You are on page 1of 31

‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫األسباب واآلثار لظاهرة تعاطي املخدرات‬


‫على الشباب داخل اجملتمع املصري‬

‫إعداد‬
‫هاجر محمد محمد الفيومي‬
‫المسجلة لدرجة الماجستير في اآلداب قسم علم االجتماع‬

‫إشراف‬

‫الدكتورة‬ ‫األستاذة الدكتورة‬


‫مشيرة محمد العشري‬ ‫فاتن محمد شريف‬
‫مدرس علم االجتماع‬ ‫‪193‬‬
‫أستاذ علم االجتماع‬
‫كلية اآلداب‬ ‫بكلية اآلداب‬
‫جامعة دمياط‬ ‫جامعة المنصورة‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫‪193‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫االسباب واآلثار لتعاطي المخدرات‬

‫يتناول هذا البحث من الدراسة األسباب والدوافع التي تدفع بالفرد إلى تعاطي ومن‬
‫ثم إدمان المخدرات‪ ،‬واآلثار المترتبة على هذا التعاطي واإلدمان‪ .‬نجد أنه من الصعب أن‬
‫نرجع هذه المشكلة لسبب واحد محدد‪ ،‬ال يوجد لها سبب مباشر‪ ،‬بل أسباب بيئية‬
‫واجتماعية ذاتية وأخرى خاصة بالبيئة المحيطة وعوامل نفسية تتداخل بعضها ببعض لتقدم‬
‫لنا التفسير المناسب للمشكلة‪ .‬وبعض هذه األسباب يلعب دو ار أكبر من حجمه ويختلف‬
‫مجموعة العوامل االقتصادية‪ ،‬ومجموعة العوامل‬ ‫هذا الدور من محدد إلى آخر‪.‬‬
‫االجتماعية‪ .‬أن هناك بعض األسباب التي تعود إلى الفرد نفسه أسباب ودوافع التعاطي‬
‫واإلدمان‪:‬‬

‫أوالا‪ :‬األسباب التي تعود إلى الفرد‪:‬‬

‫هناك عدة أسباب مهمة تكمن وراء اإلقدام على تعاطي الفرد للمخدرات وكان‬
‫تقسيمها كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬حب التقليد‪ :‬وقد يرجع ذلك إلى ما يقوم به بعض المـراهق مـن محاولـة إثبـات‬
‫ذاتهم وتطاولهم عـلى الرجولـة قبـل أوانهـا عـن طريـق تقليـد الكبـار في أفعـالهم‬
‫وخاصة تلك االفعال المتعلقة بالتدخين أو تعاطي المخدرات من أجل إضـفاء طـابع‬
‫الرجولة عليهم أمام الزمالء أو الجـنس اآلخـر(‪.)i‬‬

‫‪ -‬حب التجربة‪ :‬خاصة في فترة المراهقة يعـد مـن أسـباب التعـاطي‪ ،‬إذ إنً كثير من‬
‫الشباب مندفعون وراء عنفـوانهم الكـامن في حـب االسـتطالع واكتـشاف المجهول‬
‫عند سـماعهم عنـد أقـرانهم أو رؤيـتهم بعـض األفـالم أو قـراءتهم بعـض المجالت‬
‫لمعرفة ما تحدثه المخدرات لإلنسان من آثار‪ .‬وقد أشارت بعض الدراسات التي‬

‫‪191‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫أجريـت في عـدد مـن الـدول العربيـة ان‪ %3.9.‬من أسـباب تعـاطي الـشباب‬
‫للمخـدرات حـب التجريـب وتقليـد اآلخـرين(‪.)ii‬‬

‫كما أن الجهل بمخاطر المخـدرات يعـد أحـد أسـباب التعـاطي إذ إن بعـض األفـراد‬ ‫‪-‬‬
‫يظنون أنهم سيدخلون في تجربة نوع من العقار وأنه ذو يـستطيع بعـدها أن يعيش‬
‫سويا فيفاجأ بأنه أصبح متعاطيا وبعدها مدمنا‪.‬‬

‫‪ -‬مجالسة أو مصاحبة رفاق السوء‪ :‬تكاد تجمـع جميـع الد ارسـات النفـسية‬
‫واالجتماعيـة التـي أجريـت عـلى أسـباب تعـاطي المخـدرات وبـصفة خاصـة بالنـسبة‬
‫للمتعـاطي ألول مـرة‪ ،‬عـلى أن عامـل الفضول والحاح األصدقاء أهم حافز على‬
‫التجربة كأسلوب مـن أسـاليب المـشاركة الوجدانية مع هؤالء األصدقاء‪ ،‬فالصحبة‬
‫السيئة تستخدم الضغط واإلغراء والتيسير والتضليل (بفائدة مواد اإلدمان) ال تقنع‬
‫الشخص بالتعاطي‪.‬‬

‫وقد أشارت بعض الدراسات التي أجريت في عدد من الدول العربيـة إلى أن ‪% ٧٨‬‬
‫مـن أسـباب تعـاطي الـشباب للمخـدرات يعـود إلى دور الرفـاق أكـدت د ارسـة أجريت على‬
‫شباب مصر أن الدوافع الحقيقة لتعاطي المخـدرات لـدى الـشباب في سن العشرين هو‬
‫مجاراة أصحاب السوء والحصول على الفرفشة‪ ،‬وحب االستطالع وقبول المادة المخدرة‬
‫كهدية وبلغت نسبة ذلك ‪ )1( %٨٨‬فجماعة الرفاق تعتـبر مـن أهـم الجرعـات التـي لهـا‬
‫تأثرهـا البالغ في توجيه سلوك الفرد وعلى وجه الخصوص في مرحلة المراهقة فهـي تـؤثر‬
‫في معاير االجتماعية ويتوقف مدى تأثرها عـلى درجـة والئـه لهـا ومـدى تقبلـه لمعايرها‬
‫وقيمها واتجاهاتها وعلى نوع التفاعل القائم بين أعضائها‪ .‬إذا كننا القول أن أي فـرد ينتمـي‬
‫إلى مجموعـة مـن األفـراد تـسود بيـنهم عـادةً التعاطي أو اإلدمان يكون متعاطيا او مدمنا‬
‫ولو عن طريـق المجاملـة أي المـسايرة لعاداتهم ولكنهم بعد ذلك يجدون صعوبة في اإلقالع‬
‫عن هذه العادة التي تكونت من خالل جرعة الرفاق‬

‫‪193‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫‪ -‬العوامل البيولوجية والعضوية‪ :‬وجود استعداد أو خلل للكيمياء العـضوية للجـسم‬


‫يجعـل بعـض األشـخاص استعداًدا لالتجاه أو أقل قدرة على تحمل اإلحباطات‬
‫والقلق واالكتئاب ميالً لالستثارة ومنهـا اعـتاد الجـسم عـلى العقار‪ ،‬وتسمم الجسم‬
‫بالعقار‪ ،‬واإلدمان من خالل العالج‪ ،‬وسهولة صرف العقاقير الطبية(‪.)iii‬‬

‫‪ -‬السفر إلى الخارج‪ :‬السفر إلى الخارج مع وجـود كـل وسـائل اإلغـراء وأمـاكن اللهـو‬
‫وعدم وجود رقابة على االماكن التي يتم فيها تناول المخدرات وأيـضا عـدم وجـود‬
‫رقابة على الشخص المسافر لبعده عن أسرته ومجتمعه يعتبر مـن أسـباب تعـاطي‬
‫وادمان المخدرات وليكن ربط ذلك بضعف الوازع الديني لدى الفرد(‪.)iv‬‬

‫‪ -‬السهر خارج المنـزل‪ :‬قـد يفـسر الـبعض الحريـة تفـسير خاطئـا عـلى أنهـا الحريـة‬
‫المطلقة حتى ولو كانت تضر بهم أو بـاآلخرين ومـن هـذا المنطلـق يقـوم الـبعض‬
‫بالسهر خارج المنزل حتىً أوقات متأخرة من الليل وغالبا ما يكون في أحد‬
‫األمـاكن التي تـشجع عـلى تعـاطي المخـدرات وادمانهـا ويرتبط هذا بصحبة رفاق‬
‫السوء واغرائهم لرفقائهم الصالح(‪.)v‬‬

‫‪ -‬توفر المال‪ :‬إن توفر المال في يد بعـض الـشباب بـسهولة قـد يدفعـه إلى شراء‬
‫أغـلى الطعام والشراب وقد يدفعه حـب االسـتطالع ورفقـاء الـسوء إلى شراء أغـلى‬
‫أنـواع المخدرات وقد يـرتبط تـوفر المـال في كثـير مـن األحيـان بغيـاب مراقبـة األسرة‬
‫النـشغالها بالعمـل وكـسب المـال داخـل الـبالد أو خارجهـا ويتـضح لنـا ذلـك في أبنـاء‬
‫المهـاجرين الـذين يرسـلون أبنـاءهم للد ارسـة بالسودان إذ تدور حولهً مع الكثير من‬
‫االتهامات حول التعامل مع المخدرات تعاطيـا وادماناً‪.‬‬

