Professional Documents
Culture Documents
بازل 3
بازل 3
المستوى :
المقياس :
:بحث حول
أ.
مقدمة
المطلب الثاني :معايير االستقرار المالي والمصرفي العالمي و مدى استفادة البنوك من معايير
بازل 3
المطلب الثالث :تقييم اتفاقية بازل و دورها في تحقيق الحوكمة و االستقرار في البنوك
االسالمية
خاتمة
قائمة المراجع
2
مقدمة
ُيعترب موضوع كفاية رأس املال للبنوك واجتاهها إىل تدعيم مراكزها املالية من أهم املواضيع اليت
تشغل خرباء املصارف يف ظل العوملة واملتغريات الدولية احلديثة ،فمع تزايد املنافسة احمللية
والدولية أصبحت البنوك عرضة للعديد من املخاطر الناجتة عن نشاط البنك أو طريقة تسيريه
وإدارته ،أو من عوامل خارجية تتعلق بالبيئة اليت يعمل فيها البنك.
حتت تأثري هذه الظروف ،كان لزامًا على البنوك يف أي نظام مصريف أن تسعى إىل تطوير
قدراهتا التنافسية ملواجهة تلك األخطار ،وكان نتاج ذلك بداية التفكري والتشاور بني البنوك
املركزية يف العامل للتقليل من خماطر العمل املصريف ،مث إجياد معايري عاملية لتطبيقها يف هذا
الصدد ،فكانت هناك اتفاقيات بازل.
3
المبحث االول :ماهية اتفاقية بازل
1
رسمية قرياقص ،عبد الغفار حنفي :األسواق والمؤَّس سات المالية ،مركز اإلسكندرية للكتاب ،اإلسكندرية/مصر 1997 ،ص.192 :
4
المطلب الثاني :مرتكزات االتفاقية
2
تتمثل أهم املرتكزات اليت قامت عليها جلنة بازل 03يف مايلي:
رفع اجلديدة احلد األدىن لنسبة رأس املال االحتياطي أو األويل من 2إىل 4.5يف املائة ،وأضيف
إليه هامش احتياطي آخر يتكون من أسهم عادية نسبته 2.5يف املائة من األصول والتعهدات
املصرفية الستخدامه يف مواجهة األزمات مما جيعل اجملموع يصل إىل 7يف املائة.
احلفاظ على احلد األدىن اإلمجايل لرأس املال كما يف السابق وهو % 8وبإضافة احتياطي األزمات
من الدول العربية متكنت من فرض نسبة كفاية رأس املال مرتفعة على البنوك ،بل إن دوًال عديدة
منها جعلت هذا احلد ال يقل عن %12منذ عدة سنوات ،وقد سجل بعض البنوك اإلسالمية فيها
نسبًا تقارب 18أو 20يف املائة أحيانا.
بادرت جلنة بازل منذ طرح مسودة مشروع بازل 3إىل زيادة الرمسلة املطلوبة جتاه عمليات التوريق
وغريها من األدوات املركبة ،وهي العملية اليت وّر طت الكثري من البنوك يف األزمة املالية العاملية
األخرية ،والبنوك اإلسالمية يف منأى عن هذا ألهنا ال تتعامل باملتاجرة يف الديون أو ما ُيعرف التوريق.
اقرتحت االتفاقية اجلديدة اعتماد نسبتني يف هذا اجملال:
األول يف املدى القصري وُتعرف بنسبة تغطية السيولة ،وحُت سب بنسبة األصول ذات السيولة املرتفعة
اليت حيتفظ هبا البنك إىل حجم 30يومًا من التدفقات النقدية لديه ،وذلك ملواجهة احتياجاته من
السيولة ذاتيًا.
الثاين لقياس السيولة البنيوية يف املدى املتوسط والطويل ،واهلدف منها توفري موارد سيولة مستقرة
للبنك .البنوك اإلسالمية لن جتد صعوبة يف استيفاء كل هذه املتطلبات ألن معظمها يعاين أصًال من
فائض السيولة.
