Professional Documents
Culture Documents
مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر في العلوم االقتصادية تجارية و علوم التسيير حول:
2021-2022
شكـ ـ ـ ـ ـ ــر و تقدي ـ ـ ـ ــر
﴿امحلد هلل رب العاملني و الصالة و السالم عىل أرشف األنبياء و املرسلني نبينا و سيدان محمد
و عىل آهل و صبحه أمجعني اما بعد﴾.
بداية فإننا نشكر هللا عز وجل أوال و أخريا عىل توفيقه إبمتام هذا البحث فهو أحق ابلشكر و
الثناء و أوىل هبام ،و إنطالقا من قول سيدان محمد عليه الصالة و السالم " ال يشكر هللا من
ال يشكر الناس" فإننا نتوجه ابلشكر و التقدير و العرفان ألستاذان القدير األستاذ "زين
العابدين جليل" اذلي أرشف عىل هذا البحث و وقف جبانبنا و أرشدان بتوجهياته حىت وصلنا
ابلبحث اىل ما هو عليه ،جفزاء هللا عنا خري اجلزاء و ابرك فيه و جعهل ذخرا للعمل و العلامء.
كام نتقدم ابلشكر للك من علمنا حرف و أمدان علام اىل لك أساتذتنا عىل طول املشوار
ادلرايس و اجلامعي.
و أخريا أتقدم جبزيل شكران اىل لك من مدو لنا يد العون يف إخراج هذه ادلراسة عىل أمكل
وجه.
اإلهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداء
الحمد هلل الذي بعونه تتم الصالحات والصالة على رسوله الكريم سيدنا
إىل من علمين حرف يف هذه الدنيا اىل من علمين النجاح و الصرب اىل "أبي" حفظه اهلل و أطال عمره
أهدي مثرة جهدي هذا اىل أعز و أغلى إنسانة يف حيايت ،اليت أنارت دريب بنصائحها ،و كانت حبرا
صافية جيري بفيض احلب ،و البسمة اىل من زينت حيايت بشموع الفرح ،إىل من منحتين القوة و
العزمية ،ملواصلة الدرب ،إىل من علمنيت الصرب و اإلجتهاد ،اىل الغالية على قليب -أمي.-
اىل إخوايت و أخواني حفظهم اهلل عز وجل.
اىل كل العائلة الكرمية ،و زمليت " إكرام"" ،مسية"،و أصدقاء الدفعة الدراسية متمنية هلم التوفيق.
اىل صديقيت العزيزة "أحالم" ،من ساعدتين يف حيايت .
اىل كل من نسيه القلم و حفظه القلب.
اىل كل من ساعدين يف إجناز هذا العمل من قريب أو من بعيد.
أهدي هذا البحث املتواضع سائلة اهلل سبحانه و تعاىل ان يكتب يل النجاح فمن اهلل التوفيق.
-فاطمة-
قائ ـ ـ ــمة المحتـ ــويات
الشكر
إهداء
مقدمة.................................................................................................أ-ب
الفصل الثاني :المناهج النقدية "في نظرية النقد" لعبد المالك مرتاض
أوال :النقد و النقاد الماهية و المفهوم28....................................................................
ثانيا :النقد ماهية مستحيلة30..............................................................................
ثالثا :جدلية االبداع و النقد36..............................................................................
رابعAAا :نقAAد النقAAد عنAAد عبAAد المالAAك مرتAAاض..................................................................
39
الخاتمة53...................................................................................
قائمة المصادر والمراجع
مقدمــــــــــة
مقدمــــــــة
شAAهد االدب العAAربي منAAذ القAAديم ألوانAAا مختلفAAة من االتجاهAAات النقديAAة ،حيث اهتمت بدراسAAة الخطAAاب االدبي و
الظاهرة اللغوية بشكل عام.
لAAذلك فالحركAAة النقديAAة األدبيAAة لم تعAAرف توقفAAا ،وقAAد شAAهدت تطAAورات كبAAيرة وبصAAفة مسAAتمرة ،كمAAا تمAAيزت كAAل
مرحلة بتفAوق منهج نقAدي على آخAر ،وهAذا مAا كAان يضAمن لهAا تلAك الديناميAة والحركيAة الAتي تمAيزت بهAا ،ومن
بين الظAAواهر الAAتي أصAAبحت محAAل نقAAاش وجAAدل بين البAAاحثين العAAرب في عصAAرنا هAAذا ،ظAAاهرة تجAAاوز المنهج
التقليAAدي المعAAروف في الدراسAAات النقديAAة األدبيAAة وخاصAAة في العقAود األخAAيرة ،وذلAAك يرجAAع إلى التحAAول العميAAق
الذي طرأ على ذات معنى األدب والنقد.
ولق AAد أولى الناق AAد الع AAربي أهمي AAة بالغ AAة إليج AAاد نظري AAة نقدي AAة وذل AAك الرتباطه AAا الوثي AAق ب AAالمنهج ،ألن المنهج ال
يتحرك إال في إطAار النظريAة ،وال يقAوم المنهج على وضAوح الرؤيAة تطبيقهAا يجعAل البAاحث يظAل السAبيل ،ومن
وراءه يسAA Aيء اسAA Aتخدام منهجAA Aه ،ألن التحكم ألن سAA Aوء في النظريAA Aة هAA Aو في النهايAA Aة تحكم في المعرفAA Aة المAA Aراد
إيصالها ،والقدرة على ضبط أنساق هAذه المعرفAAة ،والتمكن من إبAراز االنسAجام القAائم بين النظريAة والمنهج ،أو
على األق AAل إب AAراز العالق AAة الموج AAودة بينهم AAا وال ش AAك أن ك AAل إخالل به AAذه الق AAدرات من ش AAأنه أن يخ AAل بالقص AAد
المنهجي والمع AAرفي ال AAذي ي AAرمي إلي AAه مس AAتعمل النظري AAة ،وللتخفي AAف من ه AAذه اإلش AAكالية تك AAاتفت جه AAود فردي AAة
وجماعية لضبط النظرية النقدية ،حيث يعد الناقد عبد الملك مرتاض واحدا من النقاد الجزائريين الذين اهتمAAوا
اهتماما بالغا بالنظرية النقدية ،ال يقل هذا االهتمام عن ذلك الذي أواله للتأصيل المعرفي والتحديث المنهجي.
اإلشكالية:
كيف تلقى و حاور عبد المالك مرتاض تلك النظريات و ما النقد الذي وجهه بهذا الخصوص؟
أهداف الدراسة:
محاولة تبرير و تعليل األهمية عند عبد الملك مرتاض ،و ذلك من خالل تتبع اهم اعماله و دراساته -
النقدية و خاصة كتابه " في نظرية النقد" بالدراسة و التحليل و استنتاج نظريته النقدية المنحوتة ،و
الياتها اإلجرائية.
الرغبة الملحة في تكوين زاد معرفي و عدة نقدية تعين على بناء قواعد متينة يمكن التأسيس عليها -
في مستقبل الدراسة .
اماطة اللثام حول مصطلح "نقد النقد" الذي اربكنا في البداية و غابت عنا حقيقته. -
الوقوف عند المراس النقدي لألستاذ "عبد الملك مرتاض" و االنتفاع بجانب كبير من ثقافته و -
طريقته ،و لغته و مصطلحاته.
ا
مقدمــــــــة
أهمية الدراسة:
تكمن أهمية هذه الدراسة في إلقاء الضوء على جهود عبد الملك مرتاض في دراسة في النقد االدبي و
الوقوف على جزيئات النقد الروائي عنده و مدى قدرته على توظيف كافة معارفه الخلفية في حقل الدراسات
النقدية ،و إفادته من المرجعيات الثقافية ،كذلك تأتي للوقوف على النتاج النقدي له.
صعوبة الدراسة:
صعوبة التنقل من منهج الى اخر لمعرفة مبادئه و أسسه ،ثم العودة الى "عبد الملك مرتاض" و -
تحديد تعامله معه تنظيرا و ممارسة.
المنهج المتبع:
طبيع AAة الموض AAوع المنهج الت AAاريخي تتبعت من خالل AAه مراح AAل تط AAور النق AAد ع AAبر العص AAور و المنهج الوص AAفي
التحليلي الذي تالءم مع الموضوع المدروس.
ب
املدخل
الاطار املفاهميي للنقد و النظرية
االطار المفاهيمي للنقد و النظرية المدخل :
واج AAه النق AAد الع AAربي في العص AAر الح AAديث والمعاص AAر العدي AAد من التط AAورات و التح AAوالت ال AAتي أنتجت لن AAا ب AAدورها
إشكاليات ارتكزت في مجملها على المصطلح النقدي « إذ ليس من مسلك يتوسل به اإلنسان إلى منطAAق العلم غAAير
ألفاظه االصطالحية حتى لكأنها تقوم من العلم مقام جهاز الدوال ليسAAت مدلوالتAAه إال محAAاور العلم ذاتAAه و مضAAامین
قدره من يقين المعارف و حقيق األقوال ،فAAإذا اسAتبان خطAر المصAAطلح في كAل فّن توضAAح أن السAجل االصAAطالحي
1
الكشف المفهومي الذي يقيم للعلم سوره الجامع و حضنه المانع ،فهو له كالسياج هو العقلي".
انطالق AAا حص AAونه و من ه AAذا الق AAول يتض AAح لن AAا أن لك AAل علم مص AAطلحاته الخاص AAة ال AAتي تقيم ح AAدوده وترف AAع تكش AAف
مفاهيمAAه ،فلهAAذا اهتم الدارسAAون بعلم المصAAطلح و أفAAردوا لAAه الكتب و الAAدواوين لمAAا ينطAAوي عليAAه من أهميAAة بالغAAة،
فهو وسيلة تواصل معرفية مهمة داخل الثقافة الواحدة ،وتزداد أهميته بوصAAفه جسAAر تواصAAل بين الثقافAAات المختلفAAة
أيضا.
و تأسيسا على هذا ال يمكن أ يفهم المتلقي جماليAة النصAوص و أهميتهAا و معانيهAا دون المAرور بالمصAطلح ،و هAذا
أبدا ال يقتصر على ميدان النقد األدبي فحسب بل تحتسب على مجموع العلوم األخرى.
1
عبد الرزاق جعنيد المصطلح النقدي قضايا و إشكاالت عالم الكتب الحديث للنشر و التوزيع ،اريد ،األردن ،ط ،2011 ، 1ص .5
2
ابن منظور لسان العرب دار صادر ،بیروت ،لبنان د ط 1823،م ،3مادة ( نقد) ،ص .426
2
االطار المفاهيمي للنقد و النظرية المدخل :
وجAAاء في معجم الوسAAيط « نقAAد الشAAيء نق ًAد ا نقAAره ليختAAبره أو لمAAيز جيAAده من رديئAAه ،يقAAال نقAAد الطAAائر الفخ و نقAAدت
رأسه بإصبعي و نقد الدراهم ،و يقال نقد النثر و نقد الشعر ،أظهر ما فيهما من عيب أو حسAAن و فالن ينقAAد النAAاس
1
يعيبهم و يغتابهم :
و عليه فإّن النقد قد ورد بعدة معاني أبرزها:
تمييز الدراهم و إخراج الزيف منها -
المناقشة -
اظهار محاسن الشيء و عيوبه -
و على العموم فلفظة النقد ال تخرج عن مفهوم الحكم الفاصل بين ما هو جيد و ما هو رديء.
1
إبراهيم مصطفى وآخرون :معجم الوسيط ،دار الدعوة للتأليف والطباعة ،استانبول ،تركيا ،د ط ،1989 ،مادة (نقد) ،ص 520
2
أحمد الشايب :أصول النقد األدبي ،مكتبة النهضة المصرية ،القاهرة ،مصر ،ط ،10دت ،ص115
3
مجدي وهبة كامل المهندس معجم المصطلحات العربية في اللغة واالدب ،مكتبة بيروت ،لبنان ،ط ،1984 ،02ص417
4
هاشم صالح مناع بدايات في النقد األدبي ،دار الفكر العربي ،بيروت ،لبنان ،ط ،1994 ،01ص .92
3
االطار المفاهيمي للنقد و النظرية المدخل :
تح AAول دون تحقي AAق ذل AAك .ك AAذا بيع AAة اللغ AAة المرن AAة الخاضAAAعة للتغي AAير و التب AAدل ،وعلي AAه فالنق AAد م AAزيج بين الفّني AAة و
5
العلمية ".
فالنقد يخضع لمنهج و ضوابط محددة ،إذ ال يمكن اعتباره مجرد ممارسة عشوائية عبثية فهAAو ممازجAAة بين الفن و
العلم معا.
5
سمير سعيد حجازي ،النقد العربي و وهام رواد الحداثة ،مؤسسة طيبة للنشر و التوزيع ،القاهرة ،مصر،ط،1ص25-23
4
االطار المفاهيمي للنقد و النظرية المدخل :
وفيما أورده ابن منظور زيادة معنى التأمل والرجاء ،فكأن الناظر بعين القلب يأمل شيئا في موضوعه الذي يفكر
فيAAه يقAAول (( :النظAAر :الفكAAر في الشAAيء تقAAدره وتقيسAAه ،والمنAAاظرة أن تنAAاظر أخAAاك في أمAAر إذا نظرتمAAا فيAAه معAAا
كيف تأتيانه (( المصدر نفسه :الصفحة نفسها .
وق AAد أطل AAق الع AAرب ق AAديما اس AAتنادا إلى ه AAذه الم AAادة المعجمي AAة -اس AAم النظ AAارة على الق AAوم ينظ AAرون إلى الش AAيء أي
يشاهدونه مجتمعين ،وقد ارتفع هذا المصطلح مرتبة أخرى على يد علماء الكالم منهم ! الجاحظ الذي أدخل عليه
حAAرف التAAاء ليصAAبح (النظAAارة) ،1.كمAAا يAAرى عبAAد الملAAك مرتAAاض مسAAتندا في ذلAAك إلى نص لـ للجاحAAظ أن القAAدامي
كانوا (( يصطنعون مصطلح النظارة كما تالحظ ذلك في نص الجاحظ (( فيا أيها المتكلم الجماعي والمتفقه السAAني
والنظار المعتزلي ) لمعنى يقترب من معنى المنظر في اللغة المعاصرة ،إذ ليس النظار أجمAAل من المنظAAر وأفخم
في السمع إال كثير النظر ،أي كثير التفكير واالستنتاج في المسائل العقلية الخاصة والفكريAة المحضAة .فهAو كأنAه
2
يقرر نظريات المعرفة ويقلبها في أصولها العليا .
وسواء أستخدم القدامى مصطلح (النظرية) أم مصطلح (النظارة) أو غيرهما ،فAAإن مAا يهمنAا هنAا هAو أنهم كAان لهم
م AAا يقابل AAه في وعيهم النظ AAري ،إذ ال مش AAاحة في المص AAطلح كم AAا يق AAال -على م AAا ذهب إلي AAه مرت AAاض أن الع AAرب
استخدموا مصطلح (( نظر ونظار في مقابل االستعمال الحديث :نظرية ومنظر)) وذلAAك كي ال نقAAع في التهويAAل أو
التضليل الذي وقع فيه ناظم عودة عندما بحث عن مصطلح علمي بمفهومه المعاصر في قاموس لغوي ليصAAل إلى
نتيجة مغلوطة وهي أن المعجم العربي كما يقAول كAان يعAنى بالجAذر اللغAوي للكلمAات وداللتهAا الوضAعية ،وعراقتهAا
3
األعرابية غير المشوبة باللحن ،أو باالختالط األجنبي".
ذلك في الوقت الذي يقول فيه وبحق بأن المعجم العربي (غير مشغول بمالحقAة الAAتراكيب والصAAياغات الجديAAدة)) ،
ولكن لو كلف الباحث نفسه بالعودة إلى ما كتبه عبد القادر الجرجاني في كتابه التعريفات-كما سنذكر – لظفر بمAAا
يبحث عنه ،إال أن يكون له غرض آخر ال تعلمه كأن يبحث عن المصطلح المطابق لفظا ومعنى لمفهوم النظريAAة
بالمعنى المعاصر ،وهذا غير ممكن ،ألن العرب لم تكن تنسب الشيء أو المصطلح إلى ذاته ،وإ نما كAAانت تنسAAبه
إلى صAAاحبه ،وكAAذلك شAAأنهم في تسAAمية الفAAرق والمAAذاهب والطوائAAف بAAدءا من أصAAحاب المAAذاهب األربعAAة (الحنفيAAة،
1عبد الملك مرتاض :نظرية النص األدبي ، ،دار هومة -الجزائر2007 ،م ،ص ،32وينظر كالم الجاحظ في :رسائل الجاحظ ،فصل في صناعة الكالم ،ج،4
ص243
2نظرية النص األدبي من نفسها .
3
ناظم عودة :تكوين النظرية في الفكر اإلسالمي والفكر العربي المعاصر ،دار الكتاب الجديدة ،بن غازي ليبيا ،ط 1،2009م ،ص 26
5
االطار المفاهيمي للنقد و النظرية المدخل :
المالكيAAة ،الشAAافعية الحنبليAAة ثم الفAAرق الكالميAAة (الجاحظيAAة ،األشAAاعرة ،الجهميAAة ،الواصAAلية ، )..ويعAAبر هAAذا عن
مرحل AAة من مراح AAل الفك AAر اإلنس AAاني ال AAتي ك AAان يرتب AAط فيه AAا الم AAذهب ال AAديني أو الفلس AAفي بص AAاحبه كم AAا في الفلس AAفة
اليونانية مثل األفالطونية والفيثاغورية .
وإ ذا أردنAAا أن نعAAود إلى مفهAAوم النظريAAة في الفكAAر العAAربي اإلسAAالمي ،فAAإن علينAAا أن نتتبAAع المسAAميات أو مضAAامين
األسAA Aماء ال األسAA Aماء أنفسAA Aها ،وبمنظAA Aوراتهم هم عمال بعبAA Aارة أبي حامAA Aد الغAA Aزالي (( من طلب المعAA Aنى من اللفAA Aظ
ض AAل ) 1إنم AAا الع AAبرة بالمس AAميات ال باألس AAماء ،ومن ه AAذا المنطل AAق يمكنن AAا -بيس AAر -تلمس مفه AAوم النظري AAة كم AAا
يطرحه AAا الع AAرب الق AAدامى باس AAم النظ AAارة أو في مقاب AAل المنظ AAر الي AAوم أو باس AAتخدام اس AAم (النظ AAر) كمع AAادل لمفه AAوم
النظرية ،يقول صاحب التعريفات:
(( النظري هو الذي يتوقف حصوله على نظر وكسب كتصور النفس ،والعقل كالتصديق بأن العالم حادث)) .
وقد أورد البستاني هذا النص في قاموسه المحيط ولم يشAر إلى مصAAدره ،ومعنAاه قAAريب من معAنى قAAول الجرجAاني
عن النظري:
نسAبة إلى النظAر يطلAق على مقابAل الضAروري ويسAمى كسAبيا وضAروريا ومطلوبAا وهAو الAذي يتوقAف حصAوله على
نظر وكسب كتصور النفس والعقل ،وكالتصديق بأن العالم حادث ).
