You are on page 1of 23

‫‪OPEN ACCESS‬‬

‫تاريخ االستالم‪ 21 :‬فرباير ‪2022‬‬


‫تاريخ القبول‪ 30 :‬نوفمرب ‪2022‬‬

‫مقالة بحثية‬
‫المنظور التداولي في صناعة المصطلح في معجم طه عبد الرحمن‬
‫محمد ُه َمام‬
‫أستاذ مشارك في اللسانيات القانونية وتحليل الخطاب‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬المملكة المغربية‬
‫‪m.houmam@uiz.ac.ma‬‬

‫ملخص‬
‫يعمل هذا البحث على رصد املنهجية االصطالحية التي تميز املشروع العلمي لطه عبد الرحمن‪ ،‬وإبراز الخصوصية‬
‫اللسانية للمفاهيم التي يوظفها املشروع‪ ،‬من خالل الوقوف على مرجعيتها الفكرية‪ ،‬وعلى اختيارها املنهجي التداولي؛‬
‫من حيث املعايير‪ ،‬واآلليات‪ ،‬والتقنيات‪ ،‬املعتمدة في وضع املصطلح وفي استثماره‪ .‬كما يرصد البحث الترابط الوثيق‬
‫ً‬
‫بين الصناعة املصطلحية في مشروع طه وبين تعليالتها املعرفية‪ ،‬وما يفتحه ذلك الترابط من أفق أخالقي‪ .‬محاواًل تقديم‬
‫إحاطة شاملة بمعايير‪ ،‬وآليات‪ ،‬وتقنيات الصناعة املصطلحية؛ من خالل الوقوف على معايير‪ :‬القرب‪ ،‬واالنتساب‪،‬‬
‫والتراكم‪ ،‬والتخلق‪ ،‬والتفعيل‪ ...‬وعلى آليات‪ :‬التجسير‪ ،‬واإلبدال‪ ،‬والحذف‪ ،‬واإلضافة‪ ،‬والقلب ‪ ...‬وما يصحب مطلب‬
‫توظيف تلك اآللية من عمليات تقنية أخرى‪.‬‬
‫ويخلص البحث إلى أن استيعاب مشروع طه العلمي يقت�ضي اإلمساك بمنهجية صناعته االصطالحية في مختلف‬
‫مستوياتها‪ ،‬وأن ما يكتنف هذه املنهجية من تعقيد لغوي ال يعود إلى ضبابيتها بقدر ما يجد تبريره في كونها استجابة‬
‫لضرورة إنتاج خطاب فلسفي وفكري متحرر من تحيزات املصطلحات واملفاهيم الواردة على املجال التداولي العربي‬
‫اإلسالمي‪ .‬كما أنها من مستلزمات اإلبداع الفلسفي الفكري لحل مشكالتنا املعاصرة‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬املنظور التداولي‪ ،‬التأثيل‪ ،‬معايير التداول‪ ،‬آليات التداول‪ ،‬إنشاء املصطلح‪ ،‬استثمار املصطلح‪.‬‬

‫لالقتباس‪ُ :‬همام‪ ،‬محمد‪" .‬المنظور التداولي في صناعة المصطلح في معجم طه عبد الرحمن"‪ ،‬مجلة تجسير‪ ،‬املجلد الخامس‪ ،‬العدد ‪)2023( 1‬‬

‫‪https://doi.org/10.29117/tis.2023.0118‬‬

‫وفقا لشروط �‪Creative Commons Attribution-NonCommer‬‬ ‫ © ‪ُ ،2023‬همام‪ ،‬الجهة املرخص لها‪ :‬دار نشر جامعة قطر‪ُ .‬نشرت هذه املقالة البحثية ً‬
‫‪ cial 4.0 International (CC BY-NC 4.0).‬تسمح هذه الرخصة باالستخدام غير التجاري‪ ،‬وينبغي نسبة العمل إلى صاحبه‪ ،‬مع بيان أي تعديالت عليه‪ .‬كما‬
‫تتيح حرية نسخ‪ ،‬وتوزيع‪ ،‬ونقل العمل بأي شكل من األشكال‪ ،‬أو بأية وسيلة‪ ،‬ومزجه وتحويله والبناء عليه‪ ،‬طاملا ُينسب العمل األصلي إلى املؤلف‪.‬‬

‫‪45‬‬ ‫مجلة تجسير‪ ،‬املجلد الخامس‪ ،‬العدد ‪ ،2023 ،1‬تصدر عن مركز ابن خلدون للعلوم اإلنسانية واالجتماعية وتنشرها دار نشر جامعة قطر‬
OPEN ACCESS
Submitted: 21 February 2022
Accepted: 30 November 2022
Research Article
The Pragmatic Perspective in ṬāhāʻAbd al-Raḥmān’s Terminology Creation
Mohamed Houmam
Associate Professor of Legal Linguistics and Discourse Analysis, Ibn Zohr University, Morocco
m.houmam@uiz.ac.ma

Abstract
This research aims to analyze and evaluate the terminological methodology utilized in Ṭāhāʻ
Abd al-Raḥmān Scientific project, with a particular focus on the linguistic specificity of the concepts
employed. Through an examination of the project’s philosophical background and communicative
methodological choices, including the criteria, mechanisms, and techniques utilized to define and
invest terms, this research aims to provide a comprehensive overview of the terminological industry
at work. The research also seeks to explore the significant connection between the project’s termino-
logical methodology and its cognitive implications, as well as its ethical implications. To achieve these
aims, this study utilizes a range of analytical and interpretive techniques, including close reading,
critical analysis, and intertextual comparison. Criteria such as proximity, attribution, accumulation,
creation, and activation are analyzed in detail, alongside mechanisms such as illustration, interdisci-
plinary approaches, substitution, deletion, addition, and reversal. These techniques are evaluated in
terms of their effectiveness in producing philosophical and cognitive discourse that is liberated from
the prejudices of terms and concepts prevalent in the Arab Islamic communicative sphere.
Ultimately, the research concludes that adherence to Ṭāhā’s terminological methodology is
crucial for those adopting his scientific project at various levels. Furthermore, the complexity of
the methodology is not a reflection of its obscurity, but rather a response to the need for creative
philosophical thinking to solve contemporary problems. By adopting this approach, individuals can
produce more nuanced and informed philosophical discourse that is liberated from the constraints
of traditional modes of thought. This research makes a significant contribution to the field of philos-
ophy and serves as a valuable resource for scholars and practitioners working in this area.
Keywords: Deliberative perspective; representation (al-Taʼthīl); Deliberative standards, Deliberative mecha-
nisms; Term Creation; Term investment

Cite this article as: Houmam, Mohamed. "The Pragmatic Perspective in ṬāhāʻAbd al-Raḥmān’s Terminology Creation".
Tajseer Journal, Vol. 5, Issue 1 (2023).

https://doi.org/10.29117/tis.2023.0118

© 2023, Houmam, licensee QU Press. This article is published under the terms of the Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0
International (CC BY-NC 4.0), which permits non-commercial use of the material, appropriate credit, and indication if changes in the
material were made. You can copy and redistribute the material in any medium or format as well as remix, transform, and build upon the
material, provided the original work is properly cited.

‫ تصدر عن مركز ابن خلدون للعلوم اإلنسانية واالجتماعية وتنشرها دار نشر جامعة قطر‬،2023 ،1 ‫ العدد‬،‫ املجلد الخامس‬،‫مجلة تجسير‬ 46
‫مقدمة‬
‫ّ‬
‫يسعى هذا البحث‪ 1‬إلى إبراز التقنيات أو اآلليات اللسانية التي تؤطر املنظور التداولي ملشرع طه عبد الرحمن في صناعة‬
‫املصطلحات‪ .‬فاملصطلح في املشروع العلمي لطه هو وسيلة أساسية من وسائل التعبير وإمكانات البيان التي يستعملها إلبراز‬
‫الخصوصية اللسانية للمفاهيم‪ ،‬وهو ما توسع فيه في كتب عدة‪ ،2‬كما أبرز الخصوصية الدينية للمفاهيم لبيان مكنونات‬
‫التفكر وآفاق اإليمان‪ ،‬وهو ما فصل فيه القول في كتب أخرى‪ .3‬وسيقتصر هذا البحث على إبراز عناصر الخصوصية‬
‫اللسانية في الصناعة املصطلحية عند طه؛ من حيث األصل املرجعي‪ ،‬وهو االختيار التداولي؛ من حيث معاييره‪ ،‬ومن حيث‬
‫آلياته‪.‬‬
‫ويهدف البحث إلى الوقوف على املجهود اإلبداعي لطه عبد الرحمن؛ من حيث الصناعة االصطالحية‪ ،‬والتي ليست‬
‫ً‬
‫هدفا في ذاتها في مشروعه العلمي‪ ،4‬بقدر ماهي تعبير عن الجوانب اللسانية‪ ،‬من خالل تأثيل املفاهيم‪ ،‬والتي تالزم الفكر‬
‫ثانيا‪ .‬فالبحث املصطلحي في مشروع طه جزء‬ ‫واملنظور الثقافي أثناء كل عملية إبداعية للتحرير أوًاًل‪ ،‬وبناء املشترك اإلنساني ً‬
‫محوري من البحث الفكري والفلسفي‪ ،‬والذي يريد من خالله تحرير القول وتحرير التفكير في اآلن نفسه‪.‬‬

‫ً‬
‫أواًل‪ :‬المرجعية التداولية للصناعة االصطالحية عند طه عبد الرحمن‬
‫ً‬
‫واستثمارا‪ ،‬القيام بمراجعة مفهومية مما يمكن‬ ‫ً‬
‫وضعا‬ ‫اقتضت صناعة املفاهيم وإبداعها من طه عبد الرحمن‪،‬‬
‫ً‬
‫وعمليا‪ ،‬ملجهود طه في اإلنتاج‬ ‫تسميته بفقه تأثيل املفاهيم‪ ،‬وقد شكلت هذه املراجعة ومقتضياتها اإلطار التصوري‪ً ،‬‬
‫نظريا‬
‫االصطالحي‪ ،5‬مما سنعرض له في هذا البحث‪ ،‬محاولين رصد هذه املعايير والخصائص املنهجية التي تشكل مجموع مسالك‬
‫ً‬ ‫‪ّ -1‬‬
‫يعد هذا البحث استكمااًل لألفكار املطروحة في محمد ُهمام" معجم األخالق في مدونة طه عبد الرحمن‪ :‬مدخل منهجي لدراسة املفهوم األخالقي "‪،‬‬
‫تجسير‪ ،‬مج‪ ،4‬ع‪ ،)2022( 2‬ص‪.44-25‬‬
‫‪ -2‬ينظر على الخصوص كتب طه عبد الرحمن‪ :‬تجديد املنهج في تقويم التراث (الدار البيضاء‪ :‬املركز الثقافي العربي‪)1994 ،‬؛ فقه الفلسفة ‪،1‬‬
‫الفلسفة والترجمة (الدار البيضاء‪ :‬املركز الثقافي العربي‪)1995 ،‬؛ فقه الفلسفة ‪ ،2‬القول الفلسفي‪ ،‬كتاب املفهوم والتأثيل (الدار البيضاء‪:‬‬
‫املركز الثقافي العربي‪)1999 ،‬؛ اللسان وامليزان أو التكوثر العقلي‪ ،‬ط‪( 1‬الدار البيضاء‪ :‬املركز الثقافي العربي‪.)1998 ،‬‬
‫‪ -3‬ينظر على الخصوص كتب طه عبد الرحمن‪ :‬العمل الديني وتجديد العقل ( الرباط‪ :‬شركة بابل للطباعة والنشر والتوزيع‪)1989 ،‬؛ روح الدين‪،‬‬
‫من ضيق العلمانية إلى سعة االئتمانية (الدار البيضاء‪ :‬املركز الثقافي العربي‪) 2013 ،‬؛ بؤس الدهرانية‪ ،‬النقد االئتماني لفصل األخالق عن‬
‫الدين (بيروت‪ :‬الشبكة العربية لألبحاث والنشر‪)2014 ،‬؛ دين الحياء‪ ،‬من الفقه االئتماري إلى الفقه االئتماني‪،‬ج‪ ،3‬روح الحجاب (بيروت‪:‬‬
‫املؤسسة العربية للفكر واإلبداع‪)2017 ،‬؛ املفاهيم األخالقية بين االئتمانية والعلمانية‪،‬ج‪ :1‬املفاهيم االئتمانية‪ ،‬وج‪ :2‬املفاهيم العلمانية‬
‫(الرباط‪ :‬دار األمان‪.)2021 ،‬‬
‫‪ -4‬عبر مجموعة من نقاد مشروع طه عن تضجرهم من الكثافة االصطالحية والنزعة املنطقية التي تميز كتابته الفلسفية والفكرية‪ ،‬واعتبروها عائقاً‬
‫يعد عبد هللا العروي من أبرز املفكرين الذين تعرضوا ملشروع طه بالنقد‪ ،‬سواء على مستوى املنهج‪ ،‬أو املفاهيم‪ ،‬أو‬ ‫أمام فهم فكره والتواصل معه‪ّ .‬‬
‫ً‬ ‫الرؤى واألطر النظرية‪ ،‬بالتلميح ً‬
‫كثيرا‪ ،‬وبالتصريح قلياًل‪ .‬وقد غلب على املهتمين بمشروع طه أنه يقوم على أساس هدم مشروع الجابري الفكري‪،‬‬
‫مع العلم أن النقد املتبادل كان بين طه والعروي‪ ،‬أكثر من الجابري‪ ،‬مما سيكون موضوع بحث مستقل في املستقبل‪ .‬وللوقوف على جزء مهم من‬
‫خصوصا على مستوى صناعة املفاهيم‪ ،‬ينظر‪ :‬عباس إرحيلة‪ ،‬فيلسوف في املواجهة‪ :‬قراءة في فكر طه عبد‬ ‫ً‬ ‫النقد املتبادل بين طه والعروي‪،‬‬
‫الرحمن‪ ،‬ط‪( 1‬الدار البيضاء‪ :‬املركز الثقافي العربي‪)2013 ،‬؛ بين االئتمانية والدهرانية‪ :‬بين طه عبد الرحمن وعبد هللا العروي‪ ،‬ط‪( 1‬بيروت‪،‬‬
‫املؤسسة العربية للفكر واإلبداع‪.)2016 ،‬‬
‫‪ -5‬ينبغي التنبيه إلى أن البحث التأثيلي هو إطار تصوري ونظري لإلبداع االصطالحي عند طه عبد الرحمن‪ ،‬وليس فقط عناية باألصول االشتقاقية‬
‫وتاريخ تفرعها‪ .‬ينظر‪ :‬فريد األنصاري‪ ،‬املصطلح األصولي عند الشاطبي‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراه في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‬
‫الدار البيضاء‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية املحمدية‪ ،1999-1998 ،‬ص‪ .52-1‬هذا املنهج اإلبداعي الذي تجاوز‪ ،‬بنظرنا‪ ،‬مناهج الدراسة‬
‫املصطلحية التقليدية‪ ،‬سواء كانت تاريخية أو وصفية أو وصفية تاريخية‪ ،‬دون إنكار املجهود الفريد لشيخ املصطلحيين املغاربة الشاهد البوشيخي‬
‫من خالل أبحاثه ود اساته‪ ،‬إال أن األبحاث التي جاءت بعده لم تراوح مكانها وبقيت عالة عليه إال فيما ندر‪ .‬وسنعمل ً‬
‫الحقا‪ ،‬على إنجاز دراسة‬ ‫ر‬

