها القوات االستعمارية‬
‫على كامل ربوع الوطن للتنديد والتشهير بالجرائم الفرنسية المرتكبة في حق الشعب الجزائري‬
‫األعزل‪ ، 4‬حيث وجهت ضربات قاسية لسمعتها بالخارج ‪ ،‬كما عاشت فرنسا عدم االستقرار‬
‫‪5‬‬
‫السياسي طول فترة الثورة ‪ ،‬إذ توالت على السياسة الفرنسية تسع حكومات أخفقت كلها في‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬إبراهيم طاس ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 77 – 75‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬رحيمة بن حمار ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 158‬‬
‫‪3‬‬
‫_ محمد الصالح الصديق ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 96‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬إبراهيم طاس ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 92‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬عمار قليل ‪ :‬ملحمة الجزائر الجديدة ‪ ،‬ج‪ ، 3‬دار البعث ‪ ،‬قسنطينة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 1991 ،‬ص ‪. 44‬‬
‫‪74‬‬
‫انعكاسات العمليات العسكرية الفرنسية وردود الفعل‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫تصفية الثورة ‪ ،‬خاصة أمام استغالل قادة الوفد الخارج الجزائري للتقارير التي كان يسجلها قادة‬
‫المناطق لكسب التأييد الدولي‪ ، 1‬األمر الذي جعل فرنسا تعيش عزلة دولية وأضحت محط اتهام‬
‫كل سنة في المحافل الدولية وأمام الجمعية العامة لألمم المتحدة ‪ ،‬وليس هذا فقط بل وحتى‬
‫دول الحلف األطلسي مثل إنجلت ار ‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية أصبحت مع مرور الوقت وتزايد‬
‫أعمال العنف والقمع الفرنسية تتحفظ في تأييد مواقف فرنسا وسياستها االستعمارية في الجزائر‪،2‬‬
‫وأمام العنف المتزايد للجيش الفرنسي ضد كل ما هو جزائري تعمقت الهوة بين الجزائريين‬
‫والفرنسيين ‪ ،‬حيث ساهمت عمليات اإلبادة في ابتعاد النخبة الجزائرية عن أفكارها القديمة ‪،‬‬
‫وأخذت أفكارها تقترب من مواقف جبهة التحرير الوطني ‪ ،‬وهذا ما نلمسه في رسائل التنديد التي‬
‫كان يبعث بها المنتخبون الجزائريون للسلطات الفرنسية بسبب القمع واإلبادة ‪ ،‬والتي عبروا فيها‬
‫عن استيائهم لما يتعرض له الشعب الجزائري من قمع وتقتيل ‪ ،‬وطالبوا بالكف عن تدمير القرى‬
‫وابادة السكان وقتل النساء واألطفال والشيوخ‪.3‬‬

‫ساهمت العمليات العسكرية الفرنسية التي شنتها فرنسا ضد الثورة في تدويل القضية‬
‫الجزائرية واخراجها من نطاقها الداخلي الضيق إلى النطاق العالمي ‪ ،‬فبالرغم من أن فرنسا‬
‫سخرت كل إمكاناتها سواء الدبلوماسية أو اإلعالمية للتعتيم عن أعمال العنف وإلقناع الرأي‬
‫العام الدولي أن ما يجري في الجزائر شأن داخلي يخص فرنسا‪ 4‬إال أن الثورة تمكنت من إقناع‬
‫الرأي العام العالمي بأن ما يحدث في الجزائر ليس حركة تمردية ضد نظام شرعي ‪ ،‬وانما هو‬
‫‪5‬‬
‫ثورة شعب حقيقية ضد مستعمر غاشم‪ ،‬وكان أول ظهور للقضية الجزائرية على الساحة الدولية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ابراهيم طاس ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 93‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬سعيد بورنان ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 49‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬إبراهيم طاس ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 93‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬عمار قليل ‪ :‬ملحمة الجزائر الجديدة ‪ ،‬ج‪ ، 3‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 46‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬صالح بلحاج ‪ :‬تاريخ الثورة الجزائرية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 333‬‬
‫‪75‬‬
‫انعكاسات العمليات العسكرية الفرنسية وردود الفعل‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫في مؤتمر باندونغ المنعقد في شهر أفريل ‪ ،1955‬حيث تمت المصادقة على الئحة تؤيد حق‬
‫الشعوب الجزائر ‪ ،‬تونس ‪ ،‬المغرب في تقرير مصيرها ‪ ،‬وتمت إدانة االستعمار الفرنسي‪ ، 1‬إال‬
‫أن أهم عملية أثارت الرأي العام العالمي هي عملية قصف ساقية سيدي يوسف على الحدود‬
‫الجزائرية – التونسية في ‪ 8‬فيفري ‪ ، 1958‬حيث ترتب عن هذه العملية إثارة الرأي العام‬
‫العربي والعالمي ‪ ،‬حيث تضامنت كل الشعوب العربية واإلسالمية مع الشعب التونسي ‪ ،‬كما‬
‫تدخلت الواليات المتحدة األمريكية والحكومة البريطانية لتهدئة األوضاع ‪ ،‬وأبرزت هذه العملية‬
‫الوجه الحقيقي للحرب في الجزائر ‪ ،‬كما أظهرت المخاطر التي تهدد منطقة المغرب العربي من‬
‫جراء رفض فرنسا وضع حل حقيقي لألزمة واستمرارها في إنكار وجود حرب بالجزائر‪. 2‬‬

‫وعموما فإن العمليات العسكرية الفرنسية وان خلفت أضرار وخسائر فادحة في صفوف‬
‫جيش التحرير الوطني سواء مادية أو بشرية ‪ ،‬إال أنها أبرزت نقاط قوته التي أربكت اإلدارة‬
‫االستعمارية ودفعتها إلى التخلي عن الحل العسكري شيئا فشيئا واللجوء إلى حل سياسي يحفظ‬
‫ماء الوجه ‪ ،‬كما كشفت هذه العمليات جرائم االستعمار الفرنسي فكسبت الثورة التعاطف الدولي‬
‫وتأييد هيئة األمم المتحدة لمطالب جبهة التحرير المتمثلة في حق الشعب الجزائري في‬
‫االستقالل ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬رد فعل جيش التحرير على العمليات العسكرية الفرنسية‬

‫بعد أن انطلقت العمليات العسكرية في إطار مخطط شال بهدف القضاء على الثورة ابتداء‬
‫من سنة ‪ ، 1959‬اعتقد الجنرال ديغول أن النصر العسكري على الثورة محقق ال محالة ‪ ،‬وما‬
‫‪3‬‬
‫عزز هذا االعتقاد لديه ما كان يصله من تقارير عسكرية تفيد بأن قوات شال اقتربت كثي ار من‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬صالح بلحاج ‪ :‬تاريخ الثورة الجزائرية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 333‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬بوعالم حمودة ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 401 ، 400‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عمار قليل ‪ :‬ملحمة الجزائر الجديدة ‪ ،‬ج‪ ، 2‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 321‬‬
‫‪76‬‬
‫انعكاسات العمليات العسكرية الفرنسية وردود الفعل‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫تحقيق هدفها ‪ ،‬حيث شكلت الجبال واألرياف الساحة األولى للمواجهة بين الطرفين ‪ ،‬ومنها‬
‫انطلق العمل وتطور‪ ، 1‬فتابع المجاهدون نشاطهم ضد القوات الفرنسية رغم كل الظروف‬
‫الصعبة واستطاعوا أن يوقعوا بين صفوفها العشرات وان لم نقل المئات من اإلصابات منها‬
‫القتلى والجرحى‪. 2‬‬

