You are on page 1of 17

‫القوات المسلحة المصرية‬

‫عنوان البحث‬

‫المخدرات وتأثيرها السلبي على الشباب وأسلوب الوقاية منها‬

‫أسامه عزت ممدوح حسن اسماعيل‬ ‫االسم رباعي‬

‫‪29811152104852‬‬ ‫الرقم القومي‬

‫‪10312017105153‬‬ ‫كود الطالب‬


‫*الفهرس‬

‫عناصر الموضوع‬
‫المقدمة‬
‫المبحث األول ‪ :‬ادمان المخدرات‬
‫المطلب األول ‪ :‬عوامل و أسباب تعاطي المخدرات‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أنواع المخدرات‬
‫المطلب الثالث‪ :‬اآلثار المترتبة عن جريمة تعاطي المخدرات‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬عناصر الوقاية من تعاطي المخدرات‬
‫المطلب األول ‪ :‬دور االسرة في الوقاية من تعاطي المخدرات‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬اإلعالم ودوره في التوعية من أخطار المخدرات‬
‫االستنتاجات والتوصيات‬
‫الخاتمة‬
‫المراجع والمصادر‬
‫*المقدمة‬

‫كانت وال زالت ظاهرة تعاطي المخدرات من الظواهر الخطيرة التي أصبحت تشغل بال‬

‫الكثير من حكومات العالم لما تتركه من آثار سلبية إن على المستوى الفردي (المتعاطي ذاته)‪،‬‬

‫أو على المستوى المجتمعي (المحيط االجتماعي)‪ ،‬الشئ الذي جعل من هذه الظاهرة تتخذ في‬

‫العقدين الماضيين مظاهر أكثر خطورة سواء من حيث طرق تعاطي المخدر أو الفئات التي‬

‫تتعاطى مثل هذه السموم‪ ،‬حيث انتشرت بقوة لدى فئات واسعة من المجتمع ذكو ار وإناثا‪ ،‬صغا ار‬

‫وكبا ار األمر الذي جعل رجال القانون وعلماء النفس واالجتماع يدقون ناقوس الخطر‪ ...‬إن انتشار‬

‫ظاهرة تعاطي المخدرات في المجتمع الجزائري أصبحت تشكل خط ار كبي ار يهدد امن المجتمع‬

‫واستق ارره‪ ،‬الشئ الذي يتطلب منا وقفة متأنية للبحث والتقصي في أسباب انتشار هذا الداء‬

‫وتداعياته على الفرد والمجتمع‪ .‬فالمخدرات بمختلف أنواعها وأشكالها وأساليب تعاطيها هي مفسدة‬

‫للجسم والعقل معا‪ ،‬إضافة إلى كونها تدمير لالقتصاد وتخريب لألسرة والمجتمع‪ ...‬من هنا تأتي‬

‫ضرورة محاربة هذه الظاهرة التي أصبحت تفتك بالمجتمعات‪ ،‬حيث قال بعض المفكرين‬

‫االجتماعيين في هذا الصدد ‪ " :‬إن خطر المخدرات وتأثيرها المدمر أشد فتكا من الحروب‪...‬‬

‫التي تدمر الحضارات وتقضي على القدرات وتعطل الطاقات " ‪...‬‬
‫*المبحث األول ‪ :‬ادمان المخدرات‬

‫*المطلب االول ‪:‬عوامل و أسباب تعاطي المخدرات‬

‫الشك أن دوافع وأسباب تعاطي المخدرات تختلف من فئة إلى أخرى ومن مجتمع إلى مجتمع‬

‫آخر‪ ،‬وعليه يمكن حصر أسباب تعاطي المخدرات في الجوانب االجتماعية واالقتصادية‬

‫والثقافية للمجتمع‪.‬‬

‫‪ ‬أوال‪ -‬عوامل وأسباب اجتماعية ‪ :‬ويقصد بها المؤثرات التي تحيط باإلنسان في أسرته أو‬

‫في مجتمعه‪.‬‬

‫‪-‬التفكك األسـ ــري‪ :‬تعتبر األسرة العاجزة عن توفير الحاجات األساسية ألبنائها مثل المحافظة‬