‫‪ -‬الرغبة في السهر لالستذكار‪ :‬يقع بعض الشباب فريسة لبعض األوهام التي‬
‫يروجهـا بعض المغرضين من ضعاف النفوس عن المخدرات وخاصة المنبهات‬
‫على أنهـا تزيـد من القدرة على التحصيل والتركيز أثناء المذاكرة وهذا بال شك وهم‬

‫‪193‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫كاذب وال أساس لهً من الصحة بل بالعكس قد يكون تأثيرهـا سـلبيا عـلى ذلـك‪..‬‬
‫وقد تأكد هذا األثر السلبي فعالً على الصحة حيث تستعمل هذه العقاقير في غير‬
‫غرضها أنه من المعروف أن السهر ضار بالصحة‪.‬‬

‫‪ -‬الهموم والمشكالت االجتماعية‪ :‬هناك العديد مـن الهمـوم والمـشكالت االجتماعيـة‬


‫التي يتعرض لها الناس فتدفع بعضهم إلى تعـاطي المخـدرات بحجـة نـسيان هـذه‬
‫الهموم والمشكالت(‪.)vi‬‬

‫‪ -‬االعتقاد بزيادة القدرة الجنسية‪ :‬ترويج أقاويـل عـن المخـدرات بـأن هنـاك عالقـة‬
‫وثيقة بين تعاطي المخدرات وزيادة القدرة الجنسية من حيث تحقيق أقصى إشباع‬
‫جنسي واطالة فترة الجماع وكثير مـن المتعـاطون يقـدمون عـلى تعـاطي المخـدراتً‬
‫سعيا وراء تحقيق اللذة الجنسية والواقع أن المخـدرات ال عالقـة لهـا بـالجنس بـل‬
‫تعمل على عكس ما هو شائع بين الناس(‪.)vii‬‬

‫ثاني ا‪ :‬األسباب التي تعود لألسرة‪:‬‬

‫األسرة هي المؤسسة األولى التي يبدأ فيها الطفل تعليمه األول‪ .‬هذا التعليم الجوهري الذي‬
‫تنطبع آثاره على كل مراحله الالحقة من حياته وقد ظلت األسرة هي المسؤولة عن تكوين‬
‫الشخصية للفرد‪.‬‬

‫هي اإلطار العام الذي يعطي جميع األدوار االجتماعية كأنها هي المسؤولة عن‬
‫تكوين اتجاهاته المختلفة وهي التي ينطلق منها الطفل إلى العالم الذي من حوله بتربية‬
‫معينة وعادات وتقاليد اكتسبها من األسرة التي تربي فيها‪ ،‬ويقع على األسرة العبء األكبر‬
‫في توجيه صغارها إلى معرفة النافع من الضار والسلوك الحسن من السيء‪ ،‬فهي لهم‬
‫سبيل في اكتساب الخبرات معتمدين على أنفسهم تحت رقابة واعية ومدركة لعواقب األمور‬
‫كلها وقد أظهرت نتائج بعض الدراسات عن تعاطي المخدرات أن عدم االستقرار في جو‬

‫‪193‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫األسرة متمثالً في انخفاض مستوى الوفاق بين الوالدين وتأزم العالقات بينه إلى درجة‬
‫الهجر أو الطالق يولد أحيانا شعو ار غالبا لدى الفرد بعدم اهتمام والديه به‪.‬‬

‫فالتفكك األسري والذي يعني النزاعات والصراعات التي تنشب داخل األسرة أو أجواء‬
‫التوتر والخالفات الدائمة بين أطراف األسرة وخاصة الوالدين والتي تلقي بظاللها سلبا على‬
‫األبناء الذين يفتقدون في ظل مثل هذه الظروف لالهتمام والحنان والعطف األسري‬
‫وبالتالي يبحثون عن ما يعتقدونه ملجأ لحل المشكالت‪.‬‬

‫‪ )1‬التنشئة األسرية الفاسدة حيث األب أو األم أو كالهما دوره في تنشئة وتربية‬
‫وتوجيه األبناء التوجيه الصحيح وحيث تكون هناك تفرقة بين األبناء في المعاملة‪،‬‬
‫أو استخدام القسوة أو اإلدالل أو التدليل‪.‬‬

‫فاألسرة هي األساس في الحفاظ على األبناء من كل األشياء السالبة‪ ،‬لذا يجب‬


‫االنتباه على أن تربية األبناء ال تعني االهتمام برعايتهم ذهنيا وأخالقياً فقط‪ ،‬بل يجب‬
‫الحرص على تربيتهم التربية الحسنة التي يحتاجها اإلنسان لتحقيق التوازن في وجوده‪،‬‬
‫وهي ال تتأثر إال بتربية األبناء على قيم الدين الحنيف وتوطيد نفوسهم على تقوى اهلل‬
‫وطاعته ألن هذا هو الوازع الداخلي وخط الدفاع األخير الذي يلوذ إليه اإلنسان عند‬
‫الضرورة ليواجه شرور نفسه‪.‬‬

‫ولألسرة دور كبير في مكافحة المخدرات باعتبارها المر األول في الوقاية والحفاظ‬
‫على األبناء من هذه المشكلة الخطيرة والدخيلة على المجتمع‪ ،‬وهي في نفس الوقت لها‬
‫الدور األكبر وتعد من أهم أسباب االنحراف والتعاطي إذا أهملت االهتمام برعاية وتربية‬
‫األبناء‪ ،‬واذا تهتم عرفة من رفاقهم أو أصحابهم‪ ،‬مع إطالق الحرية لهم دون رقابة من قبل‬
‫األسرة‪.‬‬

‫‪ )2‬القدوة السيئة من قبل الوالدين‪ :‬يعتبر هذا العامل من أهم العوامل األسرية التي‬
‫تدفع الشباب إلى تعاطي المخدرات والمسكرات‪ ،‬فعندما يكون أحد والدين من‬
‫‪193‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫المدمنين للمخدرات فإن ذلك يؤثر تأثير مباش ار على الروابط األسرية نتيجة لما‬
‫تعانيه األسرة من الشقاق والخالفات الداخلية لسوء العالقات بين المدمن وبقية‬
‫أفراد األسرة مما يدفع األبناء إلى االنحراف والضياع كذلك عندما ظهر الوالدان‬
‫أمام أبنائهم في صورة مخجلة تتمثل في إقدامهم على تصرفات سيئة وهم تحت‬
‫تأثير المخدر‪ ،‬فإن ذلك يسبب صدمة نفسية عنيفة لألبناء تدفعهم إلى محاولة‬
‫تقليد ما يقومون به من تصرفات سيئة كذلك يقوم االبناء محاكاة والديهم في‬
‫اإلدمان‪ ،‬واألهم من ذلك كله غياب التوجيه والقدوة الحسنة‪.‬‬

‫‪ )9‬انشغال الوالدين عن األبناء‪ :‬ان انشغال الوالدين عن تربية أبنائهم بالعمل أو‬
‫السفر للخارج وعدم متابعتهم أو مراقبة سلوكهم يجعل األبناء عرضة للضياع‬
‫والوقوع في مهاوي اإلدمان‪ ،‬والشك أنه مهما كان العائد المادي من وراء العمل أو‬
‫السفر فإنه ال يعادل األضرار الجسيمة التي تلحق باألبناء نتيجة عدم رعايتهم‬
‫الرعاية السليمة وأحيانا يكون الوالدان موجودين وليس لديهم من المشاغل ما‬
‫يصرفهم عن متابعة أبنائهم لكنهم ال يجهلون ما يكن أن يتعرض له هؤالء األبناء‬
‫من مخاطر وانحراف نتيجة عدم المتابعة والتوجيه السليم وفي الوقت المناسب قبل‬
‫استفحال األزمة‪.‬‬

‫ففشل األسرة في القيام بواجبات التربية السليمة وما يترتب على ذلك من مشكالت‬
‫نفسية وعاطفية وتفكك أسري من أكبر دوافع اإلدمان‪.‬‬

‫‪ )4‬القسوة الزائدة على األبناء‪ :‬انه من األمور التي يكاد يجمع عليها عبء التربية‬
‫بأن االبن إذا عومل من قبل والديه معاملة قاسية مثل الضرب المبرح والتوبيخ فإن‬
‫ذلك سينعكس على سلوكه مما يؤدي به إلى عقوق والديه وترك المنزل والهروب‬
‫منه باحثا عن مأوى له فال يجد سوى مجتمع األشرار الذين يدفعون به إلى طريق‬
‫الشر والمعصية وتعاطي المخدرات‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫‪ )5‬كثرة تناول الوالدين لألدوية والعقاقير‪ :‬إن حب االستطالع والفضول بالنسبة‬


‫لألبناء قد يجعلهم يتناولون بعض األدوية والعقاقير التي تناولها آباؤهم مما ينتج‬
‫عن ذلك كثير من األضرار والتي قد يكون من نتيجتها الوقوع فريسة للتعود على‬
‫بعض تلك العقاقير(‪.)viii‬‬

