You are on page 1of 30

‫جامعة القاضي عياض‬

‫المدرسة العليا لألساتذة‬


‫مراكش‬

‫ديداكتيك النشاط‬
‫العلمي‬
‫سلك اإلجازة في التربية‬
‫تخصص التعليم االبتدائي‬

‫ذ‪ :‬جالل خونة‬


‫‪Jalal.khouna@usmba.ac.ma‬‬
‫السنة الجامعية‪2021-2022 :‬‬
‫عوائق التعلم‬
Obstacles à l’apprentissage
‫ما معنى عائق؟‬
‫العائق هو كل حاجز أو مانع في‬
‫وجه اكتساب وإرساء معرفة‬
‫علمية موضوعية‪.‬‬
‫الذي يحول دون اكساب‬
‫المتعلم لمعارف و مفاهيم‬
‫جديدة تغني خريطته الذهنية‪.‬‬
‫أنواع العوائق؟‬
‫‪ -1‬العائق المرتبط بنفسية‬
‫المتعلم‬
‫‪L'obstacle ontogénique‬‬

‫عندما يكون التعلم ال يواكب و النمو و النضج‬


‫الذهني‬
‫(المفاهمي) ‪ ,‬للمتعلم‪ .‬فرغم الشروحات‬
‫التي يقدمها المدرس فالتلميذ ال يفهم ما‬
‫نطلبه منه‪ ,‬نموه الفكري يبقي بعيدا عن‬
‫الحقل المفاهمي الذي نقدمه إليه‪ .‬رغم‬
‫رغبة المتعلم في اكتساب هذه المعرفة‪.‬‬
‫عندما يجد المتعلم صعوبة في التحصيل سواء‬
‫بسبب الضعف الدهني او عدم االهتمام‬
‫بمحتوى المادة‪.‬‬
‫العائق االجتماعي الثقافي‬ ‫‪.2‬‬

‫‪L'obstacle culturel (et/ou‬‬


‫)‪socioculturel‬‬
‫عندما يتم تلقين المتعلم معارف‬
‫في إطار ثقافي أو‪ /‬و اجتماعي و‬
‫بالتالي يصعب على المتعلم‬
‫اكتساب هذه المعرفة‪.‬‬
‫عندما تتعارض المعرفة الملقنة داخل‬
‫الفصل مع حمولة المتعلم الثقافية‬
‫من خالل المجتمع الذي نشأ فيه ‪.‬‬
‫‪ .3‬العائق الديداكتيكي‬
‫‪L'obstacle didactique‬‬
‫العوائق التي ترتبط بمختلف الوضعيات‬
‫التعلمية و المتعلقة بالطرق و األساليب‬
‫التي يستخدمها المدرس في العملية‬
‫التعليمية‪-‬التعلمية‪.‬‬
‫عوائق ناتجة عن النقل الديداكتيكي أو‬
‫اختيار استراتيجية التعلم المناسبة‪.‬‬
‫هذا العائق هو األكثر شيوعا‪.‬‬
‫‪ .4‬العائق األبستمولوجي‬
‫‪L'obstacle épistémologique‬‬
‫هي العوائق التي عرفها حقل‬
‫العلوم ‪ ,‬فهي تجسد مختلف‬
‫العوائق التي ارتبطت بتطور‬
‫التاريخ‬ ‫المعارف العلمية عبر‬
‫العلوم‪.‬‬
‫عائق مرتبط بالمعرفة العلمية‬
‫بذاتها‪,‬‬
‫العوائق اإلبستمولوجية‬
Obstacles Epistémologiques
G. Bachelard.
Formation de l'esprit scientifique.
(Vrin, Paris, 1971
Première Edition 1938)
‫ما هي االبستمولوجية ؟‬

‫مبحث نقدي في مبادئ العلوم وفي أصولها‬


‫فهو علم المعرفة أو فلسفة المعرفة‪.‬‬
‫‪epistemology‬‬
‫المعرفة = ‪epistemo‬‬
‫علم = ‪logos‬‬
‫ويعني المصطلح حرفياً علم المعرفة أو علم‬
‫العلم‬
‫ما هي العوائق االبستمولوجية ؟‬

