Professional Documents
Culture Documents
الكفاءات المبكرة
الكفاءات المبكرة
خديجة وادي
1
2
ال يستطيع علم النفس النمو االبتعاد عن مسألة أصل املعرفة وطبيعتها.
من الواضح أن بياجيه وضع هذا السؤال في قلب برنامجه لنظريته
املعرفية التكوينية.
يعارض بياجيه ( 1936؛ )1937بشدة فكرة أن معرفتنا معرفة محددة
ً
مسبقا ويدافع عن فكرة مفادها أن املعرفة تنشأ في عالقة باملوضوع .
فال وجود لبنيات قبلية ،مادامت املعرفة تبنى و تكتسب ،و قد واجه
هذا النهج البنائي ً
تحديا من قبل دعاة املناهج الفطرية .من هنا يمكننا
أن نشير إلى املواجهة بين بياجيه و تشومسكي ،في عام ، 1975حول
مشكلة اكتساب اللغة والتي أدرك خاللها تشومسكي بسهولة أن
مفاهيمه الفطرية تتعارض ً
تماما مع البنيوية البياجاوية
3
كان االهتمام بهذا النقاش الكالسيكي بين الفطري واملكتسب نتيجة
سعيدة للتطور غير املسبوق في العمل املكرس لدراسة التطور املعرفي
للرضع .و مهما كان النموذج النظري فقد انخرط الباحثون في سباق
من أجل النضج املبكر حيث تم السعي إلى اكتشاف الحالة الصفرية
للمعرفة باإلشارة إلى الحالة األولية للتطور :الوالدة.
كانت الفكرة الضمنية في هذا البحث هي االقتراب قدر اإلمكان مما تم
تحديده بيولوجيا .كان تسليط الضوء على املهارات املبكرة عند
مصحوبا ،في معظم األوقات ،بمناقشات حيةً األطفال حديثي الوالدة
ً
حول طبيعة املعرفة املحددة مسبقا.
4
على الرغم من االهتمام الواضح الذي يمثله ،على املستوى النظري ،هذا
التعارض بين التحريبيين والفطريين ،فمن الواضح أن النقاش قد
ً أحرز ً
تقدما ضئيال فيما يتعلق بأصل املعرفة عند األطفال .إنها بالتأكيد
واحدة من االنتقادات التي عبر عنها علماء األحياء البارزون مثل
فرانسوا جاكوب الذي شبه بياجيه بالالماركية العصبية الجديدة ،
والتي كانت أصل تجديد مسألة أصول املعرفة بفضل تطوير النماذج
القائمة على التطور الجنيني.
وبالتالي يفترض أن بعض الهياكل الدماغية والوظائف النفسية املرتبطة
بها يتم تثبيتها من خالل التنظيم الذاتي الذي ينشأ من التفاعل بين
التراث الجيني لألنواع والخبرة الفردية .و ليس ألن السلوك ينتقل وراثيا.
و يمكن العثور على هذه املشكلة بوضوح ضمن
النماذج التي طورها علماء األحياء )Piaget1967) ،
5
تطورت نظرية بياجيه في البداية في عام ، 1936وسادت لفترة
طويلة كنموذج شبه حصري للتطور املعرفي للطفل .كان هذا
االحتكار ،موضع تساؤل خالل السبعينيات والثمانينيات من
القرن املاض ي من قبل العديد من الدراسات حول املهارات
اإلدراكية واملعرفية لألطفال الصغار .طرح هذا العمل فكرة أن
الرضيع يتمتع بمهارات مبكرة ،أي امتالك مهارات يمكن
مالحظتها في وقت أبكر بكثير مما يفترض بياجيه .ترجع حالة
"الرضيع الكفء" إلى حد كبير إلى تطوير تقنيتين :تقنية النظرة
التفضيلية وتقنية التعود.
6
األول ) Fantz1956( :يستدعي النموذج املقترح مراقبة توزيع مدة
التثبيت البصري على هدفين ،بوضعهما جنبا إلى جنب ،و يفترض
أن يتفاوتان .
(الشكل واللون والحجم وترتيب العناصر ،وما إلى ذلك)
إذا نظر األطفال إلى هدف أطول من اآلخر ،يستنتج الباحثون أن
األطفال قد قاموا بترميز املعلومات املوجودة في األهداف ،وأنهم ال
يعتبرون الهدفين متكافئين ،وأنهم اكتشفوا وميزوا الفرق املوجود
بين الهدفين.
يفترض الحديث عن التفضيل البصري( خارج اللغة) إذ ينظر الطفل
إلى كل هدف مرة واحدة على األقل عالوة على ذلك ،إذا لم ينظر
األطفال إلى أي من الهدفين أو إذا نظروا إلى كال الهدفين بنفس
القدر ،فلن يظهروا تفضيال بصريا ،لكن ال يمكننا أن نستنتج أنه
ال يوجد تمييز بين الهدفين .لتجنب هذا النوع من املآزق ،تم
استخدام أسلوب التعود بشكل متكرر.
