You are on page 1of 16

2015 ‫) لسنة‬2-1(‫ العدد‬30‫ المجمد‬.........................................................

‫المجمة العراقية لهندسة العمارة‬

‫التكتونيك في العمارة‬
‫د عمي ُمحسن جعفر الخفاجي‬.‫ م‬.‫أ‬
alimkhafaji@yahoo.com
‫ قسم هندسة العمارة‬- ‫الجامعة التكنولوجية‬
‫ بغداد‬- ‫العراق‬
) 2015/3/9 : ‫ تاريخ القبول‬--- 2014/12/30 : ‫( تاريخ األستالم‬
‫المستخمص‬ُ
‫ واكتساب تمك العناصر‬،‫يعكس تطور العمارة عبر مسيرتيا تنامي القدرات التعبيرية لألفكار والعناصر والنظم االنشائية‬
ً‫ ويفسر ذلك الكيفية التي يكتسب بموجبيا نظاماً إنشائياً محدداً طابعا‬. ‫والنظم نتيجةً ليذا التطور خصائص جمالية متميزة‬
‫جمالياً نتيجة لتراكم الخبرات اإلنشائية والمعمارية وبالتالي كيف يتحول الفكر اإلنشائي من نظام إنشائي بحت إلى نظام‬
. ‫إنشائي تكتوني‬
‫من ىذه النقطة حدد البحث إشكاليتو في بيان درجة التعقيد التي تكتنف مفيوم التكتونيك وارتباطو الوثيق بالنظام‬
‫ لذلك فإن الوقوف بشكل أوضح عمى مفيوم التكتونيك يتطمب إدراك فحوى وماىية النظام‬. ‫اإلنشائي والبنية المنشئية‬
‫اإلنشائي والبنية المنشئية طالما أن التكوين المعماري ييدف كمحصمة نيائية إلى إنشاء فضاءات معمارية مغمقة أو شبو‬
‫مغمقة تمبي المتطمبات الوظيفية وتحقق الشروط اإلنشائية والجمالية دون إغفال دور الفعل األخالقي في تشكيل بنية العمارة‬
‫ ولحل تمك اإلشكالية إعتمد البحث عمى منيجية تستند أوالً عمى بمورة تعريف‬. ‫والتماسك الييكمي ويمثل ذلك ىدف البحث‬
‫ ومن ثم التحقق من أن التكتونية كإنشاء تكتوني من خالل بحث ىذة العالقة عمى مستويين ؛ األول‬، ‫إجرائي لممفيوم‬
،‫ تحميمي) يتعمق بالجوانب غير المادية‬/ ‫ أما الثاني فيو (وصفي‬. ‫ والشكمي‬،‫(وصفي) يتعمق بالجانب الماديالفيزياوي‬
‫ وقد تم في ىذا المستوى وصف ومناقشة وتحميل عدد من المشاريع إعتماداً عمى مفردات‬. ‫ واألخالقية‬،‫ التعبيرية‬،‫الجمالية‬
‫ أخي اًر تم تحديد أىم اإلستنتاجات التي‬. ‫رئيسية أستنبطت من المعرفة السابقة تخص كل من وصف المفيوم وآليات تحقيقة‬
. ‫توصل إلييا البحث‬
. ‫ األخالقية‬،‫ الجمالية‬،‫ الفضاء‬،‫ البنية المنشئية‬،‫ القوة‬،‫ الشكل‬،‫ التكتونيك‬: ‫الكممات المفتاحية‬
Tectonic In Architecture
Assistant Prof. Dr. Ali Mohsen Jaafar Al - Khafaji
University Of Technology/Department Of Architecture
Baghdad / Iraq
Received on 03 /21/ 2014 & Accepted on 9/3/2015

Abstract
Architectural development along its history reflects advancement of expression ability of
ideas , elements and structural systems . This explain how a specific structural system gains
specific aesthetic values which obtained by cumulative experts advice about construction and
architecture , also explain the convertibility of constructional thought pure structural system
into structural system tectonic .
The research problem was the lake of knowledge about complex degree of tectonic consept
and its correlation with the structural system and construction . From this point, the
comprehensive understanding of a tectonic concept depends on understanding the essential
nature of structural system and construction as long as with functional space (closed and semi
- closed( and gets through with functional structure and aesthetical needs without omitting the
ethical role in composing architectural and structural coherence which is the main research
aim . The research methodology consist of three stages ; First, construct operational definition
of tectonic concept. Second, investigate about “ Tectonics ” as “ Tectonic
construction ” throughout two levels ; first descriptive concern with corporeal , physical ,
formal characteristics and the second analytical /descriptive concern with incorporeal,
aesthetical, ethical, in the last level it was analyzed many projects depending on main
concepts deduct from previous knowledge . The final stage are determines the main research
conclusions .
Key words : tectonic, form, force, construction, space, aesthetical, ethical .

162
‫المجمة العراقية لهندسة العمارة‪ .........................................................‬المجمد‪ 30‬العدد(‪ )2-1‬لسنة ‪2015‬‬

‫‪ -1‬المقدمة‬
‫جاء تطور العمارة نتيجةً لتنامي القدرات التعبيرية لألفكار والنظم اإلنشائية‪ ،‬ونتيجةً لتراكم الخبرة يتحول الفكر اإلنشائي‬
‫من نظام إنشائي بحت (يتصف بالصراحة اإلنشائية الناتجة عن تطابق الوظيفة المنشئية والوظيفة الجمالية) إلى نظام‬
‫إنشائي تكتوني يرتبط بشكل وثيق بمفيوم النظام اإلنشائي والبنية المنشئية‪ ،‬ولبقاء المنشأ في وضع ثابت يجب أن يستند‬
‫إلى أفكار إنشائية واضحة ونظام إنشائي محدد ‪ .‬فالنظام اإلنشائي ‪ :‬ىو مجموع العناصر اإلنشائية الحاممة لممبنى بما في‬
‫ذلك مبادئ وطرق اإلنشاء التي تترابط وفقيا ىذه العناصر‪ ،‬أما البنية المنشئية ‪ :‬فيي الخصائص والمالمح العامة األساسية‬
‫إلنشاء محدد‪ ،‬أو لنظام إنشائي معين‪ ،‬أو لمادة البناء األساسية ‪.‬‬
‫‪ -2‬التكتونيك ‪ ...‬أبعاد ومفاهيم‬
‫‪ 1-2‬تعريف المفهوم إصطالحياً ‪ :‬يعرف (معجم المورد) الـ ‪ tectonics‬بأنو " فن البناء‪ ،‬التكتونية )‪ ،" (n‬ويعرف التكتونيك‬
‫بأنو " البنائي‪ ،‬المعماري‪ ،‬التكتوني )‪( " (adj‬المورد ‪ ،‬ص ‪. )459‬‬
‫‪ 2-2‬تعريف المفهوم عممياً ‪ :‬ىو وحدة الجوانب اإلنشائية مع الطابع المعماري والجمالي بحيث ال يمكن تمييز الفكر‬
‫اإلنشائي والتقني عن المواىب الفنية واإلبداعية‪ ،‬لذلك يجب فيم األنظمة اإلنشائية التي تعد الركيزة األولى لمتوصل إلى‬
‫نتائج جمالية عالية المستوى ‪ .‬لقد عرف المفيوم من قبل المنظرين والمعماريين بصيغ متعددة ولفت ارت زمنية مختمفة ‪:‬‬
‫‪ -‬رقية خالد ‪ : 2010 /‬يمثل التكتونيك عند ‪ Pier Luigi Nervi‬الناظم الذي يحدد وحدة الجانب المنشئي والتقني من‬
‫جية‪ ،‬وجمال الشكل المعماري من جية أخرى ]‪. [Internet‬‬
‫‪ : 1965 / Eduard F. Sekler -‬ىو عندما تجد فكرة ما وتصميم الييكل اإلنشائي طريقة لتنفيذىا في أرض الواقع‪،‬‬
‫فالنتيجة البصرية سوف تؤثر عمينا من خالل صفات تعبيرية معينة متمثمة بإنتقال القوى ألجزاء الييكل ‪ .‬إذ ال يمكن‬
‫وصفيا بصورة منفردة ضمن عبارة ( البناء أو الييكل ) ألن ىذه الصفات ىي التي تعبر عن العالقو بين الشكل والقوى‬
‫تكون مترابطة ومندمجة ]‪. [Sekler,p.p.125-133‬‬
‫‪ : 2002 / Cache B. -‬يمثل إطار التكتونيك تبعاً لنظرية ‪ Gottfried Semper‬جزءاً من الممارسة الثقافية ووسيمة‬
‫ميمة إلظيار ىذه الثقافة‪ ،‬فالبناء التكتوني عنده عبارة عن حرفة يدوية أكثر من كونيا مفيوم ىيكمي وتنفيذ جمالي عمى‬
‫الرغم من إنو لم يناقش المفيوم ضمن الييكل اإلنشائي‪ ،‬وتبعاً لذلك يعد البناء عنده تطوير لحرفة يدوية محددة قد تبدأ من‬
‫أبسط المواد اإلنشائية المتوفرة في الطبيعة وىي مادة الخشب ]‪. [Cache,p.p.28-33‬‬
‫بالمقابل‪ ،‬وفي الخطاب المعاصر‪ ،‬أي منذ آواخر القرن العشرين ينظر إلى التكتونيك عموماً كجوىر العمارة الذي‬
‫يتعامل مع التعبير الجمالي لممواد‪ ،‬والييكل‪ ،‬وبناء الشكل المعماري ‪.‬‬
‫‪ : 1991 / Fritz Neumeyer -‬ذكر أن جوىر مفيوم التكتونيك " ىو جودة الترابط والتعبير المرئي لمعناصر‪ ،‬إضافةً إلى‬
‫الترابط بين نظام البناء المختار وفكرة الييكل المصمم " ]‪. [Neumeyer,p.134‬‬
‫‪ -‬فراس عصام شريف ‪ : 1996 /‬تميل تعاريف وصف التكتونيك وعالقتو بالييكل وشكل البناء إلى تحديد جوىر المفيوم‬
‫في مجال التعبير الجمالي‪ ،‬فالتكتونيك ليس أول وال آخر تعبير جمالي لمفيوم الييكل وتنفيذه ‪ .‬حيث يمثل المبنى والييكل‬
‫التكتونيك عند إعتباره البناء الفني لمعمارة‪ ،‬وبالتالي ينظر لو كيوية لمييكل فضالً عن التمثيل الجمالي لو بل ىو األساس‬
‫المادي الذي يمثل التصور المثالي لمييكل ]شريف‪ ،‬ص ‪. [82‬‬
‫‪ : 1995 / Kenneth Frampton -‬ونظريتو " ثقافة التكتونيك" ‪ :‬يصف المفيوم كبناء فني يناقش عمى إنو شاعرية‬
‫التشييد وانو طريقة مميزة في البناء حيث يركز ىنا عمى إنو أحد جوانب التعبير الجمالي لمعمارة ]‪. [Frampton,p.78‬‬
‫‪ -‬وينحو الدكتور خالد السمطاني ‪ 1975 /‬ىذا المنحى عندما يعرف التكتونيك بأنو " مفيوم يتوسل في الحصول عمـى القيمة‬
‫اإلستاطيقية (الجمالية) ‪ aesthetic‬من خالل اإلنشاء ليكون مصد اًر أساسياً في خمق العمارة ]السلطاني‪ ،‬ص ‪. " [76‬‬
‫وفقاً لما سبق يمكن بمورة تعريف إجرائي عن مفهوم التكتونيك بأنو " التعبير عن الوظيفة الجمالية لممنشأ في موازنتو‬
‫لقوى الفعل ورد الفعل واعتماداً عمى قدرة اإلنسان عمى إدراك العالقة اإليحائية بين ىذه القوى والشكل الذي يتضمن فكرة‬
‫منشئية‪ ،‬بما يمتمكو من حدس وخبرة في إكتشاف نوع النظام اإلنشائي فضالً عن الصفات التعبيرية المتمثمة بإنتقال القوى‬
‫وردود األفعال في كل جزء من أجزاء الشكل سواء عن طريق تقدير األحمال ومساراتيا أو تحسس المواد وقابميتيا عمى‬
‫تحمل تمك االثقال " ‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫المجمة العراقية لهندسة العمارة‪ .........................................................‬المجمد‪ 30‬العدد(‪ )2-1‬لسنة ‪2015‬‬

