Professional Documents
Culture Documents
ملخص
أصبحت ظاهرة اإلدمان آفة العصر ،واستفحل خطر ما بني خمتلف فئات وطبقات اجملتمع ،إذ أصبحت تشكل
مصدر قلق سواء بالنسبة للحكومات أو اجملموعات الدولية يف مجيع أحناء العامل مع وجود بعض التفاوت بني
البل دان يف حجم وخط ورة املش كلة تبع ا لل وعي االجتم اعي الس ائد وت وفر اإلرادة القوي ة وجتني د اإلمكاني ات
للتصدي هلذه الظاهرة اخلطرية ،ومت جتدر اإلشارة إليه هو أن ظاهرة اإلدمان على املخدرات قد ألقت بظالهلا
على اجملتمع اجلزائري وهذا بالنظر للوض ع اجلغرايف والسياسي والتطورات اليت طرأت على احلي اة االجتماعية
والثقافية واالقتصادية وكذلك غياب ثقافة التعامل مع املتغريات املفاجئة والعنيفة اليت حتدث يف اجملتمع.
Abstract :
The phenomenon of addiction has become the scourge of the age and the danger
among the various classes and strata of society has become a source of concern
both for Governments and international groups around the world, with some
differences between countries in the magnitude and seriousness of the problem, The
phenomenon of drug addiction has cast a shadow over Algerian society,
considering the geographical and political situation and the developments in social,
cultural and economic life, as well as the lack of a culture of dealing with the
variable. Sudden and violent occurring in society.
تعترب ظاهرة اإلدمان على املخدرات من اآلفات اليت تعاين منها العديد من دول العامل ،فهي تنتشر بشكل كبري
وخمي ف يف اجملتم ع اجلزائ ري ،خاص ة يف أوس اط الش باب والش ابات ،والكب ار والص غار ،وطلب ة املدارس
واجلامعات...
ومما يبعث على اخلوف والقلق هو التزايد الكبري على اإلدم ان على املخ درات واملؤثرات العقلية بشكل واسع
خاص ة يف اآلون ة األخ رية ...ه ذا كل ه جع ل (مافي ا) املخ درات تعم ل على ت رويج ش ائعات ودعاي ات مغرض ة
حول قدرة احلشيش واملخدرات واملؤثرات العقلية على إحداث الراحة ،واالسرتخاء ،والنشوة ،وزيادة القدرة
اجلس مية والق درة اجلنس ية وم ا ش ابه ذل ك ...يف ض وء اتس اع دائ رة التع اطي واالجتار فيه ا وهتريبه ا ،وعالقته ا
مبختلف اجلرائم من عنف وسرقة والشذوذ اجلنسي ،وجرائم أخرى من هذا النوع أكثر تأثريا وخطورة على
أمن وس المة اجملتم ع ،وه ذا م ا نالحظ ه من تق ارير وتص رحيات األجه زة األمني ة والقض ائية أن أغلب اجلرائم
املرتكبة من قتل واعتداء على األموال واألنفس ،إمنا تقع حتت تأثري املخدرات ومن هنا تتبني لنا أن هذه اآلفة
عبارة عن سالح هدام يهّد د البشرية ،ألنه يتسلل إىل مجيع أفراد اجملتمع بأساليب خمتلفة ويعمل على سلب إرادة
األفراد ،والسيطرة على عقوهلم وقدراهتم بأبسط الطرق واألساليب.
غالبا ما جند يف تعريفات املخدرات نوعا من الّلبس والتداخل يف معىن الكلمة وتعريفها ،ويف حتديد ما هو خمّد ر
وم ا ه و غ ري خمّد ر ،وأحيان ا يك ون هن اك اختالف يف التعري ف حس ب اجملال العلمي ،فهن اك التعري ف اللغ وي
والتعريف العلمي ،ولتعريف القانوين ،والتعريف الديين والتعريف الطيب.
وبشكل عام جاء يف معاجم اللغ ة العربية (القاموس احمليط) شرح واف ملعىن املخ ّد ر ،وهي كلمة مشتقة من
(خدر) ،واملخدر يف اللغة :هو املفرّت 1الذي يؤدي إىل الفتور أو إىل الكسل أو االسرتخاء ،أو إىل النعاس والثق ل
يف األعضاء.