7
الثاني :نموذج التعود (عندما يتميز زمن التعلم بالتغير ويعتمد على
نشاط الرضيع) أو (عندما يحدد الباحث وقت التعلم)
ونقف عند عامل التعود بعد قياس وقت التثبيت من خالل العرض
املتكرر لنفس الحافز .ثم بعد فترة التعلم هذه ،يتم تقديم الهدف
املألوف في املنافسة أو بالتناوب مع هدف جديد خالل فترة االختبار.
بشكل عام ،يميل األطفال إلى التحديق في الهدف الجديد لفترة
أطول منه في الهدف املألوفُ .يظهر رد الفعل على الحداثة ،الذي
لوحظ خالل فترة االختبار ،أن الرضع قادرون على مقارنة الحافز
الجديد بالهدف املحفوظ املألوف ،تمييزا تاما بين أحدهما واآلخر.
)(de Heering ،2010
8
هذه التقنيات ،التي استخدمت في البداية للتشكيك
في املهارات اإلدراكية للرضع ،جعلت من املمكن
إظهار أن املولود لديه عدد كبير من املهارات التي ،
على الرغم من هشاشتها ،تشهد على قشرة
وظيفية ،وبالتالي تناقض املؤلفين املختلفين الذين
افترضوا أن املظاهر البصرية توحي بأن القشرة
املخية ال يمكن أن تشتغل خالل األسابيع األولى من
الحياة (برونسون 1974 ،؛ جونسون )1990
9
لقد أوضح سالتر وموريسون وسومرز ( ، )1988بإن أحد
االختبارات الحاسمة لألداء القشري هو إدراك التوجهات .بعد
فترة من التعود البصري على املنبهات التي تتكون من شرائط
سوداء وبيضاء (مصفوفة مربعة) مقدمة بشكل غير مباشر ،
تجعل األطفال حديثي الوالدة يستجيبون عندما يتم تقديم
نفس هذه املحفزات لهم في اتجاه مختلف (مرآة) .وباملثل ،
فإنه يشهد على مشاركة القشرة الدماغية في التحكم في النشاط
اإلدراكي للوالدان:
تفضيل وجه األم هو نتيجة التعلم اإلدراكي السريع للغاية من
خالل االتصال مع وجه األم (مورتون ،ديرويل) 1995 ،
10
أظهرت البيانات عبرالعديد من الدراسات ،أن الرضيع
قادر على االستجابة لالختالفات اإلدراكية وأن يصبح
على دراية بالبيئة املحيطة بة ،هذا البحث تم إجراؤه
على بعض من األطفال حديثي الوالدة (سالتر
وجونسون 1998 ،؛ سالتر 1995 ،؛ )1997و قد تم
التأكيد أنه قبل فترة طويلة من القدرة على التصرف
ً
جسديا في بيئتهم ،اكتسب األطفال مهارات معرفية
كافية لتمكينهم من فهم بيئتهم .
11
كان لهذا التساؤل التجريبي ألسس نظرية ”بياجيه“
نتيجة مباشرة إلثارة السؤال الضروري عن طبيعة
املهارات املبكرة ،و يمكن فهم هذه املهارات التي
كشفت عنها هذه الدراسات املختلفة على أنها معرفة
أولية أو مظهر من مظاهر املعدات املعرفية األولية
للرضيع .
12
تم تبرير رفض نظرية" بياجيه "من قبل
الفطريين من خالل الفصل بين مفهومي
الكفاءة و املهارة .فقد أكد "تشومسكي“
( ")1965مثال بأن االكتساب ال يمنح إمكانية
الوصول املباشر إلى املهارة نظرا ألن العديد
من العوامل يمكن أن تحد من التعبير عنها.
13
إن النزعة الفطرية التي يدافع عنها هي أقرب إلى الحتمية املسبقة
القائمة على حجج "التحفيز الضعيف" التي طرحها أفالطون
في البداية .و تستند هذه الحجج إلى فكرة أن كل البنيات
العقلية وكل املعرفة املنظمة املعقدة ال يمكن أن تكون خالصة
تجارب حسية ،فمثال ،فالتجربة اللغوية القائمة على أساس
ً
يومي تكون خاطئة أحيانا وغير كاملة في أشكالها ،ولكنها قبل
كل ش يء متنوعة للغاية ،ومع ذلك ينتج الطفل العديد من
الجمل الجديدة التي لم يسمع بها من قبل.
14
هذه الكفاءات تظهر أن الطفل ال يتعلم القواعد
بتكرار ما سمعه بل من خالل كفاءات قبلية
جاهزة .كما أن وجود القواعد النحوية الفطرية
يفسر أسباب تطور جوانب معينة من اللغة ،على
الرغم من أصالة تجارب كل طفل والخصائص
البيئية الخاصة التي يجدون أنفسهم فيها .كما
تشرح أيضا األسباب التي تجعل مهارات األطفال
اللغوية تتجاوز تعلماتهم ،والعكس بالعكس ،
فاألداء ال يعكس مهارة ما .
