You are on page 1of 8

‫‪-2‬الفرق بين مفهوم االندماج واالستحواذ‪:‬‬

‫االندماج يعين التحام شركتني أو أكثر‪ ،‬ويؤدي إىل زوال الشركات املندجمة لصاحل ظهور كيان جديد ينتقل إليه مجيع حقوق والتزامات‬
‫الشركات الزائلة‪ ،‬اما االستحواذ يعين السيطرة املالية واإلدارية ألحد الشركات على نشاط شركة أخرى‪ ،‬وال بد من توضيح الفرق‬
‫بني مصطلحي االندماج واالستحواذ بنكي‪:‬‬
‫االستحواذ ‪ :Acquisitio‬من الناحية القانونية يعين شراء نسبة كبرية من أسهم أو أصول الشركة املستحوذ عليها من دون ان‬
‫يؤدي ذلك اىل فقدان الشركة املستحوذ عليها لكياهنا القانوين‪ ،‬أما من الناحية العملية فقد يكون االستحواذ عمالً عدائيا أو وديا‬
‫ففي االستحواذ الودي فإن ممثلي الشركة املستحوذة يتفاوضون مع املسامهني يف الشركة املستحوذ علها بشأن سعر الشراء‪ ،‬وأما يف‬
‫حالة االستحواذ العدائي فإنه يتم شراء أ سهم الشركة املستهدفة من دون موافقة اإلدارة وميكن للشركة املستحوذة على سبيل املثال‬
‫حماولة ابتالع املنافسني‪.‬‬
‫االندماج‪ Merger :‬هو احتاد مصرفني أو أكثر حتت إدارة واحدة ‪ ،‬وقد يؤدي الدمج إىل زوال أحد املصارف من الناحية القانونية‬
‫من خالل فقدان شخصيته املعنوية واندماجه مع مصرف آخر يسمى املصرف الدامج الذي يلتزم بكافة التزاماته قبل التغيري‪ :‬وعلى‬
‫الرغم من تشابه إسرتاتيجيات عقود االندماج واالستحواذ‪ ،‬من حيث دور الوسطاء ومعايري تقييم األصول‪ ،‬وإعداد الرتتيبات اخلاصة‬
‫بتحديد مصري العقود املرتبطة بتلك الشركات وحصص املسامهني‪ ،‬إال أن هناك معياران للتفريق بني االندماج واالستحواذ مها‪:‬‬
‫المقابل الممنوح‪ :‬إذا كان املقابل املدفوع ملالكي أسهم الشركة مال مثن وليس حصة اعتربت العملية استحواذ وليس اندماج‪ ،‬أما‬
‫إذا كان املقابل حصة فهو اندماج وليس استحواذ‪.‬‬
‫مال الشركة‪ :‬إذا مل تنقضي الشركة بعد شراء شركة أخرى ألسهمها تكون العملية استحواذ وليس اندماج‪ ،‬أما إذا انقضت الشركة‬
‫املباع أسهمها يف الشركة املشرتية أو انقضت الشركتني املباعة واملشرتية لتنشأ على أثر انقضائهما شركة جديدة فالعملية اندماج‬
‫وليس استحواذ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع االندماج بنكي‬
‫لالندماج بنكي أنواع متعددة ولكل منها دواعي استخدام‪ ،‬فهناك اندماج مصريف من حيث طبيعة نشاط الوحدات املندجمة‪ ،‬وهناك‬
‫اندماج من حيث العالقة بني أطراف عملية االندماج‪:‬‬
‫أ‪-‬االندماج بنكي من حيث طبيعة نشاط الوحدات المندمجة‪ :‬يتضمن عدة أشكال‪:‬‬
‫* االندماج بنكي األفقي ‪ :Horizontal Merger‬وهو االندماج الذي يتم بني بنكني أو أكثر يعمالن يف نفس نوع النشاط‬
