Professional Documents
Culture Documents
التعاطُفُ
التعاطُفُ هو قُدرتُنا على تفهُّمِ تجارِب اآلخرين وتكوينِ صورةٍ واضحةٍ عنها .يعينُنا التعاطُفُ على
التواصُلِ مع كلِّ فردٍ حولنا على مُستوى عميقٍ وذِي معنى .ويختلِفُ عنِ الشفقةِ حينما يستمِرُّ اآلخرُ
بخوضِ نفسِ المشاعِرِ في تجاربِهِ الخاصّةِ ونحنُ نواسِيهِ .وهُناكً نوعانِ مِن التعاطُف:
.1التعاطُفُ المعرِفي
.2التعاطُفُ العاطِفي
التعاطُفُ المعرفِي هُو القدرةُ على فهمِ موقفِ اآلخرِ ووجهةِ نظرهِ .ويضمُ فهم أفكارِهِ وتفسيراتِهِ
وما يشغلُهُ ويهمُهُ.
أما التعاطُفُ العاطفِي فهُو القدرةُ على فهمِ مشاعرِ اآلخرِ .ويضمُ فهمُ أحاسيسِ جسدِهِ
ومشاعرِهِ األساسيةِ والمركّبةِ وردودِ أفعالِهِ.
ال يتطلبُ التعاطُفُ أن تخوض نفس التجربةِ حتى تتعاطف معهُ .ويمكنُنا فهمُ نوعي التعاطُفِ
في إيجادِ مناحي مِن تجربةِ اآلخرِ يمكنُنا فهمُها .قد يساعدُنا هذا في تعمِيقِ فهمِنا لعالقاتِنا
باآلخرِين.
محاولةِ دعمِ شخصٍ يمرُّ بأزمةٍ باستخدامِ التعاطُفِ قد تبدو صعبةً إن لم تكُن عِشت أي أزمةٍ.
لكِننا كُلنا خُضنا تجارِب جعلتنا نشعُرُ بضيقِ الحيلةِ .وتذكُّرُ األمرِ يُساعدُنا على تفعيلِ تعاطُفِ
عاطِفي.
وإن كنت تحاول التعاطُف مع شخصٍ يُعاني مع القلقِ ،شيءٌ لم تُواجِههُ مِن قبلُ ،قد يُساعِدُك
التعاطُفُ المعرِفيّ بأن تفهم تجربة القلقِ وكيف تقُودُ هذهِ األفكارُ إلى أحاسِيس جادّةٍ .أن تستحضِر
هذهِ األفكار يُعينك على التعاطُفِ مع تجربةِ القلقِ.
اختبار
التفاعُلُ المُنسجِم
فهمت اآلن عُمق تركيبِ ذواتِنا واآلخرين وما يمكِنُ أن يُعيق فهمنا الصحيح لهُم .تلعبُ كُل هذهِ
العوامِل دورًا في كُل محادثةٍ نخوضُها .قد نظُن بأننا ننطِقُ كلماتٍ يفهمُها اآلخرُ مِثلما نظن أننا
نفهمُه ،لكن ذلك غيرُ صحيحٍ .كل ما نقولُهُ يمرُ عبر مِصفاةِ طبقاتٍ مِن األفكارِ والمشاعِرِ واالنتِباهِ
والتفسِير .وكلّها عُرضةٌ للمخطّطاتِ واألحكامِ .وكل تجارِبنا شخصِيةٌ ونِسبِيةٌ.
ولهذا نصفُ طبيعة تفاعلِنا بالنسبيةِ االجتماعية ،أو التجرِبة الشخصِية التي يتقاطعُ فيها اثنانِ .وحتى
علِنا مع بعضِنا داخِل هذهِ االزدواجِيةِ الشخصِية ،نحتاجُ ألن ننسجِم.
نُحسِّن من تفا ُ
تشجيعُ المبادرةِ أمرٌ مهمّ للغايةِ في التفاعُلِ المُنسجِم ألنهُ يسمحُ لآلخرِين بالتعبِير عن أنفُسِهم مِما
يمنحُك فُرصةً أفضل لِفهمِ أفكارِهِم ومشاعِرِهِم.
