You are on page 1of 45

‫ديوان اصدقاء المغرب‬

‫دراسة ‪ -‬الرواية المغربية اآلن ‪...‬عـبـد العـالي بوطيب‬

‫الرواية المغربية اآلن‬

‫عـبـد العـالي بوطيب‬

‫تتناول هذه الدراسة ‪ ،‬كما يوحي بذلك عنوانها ‪،‬‬


‫راهن الرواية المغربية ‪ ،‬في محاولة لرصد أبرز‬
‫مظاهر تطورها ‪ ،‬على مختلف المستويات ‪ ،‬الكمية‬
‫والكيفية‪ ،‬الفنية والفكرية…إلخ‪ .‬بعد مرور أزيد من‬
‫نصف قرن على أرجح تاريخ مفترض لوالدتها‬
‫الحقيقية‪(*).‬‬
‫لبلوغ هذه الغاية ‪ ،‬كان ال بد إذن ‪ ،‬من العودة قليال‬
‫إلى الوراء لدراسة أعمال المرحلة السابقة ‪،‬‬
‫باعتبارها خلفية ضرورية لفهم حاضر الرواية‬
‫المغربية‪ ،‬و تجلية حقيقة تطوراتها الراهنة ‪ ،‬مما‬
‫يؤكد قوة التالحم القائم بين هاتين المرحلتين ‪،‬لدرجة‬
‫تصبح معها كل محاولة تحقيبية مجرد إجراء منهجي‬
‫فقط‪.‬‬

‫و هو ما يعني بعبارة أخرى‪ ،‬أن دراستنا هذه‬


‫ستنقسم منهجيا لقسمين كبيرين ‪ ،‬مختلفين و‬
‫متداخلين‪ ،‬يخصص كل واحد منهما للحديث عن‬
‫مرحلة معينة ‪ ،‬على أن تكون البداية طبعا بالمرحلة‬
‫السابقة ( الماضي) ‪ ،‬ننتقل بعدها ‪ ،‬للحديث بتفصيل‬
‫عن مختلف مقومات المرحلة الحالية ( الحاضر)‪ ،‬و‬
‫ما عرفته من تطورات‪.‬‬

‫لكن قبل ذلك ‪ ،‬البد من تقديم ثالث مالحظات ‪،‬‬


‫أعتبرها ضرورية لتوضيح طبيعة هذه الدراسة و‬
‫ضبط حدودها المعرفية ‪ ،‬تفاديا لكل لبس محتمل ‪:‬‬
‫األولى ‪ :‬أن هذه الدراسة ستنصب ‪ ،‬بحكم طبيعتها ‪،‬‬
‫على مختلف الظواهر العامة البارزة في راهن‬
‫الكتابة الروائية المغربية‪ ،‬غير غافلة عما يمكن أن‬
‫يتولد عن ذلك من ضياع اضطراري لبعض‬
‫االستثناءات و الخصوصيات الدقيقة المتأبية على‬
‫المالحقة خارج نطاق الدراسة النصية المحايثة‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬أننا حصرنا نطاق الدراسة ‪ ،‬ألسباب عديدة‬


‫‪ ،‬في دائرة الرواية المغربية المكتوبة بالعربية‬
‫وحدها‪ ،‬دون غيرها من الروايات األخرى ‪،‬‬
‫المكتوبة باللغات األجنبية أو اللهجات المحلية‪ .‬رغم‬
‫معرفتنا العميقة بالصعوبات الكبيرة التي يطرحها‬
‫مثل هذا اإلجراء‪.‬‬

‫و الثالثة واألخيرة ‪ :‬أننا اعتمدنا المعيار الزمني‬


‫للفصل إجرائيا بين مختلف مراحل الرواية المغربية‪،‬‬
‫رغم ما قد يحدثه ذلك أحيانا من نتائج سلبية متولدة‬
‫أساسا عن صعوبة الربط اآللي الدقيق بين ما هو‬
‫تاريخي و ما هو أدبي‪.‬‬

‫فماذا عن واقع الرواية المغربية في الفترة السابقة ؟‪.‬‬

‫‪I/‬الرواية المغربية سابقا ‪ :‬و نعني بها الفترة‬


‫الفاصلة بين تاريخ صدور أول عمل روائي مغربي‬
‫تأسيسي ‪ ،‬و تاريخ صدور أول عمل روائي تجريبي‬
‫(*)‪ .‬و تنقسم داخليا‪ ،‬حسب نوعية أعمالها و أهدافها‬
‫‪ ،‬لمرحلتين فرعيتين ‪ ،‬مختلفتين ومتداخلتين‪:‬‬

‫أ‪ /‬المرحلة التأسيسية ‪ :‬وتمتد من تاريخ البداية‬


‫مفترضة للكتابة الروائية المغربية‪ ،‬لمنتصف‬
‫الستينيات‪ ،‬وبالضبط لسنة ( ‪ ، )1967‬تاريخ صدور‬
‫رواية ( جيل الظمأ) لمحمد عزيز الحبابي‪ .‬و‬
‫أسميناها بالتأسيسية ‪ ،‬ألن مجمل األعمال المنضوية‬
‫تحتها‪ ،‬وعددها حوالي (‪ )28‬عمال‪ ،‬يطغى عليها‬
‫هاجس إرساء قواعد ممارسة روائية مغربية‪ ،‬تسد‬
‫خصاص الموروث الثقافي المغربي في هذا المجال‪،‬‬
‫و تحاول محو آثاره المعرفية السلبية‪.‬‬

‫على أنه إذا كان هناك شبه إجماع حول تاريخ نهاية‬
‫هذه المرحلة‪ ،‬فإن بدايتها ظلت‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬محط‬
‫خالف قوي بين الباحثين ‪ .‬فمنهم من أرجعها لسنة (‬
‫‪ ،)1957‬تاريخ صدور( في الطفولة)(‪ )1‬لعبد‬
‫المجيد بنجلون‪ ،‬و منهم من ذهب لما هو أبعد ‪ ،‬و‬
‫ربطها بتاريخ صدور ( الزاوية)(‪ )2‬للتهامي‬
‫الوزاني سنة (‪ ، )1942‬أو (الرحلة المراكشية)(‪)3‬‬
‫البن المؤقت سنة‪(1924).‬‬

‫و مهما يكن األمر‪ ،‬فالمؤكد‪ ،‬في جميع الحاالت‪ ،‬أن‬


‫ظهور الرواية العربية بالمغرب عرف تأخرا‬
‫ملحوظا مقارنة بتاريخي ظهورها في الشرق‬
‫والغرب‪ ،‬وهو ما يعني ‪ ،‬بعبارة أخرى‪ ،‬أنه تأخر‬
‫مضاعف‪ ،‬جعل من األعمال الروائية الشرقية‬
‫والغربية نماذج تحتدى‪ ،‬كما يشير لذلك المديني ‪( :‬‬
‫بالنسبة للرواية المغربية تبدو الورطة أكبر‪ ،‬ما‬
‫دامت تمثل العطب المزدوج‪ ،‬عطبها الخاص‬
‫المتعلق بنشأتها‪ ،‬وعطب تقليدها للرواية المشرقية‬
‫التي قلدت بدورها رواية الغرب‪ ،‬المبدع الحقيقي‪،‬‬
‫بال منازع‪ ،‬للرواية العصرية)‪(4).‬‬