وهذه إشارة إلى الفقهاء قديما حيث كانوا يقسمون العلAوم إلى ضAAرورية ونظريAة ؛ فالضAAروري مAا ال يسAع اإلنسAان
جهله ويتعلق بالفرائض والواجبات ،والنظري ما يختص به طائفة من النظار والعلماء كل في محاله العلمي.
أمAAا اعتبAAار نAAاظم عAAودة أن مصAAطلح (النظريAAة) يتوقAAف عنAAد البسAAتاني كمAAا عرفAAه في قاموسAAه عنAAدما قAAال :النظريAAة:
مAAؤنث النظAAري وفي الهندسAAة قضAAية محتاجAAة إلى برهAAان إلثبAAات صAAحتها والجمAAع نظريAAات ،فAAإن هAAذا تقريبAAا عين
كالم مرت AAاض حيث يق AAول :إن مص AAطلح نظري AAة في ح AAدود م AAا بلغن AAاه من اإلطالع ،ظ AAل غائب AAا من المص AAطلحات
2
النقدية والفلسفية والعلمية في التراث العربي ".
وق AAد خف AAف مرت AAاض من ح AAدة ه AAذا ال AAرأي عن AAدما أردف ق AAائال (( :غ AAير أن اس AAتعمال المع AAادل له AAذين المعن AAيين أم AAر
مشAAروع )) وفAAات البAAاحثين معAAا أن صAAاحب التعريفAAات قAAد تحAAدث عن النظريAAة بشAAكل واضAAح وصAAريح قياسAAا إلى
1
يوظف أبو حامد الغزالي هذا المبدأ في الكشف عن خطأ منهج المتكلمين في االستدالل ،ينظر :بنية العقل :الجابري ،ص 439
2
نظرية النص األدبي :ص .34
6
االطار المفاهيمي للنقد و النظرية المدخل :
عصAAره ،إذ يقAAول :آداب البحث :صAAناعة نظريAAة يسAAتفيد منهAAا اإلنسAAان كيفيAAة المنAAاظرة وشAAرائطها صAAيانة لAAه عن
الخبط في البحث وإ لزاما للخصم و إفحامه .
وواضح هنAا أن قولAه ((صAناعة نظريAة)) يقصAد بهAا على لغتنAا اليAوم أنهAا تخصAص نظAري ،أي أنAه يتعلAق بقواعAد
ومب AAادئ نظري AAة عام AAة تك AAون مقAAدمات عقلي AAة ينطل AAق منه AAا الفك AAر في معالج AAة مس AAائل المعرف AAة حيث (( يس AAتفيد منه AAا
اإلنسAAان كيفيAAة المنAAاظرة وشAAرائطها (( ،أمAAا قولAAه ((صAAيانة لAAه عن الخبAAط في البحث وإ لزامAAا للخصAAم و إفحامAAه ))
فهو كالم يدل على وعي تام وتفرقة صارمة صحيحة بين القواعد النظريAة والمقAدمات العلميAة الAتي ينبغي أن يقAف
عليها الطرفان عند المناظرة والحجAاج من أجAل االحتكAام إليهAا ،ومAؤدى هAذا أن النظريAة بهAذا المعAنى بنAاء نظAري
محكم ترتبAAط فيAAه المقAAدمات بالنتAAائج ارتباطAAا ملزمAAا للمتنAAاظرين وهAAذا المعAAنى غAAير بعيAAد تمامAAا عن مفهAAوم النظريAAة
المعاصر .
ومهما يكن المصطلح الذي وظفه الفكر العربي القديم سAAواء كAAان صAAناعة نظريAAة ،أو العلم النظAAري أو النظAAاري ،
فإنAAAه كAAAان ألصAAAحابه وعي عميAAAق بوجAAAود بنAAAاء عقلي ومنهجي يأخ AAذ بعضAA Aه برقAA Aاب بعض يصAA Aححون بAAAه آراءهم
ويفرقون ويميزون به الحق من الباطل ،والصواب من الخطأ ،وهAو مAا تAدل عليAه ممارسAتهم وكتابAاتهم واختالف
طرق تفكيرهم ونتائجAه ،وليس من الفائAدة في شAيء إسAقاط حالAة حاضAرة على حالAة سAابقة ،فليس بإمكAان مرحلAة
سابقة أن تحتوي مرحلAة الحقAة ،فضAAال عن أن تطابقهAا ،سAواء على مسAتوى المنAاهج واألدوات ،أو على مسAتوى
المفاهيم والمصطلحات التي تكون فيها العبرة بالمسميات ال باألسماء كما قدمنا
1
قريب من هذا الذي عرضناه في الفكر.
وبAAالعودة إلى مفهAAوم النظريAAة كمAAا تطرحAAه الفلسAAفة الغربيAAة نجAAد أنAAه اإلسAAالمي يقAAول " الالنAAد أندريAAه في موسAAوعته
2
الفلسفية وهو يقدم لها تعريفا عاما وشامال :نظري ( : )theorieإنشاء تنظيري للعقل يربط النتائج بالمبادئ ".
ويقابل هذا التعريف معاني عدة بحسب الالند منها :
مقابل ممارسة ( )pratiqueفي نظام الوقائع كالقسم النظري والقسم التطبيقي في الفيزياء مثال. -
في مقاب AAل المعرف AAة العامي AAة :أي م AAا يك AAون موض AAوعا لتص AAور منهجي منظم نس AAقيا ،أي في مح AAال م AAا أو -
تخصص معين علمي .
1
محمد صاب ر عبيد :تجلي الخطاب النقدي من النظرية إلى الممارسة ،دار األمان ،الرباط ط1سنة، 2013ص172
2
خليل أحمد خليل ،إشراف أحمد عويدات ،منشورات عويدات بيروت وباريس ،ط2001 ،2م ،مج ،3ص 1454
7
االطار المفاهيمي للنقد و النظرية المدخل :
في مقابل المعرفة اليقينية :أي أن النظرية هنا هي إنشاء فوضي مبني على افتراضات غير يقينية -
مقابل الممارسة في النظام المعياري :أي المثال والنموذج أو الحق المحض والخير المحض مثال -
وتعني هذه التمAثيالت والتقAابالت أن مفهAوم النظريAة يتسAع ويضAAيق بحسAب الموضAAوع المبحAوث ،وبحسAب المحAال
ال AAذي يتح AAرك في AAه ه AAذا المفه AAوم ،والجه AAة ال AAتي ينتمي إليه AAا موض AAوع البحث واختصاص AAه وطبيعت AAه ،وق AAد ج AAاء في
المعجم الشامل لمصطلحات الفلسفة ( نظرية ) theorie theoryتصور أو فرض أشبه بالمبدأ ،لAAه قيمAAة التعريAAف
على نحو ما يتسم بالعمومية وينتظم علما أو عدة علAAوم ويقAدم منهجAAا للبحث والتفسAAير ،ويربAAط النتAAائج بالمبAAادئ في
هAAذا التعريAAف تأكيAAد على مبAAدأ القAAدرة التفسAAيرية الAAتي ينبغي أن تحوزهAAا النظريAAة ،سAAواء في شAAكلها العAAام أي في
المعرفة العامة ،أم في شAكلها الخAاص عنAد اختصAاص بعينAه أو علم محAدد ،وال يشAترط في هAذه القAدرة التفسAيرية
أن تن AAال اإلجم AAاع ال في ش AAكلها الع AAام وال في ش AAكلها الخ AAاص ،ألن المعرف AAة بص AAفة عام AAة نس AAبية وهي في العل AAوم
اإلنسانية تراكمية وليست إلغائية ،إضافة إلى أنهAا تهAدف إلى الفهم وليس إلى االكتشAاف كمAا هAو الحAال في العلAوم
1
التجريبية.
من المفيAAد هنAAا أن نAAورد مAAا قالAAه عبAAد الملAAك مرتAAاض بهAAذا الشAAأن (( :يمكن أن نعAAد النظريAAة جهAAازا صAAارما جامعAAا
لمف AAاهيم معرفي AAة ،أو أداة معرفي AAة ،لتحدي AAد المف AAاهيم وت AAداولها ابتغ AAاء منطق AAة التفك AAير ،وعلمن AAة االس AAتنتاج .فك AAأن
النظرية علم تكثير األشياء بالقياس والتوليد على نحAو واحAد ...إنهAا مجموعAة من اآلراء واألفكAار تثبت أمAام العقAل
بيرهان وتكون قابلة ألن تغريل بها القضايا فيقع االسAتنتاج بواسAطة هAذه الغربلAة إمAا أنهAا علميAة فيتحكم فيهAا العقAل
والمنطق وإ ما أنها مجرد آراء ال ترمي إلى مستوى التنظير )).
إن أهم مAA Aا تخلص إليAA Aه بعAA Aد هAA Aذا العAA Aرض المAA Aوجز أن النظريAA Aة بمفهومهAA Aا الواسAA Aع توليAA Aف عقلي منضAA Aبط ،يتسAA Aم
بالتجريAAد ،وينتظم مفAAاهيم وتصAAورات معرفيAAة منسAAجمة ترتبAAط فيAAه النتAAائج بالمبAAادئ والمقAAدمات ،وينبغي أن يكAAون
هذا البناء النظري قادرا على تفسير ظاهرة أو مجموعة من الظواهر في مجAال أو في عAدة مجAاالت ،ومهمAة هAذا
التوليف هو عقلنة التفكير وعلمنAة االسAتنتاج ،كمAا أنAه يطلAق في مقابAل الممارسAة اليوميAة أو المعرفAة العلميAة ،كمAا
يطلAAق في مقابAAل المعرفAAة غAAير العلميAAة (السAAاذجة أو غAAير المنظمAAة) ،ويشAAتمل هAAذا التوليAAف على الفرضAAيات العامAAة
1
عبد المنعم الحفني :المعجم الشامل ،مكتبة مدبولي القاهرة ،ط2000 ،3م ،ص 880
8
االطار المفاهيمي للنقد و النظرية المدخل :
الAAتي تفسAAر الكAAون ،وتكAAون قريبAAة من الحقيقAة أو يتوصAAل إليهAAا العلم في تخصAAص مAAا كنظريAAة الAAوحي والنبAAوة ،أو
2
نظرية في تفسير الواقع ،أو رأي في قضية ما ،وتشمل علما بعينه كما أنها تشمل مجموعة من العلوم .
2
نظرية النص األدبي :ص .38
9
الفصل األول:
حمتوى الكتاب
محتوى الكتاب الفصل االول :
4
النص الجامع" . -5
1
-مراد عبد الرحمان مبروك ،جيوبوليتيكا النص األدبي ( تضاريس الفضاء الروائي ،طال ،دار الوفاء اإلسكندرية ،مصر ،2002،ص 124
2
-سعدية نعيمة ،إستراتيجية النص المصاحب في الرواية الجزائرية ،مجلة المخبر ،جامعة بسكرة ،الجزائر ،ع ،2002 ،05ص 224
3
مراد عبد الرحمان مبروك ،جيولوليتيكا النص األدبي ،ص 130
4
عبد الحق بلعايد عتبات لجيرار جينيت من النص إلى المناص طالء ،منشورات االختالف الجزائر ،2008 ،ص 26
11
محتوى الكتاب الفصل االول :
حيث حقAAق جيAAنيت في كتابAAه هAAذا مAAا أجلAAه في كتاباتAAه السAAابقة بتوسAAيعه لAAدائرة الشAAعريات ،و تنويعAAه لمAAداخلها،
بتخصيصAAه هAAذا الكتAAاب ألحAAد المواضAAيع المعقAAدة للشAAعريات المعاصAAرة ،و هAAو :المنAAاص .)Paratexte( 1و
المتجلي في الكتاب.
فقد انتقل جنيت من دراسة النص إلى دراسة المناص :الكتاب.
داللة المصطلح " :المناص" عند جيرار جينيت من خالل كتابه " :عتبات" :
" يقAAدم جيAAنيت تعريفAAا للمنAAاص يجعلAAه نمطAAا من أنمAAاط المتعاليAAات النصAAية و الشAAعرية عامAAة ،يتشAAكل من رابطAAة
هي عمومAA Aا أقAA Aل ظهAA Aورا ،و أكAA Aثر بعAA Aدا من المجمAA Aوع الAA Aذي يشAA Aكله عمAA Aل أدبي ،فAA Aالنص في الواقAA Aع ال يمكننAA Aا
معرفته ،و تسميته إال بمناصه ،فنادرا ما يظهر النص عاريا من عتبات لفظية ،أو بصرية مثAل ( اسAم الكAاتب،
العنوان العنوان الفرعي ،اإلهAداء االسAتهالل صAفحة الغالف ،)...و هAذا قصAAد تقديمAه للجمهAور ،أو بمعAنى أدق
جعلAه حاضAرا إلى الوجAود السAتقباله و اسAتهالكه فالمنAاص هAو كAل مAا يجعAل من النص كتابAا يقAترح نفسAه على
قرائه ،أو بصفة عامة على جمهوره ،فهو أكثر من جدار ذو حدود متماسكة ،نقصد بAAه هنAAا تلAAك العتبAAة بتعبAAير
(بAAورخيس) البهAAو الAAذي يسAAمح لكAAل منAAا دخولAAه أو الرجAAوع منAAه ،و هAAو البهAAو الAAذي نلج إليAAه لنتحAAاور فيAAه مAAع
2
المؤلف الحقيقي أو المتخيل.
أقسام المناص عند جيرار جنيت:
يقسمها جنيت إلى قسمين:
المناص النشري /االفتتاحي مناص الناشر)paratexte editorial( : -1
وهي كل اإلنتاجيات المناصية التي تعود مسAAؤوليتها للناشAAر المنخAAرط في صAAناعة الكتAAاب ،و طباعتAAه وهي أقAAل
تحديAA Aدا عنAA Aد (جAA Aنيت) إذ تتمثAA Aل في الغالف الجالدة ،كلمAA Aة الناشAA Aر ،اإلشAA Aهار الحجم ،السلسAA Aلة ....حيث تقAA Aع
3
مسؤولية هذا المناص على عاتق الناشر و معاونيه (کتاب دار نشر مدراء السالسل ،الملحقين الصحفيين)".
1
عبد الحق بلعابد ،مرجع ساٌب ،ص27-26
2
المرجع السابق ،ص .44/43
3
المرجع نفسه،ص45
12
محتوى الكتاب الفصل االول :
يمث AAل ك AAل تل AAك االنتاج AAات و المص AAاحبات الخطابي AAة ال AAتي تع AAود مس AAؤوليتها باألس AAاس إلى الك AAاتب المؤل AAف حيث
4
ينخرط فيها كل من اسم الكاتب العنوان العنوان الفرعي ،اإلهداء ،االستهالل".
-مبادئ المناص:
يAAرى جAAيرار جAAنيت أنAAه لفهم المنAAاص ،ال بAAد من اإلحاطAAة بAAأهم المبAAادئ الAAتي يقAAوم عليهAAا فلقهم ذلAAك البAAد من
طرح األسئلة التالية الموجهة لمبادئ المناص ،و المتمثلة في خمسة أسئلة هي:
سؤال المكانية ) أين؟) و يطرح قصد تحديد موضعه ،و موقعه. -1
سؤال الزمانية (مAتى؟) :يحAدد بAه تAاريخ ظهAور المنAاص ،أو اختفAاءه المفAاجئ (أي مAتى يظهAر ،و مAتى -2
يختفي؟).
سؤال الكيفية ( كيف؟) :يطرح لتحديد الصيغة الوجودية ،لفظية كانت أم غيرها. -3
س AAؤال التداولي AAة (ممن و إلى من؟) :يرص AAد ب AAه العملي AAة التواص AAلية ،و التداولي AAة (مرس AAل رس AAالة مرس AAل -4
إليه).
2
سؤال الوظيفة ( ماذا نفعل به؟ :يحدد الوظائف المحركة للرسالة المناصية". -5
و يخلص جAAنيت إلى أن للمصAAاحبات النصAAية قAAدرة هائلAAة على إصAAدار األوامAAر الملزمAAة ،كمAAا أن في وسAAعها أن
تأتي ببعض من مثل :يمكن قراءة هذا النص ،وفق ذلك النظام ،أو يمكن القفAAز هنAAا على كAAذا وكAAذا ،بAAل أن في
إمكانها أن تنجز ما تصف ،و آيAة ذلAك مAا نجAده في اإلهAداءات لمAا تحمAل المصAAاحبات النصAAية قAAرارا باإلهAداء،
3
فإنها لن تكتفي بأن يكتب على إحدى الصفحات عبارة إلى فالن.
وانطالقAA Aا من كAA Aل مAA Aا سAA Aبق ،نحAA Aاول دخAA Aول معمAA Aار كتAA Aاب " في نظريAA Aة النقAA Aد" لعبAA Aد الملAA Aك مرتAA Aاض أي عAA Aبر
النصوص المصاحبة أو العتبات التي تميز فضاء الكتاب كمفاتيح رئيسية:
الغالف أول مAAا نقAAف عنAAده ،و هAAو الشAAيء الAAذي يلفت انتباهنAAا بمجAAرد رؤيAAة الكتAAاب ،ألنAAه من العتبAAات األولى
4
الهامة ،إذ " تدخلنا إشارته إلى اكتشاف عالقات النص بغيره من النصوص".
المصاحبة له من صورة تجنيس ،ألوان ...خط...
يتكون غالف هذا الكتاب من مجموعة من العتبات التي تحمل العديد من الدالالت والمتمثلة في:
4
المرجع نفسه ،ص48
2
المرجع السابق ،ص51
3سليمة لو كام ،شعرية النص عند جيرار جينيت من األطراس إلى العتبات ،مجلة التواصل العدد الصادر في 23جانفي ،2009المركز الجامعي سوق
اهراس ،الجزائر ،ص .40
4محمد حسان حماد ،تداخل النصوص في الرواية العربية (دراسة أدبية) ،دل ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،القاهرة ،مصر ،دت،ص.148
13
محتوى الكتاب الفصل االول :
الصورة. -1
اللون الذي ميز الغالف. -2
الخط ،نوع الخط. -3
التجنيس. -4
إسم المؤلف. -5
العنوان :الذي يشكل وحدة كبرى مستقلة بذاتها. -6
الصورة -1
لقAد صAAار من الشAائع اليAوم لAدى معظم الكتAاب والمبAدعين توظيAف لوحAات فنيAة لبعض الرسAامين على واجهAات
الكتب لتكAAون رسAAالة وتعبAAيرا عن فحAAوى المضAAمون و ذلAAك بتفسAAير القAAارئ للرمAAوز و الشAAفرات المختAAارة ،و
هدف صاحب الكتاب من وراء هذا جAذب القAارئ و اسAتقطابه ،من خالل إثAارة ذهنAه و نفسAيته الAتي تسAعى إلى
تفكيك تلك الشفرات والرموز التي أودعها لتجعل من الصورة عالمة أيقونية ،و " لغة بصرية يتم عبرها توليد
مجمل الدالالت داخل الصورة بوصفها لغة بالغة التركيب ،كما أنها لغة تعمAل على نقAل األفكAار والAدالالت من
لغAAة إلى أخAAرى ،ألنهAAا تحكى بلغAAة الشAAكل الخAAط ،اللAAون ،الظAAل ،لتضAAعها في س ّAلم القAAراءة ،و تنتهي إلى الفهم
1
واإلدراك عبر تحريك ،و إعمال العقل ومهاراته".