‫على صحتهم ‪ ،‬اكتسابهم العادات االجتماعية السليمة‪ ،‬وكيفية تكوين العالقات مع اآلخرين‪،‬‬

‫وفرض الضوابط على دوافعهم النفسية والجنسية وإشباع حاجاهم االنفعالية‪ ،‬أسر معتلة مما قد‬

‫يؤدي إلى انحراف أفرادها‪ ،‬ومن بين صور االنحراف هي تعاطي المخدرات‪ .‬كما أثبت الباحث‬

‫"سمارت" أن استعمال أحد الوالدين للمخدر يوميا يؤثر تأثي ار كبي ار على استعداد األطفال لالستعمال‬

‫المخدرات ‪ ،‬واتضح من دراسته أن ‪ % 60‬من األطفال يقدمون على تعاطي المخدر الذي استعمله‬

‫األب أو األم‪ .‬كما أن تأثير اإلدمان يؤدي إلى تفكك األسرة والروابط األسرية وزيادة المشكالت‬

‫الزوجية والتي تنتهي في كثير من األحيان إلى وجود مشكالت بين الزوجين وبينهما وبين األبناء‬

‫ومن ثم الطالق وتشرد األبناء‬


‫‪-‬البيئة والوسط االجتماعي‪ :‬تؤثر البيئة والوسط االجتماعي الذي يتحرك فيه الفرد في تشكيل‬

‫ونمو شخصيته وتحديد ميوله دوافعه النفسية عن طريق نوع التربية والضغوط والمطالب التي‬

‫تسود البيئة االجتماعية التي يعيش فيها الفرد‪ٕ .‬فإذا فشل الفرد في مواجهة هذه الضغوط وتلك‬

‫المطالب قد يحصل عدم توافق اجتماعي ونفسي‪ ،‬يؤدي به إلى االنحراف وإلى التعاطي واإلدمان‬

‫على المخدرات‪.‬‬

‫‪-‬سوء التنشئة االجتماعية‬

‫‪-‬غياب الرعاية األسرية لألبنا‪:‬‬

‫‪-‬الفراغ القاتل لدى الشباب‬

‫‪-‬رفقاء السوء (الصحبة السيئة)‬

‫‪-‬فقد الدور والمكانة االجتماعية‬

‫‪-‬تأخر سن الزواج والمشاكل العاطفية‬

‫‪ ‬ثانيا‪ -‬عوامل وأسباب اقتصادية ‪ :‬ويمكن حصر هذه العوامل في‪:‬‬

‫‪-‬وف ـرة المــال (كبار المقاولين والتجار)‪ :‬توفر األموال قد يدفع ببعض الشباب إلى التردد على‬

‫المطاعم والحانات الفخمة‪ ،‬وبحثا عن المتعة الزائفة وحب االستطالع يقدمون على تعاطي أغلى‬

‫أنواع المخدرات والكحول‬


‫‪-‬البطال ــة (عدم توفر فرص عمل)‪ :‬من العوامل المباشرة لالنحراف عدم وجود فرص العمل‬

‫المناسبة ‪ ،‬األمر الذي يدفع العاطل عن العمل إلى تعاطي المخدرات بغرض الهروب من الواقع‬

‫المعاش‪ ،‬والوقوع فريسة لالكتئاب واإلحباط‪.‬‬

‫‪-‬الدخل المحدود وارتفاع األسعار‪ :‬قد يدفع ببعض الشباب إلى التعاطي ومن ثم إلى ارتكاب‬

‫جرائم االعتداء على الممتلكات واألموال العامة‬

‫‪-‬عدم توفر اإلمكانيات المادية البسيطة لألسرة‬

‫‪-‬تعطيل مشاريع التنمية‪ :‬فالمخدرات تقضي على عوامل التنمية وتساهم في نشر الفقر والبطالة‬

‫والجريمة ‪.‬‬

‫‪-‬انتشار الجريمة المنظمة‪ :‬أصبحت تجارة المخدرات تجارة عالمية تقودها عصابات كبيرة تتعامل‬

‫مع المليارات من الدوالرات الشئ الذي يشجع الشباب البطال على االنخراط في هذه المنظمات‬