‫‪ -3‬التكتونية كإنشاء تكتوني‬


‫سيتم بحث العالقة اإليحائية بين القوة والشكل والتحقق منيا بمستويين ؛ األول (وصفي) يتعمق بالجانب المادي‬
‫الفيزياوي‪ ،‬والشكمي ‪ .‬والثاني (وصفي‪ /‬تحميمي) يتعمق بالجوانب غير المادية‪ ،‬الجمالية‪ ،‬التعبيرية‪ ،‬واألخالقية ‪.‬‬
‫‪ 1-3‬انًستىي األول ‪( :‬وصفي) يتعمق بالجانب‪ ،‬المادي ‪ ،corporeal‬الفيزياوي‪ ،‬والشكمي‬
‫‪ 1-1-3‬اإلنشاء التكتوني ‪ :‬يبين ‪ Sekler‬بأن التفكير بالتكتونيك يعني أننا نفكر إبتداءاً بالمادة وليس بالفضاء الذي نيتم‬
‫بييكمو الفيزياوي وليس بييئتو الحيزية وتشخيصو ‪ .‬مع ذلك‪ ،‬يمكننا ربط التكتونيك مع التصميم الحيزي خاصةً إذا فيمنا أنو‬
‫كاإلنشاء التكتوني‪ ،‬وان اإلنشاء ىو داللة لمتصميم الحيزي ‪ .‬وكمفيوم في النظرية الجمالية يشير التكتونيك إلى الييكل‬
‫اإلنشائي بطريقتين مختمفتين ‪:‬‬
‫األولى ‪ :‬يشير إلى الييكل ضمن المفيوم العام لمنظام اإلنشائي‪ ،‬أي أنو يشير إلى أن ىيكل البناء ىو شكل المبنى نفسو‪،‬‬
‫وفي ىذه الحالة يرتبط بمفيوم النظام اإلنشائي الذي يتعامل مع التفاعل الثابت لألحمال‪ ،‬مع نقاط اإلسناد تحت ظروف‬
‫عمل القوى المتشابكة كالجاذبية وقوى الدفع ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬عندما يشير إلى اإلحساس بالنظام اإلنشائي وباإلختالف مع الييكل فيو يشير إلى اإلحساس باإلنضمام واإلحاطة‬
‫الفضائية والتمفصل بين العناصر‪ ،‬وبالتالي يصب ىذا في مجال اإلنتاج المادي‪ ،‬أي المظير [‪. ]Sekler,p.p.89-96‬‬
‫بالرغم من أن أي مادة بنائية معرضة لمتفاعل بين األحمال واإلسنادات‪ ،‬فالبناء التكتوني يمثل التعبير عن ذلك من‬
‫خالل تنظيم نقاط دعم األحمال والقوى الفعالة بطريقة منظمة ومنيجية ‪ .‬لقد نوقش اإلنشاء التكتوني ضمن نظرية الجمال‬
‫في القرن التاسع عشر وخاصةً من قبل المنظر ‪ Bötticher‬الذي ربط التكتونيك مع الييكل وكذلك مع نمط البناء الييكمي‬
‫‪ .‬ففي مقالتو (جوىر الشكل وفن الشكل) ‪ -‬ذكر أن فن الشكل ىو المظير المادي لمفيوم التكتونيك والذي يجد مظيره‬
‫الجمالي من خالل شكل الييكل التكتوني الذي يمثل الجوىر ‪ ،-‬وأشار إلى مفيوم اإلنشاء التكتوني بكونو التماسك الداخمي‬
‫وان الحقيقة أعتبرت معيا اًر لممفيوم المعماري الشامل حيث كان ييتم بالعالقة المشتركة بين جوىر الشكل وجمالو‪ ،‬بمعنى‬
‫وجود ترابط عضوي أو كيان لمشكل والمضمون ‪ .‬وقد صور جوىر الشكل كأنو شيء مكون من أجزاء يتم إدراكيا بطريقتين‬
‫؛ إما ككل من عناصر الييكل أو عن الترابط والتمفصل بين ىذه العناصر ]‪ . [Schwarzer,p.273-276‬ويتمثل السمو‬
‫الجمالي عند ‪ Semper‬من خالل مفيوم التكامل فيو لم يدرك جوىر الشكل وفن الشكل كنظام جمالي لمشكل والمضمون‬
‫بل إن فن الشكل بالنسبة لو ىو فقط العنصر الحقيقي لجماليات العمارة‪ ،‬فالتكتونيك بقي عنده خارج نطاق الجماليات فضالً‬
‫عن ذلك فقد فصل جودة الجمال المعماري لمتكتونيك عن المستوى المادي لمييكل والبناء‪ ،‬وقد إنفصل المفيوم الحقاً عن‬
‫البناء بصورة أكبر في خطاب النظرية الفنية ‪ .‬أما بالنسبة إلى ‪ H.Wölfflin /1886‬و ‪A. Schmarsow /1894‬‬
‫فالتكتونيك يمثل عندىما الناحية الجمالية لمشكل فقط‪ ،‬وكانا أول من حددا بأن جوىر العمارة ىو فن التصميم الفضائي‬
‫بقوليما ‪ " :‬نحن سعداء في منازلنا عندما ال نيتم بالتساؤل عن الثبات أو الصراع الحقيقي بين األحمال واإلسنادات" ‪ ،‬وقد‬
‫أكدا عمى قيمة التكتونيك كمصطمح أساسي لمنظرية الجمالية ‪ .‬ووفقاً لذلك فقد إختفت التكتونية من النظرية المعمارية‬
‫لمعمارة الحديثة ليس كمفيوم بناء تكتوني فقط بل كمفيوم أساس لمجمال المعماري ]‪. [Semper,p.11‬‬
‫‪ 2-1-3‬اإل نشاء التكتوني وبناء الفضاء ‪ :‬يميل أي بناء تكتوني إلى تشكيل ىيكل المبنى‪ ،‬كذلك فيما يتعمق ببناء الفضاء‬
‫فالتضاد ما بين شكل الييكل وشكل المبنى يميل إلى أن يسفر عمى األقل بتمايز نسبي لمبناء التكتوني عن بناء الشكل ‪ .‬إذ‬
‫يشكل (المبنى ‪ -‬الفضاء) كياناً لكل من العناصر الحاممة وغير الحاممة ‪ .‬لكن كيف يمكن أن تكون لمبناء التكتوني عالقة‬
‫مع بناء الفضاء ؟ ‪ .‬لقد ناقش كل من ‪ Bötticher /1852‬و ‪ Semper /1860‬البناء التكتوني وعالقتو بالفضاء‪ ،‬فبالنسبة‬
‫لألول يمثل عنده المرجع في أساسيات الييكل وبالتالي وضع الطريقة التي يتم فييا تغطية الفضاء‪ ،‬وقد ميز ما بين‬
‫إحتمالين أساسيين ‪:‬‬
‫‪ -‬في السقوف األفقية وتشييد األرضيات واألقبية المنحنية تكون النتائج لألعمدة والجسور التي تمثل البناء التكتوني (واجب‬
‫النظام الييكمي ىو اإلسناد العمودي لألحمال األفقية)‪ ،‬وىذا ما نجده في الكمال الجمالي في المعبد المشيد وفقاً لمنظام‬
‫الدوري ‪. Doric order‬‬
‫‪ -‬أما اإلحتمال الثاني فينتج في البناء التكتوني لألقبية والدعامات المتقاطعة‪ ،‬ويمثل النظام االنشائي ىنا المساند العمودية‬
‫واألفقية إلتجاه األحمال الناتجة ‪ .‬وكما ربط ‪ Bötticher‬البناء التكتوني مع تغطية الفضاء فيو في الوقت ذاتو يرفض‬

‫‪164‬‬
‫المجمة العراقية لهندسة العمارة‪ .........................................................‬المجمد‪ 30‬العدد(‪ )2-1‬لسنة ‪2015‬‬

