Professional Documents
Culture Documents
نصوص حكايات - مرشدي - في - اللغة - العربية - السنة - 3 - 39 - 59
نصوص حكايات - مرشدي - في - اللغة - العربية - السنة - 3 - 39 - 59
2
الحكاية األولى
رود � َّٱلثال َث ُة
ُ ْال ُق
غار.
ص ٍ ْمان» ثَالثَةُ قُرو ٍد ِ ْدان» َو«فَه ُ ْران» َو« َسع ُ « َمه ُ
ح بَي َْن أْٱلَ ْش ِ
جار. ْ
صغا ُر أصْ ِدقا ُء أ ْوفِيا ُء تَ ْقضي نَها َرها في ٱل َم َر ِ
َ َ اَ ْلقُرو ُد ٱل ِّ
ض ِة «أَي َْن أَنا»؟ فَوافَقا. ب لُ ْعبَ ِة ْٱل ُغ َّم ْي َ صديقَ ْي ِه لَ ِع َ ْران» َعلى َ ذات يَ ْو ٍم ،اِ ْقتَ َر َح « َمه ُ َ
ب. ْمان» َع ْن َم ْخبَإٍ ُم ِ
ناس ٍ ْدان» َو«فَه ُ َّديقان « َسع ُ ث ٱلص ِ ْران» َع ْينَ ْي ِهَ ،وبَ َح َ ض ْٱلقِرْ ُد « َمه ُ أَ ْغ َم َ
ْمان» لِيَ ْختَبِ َئ َورا َء َش َج َر ِة صان ُمتَهَ ِّدلَ ٍةَ ،و َجرى «فَه ُ ذات أَ ْغ ٍ صاف َ ٍ ص ْفْدان» َش َج َرةَ َ ق « َسع ُ تَ َسلَّ َ
ض َّر ٍة. أَرْ ٍز ُم ْخ َ
ث. ْران» إِلى َع َش َر ٍة ،ثُ َّم بَ َدأَ ْٱلبَحْ ُ َع َّد « َمه ُ
صان يَمينا ً َويَساراً ،فَصا َح َمسْروراً: ش بَي َْن ٱلأْ َ ْغ ِ ق أَ ْشجاراًَ ،وفَتَّ َ تَ َسلَّ َ
صاف».ِ ص ْف
ت َعلى َش َج َر ِة ٱل َّ ْدان» ،أَ ْن َ — «اِ ْن ِزلْ يا « َسع ُ
ض بِ َرشاقَ ٍةَ ،وقا َل ُم ْبتَ ِسماً: ْدان» َعلى ٱلأْ َرْ ِ قَفَ َز « َسع ُ
ْران».ت يا « َمه ُ — «أَحْ َس ْن َ
دون َج ْدوى. كان ،لَ ِك ْن بِ ِ ْمان» في ُك ِّل َم ٍ ث َع ْن «فَه َ ْران» ْٱلبَحْ َ ص َل « َمه ُ وا َ
ث فَٱحْ تا َر.ْران» ِم َن ْٱلبَحْ ِ ب « َمه ُ ظارَ ،وتَ ِع َ ٱال ْنتِ ِ ْدان» ِم َن ِ ق « َسع ُ ت طَويلٌ ،قَلِ َ َم َّر َو ْق ٌ
َّديقان:
صا َح ٱلص ِ
ْمان» ،اِ ْنتَهى ٱللَّ ِعبُ ،لِ َم ال تَ ْستَجيبُ ؟» َولَ ِك ْن بِ ِ
دون فائِ َد ٍة. ظهَرْ يا «فَه ُ — «اِ ْ
ب َش َج َر ِة ٱلأْ َرْ ِز ،فَ َس ِمعا أَنينا ً خافِتاً. َّديقان ْٱلقَ ْف َزَ ،و َمرّا قُرْ َ ص َل ٱلص ِ وا َ
داخلَها.
ْمان» ِ نين فَ َرأَيا ُح ْف َرةًَ ،وأَطَلاّ َعلَيْها بِ َح َذ ٍر ،فَ َو َجدا «فَه َ بَ َحثا َع ْن َمصْ َد ِر ٱلَ ِ
َّث صديقِ ِهما فَقَطَعا ُغصْ َن َش َج َر ٍة َو َم ّداهُ لِفَه َ
ْمان لِيَتَ َشب َ ْدان» في َك ْيفِيَّ ِة إِ ْنقا ِذ َ ْران» َو« َسع ُ فَ َّك َر « َمه ُ
بِ ِه ،فَ َخ َر َج ِم َن ْٱل ُح ْف َر ِة سالِماً.
ْمان»:قا َل «فَه ُ
ْت في َك ِ
مين ت ُم َغطّاةً بِ ْٱلقَشِّ ،فَ َوقَع ُ ف ٱل َّش َج َر ِةَ ،ولَ ْم أَ ْنتَبِ ْه إِلى ْٱل ُح ْف َر ِة ٱلَّتي كانَ ْ ت أَ ْن أَ ْختَبِ َئ َخ ْل َ «أَ َر ْد ُ
صداقَتِ ُكما». صيّا ِدُ ،ش ْكراً َجزيالً لَ ُكما .أَنا أَ ْعتَ ُّز بِ َ ٱل َّ
ْران َو َسع ُ
ْدان: أَجابَهُ َمه ُ
مان».كان ،فَنَحْ ُن لَسْنا في أَ ٍ واجبَةٌ .هَيّا نَ ْبتَ ِع ْد َع ْن هَذا ْٱل َم ِ َّديق ِ «نَحْ ُن أَصْ ِدقا ُءَ ،و ُمسا َع َدةُ ٱلص ِ
جاحها في هَ ِذ ِه ْٱل ُمغا َم َر ِة. ب فَخو َرةً بِنَ ِ ت ْٱلقُرو ُد بِ ْٱلهَ َر ِ أَس َْر َع ِ
سامي الجازي/سلسلة ،في كل يوم حكاية /كنوز للنشر والتوزيع ـ بتصرف
39
الوحدة األولى
الحكاية الثانية
ديق
ٍ �ص ح ُ
ث َع ْن َ ي َي ْب َ َا َّ
لظ ْب ُ
ق
صدي ٍ ث َع ْن َ اَلظَّ ْب ُي يَ ْب َح ُ
ض ٱلَّذي أَ ْنقَ َذهُ
ب ٱلأْ َ ْبيَ ِ
صةَ أْٱلَرْ نَ ِ صغي َرها َو َح َك ْ
ت لَهُ قِ َّ ت ٱلظَّ ْبيَةُ َ
ضنَ َِح َّل ٱلظَّال ُم ،فَ َح َ
صديقُهُ ِم ْن بُ ْن ُدقِيَّ ِة قَنّا ٍ
ص. َ
ق يُسا ِع ُدني َوأُسا ِع ُدهُ يا أُ ّمي». صدي ٌفَقا َل ٱلظَّ ْب ُي ٱلصَّغيرُ« -:أُري ُد أَ ْن يُصْ بِ َح لي َ
ق».