‫اإلجراميه‪.‬‬

‫المخدرات شأنها من الناحية االقتصادية شأن السلع األخرى يؤدي ترويجها الغير المشروع ونمو‬

‫هذا الترويج إلى المخدرات خلل في بنية اقتصاد الدولة واضطرابه خاصة وأن كميات كبيرة من‬

‫‪.‬‬ ‫العمالت الصعبة تصبح خارجة عن سيطرة الدولة‬

‫‪ ‬ثالثا‪ -‬عوامل وأسباب ذاتية‪ :‬وهذه األسباب يمكن ردها إلى‪:‬‬


‫‪-1‬االستعداد الشخصي‪ :‬لقد توصل غالبية األطباء والعلماء في بحوثهم لمعالجة المدمنين على‬

‫أن السبب الحقيقي لإلدمان هو وجود نقص أو ضعف في القدرات العقلية لدى الشخص تهيئ له‬

‫الميل إلى تعاطي المخدرات ‪ ،‬إذن فأكثر المدمنين على المخدرات ليسوا في حالة سليمة من‬

‫الناحية العقلية ‪ ،‬فهم على شيء من النقص العقلي؛ حيث أن كامل العقل قد يتعاطى المخدرات‬

‫لكن حسن صحته وسالمة إدراكه تمنعه من االسترسال واإلدمان عليه ويتعاطى هؤالء األشخاص‬

‫المخدرات رغبة في الشعور بالراحة أو السعادة‪.‬‬

‫‪-2‬االعتبارات النفسية‪ :‬إن اإلنسان بطبيعته يسعى إلى التخلص من ألم الحياة وينشد الراحة‬

‫والسعادة عن طريق تناول المخدر بذلك تكون حالة التخدر هي السعادة في ذهن المتعاطي‬

‫للمخدرات ‪ ،‬ويرى مختصون من مدارس نفسية متعددة أن التعود على تتناول المخدرات يأتي من‬

‫خالل عملية التفاعل االجتماعي‪ ،‬وكذلك من خالل االتصال باآلخرين حيث البحث عن المتعة‬

‫المؤقتة أو الهروب من بعض المشاكل‪ ،‬وخفض التوترات التي يؤمنها تناول المخدرات ‪ ،‬وحسب‬

‫الخصائص النفسية للمعنيين به إذ يعتمد عليها البعض كمهدئ‬

‫بالنسبة لظاهرة تعاطي المخدرات فإن التكوين العضوي للشخص قد ال يمكنه من االستمرار في‬

‫عمله فترة طويلة تمكنه من الحصول على عائد مادي يحتاجه األمر الذي يدفعه إلى تعاطي‬

‫المخدرات‬

‫*المطلب الثاني‪ :‬أنواع المخدرات‬


‫‪. 1‬الماريجوانا (القنب)‪:‬‬

‫هو نبات مخدر و من أشهر و أكثر المخدرات المتداولة في العالم‪ .‬يعرف بأسماء عديدة مثل‬

‫(البانجو‪ ،‬الحشيش‪ ،‬الكيف‪ ،‬الماريجوانا) و له تأثير يدوم لحوالي الـ ‪ 90‬دقيقة‪ .‬يتم تحضيره بعد‬

‫حصده على مراحل بالتجفيف و التعريض للح اررة و الفرز للتعاطي عن طريق لفه و تدخينه أو‬

‫مضغه‪.‬‬

‫‪. 2‬األفيون‪:‬‬

‫المادة التي تعتبر الجذر للعديد من المركبات المخدرة‪ ،‬مثل المورفين‪ ،‬و الهيروين‪ ،‬و الكودائين‪.‬‬

‫يستعمل كمخدر في المشافي للعمليات ولتسكين آالم ما بعدها‪ .‬يستخرج األفيون من نبات‬

‫الخشخاش المنوم‪ ،‬ويحضر على شكل أعواد أو عجينة‪ .‬الدولة األولى المصدرة لألفيون في العالم‬

‫هي أفغانستان‪.‬‬

‫‪. 3‬الهيروئين‪:‬‬

‫من مركبات المورفين التي تستخرج من نبتة الخشاش المنوم‪ ،‬ويحضر مخبريا على شكل حجارة‬

