You are on page 1of 9

‫التصميم هو تعبير عن (نظرية فلسفية) من خالل رأي أو مذهب أو أيديولوجية‪ ،‬و يكون نتاج للتمازج بين العلم و الفن‬

‫من خالل ملكات اإلنسان‪ :‬العقل و الوجدان والمال ‪.‬‬

‫وإذا ما ألقينا نظرة على تطور كل من العلم والتكنولوجيا المرتبطة باإلنتاج؛ نرى بوضوح أن العلم تطور أصال من الفن‪.‬‬
‫فالمعروف أن كل العلوم أصلها فنون؛ فعلم اإلدارة كان يطلق عليه في الماضى فن اإلدارة‪ ،‬وعلم التسويق كان يطلق عليه‬
‫فن التسويق‪ ..‬إلخ‪.‬‬

‫فبينما تطورت التكنولوجيا أصال من الحرفة؛ حيث مارس اإلنسان صنع األشياء التي يستخدمها بنفسه في مرحلة جمع‬
‫الطعام والصيد من مراحل تطور الجنس البشرى‪ .‬ثم إلى وجود الحرفي المتخصص في صنع تلك األشياء‪ ،‬وذلك عند‬
‫االنتقال من مرحلة جمع الطعام والصيد إلى مرحلة االستقرار والزراعة في تاريخ تطور البشرية‪ .‬حتى صارت تلك‬
‫األشياء تصنع اليوم من خالل مؤسسات إنتاجية وشركات صناعية تعتمد أساسا على التكنولوجيا المتقدمة في مجال اإلنتاج‬
‫والتصنيع‪.‬‬

‫ولما كان تصميم وإنتاج األشياء التي يستخدمها‪ F‬اإلنسان يتطلب كال من جانب الخبرة في وضع أفكار التصميم لتلك‬
‫األشياء؛ والمتمثلة في النظرية ‪ THEORY‬وجانب الخبرة في تحقيق وإبراز تلك األفكار إلى حيز الوجود؛ والمتمثلة في‬
‫الممارسة‪ F‬أو التطبيق ‪ PRACTICE‬؛ فقد أخذت العالقة بين كل من الجانبين عدة أشكال خالل التطور؛ فيما بين أوائل‬
‫القرن العشرين وحتى الخمسينات من هذا القرن‪ ،‬والتي تعتبر فترة التطور التي بدأ اإلنسان المعاصر يجنى ثمارها فيما‬
‫تنتجه له العقول والمصانع من أنواع المنتجات التي يستخدمها في كل جوانب حياته الخاصة والعامة‪.‬‬

‫وفي هذا المجال فالنظرية ‪ Theory‬تعنى خلفية المعرفة للنظريات العلمية المرتبطة بمجال التصميم سواء من نواحي‬
‫العلوم األساسية أو غيرها من العلوم التطبيقية؛ بينما الممارسة ‪ Practice‬ترتبط أساسا بتكنولوجيا اإلنتاج التي يجب أن‬
‫تنفذ المنتجات‪ ،‬ويتم ذلك عامه بواسطة أشخاص ليس لديهم عالقة بالعمل التصميمي‪ ،‬وذلك يعنى أن المصمم يجب أن‬
‫يكون لديه قدر كاف من المعرفة التكنولوجية الممكنة والمتوفرة للتصنيع‪ .‬وتلك المعرفة يجب أن تتضمن أساليب التشغيل‬
‫والتجميع والتشطيب للخامات المختلفة وخواص تلك الخامات خالل التصنيع واالستخدام وكذا أساليب التصنيع المتاحة أو‬
‫المتوقع استخدامها في المستقبل سواء داخل المصنع أو في أماكن أخرى‪ ،‬وكذا االستخدام االقتصادي لها‪.‬‬

‫ومن هذا المنطلق يمكن تعريف التصميم من حيث العالقة بين النظرية والممارسة‪ F‬في أى من أشكالها‪.‬‬

‫الفسفة ‪:‬‬

‫الفلسفة ليست علما حديثا؛ و لكنها علم مالزم لتاريخ البشرية؛ فاإلنسان البدائي كانت له فلسفته‪ .‬والفلسفة في أصلها اللغوي‬
‫كلمة يونانية قديمة مركبة من مقطعين هما (فيلو)؛ بمعني حب‪ ،‬و(سوفيا) بمعني حكمة؛‪ F‬لذلك فإن كلمة فيلوسوفيا تعني‬
‫لغويا‪ :‬حب الحكمة‪ F،‬و يكون الفيلسوف هو (محب الحكمة)‪.‬‬

‫و المقصود بالحكمة هنا؛ المعرفة العقلية الراقية‪ ،‬واإلدراك الكلي لحقائق الوجود‪ ،‬والتفكير التأملي الذي يتصدى للمشكالت‪F‬‬
‫الكبرى المعقدة في مختلف أمور الحياة‪ ،‬ويحسن تقسيرها‪ ،‬وحل أشكالها وحل إشكاالتها‪.‬‬

‫إن اإلنسان يمضي حياته كلها في تحصيل المعرفة والنظر العقلي ومعالجة مشكالت الوجود والحياة دون أن يبلغ الكمال‬
‫المنشود‪ ،‬إذ كيف يكون حكيما وهو لم يحقق بعد الحكمة‪ ،‬بل وإنه لن يستطيع تحقيقها إطالقا طوال حياته القصيرة الفانية‪.‬‬
‫إن الحكمة‪ F‬من صفات اإلله فقط دون اإلنسان أما اإلنسان فيحاول التشبه باإلله في كماله؛ لذلك استحسن فيثاغورث أن‬
‫نطلق على اإلنسان محب الحكمة‪.‬‬

