Professional Documents
Culture Documents
مجزوءة :دينامية المجاالت الريفية -الفصل الثالث جغرافية – األستاذ عبد الصادق بلفقيــه
ترتفع مؤشرات الفقر في األرياف المغربية حيث تتجاوز % 22من مجموع السكان القرويين و تبعا
لإلحصاء الذي قامت به "وزارة الفالحة" خالل سنة 1996تشكل الساكنة التي لها مدخول ضعيف 5,7
مليون نسمة أي حوالي % 43من الساكنة القروية .هذه اإلحصائيات رغم قدمها النسبي ،فإنها تشكل
أرضية لتحليل هذا الموضوع باعتبار أنها كانت شاملة أي أنها شملت مجموع السكان القرويين كما أنه
منذ سنة 1996لم تتغير األوضاع كثيرا في العالم القروي.
هناك دراسات أخرى تشير أن %70من الفقراء يعيشون بالعالم القروي و %30من الساكنة
القروية تنفق 3000درهم سنويا و هو ما يقارب عتبة الفقر التي حددتها المنظمات الدولية.
ت -مؤشر التجهيزات العمومية :إذا استثينا القطاعات السقوية الكبرى كالغرب ودكالة وسوس وتادلة
فإن باقي المجاالت القروية تعاني من عزلة واضحة بسبب نقص التجهيزات األساسية (الطرق-الماء –
الكهرباء – التعليم –الصحة ) ارتفاع األمية في حين تعرف المؤشرات الديموغرافية ارتفاعا مهما .
ما يالحظ هو أنه حسب إحصائيات سنة 2004فإن نسبة التزويد بالماء الصالح للشرب لم تكن
تتجاوز %37,8سنة 2004و %43,2بالنسبة للكهرباء و % 2,9التطهير السائل ،يضاف إلى هذا
ضعف شبكة المواصالت القروية مما يؤدي إلى عزلة كثير من المجاالت الريفية .
ث -مؤشرات أخرى :من المؤشرات األخرى نذكر ضعف نسبة التأطير الصحي و التغطية الصحية و
ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الفئات النشيطة و ضعف الدخل الفردي بسبب سيادة الزراعات البورية
و المعاشية(مؤشرات اقتصادية )
هذه المؤشرات التي تميز واقع التنمية البشرية بالمجاالت الريفية هي نتيجة لبطء وتأخر تدخل الدولة
لتنمية المجال الريفي تنمية شاملة ولسوء تدبير الشأن العام من طرف المنتخبين بالجماعات المحلية
القروية و أيضا لتعاقب سنوات الجفاف مما يزيد من حدة األزمة و يشجع على الهجرة القروية.
2-3-3ما هي أ شكال تدخل الدولة لمعالجة واقع التنمية البشرية داخل المجال الريفي المغربي ؟
وضعت الدولة مجموعة من البرامج الموجهة لتنمية المجال القروي الهدف منها فك العزلة عن
العالم القروي و تحسين مستوى عيش الساكنة ،وبالرغم مما تحقق في السنوات األخيرة في مجاالت
مختلفة فإن ضخامة الحاجيات تحتاج إلى مجهود كبير وإلى مشاريع مندمجة لتنمية المجال واإلنسان.
المالحظ أن البرامج التنموية المنجزة أو التي هي في طور اإلنجاز حديثة انطلقت منذ أواسط التسعينات
من القرن الماضي ومعظمها برامج قطاعية.
برامج التنمية االقتصادية :وتضم برنامج التنمية المندمجة للمجال الريفي سنة 1994و
المخطط التوجيهي تدبير و حماية موارد األراضي البورية و برنامج اإلستثمار الفالحي
بالمناطق البورية و البرنامج الوطني لمكافحة التصحر و أثار الجفاف.
برامج التنمية االجتماعية :وتهدف إ لى تحقيق التنمية االجتماعية عن طريق دعم التمدرس و
محو األمية و بناء المستوصفات القروية و إنجاز أوراش تضامنية لخلق فرص الشغل.
2
جامعة ابن طفيل – كلية العلوم اإلنسانية و اإلجتماعية– القنيطرة
مجزوءة :دينامية المجاالت الريفية -الفصل الثالث جغرافية – األستاذ عبد الصادق بلفقيــه
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (سنة 2005م) :و هي مشروع تنموي وطني يسعى إلى
تحقيق األهداف التالية :
التصدي لل عجز االجتماعي باألحياء الفقيرة سواء بالجماعات القروية أو الحضرية
األشد خصاصا(.محاربة الهشاشة )
تشجيع األنشطة المدرة للدخل (.تنشيط اإلقتصاد اإلجتماعي)
العمل على اإلستجابة للحاجات الضرورية لألشخاص في وضعية صعبة.
كهدف في البداية تزويد 1,5مليون مسكن في أفق 2010أي بمعدل ألف قرية سنويا
ابتداءا من سنة 1999تم اإلسراع في وتيرة اإلنجاز بمعدل 1500قرية سنويا.
(مساهمة الدولة عن طريق م و ك م ص ش ) -%55الجماعات المحلية -%20
السكان )% 20
اإلستراتيجية الخاصة لتنمية العالم القروي في أفق سنة 2020
Stratégie 2020 du développement rural au Maroc
في سنة 1999وضعت استراتيجية 2020من طرف وزارة الفالحة و التنمية القروية و هي
نقط ة تحول في السياسة الوطنية اتجاه المجال القروي حيث يالحظ ألول مرة األخذ بعين
اإلعتبار األبعاد اإلجتماعية و البيئة لمواجهة مشاكل العالم القروي باإلضافة إلى التنسيق األفقي
للبرامج القطاعية المتعددة تحت إشراف وزارة الفالحة و التنمية القروية الجهاز الحكومي
المسئول بشكل شبه حصري عن المجال القروي .ومن أهداف خذه اإلستراتيجية :
تنمية اإلنتاج الفالحي
الرفع من فرص الشغل والمداخيل في النشاط الفالحي
الحد من تدهور الموارد لطبيعية
الرفع من المستوى التربوي والتكوين المهني
تحسين التجهيزات والخدمات لتحسين مستوى عيش السكان
معالجة اإلختالالت الجهوية
الخالصة أ نه بالرغم من أهمية المنجزات التي تم تحقيقها خالل السنوات األخيرة في ميادين الطرق
القروية و التجهيزات األساسية من صحة و تعليم و ماء و كهرباء فإن ضخامة الحاجيات و نسبة العجز
المسجل في إ عداد المجال القروي يتطلب مخططا جديدا مندمجا للتنمية القروية يضم كل هذه المخططات
القطاعية المنفصلة (المخطط األخضر .الطرق .الماء-.الكهرباء)
يمكن القول أن هذه البرامج نجحت إلى حد ما في تحديث الفالحة السيما في القطاعات السقوية إال أنها لم
تحدث تغييرا نوعيا في مستوى عيش المواطن القروي رغم توظيف إمكانيات هائلة ما نتج عنه تعميق
الفوارق االجتماعية والهوة بين المدن والقرى .
4