You are on page 1of 34

‫سيكولوجية متعاطي هريوين وكحوليات (دراسة حالة )‬

‫د‪ .‬رباب عبد الفتاح أبو الليل حممد‬


‫أستاذ علم النفس املساعد كلية الرتبية والعلوم باخلرمة جامعة الطائف‬

‫ملخص البحث‬
‫اهلدف ‪ .‬هدف هذا البحث اىل التعرف على الظروف الىت ادت بالفرد اىل التعاطى ومدى‬
‫تأثريها النفسى و االجتماعى كذلك دراسة ديناميات الشخصية لدى الفرد متعاطى‬
‫اهلريوين والكحوليات عن طريق اختبار تفهم املوضوع ودراسة احلالة للعميل ‪ .‬املنهج ‪.‬مت‬
‫عمل حتليل نفسي من خالل االسقاطات الىت يربزها العميل من خالل مشاهدته للصور‬
‫وسرده هلا عن طريق قصص جبانب دراسة تاريخ احلالة ‪ .‬النتائج ‪ .‬أسفرت نتائج الدراسة‬
‫على أن الظروف اليت يعيشها تعد مبثابة العامل األساسى للتعاطي وبالتايل غياب السلطة‬
‫املتمثل ىف دور األب مع ضعف الشخصية واالعتمادية واإلحباط واالكتئاب أحيانا مع‬
‫الكبت واإلنكار والعدوان والتربير مع الشعور بالوحدة واليأس من احلياة والندم على ما‬
‫حدث ألن التعاطي يؤدي بالفرد إىل خلق ذات مشوهة هشة تعوق الفرد إلقامة عالقات‬
‫صحيحة مع االخرين مع الشعور الدائم بالرفض والنبذ واالستهجان لقيم اجملتمع الثقافية‬
‫جبانب مشاعر الغضب والتوتر واألمل مع القلق واالغتراب الداخلى واخلارجى أحيانا‬
‫وبالتايل يؤدى إىل عدم التوافق ‪.‬‬
‫د‪ .‬رباب عبد الفتاح أبو الليل حممد‬

‫مقدمة‬
‫تعترب ظاهرة اإلدمان من أهم اإلخطار اليت تواجه اجملتمع الدويل املعاصر ‪ ،‬وتعترب من‬
‫احلروب الدائمة يف تاريخ البشرية اليت ال يهدا سعريها أبدا فحروب اإلدمان نشأة منذ‬
‫فجر التاريخ حىت وقتنا هذا وقد ينتج عن اإلدمان إضرار ومضاعفات تكون أما نتيجة‬
‫لضعف الوازع الديين جبانب ضعف الثقافة الصحية وضعف القدوة احلسنة والروابط‬
‫األسرية اليت هتيئ التنشئة االجتماعية السليمة ‪,‬واخنفاض مستوى املعيشة واملستوى‬
‫االقتصادي واإلجهاد البدين والعقلي والبطالة الذي يدفع الشباب إىل تعاطي املنومات أو‬
‫املهدئات أو املنشطات وما يتبع ذلك من اضطرابات عديدة هذا باإلضافة إىل أنة قد‬
‫يكون اختالل مقومات الشخصية وعدم االتزان النفسي من العوامل اليت تدفع إىل اإلدمان‬
‫مشكلة الدراسة‬
‫تسبب اخلمور واملسكرات واملخدرات والعقاقري املخدرة خماطر ومشاكل عديدة يف أحناء‬
‫العامل‪ ,‬وتكلف البشرية فاقدا يفوق ما تفقده أثناء احلروب املدمرة حيث ختلق املشاكل‬
‫اجلسمية والنفسية واالجتماعية واالقتصادية واليت حتتاج إىل تدعيم واىل جهود حملية‬
‫ودولية ملعاجلتها واإلدمان مل يعد مشكلة حملية تعاىن منها بعض الدول الكربى أو الصغرى‬
‫أو بلدان حملية وإقليمية بل أصبح مشكلة دولية تتكاتف اهليئات الدولية واإلقليمية إلجياد‬
‫احللول اجلذرية الستئصاهلا ‪ ,‬وحيث يرصد لذلك الكفاءات العلمية والطبية واالجتماعية‬
‫حملاولة عالج ما يترتب عنها من تصدعات إقليمية ودولية ‪ ,‬ويقابل ذلك ما ينفق من‬
‫أموال لتضيق احلد من تفشيها وازدياد انتشارها ‪.‬‬
‫(عبد اجمليد سيد امحد‪)1986.‬‬
‫هلذا ميكنن ا النظر إىل مشكلة اإلدمان على أهنا مشكلة ليس فردية وإمنا هي مشكلة مجاعية‬
‫يتأثر هبا مجيع اإلفراد يف الوطن الواحد وذلك الن مضار اإلدمان اجلسمية والنفسية‬
‫والعقلية واالجتماعية واملالية وغريها للشخص املدمن تؤثر بدورها على الفرد فهي عالقة‬
‫عكسية بني الفرد واإلدمان اى كلما زادت مراحل اإلدمان لدى الفرد كلما قلت مجيع‬
‫قدراته الداخلية واخلارجية‪ .‬لذا اصبحت هذه مشكلة داخل اجملتمع ككل باختالف‬
‫سيكولوجية متعاطي هيروين وكحوليات (دراسة حالة)‬

‫مستوياهتا‪ ،‬املتقدمة منها واملتخلفة على ح ٍد سواء واليت هتدر أمن واستقرار هذه اجملتمعات‬
‫ال سلبيًا مؤثرًا يستمر تأثريه فترة أطول من تأثري أي عامل آخر هلذا يعترب‬
‫‪ ،‬واليت حتدث فع ً‬
‫ال من الفرد واجملتمع‪ .‬وقد‬
‫تعاطي املخدرات واإلدمان مشكلة ميتد تأثريها ليشمل ك ً‬
‫أكدت العديد من الدراسات اليت أجراها عدد كبري من العلماء واملهتمني بدراسة هذه‬
‫الظاهرة اخلطرية‪ ،‬إىل أهنا ظاهرة مرضية حتمل فريوسًا معديًا‪ ،‬حتدث بفعل تفاعل عدد‬
‫كبري من العوامل بعضها يتعلق بالفرد نفسه والبعض اآلخر يتعلق باجملتمع والبيئة‬
‫احمليطةبالشخص املتعاطي‪( .‬صاحل مسري الدليمي‪ .‬بدون تاريخ )‬
‫وان التصدى لدراسة اإلطار العام ملشكلة االدمان بالنسبة للفرد املدمن ميكن تناوهلا من‬
‫زوايا عديدة تتمثل اجلوانب التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬ما دوافع تعاطى أول جرعة من املخدرات او العقار املخدر او الكحول ؟‬
‫‪ -2‬ما مربرات استمرارية التعاطي رغم إدراك املدمن باألضرار الصحية والنفسية‬
‫واألخالقية واالجتماعية وخمالفة الدين والشرع ؟‬
‫‪ -3‬ما املضاعفات النفسية والعقلية لتعاطى العقار او املخدر او الكحول ؟‬
‫‪ -4‬ما اآلثار االجتماعية واالقتصادية للمدمن أو املتعاطي ؟‬
‫‪ -5‬ما هي استرياتيجية خطة الوقاية اليت قد توضع للحد من هذه الظاهرة ؟‬
‫أمهية الدراسة‬
‫تعد مشكلة اإلدمان من أهم املشكالت اليت تواجه العصر احلديث واليت تسبب مشاكل‬
‫عديدة يف معظم بالد العامل وتكلف الدول خسائر بشرية واقتصادية كبرية ألهنا تسبب‬
‫تدمري لإلنسان سواء نفسي و اجتماعي و جسمي ومادي للفرد مما جعل مشكلة اإلدمان‬
‫مشكلة أعطتها اجلهات البحثية أمهية كبرية حملاولة الوصول إىل حلول حتد من ظهورها‬
‫املستمر وزيادهتا ومن املؤسف إن انتشار اإلدمان بني الشباب واملراهقني يتزايد بصورة‬
‫ملحوظة فقد ذكرت إحدى الصحف األمريكية إن عدد كبري من اإلحداث يبدأ شرب‬
‫اخلمر يف سن العاشرة وعد أخر يصل إىل مرحلة اإلدمان يف سن املراهقة يصاحب ذلك‬
‫تعاطي املخدرات باإلضافة إىل شرب اخلمر وبالتايل حرصت أجهزة اإلعالم على زيادة‬
‫د‪ .‬رباب عبد الفتاح أبو الليل حممد‬

‫التوعية بإخطار هذه الظاهرة ومدى تفشيها بني الشباب وعملت أيضا على سن القوانني‬
‫واالتفاقات الدولية للحد من هذه الظاهرة لذا قد تعد هذه الدراسة مشاركة حبثية إلظهار‬
‫شخصية متعاطي اهلريوين والكحوليات والظروف اليت يعيشها ومدى إسهام اجملتمع يف‬
‫قدر التعاطي وبال تايل تقدمي التوصيات األزمة للحد من هذه الظاهرة وانتشارها وبالتايل‬
‫ختطى اى اثأر نفسية أو اجتماعية أو صحية أو مادية ‪...........‬اخل تقع على الفرد وعلى‬
‫اجملتمع بكل جوانبه وطبقاته وقطاعاته‪ ،‬ونظمه القانونية والسياسية واالجتماعية‪.‬‬
‫( سعد املغريب‪.) 1984 .‬‬
‫أهداف البحث‬
‫يهدف البحث احلايل إىل حتقيق عدة أهداف أساسية هي ‪-:‬‬
‫‪ -‬التعرف على الظروف اليت تؤدى بالفرد إىل التعاطي ومدى تأثريها النفسي‬
‫واالجتماعي‬
‫‪ -‬دراسة ديناميات الشخصية دراسة اكلينكية عن طريق اختبار تفهم املوضوع‬
‫وقد تربز بذلك هدف الدراسة وهو معرفة ديناميات الشخصية ملتعاطي اهلريوين‬
‫والكحوليات فيما يلي‬
‫أشارت مدرسة التحليلية إىل إن املدمن يف مرحلة الطفولة يستمر فترة طويلة يف املرحلة‬
‫الفمية ‪,‬ويكون ىف حاجة إىل رعاية اآلخرين ‪ ,‬ويكون اتكاليا وسلبيا ويكون ليس لدية‬
‫القدرة على حتمل األمل أو التوتر النفسي ‪ .‬وثبت لدية هذه السمات حبيث يعتمد على‬
‫السلوك املتمركز حول الفم من قبيل الشرب واألكل والتدخني ‪ .‬هذا باإلضافة إىل اتسام‬
‫املدمن بفزع بداخلة ال يوصف ويتمتع وهو رضيع عندما يشعر باجلوع يأخذ احلليب‬
‫الذي يدخل إىل فمه لتغذيته ويهدى من روعة ‪ .‬ولذلك عندما يصل إىل الرشد حيتاج إىل‬
‫شيء يضفى على نفسه ذات الصفات ‪ ,‬وتكون املخدرات اقرب ‪ .‬وتتناول اهلريوين‬
‫يتيح اهلروب املؤقت ‪ ,‬ويرفع الوقت من تقدير املدمن لذاته وخيفض من نقده لذاته وىف‬
‫نظر هذا التفسري يواجه املدمن مشاعر عدوانية بسبب فرط االتكالية وحاجته إىل مساعدته‬
‫اآلخرين ومعاونتهم هلا يربرعداونيتة بتأثري اهلريوين ومن اثر اهلريوين وفقا هلذا التفسري‬
‫سيكولوجية متعاطي هيروين وكحوليات (دراسة حالة)‬

