Professional Documents
Culture Documents
جامعة كربالء
كلية التربية للعلوم اإلنسانية
قسم اللغة اإلنكليزية
الدراسة المسائية
الدراسات األولية /بكلوريوس
اعداد الطلبة
صباح جاسم عبيد /مسائي/شعبة D
احمد علي يعكوب /مسائي /شعبة E
حنين عامر شمخي /مسائي /شعبة E
باشراف
م.م حسن إبراهيم المعموري
المحتويات
المقدمة -
الفصل األول -
مشكلة البحث واهميته -
اهداف البحث -
-1االرشاد
-2المرشد النفسي التربوي
-3الوقاية
الفصل الثاني
-أوال:المخدرات
-تصنيف المخدرات
-أسباب انتشار المخدرات
-العامل السياسي
-العامل االقتصادي
-عوامل نفسية
-العوامل االجتماعية
-مرحلة سقوط اإلدمان
ثانيا :انعكاسات صحية
ثالثا :انعكاسات اقتصادية
-دور المرشد النفسي
الفصل الثالث
-عرض النتائج ومناقشتها
الفصل الرابع
-التوصيات
المقترحات
-المصادر
المقدمة
تعد مشكلة المخدرات من أهم المشكالت التي تسبب خطرا ً بالغا ً يهدد مستقبل المجتمع الن لها
اثارا ً فردية واجتم اعية ويكلف المجتمع بسببها فقد جزء من ثروته ولقد عرفت البشرية منذ
أزمنة سحيقة ومن أالف السنين عبر الدهر بعض النباتات واإلعشاب فاستعملت كعالج أحيانا ً
وفي بعض الطقوس السحرية أحيانا ً أخرى وقد قامت زراعة بعض النباتات الستخالص المواد
الفعالة وتصنيعها بما يخدم ا إلغراض الطبية والعالجية وهي بذلك تعد من أقدم العقاقير التي
عرفها اإلنسان فقد عرف الحشيش منذ فج ر التاريخ وكان الغرض من زراعته استخدام الباقة
، 19(.في صنع الحبال ونسيج األقمشة كما استعمل كدواء ومسكن (سليم1994 ،
تعد أسيا الصغرى الموطن األصلي لشجرة الخشخاش ولك ن هذه الشجرة انتشرت منذ أزمنة
سحيقة في العراق وإيران ومصر وانتقلت بعد ذلك إلى أفغانستان وشبه القارة الهندية ومن ثم
انتقلت إلى بقاع مختلفة من العالم ..ويعد المثلث الذهبي (الوس،وتايالن د ،وبورم ا)والهالل
الذهبي (باكستان ،أفغانستان،إيران،تركيا)من اكبر مصادر نمو هذه الشجرة في العالم في الوقت
الراهن وقد تسربت هذه الشجرة إلى مناطق أخرى من العالم مثل المكسيك ولبنان واإلكوادور
وبيرو.
مشكلة البحث وأهميته :
تتنوع اإلمراض التي تدعى بإمراض العصر وتتعقد باستمرار والتوازي مع تقدم البشرية في
مجاالت التطور العلمي واالجتماعي ومختلف مجاالت الحياة األخرى .
فباإلضافة إلى اإلمراض الفيروسية والعضوية والنفسية هناك مرض تعاطي وإدمان المخدرات
( (.الهاشمي ، 2002 ،ص ) 1
لم يعد خافيا على احد إن خطر اإلدمان على الكحول والمخدرات والمؤثرات العقلية أصبح اليوم
يهدد امن وسالمة العديد من دول العالم ويعرضها إلى ضياع عدد كبير من شبابها والذي ينتهي
رحلتهم مع اإلدمان إما المرض أو إلى التشرد والجنون أو إلى الموت (.مجلس وزراء
) ،269,1993
ولقد اتفق المجتمع الدولي بمافيه المجتمعات العربية واإلسالمية على إن المخدرات أصبحت إحدى
اكبر المشكالت التي تواجه الدول قاطبة وباتت هاجسا مزعجا ومؤرقا يهدد األجيال المعاصرة من
الشباب ويتوعد األجيال القادمة منهم بأخطر اإلضرار .
وقد ازدادت في اآلونة األخيرة خطورة هذه الظاهرة خصوصا حين انتشرت في صفوف الشباب
بالخصوص (ذكورا ً وإناثاً)هذه الفئة التي تشكل عصب كل امة من األمم او مجتمع من المجتمعات.
وفي اآلونة األخيرة توسعت دائرة انتشارها أكثر من أي وقت مضى فشملت قاعدة عريضة من بني
اإلنسان كبيرة وصغيرة حتى ظهرت نتائجها الخطيرة فكثر الحديث عنها على مستوى مجموعة من
( الهيئات والمؤسسات (علمية وأكاديمية اجتماعية ،طبية ،أمنية) (لحمر 2006،1 ،
وفق تقرير األمم المتحدة لعام ( ) 2000عن ظاهرة المخدرات فقد وصل عدد الدول التي تعاني م ن
تعاطي المخدرات واإلدمان إلى ( ) 134دولة والتي تعرف بالدول المستهلكة للمخدرات أي إن
مواطنيها ورعاياها يستخدمون اويدمنون المخدرات كما تمر المخدرات وتعبر الحدود بين قرابة
) 170بلد حول العالم كما بلغ حجم االستثمار العالمي لتجارة المخدرات ( ) 500بليون دوالرا ً سن ويا ً )
( وهي تمثل المرتبة الثالثة من حجم التجارة العالمية بعد تجارة النفط والسالح(خطاب ) 55,2008 ،
ويبلغ ما نفقه الواليات المتحدة في عام 1986على ثمن المخدرات 60إلف مليون دوالر حسبما
ذكره الرئيس ريجان في بيان تلفزيوني في حملته ضد المخدرات
وإن ماتنفقه األمة الع ربية على الخمور والمخدرات ما قيمته 64إلف مليون دوالر سنويا
(البار )15,1998
إن تعاطي المخدرات واإلدمان عليها خاصة بين جيل الشباب في تزايد مستمر في جميع إنحاء
العالم فقد وصل عدد المتعاطين وفق احدث تقارير لألمم المتحدة لعام 2004إلى 185مليون متعاط
( بزيادة قدرها 5ماليين على التقرير السابق لعام ( 2003علي ) 9,2004 ،
وفي العراق فقد بلغ المدمنين ( ) 24000إلف مدمن مسجل حسب إحصائية الهيئة العراقية الوطنية
) 14سنة فما فوق مدمن في -لمكافحة المخدرات في عام 2005وهناك أكثر من إلف طفل ( 10
محافظة بغداد وحدها وان تق رير األمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات لسنة 2004يؤكد ان
العراق أصبح ممرا رئيسيا لتجارة المخدرات عبر العالم اما التقرير الصادر في بداية 2006عن
زيادة تجارة المخدرات في الحدود العراقية –الكويتية والحدود العراقية األردنية.
