مقدمة: يعد مصطلح صعوبات التعلم من املصطلحات الرتبوية احلديثة ،وفيه مت متييز األفراد الذين يشملهم هذا املصطلح كفئة من فئات الرتبية اخلاصة منذ عهد قريب نسبيًا . وإن األفراد يف هذه الفئة هم يف العادة إناس أسوياء من حيث القدرات العقلية ،عاديون أو ذو ذكاء مرتفع ، وال يعانون من إعاقات مسعية أو بصرية أو حركية أو انفعالية ،ومع ذلك يعاين هؤالء الطلبة من صعوبات واضحة يف اكتساب مهارات االستماع أو القراءة أو الكتابة أو التهجئة واستخدامها أو يف أداء العمليات احلسابية . وتعد هذه االضطرابات أساسية يف الفرد ( مبعىن أهنا غري عارضة ) ،ويفرتض أن تكون ناجتة عن خلل وظيفي يف اجلهاز العصيب املركزي ،وإذا حدث وظهرت صعوبات التعلم متالزمة مع حاالت إعاقة أخرى مثل ( :اإلعاقة السمعية أو البصرية أو التخلف العقلي أو االضطراب االنفعايل أو االجتماعي ) ،أو متالزمة مع مؤثرات بيئة أخرى ( كاالختالفات الثقافية أو طرق التدريس غري املناسبة ) فإن صعوبات التعلم ال تكون نتيجة مباشرة لتأثري هذه اإلعاقات ،أو هلذه املؤثرات غري املناسبة . التطور التأريخي وإسهامات العلماء في مجال صعوبات التعلم متثلت بداية هذا امليدان يف إسهامات االطباء املتخصصون يف (علم األعصاب) الذين قاموا بدراسة فقدان اللغة عند الكبار الذين يعانون من إصابات خمية ،وتبعهم يف ذلك (علماء النفس – العصيب) ومن مث (أخصائيو العيون) الذين ركزوا اهتمامهم على عدم قدرة األطفال يف تطوير اللغة أو القراءة أو التهجئة. يقسم تاريخ صعوبات التعلم إلى (مرحلة التأسيس األوىل -مرحلة التأسيس املتأخرة -السنوات املبكرة من مرحلة صعوبات التعلم ) بدأت مبالحظات العامل (جال) عام 1800وانتهت بتشكيل مجعية األطفال ذوي صعوبات التعلم واليت تعرف اآلن ب ـ (اجلمعية األمريكية لصعوبات التعلم) .وبني هذين احلدثني حدث تطور مستمر يف كل من اجلانب النظري واإلجراءات العالجية للمشكالت املرتبة على اضطرابات الدماغ .وقد ساعدت األفكار اليت ظهرت خالل هذه الفرتة يف بروز حركة صعوبة التعلم خالل الستينات من هذا القرن. وهبدف التوضيح ،ميكن تصنيف إسهامات العلماء واملتخصصني يف التنظري والتقييم والعالج خالل هذه املرحلة وفق منط الصعوبة اليت اهتموا بدراستها إىل ثالثة جماالت أساسية: -1عجز في اللغة المنطوقة وتشمل (االستماع – الكالم). - 2عجز في اللغة المكتوبة وتشمل (القراءة – الكتابة). -3عجز في العمليات اإلدراكية – الحركية. مجاالت العجز مراحل التطور مرحلة التأسيس األولى: 1929 - 1800عجز يف اللغة املنطوقة (استماع – كالم) ومن اشهر -1 العلماء يف هذه املرحلة هم :جال ، 1802بروكا ،1861جاكسون ،1864ويرنك ،1881 هنشلود ،1917هيد 1926 ومن مرحلة التأسيس المتأخرة : 1962 – 1930عجز يف اللغة املكتوبة (قراءة – كتابة) -2 اشهر العلماء يف هذه املرحلة هم :سرتاوس ، 1933جلنجهام ، 1934أورتن ، 1937فرينالد ، 1943مايكلبست ،1954كيفارت ، 1955فروستج ،1961كروكشانك ،1961كريك 1963 السنوات المبكرة من مرحلة صعوبات التعلم – 1963لحد اآلن :عجز يف العمليات اإلدراكية -3 احلركية /النشاط الزائد مما سبق يتبين اآلتي: .1مرحلة التأسيس األوىل هي أطول مرحلة ،حيث استغرقت 130سنة تقريبًا. .2اضطرابات اللغة املنطوقة ،حصلت على الكثري من البحث والدراسة. .3بالرغم من أن مرحلة التأسيس املتأخرة ،كانت اقصر إال أن جوانب العجز