‫و نحن حين نضيف اسم الفلسفة إلي أي جزء من أجزاء المعرفة؛ نقول مثال‪ :‬فلسفة التاريخ‪ ،‬فلسفة العلم‪ ،‬فلسفة الفن‪ ،‬فلسفة‬
‫التصميم‪ ،‬فلسفة السياسة؛ فإنما تعني البحث عن المبادئ األساسية الكامنة وراء مجموعة القواعد والقوانين الخاصة‬
‫بالموضوع الذي نتحدث عنه‪ ،‬و لكن يمكن لنا فقط تدعيم اعتقادنا في صحته بناءا علي الحكم التجريبي للخبرة‪.‬‬
‫وإذا كان أصل الفلسفة تجريبي؛ فإن اختبارها مرتبط بالهدف‪ ،‬والحلول التي تقود إليها يجب أن تكون خيرة‪ ،‬أي أن تكون‬
‫مفيدة‪ .‬ولكن الخير مصطلح نسبي يحتاج إلي تعريف محدد خاصة بالنسبة لكل حالة علي حدة‪ ،‬و لذلك يجب أن تتضمن‬
‫الفلسفة نظام تقييم يقود إلى و يسمح بتكوين معايير محددة للخيرية‪ ،‬وهذا العنصر التقييمي بالضرورة هو ميكانيزم تغذية‬
‫مرتدة يعمل لبيان مدي سالمة تطبيق المبادئ على الحالة المعنية‪ ،‬وتحديد أوجه القصور؛ حيث يمكن الوصول إلى تطبيق‬
‫محسن للمبادئ‪.‬‬

‫المباحث الرئيسية للفلسفة ‪:‬‬

‫ثالثة مباحث‪ F‬رئيسية هي ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪:‬‬

‫مبحث الوجود ومشكالتة ‪ Ontology‬؛ وهو مرتبط بما وراء الطبيعة ‪ Metaphysics‬و الوجود و ‪ Exsiccate‬و‬
‫الكينونة ‪ Being‬و طبيعة األشياء ‪ Nature of Things‬و هو يدرس الوجود عامة و في صورته الكلية ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬‬

‫مبحث المعرفة و مشكالته أو ‪ Epistemology‬و يرتبط باألسباب ‪ Reasosns‬و المسببات ‪ Causes‬و الدوافع‬
‫‪ Motives‬هو مرتبط بالمبحث السابق ألنه يدور حول إمكانية معرفة هذا الوجود و وسائل إدراكه و العلم به ‪ .‬أي أنه‬
‫يدرس المعرفة اإلنسانية العامة من حيث طبيعتها و هل يمكن أن تكون المعرفة كاملة و شاملة لكل حقائق الوجود أم هي‬
‫مقصورة علي ما يظهر فقط لنا من هذا الوجود دون الباطن الخفي فيه‪ .‬و هل نستطيع التوصل إلي حقائق يقينية ؟ أم أن‬
‫معارفنا قابلة للشك ؟ و يهتم هذا المبحث بدراسة المعرفة و الموازنة بين حواس العقل و الحدس مع بيان طبيعة كل منهما‬
‫و أيها أكثر دقة من غيرها‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪:‬‬

‫مبحث القيم و مشكالته‪ Axiology F‬و يرتبط بقيم الحق ‪ Truth‬و الخير‪ Goodness‬و الجمال ‪ Beuaty‬و يتعرض‬
‫لدراسة المثل العليا و الكشف عن ماهيات القيم المطلقة التي يسعي الجميع لتحقيقها في حياتهم و يوجد ثالث قيم أساسية‬
‫لكل واحد منها علم يدرس؛ موضوعاتها كما يلي ‪:‬‬

‫‪ –1‬قيمة الحق ‪ :‬و يدرسها علم المنطق‪ Logic‬الذي يختص ببيان القواعد التي ينبغي علي الفرد إتباعها ليكون تفكيره‬
‫صحيحا ‪Right or Wrong‬‬

‫‪ -2‬قيمة الخير ‪ :‬و يدرسها علم األخالق‪ Ethics‬و هو يختص ببيان القواعد التي ينبغي على الفرد إتباعها لكي تتوافق‬
‫أفعاله سلوكه مع مبادئ الخير واألخالق‪.‬‬

‫‪ -3‬قيمة الجمال ‪ :‬يدرسها علم الجمال‪ Aesthetics‬الذي يبحث في القواعد و المعايير التي يجب توافرها في أي عمل‬
‫نطلق عليه صفة الجمال ‪Beautiful or ugly‬‬

‫فلسفة التصميم ‪:‬‬

‫ترتبط فلسفة التصميم بالضوابط األساسية التي يجب أن تأخذ بها الشركات‪ F‬أو المنشآت‪ F‬االستشارية للتصميم ‪ ،‬عند‬
‫تصميمها للمنتجات وبذلك تعتبر فلسفة التصميم من وجهة النظر تلك عامال هاما‪ ،‬أو مدخال أساسيا‪ .‬فمثال صناعة مثل‬
‫صناعة الواجهات‪ F‬الزجاجية ذات الهياكل المعدنية؛ تدعم فلسفة مؤداها أن تكون مكونات الواجهات‪ F‬خفيفة الوزن لتقليل‬
‫األحمال الميتة (الذاتية على المنشأ) ‪ ،‬أقل قدر ممكن من االنتقالية الحرارية ‪ ،‬أعلي قدر من معامِالت األمان في التثبيت ‪،‬‬
‫التحمل اإلنشائي للهيكل المعدني للوزن الذاتي وأحمال الرياح‪ ،‬بحيث ال يحدث ترخيم في الهيكل المعدني يزيد عن ترخيم‬
‫الزجاج‪ ،‬تحمل الظروف البيئية المحيطة (بيئة ساحلية‪ ،‬صحراوية‪).… ،‬‬