يُمكنك تشجيعُ المُبادرةِ باستِخدامِ الصّمتِ واالنتظارِ والتعبيرِ بإيجابِيةٍ عما تسمعُهُ مِنهُم بشأنِ
مشاعرِهِم وأفكارِهم ،والتعبيرِ عما تعتقِدُ أو تشعُر.
تقبُّلُ المبادرةِ هو قلبُ النسبية االجتماعية ،ويعنِي إظهار كونِك أنصتت وانتبهت لمُبادرةِ الشخصِ،
باستخدامِ لُغةِ جسدٍ وُدِيةً والنظرُ في أعيُنِ اآلخرِ واالبتسامُ والموافقةُ بهزِّ الرأسِ ،أو تِكرارِ كلماتِ
الشخصِ وجُملِه بنيةِ إظهارِ مُتابعتِك لِما يُعبِرون عنهُ.
اختبار
يتضمنُ التفاعلُ المنسجِم:
.1االكتِراث واالهتِمام
.2تشجيع المُبادرةِ
.3تقبُّلُ المُبادرة
.4كُل ما سبق
يعتمِدُ الحِوارُ الداعِمُ التعاطُف ومهاراتِ حلِ المشاكلِ التعاونِيةِ ،ال النصيحة .ويعتمِدُ على بناءِ الثقةِ
وتقنياتِ تواصلٍ فعاليةً لمساعدة ِالفردِ على بحثِ المشكلِ والمشاركةِ في إيجادِ الحلِ ثُم إنهاء
الحوارِ بتعاطُفٍ .تُبنى الثِقةُ في بدايةِ الحوارِ باستِخدامِ نبرةٍ طبيعيةٍ ودافئةٍ وسلوكٍ خالٍ من األحكامِ
ونظرةٍ إيجابيةٍ ،مع تجنُبِ النصائحِ المباشِرة.
كيف ندعمُ دون إطالقِ أحكامٍ.
● تجنُّبُ استصغارِ موقفِ الشخصِ
● ال تعبّر عن مشاعر قويةً كالصدمةِ أو التفاجؤ
● تجنّبُ األسئِلةِ التي تُخبِئ بداخِلِها جوابًا ،كأن تسأل :هل تظن بأن ذلِك كان سيزيدُ الطين بلّة؟
● ركّز على المشاعرِ بدل التفاصيلِ اللحظيةِ عن الموقِفِ حتى وإن تمالكك الفُضول لتعرِف ما
حصل .ليس من الضرورِي معرِفةُ كلِ المعلومة لتقديم الدعمِ.
● تجنُّبُ مشاركة تفاصيلٍ شخصِيةٍ ،األمرُ ال يخصك اآلن .وإن استحضرت تجارب شخصيةً،
يُنقلُ ذلك التركيزُ مِن الشخصِ الذي يطلبُ الدعم إليك ،ويصيرُ مِن الصعبِ ضمانُ حدودٍ
صحيةٍ للعالقةِ.
● استخدم تقنياتِ التواصلِ الدافئة والمتعاطفة المذكورة أدنا ُ
ه
.1األسئلة
اطرح أسئلةً مفتوحةً ،تجنُّبُ األسئلةِ المغلقةِ التي يُمكنُ اإلجابةُ عنها بنعم أو ال .تسمحُ األسئلةُ
المفتوحةُ بمساحةِ تعبيرٍ كبيرةً وتساعدُ على فهمِ مشكلةِ اآلخرِ .تظهرُ األبحاثُ أن األسئِلة التي تبدأُ بـ
"كيف؟" مرتبطةٌ أساسًا بأكثرِ الحِواراتِ فاعِلِيةً .تتبعُها في الترتيبِ "متى" ثُم "ماذا" .أما األسئلةُ التي تبدأُ
بـ"لماذا" فهِي األقلُّ فاعلية.
