Professional Documents
Culture Documents
إعداد
هاجر محمد محمد الفيومي
المسجلة لدرجة الماجستير في اآلداب قسم علم االجتماع
إشراف
193
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
يتناول هذا البحث من الدراسة األسباب والدوافع التي تدفع بالفرد إلى تعاطي ومن
ثم إدمان المخدرات ،واآلثار المترتبة على هذا التعاطي واإلدمان .نجد أنه من الصعب أن
نرجع هذه المشكلة لسبب واحد محدد ،ال يوجد لها سبب مباشر ،بل أسباب بيئية
واجتماعية ذاتية وأخرى خاصة بالبيئة المحيطة وعوامل نفسية تتداخل بعضها ببعض لتقدم
لنا التفسير المناسب للمشكلة .وبعض هذه األسباب يلعب دو ار أكبر من حجمه ويختلف
مجموعة العوامل االقتصادية ،ومجموعة العوامل هذا الدور من محدد إلى آخر.
االجتماعية .أن هناك بعض األسباب التي تعود إلى الفرد نفسه أسباب ودوافع التعاطي
واإلدمان:
هناك عدة أسباب مهمة تكمن وراء اإلقدام على تعاطي الفرد للمخدرات وكان
تقسيمها كاآلتي:
-حب التقليد :وقد يرجع ذلك إلى ما يقوم به بعض المـراهق مـن محاولـة إثبـات
ذاتهم وتطاولهم عـلى الرجولـة قبـل أوانهـا عـن طريـق تقليـد الكبـار في أفعـالهم
وخاصة تلك االفعال المتعلقة بالتدخين أو تعاطي المخدرات من أجل إضـفاء طـابع
الرجولة عليهم أمام الزمالء أو الجـنس اآلخـر(.)i
-حب التجربة :خاصة في فترة المراهقة يعـد مـن أسـباب التعـاطي ،إذ إنً كثير من
الشباب مندفعون وراء عنفـوانهم الكـامن في حـب االسـتطالع واكتـشاف المجهول
عند سـماعهم عنـد أقـرانهم أو رؤيـتهم بعـض األفـالم أو قـراءتهم بعـض المجالت
لمعرفة ما تحدثه المخدرات لإلنسان من آثار .وقد أشارت بعض الدراسات التي
191
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
أجريـت في عـدد مـن الـدول العربيـة ان %3.9.من أسـباب تعـاطي الـشباب
للمخـدرات حـب التجريـب وتقليـد اآلخـرين(.)ii
كما أن الجهل بمخاطر المخـدرات يعـد أحـد أسـباب التعـاطي إذ إن بعـض األفـراد -
يظنون أنهم سيدخلون في تجربة نوع من العقار وأنه ذو يـستطيع بعـدها أن يعيش
سويا فيفاجأ بأنه أصبح متعاطيا وبعدها مدمنا.
-مجالسة أو مصاحبة رفاق السوء :تكاد تجمـع جميـع الد ارسـات النفـسية
واالجتماعيـة التـي أجريـت عـلى أسـباب تعـاطي المخـدرات وبـصفة خاصـة بالنـسبة
للمتعـاطي ألول مـرة ،عـلى أن عامـل الفضول والحاح األصدقاء أهم حافز على
التجربة كأسلوب مـن أسـاليب المـشاركة الوجدانية مع هؤالء األصدقاء ،فالصحبة
السيئة تستخدم الضغط واإلغراء والتيسير والتضليل (بفائدة مواد اإلدمان) ال تقنع
الشخص بالتعاطي.
وقد أشارت بعض الدراسات التي أجريت في عدد من الدول العربيـة إلى أن % ٧٨
مـن أسـباب تعـاطي الـشباب للمخـدرات يعـود إلى دور الرفـاق أكـدت د ارسـة أجريت على
شباب مصر أن الدوافع الحقيقة لتعاطي المخـدرات لـدى الـشباب في سن العشرين هو
مجاراة أصحاب السوء والحصول على الفرفشة ،وحب االستطالع وقبول المادة المخدرة
كهدية وبلغت نسبة ذلك )1( %٨٨فجماعة الرفاق تعتـبر مـن أهـم الجرعـات التـي لهـا
تأثرهـا البالغ في توجيه سلوك الفرد وعلى وجه الخصوص في مرحلة المراهقة فهـي تـؤثر
في معاير االجتماعية ويتوقف مدى تأثرها عـلى درجـة والئـه لهـا ومـدى تقبلـه لمعايرها
وقيمها واتجاهاتها وعلى نوع التفاعل القائم بين أعضائها .إذا كننا القول أن أي فـرد ينتمـي
إلى مجموعـة مـن األفـراد تـسود بيـنهم عـادةً التعاطي أو اإلدمان يكون متعاطيا او مدمنا
ولو عن طريـق المجاملـة أي المـسايرة لعاداتهم ولكنهم بعد ذلك يجدون صعوبة في اإلقالع
عن هذه العادة التي تكونت من خالل جرعة الرفاق
193
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
-السفر إلى الخارج :السفر إلى الخارج مع وجـود كـل وسـائل اإلغـراء وأمـاكن اللهـو
وعدم وجود رقابة على االماكن التي يتم فيها تناول المخدرات وأيـضا عـدم وجـود
رقابة على الشخص المسافر لبعده عن أسرته ومجتمعه يعتبر مـن أسـباب تعـاطي
وادمان المخدرات وليكن ربط ذلك بضعف الوازع الديني لدى الفرد(.)iv
-السهر خارج المنـزل :قـد يفـسر الـبعض الحريـة تفـسير خاطئـا عـلى أنهـا الحريـة
المطلقة حتى ولو كانت تضر بهم أو بـاآلخرين ومـن هـذا المنطلـق يقـوم الـبعض
بالسهر خارج المنزل حتىً أوقات متأخرة من الليل وغالبا ما يكون في أحد
األمـاكن التي تـشجع عـلى تعـاطي المخـدرات وادمانهـا ويرتبط هذا بصحبة رفاق
السوء واغرائهم لرفقائهم الصالح(.)v
-توفر المال :إن توفر المال في يد بعـض الـشباب بـسهولة قـد يدفعـه إلى شراء
أغـلى الطعام والشراب وقد يدفعه حـب االسـتطالع ورفقـاء الـسوء إلى شراء أغـلى
أنـواع المخدرات وقد يـرتبط تـوفر المـال في كثـير مـن األحيـان بغيـاب مراقبـة األسرة
النـشغالها بالعمـل وكـسب المـال داخـل الـبالد أو خارجهـا ويتـضح لنـا ذلـك في أبنـاء
المهـاجرين الـذين يرسـلون أبنـاءهم للد ارسـة بالسودان إذ تدور حولهً مع الكثير من
االتهامات حول التعامل مع المخدرات تعاطيـا وادماناً.