15
كان للفصل بين الكفاءة واملهارات نتيجة مهمة أدت إلى خلق
برنامج عمل موجه إلى املوهوبين مما أدى إلى تسليط
الضوء على الكفاءات املبكرة بشكل متزايد ،لدرجة أنه لم
يعد من املمكن تفسير املوهبة بأي نظرية أخرى غير تلك التي
اقترحها الفطريون.
لقد أطلق فيشر وبايدل ( )1991في هذا الصدد مشروع بحث
أساسه الوقوف عند حجة النضج ،و مفادها أنه إذا أظهر
األطفال مهارات معرفية لم يكن من املمكن تعلمها أو تكوينها
من خالل نشاطهم الحس ي ،فهذا يعني أنهم فطريون (أو
مقيدون بالفطرة) .و يستمر هذا البحث حتى يومنا هذا
باستخدام تقنية التعود عند األطفال الخدج حديثي الوالدة.
16
(Lejeune ،Audeoud ،Marcus ،Streri ،
)Debillon ،& Gentaz ،2010
لقد خلص هذا العمل إلى قدرة هؤالء األطفال على
معالجة شكل األشياء بطريقة مماثلة لتلك التي
لوحظت عند حديثي الوالدة العاديين
17
إن تطور تقنيات التصوير العصبي مثل التحليل
الطيفي لألشعة تحت الحمراء يوسع نطاق هذا
البحث .كما يظهر تغيرا في تركيز ”األوكس ي
إيموغلوبين" "والديوكس ي إيموغلوبين" في
القشرة الدماغية الخاصة باألطفال الخدج
بعمر 28أسبوعا استجابة لتحفيز اللمس
و (Piattelli-Palmarini ،1980). Spelke
)Newport (1998
18
إن الحجة القائلة بوجود قدرات مبكرة مدعومة بفرضية
ً
أساسية ،يدافع عنها الطبيعيون ،والتي وفقا لها ال تكفي
الخبرة لتفسير ظهور املهارات املبكرة.
يطرح تساؤال أساسيا عما إذا كانت املعرفة فطرية ،بمعنى البحث
حول ما إذا كانت مستقلة عن التعلم ،وليس ما إذا كانت
مستقلة عن التأثيرات البيئية .فالبنية املعرفة متأصلة في
الكائن الحي ،األمر الذي تم تأكيدة من قبل دوي النزعة
الفطرية ،
19
و يدافع كل من تشومسكي ()1965 ، 1959
و فودور (:)1985 ، 1983
عن هذه الفرضية التي أكداها في عمليهما حول الطبيعة
الفطرية للتمثل ،فمن الواضح أن هذا املوقف يفترض
وجودا مسبقا لنزعة قائمة على فطرية القيود التي تنظم
مجال معرفة األطفال.
()Spelke ،Breinlinger ،Macomber ،& Johnson ،1992
20
د .خديجة وادي
21
املحاضرة الرابعة
22
لتبرير معقولية وجود بنية فطرية ،استثمر مؤيدو
املنهج الطبيعي معطيات علم النفس التطوري
وطبقوا حجج داروين حول تطور األنواع لتنمية
اإلدراك .حيث راهنوا على حجة مفادها أن علماء
النفس يتحملون مهمة صعبة تتمثل في دراسة
اإلدراك عند الكائنات الحية ومع ذلك فإن هذه
الكائنات هي نتاج قوى تطورية.
23
تؤدي هذه املالحظة إلى االستنتاج املادي التالي:
إذا كان العقل هو ما ينتجه الدماغ ،أو بشكل أكثر
تحديدا ،إذا كانت وظائفنا املعرفية والعاطفية هي
أمثلة لعوامل عصبية بيولوجية ،فهي بالضرورة نتاج
لقوى مرتبطة بتطور األنواع
) (Cosmides & Toby1994
24
على مدى سنوات عديدة ،اعتبر أنصار النزعة
التطورية العالقة بين النمو والتطور
عبارة عن تكرار لبنيات قديمة (جولد .)1977 ،
و قد تم اقتراح مراجعة حديثة للعالقة بين هذين
املصطلحين تحت اسم علم النفس التطوري
25
فيما يتعلق بإمكانيات التكيف تم تطوير
هذا النهج ألول مرة بواسطة
”علم األحياء االجتماعي“ ،
الذي يتكون برنامج بحثه من تحديد
السلوكيات البشرية التي أصبحت
استراتيجيات مستقرة أثناء التطور في
بيئة معينة.
26
خالل العقود املاضية ،ظهر شكل جديد من علم النفس
التطوري:
يمتد املبدأ السابق ليشمل جميع أشكال السلوك و يمكن
بعد ذلك شرح الهياكل العقلية لإلنسان الحديث
بواسطة مبدأ التكيف التطوري
) Pinker ،1997؛ (Tooby & Cosmides ،1992
27
تحتوي الوحدات الداروينية الجديدة على آليات
معالجة تم اختيارها أثناء تطور الجنس البشري
لقدرتها على التكيف.
