You are on page 1of 17

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة قاصدي مرباح _ورقلة_‬

‫المستوى ‪:‬‬

‫المقياس ‪:‬‬

‫‪ :‬بحث حول‬

‫اتفاقية بازل ‪3‬‬

‫تحت اشراف ‪:‬‬ ‫من إعداد ‪:‬‬

‫أ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫الموسم الجامعي ‪2320/2022:‬‬


‫خطة البحث ‪:‬‬

‫مقدمة‬

‫المبحث االول ‪ :‬ماهية اتفاقية بازل ‪3‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬نشاة االتفاقية و اهم المتغييرات فيها‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مرتكزات االتفاقية‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬مقارنة بين بازل ‪ 2‬و بازل ‪3‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اسياسيات حول اتفاقية بازل ‪3‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬المحاور األساسية التفاقية بازل ثالثة‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬معايير االستقرار المالي والمصرفي العالمي و مدى استفادة البنوك من معايير‬
‫بازل ‪3‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬تقييم اتفاقية بازل و دورها في تحقيق الحوكمة و االستقرار في البنوك‬
‫االسالمية‬

‫خاتمة‬

‫قائمة المراجع‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫ُيعترب موضوع كفاية رأس املال للبنوك واجتاهها إىل تدعيم مراكزها املالية من أهم املواضيع اليت‬
‫تشغل خرباء املصارف يف ظل العوملة واملتغريات الدولية احلديثة‪ ،‬فمع تزايد املنافسة احمللية‬
‫والدولية أصبحت البنوك عرضة للعديد من املخاطر الناجتة عن نشاط البنك أو طريقة تسيريه‬
‫وإدارته‪ ،‬أو من عوامل خارجية تتعلق بالبيئة اليت يعمل فيها البنك‪.‬‬
‫حتت تأثري هذه الظروف‪ ،‬كان لزامًا على البنوك يف أي نظام مصريف أن تسعى إىل تطوير‬
‫قدراهتا التنافسية ملواجهة تلك األخطار‪ ،‬وكان نتاج ذلك بداية التفكري والتشاور بني البنوك‬
‫املركزية يف العامل للتقليل من خماطر العمل املصريف‪ ،‬مث إجياد معايري عاملية لتطبيقها يف هذا‬
‫الصدد‪ ،‬فكانت هناك اتفاقيات بازل‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المبحث االول ‪ :‬ماهية اتفاقية بازل‬

‫المطلب االول ‪ :‬نشاة االتفاقية و اهم التغيرات فيها‬

‫نشأة بازل ‪:03‬‬ ‫‪.1‬‬


‫منذ أن صدرت اتفاقية ”بازل ‪ ”3‬عقب اجتماع حمافظي البنوك املركزية واملسؤولني املاليني املمثلني‬
‫لألعضاء ‪ 27‬للجنة بازل بعد توسيعها‪ ،‬وذلك يف مقر اللجنة يف بنك التسويات الدولية يف مدينة‬
‫بازل السويسرية يف ‪ 12‬أيلول (سبتمرب) ‪ ،2010‬وبعد املصادقة عليها من زعماء جمموعة العشرين يف‬
‫اجتماعهم يف سيئول العاصمة الكورية اجلنوبية يف ‪ 12‬تشرين الثاين نوفمرب ‪2010‬؛ بدأ خرباء‬
‫املصرفية اإلسالمية يطرحون تساؤالت حول مدى مالئمة هذه املعايري اجلديدة للبنوك‬
‫‪1‬‬
‫اإلسالمية‪،‬وكيفية تطويعها مبا يتناسب مع طبيعة عمل هذه البنوك‪.‬‬
‫التغييرات في اتفاقيات بازل ‪:03‬‬ ‫‪.2‬‬
‫هنالك ثالثة تغيريات عريضة من املرجح أن جتعل األمر أكثر صعوبة بالنسبة للبنوك يف تقدمي التزامات‬
‫بديون طويلة‪:‬‬
‫‪ .1‬سوف حتتاج البنوك إىل قدر أكرب من رأس املال‪ .‬بازل ‪ 3‬سوف تتشدد يف تعريف ما يشكل رأس‬
‫املال‪ .‬ويتم احتساب رأس املال هذا كنسبة مئوية من قاعدة األصول املعدلة حسب املخاطر واليت‬
‫ستشمل مجيع قروض الشركات‪ ،‬ومتويل املشاريع وبعض القروض لوكالة متويل الصادر‪.‬‬
‫سوف تركز بازل الثالثة على موقف السيولة يف البنوك على املدى القصري جلعل البنوك أكثر مرونة‬ ‫‪.2‬‬
‫أمام إغالق أسواق املال قصرية األجل‪ .‬وتضع الضوابط اجلديدة نسبة لتغطية السيولة حتسب على‬
‫أساس خمزون البنوك من األصول السائلة العالية اجلودة مقسومًا على التدفقات النقدية الصافية‬
‫خالل فرتة زمنية مدهتا ‪ 30‬يوما‪ .‬هذه النسبة سوف تقيس قدرة البنك على حتويل األصول إىل‬
‫نقد خالل ‪ 30‬يومًا وأن ال تقل هذه النسبة عن ‪.%100‬‬
‫ورمبا النقطة األكثر أمهية‪ ،‬سيكون مطلوبًا من البنوك حتقيق توافق أفضل بني التزاماهتا وأصوهلا‬ ‫‪.3‬‬
‫باستخدام نسبة متويل مستقرة وصافية‪ .‬ويتم حساب هذا‪ ،‬بقسمة قيمة التمويل املتاحة واملستقرة‬
‫على املبلغ املطلوب للتمويل حبيث ال يقل احلد األدىن عن نسبة ‪.%100‬‬