‫واجه جيش التحرير المخططات العسكرية الفرنسية بطرق تكتيكية تمثلت في ‪:‬‬

‫‪ -‬مضاعفة العمليات العسكرية والفدائية ‪.‬‬


‫‪ -‬إعادة تنظيم جيش التحرير لتسهيل ضرب العدو في أي مكان وفي كل وقت ‪.‬‬
‫‪ -‬سياسة الكر والفر‪. 3‬‬

‫فتصاعدت العمليات التي قام بها جيش التحرير الوطني وعمت أرجاء الوالية األولى العديد من‬
‫المعارك التي خاضها جيش التحرير‪ ،‬الذي اعتمد على قدراته الذاتية رغم التكلفة الثقيلة أحيانا‪،4‬‬
‫فكانت المعارك الحربية التي خاضها جيش التحرير على كافة مساحة الوالية األولى عديدة ‪،‬‬
‫كان الهدف منها اإلطاحة بالعدو والتقليل من شأنه والتصدي لمشاريعه والتي نذكر منها‪:‬‬

‫معركة جبل أرقو ‪ 17‬جون ‪: 1956‬‬

‫بعد انتهاء معركة الجرف اتخذت القيادة المحلية لناحية تبسة من جبل أرقو مق ار قياديا لها‬
‫‪5‬‬
‫نصب المجاهدون المتمركزون في هذا الجبل كمينا لرجال العدو شهر أفريل ‪ 1956‬والذي‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬صالح بلحاج ‪ :‬تاريخ الثورة الجزائرية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 271‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عمار قليل ‪ :‬ملحمة الجزائر الجديدة ‪ ،‬ج‪ ، 2‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 237‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عمار مالح ‪ :‬محطات حاسمة ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 209‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬محمد عباس ‪ :‬نصر بال ثمن الثورة الجزائرية (‪ ، )1962 ، 1954‬دار القصبة للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ، 2007 ،‬ص ‪. 754‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬محمد زروال ‪ :‬اللمامشة في الثورة ‪ ،‬ج‪ ، 3‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2016 ،‬ص ‪. 182‬‬
‫‪77‬‬
‫انعكاسات العمليات العسكرية الفرنسية وردود الفعل‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫تكبدوا فيه خسائر كبيرة في األرواح والعتاد وهو ما نتج عنه رفع الروح المعنوية القتالية للقيادة‬
‫"بشير وارتان ولزهر شريط" الذي أرسل رسالة لقائد الموقع العسكري الفرنسي بمدينة الشريعة‬
‫قائال فيها ‪ ":‬إننا متمركزون في جبل أرقو وننتظر قدومكم للدخول في معركة عسكرية فاصلة "‬
‫وبعد وصول هذه الرسالة للقائد ‪ ،‬بدأت الطائرات االستطالعية تقوم باكتشاف جبل أرقو وهذه‬
‫التطلعات بدأت قبل المعركة ب ‪ 15‬يوما ‪ ،‬حيث تعرضت لنيران المجاهدين المتحصنين بجبل‬
‫أرقو ‪ ،‬وبتاريخ ‪ 16‬جوان ‪ 1956‬كانت أعاد غفيرة من القوات الفرنسية بمختلف األسلحة البرية‬
‫والجوية تحاصر جبل أرقو من جميع أقطاره ‪ ،‬وكان هذا الحصار قد بدأ ليال ‪ ،‬وفي يوم ‪17‬‬
‫جوان ‪ 1956‬على الساعة الرابعة صباحا بدأت الطائرات ‪ B29 ، B26‬تقصف موقع اإلدارة‬
‫في أرقو ‪ ،‬فأذن لزهر شريط اهلل أكبر ثالثة مرات وبدأ المجاهدون بإطالق الرصاص باتجاه‬
‫العدو‪. 1‬‬

‫كان لزهر شريط قائد هذه المعركة‪ ،‬والتي شارك فيها ‪ 600‬مجاهد ضد قوات العدو التي‬
‫تفوق ‪ 5000‬جندي مدعمين بالطائرات المقنبلة والدبابات ومدفعية الميدان‪ ، 2‬لحق سرب آخر‬
‫من الطائرات المقاتلة الذي بدأ يقصف اإلدارة والمجاهدين فتصدى له المجاهد " محمد‬
‫المروكي" بسالحه الرشاش ‪ 29 – 24‬ملم ‪ ،‬واستمر القتال بين الطرفين إلى غاية الثانية عشر‬
‫زواال ‪ ،‬ثم استأنفت المعركة على الساعة الواحدة لكن النشاط الحربي للعدو كان قد قل بسبب‬
‫سقوط ‪ 3‬طائرات واصابة الطائرة الرابعة التي كان على متنها اللواء بيجار ‪ ،‬الذي أصيب‬
‫برصاصة فوق قلبه ‪ ،‬رغم هذه الحال المأساوية التي كان يتخبط فيها رجال العدو إال أن‬
‫المعركة تواصلت طيلة المساء‪. 3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد زروال ‪ :‬اللمامشة في الثورة ‪ ،‬ج‪ ، 3‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 182‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عمار مالح ‪ :‬قائد جيش التحرير الوطني الوالية األولى ‪ ،‬ج‪ ، 1‬دار الهدى ‪ ،‬عين مليلة ‪ ،‬الجزائر ‪، 2007 ،‬‬
‫ص‪. 182‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬محمد زروال ‪ :‬اللمامشة في الثورة ‪ ،‬ج‪ ، 3‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 147‬‬
‫‪78‬‬
‫انعكاسات العمليات العسكرية الفرنسية وردود الفعل‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫كانت معركة جبل أرقو عنيفة ‪ ،‬وأبلى فيها المجاهدون بالءا حسنا ‪ ،‬وكبدوا العدو خسائر‬
‫فادحة تجاوزت ‪ 300‬جندي بين قتيل وجريح وتسببت أيضا في تعطيل السيارات والشاحنات‬
‫واسقاط الطائرات ‪ ،‬أما جهة جيش التحرير فتمثلت الخسائر في ‪ 130‬شهيد وما يفوق ‪30‬‬
‫جريح‪. 1‬‬