)(Tooby & Cosmides ،1992
28
د .خديجة وادي
29
املحاضرة الخامسة
30
31
-يتكون الجهاز النفس ي البشري بأكمله من آليات محددة مستقلة عن
بعضها البعض )( (MMHفرضية النمطية الضخمة)
فالتنظيم املعياري للدماغ هو آلية للتكيف موروثة من الضغوط
االنتقائية التطورية :إنها تشكل خاصية كونية للعمارة اإلدراكية
البشرية ؛و هو فطري ومكرس لحل نوع معين من املشاكل من خالل
تنفيذ معالجة محددة للمعلومات.
32
-التكيف :إذ يجب تصميم كل آلية
معرفية .و تشكل اآلليات املعرفية آليات
التكيف مع البيئة
33
يشير علم النفس التطوري إلى تطبيق معرفة علم النفس
ونظرياته لفهم التطور البشري ضمن نهج تطوري يراهن
على كل املعارف التي تقدم أساسا لفهم اإلنسان من
جميع جوانبه ،بيولوجية ،نورولوجية ،أنثربولوجية ،
سوسيولوجية. ...
34
لقد تم اقتراح مناهج الوراثة الالجينية ملحاولة فهم
تعقيد التطور الجنيني ،و تم توجيهها نحو فهم
اآلليات التي تنظم التعبير الجيني منذ حوالي
ثالثين ً
عاما ،
35
تحدى هذا العمل العقيدة املركزية للبيولوجيا
ً
الجزيئية التي وفقا لها يتم احتواء البرنامج املسؤول
عن النمو في تسلسل الحمض النووي وعزله عن
التأثيرات األخرى لألنظمة البيولوجية والبيئية
(Changeux ،Courrège ،Danchin ،1973 ).
ً
بنفس الطريقة ،جلبت هذه األعمال تدريجيا فكرة
أن الهياكل والوظائف مرتبطة بعالقة غير أحادية
أي ثنائية.
36
د .خديجة وادي
37
املحاضرة السادسة
38
جلبت أعمال
(Changeux ،Courrège ،Danchin ،1973 ).
فكرة ثنائية االتجاه وهي تأثيرات متبادلة في عالقة
البنية والوظيفة.
بنفس الطريقة التي تتدخل بها البنية في تثبيت
الوظيفة ،يمكن للوظيفة بدورها تعديل تطوير
البنيات الطرفية أو املركزية
(Gottlieb ،19911998 ).
39
يمكن استخدام الوراثة الالجينية ( )épigenèseلقياس النشاط
الجيني .وبالتالي فقد ثبت أنه يمكن مالحظة زيادة في هذا
النشاط ضمن البنيات القشرية السمعية والبصرية اعتمادا
على التجربة البصرية أو السمعية .على الرغم من عدم وجود
ترجمة عكسية مباشرة من البروتينات إلى ، mRNAsفمن
املعروف مع ذلك أن البروتينات تؤثر على نشاط .RNA
وهكذا فإن الفسفرة تعدل البروتينات التي يتم نقل
الفسفوريل إليها .تقوم هذه البروتينات بدورها بتنشيط
البروتينات األخرى التي تسبب ارتباطات mRNAالسريعة
(1991 ،Gottlieb؛ )1998
40
من وجهة نظر ارتقائية ،تشير ثنائية االتجاه إلى أن
الهياكل التشريحية العصبية املشاركة في التطور
تبدأ في العمل قبل أن تنضج تماما وأن هذا النشاط
ً
الذي يمكن أن يكون تلقائيا (عن طريق إطالق
النواقل العصبية) أو استثارة (بواسطة العوامل
البيئية املؤثرة) ،تلعب دورا في عملية التطوير:
كمايعمل نشاط الوظيفة بمثابة تغذية مرتدة
للبنية ويوجه تطورها.
41
يرى( )2002.Gottliebبأن ثنائية االتجاه هي نتيجة
منطقية للطبيعة االحتمالية للوراثة الال جينية.
وبالتالي ،سيكون للتفاعالت ثنائية االتجاه بين
البنية والوظيفة تأثيرات متمايزة بالنظر إلى وقت
حدوثها .فمن املرجح أن بعض التجارب تظهر
وظائف معينة أكثر من غيرها.
42
من املالحظ أنه ستحذف وظائف أخرى بسبب ضعف
االستعمال.
لقد تم تجميع هذه األفكار بواسطة ما تم تقديمه من
طرف Changeuxفي نموذجه للوراثة الال جينية ،عن
طريق التثبيت االنتقائي لنقاط االشتباك العصبي ،
والذي تم اقتراحه في بداية في عام ، 1973ثم أعيد
تطويره عدة مرات.