‫”هو مجموع االضطرابات والتعطالت التي‬


‫تتسبب في ركود وتوقف ونكوص المعرفة‬
‫العلمية ‪،‬وهي تعطالت و اضطرابات ‪،‬تعود‬
‫بشكل صميمي إلى فعل المعرفة ذاته ال‬
‫إلى أسباب خارجية عن هذا الفعل‪،‬‬
‫فالمعرفة العلمية هي التي تنتج بذاتها‬
‫عوائق ابستمولوجية”‬
‫بشالر‬
‫"عند البحث في الشروط النفسية لتقدم‬
‫العلم‪ ،‬نصل حينا إلى االعتقاد بأنه ينبغي‬
‫وضع مشكلة المعرفة العلمية في‬
‫صيغة عوائق‪ ،‬وال يتعلق األمر هنا بعوائق‬
‫خارجية ‪ ،‬كتعقد الظواهر وزوالها ‪ ،‬وال بالطعن‬
‫في ضعف الحواس والفكر االنسانيين‪ ،‬ففي‬
‫فعل المعرفة ذاته تبرز بكيفية صميمية وبنوع‬
‫من الضرورة الوظيفية‪ ،‬تعطالت‬
‫واضطرابات‪.‬فهناك سنتبين علل الركود بل‬
‫والنكوص‪ ،‬وهناك سنكشف عن علل‬
‫السكون التي سندعوها عوائق‬
‫إبستمولوجية‪“....‬‬
‫باشالر‬
Bachelard a dit:
« Quand on cherche les conditions psychologiques
des progrès de la science, on arrive bientôt à cette
conviction que c'est en termes d'obstacles qu'il
faut poser le problème de la connaissance
scientifique. …….c'est dans l'acte même de
connaître, intimement, qu'apparaissent, par une
sorte de nécessité fonctionnelle, des lenteurs et
des troubles. C'est là que nous montrerons des
causes de stagnation et même de régression, c'est
là que nous décèlerons des causes d'inertie que
nous appellerons des obstacles épistémologiques.
»
‫عائق التجربة االولى أوالعائق الحسي‬

‫عائق التعميم‬ ‫العائق اإلحيائي‬

‫يحددها‬
‫باشالر في ‪5‬أنواع‬

‫العائق اللغوي أو اللفظي‬


‫العائق‬
‫الجوهري‬
‫‪17‬‬
‫‪ -1‬العائق المرتبط بالتجربة األولية‪:‬‬
‫‪Obstacle de l’expérience première‬‬

‫التجربة األولى تكمن في المالحظة‬


‫األولى أو االتصال األول بالظاهرة‪.‬‬
‫فهذه التجربة المعتمدة على المتعة و‬
‫االندهاش أمام الظواهر المختلفة‪.‬‬
‫فاإلنسان عند أول مواجهة له لظاهرة‬
‫معينة ‪ ،‬يبني معارفه حولها انطالقا من‬
‫حواسه وأحاسيسه وحدسه‪ ،‬مما يجعل‬
‫هذه المعرفة ال ترقى إلى المعرفة‬
‫العلمية التي تأتي في نظر باشالر ضدا‬
‫على التجربة األولى وتجاوزا لها‪.‬‬
‫ويرى كذلك أن الوقوف عند التجربة‬
‫األولى المتمثلة في االتصال األول‬
‫بالموضوع عائقا معرفيا للموضوعية إذ‬
‫يحول دون التحليل والتعرف على‬
‫المتغيرات المتعلقة بالظاهرة ‪.‬‬
‫مثال‪ :‬الحركة الظاهرية للشمس؛‬
‫يرفض بعض األفراد القاعدة الفلكية‬
‫القائلة بأن االرض تدور حول الشمس ‪،‬‬
‫ويتمسكون بفكرة تفيد عكس ذلك ألن‬
‫حواسهم تقر ذلك‬
‫‪ -2‬العائق اللفظي ‪:‬‬
‫‪l’obstacle linguistique‬‬

