Professional Documents
Culture Documents
الماست ـ ـ ـ ـ ــر
(تخصص تحليل الخطاب)
البعد التداولي في تحليل الخطاب السياسي
خطاب الرئيس الجزائري "عبد العزيز بوتفليقة "(سطيف)
أنموذجا.
مقدمة من طرف:
حليمة سلمى.
تاريخ المناقشة ……………… :
السنة2014 :
خاتمة
خاتمة:
بعد هذه الدراسة التي ال أزعم انفرادها بخصائص مميزة ،و ال أجزم بصحتها ،و إنما هي
محاولة مني لتحليل الخطاب السياسي الذي يجسد بنسبة كبيرة لغة واقعية وفق نظرية لسانية
هي "التداولية" ،فإنه من المفيد لهذه الدراسة أن أجمع أهم المالحظات و النتائج المتحصل
عليها فيما يأتي:
* إن الخطاب بمفهومه العام هو عبارة عن رسالة يتم التواصل بها مع اآلخرين ،يبعث بها
المتكلم قصد اإلقناع و التأثير في المستمع ،و هو نظام قولي قائم على الدليل والحجة.
* يعد الخطاب السياسي انطالقا من الخطاب الذي قمنا بدراسته أرضية خصبة لتطبيق
مبادئ النظرية التداولية ،فهو بذلك يعد النوع األكثر تماشيا مع طبيعة المنهج التداولي.
* إن التداولية هي نظرية من النظريات اللسانية التي وجدت صداها في المدة األخيرة ،كما
استطاعت أن تتخذ لنفسها طريقا بوصفها تخصصا لسانيا له موضوع خاص مستقل يدرس
كيفية استخدام الناس للغة في صلب خطاباتهم.
* تشمل التداولية مواضيع عديدة يصلح كل منها أن يكون موضوعا للبحث و التحليل.
* على الرغم من الغموض الذي كان يكتنف التداولية إال أنها قد أفلحت في اإلجابة على
العديد من التساؤالت و اإلشكاليات الهامة التي لم تتمكن المناهج اللسانية السابقة اإلجابة
عنها.
* منح استعمال اإلشاريات بمختلف أنواعها( شخصية ،زمانية ،مكانية) الرئيس الجزائري
"عبد العزيز بوتفليقة" إمكانية التعبير عن مقاصده المختلفة.
70
خاتمة
* بينت الدراسة خصائص اشتغال آليات الحجاج في الخطاب السياسي ،كما شرحت أهم
أدواته اإلجرائية في الخطاب ،و من ثم توصلنا إلى أن الخطاب السياسي يتوفر على قدر
غير قليل من اآلليات الظاهرة و الخفية الباعثة على التأثير و اإلقناع.
* ساعد احترام مبدأ التأدب ،على التقريب بين الرئيس الجزائري "عبد العزيز بوتفليقة" و
مخاطبه.
* يعد السياق من أهم األعمدة التي تقوم عليها التداولية إذ يؤدي دو ار مهما و بار از في
إجالء و توضيح المعنى أثناء صياغة ملفوظات الخطاب السياسي.
و في األخير أسأل اهلل السداد في إنجاز هذا البحث فإن أصبت منه وحده ،و إن أخطأت
فمن نفسي و الشيطان ،و ال يسعني في آخر المطاف سوى قول "الحمد هلل رب العالمين".
71
فهرس الموضوعات
فهرس الموضوعات
-1مفهوم التداولية07................................................................
-1-2أوستين و التداولية10...................................................
-2-2سيرل و التداولية12.....................................................
-3وظائف التداولية15...............................................................
-4مفهوم الخطاب18................................................................
-5مفهوم السياسة20................................................................
-1تعريفها25........................................................................
77
فهرس الموضوعات
-2أنواعها25.......................................................................
-1-2االشاريات الشخصية25..............................................
-2-2االشاريات الزمانية26................................................
-3-2االشاريات المكانية27................................................
-1مفهومه36...................................................................
-1مفهومه42...................................................................
78
فهرس الموضوعات
-2أنواع السياق43..........................................................
-3عناصر السياق45.......................................................
خاتمة70...................................................................
فهرس الموضوعات77......................................................
79
المصادر و المراجع
-1أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور :لسان العرب ،دار صادر ،لبنان،
مج ،11 ،2/ط.1994 ،3
-2أبو القاسم جابر اهلل محمد بن عمر بن أحمد الزمخشري :أساس البالغة،ج ،1تح/باسل
عيون السود ،منشورات دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،ط.1998 ،1
-3أحمد مختار عمر :معجم اللغة العربية المعاصرة ،عالم الكتب ،القاهرة ،مصر ،مج،2/
ط.2008 ،1
-5سعد علوش :معجم المصطلحات األدبية المعاصرة ،دار الكتاب اللبناني ،بيروت ،لبنان،
د ط.1985 ،
-6عبد الفتاح أبو عيشة :موسوعة القادة السياسيين ،دار أسامة للنشر والتوزيع ،األردن،
ط.2002 ،1
-7عبد الوهاب الكيالي :موسوعة السياسة ،ج ،3/المؤسسة العربية للدراسات و النشر،
األردن ،ط.1993 ،3
-8فراس البيطار :الموسوعة السياسية و العسكرية ،ج ،2/دار أسامة ،األردن ،ط.1،2003
-9وضاح زيتوني :المعجم السياسي ،دار أسامة/المشرق الثقافي ،عمان ،األردن ،ط،1
2006
72
المصادر و المراجع
-10إبراهيم صحراوي :تحليل الخطاب األدبي ،دراسة تطبيقية ،دار اآلفاق ،الجزائر ،ط،1
.1999
-12أحمد المتوكل :الوظائف التداولية في اللغة العربية ،دار الثقافة ،الدار البيضاء،
المغرب ،ط.1985 ،1
-13أحمد المتوكل :قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية ،بنية الخطاب من الجملة
إلى النص ،دار األمان ،الرباط ،المغرب ،د ط.2001 ،
-15خلود العموش :الخطاب القرآني ،عالم الكتب الحديث ،األردن ،ط.2008 ،1
-16خولة طالب اإلبراهيمي :مبادئ في اللسانيات ،دار القصبة للنشر ،الجزائر ،ط،2
. 2008
-17ذهبية حمو الحاج :لسانيات التلفّظ و تداولية الخطاب ،دار األمل للطباعة و النشر و
التوزيع ،الجزائر ،د ط.2005 ،
-18ردة اهلل بن ردة بن ضيف الطلحي :داللة السياق ،جامعة أم القرى ،مكة المكرمة،
ط1423 ،1ه.
-19سامية الدريدي :الحجاج في الشعر العربي القديم ،بنيته و أساليبه حتى القرن الثاني
الهجري ،عالم الكتاب الحديث ،أربد ،األردن ،ط.2008 ،1
73
المصادر و المراجع
-22طاهر سليمان حمودة :ابن قيم الجوزية-جهود في الدرس اللغوي -دار الجامعات
المصرية ،د ط ،د ت.
-23طه عبد الرحمن :اللسان و الميزان أو التكوثر العقلي ،المركز الثقافي العربي ،الرباط،
المغرب ،د ط.1993 ،
-24طه عبد الرحمن :تجديد المنهج في تقويم التراث ،المركز الثقافي العربي ،الرباط،
المغرب ،د ط.1993 ،
-26علي آيت أوشان :السياق و النص الشعري(من البنية إلى القراءة) ،مطبعة النجاح
الجديدة ،الدار البيضاء ،المغرب ،ط.2000 ،1
-28محمد خطابي :لسانيات النص-مدخل إلى انسجام الخطاب -المركز الثقافي العربي،
الدار البيضاء ،المغرب ،ط.1991 ،1
-29محمود أحمد نحلة :آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر ،دار المعرفة الجامعية،
مصر ،د ط.2002 ،
74
المصادر و المراجع
-30محمود أحمد نحلة :التعريف و التنكير بين الداللة و الشكل ،مكتبة زهراء الشرق،
القاهرة ،مصر ،د ط.1999 ،
-31مسعود صحراوي :التداولية عند العلماء العرب ،دراسة تداولية لظاهرة "األفعال
الكالمية" في التراث اللساني العربي ،دار الطليعة ،بيروت ،لبنان ،ط.2005 ،1
-32نعمان بوقرة :المدارس اللسانية المعاصرة ،مكتبة اآلداب ،القاهرة ،مصر ،د ط ،د ت.
-33يوسف نور عوض :علم النص و نظرية الترجمة ،دار الثقة ،مكة المكرمة ،ط،1
1410ه.
-34آن روبول و جاك موشالر :التداولية اليوم علم جديد في التواصل ،تر/سيف الدين
دغفوس ومحمد الشيباني ،مراجعة :لطيف زيتوني ،دار الطليعة ،بيروت ،لبنان،ط.1،2003
-35الجياللي دالش :مدخل إلى اللسانيات التداولية ،تر /محمد يحياتن ،ديوان المطبوعات
الجامعية ،الجزائر ،د ط.2004 ،
-36سارة ميلز :الخطاب ،تر /يوسف بغول ،مطبعة البعث ،قسنطينة ،الجزائر،دط.2004،
-37فان ديك :علم النص ،مدخل متداخل االختصاصات ،تر/حسن بحيري ،القاهرة،
مصر ،ط.2001 ،1
-38فرانسواز أرمنيكو :المقاربة التداولية ،تر /سعيد علوش ،مركز االنماء القومي،
الرباط ،المغرب.1986 ،
-39فليب بروتون وجيل جوتييه :تاريخ نظريات الحجاج ،تر /محمد صالح ناحي الغامدي،
جامعة الملك عبد العزيز ،المملكة العربية السعودية ،ط.2011 ،1
75
المصادر و المراجع
-40فيليب بالنشيه :التداولية من أوستين إلى غوفمان ،تر /صابر الحباشة ،دار الحوار،
الالذقية ،سورية ،ط.2007 ،1
-41محمد العبد :النص الحجاجي العربي (دراسة في وسائل االقناع) ،مجلة فصول،
القاهرة ،مصر ،عدد ،60:صيف .2002
-43نعمان بوقرة :نحو نظرية لسانية عربية لألفعال الكالمية ،قراءة استكشافية للتفكير
التداولي في المدونة اللسانية التراثية ،مجلة اللغة واألدب ،د ت ،عدد.17 :
-44محمد األمين ولد سيد أحمد :تحليل الخطاب السياسي(دراسة اثنوجرافية -اتصالية في
الخطاب الموريتاني السياسي) ،مذكرة ماجستير-مخطوطة ،جامعة الدول العربية ،مصر.
-45خطاب الرئيس الجزائري "عبد العزيز بوتفليقة " منشور يوم.2012/05/09 :
76
مقدمة
مقدمة:
تعد التداولية من أحدث االتجاهات اللغوية التي ظهرت على ساحة الدرس اللساني
الحديث ،و التي أثارت اهتمام الكثير من الباحثين في مختلف المجاالت بما تطرحه من
إمكانات لحل مشكالتهم العالقة ،فهي فضاء مفتوح على مختلف المعارف اإلنسانية و بذلك
فقد اتخذت لنفسها موقعا في األبحاث اللسانية بعد أن كانت في نظر الكثير سلة مهمالت.
و تعود أهمية الخطاب السياسي في كونه أكثر الخطابات اللغوية التصاقا بالجمهور
باعتباره خطابا ينشد التأثير و االستمالة في المتلقي هذا من ناحية ،و من ناحية أخرى هو
أكثر خطورة؛ ألنه األكثر قدرة على التالعب بالعقول و من ثم الوصول إلى المبتغى.
و نظ ار ألهمية كل من االتجاه التداولي باعتباره تقديما علميا جديدا ،و الخطاب السياسي
باعتباره األقرب إلى الحياة اليومية و خاصة في الوقت الراهن فقد جاء الموضوع موسوما
ب:
أنموذجا.
حيث انطلقنا فيه من مجموعة من اإلشكاالت لنتمكن من معالجته من مختلف جوانبه و هذه
اإلشكاالت تتمثل في:
أ
مقدمة
* كيف عمل الرئيس الجزائري "عبد العزيز بوتفليقة" على استغالل السياق الوجودي في
التواصل مع متلقيه؟ و ما الطريقة التي استغل بها اإلشاريات في الخطاب ،للتعبير عن
مقاصده و غاياته؟
* ما هي مختلف اآلليات الحجاجية التي لجأ إلى استعمالها في خطابه بهدف الوصول إلى
إقناع متلقيه؟
-أهمية هذا الموضوع إذ أنه يعطي نظرة جديدة لتحليل النصوص ،فهو عبارة عن تطبيق
منهج مهم و هو "المنهج التداولي" على نص يتماشى و هذا االتجاه ذلك أن التداولية تدرس
اللغة الفعلية أو اللغة في االستعمال ،و ليس هناك حسب رأيي نص يجسد ذلك أكثر من
الخطاب السياسي.
-قلة الدراسات التطبيقية التي تناولت هذا االتجاه على حسب علمي و خاصة بكلية األدب
و اللغات بجامعتنا.
-رغبتي الشديدة في الخوض في هذا الموضوع اللساني الحديث ،فقد صادفني هذا البحث
في السنة األولى ماستر ،فحاولت أن أنميه ليخرج في شكل رسالة تفيدني و تفيد غيري.
و قد اعتمد البحث في نموه على مقدمة ،يليها مدخل و فصلين باإلضافة إلى خاتمة
وقائمة المصادر و المراجع.