‫لهذا كان طبيعيا أن تتصف أغلب أعمال هذه‬


‫المرحلة ب ‪ ( :‬اإلذقاع الفني…‪ .‬و المحاكاة الحرفية‬
‫لبعض النماذج المشرقية المتجاوزة)(‪ .)5‬كما هو‬
‫الحال بالنسبة( ألمطار الرحمة) لعبد الرحمان‬
‫المريني‪ ،‬و( غدا تتبدل األرض) لفاطمة الراوي‪ ،‬و(‬
‫بوتقة الحياة) للبكري السباعي‪ ،‬و ( إنها الحياة)‬
‫لمحمد البوعناني‪ .‬مما جعل الذاكرة الثقافية الوطنية‬
‫تسقط من مخزونها أغلب أعمال هذه المرحلة‪،‬‬
‫باستثناء عناوين خمسة‪ ،‬نسوقها حسب ترتيبها‬
‫الكرونولوجي‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫·( الزاوية) للتهامي الوزاني‪( 1942).‬‬


‫·( في الطفولة) لعبد المجيد بنجلون‪(1957).‬‬

‫·( سبعة أبواب) لعبد الكريم غالب‪(1965).‬‬

‫·( دفنا الماضي) لعبد الكريم غالب)‪(1966‬‬

‫·و ( جيل الظمأ) لمحمد عزيز الحبابي‪( 1967).‬‬

‫باعتبارها أعماال تمتلك قيمة فنية تمثيلية عالية‪،‬‬


‫تؤهلها إلعطاء صورة واضحة و دقيقة عن مالمح‬
‫الكتابة الروائية المغربية آنذاك‪ .‬مالمح يمكن‬
‫تلخيصها في الجوانب التالية‪:‬‬

‫أوال ‪ -‬امتزاج الروائي بالسير ذاتي‪ :‬لعل أبرز ما‬


‫يشد انتباه الباحث في أعمال هذه المرحلة التأسيسية‬
‫الهامة‪ ،‬من مراحل الكتابة الروائية المغربية‪ ،‬وربما‬
‫في غيرها أيضا‪ ،‬طغيان ظاهرة امتزاج الروائي‬
‫بالسير ذاتي‪ ،‬بحيث ال يكاد يخلو عمل من األعمال‬
‫الخمسة السابقة من بعض آثار هذا المكون الخاص‬
‫على المستوى الحكائي‪ ،‬و ما موضوع ( في‬
‫الطفولة) و ( سبعة أبواب) سوى دليل قاطع على‬
‫ذلك‪(*).‬‬

‫ظاهرة تستدعي البحث عن األسباب الثاوية خلفها‬


‫لمعرفة ما إذا كانت مؤشرا على ما يطبع البدايات‬
‫عادة من خلط أجناسي‪ ،‬ينم عن سوء فهم‬
‫لخصوصية الكتابة الروائية‪ ،‬أم إفرازا موضوعيا‬
‫يرتبط بمعطيات المرحلة التاريخية المذكورة‪ .‬علما‬
‫بأنها ظاهرة عامة تتجاوز نطاق ما هو قطري‬
‫محلي‪ ،‬لتطول البدايات الروائية الشرقية و الغربية‬
‫على حد سواء ‪( :‬اتخاذ السيرة الذاتية شكال للتعبير‬
‫عن الذات و عالقتها بالمجتمع ‪ ،‬ليس ظاهرة قاصرة‬
‫علينا ‪ ،‬فنحن نجدها واضحة و قوية في اإلنتاج‬
‫المصري خالل العشرينات األولى‪ ،‬من القرن‬
‫الماضي)(‪ .)6‬بدليل ( زينب) لهيكل‪ ،‬و( األيام) لطه‬
‫حسين‪ ،‬و ( حياتي) ألحمد أمين‪ ،‬وغيرها‪ .‬مما يؤشر‬
‫على تماثل كبير في شروط ومالبسات البدايات‬
‫الروائية في المركز( الغرب و الشرق) و المحيط (‬
‫المغرب)‪ .‬يستوجب البحث عن أسباب ذلك في‬
‫القواسم المشتركة العامة ‪ ،‬أكثر من جوانب التميز‬
‫الخاصة‪ .‬وأغلب الظن أن معرفة عميقة‬
‫بالخصوصيات اإلبداعية لهذا الجنس األدبي في‬
‫ارتباطها بالسياق السوسيو ثقافي العام‪ ،‬ستفيد حتما‬
‫في كشف العديد من أسرار هذا الوضع المثير‪ ،‬كما‬
‫يشير بذلك عبد هللا العروي‪ ( :‬الواقع أن رواج النوع‬
‫الروائي كان على حد سواء نتيجة تأثير فني و‬
‫عالمة لذاتية متحررة بغتة‪ ،‬لذلك فقد عرفت الرواية‬
‫شكال واحدا هو شكل السيرة الذاتية‪ ،‬إلى حد أن‬
‫الرواية الفنية ظلت خالل زمن طويل مرادفا لرواية‬
‫السيرة الذاتية)(‪ ،)7‬مما يسمح باستنتاج أن بداية‬
‫الكتابة الروائية المغربية كانت محكومة تاريخيا بما‬
‫يمكن نعته بتضخم األنا‪ ،‬لدرجة لم يجد معها‬
‫الروائيون آنذاك بدا من تجربتهم الشخصية‬
‫موضوعا أساسيا للحكي‪ ( :‬في مرحلة أحس خاللها‬
‫المتعلمون و المثقفون بأهميتهم ‪ ،‬فراحوا يستكشفون‬
‫ذواتهم ‪ ،‬ويعكفون على تفسير أنا هم المتضخمة ‪،‬‬
‫وعلى تحديد العالقة بينهم و بين مجتمعهم المتحرك‬
‫في اتجاه واحد )‪(8).‬‬

‫ثانيا‪ -‬حضور اآلخر ‪ :‬الخاصية الثانية المميزة‬


‫ألعمال هذه المرحلة تتمثل في حضور اآلخر‪/‬‬
‫الغرب‪ ،‬بأشكال مختلفة‪ ،‬كرف أساسي فاعل في‬
‫معادلة الصراع الحكائي‪ ،‬كما يجسد ذلك‪ ،‬بشكل‬
‫صارخ‪ ،‬مضمون سيرة عبد المجيد بنجلون ( في‬
‫الطفولة)‪ ( :‬ففيها يتحدث الكاتب بضمير المتكلم عن‬
‫طفولته‪ ،‬هادفا إلى إرضاء رغبة نفسية في تسجيل‬
‫ذكرياته الحبيبة كطفل عاش في بيئتين متناقضتين‪:‬‬
‫أنجلترا و المغرب)(‪ ،)9‬حضور يجد سنده‬
‫الموضوعي في الخصوصية التاريخية لهذه المرحلة‬
‫المعروفة وطنيا و قوميا بكثرة المصادمات‬
‫الحضارية و تنوع مظاهرها ( االستعمار‪ ،‬المطالبة‬
‫باالستقالل‪ ،‬التحدي الحضاري‪ ،‬و المثاقفة)‪ .‬و هو‬
‫ما يفسر‪ ،‬في الوقت ذاته‪ ،‬الحضور القوي لهذه‬
‫الموضوعة الحكائية في معظم الكتابات الروائية‬
‫المشرقية أيضا ‪( :‬إن التساؤل عن عالقة األنا‬
‫العربي باآلخر الغربي ‪ ،‬يكاد يتالحق بمستويات‬
‫مختلفة منذ – عصفور من الشرق – إلى – قنديل أم‬
‫هاشم‪ -‬و – الحي الآلتيني – و – موسم الهجرة إلى‬
‫الشمال ‪ ، -‬كأنضج وعي يطرح أنا التحدي في‬
‫مقابل أنا االنبهار‪ ،‬التي عبرت عنها الروايات‬
‫السابقة)‪(10).‬‬