1
هاني عرموش" ،المخدرات :التعريف ،اإلدمان ،العالج ،دار النفائس ،بيروت ،1993 ،ص.11
وبشكل عام ،تع ّر ف املخ ّد رات بأهنا كل م ادة طبيعية أو مستحضرة يف املصانع ،من شأهنا إذا استخدمت يف
غ ري األغ راض الطبي ة أو الص ناعية املوجه ة أو الرش يدة أن ت ؤدي إىل حال ة من التع ود واإلدم ان ،ال ذي يض ر
بالصحة اجلسمية والنفسية للفرد وللمجتمع ،أو هي مواد تسبب لإلنسان (واحليوان) فقدان الوعي بدرجات
متفواتة ، 2وهي مواد كيميائية تسبب النوم والنعاس ،وغياب الوعي ،املصحوب بتس كني األمل ،أو تس بب التنبي ه
الزائد ،واهللوسة وزيادة النشاط...
يعم ل اجلانب العلمي والط يب على إعط اء تعري ف دقي ق للمخ درات جيم ع في ه مجي ع ت أثريات النفس ية
واجلسدية والعقلية على مستعمليه.
فتذكر املخ درات هي م واد منشطة نفس يا بإمكاهنا إحداث آثار نفسية على جسد املتع اطي ،كم ا أهنا تعرفها
بأهنا عقاقري املستخلصة من النباتات أو احليوانات أو مشتقاهتا أو مركب من املركبات الكيميائية واملشروبات
الكحولية اليت تؤثر سلبا أو إجيابا على الكائن احلي باإلضافة إىل األدوية املمنوعة وأدوية العالج املسموح هبا،
وهذه العقاقري تغري من حالة اإلنسان املزاجية ،ويعتمد عليها اإلنسان يف حياته بسبب خاصيتها املخدرة ،وليس
بسبب ضرورة عالج املرض الذي يستوجب تكرار استعمال دواء حمدد كأدوية مرضى السكري وأدوية خفض
الضغط الدموي ،وهذه املواد قد تكون مهلوسة أو منبهة لألعصاب ،وقد تكون مسكن لألمل وقد تلغيه هنائيا
ك األفيون ومش تقاته والكوك ايني ،وهي تس بب يف بعض األحي ان النع اس أو الن وم أو حتدث غي اب ال وعي
3
الكامل.
وتعرف أيضا بأهنا مواد تؤثر على اجلهاز العصيب املركزي ويسبب تعاطيها إىل حدوث تغريات يف وظائف املخ،
وتشمل هذه التغريات تنشيطا أو اضطرابا يف مراكز املخ املختلفة تؤثر على مراكز الذاكرة والتفكري والرتكيز
4
واللمس والشم والبصر والذوق والسمع واإلدراك والنطق.
2عادل الدمرداش" ،اإلدمان ،مظاهره ،وعالجه" سلسلة عالم المعرفة الكويت ،1982 ،ص .11
3دردار فتحي" ،اإلدمان " دون طبعة ،د.ت ،ص.36
4الفقي سعد" ،المخدرات واإلدمان ،الظاهرة والعالج" ،مركز اإلسكندرية للكتاب ،اإلسكندرية ،2006ص.31
انطالق ا من التع اريف الطبي ة للمخ درات ع رف االجتاه الق انوين املخ درات بأهنا ك ل م ادة خ ام أو مستحض رة
حتتوي على مواد منبهة أو مسكنة من شأهنا إذا استخدمت يف غري األغراض الطبية أن تؤثر على النشاط الذهين
واحلال ة النفس ية ملتعاطيه ا ،وت ؤدي إىل حال ة من اإلدم ان عليه ا مما يض ر ب الفرد جس ميا ونفس يا واجتماعي ا
5
واقتصاديا.