وللصورة هنا شريط عريض من الفسيفساء العربية اإلسالمية تقسم الكتاب بشكل مائل من اليمين إلى اليسار.
نالحظ أن الشريط منمنم بزخAارف عربيAة ،و هAذه الزخAارف ترمAز إلى الفنيAة واإلبداعيAة والAرقي الAذي تمAيزت
به الثقافة العربية اإلسالمية.
وكAAأن هAAذا الشAAريط هAAو شAAريط الAAذكريات الAAتي تحتفAAظ بهAAا مخيلتنAAا ،فمAAرور الشAAريط في منتصAAف فضAAاء الغالف
يشبه شريط التراث الذي يمر في فضاء ذاكرتنا حين نستحضره.
نالحAAظ أن هAAذا الشAAريط يتوسAAطه عنAAوان " في نظريAAة النقAAد" ،أي أن نظريAAة النقAAد و مAAا تحملAAه من فلسAAفات ،و
أراء ،و نظAAرات ،و معAAايير كلهAAا تنبت من خلفيAAات عربيAAة إسAAالمية ،و هAAذا مAAا يتفAAق اتفاقAAا ال مAAراء فيAAه مAAع
مضAAمون الكتAAاب ،حيث نجAAد الناقAAد يربAAط" الشAAكالنية" و" الحداثيAAة" بAAابن قتيبAAة و ابن سAAالم الجمعي حيث احتكمAAا
إلى معايير الجودة الفنية في الحكم على النصوص ،و لم يقبال الزمن معيارا لذلك.
1
سعدية نعيمة استراتيجية النص المصاحب في الرواية الجزائرية ص .227
14
محتوى الكتاب الفصل االول :
وعنAAد التمعن في عالقAAة هAAذا العنAAوان بالشAAريط المزخAAرف نالحAAظ أن العنAAوان لم يخAAرج عن حAAدود هAAذا الشAAريط
المرسAAوم ،و كAAأن الناقAAد أراد أن يقAAول أن أي نظريAAة في النقAAد إال و لهAAا بAAذور أو جAAذور أو إرهاصAAات عربيAAة
قديمة ،و كأن الغرب لم ينتجوا أي نظرية جديدة من اختراعهم ال تستند إلى أصAAل عAربي قAAديم ،وكAل مAا فعلAوه
أنهم ط ّAو روا ،وج ّAد دوا هAAذه النظAAرات لتصAAبح نظريAAات .و إذا تمعنAAا في هAAذا الشAAريط أكAAثر ،وجAAدناه مزخAAرف
بأشكال هندسية منظمة و مبنية بشكل تناظري جميل جدا يوحي بتطور المعمار والعمAAران والحضAAارة ،و هAAذه
إشارة من الناقد إلى أن الفكر ينتج النظريات عندما تكون الحضارة المادية قوية ،مزدهرة و غير تابعة لغيرها
فاألج AAداد أب AAدعوا و هم في أوج تط AAورهم وق AAوتهم ،و ازده AAارهم ،عن AAدما انفتح AAوا على الحض AAارات اليوناني AAة و
الفارسية والهندية ،من غير أن يذوبوا ،أو يتماهوا فيها ،فهم أخذوا بأسباب الحضارة والمدنية ،وكيفوهAAا مAAع مAAا
يتناس AAب وه AAويتهم العربي AAة و خصوص AAيتهم اإلس AAالمية و ه AAذا مح AAور فك AAرة الكت AAاب و فك AAرة كتاب AAات مرت AAاض،
ومشروعه النقAدي عامAة .لكن إذا دققنAا النظAر في هAذا الشAريط الجميAل المزخAرف الملAون بAألوان جميلAة وجAدناه
تكسAAوه مسAAحة من الضAAبابية ،وعAAدم الوضAAوح ،و لعAAل الناقAAد يAAرمي من وراء هAAذا إلى أن نظرتنAAا لهAAذا الAAتراث
الغني الزاخر نظرة قاصرة ،يشوبها نوع من الضبابية وعدم وضوح الرؤية ،فرؤيتنا لتراثنAAا رؤيAAة قاصAAرة ،
غير واعية.
15
محتوى الكتاب الفصل االول :
أمAا البحث عن الحقيقAة إلثبAات الAذات ،فAذلك عقيAدة الناقAد ،ومسAيرته في حياتAه العلميAة فنجAده يبحث عن الحقيقAة
التي يربطها بالتراث إلثبات عبقرية األجداد.
أم AAا الل AAون الب AAني ،في AAدل على التفك AAير العمي AAق ،فكلم AAا رأين AAا الب AAني ت AAذكرنا األرض وت AAذكرنا الخص AAب والنم AAاء ،
ت AAذكرنا ه AAذه األرض ال AAتي تربطن AAا بج AAذورنا ،وأص AAلنا ،فت AAذكرنا ماض AAينا المجي AAد و أج AAدادنا األف AAذاذ ،وه AAذا م AAا
يزخر به مضمون الكتاب.
فصAAاحب الكتAAاب عمAAد إلى الرجAAوع إلى بعض عمالقAAة الفكAAر العAAربي القAAديم من نقAAاد شAAعراء ،و لغAAويين ،فهم
بمثابAAة األرض ،واألصAAل والجAAذور لتطAAور الفكAAر والثقافAAة العربيAAة .الناقAAد أراد أن يوصAAل رسAAالة تتمحAAور حAAول
فكAAرة أن األجAAداد سAAاهموا في صAAنع التAAاريخ وأن الغAAرب اسAAتفاد ممAAا توصAAل إليAAه علمAAاء العAAرب قAAديما فاعتمAAدوا
عليه ،و وظفوه في كتاباتهم.
أمAا بالنسAبة للAون األحمAر الAذي هAو رمAز للحب و التعلAق غالبAا ،فقAد وظفAه الناقAد في كتابAة العنAوان ،ليعAبر بAع
عن حبه الشديد للتراث ،واالعتزاز به ،و الوفاء له ،وهذا أيضا مرتبط أشد االرتباط بمضمون الكتاب.
التجنيس -4
و الذي يطلق عليه جيرار جAنيت بالمؤشAر الجنسAي ."Indication génériqueإن التجAنيس ملحAق بAالعنوان ،
و يعتAAبر من أهم العتبAAات المسAAاعدة على ولAAوج النص وذلAAك بتهيئAAة القAAارئ على استحضAAار أفAAق انتظAAاره" ،هAAذا
16
محتوى الكتاب الفصل االول :
التجنيس يفيد عملية التلقي بتحديAده اسAتراتيجيات آليAات التلقي ،وربAط هAذا النص المجنس بالنصAAوص األخAرى،
1
التي من نوعيه في ذاكرتنا النصية ،ألننا نتلقى هذا النص من خالل هذا التجنيس ،و نعقد معه عقدا للقراءة".
أمAا جAيرار جAنيت فAيرى أن المؤشAر الجنسAي" يعAد نظامAا رسAميا يعAبر عن مقصAودية كAل من الكAاتب والناشAر ،
لمAAا يريAAدان نسAAبته للنص ،و في هAAذه الحالAAة ،ال يسAAتطيع القAAارئ تجاهAAل ،أو إهمAAال هAAذه النسAAبة و إن لم يسAAتطع
2
تصديقها أو إقرارها ،فهي باقية كموجه قرائي لهذا العمل".
نسAA Aتنتج من خالل هAA Aذه التأصAA Aيالت للمؤشAA Aر الجنسAA Aي بAA Aأن وظيفتAA Aه األساسAA Aية تتمثAA Aل في إخبAA Aار القAA Aارئ بجنس
العمل /الكتاب الذي سيشرع في قراءته.
يتحدد جنس العمل من خالل كتاب" في نظرية النقد" في:
العنوان الرئيسي الذي يدل على أن جنس هذا الكتاب هو نقد النقد ،ليس رواية و ال قصة وال.. -1
العن AAوان الف AAرعي :متابع AAة ألهم الم AAدارس النقدي AAة المعاص AAرة ،ورص AAد لنظرياته AAا :فالمتابع AAة ت AAدل على -2
الدراسة ،المقاربة النقد.
كما تكرر التجنيس كثيرا داخل متن الكاتب بشكل جلي و واضح ،و الفت للنظر مثال في:
عناوين الفصول :النقد النقاد ،ص 24النقد و الخلفيات الفلسفية ،ص 79
1
المرجع السابق ،ص 229
2
عبد الحق بلعايد ،عقبات لجيرار جينيت من النص إلى المناص ،ص .89
3
المرجع السابق ،ص .64
17
محتوى الكتاب الفصل االول :
يعتبر العنوان من أهم العتبات التي ال يمكن تخطيها في دراسة النصوص ،ألنها بمثابة الموجه الرئيس للنص،
فالعنوان من خالل طبيعتAه المرجعيAة ،و اإلحاليAة يتضAAمن غالبAا أبعAادا تناصAAية ،فهAو دال إشAاري إلى مقصAAدية
1
الباث ،و أهدافه اإليديولوجية والفنية ".
نسAAتنتج من هAAذا المفهAAوم أنAAه من خالل العنAAوان يمكن معرف AAة طبيعAAة النص ،و بالتAAالي تنبAAؤ نAAوع القAAراءة الAAتي
تناسب هذا النص.
2
إن العنوان لدى السيميائيين بمثابة سؤال إشكالي ،بينما النص بمثابة إجابة على هذا السؤال.
أي أن العنوان يحيل إلى النص ،والنص يحيل إلى العنوان.
من خالل كAAل هAAذه المفAAاهيم يمكن أن نسAAتنبط أن للعنAAوان أهميAAة في الدراسAAات الحديثAAة باعتبAAاره رسAAالة لغويAAة
تعAAرف بهويAAة النص ،وباعتبAAاره نAAواة للنص ،فAAالعنوان لم يعAAد جAAزء من النص ،بAAل صAAار نصAAا موازيAAا مسAAتقال
يشكل إشكاال و إشAكالية ،بعAد أن صAار علمAا قائمAا بذاتAه يسAمى علم العنونAة أو العنAوا نيAات" tilrologieو بعAد
أن أعلن ج AAيرار ج AAنيت ان AAه ص AAار باإلمك AAان أن نتح AAدث عن ش AAعرية العن AAوان كح AAديثنا عن ش AAعرية النص AAوص
المعروضة بعد العنوان .لدراسة العنوان " في نظرية النقد يمكن أن نقسمه إلى فاصلتين نظرية ،النقد.
النظريAAة مصAAدر مشAAتق من الفعAAل نظAAر ،ينظAAر نظAAرا ،ومنظAAرا ،ومنظAAرة ،والمنظAAر مصAAدر النظAAر ،وهAAو حس
العين والمناظرة أن تناظر أخاك في أمر ،إذا نظرتما فيه معا كيف تأتيانه.
و النظر الفكر في الشيء ،تقدره ،و تقيسه منك -
والنظ AAر يق AAع على األجس AAام والمع AAاني ،فم AAا ك AAان باإلبص AAار فه AAو لألجس AAام ،و م AAا ك AAان بالبص AAائر فه AAو -
للمعاني
3
والنظر توقع الشيء ،وإ مراة تنظر ،تتكهن ،و هو تعلم ،ونظر ،وفراسة. -
و يرى عبد الملك مرتاض أن " العرب عرفوا أول األمAر فيمAا يبAدو -مقابAل هAذا المفهAوم أي النظريAة -
-تحت مص AAطلح " النظ AAر " ،بمع AAنى الفك AAر ال AAذي يطلب ب AAه علم أو غلب AAة الظن ،ال النظري AAة بمفهومه AAا
4
العلمي المعاصر و الفلسفي.
1
عواد كاظم لفئة ضياء غني لفتة سردية النص األدبي ،طال ،دار ومكتبة الحامد للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2011 ،ص .132
2
-الناصر حسن محمد سميوطيقا العنوان في الشعر البياني ،ط دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر ،2002 ،ص.10
3
جمال الدين بن منظور ،لسان العرب ،مج ،14ط ،1دار صادر ،بیروت ،لبنان ،2000ص .294-293
4
عبد الملك مرتاض نظرية النص األدبي ،لعله منشورات دار هومة للطباعة والتوزيع ،الجزائر ،2007 ،ص 34
18
محتوى الكتاب الفصل االول :
كم AAا ي AAرى أن " النظري AAة" من المف AAاهيم الفلس AAفية الغربي AAة ال AAتي يقص AAد به AAا" :مجموع AAة من الموض AAوعات -
القابلة للبرهنة ،والقوانين المنتظمة ،التي تخضع للفحص التجريبي وتكون غايتها وضع حقيقة لنظAAام
1
علمي.
النقد: -2
ورد الجAAذر " نقAAد" في المعAAاجم العربيAAة القديمAAة كلسAAان العAAرب و أسAAاس البالغAAة ،و مقAAاييس اللغAAة وتكAAاد تجمAAع
كلها على المعنى الحسي لهذه اللفظة :الخدش ،الشق ،فنجد:
نقد الرجل الشيء بنظره ،ينقده نقدا ،و نقد إليه اختلس النظر نحوه ،و مAازال فالن ينقAد بصAره إلى الشAيء إذا
لم يزل ينظر إليه.
النقAAد ،والنقAAاد ،تمAAيزه الAAدراهم و إخAAراج الزيAAف منهAAا ،و نقAAدت الAAدراهم ،انتقAAدتها إذا أخAAرجت الزيAAف ،و نقAAدني
ثمنه ،أي أعطانيه نقدا معجال.
2
ناقدت فالنا ،إذ ناقشته في األمر ،و نقد الطائر الحب ،ينقده ،إذا كان يلتقطه واحدا واحدا ،و هو مثل النقر .
من خالل هAذه المفAاهيم المتقاربAة يمكن أن نسAتنتج أن النقAد األدبي تقAويم و تقAييم للنصAAوص المنقAودة ،وقAAد شAاع
هAAذا المفهAAوم في جAAل المصAAادر النقديAAة القديمAAة :كنقAAد الشAAعر الموازنAAة بين الطAAائيين الشAAعر و الشAAعراء ،طبقAAات
فحول الشعراء الوساطة بين المتنبي و خصومه...
حيث نجد النقAاد يحكمAون على النصAوص الشAعرية بمعيAار :الجAودة /الAرداءة :أي إظهAار العيAوب و السAقطات
والهنات التي يجدونها في النصوص المدروسة ،حيث اهتموا بالموازنات و المفاضالت و مسائل السرقات.
أما النقد في العصر الحAديث فصAار" يفيAد األسAاليب ،أو الطرائAق المتبعAة في تحليAل النصAوص أو اآلثAار األدبيAة
و تصنيفها و تميز الجيد من الضعيف بهAدف الكشAف عن وجAود اإلحسAان في اإلبAداع األدبي واإلدالء ببيانAات
تحكم على هAAذه اآلثAAار قAAوة ،أو ضAAعفا ،في ضAAوء مبAAادئ يفAAترض أن يختص بهAAا ناقAAد ،أو مجموعAAة من النقAAاد
3
يصدرون هذا الحكم أو ذاك.
هAAذا عنAAد العAAرب الAAذين يزالAAون متمسAAكين بحكم القيمAAة الجيAAد /الAAردئ ،في حين أنAAه عنAAد الغAAرب هAAو دراسAAة و
تحليل و تفسير و تأويل للنصوص ،دون أن يكون حكم القيمة شرطا في ذلك.
1
.المرجع نفسه ،ص .35
2
جمال الدين بن منظور ،لسان العرب ،ص .335 ،334
3
ابراهيم محمود خليل النقد األدبي الحديث ( من المحاكاة إلى التفكيك) ،ط ،1دار المسيرة للنشر والتوزيع ،عمان ،2003 ،ص.11
19
محتوى الكتاب الفصل االول :
عن AAد قراءتن AAا لعن AAوان " :في نظري AAة النق AAد" انطالق AAا من ك AAل م AAا س AAبق يمكن أن نص AAل ل AAدالالت ه AAذا العن AAوان في
نظريAAة النقAAد :شAAبه جملAAة تقAAديرها هAAذا بحث هAAذه نظAAرات هAAذه آراء في نظريAAة النقAAد انطالقAAا من هAAذا المفهAAوم
نستطيع قراءة العنوان بقول الناقد :هذه آرائي ،و تصوراتي ونظراتي حول تقويم تقAييم األعمAال اإلبداعيAة ،أي
حول تفسير و شرح هذه األعمال.
أي في الكت AA Aاب توج AA Aد مجموع AA Aة من الموض AA Aوعات القابل AA Aة للبرهن AA Aة ،ح AA Aول كيفي AA Aة دراس AA Aة النص AA Aوص و ه AA Aذه
الموضAAوعات القابلAAة للبرهنAAة هي النظريAAات بمختلAAف تقسAAيماتها :التقليديAAة و المعاصAAرة السAAياقية منهAAا والنسAAقية
وهل استطاعت فعال هذه النظريات النجاح في مقاربة النصوص و دراستها؟
فعبد الملك مرتاض مارس النقد على هذه النظريات بتتبAع مسAارها ،و ظAروف نشAأتها و العوامAل الAتي سAاعدت
على تطورها و أقولها هل نجحت حقا في مساعيها في اإلحاطAAة بAAالنص .إضAAافة إلى إظهAAار الجAAوانب المضAAيئة
من هذه النظريات و جوانب قصورها ،كما أنه لم يهمل أهم المنطلقات و األسس التي قامت عليها.
كل هذا النشاط الذهني الذي مارسه مرتاض على هذه النظريAات مرتبAط كAل االرتبAاط بمنبAع هAذه النظريAات ،و
هو التراث العربي األصيل ،و نستشف ذلك من الموقAAع الAذي اختAاره الناقAAد ليتموقAAع فيAه العنAوان و هAو الشAريط
المزخرف المنمنم الذي يرمز للتراث كما ذكرنا آنفا .
و هذا ما نجده باد بوضوح تام في ثنايا المضمون.
و منه نستطيع أن نستشرف موضوع المضمون بأنه بحث أنجزه الناقد من أجل دراسة النظريAAات المعاصAAرة ،
ومدارسها ،أودع فيAه تأمالتAه ،و نظراتAه ،و آراءه ،الAتي تحمAل إيديولوجيتAه الخاصAة المتمثلAة في رد االعتبAار
لهذا التراث بوصفه أصال وانتماء .نستنتج مما سبق أن المناص أو العتبات المحيطة بAAالنص قAAد سAAاعدتنا كثAAيرا
في الولوج إلى داخل النص ،بتعرفنا على هويته و تجنيسه ،و تحديد مضمونه.