(الهاشمي)3,2002
أهداف البحث
يهدف البحث الحالي لإلجابة عن األسئلة اآلتية:
.1أنواع المخدرات وأسباب تعاطيها
.2اآلثار التي تتركها تعاطي المواد المخدرة
.3دور المرشد النفسي في الوقاية من تعاطي المخدرات
تحديد المصطلحات
.Counseling 1اإلرشاد
عرفه ببنسكي : 1954انه عملية مشتملة على التفاعل بين المرشد ومسترشد في
وضع خاص انفرادي تهدف مساعدة المسترشد على تغيير سلوكه حتى يتمكن من
إشباع حاجاته بطريقة مرضية.
تعريف بوركس وستنفلر 1979
هي عالقة مهنية بين المرشد نفسي متدرب ومسترشد بحيث تكون هذه العالقة عادة من
شخص إلى شخص ولو أنها أحيانا تشتمل على أ كثر من شخصين وقد بينت هذه العالقة
لمساعدة المسترشدين على فهم وتوضح نظرتهم لحياتهم وتعلم كيفية تحقيق أهداف تأكيد
الذات خالل اختيارات جيدة المعنى وخالل حل مشكالتهم (الزبون)36,1996 ،
:تعريف الجمعية األمريكية لعلم النفس 1981
عملية يقوم بها متخصص في علم النفس اإلرشادي وفق أسس نمو السلوك اإلنساني خالل
مراحل النمو لتنمية الجوانب االيجابية في شخصية الفرد وتوجيهها لتحقيق التوافق النفسي
خالل النمو ( )1981،Apa
هو احد أعضاء الهيئة التدريسية او المؤهل لدراسة مشكالت الطلبة التربوية والصحية
واالجتماعية والسلوكية من خالل المعلومات التي تتصل بهذه المشكلة سواء أكانت هذه
المعلومات متصلة بالطالب نفسه ام بالبيئة المحيطة لغرض تبصيره بمشكلته ومساعدته على
ان يفكر في الحلول المناسبة لهذه المشكلة او المشكالت التي يع ا ني منها واختيار الحل
المناسب الذي يطرحه لنفسه(وزارة التربية )10,1986 ،
:عرفها السفاسفة 2005
الشخص المؤهل المعد والمدرب للعمل في مجاالت اإلرشاد المختلفة :النمائي ،والوقائي
والعالجي يقدم خدماته اإلرشادية من خالل عالقة رسمية مهنية لمساعدة الطلبة في تحق يق
،أقصى مستويات النمو التي تسمح بها امكاناتهم وفق تخطيط منظم وهادف (السفاسفة )102,2005،
.Drugs 3المخدرات
المخدرات في اللغة مشتقة من الخدر وهوستر يمد للجارية في ناحية البي ت والمخدر والخدر :
الظلمة،والخدرة :الظلمة الشديدة ،والخادر:الكسالن ،والخدر م ن الشر اب والدواء :فتور يعتري
الشارب وضعف (العمار) 6,2006 ،
إما المخدرات اصطالحا ً ◙
عرفتها لجنة المخدرات في األمم المتحدة :بأنها كل مادة خام اومستحضر تحتوي -
على عناصر منومة أو مسكنة من شانها عند استخدامها في غير اإلغراض الطبية
أوالصناعية إن تؤدي إلى حالة من التعود أو اإلدمان عليها مما يضر بالفرد والمجتمع
جسمانيا ً أو نفسيا ً اواجتماعيا ً (الحميد)45,2004 ،
:عرفها أبرين واخرون 1992
أنها المواد (السائلة والمجففة أو الطيارة)التي تسبب تعاطيها في إحداث تعود نقس أو جسمي
أو كالهما معا ً مثل الكحول الهيروين الكوكايين الحشيش الما دة المهلوسة ،المهدئات المنشطات
(المشعان،احمد)18,2006 ،
:عرفها الدمرداش 1982
كل مادة طبيعية أو مستحضرة في المصانع من شأنها إذا استخدمت في غير اإلغراض الطبية
أو الصناعة الموجهة أو الرشيدة إن تؤدي إلى حالة من التعود واإلدمان الذي يضر بالصحة
الجسمية والنفسية للفرد والمجتمع أوهي مواد تسبب لإلنسان (والحيوان ) فقدان الوعي
بدرجات متفاوتة (أبو مغيضيب ،الزراد )15,2001 ،
Prevention -4 :الوقاية
يقصد بالوقاية من المخدرات اإلشارة إلى فعل مخطط تحسبا ً لظهور آفة المخدرا ت
وتطورها أو تناميها بوصفها مشكلة قائمة ويدخل في سبيل مواجهتها كافة اإلجراءات التي
تتخذها الدول باسم مكافحة عرض المخدرات سواء كانت اإلجراءات أمنية أو تشريعية والسعي
لخفض الطلب على المخدرات من خالل مشاريع وبرامج التوعية واتخاذ كافة اإلجراءات التي
تساعد شرائح المجتمع المختلفة على مواجهة آفة المخدرات ( .ألهاجري ،الحميدان )9,2006
الفصل الثاني
Drugsأوال ً:المخدرات
وفي بعض الطقوس السحرية أحيانا ً أخرى وقد قامت زراعة بعض النباتات الستخالص المواد
الفعالة وتصنيعها بما يخدم ا إلغراض الطبية والعالجية وهي بذلك تعد من أقدم العقاقير التي
عرفها اإلنسان فقد عرف الحشيش منذ فج ر التاريخ وكان الغرض من زراعته استخدام الباقة
في صنع الحبال ونسيج األقمشة كما استعمل كدواء ومسكن (سليم)19,1994 ،
تعد أسيا الصغرى الموطن األصلي لشجرة الخشخاش ولك ن هذه الشجرة انتشرت منذ أزمنة
سحيقة في العراق وإيران ومصر وانتقلت بعد ذلك إلى أفغانستان وشبه القارة الهندية ومن ثم
انتقلت إلى بقاع مختلفة من العالم ..ويعد المثلث الذهبي (الوس،وتايالن د ،وبورم ا)والهالل
الذهبي (باكستان ،أفغانستان،إيران،تركيا)من اكبر مصادر نمو هذه الشجرة في العالم في الوقت
الراهن وقد تسربت هذه الشجرة إلى مناطق أخرى من العالم مثل المكسيك ولبنان واإلكوادور
وبيرو.
أما األفيون فقد ذكرت دائرة المعارف البريطانية إن البشرية عرفت األفيون منذ أكثر من
4000عام قبل الميالد كما تد ل على ذلك الكتابات السوم رية التي عثر عليها ،وذكرت برديات
(إبرس)التي عثر عليها عام 1873إن الفراعنة قد استخدمو ا األفيون في المجال الطبي ،كما
ذكرته أقد فارما كوبيا للنباتات الطبية والتي كتبت حوالي سنة 1500قبل الميالد.