-الرغبة في السهر لالستذكار :يقع بعض الشباب فريسة لبعض األوهام التي
يروجهـا بعض المغرضين من ضعاف النفوس عن المخدرات وخاصة المنبهات
على أنهـا تزيـد من القدرة على التحصيل والتركيز أثناء المذاكرة وهذا بال شك وهم
193
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
كاذب وال أساس لهً من الصحة بل بالعكس قد يكون تأثيرهـا سـلبيا عـلى ذلـك..
وقد تأكد هذا األثر السلبي فعالً على الصحة حيث تستعمل هذه العقاقير في غير
غرضها أنه من المعروف أن السهر ضار بالصحة.
-االعتقاد بزيادة القدرة الجنسية :ترويج أقاويـل عـن المخـدرات بـأن هنـاك عالقـة
وثيقة بين تعاطي المخدرات وزيادة القدرة الجنسية من حيث تحقيق أقصى إشباع
جنسي واطالة فترة الجماع وكثير مـن المتعـاطون يقـدمون عـلى تعـاطي المخـدراتً
سعيا وراء تحقيق اللذة الجنسية والواقع أن المخـدرات ال عالقـة لهـا بـالجنس بـل
تعمل على عكس ما هو شائع بين الناس(.)vii
األسرة هي المؤسسة األولى التي يبدأ فيها الطفل تعليمه األول .هذا التعليم الجوهري الذي
تنطبع آثاره على كل مراحله الالحقة من حياته وقد ظلت األسرة هي المسؤولة عن تكوين
الشخصية للفرد.
هي اإلطار العام الذي يعطي جميع األدوار االجتماعية كأنها هي المسؤولة عن
تكوين اتجاهاته المختلفة وهي التي ينطلق منها الطفل إلى العالم الذي من حوله بتربية
معينة وعادات وتقاليد اكتسبها من األسرة التي تربي فيها ،ويقع على األسرة العبء األكبر
في توجيه صغارها إلى معرفة النافع من الضار والسلوك الحسن من السيء ،فهي لهم
سبيل في اكتساب الخبرات معتمدين على أنفسهم تحت رقابة واعية ومدركة لعواقب األمور
كلها وقد أظهرت نتائج بعض الدراسات عن تعاطي المخدرات أن عدم االستقرار في جو
193
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
األسرة متمثالً في انخفاض مستوى الوفاق بين الوالدين وتأزم العالقات بينه إلى درجة
الهجر أو الطالق يولد أحيانا شعو ار غالبا لدى الفرد بعدم اهتمام والديه به.
فالتفكك األسري والذي يعني النزاعات والصراعات التي تنشب داخل األسرة أو أجواء
التوتر والخالفات الدائمة بين أطراف األسرة وخاصة الوالدين والتي تلقي بظاللها سلبا على
األبناء الذين يفتقدون في ظل مثل هذه الظروف لالهتمام والحنان والعطف األسري
وبالتالي يبحثون عن ما يعتقدونه ملجأ لحل المشكالت.
)1التنشئة األسرية الفاسدة حيث األب أو األم أو كالهما دوره في تنشئة وتربية
وتوجيه األبناء التوجيه الصحيح وحيث تكون هناك تفرقة بين األبناء في المعاملة،
أو استخدام القسوة أو اإلدالل أو التدليل.
ولألسرة دور كبير في مكافحة المخدرات باعتبارها المر األول في الوقاية والحفاظ
على األبناء من هذه المشكلة الخطيرة والدخيلة على المجتمع ،وهي في نفس الوقت لها
الدور األكبر وتعد من أهم أسباب االنحراف والتعاطي إذا أهملت االهتمام برعاية وتربية
األبناء ،واذا تهتم عرفة من رفاقهم أو أصحابهم ،مع إطالق الحرية لهم دون رقابة من قبل
األسرة.
)2القدوة السيئة من قبل الوالدين :يعتبر هذا العامل من أهم العوامل األسرية التي
تدفع الشباب إلى تعاطي المخدرات والمسكرات ،فعندما يكون أحد والدين من
193
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
المدمنين للمخدرات فإن ذلك يؤثر تأثير مباش ار على الروابط األسرية نتيجة لما
تعانيه األسرة من الشقاق والخالفات الداخلية لسوء العالقات بين المدمن وبقية
أفراد األسرة مما يدفع األبناء إلى االنحراف والضياع كذلك عندما ظهر الوالدان
أمام أبنائهم في صورة مخجلة تتمثل في إقدامهم على تصرفات سيئة وهم تحت
تأثير المخدر ،فإن ذلك يسبب صدمة نفسية عنيفة لألبناء تدفعهم إلى محاولة
تقليد ما يقومون به من تصرفات سيئة كذلك يقوم االبناء محاكاة والديهم في
اإلدمان ،واألهم من ذلك كله غياب التوجيه والقدوة الحسنة.