صدي ٍ ك َع ْن َ ث لَ َصغيري ،اِ ْب َح ْ ت ٱلظَّ ْبيَةَُ « -:ح َسنا ً يا َ قالَ ِ
ي ٱلصَّغي ُر ظُهْراًَ ،وظَ َّل يَ ْمشي َحتّى َرأى ِس ْنجابا ً َرشيقا ً ذا َذي ٍْل طَ ٍ
ويل َك ِ
ثيف َخ َر َج ٱلظَّ ْب ُ
ب ِم ْنهُ أَ ْن يَ ُدلَّهُ َعلى َم ْنبَ ِع ما ٍء قَري ٍ
ب ،لَ ِك َّن ال ِّس ْن َ
جاب نَظَ َر إِلَ ْي ِه َغ ْي َر ُم ٍ
بال، ٱل َّش َع ِر ،فَ َحيّاهُ َوطَلَ َ
َوقا َل:
ك». ق أُ َّم َ
كُ ،ع ْد إِلى بَ ْيتِ َ ك أَ ْن تُ ِ
فار َ كان َعلَ ْي َ
— «ما َ
قا َل ٱلظَّ ْب ُي في نَ ْف ِس ِه :
صديقاً». كون َ ف ال يَصْ لُ ُح أَ ْن يَ َ — «هَذا ِس ْنجابٌ ُمتَ َعجْ ِر ٌ
ص َل إِلى نَه ٍْر يَجْ ري في ِه ما ٌء َع ْذبٌ . ص َل َس ْي َرهُ إِلى أَ ْن َو َاِ ْشتَ َّد ال َعطَشُ بِالظَّب ِْي فَوا َ
عول ٱلصَّغي َر ِة تَ ْل َعبُ َوتَ ْقفِ ُز.
ظهَ َر أَما َمهُ قَطي ٌع ِم َن ْٱل ُو ِ َ
قا َل ٱلظَّ ْب ُي لِ ْل ُو ِ
عول ٱلصَّغي َر ِة :
— «هَلْ أَ ْل َعبُ َم َع ُك ْم؟»
ت ْٱل ُوعو ُل ٱلصَّغي َرةُ بِٱلظَّب ِْي.
َر َّحبَ ِ
عول ٱلصَّغي َر ِةَ ،وفَجْ أَةً صا َح أَ َح ُد
أَ َخ َذٱلظَّ ْب ُي ٱلصَّغي ُر يَجْ ري َويَ ْقفِ ُز َويَ ْم َر ُح َم َع ْٱل ُو ِ
ْال ُو ِ
عول:
عـــاز ْم
ِ عَ ـىل ٱ ْل َقــن ْ ِص اص قــــــــادِ ْمَقن ّ ٌ
َهــيـّــا ْ
ٱهــ ُربـــــوا ال تَ ْلـعَ بــــــــــوا
40
هاربَةًِ ،ع ْن َدئِ ٍذ تَ َعثَّ َر ٱلظَّ ْب ُي ٱلصَّغي ُر َوبَ َدأَ يَتَ َم َّر ُ
غ َويَتَ َو َّجعُ.فَ َخ ْوفُهُ ِم َن ت ْٱل ُوعو ُل ِ تَفَ َّرقَ ِ
ض. اص َج َعلَهُ يَ ْفقِ ُد تَوا ُزنَهُ َويَ ْسقُطُ َعلى الأْ َرْ ِ ْالقَنّ ِ
ف ٱلظَّ ْب َيصغيراً َر َج َع لِيُ ْس ِع َ ت لِتُ ْنقِ َذ َحياتَها إِلاّ َو ْعالً َ ث لَهُ ْٱل ُوعولَُ ،و َج َر ْ لَ ْم تَ ْكتَ ِر ْ
َويُسا ِع َدهُ َعلى ْٱلهُرو ِ
ب.
قا َل ٱلظَّ ْب ُي لِ ْل َو ْع ِل ٱلص ِ
َّغير:
عاج ٌز َع ِن ْٱل َم ْش ِي.اُ ْهرُبْ ،اُ ْن ُج بِنَ ْف ِس َ
ك». — «أَنا ِ
جاب ْٱل َو ْعلُ:
أَ َ
ك في هَ ِذ ِه ْٱل َورْ طَ ِة». طةًَ ،وأَ ْت ُر ُك َ
ب َغ ْل َ — «لَ ْن أَرْ تَ ِك َ
َّغير َحتّى نَ َج َح في ُمسا َع َدتِ ِه َعلى ْال ُو ِ
قوف َعلى قَوائِ ِم ِه. ب الظَّب ِْي الص ِ بَقِ َي ْال َو ْع ُل بِجانِ ِ
صديقَي ِْن َحمي َمي ِْن ال يَ ْفتَ ِر ِ
قان. ي َ ت ،أَصْ بَ َح ْٱل َو ْع ُل َوٱلظَّ ْب ُ ك ْٱل َو ْق ِ ُم ْن ُذ َذلِ َ
مستوحاة من سامي الجازي ،كنوز للنشر والتوزيع
41
الوحدة الثانية
الحكاية األولى
�أَ ْي َن ْ
اخ َتفى كامِ ٌل؟
واوير ْال ُم ِ
جاو َر ِة. ِ ص ُدها تَالمي ُذ ال َّد في قَرْ يَ ٍة ِم َن ْالقُرى ْال َجبَلِيَّ ِة ،تو َج ُد َم ْد َر َسةٌ يَ ْق ِ
روع ِرحْ لَ ٍة اِ ْستِ ْكشافِيَّ ٍة إِلى أَ َح ِد ق ال َجمي ُع َعلى َم ْش ِ
راسيَّ ِة ،اِتَّفَ َ ْ ف ال َّسنَ ِة ال ِّد ِ ص ِ َوفي ُم ْنتَ َ
األَما َك ِن التّ ِ
اريخيَّ ِة.