‫أو مسحوق شديد النقاوة‪ .‬الهيروئين مخدر قوي للجهاز العصبي المركزي وكان يستعمل في بادء‬

‫األمر حين اكتشافه كعالج لآلالم الحادة أو للسعال‪ ،‬وإلى اآلن يستعمل بشكل قانوني في بعض‬

‫المشافي آلالم ما بعد الجراحة أو السرطان أو اإلصابات الجسدية الحادة‪.‬‬

‫‪. 4‬الكيتامين‪:‬‬
‫دواء يستعمل لبدء عملية التخدير الجراحي ولإلبقاء عليه‪ .‬شهد رواجا في اإلستعمال مؤخ ار و‬

‫يؤخذ غالبا عن طريق الحقن‪.‬حصول على نفس التأثير‪.‬‬

‫‪. 5‬ال اس دي‪:‬‬

‫من أقوى المهلوسات في العالم‪ ،‬إذ أن جرعة بسيطة تبلغ بضعة ميكروغرامات كافية للتسبب‬

‫بهلوسات بصرية و سمعية و فكرية‬

‫‪. 6‬الكوكائين‪:‬‬

‫يستخرج من نبات “الكوكا” (المستخدمة أيضا في المشروبات الغازية المسماة بالكوال) أو تمضغ‬

‫النبتة ذاتها‪ ،‬وباإلمكان تحضيره مخبريا على شكل حجارة أو مسحوق شديد النقاوة‪ .‬يعتبر من‬

‫المواد المنبهة جدا فهو يعمل على تنبيه الجهاز العصبي المركزي ومضاعفة تأثير هرموني‬

‫“النورأبينفرين” و “الدوبامين” المسئول عن المزاج و اإلبتهاج الكاذب‪.‬‬

‫‪. 7‬األميفتامين‪:‬‬

‫من منبهات الجهاز العصبي المركزي وله تأثير مشابه للكوكائين‪ .‬يتوفر األميفتامين على شكل‬

‫حبوب تحمل أسماء تجارية كـ “ ّأديرال” لعالج مرض نقص اإلنتباه فرط الحركة والسمنة المفرطة‬

‫كما يستعمل بعض األحيان من قبل الرياضيين بشكل غير مشروع‪.‬‬

‫*المطلب الثالث‪ :‬اآلثار المترتبة عن جريمة تعاطي المخدرات‬

‫للمخدرات آثـــار عديدة متنوعة ومتداخلة منها‪:‬‬


‫‪ -1‬اآلثار االقتصادية‪:‬‬

‫يؤثر تعاطي المخدرات على االقتصاد بدرجة كبيرة‪ ،‬حيث أن المتعاطي يصرف ما يحصل‬

‫عليه من دخل من اجل الحصول على المخدرات وهذه األموال تهرب إلى الخارج وبالتالي يضعف‬

‫االقتصاد في الدول‪ ،‬كما أن المتعاطي يفقد الكثير منة قوته الجسمية والعقلية من جراء تعاطي‬

‫المخدرات فيؤدي ذلك إلى ضعف إنتاجه‪ ،‬مما يؤثر على االقتصاد الوطني‪،‬كما أن الدولة تصرف‬

‫الكثير من اجل مكافحة المخدرات عن طريق بناء المصحات لعالج المتعاطين‪ ،‬كما إن الدول‬

‫تصرف الكثير لبناء السجون والمحاكم‪ ،‬والمبالغ التي تصرف على المسجونين في قضايا المخدرات‬

‫نجد انه كان من األفضل صرف هذه المبالغ الطائلة في تطوير الدول‪.‬‬

‫‪ -2‬اآلثار االجتماعية‪:‬‬

‫تعتبر األسرة هي اللبنة في كل مجتمع‪ ،‬والمخدرات تلحق أض ار ار جسيمة في األسرة حيث‬

‫يكون المدمن منعزل عن العالم وبالتالي يهمل أسرته وتربية أبناءه‪ ،‬كما أنه ينفق الكثير من أجل‬

‫الحصول على المواد المخدرة وبالتالي يتم إنفاق مبلغ كبير كان من األفضل إنفاقه على احتياجات‬