ب
مقدمة
قمنا في المدخل بتحليل عنوان البحث و ذلك من خالل تناول اإلطار االصطالحي و
الموضوعاتي و النشأوي للتداولية إضافة إلى مفهوم كل من الخطاب و السياسة و الخطاب
السياسي مع تقديم نبذة موجزة عن حياة الرئيس الجزائري "عبد العزيز بوتفليقة".
أما الفصل األول فقد جاء نظريا يعرض ألهم ما جاء به البحث التداولي من إجراءات و
آليات ستطبق على الخطاب السياسي( إشاريات ،أفعال الكالم ،اإلستلزام الحواري ،اإلفتراض
المسبق ،الحجاج ،السياق ).
و حتى يفضي البحث إلى نتائج ملموسة خصص الفصل الثاني ليمثل الجزء التطبيقي
للدراسة و الذي انصب حول تطبيق ما جاء في الفصل النظري على خطاب الرئيس
الجزائري "عبد العزيز بوتفليقة".
و كأي بحث فقد واجهتنا صعوبات تمثلت في كيفية التعامل تطبيقيا مع طبيعة الموضوع،
و التعامل مع المنهج المختار للدراسة ،و كذا مشكلة ضبط المصطلحات.
و لتذليل هذه الصعوبات أعانتنا بعض المراجع المتخصصة في ذلك نذكر منها :التداولية
عند العلماء العرب( دراسة تداولية لظاهرة األفعال الكالمية في التراث اللساني العربي )
لمسعود صحراوي ،و التداولية اليوم علم جديد في التواصل ألن روبول و جاك موشالر
ترجمة :سيف الدين دغفوس و محمد الشيباني ،و التداولية و الحجاج مداخل و نصوص
لصابر الحباشة و غيرها.
و إن كان البد من كلمة تتوج هذه المقدمة فهي كلمة شكر و تقدير و عرفان لألستاذ
المشرف الدكتور "بوزيد الساسي هادف" الذي لم يبخل على بحثي هذا بعنايته وتوجيهاته
منذ أن كان فكرة إلى أن أصبح رسالة قابلة للنقاش فله ألف كلمة شكر و تقدير.
ج
مقدمة
و في األخير أسأل اهلل التوفيق و السداد في الرأي و العمل و أن يتقبله مني و يجعله من
صالح األعمال.
د
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
تمهيد:
جاءت التداولية لتجيب عن مجموعة من اإلشكاالت التي تمثل موضوعا لها مثل:
ماذا نصنع حين نتكلم؟ ماذا نقول بالضبط حين نتكلم؟ من يتكلم إذن؟ والى من يتكلم؟ وألجل
من؟ وماذا علينا أن نعلم حتى يرتفع اإلبهام عن جملة أو أخرى ،وكيف نتكلم بشيء ونريد
أخر؟ وهل يمكن أن نركن إلى المعنى الحرفي لقصد ما؟.
أما عن اهتمامها فهو ينصب أساسا عن المتكلم انطالقا من سياق الملفوظات ،كما
اهتمت بالخطاب لكونه إنتاجا لغويا ينظر إليه في عالقاته بظروفه المقامية والسياقية ،أي أن
الخطاب تدخل فيه عناصر من العالم غير اللغوي ،بمعنى أن "يستلزم األمر العودة إلى
خارج الملفوظ (خارج الخطاب) لكشف المحدودات االجتماعية واإليديولوجية التي تتحكم
في إنتاج الملفوظ وهو ما يبين أن العالقة التي تصل الدالالت في الخطاب بالظروف
االجتماعية والتاريخية ليست بثانوية ،ولكنها مكونات من الدالالت نفسها وهو ما يتبلور
في عنصر السياق"(.)1
ومن هنا برزت أهمية السياق مع هذا المنهج ،ولذلك فإن اهتمام التداولية بجوانب
الخطاب المختلفة مكنها من تحديد جوانب تمكن المتكلم من تحقيق الفهم واإلفهام ،وتحقيق
ما يصبو إليه ،كونها تتجاوز وظيفة نقل الخبر أو وصف الواقع ،ومن أهم هذه الجوانب
نذكر :اإلشاريات ،أفعال الكالم ،االستلزام الحواري ،االفتراض المسبق ،الحجاج ،السياق،
وفيما يأتي تفصيل لكل منها.
( -)1ذهبية حمو الحاج ،لسانيات التلفظ وتداولية الخطاب ،دار األمل للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،د ط،2005 ،
ص .138
24
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
تعد االشاريات الدرجة األولى من درجات التحليل التداولي ،وتعنى باستجالء مدى
ظهور المخاطب والسياق الزماني والمكاني في الخطاب ،وذلك من خالل تتبع العناصر
اإلشارية ،والمتمثلة في الضمائر وظروف الزمان والمكان وما تحيل عليه في السياق
الذي وردت فيه.
-1تعريفها:
هي" العالمات اللغوية التي ال يتحدد مرجعها إال في سياق الخطاب التي وردت فيه
ألنها خالية من أي معنى في ذاتها .لذلك سميت مبهمات أو متحوالت ،ورغم أن كل
الكلمات في اللغة تحيل على مدلول معين ،إال أن اإلشاريات تتواجد في المعجم الذهني
()1
للمتكلمين باللغة دون ارتباطها بمدلول معين".
-2أنواعها:
يمكن تقسيم االشاريات إلى ثالثة أنواع هي :اإلشاريات الشخصية ،اإلشاريات المكانية ،
اإلشاريات الزمانية .وفيما يلي تفصيل لكل نوع:
-1-2اإلشاريات الشخصية:
وتشمل ضمائر المتكلم ،والمخاطب والغائب ،فهذه الضمائر عناصر إشارية ألن مرجعها
()2
مثل :أنا نعسان فالسياق هو الذي يحدد يعتمد اعتمادا تاما على السياق الذي تستخدم فيه
إحالة الضمير(أنا).
( -)1ينظر :عبد الهادي بن ظافر الشهري ،استراتيجيات الخطاب( ،مقاربة لغوية تداولية) ،ص .80-79
( -)2محمود أحمد نحلة ،آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر ،ص .18
25
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
ٍ
بكاف أن والبد في اإلحالة من تحقق شرط الصدق ،فلو قالت امرأة :أنا أم نابليون فليس
يكون مرجع الضمير هو تلك المرأة ،بل البد من التحقق من مطابقة المرجع للواقع بأن تكون
هذه المرأة هي أم نابليون فعال ،أو تكون الجملة قيلت في الظروف التاريخية المناسبة(.)1
وقد ينشأ نوع من اللبس في استخدام الضمائر ،إذ أن تعدد األشخاص يؤدي إلى تعدد في
إحاالت الضمائر.
-2-2اإلشاريات الزمانية:
وهي كلمات تدل على زمان يحدده السياق بالقياس إلى زمان التكلم ،فزمان التكلم هو
مركز اإلشارة الزمانية في الكالم ،فإذا لم يعرف زمان التكلم أو مركز اإلشارة الزمانية التبس
األمر على السامع أو القارئ.
واإلحالة إلى الزمان لها عالقة وطيدة بالسياق الذي ترد فيه ،في حالة اتساع داللة بعض
العناصر اإلشارية في التعبير عن الزمان ،فمثال ":يتجاوز مدلول كلمة اليوم في عبارة بنات
اليوم داللة هذا العنصر اإلشاري إلى الكوني الذي يتحدد بأربع وعشرين ساعة إلى أن
يشمل العصر الذي نعيش فيه ،وهذه الداللة اإلضافية موكولة إلى السياق الذي ترد فيه
هذه العناصر اإلشارية"(.)2
من هنا يتضح أن لحظة التلفظ هي المرجع األساسي لتأويل الخطاب تأويال صحيحا.
لذا وجب على المتلقي أن يدرك هذه اللحظة وذلك حتى يؤول الخطاب بناءا على معرفتها.
( -)1محمود أحمد نحلة ،أفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر ،ص .18
26
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
-3-2اإلشاريات المكانية:
هي عناصر إشارية إلى أماكن يعتمد استعمالها وتفسيرها على معرفة مكان المتكلم وقت
التكلم أو على مكان أخر معروف للسامع أو المخاطَب.
وال يمكن للمتكلم أن يتخلى عن المكان عند تلفظه بالخطاب وهذا ما يعطي اإلشاريات
المكانية مشروعية إسهامها في الخطاب فنجد أنها تختص" بتحديد المواقع باالنتساب إلى
نقاط مرجعية في الحدث الكالمي،وتقاس أهمية التحديد المكاني بشكل عام انطالقا من
الحقيقة القائلة بأن هناك طريقتان رئيستان لإلشارة إلى األشياء هما :إما بالتسمية أو
الوصف من جهة أولى أو بتحديد أماكنها من جهة أخرى"(.)1
( -)1عبد الهادي بن ظافر الشهري ،استراتيجيات الخطاب( ،مقاربة لغوية تداولية) ،ص .84
27
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
أ -أفعال إخبارية :توصف بالصدق أو الكذب (وهذا بعد رفضه لثنائية الصدق والكذب
بالنسبة لجمل اإلثبات عن المناطقة) ،فقولنا مثال( :الشمس تشرق من الشرق) هو فعل
إخباري يتأكد صدقه بمطابقته للواقع ،وقولنا (األرض ثابتة ال تدور) فعل إخباري كاذب
ألنه مخالف للواقع.
( -)1علي أيت أوشان ،السياق والنص الشعري ،من البنية إلى القراءة ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،المغرب،
ط ،2000 ،1ص. 16
( -)2ينظر :مسعود صحراوي ،التداولية عند العلماء العرب ،ص .11-10
28
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
:1وجود إجراء عرفي مقبول كالزواج مثال ،وأن يتضمن نطق كلمات محددة من طرف أناس
معينين.
:2أن يكون الناس مؤهلين للتنفيذ والذي يجب أن يكون صحيحا وكامال.
ب -2شروط قياسية :هي ليست ضرورية ولكن حضورها يساعدنا في الحكم على نجاح
كما أقر "أوستين"( )Austinإمكانية الخلط بين األفعال اإلخبارية واألفعال اإلنشائية
ومثال عن ذلك قولنا ( أنا عطشان) فعل إخباري يؤدي وظيفة فعل إنشائي بمعنى
()3
كما أقر أيضا أن "كل جملة تامة مستعملة تقابل انجاز الطلب(أحضر لي كوب ماء)
()4
عمل لغوي واحد على األقل"
( -)2محمود أحمد نحلة ،آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر ،ص .45-44
( -)3المرجع نفسه ص .45
( -)4آن روبول وجاك موشالر ،التداولية اليوم علم جديد في التواصل ،ص. 31
29
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
()2
أما فيما يخص األعمال الالقولية فقد اقترح "أوستين"( )Austinخمسة أقسام هي
-1الحكميات :تتمثل في الحكم ،نحو التبرئة ،اإلدانة ،الفهم ،إصدار األمر ،اإلحصاء ،
-2التنفيذيات :وتقضي بمتابعة أعمال مثل :الطرد ،العزل ،التسمية ،االتهام ،التوصية ،
ويبدو هذا القسم فسيحا جدا.ويتأسس التمييز بين األعمال المندرجة فيه وبين األعمال
المندرجة ضمن الصنف األول ،على كون التنفيذيات هي أعمال تنفيذ األحكام ،ولكنها ليست
في حد ذاتها حكميات.
-3الوعديات :إن الوعديات تلزم المتكلم بالقيام بتصرف بطريقة ما ،مثل :
التعاقد والعزم والنية والقسم واإلذن والتفضيل ...واذا وجدت فروق في الدرجة
ُ الوعد والموافقة و
"التعاقد" و"النية" ،فاألمر يتعلق بأعمال من طبيعة واحدة ،التي تُحمل على القول
ُ بين
اإلنشائي األولي" :سأفعل".
( -)1آن روبول وجاك موشالر ،التداولية اليوم علم جديد في التواصل ،ص . 32-31
( -)2فيليب بالنشيه ،التداولية من أوستين إلى غوفمان ،ص . 62
30
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
-4السلوكيات :وهي أعمال تتفاعل مع أفعال الغير ،نحو :االعتذار والشكر والتهنئة
والذكر والمحاجة والقول والتأويل والشهادة والنقل والتوضيح والتفسير والتدليل واإلحالة ....
.1أفعال اإلثبات :غايتها الكالمية تكمن في جعل المتكلم مسؤوال عن وجود وضع
.2أفعال التوجيه :وغايتها حمل الشخص على القيام بفعل معين وتشمل :األمر،
النهي....
( -)1خولة طالب اإلبراهيمي ،مبادئ في اللسانيات ،دار القصبة للنشر ،الجزائر ،ط ،2006 ،2ص . 163-162
( -)2عمر بلخير ،تحليل الخطاب المسرحي في ضوء النظرية التداولية ،منشورات االختالف ،الجزائر ،ط ،2003 ،1ص
.161-160
31
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
.5اإلعالنات :غايتها إحداث تغيير عن طريق اإلعالن وتشمل األفعال الدالة على ذلك
مثل :اإلعالم ،اإلعالن ،اإلخبار. ...
