You are on page 1of 58

‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪2‬‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحــــيم‬


‫املقدمة‬
‫احلمد هلل الذي ﴿ نزّل الفرقان على عبده ليكون للعلمني نذيرا ﴾ ‪ ,‬والصالة والسالم على من‬

‫أرسل إلينا ﴿شهدا ومبشرا ونذيرا﴾ وعلى آله وصحبه أمجعني‬

‫فهذا تلخيص تفسري الشوكاني املسمى بفتح القدير‪ ,‬اجلامع بني فين الرواية والدراية ‪ ,‬وكان‬

‫املنهج الذي أسري عليه يف التلخيص والتنسيق ‪:‬‬

‫• الرتكيز على الدراية‪ ,‬وقدنُقلت الرواية املتعلقة بأسباب النزول قبل ذكر الدراية‬

‫• حذف املسائل ميكن االستغناء عنها يف فهم اآلية ‪ ,‬كاختالف يف القراءات ‪ ,‬ووجوه‬

‫اإلعراب‪ ,‬والشواهد الشعرية‬

‫• جعل كل مسائل على فقرات حتى يسهل الطالب تناوهلا‪ ,‬على املسار الىيت ‪:‬‬

‫للمسائل الرئيسة‬ ‫۞‬


‫• فرع من األوىل‪ ,‬وقد يكون لتمييز األقوال‬

‫‪ -‬فرع أو التفاصيل من الثانية‬


‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪3‬‬

‫• وضع العناون اجلانبية بلون األمحريف كل مسألة‬

‫• تلوين الكلمة واجلملة على املسار اآلتي ‪:‬‬

‫لون األمحر ‪ :‬آلية القرآن‬

‫لون األخضر ‪ :‬للحديث او األثر‬

‫لون األخضر الغامق ‪ :‬ألمساء الراوي أو صاحب القول‬

‫لون األزرق ‪ :‬للعبارة املهمة ينبغي التنبه إليها‬

‫• وضع التعليق من شرح األستاذ الفاضل فارس جهادي ‪-‬حفظه اهلل‪ -‬أو من تفاسري أخرى ‪ ,‬من‬

‫أهمها ‪ :‬التفسري والبيان ألحكام القرآن للطريفي‪ ,‬وأحكام القرآن البن العربي‬

‫واهلل أسأل أن ينفع به قارئه وكاتبه مع قصوري جهدي يف هذا العمل ‪ ,‬إنه ولي ذلك‬

‫والقادر عليه‪ ,‬واصل اللهم على حممد وعلى آله أمجعني‬

‫كتبه‬

‫أبو شريفة‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪4‬‬

‫سورة النّســــــــاء‬

‫﷽‬

‫الـمقدمة‬
‫[املسألة األولى ‪ :‬هل السورة مكية أم مدنية]‬
‫ٌ ُ ُّ‬
‫ِه َي َم َد ِن َّية كلها‪.‬‬ ‫۞‬ ‫القول األول‬
‫ّ‬
‫(مدنية كلها)‬
‫الف ْت ِح (في السنة الثامنة) في‬
‫َ [‪]١‬‬ ‫الق ْر ُطب ُّي‪ :‬اإّل َآي ًة واح َد ًة َن َزَل ْت ب َم َّك َة َ‬
‫عام‬ ‫قال ُ‬‫َ‬ ‫۞‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫القول الثاني ‪:‬‬
‫ْ ُ َُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مان ْبن طل َحة َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُع ْث َ‬
‫الح ْج ِب ا ِي‪ ،‬وهي ق ْوله تعالى‪﴿ :‬إن َّللا َيأ ُم ُركم أن تؤدوا‬ ‫ِ‬
‫(مدنية إال اآلية ‪)٥٨‬‬

‫ْ‬
‫األمانات إلى أه ِلها﴾ [النساء‪]٥٨ :‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫َّللا ﷺ ِمن َمكة إلى امل ِد َين ِة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫اش‪ :‬وق َ َ َ َ ْ ْ َ ْ ُ‬ ‫َ َّ ا‬
‫يل‪ :‬نزلت ِعند ِهج َر ِة َرسو ِل ِ‬ ‫قال النق ُ ِ‬
‫ُ‬
‫اس﴾ َح ْيثما‬ ‫وعلى ما َت َق َّد َم َع ْن َب ْعض ْأهل الع ْلم َّأن َق ْو َل ُه َتعالى‪﴿ :‬يا أ ُّيها ا‬
‫الن ُ‬ ‫َ‬ ‫۞‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫القول الثالث ‪:‬‬
‫َ ْ ُ َ‬ ‫ُّ َ ُ ا‬ ‫ُ َ‬ ‫ا ْ‬ ‫َ َ‬
‫قال َعل َق َمة وغ ْي ُر ُه‪.‬‬ ‫ورة َم ِك ًّيا‪ ،‬و ِب ِه‬ ‫وق َع ف َّإن ُه َم ِكي ُيل ِز ُم ْأن َيكون َه ِذ ِه الس‬
‫(مكية)‬

‫َُ ا ٌ‬ ‫وقال َّ‬


‫اآلية َم ِك َّية‪.‬‬ ‫اس‪َ :‬ه ِذ ِه‬ ‫الن اح ُ‬ ‫َ‬
‫َ ُ ُ‬
‫األو ُل (أي القول الثاني ‪ :‬وهو قول القرطبي)‬ ‫يح َّ‬ ‫والصح ُ‬
‫َِّ‬ ‫الق ْرط ِب ُّي‪:‬‬ ‫قال‬ ‫۞‬ ‫الترجيح‬
‫ا‬ ‫َ َ َّ َ ْ َ َ َ ْ ُ َ ُ ا‬ ‫َ ْ‬ ‫َف َّ‬
‫خار ا ِي عن عا ِئشة أنها قالت‪ :‬ما نزلت سورة ِ ِ‬ ‫ص ِحيح ُ‬ ‫إن في َ‬ ‫ّ‬
‫ساء إّل وأنا‬ ‫الن‬ ‫ِ‬ ‫الب‬ ‫ِ‬ ‫۞‬ ‫األدلة‬
‫َ‬ ‫ْ َ َ ُ ل َّ‬
‫َّللا ﷺ‪َ ,‬ي ْع ِني ق ْد َبنى ِبها‪.‬‬ ‫ِعند رسو ِ ِ‬
‫هذا صحيح باعتبار مكان نزول‪ ,‬لكن إذا كانت العبرة بزمن النزول ففيه نظر‪ ,‬كأن القرطبي‬ ‫[‪]١‬‬

‫اعتبر مكان النزول في تعيين مكية السورة أو مدنيتها‬


‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪5‬‬

‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫الن ِب َّي ﷺ َّإنما َبنى ِبعا ِئشة ِبامل ِد َين ِة‪َ ،‬ومن ت َب َّي َن‬ ‫العلماء َّأن َّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫الف َب ْي َ‬ ‫۞ وّل ِخ‬ ‫الخالصة والترجيح‬
‫ٌ َ‬
‫كامها َع ِل َم َّأنها َم َد ِن َّية ّل ش َّك ِفيها‪.‬‬ ‫أ ْح َ‬
‫ص ِح ٍيح‪،‬‬ ‫سب َ‬ ‫وق َع َف َل ْي َ‬
‫َ ُّ ا ُ َ ا َ ْ ُ َ‬
‫وأما َمن قال‪ :‬يا أيها الناس م ِكي حيث‬ ‫ا‬
‫ِ‬
‫اس في َم ْو ِض َع ْي ِن‪.‬‬ ‫الب َق َر َة َم َدن َّي ٌة وفيها يا ُّأيها ا‬
‫الن ُ‬ ‫إن َ‬ ‫َف َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫الحجة‬
‫إسناده َ‬ ‫النساء باملَد َ‬ ‫َ َ ََ ْ ُ َ ُ ا‬ ‫َ ْ َا‬
‫الع ْو ِف ُّي وهو‬ ‫ِِ‬
‫ْ‬ ‫وفي‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬
‫اس قال‪ :‬نزلت سورة ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ين‬ ‫وع ِن اب ِن عب ٍ‬
‫َ ٌ‬
‫ض ِعيف‬
‫[املسألة الثانية ‪ :‬فضل هذه السورة]‬
‫الس َ‬
‫ور ِة ‪:‬‬ ‫ضل َه ِذ ِه ُّ‬ ‫وق ْد َور َد في َف ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ساء ل َخ ْم َ‬ ‫َ َّ ُ َ ا‬ ‫َ َّ‬
‫آيات ما َي ُس ُّرِني‬ ‫س ٍ‬ ‫الن ِ‬ ‫ود قال‪ :‬إن في سور ِة ِ‬ ‫َّللا ْب ِن َم ْس ُع ٍ‬
‫۞ وعن ع ْب ِد ِ‬ ‫فضل خاص‬

‫الد ْنيا وما ِفيها ‪:‬‬ ‫َّأن لي بها ُّ‬


‫ِ ِ‬
‫َّ َّ َ َ ْ ُ ْ َ َ‬
‫﴿إن َّللا ّل يظ ِلم ِمثقال ذ َّر ٍة﴾ [النساء‪،]٤٠ :‬‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫﴿إن ت ْج َت ِن ُبوا كبا ِئ َر ما ت ْن َه ْون َع ْن ُه﴾ [النساء‪، ]٣١ :‬‬
‫ْ ُ ْ َ َ‬
‫﴿إن َّللا ّل يغ ِف ُر أن يشرك ِب ِه﴾ [النساء‪]٤٨ :‬‬
‫َّ َّ َ َ ْ‬
‫َ ْ َّ ْ َ َ ُ ْ ُ َ ْ‬
‫﴿ولو أنهم إذ ظلموا أنفس ُهم﴾ [النساء‪]٦٤ :‬‬

‫الد ْنيا‬ ‫أح ُّب َإل َّي م َن ُّ‬


‫النساء ُه َّن َ‬ ‫َ ا‬ ‫قال‪َ :‬خ ْم ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫آيات ِمن ِ ِ‬ ‫س ٍ‬ ‫ود َ‬ ‫۞ وع ِن ْاب ِن َم ْس ُع ٍ‬
‫يعا‬‫َجم ً‬
‫ِ‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪6‬‬

‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫﴿إن ت ْج َت ِن ُبوا كبا ِئ َر ما ت ْن َه ْون َع ْن ُه﴾‬
‫[النساء‪]٣٥ :‬‬

‫ضاعفها﴾ [النساء‪]٣٠ :‬‬


‫ْ‬ ‫ْ َ ُ َ َ ًَ ُ‬
‫﴿وإن تك حسنة ي ِ‬
‫ْ ُ ْ َ َ‬
‫﴿إن َّللا ّل يغ ِف ُر أن يشرك ِب ِه﴾ [النساء‪]٤٨ :‬‬
‫َّ َّ َ َ ْ‬
‫َ ََْ ْ ُ ً ْ َ ْ ْ َْ َ ُ‬
‫﴿ومن يعمل سوءا أو يظ ِلم نفسه﴾ [النساء‪]١١٠ :‬‬

‫أح ٍد ِمنهم﴾ [النساء‪. ]١٥٢ :‬‬ ‫اّلل ُور ُسله َول ْم ُي َف ار ُقوا َب ْي َن َ‬ ‫َّ‬
‫ب‬ ‫وا‬ ‫ين آ َم ُ‬
‫ن‬ ‫﴿والذ َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ْ َ َّ َ‬
‫الس ْب َع فهو َح ْب ٌر» ‪ .‬أي عالم‬ ‫الن ِب َّي ﷺ قال‪« :‬من أخذ‬ ‫۞ َع ْن عائ َش َة َّأن َّ‬
‫ِ‬ ‫فضل عــام‬
‫يت َم َ‬
‫كان َّ‬ ‫ُ‬
‫قال َ ُسو ُل ََّّللا ﷺ‪« :‬أ ْعط ُ‬ ‫األس َقع َ‬ ‫َ‬
‫۞ َع ْن واثل َة ْبن ْ‬
‫الت ْور ِاة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال‪ َ :‬ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صاع ًدا‪ ،‬واملَثا ِني‪ُ :‬ك ُّل ُس َ‬ ‫ُ ُ ُّ ُ َ َ َ َ ْ َ ً َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ْ َ ا‬
‫ور ٍة‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫ائ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫غ‬ ‫ل‬‫ب‬ ‫ة‬‫ٍ‬ ‫ور‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫‪:‬‬ ‫ين‬ ‫ئ‬‫ِ‬ ‫مل‬
‫ِ‬ ‫وا‬ ‫وال‬ ‫الط‬
‫السبع ِ‬
‫وف ْو َق املُ َف َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ص ِل»‬ ‫ُدون ا ِمل ِئين‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪7‬‬

‫[األمر بتقوى اهلل وصلة األرحام]‬


‫ٰۤ‬
‫َیـ َأ ُّي َها ٱل َّن ُ‬
‫اس َّٱت ُق ۟وا َرَّب ُك ُم َّٱل ِذی َخ َل َق ُكم اِمن َّن ۡفس َو ٰ ِح َد ࣲة َو َخ َل َق ِم ۡن َها َز ۡو َجهاَ‬ ‫ّ‬
‫نص اآلي ــة‬
‫ࣲ‬
‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٰۤ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ ۡ ُ َ َ ا َ ا َ َ ٰۤ اۚ َ َّ ُ ۟ َّ َ َّ‬
‫ٱّلل ٱل ِذی ت َسا َءلون ِب ِهۦ َوٱأل ۡر َح َۚام ِإ َّن‬ ‫وبث ِمنهما ِرجاّل ك ِثيرا و ِنساء وٱتقوا‬
‫َّ َ َ َ َ ُ‬
‫۝‬ ‫ان َعل ۡیك ۡم َر ِق ایبا ‪١‬‬‫ٱّلل ك‬
‫التفســـــــــــــــــري‬
‫ُ‬
‫طاب ِمن َب ِني َآد َم‪َ ،‬وي ْدخ ُل َمن‬ ‫الخ‬ ‫د‬ ‫ودو َن ع ْن َ‬ ‫الناس﴾ ‪ :‬املَ ْو ُج ُ‬ ‫۞ املُر ُاد ب ـ﴿ ا‬ ‫ّ‬
‫معنى ﴿الناس﴾‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وج ُد؛‬ ‫َس ُي َ‬
‫ُا َ‬ ‫َ َّ َ‬
‫ماع َعلى َّأنهم ُمكل ُفون ِبما ك ِلف ِب ِه‬ ‫اإلج ُ‬ ‫‪ -‬ب َدليل خارج اي وهو ْ‬
‫ِ ِ ٍ ِِ ٍ‬
‫َْ ُ ُ َ‬
‫ودون‪،‬‬ ‫املوج‬
‫ور َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ ُ َ ْ ُ َ َ َ َ ْ ُ َ ْ َ َ َّ َ ُّ ُ‬
‫اإلناث‬
‫ِ‬ ‫لى‬ ‫ع‬ ‫ك‬ ‫ودين على من لم يوجد كما غلب الذ‬ ‫‪ -‬أو تغ ِليب املوج ِ‬
‫ُ َ َّ‬ ‫َ‬
‫صاص ذ ِل َك ِب َج ْم ِع املذك ِر‪.‬‬ ‫ت‬ ‫خ‬
‫ْ‬
‫ّل‬ ‫﴾‬‫م‬‫ُ‬ ‫ك‬
‫َّ ُ َ َّ ُ‬
‫ب‬ ‫ر‬ ‫وا‬ ‫ق‬ ‫ات‬ ‫﴿‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫في َق ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫الواح َد ِة ُهنا ‪َ :‬آد َم‪.‬‬ ‫۞ واملُر ُاد ب َّ‬
‫الن ْ‬
‫س ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫معنى ﴿نفس﴾‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫۞ ق ْول ُه‪﴿ :‬وخل َق ِمنها َز ْو َجها﴾‬
‫ََ‬ ‫وف َعلى ُم َق َّدر َي ُد ُّل َع َل ْي ِه ال َك ُ‬ ‫َ ْ ُ ٌ‬
‫أي‪ :‬من خل َقكم ِمن‬ ‫الم؛ ْ‬
‫ٍ‬ ‫يل‪ :‬هو معط‬ ‫• ِق َ‬ ‫القول األول‬
‫ً ََ‬ ‫ََ‬ ‫َن ْ‬
‫واح َد ٍة خل َقها َّأوّل‪ ،‬وخل َق ِمنها َز ْو َجها‬ ‫س ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ف‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪8‬‬

‫اَ‬ ‫داخ ًال َم َع َّ‬


‫األول في َح ا‬ ‫َ َ ُ ُن ْ ُ ا‬ ‫َ َ َْ‬
‫الصل ِة‪.‬‬‫ِِ ِ‬ ‫ز‬‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫الث‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫الف‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫كم‪،‬‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫• و ِقيل‪ :‬على خ‬ ‫القول الثاني‬
‫ٌَ‬
‫بارة َع ْن َآد َم َز ْو َجها وهي َح او ُاء‪.‬‬
‫ْ َ َّ ْ َّ‬
‫س ال ِتي هي ِع‬ ‫ف‬ ‫الن‬ ‫ك‬ ‫ل‬‫ت‬ ‫ن‬‫م‬ ‫ق‬‫وخ َل َ‬
‫َ‬
‫نى‪:‬‬‫ع‬‫واملَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٰۤ ۚ‬ ‫ا َ‬ ‫َّ‬
‫۞ قوله ‪َ ﴿ :‬و َبث ِم ۡن ُه َما ِر َجاّل ك ِث ايرا َو ِن َسا اء ﴾‬ ‫الضمير في ﴿منهما﴾‬
‫ُ‬ ‫والضم ُير في َق ْوله‪ :‬منهم ﴿م ْن ُه َما﴾ راج ٌع إلى َآد َم َ‬
‫وح او ُاء امل َع ِاب ُر َع ْنها‬ ‫َّ‬ ‫•‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الن ْفس َّ‬
‫والز ْو ِج‪.‬‬ ‫ب َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫ص‬‫الو ْ‬ ‫ناء ب َ‬ ‫ً‬ ‫ْ ْ‬
‫غ‬ ‫ت‬ ‫اس‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫يح‬‫صر َ‬
‫الت ْ‬‫أي َكث َير ًة‪َ ،‬وت َر َك َّ‬ ‫ْ‬ ‫﴾‬ ‫ً‬
‫ساء‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫﴿‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬‫وق ْو ُل ُ‬ ‫َ‬
‫•‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األو ِل‪.‬‬ ‫َّ‬

‫حام﴾‬‫واألر َ‬ ‫ساء ُلو َن ب ِه ْ‬


‫َّللا َّال ِذي َت َ‬ ‫۞ َق ْو ُل ُه‪َّ :‬‬
‫﴿وات ُقوا َّ َ‬
‫ِ‬ ‫معنى ﴿تساءلون به‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ ُ َ ْ ُ َ ْ ً َّ‬
‫كانوا َي ْق ِرُنون َب ْي َن ُهما في‬
‫والرحم‪ ،‬ف َّإنهم ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫• واملعنى‪ :‬يسأل بعضكم بعضا ِب ِ‬
‫اّلل‬ ‫واألرحام﴾‬

‫وأن ُش ُد َك َّ َ‬‫ْ‬ ‫اّلل َّ‬ ‫ُ َ َ َ َ ُ ُ َ ْ ُ َ َّ‬ ‫ُّ‬


‫َّللا‬ ‫والر ِح ِم‪،‬‬ ‫ؤال واملناشد ِة‪ ،‬فيقولون‪ :‬أسألك ِب ِ‬ ‫الس ِ‬
‫والر ِح َم‪،‬‬
‫َّ‬
‫واألرحام ﴾ ب َ‬ ‫وح ْم َز ُة ﴿ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫وقت َاد ُة ْ‬
‫واألع َم ُ‬ ‫َ َ َّ َ ُّ َ‬
‫الج ا ِر‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫• وقرأ النخ ِعي‬ ‫وجوه القراءات في‬
‫الن ْ‬ ‫ُ‬
‫الباقو َن ب َّ‬ ‫وق َ‬‫َ‬ ‫﴿األرحام﴾‬
‫ص ِب‪( .‬على املفعولية)‬ ‫ِ‬ ‫أ‬
‫ر‬
‫الن ْحو في َت ْوجيه قر َاءة َ‬ ‫ُ‬
‫ف أئ َّمة َّ‬ ‫َ ْ ََ َ‬
‫الج ا ِر‪( ،‬وباألرح ـ ِـام)‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫• وق ِد اختل ِ‬ ‫اختالف العلماء في‬
‫ُ‬
‫القر َاءة ِبها‪.‬‬ ‫وز‬‫قالوا‪ :‬هي َل ْح ٌن ّل َت ُج ُ‬‫َ ا َ ْ ُّ َ َ ُ‬
‫‪ -‬فأما البص ِريون ف‬
‫توجيه قراءة ّ‬
‫الجر‬
‫ِ‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪9‬‬

‫ٌَ َ َ ٌ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ا ُ‬
‫يحة‪.‬‬ ‫وأما الكو ِف ُّيون فقالوا‪ :‬هي ِقراءة ق ِب‬ ‫‪-‬‬
‫ور ب َمنزَلة َّ‬
‫الت ْن ِو ِين‪،‬‬ ‫َْ‬ ‫َّ ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ََْ َْ‬
‫قال ِسيبوي ِه في تو ِج ِيه هذا الق ْب ِح‪ :‬إن املض َم َر املج ُر َ ِ ِ ِ‬
‫القول ّ‬
‫‪-‬‬ ‫األول‬
‫َ ُ َ‬ ‫والت ْنو ُ‬ ‫َّ‬
‫ين ّل ُي ْعطف َعل ْي ِه‪.‬‬
‫(القراءة قبيحة)‬
‫ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫القاد ُحون في ِقراء ِة‬ ‫َُ‬ ‫اإلمام ُأبو َن ْ ُ َ ْ‬ ‫وق ْد َر َّد‬
‫َ‬
‫الج ا ِر فقا َل‪:‬‬ ‫ص ٍر القشي ِر ُّي ما قاله ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫‪-‬‬ ‫الرد على القول األاول‬
‫ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ‬ ‫ود ع ْن َد أئ َّمة ا‬ ‫ُ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َ‬
‫اءات ال ِتي ق َرأ ِبها أ ِئ َّمة‬ ‫القر ِ‬ ‫الد ِين؛ ِألن ِ‬ ‫الم َم ْرد ِ ِ ِ ِ‬ ‫ومثل هذا الك ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫الق اراء أ ْثب َت ْت َعن َّ‬ ‫ُ‬
‫الن ِب ا ِي ﷺ ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يد‬ ‫واتر باط َل ٌة َي ْعر ُف َذل َك َمن َي ْعر ُف األسان َ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َ ْ َ ْ ى َّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وّل يخفى عليك أن دعو الت ِ‬ ‫‪-‬‬ ‫ترجيح الشوكاني‬

‫عار‬ ‫أش‬
‫ْ‬
‫في‬ ‫ك‬ ‫أن ُي ْح َت َّج ل ْل َجواز ب ُو ُرود َذل َ‬‫َّالتي َر َو ْوها بها‪َ ،‬ولك ْن َي ْن َبغي ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ [‪]١‬‬
‫العر ِب‬

‫السؤال بالرحم‬ ‫[‪]١‬‬

‫وليس في القراءة األولى‬


‫صح عن ابن عباس والحسن‬ ‫قسم بغير هللا‪ ,‬وحمل الكسر فيها املفسرون على معان منها ‪ :‬ما ا‬
‫‪( :‬اتقوا هللا الذي تساءلون به ‪ ,‬واتقوه في األرحام فصلوها )‬
‫وصح عن مجاهد وغيره ‪ ,‬قالوا ‪( :‬أي ‪ :‬أنشدك باهلل والرحم)‬ ‫ا‬
‫صح عن النخعي ؛ قال ‪( :‬اتقوا هللا الذي تعاطفون به واألرحام ؛ يقول ‪ :‬الرجل‬ ‫ومنها ما ا‬
‫يسأل باهلل وباألرحام‬
‫وليس في ذلك حلف وقسم بغير هللا‬
‫(انظر‪ :‬التفسيروالبيان ألحكام القرآن للطريفي ‪)٦٩٧ :‬‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪10‬‬

‫واض ٌح َج ِلي؛‬ ‫ناها‬ ‫صب َف َم ْ‬


‫ع‬ ‫َ ُ َّ ْ‬ ‫ا‬
‫ِ‬ ‫۞ وأما ِقراءة الن ِ‬ ‫توجيه قراءة النصب‬
‫ْ َ َ‬ ‫الشريف؛ أي‪َّ :‬ات ُقوا َّ َ َّ ُ‬ ‫الرح َم َعلى اّل ْسم َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ َ َ َ‬
‫حام فال‬ ‫َّللا واتقوا األر‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫‪ِ -‬ألنه عط‬ ‫القول األول‬

‫وص َل‪،‬‬‫أن ُي َ‬ ‫َّللا به ْ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫َْ َُ‬


‫تقطعوها‪ ،‬فإنها ِم اما أم َر ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا َ‬ ‫َ َّ ُ َ ْ ٌ‬
‫ور في ق ْوِل ِه‪ِ ﴿ :‬ب ِه ﴾ك َق ْوِل َك‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ر‬‫وامل ْج ُ‬ ‫الجار‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ف َعلى َم َح ا‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬و ِقيل‪ :‬إنه عط‬ ‫القول الثاني‬

‫حام‬ ‫ساء ُلو َن ب ْ‬


‫األر‬ ‫ساء ُلو َن ب ِه َوت َت َ‬
‫َّللا َّال ِذي َت َ‬ ‫وع ْم ًرا؛ أي‪َّ :‬ات ُقوا َّ َ‬ ‫َم َر ْر ُت ب َزْيد ُ‬
‫ِ ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واألو ُل ْأولى‪( .‬أي املعطوف على اسم الشريف)‬ ‫َّ‬ ‫‪-‬‬ ‫الترجيح‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫األقار ِب ِمن غ ْي ِر ف ْر ٍق َب ْي َن امل َح َّر ِم وغ ْي ِر ِه‪،‬‬
‫[‪]١‬‬
‫ِ‬ ‫يع‬‫ِ ِ‬‫م‬
‫ِ‬ ‫ج‬‫اس ٌم ل َ‬ ‫حام﴾‪ْ :‬‬ ‫األر ُ‬
‫۞ و﴿ ْ‬ ‫معنى ﴿األرحام﴾‬
‫ُّ َ‬ ‫الف في َهذا َب ْي َن ْأهل َّ‬ ‫َ‬
‫الش ْر ِع وّل َب ْي َن ْأه ِل اللغ ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫• ّل ِخ‬
‫وأن َقط َ‬ ‫الرحم واج َب ٌة‪ْ ،‬‬ ‫َّ ُ َ َّ َ َ‬ ‫الق ْر ُطب ُّي‪َّ :‬ات َف َ‬
‫قال ُ‬
‫يع َتها‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫ص‬‫ِ‬ ‫أن‬ ‫لى‬ ‫ع‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫مل‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫• َ‬
‫ٌ‬
‫ُم َح َّر َمة ْان َتهى‪.‬‬
‫[‪]٢‬‬