‫أو األنشطة املرتابطة فيما بينها مثل البنوك التجارية‪ ،‬بنوك االستثمار واألعمال والبنوك املتخصصة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫* االندماج بنكي الرأسي ‪ :Vertical Merger‬وهو االندماج الذي يتم بني البنوك الصغرية يف املناطق املختلفة‪.‬‬

‫* الدمج املختلط ‪ :Conglomerate Merger‬وهو الدمج الذي يتم بني مصرفني أو أكثر يعمالن يف أنشطة غري مرتابطة‬
‫فيما بينهما ومبا حيقق التكامل يف األنشطة بني بنكني املندجمني‪.‬‬

‫ب‪-‬االندماج بنكي من حيث أطراف عملية االندماج‪:‬‬


‫‪ -‬االندماج بنكي الطوعي أو اإلرادي‪ :‬ويسمى ايضا باالندماج الودي والذي يتم مبوافقة كل من إدارة البنك الدامج والبنك‬
‫املندمج مع املوافقة من طرف السلطات النقدية‪ ،‬حينها يقوم البنك الدامج بشراء أسهم البنك املندمج‪ ،‬إما عن طريق السداد‬
‫النقدي أو تقدمي أوراق مقابل قيمتها مثل السندات أو األسهم‪ ،‬وجتدر االشارة إىل أن السلطات النقدية تشجع يف كثري من الدول‬
‫مثل هذا النوع من االندماج‪.‬‬
‫‪ -‬االندماج بنكي القسري (اإلجباري)‪ :‬ويتم هذا االندماج نتيجة لتعثر أحد البنوك مما يضطر بالسلطات النقدية إىل اجراء‬
‫االندماج اإلجباري ‪ ،‬حيث أن تعثر أحد البنوك اإلفالس والتصفية) يستلزم إدماجه يف إحدى البنوك األخرى الناجحة ‪ ،‬واللجوء‬
‫إىل هذا النوع من االندماج يتم بصفة استثنائية طبقا لظروف حتددها السلطات النقدية من أجل خدمة االقتصاد الوطين ‪ ،‬ولتشجيع‬
‫هذا االندماج يرفق بقانون يشجع البنوك مقابل إعفاءات ضريبية أو عن طريق مد البنك الدامج بالقروض املساعدة مقابل تعهده‬
‫بتحمل كافة االلتزامات اخلاصة بالبنك املندمج‪.‬‬

‫وهكذا فإن الدمج القسري أو اإلجباري يفرض عادة من قبل السلطات النقدية‪ ،‬كما يستخدم إلعادة هيكلة القطاع بنكي يف‬
‫أوقات األزمات‪ ،‬ولكن جيب أخذ هذا األسلوب من االندماج حبذر وربطه بشروط ألنه ليس بالضرورة كل مصرف متعثر يستوجب‬
‫دجمه بل يستدعي األمر حتديد ضوابط وشروط لذلك‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف االندماج واالستحواذ بنكي‪:‬‬
‫هتدف البنوك من وراء عمليات االندماج واالستحواذ إىل حتقيق عدة أهداف أساسية وهي‪:‬‬
‫‪ -‬مزيد من الثقة والطمأنينة واألمان لدى مجهور العمالء واملتعاملني ويتحقق ذلك بتقدمي اخلدمات بنكية بأقل تكلفة ممكنة وبأعلى‬
‫جودة‪ ،‬ويف تسويق اخلدمات بنكية بشكل أفضل‪.‬‬
‫‪ -‬خلق وضع تنافسي أفضل للكيان بنكي اجلديد حيث تزداد فيه القدرة التنافسية‪،‬‬
‫‪ -‬خلق فرص استثمار أكثر عائداً واقل خماطرة‪ ،‬وإحالل إدارة جديدة أكثر خربة تؤدي وظائف البنك بكفاءة أعلى‪ ،‬وبالتايل‬
‫تكسب املصرف اجلديد شخصية‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬الوفاء مبتطلبات املالءة بنكية وفقاً ملعايري جلنة بازل واخلاصة بكفاية رأس املال وذلك بالنسبة للمصارف اليت ال تتوافر لديها‬