1عبد الملك مرتاض ،في نظرية النقد ،دل ،منشورات دار هومة للطباعة والتوزيع ،الجزائر ،2005 ،ص 06
20
محتوى الكتاب الفصل االول :
إنما كان يعني طبقة النقاد منفصلين عن جنس األدب ،1كمAا يAرى أن النقAد كAان متلبسAا بنظريAة األدب "
حيث كانوا يصرفونه في وظيفة الشعر ،ووصف األدب.2
كما أن الناقد يقرر أن النقد أسير ثالث إشكاليات: -
الفنية. -1
العلمية. -2
االحترافية. -3
و يثمن في معرض حديثه عن إمكانية تأسيس مدرسة نقدية عربية أصيلة الجهود النقديAة للنقAاد العAرب القAدامى
التي اعترفت الموسوعة العالمية الفرنسية بجهودهم مثل ابن سالم ،ابن قتيبة.
و في الفصل الثاني والموسوم بالنقد ،هذه الماهية المستعملة: -
يصدر الناقد مناقشته لماهية النقد بطرح إشكالية ما النقد؟ و يجيب علميا " :لو زعم زاعم أنه يستطيع اإلجابAAة
3
على هذا السؤال بصورة نهائية وقطعية أيضا ،لكان زعم للناس أن العقل البشري انتهى إلى الكل المطلق".
كما يدرج فكرة أخرى للنقاش :فكرة تفريع النقد إلى ثالثة مسAAتويات ،نقAد نظAAري ،و آخAAر تطAAبيقي و ثAAالث :نقAد
النقAد ،إذ يخلص إلى أن غايAة النقAد" خدمAة النص األدبي و اإلبانAة عمAا في طوايAاه من جمAال و لكشAف عمAا في
4
خباياه من أبعاد أو دالالت أو عالقات.
ثم يعAAرج الناقAAد إلى مناقشAAة قضAAية الصAAراع بين القAAديم والجديAAد" و مAAا تبوأتAAه من مقAAام كبAAير في التفكAAير النقAAدي
العربي القديم ،ومثل لAذلك بكتابAه الموازنAة بين الطAائيين لألمAدي و " الوسAاطة بين المتنAبي و خصAAومه للقاضAAي
الجرج AAاني" ،ليخلص إلى أن القض AAية م AAازالت حاض AAرة في الخط AAاب النق AAدي الع AAربي الح AAديث وبش AAكل ق AAوي م AAع
المعارك األدبية بين صادق الرافعي و طه حسين مثال.
كما طرح الناقد أيضا قضية ال تقل أهمية عن قضAية الصAراع بين القAديم و الجديAد ،تتجلى في النقAد الجديAد بين
التحليل و القراءة مشيرا إلى أن النقد القديم تبلورت قراءته في مستويات ثالث:
شرح غريب اللغة. -1
تخريج مشكالت النحو. -2
نثر البيت الشعري. -3
1
المرجع نفسه ،ص 10
2
المرجع نفسه ،نفس الصفحة
3
-المرجع السابق ،ص 29
4
المرجع نفسه ،نفس الصفحة
21
محتوى الكتاب الفصل االول :
ثم ختم الناقAA Aد هAA Aذا الفصAA Aل بطAA Aرح أسAA Aئلة إشAA Aكالية :هAA Aل للنقAAAد ماهيAA Aة؟ و بAA Aأي منهج؟ متعجبAA Aا و منكAA Aرا تAA Aدخل
السيسAيولوجي ،و معAه النفسAاني ،و معهمAا غيرهمAا ممن يتAدخلون ذاك إلى في النقAد انطالقAAا من مAذاهب أجنبيAة
1
عن النقد األدبي ،ال يمكن أن يفضي سعيهم أي نتيجة تذكر.
أما في الفصل الثالث و الذي يحمل عنوان " :النقد و الخلفيات الفلسفية"
ينطلAAق عبAAد الملAAك مرتAAاض من أن كAAل نظريAAة تقAAوم على فلسAAفة و خلفيAAة مسAAبقة ،ألن معظم المAAذاهب النقديAAة
تنهض على أصAAول فلسAAفية ،أمAAا األدب فهAAو معرفAAة جماليAAة أساسAAها الخيAAال و اإلنشAAاء و إن العالقAAة الAAتي تربAAط
2
األدب بالفلسفة جدلية و هذا ما عبر عنه الناقد بـ " جدلية الفلسفة و الظاهرة األدبية.
بعدها سAلط الناقAAد الضAAوء على موقAAف الفالسAAفة من الكتابAة " فكAان "هيجAل "HygelيAؤثر المفهAوم أو المضAAمون
على التعب AAير في بح AAوث علم الجم AAال" .3و ق AAد ش AAايعه في ذل AAك "هيلمس AAليف ، "Helmslev -و "ج AAاك دري AAدا-
j.Derridda
كما اهتم الناقد في هذا الفصل بنظرية التقAويض القائمAة على مبAدأ الهAدم و البنAاء و تقAويض مركزيAة العقAل ،و
العقAAل األوروبي خصوصAAا ،" LogocentrismeوالAAتي هي من أهم النظريAAات ذات الجAAذور الفلسAAفية الغربيAAة،
والتي القت رواجا في النقد العربي ثم يختم فصله هذا بنقد لهذه النظرية.
و خصص الناقد في الفصل الرابع :النقد االجتماعي في ضوء النزعة الماركسية:
من أجAAل تعميAAق فكAAرة الفلسAAفة الجدليAAة الماركسAAية الAAتي يقAAوم عليهAAا النقAAد االجتمAAاعي ،مشAAيرا لجهAAود المدرسAAة
النقدي AA Aة الماركس AA Aية ألص AA Aولها ،خصائص AA Aها( ،خص AA Aائص فلس AA Aفتها ف AA Aأبرز أعالمه AA Aا كل AA Aنين ،م AA Aاركس هيج AA Aل
بلیخAانوف ...مAبرزا مفهAوم االيAدولوجيا في مسAار التحليAل الماركسAي ،4وموضAحا بAذلك مفAاهيم متقاربAة مثAل:
ال AAوعي ،الطبق AAات الصAAAراع الطبقي الب AAني التحتي AAة /الب AAنى الفوقي AAة ،النق AAد االجتم AAاعي /علم اجتم AAاع األدب،
سوسيولوجي األدبية.
ثم ينهي عبAAد الملAAك مرتAAاض هAAذا الفصAAل بغلAAق بAAاب الجAAدل و وضAAع مقAترح وسAAط يقAرر من خاللAAه " أن الكتابAAة
ليست شكال خالصا ،كما أنهAا أيضAAا ليسAت مضAAمونا خالصAAا ،و لكنهAا معAاني ،و أفكAار مضAAخمة بAالعواطف و
1
المرجع السابق ،ص 40
2
المرجع نفسه ،ص .66
3
المرجع السابق ،ص89
4
المرجع نفسه ،ص 103
22
محتوى الكتاب الفصل االول :
محمل AAة بالمش AAاعر تظ AAرف في األلف AAاظ و تجلى في س AAمات ،و ه AAذه الس AAمات اللفظي AAة هي ال AAتي تش AAكل جمالي AAات
1
الكتاب ،و تجسد نسيجا أسلوبيا قائما على النظام اللغوي".
و في الفصل الخامس :يتناول الناقد مناقشة العالقة القائمة بين النقAد و التحليAل النفسAي و قبAل الخAوض في ذلAك
نج AAد عب AAد المل AAك مرت AAاض يؤس AAس لمص AAطلح جدي AAد ص AAنعه و نحت AAه من " :التحلي AAل النفس AAي" و ه AAو " التحلفس AAي"
ووضح بشيء من التفصيل :الطريقة الصحيحة في صياغته.
ثم يشير إلى أن نشأة هذه النزعة كانت على يد عالم النفس النمساوي " فرويد" ،ثم انتشرت في العقد األول من
القرن العشرين لتطال األدب و اإلبAداع و المبAدعين بالتحليAل و الدراسAة ،وقAد قAام المفهAوم التحلفسAي على ثالثAة
2
أسس مركزية هي :
نظرية للحياة النفسية وضعها فرويد و هي تنتهي على وضAع الالوعي على أسAاس أنAه موضAوع يوجAه -1
بعض التصرفات انطالقا من عناصر مكبوتة.
منهج للبحث المعمق النفساني ينهض على هذه النظرية. -2
عالج يباشر هذه المنهجية. -3
ثم كشف الناقد عن عالقة التحليل النفسي بالنزعات النقدية األخرى :موضحا عالقة التحلفسي بالنقد الجديAAد ،ثم
باللسانيات ،ثم عقد مقارنة بين فروید و هیبولیت تین.
و يلخص الناقد في نهاية هذا الفصل إلى نقد لنظرية التحلفسي بعد أن أقر أن أسمى غاية لهذه النظرية ،وهAAذا
المنهج هي الولوج إلى تحليل النصوص األدبيAة اعتمAادا على تتبAع األلفAاظ ،و البحث عن الوشAائج و العالقAات
3
القائمة بين اإلبداع و المبدع الخاضع في إبداعه لحاالت الالوعي و الوعي المتدفقة من ذكريات الطفولة".
الفصل السادس تناول فيه تفصيل :عالقة النقد باللغة واللسانيات:
و هو شرح وتوسيع للفكرة الواردة في الفصل السابق :النقد و نزعة التحليل النفسي.
تتجسد عناصر اللسانياتية في نظرة الناقد في ثالث -
اللغة. -1
النقد األدبي. -2
األسلوب. -3
1
المرجع السابق ،ص133
2
المرجع نفسه ،ص140
3
المرجع السابق ،ص 141
23
محتوى الكتاب الفصل االول :
1
و التي يراها " ليست شيئا إذا لم يضف لها عنصر رائع ،و هو المتحكم الفاعل :و هو الكاتب األديب".
ثم يسهب في وصف اللغة تلك الثنائيات الضدية فهي المAادة الحيAة الميتAة ،السAاكنة المتحركAة ،الناطقAة الخرسAاء
2
معا ال يجوز أن يكون بدونها بناء أسلوبي في عالم اإلبداع".
كمAA A A Aا يصAA A A Aفها بAA A A Aالبحر الطAA A A Aامي والحAA A A Aبر الجAA A A Aاري ...والسAA A A Aيل الAA A A Aدافق ...العطAA A A Aاء التنحي ،البحAA A A Aر -
المزدخAAر ..السAAر العجيب ...ثم ينصAAرف للحAAديث عن العالئAAق بين النقAAد و اللغAAة واألسAAلوب و المبAAدع
مبين AAا الوش AAائج ال AAتي تغ AAذي ه AAذا التعل AAق ،كم AAا يم AAيز الناق AAد في ه AAذا الس AAياق بين اللغ AAة و اللغ AAة األدبي AAة
اإلبداعية متحدثا عن الكتابة األدبية بين اللغة و اللسان ،و اللغة األدبية الموضوع و ما وراءها.
أي " ما يتجاوز اللغة األدبية :أي اللغة األدبية الثانية ،أو لغة اللغة كمAا نAود نحن أن نطلAق عليهAا هAذا المفهAوم
3
(". )meta langue
الفصل السابع :خصص الناقد لمناقشة النقد البنيوي ،و التمرد على القيم:
واض AAعا تحت AAه عنوان AAا فرعي AAا " :ح AAول مص AAطلح "البني AAة :للول AAوج إلى عن AAوان ف AAرعي أخ AAر :ه AAو البع AAد اللغ AAوي
للمصطلح ،حيث يستهل الناقد هذا الفصل بتصويب الخطأ الذي يAراه فاحشAا إذ نAراه يطAرح السAؤال ":فهAل هي
بنيويAAة كمAAا يقولAAون؟ أم بنيويAAة كمAAا نقAAول نحن" ،4ثم يجيب على هAAذا السAAؤال بسAAؤال أخAAر متعجبAAا " :فال نAAدري
كيف ذهب االستعمال النقدي العام المعاصر إلى هذا الخطأ الفاحش الذي ال مبرر له ، 5معلال إجابته بAAبراهين
،و أدلة من قواعد الصرف العربي في كتاب سيبويه ،و بهذا هو يصوب و يصحح صياغة هذا المصAAطلح ،و
يستفيض الناقAد في هAذا التعليAل ليباشAر الحفAر في البعAد المعAرفي للمصAطلح ( بنويAة) ،و في الخلفيAات التاريخيAة
للبنوية ،وموقفها من التيارات النقدية انطالقا من مبادئها التي أوجزها عبد الملك مرتاض في خمسة مبادئ:
النزوع إلى الشكالنية. -1
رفض التاريخ. -2
رفض المؤلف. -3
رفض المرجعية االجتماعية. -4
رفض المعنى في اللغة. -5
1
المرجع نفسه ،ص 161
2
المرجع السابق ،ص 162
3
المرجع نفسه ،ص .177
4
المرجع نفسه ،ص .190
5
المرجع نفسه ،ص .191
24
محتوى الكتاب الفصل االول :
مقارنا بين بعض الدراسات الحديثة الغربية و مثيالتها العربية القديمة ،ممثال لذلك بأمثلة لشAرحها في حينهAا -
إنشاء اهلل . -
الفصل الثامن :و هو فصل في " نقد النقد" :
أسس الناقد من خالله لبعض المفاهيم و اقترح البAديل الAذي طرحAه مقابAل " :مAا وراء اللغAة" أو " مAا بعAد اللغAة
و ال AA Aذي رآه ض AA Aربا من الركاك AA Aة والقص AA Aور ،و ن AA Aادى بمص AA Aطلح جدي AA Aد ه AA Aو ":اللغ AA Aة الواص AA Aفة " ،و تب AA Aنى
مصطلحي " :لغة اللغة "و" كتابة الكتابة" على غرار ما صاغه النقاد القدامى معنى المعنى و زمان الزمان" .
ثم تطرق الناقد إلى إشAكالية نقAد األعمAال األدبيAة ،حيث طAرح عAدة أسAئلة إشAكالية منهAا ":مAا هAو األسAاس الAذي
1
تنهض عليه هذه العملية ؟ و كيف يتفق على هذا األساس؟"
ثم يجيب أن هذه العملية تخضع لثالثة مستويات:
نثر البيت الشعري. -1
شرح األلفاظ و التعابير الغربية. -2
تخريج المسائل النحوية المساعدة على فهم النص. -3
أما في العصر الحديث " أصبح مذاهب و تيارات تقAوم على خلفيAAات معرفيAAة ،و فلسAAفية تنطلAAق منهAAا في صAAوغ
نظرياتهAAا ،فالنقAAد لم يعAAد مجAAرد اصAAدرا أحكAAام سAAاذجة ،أو متحAAيزة ،أو حAAتى نزيهAAة و موضAAوعية و لكنAAه أمسAAى
2
ممارسة معرفية شديدة التعقيد".
" و يعم AAد إلى تحلي AAل الظ AAاهرة األدبي AAة ض AAمن جنس AAها األدبي .ثم يختم الناق AAد فص AAله األخ AAير بش AAيء من التط AAبيق
فاقترح أربعة نماذج للدراسة :نموذجان ،عربیان و اآلخران غربیان:
3
" تجربة نقد النقد لدى علي بن عبد العزيز الجرجاني" . -1
4
" تجربة نقد النقد لدى طه حسين ". -2
5
" ممارسة نقد النقد لدى النقاد الغربيين المعاصرين". -3
لدى دوالن بارط ( )r.barthes أ-
لدى طودوروف (.)t.todorov ب-
1
المرجع السابق ص 225
2
المرجع نفسه ،ص 227
3
المرجع السابق ،ص229
4
المرجع السابق،ص235
5
المرجع السابق ،ص243
25
الفصل الثاين
املناجه النقدية "يف نظرية النقد" لعبد املاكل مراتض
المناهج النقدية "في نظرية النقد" لعبد المالك مرتاض الفصل الثاني:
1
عبد المالك مرتاض ،في نظرية النقد ،دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع ،الجزائر( ،د،ط)،2002،ص .30
2
عبد المالك مرتاض ،مرجع سابق ،ص32
28
المناهج النقدية "في نظرية النقد" لعبد المالك مرتاض الفصل الثاني:
يصطلح عليها في نقدنا القديم باألحكام غير المعللAة ،ويضAرب مثAاال على ذلAك الناقAد (ديAدور) ()Dudor
الذي أصدر حكمAا على بعض أعمAال (سAوفوكليس) ( )SofeklusseقAائال" :ال يوجAد لفAظ واحAد يضAاف،
1
وال لفظ واحد يحذف".
كمAAا يشAAير إلى أن هAAذه األحكAAام وسAAمت باألحكAAام القضAAائية ،أو مAAا يصAAطلح عليAAه بالوظيفAة القضAAائية ،ألن
مهمة الناقد إصدار األحكام ليس إال وأغلب هذه األحكام تبلورت في حكمين اثنين هما:
الجودة-2 /الرداءة. -1
ومن ثم يخلص (مرتاض) إلى أن عجز النقاد وإ صدارهم مثل هذه األحكAAام يرجAAع إلى عAدم القAراءة ،ألن
القراءة هي أساس النقد ،وألنها القدرة على التسلط والقAدرة على النسAAج ،كمAAا أن القAراءة الناقAAدة هي الAAتي
تAبرز خصوصAAيات اإلبAداع ،وتظهAر تمفصAAالت النص المبAدع .كمAا يلحAظ (مرتAاض) أن األحكAام النقديAة
الصادرة قبل القAرن التاسAع عشAر لم تكن لتختلAف عن تلAك األحكAام الAتي كAان يصAدرها الناقAد العAربي من
حيث العموم واإلطالق والجزئية ،والنقد األدبي لم يظهر إال مع ظهAور الشAكالنية الروسAية والAتي نجمت
عنها الشكالنية الفرنسية ويطرح الناقد إشكاليات عديدة أهمها ما يتعلق بـ:
الوظيفة الجمالية (ماهية اإلبداع في ذاتها). -
الوظيفة التقويمية (التنويرية أو التقديرية). -
ثم يح AA Aاول التفري AA Aق بين األدب والنق AA Aد ،فيق AA Aول :أن األدب كتاب AA Aة قوامه AA Aا الخي AA Aال ،والنق AA Aد كتاب AA Aة قوامه AA Aا
2
المعرفة".
بعدها ينتقل بنا بعد ذلك إلى الحAAديث عن ابن سAAالم الجمحي) الAAذي يعتAAبره أول من أسAAس نزعAة شAAكالنية
في تAAاريخ النقAAد اإلنسAAاني والشAAكالنية الAAتي دعى إليهAAا (ابن سAAالم) في كتابAAه طبقAAات فحAAول الشAAعراء الAAتي
تهتم بالنص وما فيه من ظواهر فنية تبرز في جماليات السAطح وعبقريAة النسAج وتأسAيس هAذا الكالم كمAا
يAAرى (مرتAAاض) أن المعAAايير الAAتي اسAAتند إليهAAا ابن سAAالم في تصAAنيف الشAAعراء في طبقAAات يعتمAAد أساسAAا
على االختيارات النصAية ،وكAان متجهAا إلى الشAكل قبAل المضAمون ،وفي هAذا السAياق يقAول :أن المعAايير
3
التي كان يحتكم إليها في االختيارات كانت نصية أساسا ".