‫مكانة الفلسفة في التصميم ‪:‬‬


‫إن مهنة المصمم هي أن يصمم منتجا ‪ ،‬وهي الدرجة األولي من نوع من أنواع الممارسة أو هي في الحقيقة ممارسة‬
‫وعلى المصمم أن يفعل شيئا ‪ ،‬غير أن ذلك الفعل يتم على أسس علمية؛ فالفعل هنا يصبح عمال عقليا‪.‬‬

‫لنضع ذلك في شكل أكثر بساطة؛ يمكننا أن نقول أن البحوث األساسية للتصميم تتناول كل التساؤالت ألي نظرية في مجال‬
‫ما من مجاالت المعرفة‪ ،‬وعلى ذلك فإن مجال التساؤالت نسميه فلسفة التصميم؛ والتي تتناول التساؤالت األساسية‬
‫للتصميم (القيمة) ‪.‬‬

‫و تقوم النظريات المتاحة بالبحث عن إجابات لتلك التساؤالت في مجال من مجاالت المعرفة للوصول إلجابات شافية‬
‫يمكن االعتماد عليها؛ وفي ضوء تلك اإلجابات فإن التخطيط للتصميم يحاول أن يضع آليات عملية لممارسة التصميم‪.‬‬
‫وتخطيط التصميم يمد المصمم بخطوات متتابعة للتصميم مدعمة بتعليمات اإلنجاز‪.‬‬

‫عموما؛ يبدأ الممارس بمجال التخطيط و ينتهي بمجال الممارسة‪ F‬بينما يبدأ ‪ Theoretician‬بمجال الفلسفة و ينتهي بمجال‬
‫النظرية‪.‬‬

‫فالمصمم يبدأ بالتعرف علي القيم المطلوب تحقيقها في المنتج (منطقية – أخالقية – جمالية ) تتمثل في األهداف السامية‬
‫للمجتمع مثل الراحة ‪ ،‬األمان ‪ ،‬النظافة ‪ ،‬توفير اللمسة الخالقة‪ ..‬إلخ‪ .‬وتلك األهداف مسائل اعتبارية ال يمكن لمسها باليد‪،‬‬
‫وتشكل التساؤالت األساسية للتصميم‪.‬‬

‫فلسفة التصميم و مباحث الفلسفة ‪:‬‬

‫لبيان العالقة بين فلسفة التصميم و مباحث الفلسفة الرئيسية يجب علينا أوالً صياغة المبادئ والمفاهيم التي لها من‬
‫العمومية الكبيرة و التماسك مع النفعية ‪ ،‬و التي يمكن أن تكشف ظاهرة التصميم بما يمكن أن يقود إلي فرع التصميم و‬
‫ذلك من خالل تساؤالت ُتطرح من خالل مباحث الفلسفة ‪.‬‬

‫و لتطبيق هذه الرؤية نغطي المباحث‪ F‬الرئيسية للفلسفة و التي ذكرناها سابقا ً متمثلة في ‪:‬‬

‫مبحث الوجود و مشكالته ‪Ontology‬‬

‫مبحث المعرفة و مشكالته ‪Epistemology‬‬

‫مبحث القيم و مشكالته‪Axiology F‬‬

‫و من خالل اإلجابة علي ثالث مجموعات من التساؤالت علي النحو التالي في ضوء مبحث الوجود يمكن لنا التعرف علي‬
‫الحقيقة الغائبة وراء ظاهرة التصميم المحسوسة الدائمة التغيير إذا أجبنا علي المجموعة األولي من التساؤالت ‪:‬‬

‫ما هو التصميم ؟‪What is design‬‬

‫من هو المصمم ؟‪Who is designer‬‬

‫ما هو المنتج ؟ ‪What is product‬‬

‫و في ضوء مبحث المعرفة يمكن لنا التعرف علي أبعاد فرع معرفة التصميم ‪ Design Discipline‬إذا أجبنا علي‬
‫المجموعة الثانية في التساؤالتما هو فعل التصميم ؟ ‪What is act of designing‬‬

‫ما ه إستراتيجيات التصميم ؟ ‪What is design strategies‬‬

‫ما هي طرق التصميم ؟ ‪What is design methods‬‬


‫أما مبحث القيم ‪ Axiology‬فيلقي الضوء علي الوظيفة القيمية لهذه الفلسفة و يساهم في بناء نظام للتقييم و النقد للتصميم و‬
‫المنتجات من خالل اإلجابة علي مجموعة التساؤالت التالية ‪:‬‬

‫ما هو منطق التصميم ؟ ‪What is design logic‬‬

‫ما هي أخالق التصميم ؟ ‪What is design ethics‬‬

‫ما هو جمال التصميم ؟ ‪What is design Aesthetics‬‬

‫و فيما يلي نتناول مبحث القيم بشيء من التفصيل لتحقيق رؤية متكاملة‪ F‬تشكل منظورا فلسفيا ‪.‬‬

‫ما هو منطق التصميم ؟‬

‫يتولي علم المنطق دراسة ما يتعلق بجوانب قيمة الحق‪ ،‬و يختص علم المنطق بعدة سمات تميزه؛ و أهمها لغة التفكير‬
‫العقالني؛ وتتبلور بطريقة ال يمكن تجاهلها ‪.‬‬

