You are on page 1of 4

‫تفسير ادمان االنترنيت‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أوال‪ .‬العوامل المؤدية إلدمان االنترنت ‪:‬‬


‫وض ع أحم د فخ ري استش اري علم النفس وعالج اإلدم ان ع دة عوام ل وأس باب ت ؤدي بش خص غلى‬
‫اإلدمان على االنترنت ‪:‬‬
‫ـ ـ عدم القدرة على التعامل مع ضغوطات الحياة ‪.‬‬
‫ـ ـ عدم القدرة على مواجهة المشكالت ‪.‬‬
‫ـ ـ عدم القدرة على شغل وقت الفراغ بهوايات مختلفة ‪.‬‬
‫ـ ـ عدم القدرة على إقامة عالقات اجتماعية بسبب الخجل و االنطواء ‪.‬‬
‫ـ ـ الشعور بصراع والوحدة ‪ ( .‬فخري ‪) 2014 ،‬‬
‫ـ ـ المعاناة من بعض االضطرابات النفسية المتمثلة في االكتئاب ‪ ،‬القلق ‪ ،‬اضطرابات النوم ‪ ،‬التلعثم‬
‫‪ ،‬الرهاب االجتماعي ‪.‬‬
‫ـ ـ االفتقاد إلى السند العاطفي عند المراهقين يجعلهم يلهثون وراء اإلشباع الوهمي واللذة المؤقتة من‬
‫خالل الدردشة مع أناس وعوالم ال يعرفون عنها شيء ‪.‬‬
‫ـ ـ اس تخدام غ رف الدردش ة كوس يلة للتفري غ االنفع الي و تفري غ ش حنات الغض ب والكبت والعدواني ة‬
‫لذلك تصبح تلك الغرف المالذ اآلمن والمنفذ األكبر لما يعتري النفس من مكبوتات الالشعور وبكل ثقة‬
‫مما يؤدي توهم الحميمية واأللفة ‪ ( .‬المصري ‪) 173 : 2006 ،‬‬
‫ـ ـ انتشار مقاهي االنترنت وتوفر السيولة المالية للمراهقين ‪.‬‬
‫ـ ـ التأثر بثقافات أخرى خاصة في عصر التطور الهائل في االتصاالت ‪.‬‬
‫ـ ـ تأثير جماعة األقران واألصدقاء خاصة إن كانوا مدمنين على االنترنت ‪.‬‬
‫ـ ـ المفهوم السلبي للتحضر والقابلية لالستهواء ‪ ( .‬خليل ‪ 166 : 2002،‬ـ ‪) 168‬‬