.2العباراتُ
تذكر انحيازا تنا المعرِفِية ،وانتبِه بأنك تسعى للفهمِ .يساعدُكِ هذا على تجنبِ الخالصاتِ الحتميةِ أو
تلقينِ اآلخرِ كيف يفكرُ أو يشعر حتى ال تكسِر الثقة .جُملٌ مِن قبيل "يبدو لي أو "أظُن" أو "أتساءلُ"
تساعِدُك على توضيحِ ما يعنيهِ اآلخرُ .وإعادةُ صِياغةِ كالمهِ إلظهارِ فهمك .ويُظهرُ تفكيرُك وإعادةُ
صياغتِك للكالمِ فهمك وانتباهك ،ويمنحُ لآلخرين شعور الثقةِ بأنهُم مسمُوعُون.
ة ما يشعرُ الناسُ بالوحدةِ في صِعابِهِم أو بأن ال
أكِّد على أن ما يمُرُ بِه الشخصُ شعورٌ طبيعيٌ .عاد ً
أحد يشارِكُهُم نفس الشعورِ .من المُهِمِ تطبيعُ وتأكيدُ أفكارِ الشخصِ ومشاعِرِه خصوصًا حينما
يكونُ قد استُصغر للتّوِ مِن مشاعِرهِ في الحوارِ أو تقاسم معك شعورًا قاسيًا .احذر مِن تأكيدِ مشاعِرٍ
محُ لكونِهِ يتحمّلُ المسؤولِية أو شُعور ضِيقِ الحِيلةِ وانعدامِ القِيمة ،بأن تُلمِّح
كشعورٍ الذنبِ بجُملٍ تُل ّ
بأن مشاعِر كهذِهِ منطِقِيةٌ أو تأكيدُ كونِهِ يستحِقُ ما يخوضُهُ من صِعابٍ .انتبِه ألن تُلمح بأن عليهِم
االستِمرار في سلوكٍ مؤذٍ.
عرّف وحدّد نقاط قُوتِهِم بِناءً على دليلٍ ملموسٍ ،يُساعِدُ تعريفُ الصفاتِ اإليجابيةِ عِند الشخصِ
تحسينُ شعورهِم ،لكن ربطُهُ بأدلةٍ ملموسةٍ ضروري حتى ال يبدو تأكيدًا مزيفًا .يمكِنُك أن تقول بأن
الشخص شُجاعٌ لكونِهِ يطلُبُ الدعم والحديث إِليك .تُظهِرُ األبحاثُ أن كلماتٍ كشجاعٍ وذكيٍ وفخورٌ
تنعكِسُ إيجابًا في الحواراتِ وتجعلُها أكثر فاعلِيةً.
.3الصمتُ
الصمتُ من أهمّ وسائلِ الحوارِ الفعّالِ وأقلّها استخدامًا .قد يتطلّبُ الحديثُ عنِ الصعابِ وقتًا
للتفكيرِ وتأملِّ المشاعرِ .حينما نأخُذُ بُرهةً للتفكيرِ في صمتِ ،نعزِّزُ عند اآلخرِ شعور الثقةِ بكونِهِ
مسموعًا ومدموعًا ،وبأن ما يقولهُ ذو قيمةٍ .قد يكونُ الصمتُ غير مريحٍ ،ولِذلك احذر من أن تلقِّن اآلخر
ما يُفكّرُ فيه أو يشعُرُ بِه أو تُقدِّم النصيحة فقط لِملءِ الصمتِ.
تحدّث عنِ المشاعِرِ أولًا :من المُهِمِّ أخذُ الوقتِ الكافي لفهمِ المُشكِل قبل القفزِ لِحلِّ المشاكِلِ.