‫و من السمات‪ F‬التي يمكن التعرف علي المنطق من خاللها أنه‪:‬‬

‫مرتبط بالشكل عن كونه تعريف ‪.‬‬

‫العلم الذي يدرس صورة الفكر أو التفكير بوجه عام أيا ً كان الموضوع الذي يدور حوله هذا التفكير ‪.‬‬

‫الطريقة العلمية األساسية في تفسير و فهم التفكير العلمي ‪ ،‬ألن استنتاج النتائج من المقدمات‪ F‬ال يتم جزافيا ً إنما وفقا ً لقواعد‬
‫معينة هي القواعد المنطقية ‪.‬‬

‫طريقة و منهج له خطوات محددة ‪.‬‬

‫ساق و ليس الحق فهو الذي يضع لنا القوانين العامة للتفكير السليم ‪.‬‬

‫بناء يتيح للعالم مراجعة تحليلية للسابق و يتيح أيضا ً التوصل إلي تكوين جديد له خصائص تميزه عن خصائص عناصره‬
‫األصلية ‪.‬‬

‫تمرين ذهني في حد ذاته ‪.‬‬

‫بديهي ال يحتاج إلي دليل علي وضوح حقيقته إذا كان الحكم بشرط معين (صواب أو خطأ)‪.‬‬

‫إحتمالي إذا كان الحكم ليس مقيداً بشرط ‪.‬‬

‫تنظيمي و هو شيء جديد عندما يتكامل المعني؛ فالعالقة الوثيقة تبدو في العلوم المختلفة في استعانة بعض العلوم بالمناهج‬
‫المتبعة لدي علوم أخرى ‪.‬‬

‫متغير باستمرار؛ فإن قوانين العلم ليست يقينية أو ثابتة أو صادقة صدقا ً مطلقاً؛ بل هي احتمالية قابلة للمراجعة والتحقيق‬
‫والتطوير‪ .‬يقوم علم األخالق ‪ Ethics‬على دراسة قيمة الخير والتعرض لجوانبها المختلفة‪ .‬واألخالقيات الفلسفية غالبا ً ما‬
‫تسمي باألخالقيات المعيارية لتمييزها عن األخالق الوصفية؛ حيث تعد األخيرة جزء من العلم التجريبي‪ ،‬والمرتبط بعلم‬
‫االجتماع ‪ ،‬بينما األخالق المعيارية تهدف إلى وصف عالجات؛ حيث تبحث عن معايير ترسي قواعد قياسية لما يجب أن‬
‫يكون ‪.‬‬

‫أهداف جوانب أخالق التصميم ‪:‬‬

‫خدمة المجتمع و الناس‪ .‬وعلى المصمم أن يقبل مبادئ أخالقية ومهنية للعمل باستمرار لتحسين و حماية البيئة الطبيعية ‪.‬‬
‫تقدم و فعالية وضع مهنة التصميم‪ .‬على المصمم أن يبحث دائما ً على أعلى جودة للتصميم‪ ،‬و يقدم مساهماته التي تعلي من‬
‫القيم اإلنسانية؛ من خالل معايير الجمال والنفعية والمالئمة والجودة وغيرها ‪.‬‬

‫خدمة العمالء والعاملين مع المصمم‪ .‬حيث يجب أن يقبل مسئوليته في التكامل في الممارسة واألداء‪.‬‬

‫زمالؤه‪ .‬عليه أن يقدم لهم االحترام والتجاوب معهم‪ F‬في العمل نحو تحقيق األهداف‪.‬‬

‫آداب مهنة التصميم ‪:‬‬

‫أال يصمم أو يقر منتجات خادعة أو مضللة ‪.‬‬

‫أن يخدم صاحب العمل أو العميل بإخالص و تفاني ‪.‬‬

‫أن يعتذر بصراحة و صدق عن أي مهمة‪ F‬خارج قدراته ‪.‬‬

‫أن يتقدم باقتراحاته و توصياته المدعمة بكل البيانات الوثيقة الصلة بالموضوع‪.‬‬

‫أن يتعاون مع كل أو أي من الخبراء أو المستشارين لصاحب العمل أو العميل‪.‬‬

‫أن يكون أمينا ً على المعلومات ويحفظها في سرية‪.‬‬

‫أن ال يقبل هبات أو ضمانات؛ بغية التأثير على توصياته أو مواصفات العمل الذي يقوم به‪.‬‬

‫أن يبذل كل جهده في دفع مقابل التصميمات أو العينات للشركات أو الجهات‪ F‬التي صرفت علي هذه الخدمات‪ ،‬وال يعتدي‬
‫على حقوقها‪.‬‬

‫أن يعطي كل التشجيع الممكن للعناصر الحديثة في مجال التصميم‪.‬‬

‫أن يكون متعاونا ً بصدق في تبادل المعرفة مع زمالئه‪.‬‬

‫ما هو جمال التصميم ؟‬

‫و يقوم علي دراستها علم الجمال‪ :‬اإلستطيقا ‪ Aesthetics‬وهو المختص ببيان المعايير التي يمكن من خاللها الحكم علي‬
‫األشياء هل هي جميلة أم قبيحة ‪.‬‬

‫جمال التصميم ‪:‬‬

‫من الصعب بل والمستحيل في مجال التصميم التفرقة بين الشكل ومدلوالته الرمزية‪ ،‬الوظيفية‪ ،‬اإلستطيقية علي عكس‬
‫العمل الفني ‪.‬‬