‫معركة تازربونت جوان ‪: 1957‬‬

‫كان المجاهدون يتمركزون ب – فايجة عبد المالك – ناحية " الدرمون " وكان عددهم تقريبا‬
‫‪ 250‬مجاهد تحت قيادة الطاهر فرحي ‪ ،‬حيث وصلتهم معلومات بأن العدو حشد قواته التي‬
‫جمعها من " الشريعة ‪ ،‬بئر العاتر ‪ ،‬الماء األبيض ‪ ،‬زوي " فقرر المجاهدون التنقل إلى جبل‬
‫تازربونت بتاريخ ‪ 14‬جوان ‪ ، 1957‬وعقدوا اجتماع طارئ تقرر فيه االعتصام بالجبل واختيار‬
‫المواقع الدفاعية ‪ ،‬وكثفت القيادة نقاط الحراسة ‪ ،‬حيث أرسلت مجموعات من المجاهدين لعدة‬
‫جهات من الجبل لتحديد المواقع التي يتحرك فيها العدو إلى أن وصلت معلومات تفيد بأن‬
‫مجموعات كبيرة للعدو قريبة من الجبل تحتل بعض المواقع مدعومة بالدبابات المدفعية ‪ ،‬وعند‬
‫بزوغ الفجر شوهدت العديد من القوات تزحف باتجاه موقع المجاهدين‪ ،‬فتوغلت بالجبل حتى‬
‫أصبحت قريبة منهم ‪ ،‬وانطلقت رصاصات المجاهدين المصوبة تجاه قوات االحتالل الذين سقط‬
‫العديد منهم لكنهم استمروا في محاولتهم للتقدم رغم كثرة نيران المجاهدين والتي أجبرت العدو‬
‫على عدم التقدم وا لتوقف في أماكنهم ‪ ،‬ففضلوا االستنجاد بالمدفعية التي واصلت رميها لمدة‬
‫‪ 45‬دقيقة تقريبا وبهذا استطاعت قوات العدو أن تخترق المراكز الدفاعية للمجادين وتحولت‬
‫المعركة من مواجهة إلى معركة متالحمة استعملت فيها األسلحة والحجارة والقنابل اليدوية ‪،‬‬
‫واستمرت المعركة إلى أن انتهى هذا اليوم حيث انسحب المجاهدون حاملين جرحاهم‪. 2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عمار مالح ‪ :‬قادة جيش التحرير الوطني ‪ ،‬ج‪ ، 1‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 182‬‬
‫‪ -2‬محمد زروال ‪ :‬اللمامشة في الثورة ‪ ،‬ج‪ ، 3‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 160‬‬
‫‪79‬‬
‫انعكاسات العمليات العسكرية الفرنسية وردود الفعل‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫كانت هذه المعركة غير متكافئة من جميع النواحي حيث قدر عدد المجاهدين بحوالي‬
‫‪ 160‬مجاهد مقابل ‪ 2000‬جندي فرنسي مدعمين بالطائرات والدبابات ومدفعية الميدان التي‬
‫استعملت بكثافة ضد قوات جيش التحرير‪ ،‬وانتهت هذه المعركة باستشهاد حوالي ‪ 125‬مجاهد ‪،‬‬
‫إضافة إلى عدد من الجرحى ‪ ،‬فيما تمكن المجاهدون من القضاء على أكثر من ‪ 100‬جندي ‪،‬‬
‫وأحرقوا عدد من الشاحنات والعربات ‪.‬‬

‫معركة جبل بوعريف " البسباس " ‪ 28‬أكتوبر ‪: 1958‬‬

‫شارك في هذه المعركة فرقة من المجاهدين تحت قيادة المساعد " أحمد أرويبي " مع عدد‬
‫من جنود القسمة الثالثة والناحية الثالثة بوعريف ‪ ،‬كان موقع المعركة إستراتيجي محصن‬
‫بالخنادق الجاهزة كما كان لحوزته جيش التحرير مدفع رشاش من نوع إبران‪ ، 1‬قام العدو‬
‫بتطويق المنطقة واستعمل سالح الطيران‪ ، 2‬إذ استعمل ‪ 16‬طائرة من كل نوع " مقنبلة ‪،‬‬
‫استكشافية ‪ ،‬هليكوبتر " حيث بدأت المعركة في الساعة التاسعة مساءا واستمرت لليل ‪ ،‬وتكبد‬
‫العدو في هذه المعركة خسائر معتبرة ‪ ،‬وكان من بينها ضابط أما الطرف الجزائري فقد استشهد‬
‫منهم ‪ 4‬مجاهدين وهم ‪ :‬شيخي عبد الحفيظ ‪ ،‬عولمي السعيد ‪ ،‬بن زروال ‪ ،‬بوقرة ‪ ،‬إضافة إلى‬
‫عدد من الجرحى‪. 3‬‬

‫معركة أوالد عزوز سبتمبر ‪: 1956‬‬

‫دارت أحداث هذه المعركة في قرية شمال أريس بقيادة المالزم الثاني محمد حابة – قائد‬
‫‪4‬‬
‫الناحية‪-‬إضافة إلى حوالي‪180‬مجاهد كانوا مدعمين بمدافع رشاشة ومدفع هاون‪،‬بدأت أحداث‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عمار مالح ‪ :‬قادة جيش التحرير الوطني ‪ ،‬ج‪ ، 1‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 194 – 186‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عمار مالح ‪ :‬حقائق ووقائع ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 36‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عمار مالح ‪ :‬قادة جيش التحرير الوطني ‪ ،‬ج‪ ، 1‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 194‬‬
‫‪ _4‬عمار مالح ‪ :‬حقائق ووقائع ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 36‬‬
‫‪80‬‬
‫انعكاسات العمليات العسكرية الفرنسية وردود الفعل‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫هذه المعركة على الساعة الثامنة صباحا ‪ ،‬وتواصلت إلى غاية العاشرة ليال ‪ ،‬استخدم فيها‬
‫العدو الطائرات ‪ ،‬الدبابات ‪ ،‬مدفعية الميدان ‪ ،‬تمكن فوجان من جيش التحرير الوطني التابعي‬
‫للناحية األولى أريس من فك الحصار المفروض ليال ‪.‬‬

‫تكبد العدو في هذه المعركة خسائر كبيرة فاقت ‪ 80‬جندي ‪ ،‬اما من طرف المجاهدين‬
‫فكان شهيد واحد و‪ 5‬جرحى ‪ ،‬كما غنموا عدة قطع سالح ‪ ،‬وكان لهذه المعركة صدى كبير في‬
‫األوساط الشعبية نظر للنصر الذي تحقق فيها‪. 1‬‬

‫معركة جبل شيليه ‪ 6‬ديسمبر ‪: 1960‬‬

‫قائد هذه المعركة الضابط الثاني " عبد المجيد عبد الصمد " قائد المنطقة الثانية ‪ ،‬إضافة‬
‫إلى ما يقارب ‪ 100‬مجاهد ‪ ،‬جرت أحداث هذه المعركة في الناحية الثانية شيليه من المنطقة‬
‫الثانية حيث تقرر خوضها رغم القوات التي قدمت لتطويقهم في إطار مخطط شال العسكري‬
‫الذي كان ساريا في هذه الفترة بالوالية األولى ‪ ،‬سخر العدو خالل هذه المعركة كل قواه من‬
‫مدفعي الميدان والطائ ارت والمروحيات والدبابات للقضاء على المجاهدين في شيليه ‪ ،‬لكن‬
‫مقاومة المجاهدين كانت شديدة ‪ ،‬وهو ما أدى إلى خسائر تفوق ‪ 75‬قتيل ‪ ،‬وعدد معتبر من‬
‫الجرحى في صفوف العدو ‪ ،‬أما المجاهدون فبلغ عدد الشهداء ‪ 25‬شهيد ‪ ،‬كان من ضمنهم‬
‫قائد المعركة الضابط الثاني عبد المجيد عبد الصمد‪. 2‬‬

‫في سنة ‪ 1961‬وبعد تراجع العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية األولى أمر السيد‬
‫الطاهر الزبيري مسؤولي المناطق والنواحي والقسمات القيام بهجومات على العدو كل أسبوع‬
‫على أقل تقدير للقيام بإحدى المهام " هدم القناطر ‪ ،‬قطع وتخريب أعمدة الكهرباء والهاتف ‪،3‬‬