‫أنواع األرحام ‪:‬‬ ‫[‪]١‬‬

‫األول ‪ :‬الرحم املحرمة ‪ ,‬أي من يحرم الزواج به لو كان أحدهما أنثى واآلخر ذكرا ؛‬
‫وكلما كانت املحرمية أعظم ‪ ,‬كان الوصل أوجب والقطيعة ا‬ ‫ا‬
‫أشد‬ ‫وهذا النوع أعظم في الحق ‪,‬‬
‫الثاني ‪ :‬الرحم غيراملحرمة ‪ ,‬وهم من غير النوع األول ‪ ,‬وأعظمهم ا‬
‫حقا أقربهم رحما‬
‫حكم صلة الرحم ‪:‬‬ ‫[‪]٢‬‬

‫واألظهر ‪ :‬وجوب صلة الرحم املحرمة ‪ ,‬وأما غير املحرمة ؛ فعلى حالين ‪:‬‬
‫األولى ‪ :‬رحم غير محرم محتاج إلى رحمه ‪ ,‬فيجب وصله‪ ,‬وتجب كفايته وقضاء حاجته على‬
‫القادر من ذوي رحمه‬
‫الثانية ‪ :‬رحم غير محرم غير محتاج ؛ فهذا وصله من أعظم األعمال غير أنه ّل يجب‬
‫(انظر‪ :‬التفسير والبيان ألحكام القرآن للطريفي ‪)٧٠٠ – ٦٩٨ / ٢ :‬‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪11‬‬

‫قال‪َ َ :‬ق ْب ُت ْ ُق ُب ُ ْق َب ًة ُور ْق ً‬ ‫َُ ََ‬ ‫ُ‬


‫بانا‪:‬‬ ‫يب﴾ ‪ :‬املرا ِق ُب وهي ِصيغة ُمبالغ ٍة‪ُ ،‬ي ُ ر أر ر‬ ‫الر ِق ُ‬
‫۞ و﴿ َّ‬ ‫معنى ﴿رقيبا﴾‬
‫َ‬
‫إذا ْان َتظ ْر َت‪.‬‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪12‬‬

‫[التعامل مع اليتامى ]‬
‫َ َۡ ُُ ۟ َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ۖۡ َ َ َ ُ ۟ ۡ َ َ‬ ‫ُ ۟ ۡ‬
‫َو َءاتوا ٱل َی َتـ َم ٰۤى أ ۡم َو ٰل ُه ۡم َوّل تت َب َّدلوا ٱلخ ِبیث ِبٱلط ِای ِ ۖۡب َوّل تأكل ٰۤوا أ ۡم َو ٰل ُه ۡم ِإل ٰۤى‬ ‫ّ‬
‫نص اآلية‬

‫ا‬ ‫َ ۡ َ ُ ۡۚ َّ ُ َ َ ُ ا َ‬
‫۝‬ ‫أمو ٰ ِلكم ِإن ۥه كان حوبا ك ِبيرا ‪٢‬‬
‫التفســـــــــــــــــري‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫۞ َق ْو ُل ُ‬
‫ياء‪.‬‬
‫ِ ِ‬‫ص‬ ‫واألو‬ ‫ياء‬ ‫ل‬‫و‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ْل‬ ‫ل‬ ‫طاب‬ ‫خ‬‫ِ‬ ‫﴾‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫وال‬ ‫أم‬ ‫تامى‬ ‫الي‬ ‫وا‬ ‫﴿وآت‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫من املخاطب باآلية‬
‫اإلع ُ‬
‫طاء‪.‬‬ ‫• واإليت ُاء‪ْ :‬‬ ‫معنى اإليتاء‬
‫َ َ ُ َ ْ َ َّ َ ُ َّ ْ ُ َ َ ْ َ ْ ُ ُ ُ‬
‫الحل َم‪.‬‬ ‫يم‪َ :‬من ّل أب له‪ .‬وقد خصصه الشرع ِبمن لم يبل ِغ‬ ‫• َ‬
‫والي ِت ُ‬ ‫معنى اليتيم‬
‫ا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اليتيم َع َل ْيه ْم ع ْن َد ْ‬ ‫وأط َل َق ْ‬
‫ْ‬
‫طائ ِه ْم ْأموالهم‪َ ،‬م َع َّأنهم ّل ُي ْعط ْو َنها إّل‬ ‫ِ‬ ‫إع‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫اس َم َ‬ ‫•‬ ‫سبب اطالق (اليتيم)‬
‫ُُ‬ ‫اسم ال ُي ْ‬ ‫َب ْع َد ْارتفاع ْ‬ ‫عند إعطائهم‬
‫وغ ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫الب‬ ‫ب‬
‫ِ ِ‬‫م‬ ‫ت‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َ َ ْ [‪]١‬‬ ‫اعتبار ما ُ‬ ‫َ ً ْ‬
‫كانوا علي ِه‪،‬‬ ‫‪ -‬مجازا ِب ِ ِ‬ ‫االحتمال األول‬
‫اإليتاء ما َي ْد َف ُع ُه ْ‬
‫األو ِل ُ‬ ‫يق َّي‪ِ ،‬وب‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ ُ ْ ُ َ َ‬
‫ياء‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬ويجوز أن يراد ِباليتامى املعنى الح ِق ِ‬ ‫االحتمال الثاني‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الن َف َق ِة والك ْس َو ِة‪ّ ،‬ل َدف ُعها َج ِمي ِعها‪،‬‬ ‫ياء َإل ْيه ْم م َن َّ‬ ‫ْ‬
‫واألو ِص ُ ِ ِ‬
‫[‪]٢‬‬

‫[‪ ]١‬فعلى هذا اّلحتمال ؛ أي أن اليتيم بمعنى مجازي باعتبار ما كانوا فمعنى اإلعطاء هنا ‪ :‬رد‬
‫جميع ماله بعد البلوغ‬
‫[‪ ]٢‬فعلى هذا اّلحتمال ‪ ,‬فمعنى اإلعطاء ‪ :‬إعطاء ما يحتاجون إليه من النفقة والكسوة‬
‫فكال املعنيين صحيح‬
‫(البيان من األساذ الفاضل فارس أثناء الدرس)‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪13‬‬

‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َُْ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ ُ َ َّ َ ٌ َ ُ‬ ‫• َ‬


‫وه ِذ ِه اآلية مقيدة ِباآلي ِة األخرى وهي قوله تعالى‪﴿ :‬فإن آنستم ِمنهم‬
‫ُ ْ ً ْ َ ُ َْ ْ ْ َ‬
‫رشدا فادفعوا إلي ِهم أموال هم﴾ [النساء‪]٦ :‬‬
‫َ‬ ‫ً ْ‬ ‫ُُ‬ ‫َفال َي ُكو ُن ُم َج َّر ُد ْارِتفاع ُ‬
‫وغ ُم َس ا ِوغا ِل َدف ِع ْأمو ِال ِه ْم إل ْي ِه ْم َح اتى‬
‫ِ‬ ‫ل‬‫الب‬ ‫ب‬ ‫م‬
‫ِ ِ‬ ‫ت‬‫الي ْ‬
‫ِ‬
‫ُ ْ َ َ ُ ُ ُّ ْ‬
‫الرش ُد‪.‬‬ ‫يؤنس ِمنهم‬
‫معنى ّ‬
‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫تبدل‬
‫۞ ق ْول ُه‪﴿ :‬وّل تت َب َّدلوا الخ ِبيث ِبالط ِاي ِب﴾‬ ‫الخبيث بالطيب‬
‫اليتامى‪َ ،‬ف َّإنهم ُ‬
‫كانوا‬ ‫ص ْن َع الجاهل َّية في ْأموال َ‬ ‫ص َن ُعوا ُ‬ ‫• َن ْه ٌي َلهم َع ْن ْأن َي ْ‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫القول األول‬
‫ْ‬ ‫ض َون ُ‬
‫اليتامى ُوي َع او ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫َ ْ ُ ُ َ َّ‬
‫وال ِه ْم وّل‬
‫ِ‬ ‫أم‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫يء‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫د‬ ‫َّ‬
‫الر‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫وال‬ ‫ِ‬ ‫أم‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ب‬‫َ‬
‫يأخذون ِ ِ‬
‫ي‬ ‫الط‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫َي َر ْو َن ِبذ ِل َك َبأ ًسا‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ٌ َ ٌَ َ‬
‫اليتامى وهي ُم َح َّر َمة خ ِبيثة وت َد ُعوا الط ِاي َب ِمن‬ ‫وال َ‬ ‫يل‪ّ :‬ل َت ْأ ُك ُلوا ْأم َ‬ ‫• و ِق َ‬ ‫القول الثاني‬

‫والكم‬‫ْأم ِ‬
‫ظار ا الر ْزق َ‬ ‫واله ْم َوت َد ُعوا ْان ِت َ‬ ‫يث من ْ‬ ‫َ َ َ َ َّ ُ ْ َ َ‬
‫الل‬
‫ِ‬ ‫الح‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫• و ِقيل‪ّ :‬ل تتعجلوا أكل ِ‬
‫ب‬ ‫الخ‬ ‫القول الثالث‬
‫ْ َّ‬
‫َّللا‪.‬‬
‫ِمن ِعن ِد ِ‬
‫َ ََ‬ ‫ُّ َ ْ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُل ْ َ َّ َ‬
‫إن ت َب ُّد َل الش ْي ِء ِبالش ْي ِء في اللغ ِة أخذ ُه َمكان ُه‪ ،‬وكذ ِل َك‬ ‫• واألو أولى‪ ،‬ف‬ ‫ترجيح الشوكاني‬
‫الك ْف َر باإليمان َف َق ْد َ‬ ‫َ َ َ َ َّ ُ‬ ‫ُ َُْ ُ َ‬ ‫ْ ْ ُ‬
‫دال ُ‬
‫ض َّل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ت‬‫ي‬ ‫ن‬ ‫﴿وم‬ ‫عالى‪:‬‬ ‫ت‬ ‫ه‬ ‫ل‬‫و‬ ‫ق‬ ‫نه‬ ‫وم‬‫ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫اس ِتب‬
‫الس ِب ِيل﴾‪.‬‬ ‫َس َ‬
‫واء َّ‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪14‬‬
‫َُُْ‬
‫ْ‬ ‫َْ ُُ ْ َ‬ ‫۞ َق ْو ُل ُ‬ ‫معنى ﴿وال تأكلوا‬
‫والكم﴾‬
‫ِ‬ ‫أم‬ ‫إلى‬ ‫هم‬ ‫وال‬ ‫أم‬ ‫وا‬ ‫ل‬‫ك‬ ‫أ‬‫ت‬ ‫﴿وّل‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫ْأموالهم إلى أ ْموالكم﴾‬
‫َّ َ َّ َ ْ ُ َ ْ ُ َ َ ُ ُ‬ ‫َ َ َ َ ٌ َ َُ ا َ‬
‫الف ْع ُل‬
‫• ذه َب جماعة ِمن املف ِس ِرين إلى أن امل ِنهي عنه‪ :‬الخلط‪ ,‬فيكو ِ‬
‫ن‬ ‫القول األول‬
‫والكم‪ُ ،‬ثمَّ‬ ‫َّ ا ْ َ ْ ُ ُ ْ َ َ ْ ُ َ ً‬ ‫َ ً َ ْ‬
‫ُمض َّمنا معنى الض ِم؛ أي‪ّ :‬ل تأكلوا أموالهم مضمومة إلى أم ِ‬
‫ْ‬
‫َ ْ ُُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ َ َ َ َْ َ‬
‫خالطوهم فإخوانك ْم﴾ [البقرة‪]٢٢٠ :‬‬
‫نسخ هذا ِبقوِل ِه تعالى‪﴿ :‬وإن ت ِ‬
‫َّ‬ ‫يل‪َّ :‬إن إلى ب َم ْعنى َم َع َك َق ْوله َتعالى‪َ :‬‬
‫﴿من ْ‬ ‫• و ِق َ‬
‫صاري إلى ِ‬
‫َّللا﴾‬ ‫ِ‬ ‫أن‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫القول األول‬

‫[‪]١‬‬
‫واألو ُل ْأولى‪.‬‬
‫• َّ‬ ‫ترجيح الشوكاني‬

‫وأص ُل ُه َّ‬
‫الز ْج ُر‬ ‫وب ُح ًوبا‪ :‬إذا أث َم‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ح‬‫الر ُج ُل َي ُ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫حاب‬ ‫‪:‬‬ ‫ُ‬
‫قال‬ ‫ي‬
‫ُ ُ ْ‬
‫اإلث ُم ‪ُ ,‬‬ ‫۞ والحوب‪:‬‬ ‫معنى﴿ ُح ً‬
‫ِ‬ ‫وبا﴾‬
‫الحاج ُة‪ُ .‬‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وب ْأي ً‬
‫ضا‪:‬‬ ‫والح ُ‬ ‫َ‬ ‫والح ْو َبة‪:‬‬ ‫ِلْل ِب ِل‪ ،‬ف ُس ِ ام َي اإلث ُم ُح ًوبا ِأل َّن ُه ُي ْز َج ُر َع ْن ُه‪.‬‬
‫َ َ ُ‬
‫الو ْحشة‪،‬‬
‫َ ُ ُ‬
‫• و ِف ِيه ثالث ل ٍ‬
‫غات‪:‬‬
‫ور‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ض ُّم الحاء وهي قر َاء ُة ُ‬
‫الج ْم ُ‬ ‫[‪َ ]١‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬
‫األخ َف ُ‬ ‫وف ْت ُح الحاء وهي قر َاء ُة َ‬ ‫َ‬
‫ش‪ :‬وهي لغة ت ِم ٍيم‪.‬‬ ‫الح َس ِن‪ ،‬قال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫[‪]٢‬‬
‫[‪ ]۳‬ال ُ‬
‫حاب‪.‬‬
‫[‪ ]١‬والخالف هنا حالف نحوي البتة‪ ,‬وليس فيه أثر كبير في املعنى ؛ ألن كال املعنيين متقارب‬
‫فوائد ‪ :‬سلك أصحاب القول األول مسلك التضمين ‪ ,‬وهو إعطاء فعل مع ًنى فعل آخر ‪,‬‬
‫ً‬
‫فيكون فيه معنى الفعلين معا (وهو الذي رجحه الشوكــاني)‬
‫جر عن آخر ‪ ,‬فهذا مذهب الكوفيين‬ ‫وأما الثاني سلك مسلك التناوب‪ ,‬وهو نيابة حرف ا‬
‫(البيان من األستاذ الفاضل فارس أثناء الدرس)‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪15‬‬

‫[تعدد الزوجات]‬
‫َ ۡ ۡ ُ ۡ َ َّ ُ ۡ ُ ۟ ۡ َ َ َ َ ُ ۟ َ َ َ َ ُ ا َ ا ٰۤ ۡ‬
‫ٱلن َسا ِء َمث َنى‬
‫ٱنكحوا ما طاب لكم ِمن ِ‬ ‫و ِإن ِخفتم أّل تق ِسطوا ِفی ٱلیتـمى ف ِ‬ ‫ّ‬
‫نص اآلي ــة‬
‫َ َ َ ُ ۚ َ َ َ َ َّ‬ ‫ًَ‬ ‫َ َّ َ ُ ۟ َ‬ ‫ُ َ َ ۖۡ َ‬
‫َوثلـث َو ُرَبـ َع ف ِإ ۡن ِخ ۡف ُت ۡم أّل ت ۡع ِدلوا ف َو ٰ ِح َدة أ ۡو َما َملك ۡت أ ۡی َمـ ُنك ۡم ذ ٰ ِل َك أ ۡدن ٰۤى أّل‬
‫َ ُ ۟‬
‫۝‬ ‫ت ُعولوا ‪٣‬‬
‫التفســـــــــــــــــري‬
‫َ َ َ ْ َ ْ َّ‬ ‫وغ ْي ُر ُهما‪َّ :‬أن ُع ْر َو َة َس َ‬
‫ْ َ َ ُ ُّي ُ ْ ٌ َ‬
‫َّللا َع َّز‬
‫أل عا ِئشة عن قو ِل ِ‬ ‫خار ومس ِلم‬ ‫۞ وأخرج الب ِ‬ ‫سبب نزول اآلية‬
‫َ َُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫﴿وإن خ ْف ُت ْم اأّل ُت ْقس ُطوا في َ‬
‫يمة‬ ‫اليتامى﴾ قال ْت‪ :‬يا ْاب َن أخ ِتي َه ِذ ِه الي ِت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وج َّل‪ْ :‬‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُْ ُُ ُ َ ُ َ‬ ‫َُ ُ َ ْ َ ُ ْ ُ ُ‬
‫وجمالها‪ ،‬ف ُي ِر ُيد ول ُّيها ْأن‬ ‫مالها ويع ِجبه مالها‬ ‫تكون في حج ِر ول ِ ايها تش ِركه في ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ ْ ْ ُ ْ َ‬
‫صدا ِقها‪ ،‬ف ُي ْع ِط َيها ِمث َل ما ُي ْع ِطيها غ ْي ُر ُه‪ ،‬ف ُن ُهوا‬ ‫ط في َ‬ ‫يتزوجها ِبغي ِر أن يق ِس‬
‫أن ُي ْقس ُطوا َل ُه َّن َوي ْب ُل ُغوا به َّن ْ‬
‫أعلى ُس َن ِن ِه َّن في‬ ‫وه َّن اإّل ْ‬
‫َع ْن ْأن َي ْنك ُح ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واه َّن‬ ‫النساء س ُ‬ ‫َ ا‬ ‫َ َ‬ ‫لصداق‪ُ ،‬وأم ُروا ْأن َي ْنك ُ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫هم‬ ‫ل‬ ‫طاب‬ ‫ما‬ ‫وا‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫ا َّ ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫اليتامى ْ‬ ‫َ‬ ‫وجه االرتباط بين الشرط َ ْ ُ ُ َ ً ْ ْ ُ ْ ا ُ ْ ُ‬
‫باط‬‫ارِ ِ‬ ‫ت‬ ‫ه‬ ‫وج‬ ‫وا﴾‬ ‫ح‬ ‫ك‬‫ِ‬ ‫فان‬ ‫في‬ ‫وا‬ ‫ط‬ ‫۞ قوله‪﴿ :‬ك ِبيرا وإن ِخفتم أّل تق ِس‬
‫أن‬ ‫يم َة ل َك ْونه ول ًّيا َلها ُوير ُيد ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫كان َي ْك ُف ُل َ‬
‫الي‬ ‫الر ُج َل َ‬‫َّ‬ ‫الش ْرط ‪َّ :‬‬
‫أن‬ ‫الجزاء ب َّ‬ ‫َ‬ ‫والجزاء في اآلية‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ ُ ْ ُ‬
‫أي‪َ :‬ي ْع ِد ُل ِفي ِه ُوي ْع ِطيها ما ُي ْع ِطيها غ ْي ُر ُه ِم َن‬ ‫ط لها في َم ْهرها؛ ْ‬
‫ِ‬ ‫يتزوجها فال يق ِس‬ ‫الوجه األول‬

‫أعلى ما‬ ‫أن ُي ْقس ُطوا َل ُه َّن َوي ْب ُل ُغوا به َّن ْ‬‫وه َّن اإّل ْ‬ ‫األزواج‪َ ،‬ف َن ُ‬
‫هاه ُم َّ ُ‬
‫َّللا ْأن َي ْنك ُح ُ‬ ‫ْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪16‬‬

‫النساء س ُ‬
‫واه َّن‪،‬‬
‫َ ا‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫هم‬
‫َ َ‬
‫ل‬ ‫طاب‬ ‫ما‬ ‫وا‬ ‫الصداق‪ُ ،‬وأم ُروا ْأن َي ْنك ُ‬
‫ح‬ ‫َّ‬ ‫ن‬‫هو َل ُه َّن م َ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّ َ َ‬
‫ورة‪.‬‬ ‫ص َه ِذ ِه الص‬ ‫اآلي ِة ‪َ ،‬فهو َن ْه ٌي َي ُخ ُّ‬ ‫َف َهذا َس َب ُب ُن ُزول َ‬
‫ِ‬
‫الجاه ِل َّي ِة وفي َّأو ِل‬ ‫في‬ ‫اآلي َة ناس َخ ٌة ملا َ‬
‫كان‬ ‫الس َلف‪َّ :‬إن َهذه َ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬‫ماع ٌة م َ‬
‫وقال َج َ‬ ‫َ‬ ‫۞‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الوجه الثاني‬
‫ص َرهم ب َهذه َ‬
‫اآلي ِة‬ ‫شاء‪َ ،‬ف َق َ‬‫الحرا ِئر ما َ‬ ‫أن َي َت َز َّو َج م َن َ‬ ‫اإلسالم من َّأن ل َّلر ُجل ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َعلى ْأرَب ٍع‪،‬‬
‫اليتامى‬ ‫خافوا اأّل ُي ْقس ُطوا في َ‬ ‫ُ‬
‫الش ْر ِط ‪َّ :‬أنهم إذا‬ ‫الجزاء ب َّ‬
‫ِِ‬
‫وج ُه ْارتباط َ‬ ‫َف َي ُكو ُن ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ساء؛ أل َّنهم كا ُنوا َي َت َح َّر ُجو َن في َ‬ ‫ا‬ ‫ََ َ َ َ ُ َ ا ُْ ُ‬
‫اليتامى‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫الن‬ ‫في‬ ‫وا‬ ‫ط‬ ‫فكذ ِلك يخافون أّل يق ِس‬
‫َ َ َ َّ ُ َن ا‬
‫ساء إذا خفتم من الوقوع في حق الياتمى فكذا الظلم‬ ‫الن ِ‬ ‫وّل يتحرجو في ِ‬
‫[‪]١‬‬
‫ممنوع في حق النساء‬
‫َ َّ َ ُ َ‬ ‫َ ُ َ ْ‬
‫إن املخوف‬ ‫۞ والخ ْوف ِمن األض ِ‬
‫داد‪ ،‬ف‬ ‫االختالف في‬

‫وما‪،‬‬ ‫‪َ -‬ق ْد َي ُكو ُن َم ْع ُل ً‬ ‫معنى الخوف‬

‫َ ُ ُ ْ‬
‫‪ -‬وق ْد َيكون َمظ ُن ًونا‪،‬‬
‫ف األئ َّم ُة في َم ْع ُ‬
‫ناه في َ‬ ‫َ ْ ََ َ‬
‫اآلي ِة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫۞ ِولهذا اختل‬

‫والحاصل ‪ :‬أما الوجه األول فيكون الخطاب لْلولياء كما دل عليه سبب نزول اآلية‬ ‫[‪]١‬‬
‫وأما الوجه الثاني فيكون الخطاب لْلزواج أو الرجال‬
‫واملعنى األول أقرب ‪ .‬وهللا أعلم‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪17‬‬

‫َ‬ ‫• َف َ‬
‫قال ُأبو ُع َب ْي َدة‪ِ ﴿ :‬خ ْف ُت ْم ﴾ ِب َم ْعنى ْأي َق ْن ُت ْم‪.‬‬ ‫معنى األول‬
‫َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫ون‪ِ ﴿ :‬خ ْف ُت ْم ﴾ ِب َم ْعنى ظ َنن ُت ْم‪.‬‬ ‫آخ ُر َ‬ ‫• وقال‬ ‫معنى الثاني‬
‫َّ‬ ‫اق َّ‬
‫وأن ُه َ‬ ‫الح اذ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ ُ َ َّ َ‬
‫باب ِه ِم َن الظ ِ ان ّل‬
‫ِ‬ ‫لى‬ ‫ع‬ ‫تار ُه ُ‬
‫اخ َ‬ ‫ي‬ ‫ذ‬‫ِ‬ ‫ال‬ ‫وهو‬ ‫‪:‬‬ ‫ة‬ ‫• قال ابن ع ِطي‬ ‫الترجيح‬
‫م َن َ‬
‫الي ِق ِين‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َْ َ َْ ْ ْ‬
‫يم ِة فل َيت ُركها َوي ْن ِك ْح‬ ‫الت ْق ِص ُير في العد ِل ِللي ِت‬ ‫واملَ ْعنى‪َ :‬من َغ َل َب َعلى َظ انه َّ‬
‫ِِ‬
‫َ‬
‫غ ْي َرها‪.‬‬
‫َّ ّ ُ َّ ْ َ َ ُ ْ َ ْ َ ُ ْ ْ َ َ َ َ ُ‬
‫مال ق َسط‪ ،‬وامل ْع ُروف ِع ْن َد ْأه ِل‬ ‫وحكى الزجاج ‪ :‬أن أقسط يستعمل اس ِتع‬ ‫َ‬ ‫۞‬ ‫معنى ‪﴿ :‬تقسطوا﴾‬
‫ط ب َم ْعنى َ‬ ‫ُّ َ َّ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ‬
‫جار‪،‬‬ ‫اللغ ِة أن أقسط ِبمعنى عدل‪ ،‬وقس ِ‬
‫َ َ َ َ ْ َّ ُ َ ْ َ َ َ‬ ‫َ َْ ُ ٌَ‬ ‫وما في َق ْ‬
‫بان‬
‫ِ‬ ‫عاق‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫د‬‫ق‬ ‫ما‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أل‬
‫ِ‬ ‫؛‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫كان‬ ‫م‬ ‫ما‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫وجاء‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ول‬ ‫ص‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫﴾‬ ‫طاب‬ ‫ما‬ ‫﴿‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫۞‬ ‫معنى ‪﴿ :‬ما﴾‬
‫َ‬ ‫ُ َ َ َ َ‬ ‫َََُ ُ‬
‫ماء وما َبناها﴾‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫﴿والس‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ل‬
‫ِِ‬
‫ْ‬
‫و‬ ‫ق‬ ‫في‬ ‫ما‬ ‫ك‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫اآلخ‬ ‫ان‬‫ك‬ ‫م‬ ‫ما‬ ‫نه‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫واح‬
‫ِ ٍ ِ‬ ‫ل‬ ‫ُّ‬ ‫ك‬ ‫فيقع‬
‫َ ْ ُ َ َ ُ [‪]١‬‬ ‫ط املَ ْذ ُك َ‬ ‫َّ ْ َ‬ ‫وقد َّات َف َق ْأه ُل الع ْلم َعلى َّ‬ ‫َ‬
‫آلي ِة ّل مفهوم له‪،‬‬ ‫ور في ا َ‬ ‫أن َهذا الشر‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫۞‬ ‫أن الشرط‬
‫َْ‬ ‫َّ ُ َ ُ ُ َ َ ْ َ َ ْ ْ ُ ْ َ‬
‫اليتامى أ ْن َي ْن ِك َح أكث َر ِمن وا ِح َد ٍة‪،‬‬ ‫ط في َ‬ ‫وأنه يجوز ِملن لم يخف أن يق ِس‬ ‫ال مفهوم له‬