‫الشعور بالذنب نتيجة العدوان وبالتايل حماولة تدمري الذات عن طريق االنتحار‪.‬‬
‫(عبد اجمليد سيد امحد‪) 1986.‬‬
‫أما الكحوليات فهو يناوهلا أما مصدر للسعادة أو اهلروب أو التجربة ونظرًا النتشار هذه‬
‫ت متفاوتة‪ ،‬ولوجود‬ ‫الظاهرة يف العديد من جمتمعات العامل‪ ،‬بصو ٍر خمتلقة وبدرجا ٍ‬
‫استهداف واضح للشباب العريب كما دلت على ذلك العديد من الدارسات لإليقاع هبم‬
‫يف شرك اإلدمان أو التعاطي فإنه ينبغي احلذر واالستعداد للمشكلة قبل وقوعها‪ ،‬واختاذ‬
‫كل التدابري الالزمة ملواجهتها‪ ،‬إميانًا بأن الوقاية خريًا من العالج والشباب بالذات تربةٌ‬
‫خصبة للمعاناة واالضطرابات النفسية لعدة أسباب ختتلف حسب طبيعة وظروف الشباب‬
‫اليت قد توقع هبم يف مصائد املروجني للمخدرات إذا مل يتم التعامل معهم بشكل مطلوب‬
‫وبأسلوب تربوي‪ .‬وغالبًا ما تبدأ مشكلة اإلدمان لدى الشباب ‪ ،‬خاص ًة إذا مل يكونوا‬
‫حمصنني اجتماعيًا ودينيًا وثقافيًا من قبل األسرة أوالً‪ ،‬واجملتمع ثانيًا‪ .‬وألهنم ميرون مبراحل‬
‫خطرية يف حياهتم‪ ،‬وحياولون جهدهم إلثبات ذواهتم بأية طريقة كانت‪ ،‬كما أهنم يتميزون‬
‫حببهم للمغامرة وال حيسبون حسابًا للعواقب وتأثري البعض منهم بسلوك أصدقائهم‬
‫وحماولة تقليدهم يف ممارسة بعض السلوكيات الضارة ومنها اإلدمان على املخدرات‪.‬‬
‫ولذلك سنتناول دراسة هذه الظاهرة وفق احملاور اآلتية‬
‫مفاهيم البحث‬
‫اهلريوين‬
‫هو مادة سامة يتم تصنيعها من املورفني‪ ,‬تُؤدّي إىل ختدير اجلهاز العصيب املركزي‪ ,‬ويُمنع‬
‫استهالكها وفق القانون بسبب تأثرياهتا السَّلبيَّة على اجلسم والنفس‪ ,‬وبسبب خطورة‬
‫اإلدمان عليها‪ .‬يكون اهلريوين على شكل مسحوق أبيض أو بين أو مادَّة لزجة سوداء‪,‬‬
‫وميكن استهالكها عن طريق الشَّم ‪,‬االستنشاق‪ ,‬التدخني أو حقنها للوريد أو العضالت‪.‬‬
‫يُمكن تناوهلا لوحدها أو خلطها مع السَُّكر‪ ,‬الكحول أو مسوم أخرى مثل الكوكايني‬
‫د‪ .‬رباب عبد الفتاح أبو الليل حممد‬

‫الكحوليات‬
‫واملقصود بة يف الدراسة احلالية املشروبات الكحولية أو املشروبات الروحية‬
‫هي املشروبات اليت حتتوى على نسبة معينة من الكحول وقد تكون خممرة (مثل البرية )أو‬
‫مقطرة (مثل الويسكي ) ‪،‬سواء كان مصدرها الفواكه مثل العنب والتمر والزبيب والتفاح‬
‫أو من احلبوب كاحلنطة والشعري والذرة او العسل والبطاطس والنشا والسكر واملركب‬
‫الرئيسي يف اخلمر هو الكحول االيثيلى (‪ )C2H5OH‬أو االيثانول االسم العلمي‬
‫للكحو ل وهو سائل طيار عند احلرارة العادية ‪،‬اقل كثافة من املاء وخيتلط باملاء جبميع‬
‫النسب كما أنة الذع الطعم قابل لالشتعال ‪.‬‬
‫متعاطي اهلريوين والكحوليات‬
‫وهم مجيع احلاالت موضع الدراسة من املتعاطني للهريوين فقط أو الكحوليات فقط أو‬
‫اهلريوين والكحوليات معا ملدة ال تقل عن ‪ 6‬أشهر يف اى نوع من أنواع اإلدمان أو‬
‫التعاطي أو اجلمع بني اإلدمان والتعاطي ‪.‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬
‫من خالل اإلطار النظري للدراسة سوف تتعرض الباحثة إىل األسباب اليت أدت إىل اإلدمان‬
‫ككل ومن مث إىل تعاطي اهلريوين والكحوليات موضوع البحث‬
‫أسباب اإلدمان‬
‫اإلدمان آفة هتدد مئات املالين من الناس يف شىت أحناء العامل ‪ ،‬فما السر أو التأثري‬
‫الذي ميكن أن حيدثه تعاطي اخلمر أو التدخني أو املخدرات باختالف أنواعها إذا نظرنا‬
‫إىل األشياء املشتركة يف كل هذه املواد بغض النظر عن أن بعضها مُحرم وبعضها مُجرّم‪،‬‬
‫وبعضها مسموح بتناوله مثل التبغ والتدخني فسوف جند أن هذه املواد بينها شيء مشترك‬
‫أال وهو أهنا تطلق ترليونات من اجلزيئات اليت تغري من كيمياء املخ ‪ ،‬وتؤثر على املخ‬
‫واملواصالت العصبية الالزمة من أجل أن يظل اإلنسان يف حالة سلوكية ومزاجية مستقرة‬
‫‪ .‬وذلك جمرد دخوهلا إىل الدم السبب الرئيسي الذي يشعر من خالله املدمن باالنبساط‬
‫والسرور والرضا حني يتناول جرعة املخدر وذلك من خالل عملها على مراكز مسارات‬
‫سيكولوجية متعاطي هيروين وكحوليات (دراسة حالة)‬

‫املخ )‪ (reward patlz ways‬وهي التسبب حالة االعتماد الكلي اليت تؤدي إىل‬
‫(عبد اهلادي مصباح‪)2004 .‬‬ ‫اإلدمان‬
‫وعلى الرغم من خطورة ظاهرة اإلدمان على املخدرات ‪ ،‬إال أنه مل يتم التوصل إىل‬
‫أسباب حمددة تدفع بالفرد إىل تعاطي املخدرات أو اإلدمان عليها‪ ،‬فمثال جند (امحد‬
‫عكاشة) يؤكد على أمهية العوامل البيولوجية املرتبطة بالوراثة ومعاناة الفرد من اآلالم‬
‫اجلسمانية املزمنة مثل آالم املفاصل واآلالم السرطانية ‪ ،‬باإلضافة إىل تأكيده على أمهية‬
‫العوامل النفسية املرتبطة بالقلق واالكتئاب وضعف تكوين الشخصية والرغبة يف املغامرة ‪،‬‬
‫وقابلية الشخص لالستهواء بواسطة رفقاء السوء‬
‫(امحد عكاشه‪ ،1992 .‬ص ‪).487-486‬‬
‫أو ما يتعلق بالدور الذي تلعبه األسرة يف وقع الفرد باجتاه تعاطي املخدرات ‪ ،‬وذلك ألن‬
‫عملية التنشئة االجتماعية بالنسبة لعلماء التربية والعلوم االجتماعية تعد عنصرا فعاال يف‬
‫التأثري املباشر وغري املباشر على شخصية الفرد واجتاهاته املختلفة داخل البناء االجتماعي ‪،‬‬
‫وتشمل عملية التنشئة االجتماعية إكساب الطفل واملراهقني القيم واملعايري االجتماعية ‪،‬‬
‫فلسفة احلياة باإلضافة إىل تنمية املهارات املتعلقة بالصحة النفسية والتوقف الشخصي‬
‫واالجتماعي واليت جيعل الفرد يشعر بأمهيته وثقة يف نفسه‬
‫(حامد عبد السالم زهران‪ ،1970 .‬ص‪.)11‬‬
‫فاهلريوين هو مادَّة سامَّة يتم تصنيعها من املورفني‪ ,‬تُؤدّي إىل ختدير اجلهاز العصيب‬
‫املركزي‪ ,‬ويُمنع استهالكها وفق القانون بسبب تأثرياهتا السَّلبيَّة على اجلسم والنفس‬
‫تأثريات اهلريوين على اجلسم‬
‫يظهر التأثري يف امحرار اجللد وارتفاع درجة حرارته مع تقلَّص حجم بوئرالعني و ألغثيان‬
‫والتقيأ واحلكة املستمرة وجحوظ العني بشكل كبري وفرط النمو وسيولة األنف‪.‬‬
‫و جفاف الفم والشَُّعور بثقل األطراف بعد ذلك ينتقل املستهلك ملرحلة أخرى يشعر فيها‬
‫بالنَُّعاس وارختاء اجلسم املفرط‪ ,‬كما تتباطئ سرعة القلب والتنفس وينخفض ضغط الدَّم‬
‫واألفكار تفقد وضوحها‪.‬‬
‫د‪ .‬رباب عبد الفتاح أبو الليل حممد‬

‫تأثريات اهلريوين على النّفس‬


‫ألشَُّعور بالنَّشوة ويُدعى ‪ Rush‬هو األمر املرجو من استعمال اهلريوين‪ .‬درجة هذه‬
‫النَّشوة ترتبط بكميَّة اهلريوين املستهلكة‪ ,‬وحتدث عند دخول اهلريوين إىل خاليا املخ‬
‫خالل ثوانٍ من حقن املادَّة عرب الوريد أو بعد ‪ 10‬دقائق من تدخينها‪.‬‬
‫خماطر اهلريوين‬
‫‪ ‬ألتَّح ُمَّل (‪ : ) Tolerance‬أي أنَّ الشَّخص حيتاج لكميَّة أكرب للحصول على‬
‫ذات املفعول النفسي‪ .‬حيدث مع االستعمال املتكرَّر‪.‬‬
‫أإلدمان (‪ : )Addiction‬أإلدمان على اهلريوين قد حيصل بعد عدَّة أسابيع إذا‬ ‫‪‬‬

‫أستهلك بشكلٍ يوميّ‪.‬‬


‫أإلصابة بااللتهاب الرَّئوي (‪ )Pneumonia‬ومرض السَّل بسبب عدم تواجد‬ ‫‪‬‬

‫املستهلكني يف بيئة صحيَّة بشكل عام‪,‬‬


‫أإلصابة بالفريوسات املختلفة اليت تنتقل عند حقن الوريد بإبر مُتَّسخة مثل اإليدز‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )HIV‬وفريوس الكبد (‪)Hepatitis‬‬


‫‪ ‬ألعدوى باجلراثيم اليت قد تُسبب التهاب يف القلب (‪.)Endocarditis‬‬
‫‪ ‬جرعات كبرية منه قد تؤدّي إىل املوت‪.‬‬
‫( رشاد امحد عبد اللطيف ‪) 1992.‬‬
‫وعند التعرض للكحوليات‬
‫الكحوليات هي مادة موجودة يف البرية والنبيذ وغريمها من املشروبات الروحية تؤثّر يف‬
‫النشاط الكيميائي للدماغ‪ ،‬والتسمية الكيميائية للكحول يف هذه املشروبات هي الكحول‬
‫األيثيلي أو االيثانول الكحول مادة مهدئة مما يعين أهنا تبطّئ وظائف اجلهاز العصيب‬
‫املركزي يتلخص تأثري الكحول يف امليكانيزم االتى ‪:‬‬
‫‪ -1‬عند تناول الكحول يتم امتصاصه وأيضا ينتج عن ذلك هبوط وتثبط يف مراكز املخ‬
‫العليا تقلل السيطرة فيها تنقلها إىل مراكز املخ السفلى ‪ ،‬يبدأ الفرد اإلحساس باجلرأة ‪.‬‬
‫احلرية ‪ .‬االنطالق ‪ .‬االقيود ‪ .‬السلوكيات غري الالئقة‬
‫سيكولوجية متعاطي هيروين وكحوليات (دراسة حالة)‬