ثم يعرج (مرتاض بعد ذلك إلى أن شكالنية ابن قتيبAة) الAذي نظAر إلى العمليAة اإلبداعيAة نظAرة نقديAة تعAد
مخالفAة لمن سAAبقه من النقAاد ،فهAAو يAAرفض عامAAل السAAبق التAAاريخي في الحكم على اإلبAAداع والمبAAدعين ،بAAل
1
المرجع نفسه ،ص25
2
المصدر السابق ،ص .30
3
المصدر السابق ،ص .42
29
المناهج النقدية "في نظرية النقد" لعبد المالك مرتاض الفصل الثاني:
احتكم إلى النص وجعAAل المحAAك الجAAودة ،وبAAذلك يAAرى أن ابن قتيبAAة) يAAراعي الجAAوانب الفنيAAة في اختيAAاره
للشعراء وتقديمهم أو تأخيرهم ،بمعنى أن (ابن قتيبة) ينطلAAق من النص الشAAعري ال النAAاص الشAAاعر ،كمAAا
أنه امتاز بالجرأة األدبية في الطرح ،ورفضه لمعايير القدامى في تقويم األعمال اإلبداعية واحتكامAAه إلى
النص ورفضAAه مبAAدأ السAAبق التAAاريخي .ومن هنAAا أبAAان (مرتAAاض) على أن حداثيAAة ابن قتيبAAة تنبAAني أساسAAا
على أن الجدي AAد في زمان AAه س AAيكون ق AAديما في غ AAير زمان AAه والعكس ،ألن ك AAل ق AAديم ك AAان في عه AAده جدي AAد
والعكس وتAAبرز حداثيAAة (ابن قتيبAAة) في تحديAAده لAAدواعي اإلبAAداع و لحظاتAAه و بهAAا عAAد أول من آثAAار هAAذه
القضية في تاريخ الشعر العربي ،وعلى هذا يقول (مرتاض) :وأن هذا الكالم يمكن أن يرقى إلى الكتابة
التنظيرية ،حيث يؤسس الشيخ هنAا لألوقAAات الAتي يمكن أن تكAون أمثAل من سAواها للكتابAة األدبيAة شAعرها
1
ونثرها ،كما أشار ابن قتيبة إلى أن عامل المكان قبل عامل الزمان في العملية اإلبداعية .
1
-المصدر نفسه ،ص .47
2
المصدر السابق ،ص .49
3
عبد الملك مرتاض :النص األدبي من أين؟ وإلى أين؟ ،ص .50
30
المناهج النقدية "في نظرية النقد" لعبد المالك مرتاض الفصل الثاني:
31
المناهج النقدية "في نظرية النقد" لعبد المالك مرتاض الفصل الثاني:
تفكيك AAه ،ومن ثم AAة اختلفت الغاي AAة النقدي AAة تبع AAا الختالف االتجاه AAات والتي AAارات الفكري AAة وآي AAة الق AAول :أن
الغاية المثلى في النقد تتجلى في خدمة النص األدبي والكشAAف عن جماليتAAه وسAAبر أغAAواره ،والغAAوص في
خفاياه و أبعاده.
ثم يعرج بعد ذلك إلى إيضاح العالقة بين النقد النظAري والنقAد التطAبيقي ،والمتمثلAة في أن النقAد التطAبيقي
هو ترجمة حقيقية لتلك النظريات واالتجاهات الجمالية والتيارات الفكرية فيقوم بعمليAAة تصAAنيفها وفرزهAAا
وذلAAك خدمAAة للنص األدبي ،والممارسAAة ال تكAAون دون هAAذين النAAوعين حيث يعتAAبر كAAل واحAAد منهمAAا مكمال
للث AAاني في دراس AAة األث AAر األدبي خاص AAة والغ AAني عام AAة بتحدي AAد الخط AAوات واألدوات وجمي AAع اإلج AAراءات
نظريا وتطبيقها عمليا على األعمال األدبية .
ثم يتح AAدث (مرت AAاض عن الق AAراءة المجهري AAة المتس AAمة بالدق AAة والق AAدرة على التنف AAير والتنقيب داخ AAل النص
األدبي ،والعم AAل على تعريت AAه ،وال ش AAك أن الق AAراءة ال AAتي ي AAدعو إليه AAا ليس AAت أي ق AAراءة ،ب AAل " ي AAدعو إلى
1
القراءة االحترافية التي تمكننا من إنتاج نص على أنقاضها هي".
كمAAا يAAومئ إلى قAAراءة ثالثAAة تتجAAاوز القAراءتين النظريAAة والتطبيقيAAة ،والAAتي اصAAطلح عليهAAا (نقAد النقAد) ،ثم
يشير إلى أن أول من اصطنع مثل هذا المعنى ،وأشAار إلى مثAل هAذا المصAطلح وألول مAرة العالمAة عبAد
2
القاهر الجرجاني الذي اصطنع في العربية (معنى المعنى).
ثم بعد ذلك يطرح (مرتاض) إشكاليات كثيرة تتعلق بالنقAAد من حيث ضAAرورته لألدب ومن حيث الماهيAAة
والوظيف AA Aة ،ومن حيث المن AA Aاهج واألش AA Aكال وم AA Aا إلى ذل AA Aك من التس AA Aاؤالت ال AA Aتي ت AA Aؤرق الناق AA Aد والب AA Aاحث
والدارس على حد سواء وبعد ذلك يحاول التمييز بين النقAد الAذاتي ونقAد النقAد ،فAAيرى أن نقAد النقAد يختلAف
أيما اختالف عن النقد الذاتي ،ذلك أن نقد النقد يقع وسAطا بين تAاريخ النقAد والتوقAف لAدى المعAالم الكAبرى
له AAذا النق AAد ع AAبر مدرس AAة بعينه AAا أو ع AAبر ع AAدة م AAدارس ،في حين أن النق AAد ال AAذاتي يمكن أن ينص AAب على
مراجعة األعمال النقدية الشخصية أو األعمال النقدية ،التي كتبت ضمن مدرسة من المدارس ،ثم يجتهAAد
3
في انتقادها من موقف تلك المدرسة النقدية نفسها.
وعن قض AAية الص AAراع بين الق AAديم والجدي AAد ي AAرى مرت AAاض) أن ابن قتيب AAة) يعت AAبر أول من أش AAار إلى ه AAذه
القضAAية ،وأوضAAح أن الحداثAAة واجهت العAAرب منAAذ ظهAAور اإلسAAالم الAAذي غAAير المفAAاهيم والمرجعيAAات ،ثم
يشAAير إلى حAAيرة (أبي عمAAرو بن العالء تجAAاه شAAعر المحAAدثين ،وتجلى ذلAAك في مقولتAAه الشAAهيرة :لقAAد كAAثر
1
المصدر السابق ،ص .53
2
المصدر نفسه ،ص .54
3
المصدر نفسه ،ص .56
32
المناهج النقدية "في نظرية النقد" لعبد المالك مرتاض الفصل الثاني:
هAAذا المحAAدث وحسAAن حAAتى لقAAد هممت بروايتAAه" ،1ويطAAرح تسAAاؤال عن إشAAكالية :أي النقAAدين نريAAد ؟ هAAل
النق AAد التقلي AAدي أم النق AAد الجدي AAد؟ ثم من أي ج AAانب يؤخ AAذ النق AAد في ماهيت AAه ،أمن جانب AAه الت AAاريخي ،أم من
جانبه المعرفي اإلبستيمولوجي؟ .
ثم يشAAير إلى أن القضAAية بAAرزت سAAافرة لAAدى (اآلمAAدي) في كتابAAه (الموازنAAة بين الطAAائيين البحAAتري وأبي
تمام في أيهما أشعر ؟ وفي كتاب الوساطة بين المتنبي وخصومه للقاضي
الجرجAAاني) .يتنAAاول (مرتAAاض المعAAارك األدبيAAة الAAتي احتAAدمت في العصAAر الحAAديث بين صAAادق الAAرافعي
وطAAه حسAAين وغيرهمAAا ،وعلى وجAAه الخصAAوص حAAول مسAAألة القAAديم والجديAAد ومن هنAAا يمكن القAAول بAAأن
قضAية القAديم والجديAد ليسAت من القضAايا النقديAة الحديثAة وإ نمAا هي قضAية قديمAة قAدم النقAد العAربي القAديم،
وهAAذه المسAAألة (القAAديم والجديAAد) ليسAAت مقتصAAرة على النقAAد العAAربي وحAAده ،ولكنهAAا تمتAAد إلى جميAAع اآلداب
العالميAA Aة ق AA Aديمها وجديAA Aدها ،ومثالهAA Aا مAA Aا كAA Aان من سAA Aجاالت حAA Aول كتابAA Aات روالن) (بAA Aارت) (Roland
)barthesفي بAAدايات سAAتينات القAAرن الماضAAي ،وكAAانت جريAAدة Le MondeالباريسAAية منAAبرا من منAAابر
الخصومة التي وقعت بين أشAياع القAديم والجديAد وأفضAAى ذلAك إلى تAأليف كتب ضAAخمة حAول مسAألة النقAد
وكيف يجب أن يكون؟ هAل يكAون تقليAديا أم جديAدا كتAاب ريمAون بيكAار) النقAد الجديAد" وهAو ناقAد متعصAب
للنقد القديم وينال من خالل كتابه هذا نيال الذعا من النقد الجديAAد ،وكAAذلك نجAAد رد ناقAAد فرنسAAي من خالل
جريدة "العالم الباريسية من أشياع النقد الجديد أن يكتب كتابا يتناص مAAع عنAAوان ريمAAون بيكAAار وعنوانAAه:
2
لماذا النقد الجديد؟ دافع فيه عن النقد الجديد ).
إن قضية الصراع بين القديم والجديد كما يرى الناقد أنهAAا شAAملت جميAAع اآلداب العالميAAة قAAديمها وحAAديثها،
ومن ثم بعدها يعرج على أهم خصائص النقد التقليدي والممثلة في:
-1الذوق -2 /الوضوح -3- /النظام .
أما النقد الجديد فيقوم على:
3
-1الوحدة -2الشمولية -3-الترابط .
وبعAAدها يحAAاور قضAAية أخAAرى ال تقAAل خطAAورة عن سAAابقتها ،وهي كيAAف يتعامAAل النقAAد التقليAAدي مAAع العمAAل
اإلبAAداعي؟ ويوضAAح أن النقAد التقليAAدي " :يقAوم على التمAAاس فهم اإلبAAداع من خالل فهم المبAAدع" ،ويضAAرب
مثاال على ذلك بأبي تمAAام وشAAعره ،حيث أنAAه ال يمكن بشAAعر ابن تمAAام) إال بعAAد اإللمAAام بشAAظايا المعلومAAات
1
المصدر السابق ،ص56
2
المصدر نفسه ،ص .56
3
المصدر السابق ،ص .61
33
المناهج النقدية "في نظرية النقد" لعبد المالك مرتاض الفصل الثاني:
التاريخيAA Aة ،ثم بنAA Aاء صAA Aورة الفهم الAA Aتي تتشAA Aكل على أنقاضAA Aها أمAA Aا النق AAد الجديAA Aد فهAA Aو على خالف أي أن
اإلبAA Aداع يفهم من اإلبAA Aداع ذاتAA Aه ،فال يعAA Aترف بالمبAA Aدع وال بالمالبسAA Aات والظAA Aروف الخارجAA Aة عن صAA Aميم
اإلبداع ،حيث نجد (روالن بارت يرى أن النقد الجديAد يجب أن يAؤدي وظيفتAه المتجسAدة في اللغAة والAتي
هي ترابط وشمول في الوقت ذاته .
ثم يوجAAه النقAAد للمAAوقفين ،حيث يAAرى الناقAAد (مرتAAاض أن التقليAAديين بAAالغوا في ربAAط اإلبAAداع بكAAل مAAا يلAAف
حياة المبAدع ،على الAرغم من أننAا قAAد نحتAاج إلى بعض اللقطAات من حيAاة المبAدع الAتي تسAاعدنا على فلAك
بعض الشفرات المتعلقة بإبداعه ،كما أن أصحاب النقد التجديد أيضAا بAالغوا في تنكبهم عن كAل مAا يتعلAق
بحياة المبدع ،والظروف المحيطة باإلبداع.
كما عرج الناقد مرتاض على قضية أخرى ،وهي النقAد الجديAد بين التحليAل والقAراءة مشAيرا إلى أن النقAد
القديم لم يعن بالقراءة إال نادرا ،وأن هذه القراءة تبلورت في مستويات ثالثة:
شرح غريب اللغة. -1
تخريج مشكالت النحو. -2
1
نثر البيت الشعري. -3
كمAAا فعAAل ذلAAك (المAAرزوقي) و(التAAبريزي) في شAAرحهما لكتAAاب( :الحماسAAة ألبي تمAAام) ،2أمAAا النقAAد الجديAAد
أولى عناية فائقة للقراءة والتأويل ،فالغيناه ينصرف من الشرح إلى التأويل والتحليل ،ثم يطرح مرتAAاض
إشكالية أخرى تتعلق بالنقد والقراءة مفادها :هل يمكن أن تحل القراءة مكان النقد؟.
ي AAرى (مرت AAاض) أن الق AAراءة ال يمكن أن تح AAل مح AAل النق AAد ،وال النق AAد أن يح AAل مح AAل الق AAراءة ،وفي ه AAذا
السياق يقول " :فالقراءة شكل من أشكال المعرفة األدبية الجديدة بحيث ال هي أرفع من النقد درجAAة وال
هي أح AAط من AAه منزل AAة ،3لكن كال منهم AAا يص AAنف في منزلت AAه ،وي AAرى ك AAذلك أن الق AAراءة تعين الناق AAد أثن AAاء
الممارس AAة النقدي AAة ،ثم ينتق AAد تل AAك االتجاه AAات ال AAتي ح AAاولت علمن AAة األدب ذل AAك فش AAال ذريع AAا وذك AAر منه AAا
الشكالنية الروسية ،البنوية ،التقويضية والسيميائية ".
1
المصدر السابق ،ص 64
2
المصدر نفسه ،ص65
3
المصدر نفسه ،ص66
34
المناهج النقدية "في نظرية النقد" لعبد المالك مرتاض الفصل الثاني:
وفي النهايAAة يخلص إلى أن النقAAد عمليAAة تنظيريAAة لإلبAAداع ،أمAAا النقAAد التطAAبيقي فهAAو عمليAAة تجسAAيدية للنقAAد
التنظAيري ،ونقAد النقAد هAو المظهAر الثAالث للمعرفAة النقديAة الجديAدة ،والمتمثAل في التعقيب أو التعليAق على
1
نقد كان كتب من قبل حول ظاهرة أدبية ما.
كما يخلص أيضا إلى أن النقد هو درجAة وسAطى بين الفلسAفة والعلم والفن ،2ومنAه ينبAع الجAدل :هAل النقAد
علم؟ وإ ذا كAAان علمAAا فAAأين تكمن علميتAAه؟ أهي في األحكAAام المسAAتنبطة الAAتي هي في أصAAلها مسAAتورد من
الفلسAA Aفة أو علم االجتمAA Aاع أو حAA Aتى بعض العلAA Aوم األخAA Aرى؟ ثم هAA Aل يمكن تطAA Aبيق المنAA Aاهج الAA Aتي هي في
األصAAل لم تكن إال لAAذاتها ،على غAAير مAAا وضAAعت لAAه وهAAو اإلبAAداع؟ وهAAل يجAAوز تهجين التفكAAير النقAAدي
الخالص مع التفكير الفلسفي الخالص لتأسAيس منهج مسAتخلص من هAذين التفكAيرين المتقAاربين على نحAو
م AA A Aا على األق AA A Aل؟ وكي AA A Aف يج AA A Aوز تط AA A Aبيق منهج لم يكن إال من أج AA A Aل تأس AA A Aيس المعرف AA A Aة في نص AA A Aاعتها
وخصوصAAيتها ،أو البحث في أصAAولها المعقAدة ،ولعAل أهم سAؤال :هAل يAرقى النتAاج الخيAالي إلى مسAتوى
تسAAتطيع معAAه أن نؤسAAس عليAAه؟ أو انطالقAAا منAAه هAAل يمكن تأسAAيس نظريAAة معرفيAAة كمAAا تؤسAAس نظريAAات
معرفي AAة ح AAول النت AAاج العقلي البحث؟ إن الغاي AAة من ط AAرح ه AAذه األس AAئلة ه AAو االهت AAداء إلى تأس AAيس نظري AAة
3
نقدية قد تكون أساسا لمعرفة نقدية مستقبلية ،إذ أن السؤال هو مظهر من مظاهر التفكير.
35
المناهج النقدية "في نظرية النقد" لعبد المالك مرتاض الفصل الثاني:
1
المصدر السابق ،ص .64
2ديميمري ليخايشن ( :التاريخ -أم الحقيقة حوار مع (غالب همسا) ،مجلة األقالم ،وزارة الثقافة والفنون ببغداد ،العراق ،ع ،1978 ،12ص
.155
3المرجع نفسه ،ص .18
36
المناهج النقدية "في نظرية النقد" لعبد المالك مرتاض الفصل الثاني:
1
عبد الملك مرتاض :في نظرية النقد ،ص 70
2
المصدر نفسه ،ص .75
3
يوسف وغليسي :الخطاب النقدي عند عبد الملك مرتاض ،ص . 86
4
عبد الملك مرتاض :مائة قضية وقضية ،ص .15
37
المناهج النقدية "في نظرية النقد" لعبد المالك مرتاض الفصل الثاني:
ذي خلفية بعينها فال يحيد عنها ،وال يضيف إليها وال ينقص منها ،يكون قد أقحم نفسAAه في نفAAق مظلم قAAد
1
ال يستطيع الخروج منه".