‫‪47‬‬ ‫مجلة تجسير‪ ،‬املجلد الخامس‪ ،‬العدد ‪ ،2023 ،1‬تصدر عن مركز ابن خلدون للعلوم اإلنسانية واالجتماعية وتنشرها دار نشر جامعة قطر‬
‫طه وأدواته في وضع املصطلح واستثماره‪ .‬وتعبر هذه املسالك واألدوات عن الترابط الوثيق بين املصطلحات وبين تعليالتها‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تجسيريا لعدد من الحقول املعرفية واالختصاصات‬ ‫املعرفية ومستنداتها التصورية وأفقها األخالقي العملي‪ ،‬بما يجسد حقاًل‬
‫العلمية‪.‬‬
‫لقد عبر طه أكثر من مرة عن تضجره من "القلق االصطالحي" الذي ميز النص الفلسفي العربي‪ .‬وقد تسبب في هذا‬
‫وضعف من‬‫ومعرفيا‪ ،‬مما أصاب املصطلح بالجمود َّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ولغويا‬ ‫ً‬
‫عقديا‬ ‫القلق‪ ،‬بنظره‪ ،‬الخروج عن مقتضيات التداول العربي‪،‬‬
‫فوائده االستعمالية وقواه الداللية‪ .‬وكان هذا ً‬
‫دافعا لطه للدخول في عملية "صناعية ثقيلة" للمصطلحات‪ ،‬استفادة من‬
‫صيغ التراث واستدالالته أو من مكتسبات الدرس اللساني الحديث ومنجزاته‪ ،‬وكذا من مستجدات التحليل الخطابي‪.‬‬
‫وال ينفصل إنتاج املصطلح عند طه عن تصوره الفلسفي وإطاراته املرجعية خاصة املرجعية األخالقية‪ ،‬ومقتضيات‬
‫جهازه النظري‪ .‬ولذلك جاء اجتهاده االصطالحي ً‬
‫فريدا‪ ،‬كما سنرى‪ ،‬في بيان الفروق املصطلحية واملفهوماتية‪ .6‬واالصطالح‬
‫ً‬
‫جميعا على تخصيص هذا‬ ‫عند طه هو إطالق اللفظ على املعنى الذي قد يكون من فعل طائفة من الناس بأن يتفق أفرادها‬
‫اللفظ بهذا املعنى‪ ،‬أو يكون من فعل فرد واحد بأن يباشر من تلقاء نفسه هذا التخصيص لغرض تبليغي معين‪.7‬‬
‫ويضيف طه إلى هذين النوعين من االصطالح‪ ،‬الجماعي والفردي‪ ،‬شكلين آخرين متعلقين بنقل املصطلح من‬
‫استعماالته األولى في اللغة األصلية‪ ،‬وهو ما يسميه بـ "الوضع الداخلي"‪ ،‬أو نقل املصطلح من لغة أخرى غير األصلية وفق‬
‫مقتضيات النقل التأصيلي‪ .‬وهذا الشكل يسميه طه بـ "الوضع الخارجي"؛ واألول وضع حقيقي‪ ،‬والثاني وضع غير حقيقي‪.‬‬
‫قر بأن الفيلسوف‬ ‫وبرغم استثمار طه لكل هذه املستويات‪ ،‬بحسب تراتبيتها وأصالتها‪ ،‬في الصناعة االصطالحية‪ ،‬إال أنه ُي ّ‬
‫دائما صاحب تقنية خاصة في االصطالح على مفاهيمه واالشتغال بها‪ ،‬تقنية ال ّبد من اإلحاطة بدقائق آلياتها‬ ‫املبدع هو ً‬
‫لكل من أراد أن يقتدر على إنشاء مفاهيمه واستثمارها وتجنب كل نقل غير تأصيلي أو تقليد‪ .8‬وإذا كان طه يميز بين املفهوم‬
‫ومدلوله االصطالحي وغير االصطالحي‪ ،‬فإنه يستعمل "املفهوم الفلسفي" و"املصطلح الفلسفي" بمعنى واحد‪.9‬‬
‫وإذا كان املفهوم يدور على مقت�ضى التداول‪ ،‬كما رأينا في الفقرة السابقة‪ ،‬فإن ذلك هو الشق األول من تداولية املصطلح؛‬
‫تداولية يلتئم فيها النظر باملمارسة واالستعمال‪ ،‬وقد وقفنا على ذلك من خالل تحليل طه التقني واملفهومي ملكونات املفهوم‬
‫ً‬
‫مضمونيا كان بمراتبه اللغوية واالستعمالية والنقلية‪،‬‬ ‫ومستوياته ومراتبه‪ ،‬سواء على مستوى العبارة أو اإلشارة وأنواع التأثيل‪،‬‬
‫بنيويا بمراتبه االشتقاقية والتقابلية واالحتقالية‪ .‬أما الشق الثاني من تداولية املصطلح فيتجسد في جانب املمارسة التي‬ ‫أو ً‬
‫ظهر وعي طه بها في جل أبحاثه‪ ،‬خصوصا انتباهه إلى التفاعالت املمكنة بين املعنى األجنبي للمصطلح ومعناه العربي‪ً ،‬‬
‫فاتحا‬
‫ُ ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫جديدا في الدراسات املعرفية العربية املعاصرة كان غفاًل‪ .10‬وانتقل باملبحث االصطالحي من مجرد استهالك املصطلح‬ ‫مبحثا‬
‫ً‬
‫مستثمرا قدرات تنظيرية فائقة‪ ،‬وآليات منطقية ولغوية صارمة‪.‬‬ ‫األجنبي إلى مستوى إنتاج املصطلح األصلي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫خصوصا بين فقه تأثيل املفاهيم ومشروع‬ ‫مقارنة بين املجهودين في االصطالح لطه عبد الرحمن والشاهد البوشيخي بحثا عن إمكانية الربط بينهما‪،‬‬
‫املعجم التاريخي للمصطلحات العلمية‪( .‬ينظر حول هذا املشروع‪ :‬الشاهد البوشيخي‪" ،‬مشروع املعجم التاريخي للمصطلحات العلمية"‪ ،‬دراسات‬
‫مصطلحية‪ ،‬ع‪ ،)2001( 1‬ص‪102-81‬؛ إذ من أهدافه البعيدة‪ :‬اإلبداع االصطالحي‪ ،‬واالستقالل املصطلحي‪ ،‬والتفوق املصطلحي‪ ،‬مما تجسد‬
‫بوضوح في مجهود طه التأثيلي واالصطالحي‪ .‬ينظر‪ :‬عبد الرحمن‪ ،‬فقه الفلسفة ‪.2‬‬
‫‪ -6‬أحمد كروم‪" ،‬التأليف االجتهادي‪ ،‬قراءة معرفية في اللسان وامليزان"‪ ،‬الفكر اإلسالمي‪ ،‬ملحق أسبوعي كان يصدر عن جريدة العلم املغربية‪ ،‬عدد‬
‫الجمعة (‪ 21‬مايو ‪.)1999‬‬
‫‪ -7‬عبد الرحمن‪ ،‬فقه الفلسفة ‪ ،2‬ص‪.69‬‬
‫‪ -8‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.227‬‬
‫‪ -9‬طه عبد الرحمن‪ ،‬حوارات من أجل املستقبل‪ ،‬سلسلة كتاب الجيب‪ ،‬الكتاب رقم ‪( 13‬الرباط‪ :‬منشورات جريدة الزمن‪ ،‬أبريل‪ ،)2000‬ص‪.81‬‬
‫‪ -10‬عبد الرحمن‪ ،‬العمل الديني‪ ،‬ص‪.35‬‬

‫مجلة تجسير‪ ،‬املجلد الخامس‪ ،‬العدد ‪ ،2023 ،1‬تصدر عن مركز ابن خلدون للعلوم اإلنسانية واالجتماعية وتنشرها دار نشر جامعة قطر‬ ‫‪48‬‬
‫كما تجلت تداولية مصطلح طه في معايير إبداع هذا املصطلح ومراعاة التوجهات العملية للتراث اإلسالمي‪ ،‬ثم األخذ‬
‫بالضوابط النظرية والشروط املنهجية في وضع املصطلح العلمي‪ ،‬واستثمار اإلمكانات التعبيرية والتبليغية التي تختص بها‬
‫اللغة العربية‪.11‬‬
‫ومن خالل االنضباط الشديد لهذه املعايير أظهر طه قدرة إبداعية على اشتقاق املفردات وتوليد املصطلحات‪ ،‬وفق‬
‫قوالب لغوية محكومة بسياقات منطقية صارمة‪ ،12‬إلى درجة أن مقوالت ومصطلحات ومفاهيم أصبحت تحيل على مشروع‬
‫طه ككل؛ كاملجال التداولي‪ ،‬وفقه الفلسفة‪ ،‬والتكوثر‪ ،‬والفكرانية‪ ،‬وانظر تجد‪ ،‬والفوارة الفلسفية‪ ،‬والتأثيل‪.‬‬
‫ولم يقف طه في استثمار آليات االشتغال االصطالحي عند حدود ما عرف ً‬
‫قديما‪ ،‬من مجاز واشتقاق وترجمة وتعريب‬
‫ونحت‪ ،‬بل أضاف آليات أخرى ذات أصول منطقية‪ ،‬أو ذات خصوصيات استعمالية مما سنعرض له بعد حين‪ .‬كما‬
‫تجنب آلية النحت‪ً ،13‬‬
‫إيمانا منه بغنى املعجم العربي وكفايته‪ ،‬ثم بقدرته على اإلبداع‪ ،‬كما ترك آلية التعريب إال ً‬
‫نادرا‬
‫ً‬
‫عرضا مثل‪" :‬براغماتيقا"‪ ،14‬و"اإليديولوجيا"‪ ،15‬و"ميتافيلوسوفيا"‪ ،16‬و"هيرمينوتيقا" و"أركيولوجيا"‬ ‫ً‬
‫جدا مما ذكره‬
‫و"ديكونستريكسيون"‪.17‬‬
‫ولم يخف طه استثماره لتعدد السمات الداللية للمصطلح لالستدالل على كثير من أفكاره ومقوالته‪ ،‬ولم يأخذ بما‬
‫ً‬
‫يدعو إليه البعض من تضييق داللي‪18‬؛فاملقابلة مثال أنشط اآلليات في مشروع طه‪ ،‬قد تستعمل بمعنى "املعارضة بين‬
‫الشيئين"‪ ،19‬وقد تستعمل باعتبارها آلية لغوية منطقية في تشقيق األقوال وصناعة املفاهيم واختبار املضامين‪ .20‬كما أن‬
‫ً‬
‫خصوصا ما يتعلق بجانبه اإلشاري بسماته الظاهرة والخفية التي تصاحب‬ ‫التوسع الداللي للمصطلح يرسخ عمقه التداولي‪،‬‬
‫مضمونه العباري‪.‬‬
‫وعلى ذلك يكون التصور النظري األساس عند طه لالصطالح هو ما سميناه بفقه تأثيل املفاهيم‪ .‬ويجمع هذا الفقه بين‬
‫خصوصية النظر وإلزامية املمارسة والعمل‪ ،‬في تالحم متين يستمد مشروعيته من أساس أخالقي ديني عميق‪ .‬وسنقف اآلن‬
‫على ما اعتبرناه‪ ،‬في حدود مسحنا ملشروع طه‪ ،‬معايير وخصائص تطبيقية في إنتاج املصطلح‪ ،‬بما يحقق تداوليته‪ ،‬ويضمن‬

‫‪ -11‬عبد الرحمن‪ ،‬حوارات من أجل املستقبل‪ ،‬ص‪.59-58‬‬


‫‪ -12‬لم يخف أولئك الذين انتقدوا أجزاء من مشروع طه العلمي إعجابهم‪ ،‬بل اندهاشهم لقدراته في اإلنتاج االصطالحي‪ ،‬ينظر‪ :‬علي حرب‪ ،‬املاهية‬
‫والعالقة‪ ،‬نحو منطق تحويلي (بيروت‪ :‬املركز الثقافي العربي‪ ،)2008 ،‬ص‪19‬؛ محمد سبيال‪" ،‬متى يعود زمن اإلبداع الفلسفي؟"‪ ،‬مدارات فلسفية‪،‬‬
‫املغرب‪ ،‬ع‪ ،)1998( 1‬ص‪.182‬‬
‫‪ -13‬معلوم أن هذه اآللية‪ ،‬إضافة إلى قصورها‪ ،‬هي محل خالف بين أهل اللغة واملعجم واملصطلحيين عموما‪ ،‬لتحولها إلى قضية عقدية أكثر مما هي‬
‫لغوية تقنية‪ .‬ينظر‪ :‬عز الدين الكتاني اإلدري�سي‪" ،‬بعض الوسائل املستعملة في توليد املصطلحات"‪ ،‬في‪ :‬الدراسات املصطلحية والعلوم اإلسالمية‬
‫(املغرب‪ :‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية فاس‪ ،)1993 .‬ص‪102‬؛ أمين فنان‪" ،‬من قضايا توليد املصطلح"‪ ،‬في‪ :‬قضايا املصطلح في اآلداب والعوم‬
‫اإلنسانية (املغرب‪ :‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية فاس‪ ،)1993 .‬ج‪ ،1‬ص‪.75‬‬
‫‪ -14‬ذكرها عند اختياره ملصطلح "التداوليات"‪ .‬ينظر‪ :‬طه عبد الرحمن‪ ،‬في أصول الحوار وتجديد علم الكالم‪ ،‬ط‪( 2‬بيروت‪ :‬املركز الثقافي العربي‪،)2000 ،‬‬
‫ص‪.28‬‬
‫‪ -15‬أشار إليها عند اقتراحه مصطلح "الفكرانية" بديال عنها‪ .‬ينظر‪ :‬عبد الرحمن‪ ،‬تجديد املنهج‪ ،‬ص‪ ،25-24‬هامش رقم ‪.1‬‬
‫‪ -16‬أي ما بعد الفلسفة‪ ،‬قياسا على ما بعد الطبيعة‪ ،‬وقد ذكره طه لتمييزه عن فقه الفلسفة‪ .‬ينظر‪ :‬عبد الرحمن‪ ،‬فقه الفلسفة ‪ ،1‬ص‪.32-31‬‬
‫‪ -17‬وهي فلسفيات خطابية أي جملة االتجاهات الفلسفية املعاصرة التي اشتغلت بالنظر في الخطابات اإلنسانية‪ :‬الدينية والعلمية والفلسفية‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬فقه الفلسفة ‪ ،1‬ص‪.42-41 ،40 ،39-38‬‬
‫َّ‬
‫‪ -18‬أدرج الباحث محمد املصطفى عزام التعدد في معنى املصطلح ضمن مشاكل االصطالح‪ ،‬وعده من العوامل السلبية في الحقل املعرفي‪ .‬ينظر‪ :‬محمد‬
‫املصطفى عزام‪ ،‬املصطلح الصوفي بين التجربة والتأويل‪ ،‬ط‪( 1‬املغرب‪ :‬مطبعة فيديبرانت‪ ،)2002 ،‬ص‪.137‬‬
‫‪ -19‬عبد الرحمن‪ ،‬تجديد املنهج‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫‪ -20‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪ ،395-394 ،336-335‬وينظر‪ :‬عبد الرحمن‪ ،‬فقه الفلسفة ‪ ،2‬ص‪247 ،149‬؛ اللسان وامليزان‪ ،‬ص‪.169 ،118‬‬

‫‪49‬‬ ‫مجلة تجسير‪ ،‬املجلد الخامس‪ ،‬العدد ‪ ،2023 ،1‬تصدر عن مركز ابن خلدون للعلوم اإلنسانية واالجتماعية وتنشرها دار نشر جامعة قطر‬
‫التأطير املنهجي املناسب للمفاهيم األخالقية في مدونته التي ترقى إلى مستوى املعجم‪ ،‬وبما يجيب على من يدعي أن الصناعة‬
‫االصطالحية في مشروع طه العلمي كانت مجرد عملية صورنة منطقية ألفكار قديمة لم تكن الحاجة ماسة إليها‪ .‬والبحث‬
‫يدعي أنها ممارسة علمية عالية املستوى‪ ،‬ومن مسؤولية الفيلسوف املبدع ال املقلد‪.‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬معايير التداول في الصناعة االصطالحية عند طه عبد الرحمن‬


‫هذه املعايير هي بنت املجال التداولي اإلسالمي العربي بمكوناته األصلية اللغوية والعقدية واملعرفية‪ ،‬ومن خاللها تتوثق‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫موضوعا أو منقواًل‪ .‬ويكون عندها املصطلح غير مضمن في صيغ‬ ‫الصلة بين املصطلح وبين مستعمله ومتلقيه‪ ،‬سواء كان‬
‫معان غير معتادة تحتاج إلى وسائط وشروح وتعليقات؛ أي‬ ‫غير مألوفة‪ ،‬وال يكتنفه أي التباس داللي‪ ،‬كما ال يوحي بأي ٍ‬
‫عمليات تبعيد الفهم‪.‬‬