‫‪ -2‬كلما زاد مستوى تركيز الكحول ىف الدم ‪ ،‬زاد تاثرية على مراكز املخ السفلى واليت‬
‫حتوى ضمن ما مراكز التنفس فيحدث شلل ملركز التنفس قد يؤدى إىل الوفاة يف حاالت‬
‫اجلرعات الزائدة‬
‫يوضحها ال‪DSM I.V‬‬ ‫االضطرابات املتعلقة بالكحول‬
‫‪ -1‬اضطرابات تعاطي الكحول‬
‫‪ -‬سوء استخدام الكحول‬ ‫‪-‬االعتماد على الكحول‬
‫‪ -2‬االضطرابات النامجة عن تعاطي الكحول‬
‫‪ -‬مسية الكحول‬
‫‪ -4‬هذيان مسية الكحول‬ ‫‪ -3‬انسحاب الكحول‬
‫‪ -5‬اضطراب فقدان الذاكرة (االفيزيا )الثابت والناجم عن الكحول‬
‫‪-6‬اضطراب ذهاىن ناجم عن الكحول مصحوب هبالوس‬
‫‪ -8‬اضطراب قلق ناشئ عن الكحول‬ ‫‪-7‬اضطراب مزاجي ناشئ عن الكحول‬
‫‪ -9‬اضطراب الوظيفة اجلنسية الناجم عن الكحول‬
‫‪ -10‬اضطراب النوم الناتج تعاطى عن الكحول ‪ -11‬اضطراب أخر ناجم الكحول‬
‫وغري مصنف يف موضع أخر‬
‫مسية الكحول‬
‫يعرضها ‪DSM IV‬‬
‫تعاطى حديث للكحول( تغريات ذات مغزى اكلينيكى غري تكيفيه نفسية أو سلوكية مثل‬
‫السلوك اجلنسي غري الالئق ‪،‬العدوان ‪ ،‬استثارة املزاج فقدان القدرة على إصدار األحكام‬
‫الصحيحة ‪ ،‬اضطراب الوظائف االجتماعية واملهنية )‬
‫حيث تظهر تلك التغريات أثناء التعاطي أو عقب فترة وجيزة منة‬
‫ظهور عالمة أو أكثر من العالمات اآلتية أثناء أو عقب التعاطي بفترة وجيزة‬
‫‪ -2‬فقدان التآزر احلركي ‪ -3‬السري املترنح‬ ‫‪ -1‬عدم وضوح الكالم‬
‫‪ -5‬اضطراب االنتباه أو الذاكرة‬ ‫‪-4‬زغللة العني‬
‫د‪ .‬رباب عبد الفتاح أبو الليل حممد‬

‫‪ -6‬دوخة أو غيبوبة‬
‫‪-7‬أن هذه األعراض ال ترجع إىل حالة طبية عامة أو اى اضطراب عقلي أخر‬
‫انسحاب الكحول‬
‫وفقا حملكات ‪ DSM IV‬توقف أو تقليل للجرعة املعتادة من الكحول تؤدى إىل ظهور‬
‫عرض أو عرضني أو أكثر من األعراض اآلتية خالل ساعات معدودة وحىت أيام قالئل‬
‫بعد التوقف أو التقليل وهى‬
‫‪ -1‬زيادة رجفة اليدين ورعشتهما ‪ -2‬األرق ‪ -3‬غثيان أو قيء‬
‫‪ -4‬زيادة النشاط التلقائي مثل (زيادة العرق ‪ .‬زيادة معدل النبض )‬
‫‪ -5‬هذاءات وهالوس مسعية وبصرية مؤقتة ‪ -6‬هتيج نفسي حركي‬
‫‪ – 8‬نوبات صرعيه كربى‬ ‫‪ -7‬قلق‬
‫تتسبب هذه األعراض يف حدوث خلل واضطراب ذا مغزى اكلينكى يف الوظائف‬
‫االجتماعية واملهنية أن هذه األعراض جيب العودة هبا إىل أية حالة طبية عامة أو اى مرض‬
‫عقلي أخر أما إذا استمرت اهلالوس واهلذاءات والضالالت بعد مرور فترة االنسحاب‬
‫واهلذيان مع اضطراب العالقة بالواقع واحلقيقة فأنة مثة داللة على وجود اضطراب إدراكي‬
‫‪.‬‬ ‫التعاطي‬ ‫عن‬ ‫ناجم‬ ‫عقلي‬ ‫اضطراب‬ ‫وجود‬ ‫مع‬
‫)‪(Framce.A.et.at1994.pp116:119‬‬
‫من هنا ينتج عن تعاطي اهلريوين والكحوليات‬
‫أضرار نفسية وخلقية واجتماعية‬ ‫أضرار صحية وعقلية‬
‫أضرار اقتصادية‬
‫الدراسات السابقة‬
‫أجرى عدد كبري من الدراسات اليت تناولت اإلدمان واملخدرات والكحوليات وأظهرت‬
‫تلك الدراسات االهتمام بقضية اإلدمان وأشارت إىل ازدياد عدد املدمنني هذا جبانب‬
‫األسرة املتمثل ىف السلطة الرقابية وان كان هلا الدور اهلام يف تفاقم املشكلة أو عدم‬
‫سيكولوجية متعاطي هيروين وكحوليات (دراسة حالة)‬

‫ظهورها وتشري بعض الدراسات األجنبية والعربية إىل إبراز تلك الظاهرة سواء على‬
‫اجملتمع احمللى أو العاملي ‪.‬‬
‫الدراسات اليت أجريت على متعاطي الكحوليات واهلريوين‬
‫أجريت دراسة فاروق عبد السالم (‪ ( 1976‬حول بعض املتغريات املرتبطة‬
‫باإلدمان ‪ ،‬على عينة من متعاطي األفيون وتوصلت الدراسة أن مدمين األفيون‬
‫يعانون من اضطرابات بالشخصية مع نظرهتم السلبية للمستقبل بسبب تراكم‬
‫املشكالت االجتماعية والنفسية نتيجة تعاطيهم لألفيون وان اجملتمع له دور‬
‫(فاروق سيد عبد السالم ‪)1976 .‬ىف حني‬ ‫اساسى يف سبب التعاطي‬
‫أجريت دراسة رايت (‪) 1977‬وكان هدف الدراسة هي دراسة سيكولوجية‬
‫املدمنني وشخصيتهم و مناقشة أسباب اإلدمان للكحوليات واملخدرات طبقت‬
‫الدراسة على أكثر من ‪ 450‬تلميذ من مدمين الكحوليات واملخدرات أسفرت‬
‫الدراسة على النتائج اآلتية وهى أن أول حماولة لدى مدمن اهلريوين هي تعاطي‬
‫الكحول وان أسباب التعاطي حسب الترتيب هي توافر املخدر ‪ ،‬دافع الفضول‬
‫وال تجريب ‪،‬اهنيار العالقة مع الوالدين أو اضطراهبا ‪ ،‬احلاجة إىل التقبيل ‪ ،‬افتقاد‬
‫احلب والتفاهم وتنوعت الدراسة على الكحوليات فأجريت دراسة موهان‬
‫‪ 1980‬على ‪ 536‬عائلة يف ريف اهلند هبدف التعرف على الفرق بني معدل‬
‫التعاطي للكحوليات بني الذكور واإلناث وأشارت النتائج إىل إن نسبة الذكور‬
‫هي ‪ % 58.3‬ونسبة ‪ % 51‬بالنسبة لإلناث ‪( Mohan,D.et al‬‬
‫)‪.1980‬أما دراسة سريبىي وادنا ‪ 1984‬كانت على إدمان اهلريوين التحكم‬
‫والعالج وكانت هتدف الدراسة احلالية على إن هل مدمن اهلريوين الذي يناول‬
‫جرعة منتظمة ومستمرة يكون قادر على إن يعيش حياة طبيعية أسفرت النتائج‬
‫على ان ‪% 38‬من إفراد العينة توفقوا عن إدمان اهلريوين وقاموا بتغري أصدقائهم‬
‫وصحتهم اجلسمانية جيدة ومل يوجد اى سلوكيات لديهم تتعلق خبرق القانون ‪،‬‬
‫أظهرت الدراسة ان ‪ % 38‬من أفراد العينة ما زالوا يتعاطون يزداد تورطهم يف‬
‫د‪ .‬رباب عبد الفتاح أبو الليل حممد‬

‫شراء اهلريوين وترددت حال تهم الصحية ‪ .‬فصلوا من إعماهلم ‪ .‬ظهرت عليهم‬
‫أعراض الشيخوخة املبكرة وأصبحوا يصطادون غري املدمنني رغبة منهم يف‬
‫تشجيعهم على تعاطي اهلريوين ‪ % 15‬من أفراد العينة توفوا يف سن ‪ 30‬سبب‬
‫) ‪ )Thabit ,D.et al 1984‬وجاءت دراسة (جرب حممد‬ ‫الوفاة تعاطي‬
‫جرب‪ )1985،‬حول الدوافع النفسية واالجتماعية املؤدية لتعاطي املخدرات من‬
‫وجهة نظر املتعاطني أن من أسباب التعاطي هو نسيان املشاكل واهلموم‬
‫واالضطرابات األسرية ‪ ،‬باإلضافة إىل شعور الفرد بالقلق ‪ ،‬وضعف عالقته‬
‫بزمالء العمل ‪ ،‬واضطراب عالقته باجلنس اآلخر هي أحد األسباب الدافعة‬
‫(جرب حممد جرب‪.‬‬ ‫لتعاطي املخدرات واإلدمان عليها‬
‫‪ )1985‬وتناولت دراسة بيارنكا ‪ 1986‬االختالفات ىف الشخصية واإلمراض‬
‫االجتماعية لدى مدمين اهلريوين وغريهم من السجناء طبقت الدراسة على عينة‬
‫قوامها ‪ 40‬مدمن من غري املسجونني ‪ 40‬شخصا مسجونني من غري املدمنني‬
‫أسفرت النتائج على أن مدمين اهلريوين يتسمون بالقلق واالكتئاب واالنزعاج‬
‫والوهن النفسي اتضح أيضا أن ‪% 25‬من مدمين اهلريوين يعانون من أمراض‬
‫عصابية ‪ % 50‬منهم يعانون من ذوى السلوك املضطرب بسبب املشاكل‬
‫االجتماعية أما دراسة ماجدة طه كمال الدين فهمي ‪ 1989‬بعنوان سوء‬
‫استعمال اهلريوين هبدف دراسة اجلوانب النفسية والدميوجرافية واالكلينكية‬
‫وكانت عينة الدراسة ‪ 78‬فرد من متعاطي اهلريوين ‪ 78‬فرد من غري املتعاطني‬
‫أسفرت النتائج أن متعاطي اهلريوين مييلون إىل العصابية واالندفاعية ويعانون من‬
‫االكتئاب ومن أداء دراسي منخفض مع ضعف الدافعية والقلق ونقص الثقة‬
‫(ماجدة طة كمال الدين فهمى ‪)1989.‬‬ ‫بالنفس‬
‫وتناولت دراسة هناء أبو شبهة ‪( : 1990‬حالة مدمن هريوين) وان هناك‬
‫خصائص ديناميكية متيز مدمن اهلريوين املنتكس عن غري املنتكس و استخدمت‬
‫الباحثة املنهج الكلينيكى (منهج دراسة احلالة) مبا فيه من أدوات (‪ )1‬مقابالت‬
‫سيكولوجية متعاطي هيروين وكحوليات (دراسة حالة)‬