وانطالقا من تحديد معاني أفعال الكالم وتقسيماتها يرى"فان ديك" أن أفعال الكالم هي
الغرض الرئيس للتداولية فيقول " :وغني عن القول أن تحليالً سليماً ألفعال الكالم هو
الغرض الرئيسي للتداولية (أفعال الكالم) ألنه يمكن أن يتم بغير فهم مسبق لمعنى الفعل
أو التصرف"(.)1
( -)1فان ديك ،النص والسياق ،استقصاء البحث في الخطاب الداللي والتداولي ،ترجمة عبد القادر قنيني ،إفريقيا الشرق،
المغرب ،د ط ،2000 ،ص . 227
32
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
يقصد به أن يستعمل المتكلم آلية ال يرتبط فيها اللفظ برابط لغوي ،بل يرتبط ببيان القصد
على إسهام عناصر السياق الموظفة ،فالمتلقي ال يدرك معناها إال من خالل القرائن وأضرب
االستدالل العقلي ،كأن يرد المخاطب على السائل ردا ال يصلح حرفيا أن يكون جوابا عما
. ()1
سئل عنه في مقام التعريض ،وهو المصطلح عليه باالستلزام الحواري
وقد نشأت هذه الفكرة عند "جرايس" ( )Griceنتيجة لتفرقته بين المعنى الصريح للجملة
()2
وبين ما تحمله من معنى متضمن فيها وهو بذلك يفرق بين نوعين من االستلزام الحواري
وهما:
أ.االستلزام العرفي :وهو قائم على ما تعارف عليه أصحاب اللغة من استلزام بعض
األلفاظ دالالت بعينها ال تنفك عنها مهما اختلف بها السياق وتغيرت التراكيب.
ب .االستلزام الحواري :وهو يتغير بتغير السياق الذي يرد فيه ،فحين يقال كم الساعة فإن
مقصد المتكلم يختلف حسب السياق الذي وردت فيه الجملة ،فقد يكون سؤاال وقد يكون
توبيخا للتأخر.
وقد رأى "جرايس" ( )Griceأن الناس في حديثهم قد يقولون ما يقصدون ،وقد يقصدون
أكثر مما يقولون ،وقد يقصدون عكس ما يقولون ،ولحل مشكلة سوء التفاهم بين الناس رأى
"جرايس"( )Griceأن أي خطاب يجب أن يقوم على مبدأ التعاون بين المرسل والمتلقي وقد
تفرع عن هذا المبدأ المبادئ التالية:
( -)1نعمان بوقرة ،نحو نظرية لسانية عربية لألفعال الكالمية ،قراءة استكشافية للتفكير التداولي في المدونة اللسانية
التراثية ،مجلة اللغة واألدب ،د ت ،عدد ،17ص .199
( -)2محمود أحمد نحلة ،التعريف والتنكير بين الداللة والشكل ،مكتبة زهراء الشرق ،مصر ،د ط ،1999 ،ص .55
33
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
-مبدأ الكيف :ال ينبغي قول ما هو غير صحيح أو ما ليس فيه دليل عليه.
-مبدأ الطريقة :أي الوضوح والتحديد ،مع تجنب الغموض ،واللبس والقيام باإليجاز
( -)1ينظر :آن روبول وجاك موشالر ،التداولية اليوم علم جديد في التواصل ،ص. 55
34
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
ينتمي االفتراض المسبق إلى الجهاز المفاهيمي لالستراتيجية التداولية ،وهو يحدد
على أساس معطيات لغوية بين المتكلم والمستمع ،ويرى التداولين أن " االفتراضات المسبقة
ذات أهمية قصوى في عملية التواصل واإلبالغ ،ففي التعليميات تم االعتراف بدور
االفتراضات المسبقة منذ زمن طويل ،فال يمكن تعليم الطفل معلومة جديدة إال بافتراض
وجود أساس سابق يتم االنطالق منه والبناء عليه .أما مظاهر سوء التفاهم المنضوية
تحت التواصل الشيء فلها سبب أصلي مشترك هو ضعف أساس االفتراضات المسبقة
()1
الضروري لنجاح كل تواصل كالمي".
ومن هنا يتضح أنه على المتكلم أن يؤسس حديثه وتواصله مع المتلقي على أساس
المعلومة السابقة المشتركة بينهما ،بمعنى أن يوجه المتكلم حديثه إلى السامع على أساس ما
يفترض سلفا أنه معلوم له ،فاالفتراض المسبق إذن هو" مالم يصرح به المتكلم باأللفاظ ،بل
()2
ما يؤخذ به ضمنا حينما يعبر عن أمر ما".
نحو :إذا قال رجل آلخر(أغلق النافذة) فهذا يعني أن هناك خلفيةُ افتراض مسبق مضمونها
مبرر يدعو إلى إغالقها.
ا أن النافذة مفتوحة ،وأن هناك
( -)1مسعود صحراوي ،التداولية عند العرب ،دراسة تداولية لظاهرة "األفعال الكالمية" في التراث اللساني العربي ،ص 32
( -)2شفيقة العلوي ،محاضرات في المدارس اللسانية المعاصرة ،أبحاث للترجمة والنشر والتوزيع ،بيروت ،لبنان ،ط،1
،2004ص.86
35
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
-1مفهومه:
دارت معاني الحجاج في المعاجم اللغوية حول مادة (ح ج ج) ،ومنها ما جاء في لسان
العرب" الحجة :البرهان ،وقيل الحجة ما دوفع به الخصم ،والحجة الوجه الذي يكون به
الظفر عند الخصومة...التحاجج :التخاصم .االحتجاج من احتج بالشيء أي اتخذه
()1
حجة ...والحجة الدليل والبرهان ،وأحج خصمي أي أغلبه بالحجة".
()2
وقد قال "الجرجاني"" :الحجة ما ُدل به على صحة الدعوى ،وقيل الحجة والدليل واحد".
ومما جاء في المعجم الفلسفي "لجميل صليبا" ":الحجاج هو جملة من الحجج التي يؤتى
()3
بها للبرهان على رأي أو إبطاله أو هو طريقة تقديم الحجج واالستفادة منها".
بهذا نلحظ أن الحجاج يحمل معاني كثيرة منها :التخاصم ،التنازع ،التغالب ،وذلك
باستعمال الوسيلة المتمثلة في الدليل والبرهان ،فأساس الحجاج إذن االرتكاز على دليل معين
قصد إثبات قضية ما.
( -)1أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور ،لسان العرب ،مج ،02 /ص.228
( -)2الجرجاني(الشريف علي بن محمد) ،التعريفات ،تح :إبراهيم األبياري ،دار اللسان العربي ،بيروت ،لبنان ،د ط ،
1992م ،ص .482
( -)3جميل صليبا ،المعجم الفلسفي باأللفاظ العربية والفرنسية واإلنجليزية ،والالتينية ،ج ،1الشركة العالمية للكتاب،
بيروت ،لبنان ،د ط 1994 ،م ،ص .446
36
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
أما من الناحية االصطالحية فمفهوم الحجاج مفهوم عائم يصعب حصره والتعريف به،
فنجد "طه عبد الرحمن" في كتابه( اللسان والميزان) قد عقد له باب سماه (الخطاب
والحجاج) كما عرف الحجاج انطالقا من مبدأين أساسيين هما :قصد اإلدعاء وقصد
االعتراض ،اذ يقول ":إذ حد الحجاج أنه كل منطوق به موجه إلى الغير إلفهامه دعوى
()1
خصومة يحق له االعتراض عليها".
والحجاج عند "شيفرين") ": (Schiffrinجنس من الخطاب ،تبنى فيه جهود األفراد
()2
دعامة مواقفهم الخاصة ،في الوقت نفسه ،الذي ينقضون فيه دعامة موقف خصومهم".
كما أن "بيرلمان") (Perelmanيعرفه على أنه ":التقنيات الخطابية التي تسمح بإثارة
()3
أو زيادة موافقة األذهان مع األطروحات التي تعرض عليها بهدف تقبلها".
أما "بالنتان") (Plantinفقد تناول الحجاج من وجهة نظر لغوية باألساس ،فهو يعرفه
"كعملية لغوية يحاول من خاللها مستخدم اللغة الحصول على قبول متلقيه لنتيجة ما
()4
وذلك بتقديمه لسبب يجعل هذه النتيجة مقبولة".
من خالل هذه المفاهيم نخلص إلى أن الحجاج جنس خاص من الخطاب ،صادر من
متكلم له دعواه الخاصة التي يريد إيصالها إلى المتلقي واقناعه بها ،عبر مجموعة من
التبريرات والتعليالت والبراهين ،مع العلم أن للمتلقي الحق في القبول أو االعتراض على هذه
( -)1طه عبد الرحمن ،اللسان والميزان أو التكوثر العقلي ،المركز الثقافي العربي ،الرباط ،المغرب ،ط، 1998 ،1
ص.226
( -)2محمد العبد ،النص الحجاجي العربي (دراسة في وسائل اإلقناع) ،مجلة فصول ،القاهرة ،مصر ،عدد ،60صيف
،2002ص . 44
( -)3فيليب بروتون وجيل جوتييه ،تاريخ نظريات الحجاج ،تر /محمد صالح ناحي الغامدي جامعة الملك عبد العزيز،
المملكة العربية السعودية ،ط2011 ،1م ،ص .45
( -)4المرجع نفسه ،ص .101
37
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
الدعوة ،فالحجاج إذن ميزة من ميزات التخاطب التداولي ألنه يعتبر آلية من آليات التأثير
واإلقناع.
( -)1أبو بكر العزاوي ،اللغة والحجاج ،العمدة في الطبع ،ط ،2006 ،1ص.27
( -)2صابر الحباشة ،التداولية والحجاج مداخل ونصوص ،صفحات للدراسة والنشر ،دمشق ،سوريا ،اإلصدار األول،
،2008ص .50
38
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
ب -2-االستعارة:
هي إحدى آليات الحجاج البالغية ،وتعرف االستعارة الحجاجية بكونها" تلك االستعارة التي
()2
تهدف إلى إحداث تغيير في الموقف الفكري أو العاطفي للمتلقي".
ب -3-التمثيل:
وهو عقد الصلة بين صورتين ،ليتمكن المرسل من االحتجاج وبيان حججه.
ب -4-البديع:
يعتمد المرسل على علم البديع وما فيه من محسنات إلقناع المرسل إليه بوجهة نظره،
فيخرج بذلك من دائرته الجمالية إلى دائرة أوسع هي اإلقناع وفي هذا يقول "صابر
بديعيا لهو حجاجي إذا كان استعماله ،وهو يؤدي دوره في تغيير
ً الحباشة" ":إن محسناً
زاوية النظر ،يبدوا معتا ًدا في عالقته بالحالة الجديدة المقترحة .وعلى العكس من ذلك،
فإذا لم ينتج عن الخطاب استمالة المخاطب ،فإن المحسن سيتم إدراكه باعتباره زخرفة،
()3
سن أسلوب; ويعود ذلك إلى تقصيره عن أداء دور اإلقناع".
أي باعتباره ُم َح َ
ب -5-التكرار:
إلى جانب كل من التمثيل و البديع و األليات البالغية األخرى ،نجد التكرار الذي هو
39
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
أيضا عنصر من عناصر الحجاج المهمة ،إذ له دور بارز في زيادة حضور الفكرة في
ذهن المتلقي و تقريبها و ذلك من خالل ترديدها ،كما أنه من أكثر األساليب السائدة في
مختلف الخطابات و هو ما تؤكده "سامية الدريدي" إذ ترى أن "التكرار أسلوب شائع
في الخطابات على تنوع مواضيعها و اختالف أجناسها ولكنه ال يدرس ضمن الحجج
و البراهين التي يقدمها المتكلم لفائدة أطروحة ما ،حيث يوفر لها طائفة مضافة
تحدث أث ارً جليالً في المتلقي ،و تساعد على نحو فعال في إقناعه ،أو حمله على
اإلذعان ،ألن التكرار يساعد على:
( -)1سامية الدريدي ،الحجاج في الشعر العربي القديم ،بنيته و أساليبه حتى القرن الثاني الهجري ،عالم الكتاب الحديث،
أربد ،األردن ،ط ،2008 ،1ص .168
( -)2المرجع نفسه ،ص .117
40
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
( -)1طه عبد الرحمن ،اللسان والميزان أو التكوثر العقلي ،ص .277
41
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
-1مفهومه:
تعرفه "خلود العموش" بقولها ":أن السياق يفسر الكثير من العمليات المصاحبة
ألداء اللغة في وظيفتها التواصلية واالبالغية ،لدى كل من منتج الكالم والمتلقي ،وأنه ركن
()3
أساس في فهم الرسالة اللغوية".
ويرى "هاليداي" ) (Hallidayأن السياق ":هو النص اآلخر ،أو النص المصاحب للنص
()4
الظاهر ،وهو بمثابة الجسر الذي يربط التمثيل اللغوي ببيئته الخارجية".
42
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
أما في حقل التداوليات فقد عرف السياق بكونه " مجموعة الظروف التي تحف حدوث
فعل التلفظ بموقف الكالم( )...وتسمى هذه الظروف في بعض األحيان بالسياق
()1
(" )contexte
من خالل التعاريف نلحظ أن داللة السياق قد وجدت عناية فائقة لدى الباحثين ،على
مختلف اتجاهاتهم ،تتناسب مع أهميتها في تحديد داللة الخطاب أو الكالم ،والتي تشمل
معتقدات المتكلم وشخصيته وتكوينه وثقافته ،ومن يشارك في الحدث اللغوي ،والوقائع
الخارجية مثل :الظروف المكانية والزمانية والظواهر االجتماعية المرتبطة باللغة.