‫ثالثا – اعتماد قواعد الكتابة الروائية الكالسيكية‪ :‬أما‬


‫على المستوى الفني المجسد لمالمح الكتابة الروائية‬
‫في هذه المرحلة ‪ ،‬فيالحظ أن أغلبها يستمد رصيده‬
‫من مقومات الرواية الكالسيكية‪ ،‬المعروفة بهيمنة‬
‫الحكاية‪ ،‬و االهتمام الكلي بالحبكة الروائية‪،‬‬
‫باإلضافة للمحافظة المطلقة على خطية السرد‪،‬‬
‫واعتماد السارد الكلي المعرفة‪ ،‬فضال عن كثافة‬
‫تدخالته المباشرة (‪ ،)11‬و هو أمر طبيعي جدا في‬
‫هذه المرحلة المبكرة من تاريخ الرواية المغربية ‪،‬‬
‫نظرا لحداثة الجنس األدبي من جهة‪ ،‬و جسامة‬
‫المسؤولية األدبية الملقاة على كاهل هؤالء الرواد ‪،‬‬
‫في غياب تقاليد روائية قومية ‪ ،‬من جهة ثانية‪ .‬لذلك‬
‫نعتقد أن مثل هذه المآخذ لن تنال ‪ ،‬بأي حال من‬
‫األحوال‪ ،‬من القيمة التاريخية العالية لهذه األعمال‪.‬‬

‫ب‪ /‬المرحلة الواقعية‪ :‬وتمتد طبعا من نهاية المرحلة‬


‫السابقة لمنتصف السبعينيات تقريبا‪ ،‬وتتميز سياسيا‬
‫بحصول المغرب على االستقالل سنة ( ‪ ،) 1956‬و‬
‫دخوله مرحلة الجهاد األكبر لمحو آثار التخلف‬
‫واالستعمار‪ .‬خصوصا بعد اآلمال العريضة التي‬
‫علقها المغاربة على هذا الحدث السياسي الهام طوال‬
‫مرحلة الجهاد األصغر‪ .‬بحيث أصبح معادال‬
‫موضوعيا لبلورة كافة األهداف التنموية األخرى‪،‬‬
‫يقول محمد عزيز الحبابي في هذا الصدد‪( :‬فاجأني‬
‫على الخصوص تطرف بعض المواطنين في‬
‫تأويالتهم الطوباوية للعهد الجديد‪ ،‬وكان لسان حالهم‬
‫يقول‪ :‬لقد حصلنا على االستقالل ‪ ..‬يكفي اآلن أن‬
‫ندير خاتم سليمان)(‪ .)12‬أهداف ظل معظمها‪،‬‬
‫لألسف الشديد معلقا ألسباب عديدة و مختلفة ‪ .‬مما‬
‫انعكس في شكل إحباط كبير أصاب فئات شعبية‬
‫واسعة‪ .‬شعرت معه و كأنها استغفلت حين قاتلت من‬
‫أجل قضية ربحها غيرها (‪ .)13‬فاحتدم الصراع‬
‫المغربي‪ /‬المغربي‪ ،‬بين الفئات المستفيدة من الوضع‬
‫الجديد و الفئات المحرومة‪ ،‬خصوصا بعد انتهاء‬
‫شروط التحالف االستراتيجي المرحلي السابق ضد‬
‫المستعمر األجنبي‪ ،‬وظهور الخالفات المجمدة سابقا‬
‫على السطح من جديد‪( :‬فإذا كان شعار االستقالل هو‬
‫العنوان الذي شخص متطلبات تلك الفترة‪ ،‬فإن‬
‫األمور اتخذت مجرى آخر عقب ذلك‪ ،‬جعل التحالف‬
‫المؤقت – التكتيكي‪ -‬يسفر عن االختيارات الحقيقية‬
‫لكل طبقة على حدة)‪(14).‬‬

‫إذا أضفنا لذلك كله‪ ،‬اآلثار السلبية الفادحة المترتبة‬


‫عن هزيمة( ‪ )1967‬النكراء‪ ،‬وما أحدثته من رجة‬
‫عنيفة في كيان جميع الشعوب العربية‪ .‬أمكننا فهم‬
‫سر اعتماد هذا التاريخ نقطة تحول جذري في مسار‬
‫الكتابة األدبية المغربية عامة ‪ .‬وهو ما انعكس على‬
‫الكتابة الروائية المغربية‪ ،‬التي وجدت ضالتها‬
‫المنشودة في – الواقعية‪ ،-‬باعتبارها االتجاه‬
‫اإلبداعي الكفيل بتحقيق الرهانات التاريخية‬
‫المطروحة ‪ ،‬كما تعكس ذلك بجالء أعمال محمد‬
‫زفزاف‪ ،‬عبد الكريم غالب‪ ،‬مبارك ربيع‪ ،‬ومحمد‬
‫شكري ‪ ( :‬فقد توجه الكتاب الجدد إلى موضوعات‬
‫مجتمعهم الجديد‪ ،‬واستأُثرت قضايا مرحلتهم‬
‫التاريخية باهتمامهم‪ ،‬فعبروا عن فكر الطبقة الشعبية‬
‫و إيديولوجيتها‪ ،‬وصوروا الجهل و الفقر و المرض‬
‫و التخلف و الفساد‪ ،‬كما رصدوا مظاهر التجديد في‬
‫الحياة االجتماعية و آزروها)‪(15).‬‬

‫لذلك فال غرابة إذا ما تميزت أعمال هذه المرحلة‬


‫بمجموعة من السمات ‪ ،‬الفنية و الفكرية ‪ ،‬الخاصة ‪،‬‬
‫نجملها في الجوانب التالية‪:‬‬