‫كلينيكية حرة‪ )2( .‬تاريخ احلالة‪ )3( .‬نتائج االختبارات املوضوع‪ )4( .‬نتائج‬
‫اختبار تفهم املوضوع وأجريت الدراسة احلالية على حالتني من املدمنني للهريوين‬
‫املنتكسني وحالتني من املدمنني غري املنتكسني وأسفرت نتائج البحث عن التحقق‬
‫من صحة فروض البحث حيث كانت هناك خصائص دينامكية غري مدمن‬
‫اهلريوين املنتكس عن غري املنتكس أمهها ارتفاع درجة االكتئاب النفسي معاناته‬
‫من اإلحباط املادي والنفسي هروبه ال شعوريا من املواقف اإلحباطية اجتماعية أو‬
‫اتسامه بضعف اإلرادة والقابلة لالستهواء ‪ ،‬عودته للمخدر للتخفف من القلق‬
‫النفسي واالكتئاب‪ ،‬معاناته من مشاعر الدونية والشعور باالضطهاد من اآلخرين‬
‫وعالقات سلبية مع اإلخوة والوالدين‪ .‬كذلك كانت هناك خصائص دينامية‬
‫مشتركة بني مدمن اهلريوين املنتكس وغري املنتكس أمهها‪ :‬الضعف يف الكفاءة‬
‫وشيوع السمات املرضية النفسية وأظهرها عدم األمن االنفعايل واالكتئاب‪.‬‬
‫كذلك أشارت إىل وجود اضطراب يف السيادة اجلنسية لدى املدمن إذ أن‬
‫اجلنسية التناسلية املفترض أن هلا السيادة قد اجتهت إىل املنطقة االنفية‪ ،‬ذلك أن‬
‫األنف قد أصبح هو مصدر اإلشباع الوحيد الكامل لدى مدمن اهلريوين وأحيانًا‬
‫يكون مصدر اإلشباع هو اجللد‪ ،‬امليل إىل عقاب الذات وتدمريها‪ ،‬واستخدام‬
‫االنسحاب باعتباره ميكانيزما أساسيًا ملواجهة املوقف‬
‫( هناء أبو شبهة‪)1990 .‬‬
‫وتناولت دراسة ماجدة حسني حممود ‪ 1991‬سيكولوجية املدمن العائد دراسة نفسية‬
‫اجتماعية وهدفت الدراسة الوقوف على األسباب والدوافع اليت أدت إىل العودة مرة‬
‫أخرى للتعاطي من وجهة نظر املدمن العائد والفريق العالجي وأفراد أسرة املدمن العائد‬
‫تكونت عينة البحث من ‪ 60‬حالة من الشباب العائد ألول مرة إلدمان اهلريوين مستوى‬
‫عمري من ‪ 30 : 20‬سنة مع اختالف مستوياهتم االقتصادية واالجتماعية أسفرت النتائج‬
‫على أن املدمنني العائدين لإلدمان مرة أخرى يتسمون بالقلق وانعدام الطمأنينة والشعور‬
‫د‪ .‬رباب عبد الفتاح أبو الليل حممد‬

‫بالذنب وعدم االستقرار االنفعايل واخنفاض تقدير الذات والتوتر باإلضافة إىل عدم قدرته‬
‫على حتمل العالج لفترة طويلة ‪.‬‬
‫( ماجدة حسني حممود ‪)1991.‬‬
‫وهذا ما أكدته أيضا نتاج دراسة (حممد السيد حسنني بكر ‪ )1997‬حول الدوافع‬
‫النفسية واالجتماعية لتعاطي املخدرات ‪،‬وان من أهم الدوافع لتعاطي املخدرات تتمثل يف‬
‫عدم التوجيه واملتابعة من الوالدين ‪ ،‬وأساليب املعاملة الو الدية القاسية اليت يتعرض هلا‬
‫( حممد السيد حسنني بكر‪.)1997 .‬‬ ‫الفرد يف احمليط األسرى‪.‬‬
‫وتناولت دراسة ( أمال هالل ورباب حسني ‪ ) 2006‬الفئة املستهدفة للتعاطي وكانت‬
‫دراستها بعنوان الشباب واملخدرات وركزت على األماكن اليت يوجد هبا املخدرات مبصر‬
‫كمدينة الشروق والعبور واالمساعلية والسويس والعديد من الصيدليات وتوصلت الدراسة‬
‫إىل أهم العوامل اليت تؤدى بالفرد لإلدمان هى مجاعة األصدقاء ‪،‬الظروف اليت حتيط‬
‫باألسرة البيئة احمليطة غياب الوازع الديين االعتقاد اخلاطئ بان املخدرات حتقق السعادة مما‬
‫( أمال هالل ‪,‬رباب حسني ‪) 2006‬‬ ‫يدفعهم للتقليد‬
‫وان اختلفت العينة على اإلناث عن الذكور ىف التعاطي فتناولتها بالدراسة (سهري عبد‬
‫املنعم ‪) 2006‬على الشباب وجرائم املخدرات لدى عينة من اإلناث وتوصلت الدراسة‬
‫إىل العديد من العوامل اليت أدت باملرأة املصرية إىل اإلدمان واىل ارتكاب مثل هذه اجلرائم‬
‫وهى التغلب على قهر الفقر ‪ ،‬التغلب على قهر الرجال ‪ ،‬اخلروج من اسر النوع ( األنوثة‬
‫) وذلك الن التعاطي من وجهة نظرهم جتعلهم رجاال من الناحية االجتماعية وهذا يرجع‬
‫إىل تقليدهم لألب أو املعارف أو األصدقاء أو خضوعهم للزوج الناتج عن إال معيارية اى‬
‫انعدام التكامل يف اجملتمع الذي تنهار فيه كافة القيم االجيابية لتحل حملها قيم سلبية‬
‫(سهري عبد املنعم ‪) 2006 .‬‬
‫وبعد هذا العرض للدراسات السابقة ال حيق يل أن ادعى بانىن تناولت مجيع الدراسات‬
‫السابقة يف جمال اإلدمان لكن تناولت أكثر من جانب يؤدى إىل تفشى هذه الظاهرة وهذا‬
‫سيكولوجية متعاطي هيروين وكحوليات (دراسة حالة)‬

‫هو السبب يف الدراسة احلالية لعمل حتليل نفسي للمتعاطي ألكثر من نوع واى العوامل‬
‫املؤثرة فيه واليت أدت بة إىل التعاطي يف ضوء دراسة احلالة ‪.‬‬
‫املنهج واإلجراءات‬
‫العينة أجريت الدراسة احلالية على (‪ )5‬حاالت حالة واحدة جتمع بني تعاطي اهلريوين‬
‫والكحوليات وحالتان تتعاطى اهلريوين فقط وحالتان تتعاطى الكحوليات فقط وفيما‬
‫يلي عرض لنموذج دراسة حالة متعاطي اهلريوين والكحوليات بعد الربط بينها وبني‬
‫احلاالت األخرى ‪.‬‬
‫البيانات األولية‬
‫االسم ‪... /‬م‪ -‬م‪ -‬خ‬
‫النوع ‪.. /‬ذكر ‪.‬‬
‫السن ‪ 25 /‬سنة ‪.‬‬
‫املستوى التعليمي ‪...../‬بكالوريوس علوم حاسب من معهد خاص‬
‫العنوان ‪ ...../‬املنيا ‪ -‬ابوقرقاص‬
‫احلالة االجتماعية ‪..... /‬اعزب‪.‬‬
‫ترتيب بني األخوات الثاىن‬
‫وظيفة األب ‪.... /‬مهندس بدول اخلليج‪.‬‬
‫وظيفة األم ‪...... /‬معلمة بدول اخلليج‬
‫معلومات عن األسرة‬
‫ظروف األسرة احلالية ‪/‬األب وإالم يعمالن باململكة العربية السعودية ومعهم اثنان من‬
‫اخواته االبن الثالث والرابع واالبنة األوىل واملفحوص يف املنيا يعيش مبفرده مع جدته‬
‫مدى ارتباط املفحوص باألب ‪..../‬عالقته مضطربة مع األب متيل للسطحية ‪.‬‬
‫مدى ارتباط املفحوص باآلم ‪../‬عالقته اقرب اىل السواء مع األم لكن عدم وجودها حبكم‬
‫عملها وعمل زوجها أصبحت العالقة مضطربة ‪...‬‬
‫عالقته باألخوات ‪/‬عالقة اقرب إىل السطحية لرغبته يف أن يكون مبفردة‬
‫د‪ .‬رباب عبد الفتاح أبو الليل حممد‬

‫عالقته داخل األسرة ‪/‬مييل لالندفاعية ىف السلوك معهم أحيانا والقرب منهم أحيانا أخرى‬
‫نوع املسكن ‪/‬يعيشوا يف ( فلة )‬
‫املستوى االقتصادي لألسرة ‪ /‬مرتفع‬
‫اجلو العائلي‪/‬مضطرب‬
‫التاريخ الشخصي‬
‫مرحلة الطفولة املبكرة ‪. /‬طفولة مدللة حبكم أنة الولد بعد البنت كان يعيش مع األب‬
‫وإالم يف اململكة العربية السعودية حىت وصل لسن دخول اجلامعة ‪ ,‬كان مييل للعب مع‬
‫األطفال يف نفس سنة ومن نفس نوعه ‪ ,‬معظم الوقت لعب بالكرة ‪ ,‬مل يوجد مشكالت‬
‫يف الطفولة ظهرت من خالل عالمات منو أوىف املشي أو الوقوف او احلبو ‪,‬مل يوجد‬
‫مسات عصابية من مص األصابع أو قضم األظافر أو التبول إال ارادى ‪ ,‬منو الكالم بطريقة‬
‫طبيعية خمارج احلروف واضحة ‪ ,‬مل يعاىن من التهتهة او التلعثم‬
‫مرحلة الطفولة املتأخرة ‪ /‬االجناز الدراسي مرتفع ‪ ,‬مييل لالنطوائية داخل األسرة وخارجها‬
‫‪ ,‬مل يوجد اى مسات عصابية‪.‬‬
‫املراهقة ‪ /‬االجناز الدراسي بدا ىف التراجع كان أكثر انطوائية داخل األسرة لكن انفتح يف‬
‫التعامالت اخلارجية وخباصتنا مجاعة الرفاق ‪،‬كانت أول جرعة لتعاطي الكحوليات مع‬
‫فترة املراهقة اى عند سن ‪ 17‬سنة مث بدا تعاطي اهلريوين بعد ذلك ‪،‬مل يوجد اى مسات‬
‫عصابية مميزة يف هذه الفترة سوى امليل للقلق والتوتر‬
‫احلياة الشخصية لدى املتعاطي‬
‫كيفية قضاء الوقت ‪/‬كان يقضى معظم الوقت يف املرحلة احلالية حبثا عن اجلرعة اليت‬
‫يتعاطها من اهلريوين والكحوليات وعن مصدر توفري املال ‪.‬‬
‫ساعات النوم ‪./‬كان ينام بكثرة يف النهار من اجل اهلروب من اقرانة باملنزل ويداوم السهر‬
‫بالليل ‪.‬‬
‫سيكولوجية متعاطي هيروين وكحوليات (دراسة حالة)‬