‫‪1‬‬
‫_ عمار مالح ‪ :‬حقائق ووقائع ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 36‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عمار مالح ‪ :‬قادة جيش التحرير الوطني ‪ ،‬ج‪ ، 1‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 202 – 199‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬الطاهر زبيري ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 261‬‬
‫‪81‬‬
‫انعكاسات العمليات العسكرية الفرنسية وردود الفعل‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫الهجوم على المراكز العسكرية الواقعة على أطراف القرى والمداشر ‪ "...‬ويقوم بذلك ما بين‬
‫‪1‬إلى ‪ 3‬مجاهدين ‪ ،‬حيث يقومون باالختباء قرب الثكنات مقابل الحراس وقبل المغرب بحوالي‬
‫ساعة يقومون بقنص حارس الثكنة‪ ،‬ويختفون في الغابة فتقوم القوات العسكرية بتمشيط المنطقة‬
‫المجاورة للثكنة لكن دون جدوى ‪ ،‬وفي بعض األحيان تقع اشتباكات خفيفة بين الطرفين ألن‬
‫جيش التحرير كان يتجنب االشتباكات الواسعة ‪ ،‬حيث ال يتدخل الطيران الفرنسي ويقنبل‬
‫المنطقة المتحصنين فيها‪ 1‬حيث يؤكد الرائد الحاج لخضر قائال ‪ " :‬عنصر المبادرة دائما‬
‫بأيدينا" وذلك راجع إلى تأييد الشعب الذي يزداد قوة وتماسكا ‪ ،‬إضافة إلى معرفة الميدان ‪ ،‬لقد‬
‫كان جيش التحرير بالوالية األولى قد تحسن واستعاد قوته بجهود الزبيري والسويعي ورفاقهما ‪،‬‬
‫الذي كان أكثر قوة وعزم على مواصلة الكفاح حتى التتويج النهائي الذي أصبح وشيكا وهو‬
‫استعادة االستقالل والسيادة الوطنية‪. 2‬‬

‫معركة فوذ أقالل ( المحمل ) ‪ 3 – 2‬أفريل ‪: 1961‬‬

‫كانت هذه المعركة بقيادة المالزم " محمد الطاهر عزوي " وما يقارب ‪ 200‬مجاهد من‬
‫جيش التحرير ‪ ،‬حيث قام العدو بتطويق واسع على هذه المنطقة في نطاق حمالته الكبرى –‬
‫مخطط شال العسكري – استعمل في ذلك قوات كبرى من الطائرات والدبابات ومدفعية الميدان‬
‫إضافة إلى المروحيات وآالف العساكر ‪ ،‬بدأت المعركة في يومها األول ‪ ،‬وكان النصر فيها‬
‫حليفا للمجاهدين حيث تكبد العدو خسائر كبيرة في األرواح مقابل شهيدين في صفوف‬
‫الجزائريين واستمرت المعركة في يومها الثاني ‪ ،‬وعمل العدو للسيطرة على ساحة المعركة ‪،‬لكن‬
‫‪4‬‬
‫صمد المجاهدون‪3‬في هذه المعركة التي دامت يومين تكبد فيها العدو ما يفوق ‪ 130‬بين قتلى‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الطاهر زبيري ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 261‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد عباس ‪ :‬نصر بال ثمن ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 558 _ 550‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عمار مالح ‪ :‬وقائع وحقائق ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 47‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬عمار مالح ‪ :‬قادة جيش التحرير الوطني ‪ ،‬ج‪ ، 1‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 203‬‬
‫‪82‬‬
‫انعكاسات العمليات العسكرية الفرنسية وردود الفعل‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫وجرحى ‪ ،‬أما المجاهدون فكان منهم ‪ 19‬شهيدا وأسر ثالثة مجاهدين تم إعدامهم فيما بعد كما‬
‫ضاع منهم مدفعين رشاشين ‪. 29 – 24‬‬

‫معركة بلقو ‪ 25‬جانفي ‪: 1962‬‬

‫كان بقيادة عمار مالح ومحمد بومعراف والمالزمون " بوزوران محمد ‪ ،‬الوردي صمادي ‪،‬‬
‫محمد عثامنة " إضافة إلى عدد من المجاهدين يتعدى عددهم ‪ 40‬مجاهد ‪ ،‬بدأت أحداث هذه‬
‫المعركة منذ الصباح استعمل فيها العدو الفرنسي سالح الطيران لضرب المجاهدين وانتشرت‬
‫المعركة فتدخلت الدبابات والمدفعية لضمان السيطرة على مواقع المجاهدين لكن دون فائدة‬
‫ترجى ‪ ،‬واستمرت المعركة حت ى المساء ‪ ،‬وتكبد العدو فيها خسائر معتبرة في الجيوش ‪ ،‬كما‬
‫استشهد ‪ 9‬مجاهدين ‪ ،‬كان من بينهم المالزم الثاني محمد بومعراف قائد الناحية الثانية الذي‬
‫استشهد في اليوم الثاني للمعركة‪. 1‬‬

‫لم يقتصر رد الفعل على الصعيد الداخلي فحسب ‪ ،‬بل عملت القيادة على نقل العمليات‬
‫الفدائية إلى فرنسا نفسها ‪ ،‬بهدف توسيع ميدان المعركة وتشتيت قوات العدو لتخفيف العبء‬
‫على المقاومة في الجزائر ومحاولة لتأليب األوساط الشعبية على السياسة الفرنسية‪ 2‬حيث‬
‫اهتزت فرنسا يوم ‪ 25‬أوت ‪ 1958‬من لوهافر شماال موربيان جنوبا مرو ار بباريس نفسها على‬
‫الطابع‬ ‫وقع عملية فدائية لفتت أنظار الرأي العام الدولي‪ ، 3‬وفي الحروب الشعبية ذات‬
‫التحرري تتكامل العوامل السياسية والعسكرية ‪ ،‬ويكتسي العامل العسكري أهمية خاصة إال أن‬
‫‪4‬‬
‫طبيعة الكفاح في جوهرها سياسية لذا دعمت جبهة التحرير الوطني جيش التحرير الوطني‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عمار مالح ‪ :‬قادة جيش التحرير ‪ ،‬ج‪ ، 1‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 205 - 204‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- ALI Haroun : LA 7e WILAYA LA GUERRE DU FLN en France 1954 – 1962 , Edition‬‬
‫‪Casbah , 1996 , P140 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬محمد عباس ‪ :‬نصر بال ثمن ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 536‬‬
‫‪ -4‬يزيد بوهناف ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 144‬‬
‫‪83‬‬
‫انعكاسات العمليات العسكرية الفرنسية وردود الفعل‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫وأعلنت عن تأسيس الحكومة المؤقتة في ‪ 19‬سبتمبر ‪ 1958‬التي خلفت لجنة التنسيق والتنفذ‬
‫وذلك بهدف التعريف بالقضية الجزائرية وطرحها على الساحة الدولية من جهة والتشهير بجرائم‬
‫إسترتجيتها العسكرية القمعية لكسب الدعم والتعاطف الدولي‪. 1‬‬
‫ا‬ ‫فرنسا وفضح‬

‫وعموما فقد تمكن جيش التحرير الوطني وجبهة التحرير الوطني من مجابهة اإلستراتيجية‬
‫العسكرية الزجرية للسلطات االستعمارية ‪ ،‬معتمدا على قدراته الذاتية بشكل أساسي عن طريق‬
‫تعبئة الشعب واالستفادة من جميع اإلمكانات والطاقات المتاحة مهما كانت بسيطة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد عباس ‪ :‬نصر بال ثمن ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 536‬‬
‫‪84‬‬
‫انعكاسات العمليات العسكرية الفرنسية وردود الفعل‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫أدت العمليات العسكرية الفرنسية بالوالية األولى – أوراس النمامشة – إلى إفراز انعكاسات‬
‫على الصعيدين الداخلي والخارجي على كال الطرفين الجزائري والفرنسي ‪ ،‬أدت إلى عرض‬
‫القضية الجزائرية في المحافل الدولية بداية من مؤتمر باندونغ ‪ ، 1955‬كما انعكست على‬
‫االقتصاد الفرنسي بالسلب ‪ ،‬كذلك قام جيش التحرير بردود أفعال تمثلت في المعارك بمختلف‬
‫مناطق الوالية التي كان مخطط شال ساريا فيها ‪ ،‬واستمرت هذه المعارك إلى غاية التتويج‬
‫باالستقالل الوطني ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫الخاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫الخاتمـــة ‪:‬‬