‫‪1‬‬
‫رسمية قرياقص‪ ،‬عبد الغفار حنفي‪ :‬األسواق والمؤَّس سات المالية‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬اإلسكندرية‪/‬مصر‪ 1997 ،‬ص‪.192 :‬‬

‫‪4‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مرتكزات االتفاقية‬
‫‪2‬‬
‫تتمثل أهم املرتكزات اليت قامت عليها جلنة بازل ‪ 03‬يف مايلي‪:‬‬
‫رفع اجلديدة احلد األدىن لنسبة رأس املال االحتياطي أو األويل من ‪ 2‬إىل ‪ 4.5‬يف املائة‪ ،‬وأضيف‬ ‫‪‬‬

‫إليه هامش احتياطي آخر يتكون من أسهم عادية نسبته ‪ 2.5‬يف املائة من األصول والتعهدات‬
‫املصرفية الستخدامه يف مواجهة األزمات مما جيعل اجملموع يصل إىل ‪ 7‬يف املائة‪.‬‬
‫احلفاظ على احلد األدىن اإلمجايل لرأس املال كما يف السابق وهو ‪ % 8‬وبإضافة احتياطي األزمات‬ ‫‪‬‬

‫يصبح احلد اإلمجايل األدىن واملطلوب مع هذا االحتياطي هو ‪ 10.5‬يف املائة‪.‬‬


‫تدبري رساميل إضافية للوفاء هبذه املتطلبات‪ ،‬إال أن الواقع العملي أثبت أن البنوك املركزية يف كثري‬ ‫‪‬‬

‫من الدول العربية متكنت من فرض نسبة كفاية رأس املال مرتفعة على البنوك‪ ،‬بل إن دوًال عديدة‬
‫منها جعلت هذا احلد ال يقل عن ‪ %12‬منذ عدة سنوات‪ ،‬وقد سجل بعض البنوك اإلسالمية فيها‬
‫نسبًا تقارب ‪ 18‬أو ‪ 20‬يف املائة أحيانا‪.‬‬
‫بادرت جلنة بازل منذ طرح مسودة مشروع بازل ‪ 3‬إىل زيادة الرمسلة املطلوبة جتاه عمليات التوريق‬
‫وغريها من األدوات املركبة‪ ،‬وهي العملية اليت وّر طت الكثري من البنوك يف األزمة املالية العاملية‬
‫األخرية‪ ،‬والبنوك اإلسالمية يف منأى عن هذا ألهنا ال تتعامل باملتاجرة يف الديون أو ما ُيعرف التوريق‪.‬‬
‫اقرتحت االتفاقية اجلديدة اعتماد نسبتني يف هذا اجملال‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫األول يف املدى القصري وُتعرف بنسبة تغطية السيولة‪ ،‬وحُت سب بنسبة األصول ذات السيولة املرتفعة‬ ‫‪‬‬

‫اليت حيتفظ هبا البنك إىل حجم ‪ 30‬يومًا من التدفقات النقدية لديه‪ ،‬وذلك ملواجهة احتياجاته من‬
‫السيولة ذاتيًا‪.‬‬
‫الثاين لقياس السيولة البنيوية يف املدى املتوسط والطويل‪ ،‬واهلدف منها توفري موارد سيولة مستقرة‬ ‫‪‬‬

‫للبنك‪ .‬البنوك اإلسالمية لن جتد صعوبة يف استيفاء كل هذه املتطلبات ألن معظمها يعاين أصًال من‬
‫فائض السيولة‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬التعديالت التي أدخلت على مقررات بازل ‪( 2‬إطار بازل)‪III :‬‬
‫دفعت األزمة املالية العاملية األخرية إىل مراجعة عميقة وشاملة لألنظمة والتشريعات املالية واملصرفية‬
‫على املستوى احمللي يف كل دولة‪ ،‬وكذلك على املستوى الدويل بالنسبة للمعايري والقواعد املصرفية‬
‫الدولية‪ .‬وقد قامت العديد من اهليئات الرمسية واخلاصة احمللية والعاملية بإجراء دراسات وحتليالت‬

‫‪ 2‬عبد املطلب عبد احلميد‪ :‬العوملة واقتصادَّيات البنوك‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪/‬مصر‪ ،2001 ،‬ص‪.301 :‬‬

‫‪5‬‬
‫شاملة ملعرفة أسباب األزمة ومكامن اخللل واقرتاح اإلصالحات املطلوبة لتعزيز صمود األنظمة املالية‬
‫‪3‬‬
‫واملصرفية وجعلها أقل عرضة لألزمات‪.‬‬
‫وبشكل عام‪ ،‬أظهرت الدراسات والتحليالت أن نقاط الضعف مشلت مروحة واسعة من بنية‬
‫النشاطات واملمارسات املصرفية‪ ،‬منها على سبيل املثال‪ ،‬ما يتعلق باالستثمارات عالية املخاطر‪ ،‬ويف‬
‫ممارسات التسنيد وإعادة التسنيد املعقدة‪ ،‬ويف ممارسات إدارة املخاطر مبا يف ذلك حوكمة املخاطر‪،‬‬
‫ويف حتديد الرتكزات يف االستثمارات‪.‬‬
‫ومن األمور األساسية اليت بينتها األزمة أيضا‪ ،‬أن العديد من املصارف مل يكن لديها رأس املال الكايف‬
‫لدعم وضعية املخاطر اليت اختذهتا واليت تبني الحقا أهنا فاقت بكثري ما كانت تتوقعه قبل األزمة‪ .‬وهذا‬
‫بال شك خمالف للمبادئ األساسية لبازل ‪ ،2‬واملتعلقة بكفاية رأس املال‪.‬‬
‫نتيجة لكل ما سبق‪ ،‬تداعت اهليئات الرقابية الوطنية والدولية لتطوير قواعد ومعايري العمل املصريف‬
‫احلالية‪ ،‬ووضع معايري دولية حديثة تسهم يف جعل املصارف أكثر قدرة على حتمل الصدمات‪ ،‬عرب‬
‫حتديد وضعية خماطر املصارف بطريقة أكثر مشولية‪ ،‬وقد كان للجنة بازل دور قيادي يف هذا اجملال‪،‬‬
‫حيث قامت بإجراء تعديالت واسعة وجوهرية على الدعامات الثالث لـ«بازل ‪ ،»2‬متثلت بإصدار‬
‫قواعد ومعايري جديدة‪ ،‬شكلت معا ما بدأ تسميته «بازل‪.»3‬‬
‫وبشكل أكثر تفصيال‪ ،‬فقد ركزت التعديالت على الدعامة األوىل من «بازل ‪ ،»2‬وفق ما يلي‪:‬‬
‫* تغيريات على إطار خماطر السوق‬ ‫‪‬‬