‫العمل ‪/‬غري منجز يف اى عمل يكلف به حيث أنة اعتمادي على األب يف كل شيء من‬
‫أموال واى أمور تتعلق باى شيء أخر خالف التعاطي حياول أن يكون منفردا مع نفسه‬
‫دون علم األسرة ‪.‬‬
‫الراحة ‪ /‬حياول أن يرتاح على مستوى كالمه بتعاطي اجلرعة‬
‫تعاطي املخدرات بداية التعاطي ‪../‬تقريبا يف سن ‪ 17‬سنة‬
‫األفكار املرتبطة بالتعاطي ‪ /‬االستكشاف يف البداية مث املتعة بعد ذلك مث االعتمادية علية ‪.‬‬
‫القدرة على التحمل ‪./‬مل يتحمل عدم وجود املخدر عند احلاجة الية يف الفترة اليت يعتمد‬
‫فيها املفحوص على التعاطي‬
‫القدرة على العمل ‪/‬ليس لدية القدرة على العمل إطالقا حيث أنة اعتمادي على اآلخرين‬
‫سوى بعد التعاطي حيدث له بعض النشوة الوقتية اليت يتخيل أن لدية قدرة كبرية على‬
‫االجناز يف هذا الوقت ‪.‬‬
‫القدرة على االسترخاء والسعادة ‪./‬حيدث لدية قدرة على االسترخاء بعد التعاطي بفترة‬
‫ليس بكثرية اى بعد عدة ساعات وبعد اخذ الكحوليات بفترة اقل من تعاطي اهلريوين ‪.‬‬
‫يشعر هبا بعد التعاطي مباشرة وإذا تأخرت اجلرعة حيدث له بعض األمل ‪.‬‬
‫اآلثار السلبية واجلسمية والنفسية ‪./‬قد تظهر اآلثار السلبية يف ‪ -‬زيادة رجفة اليدين‬
‫ورعشتهما ‪ ،‬غثيان أو قيء‪،‬زيادة النشاط التلقائي مثل (زيادة العرق ‪ .‬زيادة معدل النبض‬
‫) ‪،‬قلق وتوتر‪ ،‬األرق ‪ ،‬عدم تركيز ‪ ،‬صعوبة يف التفكري‬
‫اخلربة الشخصية للمتعاطي ومدى ارتباطها خبربة اآلخرين‪.‬ارتبطت خربة املتعاطي بتعاطي‬
‫اآلخرين يف جلسات التعاطي ‪.‬‬
‫سلوكيات املتعاطي ‪/‬يتسم باالعتمادية على اآلخرين أحيانا ‪،‬واالندفاعية أحيانا مع‬
‫العدوانية يف السلوك‪.‬‬
‫أنواع املواد املخدرة ‪/‬اهلريوين ‪،‬الكحوليات ‪.‬‬
‫أشكال جلسات التعاطي ‪/‬أحيانا جلسات منفردة ‪،‬أحيانا جلسات جممعة ‪.‬‬
‫د‪ .‬رباب عبد الفتاح أبو الليل حممد‬

‫ارتباط التعاطي بالسلوك املنحرف ‪/‬ارتبط التعاطي بالسلوك املنحرف من السرقة من‬
‫املنزل لتوفري النقود‪.‬‬
‫*الناحية اجلنسية‬
‫القدرة اجلنسية ‪:‬ارتبطت القدرة اجلنسية يف بداية التعاطي بزيادة القدرة اجلنسية وبعد ذلك‬
‫القدرة اجلنسية بدا يف التناقص مع طول مدة التعاطي ‪.‬‬
‫العادة السرية ‪ :‬ارتبطت العادة السرية بشراهة بالتعاطي وشرب الكحوليات‬
‫*املشاركة االجتماعية للمتعاطي‬
‫اهتمام باألحداث اجلارية ‪ /‬مل يوجد لدية اى اهتمام باألحداث اجلارية‬
‫املشاركة السياسية ‪/‬مل يوجد لدية اى اهتمام باملشركات السياسية‬
‫رؤيته للدولة ‪ /‬يرى الدولة ذات منظور سلىب ليس هبا اى رقى او خدمات ويكثر هبا‬
‫البطالة واجلرائم وأنة يعيش ىف جمتمع مهدم ‪.‬‬
‫كيفية رؤيته لدور األمن املتمثل يف الشرطة ‪ /‬يرى دور االمن متناقص اىل حد ما ألنة‬
‫حيصل على جرعة املخدرات والكحوليات بكل سهولة‬
‫*النظرة للمستقبل‬
‫التفاؤل والتشاؤم ‪ /‬ينظر للمجتمع نظرة تشاؤمية ‪.‬‬
‫توقعاته ملدى انتشار املخدرات يف املستقبل ‪/‬يتوقع ازدياد املخدرات يف املستقبل لزيادة‬
‫البطالة والفقر وغياب الرقابة من قبل األسرة مع ضعف الدور االمىن يف هذه الناحية‬
‫منهج الدراسة‬
‫استخدم يف الدراسة احلالية املنهج ( الوصف الكيفي )‬
‫استخدمت عدة أدوات جلمع البيانات تتمثل يف‬
‫ثانيا ‪/‬املقابلة املتعمقة على دراسة احلالة‬ ‫أوال ‪/‬املالحظة‬
‫ثالثا ‪ /‬استمارة دراسة احلالة من أعداد الباحثة واعتمدت فيها الباحثة على اإلطار النظري‬
‫والدراسات السابقة يف جمال التعاطي واآلثار املترتبة على ذلك‬
‫رابعا ‪ /‬اختبار تفهم املوضوع‬
‫سيكولوجية متعاطي هيروين وكحوليات (دراسة حالة)‬

‫تطبيق املقياس وحتليل البطاقات‬


‫مت اختيار عشر اختبارات من مجلة اختبار التات ومت تفسريها تبعا ملفاهيم التحليل النفسي‬
‫وطريقة موراى وبعض التفسريات اليت وردت يف الدراسات السابقة ذلك بقصد التواصل‬
‫إىل فحص سريع موضوعي خمتصر للقصص من خالل صورة اكلينكية للعميل واىل‬
‫تصور ألهم مشكالته واىل حتليل دقيق وفيما يلي سرد القصة كما جاء على لسان‬
‫املفحوص حرفيا ‪.‬‬
‫استجابة املفحوص للبطاقة رقم (‪)1‬‬
‫دة ولد حزين على حالة حاسس أنة يف وادي لوحدة وإال قدامه كمنجة بيحاول خيرج‬
‫فيها كل احزانة لكن أبوة غضب علية كالعادة وكسرها ليه والولد ملها وبيبص عليها‬
‫حبزن شديد وببقول هيفضل احلال دة حلد امتة أنا تعبت من كل حاجة ومن عدم أحساس‬
‫إال حولية بيه ‪.‬‬
‫التحليل والتفسري‬
‫وصف العميل ال شعوريا حالته النفسية وحياته األسرية من خالل القصة اليت سردها (ولد‬
‫حزين ‪,‬أنة يف وادي لوحدة )وهذا يعرب عن سوء حالته النفسية وعن تفكك األسرة‬
‫وشقاقها واغتراب أفرادها وبالفعل هذا هو الواقع الذي يعيشه وبالفعل اسقط معاناته‬
‫الداخلية على الكمنجة وهذا يشري اىل اضطراب جنسي حيث أشار إىل أن الكمنجة‬
‫انكسرت ويعرب يف هذا عن عجزة اجلنسي والبطل الرئيسي للقصة وهو الولد الذي جيلس‬
‫حزين وأنة ضحية ملا حدث له من والدة ويظهر غضبة الشديد حبزنه على الكمنجة اليت‬
‫كسر ها والدة ويظهر هذا يف (أبوة غضب ) والعميل لدية شعور أيضا بعدم الرضا عما‬
‫يفعله فظاهرة غري ما يف باطنه ويقول ( حلد امتة ) الن هذا ما حيدث يف احلياة العملية‬
‫بالفعل وعن أحساسة بالوحدة وعدم إحساس إال حوالية فيه ويربز يف ( عدم إحساس إال‬
‫حوالية بيه ) وتعرب العملية ال شعوريا أيضا عن مدى االنطواء الذي يعيشه هذا الولد وان‬
‫ال احد حيس بيه سوى إخراج ما بداخلة من مشاعر سواء فرح او حزن عن طريق‬
‫الكمنجة ويظهر يف (كمنجة حياول خيرج فيها ) وتعرب أيضا مدى القصور اجلنسي اليت‬
‫د‪ .‬رباب عبد الفتاح أبو الليل حممد‬

‫حيس بة وأنة حاليا حيس بالسوء يف أمتام العملية اجلنسية وان هذا اجلزء فقد منة وهذه‬
‫حتبك قوى الصراع الداخلي من مشاعر وأحاسيس خيرجها والصراع اخلارجي من‬
‫أصوات تصدر عن طريق الكمنجة ومدى ارتباطه هبا ويظهر هذا ( حبزن شديد) واختار‬
‫العميل لفظ (أبوة ) وهو للتنكري ليفيد ال شعوريا مدى تأثري أبوة يف معاناته ومدى الرثاء‬
‫حلالة والعدوان الداخلي جتاه وهذا يدل على سوء العالقة واالبتعاد واالغتراب النسيب‬
‫واتساع الفجوة بينهم وأنة السبب فيما وصل إلية من حالة اعتماد عقاقريي وإدمان‬
‫كحوليات مث يعرب العميل عن حاجته إىل احلنان وحاجته إىل وجود جو اسري (حلد امتة‬
‫أنا تعبت ) فهو حيتاج ال شعوريا إىل احلنان والتعاون معه لكنة يفقده وحياول العميل أن‬
‫حيصل علية يف قولة ( وكسرها ليه والولد ملها ) ووصف العميل هنا األب بأن دائم‬
‫الغضب ودائم البعد عنة ويظهر هذا يف (غضب علية كالعادة )وهذا تعبري عن القيد وعن‬
‫بعد العالقة واستمرار اجلفاء بينهم ويظهر يف (كالعادة )‬
‫استجابة املفحوص للبطاقة رقم (‪) 2‬‬
‫أسرة كل واحد منها يف وادي بنت مجيلة لكنها حزينة زى حااليت راحية اجلامعة أمها‬
‫بتراقبها علشان تشوف تصرفاهتا إال مش عاجبها وتعبت من كثرة املراقبة وأبوها واخد‬
‫حصانة بيهرب من كل حاجة ما يهمة إال نفسه والبنت بتبص ورآها على وضع أمها‬
‫وأبوها ببقول امتة األسرة دى تتلم مرة تأىن وحاهلا يتعدل ‪.‬‬
‫التحليل والتفسري‬
‫وصف العميل ال شعوريا حياته داخل األسرة وأكد على الوحدة الذي يعيشها وعدم‬
‫اهتمام اى احد بأحد ( كل واحد يف وادي ) وهذا يعد تفسري عن مدى تفكك هذه‬
‫األسرة واغتراب أفرادها البعض عن البعض وعدم ترابط اى احد منهم مع بعضهم البعض‬
‫وما أن أسقطت املعاناة الداخلية على بطلة القصة وهى ( البنت ) ووصفها هلا بأهنا ( بنت‬
‫مجيلة لكنها حزينة ) ويعرب هذا عن مدى شعورها بالبؤس والشقاء واحلزن الشديد على‬
‫حياهتا اليت تعيشها ويؤكد ذلك بوصفة حلالتها بأهنا مثله يف أحساسة بالشقاء واحلزن يف‬
‫قولة( زى حااليت ) وتعرب العميلة عن رغبتها يف اخلروج من حياة األسرة بالذهاب إىل‬
‫سيكولوجية متعاطي هيروين وكحوليات (دراسة حالة)‬