‫عندما تحول اللغة دون فهمنا للحقائق‬


‫العلمية‪،‬وتتمثل في الخطر الذي تنطوي عليه‬
‫بعض الكلمات أو العبارات اللفظية المجازية‬
‫على الفهم الفعلي للظواهر و الموضوعات‪.‬‬
‫يعني أن هناك ألفاظا تتمدد أثناء استخدامها‬
‫فتصبح تدل على أشياء خارج داللتها األصلية‬
‫مما يجعل من استخدامها مشوشا ومبهما‬
‫إلى حد كبير‪.‬‬
‫مثال‪ :‬الضوء‪ ،‬الكهرباء بحيث يصبح مفهوم الضوء‬
‫عائق الكتساب مفهوم الكهرباء‬
‫االنبوب الهضمي ‪ /‬حيوان منوي‬
‫‪ -3‬عائق التعميم‪:‬‬
‫‪obstacle‬‬ ‫‪de‬‬ ‫‪généralisation‬‬ ‫‪ou‬‬
‫‪connaissance générale‬‬
‫يقول باشالر "إنه ما من شيء‬
‫عمل على كبح تطور المعرفة‬
‫العلمية كما فعل المذهب‬
‫الخاطئ للتعميم الذي ساد من‬
‫أرسطو إلى بيكون‪ ،‬والذي ما‬
‫يزال بالنسبة لعقول كثيرة‬
‫المذهب األساس للمعرفة"‪.‬‬
‫يتوق اإلنسان بصفة عامة و‬
‫طبيعية إلى التعميم و المماثلة و‬
‫خصوصا التعميم المتسرع‪ ,‬والذي‬
‫يجد فيه متعة فكرية‪ ,‬دون مقاربة‬
‫حدود التعميم مما يعيق تقدم‬
‫المعرفة العلمية‪.‬‬
‫مثال‪ :‬بعد وصف سقوط بعض‬
‫األجسام على األرض‪ ,‬يتم‬
‫استخالص النتيجة العامة‪ :‬جميع‬
‫األجسام تسقط‬
‫‪ -4‬العائق " الجوهري " ‪l’obstacle‬‬
‫‪substantialiste ou substantialisme‬‬
‫يتمثل في إعطاء المادة جوهرا يحتوي‬
‫بدوره على صفات‪.‬‬
‫إن لكل " تسمية لظاهرة معروفة‬
‫بواسطة كلمة " عالمة "‪ ،‬تمنح نوعا‬
‫من اإلشباع للتفكير المتكاسل … كل‬
‫غالف يبدو أقل شأنا من المادة‬
‫المغلفة "‪ .‬أي فكرة الجوهر التي‬
‫تسببت في توهان العلماء لعصور‬
‫طويلة بحثا عن جواهر األشياء بدال‬
‫من ظواهرها ”‬
‫مثال ‪ :‬الرخام بارد ‪ ,‬الصوف دافئ‪....‬‬
‫و الواقع أن الحرارة والبرودة ليست من صفات المادة وإنما‬
‫نتيجة لعالقة األجسام بعضها ببعض‪.‬‬
‫‪ -5‬العائق اإلحيائي ‪l’obstacle animiste :‬‬
‫‪ou animisme‬‬
‫يتمثل هذا العائق في إسناد الروح إلى بعض‬
‫الكائنات التي ال تتمتع بها‪ ،‬أي في إمتداد‬
‫معارف بيولوجية أو فيزيولوجية إلى غير‬
‫ميدانها‪ ،‬لكي تفسر على ضوئها ظواهر أخرى‬
‫كالظواهر الفيزيائية والكيميائية‪.‬‬