‫األسرة‪ ،‬وبالتالي يتشرد األبناء‪ ،‬وقد يدفع ذلك إلى السرقة والتسول والدعارة من أجل الحصول‬

‫على المال‪.‬‬

‫‪ -3‬اآلثار الصحية‪:‬‬
‫يظهر تأثير المخدرات من الناحية الصحية على الجهاز التنفسي‪ ،‬كما يزيد من سرعة دقات‬

‫القلب ويتسبب باألنيميا الحادة وخفض ضغط الدم‪ ،‬كما تؤثر على كريات الدم البيضاء‪ .‬يعاني‬

‫متعاطي المخدرات من فقدان الشهية وسوء الهضم والشعور بالتخمة‪ ،‬خاصة إذا كان التعاطي‬

‫عن طريق األكل مما ينتج عنه نوبات من اإلسهال واإلمساك ويصاب جسم اإلنسان بأنواع‬

‫السرطان‪ .‬وبالنسبة لتأثير المخدرات على الناحية الجنسية‪ ،‬فقد أيدت الدراسات واألبحاث أن‬

‫متعاطي‬

‫المخدرات من الرجال تضعف عنده القدرة الجنسية وتصيب الفرد بالبرود الجنسي‪ .‬كما تؤدي‬

‫المخدرات إلى الخمول الحركي لدى متعاطيها‪ .‬باإلضافة إلى األمراض النفسية كالقلق واالكتئاب‬

‫النفسي المزمن‪ ،‬وفقدان الذاكرة ‪.‬‬

‫*المبحث الثاني ‪ :‬عناصر الوقاية من تعاطي المخدرات‬

‫بالرغــم من أن ظاه ـرة تعاطي المخدرات تعد من بين أبــرز الظواهر التي القت اهتاما واســعا بين‬

‫الباحثين في المجتمعات المختلفة‪ ،‬فإنه حتى وقتنا هذا ال يوجد اتفاق بين جمهور الباحثين في‬

‫مسببات أو طرق التحكم في تلك الظاهرة بين صفوف المراهقين‬

‫والشباب فقد ظهرت العديد من األساليب الوقائية والتنبئية حيث توصلت دراسة أن التدخالت‬

‫والربامج الخاصة بالوقاية من تعاطي المخدرات تعد من العوامل االكثر فاعلية في معرفة كيفية‬

‫التنبؤ بتعاطي المخدرات‪،‬بينام أظهرت دراسة وجود مستويات تحسن كبيرة عالية في تعاطي‬
‫الكوكايين تترافق مع تشخيص اضطراب السلوك‪.‬‬

‫ومــن المعلوم أن الوقاية خـيـر من العالج‪ ،‬وخاصة عندمــا يتعلق االمر بتعاطي‬

‫المخدرات‪ ،‬حيث إن إدمان المخدرات من أعقد المشــكالت الطبية والنفسية التي ليس من اليسيــر‬

‫نظر لتعلق المدمن الشديد بالمادة التي تعود تناولها‬


‫ا‬ ‫التعامل معها أو ضمان القضاء عليها؛‬

‫وصعوبة صرفه عن ذلك‪ ،‬فكانت الوقاية من هذا االمر أكثر فائدة وأشــد إلحاحا‪ .‬ولهذا نجد منهج‬

‫االسالم قد شمل كل ما اقترحه الباحثون في هذا الشأن وزاد عليه في تكامل وتناسق يؤتى ثما ار‬

‫يانعة بإذن هللا إذا طبق واعتني به بشكل صحيح‪ ،‬وعلى جميع المســتويات‪ ،‬فمثال‪ :‬نجد العناية‬

‫بالتربيــة واالسرة والصديق أو الجليس‪ ،‬والحث على العمل والكســب الحالل‪ ،‬وغرس القيم الصاحلة‬

‫في نفوس النشء‪ ،‬ودور المسجد والدعاة إلى هللا في التوعية واالرشاد والتوجيه ألفراد المجتمع‬

‫كبا ار وصغارا‪ ،‬كلها أمور أكدها المنهج االسالمي وهي عوامل وقائية تقي من خطر الوقوع تحت‬