‫من خالل دراستنا لموضوع العمليات العسكرية الفرنسية الكبرى في الوالية األولى ‪- 1956‬‬
‫‪ 1962‬توصلنا إلى ‪:‬‬

‫‪ -‬لم تكن الثورة التحريرية وليدة فترة معينة ‪ ،‬كما أنها لم تحدث صدفة وانما هي نتيجة جملة‬
‫من األزمات التي سبقت سنة ‪. 1954‬‬

‫‪ -‬تعد منطقة األوراس مهد الثورة ومعقلها األول ‪ ،‬ويرجع ذلك إلى مجموعة من المميزات‬
‫الطبيعية والبشرية ‪ ،‬لذا لعبت دو ار رياديا خالل الثورة ‪ ،‬فشهدت إقباال شعبيا ساهم في إنجاحها‪.‬‬

‫‪ -‬شكلت ثورة أول نوفمبر ‪ 1954‬صدمة كبيرة لفرنسا ‪ ،‬ما جعلها تخرج جميع أوراقها‬
‫القمعية التعسفية لتهدئة األوضاع منذ الوهلة األولى النطالقها ‪.‬‬

‫‪ -‬فرضت السلطات االستعمارية حصا ار خانقا على األوراس ‪ ،‬كما قامت بعدة حمالت‬
‫تمشيط لخنق الثورة في مهدها ‪ ،‬فاألوراس كانت محط أنظار قوات االحتالل منذ انطالق أول‬
‫رصاصة إذ اعتبرتها وك ار للثوار ‪.‬‬

‫‪ -‬لم تسلم الوالية التاريخية األولى أوراس _ النمامشة من العمليات العسكرية الفرنسية التي‬
‫شنتها القوات االستعمارية بهدف إخماد الثورة والقضاء عليها ‪.‬‬

‫‪ -‬زاوجت اإلدارة االستعمارية بين اإلستراتيجية العسكرية القمعية والسياسة الترغيبية ‪،‬‬
‫المتصاص غضب الشعب الجزائري وعزله عن الثورة ‪.‬‬

‫‪ -‬استهدفت العمليات العسكرية الفرنسية الكبرى في الوالية التاريخية األولى أوراس _‬


‫النمامشة المدنيين العزل ‪.‬‬

‫‪ -‬يعد مخطط شال من أضخم العمليات العسكرية الفرنسية والذي كان له صدى كبير‪،‬‬
‫باعتبارها أصعب والية من بين الواليات‬ ‫وكانت األوراس خخر محطة ضمن هذا البرنام‬
‫األخرى حسب تقدير شال ‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫الخاتمـــة ‪:‬‬

‫‪ -‬عرفت أوراس النمامشة عدة عمليات عسكرية في الفترة الممتدة ما بين ‪1962 – 1956‬‬
‫أبرزها عملية الش اررة ‪ ،‬المذراة ‪ ،‬أرياج األخيرة أثبتت للسلطات االستعمارية تكاثف جهود الثوار‬
‫في مختلف الواليات التاريخية ضدها ‪ ،‬فمظاهرات ‪ 11‬ديسمبر ‪ 1960‬كانت سببا في فشل هذه‬
‫العملية وتخفيف الضغط على الوالية األولى ‪.‬‬

‫‪ -‬رغم فضاعة الممارسات الفرنسية في الوالية األولى إال أن قادة جيش التحرير تمكنوا من‬
‫الصمود ومواجهة األعمال القمعية خاصة أمام تزايد الدعم الشعبي للثورة ‪.‬‬

‫‪ -‬أثبت جيش التحرير الوطني قدرته على المواجهة العسكرية وحقق العديد من االنتصارات‬
‫على جيش العدو الفرنسي ‪.‬‬

‫‪ -‬واجهت الوالية األولى أوراس _ النمامشة المخططات االستعمارية وتمكنت من الصمود‬


‫طيلة فترة الثورة التحريرية ‪.‬‬

‫‪ -‬جاءت األعمال التعسفية االستعمارية ضد الشعب الجزائري بنتائ عكسية خاصة في‬
‫الوالية األولى ‪ ،‬إذ زادت من التفافه حول الثورة إذ وجد فيها السبيل الوحيد للتخلص من‬
‫االستعمار‪.‬‬

‫‪ -‬ساهمت العمليات العسكرية الفرنسية في فضح جرائم االستعمار ‪ ،‬وعجلت في طرح‬


‫القضية الجزائرية في المحافل الدولية وذلك بفضل مجهودات الدبلوماسية الجزائرية التي استغلت‬
‫التقارير التي كان يكتبها قادة الواليات للتنديد باألعمال القمعية والسياسة الزجرية التي تبنتها‬
‫اإلدارة االستعمارية من أجل الحفاظ على الجزائر‪.‬‬

‫وعموما وجدت العمليات العسكرية الفرنسية بالوالية األولى منذ اندالع الثورة إستراتيجية‬
‫مضادة شنها جيش التحرير وجبهة الوطني ‪ ،‬حيث تكيفت وتأقلمت مع تطورات اإلستراتيجية‬
‫الفرنسية وحققت األهداف المرجوة منها وعلى رأسها االستقالل ‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫المالحـــــــــــــــــــــــــــــــــق‬
‫المالحق ‪:‬‬

‫المحلق رقم ‪ : 01‬خريطة توضح توزيع العمليات الهجومية ليلة الفاتح نوفمبر ‪1954‬‬
‫بمنطقة األوراس ‪.‬‬

‫‪ -1‬عمار قليل ‪ :‬ملحمة الجزائر الجديدة ‪ ،‬ج‪ ، 1‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 206‬‬

‫‪90‬‬
‫المالحق ‪:‬‬

‫الملحق رقم ‪ :02‬خريطة توضح التقسيم السياسي والعسكري للواليات عقب مؤتمر الصومام‬

‫‪ – 1‬عبد الواحد بوجابر ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 320‬‬

‫‪91‬‬
‫المالحق ‪:‬‬

‫الملحق رقم ‪ :03‬خريطة توضح التقسيم العسكري للوالية األولى األوراس عقب مؤتمر‬
‫الصومام‬

‫‪ -1‬عمار مالح ‪ :‬وقائع وحقائق ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬

‫‪92‬‬
‫المالحق ‪:‬‬

‫الملحق رقم ‪ :04‬خريطة تبين مواقع انتشار الوحدات العسكرية الفرنسية في الجزائر‬

‫‪1‬‬
‫ـ إبراهيم طاس ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 506‬‬

‫‪93‬‬
‫المالحق ‪:‬‬

‫الملحق رقم ‪ :05‬صورة توضح عملية إنزال األسالك الشائكة بميناء الجزائر للشروع بعملية‬
‫اإلنجاز‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ـ جمال قندل ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 217‬‬

‫‪94‬‬
‫المالحق ‪:‬‬

‫الملحق رقم ‪ : 06‬صورة توضح مراقبة الخط المكهرب بالرادارات التي غطت منطقة تبسة ‪،‬‬
‫نقرين ‪.‬‬

‫‪ – 1‬جمال قندل ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 224‬‬

‫‪95‬‬
‫المالحق ‪:‬‬

‫الملحق رقم ‪ : 07‬مخطط يوضح عملية الشرارة‬

‫‪ - 1‬عبد الحميد زوزو ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 545 ، 544‬‬

‫‪96‬‬
‫قائمـــة المصــــــادر والمراجــــــــــع‬
‫قائمـــــة المصـــــادر والمراجـــــع‬