‫اإلحاطة حيث إتبع نيج ‪ Hegel‬الذي فرق بين الجدران كإحاطة لمفضاء وبين األعمدة بإعتبارىا عناصر حاممة‪ ،‬وىذا ما‬
‫نالحظو من خالل اإلبيار اإلنشائي لمكاتدرائيات الغوطية ‪ ، Gothic Cathedrals‬شكل (‪. [Sack,p.118] )1‬‬

‫شكل ( ‪ : ) 1‬نظام الـ ‪ Doric temple‬والـ ‪ / Gothic Cathedral‬انًصدر ‪en.wikipedia.org :‬‬

‫أما ‪ Semper‬فقد أشار (بالرغم من عدم رجوعو إلى نظرية ‪ Hegel‬في الجمال ‪ -‬ألن وجية نظره كانت مادية) إلى‬
‫بناء الفضاء ضمن المفيوم العام لإلحاطة الفضائية وربط تشكيل الفضاء حصرياً إلى المادة البنائية واإلحاطة الثنائية‬
‫األبعاد لمفضاء (الطول ‪ -‬العرض) عندما قال ‪ " :‬إن بناء الفضاء يبدأ من الفصل النسيجي لممنزل عن الحياة الخارجية‬
‫الدعائم التي تخدم لحمل وتأمين ىذا الفصل الفضائي ليس ليا عالقو مباشرة مع الفضاء أو تقسيم الفضاء ‪ ...‬حيث كانت‬
‫ال عن دعم‬ ‫تستخدم لمتحصين والدفاع ‪ fortification and defense‬لضمان جدار ثابت‪ ،‬أو لدعم اإلحاطة الفضائية فض ً‬
‫األحمال األخرى" ‪ .‬لقد عارض ‪ Semper‬البناء التكتوني والبناء بصورة عامة وعالقتو مع بناء الفضاء‪ ،‬وصور النسيج بأنو‬
‫ىو األصل كعنصر معماري ليس فقط من حيث ثقافة المادة وتمثيميا البصري ولكن أيضاً من حيث بناء الفضاء‪ ،‬وبالنسبة‬
‫لو إعتبر األنسجة ىي التي تشكل حدود الفضاء من خالل تركيبيا وشكميا وتعريفيا لممكان أثناء إحاطتيا بالفضاء ‪ .‬لقد‬
‫توافق ‪ Adolf Loos‬بشكل كبير مع مبادئ ‪ Semper‬لإلحاطة من خالل الفصل بين البناء التكتوني وبناء الفضاء‪ ،‬فبناء‬
‫الفضاء عنده يتم من مجرد فيم تقنية البناء عندما يقول ‪ " :‬أن ميمة المعماري تكمن في خمق فضاء دافئ وعائمي ‪warm‬‬
‫‪ ،and homelike space‬فمثالً السجاد ىو دافئ وعائمي لذا عندما تمد سجادة عمى األرض ثم تعمق ‪ hang up‬بأربع‬
‫إتجاىات لتكون الجدران التي ستحيط بيذا الفضاء وبالتالي تعرفو "‪ ،‬لكن ال يمكن بناء منزل من السجاد ألن كل من‬
‫األرضية والجدران بحاجة إلى سقاالت بناء ‪ scaffold‬والتي تبقييم في وضعيتيم المناسبة وان إبتكار ىذه الدعائم ىي‬
‫الميمة الثانية لممعماري ‪ ،‬شكل (‪. [Sack,p.125] )2‬‬

‫شكل ( ‪ : ) 2‬خمق الفضاء الدافئ والعائمي في ‪ / Turkmen house - Afganistan‬المصدر ‪Oliver Sack , 2001 :‬‬

‫‪165‬‬
‫المجمة العراقية لهندسة العمارة‪ .........................................................‬المجمد‪ 30‬العدد(‪ )2-1‬لسنة ‪2015‬‬

‫أما ‪ Giedion‬في منشوراتو (البناء في فرنسا‪ ،‬البناء بالحديد‪ ،‬البناء باإلسمنت المسمح ‪ )Ferroconcrete‬فقد ربط‬
‫البناء مع تصميم الفضاء وبطريقة مباشرة‪ ،‬وبناءاً عمى ذلك فيو لم يربط البناء بإحاطة الفضاء بل ربطو مع نقيضو الذي‬
‫يطمق عميو التداخل الفضائي ‪ .‬لقد ركزت الحركة الحديثة عمى الفضاء من خالل مصطمح التداخل الفضائي الذي يتضمن‬
‫الربط الفضائي مع الحركة وما يقابمو البعد الرابع ‪ .‬كما ربط مفيوم بناء الفضاء مع مفيوم آخر وىو العمارة كممارسة‬
‫إجتماعية واقتصادية‪ ،‬وقد إعترف بأن التداخل الفضائي كظاىرة جمالية لمعمارة الحديثة إبتداءًا من البناء الخفيف والتفريغ‬
‫في البناء الحديدي في القرن التاسع عشر من خالل التطبيقات في إنشاء المساكن الحديثة وخصوصاً ما نممسو من أعمال‬
‫الخرسانة المسمحة لـ ‪ . Le Corbusier‬إذ ذكر ‪ " Giedion‬أنو إمتمك القدرة عمى صنع صدى لمييكل الخرساني إنطالقاً‬
‫من قدرتو في إسناد وزن البناية بأكمميا عمى عدد قميل من األعمدة الكونكريتية المستدقة من خالل إسقاط الجدران المحيطة‬
‫"‪ .‬لقد أنشأ ‪ Le Corbusier‬البيت المفتوح ‪ Villa Savoye - 1930‬من مكعبات من اليواء وأخرى بدون ىواء تمتاز‬
‫بأنيا ليست فضائية أو بالستيكية حيث ينساب اليواء خالليا‪ ،‬بل يصبح عامالً أساسياً فييا وليس شكل الفضاء أو الشكل‬
‫يتجز ‪ ،‬شكل (‪. [Giedion,p.10] )3‬‬ ‫أ‬ ‫البالستيكي ميم بل عالقة الفضاء والتداخل‪ ،‬أي ىنالك فضاء مفرد وال‬

‫شكم ( ‪ : ) 3‬انعالقت بيٍ انداخم وانخارج في انـ ‪ / Villa Savoye‬انًصدر ‪www.geocities.com :‬‬

‫‪ 3-1-3‬بناء الفضاء بين اإلحاطة والتداخل ‪ :‬بعد تفسير مفيوم التكتونيك نتبع المفيوم النظري ‪ -‬المعماري الذي يؤثر بقوة‬
‫عمى فيم العالقو بين البناء التكتوني وبناء الفضاء ؛ التناقض بين إسناد األحمال واحاطة الفضاء‪ ،‬والتي ذكرت عندما ميــز‬
‫‪ Hegel‬بين العمود والجدار كعناصر إسناد أو إحاطة ‪ .‬يجب عمينا فيم بناء الفضاء وتراكيب اإلحاطة والتداخل حيث‬
‫تسمح ىذه التراكيب بربط البناء التكتوني مع بناء الفضاء بطريقة مباشرة ويؤدي ذلك بالنتيجة إلى تفاعل اليياكل الحاممة‬
‫مع شكل اإلحاطة والتداخل الفضائي مع التركيز عمى نوعية الفضاء ‪ -‬المبنى لمبناء التكتوني‪ ،‬ويتجمى ىذا المفيوم من‬
‫خالل تحميل ثالثة مبادئ مختمفة لمبناء التكتوني ىي ‪ :‬نظام اإلنشاء الييكمي‪ ،‬نظام الجدران الحاممة‪ ،‬ثم نظام اإلنشاء‬
‫الفراغي أو القشري ‪ .‬ففي القرن العشرين ظمت اإلحاطة جانباً أساسياً في بناء الفضاء‪ ،‬وقد إرتبطت بالمفاىيم األساسية التي‬
‫تعتبر الفضاء والتصميم الفضائي نتاج التداخل الفضائي ]‪. [Schuller,p.214‬‬
‫أما في النظرية المعمارية في النصف الثاني من القرن العشرين كان بناء الفضاء ال يزال يتحدد مع اإلحاطة الفضائية‬
‫حيث إىتمت الفكرة الحديثة عن الفضاء باإلحاطة الفضائية وعالقتيا مع الفضاءات الخارجية ضمن مفيوم التداخل‬
‫الفضائي‪ ،‬وبالتوازي مع ذلك فقد تم مناقشة الفضاء بصورة أوسع من خالل مفيومو الثقافي واإلجتماعي ‪ .‬وفي ىذا الصدد‬
‫ربط التداخل الفضائي مع مفيوم المكان والذي يتمثل من خالل مغزى ومعنى الفضاء ]‪. [Frampton,p.37‬‬
‫لقد أخذ مفيوم الفضاء عند ‪ Heidegger‬حي اًز في نظرية ما بعد الحداثو حين عرف المكان عن طريق حدوده وتمييزه‬
‫أكثر من مجرد اإلستم اررية اليندسية لمفضاء ‪ .‬أما ‪ Schulz‬فقد ربط مفيوم المكان مع إحاطة الفضاء‪ ،‬فالمساحات‬
‫المفتوحة عنده تمتاز مبدئياً بالتمدد المستمر من خالل التنوعات‪ ،‬أما المستوطنات فيي كيانات مغمقة وان أي إحاطة تعرف‬
‫من خالل الحدود التي تتحدد من خالليا الفراغات ‪ .‬وبصورة عامة فالحدود وخاصةً الجدار يمثل البنية المرئية لمفضاء‬

‫‪131‬‬
‫المجمة العراقية لهندسة العمارة‪ .........................................................‬المجمد‪ 30‬العدد(‪ )2-1‬لسنة ‪2015‬‬