)9انشغال الوالدين عن األبناء :ان انشغال الوالدين عن تربية أبنائهم بالعمل أو
السفر للخارج وعدم متابعتهم أو مراقبة سلوكهم يجعل األبناء عرضة للضياع
والوقوع في مهاوي اإلدمان ،والشك أنه مهما كان العائد المادي من وراء العمل أو
السفر فإنه ال يعادل األضرار الجسيمة التي تلحق باألبناء نتيجة عدم رعايتهم
الرعاية السليمة وأحيانا يكون الوالدان موجودين وليس لديهم من المشاغل ما
يصرفهم عن متابعة أبنائهم لكنهم ال يجهلون ما يكن أن يتعرض له هؤالء األبناء
من مخاطر وانحراف نتيجة عدم المتابعة والتوجيه السليم وفي الوقت المناسب قبل
استفحال األزمة.
ففشل األسرة في القيام بواجبات التربية السليمة وما يترتب على ذلك من مشكالت
نفسية وعاطفية وتفكك أسري من أكبر دوافع اإلدمان.
)4القسوة الزائدة على األبناء :انه من األمور التي يكاد يجمع عليها عبء التربية
بأن االبن إذا عومل من قبل والديه معاملة قاسية مثل الضرب المبرح والتوبيخ فإن
ذلك سينعكس على سلوكه مما يؤدي به إلى عقوق والديه وترك المنزل والهروب
منه باحثا عن مأوى له فال يجد سوى مجتمع األشرار الذين يدفعون به إلى طريق
الشر والمعصية وتعاطي المخدرات.
193
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
إذا كانت األسرة هي البيئة االجتماعية األولى التي يعيش فيها اإلنسان منذ صغره
فإن مختلف الجماعات التي ينتمي إليها الفرد تشكل البيئة االجتماعية الثانية التي يحيا
فيها اإلنسان .وقد تدعم هذه الجماعات ما تبنيه األسرة وقد تهدمه وتعطل تأثيره ،وقد
تعوض الجرعة الفرد عن مشاعر الحرمان العاطفي وعدم التقبل أو افتقاد الشعور
باألمن(.)ix
)2تأثير الحي السكني :اذ إن طبيعة المنطقة والمجتمع الذي يوجد فيها لها تأثير
كبير خاصة إذا ما كانت المنطقة موبوءة ويكثر مثل هذا في المناطق الهامشية أو
الفقيرة أو المناطق العشوائية نتيجة لما تعانيه من أمراض صحية ونفسية
199
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
)9العمالة األجنبية :إن عمليات التنمية تتطلب االستعانة ببعض العمالة والخبرات
األجنبية وهذه العمالة تأتيً أحيانا وهي محملة بحسناتها وسيئاتها متمثلة في
محاولة البعض إدخال بعض السموم والمواد المخدرة إما بغرض متعتهم الخاصة
أو بغرض الكسب المادي من وراء ذلك االنفتاح االقتصادي ويحاول بعض
ضعاف النفوس من أفراد المجتمع استغالل االنفتاح االقتصاديً استغالالً سيئا
فبدالً من قيامهم باستيراد السلع الضرورية ألفراد المجتمع يقومون باالتجار وتهريب
المخدرات بطرق غير مشروعة لكونها تحقق لهم أرباحا كبيرة وبأقل مجهود(.)xi
)4التساهل في استخدام العقاقير المخدرة وتركها دون رقابة :قد يكون التساهل في
استيراد بعض األدوية والعقاقير المخدرة الالزمة لالستخدام في المستشفيات دون
تشديد الرقابة عليها من قبل و ازرة الصحة في المجتمع سبب من أسباب استخدامها
في غير األغراض الطبية التي خصصت لها ،هذا باإلضافة إلى أنه قد تدخل هذه
العقاقير تحت أسماء مستعارة وبطريقة نظامية ،كما أنها قد تدخل بطريقة غير
نظامية مما يؤدي إلى انتشارها وتداولها بين الشباب.
العوامل االقتصادية:
أيضا هناك بعض العوامل االقتصادية التي تؤدي إلى تعاطي وادمان المخدرات
ومنها:
أ) ازدياد متطلبات الحياة بصورة عامة نتيجة الحاجة إلى مستلزمات الحياة الضرورية
كثير من الناس تزايدت لديه النزعة االستهالكية
وعدم توفر الدخل الكافي ،كما أن ً
وتأثير القيم والعادات والتقاليد الحديثة التي ألقت بالمزيد من األعباء على الفرد،
وارتفاع مستوى المعيشة بصورة عامة مماً يثقل كاهل األسرة والفرد تجعله عاج از
344
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
تجاهها مما يدفعه لتعاطي المخدرات كمحاولة منه للهروب من الواقع االجتماعي
الذي يعيش فيه ب-البطالة وما تتركه من ضغوط كبيرة في مواجهة الحياة فضالً
عن قلة فرص العمل وتوفر الفراغ لدى الشباب أيضا من األسباب التي تؤدي
إلى تعاطي المخـدرات وادمانهـا:
)1تأثير وسائل اإلعالم ما تطرحه من دعاية واعالن مما يتأثر بها الشباب ضعفاء
النفوس.
)2ضعف الرقابة وآليات مكافحة انتشار المواد المخدرة الشيء الـذي يـسهل مـن
إمكانيـة الحصول عليها سواء بطرق مشروعة (كالوصفات الطبية) ،أو غير
المشروعة.
)9البيئة المهنيـة حيـث إن صـعوبات العمـل وأعبائـه وسـلبياته تـدفع الفـرد إلى
تعـاطي المخدرات ويوفر النموذج السيء في العمل ويدفع صغار السن خاصة
من المـراهقين إلى تعاطي المخدرات.
)4شعور المدمن باألهمية واالنتماء وسط هذه الجماعات التي تستعمل هذه المواد.
)5الجهل عامة وضعف التوعية بأخطار المخدرات يعد سببا آخر يقع على عـاتق
الجهـات المسؤولة سواء كانت حكومية أو صحية أو إعالميـة أو أسريـة أو
تعليميـة أو مـنظمات أهلية أو نقابات وغيرها.