-2أنواع السياق:
ُيعد السياق أهم مباحث الدرس التداولي ،وذلك الرتباط التداوليات على اختالف
نماذجها ومقترحاتها به ،ويمكن أن نجمل أنواع السياق المرتبطة بالدرس التداولي فيما يلي:
ب-السياق الوجودي :ويتضمن هذا السياق المرجعي بطبعه (عالم األشياء ،حالتها،
األحداث) التي ترجع إليها التعبيرات اللغوية ،ويتم االنتقال من الداللة إلى التداولية حالما
ُي ْد َرك أن المرسل والمرسل إليه ،وكذلك موقعهم الزماني والمكاني هي مؤشرات للسياق
()2
الوجودي.
43
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
ج -السياق المقامي" :نعبر هنا من شيء مادي خالص إلى شيء وسيط ثقافياً،
يتميز المقام باالعتراف به اجتماعياً كمتضمن لغاية أو غايات وعلى معنى مالزم،
()1
تتقاسمه الشخصيات المنتمية إلى نفس الثقافة"
مثل :ما يدور بين طبيبين من محادثات حول حالة مرضية ما ،إذن في هذه الحالة
مقامها العلمي هو الذي يحكم المحادثة.
د -سياق الفعل " :تعد األفعال اللغوية أصنافًا جزئية من السياق المقامي.....
واألفعال اللغوية أفعاالً إاردية ،إذ يقصد المرسل انجازها ويريد أن يدرك المرسل إليه هذا
()2
فسياق الفعل إذن هو العالقة التي تربط بين طرفي االتصال. القصد".
44
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
-3عناصر السياق:
للسياق مكونات عديدة وعناصر مختلفة ،تظهر أثناء تفاعله في دورة خطابية معينة.
()1
ونجد "هاليداي") (Hallidayيجمل عناصر السياق فيما يلي:
( -)1ردة اهلل بن ردة بن ضيف اهلل الطلحي ،داللة السياق ،جامعة أم القرى ،مكة المكرمة ،ط1423 ،1ه ،ص.570 -569
45
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
ويرى "الشهري" أن السياق يتكون من "المرسل والمرسل إليه ،وما بينهما من عالقة
باإلضافة إلى مكان التلفظ وزمانه ،وما فيه من شخوص وأشياء ،وما يحيط بهما من
عوامل حياتية :اجتماعية ،أو سياسية ،أو ثقافية ،وأثر التبادل الخطابي في أطراف
()1
الخطاب األخرى".
يالحظ في األخير أن بين هذه العناصر تداخال شديد ،إذ ال يمكن فصل عنصر عن آخر،
ذلك أن مجموع هذه العناصر المشكلة للسياق تعد من العوامل األساسية التي تحدد مقاصد
الخطاب.
46
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
47
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
48
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
-1تعريفها.
-2أنواعها.
-1-2االشاريات الشخصية.
-2-2االشاريات الزمانية.
-3-2االشاريات المكانية.
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
-1مفهومه.
تقنيات وأليات الحجاج. -2
-1مفهومه.
-2أنواع السياق
-3عناصر السياق.
اإلطار النظري للتحليل التداولي للخطاب السياسي الفصل األول
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
-1أفعال اإلثبات.
-2أفعال التوجيه.
-3أفعال الوعد.
-4األفعال التعبيرية.
-5األفعال اإلعالنية.
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
-1اإلشاريات الشخصية.
-2اإلشاريات الزمانية.
-3اإلشاريات المكانية.
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
-1السياق التاريخي.
-2السياق االجتماعي.
-3السياق النفسي.
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
التّحليلّالتّداوليّلخطابّالرئيسّالجزائريّ"عبدّالعزيزّبوتفليقة"ّ
فيّسطيفّبمناسبةّإشرافهّعلىّاالحتفاالتّالمخلدةّلذكرىّمجازرّّ08مايّّ1945وّ
زيارةّالعملّالتيّيقومّبهاّلهذهّالوالية:
ّّتمهيدّ:
ألن المست تتتوت الت ت تداولي يجيت تتب عت تتن مجموعت تتة مت تتن األست تتئلة التت تتي تمثت تتل مو ت تتوعا ل ت ت
فستيوون وول اهتمامنتتا منصتتبا فتتي هتاا المجتتال و "منناّالوننروريّ اّنعننرفّعلننىّامنننلّمنناّ
هننوّالمننتكلمّوّمنناّهننوّالمسننتم ّوّزمننااّوّمكننااّإنتننا ّالخطنناب"ّ(ّ)1وهتتاا ول ت متتن وجتتل
التوصتتل ىلتتد اصتتد المتتتولا و فتتي الخطتتاب ال تا بتتين ويتتدينا المتتتولا وو ملقتتي الخطتتاب هتتو
الرئيس الج ازئتر "عبندّالعزينزّبوتفليقنة" و اتد ورترنا فيمتا ستبى ىلتد نبتاة اصتيرة عتن حياتت
و وما فيما يخص المستمع وو متلقي الخطاب فقد وج هاا األخير ىلتد رتباب مدينتة ستطي
من خاللها ىلد ول الرباب الجزائر و هو ما نجده في اولت (:ماّهذهّالمنطقةّالمتميزةّإلنىّ
كلّالشبابّالجزائريّ،بوديّ اّ خاطبّشبابّالجزائرّمناّخن لّشنابّسنطيفّالمجيند )
ومتا زمتتان الخطتتاب فقتتد ولقتتاه الترئيس الج ازئتتر الستتيد "عبنندّالعزيننزّبوتفليقننة" يتتوا الثالثتتا 08
و بمتا ون الخطتاب جتا ما 2012و الموتان التا ولقتي فيت الخطتاب هتو مدينتة ستطي
جريتدة النهتتار اليوميتتة الجزائريتتة فتتيمون فتي رتتول مقتتال موتتتوب ومنرتور علتتد ىحتتدت صتتفحا
توجي من وراد ون يطلع علي ىلد المواع اإللوتروني للجريدة.
البح ت متتن هنتتا ستتفحاول فتتي هتاا الفصتتل التطبيقتتي التطتترى ىلتتد وهتتا جوانتتب وو مجتتا
الت تداولي و ستتفروز علتتد وتتل العناصتتر التتتي تجعتتل ه تاا الخطتتاب السياستتي ال تا بتتين ويتتدينا
خطابا تداولي
الم تترب ط1 التتنص متتدخل ىلتتد انستتجاا الخطتتاب المروتتز الثقتتافي العربتتي التتدار البي تتا ( )1محمتتد خطتتابي :لستتانيا
1991ص .297
47
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
المبحثّامولّ:اإلشارياتّفيّخطابّالرئيسّالجزائري"ّعبدّالعزيزّبوتفليقة" ّ
التحليل التداولي و هي تعتمد وساسا علد الدرجة األولد من درجا ّّّّّتعد اإلراريا
بين المتخاطبين و اد حاول الرئيس الجزائر "ّعبدّالعزيزّ السياى الوجود للعالاا
بوتفليقةّ" ىوساب خطاب المرونة و الك ب رض تدعيا العالاة بين و بين مخاطبي و
بالتالي التفثير فيها و ىاناعها.
و اد استعمل في هاه ا ستراتيجية مبدو التفدب و التخلى في الوالا و الك لسببين :ىما
مراعاة لعالات الحسنة مع المتلقي وو بقصد تفسيسها مع من خالل الخطاب.
عن معالا مبدو التفدب في وجب وو البح و ابل الرروع في تفصيل ونواع اإلراريا
حظنا خصورها بقوة؛ ألن الرئيس الجزائر وان يقصد من خالل هاا الخطاب حي
الخطاب التقرب من الرعب الجزائر و باألخص فئة الرباب و هو ما نلحظ منا بداية
علد ىثر هنف الرئيس الجزائر "ّعبدّالعزيزّبوتفليقةّ" فريى وفاى سطي الخطاب حي
نيل لوفس الجمهورية .وما هنف وي ا فريى رباب بلوزداد علد ما ادم من جهد لنيل الوفس
و الك في اول ّ(:وّبهذهّالمناسبةّ جدّنفسيّسعيداّّوّ ناّ رىّالفرحةّماّتزالّتغمركمّ
علىّإثرّنيلّفريقكمّالعتيدّوفاقّسطيفّكأسّالجمهوريةّ،كماّ هنئّفريقّشبابّبلوزدادّ
علىّماّ ب هّماّجميلّالب ءّبأنانةّلنيلّالكأس ) ّ
التي تتيحها الل ة من وجل تقوية التواصل و الترابط و وما نجده اد است ل اإلموانيا
ىخواني األفا ل ردوا بالوا يا و د ...فقد استعمل التماسك نحو :وخواتي الف ليا
وي ا مجموعة وبيرة من األلفاظ العامية التي عبر من خاللها عن التقدير و ا حتراا للرعب
هاه األخيرة ىلد التودد و التقرب بين و بين الجزائر عامة و الرباب خاصة وما ود
المتلقي و هو ما يرمي ىلي الرئيس الجزائر "ّعبدّالعزيزّبوتفليقةّ" من خالل الخطاب
48
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
خطابية يعطي فيها للمخاطب الحى بقبول وو رفض ما يسمع بالرغا من ون يمنح مساحا
ط علي . دون ممارسة و
ّ-1اإلشارياتّالشخصية:
من خالل تفمل الخطاب نالحظ ون يحفل بعنصر الااتية فالرئيس الجزائر "عبدّالعزيزّ
و الك من خالل تعيين نفس علد روس العملية التواصلية فهو بوتفليقة" انطلى من اات
ملقي الخطاب.
مي ار بار از (متصال وو منفصال) وو فقد ورد ال مير "ونا" الدال علد المتولا سوا ووان
مير المتولا بصفة المفرد وو الجمع عدة م ار في الخطاب و مي ار مستت ار و سوا وان
الك في اول ّ(:ناّ رىّالفرحةّماّتزالّتغمركم ّ،نول ّ،هيبّبكلّ بناءّالجزائرّ،ماّكنتّ
ميلّلحزبّودّآخرّ،شجعت ّ،تمنى ّ،شرتّماّنبلّوّ كرر ) ّ
مير متصل في مير المتولا "ونا" في الخطاب في رول ( ) وما ورد وي ا
اول (:خواتيّالفولياتّ،إخوانيّامفاول ّ،جدّنفسيّ،سامحونيّ،يشجعنيّ،انتمائيّ
السياسيّ،مساهمتيّ،بودي ) ّ
مير المتولا بصي ة الجمع لما يحمل من ايمة تداولية تتمثل و استعمل المخاطب والك
في اعتماده وساسا علد مبدو المراروة بين طرفي العملية التواصلية و يظهر هاا في
اول (:نلقيّاليوم ،هنيئاّّلناّمعكم ،نستحورّاليومّ،مترحمياّفيّخشوعّواكبارّ،البدّ اّ
نعيدّ،نتحاورّ،يحاسبنا )
49
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
مير المخاطب (ونتا) فقد ورد في اول (:ماّتزالّتغمركمّ،نيلّفريقكم ّ،خاطبكمّ وما عن
نتمّالمحافظياّلألمانةّ،كماّفعلتمّفيّكلّالمنعرجات ّ،نتمّالذياّحفظتمّالدروسّوّالعبرّ،
إكتويتمّبجحيمّاإلستعمار ) ّ
وما ال مير ال يبي فقد ورد بوثرة في الخطاب و نجده في اول ّ(:هيّالّتيّ رادهاّالمحتلّ،وّ
هوّيحرزّالكأسّللمرةّالثامنةّ،هيّثقافةّ،هيّتقتويّتحكيمّالومير ّ،عمقّماّماّهيّ
عليهّ،فهوّوّإاّ خطأّفهوّمصيبّ) ّ
يتحدد مرجعها ى في سياى الخطاب الا في الخطاب ول هاه ال مائر التي ورد
تحتو علد و معند في ااتها فد لتها تحدد داخل السياى الا ورد فهي في ورد
في في الخطاب.
-2اإلشارياتّالزمانية:
تتمثل في استعمال األلفاظ الدالة علد الزمن و في الخطاب نجد ون الزمن الحا ر
يوتسب وهمية عظمد ألن يجعل الخطاب ووثر ررعية فهاا الخطاب السياسي وتد مواوبا
المخلدة لاورت 08ما 1945ألن الرئيس الجزائر "عبدّالعزيزّبوتفليقة" لالحتفا
ولقاه يوا الثالثا 08ما .2012
من الزمن التاريخي و ىنما يحدد عن ىان صاحب الخطاب الا يتحد فالحد
و هو الزمن الحا ر و من الصيغ الدالة علد الزمن الحا ر في من زمن الحدي
الخطاب نجدّ(:اليومّ،جزائرّاليومّ،ماّاآلاّوّصاعداّ،اآلاّمطلوبّمنكمّ ) ،
50
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
وما توجد وي ا مجموعة من األلفاظ الدالة علد الزمن في الخطاب ناور منهاّ(:منذّ
خمسياّعاماّ،عبرّالتّاريخّ،الماويّالعسيرّ،مستقبلّيسيرّ،تدخلناّعهداّّمشحوناّّ،خ لّ
السنواتّامخيرةّ،جزائرّالغدّ،نبلّسبعةّوّستياّسنةّ ) ،
تدل علد زمان يحدده السياى بالقياس ىلد زمان التولا فزمان التولا هو ولها ولما
مروز اإلرارة الزمانية في الخطاب.
ّ-3اإلشارياتّالمكانيةّ :
الموانية الواردة في الخطاب فمنها ما جا في رول وسما ىرارة وعادة ما تتنوع المبهما
فهي ىان غير حقيقية ألن الخطاب موتوب و ناور المتحد توون مصاحبة إلرا ار
منهاّ(:هذهّ المدينةّ،هذهّالمنطقةّ،ماّهذهّالقلعةّالرمزّ،فيّجغرافيةّموربةّهناّوّهناكّ،
هذهّالقاعة ) و اد تتدخل عناصر السياى لتو يح ال موض ىن وجد مع العلا ون الموان
فهاه المدينة ىان ستوون المرجع الا تو ح من الا ولقي في الخطاب هو مدينة سطي
خالل وسما اإلرارة.