‫كإستمرار متواصل أو منقطع‪ ،‬مباشر وبإيقاع ‪ .‬لقد صور ‪ Schulz‬الفضاء بالمكان المفتوح عمى مجاوراتو وبالتالي فإن‬
‫اليوية اإلجتماعية ‪ -‬الفضائية التي يعرفيا ىي نقيضة لإلستم اررية الفضائية أكثر من التداخل معو ]‪: [Schulz,p.121‬‬
‫أ ‪ -‬البناء الفضائي كعنصر تفاعل بين الهيكل الحامل ‪ ،‬إحاطة الفضاء والتداخل الفضائي ‪ :‬بناءاً عمى مفيوم المكان ‪-‬‬
‫الفضاء ال يرتبط البناء الفضائي باإلحاطة الفضائية فقط‪ ،‬بل يرتبط مع أىمية الفصل الفضائي في المخطط وفي تغطية‬
‫الفضاء (تشير اإلحاطة الفضائية إلى مفيوم المكان) من جية‪ ،‬وبالرغبة في خمق الميزة اإلجتماعية ‪ -‬الفضائية من جية‬
‫أخرى ‪ .‬إن أي فضاء مبني يجب أن يرتبط بالفضاءات الخارجية (يشير الفتح في الشكل المحاط وتداخل الفضاءات‬
‫الداخمية مع الخارجية إلى الربط بين المكان واإلستم اررية الفضائية فضالً عن اإلرتباط مع األماكن األخرى‪ ،‬وفي ىذا‬
‫السياق يمكننا أن نتصور بناء الفضاء كتجميع أو تبادل لكل من الضم الفضائي والتداخل الفضائي) ‪ .‬وبفيمنا لبناء الفضاء‬
‫من ناحية التجميع واإلحاطة والتداخل يرتبط البناء التكتوني بالضم الفضائي وذلك من خالل التجميع لإلحاطة والتداخل‬
‫حيث يمثل ذلك تفاعل البناء التكتوني والذي يتضمن إحاطة الشكل والتداخل الفضائي ]‪. [Ibd,p.129‬‬
‫ب ‪ -‬فضاءات األبنية التي تمثل التداخل والضم واإلحاطة في البناء التكتوني ‪ :‬وصف ‪ Giedion‬إمكانات محددة لبناء‬
‫الفضاء التكتوني‪ ،‬وتتمثل تمك اإلمكانات في فتح الشكل المغمق والقدرة عمى التداخل الفضائي لمفضاءات المشتتة‪ ،‬وىذه‬
‫اإلمكانية ىي نتيجةً لمترتيب المنيجي لعناصر دعم األحمال وما يناظرىا من عمل القوى والتكوين الييكمي لمبناء التكتوني ‪.‬‬
‫ىنالك جودة فعمية لبناء الفضاء تتحدد من خالل ترجمة إمكانات البناء الفضائي وجودة البناء الفضائي لممبادئ الثالثة‬
‫لمبناء التكتوني والتي يمكن عرضيا بطريقتين ]‪: [Ibd,133‬‬
‫األولى ‪ :‬ىل أن الييكل يختمف أو يتكامل مع اإلحاطة الفضائية وتغطية الشكل ؟‬
‫الثانية ‪ :‬بأي طريقة يمكن لمبناء الفضائي أن يأخذ جزءاً في التنفيذ والتعبير من خالل فتح الشكل والتداخل الفضائي ؟‬
‫فالعالقة ىنا بين عناصر إسناد الحمل والضم الفضائي والتداخل الفضائي واألبعاد الثالثية لمفضاء (الطول والعرض‬
‫واإلرتفاع) ىي مركز األىمية ‪.‬‬
‫‪ 4-1-3‬المبادئ الثالثة لإلنشاء التكتوني‬
‫أ ‪ -‬نظام البناء الهيكمي ‪ :‬ىو النظام الذي يتكون من العناصر العمودية (األعمدة) والعناصر األفقية (الجسور)‪ ،‬فالعالقة‬
‫بين البنية الفنية والجمالية من جية والعناصر اإلنشائية من جية أخرى ترتكز عمى ‪:‬‬
‫‪ -‬إما إظيار العناصر اإلنشائية واستخداميا في التكوين ‪.‬‬
‫‪ -‬أو التراجع بالعناصر اإلنشائية واحاطة الواجيات الخارجية بجدران مغمقة ‪ ،‬شكل (‪. )4‬‬

‫شكم ( ‪َ : ) 4‬ظاو انبُاء انهيكهي ‪ / Skeleton‬انًصدر ‪Michael Hensel , 2004 :‬‬

‫يرتبط النظام الييكمي مع النموذج اإلقتصادي لمييكل‪ ،‬كما ويرتبط مع القشرة وفكرة المخطط بالنقيض مع الجدار الحامل‬
‫من الحجر أو الطابوق‪ ،‬فاإلطار الييكمي يتيح المرونة في تصميم الفضاء المبني والشكل مثمما تم التعبير عنو في تصميم‬
‫‪ Le Corbusier‬لمـ ‪ ،Domino house‬فإن نظام الجدران الحاممة مفصول كمياً عن شكل اإلحاطة الفضائية أو القشرة‪،‬‬
‫فتصميم الواجيات جاء بشكل حر وصوالً إلى تغميف كامل بالزجاج ‪:‬‬

‫‪131‬‬
‫المجمة العراقية لهندسة العمارة‪ .........................................................‬المجمد‪ 30‬العدد(‪ )2-1‬لسنة ‪2015‬‬

‫‪ -‬إن الفصل بين مجموعة األعمدة والجسور بمسافات كبيرة يسمح بحرية كبيرة في ترتيب الفضاءات الداخمية بكال‬
‫اإلتجاىين ؛ األفقي والعمودي ‪.‬‬
‫‪ -‬تعمل األعمدة عمى اإلحاطة الفضائية أو الفتح عمى المجاورات‪ ،‬وان النسبة بين قطر العمود ومحيطو من جية‬
‫والمسافات بين األعمدة من جية أخرى ىي التي تحدد ذلك ‪ ،‬شكل (‪. [Hensel,p.26] )5‬‬

‫شكل ( ‪ : ) 5‬المخططات األولية لتصميم الـ ‪ / Domino House‬المصدر ‪www.modrenhousez.com :‬‬

‫ب ‪ -‬نظام الجدران اإلنشائية الحاممة ‪:‬‬


‫تتمقى الجدران الخارجية والداخمية الرئيسية‬
‫بكامل أطواليا الحموالت واألثقال وتنقميا‬
‫إلى أسس المبنى ‪ -‬تنفذ بمواد بناء تستطيع‬
‫تحمل إجيادات الضغط مثل الحجر‬
‫والطابوق والبموك اإلسمنتي والخرسانة‬
‫المسمحة ‪ . -‬فالجدار التكتوني تعود بدايتو‬
‫إلى العمارة اليونانية القديمة والرومانية‬
‫والتي تمثل العمارة الحجرية‪ ،‬ويمثل الجدار‬
‫عند منظر الفن ‪Max Raphael‬‬
‫العنصر اإلنشائي المتآلف‪ ،‬حيث‬
‫شكم ( ‪ًَ : ) 6‬ىذج نهكاتدرائياث انغىطيت ‪ /‬انًصدر ‪Percy Watson , :‬‬ ‫تختمف تقنية التآلف بين كونيا عناصر‬
‫‪1976‬‬ ‫حاممة (الجدار يعمل كنظام إنشائي‬
‫ناقل لألحمال) أو غير حاممة (كعنصر إحاطة وضم)‪ ،‬وبذلك فقد صور الجدار بالتناقض مع ‪ Hegel‬كعنصر لبناء‬
‫الفضاء بغض النظر عن كونو حامل أو غير حامل لالثقال (لإلحاطة فقط)‪ ،‬فالجدار ىنا يمثل األعمدة والجسور في‬
‫(المعبد من النظام الدوري) واألقبية المتقاطعة والدعامات في (الكاتدرائيات الغوطية)‪ .‬يتشابو الجدار التكتوني مع النظام‬
‫الييكمي من حيث نقل األحمال األحادية اإلتجاه كقوى الجاذبية العمودية (أي ىوية الحمل لألثقال وليس بالضرورة أن يحيط‬
‫الفضاء) ‪ .‬وبالتشابو مع النظام الشبكي يمكن أن يعمل كعنصر حامل لألثقال إضاف ًة إلى إحاطة الفضاء إال أن نقل‬
‫األحمال يختمف ىنا عن النظام الشبكي بكونو ينقل األحمال بصور عمودية واإلحاطة الفضائية بشكل متعامد باإلتجاه‬
‫األفقي والعمودي‪ ،‬وكمثال عمى ذلك يتميز الجدار في الكاتدرائية الغوطية بكونو عنصر حامل لألثقال وعنصر إحاطة‬
‫بإتجاىين متعامدين ىما ؛ اإلسناد العمودي واإلحاطة األفقية ‪ ،‬شكل (‪. [Watson,p.13] )6‬‬
‫جـ ‪ -‬النظام اإلنشائي الفراغي ‪ :‬ومنيا الخاليا الصندوقية والمنظومات اإلنشائية القشرية‪ ،‬إذ يدين ىذا النظام بظيوره إلى‬
‫التقدم التكنولوجي الكبير وتطور طرائق حساب اإلنشاءات والمسائل اإلختصاصية األخرى المرتبطة بالجانب اإلنشائي‪،‬‬
‫ويمكن تمييز ثالثة أنظمة إنشائية فراغية ىي ‪:‬‬

‫‪136‬‬
‫المجمة العراقية لهندسة العمارة‪ .........................................................‬المجمد‪ 30‬العدد(‪ )2-1‬لسنة ‪2015‬‬