‫·تكريس هيمنة السياسي على الثقافي‪.‬‬

‫·طغيان الكتابة األطروحية‪.‬‬


‫·إعالء الجوانب الفكرية على الفنية‪.‬‬

‫·إعطاء األولوية لوظيفة األدب على حساب طبيعته‪.‬‬

‫·حضور بعض القضايا القومية( كقضية فلسطين‬


‫مثال)‪.‬‬

‫·االهتمام بالتاريخ المغربي الحديث و المعاصر‬


‫كموضوعة روائية أساسية‪.‬‬

‫·الحضور القوي لبعض الظواهر االجتماعية السلبية‬


‫السائدة‪.‬‬

‫·ظهور البطل اإلشكالي‪.‬‬


‫·إسناد البطولة لمثقفي البورجوازية الصغيرة و‬
‫المتوسطة‪.‬‬

‫·استخدام اللغة البسيطة الخالية تقريبا من كل مالمح‬


‫البيان العربي الكالسيكي‪.‬‬

‫·اعتماد الحوافز الموضوعية قواعد ثابتة في تحريك‬


‫األحداث الروائية‪ ،‬واستبعاد الصدف والمفاجآت‬
‫المعمول بها سابقا‪.‬‬

‫كل هذا طبعا إلى جانب استمرار حضور موضوعي‬


‫السيرة الذاتية و الغرب‪ ،‬ولو بدرجة أقل ‪،‬عما كان‬
‫عليه الحال سابقا ‪ ،‬مما يؤكد مالحظتنا السالفة‬
‫بخصوص رفض األدب الخضوع لصرامة التحقيب‬
‫السياسي و التاريخي‪.‬‬
‫على أنه إذا كانت السمات السابقة تعكس أبرز‬
‫مالمح الوضع االجتماعي و السياسي لتلك المرحلة‪،‬‬
‫فالشك أيضا أن هذا الوضع كانت له سلبيات كثيرة‬
‫على مسار الكتابة الروائية المغربية ‪ .‬لعل أهمها ‪،‬‬
‫على اإلطالق‪ ،‬إعاقته تطور الجوانب الفنية بموازاة‬
‫الجوانب الفكرية‪ .‬و الحيلولة ‪ ،‬بالتالي‪ ،‬دون تحقيق‬
‫تطور منسجم و متوازن لهذا الجنس اإلبداعي‬
‫المستحدث في التربة الوطنية‪ ،‬كما الحظ ذلك‬
‫األستاذ العروي ‪ ( :‬إن الذين كانوا يدرسون في كل‬
‫مناسبة سوسيولوجية المضمون‪ ،‬لم يفكروا لحظة‬
‫واحدة في رسم – ولو أولي‪ -‬لسوسيولوجية‬
‫الشكل)(‪ .)16‬وبذلك ظلت الممارسة الروائية‬
‫المغربية خاصة ‪ ،‬و العربية عامة‪ ،‬تعاني تبعات‬
‫والدتها القسرية‪ ،‬في شكل تمزق مأساوي فظيع‪ ،‬بين‬
‫شكل روائي غربي و مضمون حكائي عربي ‪:‬‬
‫(فكيف يستطيع الروائي العربي أن يدفع في شكل‬
‫مستورد محتواه أو فضاءه المحلي أو الخصوصي‪،‬‬
‫و الحال أن الشكل األوروبي ليس نسجا خارجيا ‪ ،‬أو‬
‫مجرد رداء فضفاض يسع كل مجال )(‪.)17‬‬
‫خصوصا أن جهود رواد المرحلة التأسيسية السابقة‪،‬‬
‫لم تتجاوز مهمة ملء الخانة الروائية الفارغة في‬
‫التراث العربي القديم‪ ،‬عن طريق تقليد النماذج‬
‫الغربية‪ .‬قبل أن تنهمك بعدها في معمعة الصراع‬
‫اإليديولوجي المحموم‪ ،‬معتمدة نفس األشكال و‬
‫التقنيات التعبيرية المستوردة‪ .‬مؤجلة بذلك فرصة‬
‫البحث عن أشكال سردية مالئمة لواقعنا المغربي‪،‬‬
‫وخصوصياته الثقافية و الحضارية إلى ما بعد‬
‫منتصف السبعينيات‪ ،‬تاريخ بداية المرحلة الراهنة ‪.‬‬
‫فهل سيتحقق حلم الروائيين المغاربة ‪ ( :‬في بلوغ‬
‫سن الرشد اإلبداعي)(*)‪ ،‬على حد تعبير األستاذ عبد‬
‫الكريم غالب ؟ ‪ .‬ذلك ما سنحاول اإلجابة عنه في‬
‫القسم الثاني و األخير من هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪II/‬الرواية المغربية حاليا ‪ :‬و تمتد هذه المرحلة‬


‫زمنيا من تاريخ صدور أول رواية تجريبية إلى‬
‫اليوم‪.‬وتتميز سياسيا بالعديد من األحداث الهامة‪،‬‬
‫الداخلية والخارجية‪ .‬كان لها األثر الكبير في تغيير‬
‫مسار األدب و الفكر المغربيين‪ ،‬و تحويله بعيدا عما‬
‫كان عليه في السابق‪ .‬فعلى المستوى الداخلي‬
‫تزامنت بداية هذه المرحلة وحدث المسيرة الخضراء‬
‫سنة ( ‪ ،) 1975‬لتحرير الصحراء‪ ،‬واستعادة‬
‫األقاليم الجنوبية المغتصبة من طرف االستعمار‬
‫اإلسباني ‪ .‬حدث ساهم‪ ،‬إلى حد كبير‪ ،‬في تحقيق‬
‫المصالحة الوطنية ‪ ،‬واستعادة األمة المغربية‬
‫لصالبتها المعهودة في مواجهة التحديات الخارجية‪.‬‬
‫مما مهد الطريق واسعا أمام مسلسل اإلصالحات‬
‫الديموقراطية‪ ،‬لتدشين (مغرب جديد)‪ .‬يطبعه التوافق‬
‫الوطني العام حول مجموعة من المبادىء األساسية‬
‫لدخول ( مرحلة التناوب) ‪ ،‬و تحقيق اإلصالحات‬
‫الدستورية و التشريعية المستعجلة إلخراج البالد من‬
‫األزمة الخانقة التي وصلتها في ظل السياسات‬
‫الآلشعبية السابقة‪ ( :‬لقد طرحت قضية الصحراء‬
‫كمسألة وطنية‪ ،‬بسبب الطرح الذي قالت به جزائر‬
‫بومدين‪ ،‬و وقع حولها وفاق وطني‪ ،‬فحصل بالفعل‬
‫نوع من التصالح بين القوى السياسية العاملة في‬
‫البالد و انفتح جهاز الدولة على عناصر خارجة‬
‫عنه)‪(18).‬‬
‫أما على المستوى الخارجي‪ ،‬فقد شهدت بداية انهيار‬
‫المعسكر الشرقي‪ ،‬بكل ما يحمله ذلك من دالالت‬
‫عميقة على فشل اإليديولوجية االشتراكية في تحقيق‬
‫اآلمال العريضة المعلقة عليها في معظم أرجاء‬
‫المعمورة ‪ .‬كما شهدت تطورات معرفية كبيرة همت‬
‫مختلف حقول الدراسة األدبية‪ ،‬خصوصا بعد الثورة‬
‫اللسانية ‪ ،‬و ما واكبها من اهتمام ‪ ،‬غير مسبوق‪،‬‬
‫بالجوانب الفنية للنصوص األدبية‪ ،‬بعيدا عن كل‬
‫االعتبارات الخارجية الغريبة عن حقل أدبية األدب‬
‫‪(*).‬‬

‫و البد هنا من اإلشادة بالدور الهام الذي لعبته‬


‫الجامعة المغربية في إشاعة المفاهيم النقدية الحديثة‪،‬‬
‫وتقريبها من عموم المثقفين‪ ،‬عن طريق الترجمة‬
‫المباشرة للمصادر الغربية‪ ،‬دون ما حاجة للوساطة‬
‫المشرقية‪ ،‬كما كان األمر سابقا‪.‬‬