مون َو ْال ُمتَ َعلِّ ُ
مات. ْتاذات َونَ ِشطَ ْال ُمتَ َعلِّ َ ُ س األَساتِ َذةُ َواألُس تَ َح َّم َ
ريق أَ ْن َشدوا. َوفي ْال َم ْو ِع ِد ْال ُم َح َّد ِد ،اِ ْستَ َع ّدوا َوفي الطَّ ِ
شاط ٍئ ذي ِميا ٍه زَرْ قا َء. ب ِ صحْ را َء قُرْ َ صلوا َحتّى َو َجدوا أَ ْنفُ َسهُ ْم في َ ِوما إِ ْن َو َ
مال َس ْقفِ ِه. ُقيمون بِ ِه َو َكلَّفَهُ ْم بِإِ ْك ِ
َ َع َّرفَهُ ُم ْالقائِ ُد َعلى ْال َم ْس َك ِن الَّذي َسي
ْمار ثُ َّم أَضافوا فَ ْوقَها بَع َ
ْض ط َرقَ ِة َو ْال ِمس ِ وار َوثَبَّتوها بِ ْال ِم ْ َج َمعوا قِطَعا ً َخ َشبِيَّةً ِم َن ْال ِج ِ
َجري ِد النَّ ْخ ِل.
صنَعوا َوأَ ْثنى َعلَ ْي ِه ْم فَتَ َشجَّعوا. َرأى ْالقائِ ُد ما َ
عال النّ ِ
ار. عام ،لَ ِكنَّهُ ْم لَ ْم يَ ِجدوا َولاّ َعةً إِل ْش ِ ضهُ ْم لِطَه ِْو الطَّ ِ تَطَ َّو َع بَ ْع ُ
حاز ٌم:
صا َح ِ
جار؟ ك األَحْ ِ — ما َر ْأيُ ُك ْم إِذا َج َّربْنا احْ تِكا َ
جاب كا ِم ٌل بِا ْفتِ ٍ
خار: أَ َ
— أَنا َم ْن َسيُ ْش ِع ُل النّا َر.
َ
عامَ ،و َدعاهُ ْم إِلى تَ ْن ِ
ظيم في ْال َمسا ِءَ ،ش َك َرهُ ُم ْالقائِ ُد َعلى ْال َمجْ هو ِد الَّذي بَ َذلوهُ في طَه ِْو الطَّ ِ
أُ ْم ِسيَّ ٍة ،فَ َمثَّلوا َم ْس َر ِحيَّةً َو َغنَّ ْوا أُ ْغنِيَّةً.
ميع األَصْ ِدقا ِء. َ
كون ُمفا َجأةً لِ َج ِ ق ْالقائِ ُد َم َع كا ِم ٍل َعلى لُ ْعبَ ٍة تَ ُ اِتَّفَ َ
42
ث ما لَ ْم يَتَ َوقَّعوهُ ،بَ َحثوا َع ْن كا ِم ٍل فَلَ ْم يَ ِجدوهُ. في ْال َغ ِدَ ،ح َد َ
ث َوهُ ْم َحيارى ،إِلى أَ ْن َو َج َد ْتهُ ص ْغرى َو َش َر َع ْال َجمي ُع في ْالبَحْ ِ ت ُ َك َّو َن ْالقائِ ُد َمجْ موعا ٍ
كوخ َخ َشبِ ٍّي.
ٍ داخ َلإِحْ داها ِ
بيرَ ،و َو َجدوا ِرسالَةً تُ ْخبِ ُرهُ ْم أَ َّن ِم ْفتا َح ْالقُ ْف ِل َم ْوجو ٌد فَ ْو َ
ق كوخ ُم ْغلَقا ً بِقُ ْف ٍل َك ٍ ْ
كان بابُ ال ِ َ
َجري ِد نَ ْخلَ ٍة.
حاز ٌم:
قا َل ِ
ث الرِّ سالَةُ؟ َع ْن أَيِّ َجري ِد نَ ْخلَ ٍة تَتَ َح َّد ُ
تَناقَشواَ ،وأَخيراً تَ َذ َّكروا َجري َد النَّ ْخ ِل ْال َم ْوجو َد َعلى ال َّس ْق ِ
ف ،لَ ِكنَّهُ ْم ما َو َجدوا سُلَّماً،
صلوا. ْض ِه ْم َحتّى َو َ تاف بَع ِفَتَ َسلَّقوا أَ ْك َ
َو َجدوا ْال ِم ْفتا َح ثُ َّم َخلَّصوا َزميلَهُ ْم بِنَ ٍ
جاح.
فَ ِر َح قائِ ُدهُ ْم َوقا َل:
ْج ُز النّاسُ إِذا تَعا َونوا. ال يَع ِ
الصخرة /قصص المغامرات والذكاء /مناهج ـ بتصرف
43
الوحدة الثانية
الحكاية الـثـانية
ال�ص ْق ُر
َالنَّ ْح ُل َو َّ
ْ
َّحيق ت النَّحْ لَةُ زينَةُ إِلى ْالغابَ ِة َو ِه َي تَأ ُم ُل َج ْن َي ْال َك ِ
ثير ِم َن الر ِ باح يَ ْو ٍم َربي ِع ٍّيَ ،ذهَبَ ِ
ص ِ في َ
ص ْن ِع ْال َع َس ِل ْال ُمفي ِد .
لِ ُ
ص ْوتا ً ُمخيفا ً يُ َر ِّد ُد: َوما إِ ِن ا ْقتَ َربَ ْ
ت ِم ْن َش َج َر ِة ِس ْد ٍر َحتَّى َس ِم َع ْ
ت َ
َم ْن يَتَ َجرَّأُ َعلى إِ ْزعاجي بِطَنينِ ِه؟
تَ ،وفَجْ أَةً ظَهَ َر َ
ص ْق ٌر َكبي ٌر َوقا َل: ت النَّحْ لَةُ َوأَ َخ َذ ْ
ت تَ ْب َح ُ
ث َع ْن َمصْ َد ِر الص َّْو ِ تَ َوقَّفَ ِ
ّاك أَ ْن تَعودي إِلى هَ ِذ ِه ْالغابَ ِة .فَهُنا أَتَ َربَّصُ بفَرائِسي
اِ ْبتَ ِعدي أَيَّتُها النَّحْ لَةُ ْال ُم ْز ِع َجةُ َوإِي ِ
لأِ َ ْنقَضَّ َعلَيْها َوأُ ْم ِس َكها بِ َمخالِبي.
ت ْال َملِ َكةَ بِما َح َد َ
ث ت َحتَّى أَ ْخبَ َر ِ ْر َعةً إِلى ْال َخلِيَّ ِةَ .وما إِ ْن َو َ
صلَ ْ ت زينَةُ َو َر َج َع ْ
ت ُمس ِ فَ ِز َع ْ
في ْالغابَ ِة.
ص ْق ُر قَ ِويٌّ يا َم ْوالتي؛ َوتَصْ عُبُ َعلَيْنا ُمقا َو َمتُهُ .اَ ْل َحلُّ هُ َو أَ ْن نَرْ َح َل إِلى غابَ ٍة أُ ْخرى.اَل َّ
َّياحين.