ويث AAير ك AAذلك قض AAية تع AAاقب المن AAاهج تعاقي AAا متسلس AAال وبالخص AAوص خالل القAAرون الثالث AAة األخ AAيرة ،حيث
يرى أن هذا ال يعني إال أن المناهج قد تكون حقيقتها ضربا من المعرفة المفتوحة .....وثبات المنهج أو
معياريته ال يعني إال جموده وقصوره عن مواكبة التطور المعرفي ،ومثال ذلك المنهج االجتمAAاعي الAAذي
ضAA Aرب (روالن بAA Aارث) بAA Aه المثAA Aل في المعياريAA Aة والثبAA Aات والقصAA Aور والعقم ،2حيث يسAA Aتند (بAA Aارث) إلى
مجموعAAة من اإليAAديولوجيات واألفكAAار االقتصAAادية واالجتماعيAAة الAAتي تسAAتقي مبادئهAAا الكAAبرى من النزعAAة
الماركسAA Aية ،فالسوسAA Aيولوجي والنفسAA Aاني وغيرهمAA Aا ممن يتAA Aدخلون في النقAA Aد األدبي انطالقAA Aا من مAA Aذاهب
3
أجنبية عن األدب "ال يمكن أن يفضي سعيهم ذالك إلى أي نتيجة تذكر:
1
المرجع نفسه ،ص .19
2
عبد الملك مرتاض في نظرية النقد ،ص .130
3
المصدر نفسه ،ص .77
4
عبد الملك مرتاض في نظرية التقدم 53 ،50
5
الخضر العربي :مفهوم هلل البالد عدد علي حرب ،جامعة قاصدي مرباح بوراللة بالجزائر
reviues.univ-ouargla.dz/index.php/nomino-11-2011/666-2013-05
38
المناهج النقدية "في نظرية النقد" لعبد المالك مرتاض الفصل الثاني:
ومن هAAذا المنطلAAق نAAرى أن مسAAاهمة عبAAد الملAAك مرتAAاض في هAAذا المجAAال ومن خالل مدونتAAه الAAتي نحن
بصAAدد دراسAAتها و تخصيصAAه لفصAAله الثAAامن في تقAAد النقAAد نAAراه من قبيAAل االجتهAAادات التنظيريAAة الفاحصAAة
البناءة التي تخدم النقد العربي في بالدنا -خاصة وتزيد صرحه مراجعAة وتأسAيس او تأصAيال باإلضAافة
إلى تزويد الطالب ومريدي النقد عدة و زادا نقديا وثقافيا متنوعا.
وحرص AAا من الب AAاحث عب AAد المل AAك مرت AAاض على تن AAاول المص AAطلح و اش AAكالياته المعق AAدة باحث AAا عن آلي AAات
متع AAددة ووس AAائل علمي AAة مختلف AAة لصAAAياغته راغب AAا في إخ AAراج المص AAطلح الع AAربي الق AAديم من رتابت AAه م AAع
الحAAرص على مسAAايرته المصAAطلحات اللسAAانياتية الغربيAAة ثم اقAAتراح حلAAول مناسAAبة وضAAوابط علميAAة ذات
كفاءة لغوية تنظيرية 1.ففي هذا اإلطار و ضمن هذا التصور الفكري يتنAاول البAاحث مصAAطلح نقAد النقAد
( )metacritiqueبشيء من التأصيل و الضبط المفهومه استعماال ومناقشة و تحليال ،مشAAيرا بAAذلك إلى
إشكالية مهمة تتمثل في كيفية ترجمته و صياغته بإيجAاد المقابAل العAربي المناسAب لمAا يحملAه المفهAوم في
الثقافة العربية فالباحث من المؤمنين المعتقدين بأن جدلية التفكAير األصAيل المتجAدد يكAون في حسAن تمثAل
2
قطب التراث و الحداثة وكيفية االفادة منهما و التعلق بهما .
يرى عبد الملAك مرتAاض أن اسAتعمال "تقAد النقAد" كمAا هAو متAداول في اللغAة النقديAة العربيAة الجديAدة وذلAك
انطالقAAا من التنظAAيرات النقديAAة الغربيAAة الجديAAدة أيضAAا ،يقAAوم على أصAAلين اثAAنين كالهمAAا جAAائز االسAAتعمال
فأما االستعمال المبتذل فهو ( ) critique de critiqueوأنا استعمال المقصور على لغة العلماء فهAAو (
)meta critiqueوي AAرى أن مع AAنى س AAابقة( )metaذات األص AAل اإلغ AAريقي كم AAا ي AAذهب إلى ذل AAك معجم
روبير التعاقب و التغيير و المشاركة في حين أنها تعAني في الفلسAفة و العلAوم اإلنسAانية غAير ماتعنيAه في
العلوم الطبيعية ذلك بأنها تعني في مصطلحات تلك العلوم ما يمكن أن يعني "ماوراء أو "ما بعد"
أو مايج AAاوز أو م AAا يش AAمل" بالقي AAاس إلى ش AAيء من األش AAياء أو علم من العل AAوم .وق AAد تتع AAدى دالل AAة "الميت AAا"
حس AAب الب AAاحث إلى مع AAان أخ AAرى ك AAا نض AAياف ش AAيء إلى ش AAيء أو علم إلى علم آخ AAر أثن AAاء المهامش AAة و
المجAAاورة خيلتحAAق شAAيء بشAAيء أو يتسAAرب علم في علم وذلAAك االقتضAAاء العالقAAة المعرفيAAة فتصAAبح اللغAAة
ال AAتي تتح AAدث عن اللغ AAة مثال بمثاب AAة ه AAذه الالحق AAة االغريقي AAة ال AAتي تض AAاف إلى علم م AAا ...وهن AAا يتس AAاءل
"مرتAAاض :فهAAل نقAAول للغAAة الثانيAAة "مAAاوراء اللغAAة أو مAAا بعAAد اللغAAة وهAAو االسAAتعمال الجAAاري أم يجب أن
نبحث عن إيجاد معادل لهذا التعبير ،أو مقابل لذلك المعنى بمصطلح آخر؟.
1
موالي علي بوسالم الدين السيميائي المغاربي ،من 241
2
محمد الملك مرتاض ( أدي ) ابن ليالي مر .10
39
المناهج النقدية "في نظرية النقد" لعبد المالك مرتاض الفصل الثاني:
ال يرى الناقد باستعمال مصطلح "ماوراء اللغة و كذا ما بعد اللغة ترجمة أو مقابال للمصطلح األجنAAبي (
)meta- langageألن معنى الالحقة هنا يفيد التعاقب ويقترح لذلك بديال هAو مصAAطلح اللغAة الواصAAفة
أو اللغة الحاوية أو حتى لغة اللغة أو كتابAة الكتابAة والمصAAطلحان األخAيران همAا من اقتراحAه ..ويتسAاءل
الباحث عن العلة التي دفعت بتودوروف إلى تنكب مصAAطلح ( )metacritiqueوهAو االسAAتعمال الجAاري
في لغتهم عنوانا لكتابه الذي ترجمه سامي سويدان إلى نقد النقد " (.)critique de la critique
وما يالحظ من خالل ما اقترحه مرتاض من مصطلحات وكذا مما رفض استعماله (أو تسAAاءل في شAAأنه
( أنه يستلهم التراث العربي اإلسالمي و يوظف مصطلحاته فنقد النقAد قياسAا على طريقAة علمAاء (الكالم)
األشAAعرية في صAAياغة مصAAطلحاته من مثAAل "زمAAان الزمAAان و زمAAان زمAAان الزمAAان إذا أرادوا إلى تAAراكب
األزمنة و اتصالها ...أو كما كان عبد القاهر الجرجاني اصطنع ألول مرة في العربية مصAAطلح "معAنى
المعنى" وهذه السيرة حسب الباحث هي التي يصطنعها النقاد المنظAرون الغربيAون -وذلAك حين يقولAون
في اللغة الثالثة التي تتراكب مAع اللغAة ثانيAة ( .)Méta - métacritiqueفهAذه السAابقة إذن من بين مAا
تكAAل عليAAه التعAAاقب فيكAAون نقAAد النقAAد أو ( )Meta - critiqueواردا بمعAAنى النقAAد الثAAاني الAAذي يكتب عن
األول وقياسا على ذلك "نقد النقد مثال ،فالعبارة مركبة واردة بمعنى النقد الثالث الذي يجيء أو يمكن أن
1
يكتب عن الثاني ...وهذا التركيب إنما يفيد التعاقب ال األفضلية التي تظل حسب الباحث شأنا آخر.
وإ ذا كAAان النقAAد يتخAAذ من العمAAل األدبي موضAAوعا لAAه فAAإّن هAAذا النقAAد يصAAبح موضAAوعا في نقAAد النقAAد وكAAأن
الباحث يذهب إلى القAول أن النقAد الAذي يعتAبر لغAة واصAفة للغAة واصAفة .غAير أن هAذه اللغAة تمتلAك قAدرة
على ض AAبط موض AAوعها من خالل لغ AAة تس AAعفها على الوق AAوف على كيفي AAة اش AAتعال اللغ AAة النقدي AAة األولى
وعليAه فAAإن خطAاب نقAد النقAد ينتج لغتAه حينمAا يقAوي على تAأطير موضAAوعه بأدواتAه النظريAة والمنهجيAة و
2
المصطلحية التي تميزه عن الخطابات األخرى .
ويAAرى "عبAAد الملAAك مرتAAاض أن مصAAطلح تقAAد النقAAد" في اللغAAة العربيAAة قAAد يفهممنAAه أنAAه يعAAني النقAAد الثAAاني
يس AAعى إلى نقAAد النقAAد األول ال AAذي يكتب عن AAه بني AAة الغم AAز و التهجين و ب AAدافع النعي و التنقيص وه AAو أم AAر
غير وارد في أصل المفهوم الغربي القائم على استعمال السابقة اإلغريقية التي تعني االحتواء و اإليمAAاء
أو المجانبAAة و المهامشAAة دون أن تعAAنى على وجAAه الضAAرورة بتسAAليط الضAAوء على النقAAائص المنهجيAAة و
الض AAحالة المعرفي AAة فك AAل نق AAد يكتب عن النق AAد األول ثاني AAا أو ثالث AAا أو ح AAتى رابع AAا أي) الراب AAع يكتب عن
1
عبد المالك مرتاض علي نظرية النقد ،ص .223
2
عبد الملك مرتاض ،نظرية النقد ،ص 228
40
المناهج النقدية "في نظرية النقد" لعبد المالك مرتاض الفصل الثاني:
الثالث ) ليس بالضرورة أن يكون من أجل المعارضAAة و المناوبAAة ولكن وظيفAة نقAد النقAد" تكمن في إلقAاء
مزيد من الضياء على أصول المAAذهب النقAدي و تبيAAان أصAAوله المعرفيAAة و توضAAيح الخلفيAAات الAAتي تسAAتمد
منه AAا مرجعيات AAه :على المس AAتويين المع AAرفي و المنهجي جميع AAا ...لكن تق AAد النق AAد الع AAربي المعاص AAر -
حسAAب مرتAAاض -يتم غالبAAا بإبAAداء المعارضAAة لموقAAف نقAAدي على نحAAو مAAا و قلمAAا يتسAAامي إلى البحث في
أصAAول المعرفAAة النقديAAة على نحAAو منهجي عميAAق ولعAAل ذلAAك يعAAود إلى أن العAAالم العAAربي على عهAAدنا هAAذا
يمتلك نقادا كبارا ،ولكنه ال يمتلك نقدا كبيرا ومما يالحظه "عبد الملك مرتاض أنه كثيرا مAAا يصAAادفه من
الكتابات النقدية في الشرق وفي الغرب في القAديم و في الحAديث تمAارس موضAوع نقAد النقAد لكن دون أن
تدرج نشاطها تحت عنوان (نقد النقد) على الوجه الصريح ولم يكن ذلك صراحة في الكتابات النقدية إال
مع عمل (تزيفيتان تودوروف) المترجم إلى العربية (نقد النقAد) إضAAافة إلى بعض مقAاالت روالن بAارت)
في كتابه مقاالت نقدية
( )éssales critiquesوقAAد يتبAAادر إلى الAAذهن سAAؤال أشAAبه بمAAا ذكرنAAاه في المبحث السAAابق حAAول الفAAرق
بين القراءة و النقد وهو ما الفرق أيضا بين مصطلحي (قAAراءة القAAراءة) ( )meta- lectureو نقAAد النقAAد
( )metacritiqueوذلAA Aك طبعAA Aا من منظAA Aور مرتAA Aاض؟ يAA Aذكر لخضAA Aر العAA Aرابي أن البAA Aاحث عبAA Aد الملAA Aك
مرتAAاض يجAAري في حديثAAه عن ماهيAAة القAAراءة ووظيفتهAAا مقارنAAة بينهAAا وبين النقAAد فالنقAAد يختلAAف اختالفAAا
طفيف AAا عن الق AAراءة وهم AAا على التق AAارب متباع AAدان وهم AAا على التش AAابه مختلف AAان ف AAالقراءة حري AAة وتحّA Aر ر
جمالية النزعة قبل أي شئ آخر في حين مسؤولية وموقف ينتهض على خلفية فلسفية أو إيديولوجيAAة من
كتابAAة مAAا أو اتخAAاذ موقAAف من موقAAف ناقAAد ،سAAابق كAAان قAAد اتخAAذه هAAو من هAAذه الكتابAAة (نقAAد) النقAAد ) و قAAد
يكون النقد تحليال لكن على خلفية فلسفية واضحة المعالم دقيقة اإلجراءات ...في حين أن تحليAAل القAAراءة
التي هي تحسس و تلطف و تقبل ينتهض على الذوق اللطيف واستلهام الجمالية الرقيقة التي استقى منها
النص المع AAالج ....و ق AAراءة الق AAراءة حق AAل يتمحض لمتابع AAة نش AAاط الق AAراءات ال AAتي تم AAارس على النص
األدبي و النقد مبل نقد النقAد ال يعمAد تحليلAه ولكن إلى التعليAق عليAه في الغAالب أو إصAAدار أحكAام حولAه ،
أو موقعت AAه ..فالنق AAد مس AAؤلية وموق AAف ...ورص AAد للتن AAاص ومتابع AAة وموقع AAة للت AAأثر ...على أن حين أن
القراءة في حد ذاتها تناص صراح مع قراءة سبقتها من أجل أن تعوم فيهAAا وتAAذوب ،أو تقوضAAها لتطلب
1
على آثارها قراءة جديدة ،في حين أن نقد النقد تنظير وتقرير حول تنظير وتقرير سبقه".
1
لخضر عرابي ،المدارس التقدية المعاصرة دار الغرب للنشر والتوزيع ،2007 ،ص 299 ،298
41
المناهج النقدية "في نظرية النقد" لعبد المالك مرتاض الفصل الثاني:
وانطالق AAا من إيمAAان "مرتAAاض بالممارسAAات النقديAAة العربيAAة القديمAAة ،وبAAالطبع أن ينكAAر أحAAد بAAأن النقAAد ال
يمكن أن يك AAون ثم ال يك AAون حول AAه نق AAد نق AAدبل لق AAد أث AAرى المعرف AAة النقدي AAة العالمي AAة وأض AAاف إليه AAا معرفي AAا
وجماليا ،وسواء كان ذلك في إطار االتجاه األول أم في اطار االتجاه اآلخر.
وعليه يتوقف مرتاض على نص كتبه النقد العربي علي بن عبد العزيز الجرجاني يتصنف في حقAAل نقAAد
النقAد" وذلAك في معAرض دفاعAه عن أبي الطيب المتنAبي من خالل كتابAه الوسAاطة بين المتنAبي وخصAAومه
ولعAل الجرجAاني -حسAب البAاحث أول من اصAAطنع مصAAطلح "السAرقات وبلAور مفهومAه في النقAد العAربي
القديم ،فتحدث عنه ،وأرسى مبادئ من أسسه وتوسع فيه حتى اختصه بحيز واسع من تفكيره 1 ..كمAAا
اجتهد في إثبات نظرية مخالفة للنظرية السائدة آنAذاك فقAد أثبت "الجرجAاني أن هنAاك أفكAارا مشAتركة بين
الن AAاس في ق AAدمائهم و مح AAدثيهم وأن هن AAاك أم AAورا يمكن أن تنض AAوي فيم AAا يج AAوز أن يطل AAق علي AAه ت AAوارد
الخواطر ..ويرى عبد الملك مرتاض أن كتابة الجرجاني النقدية من هذه الزاوية كانت ممارسة متقدمAAة
في التبشAA Aير بنظريAA Aة التنAA Aاص الAA Aتي لم تتبلAA Aور في الفكAA Aر النقAA Aدي الغAA Aربي الجديAA Aد إال في أواخAA Aر القAA Aرن
2
العشرين.
ومن خالل متابعتنAAا لنص القاضAAي علي عبAAد العزيAAز الجرجAAاني" الAAذي اقترحAAه مرتAAاض" في مدونتAAه الAAتي
نحن بصدد دراستها نقف فعال على تحليل نقدي بارع للمباحث يصل فيه إلى كثAAير القضAAايا و النظريAAات
العربي AAة في تقAAد النقAAد وأص AAوله وأليات AAه فالقاض AAي "الجرج AAاني" في تنظ AAيره المبك AAر يكش AAف عن فك AAر ث AAاقب
وذكAاء خAارق يقAول "مرتAاض" :فيسAتنبط من حيث ال يشAعر نظريAة حديثAة هي نظريAة التنAاص فهAو ينسAج
حAA Aول نقAA Aد سAA Aابق في الزمAA Aان ثAA Aابت في الوجAA Aود ويبAA Aنى عليAA Aه ،كمAA Aا أنAA Aه ينAA Aاقش الناقAA Aدين السAA Aابقين أو
3
المعاصرين (المتشددين في مسالة السرقات الشعرية).
في هAAدوء ورصAAانة يلقن خصAAمه درسAAا في أخالقيAAات الAAرأي وأصAAول النقAAد متقبال للAAرأي اآلخAAر خاصAAحا
لخصمه أن يأتي هو أيضا ذلك « :غير أن لخصمك حججا تقابل حججك و مقAAاال ال يقصAAر عن مقالAAك .
) وذلAA Aك حAA Aتى يمكن توسAA Aعة دائAA Aرة المعرفAA Aة ،وإ ثAA Aراء روافAA Aدها والعلم ال يراجعAA Aه إال أهلAA Aه وال يصAA Aحح
أخطAAاءه إال من احترفAAه وليس بقAAادر على تصAAويب مسAAيرة العلم من كAAان معترضAAا على وجAAوده أصAAال،4
وأهم ما استنبطه والحظه عبد الملك مرتاض هو عAدم تميAيز النقAاد المAدعين للسAرقة الشAعرية على جملAة
1
عبد الملك مرتاض في نظرية النص األدبي الي 299 ،233
2
محمد الملك مرتاض في نظرية القديس .231
3
مرجع نفسه ،ص233
4
مرجع نفسه ،ص234
42
المناهج النقدية "في نظرية النقد" لعبد المالك مرتاض الفصل الثاني:
من كبAAار الشAAعراء وخصوصAAا أبAAو الطيب المتنAAبي وفصAAل الناقAAد البAAارع علي بن عبAAد العزيAAز الجرجAAاني"
بحنكة في تلك المسألة لكال الطرفين من خالل ثم اعتبرت ما يصح فيه االختراع واالبتAAداع فوجAAدت منAAه
مستفيضا متداوال متناقال ال يعد في عصرنا مسروقا وال يحسب مأخوذا ) وهي دعوة للنقاد بالتوجAAه إلى
الغربلAAة والتبصAAر والتميAAيز بين طبAAائع األشAAياء والفصAAل بين مAAا يمكن أن سAAرقا شAAعريا صAAراحا وبين مAAا
يطلق عليه في النظرية السيميائية (حديثا) مصطلح :التناصية ." intertextualite
لقد الحظ عبد الملك مرتاض إن الجرجاني يبدو من خالل نصه متناوال لفكAرة نقAد النقAد بصAورة مباشAرة
1
ممارسا ليها بحيث يقع االحتجاج للرأي الجديد أثناء محاولة دفع الرأي النقدي السابق.