و نجد ون المتولا اور في الخطاب وي ا مجموعة من األمونة برول صريح يمون ون
نجمل بع ا منها فيّ(:منطقةّسطيفّ،وطنناّالجزائرّ،عالمناّالعربيّ،البلدااّالعربيةّ
) وهي وماون معروفة لدت السامع اإلس ميةّ،مناطقّالب دّ،نالمةّخراطةّ،مدينةّ رزيو
وو المخاطب فالرئيس الجزائر "عبدّالعزيزّبوتفليقة" لا ياور هاه األماون برول عروائي
االمة خراطة رهد معروفة لدت السامع فول من سطي و ىنما ألنها تحمل د
مجازر واتل جماعي وثنا ا حتالل الفرنسي للجزائر ووالك اوره لمدينة ورزيو باعتبارها
و في اول :عالمنا العربي البلدان العربية اإلسالمية عصب الجزائر لما تحوي من خي ار
51
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
في عزلة و ىنما هي منتمية للعالا العربي وراد ون يوصل للمتلقي ون الجزائر ليس
اإلسالمي.
ّّّّ
52
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
بفحص األفعال الوالمية التي ينجزها الخطاب السياسي و الك سفاوا في هاا المبح
وفى تقسيا "سيرل"(ّ )ّsearleلها و الا يمثل ن ج نظرية الفعل الوالمي و القائا علد
األاساا الخمسة لألعمال الالاولية ( و اد و حنا في الدراسة النظرية ونها تمثل األفعال
المقصودة من النظرية برمتها ) و هي واآلتي:
-1فعالّاإلثباتّ ّ:
في الخطاب و منهاّّّّّّ: التي ورد و يمون ون نفخا مجموعة وخرت من وفعال اإلثبا
(ّهذهّاالنتخاباتّالتشريعيةّستكواّمغايرةّلسابقتهاّمتميزةّماّحيثّالمشاركةّاموس ّ)
(ّستكواّهذهّاالنتخاباتّمتميزةّماّحيثّالوماناتّالعديدةّ) (ّمراجعةّالدستورّالّذيّ
سيكواّفاتحةّعهدّجديدّ) (ّنؤكدّلكمّبأاّّامسسّصحيحةّوّفيهاّماّالخبراتّماّيكفيّ
موالدهاّ) (ّ ناّواثقّبأاّّشبابّالجزائرّالذيّتخر ّبالم يياّماّّالمدرسةّالجزائريةّ
ّسيتصدىّلماّيتربصّبالب دّش اّر؛ّواثقّبأنّهّسيتصدىّلدعاةّالفتنةّوّالفرنةّوّ
حساباتّالتدخلّامجنبيّ)
53
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
ّ-2فعالّالتوجيهّ :
و من رواهده في يقصد بها وفعال الطلب مثل األمر بفعل ري ما وو النهي عن
الخطاب ما يلي ّ(:دعواّالجمي ّإلىّالخرو ّيومّاالنتراع ّ،دعواّكلّالشرائحّوّالفئاتّ اّ
تعبرّعاّاختيارهاّ،آملّ اّتهبّ يّهاّالشعبّالجزائريّكماّعهدناكّ،داعياّّالجزائريياّوّ
الجزائرياتّللذهابّإلىّصندوقّاالنتراع ّ،رجوّماّالشبابّ اّيعملواّ كثرّفأكثرّ،ياّشبابّ
الب دّفيّيدكمّ نتمّحافظواّعليهاّ،نودرّلكمّاممانةّف ّتخونوهاّوّالّتتركوهاّلغيركمّيلعبّ
بها ) ّ
و خاصة وما عن غرض وفعال التوجي اإلنجاز فهو حمل المخاطبين( الرعب الجزائر
التي تواج األمة وما يدعوها فئة الرباب ) و التفثير فيها وي يوونوا في مستوت التحديا
ون يستجيبوا لندا الوطن و هو الخروج ىلد ا اتراع ليبرزوا للعالا الوج الناصع لجزائر
اليوا و جزائر ال د.
ّ-3فعالّالوعدّ :
يوجد في الخطاب -الا بين ويدينا -و فعل للوعد وو التعهد برول صريح و لا
يستعمل وفعا من ابل :وتعهد و من واسا .....و لون هناك وفعال للوعد في الخطاب
مني نفخا منها اول الرئيس الجزائر "عبدّالعزيزّبوتفليقة"ّ(:هذهّ برول جا
اإلنتخاباتّالتشريعيةّالّتيّستكواّمغايرةّلسابقتهاّ،متميزةّماّحيثّالمشاركةّاموس ّ
54
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
ّ-4امفعالّالتعبيرية:
عاطفية ي لب عليها جانب الفرح الا يهيمن علد في هاه التراويب المقدمة م مونا
الرئيس الجزائر السيد "عبدّالعزيزّبوتفليقة" و من الناحية التداولية فهي تعرض لنا جانبا
بوفس الجمهورية و يتمند من رخص و الك بعده متولما فهو سعيد بفوز وفاى سطي
العاابة الجيدة وي ا لفريى رباب بلوزداد الا ااا بتهنئت برول صريح علد ما ادم من
مجهود.
مايوّخمسّوّ ربعياّ،نتذكرّبعظيمّاإلكبارّالثماّالباهظّالّذيّدفعهّالشعبّالجزائريّ،
55
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
انتلعواّماّ روهمّوّصودرتّهويتهمّ،للذياّاستشهدواّصابرياّصامدياّ،الذياّوحوا
جياالّمتتاليةّبالغاليّوّالنفيسّماّ جلّ اّيحياّ بناءهمّ)
ول ما تقدا يدل علد حزن المخاطب في هاه الاورت األليمة لمجازر 8ما 1945
ج ار ما لحى بالرعب الجزائر ىبان ا حتالل من مجازر وليمة و من اتل و ترريد و نهب
البالد. و است الل لثروا
متتن التحريرينننةّ) و فتتي هتتاا ىظهتتار لرتتدة اتتوة الرتتعب الج ازئتتر الثتتائر و هتتاه القتتوة جتتا
غ بها الرديد لما يرون من ظلا صادر من المحتل الفرنسي.
56
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
و اولت ّ(:ستكواّهذهّاالنتخاباتّمتميزةّماّحيثّالوماناتّالعديدةّالّتيّوفرناهناّلتكنواّ
) هتتي ولهتتا كمنناّيرينندهاّشننعبناّنظيفننةّشننفافةّ،انتخابنناتّناجحننةّبفوننلّمسنناهمةّالجمين
المقدمتتة حتتتد توتتون التر تريعية و لل تتمانا وفعتتال تص تريحية لمتتا ستتتوون علي ت ا نتخابتتا
نزيهة رفافة. انتخابا
تتمن وفع تتال الوع تتد فه تتي وي تتا مح تتل ه تتاه التراوي تتب المقدم تتة باإل تتافة ىل تتد ونه تتا تن تتدرج
استرهاد علد األفعال اإلعالنيتة و هتاا فيمتا يعتر بتعتدد القتوت اإلنجازيتة ىا يموتن ون نجتد
لعبارة واحدة عدة وفعال ىنجازية.
57
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
بنينا في الجانب النظري أن االفتراض المسبق يعنى بالمعلومات المشتركة بين المتكلم
والمتلقي أي أن يوجه المتكلم حديثه إلى السامع على أساس مما يفترض سلفا أنه معلوم له.
و فيما يلي سنعرض أهم نماذج االفتراض المسبق التي وردت في الخطاب السياسي الذي
بين أيدينا في ظل ما رأيناه في مجال التحليل النظري لهذا النوع من المتضمنات.
في قوله (:تستحضر اليوم الذكرى ال ليمة للثام م مايو خمس و رربعي ) في هذه
الجملة افتراض مسبق و هو أن المخاطبين ( الشعب الجزائري )على علم بمثل ما حدث في
هذا اليوم ،أي أنهم يعلمون المجازر و القتل الجماعي الذي قام به االستعمار الفرنسي ضد
الشعب الجزائري و الثمن الباهض الذي دفعه هذا الشعب من أجل حريته و كرامته.
وأنا أرى أن هذا االفتراض المسبق الذي وضعه المتكلم قويا إلى درجة أنه يحقق التواصل
الجيد بين الرئيس الجزائري "عبد العزيز بوتفليقة" وجمهور المخاطبين.
فمن الناحية الضمنية فقد أعرب المتكلم عن علمه بأن االنتخابات التشريعية السابقة لم
تكن نظيفة و شفافة كما يريدها الشعب الجزائري و هذا ما يشكل االفتراض المسبق ،و قد
58
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
عبر عن هذا بشكل ضمني بهدف تمرير خطابه إلى الشعب الجزائري لبلوغ الغاية المنشودة
و هي الدعوة إلى التوجه إلى مكاتب االقتراع و التعبير عن الرأي.
59
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
يعد الخطاب السياسي خطابا حجاجيا بالدرجة األولى و ذلك لكونه من أكثر الخطابات
اللغوية التصاقا بالجمهور كما أنه يتوفر على خصوصية جوهرية هي التأثير و اإلقناع و
االستمالة حيث يقصد المخاطب من خالله التأثير في متلقيه إما بدفعه إلى تبني رأي ما أو
االستجابة لطلب معين و إما لتدعيم موقف أو لتغييره.
و النص الذي بين أيدينا من نوع المحاججة الجماهيرية ألن الرئيس الجزائري "عبد العزيز
بوتفليقة" يتوجه بهذا الخطاب إلى غيره ( الشعب الجزائري ) بغية إقناعه بالخروج يوم
االقتراع لممارسة حقه الدستوري والتعبير عن رأيه وتحمل مسؤوليته اتجاه الوطن و لكي
يتمكن الرئيس الجزائري من التأثير في المتلقي و إقناعه اعتمد على مجموعة من التقنيات و
اآلليات الحجاجية التي سنحاول الكشف عن أهمها في هذا المبحث وهي كالتي:
-الرابط الحجاجي "كي" :و يظهر في قوله (:وفاء لذكرى شهيدات و شهداء الواجب
الوطني بكل شرائحهم...الذي تصدوا آللة الموت و ال رهاب المقيت كي تبقى الجمهورية
واقفة متوحدة متصالحة قوية شامخة متألقة ( من خالل هذا القول نجد:
الحجة :الوفاء لذكرى شهيدات و شهداء الواجب الوطني ...الذين تصدوا آللة الموت و
اإلرهاب المقيت.
60
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
استعملت "كي" هنا للربط بين ما هو سابق لها و ما هو الحق فنتيجة لتصدي شهداء و
شهيدات الجزائر لالستعمار الفرنسي ظلت الجزائر واقفة متوحدة متصالحة قوية شامخة
متألقة.
( رهنئ شباب بلوزداد على ما رباله م جميل البالء بأناقة وفعالية لنيل الكأس ) و
من هنا نجد:
الرابط الحجاجي هنا جاء لتبرير النتيجة و تعليلها و مفادها أن ما قدمه شباب بلوزداد
من جهد كان من أجل نيل كأس الجمهورية.
(خمسي سنة م بعد نحمل ركاليل الزهر و الورود للشهداء و المجاهدي لك نقول
بأ دورهم انتهى بالنسبة لتسيير البالد ).
في هذا المثال نجد أن ( لكن ) جاءت للربط بين حجتين متعارضتين أي بين ما يتقدم
الرابط وما يتلوه فالقسم األول ( خمسين سنة نحمل أكاليل الزهر و الورود للشهداء و
المجاهدين) نجد فيه حجة فيها تقدير و احترام للشهداء و المجاهدين الذين ضحوا
بالغالي و النفيس من أجل البالد أما القسم الثاني( دورهم انتهى بالنسبة لتسير البالد)هي
61
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
حجة ثانية تخدم نتيجة مضادة لألولى و مفادها أن الوقت قد حان لترك المجال للشباب
لتسير البالد.
-الرابط الحجاجي "حتى" :وقد جاء هذا الرابط من خالل قوله (:رمل ر تهب ريها
الشعب الجزائري كما عهدناك في المواعيد الهامة ملتزما بأداء واجبك الوطني و
ممارسة حقك الدستوري واعيا متحمال مسؤوليتك حتى ال يترك مصيرنا للغد مجهوال )
فالرابط الحجاجي (حتى) في هذا المثال قد ربط بين مجموعة من الحجج و هي على
التوالي:
* أمل أن تهب أيها الشعب الجزائري كما عهدناك في المواعيد الهامة :حجة .1
كل هذه الحجج سواء الواردة قبل الرابط ( حتى ) أو بعده تخدم نتيجة واحدة و المتمثلة
في التزام الشعب الجزائري بمسؤوليته اتجاه الوطن و إعطاء رأيه باختيار ممثليه في
البالد و كل هذا من أجل أن تبقى الجزائر شامخة متألقة.
و نالحظ في هذا المثال أن الحجة التي جاءت بعد الرابط ( حتى ) هي الحجة األقوى
ألنها زادت من تأكيد الحجج السابقة.