‫ساء اإما ‪َ :‬بيان َّي ٌة ْأو َت ْبعيض َّي ٌة؛ أل َّن املُر َاد َغ ْي ُر َ‬ ‫َ ا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اليتا ِئ ِم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ومن في ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫الن‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ل‬‫و‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫۞‬

‫[‪ ]١‬ومفهوم الالية هو ‪ :‬إن لم تخف أن تقسط فال ينكح أكثر من واحدة‪ ,‬وقد اتفق على‬
‫جوازه‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪18‬‬

‫الث ُور َ‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫َ ا‬ ‫َ َ‬ ‫﴿فانك ُ‬ ‫۞ َف َق ْو ُل ُه‪ْ :‬‬


‫باع﴾‬ ‫ساء مثنى وث‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫الن‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫كم‬ ‫ل‬ ‫طاب‬ ‫ما‬ ‫ا‬‫و‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫معنى قوله ‪:‬‬
‫ْ‬
‫َ ً‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫َ َُ َ ا‬ ‫َ ْ ُ َْ ْ ُ َ‬ ‫﴿فانكحوا َمثنى‬
‫ساء اثن َت ْي ِن اثن َت ْي ِن‪ ،‬وثالثا‬ ‫الن ِ‬ ‫معناه‪ِ :‬لين ِكح ك ُّل ف ْر ٍد ِمنكم ما طاب له ِمن ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫وثالث ُورباع﴾‬
‫الع َر ِب‪.‬‬ ‫وأرَب ًعا ْأرَب ًعا‪َ ،‬هذا ما َت ْق َتضيه ُل َغ ُة َ‬ ‫ْ‬ ‫ا‪،‬‬
‫َ ً‬
‫الث‬‫ث‬
‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫اآلي ِة َعلى ‪َ :‬ت ْحريم ما ز َاد َعلى ا ْ‬ ‫َ‬
‫ألرَب ِع‪َ ،‬وب َّي ُنوا ذ ِل َك ِب َّأن ُه‬ ‫ِ ِ‬
‫اس ُتد َّل ب َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وق ِد ْ‬ ‫•‬
‫ناكح َل ُه ْأن َي ْخ َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ‬
‫الع َد ِد‪،‬‬ ‫تار ما أر َاد من َهذا َ‬
‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ك‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫َّ‬
‫طاب ِلج ِم ِيع ِ‬
‫م‬ ‫األ‬ ‫خ ٌ َ‬
‫ِ‬
‫الت ْسع ب ْ‬ ‫ا‬ ‫اآلية َعلى َ‬ ‫اس َت َد َّل ب َ‬ ‫ّلل َمن ْ‬ ‫اس ِت ْد ُ‬ ‫وأما ْ‬ ‫• ا‬
‫الواو‬
‫ِ‬ ‫بار‬
‫كاح ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ت‬ ‫اع‬ ‫ِ‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫واز‬
‫ِ‬ ‫ج‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫االستدالل الغلط‬
‫الع َد ِد املَ ْذ ُكور‪َ ،‬ف َهذا َج ْهلٌ‬ ‫وع َهذا َ‬ ‫قال‪ْ :‬انك ُحوا َم ْج ُم َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫الجام َعة‪َ ،‬ف َك َّأن ُ‬
‫ه‬ ‫ِ ِ‬
‫في معنى اآلية‬
‫ِ‬
‫باملَ ْعنى َ‬
‫الع َرِب ا ِي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وأما َم َع‬‫وج ٌه ا‬ ‫الق ْو ُل َل ُه ْ‬ ‫كان َهذا َ‬ ‫الثا ْ َب ًعا َ‬ ‫ََْ َ ً‬
‫قال‪ :‬ان ِك ُحوا اثنت ْي ِن وث وأر‬
‫• َول ْو َ ْ‬ ‫الرد عليه‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫الع ْد ِل فال‪،‬‬ ‫امل ِج ِيء ِب ِصيغ ِة‬
‫ْ‬ ‫َ ُ َن ْ َّ َّ ْ‬ ‫َ ُ ْ َُ‬
‫التخ ِي َير ُيش ِع ُر ِب َّأن ُه ّل‬ ‫الجامع ِة دو أو؛ ِألن‬ ‫ِ‬ ‫• وإنما جاء سبحانه ِب ِ‬
‫الواو‬ ‫َّ‬
‫َ َّ ْ‬
‫النظ ِم‬ ‫س ِب ُمر ٍاد ِمن‬ ‫وذ ِل َك َل ْي َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ َ َ َ‬
‫ور ِة ُدون غ ْي ِر ِه‪،‬‬ ‫األعدا ِد املذك‬ ‫أح ُد ْ‬ ‫وز إ اّل َ‬ ‫َي ُج ُ‬

‫الق ْرآ ِن ا ِي‪.‬‬‫ُ‬

‫ً‬ ‫َُْ ُ َ ْ ْ ُ ا َ ْ ُ َ‬
‫واح َدة﴾‬ ‫۞ قوله‪﴿ :‬فإن ِخفت ْم أّل تع ِدلوا ف ِ‬
‫ًَ‬ ‫َ‬
‫معنى‪ ﴿ :‬فواحدة﴾‬
‫﴿فان ِك ُحوا ما َ‬ ‫فانك ُحوا واح َد ًة َكما َي ُد ُّل َعلى َذل َك َق ْو ُل ُه‪ْ :‬‬ ‫ْ‬
‫طاب﴾‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫• ِ‬ ‫القول األول‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪19‬‬

‫ً‬ ‫َ َّ ْ ُ َ ُ ْ ْ‬
‫واح َدة‪.‬‬
‫تاروا ِ‬ ‫اخ ُ‬ ‫و ِقيل‪ :‬التق ِدير فالزموا أو ف‬ ‫•‬ ‫القول الثاني‬
‫الز ْوجات في َ‬
‫الق ْس ِم‬ ‫إن خ ْف ُت ْم اأّل َت ْعد ُلوا َب ْي َن َّ‬ ‫واألو ُل ْأولى‪ ،‬واملَ ْعنى‪َ :‬ف ْ‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الترجيح‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫فانك ُحوا واح َد ًة‪ ،‬وفيه املَ ُنع م َن ال از َ‬ ‫َون ْحوه ْ‬
‫الواح َد ِة ِملن خاف‬
‫ِ‬ ‫لى‬ ‫يادة َ‬
‫ع‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َ‬
‫ذ ِل َك‪.‬‬
‫ُّ ْ َ َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ َئ َّ ْ َ َّ ُ ُ ْ َ َ ٌ َ َ ُ َ ْ ُ ٌ‬
‫واحدة‬ ‫الكسا ِئي أي‪ :‬ف ِ‬ ‫وق ِر ِبالرف ِع على أنه مبتدأ والخبر محذوف‪ .‬قال ِ‬ ‫•‬ ‫وجوه القراءات‬
‫ُ‬
‫ت ْق ِن ُع‪،‬‬
‫وأثره‬

‫ٌَ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َّ ْ ُ َ‬
‫فاية‪،‬‬ ‫واح َدة ِفيها ِك‬ ‫و ِقيل التق ِدير‪ِ :‬‬
‫ف‬ ‫•‬
‫َ َّ ْ َ َ َ َ ْ ُ‬ ‫ً‬ ‫َ ُ ُ ْ َُ َ َ‬
‫وف؛ ْ‬
‫أي‪:‬‬ ‫الرف ِع خب َر ُم ْبتد ٍأ َمحذ ٍ‬ ‫واح َدة﴾ َعلى ِقراء ِة‬ ‫ويجوز أن تكون ﴿ف ِ‬ ‫•‬
‫ٌ‬
‫واح َدة‪.‬‬ ‫فاملُ ْقن ُ‬
‫ع‬
‫ِ ِ‬
‫ً‬ ‫وف َعلى واح َدة؛ ْ ْ ُ‬ ‫َُْ ُ ْ ََ َ ْ ْ ُ ُ ْ َ ْ ُ ٌ‬
‫واح َدة ِأو‬
‫أي‪ :‬فان ِكحوا ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫۞ قوله‪﴿ :‬أو ما ملكت أيمانكم﴾ معط‬ ‫معنى‬
‫ْ َ َ َ ْ ْ ُ ُْ‬
‫وإن َك ُث َر َع َد ُد ُه َّن َكما ُيف ُ‬
‫يد ُه‬ ‫السرار اي ْ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ْانك ُحوا ما َم َل َك ْت ْأي ُ‬
‫مانكم م َ‬ ‫﴿أو ما ملكت أيمانكم﴾‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كاح‪،‬‬ ‫كاح ُه َّن ب َطريق امل ْلك ّل ب َطريق ا‬
‫الن‬ ‫راد ‪ :‬ن ُ‬‫صو ُل‪ .‬واملُ ُ‬ ‫املَ ْو ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الق ْس ِم كما َي ُد ُّل َعلى ذ ِل َك‬ ‫يل َعلى َّأن ُه ّل َح َّق ل ْل َم ْم ُلوكات في َ‬‫• و ِفي ِه َد ِل ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األمن من َع َدم َ‬ ‫واح َدة في ْ‬ ‫َ ُْ ُ َ ً ْ‬
‫الع ْد ِل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫جعله ق ِسيما ِل ِ ِ‬
‫ل‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪20‬‬

‫باضها‬
‫ْ‬
‫وإق‬ ‫وال‬ ‫اليمين‪ِ ،‬ل َك ْو ِنها املُباش َر َة ِل َق ْبض ْ‬
‫األم‬ ‫ناد ا ِمل ْلك إلى َ‬
‫وإس ُ‬ ‫• ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫األ ُمور َّالتي ُت ْن َ‬
‫الغال ِب‪،‬‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫ص‬‫ِ‬ ‫خ‬ ‫الش‬ ‫إلى‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِولسا ِئ ِر‬
‫ا َ ُ‬ ‫َ ُ َ‬
‫۞ ق ْول ُه‪﴿ :‬ذ ِل َك ْأدنى أّل ت ُعولوا﴾‬ ‫معنى‬
‫﴿أال تعولوا﴾‬
‫الر ُج ُل َي ُعو ُل‪ :‬إذا‬‫عال َّ‬ ‫وروا‪ِ ،‬من َ‬ ‫أي‪َ :‬ت ُج ُ‬‫أي‪َ :‬ذ ِل َك ْأق َر ُب إلى اأّل َت ُع ُولوا؛ ْ‬ ‫• ْ‬ ‫املعنى األول‬
‫َّ‬ ‫ْ ْ ُ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َّ ْ [‪َ ]١‬‬ ‫َ َ‬
‫جات‪ ،‬ف َه ِذ ِه ال ِتي‬ ‫وجار‪ ،‬وامل ْعنى‪ :‬إن ِخفتم عدم العد ِل بين الزو ِ‬ ‫ما َل‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫أ ِمرتم ِبها أقرب إلى عد ِم الجو ِر‪،‬‬
‫نه َق ْو ُل ُه َتعالى‪ْ :‬‬ ‫َ َ‬
‫عال ًة‪ ،‬وم ُ‬ ‫َ‬ ‫يل‪ :‬إذا ْاف َت َ‬ ‫الر ُج ُل َي ِع ُ‬
‫عال َّ‬ ‫قال‪َ :‬‬ ‫• ُوي ُ‬
‫﴿وإن‬ ‫ِ‬ ‫وصار‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫املعنى الثاني‬
‫ْ ُ ْ َ َْ ً‬
‫ِخفتم عيلة﴾ [التوبة‪،]٢٨ :‬‬

‫الث ْع َلب ُّي‪ :‬وما َ‬


‫قال َهذا‬
‫َ َّ‬
‫قال‬ ‫‪.‬‬ ‫كم‬
‫ا َ َُْ ُ‬
‫يال‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ث‬‫ك‬ ‫ت‬ ‫أّل‬ ‫وا﴾‬
‫َ ا ُّ ا َ ُ ُ‬
‫ول‬ ‫• وقال الشا ِف ِعي ﴿أّل تع‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫َغ ْي ُر ُه‪َّ ،‬‬
‫يل‪ :‬إذا كث َر ِعيال ُه‪.‬‬ ‫أعال ُي ِع ُ‬
‫قال َ‬ ‫وإنما ُي ُ‬
‫• وعن ابن عباس وعكرمة ‪ :‬أّل تميلوا‬

‫العدل الواجب هو في القسم بين الزوجــات والتسوية في حقوق النكاح‪ ,‬ألنه تحت‬ ‫[‪]١‬‬
‫طاقة اإلنسان وقدرته‪ ,‬وأما ميل القلب فال يقدر عليه أحد أن يعدل‪ ,‬فال يكلف هللا‬
‫اإلنسان إّل وسعه‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫قد ورد في حديث عائشة ( َّ‬
‫نسائه‬
‫ِ‬ ‫يقس ُم بين‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم كان ِ‬ ‫أن ا‬
‫أمل ُك) َيعني‪:‬‬ ‫هم هذا َقسمي فيما أمل ُك ‪ ،‬فال ُتل ْمني فيما ُ‬ ‫ُ َّ‬
‫الل َّ‬ ‫ُ‬
‫فيعدل ويقول ‪:‬‬
‫تملك وّل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مما َيمل ُكه ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ‬
‫هللا‬ ‫وجات‪ ،‬فهذا َّ ِ‬‫لب إلى إحدى الز ِ‬ ‫ميل الق ِ‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪21‬‬

‫[إثبات املهر للنساء]‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ اۚ َ‬ ‫َ َ ُ ۟ ا َ ٰۤ َ َ َ‬
‫ص ُدقـ ِت ِه َّن ِن ۡحلة ف ِإن ِط ۡب َن لك ۡم َعن ش ۡى ࣲء اِم ۡن ُه ن ۡف اسا‬ ‫ٱلنساء‬‫وءاتوا ِ‬ ‫ّ‬
‫نص اآلي ـة‬
‫َ ُ ُ ُ َ ٰۤ ٔا َّ ٰۤ ٔا‬
‫۝‬‫فكلوه ه ِنیـا م ِریـا ‪٤‬‬
‫التفســـــــــــــــــري‬
‫ًَ‬ ‫صُ‬ ‫ُ ا‬ ‫۞ َق ْو ُل ُ‬
‫قات ِه َّن ِن ْحلة﴾‬
‫ِ‬ ‫د‬ ‫ساء َ‬
‫َ‬ ‫الن‬
‫ِ‬ ‫وا‬ ‫﴿وآت‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ملن الخطاب ؟‬
‫طاب ل ْْل ْ‬ ‫الخ ُ‬
‫واج‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ز‬ ‫ِ‬ ‫• ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ‬
‫• و ِقيل‪ِ :‬ل ِ ِ‬
‫ياء‪.‬‬ ‫ل‬‫و‬ ‫ْل‬

‫قات‪.‬‬‫ص َد ٌ‬ ‫والج َم ُع َ‬ ‫ص َد َق ٌة ‪َ :‬‬ ‫۞ َ‬ ‫معنى ﴿صدقة﴾‬


‫ا ْ َ ُ َ ْ ُّ ن َ ا ُ َ‬
‫تان‪،‬‬
‫النحلة ِبكس ِر النو ِ وض ِمها ل ِ‬
‫غ‬ ‫۞و ِ‬ ‫معنى ﴿نحلة﴾‬
‫ُْ َ ُ َ َْ ُ ُ ً ْ َُْ ُ َ َ َ َ ُ ٌ‬
‫نص َوبة َعلى‬ ‫• وأصلها العطاء نحلت فالنا‪ :‬أعطيته‪ ،‬وعلى هذا فهي م‬ ‫األول‬
‫ْ‬
‫اإليتاء ِب َم ْعنى اإلع ِ‬
‫طاء‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ص َد ِرَّي ِة؛ ِأل َّن‬ ‫املَ ْ‬
‫َ ا ْ َ ُ َّ َ ُّ ُ َ ُ َّ ا ُ َ َ َ َ ُ ٌ‬
‫نصو َبة َعلى‬ ‫النحلة التدين ؛ قاله الزجاج‪ ،‬وعلى هذا فهي م‬ ‫• و ِقيل‪ِ :‬‬ ‫الثاني‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫امل ْف ُعو ِل ل ُه‪.‬‬
‫الحال‪،‬‬ ‫لى‬‫ع‬ ‫وعلى َهذا َفهي َم ُ‬
‫نص َوب ٌة َ‬ ‫يض ُة‪َ ،‬‬‫الفر َ‬ ‫الن ْح َل ُة َ‬‫تاد ُة‪ :‬ا‬ ‫وقال َق َ‬ ‫َ‬ ‫•‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الثالث‬
‫الن ْح َل ُة ط َيب ُة َّ‬
‫الن ْ‬ ‫يل‪ :‬ا‬
‫س‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫• و ِق َ ِ‬ ‫الرابع‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪22‬‬

‫ْ ُ ا َ ا‬
‫ساء الال ِتي‬ ‫الن‬ ‫وا‬ ‫ط‬ ‫أع‬ ‫‪:‬‬ ‫واج‬ ‫ز‬ ‫وم ْعنى اآل َية َعلى َك ْون الخطاب ل ْْل ْ‬ ‫‪َ o‬‬ ‫الخالصة والجمع‬
‫ِ‬ ‫من الشوكاني‬
‫ْ َ ًَ‬ ‫ًَ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ُ ُ ُ َّ ُ ُ َ َّ َ‬
‫يضة‬ ‫ور ُه َّن ال ِتي ل ُه َّن َعل ْيكم َع ِط َّية ْأو ِديانة ِمنكم أو ف ِر‬ ‫نكحتموهن مه‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫َعل ْيكم ْأو ِط َيبة ِمن ْأن ُف ِسكم‪.‬‬
‫ُ َّ‬ ‫َ‬
‫ساء ِمن قرابا ِتك ُم ال ِتي‬ ‫الن َ‬ ‫ْ ُ ا‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫‪ o‬ومعناها على كون الخطاب لْلولياء‪ :‬أعطوا ِ‬
‫ور‪.‬‬‫ور ُه َّن من ْأزواجه َّن ت ْل َك املُ ُه َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ت‬ ‫َق َب ْ‬
‫ضُ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الول ُّي َي ْأ ُخ ُذ َم ْه َر َقر َيبته في الجاهل َّية وّل ُي ْعطيها َش ْي ًئا‪ُ ،‬حك َي َذلكَ‬ ‫كان َ‬ ‫وق ْد َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫َْ‬ ‫َ ْ‬
‫صال ٍح والكل ِب ا ِي‪.‬‬ ‫عن ِأبي ِ‬
‫واج‪.‬‬ ‫ز‬‫السياق ل ْْل ْ‬ ‫ضمائ َر من َّأول ا‬ ‫واألو ُل ْأولى أل َّن ال َّ‬ ‫‪َّ o‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا‬ ‫داق واج ٌب َعلى ْ‬ ‫الص َ‬‫يل َعلى َّأن َّ‬ ‫اآلي ِة َد ِل ٌ‬
‫ساء‪ ،‬وهو ُم ْج َم ٌع‬‫واج ِل ِلن ِ‬ ‫ِ‬ ‫األز‬ ‫ِ‬
‫۞ وفي َ‬
‫ِ‬ ‫وجوب املهر‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫الع َل ُ‬ ‫الق ْر ُطب ُّي‪َ ،‬‬ ‫قال ُ‬ ‫َع َل ْي ِه َكما َ‬
‫ماء َّأن ُه ّل َح َّد ِلك ِث ِير ِه‪ ،‬واخ َتل ُفوا في‬ ‫وأج َم َع ُ‬ ‫قال‪ْ :‬‬ ‫على للزوج‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ق ِل ِيل ِه‪.‬‬

‫وه َه ِن ًيئا َم ِر ًيئا﴾‬ ‫إن ط ْب َن َلكم َع ْن َش ْيء م ُ‬


‫نه َن ْف ًسا َف ُك ُل ُ‬ ‫َُْ ُ َ‬
‫﴿ف ْ‬ ‫االعتباربطيب النفس ۞ قوله‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ياء َع ْن‬ ‫واج أو ْ‬
‫األو ِل ُ‬ ‫األز ُ‬ ‫ساء ﴿ َلكم﴾ ُّأيها ْ‬ ‫الن ُ‬ ‫ا‬
‫‪:‬‬ ‫أي‬ ‫﴾‬ ‫ن‬ ‫إن ط ْب َ‬‫• واملَ ْعنى‪َ ﴿ :‬ف ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿ف ُك ُل ُ‬
‫وه َه ِن ًيئا َم ِر ًيئا﴾‬
‫َ ْ َ َْ َ‬
‫ش ي ٍء ِمن امله ِر‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪23‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫يل َعلى ‪َّ :‬أن امل ْع َت َب َر في ت ْح ِل ِيل ذ ِل َك ِم ُنه َّن لهم‬ ‫إن ِط ْب َن﴾ َد ِل ٌ‬ ‫﴿ف ْ‬ ‫• وفي ق ْوِل ِه‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّإنما هو ط َيب ُة َّ‬
‫فاظ ال ِتي ّل َي َت َح َّق ُق‬ ‫ِ‬ ‫األل‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ ِ‬ ‫نها‬ ‫م‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫د‬ ‫صُ‬ ‫الن ْفس ّل ُم َج َّر َد ما َي ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س‪،‬‬ ‫ف‬‫الن ْ‬ ‫َم َعها ط َيب ُة َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فإذا ظ َه َر ِمنها ما َي ُد ُّل َعلى َع َد ِم ِط َيب ِة ن ْف ِسها ل ْم َي ِح َّل ِل َّلز ْو ِج وّل ِلل َو ِل ا ِي‪،‬‬
‫َ‬
‫النذ ِر ْأو ن ْح ِو ِهما‪.‬‬
‫َّ ْ‬
‫اله َب ِة ِأو‬ ‫ب‬ ‫ت‬‫كان ْت َق ْد َت َل َّف َظ ْ‬ ‫ْ َ‬
‫وإن‬
‫ِ ِ‬
‫َ ُُْ َ ا‬ ‫اآلية َعلى ‪َ :‬ع َدم ْ‬ ‫ّلل َة َهذه َ‬ ‫ْ َ َ‬
‫النس ِاء ِم َن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ر‬‫د‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫بار‬ ‫ت‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫اع‬ ‫ِِ ِ‬ ‫وما أقوى د‬
‫يدة ل َّلت ْمليك ب ُم َج َّردها ل ُن ْقصان ُع ُقوله َّن َ‬ ‫األلفاظ املُف َ‬ ‫ْ‬
‫ف ْإدر ِاك ِه َّن‬ ‫ِ‬
‫وض ْ‬
‫ع‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫[‪]١‬‬
‫يب‬ ‫ه‬ ‫ذابه َّن إلى ما ُير ُاد ِم ُنه َّن ب ْأي َسر َت ْر ِغيب ْأو َت ْ‬
‫ر‬ ‫ج‬ ‫وس ْر َعة ْانخداعه َّن ْ‬
‫وان‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫﴿ه ِن ًيئا َم ِر ًيئا﴾‬ ‫وق ْو ُل ُه‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫۞‬ ‫معنى ‪:‬‬
‫الط اي ُب َّال ِذي ّل َت ْن ِغي َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫﴿هنيئا مريئا﴾‬
‫ص ِف ِيه‪،‬‬ ‫• و ِقيل‪ :‬هو ِ‬
‫اله ْ‬‫لط اي ُب َ‬ ‫َّ‬ ‫ود العاق َ‬ ‫امل ْح ُم ُ‬ ‫َ َ‬
‫ض ِم‪،‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫• و ِقيل‪:‬‬
‫ْ‬
‫يل‪ :‬ما ّل إث َم ِف ِيه‪،‬‬ ‫• و ِق َ‬
‫َ َّ ْ‬ ‫َّ ُ َ ٌ َ‬ ‫واملَ ْق ُ‬
‫ص األك َل ِأل َّن ُه‬ ‫ص َع ِن ال َّشوا ِئ ِب‪ ،‬وخ‬ ‫خال ٌ‬ ‫الل لهم ِ‬ ‫ود ُهنا ‪ :‬أنه ح‬ ‫ص ُ‬
‫ً ْ‬
‫فاعات ِب ِه جا ِئ َزة كاألك ِل‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫كان سائ ُر اّل ْ‬ ‫وإن َ‬ ‫ُم ْع َظ ُم ما ُير ُاد باملال ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫[‪ ]١‬والحاصل ‪ :‬أن الشوكاني ‪-‬رحمه هللا‪ -‬يشترط طيب النفس من الزوجة في تحليل‬
‫ذلك‪ ,‬وّل يكفى مجرد التلفظ بالهيبة ونحوها مراعاة مشاعر النساء‬
‫لكن كالمه فيه النظر ؛ ألن األصل ‪ :‬الحكم على الظواهر ‪ ,‬إذا كانت املرأة قد‬
‫صرحت بالهيبة ‪ ,‬فال حاجة إلى البحث ما في سرارتها ؛ ألن العبرة في العقود باأللفاظ‬
‫واملباني (األستاذ فارس الجهادي)‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪24‬‬