وتحدث د يسقوريدس في موسوعته الطبية في القرن الميالدي األول بإس هاب عن نبات
الخشخاش واستخداماته الطبية ،كما تحدث عنه أبو الطب (ابوقراط) (وجالينوس) واستفاض
في ذكره األطباء المسلمون مثل أبي بكر الرازي ،وعلي ابن سينا ،وابن البيطار،وهو صاح ب
أوسع دائرة معارف للنباتات الطبية في القرون الوسطى كما أفاض في ذكره وأثاره داوود
اإلنطاكي في تذكرته المشهورة(البار) 1998 ،71-91 ،
حتى بداية القرن العشرين لم تكن هناك أسس قانونية أو رقابية دولية على تحركات المخدرات
وتداولها واعتمدت الحكومات على اإلجراءات الوطنية حسب ظروف كل دولة وإمكانياتها
البشرية والفنية إلى ان أدركت العديد من الدول الخطر الذي يهدد شعوبها من جراء زراعة
وإنتاج وتداول المواد المخدرة وقد اقر المجتمع الدولي في مؤتمر شنغهاي عام 1909قصر
إنتاج المخدرات على االحتياجات العلمية والدوائية وتوالت بعد ذلك االتفاقيات والمعاهدات
الدولية إلى ان جاءت االتفاقية الوحيدة للمخدرات عام 1961فنصت المادة ( )4منها على قصر
زراعتها وإنتاجها وصناعتها واستعمالها وحيازتها على الكميات التي تتطلبها اإلغراض الطبية
وكانت الحشيشة هي الخاضعة للرقابة الدولية حتى تم توقيع اتفاقية المؤثرات العقلية لعام
1972التي أخضعت هذه المواد للرقابة ومنعت تداولها واستعمالها ولك ن اآلفة تزايدت
وانتشرت (حميدان )43,2004 ،
تصنيفات المخدرات ◙
ليس جميع المخدرات من مصدر واحد او من نوع واحد أو أنها ذات تأثير واحد على اإلنسان
أو على الجهاز العصبي كما إن هذه المواد تختلف من حيث الخطورة أو من حيث فائدتها في
العالج الطبي اوحسب مصدرها الط بيعي او الصناعي وهناك عدة تصنيفات للمخدرات وضعها
العلماء والباحثون في مجال اإلدمان أو تعاطي المخدرات ومن هذه التصنيفات مايلي:
1-مجموعة المخدرات المسكنة االفيونية:
وهذه المجموعة مهبطة لوظائف الجهاز العصبي وهي تشتمل األفيون بكل إشكاله وصوره
ومشتقاته ومن بينها المورفين والهيروين والكوكايين.
2-مجموعة المخدرات المسكنة غير االفيونية:
( )Barbituratesوتشمل هذه المجموعة مركبات حامض الباربيوريك
وهي مواد تستعمل في حاالت األرق لجلب النوم وال تستعم ل لتسكين األلم وكذلك البروميدات
وهي ته بط وظائف الجهاز العصبي وتستعمل كمسكنة او لجلب النوم يضاف ()Bromides
بأنواعها وهي مهبطة لوظائف الجهاز العصبي )Alcohol( .إلى ذلك المواد الكحولية
3-مجموعة منبهات:
وهي المخدرات التي تنبه الجهاز العصبي وتزيد من نشاطه مثل الكوكايين المزدرين ومشتقاته
والمسكالين والقات.
4-مجموعة المهلوسات:
ومنهم من يضيف الحشيش إلى هذه المجموعة (أبو مغيضيب ( L.S.Dأهمها مادة ( 25
،الزراد)73,2001 ،
وهناك تصنيف أخر يعتمد على مصدر المخدر وهي◙ :
1-المخدرات الطبيعية :
وهي مجموعة من العقاقير يحصل عليها اإلنسان من الطبيعة دون إدخال أي تعديل صناعي
عليها،أي هي عبارة عن نباتات تحتوي على مواد مخدرة من أهم هذه النباتات ما يأتي:
أ.األفيون:ويستخرج من ثمرة نبات الخشخاش وهو مسكن جيد لأللم.
ب.الحشيش:ويستخرج من نبات القنب الهندي وخاصة من إزهار أنثى النبات (أبو مغيضيب
الزراد)74,2001 ،
ج.القات :تتركز المواد الفعالة في األوراق
ث.نبات الكوكا :تتركز المواد الفعالة في األوراق
ح.البانكو:يحصل عليها من نبات القنب الهندي حيث يجفف النبات على حالته وتباع أجزاءه
(سعيد،خطاب)126,2008 ،
د.التبغ :تستخدم أوراقه بعدة طرق (التدخين،مضغ،سعوط)
خ .الشاي والبن:تحتوي أوراقة على مواد منبهه مثل الكافيين
2-المخدرات المستخلصة صناعيا من النباتات ،وهذه المخدرات هي :
أ.المورفين :ويستخرج من األفيون وتأثيره أقوى منه بعشرة أضعاف.
ب.الهيرويين:ويستخرج من األفيون وتأثيره اقوي منه بثالثين ضعفاً.
ج.الكودائين:ويستخرج من األفيون أيضاً.
ت.الكوكايين:ويستخرج من أوراق أشجار الكوكا ومفعوله اقوى من األوراق بحوالي خمسين
مرة(.ابومغيضيب،الزراد)74,2001 ،
3-المركبات الكيميائية:
هي مواد تنتج من تفاعالت كيميائية معقدة بين المركبات الكيميائية المختلفة وليست من أصل
نباتي مثل مسكنات األلم مهدئات األعصاب كالب ثدين والميثادون والمهدئات الكبرى والصغرى
(علي)21,2004 ،
أسباب انتشار المخدرات ◙
إن المخدرات كأي سلعة البد لها من دخول قانون العرض والطلب وإيجاد الرغبة لشراء هذه
السلعة وهي الترويج لها والرعاية من اجلها وتلعب عوامل عديدة دولية ومحلية دورا كبيرا
في نشر المخدرات ويستطيع ان نجمل أهم أسباب إنتشار فيما يلي:
1-العامل السياسي :
يلعب هذا العامل دورا ً مهما ً في نشر المخدرات خاصة على سبيل المثال دور االستعمار
البريطاني والفرنسي في نشر المخدرات في الصين بما سميت حروب األفيون وفي العصور
الحديثة لع ب االستعمار البريط ا ني والفرنسي دورا ً في نشر المخدرات في مصر ودول المغرب
العربي وكان دور بريطانيا في نشر المخدرات في مصر في العشرينات من القرن العشرين
دورا ً بارزا ً وهاما ً حيث وصل عدد مدمني الهرويين إلى نصف مليون شخص من بين 14
مليونا هم سكان مصر آنذاك.
ثم جاء دور اليهود وإسرا ئيل والتي لعبت وال تزال تلعب دورا هاما في نشر المخدرات في
العالم العربي وخاصة في مصر (البار)303,2006 ،
2-العامل االقتصادي:
وتشمل ارتفاع مستوى المعيشة البطالة وماتتركه من ضغوط كبيرة في مواجهة الحياة فضالً
عن قلة فرص العمل وتوفر الفراغ لدى الشباب وازدياد متط لبات الحياة ،وازدياد النزعة
االستهالكية لدى الفرد ،وتأثير القيم والعادات والتقاليد التي ألقت بأعبائها على الفرد.