المطلب الثالث :التعديالت التي أدخلت على مقررات بازل ( 2إطار بازل)III :
دفعت األزمة املالية العاملية األخرية إىل مراجعة عميقة وشاملة لألنظمة والتشريعات املالية واملصرفية
على املستوى احمللي يف كل دولة ،وكذلك على املستوى الدويل بالنسبة للمعايري والقواعد املصرفية
الدولية .وقد قامت العديد من اهليئات الرمسية واخلاصة احمللية والعاملية بإجراء دراسات وحتليالت
2عبد املطلب عبد احلميد :العوملة واقتصادَّيات البنوك ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية/مصر ،2001 ،ص.301 :
5
شاملة ملعرفة أسباب األزمة ومكامن اخللل واقرتاح اإلصالحات املطلوبة لتعزيز صمود األنظمة املالية
3
واملصرفية وجعلها أقل عرضة لألزمات.
وبشكل عام ،أظهرت الدراسات والتحليالت أن نقاط الضعف مشلت مروحة واسعة من بنية
النشاطات واملمارسات املصرفية ،منها على سبيل املثال ،ما يتعلق باالستثمارات عالية املخاطر ،ويف
ممارسات التسنيد وإعادة التسنيد املعقدة ،ويف ممارسات إدارة املخاطر مبا يف ذلك حوكمة املخاطر،
ويف حتديد الرتكزات يف االستثمارات.
ومن األمور األساسية اليت بينتها األزمة أيضا ،أن العديد من املصارف مل يكن لديها رأس املال الكايف
لدعم وضعية املخاطر اليت اختذهتا واليت تبني الحقا أهنا فاقت بكثري ما كانت تتوقعه قبل األزمة .وهذا
بال شك خمالف للمبادئ األساسية لبازل ،2واملتعلقة بكفاية رأس املال.
نتيجة لكل ما سبق ،تداعت اهليئات الرقابية الوطنية والدولية لتطوير قواعد ومعايري العمل املصريف
احلالية ،ووضع معايري دولية حديثة تسهم يف جعل املصارف أكثر قدرة على حتمل الصدمات ،عرب
حتديد وضعية خماطر املصارف بطريقة أكثر مشولية ،وقد كان للجنة بازل دور قيادي يف هذا اجملال،
حيث قامت بإجراء تعديالت واسعة وجوهرية على الدعامات الثالث لـ«بازل ،»2متثلت بإصدار
قواعد ومعايري جديدة ،شكلت معا ما بدأ تسميته «بازل.»3
وبشكل أكثر تفصيال ،فقد ركزت التعديالت على الدعامة األوىل من «بازل ،»2وفق ما يلي:
* تغيريات على إطار خماطر السوق
* السعي لتدعيم املشرفني على املصارف بأدوات أكثر فعالية ملالءمة متطلبات رأس املال حبسب
البنوك على امتصاص اخلسائر و امتصاص الصدمات خالل فرتات الشدة .وركز املفهوم اجلديد
على مكونات رأس املال األساسي حيث جند:
– بالنسبة لبازل 2كانت األسهم العادية متثل فقط نسبة ،%2وقد ارتفعت يف بازل الثالثة إىل نسبة
%4.5ابتداء من سنة .2013
-إضافة نسبة احتياطية ( )Volant de conservationتقدر بـ .%2.5
-رفع نسبة رأس املال األساسي من %4إىل .%6
3
جملة التمويل والتنمية ،العدد - 1اجمللد ، 38مارس ،2001ص .33 :
6
-انتقلت النسبة الدنيا ملتطلبات رأس املال من %8إىل %10.5كنسبة من األصول املرجحة
باملخاطر ،ابتداء من جانفي .2019
الجدول رقم :01مقارنة بين بازل IIو بازل III
متطلبات رأس المال (كنسبة من األصول المرجحة بالمخاطر)
األسهم العادية رأس المال اإلجمالي رأس المال
األساسي()T1
النسبة النسبة اإلضافية النسبة النسبة النسبة النسبة النسبة
الدنيا Volant de املطلوبة الدنيا املطلوبة الدنيا املطلوبة
conservation
بازلII 2% 4% 8%
بازلIII 4.5% 2.5 7% 6% 8.5% 8% 10.5%
Source: Jaime Caruana ; Bâle III : vers un système financier plus
