You are on page 1of 177

‫"" الفصل األول‬

‫‪:‬‬
‫أريد الحياة ربيعًا وفجرًا‬
‫وحلمًا أعانق فيه السماء‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫ُت‬
‫في أحد بيوت القديّم ة ‪ ..‬في حّي قديم ‪ ..‬ترتفع صرخات حادة لمولودة ْع لن وجودها ‪..‬‬
‫بصوت يدوي ويرتفع لطبقات السماء ‪ ..‬لكن نشيج بكاء مرير لـ َر جل اربعيني طغى على‬
‫صوت الطفلة ‪ ..‬التي تتعرف توًا على الحياة ‪ ..‬ليكون اول االصوات التي تقع في مسامعها‬
‫‪ ..‬بكائها وبكاء القابعين في هذه الحياة حولها‬
‫ُف ُّت ح الباب القديم بشده ليخرج منه شاب صغير كأنه خارج من قذيفة يغطي عينيه‬
‫بساعدهـ ويبكي في نشيج حاد ليتكيء على الجدار المهتريء ويزداد نحيبه ‪..‬كان يبكي‬
‫‪ ..‬وتهتز كتفيه كأنها ترقص على معزوفة بكائه‬
‫‪:‬‬
‫رفعت الجارة شرشف الصالة الُم لقى جانبًا وغطت المتوفية‬
‫الحول والقّو ه اال بالله ‪ ..‬الله يغفر لها ويرحمها ‪ ..‬اذكر الله ياعبدالله زوجتك ان شاء الله ‪:‬‬
‫شهيدة ومكانها فالجنة الليلة ‪ ..‬اذكر الله واحضن بنيتك الي فقدت امها ‪..‬والتنسى انها‬
‫!‪ ..‬وصية المرحومة وهي تنازع روحها‬
‫كان عبدالله يبكي بـ حرقة اآلن فقد زوجته في نفس اللحظة التي تمنياها وانتظراها‬
‫كثيرًا ‪ ..‬خمسة عشر سنة وهم ينتظرون ان يتوجوا زواجهم بمولود وعندما اتى رحلت هي‬
‫‪..‬‬
‫‪ ..‬تمتم وهو يكفكف دموعه ‪ :‬انا لله وانا إليه راجعون ‪ ..‬اّن ا لله وانا اليه راجعون‬
‫‪ ..‬الجارة ‪ :‬بامهد البنت واحطها وانادي الجيران ‪ ..‬الله يجبر مصابك‬
‫خرجت السيدة بتباطوء وفتحت الباب لتطل برأسها وتنادي ‪ :‬فيصل ! يافيصل ‪ ..‬تعال خفف‬
‫‪ ..‬عن اخوك ‪ ..‬وامسك عنه البنت ترى امها قبل التموت وصتكم عليها‬
‫‪ ..‬لينزع فيصل نفسه من الجدار ويذهب راكضًا الول الحي هاربًا من حزنه‬
‫الجارة ‪ :‬الحول الله انت بعد كانت المرحومة كأنها امك ماكنها زوجة اخوك مالومك تبكي‬
‫‪ ..‬الي ربتك واحسنت اليك‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫تحرك فيصل لألمام يضع يديه في جيوبه ويلف شماغه على وجهه لنهاية الشارع اليعلم‬
‫الى اين ؟‪ ..‬يبتعد فقط عن بكاء اخوه الكبير الذي بمثابة والده ‪ ..‬والراحلة زوجته التي‬
‫بمثابة امه بل هي امه سوى انها لم تلده فلم يعرف امًا غيرها واليعرف حنانًا سوى‬
‫حنانها ‪ ..‬واآلن النها ُخ لقت للتضحية هاهي تضحي بحياتها لتهدي اخوه الطفل الذي طالما‬
‫‪ ..‬تمناه ‪ ..‬كيف يتحول اسعد يوم لـ أسوء يوم‬
‫قطع تفكيره اصوات صراخ وشجار ليرفع رأسه ويجد طفًال في العاشرة تقريبًا يتشاجر ‪..‬‬
‫بضراوه وشجاعة مع شباب اكبر سنًا منه ومجموعة لذا وقف بعيدًا يراقب ليجد ذو العشر‬
‫سنوات يركل هذا ويدفع هذا ‪ ..‬ويشتم هذا لكن بدأ انه يتشتت وتضعف قواه خاصة انهم‬
‫‪ ...‬اربعة وهو واحد‬
‫لذا وبدون تفكير تقدم فيصل راكضًا وبدون سؤال قفز في منتصف العراگ وبدأ يركل‬
‫ويدافع عن الطفل الذي يصغرهـ ب ‪ 4‬سنوات تقريبًا ‪..‬وگأن الطفل استمد منه قّو ه ليزيد‬
‫‪ ..‬ضرباته حتى تفرقوا ركضًا وهربوا‬
‫التقط فيصل شماغه المرمي ارضًا ونفضه وهو يشعر بأنه افضل بعد ان صرخ كثيرًا اثناء‬
‫الشجار ونفس عن حزنه وغضبه من الحياة ‪ ..‬ليجد الولد يتفقد يديه وجيوبه‬
‫فيصل ‪ :‬سرقوا منك شيء؟‬
‫! الولد ‪ :‬ال‪ ،‬يخسون‬
‫رفع فيصل حاجبه بتهكم ‪ :‬كانوا اربعة وانت واحد وش مشكلتهم معك ‪..‬؟‬
‫‪ ..‬الولد ‪ :‬ماتربوا ‪ ! .‬شكرًا انك ساعدتني مع اني ماحتاج مساعدتك‬
‫‪ ..‬فيصل ‪ :‬اخاف ساعدت الشخص الخطأ وانت ظالمهم‬
‫الولد ‪ :‬كانوا بيسرقون جوالي ‪ ..‬ولتأكيد كالمه اخرج قطعة معدنيه اليعرفها فيصل سوى‬
‫‪ ..‬باالسم ولم يستخدمها ابدًا‬
‫فيصل الذي بدأ انه اآلن يالحظ هندام الولد الغالي وحذائه وشعره المرتب رغم الشجار ‪:‬‬
‫‪ ..‬زين انتبه لنفسك‬
‫الولد ‪ :‬وانت بعد ‪ ..‬والتفت لينظر للولد االكبر سنًا الذي ساعده واعطاه ظهره ليعود‬
‫‪ ..‬ادراجه‬
‫‪ ..‬تبعه رغمًا عنه حتى رآه يدخل منزًال متهالكًا ‪ ..‬فعاد لرأس الشارع حتى يتصل بسائقه‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫انتهت ايام العزاء الرسمية في منزل عبدالله لم ينظر احدًا للطفلة التي تتبادلها ايدي‬
‫الجارات ‪..‬من وضع العزاء ثالث ايام فقط فـ بعض الموتى نحتاج عمرًا بـ أكمله لنشعر بالعزاء‬
‫لفقدهم ‪ ..‬وقد النجد ‪ ..‬جلس فيصل حزينًا اكثر من قدرته على الحزن ‪ ..‬اكبر من سنوات‬
‫عمره الـ ‪ ..14‬اسود من ليله بدونها ‪ ..‬ويزداد حزنه كلما نظر لعبدالله الذي ما أن تنتهي‬
‫مرحلة من حياته تأتي مرحلة اسوأ منها ‪ ..‬ومن منظر الرضيعة التي تعبت الجارات في‬
‫محاولة اسكاتها ‪ ..‬وكأنها تبكي والدتها التي لم تعرفها ‪ ..‬وكأنها تشاركهم باللطم‬
‫‪ ..‬والعويل‬
‫لم يعد يحتمل فخرج ليتنفس قليًال او ليبگي براحته ‪ ..‬ومرة اخرى وضع يديه في جيبه ولف‬
‫‪ ..‬شماغه واخذ يمشي بتمهل على الرصيف‬
‫مرحبا ‪:‬‬
‫رفع فيصل رأسه ليجد الولد صاحب الجوال يقف بهندام مرتب اكثر من السابق وخلفه‬
‫سياره فاخرة وسائق بزي رسمي نظر للولد وسيارته وكأنهم خرجوا من عالم حديث اليمت‬
‫لعالمه بصلة ‪ :‬هال‬
‫الولد وهو يتقدم ‪ :‬انا فهد الي ذاك اليوم ساعدتني ‪ ،‬سمعت ان عندكم حالة وفاة !‬
‫احسن الله عزاك‬
‫فيصل ‪ :‬جزاك الله خير‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬انا ساكن بعيد بس جيت اصلح باليستيشني هنا‬
‫خرج عبدالله من المنزل يودع آخر المعزيين لينظر لفيصل والذي يقف معه من شكله ليس‬
‫من منطقتهم ‪ :‬فيصل ادخل عند البنت ام سعود بتروح لبيتها‬
‫كان فيصل يتكيء على الجدار يرفع احدى رجليه لتثبيتها على الجدار خلفه ‪ :‬لنا ‪ ٣‬ايام‬
‫مانناديها اال البنت وش بنسميها ؟‬
‫فهد ‪ :‬عندكم مولودة ؟‬
‫فيصل ‪ :‬المتوفية زوجة اخوي ماتت وقت الوالدة ( كان يتكلم كأنه اليكترث واليهتم )‬
‫عبدالله ‪ :‬من انت ؟‬
‫فهد ‪ :‬انا فهد الراجي‬
‫عبدالله يلتفت على فيصل ‪ :‬وش رايك نسميها ساره؟‬
‫فهد متدخًال وهو مستغرب من عدم االكتراث الذي يبدو انه سمة هذه العائلة ‪ :‬ساره اسم‬
‫‪ ..‬امي‬
‫نظره مستهزئه من فيصل اسكتته ‪ :‬دور لها اسم يناسبها‬
‫رفع عبدالله نظره للسماء كأنه يبحث عن اسم فيها فرأى السماء واسعة كبيرة وبعيدة‬
‫‪..‬وصافية تحمل السحاب الذي يمر ُح ر خفيف ابيض جدًا وبعيد جدًا ‪ :‬سماء ‪ !..‬بنسميها سماء‬

‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫" بعد عشر سنوات "‬

‫عاد فيصل للمنزل يرتدي ثوبًا وشماغ يلفه على رأسه كأنه ادمن هذه الحركة التي تخفي‬
‫‪ ..‬وجهه االسمر النحيل والُم تعب‬
‫صوت خطواتها الراكضة كان موسيقى ألذنه التي تلقت اليوم اكبر كمية من رفض‬
‫التوظيف ‪ :‬هالوالله‬
‫ورمى الملف االخضر الذي يحمله وفتح ذراعيه لتاتيه سماء وتقفز في احضانه ‪ :‬جبت لي‬
‫دفتر الوان‬
‫ابتسم فيصل فالصغيرة التعلم انه اليملك ثمن سيارة اجرة حتى ‪ :‬ال اذا توظفت جبت لك ‪،‬‬
‫وين بابا‬
‫سماء ‪ :‬بابا تعبان في غرفته نايم‬
‫‪ ..‬فيصل ؛ طيب تعالي نشوفه‬
‫‪ ..‬نزلت سماء وامسكت بيد عمها‬
‫فتح فيصل الباب ليجد اخوه مستلقي يغطي وجهه بشماغه ‪ :‬عبدالله !! عبدالله‬
‫عبدالله ‪ :‬هاه‬
‫‪ ..‬فيصل ‪ :‬تبينا نروح المستشفى‬
‫عبدالله متجاهًال سؤاله ‪ :‬لقيت وظيفة ؟‬
‫‪ ..‬فيصل ‪ :‬ال ‪ ،‬مالقيت الشركات تبي شهادة والعسكرية تبي واسطة‬
‫‪ ..‬عبدالله ‪ :‬كلم صديقك فهد يدور لك واسطة واال وظيفة‬
‫فيصل ‪ :‬فهد ابوه موب راضي عن صداقتي معه تبيه يوظفني‬
‫‪ ..‬عبدالله ‪ :‬اطلب منه طيب ‪..‬وقاطع كالمه صوت سعاله الشديد‬
‫فيصل ‪ :‬مابي احرجه هو مازال يدرس ليه احمله همومي واخليه يحس ان صداقتي له‬
‫وراها مصالح ‪..‬امش اوديك للمستشفى‬
‫أشر عبدالله بيده رافضًا ؛ عارف علتي مايداويها المستشفى ‪..‬بس الصار لي شيء‬
‫‪..‬الوصيك على سماء‬
‫‪ ..‬فيصل ‪ :‬انت ان شاء الله الي بتخرجها من الجامعة وتزوجها بعد‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫خرج فهد للطريق بسيارته الفارهه ‪ ..‬متوجهًا لصديقة فيصل ‪ ..‬يكاد يكون صديقه‬
‫الحقيقي الوحيد ‪ ..‬منذ عشر سنوات بعد ان جمعتهم مشاجرة احتّل فيصل جزء كبير من‬
‫حياته بل وجد نفسه اليضحك من قلب او يستمتع بحديث اال مع فيصل الغامض الالُم بالي‬
‫‪ ..‬كانت صداقتهم رباط بين طبقتين الرفاهية والعيش الضنگ ‪ ..‬بين الِغ نى والفقر ‪ ..‬كان‬
‫فيصل شاحبًا نحيًال شعره طويل من االمام ودائمًا اما يلف الشماغ على رأسه او يعبث‬
‫بمقدمة شعره بـ اصابعه ‪..‬بينما فهد طويل عريض المنكبين برونزي تمتليء مالمحه ِب ّع زه‬
‫‪ ..‬وإباء وتقرأ االرستقراطيه في انفه الدقيق ومالمحه الوسيمة‬
‫وصل للجزء الغابر من مدينة الرياض واوقف سيارته ونزل منها طرق الباب وانتظر ان يفتح‬
‫له فيصل ‪ ..‬لقد احضر له عرضًا سيقبله رغم عزة نفسه ‪ ..‬اكثر مااعجبه في فيصل هو عزة‬
‫نفسه حيث يرفض ان يأخذ اي مساعدة من فهد حتى عندما يحضر فهد حلوى للصغيرة او‬
‫عشاء لهم ينظر له باستهزاء وبحاجب مرفوع واليمد يده ‪ ..‬ابتسم فهد اذ انه دائمًا مامازح‬
‫‪ ..‬فيصل ‪ ...‬بكون العشاء من مكافأته الجامعية‬
‫ُف تح الباب وألول مره تفتحه الصغيرة سماء جميلة بمالمح هادئة وعينين واسعه وشعر‬
‫قصير مهمل العناية فيه بوجودها مع رجلين فقط ‪ :‬سماء وين عمو ؟‬
‫لم تتكلم فقط كانت تنظر له وعيونها دامعه ‪ ..‬مرر فهد سؤاله ‪ :‬سماء وين فيصل ؟‬
‫بدا يقلق الن فيصل حريص جدًا ان التخرج له سماء ولم يقابلها اال صدف ولم تفتح له‬
‫الباب ابدًا‬
‫! ردت الصغيرة ‪ :‬عمو يبكي‬
‫دفع فهد الباب ودخل ‪ :‬فيصل‬
‫وفي الغرفة الوحيدة في البيت الصغير وجد فيصل يغطي وجهه بشماغه ويبكي بينما‬
‫عبدالله ممدد وعيونه شاطحه تنظر للسقف بينما اقدامه متخاذله ومتمدده بدون روح ‪:‬‬
‫الحول والقوة اال بالله‬
‫‪ ..‬التفت فهد على الطفلة التي لم تفهم سبب البكاء ‪ :‬جيبي مويه‬
‫واقترب من فيصل يرفعه ليقف فيصل ويحتضن صديقه ‪ :‬عبدالله مات ‪ ..‬اخوي وابوي مات‬
‫‪ ..‬يافهد ‪ ..‬ماعاد لي احد يافهد ‪..‬عبدالله مات‬
‫‪ ..‬صوت الكأس والماء الُم راْق جعل فهد يلتفت ليجد الطفلة تنظر لوالدها بصدمة‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫" الموتى ُه م الناجون من الحياة "‬
‫م‪.‬ن‬

‫" الفصل الثاني "‬


‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ ..‬وغدًا‬
‫ستشطرنا الليالي ‪ ..‬والمسافات البعيدة‬
‫وتدوس فوق رؤوسنا األيام‬
‫أصرخ ها هنا وحدي‬
‫وأنِت هناك ياقلبي وحيدة‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫ركضت الطفلة ذات العشر سنوات لوالدها المستلقي ‪ :‬يبة !! يبة !! اخذت تهز صدرة بيديها‬
‫‪..‬الصغيرتين تحاول ايقاظه ‪ ,,‬لكن الموتى ال يستيقظون‬
‫سحبها فيصل واحتضنها وهو اسوأ منها واكثر بكاء ‪ ..‬بل ان ادراكه للموقف جعله اكثر‬
‫إيالمًا واكثر حزنًا‬
‫وجد فهد نفسه في وسط حزن عميق اليعرف كيف يخفف على فيصل ‪ ..‬كيف يهون‬
‫‪ ..‬مصابه فيمن اعتبره والده‬
‫‪ ..‬اقترب منه ‪ :‬اذكر الله ياخوك وشد حيلك خل البنت تشوفك متماسك‬
‫كان فيصل ينظر ألخوه وكأنه سينفض رداء الموت ويقف فجأة ‪ :‬كيف اشد حيلي يافهد‬
‫وحيلي مات ‪ ..‬عشر سنين وانا اشد حيلي عشان عبدالله وعبدالله مات ‪ !!,,‬انت تعرف وش‬
‫‪ ..‬معنى عبدالله مات يعني اليوم تِي تمت اليوم مات ابوي وامي‬
‫‪ ,,‬بدأ فهد يمسح دموعه ويكح كحه وهمية ليجلي حنجرته من غبار الحزن ‪ :‬عشان البنت‬
‫وكأن فيصل تذكر الطفلة التي يعصرها بين يديه ‪ :‬سماء‬
‫سماء ‪ :‬عمي فيصل ابوي مات‬
‫ليجهش فيصل بالبكاء بشدة لتهتز كتفاه ويخر على ركبتيه غطا وجهه بيديه وارتفع عويله‬
‫بينما فهد توجه لعبدالله وبيده اليمنى اغلق عينيه وتمتم ‪ :‬اللهم اغفر لعبدك عبدالله‬
‫وارحمه واحسن جواره انه بجوارك ياكريم اللهم عامل روحه بما انت اهًال له يارحمن يارحيم‬
‫‪ ..‬وتجاوز عنه‬
‫وتوجه لفيصل وجلس بجانبه وهو ينظر للطفلة التي تنظر تارة لعمها وتارة تلتفت‬
‫‪ ..‬لوالدها ودموعها تسيل على وجهها البريء‬
‫لم يقاوم فهد ان يبتسم لها ابتسامة حزينة مشجعه ‪ :‬تعالي ياسماء‬
‫كان يريد ان يحدثها لتستوعب ويشتت انتباهها عن مظهر عمها المرعب ونواحه‬
‫لكن فيصل امسك معصمها بيده عند وقوفها ‪ :‬خليك جنبي( والتفت لفهد بعينين حمراوان‬
‫‪ ) ..‬الشوفك تكلمها واال تلمسها‬
‫‪:‬‬
‫كان فهد يعرف غيرته على الطفلة الشديدة فهو نفسه لم يكن يراها ابدًا بل خبأها عنه‬
‫ككنز ثمين وكان يذهب بها للمدرسة ويعود ظهرًا لها ينتظرها حتى قبل ان تفتح‬
‫المدرسة ابوابها معلنة انصراف الطالبات بل انه رفض ذات مرة ان يقلهم فهد بسيارته‬
‫وقال له بغرور اليجده الئق اال بفيصل اسبقنا على البيت مابي سماء تركب سيارة غريب‬
‫!!‪,,‬‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫فهد وين رايح لك اسبوع مانشوفك ؟‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬انت تعرف ان اخو فيصل متوفي وكنت اقوم بواجبي‬
‫‪ ..‬ابو فهد ‪ :‬واجبك العزا وانتهى‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬انا اعرف واجبي واحدده‬
‫ابو فهد ‪ :‬طيب انا مجهز اوراقك نبيك تسافر تكمل دراستك برا ‪ ..‬متى بتترك حياة فيصل‬
‫وتعيش حياتك‬
‫نظر فهد لوالده ‪ :‬وش مشكلتك مع فيصل وانت ماقد شفته ابدًا ‪ ..‬كيف تحكم على‬
‫‪ ..‬انسان وانت ماتعرفه‬
‫ابو فهد ‪ :‬مالي معه مشاكل لكن انه يستحوذ على وقتك وانت عندك مستقبل اهم من‬
‫صداقتك معه ‪..‬فل لي انت هل كمل تعليمه هل هو موظف ؟ هل فكر يشتغل واال بس‬
‫عايش على هامش الحياة‬
‫فهد ‪ :‬الرجال يدور شغل من سنتين وماخال شيء ماشتغله لكن موب كل الناس‬
‫محظوظين ‪ ..‬وماتوقع انك تحكم على رجال بقَل مادته واال عمله‬
‫ابو فهد ‪ :‬انا احكم على الرجال بالتزامه واحد مالتزم في عمل ماينشد فيه الظهر وانا‬
‫ابوك‬
‫فهد ‪ :‬خلك منه سفر مانيب مسافر لين اخلص الجامعة‬
‫ابو فهد ‪ :‬ادرس بكالوريوس هناك وماجستير فرصة ماتحصل الحد‬
‫فهد ‪ :‬باكمل الجامعة هنا وانتهى النقاش تصبح على خير‬
‫وتوجه لغرفته ليسمع قبل دخولها همسًا يهتف بإسمه ‪ :‬فهد ‪ ..‬فهد‬
‫وش فيك ؟ ‪:‬‬
‫اقتربت منه اخته التي تصغره بسنتين ومازالت تهمس ‪ :‬ابوي تحت‬
‫وجد فهد نفسه يهمس مثلها ‪ :‬ايه وش فيك ؟‬
‫جمانة ‪ :‬تعال ابيك بموضوع ‪ ..‬وسحبته لغرفتها واغلقت الباب‬
‫جلس وهو ينظر لها لتبدأ ماالحظ انه موضوع مهم من حركة يديها وقضمها ألظافرها ‪:‬‬
‫وش فيك ؟‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬اليوم ابوي كلمني بموضوع عبدالرحمن‬
‫فهد ‪ :‬طيب ‪ ,‬ممتاز وانتي وش رايك ؟‬
‫!! جمانة ‪ :‬طبعًا مابيه‬
‫فهد ‪ :‬ماتبينه لمجرد انه ولد عمنا واال النك عندك مالحظات عليه ؟‬
‫‪ ,,‬جمانة ‪ :‬الن عندي مالحظات عليه‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬وش قولي لي وانا الي ارفضه بالنيابة عنك‬
‫وضعت يدها خلف ظهرها وازداد قضمها ألظافرها كيف تخبره ان ابن عمهم العزيز وقع‬
‫في الفخ الذي نصبته له هي وصديقتها بان جعلتها تختبر عبدالرحمن ليقع فورًا في غزل‬
‫مع صاحبة الصوت الناعم‬
‫حثها فهد على اإلجابة ‪ :‬يالله قولي لي واذا تبين رأيي وافقي الن عبدالرحمن كفو‬
‫وماعليه كالم‬
‫جمانة ‪ :‬انا رافضة وابيك تساعدني‬
‫وقف فهد بتكاسل ‪ :‬ماراح اساعدك اال اذا عندك اسباب واضحة لكن مجرد دلع بنات‬
‫معليش‬
‫وخرج من غرفتها ‪..‬وعاد لغرفته وأستلقى بتعب على سريرة العريض تعتصر قلبه الشفقة‬
‫على فيصل وبنت اخيه وتذكر الوجه المالئكي الذي شاهده اخر ايام العزاء وجهها بريء‬
‫ومنير كالقمر تحيط به طرحه سوداء رجح ان يكن نساء الحي من وضعها على رأسها‬
‫وحول وجهها لتعطيها هالة الحزن المنشودة كانت تنظر للباب ومتأكد فهد انها التعي أي‬
‫‪ ..‬شيء من حديث النسوة بل تنظر حيث تستطيع ان تلمح عمها الذي تشعر معه باألمان‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫جلس فيصل منكس الرأس لم تجف دموعه ابدًا بل يشعر انها تزيد كأنها مياة جبلية‬
‫تدفقت بعد ان تصدعت جبال صبره انتبه للحركة الخفيفة للفتاة النحيلة التي جلست بجانبه‬
‫ترتدي زيًا اليناسب طفلة بعمرها داكن اللون وواسع ‪ :‬عمو فيصل‬
‫مسح فيصل دموعه واغتصب ابتسامه لطفلته الجميلة ‪ :‬عيون عمو‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬اخاف تموت وتتركني‬
‫عض فيصل شفته السفلية ‪ :‬اقولك شيء ياسماء‬
‫سماء ‪ :‬قول‬
‫فيصل ‪ :‬انا بعد اخاف تموتين وتتركيني‬
‫سماء ‪ :‬انا صغيرة‬
‫فيصل ‪ :‬وانا صغير بعد عشان كذا ان شاء الله اشوفك متخرجة من الجامعة‬
‫سماء ‪ :‬معلمتي جتنا‬
‫فيصل ‪ :‬عارف ودك تداومين بكرة‬
‫سماء امتلئت عينيها دموع وهزت رأسها ‪ :‬ال‬
‫فيصل ‪ :‬انا بكرة عندي شغل وماقدر اروح له اال اذا داومتي !!! تبين تغبين عادي أأجل‬
‫شغلي‬
‫سماء ‪ :‬انا اعرف انت تدور وظيفة‬
‫فيصل ‪ :‬ال ابشرك لقيت وباداوم ان شاء الله وبنطلع من البيت ونجيب بيت جديد واحط لك‬
‫غرفة تأثثينها على كيفك‬
‫ابتسمت سماء ‪ :‬والله ويصير عندي مشط بمراية‬
‫فيصل ‪ :‬ويصير عندك مشط بمراية‬
‫كانت الصغيرة تجلس متكئة على عمها وتنسج االحالم وفيصل يراقبها وهي تطلب‬
‫‪ ..‬االلوان لغرفتها الوهمية يحسدها على األمل‬
‫وبدأ يفكر بقبول عرض فهد فهو سيعمل بعرق جبينه ولن يكون مديونًا ألحد وتذكر‬
‫الحوار‬
‫فهد ‪ :‬اسمع يافيصل الموضوع الي باكلمك فيه واتمنى يكون وقته مناسب انا عندي مبلغ‬
‫وودي أشغله ومثل مانت عارف الجامعة اخذه وقتي كامل لذا فكرت نتشارك انا وانت‬
‫فيصل مستهزئًا ‪ :‬خالص بس انتظر اشيك على مالييني الي في البنك‬
‫فهد ‪ :‬انت بتكون شريكي بمجهودك وانا برأس المال شركات كبيرة تقوم على‬
‫هالشراكة بنفتح محل اتصاالت انت تعمل فيه وانا مني البضاعة واجي اساعدك مرة في‬
‫الويك اند او أي يوم تحس ان فيه ضغط عليك‬
‫قاطعه فيصل ‪ :‬تبيني اشتغل عندك صبي ياولد عبدالكريم الراجي‬
‫كور فهد قبضته كأنه يتمنى ان يلكم هذا المعتز بنفسه ‪ :‬موب وقت غرورك الحين يافيصل‬
‫انا وانت بنكون صبيان عند جدتي هي الي عطتني المبلغ وقالت لي تاجر لي فيه انت‬
‫تتوقع اني مادور لنفسي خط تجارة او عمل اثبت فيه نفسي‬
‫فيصل ‪ :‬تدور ليه واموال ابوك‬
‫فهد ‪ :‬احتاج اثبت نفسي لنفسي ياخي‬
‫فيصل ‪ :‬ايه اعرف شعارات عيال النعمة‬
‫فهد ‪ :‬الشعارات والهم يحزنون تعال شاركني وخلنا نكبر هالعمل سوا ونشوف وين‬
‫بيوصلنا يمكن تضرب معنا ونصير تجار وناخذ وكاالت حصرية ألجهزة التخلي كبريائك تضيع‬
‫‪ ..‬هالفرصة من يدينا وتذكر انك تحتاج تتزوج وتفتح بيت ياخي تذكر سماء‬
‫‪ ..‬فيصل ‪ :‬التجيب طاريها على لسانك موب عشانها صغيرة تتبسط في الحديث عنها‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫في منزل فهد وعلى مائدة االفطار الزاخرة بانواع المأكوالت‬
‫سارة ام فهد ‪ :‬جينا فهد موجود واال طلع للجامعة‬
‫الخادمة ‪ :‬فهد خرج مبكرًا‬
‫جمانة ‪ :‬ماتوقع راح للجامعة ألنه البس تريننق‬
‫‪ ..‬ام فهد ‪ :‬يمكن للنادي اجل‬
‫والتفتت على ابنتها ‪ :‬كلمك ابوك عن عبدالرحمن‬
‫جمانة ‪ :‬ايه كلمني وانا رافضة‬
‫ام فهد بهدوء ‪ :‬ماراح نرفض ولد عمك ابدًا لذا اعملي على انك تتقبلينه ودربي نفسك‬
‫على هذا الشيء والتحاولين تدخلين فهد في الموضوع ألن رأيه من رأينا‬
‫جمانة بنفس برود والدتها ‪ :‬ليش اجل تستشيروني ؟‬
‫‪ ..‬ام فهد ‪ :‬ماكنا نستشيرك كنا نبلغك لكن ابوك خانه التعبير‬
‫وقفت جمانة بغضب ورمت منديل الطاولة بقوة واعطت والدتها ظهرها لتخرج للجامعة‬
‫لم تلتفت والدتها لها وتعرف انها بصالبة الحديد واليمكن ثنيها عن ماتريد ال بالدموع او‬
‫‪ ..‬الحيل فـ سارة الراجي اشد صالبة من الصخر‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫ذهب فهد وفيصل للبحث عن محل موقعه جيد للبدء بمشروعهم كان فيصل ينظر للساعة‬
‫يخاف ان يتأخر على موعد خروج سماء وجدوا محًال معروض لإليجار بفتحتين وبموقع ممتاز‬
‫اتفقوا مع صاحبه ووقعوا عقدًا‬
‫فيصل ‪ :‬الحين بعقد اإليجار روح طلع رخصة للمحل‬
‫فهد ‪ :‬طيب وش نسميه الزم نختار كذا اسم ألن البلدية ترفض بعض األسماء‬
‫فكر فيصل ‪ :‬حط اسمه فائين بما انه حرف اسامينا‬
‫ضحك فهد وقال ‪ :‬وش رايك نسميه سماء لالتصاالت‬
‫نظر له فيصل بغضب ‪ :‬تبيني احط اسم بنت اخوي على لوحة للرايح والجاي‬
‫ضحك فهد بشدة فهو يحب ان يستفز فيصل ليخرجه عن المباالته وأشر للسماء ‪ :‬شف بنت‬
‫اخوك كل الناس تشوفها‬
‫لكن اللكمة التي وصلت لفكه جعلته يبتلع المزحه لكن لم تخفي ابتسامته‬
‫حرك فيصل اصابعه بعد لكمه فهد وقال بحاجب مرفوع بغرور ‪ :‬وبتصير للناس بعد السماء‬
‫بنت عبدالله‬
‫ضحك فهد ‪ :‬خير من وصى يالله بارجعك تجيب الكنز وباروح للبلدية‬
‫فيصل ‪ :‬ايه روح انت عشان تخلص اوراقنا النك نظيف وولد نعمة انا اذا شافوني عقدوا‬
‫االوراق تعقيد‬
‫فهد ‪ :‬تدري انك الوحيد الي يعايرني الني غني‬
‫‪ ..‬فيصل بابتسامة ‪ :‬اهم شيء ما اجرح شعورك الحساس‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫وقف فيصل ينتظر صغيرته سماء كانت دائمًا تأتي راكضة له فهي تعرف اين ينتظرها‬
‫لكنها اليوم أتت تمشي وتراقب اقدامها تقدم منها وكعادته اخذ حقيبتها ووضعها على‬
‫كتفه واخذ اليد الصغيرة‬
‫وش فيها الجميلة ‪:‬‬
‫سماء ‪ :‬اشتقت ألبوي‬
‫فيصل ‪ :‬وانا بعد‬
‫سماء تنظر له باستغراب ‪ :‬اشتقت ألبوك بعد‬
‫فيصل ‪ :‬ال ‪ ,‬اشتقت ألبوك انتي بعد ألنه االبو الوحيد الي اعرفه‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬المعلمة قالت لي كل ماتشتاقين له ادعي له‬
‫فيصل ‪ :‬يالله للبيت اكيد انتي جوعانة‬
‫وهو يتذكر انها لم تأكل فطور ليس ألنه مهمل بل ألنه لم يجد مايناسب فطور للطفلة‬
‫‪ ..‬لذا اكتفى بشراء حليب لها اثناء ذهابهم‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫وعندما اقتربوا من المنزل وجد سيارة فهد متوقفة وهوواقف يتحدث بـ هاتفه ومعه كما‬
‫يبدو كيس غداء‬
‫فيصل ‪ :‬كنت رايح للبلدية ليه رجعت بسرعة‬
‫فهد وهو ينظر للطفلة ‪ :‬خلصت االوراق لقيت موظف خلصني بسرعة‬
‫ضحك فيصل ‪ :‬لقيت موظف واال عشان أسمك‬
‫فهد ‪ :‬عشان اسمي فأما بنعمة ربك فحدث ‪ ..‬تعال جبت غداء‬
‫‪ ..‬فيصل لم يستطيع الرفض ليس من أجله بل من أجل سماء ‪ :‬يالله اقلط‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫عمل فيصل في المحل بكل نشاطه ووجد انه افضل حاًال وسعد جدًا ألنه وافق فهد ولم‬
‫تأخذه الِّع زة باألثم ويرفض ومن شهر بدأ يعود للمنزل بفاكهه واكل بل بدأ يشتري لسماء‬
‫ألعاب ومالبس كان فهد كما وعده يأتي ويعمل معه يومًا في األسبوع احيانًا يأتي بـ‬
‫كتبه ويذاكر في المحل ‪..‬لقد تمنى فيصل لو استطاع اكمال دراسته للحصول على وظيفة‬
‫افضل لكن لن يشتكي االن بعد ان بدأ المحل بالمكسب كانوا اسبوعيًا يجردون االرباح‬
‫ويقتسمونها وكان احيانًا فيصل يأخذ مبالغ بسيطة ويسجلها حتى تحسب من ارباحه هو‬
‫‪ ..‬وجد ان فهد رغم صغر سنة ذكي جدًا ودقيق وقت الحساب فكما يقال ابن الوز عوام‬
‫كان يفتح المحل صباحًا وسماء في المدرسة ليغلقه ظهرًا ثم يفتحه عصرأ حتى صالة‬
‫العشاء حيث اليستطيع تركها وحيدة وقت طويل واحيانًا يفتحه فهد بعد العشاء النه‬
‫‪ ..‬وقت فراغه‬
‫‪ ..‬كان يجلس في المحل ويحاول ان يتعلم تركيب نغمات حسب طلب الزبائن هذه األيام‬
‫لكن لفتت انتباهه سيارة فارهه وقفت امام المحل في البداية اعتقد انها تخص فهد حتى‬
‫نزل منها رجل كبير السن طويل هز رأسه بهدوء للشاب الذي فتح له الباب ونظر ألعلى‬
‫للوحة المحل ثم نظر مباشرة لفيصل ودخل المحل على مهل وبيده عصا يبدو ليس بحاجة‬
‫‪ ..‬لها‬
‫وقف فيصل وابتسم قد يكون زبون ‪ :‬اهًال كيف اخدمك ؟‬
‫نظر الرجل لفيصل من اعلى ألسفل نظرة اثارت عزة فيصل وكبريائه ‪ :‬انت فيصل ؟‬
‫رغم ان الرجل نطق فقط اسمه إال ان فيصل شعر بإحتقار الرجل له بل تعدى ذلك ُخ يل له‬
‫انه سمعه يسأل " انت نكرة او انت حشرة " وليس‬
‫أنت فيصل ؟‬
‫فيصل وعاد يجلس ‪ :‬نعم أنا فيصل أي خدمة ؟‬
‫‪ ..‬الرجل بابتسامة مستهزئة ‪ :‬تتوقع ان محل صغير بيخليك من اصحاب المال‬
‫فيصل ‪ :‬من انت ووش تبي ؟‬
‫الرجل ‪ :‬انا عبد الكريم الراجي والد فهد ‪ ..‬وتقدر تقول صاحب األموال الي فتحت فيها‬
‫محلك هذا و‪ ..‬شمل المحل بنظرة محتقرة لجهود فيصل وأكمل ‪ :‬طبعًا مادري وش‬
‫السيناريو الي حطه فهد عشان يقنعك انك صاحب فضل عشان رضيت تشاركه بس احب‬
‫اوضح لك ان بضاعة المحل كلها ميزانيتها ماتقارب لو بشي بسيط مصروف فهد في‬
‫اسبوع وازيدك من الشعر بيت االرباح التافهه الي انت فرحان فيها ماتغطي حتى وجبتين‬
‫في بيتنا يعني باختصار فهد فاتح المحل ألنه يشفق عليك وألنك قدرت تقنعه ان عندك‬
‫عزة نفس وماترضى تعيش متسلق عليه ‪ ..‬في الواقع انت متسلق لكن متسلق محترم‬
‫‪..‬ماكنت راضي عن صداقتك مع ولدي وكنت عارف انك بتحاول تستغله واالن بما انك اثبت‬
‫لي ان حدسي صحيح كم تبي عشان تطلع نهائي من حياة فهد وتعيش بعيد عنه وتاخذ‬
‫‪ ..‬معك همومك الي صارت هموم فهد غصب عنه‬
‫كان فيصل يتنفس بحده جاحظ العينين في الرجل الذي بدأ له انه لن ينتهي من خطاب‬
‫تحقيره ‪ ..‬لقد حافظ على عزته وكرامته امد طويل ليأتي هذا ويمزقه امامه بدون حتى ان‬
‫‪ ,,‬ترمش عينه‬
‫تكلم فيصل اخيرًا ‪ :‬اذا ولدك موب رجال ومايقدر يصادق ناس اال بموافقتك تفاهم معه‬
‫‪ ..‬موب معي‬
‫ابو فهد ‪ :‬فهد لألسف رحوم وعشان كذا متمسك فيك ألنك تعزز جانب األحسان الي عنده‬
‫‪..‬‬
‫‪ ..‬قاطعه فيصل ‪ :‬ولدك مايحسن علي انا اشتغل بالحالل‬
‫‪ ,,‬ابو فهد ‪ :‬يعني بتقنعني انك دافع معه من راس المال‬
‫فيصل ‪ :‬انا شريك بمجهودي‬
‫ابو فهد ‪ :‬وفيصل ماله مجهود في المحل ؟ وش مجهودك ؟ انت الي تورد البضاعة انت الي‬
‫تخاطب الشركات انت الي تتعامل مع الموردين انت الي تجيب البضاعة من الجمرك انت‬
‫الي تحول الفلوس للشركات ؟ طبعًا ال الن فهد الي يسوي كل هذا بحكم انه صاحب‬
‫العمل ومعه لغة وانت وش تسوي تبيع فقط في المحل يعني عامل يعني فهد عطاك‬
‫نصف االرباح ألنه يشفق عليك بينما انت ماتستحق اال راتب أجير وتقول ماتستغله ‪..‬؟؟‬
‫!!‪ ..‬عمومًا راجع نفسك واسترجل وبالش تعيش على اكتاف غيرك‬
‫ورحل ‪ ..‬يمشي بهدوء كما دخل يركض الشاب ليفتح له الباب ويركب بدون ان ينظر للدمار‬
‫الذي احدثه خلفه بدون ان ينظر للشاب الذي حطمه خلفه بدون ان ينتبه للطريق الذي‬
‫‪ ..‬اغلقه خلفه‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫كثيرون غيرك مروا سريعًا‬
‫‪ ..‬ولم يبقى منهم‬
‫سوى الذكريات‬
‫‪ ..‬فمن باعني في مزاٍد رخيٍص‬
‫ومن صار عندي بقايا رفات‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫قراءة ممتعة وإلى اللقاء‬

‫‪:‬‬
‫"" مراحب‬
‫بتكون مواعيد الفصول بإذن الله ‪ 3‬مرات أسبوعيا‬
‫الخميس ‪ ..‬الثالثاء ‪ ..‬االحد‬
‫‪ ..‬حتى إشعار اخر‬
‫‪:‬‬
‫" الفصل الثالث "‬

‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ ..‬إال الحنين فأنني ‪ ..‬مازال يشقيني الحنين‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫جلس فيصل يعبث بمقدمة شعره ويراقب الصغيرة تلّو ن في دفتر التلوين الخاص بها ‪..‬‬
‫يحسدها ويخاف عليها ويخاف منها ‪ ..‬اما الحسد ألنها التعي الهموم الكبيرة العالقين فيها‬
‫‪ ..‬اما الخوف عليها حتى من نفسه يخاف ان يخدش سمعتها اي شيء ان يؤرق عيناها أي‬
‫شيء ان ينظر لها احد ويقول انها بال سند وُل قمة سائغة حتى فهد ‪ ..‬وآه من فهد لقد‬
‫ابعده عنها حتى الينظر لها بشفقه او بعطف حتى التعتاد الشفقة في أعين الناس ‪..‬‬
‫ويخاف منها ان تگبر فتعد له نواقص طفولتها التي لم يلبيها ‪ ..‬مثلها مثل جميع من حوله‬
‫من اقارب وجيران ‪ ..‬لماذا اليعمل لماذا اليشتغل لماذا اليبحث عن وظيفة ‪ ..‬رجل طول‬
‫بعرض عاطل باطل ‪ !..‬اال يعلموا انه يبحث ليل نهار بل انه لم يعد يشترط فقط يريد أي‬
‫عمل ‪ ..‬اي عمل يدر عليه المال ‪ ..‬اليريد ان يتذكر لقاء الدمار ‪..‬لقد اعتقد ان الدنيا اخيرًا‬
‫اعطته احد اوجهها الحسنة ‪ ..‬لكنه اآلن وثق تمامًا ان الوجٌه حسٌن لها ‪ ..‬لقد دمره حديث ‪..‬‬
‫والد فهد لكنه عّل م انه صادق ‪ ..‬لم يكن يفهم في اإليميالت او الماسنجر مثل فهد بل‬
‫اليفهم لغة االعمال واليعرف القيمة الحقيقية للبضاعة ‪ ..‬كان يتحرك وفقًا لقول فهد في‬
‫الواقع واستنادًا على ثقته به ‪ ..‬اآلن يفكر لماذا ابن عائلة عريقة وممتدة وثرية يفتتح محًال‬
‫اليساوي شيء يذكر عند تجارة والده ‪ ..‬لقد كان له مجهود في العمل اما هو فهو اجير‬
‫‪ ...‬كما قال ‪ ..‬والد فهد ‪..‬مجرد أجير‬
‫لقد اتهمه دائمًا فهد بـ الغرور اي غرور يتهمني به وهو لم يرى غرور والدهـ او انه استكثر‬
‫علي عزة النفس والكبرياء ووجدها الئقة بوالده ‪ ..‬تبًا لهم ليس بحاجة حتى لصداقته ولن‬
‫يفتح المحل ولن يفتح الباب حتى ‪ !! ..‬ومتى ماوجد عمل رحل هو وسماء حيث يعيشون‬
‫‪ ..‬حياة طبيعية‬
‫ونظر لـ سماء بابتسامة كيف يضيق من يملك هذه السماء الرحبة ‪ ..‬سيعمل على ان‬
‫‪ ..‬الترث حظ العائلة الغابر هو وعبدالله عانوا من سوء الحظ واليجب ان ُت عاني سماء ابدًا‬
‫وگأنها شعرت بالعيون الُم راقبة ‪ :‬عمو وش رايك ؟‬
‫‪ ..‬ورفعت احد األوراق الملونة‬
‫‪ ..‬فيصل ‪ :‬جميلة مثلك‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬عرفت اكتب اسمي باالنجليزي كامل‬
‫‪ ..‬فيصل ‪ :‬ابيك تصيرين دكتورة او محامية او مهندسة ‪ ..‬ابيك تصيرين شيء كبير‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬باصير دكتورة‬
‫‪ ..‬ضحك فيصل كمن الهموم له واستلقى واغمض عينه ‪ :‬يالله تعالي عالجيني‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫ثالثة ايام يقف فهد امام المحل ويجده مغلق والهاتف للمتكبر المزاجي فيصل ‪ ..‬ويطرق‬
‫الباب والاحد يفتح ‪ ..‬وذهب لمدرسة سماء ظهرًا وصباحًا ولم يجدهم ‪ ..‬اين ذهب فيصل ؟‬
‫اين اختفى ؟ ايكون فعًال اليريد االلتزام في العمل ‪ ..‬ايعقل ان تكون نظرة والده وهو لم‬
‫!! يعرفه حقيقية وفيصل الينشد به الظهر‬
‫‪ ..‬توجه لمنزله وطرق الباب بقّو ه‬
‫‪ ..‬بدأ القلق ينهش رأسه ‪ ..‬ربما حدث مكروه لهم‬
‫ُت‬
‫وبقِو ه كبيرة طرق الباب ‪ ..‬وبدأ يطرق حتى وجد ان النوافذ فتح من البيوت المجاورة‬
‫‪..‬واالبواب المجاورة ‪ ..‬اليهم !! سيطرق حتى لو خرج كل من في الرياض من بيوتهم ‪ ..‬وبدأ‬
‫يطرق بشدهـ‬
‫ُف تح الباب بقوة ؛ سالمات !؟‬
‫تراجع فهد وهو ينظر لفيصل بسحنته الباهته المعتادة والمضحك انه غاضب ‪ :‬ماتقول لي‬
‫وينك مختفي ؟‬
‫فيصل ‪ :‬وش دخلك ؟ ولي امري انت !؟‬
‫فهد باستغراب ‪ :‬والمحل ؟ ليه مسكره كذا من كم يوم !؟‬
‫‪ ..‬فيصل ‪ :‬استقلت‬
‫فهد ؛ فيصل وش فيك !؟ فيكم شيء !؟ سماء فيها شيء !؟‬
‫فيصل بغضب ؛ وش دخلك !؟ وش دخلك في سماء قلت لك الف مرة التجيب اسمها على‬
‫! لسانك‬
‫‪ ..‬فهد يحاول يتصرف بهدوء ‪ :‬هد اعصابك ياخوك سماء مثل اختي الصغيرة‬
‫فيصل يرفع يده عاليًا ‪ :‬ال !! ال ماهيب اختك والهيب مثل اختك ويالله ارجع لبيتكم‬
‫الشوفك وحاول اغالق الباب‬
‫لكن فهد امسك بالباب ودفعه ‪ :‬انت فيك بال اليوم !؟ ليه مسكر المحل !؟ اذا عندك ظرف‬
‫!! تقدر تقول لي انا اوقف فيه‬
‫فيصل ؛ قلت لك ماعادني واقف في المحل ‪ ..‬اذا انا موظف ياخي قدمت استقالة واذا‬
‫!! شريك فضيناها شراكه‬
‫!! فهد ‪ :‬فيصل انت تسمع وش تقول !! عطني سبب ليه‬
‫فيصل ‪ :‬مابي احسانك ياخي‬
‫‪ ..‬فهد ؛ انا ماحسنت عليك انت تشتغل‬
‫فيصل وهو ينفض ثوبه ؛ مابي اشتغل معك ياخي تفهم انت مااابي !! غصب هو‬
‫فهد بغضب ‪ :‬عطني سبب ؟‬
‫فيصل ‪ :‬انت تشوف اني الزم ابرر لك ليه !؟ انت تشوف اني تحت امرك ليه ‪...‬؟‬
‫!! قاطعه فهد ؛ لحظة لحظه وش تقول انت‬
‫بدأ الشجار يرتفع وفيصل يدور حول نفس الموضوع اليريد ان يفصح عن السبب الحقيقي‬
‫!!‪ ..‬واليريد ان يوضح كم هو مجروح ‪ ..‬وُم هان‬
‫‪ ..‬يريد فقط ان يصمت هذا الُم تشدق‬
‫فهد وهو غاضب جدًا ‪ :‬اترك عنك الكبرياء المريضة الي بتعيق حياتك !! قل لي منين‬
‫‪ ..‬بتصرف وتوكل البنت الي في رقبتك ‪ ..‬مانت قد العمل ليه من البداية وافقت‬
‫فيصل ‪ :‬اطلع برا والشوفك هنا مالك دخل فيني اكل ان شاء الله مع القطاوة وش دخلك‬
‫‪..‬‬
‫فهد ؛ انت مريض يافيصل ومتمسك بكرامتك عشان تحمي كسلك واال في الواقع انت‬
‫‪ ..‬كسول والي يعيش عيشتك ماله كرامة‬
‫بسرعة لكمه فيصل بقوة ورد فهد له اللكمة وهو يشعر انه مخذول من فيصل ‪ ..‬لكن‬
‫عندما رأى فيصل على استعداد تام للشجار تراجع ورفع اصبعه ‪ :‬دور لك حل يالكسول‬
‫‪ ..‬يشبعك انت وبنت اخوك‬
‫وتعدى نظره فيصل لينظر للفتاة الصغيرة الملتصقة بالباب باهته وشاحبه كعمها تمامًا‬
‫‪ ..‬بشعر مهمل وقصير كخيوط صوف قديمة‬
‫‪ ..‬وتراجع وخرج غاضبًا‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ ..‬هي قالت لي انها رافضة‬
‫عبدالرحمن بصوت رجولي غير مكترث تمامًا بالموضوع ‪ :‬متى قالت لك ؟‬
‫‪ .‬هناء ‪ :‬امس في الجامعة ‪ ،‬وواضح انها تبيني اوصل لك الموضوع‬
‫ضحك عبدالرحمن ووقف ‪ :‬وهذا انتي وصلتيه ‪ ،‬ورفع يده بتحيه ‪ :‬بلغيها اني مش متراجع‬
‫‪ ..‬وعن الدلع‬
‫جحظت هناء عيناها ‪ :‬كيف يعني ؟‬
‫‪ ..‬التفت عبدالرحمن وبوجه غير مهتم تمامًا ‪ :‬مثل ماقلت لك‬
‫ركضت هناء تحاول سبقه قبل ان يخرج ‪ :‬عمي عبدالرحمن اقولك البنت رافضه !! وش‬
‫يحدك تاخذ بنت ماتبيك‬
‫قال بغرور ‪ :‬اذا عرفتني بتموت علي خلي عنك الدلع ونادي اخوك وينه‬
‫‪ ..‬هناء ‪ :‬في النادي طلع من ساعة‬
‫عبدالرحمن بضحكه ذات معنى ‪ :‬اجل اترك لك مهمة انك تبلغينه بخطبتي لجمانة عشان‬
‫‪ ..‬يحضر نفسه للملكة‬
‫نظرت له هناء بحاجب معقود ‪ ..‬هل يعلم عمهم ان اخوها مهتم جدًا بجمانة بل انه منذ‬
‫!!‪ ..‬وعى على الدنيا وهو يحبها ‪ ..‬هل هذا سر ابتسامته التهكمية‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫وقفت ُج مانة نحيلة ذات شعر يصل لكتفيها اسود جسدها مشدود گ الوتر من التوتر‬
‫‪ ..‬وهي تستمع لحديث والداها‬
‫‪ ..‬ابو فهد ‪ :‬بلغته يجي الخميس للملكة‬
‫ام فهد سارة ‪ :‬ممتاز باحضر نفسي على هذا األساس‬
‫تقدمت منهم جمانة بعد ان يئست من ان يستمع لها احد ‪ :‬قولوا له مافيه زواج لين اتخرج‬
‫‪..‬‬
‫ابتسمت والدتها في برود قاتل وگأن جمانة تتحدث بفرح عارم ‪ :‬اكيد حبيبتي الشروط الي‬
‫‪ ..‬تحطينها ويوافق عبدالرحمن عليها هي المعمول بها‬
‫‪ ..‬زمت جمانة شفتيها في حنق وتجاوزت جلسة والداها لتصعد لغرفتها‬
‫‪ ..‬التفتت سارة ناحية زوجها ‪ :‬اتفقت مع عبدالرحمن على الشراكة‬
‫عبدالگريم ‪ :‬طبعًا هو وعيال اخوه الله يرحمه بيكونون هم اهم المستثمرين في مشروع‬
‫‪ ..‬فيليدز قروب‬
‫سارة ‪ :‬وفهد !! انت عارف بيتخرج واكيد بيسافر يكمل دراسته برى‬
‫عبدالكريم ‪ :‬فهد من ترك فيصل والروحه للحواري الغابرة وهو راكد وهاديء ومايفكر اال‬
‫بنفسه لو بس امي الله يطول بعمرها ماتقويه علينا كان من االن حطيت له مكان بارز‬
‫‪ ..‬في المشروع‬
‫اخذت سارة فنجال القهوة بأناقة بالغة وبهدوء ‪ :‬انت متأكد انه ماعاد يتواصل مع الي‬
‫‪ ..‬اسمه فيصل‬
‫عبدالكريم ‪ :‬ايه متأكد ‪ ..‬اصًال حسب معلوماتي ان فهد ماراح لذيك المنطقة ابدًا‬
‫‪ ..‬تمتمت سارة بكلمة ‪ :‬ممتاز‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ ..‬هناء ‪ :‬اهدأ يافارس مجنون انت‬
‫‪ ..‬كانت تسحب اخوها وهي تنظر خلفها ‪ :‬تعال نتكلم‬
‫فارس بعصبية ‪ :‬شلون نتكلم هذا مريض !! انا ملمح له اني ابي جمانة يروح يخطبها‬
‫‪ ..‬لنفسه !! عمره ‪ ٢٧‬ياخذ وحده تناسبه جمانة صغيرة عليه‬
‫‪ ..‬هناء ‪ :‬خالص هو خطبها وعمي وافق‬
‫فارس ‪ :‬الاسمعك تقولين لعبدالكريم عمي هذا موب عمنا الجشع الحرامي والله لوال فهد‬
‫‪ ..‬كان حتى سالم ماسلمت عليه‬
‫كان يروح ويجيء بتوتر وهو يضع قبضته على فمه ويفكر ثم رفع نظره الخته ‪ :‬هناء الزم‬
‫اكلم جمانة ترفض‬
‫‪ ..‬ضحكت بقهر ؛ جمانة اصًال رافضه بس من يسمعها‬
‫فارس ‪ :‬تقول لفهد‬
‫‪ ..‬هناء ‪ :‬قالت له ورأيه من رأيهم‬
‫فارس ‪ :‬هناء تكفين اي شيء بس هالمغازلجي الحقير ماياخذ جمانة تكفين‬
‫هناء ‪ :‬فارس التنسى انه عمنا مهما كان‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬انا الي باقول لفهد بنفسي عن بالويه‬
‫تبعته هناء بسرعه وامسكت يده ‪ :‬تكفى فارس اتركهم بكيفهم جمانة خالص بتتزوجه‬
‫عمي مصمم‬
‫فارس ‪ :‬عمك مصمم عشان المشروع وماعنده مشكلة يزوجها عبدالرحمن او انا اهم شيء‬
‫ندخل معهم في المشروع‬
‫هناء ‪ :‬وانت تشوفها حلوه في حقنا انكم تتهاوشون على بنت‬
‫نظر لها فارس بعجب ‪ :‬هناء انتي تعرفين ان جمانة بالنسبة لي اكثر من بنت هي حلمي‬
‫‪ ..‬الوحيد في هالدنيا‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ ..‬ضحك فهد من جدته ‪ :‬مافكر في الزواج الحين‬
‫رفعت العجوز القوية عصاهافي وجهه ‪ :‬والله ان تزوجت بدون مادري الغضب عليك تروح‬
‫تاخذ لك جنية مثل امك‬
‫ضحك فهد ؛ ياجده تتكلمين في امي ترى مارضى عليها‬
‫‪ ..‬جدته ‪ :‬ورا ابوك الرخمة رضى علي يوم طلعتني من بيته‬
‫‪ ..‬فهد ؛ هاه عاد انتي الي طلعتي بمزاجك ماطلعتك الله يهديك‬
‫‪ ..‬اصرت جدته على موقفها ‪ :‬اخت الطردة ناشبه لي في كل حركة وكل كلمة‬
‫ضحك فهد من جدته فهو يحب اغاضتها بوالدته التي التطيق حتى اسمها مر اكثر من ستة‬
‫شهور من الشجار الكبير بينه وبين فيصل يعرف ان الجميع سيستمر في حياته لكن‬
‫‪ ..‬اليستطيع ان يمنع نفسه من التفكير فيه وفي الصغيرة كيف اصبحت حياتهم‬

‫؛‬
‫‪:‬‬
‫عندما يرخي الليل ستائرهـ ليعم الظالم يظن البعض انه وقت الراحه لكنه وقت التعب ‪..‬‬
‫فمصابيح الهموم تشعل فتائلها لتقتات على الروح والجسد ممدد فيصل في الصالة‬
‫لمنزلهم القديم الذي تفصله عن المطبخ وغرفة النوم الوحيدة حيث كانت المرحومة والدة‬
‫سماء تطلق عليها جناحها كان يفكر كيف عطفت عليه زوجة اخوه وهي عروس كيف‬
‫شملته برعايتها واهتمامها وهي شابة ‪ ..‬اعتنائه بسماء لمئة عام لن يرد جميل عبدالله‬
‫وزوجته ابدًا‬
‫صوت صرير الباب الصديء جعله يلتفت ليجد سماء واقفه صغيرة جدًا وواضح انها خائفة ‪:‬‬
‫سماء‬
‫سماء ‪ :‬عمو اقدر انام معك ؟‬
‫فيصل يفسح لها مكان على الفراش المهتريء ‪ :‬تعالي يابابا ووضع المخدة بينه وبينها‬
‫واحاطها بذراعه ‪ :‬وش فيك‬
‫سماء ‪ :‬كابوس‬
‫فيصل ‪ :‬نفس الكابوس‬
‫سماء بصوت خافت ‪ :‬ايه‬
‫تنهد فيصل ‪ :‬طيب قولي بسم الله وغمضي عيونك واخذ يداعب خصالت شعرها لعلها‬
‫تنام اليلوم الكوابيس ان زارتها في هذا المنزل فإحدى الغرف تمددت فيها والدتها بدون‬
‫‪ ..‬روح وفي هذا المكان رأت والدها يتبع نظره روحه‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫اتصل فارس بفهد ‪ :‬السالم عليكم‬
‫فهد ؛ وعليكم السالم هالبك‬
‫فارس يجلي صوته رغم ان فهد بعمره لكن دائمًا مايشعر انه اكبر منه بكثير بشخصيته‬
‫المستقلة ‪ :‬فهد باكلمك بموضوع‬
‫فهد ‪ :‬آمر ! ينفع بالتيلفون واال تجيني الني توي طالع من جدتي‬
‫فارس ‪ :‬باقولك الحين انا قالي عمي عن خطبته لجمانة‬
‫فهد ‪ :‬طيب ؟‬
‫‪ ..‬فارس ‪ :‬فهد عمي مايصلح لجمانة النه‬
‫!قاطعه فهد ‪ :‬وانت كيف تعرف جمانة وانه مايصلح لها !؟‬
‫‪ ..‬فارس ارتبك ؛ عمي يكلم بنات ويواعد و‬
‫فهد ‪ :‬هذا كالم مايطلع منك لعمك يافارس ماهقيتك والله كذا ‪ ..‬بدال ماتجمل عبدالرحمن‬
‫‪ ..‬تحاول تشوه سمعته !؟ واذا كلم بنات ياخي نص الشباب يكلمون واذا تزوجوا بطلوا‬
‫‪ ..‬عض فارس شفته بقهر يشعر ان الموضوع يخرج من يده ‪ :‬فهد اسمع‬
‫فهد ‪ :‬اسمع انت وانا اخوك بالش حركاتك الي احنا عارفينها مسألة انك بتغيض‬
‫عبدالرحمن براحتك لكن طلع جمانة من الموضوع اال اذا بتقولي انه ياكل مال حرام واال‬
‫يتاجر بشيء حرام واال مدمن واال اي شيء ممكن يشوه سمعته لكن بنات ياخي خله‬
‫‪ ..‬يشبع بنات لين يتزوج‬
‫!! فارس ‪ :‬فهد انا قايل لعمي اني ابي جمانة وراح وخطبها‬
‫وقف فهد في منتصف الشارع مستغرب كالم فارس وطفوليته ‪ :‬اصحى يافارس جمانة‬
‫ماهيب سيارة تتسابقون عليها انت وعمك !! اذا تبيها ليه سكت لين خطب عبدالرحمن !!‬
‫‪ ..‬الحين العاد اسمعك تفتح هالموضوع واكبر خالص واطلع من عقدة عبدالرحمن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫" يوم الخميس يوم الملكة"‬
‫وقفت جمانة في وسط غرفتها تعقد يديها على صدرها ‪..‬وهي ترى والدتها بهدؤها الممل‬
‫تتفقد الفستان الزهري بشغل فضي واكمام طويلة الموضوع على الفاترينة ‪ :‬ممتاز يالله‬
‫خليهم يجهزونك عشان تلبسينه‬
‫تقدمت جمانة في محاولة اخيرة الستعطاف والدتها ‪ :‬يمة ! تكفين انقذيني التربطيني‬
‫بعبدالرحمن العمر كله‬
‫سارة تهز رأسها باستغراب ليتحرك شعرها القصير المقصوص " كاريه " ‪ :‬قلت لك اعطيني‬
‫مستمسك واحد عليه‬
‫جمانة ‪ :‬راعي بنات ويكلم نص بنات الرياض ويطلع ويواعد‬
‫ابتسمت والدتها ابتسامة لم تضيء قسماتها الهادئة والمتكبرة ‪ :‬عادي حبيبتي واحد‬
‫فااللف رجل مخلص وفي الغالب يكون مخلص لنفسه مش لزوجته !! اذا متوقعه انك لو‬
‫رفضتي عبدالرحمن بيجيك واحد مخلص ووفي انتي غلطانة الفرق انه ممكن ماتاخذين‬
‫واحد خائن وفيه ربع مميزات عبدالرحمن لذا اخذي عبدالرحمن على خيانته وممكن يتعدل‬
‫بعد الزواج انتي وشطارتك‬
‫قطع الحديث دخول هناء المتردد ومن مالمحها عرفت جمانة ان الاحدًا سعيد بهذا الزواج‬
‫ابدًا ‪ :‬سالم‬
‫التفتت والدة جمانة بفرحة مصطنعه ‪ :‬جت هناء اتركك تجهزين العروسة‬
‫‪..‬وابتعدت ترفع رأسها عاليًا وتمشي بتكبر وعنجهية‬
‫جلست جمانة ‪ :‬وش اخبار فارس ؟‬
‫‪ ..‬هناء ‪ :‬بيتقبل الموضوع غصب‬
‫جمانة ‪ :‬الجميع بيتقبله اال انا‬
‫هناء ‪ :‬جمانة سبق وقلت لك عن حب فارس لك وماهتميتي لذا طلعي فارس من‬
‫‪ ..‬الموضوع‬
‫وقفت جمانة بيأس ‪ :‬يمكن ماحبيت فارس ابدًا لكني اكره عبدالرحمن ياهناء وبعد ساعة‬
‫!!!‪ ..‬بارتبط برجل اكرهه‬

‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫طيب وش سويت بالمحل‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬حطيت فيه عامل لين ينتهي اجاره النه مستأجره لمدة عام وبعدها باسكره‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬المشاريع الغير مدروسه تنتهي بفشل‬
‫فهد ‪ :‬المشروع مدروس تمامًا وناجح لكن يبيله وقت وانا مااملك الوقت يمكن انت اكبر‬
‫مني ب ‪ ٧‬سنوات لكن ماتقدر تقلل من عقليتي التجارية‬
‫ابتسم عبدالرحمن بهدوء ‪ :‬اذا تقصد عقليتك الموروثة من والدك فاعذرني باشكك فيها‬
‫فهد بضحكه وبدون ان يدرك قصد عبدالرحمن ‪ :‬التخلي التحدي عندي يكبر وافكر اترك‬
‫الجامعة مثلك وازاحمك في العمل‬
‫عبدالرحمن بنفس النبرة ؛ خسارة الجامعة مكسب لنا ألني اشوفها الهاء لرجل مثلي‬
‫ومثلك عارفين نهايتهم وين بالضبط ‪..‬واال ال ياعمي‬
‫التفت فهد ليجد والده ينظر لعبدالرحمن باعجاب كبير ‪ :‬اكيد‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫وقف فارس امام الباب يحاول تمالك نفسه بدأ يتنفس بقوة وحده وكلما شعر انه افضل‬
‫‪..‬تذكر سبب حضوره هنا لتعود عليه نوبة القهر وتنزل دموعه تباعًا‬
‫حاول كثيرًا ان يبدو طبيعيًا ليستطيع الدخول لكن وجد انه فوق احتماله لذا اعطى الفيال‬
‫الكبيرة ظهره وعاد لسيارته حيث جلس فيها يبكي كطفل ‪ ..‬وبدون ان يشعر به احد او‬
‫‪ ..‬حتى يفقده‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫انت متخيل يافيصل ‪ ..‬بس تودي هالظرف للمكان الي عنوانه موجود يعطيك الف ريال‬
‫فيصل ‪ :‬طيب اخاف اعطيها شخص خطأ كيف اتأكد‬
‫بندر ‪ :‬انت بس قل له انا مرسول الحب ‪..‬وهو بيعطيك الفلوس‬
‫‪ ..‬فيصل ‪ :‬زين توكلت على الله‬
‫وذهب للمكان الُم راد اليشعر حتى بخوف فقلبه مات منذ زمن ‪ ..‬وكل مايفكر فيه ماذا‬
‫سيفعل باالف ريال حتى هذا المبلغ الكبير نسبيًا لعاطل مثله اليغطي ربع احتياجات‬
‫سماء ‪ ..‬لقد سرق لها ادوات المدرسة والُم ضحك انها بكت ألن الكراسة تحمل صورة كرة‬
‫قدم وليس رسمًا ينفع للبنات وحاولت ان يعيد الكراسة ويبدلها ‪ ..‬لكن عمها الحبيب‬
‫‪ ..‬اخبرها انه سيأتي بكراسة اخرى تنفع للبنات وهذه تكون في المنزل لترسم عليها‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫نزلت جمانة من الدرج اللولبي تحوم حولها المنسقه والمساعدة الالتي يرفعن الفستان‬
‫‪ ..‬تارة من جهه ويوجهن جمانة لوضعية التصوير من جهة اخرى‬
‫نزلت آلخر الدرج لتجد والدها واخوها وعبدالرحمن الذي يقف كأنه ينتظر شحنة بضاعة عند‬
‫الميناء لم تتمالك نفسها واحاطت اخوها بذراعيها تحتضنه‬
‫‪ ..‬امام ابتسامة عبدالرحمن الساخرة ‪ :‬غلطانة انا العريس‬
‫ابتعدت جمانة عن فهد وهي تحاول تعديل التاج لتتجاهل عبدالرحمن مرة اخرى وتعانق‬
‫والدها لكن هذه المرة لم تكن االبتسامة التي ظهرت على وجة عبدالرحمن بل نظر‬
‫لوالدها نظرة عرفها جيدًا جعلته يبعد جمانة ويقربها من زوجها ‪ :‬مبروك يابنيتي سلمي‬
‫على زوجك‬
‫قاطعتها المصورة ‪ :‬ناخذ صور هنا لك وللعريس‬
‫جمانة ‪ :‬ال ‪ ،‬انتهى عملك واكتفي بالصور الي معك ‪..‬ووقفت بسكون الى جانب عبدالرحمن‬
‫‪ ..‬وهي ترى انها تقريبًا اصبحت قزمة اال جانبه وجانب اخوها فهد‬
‫جلسوا جميعًا على الكوشة وقدم عبدالرحمن الشبكة لكن بدون ان يحاول ان يلبسها‬
‫جمانة‬
‫وقفت هناء تضع حجابها وعبائتها لتغطي فستان السهرة امام فهد‬
‫تقدمت والدة جمانة لتبارك لهما ‪ :‬حبيبتي مبروك‬
‫‪ ..‬والتفتت لعبدالرحمن ‪ :‬حبيبي عبدالرحمن وقبلته على وجهه‬
‫رفعت جمانة نظرها لوالدتها في تقزز واضح وعندما ادارت نظرها لعبدالرحمن وجدته ينظر‬
‫لها بنظره ساخره وابتسامة مستفزه تعلو وجهه‬
‫جلست سارة واشارت لهناء ‪ :‬هنو حبيبتي تعالي هنا‬
‫تقدمت هناء وهي تعبث بهاتفها لقد ارسلت لفارس عشرون رسالة واتصلت به مايقارب‬
‫‪ ..‬عشر اتصاالت بدون رد ‪ :‬مبروك عمتي عقبال ماتفرحين باوالدها‬
‫ضحكت سارة ضحكة مسرحية مناسبة لها وهي تضع يدها ذات االظافر المطلية ‪ :‬قولي‬
‫عقبال فهد ان شاء الله‬
‫ابتسمت هناء باستحياء وهي تنظر ناحية فهد الواقف بعيدًا ويتحدث بهاتفه‬
‫وينك الحين ‪:‬‬
‫فارس ‪ :‬مالكم شغل‬
‫فهد بهدوء وغضب مكتوم ‪ :‬فارس التسوي شوشرة وتعال‬
‫فارس ‪ :‬وش تبون فيني ماراح اجي‬
‫فهد وهو ينظر الخته الحزينة ‪ :‬فارس بسألك سؤال واصدقني القول ‪ ..‬بينك وبين جمانة‬
‫شيء ؟‬
‫فارس ‪ :‬الوالله ‪ ..‬وكرر بتأكيد ‪ :‬الوالذي نفسي بيده‬
‫‪ ..‬زفر فهد بإرتياح ‪ :‬طيب براحتك مع السالمة‬
‫‪:‬‬
‫االيام حلقات ُم تصلة ببعضها البعض ‪ ..‬لتكون سلسلة طويلة ما أن تبدأ بها حتى تجد "‬
‫نفسك في زمن آخر ‪ ..‬سنة ‪ ،‬سنتان ‪ ،‬ثالث ‪ ،‬والتغيير يطرأ على بعض البشر سوى انه زاد‬
‫عمره فقط سنة ‪ ،‬سنتان ‪ ،‬ثالث ‪ ..‬قد تخفي السنين بعض الجروح وقد تطمس بعضها وقد‬
‫ُت شفي بعضها ‪ ..‬لكن ألن القلوب واألرواح انواع ‪ ..‬هناك ارواحًا تزيد جروحها على مّر‬
‫" ‪ ..‬السنين‬
‫" بعد ‪ ٣‬سنوات "‬

‫ابتسم فيصل لسماء ‪ :‬وش رايك !؟‬


‫‪ ..‬سماء ‪ :‬يالله يالله الحين هذا بيتنا‬
‫‪ ..‬فيصل ‪ :‬ايه بس انتظري كم شهر ونأثثه‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬عمو وش اشتغلت طيب‬
‫‪ ..‬فيصل بابتسامة ‪ :‬شغله حلوة ومريحة‬

‫‪ ..‬سماء ‪ :‬انا كنت دايم ادعي لك ولماما ولبابا‬


‫فيصل ‪ :‬ادعيلي دايم احتاج دعواتك المالئكية تحميني ‪..‬والحين انتظريني لين اجي بس‬
‫نص ساعة وباجيب معي عشاء‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬التتأخر عمو انا اخاف‬
‫فيصل ‪ :‬ماراح اتأخر بس نص ساعة ‪..‬وتراني تحت عند باب العمارة تقدرين تشوفيني من‬
‫‪ ..‬الشباك‬
‫سماء ‪ :‬طيب‬

‫وخرج من شقتهم الصغيرة التي استأجرها في حي هاديء ليخرج سماء من المنزل‬


‫الكئيب الذي عاشت فيه ‪ ٣‬سنوات بعد وفاة والدها فكر انه يراها دائمًا سماء الصغيرة‬
‫كم عمرها بدأ يفكر ‪ ١٣‬سنة تنقص او تزيد بضع شهور ‪ ..‬تدرس اآلن المتوسطة ‪ ..‬اصبحت‬
‫‪..‬تقريبًا فتاة كبيرة وبدأت تحاول ادارة المنزل وتحاول ايضًا ان تطهو لهم‬
‫بندر ‪ :‬تأخرت‬
‫فيصل ‪ :‬هاه عندك شغل ؟‬
‫بندر ‪ :‬تعال عندي لك صفقة العمر ياترفعك فوق ياتنزلك تحت‬
‫فيصل ‪ :‬ماقدر ابي شيء مضمون‬
‫بندر ‪ :‬اسمع ! هذي شاحنة تروح تجيبها من اليمن تدخل بها الحدود السعودية لنا على‬
‫!!‪ ..‬منفذ اليمن والسعودية رجال ثقة بمجرد مايشوفون بطاقتك بيدخلونك بدون تفتيش‬
‫فيصل ‪ :‬الاا يابندر ال هذا شغل كبير انا خلني على شد شدين انقلهم من هنا لهناك داخل‬
‫الرياض‬
‫بندر ‪ :‬فيصل راعي البضاعة وثق فيك ويقول اذا دخل البضاعة له ‪ ١٢‬مليون ريال تدري كيف‬
‫‪ ..‬يعني تقدر تبطل الشغلة هذي لألبد وتشتري بيت وتعيش زي الناس‬
‫فكر فيصل ‪ ١٢‬مليون ليأتي بشحنة مخدرات من الحدود اليمنية ‪ !!..‬مشوار واحد فقط‬
‫وينتهي عذابه وعذاب سماء لألبد رفع نظره لألعلى ليجدها تنظر له من شباك شقتهم‬
‫بابتسامة سعيدة بالمنزل الجديد ‪ ١٢ ..‬مليون فيال زوجة اعمال سيارات حياة اخرى له‬
‫‪ ..‬ولسماء‬
‫فعاد لبندر ‪ :‬موافق متى ؟‬
‫بندر ‪ :‬لكن لو مسكوك ماتجيب طاري احد‬
‫فيصل ‪ :‬ماقلت ان لكم رجال على الحدود‬
‫بندر ‪ :‬نحط اسوأ االحتماالت ياخوي ‪ ..‬فكر من هنا لبكره وعطني رأيك النها مثل ماترفعك‬
‫‪ ..‬اذا دخلته ترى ممكن تروح فيها واشر على عنقه بحركة باصابعه كالسكين‬
‫!!‪ ..‬زفر فيصل ‪ :‬اجل خلني افكر‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫وطأ فهد ارض الوطن في زيارة بعد سنة من الغربة في امريكا اليعلم لماذا وبعد ‪٣‬‬
‫سنوات يلح فيصل كثيرًا على تفكيره هذه االيام تبًا لقد بحث عنه في حيهم القديم قبل‬
‫السفر لكن كأنه اختفى واليعلم احد اين هو ‪ ..‬لكن وجهه الشاحب االسمر المتعب يقفز‬
‫‪ ..‬كثيرًا امامه هذه االيام‬
‫فتح هاتفه السعودي ليجد رسالة من رقم غريب " اتصلت فيك ولقيته مقفل اذا فتحته‬
‫" ولقيت رسالتي كلمني ضروري‬
‫عقد فهد حاجبه من ضمن الرسائل الكثيرة فتح هذه الرسالة ولم تذيل باسم لكن ركب‬
‫مع السائق واتصل ليأتيه الصوت الذي يعرفه ‪ :‬الو‬
‫فهد للتأكد ‪ :‬فيصل ؟‬
‫فيصل ببرود ‪ :‬هال فهد‬
‫ابتسم فهد هذا هو فيصل النموذجي من يسمع مكالمته يعتقد انه ذهب للتو من عنده‬
‫ولم تفرقهم ‪ ٣‬سنين ‪ :‬هال فيصل كيفك ؟‬
‫!!فيصل ‪ :‬لي اسبوع ادق جوالك مقفل !؟ اذا فاضي تقدر تمرني ابغاك في خدمة‬
‫استغرب فهد ‪ :‬وينك اجيك الحين الني عارف انكم طالعين من الحي القديم‬
‫فيصل ‪ :‬باوصف لك بيتنا الجديد‪ ..‬وتعال‬
‫اوقف فهد السيارة وطلب من السائق ان يعود للمنزل مع سيارة اجرة وجلس خلف‬
‫المقود وتابع تعليمات فيصل حتى وقف امام عمارة سكنية البأس بها في حي اهدأ نوعًا‬
‫‪ ..‬ما من الحي القديم‬
‫‪ ..‬دخل وضغط على االصنصير ليصعد به امام رقم الشقة المنشودة ‪ ١٣‬وطرق الباب‬
‫فتح فيصل الباب ليجد فهد الرجل الوحيد الذي يثق به ‪ ..‬بل الرجل الوحيد الذي يعرف انه‬
‫لن يخون ثقته ‪..‬اخذا ينظران لبعض بعيون تحاول التقاط ماذا فعلت السنين بكليهما ‪..‬‬
‫فهد ازداد وسامة وطول بينما فيصل ازداد نحوًال وشحوبًا بل اصبحت لديه هاالت سوداء‬
‫تحت عينه ‪ ..‬وتناقص شعره الكثيف من االمام ليصبح اقل بكثير وكأن حركة يده بالعبث به‬
‫قد حصدت شعره االسود‬
‫فيصل بهدوء ‪ :‬ادخل‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬الي يشوفك يقول متقابلين البارح وسحب اليد الممدودة له واحتضنه‬
‫ودخل ‪..‬دار بعينه في الشقة الصغيرة والمرتبة كأنه يبحث عن الطفلة لكن اليتجرأ على‬
‫السؤال عنها‬
‫جلس فيصل ‪ :‬اجلس يافهد‬
‫جلس فهد هو اآلخر ‪ :‬وش الخدمة الي بغيتها‬
‫!!!‪ ..‬فيصل وبدون مقدمات ‪ :‬ابيك تتزوج سماء‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ ..‬ونظل نسلكـ في الحياة طريقنا‬
‫‪ ..‬نمضي على الدرب الطويل‬
‫‪ .‬لكي نصارع ‪ ..‬يأسنا‬
‫‪ ..‬قد تمسح األيام فيه دموعنا‬
‫‪ ..‬او تستبيح جراحنا‬
‫‪ ..‬ونظل نمضي في الطريق‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫الى اللقاء‬

‫‪:‬‬
‫" الفصل الرابع "‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫‪ُ,,‬ك ْن لي غريبًا ف‬
‫ـ األحبة يرحلون‬
‫م‪.‬ن‬

‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ ..‬قفز فهد واقفًا وتراجع عن فيصل ‪ :‬أتزوج سماء‬
‫‪ ..‬وأشر بيده لداخل الشقة بـ قرف واضح‬
‫!!‪ ..‬اما فيصل الذي توقع ردة فعل فهد مازال جالسًا ‪ :‬قّص ر صوتك ‪ ..‬واجلس‬
‫فهد ‪ :‬مانيب جالس انت مش طبيعي مليت من بنت اخوك وبترميها علي ‪!!..‬؟‬
‫كالمه جعل فيصل يقفز ويمسك بتالبيب فهد ويهزه ‪ :‬انا مامليت منها ومانيب راميها عليك‬
‫!!‪ ..‬انت أصال منت بكفو لـ سماء‬
‫نزل فهد يد فيصل عن حلقه بقوة وابتعد وهو يفكر بغرابة الموضوع ‪..‬فيصل الذي لم‬
‫يطلب منه حتى ماء بريال واحد اثناء تجولهم ‪ ..‬يطلب خدمة منه اآلن وبعد انفصال ثالث‬
‫سنين ‪ !!..‬وابنة أخيه التي يحرم عليه حتى ذكر اسمها ويغار من نظر الناس للسماء يريد‬
‫!!‪ ..‬تزويجها اآلن‬
‫عاد لفيصل ‪ :‬ليه تبي تزوجها ؟ ( ونظر بتركيز في قسمات وجهه المنهكة ‪ ) ..‬انت مريض‬
‫يافيصل ؟‬
‫فيصل ‪ :‬ال ‪ ,,‬بسافر لشغل برا الرياض وباضطر اغيب تقريبًا ثالث أيام اذا رجعت تطلقها‬
‫وكأن ماصار شيء ‪ ..‬واذا مارجعت تحميها وتراعيها لين تتخرج من الجامعة وتطلقها اذا‬
‫!!‪ ..‬حسيت انها اعتمدت على نفسها‬
‫ضحك فهد بقهر ‪ :‬تبيني اتزوج قاصر ماكنت تخليني انطق اسمها ‪ ..‬والحين فجأة بتزوجها‬
‫!!!لي يعد ‪ 3‬سنين مدري فيها انتم حيين او ميتين وش السالفة ؟ وش فيها البنت ؟‬
‫!!‪ ..‬هذه المرة انقض فيصل يلكمه ويسحبه بتالبيبه لطرده من منزله ‪ :‬اطلع برا‬
‫فهد ‪ :‬ماهوب على كيفك اطلع ‪ ..‬لين تفهمني السالفة‬
‫‪ ..‬فيصل وهو ممسك بالباب يفتحه ‪:‬اطلع برا مافيه سالفة انا ادور حل‬
‫فهد ‪ :‬حل أليش ؟؟‬
‫!! فيصل ‪ :‬مالك شغل‬
‫‪ ..‬فهد وهو يشعر ان الموضوع اكبر من المباالة فيصل ‪ :‬تعال فهمني طيب‬
‫زفر فيصل وتكلم بهدوء‪ :‬انا بسافر األربعاء وان الله كتب لي عمر جيت األحد ‪ ..‬ابيك تملك‬
‫عليها فقط عشان تصير محرم لها‬
‫ضحك فهد ‪ :‬انت تتكلم عن طفلة يافيصل ‪ !!..‬وانا مانيب نذل استغل غيابك ‪..‬اقدر اخذها‬
‫واحطها في مكان آمن لين ترجع بدون زواج‬
‫فيصل ‪ :‬ال ‪ ,‬ابيك تكون محرم لها ‪ ..‬وهذا شيء أساسي وماتطلعها من البيت وماتحس‬
‫هي بشيء اذا رجعت تطلق واكون شايل لك هالجميل عمري كله‬
‫فهد بهدوء ‪ :‬واذا مارجعت ؟‬
‫فيصل وهو ينظر للبعيد ‪ :‬هنا يكون لك جميل اكبر من اني اشيله حي او ميت‬
‫فهد ‪ :‬اذا مارجعت أكون انا متزوج طفلة واعلقها واعلق نفسي سنين بعدين اتركها تواجه‬
‫مصيرها كأنك انت وهي ماخلقتوا ؟‬
‫‪ ..‬انت مجنون‬
‫فيصل ‪ :‬انا ماخترتك اال الني اثق فيك انت الوحيد الي اقدر أأمنه على سماء ولو ان‬
‫‪ ..‬الموضوع سهل مادقيت عليك عقب هالسنين‬
‫عز فعد رأسه ‪ :‬وش خطتك البديلة لو استمر جوالي مقفل او رفضت ؟‬
‫‪ ..‬فيصل كاذبًا ‪ :‬بازوجها بندر‬
‫فهد بصراخ ‪ :‬الحين تأكدت انك مجنون رسمي تعطيها هالداشر الي الشيمة وال قيمة وال‬
‫اخالق والدين‬
‫‪ ..‬فيصل ‪ :‬ايه يخليها تعيش مع خواته وامه‬