‫القدرة على حتقيق هذه النسبة‪ ،‬ومن مث اكتساب ثقة البنوك العاملية واملؤسسات واملستثمرين‪ ،‬حيث قد تسعى املصارف غري القادرة‬
‫على زيادة حجم رؤوس أمواهلا للوفاء مبتطلبات املالءة بنكية إىل الدمج مع مصارف أخرى سعياً لتحقيق ذلك‪ ،‬كما أن السلطات‬
‫النقدية بدورها قد تعمد إىل الدمج القسري للمصارف اليت تعجز عن الوفاء مبتطلبات احلد األدىن لرأس املال‪.‬‬
‫‪ -‬قد يكون تنظيم القطاع بنكي هدفاً لدى السلطات النقدية للحد من عدد املؤسسات بنكية سبباً إىل الدمج وذلك لتنقيته‬
‫وتفادياً للمصاعب املالية أو التصفية اليت قد تعرتض بعض املصارف البساط‪ ،‬فالدمج بنكي قد يكون العالج املناسب ملواجهة‬
‫مشكلة التمصرف الزائد‪ ،‬وذلك عن طريق تدخل السلطات النقدية يف الدولة لفرض الدمج القسري على الوحدات بنكية الضعيفة‬
‫خللق وحدات مصرفية اقوى‪ ،‬وهذا ينطلق من دور السلطات النقدية يف محاية اجلهاز بنكي واحلفاظ على سالمته واستقراره من أية‬
‫هزات مصرفية‪ ،‬خصوصاً إذا كانت معظم كيانات القطاع بنكي يف الدولة عبارة عن كيانات مصرفية صغرية ومتناثرة قد تكون‬
‫عرضة ألية مشاكل تنعكس سلباً على أداء اجلهاز بنكي مبجمله‪.‬‬
‫‪ -‬توفري رؤوس أموال ضخمة(مصادر دخل جديدة لألموال وهتيئة الظروف املالئمة لتنويع وحتسني مستوى جودة اخلدمات بنكية‪،‬‬
‫فالدمج يعمل على خلق كيانات مصرفية كبرية قادرة على حشد املزيد من املوارد املالية الالزمة لتمويل املشروعات االقتصادية الكبرية‬
‫ذات اجلدوى االقتصادية ‪ ،‬حيث يصعب متويل مثل هذه املشروعات يف وجود قطاع مصر يف ذات وحدات صغرية احلجم‪ ،‬وذلك‬
‫مبا يوفره الدمج هلذه املصارف من أفاق جديدة لألسواق‪ ،‬وقدرته على حشد واستقطاب املزيد من الودائع واملدخرات وتوجهها‬
‫لتمويل املشاريع االقتصادية الكبرية‪ ،‬كما أن تلك الكيانات بنكية الكبرية تكون قادرة على االستفادة من وفورات التكلفة الناجتة‬
‫عن مزايا اإلنتاج الكبري والتطور التكنولوجي والذي بدوره يؤدي إىل زيادة مستوى جودة خدماهتا‪.‬‬
‫‪ -‬حتقيق أرباح إضافية تنتج عن عملية الدمج‪ ،‬ذلك ألن ما حيمل مصرفني على الدمج فيما بينهما هو توقع أن تفوق أرباح املصرف‬
‫اجلديد الناتج عن الدمج حصيلة مجع أرباح كل من بنكني السابقني على حدة‪ ،‬اذ أن فرص االستفادة من وفورات احلجم الكبري‬
‫والنفاذ إىل أسواق جديدة وزيادة مستوى جودة اخلدمات بنكية اليت حيققها الدمج تعمل على حتسني مستوى أداء املصرف مبا‬
‫ينعكس بشكل إجيايب على األرباح اليت حيققها الدمج‪ ،‬كما أنه ميكن حتقيق أرباح إضافية نتيجة ارتفاع قيمة األسهم يف املصرف‬
‫اجلديد أو يف بنكني معاً عما كانت عليه يف كل منهما على حده قبل الدمج‪ ،‬فارتفاع قيمة أسهم املصرف اجلديد بعد عملية‬