‫‪ -‬خاليا صندوقية فراغية ‪.‬‬


‫‪ -‬إنشـاءات قشـرية ‪.‬‬
‫‪ -‬نظم إنشائية مرنة بديمـة تسمح بالنمو واإلستبدال‬
‫وفـق تغير الحاجات والوظائف كالخيام‪ ،‬مع البناء‬
‫بواسطة شبكة من األنابيب فإن سعة التحمل لمفوالذ‬
‫والخرسانة المسمحة وعالقتيا مع الييكل والقشرة‪،‬‬
‫فالبناء التكتوني ليس منفصالً عن شكل اإلحاطة‬
‫الفضائية وبالمقابل تتغير القشرة نفسيا لتصبح الييكل‬
‫البنائي ]‪ . [Bradshaw,p.692‬أما من حيث‬
‫التصميم‪ ،‬يعرض الييكل التكتوني نفسو كتجميع‬
‫جمالي لكل من الييـ ـاكل الحاممة‪ ،‬وكزخرفة لمقشرة كما‬
‫في (السالل) ‪ basketry‬فإن ىيكميا يؤدي وظيفة‬
‫القشرة والدعم فضالً عن أن ىيكميا المرئي الجميل‬
‫يقابل كل من متطمبات الجمال والثبات‪ ،‬فاإلداء العالي‬
‫لمتغطية وكذلك كنظام حمل يعمل عمى بث الحيوية‬
‫وتزيين السطح الخارجي (الواجيات) ‪،‬‬
‫شكل (‪. [Maria,p.52] )7‬‬
‫شكم ( ‪ : ) 7‬انعالقت بيٍ انعًارة وانُسيج ‪ /‬انًصدر‬
‫‪Architectural Design - Architextiles , 2006 :‬‬ ‫فمصطمح البناء الشبكي يضم‬
‫أنواع ًا كثيرة ومختمفة منيا ؛ القباب‬
‫الجيوديستية ‪ ،geodetic‬والسطوح‪ ،‬أو األنبوبية‪ ،‬وقد تكامل البناء الشبكي في السنوات األخيرة مع ما يسمى بإست ارتجية‬
‫التصميم المورفولوجية من أجل تبسيط المشكمة وتسييل المقارنة لمبناء التكتوني ‪ .‬ويختمف البناء باليياكل الشبكية عن البناء‬
‫الييكمي من ناحيتين رئيسيتين ؛ ىما التميز من خالل التكامل المطمق لمييكل الحامل مع الشكل الذي يمثل اإلحاطة‬
‫والقشرة باإلعتماد عمى كثافة وكتمة الشبكة‪ ،‬فالشبكة ىي التي تشكل فضاء المبنى وتغمفو‪ ،‬وأفضل مثال عمى ذلك ىو‬
‫اليياكل النسيجية ‪ .‬وتعتبر مميزات المادة ىي اإلختالف الثاني حيث يتكون البناء الشبكي من مواد خفيفة ىي شبكة‬
‫األنابيب والنسيج‪ ،‬فالعالقة ىنا قد تفككت ما بين الييكل التكتوني والمحاور العمودية لقوى الجاذبية والنتيجة ىي التوليف‬
‫والتجانس بين اليياكل الحاممة واحاطة الفضاء (الشبكة الداعمة والنسيج)‪ ،‬لذلك فإن التعبير عن البناء الشبكي ال يعتمد‬
‫عمى شكل الشبكة بل التعبير عن اإلحاطة الفضائية ‪ ،‬شكل (‪. [Bradshaw,p.p.694-696] )8‬‬

‫شكم ( ‪ : ) 8‬بعط ًَاذج انُظاو اإلَشائي انفراغي ‪ /‬انًصدر ‪Journal of Structural Engineering / 2002 :‬‬

‫‪133‬‬
‫المجمة العراقية لهندسة العمارة‪ .........................................................‬المجمد‪ 30‬العدد(‪ )2-1‬لسنة ‪2015‬‬

‫خالص ًة لما سبق‪ ،‬نستنتج بأن التفاعل بين حمل األ ثقال واإلحاطة الفضائية والتداخل الفضائي تصمم بطرق مختمفة‪،‬‬
‫حيث يتميز كل نظام بمميزات معينة ‪ :‬فالنظام الهيكمي يسمح باإل نفتاح بين الفضاءات دون اإلحاطة (بناء الفضاء‬
‫بصورة غير مباشرة)‪ ،‬والتكتونية في النظام النسيجي‪ ،‬النظام الشبكي تخمق الفضاء من خالل منشأ مفتوح‪ ،‬بينما يفتح‬
‫الجدار التكتوني الشكل المغمق ‪ .‬ويعتبر ‪ Semper‬أول من ربط األبعاد الثالثية لمفضاء مع تصور النسب والتماثل‬
‫واإليقاع‪ ،‬وبطريقة مماثمة يمكننا ربط أبعاد الفضاء مع مظاهر الحمل لل ثقال‪ ،‬اإلحاطة والتداخل ‪.‬‬
‫‪ 2-3‬المستوى الثاني ‪( :‬وصفي‪/‬تحميمي) يتعمق بالجوانب غير المادية ‪ ،incorporeal‬الجمالية‪ ،‬التعبيرية‪ ،‬واألخالقية‬
‫‪ .‬وقد تم في هذا المستوى وصف ومناقشة وتحميل عدد من المشاريع إعتماداً عمى أربعة مفردات رئيسية أستنبطت من‬
‫المعرفة السابقة تخص وصف التكتونية بين الجمال األخالق وآليات تحقيقها هي ‪:‬‬
‫‪ 1-2-3‬مثالية الهيكل مقابل تصميم الشكل ‪ :‬أعطى التطور المتسارع في صناعة تكنولوجيا المعمومات لممصممين في‬
‫البرمجية ومعدات الحاسوب التي أحدثت ثورة كبيرة في عممية‬ ‫جميع أنحاء العالم إمكانية الوصول إلى أفضل إداء لمحمول ا‬
‫صناعة األشكال ‪ .‬وعميو يجب التفكير تدريجياً بالعالقة التي تربط اإلنسان ‪ -‬اآللة من خالل معرفة قوة الصمة بين‬
‫(متطمبات األخالق) و (حاجات اإلبداع) لممشروع المعماري ‪ .‬إن البعد البنائي ألي مشروع معماري يتطمب المعرفة التقنية‬
‫العممية التي تؤثر في الخمق اإلبداعي والعممية التكوينية‪ ،‬وقد تم عمى مر العصور إدماج ثروة من المعارف العممية والتقنية‬
‫مع الثقافة المعمارية مما ساعد في ترسيم الوعي وأثر تأثي اًر كبي ًار في عممية التصميم‪ ،‬سواء كانت العمارة في الماضي أو‬
‫في توجيات العمارة الحديثة والمعاصرة ‪ .‬فالجزء األكبر من فن العمارة في العصر الحديث كما كان في الماضي يظير‬
‫الرغبة في الرجوع إلى المعرفة المكتسبة بطرق مختمفة ؛ من الحالة التي يكون فييا الييكل ىو الشكل‪ ،‬كما ىو الحال في‬
‫أعمال ‪ Nervi ،Torroja‬أو ‪ Musmeci‬إلى الحالة التي تكون فييا المغة الييكمية واضحة ومتكاممة أكثر أو أقل عضويةً‬
‫ال إلى الحالة التي‬ ‫مع غيرىا من عناصر التصميم المعماري‪ ،‬كما في أعمال كل من ‪ Wright ،Mies‬و ‪ Aalto‬وصو ً‬
‫يوجد فييا تكامل كبير في جميع مكونات عممية التصميم‪ ،‬كما ىو الحال في أعمال ‪ Kahn‬و ‪ Le Corbusier‬وما إلى‬
‫ذلك ‪ .‬وباإلتفاق مع ‪ Frampton‬يمكن تعريف كل ىذه األعمال وفقاً لمصطمح (التكتونية)‪ ،‬إذ يمكن أن يطمق ىذا‬
‫المصطمح عمى األعمال التي تترك المكونات الييكمية جانباً أثناء عممية التصميم وتركز عمى خمق األشكال الفنية العشوائية‬
‫‪ .‬واالتأكيد عمى إن الجانب األخالقي في عممية البناء أصبح اليوم ذا أىمية كبيرة ليس عمى صعيد إحياء التراث اإلنساني‬
‫بل في فيم العالقو المعقدة بين العمارة واإلنشاء والرياضيات التي توفرىا البرامج الحاسوبية‪ ،‬فاألخالق في النتاج المعماري‬
‫ىي بالنقيض مما يعرف بالعمارة المفككة ‪ deconstructed‬غير الخطية والمعقدة ]‪. [Charlson,p.p.135-156‬‬
‫يأخذ التحميل اإلنشائي جزءاً ميماً في المشروع المعماري بشكل خطوات متعاقبة وتكون محور إىتمام المتخصصين عن‬
‫طريق تقسيم المعرفة إلى الطريقة التي تكون جيدة من حيث التقنية واإلنتاج ‪ .‬إن معرفة النماذج الميكانيكية والرياضية‬
‫عامل ميم في (صنع) العمارة‪ ،‬بمعنى محاولة التغمب عمى اإلنقسام التأريخي بين العمم والفن في البناء من خالل الحصول‬
‫عمى الكفاءة في الفكر المجرد‪ ،‬وادراك أن العممية اإلبداعية ىي بدييية ومركبة من قبل الطبيعة‪ ،‬ويعني ىذا أنو ال يعتمد‬
‫فقط عمى الميارات الفردية الطبيعية‪ ،‬ولكن عمى الخبرة والمعرفة المكتسبة أيضاً ‪ ،‬شكل (‪. [Trovalusci,p.45] )9‬‬

‫شكل ( ‪ : ) 9‬الهيكل كشكل ‪ / Structure As Architecture‬المصدر ‪Andrew Charleson , 2005 :‬‬

‫‪131‬‬
‫المجمة العراقية لهندسة العمارة‪ .........................................................‬المجمد‪ 30‬العدد(‪ )2-1‬لسنة ‪2015‬‬

‫‪ 2-2-3‬توليد الشكل ‪ :‬إستخدم المعماريان ‪ Toyo Ito‬و ‪ Cecil Balmond‬أحدث الخوارزميات ‪ algorithms‬في بناء‬
‫وتنفيذ أفكارىم مثل (الخوارزمية الجينية) عند تصميم ‪ ،Serpentine Gallery Pavilion - 2002 / London‬إذ بدءا‬
‫بفكرتين بسيطتين جداً تستند األولى عمى نظام البناء الييكمي الرشيق ‪ graceful‬الذي يدعم السقف الشفاف المسطح ذي‬
‫الشكل الحر ‪ . free form‬أما الفكرة الثانية فإعتمدت السقف المسطح المؤلف من الخطوط العشوائية المتقاطعة والمدعمة‬
‫بخط من الجدران الخارجية لتشكل في النياية صندوقاً مطمقاً‪ ،‬وقد ذىبا نحو الفكرة الثانية حيث أوجد ‪ Balmond‬خوارزمية‬
‫بسيطة ألجل الحصول عمى نمط فوضوي من الخطوط ]‪ . [Balmond,p.28‬لقد أكد ‪ Ito‬عمى إن النظرة إلى‬
‫الخوارزميات تمكننا من خمق تعقيد غير متوقع وحاالت ىجينة محسوبة وممكنة التحكم وبحمول مختمفة‪ ،‬ولكن عندما نضيق‬
‫الشروط ونتجاىل اإلحتماالت المختمفة فال يوجد إال حل واحد فقط ‪ .‬فالحركة المكانية لممشروع جعمت من الممكن تخيل‬
‫وحساب وتصنيع وتجميع األشكال بوقت قصير عن طريق التكنموجيا الرقمية ‪ -‬أعطت تمميح لمفضاء الذي يختمف نوعياً‬
‫عما إعتدنا عميو‪ ،‬فالخوارزمية ستكون ميمة في فكر عمارة المستقبل ‪ .‬ففي عالم اليندسة ال يمكننا تجنب التحول لمفيوم‬
‫النيايات المفتوحة في شكل البناء من خالل التواصل والتجسيد مع المجتمع ‪ .‬فالعمارة تنطوي دائماً في مرحمة إدراكيا عمى‬
‫فصل الداخل عن الخارج‪ ،‬والتفاصيل واختيار المواد ‪ ...‬إلخ‪ ،‬مع األمل بأن تكون نياياتيا حرة ‪ .‬لقد تحول المصمم إلى‬
‫الحاسوب ألجل أن يجعل الحدود بين الداخل والخارج مشوشة قدر اإلمكان‪ ،‬ولكن من غير الممكن القضاء عمى التمييز‬
‫بالكامل ألن ذلك سيعني ترك عالم العمارة ‪ ،‬شكل (‪. [Interview] )10‬‬