‫‪ -1‬معايير المجال التداولي‬

‫أ‪ -‬معيار القرب التداولي‬


‫وهذا املعيار يجعل املصطلح ًّ‬
‫حيا في الوسط التداولي؛ إذ ال معرفة إال بتداول املصطلح واملفهوم‪ ،21‬وله ارتباط بما هو‬
‫مشترك بين أهل املجال‪ ،‬بوعي أو بغير وعي‪ .22‬فهو يهتم إذن بالجانب االستعمالي للمصطلح وما يحدثه من آثار في أذهان‬
‫معين للنص‪ ،‬أو عند تحليله‪ ،‬أو عند ُّ‬
‫تخير تركيبة معينة من األلفاظ‬ ‫املتلقين أثناء العملية التواصلية‪ ،‬أو عند تحديد تأويل َّ‬
‫للقيام بالترجمة من لغة إلى أخرى‪ .23‬كما أن القرب التداولي للمصطلح يزوده بطاقات استداللية حجاجية تبلغ النهاية في‬
‫خصوصا عند اشتقاق املصطلحات من النص القرآني لكونه ينزل أعلى مرتبة في الحجي‪.24‬‬‫ً‬ ‫اإلقناع‪،‬‬
‫ب‪ -‬معيار االنتساب‬
‫وهو تخصيص للمعيار األول؛ فإضافة إلى كونه يقوم على احترام مقتضيات املجال التداولي‪ ،25‬فهو يتعلق بدرجة‬
‫كبيرة بصناعة املصطلح وفق عادات العرب ومعهودهم في التخاطب‪ ،‬وقد اشتهر هذا املعيار ً‬
‫كثيرا عند علماء أصول الفقه‪،‬‬
‫خصوصا عند األندلسيين منهم؛ كابن حزم(‪456‬ه‪1064/‬م) والشاطبي(‪790‬ه‪1388/‬م)‪ ،‬ملا يتميز به من كفاية إجرائية‬ ‫ً‬
‫واستعمالية‪ ،‬وملا يحققه من أعلى مستويات التخاطب والتواصل بين املتحاورين‪.‬‬
‫ج‪ -‬معيار التراكم‬
‫ويعني األخذ بهذا املعيار مراعاة الطبقات املتراكمة في املصطلح‪ ،‬من املدلوالت االشتقاقية واللغوية واالصطالحية؛ هذه‬
‫املدلوالت التي ترسخت في األذهان عبر االستعمال‪ ،‬ال بد من اعتبارها عند ضخ معنى جديد في املصطلح‪.26‬‬

‫محمد األمراني‪" ،‬اللسان والفاعليات املعرفية‪ ،‬من خالل التجربة الصوفية اإلسالمية"‪ ،‬جريدة اإلشارة‪ ،‬ع‪( 7‬يونيو ‪ ،)2000‬ص‪.5‬‬ ‫‪-21‬‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬فقه الفلسفة ‪ ،2‬ص‪.98‬‬ ‫‪-22‬‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬فقه الفلسفة ‪ ،1‬ص‪ .116-115‬ويميز بعض الباحثين بين عملية التأويل وعملية االصطالح في بعض جوانب اإلنتاج الثقافي اإلسالمي؛ ذلك‬ ‫‪-23‬‬
‫ّ‬
‫مكون من مكونات‬
‫أن التأويل إبداع ذاتي متحرر‪ ،‬أما االصطالح فهو إجراء موضوعي متحدد‪ ،‬والتأويل ينطلق غالبا من نص معين‪ ،‬في حين أن االصطالح ِ‬
‫النص‪ ،‬إال في الخطاب الصوفي فإن التأويل واالصطالح يمتزجان وال يعارض أحدهما اآلخر وال يتميز عنه‪ ،‬ينظر‪ :‬عزام‪ ،‬املصطلح الصوفي‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬اللسان وامليزان‪ ،‬ص‪.398‬‬ ‫‪-24‬‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬فقه الفلسفة‪ ،‬ص‪.121‬‬ ‫‪-25‬‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬فقه الفلسفة ‪ ،1‬ص‪.236‬‬ ‫‪-26‬‬

‫مجلة تجسير‪ ،‬املجلد الخامس‪ ،‬العدد ‪ ،2023 ،1‬تصدر عن مركز ابن خلدون للعلوم اإلنسانية واالجتماعية وتنشرها دار نشر جامعة قطر‬ ‫‪50‬‬
‫د‪-‬معيار التخلق السلوكي‬
‫وهو ربط املصطلح بمقام الكالم ومقتضيات السياق‪ ،‬واعتبار مالبسات املحيط‪ ،‬وتجاوز مستويات الدالالت املجردة‬
‫للمصطلح إلى الدالالت العملية مما يظهر في سلوك اإلنسان وممارساته‪.27‬‬
‫ه‪ -‬معيار التفعيل‬
‫وهو بناء املدلول االصطالحي للمصطلح على مدلوله اللغوي‪ ،‬ومده بمختلف أسبابه الداللية واالستداللية‪ ،‬ليكون‬
‫طيعا في يد املتلقي‪ ،‬تصورا ملضمونه‪ ،‬أو للدخول به في العمل‪.28‬‬

‫‪ -2‬معايير التداولية المدمجة‬


‫إضافة إلى هذه املعايير التداولية‪ ،‬فإن طه‪ ،‬وبحكم اعتماده املنهجي على ما سمي بالتداوليات املدمجة‪ ،‬فإنه استحضر‬
‫خصائص أخرى في الصناعة االصطالحية ذات طابع داللي محض‪ ،‬مما ال يمكن فصله ً‬
‫بتاتا عن املعايير التداولية السابقة‬
‫إال ملقتضيات منهجية مخصوصة‪ .‬ويمكن حصر هذه الخصائص في‪:‬‬
‫أ‪ -‬الفصاحة‬
‫لرفع القلق في التبليغ‪ ،‬والنفور عن املناسبة بين اللفظ واملعنى‪.29‬‬
‫ب‪ -‬اإلحكام‬
‫وهو اإلتقان في املصطلح‪ ،‬أي أن يفيد أوصافه بالتحديد‪ ،‬وتضم هذه الخاصية عنصرين دالليين هما‪" :‬التواطؤ"‬
‫تداوليا‪ ،‬هو "االستقرار"‪ .‬والتواطؤ عند طه هو حفظ املعنى نفسه للمصطلح في جميع‬‫ً‬ ‫ً‬
‫استعماليا‬ ‫ً‬
‫وعنصرا‬ ‫و"القرب"‪،‬‬
‫‪30‬‬
‫استعماالته بما يجنب املستعمل واملتلقي مشاكل االشتراك اللفظي ‪ .‬وأما القرب الداللي فهو استغناء املصطلح عن غيره‪،‬‬
‫والوصول إلى ال�شيء من غير واسطة‪.31‬‬
‫ج‪ -‬االنفهام‬
‫وهو تحقق فعل الفهم للمصطلح في ذهن املتلقي من خالل اقترانه بصيغته اللفظية‪ ،‬من غير حاجة إلى مقام أو‬
‫سياق‪ ،32‬ولهذه الخاصية ارتباط وثيق بمعيار االنتساب التداولي الذي سبق ذكره؛ إذ ال ينفهم املفهوم الفلسفي إال ضمن‬
‫مجال تداولي مخصوص‪.‬‬
‫د‪ -‬االتصال‬
‫واملقصود بهذه الخاصية‪ :‬االتصال الداللي‪ ،‬أي ترابط السمات الداللية للمصطلح وانتظامها في نسق متماسك ومتراكب البنى‪.33‬‬

‫‪ -27‬نفسه‪.‬‬
‫‪ -28‬عبد الرحمن‪ ،‬تجديد املنهج‪ ،‬ص‪.288‬‬
‫‪ -29‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.392‬‬
‫‪ -30‬عبد الرحمن‪ ،‬فقه الفلسفة ‪ ،2‬ص‪.70-69‬‬
‫‪ -31‬نفسه‪ ،‬ص‪.70‬‬
‫‪ -32‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪ .121-120‬واملقام عند طه هو القرينة الحالية‪ ،‬أما السياق فهو القرينة القولية‪ ،‬ينظر‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.134‬‬
‫‪ -33‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.234‬‬

‫‪51‬‬ ‫مجلة تجسير‪ ،‬املجلد الخامس‪ ،‬العدد ‪ ،2023 ،1‬تصدر عن مركز ابن خلدون للعلوم اإلنسانية واالجتماعية وتنشرها دار نشر جامعة قطر‬
‫هـ‪ -‬االنتساق‬
‫ومقت�ضى هذه الخاصية استعداد اللفظ الدخول في عالقات نسقية مع نوع خاص من األلفاظ دون غيرها‪ ،‬كما يقبل االستبدال مع ألفاظ‬
‫دون أخرى‪ .34‬وقد اشتق طه لفظ "االنتساق" من االتساق على وزن "االنفعال"‪.‬‬

‫و‪ -‬الوزن الصرفي‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫مخصوصا‪ ،‬وال يمكن إبدال هذه‬ ‫استثمر طه هذه الخاصية لوعيه بأن لكل صيغة من الصيغ الصرفية العربية مدلواًل‬
‫ُ‬
‫املدلوالت بعضها ببعض‪ ،‬وال إسقاطها‪ ،‬وال نسيانها؛ ألنها بمنزلة القوالب التي تصب فيها املادة الفكرية‪ .35‬ومما يقوي هذا‬
‫التصور ويثبته أن اللغة العربية‪ ،‬وهي مادة إبداع طه‪ ،‬لغة اشتقاقية تعتمد نظام األوزان‪ ،‬والوزن فيها يعتبر وحدة داللية‬
‫مستقلة ذات طابع حجمي تنزل من جهات املكان عمقه‪ .36‬ووفق هذه الخاصية يقع تناظر بين الصيغة الصرفية للمصطلح‬
‫وبين مدلوله الذي يحمله؛ كوزن "املفاعلة" الذي يدل على وجود جانبين‪ ،‬ومثال ذلك املقابلة واملشابهة‪ ،‬ووزن "االستفعال"‬
‫واالستلزام واالستغراق‪ ...‬وقد انتقد طه الخطاب الفلسفي العربي الذي‬
‫ُ‬ ‫عند الداللة على الطلب‪ ،‬كاالستشكال واالستدالل‬
‫خرقت فيه املصطلحات املنطقية هذا القانون اللغوي‪ ،‬فأ ِريد بها مدلوالت تتعارض مع ما تدل عليه صيغها الصرفية ‪.‬‬
‫‪37‬‬

‫وتستمد هذه الخاصية مشروعيتها من املمارسة اللغوية العربية القديمة‪ ،‬وقد ّنبه عليها كثير من أئمة البيان العربي‪،‬‬
‫ومنهم ابن األثير الذي يقول‪" :‬اعلم أن اللفظ إذا كان على وزن من األوزان ثم نقل إلى وزن آخر أكثر منه فال بد من أن‬
‫يتضمن من املعنى أكثر مما تضمنه أوال؛ ألن األلفاظ أدلة على املعاني‪ ،‬وأمثلة لإلبانة عنها‪ ،‬فإذا زيد في األلفاظ أوجبت‬
‫ُ‬
‫القسمة زيادة املعاني‪ ،‬وهذا ال نزاع فيه لبيانه"‪.38‬‬
‫وعليه‪ ،‬ووفق خاصية الوزن الصرفي‪ ،‬يظهر الدور األساس للصيغة االشتقاقية الصرفية في توجيه داللة املصطلح‬
‫وفي فهمها وفي تدقيقها‪ .‬كما أن هذه الداللة االشتقاقية تكون بمثابة الكليات العقلية التي ال تكاد تفارق كل عملية تفكير‬
‫أيضا دور خاص في توجيه الداللة‪ ،‬وهذا ما تنبه له أوائل النقاد والبالغيين عند دراسة عالقة الوزن‬ ‫أو تعبير‪ .‬ولألوزان ً‬
‫بالغرض‪.39‬‬
‫‪ -34‬نفسه‪ ،‬ص‪ .234‬ويرد االنتساق بمعنى آخر عند طه‪ ،‬وهو أن تتولى اإلمكانات تصحيح بعضها البعض طلبا لالندماج فيما بينها‪ .‬ينظر‪ :‬طه عبد‬
‫الرحمن‪ ،‬سؤال األخالق‪ ،‬مساهمة في النقد األخالقي للحداثة الغربية‪ ،‬ط‪( 1‬الدار البيضاء‪ :‬املركز الثقافي العربي‪ ،)1999 ،‬ص‪ ..117‬واستعمال‬
‫اللفظ نفسه للتعبير عن معنيين مختلفين‪ ،‬يؤكد عدم اعتبار طه "التوسع الداللي" للمصطلحات أو املشترك اللفظي ً‬
‫عائقا ذا أهمية‪.‬‬
‫‪ -35‬عبد الرحمن‪ ،‬تجديد املنهج‪ ،‬ص‪.334‬‬
‫‪ -36‬عبد الرحمن‪ ،‬فقه الفلسفة ‪ ،2‬ص‪ .147‬وينسجم تصور طه هذا مع النموذج التنضيدي الذي دعا إليه ماكرثي‪ ،MACCARTHY‬والذي يعتمد على‬
‫اختالف الحركات مع ثبات الجذر‪ ،‬مما يتناسب مع منطق العربية الداخلي بخالف اللغات األخرى التي تعتمد على اللواصق في بناء الكلمات من خالل‬
‫نموذج جاكندوف ‪ .Jackendoff‬ينظر‪ :‬أحمد كروم‪" ،‬الداللة االشتقاقية من خالل املفهوم والتأثيل لدى طه عبد الرحمن"‪ ،‬العلم الثقافي‪ ،‬ملحق‬
‫أسبوعي‪ ،‬جريدة العلم املغربية‪ ،‬السنة ‪ ،31‬ع‪( 12‬ديسمبر ‪ .)2000‬لقد حاول ماكرثي تفسير العالقة بين الصيغة الصرفية وداللتها في اللغة العربية‪،‬‬
‫ويقوم تصوره على رد كل فعل في العربية الفصحى إلى عدد من األصناف االشتقاقية التي تستلزم‪ ،‬بنظره‪ ،‬معاني مثل االعتياد والتكرار ‪ ،...‬ويتوافر‬
‫الفعل داخل كل صنف على أشكال تصريفية تشير إلى الزمن‪ ،‬والصيغة والتصرف‪ .‬وتتميز كل األشكال في الوحدة االستبدالية لكل فعل بعنصر‬
‫ثابت أي بثالثة أو أربعة صوامت "أصول" ِتر ُد في كل شكل‪ .‬وترد هذه الصوامت بنفس الترتيب الخطي‪ ،‬إال أن أشكال الفعل يمكن أن تختلف إلى‬
‫َ‬
‫حد أنه يمكن لصامت من الصوامت أن ُيك َّرر ويمكن أحيانا أن نزيد صامتا "إضافيا"‪ .‬ملزيد من التفصيل‪ :‬هاري فان درهالست‪ ،‬ونورفال سميث‪،‬‬
‫الفونولوجيا التوليدية الحديثة‪ ،‬ترجمة مبارك حنون وأحمد العلوي‪ ،‬ط‪( 1‬املغرب‪ :‬منشورات دراسات سال‪ ،)1992 ،‬ص‪.40-36‬‬
‫وأيضا‪ :‬فقه الفلسفة ‪ ،2‬حين انتقد طه غفلة الفارابي عن عالقة الصيغ الصرفية ببنية التفكير‪ ،‬ص‪،148‬‬ ‫‪ -37‬عبد الرحمن‪ ،‬تجديد املنهج‪ ،‬ص‪334‬؛ ً‬
‫‪ .183‬وعن الترابط الوثيق بين البنيات الصرفية واملفاهيم االصطالحية ينظر‪ :‬الحسين كنوان‪" ،‬أهمية الصيغ الصرفية في توحيد االستعمال‬
‫االصطالحي والربط املعرفي بين العلوم"‪ ،‬في‪ :‬قضايا املصطلح في اآلداب والعوم اإلنسانية (املغرب‪ :‬معهد الدراسات املصطلحية‪ ،)2000 ،‬ج‪،1‬‬
‫ص‪.129‬‬
‫‪ -38‬ضياء الدين ابن األثير‪ ،‬املثل السائرفي أدب الكاتب والشاعر‪ ،‬قدمه وعلق عليه أحمد الحوفي وبدوي طبانه‪ ،‬ط‪( 2‬القاهرة‪ :‬دار نهضة مصر‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫د‪ .‬ت)‪ ،‬ص‪.241‬‬
‫‪ -39‬ينظر مثال‪ :‬حازم القرطاجني‪ ،‬منهاج البلغاء وسراج األدباء‪ ،‬تقديم وتحقيق محمد الحبيب ابن الخوجة (بيروت‪ :‬مطبعة دار الغرب اإلسالمي‪،‬‬