‫ثالثا‪ :‬األسباب المرتبطة بالمجتمع‪:‬‬

‫إذا كانت األسرة هي البيئة االجتماعية األولى التي يعيش فيها اإلنسان منذ صغره‬
‫فإن مختلف الجماعات التي ينتمي إليها الفرد تشكل البيئة االجتماعية الثانية التي يحيا‬
‫فيها اإلنسان‪ .‬وقد تدعم هذه الجماعات ما تبنيه األسرة وقد تهدمه وتعطل تأثيره‪ ،‬وقد‬
‫تعوض الجرعة الفرد عن مشاعر الحرمان العاطفي وعدم التقبل أو افتقاد الشعور‬
‫باألمن(‪.)ix‬‬

‫هناك أسباب لتعاطي المخدرات تعود للمجتمع منها‪:‬‬

‫‪ )1‬توفر مواد اإلدمان عن طريق المهربين والمروجين‪ :‬عن طريق المهربين‬


‫والمروجين يعتبر هذا العامل من أهم العوامل التي تعود للمجتمع والتي تجعل‬
‫تعاطي المخدرات سهالًً وميسو ار بالنسبة للشباب ويرجع ذلك إلى احتواء كل‬
‫مجتمع من المجتمعات على األفراد الضالين الفاسدين والذين يحولون إفساد غيرهم‬
‫من أبناء المجتمع‪ ،‬فيقومون بمساعدة غيرهم من أعداء اإلسالم بجلب المخدرات‬
‫والسموم وينشرونها بين الشباب‪ .‬وفي كثير من األحيان يكون المدمن هدفا‬
‫للمروجين إلدخاله في هذا العالم وخصوصا لألفراد الذين يلحظ عليهم الضعف‬
‫بصورة أو بأخرى‪.‬‬

‫‪ )2‬تأثير الحي السكني‪ :‬اذ إن طبيعة المنطقة والمجتمع الذي يوجد فيها لها تأثير‬
‫كبير خاصة إذا ما كانت المنطقة موبوءة ويكثر مثل هذا في المناطق الهامشية أو‬
‫الفقيرة أو المناطق العشوائية نتيجة لما تعانيه من أمراض صحية ونفسية‬
‫‪199‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫واجتماعية وأزمات اقتصادية(‪ .)x‬ففي مثل هذه المجتمعات يصبح التعاطي‬


‫واإلدمان أم ار معتادا دون أي حياء أو خوف‪.‬‬

‫‪ )9‬العمالة األجنبية‪ :‬إن عمليات التنمية تتطلب االستعانة ببعض العمالة والخبرات‬
‫األجنبية وهذه العمالة تأتيً أحيانا وهي محملة بحسناتها وسيئاتها متمثلة في‬
‫محاولة البعض إدخال بعض السموم والمواد المخدرة إما بغرض متعتهم الخاصة‬
‫أو بغرض الكسب المادي من وراء ذلك االنفتاح االقتصادي ويحاول بعض‬
‫ضعاف النفوس من أفراد المجتمع استغالل االنفتاح االقتصاديً استغالالً سيئا‬
‫فبدالً من قيامهم باستيراد السلع الضرورية ألفراد المجتمع يقومون باالتجار وتهريب‬
‫المخدرات بطرق غير مشروعة لكونها تحقق لهم أرباحا كبيرة وبأقل مجهود(‪.)xi‬‬

‫‪ )4‬التساهل في استخدام العقاقير المخدرة وتركها دون رقابة‪ :‬قد يكون التساهل في‬
‫استيراد بعض األدوية والعقاقير المخدرة الالزمة لالستخدام في المستشفيات دون‬
‫تشديد الرقابة عليها من قبل و ازرة الصحة في المجتمع سبب من أسباب استخدامها‬
‫في غير األغراض الطبية التي خصصت لها‪ ،‬هذا باإلضافة إلى أنه قد تدخل هذه‬
‫العقاقير تحت أسماء مستعارة وبطريقة نظامية‪ ،‬كما أنها قد تدخل بطريقة غير‬
‫نظامية مما يؤدي إلى انتشارها وتداولها بين الشباب‪.‬‬

‫العوامل االقتصادية‪:‬‬

‫أيضا هناك بعض العوامل االقتصادية التي تؤدي إلى تعاطي وادمان المخدرات‬
‫ومنها‪:‬‬

‫أ) ازدياد متطلبات الحياة بصورة عامة نتيجة الحاجة إلى مستلزمات الحياة الضرورية‬
‫كثير من الناس تزايدت لديه النزعة االستهالكية‬
‫وعدم توفر الدخل الكافي‪ ،‬كما أن ً‬
‫وتأثير القيم والعادات والتقاليد الحديثة التي ألقت بالمزيد من األعباء على الفرد‪،‬‬
‫وارتفاع مستوى المعيشة بصورة عامة مماً يثقل كاهل األسرة والفرد تجعله عاج از‬
‫‪344‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫تجاهها مما يدفعه لتعاطي المخدرات كمحاولة منه للهروب من الواقع االجتماعي‬
‫الذي يعيش فيه ب‪-‬البطالة وما تتركه من ضغوط كبيرة في مواجهة الحياة فضالً‬
‫عن قلة فرص العمل وتوفر الفراغ لدى الشباب أيضا من األسباب التي تؤدي‬
‫إلى تعاطي المخـدرات وادمانهـا‪:‬‬

‫‪ )1‬تأثير وسائل اإلعالم ما تطرحه من دعاية واعالن مما يتأثر بها الشباب ضعفاء‬
‫النفوس‪.‬‬

‫‪ )2‬ضعف الرقابة وآليات مكافحة انتشار المواد المخدرة الشيء الـذي يـسهل مـن‬
‫إمكانيـة الحصول عليها سواء بطرق مشروعة (كالوصفات الطبية)‪ ،‬أو غير‬
‫المشروعة‪.‬‬

‫‪ )9‬البيئة المهنيـة حيـث إن صـعوبات العمـل وأعبائـه وسـلبياته تـدفع الفـرد إلى‬
‫تعـاطي المخدرات ويوفر النموذج السيء في العمل ويدفع صغار السن خاصة‬
‫من المـراهقين إلى تعاطي المخدرات‪.‬‬

‫‪ )4‬شعور المدمن باألهمية واالنتماء وسط هذه الجماعات التي تستعمل هذه المواد‪.‬‬

‫‪ )5‬الجهل عامة وضعف التوعية بأخطار المخدرات يعد سببا آخر يقع على عـاتق‬
‫الجهـات المسؤولة سواء كانت حكومية أو صحية أو إعالميـة أو أسريـة أو‬
‫تعليميـة أو مـنظمات أهلية أو نقابات وغيرها‪.‬‬

‫‪-6‬الحروب والصراعات الداخلية بين أفـراد المجتمـع تحـرم الـشباب مـن االسـتقرار‬
‫األسري وذلك بحرمانهم من آبائهم وأخونهم ومن القيم والمبادئ التـي كـانوا يزرعونهـا فـيهم‪،‬‬
‫فالنزاعات والحروب تؤدي إلى تشريد األسر وتضعف الروابط األسرية وتعرض الشباب إلى‬
‫خبرات وتجارب قاسية قد تدفعهم إلى تعاطي المخـدرات ألنهـا مـن وجهـة نظـرهم أسرع‬
‫وسيلة للتخلص من هذه الضغوط وهكذا تتعدد العوامل التي تدفع بالفرد إلى تعاطي‬
‫المخدرات وادمانها ولكل مدمن سببه الذي يختلف من مدمن آلخر‪ ،‬وأحيانا قد يكون هناك‬
‫‪343‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫اكثر من سبب واحد يؤدي بالفرد للتعاطي واإلدمان وحقيقة األمر أن كل األسباب التي‬
‫ذكرت تؤدي إلى تعاطي المخدرات واإلدمان هو نتيجة حتمية للتعاطي‪ ،‬وكلما تعددت‬
‫األسباب التي تؤدي إلى التعاطي واإلدمان ترتب على ذلك زيادة في عدد المتعاطين مما‬
‫يؤدي لكثير من اآلثار السالبة في كثير من النواحي(‪.)xii‬‬

‫اآلثار المترتبة على تعاطي وادمان المخدرات‪.‬‬

‫مضار المخدرات كثيرة ومتعددة‪ ،‬إذ أثبتت العديد من الدراسات والبحوث العلمية‬
‫والطبية والنفسية واالجتماعية أن تعاطي المخدرات وادمانها يخلف آثا ار عديدة على‬
‫الشخص المتعاطي نفسه وعلى المجتمع فتأثير المخدر تتحكم فيه‪:‬‬

‫‪ )1‬نوع المخدر‪.‬‬
‫‪ )2‬الكمية المتعاطاة‪.‬‬
‫‪ )9‬المدة وفترات التعاطي‪.‬‬
‫‪ )4‬البنية الجسدية والنفسية – والبيئة االجتماعية(‪.)xiii‬‬
‫األضرار التي تصيب الفرد ومن أضرار المخدرات على المتعاطي نفسه‪:‬‬