‫[النهي عن إيتاء السفهاء األموال ]‬


‫وه ۡم ف َیها َو ۡٱك ُس ُ‬
‫وه ۡم‬ ‫ٱلس َف َه ۤا َء َأ ۡم َو َل ُك ُم َّٱلتى َج َع َل َّ ُ‬
‫ٱّلل َل ُك ۡم ق َیٰـ ࣰما َو ۡٱر ُز ُق ُ‬ ‫ََ ُ ُۡ ۟‬
‫وا ُّ‬ ‫وال تؤت‬
‫ࣰ‬ ‫ُ ُ َ۟ َ ࣰ‬
‫َوقولوا ل ُه ۡم ق ۡوال َّم ۡع ُروفا‬

‫التفســـــــــــــــــري‬
‫ْ‬ ‫وق ْد َت َق َّد َم ْ‬
‫األم ُر ِب َدف ِع‬
‫َ‬
‫اليتامى‪.‬‬ ‫األحكام املُ َت َع ال َقة ب ْأموال َ‬ ‫وع إلى َبق َّية ْ‬ ‫۞ َهذا ُر ُج ٌ‬ ‫ّ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫تعلق اآلية بما قبلها‬
‫َ‬ ‫وآتوا َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫اليتامى ْأموال ُه ْم﴾‬ ‫وال ِه ْم إل ْي ِه ْم في ق ْوِل ِه تعالى ‪﴿:‬‬ ‫ْأم ِ‬
‫َ‬ ‫وز َد ْف ُ‬ ‫َّ َّ َ َ‬
‫وغ ْي َر البالغ ّل َي ُج ُ‬ ‫۞ َف َب َّي َن ُس ْبحا َن ُه ُ‬
‫مال ِه إل ْي ِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ِِ‬ ‫يه‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫الس‬ ‫أن‬ ‫‪:‬‬ ‫نا‬ ‫هاه‬
‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ ً ْ ََ َ ْ‬ ‫الب َق َر ِة َم ْعنى َّ‬ ‫َ‬
‫وق ْد َت َق َّد َم في َ‬
‫الس ِف ِيه لغة‪ .‬واختلف أه ُل ال ِعل ِم في هؤ ِ‬
‫ّلء‬ ‫۞‬ ‫معنى السفيه‬

‫هاء َمن هم ؟‬ ‫ُّ َ‬


‫السف ِ‬
‫اليتامى‬‫يد ْب ُن ُج َب ْير‪ُ :‬ه ُم َ‬ ‫قال َسع ُ‬
‫ِ‬ ‫[‪َ ]١‬ف َ‬
‫ٍ‬ ‫القول األول‬
‫يل في َ‬
‫اآلي ِة‪.‬‬ ‫أح َسن ما ِق َ‬ ‫وهذا من ْ‬
‫ِ‬
‫اس‪َ :‬‬ ‫قال ال َّن اح ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫لص ُ‬ ‫ّلد ا ا‬ ‫األو ُ‬ ‫وقال مال ٌك‪ُ :‬ه ُم ْ‬
‫غار‬ ‫ِ‬ ‫[‪ِ َ ]٢‬‬ ‫القول الثاني‬
‫ساء‪]١[ .‬‬ ‫الن ُ‬ ‫ٌ ُ ُ ا‬ ‫[‪ُ َ ]٣‬‬
‫جاهد‪ :‬هم ِ‬ ‫وقال م ِ‬ ‫القول الثالث‬

‫لس َ‬
‫ُّ‬ ‫ُ َ‬
‫خاطب َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫واخ َت َل ُ‬
‫ْ‬ ‫وجه إضافة األموال‬
‫هاء ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫وهي‬ ‫ين‬ ‫ِ‬ ‫امل‬ ‫إلى‬ ‫وال‬
‫ِ‬ ‫األم‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫إضاف‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫وج‬ ‫في‬ ‫ا‬‫و‬ ‫ف‬ ‫۞‬ ‫إلى املخاطبين‬
‫ا‬
‫املتصرفون)‬ ‫‪:‬‬ ‫أي‬ ‫(‬ ‫يها‬ ‫ف‬ ‫ون‬ ‫أضافها َإل ْيه ْم؛ أل َّنها ب ْأيديه ْم و ُه ُم ا‬
‫الناظ ُر َ‬ ‫َ‬
‫‪:‬‬ ‫• َف ِق َ‬
‫يل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الوجه األول‬

‫لم أريد بهذه األقوال الحصر ‪ ,‬بل هذه من باب تفسير الش يء ببعض أفراده‬ ‫[‪]١‬‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪25‬‬

‫ْ َ َّ ْ َ َ‬
‫وال ُج ِعل ْت‬
‫ْ‬ ‫أضافها َإل ْيه ْم؛ أل َّ‬ ‫َ‬
‫وال ِهم‪ ،‬فإن األم‬ ‫س ْأم ِ‬ ‫ن‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ها‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫• و ِق َ‬
‫يل‪:‬‬ ‫الوجه الثاني‬
‫الخ ْلق في ْ‬
‫األص ِل‪،‬‬
‫ُ ْ ََ َ ً َْ َ َ‬
‫مشتركة بين‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫خاطب َين َح ِق َيق ًة‪ ،‬وب ِه َ‬ ‫َ ُ ُ ْ ُ ُ َ‬
‫األش َع ِر ُّي‬ ‫قال ُأبو ُموس ى‬ ‫ِ‬ ‫• و ِقيل‪ :‬املراد أموال امل ِ‬ ‫الوجه الثالث‬
‫َ َ ُ َ َُ‬ ‫ْ ُ َا‬
‫تادة‪.‬‬ ‫اس والحسن وق‬ ‫وابن عب ٍ‬
‫يان‪ ،‬و َمن‬ ‫ب‬ ‫والص ْ‬
‫ساء ا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا‬
‫كالن‬
‫ِ‬ ‫ها‬ ‫ير‬‫الن ْه ُي َع ْن َد ْف ِعها إلى َمن ّل ُي ْح ِس ُن َت ْدب َ‬ ‫راد ‪َّ :‬‬ ‫واملُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخالصة والجمع‬
‫َّ‬
‫الن ْفع التي ُت ْ‬ ‫َ ُ‬
‫املال‪ ،‬وّل َي َت َج َّن ُب‬ ‫ص ِل ُح َ‬
‫ِ ِ‬
‫اإلدراك ّل َي ْه َتدي إلى ُو ُجوه َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يف ْ‬ ‫هو ض ِع‬ ‫من الشوكاني‬
‫ُ َْ‬ ‫ُ ُ َ َّ َّ‬
‫الض َر ِر ال ِتي ُت ْه ِلك ُه وتذ َه ُب ِب ِه‬ ‫وجوه‬
‫ياما﴾‬ ‫َّللا َلكم ِق ً‬ ‫۞ َق ْو ُل ُه ‪َّ ﴿:‬التي َج َع َل َّ ُ‬
‫ِ‬ ‫معنى قياما‬

‫وام َب ْي ِت ِه وهو‬ ‫يام ْأه ِل ِه و ِق ُ‬ ‫الن ِق ُ‬ ‫قال‪ُ :‬ف ٌ‬ ‫يم َك‪ُ ،‬ي ُ‬ ‫وام‪ :‬ما ُي ِق ُ‬ ‫والق ُ‬ ‫الق ُ‬
‫يام ِ‬ ‫• و ِ‬
‫ص ِل ُح ُه‬ ‫أي‪ُ :‬ي ْ‬ ‫يم َش ْأ َن ُه؛ ْ‬ ‫َّال ِذي ُي ِق ُ‬
‫َ ٌ َ‬ ‫َ ْ َّ َ ٌ ْ‬
‫بات ل ُه‪،‬‬ ‫حال وث‬ ‫• واملعنى‪ :‬أنها صالح ِل ِ‬
‫ل‬
‫والهم َعلى ما َي ْق َ‬ ‫َ َّ ُ َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ظاه ُر‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫يه‬ ‫ض‬ ‫ت‬ ‫• ف اأما َعلى ق ْو ِل َمن قال إن املراد أم‬ ‫االحتمال األول‬
‫اإلضافة فاملَ ْ‬ ‫َ‬
‫واض ٌح‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫نى‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫س ما‬ ‫ن‬
‫ْ‬
‫ج‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ها‬ ‫اليتامى ‪ ,‬فاملَ ْعنى ‪َّ :‬‬
‫أن‬ ‫وال َ‬ ‫ُ‬ ‫قال َّإنها ْ‬
‫أم‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫وأما َعلى َق ْول َ‬ ‫• ا‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫االحتمال الثاني‬
‫حالكم م َن ْ‬ ‫ُ‬ ‫ص ُل ُ‬ ‫وم َمعاي ُشكم َوي ْ‬ ‫َت ُق ُ‬
‫وال‪.‬‬
‫ِ‬ ‫األم‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ِ‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪26‬‬

‫ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫﴿وار ُزقوهم ِفيها‬ ‫۞ ق ْول ُه ‪:‬‬
‫واك ُس ُ‬ ‫معنى ‪:‬‬
‫وه ْم﴾‬ ‫﴿وارزقوهم‪﴾..‬‬
‫َ َْ َ‬
‫يمن تل َز ُم ن َف َق ُت ُه‬ ‫وهذا ِف‬ ‫ضوا َلهم َ‬ ‫اج َع ُلوا َلهم فيها ر ْز ًقا أو ْافر ُ‬ ‫• أي‪ْ :‬‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫املعنى األول‬
‫ْ َ‬ ‫ُ ُ َ َّ ْ‬
‫ّلد ون ْح ِو ِه ْم‪.‬‬ ‫جات واألو ِ‬ ‫ِوك ْس َوته ِمن الزو ِ‬
‫َ‬
‫وال ا َليتامى‪ ،‬فامل ْعنى َّات ِج ُروا‬ ‫وال هي ْأم ُ‬ ‫األم َ‬ ‫قال‪َّ :‬إن ْ‬ ‫وأما َعلى َق ْو ِل َمن َ‬ ‫• ا‬ ‫املعنى الثاني‬
‫ً‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫فيها َح اتى َت ْرَب ُحوا ُوت ْنف ُقوهم م َ‬
‫وال ِه ْم ِر ْزقا‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫أم‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫هم‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫ل‬ ‫ع‬‫اج‬ ‫أو‬
‫ِ ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫باح‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫األ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ َ‬ ‫َ‬
‫ُي ْن ِف ُقون ُه َعلى ْأن ُف ِس ِه ْم َويكت ُسون ِب ِه‪.‬‬
‫[‪]١‬‬

‫قال ُ‬
‫الج ْم ُه ُ‬ ‫هاء‪ ،‬وب ِه َ‬ ‫الس َ‬
‫ُّ‬ ‫الح ْج [ر‪َ ]٢‬‬ ‫اآلية َعلى َجواز َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫اس ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ور‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف‬ ‫لى‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬‫ه‬ ‫ذ‬‫ه‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ت‬ ‫د‬
‫۞ ِ‬‫وق‬ ‫حكم حجر‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وقال ُأبو َح ِن َيفة ّل ُي ْح َج ُر َعلى َمن َبل َغ عا ِقال‬
‫السفهاء‬
‫َ‬ ‫•‬
‫ٌ‬ ‫ُ َ‬ ‫ضا َعلى ُو ُج َ َ َ َ َ‬ ‫واس ُتد َّل بها ْأي ً‬
‫والخالف في ذ ِل َك َم ْع ُروف في‬ ‫وب نفق ِة القراب ِة‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫۞ ْ‬ ‫وجوب نفقة‬

‫واط ِن ِه‬ ‫َ‬ ‫القرابة‬


‫م ِ‬

‫[‪ ]١‬فالحاصل أن اآلية تحتمل معنيين ‪:‬‬


‫األول ‪ :‬إذا كان الخطاب لآلب ــاء أو من تلزم نفقته فاملعنى ‪ :‬اجعلوا لهم فيها رزقا وافرضوا لهم‬
‫الثاني ‪ :‬إذا كان الخطاب ألولياء اليتامى فاملعنى ‪َّ :‬اتج ُروا ِفيها َح اتى َت ْر َب ُحوا ُوت ْن ِف ُقوهم ِم َن ْ‬
‫األربا ِح‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ْ ْ ً ُ ْ ُ َ ُ َ ْ ُ ْ َ ْ َ ُ نَ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َُ َ‬
‫وال ِهم ِرزقا ين ِفقونه على أنف ِس ِهم ويكتسو ِب ِه‬ ‫ِأو اجعلوا لهم ِمن أم ِ‬

‫[‪ ]٢‬الحجر ‪ :‬منع اإلنس ـ ــان من التصرف في مال ـ ــه‬


‫قا‬
‫والحجر سببه ستة ‪ :‬الصبا ‪ ,‬والجنون ‪ ,‬والتبذير‪ ,‬والر ‪ ,‬والفلس‪ ,‬واملرض‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪27‬‬

‫ً‬ ‫ُ ُ َ َ ً‬ ‫َ ُ‬
‫۞ ق ْول ُه ‪﴿:‬وقولوا لهم ق ْوّل َم ْع ُروفا﴾‬ ‫معنى ‪:‬‬
‫﴿قوال معروفا﴾‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫بار َك َّ ُ‬‫يل ‪ْ :‬اد ُعوا َلهم‪َ :‬‬
‫وص َن َع لكم‪،‬‬ ‫َّللا ِفيكم‪ ،‬وحاطكم‪،‬‬ ‫• ِق َ‬
‫ْ َ ُ َ َ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫إن َرش ْدت ْم َدف ْعنا إل ْيكم‬ ‫وع ًدا َح َس ًنا قولوا لهم‪:‬‬ ‫ناه‪ :‬ع ُدوهم ْ‬ ‫• وق َ َ ْ ُ‬
‫يل‪ :‬مع ِ‬ ‫ِ‬
‫شاء َّ ُ‬
‫َّللا‬ ‫وأن َت ْإن َ‬ ‫األب ّل ْبنه‪ :‬مالي َس َيص ُير َإل ْي َك‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫والكم‪َ ،‬وي ُقو ُ‬ ‫ْ َ‬
‫أم‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫َ َ‬
‫صا ِح ُب ُه ون ْح َو ذ ِل َك‪.‬‬
‫شاد إلى‬‫الجميل ‪َ ,‬ففيه ْإر ٌ‬ ‫الق ْول َ‬ ‫ص ُد ُق َع َل ْيه ُم َس امى َ‬ ‫اآلية ما َي ْ‬ ‫وال ّظاه ُر م َن َ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخالصة والجمع‬
‫َْ‬
‫تام املك ُف ِول َين‬ ‫ّلد ْأو َم َع ْ‬
‫األي‬ ‫األهل ْ‬
‫واألو‬ ‫الخ ُلق َم َع ْ‬ ‫ُ‬
‫ُح ْس ِن‬
‫من الشوكاني‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ص َّح َع ْن ُه ‪( :‬خ ْي ُركم خ ْي ُركم ِأل ْه ِل ِه‪ ،‬وأنا خ ْي ُركم ِأل ْه ِلي)‬ ‫النب ُّي ﷺ فيما َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قال َّ‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫وق ْ‬

‫َ‬ ‫َُ‬ ‫۞ َعن ْابن َع اباس في َق ْوِل ِه ‪﴿:‬وّل ُت ْؤ ُتوا ُّ‬


‫هاء ْأموالك ُم﴾ َي ُقو ُل‪ّ :‬ل ت ْع ِم ْد إلى‬ ‫الس َف َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الرواي ـ ـ ـ ــة‬
‫َ َّ َ َ َّ ُ َ َ َ ُ َ َ َ َ ً َ ُ ْ َ ُ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َُّ‬
‫مال َك وما خولك َّللا وجعله لك م ِعيشة‪ ،‬فتع ِطيه امرأتك ِأو ابنتك‪ ،‬ثم‬ ‫ِ‬
‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُت ْ‬
‫وأص ِل ْح ُه‪ ،‬وك ْن ْأن َت ال ِذي ت ْن ِف ُق‬
‫ضط ُّر إلى ما في ْأي ِديه ْم‪ ،‬ولك ْن ْأمس ْك مال َك ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واما ) َي ْعني ق َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫قال‪ :‬وق ْول ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َع َل ْيه ْم في ُك ْس َوته ْم ور ْ قه ْم َوم ُ‬
‫وامكم ِمن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ت‬
‫ِِ‬ ‫ون‬ ‫ؤ‬ ‫ِ ِ ِزِ ِ‬ ‫ِ‬
‫عاي ِشكم‬ ‫َ‬
‫م ِ‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪28‬‬

‫[األحكام إذا بلغ اليتيم]‬


‫ۡ َ َ ۟ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ۡ َ ُ ۟ ۡ َ َ َ َ َّ ٰۤ َ َ َ ُ ۟ ا َ َ َ‬
‫اح ف ِإ ۡن َءان ۡس ُتم اِم ۡن ُه ۡم ُرش ادا فٱ ۡدف ُع ٰۤوا ِإل ۡي ِه ۡم‬ ‫وٱبتلوا ٱلیتـمى حتى ِإذا بلغوا ٱ ِلنك‬
‫ۡۖۡ‬ ‫َ ۡ َ َ ُ ۡۖۡ َ َ َ ۡ ُ ُ َ ٰۤ ۡ َ ا َ َ ً َ َ ۡ َ ُ ۟ ۚ َ َ َ َ َ ا َ ۡ‬
‫ان غ ِنیا فل َی ۡس َت ۡع ِفف َو َمن‬ ‫أمو لهم وّل تأكلوها ِإسرافا و ِبدارا أن یكبرواۚ ومن ك‬
‫َ َ َ ََ ۡ ۟ َ ۚ َ‬ ‫َ َ َ ا َ ۡ َۡ ُ ۡ َۡ ۡ ُ ۚ َ َ َ‬
‫وف ف ِإذا َدف ۡع ُت ۡم ِإل ۡي ِه ۡم أ ۡم َو ل ُه ۡم فأش ِه ُدوا َعل ۡي ِه ۡم َوك َفى‬
‫كان ف ِقيرا فلیأكل ِبٱملعر ِ‬
‫َّ‬
‫۝‬ ‫ّلل َح ِسی ابا ‪٦‬‬ ‫ِبٱ ِ‬
‫التفســـــــــــــــــري‬
‫َ‬ ‫ْ ُ ْ ُ َ َ‬
‫بار‪ .‬وق ْد ت َق َّد َم ت ْح ِق ُيق ُه‪.‬‬ ‫اليتامى﴾ ِاّلب ِتالء‪ِ :‬اّلخ ِت‬ ‫۞ َق ْو ُل ُه ‪ْ :‬‬
‫﴿واب َت ُلوا َ‬ ‫معنى االبتالء‬

‫بار‪:‬‬ ‫ت‬ ‫خ‬


‫ْ‬
‫اّل‬ ‫نى‬ ‫اخ َت َل ُفوا في َم ْ‬
‫ع‬
‫َ ْ‬
‫وق ِد‬
‫ِ ِ ِ‬
‫وح ْسن َت َ‬
‫ص ُّر ِف ِه‬ ‫الق َيتيمه ل َي ْع َل َم ب َنجا َبته ُ‬ ‫أخ َ‬ ‫ْ َ َ َّ َ َ ُّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ي‬ ‫ص‬ ‫ِ‬ ‫الو‬ ‫ل‬‫م‬ ‫أ‬‫ت‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫هو‬ ‫‪:‬‬ ‫يل‬ ‫• ِ‬
‫ق‬ ‫ف‬ ‫القول األول‬
‫َ َ ْ َ َ َْ َ ُ ََ َ ا َ َ َ ُ ْ‬
‫نه ا ُّلرش َد‪،‬‬ ‫النكاح وآنس ِم‬ ‫فيدفع إلي ِه ماله إذا بلغ ِ‬
‫ص ُّر ِف ِف ِيه‬ ‫يل‪َ :‬م ْعنى اّل ْختبار‪ْ :‬أن َي ْد َف َع َإل ْي ِه َش ْي ًئا من ماله َوي ْأ ُم َر ُه بال َّت َ‬ ‫• و ِق َ‬ ‫القول الثاني‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َ ا َ َْ َ َ َ‬
‫حال ِه‪،‬‬ ‫حتى يعل َم ح ِقيقة ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ُ َّ َّ َ َ‬ ‫ْ‬
‫النظ َر إل ْي ِه في ن َف َق ِة ا الد ِار ِل َي ْع ِرف ك ْيف‬ ‫بار‪ :‬أن يرد‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫خ‬ ‫َ َ ْ‬
‫• و ِقيل‪ :‬معنى ِاّل ِ‬ ‫القول الثالث‬
‫[‪]١‬‬ ‫َ‬
‫الب ْي ِت ِمن ت ْد ِب ِير َب ْي ِتها‪.‬‬ ‫كان ْت جارَي ًة َر َّد َإل ْيها ما َي ُر ُّد إلى َرَّبة َ‬ ‫َْ ُُ ْ َ‬
‫تد ِبيره‪ ،‬وإن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫[‪ ]١‬هذه األقوال الثالثة ليست من باب الحصر‪ ,‬بل من باب املثال وتفسير اآلية ببعض أفراده‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪29‬‬

‫ََ َ ْ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫۞ واملُر ُاد ب ُب ُلوغ ا‬


‫فال ِمنك ُم‬ ‫كاح ‪ُ :‬بلوغ ال ُحل ِم ِل َق ْوِل ِه تعالى ‪﴿:‬وإذا بلغ األط‬ ‫الن‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫معنى ‪:‬‬
‫ْ ُ ُُ ُ َ ْ َ ْ َ ً‬ ‫ُُ‬ ‫الح ُل َم﴾ ومن َ‬
‫س َعش َرة َس َنة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫بلوغ النكاح‬
‫وغ اإلنبات‪ ،‬وبلوغ خم‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫ب‬ ‫ال‬ ‫المات‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫َ ْ ُ ُ َ َ ْ َ ْ َ ْ ُُ ا‬ ‫َ ٌ ُ َ َ َ َ‬
‫وغ إّل َب ْع َد‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫الب‬‫ب‬ ‫ِ ِ‬‫م‬ ‫ل‬‫ت‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫مل‬
‫ِ‬ ‫م‬‫ك‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ّل‬ ‫ما‪:‬‬ ‫ه‬‫وغ ْي ُر ُ‬ ‫مالك وأبو ح ِنيفة‬ ‫• وقال ِ‬ ‫عالمات البلوغ‬
‫ْ َ ً‬
‫ُم ِض ا ِي َس ْب َع َعش َرة َس َنة‪،‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ ُّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َ ُ ُّ َّ َ َ ُ‬ ‫• َ‬
‫ض‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫والح‬ ‫ل‬ ‫ب‬
‫ِ ِ‬ ‫الح‬ ‫ب‬ ‫ثى‬ ‫ن‬ ‫األ‬ ‫ص‬ ‫ت‬ ‫خ‬‫وت‬ ‫ثى‪،‬‬ ‫ن‬ ‫واأل‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫الذ‬ ‫م‬ ‫ع‬‫ت‬ ‫المات‬ ‫الع‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ذ‬
‫ِ‬ ‫وه‬
‫َُْ ُ َ ْ َ‬
‫إن آن ْس ُت ْم﴾‬ ‫۞ قوله ‪﴿:‬ف‬ ‫معنى ‪ ﴿:‬آنستم﴾‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َُْ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ور ْأي ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫أي‪ُ ْ َ ْ :‬‬
‫نارا﴾ القصص‪٢٩ :‬‬‫الطور ً‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ِ ِ‬‫ن‬ ‫جا‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫س‬ ‫﴿آن‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ل‬‫و‬ ‫ق‬ ‫نه‬ ‫وم‬
‫ِ‬ ‫‪،‬‬‫م‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫• ْ أبصر‬
‫ْ‬ ‫َ َ ْ ََ َ َ ْ َ ْ َ ُ‬
‫وج ْدت ْم و َع ِل ْم ُت ْم ِمنهم ُرش ًدا‪.‬‬ ‫• و ِقيل‪ِ :‬بمعنى وجد وع ِلم؛ أي‪ :‬فإن‬
‫ف ْأه ُل الع ْلم في َم ْعنى ا ُّلر ْشد ُ‬ ‫ْ ََ َ‬ ‫ْ‬
‫هاهنا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫۞ واختل‬ ‫معنى ‪ :‬الرشد‬

‫والد ِين (به قال القتادة والحسن)‬ ‫الع ْقل ا‬


‫ِ ِ‬
‫الح في َ‬ ‫الص ُ‬
‫يل‪َّ :‬‬ ‫• َف ِق َ‬
‫َّ ً‬
‫خاصة‪( .‬به قال ابن عباس)‬ ‫الع ْق ِل‬
‫يل‪ :‬في َ‬ ‫• و ِق َ‬
‫مال ُه إذا َل ْم ُي ْؤ َن ْ‬
‫س‬
‫ُ‬ ‫الش ْعب ُّي‪َّ :‬إن ُه ّل ُي ْد َف ُع إلى َ‬
‫الي ِت ِيم‬
‫يد ْب ُن ُج َب ْير و َّ‬ ‫قال َسع ُ‬
‫• َ ِ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُ ْ ُُ ْ َ َ‬
‫كان ش ْي ًخا‬ ‫رشده وإن‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪30‬‬

‫َ‬ ‫الب ُلوغ‪َ ،‬‬ ‫الر ْش َد ّل َي ُكو ُن اإّل َب ْع َد ُ‬ ‫ُ ْ ُ ُ َُ‬


‫وعلى َّأن ُه ْإن ل ْم‬ ‫ِ‬
‫ماء َعلى َّأن ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫• وجمهور الع‬ ‫متى يحجرالبالغ؟‬