-6الحروب والصراعات الداخلية بين أفـراد المجتمـع تحـرم الـشباب مـن االسـتقرار
األسري وذلك بحرمانهم من آبائهم وأخونهم ومن القيم والمبادئ التـي كـانوا يزرعونهـا فـيهم،
فالنزاعات والحروب تؤدي إلى تشريد األسر وتضعف الروابط األسرية وتعرض الشباب إلى
خبرات وتجارب قاسية قد تدفعهم إلى تعاطي المخـدرات ألنهـا مـن وجهـة نظـرهم أسرع
وسيلة للتخلص من هذه الضغوط وهكذا تتعدد العوامل التي تدفع بالفرد إلى تعاطي
المخدرات وادمانها ولكل مدمن سببه الذي يختلف من مدمن آلخر ،وأحيانا قد يكون هناك
343
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
اكثر من سبب واحد يؤدي بالفرد للتعاطي واإلدمان وحقيقة األمر أن كل األسباب التي
ذكرت تؤدي إلى تعاطي المخدرات واإلدمان هو نتيجة حتمية للتعاطي ،وكلما تعددت
األسباب التي تؤدي إلى التعاطي واإلدمان ترتب على ذلك زيادة في عدد المتعاطين مما
يؤدي لكثير من اآلثار السالبة في كثير من النواحي(.)xii
مضار المخدرات كثيرة ومتعددة ،إذ أثبتت العديد من الدراسات والبحوث العلمية
والطبية والنفسية واالجتماعية أن تعاطي المخدرات وادمانها يخلف آثا ار عديدة على
الشخص المتعاطي نفسه وعلى المجتمع فتأثير المخدر تتحكم فيه:
)1نوع المخدر.
)2الكمية المتعاطاة.
)9المدة وفترات التعاطي.
)4البنية الجسدية والنفسية – والبيئة االجتماعية(.)xiii
األضرار التي تصيب الفرد ومن أضرار المخدرات على المتعاطي نفسه:
)1تسبب المخدرات فقدان الشهية للطعام مما يؤدي إلى النحافة والهزال والضعف
العام المصحوب باصفرار الوجه ،كما يحدث تعاطي المخدرات اضطرابا في
الجهاز الهضمي والذي ينتج عنه سوء الهضم ،إتالف الكبد وتليفه حيث يحلل
المخدر (األفيون مثالً) خاليا الكبد ويحدث بها تليفا وزيادة في نسبة السكر مما
يسبب التهابا وتضخمات في الكبد وتوقف عمله بسبب السموم التي تعجز الكبد
عن تخليص الجسم منها ،كما تسبب المخدرات التهابات في المخ وتحطم ماليا
الخاليا العصبية التي تكون المخ مما يؤدي إلى فقدان الذاكرة.
343
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
)9واذا تعرضنا لبعض األخطار التي تحدث عن طريق إدمان بعض المخدرات كاله
هيوين فإنه يعمل كمثبط للجهاز العصبي مما يؤدي إلى بطء في سرعة التنفس
وعمقه مما يؤدي لالحتقان في الريئتين بثاني أكسيد الكربون ثم الهبوط في الدورة
الدموية ،ويؤثر على مركز القيء ويؤدي إلى الغثيان والقيء المتكرر ،ويحدث
نوبات من الهذيان والخرف المبكر نتيجة الضمور الذي يحدث بالمخ من
االستعمال المتكرر ،وتحدث الجلطات والسكتة الدماغية ،ونوبات إغماء يمكن أن
يحدث أثناء إحداها الموت.
)4ومن األمراض التي تصيب مدمن الهيروين مرض اإليدز والتهاب الكبد الفيروسي
،Bتليف الكبد وسرطانها ،اإلنسان الدموي الناتج من الحقن غير المعقمة والمواد
المغشوشة ،والتهاب غشاء القلب الداخلي الحاد وتحت الحاد ،تحطيم صمامات
القلب ،التهاب الدماغ ،التهابات متعددة ومزمنة للرئتين ،كما يصاب الجلد
بااللتهابات المتكررة والخ ارريج والقروح المتصلبة لألوعية الدموية مما يؤدي إلى
تجلط الدم وحاالت مرض الكزاز
341
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
نتيجة شلل بالمركز الومى الحركي في النخاع المستطيل ،إذا تعرض مدمن الخمر
للبرودة الشديدة فإنه يدخل في غيبوبة ثم الموت ،زيادة إدرار البول ،الغثيان
والقيء ،اضطراب في الرغبة الجنسية – عدم القدرة على الممارسة الجنسية،
اضطرابات الكبد والتليف الكبدي ،اضطرابات الجهاز الدوري التنفسي ،تورم
وضمور العضالت ،رعشة باليدين ،العمى الكحولي(.)xv
)1يحدث تعاطي المخدراتً اضطرابا في اإلدراك الحسي العام وخاصة إذا ما تعلق
األمر بحواس السمع والبصر كما يؤدي تعاطي المخدرات إلى اختالل في التفكير
العام وصعوبة وبطء في الكالم ،وبالتالي يؤدي إلى فساد الحكم على األمور
واألشياء الذي يحدث معها بعض أو حتى كثير من التصرفات الغريبة إضافة إلى
الهذيان والهلوسة وتؤدي المخدرات الي آثار نفسية مثل القلق والتوتر المستمر
والشعور بعدم االستقرار والشعور باالنقباض والهبوط ،واهمال النفس والمظهر
وعدم القدرة على العمل أو االستمرار فيه(.)xvi
)2كما يحدث تعاطي المخدرات اضطراب في الوجدان ،حيث ينقلب المتعاطي عن
حالة المرح والنشوة والشعور بالرضى والراحة (بعد تعاطي المخدر) ويتبع هذا
ضعف في المستوى الذهني وذلك لتضارب األفكار لديه فهو بعد التعاطي يشعر
بالسعادة والنشوة والعيش في جو خيالي وغياب عن الوجود وزيادة النشاط والحيوية
ولكن سرعان ما يتغير الشعور بالسعادة والنشوة إلى ندم وواقع مؤلم وفتور وارهاق
مصحوب بخمول واكتئاب وتتسبب المخدرات في حدوث العصبية الزائدة الحساسية
الشديدة واالضطراب والتوتر االنفعالي الدائم والذي ينتج عنه بالضرورة ضعف
القدرة على التواؤم والتكيف االجتماعي(.)xvii
343
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
)1االضطرابات السارة:
وتشمل األنواع التي تعطـى المتعـاطي صـفة إيجابيـة حيـث يحس بحسن الحال
التفخيم أو النشوة فـيحس المتعـاطي في هـذه الحالـة بالثقـة التامة ويشعر بـأن كـل
شيء عـلى مـا يـرام ،وأنـه أعظـم النـاس وأقـوى واذكي مـن اآلخرين(.)xviii
أيـضا يصاب المتعاطي باضطراب المزاج ،وغالبا ما تـؤدي حالـة التـشويش إلى
اختالل في المزاج فتضطرب أعصاب متعاطي المخدرات وتشتد انفعاالتـه فيـبدأ بـال
سـبب أو يصاب بنوبات من الخوف والقلق وقد تنتابه حالة من الـصمت تتحـول فجـأة
إلى حالة من التهيج والصراخ وقد يضحك أو يحزن نتيجة للهلوسات والتشويش.