‫زفر فهد بقوة ويأس‪ :‬وش مشوارك ووين الي رايح له ومودع كذا ؟‬
‫‪ ..‬فيصل ‪ :‬اجيب بضاعة من ميناء جدة لمخازن بالرياض‬
‫فهد ‪ :‬تابع ألي شركة او مؤسسة ؟‬
‫فيصل وهو يضغط على نفسه ومضطر يتحمل استجواب فهد ‪ :‬انا ماعرف اال الي‬
‫‪ ..‬يحاسبني بالمشوار‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬أخاف بيورطونك في شيء كبير ألن كل شركة اكيد لها سواقين خاصين فيها‬
‫‪ ..‬فيصل ‪ :‬ال انا شايف البضاعة بنفسي‬
‫فهد ‪ :‬ليه ماتحط سماء عند ام سعود ؟‬
‫‪ ..‬فيصل ‪ :‬توفت من سنة الله يرحمها‬
‫تحرك فهد مرارا تكرارا بخط مستقيم شعر بإختناق اليستطيع القبول وال يستطيع الرفض‬
‫‪:‬كم عمر سماء؟‬
‫فيصل ‪ :‬تقريبًا ‪ 14‬سنة ماكملتها‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬اسمع عندي لك حل ‪ ..‬باخذها عند جدتي واحطها عندها بدون زواج‬
‫فيصل ‪ :‬ماراح ارتاح اال اذا حسيت ان لها محرم غيري‬
‫فهد ‪ :‬ماراح نلقى شيخ يوافق يملك لنا‬
‫فيصل ‪ :‬اترك هالموضوع علي عادي تصير كثير ان واحد عمرة ‪ 23‬يتزوج وحده عمرها ‪14‬‬
‫فهد وشعر بحجم المعضلة ‪ :‬خلنا ندور حل بديل يمكن نلقى شي افضل‬
‫فيصل ‪ :‬انا ماجبرك يافهد ابدًا ‪ ..‬تقدر توافق وتقدر ترفض ‪ ..‬وتأكد اني مالومك لو رفضت‬
‫التحس بتأنيب ضمير ابد الني الني اكيد بلقى حل ( وأشر على الباب ) تقدر تطلع وال‬
‫‪ ..‬كأنك جيت وال كأن هالحديث دار بيننا‬
‫فهد ‪ :‬اسمع انا توني جاي من المطار وباروح للبيت اريح شوي وارجع لك ‪ ..‬قلت سفرك‬
‫األربعاء‬
‫فيصل بالمباالته المعهودة ‪ :‬ايه‬
‫‪ ..‬عاد فهد لألستفسار ‪ :‬لو انت سافرت اخذها معي واال اجي معها هنا‬
‫لم تفته حركة يد فيصل التي يقبضها ويبسطها بشدة كبيرة متوترًا ‪ :‬اذا وافقت تقعد‬
‫!!‪ ..‬معها في البيت لين يجيك خبر مني‬
‫فهد مرة أخرى ‪ :‬فيصل انت متأكد مافيك مرض ‪..‬؟‬
‫!! ضحك فيصل بخفه ‪ :‬متأكد‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫رمت جمانة الهاتف بعد محادثتها مع والدتها القليل جدًا من سؤالها عن نفسها والكثير‬
‫!! ‪ ..‬الكثير من التعليمات ‪..‬جميع صديقاتها يعشن فرحة التخرج كاملة اال هي‬
‫تمنت ان يقف بها الزمن وتعلق بين مقاعد الدراسة لألبد ‪..‬ألن خروجها من الجامعة يعني‬
‫‪ ..‬دخولها لـ حياة عبدالرحمن‬
‫ايتسمت بسخرية لقد تعرضت في الثالث سنوات الماضية منذ خطوبتها على عبدالرحمن‬
‫وحني تخرجها هذا الشهر لتجاهل ممن حولها ال احد يفهمها او يحترمها او حتى قدر رغباتها‬
‫!!‪ .. ..‬حتى هناء عندما تخرج فهد منذ عام وسافر لم تجد داعي للتردد عليهم كالسابق‬
‫واالن الجميع تذكر وجودها المرتبط بالزفاف الوشيك ‪..‬خاصة بعد حضور فهد وانتظار‬
‫العائلة الكريمة له لالستعداد لتعليق المقصلة لها ‪ ..‬رفعت يدها لعنقها وكأنها تشعر فعًال‬
‫بخناق حقيقي حولها لن يحررها من عبدالرحمن سوى معجزة وهي االن بالذات تحتاج‬
‫معجزة بشكل عاجل ‪..‬لقد طرقت قبل عام الباب الوحيد المتبقي واتصلت بعبد الرحمن‬
‫نفسه لعلها تجده رغم خوفها منه اهون منهم وان يكون خالصها بكلمة واحدة منه ‪ ..‬لكن‬
‫مازال حديثة يجول برأسها كدخان يلتف بعقلها لقد علق صوته الرجولي الفخم في طيات‬
‫عقلها ونخر في رأسها طويًال بكلمات شعرت معها ان الخالص لها منه ‪ :‬لقد ضحك عند‬
‫شرحها سبب عدم رغبتها الزواج منه وقال لها بشكل صريح ‪ :‬انا ماطلبت محبتك وأيضا‬
‫ماراح ادعي اني احبك ومش كل الزواجات مبنية على حب ‪ !!..‬تعايشي مع عدم حبي وانا‬
‫اوعدك اني اتعايش مع كرهك لي بشكل سلس جدًا واعتبره شيء تافه مايستدعي‬
‫!!‪ ..‬ضجة‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫دخل فهد فيال عائلته الكبيرة ليجد والده ووالدته باستقباله رمت والدته يديها النحيلتين‬
‫واهتز شعرها القصير قرب وجهه وهي تتمتم بعبارات الشوق والترحيب بينما وقف والده‬
‫واحتضنه وبدأ بسرد مهام زيارته وكيف يتوجب عليه قضائها باالستفادة منها في تعزيز‬
‫مكانته في االعمال كان فهد ينظر اليهم ويحرق صدره مالمح فيصل وعيونه المترددة ‪..‬‬
‫طلب كبير كهذا من فيصل خلفه سر كبير ‪ ..‬اذا كان يثق به زوجًا لها لماذا اليؤمنه عليها‬
‫بدون زواج ‪..‬تقزز فهد من مجرد زواجه من طفله حتى لو باالسم ‪ ..‬وجال بباله شحوب‬
‫سماء وعينيها الواسعتين وشعرها المتكرمش المائل لالحمرار وسحنتها الباهته‬
‫‪ ..‬ومالبسها الفضفاضة الداكنة غالبًا‬
‫سارة ‪ :‬فهد حبيبي تأخرت ؟‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬مسكتني زحمة في طريق المطار وكان معي واحد وصلته‬
‫‪ ..‬الحمدلله رجعت بالسالمه ‪ ..‬لحظة انادي جمانة‬
‫‪ ..‬أبو فهد ‪ :‬بكرة تروح معي للمكتب على األقل تأخذ فكرة‬
‫مد فهد يده لدلة القهوة ليمأل فنجاله الذي وقع محدثًا صوتًا مجلجًال على األرضية الرخامية‬
‫‪..‬فنفض فهد يده ووقف وهو يشعر بالتوتر يتصاعد وليسكت الزن في رأسه ألتقد مفاتيح‬
‫سيارته وعاد ادراجه لفيصل متجاهَال سؤال والده ‪ :‬على وين ؟‬
‫‪:‬‬
‫طوال الطريق وهو يضع حلول ويعود فيلغيها ليضع حلول أخرى ليلغيها هي األخرى‬
‫الينكر محبته لفيصل ابدًا وال ينكر ان الموضوع شغل جل تفكيره ‪ ..‬لذا اذا كان الحل هو‬
‫!!‪ ..‬زواجه منها سيفعل‬
‫ركض مع الدرج صاعدًا لشقة فيصل وطرق الباب ليفتحه فيصل ‪ :‬رجعت ؟‬
‫‪ ..‬تجاوزه فهد ودخل ثم ألتفت لجهة الباب حيث مازال فيصل يقف ‪ :‬انا موافق على عرضك‬
‫ابتلع فيصل غصة كبيرة كل تغيير كبير يحتاج لنقله كبيرة سيعتبر انه يقوم بعملية‬
‫استئصال للفقر والبؤس من حياته وحياة سماء وكأي عملية استئصال سيحتمل األلم‬
‫المصاحب لها ‪..‬ثم سيصحح حياتهما لألبد وسريعًا‬
‫‪ ..‬فيصل ‪ :‬اجل بكره تجي العصر انا بابلغ اإلمام ألنه مأذون انكحه‬
‫فهد ‪ :‬وسماء تدري ؟‬
‫‪ ..‬فيصل ‪ :‬مايحتاج تدري ويمكن ينتهي الموضوع وهي مادرت واذا كبرت شرحت لها الوضع‬
‫فهد ‪ :‬اتفقنا اجل ؟؟‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫دخل عبدالرحمن جناحه ‪ ..‬انتهت جمانة من الجامعة لذا يجب ان يكون الزواج وشيكًا ‪..‬‬
‫سيحتمل غرورها ودلعها في سبيل الحصول على مايريد يساعده في ذلك طموح فهد‬
‫وتوجهه للعلم ‪ ,,‬وتحليقه خارج خارج سرب الشراكة العائلية ‪..‬الجديدة ‪..‬وابتسم وهو يتذكر‬
‫الكم الهائل من السنوات التي تفصل فهد عن العمل معهم لقد أراد الماجستير ثم‬
‫الدكتوراه ‪ ..‬ثم و و و حتى انه يحتاج لما يقل عن عشر سنوات للعودة ‪ ..‬لكن عندها لن يجد‬
‫مايعود ألجله هو فقط شاكر لفهد النه ازاح فارس ومشاعره وغبائه عن طريقه وذهب به‬
‫للدراسة سويًا جلس خلف مكتبه في جناحه وأخذ الهاتف ثم تشدق بابتسامه " اآلن‬
‫وقت المتعة " واتصل بالرقم المخزن لديه منذ عام‬
‫جمانة ‪ :‬الوه‬
‫! عبدالرحمن ‪ :‬صوتك الفّت ان‬
‫جمانة ‪:‬ركز ياعبدالرحمن انا جمانة مش وحده من جواريك‬
‫‪ ..‬عبدرحمن بضحكة قوية ‪ :‬اذا اختلفت المسميات عملكم واحد‬
‫‪ ..‬زاد حنق جمانة ‪ :‬تخيل مجرد صوتك يخليني اشعر بالغثيان‬
‫عبدالرجمن ‪ :‬جهزي نفسك هذي البداية فقط ‪ ..‬اتصلت عشان اقولك حللت اهًال في قلب‬
‫عبدالرحمن‬
‫‪ ..‬أغلقت جمانة الهاتف وهي غاضبة جدًا تعرف ان القلب له لتحل هي وغيرها فيه‬
‫لقد كان رسميًا واضحًا مع صديقتها عندما حاولت خداعه وقال بالحرف الواحد ‪ :‬ماعندي‬
‫وقت اضيعه على كالم مراهقين احتاج اكثر من كذا وباكون سخي معك ماتقدرين مع‬
‫‪ ..‬السالمة‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫األربعاء بعد صالة العصر مباشرة ‪..‬في شقة فيصل وسماء ‪ ..‬يقف فهد وللسخرية يرتدي‬
‫‪ ..‬ثوبًا وشماغًا انيقين جدًا بينما فيصل يلف شماغه حول وجهه كأنه للتو دفن اخوه‬
‫الشيخ ‪ :‬هل الفتاة راضية‬
‫فيصل ‪ :‬نعم ياشيخ وانا وليها‬
‫الشيخ وهو يرمق فهد ‪ :‬هل هناك أسباب تستدعي زواجها في هذه السن المبكرة‬
‫‪ ..‬فيصل ‪ :‬نعم ياشيخ خطبها رجل كفوء وانا واهي موافقين‬
‫‪ ..‬الشيخ وهو ينظر لألوراق الرسمية ‪ :‬الفتاة صغيرة‬
‫قاطعه فيصل ‪ :‬عائشة تزوجت الرسول وهي بسن اصغر‬
‫الشيخ وهو متعجب لصمت فهد ‪ :‬االمر مختلف‬
‫فيصل ‪ :‬نفس اإلسالم ياشيخنا الشهود وصلوا بارك الله فيك‬
‫جلس فهد وهو يشعر انه في مشهد تمثيلي رديء يقوم بدور كومبارس ‪ ..‬البطولة له‬
‫مد يده للشيخ ببطاقته ليردد الشيخ ‪ :‬العريس فعد عبدالكريم الراجي‬
‫ثم يأخذ كرت العائلة الخاص بعبدالله ويقرأ ‪ :‬العروس سماء عبدالله الفيصل‬
‫! فيصل ‪ :‬فيصل انا وكيلها ووليها‬
‫الشيخ إذن ردد معي ‪ :‬زوجتك أبنة اخي سماء على سنة الله ورسوله‬
‫ليردد فيصل وهو ينظر لفهد ‪ :‬زوجتك ابنة اخي ( وبلع ريقه بصعوبة وزفر ثم اغمض عينية‬
‫ليفتحها وهو مازال يحدق في فهد ) ويكمل ‪ :‬سماء على سنة الله ورسولة‬
‫!!‪ ..‬نظر له فهد طويًال ‪ ..‬طويًال ‪ ..‬يحاول فك األحجية التي امامه وزفر وهو يقول ‪ :‬قبلت‬
‫كان الشيخ يأخذ بطاقات الشهود ويدونها لديه في الدفتر الكبير ثم قال وهو يوجه‬
‫الكالم لفيصل ‪ :‬الصداق على العريس ؟‬
‫فيصل ‪ :‬ريال وشيمة رجال‬
‫وفهد صامت‬
‫الشيخ ‪ :‬والمؤخر ؟‬
‫فيصل ‪ :‬بدون لكن شرط واحد فقط‬
‫‪ ..‬الشيخ ‪ :‬قل شروطك لنكتبها في العقد‬
‫فيصل ‪:‬مايمنعها من دراستها تحت أي ظرف واذا منعها يحق لها فسخ الزواج‬
‫الشيخ ‪ :‬طبيعي يفسخ الزواج اذا اخل العريس او العروس بأحد الشروط ‪ (..‬والتفت لفهد‬
‫) هل لديك مانع ياعريس ؟‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬فقط امانع انك تناديني عريس‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫خرج الجميع ووقف فهد وفيصل ودهًا لوجه وقال فهد ‪ :‬متى أتوقع رجعتك ؟‬
‫فيصل ‪ :‬االحد ان الله عطانا عمر‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬باخذها لبيت جدتي ماقدر اقعد هنا‬
‫فيصل ‪ :‬ال خلك هنا معها لين لين ارجع عشان ماتحس بشيء‬
‫زفر فهد بيأس ‪ :‬ان شاء الله‬
‫فيصل ‪ :‬ان شاء الله انا الحين باسري عشان يمديني ‪ ..‬فهد سماء امانة في رقبتك‬
‫ووصيتي لك حي واال ميت ‪ ..‬اعرف انه حمل كبير لكن مالبيد حيلة‬
‫فهد ‪ :‬ترجع لحمولك وانا اخوك‬
‫‪ ..‬فيصل ‪ :‬انا بادخل على سماء اسلم عليها‬
‫ودخل بخطى بطيئة حيث نادى سماء ‪ ..‬ليسمع فهد صوت اقدامها الراكضة ‪ :‬عمو ‪..‬‬
‫وتقدم لينظر من الباب الموارب بينهما ‪ ..‬فوجد سماء تضع يديها على كتفي عمها وفيصل‬
‫جالس على ركبتيه مواجه لها ويحيط الصغيرة بيديه ‪ : ..‬سما حبيبتي انا مسافر ‪ ..‬فهد‬
‫اخوي واثق فيه بيقعد معك لين اجي وان ماجيت خليك معه‬
‫سماء ‪ :‬ليش تروح ؟‬
‫فيصل ‪ :‬عمل مهم يابابا‬
‫سماء ‪ :‬انت قلت لي ان عملك سهل‬
‫‪ ..‬فيصل ‪ :‬هذي اخر مرة بعدين ماروح ابدًا واقعد عندك عشان نأثث غرفتك الي تبينها‬
‫نظر فهد لمالمح الفتاة تتوتر لتشد بيديها الصغيرة على كتفي عمها ‪ :‬ال مابي شيء ابيك‬
‫‪ ..‬انت بس تقعد معي‬
‫ابتلع فيصل ريقه وابتسم ‪ :‬حبيبتي ‪ ..‬بارجع ان شاء الله بس باوصيك على نفسك انتبهي‬
‫لتفسك ‪ ..‬تراك سماء ‪ ..‬سماء فيصل ‪ ,,‬وانتبهي لدروسك ‪ ,,‬زين ‪ ..‬والعليك اال من نفسك‬
‫‪ ..‬الي يريحك سويه وماعليك من احد بس سويه اذا صح ‪ ..‬وخليك يابابا قويه دايم‬
‫الخطاب القصير أصاب فهد في مقتل فيصل لن يعود حتى الفتاة شعرت بذلك والقت‬
‫!!‪ ..‬بنفسها بين ذراعيه تشد على عنقه وتبكي ‪ :‬التروح مابي شيء بس التروح‬
‫نزع فيصل ذراعيها من عنقه ومسح دمعتها بيده بينما دموعه بللت رموشه ولم يستطيع‬
‫مسحها امامها ‪ :‬لو رحت او جيت انتي هنا في قلبي وانا هنا في قلبك ‪ ..‬صح ؟‬
‫‪ ..‬سماء بصوت باكي ‪ :‬صح‬
‫وقبل ان تعود للتعلق به وقف سريعًا وهو ينظر لفهد الواقف ‪ ..‬كان فهد ينظر في عمق‬
‫عينيه يجرده ويعريه ويبحث عن همه خلف المباالته التي تصدعت امام الصغيرة ‪ :..‬انت‬
‫ماعندك نية ترجع قل لي وين بتروح ؟ بتجاهد ؟ بتنظم لمنظمة إرهابية ؟بتهرب من الحياة‬
‫للموت ؟‬
‫فيصل ‪ :‬افكارك حلوة بس لألسف شطحت المهم سماء امانه عندك ‪ ..‬وتذكر ان موب كل‬
‫الناس انولدوا ولهم ارصدة اكثر من أيام حياتهم ‪ ..‬وقبل الانسى ونظر لفهد المصغي له‬
‫‪ ..‬بتمعن‬
‫فعاجله بلكمه هزت توازنه وترنح بسببها وتراجه غاضبًا ‪ :‬وش فيك ؟‬
‫!!‪ .‬فيصل ‪ :‬هذي لو يوم من األيام زعلت سماء وانا مانيب حولها‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫فؤادي وهل في ضلوعي فؤاد ؟‬
‫لقد كدت انساُه لوال الصدأ‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫قراءة‬

‫" الفصل الخامس "‬


‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫وكان العمر في عينيك أمنًا ‪ ،‬وضاع األمن حين رحلت عني‬
‫م‪.‬ن‬
‫؛‬
‫وضع فيصل شماغه حول وجهه مغطي به فمه وانفه في لطمة سعودية تقليدية ‪ ..‬لكن‬
‫هدفه منها ان يخفي وجهه ‪ ..‬بقي مايقارب كيلو ونص على المنفذ األول للحدود اليمنية‬
‫السعودية ‪..‬واذا بندر صادق فالرقيب على المنفذ لديه لوحة السيارة وتوجيهات بتمريرها‬
‫بدون تفتيش ‪ ..‬اذ صح ذلك يصبح امام فيصل ‪ ٢٢‬ساعة فقط على العودة لـ ‪ .‬سماء‬
‫‪.. ..‬والتحليق بها عاليًا ‪ ..‬وبعيدًا‬
‫اقَت َر ب من المنفذ فترك شماغه وعدله ونسفه اعلى رأسه ‪ ..‬حتى الُي شك في أمره ‪ ..‬اخذ‬
‫األوراق من درج الشاحنة ووضعها على الكرسي الى جانبه ‪ ..‬اقترب من مركز المنفذ وهدأ‬
‫سرعته وفتح شباك السيارة‬
‫العسكري ‪ :‬اوراق السيارة وتصريح الدخول ‪ ..‬والجواز‬
‫مد له فيصل االوراق المطلوبه ‪..‬كان العسكري يتحدث بجهاز السلكي في يده ‪ ..‬ويقرأ‬
‫الورق ثم تقدم لالمام ليطابق لوحة السيارة ‪ ..‬واعاد الورق لفيصل ‪ :‬توكل على الله ‪ ..‬الله‬
‫‪ ..‬يطوي سفرك‬
‫فيصل ‪ :‬قواك الله‬
‫وتقدم بالشاحنة براحه كبيرة وهو يراقب العسكري بالمرآة االمامية يوقف السيارة التي‬
‫خلفه ويطلب االوراق ‪ ..‬زاد سرعته بشكل غير مريب حتى يبتعد من هنا ‪ ..‬بقي ‪ ٢١‬ساعة‬
‫‪ ...‬ياسماء‬
‫‪:‬‬
‫جلس عبدالرحمن بـ استرخاء تام مواجهًا عمه عبدالكريم وزوجته سارة يقرأ بذكائه التوتر‬
‫على قسمات وجهها األنيقة والممتلئة ببوتكس وفيلر من خبرته في النساء وحسب‬
‫ًا‬
‫خبرته ايضًا سبب توترها هو غياب ُج مانة عن جلستهم لإلتفاق على موعد الزفاف وليمعن‬
‫في توترهم اكثر نطق بصوته الغليظ ‪ :‬وين ُج مانة ؟‬
‫ازداد توتر سارة وعبست وهي تقول ‪ :‬كانت متحمسة مره للموعد لكن لألسف ( وضربت‬
‫‪ ..‬يد بيد ) وحده من صديقاتها دخلت المستشفى بشكل عاجل وراحت لها جمانة‬
‫‪ ..‬ابتسم عبدالرحمن ونظر لساعته ‪ :‬نقدر ننتظرها‬
‫‪ ..‬ارتبكت سارة اكثر ‪ :‬اخاف تتأخر وانت رجل مشغول‬
‫‪..‬عبدالرحمن ‪ :‬ال ابدًا ‪ ،‬مافي شغل اهم من زواجنا انا وُج مانة‬
‫ابو فهد ‪ :‬ماعتقد جمانة بيكون عندها مانع من التاريخ الي نشوفه ‪ ،‬خاصة ان ‪ ٣‬سنين‬
‫‪ ..‬ملكة كافيه‬
‫عبدالرحمن وهو يعي ارتباكهم ‪ :‬مهما كان افضل جمانة موجودة الرأي االول لها ‪ ..‬انا مهم‬
‫‪ ..‬عندي تكون راضية عن الموعد والمكان والترتيبات‬
‫نظر ابو فهد لعبدالرحمن محاوًال تغيير الموضوع حتى اليستشف ان جمانة رافضه الزواج‬
‫‪ ..‬تمامًا واليهمها موعده ‪ :‬جمانة اكيد بتتدلع بس الزم هالشهرين عشان فهد موجود‬
‫عبدالرحمن وهو ينظر لسارة التي اخذت جوالها وذهبت به يعلم انها ستتصل بابنتها‬
‫ويشعر بالمتعة للربكة الواضحة عليهم ‪ :‬بيرجع امريكا واال كندا ؟‬
‫ابو فهد بترحيب لتغيير الحديث ‪ :‬اعتقد بيروح كندا هالمرة واحتمال ماتكون عنده اجازته‬
‫اطول من اسبوعين لمدة خمس‬
‫سنوات ابتسم عبدالرحمن وفتح الموضوع الذي يؤرق عمه ‪ :‬بس الزم يكون مطلع على‬
‫سير العمل هو وفارس عشان في اي لحظة نمسكهم المشروع ونتوسع في مجال ثاني‬
‫‪ ..‬التنسى ان المشروع المشترك اسمه فيليدز‬
‫‪ ..‬قاطعه صوت سارة ‪ :‬كنت متأكدة انكم ماراح تتحملون وبتتكلمون عن العمل‬
‫‪ .‬عبدالرحمن ‪ :‬اذا جت العروسة اوعدك مانزعلها بهالموضوع‬
‫سارة بابتسامة حزينة كاذبه ‪ :‬لألسف جمانة تقول ان صديقتها تعبانة مرة واحتمال ماتقدر‬
‫‪ ..‬تجي اآلن وقالت لي بالحرف الواحد فشيلة من عبدالرحمن بس اعتذري لي منه‬
‫رفع عبدالرحمن حاجبه مهما كان اليجرؤ ان يكذبها لكنه وقف سريعًا بجسٍد مرن ‪ :‬اذن‬
‫‪ ..‬نرجع مرج ثانية بحضور العروس‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫جلس فهد في الصالة مكانه منذ يومين ‪ ..‬كان يذهب ليحضر األكل ويضع حصة سماء في‬
‫كيس خلف الباب الفاصل بينهما ويناديها والتخرج حتى تسمع صوت اغالق الباب ‪..‬‬
‫فيسمع خطواتها وصوت األكياس ‪ ..‬لم تخرج له بعد محاولتها اللحاق بعمها ‪..‬ابدًا ‪..‬ولم‬
‫تحدثه بل بقيت في غرفتها ولم يحاول هو اقتحام منطقتها قد يأتي فيصل وينتهي كل‬
‫‪ ..‬شيء ويكون وفى بوعده‬
‫رّن هاتفه للمرة األلف وهو يرد ليخبر امه انه سيعود األحد لكن كل مرة تتصل لتسأله‬
‫متى تعود‬
‫الو ‪:‬‬
‫سارة ‪ :‬فهد موب معقوله انتظرتك تجي من امريكا عشان تقعد معي ساعة وتختفي‬
‫‪ ..‬يومين‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬انا معزوم في مزرعة برا الرياض وان شاء الله االحد اجيكم‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬انت خارج كل شيء يافهد اليوم جانا عبدالرحمن عشان تحديد زواجه من جمانه‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬زين ‪ ،‬انا اخذ التفاصيل االحد‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬االحد الزم تكون مع ابوك في الشركة‬
‫فهد بملل ‪ :‬ان شاء الله‬
‫سارة ؛ اجازتك شهرين فقط التخليها كلها على اصدقائك وتنسى امك والتزامك مع ابوك‬
‫‪..‬‬
‫‪ ..‬فهد بذات الملل ؛ واليهمك اسوي جدول عادل للجميع‬
‫‪ ..‬ضحكت سارة ‪ :‬الزم تحسسني اني ام متزمته‬
‫فهد بابتسامه ‪ :‬ابدًا‬
‫‪:‬‬
‫جلست سماء في غرفتها الغير مؤثثة فقط دوالب وبساط رث وفراش ولحافها التي تتدثر‬
‫به اآلن ‪ ..‬لقد وعدها عمها فيصل ان يأثثها باللون الوردي كما تريد وان يحضر لها تسريحة‬
‫ويضع عليها الكثير من ادوات الزينة والعطور ويمأل دوالبها بالفساتين الجميلة واالحذية‬
‫ذات الكعب العالي لقد وعدها عمها بالكثير الكثير من االشياء اذا عاد ‪ !!..‬لكنه لم يعدها‬
‫ابدًا بأنه سيعود ‪ ..‬منذ وفاة والدها لم تنفصل عنه سوى هذا االربعاء لتمضي يومين‬
‫التراه ابدًا فيها ‪ ..‬لقد سمعت صوت انغالق الباب وركضت لتلحق به لكن صديقه فهد‬
‫امسك بها وحاول ان يشرح لها ان ذهابه مؤقت لكنها كانت تركله وتصرخ به ان يدعها‬
‫لتذهب معه ‪ ..‬ولم يدعها ‪ ..‬ولم تذهب معه ‪ ..‬بل ذهب وهي تشعر بصدرها يضيق ووجهه‬
‫يبدأ يتالشى من ذهنها ‪ ..‬منذ رحيله وهي تستحضر صورته تخاف ان تنسى مالمحه لكنها‬
‫منذ صحت هذا النهار لم تستطيع ان تشعر بوجهه وهو يحدثها ‪ ..‬بدأ النعاس يداعب عينها‬
‫حاولت فتحها وهي تنظر للباب الذي يجلس خلفه صديق عمها فهد وهي تشعر بخوف‬
‫منه ‪ ..‬فهو اعرض من فيصل واكثر قّو ة واطول ‪ ..‬ويبدو قاسيًا جدًا ‪ ..‬لكن فيصل يثق به ‪..‬‬
‫نامت وهي تحاول استيعاب المالمح التي تعشقها كثيرًا وتشعر باالمان معها ‪ ..‬مالمح‬
‫‪ ..‬عمها فيصل‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫تعدى فيصل الحد بمسافة كافية ليتنفس الصعداء ويلف شماغه مرة اخرى حول رأسه ثم‬
‫اخرج علبة ماء ليشربها لكن سيارات خلفه تابعة ألمن الطرق جعلت انتباهه يركز عليها‬
‫لتقع العلبة وتنحشر تحت دواسة البنزين ‪ ..‬رفع فيصل نظره للمرآه ليجد ان سيارة الشرطة‬
‫تأشر له للوقوف جانبًا انزل رأسه ليخرج العلبة ‪ ..‬فسمع من المكبر صوت الشرطي وهو‬
‫يطلب منه الوقوف جانبًا ‪ ..‬حاول الوقوف لكنه انشغل بإخراج العلبة وهو يحاول موازنة‬
‫الشاحنة الثقيلة ‪ ..‬اعتبرت الشرطة ان عدم استجابته للوقوف عصيان لذا زادت من سرعتها‬
‫تجاهه ‪ ..‬مما جعل فيصل يشك بانهم يعلمون ماهية البضاعة التي يحملها ‪ ..‬فزاد سرعته‬
‫وهو يخرج العلبة ليرميها الى جانبه ‪ ..‬لحقت به سيارة الشرطة ( أمن الطرق ) فزاد سرعته‬
‫اكثر محاوًال تجاوزهم لمنطقة بريه لكن المكبر مرة اخرى ارسل ‪ :‬على جنب ياصاحب‬
‫‪ ..‬الشاحنة‬
‫بدأ فيصل يشعر بالخوف فزاد سرعته ليظهر امامه مركز تابع المن الطرق وجد انهم‬
‫وضعوا حاجز حتى يمنعوه من استمرار التقدم فنظر من المرآه ليجد ان سيارات الشرطة‬
‫مازالت تتبعه مما جعله متأكد انه تم التبليغ عنه حتى يتم ايقافه فلم يكن امامه سوى ان‬
‫اصطدم بالحاجز الملون باالحمر واالبيض ليتجاوزه بذات السرعه وخلفه سيارتان ورأى انهم‬
‫زادوا واحده حاولت تجاوزه لمحاصرته من االمام فغير مسلكه بسرعه متناسي انه يقود‬
‫شاحنه مما ادى النقالبه وتدحرج الشاحنة خارج الطريق المعبد مرتان ‪..‬مصدره صوت مرعب‬
‫‪ ..‬بارتطامها باالرض‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫استيقظ فهد على صوت صراخ مكتوم لم يكن نومه عميق ولم يجد في النوم بهذه‬
‫الشقة مايجعل نومه يصبح سهل فقد نام ويده تحت رأسه اثناء متابعة التلفاز ‪ ..‬لكن‬
‫ماايقظه مازال مستمر بالبكاء والصراخ المكتوم ‪ ..‬قفز وتقدم من الباب وطرقه وعندما‬
‫تأكد ان الصوت مصدره سماء فتح الباب ودخل يتبع الصوت ليجدها مكومه على فراش‬
‫قديم ومتدثره بلحاف قديم وهي تضع يديها حول وسطها وتبكي بشده غير واعية‬
‫لوجوده ‪ ..‬تراجع فهد وهو اليعلم كيف ينبهها بوجوده بدون ان تشعر بالخوف ‪ ..‬لكن‬
‫عندما وجد انها ترتجف وهي تحاول اغماض عينيها ومستمره بالبكاء دخل ‪ :‬سماء !؟‬
‫‪ ..‬فتحت الصغيرة عيناها لترى فهد فتراجعت في خوف‬
‫فهد مد يديه مطمئنًا ‪ :‬التخافين !! وش فيك ؟ تحسين بشيء ؟‬
‫‪ ..‬وكأنه ذكرها بإحساس اكبر من خوفها فقالت وهي تبكي ‪ :‬عمي ‪ ..‬عمي فيصل‬
‫فهد ‪ :‬وش فيه ؟ مشتاقه له ؟‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬عمي حلمت انه مااات‬
‫ابتلع فهد ريقه وتقدم منها وجلس على طرف الفراش ‪ :‬قولي بسم الله هذا كابوس ‪..‬‬
‫‪ ..‬فيصل ان شاء الله مافيه اال العافية ‪ ..‬وبكره يجي‬
‫كانت الفتاة تهز رأسها بألم وعدم تصديق كأنها تعلم شيء اليعلمه وهي تبكي بفقدان‬
‫‪ ..‬امل ‪ :‬عمي فيه شيء ‪ ..‬انا دايم احلم بابوي واليوم حلمت بعمي‬
‫بدأ فهد يشعر بالبرودة من عمق مشاعر الصغيرة وكانها تتحدث عن معرفة بمصير عمها ‪:‬‬
‫علميني وش شفتي ؟‬
‫‪ ..‬سماء وهي تبكي ‪ :‬عمي في الظالم ‪ ..‬ماعاد اشوف وجهه‬
‫فهد ‪ :‬طيب اذكري الله وانا باكلمه وش رايك ؟‬
‫! سماء ‪ :‬مامعه جوال‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬باحاول اكلم عمله‬
‫نظر لها تضع راحتيها على وجهها وتجهش بالبكاء كأنها تعلم ان حديثه كذب ‪ ..‬وان مصير‬
‫‪ ..‬عمها الظالم كما قالت‬
‫وقف فهد وذهب إلحضار ماء لسماء وعند عودته وجدها جالسه تحتضن المخده ‪ !! ..‬وتنظر‬
‫له برعب تحاول اغالق عينيها ربما حتى التراه لكنها تعود تفتحها ربما النها التريد ان ترى‬
‫‪ ..‬كابوسها الذي بدأ فهد يشعر بالخوف منه‬
‫وضع الماء عند رأس الفراش وعاد ادراجه ‪..‬وهو يعلم انه لو حاول الدخول عليها في‬
‫الصباح والحديث معها لصرخت خوفًا لكن واضح انها تحمل همًا اكبر من عمرها ارادت‬
‫!!‪ ..‬مشاركته اي احد‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫في منطقة نائية من الحدود بين السعودية واليمن ‪ ..‬تجمع لقوات االمن والشرطة‬
‫منتشرين لمسح المنطقة حتى يجمعوا ماتناثر من مواد مخدره للشاحنة المنكوبة ‪ ..‬الذي‬
‫يغطي جسد سائقها كيس اسود خاص بالوفيات ‪ ..‬بينما وجهه مليء بالدم والكدمات‬
‫‪ ..‬وعينيه شاطحه الحياة فيها رغم انها تحدق بموت للسماء‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫وإنك عطٌر وإنك ماء‬
‫وإنك مثُل نجوِم السماء‬
‫وأنك حٌب سرى في الدماء‬
‫فكيف الفراُر وحبك موت‬
‫‪.‬أُي جدي الفرار إذا الموُت جاء ؟‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ ..‬قراءة ممتعة‬

‫" الفصل السادس "‬


‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ ،‬رغم أن اآلرض ماتت‬
‫! رغم أن الحلم مات ‪ ،‬ربما ألقاك يوما‬
‫‪...‬سوف ألقاك حياة‬
‫في زمان ميت األنفاس ممسوخ الرفات‬
‫سوف ألقاك عبيرًا بين يأس الناس‬
‫عذب األمنيات‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫ّل‬
‫ارتدى فهد ثوبه ليوصل سماء للمدرسة ‪ ..‬يبدو ان الصباح جعلها اكثر يقظة واق هستيريا‬
‫‪ ..‬نظر لها بلباس المدرسة ترفع شعرها وتحمل حقيبتها على ظهرها وترتدي فوق الزي‬
‫المدرسي عبائة وطرحه تضعها كالوشاح حول عنقها ‪..‬بدون ان تغطي بها رأسها ‪ ..‬قطب‬
‫جبينه فهد محاوًال احياء الواقع المرير للصورة الخارجية لهما ‪ ..‬تبدو للرائي انها اخته الصغيرة‬
‫‪ ..‬ألنه اصغر من ان يكون ابوها ‪ ..‬وهي اصغر من ان تكون زوجته ‪ ..‬لذا ان يكون اخوها‬
‫‪ ..‬مالئم اكثر‬
‫حاول حمل حقيبتها كما كان يفعل فيصل دائمًا ‪ ..‬فتراجعت بكتفها رافضة منه اي تواصل ‪..‬‬
‫فتقدمها للخروج من الشقة واغلق الباب ‪ ..‬ليسمع الصوت الحاد ويبدو غاضب لسبب‬
‫‪..‬اليعلمه ‪ :‬قفل البيت‬
‫ابتسم فهد وهو يفكر انه اليوجد في البيت مايدعو اي لص على سرقته ‪ ..‬بل قد يشفق‬
‫اللص ويضع بعض مافي جيوبه على الطاولة مع رسالة قاسية للحياة التعيسة ‪..‬وقفت‬
‫سماء حتى يسبقها على الدرج ففعل وسمع خطواتها خلفه ‪ ..‬اليوم يأتي فيصل ‪ ..‬واليوم‬
‫ينتهي من واجبه ‪..‬اذهله تقبل سماء له هذا الصباح فقد ايقظته للذهاب للمدرسة ‪..‬‬
‫وعادت ترتدي لباسها بدون ان يبدو عليها الخوف كاليومين السابقين ‪ ..‬ابتسم وهو‬
‫يالحظ ايضًا انها تربية فيصل ‪ ..‬فالعجيب انها تنظر له باستنقاص عندما فتح لها باب‬
‫السيارة االمامي لتغلقه وتركب في الخلف ‪ ..‬شخص آخر يرى ان ثراء فهد مستمسك عليه‬
‫‪..‬‬
‫اراد ان يحدثها فقال ‪ :‬تاخذين معك وجبة للمدرسة ؟‬
‫‪ ..‬هزت رأسها بال وعادت تنظر للخارج‬
‫فاخرج من جيوبه ماوجد من العملة ومدها لها فنظرت له نظره المباليه وهزت رأسها مرة‬
‫‪ ..‬اخرى رافضة وعادت لمتابعة سير الشارع المزدحم في الصباح‬
‫‪ ..‬تأكد من دخولها للمدرسة وذهب للشركة لمالقاة والده‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫ضرب ابو فهد الطاولة بيده وهو يحدث ُج مانة بالهاتف ‪ :‬اذا دخلتي فهد في الموضوع‬
‫!!‪ ..‬بتندمين‬
‫جمانة ‪ :‬انت بترميني وتبيني اسكت الف مرة قلت مابي عبدالرحمن ‪..‬يعني الترحمون‬
‫‪ ..‬والتخلون رحمة الله تنزل‬
‫ابو فهد ‪ :‬قوليلي وش فيه عبدالرحمن كل بنت تتمناه والتقولين نفس االسطوانة‬
‫‪ ..‬مغازلجي وراعي بنات ‪ ..‬الن كل الشباب كذا ‪..‬وهو غني وجنتل واالهم ولد عمك‬
‫‪ ..‬جمانة بصوت باكي تعبت من دفع هذا الموضوع ‪ :‬ابوي الله يخليك لي ‪ ،‬مابيه والله مابيه‬
‫نزل ابو فهد عقاله من رأسه وفرك جبينه بتعب ‪ :‬اسمعي ياجمانة حنا محتاجين عبدالرحمن‬
‫في هالمشروع وزواجك منه بيخلي المشروع ضمن نطاق العائلة ‪ ..‬حنا ماعندنا السيولة‬
‫الكافية وانك تقولين لفهد بيقهره وبس خاصة انه شهرين ومسافر التخلين اجازته تتحول‬
‫لحروب ومشاكل ‪ ..‬والتتوقعين اني بارميك عشان االعمال او الفلوس انتي بنتي الوحيدة‬
‫وحبيبتي لكن هذا امر معمول به في اغلب العوائل ‪ ..‬وعبدالرحمن كفو ويستاهلك واكيد‬
‫بعد الزواج وبعد العيال بيتغير الن العزوبي يابوك يحتاج ‪ ..‬يحتاج اشياء يستغني عنها‬
‫‪ ..‬بمجرد مايتزوج‬
‫شعرت جمانة باالحباط واالختناق والقرف والُم حاصرة فتمتنت تنهي المكالمة ‪ ..‬قدرها‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ولم يكن احد معها صريح مثل والدها اآلن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫دخل فهد على والدهـ في المكتب بعد ان قابل حفاوه كبيرة من السكرتارية والموظفين‬
‫في شركة والده ‪ ..‬وجد ان والده يضع يده على رأسه ‪ :‬عسى ماشّر !؟‬
‫رفع ابو فهد نظره لفهد وتلقى سالمه وقبلة الرأس بهدوء ثم قال ‪ :‬العمل متعب وانا‬
‫وحيد‬
‫فهد ؛ انت توك شباب‬
‫ابو فهد ‪ :‬اسمع يافهد ابيك على االقل تهتم بمشروع فيلديز حتى لو من بعيد عشان اول‬
‫ماترجع تمسك الشغل‬
‫فهد ؛ انت من جهه وامي من جهه‬
‫‪ ..‬ليقاطعه والده ‪ :‬وانت جيت من هنا واختفيت ‪ ٣‬ايام من هنا ونايم برا البيت‬
‫وقف فهد عند سماعه الخطاب الذي اعتاد عليه في اليومين الماضية ‪ :‬باكون في البيت‬
‫‪ ..‬الليلة ان شاء الله‬
‫وعاد لشقة فيصل قطع الطريق بأمل ان يجد الباب الذي اصّر ت سماء على اقفاله مفتوح‬
‫والشقة الخالية ممتلئة بصاحبها ‪..‬لتعود األمور لنصابها ‪ ..‬اليريد االنشغال بسماء وال‬
‫بأعمال العائلة ‪ ..‬يريد فقط ان يواصل دراسته ويحقق مايريد قبل العودة لحظيرة العائلة ‪..‬‬
‫اوقف سيارته ونزل مسرعًا وعند دخوله لمدخل العمارة الحظ اثنان من العسكر ينزالن‬
‫الدرج ‪ ..‬قطب جبينه وشعر ان االمر يخص فيصل ‪ ..‬رغم ان العمارة بها على االقل ست‬
‫!!‪ ..‬شقق‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫!!‪ ..‬انا تاركة الجامعة عشان ارتاح اليوم‬
‫ام فهد ( سارة ) ‪ :‬ممتاز وانا وش قلت عشان افسد راحتك ‪ ..‬كل الي قلته الزم تعملين‬
‫!‪ ..‬حسابك عشان تقابلين عبدالرحمن اليوم وتتفاهمون على الزواج‬
‫جمانة ببرود ‪ :‬اذا العريس ماخترته تتوقعون اهتم اذا ماخترت القاعة او منسقة الحفل او‬
‫‪ ..‬لون الورد‬
‫سارة بتفهم ؛ جمانة حبيبتي اغلب البنات يتزوجون زواجه تقليديه اذا ماكان تسعين بالمية‬
‫‪ ..‬منهم‬
‫جمانة بذات البرود والجهاز المحمول في حضنها تتصفحه بإهمال ‪ :‬انا ماتزوجت زواجه‬
‫تقليديه انا تزوجت شخص انبح صوتي وانا اقول مابيه بس من يهتم ؟؟‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫ركب فهد سيارته عند خروجه من مركز الشرطة وضع رأسه على المقود ويديه االثنتين‬
‫حول جسده بألم ‪ ..‬كم االسئلة والحقائق التي تلقاها بالداخل تجعل جبًال ينهار حتى‬
‫يتساوى مع االرض ‪ ..‬فيصل مات ‪ ..‬فيصل مروج مخدرات ‪ ..‬فيصل ترك سماء له ‪ ..‬فيصل‬
‫مات ‪ ..‬فيصل مات ‪ ..‬فيصل مات ‪ ..‬لدرجة ان التعرف على وجهه المتورم المليء بالكدمات‬
‫اليقّل عن الموت ألمًا ‪ ..‬فيصل مات ‪ ..‬تحجرت عيناه وذاب قلبه لم يستطيع البكاء ‪ ..‬كمية‬
‫من الحنق والغضب زالت بمجرد ان سمع فيصل مات ‪ ..‬احساس عارم بالذنب بمجرد ان‬
‫سمع ان فيصل مروج مخدرات ‪ ..‬لقد شك به لكن لم يتبع شكه ‪ ..‬لو انه اصّر لمعرفة‬
‫مشواره الغامض لو انه فقط تحقق اكثر ‪..‬لم يكن فيصل ليلقي بسماء في احضان اي احد‬
‫سوى اذا كان في رحلة ذهاب اليعلم اذا كان سيعود منها ام ال ‪ ..‬فيصل مات ‪ ..‬وبمجرد ان‬
‫تذكر سماء وليلتها البارحه تفجرت براكين دموعه لتحرق وجهه ‪ ..‬بدأ يهتز بشده ‪ ..‬من‬
‫البكاء ‪ ..‬كيف يخبر سماء !؟ واين يرحل بسماء ‪..‬؟‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ ..‬سماء عبدالله الفيصل‬
‫‪ ..‬بمجرد سماع اسمها من ادارية المدرسة حتى وقفت في الفصل‬
‫القت عليها االدارية نظرة طويلة ثم قالت ‪ :‬جمعي كتبك واغراضك والبسي عباتك وتعالي‬
‫‪ ..‬لإلدارة‬
‫جمعت كتبها بسرعة وارتدت عبائتها ووضعت الطرحه حول عنقها كاإليشارب ‪ ..‬وتبعت‬
‫‪ ..‬المعلمة حتى وقفت عند االدارة‬
‫‪ ..‬المساعدة ‪ :‬يالله حبيبتي فيه اذن خروج لك من ولي أمرك‬
‫ابتسمت سماء في حبور وحاولت اخفاء ابتسامتها ‪ ..‬لكن قلبها الَف ّر ح كاد ان يطير بين‬
‫جوانب ضلوعها ‪ ..‬لقد عاد عمها ‪ ..‬وهو من اخذ اذن الخروج لها رغم ان اليوم الدراسي على‬
‫نهايته ‪ ..‬لقد عاد ‪ ..‬خرجت تمشي في الباحة الخارجية متوجهه للبوابة الرئيسية تنتظر‬
‫الحارس ان يفتح لها ‪ ..‬وتنظر بخلسه للمعلمتين التين استعدتا للمناوبة تجلسان وتنظران‬
‫لها بشفقه ‪ ..‬عقدت حاجبها وتراجعت حتى التصقت بالباب تنتظر ان يفتح لها الحارس‬
‫التحب تحديق االخرين بها ‪ ..‬لكن سماع اسمها جعلها ترخي مسامعها ‪ ..‬لتسمع احداهن‬
‫‪ ..‬تقول ‪ :‬ايه مسكينة تقول نورة ان عمها متوفي وجايين ياخذونها‬
‫‪ ..‬االخرى ‪ :‬ياقلبي ‪ ..‬هذي الي ساكنه مع عمها وابوها مات يوم انها خامس‬
‫وقفت سماء تنظر بتمالك شديد للنفس للباب الُم غلق ‪ ..‬لن تطفيء فرحتها ثرثرة معلمات‬
‫‪ ..‬سُي فتح هذا الباب حاًال ‪ ..‬وسترى عمها االسمر النحيل بقامته الُم حببه ‪ ..‬يلف الشماغ حول‬
‫‪...‬وجهه كعادته ويبتسم لها ‪ ..‬ليأخذ حقيبتها منها ويضع يده في يدها‬
‫صوت فتح الباب اعادها للنظر لألمام بتركيز ‪ ..‬كان ضوء الشمس يدخل مع الباب المفتوح‬
‫‪ ..‬لكن بمجرد ان ُف تح بالكامل ورأت فهد يقف ورأسه منحني وهو يعض سبابته ومتكيء‬
‫على الجدار حتى عرفت ان ماسمعته صحيح ‪ ..‬وانها لن تصدقه ولن تعيشه ولن يأخذ منها‬
‫الموت آخر اهلها ابدًا ‪..‬لذا صرخت بقوه وركضت تهرب ‪ ..‬التعلم إلى اين ‪ ..‬لكنها تركض‬
‫هاربه متجاوزة السيارات ‪..‬كانت تسمع فهد يناديها ‪ ..‬ويركض خلفها ‪ ..‬رمت حقيبتها عندما‬
‫شعرت انها تثقل كاهلها الُم ثقل اصًال ‪ ..‬ركضت ليخف الطنين في رأسها ‪ ..‬والثقل في‬
‫قلبها ‪ ..‬والنار في صدرها ‪ ..‬ركضت وهي تشعر ان كلمة مات تتمزق بفعل الهواء الذي‬
‫يتالعب بسرعه بشعرها ورأسها وتطير ‪ ....‬هربت من الموت وهي تسمع صراخها وندائها‬
‫لعمها ‪ ..‬تارة تناديه بعمي وتارة تناديه بفيصل ‪ ..‬لكنه كان لها اكثر اكثر من ذلك ‪ ..‬لقد‬
‫‪ ..‬شعرت ان الظالم يتبعها ‪ ..‬حتى امسك بها‬
‫امسك بها فهد بصعوبة ‪ ..‬كان يركض خلفها وندائها لفيصل ُي مزق قلبه ‪ ..‬كان يركض‬
‫خلفها وهو يريد بشده ان يركض مثلها لكن في اإلتجاه المعاكس ‪ ..‬ان يهرب منها ومن‬
‫يقينها الذي جعلها تعلم فور ان رأته ان العم لها بعد اليوم ‪ ..‬وان يهرب من حقيقة ان‬
‫!!‪ ..‬فيصل ‪ ..‬مات‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫حمل فهد سماء بصعوبة رغم انها خفيفة الوزن لكنها كانت تصرخ وترفس حتى ركبها معه‬

‫ًا‬
‫سيارته ثم دار راكضًا ليركب هو اآلخر ‪ ..‬جلس وتنفس بينما سماء تغطي وجهها بيديها‬
‫وتبكي ‪ ..‬كان امر صعب ان اليبكي معها ‪ ..‬في الواقع بكى معها حتى انه رفع ذراعه اكثر‬
‫من مرة ليمسح عينيها بكم ثوبه ‪ ..‬هي فقدت عمها للتو ‪ ..‬ترتدي مريوًال كاروهات وقميصًا‬
‫ابيضًا واضحه اطرافه من كم عبائتها الصغيرة عليها وحذا رياضي رث جدًا وشنطة رثة تكاد‬
‫تتمزق احضرها الحارس راكضًا للسيارة ‪ ..‬شعرها المهمل وجهها الباكي ‪ ..‬مظهرها البائس‬
‫!!‪ .. ..‬دموعها ‪ !!..‬مع ذلك هي زوجته ‪ ..‬هذه الطفلة المنتحبة ‪..‬زوجته‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫وقف عبدالرحمن بأدب مصطنع عندما نزلت ُج مانة ‪ ..‬وتقدمت وهي تنظر له بينما رفع‬
‫حاجبه لها وعلت شفتيه ابتسامة ساخرة ‪ ..‬كان نظرهم لبعض كتقييم هو اسمر وسيم‬
‫جدًا بعيون ناعسه تعطيه مظهر حنون اليمت لشخصيته بصله ‪ ..‬كان يشبه اخوها فهد‬
‫لكن فهد اصغر سنًا ‪ ..‬واطول قامة قليًال ‪ ..‬واكثر انسانية ‪ ..‬بينما عبدالرحمن ‪ ..‬يرى فتاة‬
‫قصيرة ذات شعر قصير ومالمح عاديه ناعمة ‪ ..‬اذ ان حظ ابناء العائلة بالجمال والوسامة‬
‫اكبر من حظ فتياتها ‪ ..‬قطع حرب العيون صوت سارة ‪ :‬اهًال جوجو تعالي حبيبتي وسلمي‬
‫‪ ..‬على عبدالرحمن‬
‫‪ ..‬تركت يد جمانة الدرابزين وتقدمت ‪ :‬السالم عليكم‬
‫ابتسم عبدالرحمن ومد يده ليتلقى يدها الممدودة ‪ :‬وعليكم السالم ‪..‬اهًال بالعروسة ‪..‬‬
‫‪ ..‬سحبت يدها من يده بعد ان بدأ يحرك ابهامه بتمهل وحسيه على كفها‬
‫‪ ..‬جلست جمانة ووضعت رجل على رجل وقالت ‪ :‬ابغى زواج عائلي مقتصر على العائلة فقط‬
‫‪ ..‬شهقت سارة ‪ :‬طبعًا ال مستحيل اسمح لبنتي الوحيده تسوي زواج مختصر‬
‫رفعت جمانة حاجبيها لوالدتها بتعجب ‪ ..‬وكأنها تقول (لكن عادي تجبرينها على الزواج )‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬السبب ؟‬
‫‪ ..‬جمانة ؛ ماودي زواجي يمتلي بالبنات المكسورة قلوبهن‬
‫‪ ..‬ضحك عبدالرحمن بقوة وتسلية ‪ :‬جمانة تصوريني دنجوان الي يسمعك بيصدق‬
‫‪ ..‬بينما ابتسمت سارة ‪ :‬جمانة موب وقت غيرتك بعدين خالص انتي فزتي بقلب عبدالرحمن‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬فيه مكان معين تبين الحفلة فيه‬
‫‪ ..‬او يوم معين‬
‫‪ .‬جمانة بسخرية ‪ :‬ايه ابغاه في يوم الفاالنتاين‬
‫عبدالرحمن بتساؤل ‪ :‬شيء ثاني ؟‬
‫جمانة ‪ :‬ال‬
‫‪ ..‬وقف برشاقة ؛ اذن اتفقنا زواج كبير في قاعة كبيرة يوم ‪ ١٤‬والدعوة عامه‬
‫‪ ..‬عند خروجه التفتت سارة على جمانة ؛ خلي اسلوبك ناشف كذا وطيري الرجال‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬والله هذا اسلوبي ‪ ..‬مو عاجبه يروح‬
‫!! سارة ‪ :‬جمانة‬

‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫كان فهد وسماء في غرفتها هي تبكي بحرقه بينما فهد اليعرف كيف يواسيها ‪ ..‬كيف‬
‫يواسي شخص انهارت ركيزة حياته فجأة ‪ ..‬كان في نفس الوقت يحدد خياراته مع سماء ‪..‬‬
‫لقد طلب منه فيصل اذ لم يرجع ان يحمل االمانة حتى تتخرج من الجامعة وبعد ذلك‬
‫يطلقها ويجعلها تواجه مصيرها ‪..‬ستتخرج تقريبًا بعد ‪ 8‬سنوات اكثر او اقل اليعلم ‪ ..‬كانت‬
‫كتفاها نحيلة جدًا وضعيفة جدًا ومعصمها الذي ترفعه لتغطي وجهها بيده نحيل لدرجة ان‬
‫قبضة قد تكسره كسر مضاعف ‪ ..‬كانت ضعيفة واليعتقد فهد انها ستعتمد على نفسها‬
‫في يوم من األيام ‪ :‬سماء‬
‫‪ ..‬رفعت نظرها له بين الدموع‬
‫فهد ‪ :‬تعرفون احد من الجيران ‪ ..‬او لكم معارف ‪ ..‬او يجيكم احد‬
‫‪ ..‬هزت رأسها بال‬
‫وقف وتفحص الغرفة ‪ ..‬وفكر ان ال احد سيأتي للتعزية في فيصل الن الاصدقاء له لذا‬
‫سيأخذ سماء من هنا والتفت لها ‪ :‬جهزي اغراضك بنروح‬
‫سماء فتحت عينيها بقوه ‪ :‬وين ؟‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬بتروحين معي‬
‫سماء ‪ :‬ال‬
‫فهد ‪ :‬بتقعدين هنا لحالك ؟‬
‫سماء ‪ :‬ايه‬
‫ابتسم فهد يبدو ان الهشاشة التي تبدو عليها ليست حقيقية وهي اصلب من ذلك او‬
‫‪ ..‬تدعي الصالبة ‪ :‬اسمعي صعب تقعدين هنا لحالك ‪ ..‬انتي صغيرة وانا خايف عليك‬
‫‪ ..‬سماء بدموع ‪ :‬اخاف عمي مامات ويرجع هنا مايلقاني‬
‫مرة اخرى اكتشف فهد انها هشة اكثر مما تبدو لذا جلس الى جانبها وامسك بكتفيها ‪:‬‬
‫سماء عمك الله يرحمه ‪ ..‬وهو وصاني عليك ‪ ..‬انا باخذك عند جدتي ‪ ..‬بيتها مريح جدًا وهي‬
‫حنونة ‪ ..‬تقدرين تعيشين معها وتدرسين عندها ‪ ( ..‬وليشتت انتباهها ) صح الزم تكملين‬
‫دراستك وتنتبهين لها ؟‬
‫‪ ..‬هزت رأسها سماء موافقة‬
‫‪ ..‬فقام فهد ؛ يالله اجمعي اغراضك الي تبينها‬
‫بعض خيارات الناس في الواقع ليست خيارًا هي اجبار للمضي في المنعطف الوحيد "‬
‫" المتاح‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫كان انتظار فهد من اصعب اللحظات دائمًا هو الوحيد الذي يزورها باستمرار ‪ ..‬لم يحمل‬
‫قسوة عبدالكريم او عبدالرحمن ‪ ..‬ولم يهملها مثل ابناء حفيدها المتوفي ‪ ..‬بل شعرت معه‬
‫انها مهمة ‪ ..‬لكن االن وألول مره تنتظر وصوله برعب مما يحمل خاصة بعد ان اخبرها ان‬
‫تطلب من الخادمة تجهيز غرفة لفتاة معه ‪ ..‬لقد قال لها التسألين فقط اريد ان اضعها في‬
‫ايدي امينة حتى اعرف ماافعل معها ‪ ..‬هل هي فتاة غلط فهد معها ‪ ..‬هل هي فتاة احبها‬
‫وهربت معه ‪ ..‬هل هي فتاة وجدها واراد مساعدتها ‪ ..‬كانت جدًا متوترة تشد بيديها‬
‫االثنتين على رأس العصا التي تتكيء عليها ‪ ..‬االصوات القادمة من مدخل بيتها الصغير‬
‫والمريح جعلها تتقدم لهم في نفاذ صبر ‪ :‬هال هال يمه‬

‫ًا‬ ‫ًا‬
‫كان فهد منهك جدًا وحزين جدًا قبل رأس جدته ‪ ..‬وهي تنظر خلفه للفتاة المعنية ليسحب‬
‫يده التي تمسك بيد فتاة صغيرة باكيه وحزينة هي األخرى وتبدو في حالة مزرية تحمل‬
‫‪ ..‬معها كيس وشنطة مدرسية‬
‫حدقت بها الجدة ثم رفعت نظرها لفهد ‪ :‬من هذي ‪..‬؟‬
‫والن فهد رأى تراجع سماء وتوترها من خالل يدها التي يشد عليها ‪ :‬هذي سماء ‪ ..‬كلمتك‬
‫‪ ..‬عنها‬
‫!‪ ..‬الجدة ‪ :‬طيب يا ميشيل ‪ !..‬ميشيل‬
‫نعم ماما‬
‫الجدة ‪ :‬خذي سماء خليها ترتاح وتغسل وجهها‬
‫وعادت بانتباهها لفهد ‪ :‬هه وش سالفتها هذي بعد ؟‬
‫فهد ‪ :‬تذكرين فيصل صديقي القديم ‪ ..‬هذي بنت اخوه الي قلت لك عنها الحين هو مات‬
‫‪ ..‬الله يغفر له‬
‫الجدة ‪ :‬وين خوالها اهل امها ‪ ..‬اهل ابوها ‪..‬؟‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬مالهم احد ‪ ،‬ابدًا ‪ ..‬انا اقرب شخص لها‬
‫الجدة ‪ :‬كم بتقعد هنا طيب‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬كم تقدرين تتحملينها‬
‫‪ ..‬الجدة بجفاء ‪ :‬انت تعرف طبعي ماتحمل احد معي‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬اذن تحمليها لين اسافر بس وباخذها معي‬
‫!!! الجدة ‪ :‬شلون تاخذها ؟؟ شلون بتسافر معك بأي صفة‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬بصفتها زوجتي واخرج عقد الزواج من جيبة ؛ انا مملك عليها قبل وفاة عمها‬
‫صدمت الجدة والتفتت ناحية الغرفة التي تسكنها الفتاة ‪ !!!..‬ثم عادت لفهد لتقول ‪ :‬وش‬
‫ورطت نفسك فيه ؟؟؟‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫خرج من عند جدته متوجهًا للصالة على فيصل ‪ ..‬لم يستطيع ان يمر سماء قبل ذهابه لكن‬
‫‪ ..‬وصى جدته بها خيرًا ‪ ..‬ثم سيذهب لعائلته‬
‫الموت حصير الواقع وهو الحقيقة الواحدة ‪ ..‬التي يصعب تصديقها ‪ ..‬والرعب الذي المهرب "‬
‫" ‪ ..‬منه‬
‫دخل الفيال وواحهته والدته ‪ :‬فهد بسم الله وش فيك ‪..‬؟‬
‫‪ ..‬كان متعب جدًا ‪ :‬فيصل مات‬
‫سارة ؛ انا لله وانا اليه راجعون ‪ ..‬الله يرحمه ( والتفتت لزوجها )‬
‫الذي قال ‪ :‬انت متواصل مع فيصل ؟‬
‫‪ ..‬ضحك فهد بسخرية ‪ :‬ال ماعاد فيه تواصل وصعد لغرفته‬
‫؛‬
‫‪:‬‬

‫جلست سماء في طرف الغرفة المؤثثة بشكل جميل ‪ ..‬كان اثاثها بني غامق‪ .‬سرير‬
‫ومكتب وتسريحة وجدران مزينة بنقوش كانت واسعه نسبة للشقة التي تسكنها‬
‫وضيقة نسبة للضيق الذي يسكنها ‪ ..‬كانت سماء تجلس على اريكة التستطيع‬
‫االسترخاء والتستطيع البكاء براحة لقد اخبرها فهد ان هذا المنزل لجدته وانها حنونة‬
‫لكن ماان خرج حتى وقفت السيدة العجوز تنظر لها بحدة عاقده حاجبيها وتحدق بها‬
‫وسماء تكره ذلك صمتت من البكاء من تحديق السيدة التي وقفت بالباب ثم قالت ‪ :‬انتي‬
‫بنت كبيرة الحين الموت حق وكلنا بنموت امسحي دموعك وارتاحي ‪ ..‬ثم عادت لتقول ‪:‬‬
‫‪ ..‬واذا جاء فهد التطلعين له‬
‫نقطة ‪ . .‬ذرة ‪ ..‬اشعر نفسي الشيء ‪ ..‬كنت بنت اخ فيصل وفيصل رحل انا اآلن الشيء ‪" ..‬‬
‫كل مااريد ان اصرخ اصرخ اصرخ حتى احرق العالم بصراخي ‪ ..‬او ابكي ‪ ..‬ابكي ‪ ..‬ابكي ‪..‬‬
‫" ‪ ..‬حتى ُا غرق العالم ببكائي‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫استيقظ فهد من النوم يشعر بصداع لكن بمجرد ان تذكر انه ترك سماء في مكان جديد‬
‫وحيدة قفز بسرعة وارتدى ثيابه ‪ ..‬وركض مع الدرج محاوًال تجاوز والداه واسئلتهم ‪..‬ركب‬
‫سيارته وتوجه لمنزل جدته ‪ ..‬طالما شعر بالراحة في منزلها الصغير لقد خرجت من منزلهم‬
‫غاضبة ذات يوم من والدته لم تتفق معها ابدًا ولم تحبها ابدًا واعتبرت جدته ان عدم االخذ‬
‫‪ ..‬برأيها في كل كبيرة وصغيرة استنقاص منها وعادت ادراجها لمنزلها القديم‬
‫‪ ..‬دخل المنزل لجلسة جدته الخاصة ‪ :‬سالم‬
‫‪ ..‬جدته بفرح لقدومه ‪ :‬ماشاء الله زرتني اليوم مرتين‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬رحت ونمت وجيت اتطمن على سماء‬
‫جدته ‪ :‬وش خالك تتزوج بنت كبرها وش حدك ؟‬
‫‪ ..‬فهد بهدوء ‪ :‬الحين عرفت اني سويت صح ‪..‬البنت وحيدة ويتيمة‬
‫ووقف للذهاب لسماء ‪ ..‬التي وجدها تجلس بأدب على االريكة كأنها في فصل ‪..‬كانت‬
‫وجنتيها مبلله‬
‫جلس الى جانبها واخذ يدها الصغيرة ‪ :‬كيفك الحين ؟‬
‫‪ ..‬سماء ؛ الحمدلله‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬مرتاحة‬
‫سماء ‪ :‬ايه‬
‫فهد ‪ :‬اكيد‬
‫رفعت نظرها له ‪ :‬خايفة بس‬
‫ابتسم يطمئنها ‪ :‬مافيه شيء تخافين منه ‪ ..‬جدتي صح تحسين انها قاسية بس تراها‬
‫حنونة ‪ ..‬هي كذا صلبه ‪ ..‬وانا باعطيك رقمي حطيه معك لو احتجتيني اي وقت ‪ ..‬اتصلي‬
‫واكون عندك ‪ ..‬فيه تيلفون هنا في الصالة وبكره ان شاء الله بانقلك مدرسة جديدة‬
‫‪ ..‬قريبة ‪ ..‬وبتتعرفين على صديقات جديدات ‪ ..‬وبترتاحين ان شاء الله‬
‫‪ ..‬الكالم سهل ‪ ..‬كان هذا اول ماتبادر لذهن سماء ‪ ..‬الكالم سهل جدًا‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫بينما فهد في غرفة سماء كانت جدته تدرس قرار جديد ستتخذه حتى لو خالف رغبتها‬
‫وحبها للهدوء والسكون لن تجعل هذه الفتاة تذهب مع فهد ألي مكان الن شفقته عليها‬
‫ستعرقل حياته وقد تتعثرطموحاته واحالمه ‪ ..‬لذا ستقبل بوجودها هنا حتى يعيش فهد‬
‫‪ ..‬حياته‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫لماذا أراك وملء عيوني دموع الوداع؟ لماذا أراك وقد صرت شيئا بعيدا‪ ..‬بعيدا‪ ..‬توارى‪..‬‬
‫وضاع؟‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫قراءة ممتعة‬

‫" الفصل السابع "‬


‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫ال أنتظر أحد وال أحد ينتظرني‬
‫‪ ...‬فأنا كالعصفور الهارب من الدنيا فوق رؤوس األشجار‬
‫‪ ...‬لم أشعر يومًا أن لي وطنًا في األرض يدّث رني‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫كانت الحياة في نظر سماء تستقيم فقط لتعود وتميل مرة أخرى وبأكثر حدة ‪ ..‬تشعر‬
‫‪ ..‬بالفراغ الشيء ولم تعلم ان أسوأ شعور ان التشعر بـ شيء‬

‫‪ ..‬فتحت الجدة ام عبدالكريم باب غرفة سماء ‪ :‬تعالي تغدي‬


‫‪ ..‬سماء ‪ :‬ماشتهي‬
‫الجدة بحده ‪ :‬قومي يالله اكلي ‪ ..‬ماتشتهين وش اكلتي من جيتي من المدرسة هاه ؟! ‪..‬‬
‫!!‪ ..‬قومي يالله‬
‫وقفت سماء لتتبع الجدة ‪ ..‬مر شهر منذ وفاة عمها مازالت تشعر انه سيدخل عليها من اي‬
‫باب ‪ ..‬يدخل بطريقته دائمًا يبدأ بالدخول بكتفه ورفع حاجبه لها واالبتسام ‪ ..‬ان كانت‬
‫تنتظره ان يدخل فهي التنكر انها تسمع صوته يناديها ‪ ..‬حتى في المدرسة ‪ ..‬بغض النظر‬
‫عن الُح زن والفراق والموت ‪ ..‬لقد اشتاقت له كثيرًا ‪ ..‬واشتاقت للحياة البسيطة معه ‪ ..‬اما‬
‫اآلن التستطيع ان تتحرك براحتها او تتكلم براحتها مازالت تقيس تعامل هذه السيدة‬
‫معها وكما تالحظ مازالت هذه السيدة تقيس وجودها معها ‪ ..‬كان فهد يمر بين وقت واخر‬
‫ولم تكن تخرج له ابدًا ‪ ..‬احيانًا يطرق غرفتها ويسألها عن راحتها من عدمها ‪ ..‬او ماينقصها‬
‫‪ ..‬او ماتحتاجه ‪ ..‬حتى فهد اليستطيع اعادة ماينقصها او ماتحتاجه‬
‫ام عبدالكريم ‪ :‬اما اكلي واال قومي ‪ ..‬تناظرين االكل كذا وساجه‬
‫رفعت سماء نظرها وحاولت الوقوف لكن استوقفها صوت الجدة ؛ اجلسي اكلي يامال‬
‫‪ ..‬اآلكله ‪ ..‬وش سرحانة فيه‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬افكر في اختباراتي‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬ايه ادرسي زين ومالك هم اال دروسك ‪ ..‬الطابخه والنافخه مالك عذر‬
‫اعتادت سماء على كالمها الذي كالسياط لكن اليخفاها االهتمام بها بين طيات القسوة‬
‫التي تغلف حديثها ‪ ..‬حتى سماء رغم حداثة سنها التنكر انها تفهم هذه السيدة فليس‬
‫بالسهل تقبل شخص اقتحم المنزل فجأة ‪..‬واصبح عضوًا فيه بل انها كما فهمت هذه‬
‫‪ ..‬السيدة تعيش وحيدة من سنوات‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ ..‬هناء ‪ :‬مجنونة انتي ؟ بقى ‪ ٢٥‬يوم على الزواج وماخترتي فستان‬
‫ُج مانة ببرود ‪ :‬مالقيت فستان مناسب للعروس الحزينة‬
‫هناء ‪ :‬عن الدلع والدراما جمانة خالص عاد ‪ ..‬اذا فارس تقبل ليه ماتتقبلين انتي‬
‫وقفت جمانة بغضب ‪ :‬الني اكره عبدالرحمن فاهمه !!؟ اكرهه ‪ ..‬واتمنى الموت على‬
‫‪..‬وجودي معه ‪ ..‬فارس ماله دخل بقراري ابدًا‬
‫‪ ..‬هناء بهدوء‪ :‬موب كذا عاد جمانة عبدالرحمن ترى موب سيء للدرجة ذي‬
‫التفتت جمانة لهناء ‪ :‬اذا كنتي متوقعه انتي او هو او امي وابوي اني بابقى زوجة‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن فانتم غلطانين‬
‫فتحت هناء فمها واغلقته عند حضور سارة والدة جمانة تحمل معها كتالوج لمصمم معروف‬
‫‪ :‬هناء اهًال حبيبتي ‪ ..‬جمانة هذا ارسله لي المصمم وكله ينفع لك ستايلك تمامًا وطبعًا‬
‫‪ ..‬التعديل والتغيير وارد ‪ ..‬تعالي شوفي معي‬
‫‪ ..‬وقفت جمانة ؛ مامي حبيبتي اختاريه انتي ‪ ..‬مثل باقي الجهاز واالهم مثل العريس‬
‫وتوجهت للدرج‬
‫التفتت سارة بأناقه لهناء ورفعت يدها في تذمر ‪ :‬اكون معك صريحة توقعتها يومين‬
‫‪ ..‬وتطخ لكن واضح انها مازالت عنيده ‪ ..‬الله يصبرك ياعبدالرحمن‬
‫جلست هناء وعينيها على الدرج حيث صعدت جمانة ‪ ..‬التستطيع اللحاق بها لسببين االول‬
‫احترامًا لسارة والثاني الن سارة تلمح دائمًا انها المناسبة لفهد وهي تريد تصريح بذلك لذا‬
‫‪ ..‬قد يخرج هذا التصريح اذ بقوا وحدهم‬
‫لكنه لم يخرج بل بقيت سارة تركز اهتمامها على الكتالوج الذي بيدها متجاهلة وجود‬
‫هناء بشكل كامل اال مرتان فقط حيث سألتها اذ تختار فستان ناصع البياض او يميل‬
‫للذهبي او تختار باكمام طويلة او بدون اكمام ‪ ..‬لقد احبت هناء فهد اال جانب انه مناسب‬
‫لها من حيث الطموح واالهتمام والعائلة ‪ ..‬هي تعلم مقاييس سارة لزوجة ابنها او حتى‬
‫زوج ابنتها يجب ان التشوبهم شائبة ومن المرشح لفهد سواها ‪ ..‬ليتوج زواجان المال‬
‫‪ ..‬واالعمال والنسب للعائلة‬

‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫بعد ان انتهت سماء من الغداء حاولت رفع االطباق مثل كل يوم وكل يوم تنهرها الجدة ‪:‬‬
‫اتركيها الخادمة تشيلها التعودينها على المساعدة وتتكيسل هي قايمة بهالبيت قبل‬
‫‪ ..‬تجين‬
‫‪ ..‬تركت سماء من يدها لتكمل الجدة ‪ :‬ادخلي غرفتك والتطلعين بيجيني عبدالرحمن‬
‫ولما رأت عدم الفهم على سماء قالت ‪ :‬حفيدي وولد عم فهد بس كبير ‪ ..‬التخلينه يشوفك‬
‫‪..‬‬
‫عادت سماء لغرفتها وهي تسمع تمتمة الجدة ‪ :‬البنت هذي يابليدة وماتفهم ياتفهم‬
‫‪ ..‬وحاقرتني ماترد‬
‫‪ ..‬دخلت سماء غرفتها واغلقتها ‪ ..‬وسمعت نداء الجدة للخادمة لفتح الباب‬
‫جلست على سريرها ونظرت حولها لتجد غرفة متكاملة بل ان فهد احضر لها مالبس‬
‫واحذية ومريول جديد بعد ان نظر لها نظرة شفقة وهي تسمع تعليق جدته له ‪ :‬البنت‬
‫جايه من وين مامعها لبس اال خالقين تجيب الهم ‪ ..‬وشعرها متشابك يبيلنا نقصصه‬
‫ونمشطه ونتأكد مافيه قمل واال قشرة ‪ ( ..‬ثم نظرت لها بنظرة تقزز ) شكلها دايم‬
‫‪ ..‬فالشمس بشرتها جافه يبيلنا نمردغها بالفازلين عشان تروح ادمي‬
‫كانت الجدة تعريها وتقيمها وتهزأ بها لكن االسوأ كانت نظرة فهد وهو يتتبع وصف جدته‬
‫لكن على وجهه تعلو الشفقة ‪ ..‬الشفقة هي العدو الذي حذرها فيصل منه ‪ ..‬االن هي‬
‫تملك حذاء رياضي جديد ولبس للمنزل وآخر للنوم وحقيبة جديدة وعباية جديدة ‪ ..‬بل اصبح‬
‫لديها بنطلون جينز‪ ..‬طالما تمنت واحدًا ‪ ..‬نظرت لكل مالديها وتذكرت فيصل وهو يخرج من‬
‫جيبه الفطيرة التي التعلم لماذا يأتي بها مخبأة في جيبه وليس في كيس كما يحضر فهد‬
‫االطعمة ‪ ..‬كانت تتذكر وجهه ودقنها يهتز وحلقها يتورم ويزدحم بفعل الدموع لم‬
‫تستطيع البكاء النها كلما بكت نهرتها الجدة قائلة ‪ :‬دموعك تحرقه التحرقين الميت‬
‫‪ ..‬بدموعك اطلبيله الرحمه ‪ ..‬هي التريد احراقه فقط تريد ان تبكي‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫مرحبا ياعبدالرحمن ‪ ..‬ياذكر الله ذكرت جدتك‬
‫ضحك بصوت خشن متفهم وقبل رأسها ‪ :‬االعمال ياطويلة العمر واال مانستغني ‪ ..‬بعدين‬
‫‪ ..‬حنا ناخذ اخبارك من فهد‬
‫الجدة ‪ :‬واذا سافر فهد بعد شهر من بيجيب لكم اخباري ‪..‬؟‬
‫‪ ..‬ضحك عبدالرحمن مرة اخري ‪ :‬الحين اخذتيني بالعتب وانا جاي اعزمك على عرسي‬
‫وضعت يديها االثنتين على عصاها فهي تعلم عن زواجه وعن رفض جمانة لكن بنت سارة‬
‫لم تطلب العون منها لذا لتشبع سارة بعبدالرحمن ‪ :‬وجمانة ورا ماجت معك ؟‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬سياسة عمي ماتطلع بنته معي قبل الدخلة‬
‫ام عبدالكريم ‪ :‬سياسته واال البنت رافضة‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬ماعليك ياجدة تتمنع وهي راغبة‪ ..‬دلع بنات اخليها تنساه‬
‫الجدة ‪ :‬وفارس بيحضر واال موب حاي‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬فارس عنده امتحانات مايقدر يحجز ويجي اذا اجلناه خسرنا حصور فهد واخو‬
‫العروس اهم‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫خرج فهد من شركة والده وتوجه لجدته سيطمئن على سماء لم يتبقى على سفره وقت‬
‫طويل ويجب ان يتأكد ان امانة فيصل تشعر بالراحة مع جدته ويتمنى ان تتفهم قسوة‬
‫جدته واسلوبها الجاف جدًا ‪ ..‬النه يالحظ ان الجدة تقسو عليها بالحديث بينما سماء تنظر‬
‫فقط لوجهها والتتحدث ‪ ..‬ابتسم عندما تذكر احدى الزيارات وجدها في غرفتها وسألها‬
‫لماذا لم تأت عندما علمت انه الزائر فنظرت له بحده وقالت ‪ :‬جدتك تقول التطلعين‬
‫!!! فهد ‪ :‬جدتك‬
‫نظرت له ببالهه ‪ :‬ليه هي مش جدتك ؟‬
‫‪ ...‬فهد ‪ :‬اال جدتي بس المفروض تنادينها‬
‫‪ ..‬قاطعته ؛ هي رفضت اني اناديها عمه اوخاله اوجده وانا ماعرف اسمها‬
‫ضحك فهد ‪ :‬طيب كيف تنادينها‬
‫لتنظر له بدهشه ‪ :‬ماناديها ‪ !!..‬ليه اناديها ؟‬
‫‪ ..‬دخل منزل جدته ليجدها تقف والخادمة تمسك لها الهاتف وتطلب رقمًا‬
‫سالم‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬فهد زين جيت‬
‫فهد ‪ :‬وش فيه ؟‬
‫الجدة ‪ :‬البنت ماجت من المدرسة المفروض جايه من نص ساعة ودقيت على سواق الباص‬
‫قال حاطها قدام الباب ومالقيتها‬
‫قفز فهد للخارج وجدته تضرب يديها على فخذيها بحسرة ؛ انا عارفه مانيب قد مسؤولية‬
‫‪ ..‬بنت انا مقدر اداري عمري باداري عيال الناس الي ماندري منين حذفهم الزمن علينا‬
‫لم يجد فهد في الخارج احدًا ركض في االتجاهين ولم يرى احدًا عاد ادراجه للبيت و دخل‬
‫بحث عنها في غرفتها والمطبخ وحتى غرفة الخادمة حتى سمع صوت بكاء من احدى‬
‫نوافذ الغرف مصدره الفناء الخارجي خرج وقال لجدته ‪ :‬لقيتها ‪ ..‬وتوجه للفناء وهو يتبع‬
‫صوت البكاء‬
‫بدون ان يحاول التأكد عرف انها سماء واقترب منها كانت جالسة على عتبة باب الفناء‬
‫المؤدي للمنزل وتبكي وبيدها شيء لم يتبينه‬
‫جلس فهد الى جانبها ‪ :‬سماء وش فيك ‪..‬؟‬
‫فما كان منها اال ان زاد نحيبها ونشيجها كانت تجلس ويديها في حجرها وكفيها تمسح‬
‫دموعها التي كالمطر الغزير على وجنتيها كرر فهد سؤاله ‪ :‬سماء وش فيك ؟‬
‫كانت تشهق وتبكي وحاولت الكالم ولكن لم يسعفها نفسها باكمال عباراتها فمدت‬
‫‪ ..‬يدها ليرى انها تمسك ببراية ‪ :‬بـ بـ راا يتي ‪ ..‬انكـ سرت‬
‫نظر فهد للبرايه واخذها ‪ :‬عادي نجيب غيرها‬
‫‪ ..‬لكن من منظرها عرف ان البرايه حجة فقط وسبب بكائها شيء آخر‬
‫فهد ‪ :‬فيك شيء ثاني ؟‬
‫!!!‪ ..‬سماء بدون ان تنظر له ‪ :‬المعلمة تقول انا متزوجه‬
‫ابتسم فهد ‪ :‬تعرفين وش معنى متزوجه ؟‬
‫‪..‬سماء هزت رأسها بنعم‬
‫فهد ‪ :‬طيب تعرفين من زوجك ؟‬
‫‪ ..‬فهزت رأسها بال‬
‫فقال ‪ :‬طيب من تبينه يكون؟‬
‫سماء ‪ :‬مابي احد ابي فيصل بس ‪ (..‬وبكت )‬
‫اضطر فهد للصمت حتى تخف نوبة بكائها وقال ‪ :‬ناظريني سماء‬
‫‪ ..‬وعندما لم تصغي له قال ‪ :‬عمك الله يرحمه ويغفر له ‪ ..‬بس قبل اليموت زوجنا انا وانتي‬
‫اآلن حصل على انتباهها ونظرًا لنظرة االحتقار التي رمقته بها عرف انه حصل على ُج ل‬
‫‪ ..‬انتباهها ‪ :‬يعني انا زوجك بس عشان ماتتغطين علي وتقدرين تروحين معي اي مكان‬
‫عادت للنظر ليديها فااكمل ‪ :‬بس انتي تقدرين تختارين وش تبيني اكون لك تبين اصير‬
‫عمك ؟ اخوك ؟ اي شي تبينه ‪ ..‬وهذا يخليك تطلبين مني الي تبينه وتقولين لي الي تبينه‬
‫الننا الحين انا وانتي عائلة ‪ ..‬وانتي عارفه انا بسافر بكمل دراستي واذا انتي ممتازة‬
‫فالمدرسة تقدرين تسافرين معي التخرجتي وتكملين دراستك معي ‪ ..‬وش رايك ؟‬
‫‪..‬هزت سماء رأسها وشعر انه فقد اهتمامها مرة اخرى‬
‫والحين تبين تسافرين معي او تقعدين عند جدتي ؟‪:‬‬
‫‪ ..‬قالت بصوت مبحوح من كثر البكاء ‪ :‬باقعد‬

‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫ال تقترب من احد حد االحتراق‬
‫وال تبتعد حد االفتراق‬
‫كـن بين بين‬
‫ال قريبا من احد‬
‫‪...‬وال بعيدا من احد‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫قراءة ممتعة والى اللقاء‬