‫* تغيريات على إطار التسنيد‬ ‫‪‬‬

‫* السعي لتدعيم املشرفني على املصارف بأدوات أكثر فعالية ملالءمة متطلبات رأس املال حبسب‬ ‫‪‬‬

‫وضعية املخاطر يف كل مصرف‪.‬‬


‫* حتسني نوعية رأس املال‪ ،‬وزيادة احتياطات رأس املال‪ ،‬حبيث حيسن من نوعيتها و يقوي قدرة‬ ‫‪‬‬

‫البنوك على امتصاص اخلسائر و امتصاص الصدمات خالل فرتات الشدة‪ .‬وركز املفهوم اجلديد‬
‫على مكونات رأس املال األساسي حيث جند‪:‬‬
‫– بالنسبة لبازل ‪ 2‬كانت األسهم العادية متثل فقط نسبة ‪ ،%2‬وقد ارتفعت يف بازل الثالثة إىل نسبة‬
‫‪ %4.5‬ابتداء من سنة ‪.2013‬‬
‫‪-‬إضافة نسبة احتياطية (‪ )Volant de conservation‬تقدر بـ ‪.%2.5‬‬
‫‪-‬رفع نسبة رأس املال األساسي من ‪ %4‬إىل ‪.%6‬‬

‫‪3‬‬
‫جملة التمويل والتنمية‪ ،‬العدد ‪ - 1‬اجمللد ‪ ، 38‬مارس ‪ ،2001‬ص ‪.33 :‬‬

‫‪6‬‬
‫‪-‬انتقلت النسبة الدنيا ملتطلبات رأس املال من ‪ %8‬إىل ‪ %10.5‬كنسبة من األصول املرجحة‬
‫باملخاطر‪ ،‬ابتداء من جانفي ‪.2019‬‬
‫الجدول رقم ‪:01‬مقارنة بين بازل ‪ II‬و بازل ‪III‬‬
‫متطلبات رأس المال (كنسبة من األصول المرجحة بالمخاطر)‬
‫األسهم العادية‬ ‫رأس المال اإلجمالي رأس المال‬
‫األساسي(‪)T1‬‬
‫النسبة‬ ‫النسبة اإلضافية‬ ‫النسبة‬ ‫النسبة‬ ‫النسبة‬ ‫النسبة‬ ‫النسبة‬
‫الدنيا‬ ‫‪Volant de‬‬ ‫املطلوبة‬ ‫الدنيا‬ ‫املطلوبة‬ ‫الدنيا‬ ‫املطلوبة‬
‫‪conservation‬‬
‫بازل‪II‬‬ ‫‪2%‬‬ ‫‪4%‬‬ ‫‪8%‬‬
‫بازل‪III‬‬ ‫‪4.5%‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪7%‬‬ ‫‪6%‬‬ ‫‪8.5%‬‬ ‫‪8%‬‬ ‫‪10.5%‬‬
‫‪Source: Jaime Caruana ; Bâle III : vers un système financier plus‬‬
‫‪sûr ; 3e Conférence bancaire internationale Santander Madrid, le‬‬
‫‪15 septembre 2010,p02 . a partir du site‬‬
‫‪d’internet : www.bis.org/speeches/sp100921_fr.pdf‬‬

‫‪7‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬اسياسيات حول اتفاقية بازل ‪3‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬المحاور األساسية التفاقية بازل ثالثة‬