لدى المتعاطين وفي ذلك تشير بعض الدراسات التتبعية ألنماط شخصية المتعاطين
ومدى تفاعلهم مع المجتمع ومع أنفسهم إال أن متعاطيي المخدرات يعانون من حاالت
اإلحباط وتتسم شخصيتهم باألنماط التالية(:)xx
)2الشخصية القلقة.
)9الشخصية السيكوباتية.
)5الشخصية الضطهاديه.
)٨الشخصية الهستيرية.
)٧الشخصية االتكالية.
)1انخفاض مستوى الوعي :هي حالة من تدهور وانحدار مستوى الوعي دون
مستوى الصحو مما يجعل المريض بحالة من التشويش ،وقد تتراوح شدة
انخفاض الوعي من البسيط إلى الشديد العميق.
343
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
ومفككة ومتقطعة فيصبح كالمه غير مفهوم وتعابيره متداخلة وغير مرتبة،
إن أفكاره المريضة المضطربة وادراكه الحسي المشوش تجعله غير قادر
على التعبير السليم أو فهم ما يقال له من كالم إن هذا الخلط واالضطراب
يزول بزوال حالة التشويش حيث يعود المدمن إلى حالته الطبيعية في
التفكير والكالم السليم.
من أضرار ومخاطر المخدرات على الفرد أيضا فقدان كل القيم الدينية واألخالقية،
إذ إن اإلدمان يؤدي إلى استنزاف دخله المادي مما يعرضه للجوء إلى كافة أشكال الحيل
والوسائل من أجل الحصول على المال فيتعامل مع كافة األساليب الغير مشروعة (الرشوة،
السرقة ،االختالس) فيكون مستعدا لبيع نفسه ودينه وأسرته ومجتمعه ،مما يعني أن
متعاطي المخدرات ينبذ األخالق الفاضلة وفعل المنكرات تحت تأثير المخدر كما تسبب
343
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
المخدرات أمراضا ذهانيه تتمثل في التسمم الكحولي ،هذاء االرتعاش ،ذهان كورساكوف،
أعراض فيرتك ،لهلوسة الكحولية الغيرة المرضية وهذه كلها يسببها إدمان الكحول(.)xxii
تصنيف المخدرات:
علي الرغم من انتشار المخدرات إال أنه ال يوجد تصنيف حاسم متفق عليه أنواعها
ذلك يلجأ الباحثون بقضايا التخدير والمخدرات إلي اعتماد تصنيفات عديدة نذكر منها(:)xxiii
أ) المخدرات الطبيعية :هي المخدرات ذات األصل النباتي ،وهي كل ما يؤخذ
مباشرة من النباتات الطبيعية التي تحتوي علي مواد مخدرة سواء كانت نباتات
برية أي تنبت دون زراعة او نباتات تمت زراعتها منها :الحشيش ،االفيون،
الكوكا ،القات.
ب) المخدرات نصف تخليقية :وهي مواد مستحضرة من تفاعل كيمائي بسيط مع
مواد مستخلصة من النباتات المخدرة علي النحو الذي ينتج مادة ذات تأثير أقوي
فاعلية من المادة األصلية ج-المخدرات التخليقية :وهي مواد تنتج من تفاعالت
كيمائية معقدة بين المركبات الكيمائية لمختلفة ويتم ذلك بمعامل شركات األدوية،
او بمعامل مراكز البحوث(.)xxiv
أ) المخدرات السوداء :وهي المواد المخدرة التي تتميز بأن لونها داكن او يميل إلي
السواد ،كالحشيش واالفيون.
ب) المخدرات البيضاء :وهي المواد المخدرة التي تتميز بأن لونها ابيض مثل
المساحيق والسوائل المختلفة التي يتم تعاطيها حقنا او شربا او شما مثل الهيروين
والكوكايين واألقراص المنومة او المنبهة او المهدئة(.)xxv
343
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
349
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
ب) المخدرات الصغري :وهي أقل خطورة ،وتمثل جانبا من العقاقير المستخدمة كعالج
طبي ،ويسبب التعود عليها اإلدمان ،ومن ذلك الكحول ،والتبغ ،الكافيين ،القات،
المهدئات(.)xxviii
تختلف طرق تعاطي المخدرات من صنف الي آخر ومن شخص الي آخر وفيما
يلي عرض لطرق تعاطي المخدرات علي النحو التالي:
وهنا يستخدم المتعاطي المخدرات عن طريق فمه في سبيل تحقيق اللذة والمتعة وهي
الطريقة األولي التي يعتقد بان اإلنسان قد تناول بها المخدرات ،ويتم أخذ المادة المخدرة
عن طريق الفم باستخدام عدد من األساليب منها:
أ) البلع :ويتم تعاطي بعض المواد المخدرة عن طريق البلع علي هيئة حبوب او
كبسوالت ،كما في أقراص االمفيتامينات والمنومات.