‫" الفصل الثامن"‬


‫‪:‬‬
‫‪ ..‬ما أفيدك‬
‫لو أحط إيدي بإيدك‬
‫من فرح عمرك بتعطي‬
‫‪ ..‬ومن معاناتي بازيدك‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫كانت القاعة ُم غطاه بالورود واالعمدة الذهبية ‪ ..‬اما االرضيات غطاها الرخام االسود بينما‬
‫ممر العروس باللون الذهبي لينتهي بالكوشة التي تخطف االنظار بالوانها المتوافقة مع‬
‫كل مايحيط بها ‪..‬كان زواج جمانة بعبدالرحمن مظهر من مظاهر الثراء لعائلة الراجي ‪ ..‬تم‬
‫ترتيب تغطية الزواج من احدى مجالت المناسبات الخاصة ‪ ..‬وسيكون حدث لجميع من حضر‬
‫‪ ..‬سيكون حدثًا تتباهى به سارة ‪ ..‬بينما تجعل عدم دعوتها للبعض عقاب الن من ُي نفى من‬
‫‪ ..‬دعوات سارة ومناسباتها من المغضوب عليهم‬
‫أغلقت االنوار لتتهادى العروس وهي تنظر لألمام ‪ ..‬اليخفاها مجموعات منتشره من‬
‫الفتيات الالتي كن يلوحن لعبدالرحمن ِخ فية بينما هو ‪ ..‬ينظر بوقار كاذب لعروسه الجميلة‬
‫‪ ..‬بدأت جمانة تتوتر وهي تنظر لألمام وتسمع الصراخ وصيحات الدهشة ‪ ..‬لقد أكدت لها‬
‫والدتها ان المدعوون يملكون بطاقات دخول وان الاحد يستطيع اقتحام القاعة وان‬
‫المعازيم من اقرباء ومعارف واصدقاء العائلة ‪ ..‬وهذا يدل على ان فساد عبدالرحمن‬
‫االخالقي وصل حتى للمعارف واالقرباء او ان الفتيات يبحثن عن وجه وسيم وجسد‬
‫متناسق ورصيد متخم ‪ ..‬ابتسمت اآلن لفكرة طرأت في بالها وتمنت ان تملك الجرأه‬
‫لتفعلها ‪ ..‬ماذا لو تقدمت من عبدالرحمن ومسكته من ذراعه وسحبته وخلعت طرحتها‬
‫الطويلة ورمتها ارضًا ثم صرخت بالموجودات من تريده ؟ من تريد مبادلتها واخذ هذا الرجل‬
‫‪..‬هيا ستكون هناك مسابقة والجائزة هذا الشاب الوسيم ‪ ..‬سيكون السؤال سهل جدًا‬
‫وستحصل اقبحهن على هذا الوسيم ‪ ..‬ثم ترميه من ذراعه بإذالل ‪ ..‬وترفع فستانها‬
‫وترقص السالسا‬
‫قبلة والدها لجبينها اخرجها من افكارها المضحكة ‪ ..‬بل بدأت تشعر بتحسن وهي تشعر‬
‫‪ ..‬انها فعلت هذا‬
‫امسك بها فهد الذي ايضًا ناله نصيب من الصراخ عند دخوله وقبلها وهمس في اذنها ‪:‬‬
‫‪ ..‬مبروك ياقلبي‬
‫‪ ..‬وردت بهدوء ‪ :‬عقبالك‬
‫كلمة جعلته يفكر في سماء التي تبقى االن وحيدة في المنزل لقد كانت الجدة قلقه جدًا‬
‫من تركها وحيدة ‪ ..‬لكن الفهد وال هي يريدان ان تحضر سماء هذه المناسبة ‪ ..‬حتى يتم‬
‫تحديد موقع لها على خارطة العائلة ‪ ..‬لقد بدأ يشعر انها تتقبله بل اصبحت تتحدث معه‬
‫بدون النظرة المتعالية خاصتها ‪ ..‬صحيح مازالت تنكمش لرؤيته فجأة لكن ماتلبث ان‬
‫‪ ..‬تسترخي لتتحدث معه بهدوء‬
‫وقفت هناء اال جانب عمها تضع على رأسها حجابًا ابيض خاص بالزفة وهي ترمق فهد‬
‫بنظراتها ِخ لسة بينما عيناها تتجول بحرية على العيون التي تراقبه ‪ ..‬لذا وجدت الشجاعة‬
‫بأن تقترب منه وتهمس ‪ :‬مبروك‬
‫رد بدون ان ينظر لها ‪ :‬الله يبارك فيك ومبروك انتي بعد زواج عبدالرحمن وعقبال فارس‬
‫هناء ‪ :‬وعقبالك‬
‫‪ ..‬فهد بابتسامة ‪ :‬على ايدك دوريلي‬
‫شعرت بالبروده في اطرافها بسبب رده‪ ..‬بل وصلت البرودة لعمق قلبها ‪ ..‬وحركت عينيها‬
‫‪ ..‬يمينًا وشماًال كأنها تبحث عن مخرج لها من القاعة‬
‫لكن موسيقى زفة العروس جعلها تتمالك نفسها لتصفق للعروس الخارجة بصحبة زوجها‬
‫‪..‬‬
‫‪ ..‬بعد اطمئنان سارة على سير الضيافة وخروج العروس‬
‫اقتربت من ام عبدالكريم الجالسة في احد المقاعد ولم تتحرك وجلست اال جانبها ووضعت‬
‫‪ ..‬قدمًا فوق االخرى ‪ :‬كنت باقولك وحشتينا بس عارفه ماراح تصدقيني‬
‫‪ ..‬ام عبدالكريم وضعت كلتا يديها على العصا ‪ :‬كبرنا على الكذب ياسويره‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬بس ماكبرتي على تحريض ولدي علي‬
‫‪ ..‬ابتسمت العجوز لشك سارة انها تحرض فهد ‪ :‬وانتي تحرضين ولدي علي‬
‫سارة ؛ عبدالكريم مشغول عني وعنك ‪ ..‬لكن وش الي يخلي فهد يزورك يوميًا وانا حتى‬
‫‪ ..‬مايرد على اتصاالتي‬
‫ام عبدالكريم ؛ راجعي نفسك ( واشرت للكوشة حيث كان يقف العروسان ) هذي‬
‫افعالكم انتي وعبدالكريم كالم الناس اهم من عيالكم‬
‫مدت عنقها ساره بتجاهل وهي تنظر للمعازيم وقالت للجدة ‪ :‬فهد بيسافر بعد اقل من‬
‫‪ ..‬اسبوع ‪ ..‬وان شاء الله نعزمك على ملكته على هناء قبل السفر‬
‫ووقفت قبل انتظار رد الجدة التي راقبتها وهي تمشي بتكبر بين المدعويين تتحدث مع‬
‫هذا وتبتسم لهذا ‪ ..‬تعلم ام عبدالكريم جيدًا ان حتى توقفها للحديث معها فقط من اجل‬
‫‪ ..‬المظاهر ‪..‬سارة تفقد احدى يديها والتتنازل عن مكانتها االجتماعية‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫على طاولة العشاء وحيدة تجلس امامها طبق من اللحم والبطاطس المهروسة ‪ ..‬كان‬
‫المنزل غارق في الظالم سوى من نور غرفة الطعام والمطبخ فأوامر الجدة ان اليتم‬
‫اشعال سوى مايتم استخدامه من الغرف وهذا االمر الذي تطبقه الخادمة بحذافيره ‪..‬‬
‫كانت تنظر للطبق هي التعلم اذ كانت تحبه او تكرهه لم تعرف ماتحب من االطعمة وال‬
‫من المالبس وال من االشخاص هي فقط تعرف من تكره ‪ ..‬لكنها لم تكن تكره فهد او‬
‫جدته فقط التحبهما ‪ ..‬لو تجاوزت تعالي الجدة وحديثها عنها كأنها مخلوق غريب ‪ ..‬ولو‬
‫تجاوزت نظرة الشفقة في عيني فهد تعتقد انها ستتقبلهم ‪ ..‬لقد كان فهد يزورها يوميًا‬
‫منذ اخبرها انه زوجها ليس النها تهتم بمسألة الزواج لكن شعرت باالطمئنان ان تكون‬
‫على االقل تعرف من زوجها عمها له فلن تحتمل االنتقال لبيت آخر مع اشخاص آخرين ‪ ..‬لقد‬
‫احبت الحديث معه ‪ ..‬لم يكن كعمها لكن كان يسألها كثيرًا عن صديقاتها ومعلماتها‬
‫ومدرستها حتى انه تجرأ وقال لها امام الجدة ان تتصل به للشكوى في حال ازعجها اي‬
‫‪ ...‬شيء ‪ ..‬او اي احد وهو ينظر جدته بتحدي‬
‫صوت الباب جعلها تخطف الصحن وتهرب به للمطبخ مازالت تشعر بالحرج من االكل امام‬
‫احد ‪ :‬سماء‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬يمكنها نايمة‬
‫‪..‬فهد ‪ :‬طيب باروح اجل‬
‫‪ ..‬عندما سمعت سماء انه سيذهب عادت راكضة ‪ :‬انا هنا‬
‫نظر لها فهد وفتح النور ‪ :‬ليه قاعده في الظالم ؟‬
‫سماء ‪ :‬كنت في المطبخ‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬اجل سويلي كوب شاهي وتعالي‬
‫‪ ..‬ذهبت راكضة لتضع الماء في الغالية وتخرج الكوب ‪...‬واكياس الشاهي‬
‫وفي غرفة الجلوس كانت الجدة مازالت تقف تضع كلتا يديها على العصا وتنظر لفهد بريبه‬
‫‪ : ..‬تراك متساهل معها‬
‫فهد ‪ :‬ماعليه انا كلها اسبوع واسافر‬
‫الجدة ‪ :‬وش ناوي تسويبها الرجعت‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬الرجعت يحلها الله ‪ ..‬الحين هي امانتك‬
‫‪ ..‬جلست الجدة وتنهدت بقلة صبر ‪ :‬واذا دروا عنها امك وابوك وش اقولهم‬
‫‪ ..‬زم فهد شفته بتفكير كأن هذه الفكرة التؤرقه ‪ :‬باقولهم عنها‬
‫‪ ...‬الجدة ‪ :‬ال ال ‪..‬اسمع يافهد نصيحتي التقول لهم الحين‬
‫‪ ..‬قطعت حديثها عندما ظهرت سماء تحمل كوبين شاي‬
‫‪ ..‬لتنظر لها الجدة ‪ :‬انا مابي شاهي باكل عالجي وانام‬
‫‪ ..‬سماء بابتسامة ؛ طيب انا باشربه‬
‫الجدة ‪ :‬مافيه شاهي فالليل قومي كبيه‬
‫وقفت سماء واخذت الكوب وهي تبتسم ابتسامة شقية سحرت فهد ورشفت منه اكثر‬
‫من مره وهي متوجهه للمطبخ وتنظر للجدة خلسه‬
‫كان فهد ينظر لها بابتسامة لقد بدأت تفهم جدته وهذا اشعره باالطمئنان بل انه وجدها‬
‫اكثر من مرة تبتسم اثناء توجيه الجده لها سيل من الكالم القاسي‬
‫‪ ..‬الجدة ؛ وانت يالله روح بنام‬
‫فهد ‪ :‬روحي نامي باقعد شوي مع سماء‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬وش يقعدك ؟ المهم التقول المك عنها شي انا باقول انها بنت صديقتي‬
‫فهد بضحكة ‪ :‬عندك صديقة تولد بنت كبر سماء‬
‫‪ ..‬الجدة بضحكة ‪ :‬اجل باقول زوجة فهد واستلم عاد جنان ساره‬
‫‪ ..‬ووقفت عندما ظهرت سماء ‪ :‬بابدل ثيابي واجيكم‬
‫جلست سماء وسألت فهد ‪ :‬وين كنتوا ؟‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬زواج اختي‬
‫‪ .‬سماء ‪ :‬اها‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬يالله قوليلي وش سويتي مع البنت الي جت مكانك‬
‫سماء ابتسمت بضعف ونظرت ليديها ‪ :‬ماسويت شيء ماقدرت اسوي شيء‬
‫فهد ‪ :‬ليه ؟‬
‫سماء نظرت له كأنها تعتذر ‪ :‬خفت ‪..‬صديقاتها كثير‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬وانتي ماعندك صديقات‬
‫ابتسمت كأنها في حلم ‪ :‬ال ‪ ،‬عمي فيصل كان يقول اذا بنت قالتك شيء انا بانتظر ابوها‬
‫!‪ ..‬برا واضربه ( وضحكت تبعد العبرة التي خنقتها ) كان يمزح‬
‫نظر لها فهد بألم لقد بدأت تتكلم معه كثيرًا ‪ ..‬تحاول وضعه مكان فيصل ‪ ..‬لكن كما يبدو‬
‫‪ ..‬على نظراتها المحبطة له انه لن يستطيع ملء مكان فيصل لديها‬
‫الحظ فهد ان سماء لم تتغير كثيرًا منذ اول لقاء لهم فهي مازالت نحيله وذات شعر قصير‬
‫تربطه للخلف ليصبح بحجم االصبع ‪ ..‬بينما الخصل القصيرة تتمرد من االمام والخلف ‪..‬‬
‫ومازالت ترتدي لباس اليناسب عمرها مثل االن ترتدي تنوره قصيرة هو اختارها بنفسه مع‬
‫تيشيرت باكمام قصيرة لكن ترتدي تحتهما بنطلون وتيشيرت باكمام طويلة ‪..‬من‬
‫‪ ..‬يشاهدها يعتقد انها في الصف الخامس وليس في المتوسطة‬
‫‪ ..‬صوت عصا جدته قادمة جعله يلتفت لها ‪ :‬انا بامشي‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬ال ابيك ‪ ( ،‬ووجهت الحديث لسماء ) يالله نامي موب عشان بكرة جمعة تسهرين‬
‫‪ ..‬وقفت سماء بهدوء وذهبت لغرفتها بدون ان تنظر الحد منهما‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬اسمع ‪ ،‬امك عندها نية تفتح معك موضوع الزواج‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬الزواج اآلن !!؟ مجنون انا اتزوج الحين‬
‫!!‪ ..‬الجدة ‪ :‬على اساس منت متزوج‬
‫فهد ‪ :‬زواجي من سماء مختلف تمامًا فقط للظروف ‪ ..‬وانا اقدر اشرح هالشيء المي‬
‫‪ ..‬وابوي‬
‫الجدة ‪ :‬انا مابيك تقولهم عشان مايحطون دوبهم من دوب البنت ويبهذلونها ‪ ..‬ان قدرت‬
‫‪ ..‬اوقف بوجيههم فالبيت ممكن يروحون لها المدرسة ‪ ..‬فخلهم يعتقدون انها من معارفي‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬زين ‪ ،‬انا باروح للبيت وامرك بكره‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬بحفظ الكريم‬
‫وخرج فهد بينما توجهت الجدة لغرفة سماء فتحت الباب لتجدها على السرير نائمة ‪ ..‬اقتربت‬
‫‪ .‬من السرير وتنهدت وهي تنظر للفتاة النائمة وقالت ‪ :‬الله يساعدك ان درت عنك سارة‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫دخلت سارة المنزل وهي ترمي عبائتها على الخادمة الواقفة وتوجهت بغضب ناحية‬
‫الكرسي ‪ :‬شفت امك ؟ طول الوقت وهي تبين نفسها مظلومة وال سلمت على جمانة‬
‫‪ ..‬وعبدالرحمن وال وقفت معنا وال استقبلت‬
‫عبدالكريم ‪ :‬سارة ! امي حرمة كبيرة الواجب ان عبدالرحمن وجمانة رايحين يسلمون عليها‬
‫‪ ..‬في مكانها‬
‫وضعت سارة يدها على خصرها ‪ :‬تبي نخرب نظام الزفة عشان سالم ‪!!..‬؟‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬لو امي واقفة معك ومستقبله قلتي فشلتني‬
‫سارة ‪ :‬اكيد بتفسلني اذا احتقرت ضيوفنا ‪ ..‬تدري انها ماقامت لزوجة معالي الوزير ‪ ..‬رغم‬
‫‪ ..‬انها هي لي سألت عنها وجتها لمكانها‬
‫عبدالكريم ‪ :‬هنا دورك لو انك قايله لها انها تعبانة او شيء‬
‫سارة ‪ :‬تخيل موقفي وحرم الوزير تسلم ع امك وهي جالسة ‪ ..‬الى متى ياعبدالكريم‬
‫‪ ..‬بالمع العائلة وابرر تصرفات امك‬
‫‪ ..‬رفع يده عبدالكريم ‪ :‬تعبان وماقدر اجادلك ‪ ..‬تصبحين على خير‬
‫صعد مع الدرج ورفعت صوتها ليسمعه ‪ :‬كل صور بنتك كأنها رايحه لعزا موب عروس وفهد‬
‫ترك الزواج بدري عشان يودي امك وللحين ماوصل من عندها ‪ !! ..‬على اساس تعبانة‬
‫‪ ..‬وبتنام ‪ ..‬الله اعلم وش تعبي راسه الحين‬
‫لم يرد عبدالكريم ولم يتجاوب مع غضب زوجته منا زادها حنقًا ‪ ..‬لكن بمجرد سماعها‬
‫‪ ..‬خطوات فهد تقدمت منه قبل ان يختبيء كوالده ‪ :‬اخيرًا شرفت‬
‫!وضع فهد هاتفه في جيبه وبعقدة جبين ‪ :‬ليه معصبة ماعجبك الزواج ؟‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬هذا الي ناقص انت بعد تسخر مني‬
‫‪ ..‬ابتسم فهد ‪ :‬ال ال ابدًا وانا استرجي ‪ ..‬بس لبه معصبة‬
‫سارة ‪ :‬وين كنت ؟‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬عند جدتي‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬واكيد مستلمتني حش‬
‫استغرب فهد غضب امه وصراخها فهي ليست عادتها ابدًا بل دائمًا تحاول ان تكون نموذج‬
‫‪ ..‬للرقي والتصرف السليم ‪ :‬تعالي اجلسي وقوليلي وش فيك‬
‫سارة ‪ :‬مافيني شيء بس عندي موضوع ومالقيت وقت اكلمك فيه الن حضرتك ماتقعد‬
‫‪..‬فالبيت‬
‫‪ ..‬جلس فهد ‪ :‬جلست يالله تفضلي‬
‫‪ .‬سارة ‪ :‬ابيك تخطب وتملك قبل سفرك‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬ال صعبة اربط اي بنت معي لسنوات مادري كم‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬الي بتربطها منا وفينا وعندها استعداد تنتظرك‬
‫فهد ؛ اكيد تقصدين هناء‬
‫سارة ‪ :‬ايه هناء ‪ ..‬بنت عمك واخت صديقك وماراح تلقى احسن منها‬
‫وقف فهد ‪ :‬انا متأكد ماراح القى احسن منها لكن مابي ارتبط حاليًا ابدًا ‪ ..‬انا االن مافي‬
‫‪ ..‬بالي اال مستقبلي وبس وماقدر احمل نفسي مسؤولية احد‬
‫سارة ‪ :‬غريب امرك !! انا ماقلت اخذها معك ‪ ..‬فقط خطبة وملكة عشان ماتروح البنت علينا‬
‫‪..‬‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬اذا جاها نصيبها الله يوفقها ‪ ..‬ماراح اخطبها لمجرد اني احجزها ‪ ..‬تصبحين على خير‬
‫‪ ..‬وصعد هو االخر‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫نزعت جمانة الروب بعد ان اخذت حمامًا ساخنًا وازالت مكياجها وارتدت بيجاما ‪ ..‬كانت في‬
‫جناح ملكي الئق بعروسين ‪ ...‬لكن بعد ان نفضت يد عبدالرحمن من يدها عندما حاول‬
‫التطاهر وهم في السيارة التي ستقلهم للفندق ‪ ..‬اوصلها للجناح وذهب قائًال انه سيعود‬
‫بعد نصف ساعة ‪ ..‬واآلن مر ساعة كاملة ‪ ..‬كانت تفكر وهي تتحرك في الغرفة من يراها‬
‫تضع كريم االيدي وتجفف شعرها يظن انها عادت من سهرة عادية وليست من حفلة‬
‫عرسها ‪ ..‬لم تسمع صوت الباب بسبب صوت المجفف لكن ماان رأت القامة الطويلة في‬
‫‪ ...‬انعكاس المرآه حتى تجاهلته واكملت عملها‬
‫تقدم عبدالرحمن من جمانة واخذ من يدها االستشوار واغلقه ‪ ..‬التفتت له غاضبة ‪ :‬باجفف‬
‫‪ ..‬شعري‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬هاتيه انا باجففه ‪..‬واعاد تشغيل االستشوار وحاول مد يده لشعرها لكن‬
‫جمانة ابعدت رأسها وتراجعت ‪ :‬التحاول تمثل علي انك جنتل ومهتم الن ماحد يعرفك‬
‫‪ ..‬كثري‬
‫ضحك عبدالرحمن ‪ :‬بالعكس ماحاولت ابدًا امثل لذا ماسمعتي كذب ووعود بالحب والحياة‬
‫‪ ..‬الوردية‬
‫‪ ..‬جمانة ؛ انا مابي حبك‬
‫عبدالرحمن بابتسامة ساخرة ‪ :‬وانا ماقلت باعطيك حبي ‪ ..‬بس يكفي انك زوجتي عشان‬
‫‪ ..‬احترمك واوعدك بحياه مرفهه ومريحة‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬على اساس متزوجتك عشان الرفاهية‬
‫شغل عبدالرحمن االستشوار ووجهه لوجهها مباشره وهو يضحك ‪ :‬خليني اطير االفكار‬
‫‪ ..‬الي جامعتها عني في راسك ونبدأ من جديد‬
‫‪ ..‬ابتعدت جمانة غاضبة ‪ :‬اعصار مايكفي يطيرها‬
‫وجلست امام التلفاز‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬ان شاء الله بتتابعين فيلم ( وأشر على بيجامتها ) وليه البسه كذا وين الحرير‬
‫والدانتيل والدلع‬
‫‪ ..‬رفعت جمانة حاجبها ‪ :‬عندك خبرة‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬انتي عارفه اني اول مرة اتزوج‬
‫واقترب منها وجلس وعندما وقفت امسك يدها محاوال‪ .‬اعادتها الى جانبه ‪ ..‬سحبت جمانة‬
‫يدها ورفعت اصبعها امامة ‪ :‬ماتتخيل كيف مااتحمل لمستك ‪ ..‬اكرهك ومستحيل اكمل‬
‫‪ ..‬الشهر وانا زوجتك‬
‫ضحك عبدالرحمن ووقف اخذ شماغه الُم لقى ووجه لها حديثه بنبرة واثقة ‪ :‬ماوقفت عليك‬
‫يابنت عبدالكريم ‪ ..‬وزواجي منك ماراح يغير في حياتي شيء ابدًا ‪ ..‬تجهزي رحلتنا الساعة ‪١‬‬
‫‪ ..‬الظهر وانا طالب عشاء اذا جاء تعشي ‪ ..‬وخرج‬
‫‪:‬‬
‫ولقد رجعُت اآلن أذكر عهدنا‬
‫‪..‬من خان مّن ا من تنّك ر‪ ..‬من هجر‬
‫فوجدُت قلبِك كالشتاء إذا صفا‬
‫سيعوُد يعصُف بالطيور‪ ..‬وبالشجر‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫قراءه ممتعة‬

‫" الفصل التاسع "‪:‬‬


‫؛‬
‫سألُت الطريق ‪ :‬لماذا تعبت ؟‬
‫فقال بحزن ‪ :‬من السائرين‬
‫همسُت إلى الدرب ‪ :‬صبرًا جميًال‬
‫! فقال ‪ :‬يئسُت من الصابرين‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫حاولت جمانة النوم لكن لم تستطيع واالسوأ انها لم تستطيع البكاء او حتى الغضب من‬
‫احد رغم ان الجميع خذلها ‪ ..‬لم يتبق شيئًا على صالة الظهر والتستطيع النوم اآلن ‪...‬‬
‫التريد سوى غرفتها التريد السفر مع المتكبر عبدالرحمن ‪ ..‬وقفت لتتوضأ وتستعد للذهاب‬
‫‪ ..‬للمطار‬
‫وعندما خرجت وجدت عبدالرحمن يجلس باسترخاء على الكنبة وقف عندما رآها واقترب‬
‫‪ ..‬منها ووضع امامها على الطاولة هدية مغلفة ‪ :‬هذي هدية العروس‬
‫جمانة بدون ان تمد يدها على الهدية ‪ :‬شكرًا‬
‫‪ ..‬ابتسم عبدالرحمن ‪ :‬هذا انتي شاطرة وتعرفين االصول‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬ومن الي قال لك اني ماعرف االصول‬
‫اقترب منها عبدالرحمن ومد يده حتى وصلت لكفها وامسك بها ‪ :‬العروس الي ماترحب‬
‫‪ ..‬بزوجها وتزعله ليلة زواجه ماتعرف االصول‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬والرجال الي تتصل عليه بنت عمه وتقول انها ماتبيه ويصر عليها قليل مرؤة‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬لو اني قليل مرؤة تركت ابوك في نص التزامه ومامديته بالسيولة الي‬
‫‪ ..‬يحتاجها‬
‫جمانة ‪ :‬هذا دليل ثاني على قلة مرؤتك انك اخذت مقابل مساعدتك ‪ ..‬غير انك مشارك في‬
‫‪ ..‬المشروع ‪ ..‬يعني استفدت من الجهتين‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن يضحك ‪ :‬يعني تشوفين ان زواجي منك فايدة ‪ ..‬مع اني البارح نمت عزابي‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬ولالسف يابن عمي بتنام الليالي الجاية كلها عزابي‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬او ه تحسين انك معاقبتني كذا‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬اكيد انت مش دنيء لدرجة تاخذ شيء بالقوة‬
‫نظر لها عبدالرحمن بحده ‪ :‬لو تجاوزت جرأتك في هالموضوع بالنسبة لعروس ‪ ..‬باطمنك‬
‫‪ ..‬اني اال االن مانمت مع وحده غير راضية وغير راغبة ‪..‬واكيد ماراح ابدأ بزوجتي‬
‫ارتعاش جمانة اثناء ارتدائها عبائتها فضح توترها وغضبها من تباهيه بالنوم مع نساء‬
‫‪ ..‬راغبات وراضيات امامها‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫جلست سماء مع الجدة بيدها مصحف تقرأ سورة الكهف بينما الجدة تستمع لخطبة‬
‫الجمعة ‪ ..‬كانت الخادمة تجلس عند الجدة تصب لها القهوة التي ترفض ان تصبها لها سماء‬
‫نظرت لسماء بعد ان اغلقت القرآن ‪ :‬بيجيني عبدالكريم ابو فهد ادخلي واليشوفك‬
‫‪ ..‬واليدري عنك‬
‫سماء بهدوء ‪ :‬واذا شافني وش بيصير ؟‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬باكسر راسك هذا الي بيصير‬
‫‪ ..‬ابتسمت سماء ووقفت ‪ :‬طيب باشرب قهوة‬
‫‪ ..‬دفعتها الجدة بعصاها ‪ :‬يالله مناك مافيه قهوة الحين تبينها تطرح راسك‬
‫‪ ..‬دخلت سماء غرفتها عند سماعها الجرس التعلم اال متى سيتم اخفائها‬
‫سالم عليكم‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬وعليكم السالم عاش من شافك‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬عاشت ايامك‬
‫الجدة ‪ :‬من متى مادخلت بيتي ياعبدالكريم ‪..‬؟‬
‫تململ عبدالكريم في جلسته ‪ :‬انا جايك ابيك تكلمين فهد يتزوج هناء الزم يخطبها قبل‬
‫‪ ..‬يسافر‬
‫ضحكت الجدة حتى غطت فمها بحجابها االسود الرقيق الذي تتحجب به ‪ :‬مثل ماغصبتوا‬
‫‪ ..‬جمانة اغصبوه‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬من قالك اننا غاصبين جمانة‬
‫الجدة ‪ :‬انا امك ياعبدالكريم موب معناه انك مهملني اني مادري عنك وعن سارة وفعايلها‬
‫عبدالكريم ‪ :‬طلعي سارة من الموضوع‬
‫الجدة ‪ :‬سارة اصل الموضوع ‪ ..‬اقص يدي ان ماكانت مكلمه فهد ومعيي ومرسلتك لي‬
‫‪ ..‬تبيني اضغط على فهد‬
‫عبدالكريم ‪ :‬من مصلحة فهد انه يتزوج هناء‬
‫الجدة ‪ :‬مصلحته واال مصلحتكم ‪..‬؟؟؟ هاه ؟ انت وعبدالرحمن ظالمين والله بيضرب الظالمين‬
‫‪ ..‬بالظالمين‬
‫قاطعتها الخادمة ‪ :‬الغداء جاهز‬
‫الجدة ‪ :‬هاتيه‬
‫‪ ...‬الخادمة ‪ :‬انادي سماء او اترك غدائها‬
‫عبدالكريم مستغربًا ‪ :‬سماء ؟؟‬
‫‪ ..‬الجدة متوتره ‪ :‬ايه ايه سماء بنت صديقتي‬
‫!!‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬صديقتك من ؟ ماقلتيلي عندك ضيوف‬
‫تسلحت الجدة بالشجاعة فال رقيب عليها وعلى منزلها ‪ :‬سماء ماهيب ضيفة ‪ ..‬سماء مالها‬
‫‪ ..‬احد وعايشه معي ومن اليوم ورايح انا المسؤولة عنها‬
‫عبدالكريم ‪ :‬بنت مين طيب ؟‬
‫الجدة ‪ :‬مالك شغل‬
‫!عبدالكريم ‪ :‬كيف مالي شغل ؟‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬يعني مثل يوم مالي شغل في بيتك وحياتك مالك شغل في بيتي وحياتي‬
‫‪ ..‬عبدالكريم بصوت عالي ‪ :‬انا ماجبت غريب ودخلته بيتي‬
‫‪ ..‬الجدة بحدة ‪ :‬انت في بيتك حية الغريب احسن منها‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬تروحين وترجعين على سارة‬
‫الجدة ‪ :‬انت ماتدري سارة وش ممكن تسوي حتى انت لو وقفت في طريقها تنفيك‬
‫‪ ..‬ماكنك خلقت‬
‫‪ ..‬خرج عبدالكريم من منطقة جلوس الجدة متقدمًا للغرف ‪ :‬وين سماء هذي بنشوفها‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬تقدم خطوة وحده ياعبدالكريم واغضب منك ليوم الدين‬
‫تراجع عبدالكريم ‪ :‬انتي اكيد خرفتي ‪ ..‬واال تسكنين بيتك احد انتي نفسك ماتقدرين‬
‫!!‪ ..‬تقولين بنت فالن الفالني ‪ ..‬ليه ؟ وش في نسبها يعيب ‪ ..‬ليه مالها احد‬
‫كانت سماء تستمع للحوار وألول مرة تنطق الجدة اسمها لكن كان في تراشق غاضب‬
‫بين االم واالبن ‪ ..‬ان يكون هذا الغاضب ابو فهد امر غريب ‪ ..‬فلم ترى من فهد اال الهدوء‬
‫‪ ..‬واللطف‬
‫قفزت مجددًا عند سماعها الجدة تقول ‪ :‬انا طلعت من بيتك وماجيتني وال سألت وش‬
‫‪ ..‬طلعني ‪ ..‬واخترت اعيش لحالي والحين مالك دخل بالي اسكنه بيتي‬
‫لكن عند سماع صراخ عبدالكريم وضعت يديها على اذنيها واغمضت عينيها بشده ‪ :‬هالبنت‬
‫مدري منين جايبتها وانا عارف انها اسلوب جديد عشان تطلعين قدام الناس الُم حسنة‬
‫‪ ..‬الي ولدها راميها وهي تحسن للناس‬
‫كانت سماء تضغط على اذنيها محاولة ان التسمع الكالم خاصة انها اول مرة تستمع‬
‫لصراخ السيدة بهذا الشكل طالما اعتبرت غضبها نوع من المرح فهي وان غضبت منها لم‬
‫‪ ..‬تكن مالمحها توحي بالغضب ابدًا‬
‫سمعت انغالق الباب بشده ثم الهدوء‪ ..‬التام ‪ ..‬وقفت لالقتراب من الباب لكنه ُف تح بسرعة‬
‫وواجهتها الخادمة بهلع ‪ :‬مدام ‪ ..‬مدام‬
‫وقبل ان تنتظر سماء ان تتأكد من خلو المگان ركضت تسبق الخادمة لتجد الجدة متمدده‬
‫على الجلسة التي كانت تشغلها وهي تشرب قهوتها قبل زيارة اإلبن ‪ ..‬وقفت ثم تراجعت‬
‫‪ .. ..‬والخادمة تولول ‪ ..‬وتمسك يدي العجوز تحاول ايقاظها‬
‫بينما سماء تقف جامدة تنظر للجدة كأنها تريد ان تتعرف على الغياب الذي خطف منها‬
‫امها قبل مولدها وابوها في طفولتها وعمها في صباها ‪ ..‬هل هو الموت جاء هذه المرة‬
‫ليخطف منها هذه السيدة ‪ ..‬هل هي لعنة تحل على من يضفها تحت جناحه ‪ ..‬هل الموت‬
‫قريبها الوحيد ‪..‬الذي سيرفرف حولها مختطفًا كل من يقترب منها ‪ ..‬هل الموت يمتلكها ‪..‬‬
‫‪ ..‬لماذا اذًا اليأخذها بدل االنفس الكثيرة التي يزهقها حولها‬
‫‪ ..‬رنين الهاتف اخرجها من جمودها اخذت الهاتف في هدوء‬
‫كان فهد ‪ :‬الو‬
‫سماء بهدوء واجم ‪ :‬فهد‬
‫فهد ‪ :‬سماء وين جدتي‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬مدري شفيها طاحت‬
‫كانت تتكلم بهدوء اثار ريية فهد ‪ :‬شلون طاحت ‪ ..‬وينها الحين ‪..‬؟‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬تعال‬
‫اغلق فهد الهاتف وقفز من سريره ارتدى ثيابه على عجاله وخطف مفتاح سيارته ونزل‬
‫يركض مع الدرج وهو يستمع المه التي حاولت ايصال صوتها له وبدون ان تثير عجلته‬
‫‪ ..‬ريبتها ‪ :‬في اجازتك ماشفتك اال داخل واال طالع‬
‫ضربت سارة يديها في بعض ونادت الخادمة لتحضر قهوتها التركية المفضلة ‪ ..‬فجنون‬
‫ابنائها يفقدها توازنها ‪ ..‬هذا فهد يخرج ويدخل بدون ادنى تفسير اين يذهب ومتى يعود‬
‫بينما جمانة تغلق هاتفها بدون ان تخبر والدتها عن احوالها واين سافرت جلست ووضعت‬
‫قدمًا فوق االخرى بأناقة مرتديه بنطلونًا من الحرير االسود يعلوه قميصًا حريريًا بلون‬
‫الزمرد وقبل ان تضع الخادمة فنجانها سمعت صوت الباب مرة اخرى ورأت زوجها داخًال‬
‫بغضب ‪ :‬وش فيك انت بعد الي طالع مستعجل والي داخل زعالن ؟‬
‫عبدالكريم يرمي شماغه على اقرب كرسي ‪ :‬امي كل يوم اكتشف انها تحاربني‬
‫‪ ..‬بتصرفاتها‬
‫!! سارة بثقة ‪ :‬توك تكتشف كم لي سنة اصيح لكن الحياة لمن تنادي‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬هالمرة تخيلي تقول ان عندها بنت صديقتها بتعيش معها‬
‫سارة ‪ :‬منهي صديقتها !؟ انا اعرف مالها اال ام جمال وتوفت من ‪ ٤‬سنين ‪ ..‬التكون تقرب‬
‫لها ؟‬
‫عبدالكريم ‪ :‬تقول اسمها سماء وماقالت بنت مين ‪..‬؟‬
‫سارة ‪ :‬وش كبرها البنت ؟ وليه عندها وين اهلها ؟ ترى امك مسيكينة ممكن تحتال عليها‬
‫!!‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ؛ انا قلت لها انك تدخلين الغريب بيتك عشان تشوهين صورتنا‬
‫قاطعته سارة ‪ :‬عشان كذا فهد نزل يركض ‪ ..‬اكيد اتصلت تشتكي منك له وهو ماشاء‬
‫‪ ..‬الله مايسمع اال لها‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬هالمرة هو الي بياقف ضدها اجل جايبه وحده ماندري عنها معها فالبيت‬
‫كانت سارة تفكر وفجأة تذكرت ‪ :‬تعال !! التكون تلعب على فهد يتزوجها !!؟ عشان‬
‫!!!‪ ..‬تلصقها فينا‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫وصلت جمانة لباريس لم تكن الزيارة االولى لها لذا كانت مشغولة بالكتاب الذي تقرأه‬
‫في السيارة دون النظر في الخارج من نافذة السيارة ‪ ..‬كان عبدالرحمن ايضًا مشغول في‬
‫‪ ..‬جهازه المحمول ‪ ..‬وعندما اغلقه خطف كتابها من يدها ورماه بينهما‬
‫‪ ..‬نظرت له جمانة ببرود وقالت ‪ :‬ياسخفك‬
‫ضحك عبدالرحمن ‪ :‬معليش متعود اكون مركز االهتمام لذا اذا كنت معك ممنوع الكتاب‬
‫‪ ...‬وممنوع الجوال وممنوع‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬تبيني اسند وجهي بيدي واسبل عيوني وانا اناظر جمالك الي مايقاوم‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن بابتسامة ‪ :‬يعني انتي ياكذا ياكذا مافيه حل وسط‬
‫‪ ..‬اخذت جمانة كتابها وفتحته تبحث عن صفحتها ‪ :‬اذا جينا الفندق احجز لنا غرفتين‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬ووش رايك كل واحد في فندق‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬عارفه انك مش كريم للدرجة ذي‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬وش موقف امك وابوك لو اتصل اشتكيلهم منك‬
‫‪ ..‬نظرت له جمانة بابتسامة ساخره ‪ :‬تخيل بيقولون مامعها كتيب ضمان بعد االستالم‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن بنظرة ذات معنى لم يفت جمانة ‪ :‬انا ماستلمت شيء اال االن‬
‫عادت جمانة لكتابها ‪ ..‬عكس ماتحاول الظهور لعبدالرحمن بمظهر القوية المسيطره هي‬
‫ابعد من ذلك تمامًا لم تكن تحب الكالم الكثير او الحروب الكالمية والتعليقات الالذعة‬
‫التي طالما سمعت امها تلقيها هنا وهناك على صديقات سابقات او عدوات او متظاهرات‬
‫او متسلقات كما تحب والدتها ان تسميهن ‪ ..‬طالما عاشت في ظل والدتها تمشي في‬
‫المناسبات االجتماعية خلفها تمد يدها وتبتسم وتسمع هذي بنت سارة‪ ..‬او ماتشبهها ‪..‬‬
‫غريبة امها جريئة ماجت على امها ‪ ..‬لم تكن منطوية او خجولة لكن التحب عالم والدتها‬
‫‪..‬ابدًا‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫وصل عبدالرحمن الفندق وهو يحاول التواصل مع هذه المتكبرة الباردة ‪ ..‬لقد رأى وجوهًا‬
‫اكثر جماًال واكثر تواضعًا بل لقد عرف فتيات من عائالت ثرية ولم يكن بنفس تعاليها ‪..‬‬
‫دخل الغرفة والموظف خلفه يدفع عربة الحقائب بينما جمانة تخلع عنها جاكيتها الطويل‬
‫‪ ..‬المخصص للمحجبات ‪ :‬هذي بس شنطك‬
‫نظرت جمانة للحقيبتين الخاصة بها ‪ :‬ايوه الني ناويه اتسوق من هنا فما كثرت مالبس ‪..‬‬
‫‪ ..‬الزم القى شيء يشغل وقتي‬
‫امسك بها عبدالرحمن بشده وسحبها له وقال وهو غاضب جدًا ‪ :‬تمادي زيادة واحولك من‬
‫انسانة متكبرة لذليلة تتمنين كلمة مني ماتحصلينها فاهمه !!؟‬
‫سحبت جمانة يدها بقوه ‪ :‬الحين تحجز لي ارجع ‪ ..‬الحين‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬اطلعي من الغرفة بس وشوفي عقابك ‪ ..‬كيف لو تطلعين من فرنسا‬
‫فتحت جمانة هاتفها ‪ :‬انا باتصل بابوي هو بنفسه يتفاهم معك‬
‫‪ ..‬جلس عبدالرحمن بتراخي ‪ :‬عين العقل‬
‫اتصلت بوالدها ومامن مجيب ‪ ..‬ثم اتصلت بوالدتها التي ردت‪ :‬جمانة وينك ياماما‬
‫‪ ...‬جمانة ‪ :‬يمة خلي ابوي يكلمني ضروري انا مستحيل اقعد هنا باحجز وارجع هذا االنسان‬
‫قاطعتها والدتها ‪ :‬جمانة اكبري ‪ ..‬بالش انانية ودلع ‪ ..‬اال متى وحنا بنقولك نفس الكالم‬
‫ابوك تعبان ومو متحمل دلعك ومالقتك ‪ ..‬احلمي ان احد يرجعك وان رجعتي انا الي‬
‫‪ ..‬باحاسبك‬
‫واغلقت الهاتف في وجه ابنتها التي نظرت لالتصال المنقطع ثم نظرت لعبدالرحمن الذي‬
‫‪ ..‬لم يبدو على مالمحه الشماته ابدًا بل ينظر لها بهدوء‬
‫‪ ..‬وانهارت تبكي‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫دخل فهد على منزل جدته ورأى الخادمة تجلس بجانبها والجدة فاقده للوعي بينما سماء‬
‫تقف بعيدًا واجمه تبدو عيونها اكبر من مساحة وجهها ‪ ..‬بسرعة طلب سكر من الخادمة ثم‬
‫ذوبه في ماء وبدأ يضعه في فمها بدأت الجدة تستعيد وعيها ببطء بينما فهد يطلب‬
‫عبائتها ‪ :‬ال ال مانيب رايحة مكان‬
‫فهد ‪ :‬مستحيل اخليك ماتطمن عليك وش فيك ؟‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬دوخة عاديه ‪ ..‬اتركني بس‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬انا عارف ان السكر عندك منتظم وانك مهتمه فيه الزم نزوح المستشفى نتطمن‬
‫وأشر على صحن التمر الموجود بجانب القهوة ‪ :‬هذا السبب كم لي اقول لك خففي تمر‬
‫‪ ..‬لم تتكلم الجدة فهي اضعف من ان تتحدث معه وتجاريه‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬يالله الله يرضالي عليك خلينا نروح نشوف وضعك‬
‫لم تستطيع الوقوف بينما الخادمة وفهد يساعدانها ‪ ..‬ويخرجان بها وسماء مازالت واقفة‬
‫‪ ..‬مكانها في وجوم‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫جلست سماء مكانها تحاول تحديد مشاعرها لم تكن خائفة او حزينة ‪ ..‬كانت مرتاحة نعم‬
‫‪ ..‬تشعر براحة ان الجدة على قيد الحياة فبشكل او آخر ستشعر انها السبب في موتها‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫من الي كلمك ؟‬
‫سارة وهي ترمي هاتفها‪ :‬جمانة ! من الصباح احاول اتصل فيها عشان شنطها حقت‬
‫‪..‬السفر الي جهزتها ومغلقه هاتفها ‪ ..‬والحين متصلة تشكي من عبدالرحمن حضرتها‬

‫‪ ..‬فرك عبدالكريم جبينه بقلق ‪ :‬التزعل الحين عبدالرحمن وهو خلقه نفسه شينة وغثيث‬
‫سارة ‪ :‬ماعليك انت بس اذا اتصلت عليك عطها كلمتين في العظم خلها تتقبل زوجها‬
‫‪ ..‬وتعيش وبنتي وانا اعرفها اذا جابت بيبي نست الدنيا كلها‬
‫عبدالكريم ‪ :‬المشكلة اذا قالت لفهد‬
‫سارة ‪ :‬لو قدرنا نربط فهد في هناء ارتحنا من كل مشاكلنا ‪ ..‬بس راسه يابس من يقنعه‬
‫‪..‬‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫دخل فهد منزل جدته وحيدًا بعد ان ُط لب منها المكوث للفحوصات في االقامة القصيرة‬
‫وعاد ليجد سماء تجلس كما يراها دائمًا بأدب گأنها في فصل مدرسي ‪ ..‬يديها في حجرها‬
‫‪ ..‬ورأسها منحني ‪ :‬سالم‬
‫وقفت سماء ورأى في عينيها سؤال صامت عن جدته ‪ ..‬كانت اللهفة في عينيها تخبره‬
‫مدى اهتمامها لكن وصية فيصل لن توضح تعلقها في احد او اهتمامها في احد كما كان‬
‫فيصل ‪ :‬الحمدلله جدتي بخير بس لخبطة سكر وبيرجعون يقيسونه ويحددون لها العالج‬
‫وكل شيء ‪ ..‬والليلة بتبقى في المستشفى عشان هذي اول نوبة تجيها من خمس‬
‫سنوات وبما انه مستقر كل هالسنوات معناه الزم تحاليل‬
‫لم يدرك فهد انه اصابها في مقتل فمنذ خمس سنوات وهذه السيدة تتمتع بصحة جيده‬
‫‪ ..‬وربما بعالقة جيدة مع ابنها اليوم وبسببها خسرت شيئين بسبب سماء‬
‫كان فهد ينظر باستغراب لتحجر سماء ودموعها الجامدة ومالمحها الحجرية وفمها‬
‫‪ ..‬المشدود ‪ ..‬اتكون بليدة فعًال كما تحب ان تطلق عليها جدته‬
‫وليعيد لها بشريتها ويخرجها من المظهر الحجري قال ‪ :‬انا باقعد هنا اليوم والليل بنام في‬
‫غرفة جدتي عشان مافي البيت اال انتي ‪ ..‬والخادمة بتقعد معها عشان قسم حريم بس (‬
‫ثم تذكر واستدرك ) واال اوديك انتي لها‬
‫‪ ..‬هزت سماء رأسها التريد ان ترى اللوم في عيني الجدة ابدًا‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬طيب وال يهمك ( وبابتسامة مطمئنة ) تسمحين لي انام عندكم اليوم‬
‫لم تتكلم سماء ابدًا بل نظرت له بتضرع وهي تفرك اصابعها وتبدو ضائعه في فستانها‬
‫الذي الشكل له محدد واللون ‪ ..‬رغم انه اختياره لكن يبدو ان المشكلة في سماء نفسها‬
‫‪..‬‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫طلب عبدالرحمن الفطور في الشرفة في جو هاديء وجميل بعد ان نام عميقًا ويعلم ان‬
‫جمانة التي نامت في غرفة الحلوس نامت عميقًا ايضًا لم يتحدث معها بعد نوبة البكاء‬
‫تركها حتى انتهت وتمالكت نفسها وقال لها ‪ :‬آمنت بالله انتي ماتبيني لسبب اجهله لكن‬
‫انا يعلم الله اخترتك زوجة بكامل قواي العقلية وماراح القى ام مثالية للحياة مثلك ‪..‬‬
‫يمكن لي اخطائي واكيد انتي ماتعتبريني مالك لكن اوعدك اكون لك زوج مخلص تمامًا‬
‫اصًال انا تزوجتك الني اكن لك اعجاب كبير بادبك واخالقك واعرف انك ماتشبهين امك في‬
‫شيء بالعكس اجد انك متمكنة وهادية وشخصيتك قوية وهذي صفات الزوجة الي‬
‫اتمناها ‪ ..‬اذا تبينا نفتح صفحة جديدة ونتعرف على بعض ونعتبر هذي خطوبة ومن االن‬
‫احجز لنا جناحين منفصلين متصلين بباب لالطمئنان فقط عليك مستعد اذا رجعنا تختارين‬
‫‪ ..‬انتي يانكمل او ننفصل‬
‫كان يتحدث وهي تفتح عينيها بشدة كانها تبحث عن الغول فيه وتنتظره ان يقفز في‬
‫وجهها طرفت بعينيها عدة مرات محاوله استيعاب حديثه او تصديقه ومما رأى على وجهها‬
‫‪ ..‬انها اضعف مما تبدو‬
‫رفع عبدالرحمن يده ‪ :‬عطيني قرارك بكره ‪ ..‬انا اتمنى تعطينا فرصة ( ووضع يده على صدره‬
‫كانه يتلو قسمًا خفي ) انا عشت عمري احاول اكون عائلة اتمنى وحده تفهمني ومن‬
‫احسن من بنت عمي الي احترمه واجله ‪ ..‬ايه اعترف لك كانت لي عالقات لكن كانت نتاج‬
‫‪..‬وحده ودائمًا اعرف انهم مجرد محطات لين اوصل لمكاني الخاص‬
‫‪ ..‬يبدو ان خطابه اؤتى ثماره اذ كفكفت دموعها ووقفت للحمام تغسل وجهها‬
‫تركها حتى تعود لوعيها بعد الخطاب الصادم وهو سيحاول بكل قوته وسحره ان يجعلها‬
‫ترضخ لهذا الزواج اذا كان عمه يحتاج السيولة التي يملكها هو ‪ ..‬فهو يحتاج سمعة عمه‬
‫‪ ..‬التجارية وعالقاته التي تسهل االعمال الكبيرة التي ينوي عبدالرحمن خوضها‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫لم يحاول فهد ان يتجول في المنزل ابدًا بل اكتفى بغرفة التلفاز وغرفة جدته حتى اليبث‬
‫الرعب في قلب سماء التي يبدو انها لم تتعافى بعد من وفاة عمها ‪ ..‬وجودهم الليلة هو‬
‫في الصالة وهي في غرفتها جعله يذهب بذاكرته لتلك الليلة ‪ ..‬ليلة سفر فيصل اغمض‬
‫عينيه قبل ان يبدأ بالموال المؤرق له ( لو انه علم ‪ ..‬لو انه حاول ‪ ..‬لو انه اتبع حدسه ‪ ..‬لو‬
‫لو ‪ ..‬وكمية كبيرة من لو تحرق قلبه ‪ ) ..‬تلك الليلة حيث جلس مع سماء معتقدًا انه يقوم‬
‫‪ ..‬بمعروف لصديقة ولم يعلم انه يرسله للموت مطمئنًا فقط على صلته الوحيدة بالحياة‬
‫صوت بكاء مكتوم جعل فهد يعدل جلسته ويعتقد ان الصوت نابع من ذاكرته التي‬
‫سافرت بالزمن لتلك الليلة ‪ ..‬لكن ال كانت سماء يبدو ان مايواجهها بالنهار وتتحمله يقتص‬
‫‪ ..‬منها في الليل‬
‫دخل عليها ليجدها مكومة تحتضن لحافها ‪ :‬كابوس ؟‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬خايفة‬
‫فهد ‪ :‬من ايش ؟‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬من الموت‬
‫‪ ..‬جلس فهد ‪ :‬ليه خايفة من الموت‬
‫هزت كتفيها ووضعت رأسها على ركبتيها حتى حجبت وجهها البائس عن فهد الذي نظر‬
‫لها وكأن االفكار في رأسها اثقل من ان تحملها كتفاها ‪ ..‬لم يكن يريد الحديث معها فال‬
‫‪ ..‬اجوبة ألسئلتها‬
‫وضع فهد يده على رأسها ورتب لها خصالت شعرها بحنان ابوي وقال ؛ تبين اجلس معك‬
‫لين تنامين ؟‬
‫‪ ..‬هزت سماء رأسها بال‬
‫‪ ..‬فتركها وذهب لغرفة جدته‬
‫اخرج ثوبه وهاتفه ليتأكد ان الاتصاالت من احد لم يكن يريد ان يعلم والده عن جدته قبل‬
‫‪ ..‬االطمئنان عليها حتى اليقلق‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫أنا ال أتجاهل أنا فقط أحاول أن تبقى روحي بعيدة لكي ال تتعلق بشيء تحبه اليوم و‬
‫"‪.‬يزول غًد ا‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫قراءة ممتعة‬

‫" الفصل العاشر "‬


‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫ُت‬
‫وعلى الطريق رأي كل حكايتي"‬
‫هل أترك الدرَب القديم ينادي ؟‬
‫‪...‬‬
‫ُة‬
‫وأسير وحدي والحيا كأنها‬
‫"! نغماُت حزٍن صامٌت بفؤادي‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫دخلت الجدة للبيت يسندها فهد من جهه والخادمة من جهه بينما تنفض يد فهد بحدة ‪:‬‬
‫‪ ..‬قلت لك مافيني شيء بس انت عنيد‬
‫‪ ..‬ضحك فهد ‪ :‬طالع عليك‬
‫رفع نظره ليجد سماء واقفه تبتسم وعندما تقدموا هرعت لمكان الجدة تعدل الوسائد‬
‫وتبعد الطاولة الصغيرة لتمر الجدة التي رمقتها بنظرة وقالت ‪ :‬ماتسلمين انتي ؟‬
‫‪ ..‬والتقولين كيف حالك ‪ ..‬مدري وش خالك بليدة‬
‫ابتسامة سماء امتزجت باهتزاز دقنها مهما كانت قاسية الطباع لم تكن تريد البقاء بدونها‬
‫‪..‬‬
‫جلس فهد ونظر لسماء ‪ :‬تعرفين تسوين قهوة ياسماء ؟‬
‫‪ ..‬هزت رأسها بال‬
‫‪ ..‬فوقف فهد ‪ :‬تعالي معي انا وانتي بنسويها‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬اقعد تسويها الشغالة‬
‫فهد ‪ :‬ال بندخل نسويها انا وسماء‬
‫‪..‬دخل المطبخ وسماء تتبعه وتقف بعيدًا‬
‫‪ ..‬ضحك فهد لها ؛ تعالي عبي هاالبريق موية‬
‫وعندما تقدمت قال لها فهد ‪ :‬جدتي تعبانة والدكتور قال انها الزم تبعد عن الزعل‬
‫‪ ..‬والعصبية‬
‫‪ ..‬وانتي‬
‫‪ ..‬قاطعته سماء ‪ :‬انا ماسويت شيء والقلت لها شيء ابدًا ‪ ..‬مو مني والله‬
‫عقد فهد حاجبه وقال لها ‪ :‬سماء بابا ‪.‬انا ماقصد انتي السبب ‪ ..‬انا بس باقولك انك انتي‬
‫الحين اقرب لي منها بما انك تعيشين معها ‪ ..‬عشان كذا انا باعتمد عليك تهتمين فيها‬
‫‪..‬موافقة ؟‬
‫سماء ‪ :‬ال ‪ ..‬ال ماقدر اهتم فيها‬
‫‪ ..‬وخرجت راكضة من المطبخ لغرفتها‬
‫وضع فهد االبريق على النار وهو يضع فوقه البن ويفكر في سماء لماذا تبدو خائفة‬
‫‪ ..‬ولماذا تبدو متباعدة‬
‫‪ ..‬خرج لجدته ‪ :‬سماء وش فيها خايفة من الي صار لك كثير‬
‫الجدة الي خافت ان تكون سماء افصخت عن شجارها مع والده ‪ :‬وش قالت لك ؟‬
‫‪..‬فهد ‪ :‬ماقالت شيء‬
‫وتنهد ‪ :‬ماعلينا ‪ ..‬انا باروح بعد بكرة تكفين ياجدة سماء امانتك لين الله يفرجها ‪ ..‬انا حتى‬
‫مادري كيف باتركها اذا رجعت مع ان فيصل قال لي اتركها اذا تخرجت من الجامعة‬
‫‪ ..‬واعتمدت على نفسها‬
‫الجدة ‪ :‬ماعليك يابوي انا اذا كبرت سماء بادور لها رجال مناسب ويخاف الله يتزوجها‬
‫وتصير كفيت ووفيت ياوليدي ( وابتسمت لطرافة الفكرة ) وتصير انت اول رجال زوج‬
‫‪ ..‬زوجته‬
‫‪ ..‬فهد ؛ اف ماحس انها زوجتي احس انها بنتي‬
‫الجدة ‪ :‬ابد رح وانت مرتاح ‪ ..‬سماء في وجهي من كل شيء ‪..‬ان شاء الله ‪..‬بس اسمعني‬
‫‪ ..‬زين‬
‫حصلت على انتباه فهد وقالت ‪ :‬ترى ابوك زارني امس ودرى عن سماء ‪ (..‬ورفعت يدها‬
‫‪ ..‬مطمئنة فهد ) انا قلت انها من طرفي‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫جلست جمانة على طاولة العشاء ‪ ..‬وجدت الورود الحمراء والشموع والطاولة المستديرة‬
‫بغطاء ابيض كان كل شيء مثالي ابتدأ باالواني الكريستالية للجو الشاعري للنجوم‬
‫للطعام ‪ ..‬ابتسم لها عبدالرحمن وعندما حاولت الكالم رفع يده ‪ :‬جوجو عارف انك مارديتي‬
‫‪ ..‬علي ومابيك تردين ‪ ..‬اتركي كل شيء للوقت واستمتعي باللحظة‬
‫فعل اسم الدلع الذي لم تسمعه جمانة من احد ابدًا مالم يفعله الخطاب الطويل اللذي‬
‫القاه عبدالرحمن عليها صباحًا لكن التريد ان ترفع راية االستسالم مبكرًا ‪ :‬يعني لو رجعنا‬
‫‪ ..‬للسعودية وقلت اني ابي االنفصال بتوافق‬
‫ابتسم عبدالرحمن ولمعرفته بالتركيبة النفسية ألي انثى قال ‪ :‬ال طبعًا ‪ ..‬اال اذا فعًال‬
‫حسيت انك ماتبيني فعًال وان رفضك مش بسبب اني ولد عمك الي اهلك اجبروك عليه‬
‫‪ ..‬وال الني بنظرك راعي بنات‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬يعني تكذب ان هالفترة تقييم لنا ولعالقتنا‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬ال بعد ماكذبت عليك ‪ ..‬اذا رفضتيني لشخصي انا ‪ ..‬صدقيني باتركك بسهولة‬
‫وبالعكس باكون لك مثل فهد وتكونين لي مثل هناء ‪ ..‬لكن اثق فعًال انك عرفتيني صح‬
‫ووجدتي اني مش الشخص المناسب لك ‪ ..‬وبالنسبة لتمسكي فيك التلوميني انا‬
‫ماصدقت على الله تصيرين زوجتي ‪ ..‬والحين تقدرين تحطين الشروط الي تبينها‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬توعدني انك ماتكلم بنات‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬هذا وعد لنفسي قبل اليكون لك النك اذا مليتي قلبي وحياتي وش حاجتي‬
‫!!‪ ..‬للبنات‬
‫‪..‬جمانة ‪ :‬امم توعدني اذا رجعنا وقلت مابي هالزواج ماترفض الطالق‬
‫وضع عبدالرحمن يده على قلبه في حركة مسرحية ‪ :‬اوعدك رغم اني اتمنى ان قرارك‬
‫‪ ..‬لصالح هالقلب‬
‫‪ ..‬ابتسمت جمانة ‪ :‬اوكي اتفقنا‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬وعندي لك مفاجأة بعد‬
‫جمانة بحماس ‪ :‬وش ؟‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬بعد شهر بنروح نزور فهد في امريكا قبل النرجع للسعودية ‪ ..‬والحين ابدي‬
‫!!‪ ..‬اكلي واستمتعي بهالرحلة كأننا اصدقاء‬
‫قرأ موافقتها حتى قبل ان تنطقها هو خبير جدًا في النساء عامة وفي فتاة عاشت تحت‬
‫ظل زوجة عمه خاصة ‪ ..‬الترهبه جمانة مثقال ذرة حتى لو اصّر ت على الطالق ‪ ..‬سيعرف‬
‫كيف يخرج امام عمه وزوجته الجنتل مان الذي آثر راحة ابنة عمة على راحته وحاول احتوائها‬
‫خاصة وانها في نظر اهلها رافضة ومدلله ‪ ..‬واليرهبه عمه ابدًا النه مازال يعمل على‬
‫النظام القديم في التجارة ويعتبر النصف ربح والترهبه زوجة عمه فهي ذكية جدًا لدرجة ان‬
‫تحني رأسها متى ماشعرت بالضرورة لذلك ‪ ..‬اكثر مايرهبه هو ان يلتفت فهد فجأة لألعمال‬
‫‪ ..‬النه يعرف ذكائه الحاد ونزاهته البالغة لكن فهد االن سيذهب للدراسة ‪ ..‬والله اعلم‬
‫‪ ..‬متى يعود‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫وجه عمها المتعب طالما كانت عيناه ذابله ووجهه االسمر نحيل ‪ ..‬كانت عيناه تستجديها ‪" ..‬‬
‫لكن لما التعلم ‪ !..‬اال يعلم انها التملك حتى ثيابها التي عليها ‪ ..‬لماذا يستجديها شيء‬
‫"‪ ...‬التعلم ماهو ‪ ..‬اتراه ليس عمها بل الموت جاء ‪ ..‬هل يقترب منها‬
‫قفزت سماء ورفعت يديها النحيلة لتضعها على رأسها لتجسد صورتها كيف ان العمر معين‬
‫‪ ..‬للهّم‬
‫كانت غرفتها غارقه في الظالم لدرجة انها التشعر انها في منزل بل تشعر انها ُم لقاه بين‬
‫الكواكب تتقاذفها ‪ ..‬وهي تطير في الهواء بال جاذبية تجذبها ألي كان او ألي مكان ‪..‬‬
‫عادت لتستلقي وتغطي رأسها باللحاف عّل االفكار المرعبة التي تدور فيه تخبو وتختفي ‪..‬‬
‫لكن وجه عمها وهو في قبضة الموت كما تخيلته يطاردها ‪ ..‬بينما خلفه وجه والدها بدقنه‬
‫الخفيفه ووجهه النحيل ايضًا ‪ ..‬هي التعرف وجه امها ‪..‬اغمضت عينيها بشده وقلبها يقرع‬
‫حتى اعتقدت ان قرعه ينفض عنها لحافها ‪ ..‬بدأت بتمتمة السور التي تحفظها ‪..‬ولكن ابى‬
‫‪ ..‬قلبها الضعيف ان يهدأ‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫جلست ام عبدالكريم على سريرها العريض والمرتفع من خشب السنديان البني الغامق‬
‫بأعمدة ‪ ..‬كان طراز االسرة االيطالية القديمة ‪ ..‬زيارة عبدالكريم لها كانت القاضية في‬
‫قلب املها في ان يعود ابنها الذي غذته من روحها قبل لبنها ‪ ..‬لكن الحياة لمن تنادي ‪..‬‬
‫وتذكرت عندما توفي والده اخذها معه لبيته وهو تحت وطأة الحزن ‪ ..‬واصّر ان تعيش معه‬
‫وتحت نظره ‪ ..‬لتصدم بسارة في الصباح التالي تقف عند باب غرفتها لتخبرها ان‬
‫عبدالكريم نادم على وجودها وانه اليجد الشجاعة الكافية ليخبرها ان تعود لمنزلها‬
‫فطريقتهم في العيش وضيوفهم ومكانتهم ستتعثر بوجود سيدة من زمن غابر كما انه‬
‫سيخجل وهو على ابواب انفتاح على عالقات تجارية وسياسية من والدته التي مازالت‬
‫ترتدي كما ترتدي ايام فقر والده ‪ ..‬هي لم تكن ضعيفه ابدًا بل ردت على سارة قائلة ‪ :‬اذا‬
‫‪ ..‬استجمع ولدي شجاعته وعلمني ان بيته يتعذرني طلعت والله الغني‬
‫هنا ابتسمت سارة وقالت ‪ :‬لالمانة ماراح يطلعك وانا الي مابيك تطلعين على االقل انتي‬
‫‪ ..‬افضل مربية وجليسة لفهد وجمانة من الغريب‬
‫لم تصدق ان هذا رأي عبدالكريم حتى قالها صريحة ذات يوم ‪ :‬انه منذ زمن لم يسافر مع‬
‫‪ ..‬سارة لوحدهم لكنه يستطيع االن بوجود امه عند اطفاله‬
‫قد تكون كلمة تعني ثقة ابنها بها لرعاية ابنائه وقد يكون ترتيب يحدث في عوائل كثيرة‬
‫تسكن الجدة بينهم ‪ ..‬وقد تستطيع تجاوزه لكنها ابدًا لم تستطيع تجاوز اهمال ابنها لها‬
‫وهي في منزله وتجاوزها للصعود لزوجته بينما هي تنتظره وال لتحجيم دورها في المنزل‬
‫او في االحاديث العائلية وال لمقاطعة حديثها لتكمل زوجته الحديث بسالسه بدون‬
‫االلتفات لها ‪ ..‬وال للطلب منها عدم الخروج عند حضور ضيوف للمنزل ‪ ..‬لم تكن في حاجة‬
‫عبدالكريم وزوجته لتعيش لديهم في مرتبة اقل مما تستحق لذا خرجت وعادت لمنزلها ‪..‬‬
‫‪ ..‬وكانت مكافأتها عالقتها المميزه مع فهد‬
‫لفت انتباه الجدة عند الباب الطيف النحيل دققت النظر لتقول ‪ :‬سماء ؟‬
‫لم تسمع سوى همهمة وكما يبدو من صوٍت باكي لم تكن الجدة افضل حاًال فجحود‬
‫عبدالكريم سكينًا في قلبها فكررت ‪ :‬سماء وش فيك‬
‫اقتربت سماء ‪ :‬خايفة‬
‫الجدة ‪ :‬وش منه يام الدلع ‪..‬؟‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬شفت كابوس‬
‫‪ ..‬الجدة متظاهره بالقسوة ‪ :‬الكابوس والله وقفتك هنا تعالي‬
‫لكن ماان اقتربت سماء حتى بكت ‪ :‬شفت عمي وابوي ‪ ..‬عمي ‪ ..‬فيصل‬
‫‪ ..‬كانت تشهق وتبكي ‪ ..‬كانت تريد الكالم لكن ازدحامه في قلبها يجعلها تصمت‬
‫اهتز دقن الجدة ومال فمها لالسفل في مشروع دموع التنزل ابدًا بسبب جبروتها ‪ :‬تعالي‬
‫تعالي يمك ‪ !!..‬تنامين عندي ؟‬
‫هزت سماء رأسها واخذت المخدة ووضعتها بينها وبين الجدة لتستلقي وهي تضع يديها‬
‫‪ ..‬تحت صفحة وجهها ‪..‬وتغمض عينيها‬
‫الجدة ‪ :‬المخدة ليش ؟‬
‫سماء بصوت خافت وكانها التأبه ان سمعته الجدة اولم تسمعه‪ :‬عمي فيصل كان يسوي‬
‫‪ ..‬كذا اذا نمت في حضنه وانا صغيرة‬
‫‪ ..‬ابتسمت الجدة ‪ :‬يعني الحين انتي كبيرة‬
‫سماء ‪ :‬مدري‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬ليت وانا امك همك يدري انك اصغر من الحياة الي مكتوبة لك‬
‫وضعت ذراعها حول سماء واحتضنتها وهي تسحبها اكثر الحضانها ضاغطه المخدة‬
‫‪ ..‬الموضوعة بينهما‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫كانت سارة ترتدي روبها استعدادًا للنوم لكن مازال يؤرق تفكيرها وجود فتاة شابة في‬
‫منزل الجدة حيث يتردد فهد ‪ :‬عبدالكريم‬
‫عبدالكريم ‪ :‬نعم‬
‫سارة ‪ :‬ليتك ماعصبت على امك لين تعرف ظروف البنت‬
‫عبدالكريم ‪ :‬ماتحملت وعصبت‬
‫سارة ‪ :‬طيب اال متى بتقعد هالبنت عندها‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬على كالمها مطولة‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬طيب فهد اكيد يدري عنها‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬فهد عايش في عالمه اصًال حتى لو درى ماهتم‬
‫سارة ‪ :‬كنت متوقعه ان امك تكتب البيت والمزرعة لفهد لكن الحين بوجود البنت اخاف‬
‫‪ ..‬تلعب بعقلها‬
‫عبدالكريم ؛ والبيت والمزرعة وش تساوي الله يعطيك العافية كلها على بعض ماتجي ‪٤‬‬
‫مليون‬
‫سارة ‪ :‬هذا انت وهذي مشكلتك ‪ ..‬هذا مايسوى وهالصفقة ماتهم وهالربح زين ويكفي‬
‫‪ .. ..‬لين تلقى نفسك فجأة خارج السرب‬
‫عبدالرحمن بحبور ‪ :‬ال ماعلينا دام عبدالرحمن معنا ‪ ..‬حتى ناوي اسوي له توكيل بكل‬
‫شيء‬
‫صمتت سارة تريد التأكد اوًال ان ابنتها اطاحت بعبدالرحمن ارضًا لكن اليبدو ذلك من‬
‫!! مكالمتها ‪ ..‬الغبية‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫نادت الجدة الخادمة ‪ :‬خذي خذي عطيها العامل الي برا‬


‫دخلت سماء المطبخ من المدرسة لتجد الجدة تتوسط الكثير من اللحم وتوزعه في اكياس‬
‫وتعطي الخادمة ‪ :‬وش ذا ؟‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬تعالي تعالي حطي هالقطعه في كيس‬
‫سماء ‪ :‬لمين ؟‬
‫الجدة ‪ :‬هذي صدقه عن عمك وابوك النك حلمتي فيهم البارح يقولون ان الميت الجاء‬
‫الحي يطلبه يتصدق له ‪ ..‬وقمت وطلبت من الصبي يجيب ذبيحة من المزرعة وبنوزعها على‬
‫‪ ..‬العمال الي حولنا‬
‫وقفت سماء تنظر للحم حولها حتى كادت تستفرغ لكن صوت الجدة انتشلها ‪ :‬روحي‬
‫‪ ..‬روحي غيري وتعالي نتغدا فهد بيجي الحين باتسبح عن الزفر‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫بينما فهد يحاول ان يرضي والديه بالغداء معهم في اخر يوم له ‪ ..‬يريد التواجد مع جدته‬
‫قبل رحيله ‪ ..‬يعلم انها من سيفقده ومن سيشتاق له ‪ ..‬كان يأمل بالهدوءمعهم بينما‬
‫الحديث مع والديه يبدو كالتحقيق فكل تغيير يطرأ عليه سببه الجدة سألته والدته ‪:‬‬
‫سمعت ان جدتك عندها بنت ؟‬
‫فهد بهدوء ‪ :‬ايه سماء‬
‫رفعت والدته حاجبها ‪ :‬تدري عنها وماقلت لنا ‪..‬؟؟‬
‫فهد ‪ :‬ليه اقولكم ؟‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬منين البنت ومن بنته وكيف تروح لهم وعندها بنت مش محرم لك‬
‫ضحك فهد بقوة وهو يتخيل لو يعلمون فقط ‪ :‬البنت صغيرة مادري اذا فاالبتدائي او‬
‫‪ ..‬المتوسط‬
‫‪ ..‬بان االرتياح على وجه والدته ‪ :‬اه جدتك خلتنا نتخيل انها شابه‬
‫ابتسم فهد وهو يتذكر سماء وجهها الشاحب وشعرها الملبد وقصير ودائمًا مربوط بدون‬
‫‪ ..‬ترتيب هي ابعد ماتكون عن الشابات حتى المراهقات في عمرها‬
‫عبدالكريم ‪ :‬انا افكر اسوي توكيل لعبدالرحمن عشان يوجه المشروع براحه وبدون مايرجع‬
‫لي‬
‫ترك فهد ملعقته ‪ :‬شلون تسوي توكيل له وليه‬
‫‪ ...‬عبدالكريم ‪ :‬انا اثق فيه‬
‫‪ ..‬قاطعه فهد ‪ :‬بغض النظر عن الثقة هذا يضعف مكانتنا في السوق‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬حنا وعبدالرحمن واحد والتنسى انه زوج اختك االن‬
‫تقدم فهد بجسده لوالده لتأكيد اهمية مايقوله ‪ :‬هل تثق فيه لدرجة تكتب له نصيب‬
‫جمانة باسمه بما انها زوجته‬
‫عبدالكريم ‪ :‬ال طبعًا‬
‫فهد ‪ :‬بالتوكيل انت تسوي اسوأ من كذا ‪ ..‬حنا وعبدالرحمن مش واحد ايه حنا اقارب‬
‫وشركاء لكن في الوقت الي تخلي له الكلمة بكل شيء انت تعترف لكل الي نتعامل‬
‫معهم ان هو البوس والرئيس واالمر والناهي وهذا يضعف مكانتنا ‪ ..‬وعندها التستغرب‬
‫اذا بدا عبدالرحمن نفسه يزيحنا عشان يستفرد بكل شي ‪..‬خذ نصيحتي التخونه لكن خلك‬
‫‪ ..‬حريص‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬انا عندي شركتي و‬
‫قاطعه فهد ‪ :‬حط شركتك في عهدة الي تثق فيه من مدرائك وتقدر تمرها للتواقيع لكن‬
‫‪ ..‬مشروع بحجم فيلديز يحتاج تكون كتف بكتف مع عبدالرحمن مو تدفعه قدامك‬
‫‪ ..‬عقدعبدالكريم حاجبه ‪ :‬بديت تتأثر بكالم فارس عن عمه‬
‫فهد ‪ :‬لو مااحترم عبدالرحمن ماخليت جمانة تتزوجه لكن لكل مقام مقال ‪..‬انا ماخونه لكن‬
‫الزم تكون معه وتعرف تفاصيل كل شيء بعدين يابوي انت صاحب المشروع والفكرة‬
‫‪ ..‬والعالقات الي سهلت انه يكون على ارض الواقع‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫دخل على جدته اخيرًا وجدها كما يجدها دائمًا تجلس على جلستها الخاصة وامامها القهوة‬
‫العربية والتمر ‪ ..‬قبل رأسها ‪ :‬كيفك اليوم؟‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬غزال والشر زال‬
‫فهد ‪ :‬وين سماء ؟‬
‫الجدة ‪ :‬نايمة مانامت البارح زين طول الليل تجيها كوابيس وراحت للمدرسة يوم تغدت‬
‫‪ ..‬قلت لها قيلي‬
‫طأطأ راسه فهد وقال ‪ :‬وش رايك اخذها معي ‪ ..‬انتي تعبانة‬
‫الجدة ‪ :‬ال ابدًا عندي احسن لها ولك ولي بعد‪ ..‬رح فكر بمستقبلك بس ‪ ..‬بكره تجي معك‬
‫دكتوراه مالي ثيابك وتختار اعز بنت من اعز بيت واال ترى سماء مسيكينة ماهيب قد‬
‫الزواج منك حتى لو كبرت والهيب زوجة لك انت يبيلك بنت ناضجة فاهمه الدنيا تساعدك‬
‫وتعينك موب مسيكينة منكسرة ملوعتها الدنيا بتبهذلك معها ‪ ..‬حنا بيساعدنا الله‬
‫‪ ..‬ونحسن لها والله مايضيع عمل الحد‬
‫اثارت حركة انتباه فهد ليجد سماء واقفة تنظر للجدة بهدوء التنم مشاعرها على انها‬
‫سمعت او ال ‪ ..‬لكن من تحجرها عرف انها سمعت وكان هذا مؤلم له قبل ان يكون مؤلم‬
‫لها النه اليريد ان تعتبر زواجهم محل نقاش ابدًا بجديته هو فقط ورقة قبول لها في حياته‬
‫‪ .. ..‬وال ان تعرف رأي الجدة بها وبوجودها‬
‫‪ ..‬سماء تعالي‬
‫‪ ..‬ناداها فهد لكنها هزت وأسها وهي تنظر لجدته ‪ :‬باروح احل واجباتي‬
‫‪ ..‬وضعت الجدة يدها على فمها بتأثر ‪ :‬واخرياه كان سامعتني‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬اكيد سمعتك هي حساسة جدًا وعمها الله يرحمه كان حساس بعد‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬عاد انا صادقة ويالله ماعليك تكبر وتنسى‬
‫‪ ..‬نظر فهد لساعته ‪ :‬انا بامشي اجل باروح اسلم على سماء واودعها رحلتي الفجر‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬استودعتك الي ماتنام عينه يشوفك وحنا مانشوفك الله يحفظك ويحماك‬
‫‪ ..‬دخل فهد ليجد سماء تجلس وتضع يديها كعادتها في حجرها‬
‫تقدم منها فوقفت ‪ ..‬كانت ضئيلة جدًا نحيلة وقصيرة حتى بالنسبة لفتاة بعمرها وترتدي‬
‫ابشع رداء ممكن ان يراه جلس على ركبته ووضع يديه على كتفيها وهي واقفه حتى‬
‫هكذا يبدو اطول واضخم منها ‪ ..‬ونظر لعينيها التي ترددت كثيرًا قبل ان تتواصل مع عينيه‬
‫‪ ..‬ابتسم فهد لها ‪ :‬جبت لك هدية‬
‫واخرج من جيبه هاتف جوال ومده لها ‪ :‬هذا لك عشان اكلمك وتكلميني وتتواصلين معي‬
‫‪ ( ..‬وفتحه وضغط على محادثة صوتيه) وقال ‪ :‬كل يوم هنا تقولين لي وش سويتي ووش‬
‫‪ :‬صار لك ‪ ( ..‬ثم وضعه ع السرير خلفها مع شاحنه ) وعاد يمسك كتفيها ويقول‬
‫‪ ...‬سماء انا بسافر يمكن يمر وقت طويل ماشوفك فيه بس‬
‫كان يلقي خطابه وسماء تتذكر موقف مشابه لعمها في صالة شقتهم الصغيرة كان‬
‫يجلس هكذا ويودعها يضع يديه على كتفيها كأنه يثبتها على االرض حتى التطير ‪ ..‬هي‬
‫التستطيع الطيران وليتها تفعل ‪..‬كانت مالمح فهد كلها شفقه وحديثه مبهم بالنسبة لها‬
‫ووجهه يتحول لوجه عمها ليغيب ويعود فهد ‪ ..‬هي فقط تسمع الطنين في رأسها‬
‫والتفقه سوى شيء واحد اعتادت عليه ‪ (..‬الوداع ) فهد يودعها مثلما عمها ودعها ‪ ..‬فهد‬
‫‪ ..‬يعدها بالعودة مثلما عمها وعدها بالعودة ‪ ..‬وفهد لن يعود مثلما عمها لم يعود‬
‫لفت انتباه فهد تحجرها ووجومها وعقدة حواجبها بل انه ارعبه الحزن الذي ارتسم على‬
‫مالمحها ثم بدأت دموعها تسيل ‪ ..‬تتعاقب التسمح لعينيها بالرؤية كانت تنظر لعينيه‬
‫بتركيز لكن تنظر بغياب كلي عن المكان ‪..‬هل تذكرت !! هل تذكرت فيصل ‪ ..‬هو نفسه‬
‫‪ ..‬تذكر تلك الليلة ‪ ..‬التي ربطت مصيرهم ببعض‬
‫‪ ..‬كانت تنظر له بحزن كانت تخاف ان اليعود ‪ ..‬سيعود لكن ربما ليس لها‬
‫تنهد فهد وألول مرة يحيطها بيديه من خلف ظهرها ويدفعها لصدره ليعقد يديه حولها‬
‫بشده وهو يشعر بها تضع رأسها المتعب على كتفه وتبكي ‪ ..‬كانت دموعها تبلل رقبته‬
‫وكتفه وشهقاتها تمأل اذنيه ‪ ..‬وجسدها المتوتر يزداد اهتزازه ‪ ..‬هي فقط لم تضع يديها‬
‫‪ ...‬حوله ولم تضغط ذراعيها حول رقبته كما تمنى ‪ ..‬هي وصية فيصل لن تتمسك بآحد ابدًا‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫ُت‬
‫‪ ..‬وقد تلتقي األشتا بعَد تفرٍق‬
‫! وقد ُت دَر ُك الحاجاُت وهي بِع يُد‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫بحفظ الله قراءة ممتعة‬

‫" الفصل الـ ‪" ١١‬‬


‫‪:‬‬
‫أنحني كالقوس على نفسي‬
‫‪..‬و ال أنطلق‬
‫‪.‬أشياء مريرة تشّد ني إلى األرض‬
‫م‪.‬ن‬

‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫منذ رحيل فهد والجدة خجلة من سماء فصمتها منذ ذلك اليوم مريب لم تتحدث معها ابدًا ‪..‬‬
‫ولم تنظر لها ابدًا والتعلم هل هو بسبب كالمها عن زواجها من فهد او الفتاة فعًال حزينة‬
‫‪ ..‬لرحيله‬
‫دخلت من المدرسة كعادتها تجر حقيبتها وتضع الطرحة كايشارب لتبادرها الجدة ‪ :‬ورا‬
‫!!!‪ ..‬ماتغطين راسك ؟ تراك كبيرة‬
‫صمتت سماء وتجاوزتها لغرفتها لتلحق بها الجدة وهي في االساس تريد فقط ان تخرج‬
‫‪ ..‬الفتاة عن صمتها ‪ :‬كلمني فهد اليوم‬
‫‪ ..‬سماء التي تمسك جهازها ‪ :‬لقيت له مكالمة‬
‫الجدة ‪ :‬ورا ماتردين عليه‬
‫‪ ..‬نظرت لها سماء ‪ :‬ماقدر اخذ الجوال للمدرسة‬
‫‪ ..‬الجدة وبانت الراحة على مالمحها لحديث سماء معها ‪ :‬تعالي تقهوي معي‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬طيب بابدل مالبسي واجي‬
‫خرجت الجدة وهي تفكر ان سماء تحتاج مالبس جديدة ‪ ..‬مر شهر تقريبًا على رحيل فهد ‪..‬‬
‫‪ ..‬وبسفره انقطعت االخبار من جهة سارة وعبدالكريم‬
‫بدلت سماء مالبسها وفتحت جهازها اليوجد لديها محادثة سوى فهد والرقم سوى فهد ‪..‬‬
‫لم تتجرأ وترسل له ابدًا ‪ ..‬بل كانت محادثتهم مليئة بالمقاطع الصوتية له كانت تفتحها‬
‫مرارًا وتكرارًا ‪..‬كانت تستمع له كل لحظة ‪ :‬مراحب سماء انا طلعت االن من المطار ورايح‬
‫‪ ..‬للشقة دوامي بعد يومين لذا بانتهز الفرصة واخذ اغراض للبيت وارتبه‬
‫‪ ..‬ومرة اخرى ‪ :‬مرحبا سماء كيفك وكيف جدتي ‪ ..‬طمنيني عليكم ‪ ..‬عندنا برد مره‬
‫منذ ذلك اليوم عندما ودعها واحتضنها شيء صغير نما بداخل قلبها ‪ ..‬زهرة صغيرة في‬
‫جفاف قلبها نمت وتعلم انها ستكبر ‪ ..‬كانت هذه الزهرة ترتجف وتتمايل عند اي مقطع‬
‫صوت لفهد وعند اي صورة له يرسلها ‪ ..‬وعند اي اتصال تجده له ‪ ..‬كان يرسل لها مقاطع‬
‫يصف فيها اي شيء امامه ودائمًا مايقول في نهاية المقطع ‪ :‬هالو سما وريها جدتي اوك‬
‫‪ ..‬بيبي‬
‫كانت سماء تغضب من قوله لها بيبي حتى رأت في احد االفالم البطل يقولها للبطلة ‪..‬‬
‫" ابتسمت ومرة اخرى عصفت الريح بزهرتها الصغيرة وتمايلت " بيبي تعني كلمة تحبب‬
‫الغريب انها التستطيع ارسال اي شيء له فقط تنتظر صوره ومقاطعه لتضع زوم على‬
‫مالمحه لتسقي زهرتها ‪..‬شيء بداخلها ادمن الرعشة التي تصحب صوته العميق وهو‬
‫يتحدث معها ‪ ..‬نغمة موسيقية تجلجل في روحها عند تتبع مالمحه بعينيها ‪ ..‬سر لطيف‬
‫كانت محبتها لفهد سر لطيف لون ايامها منذ رحيله ‪ ..‬كانت تتأمل صوره وهو يرتدي‬
‫البالطو ويضع حول عنقه سكارف وفي يديه قفاز كبطل من ابطال السينما احبته كبطل‬
‫‪ ..‬وتعلم انه ابعد من حتى خيالها حتى قبل ان تسمع كالم جدته‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫كانت جمانة منتعشة جدًا كما رآها فهد بل ان تعلقها بيد عبدالرحمن تجعل فهد يجزم ان‬
‫اخته سعيدة كانت نظراتها له هيام ووله بينما ينظر لها عبدالرحمن بوقار ولكن التخفى‬
‫‪ ..‬فهد اهتمامه باخته وذلك عبر تعديله لحجابها وامساكه بيدها ‪ :‬هااي فهد اشتقت لك‬
‫فهد ‪ :‬فكرة مين انكم تزورون البؤساء‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬كانت مفاجأتي لجمانة ‪ ..‬طبعًا ماتخيلتها متعلقة بأهلها كذا‬
‫جمانة ‪ :‬تخيل بس بنقعد هنا يومين يعني رسميًا قطعنا تذاكر عشان نشوفك‬
‫فهد ‪ :‬يابختي والله ومنها اتطمن عليك ‪ ..‬هاه كيفك ؟‬
‫ابتسمت بخجل ‪ :‬تمام‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬المفروض تسألني انا لفيت باريس كلها وراها وهي تتسوق‬
‫ضحك فهد‬
‫!!‪ ..‬سأله عبدالرحمن ‪ :‬وين فارس ؟ ماقلت له اننا جايين‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬قلت له بس يقول انه طالع والية ثانية يزور صديق له‬

‫ًا‬
‫ابتسم عبدالرحمن بخفه فهو يجزم ان فارس فّر هاربًا من لقائه هو وجمانة ‪ ..‬هو فعًال غير‬
‫مهتم بلقاء فارس اكثر من اهتمام فارس بلقائه ‪ ..‬الهدف كان فهد واآلن بعدما رأى‬
‫‪ ..‬جمانة تتعلق به ستكون عالقتهم القّو ية من المسلمات‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫‪ ..‬الزم نسويلك حفلة كبيرة‬