‫شكل (‪ : )10‬الفكرة المعتمدة في بناء مشروع ‪ / Serpentine Gallery Pavilion‬المصدر‪www.serpentinegallery.org :‬‬

‫‪ 3-2-3‬تحسين الشكل‪ ،‬وايجاد الشكل ‪ :‬تعنى المناىج المختمفة والتنفيذية منيا بالذات بحل مشكمة خمق الشكل الجديد من‬
‫خالل المتطمبات األساسية (لإلتساق والتطابق)‪( ،‬الضرورة والنفعية لممشروع المعماري) ‪ .‬فمصطمح "األشكال الجديدة" يشير‬
‫عمى وجو التحديد إلى األشكال الحرة والقشريات‪ ،‬وبشكل عام إلى السطوح غير الخطية التي يمكن أن تكون كنتيجة‬
‫لمتحسين الييكمي‪ ،‬وان األساليب الجديدة لمتحسين تتراوح بين تحسين الشكل الييكمي إلى طرق تحسين المكان‪ ،‬وتقدم في‬
‫الوقت الحاضر لممصممين مجموعة واسعة من إمكانيات التصميم التي تم بحثيا عمى نطاق واسع في مختمف مجاالت‬
‫التصميم اليندسي والصناعي والتي تم إستغالليا الحقاً في مجال العمارة كأدوات مساعدة لمـ ـ "بحث" ‪ ،‬أو لـ "إختراع" ىذه‬
‫"األشكال الجديدة"‪ .‬إن التوظيف المكثف لمبرامج يسمح بالسيطرة عمى ىذه السطوح عن طريق تحميل الميكانيكية ‪ -‬الرياضية‬
‫‪ -‬العددية التي أتاحت لممصمم فرصتين ]‪: [Sasaki,p.p.51-59‬‬

‫‪131‬‬
‫المجمة العراقية لهندسة العمارة‪ .........................................................‬المجمد‪ 30‬العدد(‪ )2-1‬لسنة ‪2015‬‬

‫‪ -‬األولى ‪ :‬تسميط الضوء عمى الجانب التعبيري‪ ،‬تمييا ضبط السموك اإلنشائي وتسمى ىذه المرحمة (تحسين الشكل)‪،‬‬
‫بإنتياج أسموب التخطيط مع المحافظة عمى جوىر (الرؤية) المعمارية بترجمتيا من المواد المالزمة‪ ،‬وأخي اًر تبقي بقوة‬
‫المرحمة اإلبداعية بعيداً عن مرحمة التنفيذ ‪.‬‬
‫‪ -‬الثانية ‪ :‬البدء من مستوى أكثر مرونة في إيجاد الشكل كالوظيفة عمى سبيل المثال‪ ،‬أو تصميم الفضاء والتي مع ذلك‬
‫تحافظ عمى السموك العام (األمثل) لمييكل وتسمى ىذة المرحمة (إيجاد الشكل) ‪ .‬فالبرنامج سيوجو في كل مرحمة من مراحل‬
‫تطور المشروع مع اإلشارة إلى أنو ال توجد أداة تحل محل سيطرة المصمم المباشرة ‪ .‬وان الخيار بين ىذين المنيجين‬
‫المختمفين يصبح حاسماً عند التعامل مع مفيوم (الشكل يدعم الييكل)‪ ,‬حيث يصبح من غير الممكن فصل الخصائص‬
‫الرسمية لمسموك الييكمي لممنشأ أو المبنى ‪:‬‬
‫‪ -‬في الحالو األولى (تحسين الشكل) يشارك البرنامج في المرحمة األخيرة من المشروع ‪.‬‬
‫‪ -‬بينما في حالة (إيجاد الشكل) يعمل البرنامج منذ بداية عممية التكوين ويؤثر تاثي اًر كبي اًر عمى النتيجة النيائية وعممية‬
‫اإلظيار‪ ،‬والمثال عمى ذلك في تصميم المعماري ‪ Arata Isozaki‬لمـ ‪ Nara Centennial Hall / Japan‬وتطبيق طريقة‬
‫(تحميل حساسية الشكل ‪ )sensitive analysis‬التي قادت إلى إتفاق مرضي بين الكفاءة اإلنشائية والحصيمة الشكمية ‪.‬‬
‫نجد ىنا أن ىيئة قاعة ‪ Nara‬من حيث الطول والعرض والحجم جنباً إلى جنب مع المتطمبات الوظيفية تم إقرارىا من قبل‬
‫المصمم وبإعتماد طريقة تحميل حساسية الشكل‪ ،‬فمتغيرات التصميم تم تعديميا من خالل الحاسوب عمى أمل ظيور شكل‬
‫أكثر إثارة‪ ،‬فالسقف أصبح بطريقة ما قشرة من الخرسانة المسمحة بسمك ‪ 15‬سم مع شكل غير منتظم ‪ amorphous‬أشبو‬
‫بقطعة النسيج‪ ،‬ومن خالل ىذه التجربة بدأنا نشعر بأن طريقة تحميل حساسية الشكل غير كافية إلعتمادىا كأداة لمتصميم‬
‫شكل (‪. [Ibd,p.66] )11‬‬

‫شكم ( ‪ : ) 11‬قاعت ‪ Nara Centennial‬في انياباٌ ‪ /‬انًصدر ‪www.medianetjapan.com :‬‬

‫مثال آخر عمى تحسين الييكل التكتوني ىو في مشروع ‪ Florence New Station‬لمثنائي اإلنشائي ‪-‬‬
‫المعماري ‪ ،Isozaki / Sasaki‬فالمحطة ليا سقف عمى شكل شجرة وىو نتيجة التحسين الطوبولوجي‪ ،‬وبتخطي النقاش‬
‫عن الحجم الكبير لمغاية واعادة إنتاج الطبيعة فإنو ال يمكن تجاىل اإلنقسامات المتعددة لمشكل النيائي (الذي يطمق عميو‬
‫الشكل المتدفق ‪ ،)flux-structure‬وعند إختيار تكنولوجيا اإلنشاء المناسبة فإن مثل ىذا الغموض يكشف عن نفسو‬
‫ويصبح ليس صعباً التوفيق بين الشكل والييكل والوظيفة وبناء الفضاء ‪ ،‬شكل (‪ )12‬وشكل (‪.[Sasaki,p.31] )13‬‬

‫شكم (‪ : )12‬انتكراراث انًختهفت نتصًيى قشرة انسقف يٍ خالل تغيير يعانى انتصًيى ‪ /‬انًصدر ‪Sasaki , 2005 :‬‬

‫‪132‬‬
‫المجمة العراقية لهندسة العمارة‪ .........................................................‬المجمد‪ 30‬العدد(‪ )2-1‬لسنة ‪2015‬‬

‫شكم (‪ : )13‬انتحسيٍ انهيكهي وتكُىنىجيا اإلَشاء نههيكم انحقيقي نًحطت ‪ Florence‬انجديدة ‪ /‬انًصدر ‪Sasaki , 2005 :‬‬

‫ييدف كل من ‪ Isozaki / Sasaki‬إلى تطوير البرامج الحاسوبية إليجاد الشكل من أجل الوصول إلى ىياكل ىندسية‬
‫معقدة وأن تكون فنية ومنشئية بنفس الوقت‪ ،‬وليذا الغرض يجب فيم سموك اليياكل الصعبة التي ىي جزء من اليياكل‬
‫المعقدة‪ ،‬وحدائق ‪ Eden‬لممعماري ‪ N. Grimshaw‬ىي خير مثال عمى ذلك حيث الشكل النيائي ىو نتيجة (لمتشويو‬
‫‪ - )deformation‬تغيير الحجم نسبةً إلى تغيير الضغط ‪ -‬إبتداءاً من شبكة المضمع األصمي إلى الحل األمثل لتجميع‬
‫حزم الفقاعة أعطى الحد األدنى من السطوح البينية ‪ ، in- between surface‬شكل (‪. [Pearman,p.26] )14‬‬

‫شكم ( ‪ : ) 14‬حدائق ‪ Eden‬نهًعًاري ‪ / Nicholas Grimshaw‬انًصدر ‪www.edenproject.com :‬‬