3-عوامل نفسية:
الضغوط النفسية الكبيرة نتيجة اإلحباط في العمل او عدم تحقيق حاجات ملحة لدى الفرد
،والشعور بمركب النقص نتيجة عاهةاوعوق او عدم مج اراة اآلخرين في مستويات طبقية او
ثقافية معينة والشعور بالفشل وضعف القدرة والكفاءة(مجيد)14,2006 ،
والرغبة الشخصية في التجريب وحب االستطالع والمجازفة او توهم بان التعاطي يدل على
االستقاللية وقوة الشخصية وعدم الرضا الحياتي بصورة عامة واالغتراب والالمعيارية
اوبصورة عامة التقاطع مع قيم المجتمع السائدة لعدم مسايرتها للتطور الحياتي أو ما قد يراه
هو (الشخص المتعاطي ).
4-العوامل االجتماعية :
دور رفقاء السوء في الترغيب اوالحث او التورط أو التقليد أو تسيير فرص ذلك والتفكك
األسري ونعني به الصراعات التي تنشب داخل األس رة وأجواء التوتر واالختالفات الدائمة بين
أطراف األسرة وخاصة الوالد والوالدة والتي تلقي بضاللها سلبيا ً على األبناء الذين يفتقدون
في ظل هذه الظروف لالهتمام والحنان والعطف األسري وبالتالي يبحثون عن ما يعتقدونه ملجأ
لحل المشاكل او إن الضحية في هذه الصراعات داخ ل األسرة هو احد إطرافها (األب،إالم)حيث
يلجأ إلى تعاطي المخدرات او الخمور هربا ً من واقعه كما يتصور(الهاشمي)9,2002 ،
ويأتي خطر رفاق السوء من ان تأثيرهم يتزايد في مرحلة يكون الشاب قابالً للتأثر خاصة في
مرحلة النماء المراهقة وحاالت ضعف الترابط األسري (شحاتة)452,2009 ،
والشك أن السفر إلى الخارج مع وجود كل وسائل اإلغراء وأماكن اللهو وعدم وجود رقابة
على األماكن التي يتم تناول المخدرات فيها تعد من أسباب تعاطي المخدرات .
وان من األمور التي يكاد يجمع عليها علماء التربية بان االبن إذا عومل من قبل والديه معاملة
قاسية مثل الضرب المبرح والتوبيخ فان ذلك سينعكس على سلوكه مما يؤدي به إلى عقوق
والديه وترك المنزل والهروب منه باحثا ً عن مأوى له فال يجد سوى مجتمع األشرار الذين
( ،يدفعون به إلى طريق الشر والمعصية وتعاطي المخدرات (برنامج حماة المستقبل 2005
فضالً عن ذلك الشك إن للحي السكني دور كبير فقد دلت دراسات كثيرة على إن طبيعة المنطقة
السكنية لهاتاثير سلبي كبير اذا ماكانت المنطقة موبوءة ويكثر هذا في المناطق الهامشية او
الفقيرة اواحياء الصفيح او المناطق العشوائية نتيجة لما تعانيه من إمراض صحية ونفسية
واجتماعية وأزمات اقتصادية (الهاشمي )5,2002
وعندما يكون احد الوالدين من المدمنين للمخدرات او المسكرات فان ذلك يؤثر تأثيرا ً مباشرا ً
على الروابط األسرية نتيجة ماتعانيه األسرة من الشقاق والخالفات الدائمة لسوء العالقات بين
المدمن وبقية أفراد األسرة مما يد ف ع األبناء إلى االنح راف والضياع ويعد توفر مواد اإلدمان
عن طريق المهربين والمروجين من األسباب التي تعود للمجتمع التي تجعل تعاطي المخدرات
سهالً وميسورا ً بالنسبة للشباب ويرجع ذلك إلى احتواء كل مجتمع من المجتمعات على اإلفراد
الضالين والمنحرفين والذين يحاولون إفساد غيرهم من أبن اء المجتمع (برنامج حماة المستقبل )17,2005
وال يخ فى على احد ما لوسائل اإلعالم من دور مهم إذ يسيطر على وسائل اإلعالم العالمية
فهي لها دو را ً كبيرا ً بسبب ما يعرض من نماذج سيئة من أفالم أو ،اليهود (البار)312,1998 ،
برامج يغيب فيها الوعي والصورة الصحيحة التي يجب ان تظهر بها هذه البرامج من ان
تؤدي رسالتها (الهاشمي )9,2002 ،
مراحل السقوط في اإلدمان ◙ :
البد من اإلشارة هنا إلى أن تعاطي المخدرات يمر عبر مراحل خمس:
1-حب االستطالع (الفضول) :ويشعر المراهق بتغييرات نفسية معروفة مثل حب االستطالع
والثقة الزائدة بال ن فس فالمراهق يريد ان يختار كل شيء وان يجربه وهذا سالح ذو حدين إن
لم يوجه بصورة سليمة فالنتيجة الحتمية هي االنزالق إلى انحرافات منها اإلدمان ولثقة
اإلنسان الزائدة يتصور انه يستطيع أن يجرب ثم يتوقف وهناك عوامل عديدة تساعد في زيادة
الفضول في مجال المخدرات منها وسائل اإلعالم ،األسرة ،أصدقاء السوء.
2-التجربة األولى :عزومة وقبول بعد إلحاح طويل نتيجتها سيئة ولكنها تنجح في كسر حاجز
الخوف بين اإلنسان والمخدرات ولذا تتكرر مرات عديدة على فرض انه الضرر من تعاطي
البريء.
3-طلب المخدر :يمر اإلنسان بمشاكل كثيرة في شدتها و تتكرر يوميا ً وعندما يصل اإلنسان في
التجربة إلى الحد الذي يعتمد في اختيار األزم ة النفسية إعتمادا ً نفسيا ً على المخدر ويتكرر
الطلب لتكرار المشاكل وكلما يقل تركيز المخد ر بالجسم يدفع ذلك اإلنسان للتعاطي مرة أخرى
حتى يتحاش أعراض االنسحاب (االعتماد العضوي).
4-االنشغال بالمخدرات :تصبح حياة اإلنسان سلسلة من البحث عن المادة الالزمة قد يتصرف
اإلنسان بصورة خاطئة (كذب،سرقة،احتيال)ويتعرض لمواقف صعبة وتتغير حياة اإلنسان فهو
غير مهتم بمظهره العام وال يو د أصدقاء الدراسة والعمل ويصاب باليأس واالكتئاب ويفكر
باالنتحار.
5-الحياه بدون المخدرات :هنا يتعاطى المدمن المخدر ليس للسعادة ولكن لمجرد أن يتمكن
من العيش بصورة طبيعية ويزداد التدهور فإما أن يعالج أو يدمر ذاته نهائيا ً في سجن الموت .
ويجب التنويه أن سرعة االنتقال بين المراحل تتوقف على نوع شخصية المدمن ونوع المخدر
، 64(.الذي يستعمله(خطاب2008 ،
مراحل اإلدمان ◙
يمر اإلدمان بثالث مراحل هي:
(Habituation) -1 :مرحلة االعتياد
هي مرحلة يتعود فيها المرء على تعاطي دون ان يعتمد عليه نفسيا ً وهي مرحلة خطيرة غير
أنها تمر قصيرة للغاية او غير ملحوظة عند تعاطي المخدرات مثل الهيروين والمورفين
والكراك.