‫تأففت جمانة ‪ :‬ماما تونا خالصين من حوسة الزواج حفلة كبيرة ليه ؟‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬انتي بنتي الوحيدة والزم احتفل فيك‬
‫جمانة ‪ :‬سوي الي تسوينه ‪ ..‬باروح ارتاح لين تجي هناء‬
‫سارة ‪ :‬تعالي كيفك مع عبدالرحمن‬
‫‪ ..‬جمانة بابتسامة ‪ :‬كنت ظالمته مره حرام حنون وجنتل‬
‫سارة ‪ :‬شفتي انا وابوك نعرف نختار لك ونعرف مصلحتك ‪ ..‬وبعدين تعالي قبل التروحين‬
‫‪ ..‬ابيك تمرين جدتك‬
‫جمانة ‪ :‬ليه ؟‬
‫سارة ‪ :‬ماتبين تزورينها بعد مارجعتي من السفر‬
‫‪ ..‬جمانة باستغراب ‪ :‬ليه ؟ يعني لو سويتي حفلة اكيد باسلم عليها فيها‬
‫سارة ‪ :‬جدتك متبنية لها بنت ‪ ..‬وابي اعرف منهي وكيف شكلها وكل شيء عنها ‪ ..‬واهم‬
‫شيء وش وضعها ببيت جدتك‬
‫جمانة ‪ :‬كيف متبنيتها ؟‬
‫سارة ‪ :‬هذا الي ابيك تروحين وتعرفينه خذي هناء وقولوا انك جايه تزورينها بعد الزواج‬
‫‪ ..‬وكذا‬
‫غطت جمانة وجهها بيديها ‪ :‬اوف مالي خلق ‪ ..‬خليها تتبنى الي تبيه‬
‫سارة ‪ :‬جمانة ‪ ..‬الزم تروحين لها وتشوفين البنت ‪ ..‬والزم تسمعين كالمي وتاخذين ارائي‬
‫‪ ..‬على محمل الجد النك مثل مانتي شايفه دايم انا صح‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫نظرت سماء بخجل لقريبات الجدة ‪ ..‬كانت تنظر لهن بدقة واهتمام نظيفات انيقات وكأن‬
‫احدى المجالت االنيقة قذفت بهن امامها او خرجن من عرض ازياء في التلفاز ‪ ..‬كانت كلما‬
‫احداهن نظرت لها تتقزم رغمًا عنها ‪ ..‬التعلم لماذا هذه الزيارة فال تبدو الجدة سعيدة‬
‫واليبدو االهتمام على الفتاتين ‪ ..‬وال حياة في الحوار الدائر ‪ ..‬كان سؤال ثم صمت ثم‬
‫حديث هامس بينهما ثم سؤال ثم صمت وهكذا ‪ ..‬عرفت سماء اليوم هواية جديدة لها‬
‫هي تحب المراقبة مراقبة تعابير الوجوه ‪ ..‬كانت احداهن اخت فهد ‪ ..‬وهذا شخص آخر من‬
‫‪..‬عائلته اليبدو انه يمت له بصلة ‪ ..‬بينما األخرى قريبة له‬
‫وين تدرسين ياسماء ؟ ‪:‬‬
‫الجدة بسرعة ‪ :‬ليه بتزورينها فالمدرسة واال بتذاكرين لها‬
‫‪ ..‬ضحكت جمانة ‪ :‬ماصدقت على الله اتخرج ياتيته‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬اتركي عنك حركات امك والتهي برجالك وخلي التحقيق وبالغة الشف لسارة‬
‫!! جمانة ‪ :‬جدة‬
‫‪ ..‬تداركت هناء الموقف ‪ :‬اوك ياجدة حنا نستأذن‬
‫يالله جمانة ‪ ..‬وخرجن من الجدة تنفست هناء الصعداء ‪ ..‬اف اف كتمة‬
‫جمانة ‪ :‬مسكينة البنت ماتوقعتها نتفه كذا ‪ ..‬امي محسستني انها جاية من كوكب الشر‬
‫بتاكل جدتي‬
‫‪ ..‬هناء بضحكة ‪ :‬خليها تاكلها عليها بالعافية‬
‫ابتعدن عن الباب الداخلي للمنزل كثيرًا ‪..‬بينما جمانة تحدث والدتها لتعطيها التقرير الخاص‬
‫‪ ..‬بسماء ضيفة الجدة‬
‫كانت سماء تراهن يتبخترن بدالل وانوثة رائحة العطر الجميلة تعقبهن كما سبقتهن عند‬
‫الدخول ‪ ..‬وقفت تنظر لهن من بعيد وتنظر لنفسها ومالبسها وشعرها كانت مقارنة‬
‫‪ ..‬صامتة‬
‫هناء ‪ :‬انسي اجي معك مرة ثانية ‪ ..‬جدتي مملة والبنت الصغيرة تذكرني ببطلة فيلم رعب‬
‫‪ ..‬ساكته وتناظر‬
‫والتفتت هناء لتجد سماء تقف عند الباب من بعيد تنظر لهن ورأسها مستند على عارضة‬
‫‪ ...‬الباب ‪ ..‬وشعرت بقشعريرة غريبة‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫كانت سماء تبتسم للحفلة البسيطة التي ترتبها الجدة والخادمة لها بمناسبة نجاحها‬
‫ودخولها الثانوي ‪ ..‬هل مرت سنة على رحيل فهد ‪ ..‬التعلم لماذا بدأت محادثاته تقل‬
‫وتختفي ‪ ..‬لكن الغريب ان ُح به في قلبها ينمو ويزدهر ‪ :‬شكرًا شكرًا‬
‫الجدة ‪ :‬تستاهلين عشانك االولى على الصف ‪ ..‬الحين عاد انتي كبيرة‬
‫‪ ..‬ضحكت سماء ‪ :‬انتي من عرفتك تقولين انتي كبيرة‬
‫كانت سماء في داخلها تشعر انها اصبحت كبيرة التعرف كيف لكن منذ زيارة قريبات الجدة‬
‫بدأت تهتم بنفسها بلبسها بشعرها ‪ ..‬كانت امام اكتشاف انها فتاة ايضًا ‪ ..‬كانت عالقتها‬
‫بالجدة خالل هذه السنة عالقة غريبة فالجدة اغدقت عليها حبًا وحنانًا كأنها تصرف مشاعر‬
‫تراكمت برحيل فهد ‪ ..‬بينما سماء اصبحت تفهم قسوتها ‪ ..‬لقد قالت لها الجدة ذات يوم ؛‬
‫‪ ..‬مدري من الي محتاج الثاني ياسماء اكثر‬
‫‪:‬‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬اليوم يقول فهد ان رحلته بكره بيجي زيارة ان شاء الله‬
‫كادت سماء تغص بقطعة الكيكة وتداركت ذلك بارتشاف فنجال القهوة سريعًا ‪ ..‬لم يعد‬
‫يرسل لها فهد كثيرًا بل يتحدث للجدة كل فينة واخرى ‪ ..‬لكن ماتحتاج له هو فقط معرفة‬
‫اخباره ‪ ..‬لقد سألها ماذا تريد هدية عند عودته والنها كانت تريد عطرًا وبشده والتستطيع‬
‫طلبه من احد ‪ ...‬قالت له اريد عطرًا ‪ ..‬كان ذلك بعد زيارة القريبات ايضًا ‪ ..‬لقد ارسل لها فهد‬
‫مقطعًا صوتيًا وهو يضحك بشده سائًال اياها عن نوع العطر ‪ ..‬احست بالحرج لضحكه‬
‫‪ ..‬لكنها كانت تريد العطر بشده‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫لم يعتقد عبدالرحمن ان سنة ستكون اكثر من كافيه لتنفيذ جزء كبير من مخططه‬
‫لإلستيالء على المشروع ‪ ..‬فعند انشاء الموضوع والبدء بأخذ الصفقات انشأ له شركة‬
‫صغيرة يحول عليها المشاريع الكبيرة التي تكون من جهات حكومية او دولية وارباحها‬
‫ومدخولها باضعاف اضعاف مخرجاتها ‪ ..‬وبدء باطالق همسات بسيطة هنا وهناك عبر‬
‫موظفيه المخلصين عن عدم أهلية عمه عبدالكريم وانه فقط يجامله كونه عمه واالكبر سنًا‬
‫‪ ..‬لم يتحمل جمانة وعبدالكريم ليخرج خالي الوفاض ‪ ..‬لقد حاول طوال العام ان يظهر‬
‫بمظهر الُم حب لجمانة ولم يكن األمر صعبًا نظرًا النها غبية فمجرد ارساله رسالة نصية‬
‫بكلمة احبك ترسل له سيًال من القبل والعبارات الرومانسية وبمجرد تذكر مناسبة خاصة‬
‫كذكرى ميالدها وذكرى زواجهم تكون في اوج سعادتها ‪ ..‬والنها ابنة والدتها حتى لو لم‬
‫يظهر ذلك عليها اشغلها بالمناسبات اإلجتماعية ‪ ..‬لم يكن فعليًا يخونها الن الوقت لديه‬
‫وخاصة انها تعتبر ُم رضية له بشكل ما ‪ ..‬لكنه كان يخون ابوها وثقته بالتأكيد ‪ ..‬وخالل‬
‫سنتان او ثالثه سيطلب منه عبدالكريم بنفسه ان ينقذه من خسارة مشروع فيلديز الذي‬
‫يضع تحت رعايته المشاريع الصغيرة والتافهه ويرفع تكاليفه في الورق ليضع الربع في‬
‫جيبه بينما عبدالكريم يشعر بالغبطة لمجرد الفتات ‪ ..‬آمن عبدالرحمن ان الثقة اسوأ‬
‫مايمكن ان يحدث لإلنسان فلوال ثقة عمه الشتغل بنفسه واستخدم حساباته وذكائه‬
‫فلم يكن رجًال غبيًا ‪ ..‬بل ثقته جعلته يقدم عبدالرحمن لمعارفه كهبة إلهيه مستخدمًا عبارات‬
‫‪ ..‬مثل ساعدي االيمن زوج ابنتي ابني ‪ ..‬والعقل المدبر‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫كان شوق فهد لجدته كبير جدًا فمروره لمنزل عائلته كان بدافع الواجب فقط لكن شوقه‬
‫للجدة خاصة وانه لم يكن راضيًا جدًا عن مكالماتها االخيرة فصحتها تبدو في تدهور ‪ ..‬كان‬
‫يقتطع الوقت بالكاد لمحادثتها ويسألها عن سماء ودراستها ‪ ..‬واحوالها ‪ ..‬لقد بدأ يشعر‬
‫‪ ..‬ان سماء طوق في عنقه يخنقه‬
‫دخل منزل الجدة التي استقبلته باالحضان بل حتى الخادمة امسكت بيديه االثنتين‬
‫وانحنت في تحيه له وسماء وقفت تنظر له وتبتسم ‪ ..‬كان التغيير الطفيف عليها ينبئه انها‬
‫اصبحت فتاة في الثانوية ‪ ..‬كبيرة نوعًا ما ‪ ..‬لكن ليست كبيره كفاية لتفرد جناحيها ‪ ..‬وامر‬
‫اتمام الزواج غير وارد ابدًا النه اليشعر نحوها سوى بالشفقة ‪ ..‬وزاد شفقته مظهرها يبدو‬
‫‪ ..‬مرتب نوعًا ما لكن مازالت مترددة ومنكسرة وشعرها القصير معقودًا للخلف‬
‫ابتسم لها ‪ :‬هال سماء تعالي‬
‫اقتربت منه مترددة العرف كيف يكون سالمها عليه والن قلبها اخذ يخفق بشده فضلت‬
‫‪ ..‬ان تمد يدها ‪ ..‬تلقاها فهد وصافحها ‪ :‬ممتازه جدتي تقول انك االولى‬
‫‪ ..‬كان وجهها يتوهج ويزداد احمرارًا وهي تنظر لوسامته التي رأتها االن ‪ :‬ايه اخذت االولى‬
‫‪ ..‬ابتسم النها كررت كالمه ثم اتجه للحقيبة التي معه وفتحها ‪ :‬هذي هديتك ياجدة‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬وش هذي اجل عند الكفار شيء يصلح لي‬
‫فهد ‪ :‬ايه عندهم كل شيء جبت لك سجادة شغل يد‬
‫وهذي لجينا ‪ :‬واعطى الخادمة جهاز صغير لطباعة الصور‬
‫وهذي لسماء ( اخرج فستان انيق جدًا بلون زاهي وزهور صغيرة كان قماشه رقيق جدًا‬
‫ومعه علبة عطر طالما رأت صورته على غالف المجالت التي لديها )‬
‫اخذت الجدة هدية سماء ‪ :‬ماشاء الله عسى الفستان مقاسها ‪ ..‬وريني العطر باشمه‬
‫وفتحت علبته ( بينما سماء تحدق بفهد بوله واعجاب ازداد سماره عن قبل وبدات لحيته‬
‫بالنمو بشكل جميل كان جميًال كيفما يبدو ) نثرت الجدة قليًال من العطر حيث طار الرذاذ‬
‫بينهما كانت سماء تستنشق العطر ويدخل رئتيها وهي تنظر لفهد اعجبها ماتشم‬
‫‪ ..‬واعجبها ماترى بينما هو ينظر لها بابتسامة ‪ ..‬حاولت شكره لكن لم تستطع‬
‫‪ ..‬اليوم ‪ ..‬هذه اللحظة ‪ ..‬عرفت انها ختمت قلبها بحب فهد لألبد‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫نامت تلك الليلة سماء وهي تحتضن العطر كانت سعيدة به جدًا وسعيدة بالفستان الذي‬
‫ارتدته حالما ذهب فهد واعجبها انه جعلها تبدو فتاة كبيرة ‪ ..‬سمعت ان فهد فقط سيمكث‬
‫اسبوعين ‪ ..‬من الجيد ان احازته وافقت االجازة المدرسية حتى تكون متواجدة في كل‬
‫زياراته ‪ ..‬علمت من الجدة انه سيذهب لمكة الداء العمرة حزنت الن اسبوعين تبدو قليلة‬
‫ليقضي جزء منها بعيد عنها ‪ ..‬وحزنت اكثر عندما رفضت الجدة مرافقته ‪ ...‬كانت تشم العطر‬
‫‪ ..‬وهي تنظر لصورة فهد‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫سارة ‪ :‬والبنت الي اسمها سماء‬
‫فهد بتأفف ‪ :‬وش فيها ؟‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬تطلع لك اذا زرت جدتك‬
‫‪ ..‬فهد بابتسامة ‪ :‬ايه اكيد تطلع‬
‫سارة بعصبية ‪ :‬كيف جدتك تخليها تطلع لك وين دينها وشعاراتها الي ماسكتها علينا‬
‫والحالل والحرام‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬ماما هدي ‪ ..‬ترى البنت صغيرة والي اكبر منها ماتغطوا‬
‫سارة ‪ :‬اليوم تطلع لفهد بكرة الله اعلم وش تسوي خاصة واننا ماندري من اي بيئة جاية‬
‫فهد ‪ :‬انتي وش مزعجك بوجودها ؟‬
‫سارة ‪ :‬ماراح ارتاح وهي موجودة عند جدتك الحين لها فوق السنة ماعندها نية تخليها‬
‫‪ ..‬تروح والله اعلم خطتها وش‬
‫فهد ‪ :‬البنت ماتأثر على حياتكم‪..‬اتركيها‬
‫سارة ‪ :‬طيب متى بتخطب هناء ؟‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬اوعدك اذا رجعت نهائي وهي مازالت موجودة بتكون اول خيار لي‬
‫! سارة ‪ :‬وعد‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬وعد‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫ارتدت سماء فستانها الجديد وتركت شعرها حرًا كان مازال قصيرًا لكن جميل فهد يجلس‬
‫في الخارج مع الجدة واكيد سيأتي لرؤيتها او يناديها قبل ذهابه وستحاول ان تكون في‬
‫صورة مغايرة عما اعتاد عليه لعله يحتفظ بصورتها الجديدة في رأسه كان صوته وهو‬
‫يتحدث في الخارج يريد نبضات قلبها ويحرك مشاعرها ‪ ..‬نظرت لنفسها في المرآة البأس‬
‫بمظهرها لكن وجهها يبدو شاحبًا قليًال لذا قرصت وجنتيها قليًال لتبدو متورده وحاولت‬
‫الضغط على رموشها حتى تبدو اطول ‪ ..‬لم تكن تملك ادوات زينة ابدًا ‪ ..‬حسنًا البأس بها‬
‫سوى الحذاء الغير مناسب للفستان وحركت اصابع قدميها داخل حذائها الوحيد الموجود‬
‫كأنها ستغيره ليصبح حذاء سندريال ‪ ..‬كانت تحاول ان تمشي بطريقة الئقة ‪ ..‬لن ينظر‬
‫للحذاء رفعت شعرها ثم اسدلته ‪ ..‬ورفعته مرة اخرى وبدت صبيانية قليًال لذا تركته مسدًال‬
‫على جانبي وجهها ‪ ..‬عندما لم تعد تسمع اصواتًا ارخت مسامعها لكن الصوت فجأة فتحت‬
‫الجدة الباب بسرعة لترمش عينيها سماء لقد توقعت ان يكون فهد ‪ ..‬لكن نظرة الجدة لها‬
‫!!‪ ..‬وللباسها جعلها تقول ‪ :‬كنت باشوفه علي‬
‫‪ ..‬فقالت الجدة ‪ :‬زين طلعيه وتعالي للمطبخ نرتب االغراض الي جبناها‬
‫‪ ..‬سماء ؛ بارتبها انا انتي اقعدي مع فهد‬
‫الجدة ‪ :‬يوووه فهد راح من زمان ‪ ..‬ثم التفتت لترى حالة سماء التي تراخت فجأة وبدا عليها‬
‫‪ ..‬الحزن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫أدمنُت غياَب ِك حتى وأنِت قربي‬
‫ففيِه أتأملِك عن قرٍب‬
‫‪..‬وأكتشُف أبعاَد ِك ‪ ..‬وأبعاَد قلبي‬
‫‪..‬لْم تقْل شيئًا‬
‫‪..‬ولْم أقْل شيئًا‬
‫‪..‬وافترقنا‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫قراءة ممتعة‬

‫" الفصل الـ ‪" ١٢‬‬


‫‪:‬‬
‫انا من سنين لم أره‬
‫لكن شي ظل في قلبي زمانًا يذكره‬
‫وحّق الله‬
‫هذا الشتاء الخامس‬
‫بعد رحيله ولم ألتقيه‬
‫لكّن الذكريات‬
‫ُت ريُق دمع أشواقي‬
‫!! ‪ ..‬تعصُر قلبي وُت ذيبني فيه‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫من نافذة السيارة التي تقطع الطريق من كلية الطب لمنزلها ‪ ..‬حيث تدرس السنة الثانية‬
‫‪..‬ابتسمت سماء لقد تدربت سنوات حتى تقول منزلها رغم انها التشعر انه منزلها ابدًا ‪..‬‬
‫عندما تخرجت من الثانوية ألول مرة في حياتها البائسة شعرت بالفرحة تغمر قلبها ‪..‬‬
‫شعرت بارتجاف السعادة وارتعاشتها الن نسبتها تؤهلها لدخول كلية الطب ‪ ..‬ومرة اخرى‬
‫فرحت لقبولها في كلية الطب ‪ ..‬ومرة اخرى فرحت لتجاوزها السنة التحضيرية بمعدل عالي‬
‫‪ ..‬االحساس الذي رافق نجاحها كان جديد وضعت يدها على قلبها وقالت هذا هو الفرح‬
‫الذي اقرأ عنه ‪..‬واسمع عنه ‪..‬وجدت سماء ان كل مايسعدها اصبح متعلقًا بها بنجاحاتها‬
‫بثناء دكاترتها ومديحهم ‪ ..‬تجاوزت خيبات الماضي حتى وان بقي جزء في قلبها ُم ظلم لقد‬
‫طعنها فهد في قلبها مرتين ‪ ..‬اغمضت عينيها التريد تذكر تلك الليلة قبل ‪5‬سنوات حيث‬
‫زارهم فهد كان كما يبدو بدا نسيان وجودها او تجاهله ‪ ..‬اغلقت عينيها بيديها الذكرى‬
‫‪ ..‬فقط تجعلها تخجل وتكره نفسها عادت بذاكرتها لتلك الليلة‬
‫بعد عامان لسفر فهد كانت زياراته قليلة جدًا وفي الغالب يمكث من اسبوعين لثالثة ‪" ..‬‬
‫يزور الجدة فيها بعد ان سافر تلك الليلة بدون ان يودعها اخرجت فستانها الجديد ولم تعد‬
‫الرتدائه ابدًا ‪ ..‬لكن الجدة قالت انه اليحب الوداع وفي زيارته بعد عام خرجت الجدة في‬
‫مشوار كانت قليلة الخروج بل ان سماء تكاد تجزم انها خرجت مرة كل عام منذ ُو ضعت في‬
‫‪ ..‬رعايتها ‪ ..‬قبل خروج الجدة قالت لسماء ‪ :‬فهد بيجي جهزي القهوة والشاهي‬

‫بسرعة ذهبت للمطبخ وجهزت القهوة ووضعت االواني الجميلة كانت تركض بين المطبخ‬
‫وغرفتها لترتب نفسها اصبحت تملك مجموعة البأس بها من المالبس الجميلة واالحذية‬
‫عادت للمطبخ راكضة وهي تطلب من الخادمة وضع الحلويات وتجهيزها ثم لغرفتها‬
‫‪ ..‬لتمشط شعرها‬
‫عندما فتحت الخادمة لفهد كانت سماء واقفة ‪ ..‬تبتسم له وهي تتعلم فتح حوارات معه ‪..‬‬
‫والحديث معه لقد جمعت مجموعة من االسئلة حتى تبدو محاورة راقية ‪ :‬السالم عليكم‬
‫سماء ‪ :‬اهًال ‪ ..‬واقتربت منه مصافحه وارتعش قلبها عند مالمسة ايديهم لكن كما يبدو‬
‫التيار الكهربائي لم يصل لفهد ابدًا ‪..‬سألها ‪ :‬وين جدتي ؟‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬راحت مشوار‬
‫فهد ‪ :‬غريبة !! مشوار وين ؟‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬مدري والله‬
‫‪ ..‬اخذ فنجال القهوة وبدأ يرتشفه ثم نظر لساعته ‪ :‬اخاف تتأخر‬
‫‪ ..‬خافت ان يخرج قبل ان تتحدث معه فقالت ‪ :‬ال قالت بتجي بسرعه‬
‫نظر لها فهد ثم قال ‪ :‬كيف دروسك ؟‬
‫سماء ‪ :‬في كل المواد اجيب الفل مارك وسوو مدرستي مسابقة تهجئة باالنجليزي‬
‫‪ ..‬والعربي وشاركت واخذت األولى على مستوى الرياض‬
‫كان هذا الموضوع الوحيد الذي تستطيع ان تسهب فيه ‪ ..‬كانت دراستها هي الحياة‬
‫‪ ..‬الوحيدة التي تعرفها‬
‫‪ ..‬فهد بغياب ذهني عن حديثها ‪ :‬شاطرة‬
‫هذه الكلمة وكأنها مازالت اليتيمة التي يرعاها اثارت غضبها فقالت ‪ :‬شاطرة ! انت مو‬
‫‪ ..‬مالحظ اني كبرت‬
‫‪ ..‬فهد بابتسامة ‪ :‬اال كبرتي وصرتي كبيرة وشاطرة‬
‫‪ ..‬ووقف ‪ :‬باروح عندي شغل واحاول امر الليلة اذا جت جدتي‬
‫‪ ..‬ركضت سماء بغباء ووقفت امامه تسد عليه طريق الخروج ‪ :‬التروح الحين اقعد معي‬
‫كان فهد ينظر لها فجأة رفع يده لوجهها ووضع اصابعه على خدها وابتسم ‪ ..‬كانت هذه‬
‫الحركة كفيلة بهبوب اعاصير في قلب سماء لكن تحول نظراته للشفقة جعلها تمسك‬
‫بيده قبل ان يبتعد‬
‫‪ ..‬فقال لها فهد ‪ :‬انا اخذ اخبارك من جدتي‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬عارفه بس انا اشتاق لك‬
‫عندما انهار سد كتمانها وبدأت مشاعرها بالقفز رغمًا عنها لم تستطيع ان تكبت اكثر‬
‫‪ ..‬فقالت ‪ :‬فهد انا احبك‬
‫قبل ان تكمل ‪ ..‬كأنه عرف ماستقول شعربه وضع اصبعه على شفتيها السكاتها ثم رفع‬
‫يده االخرى في رفض وجسده يبتعد كأن الكلمة رمحًا القت به نحوه ويخاف ان يصيبه ‪ :‬ال‬
‫‪ ..‬ال ياسماء انتي ماتحبيني ‪ ..‬بس الني الشخص الوحيد الي تعرفينه ‪ ..‬تتوقعين انك‬
‫تحبيني ‪ ..‬انتي مجرد امانة ياسماء وعمك قال لي صريحة انه فقط يبيني محرم لك وانك‬
‫بمجرد تخرجك تطلعين من ذمتي ‪ ..‬واتوقع ماقصرت عليك طول هالسنين ابدًا ‪ ..‬لكن‬
‫التتوهمين من زواجنا شيء انتي بنت شاطرة وقوية ومش محتاجه حبي عشان تحسين‬
‫‪ ..‬بقيمتك‬
‫‪ ..‬قاطعته وألول مرة باكية ‪ :‬بس انا احبك ومن زمان‬
‫تجاوزها فهد ناحية الباب والتفت لها ‪ :‬بيجي يوم تشكريني ياسماء اني ماخذت اعترافك‬
‫بالحب على محمل الجد ‪ ..‬انتي مراهقة وهذا شيء طبيعي في عمرك لكن التخلطين بين‬
‫‪ ..‬امتنانك وحبك والتخلطين بين رعايتي وحبي‬
‫كانت كلماته كالسهام تخترق جسدها الذي تحول لحجر والغريب انه حجر يسمح باختراق‬
‫هذه السهام ونفاذها في قلبها وعقلها وروحها ‪ ..‬ان يتحول فهد من حنون ولطيف‬
‫لشخص يرفض حبها امر صعب جدًا ‪ ..‬التعلم ان كانت ستتجاوز هذا األلم يومًا ‪ ..‬كان ألم‬
‫كلماته كرداء من دبابيس تشده على جسدها ‪ ..‬نظرت له وهو يخرج ثم لجدتها التي‬
‫دخلت توًا وهي تستوقفه ‪ ..‬ولم تبقى لتفسر الحد او تسمع تفسيره لخروجه او وقوفها‬
‫باكية فهرعت لغرفتها ‪ ..‬تغلقها وتستند على الباب كأنها تشك انه سيفتح فجأة ويطل‬
‫منه من يتفرج على عري مشاعرها ‪..‬كانت هذه الطعنة األولى من فهد ولم تمِض ربع‬
‫ساعة حتى عاجلها بالطعنة الثانية عندما سمعته يقول لجدته بصوت مختنق ومتألم ‪:‬‬
‫احس اني مخنوق احس هالوصية فوق تحملي وهم كل يوم يكبر ويخنقني ‪ ..‬احس اني‬
‫‪ ......‬مشتت بين دراستي وتفكيري في هالبنت‬
‫لم تعد تهتم بماقاله او بتعدد همومه او مشاكله جلست مكانها وهي تكرر في رأسها ان‬
‫فهد قال هالبنت ولم ينطق اسمها هاقد عادت نكرة ‪ ..‬بل عادت هم يخنقه ‪ ..‬لم تكن‬
‫"‪ ..‬شيء الحد لتكون شيء لفهد‬
‫مسحت سماء دموعها مازالت هذه الذكرى تؤلمها ‪ ..‬كانت هذه اخر مرة رأت فهد فيها ‪ ..‬لم‬
‫تعد تخرج له في زياراته التي اصبحت قليلة جدًا ‪ ..‬لقد نضجت كثيرًا واصبح قلبها قّو ي‬
‫حاولت نسيانه فلم تستطع فأغلقت على فهد حبه وجرحه في جزء عميق من قلبها ‪..‬‬
‫وتركت لأليام مداواته ولم تفعل ال األيام وال السنين استطاعت انتزاع فهد ‪..‬هي االن‬
‫‪ ..‬تعلم ان حبه لم يكن حب مراهقة وليته كان‬
‫‪:‬‬
‫وصلت سماء للمنزل تعرف ان فهد عاد منذ اسبوع للرياض منهيًا الدكتوراه ‪ ...‬لم تعد تسأل‬
‫عنه ابدًا بل لم تهتم لتسمع مقاطعه او ترى صوره عند الجدة بعد ان استخدمت جهازًا ذكيًا‬
‫‪ ..‬ويبدو ان الجدة احترمت تباعدها وعزته لكونها التهتم بفهد ‪ ..‬هي فقط من فهم هذا‬
‫التقارب بشكل خاطيء ال الجدة وال الحفيد يريان فيها اكثر من ضيفة مؤقته وقد حان‬
‫موعد الرحيل بالنسبة لها ‪ ..‬لن تنتظر حتى تتخرج فبينها وبين التخرج سنين طويلة ‪ ..‬وهي‬
‫معتمدة على نفسها وتكسب ماًال من التعاقد مع دور النشر لترجمة الكتب االنجليزية‬
‫والروايات لتقوم الدار بطباعتها ‪ ..‬وجدت انه عمل جميل وبدات به منذ خمس سنوات كان‬
‫اسلوبها الكتابي وعباراتها ودقة ترجمتها قد اكسبتها عقدين مع اكبر دار للنشر وتكسب‬
‫منه ماًال جعلها تستقل بنفسها وتشتري ماتريد ‪ :‬سالم‬
‫الجدة بصوت ضعيف ‪ :‬هال‬
‫‪ ..‬رمت سماء حقيبتها وهرعت للجدة ‪ :‬وش فيك ؟ وجهك احمر !؟ متحركة‬
‫الجدة ‪ :‬ماتحركت بس من الصبح وانا احس بدوخة‬
‫سماء ‪ :‬الله يهديك ليه مادقيتي علي اجي ‪.‬يالله للطببب‬
‫الجدة ‪ :‬وشهوله الطبيب انتي ماتعرفين مانتيب دكتورة‬
‫ضحكت سماء ‪ :‬ال لسى ماصرت دكتورة بعدين حتى لو صرت دكتورة انتي بالذات‬
‫‪ ..‬مستحيل اثق في نفسي وانا اشخصك‬
‫الجدة ‪ :‬اهم شيء التقولين لفهد ‪ ..‬جاي يعزمني اليوم لحفلته مسويتها سويره ولوال انها‬
‫‪ ..‬لفهد ماعزمتني‬
‫‪ ..‬ضحكت سماء هي لن تخبر فهد بكل تأكيد النها لن تتحدث معه سوى بطلب الطالق‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬عطيني بس مسكن يمك واتركيني ارتاح‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬لو ماخليتينا الحين نروح للدكتور دقيت على فهد‬
‫الجدة ‪ :‬ماعند منك اال فهد هو يقول عنادي عليك وانتي على من زين خلي جينا تجيب‬
‫‪ ..‬عباتي‬
‫سماء بضحكة ‪ :‬على الزمن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫عاد فهد لمنزله بعد ان زار جدته لم تكن على ماُي رام ‪ ..‬لكن كانت تشيد بسماء في كل‬
‫مرة يزورها فيها ‪ ..‬سماء التي اصبحت في كلية الطب اآلن ‪ ..‬تفوقها الدراسي اذهله ‪..‬‬
‫سعادته التوصف بقدرتها على الوقوف على قدميها اليريدها ان تتعلق به لألبد ‪..‬‬
‫وتذكرها آخر مرة ترتدي تنورة تصل لنصف ساقها بلون غامق وقميص كاروهات اليتذكر‬
‫لونه كانت اول مرة يراها جريئة والينكر انه قسى عليها لكن جرأتها ارعبته وخوفه ان‬
‫تتعلق به جعله يرحب بتهربها من مالقاته ‪ ..‬ابتسم بحبور وتذكر فيصل ‪ ..‬سنوات قليلة‬
‫‪ ..‬وُي طلق على بنت اخوك الدكتورة سماء‬
‫‪ ..‬وقفت سارة عند دخول فهد ‪ :‬اهًال حبيبي جيت في وقتك‬
‫فهد ‪ :‬ماجت جمانة اليوم ؟‬
‫سارة ‪ :‬ماجت وبيني وبينك جمانة صايرة كئيبة ‪ ..‬الي بيجي ويقول لي هموم ومشاكل‬
‫‪ ..‬اليجي‬
‫! فهد ‪ :‬ليه مشاكل !؟ جمانة وش فيها‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬نفس الموال الحمل واالطفال‬
‫فهد ‪ :‬طيب هي سوت فحوصات وسليمة وعبدالرحمن كذلك‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬زوجها متفهم وماقال شيء لكن هي‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬الله يرزقها عاجًال غير آجل الزم اوديها لدكتور صديق وشاطر‬
‫قاطعته سارة ‪ :‬الحين رجعت واكيد بتشيل عننا كلنا بس اول شيء الحفلة الي سويتها‬
‫‪ ..‬لك عندك معازيم غير الي عطيتني اسمائهم‬
‫فهد ‪ :‬ال انا قلت لجدتي اليوم وهي تعبانة بس الزم تحضر ( ونظر لوالدته بحده ) والزم‬
‫‪ ..‬تلقى االستقبال الي يليق فيها وتكون راضية‬
‫سارة بتملق‪ :‬اكيد حبيبي انا مستحيل انسى محبتك لها او محبتها لك‪..‬والحين خلنا بعد‬
‫‪ ..‬الحفلة نخطب هناء‬
‫كشر فهد ‪ :‬ماتملين‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬في بالك احد !؟ اكيد ال !! والبنت جميلة ومتعلمة ومثقفة ‪ ..‬واالهم بنت عمك‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬اوك على خير ان شاء الله‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬اخيرًا بافرح فيك‬
‫في هذه االثناء دخلت جمانة ومثلما كل مرة تشاهد فهد منذ عودته من السفر تحتضنه‬
‫بعمق ‪ ..‬احتضن فهد اخته وابتسم لها ‪ :‬كل اجازة اشوفك احال من قبل‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬التذكرني باجازتك الحمدلله اخيرًا الي رجعت لنا بالسالمة‬
‫فهد ‪ :‬الحمدلله مهما كان مافيه مثل الوطن واالهل ‪ ..‬يالله عطيني اخبارك‬
‫نظرت خلسة لوالدتها بقلق ثم ابتسمت باشراق ‪ :‬وش رايك نطلع هاالسبوع نتغدى‬
‫‪ ..‬سوا‬
‫فهد ‪ :‬تم ‪ ..‬علي الغداء وعليك اختيار المكان ‪ ..‬بس نهاية االسبوع الني من بكرة باداوم‬
‫‪ ..‬مع الوالد‬
‫جمانة ‪ :‬تداوم في الشركة او مجموعة فيلديز‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬بابدأ بالشركة بما ان الوالد فيها‬
‫‪ ..‬لم يالحظ فهد توتر اخته ابدًا ‪ ..‬بل استئذن وخرج‬
‫وقفت جمانة تنظر من النافذة العريضة الخوها وهو يخرج ‪ ..‬تتمنى ان يذهب حيث يعمل‬
‫عبدالرحمن ‪ ..‬منذ ثالث سنوات وهي تشك بخيانته لكن االربع اشهر االخيرة تأكدت من‬
‫ذلك حيث يخونها مع مندوبة احدى الشركات العالمية ‪ ..‬وهي حسب شكها ليست اول‬
‫غزواته منذ زواجهم او اخر غزواته ‪ ..‬لكن لم تستطيع مسك دليل ابدًا وكلما فتحت معه‬
‫الموضوع اتهمها بعدم الثقة في نفسها وحجمها واحتقرها او تجاهل الموضوع برمته طالبًا‬
‫منها فعل ماتراه مناسب ‪ ..‬هي االن بعدما تأكدت تريد ترك عبدالرحمن لكن ليس قبل‬
‫انتهاء موضوع فهد وهناء حتى التكون هناك عراقيل فهي تحب هناء وتعلم انها تحب‬
‫فهد كثيرًا ‪..‬وتحمد الله ان ال أطفال بينهما م}منة بحكمة الله وتاركه والرتها تعتقد ان‬
‫‪ ..‬حزنها بسبب الحمل حتى التعيق طالقها من عبدالرحمن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ ..‬الحمدلله تطمنت عليك‬
‫ام عبدالكريم ‪ :‬مشوار على الفاضي ‪ ..‬قايلتلك مافيني شيء‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬معليش الحين تطمنت انتي كل ماتحسين بشيء اخذتي مسكن وهذا غلط‬
‫‪ ..‬ام عبدالكريم ‪ :‬زين روحي نامي وارتاحي عشان بكرة تروحين معي‬
‫سماء ‪ :‬وين ؟‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬لحفلة فهد‬
‫‪ ..‬وقفت سماء وعقدت يديها ‪ :‬اسفة ماراح اروح معك‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬الزم تروحين‬
‫سماء ‪ :‬بصفتي ايش ؟ اروح لمكان ماعرف فيه احد‬
‫الجدة بتحدي‪ :‬بصفتك بنتي‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬بس انا مش بنتك‬
‫الجدة ‪ :‬بصفتك طبيبتي طيب‬
‫‪ ..‬ضحكت سماء ‪ :‬اسفة ماراح اروح ابدًا‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬اجل مانيب رايحه انا بعد‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬يكون افضل انتي تعبانة اصًال‬
‫الجدة بغضب ‪ :‬المفروض تقولين الوالله لتروحين والروح معك موب افضل ‪ ..‬الحين والله‬
‫‪ ..‬لتروحين معي وانتي ماتشوفين الدرب ‪ ..‬هه حلفت عليك اال اذا بتأثميني‬
‫‪ ..‬سماء بمزاح ‪ :‬كم مرة قلت التحلفين علي‬
‫الجدة ‪ :‬مليون مرة بس باحلف عليك‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬زين بس مانطول‬
‫‪..‬‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ ..‬في منزل عبدالرحمن يجلس عبدالكريم وفهد وعبدالرحمن وفارس‬
‫عبدالكريم ‪ :‬طبعًا حنا اهل ومابيننا رسميات ‪ ..‬لكن انا جاي اخطب هناء لفهد‬
‫‪ ...‬عبدالرحمن ‪ :‬اكيد فهد‬
‫لكن فارس قاطعه بثقه متجاهًال رده ‪ :‬فهد اخو وعزيز واكثر شخص يعرفه انا وشفت‬
‫اخالقه في الغربة قبل الشوفها هنا واذا علي انا موافق لكن طبعًا الرأي لهناء ‪ ..‬اذا‬
‫وافقت انا واثق مانلقى احسن من فهد واذا رفضت الحياة لها واالختيار لها وحنا مستحيل‬
‫‪ ..‬نجبرها ألي سبب كان‬
‫قال فارس جملته االخيرة وهو ينظر لعبدالكريم بتحدي ‪ ..‬مذكرًا اياه باجبارهم جمانة‬
‫للزواج من عمه الذي اخذ جمانة ليضعها مع اكسسوارات المنزل ويمارس عالقاته بكل‬
‫‪ ..‬اريحية خارج المنزل‬
‫‪..‬تنحنح فهد ‪ :‬اكيد يافارس الرأي االول واالخير لهناء‬
‫بينما فهد وجد نفسه في منزل عبدالرحمن حيث اخذت والدته كلمته واخبرت هناء وحددت‬
‫موعد واخبرت والده ولم تنتظر النتهاء الحفلة كما قالت ليجد نفسه في نفس اليوم‬
‫يذهب لخطبتها ‪.‬اليهم فاليوم كالغد لكن احساسه الغريب في داخله يشعر انه يخسر‬
‫‪ ..‬شيئًا اليعلم ماهو ‪ ..‬االكيد انه ليس حريته فطالما كان ملتزمًا وليس له عالقات ابدًا‬
‫‪:‬‬
‫التزم عبدالرحمن الصمت بعد مقاطعة فارس له مازال فارس حتى بعد ست سنوات غاضبًا‬
‫‪ ..‬وهو امر يدل على حقده اليهمه من يعطي هناء لفهد المهم فقط ان يتزوجها ‪ ..‬فإذا‬
‫استمر غضب جمانة وشكها فزواجه على وشك االنتهاء ولذلك من حسن حضه ان الرابط‬
‫‪..‬اذا انقطع من جهته سيتصل من جهة هناء‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫منذ اصبحت سماء تكسب المال وهي التبخل بشيء على نفسها ‪ ..‬الغريب انها رغم‬
‫دراستها العلمية البحته تحب االزياء والمالبس ‪ ..‬كانت الحفلة التي اصّر ت الجدة على‬
‫الذهاب لها فرصة لتتباهى بفستانها الجديد ‪ ..‬وقفت امام المرآه ورأت نفسها فتاة جميلة‬
‫طويلة ذات شعر طويل بلون القهوة المميز طالما سألنها زميالتها عن الصبغة التي‬
‫تستخدمها لشعرها ولم يصدقن انه طبيعي ‪ ..‬وضعت احمر شفاه بلون الكرز على شفتيها‬
‫الممتلئة وكحل خفيف على عينيها العسلية الواسعة ‪ ..‬وارتدت ساعتها الوحيدة بل‬
‫القطعة الوحيدة لديها من حلي ‪ ..‬هدية الجدة لها بعد قبولها في كلية الطب ‪ ..‬نظرة‬
‫اخيرة لقدها المياس في الفستان القصير الذهبي ‪ ..‬الذي ابرز سمارها الخفيف ‪ ..‬من‬
‫يصدق انني نفس الفتاة البائسة التي ترتدي مالبسًا تجعلها تبدو تائهه فيها ‪ ..‬مالبسًا‬
‫اكبر منها من يصدق ان من الشعر المتلبد ككرة صوف تخرج هذه السنابل الحريرية لكنها‬
‫تعلم جيدًا ان الفتاة اليتيمة مازالت هنا في مكاٍن ما ‪ ..‬بل تجزم انها احيانًا عندما تنظر‬
‫للمرآه تراها بدل هذه الطويلة التي تبدو واثقه وهي ابعد ماتكون عن الثقة بالنفس ‪..‬‬
‫بل ان مجرد التحديق بها يجلها تتعرق وتهرب بعينيها وتكاد تبكي ‪ ..‬وعزاؤها الوحيد ان‬
‫الاحد يعلم عن ثقتها المتدنية هم ينظرون للقشرة فقط ‪ .. ..‬اخيرًا ارتدت صندلها العالي ‪..‬‬
‫واخذت عبائتها وخرجت‬
‫ماشاء الله ماشاء الله ‪:‬‬
‫سماء‪ :‬وش رايك ؟‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬فوق الزين دكتورة من قدك ياسماء‬
‫سماء ‪ :‬وين شنطة عالجك‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬مالها داعي‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬ال الزم تكون معنا وجهاز التنفس يكون معنا خلينا نتركها في السيارة للضرورة‬
‫الجدة ‪ :‬حتى لو اقول ال رايك الي بيمشي ‪ ..‬يوم كبرت وضعفت وانتي تستقوين علي‬
‫ضحكت سماء بصوت عالي ‪ :‬انتي من عرفتك قوتك في لسانك وهو ماشاء الله ماجاه‬
‫‪ ..‬قصور ابدًا‬
‫‪ ..‬ابتسمت الجدة واعطت يدها لسماء لتساعدها للخروج بها للسيارة‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫في المجلس الكبير يقف فهد ووالده وفارس الستقبال المدعوون لحفلة تخرجه التي‬
‫صورت شكل آخر من البذخ والثراء ‪ ..‬كان فهد قد اعطى والدته اسماء زوجات اصدقائه في‬
‫الغربة لتتم دعوتهن مع ازواجهن ‪ ..‬بعد انتهاء المدعوون توجهوا للجلوس والجميع يبارك‬
‫ويهنيء ‪ ..‬همس فارس في اذن فهد ‪ :‬ونقدر نقول مبروك الحين ‪ ..‬هناء وافقت الله‬
‫‪ ..‬يوفقك انت وياها‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬الله يبارك فيك‬
‫فارس ‪ :‬وش ناوي تسوي ‪ ..‬انا طلبتني كلية الطب بجامعة الملك سعود احاضر عندها‬
‫‪..‬مرتين في االسبوع للمستوى االول مقدمة االحصاء‬
‫فهد ‪ :‬انا بعد ارسلولي ايميل ‪ ..‬وارسلت لي جامعة ثانية واعتقد اني بأجل الخيارات االن‬
‫‪ ..‬لين اشوف االعمال‬
‫فارس ‪ :‬اذا بتصير رجل اعمال ليه متغرب ومتعب عمرك‬
‫ابتسم فهد بهدوء ‪ :‬فارس انا مريت اليوم الشركة ومنها طلعت للمجموعة واحس انها‬
‫‪ ..‬رجل مريض ‪ !!..‬فيه خطأ يافي الحسابات او آلية التشغيل‬
‫فارس ‪..:‬وبتداوم في المجموعة‬
‫‪ .‬فهد ‪ :‬اكيد لين اشوف المشكلة نماء المشروع بطيء وهو كم له‬
‫نظر فارس لعبدالرحمن الذي يجلس يمينه وزير ويساره رجل اعمال معروف ‪..‬كان هو‬
‫الخطأ وفارس يثق بذلك وبدون دليل ‪ ..‬فلوال الغاؤه التوكيل هو وهناء لذهب بما بقي‬
‫‪ ..‬لهم من والدهم‬
‫شعر عبدالرحمن بالنظرات فرفع نظره لفارس واعطاه احدى ابتساماته االستفزازية برفعة‬
‫‪ ..‬حاجبه بتعالي‬
‫‪:‬‬

‫‪:‬‬
‫دخلت سماء مع الجدة المنزل ‪ ..‬قاومت فضولها كثيرًا حتى التدير نظرها في كل شيء‬
‫حولها التريد ان تبدو غير معتادة على االجواء الفخمة ‪ ..‬مع انها حتى في خيالها واحالمها‬
‫والوصف الذي تترجمه في الروايات والكتب لقصور وحفالت لم تتخيل ان تكون بهذا‬
‫الجمال ‪ ..‬وقفت عاملة بزي رسمي لتأخذ العباية منها ‪ ..‬بدأت باالرتجاف ‪ ..‬وشعرت بالعرق‬
‫يسيل بخط خفيف على ظهرها العاري ‪ ..‬كانت متوترة جدًا ‪ ..‬عند دخولها البهو الواسع كان‬
‫الضيوف يجلسون ويقفون وكانت العامالت يتحلقن حول كل مجموعة بصوانيء الحلوى‬
‫والشوكالته واشياء ملونة وجميلة التعرفها ابدًا ‪ ..‬بينما االخريات يحملن القهوة‬
‫والمشروبات ‪ ..‬لم تتخيل ابدًا ان فهد وجدته ينتمون لهذه الطبقة ‪ ..‬طالما اعتقدت انهم‬
‫من االغنياء البسطاء ‪ ..‬وابتسمت لفكرة ان هناك اغنياء بسطاء ‪ ..‬شحنت عقلها بالحيلة‬
‫التي تمارسها لتخفف من قلة ثقتها بنفسها وبأن الموجودين افضل منها ‪..‬ربما تلك التي‬
‫ترتدي فستانًا اسود لديها عادة ان تضع اصبعها في انفها ‪ ..‬وتلك التي ترتدي فستانًا‬
‫ازرق تأكل البرقر وهي تجلس على االرض ‪ ..‬وتلك ربما زوجها يعذبها ‪ ..‬اما تلك فربما تشخر‬
‫ليًال ‪ ..‬اما تلك التي تقدمت الستقبالهم ربما ‪ ..‬ربما ‪ ..‬توقف عقلها امام نظرات المرأة‬

‫ًا‬
‫المحتقرة لها ‪ ..‬ربما تعرف انني الاملك الثقة التي تبدو خارجيًا علي‬
‫‪ ..‬اهًال ام عبدالكريم ‪ ..‬زارتنا البركة ‪:‬‬
‫الجدة التي مازالت ممسكة بيد سماء ‪ :‬مطلعين البركة من بيتكم ياسويرة‬
‫التفتت سارة حتى اليكون احد سمعها وضحكت ‪ :‬مشكلتك ان ذاكرتك تضعف ‪ ..‬النك الي‬
‫طلعتي من البيت ‪ ( ..‬وبحركة انيقة بيدها كأنها تبعد حديث الجدة المتبخر في الجو )‬
‫ماعلينا اهًال بك تعالي في مكانك الي جهزته ‪ ( ..‬ثم ادارت نظرها لسماء ) ‪ :‬هذي مين !؟‬
‫‪ ..‬التقولين مكشخه الخادمة وجايبتها‬
‫لم تأبه فعليًا سماء بنعتها بالخادمة النها التجد حرجًا من خدمة هذه السيدة الطيبة‬
‫فعرفت بنفسها ‪ :‬انا سماء‬
‫‪ ..‬لتقاطعها الجدة بصوت مرتفع ‪ :‬هذي الدكتورة سماء‬
‫ابتسمت سماء في سرها نبرة الفخر التي دائمًا تسمعها في صوت ام عبدالكريم تجعل‬
‫‪ .‬لدراستها وتعبها وسهرها نكهة خاصة‬
‫مرة اخرى الحظت نظرة االحتقار على السيدة التي عرفت انها ام فهد ثم تقدمت منهن‬
‫لتضع الجدة في المكان المخصص لها ‪ ..‬ثم اجلست سماء الجدة وعندما حاولت الجلوس‬
‫بجانبها قالت سارة ‪ :‬اوه سوري عزيزتي هذا الجزء من الصالون مخصص للعائلة انتي‬
‫تعالي ‪ (..‬واخذت تدير نظرها في المكان الواسع كانها التجد مكان يليق باحتقارها للفتاة‬
‫) لكن الجدة امسكت يد سماء بشده وقالت ‪ :‬هذي من العائلة اقرب لي منك ومن بنتك‬
‫!!‪..‬‬
‫تنهدت سارة التريد تحدي هذه المرأة على االقل حتى اليغضب فهد قبل زواجه من هناء‬
‫‪ ..‬خاصة وهي ترى جمال واناقة واالهم تعلق الجدة بهذه الفتاة‬
‫‪:‬‬
‫شعرت سماء بتوتر من النظرات الموجهه لها من الموجودين ‪ ..‬وبدأت تكرر انا الدكتورة‬
‫سماء انا الدكتورة سماء االولى على دفعتي في السنة التحضيرية واالولى على‬
‫مدرستي في الثانوية العامة والثانية على مستوى الرياض والرابعة على مستوى‬
‫المملكة ‪ ..‬لكن النظرات جعلتها تفتح حقيبتها الصغيرة بالمباالة وهمية وشحذت عقلها‬
‫للخطة ب عند التوتر من الجمهور المحدق بها تخيلت ان الجميع بدائرة حمراء على انوفهم‬
‫‪ ..‬كالمهرجين ابتسمت وتالشى قليل من توترها‬
‫كانت جمانة وهناء تقفان للتأكد من راحة الضيوف لتمر سارة بهما ‪ ..‬روحوا سلموا على‬
‫‪ ..‬جدتكم وشوفوا من معها ‪ ..‬ثم بسرعة رسمت ابتسامة متكلفة لضيفة مهمه‬
‫بمجرد مارأت هناء الفتاة ُذ هلت ‪ :‬جوجو هذي الفارة المسكينة الي شفناها زمان‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬شكل جدتنا العزيزة بدلتها‬
‫‪ ..‬وتقدمت للسالم متجاهالت الفتاة كليًا التي وقفت‬
‫جمانة ‪ :‬كيفك ياجدة ؟‬
‫الجدة ‪ :‬سلمن على سماء قصدي الدكتورة سماء‬
‫جمانة مدت يدها ‪ :‬اهًال سماء كنتي صغيرة اول مرة شفناك‬
‫سماء ‪ :‬اهال فيك‬
‫اما هناء بالكاد مست اصابعها ولم تتكلم معها بدون ان تعرف سبب هذه الفتاة غير‬
‫‪ ..‬مريحة ابدًا‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬قال لك فهد ياجدة‬
‫الجدة ‪ :‬فهد يقول لي كل شيء بس اليوم ماكلمني اليكون فيه شيء‬
‫‪ ..‬جمانة وهي تنظر لهناء بسعادة‪ :‬فهد خطب هناء وهي وافقت‬
‫كان الرائي يعتقد ان الحديث الدائر اليهم سماء خاصة وهي تنظر للبعيد بعنق مشدود ‪..‬‬
‫لكن الاحد يعلم ان هذه العبارة جعلتها تعود نكرة اكثر من ذي قبل ‪ ..‬حاولت ان تبين ان‬
‫الاهتمام له او لخطبته ‪ ..‬لم تستطع ان تنظر للفتاة هناء ‪ ..‬سمعت تمتمة الجدة والتعلم‬
‫ماذا تقول فعقلها الغبي جدًا فيما يخص قلبها بدأ بعزف موسيقى حزينة ‪ ..‬يالله التجعلني‬
‫ابكي اآلن ‪ ..‬انا مجرد وصية بالنسبة له ‪ ..‬فتحت شنطتها مرة اخرى واخرجت هاتفها لم‬
‫يمض على حضورهم سوى نصف ساعة وخسرت فيها مابنته من ثقة لمدة ‪ ٤‬سنوات ‪..‬‬
‫شعرت بالحرارة حول عينها وجفنها يارب التجعلني ابكي امامهم ‪ ..‬اليهم لقد اتخذت قرار‬
‫االبتعاد عنه ‪ ..‬سأطلب الطالق واقف ألشكره على رعايته هو وجدته بشكل رسمي ‪..‬‬
‫‪ ..‬واحمل حقيبتي وارحل ثم سيسمع اسمي في كل مكان فيه علم وطب وتفوق‬
‫‪ ..‬وقفت سماء وابتسمت بتكلف لجمانة وين دورة المياة‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬استخدام او زينه‬
‫سماء ‪ :‬زينة‬
‫جمانة ‪ :‬اخر الممر يسار فيه درجتين اطلعي يمين هناك تلقين مرايا وادوات زينة للضيوف‬
‫واعطتها ظهرها ‪..‬وتركتها‬
‫مسكت الجدة يد سماء التي انحنت لتصغي لقولها ‪ :‬ماقالي انه خطب هناء مع انها له من‬
‫‪ ..‬زمان ‪ ..‬تلقين امه طايرة من الفرح هناء تربيتها‬
‫نفضت يد الجدة بهدوء وهي تشعر بالحقد عليها اال تفهم انها تتألم تتحدث هكذا وكأنها‬
‫الشيء ‪ ..‬الم يخطر ببالها طوال هذه السنين ان ارتباطها بفهد جعل لها قلبًا طامعًا لحبه‬
‫‪ : ..‬انا باروح للمغاسل‬
‫الجدة ‪ :‬الحد سألك من انتي قولي جايه مع الجدة‬
‫‪ ..‬سماء بحاجب مرفوع ‪ :‬الحد سألني من انا باقول انا الدكتورة سماء عبدالله الفيصل‬
‫وذهبت تتمايل بفستانها الجميل وجسدها الجميل وشعرها الحريري الاحد من الموجودين‬
‫‪ ..‬يعلم ان داخل هذا المظهر فتاة مازالت هشة وخائفة ومجروحه‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫المكالمة التي ينتظرها فهد اخيرًا ‪ ..‬المحامي المفصول من عمله في المشروع قبل اكثر‬
‫من سنتين ‪ ..‬ورفع على المشروع قضية فصل تعسفي لكن وللغرابة ورغم براعته لم‬
‫يكسبها ‪ :‬اهًال استاذ نادر‬
‫نادر ‪ :‬استاذ فهد بلغوني انك تدورني‬
‫فهد خرج للبحث عن مكان هاديء خاصة وان الضيوف منتشرين في الحديقة والصالونات ‪..‬‬
‫وفي الحديقة الخلفية يتم تجهيز العشاء وطارالت الخدمة لذا توجه للجزء الخلفي للفيال‬
‫ودخل مع احد االبواب ‪ :‬استاذ نادر ابي اعرف ليش انفصلت ‪ ..‬وبشكل صريح‬
‫‪ ..‬نادر ‪ :‬اذا بتنصرني قلت لك الني تعرضت لظلم كبير‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬تفضل ‪ ..‬انا االحظ فيه تجاوزات واخطاء لكن مانيب عارف فين‬
‫بدأ المحامي بسرد التفاصيل حيث اكتشف خطاء وذهب به لعبدالرحمن الذي نظر‬
‫للحساب بهدوء ثم امر بفصله وفصل المحاسب ‪ ..‬وختم كالمه بأن لديه صور من االوراق‬
‫‪ ..‬التي شك بالتالعب في حساباتها وباوراق لتحويالت لشركات لم نتعامل معها ابدًا‬
‫انهى فهد المكالمة وهو يشعر بالتخبط ‪ ..‬لكن قبل ان يفكر في حديث المحامي لفت‬
‫نظره فتاة في اخر الممر تميل بجذعها النحيل واالنثوي لتعدل حذائها بينما شعرها يالمس‬
‫االرض بشكل يغري اي يد لالمتداد وجمعه ‪ ..‬اقترب فهد الشعوريًا ‪ ..‬وقلبه يخفق بشده‬
‫لقد رأى الكثير من الفتيات والجميالت دقق في ساقيها ومايظهره فستانها القصير وهو‬
‫يشعر برغبة غريبه للمسها كانت مشغولة بما تعمل اتكون هناء ايكون محظوظًا وأول‬
‫من قفز قلبه لها هي خطيبته ‪..‬ثم رفعت جسدها ونفضت شعرها لتعديله والتقت عيناهما‬
‫‪ ..‬في البداية شهقت بحده ثم عقدت حواجبها ثم نظرت له بنظرة لم يفهمها لكنها بسرعه‬
‫‪ ..‬تحولت الحتقار وكره‬
‫هو يعرف هذا الوجه هو يعزف هذه العينان ‪ ..‬هو يعرف هذا الحزن العميق في العيون‬
‫‪ ..‬الواسعه بلون العسل ‪ ..‬هو يعرفها ‪ ..‬لكن يجهل من هي‬
‫رفعت سماء رأسها ثم التفتت لتجد الرجل الراقف ارعبها في البداية لكن قلبها عرفه حتى‬
‫قبل ان تنظر لوجهه ‪ ..‬فهد ‪ ..‬ازداد وسامه ازداد جسده صالبه ‪ ..‬وازداد قلبها حماقة للقفز‬
‫على االوردة والشرايين لشخص نسيها ويبحث عن حياته ‪..‬تقدمت خطوة منه ثم نظرت‬
‫اليه من اعلى ألسفل ‪ ..‬كانت تراه يبتلع ريقه حاول الكالم ثم تراجع ‪ ..‬فاعطته ظهرها‬
‫‪ ..‬وعادت للصالون تتمايل وهي تعلم انه يحدق فيها‬

‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫وإن مزقتنا دروُب الحياِة‬
‫‪..‬فمازلُت أشعُر أني إليك‬
‫أسافُر عمري وألقاَك يوًم ا‬
‫‪.‬فإني ُخ لقُت وقلِب ي لديك‬

‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫قراءة ممتعة‬

‫"الفصل الـ ‪" ١٣‬‬


‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫دائما أنت بقلبي‬
‫رغم أن األرض ماتت‬
‫رغم أن الحلم‪ ..‬مات‬
‫ربما ألقاك يوما في دموع الكلمات‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫اعطته ظهرها ومضت تتمايل امامه ُر غم ُق صر فستانها ‪ ..‬كان يراقبها مبتعده ‪ ..‬يتمايل‬
‫ظهرها وتمشي كـ عارضة ازياء تمامًا مخلفة ورائها رائحة عطرية خالبة دغدغت مشاعره ‪..‬‬
‫مكملة الصورة لهذه الجمال الرقيق امامه ‪ ..‬تذكر انحنائتها كتفيها النحيلين ‪ ..‬سلسلة‬
‫العمود الفقري الظاهر في فتحة فستانها ‪ ..‬نعومة شعرها ولونه الغريب ‪ ..‬اخذ فهد يلهث‬
‫كأنه ركض امياًال ‪ ..‬طالما رأى جميالت وتعامل معهن ولم تحرك احداهن مشاعره او رغباته‬
‫‪ ..‬كهذه ‪ ..‬بل انه يشعر بشيء تلبسه ودخل في جوفه‬
‫افاق من نظره للمكان الذي ذهبت به وكأنه ينتظرها ان تعود ‪ ..‬وعاد من حيث اتى ‪..‬‬
‫وسؤال واحد يدور في باله ‪ :‬من هي ؟‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫بعكس الهدوء الخارجي كانت البراكين والزالزل تعتمل في داخل سماء ‪ ..‬ارتجافها فضح‬
‫توترها وارتباكها حتى انها اصطدمت بهناء بدون ان تشعر ‪ :‬معليش اسفة‬
‫هناء نظرت لها ثم نظرت خلفها ‪ :‬منين جاية ‪..‬؟‬
‫سماء التفت خلفها كأنها تريد التأكد ان فهد لم يتهور ويلحق بها ‪ :‬من مرايا المدخل ‪( ..‬‬
‫‪ ..‬وابتسمت بتوتر ) كنت اعدل زينتي‬
‫مرة اخرى نظرت هناء بريبة ثم قالت ‪ :‬اال متى بتقعدين عند الجدة ؟‬
‫!!‪ ..‬سماء ‪ :‬اعتقد االمر خارج صالحياتك‬
‫‪ ..‬هناء ‪ :‬انتي شلون تتكلمين معي كذا ؟؟!! بأي حق ترفعين صوتك علي‬
‫الذهول ألجم سماء خاصة وهي ترى سارة تتقدم مقطبة الجبين ‪ :‬هناء وش فيه ؟‬
‫‪ ..‬هناء بغضب كاذب وهي تشير لسماء ‪ :‬تتلفظ علي وتقلل ادبها‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬سألتي سؤال واعطيتك اجابته ابدًا ماتلـ‬
‫سارة لسماء ‪ :‬ياغريب كن اديب ‪ ..‬وجودك في منزل الجدة مايعطيك الحق ابدًا انك‬
‫تتصرفين برفعه معنا او حتى بمساواة ‪ ..‬لوال ام عبدالكريم ماحصل لك شرف الدخول في‬
‫‪ ..‬حفلة مثل هذي او حتى المرور من شارعها‬
‫لم تتحدث سماء بل لم تستطع حتى ابتالع ريقها ‪ ..‬من االرتباك والحرارة التي ارتفعت‬
‫‪ ..‬العلى رأسها ‪ ..‬فكان من الجيد ان سارة وضعت يدها خلف ظهر هناء وابتعدتا‬
‫توجهت لمقعدها الى جانب الجدة التي بادرتها ‪ :‬تأخرتي ؟‬
‫سماء ‪ :‬وش رايك نمشي ؟‬
‫!!‪ ..‬الجدة ‪ :‬قدام العشاء فشيلة اخاف يزعل فهد‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬موب داري ‪ ..‬بعدين انتي ماتتعشين اال شيء خفيف‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬ال بنقعد لين يحطون العشاء بعدين نمشي اصًال ماجينا اال من ساعة‬
‫التزمت سماء الهدوء واخذت تراقب الموجودين ‪ ..‬اطقم ألماس فساتين لمصممين كبار‬
‫شنط واحذية بماركات عالمية وجوه مليئة بالفيلر ‪ ..‬وابتسامات مزيفة ‪ ..‬لم تجد على وجوه‬
‫احد من الحاضرين ابتسامة سعيده او حتى استمتاع حقيقي بالحفلة الجميع يجامل ‪ ..‬حتى‬
‫هي ‪ ..‬اآلن وضعها كأنها تجلس على رأسها واقدامها للسقف ‪ ..‬لكن ستنتظر حتى تنتهي‬
‫‪ ..‬هذه الجدة العنيدة من عملية إلتقاط اخطاء سارة ومحاولة تصغيرها‬

‫ُز‬
‫ارتاحت عندما بدأ الخدم بدعوة الحضور في ُز مر صغيرة للقاعة المخصصة للعشاء ‪ ..‬بينما‬
‫‪ ..‬سارة تدور بنفسها لترحيب بالمهمين مرة اخرى‬
‫‪ ..‬فالتفتت على الجدة ‪ :‬يالله نمشي‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬كلمي السواق يجي‬
‫سماء ‪ :‬كلمته‬
‫‪ ...‬ووقفت ثم ساعدت الجدة على الوقوف‬
‫‪.‬بينما اشرت ألحدى الخادمات برقم كرت عبائتها لتحضرها‬
‫‪ ..‬اخيرًا ‪ ..‬انتهى هذا اليوم الطويل ‪ ..‬ستعمل على ان التدخل هذا المنزل مرة اخرى‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫دخل فهد غرفته خلع ثوبه وارتمى على السرير بتعب ‪ ..‬يوم ثقيل ‪ ..‬او اثقل يوم منذ عودته‬
‫‪ ..‬مجامالت ووجوه تطالبه بتذكرها ‪ ..‬واخرى تلمز بانه عاد مغرورًا ‪ ..‬واخرى تطلب منه المرور‬
‫للزيارة في مصنع او شركة ‪ ..‬من بين الوجوه كانت هي ‪ ..‬اآلن تفرغ ‪ ..‬للتفكير بالفتاة التي‬
‫رآها تبدو محنكة جدًا ‪ ..‬وتبدو جميلة ‪ ..‬ووقوفها امامه ونظرها بتحدي لوجهه وهي غير‬
‫محتشمة امر اثار حيرته بل ان نظرة االحتقار التي شاهدها في عيونها امر اكثر حيرة‬
‫‪..‬تململ ثم نهض جالسًا يمسح وجهه مجرد ذكراها يجعله يتذكر حاجته الرجولية ‪ ..‬هو شاب‬
‫بعمر الثالثين ويجب ان يكون متزوج الن مجرد تخيل ذراعي الفتاة النحيلين يلتفان حول‬
‫عنقه ‪ ..‬وساقها الطويله تلفها حول ساقه يجعله يبدو مراهق ‪ ..‬ومراهق فكريًا ايضًا ‪ ..‬اوًال‬
‫‪ ..‬سيحاول معرفة من هي‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫لبست سماء بيجامتها المريحة وذهبت للمطبخ لتصنع لها كوبًا من الشاي وساندويتش ‪..‬‬
‫لتبدأ تحليل همومها واحزانها وتبدأ التخطيط لحياتها بدون فهد والجدة ‪ ..‬لقد اتخذ فهد‬
‫خطوة ناحية حياته مخلفًا خلفه الوصية ‪ ..‬لماذا تشعر بالحزن وهي تعرف مكانتها لم‬
‫يخدعها فهد ابدًا ‪ ..‬ولم يتقبل اعترافها بالحب منذ سنين ‪ ..‬ولن يتزوج من وسط غير ماعتاد‬
‫عليه ‪ ..‬بل انه لم يظهر لها على مّر السنين سوى الرحمة واللطف هي من طلب مشاعر‬
‫مغايرة وهي من وقع على رأسه ‪..‬ستفعل مثله لكنها ستتزوج العلم والنجاح ‪ ..‬مّر ت بغرفة‬
‫الجدة ‪ ..‬واطلت برأسها ‪ :‬نمتي ؟‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬ال تعالي‬
‫دخلت سماء وجلست على سرير الجدة ‪ :‬ليه ماتحبين سارة ؟‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬النها ماتنحب‬
‫‪ ..‬ضحكت سماء ‪ :‬متى اكتشفتي هالكالم وانتي خطبتيها لولدك‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬ماخطبتها زواجهم كان مثل زواج فهد وهناء‬
‫ابتسمت سماء بحزن ‪ :‬وزواجي انا وفهد وش كان ؟‬
‫هذه اول مرة تفتح هذا الموضوع مع الجدة ‪ ..‬ربما حتى تعتقد الجدة انها نسيت انها‬
‫‪ ..‬متزوجه من فهد‬
‫الجدة ‪ :‬زواجك من فهد خدمك اكثر من خدمته لفهد ‪ ..‬وخدمني انا اكثر من خدمته لك‬
‫ولفهد ‪ ..‬والحين انتي حّر ه ومنتي عاد ملزمة به والهو ملزم فيك ‪ ..‬كبرتي واعتمدي على‬
‫‪ ..‬نفسك وبتعيشين معي لين اموت‪ ..‬انا الحين حسبة جدتك مثل فهد‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬رفضتي اناديك جده اول ماجيتك‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬كنتي بنت بليده وماحبيتك‬
‫ضحكت سماء لصراحتها التي اعتادت عليها ووقفت ‪ :‬تعشيتي‬
‫الجدة ؛ ايه الخادمة جهزت لي عشاء واكلته‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬اكلتي عالجك‬
‫‪ ..‬الجدة‪ :‬ايه وتسننت والحين بنام‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬تصبحين على خير‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫خرج فهد من شركة والده عندما لم يجده ‪ ..‬وتوجه للمشروع حيث عبدالرحمن االن اصبح‬
‫متأكدًا من ان هناك تالعب وتحايل في المشروع وان الميزانية تضخ في غير اماكنها‬
‫والمشاريع التي تعمل عليها المجموعة مشاريع اما وهمية او مشاريع شركات صغيرة‬
‫الترتقي لمستوى المهندسين الذين يدفع لهم رواتب عالية ‪ ..‬االوراق التي اعطاها له‬
‫المحامي نادر كانت عالمة ان من يختلس ويتالعب شخص ذو سلطة تمامًا في المجموعة‬
‫‪ ..‬وهو اليريد ان يفكر في عبدالرحمن‬
‫دخل المكتب ليجد والده وعبدالرحمن ومحامي المجموعة وبعض الُم دراء فيما يبدو اجتماعًا‬
‫‪ ..‬لم يعلم عنه بينما والده يريد اقحامه منذ سنين في عمله يبعده في اللحظات المهمة‬
‫السالم عليكم‬
‫‪ ..‬الجميع ‪ :‬وعليكم السالم‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬اجتماع خير ان شاء الله‬
‫‪ .‬الحظ الهم على وجه والده ‪ :‬تعال يافهد‬
‫جلس بعدما اخال له احد المدراء الكرسي المواجه لوالده بينما عبدالرحمن يحتل رأس‬
‫‪ ..‬الطاولة ‪ :‬وش الي مكدرك يبه‬
‫‪ ..‬تحدث عبدالرحمن بصوته العميق ‪ :‬المجموعة تخسر ونحاول نجد حلول لها‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬كيف خسرت المجموعة وميزانيتها ميزانية دولة صغيرة‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬هذي االعمال يافهد مافيها شيء مضمون وانت ماكنت موجود وحنا نحاول‬
‫‪ ..‬نلتقط المشاريع التقاط من السوق‬
‫فهد ‪ :‬الورق يقول ان ميزانية المشروع كبيره لكن اعماله قليله تقدر تقول لي وين تروح‬
‫الفلوس‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬اسأل عمي‬
‫تكلم عبدالكريم ‪ :‬واضح اننا وقعنا في اخطاء في الثالث مشاريع االخيرة وتصحيحها اكل‬
‫‪ ..‬ثالث ارباع الميزانية واال االن مانتهت والتسليم قريب‬
‫فهد ‪ :‬لكن هذا نظام المجموعة من سنين انا اطلعت على الميزانيات لكل المشاريع‬
‫السابقة نفس النظام ‪ ..‬ارقام مهولة وانتاج بطيء وانا استغرب انها تحدث وانت على‬
‫‪ ..‬رأس المجموعة ياعبدالرحمن‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬لذا انا اشعر بالذنب فعشان كذا اقترحت على عمي اشتري نصيبه واخرجه من‬
‫‪ ..‬المشروع ومن المحاسبه القانونية والمالية المترتبة على تأخير المشاريع‬
‫كانت مالمح والده تنطق بامتنان وهو ينظر لعبدالرحمن بينما فهد اليستطيع االفصاح‬
‫عن افكاره حتى يتأكد ‪ :‬انا غير موافق ‪ ..‬اذا ابوي بيطلع من المشروع يحطني مكانه وانا‬
‫متأكد اننا انا وانت اذا عملنا مع بعض بننهض بالمشروع مرة ثانيه وافضل من الدراسة‬
‫‪ ..‬الورقية‬
‫‪ ..‬هل التقط توتر وغضب في مالمح عبدالرحمن او ان عقله الذي يشك به صّو ر له ذلك‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬حرام تضيع جهودك ووقتك وحماسك في مشروع ميت‬
‫فهد ‪ :‬وحرام نحملك انت وحدك نتيجة خسارة المشروع ونفر كالفئران من السفينة الغارقه‬
‫الانا والابوي نرضى هالشيء ‪ ..‬واال ال يبه ؟‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬المجموعة تقريبًا يبيلها ميزانية جديده يافهد وحنا مانملك السيولة‬
‫فهد ‪ :‬انا باسمك وقفت التحويالت االخيرة للحسابات وحسب كالم موظف البنك الي‬
‫‪ ..‬تعاون معي فيه الي يغطي نفقات المجموعة للمشاريع المتعلقه‬
‫األن الحظ توتر عبدالرحمن في اصابع يده التي تطرق على هاتفه هو يريد االتصال بأحد‬
‫‪ ..‬وفهد شبه متإكد ان التحويالت لصالحه لكن اين وكيف هذا ماسيثبته‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬فهد انا انصحك بحسب خبرتي‬
‫وقف فهد وهو ينظر للساعة ‪ :‬انا احتاج خبرتك في مساعدتي للنهوض بالمشروع وانا‬
‫متأكد انك بتكون فخور بي ‪ ..‬وعلى فكرة بيكون التوقيع باسمي اال جانب اسمك ‪..‬‬
‫مافيه ورق يطلع بدون علمي بما اننا شركاء ‪ ..‬وخرج‬
‫عرف عبدالرحمن اآلن ان فهد سيكون حجر طريق ‪ ..‬ووجوده في اخر لحظة جعل غضبه‬
‫‪ ..‬يشتعل‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫طرقت هناء الباب على اخوها ‪ ..‬حتى سمعت صوته يأذن لها بالدخول ‪ ..‬كانت مبتسمة‬
‫حتى رأته يمأل اشيائه في حقائب مفتوحة على سريره ‪ :‬وين بتسافر وانت مالك اسبوع‬
‫‪ ..‬من جيت‬
‫!!‪ ..‬فارس يضحك ‪ :‬بسافر للرياض‬
‫‪ ..‬هناء ‪ :‬حنا في الرياض بال استهبال‬
‫‪ ..‬فارس ‪ :‬شريت شقة في حي هادي وباسكن فيها‬
‫هناء ‪ :‬ليه تترك البيت‬
‫‪ ..‬فارس ‪ :‬انتي بتتزوجين وش يقعدني‬
‫‪ ..‬هناء ‪ :‬بس‬
‫‪ ..‬فارس ‪ :‬خالص اذا طلعتي مابي اضايق عبدالرحمن وزوجته‬
‫هناء ‪ :‬البيت كبير واصًال جناحهم في اخر البيت وفعليًا يمر اسبوع ماشفناهم‬
‫فارس ‪ :‬حتى ولو انا تعودت على نمط معين في الغربة ومرتاح فيه‬
‫هناء ‪ :‬ومن بيطبخ لك‬
‫‪ ..‬فارس ‪ :‬التشيلين همي ‪ ..‬وتعالي ساعديني‬
‫وقفت تراقبه حتى استسلمت لصموده وهو يجمع امتعته فتقدمت تفرز معه وتجمع وترتب‬
‫‪..‬‬
‫كان فارس قد وضع له خط جديد وبعيد عن العائلة ‪ ..‬اكتشافه طمع عبدالرحمن مبكرًا‬
‫جعله يحمدالله مائة مرة في اليوم واال بقي هو وهناء تحت رحمته ‪ ..‬محاولته تحذير فهد‬
‫قبل سنوات والتي قوبلت بالتشكيك في دوافعه جعل ضميره يرتاح ‪...‬العقد الذي وقعه‬
‫‪ ..‬اليوم مع ادارة كلية الطب وكلية الهندسة كان مرضي له اكاديميًا اكثر منه ماديًا‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫دخلت جمانة المطعم بسرعة وهي تبحث بعينيها عن فهد حتى وجدته بسرعة تقدمت منه‬
‫وجلست ‪ :‬تأخرت عليك ؟‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬ال ابدًا مالي وقت واصل‬
‫جمانة ‪ :‬طلبت واال‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬بما ان المطعم اختيارك اعطيني مفضالتك فيه ونجرب‬
‫جمانة بغمزة عين ‪ :‬هذا مطعم هناء المفضل ‪ ..‬الزم تعزمها فيه‬
‫الشعوريًا برزت امامه الفتاة الخمرية في الفستان الذهبي ‪..‬نظرتها الحادة حاجبها الدقيق‬
‫شفتها الكرزية لونًا وحجمًا ‪ ..‬بلل شفتيه الن كلمة ومذاقًا برزت في عقله فكل احالم ليلة‬
‫‪ ..‬البارحه كانت عناق هذه الفتاة‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬كانت جايبة لك هدية بس مدري ليه ماعطتك‬
‫فهد وهو ينظر للنادل الذي احضر االطباق ‪ :‬منهي ؟‬
‫!! جمانة باستغراب ‪ :‬هناء‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬اها ‪ ..‬طيب قولي من معازيمكم امس‬
‫جمانة ‪ :‬امم اقاربنا المعتادين ‪ ..‬عائلة الدكتور سعد ‪ ..‬حرم الوزير الفيدي ‪ ..‬بنت رجل االعمال‬
‫‪...‬‬
‫كانت تعدد وتحاول ان تتذكر الحضور بينما فهد يضع صورة فتاته في اي عائلة حتى قالت‬
‫جمانة بضحكة ‪ :‬وجدتي طبعًا والبنت الي معها‬
‫ابتسم فهد بحنين ‪ :‬سماء‬
‫جمانة ‪ :‬ايه سماء ‪ ،‬يالله اذكرها كانت مرعبه وكأنها وصخه وجاية من كوكب ثاني لكن‬
‫امس ‪..‬تحفه ‪ ..‬وجدتي تمشي وتقول الدكتورة سماء ‪ ..‬الدكتورة سماء‬
‫ابتسم فهد بطرافه ‪ :‬كبرت اكيد ‪ ،‬وعقد حاجبيه للذكرى الوحيدة لها ‪ :‬اذكرها اخر ماشفتها‬
‫‪ ..‬كانت اعتقد في اولى ثانوي‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬ال من جد امس كانت تحفه وانيقة‬
‫فهد ‪ :‬ال ال انيقة والله‬
‫‪...‬جمانة ‪ :‬تخيل البسه فستان مرتب ذهبي وقصير اعتقد اني شفته مدري في كوست او‬
‫فهد ‪ :‬فستانها ذهبي قصير ؟‬
‫جمانة ‪ :‬ايه‬
‫!! فهد ‪ :‬جوجو اوصفيها لي‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬فهد !؟ ليه‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬انا شفت وحده عند المغاسل شعرها طويل‬
‫جمانة ‪ :‬ايه هي ‪ ..‬هي الوحيدة الي راحت للمغاسل شعرها طويل لونه غريب ع بني كذا‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬معقولة ؟ اذكرها كانت‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬انا اذكرها وهي صغيرة كانت فيلم رعب‬
‫‪ ..‬مازال فهد اليصدق ان الفاتنة باألمس هي سماء ‪ ..‬بل يجزم انها ليست هي‬
‫‪ ..‬اخرجه من افكاره صوت جمانة ‪ :‬الحين الموضوع المهم‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬آمري‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬فهد انا متأكدة ان عبدالرحمن يخوني ‪ ..‬عشان كذا ابي الطالق‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬اف الطالق مرة وحده‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬ايه وابيك هالمرة توقف معي‬
‫فهد ‪ :‬متأكدة من قرارك‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬مليون بالمية ‪ ..‬بس مابي طالقي يأثر عليك انت وهناء‬
‫فهد ‪ :‬ال ال ابدًا انتي فكري في نفسك بس اذا متأكده مش قرار في لحظة غضب انا‬
‫‪ ..‬اكلم عبدالرحمن‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬وابوي وامي‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬خليهم علي‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫دخلت ُج مانة غرفتها بعد تعب الدوام ‪ ..‬لتخبرها الجدة ان فهد سيزورها لذا اخبرتها انها‬
‫‪ ..‬ستذهب للمكتبة لتعمل بحوث مطلوبة منها‬
‫جلست قليًال تفكر لو طلبت الطالق اآلن يجب ان تترك المنزل والجدة ‪ ..‬لكن بكل تأكيد‬
‫‪ ..‬ستزورها ‪ ..‬بدلت لباسها بسرعة وخرجت ‪ :‬يالله انا باطلع‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬كل ماقلت لك فهد بيجي طلعتي‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬وش المناسبة ؟ عندي بحث مهم وباخلصه ‪ ..‬وفهد يجي لك‬
‫الجدة ‪ :‬واذا سأل عنك ؟‬
‫ابتسمت سماء بملل ‪ :‬قولي الحمدلله طيبة وبخير ومش محتاجه شيء ‪ ..‬مثلك من سبع‬
‫سنين وش تغير‬
‫الجدة باستغراب غاضب ‪ :‬وجع اجل انتي محتاجة شيء !؟‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬طبعًا ال ‪..‬يالله سالم‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬التتأخرين‬
‫!!‪ ..‬سماء ‪ :‬باحاول‬
‫!!‪ ..‬وخرجت لم تعد تروق لها لعبة الهروب ابدًا‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫وعبدالرحمن وش قال ؟‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬حسيته زعل لكن فهد كان مصمم‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬اذا فهد يبي يساعد هو اولى ندعمه ‪ ..‬لكن مايمنع تقول لفهد مايزعل عبدالرحمن‬
‫عبدالكريم ‪ :‬المشكلة اني حاس ان فهد يتعمد يزعل عبدالرحمن ‪ ..‬وان كل كالمه ومديحه‬
‫‪ ..‬كان ساخر واتوقع مايخفى عبدالرحمن‬
‫سارة ‪ :‬سبحان الله رزقنا الله بعيال يشتغلون ضدنا ‪ !!!..‬هذي جمانة صايرة تقضي اغلب‬
‫!!‪ ..‬يومها هنا عندنا ومهملة زوجها‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫التفت فهد حوله وهو جالس مع الجدة ‪ :‬وين سماء ؟‬
‫الجدة ‪ :‬طلعت تسوي بحوث ‪ ..‬هذا هي كل يوم تروح تسوي بحوث وتطبع ورق ودايم‬
‫‪ ..‬على الجهاز‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬عندها جهاز البتوب‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬ايه عندها واحد من يوم كانت فالثانوي ‪ ..‬ودايم عليه‬
‫فهد ‪ :‬طيب محتاجه شيء ‪ ..‬تبي شيء‬
‫ضحكت الجدة ‪..‬فاستغرب فهد ‪ :‬وش فيك ياجعلها تضحك ايامك‬
‫الجدة ‪ :‬ذكرت سماء قلت السأل فهد عنك وش اقول قالت قولي مش محتاجه شيء ‪..‬‬
‫مثلك من سبع سنين‬
‫‪ ..‬فهد بابتسامة ‪ :‬صاير لسانها طويل اجل‬
‫الجدة ‪ :‬والله البنت تشتغل على نفسها وتكتب كتب مدري وش تكتب ‪( ..‬واكملت بحزن )‪:‬‬
‫!!‪ ..‬اخاف من اليوم الي تتركنا فيه‬
‫طالما انتظر فهد هذا اليوم بنفاذ صبر اليوم الذي يستطيع ان يؤمن فيه سماء ‪ ..‬ويطمئن‬
‫عليها ‪ ..‬ويرتاح من همها ‪ ..‬لكن االن هو يخاف اكثر من جدته اذا كانت الفتاة التي رآها‬
‫هي سماء‬
‫وقف وقال ‪ :‬باروح اشوف جهازها ‪ ..‬اذا قديم باجيب لها شيء‬
‫الجدة ‪ :‬مجنون انت ماراح تاخذ منك شيء‬
‫فهد ‪ :‬قولي من عندك انتي‬
‫ضحكت الجدة ضحكة استسالم ‪ :‬البنت رسميا‪ .‬دفعت لي قيمة مالبسها ومصاريفها الي‬
‫من سنين ‪ ..‬تبيها تاخذ مننا شيء ‪ ..‬تدري انها تجيب اغراض للبيت كل شوي واخاف اقول‬
‫‪ ..‬شيء ماتاكل معنا‬
‫‪ ..‬فهد بابتسامة حزينة ‪ :‬تربية فيصل‬
‫دخل لغرفتها ورأى التغيرات الكثيرة التي حدثت ‪ ..‬تدل على التغييرات التي حدثت‬
‫لصاحبتها ‪ ..‬المفرش الرقيق ذي االلوان االنثوية ‪ ..‬الالب كوت الموضوع على الكرسي ‪..‬‬
‫المكتب الذي اصبح يحمل كتب واجهزة ‪ ..‬العطور وادوات الزينة ‪ ..‬احذية ذات كعب عالي ‪..‬‬
‫فتح الجهاز ليجد كتابة في الوورد ‪ ..‬تبين انها ترجمة الكتاب الذي اعتقده للوهلة االولى‬
‫دراسي ‪ ..‬جلس واخذ يفتح الملفات ‪ ..‬ليكتشف ان سماء عبدالله ‪ ..‬هي المترجمة للمكتبة‬
‫‪ ..‬والتي كتبها تحمل دائمًا ترجمة ‪ :‬سحاب فيصل‬
‫شيء بداخله جعله يفخر بالفتاة الصغيرة التي اصبحت بارعة ‪ ..‬نظر لوسط الغرفة حيث‬
‫‪ ..‬ودعها واحتضنها‬
‫اخيرًا فتح دوالب مالبسها ‪ ..‬ليرى الفستان الذهبي القصير خفق قلبه ‪ ..‬وشعر بارتخاء في‬
‫اطرافه ‪ ..‬هي‪ ..‬انها سماء‪ ..‬تحسس الفستان بيده ‪ ..‬اخذ يلمس بطانته الداخلية ويشعر‬
‫بشعور لذيذ ‪ ...‬ثم مرر اصبعه على مكان فتحة الصدر ‪ ..‬وقّر ب وجهه من الفستان ليشم‬

‫ًا‬
‫العطر الذي أسره ‪..‬ثم افاق على نفسه ومايفعله ‪ ..‬بل كان صعبًا عليه ان يعلم انه وقع‬
‫‪ ..‬في حب ‪ ..‬زوجته ‪ ..‬واالسوأ وقع في حب وصيتة واالمانة التي في عنقه‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫ْك‬ ‫ُت‬ ‫ْف‬ ‫َش‬‫حيَن اكت‬
‫كُّل اُأل مو تغَّي رْت‬
‫ِر‬
‫فأَض ْف ِت َب دًر ا ثانًي ا‬
‫وأضفِت شمًس ا ثانيْة‬
‫‪ ..‬وأضفِت َف ْص ًال خاِم ًس ا‬
‫ما أْر َو َع ْه‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫قراءة ممتعة‬

‫" الفصل الـ ‪" ١٤‬‬


‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫ولُر بما أبُد و لك متماسًك ا‬