‫أ) األضرار الجسمية والصحية‪:‬‬

‫‪ )1‬تسبب المخدرات فقدان الشهية للطعام مما يؤدي إلى النحافة والهزال والضعف‬
‫العام المصحوب باصفرار الوجه‪ ،‬كما يحدث تعاطي المخدرات اضطرابا في‬
‫الجهاز الهضمي والذي ينتج عنه سوء الهضم‪ ،‬إتالف الكبد وتليفه حيث يحلل‬
‫المخدر (األفيون مثالً) خاليا الكبد ويحدث بها تليفا وزيادة في نسبة السكر مما‬
‫يسبب التهابا وتضخمات في الكبد وتوقف عمله بسبب السموم التي تعجز الكبد‬
‫عن تخليص الجسم منها‪ ،‬كما تسبب المخدرات التهابات في المخ وتحطم ماليا‬
‫الخاليا العصبية التي تكون المخ مما يؤدي إلى فقدان الذاكرة‪.‬‬

‫‪343‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫‪ )2‬ويؤدي استخدام المخدرات إلى حدوث اضطرابات في القلب‪ ،‬وارتفاع في ضغط‬


‫الدم‪ ،‬وانفجار الشرايين كما تؤثر على النشاط الجنسي حيث تقلل من القدرة‬
‫الجنسية وتنقص من إف ارزات الغدد الجنسية‪ ،‬كما أن المخدرات هي السبب الرئيس‬
‫في اإلصابة بأشد األمراض خطورة مثل السرطان‪ ،‬وتعاطي جرعة زائدة ومفرطة‬
‫من المخدرات قد يكون في حد ذاتهً انتحا ار(‪.)xiv‬‬

‫‪ )9‬واذا تعرضنا لبعض األخطار التي تحدث عن طريق إدمان بعض المخدرات كاله‬
‫هيوين فإنه يعمل كمثبط للجهاز العصبي مما يؤدي إلى بطء في سرعة التنفس‬
‫وعمقه مما يؤدي لالحتقان في الريئتين بثاني أكسيد الكربون ثم الهبوط في الدورة‬
‫الدموية‪ ،‬ويؤثر على مركز القيء ويؤدي إلى الغثيان والقيء المتكرر‪ ،‬ويحدث‬
‫نوبات من الهذيان والخرف المبكر نتيجة الضمور الذي يحدث بالمخ من‬
‫االستعمال المتكرر‪ ،‬وتحدث الجلطات والسكتة الدماغية‪ ،‬ونوبات إغماء يمكن أن‬
‫يحدث أثناء إحداها الموت‪.‬‬

‫‪ )4‬ومن األمراض التي تصيب مدمن الهيروين مرض اإليدز والتهاب الكبد الفيروسي‬
‫‪ ،B‬تليف الكبد وسرطانها‪ ،‬اإلنسان الدموي الناتج من الحقن غير المعقمة والمواد‬
‫المغشوشة‪ ،‬والتهاب غشاء القلب الداخلي الحاد وتحت الحاد‪ ،‬تحطيم صمامات‬
‫القلب‪ ،‬التهاب الدماغ‪ ،‬التهابات متعددة ومزمنة للرئتين‪ ،‬كما يصاب الجلد‬
‫بااللتهابات المتكررة والخ ارريج والقروح المتصلبة لألوعية الدموية مما يؤدي إلى‬
‫تجلط الدم وحاالت مرض الكزاز‬

‫‪ )5‬واذا ما تم التعرض للكحول‪ ،‬فالخمر هي السبب المباشر وغير المباشر في كثير‬


‫من حاالت الوفاة‪ ،‬فحياة مدمن الخمر قصيرة تتراوح ما بين ‪ 1١- 12‬سنة بعد‬
‫االدمان‪ ،‬وهي العامل الثالث ألسباب الوفاة بعد أمراض القلب والسرطان‪ ،‬ومن‬
‫األمراض العضوية إلدمان الكحول أنها تتسبب في توسع الشرايين في األطراف‬

‫‪341‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫نتيجة شلل بالمركز الومى الحركي في النخاع المستطيل‪ ،‬إذا تعرض مدمن الخمر‬
‫للبرودة الشديدة فإنه يدخل في غيبوبة ثم الموت‪ ،‬زيادة إدرار البول‪ ،‬الغثيان‬
‫والقيء‪ ،‬اضطراب في الرغبة الجنسية – عدم القدرة على الممارسة الجنسية‪،‬‬
‫اضطرابات الكبد والتليف الكبدي‪ ،‬اضطرابات الجهاز الدوري التنفسي‪ ،‬تورم‬
‫وضمور العضالت‪ ،‬رعشة باليدين‪ ،‬العمى الكحولي(‪.)xv‬‬

‫ب) األضرار النفسية التي تصيب متعاطي المخدرات‪:‬‬

‫‪ )1‬يحدث تعاطي المخدراتً اضطرابا في اإلدراك الحسي العام وخاصة إذا ما تعلق‬
‫األمر بحواس السمع والبصر كما يؤدي تعاطي المخدرات إلى اختالل في التفكير‬
‫العام وصعوبة وبطء في الكالم‪ ،‬وبالتالي يؤدي إلى فساد الحكم على األمور‬
‫واألشياء الذي يحدث معها بعض أو حتى كثير من التصرفات الغريبة إضافة إلى‬
‫الهذيان والهلوسة وتؤدي المخدرات الي آثار نفسية مثل القلق والتوتر المستمر‬
‫والشعور بعدم االستقرار والشعور باالنقباض والهبوط‪ ،‬واهمال النفس والمظهر‬
‫وعدم القدرة على العمل أو االستمرار فيه(‪.)xvi‬‬

‫‪ )2‬كما يحدث تعاطي المخدرات اضطراب في الوجدان‪ ،‬حيث ينقلب المتعاطي عن‬
‫حالة المرح والنشوة والشعور بالرضى والراحة (بعد تعاطي المخدر) ويتبع هذا‬
‫ضعف في المستوى الذهني وذلك لتضارب األفكار لديه فهو بعد التعاطي يشعر‬
‫بالسعادة والنشوة والعيش في جو خيالي وغياب عن الوجود وزيادة النشاط والحيوية‬
‫ولكن سرعان ما يتغير الشعور بالسعادة والنشوة إلى ندم وواقع مؤلم وفتور وارهاق‬
‫مصحوب بخمول واكتئاب وتتسبب المخدرات في حدوث العصبية الزائدة الحساسية‬
‫الشديدة واالضطراب والتوتر االنفعالي الدائم والذي ينتج عنه بالضرورة ضعف‬
‫القدرة على التواؤم والتكيف االجتماعي(‪.)xvii‬‬

‫‪343‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫أيضا هناك اضطرابات أخرى يسببها تعاطي وادمان المخدرات منها‪:‬‬

‫‪ )1‬االضطرابات السارة‪:‬‬
‫وتشمل األنواع التي تعطـى المتعـاطي صـفة إيجابيـة حيـث يحس بحسن الحال‬
‫التفخيم أو النشوة فـيحس المتعـاطي في هـذه الحالـة بالثقـة التامة ويشعر بـأن كـل‬
‫شيء عـلى مـا يـرام‪ ،‬وأنـه أعظـم النـاس وأقـوى واذكي مـن اآلخرين(‪.)xviii‬‬

‫‪ )2‬االضطرابات غير السارة ومنها‪:‬‬


‫االكتئاب ويشعر الفرد فيه بأفكار (سوداوية) حيث يتردد في اتخاذ الق اررات‬
‫وذلك للشعور باأللم ويقلل الشخص المصاب بهذا النوع من االضطرابات مـن قيمـة‬
‫ذاتـه ويبالغ في األمور التافهة ويجعلها ضخمة ومهمة‪ .‬والقلق يشعر الـشخص‬
‫بـالخوف والتوتر‪ ،‬جمود أو تبلد االنفعال وهـو تبلـد العاطفـة حيـث إن الـشخص في‬
‫هـذه الحالة ال يستجيب وال يستثار بأي حدث يمـر عليـه مهـما كـان سـار أو غير‬
‫سـار‪ ،‬ويصاب المدمن أيضا بعدم التناسب االنفعـالي وهـذا اضـطراب يحـدث فيـه‬
‫عـدم توازن في العاطفة فيرى الـشخص المـصاب بهـذا االضـطراب يـضحك ويـبدأ‬
‫بـدون سبب مثير لهذا البكاء أو الضحك(‪ًً .)xix‬‬

‫أيـضا يصاب المتعاطي باضطراب المزاج‪ ،‬وغالبا ما تـؤدي حالـة التـشويش إلى‬
‫اختالل في المزاج فتضطرب أعصاب متعاطي المخدرات وتشتد انفعاالتـه فيـبدأ بـال‬
‫سـبب أو يصاب بنوبات من الخوف والقلق وقد تنتابه حالة من الـصمت تتحـول فجـأة‬
‫إلى حالة من التهيج والصراخ وقد يضحك أو يحزن نتيجة للهلوسات والتشويش‪.‬‬