وع رفت ك ذلك بأهنا جمموع ة من املواد تس بب اإلدم ان وتس مم اجله از العص يب ،وحيظ ر ت داوهلا أو زراعته ا أو
تصنيعها إال ألغراض حيددها القانون وال تستعمل إال بواسطة من يتم الرتخيص له 6بذلك من أجل حص ر مجي ع
املواد ذات اخلصائص املعينة كيميائيا وفيزيولوجيا ،مما يسمح مستقبال باكتشاف مواد خمدرة تدخل حتت املراقبة
واحلضر.
وقد جاء القانون اجلزائري الذي جعل جرمية املخدرات تستمد شرعيتها من قانون العقوبات وهو املتعلق حبماية
الص حة وترقيته ا يف نص ق انون رقم 05-85 :املؤرخ يف 16فيف ري 1985يف م واد 243 ،242 ،190
باحلبس وغرامات املالية إذ تنص املادة 243على ما يلي" :يعاقب باحلبس من عشرة 10إىل 20عشرين سنة
وبغرام ة مالي ة ت رتاوح من 5000دج إىل 10.000دج ال ذين يص نعون بص فة غ ري ش رعية املخ درات أو
حيضروهنا أو حيولوهنا أو يستوردوهنا أو يتولون عبورها أو يصدروهنا أو يستودعوهنا أو يقومون بالسمسرة فيها
7
أو يبيعوهنا أو يرسلوهنا أو ينقلوهنا أو يعرضوهنا للتجارة بأي شكل كان".
هناك اعتقاد خاطئ يف اجملتمعات اإلسالمية بأن اهلل حرم اخلمر ولكنه مل يرد نص ال يف القرآن أو السنة وال يف
أق وال الص حابة م ا حيرم املخ درات وتعاطيه ا ،ه ذا كل ه جع ل بعض األف راد داخ ل اجملتم ع يقوم ون مبختل ف
واجب اهتم الديني ة لكنهم ال جيدون س ببا مقنع ا المتن اعهم عن املخ درات رغم إدراكهم مبخاطره ا ،فق د ق ال
رسول اهلل ص لى اهلل عليه وس لم" :آن من احلنطة مخرا ومن الشعري مخرا ،وأنا أهنا حلم عن مسكر ،وما أسكر
كثريه فقليله حرام"
8
وقال أيضا" :كل مسكر حرام"
يعرف اإلدمان يف الطب بأنه "امليل الشديد إىل الكحول أو إىل املخدر ،ونشوء عادة استعماله بصورة ملّح ة،
واعتباره شيئا ال يستغىن عنه ،وحبيث يتطلب ذلك من الفرد املدمن تعاطي مقادير متزايدة منه ،وذلك للحصول
9
على التأثري املطلوب.
وتظه ر أع راض اإلدم ان عن دما يص ل الف رد إىل مرحل ة التس مم املزمن ال ذي ي ؤثر ب دوره يف النش اط العقلي
والنفسي واجلسمي واملهين واألسري واالجتماعي ...كما تظهر هذه األعراض عندما يتوقف الفرد املدمن عن
تعاطي املادة أو عندما تنقص املادة اليت يتعاطاها بصورة كبرية ،وتسمى هذه بأعراض االنسحاب.
ويف عام ( )1964أصدرت منظمة الصحة العاملية ( )W.H.Oتعميما استبدلت فيه كلمة اإلدمان بعبارة
"االعتماد على العقاقري" أي أن كلمة إدمان تعين االعتماد على العقاقري أو سوء استعمال العقاقري ،مبعىن سوء
االستعمال الذي يتم من دون رأي الطبيب أو االختصاصي.
وتعرف منظمة العاملية للصحة اإلدمان 10بأنه "حال ة نفس ية أو عض وية تنتج عن تفاع ل العق ار يف جس م الك ائن
احلي ،وينتج عن عملية اإلدمان ما يسمى بالتعلق أو االعتماد ،كما ينتج عن ذلك أمناط سلوكية واستجابات
خمتلفة تشمل الرغبة يف التعاطي وزيادة اجلرعة لإلحساس باآلثار النفسية املطلوبة".