‫لقد جاءت اتفاقية بازل اجلديدة لسد الثغرات املالية يف حال حدوث أزمة أو شح يف النقد‪ ،‬حيث‬
‫‪4‬‬
‫تضمنت اتفاقية بازل ثالثة مخسة حماور نذكر منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬متطلبات أعلى من رأس المال وجودة أفضل‪:‬‬
‫تقرتح جلنة بازل أن يتم رفع احلد األدىن من متطلبات حقوق املسامهني ‪ ،‬وهو أعلى أشكال رأس املال‬
‫الذي ميكن أن يستوعب اخلسائر‪ ،‬من النسبة احلالية اليت تبلغ‪ 2 %‬إىل‪ 4.5 %‬من متطلبات رأس‬
‫املال الفئة ‪ 1‬اليت تشمل حقوق املسامهني وبعض األدوات املالية املؤهلة األخرى بناًء على معايري‬
‫صارمة ‪ ،‬سوف يتم رفعها من ‪4%‬إىل ‪6%.‬وقد أضافت اإلصالحات نوعًا جديدًا من رأس املال‬
‫الذي ميكن تسميته األموال التحوطية اإلضافية حتتفظ به البنوك بنسبة ‪ 2.5%‬عالوة على احلد األدىن‬
‫املطلوب وفقًا لألنظمة احلالية على أن يتكون من حقوق املسامهني‪ .‬إن الغرض من األموال التحوطية‬
‫أو أموال)احلماية( هو ضمان احتفاظ البنوك برأمسال محاية ميكن استخدامه المتصاص اخلسائر خالل‬
‫فرتات األزمات املالية واالقتصادية‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فإن احلد األدىن املطلوب من رأس مال الفئة ‪ 1‬ورأس مال احلماية سوف يكون بنسبة ‪%‬‬
‫‪ 6 %( 8.5‬لرأس املال الفئة ‪ 1‬و ‪2.5 %‬لرأس مال احلماية)‪.‬وسوف تصبح نسبة إمجايل متطلبات‬
‫رأس املال بعد تطبيق اإلصالحات املقرتحة ‪( 10.5 %‬مبا يف ذلك رأس مال األمان أو‬
‫احلماية)مقابل ‪8 %‬يف االتفاقيات السابقة‪.‬‬
‫لقد كشفت األزمة املالية اليت حدثت مؤخرا عن مشكلة تدين مستوى جودة االئتمان يف ميزانيات‬
‫البنوك وخاصة بعد فرتة من منو القروض مبستوى عال ‪ .‬وتقرتح هذه اإلصالحات ختصيص رأس مال‬
‫حتوطي‪ ،‬ملقابلة أزمات تقلب الدورات االقتصادية يف حدود ‪ %2.5 -0 %‬من حقوق املسامهني‬
‫أو من رأس مال آخر يضمن امتصاص اخلسائر بشكل تام على أن يتم تطبيق ذلك وفقا للظروف‬
‫احمللية لكل بلد ‪ .‬إن الغرض من ختصيص رأس مال احلماية ملقاومة تقلبات الدورة االقتصادية هو‬
‫حتقيق اهلدف األكثر حصانة املتمثل يف محاية القطاع البنكي من فرتات اإلفراط يف منو االئتمان‬
‫الكلي ‪.‬وسوف يبدأ سريان رأس مال احلماية املذكور فقط عندما يكون هناك إفراط يف منو االئتمان‬
‫ينتج عنه تنامي املخاطر على مستوى النظام بكامله‪ .‬وبناء عليه ‪ ،‬فإنه من احلكمة االحتفاظ بأموال‬
‫محاية ملقاومة تقلبات الدورات االقتصادية من أجل استيعاب أي خسائر تنشأ بسبب اخنفاض جودة‬
‫االئتمان‪ ،‬وسوف يتم إدخال أموال احلماية املذكورة كإضافة ألموال االحتياطيات ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مجلة "إتحاد المصارف العربية"‪ ،‬العدد ‪ ،261 :‬سبتمبر ‪ ،2002‬ص ‪.24 :‬‬

‫‪8‬‬
‫الجدول ‪ :02‬متطلبات رأس المال ورأس المال التحوط‬
‫(بعد‬ ‫رأس مال الفئة حقوق المساهمين‬ ‫إجمالي رأس‬
‫الخصومات)‬ ‫‪1‬‬ ‫المال‬
‫الحد األدنى‬ ‫‪4.5%‬‬ ‫‪6%‬‬ ‫‪8%‬‬
‫رأس المال التحوط‬ ‫‪2.5%‬‬
‫الحد األدنى‪ +‬رأس المال‬ ‫‪7%‬‬ ‫‪8.5%‬‬ ‫‪10.5%‬‬
‫التحوط‬
‫حدود رأس مال التحوط‬ ‫‪2.5%- 0%‬‬
‫للتقلبات الدورية‬
‫المصدر – بنك التسويات الدولية‪ .‬الراجحي املالية ‪ ،‬أحباث إقتصادية ‪ ،‬اململكة العربية السعودية ‪،‬‬
‫أكتوبر ‪2010‬‬