‫مجلة تجسير‪ ،‬املجلد الخامس‪ ،‬العدد ‪ ،2023 ،1‬تصدر عن مركز ابن خلدون للعلوم اإلنسانية واالجتماعية وتنشرها دار نشر جامعة قطر‬ ‫‪52‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬آليات التداول في الصناعة االصطالحية عند طه عبد الرحمن‬
‫كادت الصناعة االصطالحية أن تنحصر عند وسيلتي الوضع والنقل بمختلف وسائل اشتغالهما؛ فالوضع قد يكون‬
‫عبر املجاز أو االشتقاق أو النحت‪ ،40‬أما النقل فقد يكون عبر الترجمة الداللية أو التعريب اللفظي‪.‬‬
‫وبرغم أهمية هذه اآلليات ذات الطابع الداللي الضيق‪ ،‬فإن طه قد وجه الصناعة االصطالحية وجهة تداولية تتجاوز‬
‫جمد املصطلحات وقتل حركيتها‪ ،‬وتقوم هذه الصناعة الجديدة على االستعمال وعلى‬ ‫النزوع التجريدي الضيق الذي َّ‬
‫ً‬
‫ومعرفيا‪ .‬ويمكن حصر اآلليات التداولية التي‬ ‫ً‬
‫وعقديا‬ ‫التفاعل مع املكونات األصلية ملجال التداول اإلسالمي العربي ً‬
‫لغويا‬
‫ميزت الصناعة االصطالحية عند طه في اآلتي‪:‬‬

‫اآللية األخالقية‪-‬السلوكية‬
‫تقوم على مقصد إقناع املخاطب وتجاوز مستوى البناء النظري املتسق‪ .41‬وهذه اآللية هي التي تزود املصطلح بقيم‬
‫اإلنتاجية وعناصر التأثير في املتلقي‪ ،‬وليست تلك القيم والعناصر إال املعاني اللطيفة والقيم الروحية التي تخرج املصطلح‬
‫من ضيق التجريد إلى سعة التسديد والتأنيس‪ .42‬ونلمس هذا التسديد والتأنيس في العديد من مصطلحات طه الدائرة‬
‫بكثرة في مشروعه؛ كالتزكية‪ ،‬والجحود‪ ،‬والخمود‪ ،‬والتهوين‪ ،‬والتهويل ‪ ...‬والتي ترتبط بأسباب متينة بمكونات املجال التداولي‬
‫األصلية‪ ،‬وبخصائصه األخالقية والعملية‪.‬‬
‫أ ‪ -‬اآللية االحتقالية‪ /‬أوالتجسيرية‬
‫وهي التي تزود املصطلح بقدرة التواشج‪ /‬أو التجسير من خالل عالقات صورية واستداللية مع مصطلحات متعددة‬
‫في إطار مفهومي جامع‪ ،‬أو ما يسمى بـ "الحقل املفهومي" أو "النطاق املفهومي"‪ ،‬أو ما سماه بعض الباحثين بـ "الشبكة‬
‫ً‬
‫املفهومية"‪ ،43‬أو "منظومة املفاهيم"‪ ،44‬أو الحقل التجسيري‪ .‬فاآللية االحتقالية‪ /‬التجسيرية تخلق للمصطلح حقاًل يتناغم‬
‫ً‬
‫حقاًل ًّ‬
‫دالليا كما هو معروف في اللسانيات الداللية‪ ،45‬وهذا ما يرفع املفهوم عن "العالمية" أو‬ ‫مع عناصره‪ ،‬وليس بالضرورة‬
‫"العلمية" إلى مستوى "االحتقالية" أي "املفهومية"‪ ،‬بقواعدها االستداللية وصبغتها التشقيقية ووظيفتها اإلشارية املضمرة ‪.‬‬
‫‪46‬‬

‫‪ ،)1981‬ص‪ 226‬وما بعدها‪ .‬وينظر في األبعاد الداللية للوزن‪ :‬إدريس النقاوري‪" ،‬مصطلحات علوم الشعر‪ ،‬الوزن مكونا إيقاعيا"‪ ،‬في عز الدين‬
‫البوشيخي‪ ،‬ومحمد الوادي‪ ،‬في قضايا املصطلح في اآلداب والعلوم اإلنسانية (املغرب‪ :‬معهد الدراسات املصطلحية‪ ،)2000 ،‬ج‪ ،2‬ص‪.213‬‬
‫أوائليا‪ .‬ينظر‪ :‬جواد حسني سمعانة‪" ،‬منهجية وضع املصطلح العربي وتجلياتها في‬‫‪ -40‬سواء أكان هذا النحت تركيبا مزجيا‪ ،‬أو نحتا فعليا‪ ،‬أو نحتا ً‬
‫ً‬
‫املعجم املتخصص"‪ ،‬في‪ :‬الدراسة املصطلحية والعلوم اإلسالمية (املغرب‪ :‬مطبعة املعارف الجديدة‪ ،)1996 ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .90-89‬وينظر أيضا ما‬
‫يتعلق بالنحت في صناعة املصطلح‪ :‬محمد رشاد الحمزاوي‪" ،‬املصطلحية العربية املعاصرة‪ ،‬سبل تطويرها وتوحيدها"‪ ،‬اللسان العربي‪ ،‬ع‪39‬‬
‫أيضا في وسائل وضع املصطلح‪ :‬على القاسمي‪" ،‬ملاذا أهمل املصطلح التراثي؟”‪ ،‬املناظرة‪ ،‬ع‪ ،)1993( 6‬ص‪.37‬‬‫(‪1995‬م)‪ ،‬ص‪ .121‬وينظر ً‬
‫‪ -41‬عبد الرحمن‪ ،‬العمل الديني‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ -42‬عبد الرحمن‪ ،‬تجديد املنهج‪ ،‬ص‪.86‬‬
‫‪ -43‬عزام‪ ،‬املصطلح الصوفي‪ ،‬ص‪.123‬‬
‫‪ -44‬يقوم هذا املفهوم على أن كل حقل أو ميدان معرفي يتألف من مجموعة من املفاهيم املرتبطة بعالقات ناتجة من التشابه بين خصائصها‪ ،‬وتشكل‬
‫هذه املفاهيم نسقا أو منظومة مفهومية أخرى‪ .‬ينظر‪ :‬علي القاسمي‪" ،‬علم املصطلح بين علم املنطق وعلم اللغة‪ :‬العناصر املنطقية والوجودية في‬
‫علم املصطلح"‪ ،‬اللسان العربي‪ ،‬ع‪ ،)1988( 30‬ص‪.91‬‬
‫‪ -45‬ينظر الفرق بين الحقلين في‪ :‬عبد الرحمن‪ ،‬فقه الفلسفة ‪2‬ـ‪ ،‬ص‪.159-158‬‬
‫واعيا باستخدامات مفهوم (حقل) في شعب علمية مختلفة‪ ،‬مثل‪ :‬علم املنطق‪ ،‬وعلم النفس‪ ،‬وغيرها‪ ،‬سواء‬ ‫‪ -46‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪ .158‬وقد كان طه ً‬
‫ً‬
‫كان (بنية موسعة) أو (نسقا مضيقا)‪ .‬وخصص له طه معنى محددا‪ ،‬من جهة العناصر التي يتضمنها‪ ،‬وهي املفاهيم الفلسفية فيكون حقاًل‬
‫مفهوميا‪ ،‬ومن جهة العالقات التي تقوم بين عناصر الحقل املفهومي؛ وهي عالقات استداللية ذات صبغة تشقيقية يتوالد بعضها من بعض‪ ،‬على‬‫ً‬
‫شرط التداول املعرفي للمشتغلين باملفهوم‪ .‬ينظر‪ :‬عبد الرحمن‪ ،‬فقه الفلسفة ‪ ،2‬ص‪.160-155‬‬

‫‪53‬‬ ‫مجلة تجسير‪ ،‬املجلد الخامس‪ ،‬العدد ‪ ،2023 ،1‬تصدر عن مركز ابن خلدون للعلوم اإلنسانية واالجتماعية وتنشرها دار نشر جامعة قطر‬
‫ب ‪ -‬آلية اإلبدال‬
‫يعني االشتغال وفق هذه اآللية وضع مصطلحات أصلية ومناسبة وفق أصول مجال التداول اإلسالمي العربي؛ من حيث‬
‫املضامين أو الوظائف‪ ،‬مكان تلك التي تصادم املجال من املصطلحات املنقولة‪47‬؛ فاإلبدال يكون بالتصرف في املصطلح املنقول‬
‫وتحويل سماته اللغوية أو االصطالحية‪ ،‬والقيام بعمليات استبدال متعددة املستويات‪ .‬فمصطلح "العفة" مثال يعني في التداول‬
‫اليوناني "ضبط النفس عن اللذات الحيوانية"‪ ،‬وباستثمار آلية اإلبدال يصبح في التداول اإلسالمي "ضبط النفس عن اللذات‬
‫املحرمة"‪ ،‬ملا يحمله لفظ التحريم من حمولة شرعية تداولية حية في ذهن املتلقي‪.48‬‬

‫ج ‪ -‬آلية الحذف‬
‫ً‬
‫تحديدا من اآللية السابقة؛ إذ تستهدف ترك ما يصادم مقتضيات التداول األصلي مما يحمله املصطلح‬ ‫وهذه اآللية أكثر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املنقول‪ ،‬تضعيفا ليقينيات التداول العقدية‪ ،‬أو تفويتا لضرورياته املعرفية‪ ،‬أو تطوياًل لطرق تحصيل مقاصد التخاطب‬
‫اللغوي‪ .49‬فإذا كان خلق "الشجاعة" مثال في التداول اليوناني هو "فضيلة القوة الغضبية التي تكسب صاحبها القدرة على‬
‫حروبا يخوضها ً‬
‫دفاعا عن املدينة‪ ،‬أو كانت مواجهة املوت الطبيعي"‪ ،‬فإنه يصبح في‬ ‫رباطة الجأش في املخاوف‪ ،‬سواء كانت ً‬
‫التداول اإلسالمي من خالل آلية الحذف‪ ،‬والتخلي عن كثير من سماته الداللية‪ ،‬هو "بذل النفس للموت نشرا للدين أو‬
‫دفاعا عنه"‪ ،‬ويكون معناه‪ ،‬بذلك‪ ،‬متغلغال في الداللة القرآنية ملصطلح الفضيلة‪.50‬‬

‫د ‪ -‬آلية اإلضافة‬
‫وبخالف اآلليتين السابقتين‪ ،‬أي اإلبدال والحذف‪ ،‬فإن مقت�ضى هذه اآللية يقوم على إدخال عناصر املصطلح املنقول في‬
‫املجال التداولي األصلي بعد تكميلها بما يجعلها متوافقة مع عناصره؛ فإذا كان خلق "الظلم" في التداول اليوناني هو "الخروج‬
‫عن توازن وتكامل الفضائل الثالث‪ :‬العفة والشجاعة والحكمة"‪ ،‬فإن نقله من خالل آلية اإلضافة يجعل سمات تعريفية‬
‫ً‬
‫تنضاف إلى حده‪ ،‬وهي "ظلم النفس" وفق الداللة القرآنية‪ ،‬كالشرك باهلل مثاًل‪ ،‬وسمة "االنظالم"‪ ،‬وهي قبول الظلم وتحمله‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫من الغير‪ .51‬وهذا ما يفتح آفاقا جديدة في املصطلح املنقول لم يكن يسمح بها التداول اليوناني املرتبط بمكوناته األصلية‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬آلية القلب‬


‫تأخيرا‪ ،‬وهذا ما يتجلى في تقويم النص‬ ‫ً‬
‫تقديما أو ً‬ ‫يتم التصرف في ترتيب أوضاع عناصر املصطلح من خالل هذه اآللية‬

‫‪ -47‬عبد الرحمن‪ ،‬تجديد املنهج‪ ،‬ص‪.291‬‬


‫‪ -48‬نفسه‪ ،‬ص‪.397‬‬
‫‪ -49‬نفسه‪ ،‬ص‪.291-290‬‬
‫‪ -50‬نفسه‪ ،‬ص‪ .396‬كما ارتبطت صناعة املصطلح عند طه باالستمداد من القرآن الكريم‪ ،‬صيغا ودالالت‪ ،‬مما يحتاج إلى بحث مستقل؛ فمصطلح‬
‫َ‬
‫االستعمال العادي من معنى التحكم‬ ‫يفيده هذا اللفظ في‬ ‫"التصرف" مثال الذي يدل به طه على أعلى مستويات السيادة التي يحصلها النظام التقني‪ ،‬ملا‬
‫حاب ال ْ ُم َس َّخر َب ْ َ‬ ‫الس َ‬ ‫ََ ْ‬
‫الس َماءِ َواأل ْرض‪[ ‬البقرة‪ ،]164 :‬ينظر‪:‬‬
‫نْي َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اح َو َّ‬
‫الر َي ِ‬
‫رْص ِ ّ‬
‫يف ِ‬ ‫في األشياء التي تبدو فوق الطاقة‪ ،‬استمده طه من قوله تعالى‪ :‬وت ِ‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬سؤال األخالق‪ ،‬ص‪.117‬‬
‫‪ -51‬عبد الرحمن‪ ،‬تجديد املنهج‪ ،‬ص‪ .396‬فمصطلح الظلم برغم ما بلغه من التوسع الداللي عند العرب ما قبل اإلسالم‪ ،‬إال أنه سيأخذ أبعادا أخرى‬
‫بعد نزول القرآن الكريم‪ ،‬وسيشغل حيزا كبيرا فيه؛ فقد ذكر هذا املصطلح بصيغه املختلفة ‪ 299‬مرة‪ ،‬مفرقة في ‪ 260‬آية في ‪ 57‬سورة مكية ومدنية‪.‬‬
‫وورد في السور واآليات املكية أكثر منه في السور واآليات املدنية! ألن املصطلح في بدايته سيرتبط بمعالجة التصور واالعتقاد‪ ،‬قبل معالجة العمل‬
‫والسلوك‪ .‬ومن خالل نفي الظلم عن هللا تعالى سيبين القرآن ظلم اإلنسان لنفسه‪ ،‬ويحذر منه‪ ،‬ثم ظلم الغير وينهى عنه‪ .‬وبهذه الدالالت الجديدة‬
‫ملصطلح الظلم‪ ،‬سيتم التعامل مع دالالته في الثقافة األجنبية‪ ،‬بما يجعل الداللة الجديدة ذات االرتباط باملجال التداولي مهيمنة‪ ،‬باملفهوم القرآني‪،‬‬
‫على بقية الدالالت‪ ،‬من خالل آلية القلب‪ .‬ينظر‪ :‬مصطفى فوضيل‪" ،‬مفهوم الظلم في القرآن الكريم"‪ ،‬في‪ :‬الدراسة املصطلحية والعلوم اإلسالمية‬
‫(املغرب‪ :‬مطبعة املعارف الجديدة‪ ،)1996 ،‬ج‪ ،1‬ص‪.381‬‬

‫مجلة تجسير‪ ،‬املجلد الخامس‪ ،‬العدد ‪ ،2023 ،1‬تصدر عن مركز ابن خلدون للعلوم اإلنسانية واالجتماعية وتنشرها دار نشر جامعة قطر‬ ‫‪54‬‬
‫ً‬
‫أصاًل ليصبح ً‬
‫فرعا والعكس صحيح؛‬ ‫الفلسفي العربي ليالئم مقتضيات التداول األصلي‪ .‬وعليه يتحول ما كان في املصطلح‬
‫فمصطلح "الظلم" مثال‪ ،‬إذا كان في التداول اليوناني يعتبر ظلم الغير هو األصل‪ ،‬فإن التداول اإلسالمي يجعل ظلم النفس‬
‫هو األصل‪ ،‬وظلم الغير هو الفرع‪.52‬‬