ب) الشرب :وذلك عن طريق إذابة المادة المخدرة في الماء او في الشاي او في القهوة
وشربها كما في المورفين الكوكايين والباربتيورات وفي الحشيش يقوم الفرد بقطع
أوراق أشجار الحشيش وقمة الزهرية ويتم أيضا نقعها في الماء ثم يشربها.
334
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
ج) األكل :ويتم تناول بعض المواد المخدرة عن طريق أكلها ،او تناولها مع الطعام
مثل الحشيش ،حيث يتم خلطه بمواد دهنية او بالتوابل.
د) االستحالب :ويتم ذلك عن طريق االستحالب تحت اللسان ،وفي هذه الطريقة يتم
وضع المادة المخدرة تحت اللسان ويتم استحالبها ،وفي بعض األحيان يتم ذلك
أثناء شرب القهوة او الشاي كما هو معروف في االفيون.
ه) المضغ :وفي هذه الطريقة يتم وضع أوراق النبات المخدر في الفم ،ويتم مضغة
مضغا بطيئا في الفم ،مثل القات(.)xxix
أ) عن طريق التدخين :يتم تعاطي بعض المواد المخدرة عن طريق التدخين بوسائل
متعددة مثل تدخين السيجارة او النرجيلة وهناك أنواع متعددة من المواد المخدرة
يتم تعاطيها عن طريق التدخين ويأتي في مقدمتها الحشيش واالفيون كما هو في
الهند والصين.
ب) عن طريق االستنشاق :ويقصد باالستنشاق في هذا المجال شم المواد التي تؤثر
على الفرد ،وتعطي له نوعا معينا من االرتياح والبهجة والنشاط ،وقد تكون مواد
مخدرة وقد تكون مواد طيارة ،فالمواد المخدرة مثل الهيروين والكوكايين التي تكون
علي شكل مسحوق ،أما المواد الطيارة فهي المواد التي ربما تتواجد في المنزل او
في العمل مثل الورش كالصمغ ،البنزين ،مزيل طالء االظافر(.)xxx
ويتم ذلك عن طريق الحقن ،ومن أول المخدرات التي تستخدم طريق الحقن مادة
االفيون ومشتقاته من المورفين والهروين والكوكايين ،وعادة تستخدم هذا الطريقة بهدف
الحصول علي األثر المنشود او اللذة السريعة(.)xxxi
333
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
في الحقيقة تتعدد التساؤالت فيما كانت هناك شخصية مدمنة أما ال لذلك نجد اهتمام
العديد من الباحثين باإلجابة عن هذه التساؤالت إال أنها لم تحمل نتائج بحوثهم التي
حاولت أن تربط بين أنماط الشخصية واإلدمان أي نتائج حاسمة في اتجاه ارتباط نمط
معين من الشخصية بسلوك االدمان وباالستهداف له ،من ثمة لم يتوفر دليل علي أن
هناك نمط للشخصية المدمنة وبالتالي يرجع الكثير من الباحثين أسباب االدمان الي سمات
شخصية معينة تعتبر من العوامل المساهمة في إدمان المخدرات ،فأسباب اإلدمان ولو
تنوعت ال تعدو أن تكون ذات داللة علي ان المدمنين يتميزون بخلل واضطراب في
الشخصية حيث يري "رأفت عسكر "أن هناك عالقة وثيقة بين اضطرابات الشخصية
وتعاطي األشخاص للمخدرات ليخففوا من حدة اضطراباتهم او ربما ليزيدوا من تفاعلهم مع
البيئة التي يعيشون فيها كي تساعدهم المخدرات علي توافق أكثر مع حياتهم وفيما يلي
عرض األهم السمات الشخصية التي يشترك فيها المدمنون:
أ) الشخصية المتهيبة اجتماعيا :السمة الرئيسية في هذا الشخصية نمط من
االنزعاج االجتماعي والجبن والخوف من التقييم السلبي الذي يسود حياة أصحاب
هذا النوع من الشخصية فالمتهيب اجتماعيا شخص خجول يفضل العزلة ويهرب
من الناس ومن التجمعات ،وال يقوى علي مواجهتهم وال يقوي علي التعبير عن
رأيه ،ويشعر باضطراب شديد حين يضطر للتعامل مع الناس ،وقد يكتشف هذا
اإلنسان أن احدي المواد المخدرة تزيل خجله وتلغي توتره وتطلق لسانه وتهدي من
فزع قلبه فيستطيع التعامل مع الناس بسهوله ودون خجل ،ويجد نفسه مضط ار
الستعمال هذه المادة كلما اضطرته الظروف لمواجهة مسئولياته مع الناس ،ويلجأ
إليها بشكل متقطع او مستمر وقد يقوده سوء االستعمال لهذه المادة الي التعود
عليها او ادمانها ولكن ال عالج لحالته اال هذه المادة التي يعرف انها تغير من
333
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
شخصيته تماما فينعم ولو لوقت قصير بنعمة التعامل الجريء بال خوف من
الناس(.)xxxii
ب) الشخصية االكتئابية :يمتاز صاحب هذه الشخصية بمزاج هابط معظم ساعات
النهار والشعور الدائم بالتعب وفقدان الطاقة ،كذلك بتناقص في القدرة علي
التركيز ،والتردد وعدم القدرة علي إتخاذ الق اررات الحاسمة ،وتكون لديه مشاعر من
اليأس واإلحباط الدائم( .)xxxiiiوهذا االنسان معرض لنوبات حادة من هبوط
المعنويات لعدة ايام قد يقاومها بإحدى المواد المخدرة او المنشطة بشكل متقطع او
مستمر ،وقد يقوده سوء االستعمال لمثل هذه المادة التي يعرف انها ترفع معنوياته
وتجلب له بعض السرور الذي يفقده بشكل دائم.