43
يصر هذا األخير على وجود متغير هام مفاده
أن نفس الرسالة الواردة يمكنها تحديد نسق
اتصال داخلي مختلف ،مع أنها كذلك قد
تؤدي إلى تكرار نفس السلوك على الرغم أن
هذا ال يعني و جود طابع حتمي تام لهذا
النموذج.
44
د .خديجة وادي
45
املحاضرة السابعة
46
.
إن ما تجدر اإلشارة إلية هو كون األم تعيش في هذه الفترة
حساسية من نوع خاص ،فهي تمتص اإلشارات التي يرسلها
لها الطفل مما يدفعها إلى االهتمام به.
إن جودة و شدة العالقة بين األم والطفل تنشأ من التفاعل
والتواصل و كل منهما يستحضر قدراته الخاصة وسيعمل
على التعبير عنها في دوامة فوق جينية والتي هي أساس عملية
التفاعل .إنها عملية استثارة متتالية ومتبادلة ،من قبلهما و ال
ننس ى هنا املعطى البيئي الذي يؤثر فيهما كذلك.
47
يأتي الطفل إلى العالم بكفاءات ستتطور بفضل ما تقدمه البيئة مما ينمي
مهاراته من خالل ما تقدمه األم من دعم ،الش يء الذي يطور مهاراته و
يحفز قدراتها كذلك.
إنه نموذج مفاهيمي يفسر التفاعل والتواصل بين األم والطفل ،تم بناؤه
عبر املالحظات التلقائية ً
وأيضا بالتشابه مع عمليات التنظيم الذاتي في علم
األجنة وبيولوجيا الخلية.
مثال:
في البداية نالحظ لدى الطفل رد فعل االبتسام ،ألنه يبتسم بال نية ،
لكن رد فعل والدته يجعله يدرك هذا املعنى ويدفعه إلى تكراره عمدا.
48
و لكي نفهم هذه العملية ال بد أن نؤكد على ثالث أقطاب
ضمن هذه العملية:
-1اإليحاء
-2التشارك
-3العمل الثنائي.
50
لكن هناك أيضا تعويض سواء من الطفل أو من األم
أو من كليهما .يتلقى الطفل الرسائل وسوف يتفاعل معها
منذ الوالدة وحتى قبل ذلك .ألنه نشيط ،كما أنه يبعث
برسائل .هذه و في ذلك انبعاث لألم حيث نالحظ نظام
تعديل متبادل قائم بين اإلثنين
51
52
د .خديجة وادي
53
املحاضرة الثامنة
54
االتصال داخل الثنائي
55
على مستوى إشارات السلسلة اللفظية ،
نبحث عن كيفية استيعاب املوضوع.
56
املستوى اإليمائي هو انعكاس الواعي للمحاور،
ألنه ال يتحكم دائما في ما يحدث على املستوى
اللفظي (.اإلشارة)
57
ال ينبغي فصل الخطاب اللفظي عن
الخطاب غير اللفظي.
58
أ -التفاعل املتبادل.
يؤثر الطفل على األم والعكس صحيح .لقد
حددنا الدور املحفز للوالدين في االستثارة ،و
كذلك الدور النشيط للطفل في تطوير
التفاعل.
يجب أال ننس ى السياق االجتماعي
واالقتصادي… ،ألن هناك تأثير على التواصل
بين الثنائي طفل أم.
59
ب -مستويات التفاعل الثالثة بين األم والطفل.
60
إن تجربة الرضيع هي تجربة مشتركة مع
بيئته وشركائه ،وهي تجربة فريدة من نوعها.
كل زوج له أسلوبه الخاص وفريد من نوعه
لذا في كل مرة البد من فهم األبعاد الثالثة .
61
د .خديجة وادي
62
املحاضرة التاسعة
63
إن املعرفة التي توفرها البحوث التجريبية تقدم أرضية للوقوف عند
طبيعة وحدود املهارات الحسية واإلدراكية للرضيع في مجال الرؤية
والشم وما إلى ذلك .و هو الش يء الذي يمكن أن تقوم عليه الدراسة
النفسية دون أن تحتفظ بنظرة اختزالية ملا يبديه الطفل من كفاءات
مبكرة .و نبدأ من االفتراض األولي أن:
الطفل مؤهل لالستجابة الحسية فقط عندما يكون في حالة من
الهدوء واالنتباه مما يسمح له باستخدام مهاراته.
64
-1دور اليقظة
يرى Brazeltonأن حاالت اإلثارة املختلفة للطفل تعتمد على مدى توفر الطفل على قدرة
للتفاعل مع بيئته واستخدام قوته اإلدراكية في حالة اليقظة املثلى و سيكون قادرا على إدراك
املعلومات من بيئته و تسمح حاالت اليقظة بما يلي:
-تستطيع األم متابعة إيقاع الطفل ألنه ليس دائما متاحا للتفاعل.
-يستطيع الطفل لتنظيم ردود أفعاله وفقا للمحفزات التي ترسلها له األم => أنها تمنحه
إمكانية أن التفاعل.