sûr ; 3e Conférence bancaire internationale Santander Madrid, le
15 septembre 2010,p02 . a partir du site
d’internet : www.bis.org/speeches/sp100921_fr.pdf
7
المبحث الثاني :اسياسيات حول اتفاقية بازل 3
4
مجلة "إتحاد المصارف العربية" ،العدد ،261 :سبتمبر ،2002ص .24 :
8
الجدول :02متطلبات رأس المال ورأس المال التحوط
(بعد رأس مال الفئة حقوق المساهمين إجمالي رأس
الخصومات) 1 المال
الحد األدنى 4.5% 6% 8%
رأس المال التحوط 2.5%
الحد األدنى +رأس المال 7% 8.5% 10.5%
التحوط
حدود رأس مال التحوط 2.5%- 0%
للتقلبات الدورية
المصدر – بنك التسويات الدولية .الراجحي املالية ،أحباث إقتصادية ،اململكة العربية السعودية ،
أكتوبر 2010
9
الجدول :03مراحل التحول الى النظام الجديد حسب مقترحات بازل3
2013 2014 2015السنوات 2016 2017 2018 2019
3.5%حد األدنى لنسبة رأس 4% 4.5% 4.5% 4.5% 4.5% 4.5%
المال من حقوق
المساهمين
راس المال التحوط 0.63% 1.25% 1.88% 2.5%
3.5%الحد االدنى لحقوق 4% 4.5% 5.13% 5.75% 6.38% 7%
المساهمين +راس مال
التحوط
4.5% 5.5%الحد االدنى لرأس المال 6% 6% 6% 6% 6%
الفئة 1
الحد االدنى من اجمالبي 8% 8% 8% 8% 8% 8% 8%
راس المال
الحد االدنى من اجمالبي 8% 8% 8% 8.63% 9.25% 9.88% 10.5%
راس المال +راس مال
التحوط
& Source : Charles Stewart , Regulatory Capital Management
Reporting:The Impact of Basel III , Risk Strategies for Basel III
Compliance & Beyond Extracting Business Value from
Regulatory Change , The Institute of Banking , Riyadh , 30
.November, 2011
من اجلدول أعاله نالحظ أنه سوف يتم االنتقال ملرحلة املتطلبات اجلديدة خالل 8سنوات بطريقة
تدرجيية مما يعطي وقتا كافيا للبنوك لزيادة رؤوس أمواهلا عن طريق إبقاء األرباح ومجع رأس املال.
ب -مؤشر الرافعة المالية:
إدخال مؤشر معدل الرافعة املالية كمقياس داعم لإلطار الداخلي أو ألساليب قياس املخاطر وفقا
التفاقية بازل الثانية أخدا يف االعتبار النزوح إىل املعاجلة اجلديدة يف الدعامة األوىل Pillar1من
دعائم متطلبات رأس املال وفقا ملا نصت عليه مقررات بازل ثالثة ،كما أن مؤشر معدل الرافعة املالية
10
سوف يساعد على تكوين عملية البناء للمالءة الزائدة يف نظام البنوك .وملراعاة القابلية للمقارنة فإن
تفاصيل هدا املؤشر سوف يكون
متوافقا عليها دوليا مبا يف دلك املعاجلات احملاسبية.
ج -مخاطر االئتمان المرتبطة بالمشتقات المالية وعمليتا عادة شراء سندات الخزينة واألوراق
المالية:
تشدد جلنة بازل من خالل هدا احملور على تغطية خماطر اجلهات املقرتضة املقابلة ( )CCRوالناشئة
عن العمليات على املشتقات ومتويل سندات الدين وكذلك لتغطيـة اخلسائر الناجتـة عن إعادة تقييم
األصول املاليـة علـى ضؤ تقلبـات أسعارهـا يف السوق من خالل تدعيم متطلبات رأس املال بنحو أكرب
مما كان عليه يف مقررات بازل الثانية .اال أن البنوك تعرتض على هده املقاربة اليت ال تأخذ يف احلسبان
تقنيات احلماية ( )Hedgingالفعلية للمخاطر االقتصادية وما تستوجبه من ختفيض كمية
رأمسال املطلوب .وخُي شى بعدم التمييز بني املخاطر احملمية وغري احملمية أن تشجع جلنة بازل البنوك
على عدم اعتماد مناهج ديناميكية إلدارة املخاطر.