‫اجلامعة لكي تترك البيت دون القيود املوجودة يف هذا املنزل للحرية اليت تعيشها يف حياة‬
‫اجلامعة وأكدت ال شعوريا على قيمة األم ومدى ارتباطها هبا وخوفها على ابنتها وان دل‬
‫فأنة يدل على قوة العالقة بينهم يف ( أمها بتراقبها علشان تشوف تصرفاهتا إال مش‬
‫عاجبها ) ويؤكد ذلك على مدى تكرار هذه العملية لالطمئنان عليها وإتباع إخبارها‬
‫واالنشغال بأحواهلا يف ( تعبت من كثرة املراقبة ) وتؤكد أيضا ال شعوريا مدى اضطراب‬
‫العالقة بينها وبني والدها وعدم أحساسة هبا يف اى شيء بالرغم من أنة ميثل السلطة هلا‬
‫لكنة يربز ميكانزم األنانية والتباهي يف نفس الوقت (واخذ حصانة بيهرب من كل حاجة‬
‫ما يهمه إال نفسه ) مث يعرب العميل عن مدى الوحدة الذي يعيشها وعن مدى بعد والدة‬
‫عنة وعن تف كريه يف حل اى مشكلة له أو مشاركته فيها واهتمامه بنفسه فقط دون‬
‫اآلخرين ( ما يهمه إال نفسه ) وأكد العميل على حالة الذي يعيشه منذ الصغر وعدم‬
‫اهتمام اى احد بة وإحساسه بالوحدة طوال الوقت وعدم ترابط األب وأالم وكثرة‬
‫املشكالت بينهما مما يؤكد على سوء العالقة منذ زمن بعيد وان هذه من أهم األسباب‬
‫اليت جعلت العميل يلجا إىل اآلخرين حملاولة حل اى مشكلة تواجهة متمنيا مل مشل األسرة‬
‫مرة أخرى ورغبته يف العودة إىل حالة الطبيعي والبعد عن اى سلوك شاذ يرفضه اجملتمع‬
‫ويؤكد ىف ( األسرة دى تتلم مرة تأىن وحاهلا يتعدل ) والعميل يف هذه القصة يعرب عن‬
‫مدى أحساسة بالوحدة واالغتراب والبعد عن اآلخرين مع ارتباطه باألم ورغبته يف حماولة‬
‫رجوع األب هلا ولألسرة مجيعا يف حني اغفل العميل عدم ذكر اى شيء عن الكتب إىل‬
‫حتملها البنت ويؤكد هذا على بعدة عن املسؤولية جتاه اجلامعة وجتاه التعليم اى الناحية‬
‫امل عرفية ويؤكد هذا على رغبة العميل يف أنة يريد أن ينسب إىل اجلامعة شكال وليس‬
‫مضمون ويعرب هذا عن الواقع الفعلي جتاه حياتية اليت يعيشها وعن رغبته املستمرة يف‬
‫التعاطي والبعد عن حتمل اى مسئولية أخرى ‪.‬‬
‫د‪ .‬رباب عبد الفتاح أبو الليل حممد‬

‫استجابة املفحوص للبطاقة رقم (‪) 3‬‬


‫دى اخلدامة تعبت من كثرة الشغل ومن تانيب ماما فيها وهى حتاول تريح رأسها شوية‬
‫بعد كل الكالم إال قالته ليها وبتعيط وهى صعبانة عليا من كثرة إال حاصل فيها ومن‬
‫كثرة األمل واحلزن إال ماليها ‪.‬‬
‫التحليل والتفسري‬
‫وصف العميل هنا يف هذه القصة ال شعوريا السيدة اليت توجد يف هذه القصة باخلادمة‬
‫وان دل ذلك فإمنا يدل على ارتفاع مستوى املعيشة لألسرة بوجود خادمه وأكد على إن‬
‫امة هي املتحكمة يف كل شيء بدليل أهنا تركت كل الشغل على اخلادمة وبدأت يف‬
‫التأنيب هلا بدون إبداء اى شكر على ما فعلت ويؤكد هذا على مدى إحساسها بالقهر يف‬
‫(من تأنيب ماما فيها ) وهو ت عبري عن املعاناة واألمل املتكرر وحماولتها ان ترتاح وان برز‬
‫هذا يف ميكانزم اهلروب بأهنا (حتاول تريح رأسها ) وهذا يعرب عن األمل الذي حيل هبا‬
‫وخاصتا يف رأسها ويؤكد ذلك على اإلعراض االنسحابية اليت حتل باملدمن والىت تلحق به‬
‫بعد توقف املخدر واليت تكون البداية يف الرأس ويؤكد العميل أيضا على احلزن واألسى‬
‫الذي يعيش فيه وحياول إن خيرج ما بداخلة عن طريق البكاء اى التنفيس االنفعايل له عن‬
‫طريق البكاء جبانب املخدر يف قول ( بتعيط ) وهذا يعد حل ملوقف صراع ناتج عن‬
‫احلزن واألمل من كل شيء حوهلا ويؤكد العميل عن أحساسة بالشفقة هلا وإهنا ضحية‬
‫االخرين وان وقوعه يف التعاطي يكون من تأثري اآلخرين علية وهذا تربير ملا حدث يف‬
‫اخلربات السيئة اليت مير هبا وىف قول (صعبانة عليا )وتربز القصة أيضا عملية اإلحباط‬
‫والتشاؤم من املستقبل وان كل شيء حوهلا مل يبشر باى شى ء مفرح وإهنا مدمرة من‬
‫الداخل واخلارج وينقصها التدعيم االجتماعي هلا ويظهر هذا ىف قولة (إال ماليها )‬
‫استجابة املفحوص للبطاقة رقم (‪) 4‬‬
‫زوج حياول يهرب من زوجته ومن كثرة شكواها باستمرار وهى بتحاول متسك فيه وهو‬
‫مصمم على أنة يسبب البيت وميشى وبنته قاعدة يف غرفتها بتعيط من كل املشاكل إال‬
‫بتحصل يف البيت ‪.‬‬
‫سيكولوجية متعاطي هيروين وكحوليات (دراسة حالة)‬

‫التحليل والتفسري‬
‫يتوحد العميل هنا مع البطل الرئيسى للقصة وهو ( الزوج ) ويوصف معه معاناته ومدى‬
‫االمل الىت يشعر هبا وانه حياول ان خيرج من هذا االمل وان ينزع نفسه منه وانه وصف‬
‫املخدر بأنة هو املالصق له ىف كل شيء ىف قولة ( زوجته ) وان هذه العادة تلح علية‬
‫للتعاطى باستمرار وحياول ان ينزع نفسه من هذه املرحلة لكن الرغبة ىف التعاطى جتعله ير‬
‫جع مرة اخرى ىف ( كثرة شكواه باستمرار وهى بتحاول متسك فيه ) ويربر ذلك مدى‬
‫اآلثار السلبية اليت حياول العميل ان يربزها ىف ميكانزم اهلروب بأنة مل يعد يتحمل مسؤولية‬
‫أحد وأنه هو الذي حيصد كل شيء من تعاطيه للمخدر وأنة ال شعوريا يريد ان يترك‬
‫البيت ويترك كل شيء ورائه دون ادىن اى تراجع منة ويعود ايضا ليعرب عن مدى فقدان‬
‫الترابط االسرى ىف العائلة وان كل شخص ىف حالة ال يندمج مع االخرين وهذا يدل على‬
‫فقدان االمن االسرى واحلب بينهم ومدى ترابطهم من قبل بعضهم البعض كاسرة واحدة‬
‫اى تنقصهم مشاعر احلب واألمان‬
‫استجابة املفحوص للبطاقة رقم (‪) 5‬‬
‫دى أم بتحاول أهنا تراقب ابنها بعد ما اكتشفت انة عاوز يسيب البيت من كثرة أسلوهبا‬
‫السىء وكثرة املشاكل من ناحيتها والصورة بتظهر مدى مالمح الغضب من االم وإهنا‬
‫أعطت ليه كل حاجة حمتاجها من وسائل راحة باملنزل ورفاهية وأمان ووسائل لشغل‬
‫الفراغ الكتب مع وجود اجلو اهلادى إال ظاهر يف الورود والضوء اخلافت إال يف االباجورة‬
‫التحليل والتفسري‬
‫تظهر الصورة امرأة يف وسط العمر تقف على احدى الغرف لتراقب ابنها وتبدو عليها‬
‫الغضب الشديد من كثرة ما قدمته له وان ابرز مشاعر العدوانية الكامنة الىت تظهر ىف‬
‫مالمح وجها وىف االقتحام بفتح باب الغرفة وهذا تعبري ظاهرى يعرب عن مدى ندمها عن‬
‫ما اعطته من كل وسائل راحة ومن اشياء حيتاجها لالستمتاع باحلياة من رومانسية‬
‫كالورود والضوء اخلافت الىت تظهر جبانبه اى حترص على استكمال كل شيء وان ظهر‬
‫ايضا ىف حب متلكها له وان تريد السيطرة علية ىف (تراقب ابنها ) ويساهم هذا ىف‬
‫د‪ .‬رباب عبد الفتاح أبو الليل حممد‬

‫العدوان املطروح جتاه االبن وان هذا عقاب هلا على امهاله منهم وإسقاط لالم فشلها ىف‬
‫حياهتا ىف السيطرة مع االبن بفشل االبن ىف التكاىفء مع كل ما حوله والقصة ىف جمملها‬
‫حتوى اضطراب العالقة بني االبن وإالم والىت تعرب عن اضطراب العالقة االودبية بينهم‬
‫ومدى ارتباط املشاعر ىف صورهتا الثنائية من االقتحام واخلوف والتناقض الوجداىن وحبها‬
‫البنها وكراهيتها ىف نفس الوقت لتصرفاته ويربز هذا ىف نظرهتا احلادة الىت وان تظهر‬
‫تدل على مدى غضبها منة ىف حني حبها الشديد له فيما مضى ويربز هذا على وسائل‬
‫الراحة ىف احلجرة الىت يعيش فيها معها ويعلل ذلك الصراع الداخلى ىف ميلها للشك‬
‫وخوفها منة الن اساس املوضوع وهو احلب والترابط الداخلى بينهم مضطرب لذا اى‬
‫شيء اخر سوف يترتب علية ذلك االضطراب وان ظهر ىف الصورة اخلارجية من املشاكل‬
‫احلالية والصورة الداخلية من الغضب الداخلى والذى حيدد باقى تصرفاهتا ‪.‬‬
‫استجابة املفحوص للبطاقة رقم (‪) 6‬‬
‫ده ابن بيحاول يرضى امة بعد غضبها علية وهى رافضة تسمعه وهو واقف خجالن من‬
‫نفسه ومالمح احلزن مسيطرة علية وأمة حتاول تدعى ليه باهلداية‬
‫التحليل والتفسري‬
‫البطل الرئيسى هنا لشاب يبدو علية احلرية مع امة بعد ان اغضبها منة لذا هى اعطت له‬
‫ظهرها رافضة التحدث معه وتوحى هذه الصورة بالتقارب الشديد بني االبن وإالم ومدى‬
‫غضب االم منة ومدى اضطراب العالقة بينهم وإن ظهر يف أن األم تقف معطية ظهرها‬
‫للولد وان دل بصورة اخرى فأنة يدل على الصراع بني اجليلني واىل ان هناك شيء ممنوع‬
‫ىف التقارب االوديىب بينهم وتربز الصورة ايضا مدى تراجع الولد وإحساسه بالندم عن‬
‫افعالة الىت تغضب االم وظهر ىف (خجالن من نفسه ) ويظهر ايضا على الولد مالمح‬
‫احلزن الشديد ومروره حبالة من عدم الراحة الداخلية منها غضبة على ما وصل الية‬
‫وغضب امة علية وان ظهر هذا ىف تيقظ االنا عند العميل وتصريف شحنات لومه مث‬
‫تسيطر على االم دافع االمومة بالرغم من غضبها الشديد علية وتدعو له باهلداية وهذا يربز‬
‫مدى التناقض الوجداىن بني حمبة االم ومدى رفضها للتحدث معه وأعطاها ظهرها لكن‬
‫سيكولوجية متعاطي هيروين وكحوليات (دراسة حالة)‬