9فيصل محمد خير الزواد" ،األمراض العصابية والذهانية واالضطرابات السلوكية" ،دار القلم ،بيروت ،1984 ،ص.73
10جوي موزير" ،البرامج والمشاكل المتعلقة باالعتماد على الكحول والمخدرات" ،منظمة الصحة العالمية ،جنيف ،1974 ،ص.411
وكذلك عرف اإلدمان من قبل منظمة الصحة العاملية بأنه" :حالة من التسمم الدوري أو املزمن الضار بالفرد
وباجملتمع ،وينشأ ذلك عن االستعمال املتكرر للعقار الطبيعي أو املصنع ،ويتصف ذلك بنشوء حاجة أو رغبة
ملحة ال ميكن قهرها أو مقاومتها لالستمرار يف تناول العقار والسعي اجلاد للحصول عليه بأي وسيلة ممكنة،
ولتجنب اآلثار املزعجة املرتتبة عن عدم توفره ،كما يتصف ذلك بامليل حنو زيادة كمية اجلرعة ،ويسبب ذلك
حال ة من االعتم اد النفس ي أو العض وي على العق ار وق د ي دمن املتع اطي على أك ثر من م ادة واح دة ،كم ا أن
أعراض اإلدمان ختتلف بصورة كبرية من مادة إىل أخرى ،بسبب التأثري الفارماكو ديناميكي للمادة.
ويرى بعض الباحثني 11أن عملية اإلدمان ختتلف عن عملي ة التع ود يف أن التع ود حال ة نفس ية مزاجي ة أو عقلي ة،
تنش أ من خالل رغب ة إرادي ة واعي ة لتع اطي العق ار أو التع ود علي ه ،واالنقط اع من مرح ة التع ود ال ي ؤدي إىل
أع راض س حب العق ار ال يت يتع رض إليه ا املدمن ،يض اف إىل ذل ك أن الف رد يف حال ة التع ود ال يزي د اجلرع ة
لسنوات ،إال أن هذه املرحلة من التعود قد تتطور إىل حالة اإلدمان.
املخ درات يف ح د ذاهتا جرمية من أعظم اجلرائم ،ت ؤدي إىل هالك العق ل واجلس م والنفس واملال واألف راد
واجملتمعات ،فكل القوانني سواء كانت وضعية أو شرعية حترم املخدرات ملاهلا من تأثري سليب على احلياة النفسية
واالجتماعية والعقلية للفرد ،فهي تؤدي إىل فقدان سيطرة املتعاطي أو املدمن على االنفعاالت املختلفة مما جيعله
ال يستطيع التحكم يف سلوكياته وال غرائزه الدافعة حنو السلوك االجرامي مبختلف أشكاله.
يرى أصحاب هذا االجتاه بأن املخدرات تؤدي إىل ارتكاب اجلرائم بشكل أو بآخر مباشرة أو بدون مباشرة
وهو ما سنبنيه يف الدراسات التالية:
ق ام "بس كر" يف حبث ه على عين ة تتك ون من 1000حال ة من املدمنني للمخ درات من ن زالء مستش فى الع ام
بواشنطن عام ،1943حيث درس تارخيهم اإلجرامي قبل اإلدمان وبعده.
11عدنان الدوري" ،أساليب الجريمة وطبيعة السلوك اإلجرامي" ،مطبوعات جامعة الكويت ،1973 ،ص.911
وتوص ل إىل نس بة %75من ه ذه احلاالت مل يس بق هلم ارتك اب اجلرائم قب ل اإلدم ان وإمنا ارتكبوه ا بع د
12
اإلدمان.
درس الدكتور "فوجل" عددا كبريا من األحداث املدمنني نزالء املستشفى العام بواشنطن عام ،1937وتوصل
من هذه الدراسة إىل نسبة %67من هؤالء األحداث ختلو حياهتم من اإلجرام قبل اإلدمان وإمنا قاموا هبا بعد
ذلك.