‫ثانيا ـ التفسيرات النفسية إلدمان االنترنت ‪:‬‬


‫استعرض (" جينفر " و " فيريز "‪ ) () Jennfer , Ferris . 1999‬بعض التفسيرات النفسية إلدمان‬
‫شبكة االنترنت وتتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ التفسير السيكودينامي ‪:‬‬
‫وذل ك من خالل خ برات ال تي يم ر به ا األطف ال في مرحل ة الطفول ة ‪ ،‬أو م ا يس مى بص دمة الطفول ة‬
‫المبك رة وارتب اط ذل ك ببعض س مات الشخص ية ‪ ،‬االض طرابات والمي ول والنزاع ات الموروث ة ل دى‬
‫الفرد ‪ ،‬فقد يكون لدى الفرد استعداد نظري إلدمان االنترنت ‪ ،‬ولكنه ال يقع في اإلدمان إال إذا توافرت‬
‫ظ روف وأح داث ض اغطة في حيات ه وس اعدت أو دفعت ه إلى إدم ان االن ترنت ‪ ،‬ليص بح الف رد م دمن‬
‫ان ترنت ‪ .‬وفي ض وء ص دمات الطفول ة المبك رة ‪ ،‬وارتباطه ا بس مات الشخص ية ‪ ،‬وأح داث الحي اة‬
‫الضاغطة ‪ ،‬واالستعدادات النفسية والموروثة ‪ ،‬قد تؤدي لوقوع الفرد في إدمان الكحوليات أو الهروين‬
‫أو المق امرة أو الجنس أو التس وق أو الكم بيوتر واالن ترنت وم ا تقدمان ه من خ دمات م ع وج ود بعض‬
‫العوامل المهيأة كاالستعدادات المرضية ‪ ( .‬محمد النوبي ‪ 32 : 2010 ،‬ـ ‪) 33‬‬
‫ويرى " ديوران " ( ‪ ) Duran , 2003‬أن مجهولية التعامالت اإللكترونية أو التعامالت غير معروفة‬
‫االسم مع اآلخرين ‪ ،‬تعد عامال يبرز إدمان االنترنت ويقدم محيط افتراضي ويغرس التهرب الذاتي من‬
‫الصعوبات االنفعالية أو المواقف المشكلة و الصعوبات الشخصية وحينئذ يستخدم ميكانيزم الهروب أو‬
‫أنه يخفف أوقات التوتر والضغوط النفسية ويعزز هذا السلوك في المستقبل ‪.‬‬
‫وعلي ه يمكن الق ول أن االتج اه الس يكودينامي ي رى أن إدم ان االن ترنت بمثاب ة اس تجابة هروبي ة من‬
‫االحباطات ‪ ،‬وللرغبة في الحصول على لذة بديلة مباشرة لتحقيق اإلشباع وأيضا للرغبة في النسيان ‪،‬‬
‫وك ذلك ف إن اإلف راط في اس تخدام ميك انيزم اإلنك ار ه و أيض ا مؤش ر على إدم ان ه ذا الف رد لالن ترنت ‪.‬‬
‫(العصيمي ‪)39 : 2010 ،‬‬
‫‪ 2‬ـ التفسير الطبي ‪:‬‬
‫يعتمد التفسير الطبي لإلدمان على االنترنت قائم على أساس أن سلوكيات األفراد تحكمها مجموعة من‬
‫العوامل الوراثية الجينية وتغيرات الكيميائية في المخ وناقالت العصبية ‪ ،‬وما يتعلق بها من تغيرات في‬
‫الكروموزومات والهرمونات والمواد الكيميائية الضرورية لتنظيم نشاط المخ والجهاز العصبي ‪ (.‬محمد‬
‫النوبي ‪) 34 : 2010 ،‬‬
‫وتح دث ه ذه التغ يرات في أغلب األحي ان في ح االت االض طرابات العاطفي ة وال تي يحكم طبيعته ا و‬
‫تنش ط النظ ام الكيمي ائي العص بي للش خص على س بيل المث ال أظه رت بعض الدراس ات أن اللعب على‬
‫االنترنت يؤدي إلى إطالق الدوبامين في األنوية العصبية ‪.‬‬
‫وأشارت دراسة "سولر " ( ‪) Suler , 1999‬أن هناك بعض العقاقير التي تؤدي إلى زيادة واستثارة‬
‫النش اط ل دى الف رد ‪ ،‬مم ا ي ؤدي ب ه إلى االس تمتاع ب الجلوس على ش بكة االن ترنت لف ترة زمني ة طويل ة ‪.‬‬
‫(العصيمي ‪) 41 : 2010 ،‬‬
‫فقد أظهرت البحوث في هذا المجال أنه توجد عقاقير قد تحدث خلل في التواصل العصبي ‪ ،‬مما يترتب‬
‫عليه إرسال المخ للمعلومات غير صحيحة كأن يتوهم الشخص باعتدال المزاج لممارسة نشاط معين ‪،‬‬
‫مث ل تن اول العق اقير والمخ اطرة أو المق امرة ‪ ،‬وبتط بيق مث ل ه ذا التفس ير على حال ة االعتم اد على‬
‫االنترنت حيث تتيح االنترنت للفرد شعورا بالمتعة واإلثارة ‪.‬‬
‫ويرى " جريفير" ( ‪ ) 1998‬أن إدمان االنترنت هو واحد أنواع اإلدمان االنترنت التي ليس لها عالقة‬
‫بالعق اقير إال أن ه ل ديها نفس األعراض االنس حابية لإلدم ان التقلي دي وه ذه األن واع من اإلدم ان هو قبي ل‬
‫اإلس تفراق القه ري في المق امرة ‪ ،‬والمس تمر وراء ال ثراء ‪ ،‬حيث يظه ر على الف رد المص اب به ذه‬
‫النوعي ات المختلف ة من اإلدم ان ‪ ،‬التقلب الم زاجي ‪ ،‬واالش تياق الش ديد والتله ف الملح لممارس ة الس لوك‬