‫‪،‬وبأنني صلٌب‬
‫‪،‬وقلبي من حَج ر‬
‫ّث‬
‫أنا ليس من يبُد و عليه تأ ٌر‬
‫‪.‬لكن بعمقي دائًم ا يبُد و األثر‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫؛‬
‫وقفت سماء تنظر للجهاز الجديد مع الطابعة مع ملحقاتها وهي تضع يدها على خصرها ‪:‬‬
‫ليش جابهم ؟‬
‫الجدة ‪ :‬وانا وش دراني !؟‬
‫سماء ‪ :‬دخل غرفتي !؟‬
‫الجدة ‪ :‬مدري مدري‬
‫جلست سماء ؛ اسمعي انتي عمرك ماكذبتي وماراح تكذبين الحين وانتي حرمة عاقلة‬
‫‪ ..‬وكبيرة‬
‫‪ ..‬كانت تتحدث بينما الجدة تضحك ‪ :‬ايه دخل غرفتك‬
‫!!سماء ‪ :‬بأي حق يدخل غرفتي‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬هيييييه تراه زوجك‬
‫ابتسمت سماء باستفزاز للجدة ‪ :‬حلو ذكرتيني ‪..‬اتصلي عليه الحين فيه موضوع مهم‬
‫‪ ..‬بنتكلم فيه‬
‫الجدة ‪ :‬وش موضوعه ؟‬
‫‪ .‬وضعت سماء يدها على خصرها ‪ :‬اوًال ياخذ هداياه ‪ ..‬ثانيًا يطلقني‬
‫رفعت الجدة عصاها بوهن ودفعت سماء ‪ :‬الموضوعين ال ‪ ..‬مافيه طالق الحين والهدايا‬
‫‪ ..‬اتركيها التستخدمينها‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬انا ابي الطالق ‪ ..‬ماقصر معي الحين اعتمدت على نفسي‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬اسكتي ان عاد فتحتي هالموضوع زعلت منك‬
‫سماء ‪ :‬اال متى ؟ اقعد كذا اال متى ‪!!..‬؟‬
‫الجدة بدأ وجهها بالتعرق ولسانها يبلل شفتيها وتراخت يديها ‪ ..‬مما جعل سماء تقترب‬
‫‪ ..‬منها ‪ :‬اوك روقي بينخفض سكرك ‪ ..‬ونتفاهم بعدين‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬مافيه تفاهم ‪ ..‬لين تتخرجين ويصير خير‬
‫صمتت سماء يجب ان تتكلم مع فهد ‪ ..‬هو رجل يريد الزواج وبدء حياة جديدة ‪ ..‬وهي التريد‬
‫‪ ..‬ان تكون فيها بأي صفة‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫وقف عبدالرحمن في مكتبة يضع يد في جيبه وبيده االخرى يتصفح احد الملفات ‪ ..‬دخل‬
‫سكرتيرة واغلق الباب خلفه في هدوء ‪ :‬ياطويل العمر فهد طالب من المدير التنفيذي‬
‫‪ ..‬الميزانيات للسنين السابقة‬
‫عبدالرحمن بهدوء وهو مازال على وضعه السابق ‪ :‬اتركه لين يخف حماسه ونشاطه‬
‫‪ ..‬العملي وهو بنفسه بيترك حتى الدوام هنا فمابالك بالبحث والتحري‬
‫السكرتير ‪ :‬بس عندي معلومات انه تواصل مع نادر‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬الذكاء ياسالم مش في اخفاء الحقائق عن الظهور ‪ ..‬الذكاء يكمن في‬
‫‪ ..‬تحويرها وتحويلها‬
‫‪ ..‬سالم ‪ :‬يعني مافيه خوف منه‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن يرفع حاجبه العريض ‪ :‬قل انه بيضيع وقتنا شوي‬
‫عند هذه الجملة دخل فهد بدون ان يطرق الباب مما جعل عبدالرحمن يرفع حاجبيه‬
‫استغرابًا بينما السكرتير سالم اختفى وخرج ‪ :‬السالم عليكم‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬وعليكم السالم‬
‫‪..‬فهد ‪ :‬اذا متفرغ عندي موضوع باكلمك فيه‬
‫دار عبدالرحمن بهدوء حول المكتب وجلس واشر لفهد ليجلس ‪ :‬تفضل متفرغ لك دائمًا‬
‫جلس فهد ‪ :‬اكيد انت عارف ان جمانة تاركه البيت من يومين‬
‫ابتسم عبدالرحمن بهدوء وتفهم ؛ اكيد‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬جمانة تبي الطالق‬
‫بان التفكير على عبدالرحمن ثم هز رأسه بأسف ‪ :‬جمانة حساسة جدًا‬
‫فهد ‪ :‬ليه وش صاير ؟‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬اكيد قالت لك اني اخونها ‪...‬فهد انا كنت مابي افتح هذا الموضوع معك او مع‬
‫غيرك ابدًا لكن بما ان الموضوع وصل لطلبها الطالق ‪ ..‬فاأنا مضطر ‪ ..‬انا وجمانة سوينا‬
‫فحوصات كذا مرة وفي احد هالفحوصات طلعت النتيجة ان جمانة تعاني من بعض‬
‫المشاكل الي لها عالج وتجاوزها سهل ‪ ..‬لكن جمانة ابدًا ماتقبلت الموضوع وحاولت اكثر‬
‫‪ ..‬من مرة تتركني بحجة اني ابي عيال وهي غير قادرة على ذلك‬
‫‪ ..‬تألم فهد لوضع اخته ‪ :‬طيب وش المشاكل الي تعاني منها وهل فيه أمل بعالجها‬
‫هز عبدالرحمن رأسه ‪ :‬مشاكل نسائية بسيطة وهي طبعًا لو تكلمها في الموضوع بتنكر‬
‫وتقول انها سليمة و و و ‪ ..‬انا يافهد احب جمانة لدرجة اني غير مهتم باالطفال اذا من‬
‫‪ ..‬غيرها ‪ ..‬لكن انها تتركني بحجة االطفال هذا زعلني كثير‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬طيب والحل ؟ الزم تجلس معها وتناقشها‬
‫عبدالرحمن بمظهر متألم كاذب ‪ :‬جمانة في السنوات الي فاتت تركت البيت اكثر من مرة‬
‫بحجة خيانتي وبحجة انشغالي والحجج كثيرة لكن انا اعرف انه احساسها بالذنب ‪ ..‬اال‬
‫جانب مكابرتها جدا في هالنقطة‬
‫فهد ‪ :‬باتكلم معها واشوف لكن اذا هي مصّر ه على الطالق ألي سبب كان فاانا باوقف‬
‫‪ ..‬معها ‪..‬ووقف‬
‫‪ ..‬وقف عبدالرحمن معه ثم قال بهدوء ‪ :‬فهد فيه شيء ثاني الزم تعرفه عن جمانة‬
‫استحوذ على اهتمام فهد ‪ :‬وش ؟‬
‫عبدالرحمن وبدا متألمًا جدًا ‪ :‬جمانة من سنة كانت‬
‫‪ ..‬تراجع طبيب نفسي النها مكتئبة لنفس الموضوع‬
‫فهد ‪ :‬من طبيبها ‪..‬؟‬
‫فتح عبدالرحمن درج واخرج بطاقه ‪ :‬الدكتور فؤاد شامي ‪ ..‬لكن لسرية الجلسات ماعتقد‬
‫‪ ..‬بيفيدك اال جانب اننا سجلنا الزيارات باسم وهمي حتى ماتتأثر سمعتها‬
‫بدأ فهد اآلن بالتشوش ‪ :‬طيب بسألها ‪..‬؟‬
‫ابتسم عبدالرحمن ‪ :‬بتنكر او بتقول لك انها فقط النها تعرضت لحادث سيارة ‪ ..‬طبعًا انت‬
‫‪ .‬عندك خبر انها تعرضت السنة الماضية لحادث بسيط جدًا‬
‫فهد ‪ :‬من الي يدري بموضوع الجلسات غيرك‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬فقط انا الن جمانة اكدت لي ان والدتها بالذات ماتعرف عنها شيء وقالت‬
‫‪ ..‬بالحرف الواحد انها ممكن تعايرها بهذا الشيء فأنا مستحيل اخون ثقتها‬
‫فهد ‪ :‬وانت ليه متمسك فيها ياعبدالرحمن ؟‬
‫عبدالرحمن بتنهيده عميقه ‪ :‬احبها يافهد ‪ ..‬وعندي امل انها بتكون ام اطفالي الني اثق‬
‫ان هالموضوع هو الي سبب لها العقده‪ ..‬حتى لو اطلقها صدقني بتسوء حالتها النه‬
‫‪ ..‬سبق وانفصلنا وانهارت ( ثم قطب جبينه مفكرًا ) اعتقد قبل سفرنا إليطاليا‬
‫نظر له فهد مفكرًا بعمق قد يكون صادقًا خاصة العالقة بين والدته وجمانة دائمًا‬
‫ماأتسمت بعدم رضا والدته عن جمانة وتصرفاتها ربما هو رجل اعمال فاسد لكن لو ثبت‬
‫‪ ..‬صحة كالمه بخصوص جمانة فالموضوع معقد جدًا‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ ..‬شكرًا دكتور‬
‫الدكتور عبداإلله ‪ :‬انتي طالبة مجتهدة ياسماء وعقبال مانشوفك برفسورة واختيارك كان‬
‫‪ ..‬مكسب للمجموعة‬
‫سماء كانت تتحدث مع الدكتور في الهاتف في غرفة رئيسة القسم وهي تنظر بارتباك‬
‫‪ ..‬لالوراق امامها ‪ :‬انا شاكرة لك يادكتور الثقة بس ماعتقد اقدر اسافر‬
‫الدكتور ‪ :‬هذي فرصة انك تكونين من اوائل الطالب الي يخرجون لحضور مؤتمر دواء واكيد‬
‫‪ ..‬ماراح تفوتين هالفرصة‬
‫‪ .‬عضت سماء شفتها ‪ :‬طيب ممكن ارد لك بكره‬
‫الدكتور بتفهم ؛ اكيد الزم تأخذين رأي عائلتك وانتظر جوابك يوم الخميس عشان ارفق‬
‫‪ ..‬اسمك مع المجموعة‬
‫اغلقت الهاتف ونظرت لرئيسة القسم ؛ يمكن ماقدر اروح‬
‫رئيسة القسم ‪ :‬فرصة مثل هذي ياسماء ماتتفوت هذي اول مرة تعمل الكلية رحالت‬
‫طبية من هالنوع وبيكون اسمك مدرج دائمًا فيها حتى بعد ماتتخصصين وتتخرجين وهذا‬
‫بيفيدك اذا صرتي طبيبة والتنسين ان يحق لك احضار مرافق‬
‫‪..‬سماء ‪ :‬بس مافيه مرافق‬
‫‪ ..‬الرئيسة ‪ :‬هذا امر سهل ممكن فقط تفويض من ولي امرك بالسماح لك بالسفر وخالص‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬باشوف‬
‫وخرجت من المكتب تريد الرحلة بشده لكن التعرف كيف ستوافق الجدة ‪ ..‬على سفرها‬
‫‪ ..‬ناخيك عن مرافقتها ايضًا‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫غريبة ياعبدالرحمن زرتني‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬ياجدة انا قالولي ان عندك بنت وماحبيت اضايقك واضايقها واخذ اخبارك من‬
‫فارس‬
‫الجدة ‪ :‬ماشاء الله وفارس ياخذ اخباري من فهد‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬اتركيها على الله ياجده انا يالله يالله الحق ع همومي ومشاكلي‬
‫ابتسم عبدالرحمن وهو يشتكي للجدة بتلميحات غير واضحة من جمانة وداللها وسارة‬
‫وعنجهيتها بطرق غير مباشرة وباساليب مختلفه ‪..‬من خالل الحديث معها‬
‫الجدة ‪ :‬وش تنتظر ترتاح مع جمانة وهي مغصوبه عليك ؟‬
‫عبدالرحمن وهو يعرف ان جدته مهما بلغ غضبها اليمكن ان تقاوم حبها الخبار سارة ‪:‬‬
‫‪ .‬جمانة كويسه ياجده المشكلة ‪ ..‬واال خليني ساكت‬
‫الجدة ‪ :‬انت وعبدالكريم ذنوبكم الي ماهيب مخليتكم ترتاحون‬
‫عبدالرحمن بنبرة حزينة لتنطلي على الجدة ‪ :‬والله عمي عبدالكريم نعم الله عليه كثيره‬
‫‪ ..‬عنده ام عايشه وعيال ‪ ..‬لو امي حية ياجده واال ابوي ماتركتهم لحظة‬
‫‪ ..‬تنهدت الجدة لتذكرها ولدها المتوفي ‪ :‬الله يغفر لهم ياامك ويرحمهم‬
‫وقف عبدالرحمن ‪ :‬انا جيت عشان اعطيك هالمبلغ ‪ ..‬لقيت البوي الله يرحمه ارض وبعتها‬
‫‪ ..‬وهذا نصيبك ونصيب هناء وفارس حطيتها في حساباتهم‬
‫اخذت الجدة المغلف متناسيه حزنها لصالح غضبها‪ :‬الي يسمعك يقول ان حقوق هناء‬
‫وفارس جايتهم كلها‬
‫عبدالرحمن بنبرة حزينه ‪ :‬الكالم كثير ياجدة وانا ماعلي اال من الله هو الي بيحاسبني‬
‫‪.. ..‬المشكلة الي يتكلمون محد عنده خبر اكيد عن شيء‬
‫وخرج كان المغلف حجة حتى التشك الجدة ان حضوره لزرع بذرة انه مظلوم عند فهد هو‬
‫يعرف جيدًا كيف تفكر جدته طالما عرف كيف يديرها ويمتص غضبها اذ زارها في االعياد ‪..‬‬
‫هو يعرف جيدًا انها مفتاح فهد ‪ ..‬خرج للحديقه متوجهًا للباب الخارجي فرأى فتاة تقف‬
‫حائرة بعبائتها وطرحتها في يدها يبدو انها فتاة الجدة السرية ويبدو انها قادمة للتو من‬
‫الخارج وتفكر في معضلة كبيرة ‪ ..‬ويبدو انها جميلة جدًا بطريقة غريبة ‪ ..‬اقترب منها ‪:‬‬
‫السالم عليكم‬
‫ارتبكت سماء وبسرعه وضعت حجابهاعلى شعرها ونظرت له بعقدة حاجب ‪ :‬من انت ؟‬
‫‪..‬عبدالرحمن إشر على الباب الداخلي حيث الجدة ‪ :‬انا عبدالرحمن جاي ازور ام عبد الكريم‬
‫نظرت له سماء وزمت شفتيها يشبه فهد قليًال وسيم ايضًا واكبر سنًا ‪ :‬عن اذنك‬
‫تعدته للدخول بينما عبدالرحمن يراقبها كانت مرتبكة جدًا كأنه اصطادها على غفلة دخلت‬
‫واغلقت الباب خلفها وهو مازال يراقب مكانها الخالي وبخبرته في الفتيات فتاة الجدة‬
‫‪ ..‬شهية جدًا ومثيرة‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬فهد حبيبي تأخرنا بموضوع الملكة الزم نحدد‬
‫شيء ثقيل حط على صدره بل صورة لفتاة تتمايل بفستان ذهبي قصير هو ماحط على‬
‫صدره ‪ :‬اوك بنحدد‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬وليه كذا بتكشيره‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬ودي نأجل الموضوع شوي‬
‫سارة ‪ :‬مستحيل !! أجلناه بما فيه الكفاية يافهد ‪ ..‬التحرجني وتحرج ابوك‬
‫‪ ..‬جمانة بهدوء ‪ :‬ياكثر ماتتكلمين بإسم ابوي‬
‫التفتت سارة لها ‪ :‬جمانة قلتي شيء ؟‬
‫!! جمانة ‪ :‬سالمتك‬
‫سارة ‪ :‬ياليت تكبرين وتتركين حركات الفصول والكالم بهمس ( ثم التفتت لفهد ) افهم‬
‫من ترددك انك غيرت رأيك‬
‫‪ ..‬فهد الذي غضب السلوبها مع جمانة ‪ :‬اذا بغيت احدد الملكة حددتها معهم وبلغتك‬
‫وقفت سارة بغضب ‪:‬هذا اسلوب جديد يافهد انك تتخطاني ‪..‬ثم صعدت لغرفتها غاضبة‬
‫‪ ..‬كما يبدو من ارتفاع رأسها وثبات خطوتها وحده تنفسها‬
‫‪ ..‬صمت فهد اليريد ان يتحدى والدته واليريد ايضًا ان تسيره كما تريد‬
‫‪ ..‬التفت على جمانة ‪ :‬انتي مصممة على الطالق‬
‫‪ ..‬نظرت جمانة حيث ذهبت والدتها ‪ :‬مليون بالمية‬
‫فهد ‪ :‬يعني ابدًا ماحبيتي عبدالرحمن ‪..‬؟‬
‫جمانة بحرج ‪ :‬اال في البداية ‪ (..‬وهزت رأسها ) كيف اقولك ‪..‬؟ هو يعرف كيف يحسسني‬
‫اني مهمة وغير مهملة وجميلة وانه ‪ ..‬مادري كيف اوضح لك بس اعتقد ان عبدالرحمن له‬
‫‪ ..‬اسلوب يجذب اي بنت مهما كانت ‪ ..‬هو كذا‬
‫فهد ‪ :‬طيب وبعدين‬
‫‪ ..‬جمانة بحزن ‪ :‬كل شيء تغير‬
‫فهد ‪ :‬هل الموضوع الحمل ؟‬
‫جمانة ‪ :‬طبعًا ال بالعكس انا احمد الله ان مابيننا اطفال ‪ !!..‬من جدك فهد ؟‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬طيب بسألك سؤال ؟ هل زرتي طبيب نفسي‬
‫ضحكت جمانة بقهر ‪ :‬اكيد انت كلمت عبدالرحمن !! ايه زرت طبيب بس جلسة وحده وهو‬
‫‪ ..‬الي اصّر عليها الني تعرضت لحادث وصرت اخاف‬
‫فهد ‪ :‬بس الحادث بسيط‬
‫‪ ..‬جمانة بغضب ‪ :‬عارفه !! قول بعد انت اني ضعيفة وغير واثقه من نفسي‬
‫‪ ..‬فهد بهدوء ‪ :‬جمانة حبيبتي انا ماقلت كذا‬
‫‪ ..‬وضعت جمانة يديها على رأسها ‪ :‬حتى انت بديت تعاملني بهاالسلوب‬
‫فهد ‪ :‬جمانة انا معك لو بغيتي الطالق ألي سبب كان انا معك ‪ ..‬فقط وضحي لي الصورة‬
‫‪..‬‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬ابي الطالق النه يخوني‬
‫فهد ‪ :‬واذا عبدالرحمن بنفسه اكد لك انه ماخانك‬
‫جمانة ‪ :‬فهد ابي الطالق وبس ‪ ..‬التدخلني بجداالت مع عبدالرحمن الني دايم اخسر‬
‫‪ ..‬قدامه‬
‫اشفق فهد عليها تبدو هشة وضعيفة والتعرف اين وجهتها ‪..‬اذا كان غضبها لرغبتها الملحه‬
‫بالطالق فال يهمه االسباب ويستطيع ان يتعامل مع انهيارها الحقًا ‪ ..‬اقترب منها وامسك‬
‫‪ ..‬بيدها ‪ :‬انا معك هاه جوجو ‪ !!..‬حتى لو قلتي ابي الطالق بدون سبب‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫مستحيل ياسماء‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬طيب انا ودي اروح‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬مره مره مافيه روحه‬
‫سماء ‪ :‬التوقفين قدام شيء ممكن يفيدني‬
‫الجدة ‪ :‬ال انتي بنفسك قلتي انها مالها شغل بالدراسة ركزي بس في دروسك‬
‫سماء ‪ :‬ايه الرحلة ودية عشان مؤتمر وحنا نكتب تقارير شي ممكن يفيدني بعدين‬
‫الجدة ‪ :‬مافيه روحه اال اذا معك احد ‪ ..‬وخلي بعدين لبعدين‬
‫سماء ‪ :‬بالضبط حلو انتي روحي معي‬
‫الجدة ‪ :‬هاه !! وش يوديني الخر الدنيا‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬حتى فرصة لك تسوين تحاليل‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬طول عمري اتعالج هنا واحلل هنا وماشفت اال العافية‬
‫!! عقدت سماء يديها على صدرها ‪ :‬واذا قلت اني باروح‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬انا اكلم فهد الحين !! انتي خالص انهبلتي‬
‫‪ ..‬واخذت هاتفها بينما دخلت سماء غرفتها بغضب واغلقت الباب‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫اخذ فهد يقرأ االوراق التي حصل عليها ‪ ..‬الشيء يثبت اي شيء على اي احد ‪ ..‬بل ان‬
‫جميع المؤشرات تثبت ان ‪ ٣‬موظفين تم اتهامهم باالختالس والتالعب وتم فصلهم بدون‬
‫توجيه احكام قضائية لهم ‪ ..‬اذن هو امام امرين اما ان عبدالرحمن اهمل المجموعة لصالح‬
‫شركته الخاصة او ان مشاكله مع جمانة اثرت على عمله ‪ ..‬وفي كال الحالتين لم يجد شيء‬
‫يدين عبدالرحمن او مدراء المشاريع او مدراء االقسام التنفيذيين ‪ .‬اآلن هو يعول تصحيح‬
‫االوضاع على المشاريع الثالثة القائمة ومشروعين ضخمين تعب حتى اختاروا الشركة‬
‫لتنفيذها ‪ ..‬هي مفتاح الوقوف من جديد ‪ ..‬رّن هاتفه فنظر ليجدها جدته فتح الجهاز بمكبر‬
‫‪ ..‬الصوت ‪..‬وهو يتصفح االوراق ‪ :‬آمري يالغالية‬
‫‪ ..‬الجدة بقلق ‪ :‬سماء بدت تغرد جنحانها‬
‫‪ ..‬هبط قلب فهد ‪ :‬وش صاير‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬فيه مؤتمر تبي تسافر له‬
‫‪ ..‬ترك فهد االوراق ووقف ‪ :‬انا جايكم ‪ ..‬والتدري اني باجي عشان ماتطلع‬
‫‪:‬‬

‫‪:‬‬

‫حاجة ملحة تؤرق عبدالرحمن لرؤية الفتاة مرة اخرى ‪ ..‬وجهها الهاديء عينيها الواسعة بلون‬
‫مشتعل ‪ ..‬شعرها الزيتوني ‪ ..‬لم تكن جميلة بمعنى الجمال المتعارف عليه ‪ ..‬لكنها جذابة‬
‫جدًا ‪ ..‬مثيرة جدًا ‪ ..‬حولها هالة من الغموض والشجن تجعلها مميزة ‪ ..‬يستطيع ان يثق في‬
‫ذوقه فهو عرف اغلب نوعيات البنات ‪..‬ذهب لمنزل الجدة اليوجد عذر للزيارة مرة اخرى لكن‬
‫ُأ‬
‫سيجد لو يقول انه نسي شيء يخصه‪ ..‬لو يدفع اموال خرى لرؤيتها ‪ ..‬وجد سيارة فهد‬
‫امام منزل الجدة ‪ ..‬فتحرك مبتعدًا ‪ :‬والله فهد طايح في العسل ‪ ..‬مالومه كل يوم عند ام‬
‫‪ ..‬عبدالكريم‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫واخبار سارة وبنتها ؟‬
‫كان فهد يتحدث مع الجدة وقلبه مع الغرفة الُم غلقة امامه ‪ :‬تمام‬
‫الجدة ‪ :‬جمانة عندكم واال في بيتها ؟‬
‫فهد ‪ :‬عندنا‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬جننت زوجها تبيه يمشي وراها زي ابوك وامك‬
‫فهد ‪ :‬جمانة تبي الطالق‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬اكيد هذا الدلع دلعها عبدالرحمن لين شاخت بنت سويرة‬
‫فهد ‪ :‬غريبة انتي واقفه مع عبدالرحمن‬
‫الجدة ‪ :‬انا مع الحق‬
‫وقف فهد ‪ :‬سماء في غرفتها ؟‬
‫! الجدة ‪ :‬ايه‬
‫تقدم لداخل المنزل وقف امام غرفتها كان قلبه يطرق بقوة لدرجة انه يعتقد انها‬
‫ُغ‬
‫ستسمعه رفع يده بهدوء وطرق الباب وعندما لم تجب فتح الباب ببطء كان ضوء ال رفة‬
‫خافت اغلق الباب ورائه وهو يشعر بشعور ترقب لذيذ وجدها نائمة ‪ ..‬كما يبدو بدون ان‬
‫تستعد للنوم ‪ ..‬ابتسم لقد نامت وهي تفكر ربما في مسألة السفر ‪ ..‬اقترب منها وجلس‬
‫على طرف السرير واخذ يتأمل وجهها الرقيق اآلن بدون المكياج تبدو ارق واضعف ‪ ..‬مد‬
‫يده ولمس شعرها الُم نتثر على المخدة اخذ نفس عميق وهو يشعر بكهرباء تسري داخله‬
‫‪ ..‬وقف فجأة وهو يذكر نفسه انها سماء ‪ ..‬الطفلة سماء ‪ ..‬مجرد محاولته لمسح صورة‬
‫الشابة الجميلة واستحضار الفتاة الُم هملة المظهر اصبح صعب جدًا ‪ ..‬تراجع بسرعه للخروج‬
‫‪ ..‬فوقعت الساعة الزينة التي على الطاولة الجانبية‬
‫شهقت سماء برعب وقفزت ‪ :‬بسم الله‬
‫رفع فهد يديه بحركة دفاعية ‪ :‬بسم الله عليك كنت باصحيك‬
‫التفتت سماء حولها للتأكد من المكان وبسرعة قفزت من السرير واقفه ‪ :‬وش جابك هنا ؟‬
‫‪ ..‬حركتها وهي تلمس مالبسها اعطت فهد شعور انها التثق به ‪ ..‬بل ربما التثق في احد‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬انا انتظرك في الصالة تعالي باكلمك‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬اطلع طيب‬
‫خرج امام نظرها ووضعت يدها على قلبها الذي يكاد يقفز رعبًا واثارة ثم هرعت للمرآة‬
‫تنظر لنفسها شعرها المتناثر وجهها الخالي من الزينة وبيجامتها الطفولية ‪ ..‬ليس هذا‬
‫!! المنظر الذي تريد ان تظهر به امام فهد‬
‫جلس فهد مع الجدة وهو يحاول ان يسيطر على ارتعاش يديه ويجعل مالمح وجهه تبدو‬
‫جادة اكثر من الالزم حتى اليبين تأثره عندما سمع صوت الباب يفتح ارتعش قلبه وهو‬
‫تلقائيًا يشم رائحة عطرها ‪ :‬وش الكالم الي بغيته ؟‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬سماء وجع وش قلة االدب ذي !!؟ ورا ماسلمتي‬
‫نظر لها فهد كانت وللسخرية ترتدي فستان قصير وفوقه ترتدي عبائتها بينما شعرها حر‬
‫لتعذيبه ‪ :‬اجلسي ياسماء‬
‫جلست ووضعت ساقًا فوق اخرى وفهد يقاوم حتى التنزل نظرتها لساقيها المعقودة ‪:‬‬
‫جلست‬
‫فهد ‪ :‬وين المؤتمر الي تبين تسافرين له ؟‬
‫!! سماء النت مالمحها ‪ :‬ألمانيا‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬اف توقعت انه في جدة او الدمام‬
‫سماء ‪ :‬الدكتور عبداإلله اختارني الني من االوائل وانا ابي اروح عشان يكون لي احقية‬
‫باالبتعاث لو تخرجت وبغيت اكمل دراستي برا‬
‫رفع فهد حاجبه لثقتها ‪ :‬من الدكتور عبداإلله ؟‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬دكتور مقرر المهنية الطبية‬
‫فهد ‪ :‬سفرك صعب‬
‫وقفت سماء ونظرت له وللجدة ‪ :‬شكرًا لوقتكم ‪ ..‬تكلفت وجيت عشان تقول كذا وذهبت‬
‫‪..‬لغرفتها غاضبة للمرة الثانية في هذا اليوم‬
‫نظر لها فهد بتفكير متى كبرت التفت على الجدة ‪ :‬ماقالت لك كم مدة المؤتمر‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬قالت يومين الظاهر‬
‫فهد ‪ :‬تقدرين تقعدين يومين بدونها‬
‫الجدة ‪ :‬ايه الشغالة عندي‬
‫وقف وذهب لغرفتها وطرقها مرة اخرى وعندما فتح له الباب لم يتمالك نفسه من منحها‬
‫‪ ..‬ابتسامة ؛ انتي متفاوضة سيئة‬
‫سماء ‪ :‬انت قلت صعب‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬بس ماقلت مستحيل‬
‫سماء ‪ :‬يعني بسافر‬
‫فهد ‪ :‬انتي ماعندك جواز‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬اها انت جاي تعدد لي العراقيل‬
‫واعطته ظهرها لتعود وتجلس على المكتب‬
‫دخل فهد بدون ان يغلق الباب ‪ :‬متى المؤتمر‬
‫سماء ‪ :‬في ‪ ٢٢/٢٣‬من هالشهر‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬ممتاز يمدينا نطلع لك جواز سفر‬
‫وقفت سماء بسعادة ‪ :‬يعني بتعطيني التفويض للسفر‬
‫‪ ..‬فهد وهو يراقب ردة فعلها ‪ :‬بسافر معك‬
‫خفق قلب سماء وتراجعت بضعف ‪ :‬انت عندك اكيد مشاغل‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬انا مستحيل اوديك بدون حماية ألي مكان‬
‫اخذت تفرك يدها وهنا برزت امامه الطفلة الصغيرة ‪ :‬شكرًا‬
‫اقترب فهد منها وهو يعرف وقاحة مايريد قولة لكن لم يستطيع مقاومة ذلك ‪ :‬ال‬
‫اشكريني صح‬
‫سماء بقلق ‪ :‬كيف ؟‬
‫‪ ..‬وأشر على خده ‪ :‬بوسيني هنا‬
‫نظرت له سماء بتمعن ‪ ..‬هو لم يفعلها وهي طفلة ‪ ..‬ايعقل ان تكون في نظره مازالت‬
‫طفلة ‪ ..‬اال يرى انها كبيرة او انه اليشعر تجاهها اال باالبوة ‪ ...‬ايريد امتنان منها ‪ .‬تحرك‬
‫عنادها ستريه ان الطفلة كبرت فتقدمت وهي ترفع حاجبها ‪ ..‬وتعمدت ان يقترب وجههاا‬
‫من وجهه وان يالمس شعرها يشرته طبعت قبلة صغيرة على لحيته النامية وعندما حاولت‬
‫‪ ..‬االبتعاد امسك فهد بها قليًال كانه يفكر في الخطوة التالية ثم تركها ‪ :‬بارتب الوضع‬
‫وخرج‬
‫ثبتت سماء يديها على المنضدة تشعر بغضب منه ومن نفسها ‪ ..‬لكنها على األقل‬
‫ستسافر للمؤتمر‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫كُّل الحرو لها ُط قوٌس ُم علنْة‬
‫ِب‬
‫ِّب‬
‫إال ُح روَب الح في ُع رِف النساْء‬
‫َت بقى األنوثُة وحَد ها ُل غَة الهوى و‬
‫هي التعالي والَّت جُّب ُر دائًم ا والكبرياْء‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫قراءة ممتعة‬

‫"الفصل الـ ‪" ١٥‬‬


‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫ٌل‬
‫أشعُر أن العمر قليٌل‬
‫لن يكفيني ألشبع منِك‬
‫فأرفُض دومًا فَّك‬
‫وثاقي‬
‫يا ليالي إني أحبِك‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫وقف عبدالرحمن بعيد بشكل غير مرئي ‪ ..‬ثم رأى سماء تخرج من المنزل وتركب السيارة‬
‫التي اليعلم سائقها انه افرغ قليًال من هواء احد الدواليب الخلفية ‪ ..‬مشى خلفهم حتى‬
‫خرجوا من الحي واقتربوا من الشارع الرئيسي فوقفت السيارة ‪ ..‬وترجل السائق وهو‬
‫يدور ويبحث عن الخلل في عدم توازن السيارة ‪ ..‬ثم فتح الباب االمامي وتحدث مع سماء‬
‫التي نزلت وهي تنظر للشارع ولساعتها ‪ ..‬ثم اخرجت هاتفها ‪ ..‬وجد عبدالرحمن في مراقبة‬
‫الفتاة النحيلة لذه غريبة ‪ ..‬راقب مالمحها الرقيقة وهي متوترة كان واضحًا انها قلقة من‬
‫التأخير ‪ ..‬من حركة يدها لتعديل حجابها لفتحها الجوال واغالقه ‪ ..‬كانت حركة تعود به لوقت‬
‫المراهقة لكن هذه الفتاة المست داخله منطقة لم يصل لها احد ابدًا ‪ ..‬بل حتى في‬
‫‪ ..‬مراهقته لم يخطط لمالقاة فتاة او يتلهف عليها كما االن‬
‫‪ ..‬اقترب بسيارته امامها وتوقف ثم ترجل بهدوء ‪ :‬صباح الخير‬
‫نظرت سماء حولها كأنها تبحث عن شخص اخر قد يكون يلقي عليه تحية الصباح ‪ :‬صباح‬
‫النور‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬وش فيكم واقفين هنا ؟‬
‫نظرت سما للسائق ليشرح الوضع وركبت السيارة حتى يذهب قريب الجدة هي ابدًا لم‬
‫ترتاح له ‪ ..‬سمعت السائق يشرح المشكلة ثم من الباب االمامي اطل الرأس الوسيم ‪ :‬لو‬
‫كلمنا الورشة ممكن ‪ ٤٠‬دقيقة عشان يوصلون ‪ ..‬انتي تدرسين وين ؟‬
‫سماء بهدوء وقلق ‪ :‬في جامعة سعود كلية الطب‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬كويس على طريقي ‪ ..‬تعالي اوصلك‬
‫سماء ‪ :‬ال شكرًا افضل انتظر الورشة او اخذ تاكسي‬
‫رفع حاجبة باناقه ‪ :‬خايفة مني ومش خايفة من التاكسي ‪ ..‬بشكل او بآخر انا اعتبر قريبك‬
‫‪ ..‬الني قريب ام عبدالكريم‬
‫‪ ..‬انذار بداخل سماء اشتغل لينبئها ان هذا الشخص مريب ويجب الحذر منه ‪ :‬اكرر شكري‬
‫‪ ..‬ونزلت وتوجهت بحديثها للسائق ‪ :‬بارجع للبيت اذا انحلت المشكلة تعال‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬خليني على االقل ارجعك للبيت‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬افضل امشي‬
‫ولتأكيد كالمها جمعت كتبها وحقيبتها والالب كوت ومشت بسرعة محاولة قطع اي حديث‬
‫معه ‪ ..‬لكن عبدالرحمن مشى لجانبها وكأن ماتقطعه باربع خطوات سريعة يقطعه بخطوة‬
‫‪ ..‬واحدة متكاسلة ‪ :‬اجل اسمحيلي اتطمن عليك لين توصلين‬
‫ثم توقف يراقبها عند اقترابها من المنزل ودخولها ‪ ..‬عقد عبدالرحمن حاجبيه والشعوريًا‬
‫وضع يده على صدره كأنه يتأكد ان قلبه مكانه ولم تذهب به هذه الجميلة ‪ ..‬شعور غريب‬

‫ّل‬
‫شعر به ‪ ..‬وألول مرة شعر بقلبه يشتعل فقط لمراقبة فتاة ‪ ..‬قلب اعتقد انه مّل الفتيات‬
‫واساليبهن وجمالهن وتحجر لكنه لمرأى سماء اصبح نارًا مستعرة ‪ ..‬اتعطي فهد ماتمنعه‬
‫!! ‪ ..‬عنه‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫عندما اغلقت سماء الباب كانت ترتجف ‪ ..‬خائفة بمعنى الكلمة ‪ ..‬اخذت عدة دقائق تلتقط‬
‫!! انفاسها ‪..‬شيء حول هذا الشخص يجعلها مرعوبة سمعت صوت الجدة تنادي ‪ :‬هذي انا‬
‫‪ ..‬ودخلت للصالة حيث تجلس الجدة‬
‫الجدة ‪ :‬سماء مارحتي ؟‬
‫‪ ..‬سماء بتوتر ‪ :‬السيارة فيها مشكلة وبقى على محاضرتي ساعة ‪ ..‬ان شاء الله تستوي‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬دقي على فهد يوديك‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬الي يسمعك يقول فهد المارد حقي كل مشكلة دقي على فهد‬
‫الجدة ‪ :‬ماعليه فهد حسبة اخوك وقريبك الوحيد‬
‫ضحكت سماء بقهر هذا الصباح غريب جدًا ‪ :‬اذا بغيتي فهد زوجي واذا بغيتي فهد اخوي‬
‫‪ ..‬واذا بغيتي فهد ولّي نعمتي ‪ ..‬تدرين وش اشوف فهد انا‬
‫!صوت من خلفها ‪ :‬وش تشوفينه ؟‬
‫!! التفتت سماء بسرعة واالرتباك مرسوم على مالمحها الجميلة ‪ :‬متى جيت‬
‫!! فهد بهدوء ‪ :‬جاوبيني اول‬
‫‪ ..‬عّض ت سماء شفتها بحرج ونظرت له ‪ :‬مو مهم‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬دامك جيت ود سماء للجامعة التتأخر‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬طيب انا كنت اصًال جاي اخذ شهادة ميالدها عشان الجواز‬
‫مازالت سماء تشعر بارتباك ‪ ..‬ان تهرب من فهد طوال السنين ليأتي في يومين ويعبث‬
‫‪ ..‬بسالمها الداخلي ‪ ..‬امر غير مريح لها‬
‫‪ ..‬نظر فهد ‪ :‬يالله امشي‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬واذا شافنا احد مع بعض‬
‫!‪ ..‬فهد ‪ :‬احد مين مثًال‬
‫‪ ..‬لم تريد ان تقول عبدالرحمن النها خائفة ان يكون مازال حول المنزل ‪ :‬مدري‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬تأخرتي امشي‬
‫تقدمت منه وهي تحتضن كتبها على صدرها مما جعل فهد يطيل النظر للمكان وهو‬
‫‪ ..‬يحسد الكتب‬
‫وقفت سماء امام السيارة الفارهه ونظرت لفهد بابتسامة‪ :‬اركب ورا واال قدام ؟‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬سواق عندك انا اركبي قدام‬
‫ركبت سماء واغلقت الباب ونظرت ناحيته ‪ ..‬كان وسيمًا جدًا ‪ ..‬ضغطت كتبها اكثر على‬
‫صدرها لعل خفقان قلبها يهدأ ‪ ..‬وكلما حاولت النظر للخارج تشدها عضالت ذراعه‬
‫!! المشدودة داخل الثوب االبيض ‪ :‬هاتي الكتب‬
‫سماء ‪ :‬هاه‬
‫ضحك فهد ‪ :‬هاتي كتبك واغراضك نحطها ورا وبيد واحده سحب كتبها والتفت للخلف‬
‫ليضعها مما جعل سماء تكتم انفاسها عند اقترابه منها التريد لرائحة عطره ان تدخل‬
‫‪ ..:‬رأسها وتقضي على تماسكها ‪ ..‬لن تحتمل اذالل آخر من فهد‬
‫‪ ..‬اف كتبك ثقيلة‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬بس اليوم الن عندي برزنتيشن والزم اراجع‬
‫‪ ..‬فهد وهو يقود السيارة بسالسة ‪ :‬تبين كابتشينو‬
‫وأشر على محل قهوة على الطريق ‪ :‬الشكرًا انا في العادة اصحى بدري وافطر واشرب‬
‫‪ ..‬قهوتي‬
‫‪ ..‬ابتسم فهد بحنين ‪ :‬صح اذكر كان نومك قليل‬
‫لم تتحدث سماء بل اخذت تنظر للخارج التريد الذكريات ابدًا النها طوفان يقتلع ثباتها‬
‫‪ ..‬وامانها‬
‫اذا كان هي الجزء التافة من ذكريات فهد فذكرياتها جميعًا اتسمت بالتشتت والضياع‬
‫والبحث عن ذاتها حتى احبت فهد فصدمها واآلن التريد سوى ان تهرب منه ومن حبه‬
‫شعرت باصبعه يحرك ارنبة اذنها التي يخفيها الحجاب التفتت لترى فهد يبتسم بشكل‬
‫خطف قلبها‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬من اليوم اكلمك وانتي سرحانة‬
‫سماء ‪ :‬ماتعودت على احاديث السيارة الني دايم لحالي ‪ ..‬وش كنت تقول ؟‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬كنت اقولك ليه ماتتنقبين‬
‫عدلت سماء حجابها ‪ :‬حرية شخصية‬
‫فهد ‪ :‬واذا طلبت منك تتنقبين !؟‬
‫نظرت له سماء بحده التفهمه ابدًا يقترب ويبتعد بحسب حاجته ‪ :‬بصفتك ايش !؟‬
‫!!‪ ..‬فهد ‪ :‬بصفتي زوجك‬
‫!! سماء بسخرية ‪ :‬والله !! تصدق نسيت‬
‫‪ ...‬فهد ‪ :‬انتي على ذمتي وهاالمر‬
‫قاطعته سماء بغضب ‪ :‬وهاالمر مايدري عنه اال ‪ ٤‬اشخاص واحد منهم متوفي ‪ ..‬وواحد‬
‫مادرى اال بعد الزواج وبدون اي رأي وجد انه مربوط بشخص مايعرفه ‪..‬وواحد متجاهل‬
‫االمر برمته وكاني شنطة مالبس قديمة رماها في بيت جدته واالخيرة تبي الزواج يستمر‬
‫‪ ..‬لمصلحتها‬
‫مسك فهد يدها بيده بينما االخرى على المقود ‪ :‬هل تبين الزواج يعلن ياسماء ‪ ..‬ويكون‬
‫‪ ..‬زواج حقيقي‬
‫كان يتحدث بصوت هامس وهو يتنفس بحده ‪ ..‬اال هذه اللحظة هو اليعرف اين يقودهم‬
‫‪ ..‬الحديث او اي من الوعود التي ستتنتزع منه لكن يعرف رغبته الُم لحة بها‬
‫صمتت سماء ثم نظرت لدخولهم من بوابة الكلية المخصصة للسيارات ‪ ..‬كانت هي االخرى‬
‫تتنفس بحدة ايضًا مشاعر متزاحمة ومتضاربة ‪ ..‬وقبل ان تنزل قالت ‪ :‬سألتني اليوم وش‬
‫‪ ..‬تشوفيني !؟ انا اشوفك وصي علي انتهت وصايته‬
‫ونزلت السيارة بهدوء بينما فهد ينظر لها هو يعرف جيدًا انها غاضبة ومجروحة ‪ ..‬لسبب قد‬
‫يكون يعرفه جيدًا لقد تجاهلها لسنوات ‪ ..‬لكن كان عذره واضح فبعد اعترافها بحبها له لم‬
‫يستطيع ان يتعامل مع مشاعرها الفتية ‪ ..‬هو كان رجل بينما سماء مراهقة تبحث عن‬
‫الحب تبحث عن اوتار لمشاعر رجولية تتراقص عليها ربما تسمع عن قصص الحب وارادت منه‬
‫‪ ..‬ان يكون بطل قصتها‬
‫‪ ..‬لكنه اآلن يشرب من نفس اآلنية‬

‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫‪ ..‬عندك ذوق والله‬


‫‪ ..‬ابتسم فارس ‪ :‬انتظري اذا ضبطت ركن القهوه‬
‫‪ ..‬هناء ‪ :‬طيب ليه حاط مطبخ كنك بتطبخ عاد‬
‫‪ ..‬فارس بابتسامة ‪ :‬عاد هذي شقة العمر يمكن اتزوج‬
‫كانت هناء تمشي في شقة فارس الواسعة وتتفرج وتعلق حتى ذكر الزواج فعادت له ‪:‬‬
‫‪ ..‬على طاري الزواج ‪ ..‬تدري ان جمانة عند اهلها وتبي الطالق‬
‫‪ ..‬فارس بال مباالة ‪ :‬مابني على باطل فهو باطل‬
‫هناء التي وجدت حرج عن سؤاله عن مشاعره ناحية جمانة بعد هذه السنين ‪ :‬لألمانة‬
‫‪ ..‬ماكانت مناسبة له ابدًا‬
‫فارس ‪ :‬جمانة شخصية كمالية ‪ ..‬مثل اي شيء زايد في البيت ونقدر نستغني عنه‬
‫وقيمتها دائمًا مربوطة بالي معه ‪ ..‬سنين وقيمتها مربوطة بكونها بنت عبدالكريم وسارة‬
‫‪ .‬والحين قيمتها مربوطة بكونها زوجة عبدالرحمن ‪ ..‬لو تترك لنفسها اختفت وتالشت‬
‫هناء ‪ :‬ال حرام عليك ‪ ..‬ليه كذا شايل عليها‬
‫‪ ..‬ضحك فارس ‪ :‬عليها !! ابدًا ‪,‬الله يستر عليها ‪ ..‬بس مستحيل انسى حركة عبدالرحمن لي‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫!!‪ .‬ادخل‬
‫فتح الباب بهدوء لتطل والدته سارة ‪ :‬فهد !! تجهز شنطتك ليه ؟‬
‫فهد وهو يغلق الشنطة ‪ :‬ايه عندي سفرة سريعة‬
‫سارة ‪ :‬وين ماقلت لنا‬
‫فهد ‪ :‬جت مفاجأة غير مخطط لها‬
‫سارة ‪ :‬عمل او سياحة‬
‫فهد ‪ :‬زيارة لصديق‬
‫تنهدت سارة بتعب ‪ :‬فهد انتظرتك ياماما عشان ارتاح وزدت همومي‬
‫فهد ‪ :‬افا يالغالية وش همومك ؟‬
‫سارة ‪ :‬بدل ماتساعدني كل شوي مسكر هالشنطة وعالمطار‬
‫فهد ‪ :‬كلها يومين اوعدك ثالثة بالكثير‬
‫واقترب منها ليقبل رأسها ‪ :‬يالله قولي لي وش متعبك‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬جمانة‬
‫فهد ‪ :‬يمة !! جمانة مسؤولة عن تصرفاتها وقراراتها عطيها هـ المرة حق االختيار حتى لو‬
‫‪ ..‬تخطيء مهما سمع الشخص نصائح وعبر عمره مايتعلم اال من اخطائه الخاصة‬
‫‪ ...‬سارة ‪ :‬انا مابيها تتطلق وهي البارح‬
‫قاطعها فهد ‪ :‬يمكن هذا الصح ‪ ..‬طالما هي مصرة مالنا حق نجبرها‬
‫سارة ‪ :‬طيب ملكتك من هناء متى‬
‫فهد بابتسامة ‪ :‬خليني ارجع بس ونحددها‬
‫سارة ‪ :‬ال يافهد نحددها اآلن‬
‫فهد ‪ :‬يصير خير اذا رجعت‬
‫سارة ‪ :‬اذا رجعت يافهد بنملك على طول انت عطيت الناس كلمة ومش انت الي تتراجع‬
‫عن كلمتك‬
‫فهد بحده ‪ :‬من قال اني تراجعت‬
‫سارة ‪ :‬انا اعرفك واعرف تهربك من الموضوع اذا مابغيته من كنت صغير ‪ ..‬لذا اول ماترجع‬
‫راح نملك‬
‫فهد ‪ :‬ابشري يالغالية‬
‫‪ ..‬ابتسمت سارة ‪ :‬اجل التنسى تجيب لخطيبتك هدية‬
‫تنهد فهد عرف داخله ان هذا الصواب زواجه من هناء هو الصواب بينما مشاعره تجاه سماء‬
‫‪ ..‬قد تكون وليدة مفاجأة لتحول اليرقة لفراشة جذابة ‪ ..‬اعجاب فقط هو متأكد‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫متحمسة ؟‬
‫سأل فهد سماء التي تدور بنظرها في كل شيء منذ وطئت قدماها مدينة ليفركوزن‬
‫األلمانية كانت تحدق بالمارة والمباني والمحالت التجارية والدهشة تمأل مالمحها‬
‫والحماس يطل من عينيها المعبرة جدًا‬
‫نظرت له سماء وبابتسامة مشرقة ‪ :‬جدًا جدًا جدُا‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬طيب وش رايك نروح للفندق عشان ترتاحين‬
‫سماء ‪ :‬اوك بس ماتكون غيرت حجز الفندق زي تذكرة الطيارة‬
‫فهد بضحكة ‪ :‬ال ماغيرته بس غيرت الغرفة وبعدين حجز الطيارة الي من الكلية درجة‬
‫سياحي والرحلة طويلة بتتعبين لذا فقط اضفت لها مبلغ بسيط وحجزت اولى‬
‫سماء ‪ :‬والغرفة‬
‫فهد ‪ :‬حجزت ثنتين جنب بعض مستحيل اخليك في دور وانا في دور مهما كان هذا بلد‬
‫‪ ..‬غريب والزم تكونين حولي‬
‫كانا قد وصال الفندق دخلت غرفتها وبدون ان تالحظ رمت عبائتها وحجابها على اقرب‬
‫مقعد وذهبت بحماس ناحية الشرفة وضعت يديها على السياج والتفتت لفهد ‪ :‬تعال شف‬
‫‪ ..‬المنظر يجنن يالله كيف الجنة اجل‬
‫اقترب فهد منها وهو يؤيد قولها ان المنظر جميل لكن ليس خارج الشرفة ‪ ..‬كانت لوهلة‬
‫في نظر فهد الطفلة الراكضة تمسك بيد عمها وتحدثه بحماسه وضحكة عالية وهي خارجه‬
‫من المدرسة البهجة والحماس الذي فقدتهم الطفلة بفقدها لعمها ‪ ..‬احب ان يرى المكان‬
‫عبر تصورها لم تكن تتصنع ابدًا في أي شي كانت تسأله ماذا تفعل وماهذا واين تضع‬
‫هذا منذ اخذها من المنزل تحت دعاء الجدة ‪ ..‬حن قلبه النها لم ترى من مباهج الدنيا شيء‬
‫سألها فجأة ‪ :‬قد اعتمرتي ياسماء ؟‬
‫نظرت له بحسرة ‪ :‬ابدًا والمرة شفت مكة كل سنة في رمضان اقنع جدتك نروح مع حملة‬
‫وترفض‬
‫!! رفع فهد حاجبه ‪ :‬جدتك‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬ام عبدالكريم اجل‬
‫ضحك فهد بشده مما جعلها تعض على شفتها السفلية وتبعد نظرها عنه لم يكن تأمله‬
‫جيدًا لها فكلما قلت تفاصيل مالمحه الوسيمة في خارطة عقلها كلما كان اصح لقلبها‬
‫وعقلها لكن رغم ذلك لم تقاوم النظر مرة اخرى لعينيه الضاحكة واسنانة البيضاء وبشرته‬
‫‪ ..‬البرونزية‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫خليني اقولك شيء مهم ياجمانة انتي غافلة عنه‬
‫كانت جمانة تضم نفسها بذراعيها وهي حركة دفاعية كلما كانت امها من تناقشها او‬
‫باالصح تفرض قرار جديدعلى حياتها ‪ :‬الحب مايتغير وانتي بنفسك كنتي تشكرين في‬
‫‪ ...‬عبدالرحمن وتعامله و‬
‫قاطعتها جمانة ‪ :‬غيرت رأيي الحين مابغاه ابي الطالق وهالمرة مستحيل ارجع له‬
‫سارة ‪ :‬معقولة مافكرتي في فهد‬
‫جمانة ‪ :‬وش دخل فهد ؟‬
‫سارة ‪ :‬فهد راجع ومتحمس للعمل الي لألسف كان في الحضيض لذا طلب خبرة‬
‫عبدالرحمن عشان ينهضون بالمشروع من جديد اذا تم الطالق عبدالرحمن بينسحب وفهد‬
‫وابوك بيلقون انفسهم في مشروع غارق بالديون‬
‫جمانة ‪ :‬وليه ينسحب ليه مايتحمل جزء من الديون واال هي شراكة للربح بس‬
‫ضحكت سارة باستخفاف ‪ :‬حبيبتي النصف من الديون الي بيدفعها عبدالرحمن ماتشكل‬
‫فاتورة من فواتيرة بينما الجزء المتبقي لفهد وابوك بتكون هي الي تقص الظهر‬
‫هزت جمانة رجلها بتوتر ‪ :‬طيب فارس وهناء يقدرون يدخلون شركاء بداله‬
‫سار ة ‪ :‬تتوقعين فارس غبي يحط امواله في مشروع خاسر اذا هو تنبأ قبل الكل ان‬
‫‪ ..‬المشروع بيخسر وسحب اسهمه هو وهناء تبينه الحين يرجع‬
‫جمانة ‪ :‬ماما انا ماطيق عبدالرحمن‬
‫سارة ‪ :‬كل رجل اذا مالقى الي يبيه في بيته بيدوره برا ‪ ..‬سبع سنين وانتي تتركين‬
‫عبدالرحمن بالشهور واكيد الفراغ بيخليه يميل الي وحده تقابله اعتبري هالمرة رجعتك له‬
‫فرصة لك وله وانا اوعدك انك اذا رجعتي هالمرة تطلبين الطالق انا بنفسي الي باكلمه ‪..‬‬
‫‪ ..‬بس ارجعي لين فهد يقدر يحل ازمة المشروع ونقدر نستغني عن عبدالرحمن‬
‫نظرت جمانة للفراغ مالذي قد تخسره ايضًا من انتظار شهر او اثنين‬
‫وعندما رأت سارة ان مالمحها قد النت وبدا عليها القبول قالت ‪ :‬اول مايجي فهد قولي‬
‫!!‪ ..‬انك تصالحتي مع عبدالرحمن وخليه يركز على شغله وبس ‪..‬حرام تشتتينه‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫دخل فهد الغرفة بعد ان طرق الباب وتأكد من جاهزية سماء ‪ :‬ننزل‬
‫سماء ‪ :‬ايه ‪ ..‬وبدأت تعدد ‪ :‬اخذت قلم ونوته وتسجيل عشان لو ماقدرت اكتب بسرعة‬
‫فهد ‪ :‬فيه طالبات غيرك‬
‫سماء ‪ :‬كانت معي وحدة بس اعتذرت من كليتي بس في القائمة فيه بنت من جدة‬
‫فهد ‪ :‬ممتاز بانتظرك في اللوبي الن ممكن مايكون مسموح لي احضر المؤتمر‬
‫سماء ‪ :‬اوك واليهمك‬
‫وقبل ان يخرج ‪ :‬موب اريح لك لو لبستي غير االسود عشان بس مانتعرض لمضايقات‬
‫تعرفين الشعب هنا عنصري‬

‫سماء ‪ :‬طالما المؤتمر في نفس الفندق فكل الموجودين عارفين ان فيه مبعوثين من‬
‫اغلب الدول لذا فضلت اكون مثال للبنت العربية المسلمة‬
‫نظر فهد لها بالعباية السوداء والحجاب االسود وبدون زينة وابتسم بفخر ‪ :‬تدرين ؟ انتي‬
‫فعًال فخر‬
‫كان مديحة لها سعادة ويده الممدودة لتحتضن يدها أمان في يومين عرفته كما كان في‬
‫طفولتها لطيف وحنون ‪ ..‬ومهتم جدًا حرص على ان تأخذ كفايتها من النوم وان تأكل‬
‫فطورها قبل النزول للمؤتمر وان تثرثر عن احالمها بحماسه ‪ ..‬في الوقت الذي كانت تدفع‬
‫فهد عنها كانت تكتشف انه ليس فقط حبيبها بل هو صلتها الوحيدة بسماء الحقيقية من‬
‫الحي القديم ‪..‬صلتها الوحيدة من ماضي فتاة نشأت بين رجلين بشعر اشعث يجدون‬
‫‪ ..‬صعوبة في ترتيبه‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫انتظر فهد في المقهى لقد اختار طاولة مواجهه مباشرة لبوابة الصالة الداخلية للمؤتمر‬
‫حتى يكون حول سماء لقد شرب ثالث فنجال قهوة وتحمل نظرات السائحات الالتي‬
‫يبحثن عن قصة حب عابرة ‪ ..‬انتظر لمدة اربع ساعات وكما قرأ في البرنامج الخاص بالمؤتمر‬
‫بقي ساعتين ‪ ..‬فقرر ان يخرج للتجول حول الفندق ‪ ..‬طالما عشق المصنوعات اليدوية‬
‫والحرف البسيطة وجد انها هوية ألي مدينة وان مهما كانت الصناعات مزدهرة ومتطورة‬
‫المثيل لالشياء البسيطة ‪ ..‬من خارج احد المحالت وجد مشط بمرآة جميل جدًا بزخرفة‬
‫دقيقة من الفضة وبدون تفكير دفع ثمنه وعاد للفندق يحمله معه في كيس‬
‫دخل لتلفت انتباهه بسرعة سماء مبتعدة قليال عن مجموعة متحلقة حول شخص انيق‬
‫بشيب قليل فاقترب منها ‪ :‬خلصتوا‬
‫سماء بصوت خافت ‪ :‬ايه بس الدكتور عبداإلله قال لي انتظري‬
‫وقف معها فهد حتى انتهى الدكتور من حديثه مع فتاة وشابين فنظر ناحية سماء‬
‫‪ ..‬مبتسمًا ‪ :‬سماء كانت مداخلتك رائعة جدًا‬
‫ابتسمت سماء ووجد فهد انها نسيت وجوده امام مديح استاذها فمسك يدها في تملك‬
‫طفولي ‪ :‬شكرًا دكتور بس الزم انا وجدت ان اكتشافهم للعسل كعالج وقائي احنا‬
‫مكتشفينه من زمان ومذكور في القرآن‬
‫الدكتور الذي الحظ وجود فهد وابتسم له وهو يمد يده ‪ :‬انت مرافق معها ؟‬
‫فهد ‪ :‬ايه‬
‫الدكتور ‪ :‬اهال بك اخوها اكيد‬
‫!! فهد بجفاء ‪ :‬ال‬
‫ابتسم الدكتور لسماء مرة اخرى ‪ :‬اهنيك مرة ثانية ياسماء وفعًال انتي كنتي مكسب‬
‫للوفد‬
‫قاد فهد سماء للمقهى ‪ :‬تشربين شيء ؟‬
‫لم تكن تريد الحديث معه ابدًا ولسبب التعلمه احست بجرح انه لم يوضح القرابة بينهما ‪..‬‬
‫‪ ..‬حتى لو كانت فقط مندثرة او منتهية اليجب ان يبين لها انها الشيء بهذا الشكل‬
‫كرر فهد ‪ :‬سماء تبين شيء‬
‫سماء ‪ :‬ال باطلع لغرفتي اكتب المالحظات واجهز التقرير قبل التطير المعلومات‬
‫ابتسم فهد ‪ :‬ماشاء الله عقلك كمبيوتر‬
‫نظرت له سماء بعدائية ‪ :‬ايه لألسف كمبيوتر يسجل ويخزن كل شيئ‬
‫عبس فهد اليعلم ماهو سبب عدائيتها اال اذا كانت تريد الحديث مع استاذها على انفراد‬
‫!!!‪ ..‬وبدون وجوده‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫انهت سماء تقريرها وكانت فخورة جدًا بما كتبت خاصة انها بحثت عن التركيبات لألدوية‬
‫الجديدة وربطتها بالطب النبوي ليكون التقرير شامل االعجاز العلمي لالسالم وانه‬
‫‪ ..‬اساس الحضارة العلمية في اوروبا‬
‫كان فهد قبل ساعة قد اخبرها انه سيطلب العشاء في غرفتها لذا ارادت ان تبدو جميلة‬
‫ربما لرغبة خاصة بجعله يشعر انها جميلة وذكية وانها مؤهلة لتكون زوجة يفخر بها أي رجل‬
‫‪ ..‬ارتدت فستانًا طويَال باللون السماوي بال اكمام واسدلت شعرها ورفعت جزء من‬
‫مقدمته بمشبك شعر فضي ‪ ..‬وارتدت صندًال منخفضًا وضعت احمر شفاه ثم شعرت بالحرج‬
‫من وضع الزينة له وربما علمه انها تتزين لتثير اعجابه لذا مسحت احمر الشفاة لتبدو التهتم‬
‫به طرق الباب وذهبت لتفتح لتجد فهد بنفس مالبس الصباح الجينز والتيشيرت االبيض‬
‫فزاد احراجها الهتمامها المبالغ فيه مما جعلها تغرق في حزن وسكون ‪..‬وهي تجلس‬
‫‪ ..‬امامه وتبدأ باالكل بهدوء وبدون شهية‬
‫يبدو ان فهد لم يالحظ شعورها بالحرج ‪ :‬جبت لك هدية‬
‫سماء ‪ :‬ليه ؟‬
‫فهد بضحكة ‪ :‬المفروض تقولين وشهي مش ليه ؟؟‬
‫سماء ‪ :‬قلت السؤال الي تبادر لذهني ‪ !!..‬ليه ممكن تجيب لي هدية ؟‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬خلينا نقول ذكرى ألول مؤتمر تحضرينه في مسيرتك الطبية‬
‫ابتسمت سماء ‪ :‬طيب وشهي ؟‬
‫اخرج فهد اللفافة لها لتفتحها وتجد مشط بمرآة كما تخيلته في طفولتها كما حلمت به ‪..‬‬
‫كانت وهي طفلة تتخيل نفسها تمشط شعرها به ثم تديره لتنظر لنفسها بمرآته ‪ ..‬شيء‬
‫حاد المس قلبها كنصل سكين كل ذكرياتها مريرة وناقصة كل ذكرياتها احالم لم تتحقق‬
‫ال لها وال لعمها الحبيب فيصل‬
‫‪:‬‬
‫كان فهد يراقبها وتفاجأ بردة فعلها حيث امتلئت عينيها الجميلة بالدموع بينما دقنها يهتز‬
‫وهي تنظر بتحجر للمشط الفضي كان يرى على تعابيرها مقاومة فضيعة ألحساس‬
‫اليعلم ماهيته ‪ :‬سماء‬
‫رفعت عينيها له بـ لوم كان في عينيها وياللعجب لوم مرير نظرت له لتتساقط دموعها‬
‫وتشيح بنظرها للخارج وهي تدير المشط في يدها‬
‫فهد ‪ :‬ماعجبك سماء ؟‬
‫سماء ‪ :‬كنت افكر الصباح انك الصلة الوحيدة لماضي البائس‬
‫فهد ‪ :‬انتي ماتملكين ماضي بائس ياسماء انتي كنتي طفلة محبوبة جدًا وجميلة وعمك‬
‫‪ ..‬كان‬
‫قاطعته سماء ‪ :‬اتعب اذا فكرت فيه ‪ ..‬اشفق عليه ماقدر ينجو من البؤس الي كنا‬
‫‪ ..‬عايشين فيه‬
‫فهد ‪ :‬ماكان يشوف انكم في بؤس كان سعيد بوجودك في حياته‬
‫سماء وهي تقاوم دموعها ‪ :‬احس اني شجرة في صحراء كوكب صغييير غير مرئي‬
‫فهد ‪ :‬هذا خطأ سماء انتي مهمة على االقل لنفسك انتي انجزتي الي ماقدر الي في‬
‫ظروف افضل من ظروفك ينجزه ‪..‬ولو فيصل حي بيكون فخور فيك كثير تذكرين كان يبيك‬
‫‪ ..‬دكتورة‬
‫سالت دموعها وبدأت شهقاتها بدون ان تستطيع كبحها ‪ :‬اتمنى لو كان حي ‪ ..‬اتمنى كل‬
‫يوم لو شافني دكتورة وقدرنا نعيش انا وهو مرتاحين اتمنى لو شافني اكسب فلوس‬
‫واقدر اشري الي ابيه اتمنى لو عاش الرفاهية لو ركب سيارة لو ملك بيت لو قدر يعيش‬
‫شبابه بدون مسؤوليتي بدون مايسرق لي الفطيرة من البقالة بدون مايشري الخبز‬
‫عشانه بريال ويسرق الجبن النه اغال كل مافكرت فيه اكتشف انه كان يعاني بسببي‬
‫ويوم كبرت وبديت افكر واقرأ تصرفاته اتأكد اكثر كل ماأفكر فيه تجيني كوابيس في‬
‫الليل واقوم اتصدق عنه حتى اني رحت للبقالة القديمة ودفعت لهم مبلغ حاولت انه‬
‫‪ ..‬يغطي الي اخذه‬
‫كانت تتكلم وهي تبكي مما ألجم فهد هذه الفتاة البليدة على حد قول جدته المتحجرة‬
‫الالمبالية صنعت لها ذاكرتها ذكريات لتزهدها في نجاحها لتشعرها بالذنب للنقص الذي‬
‫!!!‪ ...‬عاناه فيصل ‪ ..‬ماذا لو علمت كيف مات وأين‬
‫وقف فهد واحتضنها ‪ ..‬طويًال كانت تبكي وهو يمسح على شعرها حتى سكنت ‪ ..‬بينما‬
‫االعاصير عصفت بقلبه ‪ ..‬والرغبة باحتضانها كحبيب تتحرك في كامل جسده ‪ ..‬كان دور‬
‫المواساة وسماء بأنوثتها الطاغية في احضانه يبدو اصعب من جراحة المخ ‪ :‬اذا خايفة من‬
‫الكوابيس انا باجلس هنا وانتي نامي الني شارب قهوة كثير‬
‫هزت سماء رأسها وعدلت جلستها وابتعدت عنه ‪ :‬ال ‪ ,‬انا تعبانة وبنام‬
‫ابتسم فهد لها بتفهم ‪ :‬يعني تطرديني‬
‫سماء ‪ :‬طبعًا ال ‪ ..‬بس بنام واذا بتجلس براحتك‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬طيب نامي وانا باجلس في الشرفة شوي واطلع‬
‫توجهت للسرير بفستانها الرقيق واستلقت فيه تشعر بالسكون والطمأنينة لوجود فهد‬
‫الذي وقف واغلق النور ليشع نور خفيف من الخارج ‪ ..‬وتشعر بالخفة والراحة إلخراج مايمأل‬
‫‪ ..‬قلبها منذ زمن‬
‫للمرة الثانية يتأملها فهد عن بعد يعرف انها لم تنم ربما لوجوده ربما النها اول مرة تتحدث‬
‫بشيء عميق مع أي احد ‪..‬لكن لسبب يعلمه كان سعيدُا انها لم تنم ربما اليريد لهذه‬
‫الرحلة ان تنتهي ‪ :‬سماء‬
‫نعم ‪:‬‬
‫فهد ‪ :‬ليه مانمتي ؟‬
‫سماء ‪ :‬مدري‬
‫فهد ‪ :‬سماء‬
‫سماء مرة اخرى ‪ :‬نعم‬
‫فهد بهدوء وهو ينظر للخارج كأنه يحدث نفسه ‪ :‬لو قلت لك ودي نتمم زواجنا ويكون‬
‫زواج كامل وتكونين زوجتي وتنسين فكرة الطالق ال اآلن وال بعد التخرج وال بعد مليون‬
‫‪ ..‬سنة وش تقولين‬
‫خفق قلب سماء بشدة حتى كادت ان تغص به جلست في فراشها وعدلت اللحاف عليها‬
‫وتكلمت بنفس نبرته ‪ :‬باقول ليه ؟‬
‫فهد ‪ :‬شيء في داخلي يرغب فيك بقوة وبنفس القوة يخاف يخون الوصية ‪ ..‬بس احس‬
‫اني املكك واحق الناس بك ( ابتسم وهو يتذكر ) انا كنت موجود وقت والدتك !! انا كنت‬
‫موجود وقت تسميتك !! انا كنت موجود وقت دخولك المدرسة !! انا اجد صعوبة في‬
‫‪ ..‬التفكير انك فجأة بتنسلخين عني وتفترق طرقنا انتي بالنسبة لي‬
‫سماء مقاطعة ‪ :‬وصية ؟‬
‫فهد ‪ :‬كنتي واألن انا اتمنى يكون زواجنا كامل ومعلن موافقة ؟‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬وأسأُل نفسي‬
‫ُأ‬
‫لماذا حبك رغَم اعترافي‬
‫بأن هوانا ُم حاٌل ‪ُ ..‬م حال؟‬
‫ورغم اعترافي بأنك وهٌم‬
‫وأنك ُص بٌح سريع الزوال‬
‫ورغم اعترافي بأنك طيٌف‬
‫وأنك في العشِق بعُض الخيال‬
‫ورغم اعترافي بأنك ُح لٌم‬
‫ُأ‬
‫طارد فيه‪ ..‬وليَس ُي طال‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫قراءة ممتعة‬

‫" الفصل الـ ‪" 16‬‬


‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫كوني معي في أِّي وقت َت رغبين‬


‫ولربما ال َت رغبيْن‬
‫أنا راهٌب َع ِش َق الحياَة بمعبِد ك‬
‫وَت دللي في أِّي وقٍت ترغبيْن‬
‫إني ُخ ِل ْق ُت ‪ .‬ليستمَّر تدللك‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫فهد ‪ :‬كنتي واألن انا اتمنى يكون زواجنا كامل ومعلن موافقة ؟‬

‫ضمت سماء ركبتيها لصدرها وهي جالسة على السرير ‪ ..‬قال شيء بداخلي يرغب بگ ‪..‬‬
‫ليس قلبه حتمًا ‪ ..‬صمتت تخاف ان ترفض فيتركها لألبد ‪ ..‬وان توافق فتترك نفسها لالبد‬
‫لتتعلق به ‪ ..‬تمنت ظرفًا مختلفًا لهم ‪ ..‬ان يحبها لذاتها ‪ ..‬ويخطبها لحبها‪ ..‬فقالت بهدوء ‪:‬‬
‫وخطيبتك ؟‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬هذا موضوع ثاني‬
‫وقفت سماء وتقدمت للشرفة حيث يجلس متكاسًال كأنه يتحدث معها عن الجو بعدما‬
‫اشعلت الضوء ليتبدد سحر الحديث من رأسها وقالت ‪ :‬كيف موضوع ثاني ‪..‬؟‬
‫‪ ...‬فهد ‪ :‬انتي بتكونين‬
‫قاطعته سماء ‪ :‬باكون زوجتك الي مخبيها في بيت جدتك وبنت عمك بتكون زوجتك‬
‫الالئقة عند الناس ‪ ..‬باكون زوجة لفهد اللطيف المتواضع الي يحب جدته ‪ ..‬وهي بتكون‬
‫‪ ..‬زوجة الدكتور ورجل االعمال فهد الراجي‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬كبرتي المسألة سماء‬
‫سماء ‪ :‬بالنسبة لي كبيرة جدًا ‪ ..‬الني اناقش جزء مهم من حياتي ‪ ..‬بينما انت تناقش‬
‫زاوية مظلمة غير مهمة من حياتك‬
‫فهد ؛ سماء انتي زوجتي اساسًا تذكري هالشيء ‪ ..‬وهناء بتكون زوجتي الثانية لكم‬
‫‪ ..‬نفس الحقوق والمكانة‬
‫ابتسمت سماء وتوجهت ناحية السياج لتمسك به ‪ :‬عشت كثير على الهامش ‪ ..‬جاء الوقت‬
‫‪ ..‬الي اكون فيه مركز اهتمام شخص‬
‫فهد وهو يراقب شعرها المتطاير ويديها النحيلة التي تمسك بالسياج كأنها خائفة من ان‬
‫تطير وتحلق ‪ :‬بتكونين مركز اهتمامي ‪ ..‬طول عمرك كنتي مركز اهتمامي ياسماء‬
‫سماء ‪ :‬ايه صح اشفقت علي وصرفت علي ‪ ..‬وسألت جدتك عني وعن دراستي وعن صحتي‬
‫‪..‬والحين لما خطبت تذكرت ان زواجك مني ناقص وحبيت تتممه‬
‫فهد ‪ :‬انا مافكرت كذا ‪ ..‬انا قلت نبدأ بأن زواجنا يكون طبيعي الن حتى لو باطلقك وين‬
‫بتروحين ‪ ..‬انتي مالك احد ياسماء باكون دائمًا مشغول عليك‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬اذن مرة ثانية بتربطني فيك عشان حس المسؤولية عندك عالي‬
‫‪ ..‬فهد بحده‪ :‬انتي لو ماعندك رغبة ماناقشتيني ‪ ..‬انتي اعترفتيلي مرة انك تحبيني‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬وانت مشكور علمتني ان حبك ممنوع‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬انا ماقلت ممنوع‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬وماقلت أجليه ‪ ..‬لذا انا الغيته والغيتك من حياتي‬
‫فهد ‪ :‬ماتقدرين ياسماء الني تقريبًا القريب الوحيد لك ومستحيل اتخلى عن مسؤوليتك او‬
‫‪ ..‬ادير ظهري لك مهما صار بيننا ‪ ..‬انتي قريبة اعز صديق لي‬
‫سماء ‪ :‬افهم من كالمك انك ماراح تطلقني‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬هذي رغبتي ‪ ..‬واكيد احترم قرارك‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬انا اآلن في عمر يسمح لي اهتم بنفسي لذا اتمنى اول مانرجع للرياض تطلقني‬
‫فهد ‪ :‬مستحيل ‪ ..‬فيصل قال لي لين تتخرج‬
‫‪ ..‬سماء بصوت مرتفع ‪ :‬فيصل مات‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬بس انا مامت ‪ ..‬وانا وعدته‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬هو وعدني بعد وتركني‬
‫‪ ..‬اقترب فهد منها ‪ :‬سماء انا مابي اتركك لعدة اسباب‬
‫نظرت له سماء طويًال ثم قالت ‪ :‬عطني اسبابك ؟‬
‫صمت فهد اليعلم هل ستصدق ام ال عندما يقول انه احبها من اول نظرة وان مجرد‬
‫‪ ..‬التفكير في رحيلها بعيدًا عنه يسبب له أرق‬
‫‪ ..‬دخلت سماء الغرفة تاركه فهد في الشرفة ونظرت له ‪ :‬اطلع يافهد بنام‬
‫‪ ..‬تبعها فهد ووضع يديه على كتفيها وتكلم بهدوء وحنان ‪ :‬سماء اسمعيني‬
‫ازالت يديه بحدة ‪ :‬انت الي اسمعني يافهد وناظرني زين الي قدامك مش الطفلة الوصية‬
‫‪ ..‬انا االن اقدر اعتمد على نفسي وانت كفيت ووفيت‬
‫ابتلع فهد ريقه سيتكلم بوضوح ‪ :‬سماء انا ماتكلم معك االن اال وانا اشوف انك كبرتي ‪..‬‬
‫انا احبك وودي اكمل معك‬
‫تراجعت سماء مصدومة ‪ :‬تحبني !؟‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬ايه من وقت ماشفتك في الحفلة وانا افكر فيك‬
‫‪ ..‬سماء بصدمة ‪ :‬يعني مش مسألة وصاية او‬
‫فهد ‪ :‬ابدًا ‪ ..‬انا فعًال اتمناك زوجة لي‬
‫ابتسمت سماء بفرح ‪ :‬يعني تنسى فكرة زواجك من قريبتك‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬ال طبعًا هذي مسألة ثانية ‪ ..‬بس باكون‬
‫‪ ..‬رفعت سماء يدها ‪ :‬رجعنا لنقطة البداية كيف تقول انك تحبني وانت بتتزوج غيري‬
‫‪ ..‬فهد بصبر وتفهم ‪ :‬الزواج يبنى على اكثر من سبب‬
‫سماء تضحك ‪ :‬تمزح اكيد‬
‫فهد ‪ :‬سماء زواجي من هناء عائلي وتقليدي ‪ ..‬هي انتظرتني وتقريبًا كانت خطيبه لي‬
‫في عرف االهل ‪..‬وماقدر الحين اخذلها‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬انا ماقلت اخذلها انا قلت اذا رجعنا للرياض اول عمل تسىويه تطلقني‬
‫اقترب فهد مرة اخرى شعر انها غضبت وذلك واضح في عقد يديها حولها واهتزاز قدمها‬
‫هذه المرة لم يضع يديه ع كتفها بل وضعهم حولها فعناق واحد يطفيء حنينه لها وقد‬
‫يغير رأيها‬
‫احاطها فهد بذراعيه جفلت ثم حاولت االبتعاد لكنه احكم ذراعيه فردت يديها ع صدره في‬
‫محاولة ابعاده فضمها اكثر واكثر ‪ ..‬مقاومتها زادته تصميم ‪ ..‬شعرت بالخوف وبان هذا في‬
‫حدة وتزايد تنفسها حيث فهمه فهد انه من التأثر لذا قرب وجهه ليقبلها ثارت وحاولت‬
‫‪ ..‬مقاومته اكثر ودفعه حتى استطاعت ان تفهمه انها الترغب ابدًا في اقترابه‬
‫عندما تركهاونظر لوجهها وجد الشرر يتطاير من عينيها وصدرها يعلو ويهبط وهي تنظر له‬
‫باحتقار غاضب ‪ :‬هذا السبب ؟‬
‫لم يفهم في البداية ‪ :‬سبب ايش ؟‬
‫سماء وغضبها يزداد ‪ :‬سبب رغبتك االن من بد االيام انك بتمم زواجك بي ‪ ..‬حسيت اني‬
‫معك لحالي وبعيد عن مراقبة جدتك ‪ ..‬تبي تستمتع االن على هامش الرحلة بينما زوجتك‬
‫المحترمة تنتظر في الرياض !؟‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬سماء بالغتي انا مافكرت كذا‬
‫سماء بغضب وصوت عالي ‪ :‬انت فكرت كذا وهذا التفكير الوحيد الي جاء ببالك من‬
‫شفتني في الحفلة ‪ ..‬متعة وحالل ماتغضب الله وبنفس الوقت سماء اضعف من ان يكون‬
‫لها خيار ‪..‬اضعف من ان ترفض عشان كذا كررت مالك احد ولما رفضت جبت مسألة الحب‬
‫‪ ..‬عشان تأثر علي‬
‫فهد ‪ :‬تفكيرك مستحيل !! طول عمري محترمك وصاينك ياسماء‬
‫سماء ‪ :‬كنت صغيرة وانت بنفسك قلت ان مسؤوليتي تخنقك في نفس اليوم الي‬
‫‪ ..‬تشجعت واعترفت لك بحبي‬
‫فهد ‪ :‬هذا كان زمان كنت اخاف عليك حتى من نفسي حتى من اي احد ممكن يستغل‬
‫ضعفك‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬ولما كبرت حبيت انت تستغله‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬انتي زوجتي ‪ ..‬التحسسيني اني لمستك بالحرام‬
‫سماء ‪ :‬انا وصيتك الزواًج كان بس عشان تكون لي محرم‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬كنت لك محرم سبع سنين ماقصرت عليك بشي ابدًا‬
‫!!‪ ..‬اقتربت سماء ونظرت لوجهه وابتسمت بتفهم ‪ :‬وجاي تاخذ الثمن يافهد‬
‫فهد ‪ :‬انا شاورتك وسألتك ماكنت ابي اسوي شي بدون موافقتك وانا اعرف انك مثلي‬
‫‪ ..‬او اكثر تبين نتمم هالزواج‬
‫سماء ‪ :‬غلطان يادكتور انا مابي اتمم الزواج انا ابي الطالق ‪ ..‬واذا فعًال محترمني طلقني‬
‫‪ ..‬اول مانرجع وبيض الله وجهك‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬باتركك تفكرين وتتركين هالدراما ‪ ..‬وبكرة ابي ردك‬
‫‪ ..‬وتوجه للباب بينما سماء تقف خلفه ‪ :‬انا ارفض يافهد ابيك تطلقني‬
‫عاد لها فهد وهو غاضب ‪ :‬مستحيل اطلقك االن ياسماء حتى لو تزوجت الن الشرط اني‬
‫‪ ..‬اطلقك التخرجتي ‪ ..‬محد قالك ادخلي طب واقعدي ادرسي ‪ ١٠‬سنوات عشان تتخرجين‬
‫لكن سماء التي لم يبدو عليها التأثر قالت ‪ :‬اذا ماطلقتني يافهد رفعت عليك قضية خلع‬
‫وعندي اسبابي ‪ ..‬زواج سبع سنين وانا مازلت بكر ومافيه مهر ارجعه لك الني متأكده ان‬
‫‪ ..‬عمي اذكى من ان يطلب منك مهر وهو مزوجني وعمري ‪ ١٤‬سنه‬
‫ُص دم فهد بقّو ة ليس لردها فقط بل لتفكيرها بالخلع وهو امر اثبت انها جادة في طلب‬
‫الطالق وقد قرأت االسباب التي تمكنها من طلب الخلع ‪ ..‬لقد اغضبه هذا اكثر من كونها‬
‫‪ ..‬تعتقد انها يريدها فقط لتدفع ثمن رعايته‬
‫تقدم منها والغضب يزداد وقال بهدوء كاذب ‪ :‬نقدر نغير هالواقع اآلن اذا هذا الي مزعلك‬
‫‪..‬‬
‫سماء ‪ :‬فعًال نقدر نغير واقع زواجنا المدبر بالطالق المتفق عليه وكل واحد يحمل للثاني‬
‫‪ ..‬احترام‬
‫فهد ‪ :‬ثقتك الزايده بالنفس مستفزة‬
‫سماء ‪ :‬تبيني التصق فيك الى متى لين تتزوج ‪..‬؟ وتجيب عيال وتعيش حياتك ؟ بينما انا‬
‫!!!‪ ..‬انتظر الوقت المناسب النتهاء جميلك‬
‫فهد وهو يقترب ‪ :‬انتي تتشكين من كونك متزوجه وبكر للمرة الثانيه هذا سبب طلبك‬
‫للطالق ياسماء‬
‫‪ ..‬ابتعدت سماء ‪ :‬اطلع يافهد بنام ‪ ..‬وراي مؤتمر الصباح‬
‫فهد ‪ :‬تحسين انك االن تقدرين بقوتك الوهمية تصديني او خايفة مايكون عندك سبب‬
‫‪ ..‬للخلع‬
‫شيء في صوته البارد والهاديء جعل الخوف يسري في جسدها حاجبه المرفوع عينيه‬
‫التي تنظر لعمق عينيها ‪ ..‬ابتعدت اكثر وحاولت ان تستجمع قوتها لترد ‪ :‬انا اقول لك اني‬
‫‪ ..‬اقدر اعتمد على نفسي واني اعرف القانون زين وافهم فيه واعرف‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬ان شاء الله تعرفين تدافعين عن نفسك‬
‫وقبل ان تفهم انقض عليها واحتضنها لدرجة لم تستطع ان تحرك يديها المثبته بيديه كان‬
‫يضغط على جسدها بجسده بينما وضع رأسه بين عنقها وكتفها ‪ ..‬كانت تشعر بالرعب ‪..‬‬
‫وقلبها يكاد يمزق صدرها ويطير من شدة الخوف ‪ ..‬دفعها وهو ممسك بها للسرير ‪ ..‬هي‬
‫التعرفه ابدًا لتعتمد على شهامته او اخالقه ‪ ..‬حاولت دفعه وضعفت ‪ ..‬حتى سمعت تمزق‬
‫‪ ..‬فستانها فصرخت ‪ :‬ال فهد ال‬
‫فهد ‪ :‬انتي تبين كذا‬
‫‪ ..‬سماء بضعف ‪ :‬ال مابي اتركني‬
‫‪ ..‬فهد وهو يخلع فستانها بحده ‪ :‬توك تتذمرين اني مالمستك‬
‫سماء بعدما شعرت انه خلع فستانها الرقيق ‪ :‬فهد اتركني الله يخليك‬
‫بينما لهاثه يسد اذنيها ويزيدها رعبًا ‪ ..‬سمعت همهمة منه لم تفهمها وهو يضغط بوجهه‬
‫على شعرها ويحتضنها بقّو ة ‪ :‬فهد ‪ ..‬فهد‬
‫سمعت تأوهه وهي تنطق اسمه هي التريد اثارته بل تريد ابتعاده فقالت بصوت باكي ‪:‬‬
‫‪ ..‬فهد وين وعدك لفيصل‬
‫ماء بارد ‪ ..‬هناك من ألقى عليه ماء بارد ‪ ..‬ابتعد وهو يرفع يديه عنها ويغمض عينيه بقّو ة‬
‫ويلهث ‪ ..‬لقد فعل امر خسيس جدًا فتح عينيه ‪..‬ليجدها تجلس ممزقة الفستان باكية‬
‫‪ ..‬شعرها يغطي وجهها‬
‫تأوه بألم لقد اعماه غضبه ورغبته وحركة ثقتها واحتقارها شيء بنفسه ‪ ..‬لقد اراد ان يراها‬
‫ضعيفة هذا السبب ثقتها اشعرته انها تستطيع االبتعاد عنه بدون ان يرف لها جفن ‪..‬‬
‫‪ ..‬جلس على االرض وهو يلهث اليستطيع ان ينظر لها مرة اخرى ‪ :‬انا اسف‬
‫‪ ..‬لم تتحدث ثم كرر ‪ :‬سماء ‪ ..‬انا آسف كان عمل حقير جدًا مني ‪ ..‬اسف ارعبتك‬
‫تكلمت بصوت ضعيف جدًا ومتردد ‪ :‬اطلع‬
‫نظر لها ليجد الخوف يسكن عينيها وشيء آخر مزقه ‪ ..‬الخذالن ‪ ..‬كانت تنظر له بنظرة‬
‫‪ ..‬قالت له خذلتني‬
‫وقف وتألم عندما تراجعت بخوف ‪ :‬سماء انا آسف مافيه مبرر ابدًا ‪ ..‬اذا جينا الرياض ان‬
‫‪ ..‬شاء الله طلقتك‬
‫وخرج من غرفتها واغلق الباب بهدوء بينما انهارت سماء تبكي ‪ ..‬لماذا التسير حياتها‬
‫بشكل طبيعي ‪ ..‬لماذا مقدر لها ان تعيش دائمًا نصف حياة بدون اهل بدون سند بدون‬
‫احترام ‪ ..‬لماذا يخذلها فهد وهو الوحيد الذي تستند عليه حتى لو فكرت واظهرت عكس‬
‫‪ ..‬ذلك‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫دخل السكرتير وبصمت ووضع المسكن والقهوة السوداء والماء على مكتب عبدالرحمن‬
‫واختفى قبل ان يصرخ الن كما هو واضح شيء قّو ي حدث اخرج عبدالرحمن اللعوب‬
‫الهاديء المتمكن من طوره وجعله يصرخ منذ دخوله الشركة حتى وصوله لمكتبه على‬
‫الموظفين وعّم ال النظافة ثم ختم صراخه بغلق الباب بصوت كاد ان يهّز المبنى كامًال ثم‬
‫‪ ..‬يطلب مسكن وقهّو ة حدث كبير حصل لهذا البارد الُم سيطر‬
‫اخذ عبدالرحمن الحبوب وابتلعها وافرغ فنحان القهوة خلفها ثم رمى شماغه على المكتب‬
‫‪ ..‬وفتح زوار ثوبه يشعر بإختناق تام لدرجة انه يستطيع اآلن ان يدمر العالم‬
‫!!!! فكر بمراره متزوجة من فهد‬
‫ان يطلب تحركات فهد ليأمن من اتصاالته وتعامالته مع المطرودين من الشركة ليكتشف‬
‫سفره مع زوجته ‪!..‬؟! ومن هي زوجته سماء التي تسكن مع الجدة !؟! بل هي الفتاة‬
‫الوحيدة التي خفق قلبه لها وارادها بدون ان يتخيل جسدها او يرغب به ‪ ..‬بل هي الفتاة‬
‫الوحيدة الني تمنى منها التفاته او ابتسامة ‪ ..‬متزوجه من فهد ‪ ..‬اذن فهد ليس فقط‬
‫عدّو ه في العمل ويحاول ان يجرده منه ‪ ..‬هو اصبح عدّو ة في الحياة كاملة ‪ ..‬وقف ونظر‬
‫للخارج ‪ ..‬لماذا اذن يخطب هناء بينما يملك سماء ‪ ..‬من يملك فتاة تنبض حياة وينظر لدمية‬
‫‪ ..!! ..‬كهناء‬
‫لهذا السبب لم تنظر حتى لوجهه بينما حاول بشتى الطرق ان يلفت انتباهها ‪ ..‬كان يفكر‬
‫وغضبه يزداد ‪ ..‬التقط هاتفه وتحدث مع احدهم ‪ :‬لي ساعة ياحيوان طالب برنت البنت وش‬
‫!تسوي كل هالوقت ‪!..‬؟‬
‫وصله الفاكس بينما الهاتف في يده اختطفه ليقرأ بياناتها كاملة ليصعق انها متزوجة منذ‬
‫!!!! ‪ ٧‬سنين‬
‫!!!! كم عمرها !؟ نظره سريعة ‪ ..‬للعمر ليصدم انها بعمر ‪٢١‬‬
‫شيء ما اليفهمه ‪ ..‬لكن اآلن تصميم تام لن يأخذ فقط الشركة من فهد !؟ بل سيأخذ‬
‫سماء اوًال ‪!..‬؟‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫ضغط فهد على رأسه بيديه ‪ ..‬كان يشعر بالحرج والقهر ألنه لم ينظر لفتاة بنظرة دونية‬
‫ابدًا ولم يقلل حتى من قيمة الفتيات الالتي يعرضن انفسهن عليه ويصنفن انفسهن‬
‫بمومسات وقد دراسته ‪ ..‬ولم يكن يلمس حتى زميالته في الدراسة ‪ ..‬ليبدأ كل هذا‬
‫‪ ..‬واسوأ مع سماء ‪ ..‬لقد هزه ضعفها ‪ ..‬حركته عادت بها للتقوقع والتحجر ‪ ..‬تركها تبكي‬
‫ترك سريره واخر محاولة بائسة للنوم وذهب ليجلس ‪ ..‬اعترف لنفسك يافهد ‪ ..‬قّو تها‬
‫اخافتك ‪ ..‬واردت ان تثبت لها انك مسيطر ‪ ..‬طريقتها في الكالم اشعرتك انها لم تعد‬
‫تحتاجك ‪ ..‬ثقتها بنفسها واعتزازها بها اشعرتك انك محال للتقاعد الفائدة منك ‪ ..‬اردتها ان‬
‫تذوب بين ذراعيك ‪ ..‬ان تهمس انها موافقة عليك وعلى شروطك وعلى الحياة التي اردت‬
‫ان ترسمها لها ‪ ..‬ردود افعالها صدمتك لذا خرج منك فهد التعرفه هي والتتوقع وجوده‬
‫انت ‪ ( ..‬فرك وجهه بيديه ) يعلم ان فكرة الطالق تقتله وتجعل شعوره اسوأ من اآلن ‪..‬‬
‫‪ ..‬لكن المجال للتأجيل‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫دخلت جمانة منزل زوجها الخالي ‪ ..‬تحمل حقيبة صغيرة لديها في كل منازل العائلة الصيفية‬
‫والشتوية مالبس تكفيها حتى هنا في منزل عبدالرحمن لديها الكثير ‪ ..‬نظرت لساعتها‬
‫بقي فقط ساعة ويصل للمنزل ‪ ..‬لم يتحدث معها منذ خروجها من المنزل لكن ستعطيه‬
‫شهرين حتى يستقر فهد في األعمال وينقذ مايمكن انقاذه ‪ ..‬لن تخفي على نفسها على‬
‫االقل انها تحمل مشاعر لعبدالرحمن وانه يعرف كيف يتالعب بمشاعرها ‪ ..‬لذا هي دائمًا‬
‫مهزومة امامه ‪ ..‬ابتسمت بحزن على نفسها ‪ .‬هي مهزومة امام الجميع ‪ ..‬اعطت الخادمة‬
‫‪ ..‬حقيبتها ثم سمعت صوت انغالق الباب الداخلي‬
‫تفاجأ عبدالرحمن بوجود جمانة ‪ ..‬شيء في داخله اراد طردها من حيث اتت لكن يخاف ان‬
‫اليتم زواج فهد من هناء وهو يريد ان يتزوج فهد ليستطيع ابعاده عن سماء لكنه‬
‫‪ ..‬اليتحمل وجود جمانة ابدًا ‪ :‬اهًال نور البيت‬
‫‪ ..‬جمانة ؛ قررت اعطيك فرصة‬
‫عبدالرحمن بخبث ‪ :‬انتي الي قررتي او سارة ؟‬
‫جمانة بغضب ‪ :‬طبعًا انا‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬اال متى يعني ‪ ..‬عشان اعمل حسابي‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬لين تثبت لي انك ماتخوني‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ؛ واذا ثبت العكس‬
‫جمانة ‪ :‬باتركك طبعًا‬
‫‪ ..‬ابتسم عبدالرحمن باستفزاز ‪ :‬كم مرة سمعت هالكلمة‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬شكلي غلطانة الي جيت‬
‫‪ ..‬امسك بها عبدالرحمن ‪ :‬تعالي ‪ ..‬اجلسي ‪ ..‬انا بس تعبان من العمل‬
‫جلست وهو ينظر لها ‪ ..‬يعرف انها مثل كل مرة تتوقع ان يأخذها فورًا للسرير ‪ ..‬لكن‬
‫لألسف عبدالرحمن اليوجد في رأسه اآلن سوى فتاة واحده ان لم يمتلكها اليعتقد انه‬
‫‪ ..‬سيرغب في فتاة غيرها‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫ارتدت سماء حجابها بعد ان وضعت جميع اغراضها في حقيبتها خاصة الثوب الممزق حتى‬
‫التنسى الوجه اآلخر لفهد ‪ ..‬حتى تصّر وتثبت على طلب األبتعاد عنه ‪ ..‬حتى تنظر له في‬
‫‪ ..‬حال ضعفت او حّن ت لفهد وحبها السري لفهد‬
‫وضعت جوازها في حقيبتها لقد حجزت لها الجامعة اإلياب ليًال بينما ينتهي المؤتمر بعد‬
‫الظهر ‪ ..‬كان فهد قد اخبرها ان يأجلوا رحلة العودة ليومين آخرين وكانت سعيدة قبل ان‬
‫‪ ..‬تعرف ان هدفه من الرحلة كان فقط إلشباع غريزته‬
‫اخذت هاتفه الذي نسيه لديها ليلة االمس ووضعته على السرير مكان محاولته اجبارها‬
‫‪.. ..‬ونزلت للمؤتمر قبل الوقت بكثير حتى التضطر ألنتظاره‬
‫جلست وحيدة في القاعة ‪ ..‬لم تستطع مراجعة اي شيء او التفكير بالمؤتمر ‪ ..‬سبب آخر‬
‫يجعلها تصّر على االبتعاد عن فهد النه سيؤثر على اهم شيء في حياتها حلمها ‪ ..‬ستتركه‬
‫‪ ..‬وان لزم األمر ستنذر نفسها لمهنة الطب وتترك الحياة للذين يستطيعون تحمل آالمها‬
‫‪ ..‬صوت باب القاعة ُف تح ليدخل منه الدكتور عبداإلله ثم نظر وجد سماء وحيدة ‪ :‬صباح الخير‬
‫هزت رأسها بتحية وعادت للكتاب توهمه انها تقرأ ‪ ..‬بينما خرج الدكتور احترامًا ألخالقه‬
‫‪ ..‬حيث سماء وحدها واليجوز ان يكون هو وهي في مكان خالي‬
‫فتح المصعد ليجد فهد الدكتور يخرج من القاعة‬
‫ومرة اخرى نظر للساعة ليتأكد من وقت المؤتمر كما يقول بروشور البرنامج الذي لديه ‪..‬‬
‫بقي مايقارب النصف ساعة ‪ ..‬مما يعني ان سماء نزلت قبل الوقت ‪ ..‬وهذا دليل آخر على‬
‫محاولتها اثبات ان الحاجة لها به ‪ ..‬لو تجاوز الدليل األول وهو شنطتها الموضوعه على‬
‫‪ ..‬السرير بجانب هاتفه‬
‫دخل القاعة ليجد سماء حزينة كما يبدو وهي تجلس وحدها ‪ :‬ليه جالسه لحالك ؟‬
‫سماء‪ :‬مالك دخل‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬لي دخل اذا دكتورك الي طلع قبل شوي كان يواسيك‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬الدكتور دخل وطلع بسرعة‬
‫فهد ‪ :‬وش رايك اروح اسأله‬
‫وقفت سماء ‪ :‬انت ليه بتخرب كل حياتي ‪ ..‬ليه تسأله ‪ ..‬ليه تبي تحرجني‪..‬؟؟‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬انا شايف كيف يناظرك امس‬
‫!!!‪ ..‬سماء ‪ :‬مو هو الي حاول يعتدى علي البارح كان انت ‪..‬اذا بتحميني صدق ابدأ بنفسك‬
‫زفر فهد ‪ :‬انا انتظرك برا ‪ ..‬بنطلع من هنا للمطار لقيت رحلة اقرب ‪ ..‬وخرج‬
‫جلست سماء عينيها غارقة في الحزن وشفتيها تبتسم بسخرية ‪ ..‬لم يجد مايريد في الرحلة‬
‫‪..‬فقدمها‬