ِ هور َوالر
ٱلز ِصديقَتُهاُ :م ْستَحي ٌل أَ ْن نَتَ َخلّى َع ْن َخلِيَّتِنا َو َع ِن ْالغابَ ِة الِ َغنِيَّ ِة بِ ُّ
ت َ َر َّد ْ
ت ْال َملِ َكةُ َوقالَ ْ
ت: اِ ْبتَ َس َم ِ
ميع أَ ْن يَتَ َمتَّ َع بِ َجمالِها َوبِ َخيْراتِهاَ .علَيْنا أَ ْن نُحافِظَ َعلى ك لِ ْل َجميعَ ،و ِم ْن َح ِّ ْ
ق ال َج ِ ِ اَ ْلغابَةُ ِم ْل ٌ
َخلِيَّتِنا ال أَ ْن نَ َ
خاف َونَ ْه ُج َرها.
44
ت النَّحْ ُ
الت: صا َح ِ
صغا ُر ْال َحجْ ِم. ْف لَنا أَ ْن نُ ِ
واجهَهُ َونَحْ ُن ِ — َكي َ
ت ْال َملِ َكةُ:
قالَ ِ
ص ٍة َو ْلنَ ْنطَلِ ْق َعلى بَ َر َك ِة الل ِه ق قُ َّوتُنا قُ َّوتَهُ .هَيّا لِنَتَنَظَّ ْم في ص ٍ
ُفوف ُمتَرا َّ إِذا اتَّ َح ْدنا َستَفو ُ
ي.ص ْق َر ْال ُم ْعتَ ِد َ واجهَ ال َّ نَحْ َو ْالغابَ ِة لِنُ ِ
أَيَّ َد ْال َجمي ُع فِ ْك َرةَ ْال َملِ َك ِة.
طنينُهاص َّم َص ْق ُر حُشو َد النَّحْ ِل َو ِه َي تُ َغطّي السَّما َءَ ،وتَتَّ ِجهُ نَحْ َوهَُ ،وقَ ْد أَ َ ص َر ال َّ َوما إِ ْن أَ ْب َ
ذان َحتّى ا ْق َش َع َّر بَ َدنُهُ َوا ْستَ ْولى َعلَ ْي ِه الرُّ ْعبُ ،فَفَ َر َد َجنا َح ْي ِه َوطا َر عالِياً .فَ ِر َح ْال َجمي ُع آْال َ
قيق النَّصْ ِر ْال ُمرا ِد. ان ْال َخلِيّ ِة أَهَ ِّميَّةَ التَّعا ُو ِن َو ِ
االتِّحا ِد في تَحْ ِ ك ُس ّك ُ بِ ْٱلفَ ْو ِز َوأَ ْد َر َ
حكايا الغابة الخضراء ( النحالت النشيطات ) ـ بتصرف
45
الوحدة الثالـثـة
الحكاية األولى
َح ْم َزةُ فَت ًى نَجيبٌ َويَقِظٌ ،يَ ْقطُ ُن في َح ٍّي ِم ْن أَحْ يا ِء ْال َمدينَ ِة.
ت األُ ُّم لِ َح ْم َزةَ: اإل ْف ِ
طار ،قالَ ِ كان أَ ْفرا ُد أُ ْس َرتِ ِه ُمجْ تَ ِم َ
عين َح ْو َل مائِ َد ِة ِ باح ،بَ ْينَما َص ٍ ذات ََ
أَ َس ِمع َ
ْت بِما َوقَ َع ِالب ِْن خالَتِ َ
ك؟
تَسا َء َل َح ْم َزةُ:
ماذا َوقَ َع لَهُ؟
ت األُ ُّم بِ َح ْس َر ٍة:
َر َّد ِ
جال أَ ْش ٍ
رار. ض ِحيَّةَ ثَالثَ ِة ِر ٍ لَقَ ْد َ
كان َ
ق أَبي ِه ْال َم ْوجو َد في ال ُّد ّك ِ
ان. تَحايَلوا َعلَ ْي ِه َحتّى َسلَّ َمهُ ْم ُ
ص ْندو َ
ق يَحْ تَوي َعلى بَضائِ َع با ِهظَ ِة األَ ْث ِ
مان. كان الصُّ ْندو ُ
َ
قا َل َح ْم َزةُ ُمعاتِباً:
ْرفُهُ ْم. كان َعلَ ْي ِه أَ ْن يُ َسلِّ َم الصُّ ْندو َ
ق ِأل ْشخا ٍ
ص ال يَع ِ ما َ
مام فَقا َل: كان األَبُ يَتَتَبَّ ُع ْال َح َ
ديث بِٱ ْهتِ ٍ َ
خاص .لِذا ال تُ َكلِّ ِم ْال ُغ َربا َء في
ِ ب التَّأ َ ُّك ُد ِم ْن هُ ِويَّ ِة األَ ْش يِ ،م َن ْال ِ
واج ِ ت ْالقَ ْو َل يا بُنَ َّأَحْ َس ْن َ
ْرفُهُ. ص ال تَع ِ الطَّ ِ
ريق َوال تَ ْقبَلْ هَ ِديَّةً ِم ْن َش ْخ ٍ
ت األُ ُّم قائِلَةً:
أَرْ َدفَ ِ
ْرفُهُ.
باب لِ َم ْن ال تَع ِ أُوصي َ
ك بِأَالّ تَ ْفتَ َح ْال َ
46
قا َل َح ْم َزةُ بِ َحما َس ٍة:
لِ َم ال نُ َر ِّكبُ َعيْنا ً ِسحْ ِريَّةً َعلى با ِ
ب ُشقَّتِنا؟
وان بِ ْٱلفِ ْك َر ِة َو َكلَّفا النَّجّا َر بِتَرْ كيبِها.
َّب األَبَ ِ
َرح َ
ُضور َح ْف ٍل َسيُقا ُم في قا َع ِة
ِ جيران لِح
ِ اإلقا َم ِة َجمي َع ْال
ان ِ َوفي أَ َح ِد األَي ِّامَ ،دعا أَ َح ُد ُس ّك ِ
ت ْال َح ِّي.
َحفَال ِ
بَقِ َي َح ْم َزةُ َوحْ َدهُ في ْال َم ْن ِز ِل يَ ْستَ ِع ُّد لِ ُمبارا ٍة في تَ َح ّدي ْالقِرا َء ِة.