ويع AAرج الب AAاحث بع AAد ذل AAك إلى العص AAر الح AAديث يتن AAاول تجرب AAة عربي AAة أخ AAرى في تق AAد النق AAد ل AAدى الناق AAد
المص AAري ط AAه حس AAين ال AAذي ه AAز األدب الع AAربي المعاص AAر ه AAذا قوي AAا فرس AAم بص AAماته على وجه AAة ،وت AAرك
لمساته على صAفحته ....فAرغم انصAباب أعمالAه النقديAة على الكتابAات األدبيAة المصAرية واقتصAاره عليهAا
فإّن ذلك في نظر الباحث ال ينقص من قيمة جهوده النقدية فتيال .ويتوقف عبد الملك مرتAAاض عنAAد مقالAAة
طه حسAين يونAاني فال يقAرأ" ،وهي تAدرج ضAAمن نقAد النقAد واعAترض فيهAا الكAاتب على مAا كAان كتب عبAد
العظيم أنيس و محمود أمين العالم وهما صاحبا كتاب الثقافة المصرية الصادر سنة ،1955والذي أثAAار
نقاشAAا واسAAعا لAAدى المثقفين العAAرب كمAAا شAAكل في الAAوقت نفسAAه حصAAيلة ،معركAAة هامAAة من معAAارك األدب
والنقد األدبي الحديث بدأت في األربعينيات ولم تنته إال مع نهاية السبعينيات ،وظلت آثارها قائمة حAAتى
2
اآلن في المعارك الجديدة التي تتمحور حول االلتزام االجتماعي لألدب.
ولقد كان اعتراض طه حسين عليها من حيث أمرين اثنين :
أولهم AAا من حيث الح AAدود ال AAدنيا من المع AAايير ال AAتي ت AAتيح للمتلقي أن يفهم عن الب AAاث ،وأن على الب AAاث أن
ي AAراعي ش AAروطا معين AAة لتبلي AAغ رس AAالته للق AAارئ وإ ال اعت AAدت الغ AAازا غامض AAة ،وطالس AAم مش AAكلة وآخرهم AAا
تتناول قضية الصراع بين القديم والجديد
بAAدأ عبAAد الملAAك مرتAAاض يتنAAاول إشAAارة الناقAAد طAAه حسAAين في مطلAAع المقالAAة إلى السAAياق التAAاريخي العبAAارة
يونان فال يقرأ في الثقافة الالتينية المتخلفة حيث كان التعليق بهAذه العبAارة في القAرون الوسAطى على كAل
م AAدبج باإلغريقي AAة منب AAوذ ....فالناق AAد حين قراءت AAه مقال AAة الناق AAدين االث AAنين عجب كي AAف لم يفهم عنهم AAا م AAا
يكتبAان ...القصAور فيAه أم إلقصAار منهمAا؟ ...لقAد قرأطAه حسAين المقAال ثالث مAرات ولم يسAتطع فهم مAا
1
عبد المالك مرتاض في نظرية القداس 235
2
أحمر عياالت النقد العربي الحديد المقارية في نقد العقد) منشورات االختالف ،ط ،2010 ،1من 189
43
المناهج النقدية "في نظرية النقد" لعبد المالك مرتاض الفصل الثاني:
يري AAدان حينه AAا رد العيب والقص AAور إلى نفس AAه و ببراعت AAه األدبي AAة يق AAول "مرت AAاض لم ي AAرد ط AAه حس AAين أن
يجعAA Aل العيب فيهمAA Aا على الوجAA Aه الصAA Aريح ولكنAA Aه لمح إلى وجAA Aود العيب فيAA Aه ،مAA Aع اإليحAA Aاء للقAA Aارئ في
س AAخرية بادي AAة ب AAأن العيب في الحقيق AAة في الناق AAدين االث AAنين ال في AAه....وفي ذل AAك إش AAارة ض AAمنية لهم AAا أن
المتلقي لم يفهم عن الباث الذي لم يAراعي شAروط التبليAغ فهمAا كانAا يكتبAان شAيئا لم يكونAا يفهمانAه ،واآليAة
على ذلAAك أن طAAه حسAAين لم يسAAتطع فهم مAAا كتب وهAAو من أفهم الفAAاهمين وال يعقAAل أن ال يفهم طAAه حسAAين
نقدا يكتبه معاصروه ،وفي بلده وباللغة العربية :ثم يقصر عن فهمAه وليس يعAني ذلAك ،يقAول البAاحث :
إال أن هنAاك خلال فكريAا ...يعAود إلى جملAة األلفAاظ والمصAAطلحات الملغAزة وربمAا يعAود ذلAك أساسAا إلى
األفكار المطروحة من غير فهم معرفي لدى الكاتبين....
ويرى عبد الملك مرتاض أن طه حسين كأنه يتهم في مقالته االعتراضية هذه أربعAة أطAراف :الطAرفين
االث AAنين الل AAذين كتب AAا والط AAرف ال AAذي تلقى وكتب ين AAاقش مب AAديا أن AAه فهم الرس AAالة المرس AAلة (ويقص AAد عب AAاس
العقاد ،والطرف الرابع الذي كان واسطة بين المرسلين والمتلقي معاء وهو الصحيفة التي نشرت المقال
الغامض (ويقصد صحيفة المصري).
يق AAول "مرت AAاض :وم AAا يمكن أن يس AAتخلص أن طبيع AAة ه AAذا الكالم الغ AAامض ال ت AAوحي إال بعب AAارة المثقفين
الالتينيين ،أثناء القرون الوسطى ،وهي قولهم :يوناني فال يقرأ".
ويبنAAو عبAAد الملAAك مرتAAاض " مؤيAAدا نقAAد طAAه حسAAين من خالل إبAAداء رأيAAه في نقصAAان الفقAAرة النقديAAة الAAتي
كتبه AA Aا عب AA Aد العظيم أنيس " و "محم AA Aود أمين الع AA Aالم " للذق AA Aة على أك AA Aثر من مس AA Aتوى ،ومن خالل النق AA Aد
المتوازي مع نقد طه حسين مونوجزه في بعض النقاط أهمها:
أن المق AAال من حيث اس AAتعمال المص AAطلح خاللغ AAة النقدي AAة للناق AAدين كأنه AAا لم توف AAق في إيص AAال م AAا -1
تقص AAد تبليغ AAه والمص AAطلح النق AAدي غ AAير متبل AAور وم AAادة العم AAل األدبي تفتق AAر إلى الوض AAوح ،وك AAذا
مصطلح العمليات " الذي هو مصطلح عسكري أو طبي وليس نقديا .
من حيث التأسAAيس المعAAرفي ،فAAالنص غAAير مAAتين وال عميقAAة و ال واضAAح االرتكAAاز إلى أي تيAAار -2
نقدي...
يق AAرر الناق AAدان وج AAوب ت AAدخل ال AAذوق الع AAام في وق AAوع الظ AAاهرة األدبي AAة وتحققه AAا ،في حين هم AAا -3
يتهمان طه حسين بأنAه انطبAاعي يعتمAد على الAذوق في تحليAل األعمAال وهAذا تنAاقض صAارخ في
1
أفكار المقال ....
1
عبد المالك مرتاض ،في نظرية النقد ،ص242-236
44
المناهج النقدية "في نظرية النقد" لعبد المالك مرتاض الفصل الثاني:
ومن خالل معالج AAة عب AAد المل AAك مرت AAاض المقال AAة ط AAه حس AAين " ،ومتابع AAة حيثياته AAا تتأك AAد حقيق AAة تق AAد النق AAد
العAAربي الحAAديث وطبيعتAAه ،فهAAو يتعامAAل مAAع النقAAد انطالقAAا من طبيعAAة الرؤيAAة الAAتي كثAAيرا مAAا تكAAون ضAAيقة
األفق بسبب التقليد للنظريات الغربية ..كما تتبين أيضا شجاعة وحنكة الناقد طه حسين في هAAذا االتجAAاه
من النقد...وكما تبدو الطباعيته تبدو أيضا عقالنيتAه المتشAبعة بAالمنهج الشAكي الAديكارتي فقAد عAاش سAنين
طويلAة يAدافع عن حريتAه ويتمسAك بمAا اقتنAع بAه .ونAادی بAه من حريAة الفكAر وحريAة النقAد والقAول وبحريAة
1
العقل المطلقة فهو ال يتصور أديبا غير حر".
وبعد تناولنا لتجربتين عربيتين في نقد النقد عند مرتاض نعAAرج فيمAAا يلي على تجربAAتين غربيAAتين في نقAد
النقد إحداهما ،الروالن بارت واألخرى للناقد تزفيتان تودوروف".
يركز الباحث عبد الملك مرتاض من خالل مقاالت الناقد الفرنسي روالن بارت " السيما مقالتاه -1
:النقدان االثنان والنقد على تناول مقاصد وموقف "بارت" وكذا رؤيته النقدية بشيء من التحليل
من خالل متابعة عرضه لمسألة تعامل الناس مع النقد خاصة في فرنساء وذلك إزاء نAAوعين من
النق AA Aد هم AA Aا" :النق AA Aد الج AA Aامعي ال AA Aذي ينهض في األس AA Aاس على المنهج الوضAA A Aعي الم AA Aوروث عن
"النسAAون" والنقAAد القAAائم على اصAAطناع التأويAAل ( .. )une critique d'interpretationويAAذكر
"بAAارت" أنAAه يوجAAد بين النقAAدين االثAAنين عالقAAات ووشAAائج تقAAارب بينهمAAا أكAAثر ممAAا تباعAAد فأسAAاتذة
الجامع AAات ال AAذين يمارس AAون النق AAد اإلي AAديولوجي ال يرفض AAون في جمل AAة من األط AAوار على األق AAل
الكتابات النقدية التي يكتبها المثقفون حيث ما أكثر ما يتشاكل النقدان اإلثنان معا فإذا الجAAامعيون
يعترفون بمكانة النقد التأويلي .
ویرى " عبAAد الملAAك مرتAAاض أن "بAAارت" من خالل مقالAAه يعمAAد إلى كتابAAة وصAAفية فوقيAAة تبAAدأ خارجيAAة ثم
تنتهي داخليAAة ...فمن خالل اسAAتنطاق البAAاحث للنص (المقالAAة) وتفكيAAك عناصAAره وتحليلAAه ...توصAAل إلى
أن غايAAة "بAAارت" من كتابتAAه عن الضAAربين االثAAنين من النقAAد :أن النقAAد التAAأويلي فيمارسAAه عامAAة المثقفين
واألدباء وأما النقد "الوضعاني فيمارسه األساتذة الجامعيون في المؤسسات األكاديمية العليAAاء وأن تبAAارت
لم يستطع إخفاء إيديولوجيته في الدعوة إلى البنوية والنزعة الشكالنية فإحساسه في عدم بلAAوغ غايتAAه في
مسألة النقد االيدولوجي القائم على التأويل دفعAه إلى طAرح المسAألة في مقالAه الثAاني مAا النقAد؟ وذلAك بغيAة
التوس AAع فيم AAا أوج AAزه في المقال AAة األولى ...تعميم AAه ووتأكي AAده من جدي AAد وم AAرة أخ AAرى أن النق AAد الفرنس AAي
تط ّAو ر تطAAورا كبAAيرا انطالقAAا من أربAAع فلسAAفات كAAبرى هي :الوجوديAAة ( ) existentialismeالAAتي كAAان
1
فؤاد مرعي ،بالنقد األدبي الحديث منشورات كلية اآلداب ،1981 ،ص 118
45
المناهج النقدية "في نظرية النقد" لعبد المالك مرتاض الفصل الثاني:
يمثلهAA Aا جAA Aان بAA Aول سAA Aارتر ،والماركيسAA Aية ونزعAA Aة التحليAA Aل النفسAA Aي ( ،)la psycanalyseوالبنويAA Aة(le
)structuralisimeوالنزع AAة الشAAAكلية المتAAAأثرة بAAAالنموذج اللس AAانياتي ال AAذي بن AAاه دوسوس AAير وتوسAAAع فيAAAه
1
رومان باكبسون.
وممAAا الحظAAه مرتAAاض أن "بAAارت بعAAد أن يتحAAدث عن أصAAول النقAAد الفرنسAAي ويعيAAده إلى روافAAده األربعAAة
ي AAترك ذل AAك ليع AAود إلى تعري AAف النق AAد األدبي من وجه AAة نظ AAره .وبطريق AAة ذكي AAة ي AAرى مرت AAاض أن روالن
ب AAارت يوج AAه قارئ AAه إلى النق AAد الب AAنيوي الش AAكالني فيتح AAدث عن حقيق AAة اللغ AAة ال عن الحقيق AAة ب AAالمفهومين
التاريخي ،أو الفلسفي وفي ذلك يقAول "مرتAاض تAدرج بالقAارئ في شAيء من االحترافيAة النقديAة البارعAة
إلى أن الكتابAAة ليسAAت إال مجموعAAة من السAAمات الAAتي تشAAكل مAAا يطلAAق عليAAه اللغAAة فاللغAAة إذن هي أسAAاس
المعرفة االدبية التي ليست أوال وأخيرا إال اللغة.
ولما كان النقAد هAو ايضAAا ينحصAAر موضAAوعه ونشAاطه حAول اللغAة فهAو لغAة ثانيAة واصAAفة للغAة األولى ...
فالشيء يوجد من حقيقة خارج اللغAة بغض الطAرف عن كونهAا لغAة ،موضAوعا ( ، )Langue objetأو
لغAAة واصAAفة ( .)Metalangageویری مرتAAاض أن تبAAارت يAAدعو ويمAAارس توجيهAAا من طAAرف خفي لمAAا
يجب أن يكAAون عليAAه النقAAد الحAAداثي ،ومن ثمAAة نقAAد ماعAAدا ذلAAك ودفعAAه من الAAذهن .هAAو ذلAAك الAAذي يتوقAAف
لديAAه فيحللAAه بعAAد أن ألفAاه يعAAزف عن تحليAAل األسAAس النقديAAة للنزاعAات النقديAAة الثالث األخAAرات الوجوديAAة،
2
الماركسية والتحلفسية.
وفي هذا السياق نالحظ أن مرتاض" يبدو متقاربAا مAع جAان كAوهن في نقAده الAذي يختلAف مAع النقAاد الجAدد
ومنهم روالن بارت الذي يرى أن النقد ( :كالم يساق حول كالم آخر) ،وأنAAه في الحقيقAAة إبAAداع يقAAوم في
صف واحد مع اإلبداع الروائي أو الشعري.
هAAذا مAAا يتعلAAق عن تجربAAة تقAAد النقAAد عنAAد روالن بAAارت من منظAAور عبAAد الملAAك مرتAAاض وفيمAAا يلي تتنAAاول
تجربAAة أخAAرى في كتAAاب :تقAAد النقAAد" لصAAاحبه تزفيتAAان تAAودوروف" .يAAرى عبAAد الملAAك مرتAAاض أن الناقAAد
تودوروف من أوائل من اصطنع مصAAطلح تقAد النقAد صAAراحة ومنحAه اإلطAار المنهجي ورسAخ لAه األسAس
المعرفية من خالل كتابه تقد النقد الذي ترجم إلى العربية ببيروت .لقد أعاد تودوروف النظر في حركAAة
النقAAد الجديAAد والمAAوروث الشAAكالني ناقAAدا ومشAAككا ومقومAAا ،وذلAAك في سAAيرته النقديAAة "تقAAد النقAAد" واضAAعا مAAا
أسماه "بالنقد الحواري بديال .
1
عبد المالك مرتاض ،في نظرية النقد ،مرجع سابق ،ص246-243
2
مرجع نفسه ،ص247-246
46
المناهج النقدية "في نظرية النقد" لعبد المالك مرتاض الفصل الثاني:
ومصطلح الحوار" في الممارسات النقديAة يأخAذ داللتAه من كونAه نقطAة تلتقي فيهAا مقاصAAد الناقAAد بالمقاصAAد
المض AAمرة للنص AAوص ض AAمن س AAياق ثق AAافي معين مم AAا يفض AAي إلى ض AAرب من التفاع AAل يص AAطلح علي AAه في
األدبيAA Aات النقديAA Aة "القAA Aراءة .والقAA Aراءة من منظAA Aور تAA Aودوروف -هي مسAA Aار في فضAA Aاء النص مسAA Aار ال
ينحصر في وصل األحرف بعضها ببعض من اليمين إلى اليسAAار ومن أعلى إلى أسAAفل وإ نمAAا هAAو يفصAAل
المتالحم ويجمAAع المتباعAAد وهAAو على وجAAه التAAدقيق يشAAكل النص في فضAAائه ال في خطيتAAه ..يسAAتهل عبAAد
الملAAك مرتAAاض متابعتAAه لكتAAاب تقAAد النقAAد بعAAرض مAAا تناولAAه تAAودوروف من عنAAاوين فصAAوله الثمانيAAة ،الAAتي
تبين له منها أن تودوروف لم يكن يريد أن ينتقد مذهبا بعينه بالمعنى الحرفي المصAAطلح النقAد في نزعتAه
التقليدية على األقل ،ولكنه كان بصدد تقديم رؤي شAاملة أو واسAعة األبعAاد على األقAل ومن وجهAة نظAر
فكري AAة خاص AAة عن تي AAارات نقدي AAة عالمي AAة أث AAرت فس AAادت ثم ق AAل تأثيره AAا ...فتن AAاول الش AAكالنية والبنوي AAة
والوجودي AAة والواقعي AAة ،ومعظم التي AAارات النقدي AAة ال AAتي ك AAان له AAا ش AAأن في الق AAرن العش AAرين :انطالق AAا من
1
حركة الشكالنيين الروس إلى بنوية روالن بارت" ،أي على مدى سبعين عاما على األقل.