‫في ظل هذه الشروط السوسيو ثقافية و غيرها (*) ‪،‬‬


‫ظهرت على السطح تصورات أدبية جديدة تدعو‬
‫لتحديث الكتابة الروائية المغربية ‪ ،‬والبحث عن‬
‫آليات مغايرة تتالءم و خصوصية المرحلة الراهنة‬
‫(*)‪ .‬مما انعكس في شكل سمات ‪ ،‬فنية وفكرية ‪،‬‬
‫شكلت ‪ ،‬في مجموعها ‪ ،‬أبرز مقومات أعمالنا‬
‫الروائية الحالية‪ ،‬من أهمها‪:‬‬

‫‪1/‬الرواية والتأمل الذاتي‪ :‬فقد دخل الحكي دائرة‬


‫اهتمام الروائي ‪ ،‬و أصبحت الرواية تسائل نفسها و‬
‫وسائلها ‪ ،‬بعدما كانت ‪ ،‬إلى وقت قريب ‪ ،‬تهتم‬
‫بموضوعاتها فقط‪ ،‬معتبرة ‪ ،‬ما سواها ‪ ،‬من آليات‬
‫الحكي و طرقه ‪ ،‬معطيات جاهزة ‪ ،‬متعالية عن كل‬
‫تفكير ‪ .‬و قد اتخذ هذا التحول اإليجابي ‪ ،‬مظاهر‬
‫عديدة و مختلفة‪ ،‬تتوزع بحكم مواقعها لمستويين‪:‬‬

‫أ‪ /‬مظاهر داخل نصية‪ :‬تتميز جميعها بتواجدها‬


‫النصي ‪ ،‬رغم انقسامها الداخلي ‪ ،‬من الناحية‬
‫النوعية‪ ،‬لمجموعتين‪:‬‬
‫×مظاهر صريحة صائتة ‪ :‬و تشمل كل خطاب‬
‫مباشر يتخذ طريقة الحكي موضوعا له ‪ ،‬كالمقاطع‬
‫الميتا سردية‪ ،‬و حوارات السارد و الشخصيات‪ ،‬أو‬
‫السارد و الكاتب‪ ..‬إلى غير ذلك مما نجد أمثلة عديدة‬
‫له في مجموعة من النماذج الروائية المغربية‬
‫الحديثة ‪ ،‬نذكر منها على سبيل المثال ال الحصر (‬
‫امرأة النسيان‪ /‬أريانة‪ /‬و فاس ‪..‬لو عادت إليه )‪.‬‬

‫×مظاهر ضمنية صامتة ‪ :‬يمكن مالمستها ‪ ،‬بشكل‬


‫غير مباشر ‪ ،‬من خالل توظيف مجموعة من‬
‫التقنيات السردية الحديثة‪ ،‬الغريبة نسبيا عما هو‬
‫مألوف في أعمالنا الروائية السابقة ‪ .‬مما ينم عن‬
‫اهتمام غير مسبوق بطرق الحكي أيضا ‪ .‬عوض‬
‫االقتصار على موضوعاته فقط ‪ ،‬كما كان األمر‬
‫سابقا ‪ .‬حقيقة يمكن الوقوف عليها من خالل جوانب‬
‫عديدة أبرزها التطور الملموس المسجل في هندسة‬
‫بناء النصوص الروائية الجديدة ‪ ،‬في ارتباطها‬
‫العميق ببنية العناوين الداخلية‪.‬‬
‫ب‪ /‬مظاهر خارج نصية ‪ :‬و تتمثل في جملة من‬
‫النصوص الموازية) ‪ ، (paratextes‬بمختلف‬
‫أنواعها ( شهادات ‪ ،‬حوارات ‪ ،‬أو مقدمات‬
‫شخصية‪..‬إلخ)‪ ،‬يضمنها أصحابها أبرز انشغاالتهم‬
‫اإلبداعية‪ ،‬و في مقدمتها البحث عن أشكال سردية‬
‫جديدة ‪ .‬علما بأن تعاملنا مع هذه النصوص ينبغي‬
‫أن يكون حذرا‪ ،‬وأن ال يتجاوز حدود االستئناس فقط‬
‫‪ .‬نظرا لكونها مجرد تعبيرات عن نوايا شخصية ‪،‬‬
‫ال أقل و ال أكثر‪.‬‬

‫‪2/‬الكتابة الروائية و التخييل‪ :‬الخاصية الثانية‬


‫المميزة ألغلب األعمال الروائية المغربية الحديثة‪،‬‬
‫تتمثل في اعتمادها المخيلة مصدرا أساسيا للعملية‬
‫اإلبداعية‪ ،‬عوض االكتفاء باستنساخ الواقع كما كان‬
‫األمر سابقا ‪ ،‬خصوصا بعد عجز اللغة البين عن‬
‫مواكبة دقة إنجازات الصورة في هذا المجال‪ ،‬يقول‬
‫العروي في هذا الصدد‪( :‬أرى شخصيا أن قصة‬
‫الواقع ‪ ،‬بعد ظهور السينما و التلفزة ‪ ،‬وظهور‬
‫البحث السوسيولوجي‪ ،‬لم يعد لها ما يبررها ‪ ،‬قصة‬
‫الواقع لم يبق لها أي دور ‪ ،‬فال يمكن للكاتب أن‬
‫يصور الواقع أكثر مما تصوره السينما‪…،‬إذن ‪ ،‬ال‬
‫بد أن يبحث القصاص عن موضوع خاص به) )‪(19‬‬
‫‪.‬‬

‫موقف ال يعتبر‪ ،‬في تقدير أصحابه هروبا من الواقع‬


‫‪ ،‬بقدر ما هو وسيلة جديدة لالقتراب منه أكثر(*)‪.‬‬
‫عن طريق تحويل الفعل الحكائي من مجرد نقل‬
‫حرفي محايد لقضايا خارجية ‪ ،‬لممارسة داخلية تهتم‬
‫أساسا بإ براز موقف الذات ( أو الذوات) الناقلة لها‬
‫أيضا‪ .‬فيما يمكن وصفه ب ( تذويت الحكي)‪ ،‬و‬
‫االنتقال لكتابة ( رواية الشعور) (‪ )20‬عوض رواية‬
‫الحواس ‪ .‬بكل ما يترتب عن ذلك من تحجيم لحقيقة‬
‫هذه المحكيات‪ ،‬و تحويلها من محكيات مطلقة‬
‫متعالية عن كل نقاش ‪ ،‬لمحكيات عادية نسبية‬
‫تستوجب المناقشة و المساءلة على المستويين‬
‫الفردي و(أو) الجماعي ‪ ،‬الخاص و(أو) العام‪ .‬و هو‬
‫ما اتخذ شكل هيمنة واضحة للخطاب الذاتي التأملي‬
‫في أعمال المديني و التازي‪ ،‬و للحوار الموضوعي‬
‫الثنائي‪ ،‬أو المتعدد األطراف‪ ،‬في أعمال العروي ‪،‬‬
‫برادة ‪ ،‬و شغموم‪ .‬فضال عن انعكاساته الواضحة‬
‫على مجموعة من الجوانب السردية األخرى‪ ،‬يكفي‬
‫أن نذكر منها بالمناسبة‪:‬‬