‫إن المحاولة أو الغاية ىي في إيجاد برامج حاسوبية تكون عالية التقنية تخدم الطبيعة من خالل إستنباط إقتراحات من‬
‫الطبيعة نفسيا‪ ،‬والنتيجة تكون (طبيعة محيطة بطبيعة) ‪ .‬لكن بالمقابل ما يمكن أن يمثل خط ًار ىو توليد ىياكل ضخمة‬
‫وبعيدة عن الطبيعة وعمى األقل بعيدة عن ثقافة اإلنسان من خالل التناقض ألساسيات التماسك والضرورة‪ ،‬ويعتبر معرض‬
‫الماء ‪ Water Pavilion H2O expo -1997‬في جزيرة ‪ Eeltje Jans‬في ىولندا خير مثال عمى ذلك ‪ .‬إذ تأثرت عممية‬
‫تكوين الشكل عند ‪ Frei Otto‬بشدة باإلليام من الطبيعة والتجريب العممي‪ ،‬فبالرغم من تعقيدىا إال أنيا مستندة عمى أسس‬
‫بناء وانشاء واقعية‪ ،‬عمى مبادئ التحويل حيث أن إستقرار المنشأ ىو ذو دعم ذاتي وليس إكتشاف لصورة مجردة جديدة‬
‫لمعمارة‪ ،‬ولكن ىي عممية إستخدام لألدوات الجديدة باإلنشاء الواقعي لمفضاء‪ ،‬يرتبط وبقوة بعممية التصنيع والمبادئ الييكمية‬
‫األساسية إلمكانات التكتونية‪ ،‬فالمبنى ىو معرض ولم يكن في النية أن يكون معرضاً بالطريقة التقميدية‪ ،‬فيو بحد ذاتو‬
‫ىيكل نمطي مع تغيير مستمر في إتجاىات وميول األرضيات والجدران والسقوف والتي تندمج بعضيا مع بعض وال توجد‬
‫أية نوافذ تطل عمى الخارج مما يجعل من تجربة الفضاء‪ ،‬تجربة جديدة يجب أن تعتمد فييا عمى نظامك الخاص لمتوازن‬
‫والتحرك حول المشروع ‪ ،‬شكل (‪. [Spuybroek,p.p. 264-265] (15‬‬

‫‪133‬‬
‫المجمة العراقية لهندسة العمارة‪ .........................................................‬المجمد‪ 30‬العدد(‪ )2-1‬لسنة ‪2015‬‬

‫شكم ( ‪ : ) 15‬يعرض ‪ / Water Pavilion H2O expo-1997‬انًصدر ‪www.baufachinformation.de :‬‬

‫إن التصميم والخمق المبدع ليست مسالة من العبقرية بل ىي تعبير عن نظام التمفصل لقواعد الثقافة والخبرة‪ ،‬وىذه تبدو‬
‫مفيدة لتخطي اإلمكانات التي يمكن أن تقدميا البرامج اليندسية والمخاطر التي قد تنتج عن بعض التمارين الرياضية‬
‫العددية‪ ،‬فاإلىتمام الخاص يركز عمى البحوث النظرية معززة ومدعمة بالبرامج اليندسية ‪ .‬فمجموعة أعمال ‪Kokkugia‬‬
‫تستغل بشكل واسع إستنساخ األشكال الطبيعية بإستخدام ما يسمى بالخوارزمية الوراثية شعارىا (نحن ال نعمل عمى الشكل‬
‫بل عمى القواعد التي تولد ىذا الشكل) ‪ ،‬شكل (‪. [www.Kokkugia.com] (16‬‬

‫شكم ( ‪ : ) 16‬كيفيت خهق األشكال عُد ‪ / Kokkugia‬انًصدر ‪www.Kokkugia.com :‬‬

‫‪ 4-2-3‬الخمق الذاتي مقابل المحاكاه في العمارة ‪ :‬إرتبط مصطمح ‪ Autopoiesis‬باليونانية القديمة ومعناىا التوليد أو‬
‫الخمق الذاتي ويشير إلى األنظمة التي تعيد تعريف نفسيا من خالل الدعم الداخمي واستنساخ نفسيا ‪ .‬أما المقصود‬
‫بمصطمح المحاكاة ‪ simulation‬فيو لوصف التقميد واألخذ من العالم الحقيقي والطبيعة‪ ،‬والذي ىو تبعاً لمجمال الكالسيكي‬
‫يمثل الييكل النظري لإلبداع الفني ‪.‬‬
‫إن لحظة خمق الشكل المعماري بإعتباره تكوين متناسق من (الحدس واإلختيار الحيوي) محور إىتمام الكثير من‬
‫الباحثين في مواضيع اليياكل المعمارية تركز عمى الطريقة التي تعتمد عمى العناصر الموضوعية والمعايير غير المتجانسة‬
‫(كتحسين أكثر من شكل) ‪ .‬في مثل ىذه الطريقة ومن خالل محاكاة الحاسوب فإن مجموعة من الحمول المتماسكة يمكن‬
‫أن تعرف من خالل البحث عمى الحمول المثمى ‪ .‬إن جزءاً كبي اًر من اإلنتاج المعماري مقدم من قبل شخصيات بارزة‬
‫كبير وتدريجياً عن الموضوعات المتعمقة‬ ‫اً‬ ‫أمثال ‪ Frank Gehry, B.Tschumi & Zaha Hadid‬يظيرون خروجاً‬
‫بأخالقيات البناء والتماسك الييكمي لممشروع وسعييم بإتجاه النواحي الرمزية‪ ،‬فالتعقيد اليندسي (غير الخطي) في ىذه‬
‫العمارة ال يتطابق دائماً مع التماسك التكتوني الفعمي لممبنى‪ ،‬حيث ىناك نوع من التعارض بين كيف (تبدو) العمارة وما‬
‫ىي عميو في الواقع ‪ .‬ومع عممية اإلىتمام باآلثار التي يمكن أن تولدىا ىذه البرامج عمى األجيال الجديدة من المصممين‬
‫فإن إستعادة البعد األخالقي لممبنى ىو التحدي مع األدوات المطورة ‪ ،‬شكل ( ‪. [Trovalusci, p.18] ) 17‬‬

‫‪134‬‬
‫المجمة العراقية لهندسة العمارة‪ .........................................................‬المجمد‪ 30‬العدد(‪ )2-1‬لسنة ‪2015‬‬

‫شكم ( ‪ : ) 17‬انًحاكاث في بعط ًَاذج انعًارة انريزيت ‪ /‬انًصدر ‪Trovalusci , 2010 :‬‬

‫ال وبالتالي دعم المصممين في ىذا التحدي جنباً إلى جنب مع‬ ‫إن تطور البرامج الحاسوبية ‪ CAM / CAD‬قدم حمو ً‬
‫الطرق التقميدية لتوليد وخمق الشكل إضافةً إلى أىميتيا في إعتماد بعض الطرق العددية التي تستخدم عادة في الخوارزميات‬
‫الجينية ‪ ،Genetic algorithm‬التي ىي نماذج عددية خاصة تحاول تكرار عمميات تجميع كل خمية من خاليا الكائنات‬
‫الحية والطبيعية والتي أستخدمت بشكل واسع في الحقول العممية مثل اإلحصاء واإلقتصاد والروبوتات بعيداً عن العمارة‬
‫واليندسة‪ ،‬فاإلستخدام األمثل ليذه النماذج يعمل عمى حل مشاكل توليد األشكال الجديدة والذي يسمح بعودة القيم الجمالية‬
‫واألخالقية لمعمارة ‪ .‬وان الحساب عمى أساس خوارزمية الخمق يمكنيا أن تقود المعماري بإتجاه أنواع التصنيع غير القياسية‬
‫لعناصر البناء وذلك بفضل تقنيات التصميم الرياضية المعاصرة التي سمحت بالحصول عمى عناصر جاىزة غير متماثمة‬
‫بعضيا مع البعض ]‪. [Gao,p.519‬‬

‫‪ -4‬اإلستنتاجات‬
‫تم التوصل إلى مجموعة من اإلستنتاجات التي تعبر عن مفيوم التكتونيك في العمارة ‪ ،‬بعد أن طرح المفيوم بمستويين‬
‫األول (وصفي) يتعمق بالجانب المادي‪ ،‬الفيزياوي‪ ،‬والشكمي ‪ .‬والثاني (وصفي‪/‬تحميمي) يتعمق بالجوانب غير المادية‪،‬‬
‫الجمالية‪ ،‬التعبيرية واألخالقية ‪:‬‬
‫‪ -‬تعطي المعرفة التكتونية التي ىي تمثيل معرفي في اإلنشاء إىتماماً بالتفاصيل المبدعة والتي بدورىا تمثل الشكل‬
‫المعماري من خالل اإلىتمام باإلنشاء‪ ،‬وتؤكد عمى ديناميكية السطوح مع إنحناءاتيا ثالثية األبعاد وعمى الداخل والخارج‬
‫واستم اررية الفضاءات ‪.‬‬
‫‪ -‬الطريقة األكثر مباشرية في العمارة ىي أن تعبر عن نفسيا عن طريق اإلنموذج المكاني حيث تخضع عممية اإلنتاج‬
‫المعماري لمتغيير ويتبعيا تغيير في الشكل المعماري‪ ،‬ومن ثم يتم إستخدام المزيج من الييكل االنشائي والمواد من أجل أن‬
‫تصبح عمارة واقعية ‪.‬‬
‫‪ -‬يكون إستعمال التقنيات الحديثة في مجال التكتونية معني باإلىتمام بكيفية إستخدام التقنيات والمواد وطرق اإلنشاء‬
‫الحديثة من أجل تكوين إنسجام إنشائي وبالتالي يسمح لمعمارة بإنتاج إنموذج مكاني جديد والذي يكون ناشئاً عن العالقة‬
‫التي ال تتج أز ما بين العمارة وسياق الموقع وتنتج نوعاً من التفاعل بين اإلنسان والطبيعة والثقافة ‪.‬‬
‫‪ -‬تؤكد التكتونيـة عمـى إسـتخدام المـواد اإلنشـائية كوسـيمة لمكشـف عـن دور التكنولوجيـا فـي عمميـة إنتـاج وعـرض اإلبـداع فـي‬
‫مفاصل الييكل اإلنشائي‪ ،‬والمغزى ىـو إسـتخدام المـواد والفضـاء مـن أجـل أن تعكـس حالـة التنـاغم فـي العمـارة‪ ،‬ومـن الممكـن‬
‫التأكيد عمى إن اإلنموذج المكاني ىو نتيجة التالعب المتحول من خـالل التوحيـد الكامـل لمتنظـيم المنطقـي مـع السـياق ككـل‪،‬‬
‫وبيذه الطريقة تستطيع العمارة أن تعبر عـن شـاعرية اإلنشـاء والتمثيـل الواضـح وأن تكشـف عـن األصـالة واإلبـداع فـي عمميـة‬
‫إنتاج الشكل ‪ .‬وىذا يعني أن عمارة اإلنموذج المكاني يجب أن تفحص من خالل التكتونية وتشكيل رابطة ما بينيما ‪.‬‬
‫‪ -‬تكمن الرؤية التكتونية في التطمع نحو إيجاد مواد وتقنيات جديدة لإلنشاء كوسيمة لبناء معنى جديد في العمارة ‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫المجمة العراقية لهندسة العمارة‪ .........................................................‬المجمد‪ 30‬العدد(‪ )2-1‬لسنة ‪2015‬‬