‫الدمج يعىن وجود فرصة أمام محلة األسهم لبيعها واالستفادة من حتقيق أرباح إضافية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المطلب األول‪ :‬دوافع االندماج بنكي‬
‫‪ -‬تفادي المصاعب المالية‪ :‬قد تلجأ بعض املصارف الضعيفة إىل االندماج مع مصارف قوية نظراً لعدم قدرهتا على تأمني تغطية‬
‫الزيادة اجلديدة لرأس املال الذي تفرضه السلطات النقدية‪ ،‬أو لعدم متكنها من جماراة املصارف الكبرية يف املنافسة‪ ،‬كما أن بعض‬
‫املصارف قد تطلب االندماج خوفاً من التصفية‪ ،‬إال أن هذه العملية قد تتعرقل أحياناً لوجود مشاكل بنيوية للمصرف يصعب‬
‫حلها دون توفر دعم مباشر من السلطات النقدية‪ ،‬فبعض املصارف قد تستهدف من وراء االندماج مع مصارف أخرى زيادة‬
‫وتدعيم رؤوس أمواهلا تلبية للمتطلبات السلطات النقدية اليت تكون غري ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬سعي البنوك إلى مواجهة تحديات المنافسة الشديدة‪ :‬وحتسني مستوى جودة اخلدمات بنكية ومن حشد وموارد ضخمة قد‬
‫ال تتوافر إال للكيانات بنكية الكبرية وبشكل جينبها أية مصاعب أو أزمات مالية‪ ،‬فتلجأ املصارف الصغرية إىل االندماج مع مصارف‬
‫أخرى أقوى هبدف تعزيز وتدعيم كياناهتا‪ ،‬واالستفادة من الوفورات واملزايا اليت حيققها الدمج ملواجهة التحديات اليت تتطلبها ظروف‬
‫املنافسة‪.‬‬
‫‪ -‬أثر المشاركة‪ :‬هو ما يعرف باألثر التأزري والذي حيدث من خالل فكرة ريادة الكل عن اجلزئيات املكونة له أو أن الكل يفوق‬
‫احملصلة احلساسة لألجزاء املكونة له‪ ،‬حيث يؤدي إىل حدوث مزايا عديدة لالندماج بنكي مثل وفرات احلجم وفتح أسواق جديدة‬
‫وخلق مصادر جديدة لإليرادات وحتسني الرحبية وزيادة القدرة التنافسية يف ظل العوملة املالية وبنكية‪.‬‬
‫‪ -‬تنويع قاعدة الودائع وزيادة أجلها‪ :‬وذلك من خالل عمليات الدمج يتحقق للمصارف الداجمة فرص توسيع أسواق العمالء‬
‫اليت قد تكون غري مستغلة‪ ،‬كما أن املصارف الكبرية اليت تفي مبتطلبات ومعايري العمل بنكي تكون يف وضع أفضل لتحسني‬
‫إمكاناهتا على استقطاب الودائع طويلة األجل‪ ،‬فالدمج بني املصارف غالباً ما يؤدي إىل فتح اجملال أمامها للدخول يف أسواق‬
‫جديدة أو توسيع نطاق شبكة خدماهتا بنكية القائمة‪ ،‬وبالتايل استقطاب املزيد من العمالء اجلدد ومن مث زيادة حجم ودائعها‬
‫وزيادة حجم نشاطها‪ ،‬فاملصارف الناجتة ع ن الدمج حتظى بثقة العمالء بسبب ما يتوافر هلا من االمكانات واملوارد اليت تتجمع‬
‫لديها مما يقوي من مكانتها وجيعلها تستقطب مزيدا من العمالء‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم القواعد الرأسمالية ومواكبة متطلبات الحديث المعاصرة‪ :‬إن عمليات الدمج تؤدي إىل جتميع القواعد الرأمسالية‬
‫للمصارف حمل الدمج‪ ،‬وبالتايل زيادة رؤوس أمواهلا اخلاصة وهو ما يعزز إمكاناهتا وقدراهتا على دخول ميادين عمل جديدة والتوسع‬