‫×هيمنة السرد الذاتي بمختلف أنواعه ( الفردي ‪،‬‬


‫المتعدد‪ ،‬و المتنوع)‪.‬‬

‫×تنويع الرؤيات السردية‪.‬‬

‫×التداعي السردي و تشغيل الذاكرة‪.‬‬

‫×تكسير خطية السرد‪.‬‬

‫×تعدد المحافل السردية‪.‬‬


‫×تداخل األزمنة الحكائية و تشابكها‪.‬‬

‫×توظيف األحالم والكوابيس‪.‬‬

‫×تقليص حضور السارد الكلي المعرفة‪.‬‬

‫×تداخل الخطابات ‪ ،‬و األجناس األدبية‪.‬‬

‫×توظيف التناص‪.‬‬

‫×هيمنة الهذيان‪ .‬و االستغناء عن النقط‪.‬‬

‫×تنويع المحكيات و تداخلها‪.‬‬

‫×تعدد األصوات‪.‬‬
‫×تعالق النصوص ( شخصية كانت أو غيرية)‪.‬‬

‫×شعرنة الخطاب الروائي‪.‬‬

‫×انفتاح النص الروائي‪.‬‬

‫×تعليق النهايات الحكائية‪.‬‬

‫×استغالل التراث‪.‬‬

‫×توظيف األساطير‪.‬‬

‫×تراجع االهتمام بالحكاية‪.‬‬


‫×توظيف العجائبي‪.‬‬

‫×و تنويع الصيغ السردية…‪.‬إلى غير ذلك من‬


‫اآلليات الحكائية األخرى الهادفة لتكسير القوالب‬
‫القديمة ‪ ،‬وتوسيع هامش تحرك القارىء للمساهمة‬
‫بفعالية أكثر في إغناء الممارسة الروائية و الدفع بها‬
‫نحو آفاق أرحب‪.‬‬

‫‪3/‬االهتمام بالموضوعات الخاصة‪ :‬و نقصد بذلك‬


‫التحول الملحوظ على مستوى الموضوعات الحكائية‬
‫‪ ،‬وانتقالها من موضوعات ذات طبيعة ( جماهيرية)‬
‫عامة ( االستقالل‪ ،‬االستعمار‪ ،‬الفقر‪ ،‬المساواة‪،‬‬
‫الديمقراطية ‪ ،‬العدالة‪ ،‬التخلف‪ ،‬الحرية الصراع‬
‫الطبقي‪..‬إلخ)‪ ،‬لموضوعات ( فردية) خاصة‪ ،‬تتناول‬
‫الهموم الشخصية اليومية لإلنسان المغربي‪ ،‬و ما‬
‫يعانيه من فراغ داخلي مهول ‪ ،‬جراء هيمنة القيم‬
‫المادية ‪ ،‬وتحكمها في توجيه عالقاته االجتماعية ‪،‬‬
‫محولة إياه إلنسان بال عواطف ‪ ،‬يعيش وسط مجتمع‬
‫أشبه ما يكون بغابة موحشة كبيرة ‪ ،‬تفتقر ألبسط‬
‫شروط الحياة اإلنسانية ‪ ،‬من محبة وإخاء ‪ ،‬و تسامح‬
‫و تعاون ‪ ،‬إلى غير ذلك مما يمكن وصفه بمحاولة(‬
‫أنسنة الخطاب الروائي ) ‪ ،‬وتسخيره لمعالجة‬
‫قضايانا الحقيقية الخاصة‪ ،‬بعيدا عن بهرجة‬
‫الموضوعات العامة‪ ،‬التي تظل ‪ ،‬رغم طابعها‬
‫الجماهيري ‪ ،‬بعيدة كليا عن مالمسة جوهر جراحنا‬
‫الحميمية‪.‬‬

‫و هكذا بدأنا نقرأ عن موضوعات جديدة ‪ ،‬ظلت ‪،‬‬


‫إلى يوم قريب ‪ ،‬خارج دائرة اهتمام الخطاب‬
‫الروائي الواقعي ‪ ،‬المسكون ‪ ،‬حتى النخاع‪ ،‬بالقضايا‬
‫الجماعية الكبرى‪ ،‬متأثرا في ذلك‪ ،‬إلى حد كبير‪،‬‬
‫بهيمنة السياسي على الثقافي‪ .‬لذلك يمكن اعتبار هذا‬
‫التحول مؤشرا قويا على بداية استعادة الفعل الثقافي‬
‫لمبادرته ‪ ،‬وحريته في تناول موضوعات جديدة ‪،‬‬
‫تبدو ظاهريا مختلفة‪ ،‬لكنها تظل ‪ ،‬في العمق‪،‬‬
‫متجانسة‪ ،‬توحدها الرغبة في مصالحة اإلنسان‬
‫المغربي مع نفسه و مجتمعه ‪ .‬سواء عن طريق‬
‫تعرية مظاهر الخلل في عالقاتنا العامة والخاصة ‪،‬‬
‫( امرأة النسيان‪ /‬خميل المضاجع‪ /‬شجر الخالطة‪/‬‬
‫األناقة‪ /‬أريانة‪ /‬وغيلة )‪ ،‬أو من خالل محاولة إنقاذ‬
‫بعض اللحظات المشرقة في ذاكرتنا ‪ ،‬الجماعية و‬
‫(أو) الفردية‪ ،‬المهددة زمنيا بالنسيان ( مثل صيف‬
‫لن يتكرر‪ /‬و القاهرة تبوح بأسرارها)‪ ،‬ومكانيا‬
‫بالتدمير( غيلة‪ /‬فاس… لو عادت إليه‪ /‬خفق أجنحة‪/‬‬
‫و زهرة اآلس)‪ .‬باإلضافة طبعا للكتابة الروائية‬
‫السجنية ‪ ،‬في والدتها الثانية ‪ ،‬مع أعمال عبد القادر‬
‫الشاوي(*)‪ .‬الهادفة ‪ ،‬بحكم طبيعتها و مراميها ‪،‬‬
‫لخلق أجواء صحية جديدة‪.‬‬

‫‪4/‬إقامة عالقة تشاركية مع القارىء‪ :‬السمة الرابعة‬


‫واألخيرة المميزة للكتابة الروائية المغربية الحديثة‪،‬‬
‫مقارنة بنظيراتها السابقة‪ ،‬تتمثل في عالقتها‬
‫التشاركية الجديدة مع القارئ ‪ ،‬باعتباره طرفا‬
‫أساسيا فاعال في العملية اإلبداعية ‪ ،‬عكس ما كان‬
‫عليه الحال في المرحلة األولى ‪ ،‬حيث كان دوره‬
‫يقتصر ‪ ،‬في أحسن األحوال ‪ ،‬على استيعاب رسالة‬
‫الكاتب و تمثلها ‪ .‬مما اعتبر استهتارا بالكتابة‬
‫والقراءة ‪ ،‬على حد سواء‪.‬‬