‫‪:‬‬

‫فتح فارس خزنته الخاصة وحمل االوراق التي كانت تثبت تورط عبدالرحمن في قضية‬
‫رشوة كبيرة لمدير بنك معروف ‪ ..‬وهي القضية التي علم عنها بالصدفة وبعدها سحب‬
‫جميع امواله واموال اخته تدريجيًا من يد عبدالرحمن ‪ ..‬كان الملف عبارة عن عقد لتحويل‬
‫عبدالرحمن اموال لمدير البنك بينما يقوم االخر بتزوير كشف حساب عبدالرحمن الذي‬
‫‪ ..‬يقدمه كضمانة للمشاريع الحكومية ليكون رصيده الضخم ضمان للعمل معه‬
‫الجميل ان المدير احتفظ بهذا الملف لحفظ حقوقه في حالة مطالبة عبدالرحمن بالمبلغ‬
‫المرضىع كذبًا في حسابه على انه له ‪ ..‬فاحتفظ المدير بالتسجيالت واالوراق ليثبت عملية‬
‫االتفاق بينهما ‪ ..‬وهو ماوقع في يد فارس بفضل موظف ذو أمانة ‪..‬اول مرة يشعر فارس‬
‫انه محظوظ الكتشافه هذا العمل ‪ ..‬بعد زواج هناء بفهد كما هو مقرر سيقوم بتحىيل‬
‫اموالها لها وتقسيم مابينهما من اصول ‪ ..‬حتى يراعي زوجها اموالها فهو يثق بفهد‬
‫وأمانته وحفظه للعهود ‪ ..‬واستقامته ‪ ..‬مجرد خطبته لهناء جعل فارس يتنفس الُص عداء‬
‫فاخته الوحيدة ستكون في عصمة رجل يخاف الله ‪ ..‬لن يبخسها حقها ابدًا ‪ ..‬هو يريد‬
‫‪ ..‬االنتقام من عبدالرحمن فقط لكن ليس تدمير سمعته وسمعة العائلة‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫دخلت سماء المنزل وتلقائيًا بحثت عن الجدة لتجدها في غرفتها على كرسيها تصلي‬
‫جالسة وهو دليل على انها تشعر بتعب فالجدة لم تكن ابدًا تصلي جالسة اال في الحاالت‬
‫‪ ..‬القصوى للوهن ‪ :‬هال والله سماء‬
‫اقتربت سماء منها وعانقتها بشده مما جعل الجدة تضحك ‪ :‬زين اثر عندك احساس ‪..‬‬
‫‪ ..‬وتعرفين تشتاقين‬
‫كانت الجدة تتكلم وهي األخرى اكثر شوقًا لسماء من شوقها لفهد الذي اعتادت غيابه‬
‫وسفره لكن هذه الصغيرة ملئت بداخلها فراغ لالبناء الذين لم يعودوا حولها ‪ ..‬احاطت‬
‫سماء بيديها وضمتها لها ‪ ..‬بينما سماء تشعر وألول مرة ان هناك صدر ترتمي عليه ‪ ..‬حتى‬
‫وان اخفت اسباب احتضانها ألنها لن تشكي للجدة من حفيدها المحبوب وتجعلها في‬
‫‪ ..‬محك للحكم بين فهد وسماء‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬يالله قوليلي كيف الرحلة‬
‫سماء ‪ :‬الحمدلله ‪ ..‬كانت موفقه‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬وين فهد مانزل‬
‫سماء وهي تتذكر الصمت المطبق بينهما من المطار للطائرة للسيارة ‪ :‬ال قال مشغول‬
‫‪ ..‬واكيد بيمرك ‪..‬ووضعت ؤأسها في حضت الجدة مرة أخرى‬
‫الجدة ‪ :‬زين الله يستر عليه ‪ ..‬اكلتي واال ؟‬
‫وعندما لم ترد سماء رفعت الجدة رأسها بيديها ونظرت في وجهها الشاحب وعينيها‬
‫الممتلئة دموع ثم أبعدت شعرها عن وجهها ‪ :‬سماء وش فيك يمة ؟‬
‫حدقت سماء في الوجه الحنون المليء بالتجاعيد وحيدة تنظر لوحيدة ريما اليولد الجميع‬
‫‪ ..‬ليكون حولهم عائلة حتى لو كانوا يملكون في األساس‬
‫سماء ‪ :‬تعبانة بس‬
‫الجدة ‪ :‬فهد مزعلك ؟‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬ال بس اشتقت لك‬
‫وانفجرت باكية امام الجدة المذهولة لضعف الفتاة التي افنت عمرها لتبدو قوية كانت‬
‫تدفن ضعفها كعيب يجب استئصاله والقضاء عليه تدربت امام عينيها على القوة والكتمان‬
‫‪ .. ..‬لم تتمالك الجدة أيضًا نفسها لتجاوب دموع سماء بدموعها‬
‫؛‬
‫‪:‬‬
‫ابكي َم عي‬
‫هو رائٌع أن َي لَت قي َق لبي وَق لُب ِك‬
‫في َم ياديِن الُب كاْء‬
‫ِت لَك الَّن وافيُر التي َق الوا َل نا‬
‫‪:‬هي َت سَت ِم ُّد الُّد َّر ِم ن َن بِع الَّس ماْء‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫قراءة ممتعة‬
‫" الفصل الـ ‪" ١٧‬‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫يا َم ن َع ِش قِت اآلَن غيري‬
‫َج ِّر بي في الِع شِق حتى َت رَت وي‬
‫إَّن التجاِر َب َط عُم ها ِم لٌح‬
‫وَط عُم الِم لِح ال َي روي َغ ليال‬
‫أَس في عليِك ألَّن ني‬
‫مهما ُي عِّذ ُب ني الهوى‬
‫َي غدو الرجوُع إليِك شيًئ ا ُم سَت حيال‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫كيف راحت ؟‬
‫سارة ‪ :‬تصالحوا وراحت يافهد‬
‫فهد بغضب ‪ :‬شلون تقول ابي الطالق اليوم وبكرة ترجع معه ‪!..‬؟‬
‫سارة بهدوء واستغراب ففهد منذ عودته من الرحلة وهو متوتر وغاضب دائمًا ‪ :‬فهد حبيبي‬
‫‪ ..‬جمانة وعبدالرحمن يحبون بعض اكيد بيزعلون ويرضون بسهولة ‪ ..‬واكيد ماتتمنى اختك‬
‫‪ ..‬تكون مطلقة‬
‫قاطعت الحديث الخادمة التي تحمل القهوة العربية ‪ ..‬وكانت مقاطعه مرحب بها من قبل‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :.‬اه جت القهّو ة بوقتها ‪ ..‬هاتيها انا اصب‬
‫صبت فنجال قهوة لفهد الذي كان يحمل هاتفه ليتصل بجمانة ‪ :‬هال جمانة‬
‫جمانة ‪ :‬هال فهد ‪ ..‬كيفك؟‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬جمانة ليه رجعتي طالما طلبتي الطالق‬
‫‪ ..‬ارتبكت جمانة ؛ انا‪ ..‬امم ‪ ..‬فهد انا رجعت الني‬
‫وقف فهد ؛ انتي كبيرة وتعرفين تاخذين قراراتك لكن تتوقعين ان الطالق امر سهل‬
‫‪ ..‬عشان اتكلم فيه مع الرجال و ترجعين معه بدون خبر‬
‫جمانة التي خافت ان يعرف فهد انها رجعت لوحدها حتى بدون علم عبدالرحمن نفسه ‪:‬‬
‫‪ ..‬بغيت اعطيه فرصة‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬هالمرة اذا رففجعتي لو تموتين لو تموتين ماعاد فيه فرص ‪ ..‬له ‪ ..‬فاهمه‬
‫اغلق الهاتف ورماه اال جانبه على الكنبة‬
‫‪ ..‬بينما سارة تتلهى بهاتفها سمعت صوت عبدالكريم ‪ :‬وش فيك يافهد‬
‫فهد بغضب ‪ :‬فيه شيء غلط في كل امورنا مدري وين ؟ ليه جمانة ترجع لعبدالرحمن وليه‬
‫‪ ..‬ماحليتوا موضوعها من سبع سنين‬
‫سارة ‪ :‬عبدالرحمن يحبها‬
‫فهد ‪ :‬هي بنفسها قالت لي التخليه يكلمني واضح انه مسيطر عليها‬
‫عبدالكريم ‪ :‬انت تتهمنا يافهد انا رامين جمانة واال مانهتم فيها‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬انا ابي اعرف هالزواج مبني على ايش ليه جمانة مربوطة بهالشكل‬
‫‪ ...‬سارة ‪ :‬الحب ياحياتي‬
‫هذه الكلمة جعلت فهد يعود فيجلس " الُح ب " اإلحساس السحري المنافي تمامًا للعقل ‪..‬‬
‫لم يتعافى ابدًا من خذالن سماء ولم يتعافى من ذكرى العينين الواسعة والمشاعر‬
‫‪ ..‬المتشكلة بها ابتدأ بالفرح إلعترافه ‪ ..‬ثم األلم ‪ ..‬ثم الكبرياء ‪ ..‬ثم الخوف ‪ ..‬ثم الِخ ذالن‬
‫بينما اشتعلت في صدرهـ هو نار ‪ ..‬لمجرد ذكرى الليلة األخيرة ماذا لو اتم مابدأ به بدون‬
‫رغبتها ‪ ..‬هل سيكسب جسدها ويخسر احترامها واحترامه لنفسه ‪ ..‬هل كان الحاجز‬
‫سينكسر لتعود له وتطلب حبه ‪ ..‬اسئلة لن يعرف اجابتها ألن سماء اصبحت بعيدة عنه كل‬
‫‪ ..‬البعد ‪ ..‬حتى انه اثناء محادثاته مع الجدة لم يجد الُج رأة ليسأل عنها‬
‫اخذ فنجال القهوة ونظر لوالده ‪ :‬ليه ماعاد تداوم في المشروع اليوم جاء ابو سلمان‬
‫وسأل عنك ؟‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬انا دوامي في الشركة تركت المشروع لك ولعبدالرحمن‬

‫‪ ..‬فهد ‪ :‬انت عارف ان عبدالرحمن عنده شركة مقاوالت كبيرة انشأها بعد مشروعنا‬
‫ابو عبدالكريم ‪ :‬ايه عارف هذا من حقه هو شريك معنا مش موظف ‪..‬وحنا لنا شركاتنا‬
‫المستقلة‬
‫فهد ‪ :‬شركته تدخل مشاريع كبيرة‬
‫عبدالكريم ؛ هذا رزقه مانقدر نقوله جبها للمشروع طالما المستثمر اختاره ‪ ..‬التنسى ان‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن فالسوق من ‪ ٢٠‬سنه‬

‫فكر فهد ان شركة تستحدث بعد المشروع مباشرة وتكون مشاريعها ضخمة بينما‬
‫المشروع الذي رأس ماله اضعاف شركة عبدالرحمن يأخذ على المشروع الواحد قرابة سنة‬
‫او ستة اشهر ‪ ..‬فتح هاتفه ووجد المالحظات التي كتبها للبحث والتحري ‪ ..‬يعتقد ان‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن عكس مايظهر عليه ال في مسألة الشراكة وال في مسألة جمانة‬
‫مبدئيًا سينتهي من االمور العالقة طالق سماء وزواجه من هناء لذا قال ‪ :‬يمة كلمي هناء‬
‫اذا ماعندها مشكلة الزواج والملكة بيوم واحد ‪ ..‬وتكون خالل اسبوع الن مافيه حاجة‬
‫‪ ..‬لالنتظار‬
‫‪ ...‬سارة بسعادة ‪ :‬اه اكيد حبيبي هناء ماعندها مشكلة النها انتظرتك كثير‬
‫انتظرتك كثير " كان هذا االبتزاز العاطفي في كل مكالمة وكل زيارة على مدى "‬
‫‪ ..‬السنوات الماضية هو ماجعله يشعر انه متزوج اساسًا من هناء‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬التقول انه عائلي الزم زواج كبير‬
‫فهد ‪ :‬ال مافي بالي زواج كبير بنختار قاعة معقولة ونعزم المقربين فقط ‪ ..‬ونكتب تهنئة‬
‫بالجرايد بإسم الشركة عشان يعرفون البقية وبكذا يكون وضعنا في السليم حتى من‬
‫‪ ..‬ناحية سمعة العمل‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬انت ولدي الوحيد والزم اعزم السفراء والوزراء المعروفين و‬
‫وقف فهد ‪ :‬تذكر ياطويل العمر ان السيولة الي عندنا بنحطها في المشاريع الثالثه الي‬
‫نعمل عليها ومحتاجين كل ريال‬
‫سارة ‪ :‬فهد حبيبي الحين حتى البذخ في الزواج بيكون دعاية الزدهار االعمال ‪ ..‬كم‬
‫بنصرف عليه اعتبرها دعاية الن كالم السوشيل ميديا عن الزواج يخلي المستثمرين‬
‫‪ ..‬يحسون ان االمور بخير‬
‫فهد ‪ :‬انا باحدد في البداية السيولة الموجودة واشوف الفائض اذا مافيه الي يغطي‬
‫‪ ..‬ألغوا فكرة الزواج الكبير‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬الحين اكلم هناء‬
‫واتصلت على هناء التي اصبحت تقضي وقتها في قراءة المجالت والذهاب للكافيهات‬
‫‪ ..‬وزيارة فارس‬
‫رّن هاتفها وتركت كوبها ومجلتها ‪ :‬الو‬
‫سارة ‪ :‬هاي هناء بيبي‬
‫هناء ‪ :‬اهلين خالتي كيفك‬
‫سارة ‪ :‬بخير اشتقنا لك‬
‫هناء ؛ انا بعد كيف عمي و ‪ ..‬فهد‬
‫سارة ‪ :‬فهد عندي ويسألك اذا ممكن الزواج والملكة يكونون خالل اسبوع ( وابتسمت )‬
‫‪ ..‬ألنه مستعجل‬
‫لم يحب فهد تعبيرها ابدًا لكن اليهم ‪ ..‬لم يكن يهم ابدًا ‪ ..‬هناء كما يعرفها لطيفة وهادئة‬
‫‪ .. ..‬خرج بدون ان يسمع ردها‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ ..‬طرقت الجدة الباب على سماء وانتظرت حتى سمعت ادخل ففتحت الباب بهدوء‬
‫‪ ..‬وقفت سماء ‪ :‬ليه ماتصلتي علي اجيك‬
‫الجّد ة وهي تسعل ‪ :‬مليت من القعدة وش تسوين ؟‬
‫‪ ..‬سماء وهي تأشر على الجهاز ‪ :‬اشتغل‬
‫نظرت الجدة للجهاز الذي يحمل كتابات صغيرة متراصة بينما كتاب مفتوح على الطاولة ‪:‬‬
‫‪ ..‬بيذبحك في عيونك هالجهاز‬
‫ثم نظرت لسماء شيء ما حدث واطفأ عينيها ‪ ..‬منذ عودتها من الرحلة وهي كثيرة الشرود‬
‫كثيرة االعتكاف وحدها ‪ ..‬عادت سماء الواثقة من هذه الرحلة مكسورة وكأن الطفلة‬
‫التي حضرت اول مرة مع فهد عادت بقّو ة ‪ ..‬كانت تلتقط احيانًا الجمود في نظرتها وهي‬
‫واثقة ان حدثًا ما حصل ففهد لم يأتي لزيارتها واكتفى بمكالمة فقط ‪ :‬سماء يمة‬
‫!! ماعجبتيني ماعاد تاكلين زين ‪ ..‬والتجلسين معي‬
‫نظرت سماء لها بألم ‪ :‬هااليام عندي ضغط امتحانات والزم اقرأ المحاضرات الي فاتتني‬
‫‪ ..‬عشان اقدر اركز على الجاي ‪ ..‬غير شغل المكتبة الزم اسلمه قبل اإلجازة‬
‫الجدة ‪ :‬صاير معك شيء في السفر‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬بالعكس كانوا االساتذة مبسوطين مني ومن تقريري‬
‫الجدة ‪ :‬انا اتكلم عن فهد‬
‫ارتبكت سماء ولتجاوز ارتباكها عدلت شعرها بطريقة متوترة لم تخفى على الجدة ‪ :‬ابدًا‬
‫بالعكس كان ينتظرني برا لين اخلص ‪ ..‬جزاه الله خير‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬طيب تعالي تقهوي معي شوي اخذي راحه‬
‫تركت سماء كل شيء وامسكت بيد الجدة تعكزها للعودة للصالة حيث جلوس الجدة‬
‫المفضل ‪ ..‬كانت تضع شعرها على جهه واحده بينما ترتدي بيجاما وردية طفولية لكن‬
‫تحمل جسد انثوي مميز يتضح رغم طفولية البيجاما ‪ ..‬وتمسك بالجدة بحنو وابتسامة‬
‫خفيفه بينما الظالل تحت عينيها يفضح تعبها ‪ ..‬شعرها ينتثر على كتفها النحيل ‪..‬هكذا‬
‫رآها فهد ‪ ..‬وهو يقف في الصالة ‪ ..‬لقد دخل بهدوء جدًا امًال في التقاطها على غفلة ‪ ..‬حّق‬
‫يعلم انه سينتزع منه بالطالق ‪ ..‬اذا كانت اعجبته بالفستان الذهبي فـ هي خطفت عقلة‬
‫‪ ..‬بالبيجاما الوردية‬
‫‪ ..‬رفعت سماء رأسها وشهقت ‪ :‬بسم الله‬
‫‪ ..‬لتتبعها الجدة ‪ :‬بسم الله مليون واليكفون ‪ ..‬فهد روعتنا وش فيك هنا‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬آسف دخلت بمفتاحي‬
‫الجدة التي لم يخفاها ارتعاش يد سماء التي في يدها ‪ :‬ال ُي مة التتأسف انت راعي بيت‬
‫‪ ..‬والي فيه محارمك‬
‫‪ ..‬تحدثت سماء بخفه لتوضح عدم اكتراثها ‪ :‬طيب اتركك وارجع لشغلي‬
‫امسكت الجدة بيدها بشدة ؛ تشتغلين من امس امسكيني زين الطيح وتعالي اجلسي‬
‫تقهوي معنا‬
‫سماء ‪ :‬عندي شغل‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬انا بنفسي جايتك اقولك تقهوي معي بتتركيني الحين‬
‫استسلمت سماء للجدة التريد مجادلتها فصحتها مؤخرًا ليست جيدة ابدًا ‪ :‬يالله بس بابدل‬
‫‪ ..‬لبسي واجي‬
‫‪ ..‬اجلست الجدة بدون ان تنظر لفهد بل تجاهلته تمامًا متعمدة وعادت ادراجها‬
‫كان فهد مازال واقفًا ينظر لها من الخلف وهي مبتعدة ‪ ..‬لقد عرف اآلن انه يعشقها‬
‫‪ ..‬ولألبد والدخل بذكرى فيصل او الطفلة الوصية بذلك بل يعشقها عشق رجًال المرأة‬
‫كانت الجدة تراقب حفيدها الذي مازال ينظر للفراغ بعد ذهاب سماء لكن ان تظل غافلة‬
‫افضل من ان تتكشف لها امورًا قد الترضاها ‪ ..‬تشعر ان االثنين بينهما شيء لكن يبدو ان‬
‫‪..‬سماء التتحمل حتى سماع اسمه ‪ ..‬وهي تخاف من يوم تتركها سماء فيه‬
‫‪ ..‬اجلس يمة‬
‫‪ ..‬جلس فهد بهدوء واخذ القهوة وصب فنجال له وللجدة ‪ :‬كيفك وكيف صحتك‬
‫الجدة ‪ :‬لو الله يفكني من قلق سماء انا بخير الف مرة تدخل علي الغرفة وتقيس نبضي‬
‫‪ ..‬وحرارتي وسكري وضغطي الظاهر انها تتدرب علي‬
‫ضحك فهد ‪ :‬الله يحزاها خير‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬الله يخليها لي ملت علي حياتي الله يمال حياتها بالذرية الصالحة‬
‫رشف فهد فنجاله دافعًا غّص ة بحلقه ورفع نظره ليجد ان سماء عادت ترتدي تنورة سوداء‬
‫‪ ..‬وتيشيرت واسع اذا كانت تحاول ان تبدو اقل جاذبية فهي كمن يغطي الشمس بمنخال‬
‫جلست سماء بهدوء ولم تنظر لفهد بل فتحت هاتفها ثم اغلقته ونظرت للجدة مبتسمة‬
‫سمعت فهد يناديها فالتفتت له لتجده يمد لها فنجال قهوة ‪ ..‬حاولت أخذه بدون ان‬
‫تالمس يده ورشفته بسرعة‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬باشتكيك لفهد ‪ ( ..‬ونظرت لفهد ) من يوم رجعت من السفر وهي متغيرة‬
‫احست سماء بحرارة في اطرافها ليس وقت االعيب الجدة ابدًا فقالت ‪ :‬قلت لك عندي‬
‫‪ ..‬محاضرات متراكمة ونهاية السنة الزم اركز عشان االمتحانات‬
‫فهد بهدوءوهو ينظر لعينيها الواسعة ‪ :‬يمكن مانامت زين ؟‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬بالعكس الحمدلله نمت من افضل مايكون بس ماعجبتني المانيا‬
‫‪ ..‬فهد ؛ انتي ماشفتي ألمانيا زين‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬الي شفته كفاني‬
‫‪ ..‬فهد وهو يأخذ فنجاله ويرفع حاجبه لها ‪ :‬عاد انا اعجبتني مرة ‪ ..‬واتمنى ازورها مرة ثانية‬
‫ابتلعت سماء ريقها وقالت ‪ :‬عن اذنكم‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬اجلسي انا جاي اكلمك في موضوع الطالق‬
‫شهقت الجدة وضربت يدها على صدرها ‪ :‬وش طالقه ؟‬
‫شعرت سماء بالعبرة تختقها وحاولت دفعها بشرب القهوة وهي تسمع فهد ‪ :‬سماء‬
‫طالبة الطالق وانا وافقت‬
‫الجدة ‪ :‬كيف تطلقها الحين وهي توها‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬انا كبيرة‬
‫دفعتها الجدة بكتفها بالعصا ‪ :‬ال مانتي كبيرة‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬حتى لو طلقتها سماء بتقعد عندك‬
‫‪ ..‬سماء ؛ التعطي وعود باسمي‬
‫فهد ‪ :‬وين بتروحين أجل‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬مالك دخل‬
‫‪ ..‬الجدة وهي تدفع فهد بعصاها هذه المرة ‪ :‬اال لك دخل ماعليك منها‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬اذا تبون ملحمة شكر طويلة عريضة على اهتمامكم بي مستعدها ابدأ اكتبها‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬صايرة تكررين هالكالم‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬لسانك طايل‬
‫‪ ..‬وقفت سماء ‪ :‬اآلن تروح للمحكمة وتطلقني‬
‫الجدة بتأثر صادق ‪ :‬وانا ياسماء‬
‫سماء التي مازالت تحت وطأة الغضب ‪ :‬انتي خارج الموضوع‬
‫‪ .‬الجدة ‪ :‬بتتركيني‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬طبعًا ال‬
‫‪ ...‬فهد ‪ :‬ال مستحيل تتركك‬
‫سماء ‪ :‬قلت لك التعطي وعود باسمي‬
‫وقف فهد ‪ :‬هذا وعدك انتي الحين قلتيه ‪ ( ..‬ومد اصبعه لها في اتهام ) مع اني عارف انك‬
‫‪ ..‬بتتركين البيت‬
‫التفتت سماء لتوضح للجدة كذبه لتجد رأسها يميل على كتفها وعينيها تنظر لفوق بينما‬
‫‪ ...‬تأشر لهم بيدها بضعف فصرخت‬
‫رفع فهد رأس جدته جيبي الجهاز ‪ ..‬ركضت سماء واحضرت عصير وبدأت تعصر في فم الجده‬
‫‪ ..‬وهي ترفع راسها ‪ ..‬وتبكي‬
‫‪ ..‬مسك فهد يديها ليجدها باردة متعرقه ‪ :‬بنوديها روحي ألبسي‬
‫‪ ..‬ركضت سماء ونادت الخادمة بينما ذهبت لترتدي عبائتها وحجابها‬
‫دفع فهد جدته بالعربة المخصصة لها واركبها في السيارة بمساعدة سماء التي تحجبت‬
‫ووجهها يفضح بكائها ‪ ..‬جلست معها في الخلف ‪ ..‬وهي تقيس نبضها ‪ ..‬كان نبض الجدة‬
‫‪ ..‬يخبو‬
‫‪ ..‬صرخت سماء ‪ :‬بسرعة‬
‫فهد ‪ :‬الطريق زحمة ماقدر اسرع‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬دور طريق مختصر‬
‫‪ ..‬فهد ؛ تعالي سوقي احسن‬
‫صمتت سماء ثم نظرت للوجة المجعد الممتليء وهو يمتقع ‪ ..‬وضعت يديها على خد الجدة‬
‫كان متعرق جدًا ثم وضعت اصبعها تحت انفها لقياس تنفسها الذي يخبو وانهارت بكاء‬
‫وهي تتمتم بصوت خافت ‪ :‬يارب يارب استودعكيها ‪ ..‬يارب ماعرفت أم غيرها التحرمني‬
‫‪ ..‬منها ‪ ..‬يارب التخليني سبب في موتها التخلي ردي لجميلها اني اذبحها‬
‫كان فهد ينظر لسماء المنهارة من خالل المرآة األمامية يسمع تمتمتها التي توقع ان‬
‫‪ ..‬تكون دعاء ‪ :‬سماء هدي بتكون بخير‬
‫كانت تبكي كطفل وهي تقول ؛ انا كنت عارفه انها تعبانة ماتتحمل ‪ ..‬وفاجأناها بالطالق‬
‫‪ ..‬بدون مقدمات‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬وصلنا‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫دخل عبدالرحمن المنزل وتوجه لمكتبه بينما جمانة تشرب قهوتها في الصالون ‪ ..‬لكن‬
‫بتجاوزها والذهاب للمكتب مباشرة ‪ ..‬جعلها تتأكد ان ُه ناك مايؤرقه ‪ ..‬وشيء اليستطيع‬
‫هو المتحكم والُم سيطر على معالجته ‪ ..‬فعليًا تجاهلها منذ قدومها لمنزله لكن لها هدف‬
‫وستمكث في منزله حتى تنتهي منه ‪ ..‬ابتسمت وهي تشك ان يكون مايؤرقه هو فهد ‪..‬‬
‫ربما بدأ فهد بحلول لتدهور الشركة او بدأ بسحب النفوذ من عبدالرحمن او السيطرة على‬
‫‪ ..‬الشركة‬
‫تقدمت متوجهه للمكتب وهي تمشي بتخفي حتى وقفت امام الباب المفتوح قليًال‬
‫ليأتيها صوت عبدالرحمن القوي غاضبًا ‪ :‬قلت لك برنت كامل ‪..‬؟؟‬
‫ال مش كفاية ابي من طلعت على الدنيا وين سكنت من اهلها وين درست رقمها ‪....‬‬
‫مكان دراستها تتواصل مع من كل شيء كل شيء‬
‫كان يتكلم بغضب لكن بصوت خافت مما جعل جمانة ترتعش رعبًا ‪ ..‬من هي التي يريد‬
‫عبدالرحمن تفاصيل حياتها بهذا الكم الهائل من الغضب !؟‬
‫ومن هي التي تجرأت واغضبته !؟ اتكون عشيقته وتركته ‪ ..‬ال ال عبدالرحمن اليركض خلف‬
‫‪ ..‬احد ابدًا‬
‫‪ ..‬لكن سمعته يردف ‪ :‬واهم شيء ‪ ..‬اهم شيء كيف عرفت فهد‬
‫وضعت جمانة يدها على فمها في رعب كامل وابتعدت بهدوء كما اقتربت ‪ ..‬اذن الفتاة‬
‫التخصه ‪ ..‬بل تخص فهد وهو يريد ان يلقي معلوماتها ربما في وجه فهد ‪ ..‬او ربما فضيحة‬
‫‪ ..‬لفهد ‪ ..‬او ‪ ..‬هزت رأسها في عدم فهم‬
‫واصطدمت بهناء ‪ :‬بسم الله‬
‫هناء ‪ :‬وش فيك تتسحبين ‪..‬؟‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬عبدالرحمن في المكتب واسمع صوته يكلم‬
‫‪ ..‬هناء ‪ :‬اتركيك منه وتعالي نختار بدلة العرس جتني الكتالوجات كاملة‬
‫‪ ..‬مشت جمانة خلفها وهي تفكر في حديث عبدالرحمن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫تعيش في داخلنا صراعات ‪ ..‬بين ماكان ومايّج ب اْن يكون ‪ ..‬بين االختيار األناني للذات ‪" ..‬‬
‫وتحمل تلبس الْن فس بـ األنانية ‪ ..‬وبين األختيار العاطفي ‪ ..‬وترجيح مصلحة الغير ‪ ..‬وارتداء‬
‫ثوب التضحية والفّض يلة ‪ " ..‬دخلت سماء المنزل تتبع فهد وجدته بهدوء ‪ُ ..‬ر غم الكالم‬
‫الُم طمئن للدكتور اال ان رصاصًا حاميًا قْد ُص ب في قلبها واثقله ‪ ..‬ضعف هذه السيدة‬
‫العظيمة اضّع ف سماء الضعيفة اصًال ‪ ..‬انا لم يشتد عودي بعد لتتكيء علي ‪ ..‬سأميل بگ‬
‫‪ ..‬واسقط ‪ ..‬وسأنكسر واكسرگ‬
‫جلست تنظر للجدة الالهثة بينما تأخذ الخادمة عبائتها وتقدم لها شالها االحمر الُم نقط‬
‫بكحلي الذي تنبعث منه رائحة األمومة ‪ ..‬والحنان ودفء الُح ب ورعاية المنزل التي عرفتها‬
‫‪ ..‬سماء‬
‫‪ ..‬كان وجه فهد ليس افضل حاًال من سماء‬
‫نظرت الجدة لهما األثنان واجمان ‪ ..‬اهتزت لنحيب سماء ‪ ..‬اشفقت على الفتاة اكثر من‬
‫اشفاقها على نفسها او على فهد ‪ :..‬الحمدلله الدكتور طمنا ‪ ..‬كل مادخت شلتوني كني‬
‫‪ ..‬كيس ووديتوني المستشفى وانا كل األدوية عندي‬
‫‪ ..‬فهد وهو يضع يده على ركبتها ؛ الزم يالغالية عشان نتطمن‬
‫الجدة ‪ :‬هه الحمدلله على كل حال ‪ ( ..‬ثم نظرت لسماء الهادئة ) ‪ :‬سماء يمه‬
‫‪ ..‬رفعت سماء عينيها الممتلئة بالدموع ‪ :‬هال‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬تعالي هنا‬
‫وقفت سماء وجلست يمين الجدة بينما فهد يجلس يسارها واخذت يديهم األثنين ‪ :‬يعلم‬
‫‪ ..‬الله ماحبيت كثركم في هالدنيا ‪ ..‬حتى عيالي‬
‫‪ ..‬ضغطت سماء بيديها على يد الجدة ‪ :‬خالص التكملين‬
‫بينما فهد ينظر ليد سماء الرقيقة ولوجهها الجميل العابس ‪ ..‬لقد زعزع مرض الجدة‬
‫حواجزها واركانها وجلست تنتحب مثل الطفلة ‪ ..‬مثل طفلة تعرف الفقد جيدًا وُل دغت منه‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬مابي اسمع طاري الطالق ياسماء ‪ ..‬قلبي يامك يوجعني‬
‫سماء ‪ :‬حتى لو يطلقني فهد انا مستحيل اتركك بالعكس انتي الحياة الوحيدة الي‬
‫‪ ..‬اعرفها وعشتها‬
‫‪ ..‬وقف فهد وقبل رأس الجدة ‪ :‬اتركك يالغالية ترتاحين ‪ ..‬واذا بغيتي شيء كلميني‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬الله يسمح دربك‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬سماء ممكن شوي‬
‫وقفت سماء وهي تنظر إلبتسامة الجدة التي تعتبرهم اخوان وهذا امر غريب جدًا فهي‬
‫تناست انه ممكن ان تنمو بينهم مشاعر وعاطفة ‪ ..‬ربما تثق في فهد اكثر من الالزم او‬
‫تجد ان سماء مازالت صغيرة تبعت فهد حتى الباب ونظرت له لعينيه الحزينة ووجهه‬
‫‪ ..‬الُم رهق ‪ :‬سماء باطلب منك تأجلين مسألة الطالق لين تتعافى الجدة شوي‬
‫سماء ‪ :‬اال متى ؟‬
‫شد فهد على شفته جرحه تلهفها على التخلص منه ‪ :‬مدري شهر مناسب ‪ ..‬اذا مش‬
‫‪ ..‬مناسب اطلقك بدون ماتدري بس بتستغرب اذا تحجبتي عندي‬
‫صمتت سماء وهي تنظر له ‪ ..‬فـ أردف فهد يقنعها ‪ :‬انا محتاجك لين ترتاح جدتي على‬
‫‪ ..‬األقل لين تحس ان طالقنا ماراح يغير في عالقتك انتي وياها‬
‫‪..‬عقدت سماء يديها حول خصرها وهزت رأسها موافقة‬
‫‪ ..‬مد فهد يدهـ ليمسك بها فتراجعت ثم قالت ‪ :‬اوك شهر زيادة مايشكل مشكلة‬
‫خرج فهد وفتح هاتفه لمكالمة اصدقائه في االبتعاث احدهم كويتي واآلخر إماراتي ‪..‬‬
‫‪ ..‬ليطلب منهم خدمة‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫استلم عبدالرحمن الفاكس وقرأ بيانات سماء المفصلة ووضع اصبعه على رقم هاتفها‬
‫يلمسه كأنه يلمس جزء منها ‪ ..‬وبسرعة خزنه لديه ‪ ..‬ثم فرز االوراق ليقرأ عن ابوها وعمها‬
‫!!‪ ..‬الذي توفي في مطاردة من أمن الطرق وابتسم بخبث ‪ :‬يا طيبة قلبك الغبية يا فهد‬

‫‪ ..‬اخذ احد هواتفه واتصل على جوالها ‪ ..‬ليسمع صوتها ‪ :‬الو ‪ ..‬الو‬
‫" ثم أغلق الخط وارسل رسالة نصية " صدري سماء ‪ ..‬واحساسي طير‬
‫واعاد اإلتصال هذه المّر ه على سكرتيرة ‪ :‬وش االخبار ؟‬
‫السكرتير ‪ :‬المشاريع الي ماسكها فهد ماشيه تمام ‪ ..‬والمهندس معطيه قائمة تفصيلية‬
‫‪ ..‬بالمواد المطلوبة‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬اسمع احذر من اي احد جديد سواء عميل او مستثمر او مهندس ‪..‬لين تخف‬
‫‪ ..‬شكوك فهد‬
‫‪ ..‬السكرتير ‪ :‬واليهمك ياطويل العمر‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫‪ ..‬تعالي ياسماء‬
‫‪ ..‬جلست سماء وصبت لها فنجال قهوه ‪ :‬هال‬
‫‪..‬الجدة ‪ :‬فهد جاني اليوم وانتي فالكلية ‪ ..‬يعزم لعرسه‬
‫وقع الخبر على سماء گ صاعقة ‪ ..‬وضعت الفنجان الحار داخل راحة يدها وضغطت عليه‬
‫وهي تنظر للجدة لسبب ما تريد تشتيت احساسها باأللم الخارجي عن األلم الداخلي ‪..‬‬
‫فكرت في النعوت التي ممكن ان تنادي نفسها بها ‪ ..‬غبية ‪ ..‬ضعيفة ‪ ..‬وكررت في بالها ‪..‬‬
‫‪ ..‬انا رفضته ‪ ..‬انا اعلم انه سيتزوج ‪..‬لكن ذلك لم يشتت األلم ابدًا‬
‫مازالت الجدة تتكلم وهي تضحك ‪ :‬والزين انه رفض زواج كبير تلقين سويره ميته قهر تبي‬
‫‪ ..‬تفشخر على خلق الله ‪ ..‬يقول زواج في البيت‬
‫‪ ..‬سماء بهدوء ‪ :‬زين الله يوفقهم‬
‫‪ ..‬نظرت الجدة بتأمل ‪ :‬وراك تقولينها بدون نفس‬
‫سماء بابتسامة عريضة للجدة ‪ :‬الله يوفقهم ‪ !!..‬كذا زين ؟‬
‫عقدت الجدة حاجبها ‪ :‬سماء !! يحق لي اسألك صاير بينك وبين فهد شيء فالسفر ‪ ..‬انتي‬
‫‪ ...‬عارفه ان زواجكم بس عشان‬
‫سماء ‪ :‬عارفه وماصار شيء‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬اذا تبين تكونين زوجته ومايطلقك تراه يوم المنى يابنيتي انا اكلمه‬
‫سماء ‪ :‬ال مابغى انا طالبه الطالق وانتي عارفه‬
‫الجدة ‪ :‬اي والله انا الحظت من سنين انك ماعليك منه واال لو ادري انك تبينه خليته‬
‫‪ ..‬مايعرف غيرك وهالعصا على راسه ‪ ..‬والهوب القي مثلك‬
‫‪ ..‬ابتسمت سماء ؛ ال فهد بالنسبه لي مرحلة وبتنتهي‬
‫الجدة ‪ :‬والله يابنيتي مدري وش اقول ودي انك زوجته وتعيشين معي وماتفارقيني ‪..‬‬
‫‪ ..‬كل مافكر انك تتركيني ينقبض قلبي خايفه عليك‬
‫سماء ‪ :‬انتي عارفه اني مستحيل اتركك حتى لو نتطلق انا وفهد باعيش معك واذا جاء‬
‫‪ ..‬فهد باتحجب وش المشكلة‬
‫الجدة ‪ :‬مانيب مرتاحه للطالق‬
‫سماء ‪ :‬يرضيك طيب اقعد كذا‬
‫الجدة ‪ :‬الوالله مايرضيني بس بعد اخاف عليك ‪ ..‬ماعلينا المهم دوري لك فستان شنه ورنه‬
‫يكسر الدنيا باقهر سويره‬
‫سماء ‪ :‬لك انتي‬
‫الجدة ‪ :‬ال لك عشان تحضرين معي‬
‫‪ ..‬وقفت سماء ‪ :‬مستحيل‬
‫‪ ..‬رفعت الجده عصاها لتدفعها ‪ :‬والله لتحضرين ‪ ..‬تبيني احضر لحالي‬
‫سماء ‪ :‬معليش صومي ‪ ٣‬ايام اصًال انتي ماتاكلين واجد تقدرين تصومين ‪ ..‬لكن حضور‬
‫‪ ..‬ودخول ذاك البيت مستحيل‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬انتي ماعاد تستحين‬
‫ضحكت سماء ‪ :‬من جيتك وعمري ‪ ١٤‬وانتي تقولين ماعاد تستحين متى شفتيني استحي‬
‫‪ ..‬بالله‬
‫‪ .‬ضحكت الجدة ‪ :‬وصاير لسانك طويل‬
‫‪ ..‬ثم اردفت الجدة كاذبه ‪ :‬فهد يقول الزم سماء تحضر‬
‫الحقير‪ ..‬هكذا فكرت سماء ‪ ..‬الحقير يريد اذاللي تمامًا ‪ ..‬يريد االنتقام لرفض عرضه الهزيل‬
‫‪.. ..‬هي االن متأكده انه يعلم انها تحبه لذا يريد ان يريها ماخسرت لتحاول المحافظه عليه‬
‫‪ ..‬شعرت الجدة ان صمتها بداية اقتناع فقالت ‪ :‬يرضيك ادخل لحالي بدون بنيتي‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬ال عاد مو اليق عليك االبتزاز العاطفي‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬وش االبتزاز !؟! انا صادقه تبيني اطيح واال اتعب محد بيعبرني‬
‫‪ ..‬سماء ؛ عاد هذولي هم عائلتك اقرب لك مني‬
‫الجدة ‪ :‬والله يابنتي محد اقرب لي منك حتى فهد ‪ ..‬امشي معي يايمة هه مانيب حالفة‬
‫‪ ..‬بس عشان خاطري‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬بافكر‬
‫ونظرت للرسالة التي اتت جوالها نفس الرسالة منذ ثالثة ايام ونفس العبارة ونفس‬
‫" الرقم " صدري سماء واحساسي طير‬
‫صاحب الرسالة يعرف اسمها ‪ ..‬هي تقريبًا التعرف احد العدو والصديق ‪ ..‬حتى زميالت‬
‫‪ ..‬الكلية التتعدى صداقتها معهن الدردشة العامة وقضاء البريك معًا‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬بدون تفكير قولي تم‬
‫سماء ‪ :‬زين متى ( ولم تستطيع ان تنطق زواجه شعور حاد باأللم يمزقها )‬
‫الجدة ‪ :‬يوم الجمعة ‪ ..‬والملكة الخميس ‪ ..‬انا حلف علي فهد احضر الملكة بعد ‪ ..‬باروح‬
‫‪ ..‬الخميس لحالي والجمعة تروحين معي‬
‫سماء ‪ :‬زين‬
‫ُخ‬
‫الشيء افضل من تهذيب النفس ‪ ..‬حتى التطمع فيما الي صها ‪ ..‬حتى التثب وتقفز وتقع "‬
‫‪ ..‬تعلمت سماء ‪ ..‬انه اليوجد افضل من وضع ركائز للحياة تعتمد على الذات فقط ‪ ..‬ركائز‬
‫ذاتيه ‪ ..‬قوى باطنة التعتمد على شعور هش كالحب ‪ ..‬وال تنهار عند شعور هش گالخوف‬
‫والشوق ‪ ..‬اذا كان اراد حضورها ستحضر لكن لتريه هو ماسيخسر ‪ ..‬اذا اراد هوانها‬
‫سيتعلم منها انها ترتفع لمجرد محاولة اهانتها ستحضر زواجه حتى تنساه ويعود في‬
‫حياتها كما عرفته في البداية صديق فيصل بينما هي له وصية فيصل ‪ .. ..‬هي لم ُت خلق‬
‫للُح ب ‪ ..‬ربما ايضًا لم تخلق لألمومة كما لم تخلق في عائلة ولم تخلق ابنة ألم ‪( ..‬‬
‫وابتسمت بسخرية ) ربما هي ليست بشر ربما مالك رحمة وجدت في االرض لتمتهن الطب‬
‫‪..‬‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫الخميس في منزل عبدالرحمن حيث تجتمع األسرة في حفل بسيط اقتصر على فهد‬
‫ووالديه وجمانة وعبدالرحمن وهناء وفارس والجدة ‪ ..‬كانت ملكة عائلية ‪..‬راقب فهد الجميع‬
‫وتخيل ان سماء وحدها في المنزل وحيدة كما نشأت ووحيدة كما ستعود بدونه ‪ ..‬حاول‬
‫منذ تركها ان يفسر مشاعره تجاهها هل مازال يشفق عليها ‪..‬يعلم في قرارة نفسه ان‬
‫العالقة بالشفقه لما يعتمل داخل قلبه واحساسه هل ستطفئ هناء رغبته الملحة بسماء‬
‫ام هو احساس خاص بها وحدها ‪ ..‬نظر لهناء رقيقة وصغيرة في فستان مشمشي‬
‫‪ ..‬وترتدي الطقم األلماس الذي البسه لها للتو بعد ان اصبحت رسميًا زوجته‬
‫شعرها قصير او مرفوع هو لم يالحظ ‪ ..‬ابتسم لها عندما وقعت عيناها عليه كانت سعيدة‬
‫جدًا واليحق له ابدًا ان يطفئ سعادتها فهو من اختارها ورضي بها ‪ ..‬ثم نظر لفارس كان‬
‫‪ ..‬هو ايضًا سعيدًا ‪ ..‬لكن عبدالرحمن كان شارد تمامًا ‪ ..‬رغم مباركته الحارة له ولهناء‬
‫كان عبدالرحمن شارد يفكر منذ دخول الجدة بصحبة خادمتها ان سماء لوحدها في المنزل‬
‫مجرد شعوره انها وحدها يجعل شيئ لذيذ يذوب في صدره شيئ ساخن يدفئ قلبه ‪..‬‬
‫نظر لفهد فوجده ينظر له ‪ ..‬كيف له ان يتركها وهي على ذمته ويبحث عن أخرى ايطمع‬
‫فهد في ثروة هناء ‪ ..‬او فقط زواجه من سماء استمر زواج واجب كما بدأ ‪ ..‬وقف‬
‫عبدالرحمن اعتذر منكم عندي موعد مهم ساعة بالكثير وراجع للعشاء ان شاء الله ‪ ..‬خرج‬
‫وتبعه فارس ‪ :‬كيف تترك ضيوفك وتروح ؟‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬انت موجود عندي موعد مهم ( وأشر ع داخل المنزل ) هناء اختك وانت الي‬
‫ملكت لها ‪ ..‬والبيت بيتكم‬
‫فارس ‪ :‬مادري متى تترك حركاتك‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬اكبر واعرف مصلحتك وين يافارس‬
‫وخرج‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫عاد فارس للجلوس وألول مره ينظر لجمانة التي تجلس بحجابها في انتظار خروجه ‪..‬‬
‫كانت تنظر حيث ذهب عبدالرحمن ‪ ..‬اليريد ان يقول انها استحقت عبدالرحمن النه اكبر من‬
‫ان يكون شامت بتعلقها في عمه البارد ‪ ..‬وعاد ينظر الخته التي تبدو السعادة تقفز من‬
‫عينيها ‪ ..‬على االقل احدهم حصل على مايريد ‪ ..‬وهو واثق ان فهد سيعاملها بالمودة‬
‫‪ ..‬والرحمة كما ينبغي وكما هو الئق بهما‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫خرجت سماء من المطبخ تحمل كتابها وكوب الكابتشينو ‪ ,,‬كم مرة اعادت هذه الصفحة‬
‫بينما عقلها في مكان آخر ‪ ..‬في مكان اليجب ان يتواجد به ‪ ..‬تذكرت انها قرأت موضوع‬
‫علمي عن تمارين للعقل الباطن يعمل على تفريغ األفكار الغير مستحبه ووضع بدل منها‬
‫افكار جديدة تقضي بتكرار او كتابة ماتريد لفظه خارجًا عند األستيقاظ من النوم ‪...‬‬
‫‪ ..‬ستعمل صباحًا على كتابة انا الاحتاج فهد انا الاحبه‬
‫‪ ..‬لم تكن سماء تعلم عن من اوقف سيارته في مكان بعيد ووصل ينظر لنوافذ المنزل‬
‫ربط عبدالرحمن ثوبه سيقفز هو يعرف منزل الجدة جيدًا يعلم ان في الدور االول مستودع‬
‫كبير وغرفة الخادمة وحديقة الييتذكر اذا مازالت بها جلسة كما في طفولته ومطبخ قديم‬
‫اما االرضي به غرفة الجدة ومجلسين وغرفة كان فهد يستخدمها ربما هي غرفة سماء األن‬
‫‪..‬اخذ نفس عميق وضحك على نفسه هو يفعل تمامًا امر لم يصدق قبل ساعة انه‬
‫سيفعله لكن حاجة ملحة تدعوه لالستمرار ‪..‬لذا قفز في الفناء الخارجي ووجد الباب‬
‫الداخلي مغلق فتسلق انبوب المياة العريض حتى وصل للسطح نفض يديه عند هبوطه‬
‫ساعده جسده الرياضي ونزل الدرج بهدوء وقف وهو ينظر لها تعطيه ظهرها وتلعب‬
‫بشعرها ‪ ..‬هل تخيل شعرها بهذا الكثافة واللون الغريب ام انها فعًال كانت له في حياة‬
‫اخرى فهو يشعر انه يعرفها جيدًا وانه سبق ان رآها الف مرة ربما للقلوب ذاكرة ‪ ..‬فعل‬
‫ماخطر على باله اذا كانت هذه الليلة مجنونه فلتكون مجنونة ألبعد حد ذهب للزر الكهرباء‬
‫واغلق المولد عن المنزل كامًال‬
‫‪:‬‬
‫صرخت سماء ‪ :‬بسم الله ‪ ..‬هل فعل هذا عقلها الباطن فتحت عينيها ‪..‬بشده ووجدت ان‬
‫المنزل فعًال يغرق في ظالم حاد هل في المنزل لص بدأ الخوف يدب في اوصالها من‬
‫يقول ان الخوف شعور هش ليس هي طبعًا ‪ ..‬لتشتيت الخوف اخذت تنادي ‪ :‬جينا ‪ ..‬جينا‬
‫‪ ..‬ثم تحسست مكان الكراسي لتشق طريقها للمطبخ ربما تجد شمعة‬
‫‪:‬‬
‫شعر عبدالرحمن ان خفقان قلبه سيفضحه سماعه تنفسها فقط كان متعة ماذا لو كان‬
‫هذا التنفس بحده من التأثر باحضانه ‪ ..‬كيف تركها فهد ؟؟‬
‫شعر بها تقترب بهدوء كانت رائحتها تصله ‪ ..‬كان يكتم انفاسسه حتى التشعر به وفي‬
‫نفس الوقت يحاول استنشاق مايستطيع من رائحتها ‪ ..‬هل وصل للهوس ‪ ..‬هل هذا‬
‫عقابك ياعبدالرحمن لكل الفتيات الالتي خلفتهن خلفك ‪ ..‬هل عقابك ان تعشق زوجة اخ‬
‫زوجتك ‪ ..‬لكن اقتراب سماء منه جعله يقف في طريقها ويمد يديه لها‬
‫‪:‬‬
‫شعرت سماء باليدين وصرخت بهستيريا ‪ ..‬كانت تركل وتضرب بشكل عشوائي من امسك‬
‫‪ ..‬بها‬
‫تلقى عبدالرحمن ضرباتها ثم ثبتها بسهولة ووضعها قريبة منه كان في حالة سكر بدون‬
‫مسكر ‪ ..‬للمرة المليون كيف تركها فهد ؟‬
‫سمع صراخها فقال ‪ :‬هشششش‬
‫ووضع يديها خلف ظهرها وبهمس بسيييط قال ‪ :‬ماراح اضرك ابدًا‬
‫مد يده لوجهها يتحسسه فوجده مبلل بالدموع وكرر ‪ :‬هش التخافين ماجيت لك‬
‫صمتت سماء واستكانت ربما هو لص محتاج التريد اثارته لكن لم تستطع ان تستجمع‬
‫نفسها او تمنع نفسها من البكاء واالرتجاف فقالت ‪ :‬اتركني الله يخليك ‪ ..‬وباعطيك كل‬
‫‪ ..‬الي معي‬
‫هل سمعت اللص يضحك او انها لم تعد تملك القدرة على التركيز حاولت تحرير نفسها‬
‫ففشلت ‪..‬فصرخت بقوة عِل احد يسمعها ‪ ..‬فاسكتها بوضع يده على فمها بشده واقترب‬
‫منها وللرعب الكامل شعرت به يقربها منه بهدوء ويضع وجهه على شعرها بينما تشم في‬
‫‪ ..‬يده رائحة عطر رجالي قوي وعود ازرق‬
‫قرب عبدالرحمن وجهه من شعرها واستنشق رائحة المسك الخفيف الممزوج بالورد‬
‫الطائفي هذه الفتاة التي سلبت لبه فتنة كاملة ‪ ..‬كانت مقاومتها شرسه حتى عضت‬
‫اصبعه الصغير فتركها وسمعها تركض وتتعثر باالثاث ‪ ..‬كان يلهث من فرط اشتياقه بينما‬
‫‪ ..‬يسمعها تغلق عليها باب احدى الغرف فتركها وعاد ادراجه‬
‫‪:‬‬
‫اغلقت سماء باب غرفتها وشعرت بالرعب الكامل كانت تبكي لدرجة انها لم تعد تشعر‬
‫باطرافها هل وقعت ضحية مهووس او قاتل او مغتصب والمهم هل نجت منه او ال ‪ ..‬فجأة‬
‫اضاء المنزل ‪ ..‬وتبدد قليًال من خوفها لكن لن تخرج ابدًا حتى تأتي الجدة ‪ ..‬كيف شعرت ان‬
‫‪ ..‬بإمكانها شق طريقها في الحياة وحدها وان تسكن وحدها‬
‫‪:‬‬
‫خرج عبدالرحمن للشارع وهو يضع شفته على اصبعه الصغير مكان عضة سماء ويلعقها‬
‫بلسانه ‪ ..‬لقد اصبحت هاجسه رسميًا ‪ ..‬االن بعد ان اختبر طراوة جسدها وجمال رائحتها‬
‫‪ ..‬هو يريدها حتى لو قايض فهد بالمشروع‬
‫قلبي‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫نسيتك في الزحاِم ولم أكن‬


‫أدري بأنَك داخلي موجود‬
‫بالحب نصبح ال حدوَد لعمرنا‬
‫وبغيِر حٍب عمرنا محدود‬
‫ُق‬ ‫ُّز‬ ‫وتصُّو ُف‬
‫ال هاِد ُع م َم شاعٍر‬
‫وصلوا إليها من عظيِم الجود‬
‫والحب روح سافرت في مثلها‬
‫إن أبحرت فمن المحال تعود‬
‫والعشق فلسفة إذا فسرتها‬
‫تجد الطريق لفهمها مسدود‬
‫م‪.‬ن‪.‬‬
‫‪:‬‬
‫قراءة ممتعة‬

‫" الفصل الـ ‪١٨‬‬


‫‪:‬‬
‫‪..‬أخاُف عليك غدًا من جراحي‬
‫‪ ،‬فقد أدمَن الجرُح يوًم ا أنينْه‬
‫‪ ..‬لماذا أحبِك ما دمِت ضوًء ا‬
‫سيوقظ عيني ‪ ،‬ولن أستبينْه ؟‬
‫‪ ..‬لماذا أحبِك ما دمِت سهًم ا‬
‫يطارُد قلًب ا ‪ ..‬يوُّد السكينْة ؟‬
‫ُأ‬
‫‪ ..‬دعي الموَج يهد فوَق الرمال‬
‫! وينسى على الشِّط يوًم ا ‪ ..‬حنينْه‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫دخل عبدالرحمن فيلته ونظر لساعته ‪ ..‬ثم دخل مع الباب الخلفي لجناحه وبدل ثوبه على‬
‫عجل ‪ ..‬وقبل ان يخرج من الُغ رفة بحث في عطور ُج مانة عن رائحة مسك ‪ ..‬والتقط العلبة‬
‫وقربها من انفه واٌغ مض عينيه ‪ "..‬ساحرة " كانت هذه الگلمة التي قفزت لمخيلته ‪ ..‬عند‬
‫تذكر سماء ايكون فهد َن عم بها او مثاليته المملة جعلته يحافظ عليها فقط‪ ..‬كان بإمكانه‬
‫سرق قبلة منها لكن خشي عليها من الرعب كانت مرعوبة وشتان بين احساسه‬
‫واحساسها في تلك اللحظة‪ .‬اذا كان سيقبلها ستكون هي من تهديه شفتيها طواعية‬
‫نزل لألسفل وهو يظهر على ُم حياه الوسيم ابتسامة سرية للجنون الذي فعله قبل قليل ‪..‬‬
‫كان يشعر ان االدرينالين مرتفع جدًا وهو ماجعله ُم ثار بشكل لم يسبق له ان َش عر به ‪..‬‬
‫‪ ..‬احساس جميل ‪ : ..‬السالم عليكم‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬وعليكم السالم ‪ ..‬عسى شغلك المستعجل ماهوب مشكلة في العمل‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن بابتسامة ‪ :‬ال ابشرك الحمدلله امور العمل في السليم‬
‫نظر فارس ِل عمه الذي يبدو منتشي بشكل غير مسبوق ‪ ..‬اليستطيع السيطره على‬
‫احساسه بأن خلف هذه اإلبتسامة فتاة ‪ُ ..‬ر غم انه كان شاهدًا على اغلب عالقات عمه‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫عندما كان مراهقًا لم يحدث ان ترك عبدالرحمن المكان لمالقاة احداهن ابدًا ولن يبدأ اآلن‬
‫‪ ..‬بعد ان اصبح رجًال متحكمًا في نفسه بشكل اوسع‬

‫‪:‬‬
‫ترك فهد هناء ووالدته وُج مانة واقترب من جدته وجلس بجانبها قبل الذهاب لمجلس‬
‫الرجال ‪ :‬بشريني عنك ‪..‬؟ كيف صحتك ؟‬
‫الجّد ة ؛ الحمدلله ‪ ..‬اموري تمام‬
‫لم يستطيع اال يسأل ربما المتحدث قلبه ‪ :‬سماء كيفها ؟‬
‫الجدة ‪ :‬كالعادة دايم على الجهاز او راسها في وسط كتاب ‪ ..‬ياليتها داخله تخصص اسهل‬
‫‪...‬‬
‫‪ ..‬ابتسم فهد ِب حزن ‪ :‬مافيه شيء سهل ممكن يرتبط بـ سماء‬
‫الجدة ‪ :‬ماطلعت اال قبل امس للسوق تشري فستان عرسك ‪ ..‬يمكن ماخذت ساعة ‪..‬‬
‫‪ ..‬مسيكينة التطلع والتجي‬
‫!فهد باستغراب‪ :‬تشري فستان عرسي !؟‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬ايه بتحضر‬
‫شعر فهد بإختناق ‪ ..‬زوجته المحرمة وحبيبتة المتعالية ذهبت لتشتري فستان لـ عرسه‬
‫‪ ..‬وستحضر لتكون شاهده على ابعاده عنها حاضره للمشهد گامًال‬
‫وجدت الجدة ان فهد صامتًا الينطق وكأن افكاره ابتعدت عن عيني والدته الُم راقبة لهما ‪..‬‬
‫‪ ..‬وعن عيني عروسة التي تنظر له بوله ‪ :‬انا باروح خلهم ينادون الخادمة‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬انتظري لين نتعشى واوديك‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬انت عارف اني ماتعشى اال خفايف والسايق معي‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬انا ودي اوديك انتظري بس‬
‫خرج وذهب لمجلس الرجال دخل وعبدالرحمن سيد الحديث جلس فبادره عبدالرحمن ‪:‬‬
‫معليش اتكلم في العمل في وقت زي كذا لكن ثقتك يافهد جميلة بس وقت التسليم‬
‫‪ ..‬للمشاريع اعجازي‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬ماعطيت الشركات وعد اال حنا قده ان شاء الله‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬مافيه شركة تبني ناطحة سحاب في ‪ ٤‬شهور يافهد‬
‫فهد ‪ :‬هذا يخلينا السباقين لهالشيء الوقت القصير وجودة العمل ‪ ..‬حسب ماشفت‬
‫‪ ..‬المشروع متعثر كثير وياخذ مشاريع تافهه‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن بسخريه لم تخفى فهد ‪ :‬اتمنى لك الحظ ألنك واضح تحتاجه‬
‫فرد فهد بسرعة ‪ :‬معي الي احسن من الحظ معي الصدق واألمانة ‪..‬والثقة واالخالص‬
‫‪ ..‬فارس ‪ :‬مشكلة اذا العائلة رجال اعمال وانت دكتور‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬عاد فهد ثنين في واحد‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬مصيره تارك شيء لصالح شيء ‪ .‬ماراح يقدر يجمع بين االثنين النه صعب‬
‫‪ ..‬الجمع بين النار والثلج‬
‫‪ ..‬شعر فهد ان عبدالرحمن اليتحدث عن العمل ‪..‬لكن عن ماذا عساه يتحدث‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫اخذ فهد الجدة وخادمتها وبلغ السائق ان يسبقه للمنزل ركبت في الكرسي األمامي‬
‫‪ ..‬وهي تنظر للساعة ‪ :‬الله يهديك تأخرت عن سماء‬
‫مجرد تفكير انها ذهبت بكل برود تتسوق لزواجه جعله يشعر بالغضب ‪ ..‬ومشاعر اخرى‬
‫اليحب ان يشعر بها عريس ‪ :‬ماراح يصير لسماء شيء‬
‫الجدة ‪ :‬عارفه البيت مقفل والحي امين وهي ماشاء الله عليها ماتخاف اال اذا جاها‬
‫‪ ..‬كابوس‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬تجيها كوابيس واال خالص‬
‫‪ ..‬الجدة ؛ والله ياوليدي تجيها احيان اذا تعبت ‪ ..‬مسكينة احيان تقوم وتبكي عمها وتناديه‬
‫ال اليريد ان يشفق عليها ابدًا اليريد ان يحمل لها اي مشاعر ‪ :‬انتي عارفه انها مصّر ه على‬
‫‪ ..‬الطالق ‪ ..‬وانه الحين الزم اطلقها‬
‫‪ ..‬تنهدت الجدة ‪ :‬مدري وين بتروح البنت مجنونة بعزة النفس اخاف تقول بادفع لك ايجار‬
‫ابتسم فهد جدته تعرف سماء جيدًا ‪ :‬اذا قالته خذي منها ايجار اهم شيء ماتتركك ‪ (..‬ثم‬
‫سألها ) هي قالت بتحضر بكرة ‪..‬؟‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬اييه وراحت تختار فستان حتى قالت كويس انه جمعة ماعندها دوام‬
‫فكر فهد انها رسميًا التهتم به لذا لما هو يهتم ‪ ..‬النه يحبها ويشعر انها له ‪ ..‬وهو شعور‬
‫‪ ..‬اسوأ من الُح ب‬
‫؛‬
‫‪:‬‬
‫كانت سماء تجلس تعطي الباب ظهرها ‪ ..‬اخذت افكارها تجنح لخياالت كثيرة ‪ ..‬اغمضت‬
‫عينيها وتذكرت لمس اللص لها ‪ ..‬لم يتحسس جسدها ابدًا لم يهددها طالبًا مال او مكان‬
‫خزنة ‪ ..‬تحدث بهدوء معها كأنه يعلم من هي ‪ ..‬هل له عالقة بصاحب " صدري سماء‬
‫واحساسي طير !!"؟ ‪ ..‬ايكون شخص واحد ‪ ..‬هذا امر مستبعد جدًا ‪ ..‬النها التعرف احدًا ابدًا‬
‫‪ ..‬كان حديثه معها رقيق جدًا ‪ ..‬تذكرت عطره عطر فاخر جدًا ‪ ..‬اليبدو من العطور التي‬
‫يستخدمها اللصوص ‪ ..‬وضعت رأسها على ركبتيها ‪ ..‬كيف لها ان تعرف عطور اللصوص ‪ ..‬او‬
‫حتى الروائح الرجالية ‪ ..‬ابتسمت بحزن ‪ :‬هي تعرفها جيدًا فكل مايتعلق بالرجال يتعلق‬
‫تلقائيًا بفهد ‪ ..‬كانت رائحة عطره تبقى في المنزل لمدة يوم كامل ‪ ..‬سمعت صوت الباب‬
‫ثم حديث الجدة مما جعل األمان والراحة تنتشر في جسدها وتعيد قلبها لقواعده سليم ‪..‬‬
‫فتحت الباب وركضت لتحتضن الجدة ‪ :‬بسم الله وش فيك ؟‬
‫‪ ..‬سماء بدون ان تالحظ فهد ‪ :‬كان في البيت حرامي‬
‫فهد ‪ :‬منين دخل !؟‬
‫‪ ..‬رفعت رأسها لتجده يحدق بها بغضب ‪ :‬مدري كان هنا ‪ ..‬الكهرباء طفت‬
‫لم ينتظر فهد سماء لتكمل حديثها بل دخل وتأكد ان اليوجد احد في المنزل‬
‫‪ ..‬بينما الجدة تحتضن سماء نظر للباب الخارجي مقفل وعاد ‪ :‬مافيه احد او اثر‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬انتي متأكده يمه ماعمر دخل البيت حرامي‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬متأكدة ‪ ..‬وصمتت كيف تقول انه احتضنها وعاملها كطفلة‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬الباب هذا انا الي فاتحته الحين بالمفتاح‬
‫كان فهد يدور خلف المنزل وداخل الُغ رف ‪ :‬مافيه شيء متحرك من مكانه ثم نظر للصالة‬
‫‪ ..‬ليجد كتاب سماء وكوبها الممتليء كابتشينو‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬مدري منين دخل‬
‫‪ ..‬ثم نظر لها بحدة ‪ :‬ماله داعي تخويفنا على الفاضي‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬انا متأكدة‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬بالش حركات لفت اإلنتباه ياسماء ‪ ..‬انتي كبيرة اآلن‬
‫اجفلت من حدة كالمه وكأنه لسعها بسوط وتراجعت ‪ ..‬وعقدت حاجبها ‪ " ..‬لفت انتباه "‬
‫هي لم تحاول لفت انتباهه ابدًا ‪ " ..‬كبيرة " !!! هو يعلم انها كبيرة عندما حاول االعتداء‬
‫عليها ‪ ..‬هل هذا فهد الحنون ‪ ..‬هل هذه اول بركات زواجه ‪ ..‬هل انتهى لطفه وحنانه ‪ ..‬ألم‬
‫‪ ..‬تعد تعني له شيء‬
‫‪ ..‬نظرت للجدة وهي تحاول ان التبكي ألن البكاء اصبح عادة لديها ‪ :‬تصبحين على خير‬
‫‪ ...‬الجدة ‪ :‬اذا خايفة‬
‫‪ ..‬قاطعتها سماء بهدوء ‪ :‬ال مش خايفة‬
‫‪ ..‬اعطت فهد ظهرها بدون ان تنظر له وعادت تمشيء بهدوء لغرفتها واغلقت الباب‬
‫عض فهد شفته السفلى بقّو ة ليته لم يتحدث معها هكذا ‪ ..‬ربما فعًال شعرت بـ خوف ‪ ..‬او‬
‫شعرت بوحدة وارادت ان تعبر عنها بادعاء ان هناك لص ربما لتخفي سبب خوفها او تعطيه‬
‫‪ ..‬سبب واقعي‬
‫‪ ..‬ترك الجدة ‪ :‬باروح اكلمها‬
‫امسكته الجدة بيده ‪ :‬اتركها ‪ ..‬مستحيل تتكلم معك ‪ ..‬التنسى انها ماعادت صغيرة وانت‬
‫ماعدت اعزب ‪ ..‬تغير كل شيء يافهد ‪ ..‬ممكن رحمتك لسماء وشعورك ناحيتها كأخ تفسره‬
‫‪ ..‬هناء بشكل ثاني وتحس بالغيرة‬
‫ابتسم عند شعورك كأخ !! هو اليشعر بأخوه ناحيتها ابدًا ‪ ..‬واليشعر بحب ناحية هناء ابدًا‬
‫‪ ..‬او اعجاب ‪ ..‬هو ادخل االمرين ببعض ونتج عنها خطأ حياته ‪ ..‬اتعيد سماء النظر في الزواج‬

‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫دخلت جمانة غرفتها وعبدالرحمن مستلقي على السرير يرتدي بيجاما سوداء وينظر‬
‫للسقف كان يفكر بعمق ‪ ..‬اقتربت من تسريحتها واخذت كريم اليدين وبدأت تدهن كفيها‬
‫وهي تنظر له من المرآة ‪ :‬وين رحت اليوم ؟‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬شغل مستعجل‬
‫‪ ..‬جمانة ؛ وش هالشغل الي والناس عندنا‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬اهلك اهل محل مايحتاج اقولك‬
‫‪ ...‬جمانة ‪ :‬اكيد بس‬
‫قطعت كالمها عندما قفز من السرير وتقدم لها ‪ ..‬مسكها حتى وقفت ثم اخذ العطر‬
‫‪ ..‬برائحة المسك ‪ ..‬وضع منه على لباسه ثم احتضن جمانة ‪ ..‬ورائحة المسك الخفيف تلفهما‬
‫رائحة العطر في رأسه تجعله يفكر في سماء ‪ ..‬لكن عقله يعلم جيدًا ان من في احضانه‬
‫هي جمانة ‪ ..‬تبًا يريد سماء وحاًال ‪ ..‬ليس ليوم او شهر ليس لعالقة سرير او رغبة عابرة ‪..‬‬
‫‪ ..‬هو يريد الحديث معها ‪ ..‬السفر معها ‪ ..‬شرب القهوة معها ‪ ..‬وبالطبع احتضانها‬
‫وجدت جمانة ان تصرف عبدالرحمن غريب ‪ ..‬كان يحتضنها بحنان بالغ ‪ ..‬لدرجة انها لم‬
‫تستطيع الحركة ‪ ..‬كان يشدد على ظهرها ويقربها منه ويدفن وجهه في شعرها ‪ ..‬ثم‬
‫تركها فجأة وعاد للسرير ‪ :‬انا تعبان اذا بتقرين اطلعي لغرفة الجلوس ‪ ..‬الزم اقوم بكرة‬
‫‪ ..‬بدري‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫كانت مزرعة العائلة في اقصى شمال الرياض من المزارع الكبيرة التي وضعت على بوابتها‬
‫الكبيرة عبارة ( مزرعة خاصة ) بينما في الداخل ترزح تحت مظاهر الثراء بأثاث بالغ الفخامة‬
‫والتنسيق ‪ ..‬وحديقة واسعة تكفي مااليقل عن ‪ ٤٠٠‬شخص ‪ ..‬بينما تنتشر الكنبات‬
‫وجلسات الحدائق حول المكان ‪ ..‬كانت الستائر البيضاء تزين المكان واالوركيد منتشر‬
‫فوق طاوالت الخدمة ‪ ..‬بينما االرض خضراء ‪ ..‬كانت سارة تمشي ‪ ..‬تتفقد توزيع المكان‬
‫واستعداد الحفلة ‪ ..‬التفتت لزوجها الموجود ‪ :‬معقولة زواج ولدنا الوحيد كذا في المزرعة ‪..‬‬
‫‪ ..‬بدل مايكون في قاعة كبيرة او فندق فخم‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ؛ زين الي وافق على معازيمنا وطريقة الزواج ‪ ..‬جهزتي غرف الضيوف‬
‫سارة ‪ :‬لحد اآلن الي بينامون عندنا ‪ ١٧‬عائلة صح‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬ايوا‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬ممتاز غرفهم جاهزة وشركة االطعمة جهزت التعتيمة والفطور ‪ ..‬للي بيبقون معنا‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬وغرفة امي‬
‫‪ ..‬تأففت سارة ‪ :‬ماتوقع امك تنام‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬حتى ولو اتركي غرفتها جاهزه‬
‫‪ ..‬عقدت سارة يديها ‪ :‬بتجيب البنت معها‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬مدري‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬البنت فيها شيء ماريحني ‪ ..‬ماحبيتها‬
‫ضحك عبدالكريم ‪ :‬ماعليك منها يتيمة مسكينة ‪ ..‬وحاولي ماتستفزين امي الن فهد لو‬
‫شم بس انها مالقت االحترام ترى يزعل وزعله شين عاد‬
‫‪:‬‬
‫انتشر المدعوات في الحديقة ‪ ..‬وطاوالت الخدمة تمتليء باالطعمة ‪ ..‬والخادمات ينتشرون‬
‫‪ ..‬بالمشروبات والمأكوالت الخفيفة‬
‫وفي الداخل كانت هناء ترتدي فستانها من تصميم عالمي ‪ ..‬بطرحة يثبتها تاج وترتدي‬
‫طقم من اهداء اخوها فارس ‪ ..‬وجمانة اال جانبها بفستان ‪ ..‬ازرق ‪ ..‬بلون البحر ‪ ..‬بينما يزين‬
‫‪ ..‬عنقها عقد ايضًا من األلماس‬
‫‪ .‬دخلت المكان سماء وهي تمسك بالجّد ة ‪ :‬تأخرنا‬
‫سماء بهدوء وهي تحاول ان التنظر حولها‪ :‬مافاتنا شيء هذا هم نفس االصنام نفس‬
‫‪ ..‬االبتسامة الكذابة‬
‫‪ ..‬ضحكت الجدة ‪ :‬يقولون ان بس شركة االطعمة والحلويات بنص مليون‬
‫‪ ..‬زفرت سماء ‪ :‬تعرفين ان مصاريف عايلتك ماتهمني‬
‫الجدة ‪ :‬والله فهد مايحب البذخ بس هذي سويرة هذا وهو محرص عليها مايبي زواج كبير‬
‫‪ ..‬ماخلت احد ماعزمته‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬فيه حرمة جتك شكلها بتسلم‬
‫ثم بدأت سلسلة التحيات والسؤال عن حال الجدة ‪ ..‬لم يتجرأ احد ليسأل الجدة مباشرة عن‬
‫‪ ..‬الفتاة التي ظهرت معها مرتين‬
‫جلست سماء بالمكان المخصص لها بجانب الجدة ولسخرية القدر قريب جدًا من الكوشة‬
‫حيث سيجلس العروسان ‪ ..‬هي ليست ضعيفة لتسمي نفسها انقاضًا ‪ ..‬او ترمي سعادتها‬
‫‪ ..‬ككرة في ملعب احد آخر ‪ ..‬هي تجاوزت اكثر من ذلك‬
‫نظرت سارة ناحية الجدة ورفيقتها ‪ ..‬كان هناك الكثير من سيدات العائلة يقتربون للسالم‬
‫على الجدة ‪ ..‬بينما رفيقتها تتجاهلهم تمامًا ‪ ..‬نظرت للفتاة ترتدي األحمر بدون اكمام‬
‫وبفتحة عنق مثلثه تبرز لون بشرتها الجميل وشعرها ينتشر حول العنق الطويل ‪ !!..‬جميلة‬
‫‪ .. ..‬واذا كان للجدة معروف فهو عدم زج هذه الفتاة في طريق فهد‬
‫‪:‬‬
‫ّز‬
‫بدأت الموسيقى الخاّص ة بال فة ‪ ..‬وتهادت العروس تتلقى التهانيء وتبتسم للجميع ‪..‬‬
‫كانت جميلة في نظر سماء ‪ ..‬هي ابعد عن حسدها او غبطتها ‪ ..‬هي مؤمنة ان لله تدابير ‪..‬‬
‫‪ ..‬تقنع الجميع‬
‫جلست هناء وبدأت موسيقى الرقص ‪ ..‬لتخرج الجميالت يتراقصن على الموسيقى تارة‬
‫وصوت المطربة تارة ‪ ..‬نظرت سماء للجميع ‪ ..‬كان الجميع يرتدين اطقم تعرف انها باهضة‬
‫سواء ألماس او بدل او اساور ‪ ..‬بينما يرتفع عنقها خالي من اي شيء والترتدي اال حلق‬
‫صغير ذهب اشترته من أول مكافأة لها ‪ ..‬وساعة الجدة ‪ ..‬لم تزهد بما لديها ابدًا فهي‬
‫تعرف تقدير ذاتها جيدًا ‪..‬كانت تتجاهل الجميع وتعرف انهم ينعتونها بالمغرورة وربما‬
‫يتسائلون من هي ‪ ..‬هم اليعرفون انها تثبت نفسها بقِو ه حتى التبدو مرتبكة ‪ ..‬هي تضع‬
‫قناع المبالي ‪ ..‬بينما داخلها يرتجف ‪ ..‬ولو نظر لها اي احد تهرب بعينيها‪ ..‬لم تحظى بحياة‬
‫‪ ..‬اجتماعية ابدًا‬
‫الضوضاء والحركة جعلها تنتبه ان الجميع بدأ بارتداء الحجاب ‪ ..‬التفتت الجدة لها ‪ ..‬تحجبي‬
‫‪ ..‬بيدخل المعرس واكيد معه عبدالرحمن وفارس‬
‫وقفت لتتحجب وترتدي الخمار الذي وزعته مشرفة الزفة ‪ ..‬وضعته حول رأسها وآخر يغطي‬
‫يديها وصدرها العاري وجلست بهدوء ‪ُ ..‬ث م اغلقت االنوار ‪ ..‬اال االنوار التي تزين ممر‬
‫العروسين‪ ..‬وبدأت الطبول ‪ ..‬التفتت إلتفاته للقادم من آخر الممر ‪ ..‬فبدأ قلبها يسابق‬
‫الطبل قرعًا ‪ ..‬ويصُم االذان دويًا ‪ ..‬رفعت عنقها ونظرت لفهد يتقدم مجموعة بينما يبتسم‬
‫وينظر لـ عروسه ‪ ..‬يرتدي البشت األسود ‪ ..‬بدأت لعبة الخيال ‪ ..‬لتتفادى حريق قلبها ‪ ..‬انتي‬
‫التعرفينه ‪ ..‬هو فعليًا غريب وانتي التعرفينه ‪ ..‬انظري للبذخ والترف من حولك ‪ ..‬هذا هو‬
‫عالم فهد ‪ ..‬وهذا هو فهد ‪ ..‬ليس من ركض خلفك وحملك ‪ ..‬وانتي ترفسين بعد رحيل‬
‫عمك ‪ ..‬انظري ألجساد كل من زوجته وامه واخته وهي تحمل ثروة ‪ ..‬هؤالء نساء عالم‬
‫فهد ليس انتي ‪ ..‬حاولت ابتالع غصتها وشكرت الخادمة التي تحمل عصيرًا دفعت به‬
‫دموعها ‪ ..‬التبكي سماء ‪ ..‬رفعت نظرها للسماء ‪ ..‬الواسعة وشعرت بصدرها يضيق اكثر‬
‫‪ ..‬وأكثر‬
‫اقترب فهد من جدته ليسلم عليها ‪ ..‬حاول قدر اإلمكان ان الينظر لسماء يخاف ان ينهي‬
‫كل شيء ان يفقد عقله ‪ ..‬لقد رأها من اول الممر عندما وقفت ترتدي حجابها ‪ ..‬اشعلت‬
‫قلبه ليصبح جمرًا متقدًا كـ لون فستانها وشفتيها المصبوغة باألحمر ‪ ..‬انحنى على جدته ‪..‬‬
‫وابتعدت سماء لكن شخص آخر كان ينظر لها بتركيز ‪ ..‬رفعت نظرها لتجد حفيد الجدة اآلخر‬
‫يرفع حاجبه وهو يدقق فيها تمنت لو انها مسحت الروج االحمر فهي لم تعلم ان التركيز‬
‫سيكون هكذا عليها والتحب ان يراها الرجال بمكياج ‪ ..‬وقف فهد وتوجه لعروسه بينما‬
‫انحنى مايبدو انه ابو فهد وقريب آخر وعبدالرحمن واقف ‪ ..‬حمدًا لله ان االضاءة خافته حتى‬
‫‪ ..‬اليبدو للجميع رعبها وهشاشتها‬
‫اآلن انحنى حفيد الجدة عبدالرحمن وشمت رائحته رغمًا عنها عطر رجالي فاخر وعود ازرق ‪..‬‬
‫خفق قلبها برعب ‪ ..‬نفس رائحة اللص لكنها تتوهم بالشگ ‪ ..‬كان يتحدث للجدة ‪ ..‬نفس‬
‫الصوت بدأ صدرها يعلو ويهبط في خوف ‪ ..‬ربما اصابتها عقده من جميع الرجال ‪ ..‬استحالة‬
‫ان يكون حفيد الجدة هو اللص ‪ ..‬حاولت االبتعاد لكن المساحة كافيه لذا حاولت لملمة‬
‫فستانها قدر اإلمكان وعندما نهض عبدالرحمن مس يدها بيده عمدًا ‪ .‬مما دعاها لإلجفال‬
‫‪ ..‬فرفعت نظرها له لتجده يحدق بها بنظره غريبة‬
‫‪:‬‬
‫اذا كان شتت تركيزها عن مراقبة فهد وعروسة فهو ابتعد اآلن مما جعلها تنظر لهما ‪..‬‬
‫وتحاول ان تكون موضوعية ‪ ..‬كانت مرتبكة جدًا ‪ ..‬تمنت لو اصّر ت على عدم الحضور ‪ ..‬كان‬
‫فهد ينحني على عروسة ويبتسم ‪ ..‬ابعدت نظرها عنهما ليسقط على عم العروس كما‬
‫عرفت وحفيد الجدة عبدالرحمن ‪ ..‬كان ينظر لها ‪ ..‬واليبدو عليه الحرج ‪ ..‬بل انه لم يبعد نظره‬
‫حتى ابعدت هي نظرها‪ ..‬لن تنظر ناحيتهم ابدًا ‪ ..‬انظري لألمام وتذكري انك تجاوزتي‬
‫ماهو اصعب ‪ ..‬كان والدِك امامك ُم سجى راحًال وانتي ذات عشر سنوات ‪ ..‬ورحل عمك بعده‬
‫باربع سنوات ‪ ..‬وعشتي مع سيدة غريبة ‪ ..‬نظرت لفهد ‪ :‬كان هناك ‪ ..‬في كل منعطفات‬
‫حياتي كان هناك ‪ ..‬اثناء ماوالدي ملقى وعمي يبكي كان فهد هناك ‪ ..‬اثناء رحيل عمي‬
‫وموته كان فهد هناك ‪ ..‬اثناء استقراري عند سيدة الأعرفها كان فهد هناك ‪ ..‬اثناء تنمر‬
‫الفتيات علي كان فهد هناك ‪..‬واآلن رحل فهد عني ولألبد ‪ ..‬امسگ يدي طويًال واآلن‬
‫‪ ..‬تركها فجأة ‪..‬ونظرت ليده الُم مسكة بيد هناء‬
‫‪:‬‬
‫شعر فهد بألم في رقبته لمحاولته عدم اإللتفات لسماء ‪ ..‬كان يجبر نفسه على النظر‬
‫لألمام قسرًا بينما كل حواسه تتجه ‪ ..‬لها ‪ ..‬كما عرفها الُم بالية ‪ ..‬ألم تحمل له لو ذره صغيرة‬
‫في قلبها ‪ ..‬لماذا تجلس بجانبه فتاة ويتعلق قلبه بأخرى ‪ ..‬اخذ نفس حاد وحاول التركيز‬
‫على هناء ‪ ..‬بينما وجه سماء يترائى له وفستانها األحمر ُي شعله ‪ ..‬لم تنجح خطته ولم‬
‫يعمل زواجه سوى ان جعل سماء كالفاكهه الُم حرمة ‪ ..‬لماذا يفكر بها اآلن بينما الهدف من‬
‫‪ ..‬الزواج هو ان يلغيها من تفكيره‬
‫‪:‬‬
‫لم يكترث عبدالرحمن بالموجودين ‪ ..‬التحصل له فرصة للنظر لها ‪ ..‬واليستطيع دومًا خلق‬
‫ُف رص كما حدث باألمس ‪ ..‬كان قاب قوسين من التهام شفتها عندما اقترب من الجدة ‪..‬‬
‫كانت متوترة ومتزعزعة ‪ ..‬ماهو شعورها وهي تنظر لزوجها ُي زف ألخرى ‪ ..‬ماهي العالقة‬
‫االفالطونية التي بينهما ‪ ..‬محاولتها الهرب بعينيها يجعله متأكدًا انها شعرت بشيء ‪..‬‬
‫تمنى لو يملك عصا سحرية ليخلي المكان اال منها ‪ ..‬وينزع عنها الرداء الطويل لينظر لها‬
‫مشتعله متقده في فستانها األحمر ‪ ..‬ماهو الجبروت الذي تملكه لتجلس هنا هادئة بينما‬
‫يزف فهد لغيرها ‪ ..‬هل بينهما اتفاق ‪ ..‬هل فعًال زواجهما واجب ‪ ..‬يدفع عمره مقابل ان‬
‫‪ ..‬يأخذها سواء واجب او غيره‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫‪ ..‬الوالله مانيب نايمة‬