‫أفقياً وعمودياً يف األعمال واخلدمات اليت تقدمها‪ ،‬كما أ ن املصارف الكبرية هي أقدر من املصارف الصغرية على متابعة اجلهد‬
‫التحديثي املكلف جداً خاصةً يف العمل بنكي اآلخذ يف التوسع‪ ،‬واملقصود هنا التطورات السريعة يف جمال تقدمي اخلدمات واملنتجات‬
‫بنكية والعمليات الداخلية‪ ،‬واالستثمار يف التكنولوجيا اخلاصة باملعلومات واالتصاالت‪ ،‬واملوارد البشرية‪ ،‬واالرتباط بالعامل اخلارجي‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬تعزيز القدرة التنافسية‪ :‬ان تعزيز القدرة التنافسية ال تعين فقط امتالك مزايا تنافسية أفضل قائمة على جمموعة الوفورات الداخلية‬
‫أو اخلارجية أو اإلدارية النامجة عن الدمج‪ ،‬ولكن وهو األهم امتالك الكيان املندمج القدرة على حتقيق مزيد من الدقة الفائقة يف‬
‫عملياته‪ ،‬ومزيد من السرعة الفائقة يف معامالته‪ ،‬وأيضا املزيد من فاعلية تلبية وإشباع رغبات وحاجيات العمالء‪.‬‬
‫‪ -‬تسريع خطى النمو‪ :‬من خالل عمليات التملك والدمج تستطيع املصارف االستفادة من فرص األعمال املتاحة عرب متلك‬
‫مصارف ذات تقومي أقل‪ ،‬مما يتيح للمصارف األوىل االستفادة من ميادين عمل جديدة أو توسيعها‪ ،‬األمر الذي يسرع ويقوي‬
‫إمكانات منو هذه املصارف فتملك أحد املصارف ملصرف أو أكثر من املصارف القائمة وإن كان يف تصنيف أقل إال أنه يظل‬
‫مصرفاً له موارده وحجم نشاطه وحصته السوقية وعمالئه‪ ،‬واليت ستؤول مجيعها إىل رصيد ذلك املصرف مما يعزز من مكانته ويسرع‬
‫من وترية منوه‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إيجابيات االندماج البنكي‬
‫اإليجابيات المستهدفة من عمليات االندماج البنكي‬
‫‪ -‬احلصول على مزايا اقتصاديات احلجم والسعة والنطاق املرتتبة على زيادة أعمال وأنشطة البنك وعملياته املختلفة وبالتايل تناقص‬
‫نصيب الوحدة من العمليات اليت تقوم هبا من عناصر التكاليف الثابتة وبالتايل اخنفاض جانب من التكاليف الكلية بشكل ملموس‬
‫تبعا لذلك‪ ،‬وبالتايل ينعكس إجيابيًا على معدالت رحبية البنك‪.‬‬
‫مع زيادة وكرب العوائد واإليرادات ً‬
‫‪ -‬زيادة قدرة البنك على فتح فروع جديدة داخلية وخارجية وعلى توسيع حجم الفروع احلالية واالرتقاء بدرجتها وصالحيتها وزيادة‬
‫قدرهتا على خدمة أنشطة أكرب وعدد عمالء أكرب ومن مث امتالك قدرة كبرية على االنتشار اجلغرايف‪ ،‬وهو ما حيقق للبنك املندمج‬
‫التغطية اجلغرافية والتنوع لألنشطة‪.‬‬
‫‪ -‬تقليل املخاطر‪ :‬ذلك أنه يف ظل سياسات التحرر وانفتاح األسواق ترتفع درجة املخاطر وتزداد سرعة انتقاهلا بني األسواق‪ ،‬مبا‬
‫يعرض املصارف الصغرية بصورة خاصة ملخاطر التعثرواإلفالس‪.‬‬
‫زيادة قدرة البنك بعد عملية االندماج على االنفاق على البحوث والدراسات وإجراء عمليات التطوير والتحديث والتحسني وإدخال‬