‫و لكن إذا نظرنا إلي الموضوع من المنظور الفلسفي؛ نرى أن التصميم يرضي رغبات اإلنسان؛ ليس علي المستوي‬
‫الفيزيقي أو االجتماعي فحسب‪ F‬بل أيضا ً علي مستوي اللذة الخيالية‪ .‬وللخيال هنا معني واسع؛ وهو أن الوسائل الحسية التي‬
‫تستخدم في التصميم كعناصر العمل الفني‪ :‬مثل الخط واللون والظل والنور‪ ..‬إلخ ‪ .‬أو أساسيات‪ F‬العمل الفني مثل االتزان و‬
‫االنسجام و الترديد‪..‬إلخ ‪ .‬وكذلك المعنى والدالالت التي يحملها شكل المنتج من الوجهة الوظيفية النفعية‪ .‬هذه كلها تثيرنا‬
‫إلي استجابة خيالية تجعلنا نحس أننا نستمد منها إرضا ًء معيناً‪ ،‬يجعلنا نشعر تجاهها كما لو أننا نحصل منها على فائدة‬
‫معينة‪ ،‬والقيم الجمالية تتلخص في تحويل القيمة العملية إلى قيمة على مستوى الجمال‪ ،‬وهذا تفسير لطبيعة الجمال يتسع‬
‫ليشمل كل الموجودات سوا ًء الطبيعي منها أو ما صنعه اإلنسان‬
‫لكل تصميم عوامله التى تؤثر فى عملية إخراجه الفنى وهى ‪:‬‬

‫أ – الخامات‪ F‬واالدوات ‪ :‬فالخامات مصدر النهائى إللهام الفنان الحساس‪. F‬‬

‫ب‪ -‬الوظيفة ‪ :‬يوضع التصمم لخدمة وظيفة خاصة وبإختالف الوظيفة تختلف الخامة و يختلف الشكل ‪،‬ويجب أال تقــيد‬
‫الوظيفة الفنان لدرجة الخضوع لها و نسيان الناحية الجمالية ‪.‬‬

‫ج – الموضوع ‪ :‬يؤثر الموضوع على العمل الفنى ولذلك فعلى المصمم أن يستخلص من هذا الموضوع سماته الفنية و‬
‫يحللها الى عناصر فنية كالخط واللون ‪.‬‬

‫إن العمل الفنى يقوم على جانبين أساسيين ‪:‬‬

‫‪ -1‬الجانب التعبيرى ‪:‬‬

‫وهو ببساطة يعنى مضمون الخبرة و الدراسة التى يريد الفنان التشكيلى أو األديب أو الموسيقى أو غيرهم أن يشاركهم‬
‫الناس فى تلقيها و تذوقها و هى مرتبطة بقدرات المصمم الثقافية و المزاجية ‪.‬‬

‫‪ -2‬صياغة الشكل ‪:‬‬

‫و هو يعنى الطريقة التى صيغت بها العناصر المكونة لشكل العمل الفنى و درجة جودة هذه الصياغة و مدى تأثيرها على‬
‫استجابة المتذوقين لذلك العمل الفنى حيث تعتمد على التنظيم البصرى و كيفية رؤية الطبيعة ‪.‬‬

‫تعد عنــــاصر التصميم هى مفردات لغة الشكـــل التى يستخدمها‪ F‬الفنــــان المصمم ‪،‬فإن ادراك الفنــان المصمم لها ادراكا‬
‫جيدا يساعــد فى عملية التخطـــيط و يجعل عمله سهــالً طيعا ‪ ،‬كما يساعده فى تقييم تصميم و تطويره ‪ ،‬و تعتبر النقطة و‬
‫الخط و المساحة من العناصر المسطحة‪ F‬ذات البعدين ‪.‬‬

‫تبرز الحاجة‬
‫على رأس األولويات التي تحدث تغييرا كبيرا في نمط تفكير اإلنسان‪ ،‬كما تحدث تغييرا فيسعيه لتحقيق تلك الحاجة‪ ،‬مما‬
‫يتولد عن ذلك البحث منهج جديد يكون قادرا على ترجمة أفكار اإلنسان واتساقها‪ F‬تجاه البيئة والمحيط‪.‬تتألف الحاجة عند‬
‫اإلنسان من ثالث مقومات أساسية وهي‪ :‬النفعية والرمزيةوالجمالية‪ ،‬و هي مقومات متداخلة ومتفاعلة و لكن لكل منها‬
‫وظيفتها الوجودية الحياتية واإلجتماعية‪ .‬لذا فإن الحاجة عند اإلنسان بطبيعتها هي مركبة مما أصبح يتعين على الفرد‬
‫إرضاء كل منها ككيان قائم بذاتهبعالقةمتوازنة بينوظائفها و كرمًناايكاهرابتعبا‪.‬ةرورضلباًاب‪1‬ـ الحاجة النفعية‪ :‬وظيفة‬
‫الحاجة النفعية هي تأمين بقاء البدن‪ ،‬إدامتهونموه و تكاثره‪ ،‬حيث تتضمن تأمين المأكل والحماية والراحة البدنية و ملجأ‬
‫المعيشة اليومية‪2.‬ـ الحاجة الرمزية‪ :‬وظيفة الحاجة الرمزية هي إرضاء متطلبات الحس السيكولوجي لعالقات الذاتالواعية‬
‫بكيانها‪،‬حيث تحدد هذه العالقات‪ F‬مع موقع ومقام الذات بين األشياء و الظواهر الطبيعية و بين العالقات‪ F‬والتراتبية‬
‫اإلجتماعية أي مركب هوية الذات‪،‬كما أن هذهالحاجة هي و عي سيكو لوجي يواجه ويعالج مسألة بقاء و زوال كيان‬
‫الذات أي الوعي الوجودي بالحياة والموت‪،‬و تؤلفوظيفة هاتين الحاجتين(النفعية والرمزية) بما نصطلح عليه بالوظيفة أو‬
‫الحاجة القاعدية‬