‫و بالمناسبة تجدر اإلشارة إلى أن المراهنة الزائدة‬


‫على مشاركة القارئ اإليجابية في العملية اإلبداعية‪،‬‬
‫غالبا ما أفضت ‪ ،‬في ظل الشروط السوسيو ثقافية‬
‫السلبية المعروفة‪ ،‬لنتائج سلبية ‪ ،‬تمثلت أساسا في‬
‫تفاقم أزمة القراءة‪ ،‬واستفحالها لتشمل الفئات المثقفة‬
‫أيضا ‪ ،‬بعدما كانت في السابق محصورة في األميين‬
‫فقط‪ .‬مما يستوجب التفكير في إيجاد آلية ( آليات )‬
‫تعبيرية جديدة ‪ ،‬من شأنها إعادة مد الجسور شبه‬
‫المقطوعة بين الروائيين و القراء ‪ ،‬دون التفريط‬
‫طبعا في رهانات التحديث ‪ .‬كي ال تتحول روايتنا‬
‫لخطاب نخبوي يتداوله المتخصصون وحدهم‪.‬‬

‫ومع ذلك ‪ ،‬فالبد من االعتراف بأن الرواية المغربية‬


‫شهدت في هذه المرحلة األخيرة تحوالت كمية‬
‫وكيفية هامة‪ ،‬تمثلت في ارتفاع رقم إصداراتها‬
‫السنوية‪ ،‬و ما رافقه من تلوينات فنية كبيرة‪ ،‬أضفت‬
‫على مشهدنا الروائي العربي ثراء الفتا يتجاوز‬
‫حداثة سنه بكثير‪ ،‬مما يبشر بمستقبل واعد في هذا‬
‫المجال‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الهوامش واإلحاالت‪:‬‬

‫‪*/‬نقصد به سنة ( ‪ ، )1957‬تاريخ صدور ‪ :‬في‬


‫الطفولة ‪ ،‬لعبد المجيد بنجلون‪.‬‬

‫‪*/‬أحمد المديني‪ :‬زمن بين الوالدة والحلم ( رواية)‪،‬‬


‫دار النشر المغربية‪.1976 ،‬‬
‫‪1/‬أنظر‪ :‬أحمد المديني‪ :‬في األدب المغربي‬
‫المعاصر‪ .‬سلسلة دراسات تحليلية‪ ،‬دار النشر‬
‫المغربية‪ ،1985 ،‬ص‪.42 :‬‬

‫‪2/‬أنظر‪ :‬أحمد اليبوري‪( :‬تكون الخطاب الروائي‬


‫)‪ ،‬مجلة آفاق‪ ،‬عدد‪ ،4/3 :‬سنة ‪ ،1984 :‬ص‪.14:‬‬

‫‪-‬عبد القادر الشاوي‪( :‬الزاوية‪ ،‬الحكاية والكتابة )‪.‬‬


‫ضمن كتاب‪ :‬الرواية المغربية بين السيرة الذاتية و‬
‫استيحاء الواقع‪ .‬دار النشر المغربية‪،1985.‬‬
‫ص‪.12:‬‬
‫‪3/‬أنظر‪ :‬محمد عزام‪ :‬وعي العالم الروائي‪.‬‬
‫دراسات في الرواية المغربية‪ .‬منشورات اتحاد‬
‫الكتاب العرب‪ ،1990 .‬ص‪.78:‬‬

‫‪4/‬أحمد المديني ‪ :‬مرجع مذكور‪ ،1985 ،‬ص‪.40:‬‬

‫‪5/‬محمد برادة‪ ( :‬األسس النظرية للرواية المغربية‬


‫المكتوبة بالعربية )‪ .‬ضمن كتاب‪ :‬الرواية المغربية‪.‬‬
‫لعبد الكبير الخطيبي‪ ،‬منشورات المركز الجامعي‬
‫للبحث العلمي‪ ،‬الرباط‪ .1971 .‬ص‪.148/147 :‬‬

‫‪*/‬يقول محمد عزام معلقا على هذه الخاصية ‪،‬في‬


‫كتاب مذكور( ‪ ،) 1990‬الصفحة‪ ( :22 :‬الواقع أن‬
‫معظم الروايات المغربية‪ ،‬وعلى الخصوص روايات‬
‫البدايات‪ ،‬هي روايات سير ذاتية بشكل أو بآخر‪،‬‬
‫حيث غالبا ما ينهل كاتبها من تجربته‪ ،‬محاوال‬
‫االستفادة من ماضيه كما هو ‪ ،‬أو محورا بصياغة‬
‫فنية ‪ ،‬تختلف من كاتب آلخر)‪.‬‬

‫‪6/‬محمد برادة‪ :‬مقالة مذكورة‪ ،‬الصفحة ‪.141 :‬‬


‫‪7/‬أنظر‪ :‬عبد هللا العروي‪ :‬اإليديولوجية العربية‬
‫المعاصرة‪ .‬ترجمة‪ :‬محمد العيتاني‪ .‬دار الحقيقة‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1970 ،‬ص‪.155 :‬‬

‫‪8/‬محمد برادة ‪ :‬مقالته المذكورة‪ ،‬ص‪142/141 :‬‬


‫‪.‬‬

‫‪9/‬محمد عزام‪ :‬مرجع مذكور‪ ،1990 ،‬ص‪.32:‬‬


‫‪10/‬سعيد علوش ‪ :‬دراسة بعنوان ‪ ( :‬الواقع‬
‫والمتخيل و المحتمل) ‪ .‬ضمن كتاب‪ :‬الرواية العربية‬
‫واقع وآفاق‪ .‬دار ابن رشد للطباعة و النشر‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،1981 ،‬ص‪.203 :‬‬

‫‪11/‬محمد عزام‪ :‬مرجع مذكور‪ ،1990 ،‬ص‪:‬‬


‫‪.222‬‬

‫‪12/‬محمد عزيز الحبابي ‪ :‬مقالة بعنوان ‪ ( :‬الرواية‬


‫وصراع األجيال)‪ ،‬منشورة بمجلة آفاق‪ ،‬عدد‪،4/3:‬‬
‫سنة‪ ،1984:‬ص‪.123 :‬‬
‫‪13/‬محمد عزام‪ :‬مرجع مذكور‪ ،1990 ،‬ص‪.13:‬‬

‫‪14/‬إدريس الناقوري ‪ :‬المصطلح المشترك ‪ .‬دار‬


‫النشر المغربية‪ ،1977 ،‬ص‪30:‬‬

‫‪15/‬محمد عزام‪ :‬مرجع مذكور‪ ،1990 ،‬ص‪.77:‬‬


‫‪16/‬عبد هللا العروي‪ :‬مرجع مذكور‪،1970 ،‬‬
‫ص‪.268:‬‬

‫‪17/‬أحمد المديني ‪ :‬دراسة بعنوان‪ ( :‬الخطاب‬


‫الروائي العربي‪ ،‬الخطاب المستحيل) ‪ .‬منشورة‬
‫بمجلة الطريق‪ ،‬عدد‪ ،4/3:‬سنة‪ ،1981:‬ص‪.73:‬‬

‫‪*/‬أنظر‪ :‬عبد الكريم غالب‪( :‬الرواية حياة متكاملة‬


‫)‪ .‬مجلة آفاق‪ ،‬عدد‪ ،4/3:‬سنة‪ ،1984:‬ص‪.106:‬‬
‫‪18/‬عبد هللا العروي ‪ :‬في حوار ‪ ( :‬التحديث و‬
‫الديموقراطية)‪ ،‬مجلة آفاق المغربية‪ ،‬عدد ‪،4/3 :‬‬
‫سنة‪ ،1992 :‬الصفحة‪.161/160 :‬‬