كانت هذه بعض األمثلة المتعلقة بالروابط الحجاجية من خالل الخطاب السياسي الذي
بين أيدينا أما فيما يتعلق بالعوامل الحجاجية فسنأخذ األمثلة اآلتية:
62
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
-العامل الحجاجي ( ال...إال ) :و يظهر من خالل الخطاب في قوله (:ال يكلف
استعمل الرئيس الجزائري "عبد العزيز بوتفليقة" هذا العامل الحجاجي ليؤكد للشباب
الجزائري أن الوقت قد حان ليباشر الشباب في تحمل مسؤولية البالد فالجيل الذي سبقه
أصبح غير قادر على تسيير البالد و المضي بها إلى األمام فاهلل عز وجل ال يكلف
نفسا إال وسعها.
-العامل الحجاجي ( كاد ) :مثال ذلك قوله ( :الشعب الجزائري الذي ضحى بالنفس
و النفيس م رجل االستقالل و ضحى كذلك في حرب رهلية كادت تأخذ جذوره ،ال بد ر
يبره مرة رخرى على رنه على كل شيء قدير).
تظهر القيمة الحجاجية للعامل ( كاد ) في محاولة ربطه بين ما أتى قبله و ما أتى
بعده ،فالشعب الجزائري الذي ضحى باألمس بالغالي و النفيس من أجل الجزائر وجب
عليه أن يبرهن اليوم أنه قادر على تحمل أي مسؤولية تقع على عاتقه.
-2اآلليات البالغية:
ر -تقسيم الكل إلى رجزائه :من األمثلة على ذلك قوله (:ستكو هذه االنتخابات
متميزة م حيث الضمانات العديدة التي وفرناها لتكو كما يريدها شعبنا نظيفة و
شفافة ،انتخابات ناجحة بفضل مساهمة الجميع ،قضاء مستقل ،و إدارة محايدة ،و
رحزاب فاعلة ،و جمعيات نشيطة يقظة ،و صحافة حرة ،و مراقبة وطنية فضولية.)...
من خالل المثال نالحظ أن الرئيس الجزائري قام بعرض أطروحة تتمثل في أن هذه
االنتخابات التشريعية ستكون مغايرة تماما لسابقتها ثم أخذ يتوسع فيها و ذلك بعرضه
63
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
لمجموعة من الحجج و كل حجة منها تخدم هذه القضية أو األطروحة ،بمعنى آخر
يمكن أن نعتبر القضية المطروحة بمثابة النتيجة و كل جزء هو بمثابة حجة تخدم هذه
النتيجة.
ب -البديع :إن المحسنات البديعية هي األخرى يمكن أن تؤدي الوظيفة الحجاجية و
نأخذ من هذه المحسنات التي استعملها الرئيس الجزائري كآلية حجاجية من أجل التأثير
في المتلقي و استمالته و إقناعه الطباق و قد ورد في قوله (:المقدس للذاكرة وضد
النسيا ) (،هنا و هناك ) (،جزائر اليوم و جزائر الغد ) (،كبا ار و شبابا ) ،فباألضداد
تتميز األشياء و لما تتضح هذه األخيرة تساهم في اإلقناع.
ج -التمثيل :يؤدي التمثيل دو ار هاما في الحجاج لما له من قدرة إقناعيه هائلة ،و من
خالل الخطاب السياسي الذي بين أيدينا يمكن أن نأخذ المثال التالي (:لقد كا ثم
استرجاع الحرية باهضا مثله كا ثم صو وحدة البالد والنظام الجمهوري و تكيس
الم و السلم و المصلحة ).
من خالل هذا التمثيل أراد الرئيس الجزائري "عبد العزيز بوتفليقة" أن يوصل للمتلقي
نتيجة مفادها أن الجزائر دفعت الكثير و الكثير من أجل استرجاع حريتها و سيادتها و
كرامتها أثناء االحتالل الفرنسي لها ومثل هذا الثمن الباهض دفعته مرة أخرى لتحافظ
على وحدة البالد وأمنها و استقرارها لذلك وجب على الشعب الجزائري كله خاصة الشباب
أن يقدروا هذا الجهد و أن يحافظوا على ما وصلت إليه الجزائر كما وجب عليهم
مواصلة العمل الجاد لبلوغ مكانة محترمة بين األمم.
64
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
د -التكرار :تعد تقنية التكرار أو المعاودة من أبرز األساليب الحجاجية التي يقدمها
نجد في قوله (:ردعو الجميع ،ردعو الجميع إلى الخروج يوم االقتراع ،ردعو الجميع
إلى الخروج يوم االقتراع خروجا حاشدا ...ردعو كل الشرائح و الفئات ر تعبر ع
اختيارها الحر )...ففي قوله هذا نجد أن لفظة واحدة تكررت أربع مرات و هي لفظة
( أدعو) و ذلك من أجل تأكيد الرئيس الجزائري للمخاطبين دعاءه للمشاركة في
االنتخابات التشريعية و ذلك للتعبير عن اختيارهم الحر لممثليهم.
و في قوله كذلك (:آمل ر تهب ريها الشعب الجزائري كما عهدناك في المواعيد
الهامة ،ملتزما بأداء واجبك الوطني و ممارسة حقك الدستوري ،واعيا متحمال
مسؤوليتك حتى ال يترك مصيرنا للغد مجهوال رقول حتى ال يترك مصيرنا للغد مجهوال )
نجد أن الرئيس الجزائري قد اعتمد في بداية القول على تكرار المعنى و ذلك من أجل
التأثير في المتلقي فهو إذن كرر فكرة واحدة مفادها دعوة الشعب الجزائري إلى تحمل
المسؤولية و التوجه إلى مكاتب االقتراع و المشاركة في االنتخابات التشريعية و قد زاد
من تثبيت هذا المعنى من خالل تكرار لفظة ( حتى ال يترك مصيرنا للغد مجهول ) فهي
إذن تخدم المعنى نفسه و هو التأكيد للمخاطب بضرورة اختيار ممثله في البالد.
نالحظ من خالل هذه األمثلة ،كيف أن التكرار ال يأتي إذن في الكالم إال لغاية
حجاجية إذ أن ذلك الترديد الذي يحدثه المرسل في خطابه ،ينتج زيادة في حضور الفكرة
في ذهن المتلقي ،األمر الذي يؤدي إلى قبول تلك الفكرة و االقتناع بها.
65
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
-3السلم الحجاجي:
السلم الحجاجي كما رأينا في الجانب النظري يقوم على ترتيب الحجج عموديا من الحجة
الضعيفة إلى الحجة القوية في فئة حجاجية واحدة ،كما يكون كل قول في السلم دليل
على مدلول معين ،كان ما يعلوه مرتبة دليال أقوى منه.
من هنا سنحاول إسقاط هذا التعريف على الخطاب السياسي الذي بين أيدينا ،و الذي
ال يخلو بدوره من مثل هذا النوع اللغوي.
ففي قوله (:آمل ر تهب ريها الشعب الجزائري كما عهدناك في المواعيد الهامة ملتزم
بأداء واجبك الوطني ،و ممارسة حقك الدستوري ،واعيا متحمال مسؤوليتك حتى ال
يترك مصيرنا للغد مجهوال ).
نالحظ تدرجا و تراتبا في الحجج المقدمة ،حيث بدأ بالحجة األقل قوة ثم انتقل إلى
الحجة القوية ،ثم إلى الحجة األكثر قوة.
فالحجة التي جاءت بعد الرابط الحجاجي ( حتى ) هي الحجة التي وردت في أعلى
السلم الحجاجي نظ ار لما تحمله من قوة و لذلك تركها الرئيس الجزائري "عبد العزيز بوتفليقة"
66
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
في األخير ليدعم بها القول برمته ،فلو أنه بدأ بهذه الحجة لكان هناك خلل في الترتيب مما
يؤدي إلى عدم إقناع المتلقي.
و لنأخذ مثال آخر و المتمثل في قول الرئيس الجزائري "عبد العزيز بوتفليقة" (:ستكو
هذه االنتخابات متميزة م حيث الضمانات العديدة التي وفرناها لتكو كما يريدها شعبنا
نظيفة شفافة ،انتخابات ناجحة بفضل مساهمة الجميع ،قضاء مستقل ،و إدارة محايدة ،و
رحزاب فاعلة ،و جمعيات نشيطة يقظة و صحافة حرة ،و مراقبة وطنية فضولية ،و
مواطنات و مواطني غيوري على سيادة بلدهم ).
كل هذه الحجج التي أوردها الرئيس الجزائري السيد "عبد العزيز بوتفليقة" جاءت متفاوتة
من حيث القوة ،رغم أنها تخدم نتيجة واحدة مفادها أن االنتخابات التشريعية القادمة ستكون
متميزة عن سابقتها ،أي أنها ستكون انتخابات ناجحة نظيفة شفافة بفضل الضمانات العديدة
التي وفرت لها ،و قد تحقق الحجاج في هذا المثال بفضل الرابط الحجاجي حرف ( الواو ).
67
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
يعد السياق من بين أهم العناصر التي تعنى بتحليله مختلف الدراسات التداولية ،و ذلك
ألن معظم النظريات التي تندرج ضمنها تسعى إلى البحث عن العالقة التي تربط بين المتكلم
و المتلقي ،و السياق الكالمي الذي تتم فيه عملية التواصل.
و بحكم إق اررنا بمصطلح السياق كأداة إجرائية ناجعة ،بكل المستويات الداللية و التداولية
في تحليل النصوص و الوصول إلى محاصرة معناها من كل الجوانب ،فقد ميزنا في
الخطاب السياسي الذي بين أيدينا ثالثة أنواع من السياق هي كاآلتي:
حاول الرئيس الجزائري "عبد العزيز بوتفليقة" منذ بداية خطابه تذكير الشعب الجزائري
بالظلم و االستبداد و الدمار الذي عاشه الشعب الجزائري إبان االحتالل الفرنسي له و ذلك
من خالل استحضار الذكرى األليمة لمجازر الثامن من مايو خمس و أربعين ،و الترحم
على أرواح الشهداء األبرار ،كما ذكر أيضا الثمن الباهظ الذي دفعته الجزائر من أجل نيل
حريتها و كرامتها.
أهم قيمة اجتماعية تبرز في نص الخطاب السياسي الذي ألقاه الرئيس الجزائري "عبد العزيز
بوتفليقة" هي دعوته للشعب الجزائري عامة و فئة الشباب خاصة بالتوجه إلى مكاتب
اال قتراع و ممارسة حقهم الدستوري في اختيار ممثليهم بشكل حر ،و كذلك حثهم على العمل
الجاد و المستمر من أجل بلوغ الجزائر مكانة محترمة بين األمم ،فالجزائر أمانة بين أيدي
الشباب لذلك وجب عليهم تحمل المسؤولية و المحافظة عليها.
68
التحليل التداولي لخطاب الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الفصل الثاني
تقوم مؤشرات عدة في هذا الخطاب السياسي بوظيفة وصف نفسية الرئيس الجزائري
"عبد العزيز بوتفليقة" المتأثرة بما أحدثه االستعمار الفرنسي من مجازر و قتل جماعي في
مثل هذا اليوم و ذلك من خالل قوله (:نستحضر اليوم الذكرى الليمة للثام م مايو،
نتذكر بعظيم الكبار الثم الباهظ الذي دفعه الشعب الجزائري ،وفاء للذي استشهدوا
صابري صامدي .)...
و هناك أيضا ألفاظ عدة دالة على إظهار الفرح و منها( رجد نفسي سعيدا و رنا ررى
الفرحة ما تزال تغمركم ،هنيئا إلى الرياضيي جميعا و هنيئا لنا معكم )...ففي هذه التراكيب
مضمونات عاطفية يغلب عليها جانب الفرح الذي يهيمن على الرئيس الجزائري بسبب نيل
وفاق سطيف كأس الجمهورية.
كما نجد أيضا مجموعة من األلفاظ الدالة على إظهار القوة و ذلك في قوله (:ربدوا
شجاعة منقطعة النظير ،رافعي تحدي الصالحات الكبرى ،رنا واثق ر شباب الجزائر الذي
تخرج بالماليي م المدرسة الجزائرية....سيتصدى لم يتربص بالبالد شرا.)...
69
التداولية بين النشأة و التشكل مدخل
المدخل:
-1مفهوم التداولية.
-2التداولية بين النشأة و التشكل.
-1-2أوستين و التداولية.
-2-2سيرل و التداولية.
-3-2جرايس و التداولية.
-3وظائف التداولية.
-4مفهوم الخطاب.
-5مفهوم السياسة.
-6مفهوم الخطاب السياسي.
-7نبذة عن حياة الرئيس الجزائري "عبد العزيز بوتفليقة".
التداولية بين النشأة و التشكل مدخل
-1مفهوم التداولية:
-1-1لغة:
(د َو َل) في لسان العرب ،وهي مشتقة من دول ،يتداول ،تداوالً ويقال ":تداولنا
وردت مادة َ
األمر ،أخذناه بالدول وقالوا دواليك أي مداولة على األمر ....ودالت األيام أي دارت ،واهلل
يداولها بين الناس ،وتداولته األيدي أخذته هذه مرة وهذه مرة ،وتداولنا العمل واألمر بيننا،
()1
بمعنى تعاوناه فعمل هذا مرة وهذا مرة".
" دول :دالت له الدولة ،ودالت األيام بكذا ،وأدال اهلل بني فل ن من عدوهم ،جعل الكرة
لهم عليه ...وأديل المؤمنون على المشركين يوم بدر ،وأديل المشركون على المسلمين
يوم أحد ....واهلل يداول األيام بين الناس مرة لهم ومرة عليهم .وتداولوا الشيء بينهم،
()2
والماشي يداول بين قدميه :يراوح بينهما".