‫الح ْج ُر‪.‬‬ ‫ول َع ْن ُه َ‬ ‫الح ُلم ّل َي ُز ُ‬ ‫َي ْر ُش ْد َب ْع َد ُب ُلوغ ُ‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اس‬ ‫كان ْأف َس َق ا‬
‫الن‬ ‫وإن َ‬ ‫الح ار البالغ ْ‬ ‫وقال ُأبو َحن َيف َة‪ّ ،‬ل ُي ْح َج ُر َعلى َ‬ ‫َ‬ ‫•‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫النخ ِع ُّي و ُزف ُر‬ ‫وأش َّدهم ت ْب ِذ ًيرا‪ِ ،‬وب ِه قال‬
‫والهم اإّل َب ْع َد ُب ُلوغ َ‬ ‫ُ َّ ْ ُ ْ ا َّ ُ ْ َ ُ َ ْ ْ ْ ُ‬
‫غاي ٍة هي‬ ‫ِ‬ ‫وظاهر النظ ِم القرآ ِن ِي أنها ّل تدفع إلي ِهم أم‬ ‫ِ‬ ‫‪o‬‬ ‫ترجيح الشوكاني‬
‫الر ْش ِد‪َ ،‬فال ُب َّد ِمن َم ْج ُ‬ ‫الغاي ُة بإيناس ُّ‬ ‫النكاح‪ُ ،‬م َق َّي َد ٌة َهذه َ‬ ‫وغ ا‬ ‫ُُ ُ‬
‫وع‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫بل ِ ِ‬
‫وإن ُ‬‫الب ُلوغ ْ‬ ‫والهم َق ْب َل ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫األم َرْين َفال ُت ْد َف ُع إلى َ‬
‫كانوا َم ْع ُرو ِفي َن‬ ‫ِ‬ ‫أم‬ ‫تامى‬ ‫الي‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫الرش ِد ِمنهم‪.‬‬
‫ُّ ْ‬
‫إيناس‬ ‫الب ُلوغ اإّل َب ْع َ‬
‫د‬ ‫الر ْش ِد‪ ،‬وّل َب ْع َد ُ‬ ‫ب ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وع َد ِم‬‫ص ُّرف في ْأمواله َ‬ ‫ُ َ َ ا ُ ُ ْ َّ َ‬ ‫‪ o‬واملُر ُاد ب ُّ ْ َ ْ ُ ُ‬
‫ِِ‬ ‫الرش ِد نوعه وهو ‪ :‬املتع ِلق ِبحس ِن الت ِ‬ ‫ِ‬
‫[‪]١‬‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ ْ‬
‫واض ِعها‪.‬‬‫التب ِذ ِير ِبها ووض ِعها في م ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫ُّ َ‬
‫اإلسراف في اللغ ِة‪ :‬اإلفراط‬
‫ْ ُ‬ ‫ْ‬
‫دارا أ ْن َيك َب ُروا﴾‬ ‫إسر ًافا وب ً‬ ‫۞ َق ْو ُل ُه ‪﴿:‬وّل َت ْأ ُك ُلوها ْ‬ ‫معنى‬
‫ِ‬
‫جاو َز ُة َ‬
‫الح ِاد‬ ‫ُوم َ‬ ‫(االسراف والبدار)‬

‫[‪ ]١‬فالحاصل ‪ :‬أن العبرة في الرشد عن الشوكاني هي ‪:‬‬


‫‪ -‬حسن التصرف في األموال‬
‫‪ -‬وعدم التبذير بها‬
‫‪ -‬ووضعها في موضعها‬
‫وهل هذا القول ينافي القولين السابقين؟ كال‪ ,‬بل تفسير الشوكاني يوضح الكالم السابق‪ ,‬ألن‬
‫حسن التصرف وعدم التبذير ّل يكون إّل بعد وجود صالح العقل والدين ‪.‬وهللا أعلم‬
‫(األستاذ فارس)‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪31‬‬

‫ُ ُ َ ُ‬
‫باد َرة‬ ‫والبدار امل‬ ‫‪،‬‬ ‫ير‬ ‫ض ُر ْب ُن ُش َم ْيل‪ :‬ال َّس َر ُف َّ‬
‫والت ْب ِذ ُ‬ ‫قال َّ‬
‫الن ْ‬ ‫• و َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫أي ّل َت ْأ ُك ُلوا ْأموالَ‬ ‫دارا﴾ ْ‬ ‫صب ب َق ْوِل ِه‪﴿ :‬ب ً‬ ‫﴿أن َي ْك َب ُروا﴾ في َم ْوضع َن ْ‬
‫ِِ‬
‫• ْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫الس َر ِف‬ ‫باد َر ٍة ِل ِك َبره ْم‪ْ ،‬أو ّل َت ْأ ُك ُلوا ِأل ْجل َّ‬ ‫ْ‬
‫وأك َل ُم َ‬ ‫راف‬
‫إس ٍ‬ ‫اليتامى ْأك َل ْ‬‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َ ُ‬
‫ين ِل ِك َب ِر ِه ْم وت ُقولوا ُن ْن ِف ُق‬ ‫ومبادر َ‬‫ُ‬ ‫ين‬‫باد َ ة ْأو ّل َت ْأ ُك ُلوها ُم ْسرف َ‬
‫وأل ْجل املُ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ِ ِ‬
‫ُُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫وال ا َليتامى ِفيما نش َت ِهي ق ْب َل ْأن َي ْبلغوا ف َي ْنت ِز ُعوها ِمن ْأي ِدينا‪.‬‬ ‫أ ْم َ‬

‫وف﴾ َب َّي َن‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫كان َفق ًيرا َف ْل َي ْأ ُك ْل باملَ ْ‬


‫ع‬ ‫ف َومن َ‬ ‫َ َ ًّ َ ْ َ ْ َ ْ ْ‬
‫ف‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫غ‬ ‫كان‬ ‫ن‬‫﴿وم‬ ‫۞ َق ْو ُل ُه ‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫معنى ‪:‬‬
‫َ‬
‫فاف وت ْو ِف ِير‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫وال اليتامى‪ ،‬فأم َر الغ ِن َّي ِب ِاّلس ِتع ِ‬
‫َ‬ ‫حان ُه ما َي ِح ُّل َلهم من ْ‬
‫أم‬
‫ُ ْ َ‬
‫سب‬
‫﴿ومن كان غنيا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فليستعفف﴾‬
‫وس َّو َغ ل ْل َفقير ْأن َي ْأ ُك َل باملَ ْ‬ ‫نه‪َ ،‬‬ ‫ناوله م ُ‬ ‫وع َدم َت ُ‬ ‫الصب اي َع َل ْيه َ‬
‫وف‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مال َّ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫األكل باملَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ََ َ ْ ُ ْ‬
‫وف ما هو ؟‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ِ ِ‬ ‫في‬ ‫م‬ ‫واختلف أهل ال ِع ِ‬
‫ل‬ ‫معنى األكل باملعروف‬
‫َ ْ َ َ َّ ُ َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫قال َق ْو ٌم‪ :‬هو َ‬ ‫• َف َ‬
‫َّللا َعل ْي ِه‪،‬‬ ‫تاج إل ْي ِه َوي ْق ِض ي متى أيسر‬ ‫ض إذا اح‬ ‫الق ْر ُ‬ ‫القول األول‬

‫السلما ِن ُّي و ْاب ُن ُج َب ْي ٍر‬


‫َ َ ُ َّ ْ‬
‫اس وع ِبيدة‬ ‫ب‬‫الخ اطاب و ْاب ُن َع ا‬ ‫َ َُُ ُْ َ‬
‫ِوب ِه قال عمر بن‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫زاع ُّي‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الش ْعب ُّي و ُم ٌ ُ‬ ‫و َّ‬
‫العالي ِة واألو ِ‬ ‫جاهد وأبو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ ُُ‬ ‫ضاء َعلى َ‬ ‫َ‬
‫تاد ُة ‪ّ :‬ل ق َ‬ ‫َ‬
‫والح َس ُن وق َ‬ ‫وعط ٌاء َ‬ ‫قال ا َّلن َخع ُّي َ‬‫• َ‬
‫الف ِق ِير ِفيما يأكل‬ ‫ِ‬ ‫القول الثاني‬
‫َ ُ ْ ُ ُ َُ‬ ‫َْ‬
‫ماء‪.‬‬ ‫العل ِ‬ ‫وف‪ِ ،‬وب ِه قال جمهور‬ ‫ِباملع ُر ِ‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪32‬‬

‫َّ ْ ُ ْ ا ْ َ ُ َ َّ َ َ ْ ْ‬
‫إباحة األك ِل ِلل َف ِق ِير‬ ‫وهذا (أي القول الثاني) ِبالنظ ِم القرآ ِن ِي ألصق‪ ،‬فإن‬ ‫• َ‬ ‫الترجيح‬

‫ض‪.‬‬ ‫ر‬‫ُم ْش ِع َر ٌة ب َجواز َذ ِل َك َل ُه ِمن َغ ْير َق ْ‬


‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫اليتامى‬ ‫الناس‪َ ،‬فال َي َت َر َّف ُه ب ْأموال َ‬ ‫عار ُف به َب ْي َن ا‬ ‫َ‬ ‫واملُر ُاد باملَ ْع ُروف ‪ :‬املُ َ‬
‫ت‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫الت َن ُّعم باملَأ ُكول واملَ ْش ُروب واملَ ْل ُ‬‫ْ‬
‫وس‪ ،‬وّل َي َد ُع ن ْف َس ُه َع ْن َس ِاد‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫و ُيبال ُغ في َّ‬
‫ِ‬
‫وس ْتر َ‬ ‫الفاقة َ‬ ‫َ‬
‫الع ْو َر ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كاألب‬ ‫هم‬ ‫صل ُ‬
‫ح‬ ‫ِ‬ ‫األيتام القائم َين بما ُي ْ‬ ‫ياء ْ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫طاب في َهذه اآل َية أل ْ‬
‫و‬ ‫والخ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫والج ِاد َوو ِص ِ اي ِهما‪.‬‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ ُ ْ َ َ‬ ‫ض ْأهل الع ْلم‪ :‬املُر ُاد ب َ‬ ‫وقال َب ْع ُ‬
‫كان غ ِن ًّيا ُو ِ اس َع َعل ْي ِه‬ ‫اآلي ِة ‪ :‬الي ِتيم إن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫•‬ ‫قول آخرفي معنى اآلية‬
‫َ ْ ُ َ‬ ‫ْ َ َ ً َ ْ ُ َ‬ ‫ُ َّ‬
‫ص ُل ل ُه‪،‬‬ ‫فاق َعل ْي ِه ِب َق ْد ِر ما يح‬ ‫مال ِه‪ ،‬وإن كان ف ِقيرا كان اإلن‬ ‫وعف ِمن ِ‬
‫َ ُّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫السقوط‪.‬‬ ‫وهذا الق ْو ُل في غاية‬
‫أشه ُدوا َع َل ْيه ْم﴾ ْ‬ ‫َ ُْ ُ َ َ َ ُْ ْ َْ ْ ْ َ َ ْ‬
‫ص َل ُم ْق َتض ى‬ ‫أي‪ :‬إذا َح َ‬
‫ِ‬ ‫۞ قوله ‪﴿:‬فإذا دفعتم إلي ِهم أموالهم ف ِ‬ ‫معنى قوله ‪:‬‬
‫أشه ُدوا َع َل ْيه ْم َّأنهم َق ْد َق َب ُ‬‫َّ ْ َ َ َ ْ ُ ْ َ ْ ْ ْ َ َ ْ‬ ‫﴿فإذا دفعتم‪﴾.....‬‬
‫ضوها ِمنكم‬ ‫ِ‬ ‫الدف ِع فدفعتم إلي ِهم أموالهم ف ِ‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫َّ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َ ْ ُ ُ ُّ َ ُ َ ْ‬ ‫القول األول‬
‫ى‬
‫ِلتند ِفع عنكم التهم وتأمنوا عا ِقبة الدعاو الص ِادر ِة ِمنهم‪،‬‬
‫ْ‬ ‫ْ َ َ ُ ََْ ُ ْ ُ َ‬ ‫هاد املَ ْش ُر َ‬ ‫َ َّ ْ‬
‫اإلش َ‬
‫ياء ق ْب َل ُرش ِد ِه ْم‪،‬‬ ‫وع هو ما أنفقه علي ِهم األو ِل‬ ‫• و ِقيل‪ :‬إن‬ ‫القول الثاني‬

‫وال ِه ْم‪،‬‬ ‫أم‬‫ْ‬ ‫إلى‬ ‫ه‬‫ضُ‬‫اس َت ْق َر َ‬


‫يل هو َعلى َر ِ اد ما ْ‬‫• و ِق َ‬
‫ِ‬ ‫القول الثالث‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪33‬‬

‫ْ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫اإلشهاد َ‬ ‫ُ َّ ْ ُ ْ ا َ ْ ُ َّ ُ ْ‬
‫وال ِه ْم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫أم‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫م‬
‫ِ ِ ِ‬‫ه‬ ‫ْ‬
‫ي‬ ‫إل‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫د‬ ‫ما‬ ‫لى‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫وعية‬ ‫وظاهر النظ ِم القرآ ِن ِي ‪ :‬مشر ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخالصة والترجيح‬
‫َ ْ ْ َ ْ َ ُّ ْ‬ ‫َّ ْ ْ‬ ‫َ ُ ُّ ْ َ َ ْ َ ُّ ْ‬
‫الرش ِد‬ ‫والدف َع ِلل َج ِم ِيع إلي ِهم بعد‬ ‫الرش ِد‪،‬‬ ‫وهو يعم اإلنفاق قبل‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫شاه ًدا َعل ْيكم في ك ِ ال ش ْي ٍء‬ ‫ِ‬ ‫كم‬ ‫مال‬
‫ِ ِ ِ‬
‫أي‪ :‬حاس ًبا أل ْ‬
‫ع‬ ‫ْ‬ ‫ا﴾‬ ‫ً‬
‫يب‬ ‫س‬ ‫ح‬‫اّلل َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ب‬ ‫فى‬ ‫﴿وك‬ ‫معنى (الحسيب) ۞‬
‫ََُ َْ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫َت ْع َم ُلو َن ُ‬
‫ومن ج ْمل ِة ذ ِلك ُمعاملتكم ِلليتامى في ْأم ِ‬
‫وال ِه ْم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬
‫أي كفى َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫والباء زا ِئ َد ٌة‪ْ ،‬‬ ‫يد َع ِظ ٌ‬ ‫وفيه وع ٌ‬
‫َّللا‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫يم‪،‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪34‬‬

‫[ثيوت اإلرث للبنات]‬


‫ࣱ ّ َّ َ َ َ ۡ َ َ َ ۡ َ‬
‫ٱأل ۡق َر ُبو َن َول ّلن َس ۤاء َنصی ࣱب ّم َّما َت َركَ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ل ّلر َجال نصیب مما ترك ٱلولدان و‬ ‫ّ‬
‫نص اآليــة‬
‫ࣰ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ َ َ َ ۡ َ ۡ َ ُ َن َّ َ َّ ۡ ُ َ ۡ َ ُ َ َ ࣰ َّ ۡ‬
‫ٱلو لدان وٱألقربو مما قل منه أو كثر نصیبا مفروضا ۝‬
‫التفســـــــــــــــــري‬

‫غار َح اتى‬ ‫الص َ‬ ‫نات‪ .‬وّل ا‬ ‫ِ‬ ‫كان ْأه ُل الجاهل َّية ّل ُي َو ارُثو َن َ‬
‫الب‬ ‫قال ‪َ ( :‬‬ ‫۞ و َعن ْابن َع اباس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫سبب النزول‬
‫س ْب ُن ثاب ٍت َوت َر َك ْاب َن َت ْين ْ‬ ‫َ‬ ‫مات َ ُج ٌل م َن ْ‬ ‫ُي ْدر ُكوا‪َ ،‬ف َ‬
‫واب ًنا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قال ل ُه ْأو ُ‬ ‫األنصار ُي ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬
‫َ ُ ُ َُّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ً َ َ ْ َ ا ُ ُ ْ َ ُ ُ َ ُ ل َّ‬
‫َّللا ﷺ فأخذا ِميراثه كله‪،‬‬ ‫ص ِغيرا‪ ،‬فجاء ابنا ع ِم ِه وهما عصبته إلى رسو ِ ِ‬
‫َّللا َف َ‬ ‫َ ُ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ُل َّ‬ ‫ََ ََ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُُ‬ ‫َف َ‬
‫قال‪ّ :‬ل‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫س‬‫ِ ر‬‫ما‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫إل‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫أر‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫اآلي‬ ‫ت‬ ‫َّللا ﷺ فنز ِ‬
‫ل‬ ‫جاء ِت ْام َرأته إلى َرسو ِل ِ‬
‫ُ‬ ‫ا ْ‬ ‫َ ْ ً َ َّ ُ َ ْ ُ ْ َ َ َ َّ َ ْ ٌ ْ َ‬ ‫ُت َح اركا م َ‬
‫احت ْر ُت ِف ِيه َّإن ِل ِلذك ِر واأل ْنثى‬ ‫اث شيئا‪ ،‬فإنه قد أن ِزل علي ش يء‬ ‫ر‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ي‬‫مل‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ُ َََ ََْ َ َ َ ْ َُْ َ َ‬
‫ساء﴾ [النساء‪ ،]١٢٧ :‬ث َّم َن َز َل‬ ‫الن ِ‬ ‫ن ِص ًيبا‪ ،‬ث َّم نزل بعد ذ ِلك ﴿ويستفتونك في ِ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ َ ُّ‬ ‫ّللا في ْأوالد ُك ْم﴾ َف َدعا بامليراث‪َ ،‬ف ْ‬ ‫يك ُم َّ ُ‬ ‫ُ‬
‫أعطى امل ْرأة الث ُم َن‪ ،‬وق َس َم ما‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫﴿يوص‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ َ ْ ُ َ ا ُ ْ َ‬
‫ب ِقي ِللذك ِر ِمثل ح ِظ األنثيي ِن )‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َا َ َ َ ُ ْ َ ُ ُ ْ‬
‫يث وكي ِفي ِة ِقسم ِتها‬ ‫وال اليتامى وصله ِبأح ِ‬
‫كام امل ِ‬
‫وار ِ‬ ‫۞ ملا ذكر سبحانه حكم أم ِ‬ ‫موضوع اآلية‬
‫َْ َ َ َ‬
‫الو َرث ِة‪.‬‬ ‫بين‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪35‬‬

‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ساء َب ْع َد ِذ ْكر ا‬ ‫ََْ ُ ْ َُ ْ َ ا‬


‫الرج ِال‪ ،‬ول ْم َي ُق ْل‪ :‬ل ّلرجال والنساء‬ ‫ِ ِ‬ ‫وأفرد سبحانه ِذكر ِ ِ‬
‫الن‬ ‫۞‬ ‫سبب إفراد‬
‫ُ‬ ‫ذكرالنساء‬
‫نصيب‪: ،‬‬
‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الحك ِم‪،‬‬ ‫ذان ِبأصال ِت ِه َّن في َهذا‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ْل‬ ‫‪ِ -‬ل‬
‫ا‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ََ‬ ‫َْ‬
‫ساء‪،‬‬ ‫الن‬
‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫يث‬ ‫ر‬‫و‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِِ ِ‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫الجاه‬ ‫ه‬‫‪ -‬ودف ِع ما كانت ع ِ‬
‫ي‬ ‫ل‬
‫ص ُد ُق َع َل ْيه ُم َس امى َ‬
‫القر َاب ِة‬ ‫الت ْعميم ملا َي ْ‬ ‫يان لع َّلة امليراث َم َع َّ‬ ‫القر َابة َب ٌ‬ ‫وفي ذ ْكر َ‬ ‫۞‬ ‫القرابة من‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ نَ ْ‬ ‫أسباب امليراث‬
‫يص‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ص‬ ‫ِ‬ ‫خ‬ ‫ِمن دو ِ ت‬
‫إعادة َ‬
‫الج ا ِر‪،‬‬ ‫نه ْأو َك ُث َر﴾ َب َد ٌل من َق ْوله ‪﴿:‬م ّما َت َر َك﴾ ب َ‬ ‫وق ْو ُل ُه ‪﴿:‬م ّما َق َّل م ُ‬ ‫َ‬
‫۞‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫نه﴾ راج ٌع إلى املُ ْب َدل م ُ‬
‫نه‪.‬‬ ‫والضم ُير في َق ْوله‪﴿ :‬م ُ‬ ‫َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّللا ُس ْبح َان ُه في َهذه املواضع ق ْد َر َّ‬ ‫أج َم َل َّ ُ‬ ‫َ‬
‫وض‪ ،‬ث َّم ْأن َز َل‬ ‫ِ‬ ‫ر‬‫الن ِصيب امل ْف ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫وق ْد ْ‬ ‫۞‬
‫ُ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ّللا في ْأوالدك ْم﴾ النساء‪] ١ :‬ف َت َب َّي َن ِميراث ك ِ ال ف ْر ٍد‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يك ُم َّ ُ‬ ‫ُ‬
‫﴿يوص‬ ‫َق ْو َل ُه ‪ُ :‬‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪36‬‬

‫[األمر بالرضخ حلاضري القسمة من غري الورثة]‬


‫َ َ َ َ َ ۡ ۡ َ َ ُ ۟ ُ ۟ ۡ ُ ۡ َ ٰ َ ۡ َ َٰ َ ٰ َ ۡ َ َ ٰ ُ َ ۡ ُ ُ ُ ّ ۡ ُ َ ُ ُ ۟‬
‫وإذا حضر ٱلقسمة أولوا ٱلقربى وٱلیتـمى وٱملسـكين فٱرزقوهم منه وقولوا‬
‫ࣰ‬ ‫َ َ ࣰ‬
‫۝‬ ‫ل ُه ۡم ق ۡوال َّم ۡع ُروفا ‪٨‬‬
‫التفســـــــــــــــــري‬
‫ُ َ ََ ُ ُ َ َ َ َ‬ ‫َ َ ََ ْ ُ ا ُ ْ ُ‬ ‫۞ َو َع ْن ع ْكر َم َة في َ‬
‫وم ْاب َن ِة أ ِ ام ك ْحلة ْأو أ ِ ام ك َّحة وث ْعل َبة‬ ‫ٍ‬ ‫ث‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫أ‬ ‫في‬ ‫ت‬ ‫ل‬
‫ز‬ ‫ن‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫اآلي‬ ‫ِ ِ‬ ‫سبب النزول‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫وس َو ْيد وهم م َن ْ‬
‫أح ُدهم َز ْو َجها واآلخ ُر َع َّم ول ِدها‪،‬‬ ‫ان َ‬ ‫األنصار‪ ،‬ك َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْب ِن ْأو ٍس ُ ٍ‬
‫ور ْث من ماله‪َ ،‬ف َ‬
‫قال َع ُّم‬ ‫قال ْت‪ :‬يا َر ُسو َل َّّللا ُت ُو ّف َي َز ْوجي َوت َر َكني و ْاب َن َت ُه َف َل ْم ُن َ‬‫َ َ‬
‫ف‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ول ِدها‪ :‬يا َر ُسو َل َّّللا ال َي ْرك ُب ف َر ًسا وال َينكي َع ُد ًّوا َويكس ُب َعل ْیها وال َيكتس ُب‪،‬‬
‫ََ َ‬
‫فن َزل ْت ‪.‬‬
‫َ ٌ‬
‫قال‪ :‬هي ُم ْحك َمة‬ ‫ض َر الق ْس َم َة﴾ َ‬ ‫۞ َو َعن ْابن َع اباس في َق ْوله َتعالى ﴿وإذا َح َ‬
‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫َْ َ ْ َ ُ َ‬
‫نسوخ ٍة‬ ‫وليست ِبم‬
‫معنى ‪:‬‬
‫َ ُ ُ ُ‬ ‫۞ َق ْو ُل ُه ‪﴿:‬وإذا َح َ‬
‫ض َر الق ْس َمة أولو الق ْربى﴾‬ ‫﴿أولو القربى﴾‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫القر َاب ِة ُهنا ‪َ :‬غ ْي ُ‬
‫• املُر ُاد ب َ‬
‫ساك ُين‪،‬‬ ‫َ‬
‫وار ِثين‪ ،‬وكذا اليتامى وامل ِ‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫ِ‬
‫كان َلهم منها ر ْز ٌق‪َ ،‬ف َي ْر َ‬
‫ض ُخ‬
‫َ َ ُ ْ َ َ َّ‬
‫التر َكة َ‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ق‬ ‫وا‬ ‫ر‬‫ض‬‫ح‬ ‫إذا‬ ‫هم‬ ‫أن‬
‫َ َ َ َّ ُ ُ ْ َ‬
‫حان ُه َّ‬ ‫• شرع َّللا سب‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬
‫قاس ُمون ش ْي ًئا ِمنها‪.‬‬ ‫َل ُه ُم املُ َ‬
‫ت‬
‫ِ‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪37‬‬

‫هل اآلية منسوخة؟‬


‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ َ ُ ْ َ َ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ََ َ َ‬ ‫القول ّ‬
‫األول ۞ وقد ذهب قوم إلى أن اآلية محكمة ‪,‬وأن األمر ِللند ِب‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يك ُم َّ ُ‬ ‫وخ ٌة ب َق ْوله َتعالى ُ‬ ‫َّ َ ُ َ‬ ‫آخ ُر َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫ّللا في ْأوالدك ْم﴾‬ ‫﴿يوص‬ ‫ِ ِِ‬ ‫نس‬ ‫م‬ ‫ها‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫ون‬ ‫• وذهب‬ ‫القول الثاني‬
‫َ‬
‫س هو ِمن ُج ْمل ِة‬ ‫راب ِة َغ ْير الوار ِث َين َل ْي َ‬ ‫اآلية ل ْل َق َ‬
‫ِ ِ‬
‫ور في َ‬ ‫امل ْذ ُك َ‬
‫َّ ُ ْ َ ُ َّ َ‬
‫• واألول أرجح؛ ِألن‬ ‫الترجيح‬
‫ِ ِ‬
‫َ ا ُ َ َّ َ ُ َ ٌ َ َ‬
‫يث‪،‬‬ ‫يراث حتى يقال‪ :‬إنها منسوخة ِبآي ِة امل ِ‬
‫وار ِ‬ ‫ا ِمل ِ‬
‫ُ َن َ َّ‬
‫كان ِللن ْس ِخ‬ ‫الوارثو‬ ‫م‬‫ين ُهنا ُه ُ‬ ‫الق ْربى املَ ْذ ُكور َ‬ ‫‪ -‬اإّل ْأن َت ُقو ُلوا‪ :‬إ َّن ُأولي ُ‬ ‫توجيه القول الثاني‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وج ٌه‪.‬‬
‫ْ‬