‫وقفت جمانة كما طلب منها فهد قبل رحيله بعروسة امام الجدة تقنعها بالبقاء ‪ :‬بكرة بعد‬
‫‪ ..‬فيه حفلة‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬مقدر تعبانة وعالجي كله فالبيت‬
‫كانت سماء تقف بدون ان تتكلم وجمانة تنظر لها بإستغراب عجيب برود هذه الفتاة‬
‫والمباالتها ‪ ..‬والعجيب ان عبدالرحمن منذ دخوله كان يلتهمها بعينيه ‪ ..‬ولم تجد منها تجاوب‬
‫ابدًا رغم ان اإلعجاب في عيني عبدالرحمن لم تخفى احد ‪ ..‬هل هي ساذجة كما يبدو عليها‬
‫‪..‬‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬كلمتي السايق ياسماء‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬ينتظرنا برا‬
‫ومسحت الروج الصارخ وخذت بيد الجدة لالنتظار للصعود في الكلوب كار ( سيارة صغيرة )‬
‫حتى توصلهم لسيارتهم ‪ ..‬هل قالت سماء انها لن تعود عندما حضرت حفلة فهد وهاهي‬
‫عادت لتحصل على أكبر قدر من األحاسيس المتفاوتة بين األلم والرعب ‪ ..‬نزلت ووجدت‬
‫‪ ..‬بطل رعبها يقف ‪ ..‬اقترب عبدالرحمن من الجدة ‪ :‬انا باوصلكم‬
‫الجدة ‪ :‬ال ال السواق موجود‬
‫عبد الرحمن ‪ :‬الطريق بعيد والوقت متأخر مستحيل اترككم تروحون لحالكم ‪ ..‬بعدين انا‬
‫‪ ..‬رايح رايح‬
‫الجدة ‪ :‬وين جمانة ؟‬
‫عبوس طفيف الحظته سماء الواقفة تنتظر على وجه عبدالرحمن ثم قال ‪ :‬بتنام هنا وانا‬
‫‪ ..‬وراي شغل‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬توكلنا اجل على الله‬
‫ركبت في األمام بينما سماء ركبت في الخلف ‪ ..‬وهي تفكر جديًا بالتنقب ‪ ..‬ألنها لم تعد‬
‫تشعر براحة وهي محجبة ‪ ..‬قد يدفع عنها النقاب مالم يستطع الحجاب دفعة ‪ ..‬رفعت‬
‫نظرها ووجدت العينين المريبتبن تنظر لها من خالل المرآة األمامية ‪ ..‬بينما الجدة تتحدث‬
‫عن الحفلة وتنتقد سارة كما يبدو ‪ :‬تحسب الناس كلهم فاضين ناويه تسوي الف ليلة‬
‫‪ ..‬وليلة‬
‫‪ ..‬ضحك عبدالرحمن ‪ :‬وش تسوي هذا اول زواج لفهد وحيدها‬
‫شيء ما في صوته جعل تيار كهربائي يسري في جسدها ‪ " ..‬اليمكن ان يكون هو ‪ !..‬لقد‬
‫كان في الملكة لن يتركهم ليسطو على منزل الجدة‪ ..‬حتى صوت الدكتور عبد االله‬
‫والدكتور ايمن يبدوان بحشرجه فخمه ربما هكذا جميع االصوات الرجالية ‪..‬اذا تحدثوا بهدوء‬
‫‪..‬‬
‫قطعت افكارها يده التي امتدت خلف كرسي الجدة وكأنه يتكيء عليه بينما لم تكن‬
‫بعيده عن سماء التي الصقت نفسها للخلف ‪ ..‬اليحق للجدة ان تعرضها هكذا للغرباء ‪ ..‬اذا‬
‫‪..‬كانوا احفادها هم اليقربون لها شيء‬
‫تحدثت الجدة‪ :‬ماحملت زوجتك؟‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬ال ماحصل‬
‫الجدة ‪ :‬وفارس مازوجتوه ؟‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬ال‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬فارس دكتور يمكن يبيله دكتورة‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن بضحكة ‪ :‬اذا عندك دكتورة زوجيها لي‬
‫كانت سماء مرتبكة من نظراته ‪ ..‬ومن صوته ومن طريقة كالمه ‪ ..‬واليبدو ان الطريق‬
‫‪ ..‬سينتهي بصحبته‬
‫الجدة ؛ انت متزوج ؟‬
‫عبدالرحمن ؛ بكرة اصير مطلق واليهمك ‪ ..‬بعدين بتقنعيني انك ماتعرفين متزوج وتزوج‬
‫‪ ..‬مرة ثانية‬
‫عدلت سماء جلستها على ماذا يلمح ‪ ..‬اخذت تنظر للخارج محاولة في تجاهل األحاديث ‪ ..‬ثم‬
‫عّم الصمت السيارة فادار عبدالرحمن الموسيقى ‪ ..‬على مقطع أكد لسماء شكوكها ‪::‬‬
‫‪ :‬حيث صدح صوت كاظم الساهر‬
‫‪ ..‬الليلة غير‬
‫‪ ..‬شعوري غير‬
‫‪ ..‬اشواقي غير‬
‫‪ ..‬حتى األغاني غير‬
‫‪ ..‬صدري سماء ‪ ..‬واحساسي طير‬
‫البرودة التي انتشرت في جسد سماء جعلها تجمد مكانها ‪ ..‬خاصة بعد ان ألتقت عيناهما‬
‫كأنه يقيس ردة فعلها ‪ ..‬هذه ليست صدفة ابدًا ‪ ..‬فتحت شنطتها للتأكد من الرقم ‪..‬‬
‫ستتصل عليه اذا رّن هاتفه‪ ..‬ستعمل على األبتعاد عنه مهما كلف األمر ‪ ..‬لكن لم تسمع‬
‫‪ :‬أي رنين في السيارة ‪ ..‬فعادت للنظر من النافذه بصحبة انغام كاظم‬
‫بس طيفك ما تركني‬
‫‪ ،،‬ظل ساكن وسط جفني‬
‫كان يذكر وانت ناسي‬
‫‪ ...‬كان طيب وانت قاسي‬
‫انت وينك ؟‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫بدلت هناء مالبسها وجلست امام طاولة العشاء تنتظر فهد ‪ ..‬الليلة اكتملت سعادتها‬
‫وارتبطت ِب حب صباها وطفولتها فهد ‪ ..‬الليلة حصلت على الشخص الذي ارادت ‪ ..‬وستعمل‬
‫‪ ..‬على إسعاده كما يستحق ‪ ..‬طالما تغنى فارس بـ ميزات فهد ونزاهته واستقامته‬
‫‪ ..‬ابتسمت له وهو يجلس فبادرته ‪ :‬كان جو الزواج جميل مرة وشاعري‬
‫‪ ..‬ابتسم فهد لها بحنان ‪ :‬قولي هـ الكالم المي زعالنه من يومين‬
‫‪ ..‬هناء ‪ :‬بالعكس المهم نكون مبسوطين بغض النظر عن اي شيء‬
‫وضع فهد كوبه وقال ‪ :‬هناء انتي عارفه اننا مانقدر نسافر حاليًا عشان عندي ثالث‬
‫‪ ..‬مشاريع اعمل عليها ‪ ..‬والزم اسلمها في وقت قياسي‬
‫هناء ‪ :‬فهد ! ابدًا ماعندي مشكلة انت عارف انا كل سنة اسافر ونو بروبلم اذا هالسنة‬
‫‪ ..‬تأخرنا شوي‬
‫‪ ..‬فهد ؛ شكرًا لتفهمك‬
‫ونظر لصحنه ‪ ..‬كلما اطرف بعينيه تمثلت امامه سماء ‪ ..‬بابتسامتها الالُم بالية تهزأ به ‪..‬‬
‫‪ ..‬كأنها تعلم انه تسلح بفراقها ‪ ..‬بينما تسلحت بنفسها‬

‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫ُت‬
‫يا من وهب ِك كل شيء إنني‬
‫ما زلُت بالعهد المقدِس ‪ ..‬مؤمنا‬

‫فإذا انتهت أياُم نا فتذكري‬


‫أن الذي يهواِك في الدنيا ‪ ..‬أنا‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪ ..‬قراءة ممتعة‬

‫" الفصل الـ ‪" ١٩‬‬

‫‪:‬‬
‫ُأ‬
‫لماذا ِح ُّس ‪:‬‬
‫بأنِك َد وًم ا َط ريُق ال دايْة‬
‫ِب‬
‫وأني َض َل ْل ُت كثيًر ا‪ .‬كثيًر ا‬
‫وبينَ يديِك َع َر فُت ال دايْة‬
‫ِه‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫دخل عبدالرحمن مكتبة ‪ ..‬وفتح الدرج الذي يحمل هاتفًا ‪ ..‬آخر ‪..‬ووجد اتصال من سماء‬
‫ابتسم بمرح ‪ :‬ذكية ‪ ..‬توقعت تمسكني متلبس ‪ ..‬اعاد االتصال وهو يتخيلها اآلن ُر بما‬
‫تبدل لباسها او تزيل ماكياجها ‪ ..‬وجلس بهدوء في مكتبه تاركًا شماغه على الكنبة‬
‫الجلدية الطويلة ‪ ..‬الحظ مبتسمًا انه لم ُي شعل نور المكتب ‪ ..‬من انغماسه بالتفكير بها ‪..‬‬
‫تذكر وجهها الحاد الُم عبر ‪..‬كان التفكير بها فقط يثيره مجرد طيفها يجعل قلبه يرتعش ‪..‬‬
‫‪ ..‬بينما حضور نساء كثيرات اليحرك فيه شعره‬

‫كانت سماء تحمل كوب القهوة لغرفتها حيث جهازها ‪ ..‬تريد انهاء ترجمة الكتب قبل نهاية‬
‫الشهر التملك ترف ‪ ..‬التمدد بعد حفلة الزواج ‪ ..‬والتملك حق التفكير في رجٌل ‪ ..‬امسگ بيد‬
‫آخرى ‪ ..‬وضعت كوبها وجمعت شعرها في ربطة مطاطية ‪ ..‬وفتحت الجهاز ‪ ..‬رّن هاتفها ‪..‬‬
‫‪ ..‬برقم تعرفه جيدًا ‪ ..‬كرر االتصال ‪ ..‬هل تعرفه حقًا ‪ ..‬تشجعت وردت ‪ :‬إلو‬
‫‪ ..‬ليأتيها الصوت الذي توقعت بفخامة وكأن المتحدث يبتسم ‪ :‬صباح الخير‬
‫سماء ‪ :‬عفوًا من معي ؟‬
‫‪ ..‬رد بهدوء ينتظر وقع اإلسم على مسمعها ‪ :‬عبدالرحمن الراجي‬
‫فتحت عينيها مذهولة من جرأته النها عرفت جيدًا انه هو اللص ‪ :‬عفوًا اآلن باعطيك ام‬
‫‪ ..‬عبدالكريم‬
‫‪ ..‬لم تتجرأ ان تقول ان الجدة نائمة خوفًا منه‬
‫‪ ..‬سمعت ضحكته المكتومة ‪ :‬اعرف جوال جدتي‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬اذن مالك حاجة بـ جوالي ابدًا ومع السالمة‬
‫وقبل ان تغلق الخط سمعت ‪ :‬وش شعورك وانتي زوجة مع وقف التنفيذ ‪..‬اوال باألصح‬
‫وش شعورك وانتي حاضرة زواج زوجك ‪!..‬؟‬
‫فغرت سماء فاها كيف علم ؟ كيف عرف ؟ من اخبره !؟‬
‫‪ ..‬فاردف كأنه قرأ افكارها ‪ :‬فهد قال لي‬
‫لم تتكلم سماء غرقت في كرسيها ببؤس لتسمعه يقول ‪ :‬غلطة عمك دفعها فهد ‪ ..‬لذا‬
‫‪ ..‬التعتبين عليه اذا دور حياته مع االنسانة الي يحبها‬
‫لم تفهم ماهي غلطة عمها والتريد الحديث مع هذا الوقح لذا قالت ‪ :‬وهل فهد الي‬
‫‪ ..‬اعطاك األذن انك تزعجني وتتهجم علي في البيت‬
‫مرة اخرى ضحك ‪ :‬ماقدرت اقاوم‪ ..‬وماتوقع اقدر اقاوم كثير ‪ ..‬اذا انتي نعمة ركلها فهد ‪ ..‬انا‬
‫مستعد احطك تاج على راس الجميع ‪ ..‬اذا فهد اخفاك احراجًا منك ومن زواجه بك ‪ ..‬انا‬
‫مستعد انشر عالقتي معك بعد ماتتخلصين من فهد في ‪ 3‬جرايد رسمية ‪..‬اذا فهد ماقدر‬
‫‪ ..‬جمالك انا مستعد انحت لك الصخر‬
‫‪ ..‬كان يتحدث بصوت خافت مريب متوعد ‪ ..‬كان يتنفس بحده اثناء حديثه‬
‫اغلقت الخط والشعوريًا اقفلت غرفتها ‪ ..‬وعادت تضع يديها على رأسها الرجل يتحدث معها‪..‬‬
‫بهدوء وكان تجاوبها معه امر ُم سلم به ‪..‬الرجل يعدها وبغريها ‪ ..‬الرجل يعرف فهد جيدُا ‪..‬‬
‫!هل اخبره فهد عن زواجهم وظروفه لذا شعر انها سهلة وال قيمة لها ‪! ..‬؟‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ ..‬اسبوعان هو كل مااستطاع فهد ان يعطيه زوجته‬
‫التي تبدو راضية جدًا ومطيعة جدًا ‪ ..‬وانيقة جدًا طوال اليوم ‪ ..‬اإلتفاق بين هناء ووالدته ‪..‬‬
‫كان شيء مريح ‪ ..‬لكن االختالف بين عقله وقلبه هو مايسبب له األرق ‪ ..‬اسبوعان وهو‬
‫يدفع صورة سماء عنه لتخرج له مبتسمة ‪ ..‬اسبوعان وهو يغرق في جسد هناء ليتمنى‬
‫‪ ..‬نظره من سماء ‪ ..‬اآلن علم انه تسرع ‪ ..‬وثقب سفينته بنفسه‬
‫خرج ألحد المواقع التي يعمل عليها رفع ثوبه بيد واخرج نظارته الشمسية ‪ ..‬كان هناك‬
‫مواد جديدة يتم تنزيلها من الشاحنات ‪ ..‬نادى المقاول ليسأل عنها فرد ‪ :‬اليوم ارسلتها‬
‫‪ ..‬المؤسسة التابعة لكم‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬لكن هذي المواد ماطلبناها ‪ ..‬ثم استدرك ‪ ..‬التستخدمها ورجعها للمؤسسة‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫خرجت سماء من الجامعة ‪ ..‬اسبوعان وهي تقفل هاتفها ‪ ..‬والتفتحه ابدا ‪ ..‬كان أمر مرعب‬
‫ان تشعر ان هناك من يتربص بها ‪ ..‬ويملك الجرأة على اقتحام المنزل ‪..‬لم تستطيع اخبار‬
‫الجدة ألنها التريد ان تتسبب بمشاكل بينما هي تنوي اإلبتعاد عنهم ‪ ..‬ارادت كثيرًا‬
‫اإلتصال بفهد لُي نهي مسألة الطالق وشعرت بالحرج النه ربما يعتقد انها تريد لفت انتباهه‬
‫‪ ..‬هو عريس األن ومازالت صرخت باتهامها بلفت االنتباه تصم اذنها وتشعرها بالقهر ‪..‬‬
‫اسبوعان وهي تغرس قواعد جديدة لحياتها ‪ ..‬وفي نفسها ‪ ..‬اسبوعان وهي تتسائل ان‬
‫كانت غلطة عمها هي تزويجها ‪ ..‬لتشعر بالحقد عليه بينما يترائى لها وجهه الُم تعب‬
‫الشاحب بلفة الشماغ كما تذكرها فـ تعود لتبكيه ‪ ..‬اسبوعان وهي تشعر بـ الحرج كلما‬
‫تخيلت فهد يشتكي من مسؤوليتها إلبن عمه ‪ ..‬اسبوعان وهي تتهرب من الجدة ‪ ..‬ألنها‬
‫لن تستطيع الوفاء بوعدها لها ولن تستطيع البقاء لديها بعد الطالق ‪ ..‬فـ الخوف جعلها‬
‫‪ُ ..‬ت قفل غرفتها ليليًا ‪ ..‬ربما عندما تبتعد تصبح هذه األفكار مجرد افكار مشوشة ومنتهية‬
‫فتحت باب السيارة واجفلت عندما تْم اغالقه بقّو ة ‪ :‬ليه قافله جوالك ؟‬
‫تراجعت سماء وهي تلتفت حولها ‪ :‬وش دخلك ؟‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬كيف اسبوعين ماتخليني اسمع صوتك‬
‫‪ ..‬سماء بغضب ‪ :‬بأي حق تكلمني كذا‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬بحق هذا القلب ‪ ( ..‬واشّر على صدره )‬
‫‪ ..‬حاولت سماء مرة اخرى فتح الباب لكنه اغلقه ‪ :‬افتحي الجوال اآلن واخليك تروحين‬
‫نظرت حولها لتجد طالبتين ينظرون لهما ‪ ..‬ففتحت هاتفها ورفعته لمستوى نظره ‪ :‬هه‬
‫‪ ..‬خطفه بسرعة ‪ ..‬وكتب شيئًا ما واعاده لها ‪ :‬الحين اذا جيتي البيت ياويلك لو ماتردين‬
‫‪ ..‬سماء ؛ ماراح ارد عليك ‪ ..‬ولو تجاوزت حدك معي راح ابلغ عليك الهيئة‬
‫كان فارس على وشك ركوب سيارته والذهاب عندما الحظ سيارة عبدالرحمن ‪!..‬؟ وهو "‬
‫يقف مع فتاة تبدو من السيارة التي عرفها ربيبة الجدة !؟ ماعالقتها بعبدالرحمن !؟ اتكون‬
‫من ضمن قوافل فتياته ‪ ..‬ارتدى نظارته وهو يرى الفتاة غاضبه وتحاول فتح الباب ‪ ..‬بينما‬
‫عبدالرحمن يحاول محادثتها ‪ ..‬األمر ابعد من ذلك !؟ عبدالرحمن الخسيس ‪ ..‬يتعرض للفتاة ‪..‬‬
‫" اخذ يراقب من بعد وعندما تقدم خطوتين لإلقتراب ركب كل منهما سيارته وابتعد‬
‫‪...‬‬
‫‪ ..‬ضحك ‪ :‬التهددين افتحي المحادثة بيني وبينك‬
‫ركبت السيارة وفتحت الُم حادثة لتجد انه ارسل من جوالها لجواله ‪ :‬حبيبي انتظرك الخميس‬
‫"‪ ..‬في الليل مشتاقة لك مرة‬
‫وضعت يدها على فمها الحقير ‪ ..‬يظن انه هزمني ‪ ..‬اتصلت به ليرد بكل بجاحه ‪ :‬هال حبيبتي‬
‫‪..‬‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬انت مريض‬
‫ضحك وهو ينظر للمرآه ليرى سيارتها ‪ :‬والله صادقة انا مريض من شفتك ؟ مريض بعيونك‬
‫‪!..‬؟ مريض للمستك ؟‬
‫سماء ؛وش يتستفيد من هـ الرسالة ؟‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬باقول احبها وتحبني ‪ ..‬جزء من الكالم صحيح والجزءالثاني جاي في الطريق‬
‫الحظت سماء انه يتحدث دائمًا بسخرية ‪ ..‬لذا قالت بنفس الِخ فة ‪ :‬طيب راقب السيارة ‪..‬الن‬
‫‪ ..‬جوالي مسروق من اسبوعين‬
‫نظر لسيارة سائقها تمر بجانبه لترمي هاتفها من النافذه ليتهشم قطع كثيرة ‪ ..‬وتغلق‬
‫‪ ..‬النافذه وتمضي‬
‫‪ ..‬ضحك عبدالرحمن بشدة ‪ :‬جميلة وذكية‬
‫؛‬
‫؛‬

‫انتهى فهد من تركيب الكاميرات حول المشاريع ‪ ..‬شيء يحدث وأحد ما يبدل او يأتي‬
‫بمواد غير التي متفق عليها والتي تطابق المواصفات والمقاييس للبناء ‪ ..‬لو لزم األمر ان‬
‫يحرس المشاريع بنفسه ‪ ..‬الركود في العمل اليجعل من خطته في مراقبة عبدالرحمن‬
‫فّع اله لذا ‪ ..‬اتفق مع اصدقائه في اإلبتعاث وهم ابناء رجال معروفين في الخليج ‪..‬‬
‫‪ ..‬للتواصل مع ادارة المشروع فيليدز‬
‫شكر المهندس وعاد لسيارته ‪ ..‬يريد بشده ان يزور الجدة ‪ ..‬بل يريد بشده ان يرى سماء ‪..‬‬
‫‪ ..‬لذا وبدون تفكير توجه لمنزل جدته‬
‫كانت سماء تجلس مع الجدة تحتضن جهازها ‪ ..‬وتكتب ‪ ..‬الجميل في الترجمة انها تقّو ي‬
‫كل من لغتها األنجليزية ولغتها التعبيرية ‪ ..‬ونقل الرواية من اللغة الجامدة التي الحياة‬
‫‪ ..‬فيها للغة اإلحساس والمترادفات اللغة العربية‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬وطلعتي جديد‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬ايه طلعت وشريت لي جهاز‬
‫الجدة ‪ :‬وين راح جوالك ؟‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬مدري اختفى ‪ ..‬يمكن سرقه الحرامي الي دخل البيت‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬مصممة ان البيت داخله حرامي‬
‫‪ ..‬تنهدت سماء وصمتت ‪ ..‬وركزت في شغلها‬
‫‪ ..‬السالم عليكم‬
‫‪ ..‬الجدة مبتسمة‪ :‬هال والله بالمّع رس‬
‫‪ ..‬وقفت سماء ولملمت اشيائها وهي تتذكر كالم عبدالرحمن ثم استأذنت وذهبت لغرفتها‬
‫‪ ..‬وقف فهد في طريقها ‪ :‬اجلسي‬
‫سماء ‪ :‬عندي شغل‬
‫‪ ..‬وتجاوزته وذهبت لغرفتها‬
‫جلس فهد وهو مقبوض القلب ‪ ..‬كانت نظرتها جافة جدًا ‪ ..‬تحمل عتب غريب ‪ ..‬نادت الجدة‬
‫‪ ..‬الخادمة لتأتي بفنجال فرفض فهد ‪ :‬باشرب في فنجال سماء‬
‫اخذ فنجالها وملئه من جديد وشرب فيه بمجرد ماوضع شفته مكان شربها خفق قلبه ‪..‬‬
‫‪ ..‬وقرر ان يحدثها مرة اخرى عن استمرارية زواجهم‬
‫!! وقف ‪ :‬باروح اكلم سماء عن اذنك‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬تراها منهبله لها اسبوعين‬
‫طرق غرفتها وفتحها بسرعة حتى الترفض دخوله ‪ ..‬لم تكن تعمل كما ادعت بل تجلس‬
‫على الكرسي تنظر ناحية النافذة ‪ :‬كيف تدخل كذا‬
‫!! فهد ‪ :‬استأذنت ماسمعتيني‬
‫سماء ‪ :‬وش تبغى ؟‬
‫اقترب منها وجلس على السرير مقابل لها ‪ :‬ليه احس انك زعالنة مني رغم انك الي‬
‫رفضتيني ‪..‬؟‬
‫سماء التريد الحديث معه مجروحة جدًا ومتألمة جدًا وجوده في غرفتها يحمل عطر امرأة‬
‫‪ ..‬اخرى متحامًال مع الجميع عليها‬
‫‪ ..‬وجد انها صامتة فاقترب منها واتكيء على المكتب ‪ :‬سماء‬
‫! صمتت فنظر لها وكرر ‪ :‬سماء‬
‫‪ ..‬؛ نعم‬
‫فهد ‪ :‬كانت عالقتنا كويسه وش الي تغير ؟‬
‫‪ ..‬ابتسمت سماء بسخرية ‪ :‬كلنا تغيرنا‬
‫فهد ‪ :‬لو طلقتك وين بتروحين ؟‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬هذي مشكلتي‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬انتي عارفه انك بالنسبة لي اكثر من زوجة على الورق‬
‫‪ ..‬وقفت سماء ومدت عنقها بكبرياء ‪ :‬ماعدت لك شيء ابدًا يافهد‬
‫فهد ؛ اسمعيني زين ياسماء باكرر طلبي واتمنى ماترفضينه ‪ ..‬انا ابي زواجنا يستمر ‪ ..‬انا‬
‫‪ ..‬غير مستعد للتنازل عنك‬
‫ضحكت سماء بخفه واعطته ظهرها تخفي احساسها بالقهر ‪ :‬عندك الشجاعة تعلن اآلن‬
‫‪ ..‬اننا متزوجين للكل‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬اكيد‬
‫نظرت له سماء ‪ :‬وزوجتك ؟ معقولة ماعندك مشكلة تجيب لها فجأة زوجة ثانية ‪ ( ..‬وقالت‬
‫‪..‬بجرأة وصوت خافت ) معقولة اكتشفت انها ماتكفيك‬
‫‪ ..‬مسكها فهد بحدة ‪ :‬خلينا من زوجتي وانا اتكلم معك اآلن بوضعنا‬
‫‪ ..‬نفضت سماء يده ‪ :‬انت اناني وجبان‬
‫فهد ‪ :‬لو كنت جبان ماتزوجتك وانتي ام ‪١٤‬‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬هذا يضيف صفة متهور‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬سماء‬
‫قاطعته ‪ :‬كم واحد اشتكيت له مني ‪ ..‬كم واحد طلعت نفسك بطل قدامه وانك حملت‬
‫‪ ..‬هم قريبة صديقك‬
‫فهد ‪ :‬انتي وش تقولين ؟‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬اطلع برا يافهد ‪ ..‬بقى اسبوع واحد على اتفاقنا وانا ملتزمة فيه‬
‫شد فهد على اكتافها ‪ :‬سماء ارجوك ‪ ..‬لك علي اعلن زواجنا وادفع لك مهر ‪ ..‬وتكونين‬
‫معززة‬
‫نظرت له سماء تريد احراجه تريد اهانته تريد قطع الطريق على ابن عمه ‪ ..‬وربما تريد‬
‫حمايته من تودد ابن عمه ‪ ..‬فقالت ‪ :‬اعلن زواجنا اآلن انت بنفسك وانا استمر فيه‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬موافق‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬اليوم او تنسى هذي السالفة‬
‫‪ ..‬اقترب منها فهد بلهفة ‪ :‬اآلن ياسماء اآلن اروح ابلغ الجميع‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫ادخلت الخادمة عبدالرحمن ‪ ..‬منزل عبدالكريم ‪ ..‬دخل بهدوء واتزان وهو يعرف مايريد‬
‫ويرسم في رأسه سيناريو مايحدث ‪ ..‬نزلت جمانة ‪ :‬اهًال‬
‫‪ ..‬رفع حاجبة ‪ :‬صايرة تقضين في بيت اهلك وقت اكثر من بيتي‬
‫‪ ..‬جمانة وهي تنزل بهدوء ‪ :‬كل واحد ينام على الجنب الي يريحه‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬وين امك وابوك ‪..‬؟‬
‫‪ ..‬تقدمته جمانة صامته حتى ادخلته على والديها وهناء وجلست‬
‫بعد التحية تكلم عبدالرحمن بهدوء ‪ :‬ياعمي ‪ ..‬انتم مستهينين فينا وفعلكم لنا مايرضي‬
‫احد‬
‫عبدالكريم ‪ :‬افا ياعبدالرحمن ليه وانا ابوك ؟‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬جمانة تطلع من البيت بدون شوري وتقعد عندكم باالسابيع وسكت‬
‫‪ ..‬فهد يحرض الموظفين ويعرقل العمل شكًا وعدم ثقة فيني وسكت‬
‫لكن يكون متزوج وهناء زوجته الثانية بدون ماندري اال بالصدفة هذي ماحبيتها وال‬
‫بغيتها‬
‫تجاهل الشهقات وحتى وقوف كل من سارة وهناء ‪ ..‬بينما جمانة تنظر له بعدم تصديق ‪..‬‬
‫وعبدالكريم يقف ببطء ‪ :‬مستحيل ‪ ..‬؟‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬هذا الكالم الي وصلني ‪ ..‬ويبدو لي ان المعني باالمر ممكن يثبته او ينفيه‬
‫سارة ‪ :‬متى تزوج !؟ اجنبية يعني ‪..‬؟‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬لألسف زوجتة ضيفة الجدة الي اعتبرتوها من األقارب‬
‫كانت هناء تقف مصدومة ‪ ..‬فسرت احترام فهد الزائد لها حبًا وفسرت قلة كالمه معها ‪..‬‬
‫عدم تعود ‪ ..‬وفسرت خروجه المتكرر عمل ضروري ‪ ..‬واحبت ان تكون في قالب الزوجة‬
‫‪ ..‬الُم تفهمة‬
‫‪ ..‬هزت رأسها في عدم تصديق وخرجت تركض لغرفتها‬
‫بينما تقدمت جمانة ‪ :‬انت كذاب مستحيل فهد يسوي كذا ‪ ..‬هذا انت تشوف الناس بعين‬
‫‪ ..‬طبعك‬
‫‪ ..‬رفع يديه باستسالم ‪ :‬اكتشفتي ان لي زوجة في السر ‪ ..‬جيبيها ولك الحق‬
‫سارة ‪ :‬الي تقوله ياعبدالرحمن غير منطقي ‪ ..‬فهد مش من النوع الي يسوي شيء في‬
‫‪ ..‬السر ‪ ..‬لو سماء زوجته فعًال ماتزوج هناء‬
‫دخل فهد راكضًا بسرعة سيشرح الهله العالقة بينه وبين سماء سيبدأ بهناء ويحاول ان‬
‫يمتص غضبها وصدمتها ‪ ..‬واذا قبلت ستكون مهمته سهلة ‪ ..‬االصوات الُم تعالية من‬
‫الصالون جعلته يغير وجهته ليدخل وهو يسمع اسمه واسم سماء ‪ : ..‬وش فيكم ؟‬
‫بادره عبدالكريم ‪ :‬انت متزوج البنت الي عند امي ؟‬
‫ُص دم فهد ‪ُ !!!..‬ذ هل حقًا ‪ !!..‬من اخبرهم ‪ ..‬التفت على الموجودين عبدالرحمن يجلس بهدوء‬
‫‪ ..‬بينما والدته وجمانة يقفان موقف دفاعي وال أثر لهناء‬
‫!‪ ..‬كررت والدته ‪ :‬فهد قول لنا الكالم الي قاله عبدالرحمن صدق‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬ايه صدق !! وين هناء‬
‫وخاول الخروج لكن والدته قطعت طريقه ‪ :‬كيف تستغفلنا يافهد ‪ !!!!..‬كيف اقنعتك جدتك‬
‫‪ ..‬تتزوج بنت مانعرف اصلها من فصلها‬
‫‪ ...‬بينما والده يتكلم بغضب هو اآلخر ‪ :‬ماتوقعت انك تسوي فينا كذا يافهد‬
‫فهد بهدوء ‪ :‬انا ماسويت امر يغضب الله والي مايغضب الله مايغضبكم ‪ ..‬تزوجت على‬
‫‪ ..‬سنة الله وهي كانت األولى وهناء الثانية‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬كان من حق هناء تعرف‬
‫‪ ..‬تقدم منه فهد ؛ انت بالذات ماتتدخل‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬انا تهمني مصلحة بنت اخوي‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬لو تهمك مصلحتها ماكلت حاللها‬
‫‪ ..‬ابتسم عبدالرحمن ‪ :‬يعني هذا الي خالك تتزوجها ‪ ..‬وتخفي زواجك‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬انا مانيب طماع وفاسد مثلك‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬على االقل انا تحملت دلع اختك وسماجتها وماكذبت عليها ‪ ..‬لكن انت الن‬
‫‪ ..‬هناء يتيمة استقويت عليها‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬سماء بعد يتيمة‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬يعني مسوي انك كافل ايتام‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬الحين تطلق البنت الي مانعرفها‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬مستحيل وهاالمر مايعنيكم‬
‫شعر عبدالرحمن بضربه في قلبه ‪ ..‬اليريد ان يتشبث بها فهد عنادًا الهدف كان ان يطلقها ‪:‬‬
‫اجل تطلق هناء‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬هاالمر بيني وبين هناء ‪ ..‬وصعد الدرج راكضًا‬
‫كانت جمانة تهز قدمها توترًا بينما عبدالرحمن ينظر لسارة التي جلست تضرب يدًا بيد ‪:‬‬
‫‪ ..‬منهي هالبنت ومنين جت ‪ ..‬كان قلبي مش مرتاح لها‬
‫‪:‬‬
‫دخل فهد الغرفة ليجد هناء تبكي متقوقعة على نفسها ‪ ..‬تمسح دموعها باطراف‬
‫اصابعها ‪ ..‬ولم تنظر له مع انها علمت بقدومه ‪ ..‬يعرف انه جرحها ‪ ..‬ولكن لم يتوقع ان تصل‬
‫المسائل للنقطة الحاسمة وينفجر الموضوع بهذا الشكل ‪ ..‬كان قادمًا ليخبرهم ‪ ..‬لكن‬
‫!‪ ..‬الحقير سبقه والله يعلم كيف علم ‪ :..‬هناء‬
‫‪ ...‬لم تتكلم فكرر ‪ :‬هناء انا آسف من حقك تعرفين لكن‬
‫‪ .‬هناء ‪ :‬انا كلمت فارس وهو بيجي ياخذني‬
‫فهد ‪ :‬ممتاز البسي انا اوديك لفارس واشرح لكم الموضوع ‪ ..‬محد يحق له يفهم اصل‬
‫‪ ..‬الموضوع اال انتم ‪ ..‬البقية مايهموني‬
‫‪ ..‬اجهشت هناء بالبكاء ‪ :‬انت كذبت علي ‪ ..‬واستغفلتني‬
‫فهد بهدوء ‪ :‬ابدًا ماستغفلتك ‪ ..‬وابدًا سماء ماكانت لي زوجة مثل ماتتخيلين ‪ ..‬تزوجتها‬
‫‪ ..‬لهدف ‪ ..‬وماراح اكذب عليك انا اكثر من مرة عرضت عليها اتمام الزواج ورفضت‬
‫‪ ..‬وقفت هناء بغضب ‪ :‬يعني تتكلم معي بدون مراعاة لمشاعري‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬اذا الصدق عدم مراعاة لمشاعرك كيف نحل الموضوع بالكذب ‪ ..‬البسي يالله‬
‫‪ ..‬هناء ‪ :‬ماراح اروح معك ‪ ..‬بانتظر فارس‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ ..‬نادت سارة الخادمة لتحضر عبائتها ‪ :‬بسرعة‬
‫عبدالكريم ‪ :‬وين بتروحين ؟‬
‫‪ ..‬سارة بسخرية ‪ :‬باروح ازور زوجة ولدنا‬
‫عبدالكريم ‪ :‬اجلسي مافيه روحه‬
‫سارة ‪ :‬ماتقدر هالمرة تقول اني ظلمت امك ‪ !..‬النك مثل مانت شايف هي الي ابتلت‬
‫‪ ..‬ولدنا بوحده ماندري لو انها لقيطة‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬خلي فهد ينزل ونفهم منه زين‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬ماراح انتظر وانا رايحه الحين‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬اطلعي الحين ياسارة والتلومين اال نفسك‬
‫‪ ..‬كثر الكالم فوقف عبدالرحمن بهدوء ونظر لجمانة ‪ :‬جيبي عبايتك ويالله‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬ماراح اروح معك‬
‫نظر لوالدها ‪ :‬وش رايك ؟‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬روحي مع زوجك ياجمانة‬
‫‪..‬لكن صوت فهد من اعلى الدرج غاضبًا ‪ :‬اذا قالت ماتبي تروح ماحد يغصبها‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬اجل نادي لي هناء النها هنا المظلومة‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬هناء بتروح مع فارس اطلع انت منها‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬بتروحين معي او ال ياجمانة‬
‫‪ ..‬هزت جمانة قدمها بتوتر ‪ :‬ال‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬قالت ال‬
‫عبدالرحمن وهو ينظر لعمه عبدالكريم ‪ :‬اتوقع عداني العيب ‪ ( ..‬وعاد بنظره لجمانة) انتي‬
‫‪ ..‬طالق‬
‫‪ ..‬شهقت سارة ‪ ..‬بينما امتلئت عينيّ جمانة بدموع لم تجد لها تفسير‬
‫‪:‬‬
‫ّل‬
‫خرج عبدالرحمن وهو يشعر بحرية ‪ ..‬ابتسم عند تذكره الصدمة التي ستح على سماء‬
‫لحصوله على رقم هاتفها الجديد ‪ ..‬لكن بدًال من ذلك اتصل بـ الجّد ه ‪ :‬هال يايمة‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬عاتب عليك كثير ياجدة‬
‫‪ ..‬ام عبدالكريم ‪ :‬ليه ياكافي الشر‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬كيف يتزوج فهد وماتعلمينا ‪ ..‬كيف ترضين على هناء وهي يتيمة‬
‫‪ ..‬ابتلعت الجدة ريقها ‪ :‬من قالك يمة‬
‫‪ ..‬خرجت سماء تستمع لمكالمة الجدة ‪ :‬وفهد وش قال عن سماء ‪ ..‬عبدالكريم درا وسارة‬
‫عادت سماء لغرفتها مبتسمة ‪ ..‬لقد وفى بوعده ‪ ..‬لقد اخبرهم ‪ ..‬عضت على شفتها بمرح ‪..‬‬
‫على األقل لن تشرح للجميع طالقها بدون زواج ‪ ..‬لن تختبيء ‪ ..‬في الواقع هي لم تريده‬
‫ان يخبر احدًا الن الحاجز بينهما ليس اخفائه حقيقة زواجهم ‪ ..‬بل زواجه من آخرى ‪ ..‬بينما‬
‫‪ ..‬هي تبحث لها عن موضع قدم في هذه الدنيا‬
‫‪ ..‬ثم سمعت الجدة تقول ‪ :‬يعني انت الي علمت ‪ ..‬وانت وش دراك ياعبدالرحمن‬
‫ابتسمت سماء بسخرية ‪ ..‬لم يجد فهد الشجاعة لذلك ايضًا ‪ ..‬البأس لم يكن سيغير شيء‬
‫‪ ..‬ابدًا‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫ركبت هناء مع فارس وهي تبكي ‪ ..‬بينما فارس يحاول تهدئتها ‪ :‬خلي الرجال يشرح لك ‪..‬‬
‫طالما عنده عذر‬
‫‪ ..‬هناء ‪ :‬مستحيل اخليه يشرح لي شيء ‪ ..‬يعني انت ترضى لي اإلهانة‬
‫فارس ‪ :‬هناء فهد مش لعاب او كذاب ‪ ..‬اذا قال لك عنده اسباب خلينا نسمعها ‪ ..‬اقنعتنا‬
‫‪ ..‬كان بها ماقنعتنا ‪ ..‬القرار يعود لك‬
‫صمتت بينما فارس يتذكر وقوف عبدالرحمن مع الفتاة ‪ ..‬وضع في عقله ان عبدالرحمن علم‬
‫بالزواج وحاول االستفسار منها ‪ ..‬ربما تأكد منها وذهب لفهد ‪ ..‬سيصدق لو كان‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن يهتم فعًال بمصلحة هناء‬
‫لكنه يرسم شيئًا اخر حول الفتاة‬
‫‪:‬‬
‫‪ ..‬اغلق عبدالرحمن من الجدة واتصل بسكرتيرة ‪ :‬االيميل الي ارسلته لي متى جاكم‬
‫‪ ..‬سالم ‪ :‬امس بعد الظهر ياطويل العمر‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬تأكدت من هوية الرجل‬
‫سالم ‪ :‬نعم طال عمرك جاسم المانع رجل اعمال اماراتي معروف ومستثمر في اغلب‬
‫الدول الخليجية ‪ ..‬وهذا اول استثمار له في الرياض‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬اذًا ‪ ..‬بلغه اني بقابله لكن في مقّر الشركة ‪ ..‬هذا مشروع ماينتفوت ‪..‬‬
‫‪ ..‬وكويس انك الي رديت على اإليميل مش سكرتير فهد‬
‫سالم ‪ :‬طيب‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬امسح ايميله وراسلهم بإيميل الشركة وقل انك تطلب منهم تفاصيل اكثر‬
‫‪ ..‬على هذا اإليميل ‪ ..‬وال يهمك فهد الحين غارق في مشاكل عدد شعر راسه‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫اذن سماء هي الفتاة التي يبحث عن معلوماتها عبدالرحمن‬
‫‪ ..‬فكرت جمانة ان تحيقه بها في الحفل اليمكن ان يكون لمعرفته هويتها‬
‫بمعرفتها التامة لطليقها زير النساء القذر تعرف ان سماء راقت له ‪..‬وان افشاء زواج فهد‬
‫‪ ..‬منها ليس ثأرًا لكرامة هناء بقدر ماهو حسد لفهد‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫خرجت سماء للجامعة ‪ ..‬تاركه الجدة خلفها قلقة وخائفة ‪ ..‬طوال الليل وهي تحاول تهدئتها‬
‫‪ ..‬موضحه انه سيكون الطالق حل ولن يهتموا اساسًا بالزواج والداعي لرهبتها بهذا‬
‫الشكل ‪ ..‬الجدة كانت كما فهمت خائفة ان يشك فهد انها من أخبرت عبدالرحمن ‪ ..‬وعندما‬
‫وضحت لها سماء انه ربما فهد من أخبره نهرتها قائله ان فهد يقطع احد يديه وال يقطع‬
‫عهدًا اتخذه على نفسه ‪ ..‬اشفقت على السيدة وهي تفرك يديها قلقًا ‪ ..‬خوفًا من ابنها‬
‫وزوحته ‪ ..‬وتمنت لو استطاعت اليوم ان تبقى معها ‪ ..‬لفتت انتباهها سيارة تمشي خلفها‬
‫‪ ..‬وبسرعة عرفت هوية السائق وان اختلفت السيارة ‪ ..‬تقدم حتى اضطر السائق للوقوف‬
‫‪ ..‬واقفلت األبواب عليها فطلب من السائق بإشاره ان ُي نزل النافذه‬
‫كان واضحًا انه نام جيدًا ولم يحتل القلق ليله او نهاره ‪ ..‬بل يبدو منتعشًا بشعره الكثيف‬
‫وابتسامته العريضه ‪ : ..‬انزل نظارته قليًال وهو ينظر لها مبتسمًا من نافذة السائق ‪ :‬جبت‬
‫‪ ..‬لك كابتشينو‬
‫‪ ..‬تكلمت سماء مع السائق ‪ :‬حرك ياجميل‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬مسكين فهد قضى الليل يشرح ويتخبط بين زوجته وامه وابوه ان زواجه منك‬
‫‪ ..‬غلطة وعبارة عن وعد او واجب‬
‫‪ ..‬ضغطت سماء على حزام حقيبتها بشده متألمه وكررت ‪ :‬بسرعة جميل تأخرت‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬مبروك الرقم الجديد وفعًال اسهل بالحفظ من األول‬
‫كانت سماء تنظر لألمام لم تنظر له وحاولت قدر اإلمكان ان توضح له انها التهتم بحديثه‬
‫‪ ..‬او اكتشافاته او محاوالته زعزعتها‬
‫‪ ..‬عندما تحركت السيارة ونظرت للخلف كان يقف وبيده كوب الكابتشينو‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫فتحت الخادمة لسارة التي دخلت كاإلعصار فلن تغفر لهذه العجوز الليلة السوداء التي‬
‫قضتها عائلتها بسبب خططها ‪ ..‬هناء خرجت من المنزل وفهد خرج والتعلم اين هو ‪..‬‬
‫وجمانة تطلقت واعتكفت في غرفتها وعبدالكريم ألول مرة يرفع صوته عليها ‪..‬‬
‫‪ ..‬وعبدالرحمن يعتقد انهم يستغلون هناء‬
‫وجدت الجدة جالسة فقالت بدون سالم ؛ انتي ياعجوز قريح كيف تستغلين ولدي‬
‫‪ ..‬وتلصقين فيه بنت مادري منين لقطتيها‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬ثمني كالمك ياسويرة واال اطلعي‬
‫سارة ‪ :‬واذا ماثمنت كالمي وش بتسوين ‪..‬؟ قوليلي ‪ ..‬وش السلطة الي لك وتقدرين‬
‫‪ ..‬فيها تعاقبيني‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬اطلعي من بيتي‬
‫سارة ‪ :‬مادريت انك توصلين للخسة انك تحاولين تكسبين فهد لصفك حتى لو اضطريتي‬
‫‪ ..‬تجيبين له بنت هوى يتسلى فيها‬
‫لم تحتمل الجدة اإلهانة التي لحقت بسماء فحاولت الوقوف لكن لم تستطع فمدت‬
‫‪ ..‬عصاها لسارة ‪ :‬سماء ابرك منك ومن الي ربيتيهن مثلك‬
‫سارة ‪ :‬تتوقعين انك الاخذتي فهد ولدي بتنتقمين مني الني اخذت ولدك ‪ ..‬فهد تزوج‬
‫هناء ومستحيل يرجع لك واال للقيطة حقتك ‪ ..‬ومستحيل اخليه يزورك لو قلبتي بيتك له‬
‫‪ ..‬وكر ‪ ..‬والبنت الي مالها القيمة والشرف خليها تدور رجال غير ولدي تلعب عليه‬
‫شعرت الجدة بزغلله وتعرق ‪ ..‬نظرت لسارة التي اعطتها ظهرها وخرجت ‪ ..‬بدأت االرض‬
‫‪ ..‬تدور بها ‪ ..‬سقطت عصاها ‪ ..‬وتبعها جسدها الضعيف‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫ُا‬
‫كانت سماء تجلس في القاعة بينما يشرح الدكتور وهي تكتب رغم عنها لم تستطع‬
‫اللحاق به ‪ ..‬عقلها يشتغل في ألف اتجاه ‪ ..‬عبدالرحمن وفهد واالهم الجدة التي تركتها‬
‫قلقة ‪ ..‬اقتربت منها احد المراقبات وهي تقرأ االسم في البطاقة الجامعية ‪ :‬انتي سماء‬
‫‪ ..‬عبدالله الفيصل‬
‫هزت سماء رأسها بتوتر ‪ :‬ايوا‬
‫المراقبة ‪ :‬تعالي معي لإلدارة‬
‫سماء ‪ :‬وش فيه أستاذة ؟‬
‫اإلبتسامة المطمئنة على وجه األستاذة لم تطمئنها ابدًا بل زرعت الخوف في نفسها‬
‫وقفت مرتبكة وتحركت خلف المراقبة مشت خلفها في الممر الطويل رغمًا عنها تذكرت‬
‫عندما تم استدعائها عند وفاة عمها ‪ ..‬كانت تمشي وتشعر بنفسها تتقزم قامتها تقصر‬
‫وجهها يشحب شعرها ُي عقد ويتلبد لباسها يتحول لمريول وردي وهمها يتحول حقيبة‬
‫وفهد ينتظرها في الخارج يعض اصبعه ووعينيه حمراوان ‪ ..‬خافت جدًا فال عدو كالموت وال‬
‫قدرة لها على مجابهته مرة أخرى ‪ ..‬كانت الدموع تزدحم في حلقها ‪ ..‬حتى دخلت على‬
‫رئيسة القسم تفرك يديها ارادت ان تبادرها بقولها من هو ‪ ..‬بما أن ال عم لي ليموت مرة‬
‫أخرى إذن من هو ؟‬
‫ابتسمت رئيسة القسم ‪ :‬تعالي يا سماء مكالمة لك‬
‫سماء ‪ :‬مين ‪.‬؟‬
‫‪ ..‬رئيسة القسم ‪ :‬الدكتور فارس‬
‫اخذت الهاتف وبصوت ضعيف ‪ :‬نعم دكتور‬
‫فارس ‪ :‬صباح الخير اخت سماء‬
‫صباح النور ‪:‬‬
‫فارس ‪ :‬انا فارس الراجي اخو هناء وولد عم فهد‬
‫رغمًا عنها سالت دموعها ‪ :‬عارفه دكتور‬
‫ضحك فارس بخفه ‪ :‬يعني نعتبر قرايب ماله داعي دكتور‬
‫ال لست قريبة منكم ابدًا بل اريد ان اركض امياًال هربًا‬
‫فارس ‪ :‬انا حبيت اسألك عن زواجك انتي وفهد‬
‫سماء وهي تنظر بحرج للموجودات في المكتب ‪ :‬مافيه شيء يستحق الحديث دكتور أمر‬
‫منتهي من جهتي وجهته طمن اختك انها زوجته الوحيدة‬
‫فارس ‪ :‬انتي خايفه ؟‬
‫سماء ‪ :‬اعتذر بس انا ارتبكت لوجود مكالمة توقعت ان احد صار له مكروه‬
‫فارس ‪ :‬طيب اعتذر اني اربكتك ويوم دراسي موفق‬
‫قبل ان تهني المكالمة سمعت احدى الموظفات تقول جوال الطالبة سماء تاركته في‬
‫القاعة يدق ورديت طلعت الخادمة أتوقع ان جدتها حصل لها شيئ‬
‫شهقت سماء وعاد لها الفزع التدريجي دفعه واحده لتأخذ الهاتف ‪ :‬جينا وش فيه ؟‬
‫كانت الخادمة تبكي هي تقول انها اتصلت بفهد ولم يرد والسائق يقف عند الجامعة‬
‫‪...‬والجدة التتحرك‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫اتصلت سماء بسرعه وهي في طريقها للمنزل بفهد لكن هاتفه مغلق ‪ ..‬فاتصلت‬
‫بعبدالرحمن الذي رد بسرعه ‪ :‬سماء‬
‫سماء‪ :‬روح لبيت ام عبدالكريم انا جايه في الطريق الجدة تعبانه‬
‫‪ ..‬اغلق الهاتف بسرعه‪ ...‬مؤسف ان يكون هو من تجده عند حاجتها وليس فهد‬
‫كان الطريق زحمة وهي قلقه جدًا وتشعر بالندم ألنها تركتها اتصل بها عبدالرحمن ‪:‬‬
‫ووديتها للمستشفى تعالي هناك‬
‫‪ ..‬طلبت من السائق ان يغير وجهته للمستشفى‬
‫ونزلت تركض وهي تسأل عنها ‪ ...‬وجدت عبدالرحمن يقف بينما الجدة ال أثر لها فاقتربت‬
‫منه مرعوبة ‪ :‬وينها ؟‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬هدي سماء عند الدكتور ثواني ويطمنا‬
‫اخذت تفرك يديها بينما عبدالرحمن يراقبها وقلبه يتلوى خوفًا وجزعًا عليها أكثر من الجدة‬
‫فهي تبدو مرعوبة وشاحبة كـ الموتى ‪ ..‬كان الدمع المتعلق بـ اهدابها يقتله وشفتها‬
‫المرتجفة تنتزع منه قلبه ‪..‬ويديها النحيلة التي تفركها ببعض قلقًا تحرق شعوره اقترب‬
‫منها وامسك يدها ولم يأبه إلجفالها وقال ‪ :‬بتصير كويسه بيطمنا الدكتور يمكن نوبة‬
‫‪ ..‬سكر بسيطة انتي دكتورة وتفهمين‬
‫كان صوته جاد ومطمئن وهادئ‬
‫رفعت عينيها الدامعة له ‪ :‬انا تركتها وهي تعبانة‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬هششش التحملين نفسك ذنب بدون سبب‬
‫جلست وأخرجت هاتفها واعادت اإلتصال بفهد وفرحت عندما وجدت هاتفه مفتوح ثم اتاها‬
‫صوته ‪ :‬ألو‬
‫سماء بعبرة مخنوقة ‪ :‬فهد‬
‫نظر لها عبدالرحمن بشكل حاد ألم يكن كافيًا لها‬
‫‪ ..‬فهد جدتك تعبانة في المستشفى ‪:‬‬
‫سمعت كلماته المطمئنة وأغلقت الهاتف‬
‫فقال لها عبدالرحمن بدون ان ينظر لها ولديه شعور غريب بأنها خانته احساسه العميق بـ‬
‫حبها صّو ر له محادثتها مع فهد خيانة له ‪:‬اذا وصل باقول اني كنت جاي للجدة زيارة‬
‫التجيبين طاري اتصالك‬
‫‪ ..‬هزت رأسها موافقة وغرقت في بؤسها الخاص‬
‫هل ستفقد الصدر الحنون هل سيلقي بها موت اخر في عالم أخر هل سيقذفها هذه "‬
‫المرة لمكان التعلمه والتعرفه ‪ ..‬هل لدى الحياة ثأر خاص معها لتنتزع كل من يبتسم في‬
‫" وجهها‬
‫سمعت خطوات فهد قادمه بينما عبدالرحمن يقف متكاسًال كأنه فعليًا اليهتم بينما اقترب‬
‫فهد خرج الدكتور ليقول لـ عبدالرحمن ‪ :‬الوالدة صايبتها جلطة في النصف األيمن وان شاء‬
‫‪ ..‬الله ننتظر ساعات لعلها تعدي مرحلة الخطر‬
‫صرخت سماء بـ جزع وأغمض فهد عينيه بألم وعندما فتحها راعه منظر سماء ففتح لها‬
‫ذراعيه لترتمي بها كـ طفلة صغيرة ‪.‬وهي تبكي ‪ .‬تحت نظر عبدالرحمن الذي اشعل‬
‫سيجاره وهو ينظر لهما ولديه شعور انه يستطيع إشعال المستشفى كاملة بحريق‬
‫‪ ..‬صدرهـ‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫وأسأُل نفسي لماذا أحُّب ْك‬


‫إذا كنِت شيًئ ا بعيَد المناْل‬
‫لماذا أحُّب ِك في كِّل حاْل‬
‫َش‬ ‫ُأ‬
‫لماذا حبِك أنهاَر وٍق‬
‫وواحاِت ِع شٍق َن َم ْت في ُع روقي‬
‫وأضَح ْت ِظ الْل‬

‫ُل‬
‫وأسأُل َن فسي كثيًر ا ‪ .‬كثيًر ا‬
‫وحيَن أَج بُت َو جدُت اإلجابَة‬
‫ُأ‬
‫!َن فَس السؤاْل ِل ماذا حُّب ْك ؟‬

‫" الفصل العشرون "‬


‫‪:‬‬
‫كاد الشوق يقتلها والتنطق‬
‫فأن باحت فيا ويلي‪،‬وإن سكتت‬
‫!تصير مشاكلي اعمق‬
‫م‪.‬ن‬
‫؛‬
‫؛‬
‫في غرف الُم ستشفيات اَل با دة ‪ ..‬تسكن ارواح َت ْر قبها ارواٌح اخرى ‪ ..‬تعُد زفراتها ‪ ..‬وتتعلْق‬
‫ِر‬
‫امًال ‪ ..‬بنبضاتها ‪ ..‬األجهزة الموصولة في الجسد الُم لقى على الشراِش ف البيضاء ‪ ..‬هي‬
‫موصولة في ارواٌح تعلقت عيناها في طنينها ‪ ..‬وشاشاتها ‪ ..‬في أحلك المواقف واشّد ها‬
‫" ‪َ ..‬ت ْخ ِذ ل اإلنسان قٓو ته ويتخلى عنه جبروته ‪ ..‬ويزداد يقينه ‪ ..‬ان لله مااعطى ولله ماأخذ‬
‫‪:‬‬
‫كان فهد يحمل كوبين من الشاي له ولـ سماء ‪ ..‬التي انهارت ُب كاء منذ يومين ومازالت‬
‫دموعها ُت غرق مالمحها الَح زينة ‪ ..‬يومان لم تخرج من هنا ‪ ..‬ولم تغفو سوى ساعات قليلة ‪.‬‬
‫في غرفة اإلنتظار بينما التقدم ُي ذكر في وضع الجّد ة ‪ ..‬كان احتضانه لها قبل يومين ‪ ..‬گ‬
‫‪ ..‬الواحة في الصحراء ‪ ..‬القاِح لة ‪ ..‬گ الوردة بين الصخور‬
‫جلس بـ جانبها ودس كوب الشاي بيدها ‪ :‬المفروض رايحة اليوم لجامعتك ‪ ..‬جلستك هنا‬
‫‪ ..‬مالها معنى‬
‫لم تتحدث سماء ‪ ..‬والطاقة لها للحديث ‪ ..‬تشعر انها قطعة بالية مرمية في وسط الطريق‬
‫جميع من يمر يدوس عليها ‪ ..‬لم تكن ثقتها بنفسها أصيلة لذا اهتزت بـ مجرد مانظر لها‬
‫والد فهد ‪ ..‬نظرة محتقرهـ ‪ ..‬عندما فاقت على نفسها لتجد انها في احضان فهد ‪ ..‬وحاولت‬
‫التراجع لم يسمح لها بل شدد على ذراعيه التي تحتضنها ‪ ..‬ثم تركها لتململها ‪ ..‬وسرى تيار‬
‫بارد في اوصالها لـ شعورها انها ُم راقبة ‪ ..‬وفعًال كانت نظرة عبدالرحمن لهما ‪ ..‬گرصاصة‬
‫اخترقت قلبها وافزعتها ‪ ..‬سحب نفسه ببطء وتكاسل من الجدار الُم تكيء عليه ‪ ..‬ينوي‬
‫الذهاب ‪ ..‬لكن صوت عبدالكريم المدوي في ممرات المستشفى ‪ ..‬جعلت عبدالرحمن ‪..‬‬
‫يعود ‪ ..‬وينظر لها مطمئن ‪ ..‬لـ سبب تجهله ‪ ..‬شعرت انه سيحميها ‪ ..‬من غضب العائلة ‪ ..‬ولـ‬
‫‪ ..‬سبب تجهله ‪ ..‬خافت من نظرته لـ فهد‬
‫كان كالم عبدالكريم لها سيًال اغرق روحها ‪ ..‬نعتها بالوصولية ‪ ..‬والمصلحجية والُم نافقة ‪..‬‬
‫كلمات لم يستطيع كل من فهد وعبدالرحمن حمايتها منها ‪ ..‬حتى بعد ان قال فهد ان ال‬
‫حق له بالحديث معها بهذا الشكل فلها مكانة عنده وعند جدته اكثر من اي شخص آخر ‪..‬‬
‫بينما كلما رفعت نظرها وجدت عبدالرحمن ينظر لها بابتسامة صغيرة گأنه يجد دفاع فهد‬
‫‪ ..‬عنها ُم سلي‬
‫تركت المكان وذهبت لمكان آخر حتى ذهب والد فهد ‪ ..‬الذي تهجم عليها قبل السؤال عن‬
‫والدته ‪ ..‬وعندما عادت وجدت فهد لوحده ‪ ..‬الذي حاول بها لتعود للمنزل لكنها رفضت ‪..‬‬
‫ستبقى متمسكة بهذا الخيط لها حتى ُي قطع ‪ ..‬ثم اليبقى لها احدًا ‪ ..‬تخاف عليه او تراودها‬
‫‪ ..‬افكارًا سوداء لموته ‪ ..‬او خياالت إلستدعائها وقذف الموت في وجهها‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ ..‬كرر فهد ‪ :‬سماء روحي للبيت واذا جد شيء انا باكلمك‬
‫‪ ..‬هزت رأسها بال وظلت صامتة‬
‫لم تلتفت لالقدام المتقدمة ‪ ..‬حتى عندما وقف فهد وحيا والدته واخته لم تهتم للسالم‬
‫‪ ..‬عليهم او تحيتهم‬
‫نظرت جمانة للفتاة التي لم تدعي االهتمام بهما او تمثل انها قلقة لوضع الجدة ‪ ..‬بل لم‬
‫تنظر لهما ‪ ..‬نظرت لوالدتها التي تكاد تنفجر غضبًا ‪ ..‬لكن ال تستطيع الحديث او اهانة‬
‫الفتاة امام فهد ‪ ..‬خاصة بعد الشجار الكبير الذي حدث ليلة البارح بعد ان اخبرهم بجدته ‪..‬‬
‫‪ ..‬بسبب زواج فهد الذي قال اما ان تتقبلوها او ترفضوني معها‬
‫جلست سارة وهي تحاول تجاهل اللقيطة ‪ ..‬لكن نظرات فهد لها التقول ان زواجهم‬
‫صوريًا كما ادعى في البداية ‪ ..‬بل انه لم ينظر لعروسه هكذا حتى ليلة زواجهم ‪ ..‬ولم‬
‫‪ ..‬يغضب منهم كما غضب ليلة البارح‬
‫وقفت سماء وذهبت في الممر حتى تترك عائلة فهد ‪ ..‬فهي ليست مضطرة لتقبل‬
‫نظراتهم الدونية والُم تهمة ‪ ..‬مشت على طول الممر وهي تعرف ان فهد يراقبها‬
‫وانعطفت للذهاب لإلستراحة الخالية ولم تالحظ عبدالرحمن الذي نظر حوله عندما رآها‬
‫‪ ..‬ليتأكد ان الأحد يراقب‬
‫دخلت الُغ رفة ‪ ..‬وعدلت حجابها واخذت كأسًا ورقيًا لتضع به قليًال من الماء‪ ..‬صوت إغالق‬
‫الباب اجفلها ‪ ..‬والقامة الطويلة اخافتها كان عبدالرحمن يتكيء على الباب وينظر لها‬
‫للعجب نظرة ُم عذبه ويعض على شفته السفلية ‪ ..‬هو اليعلم انها لم تعد تهتم بعائلتهم‬
‫‪ ..‬الُم دعية فقالت بهدوء ‪ :‬افتح الباب‬
‫خشع قلبه لسماع صوتها الُم نهك األبح بسبب البـكاء لكن عذابه ليلة امس بسبب‬
‫احتضان فهد لها مزقه ‪ ..‬كانت يدين فهد التي تضغط على ظهرها وتجذبها لصدره اكثر ‪..‬‬
‫!!! تخنقه طوال الليل ‪ ..‬في منامه ويقظته فقال ‪ :‬التخلينه يلمسك‬
‫‪ ..‬سماء بهدوء ‪ :‬مالك حق تملي علي تصرفاتي مع الشخص الوحيد الي اثق فيه‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬مش قد ثقتك ‪ ..‬واليستحقك‬
‫سماء ‪ :‬مالك شغل‬
‫‪ ..‬اقترب عبدالرحمن بغضب ‪ :‬لي شغل ‪ ..‬اذا منظرك في حضنه حرمني النوم !!‪ ..‬لي شغل‬
‫‪..‬سماء ‪ :‬ماني مسؤولة عن عقلك المريض‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬لو قربك فهد او لمسك راح اخذ منك ضعف ماأخذ‬
‫سماء ‪ :‬افتح الباب باطلع‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬انا مازلت محترمك ياسماء‬
‫سماء ‪ :‬مفهومك غريب لألحترام ‪ ..‬لو تعرف اإلحترام ماتكلمت كذا وجدتك بين الحياة‬
‫‪ ..‬والموت‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬بتتذكرين ان فهد مهما بين لك االهتمام مايقدر يخرج عن النمط المعروف له‬
‫في حياته وانه بيتخلى عنك عند اول مشكلة بسببك ‪..‬تذكري ان فهد يرسم حياته رسم‬
‫‪ ..‬واليسمح الحد يعدل فيها‬
‫دفعته بالباب وخرجت وعبدالرحمن خلفها ‪ :‬لو انك ذكية كفاية عرفتي مصلحتك وين ومين‬
‫‪ ..‬الي يقدر يحميك منهم ويحط لك قيمة‬
‫كلمته اغضبتها فالتفتت له ورمته بالكوب الورقي ‪ :‬انا لي قيمة قبل اعرفكم واذا حسيت‬
‫‪ ..‬ان قيمتي نزلت فهو بالكالم مع امثالك‬
‫وقف عبدالرحمن ينظر لها وللكوب المرمي الذي لم يصله ‪ :‬بتوصلين لمرحلة خيارك الوحيد‬
‫‪ ..‬انا ياسماء‬
‫وعاد ادراجه خارجًا من المستشفى ‪ ..‬غاضبًا جدًا حتى انه لم يلحظ فارس وهناء الذي كاد‬
‫‪ ..‬ان يصطدم بهما‬
‫‪ ..‬هناء ‪ :‬مابي اقابل فهد‬
‫‪ ..‬فارس ؛ انا وعدتك اني اتأكد من الموضوع ‪ ..‬والبنت اكدت لي انها فعليًا مش زوجته‬
‫‪ ..‬هناء ‪ :‬بس ماراح انسى ان فهد جرحني واستغفلتي ‪ ..‬وماحبيت مكالمتك للبنت‬
‫فارس ‪ :‬يمكن اغفل الموضوع النه اساسًا غير مهم عنده ‪ ..‬مايحتاج يقوله لك ‪..‬‬
‫‪ ..‬ومكالمتيدللبنت عشان نعرف نيتها هي‬
‫‪ .‬هناء ‪ :‬هو قال لي انه كلمها التمام زواجهم‬
‫ابتسم فارس ‪ :‬لو سوى غير كذا بيكون مش فهد ‪ ..‬البنت مالها احد وفهد شهم وراعي‬
‫واجب ‪ ..‬تعالي هذي غرفة جدتي‬
‫‪:‬‬
‫جلست سماء ثم سمعت السالم مرة اخرى من اقربائهم ‪ ..‬فعادت ادراجها من حيث اتت ‪..‬‬
‫‪ ..‬التريد مواجهة زوجة فهد او اخوها‬
‫تعدت هناء وفارس ينظر لها بينما تجاهلتها هناء وتجاهلت فهد وعانقت سارة وجمانة‪:‬‬
‫اهال‪ .‬هنو‬
‫هناء ‪ :‬كيفها الحين ؟‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬مافيه جديد ‪ ..‬عن اذنك باروح اجيب موية‬
‫وتبعت سماء التي كانت تقف بعيدًا عنهم جمانة ‪ :‬ممكن اكلمك ؟‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬تفضلي‬
‫‪ ..‬جمانة ؛ تعالي لإلنتظار‬
‫وتبعتها سماء ‪ :‬نعم‬
‫‪ ..‬جمانة بهدوء ‪ :‬يمكن تستغربين كالمي ‪ ..‬بس الزم انبهك‬
‫‪ ..‬سماء والحديث استحوذ على اهتمامها ‪ :‬شلون تنبهيني‬
‫جمانة ‪ :‬انا تطلقت انا وعبدالرحمن ‪ ..‬ومافيه احد يعرفه كثري ‪ ..‬انا الحظت نظرته لك في‬
‫الزواج ‪ ..‬وقبلها كان يكلم وطالب بياناتك كلها ‪ ..‬عبدالرحمن مثل السكين ‪ ..‬ناعم لكن‬
‫حاد ‪ ..‬تحسين انه بيملكك الدنيا بيد ‪ ..‬وهو باليد الثانية ياخذها منك ‪ ..‬امانتي ألزمتني‬
‫‪ ..‬بتحذيرك‬
‫‪ ..‬سماء بهدوء فهذا ماشعرت به ‪ :‬شكرًا لك‬
‫جمانة ‪ :‬وحاولي تطلعين من حياة فهد ‪ ..‬ألن هناء تحبه من طفولتها ‪ ..‬وانتظرته سنين‬
‫طويلة ورفضت عشانه كثير ‪ ..‬وماتستحق انها تكون مرتبة ثانية ‪ ..‬خاصة واني مالحظة ان‬
‫‪ ..‬فهد يستلطفها وودود معها ‪ ..‬فال تدخلين بينهم‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬انا مادخلت بين احد‬
‫وضعت يدها جمانة على يد سماء ‪ : ..‬انتي توك صغيرة واكيد بتلقين شخص خاص فيك‬
‫بدون ماتضطرين تبنين سعادتك على انقاض احد او جلب حزن له وتعاسه ‪..‬وتركتها‬
‫جلست سماء بتعب وهي تردد ‪ :‬انا مادخلت بين احد ‪ ..‬انا جالسة فالركن طول عمري ‪ ..‬وال‬
‫‪ ..‬فكرت اقتحم حياة احد او اسرق سعادته‬
‫حضنت نفسها وهي تفكر ‪ :‬كل من يقف هناك عائلة حتى لو اختلفوا ‪ ..‬كلهم قلقون على‬
‫الجدة حتى لوابتعدوا ‪ ..‬من انتي سماء ‪ ..‬انتي نكرة ‪ ..‬التجعلين احسانهم يعميك ويوهمك‬
‫‪ ..‬بأن لك مكانة‬
‫‪ ..‬وقفت ستخرج للمنزل ‪ ..‬الداعي لبقائها ‪ ..‬انهكها التعب والصدامات‬
‫!‪ ..‬سماء‬
‫نظرت لفهد ‪ :‬نعم‬
‫فهد ‪ :‬ليه جالسه هنا ؟‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬باريح شوي‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬تعبانة تعالي اوديك للبيت‬
‫‪ ..‬سماء ؛ ال ال يافهد ارجع ألهلك وزوجتك‬
‫‪ ..‬فهد بصوت منخفض غاضب من دفعها له ‪ :‬انتي زوجتي بعد‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬مش لوقت طويل‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬هذا نتناقش فيه الليلة‬
‫‪ ..‬وتركها وعاد‬
‫ورّن هاتفه في الطريق ‪ :‬هال‬
‫‪ ..‬صديقه ‪ :‬فعًال حصل الي توقعته‬
‫فهد ‪ :‬كيف ؟‬
‫صديقه ‪ :‬ارسلوا لنا ايميل من شركة ثانية طالبين تفاصيل ومقابلة لصاحب الشركة ‪..‬‬
‫وهي شركة عبدالرحمن الراجي بدون شركاء ‪ ..‬ولما سألتهم عن فيلديز النها المجموعة‬
‫‪ ..‬الي اخترنا التعامل معها ‪ ..‬قالوا لنا ان الشركات تابعه لبعض وانها لنفس العائلة‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬عندك األيميالت‬
‫‪ ..‬صديقه ‪ :‬اكيد ‪ ..‬وعندي ملف ارسله لي السكرتير عن انجازات الشركة‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬شكرًا يابو جاسم ماراح انسى لك هالمعروف‬
‫‪..‬صديقه ‪ :‬يارجل انت تعرف مكانتك عندي ‪ ..‬واليهمك‬
‫‪ ..‬واغلق الخط عندما اقترب على مرمى سمع هناء وفارس‬
‫‪:‬‬
‫كانت هناء تسترق النظر لفهد ‪ ..‬بينما فارس وقف بجانبه بعد ان اغلق الهاتف وو ضع يده‬
‫‪ ..‬على كتفه مواسيًا ‪ .. :‬الحمدلله على سالمتها تقوم ان شاء الله‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬ان شاء الله ‪..‬كنت باجيك عشان موضوع هناء لكن الي صار خربط جدولي‬
‫‪ ..‬فارس ‪ :‬يارجل االمور بتزين‬
‫‪ ..‬نظر فهد لهناء هي التستحق ان يجرحها ‪ ..‬لذا اقترب منها يحدثها بهدوء‬
‫‪:‬‬

‫ًا‬
‫من بعيد كان المنظر بالنسبة لسماء فارس يجلس ويبدو مهتم جدًا بأخته ‪ ..‬بينما تقف‬
‫هناء متوترة وفهد يكاد يلتصق بها ويحدثها ‪ ..‬هي فعًال دخيلة ‪ ..‬استدارت لتجد جمانة‬
‫ووالدتها يغادران ايضًا ‪ ..‬فتباطئت التريد االصطدام بأحد ‪ ..‬لم تهرب من احد كما هربت من‬
‫‪ .‬عائلة فهد في اليومين الماضية‬
‫‪:‬‬
‫‪ ..‬اقترب فهد من هناء ‪ :‬اعرف ان الوقت غير مناسب بس ابيك ترجعين للبيت‬
‫‪ ..‬عقدت يديها حول جسدها ونظرت لفارس كأنها تستنجد به ‪ :‬انت جرحتني‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬عارف ‪ ..‬وعارف ان لك حق تزعلين‬
‫‪ ..‬هناء ‪ :‬يعني بتطلقها‬
‫‪ ..‬فهد يضحك بسخرية على ذاته ‪ :‬هذا طلبها‬
‫هناء ‪ :‬وانت ؟‬
‫فهد ‪ :‬هناء ‪ ..‬اتركي سماء على جنب ‪ ..‬ركزي على عالقتنا ‪ ..‬اذا فيه شيء جرحك مني لك‬
‫‪ ..‬الحق تتكلمين فيه ‪ ..‬لكن سماء وضعها مختلف وانتي وضعك مختلف‬
‫‪ ..‬هناء ‪ :‬لو قلت لك اختار انا او هي‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬باقولك انك تسوين شيء نهى الله عنه‬
‫تركته هناء وجلست بجانب فارس ‪ ..‬الذي أشر لفهد ان يترك الموضوع اآلن ‪ ..‬وألن فارس‬
‫لمس صدق سماء في محادثتها وأمن جانبها ان التعمل على حياكة المتاعب ألخته لكن‬
‫بعد سؤال المراقبات ورئيسة القسم واشادتهن بأخالقها بقي ان يصلح عالقة هناء بفهد‬
‫‪ ..‬بما يحفظ كرامة هناء ويجعلها راضية‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫وقف فهد وقلبه مع سماء التي تبدو متعبه جدًا ‪ ..‬وعقله مع هناء التي تبدو مجروحة جدًا ‪..‬‬
‫ابتسم بـ سخرية انه يقع بين العقل والقلب ‪ ..‬لكن الرهبة التي يحملها لسماء في قلبه‬
‫يجعلها تبدو گ شيء مالئكي اليستطيع لمسه وإن اراد ‪ ..‬شيء حولها يجعلها گ صورة‬
‫الُت مس ‪..‬شيء حولها يجعله يخشى ان يقترب اكثر فـ تفرد جناحيها وتطير ‪ ..‬لذا تبدو هناء‬
‫‪ ..‬واقعية اكثر ‪ ..‬بشرية آكثر‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫يعني ماعرفت هي بنت مين ؟‬
‫‪ ..‬ضحك عبدالكريم للصدمة التي ستحل على زوجته اذا عرفت ‪ :‬اال عرفت‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬كويس ‪ ..‬بنت مين ووين اهلها‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬بنت اخو صديقه فيصل‬
‫‪ ..‬شهقة سارة وصدمة جمانة جعلت عبدالكريم يكمل ‪ :‬ومتزوجها قبل وفاة صديقه بيومين‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬يعني طول هالسنين هي زوجته‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬يعني فهد ماكذب لما قال لنا انه تزوجها في البداية لظروفها‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬يعني صديقه استغله وعلق قريبته فيه لألبد‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬يعني زوجة ولدك عمها كان مروج مخدرات‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬مستحيل تقعد زوجته‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬التغضبون فهد ياخذ المسألة عناد ‪ ..‬وبدال مانبعده عنها ندفعه لها‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬طيب جدتي كانت داريه‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬اكيد كانت داريه وراضيه‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬انا مدري كيف امي قبلت امر مثل هذا ‪ ..‬الله يقومها بـ السالمة‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫خرجت سماء من الحمام تلتف بروب اإلستحمام ‪ ..‬تشعر بتعب ‪ ..‬ستتمدد قليًال على السرير‬
‫حتى يأذن الِع شاء وُت صلي وتنام ‪ ..‬ثم تذكرت انها وحدها مع انها اغلقت االبواب بالمفاتيح‬
‫لكن ُر بما ذلك اليردع عبدالرحمن الذي اصبح ُي حاصرها بـ شگل علني ‪ ..‬لذا سحبت نفسها‬
‫واغلقت غرفتها بالِم فتاح ‪ ..‬وعادت تستلقي ‪ . .‬تغمض عينيها لتبرز لها الوجوة الغاضبة ‪ ..‬فـ‬
‫تشدد على اغماضها ليبرز لها وجه الجدة ‪ُ ..‬م تغضنًا ‪ُ ..‬م نهكًا ‪ ..‬فتدمع عيناها ‪ ..‬تشعر بـ خوف‬
‫‪ ..‬اليمكن تصورهـ‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫ذهب عبدالرحمن للمستشفى ولم يجد سماء وعاد ادراجه ‪ ..‬هو فعليًا لم يگن يزور الجدة‬
‫بل يذهب ليشبع نظرهـ من سماء ‪ ..‬ويروي آحساسه من تواجدها حوله ‪ ..‬كان فهد‪..‬‬
‫يحرسها گ كلب حراسة ُم درب ‪ ..‬واآلن بما ان فهد ُه نا وهي على مايبدو عادت للمنزل ‪..‬‬
‫‪ ..‬سيذهب ُه ناك ليطمئن فقط عليها ‪ ..‬لن يجرؤ على اخافتها ابدًا‬
‫‪ ..‬في الطريق آخذ لها ‪ ..‬عشاء ‪ ..‬ووصل للمنزل وضعه على الباب ‪ ..‬واتصل بها‬
‫‪..‬‬
‫يبدو ان سماء غفت وهي تسمع رنين الهاتف ‪ ..‬تململت اذ يبدو ان المنبة عاد للرنين ‪ ..‬هل‬
‫هو الصباح ‪ ..‬الرغبة لها بـ الذهاب للكلية ‪ ..‬انقلبت ‪ ..‬بتذمر واخذت هاتفها ‪ ..‬الذي يّر ن‬
‫معتقده انه المنبة ‪ ..‬كانت الساعة العاشرة مساء ‪ ..‬جلست وردت بسرعة تخاف ان يكون‬
‫‪ .‬خبر عن الجدة ‪ :‬آلو‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬گيفك ؟‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬فيه خبر عن ام عبدالكريم‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬ال ‪ ،‬نفس وضعها انا جاي اآلن من المستشفى‬
‫‪ ..‬سماء وهي بدت تفوق جيدًا ‪ :‬ليه متصل اجل‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬باتطمن عليك ‪ ..‬وجبت لك عشاء شوفيه برا عند الباب ‪ ..‬اكيد ماكلتي شيء‬
‫جلست سماء ‪ :‬انت وش تبي مني !؟‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬ابيك ياسماء ‪ ..‬بس بانتظر لين تتركين فهد ‪ ..‬عمومًا ‪ ..‬هذا مش موضوعنا‬
‫‪.. ..‬خذي العشاء مدري وش تحبين بس اعتقد مافيه احد مايحب الباستا‬
‫اغلقت سماء الخط ‪ ..‬ونزلت من السرير ‪ ..‬لوال خوفها من ترك نعمة الله خارجًا ‪ ..‬لتركتها ‪..‬‬
‫وهي التي تعرف جيدًا معنى صعوبة الحصول على طعام ‪ ..‬خرجت ونادت الخادمة ‪ :‬افتحي‬
‫‪ ..‬الباب وجيبي كيس برا‬
‫وعادت اقفلت غرفتها حتى تتأكد ان عبدالرحمن لن يدخل ‪ ..‬التثق به ‪ ..‬ولسبب ما تشعر‬
‫‪ ..‬انه يضمر شر لـ فهد‬
‫‪ ..‬طرقت الباب الخادمة فقالت سماء ‪ :‬قفلتي الباب كويس‬
‫‪ ..‬الخادمة ‪ :‬ايوا‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬اكيد‬
‫‪ ..‬الخادمة ‪ :‬ايوا اخذت كيس وقفلت ثنين باب‬
‫فتحت سماء الباب قليًال وعندما تأكدت ان المكان خالي تحدثت مع الخادمة ‪ :‬خذي عشاء‬
‫‪ ..‬انا مابغى باصلي ماصليت‬
‫‪ ..‬الخادمة ‪ :‬بس هذا عشاء كثير وفيه كيك‬
‫نظرت سماء للكيس لتجد علب كثيرة وكعك بانواعه ‪ :‬تعشي منه وعطي السواق الباقي‬
‫‪ ..‬له ياخذ الي يبي ويودي الباقي الحد يبيه من اصدقائه‬
‫كان عبدالرحمن ينتظر امام منزلها ‪ ..‬يحسد فهد النه يملك الحق في الدخول للمنزل‬
‫والحديث معها وعناقها ‪ ..‬ورؤية شعرها ‪..‬لقد كان عناقه لها امام عبدالرحمن امتحان صعب‬
‫‪ ..‬لصبره ‪ ..‬لقد اراد بكل قّو ته انتزاعها ‪ ..‬منه ورميها في داخل قلبه ‪ ..‬سماء تحتاج شخص‬
‫مثله ‪ ..‬الشخص مرتبط بعائلته وعمله اكثر منها ‪ ..‬وجد الباب يفتح والخادمة تعطي السائق‬
‫‪...‬العشاء فابتسم ‪ ..‬عاجًال او آجًال ياسماء ستأكلين من يدي‬
‫؛‬
‫‪:‬‬
‫كُّل الذي قد كاَن قبَل الحِّب وهْم‬
‫ليٌل وِع شناُه ولكْن فْج أًة‬
‫طلَع الصباُح وبَّد َد ْه‬
‫أقسمُت باللِه العظيِم حبيبتي‬
‫لو لم يكْن لي غيُر ُح ِّب ِك في الحياِة‬
‫لكاَن هذا كاٍف يا‬
‫ُأل طيَع رَّب العالميَن وأعُب َد ْه‬