‫طائلة المخدرات‪.‬‬

‫هذا وتتطلب الوقاية والحماية من خطر تعاطي المخدرات عدة أدوار لتفعيل عملية التوعية‬

‫واالرشاد‪.‬‬

‫*المطلب االول ‪ :‬دور االسرة في الوقاية من تعاطي المخدرات‬

‫إن االسرة تــؤدي دو ار غاية في االهمية من حيث وقاية االبناء من تعاطي المخدرات‪ ،‬وذلك من‬

‫خالل التنشــئة االسرية التي تتم عن طريق االب واالم يمكن وقاية الفرد من تعاطــي المخدرات؛‬
‫ولكي يتخــذ االبناء ق ار ار بعدم تجربة المخــدرات باقتناع‪ ،‬فإن االباء يستطيعون تأكيد ذلك من خالل‬

‫مجموعة من الخطوات يوردها عبد الحليم والجمعية المصرية العامة لمنع المسكرات على النحو‬

‫التالي‪:‬‬

‫_ تعريف االبناء باالخطار الناجمة عن استعامل الخمور والمخدرات‬

‫_تعليم االبناء المبادئ االساســية للصحة العامة وطرق حماية أنفسهم وأمهية ذلك للحياة الصحية‬

‫السليمة‬

‫_ حسن تأديبهم وإظهار حرمة تجربة تعاطي المخدرات وأثرها على النفس والمجتمع‬

‫_ أن تكون هناك حدود لسلوك االبناء يتعين عليهم أال يتخطوها‪ ،‬فال يجوز مثال لالبناء تعاطي‬

‫الحشيش أو الخمور؛ وقد يؤدي بهم إلى االنجراف إلى تعاطي الهريوين‪.‬‬

‫_مساعدة االبناء على اكتساب المهارات التي ترفع من قد ارتهم المعرفية‪ ،‬بما يساعدهم على الثقة‬

‫بالنفس‪ ،‬وعدم الســعي إلى خلق أوهام من خالل حصولهم على الثقة بالنفس نتيجة تقليدهم لآلخرين‬

‫_تجنب إثارة المشــكالت االسرية أمام األبناء حتى ال يهتز شعورهم باألمن داخل األسرة‬

‫_البعد عن القســوة في تربية األبناء ووجود روابط أسرية قوية بين أفراد األسرة؛ لما لذلك من أثر‬

‫بالغ في شعور األبناء باألمن داخل األسرة‪.‬‬

‫_العمل على شغل أوقات األبناء من قبل األباء بما يفيدهم صحيا وعلميا وثقافيا ـ‬
‫_العمل على معرفة األماكن التي يتردد عليها ويســهر فيها األبناء‪ ،‬ومراقبة مواعيد نومهم‪ ،‬األمر‬

‫الذي يستدعي وجود سياسة تربوية واضحة من جانب السرة‬

‫ومن ثم يمكن القول‪ :‬إن مفتاح النجاح للعائلة هو أن يكون هناك إحساس واضح لوظائف األبــاء‬

‫واألبناء وألهداف العالقات العائليــة‪ ،‬وبالتالي يكون من الضروري مواجهة أي تهديد للعائلة مبارشة‬

‫قبل ظهور تعاطي المخدرات ومعالجة سوء استخدام العقاقيــر األخرى‪ ،‬وتدارك الموقف بحيث يتم‬

‫حل المشــكلة‪ ،‬على أن يتم الحل في ضوء الفهم الجيد للمشكلة وأسبابها ودواعيها‪.‬‬

‫*المطلب الثاني ‪ :‬اإلعالم ودوره في التوعية من أخطار المخدرات‬

‫يتحمل االعالم دو ار مهما في التوعية بأخطار المخدرات ابرزها ما يلي ‪:‬‬

‫_ ضرورة تنقية المادة اإلعالمية خاصة ما يتصل منها باألعمال الدرامية واألفالم من الصور‬

‫التي قد تظهر المخدرات كباعث إلعطاء إحســاس بالنشوة ألبطال هذه األعمال؛ ما قد يغري‬