‫القر َاب ِة واج ٌب بم ْقدار ما َت ِط ُ‬ ‫ض َخ ل َغ ْير ث م َن َ‬ ‫الر ْ‬


‫َّ‬ ‫قال ْت طائ َف ٌة‪َّ :‬إن َ‬ ‫َ‬
‫يب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الوار‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ذا‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫۞و‬ ‫حكم هذا الرضخ‬
‫ا‬ ‫الحقيق اي َفال ُيصا ُر إلى َّ‬ ‫الو َر َثة‪ ،‬وهو َم ْ‬
‫الن ْد ِب إّل ِل َق ِر َين ٍة‪،‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫األمر َ‬
‫ْ‬ ‫نى‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫س َ‬ ‫ب ِه ْأن ُف ُ‬
‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫يل َّال ِذي َل ْي َ‬ ‫وف‪ :‬هو َ‬ ‫َ ْ ُ َُْ ُ‬
‫صار إل ْي ِه ْم ِم َن‬ ‫س ِف ِيه َمن ِبما‬ ‫الق ْو ُل ا َ‬
‫لج ِم ُ‬ ‫۞ والقول املعر‬ ‫ً‬
‫معنى‬
‫ً‬
‫ً‬ ‫الر ْ‬‫َّ‬ ‫﴿قوال معروفا﴾‬
‫ض ِخ وّل أذى‪.‬‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪38‬‬

‫[العدل يف الوصية]‬
‫َ ۡ َ ۡ َ َّ َ َ ۡ َ َ ُ ۟ ۡ َ ۡ ۡ ُ ّ َّ ࣰ َ ٰ ً َ ُ ۟ َ َ ۡ ۡ َ ۡ َ َّ ُ ۟‬
‫وا َّ َ‬
‫ٱّلل‬ ‫ولیخش ٱلذین لو تركوا من خلفهم ذریة ضعـفا خافوا علیهم فلیتق‬
‫ۡ ُ ُ ۟ َ ࣰ‬
‫۝‬‫َول َیقولوا ق ۡوال َسد ًیدا ‪٩‬‬
‫التفســـــــــــــــــري‬
‫االختالف في‬
‫َ ْ ُ ُ ْ َ ْ َ َّ َ َ َ ُ‬
‫ين ل ْو ت َركوا﴾‬ ‫۞ قوله ‪﴿:‬وليخش الذ‬ ‫تفسير اآلية‬

‫أن‬‫ظ َلهم ب ْ‬ ‫ْ ٌ‬
‫وع‬ ‫يه‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ياء ؛ َكما َذ َه َب َإل ْيه طائ َف ٌة م َن املُ َف اسر َ‬
‫ين‬ ‫األو ِص ُ‬ ‫• ُه ُم ‪ْ :‬‬ ‫القول األول‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ين في ُح ُ‬ ‫اليتامى َّالذ َ‬ ‫َي ْف َع ُلوا ب َ‬
‫ّلد ِه ْم ِمن‬‫ور ِه ْم ما ُي ِح ُّبون أن ُيفع َل ِبأو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ج‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َب ْع ِد ِه ْم‪،‬‬
‫وأوّلد ا‬ ‫األيتام ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ ٌ ُ ُ َ ُ ا ُ ُ ا‬ ‫َ‬
‫وقال ْ‬
‫اس‬ ‫ِ‬ ‫الن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫في‬ ‫َّللا‬
‫ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫قاء‬ ‫ات‬‫ب‬ ‫وا‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫اس‬ ‫الن‬ ‫يع‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ج‬ ‫اد‬ ‫ر‬ ‫امل‬ ‫‪:‬‬ ‫ة‬ ‫ف‬ ‫ئ‬ ‫ِ‬ ‫طا‬ ‫ت‬ ‫•‬ ‫القول الثاني‬

‫ور ِه ْم‪،‬‬ ‫وإن َل ْم َي ُك ُونوا في ُح ُ‬


‫ج‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫َ َ ُ َ َّ ُ َ ْ َمن َي ْ ُ ُ َ ا َ ْ َ َ ْ ُأ ُ َ ْ ى َّ‬
‫• وقال آخرون‪ :‬إن املراد ِب ِهم ‪ :‬حضر امل ِيت ِعند مو ِت ِه‪ِ ،‬مروا ِبتقو ِ‬
‫َّللا‪،‬‬ ‫القول الثالث‬

‫ص َع ْن ُح ُقو ِق‬
‫َّ َ ُّ‬
‫ل‬ ‫خ‬ ‫الت‬ ‫إلى‬ ‫م‬ ‫شاده ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إر‬‫أن َي ُق ُولوا ِل ْل ُم ْح َت ِضر َق ْوًّل َس ِد ًيدا ِمن ْ‬ ‫وب ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ ُ َ َ َ‬
‫َّللا ُس ْبحان ُه‪ ،‬وإلى ت ْر ِك‬ ‫َ‬
‫َّللا وحقو ِق ب ِني آدم‪ ،‬وإلى الو ِص َّي ِة ِبالق َر ِب املق ا ِرب ِة إلى ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ َ‬ ‫َّ‬
‫وإحر ِام َورث ِت ِه كما َيخش ْون َعلى َورث ِت ِه ْم ِمن َب ْع ِد ِه ْم ل ْو ت َركوهم‬ ‫الت ْبذير بماله ْ‬
‫ِ ِ ِ ِِ‬
‫الن َ‬ ‫عال ًة َي َت َك َّف ُفو َن ا‬‫َُ َ َ‬
‫اس‪،‬‬ ‫فقراء‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪39‬‬

‫ْ ُ َ َ‬ ‫َ ْ ُ َ َّ َ ا ُ ْ َ ْ ُ‬
‫قال ل ُه ِع ْن َد َم ْو ِت ِه ما ّل‬ ‫صل ُح ِأل َح ِد ِهما أن ي‬ ‫• وقال ابن ع ِطية‪ :‬الناس ِصن ِ‬
‫فان ي‬ ‫التفصيل‬
‫َ ُْ ْ َ َ‬
‫صل ُح ِلآلخ ِر‪ ,‬وذ ِل َك‪:‬‬
‫(ابن عطية)‬
‫ي‬
‫َّ َّ ُ َ َ َ َ َ َ َ ُ ُ ْ َ ا َ ْ ُ ْ ْ‬
‫ياء ‪َ :‬ح ُس َن ْأن َي ْن ُد َب إلى‬ ‫أغ ِن َ‬ ‫‪ -‬أن الرجل إذا ترك ورثته مست ِق ِلين ِبأنف ِس ِهم‬ ‫الحالة األولى‬

‫أن ُي َق ِاد َم ِل َن ْف ِس ِه‪،‬‬


‫الوص َّية‪ُ ،‬وي ْح َم ُل َعلى ْ‬
‫ِ ِ‬
‫َ‬
‫َّ َ‬ ‫‪ -‬وإذا َت َر َك َورَث ًة ُ‬
‫فاء ُم ْف ِل ِس َين ‪َ :‬ح ُس َن ْأن َي ْن ُد َب إلى الت ْر ِك لهم‬ ‫ض َع َ‬ ‫الحالة الثانية‬

‫ساك ِين‬
‫َ‬
‫امل‬ ‫في‬ ‫ه‬‫ر‬ ‫صد َذل َك َك ْ‬
‫أج‬ ‫أج َر ُه في َق ِْ‬ ‫إن ْ‬ ‫واّل ْحتياط‪َ ،‬ف َّ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ص ِح ٌ‬
‫يح‬ ‫يل َ‬ ‫الت ْف ِص ُ‬ ‫وهذا َّ‬ ‫الق ْر ُطب ُّي ‪َ :‬‬‫قال ُ‬‫َ‬
‫ِ‬
‫ُ ࣰ ًٰ َ ُ ۟ َ‬ ‫َۡ‬ ‫َ َ ُ ۟‬ ‫َ ُ‬
‫۞ ق ْول ُه‪ ﴿ :‬ل ۡو ت َركوا م ۡن خلفه ۡم ذ ّرَّیة ض َعـفا خافوا َعل ۡیه ۡم ﴾‬ ‫معنى‬
‫ُ ً‬ ‫ُ َّ َ ْ َ ُ ْ ْ ُ َ ْ‬ ‫ش َّالذ َ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫﴿لو تركوا‪﴾...‬‬
‫أن َيت ُركوا خل َفهم ذ ا ِر َّية‬ ‫ين ِصف ُتهم وحالهم أنهم لو شارفوا‬ ‫امل ْعنى‪ :‬ول َيخ َ ِ‬
‫هاب كا ِف ِل ِه ْم‬
‫َ‬
‫ذ‬ ‫ل‬ ‫هم‬ ‫د‬ ‫ياع َب ْع َ‬ ‫خافوا َع َل ْيه ُم َّ‬
‫الض َ‬ ‫ُ‬
‫‪-‬‬ ‫اح ِتضاره ْ‬
‫م‬ ‫وذل َك ع ْن َد ْ‬ ‫ً َ‬
‫ِضعافا ‪-‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّلد ِه ْم ِمن‬ ‫ْ َْ َ َ ْ ْ‬ ‫والق ْول َّ‬ ‫وكاسبه ْم‪ُ ،‬ث َّم َأم َرهم ب َت ْقوى ََّّللا‪َ ،‬‬
‫الس ِد ِيد ِلل ُمحتض ِرين‪ ،‬أو ِألو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َب ْع ِد ِه ْم َعلى ما َس َب َق‪.‬‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪40‬‬

‫[الزجر عن االعتداء بأموال اليتامى]‬


‫َّ َّ َ َ ۡ ُ ُ َ َ ۡ َ َ ۡ َ َ ٰ َ ٰ ُ ۡ ً َّ َ َ ۡ ُ ُ َ ُ ُ ۡ َ ࣰ َ َ َ ۡ َ َ‬
‫صل ۡون‬ ‫إن ٱلذین یأكلون أمو ل ٱلیتـمى ظلما إنما یأكلون فی بطونهم نارا وسی‬
‫۝‬‫َسع ࣰيرا ‪١٠‬‬
‫التفســـــــــــــــــري‬
‫ُْ‬
‫الن ْه َي َع ْن ظل ِم‬ ‫ض َّم ُن ‪َّ :‬‬ ‫ناف َي َت َ‬‫ْ ْ ٌ‬
‫اليتامى﴾ اس ِتئ‬ ‫وال َ‬‫ين َي ْأ ُك ُلو َن ْأم َ‬ ‫۞ َق ْو ُل ُه ‪َّ :‬‬
‫﴿إن َّالذ َ‬ ‫موضوع اآلية‬

‫ياء‪،‬‬
‫واألو ِص ِ‬‫ياء ْ‬ ‫األيتام م َن ْ‬
‫األو ِل ِ‬ ‫ْ‬
‫ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫أي‪ :‬ما َيكون َس َب ًبا ِل الن ِار‪ ،‬ت ْع ِب ًيرا ِبامل َس َّب ِب‬ ‫نارا﴾ ْ‬ ‫۞ َق ْو ُل ُه ‪َّ ﴿:‬إنما َي ْأ ُك ُلو َن في ُب ُطونه ْم ً‬ ‫ّ‬
‫املسبب‬ ‫تعبير‬
‫َ‬
‫عن السبب‬
‫الس َب ِب‪،‬‬
‫َعن َّ‬
‫ِ‬
‫َُْ ُ َ َ َ َۡ َ‬
‫صل ۡون َسعي ࣰرا﴾‬ ‫۞ وقوله‪﴿ :‬وسی‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫الت َس ُّخ ُن ب ُق ْرب ا‬
‫الن ِار ْأو ُمباش َر ِتها‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫والصلى هو ‪:‬‬ ‫َّ‬
‫ُْ‬
‫الج ْم ُر املش َت ِع ُل‪..‬‬
‫السع ُير‪َ :‬‬
‫و َّ ِ‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪41‬‬

‫[بيان الوراثة بالنسب]‬


‫ۤ َ َ ََۡ‬ ‫ّ ُۡ َ َ ُ‬ ‫ُ ُ َّ ُ َ َ ٰ ُ َّ َ ۡ‬
‫ٱّلل ف ۤی أ ۡولـدك ۡم للذكر مث ُل َحظ ٱألنث َی ۡين فإن ك َّن ن َسا ࣰء ف ۡوق ٱثنت ۡين‬ ‫ُیوصیكم‬ ‫ّ‬
‫نص اآلية‬
‫ُ‬ ‫َ َ ُ َّ ُ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ ۡ َ ٰ َ ࣰ َ َ َ ّ ۡ ُ َ‬
‫صف َوأل َب َو ۡیه لك ّل َو ٰٰحد ّم ۡن ُه َما‬ ‫فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت و ٰحدة فلها ٱلن‬
‫َ َ َ ُ َ َ ࣱ َ َّ ۡ َ ُ َّ ُ َ َ ࣱ َ َ َ ُ َ َ َ ُ َ ُ‬ ‫َ‬
‫س م َّما ت َر َك إن كان ل ۥه ولد فإن لم یكن ل ۥه ولد وورث ۥۤه أبواه فْلمه‬
‫ّ‬ ‫ٱلس ُد ُ‬
‫ُّ‬
‫َۤ‬ ‫ان َل ُ ۥۤه إ ۡخ َو ࣱة َف ُْل ّمه ُّ‬
‫ٱلس ُد ُ‬ ‫ُّ ُ ُ َ َ َ‬
‫س م ۢن َب ۡعد َوص َّیة ُیوص ى ب َها أ ۡو َد ۡین‬ ‫ٱلثلث فإن ك‬
‫َ َ ۤ ُ ُ ۡ َ َ ۡ َ ۤ ُ ُ ۡ َ َ ۡ ُ َ َ ُّ ُ ۡ َ ۡ َ ُ َ ُ ۡ َ ۡ ࣰ َ َ ࣰ ّ َ َّ َّ َّ َ َ َ‬
‫ءاباؤكم و أبناؤكم ال تدرون أیهم أقرب لكم نفعا فریضة من ٱّلل إن ٱّلل كان‬
‫۝‬
‫یما ‪١١‬‬‫یما َحك ࣰ‬ ‫َعل ً‬
‫التفســـــــــــــــــري‬
‫يب م اما َت َر َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ َْ ٌ ُ ْ َ َْ َ‬
‫دان‬
‫ِ ِ‬‫لوال‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫جال‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫لر‬ ‫﴿ل‬ ‫‪:‬‬ ‫عالى‬ ‫ت‬ ‫۞ هذا تف ِصيل ِملا أج ِمل في قوِل ِه‬ ‫موضوع اآلية‬
‫ْ َ‬
‫واألق َرُبون﴾‬
‫يان َع ْن وق ِت الحاج ِة‪،‬‬
‫َ [‪]١‬‬ ‫ْ‬ ‫اس ُت ِد َّل ب َذل َك َعلى َجواز َت ْأخير َ‬
‫الب‬ ‫وق ِد ْ‬ ‫َ‬
‫•‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫مالها َعلى ما‬
‫ْ‬ ‫وع ْم َد ٌة من ُع َمد ا ْ‬ ‫الدين ُ‬ ‫اآلي ُة ُر ْك ٌن من ْأركان ا‬
‫وهذه َ‬ ‫۞ َ‬
‫كام ؛ ِّلش ِت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ألح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أهمية هذه اآلية‬
‫َّ َ ْ َُ‬ ‫َ ا ُُ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬
‫الفرائض‪ ،‬وق ْد َ‬
‫كان َ‬ ‫ُيه ُّم من ع ْلم َ‬
‫وم الصحاب ِة وأكثر‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫أج‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫م‬
‫ِ ِ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ذا‬ ‫ه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫َ‬
‫ُمناظر ِات ِه ْم ِف ِيه‪،‬‬
‫[‪] ٢‬‬

‫[‪ ]١‬اعلم ‪ ,‬أن كل ما يحتاج إلى البيان إذا تأخر بيانه فذلك على وجهين ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬أن يتأخر عن وقت الحاج ــة‪ ,‬وذلك في الواجبات الفورية لم يجز ؛ ألن اإلتيان باش يء مع عدم العلم به ممتنع‬
‫الثاني ‪ :‬أن يتأخر عن وقت ورود الخطاب إلى وقت الحاجة إلى الفعل ‪ ,‬وذلك في الواجبات التي ليست بفورية ‪ ,‬ففي‬
‫جوازه خالف ‪ ,‬والحق ‪ :‬الجواز لعدم املانع من ذلك شرعا وعقال [ارشاد الفحول للشوكاني (‪] )30-26/2‬‬
‫من أعلم الصحابة بالفرائض ‪ :‬زيد بن ثابت ؛ لقول النبي ‪( :‬وأفرضهم زيد بن ثابت)‬ ‫[‪] ٢‬‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪42‬‬

‫يان ِمير ِاث ِه ْم‪.‬‬ ‫ب‬ ‫أي‪ :‬في َ‬ ‫ّلد ُك ْم﴾ ْ‬ ‫َّللا في ْ‬
‫أو‬ ‫يك ُم َّ ُ‬ ‫ُ‬
‫وص‬ ‫ُ‬
‫﴿ي‬ ‫‪:‬‬ ‫۞ َق ْو ُل ُ‬
‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخالف في دخول‬

‫ّلد ْأم ّل‪،‬‬ ‫َ ْ ََ ُ َ َ ْ ُ ْ ُ ْ‬


‫وق ِد اختلفوا ه ْل يدخ ُل أوّلد األو ِ‬
‫أوالد األوالد‬

‫ً‬ ‫ُُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫َ َ‬


‫• فقال ِت الشا ِف ِع َّية‪َّ :‬إنهم َي ْدخلون َمج ًازا ّل َح ِق َيقة‪،‬‬ ‫القول األول‬

‫وج ْد ْأو ُ‬
‫ّلد‬ ‫األوّلد َحق َيق ًة إذا َل ْم ُي َ‬ ‫ظ ْ‬ ‫َ َ َّ ُ َّ ُ َ َ َ ُ َ ْ ُ‬
‫ف‬ ‫ل‬ ‫هم‬ ‫ل‬‫ناو‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫إن‬ ‫‪:‬‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫الح‬ ‫ت‬
‫َ‬
‫وقال‬ ‫•‬ ‫القول الثاني‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّ ْ‬
‫الصل ِب‪،‬‬
‫َ‬
‫يراث َم َع َع َد ِم ِه ْم‬‫ِ ِ‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫في‬ ‫ين‬‫كالبن َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫الف ‪َّ :‬أن َبني ال َبن َ‬
‫ين‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ o‬وّل ِخ‬ ‫محل االتفاق‬
‫ّللة َل ْفظ ْ‬ ‫ُ َ َ‬
‫ّلد ِه ْم َم َع َع َد ِم ِه ْم‪،‬‬ ‫األو َ ْ‬
‫ّلد على أو ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخالف في د ِ ِ‬ ‫‪ o‬وإنما هذا ِ‬
‫َّ َ‬ ‫بيان نوع الخالف‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َْ ُ‬
‫• ويدخ ُل في لف ِظ األو ِ‬
‫ّلد ‪:‬‬ ‫من يدخل في‬

‫الس َّن ِة‪،‬‬ ‫كان ِمنهم كا ِف ًرا‪َ ،‬وي ْخ ُر ُج ب ُّ‬ ‫‪َ -‬من َ‬ ‫لفظ األوالد‬
‫ِ‬
‫ماع‬ ‫الس َّنة ْ‬
‫واإلج‬ ‫ضا ب ُّ‬ ‫‪ -‬القات ُل َع ْم ًدا‪َ ،‬وي ْخ ُر ُج ْأي ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫‪ -‬الخ ْنثى‬
‫ماء َّأن ُه (أي ‪ :‬الخنثى) ُي َو َّر ُث من َح ْي ُث َي ُبو ُل‪َ ،‬ف ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ْ ُ ُّ ْ َ َ ُ َ‬
‫إن‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫• قال القرط ِبي‪ :‬وأجمع الع‬ ‫نصيب األنثى‬
‫الب ْو ُل م ُنهما من َغ ْير َس ْبق َ‬ ‫إن َخرَ َج َ‬ ‫بال م ُنهما‪َ ،‬فمن َح ْي ُث َس َب َق‪َ ،‬ف ْ‬
‫أح ِد ِهما‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫القول األول‬
‫ُ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫َ َ ُ ْ ُ َّ َ‬
‫يب األ ْنثى‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ص‬ ‫ن‬
‫فله ِنصف الذ ِ ِ‬
‫و‬ ‫ر‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫‪ o‬وقا َل َي ْحيى ْب ُن َآد َم ‪ُ :‬ي ْعطى َأق َّل َّ‬
‫يب األ ْنثى‪ ،‬وهو ق ْو ُل‬ ‫الن ِص َيب ْي ِن‪ ،‬وهو ن ِص‬ ‫ِ‬ ‫القول الثاني‬
‫ا‬
‫الشا ِف ِع ا ِي‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪43‬‬

‫واله ْج َر ِة‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫وارَثة ب َ‬


‫الح‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫امل‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫الم‬ ‫ص ْدر ْ‬
‫اإلس‬ ‫كان في َ‬ ‫اآلي ُة ناس َخ ٌة ملا َ‬ ‫وهذه َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫۞ ِِ‬
‫ُ َ‬
‫واملعاق َد ِة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫األوّل ِد َمن َل ُه َف ْر ٌ‬ ‫ماء َعلى َّأن ُه إذا َ‬ ‫الع َل ُ‬ ‫وق ْد ْ‬ ‫َ‬
‫ض ُم َس ًّمى أ ْع ِط ِيه‪،‬‬ ‫كان َم َع ْ‬ ‫أج َم َع ُ‬ ‫اإلجماع على‬
‫ا‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ْ ُ َ ا ُ ْ َ َ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وكان ما َب ِق َي ِمن املا ِل ِللذك ِر ِمثل ح ِظ األنثيي ِن‪ِ ،‬للح ِد ِ‬
‫إلحاق الفرائض‬
‫يث الث ِاب ِت في‬ ‫بأهلها‬
‫ُ َ ْ َ ُ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الص ِحيحين‪ ( :‬أل ِحقوا الفرا ِئ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ض ِبأه ِلها‪ ،‬فما أبق ِت الفرا ِئض ف ِْلولى رج ٍل ذكر)‬ ‫ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫ً‬ ‫اإّل إذا َ‬
‫كان سا ِقطا َم َعهم كاإلخ َو ِة ِأل ٍ ام‪.‬‬
‫ُّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ْ ُ َ ا ُ ْ َ‬ ‫وق ْو ُل ُ‬ ‫َ‬
‫واإلناث‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ور‬‫ِ‬ ‫ك‬ ‫الذ‬ ‫ماع‬ ‫ِ‬ ‫ت‬‫ِ‬ ‫اج‬ ‫حال‬ ‫‪:‬‬ ‫اد‬ ‫ر‬ ‫امل‬ ‫﴾‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ث‬ ‫ن‬ ‫أل‬‫ا‬ ‫ظ‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ث‬ ‫م‬
‫ِ ِ‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫لذ‬ ‫﴿ل‬
‫ِ‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ميراث األوالد ۞‬
‫ْ‬
‫• وأما حال ِاّلن ِفر ِاد ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫حال االنفراد‬

‫َ َّ َ َ‬
‫يراث (‪)1‬‬ ‫‪ -‬ف ِللذك ِر ج ِم ُيع ا ِمل ِ‬
‫ْ ُْ ا ْ ُ‬
‫النصف (½)‬ ‫‪ِ -‬ولْلنثى ِ‬
‫ً ُّ ُ‬ ‫ََْْ َ‬
‫ثان‪)⅔( .‬‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫الث‬ ‫ا‬‫د‬ ‫صاع‬
‫ِ‬ ‫ف‬ ‫‪ِ -‬ول ِالثنتي ِن‬
‫َْ‬
‫دات َعلى اثن َت ْي ِن‪،‬‬ ‫ئ‬ ‫زا‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫﴾‬ ‫ك‬ ‫ساء َف ْو َق ْاث َن َت ْين َف َل ُه َّن ُث ُلثا ما َت َر َ‬ ‫ً‬ ‫ن‬ ‫َّ‬ ‫َُْ ُ َ ْ ُ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ميراث البنات ۞ قوله ‪﴿:‬فإن ِ‬
‫ن‬ ‫ك‬
‫َ َ َ َا ُ َ ْ ُ ُ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫َ َ ُ َّ ُ ُ‬ ‫إذا نفردن‬
‫قام‪.‬‬
‫ِ‬ ‫امل‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫ين‬ ‫ر‬ ‫ق‬
‫ِ ِ‬ ‫ب‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫امل‬ ‫ت‬ ‫ي‬
‫ِ‬ ‫امل‬ ‫﴾‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫ما‬ ‫ثا‬ ‫ل‬ ‫ث‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫﴿ف‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ ْ ُ ْ ا َّ ُّ‬
‫صاع ًدا‪ ،‬ولم‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫نا‬ ‫َ‬
‫الب‬ ‫ن‬ ‫الثالث م َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ة‬ ‫يض‬ ‫ر‬
‫ِ ِ‬‫ف‬ ‫ن‬ ‫الثلث ْ‬
‫ي‬ ‫وظاهر النظ ِم القرآ ِن ِي ‪ :‬أن‬ ‫ِ‬
‫ُ َ ا ََْْ َ َ ً‬
‫يضة‪،‬‬ ‫يس ِم ِل ِالثنتي ِن ف ِر‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪44‬‬