‫م‪.‬ن‬

‫" الفصل الـ ‪" ٢١‬‬


‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫أنا العاشْق‬
‫بأمر اللِه‬
‫َذ َّو َب ني الهوى فيِك‬
‫وهذي سكرة العشِق‬
‫وما المطلوب‬
‫فسبحاَن الذي في العشق يمنُح نا‬
‫حنيًن ا حين يضرُب نا‬
‫َي فوُر العشُق من دمنا‬
‫وَت مرُح في القلوِب طيوب‬
‫وفضُل اللِه واللْه‬
‫على مثلي كثيٌر في الهوى جًد ا‬
‫ألني كلما في العشق انتصر‬
‫\أعود بفرحة المغلوب‬
‫‪:‬م‪,‬ن‬
‫‪:‬‬
‫انعطفت سيارة فهد للشارع الذي تسكنه جدته ‪ ..‬دقق في السيارة التي انعطفت في‬
‫‪ ..‬الشارع اآلخر ‪ ..‬هل هو عبدالرحمن تبدو احدى سيارته‬
‫نزل فهد وبالِم فتاح الخاص به دخل منزل جدته ‪ ..‬جذبته رائحة القهوة ‪ ..‬فتبعها ووجد سماء‬
‫تجلس في المطبخ وحيدة ‪ ..‬تعطيه ظهرها ‪ ..‬ترتدي بنطلون جينز وتيشيرت ابيض ‪ ..‬كان‬
‫‪ ..‬مبينًا نحولها ‪ ..‬رغم جاذبيتها ‪ ..‬يبدو انها غارقه في افكارها ولم تلحظ دخوله‬
‫‪ ..‬سماء‬
‫‪ ..‬وضعت يدها على قلبها داللة خوفها من دخوله الُم فاجيء ‪ :‬بسم الله‬
‫رّق قلب فهد لوحدتها وخوفها ‪ ..‬جلس على الكرسي المقابل والحظ احمرار انفها وجفنيها‬
‫‪ :‬كنتي تبكين ؟‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬ال‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫ُق‬
‫شيء ما جعل عبدالرحمن اليستطيع العودة للمنزل ‪ ..‬لذا عاد ادراجه بيل وصوله لمنزله ‪..‬‬
‫‪ ..‬لمنزل جدته ‪ ..‬سيقف خارجًا سيحاول االتصال بها ‪ ..‬سيكتفي بوجوده في نفس نطاقها‬
‫عندما وصل وجد سيارة فهد ‪ ..‬األمر الذي جعل يديه تقبض بقّو ة على مقود السيارة ‪..‬‬
‫حتى كادت مفاصل اصابعه ان تتمزق ‪ ..‬اشعل سيجاره وانتظر لكن يبدو ان فهد سيطيل‬
‫البقاء ‪ ..‬صور كثيرة في رأسه ‪ ..‬لهما معًا ‪ ..‬بل وصورته يحتضنها في المستشفى تتسيد‬
‫الموقف ‪ ..‬عقله الذي يخبره انه زوجها ‪ ..‬سيكته قلبه الذي يقول انه تزوج اخرى وتركها ‪..‬‬
‫وعقله الذي يخبره انها لم تنظر لك حتى ‪ ..‬سيكته قلبه الذي يقول انها ستفعل اكثر من‬
‫‪ ..‬ذلك‬
‫فتح هاتفه ‪ ..‬وقاد السيارة للخلف حتى يتخذ مكان غير واضح لسكان المنزل واتصل‬
‫‪ ..‬بسكرتيره ‪ :‬سالم مرحبا‬
‫‪ .......‬صديقك الي قلت لي ممكن يسوي اي شيء‬
‫بالضبط ‪ ،‬ابي اي مشكلة في المشروع تخلي فهد يطلع االن له ‪ ...... ..‬خله يسرق‪...........‬‬
‫‪ ..‬مواد يضرب الحارس ‪ ..‬اي شيء‬
‫‪ ..‬واغلق هاتفه وانتظر‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫حاول فهد تغيير الموضوع ‪ :‬جاكم احد ‪..‬؟‬


‫سماء ؛ احد مثل مين ؟‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬كأني شفت سيارة عبدالرحمن برا‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬مدري عنه‬
‫‪ ..‬فهد بإبتسامة ‪ :‬تعشيتي‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬الحمدلله‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬صبي لي طيب قهوة‬
‫صبت له ومدت له فنجاله فأمسك الفنجال بيد ويدها الممدودة بيد ‪ :‬سماء ‪ ..‬الحين الجميع‬
‫‪ ..‬يدري بزواجنا ‪ ( ..‬ورفع حاجبه بتساؤل ) بس تقوم جدتي نسوي الحفلة‬
‫ابتسمت سماء بخفه وهي تنظر ليدها الصغيرة النحيلة المرتعشة ‪ ..‬في يدهـ السمراء‬
‫الكبيرة الثابتة ‪ ..‬دققت النظر فيها ‪ ..‬تشبه كثيرًا وضعهما ‪ ..‬هي ضعيفة وهو قوي ‪ ..‬هي‬
‫خائفة وهو جسور ‪ ..‬هي مترددة وهو واثق ‪ ..‬هي متراجعة وهو متقدم ‪ ..‬رفعت نظرها‬
‫للعيون التي تراقبها بـ اهتمام ‪ :‬انت ماقلت لهم ‪ ..‬ولد عمك الي قال ‪ ..‬هو كلم الجدة‬
‫‪ ..‬وقالها انه اكتشف الموضوع‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬وش الفرق ‪ ..‬انا رايح لنفس الهدف‬
‫سماء بثقة التشعر بها ابدًا ‪ :‬فرق كبير ‪ ..‬منك بيكون خبر وإعالن ‪ ..‬منه فضيحة ومشكلة ‪..‬‬
‫‪ ..‬شعور انك واريتني عن الجميع وهم فضحوك بي ‪ ..‬يجعل من اتفاقنا باطل‬
‫‪ ..‬وقف فهد بغضب ‪ :‬قولي انك ماتبين ياسماء والتحطين حجج‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬انا مابي ‪ ..‬اكون شريكة الحد في احد‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬ماراح تحسين بوجودها في حياتي ‪ ..‬بتكونين انتي وبس طالما انا معك‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬وبتكون هي وبس طالما انت معها‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬من حقها‬
‫سماء ‪ :‬صحيح ‪ ..‬لكن لما تكون انت معي هي بتكون معها عائلتها ومجتمعها ‪ ..‬واذا صار‬
‫العكس باكون وحيدة ‪ ..‬انتظرك ‪ ..‬عشان ترجع وارجع انتظرك ‪ ..‬تدري اكثر شيء يخوفني‬
‫غير الموت والوحده ‪ ..‬هو االنتظار ‪ ( ..‬كانت تتكلم بهدوء وخفوت حتى ظن فهد انها‬
‫نسيت وجوده )‬
‫فهد ‪ :‬سماء انتي بتكونين مشغولة بدراستك وبعدهت بعملك ‪ ..‬ابدًا ماراح تنتظرين او‬
‫‪ ..‬تعيشين وحيدة‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬باكون يافهد وحيدة ‪ ..‬ومنبوذة ‪ ..‬وتعيسة‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬جربي‬
‫سماء وهي تقدم جسمها من الطاولة ‪ :‬انت تعرفني من والدتي ‪..‬ومن طفولتي ‪..‬‬
‫وعرفتني قبل التتزوج وطلبت مني اتمام زواجنا وانت ماتزوجت وشرطت ان يكون لك‬
‫زوجة ‪ ..‬بشكل او بآخر انت في قرارة نفسك عارف اني مااكفيك ‪ ..‬وبيرجع لك‬
‫هاالحساس في اي وقت ‪ ..‬انا ماقدر احط حياتي في احتماالت ‪ ..‬اكون وحيدة مانتظر احد‬
‫افضل الف مرة من اكون وحيدة متعلقة بأحد انتظره واخاف افقده ‪ ..‬تدري يافهد احيان‬
‫‪ ..‬اليأس اهون من االمل الكاذب‬
‫الحظ فهد انها تتحدث بحزن ‪ ..‬بألم وتضع يديها حولها ‪ ..‬كأنها تشعر بالبرد ‪ ..‬الحظ انها‬
‫تنظر له وهي تتحدث بإعتذار ‪ ..‬اليعلم موجه له او لنفسها ‪ ..‬والحظ انها تطبق فمها بعد‬
‫ُك ل جملة خوفًا من قول شيء ما ‪ ..‬والحظ فهد انه في كل لقاء ‪ ..‬يهبم بالفتاة الحساسة‬
‫‪ ..‬لكن بقوة نفس كبيرة‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫كان فهد ينظر لسماء التي يبدو انها انهت ماتقول ‪ ..‬وبقيت تنظر للفراغ ‪ ..‬رنين هاتفه‬
‫‪ ..‬اعادها للواقع‬
‫وقف ليتحدث ‪ ..‬ثم الحظ رعب سماء ووقوفها ‪ ..‬أشر لها بيده مطمئن لكن كانت تنظر له‬
‫‪ ..‬بلهفه‬
‫مين ؟ ‪:‬‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬مشكلة في العمل ‪ ..‬باروح انتبهي لنفسك‬
‫ركضت خلفه ؛ اليكون جدتك فيها شيء وتكذب علي ؟‬
‫فهد ‪ :‬احلف لك انها في العمل وهذا الحارس مكلمني ‪ ..‬بعض المواد لعمل بكرة مسروقه‬
‫‪..‬‬
‫وقفت وهي تضع يديها على قلبها ‪ ..‬وتنظر له وهو يغادر ‪ ..‬شيء في منظرها الطفولي‬
‫جعله يعود ويتردد قبل ان يحتضنها ومما اثار استغرابه انها بادلته العناق ‪ ..‬كان عناقهما‬
‫‪ ..‬نوع من مشاركة مشاعر الخوف والقلق على االنسانة التي اشتركوا في حبها‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫راقب عبدالرحمن فهد وهو يخرج ويركب سيارته ويبتعد ‪ ..‬ثم رمى عقب سيجارته وادار‬
‫محرك السيارة وهو ينظر للمنزل حيث تجلس اآلن سماء وحيدة بدون اي احد ليس هو ‪..‬‬
‫‪ ..‬كما اراد تمامًا‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫خرج فهد في اليوم التالي من الشركة بعد اتصال فارس لوضع النقط على الحروف كما‬
‫قال ‪ ..‬وتوجه لهما في شقة فارس ‪ ..‬كان قد اعطى الشرطة التسجيالت التي تظهر‬
‫اللذين سرقوا المواد وحاولوا االعتداء على الحارس ‪ ..‬حتى وان كان الوقت ليًال كانت لوحة‬
‫‪ ..‬السيارة واضحة وبعض اشكالهم بفضل اإلنارة الليلية التي يستخدمها في المشروع‬
‫استقبله فارس الذي كان متفهمًا جدًا ومتعاطفًا ‪ ..‬بينما هناء كانت تجلس وتضع قدمًا‬
‫‪ ..‬فوق قدم‬
‫شرح له فهد كل شيء ‪ :‬مثل ماقلت لك متزوجها من قبل نسافر كان عمرها ‪ .. ١٤‬يعلم الله‬
‫‪ ..‬اال وقت قريب اعتبرتها اخت صغيرة لي‬
‫والحين هي كبيرة ومالها قريب اال انا ‪ ) ..‬ومراعاة لمشاعر هناء لم يذكر انه اآلن يرغب بها (‬
‫زواجي منها صوري ‪ ..‬وحاولت اعلنه لكنها كانت ترفض ( ابتسم وهو يتذكر وجه سماء )‬
‫ومازالت ترفض ‪ ..‬ولو قدرت اغير‬
‫قاطعه فارس ‪ :‬يعني زواج واجب ‪..‬وهذا الي خالك تغفل ذكر الزواج لما خطبت هناء‬
‫فهد ‪ :‬فارس ‪ ..‬هناء موجودة ‪ ..‬اذا تبي زواجنا يستمر انا مازلت الشخص الي وافقت عليه‬
‫وتعرفه زين ‪ ..‬اذا تبي الطالق انا مستحيل اجبرها ‪ ..‬نعم انا غلطت ماقلت عن زواجي‬
‫‪ ..‬السابق لكن هذا مش من مسببات بطالن الزواج‬
‫‪ ..‬هناء ‪ :‬انت بكل قوة عين تقول انك ماتبي تطلقها‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬انا مازلت اقول انك صاحبة القرار واي شيء يتعلق بسماء مايخص احد‬
‫‪ ..‬هناء ؛ يعني معترف انك استغفلتنا‬
‫وقف فهد ؛ لو مان زواجي من سماء تام وكامل مافمرت اتزوج غيرها ابدًا‬
‫وقف فارس ايضًا ‪ :‬هناء مصممة انك تطلق سماء‬
‫فهد ‪ :‬هل لو طلقتها بتكون هناء واثقه اني مستحيل اتزوج عليها ‪ ..‬او بتحط العصمة‬
‫بيدها يافارس‬
‫هناء ‪ :‬اذا فكرت تتزوج علي اكيد باتركك‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬اذن من اآلن سياسة التهديد وامالء الشروط ماتمشي معي‬
‫خرج فهد بينما حلست هناء تبكي ‪ ..‬وفارس يقف عاجزًا امام اقتناعه بكالم فهد ووقوفه‬
‫‪ ..‬الغير مشروط مع اخته‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫وقفت سماء مع الطبيب تحدثه ‪ ..‬عن حالة الجدة ‪ ..‬وتستمع لشرحه ‪ :‬طيب يادكتور رفع ‪..‬‬
‫‪ ..‬الجرعة مايأثر عليها ألن بنيتها ضعيفة‬
‫الدكتور ‪ :‬هذي مرحلة انتقالية للجسم ومؤقته وبمجرد مانالحظ تغييرات في االعضاء‬
‫‪ ..‬الحيوية بنرجع نخفظ العالج من جديد‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬دكتور واذا‬
‫‪ ..‬شكرًا لك دكتور‬
‫صوت فخم واضح ويشدد على الحروف اتى من خلفها ‪ ..‬منهيًا بكلمات بسيطة حديثها مع‬
‫‪ ..‬الدكتور الذي ابتسم وذهب‬
‫لم تناقشه سماء بل ابتعدت وجلست في الكرسي الموجود امام غرفة الجدة‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬ليه ماتعشيتي امس ؟‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬امر مايعنيك‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬وش كان يبي منك فهد امس‬
‫‪ ..‬سماء التي خافت ان يكون دخوله السافر للمنزل لوضع كاميرات ‪ :‬ايضًا امر مايعنيك‬
‫اقترب عبدالرحمن واتكأ واقفًا على الجدار ‪ ..‬يشعر بضعف بجانبها وقلة حيلة ‪ ..‬هو‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن يشعر كذلك بجانب فتاة خطت توًا من العشرين ‪ :‬انا اعرف ان زواجكم صوري‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬انت تعرف اشياء كثيرة في الحياة وماستفدت منها‬
‫‪ .‬عبدالرحمن ‪ :‬فهد الحين عند هناء يسترضيها‬
‫‪ ..‬سماء وهي التنظر له ‪ :‬شكرًا للمعلومة‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬فهد موب مثلي ومثلك ‪ ..‬عاش مرفه ومجابه طلباته ‪ ..‬انا وانتي جربنا اليتم‬
‫ونفهم بعض ‪..‬وبيننا اشياء مشتركة‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬انا وانت مافيه شيء مشترك بيننا ابدًا ‪ ..‬والراح يكون‬
‫‪:‬‬
‫في آخر الممر وجد فهد ان وقفة عبدالرحمن بجانب سماء مريبة ‪ ..‬هو اليثق به وتذكر كالم‬
‫‪ ..‬جمانة انه يملك سحرًا يجعل اي بنت تشعر انها مهمه‬
‫!!‪ ..‬هل تقع تحت سحره سماء‬
‫وقف وسلم فرفعت نظرها له سماء ارتاح فهد النها لم يبدو عليها االرتباك كمن ُض بط‬
‫‪ ..‬بذنب ‪ ..‬بينما سحب عبدالرحمن نفسه مبتعدًا‬
‫‪ ..‬جلس بجانبها فهمست ‪ :‬حليت مشكلة البارح‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬ايه الحمدلله مشكلة سهله‬
‫‪ ..‬سماء بذات الهمس ‪ :‬ومشكلة هناء‬
‫فهد ؛ ليه تسألين ‪ ..‬اذا ( وأمسك يدها ) لكنها بهدوء سحبت يدها من يده ووضعتها‬
‫‪ ..‬بحجرها ‪ ..‬وعندما رفعت نظرها لعبدالرحمن كان ينظر لها مبتسمًا ‪ ..‬ويبدو سعيدًا‬
‫خرجت الممرضة ‪ :‬ماشاء الله الحجه النهارده صحتها ممتازه ‪ ..‬من الصباح فيه مؤشرات‬
‫‪ ..‬كويسه ودلوقتي الدكتور عندها بيعمل على تخفيض المخدر‬
‫ابتسمت سماء ابتسامة جعلت قلب عبدالرحمن يرقص ‪ ..‬لم يخلق الحزن لهذا الوجه الجميل‬
‫‪ ..‬بينما فهد تقدم ينظر من داخل الغرفه ومد يده لسماء لتلحق به ‪ ..‬يد لم تستطع‬
‫‪ ..‬تجاهلها خاصة امام عبدالرحمن‬
‫‪ ..‬خرج الدكتور ‪ :‬فهد وسماء ‪ ..‬السيدة الحمدلله فاقت و تناديكم بس التتعبونها‬
‫دخل كل من فهد وسماء بعد ان البسوهم رداء ابيض وكمامه ‪ ..‬كانت سماء تدفع الدموع‬
‫‪ ..‬من عينيها دفعًا للداخل التريد ان ترى الجدة وجهها حزين‬
‫كان الوجه المتجهد هش وضعيف واليد الموضوعه على اللحاف ضعيفة وتحمل في اصبعها‬
‫جهاز التنفس وفي اعلى الكف انبوب لتوصيل الدواء‬
‫‪ ..‬امسكت سماء بيدها ووقفت هي وفهد كل واحد في جهه‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫عاد عبدالرحمن ادراجه ‪ ..‬دخول فهد وسماء علمه ان مايربط بينهما لجانب الزواج الهش هو‬
‫جدته ‪ ..‬رابط لن يبقى طويًال على قيد الحياة حسب مافهم من دكتورها باالمس ‪ ..‬اتصل‬
‫على سكرتيرة النه وببحث بسيط اكتشف ان المستثمر الخليجي من طرف فهد مما‬
‫يجعلهم في مأزق يجب التخلص منه بسرعة ‪ : ..‬الو سالم‬
‫‪ ..‬سالم ‪ :‬آمر ياطويل العمر‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬ارسلت لك ايميل ارجع ارسله للمستثمر الخليجي‬
‫سالم ‪ :‬ليه ياطويل العمر هو وافق يعمل معنا‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬هذا كمين ‪ ..‬ارسل له اعتذار عن العمل وارقام وعناوين فيلديز‬
‫‪ ..‬سالم ‪ :‬سم طال عمرك‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬وحرر فصل ابراهيم سكرتيرنا في الشركة‬
‫اغلق الهاتف واتصل بعمه عبدالكريم ‪ :‬هال ياعبدالرحمن‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬عمي اذا عندك سكرتير مؤقت ممكن يشتغل عندي لين اخلص مقابالت‬
‫‪ ..‬للمتقدمين‬
‫عبدالكريم ‪ :‬بدل سالم واال ابراهيم‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬ابراهيم اكتشفت انه يجيب مشاريع عشان ياخذ عمولة ولالسف المشروع‬
‫الي جابه للشركة كانوا اساسًا مراسلين فيلديز وهذا شي مااقبله لذا فصلته بسرعة ‪..‬‬
‫وارسلنا للمستثمر ارقام فيلديز ‪ ..‬وياليت مايفوتنا هالعمل النه كبير ومربح‬
‫عبدالكريم ‪ :‬طول عمرك ياعبدالرحمن قد الثقة ورجل سوق من الطراز االول بارك الله فيك‬
‫‪ .. ..‬بارسل لك بعض السير الي عندي لعل واحد يكون مناسب للعمل المؤقت‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫ابتسمت الجدة بضعف ألغلى اثنين على قلبها وامسكت بيديهم وبدأت الحديث وهي‬
‫تنظر لفهد ‪ :‬فهد الوصيك على سماء‬
‫وقبل ان تكمل نزعت سماء كمامتها واقتربت من الجدة ‪ :‬ال ‪ ،‬الله يخليك التوصين احد علي‬
‫‪ .. ..‬انتي الله يطول بعمرك وانا كبيرة ماحتاج وصايه‬
‫‪ ..‬الجدة بضعف ‪ :‬بغيتي او مابغيتي ياسماء انتي وفهد مربوطين ببعض‬
‫نظرت سماء لفهد ‪ ..‬هو رباط ستعمل المستحيل حتى تتحرر منه ‪ ..‬قيد من نار هو قيد فهد‬
‫‪ ..‬لها ‪ ..‬الممنوع المرغوب ‪ ..‬التستطيع البقاء معه وهي تحبه النها تخاف التنازالت‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫في االسبوع االخير حصلت صدامات بين فهد ووالده كما لم يحدث منذ اعوام ‪..‬اخرها لدفاع‬
‫والده عن عبدالرحمن الذي وصفه بالنزاهه واالمانة ‪ ..‬بينما فهد يعرف انه فقط جمع واحد‬
‫‪ ..‬زائد واحد ماجعله يتراجع ‪ ..‬محظوظ او ال هو سيعمل على انهائه او كشفه‬
‫ارتدت الجدة وجلست على الكرسي المتحرك الذي تدفعه سماء ‪ ..‬عند الخروج من الغرفة ‪..‬‬
‫واجهوا ابو فهد الذي نظر لها نظرة اربكتها لكنه جلس موازيًا لوالدته وهو يقول‬
‫‪ ..‬بتطلعين معي للبيت‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬ال ال باروح لبيتي اريح لي‬
‫لكنه اخذ الكرسي من سماء ودفعها الحدى غرف االنتظار لحق به فهد بينما جلست‬
‫‪ ..‬سماء تنتظر‬
‫لم يمِض كثيرًا من الوقت حتى خرج ابو فهد بدون ان يوجه نظره لسماء ثم تبعه فهد الذي‬
‫‪ ..‬ناداها لرغبة الجدة بالحديث معها‬
‫‪ ..‬تقدمت سماء بهدوء ‪ :‬آمري حبيبتي‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬بنروح لبيت عبدالكريم‬
‫‪ ..‬سماء بدات الهدوء ‪ :‬اوك باحاول ازورك او اكلمك اتطمن عليك‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬ال انتي بتروحين معي‬
‫سماء بابتسامة وهي تتذكر االرهاب الذي تترضت له في المستشفى من عائلة فهد ‪:‬‬
‫‪ ..‬معليش صعب علي كتبي واغراضي في البيت‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬بتروحين انتي وفهد تجيبونها وتجيبون اغراضي‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬اسفة ماراح اروح معك‬
‫‪ ..‬الجدة بضعف وتأثر واضح ‪ :‬اجل مانيب رايحه لبيت عبدالكريم‬
‫وجدت سماء ان فهد اقترب من جدته التي بان التأثر الشديد عليها ‪ :‬اريح لك عندنا ياجدتي‬
‫الجدة ‪ :‬بدون سماء مانيب رايحه‬
‫سماء ‪ :‬التربطين نفسك في ‪ ..‬هم عيالك ومن حقهم يتطمنون عليك ويكونون حولك‬
‫الجدة ‪ :‬اذا مارحتي معي ماراح اروح‬
‫سماء بهدوء غاضب ‪ :‬انا غريبة ماراح اقعد في بيت ناس ماعرفهم‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬انتي زوجة فهد ولك كل الحق تكونين في بيتهم‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬هذا الزواج الغلطة بيدمر حياتي‬
‫وفعت نظرها لفهد غاضبة ووجدته ينظر لها ببرود وهدوء ثم خرج‬
‫وضعت الجدة يدها على صدرها فاقتربت منها سماء وركعت تحت كرسيها ‪ :‬الله يخليك‬
‫اعفيني من دخول بيتهم‬
‫الجدة ‪ :‬الله يخليك انتي ( ومدت يدها المجهدة ليد سماء ) عبدالكريم نادم وطلبني وانا‬
‫هذا ولدي الوحيد حتى لو غضبت عليه قلبي مايقسى ‪ ..‬بتصيرين ام وتفهميني يوم ‪..‬‬
‫طلب فرصة وانا بعد غضبي عليه انهكني وتعبني ‪ ..‬احتاج اسامحه ‪ ..‬كم بقالي فالعمر‬
‫‪ ..‬ياسماء ‪ ..‬خليني اموت وانا قريبة من ولدي ‪ ..‬وان ماجيتي معي مارحت لهم‬
‫‪ ..‬وقفت سماء بتكاسل ‪ ..‬لم يفعل الحديث مافعلت به الدمعة التي سقطت من الجدة‬
‫‪ ..‬دفعت عربتها وقالت ‪ :‬توكلنا على الله‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ ..‬فتحت هناء الباب لتجد امامها ‪ ..‬ام فهد سارة‬
‫‪ ..‬تنحت جانبًا لتدخل ؛ اهًال خاله‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬اهًال فيك حبيبتي ‪ ..‬ولو اني ماعرفتك انهزامية وضعيفة‬
‫‪ ..‬جلست هناء تفرك يديها ‪ :‬انتي يرضيك الي سواه فهد فيني‬
‫سارة ‪ :‬يعني انتي ماعاد تبين فهد وبتخلينه لسماء‬
‫‪ ..‬هناء ‪ :‬طبعًا ال‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬اذن ارحعي معي اآلن لبيتك‬
‫‪ ...‬هناء ‪ :‬فهد البارح‬
‫سارة ‪ :‬هناء حبيبتي انتي كنتي ومازلتي مثل جمانة عندي ‪ ..‬انا بانصحك نصيحة لو امك‬
‫عايشة نصحتها لك ‪ ..‬الرجال حتى لو يحب زوجته البد له نزوة ‪ ..‬اذا تحاوزتها الزوجة وهذا‬
‫الي تسويه الزوجة الذكية ‪ ...‬رجع لها مثل الطفل الي يرجع لحضن امه ‪ ..‬واذا كبرتها تكون‬
‫حسرت زوجها ‪ ..‬حبيبتي الرجال مثل الطفل سايريه يمشي بيدك عانديه بيعاند اكثر ‪ ..‬اذا‬
‫خليتي الساحة لسماء حصلت عليه وهو الشيء الي مانبيه كلنا ‪ ..‬لكن زعلك يدفع فهد‬
‫لها ‪ ..‬خاصة وانه حاول معك انتي بدل ماتستغلي شعوره بالذنب ناحيتك وتقربينه منك‬
‫تتركينه وتعطينه عذر انه يقرب منها اكثر ‪ ..‬الحين سماء في البيت مع جدته وكلنا عارفين‬
‫كيف يحب جدته ويهتم لها ‪ ...‬بمراعاة سماء لها بتقرب بينهم اكثر والزواج الصوري بيصير‬
‫واقع والبنت الغريبة بتصير صاحبة بيت‬
‫هناء ‪ :‬يعني هي معكم االن فالبيت‬
‫سارة ‪ :‬هذي فكرتي التي تحملتها عشانك‬
‫بدل مافهد يقضي الوقت معها ومع جدته بعيد عننا يقضيه معنا وحنا بطريقتنا نحول بين‬
‫ان ينشأ بينه وبين سماء تفاهم ‪ ..‬وهذا ماسويته اال عشانك تحملت وجودها ووجود ام‬
‫عبدالكريم عشانك ‪ ..‬اذا بتنهزمين بلغيني ادور لولدي زوجة تمأل الفراغ قبل ماتعبيه سماء‬
‫‪ ..‬واذا بتحاربين عشان فهد ثقي اني معك وفي صفك ‪ ..‬وبطريقتنا واتفاقنا نطلع سماء‬
‫‪ ..‬من حياته‬
‫كانت هناء خائفة فهي التحب المواجهات وال المشاحنات لكنها تحب فهد وهو قاب‬
‫قوسين من هجرانها ‪ ..‬خاصة بعد خروجه ليلة امس غاضبًا‬
‫بس انا ياخالة مابي ارجع بدون مافهد هو الي ياخذني ويراضيني ‪:‬‬
‫سارة ‪ :‬هذا خليه علي ‪ ..‬ماقلت لك اننا لو تعاونا قدرنا نطلعها من حياتنا وهذا شيء انتي‬
‫بتشوفينه ‪ ..‬اي رجال ياهناء فراشه فارغ بيفكر حتى في الخادمة مرب بس في بنت تعتبر‬
‫‪ ..‬زوجته‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫كان حامل االقالم الذي رماه عبدالرحمن في جدار مكتبه في المنزل هو من تلقى غضبه‬
‫بعد ان علم ان الجدة وسماء سيخرجان في منزل فهد ‪ ..‬وامام عينه وقريبه منه ‪ ..‬اخذ‬
‫هاتفه واتصل بها ‪ :‬الو‬
‫سماء ‪ :‬نعم‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬ارفضي تطلعين لبيته‬
‫سماء التي تضع كتبها في الحقيبة وبعض مالبسها ‪ :‬مالك حق تملي علي تصرفاتي‬
‫عبدالرحمن بغضب وصوت مرتفع ‪ :‬اال لي كل الحق ‪ ..‬هو اهملك ‪ ..‬وانا احبك ‪ ..‬كان يتنفس‬
‫بحده وكأن اعترافه بالحب يفوق قوته ‪ :‬انا احبك ياسماء ‪ ..‬ولو ماطلع فهد من حياتك‬
‫‪ ..‬ذبحته ورملته وفي كل االحوال انا الي باحصل عليك‬
‫وضعت سماء السماعة بهدوء ولرعبها اسقطت ماكان بيدها ‪ ..‬صوته وتهديده جعلها تخاف‬
‫جدًا ‪ ..‬كلماته ارعبتها وحملت لها تهديدًا واضحًا وعبئًا جديدًا التستطيع حمله ‪ ..‬هي التريد‬
‫منزلهم بقدر ماتريد الموت ‪ ..‬لكنها على امل ان التجد الجدة الراحة التي تنشدها فتعود‬
‫‪ ..‬لمنزلها‬
‫‪:‬‬
‫شخص آخر هل عند سماعه كلمات عبدالرحمن ‪ ..‬تراجع فارس لسماعه االعتراف المعذب‬ ‫ُذ‬
‫لعبدالرحمن بالحب ومن من ‪!..‬؟ من سماء زوجة فهد ‪..‬كان ذاهبًا للمنزل إلحضار غرض لهناء‬
‫‪ ..‬التي يبدو انها فاقت وتريد العودة لزوجها‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫َف قلبي َظ الْم‬
‫وُح بي َك الْم‬
‫‪ ..‬وماِز لُت أرَغ ُب في االنِت قاْم‬
‫م‪.‬ن‬

‫" الفصل ‪" ٢٢‬‬

‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫علمني حبك أن أحيا‬
‫وقد كنت من العشق أموت‬
‫علمني أشواقا تسمو‬
‫أعلى درجات الملكوت‬
‫وكأني في عشقك روحًا‬
‫تفنى في صمت وسكوت‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫جلست سماء في الغرفة الباردة ‪ ..‬تشعر بحرج كبير ‪ ..‬لوجودها في منزل فهد وعائلته ‪ ..‬گ‬
‫دخيلة ‪ ..‬غير مرغوب فيها وغير راغبة في التواجد معهم ‪ ..‬رتبت القليل من المالبس في‬
‫الغرفة البعيدة التي ُو ضعت بها ‪ ..‬في الدور االرضي ‪ ..‬بينما الجدة في غرفة قريبة من‬
‫الصاالت واماكن الجلوس ‪ ..‬وبقية الغرف في الدور االول ‪ ..‬بعد ان اطمأنت على الجدة‬
‫وعادت لغرفتها تفاجأت بوجود سارة فيها ‪ ..‬تحدثت معها ان كانت استقرت وتحتاج لشيء‬
‫‪ . . ..‬كالم مهذب لمضيفة راقية لو ان سماء شعرت بهذا التهذيب متأصل وليس تمثيل‬
‫وقبل خروجها استدارت لـ سماء قائلة بنفس الترفع والبرود ‪ :‬انا فهمت من فهد ظروف‬
‫زواجكم ‪ ..‬وانا لألمانة آسفة ان حياتك كانت صعبة ‪ ..‬مشفقة جدًا عليك بنت صغيرة يتيمة‬
‫ُأ‬
‫وحيدة و مسلوبة الخيار ‪ ..‬بس في نفس الوقت آسفة على فهد الي خذ بجريرة شهامته‬
‫وحبه للفزعة ‪ ..‬ومازال مأخوذ بها ‪ ..‬ومازال مدفوع بحبه لإلحسان واال ماكنتي هنا ‪ ..‬فهد‬
‫عيبه انه طيب قلب ورجل موقف وواضح انه تم استغالله وربطه وتكبيله ( وهزت رأسها‬
‫بأسف ) ُع مر قضى فهد عمر طويل مربوط بمسؤولية شخص ثاني ‪ ..‬الشيء الي مريحني‬
‫انك بنت عملية وتعرفين تفرقين بين الصح والخطأ وتملكين اآلن األختيار ‪..‬ثم استدركت ‪:‬‬
‫وفهد مثل مابلغني بظروف الزواج بلغني انا وزوجته بمحاولة اتمامه زواجه منك ألنه على‬
‫حد قوله انك ضعيفة ومالك اقارب وبيكون دايم يشعر بالمسؤولية نحوك ومثل ماقال انه‬
‫لو تركك بيحس انه خان عمك ‪ ..‬رغم اني اشوفك بنت قد حالك ومستحيل ترضين على‬
‫نفسك تتزوجين لمجرد ان زوجك يحس انك بتضيعين بدونه او مالك احد وممكن تلتهمك‬
‫الحياة ‪..‬فهد في الواقع يحب زوجته هناء ‪ ..‬وهي تحبه واي تدخل بينهم بيخلق شرخ في‬
‫عالقتهم احنا في غنى عنه ‪ (..‬وابتسمت بأناقة ) طبعًا انا اتكلم معك الني عرفت انك غير‬
‫‪ ..‬مهتمه بالزواج منه وهذا يثبت انك ذكية‬
‫كانت تتحدث كالم منطقي وواقعي يبدو ان فهد يخبرها بكل شيء ‪ ..‬شعرت سماء‬
‫بالخدر في اطرافها من هذه المواجهه الباردة ‪ ..‬من هذه السيدة الباردة ‪ ..‬شعرت انها عبء‬
‫ثقيل حمله فهد مكرهًا هي لم تكذب ابدًا ‪..‬لقد اخبرتها بكلمات بسيطة ان فهد ملتزم بها‬
‫النه يراها ضعيفة ‪ ..‬بينما دخولها سيسبب االلم له ‪ ..‬لم ترد سماء ولم تنتظر سارة ردها‬
‫‪ ..‬بل ‪ ..‬بكل اناقة ابتسمت ‪ :‬اتركك تكملين شغلك‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫دخل فهد المنزل بعد ان احضر ادوية الجدة ‪ ..‬وبعض االجهزة التي تحتاجها ‪ ..‬ليجد والدته‬
‫تتخذ مكانها امام العاملة التي تعتني باظافرها ‪ ..‬ونظر خلف والدته يبدو انها قادمة من‬
‫جهة غرفة سماء ‪ :‬كيف الوضع ؟‬
‫‪ ..‬ابتسمت والدته ‪ :‬ممتاز‬
‫! فهد ‪ :‬مايحتاج اوصيك ‪ !!..‬جدتي وسماء الزم يلقون االحترام والترحيب‬
‫! سارة وهي تنظر ألظفرها بأهتمام ‪ :‬هل تلمح يافهد اني اقلل من احترام ضيوفي‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬ابدًا لكن الزم يشعرون انهم مرحب فيهم‬
‫سارة ‪ :‬بعد ماتكلمت مع سماء وفهمت منها انها مرغمة على الحضور هنا وانها كما قالت‬
‫لي مسيرة في حياتها غير مخيرة ابتدأ من زواجها بك لقدومها لمنزلك ‪ ..‬بيكون صعب علينا‬
‫نخليها ترتاح ‪..‬البنت عدائية جدًا وانا باتساهل معها عشانك وعشان ماحب وجع الراس‬
‫وبيني وبينك انا رحتها لما فعًال قالت لي انها ماتبي الزواج امر بغيض ان يخطط حياتك‬
‫‪ ..‬رجل ميت‬
‫جلس فهد عاقد الحاجب ‪ :‬انتي تكلمتي مع سماء‬
‫سارة ‪ :‬الزم اشوف وش ناقصها ! والبنت ماقصرت قبل الادخل قالت لي كالم لألمانه‬
‫خالني اشفق عليها ‪.‬وبنفس الوقت اعجب فيها ‪ ..‬واضح انك تضغط عليها يافهد في‬
‫‪ ..‬مسألة الزواج‬
‫‪ ..‬وقف فهد غاضبًا ‪ :‬انا رايح لجدتي‬

‫سارة ‪ :‬روح لها بعدين الحين حبيبي روح جيب هناء من بيت فارس انا كلمتها واقنعتها‬
‫بالرجعة ‪..‬وهي رضت بس عشان مكانتها الزم انت تكلمها االن وتجيبها‬
‫فهد ‪ :‬خليها الليل ‪ ..‬انا الحين بارتاح‬
‫سارة ‪ :‬فهد ‪ ..‬هناء مسكينة واذا زعلت من حقها ‪ ..‬تلقى االحترام الي يليق بها ‪ ..‬وحدة‬
‫غيرها شالت الدنيا وحطتها ‪ ..‬هي مسيكينة النها تحبك ماسوت اال عتب بسيط ماگأنك‬
‫مخبي عليها شيء كبير ‪ ..‬التنسى انك الي دخلتها في هالدوامة وحرقت قلبها وهي‬
‫عشان غالتك تحملت شيء موب كل الحريم يتحملونه خاصة انها عروس وهذي ذكرياتها‬
‫‪ ..‬في اول أيام زواجها‬
‫فهد ‪ :‬يصير خير‬
‫سارة ‪ :‬اكيد حبيبي بيصير خير الن هناء عاقلة وايه قبل النسى شوف الكيس الي عند‬
‫‪ ..‬المدخل خذه معك لهناء من حقها ترجع برضاوة النها زعلت وحنا السبب‬
‫تنهد فهد فقالت والدته وهي تبدو مهتمة باظافرها اكثر من الحديث معه ‪ :‬اذا سبب‬
‫عبوسك المأزق الي حطيت نفسك فيه بزواجك من ثنتين ‪ ..‬تقدر تختار وحده ( ونظرت له‬
‫بتحدي ) بس تأكد ان الي بتختارها تبيك فعًال ماتعتبرك سلم للوصول لطموحاتها ‪ ..‬او‬
‫‪..‬محرم فقط‬
‫تجاوز فهد والدته لغرفة جدته التي وجدها نائمة والخادمة ترتب اشيائها البسيطة بهدوء ‪..‬‬
‫وضع االدوية وخرج لغرفة سماء التي تقبع آخر الممر بعيدة جدًا عن الحياة في المنزل‬
‫‪ ..‬وطرق الباب‬
‫ادخل ‪:‬‬
‫فتح الباب ببطء ليجدها تجلس وبين يديها تيشيرت‬
‫ووقف ‪ :‬كيفك ؟‬
‫‪ ..‬بدون ان تنظر له ‪ :‬الحمدلله‬
‫فهد ‪ :‬محتاجه شيء‬
‫سماء ‪ :‬ال شكرًا‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬مايحتاج اقولك خذي راحتك في البيت‬
‫ابتسمت وكأنها افاقت لما كانت تعمل وقفت واعادت التيشيرت للدوالب وهي ترسم‬
‫‪ ..‬ابتسامة سخرية على شفتيها ‪ :‬اعتقد هذا اخر احساس باحس فيه ‪ ..‬هنا في هالبيت‬
‫دخل فهد واغلق باب الغرفة خلفه شيء في ردها اغضبه ‪ ..‬ابتسامتها الساخرة حديثها‬
‫لوالدته ‪ ..‬احتقارها لكل مايفعل للتقرب منها ‪ ..‬برودها القاتل ناحيته ‪ ..‬وامسك يدها بقّو ه‬
‫‪ ..‬حتى وقع مابها ‪ :‬انتي انسانة جاحدة‬
‫‪ ..‬لكن ابتسامتها اتسعت وهي تقول ‪ :‬هذي الثانية‬
‫فهد ‪ :‬اولى ايش ‪..‬وثانية ايش‬
‫سماء ‪ :‬شيء خاص بي ‪ ..‬لو سمحت اطلع باكمل شغلي ‪ ..‬وفضًال الأمرًا التدخل غرفتي‬
‫‪ ..‬ابدًا‬
‫لكن فهد شد على يدها بقوة وهو ينظر لها ويضغط على ذراعها بهدف ايالمها يريد ان‬
‫‪ ..‬تتقاسم معه ألمه وفجأة تركها وخرج‬

‫نظرت سماء آلثار اصابعه في ذراعها وجلست بهدوء على السرير وهي تتمتم ‪ :‬يارب‬
‫‪ ..‬ساعدني على مواجهة الي مااقدره‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫كانت االصابع التي تطرق المكتب عصبية جدًا ومتوترة ‪ ..‬بينما يدور جسد صاحبها‬
‫بالكرسي قليًال في تفكير ‪ ..‬ومن عقدة حاجبيه يبدو ان تفكيره لم يكن سارًا ‪ ..‬دخل‬
‫‪ ..‬السكرتير على عبدالرحمن ‪ :‬هذا ملف المشروع‬
‫عبدالرحمن بدون اليمد يده ألخذ الملف ‪ :‬فيه ثغرات‬
‫‪ ..‬سالم ‪ :‬لألسف شغلهم كله سليم ‪ ..‬والمواد كلها ُم رخصة ومتقدمين كثير في العمل‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬السيولة ؟‬
‫‪ ..‬سالم ‪ :‬مازالوا في الربع االول من الميزانية‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬اذن مافيه اال حل واحد ‪ ..‬احرق المواد ‪ ..‬او اهدم احد االساسات‬
‫‪ ..‬تراجع سالم بذعر ‪ :‬ياطويل العمر ماقد نزلنا لهالمستوى‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن وهو ينظر للفراغ بعد االتصال العاشر لسماء بدون رد ‪ :‬وتونا نبدأ‬
‫مرة أخرى أعاد االتصال والرد بينما تتوافد الرسائل والمكالمات من نساء راغبات يقف‬
‫‪ ..‬قلبه عاجزًا لهمسه منها‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫نظرت جمانة بألم لوالدها الذي يجلس عند سرير والدته الملقاة كجثة منذ خروجها من‬
‫‪ ..‬المستشفى ‪ :‬بابا‬
‫عبدالكريم ‪ :‬احس اني توني اشوفها من سنين ‪ ..‬احس فجأة كبرت ‪ ..‬كانت دايم قاسية‬
‫علي ‪ ..‬ودايم قوية ‪ ..‬لكن وجودها كذا ‪ ..‬بدون قوة او قسوة او حتى كالم الذع مثل‬
‫ماعودتنا‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬احس هذا اسلوبها‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬حتى على عبدالله الله يرحمه‬
‫تركت والدها لذكرياته وخرجت ( كما أمرتها والدتها ) لغرفة سماء وطرقت الباب ‪ :‬مرحبا‬
‫ابتسمت سماء بهدوء ‪ :‬اهًال‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬تجين تتقهوين معنا‬
‫سماء باحراج ‪ :‬معليش ماقدر‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬وش عندك خلي الخدم يكملون الباقي مع اني اشوفك خلصتي ‪ ..‬وتعالي‬
‫سماء ‪ :‬مادري وش اقولك بس ماودي‬
‫‪ ..‬جمانة ‪ :‬ماراح تقعدين طول اليوم في الغرفة ‪ ..‬بابا بيخرج للشركة الحين ‪ ..‬ومافيه احد‬
‫‪ ..‬امام الحاحها لم تستطع سماء سوى االنصياع لرغبتها والذهاب خلفها رغم حرجها الكبير‬
‫‪ ..‬حيث الصالون العائلي الذي تجلس فيه سارة كملكة‬
‫كانت سارة قد اتفقت مع هناء عن كيفية ُم عاملة سماء ؛ التحطينها ند والتخلين فهد‬
‫يشفق عليها او يشوفها مظلومة ‪ ..‬حسسيه انك المالك ‪ ..‬والزوجة الُم تفهمة ‪ ..‬كل شعور‬
‫حب للرجل يبدأ بشعور أولي سخيف ‪ ..‬الشفقة تتحول لحب ‪ ..‬االلتزام يتحول لحب ‪..‬‬
‫االعجاب يتحول لحب ‪ ..‬الشهوة تتحول لحب ‪ ..‬والزوجة الذكية تخلي شعور زوجها يقف عند‬
‫الشعور االولى واليتطور ابدًا ‪ ..‬الحين مطلوب منك تكونين في أجمل صورة الن فهد جاي‬
‫‪ ..‬ياخذك وتعاملينها مثل مافهمتك ‪ ..‬وعطيني رنة اذا قربتوا من البيت‬
‫اغلقت هاتفها عندما رأت سماء وجمانة قادمات ‪ ..‬ابتسمت لمظهر سماء العادي بتنورة‬
‫سوداء وتيشيرت ابيض ووجه خالي من الماكياج ‪ ..‬وشعر مربوط للخلف ‪ :‬كويس جيتوا‬
‫‪ ..‬وقت القهوة‬
‫مازالت سماء تشعر بشيء ُم ريب حول والدة فهد فـ لسانها ينطق حديث وعينيها تنطق‬
‫‪ ..‬حديث آخر ومغاير لما يقوله لسانها‬
‫جلست بتهذيب واخذت الفنجال من جمانة واخذت ترتشف قهوتها وهي ساكنه‬
‫سارة ‪ :‬مريتي ام عبدالكريم ياسماء‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬ايه مازالت نايمة والدكتور يقول انها تحتاج وقت يرتاح فيه جسمها‬
‫‪ ..‬سارة بابتسامة ‪ :‬حظها حلو الي حولها دكتورة‬
‫جمانة ‪ :‬وش ناوية تتخصصين ياسماء ؟‬
‫ابتسمت سماء ثم بدأت في الحديث الذي تحب وتطرب له ‪ ..‬واخذت تشرح لجمانة‬
‫التخصصات التي ترغب ‪ ..‬كانت حياتها اإلجتماعية فقيرة مقابل حياتها العلمية ‪ ..‬تشعر انها‬
‫سماء فقط في كلية الطب ‪ ..‬بينما تتوه خارجها ‪ ..‬من فرط حماسها لم تسمع الرنة في‬
‫جوال سارة ‪ ..‬لكنها سمعت صوت الباب ونداء الخادمة التي ركضت لتأخذ حقيبة هناء‬
‫وعبائتها ‪ ..‬هناء التي دخلت مندفعة ومبتسمة ‪ :‬مرحبا‬
‫وقفت كل من جمانة ووالدتها للسالم عليها مما جعل سماء تقف بانحراج خاصة وهي ترى‬
‫فهد يقف خلفها بكامل اناقته ‪ ..‬لكن سالم هناء الحار وابتسامتها جعلها مذهولة ‪ :‬اهًال‬
‫سماء كيفك ؟‬
‫الحمدلله ‪:‬‬
‫‪ ..‬هناء ‪ :‬الحمدلله على سالمة جدتي‬
‫‪ ..‬سماء وهي تنظر لفهد وتكرر ‪ :‬الحمدلله‬
‫جلست هناء بأناقة تشبة اناقة والدة زوجها وفهد يقف انيق كذلك يبدوان ثنائي مثالي‬
‫متشابهان ‪ ..‬مدت هناء يدها التي تزينها إسوارة الماس وتريها ام فهد ‪ :‬وش رايك ؟‬
‫الله جميلة ‪ ..‬كان هتاف اإلعجاب من جمانة ووالدتها ‪ ..‬يشعر سماء باالحراج التريد ان‬
‫تكون عذول بين فهد وزوجته ‪ ..‬خاصة ان هناء تلمس االسوارة وتنظر لزوجها بوله منقطع‬
‫النظير ‪ ..‬لذا شعرت ببرودة في اطرافها من تواجدها حيث اليجب ان تتواجد ‪ ..‬مالذي قاله‬
‫لزوجته عنها حتى التراها اكثر من مرافقة للجدة ‪ ..‬كانت تضغط اصابع قدميها داخل حذائها‬
‫‪ ..‬لتشتت احساسها الكريه وعندما رفعت نظرها وجدت فهد يحدق لها بحاجب مرفوع‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫امر مريح لفارس بعد ان غادرت هناء مع زوجها ‪ . .‬اذ تبدو مرتاحه ومصممة على خطف فهد‬
‫من الفتاة االخرى التي يبدو ان عمه عبدالرحمن يريد خطفها هو اآلخر ‪ ..‬كل مايحتاج له هو‬
‫حديث عقالني مع فهد ‪ ..‬ليترك الفتاة ‪ ..‬بعدها يدخل هو للعبة ‪ ..‬لينتقم من عبدالرحمن ‪..‬‬
‫الذي لم يسمعه غاضب او ُم توسل او قليل الحيلة كتلك اللحظة ‪ ..‬طالما كان عبدالرحمن‬
‫ُم سيطر لدرجة انه شك في بشريته ‪ ..‬رغم سلسلة الوفيات في العائلة على مر سنوات‬
‫عمر فارس ابتداء بجده ثم جدته ثم والدته ثم والده ‪ ..‬كان عبدالرحمن يقف كتمثال لتلقي‬
‫العزاء بدون اي شعور ‪ ..‬في البداية بدا مذهوًال ومعجبًا به ‪ ..‬لكن ان يكون حجر امر علم‬
‫انه مؤلم حتى لعبدالرحمن نفسه ‪ ..‬اذ تقوقع على اعماله ومتعته ‪ ..‬اآلن بعد ان رآى عمه‬
‫يقف طويًال امام الجامعة لينظر لها ويهددها بصوت معذب ‪ ..‬امر جديد عليه ‪ ..‬ونقطة‬
‫‪ ..‬ضعف سيستفيد منها ‪ ..‬على االقل ألخذه جمانة منه‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫جلست سماء لجانب سرير الجدة ‪ ..‬التي افاقت وتبدو ضعيفة جدًا ‪ ..‬تجد صعوبة في التأقلم‬
‫في منزل فهد منذ دخولها له لم تتخيل انها ستنتظر وقت محدد لتشرب كوب شاي او‬
‫قهوة ‪ ..‬حاولت ان تكون وجباتها في غرفتها لكن لطافة العائلة التي تشعر بزيفها جعل‬
‫طلبها غير مقبول ‪ ..‬لذا حاولت ان تكون الوجبات مختصره واحيانًا ترفض بحجة انها اكلت‬
‫في الجامعة ‪ ..‬منذ اربعة ايام وهي تهرب من زوجة فهد ومن تواجد فهد ومن والد فهد ‪..‬‬
‫اليحق ألحد ان يجعلها تشعر بهذا السوء حتى لو احسن إليها لمدة ثمان سنوات ‪ ..‬افاقت‬
‫!! من شرودها على الرجل الواقف ويبدو غاضبًا ‪ :‬اطلعي برا‬
‫وقفت وهي تضع يد الجدة التي كانت تمسكها بهدوء على الفراش وتأتمر بدون اعتراض‬
‫‪ ..‬ألمر والد فهد الذي اليخفي كراهيتها كزوجته ‪ ..‬وخرجت‬
‫دخلت غرفتها واغلقت الباب اخرجت هاتفها من جيبها لتجد مجموعة من االتصاالت‪ .‬من‬
‫عبدالرحمن ‪ ..‬يخنقها والتستطيع الرد ‪ ..‬والتهتم بتهديده ‪ ..‬اغلقت هاتفها وارتدت بيجامتها‬
‫واستلقت على السرير وضعت يديها تحت رأسها وحدقت في الظالم ‪ ..‬تشعر بشعور‬
‫سيء كأنها تتجول في المنزل كجرو يحتاج اللطف والمجاملة ‪ ..‬توقعت العداء منهم لكن‬
‫ان ينظروا لها كطفلة في السابعة يتيمة وتستحق االحسان امر سحق ثقتها المتبقية ‪..‬‬
‫ان تحاول قدر االمكان الهرب منهم امر مثير للشفقة ‪ ..‬ان ترى فهد وزوجته يخرجان سويًا‬
‫بينما يربطها اليه لمصلحة جدته نانية جدًا منه ‪ ..‬وان يتتبعها ابن عمه المريض امر مرعب ‪..‬‬
‫‪ ..‬وان يطردها والده كلما رآها مع الجدة امر ُم ذل‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫وقف فهد امام النافذة تداعب النسمات الباردة قميصه وتحركه ‪ ..‬بينما تحرك عواطفه فتاة‬
‫بليده تقبع في الطابق االرضي ‪ ..‬تضرب بإحترام عائلته عرض الحائط في تجاهل دعواتهم‬
‫المتكررة للجلوس لمائدة الطعام ‪ ..‬تتحدث معهم برفعة وعدم اكتراث ‪ ..‬ترفض العالقة‬
‫الطيبة التي تحاول جمانة خلقها بينهما ‪ ..‬بل ان اخته كانت تستغرب من جمود سماء وعدم‬
‫تجاوبها ‪ ..‬مع ذلك كانت هناء رغم كل شيء ورغم انها المخدوعة اكثر من منطقية‬
‫وعقالنية في معاملتها مع سماء ‪ ..‬ونظر لزوجته النائمة بهدوء ‪ ..‬رغم كل مايحدث بينهما ‪..‬‬
‫جزء منه مازال عذريًا ‪ ..‬ينتظر جامدة المشاعر ان تتحرك نحوه ‪ ..‬وهو امر ُم ستبعد لكونها‬
‫تقضي خارج المنزل اكثر من البقاء فيه ‪ ..‬وتهرب منه كلما التقيا صدفه ‪ ..‬اتراها تجده يحاول‬
‫‪ ..‬فرض نفسه عليها‬
‫‪ ...‬اعاد النظر لهناء وارتدى حذائه ونزل حيث يريد‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫ان تكون شفافًا المرئيًا امر محزن ‪ ..‬لكن ان تكون فجأة واضح حد العذاب ‪ ..‬امر اشد ُح زنًا ‪..‬‬
‫كانت سماء تحاول مسح دموعها التي اغرقت وجهها ‪ ..‬المضحك انه اليوجد احد ليشاهد‬
‫‪ ..‬هذه الدموع رغم ذلك تشعر بالعار فقط لمجرد انها تبكي‬
‫طرق خفيف على الباب اجفلها ‪ ..‬ولم ترد ‪ ..‬بل وضعت اللحاف على رأسها لتخبيء نفسها ‪..‬‬
‫عندما ُف تح الباب ‪ ..‬وفي الظالم نظرت من فتحة اللحاف للقدمين التي تقفان اآلن على‬
‫‪ ..‬مقربة من السرير ‪ ..‬ثم اليد التي تمتد لتهزها قليًال ‪ :‬سماء ‪ ..‬سماء‬
‫كان يهمس اسمها بهدوء وحميمية ‪ ..‬جعلت دموعها تتزايد ‪ ..‬الحق لها فيه وال في عالمه ‪..‬‬
‫ثم سمعت زفرة االحباط وخروجه بذات الهدوء وغلق الباب خلفه ‪ ..‬لتجهش سماء بالبكاء‬
‫‪ ..‬وهي تكتم فمها بيدها ‪ ..‬اكمل اآلن الحب اليائس ُي تمها ‪ ..‬ليذلها ‪ ..‬ويجعلها ناقصة دائمًا‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫يارب إن لكل جرح ساحال‬


‫وأنا جراحاتي بغير سواحل‬
‫كل المنافي ال تبدد وحشتي‬
‫مادام منفاي الكبير بداخلي‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫قراءة ممتعة‬

‫" الفصل ‪" ٢٣‬‬


‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫ُف‬ ‫َأ‬
‫أنا ْل ِط فٍل َد اِخ لي‬
‫ُك ٌّل ُي َك اِب ُد وحده َز َم َن الِف طاْم‬
‫ُأ‬
‫هو ليَس َغ يَر ِك كي جاِو َز ِم ْح َن تي‬
‫وأذوَب في َم اِء الَّن َد ى‬
‫وأناَم في ِح ْض ِن الَغ ماْم‬
‫أنا ُر َّب ما أحبْب ُت َي وًم ا ُر َّب ما‬
‫َل كَّن ُح َّب ِك َج اَء َي ْخ ِت ُم ِق َّص تي‬
‫وَي قوُل ‪:‬أنِت َح بيَب تي ِم ْس ُك الِخ تاْم‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ ..‬صباح الخير‬
‫ألقت سماء تحيتها وهي تخرج للجامعة وتضطر للمرور بالصالة العائلية التي تضم طاولة‬
‫‪ ..‬الطعام التي يجتمع عليها اآلن افراد االسرة ومن ضمنهم فهد‬
‫‪ ..‬سارة ‪ :‬تعالي افطري ياسماء‬
‫‪ ..‬سماء بـ ابتسامة مهذبة ‪ :‬شكرًا بس تأخرت ‪ ..‬عن اذنكم‬
‫اخذت شهيق للهواء النقي خارجًا وهي تنتظر السيارة ولم تعلم ان فهد لحقها حتى‬
‫‪ ..‬سمعت ‪ :‬تعالي انا اوصلك‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬كلمت السواق جاي‬
‫فهد ‪ :‬براحتك ( ارتدى نظارته وبدون ان ينظر لها )‪ :‬شفتي جدتي اليوم؟‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬ايه كنت عندها من بعد الفجر‬
‫فهد ‪ :‬كيفها ‪..‬؟‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬ضعيفة ‪ ..‬والعالج ماجاب نتيجة إال اآلن‬
‫ُف تح الباب وسمعت صوت هناء ‪ :‬حبيبي انت مازلت هناء‬
‫فهد ‪ :‬ايه تبين شيء هناء ؟‬
‫‪ ..‬ابتسمت بدلع ورمت ذراعيها حوله ‪ :‬عازمتك على الغداء‬
‫بينما سماء تنظر لألمام ‪ ..‬تنشغل بهاتفها الذي فتحته ووجدت الكثير من االتصاالت‬
‫لعبدالرحمن يبدو انها بدأت منذ قفلت هاتفها ليًال ‪ ..‬لم تسمع رد فهد لزوجته ‪..‬بل نزلت‬
‫الدرجات عند اقتراب السيارة وركبت بدون ان تنظر خلفها ابدًا ‪..‬تفكر كيف تتخلص من هذا‬
‫المنزل ‪ ..‬رغم علمها األكيد ان الجدة تحتاجها اآلن واليمكن ان يسد مكانها احد حتى فهد‬
‫وجدت انه مشغول جدًا على األهتمام بها او رعايتها ‪ ..‬فهد الذي لم تلتفت لتراه ينظر لها‬
‫ولجسدها النحيل تلفه عبائتها السودا ء‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫وصل فهد المشروع ليجد العمال متجمهرين في مكان واحد يبدو انهم غاضبين وعلت‬
‫اصواتهم عند رؤية سيارة فهد الذي نزل وتحدث مع رئيسهم ‪ :‬وش فيه ؟‬
‫‪ ..‬العمال يبون زيادة يقولون ان المشاريع الي حولهم ياخذون اعلى منهم ‪:‬‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬كالم غير صحيح ويتأكدون بانفسهم‬
‫‪ ..‬الرئيس ‪ :‬المشكلة متفقين يازيادة يااضراب‬
‫فهد ‪ :‬فهمتهم ان بيننا عقد وانهم موقعين عليه واالضراب ممكن يعرضهم للتسفير‬
‫‪ ..‬الرئيس ‪ :‬فهمتهم كل شيء لكن فيه احد العب بعقولهم ان اجرهم اقل اجر‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬تقدر تدبر عمال بالساعة ‪ ..‬ويكونون بنفس الدقة‬
‫‪ ..‬الرئيس ‪ :‬باحاول بس اخاف مايكونون دقيقين‬
‫زفر فهد مشكلة اذا دفع لهم زيادة ومشكلة اذا اضربوا وبقي على تسليم المشروع اقل‬
‫من ست اسابيع ‪ ..‬عمال جديدين يحتاجون اموال لذا تقدم منهم وتكلم ‪ :‬لو رحت لوزارة‬
‫العمل واشتكيت بانكم اضربتوا عن العمل رغم ان رواتبكم تدفع بموعدها الشهري‬
‫والتقل عن اي عامل بناء آخر داخل الرياض وخارجها ‪ ..‬واجهتوا مشاكل حتى في اقاماتكم‬
‫ومستحقاتكم ‪ ..‬لكن انا باتفق معكم اتفاق ‪ ..‬راح ادفع مكافآت الكثر مجموعة متقنة‬
‫العمل سواء عمال التشطيب او عمال الزجاج او عمال الكهرباء او عمال السباكة ‪ ..‬الفريق‬
‫‪ ..‬المتقن للعمل راح يحصل على مكافأة مالية‬
‫زاد الهرج والمرج وتقدم احد العمال ‪ :‬فيه واحد كلمنا امس انه ياخذ خمس االف ريال‬
‫شهريًا‬
‫فهد ‪ :‬طلبت منه بيان براتبه او فقط صدقته‬
‫ممكن المشروع يتعرض لمضايقات وهذي اخد اسبابها ‪ ..‬او العامل اساسًا مهندس مش‬
‫‪ ..‬عامل بناء‬
‫العامل ‪ :‬طيب تفي بوعدك وتدينا مكافآت‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬وعد الحر دين عليه‬
‫عاد لسيارته لمباشرة االعمال في المكتب يجب عليه تكثيف زيارات الموقع الن واضح ان‬
‫‪ ..‬احدهم يحاول يعطل سير العمل ‪ ..‬خاصة وان العمال نار خامدة ممكن تثور في اي لحظة‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫كانت هناء تهز رجلها بقلق بينما ام فهد تهدئها ‪ :‬خليه يتصرف بدون ماتكونين محسسته‬
‫‪ ..‬انك تشكين فيه‬
‫هناء ‪ :‬بس اذا كانت موجودة يكون بارد معي‬
‫سارة ‪ :‬بس الحظي انها هي باردة معه يمكن الفضول الي يخليها مهمه ‪ ..‬لذا الزم نخليها‬
‫تجلس معنا كثير ‪ ..‬كل ماعاملناها باندماج كل مازال السحر الي حولها ‪ ..‬بعدين انا الحظت‬
‫‪ ..‬اغلب حواراتهم حول صحة الجدة‬
‫صمتت هناء التعلم ام فهد ان هناك لحظات تعرف الزوجة فيها ان زوجها وان كان معها‬
‫جسدًا فقلبه وروحه بعيدة ‪ ..‬كثيرًا مااستيقظت لتجد فهد يجلس في الشرفة گ ُم سْن ‪..‬‬
‫وينظر للفراغ ‪ ..‬واحيان تجده يدخل الغرفة غاضبًا ببرود ‪ ..‬كثير السرحان قبل النوم رغم انه‬
‫يبذل مجهودًا جسديًا وذهنيًا طوال الوقت ‪ ..‬اوقات تعرف ان سماء مسؤولة عنها ‪ ..‬وليس‬
‫مشاكل العمل كما يدعي ‪ ..‬وجودها يجعل الحياة تدب فجأة في مالمحه وتعابير وجهه رغم‬
‫ان الفتاة وللحق التبذل ادنى مجهود للفت انتباهه او اثارته ‪ ..‬اذن مشكلتها فهد وليست‬
‫‪ ..‬سماء ‪ ..‬مشكلة ستبذل جهدها لحِّل ها‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫كان يوم سماء ُم تعب جدًا ‪ ..‬وُت عرف االيام من لياليها ‪ُ ..‬ك لما قضت ليلة حزينة انعكس ذلك‬
‫على يومها وهذا ليس جيدًا نظرًا القتراب موعد االختبارات ‪ ..‬اال جانب انها في الفصول‬
‫االخيرة لكتاب تنوي ترجمته اقترب موعد تسليمه ‪ ..‬لكن شعور ان الحياة انسحبت منها امر‬
‫‪ ..‬مريع خاصة مع قلقها لعدم تقدم الجدة صحيًا ابدًا‬
‫كانت تضع الالبكوت على ساعدها وتحمل كتبها ‪ ..‬وتحاول ارتداء نظارتها الشمسية بدون‬
‫ان تزعزع حجابها وتذهب حيث يركن السائق سيارته بينما تتفقد كتبها ومالحظاتها الف‬
‫فكرة حزينه تبرز امامها ‪ ..‬اهمها يجب ان تخرج من المنزل ‪ ..‬ركبت السيارة واغلقت الباب ‪..‬‬
‫واخرجت هاتفها مع تحرك السيارة تريد االتصال بطبيب الجدة لكن عندما رفعت رأسها‬
‫اكتشفت ان السائق لم يكن سائقها وان هذه الكتف والذراع العضلية التخص السائق‬
‫ناهيك عن الثوب السعودي والشماغ االحمر ‪ ..‬تفقدت السيارة خشية ان تكون اخطأت‬
‫لتجدها سيارتها او سيارة الجدة باألصح وصرخت ‪ :‬من انت ؟‬
‫‪..‬التفت عبدالرحمن لها وهو يدير المقود ويخرج من المواقف ‪ :‬الي مطنشه اتصاالته‬
‫‪ ..‬التفتت سماء تنظر خارج النافذة وحاولت فتح الباب قبل ان يبتعد لكنه مقفل ‪ :‬نزلني‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن بهدوء ‪ :‬انا الي بانزل بس بعد مانخلص تفاهم‬
‫حاولت تكون رابطة الجأش وهي تقول ‪ :‬انت ماتستحي ‪ ..‬وشخص حقير كيف تتعرض لي‬
‫وانا متزوجة ولد عمك‬
‫‪ ..‬قاطعها ‪ :‬زواج غلطه باعترافكم االثنين‬
‫سماء‪ :‬هذا مايعطيك الحق انك تدخل في النص‬
‫ضحك عبدالرحمن وهو يقود السيارة ‪ :‬انا ماعندي نية ادخل في النص ابدًا ‪ ..‬انا باخذك‬
‫ونطلع من اللعبة كلها‬
‫سماء ‪ :‬انزل !! وين السواق ؟ وين بتوديني ؟‬
‫عبدالرحمن بهدوء وهو يركن السيارة في مكان هاديء حول الجامعة ‪ :‬ماتوقع انك‬
‫‪ ..‬تشوفيني غبي لدرجة اني اخطفك‬
‫سماء ‪ :‬وش تبي مني ؟‬
‫نظر لها عبدالرحمنتبدو حزينة وخائفة ومستميتة الخفاء ذلك لكن من يديها التي تحتضن‬
‫كتبها كأنها طوق نجاة ومن اهتزاز دقنها يعرف كدى ضعفها فقال بهدوء ‪ :‬انا مابي منك‬
‫شيء ‪ ..‬انا ابيك كلك ياسماء ‪ ..‬انا احبك ومستعد املكك حياتي بما فيها ومااملك ‪ ..‬بدل‬
‫ماتعيشين عالة في بيت عبدالكريم ‪ ..‬جزء مهمش اطلبي الطالق وبانتهاء العدة اتزوجك‬
‫‪ ..‬واعيشك ملكة ‪ ..‬لو بغيتي نترك الرياض بكبرها لهم تركتها معك‬
‫كان يتكلم بصوت رتيب دافيء لمس جزء محروم من سماء لكن عقلها الذي يعرف ان‬
‫‪ ..‬الشيء يقدم لها سهًال جعلها ترد ‪ :‬اتركني في حالي‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬باتركك بس عطيني ردك‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬ال ‪ ،‬مابيك حولي ابدًا‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬يعني بتقعدين متزوجة من فهد بينما هو يمشي ويقول انه تزوجك بدافع‬
‫الواجب‬
‫ابتسمت ‪ :‬ماكذب هذا هو اساس زواجنا لوال فهد كنت ضعت‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬فهد مايستحق ابدًا عرفانك وامتنانك مجرد شخص سهولة حياته خلته مايفكر‬
‫‪..‬كيف يتجاوز اي عقبه على طول يغير طريقه‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬اقدر اكون ارائي الخاصة عن الناس‬
‫عبدالرحمن وهو يرى السائق يأتي من بعيد ‪ :‬ردي على الجوال اذا دقيت والتقفلينه ‪ ..‬واذا‬
‫‪ ..‬احتجتي شيء دقي علي‬
‫سماء ‪ :‬اخاف السواق يعلم احد‬
‫عبدالرحمن وهو ينزل ‪ :‬مستحيل احطك في مأزق ومستحيل يجيب سيرة ‪ ..‬ونظر لها مليًا‬
‫ابتدأ من عينيها ألنفها الصغير لشفتها الممتلئه ثم قال ‪ :‬انتبهي من سارة حتى لو قدمت‬
‫‪ ..‬لك باقة ورد اعرفي انها مسمومة‬
‫ونزل وسماء تنظر له يرفع طرف شماغه اعلى رأسه بحركة انيقة ويضع يده في جيبه‬
‫ويمشي ذاهبًا التعلم اال اين ‪ ..‬بينما يتخذ السائق مكانه ويتوجه بها للمنزل يرافقها‬
‫‪ ..‬احساس بالذنب ‪ ..‬لقد تكلمت معه وقبلت وجوده ‪ ..‬لكن ماعساها تفعل‬
‫‪ ..‬تذكرت مكالمة الطبيب ‪ ..‬فاتصلت به‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫كانت جمانة ترتدي حجابها لمعرفتها ان فارس يزور الجدة ‪ ..‬استهلك مشاعرها عبدالرحمن‬
‫وانضب عواطفها زواجها منه ‪ ..‬لكن نظرة فارس لها عند دخوله احيت قلبها الميت ‪ ..‬حتى‬
‫وان كانت تعرف ان الحب الينتظر ‪ ..‬وفارس طعن من اقرب الناس له وحاول ثنيها للعدول‬
‫عن زواجها من عبدالرحمن دون ان يفهم انها مع عبدالرحمن لم يكن لها رأي او مشورة ال‬
‫‪ ..‬في الزواج او الطالق ‪ ..‬او حتى الحب ‪ ..‬الذي اعتبرته اكبر ممثل فيه‬
‫‪ ..‬سمعت ياولد من فارس لدى خروجه من الجدة ونادته والدتها ‪ :‬تعال اشرب فنجال معنا‬
‫‪ ..‬فارس ‪ :‬مستعجل والله‬
‫وقفت هناء لتودع اخيها وعند الباب ‪ :‬كيفك ؟‬
‫‪ ..‬هناء ‪ :‬البأس‬
‫فارس ‪ :‬احد مضايقك‬
‫هناء ‪ :‬بالعكس كل شي تمام بس احس اني في لعبة‬
‫فارس ‪ :‬ليه ؟‬
‫هناء ‪ :‬البنت ارحمها وبنفس الوقت اخاف منها ‪ ..‬احس انها عدوتي وهي مابدر منها شيء‬
‫‪ ..‬يضايقني‬
‫لها وجود كبير فالبيت وهي ماتطلع من غرفتها ‪ ..‬وجودها كاتم على قلبي ‪..‬خاصة ان‬
‫‪ ..‬خالتي دايم تقول انها تمثل وهذا الي تعبني‬
‫فارس ‪ :‬وفهد ؟‬
‫‪ ..‬هناء ‪ :‬مادري كيف يعاملها زي اخت زي ممرضة زي جدته احيان بعد‬
‫‪ ..‬ضحك فارس من تعبير اخته طالما كرهت المشاكل وطالما انحازت للسكينة‬
‫عانقها مودعًا تحت انظار سماء التي دخلت المكان بهدوء وهي تمشيء ببطء وتعدل‬
‫‪ ..‬حجابها ‪ ..‬تنتظر ان يبتعد فارس واخته من المدخل‬
‫وعندما لم يبدو عليهما ذلك تمتمت وهي تحتضن كتبها منهكة من مكالمة الطبيب ومن‬
‫‪ ..‬مواجهة عبدالرحمن ‪ :‬السالم عليكم‬
‫‪ ..‬ابتعدا ‪ :‬وعليكم السالم‬
‫‪ ..‬تركا لها مجاًال لتدخل وهي تشعر بقشعريرة لتحديقهما بها‬
‫دخلت وايضًا ‪ :‬السالم عليكم‬
‫لترد جمانة ووالدتها السالم ‪ ..‬وتتجاوزهما لغرفة الجدة التي قال الطبيب انها يجب ان تغير‬
‫جرعة الدواء حتى يأتي بالمفعول المراد منه ‪ ..‬لكن ذلك سيؤثر على ذاكرتها وصحتها‬
‫العامة رغم انها ضعيفة اآلن والتكاد تفوق او تشعر بما حولها اال اوقات بسيطة ‪ ..‬جلست‬
‫سماء لتجد الجدة تبتسم ‪ :‬متى جيتي ؟‬
‫‪ ..‬سماء وهي تأخذ يدها بين يديها ‪ :‬الحين توني جيت ‪ ..‬بتبدأ اختباراتي االسبوع الجاي‬
‫الجدة بضعف رق له فؤاد سماء ‪ :‬انتي عاد ماترفعين راسك من الكتب وقت اختبار او غيره‬
‫‪..‬‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬الزم‬
‫الجدة ‪ :‬كنك ناحفه‬
‫ضحكت سماء برقه ‪ :‬يتهيألك عشاني بعبايتي ‪ ..‬ثم صمتت لتقول ‪ :‬وش رايك نرجع بيتنا ‪..‬‬
‫‪ ..‬اريح لنا كلنا‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬عبدالكريم مايرضى ‪ ..‬واال ودي ببيتي‬
‫‪..‬سماء ‪ :‬اتوقع انك لو تقولين له انه اريح لك بيوافق‬
‫‪ ..‬الجدة ‪ :‬قلت له كذا مره‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬طيب باغير لبسي واجي اعطيك عالجك‬
‫خرجت من غرفة الجدة واغلقتها بهدوء لُت صدم بابو فهد ينظر لها بحقد واحتقار ‪ :‬يعني‬
‫‪ ..‬انتي الي تضغطين عليها عشان ترجع للبيت‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬هو اريح لها نفسيتها مهمه عشان العالج يعطي نتيجة‬
‫عبدالكريم بغضب وصوت منخفض بارد ‪ :‬الي تسمينه بيتنا ماهوب بيتك ‪ ..‬والي تزنين‬
‫عليها عشان تاخذينها ماهيب حتى قريبه لك ‪ ..‬انتي مجرد وضيعة حظها زين الي خال عجوز‬
‫‪ ..‬تحسن لها وتلمها من الشارع‬
‫سماء ‪ :‬انا ماجيتها من الشارع انا جيت على اني زوجة حفيدها ورغم هذا انا ابدًا ماعتمدت‬
‫‪ ..‬عليهم انا دايمًا معتمده على نفسي‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬هذا الموال الي حافظته ‪ ..‬والي كله كذب ‪ ..‬الزواج الي عمك ورط فهد فيه‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬الزواج ماضر فهد ابدًا ‪ ..‬هذا هو متزوج وسعيد‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬بتحسدينه بعد‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬ابدًا الله يهنيهم‬
‫حاولت قطع المحادثة بالذهاب لكنه امسك يدها وغضبه يزداد رغم انها حذره في الحديث‬
‫معه ‪ :‬كنت عارف ان صداقة فهد من شخص استغاللي بتدمره‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬عمي ماستغل فهد ابدًا‬
‫عبدالكريم ‪ :‬اجل ماقالك فهد عن المحل الي فتحه لعمك بعدين تركه وخسر فهد مبالغ‬
‫كبيره ‪ ..‬هذا لو تركنا كيف زوجه من شحاذه‪ ..‬عشان تقعد في حياته مثل الجرح الي مايبرا‬
‫‪ ..‬عمك الخبيث عرف يحطك عظمه في حلوقنا‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬ماسمح لك تجيب طاريه وفهد كان واعي للي صار ماتوقع ان عمي اجبره‬
‫صوت الصفعة سمعتها قبل حتى ان تشعر بها ‪ ...‬شيء غريب انها شعرت بها في قلبها‬
‫اوًال ‪ ..‬في روحها ابدًا ‪ ..‬هل صفعها ام ُخ يل لها ‪ ..‬هل هذا االلم على وجهها ام في قلبها ‪..‬‬
‫والدمعه التي سلقت يده لتنزل هل اتفقت معه على اذاللها ‪ ..‬ام هي نزلت بعدما ُع صرت‬
‫‪ ..‬الروح‬
‫ابتعدت سماء عنه وهي تحدق به بينما اليبدو الندم ابدًا على وجهه بل انه كان مستعدًا‬
‫‪ ..‬ليضيف صفعة آخرى تتبع االولى‬
‫ذهبت لغرفتها واغلقت الباب ‪ ..‬وجلست القرفصاء وهي تتكيء على الباب ظهرها له ‪..‬‬

‫ًا‬
‫وتشعر بخدها يتوهج ألمًا وروحها ذًال ‪ ..‬بينما تحتضن نفسها وتنظر لألمام بدون دموع‬
‫اسوأ انواع األلم الذي يشعر المرء ان الدموع شيء تافه اليعبر عن مانشعر به ‪ ..‬لقد قال‬
‫ان عمها استغله ‪ ..‬هل فعًال هذا ماحدث مع فهد ‪ ..‬هل تم استغالله ‪ ..‬واآلن منها ايضًا ‪..‬‬
‫هي التلوم اهله ابدًا ‪ ..‬من حقهم طرد الدخيلة عن حياتهم ‪ ..‬وضعت يديها على وجهها ‪..‬‬
‫‪ ..‬تشعر بالحرج لمجرد ان تكون عقبة في طريق احد‬
‫‪ ..‬كان الطرق على الباب ماجعلها تفيق فتحت الباب لتجد الخادمة ‪ :‬دواء السيدة‬
‫‪ ..‬سماء ؛ باجي الحين‬
‫‪ ..‬الخادمة ‪ :‬السيد عبدالرحمن والسيد فهد موجودان‬
‫‪ ..‬سماء بسخرية ‪ :‬الجميع موجود في حياتها‬
‫مسحت دموعها التي لم تسقط ‪ ..‬وعدلت حجابها الذي تزعزع بعد صفعة عبدالكريم ‪..‬‬
‫وسكرت عبائتها واخذت معها حقيبة األدوية ‪ ..‬وخرجت من غرفتها وجدت في الممر فهد‬
‫يتحدث بالهاتف ‪ ..‬اغلق المكالمة عند رؤيتها وهو يعقد جبينه ‪ :‬وش فيك ؟ بدون ان تنظر‬
‫‪ ..‬له ‪ :‬مافيني شيء‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬لحظة التروحين عبدالرحمن عندها خلي لين يطلع‬
‫‪ ..‬ابتسمت بسخرية ‪ :‬حجابي علي ‪ ..‬كأني في الشارع مافيه فرق‬
‫شعر ان كلمتها تحمل معنى آخر لكنه عاد للمكالمة التي ينتظرها حيث تم القبض على‬
‫المعتدين على الحارس ‪ ..‬وسيتم التحقيق معهم عن من حرضهم للقيام بذلك خاصة انهم‬
‫اتلفو اغلب المواد بدون سرقتها ‪ ..‬لكنه تبع سماء للداخل وهو ينظر لعبدالرحمن بكره‬
‫‪ ..‬حيث ينظر للجدة ‪ ..‬ويتحدث معها بلطف هو ابعد مايكون عنه‬
‫كانت سماء تضع المغذي للجدة وتضع فيه اإلبرة ‪ ..‬وتعطيها الدواء ‪ ..‬بينما تجهز حقنة‬
‫‪ ..‬الفانتولين لتعطيها البخار وهي واعية لنظرات عبدالرحمن التي تحرقها‬
‫نظر عبدالرحمن لوجهها بينما يحاول ان يسترق الدمع حتى اليلفت انتباه فهد الذي يقف‬
‫عند الباب ويراقب ‪ ..‬كانت حزينة جدًا كيف لم يالحظ هذا االناني انها تذبل في منزله ‪..‬‬
‫بينما عالمة حمراء كبيرة على خدها األيسر ‪ ..‬وتغطي عينيها نظرة زجاجية ‪ ..‬هو يعرف جيدًا‬
‫انها دموعًا لم تنزل ‪ ..‬راقب دقتها وابتسامتها العذبة للجدة ‪ ..‬ثم خروجها ومرورها بجانب‬
‫فهد الذي تبعها امام نظره ‪ ..‬بينما هو األحق بسؤالها عما تشعر به ‪ ..‬ومن احزنها ‪ ..‬ومن‬
‫‪ ..‬تجرأ ومد يده عليها اذ يعرف ان االحمرار ليس سوى صفعه ان كانت من فهد سيقتله‬
‫لكن دخول عبدالكريم وهو ينظر حيث ذهب فهد وسماء وهز رأسه جعل عبدالرحمن يدخله‬
‫‪ ..‬في دائرة الشك‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬البنت هذي وجودها فالبيت متعبني‬
‫عبدالرحمن بعدم اكتراث كاذب ‪ :‬ليه ؟‬
‫‪ ..‬بينما تدير الجدة عينيها شبه غائبة عن الوعي بعد الدواء‬
‫عبدالكريم ‪ :‬ماحبها وماكنت احب عمها الي ربطها في فهد‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ؛ تقدر تضغط على فهد يطلقها‬
‫عبدالكريم ‪ :‬فهد مايقدر يطلقها عشانها تعتني بامي‬
‫عبدالرحمن ‪ :‬هذا سبب اناني للزواج ‪ ..‬تقدر تعتني فيها وهي محجبة مثل مادخلت الحين‬
‫‪ ..‬علينا‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬بيني وبينك احس ان فهد خايف تروح وتتركها‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ‪ :‬كأن صاير بينك وبينها صدام‬
‫‪ ..‬عبدالكريم ‪ :‬لو تركت لي ربيتها صح ‪ ..‬مجرد نقاش ورفعت صوتها علي قليلة االدب‬
‫‪ ..‬رفع عبدالرحمن حاجبه لحديث عبدالكريم‬
‫‪:‬‬
‫وش فيك ؟‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬مافيني شي قلت لك ‪ ..‬وقلت لك بعد التدخل غرفتي‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬تذكري انك‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬عارفه اني مانيب في بيتي ‪ ..‬ماراح انسى وماراح انسى اني اصًال ماعندي بيت‬
‫ُف جع فهد من عدائيتها ‪ ..‬ومن كمية األلم في صوتها ‪ :‬انتي عارفه اني ماكنت باقول كذا ‪..‬‬
‫‪ ..‬واني مستحيل اقول كذا ‪ ..‬انا‬
‫اقتربت سماء منه ‪ :‬انت ولدهم ومثلهم وتشبههم وفهد اللطيف الي توهمت انه موجود‬
‫‪ ..‬كل ماله يبعد وبختفي‬
‫فهد ‪ :‬اشبه مين ؟‬
‫سماء ‪ :‬تشبه اهلك ؟‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬سماء اهلي محترمينك ويعاملونك من احسن مايكون ‪ ..‬والاحد يجيب سيرتك‬
‫‪ ..‬رمت سماء حجابها على السرير ‪ :‬ممكن تتركني‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬اذا تحد مضايقك قوليلي‬
‫سماء ‪ :‬ايه انت ‪ ..‬وجودك في غرفتي مضايقني‬
‫‪ ..‬فهد ‪ :‬اوكي براحتك وخرج‬
‫مارًا بغرفة جدته ‪ ..‬وتحت نظر عبدالرحمن الذي كان يعد الوقت الذي بقي معها فيه ارسل‬
‫لها رسالة ؛ عبدالكريم هو الي ضاربك ؟‬
‫ُذ هلت سماء لدقة مالحظته ‪ ..‬ولم ترد ‪ ..‬لكن رسالة ثانية منه جعلتها ترد رغمًا عنها ‪ :‬اذا‬
‫‪ ..‬هو الي ضاربك ماتجي الساعة عشر اال انا منتقم لك منه‬
‫‪ ..‬سماء ‪ :‬مالك دخل وماحد ضربني واطلع من حياتي‬
‫‪ ..‬عبدالرحمن ؛ انتظري انتقامي منه عشان مد يده عليك‬
‫‪ ..‬وخرج وهو يضع هاتفه على اذنه في اتصال سريع‬
‫‪:‬‬
‫بدلت هناء ثيابها واخذت حمام سريع ‪ ..‬اذا كانت ممنونة لشيء فهي ممنونة لوجود حمام‬
‫‪ ..‬خاص بها ‪ ..‬نشفت شعرها واالن وقت الذههاب للجدة إلخراج المغذي‬
‫وفي غرفة الجدة سمعت صوت عبدالكريم يصلها من الصالة غاضبًا ‪ :‬كيف تنهار ؟‬
‫من الي قالك ؟ ‪....‬‬
‫‪ ..‬كم سهم لنا فيها ‪ ..‬اليوم الصباح وضعها في السليم‬
‫فجأة كذا ‪ ..‬اعرف لي منهو الهامور الي سحب اسهمه فجأة منها واشتر في الشركة‬
‫‪ ..‬الحديدة‬
‫شيء سيء تحرك في داخل سماء كان سعيدًا بانتقام عبدالرحمن لكن لتهذيب نفسها‬
‫ارادت فعًال ان تباعد عنهم النها تخاف ان تصبح مثلهم من ناحية احذ الحقوق واالنتقامات‬
‫‪ ..‬والعداء‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬

‫ُض‬
‫‪ ،‬للِع شِق َب ع َم واِس ٍم‬
‫وَن سائٍم ِم َّن ا َت ُه ْب‬
‫ِّل‬ ‫ْأ‬
‫ي تي الهَو ى من ك َح ْد ٍب‬
‫دائًم ا من كِّل َص وْب‬
‫‪ .‬فاَض الَح نيُن َف سِّل مي واسَت سِل مي‬
‫للقاِد ِم الَم جنوِن يأتي دائًم ا في ألِف َر كْب ‪.‬‬
‫! هذا الذي َي ْغ تاُل نا أيكوُن ما َي غتاُل نا ِع ْش ًق ا وُح ْب ؟‬
‫م‪.‬ن‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫قراءة ممتعة‬

You might also like