‫أيضا من اآلثار النفسية للمتعاطي التكاسل واإلهمال لألسرة والعمل والغذاء‬


‫والنظافة والمظهر االعتماد على اآلخرين االتجاه المضاد للمجتمع تعدد أنماط الشخصية‬
‫‪343‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫لدى المتعاطين وفي ذلك تشير بعض الدراسات التتبعية ألنماط شخصية المتعاطين‬
‫ومدى تفاعلهم مع المجتمع ومع أنفسهم إال أن متعاطيي المخدرات يعانون من حاالت‬
‫اإلحباط وتتسم شخصيتهم باألنماط التالية(‪:)xx‬‬

‫‪ )1‬الشخصية طبيعية سوية‪.‬‬

‫‪ )2‬الشخصية القلقة‪.‬‬

‫‪ )9‬الشخصية السيكوباتية‪.‬‬

‫‪ )4‬الشخصية المريضة عقلياً‪.‬‬

‫‪ )5‬الشخصية الضطهاديه‪.‬‬

‫‪ )6‬الشخصية الو سواسية‪.‬‬

‫‪ )٨‬الشخصية الهستيرية‪.‬‬

‫‪ )٧‬الشخصية االتكالية‪.‬‬

‫حيث تصاب الشخصية بالخمول والنسيان واضطراب التفكير والسلبية واالنطواء‪،‬‬


‫كذلك من األضرار التي تصيب الفرد المتعاطي للمخدرات‪ :‬اآلثار العقلية التي تتمثل في‬
‫االتي‪:‬‬

‫‪ )1‬انخفاض مستوى الوعي‪ :‬هي حالة من تدهور وانحدار مستوى الوعي دون‬
‫مستوى الصحو مما يجعل المريض بحالة من التشويش‪ ،‬وقد تتراوح شدة‬
‫انخفاض الوعي من البسيط إلى الشديد العميق‪.‬‬

‫‪ )2‬اضطرابات في التفكير والكالم‪ :‬ان كالم المدمن مرآة تعكس أفكاره‬


‫وتصوراته فإذا كان المدمن واعيا ومدركا كانت أفكاره منظمة ومتسقة‬
‫وكالمه مفيدا وبليغا إذا كان المدمن مشوشا وتائها كانت أفكاره مرتبكة‬

‫‪343‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫ومفككة ومتقطعة فيصبح كالمه غير مفهوم وتعابيره متداخلة وغير مرتبة‪،‬‬
‫إن أفكاره المريضة المضطربة وادراكه الحسي المشوش تجعله غير قادر‬
‫على التعبير السليم أو فهم ما يقال له من كالم إن هذا الخلط واالضطراب‬
‫يزول بزوال حالة التشويش حيث يعود المدمن إلى حالته الطبيعية في‬
‫التفكير والكالم السليم‪.‬‬

‫‪ )9‬اضطرابات في اإلدراك الحسي‪ :‬ان المدمن غالبا ما يعاني من اضطراب في‬


‫اإلدراك الحسي للظواهر والمحفزات في المحيط مما قد يؤدي إلى الهلوسة‬
‫ى أشكاالً وصو ار‬
‫الحسية كالهالوس السمعية والبصرية والحسية حيث ير ً‬
‫وأشياء غير موجودة حوله وقد تثير هذه األطياف والتخيالت الرعب والهلع‬
‫في نفس المدمن فيصرخ أو يستنجد او يحاول الهرب أو القفز من المناطق‬
‫العالية مما يسبب له األذى ويعرضه للخطر‪ً.‬‬

‫‪ )4‬التوهان أو عسر التطلع‪ :‬هي حالة اضطراب الشعور بالزمن والمسافة‬


‫وأشكال األشياء والمكان لدرجة االرتباك والخلط مما يجعل المدمن غير‬
‫قادر على تحديد الزمان أو الوقت ساعة السؤال أو المكان الذي هو فيه‪.‬‬
‫وقد يعجز المدمن عن تحديد هويته الشخصية أو هوية األشخاص المقرب‬
‫له أو القائمين على رعايته وعالجه(‪.)xxi‬‬

‫من أضرار ومخاطر المخدرات على الفرد أيضا فقدان كل القيم الدينية واألخالقية‪،‬‬
‫إذ إن اإلدمان يؤدي إلى استنزاف دخله المادي مما يعرضه للجوء إلى كافة أشكال الحيل‬
‫والوسائل من أجل الحصول على المال فيتعامل مع كافة األساليب الغير مشروعة (الرشوة‪،‬‬
‫السرقة‪ ،‬االختالس) فيكون مستعدا لبيع نفسه ودينه وأسرته ومجتمعه‪ ،‬مما يعني أن‬
‫متعاطي المخدرات ينبذ األخالق الفاضلة وفعل المنكرات تحت تأثير المخدر كما تسبب‬

‫‪343‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫المخدرات أمراضا ذهانيه تتمثل في التسمم الكحولي‪ ،‬هذاء االرتعاش‪ ،‬ذهان كورساكوف‪،‬‬
‫أعراض فيرتك‪ ،‬لهلوسة الكحولية الغيرة المرضية وهذه كلها يسببها إدمان الكحول(‪.)xxii‬‬

‫تصنيف المخدرات‪:‬‬

‫علي الرغم من انتشار المخدرات إال أنه ال يوجد تصنيف حاسم متفق عليه أنواعها‬
‫ذلك يلجأ الباحثون بقضايا التخدير والمخدرات إلي اعتماد تصنيفات عديدة نذكر منها(‪:)xxiii‬‬

‫‪ -‬التصنيف االول‪ :‬حسب طبيعتها ومصدرها‪:‬‬

‫أ) المخدرات الطبيعية‪ :‬هي المخدرات ذات األصل النباتي‪ ،‬وهي كل ما يؤخذ‬
‫مباشرة من النباتات الطبيعية التي تحتوي علي مواد مخدرة سواء كانت نباتات‬
‫برية أي تنبت دون زراعة او نباتات تمت زراعتها منها‪ :‬الحشيش‪ ،‬االفيون‪،‬‬
‫الكوكا‪ ،‬القات‪.‬‬

‫ب) المخدرات نصف تخليقية‪ :‬وهي مواد مستحضرة من تفاعل كيمائي بسيط مع‬
‫مواد مستخلصة من النباتات المخدرة علي النحو الذي ينتج مادة ذات تأثير أقوي‬
‫فاعلية من المادة األصلية ج‪-‬المخدرات التخليقية‪ :‬وهي مواد تنتج من تفاعالت‬
‫كيمائية معقدة بين المركبات الكيمائية لمختلفة ويتم ذلك بمعامل شركات األدوية‪،‬‬
‫او بمعامل مراكز البحوث(‪.)xxiv‬‬

‫‪ -‬التصنيف الثاني‪ :‬حسب اللون‪:‬‬

‫أ) المخدرات السوداء‪ :‬وهي المواد المخدرة التي تتميز بأن لونها داكن او يميل إلي‬
‫السواد‪ ،‬كالحشيش واالفيون‪.‬‬

‫ب) المخدرات البيضاء‪ :‬وهي المواد المخدرة التي تتميز بأن لونها ابيض مثل‬
‫المساحيق والسوائل المختلفة التي يتم تعاطيها حقنا او شربا او شما مثل الهيروين‬
‫والكوكايين واألقراص المنومة او المنبهة او المهدئة(‪.)xxv‬‬

‫‪343‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫‪ -‬التصنيف الثالث‪ :‬حسب تأثير المادة المخدرة‪:‬‬

‫أ) المهبطات‪ :‬وتقسم إلي‪:‬‬

‫‪ -‬مهبطات طبيعية‪ :‬وأهمها االفيون ومن أهم مشتقاته‪ :‬المورفين‪ ،‬الكوكايين‪.‬‬

‫‪ -‬مهبطات نصف مصنعة‪ :‬من أهمها الهيروين الذي يشتق من المورفين‬


‫الهيد ومورفين الذي يشتق من المورفين واالتروفين يشتق من الثيبايين‪.‬‬

‫‪ -‬مهبطات مصنعة‪ :‬ومن أهمها بديالت المورفين ومن أهمها الميثادون‪،‬‬


‫الناكسون‪ ،‬الديميرول المنومات مثل السيكو نال‪ ،‬البتوتال‪ ،‬االميتال‬
‫المهدئات ومن أهمها الفاليوم‪ ،‬االتيفان‪ ،‬الروهينول(‪.)xxvi‬‬

‫ب) المنشطات وتقسم الي‪:‬‬

‫‪ -‬منشطات طبيعية‪ :‬وأشهرها الكوكايين‪ ،‬القات‪.‬‬

‫‪ -‬منشطات مصنعة‪ :‬ومن أهمها االمفيتامينات‪.‬‬

‫ج) المهلوسات وتقسم الي‪:‬‬

‫‪ -‬مهلوسات طبيعية‪ :‬ومن أشهرها المكسالين‪.‬‬

‫‪ -‬مهلوسات نصف مصنعة‪ :‬ومن أشهرها االسيد‪.‬‬

‫‪ -‬مهلوسات مصنعة‪ :‬وأشهرها البسيل وكسيين‪.‬‬

‫‪349‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫د) الحشيش ومن أهم صوره‪:‬‬