‫التكنولوجيا بنكية املتطورة واستخدام احلاسبات اإلليكرتونية‬
‫واالرتقاء باملهارات والقدرات البشرية مبا يؤدي إىل حتقيق مستويات مرتفعة يف العملية بنكية‪.‬‬
‫‪ -‬تكوين كيانات ضخمة تعمل وفقا ملتطلبات التعامل يف أسواق املال الدولية يف ظل االجتاه إىل عوملة األسواق مبا يتيح هلا القدرة‬
‫على املنافسة حمليا وخارجيا‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة رأس مال البنوك املندجمة‪ ،‬مبا جيعلها أقل تأثراً باملشاكل اليت قد تتعرض هلا‪ ،‬وميكنها من ترويج االستثمار وإدارة العمليات‬
‫بنجاح‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬تنامي القدرات التسويقية‪ ،‬مع زيادة قدرة البنوك على جذب الودائع واالحتفاظ هبا بتكلفة أقل‪.‬‬
‫تعزيز القدرة التنافسية المتالك الكيان املندمج القدرة على حتقيق مزيد من الدقة‪ .‬والسرعة الفائقة يف عملياته‪ ،‬ومزيد من الفاعلية‬
‫اإلشباعية للمتعاملني معه‪ ،‬ومن مث حيازة نصيب متنام ومتزايد يف السوق بنكي وامتالك مكانة متقدمة فيه‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة القدرة على االستثمار يف جمال التكنولوجيا بنكية واملالية‪ ،‬خاصة االستثمار يف الوسائل املعلوماتية ووسائل االتصال املتطورة‬
‫مبا يكفل استخدامها يف زيادة اخلدمات بنكية ورفع مستوى القائم منها مع خفض التكلفة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬السلبيات المحتملة لالندماج بنكي وطرق الحد منها‬
‫يرفض بعض االقتصاديني وبنكيني الدمج بنكي وذلك للعديد من األسباب لعل من أمهها ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬سلبيات االندماج البنكي‪:‬‬
‫‪ -‬تراخي الرقابة واإلشراف نتيجة االعتقاد أن ضخامة هذه البنوك حتول بينها وبني االهنيار‪ ،‬إال أنه يتعني أن يكون العكس‬
‫صحيحاً‪ ،‬حيث جيب تشديد وإحكام الرقابة يف حالة الدمج وتكوين وحدات مالية ضخمة‪.‬‬
‫‪ -‬اهنيار أي من املؤسسات الكبرية احلجم يعرض اجلهاز املايل بأكمله للخطر‪ ،‬حيث أن اهنيارها حيدث خسائر يف مؤسسات‬
‫أخرى بشكل مباشر‪ ،‬األمر الذي يؤدي إىل سلسلة من اخلسائر يف مؤسسات أخرى بفعل أثر العدوى‪ ،‬فوجود مثل هذه املؤسسات‬
‫يشكل خطر على سالمة وأمان اجلهاز املايل كما هو احلال يف بعض دول آسيا‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة مزج الثقافات وأساليب العمل لنوعيات خمتلفة من املصارف واملؤسسات املالية‪ - .‬احتكار عد حمدود من البنوك للسوق‬
‫بنكي وما يرتتب عليه من غياب دوافع التجديد والتطوير يف اخلدمات بنكية وحتديد أسعار اخلدمات بصورة مبالغ فيها‪ ،‬وهو ما‬
‫يؤثر سلباً على العمالء والنشاط االستثماري بصفة عامة‪.‬‬
‫‪ -‬تنامي احتمال إقصاء أعداد كبرية من العمالة بنكية‪ ،‬يف ظل السعي للوصول للحجم األمثل للعمالة‪.‬‬