(Tolerance) -2 :مرحلة التحمل
وهي مرحلة يضطر خاللها المدمن الى زيادة الجرعة تدريجيا ً وتصاعديا ً حتى يحصل اإلثارة
نفسها من النشوة وتمثل اعتيادا ً نفسيا ً وربما عضويا ً في آن واحد.
(Dependance) -3 :مرحلة االعتماد واالستبعاد او التبعية
وهي مرحلة يذعن فيها المدمن إلى سيطرة المخدر ويصبح اعتماده النفسي او العضوي
ويرجع العلماء ذلك إلى تبادالت وظيفية ونسيجية بالمخ .
اما عندما يبادر المدمن الى إنقاذ نفسه من الضياع ويطلب المشورة والعالج فانه يصل مرحلة
والتي يتم ف ي ها وقف تناول المخدر بدعم من متخصصين في العالج ( )Adstentiousالفطام
( Withdrawalالنفسي والطبي وقد يتم فيها االستعانة بعقاقير خاصة تمنع إعراض اإلقالع
)Symptoms
(المشعان،احمد)6,2006 ،
انعكاسات تعاطي المخدرات أو اإلدمان◙ :
هناك جملة من اآلثار واألضرار واالنعكاس ا ت يسببها تعاطي المخدرات او اإلدمان
عليها تستحق التوقف عندها واعتمادها من قبل المختصين وبشكل كبير لغرض التحذير من
الوقوع في خطر التعاطي وهي كاآلتي:
أوالً :انعكاسات نفسية :
1-يحدث تعاطي المخدر ا ت اضطرابا في اإلدراك الحسي العام وخاصة اذا ماتعلق األمر بحواس
السمع والبعد لحدوث خلل في المدركات الحسية هذا باإلضافة الى الخلل في إدراك الزمن
باالتجاه نحو البطء واختالل اوادراك الحجم نحو التضخم .
2-يؤدي تعاطي المخدرات الى اختالل في التفكير العام وصعوبته و بطئه وآثار نفسية مثل
القلق والتوتر المستمر والشعور بعدم االستقرار والشعور باالنقباض والهبوط مع عصبية وحدة
في المزاج وإهمال النفس والمظهر.
3-االضطرابات االنفعالية السارة وتشمل األنواع التي تعطي المتعاطي صفة ايجابية حيث يحس
بتحسن الحال والطرب او التنبيه او ا لتفحيم او النشوة حيث يحس المتعاطي في هذه الحالة
بنوع من الثقة التامة ويشعر ان كل شيء على مايرام .
4-االضطرابات االنفعالية السلبية غالبا ً ما تحدث فور انتهاء مدة وجبة التعاطي.
ثانيا :إنعكاسات صحية:
1-فقدان الشهية للطعام مما يؤدي إلى النحافة والهزال والضعف العام المصحوب باصفرار
الوجه او اسوداده لدى المتعاطي كما تسبب في قلة النشاط والحيوية وضعف المقاومة الذي
يؤدي الى الدوار وصداع مزمن مصحوبا ً باحمرار في العينين.
2-يحدث اختالل في التوازن والتآزر العصبي في اإلذنين وتهيج موضعي لألغشية المخاطية
والشعب الهوائية و حدوث اضطرابا ً في الجهاز الهضمي والذي ينتج عنه سوء الهضم والشعور
باالنتفاخ واالمتالء والتخمة والتي تنتهي عادة إلى حاالت اإلسهال الخاصة عند تناول مخدر
األفيون.
3-إتالف الكبد وتليفه حيث يحلل المخدر (األفيون مثالً )خاليا الكبد ويحدث تليفا ً وزيادة في
نسبة السكر مما يس ب ب التهاب وتضخم في الكبد وتوقف عمله بسبب السموم التي يعجز الكبد
من تخليص الجسم منها كما يؤد ي في حاالت أخرى الى اإلصابة بسرطان الكبد الفيروسي
ويسبب التعاطي التهاب المخ وتحطيم وتأكل ماليين الخاليا العصبية التي تكون المخ مما يؤدي
إلى فقدان الذاكرة والهالوس السمعية والبصرية والفكرية واضطرابات في القلب .
4-يسبب فقر الدم الشديد وتكسر كرات الدم الحمراء وقلة التغذية وتسمم نخاع العظام الذي
يصنع كرات الدم الحمراء كما إن له تأثيرا ً على النشاط الجنسي اذ يقلل من القدرة الجنسية
وتنقص من إفرازات الغدد الجنسية بعد فترات من تعاطي المستمر والطويل .
5-إحداث عيوبا ً خلقيا ً في األطفال حديثي الوالدة لدى إالم المدمنة ومشاكل صحية لدى
المدمنات الحوامل مثل فقر الدم ومرض القلب والسكري والتهاب الرئتين والكبد واإلجهاض
العفوي.
ثالثا :انعكاسات اقتصادية:
1-إهدار األموال لشراء المخدر ات وانعكاس ذلك على دخل األسرة وانخفاض قدرات المدمن
على اإلنتاج وعدم الرغبة بالعمل.
2-إلحاق أضرار بالناتج القومي للبلد بسبب المتاجرة بأنشطة ممنوعة قانوناً.
3-ارتفاع نسبة اإلعانة بسبب رفض المدمن العمل مما يسبب بخسائر اقتصادية هائلة.
4-إلحاق خسائر اقتصادية من خالل استغالل األراضي الصالحة للزراعة لزراعة المخدرات بدال
من زراعتها بمحاصيل ينتفع منها المجتمع.
(سعيد ،عبد المجيد )20,2005 ،
رابعا ً :اآلثار الدينية :
إن المخدرات كما يذكر القرآن الكريم مضيعة للوقت ومذهبة للعقل تدخل صاحبها ف ي
غيبوبة في إثناء أداء صلواته وتحقيق عبادته وتنافي اليقظة التي يفرضها اإلسالم على قلب
المسلم .
وان سيطرت المخدرات على عقله تجره الى ارتكاب كل محرم من قتل وسرقة وإجبار زوجته
أو ابنته على البغاء وسواها (ذيب )11,2006 ،
Counselingثانيا ً :اإلرشاد
أوسع في مجموعة من التخصصات التي تهدف الى مساعدة الناس في مواجهة مشكالت
ومواقف الحياة وتعرف بتخصصات (مهن)المساعدة وهذه المهن تشترك في
مجموعة من الخصائص (الشناوي )13,1994
إن اإلرشاد النفسي من أهم الخدمات التي أخذت المدرسة الحديثة على عاتقها القيام بها
وذلك بهدف إيجاد التالؤم والتوافق النفسي واالجتماعي والتربوي والمهني للمتعلمين
هو العملية الرئيسية ف ي ( )Counselingوالوصول بهم إلى أقصى غايات النمو إذا اإلرشاد
عمليات التوجيه وخدماته وهو العال ق ة التفاعلية التي تنشأ بين المرشد النفسي التربوي
والمسترشد بقصد تحقيق األهداف التوجه واإلرشاد (الزبون)30,1996 ،
ارتباط اإلرشاد النفسي في نشأته وتطوره بثالث حركات أساسية يطلق عليها البعض
(مراحل)وان كانت في الحقيقة ليست كذ لك ألنها متداخلة زمنيا وهذه الحركات هي (حركة
التوجه التربوي ،وحركة التوجيه المهني ،وحركة الصحة النفسية والتكيف ) ،هذه الحركات في
بدايتها وتطورها تطور معها اإلرشاد النفسي حين بدأ يتمايز عن اإلرشاد المهني واإلرشاد
التربوي منذ ثالثينيات القرن العشرين.