د -السيولة:
لقد أوضحت األزمة املالية العاملية 2008أن ملسألة السيولة أمهية كبرية يف عمل النظام املايل واملصريف
العاملي و األسواق بكاملها .هدا الشيء كرسته جلنة بازل من خالل إبداء رغبتها يف الوصول إىل
معيار عاملي للسيولة ،حيث تقرتح اعتماد نسبتني .األولـى للمدى القصري وُتعّر ف بنسبة تغطية السيولة
( )LCRوحيتسب بتنسيب األصول ذات السيولة املرتفعة اليت حيتفظ هبا البنك إىل حجم 30يومًا
من التدفقـات النقدية لديـه .وهتدف هذه النسبة إىل جعل البنك ُيليب ذاتيًا احتياجات السيولة يف حال
طرأت أزمة .أما النسبة الثانية فهي لقياس السيولة البنيوية يف املدى املتوسط والطويل .واهلدف منها
أن يتوفر للمصرف مصادر متويل مستقرة ألنشطته (.)NSFR
ه -حواجز رأس المال ضد التأثير الحلقي:
تقدم جمموعة من املقاييس لبناء حواجز لرأس املال يف أوقات الرواج وميكن ختفيضها يف أوقات
االنكماش للحفاظ على استقرار النظام املصريف وكبح آثار تلك الضغوط على االقتصاد وسوق
األوراق املالية بدال من تضخيمها كما ستقوم جلنة بازل بالرتويج واملسامهة يف تطوير أساليب قياس
املخصصات باألخذ يف االعتبار البناء على مواجهة احتماالت اخلسائر املتوقعة لتحديد اخلسائر الفعلية
بنحو أكثر شفافية وبرؤية مستقبلية وبنحو أقل تأثريا (حلقيا أو دائريا) على االقتصاد عن النموذج
احلايل لقياس املخصصات القائمة على اخلسائر احملققة.
المطلب الثاني :معايير االستقرار المالي والمصرفي العالمي و مدى استفادة البنوك من معايير
بازل 3
11
يتميز الزمن الذي نعيش فيه بكثرة وقوع االضطرابات و التقلبات املالية وهو ما أهله ألن يوصف
بعصر االضطرابات فال يكاد خيلو عقد من الزمان دون وقوع اضطراب واحد على األقل ،فلم
يستطيع العامل وضع حد هلدا اخلطر الذي يبتلع يف ظرف زمين قصري االجنازات و املكتسبات
االقتصادية اليت حققت على مدى سنني وما يعيشه العامل هده السنوات األخرية على إثر األزمة اليت
نالت من أسواق املال ومؤسسات مالية كربى وأثرت على األوضاع االقتصادية جلميع الدول
بدرجات متفاوتة ،مما يتطلب دراسة متأنية وحتليال معمقا للتشخيص وطرق العالج ،واألهم من دلك
العمل على استخالص مبادئ اقتصادية ومالية متزنة تساهم يف إرساء قواعد هلا مفعوهلا الكبري على
األمد الطويل لنظام مايل مستقر وعادل وذي كفاءة عالية ،وهدا ما تلح عليه هده املبادئ العشر اليت
5
نصت عليها وثيقة مبادئ الوسيطة املالية لنظام متوازن وعادل:
احلد من اإلفراط يف املداينات وبيع الديون وتوريقها والتصرف فيها.
العمل على إحداث توازن بني الصيغ القائمة على مبدأ املشاركة يف الربح و اخلسارة والصيغ
تطوير أدوات وصيغ فعالة وعادلة يف إدارة املخاطر وتوزيعها ،ال املتاجرة هبا والراهنة عليها.
بناء نظام مايل ومصريف أكثر كفاءة وعدال واستقرارا ومرتبطا باالقتصاد احلقيقي.
إجياد آليات عادلة لضمان احلقوق املالية للمقرضني مع عدم إحلاق أضرار بالدينني.
تصحيح دور األسواق املالية ووضع ضوابط حمددة لرتشيد سلوكيات املتعاملني فيها.
احلوكمة والشفافية يف نشاط املؤسسات املالية وعالقتها باألطراف ذات العالقة.