ج) الشخصية السيكوباتية :من سمات هذه الشخصية انها اجتماعية بشكل واضح،
تحمل مشاعر العدوانية نحو اآلخرين ،وتتصل بالالمباالة والكذب والخداع ،ويسعى
الشخص السيكوباتي نحو تحقيق ملذاته وارضاء نزواته علي حساب أي إنسان
آخر وعلي حساب كل القيم المتعارف عليها من مجتمعة فهو يسرق( .)xxxivويؤذي
وهذه الشخصية نظ ار ألنها تسعي نحو اللذة السريعة فإنها تتعود وتدمن إحدى
المواد المخدرة او المنبهة ،أن نقول أن معظم السيكوباتية يلجأن لمثل هذه المواد
المخدرة.
د) الشخصية القلقة :نعاني هذه الشخصية من القلق والتوتر ،وسهولة االستثارة
والعصبية واالندفاع وعدم الصبر مما يعرضه للخطأ ،وغالبا ما يدمن الشخص
المكروب حتي يقلل من مشاعر القلق والتوتر ليحل محلها االسترخاء والطمأنينة،
حيث يكتشف أن بعض المواد المخدرة تزيل كل التوترات وتجعله هادئا باردا
ومسترخيا ومتأنيا ،ويجد نفسه مضط ار الستعمال مثل هذه المواد ومن ثمة التعود
331
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
عليها او ادمانها ولكن ال خالص له من عذابه إال بهذه المواد المخدرة التي تمحو
كل مشاعر القلق والتوتر وتحل محلها االسترخاء والطمأنينة(.)xxxv
ه) الشخصية البينية (الحدية) :تتسم هذه الشخصية بعدم االستقرار او الثبات في
العالقات الشخصية المتبادلة مع االندفاعية الواضحة ،كذلك التهديد باالنتحار ،كذا
عدم الثبات االنفعالي( .)xxxviوكما تمتاز بعدم تحمل الوحدة واضطراب الهوية بين
االندماج والتفكك ،فالمخدرات أصبحت البديل للموضوع لفقدانهم القدرة التوافقية في
العالقة باآلخر ،حيث المخدرات تزودهم براحة وقتية من األلم النفسي نتيجة ذلك.
و) الشخصية النرجسية :تتصف هذه الشخصية باالنشغال المفرط بما يتعلق بتقدير
الذات ،وتطالب بالحصول علي اإلعجاب الشديد ،تفتقر الي التعاطف مع انشغال
دائم بخياالت النجاح الذي ال يعرف حدودا ومن ثمة فإن االعتماد علي المخدر
لكي يعوض المدمن ضعف النرجسية ،لكون معظم المدمنين متمركزين حول
ذواتهم(.)xxxvii
أكدت جميع األبحاث العلمية والمؤتمرات الدولية خطورة تعاطي المخدرات واإلدمان
عليها ،وما ينتج عنها أضرار عديدة سواء علي المستوي الفردي او علي مستوي المجتمع
وهي كالتالي:
)1التهاب في المخ ،وتحطيم وتأكل ماليين الخاليا العصبية التي تكون المخ.
)5مشاكل صحية لدي المدمنات الحوامل مثل فقر الدم ،ومرض القلب والسكري
والتهاب الكبد.
)6قد تسبب بعض األمراض الخطيرة مثل سرطان الرئة والبلعوم وسرطان المعدة
وسرطان الكبد(.)xxxviii
)5عدم التناسب االنفعالي وحيث تري المدمن يضحك ويبكي من دون سبب مثير
لهذا البكاء او الضحك.
)6اختالل اآلنية حيث يحس المدمن بأن ذاته متغيرة ،فيحس بأنه شخص متغير
تماما(.)xl
333
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
للمخدرات أثر سيء علي التنشئة االجتماعية حيث تبين أن نسبة كبيرة من مدمني
المخدرات كانوا يعيشون في أسر كان اآلباء واإلخوة يدمنون ،كما تؤدي إلي تفكك األسرة
وانحراف األحداث.
كما يؤدي إدمان المخدرات إلي مشاكل أسرية من بينها الطالق ،حيث أن المدمنين
لديهم استعداد أكثر من غيرهم لالنفصال.
تؤدي المخدرات إلي انتشار الجريمة ،حيث ان غالبية المجرمين يرتكبون حوادث
القتل وهم تحت تأثير المخدر ،كما تتسبب أيضا في انتشار الحوادث المرورية(.)xli
كما أشارت دراسة الفوال ان تعاطي المخدرات يجعل األفراد قريبين للغاية من االنخراط
في العديد من السلوكيات االنحرافية واالجرامية حيث يرتكبون جرائم العنف او االغتصاب او
السلوكيات الشاذة مثل الدعارة.
)1األراضي الضائعة التي تشغل بزراعة المخدرات كالحشيش والقات وغير ذلك ولو
انها شغلت بزراعة الخضار والفواكه لكان خي ار.
)2الجهود الضائعة بسب ضعف قدرة متعاطي المخدرات عن العمل واإلنتاج كما
وكيفا وبالتالي يقل انتاج المجتمع الذي هو حصيلة انتاج األفراد.
)9أن ما ينفق من األموال علي اإلدارات لمكافحة المخدرات ما ينفق علي عالج
مدمني المخدرات كل هذا يعد جزء ضائعا من الثروة الوطنية(.)xliii
333
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
)4تعد المخدرات من أسلحة الحرب التي توجهها القوي المعادية الي صدور وعقول
الشعوب المستهدفة فهي تعتبر أسلحة أشد فتكا من أسلحة الحروب التقليدية حيث
يستخدمونها كيفما يشاءون لتفتيت قدرات وأنشطة الشعوب المستهدفة.