‫س ‪ -‬آلية التصفيف‬
‫وسماها بعض الباحثين بآلية التصنيف‪ ،‬وهي التي تساعد على وضع مجموعات مصطلحية تربطها عالقات داللية‬‫ّ‬
‫ً‬
‫اتساقا ً‬
‫وبناء‪ .53‬ويتجلى هذا االتساق؛ من حيث‬ ‫ومنطقية وصياغات صوتية وصرفية‪ ،‬ويميزها تناغم هند�سي وموسيقي‬
‫التماثل في االشتقاق والصياغة وتشابه الحروف‪ ،‬على شكل ثنائيات مثل‪:‬‬
‫‪" ‬الفكرانية" و"العقالنية"‪.‬‬
‫‪" ‬االستعمال" و"االستكمال"‪.‬‬
‫‪" ‬االستقرار" و"االستثمار"‪.‬‬
‫أو على شكل ثالثيات مثل‪:‬‬
‫"التسليم" و"التمييز" و"التفضيل"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫"االختيار" و"االئتمار" و"االعتبار"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫"التطويل" و"التهويل" و"التعطيل"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫"السهو" و"اللغو" و"اللهو"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫"الجمود" و"الخمود" و"الجحود"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وقد يتجلى هذا االتساق؛ من حيث تماثل االشتقاق مع اختالف الصياغة والحروف‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫"التنوع" و"التفاعل" و"االستمرار"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫"التحجر" و"اإلهمال" و"التدجيل"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫"التثاقل" و"التقصير" و"التكاسل"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫"االجترار" و"االستهالك" و"التمويه"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ويبدو للباحث أن إيراد طه عبد الرحمن لهذه املصطلحات بهذا االتساق والتماثل‪ ،‬في موضع واحد‪ ،‬إنما يقصد به تنبيه‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫طباقيا‪ ،‬كما أن في ذلك إشارة إلى انتمائها إلى حقل مفهومي مشترك‬ ‫وفاقيا أو تقاباًل‬ ‫املطلع على ضرورة املقابلة بينها‪ ،‬تقاباًل‬
‫بما يساعد على تبين مدلوالتها بشكل أعمق‪ ،‬ويحقق لها سمة االحتقالية مما سبق ذكره‪.‬‬
‫ع ‪ -‬آلية التبليغ‬
‫ويسميها بعض الباحثين بآلية التوظيف‪ ،‬وهي التي تساعد على املزج بين الفكر والفن في التعبير والتفكير لتحقيق مستوى‬
‫َّ‬
‫ناجع من التبليغ‪ ،‬وتشييد بناء فلسفي متفرد تتحفز مفرداته ومركباته إلبداع مصطلحات جديدة ومفاجئة‪ .54‬وقد تفنن طه‬
‫من خالل استثمار هذه اآللية البالغية واملنطقية في اآلن نفسه في استثمار اإلمكانات البديعية والبيانية للغة العربية‪.‬‬

‫‪ -52‬عبد الرحمن‪ ،‬تجديد املنهج‪ ،‬ص‪.397-396‬‬


‫‪ -53‬محمد املصطفى عزام‪" ،‬اإلبداع االصطالحي عند الدكتور طه عبد الرحمن"‪ ،‬جريدة اإلشارة‪ ،‬الرباط‪ ،‬ع‪ ،)2000( 4‬ص‪.7‬‬
‫‪ -54‬نفسه‪.‬‬

‫‪55‬‬ ‫مجلة تجسير‪ ،‬املجلد الخامس‪ ،‬العدد ‪ ،2023 ،1‬تصدر عن مركز ابن خلدون للعلوم اإلنسانية واالجتماعية وتنشرها دار نشر جامعة قطر‬
‫وتفرعت عن هذه اآللية أدوات بالغية إجرائية تعددت في مشروع طه‪ ،‬ويمكن التمثيل بنموذجين هما‪ :‬الطباق واملقابلة؛‬
‫فمن أمثلة الطباق‪ ،‬بما هو جمع بين الضدين في الكالم مما يتكرر في مشروع طه‪:‬‬
‫"املنقول واملأصول"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫"خصوصية املنقول وشمولية النتائج"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫"جالل املعنى وجمال املبنى"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫"مصدر التقريب‪...‬ومقصد التقريب"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫وانتهاء‪ ،‬فمن أمثلة ذلك‪:‬‬ ‫أما املقابلة‪ ،‬بما هي ترتيب الكالم على ما يجب‪ً ،‬‬
‫بدءا‬
‫"البراهين اليقينية املضيقة واألدلة الظنية املوسعة"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫"التجريد النظري والتسديد العملي"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫ممدوحا مقبوال"‪.‬‬ ‫"تشويش وإفساد يكون مذموما مردودا‪ ...‬وتضمين يكون‬ ‫‪‬‬
‫"ال يكون شكه تحكما وال تشهيا‪ ،‬بل يكون تبينا وتحققا"‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ولم يقف طه عند حدود املعايير واآلليات التداولية في صياغة املصطلح‪ ،‬بل مزجها بآليات بالغية أخرى ذات طابع داللي‬
‫وتداولي في الوقت نفسه‪ ،‬مثل آلية املجاز؛ فاملجاز بما هو إخراج اللفظ من معناه األصلي إلى آخر‪ ،‬ملناسبة ما‪ ،‬هو الشق‬
‫التداولي األساس في إنشاء اإلشارة‪ ،55‬أي الجزء الثاني من املفهوم‪ .‬إال أن الداللة املجازية املتضمنة في اإلشارة ال تحتفظ‬
‫بحمولتها املقابلة للداللة الحقيقية في الدرس الداللي البالغي‪ .56‬فاملجاز آلية تداولية عند وضع املصطلح وأداة من أدوات‬
‫أيضا من خواص الخطاب‬ ‫التوليد اللغوي‪ ،‬كما أنه داللة مضمرة في املفهوم عند تلقيه يتوجب كشفها ومراعاتها‪ .‬وهو ً‬
‫الطبيعي ومكوناته االستعارية؛ إذ إن كل خطاب طبيعي إال وتالزم فيه معنيان أحدهما حقيقي واآلخر مجازي‪ ،‬أو تعاندا‪!57‬‬

‫ومن املصطلحات التي تجسد اشتغال آلية املجاز في الصناعة االصطالحية‪ ،‬بناء على املشابهة القياسية بين اللفظ‬
‫في أصل الوضع وبين املدلول الجديد للمصطلح‪ ،‬يمكن التمثيل بمصطلحات‪" :‬التأثيل"‪ ،58‬و"املالبسة"‪ ،59‬و"التقليب"‪،60‬‬
‫و"التحجر"‪.61‬‬
‫‪ -55‬عبد الرحمن‪ ،‬فقه الفلسفة ‪ ،2‬ص‪ .73‬يستعمل طه عبد الرحمن (املجاز) في مشروعه العلمي من منظور تداولي‪ ،‬أما الخطاب البالغي القديم‬
‫فقد استعمله من منظور داللي وحسب؛ فعبد القاهر الجرجاني‪ ،‬مثال‪ ،‬يعتبر املجاز وسيلة للتجوز في ذات الكلمة وفي اللفظ نفسه‪ .‬فاملجاز يتيح‬
‫الفرصة‪ ،‬في هذه الحالة‪ ،‬لالنتقال من معنى اللفظ األصلي‪ ،‬إلى معنى ردف له أو شبيه‪ .‬وقد يكون املجاز تجوزا في حكم يجرى على الكلمة فقط‪،‬‬
‫وتكون الكلمة متروكة على ظاهرها‪ ،‬ويكون معناها مقصودا في نفسه ومرادا‪ .‬ينظر‪ :‬عبد القاهر الجرجاني‪ ،‬دالئل اإلعجاز‪ ،‬قرأه وعلق عليه محمد‬
‫محمود شاكر‪ ،‬ط‪( 5‬القاهرة‪ :‬مكتبة الخانجي‪ ،)2004 ،‬ص‪.293‬‬
‫‪ -56‬استفاد طه عبد الرحمن من املنطق‪ ،‬على مستوى األدوات واملفاهيم واملصطلحات واملقوالت‪ ،‬وكذا على مستوى املبادئ النظرية التي تستند إليها‬
‫تلك املفاهيم؛ مثل‪ :‬مفهوم (الخبر)‪ ،‬و(مبدأ الفائدة) الذي ارتبط به‪ ،‬ومفهوما (الصدق)‪ ،‬و(الكذب)‪ ،‬ومبدأ (مطابقة الحكم للواقع‪ /‬أو عدم‬
‫مطابقته له) الذي يستندان إليه‪ ،‬ومفهوم (املقولة) وارتباطه بمبدأ (ترتيب األجناس)‪ ،‬ومفهوما (الحقيقة) و(املجاز) وارتكازهما على مبدأ (اللزوم)‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬طه عبد الرحمن‪" ،‬االستعارة بين حساب املنطق ونظرية الحجاج"‪ ،‬املناظرة‪ ،‬املغرب‪ ،‬ع‪ ،)1991( 4‬ص‪.71-53‬‬
‫‪ -57‬عبد الرحمن‪ ،‬في أصول الحوار‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫‪ -58‬عبد الرحمن‪ ،‬فقه الفلسفة ‪ ،2‬ص‪.131‬‬
‫ً‬
‫‪ -59‬مشتقة من اللباس‪ ،‬وتدل على "النظر العملي الحي" ملا تصبح التجربة الروحية واألخالقية لباسا للمجرب‪ .‬ينظر‪ :‬عبد الرحمن‪ ،‬العمل الديني‪،‬‬
‫ص‪.126-125‬‬
‫‪ -60‬عبد الرحمن‪ ،‬تجديد املنهج‪ ،‬ص‪.151‬‬
‫‪ -61‬اشتقه طه من الحجر‪ ،‬ويدل عنده على الخلو من األحوال الباطنية التي تبعث في اإلنسان روح تجديد النظر في النصوص‪ ،‬فيصاب بالجمود‬

‫مجلة تجسير‪ ،‬املجلد الخامس‪ ،‬العدد ‪ ،2023 ،1‬تصدر عن مركز ابن خلدون للعلوم اإلنسانية واالجتماعية وتنشرها دار نشر جامعة قطر‬ ‫‪56‬‬
‫واستفاد طه أيضا في صناعة املصطلح مما أسماه بـ "التأثيل االشتقاقي"‪ ،‬واالستناد في بيان مدلول املفهوم االصطالحي‬
‫إلى املضمرات الالزمة عن صيغته الصرفية‪ .‬وقد استثمر طه آلية التشقيق في نقد املصطلح الفلسفي في نصوص الفارابي‬
‫وابن سينا وابن رشد لخروجها عن مقتضيات هذه اآللية؛ كمصطلح "املوجود"‪ ،62‬و"امللك"‪.63‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫"الف ْعالنية" الذي صاغ على‬
‫وقد أحيا طه صيغا جديدة على مقت�ضى آلية التشقيق‪ ،‬مما يتيحه الصرف العربي‪ ،‬كوزن ِ‬
‫"الفعالنية" الذي صاغ على منواله مصطلح َّ‬ ‫‪ 64‬ن َ‬
‫"النظرانية"‪ ،65‬ووزن "املفاعلة" الذي‬ ‫منواله مصطلح "الفكرانية" ‪ ،‬ووز‬
‫صاغ على منواله مصطلحات عديدة‪ ،‬كـ"املقابلة" و"املالبسة" و"املالمسة" و"املباطنة" ‪ ،‬وصيغة "مفعول" الذي صاغ على‬
‫‪66‬‬

‫منواله على سبيل املثال مصطلحات "مأصول" و"منقول"‪ ،67‬ووزن "االفتعال" الذي صاغ على منواله مصطلحات كثيرة‪،‬‬
‫كـاالختيار" و"االئتمار" و"االعتبار" و"االتساع" و"االنتفاع" و"االتباع" و"االنتظام" و"االنتساق"‪ ،68‬ووزن "االستفعال" الذي‬
‫صاغ على منواله مصطلحات "االستعمال" و"االستكمال" و"االستيقان" و"االستضمار"‪.69‬‬

‫لقد استفاد طه إذن مما تتيحه آلية التشقيق في الصناعة االصطالحية من إبداع مصطلحات جديدة عبر إحياء صيغ‬
‫أصيلة‪ ،‬ومن ثمة ربط املفاهيم بصيغها وأوزانها‪ ،‬مما يؤكد أن بروز هذا النوع من التجديد االصطالحي في مشروع طه‪،‬‬
‫ً‬
‫ليس شذوذا في الكتابة وال خروجا عن مقتضيات التعبير بقدر ما هو إحياء لتراث أصيل في التفكير والتعبير‪ ،‬وتجاوز للقلق‬
‫االشتقاقي الذي َّ‬
‫مس املصطلح العربي‪.‬‬

‫واالنغالق على الظواهر واألشكال‪ .‬ينظر‪ :‬عبد الرحمن‪ ،‬العمل الديني‪ ،‬ص‪.214‬‬
‫‪ -62‬عبد الرحمن‪ ،‬فقه الفلسفة ‪ ،2‬ص‪.274-273 ،147‬‬
‫‪ -63‬طه عبد لرحمن‪ ،‬تجديد املنهج‪ ،‬ص‪.335-334‬‬
‫‪ -64‬نفسه‪ ،‬ص‪ ،25-24‬هامش رقم ‪ ،1‬وقد تطورت الصيغة الصرفية للمصطلح عند طه لتصبح "فكرانية" بعدما كانت "فكرية" وحسب‪ ،‬أي‬
‫"الفعالنية" من املصادر الصناعية التي يتيح الصرف العربي صوغها للداللة‬ ‫إيديولوجيا‪ .‬ينظر‪ :‬عبد الرحمن‪ ،‬العمل الديني‪ ،‬ص‪ .120‬وصيغة ِ‬
‫على املعاني املجردة مثل روحانية وإنسانية‪ .‬وتعتبر هذه الطريقة أعلى طرق االصطالح عند الفالسفة القدماء‪ .‬ينظر‪ :‬عزام‪" ،‬اإلبداع االصطالحي"‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ -65‬ومصطلح "النظرانية" مشتق من مادة [ن‪ ،‬ظ‪ ،‬ر]‪ ،‬على وزن "الفعالنية"‪ ،‬وهي مصدر صناعي‪ .‬والنظرانية هي الفصل بين الحوار والصواب‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬تجديد املنهج‪ ،‬ص‪ .39‬واستعمل طه االشتقاق من هذه الصيغة منذ كتبه األولى‪ ،‬كما نجد في مصطلح "الصمدانية" أو العالم‬
‫"الصمداني" ينظر‪ :‬عبد الرحمن‪ ،‬العمل الديني‪ ،‬ص‪ ،5‬ونجد كذلك "القوالنية"‪ .‬ينظر‪ :‬عبد الرحمن‪ ،‬سؤال األخالق‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫‪ -66‬وتقت�ضي هذه الصيغة وجود طرفين؛ فـ"املالمسة" مثال تقت�ضي االحتكاك بامللموس بين النظر والعمل‪ ،‬و"املباطنة" ارتباط الجوارح باألعمال‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬العمل الديني‪ ،‬ص‪ .126-125‬وقد رصد طه هذه الصيغة التفاعلية واملناسبة للتعبير عن تبادل العالقات بين أهل االجتماع في نص‬
‫ابن خلدون‪ ،‬للتأكيد على تداوليتها وانتشارها في النص الثقافي العربي‪ .‬ينظر‪ :‬عبد الرحمن‪ ،‬اللسان وامليزان‪ ،‬ص‪.399‬‬
‫دورانا في مشروع طه؛ إذ يقوم مصطلح "مأصول" بوظيفة مزدوجة؛ فهو ممارسة عملية لوصل املنقول‬ ‫‪ -67‬وهذان املصطلحان من املصطلحات األكثر ً‬
‫من املفاهيم األجنبية باألصول اللغوية العربية‪ ،‬من خالل عمليات تحويلية مخصوصة سبق الحديث عن بعضها‪ ،‬حتى يستفيد املصطلح من‬
‫ً‬
‫الحموالت الداللية اللغوية وقيمتها التداولية‪ .‬وعلى هذا األساس جعل طه التقريب إنما هو جعل املنقول مأصواًل‪.‬‬
‫‪ -68‬وهذه املصطلحات اشتقت جميعها من صيغة "االفتعال" التي تجيء عادة للمطاوعة‪ .‬ينظر‪ :‬أبو البقاء محب الدين عبد هللا بن الحسين العكبري‪،‬‬
‫اللباب في علل البناء واإلعراب‪ ،‬تحقيق غازي مختار طليمات‪ ،‬ط‪( 1‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪ ،)1995 ،‬مج‪ ،2‬ص‪260‬؛ مج ‪ ،4‬ص‪ .263‬وتأتي أهمية فعل‬
‫املطاوعة عند طه من كونه فعال انعكاسيا‪ ،‬أي يتعلق بما يحدث داخل الذات‪ .‬ينظر‪ :‬عبد الرحمن‪ ،‬سؤال األخالق‪ ،‬ص‪ ،117‬وينظر ً‬
‫أيضا تفسير‬
‫أيضا‪ :‬طه عبد الرحمن‪" ،‬البنية القيمية للنظر في اللغة والفكر‬‫مخصوص لفعل االنعكاس في‪ :‬عبد الرحمن‪ ،‬فقه الفلسفة ‪ ،1‬ص‪235‬؛ وينظر ً‬
‫عند األستاذ عبد الكريم غالب"‪ ،‬العلم الثقافي‪ ،‬ملحق ثقافي يصدر عن جريدة العلم املغربية‪ ،‬ع‪( 4‬مارس ‪.)1994‬‬
‫‪ -69‬وصيغة "االستفعال" تفيد الطلب‪ .‬ينظر‪ :‬العكبري‪ ،‬اللباب في علل البناء واإلعراب‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .277‬وقد يأتي املصطلح داال على معنى مخصوص‪،‬‬
‫كما في "االستضمار" الذي يفيد الدخول في باطن العمل وتحقيق األوصاف القلبية لألخالق‪ ،‬والترقي في مراتبها املتفاوتة ينظـر‪ :‬عبد الرحمن‪،‬‬
‫تجديد املنهج‪ ،‬ص‪.414‬‬