‫اإلدمان ‪ ،‬كما تظهر على المدمن مظاهر التحمل واالعتماد ويميل لزيادة الجرعة لمادة اإلدمان وكذلك‬
‫األعراض اإلنسحابية ‪ ( .‬محمد النوبي ‪) 34 : 2010 ،‬‬
‫‪ 3‬ـ التفسير السلوكي ‪:‬‬
‫يعتم د التفس ير الس لوكي على وجه ة نظ ر " ســكنر " في النظري ة الس لوكية على أس اس أن الف رد يق وم‬
‫بمجموع ة من الس لوكيات واألنش طة ‪ ،‬به دف الحص ول على المكافئ ة أو التعزي ز ‪ ،‬وه ذا ينطب ق على‬
‫إدمان المخدرات والكحول وإ دمان االنترنت وما تقدمه تلك الشبكة للفرد من الراحة والمتعة النفسية ‪،‬‬
‫بجانب أنها طريقة بسيطة وسهلة للهروب من الواقع بهدف الحصول على معززات للسلوك ‪.‬‬
‫وق دم " داف ــيز " ( ‪ ) 2001‬نظري ة س لوكية معرفي ة ‪ ،‬كمحاول ة لبن اء نم وذج يجم ع بين الن واتج‬
‫السلوكية( السببية ـ ارتقائية ) المرتبطة باالستخدام المفرط لالنترنت ‪ ،‬ويقوم نموذج دافيز على افتراض‬
‫أن األف راد ال ذين يع انون من ض غوط أو مش كالت نفس ية مث ل ( الش عور بالوح دة ‪ ،‬االكتئ اب ) يحمل ون‬
‫إدراك ات س لبية عن كف اءاتهم االجتماعي ة ‪ ،‬ه ؤالء األف راد يفض لون التفاع ل االجتم اعي ع بر االن ترنت‬
‫ألنه أقل تهديد وأقل مخاطرة ‪ ،‬وينتج عن ذلك استخدام قهري للكمبيوتر واالنترنت ‪ ،‬وهذا بدوره يعزز‬
‫كثيرا من المشكالت الشخصية واالجتماعية والمهنية ‪ ( .‬محمد النوبي ‪ 32 : 2010 ،‬ـ ‪) 33‬‬
‫‪ 4‬ـ االتجاه االجتماعي الثقافي ‪:‬‬
‫يؤك د االتج اه االجتم اعي الثق افي على الج وانب االجتماعي ة الس تخدام االن ترنت ‪ ،‬فالن اس يس تخدمون‬
‫االن ترنت في المق ام األول من أج ل التفاع ل االجتم اعي ‪ ،‬والحاج ة إلى التنش ئة االجتماعي ة ‪ ،‬ويبحث ون‬
‫عن األشخاص المشابهين لهم ليتواصلوا معهم كلما أرادوا ذلك ‪ ( .‬العصيمي ‪) 42 : 2010 ،‬‬
‫وي رى " ســو " أن اإلدم ان يتب اين بتب اين الجنس ‪ ،‬العم ر ‪ ،‬المس توى االجتم اعي ‪ ،‬االنتم اء الع رقي ‪،‬‬
‫الديان ة ال وطن ‪ ،‬فمثال إدم ان الكحولي ات أك ثر انتش ارا بين الطبق ة المتوس طة اقتص اديا واجتماعي ا ‪،‬‬
‫وال بيض أك ثر ميال لتع اطي المهلوس ات بينم ا الس ود ذو األص ل الالتي ني أك ثر ميال لتع اطي اله روين ‪.‬‬
‫( ربيع ‪) 557 : 2003 ،‬‬
‫كما يرى أنصار هذا االتجاه أنه ال يمكن فهم أي اضطراب نفسي إال عندما ينظر إليه في إطار البيئة‬
‫الثقافي ة ‪ ،‬وق د تمس كوا بحقيق ة أن انتش ار العدي د من االض طرابات النفس ية يختل ف وفق ا للعم ر وللطبق ة‬
‫االجتماعية والخلفية الثقافية ‪ ،‬وعلى ذلك يرون أن السبب الرئيسي للسلوك الالسوي ليس بمصطلحات‬
‫النفس اإلنس انية ‪ .‬كم ا ي رى أص حاب االتج اه االجتم اعي الثق افي أن ه الب د أن نفحص ون درس المحي ط‬
‫االجتم اعي إذا أردن ا أن نفهم الس لوك الالس وي ل دى األف راد ‪ ،‬ول ذلك رك زت تفس يراتهم على البن اء و‬
‫التفاع ل األس ري والتواص ل والض غوط االجتماعي ة والطبق ات االجتماعي ة ‪ ( .‬العص يمي ‪: 2010 ،‬‬
‫‪.) 42‬‬
‫‪ 5‬ـ االتجاه المعرفي ‪:‬‬
‫يق ترح االتج اه المع رفي أن المع ارف س يئة التكي ف كافي ة لتس بب في ظه ور مجموع ة من األع راض‬
‫المرتبط ة ذات االض طراب أو إدم ان االن ترنت ‪ ،‬فالتش وهات المعرفي ة ح ول ال ذات تش مل الش ك ال ذاتي‬
‫وانخفاض كفاءات الذات وتقدير ذات سلبي مثل ‪ " :‬ال أشعر باالحترام حينما ال أكون على االنترنت ‪،‬‬
‫ولكن عن دما أك ون على االن ترنت ف إنني أفتخ ر بنفس ي ‪ ،‬واالن ترنت ه و المك ان الوحي د ال ذي أش عر في ه‬
‫باالحترام " ‪.‬‬
‫وه ذه التش وهات المعرفي ة ال تي ي دركها األف راد وال ذين يع انون من مش كالت نفس ية مختلف ة يحمل ون‬
‫إدراكات سلبية نحو ذواتهم وعن شخصيتهم ‪ ،‬يجعلهم يفضلون االندماج والتفاعل في األنشطة المختلفة‬
‫التي تقدمها االنترنت ألنه بعد أقل من التفاعل المباشر ‪ ( .‬العصمي ‪) 40 : 2010 ،‬‬

You might also like