كتب ال دكتور وول ف يف كتاب ه بعن وان "احلش يش يف أمريك ا الالتيني ة" وبني العالق ة املوج ودة بني املخ درات
واجلرمية ،إذ بني ب أن احلش يش يعم ل على تض خيم املش اعر واالنفع االت واالجتاه ات الداخلي ة أي أن املتع اطي
يشعر بدوافعه النفسية الكامنة ،كما تثار وتتضخم ختيالته إىل أقصى درجة وهو حتت تأثري املخدر ،وهنا يقع
األفراد ذوو االجتاهات العدوانية يف اجلرمية ،ذلك ألن مشاعرهم تتضخم ،فضال عن حتررهم من الكف والضبط
الطبيعي عندهم .ومن مث يفسد حكمهم على األشياء ويندفعون حنو ارتكاب اخلطأ واجلرمية.13
ويدكر "وولف" على رأيه بآراء الكثري من األطباء العقليني الذين أكدوا بأن احلشيش كباعث للعنف واجلرمية،
كما برهن "وولف" باملالحظة العامة املعروف يف الربازيل وهي أن املدمنني ينصحون املبتدئني من باب الوقاية
أال يتناولوا املخدر يف حضرة أشخاص ال يستلطفوهنم ،جتنبا للوقوع يف نقاشات وخالفات مثرية قد تدفع إىل
الشعور بالتحدي املتوهم ألتفه األسباب ومن مث قد حيدث من النتائج العنيفة ما ال حتمد عقباه.
ويضيف الدكتور "وولف" وبناء على مالحظاته ،أن احلشيشيثري الدافع اجلنسي اثارة غري طبيعية ،حبيث كثري ما
يدفع إىل اجلرائم واالحنرافات اجلنسية ،وينتهي إىل التأكيد بأن املخدر يطلق سراح امليول الالشعورية يف الفرد،
وأم ا عن رد الفع ل املباش ر للتخ دير فه و الش عور بالراح ة واملرح وه و ش عور وق يت ك اذب يتح ول بس هولة إىل
مشاعر عدوانية هتمل معها القدمي واألخالق واملعايري االجتماعية والضوابط القانونية والدينية.
12
Pescormj : « AstatisticalAnalysis of the clinical records of hospitalised dry Addicts » supplement n° 143
washingtongouverment printing office 1943.
13
Wolff p.o « Marihuna in latin AmericaLincorepress, washington 1948, pp 23.28.
-اإلتجاه القائل بعد سببية المخدرات للجريمة:
14
/دراسة الطبيب "برومبرغ"Bromberg
يرى طبيب األمراض العقلية "برومربغ" أن احلشيش ال يعمل على خلق اجلرمية أو تشجيعها ،وقد توصل إىل
ه ذه النتيج ة على أس اس مالحظ ات الب احثني للم دمنني يف الس جون والعي ادات ،وك ذلك على أس اس بعض
التجارب اإلكلينيكية على املساجني ونزالء املستشفيات.
احتك الطبيب بورهيل بالسكان األصليني جلنوب افريقيا ،وذلك أثناء عمله كطبيب لبعض شركات املناجم،
كما قام بإجراء جتارب علمية على مرض املدمنني من نزالء مستشفى مدينة "بريتوريا" ،Pretoriaومن هذه
الدراس ة مل يس تطع أن خيرج ب رأي فاض ح يف العالق ة بني اإلدم ان واجلرمية حيث وج د من دراس ة ت اريخ حي اة
املرض ى املدمنني أن نس بة %36منهم ك انوا خط را على الن اس قب ل دخ ول املستش فى ونس بة %13ك انوا
أخطر على املمتلكات أي نسبة %49من املرضى املدمنني حيملون تارخيا عدوانيا وأن نسبة %51مل يكونوا
15
كذلك وهذه النسب املتكافئة ال تعين ارتباط املخدر باجلرمية.