‫‪57‬‬ ‫مجلة تجسير‪ ،‬املجلد الخامس‪ ،‬العدد ‪ ،2023 ،1‬تصدر عن مركز ابن خلدون للعلوم اإلنسانية واالجتماعية وتنشرها دار نشر جامعة قطر‬
‫واستثمر طه أيضا التفريق كآلية داللية وبالغية للتمييز بين املصطلحات املشتركة في مادة لغوية واحدة‪ ،‬وإفراد كل‬
‫لفظ بمدلول اصطالحي خاص‪ ،‬مثل التمييز بين‪:‬‬
‫"التحقيق" و"التحقق"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫"التجريب" و"التجرب"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫"التقريب" و"املقاربة" و"التقرب"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫"التخليق" و"التخلق"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫"التوحيد" و"التوحد"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫"الفهم" و"االنفهام" و"االستفهام" و"اإلفهام" و"املفهوم"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫"القيام" و"اإلقامة" و"القومة"‪.‬‬
‫"النظم" و"النظام" و"االنتظام" و"التنظيم"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫"الحوار" و"املحاورة" و"التحاور"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫"الحجة" و"الحجاج" و"التحاج"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫"الفكر" و"االفتكار" و"التفكر"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫"البصر" و"التبصر" و"االستبصار"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وقد الحظ طه استعمال هذه اآللية بشكل مكثف عند ابن رشد؛ حيث صرف األلفاظ عن مدلوالتها التي وضعها لها‬
‫املتكلمون إلى مدلوالت مخصوصة من وضع املتفلسفة‪ .70‬وأقر طه شرعية هذه اآللية االصطالحية للتعبير عن ضروب‬
‫مختلفة من االنشغاالت واالستشكاالت‪.71‬‬
‫وسيكون من نافلة القول اإلشارة إلى أن املقابلة‪ ،‬بوصفها آلية داللية وتداولية ومنطقية‪ ،‬هي األكثر تحركا في مدونة‬
‫طه‪ ،‬ولكن إشارتنا لها هنا سيكون من جهة الصناعة االصطالحية‪ .‬فاملقابلة عند طه تفيد املواجهة أو املالقاة بالوجه بين‬
‫املصطلحين‪ ،‬موافقة أو مخالفة‪ .72‬فصناعة املصطلح من جهة املقابلة بمعنى املوافقة‪ ،‬تتمثل في إيراد املصطلح داخل‬
‫حقله املفاهيمي‪ ،‬أي ذكره مع ألفاظ توافقه أو تخالفه دالليا‪ ،‬وهي الصورة املعجمية للمقابلة؛ كمقابلة "الحكمة" بألفاظ‬
‫"العقل" و"الحجا" و"اللب" و"النهى" و"القلب"‪ ،‬ومن خالل املقابلة بين التقابالت املعجمية املوافقة واملخالفة يمكن تحديد‬
‫املعنى اللغوي الدقيق للمصطلح املراد‪.‬‬
‫كما تتخذ املقابلة صورة تركيبية من خالل الجمع بين املصطلح املنقول ولفظ أو ألفاظ تكون أقرب منه إلى التداول‬
‫اإلسالمي‪ ،‬سواء كانت أمثاال أو أضدادا‪ ،‬مثل "الشهوة والهوى"‪ ،‬أو "الشجاعة والحلم"‪...‬وبفضل هذا التركيب التقابلي‬
‫تتوثق العالقات بين املعاني اللغوية واالصطالحية‪ ،‬وتتفتق عن إمكانات في الداللة وكذا في االستدالل‪ ،73‬وهذا ما يطور‬
‫مضامين املعرفة سواء من جهة التباين أو من جهة التداخل‪.74‬‬

‫عبد الرحمن‪ ،‬تجديد املنهج‪ ،‬ص‪.192‬‬ ‫‪-70‬‬


‫عبد الرحمن‪ ،‬سؤال األخالق‪ ،‬ص‪.17‬‬ ‫‪-71‬‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬فقه الفلسفة ‪ ،2‬ص‪247‬؛ ً‬
‫وأيضا‪ :‬اللسان وامليزان‪ ،‬ص‪.118‬‬ ‫‪-72‬‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬تجديد املنهج‪ ،‬ص‪.395-394‬‬ ‫‪-73‬‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬اللسان وامليزان‪ ،‬ص‪.169‬‬ ‫‪-74‬‬

‫مجلة تجسير‪ ،‬املجلد الخامس‪ ،‬العدد ‪ ،2023 ،1‬تصدر عن مركز ابن خلدون للعلوم اإلنسانية واالجتماعية وتنشرها دار نشر جامعة قطر‬ ‫‪58‬‬
‫وقد برزت الصورة املعجمية للمصطلحات من خالل املقابلة بمعنى املخالفة في أماكن كثيرة من مدونة طه‪ ،‬فنجد‬
‫"التحصيل" و"التأصيل"‪ ،‬و"التقريب" و"التبعيد"‪ ،‬و"التهوين" و"التهويل"‪...‬كما برزت إلى جانبها صور تركيبية ملصطلحات‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ذات جذر اشتقاقي متماثل‪ ،‬مع اختالف في الصوائت‪ ،‬مثل املقابلة بين "الخلق" (بضم الخاء)‪ ،‬و"الخلق" (بفتح الخاء)‪.‬‬
‫لقد وجد طه إذن في املقابلة آلية فعالة للصناعة االصطالحية‪ ،‬كما أنها تمتلك كفايات تأثيرية وتوجيهية ملا تثيره‬
‫املفاهيم في ذهن املتلقي من خالل التقابالت التي تزيد من ثرائها البنية التقابلية للغة العربية مما تجسده أبواب الترادف‬
‫واملشترك اللفظي والتضاد‪ ...75‬فاملقابلة تحيط باللفظ من جميع جوانبه كما تؤثر في املعرفة بجميع أشكالها‪ .‬واملصطلح‬
‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫بنظر طه يكون‬
‫وإنتاجيا ما كان واضعه آخذا بالبناء التقابلي لكل من اللغة والفكر‪ ،‬وكان استثماره آخذا بكل من‬ ‫إبداعيا‬
‫التعريف التقابلي والتعليل االشتقاقي واللغوي‪ .76‬وبذلك يقوم املصطلح بوظيفته التداولية‪ ،‬التغييرية والتوجيهية‪ ،‬وإنهاض‬
‫همة املتلقي إلى التوسل بهذا املصطلح في تفكيره وسلوكه‪.‬‬
‫ومن التقنيات االصطالحية التي ميزت طه أيضا‪ ،‬وال ترقى بنظرنا إلى مستوى اآللية االصطالحية ما يمكن تسميته‬
‫"الجمع على املؤنث"؛ ك ــ"التداوليات"‪ ،‬و"التراثيات"‪ ،‬و"الفلسفيات"‪ ،‬و"املنطقيات"‪ ،‬و"الترجميات"‪ ،‬و"الرشديات"‪،‬‬
‫و"الصوفيات"‪ ،‬و"األصوليات"‪ ،‬و"التأثيليات"‪ ،‬و"العومليات"‪ ،‬و"الغربيات"‪ ،‬و"التأويليات"‪ ،‬و"الطبيعيات"‪ ،‬و"األخالقيات"‪،‬‬
‫ويدل أغلب هذه املصطلحات على أنواع املعارف والعلوم‪ ،‬والتي ترد في اللغات األجنبية عادة على صيغة‬ ‫و"السياسيات"‪ّ ...‬‬
‫املفرد‪ .‬ويرجع هذا االختيار التقني عند طه إلى ما تعرفه هذه املعارف من تعدد في املذاهب‪ ،‬واملفاهيم‪ ،‬والنظريات‪ ،‬واملناهج‪.‬‬
‫كما ال يمكن فصل هذه التقنية عن تصور طه القائم على التكوثر والتعدد‪ ،‬كما جسدته نظريته في التكوثر العقلي‪.77‬‬
‫صحح طه مسار االصطالح العربي وجدد مداره‪ ،‬ليس في املمارسة الفلسفية وحسب‪ ،‬ولكن في‬ ‫ويظهر في األخير كيف َّ‬
‫مجاالت اإلبداع العربي ككل‪ ،‬موصولة بمقتضيات التداول األصلي‪ .‬وقد كان اعتماده ً‬
‫كثيرا على اآلليات اللغوية والبالغية‬
‫املأصولة‪ ،‬ومما تتيحه اإلمكانات اللسانية العربية‪ ،‬أو بما تسمح به مقتضيات التقريب االصطالحي ً‬
‫أيضا‪.‬‬
‫ويبقى تنزيل املدلول االصطالحي على املدلول اللغوي األصلي هو حجر الزاوية في نظرية طه االصطالحية؛ ذلك أن‬
‫مصطلح تتداخل في تشكيلها القيمة الداللية للوحدة املعجمية‪ ،‬كما تتوجه‬
‫ٍ‬ ‫القيمة الداللية الجديدة التي يكتسيها أي‬

‫‪ -75‬قد اعتبر باب املشترك اللفظي أو االصطالحي من مكونات الطابع التقابلي في اللغة العربية‪ ،‬من جهة املوافقة‪ ،‬مع أن ً‬
‫كثيرا من الدراسات املصطلحية‬
‫التقليدية ما زالت تعتبر هذا املكون عنصر إعاقة ولبس في التواصل العلمي واالجتماعي‪ ،‬ملا يسببه مما يسمى ب ـ "االصطراع االصطالحي"؛ أي تسابق‬
‫األلفاظ وتنافس املصطلحات على الدالالت‪ .‬ينظر‪ :‬أحمد املطيلي‪" ،‬املعجم العربي لعلم النفس املر�ضي‪ :‬دراسة نقدية"‪ ،‬في عز الدين البوشيخي‬
‫ومحمد الوادي‪ ،‬قضايا املصطلح في اآلداب والعلوم اإلنسانية (املغرب‪ :‬معهد الدراسات املصطلحية‪ ،)2000 ،‬ج‪ ،2‬ص‪172‬؛ عزام‪ ،‬املصطلح‬
‫الصوفي‪ ،‬ص‪196 ،138 ،124‬؛ أحمد أبو زيد‪" ،‬التضخم والتضارب في املصطلح البالغي"‪ ،‬املناظرة‪ ،‬ع‪ ،)1993( 6‬ص‪ .48-43‬وتنظر دراسة‬
‫مفصلة حول الترادف واالشتراك والتضاد في‪ :‬العيا�شي السنوني‪" ،‬املتباين واملترادف واملشترك واملتضاد من خالل شرحي املرزوقي واألعلم على‬
‫حماسة أبي تمام"‪ ،‬في‪ :‬الدراسة املصطلحية والعلوم اإلسالمية (املغرب‪ :‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بفاس‪ ،)1993 ،‬ج‪ ،1‬ص‪250-189‬؛‬
‫زكريا أرسالن‪ ،‬املصطلح اللساني عند عبد القاهرالجرجاني‪ ،‬رسالة ماجستير (الرباط‪ :‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫‪ ،)1994-1993‬ص‪.91‬‬
‫‪ -76‬ينظر‪ :‬عبد الرحمن‪ ،‬فقه الفلسفة ‪ ،2‬ص‪274‬؛ فقه الفلسفة ‪ ،1‬ص‪.424 ،398 ،397 ،395‬‬
‫‪ -77‬اختار طه مصطلح التكوثر لتفرده على غيره من األلفاظ املنتمية إلى حقله الداللي‪ ،‬بإفادة معنى (التكثير النافع)‪ .‬أما األلفاظ األخرى فقد تفيد‬
‫(التكثير الضار)‪ .‬عندها يكون (التكوثر) فيما ينفع وحسب‪ ،‬وال تكوثر فيما يضر‪ .‬والعقل املتكوثر هو الذي يبقى على التقلب والتشعب‪ً ،‬‬
‫طالبا‬
‫لخير العاقل في اآلجل والعاجل‪ .‬وقد حدد طه غرضا فلسفيا محددا لنظريته في التكوثر العقلي هو‪" :‬وجدان الكثرة املمكنة تحت الوحدة الظاهرة‪".‬‬
‫فيكون األصل في العقل هو الكثرة وليس القلة‪ ،‬والتعدد وليس الوحدة‪ ،‬كما غلب على التقليد الفلسفي وكذا في وعي الناس‪ .‬وعليه يتميز العقل‬
‫النافع بالتكوثر والعقل الضار بالتقلل‪ ،‬ويكون العقل عقول شتى‪ ،‬ال باإلضافة إلى األفراد املختلفين‪ ،‬أو إلى الطوائف الكثيرة‪ ،‬أو إلى األقوام‬
‫املختلفة‪ ،‬وإنما باإلضافة إلى الفرد الواحد‪ ،‬فيكون إيقاع اسم واحد عليها ضربا من اإلجمال الذي ال بد له من تفصيل‪ ،‬أو ضربا من املجاز الذي ال‬
‫بد له من تأويل‪ .‬ينظر‪ :‬عبد الرحمن‪ ،‬اللسان وامليزان‪ ،‬ص‪.405‬‬