لقد بدأت ح ركة التوجيه التربوي منذ ع ام 1896حين تم إنشاء أول عيادة نفسية في بنسلفانيا
األمريكية وبدأت بعالج التالميذ المتأخرين دراسيا ً ثم امتد نشاطها ليشمل حاالت التخلف العقلي
واضطرابات الكالم كما اهتمت بالتوجيه المهني وكانت تلك العيادة نواة للكثير من العيادات
النفسية التي انتشرت في أرجاء الواليات المتحدة فيما بعد(الرشيدي،السهل)29,2000 ،
ونتيجة لتطور الظروف االجتماعية والتقدم الذي حصل في فلسفة التربية نالحظ ان التوجيه بدأ
مهنيا ً في بداية األمر ومستقالً وعن المدرسة وعن البرامج التربوية وكان ذلك على يد العالم
فرانك بار سونز 1908الذي أسس مكتبا ً للتوجيه المهني في مدينة بوسطن عام 1908بوالية
ماسوشتر األمريكية لذا فان هدف التوجيه كان فرديا أساسه مساعدة الفرد على اختيار المهنة
او االستعداد لها فالفرد ورفاهيته هو الهدف األول للتوجيه واإلرشاد(الزبون)30,1996 ،
وفي عام 1905انش أ الفرد بينيه أول اختبار للذكاء وقد جاء كاستجابة لظاهرة التأخر الدراسي
والتخلف العقلي وتم تنظيم بعض الجهود اإلرشادية للتالميذ المتأخرين دراسيا ً كما تزايد
إهتمام علماء النفس بعالج مشكالت سوء التوافق في كل من األسرة والمدرسة ومنذ بدايات
العشرينات من القرن العشرين أصبح اإلرشاد التربوي أكثرعزما ً واتساعا ً من ذي قبل.
وفي نهايات القرن العشرين ظهرت حركة التوجيه المهني في الواليات المتحدة كما مر ذكره.
وقد أثرت حركة القياس النفسي في مجال اإلرشاد وأضفت عليه الصفة العلمية في البحث
والممارسة ومن الجدير بالذكر ان هذه ا ل حركة بدأت متزامنة مع علم النفس التجريبي فقد
ظهرت منذ نهايات القرن التاسع عشر واهتمت في البداية بقياس القدرات العقلية والذكاء ثم
تطورت لتشمل كافة جوانب الشخصية وظهرت ممارسات إرشادية متخصصة مرتبطة بمتطلبات
تحقيق الصحة النفسية.
ومع هذا التطور أصبح اإلرشاد ال نفسي يهتم بالصحة النفسية بوجه عام األسوياء وغير
األسوياء أيا ً كان موقعهم في مرحلة النمو او في المجال المهني وزاد اهتمام اإلرشاد بفهم
الفرد باعتباره انسانا ً يعيش في مجتمع متغير ومتطور وبالتالي فهناك لتحقيق التوافق
والتكييف مع هذا التغيير والتطور سواء في مجال األسرة والعمل أو الدراسة ولما كان اإلنسان
في تفاعل مستمر مع البيئة فان اإلرشاد يهتم بتواصل التكيف وتحقيق الصحة النفسية.
أسس اإلرشاد النفسي ◙
لكل مجال من المجاالت المهنية مجموعة من األسس والمسلمات التي ترتكز عليها أساليب
وطرق الممارسة وهذه األسس والمسلم ات تنعكس بالتأكيد على منهج الخدمة وأساليبها
وطرقها بما يتوقع معه تحقيق أهداف الخدمة وغاياتها في إطار العالقة بين المهنيين
والمستفيدين واإلرشاد النفسي كتخصص مهني يستند على مجموعة من األسس العامة
والمسلمات الفلسفية والنفسية والتربوية االجتماعية (الرشيدي،السهل )35,1970-33
منهج اإلرشاد النفسي واإلستراتيجية ◙
يستند االشاد النفسي على مبدأ أن السلوك اإلنسان يمكن تغييره وتعديله ،إذ يتوصل إلى ذلك بمناهج
ثالثة:
1-المنهج اإلنمائي :وهذا المنهج يسعى الى تحقيق زيادة الكفاءة الفرد وتدعيم التوافق الى
أقصى حد ممكن .
2-المنهج الوقائي:هذا المنهج يسعى إلى التحصين النفسي من المشكالت واالضطرابات النفسية .
3-المنهج العالجي :ان بعض المشكالت واالضطرابات قد يكون من الصعب التنيوء بها فتحدث فعال
ويحتاج هذا المنهج الى تخصص أدق في اإلرشاد العالجي اذا قورن بالمنهجين اإلنمائي والو قائي
وهواكثر المناهج الثالثة تكلفة في الوقت والجهد والمال (زهران )37,1980
طرق اإلرشاد النفسي ◙
لتحقيق غاية اإلرشاد النفسي واهدافة فان الممارسة اإلرشادية تقوم على طرق واستراتيجيات
منوعة فيما يخص طرق اإلرشاد النفسي يجدر التمييز بين (طرق اإلرشاد)و(أساليب اإلرشاد) ،فبينما
تشير طرق اإلرشاد إلى الطرق العامة التي يمكن إتباعها عند استخدام أكثر من نظرية إرشادية فإن
أساليب اإلرشاد تعني العمليات الفنية او التخصصية التي تتبع في نظرية معنية أي التي ترتبط دون
سواها.
إذا أخذنا تعدد نظرة علماء النفس إلى طرق اإلرشاد يمكننا أن نقسم طرق اإلرشاد حسب معياريين:
المعيار األول :عدد اإلفراد المشاركين ،الجلسة اإلرشادية.
الشك ان الهدف الرئيسي للتوجيه واإلرشاد هو العمل مع الفرد لتحقيق الذات ويقول كارل روجرز
ان الفرد لديه دافع أساسي يوجه سلوكه وهو دافع تحقيق الذات ونتيجة لوجود هذا الدافع فان
الفرد لديه استعداد دائم لتنمية فهم ذاته ومعرفة تحليل نفسه وفهم استعداداته وإمكاناته اي تقييم
نفسه وتقويمها وتوجيه ذاته وكذلك يهدف الى نمو مفهوم موجب للذات
(Adjustment) -2 :تحقيق التوافق
من أهم أهد اف التوجيه واإلرشاد تحقيق التوافق اي تناول السلوك والبيئة والطبيعة والحالة
االجتماعية بالتغيير والتعديل حتى يحدث التوازن بين الفرد وبيئته وهذا التوازن يتضمن إشباع
حاجات الفرد ومقابله متطلبات البيئة ومن أهم مجاالت تحقيق التوافق (تحقيق التوافق الشخصي ،
وتحقيق التوافق التربوي ،وتحقيق التوافق المهني ،وتحقيق التوافق االجتماعي).