وبالتالي ،يمكن للمرء أن ينظم حاالت الطفل من خالل اإلثارة التي تمارسها املنبهات
الخارجية (موسيقى) و املنبهات الداخلية (ألم ،جوع )...
الطفل .يعرف أكثر أو أقل كيفية استخدام إمكانياته عندما يصل إلى مرحلة النضج (وقبل
كل ش يء كيفية الحصول على إشباعه البيولوجي و النفس ي ،ألن الغرض هو السماح للطفل
بعزل نفسه عن بيئته وعن العديد من املحفزات األخرى.
65
تختلف حالة الهدوء و حاالت اليقظة من طفل
آلخر وحسب التوقيت من اليوم.
املدة :حوالي 5دقائق عند الوالدة و 90دقيقة عند
3أشهر .هذه خطوة أساسية في فهم الرضيع .وقد
ساعدت تفسيرات Brazeltonفي إيجاد أفضل
وقت "للعب" مع الطفل .ال يمكن دراسة الطفل إال
في هذه اللحظة بالتحديد .اللحظات األخرى مفيدة
للطفل ،لكنها ليست ميسرة للتواصل.
66
درست "آني جوفان بيكار" األلم عند األطفال حيث ساد االعتقاد منذ
فترة طويلة بأن األطفال قادرين على عزل أنفسهم من املنبهات املؤملة.
لذلك نعلم اآلن بأن نقص التوتر (انخفاض قوة العضالت) قد تم
الخلط بينه وبين حالة اإلثارة.
عند نقص التوتر فإن الطفل لن يتفاعل مع أي كان ،ألنه مرهق
جسديا أو مرهق نفسيا باأللم ( أي غارق في األلم) ،و ليس على العكس
من ذلك أنه ال يحس باأللم.
يحتاج الرضيع إلى حماية والدته من االعتداءات الداخلية والخارجية.
67
الرؤية
منذ الوالدة يستطيع الطفل تتبع جسم ذي ألوان زاهية على مسافة حوالي 20
سم .ينجذب الطفل إلى الوجوه ،مما يعزز التواصل مع األم ألنه يحفظ مالمحها
بسرعة مما يخلق لديه التعلق .إن اإلدراك البصري مهم في تطوير التواصل مع
بيئته .وسرعان ما سينسق أجزاء من جسده بنظرته ويقلد الكبار.
وسيؤدي اهتمامه باملحيط إلى تعزيز االرتباط( .التواصل النشيط) و بسرعة
كبيرة ،سيتم تنسيق حركاته مع الرؤية ،كما أنه سيقلد تعابير وجه الشخص
البالغ (بروز اللسان على سبيل املثال).
و سوف تصبح هذه املهارات أكثر اتساقا بفضل و جود الكبار وخاصة األم التي
تنتبه لنظرة الطفل و تتبادل معه النظرة
النظرة.
هذا املظهر له بعد تفاعلي رئيس ي ،إنه ظاهرة تبادل الحوار ،واملشاركة حيث
يتحدى األم والطفل بعضهما البعض.
68
االستماع.
أ -األصوات بشكل عام.
ُ
تقاس قدرة الطفل على السمع بناء على اإلمكانات املستحثة (نشاط الدماغ في
املناطق املستخدمة للسمع) لتحديد متى يبدأ الجنين في السمع .يتمكن األطفال
عند 25أسبوعا من عمر الحمل يستطيع الجنين سماع أصوات تبلغ حوالي 65
ديسيبل (حول شدة الضوضاء الصادرة عن السيارة) ،ونالحظ أن نشاط الدماغ
يزداد عند 35أسبوعا من عمر الحمل تكون اإلمكانات املستحثة ناضجة ،أي أن
بنية هذه اإلمكانات لن تتطور فاألجنة تسمع نفس أصوات البالغين.
يتمكن الطفل من أن يسمع قبل الوالدة ،حوالي الشهر السادس من النمو عندما
يتحول العصب السمعي إلى النخاع.
صوت األم :يمكن لألطفال التعرف على صوت أمهاتهم ولكن بشرط أال يقوم
بتعديل نغماته ،مما يدفعنا إلى االعتقاد بأن الطفل ليس حساسا لنسيج الصوت
وجرسه ورنينه ولكن لتأثيرات الكالم و يفضل األطفال صوت أمهاتهم.
69
املوسيقى.
تستطيع األجنة في الرحم سماع التحفيز الصوتي الخارجي ،مثل املوسيقى فقد
لوحظ تغير في معدل ضربات القلب في األسبوع الخامس والعشرين وكذلك
االستجابات السلوكية (مص اإلبهام على سبيل املثال) في األسبوع السادس
والعشرين تقريبا .و ذلك باالستماع على قياس النشاط الدماغي أو القلبي الذي
يسمح لنا بمعرفة أن الطفل يسمع ويدرك ولكنه ال يسمح لنا بمعرفة كيف سينظم
هذه التمثيالت (ما إذا كان سيكون أكثر حساسية للموسيقى مثال)
ضربات قلب الكبار.