‫الحشيش‪ ،‬الماريجوانا‪ ،‬البانجو(‪.)xxvii‬‬

‫‪ -‬التصنيف الرابع‪ :‬حسب الحجم‪:‬‬

‫أ) المخدرات الكبري‪ :‬مثل الخشخاش ومشتقاته‪ ،‬الحشيش ومشتقاته‪ ،‬الكوكايين‬


‫ومشتقاته‪ ،‬وهذه المخدرات لها خطورة كبيرة عند استخدامها واإلدمان عليها‪.‬‬

‫ب) المخدرات الصغري‪ :‬وهي أقل خطورة‪ ،‬وتمثل جانبا من العقاقير المستخدمة كعالج‬
‫طبي‪ ،‬ويسبب التعود عليها اإلدمان‪ ،‬ومن ذلك الكحول‪ ،‬والتبغ‪ ،‬الكافيين‪ ،‬القات‪،‬‬
‫المهدئات(‪.)xxviii‬‬

‫رابعا‪ :‬طريق تعاطي المخدرات‪:‬‬

‫تختلف طرق تعاطي المخدرات من صنف الي آخر ومن شخص الي آخر وفيما‬
‫يلي عرض لطرق تعاطي المخدرات علي النحو التالي‪:‬‬

‫الطريقة األولي "عن طريق الفم"‪:‬‬

‫وهنا يستخدم المتعاطي المخدرات عن طريق فمه في سبيل تحقيق اللذة والمتعة وهي‬
‫الطريقة األولي التي يعتقد بان اإلنسان قد تناول بها المخدرات‪ ،‬ويتم أخذ المادة المخدرة‬
‫عن طريق الفم باستخدام عدد من األساليب منها‪:‬‬

‫أ) البلع‪ :‬ويتم تعاطي بعض المواد المخدرة عن طريق البلع علي هيئة حبوب او‬
‫كبسوالت‪ ،‬كما في أقراص االمفيتامينات والمنومات‪.‬‬

‫ب) الشرب‪ :‬وذلك عن طريق إذابة المادة المخدرة في الماء او في الشاي او في القهوة‬
‫وشربها كما في المورفين الكوكايين والباربتيورات وفي الحشيش يقوم الفرد بقطع‬
‫أوراق أشجار الحشيش وقمة الزهرية ويتم أيضا نقعها في الماء ثم يشربها‪.‬‬

‫‪334‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫ج) األكل‪ :‬ويتم تناول بعض المواد المخدرة عن طريق أكلها‪ ،‬او تناولها مع الطعام‬
‫مثل الحشيش‪ ،‬حيث يتم خلطه بمواد دهنية او بالتوابل‪.‬‬

‫د) االستحالب‪ :‬ويتم ذلك عن طريق االستحالب تحت اللسان‪ ،‬وفي هذه الطريقة يتم‬
‫وضع المادة المخدرة تحت اللسان ويتم استحالبها‪ ،‬وفي بعض األحيان يتم ذلك‬
‫أثناء شرب القهوة او الشاي كما هو معروف في االفيون‪.‬‬

‫ه) المضغ‪ :‬وفي هذه الطريقة يتم وضع أوراق النبات المخدر في الفم‪ ،‬ويتم مضغة‬
‫مضغا بطيئا في الفم‪ ،‬مثل القات(‪.)xxix‬‬

‫الطريقة الثانية "عن طريق األنف"‪:‬‬

‫أ) عن طريق التدخين‪ :‬يتم تعاطي بعض المواد المخدرة عن طريق التدخين بوسائل‬
‫متعددة مثل تدخين السيجارة او النرجيلة وهناك أنواع متعددة من المواد المخدرة‬
‫يتم تعاطيها عن طريق التدخين ويأتي في مقدمتها الحشيش واالفيون كما هو في‬
‫الهند والصين‪.‬‬

‫ب) عن طريق االستنشاق‪ :‬ويقصد باالستنشاق في هذا المجال شم المواد التي تؤثر‬
‫على الفرد‪ ،‬وتعطي له نوعا معينا من االرتياح والبهجة والنشاط‪ ،‬وقد تكون مواد‬
‫مخدرة وقد تكون مواد طيارة‪ ،‬فالمواد المخدرة مثل الهيروين والكوكايين التي تكون‬
‫علي شكل مسحوق‪ ،‬أما المواد الطيارة فهي المواد التي ربما تتواجد في المنزل او‬
‫في العمل مثل الورش كالصمغ‪ ،‬البنزين‪ ،‬مزيل طالء االظافر(‪.)xxx‬‬

‫الطريقة الثالثة "عن طريق األوردة او تحت الجلد في العضل"‪:‬‬

‫ويتم ذلك عن طريق الحقن‪ ،‬ومن أول المخدرات التي تستخدم طريق الحقن مادة‬
‫االفيون ومشتقاته من المورفين والهروين والكوكايين‪ ،‬وعادة تستخدم هذا الطريقة بهدف‬
‫الحصول علي األثر المنشود او اللذة السريعة(‪.)xxxi‬‬

‫‪333‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫خامسا‪ :‬شخصية المدمن‪:‬‬

‫في الحقيقة تتعدد التساؤالت فيما كانت هناك شخصية مدمنة أما ال لذلك نجد اهتمام‬
‫العديد من الباحثين باإلجابة عن هذه التساؤالت إال أنها لم تحمل نتائج بحوثهم التي‬
‫حاولت أن تربط بين أنماط الشخصية واإلدمان أي نتائج حاسمة في اتجاه ارتباط نمط‬
‫معين من الشخصية بسلوك االدمان وباالستهداف له‪ ،‬من ثمة لم يتوفر دليل علي أن‬
‫هناك نمط للشخصية المدمنة وبالتالي يرجع الكثير من الباحثين أسباب االدمان الي سمات‬
‫شخصية معينة تعتبر من العوامل المساهمة في إدمان المخدرات‪ ،‬فأسباب اإلدمان ولو‬
‫تنوعت ال تعدو أن تكون ذات داللة علي ان المدمنين يتميزون بخلل واضطراب في‬
‫الشخصية حيث يري "رأفت عسكر "أن هناك عالقة وثيقة بين اضطرابات الشخصية‬
‫وتعاطي األشخاص للمخدرات ليخففوا من حدة اضطراباتهم او ربما ليزيدوا من تفاعلهم مع‬
‫البيئة التي يعيشون فيها كي تساعدهم المخدرات علي توافق أكثر مع حياتهم وفيما يلي‬
‫عرض األهم السمات الشخصية التي يشترك فيها المدمنون‪:‬‬

‫أ) الشخصية المتهيبة اجتماعيا‪ :‬السمة الرئيسية في هذا الشخصية نمط من‬
‫االنزعاج االجتماعي والجبن والخوف من التقييم السلبي الذي يسود حياة أصحاب‬
‫هذا النوع من الشخصية فالمتهيب اجتماعيا شخص خجول يفضل العزلة ويهرب‬
‫من الناس ومن التجمعات‪ ،‬وال يقوى علي مواجهتهم وال يقوي علي التعبير عن‬
‫رأيه‪ ،‬ويشعر باضطراب شديد حين يضطر للتعامل مع الناس‪ ،‬وقد يكتشف هذا‬
‫اإلنسان أن احدي المواد المخدرة تزيل خجله وتلغي توتره وتطلق لسانه وتهدي من‬
‫فزع قلبه فيستطيع التعامل مع الناس بسهوله ودون خجل‪ ،‬ويجد نفسه مضط ار‬
‫الستعمال هذه المادة كلما اضطرته الظروف لمواجهة مسئولياته مع الناس‪ ،‬ويلجأ‬
‫إليها بشكل متقطع او مستمر وقد يقوده سوء االستعمال لهذه المادة الي التعود‬
‫عليها او ادمانها ولكن ال عالج لحالته اال هذه المادة التي يعرف انها تغير من‬

‫‪333‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫شخصيته تماما فينعم ولو لوقت قصير بنعمة التعامل الجريء بال خوف من‬
‫الناس(‪.)xxxii‬‬

‫ب) الشخصية االكتئابية‪ :‬يمتاز صاحب هذه الشخصية بمزاج هابط معظم ساعات‬
‫النهار والشعور الدائم بالتعب وفقدان الطاقة‪ ،‬كذلك بتناقص في القدرة علي‬
‫التركيز‪ ،‬والتردد وعدم القدرة علي إتخاذ الق اررات الحاسمة‪ ،‬وتكون لديه مشاعر من‬
‫اليأس واإلحباط الدائم(‪ .)xxxiii‬وهذا االنسان معرض لنوبات حادة من هبوط‬
‫المعنويات لعدة ايام قد يقاومها بإحدى المواد المخدرة او المنشطة بشكل متقطع او‬
‫مستمر‪ ،‬وقد يقوده سوء االستعمال لمثل هذه المادة التي يعرف انها ترفع معنوياته‬
‫وتجلب له بعض السرور الذي يفقده بشكل دائم‪.‬‬