‫‪ -‬احتماالت تزايد الروتني اإلداري بالبنوك واالجتاه حنو املركزية يف القرارات بنكية مما قد خيفض أو حيد من كفاءة البنك‪.‬‬
‫احتماالت رفض العمالء التعامل مع البنك اجلديد خالفًا لبنكهم األصلي‪ ،‬ذلك أنه يوجد نوعية من العمالء تفضل التعامل مع‬
‫بنك صغري احلجم يتمتعون فيه برعاية أكرب العتبارهم من كبار العمالء يف هذه البنوك وهو ما ال يتوافر يف البنوك الكبرية‪.‬‬
‫إلغاء بعض الفروع بالبنوك حتقيقا للدمج بنكي‪ ،‬وذلك يف إطار التنسيق اجلغرايف للفروع مما قد يسبب فقدان العالقات املهنية بني‬
‫عمالء املناطق ومديري الفروع‪.‬‬
‫‪ -‬األعباء والتكاليف املالية اليت ميكن أن يتحملها البنك الدامج إلعادة هيكلة البنك املدموج إذا كان األخري يعاين من التعثر‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬التأثري السليب على منط اإلدارة خاصة يف مراحل الدمج األوىل نتيجة ختوف بعض املديرين بالبنوك من فقدان وظائفهم أو تغيري‬
‫درجاهتم الوظيفية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬ارتفاع معدل الضرائب على األرباح بنكية كنتيجة للدمج الذي حيقق زيادة يف األرباح‪.‬‬
‫‪ -‬قضية العمالء املتعثرين عن السداد يف كل بنك‪ ،‬كيف يتم تصفية مراكز العمالء بعد عملية الدمج‪ ،‬وما هو موقف اإلدارة‬
‫اجلديدة للبنوك املندجمة بشأن قضية الديون املتعثرة واملشاكل اليت سوف تثار بشأهنا وحتميل اإلدارة القدمية مسئولية تلك الديون من‬
‫عدمه‪.‬‬
‫‪ -‬احلد من االختيارات املتاحة أمام العمالء وارتفاع معدالت الرسوم بنكية نتيجة الرتكز يف الصناعة بنكية املرتتبة على عملية‬
‫االندماج بنكي‪.‬‬
‫‪ -‬تعقد الدورة املستندية واإلدارة الورقية حىت يف ظل تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬ومن مث صعوبة إرضاء مجيع العمالء‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تدارك األخطاء وتراكم االحنرافات وتصحيحها يف حينها الناجتة عن إخفاء املعلومات والبيانات عند عملية االندماج قد‬
‫يؤدي إىل زيادة املخاطر‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة التسويق بنكي لتباعد االتصاالت بني العمالء واملراكز الرئيسية للبنك بعد علمية الدمج‪.‬‬
‫‪-2‬طرق التقليل من مخاطر االندماج‪:‬‬
‫للحد من خماطر االندماج البنكي‪ ،‬جيب على املؤسستني بنكيتني املندجمتني واجلهات الرقابية اختاذ تدابري واسرتاتيجيات مناسبة‪،‬‬
‫وجب اختاذها للحد من خماطر االندماج البنكي‪:‬‬
‫تقييم متأني للمخاطر‪ :‬جيب أن يتم إجراء تقييم متأن للمخاطر احملتملة والتحديات املرتبطة باالندماج‪ ،‬مبا يف ذلك خماطر‬
‫السوق واالئتمان والتشغيل والقانونية والتكنولوجية‪.‬‬
‫وضع خطة محكمة‪ :‬ينبغي وضع خطة حمكمة تشمل أهداف االندماج واإلجراءات الالزمة لتحقيقها‪ ،‬وجيب أن تكون هذه‬