‫الشعور الداخلى يسيطر عليها ىف حبها الشديد البنها وإهنا تضحى له من اجل ان يعود‬
‫اىل قبل سابق واىل حالته الطبيعية ىف صورة مملؤه باهلداية والطمأنينة علية داخليا‬
‫وخارجيا‪.‬‬
‫استجابة املفحوص للبطاقة رقم (‪) 7‬‬
‫ده أب وابن حزين على املرحلة إال وصل ليها واالبن غضبان جدا وبيقول ألبوة أنت‬
‫السبب يف كل حاجة وصلت ليها وىف املرحلة إال أنا فيها دلوقت ال تبكى على النب‬
‫املسكوب إال أتكسر ال ميكن يتصلح ‪.‬‬
‫التحليل والتفسري‬
‫يتوحد االب مع البطل الرئيسى للقصة (االبن ) وجتتر معه معاناته على ما وصل علية‬
‫وهذا صراع قائم بداخلة لإلحساس بالذنب ويظهر هذا ىف نظرة الرجل املشيب واملالمح‬
‫الدالة على نظرته من التأمل وشرود الذهن على ما وصل الية ابنة وتربز االحياءات الكامنة‬
‫ىف هذه الصورة على مدى تقارب االب واالبن وسوف يدور الصراع حول التقارب‬
‫هلاتني الشخصيتني وذلك ىف جمال احلنان واملعارضة ويدل ذلك على جتاذب وجداىن ىف‬
‫عالقة االب واالبن ويظهر ايضا علوى مرحلة الندم اليت وصل إليها االبن وحزنه على‬
‫املرحلة اليت عليها اآلن ويربز هذا ىف (غضبان جدا) ونتيجة للصراع الداخلى الذى مير به‬
‫االبن حياول ان خيفف من حده الصراع بإلقاء السبب االساسى على غرية وان اقرب ما‬
‫يكون له هو االب لذا يلصق هذا باالبن وان االب هو املتسبب ىف ذلك وانه هو الذى‬
‫ساعد ابنة بوصوله هلذه املرحلة ومروره حبالة من احلزن الشديد على نفسه وان ظهرت‬
‫علية مالمح االكتئاب والىت تظهر ىف كلمة (غضبان جدا ‪،‬تبكى )وتظهر علية مالمح‬
‫االحباط وعدم التفاؤل للمستقبل و انة لن يعود حلالة ابدا وان وصل اىل مرحلة إال مباالة‬
‫من انة صعب اصالحه ويربهن على ذلك بكلمة (ال تبكى على اللنب املسكوب ) وكلمة‬
‫(إال اتكسر ال ميكن يتصلح )‬
‫استجابة املفحوص للبطاقة رقم (‪) 8‬‬
‫د‪ .‬رباب عبد الفتاح أبو الليل حممد‬

‫ده واحد بيعمل عملية وهو عامل زى الدبيحه حتت اجلزار وابنة واقف بره ال مباالة‬
‫مالمح الفرح علية بيقول دة نتيجة كل حاجة عملها فيا ألنة هو ظلمين بإمهاله وأنا بردة‬
‫ليه ده أىن حباول امهاله وهو بيعمل العملية ‪.‬‬
‫التحليل والتفسري‬
‫يعود (االب) ليتوحد مرة اخرى مع البطل الرئيسى للقصة هو (االبن ) واملوضوع الظاهر‬
‫ىف الصورة يبدو لشخص كأنة خيضع لعملية جراحية او انة شيء ضعيف يسيطر علية‬
‫شيء اقوى يربز هذا ىف (زى الدبيحه حتت اجلزار )وان كان يتمىن ان يسيطر علية االب‬
‫مثل سيطرة الطبيب واجلزار على املوقف حىت ال يصل اىل هذه املرحلة ويدور حول االبن‬
‫صراع داخلى تنتج من خالل مشاعر كثرية هى الفرح ‪،‬الظلم ‪،‬االمهال ‪،‬عدم االمباله‬
‫)وتوحى هذه الصورة بتمثيالت تتعلق خبطاب جتاه االبن والنتيجة العدوانية الىت يكنها‬
‫االبن لألب النه املتسبب فيما وصل الية ويظهر ضعف االنا واستسالم االب وأسرة‬
‫واهنزامه ىف( زى الدبيحه ) ويظهر التناقض الوجداىن ىف (واقف بره )و(المباله مالمح‬
‫الفرح )وان دل يدل على صراع داخلى بني حبة لألب وخوفه علية وهو جيرى عملية او‬
‫حتت سيطرة احد ال يريد ان يتركه وحيدا لكنة خياف من مواجهة املوقف لذا هو ىف‬
‫مكانة باخلارج يظهر علية احيانا عالمات الالمباالة وأحيانا اخرى عالمات الفرح ويعلل‬
‫هذا بأنة نتيجة ملا مر بة من مراحل ادت به اىل وصولة اىل احلال الذى علية االن وان هذا‬
‫يكون نتيجة لعدم اهتمامه به وامهاله له لذا هو يبادله نفس املوقف بالالمباالة وان دل فأنة‬
‫يدل على تنكري للموقف واحتكاره من جانب االبن وان لكل فعل رد فعل‬
‫استجابة املفحوص للبطاقة رقم (‪) 9‬‬
‫دة رجال األمن اال هيحاولوا يقبضوا على الولد ده وهو يتعامل معاهم كلهم هيموت‬
‫منهم ناس وناس تانيه هتحاول ختيب وشها حتت الربنيطة والولد ده مراقب كل شيء‬
‫ومسيطر على املوقف ‪.‬‬
‫التحليل والتفسري‬
‫سيكولوجية متعاطي هيروين وكحوليات (دراسة حالة)‬

‫يعود العميل مرة اخرى ليظهر لكن ىف صورة االنسان املهزوم واملسيطر علية وابرز ذلك‬
‫ىف قول (رجال االمن ) لكن اوضح ان السيطرة ليس بصيغة كلية وان االفراد حياولون‬
‫السيطرة عليه او القبض علية لكن مل ينجحوا حىت االن وهو بيتعامل معاهم وحياول بذل‬
‫اقصى جهده لكنة من املمكن ان يقع فريسة لذلك وتسيطر علية هؤالء فمنهم ناس‬
‫ميوتون من كثرة التعاطى ويكونوا فريسة لذلك ويربز هذا ىف قول (هيموت منهم )‬
‫ويؤكد العميل ان هناك انواع من االشخاص حياولن السيطرة وهناك انواع اخرى يصعب‬
‫عليه السيطرة ويربز هذا ىف قول (ناس وناس )ومن االفراد منهم يقعون فريسة للتعاطى‬
‫لكنهم حياولن ان يهربن او يبعدون عن الناس ويصعب عليهم مواجهة االخرين وذلك‬
‫لشعورهم باخلجل الشديد واخلوف من ان احد يسيطر عليهم او يشيع ما يعملون‬
‫لآلخرين ويربز هذا ىف(ختبئ وشها حتت الربنيطة ) وحياول العميل ان خيرج من هذه‬
‫الدوامة مبراقبته للموقف من بعيد وخوفه التعاطى وإبرازه كل شيء حيتويه املوقف ويربز‬
‫هذا ىف (مراقب كل شيء ومسيطر على املوقف ) ومن هنا يظهر دور االنا واالنا االعلى‬
‫ىف موقف العميل جتاه االفراد املتعاطني واملصري الذى يصلون الية بعد التعاطى‬
‫استجابة املفحوص للبطاقة رقم (‪) 10‬‬
‫ده ابن يف حضن أبوة وأبوة بيحاول يعوضه عن إال حصله لكن االبن بيقول أنا هيحصل‬
‫اية تأىن ليه بعد ما أنا ضعت وأنت يا بابا جيت متأخر الن الوقت ضاع كنت حمتاج‬
‫حنانك قبل ذلك ‪.‬‬
‫التحليل والتفسري‬
‫يعود العم يل مرة اخرى ليتوحد مع االب ويربز مدى الترابط بينهم وان االبن حياول ان‬
‫يستمد من ابوة ا حلنان والعطف الذى حرم منة ويؤكد ذلك ىف قولة (ابن ىف حضن ابوة )‬
‫وتدل كلمة ابن وأبوة على مدى الترابط بينهم وان االبن دائم االحتياج لألب وأنة‬
‫السبب الرئيسى لوجوده وان حرمانه من االب كان هو الدافع الرئيسى لإلدمان الن مل‬
‫يكن هناك شيء يعوضه او يسيطر علية وان والدة دائم االحساس بالذنب واالبن يؤكد‬
‫على انة السبب الرئيسى فيما وصل الية وان وصل اىل مرحلة منتهية ال رجعة فيها وهى‬
‫د‪ .‬رباب عبد الفتاح أبو الليل حممد‬

‫مرحلة الضياع ويقصد هبذه املرحلة (االدمان ) ويعود مرة اخرى العميل ليربز ان السبب‬
‫االساسى هو االب ويوجهه الكالم له ال ألحد غرية ويؤكد انة املسئول االول واألخري‬
‫ىف قولة (انت يا بابا ) ويعود العميل ويؤكد ان مبجيء ابوة كان حيافظ على كل شيء‬
‫ومل يتسبب ىف الضياع او تعاطيه املخدرات ووصوله اىل مرحلة االدمان ويؤكد على ان‬
‫الوقت ضاع وان االنسان لو كان يعيش مرتبط حبنان االب كان حمتاج حنانك قبل ذلك‬
‫تفسري النتائج‬
‫ىف ضوء اإلطار النظري والدراسات السابقة الىت مت عرضها ىف الدراسة احلالية ميكن‬
‫للباحثة تفسري نتائج الدراسة من خالل تفسري بروفيل شخصية العميل ودراسة استمارة‬
‫دراسة احلالة له مع حتليل وتفسري رؤيا العميل للقصص الىت عرضت علية‬
‫أوال ‪ :‬انتهت الدراسة احلالية إىل أن العميل لدية ميكانيزمات دفاعية تظهر يف صورة‬
‫سرده للقصص اليت يراها وهى الكبت ‪ ،‬اإلنكار ‪ ،‬العدوان ‪،‬التربير ‪ ،‬التوحد وهذا يعد‬
‫من صفات الشخصية املتعددة وأكدت علية الدراسة احلالية واتفقت مع اوملري واخرون‬
‫‪ OHLMEIER ,D 1973‬ثانيا ‪ :‬أظهرت الدراسة ايضا وجود تناقض‬
‫وجداىن مع االزدواجية ىف املشاعر وان ظهرت النرجسية بصورة مرتفعة مع احلزن الشديد‬
‫والغضب واليأس من احلياة والندم على ما حدث واتفقت بذلك الدراسة احلالية مع دراسة‬
‫شيلستون وبوىن ‪ CHELTON AND BONNEY 1987‬ان الفرد‬
‫الذى ينتج لدية رغبة ملحة لتعاطى العقاقري يؤدى به اىل خلق حالة ذاتية هشة تعوق الفرد‬
‫إلقامة عالقات صحيحة مع االخرين وبالتاىل ضعف ىف دفع الذات ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬اظهرت الدراسة احلالية سوء العالقة الضطراب موضوع السلطة الذى يظهر يف‬
‫اضطراب صورة األب وان رغبة العميل امللحة ىف التعاطى تنتج عن فشلة ىف ضبط‬
‫االنتظام الداخلى الناتج عن قصور معدالت اإلشباع وزيادة اإلحباط املتعلق بصورة االب‬
‫ويؤكد على هذا ىف خلق نقص مبعىن العالقة باملوضوع والشعور بالرفض والنبذ‬
‫واالستهجان لقيم اجملتمع الثقافية جبانب مشاعر الغضب والتوتر واألمل مع القلق واتفقت‬
‫الدراسة احلالية مع دراسة ‪stemderg ,&cohen ,a ,1975‬‬
‫سيكولوجية متعاطي هيروين وكحوليات (دراسة حالة)‬