‫‪59‬‬ ‫مجلة تجسير‪ ،‬املجلد الخامس‪ ،‬العدد ‪ ،2023 ،1‬تصدر عن مركز ابن خلدون للعلوم اإلنسانية واالجتماعية وتنشرها دار نشر جامعة قطر‬
‫ً‬
‫واستثمارا‪ ،‬ويساعد في إبداع‬ ‫واصطالحيا‪ .‬وهذا ما يرفع القلق عن املصطلح اختر ً‬
‫اعا‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وعرفيا‬ ‫بأصل الوضع اللغوي معجميا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫معان فلسفية جديدة وتطوير مفاهيم أخالقية أصيلة‪ ،‬توسيعا وتعميقا‪ .‬وقد أغفلت الدراسات املصطلحية هذا إال من‬ ‫ٍ‬
‫إشارات باهتة في سياق دراسات متخصصة لكنها عقيمة ومكرورة‪ ،‬تفتقد‪ ،‬بنظرنا‪ ،‬العمق الفلسفي والتأملي‪ ،‬والتأسيس‬
‫النظري العلمي والعملي العميقين‪.78‬‬
‫لقد أخلصت نظرية طه االصطالحية في التعبير عن البنية التصورية للمجموعة اللغوية العربية داخل مجالها التداولي‬
‫الذي تفاعلت فيه كل املعارف‪ ،‬وتداخلت في بناء نسقه وتشييد معماره‪.‬‬
‫وليس تأثيل املفاهيم وصناعة املصطلحات في مدونة طه‪ ،‬عمليات نظرية مجردة‪ ،‬أو تقنية وحسب‪ ،‬بل تجسد ً‬
‫موقفا‬
‫وجوديا وحالة تعبد قصوى‪ ،‬مما يعكس حالة توتر روحية وتدفق إيماني يشعان من مفاهيم طه ومصطلحاته بأبعادها‬ ‫ًّ‬
‫الفلسفية واألخالقية واللغوية واالجتماعية‪ ،‬بما يعبر عن االرتقاء في مراتب األحوال املتنوعة واملذاقات الوجدانية التي‬
‫تتوالد في باطن طه الفيلسوف واألخالقي‪ ،‬في تداخل مثمر بين عتاد علمي صارم ومتعدد الحقول‪ ،‬وبين فلسفة أخالقية‬
‫متأصلة‪ ،‬بما يفجر طاقات العربية وإمكاناتها لتليق بوظيفة اإلنهاض ومهمة اإلبداع‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫خلص البحث إلى أن منهجية االصطالح في مدونة طه عبد الرحمن تقوم على (آلية الوضع) و(آلية االستثمار)‪ .‬وتعبر‬
‫اآلليتان عن الترابط الوثيق بين املصطلحات واملفاهيم؛ من حيث تعليالتها املعرفية ومستنداتها التصورية؛ ومن حيث‬
‫أفقها األخالقي العملي؛ لذلك اهتم طه بالفروق املصطلحية و(املفهوماتية)‪ .‬كما خلص البحث إلى أن طه كان صاحب تقنية‬
‫خاصة في االصطالح‪ ،‬وهو يراها من مستلزمات الفيلسوف املبدع الذي يرمي إلى تأسيس تصور فلسفي وفكري مستقل‪.‬‬
‫وقد عمل البحث على تقديم إحاطة شاملة بمعايير عمل طه االصطالحي وبآلياته‪ ،‬وبتقنياته‪ .‬ووقف على مستوى‬
‫االقتدار االصطالحي لطه عبد الرحمن؛ من حيث إنشاء املفاهيم؛ ومن حيث استثمارها‪ ،‬في معالجة القضايا الفلسفية‬
‫والفكرية واألخالقية‪ ،‬من خالل الحفر في جذورها اللغوية ومستوياتها املنطقية‪.‬‬
‫مولعا بالوضع االصطالحي ً‬
‫تشهيا‪ ،‬ولكن من منطلق أن الصناعة االصطالحية املبدعة‬ ‫واستنتج البحث أن طه لم يكن ً‬
‫هي املدخل األساس لبناء خطاب فلسفي وفكري فيه قدر كبير من التحرر من تحيزات املصطلح الوافد على املجال التداولي‬
‫ً‬ ‫العربي اإلسالمي‪ً ،‬‬
‫قديما وحديثا‪ .‬لذلك وقف البحث على معايير التداول في الصناعة االصطالحية في مشروع طه العلمي؛ من‬
‫حيث القرب‪ ،‬واالنتساب‪ ،‬والتراكم‪ ،‬والتخلق‪ ،‬والتفعيل‪ ،‬وعلى معايير التداولية املدمجة؛ من حيث الفصاحة‪ ،‬واإلحكام‪،‬‬
‫واالنفهام‪ ،‬واالتصال‪ ،‬واالنتساق‪ ،‬والوزن الصرفي‪ .‬كما وقف على آليات التداول التي اعتمدها طه في إنشاء املصلح وفي‬
‫استثماره؛ وهي اآلليات‪ :‬األخالقية‪ ،‬واالحتقالية‪/‬التجسيرية‪ ،‬وآلية اإلبدال‪ ،‬والحذف‪ ،‬واإلضافة‪ ،‬والقلب‪ ،‬والتصفيف‪،‬‬
‫والفكرانية‪ ،‬وآلية التبليغ بمختلف أدواتها البالغية واإلجرائية؛ مثل‪ :‬الطباق‪ ،‬واملقابلة‪ ،‬واملجاز‪ ،‬والتشقيق‪ ،‬والتفريق‪،‬‬
‫وغيرها من التقنيات التي ال ترقى إلى مستوى (اآللية)؛ مثل‪ :‬الجمع على املؤنث‪ .‬وهي تقنيات صناعة اصطالحية ثقيلة ال‬
‫مفر من معرفتها ملن يريد استيعاب مشروع طه عبد الرحمن العلمي في مقاصده الفلسفية‪ ،‬وفي آفاقه املعرفية والفكرية‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ولقياس درجة اإلبداعية فيه‪ ،‬ومدى قدرته على تفسير مجموعة من مشكالتنا املعاصرة وتركيب حلول لها‪.‬‬

‫‪ -78‬من هذه الدراسات التي تضمنت اإلشارة إلى املناسبة بين املدلول االصطالحي واملدلول اللغوي في املصطلح‪ ،‬من دون تعمق‪ ،‬ينظر‪ :‬املنجي الكعبي‪" ،‬العربية‬
‫ومشكل الوضع واالصطالح"‪ ،‬في‪ :‬الدراسة املصطلحية والعلوم اإلسالمية (املغرب‪ :‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بفاس‪ ،)1993 ،‬ج‪ ،2‬ص‪.616‬‬

‫مجلة تجسير‪ ،‬املجلد الخامس‪ ،‬العدد ‪ ،2023 ،1‬تصدر عن مركز ابن خلدون للعلوم اإلنسانية واالجتماعية وتنشرها دار نشر جامعة قطر‬ ‫‪60‬‬
‫المراجع‬
‫ً‬
‫أواًل‪ :‬العربية‬
‫أبو زيد‪ ،‬أحمد‪" .‬التضخم والتضارب في املصطلح البالغي"‪ ،‬املناظرة‪ ،‬ع‪ ،)1993( 6‬ص‪.48-43‬‬
‫اإلدري�سي‪ ،‬عز الدين الكتاني‪" .‬بعض الوسائل املستعملة في توليد املصطلحات"‪ .‬في‪ :‬الدراسات املصطلحية والعلوم اإلسالمية‪ .‬املغرب‪ :‬كلية‬
‫اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬فاس‪.1993 ،‬‬
‫إرحيلة‪ ،‬عباس‪ .‬بين االئتمانية والدهرانية‪ :‬بين طه عبد الرحمن وعبد هللا العروي‪ .‬بيروت‪ :‬املؤسسة العربية للفكر واإلبداع‪ ،‬ط‪.2016 ،1‬‬
‫_______ فيلسوف في املواجهة‪ :‬قراءة في فكرطه عبد الرحمن‪ .‬الدار البيضاء‪ :‬املركز الثقافي العربي‪.2013 ،‬‬
‫أرسالن‪ ،‬زكريا‪ .‬املصطلح اللساني عند عبد القاهر الجرجاني‪ .‬رسالة ماجستير‪ .‬الرباط‪ :‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم‬
‫اإلنسانية‪.1994-1993 ،‬‬
‫األمراني‪ ،‬محمد‪" .‬اللسان والفاعليات املعرفية‪ ،‬من خالل التجربة الصوفية اإلسالمية"‪ .‬جريدة اإلشارة‪ ،‬ع‪( 7‬يونيو ‪.)2000‬‬
‫األنصاري‪ ،‬فريد‪ .‬املصطلح األصولي عند الشاطبي‪ .‬أطروحة دكتوراه في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ .‬الدار البيضاء‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب والعلوم اإلنسانية املحمدية‪.1999-1998 ،‬‬
‫البوشيخي‪ ،‬الشاهد‪" .‬مشروع املعجم التاريخي للمصطلحات العلمية"‪ .‬دراسات مصطلحية‪ ،‬ع‪ ،)2001( 1‬ص‪.102-81‬‬
‫الجرجاني‪ ،‬عبد القاهر‪ .‬دالئل اإلعجاز‪ .‬قرأه وعلق عليه محمد محمود شاكر‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة الخانجي‪ ،‬ط‪.2004 ،5‬‬
‫حرب‪ ،‬علي‪ .‬املاهية والعالقة‪ ،‬نحو منطق تحويلي‪ .‬بيروت‪ :‬املركز الثقافي العربي‪.2008 .‬‬
‫الحمزاوي‪ ،‬محمد رشاد "املصطلحية العربية املعاصرة‪ ،‬سبل تطويرها وتوحيدها"‪ .‬اللسان العربي‪ ،‬ع‪ ،)1995( 39‬ص‪.133-110‬‬
‫درهالست‪ ،‬هاري فان‪ ،‬ونورفال سميث‪ ،‬الفونولوجيا التوليدية الحديثة‪ .‬ترجمة مبارك حنون وأحمد العلوي‪ .‬املغرب‪ :‬منشورات دراسات‬
‫سال‪ ،‬ط‪.1992 ،1‬‬
‫سبيال‪ ،‬محمد‪" .‬متى يعود زمن اإلبداع الفلسفي؟"‪ .‬مدارات فلسفية‪ ،‬ع‪ ،)1998( 1‬ص‪.182-176‬‬
‫سمعانة‪ ،‬جواد حسني‪" .‬منهجية وضع املصطلح العربي وتجلياتها في املعجم املتخصص"‪ .‬في‪ :‬الدراسة املصطلحية والعلوم اإلسالمية‪ ،‬ج‪.1‬‬
‫املغرب‪ :‬مطبعة املعارف الجديدة‪.1996 ،‬‬
‫السنوني‪ ،‬العيا�شي‪" .‬املتباين واملترادف واملشترك واملتضاد من خالل شرحي املرزوقي واألعلم على حماسة أبي تمام"‪ .‬في‪ :‬الدراسة املصطلحية‬
‫والعلوم اإلسالمية‪ ،‬ج‪ .1‬املغرب‪ :‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية فاس‪.1993 .‬‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬طه‪" .‬االستعارة بين حساب املنطق ونظرية الحجاج"‪ .‬املناظرة‪ ،‬املغرب‪ ،‬ع‪ ،)1991( 4‬ص‪.71-53‬‬
‫_______ بؤس الدهرانية‪ ،‬النقد االئتماني لفصل األخالق عن الدين‪ .‬بيروت‪ :‬الشبكة العربية لألبحاث والنشر‪.2014 ،‬‬
‫_______ "البنية القيمية للنظر في اللغة والفكر عند األستاذ عبد الكريم غالب"‪ .‬العلم الثقافي ملحق ثقافي‪ ،‬جريدة العلم املغربية‪ ،‬ع‪( 4‬مارس‬
‫‪.)1994‬‬
‫_______ تجديد املنهج في تقويم التراث‪ .‬الدار البيضاء‪ :‬املركز الثقافي العربي‪.1994 ،‬‬
‫_______ حوارات من أجل املستقبل‪ .‬سلسلة كتاب الجيب‪ ،‬الكتاب رقم ‪ .13‬الرباط‪ :‬منشورات جريدة الزمن‪ ،‬أبريل‪.2000‬‬
‫_______ دين الحياء‪ ،‬من الفقه االئتماري إلى الفقه االئتماني‪ ،‬الكتاب ‪ ،3‬روح الحجاب‪ ،‬بيروت‪ :‬املؤسسة العربية للفكر واإلبداع‪.2017 ،‬‬

‫‪61‬‬ ‫مجلة تجسير‪ ،‬املجلد الخامس‪ ،‬العدد ‪ ،2023 ،1‬تصدر عن مركز ابن خلدون للعلوم اإلنسانية واالجتماعية وتنشرها دار نشر جامعة قطر‬
‫_______ روح الدين‪ ،‬من ضيق العلمانية إلى سعة االئتمانية‪ .‬الدار البيضاء‪ :‬املركز الثقافي العربي‪.2013 ،‬‬
‫_______ سؤال األخالق‪ ،‬مساهمة في النقد األخالقي للحداثة الغربية‪ .‬الدار البيضاء‪ :‬املركز الثقافي العربي‪ ،‬ط‪.1999 ،1‬‬
‫_______ العمل الديني وتجديد العقل‪ .‬الرباط‪ :‬شركة بابل للطباعة والنشر والتوزيع‪.1989 ،‬‬
‫_______ فقه الفلسفة ‪ ،1‬الفلسفة والترجمة‪ .‬الدار البيضاء‪ :‬املركز الثقافي العربي‪.1995 ،‬‬
‫_______ فقه الفلسفة ‪2‬ـ‪ ،‬القول الفلسفي‪ :‬كتاب املفهوم والتأثيل‪ .‬ط‪ ،1‬الدار البيضاء‪ :‬املركز الثقافي العربي‪.1999 ،‬‬
‫_______ في أصول الحواروتجديد علم الكالم‪ .‬بيروت‪ :‬املركز الثقافي العربي‪ ،‬ط‪.2000 ،2‬‬
‫_______ اللسان وامليزان أو التكوثرالعقلي‪ .‬ط‪ ،1‬الدار البيضاء‪ :‬املركز الثقافي العربي‪.1998 ،‬‬
‫_______ املفاهيم األخالقية بين االئتمانية والعلمانية‪ ،‬ج‪ :1‬املفاهيم االئتمانية‪ .‬الرباط‪ :‬دار األمان‪ ،‬الرباط‪.2021 ،‬‬
‫_______ املفاهيم األخالقية بين االئتمانية والعلمانية‪ ،‬ج‪ :2‬املفاهيم العلمانية‪ .‬الرباط‪ :‬دار األمان‪ ،‬الرباط‪2021 ،‬‬
‫عزام‪ ،‬محمد املصطفى‪" .‬اإلبداع االصطالحي عند الدكتور طه عبد الرحمن"‪ .‬جريدة اإلشارة‪ ،‬الرباط‪ ،‬ع‪.)2000( 4‬‬
‫_______ املصطلح الصوفي بين التجربة والتأويل‪ .‬املغرب‪ :‬مطبعة فيديبرانت‪ ،‬ط‪.2002 ،1‬‬
‫العكبري‪ ،‬أبو البقاء محب الدين عبد هللا بن الحسين‪ .‬اللباب في علل البناء واإلعراب‪ ،‬تحقيق غازي مختار طليمات‪ .‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪.1995‬‬
‫فنان‪ ،‬أمين‪".‬من قضايا توليد املصطلح"‪ .‬في‪ :‬قضايا املصطلح في اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬ج‪ .1‬املغرب‪ :‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية فاس‪.‬‬
‫‪.1993‬‬
‫فوضيل‪ ،‬مصطفى‪" .‬مفهوم الظلم في القرآن الكريم"‪ .‬في‪ :‬الدراسة املصطلحية والعلوم اإلسالمية‪ ،‬ج‪ .1‬املغرب‪ :‬مطبعة املعارف الجديدة‪،‬‬
‫‪.1996‬‬
‫القاسمي‪ ،‬علي‪" .‬علم املصطلح بين علم املنطق وعلم اللغة‪ :‬العناصر املنطقية والوجودية في علم املصطلح"‪ .‬اللسان العربي‪ ،‬ع‪.)1988( 30‬‬
‫ص‪.96-81‬‬
‫_______ "ملاذا أهمل املصطلح التراثي؟”‪ .‬املناظرة‪ ،‬ع‪ .)1993( 6‬ص‪.40-33‬‬
‫القرطاجني‪ ،‬حازم‪ .‬منهاج البلغاء وسراج األدباء‪ .‬تقديم وتحقيق محمد الحبيب ابن الخوجة‪ .‬بيروت‪ :‬مطبعة دار الغرب اإلسالمي‪.1981 ،‬‬
‫كروم‪ ،‬أحمد "التأليف االجتهادي‪ ،‬قراءة معرفية في اللسان وامليزان"‪ .‬الفكر اإلسالمي ملحق أسبوعي‪ ،‬جريدة العلم‪ ،‬املغرب )‪ 21‬مايو ‪.(1999‬‬
‫_______ "الداللة االشتقاقية من خالل املفهوم والتأثيل لدى طه عبد الرحمن"‪ .‬العلم الثقافي ملحق أسبوعي‪ ،‬جريدة العلم‪ ،‬املغرب‪ ،‬ع‪12‬‬
‫(ديسمبر ‪.)2000‬‬
‫الكعبي‪ ،‬املنجي‪" .‬العربية ومشكل الوضع واالصطالح"‪ .‬في‪ :‬الدراسة املصطلحية والعلوم اإلسالمية‪ ،‬ج‪ .2‬املغرب‪ :‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬
‫بفاس‪.1993 ،‬‬
‫كنوان‪ ،‬الحسين "أهمية الصيغ الصرفية في توحيد االستعمال االصطالحي والربط املعرفي بين العلوم"‪ .‬في‪ :‬قضايا املصطلح في اآلداب والعلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬ج‪ .1‬املغرب‪ :‬معهد الدراسات املصطلحية‪.2000 ،‬‬
‫النقاوري‪ ،‬إدريس‪" .‬مصطلحات علوم الشعر‪ ،‬الوزن مكونا إيقاعيا"‪ .‬في عز الدين البوشيخي‪ ،‬ومحمد الوادي‪ ،‬في قضايا املصطلح في اآلداب‬
‫والعلوم اإلنسانية‪ ،‬ج‪ ،2‬املغرب‪ :‬معهد الدراسات املصطلحية‪.2000 ،‬‬
‫ُهمام‪ ،‬محمد‪ ".‬معجم األخالق في مدونة طه عبد الرحمن‪ :‬مدخل منهجي لدراسة املفهوم األخالقي "‪ .‬تجسير‪ ،‬مج‪ ،4‬ع‪ ،)2022( 2‬ص‪.44-25‬‬