‫ج) الشخصية السيكوباتية‪ :‬من سمات هذه الشخصية انها اجتماعية بشكل واضح‪،‬‬
‫تحمل مشاعر العدوانية نحو اآلخرين‪ ،‬وتتصل بالالمباالة والكذب والخداع‪ ،‬ويسعى‬
‫الشخص السيكوباتي نحو تحقيق ملذاته وارضاء نزواته علي حساب أي إنسان‬
‫آخر وعلي حساب كل القيم المتعارف عليها من مجتمعة فهو يسرق(‪ .)xxxiv‬ويؤذي‬
‫وهذه الشخصية نظ ار ألنها تسعي نحو اللذة السريعة فإنها تتعود وتدمن إحدى‬
‫المواد المخدرة او المنبهة‪ ،‬أن نقول أن معظم السيكوباتية يلجأن لمثل هذه المواد‬
‫المخدرة‪.‬‬

‫د) الشخصية القلقة‪ :‬نعاني هذه الشخصية من القلق والتوتر‪ ،‬وسهولة االستثارة‬
‫والعصبية واالندفاع وعدم الصبر مما يعرضه للخطأ‪ ،‬وغالبا ما يدمن الشخص‬
‫المكروب حتي يقلل من مشاعر القلق والتوتر ليحل محلها االسترخاء والطمأنينة‪،‬‬
‫حيث يكتشف أن بعض المواد المخدرة تزيل كل التوترات وتجعله هادئا باردا‬
‫ومسترخيا ومتأنيا‪ ،‬ويجد نفسه مضط ار الستعمال مثل هذه المواد ومن ثمة التعود‬

‫‪331‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫عليها او ادمانها ولكن ال خالص له من عذابه إال بهذه المواد المخدرة التي تمحو‬
‫كل مشاعر القلق والتوتر وتحل محلها االسترخاء والطمأنينة(‪.)xxxv‬‬

‫ه) الشخصية البينية (الحدية)‪ :‬تتسم هذه الشخصية بعدم االستقرار او الثبات في‬
‫العالقات الشخصية المتبادلة مع االندفاعية الواضحة‪ ،‬كذلك التهديد باالنتحار‪ ،‬كذا‬
‫عدم الثبات االنفعالي(‪ .)xxxvi‬وكما تمتاز بعدم تحمل الوحدة واضطراب الهوية بين‬
‫االندماج والتفكك‪ ،‬فالمخدرات أصبحت البديل للموضوع لفقدانهم القدرة التوافقية في‬
‫العالقة باآلخر‪ ،‬حيث المخدرات تزودهم براحة وقتية من األلم النفسي نتيجة ذلك‪.‬‬

‫و) الشخصية النرجسية‪ :‬تتصف هذه الشخصية باالنشغال المفرط بما يتعلق بتقدير‬
‫الذات‪ ،‬وتطالب بالحصول علي اإلعجاب الشديد‪ ،‬تفتقر الي التعاطف مع انشغال‬
‫دائم بخياالت النجاح الذي ال يعرف حدودا ومن ثمة فإن االعتماد علي المخدر‬
‫لكي يعوض المدمن ضعف النرجسية‪ ،‬لكون معظم المدمنين متمركزين حول‬
‫ذواتهم(‪.)xxxvii‬‬

‫سادسا‪ :‬أضرار المخدرات‪:‬‬

‫أكدت جميع األبحاث العلمية والمؤتمرات الدولية خطورة تعاطي المخدرات واإلدمان‬
‫عليها‪ ،‬وما ينتج عنها أضرار عديدة سواء علي المستوي الفردي او علي مستوي المجتمع‬
‫وهي كالتالي‪:‬‬

‫أ) األضرار الجسمية (العضوية)للمخدرات‪:‬‬

‫‪ )1‬التهاب في المخ‪ ،‬وتحطيم وتأكل ماليين الخاليا العصبية التي تكون المخ‪.‬‬

‫‪ )2‬اضطرابات في القلب كالذبحة الصدرية‪ ،‬وارتفع في ضغط الدم‪.‬‬

‫‪ )9‬إتالف الكبد وتليفه التأثير علي النشاط الجنس‪.‬‬

‫‪ )4‬اضطرابات في التنفس وفقدان الشهية للطعام‪.‬‬


‫‪333‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫‪ )5‬مشاكل صحية لدي المدمنات الحوامل مثل فقر الدم‪ ،‬ومرض القلب والسكري‬
‫والتهاب الكبد‪.‬‬

‫‪ )6‬قد تسبب بعض األمراض الخطيرة مثل سرطان الرئة والبلعوم وسرطان المعدة‬
‫وسرطان الكبد(‪.)xxxviii‬‬

‫‪ )٨‬خلل في الوظائف الهضمية كسوء الهضم وانتفاخ البطن‪.‬‬

‫‪ )٧‬التهابات األغشية المخاطبة واإلصابة بمرض نقص المناعة‪.‬‬

‫ب) األضرار النفسية للمخدرات‪:‬‬

‫‪ )1‬األمراض الذهنية كالبا ار نويا والفصام(‪.)xxxix‬‬

‫‪ )2‬خلط عقلي حاد وقلة اإلدراك ونقص في الذاكرة‪.‬‬

‫‪ )9‬اضطراب التفكير وعدم السيطرة علي السلوك‪.‬‬

‫‪ )4‬سلبية واالكتئاب ومحاوله االنتحار أحيانا يوجد القلق والخوف‪.‬‬

‫‪ )5‬عدم التناسب االنفعالي وحيث تري المدمن يضحك ويبكي من دون سبب مثير‬
‫لهذا البكاء او الضحك‪.‬‬

‫‪ )6‬اختالل اآلنية حيث يحس المدمن بأن ذاته متغيرة‪ ،‬فيحس بأنه شخص متغير‬
‫تماما(‪.)xl‬‬

‫‪333‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫ج) األضرار االجتماعية للمخدرات‪:‬‬

‫للمخدرات أثر سيء علي التنشئة االجتماعية حيث تبين أن نسبة كبيرة من مدمني‬
‫المخدرات كانوا يعيشون في أسر كان اآلباء واإلخوة يدمنون‪ ،‬كما تؤدي إلي تفكك األسرة‬
‫وانحراف األحداث‪.‬‬

‫كما يؤدي إدمان المخدرات إلي مشاكل أسرية من بينها الطالق‪ ،‬حيث أن المدمنين‬
‫لديهم استعداد أكثر من غيرهم لالنفصال‪.‬‬

‫تؤدي المخدرات إلي انتشار الجريمة‪ ،‬حيث ان غالبية المجرمين يرتكبون حوادث‬
‫القتل وهم تحت تأثير المخدر‪ ،‬كما تتسبب أيضا في انتشار الحوادث المرورية(‪.)xli‬‬

‫كما أشارت دراسة الفوال ان تعاطي المخدرات يجعل األفراد قريبين للغاية من االنخراط‬
‫في العديد من السلوكيات االنحرافية واالجرامية حيث يرتكبون جرائم العنف او االغتصاب او‬
‫السلوكيات الشاذة مثل الدعارة‪.‬‬

‫سوء التوافق االجتماعي وعدم الرضا عن العالقات االجتماعية المتعلقة بالمجتمع‬


‫بصفة عامة‪ ،‬او المتعلقة باألسرة والعمل(‪.)xlii‬‬

‫األضرار السياسية واالقتصادية للمخدرات‪:‬‬

‫‪ )1‬األراضي الضائعة التي تشغل بزراعة المخدرات كالحشيش والقات وغير ذلك ولو‬
‫انها شغلت بزراعة الخضار والفواكه لكان خي ار‪.‬‬

‫‪ )2‬الجهود الضائعة بسب ضعف قدرة متعاطي المخدرات عن العمل واإلنتاج كما‬
‫وكيفا وبالتالي يقل انتاج المجتمع الذي هو حصيلة انتاج األفراد‪.‬‬

‫‪ )9‬أن ما ينفق من األموال علي اإلدارات لمكافحة المخدرات ما ينفق علي عالج‬
‫مدمني المخدرات كل هذا يعد جزء ضائعا من الثروة الوطنية(‪.)xliii‬‬

‫‪333‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫‪ )4‬تعد المخدرات من أسلحة الحرب التي توجهها القوي المعادية الي صدور وعقول‬
‫الشعوب المستهدفة فهي تعتبر أسلحة أشد فتكا من أسلحة الحروب التقليدية حيث‬
‫يستخدمونها كيفما يشاءون لتفتيت قدرات وأنشطة الشعوب المستهدفة‪.‬‬

‫‪ )5‬الحركات االنفصالية في العالم تغذيها أموال تجار المخدرات‪.‬‬

‫‪ )6‬هز الكيان السياسي ألية دولة إذا لم يكن في وسعها بسط نفوذها علي كل‬
‫اقاليمها‪ ،‬فلقد ثبت أن كثي ار من مناطق زراعة المخدرات في أنحاء متفرقة من‬
‫العالم ال تخضع لسلطات تلك الدول التي تقع ضمنها‪.‬‬

‫‪ )٨‬إفشاء أسرار والمعلومات عن الوطن(‪.)xliv‬‬

‫‪333‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫المصادر والمراجع‬

‫عبد الغنى حماد‪ :‬الخمر بين الطب والفقه بحث مقدم لنيل درجة الدكتوراه كلية الشريعة والقانون‪،‬‬ ‫(‪)i‬‬

‫جامعة االزهر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬غير منشور‪.1791 ،‬‬