3-تحقيق الصحة النفسية:
ان الهدف العام والشامل للتوجيه واإلرشاد النفسي هو تحقيق الصحة النفسية وسعادة وهناء الفرد
ويالحظ هنا فصل تحقيق الصحة النفسية كهدف عن تحقيق التوافق كهدف يرجع ذلك إلى ان
الصحة النفسية والتوافق النفسي ليسا مترادفين فالفرد قد يكون متوافقا مع بعض الظروف وفي
بعض المواقف ولكنه قد يكون صحيحا ً نفسيا ً ألنه يساير البيئة خارجيا ً ولكنه يرفضها داخلياً.
4-تحسين العملية التربوية :ان اكبر المؤسسات التي يعمل فيها التوجيه واإلرشاد في مجال
التربية والتعليم وتحتاج العملية التربوية الى تحسين قائم على تحقيق جو نفسي صحي له مكونات
منها احترام التلميذ كفرد في حد ذاته وكعضو في جماعة الفصل والكلية والمجتمع وتحقيق الحرية
واألمن واالرتياح بما يتيح فرصة نمو الشخصية من كافة جوانبها ويحقق تسهيل عم لية
التعليم(احمد)6، 2008 ،
ويستهدف اإلرشاد التربوي في المؤسسة التربوية ما يأتي ◙ :
1-العمل مع طاقم المدرسة او المؤسسة التربوية على خلق جو مدرسي يتيح للطلبة ان
يتطوروا وفقا لقدراتهم وميولهم في المجاالت التعليمية واالجتماعية والعاطفية.
2-العمل مع طاقم المدرسة على رفع مستوى الوعي للحاجات والخصوصيات الفردية في
إطار المدرسة ولطبيعة المشاكل العاطفية واالنفعالية والسلوكية واالجتماعية الخاصة بكل
مايتناغم مع مراحل النمو المختلفة.
3-مساعدة الطالب ذوي المشاكل واالحتياجات الخاصة للتأقلم والتكيف النفسي والتعليمي
واالجتماعي.
4-تقديم اإلرشادات للمعلمين واألهل في كيفية التعامل مع مشاكل الطالب التعليمية والسلوكية
والنفسية .
5-تقديم اإلرشادات الفردية والجامعية للطالب من اجل تعميق الوعي الذاتي واالجتماعي
وكيفية مواجهة الضغط وحل الصراعات واتخاذ القرارات بما يتعلق في التعليم او ال مهنة
او المستقبل
6-تنمية وتدعيم قدرات واتجاهات الطلبة في التعبير عن حاجاتهم وحقوقهم ومتطلباته
وتخصصاتهم المدرسية والجامعية والمهنية(دويكات)6، 2001 ،
دور المرشد النفسي ◙
هناك ادوار عدة للمرشد النفسي في المؤسسات التربوية والتعليمية نلخص منها ماياتي:
1-ان يساعد الطالب في التغلب على الصعوبات النفسية.
2-يقدم المرشد برامج إنمائ ية ووقائية وعالجية وبرامج للتدخل في األزمات والمواقف الطارئة
ولكن في دور الرعاية يركز أكثر على الجانب الوقائي والجانب النمائي.
3-ان يساعد المرشد الطلبة ذوي المشكالت االنفعالية والوجدانية في التغلب عليها وإيجاد
حلول مرضية لهم وتناسب والواقع تجعلهم يحسون بالرضا عن أنفسهم وعن المحيط األكاديمي
4-يعمل المرشد مع المسؤولين في المدارس والجامعات ويساعدهم على فهم أفضل للطلبة.
5-مساعدة الطلبة على مواجهة الضغوط واألزمات النفسية واالجتماعية وذلك من خالل أنشطة
وبرامج وفعاليات ومن خالل مشاريع مبرمجة.
6-مساعدة الطلبة الجدد على التكيف مع الجو األكاديمي.
7-تعزيز السلوكيات االيجابية والقيم االجتماعية بين الطلبة والمسؤولين في الكلية
8-مساعدة الطلبة على اتخاذ القرار.
9-مساعدة الطلبة على اختيار مهنة المستقبل.
10-القيام بزيارات ميدانية لبيوت الطلبة
(القيسي () 2008,22 ،الرشيدي،السهل)73، 2000 ،
الفصل الثالث
عرض النتائج ومناقشتها
تم تحقيق الهدفين األول والثاني والمتمثلين بما يأتي ◙ :
.1أنواع المخدرات وأسباب تعاطيها.
.2اآلثار التي تتركها تعاطي المواد المخدرة.
وقد تبين لنا أنواع المخدرات وأسباب تعاطيها والعوامل التي تساعد على انتشارها وترويجها
وتعاطيها ،فضالً عن اآلثار واالنعكاسات التي تتركها ع ل ى الفرد والمجتمع وعلى الجميع ان
يدركها ويعمل في ضوئها للتصدي لها والعمل بش كل جماعي والعمل في ضوء المناهج التي
طرحت وهي الوقائي والنمائي والعالجي .
دور المرشد النفسي لوقاية الشباب من آفة المخدرات ◙
من خالل ماتم ذكره من مفاهيم اإلرشاد والتوجيه النفسي واهدفه واستراتيجيا ت ه ومنهجية العمل
واإلطار العام للعملية اإلرشادية ودور الم رشد النفسي فيه ومن خالل ماتم ذكره من مشكلة
المخدرات واألسباب التي تؤدي بالفرد إلى التعاطي واإلدمان على هذه اآلفة المدمرة سوف نقوم في
هذا الفصل بتوضيح دور المرشد النفسي في مواجهة هذه اآلفة في المؤسسات التعليمية والتربوية
وان كانت مواجهة هذه اآلفة من مسؤول ية الجميع للتصدي لها فمؤسسات المجتمع الحكومية
والمجتمعية معنية بالتصدي لهذه المشكلة التي أخذت بالتفاقم خاصة بعد عام 2003وعلى هذه
المؤسسات العمل وفق إلية متناسقة لكي يتم الحد من هذه الظاهرة.
ان اإلرشاد والتوجيه يعمل وفق منهجية وإستراتيج ية (النمائي ،الوقائي ،العالجي) وبما ان المرشد
النفسي هو عادة المسؤول والمتخصص عن العمليات اإلرشادية والبرامج المعدة لمواجهة
المشكالت التي تواجه الطلبة فان دوره في هذا المجال للتصدي لمشكلة المخدرات وتعاطيها في
صفوف الشباب دور مهم ورئيسي لوقايتهم من هذه اآلفة.
على التفرقة بين مستويات الجراءات ( Un Declarationتحرص هيئة األمم المتحدة ( 1988
الوقاية وهي:
(Primary Prevention) -1:الوقاية األولية
يقصد بها مجموعة من اإلجراءات التي تستهدف منع وقوع تعاطي المخدرات أصال.