‫الحاجة الجمالية‪ :‬وظيفة الحاجة الجمالية هي إرضاء متطلبات سيكولوجية الفرد في اإلستمتاع بالوجود‬
‫و‪ً.‬اعتمتسمًايسحً يادوجونىعموةميقهحنمتفذلك بعد أن يحصل تأمين البقاءعن طريق تحقيق إرضاء الحاجةالقاعدية‪ .‬فسيكون‬
‫سؤال الذات‪ :‬و ماذا بعد هذا البقاء غير الزوال! و ما أن يتحقق تأمين البقاء بإرضاء الحاجة القاعدية‪ ،‬ستمل سيكولوجية‬
‫الفرد من تكرار التعامل و يصبح الوعي بالوجود حالة مملة‪ .‬بمعنى‪ ،‬أن واقع تأمين البقاء البيولوجي حالة تبعثالسأم و‬
‫العبثية‪ .‬وهكذا ظهرت الحاجة الجمالية مع ظهور دماغ اإلنسان العاقل و تطور قدراته اإلبتكارية كحاجة مستقلة أسوة‬
‫بالحاجه القاعدية‪ ،‬وتأصلت في سيكولوجيته (‪).newton,1961.p225‬فالدار مثال‪ ،‬توظف إلرضاء الحاجة النفعية كملجأ‬
‫لتأمين الحماية من العوامل المناخية و من خطر العدو‪ ،‬إضافة إلى تأمين حيز للخلوة و العزلة و خصوصية المعيشة‪ F،‬كما‬
‫أنها ترضي الحاجة الرمزية ألنها توظف لتعبر عن موقع مقام الساكن في المجتمع بالنسبة لآلخرين‪ ،‬أي أن الدار توظف‬
‫للتعبير عن هوية الذات الساكنة فيها‪ ،‬وعن هوية الجماعة التي تقترن هويتها مع مقام ذلك الساكن‪،‬وأخيرا الدار أداة سرور‬
‫واستمتاع بالنسبة للساكن و بالنسبة إلى المشاهد‪،‬لذا فإن الدار هو أداة تسخر في إرضاء الحاجة الجمالية وهي حاجة‬
‫اإلستمتاع بالوجود‪،‬وإال من دونها ألصبحت الدور التي نعيش فيها والقرى والمدن التي نتعايش فيها مع اآلخرين مادة‬
‫جامدة المصنع‪ .‬فالحاجه الجمالية إذن ترضي حاجة حس ووعي سيكولوجية الفرد المعين باستمتاعه بوجوده وسروره‬
‫بنشوة هذا الحس‪،‬وإن األداة المادية لهذا الحس هي صفة المثال القائمة في عالقات التكوين الشكلي و التي‬
‫ألافلؤتتيالتاجتنلماكلتوهفنفالامأ‪َّ .‬ع نصلماندباهلميجداة التي توظف في إرضاء متطلبات الحاجة الجمالية و التي تشمل القطع‬
‫الفنية كالعمارة والنحت والرسم و الخط‪ ،‬كما تشمل السلوكيات التي ترضي الحاجة الجمالية كالرقص والغناء والرياضة‬
‫واللعب عامة‪،‬والتي تعمل على تنمية الجانب الوجداني في العقل اإلنساني‪ .‬والجمال هو تلك القيمة الحسية التي تمنحها‬
‫ذاتية الفرد إلى معالم المنتج واألشياء ‪،‬والتي بتعامل القدراتالحسية السيكولوجية معها تسر‪،‬وبهذا السرور و‬
‫اإلستمتاع تكون قد منحت سيكولوجيةالذات قيمة لوجودها‪ .‬فالعمارة‪ F‬و القطعة الفنية النحتية والموسيقى و العربة‬
‫وغيرها من التي‬

‫‪ 54‬يسخرها الفر د و المجتمع في إرضاء متطلبات الحاجة المركبة هي منتجات إبتكرها فكر‪ ،‬فكانت‪ F‬المحصلة كيان‬
‫المنتج ‪،‬فيظهرً اسوملمالكشيتم التعامل معه بهدف أرضاء حاجه م‬

‫قد تكون الفكرة التصميمية هي تلك التي تتمكن من التحكم بأنتاج الكل المعماري مكونا من وجوها مختلفة او أبعادا متنوعة‬
‫تتعلق بالوظيفة والشكل والعالقة مع الموقع والوصول بكل ذلك الى شكل مبنى يتوفر على الكفاءة الوظيفية والمتانة‬
‫اإلنشائية وبشكل جميل يهب الجدة ان ما يتحكم بإنتاج الكل المعماري هو الفكرة التصميمية اما الفكرة الفلسفية فهي تلك‬
‫التي تتصل بالمعنى والداللة التي يبلغها الشكل المعماري وهو يقرأ في التلقي ويكشف عن تضمنه معنى خاصا يميزه قد‬
‫يكون في تواصله مع مفهوم ما اواقتراح عالقة مع مفهوم اخر بما يؤدي الى تضمنه معنى يمكن تمييزه فيكون هو الفكرة‬
‫الفلسفية التي توفر عليها‬

‫المفاهيممن صور يتخيلها المصمم‪ ،‬وتتضح في ذهنه بدرجات متفاوتة‪ ،‬وعلى مراحل متعددة‪ ،‬وتتبلور مع معايشته للمشكلة‬
‫التصميمية‪ ،‬وفهم أبعادها‪ ،‬ووضوح المتغيرات المؤثرة فيها‪ ،‬واستيعاب البيانات والمعلومات المتعلقة بها أو بطريقة حلها‪،‬‬
‫لتشكل بداية الخيط لنشأة الفكرة‪ ،‬ليستطيع المصمم بعد ذلك اصطفاء الصور التي توافق خواطره ومفاهيمه‪ ،‬وصياغة‬
‫فكرته التصميمية‬