‫‪9‬‬
‫الجدول ‪ :03‬مراحل التحول الى النظام الجديد حسب مقترحات بازل‪3‬‬
‫‪ 2013 2014 2015‬السنوات‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ 3.5%‬حد األدنى لنسبة رأس‬ ‫‪4% 4.5%‬‬ ‫‪4.5%‬‬ ‫‪4.5%‬‬ ‫‪4.5%‬‬ ‫‪4.5%‬‬
‫المال من حقوق‬
‫المساهمين‬
‫راس المال التحوط‬ ‫‪0.63% 1.25% 1.88%‬‬ ‫‪2.5%‬‬
‫‪ 3.5%‬الحد االدنى لحقوق‬ ‫‪4% 4.5% 5.13% 5.75% 6.38%‬‬ ‫‪7%‬‬
‫المساهمين ‪+‬راس مال‬
‫التحوط‬
‫‪ 4.5% 5.5%‬الحد االدنى لرأس المال‬ ‫‪6%‬‬ ‫‪6%‬‬ ‫‪6%‬‬ ‫‪6%‬‬ ‫‪6%‬‬
‫الفئة ‪1‬‬
‫الحد االدنى من اجمالبي‬ ‫‪8%‬‬ ‫‪8%‬‬ ‫‪8%‬‬ ‫‪8%‬‬ ‫‪8%‬‬ ‫‪8%‬‬ ‫‪8%‬‬
‫راس المال‬
‫الحد االدنى من اجمالبي‬ ‫‪8%‬‬ ‫‪8%‬‬ ‫‪8% 8.63% 9.25% 9.88% 10.5%‬‬
‫راس المال‪ +‬راس مال‬
‫التحوط‬
‫& ‪Source : Charles Stewart , Regulatory Capital Management‬‬
‫‪Reporting:The Impact of Basel III , Risk Strategies for Basel III‬‬
‫‪Compliance & Beyond Extracting Business Value from‬‬
‫‪Regulatory Change , The Institute of Banking , Riyadh , 30‬‬
‫‪.November, 2011‬‬
‫من اجلدول أعاله نالحظ أنه سوف يتم االنتقال ملرحلة املتطلبات اجلديدة خالل ‪ 8‬سنوات بطريقة‬
‫تدرجيية مما يعطي وقتا كافيا للبنوك لزيادة رؤوس أمواهلا عن طريق إبقاء األرباح ومجع رأس املال‪.‬‬
‫ب‪ -‬مؤشر الرافعة المالية‪:‬‬
‫إدخال مؤشر معدل الرافعة املالية كمقياس داعم لإلطار الداخلي أو ألساليب قياس املخاطر وفقا‬
‫التفاقية بازل الثانية أخدا يف االعتبار النزوح إىل املعاجلة اجلديدة يف الدعامة األوىل ‪ Pillar1‬من‬
‫دعائم متطلبات رأس املال وفقا ملا نصت عليه مقررات بازل ثالثة‪ ،‬كما أن مؤشر معدل الرافعة املالية‬
‫‪10‬‬
‫سوف يساعد على تكوين عملية البناء للمالءة الزائدة يف نظام البنوك‪ .‬وملراعاة القابلية للمقارنة فإن‬
‫تفاصيل هدا املؤشر سوف يكون‬
‫متوافقا عليها دوليا مبا يف دلك املعاجلات احملاسبية‪.‬‬
‫ج‪ -‬مخاطر االئتمان المرتبطة بالمشتقات المالية وعمليتا عادة شراء سندات الخزينة واألوراق‬
‫المالية‪:‬‬
‫تشدد جلنة بازل من خالل هدا احملور على تغطية خماطر اجلهات املقرتضة املقابلة (‪ )CCR‬والناشئة‬
‫عن العمليات على املشتقات ومتويل سندات الدين وكذلك لتغطيـة اخلسائر الناجتـة عن إعادة تقييم‬
‫األصول املاليـة علـى ضؤ تقلبـات أسعارهـا يف السوق من خالل تدعيم متطلبات رأس املال بنحو أكرب‬
‫مما كان عليه يف مقررات بازل الثانية‪ .‬اال أن البنوك تعرتض على هده املقاربة اليت ال تأخذ يف احلسبان‬
‫تقنيات احلماية (‪ )Hedging‬الفعلية للمخاطر االقتصادية وما تستوجبه من ختفيض كمية‬
‫رأمسال املطلوب‪ .‬وخُي شى بعدم التمييز بني املخاطر احملمية وغري احملمية أن تشجع جلنة بازل البنوك‬
‫على عدم اعتماد مناهج ديناميكية إلدارة املخاطر‪.‬‬
‫د‪ -‬السيولة‪:‬‬
‫لقد أوضحت األزمة املالية العاملية ‪ 2008‬أن ملسألة السيولة أمهية كبرية يف عمل النظام املايل واملصريف‬
‫العاملي و األسواق بكاملها‪ .‬هدا الشيء كرسته جلنة بازل من خالل إبداء رغبتها يف الوصول إىل‬
‫معيار عاملي للسيولة‪ ،‬حيث تقرتح اعتماد نسبتني‪ .‬األولـى للمدى القصري وُتعّر ف بنسبة تغطية السيولة‬
‫(‪ )LCR‬وحيتسب بتنسيب األصول ذات السيولة املرتفعة اليت حيتفظ هبا البنك إىل حجم ‪ 30‬يومًا‬
‫من التدفقـات النقدية لديـه‪ .‬وهتدف هذه النسبة إىل جعل البنك ُيليب ذاتيًا احتياجات السيولة يف حال‬
‫طرأت أزمة‪ .‬أما النسبة الثانية فهي لقياس السيولة البنيوية يف املدى املتوسط والطويل‪ .‬واهلدف منها‬
‫أن يتوفر للمصرف مصادر متويل مستقرة ألنشطته (‪.)NSFR‬‬
‫ه‪ -‬حواجز رأس المال ضد التأثير الحلقي‪:‬‬
‫تقدم جمموعة من املقاييس لبناء حواجز لرأس املال يف أوقات الرواج وميكن ختفيضها يف أوقات‬
‫االنكماش للحفاظ على استقرار النظام املصريف وكبح آثار تلك الضغوط على االقتصاد وسوق‬
‫األوراق املالية بدال من تضخيمها كما ستقوم جلنة بازل بالرتويج واملسامهة يف تطوير أساليب قياس‬
‫املخصصات باألخذ يف االعتبار البناء على مواجهة احتماالت اخلسائر املتوقعة لتحديد اخلسائر الفعلية‬
‫بنحو أكثر شفافية وبرؤية مستقبلية وبنحو أقل تأثريا (حلقيا أو دائريا) على االقتصاد عن النموذج‬
‫احلايل لقياس املخصصات القائمة على اخلسائر احملققة‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬معايير االستقرار المالي والمصرفي العالمي و مدى استفادة البنوك من معايير‬
‫بازل ‪3‬‬
‫‪11‬‬
‫يتميز الزمن الذي نعيش فيه بكثرة وقوع االضطرابات و التقلبات املالية وهو ما أهله ألن يوصف‬
‫بعصر االضطرابات فال يكاد خيلو عقد من الزمان دون وقوع اضطراب واحد على األقل‪ ،‬فلم‬
‫يستطيع العامل وضع حد هلدا اخلطر الذي يبتلع يف ظرف زمين قصري االجنازات و املكتسبات‬
‫االقتصادية اليت حققت على مدى سنني وما يعيشه العامل هده السنوات األخرية على إثر األزمة اليت‬
‫نالت من أسواق املال ومؤسسات مالية كربى وأثرت على األوضاع االقتصادية جلميع الدول‬
‫بدرجات متفاوتة‪ ،‬مما يتطلب دراسة متأنية وحتليال معمقا للتشخيص وطرق العالج‪ ،‬واألهم من دلك‬
‫العمل على استخالص مبادئ اقتصادية ومالية متزنة تساهم يف إرساء قواعد هلا مفعوهلا الكبري على‬
‫األمد الطويل لنظام مايل مستقر وعادل وذي كفاءة عالية‪ ،‬وهدا ما تلح عليه هده املبادئ العشر اليت‬
‫‪5‬‬
‫نصت عليها وثيقة مبادئ الوسيطة املالية لنظام متوازن وعادل‪:‬‬
‫احلد من اإلفراط يف املداينات وبيع الديون وتوريقها والتصرف فيها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫العمل على إحداث توازن بني الصيغ القائمة على مبدأ املشاركة يف الربح و اخلسارة والصيغ‬ ‫‪‬‬