من خالل هذه المفاهيم يتبين أن مصطلح التداولية في أصله العربي يرجع إلى الجذر
(د َو َل) وبالرغم من تعدد تعاريفه في المعاجم العربية إال أنها ال تخرج عن معاني
اللغوي َ
التحول والتبدل واالنتقال سواء كان ذلك من مكان إلى آخر أو من حال إلى آخر وهو ما
يدل على المشاركة والتفاعل وهو مفهوم قريب من مفهوم التداولية التي تعنى بالتفاعل بين
المتكلم والمتلقي.
(-)1أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور ،لسان العرب ،دار صادر ،لبنان ،مج ،11/ط ،1994 ،3ص
.253-252
(-)2أبي القاسم جابر اهلل محمد بن عمر بن أحمد الزمخشري ،أساس البالغة ،ج ،1تح/محمد باسل عيون السود،
منشورات دار الكتب العلمية ،بيروت ،ط ،1988 ، 1ص .303
7
التداولية بين النشأة و التشكل مدخل
-1-2اصطلحا:
أ -علم التراكيب(:النحو) الذي يقتصر على دراسة العالقة القائمة بين العالمات.
ب -علم الداللة :الذي يدور على الداللة التي تتحدد بعالقة تعيين المعنى الحقيقي القائمة
بين العالمات وما تدل عليه.
ج -وأخي اًر التداولية :التي تعنى في رأي "موريس"( (Morrisبالعالقات بين العالمات
()1
ومستخدميها.
ما يهمنا بدرجة أكبر في هذا التعريف هو الشق الثالث منه ،أي دراسة العالمات
بمستعمليها والجمل بمكلميها ،فالتداولية إذن تتناول مفاهيم كانت غائبة تماماً عن الدرس
اللغوي واللساني .وهنا تمكن الثورة التي قادتها التداولية ،أي في تجاوزها للبعد الداخلي للنحو
والداللة واللسانيات إلى البعد االستعمالي للغة.
وتبقى فقط اإلشارة أن محاولة الوقوف على تعريف موحد للتداولية يعد من الصعوبة
بمكان وهذا راجع إلى تنوع خلفياتها الفكرية والثقافية ،وهو ما أدى إلى تعدد التعاريف بحسب
تخصصات أصحابها ومجاالت اهتمامهم ،ومن أبرز ما قدمه "فرانسيس جاك" ( Francis
.)Jaquesإذ يقول« :تتطرق التداولية إلى اللغة الخطابية وتواصلية اجتماعية معاً،".
اعد موز ٍ
عة تخضع لشروط فاللغة من هنا استعمال بين شخصين للعالمات استناداً إلى قو َ
()2
إمكانية الخطاب
( -)1ينظر ،آن ربول ،جاك موشالر ،التداولية اليوم علم جديد في التواصل ،تر/سيف الدين دغفوس ،محمد الشيباني
مراجعة :لطيف زيتوني ،دار الطليعة للطباعة والنشر ،لبنان ،ط ،2003 ،1ص .29
( -)2فرانسواز أرمنيكو ،المقاربة التداولية ،تر/سعيد علوش ،مركز اإلنماء القومي ،الرباط ،المغرب ،1986 ،ص .08
8
التداولية بين النشأة و التشكل مدخل
ويعرفها "الجيللي دالش" بأنها ":تخصص لساني يدرس كيفية استخدام الناس للداللة
اللغوية في صلب أحاديثهم وخطاباتهم .كما يعني من جهة أخرى كيفية تأويلهم لتلك
()1
الخطابات واألحاديث".
فهي من خالل هذا التعريف تهتم بدراسة اللغة بوصفها ظاهرة خطابية وتواصلية
بالدرجة األولى.
وقد انتقلت التداولية بمفاهيمها الغربية للفكر العربي المعاصر ،ونجد "طه عبد
الرحمان" الذي ترجم المصطلح بالتداوليات يقول ":وقد وقع اختيارنا منذ 1970على
مصطلح "التداوليات" مقابلً للمصطلح الغربي(براغماتيا) ألنه يوفي المطلوب حقه باعتبار
داللته على معنيين :االستعمال والتفاعل ،من خلل عناية التداولية بكل عناصر التواصل،
ألنها تدرس اللغة وهي تدور بين ألسنة المتخاطبين ،ودراسة التفاعل بين طرفي العملية
اء أكانت داخلية أو خارجية،
التواصلية ألن األطراف كلها تنتمي إلى ظروف مقامية سو ً
يجب مراعاتها عند الدراسة ،وعدم إغفال أنها تنظر إلى المتكلم والمخاطب لتتمكن من
()2
دراسة التفاعل الذي يقتضي النظرة العامة ألطراف التواصل".
من خالل شبكة هذه المفاهيم يتضح لنا أن التداولية في معناها العام هي دارسة
اللغة أثناء االستعمال والتداول وذلك بالنظر إلى كل من المتكلم والمتلقي باإلضافة إلى سياق
وبناء على هذا يمكن القول أن التداولية هي علم االستعمال اللغوي.
ً الكالم،
( -)1الجياللي دالش ،مدخل إلى اللسانيات التداولية ،تر /محمد يحياتن ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،د ط،
،1992ص .01
( -)2ينظر :طه عبد الرحمن ،تجديد المنهج في تقويم التراث ،المركز الثقافي العربي ،الرباط ،المغرب ،د ط،1993 ،
ص .244 -243
9
التداولية بين النشأة و التشكل مدخل
تتناسب نشأتها مع نشأة العلوم المعرفية(علم النفس ،اللسانيات ،فلسفة العقل )...رداً على
التيار السلوكي( )1إال أن بداياتها األولى كانت مع الرواقيين ،ثم سقراط ،ثم أرسطو،)2( ...
لكنها لم تكن واضحة المعالم ،بل كانت مجرد إشارات عابرة متفرقة بين طيات أعمالهم.
وكانت متداخلة مع العلوم المعرفية –السابقة ذكرها -ولم تستقل إال مع العلماء الثالثة
السابق ذكرهم ،فالتداولية إذن موجودة منذ القديم أي منذ وجود اإلنسان ألنه اجتماعياً بطبعه
دائما إلى التواصل مع غيره والتواصل من أحد مميزات البعد التداولي.
يحتاج ً
وسنبين فيما يلي نشأة التداولية عند العلماء الثالثة السابق ذكرهم باعتبارهم أهم العلماء
الذين استقلت التداولية وتطورت على يدهم.
-1-2أوستين) (Austinوالتداولية:
عرف هذا الفيلسوف اإلنجليزي في محاضرات "وليام جيمس"( )William Jamesالتي
ألقاها عام ،1955ولم يكن هدفه تأسيس فرع من فروع اللسانيات بقدر ما كان يهدف إلى
تأسيس اختصاص فلسفي جديد هو فلسفة اللغة.
( -)1ينظر :آن ربول ،جاك موشالر ،التداولية اليوم علم جديد في التواصل ،ص .28-27
( -)2ينظر :فيليب بالنشيه ،التداولية من أوستين إلى غوفمان ،تر/صابر الحباشة ،دار الحوار ،سورية ،ط ،2007 ،1ص
.20
( -)3ينظر :محمود أحمد نحلة ،آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر ،دار المعرفة الجامعية ،مصر ،د ط،2002 ،
ص .09
10
التداولية بين النشأة و التشكل مدخل
وقد انطلق هذا األخير من مالحظة بسيطة مفادها" أن الكثير من الجمل التي ليست
استفهامية أو تعجبية أو أمرية ال تصف مع ذلك أي شيء وال يمكن الحكم عليها بمعيار
الصدق أو الكذب وبالفعل ،ال تستعمل هذه الجمل لوصف واقع بل لتغييره فهي ال تقول
شيئا عن حالة الكون الراهنة أو السابقة ،وانما تغيرها أو تسعى إلى تغييرها .من هنا
ً
استنتج "أوستين") (Austinانطلقا من ملحظة أن هناك جملً خبرية يمكن الحكم عليها
بمعيار الصدق أو الكذب ،فهو من هذا المنطلق يرفض ثنائية الصدق والكذب بالنسبة
لجمل اإلثبات والتي وضعها المناطقة فلقد الحظ أوالً بوجود ذوات بنية متشابهة لجمل
اإلثبات والتي من خللها يمكن للمتكلم أن يصطنع بها أشياء عديدة وتتفرد الجمل
اإلنشائية بعدد معين من الخصائص ال توجد في الجمل الوصفية ،من ذلك أنها تسند إلى
ضمير المتكلم في زمن الحال وتتضمن فعلً من قبيل "أمر" و"وعد" و"قسم" ويفيد معناها
()1
على وجه الدقة إنجاز عمل".
وقد اكتشف أوستين) (Austinفيما بعد أن المقابلة بين الجمل الوصفية والجمل اإلنشائية
ليست بالبساطة التي كان يظن.
من هنا يتضح أن األفكار والمالحظات التي جاء بها "أوستين"( (Austinشكلت بداية
موفقة لنظرية أفعال الكالم ،التي تعتبر أول نظرية لسانية تداولية اتبعها مجموعة من
الفالسفة لتشكيل نظريات أخرى.
( -)1آن روبول ،جاك موشالر ،التداولية اليوم علم جديد في التواصل ،ص .31-30
11
التداولية بين النشأة و التشكل مدخل
-2-2سيرل ( )Searleوالتداولية:
يعد "سيرل" ( )Searleأحد رواد نظرية أفعال اللغة وقد نحا نفس منحى" أوستين"
( (Austinفيما ذهب إليه لألفعال المنجزة ،إذ ال يمكن إنجاز أفعال لغوية إال من خالل
عالقاتها بالمقاطع األخرى في الجمل ،أو النص إال أن "سيرل" ( )Searleوجه بعض
االنتقادات الرامية إلى وجود بعض النقائص في دراسات "أوستين"( (Austinلألفعال اللغوية
التي لم تبن على أصول واضحة ،باإلضافة إلى وجود بعض التداخل بين مجموعات األفعال
نظر لعدم وضوح األساس الذي قسم من خالله هذه األفعال وكذلك فإن جهود
اللغوية ًا
"أوستين") (Austinفي هذا المجال كانت موجهة نحو دراسة األلفاظ وليس األفعال ،أي
منجز بكل ما يحمله من حركية ومادية ،وهذا ما أشار إليه
ًا دراسة لفظ الفعل وليس الفعل
"سيرل" ( )Searleعندما أكد على أن أصل المشكلة في تقسيم "أوستين") (Austinأنه
عبارة عن تقسيم أللفاظ األفعال الموضوعة للداللة على األفعال الكالمية وليس نظرة إلى
ذات تلك األفعال ،ومن ثم فإن مساهمات "سيرل" ( )Searleفي هذا المجال تعد مهمة
وفعالة.
وهذا النطالقه من أن نظرية األفعال الكالمية ال تكون إال بالرجوع إلى الفعل ومن هذا
المنطلق بالذات عمل على تحليل الفعل اللغوي إلى قوى متضمنة في القول ،ومنه ميز بين
فعل القول والفعل المتضمن في القول ،وهو أهم ما جاء به "سيرل"( )Searleفي مجال
()1
نظرية أفعال الكالم.
( -)1نعمان بوقرة ،المدارس اللسانية المعاص ةر ،مكتبة اآلداب ،القاه ةر ،مصر ،د ط ،د ت ،ص . 194
12
التداولية بين النشأة و التشكل مدخل
-3-2جرايس ( )Griceوالتداولية:
ولعل أهم مقال" لجرايس" هو المقال المنشور سنة 1975الذي يدور على ما يسميه
صاحبه (منطق المحادثة)" يسجل هذا المقال تطور في مفهوم الداللة غير الطبيعية
حصرا .وقد أدخل فيه "جرايس"
ً ويصوغ مقاربة إلنتاج الجمل وتأويلها غير تواضعية
مفهومين مهمين :االستلزام الخطابي ومبدأ التعاون ....لهذا السبب ميز بين الجملة
والقول فالجملة هي سلسلة الكلمات التي يمكن لزيد أو عمر التلفظ بها في ملبسات
مختلفة وال تتغير بتغير هذه الملبسات ،أما القول فهو حاصل التلفظ بجملة وهو يتغير
()2
بتغير الملبسات"
( -)1آن ربول ،جاك موشالر ،التداولية اليوم علم جديد في التواصل ،ص .53
( -)2المرجع نفسه ،ص .55 -54
13
التداولية بين النشأة و التشكل مدخل
واذا عدنا إلى مفهومي مبدأ التعاون و االستلزام الخطابي نجد أن "جرايس" قد افترض وجود
احترام لمبدأ التعاون بين مجموع المتخاطبين المساهمين في محادثة مشتركة ،ولهذا المبدأ
أربعة قواعد متفرعة عنه هي :قاعدة الكم ،قاعدة النوع ،قاعدة العالقة ،قاعدة الكيف.
أما مفهوم االستلزام الخطابي فيقصد به ما تم نقله أو ما تم تبليغه وهناك طريقتين للتبليغ:
طريقة تواضعية تستدعي استلزاماً تواضعياً وطريقة محادثتية تستدعي استلزاماً محادثياً.