‫الذي يتجلى فحواه في ميلنا إلى تصور الظواهر‬


‫و األشياء‪ ،‬و كأنها تنطوي على نوايا و غايات و‬
‫احساسات و انفعاالت … و كأن األمر يتعلق‬
‫بإسقاط لحياتنا الداخلية على الموضوعات‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬الماء سائل حي ألنه يسيل‬
‫النار حية ألنها تحرق‬
‫األهمية الديداكتيكية للعوائق‬
‫اإلبستمولوجية‬

‫‪25‬‬
‫أصبح الخطأ عند باشالر ظاهرة‬
‫بيداغوجية ذات أهمية إذ يعتبره نقطة‬
‫انطالق المعرفة‪ ،‬ألن المعرفة العلمية ال‬
‫تبدأ أبدا من الصفر‪،‬ولكنها تصطدم‬
‫بمعرفة مستعملة موجودة من قبل‪.‬‬
‫‪ ‬الخطأ يحتل مكانة متميزة كما تشهد‬
‫بذلك هذه المالحظة التي أبداها بشالر‬

‫" غالبا ما أثار انتباهي كون مدرسي العلوم أكثر‬


‫من سواهم ‪ ،‬ال يفهمون لماذا ال نفهم‪ ،‬وقليل‬
‫منهم من تعمق في سيكولوجية الخطأ والجهل‬
‫والالتفكير‪"...‬‬
‫العوائق اإلبستمولوجية التي‬
‫يتحدث عنها باشالر في أعماله‬
‫شأن‬ ‫من‬ ‫اإلبستمولوجية‬
‫تحديدها أن تعين على فهم‬
‫فترات العقم و التوقف و‬
‫االجترار التي تطبع المعرفة‬
‫العلمية في لحظة ما من‬
‫لحظات تطورها ‪.‬‬
‫العوائق اإلبستمولوجية هي إذا عوائق‬
‫" نفسية " داخلية نجدها لدى العلماء‬
‫أو لدى المتعلمين و تلعب تقريبا نفس‬
‫لتطور‬ ‫المعيقة‬ ‫األدوار‬
‫و بناء معارف جديدة‪.‬‬
‫الباحث الديداكتيكي و المدرس يجدان‬
‫نفسهما مجبران حين الحديث على‬
‫تحليل‬ ‫على‬ ‫المدرسة‬ ‫المادة‬
‫إبستمولوجي لطبيعة تلك المادة و‬
‫لنمط تكوينها و تطور مفاهيمها‪.‬‬
‫تعتبر التمثالت السلبية عائقا يحول‬
‫دون اكتسابهم لمعرفة جديدة‪ .‬فالفرد‬
‫يبني معرفته الجديدة على أنقاض‬
‫معرفة قديمة خاصة به‪ ،‬فال يمكن إذن‬
‫أن نعمل على تطوير معرفته إن لم‬
‫ننطلق من تمثالته‪،‬‬
‫عائقا يحول دون‬ ‫تعتبر التمثالت السلبية‬
‫فالفرد يبني معرفته‬ ‫اكتسابهم لمعرفة جديدة‪.‬‬
‫قديمة خاصة به‪ ،‬فال‬ ‫الجديدة على أنقاض معرفة‬
‫تطوير معرفته إن لم‬ ‫يمكن إذن أن نعمل على‬
‫ننطلق من تمثالته‪،‬‬

‫وعلى هذا األساس فال يكفي أن يجعل المدرس‬


‫من أولويات اهتماماته وضوح اإلرسالية التي يوجهها‬
‫إلى التالميذ والبحث عن أنجع الوسائل لتحفيزهم‬
‫على التعلم‪ ،‬بل يتعين عليه أن يكون واعيا‬
‫بتمثالتهم قصد تحليلها بغية تجاوز الخاطئة منها‬
‫وتعويضها بمعرفة علمية صحيحة‬

‫ومن هذا المنطلق‪ ،‬يجب على المدرسين أن‬


‫يتعاملوا مع األخطاء التي يرتكبها التالميذ بنظرة‬
‫جديدة وموضوعية‪.‬‬

You might also like