‫التمويل املبين على الدين غري املرتبط بنمو الثروة‪.‬‬


‫بناء نظام نقدي وإجياد وسائل للدفع أكثر عدال واستقرارا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫استخدام آلية معدل الربح بديال عن آلية سعر الفائدة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تطوير أدوات وصيغ فعالة وعادلة يف إدارة املخاطر وتوزيعها‪ ،‬ال املتاجرة هبا والراهنة عليها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫بناء نظام مايل ومصريف أكثر كفاءة وعدال واستقرارا ومرتبطا باالقتصاد احلقيقي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إجياد آليات عادلة لضمان احلقوق املالية للمقرضني مع عدم إحلاق أضرار بالدينني‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تصحيح دور األسواق املالية ووضع ضوابط حمددة لرتشيد سلوكيات املتعاملني فيها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫احلوكمة والشفافية يف نشاط املؤسسات املالية وعالقتها باألطراف ذات العالقة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تفعيل دور الدولة يف رعاية النظام النقدي واملايل والرقابة على املعامالت واألسواق لتحقيق النمو‬ ‫‪‬‬

‫املتوازن‪.‬‬
‫مدى استفادة البنوك اإلسالمية من معايير “بازل ‪”3‬‬
‫إن أحسن وسيلة كي تطبق البنوك اإلسالمية معايري “بازل ‪ ”3‬هي أن تتقيد مبعايري جملس اخلدمات‬
‫املالية اإلسالمية‪ ،‬هذا األخري حياول يف كل مرة تطويع تلك املعايري الدولية مع طبيعة العمل املصريف‬
‫اإلسالمي‪ ،‬وكما فعل سابقًا مع معايري “بازل ‪ ”2‬فاألكيد سوف يفعل ذلك مع معايري “بازل ‪،″3‬‬
‫لكن تبقى جهوده غري ذات فائدة كبرية ألن املعايري اليت يصدرها – بعد صرف كثري من األموال‬
‫واجلهد والوقت – ليست ملزمة التطبيق بالنسبة للبنوك اإلسالمية‪ ،‬وهنا يأيت دور البنوك املركزية‬
‫‪ 5‬مجلة "المؤشر" ‪ ،‬السنة ‪ ، 22‬العدد ‪ ، 333‬فيفري ‪ ، 2005‬ص ‪.51 :‬‬

‫‪12‬‬
‫والسلطات اإلشرافية يف كل دولة يف إجبار البنوك اإلسالمية على تبين هذه املعايري بقوانني وتنظيمات‬
‫داخلية‪ ،‬كما هو الشأن يف بعض الدول اإلسالمية – وهي قليلة لألسف‪ -‬مثل البحرين والسودان‬
‫‪6‬‬
‫واألردن وغريها‪ .‬أما هيئة‬
‫احملاسبة واملراجعة فهي ليست معنية كثريًا مبعايري “بازل” اجلديدة ألهنا تصدر معايري حماسبية وشرعية‪،‬‬
‫وليس معايري احلذر مثل كفاية رأس املال وغريها‪ ،‬اليت ُيعىن هبا جملس اخلدمات املالية اإلسالمية يف‬
‫ماليزيا‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬تقييم اتفاقية بازل و دورها في تحقيق الحوكمة و االستقرار في البنوك‬
‫االسالمية‬
‫ميكن االستفادة من معايري جلنة بازل ‪ 03‬لتعزيز مكانة املؤسسات املصرفية واملالية‪ ،‬ويف إدارة بعض‬
‫‪7‬‬
‫اجلوانب اهلمة يف العمل املصريف‪:‬‬
‫ا‪ :‬إيجابيات اتفاقيات بازل ‪– :03‬إدارة السيولة – احلوكمة الرشيدة‬
‫ب‪ :‬سلبيات اتفاقية بازل ‪- :03‬عدم تالؤم إدارة السيولة للبنوك اإلسالمية مع املعايري اليت توصي هبا‬
‫جلنة بازل ‪ ،03‬واليت قد تتالءم مع العمل املصريف‪- .‬عدم اعرتاف جلنة بازل لطبيعة األصول املختلفة‬
‫كالصكوك اإلسالمية‪.‬‬
‫بازل‪ 3‬ودورها في تحقيق الحوكمة واالستقرار في البنوك اإلسالمية‬
‫أن تطبيق معايري “بازل ‪ ″2‬ومن بعدها “بازل ‪ ″3‬سينعكس بشكل واضح على جودة األداء الرقايب‬
‫للبنوك اإلسالمية‪ ،‬وقدرهتا النقدية على الوفاء بالتزاماهتا‪ ،‬األمر الذي يرفع نسبة الثقة هبا وجيعلها‬
‫شريكًا حمليًا وعامليًا مقبوًال يف ظل األزمة املالية احلالية اليت ضربت مبعظم العالقات االئتمانية عرض‬
‫احلائط‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫وأوضح أن تطبيق املعايري سيدعم الثقة يف البنوك اإلسالمية على ثالثة حماور أساسية‪:‬‬
‫‪ .1‬أوهلا كفاية رأس املال وهو احملور األهم الذي يضمن لشركاء البنك واملتعاملني معه فعالية سياسات‬
‫البنك يف إدارة رأس ماله‪.‬‬
‫احملور الثاين ليحد أو خيفف من خماطر السوق والتشغيل عرب وضع معايري رصينة تؤمن معامالت‬ ‫‪.2‬‬
‫البنك وتضمن عدم خوضه ملشاريع غري مدروسة قد تعود عليه باخلسائر‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫مجلة "مال ومصارف اإلمارات" ‪ ،‬السنة ‪ ، 2‬العدد ‪ ، 16‬مارس ‪ ، 2005‬ص ‪.22 :‬‬
‫عبد املنعم التهامي ‪ ،‬أمحد الغندور ‪“ ،‬مقررات بازل ‪ II ، III‬كمدخل لتحقيق استقرار النظام المالي و المصرفي” ‪ ،‬النشرة املصرفية العربية ‪ ،‬احتاد‬ ‫‪7‬‬