درس الدكتور بوكيه موضوع احلشيش يف بلدان مشال افريقيا وحوض البحر األبيض املتوسط ،وقدم يف هذا
الش أن تقري را إىل هيئ ة األمم املتح دة يتض من عالق ة احلش يش باجلرمية ،رغم أن ه اع رتف بوج ود عالق ة م ا بني
املخدرات واجلرمية عند بعض دول العامل خاصة الواليات املتحدة األمريكية ،حيث أن "بوكيه" يرى أن هذه
النتيج ة ال تنطب ق على بل دان مشال إفريقي ا وح ىت دول الع امل اإلس المي كك ل ،حيث ق د ثبت ل ه من حبوث ه
ودراس اته ومالحظات ه أن اجلرائم قليل ة يف ه ذه البل دان وح ىت وإن وج دت فهي قليل ة ال تع دو بس رقات تافه ة
وأفع ال بس يطة كم ا ت بني ل ه أن ه يف ه ذه البل دان ،غالب ا م ا ترتب ط املش اجرات وأفع ال العن ف ب اخلمر أك ثر من
16
ارتباطها باملخدر.
خاتمة:
14
Bromberg w and nodgers « marihuana and agressive crime » Journal of psychiatry 1949 pp 825.827
15المغربي سعد" ،ظاهرة تعاطي الحشيش" دار الراتب ،بيروت ،لبنان ،1984ص.149
16نفس المرجع ،ص.150
إن املخ درات تعم ل على الت أثري يف احلال ة الذهني ة لإلنس ان ،مما ي ؤدي إىل اإلخالل حبال ة الت وازن ال ذهين ل ه،
باإلض افة إىل الت أثري يف اجله از العص يب املرك زي ،وإح داث تغ ريات يف وظ ائف املخ وكش ف االجتاه ات
الالشعورية والغرائز الطبيعية كما هي دون تعديل أو هتذيب ويتميز تكرار تعاطي هذه املواد اخلطرة إىل ضمور
الدماغ وإىل حدوث حاالت اجلنون ،والتأثري على اجلهاز العصيب والنفسي والعضوي للمدمن ،وبالتايل ميكن أن
يرتكب املدمن أفعاال تتعارض مع القانون والقيم األخالقية واالجتماعية ،كارتكاب اجلرائم جبرأة دون خوف
من العقوبة ،كما خيلق ذلك متاعب أسرية ومهنية ،مما جيعلها عوامل مساعدة على اإلجرام ومسهلة لالحنالل
والتخلف االجتماعي املؤدي إىل انتشار اجلرمية.
الهوامش:
هاين عرموش" ،املخدرات :التعريف ،اإلدمان ،العالج" ،دار النفائس ،بريوت ،1993 ،ص.11 )1
عادل الدمرداش" ،اإلدمان ،مظاهره ،وعالجه" ،سلسلة عامل املعرف . )2
دردار فتحي " ،االدمان " دون طبعة ،د.ت ،ص36 )3
الفقي سعد "،املخدرات و االدمان ،الظاهرة و العالج " ،مركز االسكندرية للكتاب ،االسكندرية )4
،2006ص31
رجب ابراهيم " ،احلشيش و مقارنته باخلمر " ،القاهرة ،د.ت ص21 )5
بوزي دي كم ال ،ظ اهرة املخ درات بني املخ اطر و العالج " ،جمل ة الص راط " ،كلي ة اص ول ال دين ، )6
جامعة اجلزائر ،ع ،2004 ،10ص 279
نصر الدين مربوك " ،جرمية املخدرات يف ضوء القوانني و االتفاقيات الدولية " دار هومة ،اجلزائر ، )7
،2007ص 29
عبد احلليم عويس " ،املخدرات و التدخني يف ضوء الفقه االسالمي ،دين و تراث "،د.ت ص35 )8
فيص ل حمم د خ ري ال زواد ،االم راض العص ابية و الذهاني ة و االض طرابات الس لوكية " ،دار القلم ، )9
بريوت ،1984 ،ص73
جوري م وزير ،الربامج و املش اكل املتعلق ة باالعتم اد على الكحول و املخ درات " ،منظم ة الص حة )10
العاملية ،جنيف ، 1974 ،ص 411
، مطبوع ات جامع ة الك ويت، " " اس اليب اجلرمية و طبيع ة الس لوك االج رامي، ع دنان ال دوري )11
911 ص،1973
149 ص،1984 لبنان، بريوت، "ظاهرة تعاطي احلشيش " دار الراتب، املغريب سعد )12