اليت درست تعددت. أخريا المحاضرة الثانية: حقائق هامة حول تاريخ صعوبات التعلم ونشأته: )1لقد كانت سنة ( )1960بداية حتول جديد إذ بدأ الرتبويون باالهتمام الواضح جتاه األطفال الذين ال يستطيعون التعلم بصورة مناسبة ال تتفق وإمكاناهتم العقلية ،وقد قام العلماء والباحثون بوضع العديد من املفاهيم لوصف مثل هؤالء األطفال مثل مفهوم( :املعاقون تربويا – أطفال ذوي صعوبات يف اللغة -أطفال معاقون إدراكيا – أطفال ذوي صعوبات التعلم). )2يف عام ( )1962ظهر مفهوم صعوبات التعلم ظهورا حمدودا على يد العامل (كريك) وذلك يف كتاباته اليت كانت تدور حول الرتبية اخلاصة .منذ تاريخ ( )1962بدأت بعض الواليات يف أمريكا تسن قوانني شرعية بشأن التوجه ملساعدة ذوي صعوبات التعلم على الرغم من أن خصائص هؤالؤ الطالب متباينة بشكل كبري. )3يف عام ( )1963أصبح جمال صعوبات التعلم أحد اجملاالت اليت أخذت مكان الصدارة يف والية شيكاغو حيث اقرتح جمموعة من اآلباء بعقد مؤمتر لبحث واستكشاف مشكالت األطفال ذوي اإلعاقات اإلدراكية حبضور العامل (كريك) والذي وضح بدوره التصنيفات األساسية جملال تعريف صعوبات التعلم وهي: -األسباب الطبية لتعريف صعوبات التعلم. -النماذج السلوكية لتعريف صعوبات التعلم. يف هذا املؤمتر أعلن (صموئيل كريك) تأكيده على استخدام مصطلح صعوبات التعلم بدال من بقية املصطلحات السائدة يف ذلك احلني (عسر القراءة – صعوبات القراءة – اإلعاقة اإلدراكية – اإلصابات الدماغية البسيطة ...اخل). ألنه مصطلح تربوي حبت ينظر له من الوجهة الرتبوية ال من الوجهة السببية كما ينظر له علماء الطب .وقد أعلن احلاضرين ارتياحهم هلذا املصطلح فتمت املوافقة عليه. )4يف عام ( )1968ظهر تعريف لذوي صعوبات التعلم ،وظهرت إحصائية تقريبية هلم قاربت املليون إىل مليوين طفل يعانون من صعوبات التعلم ،ومت إصدار أول جملة متخصصة يف جمال صعوبات التعلم. )5نالحظ من التطور التارخيي السابق ما يلي : -أن جمال صعوبات التعلم كان تطورا طبيعيا لالنسالخ من االندماج والتشابك للبحوث والدراسات اليت أجريت يف جمال التخلف العقلي. -تأثر جمال صعوبات التعلم بالنماذج السلوكية املهتمة مبجال اإلدراك البصري واحلركي – البصري. -لقد بدأ مفهوم صعوبات التعلم يطفو على السطح لالستخدام العلمي منذ بذاية 1960عندما أدرك املختصون أن العديد من األطفال ذوي صعوبات التعلم تواجههم مشكالت يف أكثر من مهارة ويف أكثر من جمال. -يف سنة ( )1975استطاع الكونغرس األمريكي أن يصدر القانون 94 / 142وذلك بشأن توفري الظروف املالئمة لألطفال ذوي صعوبات التعلم باعتبارها إحدى فئات الرتبية اخلاصة. -أن صعوبات التعلم حقيقة وليست ضعف يف الدراسة. -أن صعوبات التعلم إعاقة من اإلعاقات. -أن صعوبات التعلم حتدث للشخص بغض النظر عن قدرته يف احلواس. -أن صعوبات التعلم ليست إصابة دماغية فهو افرتاض بين على املظاهر اخلارجية وعن طريق ذلك درست من خالل اإلصابة الدماغية. -أن صعوبات التعلم تكمن يف اضطراب يف معاجلة املعلومات يف الدماغ. -أن ذوي صعوبات التعلم قدراته طبيعية -أن صعوبات التعلم قد تظهر لدى اإلعاقات األخرى ولكن ليست سببها. -أن نسبة إصابة الذكور واإلناث بصعوبات التعلم متساوية. المحاضرة الثالثة -أهم إسهامات علماء النفس الذين لعبوا دورا هاما في هذا المجال: أ) بينيه:عامل النفس الفرنسي الذي قام بتطوير