تفعيل دور الدولة يف رعاية النظام النقدي واملايل والرقابة على املعامالت واألسواق لتحقيق النمو
املتوازن.
مدى استفادة البنوك اإلسالمية من معايير “بازل ”3
إن أحسن وسيلة كي تطبق البنوك اإلسالمية معايري “بازل ”3هي أن تتقيد مبعايري جملس اخلدمات
املالية اإلسالمية ،هذا األخري حياول يف كل مرة تطويع تلك املعايري الدولية مع طبيعة العمل املصريف
اإلسالمي ،وكما فعل سابقًا مع معايري “بازل ”2فاألكيد سوف يفعل ذلك مع معايري “بازل ،″3
لكن تبقى جهوده غري ذات فائدة كبرية ألن املعايري اليت يصدرها – بعد صرف كثري من األموال
واجلهد والوقت – ليست ملزمة التطبيق بالنسبة للبنوك اإلسالمية ،وهنا يأيت دور البنوك املركزية
5مجلة "المؤشر" ،السنة ، 22العدد ، 333فيفري ، 2005ص .51 :
12
والسلطات اإلشرافية يف كل دولة يف إجبار البنوك اإلسالمية على تبين هذه املعايري بقوانني وتنظيمات
داخلية ،كما هو الشأن يف بعض الدول اإلسالمية – وهي قليلة لألسف -مثل البحرين والسودان
6
واألردن وغريها .أما هيئة
احملاسبة واملراجعة فهي ليست معنية كثريًا مبعايري “بازل” اجلديدة ألهنا تصدر معايري حماسبية وشرعية،
وليس معايري احلذر مثل كفاية رأس املال وغريها ،اليت ُيعىن هبا جملس اخلدمات املالية اإلسالمية يف
ماليزيا.
المطلب الثالث :تقييم اتفاقية بازل و دورها في تحقيق الحوكمة و االستقرار في البنوك
االسالمية
ميكن االستفادة من معايري جلنة بازل 03لتعزيز مكانة املؤسسات املصرفية واملالية ،ويف إدارة بعض
7
اجلوانب اهلمة يف العمل املصريف:
ا :إيجابيات اتفاقيات بازل – :03إدارة السيولة – احلوكمة الرشيدة
ب :سلبيات اتفاقية بازل - :03عدم تالؤم إدارة السيولة للبنوك اإلسالمية مع املعايري اليت توصي هبا
جلنة بازل ،03واليت قد تتالءم مع العمل املصريف- .عدم اعرتاف جلنة بازل لطبيعة األصول املختلفة
كالصكوك اإلسالمية.
بازل 3ودورها في تحقيق الحوكمة واالستقرار في البنوك اإلسالمية
أن تطبيق معايري “بازل ″2ومن بعدها “بازل ″3سينعكس بشكل واضح على جودة األداء الرقايب
للبنوك اإلسالمية ،وقدرهتا النقدية على الوفاء بالتزاماهتا ،األمر الذي يرفع نسبة الثقة هبا وجيعلها
شريكًا حمليًا وعامليًا مقبوًال يف ظل األزمة املالية احلالية اليت ضربت مبعظم العالقات االئتمانية عرض
احلائط.
8
وأوضح أن تطبيق املعايري سيدعم الثقة يف البنوك اإلسالمية على ثالثة حماور أساسية:
.1أوهلا كفاية رأس املال وهو احملور األهم الذي يضمن لشركاء البنك واملتعاملني معه فعالية سياسات
البنك يف إدارة رأس ماله.
احملور الثاين ليحد أو خيفف من خماطر السوق والتشغيل عرب وضع معايري رصينة تؤمن معامالت .2
البنك وتضمن عدم خوضه ملشاريع غري مدروسة قد تعود عليه باخلسائر.
6
مجلة "مال ومصارف اإلمارات" ،السنة ، 2العدد ، 16مارس ، 2005ص .22 :
عبد املنعم التهامي ،أمحد الغندور “ ،مقررات بازل II ، IIIكمدخل لتحقيق استقرار النظام المالي و المصرفي” ،النشرة املصرفية العربية ،احتاد 7
13
احملور الثالث وهو اجلانب الرقايب فيتلخص يف بعض املعايري اإلشرافية اليت من شأهنا ضمان تنفيذ .3
السياسات املشار إليها بكل مرونة من دون تعقيد ما حيد من أي انعكاسات سلبية لتطبيق املعايري.