‫*القرآن الكريم ‪:‬‬


‫قائمـــة المصـــادر والمراجـــع ‪:‬‬
‫أوال – المصــادر باللغــة العربيــة ‪:‬‬
‫‪ 1.1‬المذكرات الشخصية ‪:‬‬
‫‪ -10‬بورقعة لخضر‪ ،‬مذكرات الرائد سي لخضر بورقعة شاهد على اغتيال الثورة‪ ،‬دار الحكمة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2111 ،‬‬
‫‪ -12‬ديغول شارل‪ ،‬مذكرات األمل‪ ،‬التجديد ‪ ،0962-0958‬تر ‪ :‬سموحي فوق العادة ‪ ،‬ط‪،0‬‬
‫منشورات عويدات ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪.0980 ،‬‬
‫‪ -10‬زبيري الطاهر‪ ،‬مذكرات آخر قادة األوراس التارخيين(‪ ،)0962-0929‬منشورات‬
‫‪ ،ANEP‬الرويبة‪ ،‬الجزائر‪.2118،‬‬
‫‪ -10‬سعدي عثمان بن الحاج‪ ،‬مذكرات الرائد عثمان سعدي بن الحاج‪ ،‬ط‪ ،0‬دار األمة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2111،‬‬
‫‪ -15‬سعيداني الطاهر‪،‬مذكرات الطاهر سعيداني‪،‬القاعدة الشرقية قلب الثورة النابض‪ ،‬دار األمة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2101،‬‬
‫‪ -16‬صم محمد‪ ،‬مذكرات المجاهد صم‪ ،‬القواعد الخلفية لجيش التحرير الوطني بالمغرب‪،‬‬
‫إصدارات و ازرة المجاهدين والمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة‬
‫أول نوفمبر ‪ ،0950‬الجزائر‪.2106،‬‬
‫‪ -10‬فلوسي مسعود‪ ،‬مذكرات مصطفى مرادة‪-‬بن نوي‪ -‬شهادات ومواقف من مسيرة الثورة في‬
‫الوالية األولى‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬عين مليلة‪ ،‬الجزائر‪.2119،‬‬
‫‪ -18‬كافي علي‪ ،‬مذكرات علي كافي من المناضل السياسي إلى القائد العسكري ‪-0906‬‬
‫‪ ،0962‬دار القصبة‪ ،‬الجزائر‪.0999،‬‬
‫‪ -19‬مالح عمار‪ ،‬من مذكرات و وثائق الرائد عمار مالح‪-‬وقائع وحقائق الثورة التحريرية‬
‫باألوراس‪-‬الناحية(‪ )0‬بوعريف‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪.2110،‬‬
‫‪98‬‬
‫قائمـــــة المصـــــادر والمراجـــــع‬

‫‪ 2.1‬الكتب ‪:‬‬
‫‪ -10‬بوجابر عبد الواحد‪ ،‬الجانب العسكري للثورة الجزائرية‪ ،‬الوالية األولى‪ ،‬المنطقة الخامسة‪،‬‬
‫أوراس النمامشة‪( ،‬د‪ .‬م‪ .‬ط)‪( ،‬د‪ .‬س‪ .‬ط)‪.‬‬
‫‪ -12‬بوضياف محمد‪ ،‬التحضير ألول نوفمبر‪ ،‬ط‪ ،0‬دار النعمان‪ ،‬الجزائر‪.2101،‬‬
‫‪ -10‬تقية محمد‪ ،‬حرب التحرير في الوالية الرابعة‪ ،‬تر‪ :‬بشير بولفراق‪ ،‬دار القصبة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2102،‬‬
‫‪ -10‬حربي محمد‪ ،‬جبهة التحرير الوطني‪ ،‬األسطورة و الواقع‪ ،‬الجزائر ‪، 0962 - 0950‬‬
‫تر‪ :‬كيمل قيصر داغر‪ ،‬ط‪ ،0‬دار الكلمة‪ ،‬لبنان‪.0980،‬‬
‫‪ -15‬حربي محمد‪،‬الثورة الجزائرية‪ ،‬سنوات المخاض‪ ،‬تر‪ :‬نجيب عباد‪ ،‬فوقم للنشر‪،‬‬
‫الجزائر‪.0990،‬‬
‫‪ -16‬زروال محمد‪ ،‬اللمامشة في الثورة‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.2110،‬‬
‫‪ -10‬زروال محمد‪ ،‬إشكالية القيادة في الثورة الجزائرية‪-‬الوالية األولى أنموذجا‪ ، -‬طبعة خاصة‬
‫بو ازرة المجاهدين‪ ،‬الجزائر‪.2110،‬‬
‫‪ -18‬الصديق محمد الصالح‪ ،‬كيف ننسى و هذه جرائمهم؟‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.2102،‬‬
‫‪ -19‬عزوي محمد الطاهر‪ ،‬واقع الثورة في الوالية األولى باألوراس في السنوات األولى بين‬
‫توحيد القيادة و تفكيكها‪ ،‬إنتصارات إختالفات‪ ،‬الثورة الجزائرية‪ ،‬أحداث و تأمالت‪ ،‬مطابع عمار‬
‫قرفي‪ ،‬الجزائر‪.0990،‬‬
‫‪ -01‬فرال دومينيك‪ ،‬معركة جبال النمامشة(‪ ،)0962-0950‬مثال ملموس من حرب‬
‫العصابات‪ ،‬الحرب المضادة‪ ،‬تر‪ :‬مسعود حاج مسعود‪ ،‬دار القصبة‪ ،‬الجزائر‪.2118،‬‬
‫‪ -00‬قليل عمار‪ ،‬ملحمة الجزائر الجديدة‪ ،‬ج‪ ،0‬ط‪ ،0‬دار البعث‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.0990،‬‬
‫‪ -02‬قليل عمار‪ ،‬ملحمة الجزائر الجديدة‪ ،‬ج‪ ،2‬ط‪ ،0‬دار البعث‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.0990،‬‬
‫‪ -00‬قليل عمار‪ ،‬ملحمة الجزائر الجديدة‪ ،‬ج‪ ،0‬ط‪ ،0‬دار البعث‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.0990،‬‬
‫‪ -00‬قداش محفوظ‪ ،‬وتحررت الجزائر‪ ،‬تر ‪ :‬العربي بينون‪ ،‬دار األمة‪ ،‬الجزائر‪.2100،‬‬
‫‪99‬‬
‫قائمـــــة المصـــــادر والمراجـــــع‬

‫‪ -05‬كشيدة عيسى‪ ،‬مهندسوا الثورة‪ ،‬شهادة‪ ،‬تر‪ :‬موسى أشرشور‪ ،‬ط‪ ،2‬منشورات الشهاب‪،‬‬
‫الجزائر‪.2101،‬‬
‫‪ -06‬مالح عمار‪ ،‬محطات حاسمة في ثورة أول نوفمبر‪ ،0950‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪.2110،‬‬
‫‪ -00‬مالح عمار‪ ،‬قادة جيش التحرير الوطني الوالية األولى‪ ،‬ج‪ ،0‬دار الهدى‪ ،‬عين مليلة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2110،‬‬
‫‪ -08‬مالح عمار‪ ،‬قادة جيش التحرير الوطني الوالية األولى‪ ،‬ج‪ ،2‬دار الهدى‪ ،‬عين مليلة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2102،‬‬
‫‪ 3.1‬الجرائد ‪:‬‬
‫‪ -10‬جريدة المجاهد‪ ،‬العدد‪ ،0‬يوم ‪.0958/19/09‬‬
‫ثانيا – المصــادر باللغــة األجنبيــة ‪:‬‬
‫‪01- HAROUN ALI, LA 7e WILAYA GUERRE DU FLN France 1954-‬‬
‫‪1962, EDITIONS CASBAH, 1996.‬‬
‫‪02- Mahsas Ahmed, Le mouvement Révolutionnaire En Algérie De La‬‬
‫‪1er Guerre Mondiale á 1954, el Maarifa, Alger,2007.‬‬