‫املصارف العربية ‪ ،‬الفصل الثالث ‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمرب‪ ، 2010‬بريوت ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬ص ‪.59‬‬


‫‪ 8‬سليمان ناصر‪“ ،‬معايير بازل ‪ 03‬مهمة للبنوك اإلسالمية في قضايا إدارة السيولة والحوكمة“‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬على املوقع‪:‬‬
‫‪http://www.aleqt.com/2011/02/01/article_500607.html‬‬

‫‪13‬‬
‫احملور الثالث وهو اجلانب الرقايب فيتلخص يف بعض املعايري اإلشرافية اليت من شأهنا ضمان تنفيذ‬ ‫‪.3‬‬
‫السياسات املشار إليها بكل مرونة من دون تعقيد ما حيد من أي انعكاسات سلبية لتطبيق املعايري‪.‬‬
‫وإن إلزام البنوك اإلسالمية بتطبيق معظم القرارات الدولية اليت ختص وتنظم جمال العمل املصريف‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫مما جيعلها أكثر قدرة على االنتشار العاملي ويضمن معامالهتا مع البنوك األجنبية‪ ،‬وجيعلها قابلة‬
‫لتطبيق كل ما هو جديد يف عامل املعايري املصرفية الدولية‪.‬‬
‫إن معايري “بازل‪ ″3‬ستعطي للبنوك حافزًا لتحسني أساليب إدارة املخاطر لديها‪ ،‬حيث تضمن تعزيز‬
‫اإلفصاح العام مبعىن توفري معلومات الكافية والشاملة يف الوقت املناسب لكل املهتمني بشؤون القطاع‬
‫املصريف اإلسالمي‪ ،‬األمر الذي خيلق نوعًا من التحدي لدى قطاع املصارف اإلسالمية‪.‬‬
‫إن إصدار الصكوك كجزء من رأمسال البنك مت اقرتاح أنواعا خمتلفة من الصكوك” مضيفة أن‬ ‫‪‬‬

‫مستشاري اهليئة الشرعية ال يزالون يناقشون التفاصيل‪ .‬ومبا أن السندات اإلسالمية (الصكوك)‬
‫تقوم على أصول حقيقية وليس على ديون حبتة مثل السندات التقليدية يرى بعض احملللني‬
‫واملصرفيني أن الصكوك تستطيع لعب دور رئيسي يف مساعدة البنوك حول العامل يف الوفاء باحلدود‬
‫الدنيا لنسب كفاية رأس املال وفق معايري بازل ‪ .3‬إن مت األخذ بتوصية اجمللس سوف ترتك‬
‫للجهات الرقابية يف كل بلد حرية حتديد هياكل الصكوك املمكن تصنيفها كرأمسال وبأي نسب‬
‫أيضا‪ .‬وتصدر بنوك خليجية صكوكا متوقعة أن يتم احتساهبا ضمن رأمساهلا‪ .‬وقال بيان من بنوك‬
‫مرتبة لإلصدار أمس الثالثاء إن مصرف أبوظيب اإلسالمي يسعى لتعزيز رأمساله عرب بيع أدوات دين‬
‫متوافقة مع الشريعة وسيبدأ اجتماعات مع املستثمرين غدا األربعاء‪.‬‬
‫تستعد املصارف اإلسالمية للدخول إىل األسواق املصرفية الدولية بكل ثقة بعد أن كسبت مصداقية‬
‫على املستوى الدويل وتأثرها الطفيف بانعكاسات األزمة املالية‪ ،‬وأمام هذا الوضع املستجد فإننا نرى‬
‫أن املعايري اجلديدة املتمثلة يف بازل ‪ 3‬أصبحت ضرورية وال مفر منها للمصارف اإلسالمية اليت متتلك‬
‫فائض من السيولة لتعزيز مكانتها ومواجهة التحديات احمللية والدولية‪ ،‬ومن هذا الواقع الذي نعرفه‬
‫عنها فلن يكون هناك أي عوائق أمام تطبيق المصارف اإلسالمية لمعايير بازل ‪ 3‬لعدة مبررات‬
‫منها‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬أن املصارف اإلسالمية وخاصة املوجودة منها يف البلدان العربية سجلت نسبًا مرتفعة من‬ ‫‪‬‬

‫كفاية رأس املال تصل أحيانًا إىل ‪ % 18‬بسبب سياسات البنوك املركزية املتشددة جتاهها‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬كان من أسباب األزمة املالية العاملية عملية بيع الديون واملسماة بالتوريق ومثال عليها مسألة‬ ‫‪‬‬