وإن إلزام البنوك اإلسالمية بتطبيق معظم القرارات الدولية اليت ختص وتنظم جمال العمل املصريف،
مما جيعلها أكثر قدرة على االنتشار العاملي ويضمن معامالهتا مع البنوك األجنبية ،وجيعلها قابلة
لتطبيق كل ما هو جديد يف عامل املعايري املصرفية الدولية.
إن معايري “بازل ″3ستعطي للبنوك حافزًا لتحسني أساليب إدارة املخاطر لديها ،حيث تضمن تعزيز
اإلفصاح العام مبعىن توفري معلومات الكافية والشاملة يف الوقت املناسب لكل املهتمني بشؤون القطاع
املصريف اإلسالمي ،األمر الذي خيلق نوعًا من التحدي لدى قطاع املصارف اإلسالمية.
إن إصدار الصكوك كجزء من رأمسال البنك مت اقرتاح أنواعا خمتلفة من الصكوك” مضيفة أن
مستشاري اهليئة الشرعية ال يزالون يناقشون التفاصيل .ومبا أن السندات اإلسالمية (الصكوك)
تقوم على أصول حقيقية وليس على ديون حبتة مثل السندات التقليدية يرى بعض احملللني
واملصرفيني أن الصكوك تستطيع لعب دور رئيسي يف مساعدة البنوك حول العامل يف الوفاء باحلدود
الدنيا لنسب كفاية رأس املال وفق معايري بازل .3إن مت األخذ بتوصية اجمللس سوف ترتك
للجهات الرقابية يف كل بلد حرية حتديد هياكل الصكوك املمكن تصنيفها كرأمسال وبأي نسب
أيضا .وتصدر بنوك خليجية صكوكا متوقعة أن يتم احتساهبا ضمن رأمساهلا .وقال بيان من بنوك
مرتبة لإلصدار أمس الثالثاء إن مصرف أبوظيب اإلسالمي يسعى لتعزيز رأمساله عرب بيع أدوات دين
متوافقة مع الشريعة وسيبدأ اجتماعات مع املستثمرين غدا األربعاء.
تستعد املصارف اإلسالمية للدخول إىل األسواق املصرفية الدولية بكل ثقة بعد أن كسبت مصداقية
على املستوى الدويل وتأثرها الطفيف بانعكاسات األزمة املالية ،وأمام هذا الوضع املستجد فإننا نرى
أن املعايري اجلديدة املتمثلة يف بازل 3أصبحت ضرورية وال مفر منها للمصارف اإلسالمية اليت متتلك
فائض من السيولة لتعزيز مكانتها ومواجهة التحديات احمللية والدولية ،ومن هذا الواقع الذي نعرفه
عنها فلن يكون هناك أي عوائق أمام تطبيق المصارف اإلسالمية لمعايير بازل 3لعدة مبررات
منها:
أوًال :أن املصارف اإلسالمية وخاصة املوجودة منها يف البلدان العربية سجلت نسبًا مرتفعة من
كفاية رأس املال تصل أحيانًا إىل % 18بسبب سياسات البنوك املركزية املتشددة جتاهها.
ثانيًا :كان من أسباب األزمة املالية العاملية عملية بيع الديون واملسماة بالتوريق ومثال عليها مسألة
الرهن العقاري واليت أدت إىل اهنيار العديد من املصارف الدولية بينما املصارف اإلسالمية ال
تتعامل مع القروض وهي شريك مع املستثمر بالربح واخلسارة.
14
ثالثًا :اعتمدت معايري بازل 3اختاذ نسبتني للوفاء مبتطلبات نسبة السيولة األوىل للمدى القصري
وتعرف بنسبة تغطية السيولة بينما الثانية لقياس السيولة البنيوية يف املدى املتوسط والطويل .لغرض
توفري موارد سيولة ثابتة بينما املعروف عن املصارف اإلسالمية بأهنا متتلك فائض سيولة مرتفع.