اختبار بينيه للذكاء. ب) تشارلز سبيرمان:عامل النفس اإلجنليزي صاحب نظرية (العاملني) وهي { الذكاء إما أن يكون قدرة عامة وإما أن يكون جمموعة من القدرات اخلاصة }. ج) لويس ثيرستون :وهو الذي توصل إىل الذكاء يتألف من عدد من القدرات احملدودة وهي :الذاكرة – الطالقة يف الكالم – القصور املكاين – سرعة اإلدراك – الفهم اللفظي – القدرة العددية. د) وكسلر :طور مقاييس وكسلر للذكاء املشهور هـ) كيرك :هو أحد أبرز العلماء املختصني يف صعوبات التعلم ،اهتم بصعوبات اللغة عند االطفال وعمل جبامعة ميتشجن وقدم مع زمالئه مقاييس للقدرات النفس لغوية لتقييم القدرات النفس لغوية واليت يعتقد بأهنا ضرورية لفهم واستخدام اللغة املنطوقة ،والذي أصبح من املقاييس املستخدمة يف صعوبات التعلم ،ويرجع الفضل إليه يف تقدمي مصطلح صعوبات التعلم عام 1963م. و) فروستج وآخرون :طوروا أول اختبار يف جمال اإلدراك البصري (التأثر احلركي البصري +الشكل واألرضية +ثبات اإلدراك +الوضع يف الفراغ +العالقات املكانية .ومن مث قام غريها من العلماء بتطوير اختبارات مشهورة لتحليل صعوبات القراءة. التربية العالجية: بدأت الرتبية العالجية يف فرنسا على يد أ( -إيتارد) الذي حاول تدريب طفل متوحش عثر عليه يف غابة (أفرون) .1799كان عمر الطفل 11سنة ولكنه يتصرف بطريقة وحشية حيث مل يكن قادرا على استخدام اللغة وكان ميشي كاحليوانات .اعتقد إيتارد أنه من املمكن وعن طريق (التدريب الرتبوي) أن نتغلب على املشكالت اليت يعاين منها هذا الطفل. -التدريب الرتبوي من املمكن أن يشتمل { :إثارة اجلانب االجتماعي +إيقاظ األحاسيس العصبية +زيادة املفاهيم واألفكار من خالل التزويد مبتطلبات واحتياجات جديدة +تطوير الكالم من خالل التقليد وعند احلاجة ...اخل}. -وقام إيتارد حبل مشكالته اجلسمية .يعترب عمل إيتارد هذا مثال مبكر (للرتبية احلسية) .والرتبية احلسية تعين: { يتم اكتساب الرتبية واملعرفة من خالل احلواس ،وعلى هذا جيب تنمية وتطوير احلواس هبدف حتسني القدرات العقلية} -حاول إيتارد على حتسني التمييز السمعي والبصري والذاكرة والتعميم من أجل مساعدة الطفل على االنتباه للمثريات األكثر تعقيدا. -جنح إيتارد مع الطفل جناحا حمدودا ولكنه أثار سؤال هام وخصوصا يف ميدان التخلف العقلي وصعوبات التعلم وهو - :هل ميكن تدريب القدرات العقلية عن طريق تطوير احلواس من خالل التدريب احلسي؟ ال زلنا حىت وقتنا احلاضر نستخدم الكثري من أنشطة التدريب اإلدراكية اليت استخدمها إيتارد يف أنشطة االستعداد القرائي (مرحلة التهيئة للقراءة) مع الطالب العاديني والغري عاديني الذين يعانون من مشاكل تعليمية. ب) إدوارد سيجان :تلميذ العامل إيتارد :حيث طور أسلوب تربوي خاص (باالضطرابات احلسية احلركية) باالعتماد على االفرتاضات النفسية والعصبية القائمة. * قام بتدريب املهارات احلركية األساسية يف البداية ،مع تدريب الوظائف اللمسية من خالل عملية محل األشياء واستخدامها مث القيام بدور تدريب قدرات عقلية أساسية مثل {اإلدراك +االنتباه +تقدير األلوان +وعي باملسافات +إدراك الشكل واملكان}. * وقام أيضا بتدريس مهارات االستماع والقراءة والكتابة والكالم من خالل استخدام (أساليب التقليد وحاسة اللمس وبطاقات التمرير السريع واألشياء احملسوسة). المحاضرة الرابعة ج) ماريا منتسوري -:طبيبة أطفال إيطالية 1912عملت