لكن مرتAAاض يالحAAظ أن تAAودوروف على مسAAتوى الواقAAع يبAAدي شAAيئا من المعارضAAة الشAAديدة لكAAل مAAذهب
ينتق AAد الش AAكالنية الروس AAية أو يتج AAانف على البنيوي AAة الفرنس AAية ،وه AAو م AAا يع AAني تعص AAبه للبنيوي AAة والنزع AAة
الشكالنية مثله مثل "بارت" في النمAوذج السAابق وهAو مAا يلمسAه مرتAاض من خالل تخصAAيص تAودوروف
الفصAAل كامAAل هAAو الرابAAع من كتابAAه نقAAد النقAAد يحAAوي اتهامAAا المخائيAAل بAAاختين () baktine1975-1895
وكتاباته النقدية والمنتقدة للشكالنيين :فالمذهب الشكالني يقول تودوروف على لسAان بAاختين :هAو مAذهب
جماليAAة مAAواد البنAAاء ألنAAه يخAAتزل مشAAاكل الخلAAق الشAAعري إلى مسAAائل لغويAAة وهAAذا تشAAيئ وماديAAة لمصAAطلح
اللغة الشعرية " ،فقد أهمل الشكالنيون المقومات األخرى لفعل الخلق ( اإلبداع) والتي هي المضمون أو
العالقAAة بAAالعلم والشAAكل....ومن طAAرف خفي كAAيرى "مAAرتض" أن " تAAودوروف يعمAAد إلى الAAدفاع عن هAAذه
الش AAكالنية إزاء اتهام AAات ب AAاختين وذل AAك ب AAالبحث عن نق AAاط الض AAعف في ثقاف AAة ب AAاختين وعص AAره ووس AAطه
الثقافي فيزعم أن "باختين أكثر شكالنية منهم ،إذا أعطينا من جديد للشكل معناه الكامل " كتفاعAAل ووحAAدة
مختلف عناصر العمل وهذه الفقAرة األخAيرة -تقودنAا للحAديث بعض الشAيء عن طبيعAة حركAة الشAكالنية
الروسية و منطلقاتها التنظيرية ...وأول ما نبدأ به ونشير إليه " :مخائيل باختين" كان واحAAدا من رؤوس
1کردستان تودوف الشعرية الشكري المبعوث و رجاء سالمة دار يقال للمداشر دار البيضاء بالمغرب ال 2,1990مرة الحمد هلل البراهيم :الثقافة
العربية والمرجعيات المستعارة الدار العربية للعلوم ناشرون ،بوروت ،لبنان ،ط، 2010 ،1ص .57
47
المناهج النقدية "في نظرية النقد" لعبد المالك مرتاض الفصل الثاني:
حلقAAة موسAAكو اللغويAAة ( 1915( 1920ثم تAAبرأ منهAAا بعAAد ذلAAك نتيجAAة انتمائAAه السياسAAي واختالفAAه الفكAAري
1
حيث كان يحاول المصالحة بين الشكالنية والماركسية (وكان منظرا لألدب ومؤرخا له).
وأما قضية الشكل ( )formفقد كان مصدر نعت خصوم الشكالنيين الروس لهم وهي تسمية لم تAAرق لهم
بAرغم مالزمتهAا لهم واشAتهارهم بهAا ولطالمAا شAكا الشAكالنيون منهAا وحAاولوا التنصAAل منهAا وإ يجAاد تسAمية
بديلة لها ،لكنهم فشلوا على ما يبدو في كل ما حAAاولوه لقAد أريAAد بهAAذه التسAAمية احتقAار دعاتهAAا وإ ظهAAارهم
بمظهAA Aر من يناصAA Aر الشAA Aكل وينشAA Aغل بAA Aه على حسAA Aاب المضAA Aمون ممAA Aا رأوا فيAA Aه ظاهريAA Aة ال تخلAA Aوا من
سطحية...ولقAد سAموا أنفسAهم "مورفولوجAيين " ،وعملAوا بAل الحAوا على اسAتقالل علم األدب وشAددوا على
األثAAر األدبي وأجزائAAه المكونAAة واألثAAر األدبي هAAو مكمن خاصAAية األدب ،وليس اإلحالAAة النفسAAية للمؤلAAف
كمAAا يAAرى فيكتAAور اريخ ( ، )VERLICHفممAAا انتهى إليAAه الشAAكالنيون في أن مAAا يمAAيز النصAAوص األدبيAAة
من س AAائر األنظم AAة االجتماعي AAة والفكري AAة ه AAو ب AAروز ش AAكلها وأن موض AAوع علم األدب ليس األدب ولكن
األدبية ( )La literatureأي ما يجعل من أثر ما أدبيا ،وإ ذا كانت الدراسات تريد لنفسها صفة العلمية ،
فعليهAAا أن تجعAAل من الوسAAيلة موضAAوعها الوحيAAد وعليAAه يركAAز الشAAكالنيون على اللغAAة ودورهAAا في العمAAل
األدبي ..ويذكر "مرتAاض أن تAودوروف يAرى أنAه في الAوقت الAذي سAيطر فيAه الشAكالنيون الAروس على
الساحة األدبية كان باختين طامحا لتحقيق مكانته كمؤرخ ومنظر لألدب فلم يتح له ذلك ،والحAال هAذه أن
2
يظهر إلى جانب الشكالنيين الروس في النقاش األدبي والجمالي فكان عليه تحديد موقعه منهم !
وعلي AAه يق AAول ت AAودوروف -كتب في ه AAذا الموض AAوع بعض ذل AAك في مق AAالتين اثن AAتين األولى نش AAرها ع AAام
1924تحت عنAAوان :نظريAAة الروايAAة وجماليتهAAا واألخAAرى نشAAرها عAAام 1928بعنAAوان :المنهج الشAAكلي
في الدراسAA Aات األدبيAA Aة " .)Methode formelle en études littérairesومAA Aا يجAA Aده "مرتAA Aاض أن
تودوروف" بعد ذلك يموقع "باختين" موقعة تاريخية وثقافية وإ يديولوجية لكي يلم بسائر أطAAراف مكونAAات
ثقافت AAه النقدي AAة للوق AAوف على م AAدى ص AAدقه في تن AAاول الم AAذهب الش AAكلي وانتق AAاده وم AAدى توفيق AAه في ذل AAك ،
وصدقه أم كان مدعيا راغبا في مكانة له بين الشكالنيين الروس .
ويختم "عبAAAد الملAAAك مرتAAAاض فصAAAله الثAAAامن واألخAAAير من مدونت AAه ال AAتي نحن بص AAدد دراس AAتها بشAAAيء من
الحAديث عن موقAف تAودوروف حAول صAديقه روالن بAارت" .ويAرى أن تAودوروف" ال يجAد أي حAرج في
اإلقرار بصداقته هذه لبارت لكن ذلك ال يعني أنAه لن يكAون موضAوعيا في تقدمAة فكAره النقAدي من خالل
1
عبد المالك مرتاض ،مرجع سابق ،ص250
2
صالح هودي النقد األدبي الحديث ،فضابات ،ومناهجه ،ص .175 ،174
48
المناهج النقدية "في نظرية النقد" لعبد المالك مرتاض الفصل الثاني:
كتابه :مقAاالت نقديAة " وخصوصAا المقالAة الAتي أثAار "مرتAاض حولهAا النقAاش في التجربAة األولى السAالفة
الذكر والموسومة بـ (النقدان االثنان)...
وممAAا الحظAAه مرتAAاض هAAو لجAAوه تAAودوروف" إلى تخصAAيص فصAAل كامAAل لنقAAد بAAاختين وحAAده بينمAAا يقAAف
فصAAال واحAAدا على ثالثAAة مفكAAرين من النقAAاد الفرنسAAيين هم :جAAان بAAول سAAارتر ومAAوريس بالنشAAو وروالن
بAAارت ...ويسAAتنتج تAAودوروف بعAAد أن يAAورد كAAل الحمAAوالت الثقافيAAة األوروبيAAة والعالميAAة الAAتي تAAأثر بهAAا
روالن بAAارت في كتاباتAAه ،فيحكم بAAأن مجمAAوع هAAذه األفكAAار واآلراء يجب أن ال تعطى أهميAAة زائAAدة عن
الحAAد ...فAAإذا كAAان اعتبAAار هAAذه الجمAAل معAAبرة عن فكAAره ،فAAإن مجمAAل النصAAوص تكشAAف أن األمAAر ليس
كAAذلك أبAAدا ألنAAه يتAAبين أن "بAAارت" يغAAير موقفAAه باسAAتمرار وأنAAه يكفيAAه أن يصAAيغ رأيAAا كي يفقAAد االهتمAAام بAAه
وأن هذا التغيير المستمر ال يفتر ببعض االستخفاف وانما بموقف مختلف تجاه اآلراء " .فمن المميزات
الكAبرى في المسAار النقAدي والفكAري الAروالن بAارت أنAه يAرفض أن يصAنف في خانAة ثم يغلAق على نفسAه
األبAAواب شAAأن كثAAير من النقAAاد والمفكAAرين ،فهAAو ينشAAد المعرفAAة أني وجAAدها فيفيAAد منهAAا في إعAAادة صAAوغ
أفكاره ...يقول "عبد الملك مرتاض معلال أنهAا تعAود إلى الAزوح المفتوحAة الAتي وهبهAا روالن بAارت" من
وجهة وإ لى كثرة القراءات المتنوعة التي كان يدمنها ،وإ لى المناقشAAات والمحAAاورات وكAAذا المحاضAAرات
في مختلف النوادي العلمية .
إن "بارت" يغAير موقفAه باسAتمرار فهAو متقلب من منهج إلى آخAر وذلAك لموسAوعية فكAره ووعيAه بقصAAور
منهج ما أو تجاور رؤية أو نظريAة ،مAا ولقAد كAان بنويAا ثم تحAول عنهAا إلى السيسAيولوجيا ...ومAا تصAAل
إليه في ختام هذا المبحث هو أن "مرتاض يرى أن نقد النقد شكل معرفي مكمل للنقAAد ومهAAدئ من طAAوره
وضAAابط لمسAAاراته وهAAو معقAAد بتعقيAAد ثقافAAة الناقAAد وتعقيAAد تجاربAAه وممارسAAاته القرائيAAة ،وهAAو ليس اختالفAAا
مع المنقودين ،بل هو إضاءة لألفكار وتأثيل المصادر المعرفة فوظيفة نقد النقد عنAAد عبAAد الملAAك مرتAAاض
ال تقل أهمية عن وظيفة النقد نفسها وسيظل نقد النقد يتطور ما ظAل النقAد األدبي نفسAه في سAيرورة نحAو
األفض AAل متط AAورا ...وإ ذا ك AAان النق AAد ص AAنو األدب وجناح AAه اإلب AAداعي الث AAاني ف AAإن نق AAد النق AAد من األهمي AAة
والضرورة للنقد ما يجعل منه خطابا ناصحا ضابطا للمسيرة النقدية في األدب .
49
اخلامتة
الخاتمة
في خاتمAAة دراسAAتنا و بعAAد التطAAرق لمفهAAوم المصAAطلح النقAAدي و أهم اإلشAAكاليات الAAتي تمحAAورت وانبثقت
منه و التعقيب على أعمال عبد الملك مرتاض و جهوده في ترسيخ مصطلح موحد قائم على أسس ثابتAAة
نخلص في نهاية دراستنا إلى عدة نتائج يمكن تلخيصها في نقاط كاآلتي:
تكمن قيمAة و المصAطلح في فهم المعAنى و تحديAد الداللAة ،فAالعلم بAه و معرفتAه ضAرورة علميAة و -
منهجيAAة و ذلAAك لAAدوره الكبAAير في تقAAريب مسAAافة الفهم وابعAAاد الغمAAوض ،إذ تعAAد لغAAة االصAAطالح
نقطة التقاء اللغات المتباعدة.
أهمية المصطلح تتجلى وتبرز بشكل ملحوظ و كبير في العصAAر الحAAالي أكAAثر منهAAا في العصAAور -
السابقة ،لما هذا العصر من خصوصية و ثورة معلوماتية هائلة ضبطها و تنظيمها.
تمكننAا آليAات صAAياغة المصAAطلح النقAدي م انتAاج مصAAطلحات جديAدة و بالتAالي اثAراء رصAAيد اللغAة -
العربية.
إن الAAوعي بالمصAAطلح النقAAدي في الفكAAر النقAAدي العAAربي ضAAارب بجAAذوره في القAAدم و ليس وليAAد -
النهضة األدبية النقدية الحديثة فحسب اعتمادها.
إشAAكالية المصAAطلح غAAدت إشAAكالية ثقافيAAة وفكريAAة بلورهAAا انعAAدام الAAوعي لAAدى المثقAAف و الAAدارس -
الع AAربي و خ AAروج مؤسس AAة النقAAد عن م AAدار فلكه AAا الم AAوروثي و المطل AAق على جلب المص AAطلحات
األجنبية و ادخالها في المنظومة اللغوية العربية دون مراعاة لخصوصية كل لغة.
يعتبر مرتاض من أكثر النقاد العAرب اهتمامAا بAالمنهج و المصAAطلح النقAدي و هAذا مAا يتجلى في -
معظم كتبه و دراسات النقدية
اعتمد عبد الملك مرتاض في تأصيله لمنهجه النقدي على عاملين اثنين؛ أحدهما تAAراثي و الثAAاني -
حداثي فهو يرى أن كل واحد منهما قاصر في دراسته ما لم يكمله الثاني.
توظيف عبد الملك مرتاض آلليات توليد المصطلح كاالشتقاق ،النحت ،الترجمة ،االحياء... -
اسAتطعنا أن نلمس نوعAا من التسAامح عنAد الناقAAد عبAد الملAك مرتAاض فهAو ال يتعصAAب و ال ينظAر -
لوجهة دون أخرى بل يحاول استقصاء الحقيقة العلمية سواء في التراث أو من الغرب.
اشتغل (عبAد الملAك مرتAاض على المنAاهج السAياقية لفAترة تقAارب العقAدين ،حيث قAAام بAالتنقيب عن -
المنج AA Aز الع AA Aربي في جانب AA Aه الن AA Aثري القص AA Aة المقام AA Aة الخطاب AA Aة ،"...توج AA Aه بع AA Aد ذل AA Aك إلى األدب
40
الخاتمة
الجزائAAري ،فسAAاهم ذلAAك في تكوينAAه الرصAAيد ثقAAافي ولغAAوي امتAAاز بالمتانAAة والقAAوة ال يضAAاهيه فيAAه
أحد ،وصار أحد الدعامتين الذي يقوم عليها مشروعه النقدي.
لم يحف AAل (عب AAد المل AAك مرت AAاض ) بالمن AAاهج الس AAياقية حيث لمس فيه AAا ع AAدم المق AAدرة على مالمس AAة -
الجAAوانب الجماليAAة في النصAAوص ،بقAAدر المنهج التAAاريخي الAAذي أفAAاده في اإلطالع على المنجAAز
األدبي القديم والتأصيل لكل األشكال األدبية المستحدثة.
دعAAوة (عبAAد الملAAك مرتAAاض) إلى الAAتركيب المنهجي في النقAAد مAAادام النص المبAAدع يمتلكAAه كAAل من -
وجده ،حيث أن تبني المنهج الواحد في دراسة النص غير كاف.
النص العربي له خصوصياته وبيئتAه الAتي يتمAيز بهAا ،األمAر الAذي يجعAل مقاربتAه بمنAاهج غربيAة -
غير ممكن ،وبالتالي االبتعاد عن المحاكاة لكل ما هو غربي وحداثي على حسAAاب أسسAAنا النقديAAة
األصيلة.
دع AAوة (عب AAد المل AAك مرت AAاض) إلى تأس AAيس نظري AAة نقدي AAة عربي AAة تنطل AAق من إع AAادة ق AAراءة ت AAراث -
األسالف النقدي ،ثم االنفتاح على التيارات واالتجاهات النقدية الغربية الحديثة المعاصرة.
العملية اإلبداعية عند مرتاض هي عمليAة كليAة شAمولية ال تتجAزأ فال شAكل وال مضAAمون وال دال -
وال مدلول ،فكل منها ينهض على اآلخر.
رفض )عبد الملك مرتاض ) مبدأ علمية اللغة التي تجعل كAل القAراءات قAAراءات متحAيزة ،ورأى -
أن النص الثاني هو إبداع وليس تمطيطا للنص األول.
االعAAتراف بالمدرسAAة النقديAAة العربيAAة األصAAيلة ممثلAAة بنقادهAAا العمالقAAة من أمثAAال( :الجاحAAظ ،و بن -
سAالم الجمحي ،وابن قتيبAة والقاضAAي الجرجAاني ،وعبAد القAاهر الجرجAاني...إلخ) ،وعAدم التفريAط
في مكتسبات هؤالء النقاد ،ألنها تشكل عمقا ال يقAل شAأنا عن المدرسAة الغربيAة ،إال أنهAا لم تAرق
إلى نظري AAات لغي AAاب المنهج فيه AAا .ه AAذه أب AAرز النت AAائج الرئيس AAية ال AAتي ظه AAرت في البحث ،وهن AAاك
نتائج فرعيAة كثAيرة بAرزت في المعالجAة ممAا يضAAيق المقAام بحصAAره وفي األخAير هAذا جهAد المقAل
المعAAترف بالتقصAAير ،فAAإن ذلت الرضAAى وبلغت السAAداد فهAAذا أملي وإ ال فحسAAبي الصAAدق في النيAAة
واإلخالص في العمل ،وما أمله أن تقال العثرات ويغضى عن الهفوات.
41
قامئة املصادر و املراجع
المصادر: -1
عبد الملك مرتاض :في نظرية النقد (متابعة) ألهم المدارس النقدية المعاصرة ورصد لنظرياتها)، -
دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر( ،دط).2002 ،
المراجع: -2
ابراهيم عبد اهلل الثقافة العربية والمرجعيات المستعارة الدار العربية للعلوم ناشرون ،بیروت، -
لبنان 1،2010م.
ايرليخ فيكتور الشكالنية الروسية ،ترجمة الولي محمد ،المركز الثقافي العربي بيروت ،لبنان ،ط -
2000 ،1م.
بارت روالن :الكتابة في درجة الصفر ،ترجمة محمد نديم خشفة ،مركز االنماء الثقافي ،ط،1 -
2002م.
بن زايد عمار النقد األدبي الجزائري الحديث ،المؤسسة الوطنية للكتاب ،وحدة الرغاية ، -
الجزائر1990 ،م.
بوخاتم موالي علي الدرس السمياني المغاربي ،ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر 2005 ،م. -
تاوريرت بشير الحقيقة الشعرية على ضوء المناهج النقدية المعاصرة ،والنظريات الشعرية ،عالم -
الكتب الحديث ،اريد االردن عط2010 ،1م.
تزفيتان تودوروف :الشعرية ،ترجمة شكري المبخوت ورجاء سالمة ،دار توبقال للنشر ،الدار -
البيضاء ،المغرب ،ط1990 ،2م.
الجاحظ أبو عثمان عمرو الحيوان تحقيق عبد السالم محمد هارون نشر مصطفی البابي الحلبي -
مصر 1965 2م
جمعة حسين :المسبار في النقد األدبي ،دار الفكر ،دمشق ،سوريا ،ط1997 ،1م. -
حجازي سمير سعيد :قضايا النقد األدبي المعاصر ،دار اآلفاق العربية ،القاهرة ،مصر ،ط،1 -
2007م.
هويدي صالح :النقد األدبي الحديث ،قضاياه ومناهجه ،کتاب الكتروني) . -
www.kotobarabia.com
وغلسي يوسف :الخطاب النقدي عند عبد الملك مرتاض اصدارات رابطة ابداع الثقافية، -
الجزائر 2002 ،م.
الدوريات -3
مجلة األثر ،اشغال الملتقى الدولي الثالث في تحليل الخطاب ....جامعة قاصدي مرباح ، -
ورقلة ،الجزائر ،العدد 2007 ،11م.
مجلة المترديات مخبر السرد العربي ،جامعة منتوري ،قسنطينة ،الجزائر ،العدد 2008 2م. -