ج فَٱ ْستَ ْولى َعلَ ْي ِه ْالفُضولُ. وات أَ ْق ٍ
دام َعلى ال َّد َر ِ ك في ْال ُمطالَ َع ِةَ ،س ِم َع أَصْ َ
َوبَ ْينَما هُ َو ُم ْنهَ ِم ٌ
ُحاو ُل أَ َح ُدهُ ْم فَ ْت َح با ِ
ب ُشقَّ ِة قا َم َونَظَ َر َم َن ْال َعي ِْن ال ِّسحْ ِريَّ ِة فَ َرأى ثَالثَةَ أَ ْشخا ٍ
ص ُملَثَّ َ
مين ي ِ
جيران.
ِ ْال
ت باب ال ُّشقَّ ِة فَي ُْؤ ِذيَهُ اللُّصوصُ َويفوزوا بِ ْال َمسْروقا ِ
اِحْ تا َر َح ْم َزةُ ،فَهُ َو يَ ْخشى أَ ْن يَ ْفتَ َح َ
َويَ ْهرُبوا.
ف الثّابِ َ خ فَهَ َر َع إِلَيْها .تَنا َو َل ْالهاتِ َ ْ ْ وار ِ ْ
قام الطَّ ِ فَجْ أَةً ،تَ َذ َّك َر الئِ َحةَ أَرْ ِ
ت ئ ال َم ْوجو َدةَ في ال َمطبَ ِ
ث َوأَ َم َّدهُ ْم بِٱ ْس ِم ِه َو ُع ْنوانِ ِه.
جال ال ُّشرْ طَ ِة وأَ ْخبَ َرهُ ْم بِما يَحْ ُد ُ
ص َل بِ ِر ِ ب ال َّر ْق َم َ 19واتَّ َ َو َر َّك َ
ب ال ُّشقَّ ِة ،نَظَ َر ِم َن ْال َعي ِْن ال ِّسحْ ِريَّ ِة فَ َرأى ف با ِ ت َخ ْل َت قَليلٌَ ،س ِم َع َح ْم َزةُ هَ َمسا ٍ َم َّر َو ْق ٌ
صوص ُم َكب َ
َّلين. َ قودون ال ُّل
َ ِرجا َل ال ُّشرْ طَ ِة يَ
بير ِه. ق ْال َعمي ُد َ
باب ُشقَّ ِة َح ْم َزةَ َو َش َك َرهُ َعلى َرزانَتِ ِه َو ُحس ِْن تَ ْد ِ َوبَ ْع َد بُرْ هَ ٍة ،طَ َر َ
قصص المغامرات والذكاء /مناهج ـ بتصرف
47
الوحدة الثالـثـة
الحكاية الـثـانية
ت يف َخ َ
ط ٍر َب ْي ٌ
ث بِ ُكلِّ ما يُصا ِدفُهُ أَما َمهُ. كان ٱ ْبنُهُما ٱلصَّغي ُر يَ ْعبَ ُ َ
كان يَضْ َح ُ
ك قولون ،بَلْ َ
َ ث لِما يَ ت َعدي َدةً لَ ِكنَّهُ لَ ْم يَ ُك ْن يَ ْكتَ ِر ُ جيران ٱل َّسيِّ َد َع اّلالً َمرّا ٍ
ُ نَبَّهَ ْٱل
ض َحكاتِ ِه.ك لِ َ ت َز ْو َجتُهُ تَضْ َح ُ ت قَ ٍويٍّ « :ها ها هاَ ،»..وكانَ ْ ص ْو ٍ بِ َ
كان يَجْ ُر ُؤ َعلى كان ُكلُّ َم ْن زا َر هَذا ْٱلبَي َ
ْت يَ ْخ ُر ُج ِم ْنهُ ُمتَ َذ ِّمراً َو ُم ْن َز ِعجاً ،فَ ِم ْنهُ ْم َم ْن َ َ
ف ُمتَأَفِّفاً. كان يَ ْكتُ ُم َغ ْيظَهُ َويَ ْن َ
ص ِر ُ إِبْدا ِء ٱلنَّصي َح ِةَ ،و ِم ْنهُ ْم َم ْن َ
ط ْف ُل ٱلصَّغي ُر يَ ْل َعبُ بِ َولاّ َع ٍة َو َج َدها قُبالَتَهُ َشبَّ ِ
ت ٱلنّارُ. َوفي يَ ْو ٍم ِم َن ٱلأْ َي ِّام ،بَ ْينَما َ
كان ٱل ِّ
داخ ِل ْٱل َم ْن ِز ِل« :واه… واه »َ ،وبَ َد ْأنا نَ ْس َم ُع صُراخا ً اِ ْختَلَطَ في ِه ت ِم ْن ِ ص ْو ٌ َوفَجْ أَةً َعال َ
ط ْف ِل َم َع قَ ْوقَأ َ ِة ال َّدجاجا ِ
ت. بُكا ُء ال ِّ
49
الوحدة الـرابـعـة
الحكاية األولى
ح ُ
ث َع ْن َع َم ٍل الد ُ
يك َي ْب َ ّ
ك ْاليَ ْو ِم ِه َي الصِّ يا َح قَ ْب َل أَ ْن تُ ْش ِر َ
ق ال َّش ْمسُ ، ت ِم ْهنَتُهُ ُم ْن ُذ َذلِ َك ُم ْبتَ ِهجاًَ ،وصا َر ْ وافَ َ
ق ال ّدي ُ
الم.حيل الظَّ ِ لِيوقِظَ النّائِ َ
مين َويُبَ ِّش َر بِ َر ِ
من مجموعة «قالت الزهرة للسنونو» ـ زكريا تامر.
51
الوحدة الـرابـعـة
الحكاية الـثـانية
را ِئ ُد ْال َف�ضا ِء
ك يا رائِ َد ْٱلفَضا ِء! تَجوبُ ٱلسَّما َءَ ،وتُراقِبُ ْالقَ َم َر َوٱلنُّجو َم َو ْٱل َم َجرّا ِ
ت لِتَ ْك ِش َ
ف ما ما أَ ْس َع َد َ
ك في ْال ُم ْستَ ْقبَ ِل.