يجبر الطفل على سماع أصوات قلب شخص بالغ ينبض بوتيرة متوسطة أو منتظمة
(إذا كانت هذه النبضات عالية التردد ،فالنتيجة ليست هي نفسها) .هذا التحفيز
الصوتي له تأثير مهدئ على الطفل ،بل إنه أكثر فاعلية من الترانيم.
70
عملية املص غير الغذائية.
يمتص الطفل ”اللهاية“ أثناء تلقيه أصواتا منتظمة ،على سبيل املثال PA PA PA PA
PAعندما يستقر إيقاع املص ،يتم تغيير الحافز .BA BA BA BA :بينما يواجه
البالغون صعوبة في التمييز بين هذين الصوتين ،يمكن لألطفال القيام بذلك ويتم
تعديل إيقاع املص لديهم .قبل شهر واحد ،يميز مقاطع الكلمات .بعد ذلك ،يتعرف
على التناقضات الصوتية ولكنه لن يعيد إنتاجها إال الحقا .كما أن الطفل حساس
جدا تجاه لغته األم ،و تختلف املناغاة باختالف اللغة التي يتحدثها من حوله.
71
القدرة على التوجه نحو مصدر الصوت .منذ الوالدة ،يدير الطفل رأسه في
اتجاه الصوت ويفتح عينيه ويبكي بعد فترة .يسعى لجذب املتحدث إلى نفسه
للتواصل .كل هذه الردود هي سلوكيات تواصل تسهل التعلق .تسمح هذه
القدرة األولى على توجيه نفسه في اتجاه املصدر بالبناء التدريجي لهوية
املصدر .يتعلم الطفل التعرف على والدته من خالل رائحتها وصوتها وتكرار
جدا ،يعرف الطفل كيف يميز والدته زياراتها وما إلى ذلك ...في وقت مبكر ً
عن اآلخرين ولكن ليس بالضرورة أن يميز جميع الناس عن بعضهم البعض.
لذلك من قدرة يمكنه االستفادة من اآلخرين (التكوين الالجيني باملعنى
البيولوجي :نظرية االنقسام الفتيلي ،تتكاثر الخلية وتعطي خاليا أخرى ،
يتطور الكائن الحي على هذا النحو ،التخلق الالجيني املطبق على نمو الطفل:
الكفاءة تمنح اآلخرين
72
الطعم.
أكثر األسماء املذكورة في هذا املجال من البحث هي أسماء
Benoît Challeو Mac Farlane
و ( Lipsittباحث أمريكي مقره بوسطن).
لقد عمل هذا األخير كثيرا على مالجظة قدرة الرضيع على التمييز بين أحاسيس التذوق.
ويستخدم عدة أدلة :إيقاع املص عند كل نفخة ،ومدة التوقف بين كل نفخة وما إلى ذلك.
ويالحظ ،من بين أشياء أخرى ،أن الطفل قادر تماما على التمييز بين الحلويات .
يمكننا اعتبار هذه التوقفات تمهيد للقدرة على التواصل .و وفقا لذلك تختلف
تصريحاتنا وكذلك فترات التوقف عند الكالم ،فهي تتناسب عموما مع طول البيان وفي
هذه الفترة من الراحة يبدأ املحاور في التحدث كما يعتبر التوقف في الكالم جزء ال يتجزأ
من عملية التواصل.
كلما زادت الصعوبات التي يواجهها الطفل قل تنوع إيقاعات املص ،وهو ما يفسر سبب
شكوى أمهات األطفال الخدج في كثير من األحيان من بطء مص أطفالهم مما يضطرهم
إلى إطعامهم بشكل مستمر تقريبا.
73
اإلشارات االتصالية.
منذ الوالدة ،يتمتع الرضيع بإمكانية التصرف داخل بيئته من
خالل إرسال إشارات تواصلية.
االبتسامة.
تظهر االبتسامة االجتماعية واملوجهة بسرعة ،بعد عدة
أسابيع من الوالدة ،وهي تمثل بداية التفاعالت االجتماعية
للطفل مع الكبار .وجد سبيتز أن الطفل البالغ من العمر 35
ً
أسبوعا يبتسم للوجوه البشرية .رأينا االبتسامة االنعكاسية عند
األطفال الخدج في املقدمة ،إنها فعل عفوي له تأثير كبير على
يجيا ،ستعمل األم على التواصل االجتماعي مع هذا البالغين .تدر ً
املنعكس وتجعله إشارة اتصال .الطفل قادر على فهم تعابير
ومصالح اآلخرين وكذلك التعبير عن نواياه بطريقة يمكن فهمها.
74
البكاء.
األم قادرة على تمييز صرخات الجوع املختلفة ،صرخات الجوع ،األلم ،الغضب ،
إلخ .1 ...الغرض األول من هذا البكاء هو جذب انتباه الكبار حتى يتوقف عن
املثيرات التي تسبب االنزعاج .من خالل البكاء ،يشير الطفل إلى حاجته ملن حوله.