‫ثالثا – المراجــع باللغــة العربيــة ‪:‬‬


‫‪ 1.3‬الكتــب ‪:‬‬
‫‪ -10‬احدادن زهير‪ ،‬المختصر في تاريخ الثورة الجزائرية ‪ ،0962-0950‬ط‪ ،2‬مؤسسة إحدادن‬
‫للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2110،‬‬
‫‪ -12‬أزغيدي محمد لحسن‪ ،‬مؤتمر الصومام وتور ثورة التحرير الوطني الجزائرس ‪-0956‬‬
‫‪ ،0962‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.2119،‬‬
‫‪ -10‬بالح بشير و آخران‪ ،‬تاريخ الجزائر المعاصر‪،‬ج‪ ،2‬دار المعرفة‪ ،‬الجزائر‪.2101،‬‬

‫‪100‬‬
‫قائمـــــة المصـــــادر والمراجـــــع‬

‫‪ -10‬بن حمودة بوعالم‪ ،‬الثورة الجزائرية‪ ،‬ثورة أول نوفمبر ‪ ،0950‬معالمها األساسية‪ ،‬دار‬
‫النعمان‪ ،‬الجزائر‪.2102،‬‬
‫‪ -15‬بوحوش عمار‪ ،‬التاريخ السياسي للجزائر من البداية ولغاية ‪ ،0962‬ط‪ ،0‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.0990،‬‬
‫‪ -16‬بورغدة رمضان‪ ،‬الثورة الجزائرية و الجنرال ديغول(‪، )0962-0958‬سنوات الحسم‬
‫والخالص‪ ،‬منشورات بونة للبحث والدراسات‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪.2102،‬‬
‫‪ -10‬بورنان سعيد‪ ،‬شخصيات بارزة في كفاح الجزائر(‪، )0962-0801‬أبرز قادة ثورة نوفمبر‬
‫‪،0950‬ج‪ ،0‬ط‪ ،2‬دار األمل‪ ،‬الجزائر‪.2110،‬‬
‫‪ -18‬بوعزيز يحيى‪ ،‬ثورات الجزائر في القرنين التاسع عشر والعشرين‪ ،‬دار البعث‪،‬‬
‫الجزائر‪.0981،‬‬
‫‪-19‬بوعزيز يحيى‪ ،‬موضوعات وقضايا في تاريخ الجزائر والعرب‪،‬ج‪ ،2‬دار الهدى‪،‬‬
‫الجزائر‪.2119،‬‬
‫‪-01‬بوعزيز يحيى‪ ،‬الثورة في الوالية الثالثة ‪ ،0962-0950‬ط‪ ،2‬دار األمة‪ ،‬الجزائر‪.2101،‬‬
‫‪ -00‬بوقريوة لمياء‪ ،‬تطور الثورة التحريرية الجزائر و اإلستراتيجية الفرنسية للقضاء‬
‫عليها(‪ ، )0959-0958‬دار الهدى‪ ،‬عين مليلة‪ ،‬الجزائر‪.2100،‬‬
‫‪ -02‬بومالي احسن‪ ،‬أول نوفمبر ‪ ،0950‬بداية النهاية لـ "خرافة" الجزائ الفرنسية‪ ،‬دار‬
‫المعرفة‪ ،‬الجزائر‪.2101،‬‬
‫‪ -00‬بومالي احسن‪ ،‬أدوات التجنيد والتعبئة الجماهيرية أثناء الثورة التحريرية الجزائرية ‪-0950‬‬
‫‪ ،0956‬دار المعرفة‪ ،‬الجزائر‪.2101،‬‬
‫‪ -00‬حفظ اهلل بوبكر‪ ،‬التموين والتسليح إبان ثورة أول نوفمبر‪ ،0962-0950‬طاكسيج كوم‬
‫للنشر‪ ،‬الجزائر‪.2100،‬‬
‫‪ -05‬حفظ اهلل بوبكر‪ ،‬التطورات العسكرية بمنطقة تبسة إبان الثورة التحريرة من خالل أرشيف‬
‫ما وراء البحار‪ ،‬سوهام‪ ،‬الجزائر‪.2100،‬‬
‫‪101‬‬
‫قائمـــــة المصـــــادر والمراجـــــع‬

‫‪ -06‬الزبيري محمد العربي‪ ،‬الثورة الجزائرية في عامها األول‪،‬ط‪ ،0‬دار البعث‪ ،‬الجزائر‪.0980،‬‬
‫‪ -00‬الزبيري محمد العربي‪ ،‬تاريخ الجزائر المعاصر(‪ ،)0962-0950‬ج‪ ،2‬منشورات إتحاد‬
‫الكتاب العرب‪(،‬د‪ .‬س‪ .‬ط)‪.0999،‬‬
‫‪ -08‬زوزو عبد الحميد‪ ،‬محطات في تاريخ الجزائر‪ ،‬دراسات في الحركة الوطنية والثورة‬
‫التحريرية(على ضوء وثائق جديدة)‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.2110،‬‬
‫‪ -09‬سعيدي وهيبة‪ ،‬الثورة الجزائرية ومشكلة السالح(‪ ،)0962-0950‬دار المعرفة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2119،‬‬
‫‪ -21‬شريط لخضر وآخرون‪ ،‬إستراتيجية العدو الفرنسي لتصفية الثورة الجزائرية‪ ،‬منشورات‬
‫المركز الوطني والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر‪ ،0950‬الجزائر‪.2110،‬‬
‫‪ -20‬صالح بلحاج‪ ،‬تاريخ الثورة الجزائرية‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬الجزائر‪.2118،‬‬
‫‪ -22‬ضيف اهلل عقيلة‪ ،‬التنظيم السياسي واإلداري للثورة ‪ ،0962-0950‬ط‪ ،0‬دار البصائر‬
‫الجديدة‪ ،‬الحراش‪ ،‬الجزائر‪.2100،‬‬
‫‪-20‬طاس إبراهيم‪ ،‬السياسة الفرنسية في الجزائر وانعكاساتها على الثورة ‪ ،0958-0956‬دار‬
‫الهدى‪ ،‬الجزائر‪.2100،‬‬
‫‪ -20‬طالس مصطفى‪ ،‬الثورة الجزائرية‪ ،‬دار الرائد للكتاب‪ ،‬الجزائر‪(،‬د‪ .‬س ط)‪.‬‬
‫‪ -25‬عباس محمد‪ ،‬الثورة الجزائرية نصر بال ثمن (‪ ،)0962-0950‬دار القصبة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2119،‬‬
‫‪ -26‬عباس محمد‪ ،‬ثوار عظماء‪ ،‬شهادات ‪00‬شحضية وطنية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.2102 ،‬‬
‫‪ -20‬عثماني مسعود‪ ،‬الثورة التحريرية أمام الرهان الصعب‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬عين مليلة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2100،‬‬
‫‪ -28‬غربي الغالي‪ ،‬فرنسا والثورة الجزائرية‪ ،0958-0950‬دراسة في السياسات والممارسات‪،‬‬
‫دار غرناطة‪ ،‬الجزائر‪.2119،‬‬