‫عبد الرحمن احمد عثمان‪ :‬اتجاهات الشباب نحو تعاطي المخدرات‪ ،‬ورشة عمل اقليمية حول تنامي‬ ‫(‪)ii‬‬

‫ظاهرة االدمان علي المخدرات بين طالب الجامعات ودور المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع‬
‫المدني في مواجهتها قدمت بجامعة افريقيا العالمية‪ ،2112 ،‬ص‪.11‬‬

‫عبدالرحمن احمد عثمان‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.11-11‬‬ ‫(‪)iii‬‬

‫رضوان احمد قسم السيد‪ :‬تنامي تعاطي المخدرات واالدمان وسط طالب الجامعات ودور المؤسسات‬ ‫(‪)iv‬‬

‫الرسمية والمجتمعية في مكافحتها‪ ،‬ورشة عمل اقليمية وقدمت بجامعة افريقيا العالمية‪،2112 ،‬‬
‫ص‪.33‬‬

‫أسامة بشير ادم رحمة اهلل‪" :‬ظاهرة تعاطي الطالب والطالبات الجامعيين للمخدرات"‪ ،‬بحث تكميلي‬ ‫(‪)v‬‬

‫لنيل درجة البكالوريوس في علم االجتماع‪ ،‬كلية الدراسات االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬جامعة جوبا‪،‬‬
‫‪ ،2111‬ص ‪.5‬‬

‫أسامة بشير ادم رحمة اهلل‪ :‬نفس مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫(‪)vi‬‬

‫أحمد كامل فؤاد‪ ،‬السموم البيضاء والنتائج السوداء‪ : ،‬مجلة الكويت‪ ،‬العدد ‪ ،1707 ،01‬ص‪.15‬‬ ‫(‪)vii‬‬

‫أسامة بشير ادم رحمة اهلل‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.17-10‬‬ ‫(‪)viii‬‬

‫اسامة بشير ادم رحمة اهلل‪ :‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص‪.21‬‬ ‫(‪)ix‬‬

‫‪333‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫مصطفي سويف‪ :‬المخدرات والمجتمع نظرة تكاملية‪ ،‬الكويت‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون‬ ‫(‪)x‬‬

‫واآلداب‪.1771 ،‬‬

‫عبد الرحمن احمد عثمان‪ :‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫(‪)xi‬‬

‫نور الهدي محمد الشفيع‪ ،‬المخدرات واثارها العضوية والنفسية‪ ،‬ورشة عمل اقليميه حول تنامي‬ ‫(‪)xii‬‬

‫ظاهرة االدمان علي المخدرات بين طالب الجامعات ودور المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع‬
‫المدني في مواجهتها‪ ،‬قدمت بجامعة افريقيا العالمية‪ ،‬غير منشور‪ ،‬الخرطوم‪ ،2112 ،‬ص‪.1‬‬

‫عادل الدمرداش‪ ،‬االدمان ومظاهرة وعالجه‪ ،‬الكويت‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة‬ ‫(‪)xiii‬‬

‫والفنون واآلداب‪ ،1702 ،‬ص‪.17‬‬

‫عبد الرحمن احمد عثمان‪ :‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫(‪)xiv‬‬

‫نور الهدي محمد الشفيع‪ :‬نفس المرجع سابق ذكره‪ ،2112 ،‬صص‪.5-3‬‬ ‫(‪)xv‬‬

‫اسامة بشير ادم‪ :‬نفس المرجع سابق ذكره‪ ،2111 ،‬ص‪.22‬‬ ‫(‪)xvi‬‬

‫عبد الرحمن العيسوي‪ :‬المجرم الشاذ‪ ،‬الدار الجامعية للكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،2113 ،‬ص‪.41‬‬ ‫(‪)xvii‬‬

‫اسامة بشير ادم‪ :‬نفس المرجع سابق ذكره‪ ،‬ص‪.23‬‬ ‫(‪)xviii‬‬

‫عبد الرحمن العيسوي‪ :‬المرجع سابق ذكره‪ ،‬ص ‪.42‬‬ ‫(‪)xix‬‬

‫عبد الرحمن احمد عثمان‪ :‬نفس المرجع سابق ذكره‪ ،‬صص‪.14-11‬‬ ‫(‪)xx‬‬

‫عبد الرحمن احمد عثمان‪ :‬نفس المرجع سابق ذكره‪ ،‬صص‪.13-12‬‬ ‫(‪)xxi‬‬

‫نور الهدي محمد الشفيع‪ :‬نفس المرجع سابق ذكرة‪ ،‬ص‪.5‬‬ ‫(‪)xxii‬‬

‫‪339‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫حسن مصطفي عبد المعطي‪ ،‬نفس المرجع سابق ذكره‪ ،‬ص‪.13‬‬ ‫(‪)xxiii‬‬

‫محمد أحمد مشاقية‪ ،‬اإلدمان علي المخدرات اإلرشاد والعالج النفسي‪ ،‬عمان دار الشروق‪،‬‬ ‫(‪)xxiv‬‬

‫‪ ،2119‬ص‪.41‬‬

‫محمد عباس منصور‪ ،‬المخدرات‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،1775‬ص‬ ‫(‪)xxv‬‬

‫ص‪.14-13‬‬

‫حسن مصطفى عبد المعطي‪ :‬نفس مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص‪.14‬‬ ‫(‪)xxvi‬‬

‫محمد كمال زين الدين‪ ،‬نفس المرجع سابق ذكره‪ ،‬صص‪.41-41‬‬ ‫(‪)xxvii‬‬

‫أحمد عبد العزيز االصفر‪ ،‬عوامل انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في المجتمع العربي‪ ،‬الرياض‪،‬‬ ‫(‪)xxviii‬‬

‫مركز الدراسات والبحوث في جامعة نايف للعلوم األمنية‪ ،2113 ،‬ص‪.35‬‬

‫زين العابدين محمد علي رجب‪ ،‬نفس مرجع سابق ذكره‪ ،‬صص‪.10-19‬‬ ‫(‪)xxix‬‬

‫زين العابدين محمد علي رجب‪ ،‬نفس المرجع سابق ذكره‪ ،‬صص‪.92-10‬‬ ‫(‪)xxx‬‬

‫عبد الرحمن إبراهيم‪ ،‬فكرة وجيزة عن اضطرابات الشخصية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬سوريا‪ ،‬شعاع النشر‬ ‫(‪)xxxi‬‬

‫والتوزيع‪ ،2119 ،‬ص‪.77‬‬

‫مدحت أبو النصر‪ ،‬االعاقة االجتماعية المفهوم واالنواع الرعاية المرجع سابق ذكره‪،‬‬ ‫(‪)xxxii‬‬

‫صص‪.221-221‬‬

‫عبد الرحمن إبراهيم‪ :‬نفس مرجع سابق ذكره ص ص‪.74-73‬‬ ‫(‪)xxxiii‬‬

‫مدحت ابو النصر‪ :‬نفس مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص‪.22-21‬‬ ‫(‪)xxxiv‬‬

‫‪334‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫عادل صادق‪ ،‬اإلدمان له عالج‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مؤسسة حورس الدولية‪ ،‬للنشر‬ ‫(‪)xxxv‬‬

‫والتوزيع ‪ ،1777‬ص‪.31 ،32‬‬

‫محمد حسن غانم‪ ،‬االضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة االنجلو المصرية‪،‬‬ ‫(‪)xxxvi‬‬

‫‪ ،2111‬صص‪.210-219‬‬

‫رأفت عسكر‪ ،‬نفس مرجع سابق ذكره‪ ،‬صص‪.51-55‬‬ ‫(‪)xxxvii‬‬

‫بريك عائض القرني‪ ،‬المخدرات‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬دار ابن خزيمة‪،‬‬ ‫(‪)xxxviii‬‬

‫‪ ،2115‬صص‪.121-124‬‬

‫) ‪(xxxix‬‬
‫‪Chloe carpentier et Jean Michel costes ،Drogue et toxicomanies ،Paris ،‬‬
‫‪،1775p68.‬‬

‫بريك عائض القرني‪ :‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص‪.131‬‬ ‫(‪)xl‬‬

‫‪(xli‬‬ ‫)‬
‫‪Thomas J et ،Introduction to Social Problems Macmillan Publishing‬‬
‫‪company ،New York ،1988 ،pp310-311‬‬

‫عائد علي الحميدان‪ ،‬إثر الحروب في انتشار المخدرات‪ ،‬الرياض‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث في‬ ‫(‪)xlii‬‬

‫جامعة نايف للعلوم األمنية‪ ،2119 ،‬ص‪.34‬‬

‫مختار إبراهيمي‪ ،‬المخدرات أثرها في حياة الفرد والمجتمع‪ ،‬باتنة‪ ،‬مطابع عمار قرفي‪،2115 ،‬‬ ‫(‪)xliii‬‬

‫ص‪.54‬‬

‫بريك غامض القرني‪ ،‬نفس مرجع سابق ذكره‪ ،‬صص‪.119-112‬‬ ‫(‪)xliv‬‬

‫‪333‬‬

You might also like