.2الغرض الثاني هو تفريغ الطاقة .كلما كان الطفل يعاني من مزاج عصبي ،كلما
بكى أكثر .عليك أن تدع األطفال يبكون ويطلقون العنان للقلق ،فهذا يسمح لهم
بتنظيم حاالتهم املتتالية ( Brazeltonودرجات اليقظة املختلفة) وبالتالي العثور
على حالة يكون فيها التواصل والتبادل مع من حولهم ً
ممكنا .من خالل هذا البناء ،
يصبح الطفل ً
متاحا لبيئته .و للبكاء وظيفة مزدوجة:
فهو يمثل وسيلة تواصل وكذلك أسلوب تنظيم للسلوك.
75
الشفط.
عمل حفر للرضيع :هناك حركات سريعة للرأس عندما يتم تحفيزها بلمسة
في زاوية الفم (يبحث عن زجاجة) .إنها استجابة لتحفيز الكبار .عملت كاي
على فترات توقف أثناء الرضاعة الطبيعية ،ووجدت أنه عندما يتوقف
ً
الطفل مؤقتا ،تفسرها األم على أنها طلب تحفيز ،فتهز الزجاجة في فم
الطفل .هناك حوار غير لفظي بين األم والطفل ،يمكننا القول أنه عندما
يتوقف الطفل ،يتوقف عن الكالم وتبدأ األم في التحدث أثناء هز الزجاجة.
كلما رجعت األم الزجاجة طالت مدة توقف الطفل .لدينا قواعد حوارية بين
البالغين ،فالطفل يدمج اإليقاع الحواري للغة األم والتواصل اللفظي للكبار
قبل معرفة كيفية التحدث واستخدامهما
76
الذوق.
Montagnier Et ChivaHubert
ً
قام هذين الباحثين بتقديم محاليل مريرة لـ 34طفال ،ثم درسا ردود أفعال
ً
الوجه املبرمجة وراثيا.
في وقت الحق تم تكوين هذا املنعكس اجتماعيا في التفاعل مع األم ،وهو ينتقل
من حالة املنعكس الالإرادي إلى حالة وسائل االتصال مع اآلخرين.
و إليكم مراحل هذه التجريبة:
-1خالل األشهر الستة األولى ،يظهر لدى األطفال ردود فعل من النوع امليكانيكي
اتجاه املحاليل الرخوة ،و مع كل تحفيز يظهر هذا املنعكس خاما ،بدون فروق
دقيقة.
-2بين 9و 14شهرا ،يبدو أن االستجابة تتضاءل ،وتعبيرات الوجه أقل
تحديدا مقارنة بتعبيرات الوجه األخرى.
77
الرائحة.
يمكن لألطفال الذين كانوا على اتصال بأمهاتهم (وبالتالي ليسوا أطفاال خدجا)
التعرف على رائحة األم منذ األسبوع األول بعد الوالدة.
يضع أحدهم على كل جانب من الطفل في حالة من اليقظة الهادئة ،سدادة
قطنية مشربة برائحة ثدي األم وسدادة قطنية مشربة برائحة امرأة أخرى.
يستدير الطفل نحو أحدهما واآلخر على التوالي ،ويستقر عندما يكون في
اتجاه رأسه والدته.
هنا أيضا نسجل أحد مكونات االرتباط ( من منظور تفاعلي للتكوين الالجيني)
حيث يتعلم الرضيع عبر التواصل مع أمه ،وتشعر األم باإلعتراف دون وعي ،
وهذا يمنحها شعورا بالرفاهية مما يؤدي إلى إنتاج سلوكيات األمومة التي
بدورها ستعزز وتشجع الطفل على إعادة إنتاج هذه السلوكيات.
78
التعلم.
كتبت ”بروفانس“ وهي معلمة سابقة ،في مؤلفها ، Bébé agitو هي توثق حالة طفلة
نشطة نشرتها ضمن ، PUF
بأن مهارات االتصال تعتمد على مهارات التعلم حيث يتعلم الطفل كيفية التعرف
على املواقف واستغاللها ،و مع أننا قللنا منذ فترة طويلة من قدرات الطفل فهو
قادر على حل املشكالت املعقدة الناشئة عن بيئة املعقدة و يتعلم التواصل مع
الكبار و أيضا التمييز بين طريقة اتصال األم وطريقة اتصال األب.
كما أكدت ”بينول “مكانة هذه القدرات في النمو الطبيعي للطفل و الحاجة إلى
االستثمار فيها لحصول التعلم واالستيعاب.
و تطرح الفرضية التالية :
إن هذا االستثمار سيكون بالضرورة بين ذاتي ،أي أنه يعتمد على اآلخر .لذلك
سيشكل جزء من تلك الحركة التفاعلية .كما يجب أن تكون البيئة آمنة وداعمة
للطفل.
(لهذا السبب يفشل األطفال املعتدى عليهم في املدرسة ،ألن بيئتهم ليست آمنة أو
مدعومة بشكل كاف) ؛
79