‫النشء بمجاراهتم‬

‫_ أن يؤدي اإلعالم دو ار في إبراز القدوة الصالحة التي يمكن أن يقتدي بها النشء‬

‫_ ضرورة قيام العمل اإلعالمي على أسس علمية معتمدا على نتائج ما توصلت عليه البحوث‬

‫العلمية والدراسات التربوية‬

‫_ دعم جهــود القدوات للقيام بحمالت توعية في التجمعات الشــبابية المختلفة وإنشــاء قنوات علمية‬

‫هادفة بالتلفزيون تشجع النشء والشباب على االستزادة العلمية والتطلع العلمي‪.‬‬
‫*االستنتاجات والتوصيات‬

‫في ضوء ما تم التوصل إليه تم تقديم العديد من التوصيات على النحو التالي ‪:‬‬

‫عقد العديد من الندوات في أماكن تجمع الشباب لتبصريهم بأضرار‬ ‫‪-1‬‬

‫المخدرات ـ‬

‫‪ -2‬استقطاب العديد من رجال الدين البارزين إللقاء ندوات ومحاضرات حول‬

‫أضرار المخدرات والكحوليات ـ‬

‫تضمين المناهج التعليمية باآلثار السلبية للمخدرات وطرق الوقاية منها‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪ -4‬قيام اإلعالم المســموع والمقروء والمرئي بحمالت دعائية ضد أضرار‬

‫المخدرات بأنواعها كافة ـ‬

‫تفعيل دور المرشــد الط ـالبي في مواجهة أخطار اإلدمــان بتقديم برامج‬ ‫‪-5‬‬

‫توعوية للطالب في شتى المراحل التعليمية ‪.‬‬

‫فرض رقابة شــديدة على القنوات والمسلسالت األجنبية التي تتناول العديد‬ ‫‪-6‬‬

‫من القيم المخالفة لمجتمعنا القويم ‪.‬‬


‫الخاتمة‬

‫نستنتج مما سبق أن ظاهرة تعاطي المخدرات أصبحت تشغل الرأي العام العالمي نظ ار‬

‫لتفشيها الواسع وسط مختلف الشرائح االجتماعية وخاصة لدى فئة الشباب ذكو ار وإناثا خاصة‬

‫وان الشباب هو أساس البناء والتنمية ‪ ،‬لذلك فغن مواجهة هذه الظاهرة يتطلب تضافر كافة‬

‫الجهود المبذولة للتحكم في العوامل واألسباب المؤدية إليها ومواجهة اآلثار المترتبة عنها على‬

‫مستوى الفرد واألسرة والمجتمع‪ ،‬ناهيك عن األضرار االقتصادية واالجتماعية والثقافية والسياسية‬

‫الناتجة عن هذه الظاهرة التي تهدد أمن واستقرار المجتمع ‪.‬‬


‫المصادر‬

‫‪ -1‬عفاف عبد المنعم‪ :‬اإلدمان ‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ، 1998 ،‬ص‪. 93‬‬

‫‪ -2‬أحمد عبد العزيز األصفر‪ :‬عوامل انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في المجتمع العربي‪، ،‬‬

‫ط‪ ، 1‬الرياض‪ ، 2004 ،‬ص‪111‬‬

‫‪ -3‬عفاف عبد المنعم‪ :‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪93‬‬

‫‪ 2014/03/ 4 ،.www.sandnetI8.com‬أسباب تعاطي المخدرات ‪ ،‬تاريخ االطالع ‪: 18‬‬

‫‪ -4‬كامل حامد الطوارنة ‪ " :‬المخدرات عوامل انتشارها وآثارها"‪ ،‬مجلة الحوار‪ ،‬العراق‪،‬‬

‫الجمعة‪ 10 ،‬أوت‪ ،‬ص ‪ ، 2012‬ص‪12‬‬

‫‪ -5‬أحمد عبد العزيز األصفر‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪114‬‬

‫‪ -6‬ياسمين كردي‪ ،‬المخدرات في المجتمع ٕواعادة تأهيل المدمنين على المخدرات‪ (،‬رسالة‬

‫ماجستير) في علم االجتماع‪ ،‬تخصص علم االجتماع‪ ،‬كلية اآلداب و العلوم اإلنسانية ‪،‬‬

‫جامعة دمشق ‪.2006 ،‬‬

You might also like