كون ِم ْثلَ َ
ت ٱلَّتي تُفي ُدنا .أَرْ جو أَ ْن أَ َ
َخفِ َي َعنّاَ ،وتُقَ ِّد َم لَنا ْٱل َمعْلوما ِ
ت ْٱل ُم َح ِّر ُ
كات ْمان َع ْينَ ْي ِهَ ،وتَ َخيَّ َل نَ ْف َسهُ يَرْ تَدي بِ ْذلَةً واقِيَةً َويقو ُد َمرْ َكبَةً فَضائِيَّةً .بَ َدأَ ِ ض نُع ُ أَ ْغ َم َ
يال ْٱل ِع ْل ِم ِّي .اِرْ تَفَ َع
الم ْٱل َخ ِ ق ْٱل َع ُّد ٱلتَّنا ُزلِ ُّي ِم ْثلَما يَرى في أَ ْف ِ ص ْوتُها يَرْ تَفِ ُع ،ثُ َّم ٱ ْنطَلَ َ تَدورَُ ،وبَ َدأَ َ
ض َو ِه َي تَصْ ُغ ُر َشيْئا ً فَ َشيْئا ً َحتّى ُب َوصا َر يَتَطَلَّ ُع إِلى أْٱلَرْ ِ ْمان في ْٱلفَضا ِء َحتّى تَجا َو َز ٱل ُّسح َ نُع ُ
ْمان يَتَأ َ َّم ُل َم ْنظَ َركان نُع ُ ٱلل ِم َع ِة .لَ َّما َ ب اّ ق يَرى َح ْولَهُ َغ ْي َر ْٱل َكوا ِك ِ ظارَ ،ولَ ْم يَ ْب َت َع ِن ٱلأْ َ ْن ِ ٱختَفَ ِْ
كاتت ْال ُم َح ِّر ُ ت أَضْ وا ٌء َح ْمرا ُء في لَ ْو َح ِة ْالقِيا َد ِة َوتَ َوقَّفَ ِ ذار َوا ْشتَ َعلَ ْ
اإل ْن ِ صفَّا َرةُ ِ ت َ جوم ،اِ ْنطَلَقَ ْ
ال ُّن ِ
كان خ .أَرْ سى َسفينَتَهُ َونَ َز َل يَتَفَقَّ ُد َم َ طح َك ْو َك ِ ْ ْ ران فَٱضْ طُ َّر إلى ْاله ِ َع ِن ال َّد َو ِ
ب ال ِم ِّريِ ِ ُبوط َعلى َس ِ
قَ ،رأى ِم ْن بَعي ٍد َشيْئا ً ال ِمعا ً يَتَّ ِجهُ نَحْ َوهُ بالونَ .وفيما هُ َو ُمتَ َحيِّ ٌر قَلِ ٌ ٍ ط بِ ِخفَّ ٍة َكب َوهُ َو يَنِ ُّ ْال َعطَ ِ
ت ف الصَّحْ ُن َوا ْنفَتَ َح ْ صحْ ٌن طائِرٌ .تَ َوقَّ َ ف أَنَّهُ َ ازدا َد ا ْقتِرابا ً ِم ْنهُ ،فَ َع َر َ بِسُرْ َع ٍةَ ،ويَ ْزدا ُد َحجْ ُمهُ ُكلَّما ْ
ْمان َو َكلَّ َمهُ بِلُ َغ ٍة
ب ِم ْن نُع َ ض ُر اللَّ ْو ِن َوقَصي ُر ْالقا َم ِة .اِ ْقتَ َر َ ق َغريبُ ال َّش ْك ِل أَ ْخ َ بَ ّوابَتُهُ فَظَهَ َر َم ْخلو ٌ
ق ْالفَضائِ ُّي َوتَ َو َّجهَ صبِ ُّي َشيْئا ً بَلْ أَشا َر إِلى َمرْ َكبَتِ ِه بِ ِمبْرا ِغ ِه .اِ ْبتَ َس َم ْال َم ْخلو ُ َغي ِْر َمأْلوفَ ٍة .ما فَ ِه َم ال َّ
ْمانَ ،ولَ ّما ت تَدو ُر ِم ْن َجدي ٍدُ .س َّر نُع ُ ان ْال َوقو ِد فَإِذا بِ ْٱل ُم َحرِّ كا ِ ض َع يَ َدهُ َعلى َخ ّز ِ نَحْ َو السَّفينَ ِة َو َو َ
ق ِم ْن َغ ْف َوتِ ِه َوتَنَهَّ َد قائِالً: ص ْوتا ً يُنادي ِه فَأَفا َ ض َحكاتُهُ َس ِم َع َ ت َ تَعالَ ْ
ق في ِدرا َستي لِ َك ْي أَصي َر رائِ َد فَضا ٍء َوأُ َحقِّ َ
ق أَ َملي. َسأ َ ِج ُّد َوأَتَفَ َّو ُ
املؤلفون
52
الوحدة الــخـامسة
الحكاية الألولى
ت ،يُفَ ِّك ُر في أَ ْوال ِد ِه َو َم ْن يُعيلُهُ ْم بَ ْع َد هَال ِك ِه. ص ْم َ ت َوسالِ ٌم يَ ْلتَ ِز ُم ال َّ
َم َّر ْال َو ْق ُ
راحلَةٌ ِم ْن بَعي ٍد ،فَأ َ َخ َذ يُلَ ِّو ُح لِرا ِكبِها. ت لَهُ ِ فَجْ أَةً ،بَ َد ْ
ص َل إِلى سالِ ٍم َحتّى َسأَلَهُ قائِالً:
صاحبُ النّاقَ ِة َوأَ ْقبَ َل نَحْ َوهَُ ،وما إِ ْن َو َ
ِ اِ ْنتَبَهَ لَهُ
لِماذا تُلَ ِّو ُح يا َر ُج ُل َوما حا َجتُ َ
ك؟
موت َعطَشاً ،هَلْ َم َع َ
ك ما ٌء؟ أَجابَهُ ُمتَلَ ْعثِماً :أَنا أَ ُ
عالمات الثَّرا ِء ،فَقا َل لَهُ :
ُ نَظَ َر إِلَ ْي ِه ْالبَ َد ِويُّ َو َرأى أَنَّهُ تَبْدو َعلَ ْي ِه
53
ت؟َم ْن أَ ْن َ
ت ُك َّل ما َ
كان َمعي ِم ْن ما ٍء. قا َل سالِ ٌم :أَنا ِ
تاجرٌ ،فَقَ ْد ُ
قا َل ْالبَ َد ِويُّ :
ك ِسوى هَ ِذ ِه ْالقِرْ بَ ِةَ ،ولَ ْن أُ ْع ِطيَها إِالّ لِ َم ْن يُقَ ِّد ُر ثَ َمنَها.أَنا ال أَ ْملِ ُ
ط َم ُع في أَ ْموالِ ِه فَقا َل لَهُ:فَ ِه َم سالِ ٌم أَنَّهُ يَ ْ
بِ َك ْم تَبيعُها؟
ك ِم َن ْال ِ
مال. أَجابَهُ :بِنِصْ ِ
ف ما تَ ْملِ ُ
قَبِ َل سالِ ٌم َوأَ َخ َذ ْالقِرْ بَةَ ثُ َّم َش ِر َ
ب َحتّى ٱرْ تَوى ،بَ ْع َد َذلِ َ
كَ ،ش َك َر
ي َوأَ ْعطاهُ ُجبْنا ً لَذيذاً فَتَنا َولَهُ بِ َش ِهيَّ ٍة.