وحتى يكون الحِوارُ فعالًا ومفيدًا ،حاوِل تعريف مسبِّبِ المُشكِل .ما الذي حدث تحديدًا؟ وكيف
يشعرُون حِيال األمرِ؟
عرّف المشكِل :في أغلبِ الحِواراتِ الداعمةِ يشارِكُ الشخصُ كثيرًا من المشاكِلِ المتقاطعة .قد
يكونُ الموقفُ الذي يخوضونهُ أو الشعورُ الذي يعيشونهُ خليط أشياءٍ كثيرةٍ .وحتى تستطيع التقدُّم
تُجاه حلِ المشكِلِ ،عليك تعريفُ أساسِهِ .ما مركزُ كلِّ هذهِ الصعوباتِ؟ وأيُها أكثرُ تأثيرًا عليك اآلن؟
عا لحلِ المشكِلِ :لدعمِ الشخصِ على حلِّ مُشكلٍ ،ابدأ بسُؤالِهِ عن شكلِ الدّعمِ الذي
العملُ م ً
يحتاجُهُ .ربما كل ما يريدُهُ هو من يستمعُ لهُ .حينما تستفسِرُ عن نوعِ الدعمِ ،ستفهمُ تطلعاتِهِم.
أحيانًا ،قد يكونُ للشخصِ هدفٌ ال يمكنُك تحقيقُهُ .ال يمكِنُك حلُّ كُل المشاكل ،لكِنك قادرٌ على دعمِهِ
وتمكِينِه لحلِّ مشاكِلِهِ بنفسِهِ .على التركيز أن يكون على دعمِ الشخصِ إليجادِ حلِّه بنفسِه.
وبدعمِه تجاه التفكيرِ والخروجِ بالحلِ ،أنت تُسلّطُ الضوء على نِقاطِ قُوتِهِ وقُدراتِه على حلِ المشاكِلِ،
مِما يُساعدُهُ في المُستقبل على حلِ مشاكِلِ أخرى.
تذكّر بأنّ كلّ فردٍ هو األكثرُ معرفةً بحياتهِ وظروفِها .فاقتراحُ الحلولِ والنصائحِ دون السماحِ لهُم
بالتفكيرِ بأنفسِهم ،قد يخلُقُ اتكالِيةً سلبيةً أو يكسِر الثِقة.
اسمح لهُ بتحدِيدِ خُطةِ عملهِ بنفسهِ :تباحث مع الشخصِ عوامل الحمايةِ التي يملكُ .هل عندهُ
مصادِرٌ داعمةٌ أو أهدافٌ او خططٌ مستقبليةٌ ،آلياتٌ للتأقلمِ ونِقاطُ قوةٍ .اسأل عنِ مهارات التأقلُمِ التي
يعرِفُها ويستخدِمُها .وابحث معهُ ما جرّبهُ مِن قبلُ لتحسينِ شُعورِهِ وما إذا كان واجه مُشكلًا
مُشابهًا في السابِق .يمكنُك أن تستفسِر كذلك عن الهِواياتِ والمهاراتِ التي يعرفُ لكِنّهُ لم يُجرِّبها
مِن قبلُ .وعن الدعمِ المجتمعِي والعالقاتِ التي ينعمُ بِها .هل عندهُ شخصٌ آخرٌ يتحدّثُ إليهِ بالعادةِ
عن مشا ِكلِهِ؟ هل لهُ إمكانيةُ الوصولِ لموارِد داعِمةٍ في مجتمعِهِ أو على اإلنتِرنِت ،ولم يستخدِمها مِن
بعد؟
تحدَّث عن خُطةِ العملِ للبقاءِ سليمًا وآمنًا .ينبغي على الخُطةِ التي تُسطِّرونها معًا أن تكون مركَّزةً
على المشكلِ وهدفِ الحوارِ الذي تباحثتُماه .حاول دفعهِم للخُروجِ بمقترحاتٍ يُمكنهُم تنفيذُها
وقراراتٍ يتخذُونها لحلِّ المشكلِ أو تحسينِ شُعورهِم .تساعدُ هذهِ العمليةُ التعاونِيةُ التي تدعمُ فيها
ل ومشاركةِ الخياراتِ األنسبِ لهُم .فاآلخرُ يعرفُ
شخصًا للخروجِ بحلولٍ لمشاكلهِ تساعدُ على التأم ِ
نفسهُ وحياتهُ أكثر مِنك ،والكثيرون ال يحتاجون إالّ لِمن يُنصِتُ لهُم ال يحُلَّ مشاكلهُم عنهُم ،حتى
عرِهِم.
يتأمَّلوا ويُفكِّروا في مشا ِ