‫‪102‬‬
‫قائمـــــة المصـــــادر والمراجـــــع‬

‫‪ -29‬غسكالي زايد‪ ،‬بوعريف تاريخ وصمود‪ ،‬قرفي وشركاؤه للنشر و التوزيع‪ ،‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪(،‬د‪.‬‬
‫س‪ .‬ط)‪.‬‬
‫‪ -01‬قندل جمال‪ ،‬خط موريس و شال على الحدود الجزائرية التونسية والمغربية وتأثيراتهما‬
‫على الثورة الجزائرية ‪ ،0962-0950‬ط‪ ،0‬دار الضياء‪ ،‬الجزائر‪.2116،‬‬
‫‪ -00‬مطمر محمد العيد‪ ،‬ثورة نوفمبر‪ 50‬في الجزائر(‪ ،)0962-0950‬أوراس النمامشة أو‬
‫فاتحة النار‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬عين مليلة‪ ،‬الجزائر‪(،‬د‪ .‬س‪ .‬ط)‪.‬‬
‫‪ -02‬مقالتي عبد اهلل‪ ،‬العالقات الجزائرية المغاربية إبان الثورة التحريرية‪ ،‬ج‪ ،2‬دار بوسعادة‪،‬‬
‫الجزائر‪(،‬د‪ .‬س‪ .‬ط)‪.‬‬
‫‪ -00‬مياسي إبراهيم‪ ،‬مقاربات في تاريخ الجزائر ‪،0962-0801‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.2102،‬‬
‫‪ -00‬كتاب مرجعي عن الثورة التحريرية ‪ ،0962-0950‬منشورات المركز الوطني للدراسات‬
‫والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر‪،0950‬الجزائر‪.2110،‬‬
‫‪ 2.3‬الجرائـد و الدوريـات ‪:‬‬
‫‪ -10‬مجلة تاريخ المغرب العربي‪ ،‬العدد‪ ،0‬جوان‪.2101‬‬
‫‪ -12‬مجلة الذاكرة‪ ،‬العدد‪ ،6‬نوفمبر‪،2111‬‬
‫‪ -10‬مجلة المصادر‪ ،‬العدد‪ ،8‬إصدار المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية‬
‫وثورة أول نوفمبر‪ ،‬دار الحكمة للطباعة ‪.2110،‬‬
‫‪ -10‬مجلة المصادر‪ ،‬العدد‪ ،02‬إصدار المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية‬
‫وثورة أول نوفمبر‪ ،‬دار الحكمة للطباعة ‪.2115،‬‬
‫‪ 3.3‬الرسائـل الجامعيـة ‪:‬‬
‫‪ -10‬بن حمار رحيمة‪ ،‬إستراتيجية روبير الكوست لقمع الثورة الجزائرية ‪،0958-0956‬مذكرة‬
‫ماستر في التاريخ الحديث والمعاصر‪ ،‬خميس مليانة‪.2105 ،‬‬
‫‪ -12‬بن دارة محمد‪ ،‬الحرب النفسية الفرنسية ورد فعل الثورة الجزائرية ‪،0961-0955‬‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واإلجتماعية‪ ،‬الجزائر‪.2118 ،‬‬
‫‪103‬‬
‫قائمـــــة المصـــــادر والمراجـــــع‬

‫‪ -10‬بوهناف يزيد‪ ،‬مشاريع التهدئة الفرنسية إبان الثورة التحريرة وانعكاساتها على المسلمين‬
‫الجزائريين ‪ ،0962-0950‬مذكرة ماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر‪ ،‬باتنة‪.2110 ،‬‬
‫‪ -10‬عمراوي أمينة‪ ،‬دور المنطقة األولى(األوراس‪-‬النمامشة) في الثورة التحريرية ‪-0950‬‬
‫‪ ،0956‬مذكرة ماستر في التاريخ المعاصر‪ ،‬بسكرة‪.2100 ،‬‬
‫‪ -15‬عناني خليصة‪ ،‬الوالية األولى في الثورة "المنطقة الرابعة أنموذجا ‪،" 0962-0956‬‬
‫مذكرة ماستر في تاريخ الثورة التحريرية‪ ،‬باتنة‪.2100 ،‬‬
‫‪ -16‬مناصرية حدة‪ ،‬المجلس الوطني للثورة الجزائرية وعالقته بالداخل والخارج(‪-0956‬‬
‫‪ ،)0962‬مذكرة ماستر في التاريخ المعاصر‪ ،‬تبسة‪.2106 ،‬‬
‫‪ -10‬نصر اهلل فريد‪ ،‬التطور السياسي والعسكري والتنظيمي للثورة التحريرية بمنطقة تبسة‬
‫‪ ،0958-0950‬مذكرة ماجستير‪ ،‬تاريخ معاصر‪ ،‬الجزائر‪.2106 ،‬‬
‫‪ 4.3‬المحاضرات و الملتقيات ‪:‬‬
‫‪ -10‬مناصرية يوسف وآخرون‪ ،‬األسالك الشائكة المكهربة‪ ،‬دراسات وبحوث الملتقى الوطني‬
‫األول حول األسالك الشائكة و األلغام‪ ،‬منشورات المركز الوطني للدراسات والبحوث في الحركة‬
‫الوطنية وثورة أول نوفمبر ‪،0950‬الجزائر‪.2110 ،‬‬
‫رابعا – المراجــع باللغــة األجنبيــة ‪:‬‬
‫‪01- Charles–henris Favord, La Révolution Algérienne, Edition‬‬
‫‪Dahleb, Algérie,2007.‬‬

‫‪104‬‬
‫العمليات العسكرية الفرنسية الكبرى في الوالية األولى ‪1962-1956‬‬

‫‪ -‬مريم خالدي إشراف األستاذ ‪ :‬بوبكر حفظ اهلل‬ ‫إعداد الطالبتين ‪ -:‬خولة فارح‬

‫الملخـــــص‬

‫انطلقت العمليات العسكرية الفرنسية في الوالية الفرنسية منذ اندالع الثورة التحريرية سنة‬
‫‪ ،1954‬وكانت تهدف إلى القضاء عليها منذ بدايتها في منطقة األوراس ‪ ،‬وقد شهدت هذه‬
‫األخيرة عدة تحوالت عقب مؤتمر الصومام‪ ، 1956‬مما دفع السلطات االستعمارية إلى اعتماد‬
‫إستراتيجية عسكرية تهدف للقضاء على الثورة واخمادها خاصة في الوالية التاريخية األولى‬
‫أوراس _ النمامشة ‪ ،‬وذلك من خالل تكثيف العمليات المنظمة والتي جاءت في إطار مخطط‬
‫شال العسكري ‪ ،‬وقد أظهر جيش التحرير الوطني قدرته العسكرية ووعيه السياسي في مجابهة‬
‫هذا المخطط القمعي الجهنمي ‪.‬‬

‫كلمات مفتاحية‪ :‬الثورة التحريرية ‪ ،‬إستراتيجية عسكرية ‪ ،‬أوراس _ النمامشة ‪ ،‬مخطط شال ‪.‬‬

‫‪Résumer‬‬

‫‪Les opération militaires françaises atteints son paroxysme a fin‬‬


‫‪d’éliminer la révolution algérienne 1954 au Aurès, cette région a subi‬‬
‫‪plusieurs mouvements militaires , politiques après le congrès de la‬‬
‫‪Soummam 1956 , ce qui a poussé les autorités coloniales à changer le‬‬
‫‪cap avec l’arrivée de général Challe , néanmoins , la résistance‬‬
‫‪algérienne a pu dépasser la crise .‬‬

‫‪Mots _ clé : Révolution Algérienne , stratégie Militaire , Plan Challe ,‬‬


‫‪Aurès Némamcha .‬‬

You might also like