‫‪ -‬إن اإلمكانات التكتونية الكاممة في كل مبنى تأتي من قابمياتيا وقدرتيا عمى التعبير عن كل من الجمالية والشاعرية‬
‫والجوانب المعرفية الكامنة في مضمونيا‪ ،‬والتكتونية تقف معارضة لمتوجو المعاصر لغرض أن تستنكر التفاصيل لصالح‬
‫الصورة الشاممة ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلضافة الميمة لمفيوم التكتونيك ىي فكرة ربطو بالوجدان االعاطفي والمتطمبات النفسية والجمالية لممتمقي‪ ،‬وعميو فقد‬
‫أصبح المفيوم يوحي بالنواحي الجمالية‪ ،‬فضالً عن النواحي المادية ‪.‬‬
‫‪ -‬يجد التكتونيك كقيمة نفسو معارضاً إلى الرمزية الال مبررة مادام إدراك النتاج المعماري يتضمن فكرة كونو يمتمك ديمومة‬
‫طويمة ‪ .‬إذ يتوجب عمينا أن ننتج أشياء يتكامل فييا الفكرين اإلنساني والتكنولوجي داخل النظام لمتوصل إلى النتاج‬
‫اإلبداعي في العمارة‪ ،‬وعميو يشكل التكتونيك وحدة الجوانب المنشئية مع الطابع المعماري والجمالي بحيث ال يمكن تمييز‬
‫الفكر المنشئي والتقني عن المواىب الفنية واإلبداعية ‪.‬‬
‫‪ -‬إن العالقة بين البنية التعبيرية الجمالية من جية والعناصر المنشئية من جية أخرى ترتكز ؛ إما عمى إظيار العناصر‬
‫المنشئية واستخداميا في التكوين العام لمشكل المعماري أو التراجع بالعناصر المنشئية واحاطة الفضاءات بجدران مغمقة ‪،‬‬
‫كما إن المستجدات المنشئية والتقنية حممت معيا تغييرات واضحة في األشكال المعمارية لمعديد من األعمال الحديثة وىي‬
‫تتميز بتعميق النيج الجمالي التقني ‪ .‬فالتكتونيك يعكس الفكرة التي يكونيا اإلنسان بفطرتو وتجربتو عن العالقة بين القوة‬
‫والشكل‪ ،‬أي أن ىناك شكل فيزياوي يتضمن فكرة منشئية يستطيع اإلنسان بما يممكو من حدس وخبرة إكتشاف نوع النظام‬
‫اإلنشائي وكيفية إنتقال القوة وردود األفعال في كل جزء من أجزاء الشكل وذلك عن طريق تقدير األحمال ومساراتيا إو‬
‫تحسس المواد وقابميتيا في تحمل تمك األثقال ‪.‬‬
‫‪ -‬تعد الخوارزميات واحدة من أدوات توليد األفكار ألنيا توفر حرية كبيرة في التالعب باألشكال‪ ،‬وعميو فإنيا ستكون ميمة‬
‫في فكر عمارة المستقبل التي تشكل الحد األدنى من العمارة ذاتية التغير والتحسس والتشكيل وستشكل من قبل اإلنسان‬
‫نفسو‪ ،‬مع التأكيد عمى إن الفعل األخالقي في عممية البناء أصبح ذا أىمية كبيرة ليس عمى صعيد إحياء التراث اإلنساني‬
‫بل في فيم العالقو المعقدة بين العمارة واإلنشاء والرياضيات التي توفرىا البرامج الحاسوبية ‪.‬‬

‫‪ -5‬المصادر‬
‫‪ -1‬خالد‪ ،‬رقية‪ " ،‬التكتونية في العمارة "‪ ،‬سمسمة مقاالت منشورة‪ ،‬منتدى اليندسة المعمارية‪ ،‬الشبكة الدولية‪. 2010 ،‬‬
‫‪2- Sekler, E., “ Structure,Construction,Tectonic : In Structure, In Art, In Science”, dited‬‬
‫‪by Gyorgy Kepes, Studio Vista, London, 1965, p.p.125-133.‬‬
‫‪3- Cache, B , “ Gottfried Semper: stereotomy, biology and geometry Architectural‬‬
‫‪Design “,Vol . 72, 2002, p.p.28-33 .‬‬
‫‪4- Neumeyer, Fritz,“ The Artless Word “, Cambridge : The MIT Press,1991,p.134 .‬‬
‫‪ -5‬شريف‪ ،‬فراس عصام‪" ،‬القوة والشكل"‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬كمية اليندسة‪ ،‬القسم المعماري‪ ،1996 ،‬ص ‪. 82‬‬
‫‪6- Frampton, K., “ Reflections on the Scope of the Tectonic in studies in Tectonic Culture‬‬
‫‪: the Poetics of Construction in 19th and 20 th Century Architecture “, The MIT Press,‬‬
‫‪London, 1995, p.78 .‬‬
‫‪ -7‬السلطاني‪ ،‬خالد‪ " ،‬انعُاصر انقىييت في انعًارة انعربيت"‪ ،‬مقالة منشورة‪ ،‬مجلة آفاق عربية‪ ،1975 ، ،‬ص ‪. 76‬‬
‫‪8- Sekler, Eduard F., “Structure, Construction, Tectonics“, 1965, p.p.89-96.‬‬
‫‪9- Schwarzer, Mitchell, “ Ontology and Representation in Karl Botticher’s Theory of‬‬
‫‪Tectonics”, in Journal for Society of Architectural Historians, 52: Sep. 1993, p.p. 273-276‬‬
‫‪10- Semper,Gottefried, “ Der Still “, Architectural Design , Vol.51,No. 6/7,1981,p.11 .‬‬
‫‪11- Sack,Oliver, “Load-Bearing Structure, Enclosing Form And Spatial Interpenetration‬‬
‫‪: On Tectonic Construction And Its Elation To The Building Of Space”, 2001, p.118 .‬‬
‫‪12- Ibd. p.125.‬‬
‫‪13-Giedion,Siegfried,“Architektur und das Phenomena des Wandels. Die drei‬‬
‫‪Raumkonzeptionen in der Architektur “ , Tübingen: Verlag Ernst Wasmuth, 1969,p.10 .‬‬
‫‪14-Schuller,Wolfang, “ Horizontal - Span Building Structure”, John Wily & Sons‬‬
‫‪Inc.,New York,1983,p.214.‬‬
‫‪15- Frampton, Kenneth,“ Towards a Critical Regionalism: Six Points for an Architecture‬‬
‫‪of Resistance ” in labour, work and architecture. Collected Essays on Architecture and‬‬
‫‪Design. London: Phaidon, 2002, p.37.‬‬
‫‪16- Schulze,C.N., “ Existence space & Architecture “, Praeger Publisher,N.Y,1971,p.121 .‬‬

‫‪111‬‬
2015 ‫) لسنة‬2-1(‫ العدد‬30‫ المجمد‬.........................................................‫المجمة العراقية لهندسة العمارة‬

17- Ibd. p.129.


18- Ibd. p.133.
19-Hensel, Michael ; Achim Menges and Michael Weinstock (ed.) , “ Emergence :
Morphogenetic Design Strategies ”, AD Architectural Design , Vol. 74 , London :
Academy Edition ,2004 ,p.26 .
20-Watson, Percy “ Building the Medival Cathedral , Minneapolis “ , Lerner Publications
Company, 1976 ,p.13 .
21-Bradshaw, Richard & others, “Special Structures: Past, Present, and Future”,
JOURNAL OF STRUCTURAL ENGINEERING / JUNE 2002 , p.692 .
22-Maria, Tramontin Ludovica , “ Textile Tectonics , an interview with Lars Spuybroek”
Architectural Design Architextiles vol.76 , 2006 ,p.52 .
23-Bradshaw, Richard & others, “ Special Structures: Past, Present, and Future”,
JOURNAL OF STRUCTURAL ENGINEERING / JUNE 2002 ,p.p.694-696 .
24-Charleson , Andrew , ” Structure As Architecture ” , Elsevier, Architectural press , New
York , 2005, pp.135-156 .
25-Trovalusci, P. & Panei R., “ Towards an ethic of construction : the structural
conception and the influence of mathematical language in architectural design ” ,
Proc. of the 1st Int. Conf. on Structures & Architecture ,2010 ,p.45 .
26-Balmond, Cecil , “ Serpentine Gallery Pavilion - 2002 ”, in N. Tsukui (ed.) A+U , Cecil
Balmond, okyo : A+U Publishing ,2006 ,p.28 .
27- Ito, Toyo , “ Interview”, in A. Ferré, M. Kubo & R. Prat (eds.) Barcelona , 2004.
28-Sasaki,M., “ Computational Morphogenesis of 3D Structures by Extended ESO
Methods “, J. Int. Ass. Shell & Spatial Structures 44(1), 2003, p.p. 51- 59.
29- Ibid ,p.66 .
30- Sasaki , M. , “ Flux Structures” . Tokyo : TOTO Ltd., 2005,p.31.
31-Pearman, Hugh , “ Equilibrium, The Works of Nicholas rims haw and Partners ” .
London : Phaidon Press Limited, 2000, p.26 .
32-Spuybroek, Lars, “ FreshH2O eXPO ” in The Virtual Dimension : Technology,
Representation and Crash Culture, John Beckmann Ed. , New York,1998, p.p. 264-265 .
33- www.Kokkugia.com .
34-Trovalusci, Patrizia , “ On the “Tectonics” in architecture : between esthetics and
Ethics” , University of Rome, Rome, Italy, 2010,p.18 .
35-Gao, W. P., “ Tectonics ? A case study for digital free-form architecture Proceedings
of Computer Aided Architectural Design ”, Yonsei University Press, Seoul, 2004,
p.519.

111

You might also like