‫الرهن العقاري واليت أدت إىل اهنيار العديد من املصارف الدولية بينما املصارف اإلسالمية ال‬
‫تتعامل مع القروض وهي شريك مع املستثمر بالربح واخلسارة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ثالثًا‪ :‬اعتمدت معايري بازل ‪ 3‬اختاذ نسبتني للوفاء مبتطلبات نسبة السيولة األوىل للمدى القصري‬ ‫‪‬‬

‫وتعرف بنسبة تغطية السيولة بينما الثانية لقياس السيولة البنيوية يف املدى املتوسط والطويل‪ .‬لغرض‬
‫توفري موارد سيولة ثابتة بينما املعروف عن املصارف اإلسالمية بأهنا متتلك فائض سيولة مرتفع‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬يف مواجهة األزمة املالية العاملية تدخلت العديد من الدول واحلكومات لوقف اهنيار أنظمتها‬
‫املصرفية لعدم قدرة رؤوس أمواهلا يف مواجهة اخلسائر املالية اليت تعرضت هلا املصارف التقليدية بينما‬
‫مل جند مثل هذه احلالة يف البنوك اإلسالمية كوهنا ال تعتمد على الديون يف تدعيم رؤوس أمواهلا ال بل‬
‫ال توجد أصًال كوهنا تشارك املستثمرين يف الربح واخلسارة وبالتايل هي ليست مدينة بل شريكة‪.‬‬
‫قد تكون هناك بعض املشاكل والصعوبات اليت تواجه بعض املصارف يف الدول النامية يف توفري‬
‫متطلبات السيولة اليت أقرهتا هذه املعايري بسبب صغر حجم رؤوس أمواهلا والكلفة التمويلية اليت‬
‫ستتحملها هذه املصارف وهذا ميثل فرصة مناسبة للصريفة اإلسالمية للنظر بكل جدية إىل اغتنام هذه‬
‫الفرصة يف حتقيق مكاسب تنافسية واالستعداد للتعامل مع معايري هذه االتفاقية وأمام هذا الواقع فإننا‬
‫نرى أن املصارف اإلسالمية قادرة على استيعاب متطلبات بازل ‪ 3‬حىت تؤكد مكانتها يف النظام‬
‫املصريف العاملي وتستفيد من امليزة التنافسية هلا لكسب حصتها من الصناعة املصرفية العاملية حيث إهنا‬
‫تقف على أرض صلبة وفلسفة متينة خاصة وأن االتفاقية املعنية لتطبيق معايري بازل ‪ 3‬أعطت فسحة‬
‫من الزمن لغاية ‪ 2019‬وهي كافية ألن تدرس بعناية هذه املتطلبات وتضع اخلطط الكفيلة بتنفيذها‬
‫بكل ثقة واطمئنان‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬

‫لقد تبنّي من خالل هذا البحث أن اتفاقية بازل ‪ 3‬تعترب من أهم التطورات العاملية اليت مّس ت‬
‫القطاع املصريف يف السنوات األخرية ويف معظم دول العامل‪ ،‬ذلك ألن هذه التطورات جاءت‬
‫ملواجهة حتديات خطرية يواجهها هذا القطاع‪ ،‬مثل إفالس العديد من البنوك سنويًا وتزايد‬
‫مشكلة الديون املشكوك يف حتصيلها بالنسبة للعديد اآلخر منها‪ ،‬إضافة إىل املنافسة غري العادلة‬
‫فيما بينها مما يعّر ض أموال املودعني يف خمتلف البلدان ملخاطر كربى‪ ،‬كما يعّر ض األنظمة‬
‫املالية برّم تها لالهنيار‪.‬‬
‫كما تتجلى أمهية هذه االتفاقية يف كوهنا صادرة عن خرباء ذوي مستوًى عاٍل يف التخصص‬
‫املصريف‪ ،‬إضافة إىل إثرائها وتعديلها لسنوات عديدة من طرف هؤالء اخلرباء واهليئات العاملية‬
‫املتخصصة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫قائمة المراجع ‪:‬‬
‫رمسية قرياقص‪ ،‬عبد الغفار حنفي‪ :‬األسواق واملؤَّس سات املالية‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫اإلسكندرية‪/‬مصر‪.1997 ،‬‬
‫عبد املطلب عبد احلميد‪ :‬العوملة واقتصادَّيات البنوك‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪/‬مصر‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪.2001‬‬
‫جملة التمويل والتنمية‪ ،‬العدد ‪ - 1‬اجمللد ‪ ، 38‬مارس ‪.2001‬‬ ‫‪.3‬‬
‫جملة "إحتاد املصارف العربية"‪ ،‬العدد ‪ ،261 :‬سبتمرب ‪.2002‬‬ ‫‪.4‬‬
‫جملة "املؤشر" ‪ ،‬السنة ‪ ، 22‬العدد ‪ ، 333‬فيفري ‪. 2005‬‬ ‫‪.5‬‬
‫جملة "مال ومصارف اإلمارات" ‪ ،‬السنة ‪ ، 2‬العدد ‪ ، 16‬مارس ‪. 2005‬‬ ‫‪.6‬‬
‫عبد املنعم التهامي ‪ ،‬أمحد الغندور ‪“ ،‬مقررات بازل ‪ II ، III‬كمدخل لتحقيق استقرار‬ ‫‪.7‬‬
‫النظام المالي و المصرفي” ‪ ،‬النشرة املصرفية العربية ‪ ،‬احتاد املصارف العربية ‪ ،‬الفصل‬
‫الثالث ‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمرب‪ ، 2010‬بريوت ‪ ،‬لبنان ‪.‬‬
‫سليمان ناصر‪“ ،‬معايير بازل ‪ 03‬مهمة للبنوك اإلسالمية في قضايا إدارة السيولة‬ ‫‪.8‬‬
‫والحوكمة“‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬على املوقع‪:‬‬
‫‪http://www.aleqt.com/2011/02/01/article_500607.html‬‬

‫‪17‬‬

You might also like