(Secondary Prevention) -2:الوقاية الثانوية
يقصد بها التدخل العالجي المبكر الذي يمكن من خالله وقف التمادي في تعاطي المخدرات لكي
اليصل الفرد الى مرحلة االعتماد.
(Tertiary Prevention) -3:الوقاية من الدرجة الثالثة
المشكالت كاالضطرابات النفسية ووجود مدمن في األسرة او احد اإلقران وأصدقاء السوء الطلبة
المدخنين في المراحل التعليمية كافة.
2-أن يقوم بإعداد برامج توعوية وقائية واستخدام أس اليب وفنيات اإلرشاد المختلفة وإشراك
هؤالء الطلبة بإعداد تلك البرامج وحسب حاجات المجاميع اإلرشادية وأولوية تلك الحاجات وان
يراعى في استخدام هذه التقنيات المرحلة العمرية للمجموعة اإلرشادية وان يراعى في اإلعداد ان
تكون متدرجة وشاملة وتقدم للمسترشدين ويشاركون فيها بفاعلية وتلبي حاجاتهم .
3-السعي لكي تشمل الوقاية لكل من المسترشدين واألسرة والمدرسة حتى تكون شاملة وذات
جدوى وفعالية.
4-ان تكون عملية الوقاية وفق خطة معدة ومستمرة ال ان تكون منقطعة كون مروجي هذه المواد
يتخذون طرقا ً عدة وأساليب مختلفة للترويج وإشاعة هذه المواد وتعاطيها.
5-تنمية الوعي والمعرفة بمضار هذه المواد لكل من المسترشدين وإفراد األسرة والكادر العامل
في المدارس والجامعات ،وان يشترك المسترشدين (الطلبة) في األعداد لهذه النشاطات وهي ما
اكدت عليه العديد من الدراسات الحديثة بأهمية ذلك .
6-أن يعمد المرشد إلى استخدام كل الوسائل المتاحة وهنا نشير إلى أهمية دور اإلعالم سواء
وسائل اإلعالم المقروءة والمسموعة والمرئية وإعداد نشرات داريه توضيحية وإجراء مسابقات
خاصة بطرق الوقاية والعالج ومضار هذه المواد وان يتم استثمار المناسبات لإلعداد لهذه
النشاطات والمشاركة فيه.
الفصل الرابع
التوصيات والمقترحات
أوال :التوصيات
1-تفعيل دور المرشد النفسي في المدارس والجامعات ألن اإلرشاد النفسي يعد عنصرا ً من
العناصر األساسية في العملية التعليمية في الوقت الحاضر ،لذا فمن الضرور ي العمل على تفعيل
دور المرشد للقيام بمهامه على أكمل وجه وهناك حاجة ملحة لهذه الخدمات اإلرشادية
2-ايالء موضوع الوقاية من تعاطي المخدرات األهمية القصوى في المدارس والجامعات والتوعية
المستمرة بإضرار هذه اآلفة الخطيرة على صحة الفرد والمجتمع.
3-حث المرشدين ا لنفسيين في المدارس والجامعات بإعداد برامج إرشادية منوعة ومتدرجة
ومستمرة في وقاية طلبة المدارس والجامعات من الوقوع أسير هذه المواد الخطرة.
4-استخدام وسائل اإلعالم المتاحة المقرؤة والمسموعة والمرئية في برامج الوقاية لما لهذه
الوسائل من دور واثر كبير في الو قاية من هذه اآلفة ويجب إن تكون بطريقة علمية ومدروسة
ووفق خطة محددة لكي التكون لها نتائج عكسية على الطلبة.
5-تنمية الوازع الديني وحث الطلبة على التمسك وااللتزام التزاما كامال بتعاليم الدين اإلسالمي
الحنيف من حيث إتباع أوامره واجتناب نواهيه.
6-تعميق دور األسرة والمدرسة في تأصيل القيم والمعتقدات والعادات السوية في المجتمع.
7-إقامة معارض توعوية طوال العام الدراسي وإثناء المناسبات للتعريف باضرارالمخدرات والمواد
المخدرة وحث الطلبة للمشاركة في تلك المعارض الن لها تاثير بان يسهم الطلبة بأنفسهم في حملة
التوعية للوقاية من هذه اآلفة.
8-توفير القدوة الحسنة في المدرسة وفي جميع المؤسسات التعليمية فللقدوة تأثيرا ً كبيرا ً على
سلوك اإلفراد وبناء شخصياتهم.
9-استخدام أساليب اإلرشاد الجمعي واإلرشاد السلوكي (التفكير )والعالج المعرفي االنفعالي
بدحض األفكار الخاطئة المتعلقة بالمخدرات واستبدالها بأفكار واقعية ومنطقية وبما تتفق مع
السلوك السوي وقيم المجتمع السائدة.
ثانيا :المقترحات
1-إجراء دراسة ميدانية للوقوف على حجم مشكلة تعاطي المخدرات في صفوف الشباب.
2-إجراء دراسة ميدانية لواقع اإلرشاد النفسي في المدارس والجامعات.
3--إجراء دراسة ميدانية للتعرف على دور األسرة ومؤ سسات المجتمع المدني في الوقاية من
تعاطي المخدرات
4-إجراء دراسة ميدانية بإعداد برامج إرشادية للوقاية من المخدرات
5-إجراء دراسة ميدانية للكشف عن اإلضرار النفسية واالجتماعية لتعاطي المخدرات .
المصادر
أبو مغيضيب،عابد عبدهللا ،والزراد ،فيصل محمد خير( ) 2001اإلدمان على الكحول والمخدرات
البار ،محمد علي( ، ) 1988المخدرات الخطر الداهم-األفيون ومشتقاته ،دار القلم ،دمشق.
الحميدان ،عايد علي عبيد( ،) 2004أهوال المخدرات في المجتمعات العربية ،ط ،2مطبعة
الحكومة ،الكويت.
خطاب ،أركان سعيد( ،) 2008مواجهة مشكلة المخدرات في العراق بين الواقع والمستقبل ،نداء
األخصائيين النفسيين في المدن الفلسطينية،وقائع المؤتمر العلمي السابع والسنوي السادس عشر
16 (.كانون األول - 2009في العلوم النفسية واإلرشاد والصحة النفسية( 15
ذيب،إيمان عبد الكريم( ،) 2006أضرار تعاطي المخدرات من وجهة نظر التدريسيين
زهران ،حامد عبد السالم ( ،) 1980التوجيه واإلرشاد النفسي،ط ،2عالم الكتب ،القاهرة.
سعيد،ئاسو صالح ،و خطاب ،أركان سعيد( ،) 2008اآلثار االجتماعية والنفسية واالقتصادية
لتعاطي المخدرات وطرق الوقاية ،مجلس البحوث التربوية والنفسية ،مركز البحوث التربوية
، 138جامعة بغداد - .والنفسية ،العدد ، 18ص ص 120
سعيد،ئاسو صالح ،و عبدالمجيد ،سمير عبد الجبار ( ) 2005المخدرات الموت الزاحف ،دائرة
اإلرشاد(النمائي ،الوقائي ،والعالجي) في بعض المدارس األردنية ،مجلة جامعة دمشق ،المجلد
، 21العدد الثاني.