مع الكثري من حاالت املرض العقلي والتخلف العقلي. -توصلت من خالل خرباهتا ودراسات إيتارد وسيجان بأن مشكلة القصور العقلي هي مشكلة تربوية أكثر من أهنا طبية. -توصلت من خالل عملها مع األطفال العاديني والغري عاديني من ذوي التخلف العقلي واملضطربني عقليا إىل ما يسمى بطريقة (ماريا منتسوري) { :هي طريقة تعتمد على مفهوم الرتبية اآللية أو التدريس الذاتيت ،ويقتصر دور املدرس يف تنظيم األنشطة واملواد حبيث يتمكن الطفل من تدريس نفسه بينما يقوم املدرس باملراقبة لتلك األنشطة}. -قامت بتصميم مواد تعليمية لتدريب القدرات البصرية (متييز األلوان والشكل واحلجم) .ولتدريب القدرات السمعية ،والتمييز اللمسي ومتييز األلوان. -تعترب طريقتها فعالة جدا مع أطفال ما قبل املدرسة. د ) الفرد بينيه: -يعترب هذا العامل كما عرفنا ذا شهرة كبرية يف جمال القياس وباإلضافة لذلك يف جمال (الرتبية العالجية) .وعترب األب الروحي حلركة االختبارات العقلية والرتبية اخلاصة لذوي التخلف العقلي. -قام ببناء منهج للمتخلفني عقليا حاول فيه تدريب( :جوانب االنتباه +سرعة االستجابة احلركية +املهارات احلركية +التعبري اللفظي +الذاكرة +التمييز ...اخل). -أكد على أمهية الطالب ودوره الفعال يف عملية التعلم ونادى مبا يسمى ( بطريقة االستكتشاف) يف تدريس الطالب الغري عاديني (استكشاف قدراهتم من خالل اخلربات). استمر الرتكيز على ما يسمى بالرتبية العالجية ودورها الفعال يف عالج وتنمية قدرات األطفال وخصوصا الغري عاديني حيث مت تطوير سلسلة من اإلجراءات اخلاصة بالرتبية العالجية يف الواليات املتحدة األمريكية ألنواع خمتلفة من مشكالت التعلم مبا فيها صعوبات التعلم ومن املمكن أن نصنف هذه اإلجراءات إىل ما يلي: أ) -تربية عالجية الضطرابات اإلدراك – احلركي. ب) -تربية عالجية لصعوبات القراءة. ج -تربية عالجية لألطفال املضطربني لغويا. أ) الرتبية العالجية الضطرابات اإلدراك – احلركي: -أشهر من ساهم يف هذا اجملال هو( :الفرد ستراوس +كروكشانك +كيفارت +فروستج وهورن) -كان لسرتاوس دور كبري لربوز ميدان صعوبات التعلم على الرغم من أنه مل يستخدم هذا املصطلح ولكن جنده أكد على املشكالت التعليمية لدى األطفال الذين يعانون من إصابات خمية حيث كان يعمل مع األطفال الذين يعانون من إصابات خمية بال حتديد سواء متخلفني عقليا أو غريهم من املصابني دماغيا. ب) الرتبية العالجية لصعوبات القراءة: -أشهر من ساهم يف هذا اجملال من الباحثني ( :العاملة جراس فرينالد +ماريون مونرو +جلنجهام ستلمان واورتون). -تركزت أعمال هؤالء يف تصميم طرق تدريس لألطفال الغري قادرين على تعلم القراءة أو التهجئة على الرغم من أهنم يتمتعون بقدرات عقلية متوسطة أو فوق ذلك. ج) الرتبية العالجية لألطفال املضطربني لغويا (اضطرابات اللغة الشفهية): -أشهر هؤالء( :مايكل بست +مجنز) وكالمها عمال مع األطفال الصم. -يعتقد مايكل بست ومن خالل دراسته أن اخللل يف الوظائف يعترب مسببا لصعوبات التعلم ولذلك فإنه استخدم مصطلح "صعوبات التعلم النفسية النمائية). وتوصلت ميجنز إىل أناط تطور اللغة عند املتأخرين لغويا وهي :عجز اللغة التعبريية وعجز اللغة االستقبالية.
التنظيم الزماني المكاني عند الطفل عسير القراءة من خلال اختبار الرورشاخ (دراس... سرفونتاس-الجزائر العاصمة لأطفال ما بين 7-11 سنة) - 2023-06-26T214150.558