‫اخلطة شفافة ومتوافقة مع أهداف البنك وغايته من عملية االندماج‪.‬‬
‫تقييم األصول وااللتزامات‪ :‬يتعني تقدمي تقييم دقيق لألصول وااللتزامات املالية للمؤسستني املندجمتني‪ ،‬مبا يف ذلك القروض‬
‫الرديئة واألصول املتعثرة‪.‬‬
‫ضمان التوافق التنظيمي‪ :‬جيب ضمان أن االندماج يتوافق مع اللوائح والتشريعات بنكية والضروريات القانونية‪ .‬جيب العمل‬
‫بشكل وثيق مع اجلهات التنظيمية املعنية‪.‬‬
‫إعداد فرق تنفيذية‪ :‬ينبغي تشكيل فرق تنفيذية إلدارة عملية االندماج وتكامل العمليات‪ .‬جيب أن تكون هذه الفرق مسؤولة‬
‫عن ختطيط وتنفيذ اإلجراءات الضرورية‪.‬‬

‫‪ 1‬بنك مصر‪ ،‬أوراق بنك مصر البحثٌة‪ٌ ،‬‬


‫عمالت الدمج واالستحواذ املصرف وأثرها على القطاع املصريف واالقتصاد القومي‪ ،‬العدد اخلامس‪ ،9111،‬ص‪.91‬‬
‫‪7‬‬
‫توظيف استشاريين مستقلين‪ :‬ميكن استخدام خرباء مستقلني أو شركات استشارية للمساعدة يف تقدمي تقييم حمايد وخربة‬
‫خارجية‪.‬‬
‫توجيه موظفي البنك‪ :‬جيب توجيه وتدريب موظفي البنوك على التكامل السلس للعمليات املتعلقة باالندماج البنكي‪.‬‬
‫تفعيل خطة طوارئ‪ :‬جيب تطوير خطة طوارئ تتضمن سيناريوهات خمتلفة ملواجهة أي مشكلة طارئة أثناء مرحلة االندماج‪.‬‬
‫متابعة مستمرة‪ :‬جيب القيام مبراقبة ومتابعة مستمرة ألداء االندماج وضمان حتقيق األهداف احملددة من عملية االستحواذ‬
‫واالندماج‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫تعقيدا وحتديًا‪ .‬جيب على البنوك أن تكون حذرة ومستعدة للتكيف مع التغريات‬
‫أن العوملة املالية قد جعلت أعمال البنوك أكثر ً‬
‫السريعة يف البيئة املالية العاملية وإدارة املخاطر بفعالية للمحافظة على استدامة عملياهتا وحتقيق النجاح يف هذا السياق العاملي املتغري‪،‬‬
‫وإن اعتماد اسرتاتيجيات االندماج واالستحواذ البنكي أصبحت ضرورة ملحة خالل العقدين األخريين على كافة األصعدة‪ ،‬ورغم‬
‫كوهنما من إحدى االسرتاتيجيات اهلامة اليت يتعني أن تلتفت اليهما كافة الشركات بصفة عامة‪،‬‬
‫نستنتج يف ختام هذا البحث ان االندماج واالستحواذ البنكي عملية اسرتاتيجية هامة يف قطاع اخلدمات املالية‪ .‬هتدف هذه‬
‫العمليات إىل توحيد موارد مؤسسات مالية خمتلفة لتعزيز تنافسيتها وتوسيع نطاق خدماهتا‪ .‬وبالرغم من الفوائد احملتملة مثل حتسني‬
‫الكفاءة وزيادة األرباح‪ ،‬فإهنا تواجه حتديات مثل التنظيم واملخاطر املالية‪ .‬جيب على املؤسسات املالية دراسة جيدة ومناقشة‬
‫مستفيضة للتأكد من جناح هذه العمليات وحتقيق الفوائد املتوقعة واحملافظة على استقرار النظام املايل‪ .‬تظل إدارة عمليات االندماج‬
‫دائما يتطلب احلذر والتخطيط الدقيق لضمان حتقيق األهداف املستهدفة ومنع املخاطر غري املرغوبة‪.‬‬
‫حتدا ً‬
‫واالستحواذ البنكي ً‬

‫‪8‬‬

You might also like