‫مجلة تجسير‪ ،‬املجلد الخامس‪ ،‬العدد ‪ ،2023 ،1‬تصدر عن مركز ابن خلدون للعلوم اإلنسانية واالجتماعية وتنشرها دار نشر جامعة قطر‬ ‫‪62‬‬
ً
‫ األجنبية‬:‫ثانيا‬
References:
ʻAbd al-Raḥmān, Ṭāhā. "al-binyah al-Qiyamīyah lil-naẓar fī al-lughah wa-al-fikr ʻinda al-Ustādh ʻAbd
al-Karīm Ghallāb", (in Arabic), al-ʻIlm al-Thaqāfī mulḥaq thaqāfī, Jarīdat al-ʻIlm al-Maghribīyah,
No4, (March 1994).
_______. "al-Istiʻārah bayna ḥisāb al-manṭiq wa-naẓarīyat al-Ḥajjāj", al-Munāẓarah, No4, al-Maghrib,
(1991), pp. 53-71.
_______. al-ʻamal al-dīnī wa-tajdīd al-ʻaql.(in Arabic), al-Rabāṭ: Sharikat Bābil lil-Ṭibāʻah wa-al-Nashr
wa-al-Tawzīʻ, 1989.
_______. al-mafāhīm al-akhlāqīyah bayna al-iʼtimānīyah wa-al-ʻalmānīyah, B1: al-mafāhīm al-
iʼtimānīyah. (in Arabic), al-Rabāṭ: Dār al-Amān, al-Rabāṭ, 2021.
_______. al-mafāhīm al-akhlāqīyah bayna al-iʼtimānīyah wa-al-ʻalmānīyah, B2: al-mafāhīm al-
ʻAlmānīyah. (in Arabic)al-Rabāṭ: Dār al-Amān, al-Rabāṭ, 2021.
_______. Buʼs aldhrānyh, al-naqd alāʼtmāny li-faṣl al-akhlāq ʻan al-Dīn. (in Arabic), Bayrūt: al-Shabakah
al-ʻArabīyah lil-Abḥāth wa-al-Nashr, 2014.
_______. dīn alḥyāʼ, min al-fiqh alāʼtmāry ilá al-fiqh alāʼtmāny, alktāb3, Rūḥ al-ḥijāb, (in Arabic), Bayrūt:
al-Muʼassasah al-ʻArabīyah lil-Fikr wa-al-ibdāʻ, 2017.
_______. fī uṣūl al-Ḥiwār wa-tajdīd ʻilm al-kalām. (in Arabic), Bayrūt: al-Markaz al-Thaqāfī al-ʻArabī,
2nd ed, 2000.
_______. fiqh al-falsafah 1, al-falsafah wa-al-Tarjamah, (in Arabic), al-Dār al-Bayḍāʼ: al-Markaz al-
Thaqāfī al-ʻArabī, 1995.
_______. fiqh al-falsafah 2 al-Qawl al-falsafī: Kitāb al-mafhūm wāltʼthyl. (in Arabic), 1st ed, al-Dār al-
Bayḍāʼ: al-Markaz al-Thaqāfī al-ʻArabī, 1999.
_______. ḥiwārāt min ajl al-mustaqbal. (in Arabic), Silsilat Kitāb al-jayb, al-Kitāb N13. Al-Rabāṭ:
Manshūrāt Jarīdat al-zaman, April 2000.
_______. Rūḥ al-Dīn, min ḍayyiq al-ʻAlmānīyah ilá sʻh al-iʼtimānīyah. (in Arabic), al-Dār al-Bayḍāʼ: al-
Markaz al-Thaqāfī al-ʻArabī, 2013.
_______. suʼāl al-akhlāq, musāhamah fī al-naqd al-akhlāqī lil-ḥadāthah al-Gharbīyah. (in Arabic), al-
Dār al-Bayḍāʼ: al-Markaz al-Thaqāfī al-ʻArabī, 1st ed, 1999.
_______. Tajdīd al-manhaj fī Taqwīm al-Turāth, (in Aarabic), al-Dār al-Bayḍāʼ: al-Markaz al-Thaqāfī al-
ʻArabī, 1994.
Abū Zayd, Aḥmad. "al-taḍakhkhum wāltḍārb fī al-muṣṭalaḥ al-balāghī”, (in Arabic), al-Munāẓarah,
No6, (1993), pp. 43-48.

63 ‫ تصدر عن مركز ابن خلدون للعلوم اإلنسانية واالجتماعية وتنشرها دار نشر جامعة قطر‬،2023 ،1 ‫ العدد‬،‫ املجلد الخامس‬،‫مجلة تجسير‬
Al-Amarānī, Muḥammad. "al-lisān wālfāʻlyāt al-maʻrifīyah, min khilāl al-tajribah al-Ṣūfīyah al-
Islāmīyah", (in Arabic), Jarīdat al-ishārah, No7, (June 2000).
Al-Anṣārī, Farīd. Al-muṣṭalaḥ al-uṣūlī ʻinda al-Shāṭibī, (in Arabic), uṭrūḥat duktūrāh fī al-Dirāsāt
al-Islāmīyah, Jāmiʻat al-Ḥasan al-Thānī. al-Dār al-Bayḍāʼ, Kullīyat al-Ādāb wa-al-ʻUlūm al-
Insānīyah al-Muḥammadīyah, 1998-1999.
Al-Būshaykhī, al-Shāhid. “Mashrūʻ al-Muʻjam al-tārīkhī lil-muṣṭalaḥāt al-ʻIlmīyah,” (in Arabic),
Dirāsāt muṣṭalaḥīyah, No1, (2001), pp. 81-102.
Al-Ḥamzāwī, Muḥammad Rashād “al-Muṣṭalaḥīyah al-ʻArabīyah al-muʻāṣirah, Subul taṭwīrihā wa-
tawḥīduhā”, (in Arabic), al-lisān al-ʻArabī, No 39, (1995), pp. 110-133.
Al-Idrīsī, ʻIzz al-Dīn al-Kattānī. “baʻḍ al-wasāʼil al-mustaʻmalah fī tawlīd al-muṣṭalaḥāt”, (in Arabic),
fī: al-Dirāsāt al-Muṣṭalaḥīyah wa-al-ʻUlūm al-Islāmīyah. al-Maghrib: Kullīyat al-Ādāb wa-al-
ʻUlūm al-Insānīyah Fās, 1993.
Al-Jurjānī, ʻAbd al-Qāhir. Dalāʼil al-iʻjāz, (in Arabic), qaraʼahu wa-ʻallaqa ʻalayhi Muḥammad Maḥmūd
Shākir. al-Qāhirah: Maktabat al-Khānjī, 5th ed, 2004.
Al-Kaʻbī, al-Munjī. "al-ʻArabīyah wa-mushkil al-waḍʻ wa-al-iṣṭilāḥ", (in Arabic), in: al-dirāsah al-
Muṣṭalaḥīyah wa-al-ʻUlūm al-Islāmīyah, B2. Al-Maghrib: Kullīyat al-Ādāb wa-al-ʻUlūm al-
Insānīyah bi-Fās, 1993.
Alnqāwry, Idrīs. "muṣṭalaḥāt ʻulūm al-shiʻr, al-wazn mkwnā iyqāʻyā," (in Arbic) in: ʻIzz al-Dīn al-
Būshaykhī, wa-Muḥammad al-Wādī, fī: Qaḍāyā al-muṣṭalaḥ fī al-Ādāb wa-al-ʻUlūm al-
Insānīyah, B2, Al-Maghrib: Maʻhad al-Dirāsāt al-Muṣṭalaḥīyah, 2000.
Al-Qarṭājannī, Ḥāzim. Minhāj al-bulaghāʼ wa-sirāj al-Udabāʼ, (in Arabic), present & edit Muḥammad
al-Ḥabīb Ibn al-Khūjah. Bayrūt: Maṭbaʻat Dār al-Gharb al-Islāmī, 1981.
Al-Qāsimī, ʻAlī. "ʻilm al-muṣṭalaḥ bayna ʻilm al-manṭiq wa-ʻilm al-lughah: al-ʻAnāṣir al-manṭiqīyah
wa-al-wujūdīyah fī ʻilm al-muṣṭalaḥ," (in Arabic), al-lisān al-ʻArabī, No30, (1988), pp. 81-96.
_______. "Li-mādhā ahmala al-muṣṭalaḥ al-turāthī? ", (in Arabic), al-Munāẓarah, No6, (1993), pp. 33-40.
Al-Sinnūnī, al-ʻAyyāshī. “almtbāyn wālmtrādf wālmshtrk wālmtḍād min khilāl sharḥay al-Marzūqī wa-
al-Aʻlam ʻalá Ḥamāsah Abī Tammām,” (in Arabic), fī: al-dirāsah al-Muṣṭalaḥīyah wa-al-ʻUlūm
al-Islāmīyah, B1. Al-Maghrib: Kullīyat al-Ādāb wa-al-ʻUlūm alʼnsānytbfās. 1993.
Al-ʻUkbarī, Abū al-Baqāʼ Muḥibb al-Dīn ʻAbd Allāh ibn al-Ḥusayn. Al-Lubāb fī ʻIlal al-bināʼ wa-al-
iʻrāb. (in Arabic), edit Ghāzī Mukhtār Ṭulaymāt. Dimshq: Dār al-Fikr, 1st ed, 1995.
Arslān, Zakarīyā. Al-muṣṭalaḥ al-lisānī ʻinda ʻAbd al-Qāhir al-Jurjānī, (in Arabic), Risālat mājistīr. Al-
Rabāṭ: Jāmiʻat Muḥammad al-khāmis, Kullīyat al-Ādāb wa-al-ʻUlūm al-Insānīyah, 1993-1994.
ʻAzzām, Muḥammad al-Muṣṭafá. "al-ibdāʻ al-iṣṭilāḥī ʻinda al-Duktūr Ṭāhā ʻAbd al-Raḥmān", (in
Aarabic), Jarīdat al-ishārah, No4, al-Rabāṭ, (2000).

‫ تصدر عن مركز ابن خلدون للعلوم اإلنسانية واالجتماعية وتنشرها دار نشر جامعة قطر‬،2023 ،1 ‫ العدد‬،‫ املجلد الخامس‬،‫مجلة تجسير‬ 64
_______. Al-muṣṭalaḥ al-Ṣūfī bayna al-tajribah wa-al-taʼwīl. (in Arabic), Al-Maghrib: Maṭbaʻat Fīdībrānt,
1st ed, 2002.
Drhālst, Hārī Fān & nwrfāl Smīth. al-fūnūlūjiyā al-tawlīdīyah al-ḥadīthah, (in Arabic), Trans: Mubārak
Ḥannūn wa-Aḥmad al-ʻAlawī. Al-Maghrib: Manshūrāt Dirāsāt Sālim, 1st ed, 1992.
Fannān, Amīn. “Min Qaḍāyā tawlīd al-muṣṭalaḥ”, in: Qaḍāyā al-muṣṭalaḥ fī al-Ādāb wa-al-ʻUlūm al-
Insānīyah,(inArabic) B 1. Al-Maghrib: Kullīyat al-Ādāb wa-al-ʻUlūm al-Insānīyah Fās. 1993.
Fūḍayl, Muṣṭafá. “Mafhūm al-ẓulm fī al-Qurʼān al-Karīm”, in: al-dirāsah al-Muṣṭalaḥīyah wa-al-ʻUlūm
al-Islāmīyah, (in Arabic), B1. Al-Maghrib: Maṭbaʻat al-Maʻārif al-Jadīdah, 1996.
Ḥarb, ʻAlī. Al-Māhiyah wa-al-ʻalāqah, Naḥwa Manṭiq taḥwīlī. (in Aarabic), Bayrūt: al-Markaz al-
Thaqāfī al-ʻArabī. 2008.
Houmam, Mohamed." The Lexicon of Ethics in ṬāhāʻAbd al-Raḥmān’s Blog: A Methodological
Introduction to study the Ethical Conception"(in Arabic), Tajseer, Vol4, N2, (2022).
Irḥylh, ʻAbbās. bayna al-iʼtimānīyah wāldhrānyh: bayna Ṭāhā ʻAbd al-Raḥmān wa-ʻAbd Allāh al-
ʻArawī. (in Arabic), Bayrūt: al-Muʼassasah al-ʻArabīyah lil-Fikr wa-al-ibdāʻ, 1st ed, 2016.
Irḥylh, ʻAbbās. faylasūf fī al-muwājahah: qirāʼah fī fikr Ṭāhā ʻAbd al-Raḥmān. (in Arabic), al-Dār al-
Bayḍāʼ: al-Markaz al-Thaqāfī al-ʻArabī, 2013.
Kanwān, al-Ḥusayn “Ahammīyat al-Ṣiyagh al-ṣarfīyah fī Tawḥīd al-istiʻmāl al-iṣṭilāḥī wa-al-rabṭ
al-maʻrifī bayna al-ʻUlūm”, (in Arabic), fī: Qaḍāyā al-muṣṭalaḥ fī al-Ādāb wa-al-ʻUlūm al-
Insānīyah, B1. Al-Maghrib: Maʻhad al-Dirāsāt al-Muṣṭalaḥīyah, 2000.
Karrūm, Aḥmad. “al-dalālah alāshtqāqyh min khilāl al-mafhūm wāltʼthyl ladá Ṭāhā ʻAbd al-Raḥmān”,
(in Arabic), al-ʻIlm al-Thaqāfī mulḥaq asbwʻy, Jarīdat al-ʻIlm, Al-Maghrib, No12, (December
2000).
_______. "al-Taʼlīf al-ijtihādī, qirāʼah maʻrifīyah fī al-lisān wa-al-mīzān", (in Arabic), al-Fikr al-Islāmī
mulḥaq asbwʻy, Jarīdat al-ʻIlm, Al-Maghrib, (21 May1999).
Sabīlā, Muḥammad. “Mattá yaʻūdu zaman al-ibdāʻ al-falsafī?” (in Arabic), Madārāt falsafīyah, No1,
(1998), pp. 176-182.
Smʻānh, Jawād Ḥusnī. “manhajīyah waḍʻ al-muṣṭalaḥ al-ʻArabī wa-tajalīyātuhā fī al-Muʻjam al-
Mutakhaṣṣiṣ”, (in Arabic), fī: al-dirāsah al-Muṣṭalaḥīyah wa-al-ʻUlūm al-Islāmīyah, B1. Al-
Maghrib: Maṭbaʻat al-Maʻārif al-Jadīdah, 1996.

65 ‫ تصدر عن مركز ابن خلدون للعلوم اإلنسانية واالجتماعية وتنشرها دار نشر جامعة قطر‬،2023 ،1 ‫ العدد‬،‫ املجلد الخامس‬،‫مجلة تجسير‬
© 2023. This work is published under
https://creativecommons.org/licenses/by-nc/4.0/ (the “License”).
Notwithstanding the ProQuest Terms and Conditions, you may use this
content in accordance with the terms of the License.

You might also like