ْالبَ َد ِو َّ
ب ِم ْنهُ ما ًء. َو ِم ْن ِش َّد ِة ُملو َح ِة ْال ُجب ِْنَ ،ش َع َر ْالبَ َد ِويُّ بِ َعطَ ٍ
ش َشدي ٍد فَطَلَ َ
أَجابَهُ سالِ ٌم ِ
ساخراً:
ك ِسوى ُشرْ بَ ِة ْالما ِء هَ ِذ ِهَ ،ولَ ْن أُ ْع ِطيَها إِال لِ َم ْن يُقَ ِّد ُر ثَ َمنَها. أَنا ال أَ ْملِ ُ
ك طَ َمعي. ق ْالبَ َد ِويُّ قائِالً :هَ َز َم َذكا ُؤ َ
وافَ َ
أَجابَهُ سالِ ٌم:
ك إلاِّ ما أَ َخ ْذ َ
ت ِمنّي. لَ ْن آ ُخ َذ ِم ْن َ
المغامرات والذكاء /مناهج فوق الرمال (بتصرف)
54
الوحدة الــخـامسة
الحكاية الـثـانية
ب النَّ ْه ُر َي ْغ َ
�ض ُ
ضفَّ ِة النَّه ِْر تَتَأ َ َّم ُل ِمياهَهُ الصّافِيَةََ ،وأَسْما َكهُ ْال َوفي َرةَ
باح َعلى ِ
ص ٍ ت نَجْ َمةُ تَجْ لِسُ ُك َّل َكانَ ْ
َو ِه َي تَ ْسبَ ُح َوتَتَسابَ ُ
ق.
ت َس َم َكةٌ ِم ْن نَجْ َمةَ َوقالَ ْ
ت لَها: ذات يَ ْو ٍمَ ،دنَ ْ
َ
َمرْ َحبا ً بِ ِك يا نَجْ َمةُ.
ت ،فَ َسأَلَ ْتها:
ت ْالفَتاةُ لِما َس ِم َع ْ
َد ِه َش ِ
فين ٱسْمي؟
ْر َأَتَع ِ
ت ال َّس َم َكةُ:
قالَ ِ
دين فَأَتَمايَ ُل َوأُ َحرِّ ُ
ك َزعانِفي فَ َرحا ً بِقُدو ِم ِك. ُك َوأَ ْن ِ
ت تُ ْن ِش َ راك ُك َّل يَ ْو ٍمَ ،وأَ ْس َمع ِ
أَكي ٌد ،أَنا أَ ِ
ت نَجْ َمةُ َوقَالَ ْ
ت: ا ْبتَ َس َم ْ
داخلِها. هار َوأَ ْستَ ْك ِش َ
ف ما بِ ِ ماق األَ ْن ِ
غوص في أَ ْع ِ
َ كون َس َم َكةً ِم ْثلَ ِك ،ألَ
ت أَ ْن أَ َ
َك ْم َو ِد ْد ُ
ت ال َّس َم َكةُ:
َر َّد ِ
ْرفَتَهُ.
ريدين َمع ِ
َ ت فَتاةٌ ظَريفَةٌ َو ُمهَ َّذبَةٌ ،لِذا أَ ِع ُد ِك أَ ْن أَحْ ِك َي لَ ِك ُك َّل ما تُ
أَ ْن ِ
حاديث ُم َش ِّوقَةً َع ْن أَ ْع ِ
ماق َ صديقَتَها ال َّس َم َكةَ َوتَتَبا َد ُل َم َعها أَ
ك ْاليَ ْو ِمَ ،ونَجْ َمةُ تُقابِ ُل َ
َو ُم ْن ُذ َذلِ َ
األَ ْن ِ
هار.
ت تَسْأ َ ُل َع ْنهاَ .ولَ ْم تَتَ َوقَّ ْ
ف َحتّى ا ْقتَ َربَ ْ
ت صبِيَّةُ َوأَ َخ َذ ْ َوبَ ْع َد أَي ٍّام ،اِ ْختَفَ ِ
ت ال َّس َم َكةُ فَقَلِقَ ِ
ت ال َّ
ت لَها َو ِه َي تَبْكي: ِم ْنها َس َم َكةٌ َوقالَ ْ
55
ب تَ ْلوي ِ
ث موت ِم ْنها أَ ْعدا ٌد َكبي َرةٌ ُك َّل يَ ْو ٍم ،بِ َسبَ ِ
ضةٌ َوتَ ُ كات َمري َ صديقاتي ال َّس َم ُ أَنا َحزينَةٌَ ،
غاضبٌ َو َسيَ ْنتَقِ ُم.
ِ ال ُّس ّك ِ
ان لِما ِء النَّه ِْر .النَّ ْه ُر
ت:ت نَجْ َمةُ َوتَسا َءلَ ْ ُذ ِع َر ْ
يا إِلَهي ،ماذا َسيَ ْف َعلُ؟
ت َكعا َدتِها إِلى ْال َح ّم ِام لَ ِكنَّها ما َو َج َد ْ
ت َوفي ْاليَ ْو ِم ْال ُموالي ،اِ ْستَ ْيقَظَ ْ
ت نَجْ َمةُ ِم َن النَّ ْو ِمَ ،و َذهَبَ ْ
ما ًء.