‫التصميم الداخلي من منظور فلسفي‬

‫التصميم هو تعبير عن (نظرية فلسفية) من خالل رأي أو مذهب أو أيديولوجية‪ ،‬و يكون نتاج للتمازج بين العلم و الفن من‬
‫خالل ملكات‪ F‬اإلنسان‪ :‬العقل و الوجدان والمال ‪.‬‬

‫وإذا ما ألقينا نظرة على تطور كل من العلم والتكنولوجيا المرتبطة باإلنتاج؛ نرى بوضوح أن العلم تطور أصال من الفن‪.‬‬
‫فالمعروف أن كل العلوم أصلها فنون؛ فعلم اإلدارة كان يطلق عليه في الماضى فن اإلدارة‪ ،‬وعلم التسويق كان يطلق عليه‬
‫فن التسويق‪ ..‬إلخ‪.‬‬

‫فبينما تطورت التكنولوجيا أصال من الحرفة؛ حيث مارس اإلنسان صنع األشياء التي يستخدمها بنفسه في مرحلة جمع‬
‫الطعام والصيد من مراحل تطور الجنس البشرى‪ .‬ثم إلى وجود الحرفي المتخصص في صنع تلك األشياء‪ ،‬وذلك عند‬
‫االنتقال من مرحلة جمع الطعام والصيد إلى مرحلة االستقرار والزراعة في تاريخ تطور البشرية‪ .‬حتى صارت تلك‬
‫األشياء تصنع اليوم من خالل مؤسسات إنتاجية وشركات صناعية تعتمد أساسا على التكنولوجيا المتقدمة في مجال اإلنتاج‬
‫والتصنيع‪.‬‬

‫ولما كان تصميم وإنتاج األشياء التي يستخدمها‪ F‬اإلنسان يتطلب كال من جانب الخبرة في وضع أفكار التصميم لتلك‬
‫األشياء؛ والمتمثلة في النظرية ‪ THEORY‬وجانب الخبرة في تحقيق وإبراز تلك األفكار إلى حيز الوجود؛ والمتمثلة في‬
‫الممارسة‪ F‬أو التطبيق ‪ PRACTICE‬؛ فقد أخذت العالقة بين كل من الجانبين عدة أشكال خالل التطور؛ فيما بين أوائل‬
‫القرن العشرين وحتى الخمسينات من هذا القرن‪ ،‬والتي تعتبر فترة التطور التي بدأ اإلنسان المعاصر يجنى ثمارها فيما‬
‫تنتجه له العقول والمصانع من أنواع المنتجات التي يستخدمها في كل جوانب حياته الخاصة والعامة‪.‬‬

‫وفي هذا المجال فالنظرية ‪ Theory‬تعنى خلفية المعرفة للنظريات العلمية المرتبطة بمجال التصميم سواء من نواحي‬
‫العلوم األساسية أو غيرها من العلوم التطبيقية؛ بينما الممارسة ‪ Practice‬ترتبط أساسا بتكنولوجيا اإلنتاج التي يجب أن‬
‫تنفذ المنتجات‪ ،‬ويتم ذلك عامه بواسطة أشخاص ليس لديهم عالقة بالعمل التصميمي‪ ،‬وذلك يعنى أن المصمم يجب أن‬
‫يكون لديه قدر كاف من المعرفة التكنولوجية الممكنة والمتوفرة للتصنيع‪ .‬وتلك المعرفة يجب أن تتضمن أساليب التشغيل‬
‫والتجميع والتشطيب للخامات المختلفة وخواص تلك الخامات خالل التصنيع واالستخدام وكذا أساليب التصنيع المتاحة أو‬
‫المتوقع استخدامها في المستقبل سواء داخل المصنع أو في أماكن أخرى‪ ،‬وكذا االستخدام االقتصادي لها‪.‬‬

‫ومن هذا المنطلق يمكن تعريف التصميم من حيث العالقة بين النظرية والممارسة‪ F‬في أى من أشكالها‪.‬‬

‫الفلسفة ‪:‬‬

‫الفلسفة ليست علما حديثا؛ و لكنها علم مالزم لتاريخ البشرية؛ فاإلنسان البدائي كانت له فلسفته‪ .‬والفلسفة في أصلها اللغوي‬
‫كلمة يونانية قديمة مركبة من مقطعين هما (فيلو)؛ بمعني حب‪ ،‬و(سوفيا) بمعني حكمة؛ لذلك فإن كلمة فيلوسوفيا تعني‬
‫لغويا‪ :‬حب الحكمة‪ F،‬و يكون الفيلسوف هو (محب الحكمة)‪.‬‬

‫و المقصود بالحكمة هنا؛ المعرفة العقلية الراقية‪ ،‬واإلدراك الكلي لحقائق الوجود‪ ،‬والتفكير التأملي الذي يتصدى للمشكالت‪F‬‬
‫الكبرى المعقدة في مختلف أمور الحياة‪ ،‬ويحسن تقسيرها‪ ،‬وحل أشكالها وحل إشكاالتها‪.‬‬