14
التداولية بين النشأة و التشكل مدخل
-3وظائف التداولية:
تعد التداولية همزة وصل بين العديد من العلوم اإلنسانية منها :الفلسفة ،علم النفس
اللسانيات...وبذلك أدت مهام مختلفة في دراسة اللغة ،تتلخص فيما يلي" :دراسة استعمال
اللغة ،فهي ال تدرس البنية اللغوية ذاتها ولكن تدرس اللغة حين استعمالها في الطبقات
وموجها إلى مخاطب
ً محددا صادر من متكلم محدد،
ً كلما
المقامية المختلفة ،أي باعتبارها ً
محدد بلفظ محدد في مقام تواصلي محدد لتحقيق غرض تواصلي محدد ،كما تشرح كيفية
جريان العمليات االستداللية في معالجة الملفوظات وبيان أسباب أفضلية التواصل غير
المباشر وغير الحرفي على التواصل الحرفي المباشر وكذا شرح أسباب فشل المعالجة
()1
اللسانية البنيوية في معالجة الملفوظات".
من هنا يتضح أن المهام األساسية للتداولية هي إبراز النشاط التفاعلي للغة وباألخص
التفاعل في العملية التواصلية ،ولكن هناك شروط يجب أن تتوافر لكي يتحقق هذا التفاعل
في العملية التواصلية وهذه الشروط هي شروط اجتماعية وادراكية كما يجب أن يتحدد
الحديث بحدود زمانية ومكانية محددة أيضا لتحقق هذا التفاعل.
ولم تبقى مهام التداولية محصورة في تحقيق التواصل فحسب بل نجد أن لها وظائف عدة.
استنادا إلى "سيمون ديك" ) )Simon Dikفقد قسمها "المتوكل" إلى نوعين :داخلية
و ً
وخارجية حيث« :تتسم الوظائف التداولية الداخلية بكونها تسند إلى عناصر تنتمي إلى
()2
وتضم وظيفتي المحور والبؤرة ،أما النوع الثاني فغير مرتبطة بعناصر الجملة ذاتها"
الجملة ،حيث تسند إلى مكونات خارجة عن الجمل وتشمل وظيفتي المبتدأ أو الذيل إضافة
( -)1مسعود صحراوي ،التداولية عند العلماء العرب ،دراسة تداولية لظاهرة األفعال الكالمية في التراث اللساني العربي،
دار الطليعة ،بيروت ،لبنان ،ط ،2005 ،1ص.27-26
( -)2أحمد المتوكل ،قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية ،بنية الخطاب من الجملة إلى النص ،دار األمان للنشر
والتوزيع ،الرباط ،المغرب ،د ط ،2001 ،ص .110
15
التداولية بين النشأة و التشكل مدخل
إلى الوظيفة التي أضافها" المتوكل" وهي وظيفة المنادى ،وفيما يلي تفصيل لهذه
الوظائف:
-1-3الوظيفتان الداخليتان:
-1-1-3الوظيفة المحور :يعرف "المتوكل" المحور بقوله " :تسند وظيفة » المحور«
()1
إلى المكون الدال على ما يشكل»المتحدث عنه« داخل الجمل"
وهذا يعني أن المحور هو الذات التي تشكل محط خطاب ما ،نحو :متى رجع زيد؟ رجع
زيد البارحة ،فزيد هنا يشكل محور الجملتين ألنه محط الحديث فيهما ،وهو بهذا يأخذ وظيفة
المحور بمقتضى الوضع التخابري القائم بين المتكلم والمخاطب في طبقة مقامية معينة.
-2-1-3الوظيفة البؤرة :تعرف بأنها ":تسند وظيفة البؤرة إلى المكون الحامل
()2
بروز في الجملة"
للمعلومة األكثر أهمية أو األكثر ًا
ويميز "المتوكل" بين نمطين من البؤرة ( بؤرة الجديد) وتستند إلى العنصر الحامل
للمعلومة يجهلها المتكلم في حالة اإلخبار مثل :ماذا أكل الولد؟ أكل الولد التفاحة.
والنمط الثاني من البؤرة هي (بؤرة المقابلة) وتسند إلى العنصر الحامل للمعلومة المتجادل
في ورودها.
-2-3الوظائف الخارجية
( -)1أحمد المتوكل ،الوظائف التداولية في اللغة العربية ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،الدار البيضاء ،المغرب ،ط،1985 ،1
ص .69
16
التداولية بين النشأة و التشكل مدخل
-3-2-3الوظيفة المنادى :وجب هنا اإلشارة إلى أن هذه الوظيفة من وضع الباحث
المغربي "أحمد المتوكل" الذي لم يكتف بالتقسيم الرباعي لدى "سيمون ديك") Simon
،)Dikوقد اقترح هذا التعريف:
()3
" المنادى وظيفة تسند إلى المكون الدال على الكائن المنادى في مقام معين".
نحو :يا زيد قرأت مذكراتك ،هذا وقد أشار الباحث إلى ضرورة التفريق بين "النداء" كفعل
لغوي شأنه في ذلك شأن األفعال اللغوية األخرى كاإلخبار واالستفهام ...و"المنادى" كعالقة
تسند إلى أحد مكونات الجملة على الرغم من التالزم الوارد بين النداء والمنادى.
17
التداولية بين النشأة و التشكل مدخل
-4مفهوم الخطاب:
عرف » معجم المصطلحات األدبية المعاصرة « الخطاب بأنه" :مجموعة التعبير
()1
الخاصة التي تحدد بوظائفها االجتماعية ومشروعها اإليديولوجي".
والخطاب كمفردة لغوية يشير إلى" مصدر الفعل خاطب يخاطب خطابا ومخاطبة وهو يدل
على توجيه الكلم لمن يفهم ،أي نقله من الداللة على الحدث المجرد من الزمن إلى
()2
الداللة االسمية ،فأصبح قديماً يدل على ما خوطب به وهو الكلم".
وقد ورد في "المعجم السياسي" معنى الخطاب بأنه" :تعبير عن األفكار بالكلمات تعبير
بالمحادثة بين طرفين أو أكثر مناقشة رسمية مكتوبة لموضوع ما معالجة مكتوبة لموضوع
ما حوار أو كلم .وفي علم اللغويات هو أي امتداد لغوي له بناء منطقي سليم و يكون
()3
والخطاب حسب "إميل بنفنست" ()1976-1902 أكبر من الجملة أو الفقرة المتكاملة".
هو ":ملفوظ منظو ارً إليه من وجهة آليات وعمليات اشتغاله في التواصل وبمعنى آخر هو
()4
كل تلفظ يفرض متكلماً ومستمعاً وعند األول هدف التأثير على الثاني بطريقة ما".
إذن الخطاب محور مهم في أي عملية اتصالية ،الهدف منها إحداث رد فعل مطلوب من
متلقي الخطاب حول القضية المطروحة.
( -)1سعد علوش ،معجم المصطلحات األدبية المعاصرة ،دار الكتاب اللبناني ،بيروت ،لبنان ،د ط ،1985،ص.83
(-)2عبد الهادي بن ظافر الشهري استراتيجيات الخطاب ،مقاربة لغوية تداولية ،دار الكتاب الجديدة ،بيروت ،لبنان ،ط1
،2004،ص.36
( -)3وضاح زيتون ،المعجم السياسي ،دار أسامة /المشرق الثقافي ،عمان ،األردن ،ط ،2006 ،1ص.163
( -)4إبراهيم صحراوي ،تحليل الخطاب األدبي ،دراسة تطبيقية ،دار األفاق ،الجزائر ،ط ،1999 ،1ص .10
18
التداولية بين النشأة و التشكل مدخل
تقى فقط اإلشارة إلى أن الخطاب حضي بتعريفات متعددة بتعدد التخصصات وزوايا
الرؤيا وهو ما تؤكده "سارة ميلز" حيث ترى "أن وضع تعريف موحد للخطاب عملية معقدة
ألن من ناحية أغلب الباحثين الذين يستعملون المصطلح ال يحددون أياً من تعاريفه وهم
بصدد التعامل معه ،ومن ناحية أخرى فإن العديد من الباحثين الذين يصوغون التعريفات
انطلقاً من توجهات معينة يقومون بتغييرها أو بإدخال تعديلت عليها ،أي أن تعريف
الخطاب غير ثابت األمر الذي أدى إلى تداخله مع جملة من المصطلحات األخرى مما
()1
خلق لبساً في تحديد المفاهيم".
( -)1سارة ميلز ،الخطاب ،تر /يوسف بغول ، ،مطبعة البعث ،قسنطينة ،الجزائر ،د ط،2004 ،ص.06
19
التداولية بين النشأة و التشكل مدخل
-5مفهوم السياسة:
اس
السياسة في » معجم اللغة العربية المعاصرة « مصدر مشتق من الفعل الثالثي َس َ
بناء عليها .وهي سلوك الحكومات والدول
وس وهي مبادئ معتمدة تتخذ اإلجراءات ً
وأصله َس َ
()1
وموافقها اتجاه القضايا المتعلقة بالدول األخرى.
عند "عبد الوهاب الكيالي" السياسة هي" :فن ممارسة القيادة والحكم ،وعلم السلطة أو
الدولة ،وأوجه العلقة بين الحاكم والمحكوم .وفي تعريف آخر السياسة هي النشاط
االجتماعي الذي يضمن األمن ويقيم التوازن والوفاق بين األفراد والجماعات .وهو علم
دراسة المصالح المتضاربة ،وانعكاسها على تكوين السلطة والحفاظ على امتيازات الطبقة
()2
الحاكمة".
والسياسة في »المعجم السياسي « هي ":القوة والهيمنة التي تمثلها أنواع الحكومات
وتتسم بمفهومين :األول تقليدي ضيق ،يركز على أن السياسة هي دراسة األنماط
السياسية للمؤسسات ،أما المفهوم الثاني شامل ومعاصر ،ينظر لسياسة على أنها علم
دراسة الوظائف واألنشطة المختلفة ،وتركز على المنافسة والصراع من أجل السيطرة
()3
والنفوذ".
من خالل التعاريف المقدمة يمكن القول أن العصر الذي نعيش فيه هو عصر شيوع
الظاهرة السياسية بأوسع معانيها ،فهي تحتل مكانة متميزة في وقتنا الحالي ومما تقدم نلحظ
أن للسياسة مفاهيم مختلفة ومتنوعة ،فقد تدل على كل ما تقوم به الدولة أو الحكومة من
()1أحمد مختار عمر ،معجم اللغة العربية المعاصرة ،عالم الكتب ،القاهرة ،مصر ،ط ،2008 ،1مج ،2/ص .1134
( -)2عبد الوهاب الكيالي ،موسوعة السياسة ،ج ،3/المؤسسة العربية للد ارسات والنشر ،األردن ،ط ،1993 ،3ص .362
( -)3وضاح زيتون المعجم السياسي ،ص.215
20
التداولية بين النشأة و التشكل مدخل
أعمال ،كما قد نجدها تدل على الدراسة العلمية للمسلك الحكومي...ومن هنا يتبين أن
مصطلح السياسة قد تطور دالليا وانتقل من مجال داللته إلى مجال دالالت أخرى.
كما يعرف بأنه" ذلك النسيج اللغوي المنطوق والمكتوب المترابط ،المنسجم،
فكر وسلو ًكا( تفاعلت وممارسات) وفاعلين متفاعلين في سياق
المشحون بالسياسة ًا
مخصوص ( اجتماعي ،لغوي ،زماني ،مكاني )...ومعرفة إشكاالت المكتمل في داللته
()2
بذاته ،ذو الغرض االتصالي والخصوصية التداولية".
خطابا إقناعي بامتياز ،حيث
ً من خالل هذه المفاهيم يمكن اعتبار الخطاب السياسي
يهدف إلى حمل المخاطب على القبول والتسليم بفكرة ما وذلك عبر التقنيات واآلليات
اللسانية والمنطقية والعقالنية ،بهدف التأثير في المستمع مما يؤدي إلى إقناعه.
( -)1ينظر :محمد الولي ،الموضوعات الحجاجية الكبرى في المغرب ،مجلة عالمات ،المغرب ،العدد ، 2004 ،19ص
.124
( -)2محمد األمين ولد سيد أحمد ،تحليل الخطاب السياسي (دراسة اثنوجرافية -اتصالية في الخطاب السياسي
الموريتاني) ،مذكرة ماجستير -مخطوطة ،جامعة الدول العربية ،القاهرة ،مصر ،ص .30
21
التداولية بين النشأة و التشكل مدخل
عام 1979م .وقد عمل بنشاط في المجالس والمؤتمرات الدولية .وانتخب عام 1974م رئيساً
للجمعية العامة األمم المتحدة وقد كان بذلك من المساهمين في ظهور السيد ياسر عرفات
رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في األمم المتحدة.
عضوا في المكتب
ً وباإلضافة إلى مناصبه السياسية فقد كان عبد العزيز بوتفليقة
وعضوا في مجلس الثورة من
ً السياسي لجبهة التحرير الوطني من 1964م إلى 1981م
1965م إلى 1979م.
( -)1عبد الفتاح أبو عيشة ،موسوعة القادة السياسيين ،دار أسامة للنشر والتوزيع ،األردن ،ط ،2002 ،1ص .202
22
التداولية بين النشأة و التشكل مدخل
وفي عام 1981م اتخذت اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني في دورتها السادسة قرار
()1
بتعليق عضوية بوتفليقة في اللجنة.
مستشار لدى المجلس األعلى للدولة عام 1993م ،ثم
ًا وقد عرض عليه منصب بصفته
بصفته ممثل دائم لدى األمم المتحدة ،إال أنه رفض .وبعدها في سنة 1994م أصبح رئيساً
()2
للجمهورية بعد عشرين عاماً من غياب البومدينية.
23
التداولية بين النشأة و التشكل مدخل
24
التداولية بين النشأة و التشكل مدخل
25