‫ف ْأه ُل الع ْلم في َفر َ‬ ‫َ ْ ََ َ‬ ‫االختالف في ميراث‬


‫يض ِت ِهما‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِولهذا اختل‬ ‫البنتين إذا انفردتا‬
‫ُّ ُ َ‬
‫الب ِن َين الثلث ْي ِن (⅔)‬ ‫ور إلى ‪َّ :‬أن ُه َل ُهما إذا ْان َف َر َدتا َعن َ‬ ‫الج ْم ُه ُ‬ ‫• َف َذ َه َب ُ‬ ‫القول األول‬
‫ِ‬
‫َّ َ َ َ ُ ا ْ ُ‬ ‫وذ َه َب ْاب ُن َع ا‬ ‫َ‬
‫صف (½)‬ ‫الن‬
‫اس إلى ‪ :‬أن ف ِريضتهما ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ب‬ ‫•‬ ‫القول الثاني‬
‫َ ُ ْ َ ْ َ َّ َّ َ ُ ْ َ ُ َ َ ْ‬ ‫َْ ُ ُ‬
‫قال في شأ ِن ِهما ‪:‬‬ ‫ياس على األختي ِن ؛ فإن َّللا سبحانه‬ ‫الق ِ‬ ‫‪ o‬احت َّج الج ْم ُهور ِب ِ‬ ‫أدلة الجمهور‬
‫ُْ‬ ‫ْ‬ ‫الث ُلثان﴾ النساء‪َ , ١٧٦ :‬ف ْأل َح ُ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ ُ ُّ‬
‫البن َت ْي ِن ِباألختي ِن‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫وا‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫﴿فإن كانتا اثنتي ِن فلهما‬
‫نات‬ ‫َ‬
‫الب‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫األخوات إذا ز ْد َن َعلى ْاث َن َت ْ‬
‫ي‬
‫َ‬
‫وا‬ ‫الث ُل َث ْين‪َ ،‬كما ْأل َح ُ‬
‫ق‬
‫ُّ‬
‫اس ِت ْحقا ِق ِهما‬ ‫في ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّ ُ َ‬ ‫ْ‬
‫اك في الثلث ْي ِن‬ ‫في ِاّلش ِتر ِ‬
‫لواح َد ِة‬ ‫ا‬ ‫ت‬
‫ُ ْ ُ ُ َّ َّ َ ُ ْ َ ُ َ ا َ َ َ ْ ْ‬
‫ن‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ا‬‫مل‬ ‫ه‬ ‫حان‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫َّللا‬ ‫أن‬ ‫ب‬ ‫ور‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫الج‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ج‬ ‫َّ‬ ‫اح َ‬
‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ما‬ ‫‪ُ o‬وي ْمك ُن َت ْأي ُ‬
‫يد‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ف﴾ َ‬ ‫َ ً ََ ا ْ ُ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ا ْ َ َْ َ‬ ‫َْ َ‬
‫كان‬ ‫النص‬ ‫واحدة فلها ِ‬ ‫النصف ِبقوِل ِه تعالى ‪﴿:‬وإن كانت ِ‬ ‫إذا انف َرد ِت ِ‬
‫ياس َعلى‬ ‫الق ُ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ج‬ ‫ض الب ْن َت ْين إذا ْان َف َر َدتا َف ْو َق َف ْرض الواح َدة‪ْ ،‬‬
‫وأو َ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ف‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ ْ ْ َ ْ َ ُّ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬
‫األختي ِن ِاّلق ِتصار ِلل ِبنتي ِن على الثلثي ِن‪.‬‬
‫ً َْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ٌ َ‬ ‫َ َ‬
‫ساء اثن َت ْي ِن‬ ‫وإن ك َّن ِن‬ ‫يل‪َّ :‬إن ف ْوق زا ِئ َدة‪ ،‬وامل ْعنى‪:‬‬ ‫• و ِق َ‬ ‫ما يقوي قول‬
‫الجمهولر‬
‫َ َ ٌ َّ ُّ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪ o‬و َر َّد َهذا ا َّلن اح ُ‬
‫ماء‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫األس‬ ‫يع‬ ‫َ‬ ‫م‬‫ِ‬
‫وف َ‬
‫وج‬ ‫اس و ْاب ُن َع ِط َّية فقاّل‪ :‬هو خطأ؛ ِألن الظر‬ ‫ّ‬
‫الرد‬

‫الع َر ِب ْأن تز َاد ِلغ ْي ِر َم ْع ًنى (فضال عن يكون في القرآن)‬


‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وز في َكالم َ‬ ‫ّل َت ُج ُ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ ََ ُُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ً َْ َ َ ُ َ َ‬
‫قال‪ :‬فل ُهما ثلثا ما ت َر َك ول ْم َي ُق ْل‪:‬‬ ‫كان ل ْفظ ف ْوق زا ِئ ًدا كما قالوا ل‬ ‫‪ o‬وأيضا لو‬
‫َ‬ ‫ََ ُُ‬
‫فل ُه َّن ثلثا ما ت َر َك‪،‬‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪45‬‬

‫الرِب ِيع‬ ‫ض ُح ما ُي ْح َت ُّج ب ِه ِل ْل ُج ْم ُهور حديث جابر ‪َ ( :‬‬


‫جاء ِت ْام َر ُأة َس ْع ِد ْبن َّ‬ ‫وأو َ‬
‫يقوي قول ‪ْ o‬‬ ‫ما ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ َ ْ ْ َّ ُ‬ ‫َ َ ْ َ ُ َل َّ‬ ‫َ ُ ل َّ‬ ‫الجمهور‬
‫الرِب ِيع ق ِت َل‬ ‫هاتان ابنتا سع ِد ب ِن‬
‫ِ‬ ‫َّللا‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫يا‬ ‫‪:‬‬ ‫ت‬ ‫قال‬‫ف‬ ‫ﷺ‬ ‫َّللا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫إلى‬
‫ً‬ ‫َّ َ َّ ُ َ َ َ ُ َ َ ْ َ َ ْ َُ‬
‫يدا‪ ،‬وإن عمهما أخذ مالهما‪ ،‬فلم يدع لهما ماّل وّل‬ ‫وهما َم َع َك في ُأ ُحد َشه ً‬ ‫ُأب ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َّ ُ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُي ْن َكحان اإّل َول ُهما ٌ‬
‫قال‪َ :‬يق ِض ي َّللا في ذ ِلك‪ ،‬فنزلت آية ا ِملير ِ‬
‫اث‬ ‫مال‪ .‬ف َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫َّللا ﷺ إلى َع امهما ف َ‬ ‫َ ُ ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َّ ُ ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫قال‪:‬‬ ‫ِِ‬ ‫ّلدك ْم﴾ اآلية‪ ،‬ف ْأرس َل َرسول ِ‬ ‫وصيكم َّللا في أو ِ‬ ‫﴿ي ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ْ َ َ ْ َ ْ ُّ ُ َ ْ ُ َّ ُ ُّ‬
‫أعط ابنتي سعد الثلثين وأمهما الثمن وما ب ِقي فهو لك»‬
‫ا ْ ُ‬ ‫ً ََ‬ ‫ْ َ‬ ‫ميراث البنت ۞ َق ْو ُل ُ‬
‫صف﴾‬ ‫واح َدة فلها ا ِلن‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫كان ْ‬ ‫﴿وإن‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬
‫ً‬ ‫إذا انفردت‬
‫أي ‪ :‬وإن ترك بنتا واحدة فإن لها النصف والباقي للعصبة‬
‫ٌَ‬
‫ناية َع ْن‬
‫َ‬
‫أي‪ِ :‬أل َب َو ِي امل ِاي ِت‪ ،‬وهو ِك‬
‫س﴾ ْ‬ ‫الس ُد ُ‬
‫واح ٍد ِم ُنهما ُّ‬ ‫ا‬
‫ل‬
‫ََْ ُ‬
‫ك‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫و‬ ‫ب‬‫﴿وأل‬ ‫‪:‬‬ ‫۞ َق ْو ُل ُ‬
‫ه‬
‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ميراث‬
‫الس ُد ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ََ‬ ‫َْ َ ْ ُ‬
‫واح ٍد ِم ُنهما ُّ‬ ‫الم عل ْي ِه ‪ ,‬و ِ‬
‫الوالدين‬
‫س﴾‬ ‫﴿لك ِ ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫الك‬ ‫ة‬ ‫ِ‬ ‫ّلل‬ ‫د‬‫ل‬‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ذ‬ ‫از‬ ‫وج‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬‫غي ِر مذ ٍ‬
‫و‬ ‫ك‬
‫والت ْف ِص ِيل‪.‬‬ ‫َب َد ٌل من َق ْوله‪ :‬وأل َب َو ْيه ب َت ْكرير العامل ل َّلت ْأكيد َّ‬
‫ِِ ِ ِ ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ماء َعلى ‪:‬‬ ‫الع َل ُ‬
‫أج َم َع ُ‬ ‫۞و ْ‬ ‫محل االتفاق‬
‫َ‬
‫األب ش ْي ًئا‪،‬‬ ‫الج َّد ّل َير ُث َم َ‬
‫ع‬ ‫• َّأن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ ْ َ َّ ُّ ُ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ا ُ‬
‫• أن ِللجد ِة السدس إذا لم يكن ِللم ِي ِت أم‪،‬‬
‫َّ َ ُ ْ ُ َ َّ َ ُ َّ ُ‬
‫األم‪َّ.‬‬ ‫• أن األب ّل يس ِقط الجدة أم‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪46‬‬

‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ ََ َ َُ‬


‫األب فت ْس ُقط ِب ِه اإلخ َوة ْأم ّل ؟‬ ‫الج اد‪َ ،‬‬ ‫ماء في َ‬ ‫محل االختالف ‪:‬‬
‫ة‬ ‫ل‬‫نز‬‫م‬ ‫ب‬ ‫هو‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫۞ وق ِد اختلف الع‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫في ميراث ّ‬
‫الجد‬
‫الص َ‬
‫حاب ِة اأي َام‬ ‫• َف َذ َه َب ُأبو َب ْكر إلى ‪َّ :‬أن ُه ب َمنز َلة األب‪َ ،‬ول ْم ُيخال ْف ُه َ‬
‫أح ٌد ِم َن َّ‬ ‫القول األول‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬
‫ِخالف ِت ِه‪،‬‬
‫اس وجماعة من الصحابة ‪ ,‬وهو مذهب أبي حنيفة‬ ‫قال ْاب ُن َع ا‬
‫ب‬ ‫‪ -‬وبه َ‬
‫ٍ‬
‫واح َت ُّجوا بم ْثل َق ْوِل ِه َتعالى ‪﴿:‬م َّل َة أبيكم ْإبر َ‬
‫اهيم﴾ [الحج‪٧٨ :‬‬
‫ْ‬ ‫‪-‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫وذ َه َب َعل ُّي ْب ُن أبي طالب َوزْي ُد ْب ُن ثاب ٍت و ْاب ُن َم ْس ُعود إلى‪َ :‬ت ْوريث َ‬ ‫َ‬
‫الج ِاد َم َع‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫•‬ ‫القول الثاني‬
‫ُْ ُ َ‬ ‫ُّ ْ‬ ‫اإلخ َو ِة ِأل َب َو ْين ْأو ِألب‪ ،‬وّل ُي ْن ِق ُ‬ ‫ْ‬
‫ص َم َع ذ ِوي‬ ‫ص َم َعهم ِم َن الثل ِث‪ ،‬وّل ين ِق‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الس ُد ِس ‪ ,‬وهو مذهب مالك والشافعي‬ ‫ال ُف ُروض ِم َن ُّ‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ور إلى ‪َّ :‬أن ا َ‬ ‫وذ َه َب ُ‬ ‫َ‬
‫لج َّد ُي ْس ِقط َب ِني اإلخ َو ِة‬ ‫الج ْم ُه ُ‬ ‫•‬ ‫القول الثالث‬

‫الج َّدة ْ‬
‫واب ُنها َحي ‪:‬‬ ‫واخ َت َل ُفوا في‪َ :‬ت ْوريث َ‬ ‫ْ‬
‫۞‬
‫توريث الجدة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وابنها حي‬
‫مال ٌك‬ ‫َ‬
‫قال‬ ‫ه‬ ‫وب‬ ‫‪،‬‬‫ي‬ ‫ح‬ ‫• َف ُرو َي َع ْن َز ْي ِد ْبن ثاب ٍت‪َّ :‬أنها ّل َتر ُث ْ‬
‫واب ُنها َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫القول األول‬
‫ود وأبي ُموس ى ‪َّ :‬أنها َتر ُث َم َع ُه‪ ،‬وبه ْ‬
‫أح َم ُد‬ ‫ٍ‬ ‫ع‬‫• ُورو َي َع ْن ُع َم َر و ْابن َم ْس ُ‬ ‫القول الثاني‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪47‬‬

‫ُ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َُْ ُ ْ َ َ ُ ٌَ ََ‬


‫الول ُد َي َق ُع َعلى الذك ِر واأل ْنثى‪ ،‬ل ِك َّن ُه ‪:‬‬
‫ميراث الجد‬
‫۞ قوله ‪﴿:‬إن كان له ولد﴾‬ ‫مع وجود األوالد‬
‫ََْ َ ْ َ ا ا‬ ‫ْ‬ ‫َُْ ْ ََ ُ‬ ‫َ َ ُ ُ َّ َ َ ْ‬
‫ّلد وحده أو مع األنثى ِمنهم ‪ :‬فليس ِللج ِد إّل‬ ‫‪ -‬إذا كان امل ْوجود الذك َر ِمن األو ِ‬ ‫الحالة األولى‬

‫س‪،‬‬ ‫لس ُد ُ‬ ‫ا ُّ‬


‫َ‬ ‫ُ ٌَْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َْ ُ ُ ُ‬
‫ض‪ ,‬وهو عصبة ِفيما عدا‬ ‫‪ -‬وإن كان املوجود أنثى ‪ :‬كان ِللج ِد السدس ِبالفر ِ‬ ‫الحالة الثانية‬

‫س‪،‬‬ ‫الس ُد َ‬
‫ُّ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫وأو ُ‬
‫الد ْابن امل ّيت ك ْأو الد امل ّيت‪.‬‬ ‫ْ‬

‫َ‬
‫اإلجم ِاع ﴿و َو ِرث ُه‬ ‫أي‪ :‬وّل َول ُد ْابن ملا َت َق َّد َم م َن ْ‬ ‫ْ‬ ‫﴾‬ ‫إن َل ْم َي ُك ْن َل ُه َول ٌ‬
‫د‬
‫َُْ ُ َ‬
‫﴿ف ْ‬ ‫۞ قوله ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ميراث األبوين‬
‫َّ‬ ‫َّ ُ‬ ‫الج ْم ُه ُ‬ ‫الو َرَثة ‪َ ,‬كما َذ َه َب َإل ْيه ُ‬ ‫ين َع ْن سائر َ‬ ‫واه﴾ ُم ْن َفرد َ‬
‫َأب ُ‬ ‫مع عدم األوالد‬
‫ور من ‪ :‬أن األم ّل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫التر َكة اإّل إذا َل ْم َي ُك ْن ل ْل َم ايت وار ٌث َغ ْي ُر َ‬ ‫َ ْ ُ ُ ُ ُ َ َّ‬
‫األب َو ْي ِن‪،‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫تأخذ ثلث ِ ِ‬
‫َ ُ َّ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ ُ ا ا ُ ُ ُ‬ ‫• اأما َل ْو َ‬
‫الباقي َب ْع َد‬ ‫ِ‬ ‫ث‬ ‫ل‬ ‫ث‬ ‫إّل‬ ‫م‬ ‫ْل‬
‫ِ ِ‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫ي‬‫ل‬‫ف‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫لز‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫أح‬ ‫األبوين)‬ ‫(أي‬ ‫ما‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫كان َم َ‬
‫ع‬
‫املَ ْو ُجود م َن َّ‬
‫الز ْو َج ْي ِن‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َّ ْ ُ ا ُ ُ َ‬
‫الز ْو َج ْي ِن‪ ،‬وهو َي ْس َتل ِز ُم‬ ‫أحد َّ‬
‫ِ‬
‫األصل َم َع َ‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ث‬ ‫اس ‪ :‬أن ِلْل ِم ثل‬ ‫ُ َ َ ْ َا‬
‫• ور ِوي ع ِن اب ِن عب ٍ‬
‫ضلُ‬ ‫وأب َو ْين َم َع اّل اتفاق َعلى َّأن ُه ْأف َ‬ ‫األ ام َعلى األب في َم ْس َألة َز ْوج َ‬ ‫َْ َ ُ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫تف ِضيل ِ‬
‫الز ْو َج ْي ِن‪.‬‬
‫أحد َّ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َْ ْ‬
‫ِم ُنهما ِعند ان ِفر ِاد ِهما عن ِ‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪48‬‬

‫َ‬
‫اإلخ َو ِة َي ُد ُّل َعلى َّأن ُه ّل ف ْر َق‬ ‫ْ ُ ْ‬
‫س﴾ إطالق‬ ‫الس ُد ُ‬ ‫إخ َو ٌة َف ِ ُْل اِم ِه ُّ‬ ‫َُْ ُ َ ْ َ َ ُ ْ‬
‫ميراث األبوين ۞ قوله ‪﴿:‬فإن كان له‬
‫ْ‬
‫َب ْي َن اإلخ َو ِة ِأل َب َو ْي ِن ْأو ِأل َح ِد ِهما‪.‬‬
‫مع وجود اإلخوة‬

‫َّ ْ َ ْ َ ْ َ َ ُ ُ َ َ َ َّ َ‬ ‫ْ‬ ‫وق ْد ْ‬ ‫َ‬


‫قام الثالث ِة‬ ‫أج َم َع ْأه ُل ال ِعل ِم َعلى ‪ :‬أن ِاّلثني ِن ِمن اإلخو ِة يقومون م‬ ‫•‬
‫اس ‪َّ :‬أن ُه‬ ‫ب‬‫الس ُدس ‪ ,‬اإّل ما ُي ْروى َعن ْابن َع ا‬ ‫صاع ًدا في َح ْجب األُ ام إلى ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬
‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الح ْج ِب‪.‬‬ ‫َج َع َل اّل ْث َن ْين كالواحد في َع َدم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ ْ َ ْ َ‬
‫صاع ًدا كاألخ َو ْي ِن في َح ْج ِب األ ِ ام‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ضا َعلى‪ :‬أن األختي ِن‬ ‫وأج َم ُعوا ْأي ً‬ ‫• ْ‬

‫وص ي ِبها ْأو َد ْي ٍن﴾‬ ‫ي‬‫اختالف في ۞ َق ْو ُل ُه ‪﴿:‬من َب ْع ِد وص َّي ٍة ُ‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ْ َ َ َ ْ ُ َ َّ ً َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫تقديم الوصية‬
‫ماع‬‫واخت ِلف في وج ِه تق ِد ِيم الو ِصي ِة على الدي ِن مع كو ِن ِه مقدما عليها ِباإلج ِ‬ ‫على الدين‬
‫َّ‬ ‫اث من َغ ْير َق ٍْ‬ ‫ود َت ْ‬ ‫يل‪ :‬املَ ْ‬ ‫َ‬
‫يب َب ْي َن ُهما‬ ‫ِ‬
‫الت ِْ‬
‫ت‬‫ر‬ ‫إلى‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫لى‬ ‫األم َرْين َ‬
‫ع‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫يم‬ ‫د‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ص ُ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫•‬ ‫القول األول‬

‫ماما ِبها‪،‬‬ ‫الد ْين ُق ِاد َم ِت ْاه ِت ً‬ ‫الوص َّي ُة َأق َّل ُل ُز ًوما م َن َّ‬ ‫يل‪َ :‬ملاا كا َن ِت َ‬ ‫القول الثاني • وق َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ ْ ْ ا‬ ‫َ ُ ا َ ْ ََْ ُ ُ‬
‫كاألم ِر الال ِز ِم ِلك ِ ال َم ِاي ٍت‪،‬‬ ‫وعها فصارت‬ ‫القول الثالث • وقيل‪ :‬ق ِدمت ِلكثر ِة و ِ‬
‫ق‬
‫ُ ا َ َّ ْ ُ َ ْ َ َّ َ‬ ‫ظ املَساكين ُ‬ ‫َ ُ ا َ ْ َ ْ َ َّ‬
‫والف َقر ِاء‪ ،‬وأ ِخر الدين ِلكو ِن ِه حظ غ ِر ٍيم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫القول الرابع • وقيل‪ :‬ق ِدمت ِلكو ِنها ح‬
‫َ ْ ُ ُ ُ ُ َّ ُ ْ‬
‫طان‪،‬‬ ‫يطلبه ِبقو ٍة وس ٍ‬
‫ل‬
‫َّ َ‬ ‫الوص َّي ُة ناش َئ ًة من ج َهة املَ ايت ُق اد َم ْ‬ ‫َ َا َ‬
‫الد ْي ِن ف َّإن ُه‬ ‫الف‬
‫ِِ ِ‬ ‫خ‬ ‫ب‬ ‫‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ت‬‫القول الخامس • وقيل‪ :‬ملا ِ‬
‫كان‬
‫َ ْ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ثاب ٌت ُمؤ ًّدى ذ ِك َر ْأو ل ْم ُيذك ْر‪،‬‬ ‫ِ‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪49‬‬

‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َْ ُ ًَ‬ ‫يل‪ُ :‬ق اد َم ْت ل َك ْونها ُت ْشب ُ‬
‫ض‪ ،‬فربما‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫غ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ذ‬ ‫و‬ ‫خ‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ها‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫ك‬ ‫في‬ ‫اث‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫مل‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫القول السادس • وق َ ِ ِ ِ‬
‫ْ ٌ‬ ‫إن ُن ُف َ‬ ‫الد ْين َف َّ‬ ‫َ ََ ْ‬ ‫َي ُش ُّق َ‬
‫وسهم ُمط َم ِئ َّنة ِبأدا ِئ ِه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اجها‪ ،‬بخالف َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إخر ُ‬ ‫ة‬ ‫ِ‬ ‫ث‬
‫ر‬ ‫الو‬ ‫لى‬ ‫ع‬
‫شاء ََّّللا‪ُ.‬‬ ‫ضار﴾ َكما َس َي ْأ ِتي ْإن َ‬ ‫﴿غ ْي َر ُم ا‬ ‫َ‬
‫‪:‬‬ ‫عالى‬ ‫ت‬
‫َ َّ ُ ُ َ َّ َ ٌ َ ْ َ‬
‫وه ِذ ِه الو ِصية مقيدة ِبقوِل ِه‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫ون ُّأيهم‬ ‫أي‪ّ :‬ل َت ْد ُر َ‬ ‫ون ُّأيهم ْأق َر ُب َلكم َن ْف ًعا﴾ ‪ْ :‬‬ ‫وأبنا ُؤكم ّل َت ْد ُر َ‬ ‫باؤكم ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫تفسير ۞ ق ْول ُه ‪﴿:‬آ‬
‫الص ِح ِيح ْأو‬ ‫يث َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الدعاء َلكم َّ َ َ َ ْ‬ ‫يب َلكم َن ْف ُع ُه في ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫﴿أیهم أقرب لكم َ‬
‫والصدق ِة عنكم ؛ كما في الح ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ً‬
‫نفعا﴾‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صال ٍح َي ْد ُعو ل ُه‪.‬‬ ‫ٍ ِ‬ ‫د‬ ‫ول‬
‫َ َ ُ َ ْ َ ُ ُن ْ ُ ْ َ َ َ‬
‫ض َل ف ُيش َّف ُع في ِأب ِيه‪.‬‬ ‫اس والحسن‪ :‬قد يكو ِاّلبن أف‬ ‫َ ْ ُ َا‬
‫• وقال ابن عب ٍ‬
‫آلخ َر ِة َس َ‬ ‫َ ََ َ َ ً‬ ‫وقال َب ْع ُ ُ َ ا َ َّ ْ َ‬ ‫َ‬
‫أل‬ ‫ض املف ِس ِرين‪ :‬إن ِاّلبن إذا كان ْأرفع د َرجة ِمن ِأب ِيه في ا ِ‬ ‫•‬
‫َ‬
‫َّللا ْأن َي ْرف َع‬ ‫أل َّ َ‬ ‫كان األ ُب ْأر َف َع َد َر َج ًة ِم َن ْاب ِن ِه َس َ‬ ‫أباه‪ ،‬وإذا َ‬ ‫َّللا ْأن َي ْر َف َع َإل ْيه ُ‬ ‫َّ َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ْاب َن ُه إل ْي ِه‪،‬‬
‫وأبنا ِئكم‪َ ،‬أمن ْأوص ى‬ ‫ون َمن ْأن َف ُع َلكم من آبائكم ْ‬ ‫يل‪ :‬املَ ْعنى‪َّ :‬إنكم ّل َت ْد ُر َ‬ ‫• و ِق َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫منهم َف َع َّر َ‬
‫وص َّي ِت ِه فهو أق َر ُب لكم ن ْف ًعا‪ْ ،‬أو َمن‬ ‫ضاء ِ‬ ‫آلخ َر ِة ِب ْإم ِ‬ ‫واب ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫كم‬ ‫ض‬ ‫ِ‬
‫الد ْنيا ؟‬ ‫ض ُّ‬ ‫وو َّف َر َع َل ْيكم َع َر َ‬ ‫الوص َّي َة َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ت َرك ِ‬
‫ٌ‬ ‫الك ّشاف‪ْ َ َ ُ َّ َ ،‬‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ومن َح ِ اق‬ ‫راض َّية‪ِ ،‬‬ ‫قال‪ِ :‬ألن الج ْملة اع ِت ِ‬ ‫وق ّوى َهذا صاحب‬
‫ض َب ْي َن ُه‬ ‫اع ُتر َ‬ ‫اّل ْعتراض ْأن ُي َؤ اك َد ما ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪50‬‬

‫َ ً َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫﴿إن َّ َ‬
‫َّللا َ‬ ‫َّ‬
‫يما َحك َم ِب ِق ْس َم ِتها َوب َّي َنها ِأل ْه ِلها‪.‬‬ ‫يث ح ِك‬‫يما﴾ ِب ِقسم ِة امل ِ ِ‬
‫وار‬ ‫كان َع ِل ً‬ ‫۞‬
‫يما ِفيما ُي َق ِاد ُر ُه ُوي ْم ِض ِيه ِمنها‬ ‫ياء َق ْب َل َخ ْل ِقها َح ِك ً‬ ‫ْ‬ ‫اج‪َ :‬ع ِل ً‬
‫يما ِباألش ِ‬
‫وقال َّ‬
‫الز اج ُ‬ ‫َ‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪51‬‬