‫إن اإلنسان يمضي حياته كلها في تحصيل المعرفة والنظر العقلي ومعالجة مشكالت الوجود والحياة دون أن يبلغ الكمال‬
‫المنشود‪ ،‬إذ كيف يكون حكيما وهو لم يحقق بعد الحكمة‪ ،‬بل وإنه لن يستطيع تحقيقها إطالقا طوال حياته القصيرة الفانية‪.‬‬
‫إن الحكمة‪ F‬من صفات اإلله فقط دون اإلنسان أما اإلنسان فيحاول التشبه باإلله في كماله؛ لذلك استحسن فيثاغورث أن‬
‫نطلق على اإلنسان محب الحكمة‪.‬‬

‫و نحن حين نضيف اسم الفلسفة إلي أي جزء من أجزاء المعرفة؛ نقول مثال‪ :‬فلسفة التاريخ‪ ،‬فلسفة العلم‪ ،‬فلسفة الفن‪ ،‬فلسفة‬
‫التصميم‪ ،‬فلسفة السياسة؛ فإنما تعني البحث عن المبادئ األساسية الكامنة وراء مجموعة القواعد والقوانين الخاصة‬
‫بالموضوع الذي نتحدث عنه‪ ،‬و لكن يمكن لنا فقط تدعيم اعتقادنا في صحته بناءا علي الحكم التجريبي للخبرة‪.‬‬

‫وإذا كان أصل الفلسفة تجريبي؛ فإن اختبارها مرتبط بالهدف‪ ،‬والحلول التي تقود إليها يجب أن تكون خيرة‪ ،‬أي أن تكون‬
‫مفيدة‪ .‬ولكن الخير مصطلح نسبي يحتاج إلي تعريف محدد خاصة بالنسبة لكل حالة علي حدة‪ ،‬و لذلك يجب أن تتضمن‬
‫الفلسفة نظام تقييم يقود إلى و يسمح بتكوين معايير محددة للخيرية‪ ،‬وهذا العنصر التقييمي بالضرورة هو ميكانيزم تغذية‬
‫مرتدة يعمل لبيان مدي سالمة‪ F‬تطبيق المبادئ على الحالة المعنية‪ ،‬وتحديد أوجه القصور؛ حيث يمكن الوصول إلى تطبيق‬
‫محسن للمبادئ‪.‬‬

‫الرجونوميكس (هندسة العوامل البشرية ) وعالقتها بمجاالت التصميم‬

‫دخل اإلرجونوميكس (هندسة العوامل البشرية) مجال تصميم المنتجات وأماكن العمل منذ نحو أكثر من ‪ 60‬عاما‪ .‬وتم‬
‫االعتراف به واستخدامه واالعتراف بقيمته دوليا كواحد من أهم مقومات‪ F‬إعداد طالب التصميم وتوفير بيانات التصميم فى‬
‫بناء المنتجات والنظم الصناعية‪ .‬بل وتعد البيانات اإلرجونومية وقياسات‪ F‬الجسم البشرى من أهم أدوات المصممين فى‬
‫شتى بقاع العالم‪.‬‬

‫أما الموقف فى مصر فهو مختلف قليال‪ .‬فبالرغم من تدريس المادة لطالب الهندسة والفنون التطبيقية لزمن طويل فإن‬
‫بيانات المستهلك المصرى ما زالت والى حد كبير مجهولة كما أن هناك قصور فى التدريس يرجع إلى قلة المعلومات‬
‫المتوفرة وعدم كفاءة الوسائل التعليمية وانعدام المعامل الالزمة إلجراء التجارب بشكل كفء‪.‬‬

‫وعلى الرغم من كونه مكون أساسى فى النظم اإلنتاجية واالجتماعية واالقتصادية فإن بيانات العوامل البشرية فإن هذه‬
‫البيانات قد أهملت بشدة وظهر نقص واضح فى المخططات‪ F‬التى كان يجب أن تتوفر لجلب هذه البيانات وتوفيرها‬
‫للمصممين‪ .‬إن بيانات الصفات البدنية للشعب المصرى وأبعاد الجسم البشرى وقياساته الحيوية وسلوكه االستهالكى‬
‫يشوبها عجز شديد وقصور واضح‪ .‬أضف إلى ذلك أن المعلومات المتوفرة عن المجتمعات البشرية العالمية التى تستخدم‬
‫عادة فى التصميم لمنتجات التصدير لم تنل القدر الكافى من العناية أما لعدم بذل االهتمام الكافى أو لعدم وجود األساليب‬
‫المناسبة لتوفيرها‪ .‬وكان على مصممى المنتجات المصريين ان يعتمدوا على المعايير األجنبية للتصميم للمستهلك المصرى‬
‫مما يسبب العديد من المشاكل‪ .‬تخيل على سبيل المثال أن البذلة التى ترتديها قد تم تفصيلها على قياسات جسم احد‬
‫أصدقائك‪.‬‬

‫هناك حاجة ماسة لوجود بيانات أنثروبومترية وبيوميكانيكية لتستجيب لحاجات طالب التصميم والمصممين والمهندسين‪.‬‬
‫كما ان مواد االرجونوميكس التى تدرس فى العديد من المعاهد العلمية فى مصر فى حاجة شديدة للمراجعة والتطوير‬
‫لتوفير بيانات حقيقية صحيحة ومحققة تصف تماما فئات المستهلكين المختلفة فى مصر‪ .‬كما أن أساليب تدريس هذه المواد‬
‫ينبغى أن يعاد النظر فيها وتعاد هيكلتها وإعداد وتدريب وتأهيل القائمين على تدريسها على أساليب التدريس المستحدثة‬
‫وعلى كيفية توظيف تقنيات مثل المحاكاة‪ Simulation F‬والواقع االفتراضى ‪ VR‬فى تعميق مفاهيم الدراسة وتوسيع‬
‫تأثيرها‪.‬‬

You might also like