رابعًا :يف مواجهة األزمة املالية العاملية تدخلت العديد من الدول واحلكومات لوقف اهنيار أنظمتها
املصرفية لعدم قدرة رؤوس أمواهلا يف مواجهة اخلسائر املالية اليت تعرضت هلا املصارف التقليدية بينما
مل جند مثل هذه احلالة يف البنوك اإلسالمية كوهنا ال تعتمد على الديون يف تدعيم رؤوس أمواهلا ال بل
ال توجد أصًال كوهنا تشارك املستثمرين يف الربح واخلسارة وبالتايل هي ليست مدينة بل شريكة.
قد تكون هناك بعض املشاكل والصعوبات اليت تواجه بعض املصارف يف الدول النامية يف توفري
متطلبات السيولة اليت أقرهتا هذه املعايري بسبب صغر حجم رؤوس أمواهلا والكلفة التمويلية اليت
ستتحملها هذه املصارف وهذا ميثل فرصة مناسبة للصريفة اإلسالمية للنظر بكل جدية إىل اغتنام هذه
الفرصة يف حتقيق مكاسب تنافسية واالستعداد للتعامل مع معايري هذه االتفاقية وأمام هذا الواقع فإننا
نرى أن املصارف اإلسالمية قادرة على استيعاب متطلبات بازل 3حىت تؤكد مكانتها يف النظام
املصريف العاملي وتستفيد من امليزة التنافسية هلا لكسب حصتها من الصناعة املصرفية العاملية حيث إهنا
تقف على أرض صلبة وفلسفة متينة خاصة وأن االتفاقية املعنية لتطبيق معايري بازل 3أعطت فسحة
من الزمن لغاية 2019وهي كافية ألن تدرس بعناية هذه املتطلبات وتضع اخلطط الكفيلة بتنفيذها
بكل ثقة واطمئنان.
15
خاتمة :
لقد تبنّي من خالل هذا البحث أن اتفاقية بازل 3تعترب من أهم التطورات العاملية اليت مّس ت
القطاع املصريف يف السنوات األخرية ويف معظم دول العامل ،ذلك ألن هذه التطورات جاءت
ملواجهة حتديات خطرية يواجهها هذا القطاع ،مثل إفالس العديد من البنوك سنويًا وتزايد
مشكلة الديون املشكوك يف حتصيلها بالنسبة للعديد اآلخر منها ،إضافة إىل املنافسة غري العادلة
فيما بينها مما يعّر ض أموال املودعني يف خمتلف البلدان ملخاطر كربى ،كما يعّر ض األنظمة
املالية برّم تها لالهنيار.
كما تتجلى أمهية هذه االتفاقية يف كوهنا صادرة عن خرباء ذوي مستوًى عاٍل يف التخصص
املصريف ،إضافة إىل إثرائها وتعديلها لسنوات عديدة من طرف هؤالء اخلرباء واهليئات العاملية
املتخصصة.
16
قائمة المراجع :
رمسية قرياقص ،عبد الغفار حنفي :األسواق واملؤَّس سات املالية ،مركز اإلسكندرية للكتاب، .1
اإلسكندرية/مصر.1997 ،
عبد املطلب عبد احلميد :العوملة واقتصادَّيات البنوك ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية/مصر، .2
.2001
جملة التمويل والتنمية ،العدد - 1اجمللد ، 38مارس .2001 .3
جملة "إحتاد املصارف العربية" ،العدد ،261 :سبتمرب .2002 .4
جملة "املؤشر" ،السنة ، 22العدد ، 333فيفري . 2005 .5
جملة "مال ومصارف اإلمارات" ،السنة ، 2العدد ، 16مارس . 2005 .6
عبد املنعم التهامي ،أمحد الغندور “ ،مقررات بازل II ، IIIكمدخل لتحقيق استقرار .7
النظام المالي و المصرفي” ،النشرة املصرفية العربية ،احتاد املصارف العربية ،الفصل
الثالث ،أيلول/سبتمرب ، 2010بريوت ،لبنان .
سليمان ناصر“ ،معايير بازل 03مهمة للبنوك اإلسالمية في قضايا إدارة السيولة .8
والحوكمة“ ،االقتصادية ،على املوقع:
http://www.aleqt.com/2011/02/01/article_500607.html
17