‫[بيان الوراثة باملصاهرة]‬


‫َ َ ُ ۡ ۡ ُ َ َ َ َ َ ۡ َو ُ ُ ۡ َّ ۡ َ ُ َّ ُ َّ َ َ ࣱ َ َ َ‬
‫ان َل ُه َّن َو َل ࣱد َف َل ُكمُ‬ ‫ولكم نصف ما ترك أز جكم إن لم یكن لهن ولد فإن ك‬ ‫نص اآليـ ــة‬
‫َ ُۡ‬
‫ٱلر ُب ُع م َّما ت َركت ۡم إن‬ ‫ٱلر ُب ُع م َّما َت َر ۡك َن م ۢن َب ۡعد َوص َّیة ُیوص َين ب َه ۤا َأ ۡو َد ۡین َو َل ُه َّن ُّ‬
‫ُّ‬
‫َ ُۡ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ ُ َّ ُ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ‬
‫ل ۡم َیكن لك ۡم َول ࣱد فإن كان لك ۡم َول ࣱد فل ُه َّن ٱلث ُم ُن م َّما ت َركتم ّم ۢن َب ۡعد َوص َّیة‬
‫ࣱَ َ َ َ ُ ۡ ࣱ َ ُ‬ ‫ُ ُ َ َ ۤ َ ۡ َ ۡ َ َ َ َ ُ ࣱ ُ َ ُ َ َٰ َ ً َ‬
‫ورث كلـلة أو ۡٱم َرأة َول ُ ۥۤه أخ أ ۡو أخت فلك ّل‬ ‫توصون بها أو دین وإن كان رجل ی‬
‫ُّ ُ‬ ‫َ ُ َۤ‬ ‫َ‬ ‫ّ ۡ ُ َ ُّ ُ ُ َ َ ُ ۟ َ ۡ َ‬
‫س فإن كان ۤوا أكث َر من ذ ل َك ف ُه ۡم ش َركا ُء فی ٱلثلث م ۢن َب ۡعد‬ ‫َو حد منهما ٱلسد‬
‫ࣱ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َّ ُ َ ٰ َ ۤ َ ۡ َ ۡ َ ۡ َ ُ َ ۤ ّ َ َّ ࣰ‬
‫۝‬ ‫وصیة یوص ى بها أو دین غير مضار وصیة من ٱّلل وٱّلل علیم حلیم ‪١‬‬
‫التفســـــــــــــــــري‬
‫[ميراث الزوجين]‬
‫َ ُ َ َ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫صف ما ت َر َك ْأزوا ُجكم ْإن ل ْم َيك ْن ل ُه َّن ول ٌد﴾‬ ‫الحالة األولى ۞ ق ْول ُه‪﴿ :‬ولكم ِن‬
‫جال‬ ‫طاب ُهنا ِل ا‬
‫لر‬ ‫الخ ُ‬ ‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫(عند عدم الولد)‬
‫ِ ِ‬
‫ماع‬ ‫الو َلد ملا َق َّد ْمنا م َن ْ‬
‫اإلج‬ ‫َ‬ ‫د‬‫الص ْلب ْأو َول ُ‬ ‫ُّ‬ ‫الو َلد ‪َ :‬ول ُ‬
‫د‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫‪ -‬واملُر ُ‬
‫اد‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ ْ ْ‬ ‫الر ُب ُع م اما َت َر ْك َن﴾ َ‬ ‫َ ْ َ َ ُ َّ َ ٌ َ َ ُ‬
‫وهذا ُم ْج َم ٌع َعل ْي ِه ل ْم َيخ َت ِلف ْأه ُل‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ك‬ ‫الحالة الثانية ۞ ﴿فإن كان لهن ولد فل‬
‫ْ‬ ‫(عند وجود الولد)‬
‫ال ِعل ِم في ‪:‬‬
‫َّ َّ ْ َ َ َ َ َ َ ا ْ َ‬
‫صف‬ ‫‪ -‬أن ِللزو ِج مع عد ِم الول ِد ِ‬
‫الن‬
‫وإن َس َف َل ُّ‬
‫الرُب َع‪.‬‬ ‫‪َ -‬وم َع ُو ُجوده ْ‬
‫ِِ‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪52‬‬

‫َ ََ‬ ‫ٌَ َ ْ َ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َُْ ُ َ‬


‫كان لكم ول ٌد فل ُه َّن‬ ‫الرُب ُع ِم اما ت َرك ُت ْم ْإن ل ْم َيك ْن لكم ولد فإن‬
‫﴿ول ُه َّن ُّ‬ ‫۞ قوله‪:‬‬ ‫ميراث الزوجة‬
‫َ‬
‫يب َم َع َع َد ِم ِه ت ْن َف ِر ُد ِب ِه‬ ‫الو َلد َّ‬ ‫النص ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُْْ َ‬ ‫ُّ ُ‬
‫والن ِص ُ‬ ‫يب َمع َ ِ‬ ‫الث ُمن ِم اما ت َركتم﴾ هذا ِ‬
‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫الز ْوجات َوي ْش َتر ُ‬ ‫الواح َد ُة م َن َّ‬
‫واح َد ٍة ّل ِخالف في ذ ِل َك‪.،‬‬ ‫ِ‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ث‬‫األك‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬

‫[ الكاللة]‬
‫ْ َ َ ُ ٌ ُ َ ُ َ ًَ‬ ‫َ ُ‬
‫ورث كاللة﴾‬ ‫۞ ق ْول ُه‪﴿ :‬وإن كان رجل ي‬ ‫االختالف في معنى‬
‫َ‬ ‫• املُر ُاد ب َّ‬
‫الر ُج ِل ‪ :‬امل ِاي ُت‬
‫الكاللة‬
‫ِ‬
‫ُ َ ُ‬
‫ورث﴾ على البناء للمفعول ‪ ,‬من (ورث) ّل من (أورث)‬ ‫• و﴿ي‬
‫أي‪ :‬املَ اي ُت َّال ِذي ّل َول َد َل ُه وّل وال ٌد‪َ ،‬هذا َق ْو ُل أبي َب ْكر ا‬
‫الص ِاد ِيق‬ ‫ْ‬ ‫﴾‬
‫َ ًَ‬
‫ة‬ ‫• و﴿كالل‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫القول األول‬
‫إج ٌ‬ ‫يل َّإن ُه ْ‬ ‫َ‬
‫وق ْد ِق َ‬ ‫ْ‬
‫ماع‪.‬‬ ‫ور ْأه ِل ال ِعل ِم‪،‬‬ ‫ََُ َ ا ُُْ‬
‫وعمر وع ِل ٍي وجمه ِ‬
‫الل ُة ُك ُّل َمن َل ْم َير ْث ُه ٌ‬
‫أب‬
‫ُ َ ْ َ َ َّ ُ َ َ َ‬
‫الك‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ه‬ ‫أن‬ ‫ة‬ ‫د‬‫ي‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫أب‬ ‫ن‬
‫ْ‬
‫األث َر ُم َع ْ‬ ‫• َوروى ُأبو حا ِت ٍم و‬ ‫القول الثاني‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أو ْاب ٌن ْأو ٌ‬
‫أخ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ََُْ َ َ ُ َ َ‬ ‫ْ‬
‫َ ُ ُ َ َ ْ ُ َْ َا ُ‬
‫واّل ْب ِن في‬ ‫‪ -‬قال أبو عمر بن عب ِد الب ِر‪ِ :‬ذكر أ ِبي عبيدة األخ هنا مع ِ‬
‫األب ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ َ ََ ٌ‬ ‫َ‬
‫وج َه ل ُه‬ ‫ش ْر ِط الكالل ِة غلط ّل‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪53‬‬

‫َ َ ُ َ ُّ َ ا ُ َ ً َّ َ َّ ُ َ َ َ َ ً‬
‫القر َابة كاللة؛‬ ‫وقال ْاب ُن َز ْي ٍد‪ :‬الكاللة‪ :‬الحي وامل ِيت ج ِميعا‪ ،‬وإنما سموا‬ ‫َ‬ ‫•‬ ‫القول الثالث‬

‫الف ِاّل ْب ِن‬ ‫خ‬ ‫ب‬ ‫نهم‪،‬‬ ‫م‬ ‫هو‬ ‫وّل‬ ‫أطافوا باملَ ايت من َجوانبه َول ْي ُسوا م ُ‬
‫نه‬
‫ُ‬
‫ِأل َّنهم‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫َ َّ ُ َ َ َ َ َ َ َ َّ َ َّ‬
‫فان ل ُه‪ ،‬فإذا ذ َهبا تكلل ُه الن َس ُب‪،‬‬ ‫واألب فإنهما طر ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ََ‬ ‫ود َوزْي ِد ْبن ثاب ٍت و ْابن َع ا‬ ‫وق ْد ُرو َي َع ْن َ‬ ‫َ‬
‫اس ‪َّ :‬أن الكاللة ما‬ ‫ٍ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ع‬ ‫ُ‬ ‫س‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ن‬‫ِ ٍ ِ‬
‫ْ‬
‫اب‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫•‬ ‫القول الرابع‬
‫َ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫الو َرث ِة‪.‬‬ ‫والوال ِد ِمن‬ ‫ِ‬ ‫الول ِد‬ ‫كان ِسوى‬
‫َ َ‬ ‫ين َير ُثو َن املَ اي َ‬ ‫الل َة ُه ُم َّالذ َ‬ ‫َّ ُ َّ َ َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َّ‬
‫الط َ‬
‫ووال ِد ِه‪،‬‬
‫ِِ ِ‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ول‬ ‫دا‬‫ع‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ ِ‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الك‬ ‫أن‬ ‫واب‬ ‫الص‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫قال‬ ‫الترجيح‬
‫ُا‬ ‫َ ُ ْ ُ َ ُ َ َّ َّ َ ُ َ َ ٌ َ ُ‬
‫مالي ك ِل ِه ؟‬ ‫وص ي ِب ِ‬ ‫َّللا إنما ي ِرث ِني كاللة أفأ ِ‬ ‫جاب ٍر (فقلت‪ :‬يا رسول ِ‬ ‫‪ o‬لحديث ِ‬
‫قال‪ّ :‬ل )‬ ‫َ‬
‫َ َ‬ ‫َ ََ َ َ‬ ‫ُ َ ا‬
‫اف‪َّ :‬إن الكاللة ت ْنط ِل ُق َعلى ثالث ٍة‪:‬‬ ‫صاحب الك ِ‬
‫ش‬ ‫وقال ِ‬ ‫َ‬ ‫•‬
‫وال ًدا‪،‬‬ ‫وّل‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ف َول ً‬ ‫َ َ َْ ُ ْ ْ‬
‫‪ -‬على من لم يخ ِل‬
‫ِ‬
‫ُ َ َّ‬ ‫َ َ َْ َ ََ‬
‫وال ٍد ِم َن املخل ِف َين‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وّل‬ ‫د‬ ‫‪ -‬وعلى من ليس ِبو ٍ‬
‫ل‬
‫َْ َ ََ‬ ‫القر َ‬ ‫وعلى َ‬ ‫‪َ -‬‬
‫والوال ِد‪.‬‬
‫ِ‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫ل‬‫الو‬ ‫ة‬ ‫ه‬ ‫ج‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫غ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ة‬
‫ِ ِ‬ ‫اب‬
‫َْ ٌُ َ ُ‬ ‫وف َعلى ( َر ُج ٌل ) ُم َق َّي ٌد بما ُق اي َد ب ِه؛ ْ‬ ‫َْ ٌ َ ْ ُ ٌ‬ ‫۞ َق ْو ُل ُ‬
‫ورث‬ ‫أي‪ِ :‬أو امرأة ت‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ط‬ ‫ع‬‫م‬ ‫﴾‬ ‫أة‬ ‫ر‬ ‫ام‬ ‫﴿أو‬
‫ِ‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬
‫َ ًَ‬
‫كاللة‪.‬‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪54‬‬

‫اإلخ َو َة ُ‬ ‫َ ُ ْ ُ ُّ ْ َ َ ُ َ ُ َّ ْ‬ ‫َُْ ُ َ ُ ٌ ُ ْ‬
‫هاهنا ُه ُم‬ ‫أخ ْأو أخ ٌت﴾ قال القرط ِبي‪ :‬أجمع العلماء أن‬ ‫۞ قوله‪﴿ :‬وله‬ ‫الحالة األولى‬
‫واأل ام ْأو ِل ْْلب َل ْيسَ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َّ ْ َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫َُْ ُ‬ ‫(وجود األخ أو‬
‫ِ‬ ‫اإلخوة ِأل ٍم ‪ ,‬وّل ِخالف بين أه ِل ال ِعل ِم أن اإلخوة ِلْل ِب ِ‬ ‫األخت ألم)‬
‫َ‬
‫ِمير ُاثهم َهكذا‪،‬‬
‫ْ ُ ْ ً ً‬ ‫َ َ َّ ْ ُ َ َّ ْ َ َ َ ْ ُ َ َ َ‬
‫كانوا إخ َوة ِرجاّل‬ ‫ين في ق ْو ِل ِه تعالى‪﴿ :‬وإن‬ ‫ور‬‫فدل إجماعهم على أن اإلخوة املذك ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫ا َُ‬ ‫ً َ َّ َ ْ‬
‫ساء ف ِللذك ِر ِمث ُل َح ِظ األ ْنث َي ْي ِن﴾ ُه ُم اإلخ َوة ِأل َب َو ْي ِن ْأو ِأل ٍب‪،‬‬ ‫و ِن‬
‫َ‬
‫واح ٍد ِم ُنهما كما‬ ‫ُّ‬
‫ل‬
‫َّ ُ َ ُ‬
‫ك‬ ‫راد‬ ‫امل‬ ‫ن‬‫أل‬ ‫؛‬ ‫﴾‬‫ت‬ ‫أخ ْأو ُأ ْخ ٌ‬ ‫﴿ول ُه ٌ‬ ‫َ‬
‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ل‬‫و‬ ‫الضم َير في َق ْ‬ ‫وأف َر َد َّ‬ ‫ْ‬
‫۞‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫الع َرب إذا َذ َك ُروا ْ‬ ‫عاد ُة َ‬ ‫َج َر ْت ب َذل َك َ‬
‫الحك ِم ف َّإنهم ق ْد‬ ‫اس َم ْي ِن ُم ْس َت ِو َي ْي ِن في‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الص ْب ِر‬‫﴿واس َت ِع ُينوا ب َّ‬ ‫الراج َع َإل ْيهما ُم ْف َر ًدا َكما في َق ْوله َتعالى‪ْ :‬‬ ‫الض ِم َير ا‬ ‫ون َّ‬ ‫َي ْذ ُك ُر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ َ َ ٌ‬ ‫َّ‬
‫وإنها لك ِب َيرة﴾‬ ‫الة‬
‫والص ِ‬
‫ُّ ُ‬
‫كاء في الثل ِث﴾‬ ‫إن ك ُانوا ْأك َث َر ِمن َذ ِل َك َفهم ُش َر ُ‬ ‫﴿ف ْ‬ ‫َُْ ُ َ‬
‫۞ قوله‪:‬‬ ‫الحالة األولى‬

‫األخ‬ ‫ن‬‫أي‪ْ :‬أك َث َر م َ‬ ‫ْ‬ ‫﴾‬ ‫ت‬ ‫أخ ْأو ُأ ْخ ٌ‬ ‫﴿ول ُه ٌ‬ ‫َ‬
‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫و‬‫اإلشار ُة ب َق ْوله‪﴿ :‬من َذل َك﴾ إلى َق ْ‬ ‫َ‬ ‫•‬
‫(وجود أكثرمن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األخ أو األخت)‬
‫َ َ ْ َ ُ َ َْ ُ ُ َْْ َ‬ ‫األ ْخت املُ ْن َفر َ‬ ‫ُ‬ ‫املُ ْن َ‬
‫صاع ًدا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫اث‬ ‫ود‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫امل‬ ‫ن‬‫و‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫وذ‬ ‫‪،‬‬ ‫د‬ ‫ٍ‬ ‫واح‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ة‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫د‬ ‫ِ‬ ‫أو‬ ‫ِ ِ‬ ‫د‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ف‬
‫َ َ َ ْ ْ ُ ْ َ َ ْ ْ َ َ ً ُْ‬
‫ذكري ِن أو أنثيي ِن أو ذكرا وأنثى‪.‬‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪55‬‬

‫َّللا َش َّركَ‬ ‫اإلخ َوة ألُ ام؛ أل َّن َّ َ‬


‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َّ َ َ ُ‬
‫اس ُت ِد َّل ِبذ ِل َك َعلى ‪ :‬أن الذكر كاألنثى ِمن‬
‫َ‬ ‫وق ِد ْ‬ ‫َ‬
‫•‬
‫ِ ٍِ ِ‬
‫األ ْنثى َكما َذ َك َر ُه في َ‬ ‫َ ْ َ ْ ُ ْ َ ْ َ َّ َ َ ُ‬ ‫ُّ ُ‬
‫الب ِن َين‬ ‫َب ْي َنهم في الثل ِث‪ ،‬ولم يذكر فضل الذك ِر على‬
‫إج ٌ‬
‫ماع‪.‬‬ ‫وهذا ْ‬ ‫الق ْر ُطب ُّي‪َ :‬‬ ‫قال ُ‬
‫واإلخ َو ِة ِأل َب َو ْين ْأو ِألب‪َ .‬‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ْ ُْ َ ْ ُ َْ َُ ُ ْ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ َّ‬
‫كانوا أق َد َم ِم َن‬ ‫اآلية َعلى ‪َّ :‬أن اإلخ َوة ِأل ٍ ام إذا استك ِملت ِب ِهم املسألة‬ ‫ودل ِت‬ ‫•‬ ‫مسألة‬
‫َ َ‬
‫مارَّي ِة‪ ،‬وهي إذا ت َرك ِت‬ ‫الح‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫اة‬
‫ِ‬ ‫م‬‫وذ ِل َك في املَ ْس َأل ِة املُ َس ا‬ ‫َ‬
‫‪،‬‬ ‫ب‬ ‫أل‬
‫ِ‬
‫اإلخ َوة أل َب َو ْين ْ‬
‫أو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫(الحمارية)‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ْ ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫امل ِاي َتة َز ْو ًجا وأ ًّما وأخ َو ْي ِن ِأل ٍ ام وإخ َوة ِأل َب َو ْي ِن ‪:‬‬
‫َ َّ َّ ْ ا ْ َ‬
‫صف‬ ‫‪ -‬فإن ِللزو ِج ِ‬
‫الن‬
‫الس ُدسَ‬ ‫‪ِ -‬ول ْ ُْل ام ُّ‬
‫ِ‬
‫ُّ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬
‫‪ِ -‬ولْلخ َو ْي ِن ِأل ٍ ام الثلث‬
‫ْ ْ‬ ‫َ‬
‫‪ -‬وّل ش ْي َء ِلْلخ َو ِة ِأل َب َو ْي ِن‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َوو ْ ُ َ َ َّ ُ َ ْ ُ َ َّ ْ ُ َّ َ ُ ْ َ ُ ْ‬
‫اإلخ َو ُة ِم َن األ ِ ام وهو ك ْو ُن‬ ‫جه ذ ِلك أنه قد و ِجد الشرط ال ِذي ي ِرث ِعنده‬
‫َ َ ًَ‬
‫امل ِاي ِت كاللة‪،‬‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض ِب ْأه ِلها‪ ،‬فما َب ِق َي ف ِْل ْولى َر ُج ٍل ذك ٍر‬ ‫الفرا ِئ َ‬‫يث‪ْ « :‬ألح ُقوا َ‬ ‫َُاُ َ َ ُ‬
‫ويؤ ِيد هذا ح ِد‬
‫ِ‬
‫َ َ‬
‫حال ك ْو ِن ِه‬ ‫وص ي‬ ‫ضار﴾ ْ ُ‬ ‫۞ َق ْو ُل ُه‪﴿ :‬من بعد وصية يوص ى بها أو دين َغ ْي َر ُم ا‬
‫أي‪ :‬ي ِ‬ ‫ٍ‬ ‫النهي عن الضرر‬
‫َ‬
‫رار‪ ،‬ك ـ ـ ‪:‬‬ ‫ضار ل َو َر َثته ب َو ْجه من ُو ُجوه ا‬
‫الض‬ ‫َغ ْي َر ُم ا‬ ‫في الوصية والدين‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪56‬‬

‫ْ ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ‬
‫س َعل ْي ِه‬ ‫‪ -‬أن ي ِقر ِبش ي ٍء لي‬
‫ْ َ َ َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫الو َرث ِة‪.‬‬ ‫وص َي ِب َو ِص َّي ٍة ّل َم ْق ِص َد ل ُه ِفيها إّل اإلضرار ِب‬ ‫‪ -‬أو ي ِ‬
‫ْ ُ‬
‫َ َ ُّ ُ َ ْ ُ ْ ُ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫الو َرثة‪،‬‬ ‫وار ٍث ُمطل ًقا ْأو ِلغ ْي ِر ِه ِب ِزياد ٍة على الثل ِث ولم ت ِجزه‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫وص َ‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫‪ْ -‬أو ُ‬
‫َّ ْ َ ْ ُ َ َ َ َ‬ ‫َُْ َ‬
‫ور ْي ِن فهو ق ْي ٌد ل ُهما‪،‬‬ ‫الو ِص َّي ِة والدي ِن املذك‬ ‫﴿غ ْي َر ُمض اار﴾ راج ٌع إلى َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫• والقيد‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َََ َ ْ‬
‫الوصايا امل ِنه ا ِي َع ْنها ل ُه‪ِ ،‬أو ال ِتي ّل‬ ‫الد ُيون أو َ‬
‫ِ ِ‬
‫اإلقرارات ب ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فما صدر ِمن‬
‫ٌ َ ُْ ٌ َُْ ُ ُ َ‬ ‫ا َ َّ َ َ َ َ َ‬ ‫َْ َ‬
‫نه ش ْي ٌء‪ّ ،‬ل‬ ‫باطل مردود ّل ينفذ ِم‬ ‫ِ‬ ‫هو‬ ‫ف‬ ‫صاح ِبها إّل املضارة ِلورث ِت ِه‬ ‫مق ِصد ِل ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ ُ ُ‬
‫الثلث وّل ُدون ُه‬
‫وهذا َ‬
‫الق ْي ُد‬ ‫وز َ‬ ‫الوص َّي َة ل ْل ث ّل َت ُج ُ‬
‫وار ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ماء َعلى َّأن َ‬ ‫الع َل ُ‬ ‫وأج َم َع ُ‬ ‫الق ْر ُطب ُّي‪ْ :‬‬ ‫قال ُ‬ ‫• َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الوص َّية ا‬ ‫َ َ َّ َ‬ ‫َ ٌ َ‬ ‫أعني َع َد َم ا‬ ‫ْ‬
‫والد ِين‪.‬‬‫رار هو ق ْيد ِلج ِم ِيع ما تقد َم ِمن َ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الض‬ ‫ِ‬
‫الو َر َث َة َمظ َّن ٌة ل َت ْ‬ ‫الق ْي ِد ب َهذا املَقام ملا أ َّن َ‬ ‫يص َ‬ ‫ود‪َ :‬وت ْخص ُ‬
‫يط‬ ‫ر‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ف‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ُع ِ‬ ‫قال ُأبو ُّ‬ ‫• َ‬
‫َ‬
‫امل ِاي ِت في َح اِق ِه ْم‪.‬‬
‫يل َعلى َّأن ُه‬ ‫حان ُه َد ِل ٌ‬ ‫َ َّ َ َّ ُ ْ َ‬
‫َّللا سب‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ص‬ ‫الو‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ه‬‫۞ َق ْو ُل ُه‪﴿ :‬وص َّي ًة م َن ََّّللا﴾ وفي َك ْون َ‬
‫ِ ِِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫وصية من هللا‬

‫وص َّي ٍة ِمن‬ ‫ل‬‫َّ‬ ‫َّ ُ‬


‫ك‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫ض‬ ‫ئ‬ ‫را‬ ‫ورة في َ‬
‫الف‬ ‫التفاصيل املَ ْذ ُك َِ‬ ‫باد ُه ب َهذه َّ‬
‫ِ‬
‫وص ى ع َ‬ ‫َق ْد ا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫كالوصايا املُ َت َ‬ ‫ُ ُ َ َ ْ ُ َ ٌ َ َّ َّ َ‬
‫ض اِم َن ِة ِل َت ْف ِض ِيل‬ ‫وذل َك َ‬
‫َّللا‪ِ ،‬‬ ‫خالفها فهي مسبوقة ِبو ِصي ِة ِ‬ ‫باد ِه ت ِ‬ ‫ِع ِ‬
‫الو ُجو ِه‪.‬‬ ‫الضرار ب َو ْج ٍه م َن ُ‬ ‫الو َرَثة َعلى َب ْعض أو املُ ْش َتم َلة َعلى ا‬ ‫َب ْعض َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪57‬‬

‫تشجــــري مسائل الفرائض من اآلية ‪١٢‬‬

‫الكاللة‬ ‫الزوجة‬ ‫الزوج‬

‫إخوة‬ ‫أخت‬ ‫أخ‬ ‫ليس له ولد‬ ‫له ولد‬ ‫ليس لها ولد‬ ‫لها ولد‬

‫فهم شركاء في ‪:‬‬ ‫لكل ُ‬


‫منهما‬
‫¼‬ ‫‪1/8‬‬ ‫½‬ ‫¼‬
‫⅓‬ ‫‪1/6‬‬
‫من بعد ‪:‬‬

‫تسديد‬ ‫تنفيذ‬
‫الدين‬ ‫الوصية‬

‫ّ‬
‫مضار‬ ‫غير‬

‫َْ َ َ‬ ‫َ‬
‫س َعل ْي ِه‬ ‫۞ أ ْن ُي ِق َّر ِبش ْي ٍء من الدين لي‬
‫ْ َ َ َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫الو َرث ِة‪.‬‬ ‫وص َي ِب َو ِص َّي ٍة ّل َم ْق ِص َد ل ُه ِفيها إّل اإلضرار ِب‬ ‫ْ ُ‬
‫۞ أو ي ِ‬
‫َ َ ُّ ُ َ ْ ُ ْ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫الو َرثة‬ ‫وار ٍث ُمطل ًقا ْأو ِلغ ْي ِر ِه ِب ِزياد ٍة على الثل ِث ولم ت ِجزه‬‫وص ي ِل ِ‬
‫۞ ْأو ُي ِ َ‬
‫سورة النســــاء‬ ‫تلخيص وتنسيق تفسري الشوكـــاني‬ ‫‪58‬‬

‫تشجــــري مسائل الفرائض من اآلية ‪١١‬‬

‫يوصيكم هللا‬

‫وألبويه‬ ‫أوالدكم‬

‫فإن كان له‬ ‫إن لم يكن له‬ ‫إن كان له‬ ‫فإن انفردت‬ ‫فإن انفردت‬ ‫عند‬
‫إخوة‬ ‫ولد‬ ‫ولد‬ ‫بنت واحدة‬ ‫بنتان فأكثر‬ ‫االجتماع‬

‫أل ام‬ ‫ألب‬


‫ٍ‬ ‫أل ام‬ ‫أل ام‬ ‫ألب‬
‫ٍ‬ ‫فلها‬ ‫فلها‬ ‫للذكر =‬
‫‪1/6‬‬ ‫الباقي‬ ‫⅓‬ ‫‪1/6‬‬ ‫‪1/6‬‬ ‫½‬ ‫⅔‬ ‫حظ األنثيين‬

‫من بعد‬

‫تسديد‬ ‫تنفيذ‬
‫الدين‬ ‫الوصية‬

‫وصية من اهلل‬

You might also like