‫رابعا ‪ :‬غلبة مشاعر الوحدة على العميل مما يؤدى اىل كثرة االنعزالية واإلحساس بالذنب‬
‫مع اال غتراب الداخلى واخلارجى احيانا حبكم وجود الفرد ىف بلد غريبة مع االسرة او ان‬
‫االسرة تتركه ىف موطنة بدون وجودها معه ويؤدى هذا بالفرد إىل الدعم النفسي‬
‫واالجتماعي الذي سرعان ما يؤدى اىل وجود اضطراب من كثرة التعاطى والرغبة امللحة‬
‫ىف التعاطى سواء الكحول او اهلريوين وسرعان ما تؤدى اىل اضطراب مفهوم الذات‬
‫خامسا ‪ :‬نتج عن تفسري الصور عرض سوء التوافق بكافة أشكاله سواء من الناحية‬
‫النفسية واالجتماعية واالقتصادية واجلنسية ولذلك توضح أن الشخصية املدمنة ال تقوى‬
‫على حتمل التوتر الناشئ بني املتناقضات وهذا ما أكدته الدراسة احلالية واتفق معها دراسة‬
‫‪von ,o.k.D.,1983‬‬
‫سادسا ‪ :‬ظهور انفعاالت خمتلفة كاخلوف ‪،‬واإلحباط ‪،‬واحلزن ‪،‬واإلحساس بالذنب ‪،‬‬
‫والتسلط ‪ ،‬وعدم اآلمان ويعترب هذا سبب اساسى للتعاطي عند العميل وهذا ما أكدت‬
‫‪KRYSTAL ,S &BEN , J.E 1989‬‬ ‫علية الدراسة واتفقت مع دراسة‬
‫واخلالصة ‪ :‬إن برجوع الفرد إىل مرحلة الليبدو ومرحلة النكوص ومرحلة الطفولة املبكرة‬
‫واملتأخرة مث املراهقة فالسلطة اليت تتمثل ىف األب تعد هي األساس يف التعاطي ويعد هذا‬
‫السبب االساسى الذي يؤدى اىل ظهور األعراض العصابية لدى العميل من وجهة نظر‬
‫التحليل النفسي وأكدت على ذلك الشخصية االكتئابية للعميل وهذا ما أكدت علية‬
‫الدراسة احلالية وأكدت علية دراسة سعد املغرىب (‪ ) 1984‬ودراسة ( هناء ابو شهبة‬
‫)‪ 1990‬وهو أن الشخصية االكتئابية هي الشخصية األقرب للتعاطي وبالتايل األقرب‬
‫لإلدمان وبذلك يكون فرض الدراسة قد حتقق وهلذا أثارت الدراسة عدة أحباث مستقبلية‬
‫‪ -‬إجراء دراسة ملتعاطي احلشيش‬
‫‪ -‬إجراء دراسة ملتعاطي الباجنو‬
‫‪ -‬اجراء دراسة ملتعاطى االدوية‬
‫‪ -‬اجراء دراسة مقارنة بني متعاطى الباجنو واحلشيش واهلريوين والكحوليات ومدمن‬
‫االدوية وظهور بعض االضطرابات النفسية والعقلية‬
‫د‪ .‬رباب عبد الفتاح أبو الليل حممد‬

‫‪ -‬اجراء دراسة للتدخل العالجى ووضع برامج تاهيلية ورقابية وذلك بغرض فهم‬
‫شخصية املدمن فهم كامل واملشاركة ىف عالجه‬
‫سيكولوجية متعاطي هيروين وكحوليات (دراسة حالة)‬

‫املراجع العربية‬
‫‪ -1‬امحد عكاشه‪ ،‬الطب النفسي املعاصر‪ ،‬مكتبة األجنلو املصرية القاهرة‪ ،1992 ،‬ص ‪.487-486‬‬
‫‪ -2‬أمال هالل ‪ ،‬رباب حسني ‪ .‬الشباب واملخدرات ‪،‬املركز القومي للبحوث االجتماعية واجلنائية ‪2006‬‬
‫‪ -3‬جرب حممد جرب‪ ،‬الدوافع النفسية واالجتماعية املؤدية لتعاطي احلشيش لدى بعض شرائح اجملتمع رسالة ماجستري‬
‫(غري منشوره)‪ ،‬كلية البنات‪ ،‬جامعة عني مشس‪1985 ،‬‬
‫‪ -4‬حامد عبد السالم زهران‪ ،‬الصحة النفسية والعالج النفسي عامل الكتب‪ ،‬القاهرة ‪ ،1970‬ص‪11‬‬
‫‪ - 5‬رشاد امحد عبد اللطيف‪ ،‬اآلثار االجتماعية لتعاطي املخدرات املركز العريب للدراسات األمنية والتدريب الرياض‪،‬‬
‫‪ ،1992‬ص‪.60-59‬‬
‫‪ -6‬سعد املغريب‪ ،‬ظاهرة تعاطي احلشيش دار الراتب اجلامعية‪ ،‬بريوت‪ ،1984 ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ -7‬سهري عبد املنعم ‪،‬الشباب وجرائم املخدرات لدى عينة من اإلناث ‪ ،‬املؤمتر السنوي للمركز القومي ملكافحة‬
‫وعالج اإلدمان والتعاطي ‪2006‬‬
‫‪ -8‬صاحل مسري الدليمى ‪،‬ظاهرة اإلدمان على املخدرات (اسباهبا اثارها ‪،‬كيفية التعامل معها ) دراسة نظرية حتليليه ‪،‬‬
‫ليبيا ‪،‬جامعة اجلبل الغريب بالزاوية ‪،‬بدون تاريخ‬
‫‪ -9‬عبد اجمليد سيد امحد منصور ‪ .‬االدمان أسبابة ومظاهرة الوقاية والعالج‪ .‬مركز احباث مكافحة اجلرمية ‪ .‬الرياض‪.‬‬
‫ديسمرب ‪. 1986 .‬‬
‫‪ -10‬عبد اهلادي مصباح‪ ،‬اإلدمان الدار املصرية اللبنانية القاهرة‪ ،2004 ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ -11‬فاروق سيد عبد السالم‪ ،‬دراسة نفسية اجتماعية لبعض املتغريات املرتبطة باإلدمان رسالة دكتوراه (غري‬
‫منشوره)‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة األزهر ‪1976‬‬
‫‪ -12‬ماجد ة حسني حممود ‪ .‬سيكولوجية املدمن العائد ‪ .‬االردن ‪ -‬اجلامعة االردنية ‪ -‬دراسة نفسية اجتماعية‬
‫‪1991.‬‬
‫‪ -13‬ماجدة طه كمال ‪ .‬دراسة بعض جوانب العوامل النفسية واالكلينكية لدى متعاطي اهلريوين‪ .‬كلية الطب ‪.‬‬
‫جامعة قناة السويس ‪1989.‬‬
‫‪ - 14‬حممد السيد حسنني بكر‪ ،‬الدواف ع النفسية واالجتماعية لتعاطي املخدرات لدى عينة من طالب املرحلة اإلعدادية‬
‫والثانوية رسالة ماجستري (غري منشورة)‪ ،‬كلية الدراسات العليا للطفولة جامعة عني مشس‪1997 ،‬‬
‫‪ -15‬هناء ابوشهبة ‪ .‬دراسة اكلينكية متعمقة (دراسة حالة مدمن هريوين ) جملة علم النفس ‪ .‬اهليئة املصرية العمامة‬
‫للكتاب ‪ ,‬العدد ‪, 16‬السنة الرابعة ‪ . 1990.‬ص ص ‪116: 86‬‬
‫املراجع االجنبية‬
‫‪1 - Biernacki D (1986 )Pathways From Heroin addiction Philadelphia temple‬‬
‫‪university press .‬‬
‫‪2- Chetton ,l. G &Bonney , w. c (1987 ) Addiction affects and self Object theory‬‬
‫‪psychotherapy vol (24),No .(1 ) pp .40 :46‬‬
‫ رباب عبد الفتاح أبو الليل حممد‬.‫د‬

3- Frances,A.et .al .,(1984 ):Diagnostic criteria from dsm IV,Washington


:American psychiatric Association
4- Krystal,s &Zweben, j.e.,(1989 ) the Use of visualization as a means of
integrating the spiritual dimension into treatment : Working with emotions
journal of substance Abuse Treatment ,Vol (6)No .(4) ,pp.223_228
5- Mohan,D.et al . ,patterns of Alcohol consumption of ruralpumjab males , Ind .
med . Asso. (1980 ) pp 702:711
6- Ohlmeier ,D .et . al psycho-analytic group interview and short tem group
psycho therapy with post myocardial Infarction patients psychiatric clinical vol (6 )
no (4 )pp 240 :249
7-Sternberg ,D. &Cohen , A (1975 )Developmental and dynamic determinants of
drug addiction journal of contemporary psychotherapy vol (7 ) no (2) pp 75 :80
8- Thabit ,nasir ,the drug and the phenomenon of volatile substances inhalation ,
al ,sallies al Kuwait (1984 )pp 70 :71
9- Von , O . K .D , (1983 ) Dream and drug addiction in psychiatric therapy ,
Amalytische psychological vol . (14 ) No .(3) pp 204 :211
)‫سيكولوجية متعاطي هيروين وكحوليات (دراسة حالة‬

‫ملخص الدراسة باللغة االجنليزية‬


The Summary of the Study in English
The psychology of abusers of heroin and alcohol (case
study)
Preparation
Dr.. Rabab Abdel Fattah Mohamed Aboueillal
Assistant Professor of Psychology College of Education and
Science khermh Taif University
Research Summary
Goal. The goal of this research is to identify the
circumstances that led to the deal with the individual and
the extent of the psychological and social impact study as
well as the personal dynamics of the individual abusers of
heroin and alcohol by testing the understanding of the
subject and study the situation for the client. Done
approach work myself through the analysis of projections
highlighted by the client through the view of the images
and retold through her stories next to study the history of
the case. Results. The results of the study on the conditions
experienced by is considered as a key factor for abuse and
thus the absence of authority of the father's role with the
weakness of personal and reliability, frustration and
depression sometimes with repression and denial,
‫ رباب عبد الفتاح أبو الليل حممد‬.‫د‬

aggression and justification with the loneliness and despair


of life and regret what happened because the deal led the
individual to create the same distorted fragile hinder the
individual to establish correct relationships with others
with permanent feeling of rejection and ostracism and boos
for the cultural values of the community next to the
feelings of anger, tension and pain with concern the
internal and external, and sometimes alienation and thus
lead to incompatibilities.

You might also like