‫‪*/‬يقول رومان ياكبسون في هذا الصدد ‪ ( :‬إن‬


‫موضوع علم األدب ‪ ،‬ليس هو األدب‪ ،‬و إنما األدبية‬
‫‪ ،‬أي ما يجعل من عمل ما عمال أدبيا)‪.‬‬

‫‪-‬أنظر ‪ :‬الشكالنيون الروس‪ :‬نظرية المنهج الشكلي‪.‬‬


‫ترجمة ‪ :‬إبراهيم الخطيب‪ ،‬مؤسسة األبحاث العربية‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،1982 ،‬ص‪.35 :‬‬
‫‪*/‬نذكر منها على الخصوص عالقتنا التاريخية‬
‫الملغزة بالمشرق ‪ ،‬و ما تضمره من صراع خفي‬
‫حول الريادة الثقافية العربية ‪ ،‬يشكل قوة دفع معنوية‬
‫حقيقية خفية لمضاعفة الجهود المبذولة على مختلف‬
‫المستويات‪ ،‬خصوصا بعدما استنفذ المشرق ‪/‬‬
‫المركز ‪ ،‬أو كاد ‪ ،‬كل جهوده في المراحل التاريخية‬
‫السابقة‪ ،‬وأصبح مطمئنا لما حققه من تقدم ‪ ،‬مما‬
‫يعطي الهامش العربي‪ ،‬ممثال في المغرب‪،‬و غيره‬
‫من الدول األخرى‪ ،‬فرصة تاريخية لتحقيق طموحاته‬
‫القومية المشروعة ‪ .‬يقول األستاذ عبد هللا العروي‬
‫في نفس الحوار السابق ‪ ،‬المنشور بمجلة آفاق‬
‫المغربية‪ ،‬عدد‪ ، ¾ :‬سنة‪ ،1992 :‬الصفة‪( :167:‬‬
‫أتأمل ما حصل في مصر ‪ ،‬وكيف تراجعت فيها‬
‫الحركة الثقافية إلى ما نرى اليوم‪ ،‬و أفتكر أحيانا أن‬
‫السبب قد يكون التمادي في الطمأنينة عند‬
‫المصريين‪ ،‬كما لو كانوا يقولون ‪ :‬نحن هنا منذ‬
‫خمسة آالف سنة‪ ،‬فلن يلحقنا ضرر‪ ،‬هذا االطمئنان‬
‫في نظري خدعة ‪ ،‬وأية خدعة‪ ،‬إال أن األمر يختلف‬
‫فيما يتعلق بالمغرب‪ ،‬سأقول اآلن قولة قد تغضب‬
‫كثيرا من إخواننا خارج المغرب‪ ،‬و هي تعبر عن‬
‫عقيدة ركزتها في نفسي التربية الوطنية‪.‬أعتقد أنه‬
‫يوجد مستوى في وعي المغاربة تتجمع فيه بواعث‬
‫المطالبة بالمزيد من اإلنجاز‪ ،‬أشعر شعورا غامضا‬
‫و عميقا أن المغربي ال زالت له مطالب يقدمها إلى‬
‫التاريخ‪ .‬فهو ينتظر المزيد ‪ ،‬ويريد المزيد ‪ ،‬ويطالب‬
‫بالمزيد‪ .‬فهو غير راض على ما حقق في القرون‬
‫الماضية‪ ،‬ال يقول مثل المصري‪ :‬قد وصلت من‬
‫اإلنجاز إلى حد ال يمكن أن أتصور تجاوزه و‬
‫التفوق عليه‪ .‬وهذا الفرق في النفسانية واضح لكل‬
‫من عاش في البلدين‪ .‬المغربي‪ ،‬بعكس ذلك‪ ،‬يعتقد‬
‫أنه قد ينجز أكثر مما أنجز في الماضي‪ ،‬ربما ألنه‬
‫لم يشارك بالقدر الكافي في العملية السياسية‪،‬‬
‫فالعطاء المغربي‪ ،‬المساهمة المغربية‪ ،‬اإلبداع‬
‫المغربي‪ ،‬كل ذلك في سجل المستقبل‪ ،‬ال في لوح‬
‫الماضي‪ .‬هذه قناعتي‪ ،‬أحكم على كثير من األمور‬
‫عندنا بالتفاهة و بالتقليد و بالمجانية و بالتقادم‪،‬‬
‫ولكني أنتهي دائما بالدعوة إلى العمل و اإلنجاز ‪،‬‬
‫إلى االنفتاح على المستقبل‪ ،‬انطالقا من ذلك الشعور‬
‫الغامض بأن الوعد لم يتحقق كله بعد)‪.‬‬

‫‪*/‬أنظر ‪ :‬محمد عزام‪ :‬مرجع مذكور‪،1990 ،‬‬


‫ص‪.229/228 :‬‬

‫‪19/‬عبد هللا العروي ‪ :‬حوار بعنوان‪ ( :‬عبد هللا‬


‫العروي ‪ :‬األفق الروائي)‪ ،‬منشور بمجلة الكرمل ‪،‬‬
‫عدد‪ ،11:‬سنة‪ ،1984 :‬الصفحة ‪.177/176 :‬‬
‫‪*/‬يقول الحبيب الدائم ربي في مقالة بعنوان ‪( :‬‬
‫الكتابة ‪ -‬التناص و أفق التخييل في ( امرأة‬
‫النسيان))‪ ،‬منشورة بمجلة اآلداب البيروتية‪ ،‬العدد‪:‬‬
‫‪ ،6/5‬سنة ‪ ، 2003 :‬الصفحة‪ ( : 93 :‬إن التخييل‬
‫ليس بالضرورة فعال متساميا على الواقع و مفارقا‬
‫له‪ ،‬وإنما هو جزء من مكوناته‪ ،‬إنه واقع تشيده‬
‫الكتابة بواسطة اللغة‪ ،‬لربما صار الواقع المشيد عبر‬
‫اللغة أشد رسوخا من بعض العناصر المادية)‪.‬‬

‫‪20/‬عبد هللا العروي‪ ( :‬األفق الروائي ) ‪ ،‬حوار‬


‫منشور بمجلة الكرمل ‪ ،‬العدد‪ ،11 :‬سنة‪،1984 :‬‬
‫الصفحة‪.177:‬‬
‫‪*/‬يشار هنا بالمناسبة إلى أن الكتابة السجنية‬
‫بالمغرب عرفت والدتها األولى مع عبد الكريم‬
‫غالب في ‪ :‬سبعة أبواب‪ ،‬منشورات دار المعارف‬
‫المصرية‪ .1965 ،‬قبل أن تعود ثانية للمشهد‬
‫الروائي المغربي‪ ،‬بعد عقدين من الزمن ‪ ،‬و بالضبط‬
‫سنة ‪ ،1986‬تاريخ صدور (كان و أخواتها) لعبد‬
‫القادر الشاوي ‪ ،‬مع فارق كبير في نوعية السجان و‬
‫حيثيات االعتقال طبعا‪.‬‬

‫‪-------------------‬‬

‫وزارة الثقافة المغربية‬

‫‪Connectez-vous pour répondre‬‬


‫‪Connexion - Bureau‬‬

You might also like