)6هز الكيان السياسي ألية دولة إذا لم يكن في وسعها بسط نفوذها علي كل
اقاليمها ،فلقد ثبت أن كثي ار من مناطق زراعة المخدرات في أنحاء متفرقة من
العالم ال تخضع لسلطات تلك الدول التي تقع ضمنها.
333
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
المصادر والمراجع
عبد الغنى حماد :الخمر بين الطب والفقه بحث مقدم لنيل درجة الدكتوراه كلية الشريعة والقانون، ()i
عبد الرحمن احمد عثمان :اتجاهات الشباب نحو تعاطي المخدرات ،ورشة عمل اقليمية حول تنامي ()ii
ظاهرة االدمان علي المخدرات بين طالب الجامعات ودور المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع
المدني في مواجهتها قدمت بجامعة افريقيا العالمية ،2112 ،ص.11
رضوان احمد قسم السيد :تنامي تعاطي المخدرات واالدمان وسط طالب الجامعات ودور المؤسسات ()iv
الرسمية والمجتمعية في مكافحتها ،ورشة عمل اقليمية وقدمت بجامعة افريقيا العالمية،2112 ،
ص.33
أسامة بشير ادم رحمة اهلل" :ظاهرة تعاطي الطالب والطالبات الجامعيين للمخدرات" ،بحث تكميلي ()v
لنيل درجة البكالوريوس في علم االجتماع ،كلية الدراسات االجتماعية واالقتصادية ،جامعة جوبا،
،2111ص .5
أسامة بشير ادم رحمة اهلل :نفس مرجع سابق ذكره ،ص.11 ()vi
أحمد كامل فؤاد ،السموم البيضاء والنتائج السوداء : ،مجلة الكويت ،العدد ،1707 ،01ص.15 ()vii
أسامة بشير ادم رحمة اهلل :مرجع سبق ذكره ،ص.17-10 ()viii
اسامة بشير ادم رحمة اهلل :مرجع سابق ذكره ،ص.21 ()ix
333
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
مصطفي سويف :المخدرات والمجتمع نظرة تكاملية ،الكويت ،المجلس الوطني للثقافة والفنون ()x
واآلداب.1771 ،
نور الهدي محمد الشفيع ،المخدرات واثارها العضوية والنفسية ،ورشة عمل اقليميه حول تنامي ()xii
ظاهرة االدمان علي المخدرات بين طالب الجامعات ودور المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع
المدني في مواجهتها ،قدمت بجامعة افريقيا العالمية ،غير منشور ،الخرطوم ،2112 ،ص.1
عادل الدمرداش ،االدمان ومظاهرة وعالجه ،الكويت ،عالم المعرفة ،المجلس الوطني للثقافة ()xiii
نور الهدي محمد الشفيع :نفس المرجع سابق ذكره ،2112 ،صص.5-3 ()xv
اسامة بشير ادم :نفس المرجع سابق ذكره ،2111 ،ص.22 ()xvi
عبد الرحمن العيسوي :المجرم الشاذ ،الدار الجامعية للكتب ،القاهرة ،2113 ،ص.41 ()xvii
عبد الرحمن احمد عثمان :نفس المرجع سابق ذكره ،صص.14-11 ()xx
عبد الرحمن احمد عثمان :نفس المرجع سابق ذكره ،صص.13-12 ()xxi
نور الهدي محمد الشفيع :نفس المرجع سابق ذكرة ،ص.5 ()xxii
339
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
حسن مصطفي عبد المعطي ،نفس المرجع سابق ذكره ،ص.13 ()xxiii
محمد أحمد مشاقية ،اإلدمان علي المخدرات اإلرشاد والعالج النفسي ،عمان دار الشروق، ()xxiv
،2119ص.41
محمد عباس منصور ،المخدرات ،القاهرة ،دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع ،1775ص ()xxv
ص.14-13
حسن مصطفى عبد المعطي :نفس مرجع سابق ذكره ،ص.14 ()xxvi
محمد كمال زين الدين ،نفس المرجع سابق ذكره ،صص.41-41 ()xxvii
أحمد عبد العزيز االصفر ،عوامل انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في المجتمع العربي ،الرياض، ()xxviii
زين العابدين محمد علي رجب ،نفس مرجع سابق ذكره ،صص.10-19 ()xxix
زين العابدين محمد علي رجب ،نفس المرجع سابق ذكره ،صص.92-10 ()xxx
عبد الرحمن إبراهيم ،فكرة وجيزة عن اضطرابات الشخصية ،الطبعة الثانية ،سوريا ،شعاع النشر ()xxxi
مدحت أبو النصر ،االعاقة االجتماعية المفهوم واالنواع الرعاية المرجع سابق ذكره، ()xxxii
صص.221-221
334
عضو الجمعية الدولية للمعرفة ILA الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة
عادل صادق ،اإلدمان له عالج ،الطبعة الثانية ،االسكندرية ،مؤسسة حورس الدولية ،للنشر ()xxxv
محمد حسن غانم ،االضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية ،القاهرة ،مكتبة االنجلو المصرية، ()xxxvi
،2111صص.210-219
بريك عائض القرني ،المخدرات ،الطبعة الثانية ،المملكة العربية السعودية ،دار ابن خزيمة، ()xxxviii
،2115صص.121-124
) (xxxix
Chloe carpentier et Jean Michel costes ،Drogue et toxicomanies ،Paris ،
،1775p68.
(xli )
Thomas J et ،Introduction to Social Problems Macmillan Publishing
company ،New York ،1988 ،pp310-311
عائد علي الحميدان ،إثر الحروب في انتشار المخدرات ،الرياض ،مركز الدراسات والبحوث في ()xlii
مختار إبراهيمي ،المخدرات أثرها في حياة الفرد والمجتمع ،باتنة ،مطابع عمار قرفي،2115 ، ()xliii
ص.54
333