ت إِلى النَّه ِْر ،فَلَ ْم تَ َر بِ ِه ما ًء ،فَصا َح ْ
ت: ت إِلى النّافِ َذ ِة َونَظَ َر ْ أَ ْس َر َع ْ
ث لَنا!؟ب النَّ ْه ُر َونَفَّ َذ تَهْدي َدهُ َو َر َح َل َعنّا ...ماذا َسيَحْ ُد ُ ض َ كارثَ ٍة! لَقَ ْد َغ ِ يا لَها ِم ْن ِ
فال ْالقَرْ يَ ِة َواتَّفَقوا َعلى ْالقِ ِ
يام بِ َح ْملَ ٍة لِلتَّ ْو ِعيَ ِة ،فَطَ َرقوا ُك َّل ط ِ ت َم َع أَ ْ ت نَجْ َمةُ ثُ َّم اجْ تَ َم َع ْ
فَ َّك َر ْ
ان يَ ْدعونَهُ ْم إِلىص ْوتِيَّةً لِ ُكلِّ ال ُّس ّك ِ ت تَ ْوضيحيَّةًَ ،و ْأ َر َسلوا َرسائِ َل َ ب َونَ َشروا َم ْنشورا ٍ األَبْوا ِ
ث َو ْت ِ
بذير ِميا ِه النَّه ِْر. ف َع ْن تَ ْلوي ِ ْال َك ِّ
ت
ص ِ ت ْال ِمياهُ إِلى النَّه ِْر صافِيَةً َر ْقراقَةً َو َرقَ َ جاب ْال َجميعَُ ،وبَ ْع َد أَي ٍّام قَالئِ َل ،عا َد ِ اِ ْستَ َ
ت األَرْ ضُ . ض َّر ِ ٱخ َكات فَ َرحا ً َو ْ ال َّس َم ُ
علية حامد أحمد .حكاية سلمى والنهر ـ بترصف
56
الوحدة الــسـادسة
الحكاية الألولى
ت بِنا السَّفينَةُ َعلى َجزي َر ٍة َكبي َر ٍة ،لَ ْم نُشا ِه ْد فيها إِ ْنسانا ً َوال َحيَوانا ً في أَ َح ِد الأْ َي ِّامَ ،ر َس ْ
جولون ،تَ َوقَّفوا ِع ْن َد ْ
شي ٍء َ أَ ْو نَباتاً .نَ َز َل التُّجّا ُر إِلى ْاليابِ َس ِة لِيَ ْكتَ ِشفوا ْال َجزي َرةَ .وبَ ْينَما هُ ْم يَ
ض اللَّ ْو ِن َو َشدي ِد ال َّشبَ ِه بِ ْٱلقُبَّ ِة. ض ْخ ٍم أَ ْبيَ َ
َ
اال ْبتِعا ِد َع ْنها قَ ْب َل
صحْ تُهُ ْم بِ ِ ك ال َّش ْي َء أِلَنَّهُ بَ ْي َ
ضةُ الرُّ ِّخَ .ونَ َ ت في ِه ْم أَلاّ يَ َمسّوا َذلِ َص َر ْخ ُ
َ
ت أْالَ ِ
وان. فَوا ِ
داخلِها.
ْرفوا ما بِ ِ لَ ِك َّن التُّجّا َر لَ ْم يَ ْستَ ِمعوا إِلى نُصْ حي ،بَلْ أَ َخذوا يُحْ ِد َ
ثون بِها ثُقُوباً ،لِيَع ِ
كان فَرْ ُخ الرُّ ِّخ يَ ْلفَظُ أَ ْنفا َسهُ الأْ خي َرةََ .س ِمعْناض ِةَ . ت َك ْالبُكا ِء يَ ْخ ُر ُج ِم َن ْالبَ ْي َ
ص ْو ٍ
َوإِذا بِ َ
ْ َ
ب النَّها ُر إِلى لَي ٍْل ،حينَما حا َم خ الرُّ ِّخَ .وٱ ْنقَلَ َ ِم ْن أعالي ال َج ِّو صُراخا ً َر ّداً َعلى ص ِ
ُراخ فَرْ ِ
ْت هَال َكنا َجميعاً ،ولَ ِكنّهُما طارا بَعيداً. ض ْخ ٌم َو َرفيقَتُهُ في ْال َج ِّو ،فَتَ َوقَّع ُ
ُخ َر ٌّ
ّار ْال َع ْو َدةَ بِأ ْقصى سُرْ َع ٍة ،لِنُب ِْح َر بَعيداً َع ِن ْال َجزي َر ِة، َوفي ْال ِ
حال ،طَلَب ُ
ْت ِم َن التُّج ِ
َونَ ْن ُج َو بِأ ْنفُ ِسنا.
ض ْالبَحْ ِر. جاب التُّجّا ُر لِنَصي َحتيَ ،وأَ ْقلَ َع ْ
ت بِنا السَّفينَةُ إِلى َعرْ ِ اِ ْستَ َ
ت ِم ْنهُما؟» َوقَ ْب َل أَ ْن أُتِ َّم سُؤالي ،شاهَ ْدنا َوقَ ْد َخطَ َر بِبالي أَ ْن أَسْأ َ َل نَ ْفسي« :هَلْ َسنُ ْفلِ ُ
تَ .وما ِه َي إِلاّ لَ َح ٌ
ظات، ص ْخ َرةً َكبي َرةً بِ َحجْ ِم ْالبَ ْي ِ واح ٍد ِم ْنهُما َ
عودان يَحْ ِم ُل ُكلُّ ِ ِ الرُّ َّخي ِْن يَ
ُخ يَحو ُم فَ ْوقَنا ،ثُ َّم أَ ْلقى بِٱلص َّْخ َر ِة َعلَيْنا.
َحتّى أَ َخ َذ ر ٌّ
ت ْال ِمياهُ َكأَنَّها ِجبا ٌل َوأَ َخ َذ ْ
ت ت في ْالبَحْ ِر .اِرْ تَف َع ِ
ّان أَ ْن يَتَفاداها ،فَ َسقَطَ ْ
اِ ْستَطا َع الرُّ ب َ
ك.ف بِ ْٱلسَّفينَ ِة هُنا َوهُنا َ
تَ ْق ِذ ُ
57
ت َعلى السَّفينَ ِة َوأَ ْغ َرقَ ْتها ّان أَ ْن يَتَفادى الص َّْخ َرةَ الثّانِيَةَ فَ َسقَطَ ْ
ف ،لَ ْم يَ ْستَ ِط ِع الرُّ ب ُ لِ أْلَ َس ِ
ّار َو ْالبَحّا َر ِة.
مات ُم ْعظَ ُم التُّج ِ َو َ
راع َم َع ْالبَحْ ِر ،لَ ْم يُ ْنقِ ْذني ِم ْنهُ إِلاّ لَ ْو ٌح َخ َشبِ ٌّي ِم ْن
ص ٍ ت نَ ْفسي في ِ ُكلُّ ما أَ ْذ ُك ُرهُ أَنَّني َو َج ْد ُ
ُطام السَّفينَ ِة.
ح ِ
شاط ِئ َجزي َر ٍة بَلَ ْغتُهُ بَ ْع َد أَرْ بَ َع ِة أَي ٍّام ِ َدفَ َع ْتني الرِّ يا ُح َوالأْ َ ْموا ُج َوأَنا أَتَ َم َّس ُ
ك بِاللَّ ْو ِ
ح إِلى
ف الثِّما َر ت أَ ْق ِط ُ بَ ،وأَ ْشجا َر فا ِكهَ ٍة فَأ َ ْس َر ْع ُ
دت َج ْد َو َل ما ٍء َع ْذ ٍ ت اللّهَ ِع ْن َدما َو َج ُ بِلَياليهاَ .ش َكرْ ُ
َوآ ُكلُها ،وأَ ْش َربُ ِم ْن ما ِء النَّه ِْر.
حامد علي عطاري .سراج الطفولة ،دار المكتبة األهلية ـ بتصرف
58
الوحدة الــسـادسة
الحكاية الـثـانية
59